سرشناسه : محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پدیدآور : میزان الحکمه/ محمد الری شهری؛ تهیه پژوهشکده علوم و معارف حدیث.
مشخصات نشر : قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 14ق.-= 13 -
مشخصات ظاهری : ج.
فروست : مرکز بحوث دارالحدیث؛ 7.
شابک : 860000 ریال: دوره: 978-964-493-370-7 ؛ 1300000 ریال (دوره، چاپ ششم) ؛ ج. 1، چاپ ششم 978-964-493-371-4 : ؛ ج. 3، چاپ چهارم 978-964-493-373-8 : ؛ ج.4، چاپ چهارم 978-964-493-374-5 : ؛ ج.7، چاپ چهارم 978-964-493-377-6 : ؛ ج. 9، چاپ چهارم 978-964-493-379-0 :
یادداشت : فهرستنویسی بر اساس جلد ششم، 1343ق.= 2009م.= 1388.
یادداشت : جلد دهم کتاب حاضر الفهارس می باشد.
یادداشت : عربی.
یادداشت : چاپ چهارم.
یادداشت : ج.1- 4 و 7 - 10 (چاپ چهارم: 1430ق.= 1388).
یادداشت : ج. 1 (چاپ ششم: 1433 ق.= 1391).
مندرجات : ج. 1. ا- ث
موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14
شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. پژوهشکده علوم و معارف حدیث
شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر
رده بندی کنگره : BP136/9/م3م9 1300ی
رده بندی دیویی : 297/212
شماره کتابشناسی ملی : 2002205
ص :1
ص :2
ص :3
ص :4
402 - الفأل
403 - الفَتک
404 - الفِتنة
405 - الفُتوَّة
406 - الفَتوی
407 - الفُحش
408 - الفَخر
409 - الفَرَج
410 - الفَرَح
411 - الفُرس
412 - الفِراسة
413 - الفُرصة
414 - الفَرائض
415 - التَفریط
416 - الفَراغ
417 - الفِرَق
418 - الفَساد
419 - الفِسق
420 - الفَصاحة
421 - الفَضیلة
422 - الفَقر
423 - الفِقه
424 - الفِکر
425 - الفَلاح
426 - التَّفویض
ص :5
ص :6
ص :8
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ الشی ءُ الفَألُ؛ الکَلِمَةُ الحَسَنةُ یَسمَعُها أحَدُکُم .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لاطِیَرَةَ، وخَیرُها الفَألُ؛ الکَلِمَةُ الصالِحَةُ یَسمَعُها أحَدُکُم .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا عَدوی ولا طِیَرَةَ، ویُعجِبُنِی الفَألُ الصالِحُ ، والفَألُ الصالِحُ : الکَلِمَةُ الحَسَنةُ .(3)
صحیح مسلم عن أبی هریرة : سمعت النبیّ صلی اللَّه علیه وآله یقول : لاطِیَرةَ ، وخَیرُها الفَألُ . قیلَ : یارسولَ اللَّهِ ، وما الفَألُ ؟ قالَ : الکَلِمَةُ الصالِحَةُ یَسمَعُها أحَدُکُم .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَفَأّلْ بالخَیرِ تَنجَحْ .(5)
عنه علیه السلام : العَینُ حَقٌّ ، والرُّقی حَقٌّ، والسِّحرُ حَقٌّ ، والفَألُ حَقٌّ ، والطِّیَرَةُ لیسَت بحَقٍّ ، والعَدوی لیسَت بِحَقٍ (6) .(7)
ص :9
ص :10
ص :11
ص :12
ص :13
ص :14
ص :16
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الإیمانُ قَیدُ الفَتکِ ، لا یَفتِکُ مُؤمنٌ .(1)
شرح نهج البلاغة : لمّا قُبِضَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله واشتَغَلَ علیٌّ علیه السلام بغُسلِهِ ودَفنِهِ وبُویِعَ أبوبکرٍ ، خلا الزُّبیرُ وأبوسُفیانَ وجَماعَةٌ مِن المُهاجِرینَ بعبّاسٍ وعلیٍّ علیه السلام لِإجالَةِ الرَّأیِ ، وتَکَلَّموا بکلامٍ یَقتَضی الاستِنهاضَ والتَّهییجَ ، فقالَ العبّاسُ رضی اللَّه عنه: قد سَمِعنا قَولَکُم فلا لِقلّةٍ نَستَعِینُ بکُم ، ولالِظِنَّةٍ نَترُکُ آراءَکُم ، فَأمهِلُونا نُراجِعِ الفِکرَ ... واللَّهِ لولا أنَّ الإسلامَ قَیَّدَ الفَتکَ لَتَدَکدَکَت جَنادِلُ صَخْرٍ یُسمَعُ اصطِکاکُها مِن المَحَلِّ العَلیِّ .(2)
بحار الأنوار عن أبی الفَرَجِ فی المَقاتل - فی ذِکرِ ما جَری علی مُسلم بنِ عَقیلٍ - : قال هانئُ لمسلمٍ : إنّی لا اُحِبُّ أن یُقتَلَ (یَعنی ابنَ زیادٍ) فی دارِی . فلمّا خَرَجَ مسلمٌ قالَ لَهُ شریکٌ : ما مَنَعَکَ مِن قَتلِهِ ؟ قالَ : خَصلَتانِ : أمّا إحداهُما : فکَراهِیَةُ هانئٍ أن یُقتَلَ فی دارِهِ، وأمّا الاُخری : فحدیثٌ حَدَّثَنیهِ الناسُ عن النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله: أنّ الإیمانَ قیدُ الفَتکِ ، فلا یَفتِکُ مؤمنٌ ، فقالَ لَهُ شریکٌ : أما واللَّهِ لو قَتَلتَهُ لَقَتَلتَ فاسِقاً فاجِراً کافِراً .(3)
مثیر الأحزان : خَرَجَ مسلمٌ والسَّیفُ فی کَفِّهِ ، وقالَ (لَهُ) شریکٌ : (یا هذا) ما مَنَعَکَ مِن الأمرِ ؟ قالَ مسلمٌ : (لمّا) هَمَمتُ بالخُروجِ فَتَعَلَّقَت بی امرأةٌ قالَت : ناشَدتُکَ اللَّهَ إن قَتَلتَ ابنَ زیادٍ فی دارِنا ! وبَکَت فی وَجهی ، فَرَمَیتُ السَّیفَ وجَلَستُ . قالَ هانئٌ : یاوَیلَها قَتَلَتنِی وقَتَلَت نفسَها ، والذی فَرَرتُ مِنهُ وَقَعتُ فیهِ !(4)
ص :17
ص :18
ص :20
الکتاب :
(أوَلا یَرَوْنَ أنَّهُمْ یُفْتَنُونَ فِی کُلِّ عامٍ مَرَّةً أوْ مَرَّتَیْنِ ثُمَّ لا یَتُوبُونَ وَلَا هُمْ یَذَّکَّرُونَ) .(1)
الحدیث :
نهج البلاغة : الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا قامَ إلَیهِ رجُلٌ فقالَ : أخبِرْنا عنِ الفِتنَةِ ، وهل سَألتَ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَنها ؟ - : إنّه لَمّا أنزَلَ اللَّهُ سبحانَهُ قولَهُ : (الم * أحَسِبَ الناسُ ...) عَلِمتُ أنّ الفِتنَةَ لا تَنزِلُ بنا ورسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بینَ أظهُرِنا ، فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما هذهِ الفِتنَةُ التی أخبَرَکَ اللَّهُ تعالی بِها ؟ فقالَ : یا علیُّ ، إنّ اُمَّتِی سَیُفتَنُونَ مِن بَعدی ... یا علیُّ ، إنَّ القَومَ سَیُفتَنُونَ بأموالِهِم ، ویَمُنُّون بِدِینِهِم علی رَبِّهِم ، ویَتَمَنَّونَ رَحمَتَهُ ، ویَأمَنونَ سَطوَتَهُ ، ویَستَحِلُّونَ حَرامَهُ بالشُّبُهاتِ الکاذِبَةِ ، والأهواءِ الساهِیَةِ ، فَیَستَحِلُّونَ الخَمرَ بالنَّبیذِ ، والسُّحتَ بالهَدیَّةِ ، والرِّبا بالبَیعِ . قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، فَبِأیِّ المَنازِلِ اُنزِلُهُم عندَ ذلکَ ؟ أبِمَنزِلَةِ رِدَّةٍ ، أم بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ ؟ فقالَ : بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ .(3)
وفی نقلِ کَنزِ العُمّالِ ... ثُمّ قالَ لی : یا علیُّ ، إنَّکَ باقٍ بَعدِی ، ومُبتَلیً بِاُمَّتی ، ومُخاصِمٌ یَومَ القِیامَةِ بَینَ یَدَیِ اللَّهِ تعالی فَأعدِدْ جَواباً ، فقلتُ : بأبی أنتَ واُمّی ، بَیِّنْ لی ما هذهِ الفِتنَةُ التی یُبتَلونَ بها ، وعلی ما اُجاهِدُهُم بَعدَکَ ؟
فقالَ : إنّکَ ستُقاتِلُ بَعدی الناکِثَةَ ، والقاسِطَةَ ، والمارِقَةَ - وحَلاهم وسَمّاهُم رَجُلاً رجُلاً - ثمّ قالَ لی : وتُجاهِدُ اُمّتی علی کُلِّ مَن خالَفَ القرآنَ مِمَّن یَعمَلُ فی الدِّینِ بالرَّأیِ ، ولا رَأیَ فی الدِّینِ ، إنّما هُو أمرٌ مِن الربِّ ونَهیُهُ .(4)
ص :21
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ما لی ولِقُریشٍ ؟ ! واللَّهِ لقد قاتَلتُهُم کافِرینَ ، ولاُقاتِلَنَّهُم مَفتونینَ .(1)
عنه علیه السلام - فی صفةِ الدنیا حینَ بِعثَةِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : أرسَلَهُ عَلی حینِ فَترَةٍ مِن الرُّسُلِ ، وطُولِ هَجعَةٍ مِن الاُمَمِ ، واعتِزامٍ مِن الفِتَنِ ... والدنیا کاسِفَةُ النُّورِ ... عابِسَةٌ فی وَجهِ طالِبِها ، ثَمَرُها الفِتنَةُ ، وطَعامُها الجِیفَةُ .(2)
عنه علیه السلام - أیضاً - : بَعَثَهُ والناسُ ضُلّالٌ فی حَیرَةٍ ، وحاطِبونَ (خابِطونَ) فی فِتنَةٍ .(3)
عنه علیه السلام - فی وصفِ الناسِ قبلَ البِعثَةِ بعدَ انصِرافِهِ مِن صِفِّینَ - : والناسُ فی فِتَنٍ انجَذَمَ (انحَذَمَ) فیها حَبلُ الدِّینِ ، وتَزَعزَعَت سَواری الیَقینِ ... أطاعُوا الشیطانَ فَسَلَکوا مَسالِکَهُ ، ووَرَدوا مَناهِلَهُ ، بهِم سارَتْ أعلامُهُ ، وقامَ لِواؤهُ ، فی فِتَنٍ داسَتهُم بأخفافِها ، ووَطِئَتهُم بأظلافِها ، وقامَتْ علی سَنابِکِها ، فهُم فیها تائهونَ حائرونَ ، جاهِلونَ مَفتونونَ .(4)
عنه علیه السلام - من کتابٍ لَهُ إلی معاویةَ - : فاحذَرِ الشُّبهَةَ واشتِمالَها علی لُبسَتِها ، فإنَّ الفِتنَةَ طالَما أغدَفَت جَلابِیبَها ، وأغشَت الأبصارَ ظُلمَتُها .(5)
عنه علیه السلام : فِتَنٌ کَقِطَعِ اللیلِ المُظلِمِ ، لا تَقومُ لها قائمَةٌ ، ولا تُرَدُّ لها رایةٌ ، تَأتِیکُم مَزمومَةً مَرحولَةً ، یَحفِزُها قائدُها ، ویَجهَدُها راکِبُها .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: یُؤتی بالمرأةِ الحَسناءِ یَومَ القِیامَةِ التی قدِ افتُتِنَت فی حُسنِها فتَقولُ : یاربِّ ، حَسَّنتَ خَلقِی حتّی لَقِیتُ ما لَقِیتُ ! فیُجاءُ بمَریمَ علیها السلام فیقالُ : أنتِ أحسَنُ أو هذهِ ؟ قد حَسَّنّاها فلم تُفتَتَنْ . ویُجاءُ بالرُجلِ الحَسَنِ الذی قدِ افتُتِنَ فی حُسنِهِ فیقولُ : یاربِّ ، حَسَّنتَ خَلقِی حتّی لَقِیتُ مِن النِّساءِ ما لَقِیتُ ! فَیُجاءُ بیُوسفَ علیه السلام فیقالُ : أنتَ أحسَنُ أو هذا ؟ قد حَسَّنّاهُ فلم یُفتَتَن. ویُجاءُ بصاحِبِ البَلاءِ الذی قد أصابَتهُ الفِتنَةُ فی بَلائهِ ، فیقولُ : یاربِّ ، شَدَّدتَ علَیَّ البَلاءَ حتَّی افتُتِنتُ ،
ص :22
فیُجاءُ بأیّوبَ علیه السلام فیقالُ : أبَلِیَّتُکَ أشَدُّ أو بَلِیَّةُ هذا ؟ فقدِ ابتُلِیَ فلم یُفتَتَنْ .(1)
الکافی عن مُعمَّر بنِ خَلّادٍ : سَمِعتُ أبا الحَسَنِ علیه السلام یقولُ : (الم * أحَسِبَ الناسُ أنْ یُتْرَکُوا أنْ یَقُولُوا آمَنّا وهُم لا یُفْتَنُونَ)(2) ثُمّ قالَ لی : ما الفِتنَةُ ؟ قلتُ : جُعِلتُ فداکَ الذی عِندَنا الفِتنَةُ فی الدِّینِ ، فقالَ : یُفتَنُونَ کما یُفتَنُ الذَّهبُ ، ثُمّ قالَ : یُخلَصُونَ کما یُخلَصُ الذَّهبُ .(3)
الکتاب :
(أحَسِبَ النَّاسُ أنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا یُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ صَدَقُوا وَلَیَعْلَمَنَّ الْکاذِبِینَ) .(5)
(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَیْمانَ وَأَلْقَیْنا عَلَی کُرْسِیِّهِ جَسَداً ثُمَّ أنابَ) .(6)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا قُتِلَ عُثمانُ - : ألا وإنّ بَلِیَّتَکُم قد عادَت کَهَیئَتِها یَومَ بَعَثَ اللَّهُ نَبیَّهُ (نَبیَّکُم) صلی اللَّه علیه وآله ، والذی بَعَثَهُ بالحَقِّ لتُبَلبَلُنَّ بَلبَلَةً ، ولتُغَربَلُنَّ غَربَلَةً ... حتّی یَعودَ أسفَلُکُم أعلاکُم ، وأعلاکُم أسفَلَکُم ، ولیَسبِقَنَّ سابِقونَ کانوا قَصَّرُوا ، ولیُقصِّرَنَّ سَبّاقُونَ کانوا سَبَقُوا .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : واللَّه لا یکونُ ما تَمُدُّونَ إلَیهِ أعیُنَکُم حتّی تُغَربَلُوا ، لا واللَّهِ لا یکونُ ما تَمُدُّونَ إلَیهِ أعیُنَکُم حتّی تُمَحَّصُوا .(8)
عنه علیه السلام : واللَّهِ لَتُمَحَّصُنَّ ، واللَّهِ لَتُمَیَّزُنَّ ، واللَّهِ لَتُغَربَلُنَّ ؛ حتّی لایَبقی مِنکُم إلّا الأندَرُ ... .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِرجُلٍ یقولُ : اللّهُمّ إنّی أعوذُ بکَ مِن الفِتنَةِ - : أراکَ تَتَعَوَّذُ مِن مالِکَ ووُلدِکَ ! یقولُ اللَّهُ تعالی : (إنّما أمْوالُکُم وأولادُکُم فِتنَةٌ)(10) ولکنْ قُل : اللّهُمّ
ص :23
إنّی أعوذُ بکَ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ .(1)
عنه علیه السلام : لا یقولَنَّ أحَدُکُم : اللّهمّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن الفِتنَةِ ؛ لأ نّهُ لیسَ أحَدٌ إلّا وهُو مُشتَمِلٌ علی فِتنَةٍ ، ولکنْ مَنِ استَعاذَ فَلْیَستَعِذْ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ؛ فإنّ اللَّهَ سبحانَه یقولُ : (واعْلَمُوا أنّما أمْوالُکُم وأوْلادُکُم فِتنَةٌ) .(2)
عنه علیه السلام : اللّهُمّ إنّا نَعوذُ بکَ أن نَذهَبَ عن قَولِکَ ، أو أن نُفتَتَنَ عن دِینِکَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی الجَوابِ عن المُتَشابِهِ فی تفسیرِ الفِتنَةِ - :(الم * أحَسِبَ الناسُ أنْ یُتْرَکُوا أنْ یَقُولوا آمَنّا وَهُم لا یُفْتَنُونَ)(4) وقولِهِ لِموسی علیه السلام: (وفَتَنّاکَ فُتُوناً)(5) . ومِنهُ فِتنَةُ الکُفرِ ، وهُو قولُهُ تعالی : (لَقَدِ ابْتَغَوُا الفِتنَةَ مِن قَبْلُ وقَلَّبُوا لَکَ الاُمورَ حَتّی جاءَ الحَقُّ وظَهَرَ أمْرُ اللَّهِ)(6)وقولُهُ تعالی : (والفِتنَةُ أکْبَرُ مِنَ القَتلِ)(7) یَعنِی هاهنا الکُفرَ وقولُه سبحانَهُ فی الذینَ استَأذَنوا رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی غَزوَةِ تَبُوکَ أن یَتَخَلَّفُوا عَنهُ مِن المُنافقینَ ، فقالَ اللَّهُ تعالی فیهِم : (ومِنهُم مَن یَقولُ ائذَنْ لی ولاتَفْتِنّی) یَعنی : ائذنْ لی ولا تُکفِّرْنی ، فقال عَزَّوجلّ : (ألاَ فی الفِتنَةِ سَقَطُوا وإنّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالکافِرِینَ)(8) .
ومِنهُ فِتنَةُ العَذابِ ، وهُو قولُهُ تعالی : (یَومَ هُم علَی النّارِ یُفْتَنُونَ)(9) أی یُعَذَّبُونَ (ذُوقُوا فِتْنَتَکُم هذا الّذی کُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ)(10) أی ذُوقُوا عذابَکُم ، ومِنهُ قولُهُ تعالی : (إنّ الّذینَ فَتَنُوا المُؤمِنینَ والمُؤمِناتِ ثُمَّ لَم یَتُوبُوا)(11) أی عَذَّبُوا المؤمنینَ . ومِنهُ فِتنَةُ المَحَبَّةِ للمالِ والوَلدِ ، کقولِهِ تعالی : (إنّما أمْوالُکُم وأوْلادُکُم فِتنَةٌ)(12) أی إنّما حُبُّکُم لَها فِتنَةٌ لَکُم .
ومِنهُ فِتنَةُ المَرَضِ ، وهُو قولُهُ سبحانَهُ : (أوَلا یَرَوْنَ أنّهُم یُفْتَنُونَ فِی کُلِّ عامٍ مَرَّةً أو مَرَّتینِ ثُمّ لا یَتُوبُونَ ولا هُم
ص :24
یَذَّکَّرُونَ)(1) أی یَمرَضُونَ ویَعتَلُّونَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ ، وأحکامٍ تُبتَدَعُ ، یُخالَفُ فیها حُکمُ اللَّهِ ، یَتَوَلَّی فیها رِجالٌ رِجالاً ، ألا إنّ الحَقَّ لو خَلَصَ لم یَکُنِ اختِلافٌ ، ولو أنّ الباطِلَ خَلَصَ لم یَخفَ علی ذی حِجیً ، لکنَّهُ یُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ ومِن هذا ضِغثٌ فَیُمزَجانِ فَیُجَلَّلانِ (3) معاً ، فهُنالکَ یَستَولی الشَّیطانُ علی أولیائهِ ، ونَجا الذینَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللَّهِ الحُسنی . إنّی سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : کیفَ أنتُم إذا لَبَسَتکُم فِتنَةٌ یَربُو فیها الصغیرُ ویَهرَمُ فیها الکبیرُ ...؟ !(4)
عنه علیه السلام : یَأتی علَی الناسِ زَمانٌ لا یَبقی فیهِم مِن القرآنِ إلّا رَسمُهُ ومِنَ الإسلامِ إلّا اسمُهُ ، ومَساجِدُهُم یومَئذٍ عامِرَةٌ مِن البِناءِ ، خَرابٌ مِن الهُدی ، سُکّانُها وعُمّارُها شَرُّ أهلِ الأرضِ ، مِنهُم تَخرُجُ الفِتنَةُ ، وإلَیهِم تَأوِی الخَطیئةُ ، یَرُدُّونَ مَن شَذَّ عنها فیها ، ویَسُوقُونَ مَن تَأخَّرَ عنها إلَیها ، یقولُ اللَّهُ سبحانَهُ : فَبِی حَلَفتُ لَأبعَثَنَّ علی اُولئکَ فِتنَةً تَترُکُ الحَلیمَ فیها حَیرانَ !(5)
عنه علیه السلام : ألا فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طاعَةِ ساداتِکُم وکُبَرائکُم ... فإنّهُم قَواعِدُ أساسِ العَصَبیَّةِ ، ودَعائمُ أرکانِ الفِتنَةِ .(6)
الکتاب :
(وَاعْلَمُوا أنَّما أمْوالُکُمْ وَأوْلادُکُمْ فِتْنَةٌ وَأنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِیمٌ) .(7)
(إنَّما أمْوالُکُمْ وأوْلادُکُمْ فِتْنَةٌ واللَّهُ عِندَهُ أجْرٌ عَظِیمٌ).(8)
(فأمَّا الإنْسانُ إذا ما ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأکْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أکْرَمَنِ * وأمَّا إذا ما ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أهانَنِ) .(9)
ص :25
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی مالِ الرجُلِ فِتنَةً ، وفی زوجَتِهِ فِتنَةً وولدِهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثٌ فاتِناتٌ : الشَّعرُ الحَسَنُ ، والوَجهُ الحَسَنُ ، والصَّوتُ الحَسَنُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ لِکُلِّ اُمّةٍ فِتنَةً ، وفِتنَةُ اُمَّتِی المالُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَأنا لِفِتنَةِ السَّرّاءِ أخوَفُ علَیکُم مِن فِتنَةِ الضَّرّاءِ ، إنّکُمُ ابتُلِیتُم بفِتنَةِ الضَّرّاءِ فَصَبَرتُم ، وإنّ الدنیا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفِتَنُ ثلاثٌ : حُبُّ النِّساءِ وهُو سَیفُ الشَّیطانِ ، وشُربُ الخَمرِ وهُو فَخُّ الشَّیطانِ ، وحُبُّ الدِّینارِ والدِّرهَمِ وهُو سَهمُ الشَّیطانِ ، فَمَن أحَبَّ النِّساءَ لم یَنتَفِعْ بعَیشِهِ ، ومَن أحَبَّ الأشرِبَةَ حَرُمَت علَیهِ الجَنّةُ ، ومَن أحَبَّ الدِّینارَ والدِّرهَمَ فهُو عَبدُ الدنیا .(5)
عنه علیه السلام - فی صفةِ عیسی علیه السلام - : ولم تکن لَهُ زَوجَةٌ تَفتِنُهُ ، ولا وَلَدٌ یَحزُنُهُ (یَخزنُهُ) ، ولا مالٌ یَلفِتُهُ .(6)
عنه علیه السلام : اللّهُمَّ صُنْ وَجهِی بالیَسارِ ، ولا تَبذُلْ (تَبتَذِلْ) جاهِی بالإقتارِ ، فَأستَرزِقَ طالِبی رِزقِکَ (رِفدِکَ) ، وأستَعطِفَ شِرارَ خَلقِکَ ، واُبتَلی بحَمدِ مَن أعطانِی ، واُفتَتَنَ بِذَمِّ مَن مَنَعَنی .(7)
عنه علیه السلام - لرجُلٍ یُسَمّی حَرباً یَمشی مَعهُ وهُو راکِبٌ - : ارجِعْ ، فإنَّ مَشیَ مِثلِکَ مَع مِثلِی فِتنَةٌ للوالی ، ومَذَلَّةٌ للمؤمنِ .(8)
عنه علیه السلام : إنَّ الشَّیطانَ یُسَنِّی لَکُم طُرُقَهُ ، ویُریدُ أن یَحُلَّ دِینَکُم عُقدَةً عُقدَةً ، ویُعطِیَکُم بالجَماعةِ الفُرقَةَ ، وبالفُرقَةِ الفِتنَةَ .(9)
عنه علیه السلام : رُبَّ مَفتونٍ بحُسنِ القَولِ فیهِ .(10)
عنه علیه السلام : فلا تَعتَبِرُوا الرِّضی والسُّخطَ بالمالِ والولدِ جَهلاً بمَواقِعِ الفِتنَةِ ، والاختِبارِ (اختیارِ) فی مَوضِعِ الغِنی والاقتِدارِ ... .(11)
عنه علیه السلام : إنّ أبغَضَ الخَلائقِ إلَی اللَّهِ
ص :26
رَجلانِ : رَجُلٌ وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نفسِهِ ، فهُو جائرٌ عن قَصدِ السَّبیلِ ، مَشغوفٌ بکلامِ بِدعَةٍ ودُعاءِ ضَلالَةٍ، فهُو فِتنَةٌ لِمَنِ افتَتَنَ بهِ . . .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما مِن قَبضٍ ولا بَسطٍ إلّا وللَّهِ ِ فیهِ المَنُّ والابتِلاءُ .(3)
عنه علیه السلام : ما مِن قَبضٍ ولا بَسطٍ إلّا وللَّهِ ِ فیهِ مَشِیَّةٌ وقَضاءٌ وابتِلاءٌ .(4)
عنه علیه السلام : لیسَ شی ءٌ فیهِ قَبضٌ أو بَسطٌ مِمّا أمَرَ اللَّهُ بهِ أو نَهی عَنهُ إلّا وفیهِ مِن اللَّهِ عَزَّوجلَّ ابتِلاءٌ وقَضاءٌ .(5)
عنه علیه السلام : لیسَ للعَبدِ قَبضٌ ولابَسطٌ مِمّا أمَرَ اللَّهُ بهِ أو نَهَی اللَّهُ عَنهُ إلّا ومِن اللَّهِ فیهِ ابتِلاءٌ (6) . (7)
الکتاب :
(وَما أرْسَلْنا قَبْلَکَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ إلَّا إنَّهُمْ لَیَأْکُلُونَ الطَّعامَ وَیَمْشُونَ فِی الأسْوَاقِ وَجَعَلْنا بَعْضَکُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أتَصْبِرُونَ وَکانَ رَبُّکَ بَصِیراً) .(8)
(وَهُوَ الذی جَعَلَکُمْ خَلائِفَ الْأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَکُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِیَبْلُوَکُمْ فِی ما آتاکُمْ إنَّ رَبَّکَ سَرِیعُ الْعِقابِ وَإنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِیمٌ) .(9)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَقیرُ عندَ الغَنیِّ فِتنَةٌ ، والضَّعیفُ عندَ القَویِّ فِتنَةٌ ... .(10)
الکتاب :
(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إنَّکَ أنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) .(11)
(فَقالُوا عَلَی اللَّهِ تَوَکَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ) .(12)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ والإمامُ الصّادقُ علیهما السلام - فی
ص :27
قولِهِ تعالی : (رَبَّنا لاتَجْعَلْنا فِتنَةً لِلقَومِ الظالِمِینَ) - : لاتُسَلِّطْهُم علَینا فَتَفتِنَهُم بنا .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ماکانَ مِن ولدِ آدمَ مؤمنٌ إلّا فَقیراً ، ولا کافِرٌ إلّا غَنیّاً حتّی جاءَ إبراهیمُ علیه السلام فقالَ : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتنَةً لِلَّذینَ کَفَرُوا) فَصَیَّرَ اللَّهُ فی هؤلاءِ أموالاً وحاجَةً ، وفی هؤلاءِ أموالاً وحاجَةً (2) . (3)
الغارات : خطبَ علیّ علیه السلام بالنَّهرَوانِ فقالَ : أیّها الناسُ ، أمّا بعدُ أنا فَقَأتُ عَینَ الفِتنَةِ ولم یَکُن أحَدٌ لِیَجتَرئَ علَیها غَیری ...
فقامَ إلیهِ رجُلٌ آخَرُ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، حَدِّثْنا عنِ الفِتَنِ . قالَ : إنَّ الفِتَنَ إذا أقبَلَت شَبَّهَت ، وإذا أدبَرَت نَبَّهَت ، یُشَبِّهنَ مُقبِلاتٍ ویُعرَفنَ مُدبِراتٍ ، إنَّ الفِتَنَ تَحومُ کالرِّیاحِ یُصِبنَ بَلَداً ویُخطِئنَ اُخری ، ألا إنّ أخوَفَ الفِتَنِ عِندی علَیکُم فِتنَةُ بَنی اُمیَّةَ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَلَهُ بالدنیا أعظَمُ فِتنَةٍ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اعلَمُوا أنّهُ مَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجعَلْ لَهُ مَخرجاً مِن الفِتَنِ ، ونوراً مِن الظُّلَمِ .(1)
عنه علیه السلام : أیُّها الناسُ ، شُقُّوا أمواجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النجاةِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لاتَکرَهُوا الفِتنَةَ فی آخِرِ الزمانِ ؛ فإنّها تُبِیرُ المُنافِقینَ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : تَمَنَّوُا الفِتنَةَ ؛ ففیها هَلاکُ الجَبابِرَةِ ، وطَهارَةُ الأرضِ مِن الفَسَقَةِ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بِالمَرءِ فی دِینِهِ فِتنَةً أن یَکثُرَ خَطَؤهُ ، ویَنقُصَ عَمَلُهُ ، وتَقِلَّ حَقیقَتُهُ ، جِیفَةٌ باللَّیلِ ، بَطّالٌ بِالنَّهارِ ، کَسولٌ هَلوعٌ رَتُوعٌ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَیَغشَیَنَّ اُمَّتِی مِن بَعدی فِتَنٌ کَقِطَعِ اللیلِ المُظلِمِ ، یُصبِحُ الرجُلُ فیها مؤمِناً ویُمسِی کافِراً ، ویُمسِی مؤمِناً ویُصبِحُ کافِراً ، یَبیعُ أقوامٌ دِینَهُم بعَرَضٍ مِن الدنیا قَلیلٍ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : دَوامُ الفِتَنِ مِن أعظَمِ المِحَنِ .(7)
عنه علیه السلام : قد لَعَمرِی یَهلِکُ فی لَهَبِ الفِتنَةِ المؤمنُ ، ویَسلَمُ فیها غیرُ المُسلمِ .(8)
عنه علیه السلام : مَن شَبَّ نارَ الفِتنَةِ کانَ وَقوداً لها .(9)
عنه علیه السلام : لاتَقتَحِمُوا ما استَقبَلتُم مِن فَورِ الفِتنَةِ ، وأمِیطُوا عن سَنَنِها ، وخَلُّوا قَصدَ السَّبیلِ لَها .(10)
عنه علیه السلام : والٍ ظَلومٌ غَشومٌ خَیرٌ مِن فِتنَةٍ تَدُومُ .(11)
عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ إلَی الحارثِ الهَمْدانیِّ - : وإیّاکَ ومَقاعِدَ (مَعاقِدَ)
ص :29
الأسواقِ ؛ فإنّها مَحاضِرُ الشیطانِ ، ومَعاریضُ الفِتَنِ .(1)
عنه علیه السلام : کُنْ فی الفتنَةِ کَابنِ اللَّبونِ ؛ لا ظَهرٌ فَیُرکَبَ ، ولاضَرعٌ فیُحلَبَ (فَیُحتَلَبَ) .(2)
ص :30
ص :32
الکتاب :
(إنَّهُمْ فِتْیَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدَیً) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ماتَزَیَّنَ الإنسانُ بزِینَةٍ أجمَلَ مِن الفُتُوَّةِ .(2)
عنه علیه السلام : بُعدُ المَرءِ عن الدَّنیَّةِ فُتُوّةٌ .(3)
عنه علیه السلام : الفُتوّةُ نائلٌ مَبذولٌ ، وأذیً مَکفوفٌ .(4)
عنه علیه السلام : نِظامُ الفُتوّةِ احتِمالُ عَثَراتِ الإخوانِ ، وحُسنُ تَعَهُّدِ الجِیرانِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - إذ تَذاکَرُوا عِندَهُ الفُتوّةَ - : وما الفُتوَّةُ ؟ لعلّکم تَظُنُّونَ أنّها بالفُسوقِ والفُجُورِ ! کلّا ، إنّما الفُتُوَّةُ طَعامٌ مَوضوعٌ ، ونائلٌ مَبذولٌ ، وبِشرٌ مَقبولٌ ، وعَفافٌ مَعروفٌ ، وأذیً مَکفوفٌ ، وأمّا تِلکَ فَشَطارَةُ فِسقٍ .(6)
ص :33
ص :34
ص :36
الکتاب :
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا بَعْضَ الْأقاوِیلِ * لَأخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ * ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِینَ) .(1)
(وَتَقُولُونَ بِأفْوَاهِکُمْ مالَیْسَ لَکُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِیمٌ) .(2)
(وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِباً أوْ کَذَّبَ بِآیاتِهِ) .(3)
(وَیَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ کَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) .(4)
الحدیث :
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: اِتَّقُوا تَکذیبَ اللَّهِ ! قِیلَ : یا رَسُولَ اللَّهِ ، وکَیفَ ذاکَ ؟ قالَ : یَقُولُ أحَدُکُم : قالَ اللَّهُ ، فَیَقُولُ اللَّهُ : کَذَبتَ لَم أقُلْهُ ، أو یَقولُ : لَم یَقُلِ اللَّهُ ، فَیَقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : کَذَبتَ قَد قُلتُهُ.(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أفتَی الناسَ بغیرِ عِلمٍ کانَ ما یُفسِدُهُ مِن الدِّینِ أکثَرَ مِمّا یُصلِحُهُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أفتَی الناسَ وهُو لا یَعلَمُ الناسِخَ مِن المَنسوخِ، والمُحکَمَ مِن المُتَشابِهِ، فقد هَلَکَ وأهلَکَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أفتَی بغیرِ عِلمٍ لَعَنَتهُ ملائکةُ السَّماءِ والأرضِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن اُفتِیَ بِفُتیاً بغیرِ ثَبتٍ ، فإنّما إثمُهُ عَلی مَن أفتاهُ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن أفتَی الناسَ بغیرِ عِلمٍ ولا هُدیً مِنَ اللَّهِ ، لَعَنَتهُ مَلائکَةُ الرَّحمَةِ ومَلائکَةُ العَذابِ ، ولَحِقَهُ وِزرُ مَن عَمِلَ بِفُتیاهُ .(11)
ص :37
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لو کنّا نُفتِی الناسَ بِرَأینا وهَوانا لَکُنّا مِن الهالِکِینَ ، ولَکُنّا نُفتِیهِم بآثارٍ مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله واُصولِ عِلمٍ عِندَنا ، نَتَوارَثُها کابِراً عن کابِرٍ ... .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أفتَی النّاسَ بِرَأیهِ فَقَد دانَ بِما لا یَعلَمُ ، ومَن دانَ بِما لا یَعلَمُ فَقَد ضادَّ اللَّهَ حَیثُ أحَلَّ وَحَرَّمَ فِیما لایَعلَمُ .(2)
عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تُفتِیَ النّاسَ بِرَأیکَ ، أو تَدینَ بِما لا تَعلَمُ .(3)
عنه علیه السلام: واللَّهِ ما نَقولُ بأهوائنا، ولا نَقولُ بِرَأینا ، ولا نَقولُ إلّا ما قالَ رَبُّنا .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أجرَؤکُم علَی الفَتوی أجرَؤکُم علَی النارِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: اُهرُبْ مِن الفُتیا هَرَبَکَ مِنَ الأسَدِ ، ولاتَجعَلْ رَقَبَتَکَ للناسِ جِسراً (6) . (7)
عنه علیه السلام : خَصلَتَینِ مُهلِکَتَینِ (8) : تُفتی الناسَ بِرَأیکَ ، أو تَدینُ بما لاتَعلَمُ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن اُفتِیَ بغیرِ عِلمٍ کانَ إثمُهُ علی مَن أفتاهُ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن أفتَی الناسَ بغیرِ عِلمٍ ولاهُدیً، لَعَنَتهُ ملائکةُ الرَّحمَةِ وملائکةُ العذابِ ، ولَحِقَهُ وِزرُ مَن عَمِلَ بِفُتیاهُ .(11)
وسائل الشیعة : کانَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام قاعِداً فی حَلقَةِ رَبیعَةَ الرَّأیِ ، فجاءَ أعرابیٌّ فَسَألَ رَبیعَةَ الرأیِ عَن مَسألَةٍ فَأجابَهُ ، فلمّا سَکَتَ قالَ لَهُ الأعرابیُّ : أهُو فی عُنُقِکَ ؟ فَسَکَتَ عَنهُ رَبیعَةُ ولم یَرُدَّ علَیهِ شیئاً ، فأعادَ المَسألَةَ علَیهِ
ص :38
فأجابَهُ بِمِثلِ ذلکَ ، فقالَ لَهُ الأعرابیُّ : أهُو فی عُنُقِکَ ؟ فَسَکَتَ رَبیعَةُ ، فقالَ لَهُ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : هُو فی عُنُقِهِ ، قالَ ، أولم یَقُلْ ، وکُلُّ مُفتٍ ضامِنٌ ؟ !(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : سَیَأتِیکُم أقوامٌ یَطلُبُونَ العِلمَ ، فإذا رَأیتُموهُم فقُولُوا : مَرحَباً بِوَصِیَّةِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وأفتُوهُم .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فیما کَتَبَ إلی قُثَمَ بنِ العبّاس - : وَاجلِسْ لَهُمُ العَصرَینِ، فَأفتِ المُستَفتیَ، وعَلِّمِ الجاهِلَ ، وذاکِرِ العالِمَ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لأبانَ بنِ تَغلِبَ - : اِجلِسْ فی مَجلِسِ (5) المَدینةِ وأفتِ الناسَ ؛ فإنّی اُحِبُّ أن یُری فی شِیعَتی مِثلُکَ .(6)
وسائل الشیعة عن معاذِ بنِ مسلم النحویّ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام قالَ : بَلَغَنِی أنّکَ تَقعُدُ فی الجامِعِ فَتُفتی الناسَ ؟ قلتُ : نَعَم ، وأرَدتُ أن أسألَکَ عن ذلکَ قَبلَ أن أخرُجَ ، إنّی أقعُدُ فی المَسجِدِ فَیَجی ءُ الرجُلُ فَیَسألُنِی عنِ الشی ءِ ، فإذا عَرَفتُهُ بالخِلافِ لَکُم أخبَرتُهُ بما یَفعلونَ ، ویَجی ءُ الرجُلُ أعرِفُهُ بِمَوَدَّتِکُم وحُبِّکُم فَاُخبِرُهُ بما جاءَ عنکُم ، ویَجی ءُ الرجُلُ لا أعرِفُهُ ولا أدری مَن هُو فَأقُولُ : جاءَ عن فلانٍ کذا ، وجاءَ عن فلانٍ کذا ، فَاُدخِلُ قَولَکُم فیما بینَ ذلکَ ، فقالَ لی : اِصنَعْ کذا ، فإنّی کذا أصنَعُ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِستَفتِ نفسَکَ وإن أفتاکَ المُفتونُ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لِعُمَرَ بنِ یَزیدَ بعدَ ما تَلا هذهِ الآیَةَ (بَلِ الإنسانُ علی نَفسِهِ
ص :39
بَصیرَةٌ * ولو ألقی مَعاذِیرَهُ)(1) - : یا أبا حفصٍ ، ما یَصنَعُ الإنسانُ أن یَتَقَرَّبَ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ بخلافِ ما یَعلَمُ اللَّهُ تعالی ... ؟ !(2)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عن حَدِّ المَرَضِ الذی یُفطِرُ فیهِ الصائمُ ویَدَعُ الصلاةَ مِن قیامٍ - : بَل الإنسانُ علی نفسِهِ بَصیرَةٌ ، (و) هو أعلَمُ بما یُطیقُهُ .(3)
ص :40
ص :42
الکتاب :
(عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والفُحشَ ؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ لا یُحِبُّ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ لا یُحِبُّ کلَّ فاحِشٍ مُتَفَحِّشٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الجَنَّةُ حَرامٌ علی کُلِّ فاحِشٍ أن یَدخُلَها .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما کانَ الفُحشُ فی شی ءٍ قَطُّ إلّا شانَهُ ، ولا کانَ الحَیاءُ فی شی ءٍ قَطُّ إلّا زانَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الحَیِیَّ المُتَعَفِّفَ ، ویُبغِضُ البَذِیَّ السائلَ المُلحِفَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لو کانَ الفُحشُ خَلقاً لَکانَ شَرَّ خَلقِ اللَّهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ الفُحشَ لوکانَ مِثالاً لَکانَ مِثالَ سَوءٍ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی قولِهِ تعالی : (عُتُلٍّ بَعدَ ذلکَ زَنیمٍ) - : هو الفاحِشُ اللَّئیمُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - أیضاً - : العُتُلُّ کُلُّ رَحیبِ الجَوفِ ، وَثیقِ الخُلقِ ، أکُولٍ شَرُوبٍ ، جَمُوعٍ للمالِ مَنُوعٍ لَهُ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن شَرِّ عِبادِ اللَّهِ مَن تُکرَهُ مُجالَسَتُهُ لِفُحشِهِ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن شَرِّ الناسِ مَن تَرَکَهُ الناسُ اتِّقاءَ فُحشِهِ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا نَسَبَکَ رجُلٌ بما یَعلَمُ مِنکَ فلا تَنسِبْهُ بماتَعلمُ مِنهُ ، فیکونَ أجرُ ذلکَ لکَ ووَبالُهُ علَیهِ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ حَرَّمَ الجَنَّةَ علی کُلِّ فَحّاشٍ بَذِی ءٍ،
ص :43
قَلیلِ الحَیاءِ، لا یُبالِی ما قالَ ولا ما قیلَ لَهُ ؛ فإنّکَ إن فَتَّشتَهُ لم تَجِدْهُ إلّا لِغَیَّةٍ(1) أو شِرکِ شیطانٍ ، فقیلَ : یارسولَ اللَّهِ، وفی الناسِ شِرکُ شَیطانٍ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أما تَقرَأُ قولَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (وشارِکْهُم فی الأموالِ والأولادِ)(2)؟! (3)
عنه علیه السلام : الفُحشُ والتَّفحُّشُ لَیسا مِن الإسلامِ .(4)
عنه علیه السلام : أسفَهُ السُّفَهاءِ المُتَبجِّحُ بِفُحشِ الکلامِ .(5)
عنه علیه السلام : مَن أفحَشَ شَفا حُسّادَهُ .(6)
عنه علیه السلام : ما أفحَشَ کریمٌ قَطُّ .(7)
عنه علیه السلام: مِنَ الفُحشِ کَثرَةُ الخُرقِ .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ یُبغِضُ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ .(9)
عنه علیه السلام : قُولوا للناسِ أحسَنَ ما تُحِبُّونَ أن یُقالَ لَکُم ؛ فإنَّ اللَّهَ یُبغِضُ اللَّعّانَ السَّبّابَ الطَّعّانَ علَی المؤمنینَ ، الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ ، السائلَ المُلحِفَ .(10)
عنه علیه السلام : سِلاحُ اللِّئامِ قَبیحُ الکلامِ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ رَسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : ألا اُخبِرُکُم بِأبعَدِکُم مِنّی شَبَهاً ؟ قالوا : بلی یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : الفاحِشُ المُتَفحِّشُ البَذی ءُ ... .(12)
عنه علیه السلام : الفُحشُ والبَذاءُ والسَّلاطَةُ مِن النِّفاقِ .(13)
عنه علیه السلام : البَذاءُ مِن الجَفاءِ ، والجَفاءُ فی النارِ .(14)
عنه علیه السلام: إذا قالَ المؤمنُ لأخیهِ: اُفٍّ ! خَرَجَ مِن وَلایَتِهِ ، وإذا قالَ : أنت عَدُوِّی کَفَرَ أحَدُهُما ، ولایَقبَلُ اللَّهُ مِن مؤمنٍ عَمَلاً وهو یُضمِرُ علَی المؤمِنِ سُوءاً .(15)
عنه علیه السلام : مَن خافَ الناسُ لِسانَهُ فهُو فی النارِ .(16)
ص :44
عنه علیه السلام: (إنّ) مِن علاماتِ شِرکِ الشَّیطانِ الذی لا یُشَکُّ فیهِ أن یکونَ فَحّاشاً ، لایُبالی ما قالَ ولا ماقیلَ فیهِ .(1)
ص :46
ص :48
الکتاب :
(اعْلَمُوا أنَّما الحَیاةُ الدُّنْیا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِینَةٌ وَتَفاخُرٌ بَیْنَکُمْ) .(1)
(إنَّ اللَّهَ لایُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ لإبلیسَ کُحلاً ولَعوقاً وسَعوطاً ، فَکُحلُهُ النُعاسُ ، ولَعوقُهُ الکَذِبُ ، وسَعوطُهُ الفَخرُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ أوحَی إلَیَّ أن تواضَعوا ، حتّی لایَفخَرَ أحَدٌ علی أحَدٍ ، ولا یَبغی أحَدٌ علی أحَدٍ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أهلَکَ الناسَ اثنانِ: خَوفُ الفَقرِ ، وطَلَبُ الفَخرِ .(6)
عنه علیه السلام : الافتِخارُ مِن صِغَرِ الأقدارِ .(7)
عنه علیه السلام : آفَةُ الرِّیاسَةِ الفَخرُ .(8)
عنه علیه السلام : لا حُمقَ أعظَمُ مِن الفَخرِ .(9)
عنه علیه السلام : ضَعْ فَخرَکَ ، واحطُطْ کِبرَکَ ، واذکُرْ قَبرَکَ .(10)
عنه علیه السلام : مالَکُم والدنیا ؟! فَمَتاعُها إلَی انقِطاعٍ ، وفَخرُها إلی وَبالٍ .(11)
عنه علیه السلام : مَن صَنَعَ شیئاً للمُفاخَرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ أسوَدَ .(12)
عنه علیه السلام - فی صفاتِ المؤمنِ - : یُنصِتُ للخَیرِ لِیَعمَلَ بهِ، ولایَتَکلَّمُ بهِ لِیَفخَرَ علی ما سِواهُ .(13)
عنه علیه السلام - فی صفةِ الشّیطانِ - : فَافتَخَرَ علی آدمَ بخَلقِهِ ، وتَعَصَّبَ علَیهِ لأصلِهِ ... فَلَعَمرُ اللَّهِ لقد فَخَرَ علی أصلِکُم ، ووَقَعَ فی حَسَبِکُم ، ودَفَعَ فی نَسَبِکُم ... فاللَّهَ اللَّهَ فی کِبرِ الحَمِیَّةِ وفَخرِ الجاهِلیَّةِ .(14)
ص :49
عنه علیه السلام : إنَّ مِن أسخَفِ حالاتِ الوُلاةِ عندَ صالِحِ الناسِ، أن یُظَنَّ بِهِم حُبُّ الفَخرِ، ویُوضَعَ أمرُهُم علَی الکِبرِ .(1)
عنه علیه السلام : أیُّها الناسُ ، شُقُّوا أمواجَ الفِتَنِ بسُفُنِ النَّجاةِ ، وعَرِّجُوا عَن طریقِ المُنافَرَةِ ، وضَعوا تِیجانَ المُفاخَرَةِ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دعائهِ فی مَکارمِ الأخلاقِ - : وهَبْ لی مَعالِیَ الأخلاقِ ، واعصِمْنی مِن الفَخرِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما لابنِ آدمَ والفَخرِ ؟ ! أوَّلُهُ نُطفَةٌ ، وآخِرُهُ جِیفَةٌ ، ولا یَرزُقُ نفسَهُ ، ولا یَدفَعُ حَتفَهُ .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : عَجَباً للمُتَکبِّرِ الفَخورِ الذی کانَ بالأمسِ نُطفَةً ثُمّ هُو غَداً جِیفَةٌ !(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: عَجَباً للمُختالِ الفَخورِ! وإنّما خُلِقَ مِن نُطفَةٍ ثمّ یَعودُ جِیفَةً ، وهُو فیما بینَ ذلکَ لایَدرِی ما یُصنَعُ بهِ !(6)
الکتاب :
(ألْهاکُمُ التّکاثُرُ * حَتَّی زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - یَومَ فَتحِ مکّةَ - : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی قد أذهَبَ عَنکُم بالإسلامِ نَخوَةَ الجاهِلیّةِ ، والتَّفاخُرَ بآبائها وعَشائرِها . أیُّها الناسُ ، إنّکُم مِن آدَمَ ، وآدمُ مِن طِینٍ ، ألا وإنّ خَیرَکُم عندَ اللَّهِ وأکرَمَکُم علَیهِ الیَومَ أتقاکُم وأطوَعُکُم لَهُ ، ألا وإنّ العَربیّةَ لَیست بأبٍ والِدٍ ، ولکنّها لِسانٌ ناطِقٌ ، فَمَن قَصُرَ بِهِ عَمَلُهُ لَم یُبَلِّغُهُ رِضوانَ اللَّهِ حَسبُهُ .(8)
ص :50
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیَنتَهِیَنَّ أقوامٌ یَفتَخِرُونَ بآبائهِمُ الذینَ ماتُوا ، إنّما هُم فَحْمُ جَهَنَّمَ ، أو لَیکونُنَّ أهوَنَ علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِن الجُعَلِ الذی یُدَهْدِهُ الخُرءَ بأنفِهِ ، إنّ اللَّهَ أذهَبَ عَنکُم عُبِّیَّةَ الجاهلیّةِ وفَخرَها بالآباءِ ، إنّما هُو مؤمنٌ تَقیٌّ وفاجِرٌ شَقیٌّ ، الناسُ بَنو آدمَ ، وآدمُ خُلِقَ مِن تُرابٍ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: آفَةُ الحَسَبِ الافتِخارُ والعُجبُ.(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُفتَخِرُ بنفسِهِ أشرَفُ مِن المُفتَخِرِ بأبیهِ .(3)
عنه علیه السلام - بعدَ تِلاوَتِهِ (ألْهاکُمُ التَّکاثُرُ * حَتّی زُرْتُمُ المَقابِرَ) - : أفَبِمَصارِعِ آبائهِم یَفخَرُونَ ، أم بِعَدِیدِ الهَلکی یَتَکاثَرُونَ ؟ ! یَرتَجِعُونَ مِنهُم أجساداً خَوَت، وحَرکاتٍ سَکَنَت، ولَأن یکونوا عِبَراً أحَقُّ مِن أن یکونوا مُفتَخَراً !(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أتی رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رجُلٌ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أنا فلانُ ابنُ فلانٍ حتّی عَدَّ تِسعَةً ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أما إنّک عاشِرُهُم فی النارِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَمّا عُرِجَ بی إلَی السماءِ أذَّنَ جَبرَئیلُ علیه السلام مَثْنی مَثْنی ، وأقامَ مَثنی مَثنی ثُمّ قالَ لی : تَقَدَّمْ یا محمّدُ ! فَتَقَدَّمتُ فَصَلَّیتُ بِهِم ، ولا فَخرَ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لقد کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا ذَکَرَ لنفسِهِ فضیلةً قالَ : ولا فَخرَ .(8)
الغارات : جاء علیُّ بن أبی طالب علیه السلام عائداً صَعصَعَةَ فقالَ : یا صَعصَعةُ ، لاتَجعَلَنَّ عِیادَتی إلَیکَ اُبّهَةً علی قَومِکَ ، فقالَ : لا واللَّهِ یا أمیرَ المؤمنینَ ، ولکنْ نِعمَةً وشُکراً ، فقالَ لَهُ علیٌّ علیه السلام : إن کُنتَ لَما عَلِمتُ لَخَفیفَ المَؤونَةِ عَظیمَ المَعونَةِ ، فقالَ صَعصَعةُ : وأنتَ واللَّهِ یا أمیرَ المؤمنینَ إنّکَ ما عَلِمتُ بکتابِ اللَّهِ لَعَلیمٌ ، وإنَّ اللَّهَ فی صدرِکَ لَعَظیمٌ ، وإنّکَ بالمؤمنینَ لَرَؤوفٌ رَحیمٌ .(9)
ص :51
مستدرک الوسائل عن البَزنطیِّ : دَخَلتُ علی أبِی الحسنِ علیه السلام ... فَأقبَلَ یُحَدِّثُنی وأسألُهُ فَیُجِیبُنِی حتّی ذَهَبَ عامَّةُ اللیلِ ، فلَمّا أرَدتُ الانصِرافَ قالَ لی : یا أحمدُ ، تَنصَرِفُ أو تَبیتُ ؟ فقلتُ : جُعِلتُ فداکَ ذاکَ إلیکَ ، إن أمَرتَ بالانصِرافِ انصَرَفتُ ، وإن أمَرتَ بالمُقامِ أقَمتُ ، قالَ : أقِمْ ، فهذا الحَرَسُ ، وقد هَدَأ الناسُ وباتُوا .
قالَ : وانصَرَفَ ، فلمّا ظَنَنتُ أنّهُ دَخَلَ خَرَرتُ للَّهِ ِ ساجِداً فقلتُ : الحَمدُ للَّهِ ِ ، حُجَّةُ اللَّهِ ووارِثُ عِلمِ النبیّینَ أنِسَ بی مِن بَینِ إخوانِی ، وحَبَّبَنی ، وإذا أنا فی سَجدَتی وشُکری فما عَلِمتُ إلّا وقد رَفَسَنی بِرِجلِهِ ، ثُمّ قُمتُ ، فَأخَذَ بیدی فَغَمَزَها ثُمّ قالَ : یا أحمدُ ، إنَّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام عادَ صَعصَعةَ بنَ صُوحانَ فی مَرَضِهِ ، فلمّا قامَ مِن عندِهِ قالَ : یا صَعصَعةُ ، لا تَفتَخِرَنَّ علی إخوانِکَ بعِیادَتی إیّاکَ واتَّقِ اللَّهَ ، ثُمّ انصَرَفَ عَنّی .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ فَخرِی .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : إلهی ، کَفی لی عِزّاً أن أکُونَ لکَ عَبداً، وکَفی بی فَخراً أن تکونَ لی رَبّاً .(3)
عنه علیه السلام : یَنبَغی أن یکونَ التَّفاخُرُ بِعَلیِّ الهِمَمِ ، والوَفاءِ بالذِّمَمِ ، والمُبالَغةِ فی الکَرَمِ ، لابِبَوالی الرِّمَمِ ، ورَذائلِ الشِّیَمِ .(4)
عنه علیه السلام - وقدِ افتَخَرَ عِندَهُ رَجُلانِ - : أتَفتَخِرانِ بأجسادٍ بالِیَةٍ ، وأرواحٍ فی النارِ ؟ ! إن یَکُن لکَ عَقلٌ فإنَّ لکَ خُلقاً ، وإن یَکن لکَ تَقویً فإنَّ لکَ کَرَماً ، وإلّا فالحِمارُ خَیرٌ مِنکَ ولَستَ بخَیرٍ مِن أحَدٍ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثٌ هُنَّ فَخرُ المؤمنِ وزَینُهُ فی الدنیا والآخِرَةِ : الصلاةُ فی آخِرِ اللّیلِ ، وَیأسُهُ مِمّا فی أیدی الناسِ ، ووَلایَتُهُ الإمامَ مِن آلِ محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله .(6)
ص :52
ص :54
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عندَ تَناهِی الشِّدّةِ تکونُ الفُرجَةُ ، وعندَ تَضایُقِ حَلَقِ البَلاءِ یکونُ الرَّخاءُ .(1)
عنه علیه السلام : أضیَقُ ما یکونُ الحَرَجُ أقرَبُ ما یکونُ الفَرَجُ .(2)
عنه علیه السلام : أقرَبُ ما یکونُ الفَرَجُ عندَ تضایُقِ الأمرِ .(3)
عنه علیه السلام : عندَ انسِدادِ الفُرَجِ تَبدُو مَطالِعُ الفَرَجِ .(4)
عنه علیه السلام : ما اشتَدَّ ضِیقٌ إلّا قَرَّبَ اللَّهُ فَرَجَهُ .(5)
عنه علیه السلام : عندَ تَضایُقِ حَلَقِ البلاءِ یکونُ الرَّخاءُ .(6)
الکتاب :
(فَإنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً * إنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قوله تعالی: (ألم نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَک) - : لن یَغلِبَ عُسرٌ یُسرَینِ، (إنَّ مَعَ العُسرِ یُسراً * إنَّ مَعَ العُسرِ یُسراً) .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَو جاءَ العُسرُ فَدَخَلَ هذا الجُحرَ ، لَجاءَ الیُسرُ فَدَخَلَ علَیهِ فَأخرَجَهُ .(9)
کنز العمّال عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (ألَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَک)(10) - : لَو کانَ العُسرُ فی جُحرٍ لَدَخَلَ علَیهِ الیُسرُ حتّی یُخرِجَهُ ، ثُمّ قَرَأ : (إنَّ مَعَ العُسرِ یُسراً) .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أقرَبَ الراحَةَ مِن التَّعَبِ !(12)
عنه علیه السلام : ما أقرَبَ السُّعودَ مِن النُّحوسِ!(13)
عنه علیه السلام : لِکُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ .(14)
عنه علیه السلام : لِکُلِّ ضِیقٍ مَخرَجٌ .(15)
عنه علیه السلام: تَوَقُّعُ الفَرَجِ إحدَی الراحَتَینِ.(16)
ص :55
ص :56
ص :58
الکتاب :
(إذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْفَرِحِینَ * وَابْتَغِ فِیما آتاکَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِیبَکَ مِنَ الدُّنْیا) .(1)
(ذلِکُم بِما کُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِی الْأرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَبِما کُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) .(2)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّ طَرَبٍ یَعودُ بالحَرَبِ .(4)
عنه علیه السلام : ما بالُکُم تَفرَحُونَ بِالیَسیرِ مِن الدنیا تُدرِکُونَهُ ، ولا یَحزُنُکُم الکثیرُ مِن الآخِرَةِتُحرَمُونَهُ ؟ !(5)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی عبدِاللَّهِ بنِ العبّاسِ - : أمّا بعدُ ، فإنَّ المَرءَ لَیَفرَحُ بالشی ءِ الذی لم یَکُن لِیَفُوتَهُ ، ویَحزَنُ علَی الشّی ءِ الذی لم یکن لِیُصِیبَهُ ، فلا یَکُن أفضَلُ ما نِلتَ فی نَفسِکَ مِن دُنیاکَ بُلوغَ لَذَّةٍ أو شِفاءَ غَیظٍ ، ولکنْ إطفاءَ باطِلٍ أو إحیاءَ حَقٍّ ، ولْیَکُن سُرورُکَ بما قَدَّمتَ ، وأسَفُکَ علی ما خَلَّفتَ ، وهَمُّکَ فیما بعدَ المَوتِ .(6)
ص :59
ص :60
ص :62
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أعظَمُ الناسِ نَصیباً فی الإسلامِ أهلُ فارِسَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أسْعَدُ العَجَمِ بالإسلامِ أهلُ فارِسَ .(2)
کنز العمّال عن ابن عمرَ عن رسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: رَأیتُ غَنَماً کثیرةً سُوداً دَخَلَت فیها غَنَمٌ کثیرَةٌ بِیضٌ ، قالوا : فما أوَّلَتَهُ یارسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : العجمُ یَشرَکُونَکُم فی دِینِکُم وأنسابِکُم ، لو کانَ الإیمانُ مُعَلَّقاً بالثُّرَیّا لَنالَهُ رِجالٌ مِن العَجَمِ ، وأسعَدُهُم بهِ الفارِسُ .(3)
وفی خبرٍ : رَأیتُنِی أنزعُ مِن بِئرٍ وعلَیها مَن یَنزُو علَیها مِعزی ، ثُمّ وَرَدَت عَلَیَّ ضَأنٌ کثیرَةٌ ، فأوَّلْتُهُمُ الأعاجِمَ یَدخُلُونَ فی الإسلامِ .(4)
الکتاب :
(وَإنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لا یَکُونُوا أَمْثالَکُمْ) .(5)
(إنْ یَشَأْ یُذْهِبْکُمْ أیُّها النَّاسُ وَیَأْتِ بآخَرِینَ وَکانَ اللَّهُ عَلی ذلِکَ قَدِیراً) .(6)
(یا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) .(7)
(وَآخَرِینَ مِنْهُمْ لَمَّا یَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَالْعَزِیزُ الْحَکِیمُ).(8)
(وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلَی بَعْضِ الأعْجَمِینَ * فَقَرَأهُ عَلَیْهِمْ ما کانُوا بِهِ مُؤْمِنِینَ) .(9)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لو کانَ الإیمانُ مُعَلَّقاً بالثُّرَیّا لا تَنالُهُ العَرَبُ لَنالَهُ رِجالٌ مِن فارِسَ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لوکانَ الدِّینُ مُعَلَّقاً بالثُّرَیّا لَتَناوَلَهُ اُناسٌ مِن أبناءِ فارِسَ .(11)
ص :63
مجمع البیان : رُویَ أنّ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله سُئلَ عن هذهِ الآیةِ : (یا أیُّها الّذینَ آمَنوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنکُم عَن دِینِهِ فسَوفَ یَأتِی اللَّهُ بقَومٍ یُحِبُّهُم ویُحِبُّونَهُ...) فَضَربَ بیَده علی عاتِقِ سلمانَ فقالَ - : هذا وذَوُوهُ ... لو کانَ الدِّینُ مُعَلّقاً بالثُّریّا لَتَناوَلَهُ رِجالٌ مِن أبناءِ فارِسَ .(1)
الدرّ المنثور عن أبی هریرةَ : کنّا جُلُوساً عِند النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله حینَ اُنزِلَت سُورَةُ الجُمُعَةِ ، فَتَلاها ، فلَمّا بَلَغَ (وآخَرِینَ مِنهُم لَمّا یَلْحَقُوا بِهِم) قالَ لَهُ رجُلٌ : یا رسولَ اللَّهِ ، مَن هؤلاءِ الذینَ لم یَلحَقُوا بِنا ؟ فَوَضَعَ یَدَهُ علی رَأسِ سلمانَ الفارِسیِّ وقالَ : والذی نفسِی بیَدِهِ لو کانَ الإیمانُ بالثُّریّا لَنالَهُ رِجالٌ مِن هؤلاءِ.(2)
سنن الترمذی عن أبی هریرة : تلا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یوماً هذه الآیة : (وإنْ تَتَوَلَّوا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لایَکُونوا أمْثالَکُمْ) قالوا : و مَن یستبدِل بِنا ؟ قال : فضربَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله علی مَنکبِ سلمانَ ثمّ قالَ : هذا وقومُهُ .(3)
مجمع البیانِ - فی قولِهِ تعالی : (إن یَشَأْ یُذْهِبْکُم) - : یَعنی إن یَشَاَ اللَّهُ یُهلِکْکُم (أیُّها الناسُ) ویُفنِکُم ، وقیلَ : فیهِ مَحذوفٌ ؛ أی إن یَشَأ أن یُذهِبَکُم یُذهِبْکُم أیُّها الناسُ (ویَأْتِ بآخَرِینَ) أی بقومٍ آخَرینَ غیرِکُم یَنصُرُونَ نَبِیَّهُ ویُوازِرونَهُ ، ویُروی أنّهُ لَمّا نَزَلَت هذهِ الآیةُ ضَرَبَ النبیُّ یَدَهُ علی ظَهرِ سلمانَ وقالَ : هُم قَومُ هذا ؛ یَعنی عَجمَ الفُرسِ .(4)
تفسیر القمّی : الإمامُ الصّادقُ علیه السلام لیعقوبَ بنِ قیسٍ - : یابنَ قیسٍ ، (وإنْ تَتَوَلَّوا یَسْتَبْدِلْ قَوماً غَیرَکُم ثُمَّ لا یَکُونُوا أمْثالَکُم) عَنی أبناءَ المَوالِی المُعتَقینَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن تَتَوَلَّوا یا مَعشَرَ العَرَبِ یَستَبدِلْ قَوماً غَیرَکُم یَعنی المَوالیَ ...قد واللَّهِ أبدَلَ بِهِم خَیراً مِنهُم : المَوالِی .(6)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولو نَزَّلْناهُ علی بَعضِ الأعْجَمِینَ فَقَرَأهُ عَلَیهِم ما کانُوا بِهِ مُؤْمِنِینَ) - : لو اُنزِلَ القرآنُ علی العَجَمِ
ص :64
ما آمَنَت بهِ العَرَبُ ، وقد نَزَلَ علَی العَرَبِ فَآمَنَت بهِ العَجَمُ فهذهِ فَضیلَةُ العَجَمِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ إبراهیمَ هَمَّ أن یَدعُوَ علی أهلِ العِراقِ ، فَأوحَی اللَّهُ تعالی إلَیهِ : لا تَفعَلْ ، إنّی جَعَلتُ خَزائنَ عِلمِی فیهِم وأسکَنتُ الرَّحمَةَ قُلوبَهُم .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لو کانَ العِلمُ بالثُّریّا لَتَناوَلَهُ رِجالٌ مِن فارِسَ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لَأری اُمَماً تُقادُ بِالسَّلاسِلِ إلَی الجَنَّةِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَجِبتُ مِن قَومٍ یَدخُلُونَ الجَنَّةَ فی السَّلاسِلِ !(5)
کنز العمّال عن أبی الطفیل - ضحک رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وقال - : ألا تَسألُونِی مِمَّ ضَحِکتُ؟ رَأیتُ ناساً مِن اُمَّتِی یُساقُونَ إلَی الجَنَّةِ فی السَّلاسِلِ کَرهاً . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : قَومٌ مِن العَجَمِ یَسبِیهِمُ المُجاهِدونَ فیُدخِلُونَهُم الإسلامَ .(6)
ص :66
ص :68
الکتاب :
(إنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ) .(1)
الحدیث :
المیزان فی تفسیر القرآن عن رسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: اِتَّقوا فِراسَةَ المؤمنِ ، فإنّهُ یَنظُرُ بنُورِ اللَّهِ ، ثُمّ قَرَأ : (إنَّ فِی ذلکَ لآیاتٍ لِلمُتَوَسِّمِینَ) قالَ : المُتَفَرِّسِینَ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اتَّقُوا فِراسَةَ المؤمنِ ؛ فإنّهُ یَنظُرُ بنورِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِحذَرُوا فِراسَةَ المؤمنِ ؛ فإنّه یَنظُرُ بنورِ اللَّهِ ، ویَنطِقُ بتَوفیقِ اللَّهِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اتَّقُوا ظُنونَ المؤمنینَ ؛ فإنّ اللَّهَ تعالی جَعَلَ الحَقَّ علی ألسِنَتِهِم (5) . (6)
المیزان فی تفسیر القرآن عن الإمامِ الباقر علیه السلام: ما مِن مَخلوقٍ إلّا وبینَ عَینَیهِ مَکتوبٌ مؤمنٌ أو کافِرٌ ، وذلکَ مَحجوبٌ عَنکُم ولیسَ بمَحجوبٍ عنِ الأئمّةِ مِن آلِ محمّدٍ ، ثُمّ لیسَ یَدخُلُ علَیهِم أحَدٌ إلّا عَرَفُوهُ مؤمناً أو کافراً ، ثُمَّ تلا هذهِ الآیةَ : (إنّ فی ذلکَ لَآیاتٍ لِلمُتَوسِّمِینَ) فَهُمُ المُتَوسِّمونَ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (إنَّ فی ذلکَ لآیاتٍ للمُتَوَسِّمِینَ) - : هُمُ المُتَفَرِّسونَ .(8)
عنه علیه السلام : إذا قامَ قائمُ آلِ محمّدٍ علیه السلام حَکَمَ بینَ الناسِ بحُکمِ داودَ لا یَحتاجُ إلی بَیِّنَةٍ ، یُلهِمُهُ اللَّهُ تعالی فَیَحکُمُ بعِلمِهِ ، ویُخبِرُ کلَّ قَومٍ بما استَبطَنوهُ ، ویَعرِفُ وَلیَّهُ مِن عَدُوِّهِ بالتَّوَسُّمِ ، قالَ اللَّهُ سُبحانَهُ : (إنّ فی ذلکَ لَآیاتٍ لِلمُتَوَسِّمِینَ) .(9)
عنه علیه السلام : إنّ فی الإمامِ آیةً للمُتَوسِّمِینَ ، وهُو السَّبیلُ المُقیمُ ، یَنظُرُ بنُورِ اللَّهِ ،
ص :69
ویَنطِقُ عنِ اللَّهِ، لا یَعزُبُ علَیهِ (عنه) شی ءٌ مِمّا أرادَ .(1)
عنه علیه السلام - فی جوابِ معاویةَ بنِ عَمّارٍ عن تفسیرِ إنَّ المؤمنَ یَنظُرُ بنورِ اللَّهِ - : یا معاویةُ ، إنَّ اللَّهَ خَلَقَ المؤمنَ مِن نُورِهِ ، وصَبَغَهُم فی رَحمَتِهِ ، وأخَذَ میثاقَهُم لَنا بالوَلایَةِ علی مَعرفَتِهِ ، یَومَ عَرَّفَهُ نفسَهُ ، فالمؤمنُ أخُ المؤمنِ لِأبِیهِ واُمِّهِ ، أبوهُ النُّورُ واُمُّهُ الرَّحمَةُ ، فإنّما یَنظُرُ بذلکَ النُّورِ الذی خُلِقَ مِنهُ .(2)
معانی الأخبار عن محمّد بن حربٍ الهِلالیّ : سألتُ جعفرَ بنَ محمّدٍعلیهما السلام فقلتُ : یابنَ رسولِ اللَّه، فی نَفسی مَسألةٌ اُریدُ أن أسألکَ عَنها، فقالَ : إن شِئتَ أخبَرتُکَ بمَسألَتِکَ قبلَ أن تَسألَنی ، وإن شِئتَ فَسَلْ ، قالَ : فقلتُ لَهُ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، وبأیِّ شی ءٍ تَعرِفُ ما فی نفسِی قبلَ سُؤالِی عَنهُ ؟ قالَ : بالتَّوسُّمِ والتَّفرُّسِ ، أمَا سَمِعتَ قولَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (إنّ فی ذلکَ لَآیاتٍ للمُتوَسِّمِینَ) وقولَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِتَّقُوا فِراسَةَ المؤمنِ ؛ فإنّهُ یَنظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ؟ !(3)
بحار الأنوار عن سلیمان الجَعفریّ : کنتُ عند أبی الحَسَن علیه السلام، قالَ : یا سلیمانَ، اِتَّقِ فِراسَةَ المؤمنِ ؛ فإنّهُ یَنظُرُ بنورِ اللَّهِ. فَسَکَتَ حتّی أصَبتُ خَلوَةً ، فقلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، سَمِعتُکَ تقولُ : اِتَّقِ فِراسَةَ المؤمنِ ، فإنّهُ یَنظُرُ بنورِ اللَّهِ ؟ قالَ : نَعَم یا سلیمانُ ، إنّ اللَّهَ خَلَقَ المؤمنَ مِن نُورِهِ ، وصَبَغَهُم فی رَحمَتِهِ ، وأخَذَ مِیثاقَهم لَنا بالوَلایَةِ ، والمؤمنُ أخُ المؤمنِ لأبیهِ واُمِّهِ ، أبوهُ النُّورُ واُمُّهُ الرَّحمَةُ ، وإنّما یَنظُرُ بذلکَ النُّورِ الذی خُلِقَ مِنهُ (4) . (5)
ص :70
ص :72
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِنتَهِزُوا فُرَصَ الخَیرِ ؛ فإنّها تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ .(1)
عنه علیه السلام : الفُرصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ، فانتَهِزُوا فُرَصَ الخَیرِ .(2)
عنه علیه السلام : الفُرصَةُ سَریعَةُ الفَوتِ ، وبَطِیئَةُ العَودِ .(3)
عنه علیه السلام : الفُرصَةُ خُلْسَةٌ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : واللَّهِ ما یُساوی مامَضی مِن دُنیاکُم هذهِ بأهدابِ بُردِی هذا(5) ، ولَما بَقِیَ مِنها أشبَهُ بما مَضی مِن الماءِ بالماءِ ، وکُلٌّ إلی بَقاءٍ وَشِیکٍ وزَوالٍ قَریبٍ ، فبادِرُوا العَمَلَ وأنتُم فی مَهْلِ الأنفاسِ ، وجِدَّةِ الأحلاسِ (6) ، قبلَ أن تُؤخَذوا بِالکَظَمِ (7) فلا یَنفَعُ النَّدَمُ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها الناسُ ألآنَ ، ألآنَ ! مِن قَبلِ النَّدَمِ ، ومِن قَبلِ (أنْ تَقولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فی جَنْبِ اللَّهِ وإنْ کُنتُ لَمِنَ السّاخِرِینَ * أو تَقولَ لَو أنَّ اللَّهَ هَدانِی لَکُنْتُ مِن المُتَّقِینَ * أو تَقولَ حِینَ تَرَی العَذابَ لَو أنَّ لی کَرَّةً فَأکُونَ مِن المُحْسِنِینَ)(9).(10)
عنه علیه السلام : بادِرِ الفُرصَةَ قَبلَ أن تکونَ غُصّةً .(11)
عنه علیه السلام : الفُرصَةُ غُنمٌ .(12)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : یابنَ آدمَ ، إنّکَ لم تَزَلْ فی هَدمِ عُمرِکَ مُنذُ سَقَطتَ مِن بَطنِ اُمِّکَ ، فَخُذْ مِمّا فی یَدَیکَ لِما بَینَ یَدَیکَ ؛ فإنّ المؤمنَ یَتَزوَّدُ ، والکافِرَ یَتَمتَّعُ .(13)
ص :73
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : بادِرْ بانتِهازِ البُغیَةِ عِندَ إمکانِ الفُرصَةِ ، ولا إمکانَ کَالأیّامِ الخالِیَةِ مَع صِحَّةِ الأبدانِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن فُتِحَ لَهُ بابٌ مِن الخَیرِ فَلْیَنتَهِزْهُ ؛ فإنّهُ لایَدرِی مَتی یُغلَقُ عَنهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَرکُ الفُرَصِ غُصَصٌ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إضاعَةُ الفُرصَةِ غُصَّةٌ .(5)
عنه علیه السلام : مَن أخَّرَ الفُرصَةَ عَن وَقتِها فَلْیَکُنْ علی ثِقَةٍ مِن فَوتِها .(6)
عنه علیه السلام : إذا أمکَنَتِ الفُرصَةُ فَانتَهِزْها ؛ فإنَّ إضاعَةَ الفُرصَةِ غُصّةٌ .(7)
عنه علیه السلام : بادِرِ الفُرصَةَ قبلَ أن تکونَ غُصّةً .(8)
عنه علیه السلام : أشَدُّ الغُصَصِ فَوتُ الفُرَصِ .(9)
عنه علیه السلام: أفضَلُ الرَّأیِ ما لم یُفِتِ الفُرَصَ، ولم یُورِثِ الغُصَصَ .(10)
عنه علیه السلام : مَن غافَصَ الفُرَصَ أمِنَ الغُصَصَ .(11)
عنه علیه السلام : مَن ناهَزَ الفُرصَةَ أمِنَ الغُصَّةَ .(12)
عنه علیه السلام : الصَّبرُ علَی المَضَضِ یُؤَدِّی إلی إصابَةِ الفُرصَةِ .(13)
عنه علیه السلام : الاُمورُ مَرهونَةٌ بأوقاتِها .(14)
عنه علیه السلام : مِن الخُرقِ المُعاجَلَةُ قبلَ الإمکانِ ، والأناةُ بعدَ الفُرصَةِ .(15)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ انتَظَرَ بمُعاجَلَةِ الفُرصَةِ مُؤاجَلةَ الاستِقصاءِ سَلَبَتهُ الأیّامُ فُرصَتَهُ ؛ لأنّ مِن شَأنِ الأیّامِ السَّلبَ ، وسَبیلُ الزَّمَنِ الفَوتُ .(16)
ص :74
ص :76
الکتاب :
(إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَکِینِ وَالْعَمِلِینَ عَلَیْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِی الرِّقَابِ وَالْغَرِمِینَ وَفِی سَبِیلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِیلِ فَرِیضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِعمَلْ بفَرائضِ اللَّهِ تَکُن أتقَی الناسِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفَرائضَ الفَرائضَ ! أدُّوها إلَی اللَّهِ تُؤَدِّکُم إلَی الجَنَّةِ .(3)
عنه علیه السلام : واللَّهِ لقدِ اعتَرَضَ الشکُّ ودَخِلَ الیَقینُ ، حتّی کأنَّ الذی ضُمِنَ لَکُم قد فُرِضَ علَیکُم ، وکَأنَّ الذی قد فُرِضَ علَیکُم قد وُضِعَ عَنکُم !(4)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ افتَرَضَ علَیکُم فَرائضَ فلا تُضَیِّعُوها ، وحَدَّ لَکُم حُدوداً فلا تَعتَدُوها ، ونَهاکُم عن أشیاءَ فلا تَنتَهِکُوها .(5)
عنه علیه السلام : اِجعَلُوا ما افتَرَضَ اللَّهُ علَیکُم مِن طَلَبِکُم ، وَاسألوهُ مِن أداءِ حَقِّهِ ما سَألَکُم .(6)
عنه علیه السلام: خادِعْ نفسَکَ فی العِبادَةِ ، وارفُقْ بها ولا تَقهَرْها ، وخُذْ عَفوَها ونَشاطَها ، إلّا ما کانَ مَکتوباً علَیکَ مِن الفَریضَةِ ؛ فإنّهُ لا بُدَّ مِن قَضائها وتَعاهُدِها عِندَ مَحَلِّها .(7)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلَی الأسوَدِ بنِ قُطبَةَ صاحِبِ جُندِ حُلوانَ - : وَابتَذِلْ نفسَکَ فیما افتَرَضَ اللَّهُ علَیکَ ، راجیاً ثَوابَهُ ، ومُتَخوِّفاً عِقابَهُ .(8)
عنه علیه السلام : طُوبی لِنَفسٍ أدَّت إلی رَبِّها فَرضَها ، وعَرَکَت بِجَنبِها بُؤسَها ، وهَجَرَت فی اللیلِ غُمضَها .(9)
عنه علیه السلام: لا عِبادَةَ کَأداءِ الفَرائضِ .(10)
عنه علیه السلام : جَرِّبْ نفسَکَ فی طاعَةِ اللَّهِ بالصَّبرِ علی أداءِ الفَرائضِ ، والدُّؤوبِ
ص :77
فی إقامَةِ النَّوافلِ والوَظائفِ .(1)
عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ للأشتَرِ لمّا وَلّاهُ مِصرَ - : ولْیَکُنْ فی خاصَّةِ ما تُخلِصُ بهِ للَّهِ ِ دِینَکَ : إقامَةُ فَرائضِهِ التی هِی لَهُ خاصَّةً ، فَأعطِ اللَّهَ مِن بَدَنِکَ فی لَیلِکَ ونَهارِکَ ، ووَفِّ ما تَقَرَّبتَ بهِ إلَی اللَّهِ مِن ذلکَ کامِلاً غیرَ مَثلُومٍ ولامَنقوصٍ ، بالِغاً مِن بَدَنِکَ ما بَلَغَ .(2)
عنه علیه السلام : اُخرُجُوا إلَی اللَّهِ بما افتَرَضَ علَیکُم مِن حَقِّهِ ، وبَیَّنَ لَکُم مِن وَظائفِهِ .(3)
عنه علیه السلام : أوَّهْ علی إخوانِیَ الذینَ تَلَوُا القُرآنَ فَأحکَمُوهُ ، وتَدَبَّرُوا الفَرضَ فَأقامُوهُ ، أحیَوا السُّنَّةَ وأماتُوا البِدعَةَ.(4)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ بِمَنِّهِ ورَحمَتِهِ لَمّا فَرَضَ عَلیکُمُ الفَرائضَ لم یَفرِضْ علَیکُم لِحاجَةٍ مِنهُ إلَیهِ ، بَل رَحمَةً مِنهُ إلَیکُم (علَیکُم) لا إلهَ إلّا هُو ، لِیَمیزَ الخَبیثَ مِن الطَّیِّبِ ، ولِیَبتَلِیَ ما فی صُدورِکُم ، ولِیُمَحِّصَ ما فی قُلوبِکُم .(5)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن عَمِلَ بما افتَرَضَ اللَّهُ علَیهِ فهُو مِن خَیرِ الناسِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (اِصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا)(7) - : اِصبِرُوا علَی الفَرائضِ ، وصابِرُوا علَی المَصائبِ ، ورابِطُوا علَی الأئمّةِ علیهم السلام .(8)
عنه علیه السلام: قالَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی : ما تَحَبَّبَ إلَیَّ عبدِی بِأحَبَّ ممّا افتَرَضتُ علَیهِ .(9)
المواعظ العددیّة : قالَ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله: یا علیُّ ، تُریدُ سِتَّمِائةِ ألفِ شاةٍ ، أو سِتَّمِائةِ ألفِ دینارٍ ، أو ستَّمِائةِ ألفِ کَلِمةٍ ؟ قالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، سِتَّمِائةِ ألفِ کَلِمَةٍ . فقالَ صلی اللَّه علیه وآله : أجمَعُ ستمائة ألفِ کَلِمَةٍ فی سِتِّ کَلِماتٍ ؛ یاعلیُّ إذا رَأیتَ الناسَ یَشتَغِلُونَ بالفَضائلِ فاشتَغِلْ أنتَ بِإتمامِ الفَرائضِ ، وإذا رَأیتَ الناسَ یَشتَغِلُونَ بِعَمَلِ الدنیا فاشتَغِلْ أنتَ بعَمَلِ الآخِرَةِ ، وإذا رأیتَ الناسَ یَشتَغِلونَ
ص :78
بِعُیوبِ الناسِ فاشتَغِلْ أنتَ بِعُیوبِ نفسِکَ ، وإذا رَأیتَ الناسَ یَشتَغِلونَ بتَزیینِ الدنیا فاشتَغِلْ أنتَ بتَزیینِ الآخِرَةِ ، وإذا رَأیتَ الناسَ یَشتغِلونَ بکَثرَةِ العَمَلِ فاشتَغِلْ أنتَ بصَفوَةِ العَمَلِ ، وإذا رَأیتَ الناسَ یَتوسَّلُونَ بالخَلقِ فَتَوَسَّلْ أنتَ بالخالِقِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّک إنِ اشتَغَلتَ بفَضائلِ النَّوافِلِ عَن أداءِ الفَرائضِ ، فلَن یقومَ فَضلٌ تَکسِبُهُ بِفَرضٍ تُضَیِّعُهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی فَرَضَ علی أئمّةِ العَدلِ (الحقِّ) أن یُقَدِّرُوا أنفُسَهُم بِضَعَفَةِ الناسِ ، کیلا یَتَبیَّغَ بالفَقیرِ فَقرُهُ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ فَرَضَ فی أموالِ الأغنیاءِ أقواتَ الفُقَراءِ ، فما جاعَ فَقیرٌ إلّا بما مُتِّعَ بهِ غَنیٌّ .(5)
عنه علیه السلام : فَرَضَ اللَّهُ الإیمانَ تَطهیراً مِن الشِّرکِ ، والصلاةَ تَنزیهاً عنِ الکِبرِ ، والزکاةَ تَسبیباً للرِّزقِ .(6)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ فَرَضَ علی جَوارِحِکَ کُلِّها فَرائضَ یَحتَجُّ بها علَیکَ یَومَ القِیامَةِ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أوَّلُ ما افتَرَضَ اللَّهُ علی اُمَّتِی الصَّلَواتُ الخَمسُ ، وأوَّلُ ما یُرفَعُ مِن أعمالِهِمُ الصَّلَواتُ الخَمسُ ، وأوَّلُ مایُسألُونَ عَنهُ الصَّلَواتُ الخَمسُ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی تَبیینِ حُقوقِ الناسِ بَعضِهِم علی بَعضٍ - : وأعظَمُ ما
ص :79
افتَرَضَ سبحانَهُ مِن تلکَ الحُقوقِ حَقُّ الوالی علَی الرَّعیَّةِ ، وحَقُّ الرَّعیَّةِ علَی الوالِی ، فَریضَةٌ فَرَضَها اللَّهُ سبحانَهُ لِکُلٍّ علی کُلٍّ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لأِبی عُبیدةَ الحَذّاء - : ألا اُخبِرُکَ بِأشَدِّ ما افتَرَضَ اللَّهُ علی خَلقِهِ ؟ : إنصافُ الناسِ مِن أنفسِهم ، ومُواساةُ الإخوانِ فی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، وذِکرُ اللَّهِ علی کُلِّ حالٍ ، فإن عُرِضَت لَهُ طاعَةٌ للَّهِ ِ عَمِلَ بها ، وإن عُرِضَت لَهُ مَعصیَةٌ لَهُ تَرَکَها .(2)
عنه علیه السلام: مِن أشَدِّ ما فَرَضَ اللَّهُ علی خَلقِهِ ذِکرُ اللَّهِ کثیراً . لا أعنی «سُبحانَ اللَّهِ والحَمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أکبَرُ» وإن کانَ مِنهُ ، ولکنْ ذِکرُ اللَّهِ عِندَ ما أحَلَّ وحَرَّمَ ، فإن کانَ طاعَةً عَمِلَ بها ، وإن کانَ مَعصیَةً تَرَکَها .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصِیَّتِهِ لابنِهِ محمّدِ ابنِ الحَنَفیَّةِ - : یا بُنَیَّ ، لا تَقُل ما لا تَعلَمُ ، بل لا تَقُل کُلَّ ما تَعلَمُ ؛ فإنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی قد فَرَضَ علی جَوارِحِکَ کُلِّها فَرائضَ یَحتَجُّ بها علَیکَ یَومَ القِیامَةِ ویَسألُکَ عَنها ، وذَکَّرَها ووَعَظَها وحَذَّرَها وأدَّبها ولم یَترُکْها سُدیً ، فقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (ولاتَقْفُ ما لَیسَ لَکَ بهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ کُلُّ اُولئکَ کانَ عَنهُ مَسؤولاً)(5) وقالَ عَزَّوجلَّ : (إذ تَلَقَّوْنَهُ بألْسِنَتِکُمْ وَتَقولُونَ بأفْواهِکُم ما لَیسَ لَکُم بهِ عِلْمٌ وتَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وهُو عِندَ اللَّهِ عَظیمٌ)(6) ثُمّ استَعبَدَها بطاعَتِهِ فقالَ عَزَّوجلَّ : (یا أیُّها الَّذینَ آمَنوا ارْکَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّکُم وافْعَلُوا الخَیْرَ لَعلَّکُم تُفْلِحُونَ)(7) فهذهِ فَریضَةٌ جامِعَةٌ واجِبَةٌ علَی الجَوارِحِ .(8)
ص :80
عنه علیه السلام : أمّا ما فَرَضَهُ اللَّهُ سبحانَهُ فی کتابِهِ فدَعائمُ الإسلامِ ، وهِی خَمسُ دَعائمَ . وعلی هذهِ الفَرائضِ الخَمسِ بُنِیَ الإسلامُ ، فَجَعَلَ سبحانَهُ لِکُلِّ فَریضَةٍ مِن هذهِ الفَرائضِ أربَعةَ حُدودٍ لایَسَعُ أحَداً جَهلُها ، أوَّلُها الصلاةُ ثُمّ الزکاةُ ثُمّ الصیامُ ثُمّ الحَجُّ ثُمّ الوَلایَةُ ، وهِی خاتِمَتُها والجامِعَةُ لِجَمیعِ الفَرائضِ والسُّنَنِ .(1)
عنه علیه السلام : حُدودُ الفُروضِ التی فَرَضَها اللَّهُ علی خَلقِهِ هِی خَمسَةٌ مِن کِبارِ الفَرائضِ : الصلاةُ ، والزکاةُ ، والحجُّ، والصومُ ، والوَلایَةُ الحافِظَةُ لهذهِ الفَرائضِ الأربَعةِ .(2)
ص :81
ص :82
ص :83
ص :84
الکتاب :
(أنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتَی عَلَی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّفریطُ مُصیبَةُ القادِرِ .(2)
عنه علیه السلام : ثَمَرةُ التَّفریطِ النَّدامَةُ ، وثَمَرةُ الحَزمِ السَّلامَةُ .(3)
عنه علیه السلام : اِحذَرُوا التَّفریطَ ؛ فإنّهُ یُوجِبُ المَلامَةَ .(4)
عنه علیه السلام : إیّاکُم والتَّفریطَ ؛ فَتَقَعَ الحَسرَةُ حینَ لا تَنفَعُ الحَسرَةُ .(5)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ الطاعَةَ غَنیمَةَ الأکیاسِ عِندَ تَفریطِ العَجَزَةِ .(6)
عنه علیه السلام - فی صفةِ أهلِ الذِّکرِ - : فَلَو مَثَّلتَهُم لِعَقلِکَ فی مَقاوِمِهِمُ المَحمودَةِ ، ومَجالِسِهِمُ المَشهودَةِ ، وقد نَشَرُوا دَواوینَ أعمالِهِم ، وفَرَغُوا لِمُحاسَبَةِ أنفُسِهِم علی کُلِّ صَغیرَةٍ وکَبیرَةٍ اُمِرُوا بها فَقَصَّرُوا عَنها ، أو نُهُوا عَنها فَفَرَّطُوا فیها !(7)
عنه علیه السلام : مَن حَلُمَ لم یُفَرِّطْ فی أمرِهِ ، وعاشَ فی الناسِ حَمیداً .(8)
عنه علیه السلام : الجَنَّةُ غایَةُ السابِقینَ ، والنارُ غایَةُ المُفَرِّطِینَ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن فَرَّطَ تَوَرَّطَ .(10)
عنه علیه السلام : ثلاثةٌ مَن فَرَّطَ فیهِنَّ کانَ مَحروماً : استِماحَةُ جَوادٍ ، ومُصاحَبَةُ عالِمٍ ، واستِمالَةُ سُلطانٍ .(11)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : التَّفریطُ مُصیبَةُ ذَوِی القُدرَةِ .(12)
الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : اُذکُرْ حَسَراتِ التَّفریطِ بأخذِ تَقدیمِ الحَزمِ .(13)
ص :85
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَرَی الجاهِلَ إلّا مُفْرِطاً أو مُفَرِّطاً .(1)
عنه علیه السلام : لقد عُلِّقَ بِنِیاطِ هذا الإنسانِ بَضعَةٌ هی أعجَبُ ما فیهِ : وذلکَ القلبُ ، وذلکَ أنَّ لَهُ مَوادَّ مِن الحِکمَةِ وأضداداً مِن خِلافِها ، فإن سَنَحَ لَهُ الرَّجاءُ أذَلَّهُ الطَّمَعُ ، وإن هاجَ بهِ الطَّمَعُ أهلَکَهُ الحِرصُ ، وإن مَلکَهُ الیَأسُ قَتَلَهُ الأسَفُ ... وإن أفرَطَ بهِ الشِّبَعُ کَظَّتهُ البِطنَةُ ، فَکُلُّ تَقصیرٍ بهِ مُضِرٌّ ، وکُلُّ إفراطٍ لَهُ مُفسِدٌ .(2)
عنه علیه السلام: سَیَهلِکُ فِیَّ صِنفانِ: مُحِبٌّ مُفرِطٌ یَذهَبُ بهِ الحُبُّ إلی غَیرِ الحَقِّ ، ومُبغِضٌ مُفرِطٌ یَذهَبُ بهِ البُغضُ إلی غیرِ الحَقِّ ، وخَیرُ الناسِ فِیَّ حالاً النَّمَطُ الأوسَطُ فَالْزَمُوهُ .(3)
ص :86
ص :88
الکتاب :
(فَإذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإلی رَبِّکَ فَارْغَبْ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أشَدُّ الناسِ حِساباً یَومَ القِیامَةِ المَکفِیُّ الفارِغُ، إن کانَ الشُغلُ مَجهَدَةً فالفَراغُ مَفسَدَةٌ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ یُبغِضُ الصَّحیحَ الفارِغَ ، لا فی شُغلِ الدنیا ولا فی شُغلِ الآخِرَةِ.(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَلَّتانِ کثیرٌ مِن الناسِ فیهِما مَفتونٌ : الصِّحَّةُ والفَراغُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مِن الفَراغِ تکونُ الصَّبوَةُ.(5)
عنه علیه السلام : مَع الفَراغِ تَکونُ الصَّبوَةُ .(6)
عنه علیه السلام : اِعلَمْ أنَّ الدنیا دارُ بَلِیَّةٍ لم یَفرُغْ صاحِبُها فیها قَطُّ ساعَةً إلّا کانَت فَرغَتُهُ علَیهِ حَسرَةً یَومَ القِیامَةِ .(7)
عنه علیه السلام : إنْ یَکُنِ الشُّغلُ مَجهَدَةً فاتِّصالُ الفَراغِ مَفسَدَةٌ .(8)
عنه علیه السلام : ما أحَقَّ الإنسانَ أن تکونَ لَهُ ساعَةٌ لا یَشغَلُهُ عَنها شاغِلٌ !(9)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی دعائهِ - : وَاشغَلْ قُلوبَنا بِذِکرِکَ عن کُلِّ ذِکرٍ ، وألسِنَتَنا بشُکرِکَ عن کُلِّ شُکرٍ ، وجَوارِحَنا بطاعَتِکَ عن کُلِّ طاعَةٍ ، فإن قَدَّرتَ لنا فَراغاً مِن شُغلٍ فاجعَلْهُ فَراغَ سلامَةٍ ، لاتُدرِکُنا فیهِ تَبِعَةٌ ، ولاتَلحَقُنا فیهِ سَأمَةٌ ، حتّی یَنصَرِفَ عنّا کُتّابُ السَّیّئاتِ بصَحیفَةٍ خالِیَةٍ مِن ذِکرِ سَیِّئاتِنا ، ویَتَوَلّی کُتّابُ الحَسَناتِ عنّا مَسرورِینَ .(10)
عنه علیه السلام - مِن دعائهِ فی مکارمِ الأخلاقِ - : اللّهُمَّ صَلِّ علی محمّدٍ وآلِهِ ، واکفِنی ما یَشغَلُنِی الاهتِمامُ بهِ ، واستَعمِلْنی بما تَسألُنِی غَداً عَنهُ ، واستَفرِغْ أیّامِی فیما خَلَقتَنِی لَهُ .(11)
ص :89
عنه علیه السلام - أیضاً - : وارزُقْنِی صِحَّةً فی عِبادَةٍ ، وفَراغاً فی زَهادَةٍ .(1)
عنه علیه السلام - مِن دعائهِ فی یومِ عَرَفَةَ - : وأذِقْنی طَعمَ الفَراغِ لِما تُحِبُّ بِسَعَةٍ مِن سَعَتِکَ ، والاجتِهادِ فیما یُزلِفُ لَدَیکَ وعِندَک ، وأتحِفْنی بتُحفَةٍ من تُحَفاتِکَ ، واجعَلْ تِجارَتِی رابِحَةً ، وکَرَّتی غیرَ خاسِرَةٍ ، وأخِفنِی مَقامَکَ ، وشَوِّقْنی لِقاءَکَ .(2)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی لَیُبغِضُ العَبدَ النَّوَّامَ ، إنّ اللَّهَ تعالی لَیُبغِضُ العَبدَ الفارِغَ .(3)
ص :90
ص :92
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَیَأتِیَنَّ علی اُمَّتِی ما أتی علی بَنی إسرائیلَ حَذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ ... إنّ بنی إسرائیلَ تَفَرَّقَت علی ثِنتَینِ وسَبعینَ مِلَّةً ، وتَفتَرِقُ اُمَّتی علی ثلاثٍ وسَبعینَ مِلَّةً کُلُّهُم فی النارِ إلّا واحِدَةً .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَفتَرِقُ اُمَّتی علی ثلاثِ فِرَقٍ : فِرقَةٌ علَی الحَقِّ لایَنقُصُ الباطِلُ مِنهُ شیئاً یُحِبُّونی ویُحِبُّونَ أهلَ بَیتی ، مَثَلُهُم کَمَثَلِ الذَّهَبِ الجَیِّدِ ؛ کُلَّما أدخَلتَهُ النارَ فَأوقَدتَ علَیهِ لم یَزِدْهُ إلّا جَودَةً ، وفِرقَةٌ علَی الباطِلِ لایَنقُصُ الحَقُّ مِنهُ شیئاً ... وفِرقَةٌ مُدَهْدَهَةٌ علی مِلَّةِ السامِریِّ لا یَقولونَ : لا مَساسَ ، لکنّهُم یقولونَ : لا قِتالَ ! إمامُهُم عبدُاللَّهِ بنُ قیسٍ الأشعریُّ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَتَفَرَّقَنَّ هذهِ الاُمّةُ علی ثَلاثٍ وسَبعینَ فِرقَةً ، والذی نفسِی بیَدِهِ إنَّ الفِرَقَ کُلَّها ضالَّةٌ إلّا مَنِ اتَّبَعَنی وکانَ مِن شیعَتی .(3)
عنه علیه السلام : اِختَلَفَتِ النَّصاری علی کذا وکذا ، ولا أراکُم أیَّتُها الاُمَّةُ إلّا سَتَختَلِفونَ کما اختَلَفوا ، وتَزِیدُونَ علَیهِم فِرقَةً ، ألا وإنّ الفِرَقَ کُلَّها ضالّةٌ إلّا أنا ومَنِ اتَّبعَنی .(4)
ص :93
ص :94
ص :96
1 - المَعصِیةُ
الکتاب :
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ أیْدِی النَّاسِ لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) .(1)
(لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأنْفُسِهِمْ وَإذا أرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ * هُوَ الَّذِی یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَیُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) .(2)
(وَما أصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما کَسَبَتْ أیْدِیکُمْ وَیَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ * وَما أنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأرْضِ وَما لَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَلا نَصِیرٍ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لم تَظهَرِ الفاحِشَةُ فی قَومٍ قَطُّ حتّی یُعلِنُوا بها إلّا فَشا فیهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التی لم تَکُن مَضَت فی أسلافِهِم الذینَ مَضَوا .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ المَعصیَةَ إذا عَمِلَ بها العَبدُ سِرّاً لم تَضُرَّ إلّا عامِلَها ، وإذا عَمِلَ بها عَلانِیَةً ولم یُغَیَّرْ علَیهِ أضَرَّت بالعامَّةِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ لایُعَذِّبُ العامَّةَ بِعَمَلِ الخاصَّةِ حتّی یَرَوُا المُنکَرَ بینَ ظَهرانیهِم وهُم قادِرُونَ علی أن یُنکِروهُ ، فإذا فَعَلُوا ذلکَ عَذَّبَ اللَّهُ العامَّةَ والخاصَّةَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما تَرَکَ قَومٌ الجِهادَ إلّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بالعَذابِ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ : (ومِنهُم مَن لا یُؤمِنُ به)(8) - : فَهُم أعداءُ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ مِن بَعدِهِ (ورَبُّکَ أعْلَمُ بِالمُفسِدِینَ)(9) والفَسادُ : المَعصیَةُ للَّهِ ِ ولرسولِهِ .(10)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عن قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (ولا تُفْسِدُوا فی الأرضِ بَعدَ إِصلاحِها)(11) - : إنَّ الأرضَ کانَت فاسِدَةً فَأصلَحَها اللَّهُ عَزَّوجلَّ بِنَبِیِّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : (ولا تُفْسِدُوا فی الأرضِ بعدَ إِصْلاحِها) .(12)
ص :97
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لمحمّدِ بنِ سِنانٍ فیما کَتَبَ مِن جَوابِ مَسائلِهِ - : حَرَّمَ اللَّهُ قَتلَ النفسِ لِعِلَّةِ فَسادِ الخَلقِ فی تَحلیلِهِ لو أحَلَّ ، وفَنائهِم ، وفَسادِ التَّدبیرِ ...
وحَرَّمَ اللَّهُ تعالَی الزِّنا لِما فیهِ مِن الفَسادِ مِن قَتلِ الأنفُسِ ، وذَهابِ الأنسابِ ، وتَرکِ التَّربیَةِ للأطفالِ ، وفَسادِ المَواریثِ ، وما أشبَهَ ذلکَ مِن وُجوهِ الفَسادِ .
وحَرَّمَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ قَذفَ المُحصَناتِ لِما فِیه مِن فَسادِ الأنسابِ ، ونَفیِ الوَلَدِ ، وإبطالِ المَواریثِ ، وتَرکِ التَّربیَةِ ، وذَهابِ المَعارِفِ ، وما فیهِ مِن الکبائرِ والعِلَلِ التی تُؤَدِّی إلَی فَسادِ الخَلقِ... .(1)
2 - الاختِلافُ
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما اختَلَفَت اُمَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّا ظَهَرَ أهلُ باطِلِها علی أهلِ حَقِّها .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وأیمُ اللَّهِ ، ما اختَلَفَت اُمَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّا ظَهَرَ باطِلُها علی حَقِّها إلّا ماشاءَاللَّهُ .(4)
عنه علیه السلام - لأصحابِهِ فیما یُخبِرُ عن غَلَبةِ جَیشِ معاویةَ - : إنّی واللَّهِ لَأظُنُّ أنَّ هؤلاءِ القَومَ سَیُدالُونَ مِنکُم باجتِماعِهِم علی باطِلِهِم ، وتَفَرُّقِکُم عن حَقِّکُم ، وبِمَعصِیَتِکُم إمامَکُم فی الحَقِّ ، وطاعَتِهِم إمامَهُم فی الباطِلِ ، وبِأدائهِمُ الأمانَةَ إلی صاحِبِهِم وخیانَتِکُم ، وبصَلاحِهِم فی بِلادِهِم وفَسادِکُم .(5)
3 - الاستِواءُ فی الدرجات
الکتاب :
(أَهُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّکَ نَحْنُ قَسَمْنا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
ص :98
بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیّاً وَرَحْمَةُ رَبِّکَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَزالُ الناسُ بخَیرٍ ما تَفاوَتُوا ، فإذا استَوَوا هَلَکُوا .(2)
4 - مَنعُ الحقِ
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کیفَ یُقَدِّسُ اللَّهُ قَوماً لا یُؤخَذُ لِضَعیفِهِم مِن شَدیدِهِم ؟ !(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لن تُقَدَّسَ اُمّةٌ لایُؤخَذُ للضَّعیفِ فیها حَقُّهُ مِن القَوِیِّ غیرَ مُتَعتَعٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ لایُقَدِّسُ اُمّةً لا یَأخُذُ الضَّعیفُ حَقَّهُ مِن القَویِّ وهو غیرُ مُتَعتَعٍ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ لَمّا استُخلِفَ إلی اُمَراءِ الأجنادِ - : أمّا بَعدُ ، فإنَّما أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم أنَّهُم مَنَعُوا الناسَ الحَقَّ فَاشتَرَوهُ ، وأخَذُوهُم بِالباطِلِ فَاقتَدَوهُ (7).(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: قِوامُ الدِّینِ والدنیا بأربَعةٍ: عالِمٍ مُستَعمِلٍ عِلمَهُ ، وجاهِلٍ لا یَستَنکِفُ أن یَتَعلَّمَ ، وجَوادٍ لا یَبخَلُ بمَعروفِهِ ، وفَقیرٍ لا یَبیعُ آخِرَتَهُ بدُنیاهُ ، فإذا ضَیَّعَ العالِمُ عِلمَهُ استَنکَفَ الجاهِلُ أن یَتَعَلَّمَ ، وإذا بَخِلَ الغَنیُّ بمَعروفِهِ باعَ الفَقیرُ آخِرَتَهُ بدُنیاهُ .(10)
ص :99
عنه علیه السلام : قِوامُ الدنیا بأربَعةٍ : بعالِمٍ مُستَعمِلٍ لِعِلمِهِ ، وبغَنِیٍّ باذِلٍ لِمَعروفِهِ ، وبجاهِلٍ لا یَتکَبَّرُ أن یَتَعلَّمَ ، وبفَقیرٍ لا یَبیعُ آخِرَتَهُ بدنیا غیرِهِ ، وإذا عَطَّلَ العالِمُ عِلمَهُ ، وأمسَکَ الغَنیُّ مَعروفَهُ ، وتَکَبَّرَ الجاهِلُ أن یَتَعلَّمَ ، وباعَ الفَقیرُ آخِرَتَهُ بدنیا غَیرِهِ ، فَعَلَیهِمُ الثُّبورُ .(1)
بحار الأنوار عن الإمامِ علیّ علیه السلام : قِوامُ الدِّینِ بأربَعةٍ : بعالِمٍ ناطِقٍ مُستَعمِلٍ لَهُ ، وبغنیٍّ لا یَبخَلُ بفَضلِهِ علی أهلِ دِینِ اللَّهِ ، وبفَقیرٍ لا یَبیعُ آخِرَتَهُ بدُنیاهُ، وبجاهِلٍ لا یَتکَبَّرُ عن طَلَبِ العِلمِ، فإذا کَتَمَ العالِمُ عِلمَهُ، وبَخِلَ الغَنیُّ بمالِهِ، وباعَ الفَقیرُ آخِرَتَهُ بدُنیاهُ، واستَکبَرَ الجاهِلُ عن طَلَبِ العِلمِ، رَجَعَتِ الدنیا إلی وَرائها القَهقَری . فلا تَغُرَّنَّکُم کَثرَةُ المَساجِدِ ، وأجسادُ قَومٍ مُختَلِفَةٍ. قیلَ: یاأمیرَ المؤمنینَ، کیفَ العَیشُ فی ذلکَ الزَّمانِ ؟ فقالَ : خالِطوهُم بالبَرّانِیَّةِ - یَعنی فی الظاهِرِ - وخالِفُوهُم فی الباطِنِ ... .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن أحوالِ العامَّةِ - : إنّما هی مِن فَسادِ الخاصَّةِ ، وإنّما الخاصَّةُ لَیُقَسَّمُونَ علی خَمسٍ : العُلَماءُ وهُمُ الأدِلّاءُ علَی اللَّه ، والزُّهّادُ وهُمُ الطریقُ إلَی اللَّهِ ، والتُّجّارُ وهُم اُمَناءُ اللَّهِ ، والغُزاةُ وهُم أنصارُ دِینِ اللَّهِ ، والحُکّامُ وهُم رُعاةُ خَلقِ اللَّهِ .
فإذا کانَ العالِمُ طَمّاعاً وللمالِ جَمّاعاً فَبِمَن یُستَدَلُّ ؟ ! وإذا کانَ الزاهِدُ راغِباً ولِما فی أیدِی الناسِ طالِباً فَبِمَن یُقتَدی ؟ ! وإذا کانَ التاجِرُ خائناً وللزکاةِ مانِعاً فَبِمَن یُستَوثَقُ ؟ ! وإذا کانَ الغازِی مُرائیاً وللکَسبِ ناظِراً فَبِمَن یُذَبُّ عَنِ المسلمینَ ؟ ! وإذا کانَ الحاکِمُ ظالِماً وفی الأحکامِ جائراً فَبِمَن یُنصَرُ المَظلومُ علَی الظالِمِ ؟ ! فواللَّهِ ما أتلَفَ الناسَ إلّا العُلَماءُ الطَّمّاعُونَ ، والزُّهَّادُ الراغِبونَ ، والتُّجّارُ الخائنونَ ، والغُزاةُ المُراؤونَ ، والحُکّامُ الجائرُونَ ، وسَیَعلَمُ الذینَ ظَلَمُوا أیَّ مُنقَلَبٍ یَنقَلِبونَ .(3)
ص :100
1 - فِرعونُ
(إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِی الْأرْضِ وَجَعَلَ أهْلَها شِیَعاً یَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ یُذَبِّحُ أبْناءَهُمْ وَیَسْتَحْیِی نِساءَهُمْ إِنَّهُ کانَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ) .(1)
2 - قارونُ
(إنَّ قارُونَ کانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَی فَبَغَی عَلَیْهِمْ وَآتَیْناهُ مِنَ الْکُنُوزِ ما إنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِی الْقُوَّةِ إذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لایُحِبُّ الْفَرِحِینَ * وَابْتَغِ فِیما آتاکَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِیبَکَ مِنَ الدُّنْیا وَأحْسِنْ کَما أحْسَنَ اللَّهُ إلَیْکَ ولا تَبْغِ الْفَسادَ فِی الْأرْضِ إنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ) .(3)
3 - بنو إسرائیلَ
(وَقَضَیْنا إِلَی بَنِی إسْرائِیلَ فِی الْکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأرْضِ مَرَّتَیْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوَّاً کَبِیراً) .(4)
(وَقالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ... کُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأَها اللَّهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الْأرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا یُحِبُّ المُفْسِدِینَ) .(5)
4 - قَومُ هودٍ
(ألَمْ تَرَ کَیْفَ فَعَلَ رَبُّکَ بِعادٍ * إرَمَ ذاتِ الْعِمادِ * الَّتِی لَمْ یُخْلَقْ مِثْلُها فِی الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِینَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِی الْأوْتادِ * الَّذِینَ طَغَوا فِی الْبِلادِ * فَأَکْثَرُوا فِیها الْفَسادَ) .(6)
5 - قومُ صالحٍ
(وَاذْکُرُوا إذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأکُمْ فِی الأرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُیُوتاً فَاذْکُرُوا آلاءَ اللَّهِ ولا تَعْثَوْا فِی الْأرْضِ مُفْسِدینَ) .(8)
6 - قومُ شُعَیبٍ
(وَیا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِکْیالَ وَالْمِیزَانَ بِالقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْیاءَهُمْ وَلا تَعْثَوا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ) .(10)
7 - قومُ لوطٍ
(أئِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَتَأْتُونَ فِی نادِیکُمُ الْمُنْکَرَ فَما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلَّا أنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ * قالَ رَبِّ
ص :101
انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ) .(1)
8 - الخارجُ علی إمامٍ عادلٍ
(إنَّما جَزاءُ الَّذِینَ یُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الْأرْضِ فَسادَاً أنْ یُقَتَّلُوا أَوْ یُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ یُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِکَ لَهُمْ خِزْیٌ فِی الدُّنْیَا وَلَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ) .(3)
9 - الملوکُ
الکتاب :
(قالَتْ إِنَّ الْمُلُوکَ إِذا دَخَلُوا قَرْیَةً أفْسَدُوها وَجَعَلُوا أعِزَّةَ أهْلِها أذِلَّةً وَکَذلِکَ یَفْعَلُونَ) .(4)
الحدیث :
الخصال : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : صِنفانِ مِن اُمَّتی إذا صَلُحا صَلُحَت اُمَّتی ، وإذا فَسَدا فَسَدَت اُمَّتی ، قیلَ : یارسولَ اللَّهِ ، ومَن هُما ؟ قالَ : الفُقَهاءُ والاُمَراءُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا مَلَکَ الأراذِلُ هَلَکَ الأفاضِلُ .(6)
عنه علیه السلام : إذا استَولَی اللِّئامُ اضطُهِدَ الکِرامُ .(7)
10 - المنافقُ
الکتاب :
(وَإذا قِیلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِی الْأرْضِ قالُوا إنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) .(9)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أخوَفَ ما أخافُ علَیکُم بَعدی کُلُّ مُنافِقٍ عَلیمِ اللِّسانِ .(10)
11 - المُسرِفُ
الکتاب :
(وَلا تُطِیعُوا أمْرَ الْمُسْرِفِینَ * الَّذِینَ یُفْسِدُونَ فِی الْأرْضِ وَلا یُصْلِحُونَ) .(12)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن الفَسادِ (المَفسَدَةِ) إضاعَةُ الزادِ ، ومَفسَدَةُ المَعادِ .(13)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام: مِن الفَسادِ قَطعُ الدِّرهَمِ
ص :102
والدِّینارِ وطَرحُ النَّوی .(1)
12 - قاطِعُ الرَّحمِ
(فَهَلْ عَسَیْتُمْ إنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أرْحامَکُمْ) .(3)
(وَالَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَیَقْطَعُونَ ما أمَرَ اللَّهُ بِهِ أنْ یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الْأرْضِ أُولئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) .(4)
13 - الساحرُ
(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسَی ألْقُوا ما أنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا ألْقَوا قالَ مُوسَی ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إنَّ اللَّهَ سَیُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا یُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِینَ) .(6)
14 - السارقُ
(قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ(8) فِی الْأرْضِ وَما کُنَّا سارِقِینَ) .(9)
15 - التارکُ تَزویجَ مَن یَرضی خُلُقَهُ ودِینَهُ
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا جاءَکُم مَن تَرضَونَ خُلُقَهُ ودِینَهُ فَزَوِّجُوهُ (إلّا تَفْعَلُوهُ تَکُنْ فِتنَةٌ فی الأَرضِ وفَسادٌ کَبیرٌ)(11).(12)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ النِّکاحِ - : مَن خَطَبَ إلَیکُم فَرَضِیتُم دِینَهُ وأمانَتَهُ فَزَوِّجُوهُ (إلّا تَفعَلُوهُ تَکُنْ فِتنَةٌ فِی الأَرضِ وفَسادٌ کَبیرٌ) .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی توبیخِ بعضِ أصحابِهِ - : إنّکُم واللَّهِ لَکَثیرٌ فی الباحاتِ ، قلیلٌ تَحتَ الرّایاتِ ، وإنّی لَعالِمٌ بِما یُصْلِحُکُم ویُقِیمُ أوَدَکُم ، ولکنّی لا أری إصلاحَکم بِإفسادِ (فَسادی) نَفسی .(15)
ص :103
عنه علیه السلام : إنّی لَعالِمٌ بما یُصلِحُکُم ویُقیمُ لی أوَدَکُم ، ولکنّی لا اُصلِحُکُم بفَسادِ نَفسی .(1)
عنه علیه السلام : ولقد عَلِمتُ أنّ الذی یُصلِحُکُم هو السَّیفُ، وما کنتُ مُتَحَرِّیاً صلاحَکُم بفَسادِ نَفسی، ولکنْ سَیُسَلَّطُ علَیکُم بَعدی سُلطانٌ صَعبٌ .(2)
عنه علیه السلام : ولکنِّی واللَّهِ لا آتِی أمراً أجِدُ فیهِ فَساداً لِدِینی طَلَباً لِصلاحِ دُنیایَ .(3)
عنه علیه السلام : إن لم یُصلِحْهُم إلّا إفسادِی فلا أصلَحَهُمُ اللَّهُ !(4)
عنه علیه السلام : قد عاتَبتُکُم بِدُرَّتی التی اُعاتِبُ بها أهلِی فلم تُبالُوا ، وضَرَبتُکُم بسَوطِی الذی اُقِیمُ بهِ حُدودَ رَبِّی فلم تَرعَوُوا(5) ، أتُرِیدُونَ أن أضرِبَکم بِسَیفِی ؟ ! أما إنّی أعلَمُ الذی تُرِیدُونَ ویُقِیمُ أوَدَکُم (6) ، ولکن لا أشتَری صلاحَکُم بفَسادِ نَفسِی ، بل یُسَلِّطُ اللَّهُ علَیکُم قَوماً فَیَنتَقِمُ لی مِنکُم ! فلا دنیاً استَمتَعتُم بها ، ولا آخِرَةَ صِرتُم إلَیها ، فَبُعداً وسُحقاً لأصحابِ السَّعیرِ !(7)
الأمالی للمفید : إنَّ طائفةً مِن أصحابِ أمیرِ المؤمنینَ علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام مَشَوا إلَیهِ عند تَفَرُّقِ الناسِ عَنهُ وفِرارِ کثیرٍ مِنهُم إلی معاویةَ طَلَباً لِما فی یَدَیهِ من الدنیا ، فقالوا لَهُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أعطِ هذهِ الأموالَ ، وفَضِّلْ هؤلاءِ الأشرافَ مِن العَرَبِ وقُریشٍ علَی المَوالِی والعَجَمِ ، ومَن تَخافُ خِلافَهُ علَیکَ مِن الناسِ وفِرارَهُ إلی معاویةَ ! فقالَ لَهُم أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام : أتَأمُرونِّی أن أطلُبَ النَّصرَ بالجَورِ ؟ ! لا واللَّهِ لا أفعَلُ ما طَلَعَت شمسٌ و(ما) لاحَ فی السماءِ نَجمٌ !(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام یقولُ للناسِ بالکوفةِ : یا أهلَ الکوفةِ ، أتَرَونی لا أعلَمُ مایُصلِحُکُم ؟ ! بَلی ، ولکِنّی أکرَهُ
ص :104
أن اُصلِحَکُم بفَسادِ نَفسی .(1)
الکتاب :
(وَلَولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأرْضُ وَلکِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَی الْعالَمِینَ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لولا عِبادٌ للَّهِ ِ(4)رُکَّعٌ ، وصِبیانٌ رُضَّعٌ ، وبَهائمُ رُتَّعٌ ، لَصُبَّ علَیکُمُ العَذابُ صَبّاً .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولَولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأرْضُ) - : مَعناهُ یَدفَعُ اللَّهُ بالبَرِّ عنِ الفاجِرِ الهَلاکَ .(6)
عنه علیه السلام : إنَّ تَقوَی اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلوبِکُم ... وصَلاحُ فَسادِ صُدورِکُم ، وطَهورُ دَنَسِ أنفسِکُم .(7)
عنه علیه السلام : لو أنَّ الناسَ حینَ تَنزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ ، وتَزولُ عَنهُمُ النِّعَمُ ، فَزِعُوا إلی رَبِّهم بِصِدقٍ مِن نِیّاتِهِم ، وَوَلَهٍ مِن قُلوبِهِم ، لَرَدَّ علَیهِم کُلَّ شارِدٍ، وأصلَحَ لَهُم کُلَّ فاسِدٍ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ (لَ)یَدفَعُ بِمَن یُصَلِّی مِن شیعَتِنا عَمَّن لا یُصَلِّی مِن شِیعَتِنا ولو أجمَعُوا علی تَرکِ الصلاةِ لَهَلَکُوا ، وإنَّ اللَّهَ لَیَدفَعُ بمَن یُزَکِّی مِن شیعَتِنا عَمَّن لایُزَکِّی ... وهو قولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (ولَولا دَفعُ اللَّهِ الناسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ) .(9)
ص :105
ص :106
ص :108
الکتاب :
(حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ والدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِیرِ وَما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّیَةُ وَالنَّطِیحَةُ وَما أکَلَ السَّبُعُ إلَّا ما ذَکَّیْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَأنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأزْلامِ ذلِکُمْ فِسْقٌ) .(1)
(وَلا تَأْکُلُوا مِمَّا لَمْ یُذْکَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَإنَّهُ لَفِسْقٌ وَإنَّ الشَّیاطِینَ لَیُوحُونَ إلَی أوْلِیائِهِمْ لِیُجادِلُوکُمْ وَإنْ أطَعْتُمُوهُمْ إِنَّکُمْ لَمُشْرِکُونَ) .(2)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ومَعنَی الفِسقِ : فَکُلُّ مَعصیَةٍ مِن المَعاصِی الکِبارِ فَعَلَها فاعِلٌ ، أو دَخَلَ فیها داخِلٌ بِجِهَةِ اللذَّةِ والشَّهوَةِ والشَّوقِ الغالِبِ ، فهُو فِسقٌ وفاعِلُهُ فاسِقٌ خارِجٌ مِن الإیمان بجِهَةِ الفِسقِ ، فإن دامَ فی ذلکَ حتّی یَدخُلَ فی حَدِّ التَّهاوُنِ والاستِخفافِ ، فقد وَجَبَ أن یکونَ بِتَهاوُنِهِ واستِخفافِهِ کافِراً.(3)
الکتاب :
(الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِن بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمُنْکَرِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَیَقْبِضُونَ أیْدِیَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ إنَّ الْمُنافِقِینَ هُمُ الْفاسِقُونَ) .(4)
(وَلَقَدْ أنْزَلْنا إلَیْکَ آیاتٍ بَیِّناتٍ وَما یَکْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقونَ) .(5)
(وَلْیَحْکُمْ أهْلُ الْإنْجِیلِ بِما أنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ وَمَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَاُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ) .(6)
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأطاعُوهُ إنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقینَ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أمّا علامَةُ الفاسِقِ فأربَعةٌ: اللهوُ واللغوُ والعُدوانُ والبُهتانُ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا فالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طاعَةِ ساداتِکُم وکُبَرائکُمُ الذینَ تَکَبَّرُوا عَن حَسَبِهِم ، وتَرَفَّعُوا فَوقَ نَسَبِهِم ... فإنَّهُم قَواعِدُ أساسِ العَصبیَّةِ ،
ص :109
ودَعائمُ أرکانِ الفِتنَةِ ... وهُم أساسُ الفُسُوقِ ، وأحلاسُ العُقوقِ .(1)
عنه علیه السلام - فی صفةِ أهلِ الضلالِ - : آثَرُوا عاجِلاً وأخَّروا آجِلاً ، وتَرَکُوا صافِیاً وشَرِبُوا آجِناً ، کَأنِّی أنظُرُ إلی فاسِقِهم وقد صَحِبَ المُنکَرَ فَألِفَهُ ، وبَسِئَ بهِ ووافَقَهُ ، حتّی شابَت علَیهِ مَفارِقُهُ ، وصُبِغَت بهِ خلائقُهُ .(2)
ص :110
ص :112
بحار الأنوار : فی الزَّبورِ : أفصَحتُم فی الخُطبَةِ وقَصَّرتُم فی العَمَلِ ، فلو أفصَحتُم فی العَمَلِ وقَصَّرتُم فی الخُطبَةِ لَکانَ أرجی لَکُم ، ولکنَّکُم عَمَدتُم إلَی آیاتی فاتَّخَذتُموها هُزءاً ، وإلی مَظالِمی فَاشتَهَرتُم بها .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَصاحَةُ زِینَةُ الکلامِ .(2)
ص :114
ص :116
الکتاب :
(اُنْظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أکْبَرُ دَرَجاتٍ وأکْبَرُ تَفْضِیلاً) .(1)
(تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) .(2)
(وَإسْماعِیلَ وَالْیَسَعَ وَیُونُسَ وَلُوطاً وَکُلّاً فَضَّلْنا عَلَی العالَمِینَ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الارتِقاءُ إلَی الفَضائلِ صَعبٌ مُنْجٍ ، الانحِطاطُ إلَی الرَّذائلِ سَهلٌ مُرْدٍ .(4)
عنه علیه السلام : أکرِهْ نفسَکَ علَی الفَضائلِ ؛ فإنّ الرَّذائلَ أنتَ مَطبوعٌ علَیها .(5)
عنه علیه السلام : أقوَی الوَسائلِ حُسنُ الفَضائلِ.(6)
عنه علیه السلام : باکتِسابِ الفَضائلِ یُکبَتُ المُعادِی .(7)
عنه علیه السلام : فَخرُ المَرءِ بفَضلِهِ لا بأصلِهِ .(8)
عنه علیه السلام: مَن قَلَّت فَضائلُهُ ضَعُفَت وَسائلُهُ .(9)
عنه علیه السلام : عِندَ تَعاقُبِ الشَّدائدِ تَظهَرُ فَضائلُ الإنسانِ .(10)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : الفَضائلُ أربَعةُ أجناسٍ : أحَدُها : الحِکمَةُ ، وقِوامُها فی الفِکرَةِ ، والثانی : العِفَّةُ ، وقِوامُها فی الشَّهوَةِ ، والثالثُ : القُوَّةُ ، وقِوامُها فی الغَضَبِ ، والرابِعُ : العَدلُ ، وقِوامُهُ فی اعتِدالِ قُوَی النفسِ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفَضیلَةُ بحُسنِ الکَمالِ ومَکارِمِ الأفعالِ ، لا بکَثرَةِ المالِ وجَلالَةِ الأعمالِ .(13)
ص :117
عنه علیه السلام : لِکُلِّ شی ءٍ فَضیلَةٌ وفَضیلَةُ الکِرامِ اصطِناعُ الرِّجالِ .(1)
عنه علیه السلام : مَن آثَرَ علی نفسِهِ استَحَقَّ اسمَ الفَضیلَةِ .(2)
عنه علیه السلام : کَفی بالمَرءِ فَضیلَةً أن یُنَقِّصَ نفسَهُ .(3)
عنه علیه السلام : صَنائعُ الإحسانِ مِن فَضائلِ الإنسانِ .(4)
عنه علیه السلام : فَضیلَةُ السادَةِ حُسنُ العِبادَةِ .(5)
عنه علیه السلام: الفَضلُ أنّکَ إذا قَدَرتَ عَفَوتَ .(6)
عنه علیه السلام : الفَضلُ مَعَ الإحسانِ .(7)
عنه علیه السلام: کَمالُ الفَضائلِ شَرَفُ الخَلائقِ .(8)
عنه علیه السلام : إذا حُیِّیتَ بِتَحِیَّةٍ فَحَیِّ بأحسَنَ مِنها ، وإذا اُسدِیَت إلَیکَ یَدٌ فَکافِئْها بما یُربی علَیها ، والفَضلُ مَعَ ذلکَ للبادِیَ .(9)
عنه علیه السلام : تَحَلُّوا بالأخذِ بالفَضلِ ، والکَفِّ عنِ البَغیِ ، والعَمَلِ بالحَقِّ ، والإنصافِ مِن النفسِ ، واجتِنابِ الفَسادِ ، وإصلاحِ المَعادِ .(10)
عنه علیه السلام: فالمُتَّقُونَ فیها هُم أهلُ الفَضائلِ: مَنطِقُهُمُ الصَّوابُ، ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ.(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَقَد أخَذَ بجَوامِعِ الفَضلِ مَن رَفَعَ نفسَهُ عن سُوءِ المُجازاةِ .(12)
عنه علیه السلام : مَن أحسَنَ إلی مَن أساءَ إلَیهِ فقد أخَذَ بجَوامِعِ الفَضلِ .(13)
عنه علیه السلام : مَن عَفا عَنِ الجَرائمِ فقد أخَذَ بجَوامِعِ الفَضلِ .(14)
عنه علیه السلام : المُرُوءَةُ اسمٌ جامِعٌ لسائرِ الفَضائلِ والمَحاسِنِ .(15)
عنه علیه السلام : جِماعُ الفَضلِ فی اصطِناعِ الحُرِّ ، والإحسانِ إلی أهلِ الخَیرِ .(16)
عنه علیه السلام: کُن عَفُوّاً فی قُدرَتِکَ ، جَواداً فی عُسرَتِکَ ، مُؤْثِراً مَعَ فاقَتِکَ ؛ یَکمُلْ لکَ الفَضلُ .(17)
عنه علیه السلام : إذا اتَّقَیتَ المُحَرَّماتِ ، وتَوَرَّعتَ عنِ الشُّبُهاتِ ، وأدَّیتَ
ص :118
المَفروضاتِ ، وتَنَفَّلتَ بالنَّوافِلِ ، فقد أکمَلتَ فی الدِّینِ الفَضائلَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضَلُ الفَضائلِ صِلَةُ الهاجِرِ ، وإیناسُ النافِرِ ، والأخذُ بِیَدِ العاثِرِ .(2)
عنه علیه السلام : الإنصافُ أفضَلُ الفَضائلِ (3) .(4)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الفَضائلِ بَذلُ الرَّغائبِ ، وإسعافُ الطالِبِ، والإجمالُ فی المَطالِبِ.(5)
عنه علیه السلام : حِفظُ اللِّسانِ وبَذلُ الإحسانِ مِن أفضَلِ فَضائلِ الإنسانِ .(6)
عنه علیه السلام: لا فَضیلَةَ أجَلُّ مِن الإحسانِ .(7)
عنه علیه السلام : لا مَنقَبَةَ أفضَلُ مِن الإحسانِ .(8)
عنه علیه السلام : أکرِمْ مَن وَدَّکَ، واصفَحْ عن عَدُوِّکَ؛ یَتِمَّ لکَ الفَضلُ .(9)
عنه علیه السلام : إنَّ مُقابَلَةَ الإساءةِ بالإحسانِ ، وتَغَمُّدَ الجَرائمِ بالغُفرانِ، لَمِن أحسَنِ الفَضائلِ وأفضَلِ المَحامِدِ.(10)
عنه علیه السلام : مِن أفضَلِ الفَضائلِ اصطِناعُ الصَّنائعِ ، وبَثُّ المَعروفِ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَأسُ الفَضائلِ العِلمُ .(13)
عنه علیه السلام : رَأسُ الفَضائلِ مِلکُ الغَضَبِ ، وإماتَةُ الشَّهوَةِ .(14)
عنه علیه السلام: رَأسُ الفَضائلِ اصطِناعُ الأفاضِلِ!(15)
عنه علیه السلام : غایَةُ الفَضائلِ العَقلُ .(16)
عنه علیه السلام : غایَةُ الفَضائلِ العِلمُ .(17)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا جُمِعَ الخلایقُ یَومَ القِیامَةِ نادی مُنادٍ : أینَ أهلُ الفَضلِ ؟
ص :119
فَیَقومُ اُناسٌ وهُم یَسِیرٌ فَیَنطَلِقُونَ سِراعاً إلَی الجَنَّةِ ، فَتَلَقّاهُم المَلائکةُ فیَقولونَ : إنّا نَراکُم سِراعاً إلَی الجَنَّةِ ! فیَقولونَ : نَحنُ أهلُ الفَضلِ ، فیقولونَ : ما کانَ فَضلُکُم ؟ فیقولونَ : کُنّا إذا ظُلِمنا غَفَرنا ، وإذا اُسِی ءَ إلَینا عَفَونا ، وإذا جُهِلَ علَینا حَلُمنا ، فیقالُ لَهُم : ادخُلُوا الجَنَّةَ فَنِعمَ أجرُ العامِلینَ .(1)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ جَمَعَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالَی الأوَّلینَ والآخِرینَ فی صَعیدٍ واحِدٍ ، ثُمّ یُنادِی مُنادٍ : أینَ أهلُ الفَضلِ ؟ قالَ : فَیَقومُ عُنُقٌ مِن الناسِ ، فَتَلقّاهُم المَلائکةُ فیَقولونَ : وما کانَ فَضلُکُم ؟ فیَقولونَ : کنّا نَصِلُ مَن قَطَعَنا ، ونُعطِی مَن حَرَمَنا ، ونَعفُو عَمَّن ظَلَمَنا ، فیقالُ لَهُم : صَدَقتُم، ادخُلُوا الجَنَّةَ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُکُم مَنزِلَةً عندَ اللَّهِ تعالی أطوَلُکُم جُوعاً وتَفَکُّراً ، وأبغَضُکُم إلَی اللَّهِ تعالی کُلُّ نَؤومٍ وأکُولٍ وشَروبٍ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها الناسُ ، إنّ أفضَلَ الناسِ مَن تَواضَعَ عَن رِفعَةٍ ، وزَهِدَ عن غُنیَةٍ ، وأنصَفَ عن قُوَّةٍ ، وحَلُمَ عن قُدرَةٍ ، ألَا وإنَّ أفضَلَ الناسِ عَبدٌ أخَذَ مِن الدنیا الکَفافَ ، وصاحَبَ فیها العَفافَ ، وتَزَوَّدَ للرَّحیلِ ، وتَأهَّبَ للمَسیرِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لمّا سُئلَ عن أفضَلِ الناسِ - : مَن قَلَّ طُعمُهُ وضِحکُهُ ، ورَضِیَ بما یَستُرُ عَورَتَهُ .(6)
عیسی علیه السلام - لمّا سُئلَ عن أفضَلِ الناسِ - : مَن کانَ مَنطِقُهُ ذِکراً ، وصَمتُهُ فِکراً ، ونَظَرُهُ عِبرَةً .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضَلُ الناسِ فی الدنیا الأسخِیاءُ ، وفی الآخِرَةِ الأتقیاءُ .(8)
عنه علیه السلام : إنَّ أفضَلَ الناسِ عندَ اللَّهِ : مَن أحیا عَقلَهُ ، وأماتَ شَهوَتَهُ ، وأتعَبَ نفسَهُ لِصَلاحِ آخِرَتِهِ .(9)
ص :120
عنه علیه السلام : إنَّ أفضَلَ الناسِ مَن حَلُمَ عن قُدرَةٍ ، وزَهِدَ عن غُنیةٍ ، وأنصَفَ عن قُوَّةٍ .(1)
عنه علیه السلام : أفضَلُ عِبادِ اللَّهِ عِندَ اللَّهِ إمامٌ عادِلٌ، هُدِیَ وهَدَی ، فَأقامَ سُنَّةً مَعلومَةً، وأماتَ بِدعَةً مَجهولَةً .(2)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلَی الحارِثِ الهَمدانیِّ - : وَاعلَمْ أنَّ أفضَلَ المُؤمنینَ أفضَلُهُم تَقدِمَةً مِن نفسِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ؛ فإنّکَ ما تُقَدِّمْ مِن خَیرٍ یَبقَ لکَ ذُخرُهُ ، و ما تُؤَخِّرْهُ یَکُن لِغَیرِکَ خَیرُهُ .(3)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الخَلقِ أقضاهُم بالحَقِّ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ أفضَلَ الناسِ عندَ اللَّهِ مَن کانَ العَمَلُ بالحَقِّ أحَبَّ إلَیهِ - وإن نَقَصَهُ وکَرَثَهُ - مِن الباطِلِ وإن جَرَّ إلَیهِ فائدَةً وزادَهُ .(5)
عنه علیه السلام : قیلَ للعَبدِ الصالِحِ لُقمانَ : أیُّ الناسِ أفضَلُ ؟ قالَ : المؤمنُ الغَنیُّ . قیلَ : الغَنیُّ مِنَ المالِ ؟ فقالَ : لا ، ولکنِ الغَنیُّ مِن العِلمِ الذی إن احتِیجَ إلَیهِ انْتُفِعَ بعِلمِهِ ، وإن استُغنِیَ عنه اکْتُفِیَ ، وقیلَ : فأیُّ الناسِ أشَرُّ ؟ قالَ : الذی لایُبالی أن یَراهُ الناسُ مُسِیئاً .(6)
عنه علیه السلام : أفضَلُ شی ءٍ الرِّفقُ .(1)
عنه علیه السلام : إنّما یَعرِفُ الفَضلَ لأهلِ الفَضلِ اُولُو الفَضلِ .(2)
عنه علیه السلام : خُذْ علی عَدُوِّکَ بالفَضلِ ؛ فإنّهُ أحَدُ الظَفَرَینِ .(3)
عنه علیه السلام : یَأتِی علَی الناسِ زَمانٌ عَضوضٌ ، یَعَضُّ المُوسِرُ فیهِ علی ما فی یَدَیهِ ولم یُؤمَرْ بذلکَ ، قالَ اللَّهُ سبحانَهُ : (ولا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَیْنَکُم)(4) . (5)
ص :122
ص :124
الکتاب :
(ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ أَیْنَ مَاثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الْمَسْکَنَةُ ذَ لِکَ بِأَنَّهُمْ کَانُوا یَکْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَیَقْتُلُونَ الْأَنبِیَآءَ بِغَیْرِ حَقٍ ّ ذَ لِکَ بِمَا عَصَوا وَّکَانُوا یَعْتَدُونَ) .(1)
(کَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ کَفَرُوا بِآیاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ شَدِیدُ الْعِقَابِ * ذَ لِکَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَکُ مُغَیِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَی قَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوامَابِأَنفُسِهِمْ وَأَنَ اللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ).(2)
(أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْرًا وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) .(3)
(وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْیَةً کَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً یَأْتِیهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن کُلِ ّ مَکَانٍ فَکَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَ قَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا کَانُوا یَصْنَعُونَ) .(4)
(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَوَاتَیْ أُکُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَیْ ءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِیلٍ) .(5)
(وَ مَا أَصَابَکُم مِّن مُّصِیبَةٍ فَبِمَا کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَ یَعْفُوا عَن کَثِیرٍ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا غَضِبَ اللَّهُ عَلی اُمَّةٍ ولَم یُنزِل بِهَا العَذابَ، غَلَت أسعارُها، وقَصُرَت أعمارُها، ولَم تَربَح تُجّارُها ، ولَم تَزکُ ثِمارُها، ولَم تَغزُر أنهارُها، وحُبِسَ عَنها أمطارُها، وسُلِّطَ عَلَیها شِرارُها.(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَلامَةُ رِضَا اللَّهِ تَعالی فی خَلقِهِ : عَدلُ سُلطانِهِم ، ورُخصُ أسعارِهِم . وعَلامَةُ غَضَبِ اللَّهِ تَبارَکَ وتَعالی عَلی خَلقِهِ: جَورُ سُلطانِهِم، وغَلاءُ أسعارِهِم.(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَولِ اللَّهِ عزّ وجلّ : (إِنِّی أَرَاکُم بِخَیْرٍ)(9)- : کانَ سِعرُهُم رَخیصاً.(10)
تفسیر الطبری عن ابن عبّاس :( إِنِّی أَرَاکُم بِخَیْرٍ) قالَ : رُخْصُ السِّعرِ . ( وَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکُمْ عَذَابَ یَوْمٍ مُّحِیطٍ )(11)قالَ :
ص :125
غَلاءُ السِّعرِ .(1)
الکافی عن الفضیل عن الإمام الباقر علیه السلام : إنَّ الرَّجُلَ لَیُذنِبُ الذَّنبَ فَیُدرَأُ عَنهُ الرِّزقُ . و تَلا هذِهِ الآیَةَ : ( إِذْ أَقْسَمُوا لَیَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِینَ * وَ لَا یَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَیْهَا طَائفٌ مِّن رَّبِّکَ وَ هُمْ نَائِمُونَ )(2) .(3)
تفسیر القرآن العظیم عن جهم عن إبراهیم : أوحَی اللَّهُ عزّ وجلّ إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ أن قُل لِقَومِکَ : إنَّهُ لَیسَ مِن أهلِ قَریَةٍ ولا أهلِ بَیتٍ یَکونونَ عَلی طاعَةِ اللَّهِ فَیَتَحَوَّلونَ مِنها إلی مَعصِیَةِ اللَّهِ إلّا تَحَوَّلَ اللَّهُ مِمّا یُحِبّونَ إلی ما یَکرَهونَ .
ثُمَّ قالَ : إنَّ تَصدیقَ ذلِکَ فی کِتابِ اللَّهِ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )(4) .(5)
الکافی عن أبی حمزة الثّمالیّ : قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فی خُطبَتِهِ : أعوذُ بِاللَّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ ، فَقامَ إلَیهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ الکَوّاءِ الیَشکُرِیُّ فَقالَ : یاأمیرَ المُؤمِنینَ ، أوَ تَکونُ ذُنوبٌ تُعَجِّلُ الفَناءَ؟!
فَقالَ : نَعَم - وَیلَکَ! - قَطیعَةُ الرَّحِمِ ، إنَّ أهلَ البَیتِ لَیَجتَمِعونَ ویَتَواسَونَ وهُم فَجَرَةٌ فَیَرزُقُهُمُ اللَّهُ ، وإنَّ أهلَ البَیتِ لَیَتَفَرَّقونَ ویَقطَعُ بَعضُهُم بَعضاً فَیَحرِمُهُمُ اللَّهُ وهُم أتقِیاءُ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وَاللَّهِ ، ما نَزَعَاللَّهُ مِن قَومٍ نَعماءَ إلّا بِذُنوبٍ اِجتَرَحوها، فَاربِطوها بِالشُّکرِ ، وقَیِّدوها بِالطّاعَةِ .(7)
عنه علیه السلام - فی حَدیثِ الأَربَعِمِئَةِ - : ما زالَت نِعمَةٌ ولا نَضارَةُ عَیشٍ إلّا بِذُنوبٍ اِجتَرَحوا ؛ إنَّ اللَّهَ لَیسَ بِظَلّامٍ لِلعَبیدِ .(8)
عنه علیه السلام : حاصِلُ المَعاصِی التَّلَفُ .(9)
عنه علیه السلام : إذا ظَهَرَتِ الجِنایاتُ ارتَفَعَتِ البَرَکاتُ .(10)
ص :126
عنه علیه السلام - فی دُعائِهِ - : اللَّهُمَّ وأستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلَی الغَیِّ ،(1) ویُضِلُّ عَنِ الرُّشدِ ، ویُقِلُّ الرِّزقَ ، ویَمحَقُ التَّلدَ ،(2) ویُخمِلُ الذِّکرَ .(3)
عنه علیه السلام - فِی الِاستِسقاءِ - : ألا وإنَّ الأَرضَ الَّتی تُقِلُّکُم وَالسَّماءَ الَّتی تُظِلُّکُم مُطیعَتانِ لِرَبِّکُم ، وما أصبَحَتا تَجودانِ لَکُم بِبَرَکَتِهِما تَوَجُّعاً لَکُم ، ولا زُلفَةً(4)إلَیکُم ، ولا لِخَیرٍ تَرجُوانِهِ مِنکُم ؛ ولکِن اُمِرَتا بِمَنافِعِکُم فَأَطاعَتا ، واُقیمَتا عَلی حُدودِ مَصالِحِکُم فَقامَتا .
إنَّ اللَّهَ یَبتَلی عِبادَهُ عِندَ الأَعمالِ السَّیِّئَةِ بِنَقصِ الثَّمَراتِ ، وحَبسِ البَرَکاتِ ، وإغلاقِ خَزائِنِ الخَیراتِ ؛ لِیَتوبَ تائِبٌ ، ویُقلِعَ مُقلِعٌ ، ویَتَذَکَّرَ مُتَذَکِّرٌ ، ویَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ . وقَد جَعَلَ اللَّهُ سُبحانَهُ الِاستِغفارَ سَبَباً لِدُرورِ الرِّزقِ ، ورَحمَةِ الخَلقِ ، فَقالَ سُبحانَهُ : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّارًا * یُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْکُم مِّدْرَارًا * وَ یُمْدِدْکُم بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَل لَّکُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَل لَّکُمْ أَنْهارًا )(5) . فَرَحِمَ اللَّهُ امرَأً اِستَقبَلَ تَوبَتَهُ ، وَاستَقالَ خَطیئَتَهُ ، وبادَرَ مَنِیَّتَهُ .(6)
عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : ما ضَرَبَ اللَّهُ العِبادَ بِسَوطٍ أوجَعَ مِنَ الفَقرِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أبی علیه السلام یَقولُ : إنَّ اللَّهَ قَضی قَضاءً حَتماً أن لا یُنعِمَ عَلَی العَبدِ بِنِعمَةٍ فَیَسلُبَها إیّاهُ ، حَتّی یُحدِثَ العَبدُ ذَنباً یَستَحِقُّ بِذلِکَ النِّقمَةَ .(8)
عنه علیه السلام : أیُّما ناشٍ نَشَأَ فی قَومِهِ ثُمَّ لَم یُؤَدَّب عَلی مَعصِیَتِهِ ، کانَ اللَّهُ عزّ وجلّ أوَّلُ ما یُعاقِبُهُم فیهِ أن یَنقُصَ مِن أرزاقِهِم .(9)
عنه علیه السلام : للَّهِ ِ عُقوبَتانِ : إحداهُما أمرُ الرّوحِ ،(10) وَالاُخری تَسلیطُ بَعضِ
ص :127
النّاسِ عَلی بَعضٍ ؛ فَما کانَ مِن قِبَلِ الرّوحِ فَهُوَ السُّقمُ وَالفَقرُ ... .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ أشَدُّ مِنَ القَتلِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفُقَر( اءُ ) مِحَنُ الإِسلامِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أوحَی اللَّهُ تَعالی إلی إبراهیمَ علیه السلام : خَلَقتُکَ وَابتَلَیتُکَ بِنارِ نُمرودَ ، فَلَوِ ابتَلَیتُکَ بِالفَقرِ ورَفَعتُ عَنکَ الصَّبرَ فَما تَصنَعُ؟ قالَ إبراهیمُ علیه السلام : یا رَبِّ ، الفَقرُ إلَیَّ أشَدُّ مِن نارِ نُمرودَ . قالَ اللَّهُ تَعالی : فَبِعِزَّتی وجَلالی ، ما خَلَقتُ فِی السَّماءِ وَالأَرضِ أشَدَّ مِنَ الفَقرِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لعلیّ علیه السلام - : یا عَلِیُّ ، أربَعَةٌ مِن قَواصِمِ الظَّهرِ:...فَقرٌلایَجِدُصاحِبُهُ مُداوِیاً.(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما أشَدَّ حُزنَ النِّساءِ ، وأبعَدَ فِراقَ المَوتِ ! وأشَدُّ مِن ذلِکَ کُلِّهِ فَقرٌ یَتَمَلَّقُ صاحِبُهُ ثُمَّ لا یُعطی شَیئاً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ سَوادُ الوَجهِ فِی الدّارَینِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَلاثٌ هُنَّ المُحرِقاتُ الموبِقاتُ : فَقرٌ بَعدَ غِنیً ، وذُلٌّ بَعدَ عِزٍّ ، وفَقدُ الأَحِبَّةِ .(8)
عنه علیه السلام : ثَلاثٌ یَهدُدنَ القُوی : فَقدُ الأَحِبَّةِ ، وَالفَقرُ فِی الغُربَةِ ، ودَوامُ الشِّدَّةِ .(9)
عنه علیه السلام : الغِنی فِی الغُربَةِ وَطَنٌ ، وَالفَقرُ فِی الوَطَنِ غُربَةٌ .(10)
عنه علیه السلام : لَیسَ فِی الغُربَةِ عارٌ ؛ إنَّمَا العارُ فِی الوَطَنِ الِافتِقارُ .(11)
عنه علیه السلام : مَنِ استَغنی کَرُمَ عَلی أهلِهِ ، ومَنِ افتَقَرَ هانَ عَلَیهِم .(12)
عنه علیه السلام : القَبرُ خَیرٌ مِنَ الفَقرِ .(13)
عنه علیه السلام : الفَقرُ المَوتُ الأَکبَرُ .(14)
ص :128
عنه علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : یا بُنَیَّ ، إنَّ مِنَ البَلاءِ الفاقَةَ ، وأشَدُّ مِن ذلِکَ مَرَضُ البَدَنِ ، وأشَدُّ مِن ذلِکَ مَرَضُ القَلبِ .(1)
عنه علیه السلام : الفَقرُ مَعَ الدَّینِ المَوتُ الأَحمَرُ ؛ الفَقرُ مَعَ الدَّینِ الشَّقاءُ الأَکبَرُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثٌ مَنِ ابتُلِیَ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ تَمَنَّی المَوتَ : فَقرٌ مُتَتابِعٌ ، وحُرمَةٌ فاضِحَةٌ ، وعَدُوٌّ غالِبٌ .(3)
عنه علیه السلام : أربَعَةُ أشیاءَ القَلیلُ مِنهاکَثیرٌ : النّارُ ، وَالعَداوَةُ ، وَالفَقرُ ، وَالمَرَضُ .(4)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَعالی یَقولُ [حِکایَةً عَن نَبِیِّهِ ] : (لَوْ کُنتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لَاسْتَکْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ وَمَا مَسَّنِیَ السُّوءُ)(5) ؛ یَعنِی الفَقرَ .(6)
عنه علیه السلام : مَرِضَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فَعادَهُ قَومٌ فَقالوا لَهُ : کَیفَ أصبَحتَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟
فَقالَ : أصبَحتُ بِشَرٍّ .
فَقالوا : سُبحانَ اللَّهِ! هذا کَلامُ مِثلِکَ؟
فَقالَ : یَقولُ اللَّهُ تَعالی : (وَ نَبْلُوکُم بِالشَّرِّ وَ الْخَیْرِ فِتْنَةً وَ إِلَیْنَا تُرْجَعُونَ ) ،(7) فَالخَیرُ الصِّحَّةُ وَالغِنی ، وَالشَّرُّ المَرَضُ وَالفَقرُ ؛ ابتِلاءً وَاختِباراً .(8)
عنه علیه السلام : کانَ فی ما أوصی بِهِ لُقمانُ ابنَهُ أن قالَ : یا بُنَیَّ . . . ذُقتُ المَراراتِ کُلَّها فَلَم أذُق شَیئاً أمَرَّ مِنَ الفَقرِ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکُفرِ ، وَالفَقرِ ، وعَذابِ القَبرِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اللَّهُمَّ بارِک لَنا فِی الخُبزِ ، ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَهُ ؛ فَلَولَا الخُبزُ ما صَلَّینا ولا صُمنا ، ولا أدَّینا فَرائِضَ رَبِّنا .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ .(12)
ص :129
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قُنوتِهِ - : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وقَنِّعنی بِحَلالِکَ عَن حَرامِکَ ، وأعِذنی مِنَ الفَقرِ .(1)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : نَعوذُ بِکَ . . . مِن فِقدانِ الکَفافِ . . . ومِنَ الفَقرِ إلَی الأَکفاءِ ، ومِن مَعیشَةٍ فی شِدَّةٍ .(2)
عنه علیه السلام - مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ - : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ . . . ولا تَجعَل عَیشی کَدّاً کَدّاً ، ولا تَرُدَّ دُعائی عَلَیَّ رَدّاً ؛ فَإِنّی لا أجعَلُ لَکَ ضِدّاً ، ولا أدعو مَعَکَ نِدّاً .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اللَّهُمَّ . . . لا تَرزُقنی رِزقاً یُطغینی ولا تَبتَلِنی بِفَقرٍ أشقی بِهِ مُضَیَّقاً عَلَیَّ ، أعطِنی . . . مَعاشاً واسِعاً هَنیئاً مَریئاً فی دُنیایَ ، ولا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أبی علیه السلام یَقولُ إذا أصبَحَ : . . . اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن دَرکِ الشَّقاءِ ، ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ ، وأعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ وَالوَقرِ ، وأعوذُ بِکَ مِن سوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ .(5)
عنه علیه السلام : اللَّهُمَّ ... لا تُفقِرنا بَعدَ إذ أغنَیتَنا .(6)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - فی دُعاءِ شَهرِ رَمَضانَ - : اللَّهُمَّ بِذلِکَ فَاکفِنی هَولَ هذِهِ السَّنَةِ وآفاتِها ، وأسقامَها وفِتنَتَها ، وشُرورَها وأحزانَها ، وضیقَ المَعاشِ فیها .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کادَ الفَقرُ أن یَکونَ کُفراً .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَولا رَحمَةُ رَبّی عَلی فُقَراءِ اُمَّتی ، کادَ الفَقرُ یَکونُ کُفراً .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّما یَخشَی المُؤمِنُ الفَقرَ مَخافَةَ الآفاتِ عَلی دینِهِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : نِعمَ الشَّی ءُ الفَقرُ ، لَولا أنَّهُ یَهیجُ فِناءَ الکُفرِ .(11)
ص :130
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اُذَکِّرُ اللَّهَ الوالِیَ مِن بَعدی عَلی اُمَّتی ، إلّا یَرحَمُ عَلی جَماعَةِ المُسلِمینَ ؛ فَأَجَلَّ کَبیرَهُم ، ورَحِمَ ضَعیفَهُم ، ووَقَّرَ عالِمَهُم ، ولَم یَضُرَّ بِهِم فَیُذِلَّهُم ، ولَم یُفقِرهُم فَیُکفِرَهُم .(1)
ربیع الأبرار: سُئِلَ عَلِیٌّ علیه السلام: أیُّ شَی ءٍ أقرَبُ إلَی الکُفرِ؟ فَقالَ : ذو فاقَةٍ لا صَبرَ لَهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفَقرُ طَرَفُ الکُفرِ .(3)
عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : لا یَکُن فَقرُکَ کُفراً ، وغِناکَ طُغیاناً .(4)
عنه علیه السلام - فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ - :
بَلَوتُ صُروفَ الدَّهرِ سِتّینَ حِجَّةً***وجَرَّبتُ حالَیهِ مِنَ العُسرِ وَالیُسرِ
فَلَم أرَ بَعدَ الدّینِ خَیراً مِنَ الغِنی ***ولَم أرَ بَعدَ الکُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ(5)
قال المجلسیُّ رضوان اللَّه علیه فی تبیین قوله صلی اللَّه علیه وآله : کادَ الفَقرُ أن یکونَ کُفراً :
توضیح : هذه الروایة من المشهورات بین الخاصّة والعامّة ، وفیها ذمّ عظیم للفقر ، ویعارضها الأخبار السابقة وما روی عن النبیّ صلی اللَّه علیه وآله : «الفقرُ فَخرِی وبه أفتَخِرُ» ، وقوله صلی اللَّه علیه وآله : «اللّهُمّ أحْیِنی مِسکیناً وأمِتْنِی مِسکیناً واحشُرْنی فی زُمرَةِ المَساکینِ» . ویؤیّد هذه الروایة ما رواه العامّة عنه صلی اللَّه علیه وآله: «الفَقرُ سَوادُ الوَجهِ فی الدارَینِ». وقد قیل فی الجمع بینها وجوهٌ:
قال الراغب فی المفردات : الفقر یستعمل علی أربعة أوجه :
الأوّل : وجود الحاجة الضروریّة ، وذلک عامّ للإنسان مادام فی دار الدنیا بل عامّ للموجودات کلّها ، وعلی هذا قوله تعالی : (یا أیُّها الناسُ أنتُمُ الفُقَراءُ إلَی اللَّهِ واللَّهُ هُو الغَنیُّ الحَمیدُ)(6) وإلی هذا الفقر أشار بقوله فی وصف الإنسان : (وما جَعَلْناهُم جَسَداً لا یَأْکُلُونَ الطَّعامَ)(7) . والثانی : عدم المُقتَنیات ، وهو المذکور فی قوله : (لِلفُقَراءِ الّذینَ
ص :131
اُحْصِروا فی سَبیلِ اللَّهِ - إلی قوله - یَحسَبُهُم الجاهِلُ أغنیاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)(1)(إنّما الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ والمَساکِینِ)(2) .
الثالث : فقر النفس ، وهو الشَّرَه المَعنیُّ بقوله صلی اللَّه علیه وآله : «کادَ الفَقرُ أن یکونَ کُفراً» ، وهو المقابِلُ بقوله: «الغِنَی غِنَی النفسِ» ، والمَعنیُّ بقولهم: «مَن عَدِمَ القَناعةَ لم یُفِدْهُ المالُ غِنیً» .
الرابع : الفقر إلَی اللَّه المشار إلیه بقوله صلی اللَّه علیه وآله : «اللّهُمّ أغنِنی بالافتِقارِ إلیکَ ، ولا تُفقِرْنی بالاستِغناءِ عنکَ» ، وإیّاه عُنی بقوله تعالی : (رَبِّ إنّی لِما أنْزَلْتَ إلَیَّ مِن خَیرٍ فَقیرٌ)(3) وبهذا ألمَّ الشاعر فقال :
ویُعجِبنی فَقری إلیکَ ولم یکن ***لِیُعجِبنی لولا مَحبَّتُکَ الفَقرُ
ویقال : افتقر فهو مفتقر وفقیر ، ولایکاد یقال : فَقَرَ، وإن کان القیاس یقتضیه ، وأصل الفقیر هو المکسور الفِقار، انتهی .(4)
وهذا أحسن ما قیل فی هذا المقام ، ومنهم من حمل سواد الوجه علی المدح ؛ أی إنّه کالخال الذی علی وجه المحبوب فإنّه یَزینه ولا یَشینه . وقیل : المراد بالوجه ذات الممکن ، ومن الفقر احتیاجه فی وجوده وسائر کمالاته إلَی الغیر ، وکون ذلک الاحتیاج سواد وجهه عبارة عن لزومه لذاته بحیث لاینفکُّ کما لاینفکُّ السواد عن محلِّه ، ولایخفی بُعدهما ، والأظهر حمله مع صحَّته علَی الفقر المذموم کما مرَّ .
وقال الغزالیُّ فی شرح هذا الخبر: إذ الفقر مع الاضطرار إلی ما لابدَّ منه قارَب أن یوقع فی الکفر ؛ لأ نّه یحمل علی حسد الأغنیاء والحسد یأکل الحسنات ، وعلَی التذلُّل لهم بما یدنِّس به عِرضه وینثلم به دینُه ، وعلی عدم الرِّضا بالقضاء وتسخُّط الرزق، وذلک إن لم یکن کفراً فهو جارٌّ إلیه ، ولذلک استعاذ المصطفی من الفقر .
ص :132
وقال بعضهم : لأن أجمع عندی أربعین ألف دینار حتَّی أموت عنها أحبُّ إلیَّ من فقر یوم وذلٍّ فی سؤال الناس ، وواللَّه ما أدری ماذا یقع منّی لو ابتُلیت ببلیَّة من فقر أو مرض ، فلعلِّی أکفر ولا أشعر ، فلذلک قال : «کادَ الفَقرُ أن یَکونَ کُفراً» لأ نّه یحمل المرء علی کلِّ صعب وذَلول ، وربّما یؤدِّیه إلَی الاعتراض علی اللَّه والتصرُّف فی ملکه . والفقر نعمة من اللَّه داعٍ إلی الإنابة والالتجاء إلیه والطلب منه ، وهو حلیة الأنبیاء وزینة الأولیاء وزیُّ الصلحاء ، ومن ثمَّ ورد خبرٌ : «إذا رَأیتَ الفَقرَ مُقبِلاً فقل : مَرحَباً بشِعارِ الصالِحینَ» ، فهو نعمة جلیلة ، بَید أ نّه مُولم شدید التحمُّل .
قال الغزالیُّ : هذا الحدیث ثناء علَی المال ، ولا تقف علی وجه الجمع بین المدح والذمِّ إلّا بأن تعرف حکمة المال ومقصوده وفوائده وغوائله ؛ حتّی ینکشف لک أ نّه خیرٌ من وجه شرٌّ من وجه ، ولیس بخیرٍ محض ولا بشرٍّ محض ، بل هو سبب للأمرین معاً : یُمدح مرّة ویُذمُّ مرّة ، والبصیر الممیِّز یدرک أنَّ الممدوح منه غیر المذموم .
وقال بعض أصحابنا فی الدعاء : نعوذُ بکَ من الفَقر والقِلَّة ، قیل : الفقر المستعاذ منه إنّما هو فقر النَّفس الذی یُفضی بصاحبه إلی کفران نعم اللَّه ونسیان ذکره ، ویدعوه إلی سدِّ الخلَّة بما یتدنَّس به عِرضه ویثلم به دینُه ، والقلَّة تُحمَل علی قلَّة الصبر أو قلَّة العدد . وفی الخبر أ نّه صلی اللَّه علیه وآله تعوَّذ من الفقر ، وقال : «الفقرُ فَخرِی وبهِ أفتَخِرُ علی سائرِ الأنبیاءِ» . وقد جُمع بین القولین بأنَّ الفقر الذی تعوَّذ منه صلی اللَّه علیه وآله الفقر إلَی الناس والذی دون الکفاف ، والذی افتخر به الفقرُ إلَی اللَّه تعالی ، وإنّما کان هذا فخراً له علی سائر الأنبیاء مع مشارکتهم له فیه ؛ لأنَّ توحیده واتِّصاله بالحضرة الإلهیّة وانقطاعه إلیه کان فی الدرجة التی لم یکن لأحد مثلها فی العلوِّ ، ففقرُه إلیه کان أتمَّ وأکمل من فقر سائر الأنبیاء .
ص :133
وقال الکرمانیُّ فی شرح البخاریِّ فی قوله صلی اللَّه علیه وآله : «أعوذُ بکَ مِن الفَقرِ» : استدلَّ به علی تفضیل الغِنی ، وبقولِهِ تعالی : (إنْ تَرَکَ خیراً)(1) أی مالاً ، وبأ نّه صلی اللَّه علیه وآله تُوفِّی علی أکمل حالاته ، وهو مُوسِر بما أفاء اللَّه علیه وبأنَّ الغنی وصف للحقِّ ، وحدیث : «أکثَرُ أهلِ الجَنَّةِ الفُقَراءُ» ، إخبار عن الواقع ، کما یقال : أکثر أهل الدنیا الفقراء ، وأمّا ترکه الطیّبات ، فلأنّه لم یرض أن یستعجل من الطیّبات .
وأجاب الآخرون بأ نّه إیماء إلی أنَّ علّة الدخول الفقر ، وترکه الطیّبات یدلُّ علی فضل الفقر ، واستعاذته من الفقر مُعارَض باستعاذته من الغنی ، ولانزاع فی کون المال خیراً بل فی الأفضل، وکان عند وفاته صلی اللَّه علیه وآله درعه مرهوناً، وغنی اللَّه تعالی بمعنیً آخر . انتهی .
وذهب أکثرهم إلی أنَّ الکفاف أفضل من الغنی والفقر فإنّه سالم من آفاتهما ، ولیس ببعید .
وقال بعضهم : هذا کلُّه صحیح لکن لا یدفع أصل السؤال فی أیّهما أفضل الغنی أو الفقر ؟ لأنَّ النزاع إنّما ورد فی حقِّ من اتَّصف بأحد الوصفَین أیُّهما فی حقِّه أفضل . وقیل : إنَّ السؤال أیُّهما أفضل لایستقیم ؛ لاحتمال أن یکون لأحدهما من العمل الصالح مالیس للآخر ، فیکون أفضل ، وإنّما یقع السؤال عنهما إذا استوَیا بحیث یکون لکلٍّ منهما من العمل ما یقاوم به عمل الآخر، فتعلم أیُّهما أفضل عنداللَّه ، ولذا قیل : صورة الاختلاف فی فقیر لیس بحریص ، وغنیٍّ لیس بمُمسِک ؛ إذ لایخفی أنَّ الفقیر القانع أفضل من الغنیِّ البخیل ، وأنّ الغنیَّ المُنفِق أفضل من الفقیر الحریص ، قالَ : وکلُّ ما یراد لغیره ولایراد لعینه ینبغی أن یضاف إلی مقصوده فیه لیظهر فضله ، فالمال لیس محذوراً لعینه ، بل لکونه قد یعوق عن اللَّه ، وکذا العکس ، فکم من غنیٍّ لم یشغله غناه عن اللَّه ، وکم من فقیر شغله فقره عن اللَّه .
ص :134
إلی أن قال : وإن أخذت بالأکثر فالفقیر عن الخطر أبعد ، لأنَّ فتنة الغنی أشدُّ من فتنة الفقر .
وقال بعضهم : کلام الناس فی أصل المسألة یختلف ، فمنهم من فضَّل الفقر ، ومنهم من فضَّل الغنی ، ومنهم من فضَّل الکفاف ، وکلُّ ذلک خارج عن محلِّ الخلاف أیُّ الحالین أفضل عند اللَّه للعبد حتّی یتکسَّب ذلک ویتخلَّق به ، هل التقلُّل من المال أفضل لیتفرَّغ قلبه عن الشواغل ، وینال لذَّة المناجاة ولاینهمک فی الاکتساب لیستریح من طول الحساب ؟ أو التشاغل باکتساب المال أفضل لیستکثر من القرب من البرِّ والصِّلة لما فی ذلک من النفع المتعدِّی .
قال: وإذا کان الأمر کذلک فالأفضل ما اختاره النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله وجمهور أصحابه من التقلُّل فی الدنیا والبعد عن زهرتها ، ویبقَی النظر فیمن حصل له شی ء من الدنیا بغیر تکسُّب منه کالمیراث وسهم الغنیمة هل الأفضل أن یبادر إلی إخراجه فی وجوه البرِّ حتّی لا یبقی منه شی ء أو یتشاغل بتثمیره لیستکثر من نفعه المتعدِّی.
قال : وهو علی القسمین الأوَّلین .
وقال ابن حجر : مقتضی ذلک أن یبذل إلی أن یبقی فی حالة الکفاف ، ولایضرُّ ما یتجدَّد من ذلک إذا سلک هذه الطریقة . ودعوَی أنَّ جمهور الصحابة کانوا علَی التقلُّل والزهد ممنوعة ، فإنّ المشهور من أحوالهم أ نّهم کانوا علی قسمین بعد أن فتحت علیهم الفتوح ، فمنهم من أبقی ما بیده مع التقرُّب إلی ربِّه بالبرِّ والصلة والمواساة مع الاتِّصاف بغنَی النفس ، ومنهم من استمرَّ علی ما کان علیه قبل ذلک ، وکان لا یُبقی شیئاً ممّا فتح علیه ، وهم قلیل ، والأخبار فی ذلک متعارضة ، ومن المواضع التی وقع فیها التردُّد من لا شی ء له ، فالأولی فی حقِّه أن یستکسب للصَّون عن ذلِّ السُّؤال ، أو یترک وینتظر ما یفتح علیه بغیر مسألة . انتهی .
ص :135
وأقول : مقتضی الجمع بین أخبارنا أنَّ الفقر والغنی کلٌّ منهما نعمة من نعم اللَّه تعالی ، یعطی کلّاً منهما من شاء من عباده بحسب ما یعلم من مصالحه الکاملة ، وعلَی العبد أن یصبر علَی الفقر بل یشکره ویشکر الغنی إن أعطاه ویعمل بمقتضاه ، فمع عمل کلٍّ منهما بما تقتضیه حاله فالغالب أنَّ الفقیر الصابر أکثر ثواباً من الغنیِّ الشاکر ، لکن مراتب أحوالهما مختلفة غایة الاختلاف ، ولا یمکن الحکم الکلّیُّ من أحد الطرفَین ، والظاهر أنَّ الکفاف أسلم وأقلُّ خطراً من الجانبَین ؛ ولذا ورد فی أکثر الأدعیة طلبه وسأله النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله لآله وعترته .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی بَیانِ جُنودِ العَقلِ وَالجَهلِ - : وَالغِنی وضِدُّهُ الفَقرُ .(2)
عنه علیه السلام : خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم یَزَل ناقِصَ العَیشِ زائِلَ العَقلِ مَشغولَ القَلبِ ؛ فَأَوَّلُها : صِحَّةُ البَدَنِ ، وَالثّانِیَةُ : الأَمنُ ، وَالثّالِثَةُ : السَّعَةُ فِی الرِّزقِ ... .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : لا تَلُم إنساناً یَطلُبُ قوتَهُ ؛ فَمَن عَدِمَ قوتَهُ کَثُرَ خَطایاهُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القِلَّةُ ذِلَّةٌ .(5)
عنه علیه السلام : إنَّ الفَقرَ مَذَلَّةٌ لِلنَّفسِ، مَدهَشَةٌ لِلعَقلِ، جالِبٌ لِلهُمومِ .(6)
عنه علیه السلام : الفَقیرُ فِی الوَطَنِ مُمتَهَنٌ .(7)
عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : مَن أثری کَرُمَ عَلی أهلِهِ ، ومَن أملَقَ هانَ عَلی وُلدِهِ .(8)
ص :136
عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : إذا أیسَرتَ فَکُلُّ الرِّجالِ رِجالُکَ ، وإذا أعسَرتَ أنکَرَکَ أهلُکَ .(1)
عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : نَظَرتُ إلی کُلِّ ما یُذِلُّ العَزیزَ ویَکسِرُهُ ، فَلَم أرَ شَیئاً أذَلَّ لَهُ ولا أکسَرَ مِنَ الفاقَةِ .(2)
عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : سوءُ حَملِ الغِنی یورِثُ مَقتاً ، وسوءُ حَملِ الفاقَةِ یَضَعُ شَرَفاً .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَمسَةٌ مِن خَمسَةٍ مُحالٌ : . . . وَالهَیبَةُ مِنَ الفَقیرِ مُحالٌ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ - :
مَساکینُ أهلُ الفَقرِ حَتّی قُبورُهُم ***عَلَیها تُرابُ الذُّلِّ بَینَ المَقابِرِ(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذَرٍّ ، هَل یَنتَظِرُ أحَدُکُم إلّا غِنیً مُطغِیاً ، أو فَقراً(6) مُنسِیاً؟!(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفَقرُ یُنسی .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ مَخزونٌ عِندَ اللَّهِ ، لا یَبتَلی بِهِ إلّا مَن أحَبَّ مِنَ المُؤمِنینَ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ مِحنَةٌ مِن عِندِ اللَّهِ ، لا یَبتَلی بِهِ إلّا مَن أحَبَّ مِنَ المُؤمِنینَ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ فَخری (11) .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ فَخری ، وبِهِ أفتَخِرُ .(13)
ص :137
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ فَخری ، وبِهِ أفتَخِرُ عَلی سائِرِ الأَنبِیاءِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا عَلِیُّ ، مِن صِفاتِ المُؤمِنِ . . . أن یَکونَ الفَقرُ شِعارَهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تُحفَةُ المُؤمِنِ فِی الدُّنیَا الفَقرُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ أزیَنُ عَلَی المُؤمِنِ مِنَ العِذارِ الحَسَنِ عَلی خَدِّ الفَرَسِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ شَینٌ عِندَ النّاسِ ، وزَینٌ عِندَ اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ ذُلٌّ فِی الدُّنیا ، وفَخرٌ فِی الآخِرَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اللَّهُمَّ تَوَفَّنی فَقیراً ، ولا تَوَفَّنی غَنِیّاً ، وَاحشُرنی فی زُمرَةِ المَساکینِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ لی حِرفَتَینِ اثنَتَینِ ؛ فَمَن أحَبَّهُما فَقَد أحَبَّنی ، ومَن أبغَضَهُما فَقَد أبغَضَنی : الفَقرَ وَالجِهادَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَلَّ مالُهُ ، وکَثُرَ عِیالُهُ ، وحَسُنَت صَلاتُهُ ، ولَم یَغتَبِ المُسلِمینَ ؛ جاءَ یَومَ القِیامَةِ وهُوَ مَعی کَهاتَینِ .(9)
جامع الأخبار : سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه وآله : مَا الفَقرُ؟ فَقالَ صلی اللَّه علیه وآله : خَزانَةٌ مِن خَزائِنِ اللَّهِ تَعالی .
قیلَ ثانِیاً : مَا الفَقرُ یا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ : کَرامَةٌ مِنَ اللَّهِ .
قیلَ ثالِثاً : مَا الفَقرُ؟فَقالَ صلی اللَّه علیه وآله : شَی ءٌ لا یُعطیهِ اللَّهُ إلّا نَبِیّاً مُرسَلاً أو مُؤمِناً کَریماً عَلَی اللَّهِ تَعالی .(10)
عیسی علیه السلام : أربَعٌ هُنَّ عَجَبٌ ، ولا یُحفَظنَ إلّا بِعَجَبٍ : الصَّمتُ ، وهُوَ أوَّلُ العِبادَةِ ، وذِکرُ اللَّهِ عَلی کُلِّ حالٍ ، وَالتَّواضُعُ ، وقِلَّةُ الشَّی ءِ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: حُبُّ الفَقرِ یُکسِبُ الوَرَعَ.(12)
عنه علیه السلام : الفَقرُ زینَةُ الإِیمانِ .(13)
عنه علیه السلام : الفَقرُ مَخزونٌ عِندَ اللَّهِ بِمَنزِلَةِ الشَّهادَةِ یُؤتیهِ اللَّهُ مَن یَشاءُ .(14)
ص :138
عنه علیه السلام : فَوتُ الغِنی غَنیمَةُ الأَکیاسِ ، وحَسرَةُ الحَمقی .(1)
عنه علیه السلام : الفَقرُ صَلاحُ المُؤمِنِ ومُریحُهُ مِن حَسَدِ الجیرانِ ، وتَمَلُّقِ الإِخوانِ ، وتَسَلُّطِ السُّلطانِ .(2)
مستدرک الوسائل عن عمّار بن یاسر : بَینا أنَا أمشی بِأَرضِ الکوفَةِ ، إذ رَأَیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیّاً علیه السلام جالِساً وعِندَهُ جَماعَةٌ مِنَ النّاسِ ، وهُوَ یَصِفُ لِکُلِّ إنسانٍ ما یَصلُحُ لَهُ ، فَقُلتُ : یا أمیرَ المُؤمِنینَ ، أیوجَدُ عِندَکَ دَواءُ الذُّنوبِ؟ فَقالَ : نَعَم ، اِجلِس ، فَجَثَوتُ عَلی رُکبَتَیَّ حَتّی تَفَرَّقَ عَنهُ النّاسُ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَیَّ فَقالَ : خُذ دَواءً أقولُ لَکَ . قالَ : قُلتُ : قُل یا أمیرَ المُؤمِنینَ .
قالَ : عَلَیکَ بِوَرَقِ الفَقرِ ، وعُروقِ الصَّبرِ ، وهَلیلَجِ الکِتمانِ ، وبَلیلَجِ الرِّضا ، وغاریقونِ الفِکرِ ، وسَقَمونِیَا الأَحزانِ ، وَاشرَبهُ بِماءِ الأَجفانِ ، وَاغلِهِ فی طِنجیرِ القَلَقِ ، ودَعهُ تَحتَ نیرانِ الفَرَقِ ، ثُمَّ صَفِّهِ بِمُنخُلِ الأَرَقِ ، وَاشرَبهُ عَلَی الحَرَقِ ؛ فَذاکَ دَواکَ وشِفاکَ ، یا عَلیلُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المَصائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللَّهِ ، وَالفَقرُ مَخزونٌ عِندَ اللَّهِ .(4)
تحف العقول : قالَ لَهُ [ أی لِلإِمامِ الجَوادِ علیه السلام ]رَجُلٌ : أوصِنی . قالَ علیه السلام : وتَقبَلُ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : تَوَسَّدِ الصَّبرَ ، وَاعتَنِقِ الفَقرَ ، وَارفُضِ الشَّهَواتِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن کانَ الفَقرُ أحَبَّ إلَیهِ مِنَ الغِنی ، فَلَوِ اجتَهَدَ عُبّادُ الحَرَمَینِ أن یُدرِکوا ما اُعطِیَ ما أدرَکوا .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما عُبِدَ اللَّهُ بِمِثلِ العَقلِ ، وما تَمَّ عَقلُ امرِیٍ حَتّی یَکونَ فیهِ عَشرُ خِصالٍ : . . . الفَقرُ أحَبُّ إلَیهِ مِنَ الغِنی .(7)
ص :139
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ خَیرٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ الغِنی .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ راحَةٌ ، وَالغِنی عُقوبَةٌ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : شَیئانِ یَکرَهُهُمَا ابنُ آدَمَ : یَکرَهُ المَوتَ ؛ وَالمَوتُ راحَةٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ الفِتنَةِ ، ویَکرَهُ قِلَّةَ المالِ ؛ وقِلَّةُ المالِ أقَلُّ لِلحِسابِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ فَقرانِ : فَقرٌ فِی الدُّنیا ، وفَقرٌ فِی الآخِرَةِ ؛ فَفَقرُ الدُّنیا غِنَی الآخِرَةِ ، وغِنَی الدُّنیا فَقرُ الآخِرَةِ ، وذلِکَ الهَلاکُ .(4)
المستدرک علی الصحیحین عن بلال : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا بِلالُ ، اِلقَ اللَّهَ فَقیراً ولا تَلقَهُ غَنِیّاً .
قُلتُ : وکَیفَ لی بِذلِکَ یا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ : إذا رُزِقتَ فَلا تَخبَأ ، وإذا سُئِلتَ فَلا تَمنَع .
قُلتُ : وکَیفَ لی بِذلِکَ یا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ : هُوَ ذاکَ وإلّا فَالنّارُ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أوحَی اللَّهُ إلی موسَی بنِ عِمرانَ : یا موسی ، اِرضَ بِکِسرَةِ خُبزٍ مِن شَعیرٍ تَسُدُّ بِها جَوعَتَکَ ، وخِرقَةٍ تُواری بِها عَورَتَکَ ، وَاصبِر عَلَی المُصیباتِ ؛ فَإِذا رَأَیتَ الدُّنیا مُقبِلَةً فَقُل : إنّا للَّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ عُقوبَةٌ عُجِّلَت فِی الدُّنیا ، وإذا رَأَیتَ الدُّنیا مُدبِرَةً وَالفَقرُ مُقبِلاً فَقُل : مَرحَباً بِشِعارِ الصّالِحینَ.(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فی مُناجاةِ موسی علیه السلام : یا موسی ، إذا رَأَیتَ الفَقرَ مُقبِلاً فَقُل : مَرحَباً بِشِعارِ الصّالِحینَ ، وإذا رَأَیتَ الغِنی مُقبِلاً فَقُل : ذَنبٌ عُجِّلَت عُقوبَتُهُ.(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ضَرَرُ الفَقرِ أحمَدُ مِن أشَرِ الغِنی .(8)
عنه علیه السلام - فی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ - :
دَلیلُکَ أنَّ الفَقرَ خَیرٌ مِنَ الغِنی ***وأنَّ قَلیلَ المالِ خَیرٌ مِنَ المُثری
لِقاؤُکَ مَخلوقاً عَصَی اللَّهَ بِالغِنی ***ولَم تَرَ مَخلوقاً عَصَی اللَّهَ بِالفَقرِ .(9)
ص :140
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ خَیرٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ الغِنی ، إلّا مَن حَمَلَ کَلاًّ ، وأعطی فی نائِبَةٍ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا یا رُبَّ نَفسٍ طاعِمَةٍ ناعِمَةٍ فِی الدُّنیا ؛ جائِعَةٍ عارِیَةٍ یَومَ القِیامَةِ! ألا یا رُبَّ نَفسٍ جائِعَةٍ عارِیَةٍ فِی الدُّنیا ؛ طاعِمَةٍ ناعِمَةٍ یَومَ القِیامَةِ!(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا مَعشَرَ المَساکینِ ، طیبوا نَفساً ، وأعطُوا اللَّهَ الرِّضا مِن قُلوبِکُم ؛ یُثِبکُمُ اللَّهُ عزّ وجلّ عَلی فَقرِکُم ، فَإِن لَم تَفعَلوا فَلا ثَوابَ لَکُم .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أحَبَّ السَّلامَةَ فَلیُؤثِرِ الفَقرَ ، ومَن أحَبَّ الرّاحَةَ فَلیُؤثِرِ الزُّهدَ فِی الدُّنیا .(4)
عنه علیه السلام : رُبَّ فَقرٍ عادَ بِالغِنَی الباقی ، رُبَّ غِنیً أورَثَ الفَقرَ الباقِیَ .(5)
عنه علیه السلام : کَم مِن غَنِیٍّ یُستَغنی عَنهُ! کَم مِن فَقیرٍ یُفتَقَرُ إلَیهِ!(6)
عنه علیه السلام : الفَقرُ الفادِحُ أجمَلُ مِنَ الغِنَی الفاضِحِ .(7)
عنه علیه السلام : الفَقیرُ الرّاضی ناجٍ مِن حَبائِلِ إبلیسَ ، وَالغَنِیُّ واقِعٌ فی حَبائِلِهِ .(8)
عنه علیه السلام : الصَّبرُ عَلَی الفَقرِ مَعَ العِزِّ أجمَلُ مِنَ الغِنی مَعَ الذُّلِّ .(9)
عنه علیه السلام : الحِرفَةُ مَعَ العِفَّةِ خَیرٌ مِنَ الغِنی مَعَ الفُجورِ .(10)
عنه علیه السلام : فاقَةُ الکَریمِ أحسَنُ مِن غَناءِ اللَّئیمِ .(11)
عنه علیه السلام - لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِیِّ - : یا جابِرُ ، قِوامُ الدّینِ وَالدُّنیا بِأَربَعَةٍ : عالِمٍ مُستَعمِلٍ عِلمَهُ ، وجاهِلٍ لا یَستَنکِفُ أن یَتَعَلَّمَ ، وجَوادٍ لا یَبخَلُ بِمَعروفِهِ ، وفَقیرٍ لا یَبیعُ آخِرَتَهُ بِدُنیاهُ . . . وإذا بَخِلَ الغَنِیُّ بِمَعروفِهِ باعَ الفَقیرُ آخِرَتَهُ بِدُنیاهُ .(12)
ص :141
عنه علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ تَعالی عُقوباتٍ بِالفَقرِ ومَثوباتٍ بِالفَقرِ ؛ ومِن عَلاماتِ الفَقرِ إذا کانَ مَثوبَةً : أن یَحسُنَ عَلَیهِ خُلُقُهُ ، ویُطیعَ بِهِ رَبَّهُ ، ولا یَشکُوَ حالَهُ ، ویَشکُرَ اللَّهَ تَعالی عَلی فَقرِهِ . ومِن عَلاماتِهِ إذا کانَ عُقوبَةً : أن یَسوءَ عَلَیهِ خُلُقُهُ ، ویَعصِیَ رَبَّهُ بِتَرکِ طاعَتِهِ ، ویُکثِرَ الشِّکایَةَ ، ویَتَسَخَّطَ القَضاءَ .(1)
تاریخ دمشق عن محمّد بن یزید المبرّد : قیلَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام : إنَّ أبا ذَرٍّ یَقولُ : الفَقرُ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الغِنی ، وَالسُّقمُ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الصِّحَّةِ !
فَقالَ : رَحِمَ اللَّهُ أبا ذَرٍّ! أمّا أنَا فَأَقولُ :(2)فَمَنِ اتَّکَلَ عَلی حُسنِ اختِیارِ اللَّهِ لَهُ ، لَم یَتَمَنَّ أنَّهُ فی غَیرِ الحالَةِ الَّتِی اختارَ اللَّهُ تَعالی لَهُ ، وهذا حَدُّ الوُقوفِ عَلَی الرِّضا بِما یُصرَفُ بِهِ القَضاءُ .(3)
معانی الأخبار عن فضیل بن یسار عن الإمام الباقر علیه السلام : لا یَبلُغُ أحَدُکُم حَقیقَةَ الإِیمانِ حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ : حَتّی یَکونَ المَوتُ أحَبَّ إلَیهِ مِنَ الحَیاةِ ، وَالفَقرُ أحَبَّ إلَیهِ مِنَ الغِنی ، وَالمَرَضُ أحَبَّ إلَیهِ مِنَ الصِّحَّةِ . قُلنا : ومَن یَکونُ کَذلِکَ؟ قالَ : کُلُّکُم .
ثُمَّ قالَ : أیُّما أحَبُّ إلی أحَدِکُم : یَموتُ فی حُبِّنا أو یَعیشُ فی بُغضِنا؟ فَقُلتُ : نَموتُ وَاللَّهِ فی حُبِّکُم أحَبُّ إلَینا . قالَ : وکَذلِکَ الفَقرُ وَالغِنی وَالمَرَضُ وَالصِّحَّةُ ؟ قُلتُ : إی وَاللَّهِ .(4)
الکافی عن شعیب العقرقوفیّ : قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام : شَی ءٌ یُروی عَن أبی ذَرٍّ رضی اللَّه عنه أنَّهُ کانَ یَقولُ : ثَلاثٌ یُبغِضُهَا النّاسُ وأنَا اُحِبُّها : اُحِبُّ المَوتَ ، واُحِبُّ الفَقرَ ، واُحِبُّ البَلاءَ ؟
فَقالَ : إنَّ هذا لَیسَ عَلی ما یَروونَ ؛ إنَّما عَنی: المَوتُ فی طاعَةِ اللَّهِ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الحَیاةِ فی مَعصِیَةِ اللَّهِ ، وَالبَلاءُ فی طاعَةِ اللَّهِ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الصِّحَّةِ فی
ص :142
مَعصِیَةِ اللَّهِ ، وَالفَقرُ فی طاعَةِ اللَّهِ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الغِنی فی مَعصِیَةِ اللَّهِ .(1)
رجال الکشّی عن محمّد بن الحسن بن میمون : کَتَبتُ إلی أبی مُحَمَّدٍ علیه السلام أشکو إلَیهِ الفَقرَ ، ثُمَّ قُلتُ فی نَفسی : ألَیسَ قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام : الفَقرُ مَعَنا خَیرٌ مِنَ الغِنی مَعَ عَدُوِّنا ، وَالقَتلُ مَعَنا خَیرٌ مِنَ الحَیاةِ مَعَ عَدُوِّنا ؟!
فَرَجَعَ الجَوابُ: إنَ اللَّهَ عزّ وجلّ یُمَحِّضُ أولِیاءَنا إذا تَکاثَفَت ذُنوبُهُم بِالفَقرِ ، وقَد یَعفو عَن کَثیرٍ ، وهُوَ کَما حَدَّثتَ نَفسَکَ ؛ الفَقرُ مَعَنا خَیرٌ مِنَ الغِنی مَعَ عَدُوِّنا .(2)
الاختصاص : مِن مَواعِظِ لُقمانَ لِابنِهِ : یا بُنَیَّ ، الفَقرُ خَیرٌ مِن أن تَظلِمَ وتَطغی .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ - :
النَّفسُ تَجزَعُ أن تَکونَ فَقیرَةً***وَالفَقرُ خَیرٌ مِن غِنیً یُطغیها(4)
الکتاب :
(وَاصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَیْناکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَلاتُطِعْ مَنْ أغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنا).(5)
(وَلا تَطْرُدِ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِیِّ یُرِیْدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَیْکَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ وَما مِنْ حِسابِکَ عَلَیْهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَکُونَ مِنَ الظَّالِمِینَ).(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ استَذَلَّ مؤمِناً أو مؤمِنَةً أو حَقَّرَهُ لِفَقرِهِ أو قِلَّةِ ذاتِ یَدِهِ ، شَهَرَهُ اللَّهُ تعالی یومَ القِیامَةِ ثُمّ یَفضَحُهُ .(7)
بحار الأنوار : قالَ [ رسولُ اللَّهِ ] صلی اللَّه علیه وآله : ألا ومَنِ استَخَفَّ بفَقیرٍ مُسلمٍ فَقدِ استَخَفَّ بحَقِّ اللَّهِ ، واللَّهُ یَستَخِفُّ بهِ یَومَ القِیامَةِ ، إلّا أن یتوبَ .
ص :143
وقال صلی اللَّه علیه وآله : مَن أکرَمَ فَقیراً مُسلماً لَقِیَ اللَّهَ یَومَ القِیامَةِ وهُو عَنهُ راضٍ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لاتُحَقِّروا ضُعفاءَ إخوانِکُم ؛ فإنّهُ مَنِ احتَقَرَ مُؤمِناً لم یَجمَعِ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بینهما فی الجنّةِ إلّا أن یتوبَ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قال اللَّهُ تعالی لموسی علیه السلام : یا موسی ! لاتَستَذِلَّ الفقیرَ ، ولا تَغبِطِ الغَنیَّ بالشی ءِ الیسیرِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن حَقَّرَ مؤمناً مِسکیناً لم یَزَلِ اللَّهُ لَهُ حاقِراً ماقِتاً حتّی یَرجِعَ عن مَحقَرَتِهِ إیّاهُ .(4)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن لَقِیَ فقیراً مُسلِماً فَسَلَّمَ علَیهِ خِلافَ سَلامِهِ علَی الغَنیِّ ، لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ وهُو علَیهِ غَضبانُ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : صِلَةُ الرَّحِمِ تَزیدُ فی العُمرِ ، وتَنفی الفَقرَ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی الاستِعانَةِ بِاللَّهِ سبحانه - : أستَعینُهُ فاقَةً إلی کِفایَتِهِ ؛ إنّهُ لا یَضِلُّ مَن هَداهُ ، ولایَئلُ مَن عاداهُ ، ولا یَفتَقِرُ مَن کَفاهُ .(7)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : لن یَهلِکَ مَنِ اقتَصَدَ ، ولن یَفتَقِرَ مَن زَهِدَ .(8)
عنه علیه السلام : داوُوا الفَقرَ بالصَّدقَةِ والبَذلِ .(9)
عنه علیه السلام : لا مالَ أذهَبُ بالفاقَةِ مِن الرِّضا بالقُوتِ ... الصَّبرُ جُنَّةٌ مِن الفاقَةِ .(10)
عنه علیه السلام : مَن ألَحَّ علَیهِ الفَقرُ فَلْیُکثِرْ مِن قولِ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ العَلیِّ العَظیمِ .(11)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : البِرُّ وصَدقَةُ السِّرِّ یَنفِیانِ الفَقرَ .(12)
ص :144
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ضَمِنتُ لِمَنِ اقتَصَدَ أن لا یَفتَقِرَ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَفاقَرَ افتَقَرَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الأمانَةُ تَجلِبُ الغَناءَ ، والخِیانَةُ تَجلِبُ الفَقرَ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إظهارُ الحِرصِ یُورثُ الفَقرَ .(5)
عنه علیه السلام : حُکِمَ بالفاقَةِ علی مُکثِرِها - یَعنی الدنیا - واُعِینَ بالراحَةِ مَن رَغِبَ عنها .(6)
عنه علیه السلام : إنّ الأشیاءَ لمّا ازدَوَجَت ، ازدَوَجَ الکَسلُ والعَجزُ ، فَنَتَجَ مِنهُما الفَقرُ .(7)
عنه علیه السلام : مَن فَتَحَ علی نفسِهِ باباً مِن المَسألَةِ فَتَحَ اللَّهُ علَیهِ باباً مِن الفَقرِ .(8)
عنه علیه السلام : تَرکُ نَسجِ العَنکبوتِ فی البُیوتِ یُورِثُ الفَقرَ ، والبَولُ فی الحَمّامِ یُورِثُ الفَقرَ ، والأکلُ علَی الجَنابَةِ یُورِثُ الفَقرَ ، والتَّخلُّلُ بالطَّرفاءِ یُورِثُ الفَقرَ ، والتَّمشُّطُ مِن قِیامٍ یُورِثُ الفَقرَ ، وتَرکُ القُمامَةِ فی البَیتِ یُورِثُ الفَقرَ ، والیَمینُ الفاجِرَةُ تُورِثُ الفَقرَ ، والزِّنا یُورِثُ الفَقرَ ، وإظهارُ الحِرصِ یُورِثُ الفَقرَ ، والنَّومُ بینَ العِشاءَینِ یُورِثُ الفَقرَ ، والنَّومُ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ یُورِثُ الفَقرَ ، وتَرکُ التَّقدیرِ فی المَعیشَةِ یُورثُ الفَقرَ ، وقَطیعَةُ الرَّحِمِ یُورِثُ الفَقرَ ، واعتیادُ الکَذِبِ یُورِثُ الفَقرَ ، وکَثرَةُ الاستِماعِ إلَی الغِناءِ یُورِثُ الفَقرَ ، ورَدُّ السائلِ الذَّکَرِ باللیلِ یُورِثُ الفَقرَ .(9)
عنه علیه السلام : رُبَّ غِنیً أورَثَ الفَقرَ الباقیَ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لأبی النُّعمانِ - : لا تَستَأکِلْ بِنا الناسَ ، فلا یَزیدَکَ اللَّهُ بذلکَ إلّا فَقراً .(11)
ص :145
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - عن آبائهِ علیهم السلام - : مَن لم یَسألِ اللَّهَ مِن فَضلِهِ افتَقَرَ .(1)
عنه علیه السلام : أیُّما رَجُلٍ دَعا علی ولَدِهِ أورَثَهُ الفَقرَ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَلتَفِتُ یَومَ القِیامَةِ إلی فُقَراءِ المؤمنینَ شَبیهاً بالمُعتَذِرِ إلَیهِم ، فیَقولُ : وعِزَّتی وجَلالی ، ما أفقَرتُکُم فی الدنیا مِن هَوانٍ بِکُم عَلَیَّ ، ولَتَرَونَ ما أصنَعُ بِکُمُ الیَومَ !(4)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ جلَّ ثناؤهُ لَیَعتَذِرُ إلی عَبدِهِ المؤمنِ المُحْوِجِ فی الدنیا کما یَعتَذِرُ الأخُ إلی أخیهِ ، فیَقولُ : وعِزَّتی وجَلالی ، ما أحوَجتُکَ فی الدنیا مِن هَوانٍ کانَ بِکَ عَلَیَّ ، فارفَعْ هذا السَّجْفَ فانظُرْ إلی ما عَوَّضتُکَ مِن الدنیا . قالَ : فَیَرفَعُ فیَقولُ : ما ضَرَّنی ما مَنَعتَنی مع ما عَوَّضتَنی ؟!(5)
الکتاب :
(لِلْفُقَراءِ الَّذِینَ أُحْصِرُوا فِی سَبیلِ اللَّهِ لا یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ یَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِیاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِیماهُمْ لایَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً).(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ جَعَلَ الفَقرَ أمانَةً عندَ خَلقِهِ ، فَمَن سَتَرَهُ أعطاهُ اللَّهُ مِثلَ أجرِ الصائمِ القائمِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ أمانَةٌ ، فَمَن کَتَمَهُ کانَ عِبادَةً ، ومَن باحَ بهِ فقد قَلَّدَ إخوانَهُ المُسلمینَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ المؤمنَ إذا کانَ فَقیراً مُتَعفِّفاً .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العَفافُ زینَةُ الفَقرِ .(10)
عنه علیه السلام: مَن أظهَرَ فَقرَهُ أذَلَ قَدرَهُ .(11)
ص :146
عنه علیه السلام :إخفاءُ الفاقَةِ والأمراضِ مِن المُرُوَّةِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المؤمنُ لَهُ قوّةٌ فی دِینٍ ... وقَصدٌ فی غِنیً ، وتَجَمُّلٌ فی فاقَةٍ .(2)
عنه علیه السلام : أشَدُّ شی ءٍ مَؤونةً إخفاءُ الفاقَةِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفُقَراءُ مُلوکُ أهلِ الجَنّةِ ، والناسُ کُلُّهُم مُشتاقُونَ إلَی الجَنّةِ والجَنَّةُ مُشتاقَةٌ إلَی الفُقَراءِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أبوابُ الجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ علَی الفُقَراءِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِطَّلَعتُ فی الجَنَّةِ فَرَأیتُ أکثَرَ أهلِها الفُقَراءَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سَألَهُ أبو ذَرٍّ : الخائفونَ الخاشِعونَ المُتَواضِعونَ الذاکِرونَ اللَّهَ کثیراً یَسبِقُونَ الناسَ إلَی الجَنَّةِ ؟ - : لا ، ولکن فُقَراءُ المؤمنینَ یَأتُونَ فَیَتَخَطَّونَ رِقابَ الناسِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ماتَ ولم یَترُکْ دِرهَماً ولا دِیناراً لم یَدخُلِ الجَنّةَ أغنی مِنهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أبشِرُوا یا مَعشرَ صَعالیکِ المهاجِرینَ بالنُّورِ التامِّ یَومَ القِیامَةِ ، تَدخُلونَ الجَنَّةَ قبلَ أغنیاءِ الناسِ بنِصفِ یَومٍ ؛ وذلکَ خَمسُ مِائةِ سَنَةٍ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَدخُلُ فُقَراءُ المُسلمینَ الجَنَّةَ قبلَ أغنیائهِم بنِصفِ یَومٍ ؛ وهُو خَمسُ مِئةِ عامٍ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُلوکُ الدنیا والآخِرَةِ الفُقَراءُ الراضُونَ .(12)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ فُقَراءَ المُسلمینَ یَتَقلَّبونَ فی رِیاضِ الجَنّةِ قبلَ أغنیائهِم بأربَعینَ خَریفاً - ثُمّ قالَ - : سَأضرِبُ
ص :147
لکَ مَثَلَ ذلکَ ، إنّما مَثَلُ ذلکَ مَثَلُ سَفِینَتَینِ مَرَّ بِهِما علی عاشِرٍ ، فَنَظَرَ فی إحداهُما فلم یَرَ فیها شیئاً فقالَ : أسرِبُوها ، ونَظَرَ فی ا(لاُ) خری فإذا هِی مَوقورَةٌ فقالَ : اِحبِسُوها .(1)
عنه علیه السلام : إنَّ آخِرَ الأنبیاءِ دُخولاً إلَی الجَنّةِ سُلیمانُ ، وذلکَ لِما اُعطِیَ مِن الدنیا .(2)
الکتاب :
(وَاصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَیْناکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَلاتُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَکانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله :یامَعشرَ الفُقَراءِ ، إنّ اللَّهَ رَضِیَ لی أن أتَأسّی بمَجالِسِکُم فقالَ : (واصْبِرْ نَفسَکَ مَعَ الّذینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغَداةِ والعَشِیِّ) فإنّها مَجالِسُ الأنبیاءِ قَبلَکُم .(6)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - وقد سَألَهُ الفُقَراءُ : هَل لنا أجرٌ إذ نَری الفَواکِهَ فی السُّوقِ فَنَشتَهِیها ولیسَ مَعَنا ناضٌ (7) نَشتَری بهِ - : وهلِ الأجرُ إلّا فی ذلکَ ؟!(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : طُوبی للمَساکینِ بالصَّبرِ ، وهُمُ الذینَ یَرَونَ مَلَکوتَ السَّماواتِ والأرضِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا مَعشَرَ الفُقَراءِ ، أعطُوا اللَّهَ الرِّضا مِن قُلوبِکُم تَظفَرُوا بثَوابِ فَقرِکُم ، وإلّا فلا .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یامَعشرَ المَساکینِ ، طِیبُوا نَفساً ، وأعطُوا اللَّهَ الرِّضا مِن قُلوبِکُم ، یُثِبْکُمُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علی فَقرِکُم .(11)
کنز العمّال عن أبی ذرّ : إنَّ رسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ لی : کیفَ تَری جُعَیلاً ؟ قلتُ : مِسکیناً
ص :148
کَشَکلِهِ مِن الناسِ . قالَ : فکیفَ تَری فلاناً ؟ قلتُ : سَیّداً مِن الناسِ الساداتِ . قالَ : فَجُعَیلٌ خَیرٌ مِن مِثلِ هذا مِل ءَ الأرضِ ! قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، ففلانٌ هکذا وأنتَ تَصنَعُ بهِ ماتَصنَعُ ! قالَ : إنّهُ رَأسُ قَومِهِ فأتألَّفُهُم .(1)
کنز العمّال عن اُمیة بن خالد بن أبی العیص : کانَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله یَسْتَفْتِحُ ویَسْتَنْصِرُ بصَعالیکِ المُسلمینَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صفةِ الأنبیاءِ - : وإن شِئتَ ثَنَّیتُ بموسی کلیمِ اللَّهِ علیه السلام حیثُ یقولُ : (رَبِّ إنّی لِما أنْزَلْتَ إلَیَّ مِن خَیرٍ فَقیرٌ)(3) واللَّهِ ما سَألَهُ إلّا خُبزاً یَأکُلُهُ .(4)
بحار الأنوار عن عبد اللَّه بن سنان عن الإمام الصّادق علیه السلام : أکرَمُ ما یکونُ العَبدُ إلَی اللَّهِ أن یطلُبَ دِرهَماً فلا یَقدِرَ علَیهِ . قالَ عبدُاللَّهِ ابنُ سِنانٍ : قالَ أبوعبدِاللَّهِ علیه السلام هذا الکلامَ وعندِی مِائةُ ألفٍ وأنا الیَومَ ما أملِکُ دِرهَماً .(5)
بحار الأنوار : محمّدُ بن عبد الحسینِ بن کثیر الخزّازُ عَنِ الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : قالَ لی : أما تَدخُلُ السُّوقَ ؟ أما تَری الفاکِهَةَ تُباعُ والشی ءَ مِمّا تَشتَهِیهِ ؟ فقلتُ : بَلی ، فقالَ : أمَا إنَّ لکَ بکُلِّ ما تَراهُ فلا تَقدِرُ علی شِراهُ حَسَنةً .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفَقرُ فَقرُ القَلبِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفقَرُ الناسِ الطَمِعُ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أکبَرُ البَلاءِ فَقرُ النَّفسِ .(10)
عنه علیه السلام : فَقرُ النَّفسِ شَرُّ الفَقرِ .(11)
عنه علیه السلام : أفقَرُ الناسِ مَن قَتَّرَ علی نفسِهِ معَ الغِنی والسَّعةِ ، وخَلَّفَهُ لِغَیرِهِ .(12)
عنه علیه السلام : لا فَقرَ کالجَهلِ .(13)
عنه علیه السلام : أکبَرُ الفَقرِ الحُمقُ .(14)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ الفَقرِ - :
ص :149
شَرَهُ النفسِ إلی کُلِّ شی ءٍ .(1)
عنه علیه السلام - أیضاً - : الحِرصُ والشَّرَهُ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لجابرِ بنِ یزیدَ الجُعفیِّ - : لا فَقرَ کفَقرِ القَلبِ ، ولاغِنی کَغِنَی النفسِ .(3)
الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : الفَقرُ شَرَهُ النفسِ وشِدَّةُ القُنوطِ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقلِلْ مِن الشَّهَواتِ یَسهُلْ علَیکَ الفَقرُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما المُعطی مِن سَعَةٍ بأفضَلَ مِن الآخِذِ إذا کانَ مُحتاجاً .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أشقَی الأشقیاءِ مَنِ اجتَمَعَ علَیهِ فَقرُ الدنیا وعَذابُ الآخِرَةِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّ فَقیرٍ أعَزُّ مِن أسَدٍ .(9)
عنه علیه السلام : دِرهَمُ الفَقیرِ أزکی عندَاللَّهِ مِن دینارِ الغَنیِّ .(10)
عنه علیه السلام : لاتکُنْ مِمَّن یَرجُو الآخِرَةَ بغیرِ العَملِ ... إنِ استَغنی بَطِرَ وفُتِنَ ، وإنِ افتَقَرَ قَنَطَ ووَهَنَ.(11)
عنه علیه السلام : بُؤساً لِمَن خَصمُهُ عندَاللَّهِ الفُقَراءُ والمَساکینُ والسائلونَ والمَدفوعونَ والغارِمونَ وابنُ السبیلِ !(12)
عنه علیه السلام : ما أحسَنَ تَواضُعَ الأغنیاءِ للفُقَراءِ طَلَباً لِما عندَاللَّهِ ! وأحسَنُ مِنهُ تِیهُ الفُقَراءِ علَی الأغنیاءِ اتِّکالاً علَی اللَّهِ .(13)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لاتُحَدِّثُوا أنفُسَکُم بفَقرٍ ... فإنّهُ مَن حَدَّثَ نفسَهُ بالفَقرِ بَخِلَ .(14)
ص :150
ص :152
الکتاب :
(وَما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَلْیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فی الدِّینِ ، وألهَمَهُ رُشدَهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فی الدِّینِ ، وزَهَّدَهُ فی الدنیا ، وبَصَّرَهُ عُیوبَهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما عُبِدَ اللَّهُ تعالی بشی ءٍ أفضَلَ مِن الفِقهِ فی الدِّینِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ العِبادَةِ الفِقهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ لِکُلِّ شی ءٍ دِعامَةً ، ودِعامَةُ هذا الدِّینِ الفِقهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اُفٍّ لِکُلِّ مُسلمٍ لا یَجعَلُ فی کُلِّ جُمعَةٍ(7) یَوماً یَتَفَقَّهُ فیهِ أمرَ دِینِهِ ویَسألُ عن دِینِهِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا فَقِهتَ فَتَفَقَّهْ فِی دِینِ اللَّهِ .(9)
عنه علیه السلام :إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فی الدِّینِ ، وألهَمَهُ الیَقینَ .(10)
عنه علیه السلام : لِیَتأسَّ صَغیرُکُم بکبیرِکُم ، ولْیَرأفْ کَبیرُکُم بصَغیرِکُم ، ولا تکونُوا کَجُفاةِ الجاهِلیَّةِ ؛ لا فی الدِّینِ یَتَفَقَّهونَ ، ولا عنِ اللَّهِ یَعقِلونَ .(11)
عنه علیه السلام : تَعَلَّموا القرآنَ ؛ فإنّهُ أحسَنُ الحَدیثِ ، وتَفَقَّهُوا فیهِ فإنَّهُ رَبیعُ القُلوبِ .(12)
عنه علیه السلام : مَن تَفَقَّهَ فی الدِّینِ کَثُرَ .(13)
عنه علیه السلام - مِن وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : وخُضِ الغَمَراتِ للحَقِّ حَیثُ کانَ ، وتَفَقَّهْ فی الدِّینِ .(14)
ص :153
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : تَفقَّهُوا فی دِینِ اللَّهِ ، فإنَّ الفِقهَ مِفتاحُ البَصیرَةِ ، وتَمامُ العِبادَةِ ، والسَّببُ إلَی المَنازِلِ الرَّفیعَةِ والرُّتَبِ الجَلیلَةِ فی الدِّینِ والدنیا ، وفَضلُ الفَقیهِ علَی العابِدِ کَفَضلِ الشَّمسِ علَی الکواکِبِ ، ومَن لم یَتَفَقَّهْ فی دِینِهِ لم یَرضَ اللَّهُ لَهُ عَمَلاً .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أنتُم أفقَهُ الناسِ إذا عَرَفتُم معانیَ کلامِنا؛ إنّ الکَلِمَةَ لَتَنصَرِفُ علی وُجوهٍ، فلو شاءَ إنسانٌ لَصَرَفَ کلامَهُ کیفَ شاءَ ولا یکذِبُ .(2)
عنه علیه السلام : لا یکونُ الرجُلُ مِنکُم فَقیهاً حتّی یَعرِفَ مَعاریضَ کلامِنا .(3)
عنه علیه السلام: إنّا واللَّهِ لا نَعُدُّ الرجُلَ مِن شیعَتِنا فَقیهاً حتّی یُلحَنَ لَهُ فَیَعرِفَ اللَّحنَ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما ازدادَ عَبدٌ قَطُّ فِقهاً فی دِینِهِ إلّا ازدَادَ قَصداً فی عَمَلِهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بالمَرءِ فِقهاً إذا عَبَدَاللَّهَ ، وکفی بالمَرءِ جَهلاً إذا اُعجِبَ بِرَأیهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَفقَهُ العَبدُ کُلَّ الفِقهِ حتّی یَمقُتَ الناسَ فی ذاتِ اللَّهِ ، وحتّی لا یکونَ أحَدٌ أمقَتَ مِن نفسِهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی وصیَّتِهِ لأبی ذرٍّ - : لا یَفقَهُ الرجُلُ کُلَّ الفِقهِ حتَّی یَرَی الناسَ أمثالَ الأباعِرِ ، فلا یَحفِلَ بِوُجودِهِم ، ولا یُغَیِّرَهُ ذلکَ کما لا یُغَیِّرُهُ وُجودُ بَعیرٍ عندَهُ ، ثُمّ یَرجِعَ هُو إلی نفسِهِ فیَکونَ أعظَمَ حاقِرٍ لها .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی وصیَّتِهِ لأبی ذَرٍّ - : لایَفقَهُ الرجُلُ کلَّ الفِقهِ حتّی یَری الناسَ فی جَنبِ اللَّهِ تبارکَ وتعالی أمثالَ الأباعِرِ ، ثُمّ یَرجِعَ إلی نفسِهِ فیکونَ هُو أحقَرَ
ص :154
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن فِقهِ الرجُلِ أن یُصلِحَ مَعِیشَتَهُ ، ولیسَ مِن حُبِّ الدنیا طَلَبُ ما یُصلِحُکَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن فِقهِ الرجُلِ قِلَّةُ کلامِهِ فیما لا یَعنیهِ .(4)
بحار الأنوار : رُویَ أنَّ رجُلاً جاءَ إلَی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله لِیُعَلِّمَهُ القرآنَ ، فانتَهی إلی قولِهِ تعالی : (فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیراً یَرَهُ * ومَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ)(5) فقالَ : یَکفِینی هذا، وانصَرَفَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: انصَرَفَ الرجُلُ وهُو فَقیهٌ.(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام :الوَرَعُ شِیمَةُ الفَقیهِ .(7)
عنه علیه السلام - فی عَهدِهِ إلی محمّدِ بنِ أبی بکرٍ حینَ وَلّاهُ مصرَ - : إنّ أفضَلَ الفِقهِ الوَرَعُ فی دِینِ اللَّهِ والعَمَلُ بطاعَتِهِ ، فعَلَیکَ بالتَّقوی فی سِرِّ أمرِکَ وعَلانیَتِهِ .(8)
عنه علیه السلام : ألا اُخبِرُکُم بالفَقیهِ حَقِّ الفَقیهِ ؟ مَن لم یُرَخِّصِ الناسَ فی مَعاصِی اللَّهِ ، ولم یُقَنِّطْهُم مِن رَحمَةِ اللَّهِ ، ولم یُؤمِنْهُم مِن مَکرِ اللَّهِ ، ولم یَدَعِ القرآنَ رَغبَةً عَنهُ إلی ما سِواهُ .(9)
عنه علیه السلام : الفَقیهُ کُلُّ الفَقیهِ مَن لم یُقنِّطِ الناسَ مِن رَحمَةِ اللَّهِ ، ولم یُؤیِسْهُم مِن رَوحِ اللَّهِ ، ولم یُؤَمِّنْهُم مِن مَکرِ اللَّهِ .(10)
عنه علیه السلام : إنَّ مِن الحَقِّ أن تَفَقَّهوا ، ومِن الفِقهِ أن لا تَغتَرُّوا .(11)
عنه علیه السلام : إنَّ الحَزمَ أن تَتَفقَّهُوا ، ومِن الفِقهِ أن لا تَغتَرُّوا .(12)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - وقد سَألَهُ رجُلٌ فأجابَهُ، فقالَ الرجُلُ : إنّ الفُقَهاءَ لا یَقولونَ هذا ! - : یا وَیحَکَ ! وهَل رَأیتَ فَقیهاً قَطُّ ؟ ! إنَّ الفَقیهَ حَقَّ الفَقیهِ : الزاهِدُ فی الدنیا ، الراغِبُ فی الآخِرَةِ ، المُتَمسِّکُ بسُنَّةِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله .(13)
ص :155
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لایکونُ الرجُلُ فَقیهاً حتّی لایُبالِیَ أیَّ ثَوبَیهِ ابتَذَلَ ، وبما سَدَّ فَورَةَ الجُوعِ .(1)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - عن آبائهِ علیهم السلام - : رُفِعَ إلی رسولِ اللَّهِ قَومٌ فی بَعضِ غَزَواتِهِ ، فقالَ : مَنِ القَومُ ؟ فَقالوا : مُؤمنونَ یارسولَ اللَّهِ . قالَ : وما بَلَغَ مِن إیمانِکُم ؟ قالوا : الصَّبرُ عندَ البَلاءِ ، والشُّکرُ عندَ الرَّخاءِ ، والرِّضا بالقَضاءِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : حُلَماءُ عُلَماءُ کادُوا مِن الفِقهِ (2) أن یَکونوا أنبیاءَ (3) . (4)
ص :156
ص :157
عنه علیه السلام : مِن علاماتِ الفِقهِ الحِلمُ والعِلمُ والصَّمتُ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فَقیهٌ واحِدٌ أشَدُّ علی إبلیسَ مِن ألفِ عابِدٍ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن شی ءٍ أقطَعَ لِظَهرِ إبلیسَ مِن عالِمٍ یَخرُجُ فی قَبیلَةٍ .(3)
الإمامُ زینُ العابدینَ أو الإمامُ الباقرُ علیهما السلام : مُتَفَقِّهٌ فی الدِّینِ أشَدُّ علی الشیطانِ مِن عِبادَةِ ألفِ عابِدٍ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قَلیلُ الفِقهِ خَیرٌ مِن کثیرِ العِبادَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ العِبادَةِ الفِقهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا خَیرَ فی عِبادَةٍ لیسَ فیها تَفقُّهٌ ، ولا خَیرَ فی عِلمٍ لیسَ فیهِ تَفکُّرٌ ، ولا خَیرَ فی قِراءةٍ لیسَ فیها تَدَبُّرٌ .(8)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : لا عِبادَةَ إلّا بِتَفقُّهٍ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا ماتَ المؤمنُ الفَقیهُ ثُلِمَ فی الإسلامِ ثُلمَةٌ لا یَسُدُّها شی ءٌ .(11)
عنه علیه السلام : مامِن أحَدٍ یَموتُ مِن المؤمنینَ أحَبَّ إلی إبلیسَ مِن مَوتِ فَقیهٍ .(12)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إذا ماتَ المؤمنُ ... ثُلِمَ فی الإسلامِ ثُلمَةٌ لا یَسُدُّها شی ءٌ ؛ لأنّ المؤمنینَ الفُقَهاءَ حُصونُ الإسلامِ کَحِصنِ سُورِ المَدینةِ لَها .(13)
ص :158
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : آفَةُ الفُقَهاءِ عَدَمُ الصِّیانَةِ .(1)
عنه علیه السلام : آفةُ العُلَماءِ حُبُّ الرِّیاسَةِ .(2)
عنه علیه السلام : آفةُ العِلمِ تَرکُ العَمَلِ بهِ .(3)
الإمامُ الکاظمُ عن آبائه علیهم السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: الفُقَهاءُ اُمَناءُ الرُّسُلِ ما لم یَدخُلُوا فی الدنیا . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما دُخولُهُم فی الدنیا ؟ قالَ : اِتِّباعُ السُّلطانِ ، فإذا فَعَلُوا ذلکَ فَاحذَرُوهم علی أدیانِکُم .(4)
ص :159
ص :160
ص :162
الکتاب :
(کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ اْلْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُونَ) .(1)
(لَوْ أنَزلْنا هَذا الْقُرْءانَ عَلَی جَبَلٍ لَرَأیْتَهُ خاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَتِلْکَ الْأمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ التَّفکُّرَ حَیاةُ قَلبِ البَصیرِ ، کما یَمشی المُستَنیرُ فی الظُّلُماتِ بالنورِ ، یُحسِنُ التَّخلُّصَ ، ویُقِلُّ التَّربُّصَ .(4)
تفسیر ابن کثیر عن عطاء : انطَلَقتُ أنا وابنُ عُمرَ وعُبَیدُ بنُ عُمَیرٍ إلی عائشةَ فَدَخَلنا عَلَیها وبینَنا وبینَها حِجابٌ ... فقالَ ابنُ عُمرَ: أخبِرِینا بأعجَبِ شی ءٍ رَأیتِهِ مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله. فبَکَت وقالت : کُلُّ أمرِهِ کانَ عَجَباً، أتانی فی لَیلَتی حتّی مَسَّ جِلدُهُ جِلدی، ثمّ قالَ: ذَرِینی أتَعَبَّدْ لِرَبِّی... فَقامَ إلی القِربَةِ فَتَوَضَّأ ولم یُکثِر صَبَّ الماءِ ، ثُمّ قامَ یُصلِّی، فبَکی حتّی بَلَّ لِحیَتَهُ، ثُمّ سَجَدَ فَبَکی حتّی بلَّ الأرضَ، ثُمّ اضطَجَعَ علی جَنبِهِ فَبَکی حتّی إذا أتی بِلالٌ یُؤذِنُهُ بصَلاةِ الصُّبحِ ، فقالَ : یارسولَ اللَّهِ ، ما یُبکیکَ وقد غَفَرَ اللَّهُ لکَ ذنبَکَ ما تَقَدَّمَ وما تَأخَّرَ ؟ ! فقالَ: وَیحَکَ یابلالُ ! وما یَمنَعُنی أن أبکیَ وقَد أنزَلَ علَیَّ فی هذهِ اللَّیلةِ : (إنَّ فی خَلْقِ السَّماواتِ والأَرضِ واختِلافِ اللَّیلِ والنَّهارِ لَآیاتٍ لاُولِی الألبابِ)(5) ؟ ! ثُمّ قال : وَیلٌ لِمَن قَرَأها ولم یَتَفَکَّرْ فیها !(6)
ص :163
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أسهَرَ عَینَ فِکرَتِهِ بَلَغَ کُنهَ هِمَّتِهِ .(1)
عنه علیه السلام : الفِکرُ یُفیدُ الحِکمَةَ .(2)
عنه علیه السلام : الفِکرُ جَلاءُ العُقولِ .(3)
عنه علیه السلام : الفِکرُ یُنیرُ اللُّبَّ .(4)
عنه علیه السلام : الفِکرُ رُشدٌ ، الغَفلَةُ فَقدٌ .(5)
عنه علیه السلام : الفِکرُ إحدَی الهِدایَتَینِ .(6)
عنه علیه السلام : الفِکرُ فی الخَیرِ یَدعُو إلَی العَمَلِ بهِ .(7)
عنه علیه السلام : الفِکرُ فی العَواقِب یُنجی مِن المَعاطِبِ .(8)
عنه علیه السلام : الفِکرُ یُوجِبُ الاعتِبارَ ، ویُؤمِنُ العِثارَ ، ویُثمِرُ الاستِظهارَ .(9)
عنه علیه السلام : اِفْکِرْ تُفِقْ .(10)
عنه علیه السلام : ماذَلَّ مَن أحسَنَ الفِکرَ .(11)
عنه علیه السلام : أصلُ العَقلِ الفِکرُ ، وثَمَرتُهُ السَّلامَةُ .(12)
عنه علیه السلام : أصلُ السَّلامَةِ مِن الزَّلَلِ الفِکرُ قَبلَ الفِعلِ ؛ والرَّوِیَّةُ قَبلَ الکلامِ .(13)
عنه علیه السلام: بالفِکرِ تَنجَلی غَیاهِبُ الاُمورِ .(14)
عنه علیه السلام : إذا قَدَّمتَ الفِکرَ فی جَمیعِ أفعالِکَ حَسُنَت عَواقِبُکَ فی کُلِّ أمرٍ .(15)
عنه علیه السلام: دَوامُ الفِکرِ والحَذرِ یُؤمِنُ الزَّلَلَ، ویُنجی مِن الغِیَرِ .(16)
عنه علیه السلام : مَن طالَت فِکرَتُهُ حَسُنَت بَصیرَتُهُ .(17)
عنه علیه السلام : کلُّ یَومٍ یُفیدُکَ عِبَراً إن أصحَبتَهُ فِکراً .(18)
عنه علیه السلام : نَبِّهْ بالتَّفَکُّرِ قَلبَکَ ، وجافِ عنِ اللیلِ جَنبَکَ ، واتَّقِ اللَّهَ رَبَّکَ .(19)
عنه علیه السلام: التفکُّرُ یَدعُو إلَی البِرِّ والعَمَلِ بهِ.(20)
عنه علیه السلام : لا تُخْلِ نفسَکَ مِن فِکرَةٍ تَزیدُکَ حِکمَةً ، وعِبرَةٍ تُفیدُکَ عِصمَةً .(21)
عنه علیه السلام : تَمییزُ الباقی مِن الفانی مِن أشرَفِ النَّظرِ .(22)
عنه علیه السلام : إنّما البَصیرُ مَن سَمِعَ فَتَفَکَّرَ ،
ص :164
ونَظَرَ فأبصَرَ ، وانتَفَعَ بالعِبَرِ ، ثُمّ سَلَکَ جَدَداً واضِحاً یَتَجنَّبُ فیهِ الصَّرعَةَ فی المَهاوی .(1)
عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرأً تَفَکَّرَ فاعتَبَرَ ، واعتَبَرَ فأبصَرَ (أقصَرَ) ، فکأنَّ ما هُو کائنٌ مِن الدنیا عَن قَلیلٍ لم یَکُن ، وکأنَّ ما هُو کائنٌ مِن الآخِرَةِ عمّا قَلیلٍ لم یَزَلْ .(2)
عنه علیه السلام : مَن تَفَکَّرَ أبصَرَ .(3)
عنه علیه السلام : فَأفِقْ أیّها السامِعُ من سَکرَتِکَ ، واستَیقِظْ مِن غَفلَتِکَ ، واختَصِر مِن عَجلَتِکَ ، وأنعِمِ الفِکرَ فیما جاءَکَ علی لِسانِ النبیِّ الاُمِّیِّ صلی اللَّه علیه وآله مِمّا لا بُدَّ مِنهُ ولا مَحیصَ عنهُ .(4)
عنه علیه السلام - فی صفةِ المؤمنِ - : مَشغولٌ وَقتُهُ ، شَکورٌ صَبورٌ ، مَغمورٌ بفِکرَتِهِ .(5)
عنه علیه السلام : فاتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ تَقیَّةَ ذی لُبٍّ شَغَلَ التَّفکُّرُ قَلبَهُ ، وأنصَبَ الخَوفُ بَدَنَهُ .(6)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : التفکُّرُ حَیاةُ قَلبِ البَصیرِ .(7)
عنه علیه السلام : اُوصیکُم بتَقوَی اللَّهِ وإدامَةِ التَّفَکُّرِ ؛ فإنَّ التَّفَکُّرَ أبو کُلِّ خَیرٍ واُمُّهُ .(8)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی الفقه المنسوب إلیه - : التَّفکُّرُ مِرآتُکَ ، تُریکَ سَیّئاتِکَ و حَسَناتِکَ .(1)
تفسیر القُرطُبی عن أبی سعید الخدری : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أعطُوا أعیُنَکُم حَظَّها مِن العِبادَةِ . قالوا : یا رسولَ اللَّهِ، وماحَظُّها مِن العِبادَةِ ؟ قالَ : النَّظرُ فی المُصحَفِ والتَّفکُّرُ فیهِ والاعتِبارُ عندَ عَجائبِهِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّفَکُّرُ فی آلاءِ اللَّهِ نِعمَ العِبادَةُ .(3)
عنه علیه السلام : التَّفکُّرُ فی مَلَکوتِ السَّماواتِ والأرضِ عِبادَةُ المُخلَصینَ .(4)
عنه علیه السلام : لا عِبادَةَ کالتَّفکُّرِ فی صَنعَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أکثرُ عِبادَةِ أبی ذَرٍّ رحمة اللَّه علیه التَّفکُّرَ والاعتِبارَ .(6)
عنه علیه السلام : أفضَلُ العِبادَةِ إدمانُ التَّفکُّرِ فی اللَّهِ وفی قُدرَتِهِ .(7)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : لیسَ العِبادَةُ کثرَةَ الصلاةِ والصومِ ، إنّما العِبادَةُ التَّفکُّرُ فی أمرِ اللَّهِ .(8)
تنبیه الخواطر : اُمُّ أبی ذَرٍّ - وقد سُئلَت عن عِبادَةِ أبی ذَرٍّ - : کانَ نَهارَهُ أجمَعَ یَتفکَّرُ فی ناحِیَةٍ عن الناسِ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فِکرَةُ ساعَةٍ خَیرٌ مِن عِبادَةِ سَنةٍ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فِکرُ ساعَةٍ قَصیرَةٍ خَیرٌ مِن عِبادَةٍ طَویلَةٍ .(12)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : تَفَکُّرُ ساعَةٍ خَیرٌ مِن عِبادَةِ سَنَةٍ (إنَّما یَتَذَکَّرُ اُولُوا الأَلبابِ) .(13)
بحار الأنوار عن الحسنِ الصیقلِ : قلتُ لأبی عبدِ اللَّه علیه السلام: تَفکُّرُ ساعَةٍ خَیرٌ مِن
ص :166
قِیامِ لَیلَةٍ ؟ قالَ : نَعَم، قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَفکُّرُ ساعَةٍ خَیرٌ مِن قیامِ لیلَةٍ . قلتُ : کیفَ یَتَفَکَّرُ ؟ قالَ : یَمُرُّ بِالدُّورِ الخَرِبَةِ فیَقولُ : أینَ بانُوکِ ؟ ! أینَ ساکِنُوکِ ؟ ! مالَکِ لا تَتَکلَّمینَ ؟ !(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مَن قَلَّ أکلُهُ صَفا فِکرُهُ .(2)
عنه علیه السلام : کیفَ تَصفُو فِکرَةُ مَن یَستَدیمُ الشِّبَعَ ؟ !(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفِکرُ فی غَیرِ الحِکمَةِ هَوَسٌ .(5)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ فِکرُهُ فی المَعاصی دَعَتهُ إلَیها .(6)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ فِکرُهُ فی اللذَّاتِ غَلَبَت علَیهِ .(7)
عنه علیه السلام: مَن تَفَکَّرَ فی عَظَمةِ اللَّهِ أبلَسَ .(8)
الکتاب :
(أوَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کانُوا أشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأثارُوا الْأرْضَ وَعَمَرُوها أکْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَلَکِنْ کانُوا أنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ).(10)
(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِکُمْ سُنَنٌ فَسِیرُواْ فِی الْأرْضِ فَانظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ) .(11)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : یابنیَّ ، إنّی وإن لم أکُن عُمِّرتُ عُمرَ مَن کانَ قَبلی ، فقد نَظَرتُ فی أعمالِهِم ، وفَکَّرتُ فی أخبارِهِم ،
ص :167
وسِرتُ فی آثارِهِم ؛ حتّی عُدتُ کأحَدِهِم ، بَل کأ نّی بما انتَهی إلَیَّ مِن اُمورِهِم قد عُمِّرتُ مَع أوَّلِهِم إلی آخِرِهِم .(1)
ص :168
ص :170
الکتاب :
(قَدْ أفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَالَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) .(1)
(قَدْ أفْلَحَ مَنْ تَزَّکَی * وَذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی ) .(2)
(قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَکَّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) .(3)
(فَإذا قُضِیَتِ الصَّلاةُ فانتَشِرُوا فِی الْأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیراً لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ ) .(4)
(وَتُوبُوا إلَی اللَّهِ جَمِیعاً أیُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ).(5)
(یا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إلَیْهِ الْوَسِیلَةَ وَجاهِدُوا فِی سَبیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ) .(6)
(فَاذْکُروا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ) .(7)
(ألا إنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .(8)
(فاتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأطِیعُوا وَأنفِقُوا خَیْراً لِأنفُسِکُمْ وَمَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .(9)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قد أفلَحَ مَن أخلَصَ قَلبَهُ للإیمانِ ، وجَعَلَ قَلبَهُ سَلیماً ، ولِسانَهُ صادِقاً ، ونفسَهُ مُطمَئنَّةً ، وخَلِیقَتَهُ مُستَقیمَةً ، واُذنَهُ مُستَمِعَةً ، وعَینَهُ ناظِرَةً .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن غَلَبَ عَقلُهُ هَواهُ أفلَحَ .(12)
عنه علیه السلام : أطِعِ العِلمَ واعصِ الجَهلَ تُفلِحْ .(13)
عنه علیه السلام : المُفلِحُ من نَهَضَ بجَناحٍ، أو استَسلَمَ فَاستَراحَ .(14)
عنه علیه السلام : أیّها الناسُ ، شُقُّوا أمواجَ الفِتَنِ بسُفُنِ النَّجاةِ ، وعَرِّجُوا عن طَریقِ المُنافَرَةِ ، وضَعُوا تِیجانَ المُفاخَرَةِ ، أفلَحَ مَن نَهَضَ بجَناحٍ ، أو استَسلَمَ فَأراحَ .(15)
ص :171
الکتاب :
(وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِباً أوْ کَذَّبَ بِآیاتِهِ إنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) .(1)
(فَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِباً أوْ کَذَّبَ بِآیاتِهِ إنَّهُ لا یُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) .(2)
(وَمَنْ یَدْعُ مَعَ اللَّهِ إلَهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإنَّمَا حِسابُهُ عِندَ رَبِّهِ إنَّهُ لا یُفْلِحُ الْکافِرُونَ) .(3)
(قُلْ إنَ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْکَذِبَ لایُفْلِحُونَ).(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اذا بَلَغَ الرجُلُ أربَعینَ سَنَةً ولم یَغلِبْ خَیرُهُ شَرَّهُ قَبَّلَ الشَّیطانُ بینَ عَینَیهِ وقالَ : هذا وَجهٌ لا یُفلِحُ !(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اهتَمَّ برِزقِ غَدٍ لم یُفلِحْ أبَداً .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أذنَبَ الرجُلُ خَرَجَ فی قَلبِهِ نُکتَةٌ سَوداءُ ، فإن تابَ انمَحَت ، وإن زادَ زادَت حتّی تَغلِبَ علی قَلبِهِ ، فلا یُفلِحُ بَعدَها أبَداً .(7)
ص :172
ص :174
الکتاب :
(فَسَتَذْکُرُونَ ما أقُولُ لَکُمْ وَأُفَوِّضُ أمْرِی إلَی اللَّهِ (1) إنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ) .(2)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن فَزِعَ مِن أربَعٍ کیفَ لا یَفزَعُ إلی أربَعٍ ؟ ! عَجِبتُ لِمَن خاف کیفَ لا یَفزَعُ إلی قولِهِ عَزَّوجلَّ : (حَسْبُنا اللَّهُ ونِعمَ الوَکیلُ)(3) ؟ ! فإنّی سَمِعتُ اللَّهَ جلَّ جلالُهُ یقولُ بِعَقِبِها : (فانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وفَضلٍ لَم یَمسَسْهُم سُوءٌ)(4) . وعَجِبتُ لِمَنِ اغتَمَّ کیفَ لا یَفزَعُ إلی قولِهِ عَزَّوجلَّ : (لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظَّالِمِینَ)(5) ؟ ! فإنّی سَمِعتُ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یقولُ بِعَقِبِها : (فاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّیناهُ مِنَ الغَمِّ وکَذلکَ نُنْجِی المُؤْمِنینَ)(6) .
وعَجِبتُ لمَن مُکِرَ بهِ کیفَ لا یَفزَعُ إلی قولِهِ : (وَأُفَوِّضُ أمرِی إلَی اللَّهِ إنَّ اللَّهَ بَصیرٌ بالعِبادِ) ؟ ! فإنّی سَمِعتُ اللَّهَ جلَّ وتَقَدَّسَ یقولُ بِعَقِبِها : (فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَکَرُوا)(7) وعَجِبتُ لِمَن أرادَ الدنیا وزینَتَها کیفَ لا یَفزَعُ إلی قولِهِ تبارکَ وتعالی : (ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ)(8) ؟ ! فإنّی سَمِعتُ اللَّهَ عزَّ اسمُهُ یقولُ بعَقِبِها : (إنْ تَرَنِ أنا أقلَّ مِنکَ مالاً وَوَلَداً * فعَسَی رَبِّی أنْ یُؤْتِیَنِ خَیراً مِن جَنَّتِکَ)(9) وعسی مُوجِبَةٌ.(10)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : الإیمانُ أربَعةُ أرکانٍ : التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، والرِّضا
ص :175
بقَضائهِ ، والتَّسلیمُ لِأمرِ اللَّهِ ، والتَّفویضُ إلَی اللَّهِ ، قال عَبدٌ صالِحٌ : (وأُفَوِّضُ أمرِی إلَی اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ بَصیر بِالعِباد فَوَقاهُ اللَّهُ سَیّئاتِ ما مَکَروا) .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن فَوَّضَ أمرَهُ إلَی اللَّهِ سَدَّدَهُ .(3)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : مَنِ اتَّکَلَ علی حُسنِ الاختیارِ مِن اللَّهِ لَهُ ، لم یَتَمَنَّ أ نّهُ فی غیرِ الحالِ التی اختارَها اللَّهُ لَهُ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لجابرِ بنِ یَزیدَ الجُعفیِّ - : تَخَلَّصْ إلی راحَةِ النفسِ بصِحَّةِ التَّفویضِ .(5)
مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : المُفَوِّضُ أمرَهُ إلَی اللَّهِ فی راحَةِ الأبَدِ والعَیشِ الدائمِ الرَّغَدِ ، والمُفوِّضُ حقّاً هُو العالی عن کُلِّ هِمَّةٍ دُونَ اللَّهِ ، کقَولِ أمیرِ المؤمنینَ علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام نَظماً :
رَضِیتُ بما قَسَمَ اللَّهُ لی ***وفَوَّضتُ أَمرِی إلی خالِقی
کما أَحسَنَ اللَّهُ فیما مَضی ***کذلکَ یُحسِنُ فِیما بَقِی
... والمُفَوِّضُ لا یُصبحُ إلّا سالِماً مِن جَمیعِ الآفاتِ ، ولا یُمسی إلّا مُعافیً بدینِهِ .(6)
ص :176
427 - القبر
428 - القِبلَة
429 - التَّقبیل
430 - القتل
431 - القَدَر
432 - القُدرَة
433 - القَذف
434 - القرآن
435 - المُقرَّبون
436 - الإقرار
437 - القَرض
438 - القُرعَة
439 - القَرن
440 - القصص
441 - القِصاص
442 - القضاء والقدر
443 - القضاء بین النّاس
444 - القلب
445 - التَّقلید
446 - القلم
447 - القِمار
448 - القُنوط
449 - القَناعة
450 - الاستِقامة
451 - القیاس
ص :177
ص :178
ص :180
الکتاب :
(ولَا تُصَلِّ عَلَی أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَی قَبْرِهِ إِنَّهُم کَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُم فَاسِقُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ القَبرَ أوَّلُ مَنازِلِ الآخِرَةِ ، فإن نَجا مِنهُ فما بَعدَهُ أیسَرُ مِنهُ ، وإنْ لم یَنجُ مِنهُ فما بَعدَهُ لَیسَ أقلَّ مِنهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أوّلُ عَدلِ الآخِرَةِ القُبورُ ، لا یُعرَفُ شَریفٌ مِن وَضیعٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لم یَأتِ علَی القَبرِ یَومٌ إلّا تَکَلَّمَ فیهِ ، فیقولُ : أنا بَیتُ الغُربَةِ ، وأنا بَیتُ الوَحدَةِ وأنا بَیتُ التُّرابِ وأنا بَیتُ الدُّودِ ، فإذا دُفِنَ العَبدُ المؤمنُ قالَ لَهُ القَبرُ : مَرحَباً وأهلاً ... وإذا دُفِنَ العَبدُ الفاجِرُ أو الکافِرُ فقالَ لَهُ القَبرُ : لا مَرحَباً ولا أهلاً !(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما رَأیتُ مَنظَراً إلّا والقَبرُ أفظَعُ مِنهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا حُمِلَ عَدُوُّ اللَّهِ إلی قَبرِهِ نادَی مَن تَبِعَهُ : یا إخوَتاه ، احذَرُوا مِثلَ ما وَقَعتُ فیهِ ! إنّی لَأشکُو إلَیکُم دُنیا غَرَّتنی ، حتّی إذا اطمَأنَنتُ إلَیها صَرَعَتنی ، وأشکُو إلَیکُم أخِلّاءَ الهَوی سَرُّونی، حتّی إذا ساعَدتُهُم تَبَرَّؤوا مِنِّی وخَذَلونی!(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یا ذَوی الحِیَلِ والآراءِ والفِقهِ والأنباءِ ، اذکُرُوا مَصارِعَ الآباءِ ، فکأنَّکُم بالنُّفوسِ قد سُلِبَت، وبالأبدانِ قد عرِیَت، و بالمَواریثِ قد قُسِّمَت ، فتَصیرُ یاذا الدَّلالِ والهَیبَةِ والجَمالِ ، إلی مَنزِلَةٍ شَعثاءَ ، ومَحَلَّةٍ غَبراءَ ، فَتُنَوَّمُ علی خَدِّکَ فی لَحدِکَ ، فی مَنزِلٍ قَلَّ زُوّارُهُ ومَلَّ عُمّالُهُ ، حتّی تُشَقَّ عنِ القُبورِ ، وتُبعَثَ إلَی النُّشورِ .(7)
عنه علیه السلام : جاوِرِ القُبورَ تَعتَبِرْ .(8)
ص :181
عنه علیه السلام : ضَع فَخرَکَ ، واحطُطْ کِبرَکَ ، واذکُرْ قَبرَکَ ، فإنَّ علَیهِ مَمَرَّکَ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : انظُروا إلی هذهِ القُبورِ سُطوراً بأفناءِ الدُّورِ ، تَدانَوا فی خِطَطِهِم ، وقَرُبوا فی مَزارِهِم ، وبَعُدوا فی لِقائهِم ، عَمَّرُوا فَخَرَّبُوا ، وأنِسُوا فَاُوحِشُوا ، وسَکَنُوا فاُزعِجُوا ، وقَطَنوا فَرَحَلوا .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ لِلقَبرِ کلاماً فی کُلِّ یَوم ، یقولُ : أنا بَیتُ الغُربَةِ ، أنا بَیتُ الوَحشَةِ ، أنا بَیتُ الدُّودِ ، أنا القَبرُ ، أنا رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنّةِ أو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النارِ .(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - عندَ قَبرٍ - : إنّ شیئاً هذا آخِرُهُ لَحَقیقٌ أن یُزهَدَ فی أوَّلِهِ ، وإنّ شیئاً هذا أوَّلُهُ لَحَقیقٌ أن یُخافَ آخِرُهُ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (یُثَبِّتُ اللَّهُ الّذینَ آمَنوا بالقَولِ الثّابتِ فی الحَیاةِ الدُّنیا وفی الآخِرَةِ)(5) - : فی القَبرِ إذا سُئلَ المَوتی .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حتّی إذا انصَرَفَ المُشَیِّعُ ورَجَعَ المُتَفجِّعُ ، اُقعِدَ فی حُفرَتِهِ نَجِیّاً لِبَهتَةِ السُّؤالِ وعَثرَةِ الامتِحانِ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ العَبدَ إذا وُضِعَ فی قَبرِهِ وتَولّی عَنهُ أصحابُهُ ، وإنّهُ لَیَسمَعُ قَرعَ نِعالِهِم إذا انصَرَفُوا ، أتاهُ مَلَکانِ فَیُقعِدانِهِ فیَقولانِ لَهُ : ما کنتَ تَقولُ فی هذا النبیِّ محمّدٍ ؟ فأمّا المؤمنُ فیقولُ : أشهَدُ أنّهُ عبدُاللَّهِ ورسولُهُ ، فیقالُ لَهُ : انظُر إلی مَقعَدِکَ مِن النارِ أبدَلَکَ اللَّهُ بهِ مَقعَداً مِن الجَنَّةِ ، فَیَراهُما جَمیعاً .
وأمّا الکافِرُ أو المُنافِقُ فیقولُ: لا أدرِی ، کنتُ أقولُ ما یقولُ الناسُ فیه ... !(8)
ص :182
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی روایةٍ اُخْری - : ویَأتیهِ مَلَکانِ فَیُجلِسانِهِ فیَقولانِ لَهُ : مَن رَبُّکَ ؟ فیقولُ : رَبّیَ اللَّهُ ، فیَقولانِ لَهُ : وما دِینُکَ ؟ فیقولُ : دِینی الإسلامُ ، فیقولانِ لَهُ : ما هذا الرجُلُ الّذی بُعِثَ فیکُم ؟ فیقولُ : هُو رسولُ اللَّهِ ، فیقولانِ لَهُ : وما یُدرِیکَ ؟ فیقولُ : قَرَأتُ کتابَ اللَّهِ وآمَنتُ وصَدَّقتُ .(1)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : کأن قد أوفِیتَ أجَلَکَ ، وقَبَضَ المَلَکُ رُوحَکَ ، وصِرتَ إلی مَنزِلٍ وَحیداً ، فَرُدَّ إلَیکَ فیهِ رُوحُکَ ، واقتَحَمَ علَیکَ فیهِ مَلَکاکَ مُنکَرٌ ونَکیرٌ لِمُساءلَتِکَ ، وشَدیدِ امتِحانِکَ.
ألَا وإنَّ أوَّلَ ما یَسألانِکَ عن ربِّکَ الذی کُنتَ تَعبُدُهُ ، وعن نَبیِّکَ الذی اُرسِلَ إلَیکَ ، وعن دِینِکَ الذی کُنتَ تَدِینُ بهِ ، وعن کتابِکَ الذی کُنتَ تَتلُوهُ ، وعن إمامِکَ الذی کنتَ تَتَولّاهُ .
ثُمّ عن عُمُرِکَ فیما أفنَیتَهُ ، ومالِکَ مِن أینَ اکتَسَبتَهُ وفیما أتلَفتَهُ ، فَخُذْ حِذرَکَ وانظُرْ لِنَفسِکَ ، وأعِدَّ للجَوابِ قَبلَ الامتِحانِ والمُساءلَةِ والاختِبارِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا ماتَ المؤمنُ شَیَّعَهُ سَبعونَ ألفَ ملَکٍ إلی قَبرِهِ ، فإذا اُدخِلَ قَبرَهُ أتاهُ مُنکرٌ ونَکیرٌ فَیُقعِدانِهِ ویَقولانِ لَهُ : مَن رَبُّکَ ؟ وما دِینُکَ ؟ ومَن نَبیُّکَ ؟ فیقولُ : ربّی اللَّهُ ، ومحمّدٌ نَبیِّی ، والإسلامُ دِینی ، فَیَفسَحانِ لَهُ فی قَبرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، ویَأتیانِهِ بالطَّعامِ مِن الجَنَّةِ ویُدخِلانِ علَیهِ الرَّوحَ والرَّیحانَ.(3)
عنه علیه السلام : یُسألُ المَیِّتُ فی قَبرِهِ عن خَمسٍ عن صَلاتِهِ ، وزَکاتِهِ ، وحَجِّهِ ، وصیامِهِ ، ووَلایَتِهِ إیّانا أهلَ البَیتِ ، فتَقولُ الوَلایةُ مِن جانِبِ القَبرِ للأربَعِ : ما دَخَلَ فِیکُنَّ مِن نَقصٍ فَعلَیَّ تَمامُهُ .(4)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - بعدَ موتِ ابنِ أبی حَمزةَ(5) - : إنّه اُقعِدَ فی قَبرِهِ فسُئلَ عنِ الأئمّةِ علیهم السلام فَأخبَرَ بأسمائهِم ، حتَّی انتَهی إلَیَّ فَسُئلَ فَوَقَفَ ، فَضُرِبَ علی رَأسِهِ ضَربَةً امتَلَأ قَبرُهُ ناراً .(6)
ص :183
بحار الأنوار عن یونسَ : دخلتُ علَی الرِّضا علیه السلام، فقالَ لی : ماتَ علیُّ بنُ أبی حَمزةَ ؟ قلتُ : نَعَم ، قالَ : قد دَخَلَ النارَ . قالَ : فَفَزِعتُ مِن ذلکَ ، قالَ: أما إنّهُ سُئلَ عنِ الإمامِ بعدَ موسی أبی فقالَ : لا أعرِفُ إماماً بعدَهُ ، فقِیلَ : لا ؟ فضُرِبَ فی قَبرِهِ ضَربَةً اشتَعَلَ قَبرُهُ ناراً .(1)
بحار الأنوار عن أبی بکر الحضرمی عن الإمامِ الباقرِ علیه السلام : لا یُسألُ فی القَبرِ إلّا من مَحَضَ الإیمانَ مَحضاً، أو مَحَضَ الکُفرَ مَحضاً، فقلتُ لَهُ : فسائرُ الناسِ ؟ فقالَ : یُلهی عَنهُم .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یُسألُ فی القَبرِ إلّا مَن مَحَضَ الإیمانَ مَحضاً ، أو مَحَضَ الکُفرَ مَحضاً .(4)
تنبیه الخواطر : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لَمّا مَرَّ بقَبرٍ دُفِنَ فیهِ بالأمسِ إنسانٌ وأهلُهُ یَبکُونَ - : لَرَکعَتانِ خَفیفَتانِ ممّا تَحتَقِرُونَ أحَبُّ إلی صاحِبِ هذا القَبرِ مِن دُنیاکُم کُلِّها .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا دَخَلَ المؤمنُ فی قَبرِهِ کانَتِ الصلاةُ عن یَمینِهِ والزکاةُ عن یَسارِهِ والبِرُّ مُظِلٌّ علَیهِ ویَتَنَحَّی الصَّبرُ ناحِیَةً ، فإذا دَخَلَ علَیهِ المَلَکانِ اللَّذانِ یَلِیانِ مُساءَلَتَهُ قالَ الصَّبرُ للصلاةِ والزکاةِ والبِرِّ : دُونَکُم صاحِبَکُم، فإن عَجَزتُم عَنهُ فَأنا دُونَهُ.(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یا عِبادَ اللَّهِ ، ما بعدَ المَوتِ
ص :184
لِمَن لم یُغفَرْ لَهُ أشدَّ مِن المَوتِ ؛ القَبرُ ، فاحذَرُوا ضِیقَهُ وضَنکَهُ وظُلمَتَهُ وغُربَتَهُ ... وإنّ المَعیشَةَ الضَّنْکَ الّتی حَذَّرَ اللَّهُ مِنها عَدُوَّهُ عَذابُ القَبرِ .(1)
عنه علیه السلام : فإنّکُم لو قد عایَنتُم ما قد عایَنَ مَن ماتَ مِنکُم لَجَزِعتُم ووَهِلتُم وسَمِعتُم وأطَعتُم ، ولکنْ مَحجوبٌ عَنکُم ما قد عایَنُوا، وقَریبٌ ما یُطرَحُ الحِجابُ (2) !(3)
الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : لمّا ماتَت رُقَیّةُ ابنَةُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِلحَقِی بِسَلَفِنا الصالِحِ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ وأصحابِهِ . قالَ : وفاطِمةُ علیها السلام علی شَفیرِ القَبرِ تَنحَدِرُ دُموعُها فی القَبرِ ورسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یَتَلقّاهُ بثَوبِهِ (4)قائماً یَدعُو قالَ : إنّی لَأعرِفُ ضَعفَها ، وسَألتُ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أن یُجیرَها مِن ضَمَّةِ القَبرِ .(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن أتَمَّ رُکوعَهُ لم تَدخُلْهُ وَحشَةٌ فی قَبرِهِ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا نَظَرتَ إلَی القَبرِ فَقُل : اللّهُمّ اجعَلْها رَوضَةً مِن رِیاضِ الجَنَّةِ، ولا تَجعَلْها حُفرَةً مِن حُفَرِ النارِ .(8)
عنه علیه السلام : مَن نَفَّسَ عن مؤمنٍ کُربَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنهُ کُرَبَ الآخِرَةِ ، وخَرَجَ مِن قَبرِهِ وهُو ثَلجُ الفُؤادِ .(9)
ص :185
ص :186
ص :188
الکتاب :
(سَیَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِی کانُوا عَلَیْها قُلْ للَّهِ المَشْرِقُ والْمَغْرِبُ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ) .(1)
(قَدْ نَرَی تَقَلُّبَ وَجْهِکَ فِی السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِ ّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ حَیْثُ مَا کُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ وَ إِنَّ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتابَ لَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّایَعْمَلُونَ).(2)
الحدیث :
الدرّ المنثور عن أبی العالیة : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله نَظَرَ نَحوَ بَیتِ المَقدِسِ فقالَ لِجِبریلَ : وَدِدتُ أنّ اللَّهَ صَرَفَنی عن قِبلَةِ الیَهودِ إلی غیرِها ! فقالَ لَهُ جِبریلُ : إنّما أنا عَبدٌ مِثلُکَ ولا أملِکُ لکَ شیئاً إلّا ما اُمِرتُ ، فَادعُ رَبَّکَ وسَلْهُ ، فَجَعَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یُدِیمُ النَّظَرَ إلَی السَّماءِ رَجاءَ أن یَأتِیَهُ جِبریلُ بالّذی سَألَ، فَأنزَلَ اللَّهُ (قَد نَری تَقَلُّبَ وَجْهِکَ فی السَّماءِ)(3).(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سَألَهُ مُعاویةُ بنُ عَمّارٍ : مَتی صُرِفَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَی الکعبَةِ ؟ - : بعد رُجوعِهِ مِن بَدرٍ .(5)
عنه علیه السلام : تَحَوَّلَتِ القِبلَةُ إلَی الکعبَةِ بعدَ ما صَلَّی النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله بمَکَّةَ ثلاثَ عَشرَةَ سَنةً إلی بَیتِ المَقدِسِ ، وبعدَ مُهاجَرَتِهِ إلَی المَدینةِ صَلَّی إلی بَیتِ المَقدِسِ سَبعَةَ أشهُرٍ .
ثُمّ وَجَّهَهُ اللَّهُ إلَی الکعبَةِ ، وذلکَ أنَّ الیَهودَ کانوا یُعَیِّرونَ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ویَقولونَ لَهُ : أنتَ تابِعٌ لَنا تُصَلِّی إلی قِبلَتِنا ! فاغتَمَّ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِن ذلکَ غَمّاً شَدیداً ، وخَرَجَ فی جَوفِ اللیلِ یَنظُرُ إلی آفاقِ السماءِ یَنتَظِرُ مِن اللَّهِ تعالی فی ذلکَ أمراً ، فلمَّا أصبَحَ وحَضَرَ وَقتُ صلاةِ الظُّهرِ کانَ فی مَسجِدِ بنی سالِمٍ قد صَلّی مِن الظُّهرِ رَکعَتَینِ فَنَزَلَ علَیهِ جَبرائیلُ علیه السلام فَأخَذَ
ص :189
بِعَضُدَیهِ وحَوَّلَهُ إلَی الکعبَةِ وأنزَلَ علَیهِ : (قَد نَری تَقَلُّبَ وَجْهِکَ فی السَّماءِ فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ المَسجِدِ الحَرامِ) وکانَ صَلّی رَکعَتَینِ إلی بَیتِ المَقدِسِ ورَکعَتَینِ إلَی الکعبَةِ ، فقالَتِ الیَهودُ والسُّفَهاءُ : ما وَلّاهُم عن قِبلَتِهِمُ التی کانوا علَیها ؟!(1)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وإن کانَتْ لَکبیرَةً إلّا علَی الّذینَ هَدَی اللَّهُ) - : أی إن کانَ التَّوجُّهُ إلَی بَیتِ المَقدِسِ فی ذلکَ الوَقتِ کبیرَةً إلّا علی مَن یَهدی اللَّهُ ، فَعَرَفَ أنَّ اللَّهَ یَتَعبَّدُ بخِلافِ ما یُریدُهُ المَرءُ لِیَبتَلیَ طاعَتَهُ فی مُخالَفَةِ هَواهُ (2) . (3)
بحثٌ علمیٌّ :
تشریع القبلة فی الإسلام ، واعتبار الاستقبال فی الصلاة - وهی عبادة عامَّة بین المسلمین - وکذا فی الذبائح ، وغیر ذلک ممّا یُبتلی به عموم الناس أحوَجَ الناسَ إلی البحث عن جهة القِبلة وتعیینها . وقد کان ذلک منهم فی أوَّل الأمر بالظنِّ والحِسبان ونوع من التخمین ، ثمّ استنهض الحاجة العمومیّة الریاضیِّین من علمائهم أن یقرِّبوه من التحقیق ، فاستفادوا من الجداول الموضوعة فی الزِّیجات لبیان عرض البلاد وطولها ، واستخرجوا انحراف مکّة عن نقطة الجنوب فی البلد ، أی انحراف الخطِّ الموصول بین البلد ومکّة عن الخطِّ الموصول بین البلد ونقطة الجنوب (خطّ نصف النهار) بحساب الجُیوب والمُثلّثات ، ثمّ عیَّنوا ذلک فی کلِّ بلدة من بلاد الإسلام بالدائرة الهندیَّة المعروفة المعیّنة لخطِّ نصف النهار ، ثمّ درجات الانحراف وخطّ القبلة .
ثمّ استعملوا لتسریع العمل وسهولته الآلة المغناطیسیّة المعروفة بالحکِّ ، فإنّها بعقربتها تعیِّن جهة الشمال والجنوب ، فتنوب عن الدائرة الهندیّة فی تعیین نقطة الجنوب ،
ص :190
وبالعلم بدرجة انحراف البلد یمکن للمستعمل أن یشخِّص جهة القبلة .
لکن هذا السعی منهم - شکر اللَّه تعالی سعیهم - لم یَخلُ من النقص والاشتباه من الجهتَین جمیعاً . أمّا من جهة الاُولی : فإنّ المتأخّرین من الریاضیّین عثروا علی أنّ المتقدّمین اشتبه علیهم الأمر فی تشخیص الطول ، واختلّ بذلک حساب الانحراف فتشخیص جهة الکعبة؛ وذلک أنّ طریقهم إلی تشخیص عرض البلاد - وهو ضبط ارتفاع القطب الشمالیّ - کان أقرب إلی التحقیق ، بخلاف الطریق إلی تشخیص الطول ، وهو ضبط المسافة بین النقطتین المشترکتین فی حادثة سماویّة مشترکة ، کالخسوف بمقدار سَیر الشمس حسّاً عندهم ، وهو التقدیر بالساعة ، فقد کان هذا بالوسائل القدیمة عسیراً وعلی غیر دقَّة ، لکنّ توفّر الوسائل وقرب الروابط الیوم سهّل الأمر کلّ التسهیل ، فلم تَزَل الحاجة قائمة علی ساق ، حتّی قام الشیخ الفاضل البارع الشهیر بالسَّردار الکابُلیّ - رحمة اللَّه علیه - فی هذه الأواخر بهذا الشّأن ، فاستخرج الانحراف القِبلیّ بالاُصول الحدیثة ، وعمل فیه رسالته المعروفة ب «تُحفة الأجلّة فی معرفة القبلة» . وهی رسالة ظریفة بیّن فیها طریق عمل استخراج القبلة بالبیان الریاضیّ ، ووضع فیها جداول لتعیین قبلة البلاد .
ومن ألطف ما وفِّق له فی سعیه - شکر اللَّه سعیه - ما أظهر به کرامة باهرة للنبیّ صلی اللَّه علیه وآله فی محرابه المحفوظ فی مسجد النبیّ بالمدینة .
وذلک أنّ المدینة علی ما حاسبه القدماء کانت ذات عرض 25 درجة وطول 75 درجة [و ]20 دقیقة ، وکانت لا توافقه قبلة محراب النبیّ صلی اللَّه علیه وآله فی مسجده ، ولذلک کان العلماء لا یزالون باحثین فی أمر قبلة المحراب ، وربّما ذکروا فی انحرافه وجوهاً لا تصدّقها حقیقة الأمر ، لکنّه رحمة اللَّه علیه أوضح أنّ المدینة علی عرض 24 درجة [و]
ص :191
57 دقیقة وطول 39 درجة [و ]59 دقیقة وانحراف صفر درجة 45 دقیقة تقریباً ، وانطبق علی ذلک قبلة المحراب أحسن الانطباق ، وبدت بذلک کرامة باهرة للنبیّ فی قبلته التی وَجّه وجهَه إلیها وهو فی الصلاة ، وذکر أنّ جبرئیل أخذ بیده وحوّل وجهه إلی الکعبة ، صدق اللَّه ورسوله .
ثمّ استخرج بعده المهندس الفاضل الزعیم عبدالرزاق البغائریّ رحمة اللَّه علیه قبلة أکثر بقاع الأرض ، ونشر فیها رسالة فی معرفة القبلة ، وهی جداول یذکر فیها ألف وخمسمائة بُقعة من بقاع الأرض ، وبذلک تمّت النعمة فی تشخیص القبلة .
وأمّا الجهة الثانیة - وهی الجهة المغناطیسیّة - : فإنّهم وجدوا أنّ القطبَین المغناطیسیَّین فی الکرة الأرضیة غیر منطبقَین علی القطبین الجغرافیّین منها ؛ فإنّ القطب المغناطیسیّ الشمالیّ مثلاً علی أنّه متغیّر بمرور الزمان بینه وبین القطب الجغرافیائیّ الشمالیّ ما یقرب من ألف میل ، وعلی هذا فالحکّ لا یشخّص القطب الجنوبیّ الجغرافیّ بعینه ، بل ربما بلغ التفاوت إلی ما لا یُتسامح فیه . وقد أنهض هذا المهندس الریاضیّ الفاضل الزعیم حسین علی رزم آرا فی هذه الأیام وهی سنة 1332 هجریّة شمسیّة علی حلّ هذه المعضلة ، واستخراج مقدار التفاوت بین القطبَین الجغرافیّ والمغناطیسیّ بحسب النقاط المختلفة ، وتشخیص انحراف القبلة من القطب المغناطیسیّ فیما یقرب من ألف بقعة من بقاع الأرض ، واختراع حکّ یتضمّن التقریب القریب من التحقیق فی تشخیص القبلة ، وها هو الیوم دائر معمول - شکر اللَّه سعیه - .(1)
بحث اجتماعیّ :
المتأمِّل فی شؤون الاجتماع الإنسانیّ والناظر فی الخواصّ والآثار - التی یتعقّبها هذا الأمر المسمّی بالاجتماع
ص :192
من جهة أنّه اجتماع - لا یشکّ فی أنّ هذا الاجتماع إنّما کوّنته ثمّ شعّبته وبَسَطته إلی شُعَبه وأطرافه الطبیعة الإنسانیة ، لِما استشعرت بإلهام من اللَّه سبحانه بجهات حاجتها فی البقاء والاستکمال إلی أفعال اجتماعیّة ، فتلتجئ إلی الاجتماع وتلزمها لتوفّق إلی أفعالها وحرکاتها وسکناتها فی مهد تربیة الاجتماع وبمعونته . ثمّ استشعرت وألهمت بعلوم (صور ذهنیّة) وإدراکات توقعها علی المادّة ، وعلی حوائجها فیها وعلی أفعالها ، وجهات أفعالها تکون هی الوصلة والرابطة بینها وبین أفعالها وحوائجها کاعتقاد الحُسن والقُبح ، وما یجب ، وما ینبغی، وسائر الاُصول الاجتماعیّة ، من الرئاسة والمرئوسیّة والملک والاختصاص، والمعاملات المشترکة والمختصّة ، وسائر القواعد والنوامیس العمومیّة والآداب والرسوم القومیّة التی لا تخلو عن التحوّل والاختلاف باختلاف الأقوام والمناطق والأعصار. فجمیع هذه المعانی والقواعد المستقرّة علیها من صُنع الطبیعة الإنسانیّة بإلهام من اللَّه سبحانه ، تلطّفت بها طبیعة الإنسان لتمثّل بها ما تعتقدها وتریدها من المعانی فی الخارج ، ثمّ تتحرّک إلیها بالعمل والفعل والترک والاستکمال .
والتوجّه العبادیّ إلی اللَّه سبحانه ، وهو المنزَّه عن شؤون المادّة ، والمقدَّس عن تعلّق الحسّ المادیّ إذا اُرید أن یتجاوز حدَّ القلب والضمیر، وتنزل علی موطن الأفعال - وهی لا تدور إلّا بین المادّیات - لم یکن فی ذلک بدّ ومَخلَص من أن یکون علی سبیل التمثیل بأن یلاحظ التوجّهات القلبیّة علی اختلاف خصوصیّاتها ، ثمّ تمثّل فی الفعل بما یناسبها من هیئات الأفعال وأشکالها ، کالسجدة یراد بها التذلّل ، والرکوع یراد به التعظیم ، والطواف یراد به تفدیة النفس ، والقیام یراد به التکبیر ، والوضوء والغسل یراد بهما الطهارة للحضور ، ونحو ذلک . ولا شکّ أنّ التوجّه إلی المعبود ، واستقباله من العبد فی عبودیّته روح عبادته ،
ص :193
التی لولاها لم یکن لها حیاة ولا کینونة ، وإلی تمثیله تحتاج العبادة فی کمالها وثباتها واستقرار تحقّقها .
وقد کانت الوثنیّون وعَبدَة الکواکب وسائر الأجسام من الإنسان وغیره یستقبلون معبوداتهم وآلهتهم ، ویتوجّهون إلیهم بالأبدان فی أمکنة متقاربة .
لکن دین الأنبیاء ونخصّ بالذکر من بینها دین الإسلام الذی یصدّقها جمیعاً وضعَ الکعبة قِبلةً ، وأمر باستقبالها فی الصلاة ، التی لا یُعذَر فیها مسلم ، أینما کان من أقطار الأرض وآفاقها ، ونهی عن استقبالها واستدبارها فی حالات ، ونَدَب إلی ذلک فی اُخری ، فاحتفظ علی قلب الإنسان بالتوجّه إلی بیت اللَّه ، وأن لا ینسی ربّه فی خلوته وجلوته ، وقیامه وقعوده ، ومنامه ویقظته ، ونُسکه وعبادته حتّی فی أخسّ حالاته وأردأها ، فهذا بالنظر إلی الفرد .
وأمّا بالنظر إلی الاجتماع فالأمر أعجب والأثر أجلی وأوقع ؛ فقد جَمعَ الناسَ علی اختلاف أزمنتهم وأمکنتهم علی التوجّه إلی نقطة واحدة ، یمثّل بذلک وحدتهم الفکریّة وارتباط جامعتهم ، والتئام قلوبهم . وهذا ألطف روح یمکن أن تنفذ فی جمیع شؤون الأفراد فی حیویّتها المادّیّة والمعنویّة ، تعطی من الاجتماع أرقاه ، ومن الوحدة أوفاها وأقواها ، خصّ اللَّه تعالی بها عباده المسلمین ، وحفظ به وحدة دینهم ، وشوکة جمعهم ، حتّی بعد أن تحزّبوا أحزاباً ، وافترقوا مذاهب وطرائق قِدداً ، لا یجتمع منهم اثنان علی رأی، نشکر اللَّه تعالی علی آلائه.(1)
بحث تاریخیّ :
من المتواتر المقطوع به أنّ الذی بنی الکعبة إبراهیم الخلیل علیه السلام، وکان القاطنون حولها یومئذ ابنه إسماعیل وجُرهُم (2)
ص :194
من قبائل الیمن ، وهی بناء مربّع تقریباً وزوایاها الأربع إلی الجهات الأربع تتکسّر علیها الریاح ولا تضرّها مهما اشتدّت .
ما زالت الکعبة علی بناء إبراهیم حتّی جدّدها العَمالِقة ثمّ بنو جُرهُم (أو بالعکس) کما مرّ فی الروایة عن أمیر المؤمنین علیه السلام .
ثمّ لمّا آل أمر الکعبة إلی قُصیّ بن کِلاب أحد أجداد النبیّ صلی اللَّه علیه وآله (القرن الثانی قبل الهجرة) هدمها وبناها فأحکم بناءها ، وسقّفها بخشب الدّوم وجذوع النخل ، وبنی إلی جانبها دار النَّدوَة ، وکان فی هذه الدار حکومته وشوراه مع أصحابه ، ثمّ قسّم جهات الکعبة بین طوائف قریش ، فبنَوا دُورهم علی المَطاف حول الکعبة ، وفتحوا علیه أبواب دورهم .
وقبل البعثة بخمس سنین هدم السیل الکعبة ، فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها ، وکان الذی یبنیها یاقوم الرومیّ ، ویساعده علیه نجّار مصریّ ، ولمّا انتهوا إلی وضع الحجر الأسوَد تنازعوا بینهم فی أنّ أیّها یختصّ بشرف وضعه ، فرأوا أن یحکّموا محمداً صلی اللَّه علیه وآله ، وسنّه إذ ذاک خمس وثلاثون سنة لِما عرفوا من وُفور عقله وسداد رأیه ، فطلبَ رداء ووضع علیه الحجر ، وأمر القبائل فأمسکوا بأطرافه ورفعوه حتّی إذا وصل إلی مکانه من البناء فی الرّکن الشرقیّ ، أخذه هو فوضعه بیده فی موضعه .
وکانت النفقة قد بهظتهم فقصروا بناءها علی ما هی علیه الآن ، وقد بقی بعض ساحته خارج البناء من طرف الحِجْر - حِجْر إسماعیل - لاستصغارهم البناء .
وکان البناء علی هذا الحال حتّی تسلّط عبداللَّه بن الزبیر علی الحجاز فی عهد یزید بن معاویة ، فحاربه الحُصَین قائد یزید بمکّة ، وأصاب الکعبة بالمنجنیق فانهدمت واُحرقت کِسوَتها وبعض أخشابها ، ثمّ انکشف عنها لموت یزید ، فرأی ابن الزبیر أن
ص :195
یهدم الکعبة ویعید بناءها ، فأتی لها بالجصّ النّقیّ مِن الیمن ، وبناها به ، وأدخل الحِجر فی البیت ، وألصق الباب بالأرض ، وجعل قبالته باباً آخر لیدخل الناس من باب ویخرجوا من آخر ، وجعل ارتفاع البیت سبعة وعشرین ذراعاً . ولمّا فرغ من بنائها ضمخها بالمسک والعبیر داخلاً وخارجاً ، وکساها بالدیباج ، وکان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هجریة .
ثمّ لمّا تولّی عبد الملک بن مروان الخلافة بعث الحجّاجَ بن یوسف قائده فحارب ابنَ الزبیر حتّی غلبه فقتله ، ودخل البیت فأخبر عبد الملک بما أحدثه ابن الزبیر فی الکعبة ، فأمره بإرجاعِها إلی شکلها الأوّل ، فهدم الحجّاج من جانبها الشمالیّ ستة أذرع وشبراً ، وبنی ذلک الجدارَ علی أساس قریش ، ورفع البابَ الشرقیّ وسدّ الغربیّ ثمّ کبس أرضها بالحجارة التی فضلت منها .
ولمّا تولّی السلطان سلیمان العثمانیّ المُلکَ سنة ستّین وتسعمائة غیّر سقفها .
ولمّا تولّی السلطان أحمد العثمانیّ سنة إحدی وعشرین بعد الألف أحدث فیها ترمیماً ، ولمّا حدث السیل العظیم سنة تسع وثلاثین بعد الألف هدم بعض حوائطها الشمالیّة والشرقیّة والغربیّة ، فأمر السلطان مراد الرابع من ملوک آل عثمان بترمیمها. ولم یَزَل علی ذلک حتَّی الیوم ، وهو سنة ألف وثلاثمائة وخمس وسبعین هجریّة قمریّة وسنة ألف وثلاثمائة وثمانیة وثلاثین هجریّة شمسیّة .
شکل الکعبة :
شکل الکعبة مربّع تقریباً ، وهی مبنیّة بالحجارة الزرقاء الصُّلبة ، ویبلغ ارتفاعها ستة عشر متراً ، وقد کانت فی زمن النبیّ صلی اللَّه علیه وآله أخفضَ منه بکثیر علی ما یستفاد من حدیث رفع النبیّ صلی اللَّه علیه وآله علیّاً علیه السلام علی عاتقه یوم الفتح لأخذ الأصنام التی کانت علَی الکعبة وکسرها.
ص :196
وطول الضلع الذی فیه المیزاب والذی قبالته عشرة أمتار وعشرة سانتیمترات ، وطول الضلع الذی فیه الباب والذی قبالته اثنا عشر متراً ، والباب علَی ارتفاع مترین من الأرض ، وفی الرکن الذی علی یسار الباب للداخل الحَجَر الأسوَد علَی ارتفاع متر ونصف من أرض المَطاف . والحَجَر الأسود حجر ثقیل بیضیّ الشکل غیر منتظم ، لونه أسود ضارب إلی الحمرة ، وفیه نقط حمراء ، وتعاریج صفراء ، وهی أثر لحام القطع التی کانت تکسّرت منه ، قطره نحو ثلاثین سانتیمتراً .
وتسمّی زوایا الکعبة من قدیم أیّامها بالأرکان ، فیسمّی الشمالیّ بالرکن العِراقیّ ، والغربیّ بالشامیّ ، والجَنوبیّ بالیمانیّ ، والشرقیّ الذی فیه الحَجر الأسوَد بالأسود ، وتسمّی المسافة التی بین الباب ورکن الحجر بالمُلتَزم ؛ لالتزام الطائف إیّاه فی دعائه واستغاثته . وأمّا المیزاب علی الحائط الشمالیّ ویسمّی میزاب الرحمة ، فممّا أحدثه الحجّاج بن یوسف ، ثُمّ غیّره السلطان سلیمان سنة 954 إلی میزاب من الفضّة ، ثمّ أبدله السلطان أحمد سنة 1021 بآخر من فضّة منقوشة بالمیناء الزرقاء یتخلّلها نقوش ذهبیّة ، ثمّ أرسل السلطان عبد المجید من آل عثمان سنة 1273 میزاباً من الذهب فنُصِب مکانه ، وهو الموجود الآن .
وقبالة المیزاب حائط قوسیّ یسمّی بالحطیم ، وهو قوس من البناء طرَفاه إلی زاویتَی البیت الشمالیّة والغربیّة ، ویبعدان عنهما مقدار مترَین وثلاثة سانتیمترات ، ویبلغ ارتفاعه متراً ، وسُمکه متراً ونصف متر ، وهو مبطّن بالرُّخام المنقوش . والمسافة بین منتصف هذا القوس من داخله إلی منتصف ضلع الکعبة ثمانیة أمتار وأربعة وأربعون سانتیمتراً .
والفضاء الواقع بین الحطیم وبین حائط البیت هو المسمّی بحِجْر إسماعیل ، وقد کان یدخل منه ثلاثة أمتار تقریباً فی الکعبة فی بناء
ص :197
إبراهیم ، والباقی کان زریبة لغنمِ هاجرَ وولدها ، ویقال : إنّ هاجر وإسماعیل مدفونان فی الحِجْر .
وأمّا تفصیل ما وقع فی داخل البیت من تغییر وترمیم وما للبیت من السُّنن والتشریفات فلا یهمّنا التعرّض له.
کسوة الکعبة :
قد تقدّم فی ما نقلناه من الروایات فی سورة البقرة فی قصّة هاجرَ وإسماعیلَ ونزولهما أرض مکّة أنّ هاجرَ عَلِق کساؤها علی باب الکعبة بعد تمام بنائها .
وأمّا کسوة البیت نفسه فیقال : إنّ أوّل من کساها تُبَّع أبو بکر أسعد ، کساها بالبُرود المطرّزة بأسلاک الفضّة ، وتَبِعه خلفاؤه . ثمّ أخذ الناس یکسونها بأردیة مختلفة فیضعونها بعضها علی بعض ، وکلّما بَلی منها ثوب وضع علیها آخر إلی زمن قُصَیّ . ووضع قُصیّ علی العرب رِفادة لکسوتها سنویّاً ، واستمرّ ذلک فی بنیه . وکان أبو ربیعة ابن المغیرة یکسوها سنةً وقبائل قریش سنةً.
وقد کساها النبیّ صلی اللَّه علیه وآله بالثیاب الیمانیّة ، وکان علی ذلک حتّی إذا حجّ الخلیفة العباسیّ المهدیّ شکا إلیه سدنةُ الکعبة من تراکم الأکسیة علی سطح الکعبة ، وذکروا أنّه یخشی سقوطه ، فأمر برفع تلک الأکسیة وإبدالها بکسوة واحدة کلّ سنة ، وجری العمل علی ذلک حتّی الیوم . وللکعبة کسوة من داخل . وأوّل من کساها مِن داخل اُمّ العبّاس بن عبد المطّلب ؛ لنذر نذرته فی ابنها العبّاس .
منزلة الکعبة :
کانت الکعبة مقدّسة معظّمة عند الاُمم المختلفة ، فکانت الهنود یعظّمونها ویقولون : إنّ روح «سیفا» - وهو الاُقنُوم الثالث عندهم - حلّت فی الحَجَر الأسوَد ، حین زار مع زوجته بلادَ الحجاز .
وکانت الصابئة من الفُرس والکلدانیّین یعدّونها أحد البیوت
ص :198
السبعة المعظّمة(1) ، وربّما قیل : إنّه بیت زُحَل ؛ لقدم عهده وطول بقائه .
وکانت الفرس یحترمون الکعبة أیضاً، زاعمین أنّ روح هُرمُز حلّت فیها ، وربّما حجّوا إلیها زائرین .
وکانت الیهود یعظّمونها ویعبدون اللَّه فیها علی دین إبراهیم ، وکان بها صُوَر وتماثیل ، منها تمثال إبراهیم وإسماعیل ، وبأیدیهما الأزلام ، ومنها صُورَتا العذراء والمسیح ، ویشهد ذلک علی تعظیم النصاری لأمرها أیضاً کالیهود .
وکانت العرب أیضاً تعظّمها کلّ التعظیم ، وتعدّها بیتاً للَّه تعالی ، وکانوا یحجّون إلیها من کلّ جهة ، وهم یعدّون البیت بناء لإبراهیم ، والحجّ من دینه الباقی بینهم بالتوارث .
ولایة الکعبة :
کانت الولایة علی الکعبة لإسماعیل ثمّ لولده من بعده ، حتّی تغلّبت علیهم جُرهُم فقبضوا بولایتها ، ثمّ ملکتها العمالیق ، وهم طائفة من بنی کرکر بعد حروب وقعت بینهم ، وقد کانوا ینزلون أسفل مکّة کما أنّ جُرهُم کانت تنزل أعلی مکّة ، وفیهم ملوکهم .
ثم کانت الدائرة لجُرهم علی العمالیق ، فعادت الولایة إلیهم ، فتولّوها نحواً من ثلاثمائة سنة ، وزادوا فی بناء البیت ورفعته علی ما کان فی بناء إبراهیم .
ثمّ لمّا نشأت ولد إسماعیل وکثروا وصاروا ذوی قوّة ومَنَعة وضاقت بهم الدار حاربوا جُرهُم فغلبوهم وأخرجوهم من مکّة . ومقدّم الإسماعیلیّین یومئذ عمرو بن لحیّ ، وهو کبیر خُزاعة ، فاستولی علی مکّة وتولّی أمر البیت ، وهو الذی وضع الأصنام علی الکعبة ودعا الناس إلی عبادتها . وأوّل صنم وضعه علیها هو
ص :199
«هُبَل» ، حمله معه من الشام إلی مکّة ووضعه علیها ، ثمّ أتبعه بغیره ، حتّی کثرت وشاعت عبادتها بین العرب ، وهُجِرَت الحنیفیة .
وفی ذلک یقول شحنة بن خلف الجُرهُمیّ یُخاطب عمرو بنَ لُحَیّ :
یا عَمرُو إنَّکَ قد أَحدَثتَ آلِهَةً***شَتّی بمکَّةَ حولَ البیتِ أَنصاباً
وکانَ للبیتِ رَبٌّ واحدٌ أَبَداً***فقد جَعَلتَ لَهُ فی الناسِ أرباباً
لَتَعْرِفَنَّ بأَنَّ اللَّهَ فی مَهَلٍ ***سَیَصْطَفِی دونَکُم لِلبَیتِ حُجّاباً
وکانت الولایة فی خُزاعة إلی زمن حلیل الخُزاعیّ ، فجعلها حلیل من بعده لابنته وکانت تحت قُصیّ بن کلاب ، وجعل فتح الباب وغلقها لرجل من خزاعة یسمّی أبا غبشان الخُزاعیّ ، فباعه أبو غبشان من قصیّ بن کلاب ببعیر وزقّ خمر ، وفی ذلک یُضرَب المثل السائر «أخسَرُ مِن صفقةِ أبی غبشان» .
فانتقلت الولایة إلی قریش ، وجدّد قصیّ بناء البیت کما قدّمناه . وکان الأمر علی ذلک حتّی فتح النبیّ صلی اللَّه علیه وآله مکّة ، ودخل الکعبة وأمر بالصُّوَر والتماثیل فمُحِیَت ، وأمر بالأصنام فهُدِمت وکُسِرت . وقد کان مقام إبراهیم - وهو الحجر الذی علیه أثر قدمَی إبراهیم - موضوعاً بمعجن فی جوار الکعبة ، ثمّ دفن فی محلّه الذی یعرف به الآن ، وهو قبّة قائمة علی أربعة أعمدة یقصدها الطائفون للصلاة .
وأخبار الکعبة وما یتعلّق بها من المعاهد الدینیّة کثیرة طویلة الذیل اقتصرنا منها علی ما تمَسّه حاجة الباحث المتدبّر فی آیات الحجّ والکعبة.
ومن خواصّ هذا البیت الذی بارک اللَّه فیه وجعله هُدیً أنّه لم یختلف فی شأنه أحد من طوائف الإسلام .(1)
ص :200
ص :202
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا قَبَّلَ أحَدُکُم ذاتَ مَحرَمٍ قد حاضَت - اُختَهُ ، أو عَمَّتَهُ ، أو خالَتَهُ - فَلْیُقَبِّلْ بینَ عَینَیها ورَأسَها ، ولْیَکُفَّ عن خَدِّها وعن فِیها .(1)
بحارالأنوار عن جابِر : لَقیتُ النَّبی صلی اللَّه علیه وآله فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَغَمَزَ یَدی و قالَ : غَمزُ الرجُلِ یَدَ أخیهِ قُبلَتُهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قُبلَةُ الوَلَدِ رَحمَةٌ ، وقُبلَةُ المرأةِ شَهوَةٌ، وقُبلَةُ الوالِدَینِ عِبادَةٌ، وقُبلَةُ الرجُلِ أخاهُ دِینٌ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام عن جابِرٍ الأنصاریِّ: نَهی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عن المُکاعَمَةِ، والمُکامَعَةِ.
فالمُکاعَمَةُ أن یَلثِمَ الرجُلُ الرجُلَ ، والمُکامَعَةُ أن یُضاجِعَهُ ولا یکونَ بینَهُما ثَوبٌ مِن غیرِ ضَرورَةٍ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لیسَ القُبلَةُ علَی الفَمِ إلّا للزَّوجةِ و الوَلَدِ الصَّغیرِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ لَکُم لَنُوراً تُعرَفُونَ بهِ فی الدنیا حتّی أنَّ أحدَکُم إذا لَقِیَ أخاهُ قَبَّلَهُ فی مَوضِعِ النُّورِ مِن جَبهَتِهِ .(6)
عنه علیه السلام - لَمّا تَناوَلَ علیُّ بنُ مَزیَدٍ صاحِبُ السّابِریِّ یَدَهُ فَقَبَّلَها - : أمَا إنّها لا تَصلَحُ إلّا لِنَبیٍّ أو وَصِیِّ نَبیٍّ .(7)
عنه علیه السلام : لا یُقَبَّلُ رَأسُ أحَدٍ ولا یَدُهُ إلّا یدَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أو مَن اُرِیدَ بهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .(8)
سنن أبی داوود عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ - وقد ذَکَرَ قِصَّةً ، إلی أن قالَ - : فَدَنَونا - یَعنی مِن النَّبیِّ صلی اللَّه علیه و آله - فَقَبَّلنا یَدَهُ .(9)
ص :203
ص :204
ص :206
الکتاب :
(مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنا عَلَی بَنِی إِسْرَائیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بِغَیْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَمَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیا النَّاسَ جَمِیعاً).(1)
(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً فَلَا یُسْرِف فِی القَتْلِ إِنَّهُ کانَ مَنصُوراً) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أعتَی الناسِ مَن قَتَلَ غیرَ قاتِلِهِ ، أو ضَرَبَ غیرَ ضارِبِهِ (4) . (5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أعتَی الناسِ علَی اللَّهِ تعالی مَن قَتَلَ غیرَ قاتِلِهِ، ومَن ضَرَبَ مَن لم یَضرِبهُ.(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَزالُ العَبدُ فی فُسحَةٍ مِن دِینِهِ ما لم یُصِبْ دَماً حَراماً .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَزالُ قَلبُ العَبدِ یَقبَلُ الرَّغبَةَ والرَّهبَةَ حتّی یَسفِکَ الدمَ الحَرامَ ، فإذا سَفَکَهُ نُکِسَ قَلبُهُ ، صارَ کأنَّهُ کِیرٌ مُحْمٍ أسوَدُ مِن الذَّنبِ ، لا یَعرِفُ مَعروفاً ولا یُنکِرُ مُنکَراً .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أوَّلُ ما یُقضی بینَ الناسِ یَومَ القِیامَةِ فی الدِّماءِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أوَّلُ ما یَحکُمُ اللَّهُ فیهِ یَومَ القِیامَةِ الدِّماءُ ، فَیُوقِفُ ابنَی آدَمَ فَیَفصِلُ بینَهُما ، ثُمّ الذینَ یَلونَهُما مِن أصحابِ الدِّماءِ حتّی لا یَبقی مِنهُم أحَدٌ ، ثُمّ الناسُ بعدَ ذلکَ حتّی یَأتِیَ المَقتولُ بقاتِلِهِ ، فَیَتَشَخَّبَ فی دَمِهِ وجهُهُ فیقولَ: هذا قَتَلَنی ، فیَقولُ : أنتَ قَتَلتَهُ ؟ فلا یَستَطیعُ أن یَکتُمَ اللَّهَ حَدیثاً .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَزَوالُ الدنیا جَمیعاً أهوَنُ علَی اللَّهِ مِن دَمٍ سُفِکَ بغیرِ حَقٍّ .(11)
ص :207
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَجی ءُ المقتولُ آخِذاً قاتِلَهُ وأوداجُهُ تَشخَبُ دَماً عندَ ذِی العِزَّةِ ، فیقولُ : یا رَبِّ ، سَلْ هذا فِیمَ قَتَلَنی ؟ فیَقولُ : فِیمَ قَتَلتَهُ ؟ قالَ : قَتَلتُهُ لِتَکونَ العِزَّةُ لفلانٍ ، قیلَ : هِی للَّهِ ِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَجی ءُ الرجلُ آخِذاً بِیَدِ الرَّجُلِ فیَقولُ : یا رَبِّ هذا قَتَلَنی ، فیقولُ اللَّهُ لَهُ : لِمَ قَتَلتَهُ ؟ فیقولُ : قَتَلتُهُ لِتَکونَ العِزّةُ لکَ ، فیقولُ : فإنّها لی . ویَجی ءُ الرجُلُ آخِذاً بیدِ الرجُلِ فیقولُ : أی رَبِّ إنَّ هذا قَتَلَنی ، فیقولُ اللَّهُ: لِمَ قَتَلتَهُ ؟ فیقولُ : لِتَکونَ العِزّةُ لفلانٍ ، فیقولُ : فإنّها لَیسَت لفلانٍ ، فَیَبُوءُ بِإثمِهِ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَغُرَّنَّکُم رَحبُ الذِّراعَینِ بالدَّمِ ، فإنَّ لَهُ عِندَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ قاتِلاً لا یَموتُ . قالوا : یارسولَ اللَّهِ ، وما قاتِلٌ لا یَموتُ ؟ فقالَ : النارُ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن نَفسٍ تُقتَلُ بَرَّةً ولا فاجِرَةً إلّا وهِی تُحشَرُ یَومَ القِیامَةِ مُتَعلِّقَةً بقاتِلِهِ بیَدهِ الیُمنی ورَأسُهُ بیَدِهِ الیُسری وأوداجُهُ تَشخَبُ دَماً ، یقولُ : یا رَبِّ سَلْ هذا فِیمَ قَتَلَنی ، فإن قالَ قَتَلَهُ فی طاعَةِ اللَّهِ اُثیبَ القاتِلُ الجَنّةَ واُذهِبَ بِالمَقتولِ إلَی النارِ ، وإن قالَ فی طاعَةِ فلانٍ ، قیلَ لَهُ : اُقتُلْهُ کما قَتَلَکَ ، ثُمّ یَفعَلُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ فیهِما بعدَ مَشیئَةٍ .(4)
الکافی عن حمرانَ : قلتُ لأبی جعفر علیه السلام : ما مَعنی قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (مِنْ أجْلِ ذلکَ کَتَبْنا عَلی بَنِی إسرائیلَ أنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أو فَسادٍ فی الأرضِ فکأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمیعاً) ؟ قالَ : قلتُ : وکیفَ فکأنَّما قَتَلَ الناسَ جَمیعاً ، فإنّما قَتَلَ واحِداً ؟ فقالَ : یُوضَعُ فی مَوضِعٍ مِن جَهَنَّمَ إلیه یَنتَهی شِدَّةُ عذابِ أهلِها ، لو قَتَلَ الناسَ جَمیعاً إنّما کانَ یَدخُلُ ذلکَ
ص :208
المَکانَ . قلتُ : فإنّهُ قَتَلَ آخَرَ ؟(1) قالَ : یُضاعَفُ علَیهِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی موسَی بنِ عِمرانَ : أن یا مُوسی قُلْ لِلمَلَاَ مِن بَنی إسرائیلَ : إیّاکُم وقَتلَ النفسِ الحَرامِ بغَیرِ حَقٍّ ؛ فإنَّ مَن قَتَلَ مِنکُم نَفساً فی الدنیا قَتَلتُهُ فی النارِ مِئةَ ألفِ قَتلَةٍ مِثلِ قَتلِهِ صاحِبَهُ .(3)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : حَرَّمَ اللَّهُ قَتلَ النفسِ لِعِلَّةِ فَسادِ الخَلقِ فی تَحلیلِهِ لو أحَلَّ ، وفَنائهِم وفَسادِ التَّدبیرِ .(4)
الکتاب :
(وَمَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَلَعَنَهُ وَأعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - مِن خُطبتِهِ فی حِجّةِ الوَداعِ - : إنّ دماءَکُم وأموالَکُم علَیکُم حَرامٌ کَحُرمَةِ یومِکُم هذا فی شَهرِکُم هذا فی بَلَدِکُم هذا إلی یَومِ تَلقَونَهُ فَیَسألُکُم عن أعمالِکُم .(6)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی قَتیلٍ وُجِدَ لا یُدری مَن قَتَلَهُ - : یُقتَلُ رجُلٌ مِن المُسلمینَ لا یُدری مَن قَتَلَهُ ؟ ! والذی نفسی بِیَدِهِ ،
ص :209
لو أنَّ أهلَ السماواتِ والأرضِ اجتَمَعوا علی قَتلِ مؤمنٍ أو رَضُوا بهِ لَأدخَلَهُمُ اللَّهُ فی النارِ ، والذی نفسِی بیَدِهِ ، لا یَجلِدُ أحَدٌ أحَداً ظُلماً إلّا جُلِدَ غَداً فی نارِ جَهنَّمَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - أیضاً - : یا أیُّها الناسُ ، أیُقتَلُ قَتیلٌ وأنا بَینَ أظهُرِکُم لا یُعلَمُ مَن قَتَلَهُ ؟! لو أنّ أهلَ السماءِ والأرضِ اجتَمَعُوا علی قَتلِ رجُلٍ مُسلمٍ لَعَذَّبَهُم اللَّهُ بلا عَددٍ ولا حِسابٍ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أعانَ علی قَتلِ مؤمنٍ بشَطرِ کَلِمَةٍ لَقِیَ اللَّهَ یَومَ القِیامَةِ مَکتوبٌ بینَ عَینَیهِ : آیِسٌ مِن رَحمَةِ اللَّهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الرجُلَ لَیُدفَعُ عن بابِ الجَنّةِ أن یَنظُرَ إلَیها ، بمِحجَمةٍ مِن دَمٍ یُریقُهُ مِن مُسلمٍ بغَیرِ حَقٍّ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَزَوالُ الدنیا أهوَنُ عِندَ اللَّهِ مِن قَتلِ رجُلٍ مُسلمٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قَتلُ المؤمنِ أعظَمُ عندَ اللَّهِ مِن زَوالِ الدنیا .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن قَتَلَ مُؤمناً مُتَعمِّداً أثبَتَ اللَّهُ تعالی علَیهِ جَمیعَ الذُّنوبِ ، وبَرِئَ المَقتولُ مِنها ، وذلکَ قولُ اللَّهِ تعالی : (أُرِیدُ أن تَبُوأَ بِإثْمِی وإثْمِکَ فتَکونَ مِن أصْحابِ النّارِ)(7) . (8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یُوَفَّقُ قاتِلُ المؤمنِ مُتَعمِّداً للتَّوبَةِ .(9)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ : المؤمنُ یَقتُلُ المؤمنَ مُتَعمِّداً هَل لَهُ تَوبَةٌ ؟ - : إن کانَ قَتَلَهُ لِإیمانِهِ فلا تَوبةَ لَهُ ، وإن کانَ قَتَلَهُ لِغَضَبٍ أو لِسَبَبِ شی ءٍ مِن أمرِ الدنیا فإنَّ توبَتَهُ أن یُقادَ مِنهُ .(10)
الکتاب :
(مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً) .(11)
ص :210
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَحِلُّ دمُ امرِئٍ مسلمٍ یَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وأنّی رسولُ اللَّهِ إلّا بِإحدَی ثلاثٍ : رجُلٌ زَنی بعدَ إحصانٍ فإنّهُ یُرجَمُ ، ورجُلٌ خَرَجَ مُحارِباً للَّهِ ِ ورسولِهِ فإنّهُ یُقتَلُ ، أو یُصلَبُ ، أو یُنفی مِن الأرضِ ، أو یَقتُلُ نَفساً فیُقتَلُ بها .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : والذی لا إلَهَ غَیرُهُ لا یَحِلُّ دمُ أحَدٍ یَشهَدُ أن لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنّی رسولُ اللَّهِ إلّا بِإحدی ثلاثٍ : التارِکُ للإسلامِ المُفارِقُ للجَماعَةِ ، والثَّیِّبُ الزانی ، والنفسُ بالنفسِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لا یَحِلُّ دمٌ إلّا فی ثلاثٍ : النفسِ بالنفسِ ، والثیِّبِ الزانی ، والمُرتَدِّ عنِ الإیمانِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ارتَدَّ عن دِینِهِ فاقتُلُوهُ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا التَقَی المُسلِمانِ حَمَلَ أحَدُهُما علی أخیهِ السِّلاحَ فَهُما علی جُرُفِ جَهنَّمَ ، فإذا قَتَلَ أحَدُهُما صاحِبَهُ دَخَلاها جَمیعاً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن مُسلِمَینِ التَقَیا بأسیافِهِما إلّا کانَ القاتِلُ والمَقتولُ فی النارِ .(7)
وسائل الشیعة عن زید بن علیّ عن آبائه علیهم السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إذا التَقَی المُسلِمانِ بسَیفِهِما علی غَیرِ سُنَّةٍ فالقاتِلُ والمَقتولُ فی النارِ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، هذا القاتِلُ فما بالُ المَقتولِ ؟ ! قالَ : لأنَّه أرادَ قَتلاً .(8)
الکتاب :
(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا لَا تَأْکُلُوا أَمْوَالَکُم بَیْنَکُم بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَکُونَ تِجارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنکُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ إِنَّ اللَّهَ کانَ بِکُمْ رَحِیماً) .(9)
ص :211
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الذی یَخنُقُ نفسَهُ یَخنُقُها فی النارِ ، والذی یَطعَنُها فی النارِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَتَلَ نفسَهُ بشی ءٍ فی الدنیا عُذِّبَ بهِ یَومَ القِیامَةِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کانَ فیمَن قبلَکُم رجُلٌ بهِ جُرحٌ فَجَزِعَ فَأخَذَ سِکِّیناً فَحَزَّ بها یَدَهُ فما رَقَأ الدمُ حتّی ماتَ ، فقالَ اللَّهُ : بادَرَنی عَبدی بنفسِهِ ؟! ... قد حَرَّمتُ علَیهِ الجَنَّةَ .(3)
الخرائج والجرائح عن أبی سعیدٍ الخُدریِّ : کُنّا نَخرُجُ فی الغَزَواتِ مُتَرافِقینَ تِسعَةً وعَشرَةً ، فَنُقَسِّمُ العَمَلَ ، فیَقعُدُ بَعضُنا فی الرَّحلِ، وبَعضُنا یَعمَلُ لأصحابِهِ یَصنَعُ طَعامَهُم ویَسقِی رِکابَهُم ، وطائفةٌ تَذهَبُ إلَی النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله ، فاتَّفَقَ فی رِفقَتِنا رَجُلٌ یَعمَلُ عَمَلَ ثلاثَةِ نَفَرٍ : یَحتَطِبُ ، ویَستَقی ، ویَصنَعُ طَعامَنا . فَذُکِرَ ذلکَ للنبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ : ذلکَ رَجُلٌ مِن أهلِ النارِ ، فَلَقِینا العَدُوَّ فَقاتَلناهُم فَجُرِحَ فَأخَذَ الرجُلُ سَهماً فَقَتَلَ بهِ نفسَهُ ، فقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله: أشهَدُ أنّی رسولُ اللَّهِ وعَبدُهُ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ المؤمنَ یُبتَلی بکُلِّ بَلیَّةٍ ویَموتُ بکُلِّ مِیتَةٍ إلّا أنّهُ لا یَقتُلُ نفسَهُ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن قَتَلَ نفسَه مُتَعمِّداً فهُو فی نارِ جَهنَّمَ خالِداً فیها .(6)
کتاب من لا یحضره الفقیه عن إسحاقَ ابنِ عمّار : قلتُ لأبی الحَسنِ علیه السلام : اَلمرأةُ تخافُ الحَبَلَ فتَشربُ الدّواءَ فتُلقی ما فی بَطنِها؟ فقالَ : لا ، فقلتُ : إنّما هُو نُطفَةٌ ، قال : إنّ أوَّلَ ما یُخلَقُ نُطفَةٌ .(8)
ص :212
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - یَومَ فَتحِ مکّةَ - : لا یُقتَلُ قُرَشیٌّ صَبراً بعدَ هذا الیَومِ إلی یَومِ القِیامَةِ .(1)
عوالی اللآلی : إنّ أبا غرّة الجُمَحیَّ وَقَعَ فی الأسرِ یَومَ بَدرٍ فقالَ : یا محمّدُ ، إنّی ذو عَیلَةٍ فَامنُنْ عَلَیَّ ، فَمَنَّ علَیهِ أن لا یَعودَ إلَی القِتالِ ، فَمَرَّ إلی مَکّةَ فقالَ : سَخِرتُ بمحمّدٍ فَأطلَقَنی ! وعادَ إلَی القِتالِ یَومَ اُحُدٍ، فَدعا علَیهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن لا یُفلِتَ ، فَوَقَعَ فی الأسرِ ، فقالَ : إنّی ذُو عَیلَةٍ فامنُنْ عَلَیَّ ! فقالَ علیه السلام : حتّی تَرجِعَ إلی مکَّةَ فتقولَ فی نادی قریشٍ: سَخِرتُ بمحمّدٍ؟! لایُلسَعُ المؤمنُ من جُحرٍ مَرَّتَینِ . وقَتَلَهُ بیَدِهِ .(2)
وقعة صفّین : کانَ علیٌّ علیه السلام إذا أخَذَ أسیراً مِن أهلِ الشامِ خَلّی سبیلَهُ ، إلّا أن یکونَ قد قَتَلَ أحداً مِن أصحابِهِ فَیَقتُلَهُ بهِ ، فإذا خَلّی سَبیلَهُ فإن عادَ الثانیَةَ قَتَلَهُ ولَم یُخَلِّ سَبیلَهُ .(3)
کنز العمّال عن یزید بن بلال : شهدتُ مع علی صفین فکان إذا اُتِیَ بالأسیرِ قالَ - : لَن أقتُلَکَ صَبراً ، إنّی أخافُ اللَّهَ رَبَّ العالَمینَ . وکانَ یَأخُذُ سِلاحَهُ ویُحَلِّفُهُ لا یقاتِلُهُ ویُعطیهِ أربَعةَ دَراهِمَ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لم یَقتُلْ رسولُ اللَّهِ صَبراً قَطُّ غیرَ رَجُلٍ واحِدٍ : عُقبةَ بنِ أبی مُعَیطٍ ، وطَعَنَ اُبَیَّ بنَ أبِی خَلَفٍ فماتَ بعدَ ذلکَ .(5)
ص :213
ص :214
ص :216
الکتاب :
(إِنَّا کُلَّ شَی ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) .(1)
(وَاللَّهُ خَلَقَکُم مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَکُمْ أَزْوَاجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَی وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما یُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ وَلا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِی کِتابٍ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : وکُلُّ شی ءٍ بِقَدَرٍ حتَّی العَجزُ والکَیسُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : القَدَرُ نِظامُ التَّوحیدِ ، فَمَن وَحَّدَ اللَّهَ وآمَنَ بالقَدَرِ فَقدِ استَمسَکَ بالعُروَةِ الوُثقی .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لو دَعا لک إسرافیلُ وجِبریلُ ومیکائیلُ وحَمَلةُ العَرشِ وأنا فیهِم ما تَزَوَّجتَ إلّا المرأةَ التی کُتِبَت لکَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الإیمانُ بالقَدَرِ یُذهِبُ الهَمَّ والحُزنَ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذَمِّ العاصینَ مِن أصحابِهِ - : أحمَدُ اللَّهَ علی ما قَضی مِن أمرٍ، وقَدَّرَ مِن فِعلٍ ، وعلَی ابتِلائی بِکُم.(7)
عنه علیه السلام - فی تَمجیدِ اللَّهِ وتَعظیمِهِ - : المُقَدِّرُ لِجَمیعِ الاُمورِ بلا رَوِیَّةٍ ولا ضَمیرٍ .(8)
عنه علیه السلام - فی تَحمیدِ اللَّهِ سبحانَهُ - : أحمَدُهُ إلی نفسِهِ کما استَحمَدَ إلی خَلقِهِ ، وجَعَلَ لکُلِّ شی ءٍ قَدراً ، ولِکُلِّ قَدرٍ أجَلاً ، ولکُلِّ أجَلٍ کتاباً .(9)
عنه علیه السلام - فی صفتِهِ تعالی - : لم یَؤدْهُ خَلقُ ما ابتَدَأ ، ولا تَدبیرُ ما ذَرَأ ، ولا وَقَفَ بهِ عَجزٌ عَمّا خَلَقَ ، ولا ولَجَت علَیهِ شُبهَةٌ فیما قَضی وقَدَّرَ ، بَل قَضاءٌ مُتقَنٌ ، وعِلمٌ مُحکَمٌ ، وأمرٌ مُبرَمٌ .(10)
عنه علیه السلام : المَقادیرُ لا تُدفَعُ بالقُوَّةِ والمُغالَبَةِ .(11)
عنه علیه السلام : القَدَرُ سِرٌّ مِن سِرِّ اللَّهِ ، وسِترٌ مِن سِترِ اللَّهِ وحِرزٌ مِن حِرزِ اللَّهِ مَرفوعٌ فی حِجابِ اللَّهِ ، مَطوِیٌّ عَن خَلقِ اللَّهِ .(12)
ص :217
عنه علیه السلام : بِتَقدیرِ أقسامِ اللَّهِ للعِبادِ قامَ وَزنُ العالَمِ وتَمَّت هذهِ الدنیا لأهلِها .(1)
عنه علیه السلام : کُلَّما ازدادَ عَقلُ الرجُلِ قَوِیَ إیمانُهُ بالقَدَرِ واستَخَفَّ بالغِیَرِ .(2)
عنه علیه السلام : لن یُبطِئَ عنکَ ما قد قُدِّرَ لکَ .(3)
عنه علیه السلام : مَن أیقَنَ بالقَدَرِ لم یَکتَرِثْ بما نابَهُ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ شیئاً قَدَّرَهُ ، فإذا قَدَّرَهُ قَضاهُ ، فإذا قَضاهُ أمضاهُ .(5)
الإمامُ الهادیّ علیه السلام : المَقادیرُ تُریکَ ما لَم یَخطُرْ بِبالِکَ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَکَلَّمَ فی شی ءٍ مِن القَدَرِ سُئلَ عَنهُ یَومَ القِیامَةِ ، ومَن لم یَتَکَلَّمْ فیهِ لم یُسألْ عَنهُ .(7)
کنز العمّال : جاءَ رجلٌ إلی علیّ علیه السلام فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أخبرنی عن القَدَرِ، قالَ: طَریقٌ مُظلِمٌ لا تَسلُکْهُ . قالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أخبِرْنی عنِ القَدَرِ . قالَ : بَحرٌ عَمیقٌ لا تَلِجْهُ . قالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أخبِرْنی عنِ القَدَرِ . قالَ : سِرُّ اللَّهِ قد خَفِیَ علَیکَ فلا تُفْشِهِ .(8)
کنز العمّال عن الحارث عن علیّ بن أبی طالب علیه السلام : أنّه خطبَ الناس یوماً ، فقامَ إلَیه رجلٌ ، فقالَ : یا أمیرَ المؤمنین، أخبِرنا عَنِ القَدر ، قال : بَحرٌ عَمیقٌ فلا تَلِجْهُ . قالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أخبِرنا عنِ القَدَرِ . قالَ : سِرُّ اللَّهِ فلا تَتَکَلَّفْهُ . قالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أخبِرْنا عنِ القَدَرِ . قالَ : أما إذ أبَیتَ فإنّهُ أمرٌ بَینَ أمرَینِ لا جَبرَ ولا تَفویضَ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یَغلِبُ المِقدارُ علَی التَّقدیرِ ، حتّی تکونَ الآفَةُ فی التَّدبیرِ .(10)
ص :218
عنه علیه السلام : تَذِلُّ الاُمورُ للمَقدورِ حتّی تَصیرَ الآفةُ فی التَّدبیرِ .(1)
عنه علیه السلام : تَذِلُّ الاُمورُ للمَقادیرِ حتّی یکونَ الحَتفُ فی التَّدبیرِ .(2)
عنه علیه السلام : الاُمورُ بالتَّقدیرِ لا بالتَّدبیرِ .(3)
عنه علیه السلام : إذا حَلَّتِ المَقادیرُ بَطَلَتِ التَّدابیرُ .(4)
عنه علیه السلام : إذا نَزَلَ القَدَرُ بَطَلَ الحَذَرُ .(5)
عنه علیه السلام : إذا کانَ القَدَرُ لا یُرَدُّ فالاحتِراسُ باطِلٌ .(6)
عنه علیه السلام : القَدَرُ یَغلِبُ الحَذَرَ .(7)
بیان:
الأمور المقدّرة للإنسان علی نوعین: فمنها حتمیّة، ومنها غیر حتمیّة بل قابلة للتغییر، وکما یظهر من هذه الروایات أنّ التدبیر لا أثر له فی الأمور المحتومة، بل قد یکون التدبیر المتخّذ لتغییر الأمر المقدّر سبباً ومقدّمةً لتحقّقه .
وأما الاُمور غیر المحتومة فإنَّ التدبیر فیها نوع من التقدیر الإلهی کما تقرأ فی الروایات أنَّ استعمال الدواء نوع من التقدیر .
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ رجُلٌ : أبِقَدَرٍ یُصیبُ الناسَ ما أصابَهُم أم بِعَمَلٍ ؟ - : إنّ القَدَر والعَمَلَ بمَنزِلَةِ الرُّوحِ والجَسَدِ ، فالرُّوحُ بغیرِ جَسَدٍ لا تُحِسُّ ، والجَسَدُ بغیرِ رُوحٍ صُورَةٌ لا حَراکَ بها ، فإذا اجتَمَعا قَوِیا وصَلُحا ، کذلکَ العَمَلُ والقَدَرُ ، فلو لم یَکُنِ القَدَرُ واقِعاً علَی العَمَلِ لم یُعرَفِ الخالِقُ مِن المَخلوقِ وکانَ القَدَرُ شیئاً لا یُحَسُّ ، ولو لم یَکُنِ العَمَلُ بِمُوافَقَةٍ مِن القَدَرِ لم یَمضِ ولم یَتِمَّ ، ولکنَّهُما باجتِماعِهِما قَوِیا ، وللَّهِ ِ فیهِ العَونُ لعِبادِهِ الصالِحینَ .(9)
ص :219
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الدَّواءُ مِن القَدَرِ ، وهُو یَنفَعُ مَن یَشاءُ بما شاءَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لَمّا سُئلَ : أرأیتَ دَواءً نَتَداوی بهِ ، وَرُقیً نَستَرقِی بِها ، وأشیاءَ نَفعَلُها ، هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللَّهِ ؟ - : بل هِی مِن قَدَرِ اللَّهِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - وقد سُئلَ : رُقیً یُستَشفی بِها ، هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللَّهِ ؟ - : إنّها مِن قَدَرِ اللَّهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ رجُلٌ بعدَ انصِرافِهِ مِن صِفِّینَ عنِ القَضاءِ والقَدَرِ فی هذهِ الحَربِ - : ما عَلَوتُم تَلعَةً ولا هَبَطتُم وادِیاً إلّا وللَّهِ ِ فیهِ قَضاءٌ وقَدَرٌ .(4)
عنه علیه السلام : الأمرُ بالطَّاعَةِ ، والنَّهیُ عنِ المَعصیَةِ ، والتَّمکینُ مِن فِعلِ الحَسَنَةِ وتَرکِ المَعصیَةِ ، والمَعونَةُ علَی القُربَةِ إلَیهِ ، والخِذلانُ لِمن عَصاهُ، والوَعدُ والوَعیدُ، والتَّرغیبُ والتَّرهیبُ، کُلُّ ذلکَ قَضاءُ اللَّهِ فی أفعالِنا وقَدَرُهُ لأعمالِنا .(5)
کنز العمّال عن عکرمة : لمّا قَدِمَ علیٌّ علیه السلام من صِفّینَ قامَ إلیهِ شیخٌ مِن أصحابِهِ ، فقالَ : یا أمیرَ المؤمنین أخبرنا عن مَسیرنا إلَی الشامِ بقَضاءٍ وقَدَرٍ ؟ فقالَ: والذی خَلَقَ (6) الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمَةَ، ما قَطَعنا وادِیاً ولا عَلَونا تَلعَةً إلّا بقَضاءٍ وقَدَرٍ ، فقالَ الشیخُ : عندَ اللَّهِ أحتَسِبُ عَنائی ، فقالَ علیٌّ : بَل عَظَّمَ اللَّهُ أجرَکُم فی مَسیرِکُم وأنتُم مُصعِدُونَ وفی مُنحَدَرِکُم وأنتُم مُنحَدِرُونَ ، وما کُنتُم فی شی ءٍ مِن اُمورِکُم مُکرَهینَ ولا إلَیها مُضطَرِّینَ ، فقالَ الشیخُ : کیفَ یا أمیرَ المؤمنینَ والقَضاءُ والقَدَرُ ساقَنا إلَیها ؟ فقالَ : ویحَکَ ! لعلَّکَ ظَنَنتَه قَضاءً لازِماً وقَدَراً حاتِماً ، لو کانَ ذلکَ لَسَقَطَ الوَعدُ والوَعیدُ وبَطَلَ الثَّوابُ والعِقابُ ، ولا أتَت لائمَةٌ مِن اللَّهِ لِمُذنِبٍ ولا مَحمَدَةٌ مِن اللَّهِ لمُحسِنٍ ، ولا کانَ المُحسِنُ أولی بثَوابِ الإحسانِ مِن المُذنِبِ ، ذلکَ مَقالُ أحزابِ (7)عَبَدَةِ الأوثانِ ... ومَجُوسِها ،
ص :220
ولکنَّ اللَّهَ أمَرَ بالخَیرِ تَخییراً ونَهی عَنِ الشَّرِّ تَحذیراً ، ولم یُعصَ مَغلوباً ولم یُطَعْ مُکرَهاً ، ولا یُمَلِّکُ تَفویضاً ، ولا خَلَقَ السماواتِ والأرضَ وما أری فیهِما مِن عجائبِ آیاتِهِما باطِلاً (ذلکَ ظَنُّ الذینَ کَفَروا فَوَیْلٌ للّذینَ کَفَروا مِنَ النّارِ)(1) . فقالَ الشیخُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، فما کانَ القَضاءُ والقَدَرُ الذی کانَ فیهِ مَسیرُنا ومُنصَرَفُنا ؟ قالَ : ذلک أمرُ اللَّهِ وحِکمَتُهُ ، ثُمّ قَرَأ علیٌّ : (وقَضی رَبُّکَ ألّا تَعْبُدوا إلّا إیّاهُ)(2).(3)
بحار الأنوار : إنَّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام عَدَلَ مِن عندِ حائطٍ مائلٍ إلی حائطٍ آخَرَ ، فقیلَ لَهُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، تَفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ ؟!
قالَ : أفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ إلی قَدَرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ أمیرَ المؤمنینَ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ جَلَسَ إلی حائطٍ مائلٍ یَقضی بینَ الناسِ ، فقالَ بَعضُهُم : لا تَقعُدْ تَحتَ هذا الحائطِ فإنّهُ مُعوِرٌ ، فقالَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام : حَرَسَ امرَأً أجَلُهُ ، فلَمّا قامَ سَقَطَ الحائطُ ، وکانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام مِمّا یَفعَلُ هذا وأشباهَهُ، وهذا الیَقینُ (5) .(6)
عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ عنِ الرُّقی : هَل تَدفَعُ مِن القَدَرِ شیئاً ؟ - : هِی مِن القَدَرِ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القَدَریَّةُ مَجوسُ هذِهِ الاُمّةِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لُعِنَتِ القَدَریةُ علی لِسانِ سَبعینَ نَبیّاً .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تُجالِسوا أهلَ القَدَرِ ولا تُفاتِحُوهُم .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : صِنفانِ مِن اُمَّتی لیسَ لَهُم مِن الإسلامِ نَصیبٌ : المُرجِئةُ والقَدَریَّةُ .(11)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما اللیلُ باللیلِ ولا النهارُ بالنهارِ أشبَهَ مِن المُرجِئةِ بالیَهودیّةِ ،
ص :221
ولا مِن القَدَریةِ بالنَّصرانیّةِ (1) . (2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القَدَریَّةُ الذینَ یقولونَ : الخَیرُ والشَّرُّ بأیدِینا ، لیسَ لَهُم فی شَفاعَتی نَصیبٌ ، ولا أنا مِنهُم ، ولا هُم مِنّی .(3)
کنز العمّال عن ابن عباس : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : صِنفانِ مِن اُمَّتی لا سَهمَ لَهُم فی الإسلامِ : المُرجِئةُ والقَدَریّةُ . قیلَ : وما المُرجِئةُ ؟ قالَ : الذینَ یَقولونَ : الإیمانُ قولٌ بلا عَمَلٍ (قولٌ ولا عَمَلٌ) قیلَ : فما القَدَریّةُ ؟ قالَ : الذینَ یقولونَ : لَم یُقَدَّرِ الشَّرُّ .(4)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَساکینٌ القَدَریَّةُ ، أرادُوا أن یَصِفُوا اللَّهَ عَزَّوجلَّ بعَدلِهِ فَأخرَجُوهُ مِن قُدرَتِهِ وسُلطانِهِ !(5)
الکتاب :
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاکَ مَا لَیْلَةُ القَدْرِ * لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَةُ وَالرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِم مِنْ کُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِیَ حَتَّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .(7)
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَکَةٍ إِنَّا کُنَّا مُنْذِرِینَ) .(8)
الحدیث :
ثواب الأعمال عن محمّد بن مسلمٍ عن حمرانَ : أنّه سَألَ أبا جعفرٍ علیه السلام عن قولِ اللَّهِ عزَّوجَلَّ: (إنّا أنْزَلْناهُ فی لَیلَةٍ مُبارَکَةٍ) ، قالَ : نَعَم ، هی لَیلةُ القَدرِ ، وهِی مِن کلِّ سَنَةٍ فی شَهرِ رَمَضانَ فی العَشرِ الأواخِرِ ، فلَم یُنزَلِ القرآنُ إلّا فی لَیلةِ القَدرِ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (فیها یُفْرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ)(9) قالَ : یُقَدَّرُ فی لَیلةِ القَدرِ کُلُّ شَی ءٍ یکونُ فی تلکَ السَّنةِ إلی مِثلِها مِن قابِلٍ مِن خَیرٍ أو شَرٍّ أو طاعَةٍ أو مَعصیَةٍ أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ ، فما قُدِّرَ فی تِلکَ اللَّیلةِ
ص :222
وقُضیَ فهُو مِن المَحتومِ وللَّهِ ِ فیهِ المَشیئةُ. قالَ : قلتُ له : (لَیلَةُ القَدْرِ خَیرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ) أیُّ شی ءٍ عَنی بِها ؟ قالَ : العَمَلَ الصالِحَ فیها مِن الصلاةِ والزکاةِ وأنواعِ الخَیرِ ، خَیرٌ مِن العَملِ فی ألفِ شَهرٍ لیسَ فیها لَیلةُ القَدرِ ، ولولا ما یُضاعِفُ اللَّهُ لِلمؤمنینَ ما بَلَغوا ولکنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یُضاعِفُ لَهُمُ الحَسَناتِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إذا دَخَلَ العَشرُ الأواخِرُ شَدَّ المِئزَرَ واجتَنَبَ النِّساءَ وأحیا اللیلَ وتَفَرَّغَ للعِبادَةِ .(2)
ص :223
ص :224
ص :225
ص :226
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القُدرَةُ تُنسی الحَفیظةَ .(1)
عنه علیه السلام : القُدرَةُ یُزیلُها العُدوانُ .(2)
عنه علیه السلام : القُدرَةُ تُظهِرُ مَحمودَ الخِصالِ ومَذمومَها .(3)
عنه علیه السلام : التَّسَلُّطُ علَی الضَّعیفِ والمَملوکِ مِن لُزومِ القُدرَةِ .(4)
عنه علیه السلام : آفةُ القُدرَةِ مَنعُ الإحسانِ .(5)
عنه علیه السلام : إذا قَلَّتِ المَقدُرَةُ کَثُرَ التَّعلُّلُ بالمَعاذِیرِ .(6)
عنه علیه السلام : إذا کَثُرَتِ المَقدُرَةُ قَلَّتِ الشَّهوَةُ.(7)
عنه علیه السلام : إذا قَدَرتَ علی عَدُوِّکَ فاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُکراً للقُدرَةِ علَیهِ .(8)
عنه علیه السلام : تَجاوَزْ عِندَ المَقدِرَةِ ، وَاحلُمْ عِندَ الغَضَبِ .(9)
ص :227
ص :228
ص :230
الکتاب :
(إِنَّ الَّذِینَ جَاؤُوا بِالْإِفْکِ عُصْبَةٌ مِنکُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَکُمْ بَلْ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ ما اکْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِی تَوَلَّی کِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِیمٌ) .(1)
(وَالَّذِینَ یَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ یَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِینَ جَلْدَةً ولَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قَذفُ مُحصَنَةٍ یُحبِطُ عِبادَةَ مِئةِ سَنةٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا قال الرجُلُ للرجُلِ : یا یَهودیُّ ! فَاضرِبُوهُ عِشرینَ ، وإذا قالَ : یا مُخَنَّثُ ! فاضرِبوهُ عِشرینَ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن الکبائرِ : الشِّرکُ باللَّهِ تعالی ... ورَمیُ المُحصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ .(5)
عنه علیه السلام : إذا سُئلَتِ الفاجِرَةُ : مَن فَجَرَ بِکِ ؟ فقالَت : فلانٌ ، فإنَّ علَیها حَدَّینِ : حَدّاً لِفُجُورِها ، وحَدّاً لِفِریَتِها علَی الرجُلِ المُسلمِ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قَضی أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام فی الهِجاءِ التَّعزیرَ .(7)
کتاب من لا یحضره الفقیه عن محمّدِ ابنِ مسلمٍ عن الإمامِ الباقرِ علیه السلام - فی الذی یَقذِفُ امرأتَهُ ، قال - : یُجلَدُ ، قلتُ : أرأیتَ إن عَفَتْ عَنهُ ؟ قالَ : لا ولا کَرامَةَ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: قضی أمیرُالمؤمنینَ علیه السلام فی رجُلٍ دَعا آخَرَ: ابنَ المَجنونِ! فقالَ لَهُ الآخَرُ: أنتَ ابنُ المَجنونِ ، فَأمَرَ الأوَّلَ أن یَجلِدَ صاحِبَهُ عِشرینَ جَلدَةً ، وقالَ لَهُ : اعلَمْ أنَّهُ مُستَحِقٌّ مِثلَها عِشرینَ ، فلمّا جَلَدَهُ أعطَی المَجلودَ السَّوطَ فَجَلَدَهُ نَکالاً یَنکُلُ بِهِما .(9)
ص :231
عنه علیه السلام : کانَ علیٌّ علیه السلام یقولُ : إذا قالَ الرجُلُ للرجُلِ : یا مَعْفوجُ ویا مَنکوحُ فی دُبُرِهِ ، فإنَّ علَیهِ الحَدَّ حَدَّ القاذِفِ .(1)
عنه علیه السلام : کُلُّ بالِغٍ مِن ذَکَرٍ أو اُنثی افتَرَی علی صَغیرٍ أو کبیرٍ أو ذکرٍ أو اُنثی أو مُسلِمٍ (أو کافِرٍ) أو حُرٍّ أو مَملوکٍ فعلَیهِ حَدُّ الفِریَةِ ، وعلی غَیرِ البالِغِ حَدُّ الأدَبِ .(2)
عنه علیه السلام - فی رجُلٍ قالَ للرَّجلِ : یابنَ الفاعِلَةِ؛ یَعنی الزِّنا - : فإن کانَت اُمُّهُ حَیَّةً شاهِدَةً ثُمّ جاءَت تَطلُبُ حَقَّها ضُرِبَ ثَمانینَ جَلدَةً ، وإن کانَت غائبَةً انتُظِرَ بها حتّی تَقدِمَ فَتَطلُبَ حَقَّها، وإن کانَت قد ماتَت ولم یُعلَمْ مِنها إلّا خَیرٌ ضُرِبَ المُفتری علَیها الحَدَّ ثَمانینَ جَلدَةً.(3)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عن ابنِ المَغصوبَةِ یَفتَرِی علَیهِ الرجُلُ فیقولُ : یابنَ الفاعِلَةِ - : أری أنَّ علَیهِ الحَدَّ ثَمانینَ جَلدَةً، ویَتُوبُ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِمّا قالَ .(4)
عنه علیه السلام : القاذِفُ یُجلَدُ ثَمانینَ جَلدَةً ولا تُقبَلُ لَهُ شَهادَةٌ أبَداً إلّا بعدَ التَّوبَةِ أو یُکَذِّبَ نفسَهُ .(5)
عنه علیه السلام - لمّا سَألَهُ جمیلُ بنُ درّاجٍ عن رجُلٍ افتَری علی قَومٍ جَماعَةً - : إن أتَوا بهِ مُجتَمِعینَ ضُرِبَ حَدّاً واحِداً ، وإن أتَوا بهِ مُتَفرِّقینَ ضُرِبَ لِکُلِّ واحِدٍ مِنهُم حَدّاً .(6)
عنه علیه السلام - لمّا سَألَهُ عبدُاللَّهِ بنُ سِنانٍ عن رَجُلَینِ افتَری کُلُّ واحِدٍ مِنهُما علی صاحِبِهِ - : یُدرَاُ عَنهُما الحَدُّ ویُعَزَّرانِ .(7)
عنه علیه السلام : إذا قالَ الرجُلُ للرجُلِ : أنتَ خَبیثٌ و أنتَ خِنزیرٌ ! فلیسَ فیهِ حَدٌّ ، ولکنْ فیهِ مَوعِظةٌ وبَعضُ العُقوبَةِ .(8)
دعائم الإسلام عنه [أی الإمامِ الصّادقِ ] علیه السلام أنّهُ قالَ لِبَعضِ أصحابِهِ : ما فَعَلَ غَریمُکَ ؟ ؛ فقالَ : ذلکَ ابنُ الفاعِلَةِ ! فَنَظَرَ إلَیهِ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام نَظَراً شَدیداً ، فقالَ : جُعِلتُ فداکَ ، إنّهُ مَجوسیٌّ نَکَحَ اُختَهُ ! قالَ : أوَلیسَ ذلکَ فی دِینِهِمُ النِّکاحَ ؟ !(9)
ص :232
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : حَرَّمَ اللَّهُ قَذفَ المُحصَناتِ ، لِما فیهِ مِن إفسادِ الأنسابِ ونَفیِ الولدِ وإبطالِ المَواریثِ وتَرکِ التَّربیَةِ وذَهابِ المَعارِفِ ، وما فیهِ مِن المَساوِئِ والعِلَلِ التی تُؤَدِّی إلی فَسادِ الخَلقِ .(1)
ص :233
ص :234
ص :236
الکتاب :
(وَلَقَدْ آتَیْنَاکَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِی وَالْقُرْآنَ الْعَظِیمَ) .(1)
(وَلَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لَمّا قِیلَ لَهُ: اُمَّتُکَ سَتُفتَتَنُ، فَسُئلَ : ما المَخرَجُ مِن ذلکَ ؟ - : کتابُ اللَّهِ العَزیزُ ، الذی لا یَأتیهِ الباطِلُ مِن بَینِ یَدَیهِ ولا مِن خَلفِهِ ، تَنزیلٌ مِن حَکیمٍ حَمیدٍ ، مَنِ ابتَغَی العِلمَ فی غَیرِهِ أضَلَّهُ اللَّهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ القرآنَ لَیُصَدِّقُ بَعضُهُ بَعضاً ، فلا تُکذِّبوا بَعضَهُ بِبَعضٍ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَطَبَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ: لا خَیرَ فی العَیشِ إلّا لِمُستَمِعٍ واعٍ أو عالِمٍ ناطِقٍ . أیُّها الناسُ ، إنّکُم فی زَمانِ هُدنَةٍ ، وإنّ السَّیرَ بِکُم سَریعٌ ، وقد رَأیتُمُ اللَّیلَ والنَّهارَ یُبلِیانِ کُلَّ جَدیدٍ ، ویُقَرِّبانِ کُلَّ بَعیدٍ ، ویَأتِیانِ بکُلِّ مَوعودٍ ، فَأعِدُّوا الجِهادَ لِبُعدِ المِضمارِ.
فقالَ المِقدادُ : یا نَبِیَّ اللَّهِ ، ما الهُدنَةُ ؟ قالَ : بَلاءٌ وانقِطاعٌ ، فإذا التَبَسَتِ الاُمورُ علَیکُم کَقِطَعِ اللَّیلِ المُظلِمِ فعلَیکُم بالقرآنِ ؛ فإنّهُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ ،وماحِلٌ مُصدَّقٌ ، ومَن جَعَلَهُ أمامَهُ قادَهُ إلَی الجَنَّةِ ، ومَن جَعَلَهُ خَلفَهُ قادَهُ إلَی النارِ ، وهو الدلیلُ إلی خَیرِ سَبیلٍ ، وهو الفَصلُ لیسَ بالهَزلِ ، لَهُ ظَهرٌ وبَطنٌ ، فظاهِرُهُ حِکَمٌ ، وباطِنُهُ عِلمٌ ، عَمیقٌ بَحرُهُ لا تُحصی عَجائبُهُ، ولا یَشبَعُ مِنهُ عُلَماؤهُ ، وهو حَبلُ اللَّهِ المَتینُ ، وهُو الصِّراطُ المُستَقیمُ ... فیهِ مَصابیحُ الهُدی ، ومَنارُ الحِکمَةِ ، ودالٌّ علَی الحُجَّةِ .(5)
عنه علیه السلام : خَطَبنا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فقالَ: أیّها الناسُ ، إنّکُم فی زَمانِ هُدنَةٍ ، وأنتُم
ص :237
علی ظَهرِ سَفَرٍ ، والسَّیرُ بِکُم سَریعٌ ، فقد رَأیتُم اللَّیلَ والنَّهارَ والشَّمسَ والقَمرَ یُبلِینَ کُلَّ جَدیدٍ ویُقَرِّبنَ کُلَّ بَعیدٍ ویَأتِینَ بکُلِّ مَوعِدٍ ووَعیدٍ ، فَأعِدُّوا الجهازَ لبُعدِ المَفازِ .
فقامَ المِقدادُ بنُ لأسوَدِ الکنِدیُّ رضی اللَّه عنه فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، فما تَأمُرُنا نَعمَلُ ؟ فقالَ : إنّها دارُ بَلاءٍ وابتِلاءٍ وانقِطاعٍ وفَناءٍ ، فإذا التَبَسَت علَیکُمُ الاُمورُ کَقِطَعِ اللَّیلِ المُظلِمِ فعلَیکُم بالقرآنِ ؛ فإنّهُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ ، مَن جَعَلَهُ أمامَهُ قادَهُ إلَی الجَنّةِ، ومَن جَعَلَهُ خَلفَهُ ساقَهُ إلَی النارِ ، وهُو الدلیلُ یَدُلُّ علَی السَّبیلِ ، وهو کتابُ تَفصیلٍ وبَیانٍ وتَحصیلٍ ، هُو الفَصلُ لیسَ بالهَزلِ ، ولَهُ ظَهرٌ وبَطنٌ ، فظاهِرُهُ حُکمُ اللَّهِ وباطِنُهُ عِلمُ اللَّهِ تعالی ، فظاهِرُهُ وَثیقٌ ، وباطِنُهُ (عَمیقٌ) لَهُ تُخومٌ ، وعلی تُخومِهِ تُخومٌ ، لا تُحصی عَجائبُهُ ولا تُبلی غرائبُهُ ، فیهِ مَصابیحُ الهُدی ومَنارُ الحِکمَةِ ، ودلیلٌ علَی المَعرِفَةِ لِمَن عَرَفَ النَّصَفَةَ ، فَلْیَرعَ رجُلٌ بَصَرُهُ ، ولْیَبلُغِ النَّصَفةَ نَظرُهُ ، یَنجو مِن عَطَبٍ (1)ویَتَخَلَّصْ مِن نَشَبٍ (2)، فإنّ التَّفکُّرَ حَیاةُ قَلبِ البَصیرِ ، کما یَمشی المُستَنیرُ (فی الظُّلُماتٍ) ، والنورُ یُحِسنُ التَّخلُّصَ ویُقِلُّ التَّربُّصَ .(3)
عنه علیه السلام - فی صفةِ القرآنِ - : جَعَلَهُ اللَّهُ ریّاً لِعَطَشِ العُلَماءِ ، ورَبیعاً لِقُلوبِ الفُقَهاءِ ، ومَحاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاءِ، ودَواءً لیسَ بَعدَهُ داءٌ ، ونوراً لیسَ مَعهُ ظُلمَةٌ .(4)
عنه علیه السلام : اعلَمُوا أنَّ هذا القرآنَ هُو الناصِحُ الذی لا یَغُشُّ، والهادی الذی لا یُضِلُّ، والمُحَدِّثُ الذی لا یَکذِبُ ، وما جالَسَ هذا القرآنَ أحَدٌ إلّا قامَ عَنهُ بزیادَةٍ أو نُقصانٍ ، زیادَةٍ فی هُدیً ، أو نُقصانٍ مِن عَمیً .(5)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ لم یَعِظْ أحَداً بِمِثلِ هذا القرآنِ ، فإنَّهُ حَبلُ اللَّهِ المَتینُ وسَبَبُهُ الأمینُ ، وفیهِ رَبیعُ القَلبِ، ویَنابیعُ العِلمِ ، وما للقَلبِ جَلاءٌ غَیرُهُ .(6)
عنه علیه السلام : فالقرآنُ آمِرٌ زاجِرٌ، وصامِتٌ
ص :238
ناطِقٌ ، حُجَّةُ اللَّهِ علی خَلقِهِ ، أخَذَ علَیهِ میثاقَهُم ، وارتَهَنَ علَیهِم أنفُسَهُم .(1)
عنه علیه السلام : أفضَلُ الذِّکرِ القرآنُ ، بهِ تُشرَحُ الصُّدورُ ، وتَستَنیرُ السَّرائرُ .(2)
عنه علیه السلام : فَتَجلّی لَهُم سبحانَهُ فی کتابِهِ مِن غَیرِ أن یَکُونوا رَأوهُ بما أراهُم مِن قُدرَتِهِ .(3)
عنه علیه السلام : القرآنُ أفضَلُ الهِدایَتَینِ .(4)
عنه علیه السلام : اللَّهَ اللَّهَ فی القرآنِ ، لا یَسبِقُکُم بالعَمَلِ بهِ غَیرُکُم .(5)
عنه علیه السلام : کتابُ اللَّهِ تُبصِرُونَ بهِ ، وتَنطِقُونَ بهِ ، وتَسمَعُونَ بهِ ، ویَنطِقُ بَعضُهُ بِبَعضٍ ، ویَشهَدُ بَعضُهُ علی بَعضٍ ، ولا یَختَلِفُ فی اللَّهِ ، ولا یُخالِفُ بِصاحِبِهِ عنِ اللَّهِ .(6)
تفسیر العیّاشی عن الحارثِ الأعوَرِ: دَخَلتُ علی أمیرِ المؤمنینَ علیِّ بنِ أبی طالبٍ علیه السلام ، فقلتُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، إنّا إذا کُنّا عِندَکَ سَمِعنا الذی نَسُدُّ (نَشُدُّ) بهِ دِینَنا ، وإذا خَرَجنا مِن عندِکَ سَمِعنا أشیاءَ مُختَلِفَةً مَغموسَةً ، لا نَدرِی ما هِی ؟ قالَ : أوَقَد فَعَلوها ؟! قلتُ : نَعَم .
قالَ : سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ : أتانی جَبرَئیلُ فقالَ : یا محمّدُ ؛ سَیَکُونُ فی اُمَّتِکَ فِتنَةٌ . قلتُ : فما المَخرَجُ مِنها ؟ فقالَ : کتابُ اللَّهِ ، فیهِ بَیانُ ما قَبلَکُم مِن خَبرٍ ، وخَبرُ ما بَعدَکُم ، وحُکمُ ما بَینَکُم .(7)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : لو ماتَ مَن بَینَ المَشرِقِ والمَغرِبِ لَما استَوحَشتُ بعدَ أن یکونَ القرآنُ مَعی .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لم یَعرِف الحَقَّ مِن القرآنِ لم یَتَنَکَّبِ الفِتَنَ .(9)
الکتاب :
(وَمِنْ قَبْلِهِ کِتَابُ مُوسَی إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهذَا کِتَابٌ
ص :239
مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِیّاً لِیُنْذِرَ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَبُشْرَی لِلْمُحْسِنِینَ) .(1)
(أفَمَنْ کَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَیَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ کِتَابُ مُوسَی إِمَاماً وَرَحْمَةً) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: علَیکُم بالقرآنِ، فاتَّخِذُوهُ إماماً وقائداً .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّه سَیأتی علَیکُم مِن بَعدی زَمانٌ لیسَ فیهِ شی ءٌ أخفی مِن الحقِّ ، ولا أظهَرَ مِن الباطِلِ ... فالکتابُ وأهلُهُ فی ذلکَ الزَّمانِ فی الناسِ ولَیسا فیهِم ، ومَعَهُم ولیسا مَعَهُم ، لأنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدی وإنِ اجتَمَعا ، فاجتَمَعَ القَومُ علَی الفُرقَةِ ، وافتَرَقُوا علَی الجَماعَةِ ، کَأنَّهُم أئمّةُ الکتابِ ولیسَ الکتابُ إمامَهُم ، فلم یَبقَ عِندَهُم مِنهُ إلّا اسمُهُ، ولا یَعرِفُونَ إلّا خَطَّهُ وزَبْرَهُ.(4)
الکتاب :
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ کِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِیَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَی ذِکْرِ اللَّهِ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنَّ أحسَنَ الحَدیثِ کتابُ اللَّهِ ، وخَیرُ الهُدی هُدی محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله، وشَرَّ الاُمورِ مُحدَثاتُها .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أصدَقُ القَولِ وأبلَغُ المَوعِظَةِ وأحسَنُ القَصَصِ کتابُ اللَّهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : فَضلُ القرآنِ علی سائرِ الکلامِ کَفَضلِ اللَّهِ علی خَلقِهِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ أحسَنَ القَصصِ وأبلَغَ المَوعِظَةِ وأنفَعَ التَّذکُّرِ کتابُ اللَّهِ جلَّ وعَزَّ .(9)
عنه علیه السلام : تَعَلَّمُوا کتابَ اللَّهِ تبارکَ وتعالی ؛ فإنّهُ أحسَنُ الحَدیثِ وأبلَغُ المَوعِظَةِ ، وتَفَقَّهُوا فیه فإنّهُ رَبیعُ القُلوبِ ، واستَشفُوا بنُورِهِ فإنّه شِفاءٌ لِما فی الصُّدورِ ، وأحسِنُوا تِلاوَتَهُ فإنّهُ أحسَنُ القَصصِ .(10)
ص :240
عنه علیه السلام : أحسِنُوا تِلاوَةَ القرآنِ فإنّهُ أنفَعُ القَصصِ ، واستَشفُوا بهِ فإنّهُ شِفاءُ الصُّدورِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تُخلِقُهُ کَثرَةُ الرَّدِّ ووُلوجُ السَّمعِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ : ما بالُ القرآنِ لا یَزدادُ علَی النَّشرِ والدَّرسِ إلّا غَضاضَةً؟ - : لأنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی لم یَجعَلْهُ لِزمانٍ دونَ زَمانٍ ، ولا لِناسٍ دونَ ناسٍ ، فهُو فی کلِّ زَمانٍ جَدیدٌ ، وعِند کُلِّ قَومٍ غَضٌّ إلی یَومِ القِیامَةِ .(3)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی صفةِ القرآنِ - : هُو حَبلُ اللَّهِ المَتینُ ، وعُروَتُهُ الوُثقی ، وطَریقَتُهُ المُثلی ، المُؤدِّی إلَی الجنّةِ، والمُنجی مِن النارِ ، لا یَخلُقُ علَی الأزمِنَةِ ، ولا یَغِثُّ علَی الألسِنَةِ ، لأنّه لم یُجعَلْ لزَمانٍ دونَ زَمانٍ ، بل جُعِلَ دلیلَ البُرهانِ ، والحُجَّةَ علی کُلِّ إنسانٍ ، لا یَأتیهِ الباطِلُ مِن بَینِ یَدَیهِ ولا مِن خَلفِهِ تَنزیلٌ مِن حَکیمٍ حَمیدٍ.(4)
الکتاب :
(وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ الظَّالِمِینَ إِلَّا خَسَاراً) .(5)
(یا أَیُّها النَّاسُ قَدْ جاءَتْکُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَشِفَاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ وَهُدیً ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ) .(6)
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِیَّاً لَقالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آیَاتُهُ أأعْجَمِیٌّ وَعَرَبِیٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِینَ آَمَنُوا هُدیً وَشِفَاءٌ وَالَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ فِی آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَیْهِم عَمیً أُوْلَئِکَ یُنَادَوْنَ مِن مَکَانٍ بَعِیدٍ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القرآنُ هُو الدَّواءُ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ فیهِ شِفاءً مِن أکبَرِ الداءِ، وهُو الکُفرُ والنِّفاقُ ، والغَیُّ والضَّلالُ .(9)
ص :241
عنه علیه السلام : علَیکُم بکتابِ اللَّهِ ؛ فإنّهُ الحَبلُ المَتینُ ، والنورُ المُبینُ ، والشِّفاءُ النافِعُ ... مَن قالَ بهِ صَدَقَ ، ومَن عَمِلَ بهِ سَبَقَ .(1)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : إنّ هذا القرآنَ فیهِ مَصابیحُ النُّورِ وشِفاءُ الصُّدورِ ، فَلْیَجلُ جالٍ بضَوئهِ ، ولیُلجمِ الصِّفةَ قَلبَهُ ، فإنَّ التّفکیرَ حَیاةُ القَلبِ البَصیرِ کما یَمشِی المُستَنیرُ فی الظُّلُماتِ بالنورِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القرآنُ غِنیً ، لا غِنی دونَهُ ، ولا فَقرَ بعدَهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : القرآنُ غِنیً ، لا فَقرَ بَعدَهُ ، ولا غِنی دونَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن اُعطِیَ القرآنَ فَظَنَّ أنّ أحَداً اُعطِیَ أکثَرَ ممّا اُعطیَ فقد عَظَّمَ صَغیراً وصَغَّرَ کبیراً .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اعلَمُوا أ نّهُ لیسَ عَلی أحَدٍ بعدَ القرآنِ مِن فاقَةٍ ، ولا لأحَدٍ قبلَ القرآنِ مِن غِنیً ، فاستَشفُوهُ مِن أدوائکُم ، واستَعینُوا بهِ علی لَأوائکُم .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن قَرَأ القرآنَ فهُو غِنیً لا فَقرَ بَعدَهُ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أرادَ عِلمَ الأوَّلینَ والآخِرینَ فَلْیُثَوِّرِ القرآنَ (10).(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فی القرآنِ نَبَأُ ما قَبلَکُم ، وخَبرُ ما بَعدَکُم ، وحُکمُ ما بینَکُم .(12)
عنه علیه السلام: ألا إنَّ فیهِ عِلمَ ما یَأتِی، والحَدیثَ عنِ الماضِی ، ودَواءَ دائکُم ، ونَظمَ ما بینَکُم .(13)
ص :242
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فیهِ خَبَرُکُم وخَبرُ مَن قَبلَکُم وخَبرُ مَن بَعدَکم وخَبرُ السَّماءِ والأرضِ ، ولَو أتاکُم مَن یُخبِرُکُم عن ذلکَ لَتَعَجَّبتُم .(1)
عنه علیه السلام : ما مِن أمرٍ یَختَلِفُ فیهِ اثنانِ إلّا ولَهُ أصلٌ فی کتابِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، ولکن لا تَبلُغُهُ عُقولُ الرِّجالِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: القرآنُ مَأدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّموا مَأدُبَتَهُ ما استَطَعتُم .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إن أرَدتُم عَیشَ السُّعَداءِ ومَوتَ الشُّهَداءِ والنَّجاةَ یَومَ الحَسرَةِ والظِّلَّ یَومَ الحَرورِ والهُدی یَومَ الضَّلالَةِ فَادرُسُوا القرآنَ ؛ فإنّهُ کلامُ الرَّحمنِ وحِرزٌ مِن الشَّیطانِ ورُجحانٌ فی المیزانِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: یا مُعاذُ، إن أرَدتَ عَیشَ السُّعَداءِ ومِیتَةَ الشُّهَداءِ والنَّجاةَ یَومَ الحَشرِ والأمنَ یَومَ الخَوفِ والنُّورَ یَومَ الظُّلُماتِ والظِّلَّ یَومَ الحَرورِ والرِّیَّ یَومَ العَطَشِ والوَزنَ یَومَ الخِفَّةِ والهُدی یَومَ الضَّلالَةِ فَادرُسِ القرآنَ ؛ فإنّهُ ذِکرُ الرَّحمنِ وحِرزٌ مِن الشَّیطانِ ورُجحانٌ فی المیزانِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُکُم مَن تَعَلَّمَ القرآنَ وعَلَّمَهُ.(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُکُم مَن قَرَأ القرآنَ وأقرَأهُ.(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یقالُ لِصاحِبِ القرآنِ : اِقرَأ وَارقَ ورَتِّلْ کما کنتَ تُرَتِّلُ فی دارِ الدنیا ، فإنّ مَنزِلَتَکَ عندَ آخِرِ آیَةٍ کُنتَ تَقرَؤها .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یقالُ لصاحِبِ القرآنِ إذا دَخَلَ الجَنّةَ : اِقرَأْ وَاصعَدْ ، فَیَقرَأُ ویَصعَدُ بکُلِّ آیَةٍ دَرَجةً حتّی یَقرَأَ آخِرَ شی ءٍ مَعهُ مِنهُ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: علَیکُم بتَعَلُّمِ القرآنِ وکَثرَةِ تِلاوَتِهِ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَأ القرآنَ قَبلَ أن یَحتَلِمَ
ص :243
فَقَد اُوتِیَ الحُکمَ صَبّیاً .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: تَعَلَّمُوا القرآنَ فإنّهُ أحسَنُ الحَدیثِ ، وتَفَقَّهوا فیهِ فإنّهُ رَبیعُ القُلوبِ، واستَشفُوا بنورِهِ فإنّهُ شِفاءُ الصُّدورِ، وأحسِنوا تِلاوَتَهُ فإنّهُ أنفَعُ القَصصِ.(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَنبَغی للمؤمنِ أن لا یَموتَ حتّی یَتَعَلَّمَ القرآنَ ، أو یکونَ فی تَعَلُّمِهِ .(3)
عنه علیه السلام : مَن ماتَ مِن أولِیائنا وشیعَتِنا ولم یُحسِنِ القرآنَ عُلِّمَ فی قَبرِهِ لِیَرفَعَ اللَّهُ فیهِ دَرَجَتَهُ ، فإنَّ دَرَجاتِ الجَنَّةِ علی قَدرِ عَدَدِ آیاتِ القرآنِ فیقالُ لقارِیَ القرآنِ : اِقرَأْ وَارْقَ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَلَّمَ رجُلاً القرآنَ فهُو مَولاهُ ، لا یَخذُلُهُ ولا یَستَأثِرُ علَیهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَلَّمَ عَبداً آیَةً مِن کتابِ اللَّهِ فهُو مَولاهُ ، لا یَنبَغی لَهُ أن یَخذُلَهُ ولا یَستَأثِرَ علَیهِ، فإن هُو فَعَلَهُ قَصَمَ عُروَةً مِن عُرَی الإسلامِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: ما اجتَمَعَ قَومٌ فی بَیتٍ مِن بُیوتِ اللَّهِ یَتلُونَ کتابَ اللَّهِ ویَتَدارَسُونَهُ بینَهُم إلّا نَزَلَت علَیهِمُ السَّکینَةُ ، وغَشِیَتهُمُ الرَّحمَةُ ، وحَفَّتهُمُ الملائکةُ ، وذَکَرَهُمُ اللَّهُ فیمَن عِندَهُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: ألا مَن تَعَلَّمَ القرآنَ وعَلَّمَهُ وعَمِلَ بما فیهِ فأنا لَهُ سائقٌ إلَی الجَنّةِ ودَلیلٌ إلَی الجنّةِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَلَّمَ وَلَداً لَهُ القرآنَ قَلَّدَهُ اللَّهُ قِلادَةً یُعجَبُ مِنها الأوَّلونَ والآخِرونَ یَومَ القِیامَةِ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَقُّ الوَلَدِ علَی الوالِدِ أن یُحَسِّنَ اسمَهُ ، ویُحسِّنَ أدَبَهُ ، ویُعَلِّمَهُ القرآنَ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أعطاهُ اللَّهُ حِفظَ کتابِهِ فَظَنَّ أنَّ أحَداً اُعطیَ أفضَلَ مِمّا اُعطیَ
ص :244
فقد غَمَطَ أفضَلَ النِّعمَةِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَغُرَّنَّکُم هذهِ المَصاحِفُ المُعَلَّقَةُ ، إنَّ اللَّهَ تعالی لا یُعَذِّبُ قَلباً وَعَی القرآنَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الذی لیسَ فی جَوفِهِ شی ءٌ من القرآنِ کالبَیتِ الخَرِبِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لعلیٍّ علیه السلام - : اُعَلِّمُکَ دُعاءً لا تَنسَی القرآنَ ، قُلْ : اللّهُمَّ ارحَمْنی بتَرکِ مَعاصِیکَ أبداً ما أبقَیتَنی ، وَارحَمْنی مِن تَکَلُّفِ ما لا یَعنِینی ، وارزُقْنی حُسنَ النَّظَرِ فیما یُرضِیکَ ، وألزِمْ قَلبی حِفظَ کتابِکَ کما عَلَّمتَنی، وارزُقْنی أن أتلُوَهُ علَی النَّحوِ الذی یُرضیکَ عَنِّی. اللّهُمّ نَوِّرْ بکتابِکَ بَصَری ، واشرَحْ بهِ صَدری، وأطلِقْ بهِ لِسانی، واستَعمِلْ بهِ بَدَنی، وقَوِّنی بهِ علی ذلکَ، وأعِنِّی علَیهِ، إنّهُ لا یُعینُ علَیهِ إلّا أنتَ، لا إله إلّا أنتَ.(4)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - مِن دعائهِ - : اللّهُمّ ارحَمْنی بتَرکِ مَعاصِیکَ أبَداً ما أبقَیتَنی ، وارزُقْنی حُسنَ النَّظرِ فیما یُرضِیکَ عَنّی ، وألزِمْ قَلبی حِفظَ کتابِکَ کما عَلَّمتَنی، واجعَلْنی أتلُوهُ علَی النَّحوِ الذی یُرضِیکَ عَنّی . اللّهُمّ نَوِّرْ بکتابِکَ بَصَرِی ، واشرَحْ بهِ صَدری، وفَرِّحْ بهِ قَلبی ، وأطلِقْ بهِ لِسانی ، واستَعمِلْ بهِ بَدَنی ، وقَوِّنی علی ذلکَ ، فإنّهُ لا حَولَ ولا قُوّةَ إلّا بکَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الحافِظُ للقرآنِ العامِلُ بهِ مَع السَّفَرَةِ الکِرامِ البَرَرَةِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تَعاهَدُوا هذا القرآنَ ؛ فإنّهُ وَحشِیٌّ فلَهُو أسرَعُ تَفَصِّیاً مِن صُدورِ الرِّجالِ مِن الإبلِ مِن عُقُلِها ، ولا یَقولَنَّ أحَدُکُم : نَسِیتُ آیةَ کَیتَ وکَیتَ ، بل نُسِّیَ .(8)
ص :245
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بِئسَما لأِحدِکُم أن یَقولَ نَسِیتُ آیَةً کَیتَ وکَیتَ ، بَل هو نُسِّیَ . استَذکِرُوا القرآنَ ، فوالذی نَفسی بیَدِهِ لَهُو أشَدُّ تَفَصِّیاً مِن صُدورِ الرِّجالِ مِن النَّعَمِ مِن عُقُلِها .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَثَلُ القرآنِ إذا عاهَدَ علَیهِ صاحِبُهُ فَقَرَأهُ باللیلِ والنهارِ کَمَثَلِ رجُلٍ لَهُ إبِلٌ فإن عَقَلَها حَفِظَها ، وإن أطلَقَ عِقالَها ذَهَبَت ، فکذلکَ القرآنُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن نَسِیَ سُورَةً مِن القرآنِ مُثِّلَت لَهُ فی صُورَةٍ حَسَنةٍ ودَرَجةٍ رَفیعَةٍ ، فإذا رَآها قالَ : من أنتِ ؟ ما أحسَنَکِ ! لَیتَکِ لی ! فتقولُ : أما تَعرِفُنی ؟ أنا سُورَةُ کذا وکذا ، لو لم تَنسَنی لَرَفَعتُکَ إلی هذا المَکانِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : حَمَلةُ القرآنِ هُمُ المَحفوفُونَ برَحمَةِ اللَّهِ ، المَلبوسونَ بنُورِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَمَلةُ القرآنِ عُرَفاءُ أهلِ الجَنّةِ یَومَ القِیامَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَمَلةُ القرآنِ عُرَفاءُ أهلِ الجَنّةِ ، والمُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللَّهِ قُوّادُها ، والرُّسُلُ سادَةُ أهلِ الجَنّةِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أشرافُ اُمّتی حَمَلَةُ القرآنِ وأصحابُ اللیلِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی دَفنِ شُهَداءِ غَزوَةِ اُحُدٍ - : انظُرُوا أکثَرَهُم جَمعاً للقرآنِ فاجعَلُوهُ أمامَ صاحِبِهِ فی القَبرِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن جَمَعَ القرآنَ مَتَّعَهُ اللَّهُ بعَقلِهِ حتّی یَموتَ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حامِلُ القرآنِ حامِلُ رایَةِ الإسلامِ ، مَن أکرَمَهُ فقد أکرَمَ اللَّهَ ، ومَن أهانَهُ فعلَیهِ لَعنَةُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَمَلةُ القرآنِ هُمُ المُعلِّمونَ کلامَ اللَّهِ ، والمُتَلَبِّسونَ بنورِ اللَّهِ ، مَن والاهُم
ص :246
فقد والَی اللَّهَ ، ومَن عاداهُم فَقد عادَی اللَّهَ .(1)
کنز العمّال : بَعَثَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله وَفداً إلَی الیَمَنِ ، فَأمَّرَ علَیهِم أمیراً مِنهُم وهُو أصغَرُهُم ، فَمَکَثَ أیّاماً لم یَسِرْ ... فقالَ لَهُ رجُلٌ: یا رسولَ اللَّهِ ، أتُؤَمِّرُهُ علَینا وهُو أصغَرُنا ؟! فَذَکَرَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله قِراءتَهُ القرآنَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِقرَؤوا القرآنَ واستَظهِرُوهُ ، فإنّ اللَّهَ تعالی لا یُعَذِّبُ قَلباً وِعاءَ القرآنِ .(3)
عنه علیه السلام : أهلُ القرآنِ أهلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أحَقَّ الناسِ بالتَّخَشُّعِ فی السِّرِّ والعَلانیَةِ لَحامِلُ القرآنِ ، وإنَّ أحَقَّ الناسِ فی السِّرِّ والعَلانیَةِ بالصلاةِ والصومِ لَحامِلُ القرآنِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - إذ خَرَجَ ذاتَ یَومٍ وهو یُنادی بأعلی صَوتِهِ - : یا حاملَ القرآنِ ، اُکحُلْ عَینَیکَ بالبُکاءِ إذا ضَحِکَ البَطّالونَ ، وقُمْ باللیلِ إذا نامَ النائمونَ ، وصُم إذا أکَلَ الآکِلُونَ ، واعفُ عَمَّن ظَلَمَکَ ، ولاتَحقِدْ فیمَن یَحقِدُ ، ولا تَجهَلْ فیمَن یَجهَلُ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَنبغی لِصاحِبِ القرآنِ أن یَحِدَّ مَع مَن حَدَّ ، ولا یَجهَلَ مَع مَن یَجهَلُ وفی جَوفِهِ کلامُ اللَّهِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ یَنبغی لِحامِلِ القرآنِ أن یَسفَهَ فِیمَن یَسفَهُ أو یَغضَبَ فیمَن یَغضَبُ ، أو یَحتَدَّ فیمن یَحتَدُّ ولکنْ
ص :247
یَعفُو ویَصفَحُ لِفَضلِ القرآنِ .(1)
الکتاب :
(إِنَّ الَّذِینَ یَتْلُونَ کِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِیَةً یَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ).(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا أحَبَّ أحدُکُم أن یُحَدِّثَ رَبَّهُ فَلْیَقرَأْ القرآنَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : علَیکَ بقِراءةِ القرآنِ ؛ فإنّ قِراءتَهُ کَفّارةٌ للذُّنوبِ ، وسَترٌ فی النارِ ، وأمانٌ مِن العذابِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا قَرَأ القارئُ القرآنَ فَأخطَأَ أو لَحَنَ أو کانَ أعجَمیّاً کَتَبَهُ المَلَکُ کما اُنزِلَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا بُنَیَّ ، لا تَغفُلْ عَن قِراءةِ القرآنِ ؛ فإنَّ القرآنَ یُحیِی القَلبَ ، ویَنهی عنِ الفحشاءِ والمُنکَرِ والبَغیِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَأَ القرآنَ فَقدِ استُدرِجَ النُّبوَّةُ مِن جَنبَیهِ ، غیرَ أ نّهُ لا یُوحی إلَیهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَأ القرآنَ فکأنّما استُدرِجَتِ النُّبوَّةُ بینَ جَنبَیهِ ، غیرَ أ نّهُ لا یُوحی إلَیهِ .(9)
کنز العمّال عن ابن عمر : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ هذهِ القُلوبَ تَصدَأُ کما یَصدَأُ الحَدیدُ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، فما جَلاؤها ؟ قالَ : تِلاوَةُ القرآنِ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِقاحُ الإیمانِ تِلاوَةُ القرآنِ .(11)
عنه علیه السلام - لمّا سَمِعَ ضَجَّةَ أصحابِهِ فی المَسجدِ وهُم یَقرَؤونَ القرآنَ - : طوبی لهؤلاءِ، کانوا أحَبَّ الناسِ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله.(12)
عنه علیه السلام : مَن أنِسَ بِتِلاوَةِ القرآنِ لم تُوحِشهُ مُفارَقَةُ الإخوانِ .(13)
عنه علیه السلام - عندَ خَتمِهِ القرآنَ - : اللّهُمّ اشرَحْ بالقرآنِ صَدرِی ، واستعمِلْ بالقرآنِ بَدَنی ، ونَوِّرْ بالقرآنِ بَصَری ، وأطلِقْ بالقرآنِ لِسانی ، وأعِنِّی علَیهِ ما
ص :248
أبقَیتَنِی ، فإنّهُ لا حَولَ ولا قُوّةَ إلّا بکَ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ حُسنَ الصَّوتِ زینَةٌ للقرآنِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لِکلِّ شی ءٍ حِلیَةٌ وحِلیَةُ القرآنِ الصَّوتُ الحَسَنُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : زَیِّنُوا القرآنَ بأصواتِکُم .(5)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سُئلَ عن أحسَنِ الناسِ صَوتاً بالقرآنِ - : مَن إذا سَمِعتَ قِراءَتَهُ رَأیتَ أ نّهُ یَخشَی اللَّهَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ مِن أحسَنِ الناسِ صَوتاً بالقرآنِ الذی إذا سَمِعتُمُوهُ یَقرَأُ حَسِبتُموهُ یَخشَی اللَّهَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَسِّنُوا القرآنَ بأصواتِکُم ؛ فإنّ الصَّوتَ الحَسَنَ یَزیدُ القرآنَ حُسناً .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ علیُّ بنُ الحسینِ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ أحسَنَ الناسِ صَوتاً بالقرآنِ ، وکانَ السَّقّاؤونَ یَمُرُّونَ فَیَقِفُونَ ببابِهِ یَسمَعُونَ قِراءَتَهُ ، وکانَ أبو جعفرٍ علیه السلام أحسَنَ الناسِ صَوتاً .(9)
عنه علیه السلام : ما بَعَثَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ نَبیّاً إلّا حَسَنَ الصَّوتِ .(10)
الکتاب :
(الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتابَ یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ اُولَئِکَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ یَکْفُرْ بِهِ فَأُولَئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).(11)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) - : یَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّباعِهِ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إلَی اللَّهِ أشکُو مِن مَعشَرٍ یَعیشُونَ جُهّالاً ویَموتُونَ ضُلّالاً ، لیسَ فیهِم سِلعَةٌ أبوَرَ مِن الکتابِ إذا تُلِیَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، ولا سِلعَةٌ أنفَقَ بَیعاً ولا أغلی ثَمَناً مِن الکتابِ إذا
ص :249
حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ !(1)
عنه علیه السلام : إنّه سَیأتی علَیکُم مِن بَعدِی زَمانٌ لیسَ فیهِ شی ءٌ أخفی مِن الحَقِّ ولا أظهَرَ من الباطِلِ ... لیسَ عندَ أهلِ ذلکَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِن الکتابِ إذا تُلِیَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، ولا أنفَقَ مِنهُ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ ، ولا فی البِلادِ شی ءٌ أنکَرَ مِن المَعروفِ ولا أعرَفَ مِن المُنکَرِ ؛ فقد نَبَذَ الکتابَ حَمَلَتُهُ ، وَتَناساهُ حَفَظَتُهُ ، فالکتابُ یَومَئذٍ وأهلُهُ طَرِیدانِ مَنفِیّانِ ... ومِن قَبلُ ما مَثَّلُوا بالصالِحِینَ کُلَّ مُثلَةٍ .(2)
عنه علیه السلام : أینَ القَومُ الذینَ دُعُوا إلَی الإسلامِ فَقَبِلُوهُ، وقَرَؤوا القرآنَ فَأحکَموهُ؟(3)
عنه علیه السلام : أوِّهِ علی إخوانیَ الذینَ تَلَوُا القرآنَ فَأحکَمُوهُ ، وتَدَبَّرُوا الفَرضَ فَأقامُوهُ ، أحیَوا السُّنَّةَ وأماتُوا البِدعَةَ ، دُعُوا للجِهادِ فَأجابوا ، ووَثِقُوا بالقائدِ فَاتَّبَعُوهُ !(4)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : اعلَمُوا عِلماً یَقیناً أ نّکُم ... لن تَتلوا الکتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ حتّی تَعرِفُوا الذی حَرَّفَهُ ، فإذا عَرَفتُم ذلکَ عَرَفتُمُ البِدَعَ والتَّکلُّفَ .(5)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - عندَ خَتمِهِ القرآنَ - : اللّهُمّ فإذ أفَدتَنا المَعونَةَ علی تِلاوَتِهِ وسَهَّلْتَ جَواسِیَ ألسِنَتِنا بحُسنِ عِبارَتِهِ فاجعَلْنا ممَّن یَرعاهُ حَقَّ رِعایَتِهِ ، ویَدِینُ لکَ باعتِقادِ التَّسلیمِ لِمُحکَمِ آیاتِهِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (الَّذِینَ آتَیناهُمُ الکِتابَ یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) - : یُرَتِّلُونَ آیاتِهِ ، ویَتَفَهَّمونَ مَعانِیَهُ ، ویَعمَلُونَ بأحکامِهِ ، ویَرجُونَ وَعدَهُ ، ویَخشَونَ عَذابَهُ ، ویَتَمَثَّلُونَ قصَصَهُ ، ویَعتَبِرُونَ أمثالَهُ ، ویَأتُونَ أوامِرَهُ ، ویَجتَنِبونَ نَواهِیَهُ . ما هُو واللَّهِ بحِفظِ آیاتِهِ وسَردِ حُروفِهِ ، وتِلاوَةِ سُوَرِهِ ودَرسِ أعشارِهِ وأخماسِهِ ، حَفِظُوا حُروفَهُ وأضاعُوا حُدودَهُ ، وإنّما هو تَدَبُّرُ آیاتِهِ ، یقولُ اللَّهُ تعالی : (کِتابٌ
ص :250
أنْزَلناهُ إلَیکَ مُبارَکٌ لِیَدَّبَّروا آیاتِهِ)(1).(2)
الکتاب :
(وَإذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ الَّذِینَ اُوتُوا الْکِتَابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَاسِ وَلَا تَکْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَبِئْسَ مَا یَشْتَرُونَ) .(3)
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِیقٌ مِنَ الَّذِینَ اُوتُوا الْکِتَابَ کِتابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ کَأَنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ) .(4)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن قَرَأَ القرآنَ فماتَ فَدَخَلَ النارَ فهُو ممَّن کانَ یَتَّخِذُ آیاتِ اللَّهِ هُزُواً .(5)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : وکُلُّ اُمّةٍ قد رَفَعَ اللَّهُ عَنهُم عِلمَ الکتابِ حِینَ نَبَذُوهُ ووَلّاهُم عَدُوَّهُم حینَ تَوَلَّوهُ ، وکانَ مِن نَبذِهِمُ الکتابَ أن أقاموا حُروفَهُ وحَرَّفُوا حُدودَهُ ، فهُم یَروُونَهُ ولا یَرعُونَهُ ، والجُهّالُ یُعجِبُهُم حِفظُهُم للرِّوایَةِ ، والعُلَماءُ یَحزُنُهُم تَرکُهُم للرِّعایَةِ .(6)
1 - تنظیفُ الفَمِ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أفواهَکُم طُرُقُ القرآنِ ، فَطَیِّبُوها بالسِّواکِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : طَیِّبُوا أفواهَکُم ؛ فإنَّ أفواهَکُم طَریقُ القرآنِ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : نَظِّفُوا طَریقَ القرآنِ ، قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وما طَریقُ القرآنِ ؟ قالَ : أفواهُکُم ، قیلَ : بماذا ؟ قالَ : بالسِّواکِ .(9)
2 - الاستِعاذةُ :
الکتاب :
(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ) .(10)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: أغلِقُوا أبوابَ المَعصیَةِ بالاستِعاذَةِ ، وافتَحُوا أبوابَ الطاعَةِ بالتَّسمیَةِ .(11)
ص :251
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ التَّعوُّذِ عندَ افتِتاحِ کُلِّ سُورَةٍ - : نَعَم ، فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِن الشَّیطانِ الرَّجیمِ ، وذَکَرَ أنَّ الرَّجیمَ أخبَثُ الشَّیاطینِ .(1)
3 - التَّرتیلُ :
الکتاب :
(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلاً) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتیلاً) - : بَیِّنْهُ تِبیاناً ، ولا تَنثُرْهُ نَثرَ البَقْلِ ، ولا تَهُذَّهُ هَذَّ الشِّعرِ ، قِفُوا عندَ عَجائبِهِ ، حَرِّکُوا بهِ القُلوبَ ، ولا یَکُن هَمُّ أحَدِکُم آخِرَ السُّورَةِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - أیضاً - : بَیِّنْهُ تَبییناً ، ولا تَهُذَّهُ هَذَّ الشِّعرِ ، قِفُوا عندَ عَجائبِهِ ، وجَرِّحُوا بهِ القُلوبَ ، ولا یَکُن هَمُّ أحدِکُم آخِرَ السُّورَةِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - أیضاً - : بَیِّنْهُ تِبیاناً ولا تَهُذَّهُ هَذَّ الشِّعرِ ، ولا تَنثُرْهُ نَثرَ الرَّملِ ، ولکنْ أفزِعوا قُلوبَکُمُ القاسِیَةَ ، ولا یَکُن هَمُّ أحدِکُم آخِرَ السُّورَةِ .(6)
عنه علیه السلام - فی صفةِ المتَّقِینَ - : أمّا اللیلَ فَصافُّونَ أقدامَهُم ، تالِینَ لأجزاءِ القرآنِ یُرَتِّلُونَها تَرتیلاً ، یُحَزِّنُونَ بهِ أنفُسَهُم ، ویَستَثِیرُونَ بهِ دَواءَ دائهِم .(7)
4 - التَّدبّرُ :
الکتاب :
(أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَی قُلُوبٍ أَقْفالُها) .(8)
(کِتابٌ أَنْزَلْناهُ إلَیْکَ مُبارَکٌ لِیَدَّبَّرُوا آیاتِهِ ولِیَتَذَکَّرَ أُوْلُو الأَلْبابِ) .(9)
(أَفَلَمْ یَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُم ما لَمْ یَأْتِ آباءَهُمُ الأوَّلِینَ) .(10)
(أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ کانَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلافاً کَثِیراً) .(11)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَفقَهُ مَن قَرَأَ القرآنَ فی أقَلَّ مِن ثلاثٍ .(12)
ص :252
کنز العمّال عن ابن عَمرٍو عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِقرَأِ القرآنَ فی کُلِّ شَهرٍ ، قالَ : قلتُ : إنّی أجِدُ قُوَّةً ، قالَ : اقرَأْهُ فی عِشرِینَ لَیلةً ، قالَ : قلتُ: إنّی أجِدُ قوّةً ، قالَ : فاقْرأْهُ فی عَشرِ لَیالٍ ، قالَ : إنّی أجِدُ قوّةً ، قالَ : فاقرَأْهُ فی سَبعٍ ولا تَزِدْ علی ذلکَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا لا خَیرَ فی قِراءةٍ لیسَ فیها تَدَبُّرٌ ، ألا لا خَیرَ فی عِبادَةٍ لیسَ فیها تَفَقُّهٌ .(2)
عنه علیه السلام : تَدَبَّروا آیاتِ القرآنِ واعتَبِرُوا بهِ ، فإنّهُ أبلَغُ العِبَرِ .(3)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : آیاتُ القرآنِ خَزائنُ العِلمِ ، فکُلَّما فَتَحتَ خِزانَةً فیَنبغی لکَ أن تَنظُرُ فیها .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن قِراءةِ القرآنِ فی لیلَةٍ - : لا یُعجِبُنی أن تَقرَأهُ فی أقَلَّ مِن شَهرٍ .(5)
5 - الخُشوعُ :
الکتاب :
(أَلَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُم لِذِکْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِن قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لَأعجَبُ کیفَ لا أشیبُ إذا قَرَأتُ القرآنَ !(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اقرَؤوا القرآنَ بالحُزنِ ؛ فإنّهُ نَزَلَ بالحُزنِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اقرؤوا القرآنَ وابکُوا ، فإن لم تَبکُوا فَتَباکَوا ، لیس مِنّا مَن لم یَتَغَنَّ بالقرآنِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن عَینٍ فاضَت مِن قِراءةِ القرآنِ إلّا قَرَّتْ یَومَ القِیامَةِ .(11)
عیون أخبار الرِّضا عن رجاءِ بنِ أبی الضحّاکِ - فی ذکرِ سیرة الإمام الرِّضا علیه السلام وقد صَحبَه إلی خراسان - : یُکثِرُ باللَّیلِ فی فِراشِهِ مِن تِلاوَةِ القرآنِ ، فإذا مَرَّ بآیَةٍ فیها ذِکرُ جَنّةٍ أو
ص :253
نارٍ بَکی وسَألَ اللَّهَ الجَنّةَ وتَعَوَّذَ بهِ مِن النارِ .(1)
6 - العمل :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ القرآنُ بالتِّلاوَةِ ولا العِلمُ بالرِّوایَةِ ، ولکنِ القرآنُ بالهِدایَةِ والعِلمُ بالدِّرایَةِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنتَ تَقرَأُ القرآنَ ما نَهاکَ ، فإذا لم یَنهَکَ فَلَستَ تَقرَؤهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اقرَأِ القرآنَ ما نَهاکَ ، فإن (فإذا) لم یَنهَکَ فلَستَ تَقرَؤهُ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اقرَؤوا القرآنَ بألحانِ العَرَبِ وأصواتِها ، وإیّاکُم ولُحونَ أهلِ الفِسقِ وأهلِ الکبائرِ ؛ فإنّهُ سَیَجِی ءُ مِن بَعدِی أقوامٌ یُرَجِّعونَ القرآنَ تَرجیعَ الغِناءِ والنَّوحِ والرَّهبانیّةِ ، لا یَجوزُ تَراقِیهُم ، قُلوبُهُم مَقلوبَةٌ ، وقُلوبُ مَن یُعجِبُهُ شَأنُهم .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی أخافُ علَیکُمُ استِخفافاً بالدِّینِ ... وأن تَتَّخِذُوا القرآنَ مَزامیرَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَأَ القرآنَ یَتَأکَّلُ بهِ الناسَ جاءَ یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لیسَ علَیهِ لَحمٌ .(8)
کنز العمّال عن عبد اللَّه بن رَواحة : نَهانا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یَقرَأَ أحَدُنا القرآنَ وهُو جُنُبٌ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الغُرَباءُ فی الدنیا أربَعةٌ : قرآنٌ فی جَوفِ ظالِمٍ ، ومَسجِدٌ فی نادی قَومٍ لا یُصَلّی فیهِ ، ومُصحَفٌ فی بَیتٍ لا یُقرَأُ فیهِ ، ورَجُلٌ صالِحٌ مَع قَومِ سوءٍ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : رُبَّ تالِ القرآنِ والقرآنُ یَلعَنُهُ .(12)
ص :254
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرُ مُنافِقی اُمَّتی قُرّاؤها .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی جَهنَّمَ رَحاءً مِن حَدیدٍ تُطحَنُ بها رُؤوسُ القُرّاءِ ، والعُلَماءِ المُجرمینَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَعَلَّمَ القرآنَ للدنیا وزینَتِها حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ الجَنّةَ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن دَخَلَ علی إمامٍ جائرٍ فَقَرَأَ علَیهِ القرآنَ یُریدُ بذلکَ عَرَضاً مِن عَرَضِ الدنیا لُعِنَ القارئُ بِکُلِّ حَرفٍ عَشرَ لَعناتٍ ، ولُعِنَ المُستَمِعُ بکُلِّ حَرفٍ لَعنَةً .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قُرّاءُ القرآنِ ثلاثةٌ : رجُلٌ قَرَأَ القرآنَ فاتَّخَذَهُ بِضاعَةً فاستَحرَمَهُ (6) المُلوکَ واستَمالَ به الناسَ ، ورَجُلٌ قَرَأَ القرآنَ فأقامَ حُروفَهُ وضَیَّعَ حُدودَهُ ، کَثُرَ هؤلاءِ مِن قُرّاءِ القرآنِ لا کَثَّرَهُم اللَّهُ تعالی ! ورجُلٌ قَرَأَ القرآنَ فَوَضَعَ دَواءَ القرآنِ علی داءِ قلبِهِ فَأسهَرَ بهِ لیلَهُ وأظمَأَ بهِ نَهارَهُ وقامُوا(7) فی مَساجِدِهِم وحَبَوا بهِ (8) تَحتَ بَرانِسِهِم ، فهؤلاءِ یَدفَعُ اللَّهُ بهِمُ البَلاءَ ویُزیلُ (9) مِن الأعداءِ ویُنزِلُ غیثَ السماءِ ، فواللَّهِ لَهؤلاءِ مِن القُرّاءِ أعَزُّ مِن الکِبریتِ الأحمَرِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَأَ القرآنَ یُریدُ بهِ السُّمعَةَ والتِماسَ شی ءٍ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لیسَ علَیهِ لَحمٌ ... ومَن قَرَأ القرآنَ ولم یَعمَلْ بهِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ أعمی فیقولُ : (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أعْمی وَ قَدْ کُنتُ بَصیراً)(11)؟!(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِإیاسِ بنِ عامِرٍ - : یا أخا عکٍّ ، إنّک إن بَقِیتَ فَسَتَقرأُ القرآنَ ثلاثةُ أصنافٍ : صِنفٌ للَّهِ ِ عَزَّوجلَّ ، وصِنفٌ
ص :255
للدنیا، وصِنفٌ للجِدالِ ، فإنِ استَطَعتَ أن تکونَ مِمَّن یَقرَؤهُ للَّهِ ِ عَزَّوجلَّ فافعَلْ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : القُرّاءُ ثلاثةٌ : قارئٌ قَرَأَ (القرآنَ) لِیَستَدِرَّ بهِ المُلوکَ ویَستَطیلَ بهِ علَی الناسِ فذاکَ مِن أهلِ النارِ، وقارئٌ قَرَأَ القرآنَ فَحَفِظَ حُروفَهُ وضَیَّعَ حُدودَهُ فذاکَ مِن أهلِ النارِ ، وقارئٌ قَرَأَ (القرآنَ) فاستَتَرَ بهِ تَحتَ بُرنُسِهِ فهُو یَعمَلُ بمُحکَمِهِ ویُؤمِنُ بمُتَشابِهِهِ ویُقیمُ فَرائضَهُ ویُحِلُّ حَلالَهُ ویُحَرِّمُ حَرامَهُ فهذا مِمَّن یُنقِذُهُ اللَّهُ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ وهُو مِن أهلِ الجَنّةِ ویُشَفَّعُ فیمَن شاءَ .(2)
عنه علیه السلام : إنَّ مِن الناسِ مَن یَتَعَلَّمُ القرآنَ لِیُقالَ : فلانٌ قارِئٌ ! ومِنهُم مَن یَتَعَلَّمُهُ فَیَطلُبُ بهِ الصَّوتَ فیقالُ : فلانٌ حَسَنُ الصَّوتِ ! ولیسَ فی ذلک خَیرٌ ، ومِنهُم مَن یَتَعَلَّمُهُ فیَقومُ بهِ فی لیلِهِ ونَهارِهِ ، لا یُبالِی مَن عَلِمَ ذلکَ ومَن لم یَعلَمْهُ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا مَن اشتاقَ إلَی اللَّهِ فَلیَستَمِعْ کلامَ اللَّهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَنِ استَمَعَ آیَةً مِن القرآنِ خَیرٌ لَهُ مِن ثَبِیرٍ ذَهَباً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُدفَعُ عن قارئِ القرآنِ بَلاءُ الدنیا ، ویُدفَعُ عن مُستَمِعِ القرآنِ بَلاءُ الآخِرَةِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ استَمَعَ إلی آیَةٍ مِن کتابِ اللَّهِ کُتِبَت لَهُ حَسَنةً مُضاعَفةً ، ومَن تَلا آیَةً مِن کتابِ اللَّهِ کانَت لَهُ نوراً یَومَ القِیامَةِ .(8)
الکتاب :
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(9)
ص :256
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا یُتْلَی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً * وَیَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً * وَیَخِرُّونَ لِلأَْذْقانِ یَبْکُونَ وَیَزِیدُهُمْ خُشُوعاً) .(1)
(أُولَئِکَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَإسْرَائِیلَ وَمِمَّنْ هَدَیْنا وَاجْتَبَیْنا إِذَا تُتْلَی عَلَیْهِمْ آیاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُکِیّاً) .(2)
(أَلَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُم لِذِکْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ یقولُ للمؤمنینَ : (وإذا قُرِئَ القُرآنُ) یَعنی فی الفَریضَةِ خَلفَ الإمامِ (فاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سَألَهُ زُرارَةُ عن وُجوبِ الإنصاتِ والاستِماعِ علی مَن یَسمَعُ القرآنَ - : نَعَم، إذا قُرئَ القرآنُ عِندَکَ فقد وَجَبَ علَیکَ الاستِماعُ والإنصاتُ.(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما أنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ آیَةً إلّا لَها ظَهرٌ وبَطنٌ، وکلُّ حَرفٍ حَدٌّ، وکُلٌّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القرآنُ ظاهِرُهُ أنیقٌ ، وباطِنُهُ عَمیقٌ .(7)
عنه علیه السلام : إنّ کتابَ اللَّهِ علی أربَعةِ أشیاءَ : علَی العِبارَةِ ، والإشارَةِ ، واللَّطائفِ ، والحَقائقِ . فالعِبارَةُ للعَوامِّ ، والإشارَةُ للخَواصِّ ، واللَّطائفُ للأولیاءِ ، والحقائقُ للأنبیاءِ .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ للقرآنِ بَطناً ، وللبَطنِ بَطنٌ ، ولَهُ ظَهرٌ ، وللظَّهرِ ظَهرٌ ، ... ولیسَ شی ءٌ أبعَدَ مِن عُقولِ الرِّجالِ مِن تَفسیرِ القرآنِ ، إنّ الآیَةَ لَتَکُونُ أوَّلُها فی شی ءٍ وآخِرُها فی شی ءٍ ، وهُو کلامٌ مُتَّصِلٌ یَتَصرَّفُ علی وُجوهٍ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : القرآنُ کُلُّهُ تَقریعٌ ، وباطِنُهُ تَقریبٌ .(10)
ص :257
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ جلَّ جلالُه : ما آمَنَ بی مَن فَسَّرَ بِرَأیهِ کَلامی .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قالَ فی القرآنِ بغَیرِ عِلمٍ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِن النارِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَکَلَّمَ فی القرآنِ برَأیهِ فَأصابَ فَقَد أخطَأَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قالَ فی القرآنِ بغَیرِ ما عِلمٍ جاءَ یَومَ القِیامَةِ مُلجَماً بلِجامٍ مِن نارٍ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرُ ما أخافُ علی اُمَّتِی مِن بَعدی رجُلٌ یَتَأوَّلُ القرآنَ یَضَعُهُ علی غیرِ مَواضِعِهِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی معاویةَ - : فَعَدَوتَ علَی الدنیا بِتأویلِ القرآنِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن فَسَّرَ القرآنَ بِرَأیهِ فَأصابَ لم یُؤجَرْ ، وإن أخطَأَ کانَ إثمُهُ علَیهِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذلکَ القرآنَ فاستَنطِقُوهُ ، ولن یَنطِقَ ، ولکنْ اُخْبِرُکُم عَنهُ .(9)
عنه علیه السلام - فی وَصفِ عِترَةِ النبیِّ صلواتُ اللَّهِ علَیهِم - : هُم أزِمَّةُ الحَقِّ ، وأعلامُ الدِّینِ ، وألسِنَةُ الصِّدقِ ، فَأنزِلُوهُم بأحسَنِ مَنازِلِ القرآنِ ، وَرِدُوهُم وُرودَ الهِیمِ العِطاشِ .(10)
الکافی عن زید الشحّام : دَخَلَ قَتادةُ بنُ دِعامةَ علی أبی جَعفرٍ علیه السلام فقالَ : یا قَتادَةُ ، أنتَ فَقیهُ أهلِ البصرةِ ؟ فقالَ : هکذا یَزعُمونَ ، فقالَ أبو جعفرٍ علیه السلام : بَلَغَنی أ نّکَ تُفَسِّرُ القرآنَ ، قالَ لَهُ قَتادةُ :
ص :258
نَعَم ، فقالَ أبو جعفرٍ علیه السلام : بِعِلمٍ تُفَسِّرُهُ أم بجَهلٍ ؟ قالَ: لا، بِعلمٍ - إلی أن قالَ - یا قَتادَةُ، إنّما یَعرِفُ القرآنَ مَن خُوطِبَ بهِ.(1)
الکتاب :
(هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ عَلَیْکَ الْکِتابَ مِنْهُ آیاتٌ مُحْکَماتٌ هُنَّ اُمُّ الْکِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ فَیَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْویلِهِ وَما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إلّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما یَذَّکَّرُ إلّا أُولُو الأَلْبابِ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ القرآنَ نَزَلَ علی خَمسةِ وُجوهٍ : حَلالٍ ، وحَرامٍ ، ومُحکَمٍ ، ومُتَشابِهٍ ، وأمثالٍ . فاعمَلُوا بالحَلالِ ، ودَعُوا الحَرامَ ، واعمَلُوا بالمُحکَمِ ، ودَعُوا المُتَشابِهَ ، واعتَبِرُوا بالأمثالِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اُنزِلَ القرآنُ علی سَبعَةِ أحرُفٍ : آمِرٍ ، وزاجِرٍ، وتَرغیبٍ، وتَرهیبٍ، وجَدَلٍ، وقَصصٍ، ومَثَلٍ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی أنزلَ القرآنَ علی سَبعَةِ أقسامٍ ، کُلٌّ مِنها شافٍ کافٍ ، وهی : أمرٌ ، وزَجرٌ ، وتَرغیبٌ ، وتَرهیبٌ ، وجَدَلٌ ، ومَثَلٌ ، وقَصصٌ . وفی القرآنِ ناسِخٌ ومَنسوخٌ ومُحکَمٌ ومُتشابِهٌ ، وخاصٌّ وعامٌّ ، ومُقدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ ، وعَزائمُ ورُخَصٌ ، وحَلالٌ وحَرامٌ ، وفَرائضُ وأحکامٌ ، ومُنقَطِعٌ ومَعطوفٌ ، ومُنقَطِعٌ غیرُ مَعطوفٍ، وحَرفٌ مَکانَ حَرفٍ .
ومِنهُ ما لَفظُهُ خاصٌّ ، ومِنهُ ما لَفظُهُ عامٌّ مُحتَمِلُ العُمومِ ، ومِنهُ ما لَفظُهُ واحِدٌ ومَعناهُ جَمعٌ ، ومِنهُ ما لَفظُهُ جَمعٌ ومَعناهُ واحِدٌ ، ومِنهُ ما لَفظُهُ ماضٍ ومَعناهُ مُستَقبَلٌ ، ومِنهُ ما لَفظُهُ علَی الخَبَرِ ومَعناهُ حِکایَةٌ عن قَومٍ آخَرَ ، ومِنهُ ما هُو باقٍ مُحرَّفٌ عن جِهَتِهِ، ومِنهُ ما هُو علی خِلافِ تَنزیلِهِ ، ومِنهُ ما تَأویلُهُ فی تَنزیلِهِ ، ومِنهُ ما تأویلُهُ قَبلَ تَنزیلِهِ ، ومِنهُ ما تأویلُهُ بَعدَ تَنزیلِهِ .
ص :259
ومِنهُ آیاتٌ بَعضُها فی سُورَةٍ وتَمامُها فی سُورَةٍ اُخری ، ومِنهُ آیاتٌ نِصفُها مَنسوخٌ ونِصفُها مَتروکٌ علی حالِهِ ، ومِنهُ آیاتٌ مُختَلِفَةُ اللَّفظِ مُتَّفِقَةُ المَعنی ، ومِنهُ آیاتٌ مُتَّفِقَةُ اللَّفظِ مُختَلِفَةُ المَعنی ، ومِنهُ آیاتٌ فیها رُخصَةٌ وإطلاقٌ بعدَ العَزیمَةِ ، لأنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یُحِبُّ أن یُؤخَذَ بِرُخَصِهِ کما یُؤخَذُ بِعَزائمِهِ .
ومنه رُخصَةٌ صاحِبُها فیها بالخِیارِ إن شاءَ أخَذَ وإن شاءَ تَرَکَها ، ومِنهُ رُخصَةٌ ظاهِرُها خِلافُ باطِنِها یُعمَلُ بظاهِرِها عندَ التَّقیَّةِ ولا یُعمَلُ بباطِنِها مَع التَّقیَّةِ ، ومِنهُ مُخاطَبَةٌ لِقَومٍ والمَعنی لآخَرینَ ، ومِنهُ مُخاطَبَةٌ للنبیِّ صلی اللَّه علیه وآله ومَعناهُ واقِعٌ علی اُمَّتِهِ ، ومِنهُ لا یُعرَفُ تَحریمُهُ إلّا بتَحلِیلِهِ ، ومِنهُ ما تَألیفُهُ وتَنزیلُهُ علی غیرِ معنی ما اُنزِلَ فیهِ .
ومِنهُ رَدٌّ مِن اللَّهِ تعالی واحتِجاجٌ علی جَمیعِ المُلحِدینَ والزَّنادِقةِ والدَّهریّةِ والثَّنَویّةِ والقَدَریّةِ والمُجَبِّرَةِ وعَبَدَةِ الأوثانِ وعَبَدَةِ النِّیرانِ ، ومِنهُ احتِجاجٌ علَی النَّصاری فی المَسیحِ علیه السلام ، ومِنهُ الرَّدُّ علَی الیَهودِ ، ومِنهُ الرَّدُّ علی مَن زَعَمَ أنَّ الإیمانَ لا یَزیدُ ولا یَنقُصُ وأنَّ الکُفرَ کذلکَ ، ومِنهُ رَدٌّ علی مَن زَعَمَ أن لیسَ بَعدَ المَوتِ وقَبلَ القِیامَةِ ثَوابٌ وعِقابٌ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن تَفسیرِ المُحکَمِ والمُتَشابِهِ مِن کتابِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ - : أمّا المُحکَمُ الذی لم یَنسَخْهُ شی ءٌ مِن القرآنِ فهُو قَولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (هُوَ الّذی أنزَلَ عَلَیکَ الکِتابَ مِنهُ آیاتٌ مُحْکَماتٌ هُنَّ اُمُّ الکِتابِ واُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) وإنّما هَلَکَ الناسُ فی المُتَشابِهِ لأنَّهُم لم یَقِفُوا علی مَعناهُ ولَم یَعرِفُوا حَقیقَتَهُ ، فَوَضَعُوا لَهُ تأویلاتٍ مِن عندِ أنفُسِهِم بآرائهِم واستَغنَوا بذلکَ عن مَسألةِ الأوصیاءِ ... . وأمّا المُتَشابِهُ مِن القرآنِ فهُو الذی انحَرَفَ مِنهُ ، مُتَّفِقُ اللَّفظِ مُختَلِفُ
ص :260
المَعنی ، مِثلُ قَولِهِ عَزَّوجلَّ : (یُضِلُّ اللَّهُ مَن یَشاءُ ویَهدِی مَن یَشاءُ)(1) فَنَسَبَ الضَّلالَةَ إلی نفسِهِ فی هذا المَوضِعِ ، وهذا ضَلالُهُم عن طریقِ الجَنّةِ بفِعلِهِم ، ونَسَبَهُ إلَی الکُفّارِ فی مَوضِعٍ آخَرَ ونَسَبَهُ إلَی الأصنامِ فی آیَةٍ اُخری .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ المُحکَمِ والمُتَشابِهِ - : المُحکَمُ ما نَعمَلُ بهِ ، والمُتَشابِهُ ما اشتَبَهَ علی جاهِلِهِ .(4)
عنه علیه السلام - أیضاً - : المُحکَمُ ما یُعمَلُ بهِ ، والمُتَشابِهُ الذی یُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً (5) . (6)
عنه علیه السلام : إنّ القرآنَ فیهِ مُحکَمٌ ومُتَشابِهٌ ، فأمّا المُحکَمُ فنُؤمِنُ بهِ ونَعمَلُ بهِ ونَدینُ بهِ ، وأمّا المُتَشابِهُ فنُؤمِنُ بهِ ولا نَعمَلُ بهِ .(7)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن رَدَّ مُتَشابِهَ القرآنِ إلی مُحکَمِهِ هُدِیَ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبیَّهُ ب «إیّاکَ أعنی واسمَعی یا جارَة» .(10)
عنه علیه السلام : نَزَلَ القرآنُ ب«إیّاکَ أعنی واسمَعی یا جارَة» .(11)
عنه علیه السلام: ما عاتَبَ اللَّهُ نَبیَّهُ فهو یَعنی بهِ مَن قد مَضی فی القرآنِ مِثلُ قَولِهِ : (ولولا أنْ ثَبَّتْناکَ لَقَدْ کِدْتَ تَرْکَنُ إلَیهِم شَیئاً قَلیلاً)(12) عَنی بذلکَ غَیرَهُ .(13)
ص :261
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (عَفا اللَّهُ عَنکَ لِمَ أذِنْتَ لَهُم)(1) - : هذا مِمّا نَزَلَ ب «إیّاکَ أعنی واسمَعی یا جارَة» ... وکذلکَ قولُهُ عَزَّوجلَّ : (لَئنْ أشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ وَ لَتَکونَنَّ مِنَ الخَاسِرینَ)(2) وقولُهُ عَزَّوجلَّ : (ولَولا أنْ ثَبَّتْناکَ لَقَدْ کِدْتَ تَرْکَنُ إلَیْهِمْ شَیئاً قَلیلاً) .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القرآنُ ذو وُجوهٍ ، فَاحمِلُوهُ علی أحسَنِ وُجوهِهِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِعَبدِاللَّهِ بنِ العبّاسِ لَمّا بَعَثَهُ للاحتِجاجِ علَی الخَوارجِ - : لا تُخاصِمْهُم بالقرآنِ ؛ فإنَّ القرآنَ حَمّالٌ ذو وُجوهٍ ، تَقولُ ویَقولونَ ، ولکنْ حاجِجْهُم (خاصِمْهُم) بالسُّنَّةِ ، فإنّهُم لن یَجِدُوا عَنها مَحیصاً .(5)
الدرّ المنثور عن عِکرمَةَ : سَمِعتُ ابنَ عبّاسٍ یُحَدِّثُ عنِ الخَوارجِ الذینَ أنکَرُوا الحُکومَةَ فَاعتَزَلُوا علیَّ بنَ أبی طالبٍ ، قالَ : فاعتَزَلَ مِنهُم اثنا عَشَرَ ألفاً فَدَعانی علیٌّ فقالَ : اذهَبْ إلَیهِم فخاصِمْهُم وادْعُهُم إلَی الکتابِ والسُّنَّةِ ، ولا تُحاجَّهُم بالقرآنِ فإنّهُ ذو وُجوهٍ ، ولکنْ خاصِمْهُم بالسُّنَّةِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله:(الحَمدُللَّهِ ِ رَبِ العالَمینَ) اُمُّ القرآنِ واُمُّ الکتابِ والسَّبعُ المَثانی .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله :(الحَمدُ للَّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ) سَبعُ آیاتٍ ، (بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ) إحداهُنَّ، وهِی السَّبعُ المَثانی والقرآنُ العَظیمُ ، وهِی اُمُّ القرآنِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما أنزَلَ اللَّهُ فی التَّوراةِ ولا فی الإنجیلِ ولا فی الزَّبورِ ولا فی الفُرقانِ مِثلَ اُمِّ القرآنِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن قَرَأَ فاتِحَةَ الکتابِ فکأ نَّما قَرَأَ التَّوراةَ والإنجیلَ والزَّبورَ والفُرقانَ .(10)
الدرّ المنثور عن أبی سعیدِ بنِ المُعلَّی : کنتُ اُصَلّی فَدَعانی النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله فلَم اُجِبهُ ،
ص :262
فقالَ : ألَم یَقُلِ اللَّهُ : (اسْتَجِیبُوا للَّهِ ِ ولِلرَّسولِ إذا دَعاکُم)(1) ؟ ! ثُمّ قالَ : لَاُعَلِّمَنَّکَ أعظَمَ سُورَةٍ فی القرآنِ قبلَ أن تَخرُجَ مِن المَسجِدِ ، فَأخَذَ بِیَدی ، فلَمّا أرَدنا أن نَخرُجَ قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنّکَ قلتَ : لَاُعَلِّمَنَّکَ سُورَةً فی القرآنِ ؟ قالَ : (الحَمدُ للَّهِ ِ ربِّ العالَمینَ) هی سَبعُ المَثانی والقرآنُ العَظیمُ الذی اُوتیتُهُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ لِکُلِّ شی ءٍ قَلباً ، وإنّ قَلبَ القرآنِ یس .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أعظَمُ آیَةٍ فی القرآنِ آیَةُ الکُرسِیِّ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : وأعدَلُ آیَةٍ فی القرآنِ (إنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالعَدلِ والإحسانِ)(6) إلی آخِرِها .
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : وأخوَفُ آیَةٍ فی القرآنِ (فَمَنْ یَعمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیراً یَرَهُ * ومَنْ یَعمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ) .(7)
ص :264
ص :266
الکتاب :
(ثُمَّ أَوْرَثْنا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ) .(1)
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئکَ الْمُقَرَّبُونَ) .(2)
(فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ * فَرَوْحٌ وَرَیْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِیمٍ) .(3)
(عَیْناً یَشْرَبُ بِها الْمُقَرَّبُونَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (والسّابِقونَ الأَوَّلُونَ مِن المُهاجِرِینَ والأَنصارِ)(5) وقولهِ : (والسابِقونَ السابِقونَ * أُولئکَ المُقرَّبُونَ) - : أنزَلَها اللَّهُ تعالی فی الأنبیاءِ وأوصیائهِم ، فأنا أفضَلُ أنبیاءِ اللَّهِ ورُسُلِهِ ، وعلیُّ بنُ أبی طالبٍ وَصِیِّی أفضَلُ الأوصیاءِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (ثُمَّ أَورَثنا الکتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا . . .) - : أمّا السابِقُ فَیَدخُلُ الجَنَّةَ بغیرِ حِسابٍ ، وأمّا المُقتَصِدُ فَیُحاسَبُ حِساباً یَسیراً ، وأمّا الظالِمُ لنفسِهِ فیُحبَسُ فی المَقامِ ثُمّ یَدخُلُ الجَنّةَ ، فهُمُ الذینَ قالوا: (الحَمدُ للَّهِ ِ الذی أذْهَبَ عَنّا الحَزَنَ)(7) . (8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - أیضاً - : السابِقُ بالخَیراتِ : الإمامُ ، والمُقتَصِدُ : العارِفُ للإمامِ ، والظالِمُ لنفسِهِ : الذی لا یَعرِفُ الإمامَ .(9)
عنه علیه السلام - أیضاً - : أمّا الظالِمُ لنفسِهِ مِنّا فَمَن عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً وآخَرَ سَیّئاً ، وأمّا المُقتَصِدُ فهُو المُتَعبِّدُ المُجتَهِدُ ، وأمّا السابِقُ بالخَیراتِ فَعَلِیٌّ والحَسَنُ والحُسَینُ علیهم السلام ومَن قُتِلَ مِن آلِ محمدٍ صلی اللَّه علیه وآله شَهیداً .(10)
عنه علیه السلام - أیضاً لأبی إسحاق - : هِی لَنا خاصّةً یا أبا إسحاقَ ، أمّا السابِقُ بالخَیراتِ فعلیُّ بنُ أبی طالبٍ
ص :267
والحَسَنُ والحُسَینُ والشَّهیدُ مِنّا أهلَ البَیتِ، وأمّا المُقتَصِدُ فصائمٌ بالنهارِ وقائمٌ باللیلِ ، وأمّا الظالِمُ لنفسِهِ ففیهِ ما جاءَ فی التائبین ، وهُو مَغفورٌ لَهُ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - أیضاً - : الظالِمُ یَحُومُ حَوْمَ (2) نفسِهِ ، والمُقتَصِدُ یَحومُ حَومَ قلبِهِ، والسابِقُ یَحُومُ حَومَ رَبِّهِ عَزَّوجلَّ.(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَکتوبٌ فی الإنجیلِ : ... طُوبی لِلمُصلِحینَ بینَ الناسِ ، اُولئکَ هُمُ المُقَرَّبونَ یَومَ القِیامَةِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علَیکُم بِصِدقِ الإخلاصِ وحُسنِ الیَقینِ، فإنّهُما أفضَلُ عِبادَةِ المُقَرَّبینَ.(5)
عنه علیه السلام: الجُودُ فی اللَّهِ عِبادَةُ المُقَرَّبینَ .(6)
تنبیه الخواطر : إنَّ عیسی مَرَّ بثلاثةِ نَفَرٍ قد نَحَلَت أبدانُهُم وتَغَیَّرَت ألوانُهُم ، فقالَ لَهُم : ما الذی بَلَغَ بِکُم ما أری ؟ فقالوا : الخَوفُ مِن النارِ، فقالَ : حَقٌّ علَی اللَّهِ أن یُؤمِنَ الخائفَ .
ثُمّ جاوَزَهُم إلی ثلاثةٍ آخَرِینَ فإذا هُم أشَدُّ نُحولاً وتَغَیُّراً ، فقالَ : ما الذی بَلَغَ بِکُم ما أری ؟ قالوا : الشَّوقُ إلَی الجَنّةِ ، فقالَ : حَقٌّ علَی اللَّهِ أن یُعطِیَکُم ما تَرجُونَ .
ثُمّ جاوَزَهُم إلی ثلاثةٍ آخَرینَ فإذا هُم أشَدُّ نُحولاً وتَغیُّراً کأنَّ علی وُجوهِهِمُ المَرایا مِن النُّورِ ، فقالَ : ما الذی بَلَغَ بِکُم ما أری ؟ فقالوا : نُحِبُّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ، فقالَ : أنتُمُ المُقَرَّبُونَ ، أنتُمُ المُقَرَّبونَ .(7)
ص :268
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فیما أوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی داوودَ علیه السلام : یا داوودُ ، کما أنَّ أقرَبَ الناسِ مِن اللَّهِ المُتَواضِعُونَ کذلکَ أبعَدُ الناسِ مِن اللَّهِ المُتَکبِّرُونَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أقرَبُ الناسِ مِن اللَّهِ سبحانَهُ أحسَنُهُم إیماناً .(2)
عنه علیه السلام : أقرَبُ العِبادِ إلَی اللَّهِ تعالی أقوَلُهُم لِلحَقِّ وإن کانَ علَیهِ ، وأعمَلُهُم بالحَقِّ وإن کانَ فیهِ کُرهُهُ .(3)
عنه علیه السلام - فی صفةِ الملائکةِ الکِرامِ - : هُم أعلَمُ خَلقِکَ بکَ ، وأخوَفُهُم لکَ ، وأقرَبُهُم مِنکَ .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنَّ أقرَبَکُم مِن اللَّهِ أوسَعَکُم خُلقاً .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أقرَبُ ما یکونُ العَبدُ إلَی اللَّهِ وهُو ساجِدٌ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أقرَبُ ما یکونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ إذا دَعا رَبَّهُ وهُو ساجِدٌ .(8)
عنه علیه السلام : أقرَبُ ما یکونُ العَبدُ مِن اللَّهِ جلَّ وعَزَّ إذا خَفَّ بَطنُهُ ، وأبغَضُ ما یکونُ العَبدُ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ إذا امتَلَأَ بَطنُهُ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثةٌ هُم أقرَبُ الخَلقِ إلَی اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ حتّی یَفرُغَ (الناسُ) مِن الحِسابِ : رجُلٌ لم تَدَعْهُ قُدرَتُهُ فی حالِ غَضَبِهِ إلی أن یَحیفَ علی مَن تَحتَ یَدَیهِ ، ورجُلٌ مَشی بینَ اثنَینِ فلم یَمِلْ مَعَ أحَدِهِما علَی الآخَرِ بشَعیرَةٍ، ورجُلٌ قالَ الحَقَّ فیما لَهُ وعلَیهِ.(11)
ص :269
عنه علیه السلام : الزارِعونَ کُنوزُ الأنامِ ، یَزرَعُونَ طَیِّباً أخرَجَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ ، وهُم یَومَ القِیامَةِ أحسَنُ الناسِ مَقاماً وأقرَبُهُم مَنزِلَةً ، یُدْعَونَ المُبارَکینَ .(1)
الکافی : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لمّا اُسرِیَ بهِ - : یا رَبِّ، ما حالُ المؤمِنِ عِندَکَ ؟ قالَ : یا محمّدُ ... ما یَتَقَرَّبُ إلَیَّ عَبدٌ مِن عِبادِی بشی ءٍ أحَبّ إلَیَّ ممّا افتَرَضتُ علَیهِ ، وإنّهُ لَیَتقرَّبُ إلَیَّ بالنافِلَةِ حتّی اُحِبَّهُ ، فإذا أحبَبتُهُ کنتُ إذاً سَمعَهُ الذی یَسمَعُ بهِ ، وبَصَرَهُ الذی یُبصِرُ بهِ ، ولِسانَهُ الذی یَنطِقُ بهِ ، ویَدَهُ التی یَبطِشُ بها ، إن دَعانی أجَبتُهُ ، وإن سَألَنی أعطَیتُهُ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی : ... ما یَتَقَرَّبُ إلَیَّ عَبدِی بمِثلِ أداءِ ما افتَرَضتُ علَیهِ ، ولا یَزالُ عَبدی یَبتَهِلُ إلَیَّ حتّی اُحِبَّهُ، ومَن أحبَبتُهُ کُنتُ لَهُ سَمعاً وبَصَراً ویَداً ومَوئلاً ، إن دَعانی أجَبتُهُ ، وإن سَألَنی أعطَیتُهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یَقولُ : ... لا یَزالُ عبدی یَتَقرَّبُ إلَیَّ بالنَّوافِلِ حتّی اُحِبَّهُ ، فَأکونَ أنا سَمعَهُ الذی یَسمَعُ بهِ ، وبَصَرَهُ الذی یُبصِرُ بهِ ، ولِسانَهُ الذی یَنطِقُ بهِ ، وقَلبَهُ الذی یَعقِلُ بهِ ، فإذا دَعانی أجَبتُهُ ، وإذا سَألَنی أعطَیتُهُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوُصلَةُ باللَّهِ فی الانقِطاعِ عنِ الناسِ .(5)
عنه علیه السلام : مَن صَبَرَ علَی اللَّهِ وَصَلَ إلَیهِ .(6)
عنه علیه السلام : لن تَتَّصِلَ بالخالِقِ حتّی تَنقَطِعَ عنِ الخَلقِ .(7)
عنه علیه السلام - فی المناجاةِ الشَّعبانیّةِ - : إلهی هَبْ لی کمالَ الانقِطاعِ إلَیکَ ، وأنِرْ أبصارَ قُلوبِنا بضِیاءِ نَظَرِها إلَیکَ ، حتّی تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النورِ ، فَتَصِلَ إلی مَعدِنِ العَظَمَةِ .(8)
ص :270
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : سبحانَکَ ، ما أضیَقَ الطُّرُقَ علی مَن لم تَکُن دَلیلَهُ ! وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَیتَهُ سَبیلَهُ ! إلهی ، فاسلُکْ بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَیکَ ، وسَیِّرنا فی أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ علَیکَ .(1)
عنه علیه السلام - أیضاً - : اللّهُمّ اجعَلنی مِن الذینَ جَدُّوا فی قَصدِکَ فلم یَنکُلُوا ، وسَلَکوا الطَّریقَ إلَیکَ فلم یَعدِلوا ، واعتَمَدُوا علَیکَ فی الوُصولِ حتّی وَصَلُوا .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وأنْذِرْ بهِ الّذینَ یَخافُونَ أن یُحْشَرُوا إلی رَبِّهِم)(3) - : أنذِرْ بالقرآنِ مَن یَرجُونَ الوُصولَ إلی رَبِّهِم تُرَغِّبْهُم فیما عِندَهُ ، فإنَّ القرآنَ شافِعٌ مُشَفَّعٌ لَهم .(4)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : إنَّ الوُصولَ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ سَفَرٌ لا یُدرَکُ إلّا بامتِطاءِ اللَّیلِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یقولُ اللَّهُ : ... مَنِ اقتَرَبَ إلَیَّ شِبراً اقتَرَبتُ إلَیهِ ذِراعاً ، ومَنِ اقتَرَبَ إلَیَّ ذِراعاً اقتَرَبتُ إلَیهِ باعاً ، ومَن أتانی یَمشی أتَیتُهُ هَروَلَةً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : ... مَن تَقَرَّبَ إلَیَّ شِبراً تَقَرَّبتُ إلَیهِ ذِراعاً ، ومَن تَقَرَّبَ إلَیَّ ذِراعاً تَقَرَّبتُ إلَیهِ باعاً ، وإذا أقبَلَ إلَیَّ یَمشی أقبَلتُ إلَیهِ اُهَروِلُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَقَرَّبَ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ شِبراً تَقَرَّبَ إلَیهِ ذِراعاً ، ومَن تَقَرَّبَ إلَیهِ ذِراعاً تَقَرَّبَ إلَیهِ باعاً ، ومَن أقبَلَ إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ ماشِیاً أقبَلَ إلَیهِ مُهَروِلاً ،واللَّهُ أعلی وأجَلُّ ، واللَّهُ أعلی وأجَلُّ ، واللَّهُ أعلی وأجَلُّ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ تعالی : یابنَ آدَمَ ، قُمْ إلَیَّ أمشِ إلَیکَ ، وامشِ إلَیَّ اُهَروِلْ إلَیکَ .(9)
ص :271
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّکُم إن أقبَلتُم علَی اللَّهِ أقبَلتُم ، وإن أدبَرتُم عَنهُ أدبَرتُم .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یا علیُّ ، إذا تَقَرَّبَ العِبادُ إلی خالِقِهِم بالبِرِّ فَتَقَرَّبْ إلَیهِ بالعَقلِ تَسبِقْهُم .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَقَرُّبُ العَبدِ إلَی اللَّهِ سبحانَهُ بِإخلاصِ نِیَّتِهِ .(3)
عنه علیه السلام : فواللَّهِ لو حَنَنتُم حَنینَ الوُلَّهِ العِجالِ ، ودَعَوتُم بهَدِیلِ الحَمامِ ، وجَأرتُم جُؤارَ مُتَبتِّلی الرُّهبانِ ، وخَرَجتُم إلَی اللَّهِ مِن الأموالِ والأولادِ ، التِماسَ القُربَةِ إلَیهِ فی ارتِفاعِ دَرَجةٍ عِندَهُ ، أو غُفرانِ سَیِّئَةٍ أحصَتها کُتُبُهُ ، وحَفِظَتها رُسُلُهُ ، لَکانَ قلیلاً فیما أرجُو لَکُم مِن ثَوابِهِ ، وأخافُ علَیکُم مِن عِقابِهِ .(4)
عنه علیه السلام : اعلَمْ أنَّ ما قَرَّبَکَ مِن اللَّهِ یُباعِدُکَ مِن النارِ ، وما باعَدَکَ مِن اللَّهِ یُقَرِّبُکَ مِن النارِ .(5)
عنه علیه السلام : المُتَقرِّبُ بأداءِ الفَرائضِ والنَّوافِلِ مُتَضاعَفُ الأرباحِ .(6)
عنه علیه السلام : التَّقرُّبُ إلَی اللَّهِ تعالی بمَسألَتِهِ ، وإلَی الناسِ بِتَرکِها .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کانَ فیما ناجی بهِ اللَّهُ موسی علیه السلام علی الطُّورِ أن : یا موسی ، أبلِغْ قَومَکَ أ نّهُ ما یَتَقَرَّبُ إلَیَّ المُتَقرِّبونَ بمِثلِ البُکاءِ مِن خَشیَتی ، وما تَعَبَّدَ لی المُتَعبِّدونَ بمِثلِ الوَرَعِ مِن مَحارِمی ، ولا تَزَیَّنَ لی المُتَزیِّنونَ بمِثلِ الزُّهدِ فی الدنیا عمّا بِهِمُ الغِنی عَنهُ .
فقالَ موسی علیه السلام : یا أکرَمَ الأکرَمینَ ، فماذا أثَبتَهُم علی ذلکَ ؟ فقالَ : یا موسی ، أمّا المُتَقرِّبُونَ إلیَّ بالبُکاءِ مِن خَشیَتی فَهُم فی الرَّفیقِ الأعلی لا یَشرَکُهُم فیهِ أحَدٌ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فیما ناجَی اللَّهُ تبارکَ وتعالی بهِ موسی صلواتُ اللَّهِ علیهِ : یا موسی ، ما تَقَرَّبَ إلَیَّ المُتَقرِّبونَ بمِثلِ الوَرَعِ عن مَحارِمی ،
ص :272
فإنّی أمنَحُهم جِنانَ عَدْنی لا اُشرِکُ مَعهُم أحَداً .(1)
لقمانُ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ - : یا بُنَیَّ ، أحُثُّکَ علی سِتِّ خِصالٍ لیسَ مِن خَصلَةٍ إلّا وهیَ تُقَرِّبُکَ إلی رِضوانِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ وتُباعِدُکَ مِن سَخَطِهِ :
الاُولی : أن تَعبُدَ اللَّهَ ولا تُشرِکَ بهِ شیئاً ، والثانیةُ : الرِّضی بقَضاءِ اللَّهِ فیما أحبَبتَ وکَرِهتَ ، والثالثةُ : أن تُحِبَّ فی اللَّهِ وتُبغِضَ فی اللَّهِ ، والرابعةُ : تُحِبُّ للناسِ ما تُحِبُّ لنَفسِکَ وتَکرَهُ لَهُم ما تَکرَهُ لنَفسِکَ ، والخامسةُ : تَکظِمُ الغَیظَ وتُحسِنُ إلی مَن أساءَ إلَیکَ، والسادسةُ: تَرکُ الهَوی ومُخالَفَةُ الرَّدی .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أبعدُ الخَلقِ مِن اللَّهِ رَجُلانِ : رَجُلٌ یُجالِسُ الاُمَراءَ فما قالوا مِن جَورٍ صَدَّقَهُم علَیهِ ، ومُعَلِّمُ الصِّبیانِ لا یُواسی بَینَهُم ولا یُراقِبُ اللَّهَ فی الیَتیمِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أبعَدُ ما کانَ العَبدُ مِن اللَّهِ إذا کانَ هَمُّهُ بَطنَهُ وفَرْجَهُ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أبعَدُ ما یکونُ العَبدُ مِن اللَّهِ عَزَّوجلَّ إذا لم یَهُمَّهُ إلّا بَطنُهُ وفَرجُهُ .(5)
ص :273
ص :274
ص :276
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إقرارُ العُقَلاءِ علی أنفُسِهِم جائزٌ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا بَعَثَ مُصَدِّقاً مِن الکوفةِ إلی بادِیَتِها - : ثُمَّ قُلْ لَهُم : یا عِبادَ اللَّهِ ، أرسَلَنی إلَیکُم ولیُّ اللَّهِ لِآخُذَ مِنکُم حَقَّ اللَّهِ فی أموالِکُم ، فهَل للَّهِ ِ فی أموالِکُم مِن حَقٍّ فَتُؤَدُّونَ إلی وَلیِّهِ ؟ فإن قالَ لکَ قائلٌ : لا ، فلا تُراجِعْهُ .(2)
کتاب من لا یحضره الفقیه : أتی رجُلٌ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، إنّی زَنَیتُ فَطَهِّرْنی ، فَأعرَضَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام بوَجهِهِ عَنهُ ، ثُمّ قالَ لَهُ : اجلِسْ ، فأقبَلَ علیٌّ علیه السلام علَی القَومِ فقالَ : أیَعجِزُ أحَدُکُم إذا قارَفَ هذهِ السَّیِّئَةَ أن یَستُرَ علی نفسِهِ کما سَتَرَ اللَّهُ علَیهِ (3) ؟ ! (4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا أقبَلُ شَهادَةَ الفاسِقِ إلّا علی نفسِهِ .(5)
عنه علیه السلام : المؤمنُ أصدَقُ علی نفسِهِ مِن سَبعینَ مُؤمناً علَیهِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مَن أقَرَّ بحَدٍّ علی تَخویفٍ أو حَبسٍ أو ضَربٍ لم یَجُزْ ذلکَ علَیهِ ولا یُحَدُّ .(8)
عنه علیه السلام : مَن أقَرَّ عندَ تَجریدٍ أو حَبسٍ أو تَخویفٍ أو تَهَدُّدٍ فلا حَدَّ علَیهِ .(9)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ علیّاً علیه السلام کانَ یقولُ : لا قَطعَ عَلی أحَدٍ یُخَوَّفُ مِن ضَربٍ ولا قَیدٍ ولا سِجنٍ ولا تَعنیفٍ ، وإن لم یَعتَرِفْ سَقَطَ عَنهُ لِمَکانِ التَّخویفِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ سُلَیمانُ بنُ
ص :277
خالِدٍ عن رَجُلٍ سَرَقَ سَرِقَةً فکابَرَ عَنها فضُرِبَ ، فجاءَ بها بِعَینِها ، هَل یَجِبُ علَیهِ القَطعُ ؟ - : نَعَم ، ولکنْ لوِ اعتَرَفَ ولم یَجِئْ بالسَّرِقَةِ لم تُقطَعْ یَدُهُ ؛ لأ نَّهُ اعتَرَفَ عَلی العَذابِ .(1)
ص :278
ص :280
الکتاب :
(مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : دَخَلَ رجُلٌ الجَنَّةَ فرَأی مَکتوباً علی بابِها: الصَّدقَةُ بعَشرِ أمثالِها، والقَرضُ بثَمانیَةَ عَشَرَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَأیتُ لیلةَ اُسرِیَ بی علی بابِ الجَنَّةِ مَکتوباً: الصَّدقَةُ بعَشرِ أمثالِها، والقَرضُ بثَمانیَةَ عَشرَ.(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : دَخَلتُ الجَنَّةَ فرأیتُ علی بابِها : الصَّدَقةُ بعَشرَةٍ ، والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ، فقلتُ : یا جَبرَئیلُ ، کیفَ صارَتِ الصَّدَقةُ بعَشرَةٍ والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ؟ قالَ : لأنَّ الصَّدَقةَ تَقَعُ علی یدِ الغَنِیّ والفَقیرِ ، والقَرضُ لا یَقَعُ إلّا فی یدِ مَن یَحتاجُ إلَیه .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَأیتُ لیلةَ اُسرِیَ بی عَلی بابِ الجَنَّةِ مَکتوباً : الصَّدَقةُ بعَشرِ أمثالِها ، والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ، فقلتُ : یا جَبرَئیلُ ، ما بالُ القَرضِ أفضَلَ مِن الصَّدقَةِ ؟ قالَ : لأنَّ السائلَ یَسألُ وعِندَهُ ، والمُستَقرِضَ لا یَستَقرِضُ إلّا مِن حاجَةٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الصَّدقَةُ بعَشرَةٍ ، والقَرضُ بثَمانیَةَ عَشرَ ، وصِلَةُ الإخوانِ بعِشرینَ ، وصِلَةُ الرَّحِمِ بأربَعةٍ وعِشرینَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ جلَّ جلالُهُ : إنّی أعطَیتُ الدنیا بینَ عِبادی قَیضاً(7) ، فَمَن أقرَضَنی مِنها قَرضاً أعطَیتُهُ بکُلِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ عَشراً إلی سبعِمِائةِ ضِعفٍ وما شِئتُ مِن ذلکَ .(8)
ص :281
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أقرَضَ مَلهوفاً فَأحسَنَ طَلِبَتَهُ استَأنَفَ العَمَلَ وأعطاهُ اللَّهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ ألفَ قِنطارٍ مِن الجَنَّةِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ احتاجَ إلَیهِ أخوهُ المُسلمُ فی قَرضٍ وهُو یَقدِرُ علَیهِ فلم یَفعَلْ حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ ریحَ الجَنّةِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أقرَضَ اللَّهَ جَزاهُ .(3)
عنه علیه السلام : مَن تَوَکَّلَ علَیهِ کَفاهُ ، ومَن سَألَهُ أعطاهُ ، ومَن أقرَضَهُ قَضاهُ ، ومَن شَکَرَهُ جَزاهُ .(4)
عنه علیه السلام: قد قالَ اللَّهُ سبحانَهُ: (إن تَنْصُرُوا اللَّهَ یَنصُرْکُم ویُثَبِّتْ أقْدامَکُم)(5)وقالَ تعالی : (مَن ذا الذی یُقرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ) فلم یَستَنصِرْکُم مِن ذُلٍّ ، ولم یَستَقرِضْکُم مِن قُلٍّ ، اِستَنصَرَکُم ولَهُ جُنودُ السَّماواتِ والأَرضِ وهُو العَزیزُ الحَکیمُ (6) ... وإنّما أرادَ أن (یَبْلُوَکُم أیُّکُم أحْسَنُ عَمَلاً)(7).(8)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیهما السلام - : وإذا وَجَدتَ مِن أهلِ الفاقَةِ مَن یَحمِلُ لکَ زادَکَ إلی یَومِ القِیامَةِ فَیُوافِیکَ بهِ غَداً حیثُ تَحتاجُ إلَیهِ فاغتَنِمْهُ وحَمِّلْهُ إیّاهُ ، وأکثِرْ مِن تَزویدِهِ وَأنتَ قادِرٌ علَیهِ فلَعلَّکَ تَطلُبُهُ فلا تَجِدُهُ ، واغتَنِمْ مَنِ استَقرَضَکَ فی حالِ غِناکَ ، لِیَجعَلَ قَضاءَهُ لکَ فی یَومِ عُسرَتِکَ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَکتوبٌ علی بابِ الجَنّةِ : الصَّدقَةُ بعَشرَةٍ ، والقَرضُ بثَمانیَةَ عَشرَ .(10)
عنه علیه السلام : القَرضُ الواحِدُ بثَمانیَةَ عَشرَ ، وإنْ ماتَ احتُسِبَ بها مِن الزکاةِ .(11)
عنه علیه السلام : علی بابِ الجَنّةِ مَکتوبٌ : القَرضُ بثَمانیةَ عَشرَ ، والصَّدَقةُ بعَشرَةٍ ، وذلکَ أنّ القَرضَ لا یکونُ إلّا فی یدِ المُحتاجِ ، والصَّدَقةُ ربّما وَقَعَت فی یَدِ غَیرِ مُحتاجٍ .(12)
عنه علیه السلام : مَکتوبٌ علی بابِ الجَنَّةِ : الصَّدَقةُ بعَشرَةٍ والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ،
ص :282
وإنّما صارَ القَرضُ أفضَلَ مِن الصَّدَقةِ لأنَّ المُستَقرِضَ لا یَستَقرِضُ إلّا مِن حاجَةٍ ، وقد یَطلُبُ الصَّدَقةَ مَن لا یَحتاجُ إلَیها .(1)
عنه علیه السلام : لَأن اُقرِضَ قَرضاً أحَبُّ إلَیَّ مِن أن أصِلَ بمِثلِهِ .(2)
بحار الأنوار : رُوِیَ أنّ أجرَ القَرضِ ثَمانِیَةَ عَشرَ ضِعفاً مِن أجرِ الصَّدَقةِ ، لأنَّ القَرضَ یَصِلُ إلی مَن لا یَضَعُ نفسَهُ للصَّدَقةِ لأخذِ الصَّدَقةِ .(3)
الکتاب :
(وَإِنْ کانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلی مَیْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَیْرٌ لَّکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أنظَرَ مُعسِراً کانَ لَهُ علَی اللَّهِ فی کلِّ یَومٍ صَدَقةٌ بمِثلِ ما لَهُ علَیهِ حتّی یَستَوفِیَ حَقَّهُ.(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أنظَرَ مُعسِراً أظَلَّهُ اللَّهُ بظِلِّهِ یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظلُّهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أقرَضَ مُؤمناً قَرضاً یَنتَظِرُ بهِ مَیسورَهُ کانَ مالُهُ فی زَکاةٍ ، وکانَ هو فی صَلاةٍ مِن المَلائکةِ حتّی یُؤَدِّیَهُ إلَیهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن نَفَّسَ عن غَریمِهِ أو مَحا عَنهُ کانَ فی ظِلِّ العَرشِ یَومَ القِیامَةِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أرادَ أن تُستَجابَ دَعوَتُهُ وأن تُکشَفَ کُربَتُهُ فَلْیُفَرِّجْ عن مُعسِرٍ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خُذْ حَقَّکَ فی عَفافٍ وافٍ أو غَیرِ وافٍ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اتَّقُوا دَعوَةَ المُعسِرِ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حُوسِبَ رجُلٌ ممَّن کانَ قَبلَکُم فلَم یُوجَدْ لَهُ مِن الخَیرِ شی ءٌ إلّا أ نَّهُ کانَ یُخالِطُ الناسَ وکانَ مُوسِراً ، وکانَ یَأمُرُ غِلمانَهُ أن یَتَجاوَزُوا عنِ المُعسِرِ ، قالَ اللَّهُ تعالی : نَحنُ أحَقُّ بذلکَ ، تَجاوَزُوا عَنهُ .(12)
ص :283
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کما لا یَحِلُّ لِغَریمِکَ أن یَمطُلَکَ وهُو مُوسِرٌ ، فکذلکَ لا یَحِلُّ لکَ أن تُعسِرَهُ إذا عَلِمتَ أ نّهُ مُعسِرٌ .(1)
الترغیب والترهیب عن ابنِ عبّاس : دخلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله المسجدَ وهو یقولُ : أیُّکُم یَسُرُّهُ أن یَقِیَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مِن فَیحِ جَهنّمَ ؟ قُلنا : یا رسولَ اللَّهِ ، کُلُّنا یَسُرُّهُ . قالَ : مَن أنظَرَ مُعسِراً أو وَضَعَ لَهُ وَقاهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مِن فَیحِ جَهنَّمَ .(2)
ص :284
ص :286
الکتاب :
(ذَلِکَ مِنْ أَنْباءِ الْغَیْبِ نُوحِیهِ إِلَیْکَ وَما کُنْتَ لَدَیْهِمْ إِذْ یُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَیُّهُمْ یَکْفُلُ مَرْیَمَ وَما کُنْتَ لَدَیْهِمْ إِذْ یَخْتَصِمُونَ) .(1)
(فَساهَمَ فَکانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ) .(2)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سَألَهُ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله عن أعجَبِ ما وَرَدَ علَیهِ فی الیَمنِ - : أتانی قَومٌ قد تَبایَعُوا جاریَةً فَوَطِئها جَمیعُهُم فی طُهرٍ واحِدٍ ، فَوَلَدَت غُلاماً فاحتَجُّوا فیهِ کُلُّهُم یَدَّعِیهِ ، فَأسهَمتُ بَینَهُم ، فَجَعَلتُهُ للّذی خَرَجَ سَهمُهُ وضَمِنتُهُ نَصیبَهُم ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ مِن قَومٍ تَنازَعُوا ثُمّ فَوَّضُوا أمرَهُم إلَی اللَّهِ إلّا خَرَجَ سَهمُ المُحِقِّ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أوَّلُ مَن سُوهِمَ علَیهِ مَریمُ بِنتُ عِمرانَ ، وهُو قولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (وَما کُنتَ لَدَیْهِم إذ یُلقُونَ أقلامَهُم أیُّهُم یَکْفُلُ مَرْیَمَ) .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أیُّ قَضیّةٍ أعدَلُ مِن القُرعَةِ إذا فُوِّضَ الأمرُ إلَی اللَّهِ ؟! ألیسَ اللَّهُ تعالی یقولُ : (فَساهَمَ فکانَ مِن المُدْحَضِینَ) ؟! (5)
عنه علیه السلام : أیُّ قَضیّةٍ أعدَلُ مِن قَضیَّةٍ تُجالُ علَیها السِّهامُ ؟! یقولُ اللَّهُ تعالی : (فَساهَمَ فکانَ مِن المُدْحَضِینَ) ، وما مِن أمرٍ یَختَلِفُ فیهِ اثنانِ إلّا ولَهُ أصلٌ فی کتابِ اللَّهِ ، ولکنْ لا تَبلُغُهُ عُقولُ الرِّجالِ .(6)
عنه علیه السلام: ما تَقارَعَ قَومٌ فَفَوَّضُوا أمرَهُم إلَی اللَّهِ تعالی إلّا خَرَجَ سَهمُ المُحِقِّ .(7)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام: کُلُّ مَجهولٍ فَفیهِ القُرعَةُ .(8)
ص :287
ص :288
ص :290
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فی کُلِّ قَرنٍ مِن اُمَّتی سابِقونَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یَبعَثُ لهذهِ الاُمّةِ علی رَأسِ کُلِّ مِئةِ سَنةٍ مَن یُجَدِّدُ لها دِینَها .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَحمِلُ هذا الدِّینَ فی کُلِّ قَرنٍ عُدولٌ یَنفُونَ عَنهُ تَأویلَ المُبطِلینَ ، وتَحریفَ الغالِینَ ، وانتِحالَ الجاهِلینَ ، کما یَنفی الکِیرُ خُبثَ الحَدیدِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تعالی اختَصَّ لنفسِهِ بعدَ نَبیِّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِن بَرِیَّتِهِ خاصّةً عَلّاهُم بتَعلیَتِهِ ، وسَما بهِم إلی رُتبَتِهِ ، وجَعَلَهُمُ الدُّعاةَ بالحَقِّ إلَیهِ، والأدِلّاءَ بالإرشادِ علَیهِ ، لِقَرنٍ قَرنٍ ، وزَمَنٍ زَمَنٍ .(4)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی: (ولِکُلِّ اُمَّةٍ رَسولٌ)(5) - : تَفسیرُها بالباطِنِ أنَّ لِکُلِّ قَرنٍ مِن هذهِ الاُمّةِ رَسولاً مِن آلِ محمّدٍ یَخرُجُ إلَی القَرنِ الذی هُو إلَیهِم رَسولٌ ، وهُمُ الأولیاءُ وهُمُ الرُّسُلُ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ فینا أهلَ البَیتِ فی کُلِّ خَلَفٍ عُدولاً یَنفُونَ عَنهُ تَحریفَ الغالِینَ ، وانتِحالَ المُبطِلینَ ، وتَأوِیلَ الجاهِلینَ .(7)
المحاسن عن یعقوبَ بنِ شُعیب : قلتُ لأبی عبد اللَّهِ علیه السلام : (یَومَ نَدعُوا کُلَّ اُناسٍ بِإمامِهِم)(8) فقالَ : نَدعُو کُلَّ قَرنٍ مِن هذهِ الاُمَّةِ بإمامِهم ، قلتُ : فَیَجی ءُ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی قَرنِهِ وعلیٌّ علیه السلام فی قَرنِهِ، والحسنُ علیه السلام فی قَرنِهِ، والحسینُ علیه السلام فی قَرنِهِ وکلُّ إمامٍ فی قَرنِهِ الذی هَلَکَ بینَ أظهُرِهِم ؟ قالَ : نَعَم .(9)
ص :291
ص :292
ص :294
الکتاب :
(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ) .(1)
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (2)بِما أَوْحَیْناإِلَیْکَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ کُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِینَ) .(3)
(لَقَدْ کانَ فِی قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُِوْلِی الْأَلْبابِ ما کانَ حَدِیثاً یُفْتَرَی وَلَکِنْ تَصْدِیقَ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَتَفْصِیلَ کُلِّ شَی ءٍ وَهُدیً وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ).(4)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَدَبَّرُوا أحوالَ الماضینَ مِن المُؤمنینَ قَبلَکُم ، کیفَ کانُوا فی حالِ التَمحیصِ والبَلاءِ ... فانظُرُوا کیفَ کانوا حیثُ کانتِ الأملاءُ مُجتَمِعَةً ، والأهواءُ مُؤتَلِفَةً (مُتَّفِقَةً) ... فانظُرُوا إلی ما صارُوا إلَیهِ فی آخِرِ اُمورِهِم ، حِینَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ ، وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ ، واختَلفَتِ الکَلِمَةُ والأفئدَةُ ، وتَشَعَّبُوا مُختَلِفینَ ، وتَفَرَّقُوا مُتَحارِبینَ (مُتحازِبینَ) ، قَد خَلَعَ اللَّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ ، وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعمَتِهِ ، وبَقِیَ قَصَصُ أخبارِهِم فِیکُم عِبَراً للمُعتَبِرینَ .(5)
عنه علیه السلام : تَعَلَّمُوا القرآنَ فإنّهُ أحسَنُ الحَدیثِ ، وتَفَقَّهُوا فیهِ فإنّهُ رَبیعُ القُلوبِ ، واستَشفُوا بنُورِهِ فإنَّهُ شِفاءُ
ص :295
الصُّدورِ ، وأحسِنُوا تِلاوتَهُ فإنّهُ أنفَعُ القَصَصِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (والشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الغاوُونَ)(3) - : هُمُ القُصّاصُ .(4)
عنه علیه السلام : إنَّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام رَأی قاصّاً فی المَسجِدِ فَضَرَبَهُ بالدِّرَّةِ وطَرَدَهُ .(5)
عنه علیه السلام - لَمّا ذُکِرَ القَصّاصونَ عِندَهُ - : لَعَنَهُمُ اللَّهُ ، إنّهُم یُشیعُونَ علَینا .(6)
ص :296
ص :298
الکتاب :
(وَلَکُم فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِی الأَلْبابِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) .(1)
(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصاصُ فِی الْقَتْلَی) .(2)
(الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدَی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَی عَلَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ) .(3)
(وَکَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَیْنَ بِالْعَیْنِ والأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ والسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنَ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ یَحْکُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .(4)
(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً فَلَا یُسْرِف فِی الْقَتْلِ إِنَّهُ کانَ مَنصُوراً) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أیُّها الناسُ ، أحیُوا القِصاصَ وأحیُوا الحَقَّ ولا تَفَرَّقُوا ، وأسلِموا وسَلِّموا تَسلَموا .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أیُّها الناسُ ، إنّما أنا بَشَرٌ مِثلُکُم ، ولَعلّهُ أن یکونَ قد قَرُبَ مِنّی خُفوفٌ مِن بینِ أظهُرِکُم ، فَمَن کُنتُ أصَبتُ مِن عِرضِهِ أو مِن شَعرِهِ أو مِن بَشَرِهِ أو مِن مالِهِ شَیئاً ، هذا عِرضُ مُحمّدٍ وشَعرُهُ وبَشَرُهُ ومالُهُ فَلْیَقُمْ فَلْیَقتَصَّ ! ولا یَقولَنَّ أحَدٌ مِنکُم : إنّی أتَخَوَّفُ مِن مُحمّدٍ العَداوَةَ والشَّحناءَ ، ألا وإنّهُما لَیسَتا مِن طَبِیعَتی ولَیسَتا مِن خُلُقی .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: قُلتُ أربَعاً أنزَلَ اللَّهُ تعالی تَصدِیقی بها فی کتابِهِ ... قلتُ : القَتلُ یُقِلُّ القَتلَ فَأنزَلَ اللَّهُ : (ولَکُم فی القِصاصِ حَیاةٌ) .(8)
عنه علیه السلام : فَرَضَ اللَّهُ الإیمانَ تَطهیراً مِن الشِّرکِ ... والقِصاصَ حَقناً للدِّماءِ .(9)
عنه علیه السلام : رُدَّ الحَجَرَ مِن حَیثُ جاءَکَ ، فإنّهُ لا یُرَدُّ الشَّرُّ إلّا بالشَّرِّ .(10)
ص :299
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولَکُم فی القِصاصِ حَیاةٌ) - : لأنَّ مَن هَمَّ بالقَتلِ فَعَرَفَ أ نّهُ یُقتَصُّ مِنهُ فکَفَّ لِذلکَ عنِ القَتلِ کانَ حَیاةً لِلّذی (کانَ) هَمَّ بقَتلِهِ ، وحَیاةً لهذا الجانی الذی أرادَ أن یَقتُلَ ، وحَیاةً لغَیرِهِما مِن الناسِ إذا عَلِموا أنَّ القِصاصَ واجِبٌ لا یَجرؤونَ علَی القَتلِ مَخافَةَ القِصاصِ.(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ بَعَثَ محمّداً بخَمسَةِ أسیافٍ : سَیفٌ مِنها مَغمودٌ سَلُّهُ إلی غیرِنا وحُکمُهُ إلَینا ، فأمّا السَّیفُ المَغمودُ فهُو الذی یُقامُ بهِ القِصاصُ ، قالَ اللَّهُ جلَّ وَجهُهُ : (النَّفْسُ بالنَّفْسِ) الآیة ، فَسَلُّهُ إلی أولیاءِ المَقتولِ وحُکمُهُ إلَینا .(2)
بحثٌ علمیٌّ :
کانت العرب أوانَ نزول آیة القصاص وقبله تعتقد القِصاص بالقتل لکنها ما کانت تحدّه بحدّ ، وإنّما یتبع ذلک قوّة القبائل وضعفها ، فربّما قُتِل الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة فسلک فی القتل مسلک التساوی ، وربما قُتِل العشرة بالواحد والحرّ بالعبد والرئیس بالمرؤوس ، وربما أبادت قبیلةٌ قبیلةً اُخری لواحد قُتل منها .
وکانت الیهود تعتقد القِصاص کما ورد فی الفصل الحادی والعشرین والثانی والعشرین من الخروج والخامس والثلاثین من العدد ، وقد حکاه القرآن حیث قال تعالی : (وکَتَبْنا علَیهِم فیها أنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ والعَیْنَ بالعَیْنِ والأنْفَ بالأنْفِ والاُذُنَ بالاُذُنِ والسِّنَّ بالسِّنِّ والجُروحَ قِصاصٌ) .(3)
وکانت النصاری علی ما یُحکی لا تری فی مورد القتل إلّا العفو والدِّیة ، وسائر الشعوب والاُمم علَی اختلاف طبقاتهم ما کانت تخلو عن القصاص فی القتل فی الجملة وإن لم یضبطه ضابط تامّ حتَّی القرون الأخیرة .
والإسلام سلک فی ذلک مسلکاً
ص :300
وسطاً بین الإلغاء والإثبات ، فأثبت القصاص وألغی تعیّنه بل أجاز العفو والدِّیة ، ثمّ عدّل القصاص بالمعادلة بین القاتل والمقتول ، فالحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والاُنثی بالاُنثی .
وقد اعتُرِض علَی القِصاص مطلقاً وعلَی القصاص بالقتل خاصّة بأنّ القوانین المدنیّة التی وضعتها الملل الراقیة لا تری جوازها وإجراءها بین البشر الیوم .
قالوا : إنّ القتل بالقتل ممّا یستهجنه الإنسان وینفر عنه طبعه ویمنع عنه وجدانه إذا عرض علیه رحمة وخدمة للإنسانیّة . وقالوا : إذا کان القتل الأوّل فقداً لفرد فالقتل الثانی فقد علی فقد . وقالوا : إنّ القتل بالقصاص من القسوة وحبّ الانتقام ، وهذه صفة یجب أن تُزاح عن الناس بالتربیة العامّة ویؤخذ فی القاتل أیضاً بعقوبة التربیة ، وذلک إنّما یکون بما دون القتل من السجن والأعمال الشاقّة . وقالوا : إنّ المجرم إنّما یکون مجرماً إذا کان مریض العقل ، فالواجب أن یوضع القاتل المجرم فی المستشفیات العقلیّة ویعالَج فیها . وقالوا : إنّ القوانین المدنیّة تتبع الاجتماع الموجود ، ولمّا کان الاجتماع غیر ثابت علی حال واحد کانت القوانین کذلک ، فلا وجه لثبوت القصاص بین الاجتماع للأبد حتّی الاجتماعات الراقیة الیوم ، ومن اللازم أن یستفید الاجتماع من وجود أفرادها ما استیسر ، ومن الممکن أن یعاقب المجرم بما دون القتل ممّا یعادل القتل من حیث الثمرة والنتیجة کحبس الأبد أو حبس مدّة سنین ، وفیه الجمع بین الحقّین : حقّ المجتمع وحقّ أولیاء الدم ، فهذه الوجوه عمدة ما ذکره المنکرون لتشریع القصاص بالقتل.
وقد أجاب القرآن عن جمیع هذه الوجوه بکلمة واحدة ، وهی قوله تعالی : (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فی الأرْضِ فَکأ نَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعاً ومَنْ أحْیاها فَکَأ نَّما أحْیَا الناسَ جَمِیعاً)(1) .
ص :301
بیان ذلک : أنّ القوانین الجاریة بین أفراد الإنسان وإن کانت وضعیة اعتباریة یراعی فیها مصالح الاجتماع الإنسانیّ غیر أنّ العلّة العاملة فیها من أصلها هی الطبیعة الخارجیّة الإنسانیّة الداعیة إلی تکمیل نقصها ورفع حوائجها التکوینیّة ، وهذه الواقعیّة الخارجیّة لیست هی العدد العارض علَی الإنسان ولا الهیئة الواحدة الاجتماعیّة ، فإنّها نفسها من صُنع الوجود الکونیّ الإنسانیّ بل هی الإنسان وطبیعته ، ولیس بین الواحد من الإنسان والاُلوف المجتمعة منه فرق فی أنّ الجمیع إنسان ووزن الواحد والجمیع واحد من حیث الوجود . وهذه الطبیعة الوجودیّة تَجهّزت فی نفسها بقویً وأدوات تدفع بها عن نفسها العدم لکونها مفطورة علی حبِّ الوجود ، وتطرد کلّ ما یسلب عنه الحیاة بأیّ وسیلة أمکنت وإلی أیّ غایة بلغت حتّی القتل والإعدام ، ولذا لا تجد إنساناً لا تقضی فطرته بتجویز قتل من یرید قتله ولا ینتهی عنه إلّا به ، وهذه الاُمم الراقیة أنفسهم لا یتوقّفون عن الحرب دفاعاً عن استقلالهم وحُرّیّتهم وقومیّتهم ، فکیف بمن أراد قتل نفوسهم عن آخرها ، ویدفعون عن بطلان القانون بالغاً ما بلغ حتّی بالقتل ویتوسّلون إلی حفظ منافعهم بالحرب إذا لم یعالج الداء بغیرها ، تلک الحرب التی فیها فناء الدنیا وهلاک الحرث والنسل ولا یزال ملل یتقدمون بالتسلیحات وآخرون یتجهّزون بما یجاوبهم ، ولیس ذلک کلّه إلّا رعایة لحال الاجتماع وحفظاً لحیاته ، ولیس الاجتماع إلّا صنیعة من صنایع الطبیعة فما بال الطبیعة یجوّز القتل الذریع والإفناء والإبادة لحفظ صنیعة من صنائعها - وهی الاجتماع المدنیّ - ولا تجوّزها لحفظ حیاة نفسها ؟ ! وما بالها تجوّز قتل من یهمّ بالقتل ولم یفعل ولا تجوّزه فیمن همّ وفعل ؟ ! وما بال الطبیعة تقضی
ص :302
بالانعکاس فی الوقائع التاریخیّة ، (فَمَنْ یَعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَیراً یَرَهُ * ومَنْ یَعمَلْ مِثْقالَ ذَرّةٍ شَرّاً یَرَهُ)(1) ولکلّ عمل عکس عمل فی قانونها ، لکنها تعدّ القتل فی مورد القتل ظلماً وتنقض حکم نفسها !
علی أنّ الإسلام لا یری فی الدنیا قیمة للإنسان یقوم بها ولا وزناً یوزن به إلّا إذا کان علی دین التوحید ، فوزن الاجتماع الإنسانیّ ووزن الموحّد الواحد عنده سیّان ، فمن الواجب أن یکون حکمهما عنده واحداً ، فمن قتل مؤمناً کان کمن قتل الناس جمیعاً من نظر إزرائه وهتکه لشرف الحقیقة ، کما أنّ من قتل نفساً کان کمن قتل الناس جمیعاً من نظر الطبیعة الوجودیّة . وأمّا الملل المتمدّنة فلا یبالون بالدِّین ولو کانت شرافة الدِّین عندهم تعادل فی قیمتها أو وزنها - فضلاً عن التفوّق - الاجتماعَ المدنیّ فی الفضل لحکموا فیه بما حکموا فی ذلک .
علی أنّ الإسلام یشرّع للدنیا لا لقوم خاصّ واُمّة معیّنة ، والملل الراقیة إنّما حکمت بما حکمت بعد ما أذعنت بتمام التربیة فی أفرادها وحسن صنیع حکوماتها ودلالة الإحصاء فی مورد الجنایات والفجائع علی أنّ التربیة الموجودة مؤثّرة وأنّ الاُمّة فی أثر تربیتهم متنفّرة عن القتل والفجیعة فلا تتّفق بینهم إلّا فی الشذوذ ، وإذا اتّفقت فهی ترتضی المجازاة بما دون القتل ، والإسلام لا یأبی عن تجویز هذه التربیة وأثرها الذی هو العفو مع قیام أصل القصاص علی ساق .
ویلوّح إلیه قوله تعالی فی آیة القصاص : (فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِن أخیهِ شَی ءٌ فَاتِّباعٌ بالمَعْرُوفِ وأداءٌ إلَیهِ بِإحْسانٍ)(2) ، فاللسان لسان التربیة ، وإذا بلغ قوم إلی حیث أذعنوا بأنّ الفخر العمومیّ فی العفو لم ینحرفوا عنه إلی مسلک الانتقام .
ص :303
وأمّا غیر هؤلاء الاُمم فالأمر فیها علی خلاف ذلک ، والدلیل علیه ما نشاهده من حال الناس وأرباب الفجیعة والفساد فلا یخوّفهم حبس ولا عمل شاقّ ولا یصدّهم وعظ ونصح ، وما لهم من همّة ولا ثبات علی حقّ إنسانیّ ، والحیاة المعدّة لهم فی السجون أرفق وأعلی وأسنی ممّا لهم فی أنفسهم من المعیشة الردیّة الشقیّة ، فلا یُوحشهم لوم ولا ذمّ ، ولا یدهشهم سجن ولا ضرب ، وما نشاهده أیضاً من ازدیاد عدد الفجائع فی الاحصاءات یوماً فیوماً ؛ فالحکم العامّ الشامل للفریقین - والأغلب منهما الثانی - لا یکون إلّا القصاص وجواز العفو ، فلو رقت الاُمّة ورُبِّیت تربیة ناجحة أخَذَت بالعفو - والإسلام لایألو جهده فی التربیة - ولو لم یسلک إلّا الانحطاط أو کفرت بأنعم ربّها وفَسَقت أُخِذ فیهم بالقصاص ویجوز معه العفو .
وأمّا ما ذکروه من حدیث الرحمة والرأفة بالإنسانیّة فما کلّ رأفة بمحمودة ولا کلّ رحمة فضیلة، فاستعمال الرحمة فی مورد الجانی القَسِیّ والعاصی المتخلّف المتمرّد والمتعدّی علَی النفس والعرض جفاء علی صالح الأفراد ، وفی استعمالها المطلق اختلال النظام وهلاک الإنسانیّة وإبطال الفضیلة .
وأمّا ما ذکروه أ نّه من القسوة وحبّ الانتقام فالقول فیه کسابقه ، فالانتقام للمظلوم من ظالمه استظهاراً للعدل والحقّ لیس بمذموم قبیح ، ولا حبّ العدل من رذائل الصفات ، علی أنّ تشریع القصاص بالقتل غیر مُمحَّض فی الانتقام ، بل فیه مِلاک التربیة العامّة وسدّ باب الفساد.
وأمّا ما ذکروه من کون جنایة القتل من الأمراض العقلیّة التی یجب أن یعالج فی المستشفیات فهو من الأعذار - ونِعم العُذر - الموجبة لشیوع القتل والفحشاء ونماء الجنایة
ص :304
فی الجامعة الإنسانیّة ، وأیّ إنسان منّا یحبّ القتل والفساد علم أنّ ذلک فیه مرض عقلیّ وعذر مسموع یجب علَی الحکومة أن تعالجه بعنایة ورأفة ، وأنّ القوّة الحاکمة والتنفیذیّة تعتقد فیه ذلک لم یُقدِم معه کلّ یوم علی قتل .
وأمّا ما ذکروه من لزوم الاستفادة من وجود المجرمین بمثل الأعمال الإجباریّة ونحوها مع حبسهم ومنعهم عن الورود فی الاجتماع فلو کان حقّاً متّکئاً علی حقیقة فما بالهم لا یقضون بمثله فی موارد الإعدام القانونیّ التی توجد فی جمیع القوانین الدائرة الیوم بین الامم ؟! ولیس ذلک إلّا للأهمّیّة التی یَرَونها للإعدام فی موارده ، وقد مرّ أنّ الفرد والمجتمع فی نظر الطبیعة من حیث الأهمّیّة متساویان .(1)
الکتاب :
(فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کفَّارَةٌ لَهُ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن رَجُلٍ مُسلمٍ یُصابُ بشَی ءٍ فی جَسَدِهِ فَیَتَصَدَّقُ بهِ إلّا رَفَعَهُ اللَّهُ بهِ دَرجَةً وحَطَّ عَنهُ بهِ خَطیئةً .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن رَجُلٍ یُجرَحُ فی جَسَدِهِ جِراحَةً فَیَتَصَدَّقُ بها إلّا کَفَّرَ اللَّهُ تعالی عَنهُ مِثلَ ما تَصَدَّقَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن اُصیبَ بِجَسَدِهِ بقَدْرِ نِصفِ دِیَتِهِ فَعَفا کَفَّرَ اللَّهُ عَنهُ نِصفَ سَیّئاتِهِ ، وإن کانَ ثُلثاً أو رُبعاً فعلی قَدرِ ذلکَ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن عَفا عَن دَمٍ لم یَکُن لَهُ ثَوابٌ إلّا الجَنّةُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن اُصِیبَ فی جَسَدِهِ بشَی ءٍ فَتَرَکَهُِللَّهِ تعالی کانَ کَفّارَةً لَهُ .(8)
ص :305
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن قَولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بهِ فَهُوَ کفّارَةٌ لَهُ) - : یُکَفَّرُ عَنهُ مِن ذُنوبِهِ بِقَدرِ ما عَفا .(1)
عنه علیه السلام - لمّا سَألَهُ أبو بَصیرٍ عن الآیَةِ - : یُکَفَّرُ عَنهُ مِن ذُنوبِهِ بقَدرِ ما عَفا مِن جِراحٍ أو غَیرِهِ .(2)
ص :306
ص :308
الکتاب :
(قُلْ لَنْ یُصِیبَنا إِلَّا ما کَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلَانا وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .(1)
(وَلکِنْ لِیَقْضِیَ اللَّهُ أمْراً کانَ مَفْعُولاً) .(2)
(ما کانَ عَلَی النَّبِیِّ مِنْ حَرَجٍ فِیما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْامِن قَبْلُ وَکانَ أَمْرُاللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً).(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی تَحمیدِ اللَّهِ سبحانَهُ - : الذی عَظُمَ حِلمُهُ فَعَفا ، وعَدَلَ فی کُلِّ ما قَضی .(4)
عنه علیه السلام - فی عَظَمَةِ اللَّهِ سبحانَهُ - : أمرُهُ قَضاءٌ وحِکمَةٌ ، ورِضاهُ أمانٌ ورَحمَةٌ ، یَقضی بعِلمٍ ، ویَعفُو (یَغفِرُ) بِحِلمٍ .(5)
عنه علیه السلام : لا یَجری [یَعنی الحَقَ ] لأحَدٍ إلّا جَری علَیهِ ، ولا یَجری علَیهِ إلّا جَری لَهُ ، ولو کانَ لِأَحَدٍ أن یَجریَ لَهُ ولا یَجرِیَ علَیهِ لَکانَ ذلکَ خالِصاً للَّهِ ِ سبحانَهُ دونَ خَلقِهِ ، لقُدرَتِهِ علی عِبادِهِ ، ولِعَدلِهِ فی کُلِّ ما جَرَت علَیهِ صُروفُ قَضائهِ .(6)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَه یُجری الاُمورَ علی ما یَقضیهِ لا علی ما تَرتَضیهِ .(7)
عنه علیه السلام - فی خِتامِ کتابٍ کَتَبَهُ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام «بحاضرین»(8) عِند انصِرافِهِ مِن صِفِّینَ - : استَودِعِ اللَّهَ دِینَکَ ودُنیاکَ ، واسألْهُ خَیرَ القَضاءِ لکَ فی العاجِلَةِ والآجِلَةِ ، والدُّنیا والآخِرَةِ ، والسَّلامُ .(9)
عنه علیه السلام - فی صفةِ أولیاءِ اللَّهِ سبحانَهُ - : وإن صُبَّت علَیهِمُ المَصائبُ لَجَؤوا إلَی الاستِجارَةِ (الاستِخارَةِ) بکَ ، عِلماً بأنَّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِیَدِکَ ، ومَصادِرَها عَن قَضائکَ .(10)
ص :309
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ وجَمَعَ اللَّهُ الخَلائقَ سَألَهُم عمّا عَهِدَ إلَیهِم ولم یَسألْهُم عَمّا قَضی علَیهِم .(1)
عنه علیه السلام : إنّ القَضاءَ والقَدَرَ خَلقانِ مِن خَلقِ اللَّهِ ، واللَّهُ یَزیدُ فی الخَلقِ ما یَشاءُ .(2)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ شیئاً قَدَّرَهُ ، فإذا قَدَّرَهُ قَضاهُ ، فإذا قَضاهُ أمضاهُ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سَألُوهُ عن المُتَشابِهِ فی القَضاءِ - : هو عَشرَةُ أوجُهٍ مُختَلِفَةِ المَعنی : فمِنهُ قَضاءُ فَراغٍ ، وقَضاءُ عَهدٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إعلامٍ ، ومِنهُ قَضاءُ فِعلٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إیجابٍ ، ومِنهُ قَضاءُ کِتابٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إتمامٍ ، ومِنهُ قَضاءُ حُکمٍ وفَصلٍ ، ومِنهُ قَضاءُ خَلقٍ ، ومِنهُ قَضاءُ نُزولِ المَوتِ .
أمّا تفسیرُ قَضاءِ الفَراغِ مِن الشَّی ءِ فهُو قَولُهُ تعالی : (وإذْ صَرَفْنا إلَیکَ نَفَراً مِن الجِنِّ یَسْتَمِعُونَ القُرآنَ فلَمّا حَضَرُوهُ قالوا أنْصِتُوا فلَمّا قُضِیَ ولَّوا إلی قَومِهِم)(4) معنی «فلمّا قُضِیَ» أی فلمّا فُرِغَ ، وکقولِهِ : (فإذا قَضَیْتُم مَناسِکَکُم فاذْکُرُوا اللَّهَ) .(5) أمّا قضاءُ العهدِ فقولُهُ تعالی : (وقَضَی رَبُّکَ ألّا تَعْبُدُوا إلّا إیّاهُ)(6) أی عَهِدَ، ومِثلُهُ فی سُورَةِ القَصَصِ : (وما کُنتَ بِجانِبِ الغَرْبیِّ إذ قَضَیْنا إلی مَوسَی الأَمرَ)(7) أی عَهِدنا إلَیهِ .
أما قَضاءُ الإعلامِ فهُو قولُهُ تعالی : (وقَضَیْنا إلَیهِ ذلکَ الأَمرَ أنّ دابِرَ هؤلاءِ مَقْطوعٌ مُصبِحِینَ)(8) وقولُهُ سبحانَهُ : (وقَضَیْنا إلی بَنی إسْرائیلَ فی الکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فی الأَرضِ مَرَّتَیْنِ)(9) أی أعلَمناهم فی التَّوراةِ ما هم عامِلُونَ . أمّا قَضاءُ الفِعلِ فقولُهُ تعالی فی سُورَةِ طه : (فَاقْضِ ما أنتَ قاضٍ)(10) أی افعَلْ ما أنتَ فاعِلٌ ، ومِنهُ فی سُورَةِ
ص :310
الأنفالِ : (لِیَقْضِیَ اللَّهُ أمْراً کانَ مَفْعولاً)(1) أی یَفعلَ ما کانَ فی عِلمِهِ السابِق ، ومِثلُ هذا فی القرآنِ کثیرٌ .
أمّا قَضاءُ الإیجابِ للعَذابِ کقولِهِ تعالی فی سورةِ إبراهیمَ علیه السلام : (وَقالَ الشَّیطانُ لمّا قُضِیَ الأمْرُ)(2) أی لَمّا وَجَبَ العَذابُ ، ومِثلُهُ فی سُورَةِ یُوسُفَ علیه السلام : (قُضِیَ الأَمرُ الّذی فیهِ تَسْتَفْتِیانِ)(3) معناهُ : أی وَجَبَ الأمرُ الذی عَنهُ تَساءلانِ . أمّا قَضاءُ الکِتابِ والحَتمِ فقولُهُ تعالی فی قِصَّةِ مَریمَ : (وکانَ أمراً مَقْضِیّاً)(4) أی مَعلوماً .
وأمّا قَضاءُ الإتمامِ فقولُهُ تعالی فی سُورَةِ القَصَصِ : (فلَمّا قَضی مُوسَی الأَجَلَ)(5) أی فلمّا أتَمَّ شَرطَهُ الذی شارَطَهُ علَیهِ ، وکَقولِ موسی علیه السلام: (أیّما الأَجَلَینِ قَضَیتُ فَلا عُدْوانَ عَلَیَّ)(6)مَعناهُ إذا أتمَمتُ . وأمّا قَضاءُ الحُکمِ فقولُهُ تعالی : (وَقُضِیَ بَینَهُم بالحَقِّ وقیلَ الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمینَ)(7) أی حُکِمَ بینَهُم ، وقولُهُ تعالی : (واللَّهُ یَقْضی بالحَقِّ والّذینَ یَدعُونَ مِن دُونِهِ لا یَقْضُونَ بشَی ءٍ إنَّ اللَّهَ هُو السَّمیعُ البَصیرُ)(8)وقولُهُ سبحانَهُ : (واللَّهُ یَقْضِی بالحَقِّ وهُوَ خَیرُ الفاصِلِینَ)(9) وقولُهُ تعالی فی سُورَةِ یُونسَ : (وقُضِیَ بَینَهُم بالقِسْطِ)(10) .
وأمّا قَضاءُ الخَلقِ فقولُهُ سبحانَهُ : (فَقَضاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ فی یَوْمَینِ)(11) أی خَلَقَهُنَّ . وأمّا قَضاءُ إنزالِ المَوتِ فَکَقَولِ أهلِ النارِ فی سُورَةِ الزُّخرُفِ : (ونادَوا یا مالِکُ لِیَقْضِ عَلَینا رَبُّکَ قالَ إنّکُم ماکِثونَ)(12) أی لِیُنزِلْ علَینا المَوتَ،
ص :311
ومِثلُهُ : (لا یُقضی علَیهِم فَیَمُوتوا ولا یُخفّفُ عَنهُم مِن عَذابِها)(1) أی لا یَنزِلُ علَیهِمُ المَوتُ فَیَستَریحُوا، ومِثلُهُ فی قِصّةِ سُلیمانَ بنِ داوود : (فَلَمّا قَضَیْنا علَیهِ المَوتَ مادَلَّهُم عَلی مَوتِهِ إلّا دابَّةُ الأرضِ تَأْکُلُ مِنسَأتَهُ)(2)یَعنی تعالی لمّا أنزَلنا علَیهِ المَوتَ .(3)
بیان :
قال الصدوق رضوان اللَّه تعالی علیه : «اعتقادنا فی القضاء والقدر قول الصادق علیه السلام لِزُرارَةَ حینَ سألَهُ فقالَ : ما تقولُ فی القَضاءِ والقَدَرِ ؟ قالَ : أقولُ : إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ إذا جَمَعَ العِبادَ یَومَ القِیامَةِ سَألَهُم عَمّا عَهِدَ إلَیهِم ، ولم یَسألْهُم عَمّا قَضی علَیهِم ، والکلامُ فی القَدَر مَنهیٌّ عَنهُ کما قالَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام لرجُلٍ قد سألَهُ عنِ القَدَرِ : فقالَ : بَحرٌ عَمیقٌ فلا تَلِجْهُ ، ثمّ سألَهُ ثانیَةً فقالَ : طَریقٌ مُظلِمٌ فلا تَسلُکْهُ ، ثُمّ سألَهُ ثالثَةً فقالَ : سِرُّ اللَّهِ فلا تَتَکَلَّفْهُ . وقالَ أمیرُ المؤمنین علیه السلام فی القَدَر : ألا إنَّ القَدَرَ سِرٌّ مِن سِرِّ اللَّهِ (4) ، وحِرزٌ مِن حِرزِ اللَّهِ ، مَرفوعٌ فی حِجابِ اللَّهِ ، مَطوِیٌّ عَن خَلقِ اللَّهِ ، مَختومٌ بخاتَمِ اللَّهِ ، سابِقٌ فی عِلمِ اللَّهِ ، وَضَعَ اللَّهُ عنِ العِبادِ عِلمَهُ ، ورَفَعَهُ فوقَ شَهاداتِهِم ، لأ نَّهُم لا یَنالُونَهُ بحَقیقَةِ الرَّبّانیَّةِ ، ولا بقُدرَةِ الصَّمَدانیّةِ ، ولا بعَظَمةِ النُّورانیَّةِ ، ولا بعِزَّةِ الوَحدانیَّةِ ، لأ نّهُ بَحرٌ زاخِرٌ مَوّاجٌ ، خالِصٌ للَّهِ ِ عَزَّوجلَّ ، عُمقُهُ ما بینَ السَّماءِ والأرضِ ، عَرضُهُ ما بینَ المَشرِقِ والمَغرِبِ ، أسوَدُ کاللَّیلِ الدامِسِ ، کثیرُ الحَیّاتِ والحِیتانِ ، تَعلُو مَرّةً وتَسفُلُ اُخری ، فی قَعرِهِ شمسٌ تُضی ءُ ، لا یَنبَغی أن یَطَّلِعَ علَیها إلّا الواحِدُ الفَردُ ، فَمَن تَطَلَّعَ علَیها فَقَد ضادَّ اللَّهَ فی حُکمِهِ ، ونازَعَهُ فی سُلطانِهِ ، وکَشَفَ عن سِرِّهِ وسَترِهِ ، وباءَ بغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ، ومَأواهُ جَهنّمُ ، وبئسَ المَصیرُ .
ص :312
وروی أنّ أمیر المؤمنین علیه السلام عَدَلَ من عندِ حائطٍ مائلٍ إلی مکانٍ آخرَ ، فقیلَ لَهُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، تَفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ؟ ! فقالَ علیه السلام أفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ إلی قَدَرِ اللَّهِ . وسئلَ الصّادقُ علیه السلام عنِ الرُّقی : هَل تَدفَعُ مِن القَدَرِ شَیئاً ؟ فقالَ : هِی مِن القَدَرِ» .
وقال الشیخ المفید رحمة اللَّه علیه فی شرح هذا الکلام : «عمل أبو جعفر فی هذا الباب علی أحادیث شواذّ لها وجوه تعرفها العلماء متی صحّت وثبت إسنادها ، ولم یقل فیه قولاً محصّلاً ، وقد کان ینبغی له لمّا لم یعرف للقضاء معنی أن یهمل الکلام فیه . والقضاء معروف فی اللغة ، وعلیه شواهد من القرآن ، فالقضاء علی أربعة أضراب : أحدها الخَلق ، والثانی الأمر ، والثالث الإعلام ، والرابع القضاء بالحُکم . فأمّا شاهد الأول فقوله تعالی : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ)(1) ، وأمّا الثانی فقوله تعالی : (وقَضی رَبُّکَ ألّا تَعْبُدُوا إلَّا إیّاه)(2) ، وأمّا الثالث فقوله تعالی : (وقَضَیْنا إلی بَنی إسْرائیلَ)(3) ، وأمّا الرابع فقوله : (واللَّهُ یَقْضِی بالحَقِّ)(4) یعنی یفصل بالحکم بالحقّ بین الخلق ، وقوله : (وقُضِیَ بَینَهُم بالحَقِّ)(5) . وقد قیل : إنّ للقضاء معنیً خامساً وهو الفَراغ من الأمر ، واستشهد علی ذلک بقول یوسف علیه السلام : (قُضِیَ الأَمرُ الّذی فیهِ تَستَفْتِیانِ)(6)یعنی فُرِغ منه ، وهذا یرجع إلی معنَی الخلق . وإذا ثبت ما ذکرناه فی أوجه القضاء بطل قول المُجبّرة : إنّ اللَّه تعالی قضی بالمعصیة علی خلقه ؛ لأ نّه لا یخلو إمّا أن یکونوا یریدون به أنّ اللَّه خلق العصیان فی خلقه ، فکان یجب أن یقولوا : قضی فی خلقه بالعصیان ، ولا یقولوا قضی علیهم ، لأنّ الخلق فیهم لا علیهم ، مع أنّ اللَّه تعالی قد أکذَبَ من زعم أ نّه خلقَ المعاصی بقوله سبحانه : (الّذی أحْسَنَ کُلَّ شی ءٍ خَلَقَهُ)(7) کما مرّ .
ص :313
ولا وجه لقولهم : قضی المعاصی علی معنی أمرَ بها ؛ لأ نّه تعالی قد أکذَبَ مدّعی ذلک بقوله تعالی : (إنَّ اللَّهَ لا یَأْمُرُ بالفَحْشاءِ أتقولونَ علَی اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ)(1) .
ولا معنی لقول من زعم أ نّه قضی بالمعاصی علی معنی أ نّه أعلم الخلق بها إذ کان الخلق لا یعلمون أ نّهم فی المستقبل یطیعون أو یعصون ، ولا یحیطون علماً بما یکون منهم فی المستقبل علَی التفصیل .
ولا وجه لقولهم : إنّه قضی بالذنوب علی معنی أ نّه حکَمَ بها بین العباد ، لأنّ أحکام اللَّه تعالی حقّ ، والمعاصی منهم ، ولا لذلک فائدة ، وهو لغو باتّفاق ، فبطل قول من زعم أنّ اللَّه تعالی یقضی بالمعاصی والقبائح .
والوجه عندنا فی القضاء والقدر بعد الذی بیّناه أنّ للَّه تعالی فی خلقه قضاء وقدراً ، وفی أفعالهم أیضاً قضاء وقدراً معلوماً ، ویکون المراد بذلک أ نّه قد قضی فی أفعالهم الحسنة بالأمر بها ، وفی أفعالهم القبیحة بالنّهی عنها ، وفی أنفسهم بالخلق لها ، وفیما فعله فیهم بالإیجاد له ، والقدر منه سبحانه فیما فعله إیقاعه فی حقّه وموضعه ، وفی أفعال عباده ما قضاه فیها من الأمر والنهی والثواب والعقاب ، لأنّ ذلک کلّه واقع موقعه وموضوع فی مکانه لم یقع عبثاً ولم یصنع باطلاً .
فإذا فسّر القضاء فی أفعال اللَّه تعالی والقدر بما شرحناه زالت الشبهة منه وثبتت الحجّة به ووضح القول فیه لذوی العقول ولم یلحقه فساد ولا اختلال .
فأمّا الأخبار التی رواها [ یعنی الصدوق رحمة اللَّه علیه ]فی النهی عن الکلام فی القضاء والقدر فهی تحتمل وجهین :
أحدهما : أن یکون النهی خاصّاً بقوم کان کلامهم فی ذلک یفسدهم ویضلّهم عن الدین ولا یصلحهم إلّا
ص :314
الإمساک عنه وترک الخوض فیه ، ولم یکن النهی عنه عامّاً لکافّة المکلّفین ، وقد یصلح بعض الناس بشی ء یفسد به آخرون ، ویفسد بعضهم بشی ء یصلح به آخرون ، فدبّر الأئمّة علیهم السلام أشیاعهم فی الدِّین بحسب ما علموه من مصالحهم فیه .
والوجه الآخر : أن یکون النهی عن الکلام فیهما النهی عن الکلام فیما خلق اللَّه تعالی وعن علله وأسبابه وعمّا أمر به وتعبّد ، وعن القول فی علل ذلک إذ کان طلب علل الخلق والأمر محظوراً ، لأنّ اللَّه تعالی سترها من أکثر خلقه ، ألا تری أ نّه لا یجوز لأحد أن یطلب لخلقه جمیع ما خلق عللاً مفصّلات ، فیقول : لِمَ خَلَق کذا وکذا ؟ حتّی یعدّ المخلوقات کلّها ویحصیها ، ولا یجوز أن یقول : لم أمر بکذا وتعبّد بکذا ونهی عن کذا ؟ إذ تعبّده بذلک وأمره لما هو أعلم به من مصالح الخلق ، ولم یطلع أحداً من خلقه علی تفصیل ما خلق وأمر به وتعبّد ، وإن کان قد أعلم فی الجملة أ نّه لم یخلق الخلق عبثاً ، وإنّما خلقهم للحکمة والمصلحة ، ودلّ علی ذلک بالعقل والسّمع ، فقال سبحانه : (وما خَلَقْنا السَّماءَ والأَرضَ وما بَیْنَهُما لاعِبِینَ)(1) وقال : (أفَحَسِبْتُم أ نّما خَلَقناکُم عَبَثاً)(2)وقال : (إنّا کُلَّ شَی ءٍ خَلَقْناهُ بقَدَرٍ)(3) یعنی بحقّ ووضعناه فی موضعه ، وقال : (وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنسَ إلّا لِیَعبُدونِ)(4) وقال فیما تعبّد : (لَن یَنالَ اللَّهَ لُحُومُها ولا دِماؤها ولکِن یَنالُهُ التَّقوی مِنکُم)(5) .
وقد یصحّ أن یکون تعالی خلق حیواناً بعینه لعلمه تعالی بأ نَّه یؤمن عند خلقه کفّار ، أو یتوب عند ذلک فسّاق ، أو ینتفع به مؤمنون ، أو یتّعظ به ظالمون ، أو ینتفع المخلوق نفسه بذلک ، أو یکون عبرة لواحد فی الأرض أو فی السماء ، وذلک یغیب عنّا ، وإن قطعنا فی الجملة أنّ جمیع ما صنع اللَّه تعالی إنّما صنعه لأغراض حکمیّة ، ولم یصنعه عبثاً ، وکذلک
ص :315
یجوز أن یکون تعبّدنا بالصلاة لأ نّها تقرّبنا من طاعته وتبعّدنا عن معصیته ، وتکون العبادة بها لطفاً لکافّة المتعبّدین بها أو لبعضهم .
فلمّا خفیت هذه الوجوه وکانت مستورة عنّا ولم یقع دلیل علَی التفصیل فیها - وإن کان العلم بأ نَّها حکمة فی الجملة - کان النهی عن الکلام فی معنی القضاء والقدر إنّما هو عن طلب علل لها مفصَّلة فلم یکن نهیاً عن الکلام فی معنَی القضاء والقدر.
هذا إن سلمت الأخبار التی رواها أبو جعفر رحمه اللَّه ، فأمّا إن بطلت أو اختلّ سندها فقد سقط عنّا عهدة الکلام فیها . والحدیث الذی رواه عن زرارة حدیث صحیح من بین ما روی ، والمعنی فیه ظاهر لیس به علَی العقلاء خفاء ، وهو مؤیّد للقول بالعدل ، ألا تری إلی ما رواه عن أبی عبداللَّه علیه السلام من قوله : إذا حَشَرَ اللَّهُ تعالی الخَلائقَ سَألَهُم عَمّا عَهِدَ إلَیهِم ولم یَسألْهم عَمّا قَضی علَیهِم .
وقد نطق القرآن بأنّ الخلق مسؤولون عن أعمالهم» انتهی کلامه (1) رحمه اللَّه .
وأقول (2) : من تفکّر فی الشبهة الواردة علَی اختیار العباد وفروع مسألة الجبر والاختیار والقضاء والقدر علم سرّ نهی المعصوم عن التفکّر فیها ، فإنّه قلّ من أمعن النّظر فیها ولم یزلّ قدمه إلّا من عصمه اللَّه بفضله.(3)
کلامٌ فی القضاءِ فی فصولٍ :
1 - فی تحصیل معناه وتحدیده : إنّا نجد الحوادث الخارجیّة والاُمور الکونیّة - بالقیاس إلی عللها والأسباب المقتضیة لها - علی إحدی حالتین ، فإنّها قبل أن تتمّ عللها الموجبة لها والشرائط وارتفاع الموانع التی یتوقّف علیها حدوثها وتحقّقها لا یتعیّن لها التحقّق والثبوت ولا عدمه ، بل یتردّد أمرها بین أن تتحقّق وأن لا تتحقّق من رأس .
ص :316
فإذا تمّت عللها الموجبة لها وکملت ما تتوقّف علیه من الشرائط وارتفاع الموانع ولم یبق لها إلّا أن تتحقّق خرجت من التردّد والإبهام ، وتعیّن لها أحد الطرفین ، وهو التحقّق أو عدم التحقّق ، إن فرض انعدام شی ء ممّا یتوقف علیه وجودها ، ولا یفارق تعیّن التّحقّق نفس التحقّق .
والاعتباران جاریان فی أفعالنا الخارجیّة ، فما لم نشرف علی إیقاع فعل من الأفعال کان متردّداً بین أن یقع أو لا یقع ، فإذا اجتمعت الأسباب والأوضاع المقتضیة وأتممناها بالإرادة والإجماع بحیث لم یبق له إلّا الوقوع والصدور عیّنا له أحد الجانبین ، فتعیّن له الوقوع .
وکذا یجری نظیر الاعتبارین فی أعمالنا الوضعیة الاعتباریة ، کما إذا تنازع اثنان فی عین یدّعیه کلّ منهما لنفسه کان أمر مملوکیّته مردّداً بین أن یکون لهذا أو لذاک ، فإذا رجعا إلی حکم یحکم بینهما فحکم لأحدهما دون الآخر کان فیه فصل الأمر عن الإبهام والتردّد وتعیین أحدالجانبین بقطع رابطته مع الآخر .
ثمّ توسّع فیه ثانیاً ، فجعل الفصل والتعیین بحسب القول کالفصل والتعیین بحسب الفعل ، فقول الحکم : إنّ المال لأحد المتنازعین فصل للخصومة وتعیین لأحد الجانبین بعد التردّد بینهما ، وقول المخبر : إن کذا کذا فصل وتعیین ، وهذا المعنی هو الذی نسمّیه القضاء .
ولمّا کانت الحوادث فی وجودها وتحقّقها مستندة إلیه سبحانه وهی فعله جری فیها الاعتباران بعینهما ؛ فهی ما لم یُرِد اللَّه تحقّقها ولم یُتِمّ لها العللَ والشرائط الموجبة لوجودها باقیة علی حال التردّد بین الوقوع واللاوقوع ، فإذا شاء اللَّه وقوعها وأراد تحقّقها فتمّ لها عللها وعامّة شرائطها ولم یبق لها إلّا أن توجد ، کان ذلک تعییناً منه تعالی وفصلا لها من الجانب الآخر وقطعاً للإبهام، ویسمّی قضاء من اللَّه.
ص :317
ونظیر الاعتبارین جارٍ فی مرحلة التشریع وحکمه القاطع بأمر وفصله القول فیه قضاء منه .
وعلی ذلک جری کلامه تعالی فیما أشار فیه إلی هذه الحقیقة ، قال تعالی : (وإذا قَضی أمراً فإنَّما یَقولُ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ)(1) ، وقال : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فی یَومَیْنِ)(2) ، وقال : (قُضِیَ الأَمرُ الّذی فیهِ تَسْتَفْتِیانِ)(3) ، وقال : (وقَضَیْنا إلی بَنی إسْرائیلَ فی الکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فی الأرضِ مَرَّتَیْنِ)(4) إلی غیر ذلک من الآیات المتعرّضة للقضاء التکوینیّ . ومن الآیات المتعرّضة للقضاء التشریعیّ قوله : (وقَضی رَبُّکَ أ لّا تَعْبُدُوا إلّا إیّاهُ وبِالوالِدَینِ إحْساناً)(5) وقوله : (إنَّ ربَّکَ یَقضی بَینَهُم یَومَ القِیامَةِ فیما کانُوا فیهِ یَختَلِفونَ)(6) ، وقوله : (وقُضِیَ بَینَهُم بالحَقِّ وقیلَ الحَمدُ للَّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ)(7) ، وما فی الآیة وما قبلها من القضاء بمعنی فصل الخصومة تشریعیّ بوجه وتکوینیّ بآخر .
فالآیات الکریمة - کما تری - تُمضی صحّة هذین الاعتبارین العقلییّن فی الأشیاء الکونیّة من جهة أنّها أفعاله تعالی ، وکذا فی التشریع الإلهیّ من جهة أ نّه فعله التشریعیّ ، وکذا فیما یُنسَب إلیه تعالی من الحکم الفصل . وربّما عبّر عنه بالحکم والقول بعنایة اُخری ، قال تعالی : (ألا لهُ الحُکْمُ)(8) ، وقال : (واللَّهُ یَحکُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ)(9)، وقال : (ما یُبَدَّلُ القَولُ لَدَیَّ)(10) ، وقال : (والحَقَّ أقولُ)(11) .
2 - نظرة فلسفیّة فی معنَی القضاء
لا ریب أنّ قانون العلّیّة والمعلولیّة ثابت ، وأنّ الموجود الممکن معلول له سبحانه إمّا بلا واسطة [أو ]معها ، وأنّ المعلول إذا نسب إلی علّته التامّة کان له منها الضرورة والوجوب ، إذ ما لم یجب لم یوجد ، وإذا لم ینسب إلیها
ص :318
کان له الإمکان سواء أخذ فی نفسه ولم ینسب إلی شی ء کالماهیّة الممکنة فی ذاتها أو نسب إلی بعض أجزاء علّته التامّة، فإنّه لو أوجب ضرورته ووجوبه کان علّة له تامّة، والمفروض خلافه .
ولمّا کانت الضرورة هی تعیّن أحد الطرفین وخروج الشی ء عن الإبهام، کانت الضرورة المنبسطة علی سِلسِلة الممکنات من حیث انتسابها إلَی الواجب تعالی الموجب لکلّ منها فی ظرفه الذی یخصّه قضاء عامّاً منه تعالی کما أنّ الضرورة الخاصّة بکلّ واحد منها قضاء خاصّ به منه ، إذا لا نعنی بالقضاء إلّا فصل الأمر وتعیینه عن الإبهام والتردّد .
ومن هنا یظهر أنّ القضاء من صفاته الفعلیّة ، وهو مُنتزَع من الفعل من جهة نسبته إلی علّته التامّة الموجبة له .
3 - والروایات فی تأیید ما تقدّم کثیرة جدّاً : ففی المحاسن عن أبیه عن ابن أبی عُمیر عن هِشام بن سالم قال : قالَ أبو عبداللَّه علیه السلام : إنّ اللَّهَ إذا أرادَ شیئاً قَدَّرَهُ ، فإذا قَدَّرَهُ قَضاهُ ، فإذا قَضاهُ أمضاهُ .
وفیه عن أبیهِ عن ابنِ أبی عُمَیرٍ عن محمّدِ بنِ إسحاقَ قالَ : قالَ أبو الحسنِ علیه السلام لِیُونُسَ مَولی علیِّ بنِ یَقطینٍ : یا یُونسُ ، لا تَتَکلَّمْ بالقَدَرِ . قالَ : إنّی لا أتَکَلَّمُ بالقَدَرِ ، ولکنْ أقولُ : لا یکونُ إلّا ما أرادَ اللَّهُ وشاءَ وقَضی وقَدَّرَ ، فقالَ : لیسَ هکذا أقولُ ، ولکنْ أقولُ : لا یکونُ إلّا ما شاءَ اللَّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضی . ثُمّ قالَ : أتَدری ما المَشیّةُ ؟ فقالَ : لا ، فقالَ : هَمُّهُ بالشَّی ءِ ، أوَتَدری ما أرادَ ؟ قالَ : لا ، قالَ : إتمامُهُ علَی المَشیَّةِ ، فقالَ : أوَتَدری ما قَدَّرَ ؟ قالَ : لا ، قالَ : هُو الهَندَسَةُ مِن الطُّولِ والعَرضِ والبَقاءِ . ثُمّ قالَ : إنَّ اللَّهَ إذا شاءَ شَیئاً أرادَهُ ، وإذا أرادَ قَدَّرَهُ ، وإذا قَدَّرَهُ قَضاهُ ، وإذا قَضاهُ أمضاهُ ، الحدیث .
ص :319
وفی روایة اُخری عن یونس عنه علیه السلام قالَ : لا یکونُ إلّا ما شاءَ اللَّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضی . قلتُ : فما مَعنی شاءَ ؟ قالَ : ابتِداءُ الفِعلِ ، قلتُ : فما مَعنی أرادَ ؟ قالَ : الثُّبوتُ علَیهِ . قلتُ : فما مَعنی قَدَّرَ ؟ قالَ : تَقدیرُ الشی ءِ مِن طُولِهِ وعَرضِهِ . قلتُ : فما مَعنی قَضی ؟ قالَ : إذا قَضی أمضی ، فذلکَ الذی لا مَرَدَّ لَهُ .
وفی التَّوحید عن الدَّقّاقِ عن الکُلَینیِّ عن ابنِ عامرٍ عنِ المُعَلّی ، قالَ : سُئلَ العالِمُ علیه السلام : کیفَ عَلِمَ اللَّهُ ؟ قالَ : عَلِمَ وشاءَ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضی وأمضی ، فَأمضی ما قَضی ، وقَضی ما قَدَّرَ ، وقَدَّرَ ما أرادَ ، فَبِعِلمِهِ کانَتِ المَشیّةُ ، وبمَشیَّتِهِ کانتِ الإرادَةُ ، وبإرادَتِهِ کانَ التَّقدیرُ ، وبتَقدیرِهِ کانَ القَضاءُ ، وبقَضائهِ کانَ الإمضاءُ ، فالعِلمُ مُتَقدِّمٌ علَی المَشیَّةِ ، والمَشیَّةُ ثانیَةٌ ، والإرادةُ ثالثَةٌ ، والتَّقدیرُ واقِعٌ علَی القَضاءِ بالإمضاءِ . فَلِلهِ تبارَکَ وتعالی البَداءُ فیما عَلِمَ مَتی شاءَ وفیما أرادَ لِتَقدیرِ الأشیاءِ ، فإذا وَقَعَ القَضاءُ بالإمضاءِ فلا بَداءَ ، الحدیث.
والذی ذکره علیه السلام من ترتّب المشیّة علَی العلم والإرادة علَی المشیّة ، وهکذا ترتّب عقلیّ بحسب صحّة الانتزاع.
وفیه بإسناده عن ابن نُباتَة قال : إنّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام عَدَلَ مِن عِندِ حائطٍ مائلٍ إلی حائطٍ آخَرَ ، فقیلَ لَهُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، تَفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ ؟ ! قالَ : أفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ إلی قَدَرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .
أقول : وذلک أنّ القدر لا یحتم المقدّر ، فمن المَرجوّ أن لا یقع ما قدّر ، أمّا إذا کان القضاء فلا مَدفع له ، والروایات فی المعانی المتقدّمة کثیرة من طرق أئمة أهل البیت علیهم السلام .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یَدخُلُ المَلَکُ علَی النُّطفَةِ بعدَما تَستَقِرُّ فی الرَّحِمِ بأربَعینَ لَیلةً فیَقولُ : یا رَبِّ ، ماذا ، أشَقِیٌّ أم سَعیدٌ ؟
ص :320
أذَکَرٌ أم اُنثی ؟ فیقولُ اللَّهُ ، فَیَکتُبانِ ویَکتُبُ عَمَلَهُ وأثَرَهُ ومُصیبَتَهُ ورِزقَهُ وأجَلَهُ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی خِلقَةِ الإنسانِ فی الرَّحِمِ - : إذا کَمُلَ أربَعةُ أشهُرٍ بَعَثَ اللَّهُ مَلَکَینِ خَلّاقَینِ، فیَقولانِ: یا ربِّ ما تَخلُقُ، ذَکَراً أو اُنثی ؟ فَیُؤمَرانِ ، فیَقولانِ : یا ربِّ ، شَقِیّاً أو سَعیداً ؟ فیُؤمَرانِ ، فیقولانِ : یا رَبِّ ، ما أجَلُهُ وما رِزقُهُ وکلُّ شی ءٍ مِن حالِهِ - وعَدَّدَ مِن ذلک أشیاءَ - ؟ ویَکتُبانِ المِیثاقَ بینَ عَینَیهِ .(2)
عنه علیه السلام - أیضاً - : ثُمّ یُوحی اللَّهُ إلَی المَلَکَینِ : اُکتُبا علَیهِ قَضائی وقَدَری ونافِذَ أمری واشتَرِطا لیَ البَداءَ فیما تَکتُبانِ ، فیَقولانِ : یا ربِّ ، ما نَکتُبُ ؟ فَیُوحی اللَّهُ إلَیهِما أنِ ارفَعا رُؤوسَکُما إلَی رَأسِ اُمِّهِ ، فَیَرفَعانِ رُؤوسَهُما فاذا اللَّوحُ یَقرَعُ جَبهَةَ اُمِّهِ ، فَیَنظُرانِ فیهِ فَیَجِدانِ فی اللَّوحِ صُورَتَهُ وزینَتَهُ وأجَلَهُ ومِیثاقَهُ شَقیّاً أو سَعیداً وجَمیعَ شَأنِهِ .(3)
الکتاب :
(وَما تَشاؤُونَ إِلَّا أَن یَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلِیماً حَکِیماً) .(5)
(وَما تَشاؤُونَ إِلَّا أَن یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ) .(6)
(إِنّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّی یُغَیِّرُوا ما بأَنْفُسِهِم) .(7)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : ما مِن أهلِ قَریَةٍ ولا أهلِ بَیتٍ ولا رجُلٍ بِبادِیَةٍ کانوا علی ما کَرِهتُ مِن معصِیَتی ثُمّ تَحَوَّلُوا عنها إلی ما أحبَبتُ مِن طاعَتی إلّا تَحَوَّلتُ لَهُم عمّا یَکرَهونَ مِن عَذابی إلی ما یُحِبُّونَ مِن رَحمَتی .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کما تکونوا یُولّی علَیکُم .(9)
ص :321
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أرادَ اللَّهُ بقَومٍ سُوءاً جَعَلَ أمرَهُم إلی مُترَفِیهِم .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صفةِ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - : فلَمّا رَأی اللَّهُ صِدقَنا أنزَلَ بِعَدُوِّنا الکَبْتَ وأنزَلَ علَینا النَّصرَ ، حتَّی استَقَرَّ الإسلامُ مُلقِیاً جِرَانَهُ ومُتَبوِّئاً (مُبوِّیاً) أوطانَهُ .(2)
عنه علیه السلام - لمّا مَرَّ بخَرابِ المدائنِ - : إنّ هؤلاءِ القَومَ کانوا وارِثینَ ، فَأصبَحُوا مُورَثینَ ، وإنّ هؤلاءِ القَومَ استَحَلُّوا الحُرُمَ فَحَلَّت فیها النِّقَمُ ، فلا تَستَحِلُّوا الحُرُمَ فَتَحُلَّ بِکُمُ النِّقَمُ .(3)
نهج السعادة : قال أمیر المؤمنین علیه السلام لأصحابِهِ بعد إخمادِ شَوکَةِ المارِقینَ : إنّ اللَّهَ قد أحسَنَ إلَیکُم وأعَزَّ نَصرَکُم ، فتَوَجَّهُوا مِن فَورِکُم هذا إلی عَدُوِّکُم، فَقالوا: یا أمیرَ المؤمنینَ ، قد کَلَّت سُیوفُنا ونَفِدَت نِبالُنا ونَصَلَت أسِنَّةُ رِماحِنا ، فدَعْنا نَستَعِدَّ بأحسنِ عُدَّتِنا ...
قالَ علیه السلام : (یا قَومِ ادْخُلُوا الأَرضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللَّهُ لَکُم وَلا تَرْتدُّوا عَلی أدْبارِکُم فَتَنْقَلِبُوا خاسِرینَ)(4).(5)
عنه علیه السلام : واللَّهِ لقد خَشِیتُ أن یُدالَ هؤلاءِ القَومُ [اهل الشام ] علَیکُم بصَلاحِهِم فی أرضِهِم وفَسادِکُم فی أرضِکُم، وبأدائهِمُ الأمانَةَ وخِیانَتِکُم، وبطَواعِیَتِهِم إمامَهُم ومَعصِیتِکُم لَهُ ، وباجتِماعِهِم علی باطِلِهم وتَفَرُّقِکُم علی حَقِّکُم !(6)
عنه علیه السلام: ما أری هؤلاءِ القَومَ إلّا ظاهِرینَ علَیکُم ... أراهُم مُجتَمِعینَ وأراکُم مُتَفَرِّقینَ ، وأراهُم لِصاحِبِهم طائعِینَ وأراکُم لی عاصِینَ .(7)
عنه علیه السلام : والذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَإزالَةُ الجِبالِ مِن مَکانِها أهوَنُ مِن إزالَةِ مُلْکٍ مُرجلٍ (8)، فإذا اختَلَفُوا بینَهُم فوَالذی نَفسی بِیَدِهِ لو کادَتهُمُ الضِّباعُ لَغَلَبَتهُم.(9)
ص :322
عنه علیه السلام : حتّی إذا وافَقَ وارِدُ القَضاءِ انقِطاعَ مُدَّةِ البَلاءِ حَمَلُوا بَصائرَهُم عَلی أسیافِهِم ودانُوا لِرَبِّهِم بأمرِ واعِظِهِم.(1)
نهج السعادة عن زاذان عن علیّ علیه السلام : أنّهُ خَطَبَ فقالَ: ألا وإنّهُ لا یَزالُ البَلاءُ بکُم مِن بَعدی حتّی یکونَ المُحِبُّ لی والمُتَّبِعُ أذَلَّ فی أهلِ زَمانِهِ مِن فَرخِ الأمَةِ . قالوا : ولِمَ ذلکَ ؟ قالَ : ذلکَ بما کَسَبَت أیدیکُم ، برِضاکُم بالدَّنِیَّةِ فی الدِّینِ ، فلو أنَّ أحَدَکُم إذا ظَهَرَ الجَورُ مِن أئمَّةِ الجَورِ باعَ نفسَهُ مِن رَبِّهِ وأخَذَ حَقَّهُ مِن الجِهادِ لَقامَ دِینُ اللَّهِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فی کلِّ قَضاءِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ خِیَرَةٌ (خَیرٌ) للمؤمنِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَجَباً للمؤمنِ لا یَقضی اللَّهُ علَیهِ قَضاءً إلّا کانَ خَیراً لَهُ ، سَرَّهُ أو ساءَهُ ! إنِ ابتَلاهُ کانَ کَفّارَةً لذَنبِهِ ، وإن أعطاهُ وأکرَمَهُ کانَ قد حَباهُ .(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فی قَضاءِ اللَّهِ کُلُّ خَیرٍ للمؤمنِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ عن أبیهِ عن جدِّه علیهم السلام : ضَحِکَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ذاتَ یَومٍ حتّی بَدَت نَواجِذُهُ، ثمّ قالَ : ألا تَسألونی مِمَّ ضَحِکتُ ؟ قالوا : بلی یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : عَجِبتُ لِلمَرءِ المُسلمِ إنّهُ لیس مِن قَضاءٍ یَقضیهِ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ إلّا کانَ خَیراً لَهُ فی عاقِبَةِ أمرِهِ .(7)
عنه علیه السلام: إنَّ فیما ناجَی اللَّهُ بهِ موسَی بنَ عِمرانَ أنْ : یا موسی ، ما خَلَقتُ خَلقاً هُو أحَبُّ إلَیَّ مِن عَبدیَ المؤمنِ ، وإنّی إنّما أبتَلیهِ لِما هُو خَیرٌ لَهُ ، وأنا أعلَمُ بما یُصلِحُ عَبدی ، ولْیَصبِرْ علی بَلائی ولْیَشکُرْ نَعمائی ولیَرضَ بقَضائی ، أکتُبْهُ فی الصِّدِّیقِینَ عِندی .(8)
ص :323
عنه علیه السلام: عَجِبتُ للمَرءِ المُسلمِ لا یَقضی اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ قَضاءً إلّا کانَ خَیراً لَهُ ، وإن قُرِضَ بالمَقاریضِ کانَ خَیراً لَهُ ، وإن مَلَکَ مَشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها کانَ خَیراً لَهُ .(1)
عنه علیه السلام : ما قَضَی اللَّهُ لمؤمنٍ قَضاءً فَرَضِیَ بهِ إلّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الخِیَرَةَ فیما یَقضی.(2)
عنه علیه السلام : إنَّ بنی إسرائیلَ أتَوا موسی علیه السلام فَسَألُوهُ أن یَسألَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أن یُمطِرَ السماءَ علَیهِم إذا أرادُوا ویَحبِسَها إذا أرادوا ، فَسَألَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ذلکَ لَهُم ، فقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : ذلکَ لَهُم یا موسی ، فَأخبَرَهُم موسی فَحَرَثُوا ولم یَترُکوا شیئاً إلّا زَرَعوهُ ثُمّ استَنزَلُوا المَطَرَ علی إرادَتِهِم وحَبَسُوهُ علی إرادَتِهِم ، فصارَت زُرُوعُهُم کأ نّها الجِبالُ والآجامُ ، ثُمّ حَصَدُوا وداسُوا وذَرُّوا فلم یَجِدُوا شیئاً ! فَضَجُّوا إلی موسی علیه السلام وقالوا : إنّما سألناکَ أن تسألَ اللَّهَ أن یُمطِرَ السماءَ علَینا إذا أرَدنا فَأجابَنا ثُمّ صَیَّرَها علَینا ضَرراً ! فقالَ : یا رَبِّ ، إنَّ بنی إسرائیلَ ضَجُّوا ممّا صَنَعتَ بِهِم ، فقالَ : ومِمَّ ذاکَ یا موسی ؟ قالَ : سَألُونی أن أسألُکَ أن تُمطِرَ السماءَ إذا أرادُوا وتَحبِسَها إذا أرادُوا فَأجَبتَهُم ثُمّ صَیَّرتَها علَیهِم ضَرراً ! فقالَ : یا موسی ، أنا کنتُ المُقَدِّرَ لِبَنی إسرائیلَ فلم یَرضَوا بتَقدیری فَأجَبتُهم إلی إرادَتِهِم فکانَ ما رَأیتَ !(3)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : المؤمنُ بِعَرضِ کُلِّ خَیرٍ لو قُطِّعَ أنمُلَةً أنمُلَةً کانَ خَیراً لَهُ ، ولو وُلِّیَ شَرقَها وغَربَها کانَ خَیراً لَهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: یقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : مَن لم یَرضَ بقَضائی ولم یَشکُرْ لِنَعمائی ولم یَصبِرْ علی بَلائی فَلْیَتَّخِذْ رَبّاً سِوای .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی بیانِ قُدرَةِ اللَّهِ سبحانَهُ - : لا یَنقُصُ سُلطانَکَ مَن عَصاکَ، ولا یَزیدُ فی مُلکِکَ مَن أطاعَکَ، ولا یَرُدُّ أمرَکَ مَن سَخِطَ قَضاءَکَ.(2)
عنه علیه السلام : أشَدُّ الناسِ عَذاباً یَومَ القِیامَةِ المُتَسَخِّطُ لِقَضاءِ اللَّهِ .(3)
عنه علیه السلام : مَن أصبَحَ علَی الدنیا حَزیناً فقد أصبَحَ لِقَضاءِ اللَّهِ ساخِطاً .(4)
عنه علیه السلام : ألا فالحَذرَ الحَذرَ مِن طاعَةِ ساداتِکُم وکُبَرائکُمُ الذینَ تَکَبَّرُوا عَن حَسَبِهِم ، وتَرَفَّعُوا فَوقَ نَسَبِهِم ، وألقَوا الهَجینَةَ علی رَبِّهِم، وجاحَدُوا اللَّهَ علی ما صَنَعَ بِهِم، مُکابَرَةً لقَضائهِ ، ومُغالَبةً لِآلائهِ.(5)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : ثَمانیَةُ أشیاءَ لا تکونُ إلّا بقَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِهِ : النَّومُ ، والیَقَظَهُ ، والقُوَّةُ ، والضَّعفُ ، والصِّحَّةُ ، والمَرضُ ، والمَوتُ ، والحَیاةُ .(7)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : إذا نَزَلَ القَضاءُ ضاقَ الفَضاءُ .(8)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : إذا کانَ المَقضیُّ کائِناً فالضَّراعَةُ لماذا ؟ !(9)
ص :325
ص :326
ص :328
الکتاب :
(یا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : یا شُرَیحُ ، قد جَلَستَ مَجلِساً لا یَجلِسُهُ إلّا نَبیٌّ أو وَصیُّ نَبیٍّ أو شَقیٌّ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اتَّقُوا الحُکومَةَ ؛ فإنَّ الحُکومَةَ إنّما هی لِلإمامِ العالِمِ بالقَضاءِ ، العادِلِ فی المُسلمینَ ، لِنَبیٍّ أو وَصیِّ نبیٍّ .(3)
الکتاب :
(أَلَمْ تَرَ إلَی الَّذِینَ یَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ یُرِیدُونَ أَنْ یَتَحاکَمُوا إلَی الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ یَکْفُرُوا بِهِ) .(4)
(أَلَمْ تَرَ إلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْکِتابِ یُدْعَوْنَ إلَی کِتابِ اللَّهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَتَوَلَّی فَرِیقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) .(5)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی تَحاکُمِ رَجلَینِ مِن أصحابِهِ إلَی الطاغوتِ وبینَهُما مُنازَعَةٌ فی دَینٍ أو مِیراثٍ - : مَن تَحاکَمَ إلَی الطاغوتِ فَحُکِمَ لَهُ فإنّما یَأخُذُ سُحتاً وإن کانَ حَقُّهُ ثابِتاً لَهُ ، لأ نّهُ أخَذَ بحُکمِ الطاغوتِ ، وقد أمَرَ اللَّهُ أن یَکفُرَ بهِ .(6)
عنه علیه السلام : أیُّما مؤمنٍ قَدَّمَ مُؤمناً فی خُصومَةٍ إلی قاضٍ أو سُلطانٍ جائرٍ فَقَضی علَیهِ بغَیرِ حُکمِ اللَّهِ فَقَد شَرِکَهُ فی الإثمِ .(7)
عنه علیه السلام - لمّا سَألَهُ أبو بَصیرٍ عن قَولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی کتابِهِ : (ولا تَأْکُلُوا أمْوالَکُم بَیْنَکُم بِالباطِلِ وتُدْلُوا بِها إلَی الحُکّامِ)(8) - :
ص :329
یا أبا بَصیرٍ ، إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ قد عَلِمَ أنَّ فی الاُمَّةِ حُکّاماً یَجُورُونَ ، أما إنّهُ لم یَعنِ حُکّامَ أهلِ العَدلِ ولکنَّهُ عَنی حُکّامَ أهلِ الجَورِ . یا أبا محمّدٍ ، إنّهُ لو کانَ لکَ علی رجُلٍ حَقٌّ فَدَعَوتَهُ إلی حُکّامِ أهلِ العَدلِ فَأبی علَیکَ إلّا أن یُرافِعَکَ إلی حُکّامِ أهلِ الجَورِ لِیَقضُوا لَهُ لَکانَ مِمَّن حاکَمَ إلَی الطاغوتِ ، وهُو قَولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ: (ألَم تَرَ إلَی الّذینَ یَزعُمُونَ ...) .(1)
الکتاب :
(إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلَی أَهْلِها وَإِذَا حَکَمْتُمْ بیْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُکُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ کانَ سَمِیعاً بَصِیراً) .(3)
(وَإِنْ حَکَمْتَ فَاحْکُمْ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المُقسِطُونَ عندَ اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ علی مَنابِرَ مِن نورٍ عن یَمینِ الرَّحمنِ، وکِلتا یَدَیهِ یَمینٌ، الذینَ یَعدِلُونَ فی حُکمِهِم وأهلِیهِم وما وُلُّوا.(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضَلُ الخَلقِ أقضاهُم بالحَقِّ ، وأحَبُّهُم إلَی اللَّهِ سبحانَهُ أقوَلُهُم للصِّدقِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاکُم أن یُحاکِمَ بعضُکُم بَعضاً إلی أهلِ الجَورِ ، ولکنِ انظُرُوا إلی رجُلٍ مِنکُم یَعلَمُ شیئاً مِن قَضایانا فاجعَلُوهُ بینَکُم، فإنّی قد جَعَلتُهُ قاضیَاً فتَحاکَمُوا إلَیهِ .(7)
عنه علیه السلام - لمّا بَعَثَ أبا خدیجَةَ إلی أصحابِهِ - : قُلْ لَهُم : إیّاکُم إذا وَقَعَت بینَکُم خُصومَةٌ أو تَداری بینَکُم فی شی ءٍ مِن الأخذِ والعَطاءِ أن تَتحاکَمُوا إلی أحَدٍ مِن هؤلاءِ الفُسّاقِ ، اِجعَلُوا بینَکُم رجُلاً مِمَّن قد عَرَفَ حَلالَنا وحَرامَنا ، فإنّی قد جَعَلتُهُ قاضیَاً ، وإیّاکُم أن یُخاصِمَ بَعضُکُم بَعضاً إلَی السُّلطانِ الجائرِ .(8)
ص :330
بحارالأنوار عن المَعصوم علیه السلام : خَیرُ الناسِ قُضاةُ الحَقِّ.(1)
الکتاب :
(فَلا وَرَبِّکَ لَا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ ویُسَلِّمُوا تَسْلِیماً) .(2)
الحدیث :
صحیح مسلم عن عبد اللَّه بن الزّبیر : إنّ رجُلاً مِن الأنصارِ خاصَمَ الزُّبیرَ عندَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی شِراجِ الحَرّةِ التی یَسقُونَ بها النَّخلَ ، فقالَ الأنصاریُّ : سَرِّحِ الماءَ یَمُرَّ ! فأبی علَیهِم ، فاختَصَمُوا عِند رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله للزُّبیرِ : اسْقِ یا زُبیرُ ثُمّ أرسِلِ الماءَ إلی جارِکَ ، فَغَضِبَ الأنصاریُّ ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أن کانَ ابنَ عَمَّتِکَ ! فَتَلَوَّنَ وَجهُ نَبیِّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ثُمّ قالَ : یا زُبیرُ اسْقِ ، ثُمّ احبِسِ الماءَ حتّی یَرجِعَ إلَی الجُدُرِ .
فقالَ الزُّبیرُ : واللَّهِ ، إنّی لأحسَبُ هذهِ الآیةَ نَزَلَت فی ذلکَ : (فَلا وَربِّکَ لا یُؤمِنونَ ...) .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فَلا وَربِّکَ ...) - : التَّسلیمُ : الرِّضا والقُنوعُ بقَضائهِ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا حَکَمَ [ یَعنی القاضیَ ]بِحُکمِنا فلم یَقبَلْهُ مِنهُ فإنّما استَخَفَّ بحُکْمِ اللَّهِ وعلَینا رَدَّ ، والرادُّ علَینا الرادُّ عَلَی اللَّهِ ، وهُو علی حَدِّ الشرکِ باللَّهِ .(5)
یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ أبغَضَ الخَلائقِ إلَی اللَّهِ رجُلانِ : ... ورجُلٌ ... جَلَسَ بینَ الناسِ قاضیَاً ضامِناً لِتخلیصِ ما التَبَسَ علی غیرِهِ، فإن نَزَلَت بهِ إحدَی المُبهَماتِ هَیَّأ لَها حَشواً رَثّاً مِن رَأیِهِ ثُمّ قَطَعَ بهِ ، فهُو مِن لَبْسِ الشُّبُهاتِ فی مِثلِ نَسجِ العَنکَبوتِ ، لا یَدری أصابَ أم أخطَأ ... تَصرُخُ مِن جَورِ قَضائهِ الدِّماءُ ، وتَعِجُّ مِنهُ المَواریثُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن حَکَمَ فی دِرهَمَینِ بغیرِ ما أنزَلَ اللَّهُ فقد کَفَرَ ، ومَن حَکَمَ فی دِرهَمَینِ فَأخطَأ کَفَرَ .(3)
تفسیر العیّاشی عن عبدِ اللَّهِ بن مُسکانَ عن الإمام الصّادقِ عَن آبائه علیهم السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن حَکَمَ فی دِرهَمَینِ بِحُکمِ جَورٍ ثُمّ جَبَرَ (کَبُرَ) علَیهِ کانَ مِن أهلِ هذهِ الآیَةِ (ومَن لَم یَحْکُمْ بما أنزَلَ اللَّهُ فأُولئکَ هُمُ الکافِرونَ)(4) . فقلتُ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، کیفَ یَجبُرُ علَیهِ ؟ قالَ : یکونُ لَهُ سَوطٌ وسِجنٌ فَیَحکُمُ علَیهِ ، فإن رَضِیَ بحُکمِهِ وإلّا ضَربَهُ بسَوطِهِ وحَبَسَهُ فی سِجنِهِ .(5)
الدرّ المنثور عن حَکیمِ بنِ جُبیرٍ : دَخَلتُ علی علیِّ ابنِ الحُسینِ علیهما السلام فسألتُهُ عن هذهِ الآیاتِ التی فی المائدةِ ، وحَدَّثتُهُ أنّی سَألتُ عنها سعیدَ ابنَ جُبَیرٍ ومِقسَماً ، قالَ : فما قالَ مِقسَمٌ ؟ فأخبرتُهُ بما قالَ . قالَ : صَدَقَ ، ولکنَّه کَفَرَ لیسَ کَکُفرِ الشِّرکِ ، وفَسقَ لیس کَفِسقِ الشِّرکِ ، وظَلَمَ لیسَ کظُلمِ الشِّرکِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ عن أبیه عن علیٍّ علیهم السلام : أنّهُ اشتکی عینَهُ، فعادَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله، فإذا عَلیُّ علیه السلام یصیحُ ، فقالَ لَهُ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : أجَزَعاً أم وَجَعاً یا علیُّ ؟ قالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما وَجِعتُ وَجَعاً قَطُّ أشَدَّ
ص :332
مِنهُ . قالَ : یا علیُّ ، إنّ مَلَکَ المَوتِ إذا نَزَلَ لِیَقبِضَ رُوحَ الفاجِرِ نزَلَ مَعهُ بِسَفُّودٍ مِن نارٍ فَیَنزِعُ رُوحَهُ بهِ فَتَصیحُ جَهنَّمُ ! فاستَوی علیٌّ علیه السلام جالِساً ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أعِدْ عَلَیَّ حَدیثَکَ فَقَد أنسانی وَجَعی ما قُلتَ ، فهَل یُصیبُ ذلکَ أحَداً مِن اُمَّتِکَ؟ قالَ : نَعَم ، حُکّاماً جائرِینَ ، وآکِلَ مالِ الیَتیمِ ، وشاهِدَ الزُّورِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَلِیَ القَضاءَ فَقَد ذَبَحَ نفسَهُ بغیرِ سِکِّینٍ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن جُعِلَ قاضیاً بینَ النّاسِ فقد ذُبِحَ بغیرِ سِکِّینٍ .(3)
مستدرک الوسائل عن رَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : مَن جُعِلَ قاضیاً فَقَد ذُبِحَ بغیرِ سِکِّینٍ . فقیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وما الذَّبحُ ؟ قالَ : نارُ جهنَّمَ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : عَجَّ حَجَرٌ إلَی اللَّهِ فقالَ : إلهی وسَیِّدی ، عَبَدتُکَ کذا وکذا سَنَةً ، ثُمّ جَعَلتَنی فی اُسِّ کَنیفٍ ! فقالَ : أما تَرضی أن عَزَلتُ بکَ عن مَجالِسِ القُضاةِ؟!(5)
کتاب من لا یحضره الفقیه عن محمَّدِ بنِ مُسلمٍ : مَرَّ بی أبو جعفرٍ علیه السلام وأنا جالِسٌ عندَ القاضی بالمَدینةِ ، فدخلتُ علَیهِ مِن الغَدِ فقالَ لی : ما مَجلِسٌ رَأیتُکَ فیه أمسِ؟ قلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ ، إنّ هذا القاضیَ بی مُکرِمٌ فَرُبَّما جَلَستُ إلَیهِ. فقالَ لی : وما یُؤْمِنُکَ أن تَنزِلَ اللَّعنَةُ فَتَعُمَّکَ مَعهُ!(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ النَّواویسَ (7) شَکَت إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ شِدَّةَ حَرِّها ، فقالَ لَها عَزَّوجلَّ : اسکُتی ؛ فإنَّ مَواضِعَ القُضاةِ أشَدُّ حَرّاً مِنکِ !(8)
ص :333
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ القاضیَ العَدلَ لَیُجاءُ بهِ یَومَ القِیامَةِ فَیَلقَی مِن شِدَّةِ الحِسابِ ما یَتَمَنّی أن لا یکونَ قَضی بینَ اثنَینِ فی تَمرَةٍ قَطُّ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَیَأتِیَنَّ علَی القاضی العَدلِ یَومَ القِیامَةِ ساعَةٌ یَتَمَنّی أ نّهُ لم یَقْضِ بینَ اثنَینِ فی تَمرَةٍ قَطُّ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُؤتی بالقاضی یَومَ القِیامَةِ فَیَلقَی مِن الهَولِ قَبلَ الحِسابِ ما یَوَدُّ أ نّهُ لم یَقضِ بینَ اثنَینِ فی تَمرَةٍ(3) .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ابتَغی القَضاءَ وسَألَ فیهِ الشُّفَعاءَ وُکِلَ إلی نفسِهِ ، ومَن اُکرِهَ علَیهِ أنزَلَ اللَّهُ علَیهِ مَلَکاً یُسَدِّدُهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن سَألَ القَضاءَ وُکِلَ إلی نفسِهِ ، ومَن اُجبِرَ علَیهِ نَزَلَ علَیهِ مَلَکٌ یُسَدِّدُهُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن طَلَبَ القَضاءَ واستَعانَ علَیهِ وُکِلَ إلَیهِ ، ومَن لم یَطلُبْهُ ولم یَستَعِنْ علَیهِ أنزَلَ اللَّهُ مَلَکاً یُسَدِّدُهُ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنّه [ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ]نَهی أن یَتَعَرَّضَ أحَدٌ لِلإمارةِ والحُکمِ بینَ الناسِ ، فقالَ : مَن سَألَ الإمارَةَ لم یُعَنْ علَیها ووُکِلَ إلَیها ، ومَن أتَتهُ مِن غیرِ مَسألةٍ اُعِینَ علَیها .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کتابٍ کَتَبَهُ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ علی مِصرَ - : ثُمّ اختَرْ لِلحُکمِ بینَ الناسِ أفضَلَ رَعِیَّتِکَ فی نَفسِکَ ، ممَّن لا تَضیقُ بهِ الاُمورُ ، ولا تُمَحِّکُهُ الخُصومُ ، ولا یَتَمادی فی الزَّلَّةِ ،
ص :334
ولایَحصَرُ مِنَ الفَی ءِ إلَی الحَقِّ إذا عَرَفَهُ ، ولا تُشرِفُ نَفسُهُ علی طَمَعٍ ، ولا یَکتَفی بأدنی فَهمٍ دونَ أقصاهُ ، وأوقَفَهُم فی الشُّبُهاتِ ، وآخَذَهُم بالحُجَجِ وأقَلَّهُم تَبَرُّماً بمُراجَعَةِ الخَصمِ ، وأصبَرَهُم علی تَکشُّفِ الاُمورِ ، وأصرَمَهُم عِند اتِّضاحِ الحُکمِ ، مِمّن لا یَزدَهیهِ إطراءٌ ، ولا یَستَمیلُهُ إغراءٌ ، واُولئکَ قَلیلٌ ، ثُمّ أکثِر تَعاهُدَ (تَعهُّدَ) قَضائهِ .(1)
عنه علیه السلام : لا یُقیمُ أمرَ اللَّهِ سبحانَهُ إلّا مَن لا یُصانِعُ، ولا یُضارِعُ (2)، ولا یَتَّبِعُ المَطامِعَ.(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَطمَعَنَّ قَلیلُ الفِقهِ فی القَضاءِ .(4)
1 - المُواساةُ بینَ الخُصومِ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ابتُلِیَ بالقَضاءِ بینَ المُسلمینَ فَلْیَعدِلْ بَینَهُم فی لَحظِهِ وإشارَتِهِ ومَقعدِهِ ومَجلِسِهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن ابتُلِیَ بالقَضاءِ بینَ المُسلمینَ فَلا یَرفَعْ صَوتَهُ علی أحَدِ الخَصمَینِ ما لم یَرفَعْ علَی الآخَرِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : ثُمّ واسِ بینَ المسلمینَ بوَجهِکَ ومَنطِقِکَ ومَجلِسِکَ ، حتّی لا یَطمَعَ قَریبُکَ فی حَیفِکَ ، ولا یَیأسَ عَدُوُّکَ مِن عَدلِکَ .(7)
عنه علیه السلام : یَنبَغی لِلحاکِمِ أن یَدَعَ التَّلَفُّتَ إلی خَصمٍ دونَ خَصمٍ ، وأن یُقَسِّمَ النَّظرَ فیما بینَهُما بالعَدلِ ، ولا یَدَعَ خَصماً یُظهِرُ بَغیاً علی صاحِبِهِ .(8)
2 - التَّأمُّلُ والتَّروِّی قبلَ الحُکمِ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لِسانُ القاضِی بینَ جَمرَتَینِ حتّی یَصیرَ إمّا إلَی الجَنَّةِ، وإمّا إلَی النارِ .(10)
ص :335
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : لِسانُکَ عَبدُکَ ما لم تَتَکَلَّمْ ، فإذا تَکَلَّمتَ فأنتَ عَبدُهُ ، فانظُرْ ما تَقضی ؟ وفیمَ تَقضی؟ وکیفَ تَقضی ؟(1)
أقول : للقضاء آداب کثیرة فی کتب الفقهاء .(2)
3 - أن لا یَعلُوَ کلامُهُ کلامَ الخصمِ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لأبی الأسوَدِ الدُّؤَلیِّ لمّا سَألَهُ عن عِلّةِ عَزلِهِ عنِ القَضاءِ وهُو لم یَخُنْ ولم یَجنِ - : إنّی رَأیتُ کلامَکَ یَعلُو علی کلامِ الخَصمِ .(3)
4 - أنْ لا یَتَضَجَّرَ فی مجلسِ القضاءِ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : إیّاکَ والتَّضَجُّرَ والتَّأذِّیَ فی مَجلِسِ القَضاءِ ، الذی أوجَبَ اللَّهُ فیهِ الأجرَ ، ویُحسِنُ فیهِ الذُّخرَ لِمَن قَضی بالحَقِّ .(4)
5 - أن لایَقضیَ قبلَ سماعِ کلامِ کِلا الخَصمَینِ:
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا أتاکَ الخَصمانِ فلا تَقضِ لواحِدٍ حتّی تَسمَعَ مِن الآخَرِ ؛ فإنّهُ أجدَرُ أن تَعلَمَ الحقَّ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بَعَثَنی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله إلَی الیَمَنِ قاضیاً ، فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، تُرسِلُنی وأنا حَدیثُ السِّنِّ ولا عِلمَ لی بالقَضاءِ ؟! فقالَ : إنَّ اللَّهَ سَیَهدی قَلبَکَ ، ویُثَبِّتُ لِسانَکَ ، فإذا جَلَسَ بینَ یدَیکَ الخَصمانِ فلا تَقضِیَنَّ حتّی تَسمَعَ مِن الآخَرِ کما سَمِعتَ مِن الأوّلِ ؛ فإنّهُ أحری أن یَتَبَیَّنَ لَکَ القَضاءُ . قالَ : فما زِلتُ قاضیاً أو [قال :] ما شَکَکتُ فی قَضاءٍ بَعدُ .(6)
کتاب من لا یحضره الفقیه : رُویَ عن علیٍّ علیه السلام أنّه قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا تَقاضی إلَیکَ رَجُلانِ فلا تَقضِ لِلأوّلِ حتّی تَسمَعَ مِن الآخَرِ ؛ فإنّکَ إذا فَعلتَ ذلکَ تَبَیَّنَ لکَ القَضاءُ .
قالَ علیٌّ علیه السلام : فما زِلتُ بَعدَها قاضیاً ، وقالَ لَهُ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : اللّهُمَّ فَهِّمْهُ القَضاءَ .(7)
ص :336
سنن الترمذی عن حنَش عن علیٍّ علیه السلام : قال لی رسولُ اللَّهَ صلی اللَّه علیه وآله : إذا تَقاضی إلیکَ رَجُلانِ فلا تَقضِ للأوّلِ حتّی تَسمَعَ کلامَ الآخَرِ ، فَسَوفَ تَدری کیفَ تَقضی. قالَ علیٌّ علیه السلام : فما زِلتُ بَعدُ قاضیاً.(1)
6 - أن لا یَقضیَ وهو غَضبانُ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَنِ ابتُلیَ بالقَضاءِ فلا یَقضِینَّ وهُو غَضبانُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَقضی القاضی بینَ اثنَینِ وهُو غَضبانُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : لا تُسارَّ أحَداً فی مَجلِسِکَ ، وإن غَضِبتَ فَقُمْ ، فلا تَقضِیَنَّ فأنتَ غَضبانُ .(5)
7 - أن لا یَقضیَ وهو مُثقَلٌ بالنَّومِ :
دعائم الإسلام : نَهی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یَقضیَ القاضی وهُو غَضبانُ أو جائعٌ أو ناعِسٌ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لرِفاعَةَ - : لا تَقضِ وأنتَ غَضبانُ ، ولا مِن النَّومِ سَکرانُ .(7)
8 - أن لا یَقضیَ وهو جُوعانُ أو عَطشانُ :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَقضی القاضی بینَ اثنَینِ إلّا وهُو شَبعانُ رَیّانُ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : ولا تَقعُدَنَّ فی مَجلِسِ القَضاءِ حتّی تَطعَمَ .(9)
9 - أن لا یُضیفَ أحدَ الخَصمَینِ :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ رجُلاً نَزَلَ بأمیرِ المؤمنینَ علیه السلام فمَکَثَ عِندَهُ أیّاماً ، ثُمّ تَقَدَّمَ إلَیهِ فی خُصومَةٍ لم یَذکُرْها لأمیرِ المؤمنینَ علیه السلام ، فقالَ لَهُ : أخَصمٌ أنتَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : تَحَوَّلْ عنّا ، إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله نَهی أن یُضافَ الخَصمُ إلّا ومَعهُ خَصمُهُ .(10)
10 - أن لا یُسارَّ أحداً فی مَجلسِ القضاءِ :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : لا تُسارَّ أحَداً فی مَجلِسِکَ .(11)
ص :337
11 - أن یُقدِّمَ صاحِبَ الیمینِ بالکلامِ :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قَضی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن یُقدَّمَ صاحِبُ الیَمینِ فی المَجلِسِ بالکلامِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا تَقَدَّمتَ مَع خَصمٍ إلی والٍ أو إلی قاضٍ فَکُن عن یَمینِهِ - یعنی عن یمینِ الخَصمِ - .(2)
12 - أن لا یُلَقِّنَ الشُّهودَ :
دعائم الإسلام : رُوِیَ : أ نّهُ [رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ]نَهی أن یُحابِیَ القاضی أحَدَ الخَصمَینِ بکَثرَةِ النَّظَرِ وحُضورِ الذِّهنِ ، ونَهی عَن تَلقینِ الشُّهودِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ موسی قالَ : یا رَبِّ ، أیُّ عِبادِکَ أحکَمُ ؟ قالَ : الذی یَحکُمُ للناسِ کما یَحکُمُ لنفسِهِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا نَفَذَ حُکمُکَ فی نفسِکَ تَداعَت أنفُسُ الناسِ إلی عَدلِکَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أنصَفَ الناسَ مِن نفسِهِ رُضِیَ بهِ حَکَماً لغَیرِهِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن قاضٍ مِن قُضاةِ المُسلمینَ إلّا ومَعهُ مَلَکانِ یُسَدِّدانِهِ إلَی الحَقِّ مالَم یُرِدْ غیرَهُ ، فإذا أرادَ غیرَهُ وجارَ مُتَعمِّداً تَبَرَّأَ مِنهُ المَلَکانِ ووَکَلاهُ إلی نفسِهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تعالی مَع القاضی ما لَم یَحِفْ عَمداً .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ مَع القاضی ما لَم یَجُرْ ، فإذا جارَ تَخَلَّی عَنهُ ولَزِمَهُ الشیطانُ .(10)
کنز العمّال عن مَعقِلِ بنِ یَسارٍ : أمَرَنی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله أن أقضیَ بینَ قَومی ،
ص :338
فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما اُحسِنُ أن أقضیَ . فقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ مَع القاضی ما لَم یَحِفْ عَمداً، ثلاثَ مَرّاتٍ.(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یَدُ اللَّهِ فوقَ رَأسِ الحاکِمِ تُرَفرِفُ بالرَّحمَةِ ، فإذا حافَ وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نفسِهِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا حَکَمَ الحاکِمُ فاجتَهَدَ فَأصابَ فلَهُ أجرانِ ، وإذا حَکَمَ فَاجتَهَدَ فَأخطَأَ فلَهُ أجرٌ واحِدٌ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اجتَهِدْ ، فإذا أصَبتَ فلَکَ عَشرُ حَسَناتٍ ، وإن أخطَأتَ فلَکَ حَسَنةٌ .(4)
کنز العمّال عن عُقبَةِ بنِ عامِرٍ : کنتُ عندَ النّبیٍّ صلی اللَّه علیه وآله یُوماً فَجاءَهُ خَصمانِ، فقالَ لی : اقضِ بینَهُما ، قلتُ : علی ماذا یا رسولَ اللَّهِ؟ قال: اجتَهِدْ، فإن أصَبتَ فلَکَ عَشرُ حَسَناتٍ، وإن أخطَأتَ فلَکَ حَسَنةٌ.(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القُضاةُ ثلاثةٌ : قاضِیانِ فی النارِ وقاضٍ فی الجَنّةِ ، قاضٍ قَضی بالهَوی فهُو فی النارِ ، وقاضٍ قَضی بغیرِ عِلمٍ فهُو فی النارِ ، وقاضٍ قَضی بالحَقِّ فهُو فی الجَنّةِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : القُضاةُ ثلاثةٌ : اثنانِ فی النارِ وواحِدٌ فی الجَنَّةِ : رَجُلٌ عَلِمَ الحَقَّ فَقضی بهِ فهُو فی الجَنّةِ ، ورَجُلٌ قَضی للناسِ علی جَهلِهِ فهُو فی النارِ ، ورجُلٌ عَرَفَ الحقَّ فَجارَ فی الحُکمِ فهُو فی النارِ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : القُضاةُ أربَعةٌ : ثلاثةٌ فی النارِ وواحِدٌ فی الجَنَّةِ : رجُلٌ قَضی بجَورٍ وهُو یَعلَمُ فهُو فی النارِ ، ورَجُلٌ قَضی بجَورٍ وهو لا یَعلَمُ فهُو فی النارِ ، ورجلٌ قَضی بالحَقِّ وهُو لا یَعلَمُ فهُو فی النارِ ، ورجُلٌ قَضی بالحَقِّ وهو یَعلَمُ فهُو فی الجَنَّةِ .(9)
ص :339
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تکونُ المَرأةُ حَکَماً تَقضی بینَ العامَّةِ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ المرأةَ لا تُولَّی القَضاءَ ولا تُولَّی الإمارَةَ .(2)
عنه علیه السلام : لا تُولَّی المرأةُ القَضاءَ ولا تُولَّی الإمارةَ .(3)
الکتاب :
(وَلَا تَأْکُلُوا أَمْوَالَکُمْ بَیْنَکُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَی الْحُکَّامِ لِتَأْکُلُوا فَرِیقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنّما أنا بَشَرٌ، ولَعلَّ بعضَکُم أن یکونَ ألحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعضٍ ، فَمَن قَضَیتُ لَهُ مِن حَقِّ أخیهِ فإنّما أقطَعُ لَهُ قِطعَةً مِن نارٍ .(6)
معانی الأخبار : اختصَمَ رَجلانِ إلی النّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فی مَواریثَ وأشیاءَ قد دَرَسَتْ، فقالَ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : لعلَّ بعضَکُم أن یکونَ ألحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعضٍ ، فَمَن قَضَیتُ لَهُ بشی ءٍ مِن حَقِّ أخیهِ فإنّما أقطَعُ لَهُ قِطعَةً مِن النارِ ، فقالَ لَهُ کُلُّ واحِدٍ مِن الرَّجُلَینِ : یا رسولَ اللَّهِ ، حَقّی هذا لِصاحبی ؟ فقالَ : ولکنِ اذهَبا فَتَوَخَّیا ثُمّ اسْتَهِما ثُمّ لیُحَلِّلْ کلُّ واحِدٍ مِنکُما صاحِبَهُ .(7)
تنبیه الخواطر : اختصمَ امرؤَ القیس وَرَجلٌ إلی رسولِ اللَّهِ فی أرضٍ ، قالَ : ألکَ بَیِّنَةٌ ؟ قالَ : لا، قالَ : فَیَمِّنْهُ ، قالَ : إذَن واللَّهِ یَذهَبُ بأرضی ! قالَ : إن ذَهَبَ بأرضِکَ بیَمینِهِ کانَ ممَّن لا یَنظُرُ اللَّهُ إلَیهِ یَومَ القِیامَةِ ولا یُزَکِّیهِ ولَهُ عَذابٌ ألیمٌ . قالَ : فَفَزِعَ الرجُلُ وَرَدَّها إلَیهِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَمسَةُ أشیاءَ یَجِبُ علَی القاضی الأخْذُ فیها بظاهِرِ الحُکمِ : الوِلایَةُ والمَناکِحُ والمَواریثُ والذَّبایحُ
ص :340
والشَّهاداتُ ، إذا کانَ ظاهرُ الشُّهودِ مَأموناً جازَت شَهادَتُهُم ولا یَسألُ عن باطِنِهم .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ داوودَ علیه السلام کانَ یَدعُو أن یُلهِمَهُ اللَّهُ القَضاءَ بینَ الناسِ بما هُو عِندَهُ تعالی الحَقّ ، فأوحی إلَیهِ: یا داوودُ ، إنَّ الناسَ لا یَحتَمِلُونَ ذلکَ .(2)
عنه علیه السلام : إذا قامَ قائمُ آلِ محمّدٍ علَیهِ وعلَیهِمُ السلامُ حَکَمَ بینَ الناسِ بحُکمِ داوودَ ، لا یَحتاجُ إلی بَیِّنةٍ ، یُلهِمُهُ اللَّهُ تعالی فَیَحکُمُ بعِلمِهِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ ما أخطَأتِ القُضاةُ فی دمٍ أو قَطعٍ فهُو علی بَیتِ مالِ المُسلمینَ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذَمِّ اختِلافِ العُلَماءِ فی الفُتیا - : تَرِدُ علی أحدِهِمُ القَضیّةُ فی حُکمٍ مِن الأحکامِ فَیَحکُمُ فیها بِرَأیِهِ ، ثُمّ تَرِدُ تلکَ القَضیّةُ بعَینِها علی غیرِهِ فیَحکُمُ فیها بخِلافِ قَولِهِ ، ثُمّ یَجتَمِعُ القُضاةُ بذلکَ عندَ الإمامِ الذی استَقضاهُم فَیُصَوِّبُ آراءَهُم جَمیعاً وإلهُهُم واحِدٌ ونَبیُّهُم واحِدٌ وکتابُهُم واحِدٌ ! أفأمَرَهُم اللَّهُ سبحانَهُ بالاختِلافِ فَأطاعُوهُ ؟ ! أم نَهاهُم عَنهُ فَعَصَوهُ ؟ ! أم أنزَلَ اللَّهُ سبحانَهُ دِیناً ناقِصاً فاستَعانَ بِهِم علی إتمامِهِ ؟ !(6)
عنه علیه السلام - فی کتابِهِ لمحمّدِ بنِ أبی بَکرٍ - : لا تَقضِ فی أمرٍ واحِدٍ بقَضاءَینِ مُختَلِفَینِ فَیَختلِفَ أمرُکَ وتَزیغَ عنِ الحَقِّ .(7)
دعائم الإسلام عن عَمر بنِ اُذَینةَ - وکانَ مِن أصحابِ أبی عبدِاللَّهِ جعفرِ بنِ محمّدٍ علیه السلام - : دَخَلتُ یَوماً علی
ص :341
عبدِالرحمنِ بنِ أبی لَیلی بالکوفَةِ وهُو قاضٍ فقلتُ : أرَدتُ - أصلَحَکَ اللَّهُ - أن أسألَکَ عَن مَسائلَ ، وکنتُ حَدیثَ السِّنِّ. فقالَ : سَلْ یابنَ أخی عمّا شِئتَ . قلتُ : أخبِرنی عَنکُم معاشِرَ القُضاةِ تَرِدُ علَیکُمُ القَضیَّةُ فی المالِ والفَرْجِ والدَّمِ فتَقضی أنتَ فیها برأیِکَ ، ثُمّ تَرِدُ تلکَ القَضیّةُ بعَینِها علی قاضی مکَّةَ فیَقضی فیها بخِلافِ قَضِیَّتِکَ ، ثُمّ تَرِدُ علی قاضی البَصرةِ وقاضی الیَمَنِ وقاضی المَدینةِ فَیَقضُونَ فیها بخِلافِ ذلکَ ، ثُمّ تَجتَمِعُونَ عِند خَلیفَتِکُمُ الذی استَقضاکُم فَتُخبِرُونَهُ باختِلافِ قَضایاکُم فَیُصَوِّبُ رَأیَ کُلِّ واحِدٍ مِنکُم ، وإلهُکُم واحِدٌ ونَبیُّکُم واحِدٌ ودِینُکُم واحِدٌ ! أفَأمَرَکُم اللَّهُ عَزَّوجلَّ بالاختِلافِ فَأطَعتُموهُ ؟ ! أم نَهاکُم عَنهُ فعَصَیتُموهُ ؟ ! أم کُنتُم شُرَکاءَ اللَّهِ فی حُکمِهِ فلَکُم أن تقولوا وعلَیهِ أن یَرضی ؟ ! أم أنزَلَ اللَّهُ دِیناً ناقِصاً فاستَعانَ بِکُم فی إتمامِهِ؟! أم أنزلَ اللَّهُ تامّاً فَقَصَّرَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَن أدائهِ ؟ ! أم ماذا تَقولونَ؟ فقالَ : مِن أینَ أنتَ یا فتی ؟ قلتُ : مِن أهلِ البصرةِ. قالَ : مِن أیِّها ؟ قلتُ : مِن عَبدِالقَیسِ . قالَ : مِن أیِّهِم ؟ قلتُ : مِن بَنی اُذَینَةَ . قالَ : ما قَرابَتُکَ مِن عبدِالرَّحمنِ بنِ اُذینَةَ ؟ قلتُ : هُو جَدِّی ، فَرَحَّبَ بی وقَرَّبَنی وقالَ : أیْ فَتی ، لقد سَألتَ فَغَلَّظتَ وانهَمَکتَ فَتَعَوَّصتَ ، وسَاُخبِرُکَ إن شاءَ اللَّهُ ، أمّا قولُکَ فی اختِلافِ القَضایا فإنّهُ ما وَرَدَ علَینا مِن أمرِ القَضایا مِمّا لَهُ فی کتابِ اللَّهِ أصلٌ أو فی سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللَّه علیه وآله فلیسَ لنا أن نَعدُوَ الکتابَ والسُّنَّةَ ، وأمّا ما وَرَدَ علَینا مِمّا لیسَ فی کتابِ اللَّهِ ولا فی سُنَّةِ نَبِیِّهِ فإنّا نَأخُذُ فیه بِرَأیِنا . قلتُ : ما صَنَعتَ شیئاً ! لأنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یقولُ : (ما فَرَّطْنا فی الکِتابِ مِن شَیْ ءٍ)(1) ، وقالَ فیهِ : (تِبیاناً لِکُلِّ شَی ءٍ)(2).(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما رأیتُ علیّاً قَضی قَضاءً إلّا وَجَدتُ لَهُ أصلاً فی السُّنَّةِ ، وکانَ علیٌّ علیه السلام یقولُ : لوِ اختَصَمَ إلَیَّ رجُلانِ فقَضَیتُ بینَهُما ثُمّ مَکَثا أحوالاً
ص :342
کثیرَةً ثُمّ أتَیانی فی ذلکَ الأمرِ لَقَضَیتُ بینَهُما قَضاءً واحِداً ؛ لأنّ القَضاءَ لا یَحُولُ ولا یَزُولُ أبداً .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِشُرَیحٍ - : إیّاکَ أن تُنفِذَ فیهِ قَضیّةً فی قِصاصٍ ، أو حَدٍّ مِن حُدودِ اللَّهِ ، أو حَقٍ مِن حُقوقِ المُسلمینَ حتّی تَعرِضَ ذلکَ عَلَیَّ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: لَمّا وَلّی أمیرُ المؤمنینَ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ شُرَیحاً القَضاءَ اشتَرَطَ علَیهِ أن لا یُنفِذَ القَضاءَ حتّی یَعرِضَهُ علَیهِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام ألقَی صِبیانُ الکُتّابِ ألواحَهُم بینَ یدَیهِ لِیُخَیِّرَ بینَهُم ، فقالَ : أما إنّها حُکومَةٌ ! والجَورُ فیها کالجَورِ فی الحُکمِ ! أبلِغُوا مُعَلِّمَکُم إن ضَرَبَکُم فَوقَ ثلاثِ ضَرَباتٍ فی الأدَبِ اقتُصَّ مِنهُ .(4)
کنز العمّال عن سعید بن المسیّب : ما اتَّخَذَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قاضیاً ولا أبو بکرٍ ولا عُمَرُ حتّی کانَ وَسَطاً مِن خِلافَةِ عُمَرَ ، فقالَ عمرُ لِیزیدَ بنِ اُختِ النَّمرِ : اِکفِنی بَعضَ الاُمورِ - یَعنی صِغارَها - .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : البَیِّنَةُ علی مَنِ ادَّعَی ، والیَمینُ علی مَن ادُّعِیَ علَیهِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : آفةُ القُضاةِ الطَّمَعُ .(8)
عنه علیه السلام : أفظَعُ شَی ءٍ ظُلمُ القُضاةِ .(9)
عنه علیه السلام : لیسَ مِن العَدلِ القَضاءُ علَی الثِّقَةِ بالظَّنِّ .(10)
ص :343
ص :344
ص :346
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّما سُمِّیَ القَلبُ مِن تَقلُّبِهِ، إنّما مَثَلُ القلبِ مَثَلُ ریشَةٍ بالفَلاةِ تَعَلَّقَت فی أصلِ شَجَرةٍ تُقَلِّبُها الرِّیحُ ظَهراً لِبَطنٍ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القلبُ مُصحَفُ البَصَرِ .(2)
عنه علیه السلام : القلبُ خازِنُ اللِّسانِ .(3)
عنه علیه السلام : القلبُ یَنبوعُ الحِکمَةِ ، والاُذُنُ مَغیضُها .(4)
عنه علیه السلام : عِظَمُ الجَسَدِ وطُولُهُ لا یَنفَعُ إذا کانَ القَلبُ خاویاً .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَوضِعُ العَقلِ الدِّماغُ ، والقَسوَةُ والرِّقَّةُ فی القلبِ .(6)
کلامٌ فی معنَی القلب فی القرآن :
أقول : قال العلّامة الطباطبائیّ - فی تفسیر قوله تعالی : (لا یُؤاخِذُکمُ اللَّهُ باللَّغوِ فی أیمانِکُم ولکنْ یُؤَاخِذُکُم بما کَسَبَتْ قُلوبُکُم)(7) - : وهذا من الشواهد علی أنّ المراد بالقلب هو الإنسان بمعنَی النفس والرُّوح ، فإنّ التعقُّل والتفکُّر والحبّ والبغض والخوف وأمثال ذلک وإن أمکن أن ینسبه أحدٌ إلَی القلب باعتقاد أ نّه العضو المُدرِک فی البدن علی ما ربّما یعتقده العامّة کما یُنسَب السمع إلَی الاُذن والإبصار إلَی العین والذوق إلَی اللسان ، لکن الکسب والاکتساب ممّا لا ینسب إلّا إلَی الإنسان البتّة . ونظیر هذه الآیة قوله تعالی : (فَإنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)(8) وقوله تعالی : (وَجاءَ بِقَلبٍ مُنِیبٍ)(9) .
والظاهر أنّ الإنسان - لمّا شاهد نفسه وسائر أصناف الحیوان وتأمّل فیها ورأی أنّ الشعور والإدراک ربما بطل أو غاب عن الحیوان بإغماءٍ أو صَرعٍ أو نحوهما ، والحیاة المدلول
ص :347
علیها بحرکة القلب ونبضانه باقیةٌ بخلاف القلب - قطع علی أنّ مبدأ الحیاة هو القلب ، أی أنّ الروح التی یعتقدها فی الحیوان أوّل تعلُّقها بالقلب وإن سرت منه إلی جمیع أعضاء الحیاة ، وأنّ الآثار والخواصّ الروحیّة کالإحساسات الوجدانیّة مثل الشعور والإرادة والحبّ والبغض والرجاء والخوف وأمثال ذلک کلُّها للقلب بعنایة أ نّه أوّل متعلّقٍ للروح ، وهذا لا ینافی کون کلِّ عضوٍ من الأعضاء مَبدءً لفعله الذی یختصُّ به کالدِّماغ للفکر والعین للإبصار والسمع للوعی والرِّئة للتنفّس ونحو ذلک ، فإنّها جمیعاً بمنزلة الآلات التی یفعل بها الأفعال المحتاجة إلی توسیط الآلة.
وربّما یؤیِّد هذا النظر ما وجده التجارب العلمیّة أنّ الطیور لا تموت بفقد الدِّماغ إلّا أ نّها تفقد الإدراک ولا تشعر بشی ءٍ ، وتبقی علی تلک الحال حتّی تموت بفقد المواد الغذائیّة ووقوف القلب عن ضَرَبانه .
وربّما أیّده أیضاً أنّ الأبحاث العلمیّة الطبیعیّة لم توفّق حتَّی الیوم لتشخیص المصدر الذی یصدر عنه الأحکام البدنیّة ، أعنی عرش الأوامر التی یمتثلها الأعضاء الفعّالة فی البدن الإنسانیّ ، إذ لا ریب أ نّها فی عین التشتّت والتفرُّق من حیث أنفسها وأفعالها مجتمعةٌ تحت لواء واحد منقادة لأمیر واحد ، وحدةً حقیقیة .
ولا ینبغی أن یُتوهّم أنّ ذلک کان ناشئاً عن الغفلة عن أمر الدماغ وما یخصُّه من الفعل الإدراکیّ ، فإنّ الإنسان قد تنبّه لما علیه الرأس من الأهمیّة منذ أقدم الأزمنة ، والشاهد علیه ما نری فی جمیع الاُمم والملل علَی اختلاف ألسنتهم من تسمیة مبدأ الحکم والأمر بالرأس ، واشتقاق اللغات المختلفة منه ، کالرأس والرئیس والرئاسة ، ورأس الخیط ، ورأس المدّة ، ورأس المسافة ، ورأس الکلام ، ورأس الجبل ، والرأس من الدوابّ والأنعام ، ورئاس السیف .
ص :348
فهذا - علی ما یظهر - هو السبب فی إسنادهم الإدراک والشعور وما لا یخلو عن شوب إدراک مثل الحبّ والبغض والرجاء والخوف والقصد والحسد والعفّة والشجاعة والجرأة ونحو ذلک إلَی القلب ، ومرادهم به الروح المتعلّقة بالبدن أو الساریة فیه بواسطته ، فینسبونها إلیه کما ینسبونها إلَی الروح وکما ینسبونها إلی أنفسهم ، یقال : أحببته وأحبّته روحی وأحبّته نفسی وأحبّه قلبی . ثمّ استقرّ التجوُّز فی الاستعمال فاُطلق القلب واُرید به النفس مجازاً ، کما ربّما تعدّوا عنه إلَی الصدر فجعلوه لاشتماله علَی القلب مکاناً لأنحاء الإدراک والأفعال والصفات الروحیّة .
وفی القرآن شی ءٌ کثیرٌ من هذا الباب ، قال تعالی : (یَشْرَحْ صَدرَهُ للإِسلامِ)(1) ، وقال تعالی : (إنّکَ یَضیقُ صَدرُکَ)(2) ، وقال تعالی : (وبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ)(3) ، وهو کنایةٌ عن ضیق الصدرِ ، وقال تعالی : (إنَّ اللَّهَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(4) . ولیس من البعید أن تکون هذه الإطلاقات فی کتابه تعالی إشارةً إلی تحقیق هذا النظر وإن لم یتّضح کلّ الاتّضاح بعد .
وقد رجّح الشیخ أبو علیّ بن سینا کون الإدراک للقلب بمعنی أنّ دخالة الدِّماغ فیه دخالة الآلة ، فللقلب الإدراک وللدماغ الوساطة .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا طابَ قلبُ المَرءِ طابَ جَسَدُهُ ، وإذا خَبُثَ القلبُ خَبُثَ الجَسَدُ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : فی الإنسانِ مُضغَةٌ ، إذا هی سَلِمَت وصَحَّت سَلِمَ بها سائرُ الجَسَدِ، فإذا سَقِمَت سَقِمَ بها سائرُ الجَسَدِ
ص :349
وفَسَدَ ، وهِی القلبُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فی الرَّجُلِ مُضغَةً إذا صَحَّت صَحَّ لها سائرُ جَسَدِهِ ، وإن سَقِمَت سَقِمَ لها سائرُ جَسَدِهِ ، قَلبُهُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : القَلبُ مَلِکٌ ولَهُ جُنودٌ ، فإذا صَلَحَ المَلِکُ صَلَحَت جُنودُهُ ، وإذا فَسدَ المَلِکُ فَسَدَت جُنودُهُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ مَنزِلَةَ القلبِ مِن الجَسَدِ بمَنزِلَةِ الإمامِ مِن الناسِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعجَبُ ما فی الإنسانِ قَلبُهُ ، ولَهُ مَوارِدُ مِن الحِکمَةِ ، وأضدادٌ مِن خِلافِها ، فإن سَنَحَ لَهُ الرَّجاءُ أذَلَّهُ الطَّمَعُ ، وإن هاجَ بهِ الطَّمَعُ أهلَکَهُ الحِرصُ ، وإن مَلَکَهُ الیَأسُ قَتَلَهُ الأسَفُ ، وإن عَرَضَ لَهُ الغَضَبُ اشتَدَّ بهِ الغَیظُ ، وإن سُعِدَ بالرِّضا نَسِیَ التَّحَفُّظَ ، وإن نالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ ، وإن اتَّسَعَ لَهُ الأمنُ استلبَتهُ الغَفلَةُ ، وإن حَدَثَت لَهُ النِّعمَةُ أخَذَتهُ العِزَّةُ ، وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ ، وإنِ استَفادَ مالاً أطغاهُ الغِنی ، وإن عَضَّتهُ فاقَةٌ شَغَلَهُ البَلاءُ، وإن جَهَدَهُ الجُوعُ قَعَدَ بهِ الضَّعفُ ، وإن أفرَطَ فی الشِّبَعِ کَظَّتهُ البِطنَةُ ، فَکُلُّ تَقصیرٍ بهِ مُضِرٌّ ، وکُلُّ إفراطٍ بهِ مُفسِدٌ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ للَّهِ تعالی فی الأرضِ أوانِیَ ، ألا وهِی القُلوبُ ، فَأحَبُّها إلَی اللَّهِ ، أرَقُّها وأصفاها وأصلَبُها ؛ أرقُّها للإخوانِ، وأصفاها مِن الذُّنوبِ ، وأصلَبُها فی ذاتِ اللَّهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ للَّهِ تعالی آنِیَةً فی الأرضِ فَأحَبُّها إلَی اللَّهِ تعالی ما صَفا مِنها وَرقَّ وصَلُبَ ، وهِی القُلوبُ (7)؛ فأمّا ما رَقَّ
ص :350
مِنها : فَأرَقُّهُ علَی الإخوانِ ، وأمّا ما صَلُبَ مِنها : فقَولُ الرجُلِ فی الحَقِّ لا یَخافُ فی اللَّهِ لَومَةَ لائمٍ ، وأمّا ما صَفا ما صَفَت مِن الذُّنوبِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی لا یَنظُرُ إلی صُوَرِکُم ولا إلی أموالِکُم ولکنْ یَنظُرُ إلی قُلوبِکُم وأعمالِکُم .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جَعَلَنا اللَّهُ وإیّاکم مِمَّن یَسعی (سَعی ) بقَلبِهِ إلی مَنازِلِ الأبرارِ بِرَحمَتِهِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : القَصدُ إلَی اللَّهِ بالقُلوبِ أبلَغُ مِن القَصدِ إلَیهِ بالبَدَنِ ، وحَرَکاتُ القُلوبِ أبلَغُ مِن حَرَکاتِ الأعمالِ .(4)
الإمامُ الجوادُ علیه السلام : القَصدُ إلَی اللَّهِ تعالی بالقُلوبِ أبلَغُ مِن إتعابِ الجَوارحِ بالأعمالِ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : القُلوبُ أربَعةٌ : قَلبٌ فیهِ إیمانٌ ولیسَ فیهِ قرآنٌ ، وقَلبٌ فیهِ إیمانٌ وقرآنٌ ، وقَلبٌ فیهِ قرآنٌ ولیسَ فیهِ إیمانٌ ، وقَلبٌ لا إیمانَ فیهِ ولا قرآنَ :
فأمّا الأوَّلُ کالتَّمرَةِ طَیِّبٌ طَعمُها ولا طِیبَ لَها ، والثانی کَجِرابِ المِسکِ طَیِّبٌ إن فُتِحَ وطَیِّبٌ إن وَعاهُ ، والثالثُ کالاُشنَةِ طَیِّبٌ ریحُها وخَبیثٌ طَعمُها ، والرابعُ کالحَنظَلَةِ خَبیثٌ رِیحُها وطَعمُها .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : القُلوبُ أربَعةٌ : قَلبٌ أجرَدُ فیه مِثلُ السِّراجِ یَزهَرُ ، وقَلبٌ أغلَفُ مَربوطٌ علی غِلافِهِ ، وقَلبٌ مَنکوسٌ ، وقَلبٌ مُصفَحٌ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : قَلبُ المؤمنِ أجرَدُ فیهِ سِراجٌ یَزهَرُ ، وقَلبُ الکافِرِ أسوَدُ مَنکوسٌ .(8)
ص :351
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : القُلوبُ أربَعةٌ : قَلبٌ فیهِ نِفاقٌ وإیمانٌ ، وقَلبٌ مَنکوسٌ ، وقَلبٌ مَطبوعٌ ، وقَلبٌ أزهَرُ أنوَرُ ... وأمّا المَطبوعُ فقَلبُ المُنافِقِ ، وأمّا الأزهَرُ فقَلبُ المؤمنِ ... وأمّا المَنکوسُ فقَلبُ المُشرِکِ ... أمّا القَلبُ الذی فیهِ إیمانٌ ونِفاقٌ فَهُم قَومٌ کانوا بالطائفِ وإن أدرَکَ أحَدَهُم أجَلُهُ علی نِفاقِهِ هَلَکَ وإن أدرَکَهُ علی إیمانِهِ نَجا .(1)
عنه علیه السلام : القُلوبُ ثلاثةٌ : قَلبٌ مَنکوسٌ لا یَعی علی شی ءٍ مِن الخَیرِ وهُو قَلبُ الکافِرِ ، وقلبٌ فیهِ نُکتَةٌ سَوداءُ فالخَیرُ والشَّرُّ فیهِ یَعتَلِجانِ فَما کانَ مِنهُ أقوی غَلَبَ علَیهِ ، وقَلبٌ مَفتوحٌ فیهِ مِصباحٌ یَزهَرُ ولا یُطفَأُ نُورُهُ إلی یَومِ القِیامَةِ وهُو قَلبُ المؤمِنِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ هذهِ القُلوبَ أوعِیَةٌ ، فخَیرُها أوعاها .(3)
عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم یَمدَحْ مِن القُلوبِ إلّا أوعاها للحِکمَةِ ، ومِن الناسِ إلّا أسرَعَهُم إلَی الحَقِّ إجابَةً .(4)
عنه علیه السلام: إنّ هذهِ القُلوبَ أوعِیَةٌ ، فخَیرُها أوعاها لِلخَیرِ .(5)
عنه علیه السلام : أفضَلُ القُلوبِ قَلبٌ حُشِیَ بالفَهمِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إعرابُ القُلوبِ أربَعةُ أنواعٍ : رَفْعٌ وفَتْحٌ وخَفْضٌ ووَقْفٌ ، فرَفعُ القلبِ فی ذِکرِ اللَّهِ ، وفَتحُ القلبِ فی الرِّضا عنِ اللَّهِ ، وخَفضُ القلبِ فی الاشتِغالِ بغَیرِ اللَّهِ ، ووَقفُ القلبِ فی الغَفلَةِ عنِ اللَّهِ .(7)
الکتاب :
(وَلَا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ * یَوْمَ لَا یَنْفَعُ مالٌ وَلا
ص :352
بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ) .(1)
(وَإِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لَإِبْرَاهِیمَ * إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - وقد سُئلَ : ما القَلبُ السَّلیمُ ؟ - : دِینٌ بِلا شَکٍّ وهَوی ، وعملٌ بِلا سُمعَةٍ ورِیاءٍ .(3)
عیسی علیه السلام : القُلوبُ ما لم تَخرِقْها الشَّهَواتُ ویُدَنِّسْها الطَّمَعُ ویُقْسِها النَّعیمُ فَسوفَ تَکونُ أوعیَةً للحِکمَةِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَصدُرُ عنِ القَلبِ السَّلیمِ إلّا المَعنی المُستَقیمُ .(5)
عنه علیه السلام : لا یَسلَمُ لکَ قَلبُکَ حتّی تُحِبَّ للمُؤمنینَ ما تُحِبُّ لنفسِکَ .(6)
عنه علیه السلام : إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبداً رَزَقَهُ قَلباً سَلیماً وخُلُقاً قَویماً .(7)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : أسلَمُ القُلوبِ ما طَهُرَ مِن الشُّبُهاتِ .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا عِلمَ کَطَلَبِ السَّلامَةِ ، ولا سَلامَةَ کسَلامَةِ القَلبِ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (إلّا مَن أتَی اللَّهَ بِقَلبٍ سَلیمٍ) - : القَلبُ السَّلیمُ الذی یَلقَی رَبَّهُ ، ولیسَ فیهِ أحَدٌ سِواهُ ، وکُلُّ قَلبٍ فیهِ شِرکٌ أو شَکٌّ فهُو ساقِطٌ.(10)
عنه علیه السلام - أیضاً - : هُو القَلبُ الذی سَلِمَ مِن حُبِّ الدنیا .(11)
عنه علیه السلام : صاحِبُ النِّیّةِ الصادِقَةِ صاحِبُ القَلبِ السَّلیمِ ، لأنَّ سلامَةَ القَلبِ مِن هَواجِسِ المحذوراتِ ، بتخلیصِ النِّیّة للَّهِ ِ فی الاُمورِ کُلِّها ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : (یَومَ لا یَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ * إلّا مَن أتَی اللَّهَ بِقَلبٍ سَلیمٍ) .(12)
الکتاب :
(الَّذِینَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .(14)
ص :353
(هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدَادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَللَّهِ ِ جُنُودُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَکانَ اللَّهُ عَلِیماً حَکِیماً) .(1)
(یا أَیَّتُها النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِی إلَی رَبِّکِ رَاضِیَةً مَرْضِیَّةً) .(2)
الحدیث :
تفسیر العیاشی : قالَ الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ القَلبَ یَنقَلِبُ مِن لَدُنْ مَوضِعِهِ إلی حَنجَرَتِهِ ما لم یُصِبِ الحَقَّ ، فإذا أصابَ الحَقَّ قَرَّ ، ثُمّ ضَمَّ أصابِعَهُ ، ثُمّ قَرَأَ هذهِ الآیَةَ (فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أن یَهدِیَهُ یَشْرح صَدره لِلاسْلامِ ...) .(3)
مشکاة الأنوار : قال الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ القَلبَ یَتَلَجلَجُ فی الجَوفِ یَطلُبُ الحَقَّ ، فإذا أصابَهُ اطمَأنَّ وقَرَّ ، ثُمّ تَلا ... (فَمَن یُرِدِ اللَّهُ أَن یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَمِ وَمَن یُرِدْ أَن یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقًا حَرَجًا کَأَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی السَّمَآءِ)(4).(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قَبضِ رُوحِ المُؤمِنِ - : ویُمثَّلُ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وأمیرُ المُؤمنینَ وفاطِمةُ والحَسنُ والحُسَینُ والأئمّةُ مِن ذُرِّیَّتِهِم علیهم السلام فیقالُ لَهُ : هذا رسولُ اللَّهِ وأمیرُ المؤمنینَ وفاطِمةُ والحَسنُ والحُسَینُ والأئمّةُ علیهم السلام رُفَقاؤکَ . فَیَفتَحُ عَینَهُ فَیَنظُرُ فیُنادی رُوحَهُ مُنادٍ مِن قِبَلِ رَبِّ العِزَّةِ فیقولُ: (یاأیَّتُها النَّفسُ المُطمَئنَّةُ) إلی محمّدٍ وأهلِ بَیتِهِ (اِرجِعی إلی رَبِّکِ راضِیَةً) بالوَلایَةِ (مَرضِیّةً) بالثَّوابِ (فادْخُلِی فی عِبادِی) یَعنی محمّداً وأهلَ بیتِهِ (وادخُلِی جَنَّتِی ) .
فما شَی ءٌ أحَبَّ إلَیهِ مِن استِلالِ رُوحِهِ واللُّحوقِ بالمُنادی .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن عَبدٍ إلّا وفی وَجهِهِ
ص :354
عَینانِ یُبصِرُ بِهِما أمرَ الدنیا ، وعَینانِ فی قَلبِهِ یُبصِرُ بِهِما أمرَ الآخِرَةِ ، فإذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَتَحَ عَینَیهِ اللَّتَینِ فی قَلبِهِ ، فأبصَرَ بِهِما ما وَعَدَهُ بالغَیبِ ، فآمَنَ بالغَیبِ علَی الغَیبِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لولا أنَّ الشَّیاطینَ یَحومُونَ علی قُلوبِ بَنی آدَمَ لَنَظَرُوا إلَی المَلَکوتِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی المُناجاةِ - : إلهی هَبْ لی کمالَ الانقِطاعِ إلَیکَ ، وأنِرْ أبصارَ قُلوبِنا بِضِیاءِ نَظَرِها إلَیکَ ، حتّی تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ ، فَتَصِلَ إلی مَعدِنِ العَظَمةِ ، وتَصیرَ أرواحُنا مُعَلّقةً بِعِزِّ قُدسِکَ .(3)
عنه علیه السلام : تَکادُ ضَمائرُ القُلوبِ تَطَّلِعُ علی سرائرِ العُیوبِ .(4)
عنه علیه السلام : الناظِرُ بالقَلبِ العامِلُ بالبَصَرِ یکونُ مُبتَدَأُ عملِهِ أن یَعلَمَ : أعَمَلُهُ علَیهِ أم لَهُ ؟! فإن کانَ له مَضی فیهِ ، وإن کانَ علَیهِ وَقَفَ عَنهُ .(5)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ألا إنَّ لِلعَبدِ أربَعَ أعیُنٍ : عَینانِ یُبصِرُ بِهِما أمرَ دینِهِ ودُنیاهُ ، وعَینانِ یُبصِرُ بِهِما أمرَ آخِرَتِهِ، فإذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَتَحَ لَهُ العَینَینِ اللَّتَینِ فی قَلبِهِ ، فَأبصَرَ بِهِما الغَیبَ فی أمرِ آخِرتِهِ ، وإذا أرادَ بهِ غَیرَ ذلکَ تَرَکَ القَلبَ بما فیهِ .(6)
عنه علیه السلام - فی المناجاةِ - : واکشِفْ عن قُلوبِنا أغشِیَةَ المِریَةِ والحِجابَ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّما شیعَتُنا أصحابُ الأربَعةِ الأعیُنِ : عَینانِ فی الرَّأسِ ، وعَینانِ فی القَلبِ ، ألا والخَلائقُ کُلُّهم کذلکَ ، ألا إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ فَتَحَ أبصارَکُم وأعمی أبصارَهُم .(8)
ص :355
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لولا تَمَزُّعُ قلوبِکُم وتَزَیُّدُکُم فی الحَدیثِ لَسَمِعتُم ما أسمَعُ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أری نُورَ الوَحیِ والرِّسالَةِ ، وأشُمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ ، ولقد سَمِعتُ رَنَّةَ (رَنَةَ) الشَّیطانِ حینَ نَزَلَ الوَحیُ علَیهِ - صلی اللَّه علیه وآله - فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما هذهِ الرَّنَّةُ ؟ فقالَ : هذا الشَّیطانُ قد أیِسَ مِن عِبادَتِهِ ، إنّکَ تَسمَعُ ما أسمَعُ ، وتَری ما أری ، إلّا أ نَّکَ لَستَ بِنَبیٍّ، ولکنَّکَ لَوَزیرٌ ، وإنّکَ لَعَلی خَیرٍ.(2)
عنه علیه السلام : إنّما مَثَلی بینَکُم کَمَثَلِ السِّراجِ فی الظُّلمَةِ ، یَستَضی ءُ بهِ مَن وَلَجَها ، فاسمَعوا أیُّها الناسُ وعُوا ، وأحضِروا آذانَ قُلوبِکُم تَفهَمُوا (تَفقَهُوا) .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ للقَلبِ اُذنَینِ: رُوحُ الإیمانِ یَسارُّهُ بالخَیرِ ، والشَّیطانُ یَسارُّهُ بالشرِّ ، فأیُّهُما ظَهَرَ علی صاحِبِهِ غَلَبَهُ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ للقَلبِ اُذنَینِ ، فإذا هَمَّ العَبدُ بذَنبٍ قالَ لَهُ رُوحُ الإیمانِ : لا تَفعَلْ ، وقالَ لَهُ الشَّیطانُ : افعَلْ ، وإذا کانَ علی بَطنِها نُزِعَ مِنهُ رُوحُ الإیمانِ .(5)
عنه علیه السلام : ما مِن قَلبٍ إلّا ولَهُ اُذُنانِ : علی إحداهُما مَلَکٌ مُرشِدٌ ، وعلَی الاُخری شَیطانٌ مُفَتِّنٌ ، هذا یَأمُرُهُ وهذا یَزجُرُهُ ، الشَّیطانُ یَأمُرُهُ بالمَعاصی والمَلَکُ یَزجُرُهُ عَنها ، وهُو قولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (عَنِ الیَمینِ وعَنِ الشِّمالِ قَعیدٌ * ما یَلفِظُ مِن قَولٍ إلّا لَدَیْهِ رَقیبٌ عَتیدٌ)(6).(7)
عنه علیه السلام : ما مِن مُؤمِنٍ إلّا ولِقَلبِهِ اُذُنانِ فی جَوفِهِ : اُذُنٌ یَنفُثُ فیها الوَسواسُ الخَنَّاسُ ، واُذنٌ یَنفُثُ فیها المَلَکُ ، فَیُؤَیِّدُ اللَّهُ المؤمنَ بالمَلَکِ ، فذلکَ قولُهُ : (وأیَّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ)(8).(9)
عنه علیه السلام - لمّا قالَ لَهُ هارونُ بنُ خارِجَةَ : إنّی أفرَحُ مِن غیرِ فَرَحٍ أراهُ فی نَفسی ولا فی مالی ولا فی صَدیقی ، وأحزَنُ مِن غیرِ حُزنٍ أراهُ فی نَفسی ولا فی
ص :356
مالی ولا فی صَدیقی - : نَعَم ، إنّ الشَّیطانَ یُلِمُّ بالقَلبِ فیَقولُ : لو کانَ لکَ عندَ اللَّهِ خَیرٌ ما أراکَ علَیکَ عَدُوَّکَ ولا جَعَلَ بکَ إلَیهِ حاجَةً ! هَل تَنتَظِرُ إلّا مِثلَ الذی انتَظَرَ الذینَ مِن قَبلِکَ ، فهَل قالوا شیئاً ؟! فذاکَ الذی یَحزَنُ مِن غیرِ حُزنٍ .
وأمّا الفَرَحُ فإنَّ المَلَکَ یُلِمُّ بالقلبِ فیَقولُ : إن کانَ اللَّهُ أراکَ علَیکَ عدوَّک وجَعَلَ بکَ إلَیهِ حاجَةً فإنّما هی أیّامٌ قلائلُ ، أبشِرْ بمَغفِرَةٍ مِن اللَّهِ وفَضلٍ ، وهُو قَولُ اللَّهِ : (الشَّیطانُ یَعِدُکُمُ الفَقْرَ ویَأْمُرُکُمْ بالفَحْشاءِ واللَّهُ یَعِدُکُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وفَضْلاً)(1) . (2)
عنه علیه السلام : إنّ لکَ قَلباً ومَسامِعَ ، وإنَّ اللَّهَ إذا أرادَ أن یَهدِیَ عَبداً فَتَحَ مَسامِعَ قَلبِهِ ، وإذا أرادَ بهِ غیرَ ذلکَ خَتَمَ مَسامِعَ قَلبِهِ فلا یَصلُحُ أبداً ، وهُو قَولُ اللَّهِ تعالی (أم عَلی قُلُوبٍ أقْفالُها)(3).(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ للقُلوبِ شَهوَةً وإقبالاً وإدباراً ، فَأتُوها مِن قِبَلِ شَهوَتِها وإقبالِها ، فإنّ القَلبَ إذا اُکرِهَ عَمِیَ .(6)
عنه علیه السلام : إنَّ لِلقُلوبِ إقبالاً وإدباراً ، فإذا أقبَلَت فَاحمِلُوها علَی النَّوافِلِ ، وإذا أدبَرَتْ فَاقتَصِرُوا بها علَی الفَرائضِ .(7)
عنه علیه السلام : إنّ هذهِ القُلوبَ تَمَلُّ کما تَمَلُّ الأبدانُ ، فابتَغُوا لها طَرائفَ الحِکَمِ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ القَلبَ یَحیا ویَموتُ ، فإذا حَیِیَ فَأدِّبْهُ بالتَّطوُّعِ ، وإذا ماتَ فاقصُرْهُ علَی الفَرائضِ .(9)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنَّ لِلقُلوبِ إقبالاً وإدباراً ، ونَشاطاً وفُتوراً ، فإذا أقبَلَت بَصُرَت وفَهِمَت ، وإذا أدبَرَت کَلَّت ومَلَّت ، فَخُذُوها عِندَ إقبالِها ونَشاطِها ، واترُکُوها عِندَ إدبارِها وفُتورِها .(10)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : إذا نَشِطَتِ القُلوبُ فَأودِعْها (فَأودِعُوها) ، وإذا نَفرَت فَوَدِّعُوها .(11)
ص :357
الکتاب :
(إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طَهِّرُوا قُلوبَکُم مِن دَرَنِ السَّیّئاتِ تُضاعَفْ لَکُمُ الحَسَناتُ .(3)
عنه علیه السلام : طَهِّرُوا أنفُسَکُم مِن دَنَسِ الشَّهَواتِ تُدرِکُوا رَفیعَ الدَّرَجاتِ .(4)
عنه علیه السلام : طَهِّرُوا قُلوبَکُم مِن الحِقدِ ؛ فإنّهُ داءٌ مُوبئٌ .(5)
عنه علیه السلام : قُلوبُ العِبادِ الطاهِرَةُ مَواضِعُ نَظَرِ اللَّهِ سبحانَهُ ، فَمَن طَهَّرَ قَلبَهُ نَظَرَ إلَیهِ .(6)
عیسی علیه السلام: لا یُغنی عنِ الجَسَدِ أن یکونَ ظاهِرُهُ صَحیحاً وباطِنُهُ فاسِداً ، کذلکَ لا تُغنی أجسادُکُمُ التی قد أعجَبَتکُم وقد فَسَدَت قُلوبُکُم ، وما یُغنی عَنکُم أن تُنَقُّوا جُلودَکُم وقُلوبُکُم دَنِسَةٌ .(7)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : قالَ موسی بن عمرانَ علیه السلام : یا رَبِّ ، مَن أهلُکَ الذینَ تُظِلُّهُم فی ظِلِّ عَرشِکَ یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّکَ ؟ قالَ : فَأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : الطاهِرَةُ قُلوبُهُم .(8)
عنه علیه السلام - فی الدعاءِ - : اللّهمَّ صَلِّ عَلی محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ، واجعَلْنا مِن الذینَ أرسَلتَ علَیهِم سُتورَ (شُؤونَ) عِصمَةِ الأولیاءِ ، وخَصَصتَ قُلوبَهُم بطَهارَةِ الصَّفاءِ ، وزَیَّنتَها بالفَهمِ والحَیاءِ فی مَنزِلِ الأصفیاءِ ، وسَیَّرتَ هُمومَهُم فی مَلَکوتِ سَماواتِکَ ، حُجُباً حُجُباً حتّی یَنتَهیَ إلَیکَ وارِدُها .(9)
الکتاب :
(فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً کَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ کَذَلِکَ یَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَی
ص :358
الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ) .(1)
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ) .(2)
الحدیث :
مجمع البیان : وَردَتِ الرّوایةُ الصَّحیحة أنّه لمّا نَزَلَت هذهِ الآیَةُ : - (فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أن یَهدِیَهُ) - سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عن شَرحِ الصَّدرِ ما هُو ؟ فقالَ: نورٌ یَقذِفُهُ اللَّهُ فی قَلبِ المؤمنِ فَیَنشَرِحُ لَهُ صَدرُهُ ویَنفَسِحُ .
قالوا: فهَل لذلکَ مِن أمارَةٍ یُعرَفُ بها ؟ قالَ صلی اللَّه علیه وآله: نَعَم ، الإنابَةُ إلی دارِ الخُلودِ، والتَّجافی عن دارِ الغُرورِ، والاستِعدادُ لِلمَوتِ قَبلَ نُزولِ المَوتِ.(3)
مکارم الأخلاق عن عَبدِ اللَّهِ بنِ مَسعود : دخلتُ ... علی رسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ... فقالَ : یابنَ مَسعودٍ ، فمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ للإسلامِ فهُو علی نُورٍ مِن رَبِّهِ ، فإنَّ النورَ إذا وَقَعَ فی القَلبِ انشَرَحَ وانفَسَحَ ، فقیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، فهَل لذلکَ مِن عَلامَةٍ ؟ فقالَ : نَعَم ، التَّجافی عن دارِ الغُرورِ ، والإنابَةُ إلی دارِ الخُلودِ ، والاستِعدادُ للمَوتِ قبلَ نُزولِ الفَوتِ ، فَمَن زَهِدَ فی الدنیا قَصُرَ أمَلُهُ فیها وتَرَکَها لِأهلِها .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاةِ العارفینَ - : إلهی ، فاجعَلنا مِن الذینَ تَوَشَّحَت أشجارُ الشَّوقِ إلَیکَ فی حَدائقِ صُدورِهِم ... وانجَلَت ظُلمَةُ الرَّیبِ عن عَقائدِهِم مِن (فی) ضَمائرِهِم ، وانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّکِّ عن قُلوبِهِم و سَرائرِهِم، وانشَرَحَت بِتَحقیقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم .(5)
الکتاب :
(الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ کَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِینَ آمَنُوا کَذَلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ
ص :359
عَلَی کُلِّ قَلْبِ مُتَکَبِّرٍ جَبَّارٍ) .(1)
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَی قَوْمِهِمْ فَجاؤُوهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانُوا لِیُؤْمِنُوا بِما کَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ کَذَلِکَ نَطْبَعُ عَلَی قُلُوبِ الْمُعْتَدِینَ) .(2)
(کَذَلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ) .(3)
(تِلْکَ الْقُرَی نَقُصُّ عَلَیْکَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانُوا لِیُؤْمِنُوا بِما کَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ کَذَلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِ الْکافِرِینَ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الطابَعُ مُعَلَّقٌ بِقائمَةِ العَرشِ، فإذا انتُهِکَتِ الحُرمَةُ وعُمِلَ بالمَعاصی واجْتُرِئَ علَی اللَّهِ بَعَثَ اللَّهُ الطابَعَ فَیَطبَعُ اللَّهُ علی قَلبِهِ فلا یَعقِلُ بعدَ ذلکَ شیئاً .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم واستِشعارَ الطَّمَعِ ؛ فإنّهُ یَشوبُ القَلبَ شِدَّةُ الحِرصِ ، ویَختِمُ علَی القُلوبِ بطَبائعِ حُبِّ الدنیا .(7)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لمّا عَبَّأَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أصحابَهُ لِمُحارَبَتِهِ علیه السلام وأحاطُوا بهِ مِن کُلِّ جانِبٍ حتّی جَعَلُوهُ فی مِثلِ الحَلْقَةِ فَخَرَجَ علیه السلام حتّی أتی الناسَ فَاستَنصَتَهُم فَأبَوا أن یُنصِتُوا حتّی قالَ لَهُم - : وَیلَکُم ! ما علَیکُم أن تُنصِتوا إلَیَّ فَتَسمَعوا قَولی ؟! وإنّما أدعُوکُم إلی سَبیلِ الرَّشادِ ... وکُلُّکُم عاصٍ لِأمری غیرُ مُستَمِعٍ قَولی فقد مُلِئَت بُطونُکُم مِن الحَرامِ وطُبِعَ علی قُلوبِکُم .(8)
الکتاب :
(أَفَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَی عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَی سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَکَّرُونَ) .(9)
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَعَلَی سَمْعِهِمْ وَعَلَی أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ) .(10)
الحدیث :
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِم) - : الخَتمُ هو الطَّبعُ علی قُلوبِ الکُفّارِ عُقوبَةً علی کُفرِهِم ، کما قالَ عَزَّوجلَّ : (بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَیها
ص :360
بکُفْرِهِمْ فَلا یُؤمِنُونَ إلّا قَلیلاً)(1).(2)
الکتاب :
(وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیرَاً مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا یَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْیُنٌ لَا یُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذَانٌ لَا یَسْمَعُونَ بِها أُولَئِکَ کَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِکَ هُمُ الْغافِلُونَ) .(3)
(وَالَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا صُمٌّ وَبُکْمٌ فِی الظُّلُماتِ مَنْ یَشأِ اللَّهُ یُضْلِلْهُ وَمَنْ یَشَأْ یَجْعَلْهُ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ).(4)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما کُلُّ ذی قَلبٍ بِلَبِیبٍ ، ولا کُلُ ذی سَمعٍ بِسَمیعٍ، ولا کُلُ ناظِرٍ بِبَصیرٍ.(6)
الکتاب :
(أَفَلَمْ یَسِیرُوا فِی الأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ یَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذَانٌ یَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّهَا لَا تَعْمَی الأَبْصَارُ وَلکِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ) .(7)
(وَمَنْ کانَ فِی هذِهِ أَعْمَی فَهُوَ فِی الآخِرَةِ أَعْمَی وَأَضَلُّ سَبِیلاً) .(8)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : شَرُّ العَمی عَمَی القَلبِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أعمَی العَمی [ عَمَی ] الضَّلالَةِ بعدَ الهُدی ... وشَرُّ العَمی عَمَی القَلبِ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّما الأعمی أعمَی القَلبِ (فإنَّها لا تَعمَی الأَبصارُ ولکنْ تَعمَی القُلوبُ الّتی فی الصُّدورِ) .(11)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ومَن کانَ فی هذهِ أعْمی فَهُو فی الآخِرَةِ أعْمی ) - : مَن لم یَدُلَّهُ خَلقُ السماواتِ والأرضِ واختِلافُ اللیلِ والنهارِ ، ودَوَرانُ الفَلَکِ بالشمسِ والقَمرِ ، والآیاتُ العَجیباتُ علی أنَّ وَراءَ ذلکَ أمراً هُو أعظَمُ مِنها فهُو فی الآخِرَةِ أعمی ، قالَ : فهُو عمّا لم یُعایِنْ أعمی وأضَلُّ سبیلاً .(12)
ص :361
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - أیضاً - : یَعنی أعمی عنِ الحَقائِقِ المَوجودَةِ .(1)
الکتاب :
(کَلَّا بَلْ رَانَ عَلَی قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ * کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ المؤمنَ إذا أذنَبَ کانَت نُکتَةٌ سَوداءُ فی قَلبِهِ ، فإن تابَ ونَزَعَ واستَغفَرَ صُقِلَ قَلبُهُ، فإن زاد زَادَت ، فذلکَ الرانُ الذی ذَکَرَهُ اللَّهُ فی کتابِهِ (کَلَّا بَلْ رانَ علی قُلوبِهِم ما کانُوا یَکسِبُونَ) .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أذنَبَ العَبدُ نُکِتَت فی قَلبِهِ نُکتَةٌ سَوداءُ ، فإذا تابَ صُقِلَ مِنها ، فإن عادَ زادَت حتّی تَعظُمَ فی قَلبِهِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قد قادَتکُم أزِمَّةُ الحَینِ ، واستَغلَقَت علی قُلوبِکُم أقفالُ الرَّینِ .(6)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی معاویةَ - : وإنَّکَ واللَّهِ ما عَلِمتُ الأغلَفُ القَلبِ ، المُقارِبُ العَقلِ (7).(8)
عنه علیه السلام : ومَن لَجَّ وتَمادی فهُو الراکِسُ (9) الذی رَانَ اللَّهُ علی قَلبِهِ وصارَت دائرَةُ السَّوءِ علی رَأسِهِ .(10)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی داوودَ علیه السلام: یا داوودُ ، حَذِّرْ وأنذِرْ (ونَذِّرْ) أصحابَکَ عن حُبِّ الشَّهَواتِ ، فإنّ المُعَلَّقةَ قُلوبُهُم بِشَهَواتِ الدنیا قُلوبُهُم مَحجوبَةٌ عَنِّی .(11)
ص :362
الکتاب :
(رَبَّنا لَا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) .(1)
(وَإِذْ قالَ مُوسَی لِقَوْمِهِ یا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِی وَقَد تَعْلَمُونَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ) .(2)
(فَأَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ فَیَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - کانَ یُکثِرُ أن یَقولَ - : یا مُقلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلبی علی دِینِکَ (4) . (5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی التَّحذیرِ مِن الفِتَنِ - : ثُمّ یَأتی بعدَ ذلکَ طالِعُ الفِتنَةِ الرَّجُوفِ ، والقاصِمَةِ الزَّحُوفِ (الزَّجُوفِ) ، فَتَزیغُ قُلوبٌ بعدَ استِقامَةٍ ، وتَضِلُّ رِجالٌ بعدَ سَلامَةٍ .(6)
عنه علیه السلام : مُحادَثَةُ النِّساءِ تَدعُو إلَی البَلاءِ وتُزیغُ القُلوبَ .(7)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ جلَّ وعَزَّ حکی عَن قَومٍ صالِحینَ أ نَّهُم قالوا : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلوبَنا ...) حینَ عَلِمُوا أنَّ القُلوبَ تَزیغُ وتَعودُ إلی عَماها ورَداها .(8)
الکتاب :
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما یَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما یَشَّقَّقُ فَیَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما یَهْبِطُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَما اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) .(9)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قَلبُ الکافِرِ أقسی مِن الحَجَرِ .(11)
عنه علیه السلام : القُلوبُ قاسِیَةٌ عن حَظِّها ، لاهِیَةٌ عن رُشدِها ، سالِکَةٌ فی غَیرِ مِضمارِها ، کأنَّ المَعنِیَّ سِواها ، وکأنَّ
ص :363
الرُّشدَ فی إحرازِ دُنیاها !(1)
عنه علیه السلام - مِن وَصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : إنّما قَلبُ الحَدَثِ کالأرضِ الخالِیَةِ ؛ ما اُلقِیَ فیها مِن شی ءٍ قَبِلَتهُ ، فَبادَرتُکَ بالأدَبِ قَبلَ أن یَقسُوَ قَلبُکَ ویَشتَغِلَ لُبُّکَ.(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: إنَّ للَّهِ عُقوباتٍ فی القُلوبِ والأبدانِ : ضَنْکٌ فی المَعیشَةِ ووَهنٌ فی العِبادَةِ، وما ضُرِبَ عَبدٌ بِعُقوبَةٍ أعظَمَ مِن قَسوَةِ القَلبِ .(3)
الکتاب :
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِیثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِیَةً).(4)
(أَلَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ).(5)
الحدیث :
الکافی : فیما ناجَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ موسی علیه السلام : یا موسی ، لا تُطَوِّلْ فی الدُّنیا أملَکَ فَیَقسُوَ قَلبُکَ ، والقاسی القَلبِ مِنّی بَعیدٌ .(6)
عیسی علیه السلام : إنّ الدابَّةَ إذا لم تُرتَکَبْ ولم تُمتَهَنْ وتُستَعمَلْ لَتَصعُبُ ویَتَغَیَّرُ خُلقُها ، وکذلکَ القُلوبُ إذا لم تُرَقَّقْ بذِکرِ المَوتِ ویَتبَعُها دُؤوبُ العِبادَةِ تَقسُو وتَغلُظُ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تُکثِرُوا الکلامَ بغَیرِ ذِکرِ اللَّهِ ؛ فإنَّ کَثرَةَ الکلامِ بغَیرِ ذِکرِ اللَّهِ قَسوَةُ القَلبِ ، إنّ أبعَدَ الناسِ مِن اللَّهِ القَلبُ القاسی .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثةٌ یُقسِینَ القَلبَ : استِماعُ اللَّهوِ ، وطَلَبُ الصَّیدِ ، وإتیانُ بابِ السُّلطانِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: تَرکُ العِبادَةِ یُقسی القَلبَ، تَرکُ الذِّکرِ یُمیتُ النَّفسَ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَرَکَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاوُناً بها طَبَعَ اللَّهُ علی قَلبِهِ .(11)
ص :364
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ماجَفَّتِ الدُّموعُ إلّا لِقَسوةِ القُلوبِ ، وما قَسَتِ القُلوبُ إلّا لکَثرَةِ الذُّنوبِ .(1)
عنه علیه السلام : لا یَطولَنَّ علَیکُمُ الأمدُ فَتَقسُوَ قُلوبُکُم .(2)
عنه علیه السلام : مَن یَأمُلْ أن یَعیشَ غَداً فإنّهُ یَأمُلُ أن یَعیشَ أبَداً ، ومَن یَأمُلْ أن یَعیشَ أبَداً یَقسُو قَلبُهُ ویَرغَبُ فی دُنیاهُ .(3)
عنه علیه السلام : إنّ کَثرَةَ المالِ مَفسَدَةٌ للدِّینِ، مَقساةٌ لِلقلوبِ .(4)
عنه علیه السلام: النَّظَرُ إلَی البَخیلِ یُقسی القَلبَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أنهاکُم أن تَطرَحُوا التُّرابَ علی ذَوی الأرحامِ ؛ فإنّ ذلکَ یُورِثُ القَسوَةَ فی القَلبِ ، ومَن قَسا قَلبُهُ بَعُدَ مِن رَبِّهِ .(6)
الکتاب :
(فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ بِما کانُوا یَکْذِبُونَ) .(8)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ مِن البَلاءِ الفاقَةَ ، وأشَدُّ مِن ذلکَ مَرَضُ البَدَنِ ، وأشَدُّ مِن ذلکَ مَرَضُ القَلبِ . وإنَّ مِن النِّعَمِ سَعَةَ المالِ ، وأفضَلُ مِن ذلکَ صِحَّةُ البَدَنِ ، وأفضَلُ مِن ذلکَ تَقوَی القُلوبِ .(9)
عنه علیه السلام : لو فَکَّرُوا فی عَظیمِ القُدرةِ وجَسیمِ النِّعمَةِ لَرَجَعُوا إلَی الطَّریقِ وخافُوا عَذابَ الحَریقِ، ولکنِ القلوبُ عَلیلةٌ والبَصائرُ مَدخولَةٌ .(10)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : تُعرَضُ الفِتَنُ علَی القُلوبِ کالحَصیرِ عُوداً عُوداً ، فأیُّ قَلبٍ اُشرِبَها نُکِتَت فیهِ نُکتَةٌ سَوداءُ ،
ص :365
وأیُّ قَلبٍ أنکَرَها نُکِتَت فیهِ نُکتَةٌ بَیضاءُ ، حتّی تَصیرَ علی قَلبَینِ ، علی أبیضَ مثلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتنَةٌ ما دامَتِ السماواتُ والأرضُ ، والآخَرُ أسوَدُ مُربادّاً(1) کَالکُوزِ مُجَخِّیاً(2) ، لا یَعرِفُ مَعروفاً ولا یُنکِرُ مُنکَراً إلّا ما اُشرِبَ مِن هَواهُ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إیّاکُم والمِراءَ والخُصومَةَ؛ فإنّهُما یُمرِضانِ القُلوبَ علَی الإخوانِ ویَنبُتُ علَیهِما النِّفاقُ .(4)
عنه علیه السلام : لا وَجَعَ أوجَعُ للقُلوبِ مِن الذُّنوبِ .(5)
عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ للأشتَرِ لمّا وَلّاهُ علی مِصرَ - : ولا تَقُولَنَّ: إنّی مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَاُطاعُ، فإنّ ذلکَ إدغالٌ فی القَلبِ ، ومَنهَکةٌ للدِّینِ .(6)
عنه علیه السلام: شَرُّ ما اُلقِیَ فی القُلوبِ الغُلولُ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن شی ءٍ أفسَدَ للقَلبِ مِن خَطیئةٍ ، إنَّ القَلبَ لَیُواقِعُ الخَطیئةَ ، فما تَزالُ بهِ حتّی تَغلِبَ علَیهِ فَیَصیرَ أعلاهُ أسفَلَهُ .(8)
الکتاب :
(یا أَیُّها النَّاسُ قَدْ جَاءَتْکُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَشِفَاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ وَهُدیً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ) .(10)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صفةِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : طَبیبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ ، قد أحکَمَ مَراهِمَهُ ، وأحمی (أمضی ) مَواسِمَهُ ، یَضَعُ ذلکَ حیثُ الحاجَةَ إلَیهِ ، مِن قُلوبٍ عُمْیٍ ، وآذانٍ صُمٍّ ، وألسِنَةٍ بُکْمٍ ، مُتَتبِّعٌ بدَوائهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَیرَةِ .(11)
ص :366
عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أ نَّکُم إن اتَّبَعتُم طالِعَ المَشرِقِ سَلَکَ بِکُم مَناهِجَ الرَّسولِ صلی اللَّه علیه وآله فَتَداوَیتُم مِن العَمی والصَّمَمِ والبَکمِ .(1)
عنه علیه السلام : إنَّ تَقوَی اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلوبِکُم، وبَصَرُ عَمی أفئدَتِکُم ، وشِفاءُ مَرَضِ أجسادِکُم (أجسامِکُم) ، وصَلاحُ فَسادِ صُدورِکُم ، وطَهورُ دَنَسِ أنفُسِکُم ، وجَلاءُ عَشا (غِشاءِ) أبصارِکُم .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکَ وکَثرَةَ الکَلامِ فَإِنَّ کَثرَةَ الکَلامِ بِغَیرِ ذِکرِ اللَّهِ تُمیتُ القَلبَ وعَلَیکَ بِکَثرَةِ الکَلامِ بِذِکرِ اللَّهِ فَإنَّهُ یُحیِی القَلبَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی مَواعِظِهِ لأبی ذَرٍّ - : إیّاکَ وکَثرَةَ الضَّحِکِ ؛ فإنّهُ یُمِیتُ القَلبَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فیما ناجَی اللَّهُ بِهِ موسی علیه السلام قالَ : یا موسی لا تَنسِنی عَلی کُلِّ حالٍ فَإنَّ نِسیانی یُمیتُ القَلبَ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عَشِقَ شیئاً أعشی (أعمی ) بَصَرَهُ ، وأمرَضَ قَلبَهُ ، فهُو یَنظُرُ بعَینٍ غیرِ صَحیحَةٍ ، ویَسمَعُ باُذُنٍ غیرِ سَمیعَةٍ ، قد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ ، وأماتَتِ الدنیا قَلبَهُ .(7)
عنه علیه السلام : مَن قَلَّ وَرَعُهُ ماتَ قَلبُهُ ، ومَن ماتَ قَلبُهُ دَخَلَ النارَ .(8)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مناجاةِ التائبینَ - : إلهی ألبَسَتنی الخَطایا ثَوبَ مَذَلَّتی ، وجَلَّلَنی التَّباعُدُ مِنکَ لِباسَ مَسکَنَتی ، وأماتَ قَلبی عَظیمُ جِنایَتی ، فَأحْیِهِ بِتَوبَةٍ مِنکَ یا أمَلی وبُغیَتی .(9)
ص :367
الخصال - عن الإمامِ الباقرِ علیه السلام - : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أربَعٌ یُمِتنَ القلبَ : الذَّنبُ علَی الذَّنبِ ، وکَثرَةُ مُناقَشَةِ النِّساءِ - یَعنی مُحادَثَتَهُنَّ - ومُماراةُ الأحمَقِ، تَقولُ ویَقولُ ولا یَرجِعُ إلی خَیرٍ أبَداً ، ومُجالَسَةُ المَوتی . فقیلَ لَهُ : یا رسولَ اللَّهِ، وما المَوتی ؟ قالَ : کُلُّ غَنِیٍّ مُترَفٍ.(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یقولُ : تَذاکُرُ العِلمِ بینَ عِبادی مِمّا تَحیا علیهِ القُلوبُ المَیِّتةُ إذا هُمُ انتَهَوا فیهِ إلی أمری .(3)
عیسی علیه السلام : یا بَنی إسرائیلَ ، زاحِمُوا العُلَماءَ فی مَجالِسِهِم ولو جُثوّاً علَی الرُّکَبِ ؛ فإنّ اللَّهَ یُحیی القُلوبَ المَیتَةَ بِنُورِ الحِکمَةِ کما یُحیی الأرضَ المَیتَةَ بِوابِلِ المَطَرِ .(4)
لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهُو یَعِظُهُ - : یا بُنیَّ ، جالِسِ العُلَماءَ ، وزاحِمْهُم برُکبَتَیکَ ؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ یُحیی القُلوبَ بِنُورِ الحِکمَةِ کما یُحیی الأرضَ بِوابِلِ السَّماءِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وصیَّتِهِ لابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : أحیِ قَلبَکَ بالمَوعِظَةِ ، وأمِتْهُ بالزَّهادَةِ .(6)
عنه علیه السلام : مُعاشَرَةُ ذَوی الفَضائلِ حَیاةُ القُلوبِ .(7)
عنه علیه السلام : اعلَمُوا أ نّهُ لیسَ مِن شی ءٍ إلّا ویَکادُ صاحِبُهُ یَشبَعُ مِنهُ ویَمَلُّهُ ، إلّا الحَیاةَ فإنّهُ لا یَجِدُ فی المَوتِ راحَةً ، وإنّما ذلکَ بمَنزِلَةِ الحِکمَةِ التی هِی حَیاةٌ للقَلبِ المَیِّتِ ، وبَصَرٌ لِلعَینِ العَمیاءِ ، وسَمعٌ للاُذُنِ الصَمّاءِ .(8)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم یَعِظْ أحَداً بمِثلِ هذا القرآنِ ... وفیهِ رَبیعُ القَلبِ ویَنابیعُ العِلمِ .(9)
ص :368
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : التَّفکُّرُ حَیاةُ قَلبِ البَصیرِ .(1)
عنه علیه السلام : علَیکُم بالفِکرِ ؛ فإنّهُ حَیاةُ قَلبِ البَصیرِ ومَفاتیحُ أبوابِ الحِکمَةِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِقاءُ أهلِ الخَیرِ عِمارَةُ القَلبِ .(4)
عنه علیه السلام : لِقاءُ أهلِ المَعرفَةِ عِمارَةُ القُلوبِ ومُستَفادُ الحِکمَةِ .(5)
عنه علیه السلام : عِمارَةُ القُلوبِ فی مُعاشَرَةِ ذَوی العُقولِ .(6)
عنه علیه السلام - من وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : اُوصِیکَ بتَقوَی اللَّهِ - أی بُنَیَّ - ولُزومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِکَ بذِکرِهِ.(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لمّا شَکا إلَیهِ رجُلٌ قَساوَةَ قَلبِهِ - : إذا أرَدتَ أن یَلینَ قَلبُکَ فَأطعِمِ المِسکینَ وامسَحْ رَأسَ الیَتیمِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : عَوِّدُوا قُلوبَکُمُ الرِّقَّةَ ، وأکثِرُوا مِن التَّفَکُّرِ والبُکاءِ مِن خَشیَةِ اللَّهِ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أحْیِ قَلبَکَ بالمَوعِظَةِ ... وذَلِّلْهُ بِذِکرِ المَوتِ ... وبَصِّرْهُ فَجائعَ الدُّنیا ، وحَذِّرْهُ صَولَةَ الدَّهرِ وفُحشَ تَقَلُّبِ اللیالی والأیّامِ ، وأعرِضْ علَیهِ أخبارَ الماضینَ .(11)
عنه علیه السلام - وقد رُئیَ علَیهِ إزارٌ خَلَقٌ مَرقوعٌ فقیلَ لَهُ فی ذلکَ - : یَخشَعُ لَهُ القَلبُ ، وتَذِلُّ بهِ النفسُ ، ویَقتَدی بهِ المُؤمنونَ .(12)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَعَرَّضْ لِرِقَّةِ القَلبِ بکَثرَةِ الذِّکرِ فی الخَلَواتِ .(13)
ص :369
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : جَلاءُ هذهِ القُلوبِ ذِکرُ اللَّهِ وتِلاوَةُ القرآنِ .(1)
کنز العمّال : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ هذهِ القُلوبَ تَصدَأُ کما یَصدأُ الحَدیدُ إذا أصابَهُ الماءُ . قیلَ : وما جَلاؤها ؟ قالَ : کَثرَةُ ذِکرِ المَوتِ، وتِلاوَةِ القرآنِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ لم یَعِظْ أحَداً بمِثلِ هذا القرآنِ ... وما لِلقَلبِ جَلاءٌ غیرُهُ .(3)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ وتعالی جَعَلَ الذِّکرَ جَلاءً لِلقُلوبِ ، تَسمَعُ بهِ بَعدَ الوَقرَةِ .(4)
عنه علیه السلام : تَأدَّمْ بالجُوعِ وتَأدَّبْ بالقُنوعِ ، تَداوَ مِن داءِ الفَترَةِ فی قَلبِکَ بعَزیمَةٍ ، ومِن کَرَی الغَفلَةِ فی ناظِرِکَ بیَقَظَةٍ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ للقُلوبِ صَداءً کصَداءِ النُّحاسِ ، فاجلُوها بالاستِغفارِ.(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی الدُّعاءِ - : یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ، یا طَبیبَ القُلوبِ ، یا مُنوِّرَ القُلوبِ ، یا أنیسَ القُلوبِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أحْیِ قَلبَکَ بالمَوعِظَةِ ... ونَوِّرْهُ بالحِکمَةِ .(8)
عنه علیه السلام : إنَّ الإیمانَ یَبدُو لُمظَةً (اللُّمظَةَ) فی القَلبِ ، کُلَّما ازدادَ الإیمانُ ازدادَتِ اللُّمظَةُ .(9)
عنه علیه السلام : الیَقینُ نورٌ .(10)
عنه علیه السلام - فی النَّهیِ عنِ العُدوانِ والمُنکَرِ - : مَن أنکَرَهُ بالسَّیفِ لِتَکونَ کَلِمَةُ اللَّهِ هِی العُلیا وکَلِمَةُ الظالِمینَ هِیَ السُّفلی فذلکَ الذی أصابَ سَبیلَ الهُدی ، وقامَ علَی الطَّریقِ ، ونَوَّرَ فی قَلبهِ الیَقینُ .(11)
ص :370
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَستَقیمُ إیمانُ عَبدٍ حتّی یَستَقیمَ قَلبُهُ ، ولا یَستَقیمُ قلبُهُ حتّی یَستَقیمَ لِسانُهُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أمّا عَلامةُ الصّالِحِ فأربَعةٌ : یُصَفِّی قَلبَهُ ، ویُصلِحُ عَمَلَهُ ، ویُصلِحُ کَسبَهُ ، ویُصلِحُ اُمورَهُ کُلَّها .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أصلُ صَلاحِ القَلبِ اشتِغالُهُ بِذِکرِ اللَّهِ .(3)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : وسُقمی لا یَشفیهِ إلّا طِبُّکَ ، وغَمِّی لا یُزیلُهُ إلّا قُربُکَ ، وجُرحِی لا یُبرِئُهُ إلّا صَفحُکَ، ورَینَ قَلبی لا یَجلوهُ إلّا عَفوُکَ.(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أصلُ قُوَّةِ القَلبِ التَّوکُّلُ علَی اللَّهِ .(5)
عنه علیه السلام : أحْیِ قَلبَکَ بالمَوعِظَةِ ، وأمِتْهُ بالزَّهادَةِ ، وقَوِّهِ بالیَقینِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ قُوَّةَ المؤمنِ فی قَلبِهِ ، ألا تَرَونَ أ نّکُم تَجِدُونَهُ ضَعیفَ البَدَنِ نَحیفَ الجِسمِ وهُو یَقومُ اللیلَ ویَصومُ النهارَ ؟ !(7)
الکتاب :
(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا للَّهِ ِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعاکُمْ لِما یُحْیِیکُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ) .(9)
الحدیث :
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (إنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) - : هذا الشَّی ءُ یَشتَهیهِ الرجُلُ بقَلبِهِ وسَمعِهِ وبَصَرِهِ، لا تَتُوقُ نَفسُهُ إلی غیرِ ذلکَ ، فَقَد حِیلَ بینَهُ وبینَ قَلبِهِ إلی ذلکَ الشَّی ءِ .(10)
ص :371
تفسیر العیاشی عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام - أیضاً - : هُو أن یَشتَهیَ الشَّی ءَ بسَمعِهِ وببَصَرِهِ ولِسانِهِ ویَدِهِ ، أمّا إن هُو غَشِیَ شیئاً مِمّا یَشتَهی فإنّهُ لا یَأتِیهِ إلّا وقَلبُهُ مُنکِرٌ لا یَقبَلُ الذی یَأتی ؛ یَعرِفُ أنَّ الحَقَّ لیسَ فیهِ . وفی خَبرِ هِشامٍ عنه علیه السلام: یَحُولُ بینَهُ وبینَ أن یَعلَمَ أنّ الباطِلَ حَقٌّ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - أیضاً - : هو أن یَشتَهیَ الشَّی ءَ بسَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ویَدِهِ ، وأمّا إنّهُ لا یَغشَی شیئاً مِنها وإن کانَ یشتَهیهِ فإنّهُ لا یَأتِیهِ إلّا وقَلبُهُ مُنکِرٌ لا یَقبَلُ الذی یَأتی ؛ یَعرِفُ أنَّ الحَقَّ لیسَ فیهِ .(2)
عیسی علیه السلام : اجعَلُوا قُلوبَکُم بُیوتاً للتَّقوی ، ولا تَجعَلُوا قُلوبَکُم مَأْویً لِلشَّهَواتِ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : جُبِلَتِ القُلوبُ علی حُبِّ مَن أحسَنَ إلَیها وبُغضِ مَن أساءَ إلَیها.(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّ للقُلوبِ شَواهِدَ تَجری الأنفُسُ عن مَدرَجَةِ أهلِ التَّفریطِ .(6)
عنه علیه السلام : بَیانُ الرجُلِ یُنبِئُ عن قُوَّةِ جَنانِهِ .(7)
عنه علیه السلام : القَلبُ بالتَّعلُّلِ رَهینٌ .(8)
عنه علیه السلام : إنّ لِلقُلوبِ خَواطِرَ سَوءٍ ، والعُقولُ تُزجَرُ مِنها .(9)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَخَلَّصْ إلی إجمامِ القَلبِ بِقِلَّةِ الخَطَأِ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النَّظَرُ فی العَواقِبِ تَلقیحُ القُلوبِ .(11)
عنه علیه السلام : إزالَةُ الجِبالِ أهوَنُ مِن إزالَةِ قَلبٍ عَن مَوضِعِهِ .(12)
عنه علیه السلام : اجعَلْ قَلبَکَ قَریباً تُشارِکْهُ (تَتَنازَلْهُ) .(13)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : لم یَعرِفْ راحَةَ القَلبِ مَن لم یُجَرِّعْهُ الحِلمُ غُصَصَ الغَیظِ.(14)
ص :372
ص :374
الکتاب :
(وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلَی ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَی الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَیْهِ آبَاءَنا أَوَلَوْ کانَ آبَاؤُهُمْ لَا یَعْلَمُونَ شَیْئاً وَلَا یَهْتَدُونَ) .(1)
(وَکَذلِکَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلَی أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَی آثارِهِم مُقْتَدُونَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تَکُونُوا إمَّعةً ، تَقولونَ : إن أحسَنَ الناسُ أحسَنّا ، وإن ظَلَمُوا ظَلَمنا ! ولکنْ وَطِّنُوا أنفُسَکُم إن أحسَنَ الناسُ أن تُحسِنُوا ، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا .(3)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی قولِهِ تعالی : (اِتَّخَذُوا أحْبارَهُم ورُهْبانَهُم أرباباً مِن دُونِ اللَّهِ ...)(4) - : أما إنّهُم لم یکونُوا یَعبُدونَهُم ، ولکنَّهُم کانوا إذا أحَلُّوا لَهُم شیئاً استَحَلُّوهُ ، وإذا حَرَّمُوا علَیهِم شیئاً حَرَّمُوهُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّه لیسَ لِهالِکٍ هَلَکَ مَن یَعذِرُهُ فی تَعَمُّدِ ضَلالةٍ حَسِبَها هُدیً ، ولا تَرکِ حَقٍّ حَسِبَهُ ضَلالَةً .(6)
عنه علیه السلام - فی الشِّعرِ المَنسوبِ إلَیهِ - :
إذا المُشکِلاتُ تَصَدَّیْنَ لی ***کَشَفتُ حَقائقَها بالنَّظَرْ
ولَستُ بِإمَّعَةٍ فی الرِّجالِ ***اُسائِلُ هذا وذا ما الخَبَرْ؟
ولکنّی مُدرَّبُ الأصغَرینِ ***اُبَیِّنُ مَعْ ما مَضی ما غَبَرْ(7).(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فیما کَتَبَ إلی سَعدِ الخیرِ - : اِعرِفْ أشباهَ الأحبارِ والرُّهبانِ الذینَ سارُوا بکِتمانِ الکتابِ وتَحریفِهِ ، فما رَبِحَت تِجارَتُهُم وما کانوا مُهتَدینَ .
ص :375
ثُمّ اعرِفْ أشباهَهُم مِن هذهِ الاُمّةِ الذینَ أقامُوا حُروفَ الکتابِ وحَرَّفُوا حُدودَهُ ، فَهُم مَع السادَةِ والکَبَرَةِ (الکَثرَةِ) ، فإذا تَفَرَّقَت قادَةُ الأهواءِ کانوا مَع أکثَرِهِم دُنیاً ، وذلکَ مَبلَغُهُم مِن العِلمِ ...
اُولئکَ أشباهُ الأحبارِ والرُّهبانِ ، قادَةٌ فی الهَوی ، سادَةٌ فی الرَّدی .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (اتَّخَذُوا أحْبارَهُم ورُهْبانَهُم أرباباً مِن دُونِ اللَّهِ) - : واللَّهِ ما صَلَّوا لَهُم ولا صامُوا ، ولکنَّهُم أحَلُّوا لَهُم حَراماً ، وحَرَّموا علَیهِم حَلالاً فاتَّبَعُوهُم .(2)
عنه علیه السلام - أیضاً - : أما واللَّهِ ، ما دَعَوهُم إلی عِبادَةِ أنفُسِهِم ، ولو دَعَوهُم إلی عِبادَةِ أنفسِهِم ما أجابُوهُم ، ولکنْ أحَلُّوا لَهُم حَراماً ، وحَرَّموا علَیهِم حَلالاً ، فَعَبَدُوهُم مِن حَیثُ لا یشَعُرونَ .(3)
عنه علیه السلام - لِرجُلٍ مِن أصحابِهِ - : لا تَکونَنَّ إمَّعةً ، تقولُ : أنا مَع الناسِ وأنا کَواحِدٍ مِن الناسِ !(4)
معانی الأخبار عن أبی حَمزَةَ الثُّمالیِّ : قالَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : إیّاکَ والرئاسةَ ، وإیّاکَ أن تَطَأ أعقابَ الرِّجالِ ، فقلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، أمّا الرِّئاسةُ فقد عَرَفتُها ، وأمّا أن أطَأ أعقابَ الرِّجالِ ، فما ثُلُثا ما فی یَدی إلّا مِمّا وَطِئتُ أعقابَ الرِّجالِ ! فقال : لیسَ حیثُ تذهَبُ ، إیّاکَ أن تَنصِبَ رجُلاً دونَ الحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فی کُلِّ ما قالَ .(5)
معانی الأخبار عن سُفیان بنِ خالد : قالَ أبو عبدِ اللَّه علیه السلام: یا سُفیانُ ، إیّاکَ والرِّئاسةَ ، فَما طَلَبَها أحَدٌ إلّا هَلَکَ ، فقلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ ، قد هَلَکْنا ، إذ لیسَ أحَدٌ مِنّا إلّا وهُو یُحِبُّ أن یُذکَرَ ویُقصَدَ ، ویُؤخَذَ عَنهُ ! فقالَ : لیسَ حَیثُ تَذهَبُ إلَیهِ ، إنّما ذلکَ أن تَنصِبَ رجُلاً دُونَ الحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فی کُلِّ ما قالَ ، وتَدعُوَ الناسَ إلی قولِهِ .(6)
النِّهایة : «فیهِ : اُغدُ عالماً أو مُتَعَلِّماً ولا تَکُن إمَّعَةً» الإمَّعَةُ - بکسر الهمزة وتشدید المیم - : الذی لا رأیَ له فهو
ص :376
یتابع کلَّ أحدٍ علی رأیِهِ ، والهاء فیه للمبالغة ، ویقال فیه إمَّعٌ أیضاً ، ولا یقال للمرأة : إمَّعَةٌ ... وقیل : هو الذی یقول لکلِّ أحدٍ : أنا مَعکَ ، ومنه حدیثُ ابنِ مسعودٍ رضی اللَّه عنه «لا یَکونَنَّ أحَدُکُم إمَّعَةً . قیلَ : وما الإمَّعَةُ ؟ قالَ : الذی یقولُ : أنا مَع الناسِ» .(1)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: إذا رَأیتُمُ الرجُلَ قد حَسَّنَ سَمتَهُ وهَدیَهُ وتَماوَتَ فی مَنطِقِهِ وتَخاضَعَ فی حَرَکاتِهِ فَرُوَیداً لا یَغُرَّنَّکُم ، فما أکثَرَ مَن یُعجِزُهُ تَناوُلُ الدنیا ورُکوبُ المَحارِمِ مِنها، لِضَعفِ نِیَّتِهِ ومَهانَتِهِ وجُبنِ قَلبِهِ ، فَنَصَبَ الدِّینَ فخّاً لها !...
وإذا وَجَدتُموهُ یَعِفُّ عنِ المالِ الحَرامِ فَرُوَیداً لا یَغُرَّنَّکُم ، فإنَّ شَهَواتِ الخَلقِ مُختَلِفَةٌ ...
ولکنَّ الرجُلَ کُلَّ الرجُلِ نِعمَ الرجُلُ هُو الذی جَعَلَ هَواهُ تَبِعاً لأمرِ اللَّهِ وقُواهُ مَبذولَةً فی رِضَی اللَّهِ ، یَرَی الذُّلَّ مَع الحَقِّ أقرَبَ إلی عِزِّ الأبدِ مِن العِزِّ فی الباطِلِ ، ویَعلَمُ أنَّ قَلیلَ ما یَحتَمِلُهُ مِن ضَرّائها یُؤدِّیهِ إلی دَوامِ النَّعیمِ ... فذلِکُمُ الرجُلُ نِعمَ الرجُلُ ، فبِهِ فَتَمَسَّکُوا ، وبسُنَّتِهِ فاقتَدُوا ، وإلی رَبِّکُم فبِهِ فَتَوَسَّلوا ، فإنّهُ لا تُرَدُّ لَهُ دَعوَةٌ ، ولا تَخِیبُ لَهُ طَلِبةٌ .(3)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَکتُبونَ الکِتابَ بِأیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقولُونَ هذا مِن عِندِ اللَّهِ ...)(4) - : قالَ رجُلٌ للصّادِقِ علیه السلام: فإذا کانَ هؤلاءِ القَومُ مِن الیَهودِ لا یَعرِفُونَ الکتابَ إلّا بِما یَسمَعُونَهُ مِن عُلَمائهِم لا سَبیلَ لَهُم إلی غَیرِهِ ، فکیفَ ذَمَّهُم بتَقلیدِهِم والقَبولِ مِن عُلَمائهِم ؟ وهَل عَوامُّ الیَهودِ إلّا کَعوامِّنا یُقَلِّدُونَ عُلَماءَهُم ؟ ! فقالَ علیه السلام : بینَ عَوامِّنا وعُلَمائنا وعَوامِّ الیَهودِ وعُلَمائهِم فَرقٌ مِن جِهَةٍ وتَسوِیَةٌ مِن جِهَةٍ .
ص :377
أمّا مِن حَیثُ (أنّهُم) استَوَوا فإنَّ اللَّهَ قد ذَمَّ عَوامَّنا بتَقلیدِهِم عُلَماءَهُم کما ذَمَّ عَوامَّهُم ، وأمّا مِن حَیثُ (أ نّهُمُ) افتَرَقُوا فلا .
قالَ : بَیِّنْ لی یابنَ رسولِ اللَّهِ . قالَ علیه السلام : إنَّ عَوامَّ الیَهودِ کانوا قد عَرَفُوا عُلَماءَهُم بالکَذِبِ الصُّراحِ ، وبأکلِ الحَرامِ والرّشاءِ ، وبتَغییرِ الأحکامِ عن واجِبِها بالشَّفاعاتِ والعِنایاتِ والمُصانَعاتِ ، وعَرَفُوهُم بالتَّعَصُّبِ الشَّدیدِ الذی یُفارِقُونَ بهِ أدیانَهُم ، وأنّهُم إذا تَعَصَّبوا أزالُوا حُقوقَ مَن تَعَصَّبوا علَیهِ وأعطَوا ما لا یَستَحِقُّهُ مَن تَعَصَّبوا له مِن أموالِ غیرِهِم ، وظَلَمُوهُم مِن أجلِهِم، وعَرَفُوهُم یُقارِفُونَ المُحَرّماتِ ، واضطُرُّوا بمَعارِفِ قُلوبِهِم إلی أنَّ مَن فَعَلَ ما یَفعَلُونَهُ فهُو فاسِقٌ لا یَجوزُ أن یَصدُقَ علَی اللَّهِ ولا علَی الوَسائطِ بینَ الخَلقِ وبینَ اللَّهِ، فلذلکَ ذَمَّهُم لَمّا قَلَّدُوا مَن قد عَرَفوهُ ، ومَن قد عَلِموا أنّهُ لا یَجوزُ قَبولُ خَبَرِهِ ولا تَصدیقُهُ فی حِکایَتِهِ ...
وکذلکَ عَوامُّ اُمَّتِنا إذا عَرَفُوا مِن فُقَهائهِمُ الفِسقَ الظاهِرَ والعَصَبیَّةَ الشَّدیدَةَ والتَّکالُبَ علی حُطامِ الدنیا وحَرامِها... فَمَن قَلَّدَ مِن عَوامِّنا مِثلَ هؤلاءِ الفُقَهاءِ فَهُم مِثلُ الیَهودِ الذینَ ذَمَّهُمُ اللَّهُ بالتَّقلیدِ لِفَسَقَةِ فُقَهائهِم .
فَأمّا مَن کانَ مِن الفُقَهاءِ صائناً لنفسِهِ حافِظاً لِدینِهِ مُخالِفاً علی هَواهُ مُطِیعاً لأمرِ مَولاهُ فلِلعَوامِّ أن یُقَلِّدُوهُ ، وذلکَ لا یکونُ إلّا بَعضَ فُقَهاءِ الشِّیعَةِ لا جَمیعَهُم .(1)
بحث عِلمیّ وأخلاقیّ :
أکثر الاُمم الماضیة قصّةً فی القرآن اُمّة بنی إسرائیل ، وأکثر الأنبیاء ذِکراً فیه موسَی بن عمران علیه السلام ، فقد ذُکر اسمه فی القرآن فی مائةٍ وستّة وثلاثین موضعاً ضِعفَ ما ذُکر إبراهیم علیه السلام الذی هو أکثر الأنبیاء ذِکراً بعد موسی ، فقد ذُکر فی تسعة وستین موضعاً علی ما قیل فیهما . والوجه الظاهر فیه أنّ الإسلام هو الدین الحنیف المَبنیُّ علَی
ص :378
التوحید الذی أسّس أساسه إبراهیم علیه السلام وأتمّه اللَّه سبحانه وأکمله لنبیّه محمّد صلی اللَّه علیه وآله ، قال تعالی : (مِلّةَ أبیکُم إبراهِیمَ هُوَ سَمّاکُمُ المُسلِمینَ مِن قَبلُ)(1) ، وبنو إسرائیل أکثر الاُمم لجاجاً وخصاماً ، وأبعدهم من الانقیاد للحقِّ ، کما أنّه کان کفّار العرب الذین ابتُلیَ بهم رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله علی هذه الصفة ، فقد آل الأمر إلی أن نزل فیهم : (إنّ الّذینَ کَفَرُوا سَواءٌ عَلَیهِمْ ءَأنْذَرتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤمِنُونَ)(2) .
ولا تری رذیلةً من رذائل بنی إسرائیل فی قسوتهم وجفوتهم ممّا ذکره القرآن إلّا وهو موجود فیهم . وکیف کان ، فأنت إذا تأمّلت قصص بنی إسرائیل المذکورة فی القرآن وأمعنت فیها وما فیها من أسرار أخلاقهم وجدت أنّهم کانوا قوماً غائرین فی المادّة مکبّین علی ما یعطیه الحسُّ من لذائذ الحیاة الصُّوَریّة ، فقد کانت هذه الاُمّة لا تؤمن بما وراء الحسّ ، ولا تنقاد إلّا إلَی اللّذّة والکمال المادّیّ ، وهم الیوم کذلک . وهذا الشأن هو الذی صیّر عقلهم وإرادتهم تحت انقیاد الحسّ والمادّة ، لا یعقلون إلّا ما یجوّزانه ، ولا یریدون إلّا ما یرخّصان لهم ذلک ، فانقیاد الحسّ یوجب لهم أن لا یقبلوا قولاً إلّا إذا دلّ علیه الحسّ وإن کان حقّاً ، وانقیاد المادّة اقتضی فیهم أن یقبلوا کلّ ما یریده أو یستحسنه لهم کبراؤهم ممّن اُوتی جمال المادّة وزُخرُف الحیاة وإن لم یکن حقّاً ، فأنتج ذلک فیهم التناقضَ قولاً وفعلاً ، فهم یذمّون کلّ اتّباع باسم أنّه تقلید وإن کان ممّا ینبغی ، إذا کان بعیداً من حسّهم ، ویمدحون کلّ اتّباع باسم أنّه حظّ الحیاة ، وإن کان ممّا لا ینبغی إذا کان ملائماً لهوساتهم المادّیّة ، وقد ساعدهم علی ذلک وأعانهم علیه مکثهم الممتدّ وقطونهم الطویل بمصر تحت استذلال المصریّین واسترقاقهم وتعذیبهم ، یسومونهم سوء العذاب ،
ص :379
ویذبّحون أبناءهم ، ویستحیون نساءهم ، وفی ذلک بلاءٌ من ربّهم عظیم .
وبالجملة ، فکانوا لذلک صعبة الانقیاد لما یأمرهم به أنبیاؤهم والربّانیّون من علمائهم ممّا فیه صلاح معاشهم ومعادهم (تذکر فی ذلک مواقفهم مع موسی وغیره) وسریعة اللحوق إلی ما یدعوهم المغرضون والمستکبرون منهم .
وقد ابتُلِیَت الحقیقة والحقُّ الیوم بمثل هذه البلیّة بالمدنیّة المادّیّة التی أتحفها إلیها عالم الغرب ، فهی مبنیّة القاعدة علَی الحسّ والمادّة ، فلا یقبل دلیلٌ فیما بَعُد عن الحسّ ولا یسأل عن دلیلٍ فیما تضمّن لذّةً مادّیّةً حسّیّةً ، فأوجب ذلک إبطال الغریزة الإنسانیّة فی أحکامها ، وارتحال المعارف العالیة والأخلاق الفاضلة من بیننا ، فصار یهدّد الإنسانیّة بالانهدام ، وجامعة البشر بأشدّ الفساد ، ولیعلمنّ نبأه بعد حین .
واستیفاء البحث فی الأخلاق ینتج خلاف ذلک ، فما کلّ دلیل بمطلوب ، وما کلّ تقلید بمذمومٍ . بیان ذلک : أنّ النوع الإنسانیّ بما أنّه إنسان إنّما یسیر إلی کماله الحیویّ بأفعاله الإرادیّة المتوقّفة علَی الفکر ، والإرادة منه مستحیلة التحقّق إلّا عن فکر ، فالفکر هو الأساس الوحید الذی یبتنی علیه الکمال الوجودیّ الضروریّ ، فلابدّ للإنسان من تصدیقات عملیّة أو نظریّة یرتبط بها کماله الوجودیّ ارتباطاً بلا واسطةٍ أو بواسطة ، وهی القضایا التی نعلّل بها أفعالنا الفردیّة أو الاجتماعیّة أو نحضرها فی أذهاننا ، ثمّ نحصّلها فی الخارج بأفعالنا ، هذا .
ثمّ إنّ فی غریزة الإنسان أن یبحث عن علل ما یجده من الحوادث أو یهاجم إلی ذهنه من المعلومات ، فلا یصدر عنه فعل یرید به إیجاد ما حضر فی ذهنه فی الخارج إلّا إذا حضر فی ذهنه عِلّته الموجبة ، ولا یقبل تصدیقاً نظریّاً إلّا إذا اتّکأ علَی التصدیق بعلّته
ص :380
بنحوٍ ، وهذا شأنُ الإنسان لا یتخطّاه البتّة . ولو عثرنا فی موارد علی ما یلوح منه خلاف ذلک فبالتأمّل والإمعان تنحلّ الشبهة ، ویظهر البحث عن العلّة ، والرکون والطمأنینة إلیها فطریّ ، والفطرة لا تختلف ولا یتخلّف فعلها ، وهذا یؤدّی الإنسان إلی ما فوق طاقته من العمل الفکریّ والفعل المتفرّع علیه لسعة الاحتیاج الطبیعیّ ، بحیث لا یقدر الإنسان الواحد إلی رفعه معتمداً علی نفسه ومتّکئاً إلی قوّة طبیعته الشخصیّة ، فاحتالت الفطرة إلی بَعْثه نحو الاجتماع وهو المدنیّة والحضارة ، ووزّعت أبواب الحاجة الحیویّة بین أفراد الاجتماع ، ووکّل بکلّ باب من أبوابها طائفةً کأعضاء الحیوان فی تکالیفها المختلفة المجتمعة فائدتها وعائدتها فی نفسه . ولا تزال الحوائج الإنسانیّة تزداد کمّیّة واتّساعاً ، وتنشعب الفنون والصناعات والعلوم ، ویتربّی عند ذلک الأخصّائیّون من العلماء والصُّنّاع ، فکثیرٌ من العلوم والصناعات کانت علماً أو صَنعةً واحدةً یقوم بأمرها الواحد من الناس ، والیوم نری کلّ بابٍ من أبوابه علماً أو علوماً أو صنعةً أو صنائع، کالطبّ المعدود قدیماً فنّاً واحداً من فروع الطبیعیّات وهو الیوم فنونٌ لا یقوم الواحد من العلماء الأخصّائیّین بأزید من أمر فنّ واحدٍ منها .
وهذا یدعو الإنسان بالإلهام الفطریّ أن یستقلّ بما یخصّه من الشغل الإنسانیّ فی البحث عن علّته ویتّبع فی غیره من یعتمد علی خبرته ومهارته .
فبناء العقلاء من أفراد الاجتماع علَی الرجوع إلی أهل الخبرة ، وحقیقة هذا الاتّباع والتقلید المصطلح الرکون إلَی الدلیل الإجمالیّ فیما لیس فی وسع الإنسان أن ینال دلیل تفاصیله ، کما أنّه مفطور علَی الاستقلال بالبحث عن دلیله التفصیلیّ فیما یسعه أن ینال تفصیل علّته ودلیله . ومِلاک الأمر کلّه
ص :381
أنّ الإنسان لا یرکن إلی غیر العلم ، فمن الواجب عند الفطرة الاجتهاد ، وهو الاستقلال فی البحث عن العلّة فیما یسعه ذلک ، والتقلید وهو الاتّباع ورجوع الجاهل إلی العالم فیما لا یسعه ذلک . ولمّا استحال أن یوجد فرد من هذا النوع الإنسانیّ مستقلّاً بنفسه قائماً بجمیع شؤون الأصل الذی یتّکئ علیه الحیاة استحال أن یوجد فرد من الإنسان من غیر اتّباع وتقلید ، ومن ادّعی خلاف ذلک أو ظنّ من نفسه أنّه غیر مقلّدٍ فی حیاته فقد سَفِه نفسَه .
نعم ، التقلید فیما للإنسان أن ینال علّته وسببه کالاجتهاد فیما لیس له الورود علیه والنیل منه ، من الرذائل التی هی من مُهلِکات الاجتماع ومُفنِیات المدنیّة الفاضلة ، ولا یجوز الاتّباع المحض إلّا فی اللَّه سبحانه ، لأنّه السبب الذی إلیه تنتهی الأسباب .(1)
ص :382
ص :384
الکتاب :
(ن وَالْقَلَمِ وَما یَسْطُرُونَ) .(1)
(الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یُؤتی بصاحِبِ القَلَمِ یَومَ القِیامَةِ فی تابوتٍ مِن نارٍ یُقفَلُ علَیهِ بِأقفالٍ مِن نارٍ فَیُنظَرُ قَلَمُهُ فیما أجراهُ ؛ فإن کانَ أجراهُ فی طاعَةِ اللَّهِ ورِضوانِهِ فُکَّ عَنهُ التابوتُ ، وإن کانَ أجراهُ فی مَعصیَةِ اللَّهِ هَوَی التابوتُ سَبعینَ خَریفاً .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عُقولُ الفُضَلاءِ فی أطرافِ أقلامِها .(4)
عنه علیه السلام : رَسولُکَ مِیزانُ نُبلِکَ ، وقَلَمُکَ أبلَغُ مَن یَنطِقُ عَنکَ .(5)
ص :385
ص :386
ص :388
الکتاب :
(یَسْأَلُونَکَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ قُلْ فِیهِما إِثْمٌ کَبِیرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَکْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) .(1)
(حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ وَالدَّمُ ... وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلَامِ) .(2)
(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا إنَّما الْخَمْرُ وَالْمَیْسِرُ وَالأَنْصابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَنِ ذِکْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُم مُنْتَهُونَ).(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَیَّ - أو حُرِّمَ - الخَمرَ ، والمَیسِرَ ، والکُوبَةَ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلَّما ألهی عن ذِکرِ اللَّهِ فهُو مِن المَیسِرِ .(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لمّا أنزلَ اللَّهُ عزّوجلّ علی رسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : (انّما الخَمرُ والمَیسِرُ) قیلَ: یا رسولَ اللَّهِ، مَا المَیسِرُ؟ قال: کُلُّ ما تُقُومِرَ بهِ حتَّی الکِعابُ والجَوزُ .
قیلَ : فما الأنصابُ ؟ قالَ : ما ذَبَحُوهُ لآِلِهَتِهم . قیلَ : فما الأزلامُ ؟ قالَ : قِداحُهُم التی یَستَقسِمُونَ بها .(6)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ اللعبِ بالشَّطرَنجِ - : إنّ المُؤمِنَ لَمَشغولٌ عنِ اللَّعِبِ .(7)
عنه علیه السلام : أنّهُ [الإمامَ زینَ العابدینَ علیه السلام ]کانَ یَنْهی عَنِ الجَوزِ الذی یَجی ءُ بهِ الصِّبیانُ مِن القِمارِ أنْ یُؤکَلَ ، وقالَ : هُو السُّحتُ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سَألَهُ بُکیرٌ عن اللعبِ بالشَّطرَنجِ - : إنّ المؤمنَ لَفی شُغُلٍ عنِ اللعبِ .(9)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولا تَأْکُلُوا أموالَکُم بَینَکُم بالباطِلِ)(10) - : کانَت
ص :389
قُرَیشٌ تُقامِرُ الرجُلَ بأهلِهِ ومالِهِ، فَنَهاهُمُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ عَن ذلکَ .(1)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : المَیسِرُ هُو القِمارُ .(2)
عنه علیه السلام: إنَّ الشَّطرَنجَ والنَّردَ وأربَعةَ عَشرَ وکُلَّ ما قُومِرَ علَیهِ مِنها فهُو مَیسِرٌ .(3)
عنه علیه السلام: لمّا حُمِلَ رأسُ الحُسینِ بنِ علیٍ علیهما السلام إلَی الشّامِ أمَرَ یَزیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَوُضِعَ ونُصِبَت علَیهِ مائدَةٌ فَأقبَلَ هُو لَعَنَهُ اللَّهُ وأصحابُهُ یَأکُلُونَ ویَشرَبُونَ الفُقّاعَ ، فلمّا فَرَغُوا أمَرَ بالرأسِ فَوُضِعَ فی طَستٍ تحتَ سَرِیرِهِ ، وبُسِطَ علَیهِ رُقعَةُ الشَّطرَنجِ ، وجَلَسَ یَزیدُ علَیهِ اللَّعنَةُ یَلعَبُ بالشَّطرَنجِ ویَذکُرُ الحُسَینَ وأباهُ وجَدَّهُ صلواتُ اللَّهِ علَیهِم ، ویَستَهزئُ بِذِکرِهِم ، فَمَتی قَمَرَ صاحِبهُ تَناوَلَ الفُقّاعَ فَشَرِبَهُ ثلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمّ صَبَّ فَضلَتَهُ علی ما یَلی الطَّستَ مِن الأرضِ .
فَمَن کانَ مِن شیعَتِنا فَلْیَتَوَرَّعْ عن شُربِ الفُقّاعِ واللَّعبِ بالشَّطرَنجِ .(4)
ص :390
ص :392
الکتاب :
(یا بَنِیَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکافِرُونَ) .(1)
(قالَ وَمَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) .(2)
(لا یَسْأَمُ الإِنْسانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَیْرِ وإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَیَؤُوسٌ قَنُوطٌ) .(3)
الحدیث :
بحار الأنوار : قالَ اللَّهُ تعالی : أهلُ طاعَتی فی ضِیافَتی، وأهلُ شُکری فی زِیادَتی ، وأهلُ ذِکرِی فی نِعمَتی ، وأهلُ مَعصِیَتی لا اُویِسُهُم مِن رَحمَتی ؛ إن تابُوا فأنا حَبیبُهُم ، وإن دَعَوا فَأنا مُجِیبُهُم .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الفاجِرُ الراجی لِرَحمَةِ اللَّهِ تعالی أقرَبُ مِنها مِن العابِدِ المُقَنَّطِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن یَقنَطُ ومَعهُ الاستِغفارُ !(6)
عنه علیه السلام : لا تَیأسْ لِذنبِکَ و بابُ التَّوبَةِ مَفتوحٌ .(7)
عنه علیه السلام : فی القُنوطِ التَّفریطُ .(8)
عنه علیه السلام - فی المُناجاةِ الشَّعبانیّةِ - : إلهی لم اُسَلِّطْ علی حُسنِ ظَنِّی قُنوطَ الإیاسِ، ولا انقَطَعَ رَجائی مِن جَمیلِ کَرَمِکَ.(9)
عنه علیه السلام - مِن خُطبَةٍ لَهُ فی الاستِسقاءِ - : اللّهُمّ قَدِ انصاحَتْ جِبالُنا ... نَدعُوکَ حینَ قَنَطَ الأنامُ ، ومَنَعَ الغَمامُ ... فإنّکَ تُنزِلُ الغَیثَ مِن بعدِ ما قَنَطُوا ، وتَنشُرُ رَحمَتَکَ وأنتَ الولیُّ الحَمیدُ .(10)
عنه علیه السلام - أیضاً - : اللّهُمَّ فاسقِنا غَیثَکَ ، ولا تَجعَلنا مِن القانِطینَ .(11)
عنه علیه السلام - مِن وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : اعلَمْ أنّ الذی بیَدِهِ خَزائنُ السَّماواتِ والأرضِ قد أذِنَ لکَ فی الدُّعاءِ ،
ص :393
وتَکَفَّلَ لکَ بالإجابَةِ ... فلا یُقَنِّطَنَّکَ إبطاءُ إجابَتِهِ ؛ فإنَّ العَطیَّةَ علی قَدْرِ النِّیَّةِ .(1)
عنه علیه السلام: الحَمدُ للَّهِ ِ غَیرِ مَقنوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، ولا مَخلُوٍّ مِن نِعمَتِهِ ، ولا مَأیُوسٍ مِن مَغفِرَتِهِ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - ناقِلاً عن حَکیمٍ - : الیَأسُ مِن رَوحِ اللَّهِ أشَدُّ بَرداً مِن الزَّمهَریرِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قالَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی : یابنَ آدمَ ... لا تُقَنِّطِ الناسَ مِن رَحمَةِ اللَّهِ تعالی علَیهِم وأنتَ تَرجُوها لنفسِکَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَبعَثُ اللَّهُ المُقَنِّطینَ یَومَ القِیامَةِ مُغلَّبَةً وُجوهُهُم - یَعنی غَلَبةَ السَّوادِ علَی البَیاضِ - فیقالُ لَهُم : هؤلاءِ المُقَنِّطُونَ مِن رَحمَةِاللَّهِ!(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الفَقیهُ کُلُّ الفَقیهِ مَن لم یُقَنِّطِ الناسَ مِن رَحمَةِ اللَّهِ ، ولم یُؤیِسْهُم مِن رَوحِ اللَّهِ ، ولم یُؤمِنْهُم مِن مَکرِ اللَّهِ .(6)
عنه علیه السلام - مِن وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسینِ علیه السلام - : أی بُنَیَّ ، لا تُؤیِسْ مُذنِباً ، فَکَم مِن عاکِفٍ علی ذَنبِهِ خُتِمَ لَهُ بخَیرٍ ، وکَم مِن مُقبِلٍ علی عَمَلِهِ مُفسِدٌ فی آخِرِ عُمُرِهِ، صائرٌ إلَی النارِ ، نَعوذُ بِاللَّهِ منها!(7)
الکتاب :
(وَالَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ اُوْلَئِکَ یَئِسُوا مِن رَحْمَتِی وَأُوْلَئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ) .(9)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُذنِبُ علی بَصیرَةٍ غَیرُ مُستَحِقٍّ لِلعَفوِ ، المُذنِبُ عن غَیرِ عِلمٍ بَرِی ءٌ مِن الذَّنبِ.(10)
ص :394
ص :396
الکتاب :
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خِیارُ اُمَّتی القانِعُ ، وشِرارُهُمُ الطامِعُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ المؤمنینَ القانِعُ ، وشَرُّهُمُ الطامِعُ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن قولِهِ تعالی : (فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبةً) - : هِی القَناعَةُ .(4)
عنه علیه السلام : طوبی لِمَن ذَکَرَ المَعادَ ، وعَمِلَ للحِسابِ ، وقَنِعَ بالکَفافِ ، ورَضِیَ عنِ اللَّهِ .(5)
عنه علیه السلام - فی ذِکرِ خَبّابِ بنِ الأرَتِّ - : یَرحَمُ اللَّهُ خَبّابَ بنَ الأرَتِّ ، فلقد أسلَمَ راغِباً ، وهاجَرَ طائعاً ، وقَنِعَ بالکَفافِ ، ورَضِیَ عنِ اللَّهِ ، وعاشَ مُجاهِداً .(6)
عنه علیه السلام : لا تکن مِمَّن یَرجُو الآخِرَةَ بغیرِ العَمَلِ ... یقولُ فی الدنیا بقَولِ الزاهِدینَ ، ویَعمَلُ فیها بعَمَلِ الراغِبینَ ، إن اُعطِیَ مِنها لم یَشبَعْ ، وإن مُنِعَ مِنها لم یَقنَعْ .(7)
عنه علیه السلام : وَایمُ اللَّهِ - یَمیناً أستَثنی فیها بمَشیئَةِ اللَّهِ - لَأرُوضَنَّ نَفسی رِیاضَةً تَهِشُّ مَعَها إلَی القُرصِ إذا قَدَرَت علَیهِ مَطعوماً ، وتَقنَعُ بالمِلحِ مَأدُوماً .(8)
عنه علیه السلام - فی صفةِ الأنبیاءِ - : ولکنَّ اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ اُولِی قُوَّةٍ فی عَزائمِهِم ، وضَعَفةً فیما تَرَی الأعیُنُ مِن حالاتِهِم ، مَع قَناعَةٍ تَملَأُ القُلوبَ والعُیونَ غِنیً ، وخَصاصَةٍ تَملأُ الأبصارَ والأسماعَ أذیً .(9)
ص :397
عنه علیه السلام : ألهِمْ نفسَکَ القُنوعَ .(1)
عنه علیه السلام : نِعمَ الحَظُّ القَناعَةُ .(2)
عنه علیه السلام: انتَقِمْ مِن حِرصِکَ بالقُنوعِ کما تَنتَقِمُ مِن عَدُوِّکَ بالقِصاصِ .(3)
عنه علیه السلام : أشکَرُ الناسِ أقنَعُهُم ، وأکفَرُهُم لِلنِّعَمِ أجشَعُهُم .(4)
عنه علیه السلام : کفی بالقَناعَةِ مُلکاً ، وبِحُسنِ الخُلقِ نَعیماً .(5)
عنه علیه السلام : ما أحسَنَ بالإنسانِ أن یَقنَعَ بالقَلیلِ ویَجودَ بالجَزیلِ !(6)
عنه علیه السلام : مَن قَنِعَت نفسُهُ أعانَتهُ علَی النَّزاهَةِ والعَفافِ .(7)
عنه علیه السلام : مِن شَرَفِ الهِمَّةِ لُزومُ القَناعَةِ .(8)
عنه علیه السلام : مِن عِزِّ النفسِ لُزومُ القَناعَةِ .(9)
عنه علیه السلام : القَناعَةُ سَیفٌ لا یَنبُو .(10)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : اعلمْ أنَّ مُروَّةَ القَناعَةِ والرِّضا أکثرُ مِن مُرُوّةِ الإعطاءِ .(11)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أکَلَ علیٌّ علیه السلام مِن تَمرٍ دَقَلٍ (12) ثُمّ شَرِبَ علَیهِ الماءَ ، ثُمّ ضَرَبَ علی بَطنِهِ ، وقالَ : مَن أدخَلَهُ بَطنُهُ النارَ فَأبعَدَهُ اللَّهُ ، ثُمّ تَمَثَّلَ :
فَإنَّکَ مَهما تُعطِ بَطنَکَ سُؤلَهُ ***وفَرْجَکَ نالا مُنتَهی الذَّمِّ أجمَعا(13)
مجمع البیان :(فَلَنُحْیِینَّهُ حَیاةً طَیِّبةً) قیلَ فیهِ أقوالٌ ، أحَدُها : أنَّ الحَیاةَ الطَّیّبةَ الرِّزقُ الحَلالُ ، عن ابنِ عبّاسٍ وسَعیدِ بنِ جُبَیرٍ وعَطاءٍ . وثانیها : أنّها القَناعَةُ والرِّضا بما قَسَمَ اللَّهُ ، عن الحسنِ ووَهبٍ ورُوِیَ ذلکَ عنِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله .(14)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القَناعَةُ تُغنی .(1)
عنه علیه السلام : طَلَبتُ الغِنی فما وَجَدتُ إلّا بالقَناعَةِ ، علَیکُم بالقَناعَةِ تَستَغنُوا .(2)
عنه علیه السلام: القَناعَةُ غُنیَةٌ، والاقتِصادُ بُلغَةٌ .(3)
عنه علیه السلام: القانِعُ غَنیٌّ وإنْ جاعَ وعَری .(4)
عنه علیه السلام : القَناعَةُ رَأسُ الغِنی .(5)
عنه علیه السلام : لا کَنزَ أغنی مِن القَناعَةِ .(6)
الإمامُ الباقرُ أوالإمامُ الصّادقُ علیهما السلام: مَن قَنِعَ بما رَزَقَهُ اللَّهُ فهُو مِن أغنَی الناسِ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علی قَدرِ العِفَّةِ تکونُ القَناعَةُ .(9)
عنه علیه السلام : لن تُوجَدَ القَناعَةُ حتّی یُفقَدَ الحِرصُ .(10)
عنه علیه السلام : مَن عَقلَ قَنِعَ .(11)
عنه علیه السلام : یَنبَغی لمَن عَرَفَ نفسَهُ أن یَلزَمَ القَناعَةَ والعِفَّةَ .(12)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: انزِلْ ساحَةَ القَناعَةِ باتِّقاءِ الحِرصِ ، وادفَعْ عَظیمَ الحِرصِ بِإیثارِ القَناعَةِ .(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اُنظُرْ إلی مَن هُو دُونَکَ فی المَقدُرَةِ ولا تَنظُرْ إلی مَن هو فَوقَکَ فی المَقدُرَةِ ، فإنّ ذلکَ أقنَعُ لکَ بما قُسِمَ لکَ .(14)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اِقنَعْ بما اُوتِیتَهُ یَخِفَّ علَیکَ الحِسابُ .(15)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمرَةُ القَناعَةِ الإجمالُ فی المُکتَسَبِ والعُزوفُ عنِ الطَّلَبِ .(16)
عنه علیه السلام : ثَمَرةُ القَناعَةِ العِزُّ .(17)
عنه علیه السلام : أعوَنُ شی ءٍ علی صَلاحِ النَّفسِ القَناعَةُ .(18)
عنه علیه السلام : کیفَ یَستَطیعُ صَلاحَ نفسِهِ مَن لا یَقنَعُ بالقَلیلِ ؟ !(19)
ص :399
عنه علیه السلام: مَن قَنِعَ لم یَغتَمَّ .(1)
عنه علیه السلام : بالقَناعَةِ یکونُ العِزُّ .(2)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ کَتَبَهُ لِشُرَیحٍ لمّا اشتَری علی عَهدِهِ داراً فَبَلَغَهُ ذلک - : اشتَری هذا المُغتَرُّ بالأمَلِ ، مِن هذا المُزعَجِ بالأجَلِ ، هذهِ الدارَ بالخُروجِ مِن عِزِّ القَناعَةِ ، والدُّخولِ فی ذُلِّ الطَّلَبِ والضَّراعَةِ !(3)
عنه علیه السلام : اِقنَعُوا بالقَلیلِ مِن دُنیاکُم لِسلامَةِ دِینِکُم ، فإنَّ المؤمنَ البُلغَةُ الیَسیرَةُ مِن الدنیا تُقنِعُهُ .(4)
عنه علیه السلام - مِن وَصیَّتِهِ لابنِهِ الحُسَینِ علیه السلام - : لا مالَ أذهَبُ بالفاقَةِ مِن الرِّضا بالقُوتِ ، ومَنِ اقتَصَرَ علی بُلغَةِ الکَفافِ تَعَجَّلَ الراحَةَ وتَبَوَّأ خَفضَ الدَّعَةِ .(5)
عنه علیه السلام : مَن قَنِعَت نفسُهُ عَزَّ مُعسِراً .(6)
عنه علیه السلام : أنعَمُ الناسِ عَیشاً مَن مَنَحَهُ اللَّهُ سُبحانَهُ القَناعَةَ وأصلَحَ لَهُ زَوجَهُ .(7)
عنه علیه السلام : القَناعَةُ أهنَأُ عَیشٍ .(8)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام: القُنوعُ راحَةُ الأبدانِ.(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن رَضِیَ مِن اللَّهِ بِالیَسیرِ مِن المَعاشِ رَضِیَ اللَّهُ مِنهُ بِالیَسیرِ مِن العَمَلِ .(10)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - لمّا سُئلَ عَنِ القَناعَةِ - : القَناعَةُ تَجتَمِعُ إلی صیانَةِ النفسِ وعِزِّ القَدرِ ، وطَرحِ مُؤَنِ (مَؤونَة) الاستِکثارِ ، والتَّعبُّدِ لأهلِ الدنیا ، ولا یَسلُکُ طَریقَ القَناعَةِ إلّا رجُلانِ : إمّا مُتَعَلِّلٌ (مُتَعبِّدٌ) یُریدُ أجرَ الآخِرَةِ ، أو کریمٌ مُتَنزِّهٌ عَن لِئامِ الناسِ .(11)
تُریدُ مِن الدنیا ما یَکفیکَ فإنَّ أیسَرَ ما فیها یَکفیکَ، وإن کُنتَ إنّما تُریدُ ما لا یَکفیکَ فإنَّ کُلَّ ما فیها لا یَکفیکَ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا شَکا إلَیهِ رَجُلٌ أنّهُ یَطلُبُ فَیُصیبُ ولا یَقنَعُ ، وتُنازِعُهُ نفسُهُ إلی ما هُو أکثَرُ مِنهُ وقالَ : عَلِّمْنِی شَیئاً أنتَفِعْ بهِ - : إن کانَ ما یَکفیکَ یُغنیکَ فَأدنی ما فیها یُغنیکَ ، وإن کانَ ما یَکفیکَ لا یُغنیکَ فَکُلُّ ما فیها لا یُغنیکَ.(2)
عنه علیه السلام : اقنَعْ بما قَسَمَ اللَّهُ لکَ ولا تَنظُرْ إلی ما عِندَ غیرِکَ ولا تَتَمَنَّ ما لَستَ نائلَهُ ؛ فإنّهُ مَن قَنِعَ شَبِعَ ومَن لم یَقنَعْ لم یَشبَعْ ، وخُذْ حَظَّکَ مِن آخِرَتِکَ .(3)
عنه علیه السلام : إنَّ فیما نَزَلَ بهِ الوَحیُ مِن السماءِ : لو أنَّ لِابنِ آدمَ وَادِیَینِ یَسیلانِ ذَهَباً وفِضَّةً لَابتَغی إلَیهِما ثالِثاً !
یابنَ آدمَ ، إنّما بَطنُکَ بَحرٌ مِنَ البُحورِ ووادٍ مِن الأودِیَةِ لا یَملَؤهُ شی ءٌ إلّا التُّرابُ !(4)
ص :401
ص :402
ص :404
الکتاب :
(فَلِذلِکَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ کَما اُمِرْتَ) .(1)
(فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَکَ وَلَاتَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لَمّا سَألَهُ سُفینُ بنُ عبدِ اللَّهِ الثَّقَفیُّ عن أمرٍ یَعتَصِمُ بهِ - : قُلْ «رَبِّیَ اللَّهُ» ثُمّ استَقِمْ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، أوصِنی . قالَ : قُلْ «رَبِّیَ اللَّهُ» ثُمَّ استَقِمْ . قلتُ : رَبّیَ اللَّهُ وما تَوفِیقی إلّا باللَّهِ ، علَیهِ تَوکَّلتُ وإلَیهِ اُنیبُ . قالَ : لِیَهْنِکَ العِلمُ أبا الحَسَنِ، لقد شَرِبتَ العِلمَ شُرباً ونَهلتَهُ نَهَلاً .(4)
عنه علیه السلام : اعلَمُوا أنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی یُبغِضُ مِن عِبادِهِ المُتَلوِّنَ ، فلا تَزُولوا عنِ الحَقِّ ، ووَلایَةِ أهلِ الحَقِّ ؛ فإنَّ مَنِ استَبدَلَ بِنا هَلَکَ .(5)
عنه علیه السلام : العَمَلَ العَمَلَ ، ثُمّ النِّهایَةَ النِّهایَةَ، والاستِقامَةَ الاستِقامَةَ ... ألا وإنَّ القَدَرَ السابِقَ قد وَقَعَ ، والقَضاءَ الماضیَ قد تَوَرَّدَ ، وإنّی مُتَکَلِّمٌ بِعِدَّةِ اللَّهِ وحُجَّتِهِ ، قالَ اللَّهُ تعالی : (إنَّ الّذینَ قالوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ استَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیهِمُ المَلائکةُ...)(6)وقد قُلتُم : (رَبُّنا اللَّهُ) فاستَقیمُوا علی کتابِهِ ، وعلی مِنهاجِ أمرِهِ ، وعلی الطَّریقَةِ الصالِحَةِ مِن عِبادَتِهِ (طاعَتِهِ)، ثُمّ لا تَمرُقُوا مِنها ، ولا تَبتَدِعُوا فیها ، ولا تُخالِفُوا عَنها .(7)
عنه علیه السلام: أفضَلُ السَّعادَةِ استِقامَةُ الدِّینِ .(8)
عنه علیه السلام : کیفَ یَستَقِیمُ مَن لم یَستَقِمْ دِینُهُ ؟ !(9)
الدرّ المنثور : لمّا نَزَلَت هذهِ الآیةُ : (فاسْتَقِمْ کَما اُمِرْتَ) قالَ [النَّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله ] :
ص :405
شَمِّرُوا ، شَمِّرُوا ! ! فما رُؤِیَ ضاحِکاً .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المؤمنُ لَهُ قُوَّةٌ فی دِینٍ ... وبِرٌّ فی استِقامَةٍ .(2)
الکتاب :
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً).(3)
(إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ) .(4)
(إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِکَةُ أَنْ لا تَخافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إن تَستَقیمُوا تُفلِحُوا .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ استَقامَ فإلَی الجَنَّةِ ، ومَن زَلَّ فإلَی النارِ !(7)
عنه علیه السلام : الاستِقامَةُ سلامَةٌ .(8)
عنه علیه السلام : مَن لَزِمَ الاستِقامَةَ لَزِمَتهُ السلامَةُ .(9)
عنه علیه السلام : السلامَةُ مَع الاستِقامَةِ .(10)
عنه علیه السلام : مَن طَلَبَ السلامَةَ لَزِمَ الاستِقامَةَ .(11)
عنه علیه السلام : علَیکَ بمَنهَجِ الاستِقامَةِ ؛ فإنّهُ یُکسِبُکَ الکرامَةَ ویَکفیکَ المَلامَةَ .(12)
عنه علیه السلام : لا مَسلَکَ أسلَمُ مِن الاستِقامَةِ ، لا سَبیلَ أشرَفُ مِن الاستِقامَةِ .(13)
عنه علیه السلام : مَن رَغِبَ فی السلامَةِ ألزَمَ نَفسَهُ الاستِقامَةَ .(14)
عنه علیه السلام : مَن لَزِمَ الاستِقامَةَ لم یَعدمِ السلامةَ .(15)
ص :406
ص :408
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تَقِیسُوا الدِّینَ ؛ فإنّ الدِّینَ لا یُقاسُ ، وأوَّلُ مَن قاسَ إبلیسُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : افتَرَقَت بَنو إسرائیلَ علی إحدی وسَبعینَ فِرقَةً ، وتَزیدُ اُمّتی علَیها فِرقَةً ، لَیسَ فیها فِرقَةٌ أضَرَّ علی اُمَّتی مِن قَومٍ یَقیسُونَ الدِّینَ بِرَأیِهِم ، فَیُحِلُّونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ ویُحَرِّمُونَ ما أحَلَّ اللَّهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن نَصَبَ نفسَهُ لِلقیاسِ لم یَزَلْ دَهرَهُ فی التِباسٍ ، ومَن دانَ اللَّهَ بالرأیِ لم یَزَلْ دَهرَهُ فی ارتِماسٍ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: یازُرارَةُ، إیّاکَ وأصحابَ القِیاسِ فی الدِّینِ ؛ فإنّهُم تَرَکُوا عِلمَ ما وُکِّلُوا بهِ وتَکَلَّفُوا ما قد کُفُوهُ .(4)
بحار الأنوار عن عبدِ الرَّحمنِ بن سالمٍ : دَخَلَ ابنُ شبرمَةَ وأبو حَنیفَةَ علی الصّادقِ علیه السلام، فقالَ لأبی حَنیفَةَ : اِتَّقِ اللَّهَ ولا تَقِس الدِّینَ برأیِکَ ، فإنَّ أوَّلَ مَن قاسَ إبلیسُ ، إذ أمَرَهُ اللَّهُ تعالی بالسُّجودِ فقالَ : أنا خَیرٌ مِنهُ ، خَلَقْتَنِی مِن نارٍ وخَلَقتَهُ مِن طِینٍ ...!
ثُمّ قالَ : البَولُ أقذَرُ أمِ المَنِیُّ ؟ قالَ : البَولُ ، قالَ : یَجِبُ علی قِیاسِکَ أن یَجِبَ الغُسلُ مِن البَولِ دُونَ المَنِیِّ ، وقد أوجَبَ اللَّهُ تعالَی الغُسلَ مِن المَنِیِّ دُونَ البَولِ .(5)
ص :409
ص :410
452 - الکِبر
453 - الکتاب
454 - المُکاتبة
455 - الکِتمان
456 - الکذب
457 - الکَرَم
458 - الکسب
459 - الکَسل
460 - الکُفر
461 - الکَفّارة
462 - المکافأة
463 - التکلیف
464 - التکلّف
465 - الکلام
466 - الکمال
467 - الکیاسة
ص :411
ص :412
ص :414
الکتاب :
(فَسَجَدَ الْمَلَائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِیسَ اسْتَکْبَرَ وَکانَ مِنَ الْکافِرینَ) .(1)
(قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما یَکُونُ لَکَ أَنْ تَتَکَبَّرَ فِیها فَاخْرُجْ إِنَّکَ مِنَ الصَّاغِرِینَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إیّاکُم والکِبرَ ؛ فإنّ إبلیسَ حَمَلَهُ الکِبرُ علی أن لا یَسجُدَ لآدمَ.(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: إیّاکُم والکِبرَ ؛ فإنّ الکِبرَ یکونُ فی الرَّجُلِ وأنَّ علَیهِ العَباءَةَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اجتَنِبُوا الکِبرَ ، فإنَّ العَبدَ لا یَزالُ یَتکَبَّرُ حتّی یقولَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : اُکتُبُوا عَبدی هذا فی الجَبّارِینَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَزالُ الرَّجُلُ یَتکَبَّرُ ویَذهَبُ بنَفسِهِ حتّی یُکتَبَ فی الجَبّارِینَ ، فَیُصِیبُهُ ما أصابَهُم .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بِئس العَبدُ عَبدٌ تَجَبَّرَ وَاختالَ، ونَسِیَ الکَبیرَ المُتَعالَ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکَ والکِبرَ ؛ فإنّهُ أعظَمُ الذُّنوبِ وألأَمُ العُیوبِ ، وهُو حِلیَةُ إبلیسَ .(8)
عنه علیه السلام : احذَرِ الکِبرَ ؛ فإنّهُ رأسُ الطُّغیانِ ومَعصیَةُ الرَّحمانِ .(9)
عنه علیه السلام : الکِبرُ خَلیقَةٌ مُردیَةٌ ، مَن تَکَثَّرَ بِها قَلَّ .(10)
عنه علیه السلام : أقبَحُ الخُلقِ التَّکَبُّرُ .(11)
عنه علیه السلام: فاعتَبِرُوا بما کانَ مِن فِعلِ اللَّهِ بإبلیسَ، إذ أحبَطَ عَمَلَهُ الطَّویلَ وجَهدَهُ الجَهیدَ ... عن کِبْرِ ساعَةٍ واحِدَةٍ ! فمَن ذا بَعدَ إبلیسَ یَسلَمُ علَی اللَّهِ بمثلِ مَعصیَتِهِ ؟!(12)
عنه علیه السلام : فَأطفِئُوا ما کَمَنَ فی قُلوبِکُم مِن نِیرانِ العَصَبیَّةِ وأحقادِ الجاهِلِیَّةِ ، فإنّما تِلکَ الحَمِیَّةُ تکونُ فی المُسلمِ مِن خَطَراتِ الشَّیطانِ ونَخَواتِهِ ، ونَزَغاتِهِ ونَفَثاتِهِ ، واعتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ علی
ص :415
رُؤوسِکُم ، وإلقاءَ التَّعزُّزِ تَحتَ أقدامِکُم ، وخَلْعَ التَّکبُّرِ مِن أعناقِکُم ، واتَّخِذُوا التَّواضُعَ مَسلَحَةً بینَکُم وبَینَ عَدُوِّکُم إبلیسَ .(1)
عنه علیه السلام : فاعتَبِرُوا بما أصابَ الاُمَمَ المُستَکبِرینَ مِن قَبلِکُم مِن بَأسِ اللَّهِ وصَولاتِهِ ، ووَقائعِهِ ومَثُلاتِهِ ... واستَعیذُوا باللَّهِ مِن لَواقِحِ الکِبرِ کما تَستَعیذُونَهُ مِن طَوارِقِ الدَّهرِ .(2)
عنه علیه السلام : فاللَّهَ اللَّهَ فی عاجِلِ البَغیِ وآجِلِ وَخامةِ الظُّلمِ وسُوءِ عاقِبَةِ الکِبرِ، فإنّها مَصیَدَةُ إبلیسَ العُظمی ومَکِیدَتُهُ الکُبری ، التی تُساوِرُ قُلوبَ الرِّجالِ مُساوَرَةَ السُّمومِ القاتِلَةِ ، فما تُکدی أبَداً ولا تُشوی أحَداً ، لا عالِماً لِعِلمِهِ ولا مُقِلّاً فی طِمرِهِ .(3)
عنه علیه السلام : أمْ هذا الذی أنشَأهُ فی ظُلُماتِ الأرحامِ ، وشُغُفِ الأستارِ ، نُطفَةً دِهاقاً ... حتّی إذا قامَ اعتِدالُهُ واستَوی مِثالُهُ نَفَرَمُستَکبِراً!(4)
عنه علیه السلام - فی صفةِ المُتَّقینَ - : بُعدُهُ عمَّن تَباعَدَ عَنهُ زُهدٌ ونَزاهَةٌ ، ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لِینٌ ورَحمَةٌ ، لیسَ تَباعُدُهُ بکِبرٍ وعَظَمةٍ ، ولا دُنُوُّهُ بمَکرٍ وخَدیعَةٍ .(5)
عنه علیه السلام : إنّ مِن أسخَفِ حالاتِ الوُلاةِ عندَ صالِحِ النّاسِ أن یُظَنَّ بِهِم حُبُّ الفَخرِ ویُوضَعَ أمرُهُم علَی الکِبرِ .(6)
عنه علیه السلام - فی فَضیلَةِ الرَّسولِ الکریمِ صلی اللَّه علیه وآله - : بَعَثَهُ والنّاسُ ضُلّالٌ فی حَیرَةٍ ، وحاطِبونَ (خابِطونَ) فی فِتنَةٍ ، قدِ استَهوَتهُمُ الأهواءُ ، واستَزَلَّتهُمُ الکِبریاءُ .(7)
عنه علیه السلام : إنّی لَمِن قَومٍ لا تَأخُذُهُم فی اللَّهِ لَومَةُ لائمٍ ... لا یَستَکبِرُونَ ولا یَعلُونَ ، ولا یَغلّونَ ولا یُفسِدونَ .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما دَخَلَ قَلبَ امرِئٍ شی ءٌ مِن الکِبرِ إلّا نَقَصَ مِن عَقلِهِ مِثلُ ما دَخَلَهُ مِن ذلکَ ، قَلَّ ذلکَ أو کَثُرَ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الکِبرُ قد یکونُ فی شِرارِ النّاسِ مِن کُلِّ جِنسٍ ... إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَرَّ فی بَعضِ طُرُقِ
ص :416
المَدینةِ ، وسَوداءُ تَلقُطُ السرقِینَ ، فقیلَ لها : تَنَحِّی عن طریقِ رَسولِ اللَّهِ ، فقالَت : إنّ الطَّریقَ لَمعرضٌ ، فَهَمَّ بها بعضُ القَومِ أن یَتَناوَلَها ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: دَعُوها ، فإنَّها جَبّارَةٌ .(1)
عنه علیه السلام : مَن بَرِئَ مِن الکِبرِ نالَ الکَرامَةَ .(2)
الکتاب :
(هُوَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ المُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَکَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ) .(3)
(وَلَهُ الْکِبْرِیاءُ فِی السَّماوَاتِ والأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّما الکِبریاءُ للَّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یَقولُ اللَّهُ جلَّ وعلا : الکِبریاءُ رِدائی والعَظَمةُ إزارِی ، فَمَن نازَعَنی واحِداً مِنهُما ألقَیتُهُ فی النّارِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ ِ الذی لَبِسَ العِزَّ والکِبریاءَ، واختارَهُما لنَفسِهِ دونَ خَلقِهِ، وجَعَلَهُما حِمیً وحَرَماً علی غیرِهِ واصطَفاهُما لِجَلالِهِ .(7)
عنه علیه السلام : فلو رَخَّصَ اللَّهُ فی الکِبرِ لأحَدٍ مِن عِبادِهِ لَرَخَّصَ فیهِ لِخاصَّةِ أنبیائهِ وأولیائهِ ، ولکنَّهُ سبحانَهُ کَرَّهَ إلَیهِمُ التَّکابُرَ ، ورَضِیَ لَهُمُ التَّواضُعَ .(8)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لمّا قیلَ لَهُ إنَّ فیکَ کِبراً : کَلّا ، الکِبرُ للَّهِ ِ وَحدَهُ ، ولکنْ فِیَّ عِزَّةٌ ، قالَ اللَّهُ تعالی : (وللَّهِ ِ العِزَّةُ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤْمنینَ)(9).(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: الکِبرُ رِداءُ اللَّهِ، والمُتَکبِّرُ یُنازِعُ اللَّهَ رِداءَهُ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الکِبرُ رِداءُ اللَّهِ ، فَمَن نازَعَ اللَّهَ شیئاً مِن ذلکَ أکَبَّهُ اللَّهُ فی النّارِ.(12)
ص :417
الکتاب :
(أَفَکُلَّما جاءَکُمْ رَسُولٌ بِما لَا تَهْوَی أَنْفُسُکُمُ اسْتَکْبَرْتُمْ فَفَریقاً کَذَّبْتُمْ وَفَرِیقاً تَقْتُلُونَ) .(1)
(سَأَصرِفُ عَنْ آیاتِیَ الَّذِینَ یَتَکَبَّرُونَ فِی الأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَإِنْ یَرَوْا کُلَّ آیَةٍ لَا یُؤْمِنُوا بِها...)(2) .(3)
الحدیث :
بحار الأنوار عن أبی ذرّ : دَخلتُ ذاتَ یَومٍ فی صدرِ نَهارِهِ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی مَسجدِهِ ... فقلتُ : یا رَسولَ اللَّهِ، بأبی أنتَ واُمی ، أوصِنی بِوَصیَّةٍ یَنفَعُنی اللَّهُ بِها ، فقالَ : ... یا أبا ذَرٍّ ، مَن ماتَ وفی قَلبِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن کِبرٍ لم یَجِدْ رائحَةَ الجَنَّةِ إلّا أن یَتوبَ قبلَ ذلکَ ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنی لَیُعجِبُنی الجَمالُ حتّی وَدِدتُ أنَّ عِلاقَةَ سَوطی وقِبالَ نَعلی حَسَنٌ ، فَهل یُرهَبُ علی ذلکَ ؟ قالَ : کیفَ تَجِدُ قَلبَکَ ؟ قالَ : أجِدُهُ عارِفاً للحَقِّ مُطمَئنّاً إلَیهِ ، قالَ : لیسَ ذلکَ بالکِبرِ ، ولکنَّ الکِبرَ أن تَترُکَ الحَقَّ وتَتَجاوَزَهُ إلی غیرِهِ ، وتَنظُرَ إلَی النّاسِ ولا تَری أنَّ أحَداً عِرضُهُ کَعِرضِکَ ولا دَمُهُ کَدَمِکَ .(5)
الترغیب والترهیب عَن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لا یَدخُلُ الجَنَّةَ مَن کانَ فی قَلبِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن کِبرٍ ، فقالَ رَجلٌ : إنّ الرَّجُلَ یُحِبُّ أن یکونَ ثَوبُهُ حَسَناً ونَعلُهُ حَسَنةً ! قالَ : إنَّ اللَّهَ جَمیلٌ یُحِبُّ الجَمالَ، الکِبرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النّاسِ.(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طَلَبتُ الخُضوعَ فما وَجَدْتُ إلّا بقبولِ الحقِّ ، اقبَلُوا الحَقَّ ، فإنَّ قبولَ الحقِّ یُبَعِّدُ مِن الکِبرِ .(7)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن قالَ : «أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إلَیهِ» فلیسَ بمُستَکبِرٍ ولاجَبّارٍ، إنّ المُستَکبِرَ مَن یُصِرُّ علَی الذَّنبِ الذی قد غَلَبَهُ هَواهُ فیهِ ، وآثَرَ دُنیاهُ علی آخِرَتِهِ .(8)
ص :418
الکافی عن محمّد بن مسلم عن الإمامِ الباقرِ أو الإمامِ الصّادقِ علیهما السلام : لا یَدخُلُ الجَنَّةَ مَن کانَ فی قَلبِهِ مِثقالُ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ مِن الکِبرِ ، فاستَرجَعتُ ، فقالَ : مالَکَ تَستَرجِعُ ؟ قلتُ : لِما سَمِعتُ مِنکَ ، فقالَ : لیسَ حَیثُ تَذهَبُ ، إنّما أعنی الجُحودَ ، إنّما هُو الجُحودُ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عَن أدنَی الإلحادِ - : إنّ الکِبرَ أدناهُ .(2)
عنه علیه السلام : الکِبرُ أن تَغمِصَ النّاسَ وتُسَفِّهَ الحَقَّ .(3)
معانی الأخبار عن عبد اللَّه بن طلحةَ عن الإمامِ الصادقِ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لن یَدخُلَ الجَنَّةَ عَبدٌ فی قَلبِهِ مِثقالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن کِبرٍ ، ولا یَدخُلُ النّارَ عَبدٌ فی قَلبِهِ مِثقالُ حبَّةٍ مِن خَردلٍ مِن إیمانٍ ، قلتُ : جُعِلتُ فِداکَ إنّ الرَّجلَ لَیلبسُ الثَّوبَ أو یَرکَبُ الدّابَّةَ فَیَکادُ یُعرَفُ مِنهُ الکِبرُ ؟ قالَ : لیسَ بذاکَ ، إنّما الکِبرُ إنکارُ الحَقِّ ، والإیمانُ الإقرارُ بالحقِّ .(4)
الکافی عن محمّد بن عمرَ بنِ یزیدَ عن أبیهِ : قُلتُ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام: إنّنی آکُلُ الطَّعامَ الطَّیِّبَ ، وأشُمُّ الرِّیحَ الطَّیِّبَةَ وأرکَبُ الدّابَّةَ الفارِهَةَ ویَتبَعُنِی الغُلامُ ، فَترَی فی هذا شیئاً مِن التَّجبُّرِ فلا أفعَلْهُ ؟ فَأطرَقَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام ثُمّ قالَ : إنّما الجَبّارُ المَلعونُ مَن غَمَصَ النّاسَ وجَهِلَ الحقَّ .(5)
الکافی عن عبد الأعلی بن أعین : قالَ أبو عبدِ اللَّه علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أعظَمَ الکِبرِ غَمصُ الخَلقِ وسَفَهُ الحَقِّ ، قلتُ : وما غَمْصُ الخَلقِ وسَفَهُ الحَقِّ ؟ قالَ : یَجهَلُ الحَقَّ ویَطعَنُ علی أهلِهِ ، فَمَن فَعَلَ ذلکَ فقد نازَعَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ رِداءَهُ .(6)
بحار الأنوار عن ابنِ فضّالٍ عن رجلٍ عن الإمام الصّادقِ علیه السلام : مَن مَرَّ بالمأزمَینِ ولیسَ فی قَلبِهِ کِبرٌ غَفَرَ اللَّهُ له، قلتُ : ما الکِبرُ ؟ قالَ : یَغمِصُ النّاسَ ، ویُسَفِّهُ الحَقَّ .(7)
ص :419
معانی الأخبار عن عبد الملکِ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام: مَن دَخَلَ مَکَّةَ مُبرَّأً عن الکِبرِ غُفِرَ ذَنبُهُ قلتُ : وما الکِبرُ ؟ قالَ : غَمصُ الخَلقِ وسَفَهُ الحَقِّ ، قلتُ : وکیفَ ذاکَ ؟ قالَ : یَجهَلُ الحَقَّ ویَطعَنُ علی أهلِهِ .(1)
الکافی عن حفص بن غیاثٍ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : مَن ذَهَبَ یَری أنَّ لَهُ علَی الآخَرِ فَضلاً فهُو مِن المُستَکبِرِینَ، فقلتُ لَهُ : إنّما یَری أنَّ لَهُ علَیهِ فَضلاً بالعافیَةِ إذا رَآهُ مُرتَکِباً لِلمَعاصِی ؟ فقالَ : هَیهاتَ هَیهاتَ ! فَلَعَلَّهُ أن یکونَ قد غُفِرَ لَهُ ما أتی وأنتَ مَوقوفٌ مُحاسَبٌ، أما تَلَوتَ قِصَّةَ سَحَرَةِ موسی علیه السلام (3)
بحار الأنوار عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : إذا هَبَطتُم وادِیَ مَکَّةَ فالبَسُوا خُلقانَ ثِیابِکُم ، أو سَمِلَ ثِیابِکُم ، أو خَشِنَ ثِیابِکُم؛ فإنّهُ لن یَهبِطَ وادیَ مکَّةَ أحَدٌ لیسَ فی قَلبِهِ شی ءٌ مِن الکِبرِ إلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، فقالَ عبدُاللَّهِ بنُ أبی یَعفورٍ : ما حَدُّ الکِبرِ ؟ قالَ : الرَّجُلُ یَنظُرُ إلی نفسِهِ إذا لَبِسَ الثَّوبَ الحَسَنَ یَشتَهی أن یُری علَیهِ ، ثُمّ قالَ : (بَلِ الإِنسانُ علی نَفسِهِ بَصیرَةٌ)(4) . (5)
قال أبو حامد فی بیان حقیقة الکِبر : اعلم أنّ الکبر ینقسم إلی ظاهر وباطن ، والباطن هو خُلق فی النفس ، والظاهر هو أعمال تصدر من الجوارح . واسم الکبر بالخُلق الباطن أحقّ ، وأمّا الأعمال فإنّها ثمرات لذلک الخُلق . وخلق الکبر موجب للأعمال ، ولذلک إذا ظهر علَی الجوارح یقال : تکبّر ، وإذا لم یظهر یقال : فی نفسه کِبر ، فالأصل هو الخُلق الذی فی النفس ، وهو الاستِرواح والرکون إلی رؤیة النفس فوق المُتکبَّر علیه ، فإنّ الکبر یستدعی متکبَّراً علیه ومتکبَّراً
ص :420
به ، وبه ینفصل الکِبر عن العُجب کما سیأتی ، فإنّ العُجب لا یستدعی غیر المُعجَب ، بل لو لم یخلق الإنسان إلّا وحده تصوّر أن یکون مُعجَباً ، ولا یتصوّر أن یکون متکبّراً إلّا أن یکون مع غیره ، وهو یری نفسه فوق ذلک الغیر فی صفات الکمال ، فعند ذلک یکون متکبّراً . ولا یکفی أن یستعظم نفسه لیکون متکبّراً ، فإنّه قد یستعظم نفسه ولکن یری غیره أعظم من نفسه أو مثل نفسه فلا یتکبّر علیه . ولا یکفی أن یستحقر غیره فإنّه مع ذلک لو رأی نفسه أحقر لم یتکبّر ،ولو رأی غیره مثل نفسه لم یتکبّر ، بل ینبغی أن یری لنفسه مرتبةً ولغیره مرتبةً ، ثمّ یری مرتبة نفسه فوق مرتبة غیره ، فعند هذه الاعتقادات الثلاثة یحصل فیه خلق الکبر ، لا أنّ هذه الرؤیة هی الکبر ، بل هذه الرؤیة وهذه العقیدة تنفخ فیه فیحصل فی قلبه اعتدادٌ وهزّة وفرحٌ ورکونٌ إلی ما اعتقده ، وعزّ فی نفسه بسبب ذلک ، فتلک العزّة والهزّة والرکون إلَی المعتقَد هو خلق الکبر ، ولذلک قالَ النبیّ صلی اللَّه علیه وآله : أعوذُ بِکَ مِن نَفخَةِ الکِبریاءِ .(1)
الکتاب :
(وَلَا تَمْشِ فِی الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّکَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) .(2)
(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِی الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) .(3)
(وَعِبادُ الرَّحْمَنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الأَرْضِ هَوْناً وإِذَا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلَاماً) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ یُبغِضُ ابنَ سَبعینَ فی أهلِهِ ، ابنَ عِشرِینَ فی مِشیَتِهِ ومَنظَرِهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ ابنَ عِشرینَ إذا کانَ شِبهَ ابنِ ثَمانینَ ، ویُبغِضُ ابنَ سِتِّینَ إذا کانَ شِبهَ ابنِ عِشرینَ .(6)
ص :421
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مرّ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله علی جماعةٍ فقالَ : عَلی ما اجتَمَعتُم ؟ قالوا : یارسولَ اللَّهِ ، هذا مَجنونٌ یُصرَعُ فاجتَمَعنا علَیهِ ، فقالَ : لیسَ هذا بمَجنونٍ ولکنّهُ المُبتَلی .
ثُمّ قالَ : ألا اُخبِرُکُم بالمَجنونِ حَقِّ المَجنونِ ؟ قالوا : بَلی یارسولَ اللَّهِ . قال : (إنّ المَجنونَ حَقَّ المَجنونِ) المُتَبَختِرُ فی مِشیَتِهِ ، النّاظِرُ فی عِطفَیهِ ، المُحَرِّکُ جَنبَیهِ بمَنکِبَیهِ ، یَتَمَنّی علَی اللَّهِ جَنَّتَهُ وهُو یَعصیهِ ، الذی لا یُؤمَنُ شَرُّهُ ولا یُرجی خَیرُهُ ، فذلکَ المَجنونُ وهذا المُبتَلی .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولا تَمْشِ فی الأرضِ مَرَحاً) - : بالعَظَمةِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمقَتُ النّاسِ المُتَکبِّرُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أبعَدَکُم یَومَ القِیامَةِ مِنّی الثَّرثارُونَ ، وهُمُ المُستَکبِرُونَ .(5)
المحجّة البیضاء : قالَ [ رسولُ اللَّهِ ] صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أبغَضَکُم إلَینا وأبعَدَکُم مِنّا فی الآخِرةِ الثَّرثارُونَ المُتَشدِّقُونَ المُتَفَیهِقونَ . قالوا: یا رسولَ اللَّهِ، قد عَلِمنا الثَّرثارینَ المُتَشَدِّقینَ (6)، فَمَنِ المُتَفیهِقونَ ؟ قالَ : المُتَکبِّرُونَ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أتَرجو أن ( یُؤتِیَکَ ) یُعطِیَکَ اللَّهُ أجرَ المُتَواضِعینَ وأنتَ عِندَهُ مِنَ المُتَکبِّرینَ ؟ !(8)
عنه علیه السلام: مَن کانَ مُتَکبِّراً لم یَعدِمِ التَّلَفَ.(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَجِبتُ لابنِ آدمَ ؛ أوَّلُهُ نُطفَةٌ وآخِرُهُ جِیفَةٌ ، وهو قائمٌ بینَهُما وِعاءٌ للغائطِ، ثُمّ یَتَکبَّرُ !(10)
ص :422
عنه علیه السلام : عَجِبتُ لِلمُتَکبِّرِ الذی کانَ بالأمسِ نُطفَةً ویکونُ غَداً جِیفَةً !(1)
عنه علیه السلام : لا تَکُونوا کالمُتَکبِّرِ علی ابنِ اُمِّهِ مِن غیرِ ما فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فیهِ ، سِوی ما ألحَقَتِ العَظَمةُ بنَفسِهِ مِن عَداوَةِ الحَسدِ(الحَسَبِ)، وقَدَحَتِ الحَمیَّةُ فی قَلبِهِ من نارِ الغَضَبِ ، ونَفَخَ الشیطانُ فی أنفِهِ مِن رِیحِ الکِبرِ الذی أعقَبَهُ اللَّهُ بهِ النَّدامَةَ .(2)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : وَقَعَ بینَ سلمانَ الفارسیِّ وبینَ رجُلٍ کلامٌ وخُصومَةٌ ، فقالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَن أنتَ یا سلمانُ ؟ ! فقالَ سلمانُ : أمّا أوّلی و أوّلُکَ فنُطفَةٌ قَذِرَةٌ ، وأمّا آخرِی و آخِرُکَ فَجِیفَةٌ مُنتِنَةٌ ، فإذا کانَ یَومُ القِیامَةِ ووُضِعَتِ المَوازینُ ، فَمَن ثَقُلَ مِیزانُهُ فهُو الکریمُ ، ومَن خَفَّ مِیزانُهُ فهُو اللَّئیمُ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : عَجَباً لِلمُختالِ الفَخورِ وإنّما خُلِقَ مِن نُطفَةٍ ثُمّ یَعودُ جِیفَةً ، وهُو فیما بینَ ذلکَ لا یَدری ما یُصنَعُ بهِ !(4)
عنه علیه السلام - لمّا سَألَهُ مولانا الصّادقُ علیه السلام عنِ الغائطِ - : تَصغیراً لابنِ آدمَ ، لِکی لا یَتَکَبَّرَ وهُو یَحمِلُ غائطَهُ مَعهُ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ مُتَکبِّرٍ حَقیرٌ .(6)
عنه علیه السلام : ما تَکَبَّرَ إلّا وَضیعٌ .(7)
عنه علیه السلام : لا یَتَکَبَّرُ إلّا وَضیعٌ خامِلٌ .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما مِن رَجُلٍ تَکَبَّرَ أو تَجَبَّرَ إلا لِذِلَّةٍ وَجَدَها فی نفسِهِ .(9)
عنه علیه السلام : ما مِن أحَدٍ یَتِیهُ (10) إلّا مِن ذِلَّةٍ یَجِدُها فی نفسِهِ .(11)
بیان :
قال أبو حامدٍ فی بیان البواعث علَی التکبّر وأسبابه المهیّجة له : اعلم أنّ
ص :423
الکِبر خُلق باطن ، وأمّا ما یظهر من الأخلاق والأفعال فهی ثمرتها ونتیجتها ، وینبغی أن تسمّی تکبّراً ، ویخصّ اسم الکِبر بالمعنَی الباطن الذی هو استعظام النفس ، ورؤیة قدرها فوق قدر الغیر .
وهذا الباطن له موجب واحد وهو العُجب الذی یتعلّق بالمتکبّر کما سیأتی معناه ، فإنّه إذا اُعجِب بنفسه وبعلمه وعمله أو بشی ءٍ من أسبابه استعظم نفسه وتکبّر .
وأمّا الکِبر الظاهر فأسبابُهُ ثلاثة : سبب فی المُتکبِّر ، وسبب فی المُتکبَّر علیه ، وسبب یتعلّق بغیرهما . أمّا السبب الذی فی المُتکبِّر فهو العُجب ، والذی یتعلّق بالمُتکبَّر علیه هو الحِقد والحسد، والذی یتعلّق بغیرهما هو الرِّیاء.
فتصیر الأسباب بهذا الاعتبار أربعة : العُجب ، والحِقد ، والحَسَد ، والرِّیاء .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَنبَغی لِمَن عَرَفَ اللَّهَ أن یَتَعاظَمَ .(3)
عنه علیه السلام: لو أرادَ اللَّهُ أن یَخلُقَ آدمَ مِن نورٍ یَخطَفُ الأبصارَ ضِیاؤهُ ویَبهَرُ العُقُولَ رُواؤهُ وطِیبٍ یأخُذُ الأنفاسَ عَرفُهُ لَفَعلَ ، ولو فَعَلَ لَظَلَّت لَهُ الأعناقُ خاضِعَةً (خاشِعَةً)، ولَخَفَّتِ (لَحَقَّتِ) البَلوی فِیهِ علَی المَلائکةِ ، ولکنَّ اللَّهَ سبحانَهُ یَبتَلی خَلقَهُ بِبَعضِ ما یَجهَلُونَ أصلَهُ ، تَمییزاً بالاختِبارِ لَهُم، ونَفیاً للاستِکبارِ عَنهُم ، وإبعاداً لِلخُیَلاءِ مِنهُم .(4)
عنه علیه السلام: لو کانَتِ الأنبیاءُ أهلَ قُوَّةٍ لا تُرامُ وعِزَّةٍ لا تُضامُ ... لکانَ ذلکَ أهوَنَ علَی الخَلقِ فی الاعتِبارِ وأبعَدَ لَهُم فی الاستِکبارِ ... ولکنَّ اللَّهَ سبحانَهُ أرادَ أن یَکونَ الاتِّباعُ لِرُسُلِهِ والتَّصدیقُ بکُتُبِهِ والخُشوعُ لوَجهِهِ والاستِکانَةُ لأمرِهِ والاستِسلامُ لِطاعتِهِ ، اُموراً لَهُ خاصَّةً
ص :424
لا تَشوبُها مِن غیرِها شائبَةٌ ، وکُلَّما کانَتِ البَلوی والاختِبارُ أعظَمَ کانَتِ المَثوبَةُ والجَزاءُ أجزَلَ .(1)
عنه علیه السلام : لکنَّ اللَّهَ یَختَبِرُ عِبادَهُ بأنواعِ الشَّدائدِ ، ویَتَعبَّدُهُم بأنواعِ المَجاهِدِ ، ویَبتَلیهِم بِضُروبِ المَکارِهِ ، إخراجاً للتَّکَبُّرِ مِن قُلوبِهِم ، وإسکاناً للتَّذَلُّلِ فی نُفوسِهِم، ولِیَجعَلَ ذلکَ أبواباً فُتُحاً إلی فَضلِهِ.(2)
عنه علیه السلام : . . . حَرَسَ اللَّهُ عِبادَهُ المؤمنینَ بالصَّلَواتِ والزَّکَواتِ ، ومُجاهَدَةِ الصیامِ فی الأیّامِ المَفروضاتِ ، تَسکیناً لأطرافِهِم ، وتَخشیعاً لأبصارِهِم ، وتَذلیلاً لِنُفوسِهِم ، وتَخفیضاً (تَخضیعاً) لقُلوبِهِم ، وإذهاباً لِلخُیَلاءِ عَنهُم ... انظُرُوا إلی ما فی هذهِ الأفعالِ مِن قَمعِ نَواجِمِ الفَخرِ ، وقَدعِ (قَطعِ) طَوالِعِ الکِبرِ !(3)
عنه علیه السلام : فَرَضَ اللَّهُ الإیمانَ تَطهیراً مِن الشِّرکِ ، والصلاةَ تَنزیهاً عنِ الکِبرِ .(4)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لا یَنبغی لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ أن یَتَعاظَمَ ، فإنّ رِفعَةَ الذینَ یَعلَمونَ عَظَمَةَ اللَّهِ أن یَتَواضَعُوا ، و (عِزَّ) الذینَ یَعرِفُونَ ما جَلالُ اللَّهِ أن یَتَذَلَّلُوا (لَهُ) .(5)
کلامُ المجلسیِّ فی علاجِ الکِبرِ :
أمّا معالجة الکبر واکتساب التواضع فهو علمیّ وعملیّ ، أمّا العلمیّ فهو أن یعرف نفسه وربّه ، ویکفیه ذلک فی إزالته ، فإنّه مهما عرف نفسه حقّ المعرفة علم أنّه أذلّ من کلّ ذلیل ، وأقلّ من کلّ قلیل بذاته ، وأنّه لا یلیق به إلّا التواضع والذلّة والمهانة . وإذا عرف ربّه علم أنّه لا یلیق العظمة والکبریاء إلّا باللَّه ... فهذا هو العلاج العلمیّ القاطع لأصل الکبر .
وأمّا العلاج العملیّ فهو التواضع بالفعل للَّه تعالی ولسائر الخلق ، بالمواظبة علی أخلاق المتواضعین ، وما وصل إلیه من أحوال الصالحین ،
ص :425
ومن أحوال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله ، حتّی أنّه کان یأکل علَی الأرض ویقول : إنّما أنا عَبدٌ آکُلُ کما یأکُلُ العَبدُ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّهُ لَیُعجِبُنی أن یَحمِلَ الرَّجُلُ الشَّی ءَ فی یَدِهِ یکونُ مُهنِئاً(3) لأهلِهِ یَدفَعُ بهِ الکِبرَ عَن نفسِهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن حَمَلَ بِضاعَتَهُ فَقَد أمِنَ مِن الکِبرِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن حَلَبَ شاتَهُ ورَقَعَ قَمیصَهُ وخَصَفَ نَعلَهُ وواکَلَ خادِمَهُ وحَمَلَ مِن سُوقِهِ ، فَقَد بَرِئَ مِن الکِبرِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَبِسَ الصُّوفَ وانتَعَلَ المَخصوفَ ورَکِبَ حِمارَهُ وحَلَبَ شاتَهُ وأکَلَ مَعهُ عِیالُهُ ، فَقَد نَحَّی اللَّهُ عَنهُ الکِبرَ ، أنا عَبدٌ ابنُ عَبدٍ ، أجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ ، وآکُلُ أکلَ العَبدِ .
إنّی قد اُوحِیَ إلَیَّ أن تَواضَعُوا ، ولا یَبغی أحَدٌ علی أحَدٍ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لأبی ذرٍّ - : یا أبا ذَرٍّ ، یکونُ فی آخِرِ الزَّمانِ قَومٌ یَلبَسُونَ الصُّوفَ فی صَیفِهِم وشِتائهِم ، یَرَونَ أنّ لَهُمُ الفَضلَ بذلکَ علی غیرِهِم، اُولئکَ یَلعَنُهُم أهلُ السَّماواتِ والأرضِ .(8)
کنز العمّال : إنّ النبیَّ صلی اللَّه علیه وآله خَرَجَ إلَی البَقیعِ فَتَبِعَهُ أصحابُهُ فَوَقَفَ وأمَرَهُم أن یَتَقَدَّموا ، ثُمّ مَشی خَلفَهُم ، فَسُئلَ عن ذلکَ فقالَ : إنّی سَمِعتُ خَفقَ نِعالِکُم ، فَأشفَقتُ أن یَقَعَ فی نفسِی شی ءٌ مِن الکِبرِ(9).(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا استَحیی مِنهُ رجُلٌ اشتَری لِعیالِهِ شیئاً وهُو یَحمِلُهُ - : اِشتَرَیتَهُ لِعِیالِکَ وحَمَلتَهُ إلَیهِم، أما واللَّهِ لولا أهلُ المَدینَةِ لَأحبَبتُ أن أشتَرِیَ لِعِیالِیَ الشَّی ءَ ثُمّ أحمِلَهُ إلَیهِم.(11)
ص :426
عنه علیه السلام: مَن رَقَعَ جَیبَهُ وخَصَفَ نَعلَهُ وحَمَلَ سِلعَتَهُ فَقَد بَرِئَ مِن الکِبرِ .(1)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لِعَبدِاللَّهِ بنِ جِبِلّةَ وقد عَلَّقَ سَمکَةً فی یَدِهِ - : اقذِفْها ، إنّی لَأکرَهُ للرجُلِ السَّریِّ أن یَحمِلَ الشَّی ءَ الدَّنیَّ بنفسِهِ.
إنّکُم قَومٌ أعداؤکُم کثیرٌ یا مَعشرَ الشِّیعَةِ ، إنّکُم قَومٌ عاداکُمُ الخَلقُ ، فَتَزیَّنُوا لَهُم ما قَدَرتُم علَیهِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحِرصُ والکِبرُ والحَسَدُ دَواعٍ إلَی التَّقحُّمِ فی الذُّنوبِ .(4)
عنه علیه السلام : ثَمَرةُ الکِبرِ المَسَبَّةُ .(5)
عنه علیه السلام : التَّکبُّرُ یَضَعُ الرَّفیعَ .(6)
عنه علیه السلام : التَّکبُّرُ یُظهِرُ الرَّذیلَةَ .(7)
عنه علیه السلام : لَیسَ لِمُتَکبِّرٍ صَدیقٌ .(8)
عنه علیه السلام : الکِبرُ داعٍ إلَی التَّقَحُّمِ فی الذُّنوبِ .(9)
عنه علیه السلام : بکَثرَةِ التَّکبُّرِ یکونُ التَّلَفُ .(10)
عنه علیه السلام : مَن لَبِسَ الکِبرَ والسَّرَفَ خَلعَ الفَضلَ والشَّرَفَ .(11)
عنه علیه السلام : لا یَتَعَلَّمُ مَن یَتَکَبَّرُ .(12)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَطمَعَنَّ ذو الکِبرِ فی الثَّناءِ الحَسَنِ .(13)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن یَستَکبِرْ یَضَعْهُ اللَّهُ .(14)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی السماءِ مَلَکَینِ مُوکَّلَینِ بالعِبادِ ، فَمَن تَجَبَّرَ وَضَعاهُ .(15)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن تَواضَعَ للَّهِ ِ دَرجَةً یَرفَعْهُ اللَّهُ دَرجَةً حتّی یَجعَلَهُ اللَّهُ فی أعلی عِلِّیِّینَ ، ومَن تکبَّرَ علَی اللَّهِ دَرجَةً یَضَعْهُ اللَّهُ دَرجَةً حتّی یَجعَلَهُ فی أسفلِ سافِلینَ .(16)
ص :427
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن تَواضَعَ للَّهِ ِ رَفَعَهُ اللَّهُ ، وقالَ : انتَعِشْ نَعَشَکَ اللَّهُ ، فهُو فی أعیُنِ النّاسِ عَظیمٌ وفی نفسِهِ صَغیرٌ ، ومَن تَکَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وقالَ : اِخسَأ ! فهُو فی أعیُنِ النّاسِ صَغیرٌ وفی نفسِهِ کبیرٌ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن آدَمیٍّ إلّا فی رَأسِهِ حَکَمَةٌ بِیَدِ مَلَکٍ ، فإذا تَواضَعَ قیلَ للمَلَکِ : ارفَعْ حَکَمَتَهُ ، وإذا تَکَبَّرَ قیلَ لِلمَلَکِ : ضَعْ حَکَمَتَهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن تَکَبَّرَ علَی النّاسِ ذَلَّ.(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما مِن عَبدٍ إلّا وفی رأسِهِ حَکَمَةٌ ومَلَکٌ یُمسِکُها ، فإذا تکَبَّرَ قالَ لَهُ : اتَّضِعْ وَضَعَکَ اللَّهُ ! فلا یَزالُ أعظَمَ النّاسِ فی نفسِهِ وأصغَرَ النّاسِ فی أعیُنِ النّاسِ . وإذا تواضَعَ رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ . ثُمّ قالَ لَهُ : انتَعِشْ نَعشَکَ اللَّهُ ، فلا یَزالُ أصغَرَ النّاسِ فی نفسِهِ وأرفَعَ النّاسِ فی أعیُنِ النّاسِ .(4)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ الزَّرعَ یَنبُتُ فی السَّهلِ ولا یَنبُتُ فی الصَّفا ، فکذلکَ الحِکمَةُ تَعمُرُ فی قَلبِ المُتَواضِعِ ولا تَعمُرُ فی قَلبِ المُتَکبِّرِ الجَبّارِ ؛ لِأنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّواضُعَ آلةَ العَقلِ ، وجَعَلَ التَّکبُّرَ مِن آلةِ الجَهلِ ، ألَم تَعلَمْ أنّ مَن شَمَخَ إلَی السَّقفِ برأسِهِ شَجَّهُ ، ومَن خَفَضَ رأسَهُ استَظَلَّ تَحتَهُ وأکَنَّهُ ؟! وکذلکَ مَن لم یَتَواضَعْ للَّهِ ِ خَفَضَهُ اللَّهُ ، ومَن تَواضَعَ للَّهِ ِ رَفَعَهُ .(5)
الجَبّارُونَ یَومَ القِیامَةِ فی صُوَرِ الذَّرِّ ، یَطَؤهُم النّاسُ لِهَوانِهِم علَی اللَّهِ عزّوجلّ.(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا اُخبِرُکُم بأهلِ النّارِ ؟ کُلُّ عُتلٍّ جَوّاظٍ مُستَکبِرٍ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یجی ء المُتَکبِّرونَ یَومَ القِیامَةِ ذَرّاً مثلِ صُوَرِ الرِّجالِ ، یَعلُوهُم کُلُّ شی ءٍ مِن الصِّغارِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یُحشَرُ المُتَکبِّرونَ یَومَ القِیامَةِ أمثالَ الذَّرِّ فی صُوَرِ الرِّجالِ یَغشاهُمُ الذلُّ مِن کُلِّ مکانٍ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی جَهَنَّمَ وادیاً یقالُ لَهُ هَبْهَبُ ، حَقّاً علَی اللَّهِ عزّوجلّ أن یُسکِنَهُ فیهِ کُلَّ جَبّارٍ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی النّارِ قَصراً یُجعَلُ فیهِ المُتَکبِّرونَ ویُطبَقُ علَیهِم .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ فی جَهنَّمَ لَوادِیاً لِلمُتَکبِّرِینَ یقالُ لَهُ سَقَرُ ، شَکا إلَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ شِدَّةَ حَرِّهِ وسَألَهُ أن یَأذَنَ لَهُ أن یَتَنَفَّسَ ، فَتَنَفَّسَ فَأحرَقَ جَهَنَّمَ .(7)
عنه علیه السلام: إنّ المُتَکبِّرینَ یُجعَلُونَ فی صُوَرِ الذَّرِّ یَتَوَطَّؤهُمُ النّاسُ حتّی یَفرُغَ اللَّهُ مِن الحِسابِ .(8)
ص :429
ص :430
ص :432
الکتاب :
(ن وَالْقَلَمِ وَما یَسْطُرُونَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکُتُبُ بَساتِینُ العُلَماءِ .(2)
عنه علیه السلام : الکِتابُ أحَدُ المُحدِّثَینِ .(3)
عنه علیه السلام : الکِتابُ تَرجُمانُ النِّیَّةِ .(4)
عنه علیه السلام : نِعمَ المُحَدِّثُ الکتابُ .(5)
عنه علیه السلام : مَن تَسَلّی بالکُتبِ لم تفُتْهُ سَلوَةٌ.(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - للمُفضَّلِ بنِ عُمَرَ - : اُکتُبْ وبُثَّ عِلمَکَ فی إخوانِکَ ، فإن مِتَّ فَأورِثْ کُتبَکَ بَنیکَ ، فإنّهُ یَأتِی علَی النّاسِ زَمانُ هَرجٍ لا یَأنَسُونَ فیه إلّا بکُتُبِهِم .(7)
عنه علیه السلام : مَنَّ اللَّهُ عَزَّوجلَّ علَی النّاسِ بَرِّهِم وفاجِرِهِم بالکِتابِ والحِسابِ ، ولولا ذلکَ لَتَغالَطُوا .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَسولُکَ تَرجُمانُ عَقلِکَ ، وکِتابُکَ أبلَغُ ما یَنطِقُ عَنکَ .(9)
عنه علیه السلام : کِتابُ الرَّجُلِ عُنوانُ عَقلِهِ وبُرهانُ فَضلِهِ .(10)
عنه علیه السلام : کِتابُ المَرءِ مِعیارُ فَضلِهِ ومِسبارُ نُبلِهِ .(11)
عنه علیه السلام : إذا کَتَبتَ کتاباً فَأعِدْ فیهِ النَّظرَ قَبلَ خَتمِهِ ؛ فإنّما تَختِمُ علی عَقلِکَ .(12)
عنه علیه السلام : عُقولُ الفُضَلاءِ فی أطرافِ أقلامِها .(13)
عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ للأشتَرِ - : اُنظُرْ فی حالِ کُتّابِکَ ، فَوَلِّ علی اُمورِکَ خَیرَهُم ، واخصُصْ رَسائلَکَ التی تُدخِلُ فیها مَکائدَکَ وأسرارَکَ بأجمَعِهِم لِوُجوهِ صالِحِ الأخلاقِ ممَّن لا تُبطِرُهُ الکَرامَةُ ، فَیَجترِئَ بها علَیکَ فی خِلافٍ لَکَ بحَضرَةِ مَلَأٍ ، ولا تَقصُرُ
ص :433
بهِ الغَفلَةُ عن إیرادِ مُکاتَباتِ عُمّالِکَ علَیکَ ، وإصدارِ جَواباتِها علَی الصَّوابِ عنکَ ، فیما یَأخُذُ لکَ ویُعطی مِنکَ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یُستَدَلُّ بکِتابِ الرَّجُلِ علی عَقلِهِ ومَوضِعِ بَصیرَتِهِ ، وبرَسولِهِ علی فَهمِهِ وفِطنَتِهِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : قَیِّدُوا العِلمَ بالکِتابِ .(3)
منیة المرید : قالَ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : قَیِّدُوا العِلمَ . قیلَ : وما تَقییدُهُ ؟ قالَ : کِتابَتُهُ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : اکتُبُوا العِلمَ قبلَ ذَهابِ العُلَماءِ، وإنّما ذَهابُ العِلمِ بِمَوتِ العُلَماءِ .(5)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لمّا دعا بَنیهِ وبَنی أخیهِ - : إنّکُم صِغارُ قَومٍ ویُوشِکُ أن تَکونوا کِبارَ قَومٍ آخَرینَ ، فَتَعَلَّمُوا العِلمَ ، فَمَن لم یَستَطِعْ مِنکُم أن یَحفَظَهُ فَلْیَکتُبْهُ ولیَضَعْهُ فی بَیتِهِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اکتُبُوا ؛ فإنَّکُم لا تَحفَظُونَ إلّا بالکِتابِ .(7)
عنه علیه السلام : اکتُبُوا ؛ فإنّکُم لا تَحفَظُونَ حتّی تَکتُبوا .(8)
عنه علیه السلام - لأبی بَصیرٍ - : دَخَلَ عَلیَّ اُناسٌ مِن أهلِ البصرةِ فَسَألُونی عَن أحادیثَ وکَتَبُوها ، فما یَمنَعُکُم مِن الکِتابِ ؟ ! أمَا إنّکُم لن تَحفَظُوا حتّی تَکتُبوا .(9)
عنه علیه السلام : القَلبُ یَتَّکِلُ علَی الکِتابَةِ .(10)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المؤمنُ إذا ماتَ وتَرَکَ وَرَقةً واحِدَةً علَیها عِلمٌ تَکونُ تِلکَ الوَرَقةُ یَومَ القِیامَةِ سِتراً فیما بَینَهُ وبَینَ النّارِ ، وأعطاهُ اللَّهُ تبارکَ وتعالی بکُلِّ حَرفٍ مَکتوبٍ علَیها مَدینَةً أوسَعَ مِن الدُّنیا سَبعَ مَرّاتٍ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَتَبَ عَنِّی عِلماً أو حَدیثاً لم یَزَلْ یُکتَبْ لَهُ الأجرُ ما بَقِیَ ذلکَ
ص :434
العِلمُ والحَدیثُ .(1)
الکتاب :
(وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْکِتابَ بِالْحَقِّ لِیَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ فِیما اختَلَفُوا فِیهِ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سَألَهُ أبو ذرٍّ عن عَدَدِ ما أنزَلَ اللَّهُ مِن کِتابٍ - : مِائةُ کِتابٍ وأربَعةُ کُتُبٍ، أنزَلَ اللَّهُ علی شَیثٍ خَمسینَ صَحیفَةً ، وعلی إدریسَ ثَلاثینَ صَحیفَةً ، وعلی إبراهیمَ عِشرینَ صَحیفَةً ، وأنزَلَ التَّوراةَ والإنجیلَ والزَّبورَ والفُرقانَ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ولم یُخْلِ اللَّهُ سبحانَهُ خَلقَهُ مِن نَبِیٍّ مُرسَلٍ ، أو کتابٍ مُنزَلٍ ، أو حُجَّةٍ لازِمَةٍ ، أو مَحَجَّةٍ قائمَةٍ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ مِفتاحُ کلِّ کِتابٍ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن کَتَبَ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ مُجوَّدَةً تَعظیماً للَّهِ ِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: اکتُبْ بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ مِن أجوَدِ کتابِکَ .(8)
عنه علیه السلام : لا تَدَعْ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ وإن کانَ بعدَهُ شِعرٌ .(9)
ص :435
ص :436
ص :438
الکتاب :
(إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِیمِ * أَنْ لا تَعْلُوا عَلَیَّ وأْتُونِی مُسْلِمِینَ) .(1)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: التَّواصُلُ بینَ الإخوانِ فی الحَضَرِ التَّزاوُرُ ، والتَّواصُلُ فی السَّفَرِ المُکاتَبةُ .(2)
عنه علیه السلام: التَّواصُلُ بین الإخوانِ فی الحَضرِ التَّزاوُرُ وَفِی السَّفَرِ التکاتُبُ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: رَدُّ جَوابِ الکتابِ حَقٌّ کَرَدِّ السَّلامِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ لِجَوابِ الکتابِ حَقّاً
کَرَدِّ السَّلامِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : رَدُّ جَوابِ الکتابِ واجِبٌ کَوُجوبِ رَدِّ السَّلامِ .(7)
ص :439
ص :440
ص :442
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الصَّمتُ حُکمٌ، والسُّکوتُ سَلامَةٌ ، والکِتمانُ طرَفٌ مِن السَّعادَةِ .(1)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : وَدِدتُ واللَّهِ أنّی افتَدَیتُ خَصلَتَینِ فی الشِّیعَةِ لنا بِبَعْضِ لَحمِ ساعِدی : النَّزَقُ (2) وقِلَّةُ الکِتمانِ .(3)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : واللَّهِ ، إنَّ أحَبَّ أصحابِی إلَیَّ أورَعُهُم وأفقَهُهُم وأکتَمُهُم لِحَدیثِنا .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اُمِرَ النّاسُ بخَصلَتَینِ فَضَیَّعُوهُما فَصارُوا مِنهُما علی غیرِ شی ءٍ : الصَّبرُ والکِتمانُ .(5)
عنه علیه السلام - لِسُلیمانَ بنِ خالدٍ - : یا سُلیمانُ، إنّکُم علی دِینٍ مَن کَتَمَهُ أعَزَّهُ اللَّهُ ومَن أذاعَهُ أذَلَّهُ اللَّهُ .(6)
عنه علیه السلام: إنَّ أمرَنا مَستورٌ مُقنَّعٌ بالمِیثاقِ، فمَن هَتَکَ علَینا أذلَّهُ اللَّهُ .(7)
عنه علیه السلام : کِتمانُ سِرِّنا جِهادٌ فی سبیلِ اللَّهِ.(8)
عنه علیه السلام : لیسَ هذا الأمرُ مَعرِفَتَهُ وولایَتَهُ فَقَط حتّی تَستُرَهُ عَمَّن لیسَ مِن أهلِهِ ، وبِحَسبِکُم أن تَقولوا ما قُلنا ، وتَصمُتوا عمّا صَمَتنا .(9)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لمّا کَتَبَ وهُو فی الحَبسِ لعلیِّ بنِ سُوَیدٍ السائیِّ - : لا تُفشِ ما استَکتَمتُکَ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : یُحشَرُ العَبدُ یَومَ القِیامَةِ وما نَدی دَماً فیُدفَعُ إلَیهِ شِبهَ المِحجَمَةِ أو فَوقَ ذلکَ ، فیقالُ لَهُ : هذا سَهمُکَ مِن دَمِ فلانٍ ، فیقولُ : یا ربِّ ، إنّکَ لَتَعلَمُ أنَّکَ قَبَضتَنی وما سَفَکتُ دَماً ! فیقولُ : بَلی ، سَمِعتَ مِن فلانٍ رِوایَةَ کذا وکذا ، فَرَوَیتَها علَیهِ ، فَنُقِلَت حتّی صارَت إلی
ص :443
فلانٍ الجَبّارِ فَقَتَلَهُ علَیها ، وهذا سَهمُکَ مِن دَمِهِ !(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أذاعَ علَینا حَدیثَنا فهُو بمَنزِلَةِ مَن جَحَدَنا حَقَّنا .(2)
عنه علیه السلام : مَن أذاعَ علَینا حَدیثَنا سَلَبَهُ اللَّهُ الإیمانَ .(3)
عنه علیه السلام : ما قَتَلَنا مَن أذاعَ حَدیثَنا قَتلَ خَطَأٍ ولکنْ قَتَلَنا قَتلَ عَمدٍ .(4)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ جَعَلَ الدِّینَ دَولَتَینِ : دَولَةَ آدمَ - وهِی دَولَةُ اللَّهِ - ودَولَةَ إبلیسَ ، فإذا أرادَ اللَّهُ أن یُعبَدَ عَلانیَةً کانَت دَولَةُ آدمَ ، وإذا أرادَ اللَّهُ أن یُعبَدَ فی السِّرِّ کانَت دَولَةُ إبلیسَ ، والمُذیعُ لِما أرادَ اللَّهُ سَترَهُ مارِقٌ مِن الدِّینِ .(5)
عنه علیه السلام : مُذیعُ السِّرِّ شاکٌّ ، وقائلُهُ عندَ غیرِ أهلِهِ کافِرٌ .(6)
عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ذلکَ بأنّهُمْ کانُوا یَکْفُرُونَ بآیاتِ اللَّهِ ویَقْتُلونَ النَبیِّینَ بغَیرِ الحَقِّ) - : واللَّهِ ما قَتَلُوهُم بأیدیهِم ولا ضَرَبُوهُم بأسیافِهِم ، ولکنَّهُم سَمِعُوا أحادیثَهُم فَأذاعُوها ، فَاُخِذُوا علَیها فقُتِلُوا .(7)
عنه علیه السلام - لأبی جعفرٍ محمّدِ بنِ النُّعمانِ الأحوَلِ - : یابنَ النُّعمانِ ، إنّ العالِمَ لا یَقدِرُ أن یُخبِرَکَ بکُلِّ ما یَعلَمُ ، لأنّهُ سِرُّ اللَّهِ ... فلا تَعجَلوا ، فواللَّهِ لَقَد قَرُبَ هذا الأمرُ - ثَلاثَ مَرّاتٍ - فَأذَعتُموهُ فأخَّرَهُ اللَّهُ ، واللَّهِ ما لَکُم سِرٌّ إلّا وعَدُوُّکُم أعلَمُ بهِ مِنکُم !(8)
المحاسن عن أبی بَصیرٍ : سَألتُ أبا عبدِ اللَّه علیه السلام عن حَدیثٍ کثیرٍ ، فقالَ : هَل کَتَمتَ علَیَّ شیئاً قَطُّ ؟ فَبَقِیتُ أتَذَکَّرُ ، فلَمّا رَأی ما بی قالَ : أمّا ما حَدَّثتَ بهِ أصحابَکَ فلا بأسَ ، إنّما الإذاعَةُ أن تُحَدِّثَ بهِ غیرَ أصحابِکَ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : طوبی لِعَبدٍ نُومَةٍ ، عَرَفَهُ اللَّهُ
ص :444
ولم یَعرِفْهُ النّاسُ ، اُولئکَ مَصابیحُ الهُدی ویَنابیعُ العِلمِ ، یَنجَلی عَنهُم کلُّ فِتنَةٍ مُظلِمَةٍ ، لَیسوا بالمَذاییعِ البُذُرِ ولا بالجُفاةِ المُرائینَ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : جامِلُوا الأشرارَ بأخلاقِهم تَسلَمُوا مِن غوائلِهم ، وبایِنُوهُم بأعمالِکُم کی لا تکونوا مِنهُم .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طوبی لِکُلِّ عَبدٍ نُومَةٍ ، عَرَفَ النّاسَ ولم یَعرِفْهُ النّاسُ ، عَرَفَهُ اللَّهُ برِضوانٍ ، اُولئکَ مَصابیحُ الهُدی ، یَکشِفُ اللَّهُ عَنهُم کُلَّ فِتنَةٍ مُظلِمَةٍ ، سَیُدخِلُهُم اللَّهُ فی رَحمَةٍ مِنهُ ، لیسَ اُولئکَ بالمَذاییعِ البُذُرِ ولا الجُفاةِ المُرائینَ .(3)
معانی الأخبار : قال علیٌّ علیه السلام : إنَّ بَعدِی فِتَناً مُظلِمَةً عَمیاءَ مُشَکِّکةً ، لا یَبقی فیها إلّا النُّومَةُ . قیلَ : وما النُّومَةُ یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ قالَ : الذی لا یَدری النّاسُ ما فی نفسِهِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خالِطُوا النّاسَ بألسِنَتِکُم وأبدانِکُم،وزایِلُوهُم بقُلوبِکُم وأعمالِکُم.(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : طُوبی لِعَبدٍ نُومَةٍ ، عَرَفَ النّاسَ فَصاحَبَهُم بِبَدَنِهِ ، ولم یُصاحِبْهُم فی أعمالِهِم بقَلبِهِ ، فَعَرَفَهُم فی الظاهِرِ ، ولم یَعرِفوهُ فی الباطِنِ .(6)
عنه علیه السلام : طوبی لِکُلِّ عَبدٍ لُؤمَةٍ (نُومَةٍ) عَرَفَ النّاسَ قَبلَ مَعرِفَتِهِم بهِ .(7)
ص :445
ص :446
ص :448
الکتاب :
(... وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ(1) * حُنَفاءَ للَّهِ ِ ...) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والکذبَ ، فإنّهُ مَع الفُجورِ ، وهُما فی النّارِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والکذبَ ؛ فإنّهُ یَهدی إلَی الفُجورِ ، وهُما فی النّارِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أربَی الرِّبا الکذبُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا کَذَبَ العَبدُ تَباعَدَ المَلَکُ عَنهُ مِیلاً ، مِن نَتْنِ ما جاءَ بهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا کَذَبَ العَبدُ کِذبَةً تَباعَدَ المَلَکُ مِنهُ مَسیرَةَ مِیلٍ مِن نَتْنِ ما جاءَ بهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الکذبَ بابٌ مِن أبوابِ النِّفاقِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَبُرَت خِیانَةً أن تُحَدِّثَ أخاکَ حَدیثاً هُو لکَ مُصَدِّقٌ وأنتَ بهِ کاذِبٌ.(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لا تُلَقِّنوا النّاسَ فیَکذِبونَ، فإنَّ بَنی یَعقوبَ لم یَعلَموا أنّ الذِّئبَ یَأکُلُ الإنسانَ فلَمّا لَقَّنَهُم : «إنّی أخافُ أنْ یَأْکُلَهُ الذِّئبُ»(10) قالوا : أکَلَهُ الذِّئبُ !(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أعظَمُ الخَطایا اللِّسانُ الکَذوبُ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعظَمُ الخَطایا عندَ اللَّهِ اللِّسانُ الکَذوبُ .(13)
عنه علیه السلام: الصِّدقُ أمانَةٌ، والکذبُ خِیانَةٌ .(14)
عنه علیه السلام : أقَلُّ شی ءٍ الصِّدقُ والأمانَةُ ، أکثَرُ شی ءٍ الکذبُ والخِیانَةُ .(15)
عنه علیه السلام : شَرُّ القَولِ الکذبُ .(16)
عنه علیه السلام : الکذبُ زَوالُ المَنطِقِ عنِ
ص :449
عنه علیه السلام : (عَلامَةُ) الإیمانِ أن تُؤثِرَ الصِّدقَ حَیثُ یَضُرُّکَ علَی الکذبِ حَیثُ یَنفَعُکَ .(3)
عنه علیه السلام : فَرَضَ اللَّهُ الإیمانَ تَطهیراً مِن الشِّرکِ ... وتَرکَ الکذبِ تَشریفاً لِلصِّدقِ .(4)
عنه علیه السلام : واللَّهِ ما کَتَمتُ وَشمَةً ، ولا کَذبتُ کِذبَةً .(5)
عنه علیه السلام - کانَ یقولُ - : إیّاکُم والکذبَ ؛ فإنّ کُلَّ راجٍ طالِبٌ، وکلَّ خائفٍ هارِبٌ.(6)
عنه علیه السلام : وقد عَلِمتُم مَوضِعی مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله بالقَرابَةِ القَریبَةِ والمَنزِلَةِ الخَصیصَةِ ، وَضَعَنی فی حِجرِهِ ... وما وَجَدَ لی کِذبَةً فی قَولٍ ، ولا خَطلَةً فی فِعلٍ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ فِیمَن یَنتَحِلُ هذا الأمرَ لَمَن یَکذِبُ حتّی یَحتاجَ الشَّیطانُ إلی کذبِهِ !(8)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لِهشامٍ وهُو یَعِظُهُ - : إنّ العاقِلَ لا یَکذِبُ وإن کانَ فیهِ هَواهُ.(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الکذبُ شَینُ الأخلاقِ .(11)
عنه علیه السلام : تَحَفَّظُوا مِن الکذبِ ؛ فإنّهُ مِن أدنَی الأخلاقِ قَدْراً ، وهو نَوعٌ مِن الفُحشِ وضَربٌ مِن الدَّناءَةِ .(12)
عنه علیه السلام : أقبَحُ شی ءٍ الإفکُ .(13)
عنه علیه السلام : أقبَحُ الخلائقِ الکذبُ .(14)
عنه علیه السلام: شَرُّ الأخلاقِ الکذبُ والنِّفاقُ .(15)
عنه علیه السلام : شَرُّ الشِّیَمِ الکذبُ .(16)
ص :450
عنه علیه السلام : لا شِیمَةَ أقبَحُ مِن الکذبِ .(1)
عنه علیه السلام : لا سُوءَ أسوَأُ مِن الکذبِ .(2)
الکتاب :
(إنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَأُولئِکَ هُمُ الْکاذِبُونَ) .(3)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یُطبَعُ المؤمنُ علی کُلِّ خَلّةٍ غَیرَ الخِیانَةِ والکذبِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکُم والکذبَ ؛ فإنّ الکذبَ مُجانِبٌ للإیمانِ .(5)
الترغیب والترهیب عن صفوانِ بن سُلَیم: قیلَ : یا رسول اللَّهِ أیکونُ المؤمنُ جَباناً ؟ قالَ : نَعَم، قیلَ لَهُ: أیکونُ المؤمنُ بَخیلاً ؟ قالَ: نَعَم ، قیلَ لَهُ : أیکونُ المؤمنُ کَذّاباً ؟ قالَ : لا .(6)
کنز العمّال عن أبی الدّرداء : یا رسولَ اللَّهِ هل یَسرِقُ المؤمنُ ؟ قال : قد یکونُ ذلکَ ، قالَ : فهل یَزنی المؤمنُ ؟ قالَ : بلی وإن کَرِهَ أبو الدَّرداءِ . قالَ : هَل یکذِبُ المؤمنُ ؟ قالَ : إنّما یَفتَرِی الکذبَ مَن لا یُؤمِنُ ، إنَّ العَبدَ یَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمّ یَرجِعُ إلی رَبِّهِ فَیَتوبُ فَیَتوبُ اللَّهُ علَیهِ .(7)
الترغیب والترهیب عن عبد اللَّهِ بن عمرو : إنّ رجلاً جاءَ إلی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله فقال : یا رسول اللَّهِ ما عَملُ الجَنَّةِ ؟ قالَ : الصِّدقُ ، إذا صَدَقَ العَبدُ بَرَّ ، وإذا بَرَّ آمَنَ ، وإذا آمَنَ دَخَلَ الجَنَّةَ . قالَ : یا رسولَ اللَّهِ، وما عَمَلُ النّارِ ؟ قالَ : الکذبُ ، إذا کَذَبَ العَبدُ فَجَرَ ، وإذا فَجَرَ کَفَرَ ، وإذا کَفَرَ یَعنی دَخَلَ النّارَ .(8)
بحار الأنوار عن الحسن بن محبوب : قلتُ لأبی عبد اللَّه علیه السلام : یکونُ المؤمنُ بَخیلاً ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فیکونُ جَباناً ؟ قالَ : نَعَم ، قلتُ : فیکونُ کَذّاباً ؟ قالَ : لا ، ولا خائناً ، ثُمّ قالَ :
ص :451
یُجبَلُ المؤمنُ علی کُلِّ طَبیعَةٍ إلّا الخِیانَةَ والکذبَ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جانِبوا الکذبَ ؛ فإنّهُ مُجانِبٌ للإیمانِ ، الصادِقُ علی شَفا مَنجاةٍ وکَرامَةٍ ، والکاذِبُ علی شرفِ مَهواةٍ ومَهانَةٍ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ الکذبَ هُو خَرابُ الإیمانِ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الکذبَ یَهدی إلَی الفُجورِ ، و إنّ الفُجورَ یَهدی إلَی النّارِ .(5)
شرح نهج البلاغة : رُویَ أنّ رجلاً قال للنبیّ صلی اللَّه علیه وآله : أنا یا رسولَ اللَّهِ أستَسِرُّ بِخِلالٍ أربَعٍ : الزِّنا ، وشُربِ الخَمرِ ، والسَّرَقِ ، والکذبِ ، فأیَّتَهُنَّ شِئتَ تَرکتُها لکَ، قالَ : دَعِ الکذبَ ، فلَمّا ولّی هَمَّ بالزِّنا ، فقالَ : یَسألُنی ، فإن جَحَدتُ نَقَضتُ ما جَعَلتُ لَهُ ، وإن أقرَرتُ حُدِدتُ ، ثُمّ هَمَّ بالسَّرَقِ ، ثُمّ بشُربِ الخَمرِ ، فَفَکَّرَ فی مِثلِ ذلکَ ، فَرَجَعَ إلَیه فقالَ : قد أخَذتَ علَیَّ السَّبیلَ کُلَّهُ ! فقد تَرَکتُهُنَّ أجمَعَ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ جَعَلَ لِلشرِّ أقفالاً ، وجَعَلَ مَفاتیحَ تِلکَ الأقفالِ الشَّرابَ، والکذبُ شَرٌّ مِن الشَّرابِ .(7)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : جُعِلَتِ الخَبائثُ فی بَیتٍ وجُعِلَ مِفتاحُهُ الکذبَ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أنا زَعیمٌ بِبَیتٍ فی رَبَضِ الجَنّةِ ، وبَیتٍ فی وَسَطِ الجَنَّةِ ، وبَیتٍ فی أعلَی الجَنّةِ ، لِمَن تَرَکَ المِراءَ وإن کانَ مُحِقّاً ، ولِمَن تَرَکَ الکذبَ وإن کانَ هازِلاً ، ولِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ .(10)
ص :452
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الکذبَ لا یَصلَحُ مِنهُ جِدٌّ ولا هَزلٌ ، ولا أن یَعِدَ الرجُلُ ابنَهُ ثُمّ لا یُنجِزَ لَهُ، إنّ الصِّدقَ یَهدی إلَی البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ یَهدی إلَی الجَنَّةِ ، وإنّ الکذبَ یَهدی إلَی الفُجورِ ، وإنّ الفُجورَ یَهدی إلَی النّارِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : وَیلٌ للذی یُحَدِّثُ فَیکذِبُ لیُضحِکَ بهِ القَومَ ! وَیلٌ لَهُ ، وَیلٌ لَهُ !(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإیمانِ حتّی یَترُکَ الکذبَ هَزلَهُ وجِدَّهُ .(3)
عنه علیه السلام : لا یَصلَحُ مِن الکذبِ جِدٌّ ولا هَزلٌ ، ولا أن یَعِدَ أحَدُکُم صَبِیَّهُ ثُمّ لا یَفِیَ لَهُ ، إنّ الکذبَ یَهدی إلَی الفُجورِ ، والفُجورَ یَهدی إلَی النّارِ .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - کانَ یقولُ لِوُلدِهِ - : اتَّقُوا الکَذِبَ الصَّغیرَ مِنهُ والکبیرَ ، فی کلِّ جِدٍّ وهَزلٍ ، فإنّ الرجُلَ إذا کذبَ فی الصَّغیرِ اجتَرَأَ علَی الکبیرِ.(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بالمَرءِ مِن الکذبِ أن یُحَدِّثَ بِکُلِّ ما سَمِعَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حَسبُکَ مِن الکذبِ أن تُحَدِّثَ بکُلِّ ما سَمِعتَ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بالمَرءِ إثماً أن یُحَدِّثَ بکُلِّ ما سَمِعَ .(9)
بحار الأنوار عن أسماء بنت عُمَیسٍ : کنتُ صاحِبَةَ عائشةَ التی هَیَّأتُها وأدخَلتُها علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ومَعی نِسوَةٌ ، فوَاللَّهِ ما وَجَدنا عِندَهُ قُوتاً إلّا قَدَحاً مِن لَبَنٍ ، فَشَرِبَ ثُمّ ناوَلَهُ عائشةَ - قالَت : - فاستَحیَیَتِ الجارِیَةُ ، فقُلتُ : لا تَرُدِّینَ یدَ رسولِ اللَّهِ ، خُذی مِنهُ ، - قالَت : - فَأخَذَتْهُ علی حَیاءٍ فَشَرِبَت مِنهُ ، ثمّ قالَ : ناولی صَواحِبَکِ ، فقُلنَ : لا نَشتَهیهِ ، فقالَ : لا تَجمَعنَ جُوعاً وکِذباً ، - قالَت : - فقُلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، إن قالَت إحدانا لِشی ءٍ تَشتَهیهِ :
ص :453
لا نَشتَهیهِ ، أیُعَدُّ ذلکَ کِذباً ؟ قال : إنّ الکِذبَ لَیُکتَبُ حتّی یُکتَبَ الکُذَیبَةُ کُذَیبَةً .(1)
الترغیب والترهیب عن عبد اللَّهِ بن عامِرٍ: دَعَتنی اُمِّی یَوماً ورسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قاعِدٌ فی بَیتِنا ، فقالت : ها تَعالَ اُعطِکَ ، فقالَ لها رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما أرَدتَ أن تُعطِیَهُ ؟ قالت : أرَدتُ أن اُعطِیَهُ تَمراً ، فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أما إنّکِ لو لم تُعطِهِ شیئاً کُتِبَت علَیکِ کِذبَةٌ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلَی الحارِثِ الهَمْدانیِّ - : ولا تُحَدِّثِ النّاسَ بکُلِّ ما سَمِعتَ بهِ ، فکَفی بذلکَ کَذِباً .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَکذِبُ الکاذِبُ إلّا مِن مَهانَةِ نَفسِهِ علَیهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَکذِبُ الکاذِبُ إلّا مِن مَهانَةِ نفسِهِ، وأصلُ السُّخریَةِ الطُّمأنینَةُ إلی أهلِ الکذبِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عِلّةُ الکذبِ أقبَحُ عِلّةٍ .(6)
عنه علیه السلام : الکاذِبُ مُهانٌ ذَلیلٌ .(7)
عنه علیه السلام: الکاذِبُ علی شَفا مَهواةٍ ومَهانَةٍ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما یَزالُ العَبدُ یَکذِبُ حتّی یَکتُبَهُ اللَّهُ کذّاباً .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما یَزالُ العَبدُ یَکذِبُ ویَتَحَرّی الکذبَ حتّی یُکتَبَ عندَ اللَّهِ کذّاباً .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَزالُ العَبدُ یَکذِبُ ویَتَحرَّی الکذبَ فَتُنکَتُ فی قَلبِهِ نُکتَةٌ حتّی یَسوَدَّ قَلبُهُ، فیُکتَبَ عندَ اللَّهِ مِن الکاذِبینَ.(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما یَزالُ أحَدُکُم یَکذِبُ حتّی لا یَبقی فی قَلبِهِ مَوضِعُ إبرَةِ صِدقٍ، فَیُسمّی عندَ اللَّهِ کذّاباً .(13)
ص :454
عنه علیه السلام : لا تُحَدِّث مِن غَیرِ ثِقَةٍ فتَکونَ کَذّاباً .(1)
عنه علیه السلام: لا خَیرَ فی عِلمِ الکَذّابینَ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد قیلَ لَهُ : الکذّابُ هُو الذی یَکذِبُ فی الشی ءِ؟ - : لا ، ما مِن أحَدٍ إلّا یکونُ ذلکَ مِنهُ ، ولکنِ المَطبوعَ علَی الکذبِ .(3)
عنه علیه السلام : إنّ آیَةَ الکَذّابِ بأن یُخبِرَکَ خَبرَ السَّماءِ والأرضِ والمَشرِقِ والمَغرِبِ، فإذا سَألتَهُ عن حَرامِ اللَّهِ وحَلالِهِ لَم یکن عندَهُ شی ءٌ !(4)
عنه علیه السلام : إنَّ الکَذّابَ یَهلِکُ بالبَیِّناتِ ، ویَهلِکُ أتباعُهُ بالشُّبُهاتِ .(5)
الکتاب :
(إنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی مَنْ هُوَ کاذِبٌ کَفَّارٌ) .(6)
(إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرفٌ کَذَّابٌ) .(7)
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما کانُوا یَکذِبُونَ) .(8)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنّ الکذبَ یُسَوِّدُ الوَجهَ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أقلُّ النّاسِ مُرُوّةً مَن کانَ کاذِباً .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الکِذبُ یَنقُصُ الرِّزقَ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَثرَةُ الکذبِ تَذهَبُ بالبَهاءِ .(12)
عیسی علیه السلام: مَن کَثُرَ کذبُهُ ذَهَبَ بَهاؤهُ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمَرَةُ الکذبِ المَهانَةُ فی الدُّنیا والعَذابُ فی الآخِرَةِ .(14)
عنه علیه السلام : کَثرَةُ کِذبِ المَرءِ تُذهِبُ بَهاءَهُ .(15)
عنه علیه السلام : کَثرَةُ الکذبِ تُفسِدُ الدِّینَ وتُعظِمُ الوِزرَ .(16)
عنه علیه السلام - فی وصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : عاقِبَةُ الکذبِ النَّدَمُ .(17)
عنه علیه السلام : الکذبُ فَسادُ کُلِّ شی ءٍ .(18)
عنه علیه السلام : الکذبُ فی العاجِلَةِ عارٌ ، وفی
ص :455
الآجِلَةِ عَذابُ النّارِ .(1)
عنه علیه السلام : الکذبُ یُؤَدِّی إلَی النِّفاقِ .(2)
عنه علیه السلام : الکذبُ یُوجِبُ الوَقیعَةَ .(3)
عنه علیه السلام : مَن کَذَبَ أفسَدَ مُرُوَّتَهُ .(4)
عنه علیه السلام : لا یَجتَمِعُ الکذبُ والمُرُوَّةُ .(5)
عنه علیه السلام : مَن عُرِفَ بالکذبِ قَلَّتِ الثِقَةُ بهِ، مَن تَجَنَّبَ الکذبَ صُدِّقَت أقوالُهُ .(6)
عنه علیه السلام : فَسادُ البَهاءِ الکذبُ .(7)
عنه علیه السلام : الکَذّابُ والمَیِّتُ سَواءٌ ، فإنّ فَضیلَةَ الحَیِّ علَی المَیِّتِ الثِّقةُ بهِ ، فإذا لم یُوثَقْ بکَلامِهِ بَطَلَت حَیاتُهُ .(8)
عنه علیه السلام : الکَذّابُ مُتَّهَمٌ فی قَولِهِ وإن قَوِیَت حُجَّتُهُ وصَدَقَت لَهجَتُهُ .(9)
عنه علیه السلام : یَکتَسِبُ الکاذِبُ بکِذبِهِ ثلاثاً : سَخَطَ اللَّهِ علَیهِ ، واستِهانَةَ النّاسِ بهِ ، ومَقتَ الملائکةِ لَهُ .(10)
عنه علیه السلام : أبعَدُ النّاسِ مِن الصَّلاحِ الکَذوبُ ، وذو الوَجهِ الوقاحِ .(11)
عنه علیه السلام : اعتِیادُ الکِذبِ یُورِثُ الفَقرَ .(12)
عنه علیه السلام : شَرُّ القولِ ما نَقَضَ بَعضُهُ بَعضاً .(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَکذِبْ فَیَذهَبَ بَهاؤکَ .(14)
عنه علیه السلام : لیسَت لِبَخیلٍ راحَةٌ ، ولا لِحَسودٍ لَذَّةٌ ، ولا لِمُلوکٍ وَفاءٌ ، ولا لِکَذّابٍ مُروّةٌ .(15)
عنه علیه السلام : لا تَستَعِنْ بکَذّابٍ ... فإنّ الکَذّابَ یُقرِّبُ لکَ البَعیدَ، ویُبَعِّدُ لکَ القَریبَ .(16)
عنه علیه السلام : إنّ الرجُلَ لَیَکذِبُ الکِذبَةَ فَیُحرَمُ بها صَلاةَ اللیلِ .(17)
عنه علیه السلام : إنَّ مِمّا أعانَ اللَّهُ (بهِ) علَی الکذّابینَ النِّسیانَ (18).(19)
بیان :
قال العلّامة الطباطبائیّ فی المیزان فی تفسیر القرآن : قوله تعالی فی سورة یوسف:(وَجاؤواعلی قَمیصِهِ بِدَمٍ کَذِبٍ)(20):
ص :456
الکَذِب - بالفتح فالکسر - مصدرٌ اُرید به الفاعل لِلمبالغة ؛ أی بدمٍ کاذبٍ بیّن الکذب .
وفی الآیة إشعار بأنّ القمیص وعلیه دم - وقد نُکِّر الدمُ للدلالة علی هوان دلالته وضعفها علی ما وصفوه - کان علی صفةٍ تکشف عن کذبهم فی مقالهم ، فإنّ من افترسته السِّباع وأکلته لم تترک له قمیصاً سالماً غیر ممزّق . وهذا شأن الکذب لا یخلو الحدیث الکاذب ولا الاُحدوثة الکاذبة من تنافٍ بین أجزائه وتناقضٍ بین أطرافه أو شواهدَ من أوضاعٍ وأحوالٍ خارجیّةٍ تحفّ به وتنادی بالصدق وتکشف القناع عن قبیح سریرته وباطنه ، وإن حسنت صورته .
کلام فی أنّ الکذب لا یُفلح :
من المُجرَّب أنّ الکذب لا یدوم علَی اعتباره ، وأنّ الکاذب لا یلبث دون أن یأتی بما یکذّبه أو یَظهر ما یکشف القناع عن بُطلان ما أخبر به أو ادّعاه . والوجه فیه أنّ الکون یجری علی نظامٍ یرتبط به بعض أجزائه ببعضٍ بنِسَبٍ وإضافاتٍ غیر متغیّرة ولا متبدّلة، فلکلّ حادثٍ من الحوادث الخارجیّة الواقعة لوازم وملزوماتٌ متناسبةٌ لا ینفکّ بعضها من بعضٍ ، ولها جمیعاً فیما بینها أحکام وآثارٌ یتّصل بعضها ببعضٍ ، ولو اختلّ واحدٌ منها لاختلّ الجمیع ، وسلامة الواحد تدلّ علی سلامة السِّلسلة . وهذا قانونٌ کلّیّ غیر قابل لورود الاستثناء علیه .
فلو انتقل مثلاً جسم من مکانٍ إلی مکانٍ آخر فی زمانٍ کان من لوازمه أن یفارق المکان الأوّل ویبتعد منه ویغیب عنه وعن کلّ ما یلازمه ویتّصل به ویخلو عنه المکان الأوّل ویشغل به الثانی وأن یقطع ما بینهما من الفصل إلی غیر ذلک من اللوازم ، ولو اختلّ واحد منها - کأن یکون فی الزمان المفروض شاغلاً للمکان الأوّل - اختلّت جمیع اللوازم المحتفّة به .
ص :457
ولیس فی وسع الإنسان ولا أیّ سببٍ مفروضٍ إذا سَترَ شیئاً من الحقائق الکونیّة بنوعٍ من التّلبیس أن یستر جمیع اللوازمات والملزومات المرتبطة به ، أو أن یخرجها عن محالّها الواقعیّة ، أو یحرفها عن مجراها الکونیّة ، فإن ألقی ستراً علی واحدةٍ منها ظهرت الاُخری وإلّا فالثالثة ، وهکذا .
ومن هنا کانت الدَّولةُ للحقّ وإن کانت للباطل جَولةٌ ، وکانت القیمة للصّدق وإن تعلّقت الرغبة أحیاناً بالکذب ، قال تعالی : (إنَّ اللَّهَ لا یَهدِی مَن هُوَ کاذِبٌ کَفّارٌ)(1) وقال : (إنّ اللَّهَ لا یَهدِی مَن هُوَ مُسْرِفٌ کَذّابٌ)(2) . وقال : (إنّ الَّذینَ یَفترُونَ علَی اللَّهِ الکَذِبَ لا یُفلِحُونَ)(3) وقال : (بَلْ کَذَّبُوا بالحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ فَهُمْ فی أمْرٍ مَریجٍ)(4) وذلک أنهم لمّا عدّوا الحقّ کذباً بنَوا علَی الباطل واعتمدوا علیه فی حیاتهم ، فوقعوا فی نظامٍ مختلّ یناقض بعض أجزائه بعضاً ویدفع طرفٌ منه طرفاً .(5)
الکتاب :
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِباً لِیُضِلَّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ) .(6)
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِباً أَوْ قالَ أُوحِیَ إِلیَّ وَلَمْ یُوحَ إِلَیْهِ شَی ءٌ) .(7)
(وَلَا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ الْکَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللَّهِ الْکَذِبَ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْکَذِبَ لَا یُفْلِحُونَ) .(8)
(وَیَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَیَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ الْکَذِبَ وَهُمْ یَعْلَمُونَ) .(9)
(وَیَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ کَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَکَبِّرِینَ) .(10)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّه سَیَأتِی علَیکُم مِن بَعدِی زَمانٌ لیسَ فیهِ شی ءٌ أخفی مِن
ص :458
الحَقِّ ولا أظهَرَ مِن الباطِلِ ، ولا أکثَرَ مِن الکذبِ علی اللَّهِ ورسولِهِ .(1)
عنه علیه السلام : لَأن یَخطَفَنی الطَّیرُ أحَبُّ إلَیَّ مِن أن أقولَ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مالم یَقُلْ .(2)
عنه علیه السلام : فواللَّه لَأن أخِرَّ مِن السَّماءِ أو تَخطَفَنی الطَّیرُ أحَبُّ إلَیَّ مِن أن أکذِبَ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا ذُکِرَ لَهُ الحائکُ أنّهُ مَلعونٌ - : إنّما ذاکَ الذی یَحُوکُ الکذبَ علی اللَّهِ وعلی رسولِهِ صلی اللَّه علیه وآله .(4)
عنه علیه السلام: الکَذِبُ علَی اللَّهِ وعلی رسولِهِ صلی اللَّه علیه وآله مِن الکبائرِ .(5)
الکافی عن أبی بصیر : سَمعتُ أبا عبدِ اللَّه علیه السلام یقولُ : إنّ الکِذبَةَ لَتُفَطِّرُ الصائمَ ، قلتُ : وأیُّنا لا یکونُ ذلکَ مِنهُ ؟ ! قالَ : لیسَ حیثُ ذَهَبتَ ، إنّما ذلکَ الکذبُ علَی اللَّهِ وعلی رسولِهِ وعلیَ الأئمَّةِ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ وعلَیهِم .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إن اللَّهَ عَزَّوجلَّ أحَبَّ الکِذبَ فی الصَّلاحِ، وأبغَضَ الصِّدقَ فی الفَسادِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لیسَ بالکاذِبِ مَن أصلَحَ بینَ النّاسِ فقالَ خَیراً أو نَمی خَیراً .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ أحَبَّ اثنَینِ وأبغَضَ اثنَینِ : أحَبَّ الخَطرَ(10) فیما بینَ الصَّفَّینِ ، وأحَبَّ الکذبَ فی الإصلاحِ ، وأبغَضَ الخَطرَ فی الطُّرُقاتِ ، وأبغَضَ الکذبَ فی غَیرِ الإصلاحِ .(11)
عنه علیه السلام : الکِذبُ مَذمومٌ إلّا فی أمرَینِ : دَفعِ شَرِّ الظَّلَمَةِ، وإصلاحِ ذاتِ البَینِ .(12)
عنه علیه السلام : الکلامُ ثلاثةٌ : صِدقٌ ، وکِذبٌ ، وإصلاحٌ بینَ النّاسِ .(13)
عنه علیه السلام : المُصلِحُ لیسَ بکاذِبٍ .(14)
ص :459
عنه علیه السلام : کُلُّ کذبٍ مَسؤولٌ عَنهُ صاحِبُهُ یَوماً إلّا (کذباً) فی ثلاثةٍ : رجُلٌ کائدٌ فی حَربِهِ فهُو مَوضوعٌ عَنهُ ، أو رجُلٌ أصلَحَ بینَ اثنَینِ یَلقَی هذا بغَیرِ ما یَلقَی بهِ هذا یُریدُ بذلکَ الإصلاحَ ما بینَهُما ، أو رجُلٌ وَعَدَ أهلَهُ شیئاً وهُو لا یُریدُ أن یُتِمَّ لَهُم (1) . (2)
الکتاب :
(فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ * فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ) .(4)
(قالَ بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ کانُوا یَنْطِقُونَ) .(5)
(فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقایَةَ فِی رَحْلِ أَخِیهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَیَّتُها الْعِیرُ إِنَّکُمْ لَسارِقُونَ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فی المَعاریضِ لَمَندوحةً عنِ الکذبِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ فی المَعاریضِ ما یُغنی الرجُلَ العاقِلَ عنِ الکذبِ .(8)
کنز العمّال : رَکِبَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله خَلفَ أبی بَکرٍ ناقَتَهُ ، وقالَ : یا أبا بکرٍ دَلِّهِ (9) النّاس عنه ، فإنّهُ لا یَنبَغی لِنَبیٍّ أن یَکذِبَ ، فَجَعَلَ النّاسُ یَسألونَهُ مَن أنت ؟ قالَ : باغٍ یَبتَغی ، قالوا : ومَن وَراءَکَ ؟ قال : هادٍ یَهدِینی .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سَألَهُ عبدُاللَّهِ بنُ بکیرٍ عنِ الرجُلِ یُستَأذَنُ علَیهِ فیقولُ لِجاریَتِهِ قُولی : لیسَ هُو هاهُنا ؟ - : لا
ص :460
الاحتجاج : روی أنّه سُئلَ الصّادِقُ علیه السلام عن قَولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ فی قِصّةِ إبراهیمَ علیه السلام: (قالَ بَلْ فَعَلَهُ کَبیرُهُم هذا فَاسألُوهُم إنْ کانُوا یَنطِقُونَ) قالَ : ما فَعَلَهُ کَبیرُهُم وما کَذَبَ إبراهیمُ علیه السلام . قیل : وکیفَ ذلکَ ؟ فقالَ : إنّما قالَ إبراهیمُ : (فَاسألُوهُم إنْ کانُوا یَنْطِقُونَ) فإن نَطَقُوا فکَبیرُهُم فَعَلَ ، وإن لم یَنطِقُوا فلَم یَفعَلْ کبیرُهُم شیئاً ، فما نَطَقُوا وما کَذَبَ إبراهیمُ علیه السلام . فَسئلَ عن قولِهِ تعالی فی سُورَةِ یُوسفَ : (أیَّتُها العِیرُ إنَّکُم لَسارِقُونَ) قالَ : إنّهُم سَرَقُوا یُوسفَ مِن أبیهِ ، ألا تَری أنّهُ قالَ لَهُم حِینَ قالوا : (ماذا تَفقِدُونَ * قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِکِ)(3) ولم یَقُلْ سَرَقتُم صُواعَ المَلِکِ ، إنّما سَرَقُوا یُوسفَ مِن أبیه .
فَسئلَ عن قولِ إبراهیمَ علیه السلام : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فی النُّجُومِ فَقالَ إنّی سَقیمٌ) قالَ : ما کانَ إبراهیمُ سَقیماً وما کَذَبَ ، إنّما عَنی سَقیماً فی دِینِهِ ، أی مُرتاداً .(4)
الکافی عن الحسن الصَّیقَل : قلتُ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام : إنّا قد رَوَینا عن أبی جعفرٍ علیه السلام فی قَولِ یُوسفَ علیه السلام: (أیَّتُها العِیرُ إنّکُم لَسارِقُونَ) فقالَ : واللَّهِ ما سَرَقُوا وما کَذَبَ ، وقالَ إبراهیمُ علیه السلام : (بَلْ فَعَلَهُ کَبیرُهُم هذا فَاسْألُوهُم إنْ کانُوا یَنْطِقُونَ) ؟ فقالَ : واللَّهِ ما فَعَلُوا وما کَذَبَ . قالَ : فقالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام: ما عِندَکُم فیها یا صَیقَلُ ؟ قالَ : فقلتُ : ما عِندَنا فیها إلّا التَّسلیمُ ، قالَ : فقالَ : ... إنَّ إبراهیمَ علیه السلام إنّما قالَ : (بَلْ فَعَلَهُ کَبیرُهُمْ هذا) إرادةَ الإصلاحِ ودلالَةً علی أنَّهُم لا یَفعَلونَ ، وقالَ یُوسفُ علیه السلام إرادةَ الإصلاحِ .(5)
ص :461
الکتاب :
(وَمِنَ الَّذِینَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ) .(1)
(لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً وَلا کِذَّاباً) .(2)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَرفَعُوا مَن رَفَعَتهُ الدُّنیا ، ولا تَشِیمُوا بارِقَها ، ولا تَسمَعُوا ناطِقَها ... فإنّ بَرقَها خالِبٌ ، ونُطقَها کاذِبٌ .(3)
عنه علیه السلام : لا تُمَکِّنِ الغُواةَ مِن سَمعِکَ .(4)
بحار الأنوار : سُئلَ الصّادقُ علیه السلام عنِ القُصّاصِ : أیَحِلُّ الاستِماعُ لَهُم ؟ فقالَ : لا ، وقالَ علیه السلام: مَن أصغی إلی ناطِقٍ فَقَد عَبَدَهُ ، فإن کانَ النّاطِقَ عن اللَّهِ فقد عَبَدَ اللَّهَ ، وإن کانَ النّاطِقَ عن إبلیسَ فقد عَبَدَ إبلیسَ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرأً (عَبداً) سَمِعَ حِکمَاً فَوَعی ، ودُعِیَ إلی رَشادٍ فَدَنا ... کابَرَ هَواهُ ، وکَذَّبَ مُناهُ .(7)
عنه علیه السلام : إنَّ تَقوَی اللَّهِ حَمَت أولیاءَ اللَّهِ مَحارِمَهُ ... فَأخَذُوا الراحَةَ بالنَّصَبِ ، والرِّیَّ بالظَّمَأِ ، واستَقرَبوا الأجَلَ ، فَبادَرُوا العَملَ ، وکَذَّبُوا الأمَلَ ، فَلاحَظُوا الأجَلَ .(8)
عنه علیه السلام : قد غابَ عن قُلوبِکُم ذِکرُ الآجالِ ، وحَضَرَتکُم کَواذِبُ الآمالِ ، فصارَتِ الدُّنیا أملَکَ بِکُم مِن الآخِرَةِ ، والعاجِلَةُ أذهَبَ بِکُم مِن الآجِلَةِ .(9)
عنه علیه السلام : أینَ تَذهَبُ بِکُمُ المَذاهِبُ ، وتَتِیهُ بِکُمُ الغَیاهِبُ ، وتَخدَعُکُمُ الکواذِبُ ؟!(10)
ص :462
ص :464
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَرَمُ الرجُلِ دِینُهُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سُئلَ عَن أهلِ الکَرَمِ - : مَجالِس الذِّکرِ فی المَساجِدِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یُستَدَلُّ علی کَرَمِ الرجُلِ بحُسنِ بِشرِهِ وبَذلِ بِرِّهِ .(3)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ احتِمالُ الجَریرَةِ .(4)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ حُسنُ الاصطِبارِ .(5)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ تَحَمُّلُ أعباءِ المَغارِمِ .(6)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ إیثارُ العِرضِ علَی المالِ ، اللُّؤمُ إیثارُ المالِ علَی الرِّجالِ .(7)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ بَذلُ الجُودِ وإنجازُ المَوعودِ .(8)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ مِلکُ اللِّسانِ وبَذلُ الإحسانِ .(9)
عنه علیه السلام : إنّما الکَرَمُ التَّنَزُّهُ عنِ المَعاصی.(10)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ حُسنُ السَّجیَّةِ واجتِنابُ الدَّنیَّةِ .(11)
عنه علیه السلام: املِکْ علَیکَ هَواکَ وشُحَّ بنفسِکَ عمّا لا یَحِلُّ لَکَ ؛ فإنَّ الشُّحَّ بالنفسِ حَقیقَةُ الکَرَمِ .(12)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ نَتیجَةُ عُلُوِّ الهِمَّةِ .(13)
عنه علیه السلام : مَن کَرُمَت علَیهِ نفسُهُ هانَت علَیهِ شَهوَتُهُ .(14)
عنه علیه السلام : مَن کَرُمَت نفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنیا فی عَینِهِ .(15)
عنه علیه السلام : مِن الکَرَمِ لِینُ الشِّیَمِ .(16)
عنه علیه السلام : مِن الکَرَمِ الوَفاءُ بالذِّمَمِ .(17)
عنه علیه السلام : مِن کَرَمِ المَرءِ بُکاؤهُ علی ما مَضی مِن زَمانِهِ ، وحَنینُهُ إلی أوطانِهِ ، وحِفظُهُ قَدیمَ إخوانِهِ .(18)
عنه علیه السلام : الکَرَمُ أعطَفُ مِن الرَّحِمِ .(19)
ص :465
عنه علیه السلام : نِعمَ الخُلقُ التَّکرُّمُ .(1)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ الکَرَمِ - : الابتِداءُ بالعَطیَّةِ قَبلَ المَسألةِ ، وإطعامُ الطَّعامِ فی المَحْلِ .(2)
عنه علیه السلام : أمّا الکَرَمُ فالتَّبرُّعُ بالمَعروفِ والإعطاءُ قَبلَ السُّؤالِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثةٌ تَدُلُّ علی کَرَمِ المَرءِ : حُسنُ الخُلُقِ ، وکَظمُ الغَیظِ ، وغَضُّ الطَّرْفِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی خَصَّکُم بالإسلامِ ، واستَخلَصَکُم لَهُ ، وذلکَ لأنّهُ اسمُ سَلامَةٍ ، وجماعُ کَرامَةٍ .(5)
عنه علیه السلام - فی صفةِ أهلِ الجَنَّةِ - : قَومٌ لم تَزَلِ الکَرامَةُ تَتَمادی بِهِم حتّی حَلُّوا دارَ القَرارِ ، وأمِنُوا نُقلَةَ الأسفارِ .(6)
عنه علیه السلام - أیضاً - : فَظَفِرُوا بالعُقبَی الدّائمَةِ، والکَرامَةِ البارِدَةِ .(7)
عنه علیه السلام - أیضاً - : قد حَفَّت بِهِمُ الملائکةُ، وتَنَّزَلَت علَیهِمُ السَّکِینةُ ، وفُتِحَت لَهُم أبوابُ السماءِ ، واُعِدَّت لَهُم مَقاعِدُ الکراماتِ .(8)
الکتاب :
(وَمَنْ کَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ کَرِیمٌ) .(10)
(یا أَیُّها الإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ) .(11)
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ) .(12)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ تَعالی کریمٌ یُحِبُّ الکَرَمَ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الکریمَ ابنَ الکریمِ ابنِ الکریمِ ابنِ الکریمِ یُوسفُ بنُ یَعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهیمَ .(14)
ص :466
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ رَبَّکُم حَیِیٌّ کریمٌ .(1)
مسند ابن حنبل عن اُمّ سلمة : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله حَیِیّاً کریماً .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَأنا أشَدُّ اغتِباطاً بمَعرِفَةِ الکریمِ مِن إمساکی علَی الجَوهَرِ النَّفیسِ الغالی الثَّمَنِ .(3)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن أکرَمَ عَن ذُلِّ النّارِ وَجهَهُ .(4)
عنه علیه السلام: الکریمُ یَلینُ إذا استُعطِفَ، واللَّئیمُ یَقسُو إذا اُلطِفَ .(5)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَجفُو إذا عُنِّفَ ویَلینُ إذا استُعطِفَ .(6)
عنه علیه السلام : الکریمُ أبلَجُ ، اللَّئیم مُلَهوَجٌ .(7)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَتَغافَلُ ویَنخَدِعُ .(8)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن بَدَأَ بِإحسانِهِ .(9)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَشکُرُ القَلیلَ ، واللَّئیمُ یَکفُرُ الجَزیلَ .(10)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن بَذَلَ إحسانَهُ ، اللَّئیمُ مَن کَثُرَ امتِنانُهُ .(11)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن سَبَقَ نَوالُهُ سُؤالَهُ .(12)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن جاءَ بالمَوجودِ .(13)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن تَجَنَّبَ المَحارِمَ وتَنَزَّهَ عنِ العُیوبِ .(14)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَرفَعُ نفسَهُ فی کُلِّ ما أسداهُ عن حُسنِ المُجازاةِ .(15)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَزدَجِرُ عمّا یَفتَخِرُ بهِ اللئیمُ .(16)
عنه علیه السلام : الکریمُ إذا قَدَرَ صَفَحَ ، وإذاّ مَلَکَ سَمَحَ ، وإذا سُئلَ أنجَحَ .(17)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَأبَی العارَ ویُکرِمُ الجارَ .(18)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَری مَکارِمَ أفعالِهِ دَیناً علَیهِ یَقضیهِ ، اللَّئیمُ یَری سَوالِفَ إحسانِهِ دَیناً لَهُ یَقتَضیهِ .(19)
عنه علیه السلام : الکریمُ إذا احتاجَ إلَیکَ أعفاکَ وإذا احتَجتَ إلَیهِ کَفاکَ ، اللَّئیمُ إذا احتاجَ إلَیکَ أجفاکَ وإذا احتَجتَ إلَیهِ عَنّاکَ .(20)
عنه علیه السلام : الکریمُ یَعفُو مَع القُدرَةِ ، ویَعدِلُ
ص :467
فی الإمرةِ ، ویَکُفُّ إساءَتَهُ ، ویَبذُلُ إحسانَهُ .(1)
عنه علیه السلام : الکریمُ عندَ اللَّهِ مَحبورٌ مُثابٌ ، وعندَ النّاسِ مَحبوبٌ مُهابٌ .(2)
عنه علیه السلام : الکریمُ مَن صانَ عِرضَهُ بمالِهِ ، واللَّئیمُ مَن صانَ مالَهُ بِعِرضِهِ .(3)
عنه علیه السلام : الکریمُ یُجمِلُ المَلَکةَ .(4)
عنه علیه السلام : وَعدُ الکریمِ نَقدٌ وتَعجیلٌ .(5)
عنه علیه السلام : الکریمُ إذا وَعَدَ وَفی ، وإذا تَوَعَّدَ عَفا .(6)
عنه علیه السلام: مُعاداةُ الکریمِ أسلَمُ مِن مُصادَقَةِ اللَّئیمِ .(7)
عنه علیه السلام : لُزومُ الکریمِ علَی الهَوانِ خَیرٌ مِن صُحبَةِ اللَّئیمِ علَی الإحسانِ .(8)
عنه علیه السلام: بکَثرَةِ الإفضالِ یُعرَفُ الکریمُ .(9)
عنه علیه السلام : دَولَةُ الکَریمِ تُظهِرُ مَناقِبَهُ ، دَولَةُ اللَّئیمِ تَکشِفُ مَساوِیَهُ ومَعایِبَهُ .(10)
عنه علیه السلام : لقد أتعَبَکَ مَن أکرَمَکَ إن کُنتَ کریماً .(11)
عنه علیه السلام : مَنِ اتَّقی رَبَّهُ کانَ کریماً .(12)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام: أوسَعُ ما یکونُ الکریمُ بالمَغفِرةِ إذا ضاقَت بالمُذنِبِ المَعذِرَةُ .(13)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : وَقَعَ بینَ سلمانَ الفارسیِّ رحمة اللَّه علیه وبینَ رجُلٍ کَلامٌ وَخُصومَةٌ ، فقالَ لَهُ الرجُلُ : مَن أنتَ یا سلمانُ ؟ ! فقالَ سلمانُ : أمّا أوَّلِی وأوَّلُکَ فنُطفَةٌ قَذِرَةٌ ، وأمّا آخِری وآخِرُکَ فَجِیفَةٌ مُنتِنَةٌ ، فإذا کانَ یَومُ القِیامَةِ ووُضِعَتِ المَوازینُ فَمَن ثَقُلَ مِیزانُهُ فهُو الکریمُ ، ومَن خَفَّ مِیزانُهُ فهُو اللَّئیمُ .(14)
عنه علیه السلام: إنّ الکریمَ یَبتَهِجُ بفَضلِهِ ، واللَّئیمَ یَفتَخِرُ بمُلکِهِ .(15)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام: نائلُ الکریمِ یُحَبِّبُکَ إلَیهِ ، ونائلُ اللَّئیمِ یَضَعُکَ لَدَیهِ .(16)
الکتاب :
(وَالَّذِینَ لَا یَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِرَاماً) .(17)
ص :468
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النَّصیحَةُ مِن أخلاقِ الکِرامِ ، الغِشُّ مِن أخلاقِ اللِّئامِ .(1)
عنه علیه السلام : المُبادَرَةُ إلَی العَفوِ مِن أخلاقِ الکِرامِ ، المُبادَرَةُ إلَی الانتِقامِ مِن شِیَمِ اللِّئامِ .(2)
عنه علیه السلام : لِلکِرامِ فَضیلَةُ المُبادَرَةِ إلی فِعلِ المَعروفِ وإسداءِ الصَّنائعِ .(3)
عنه علیه السلام : سُنَّةُ الکِرامِ تَرادُفُ الإنعامِ ، سُنّةُ اللِّئامِ قُبحُ الکلامِ .(4)
عنه علیه السلام : سُنَّةُ الکِرامِ الوَفاءُ بالعُهودِ ، سُنَّةُ اللِّئامِ الجُحودُ .(5)
عنه علیه السلام : سُنَّةُ الکِرامِ الجُودُ .(6)
عنه علیه السلام : عادَةُ الکِرامِ حُسنُ الصَّنیعَةِ ، عادَةُ اللِّئامِ قُبحُ الوَقیعَةِ .(7)
عنه علیه السلام : ظَفَرُ الکِرامِ عَفوٌ وإحسانٌ .(8)
عنه علیه السلام : عُقوبَةُ الکِرامِ أحسَنُ مِن عَفوِ اللِّئامِ .(9)
عنه علیه السلام : مَنعُ الکریمِ أحسَنُ مِن عَطاءِ اللَّئیمِ .(10)
عنه علیه السلام : مِن شِیَمِ الکِرامِ بَذلُ النَّدی .(11)
عنه علیه السلام : الکِرامُ أصبَرُ أنفُساً .(12)
عنه علیه السلام : مَسَرَّةُ الکِرامِ فی بَذلِ العَطاءِ ، ومَسرَّةُ اللِّئامِ فی سُوءِ الجَزاءِ .(13)
عنه علیه السلام : لَذَّةُ الکِرامِ فی الإطعامِ ، ولَذَّةُ اللِّئامِ فی الطَّعامِ .(14)
عنه علیه السلام : ما فِرارُ الکِرامِ مِن الحِمامِ کَفِرارِهِم مِن البُخلِ ومُقارَنَةِ اللِّئامِ .(15)
عنه علیه السلام : أولَی النّاسِ بِالکَرَمِ مَن عُرِفَت بِهِ الکِرامُ .(16)
عنه علیه السلام - فی المَلاحِمِ - : تَفیضُ اللِّئامُ فَیضاً ، وتَغیضُ الکِرامُ غَیضاً ، وکانَ أهلُ ذلکَ الزَّمانِ ذِئاباً ، وسَلاطینُهُ سِباعاً .(17)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام - مِن کلامِهِ یَومَ عاشوراءَ - : ألا وإنَّ الدَّعِیَّ ابنَ الدَّعِیِّ قد تَرَکَنی بینَ السِّلّةِ والذَّلّةِ ، وهَیهاتَ لَهُ ذلکَ مِنّی ، هَیهاتَ مِنّا الذلّةُ ، أبَی اللَّهُ ذلکَ لَنا ورسولُهُ والمؤمنونَ وحُجورٌ
ص :469
طَهُرَت وجُدودٌ طابَت ، أن نُؤثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ علی مَصارِعِ الکِرامِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکِذبُ والخِیانَةُ لَیسا مِن أخلاقِ الکِرامِ .(2)
عنه علیه السلام : مَن لم یُجازِ الإساءَةَ بالإحسانِ فلیسَ مِن الکِرامِ .(3)
عنه علیه السلام : لیسَ مِن شِیَمِ الکَریمِ ادِّراعُ العارِ .(4)
عنه علیه السلام : لا یکونُ الکریمُ حَقوداً .(5)
عنه علیه السلام : لیسَ مِن شِیَمِ الکِرامِ تَعجیلُ الانتِقامِ .(6)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : مَن عَدَّدَ نِعَمَهُ مَحَقَ کَرَمَهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِحذَرُوا صَولَةَ الکریمِ إذا جاعَ ، وأشَرَ اللَّئیمِ إذا شَبِعَ .(8)
عنه علیه السلام: اِحذَرُوا سَطوَةَ الکریمِ إذا وُضِعَ، وسَورَةَ اللَّئیمِ إذا رُفِعَ .(9)
عنه علیه السلام : اِحذَرِ الکریمَ إذا أهَنتَهُ ، والحَلیمَ إذا جَرَحتَهُ ، والشُّجاعَ إذا أوجَعتَهُ .(10)
عنه علیه السلام : کُن مِن الکریمِ علی حَذَرٍ إن أهَنتَهُ ، ومِن اللَّئیمِ إن أکرَمتَهُ ، ومِن الحَلیمِ إن أحرَجتَهُ .(11)
عنه علیه السلام : اتَّقُوا صَولَةَ الکریمِ إذا جاعَ واللَّئیمِ إذا شَبِعَ .(12)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إذا أتاکُم کریمُ قَومٍ فَأکرِمُوهُ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکرِمُوا کریمَ کُلِّ قَومٍ .(14)
مکارم الأخلاق عن جریرِ بنِ عبدِ اللَّهِ : لمّا بُعثَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله أتیتُه لِاُبایِعَهُ، فقالَ لی : یا جریرُ ، لِأیِّ شَی ءٍ جِئتَ ؟ قلتُ : جِئتُ لِاُسلِمَ علی یَدَیکَ یا رسولَ اللَّهِ . فَألقی
ص :470
لی کِساءَهُ ثُمّ أقبَلَ علی أصحابِهِ فقالَ : إذا أتاکُم کریمُ قَومٍ فَأکرِمُوهُ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِعُمرَ بنِ الخطّابِ لَمّا وَرَدَ سَبیُ الفُرسِ إلَی المَدینَةِ وأرادَ بَیعَ النِّساءِ وجَعلَ الرِّجالِ عَبِیداً - : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله قالَ: أکرِمُوا کریمَ کُلِّ قَومٍ.(2)
بحار الأنوار : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لمّا دَخَلَ علَیهِ سلمانُ وهُو مُتَّکئٌ علی وِسادَةٍ فَألقاها إلَیهِ - : یا سلمانُ ، ما مِن مُسلمٍ دَخَلَ علی أخیهِ المُسلمِ فَیُلقی لَهُ الوِسادَةَ إکراماً لَهُ إلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ.(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن مُسلمٍ یَدخُلُ علَیهِ أخوهُ المُسلمُ فَیُلقی لَهُ وِسادَةً إکراماً لَهُ وإعظاماً إلّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن عِظَمِ جَلالِ اللَّهِ تعالی إکرامُ ثلاثةٍ : ذِی الشَّیبَةِ فی الإسلامِ ، والإمامِ العادِلِ، وحامِلِ القرآنِ غیرِ الغالی ولا الجافی عَنهُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن أکرَمَ أخاهُ فإنّما یُکرِمُ اللَّهَ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أتاکُم الزّائرُ فَأکرِمُوهُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن کانَ یُؤمِنُ باللَّهِ والیَومِ الآخِرِ فَلیُکرِمْ جَلیسَهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن أخَذَ بِرِکابِ رَجُلٍ لا یَرجُوهُ ولا یَخافُهُ غُفِرَ لَهُ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : بالدّاخِلِ دَهشَةٌ فَتَلَقَّوهُ بِمَرحَباً.(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکرِمِ الیَتیمَ ، وأحسِنْ إلی جارِکَ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکرِمُوا أولادَکُم وأحسِنُوا أدَبَهُم .(13)
ص :471
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَأبَی الکرامَةَ إلّا حِمارٌ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا عُرِضَ علی أحَدِکُمُ الکرامَةُ فلا یَرُدَّها ؛ فإنّما یَرُدُّ الکرامَةَ الحِمارُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِقبَلُوا الکرامَةَ ، وأفضَلُ الکرامَةِ الطِّیبُ ، أخَفُّهُ مَحمِلاً وأطیَبُهُ رِیحاً .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن تَکرِمَةِ الرجُلِ لأخیهِ المُسلمِ أن یَقبَلَ تُحفَتَهُ ، أو یُتحِفَهُ مِمّا عِندَهُ ولا یَتَکَلَّفَ شیئاً .(4)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مَن قَبِلَ عَطاءَکَ فقد أعانَکَ علَی الکَرَمِ .(5)
بحار الأنوار عن أبی خلیفةَ : دَخَلتُ أنا وأبو عُبَیدَةَ الحَذّاءُ علی أبی جعفرٍ علیه السلام فقالَ : یا جاریَةُ هَلُمِّی بمِرفَقَةٍ، قلتُ : بَل نَجلِسُ ، قالَ : یا أبا خَلیفةَ ، لا تَرُدَّ الکرامَةَ ، لأنَّ الکرامَةَ لا یَرُدُّها إلّا حِمارٌ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : دَخَلَ رَجُلانِ علی أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام: فَألقی لِکُلِّ واحِدٍ مِنهُما وِسادَةً، فَقَعَدَ علَیها أحَدُهُما وأبَی الآخَرُ، فقال أمیرُالمؤمنینَ: اُقعُدْ علَیها، فإنّهُ لا یَأبَی الکرامَةَ إلّا حِمارٌ.(7)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : کانَ أمیرُ المؤمنینَ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ یقولُ : لا یَأبَی الکَرامَةَ إلّا حِمارٌ [قالَ الحسنُ بنُ الجَهمِ ]قلتُ : ما مَعنی ذلکَ ؟ قالَ : التَّوسِعَةُ فی المَجلِسِ ، والطِّیبُ یُعرَضُ علَیهِ .(8)
فالسَّیفُ أحسَمُ.(1)
عنه علیه السلام : الکرامَةُ تُفسِدُ مِن اللَّئیمِ بِقَدرِ ما تُصلِحُ مِن الکریمِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أنا أکرَمُ وُلْدِ آدمَ علی رَبِّی ، ولا فَخرَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أنا أکرَمُ الأوَّلِینَ والآخِرِینَ ، ولا فَخرَ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - وقد سَألَهُ رجُلٌ : اُحِبُّ أن أکُونَ أکرَمَ النّاسِ - : لا تَشکُوَنَّ اللَّهَ إلَی الخَلقِ تَکُنْ أکرَمَ النّاسِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا کَرَمَ کالتَّقوی .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ مَکرُمَةً صَنَعتَها إلی أحَدٍ مِن النّاسِ إنّما أکرَمتَ بها نفسَکَ وزَیَّنتَ بها عِرضَکَ ، فلا تَطلُبْ مِن غیرِکَ شُکرَ ما صَنَعتَ إلی نفسِکَ .(9)
عنه علیه السلام : عَوِّدْ نفسَکَ فِعلَ المَکارِمِ ، وتَحَمُّلَ أعباءِ المَغارِمِ ، تَشرُفْ نفسُکَ .(10)
ص :473
ص :474
ص :476
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أطیَبَ الکَسبِ کَسبُ التُّجّارِ الذینَ إذا حَدَّثُوا لم یَکذِبُوا ، وإذا ائتُمِنُوا لم یَخُونُوا ، وإذا وَعَدُوا لم یُخلِفُوا ، وإذا اشتَرَوا لم یَذُمُّوا ، وإذا باعُوا لم یُطرُوا ، وإذا کانَ علَیهِم لم یَمطُلُوا ، وإذا کانَ لَهُم لَم یُعَسِرُوا .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أطیَبُ کَسبِ المُسلمِ سَهمُهُ فی سَبیلِ اللَّهِ .(2)
الکتاب :
(وَلَا تَأْکُلُوا أَمْوَالَکُمْ بَیْنَکُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَی الْحُکَّامِ لِتَأْکُلُوا فَرِیقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .(3)
(لَا تَأْکُلُوا أَمْوَالَکُمْ بَیْنَکُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَکُونَ تِجارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْکُمْ) .(4)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنَّ أخوَفَ ما أخافُ علی اُمَّتی مِن بَعدی هذهِ المَکاسِبُ الحَرامُ ، والشَّهوَةُ الخَفیَّةُ ، والرِّبا .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن جِهاتِ مَعایشِ العِبادِ التی فیها الاکتِسابُ (أ)و التعاملُ بینَهُم ، ووُجوهِ النَّفَقاتِ - : جَمیعُ المَعایِشِ کُلِّها مِن وُجوهِ المُعامَلاتِ فیما بینَهُم مِمّا یکونُ لَهُم فیهِ المَکاسِبُ أربَعُ جِهاتٍ مِن المُعامَلاتِ . فقالَ لَهُ : أکُلُّ هؤلاءِ الأربَعةِ الأجناسِ حَلالٌ أو کُلُّها حَرامٌ، أو بَعضُها حَلالٌ وبَعضُها حَرامٌ ؟ فقالَ : قد یکونُ فی هؤلاءِ الأجناسِ الأربَعةِ حَلالٌ مِن جِهَةٍ ، حَرامٌ مِن جِهَةٍ ، وهذهِ الأجناسُ مُسَمَّیاتٌ مَعروفاتُ الجِهاتِ ، فأوّلُ هذهِ الجِهاتِ الأربَعةِ : الولایَةُ وتَولیَةُ بعضِهِم علی بَعضٍ ، فالأوّلُ ولایَةُ الوُلاةِ ، ووُلاةِ الوُلاةِ إلی
ص :477
أدناهُم باباً مِن أبوابِ الولایَةِ علی مَن هو والٍ علَیهِ ، ثُمّ التِّجارَةُ فی جَمیعِ البَیعِ والشِّراءِ بَعضِهِم مِن بَعضٍ ، ثُمّ الصّناعاتُ فی جَمیعِ صُنوفِها ، ثُمّ الإجاراتُ فی کُلِّ ما یُحتاجُ إلَیهِ مِن الإجاراتِ ، وکُلُّ هذهِ الصُّنوفُ تکونُ حَلالاً مِن جِهَةٍ وحَراماً مِن جِهَةٍ . والفَرضُ مِن اللَّهِ علَی العِبادِ فی هذهِ المُعامَلاتِ الدُّخولُ فی جِهاتِ الحَلالِ مِنها والعَمَلُ بذلکَ الحَلالِ ، واجتِنابُ جِهاتِ الحَرامِ مِنها .
تَفسیرُ معنَی الولایاتِ ، وهِیَ جِهَتانِ :
فَإحدَی الجِهَتَینِ مِن الولایَةِ ولایَةُ وُلاةِ العَدلِ الذینَ أمَرَ اللَّهُ بولایَتِهِم وتَولِیَتِهِم علَی النّاسِ ، وولایَةُ وُلاتِهِ ووُلاةِ وُلاتِهِ إلی أدناهُم باباً مِن أبوابِ الولایَةِ علی مَن هُو والٍ علَیهِ .
والجِهَةُ الاُخری مِن الولایةِ ولایةُ وُلاةِ الجَورِ ووُلاةِ وُلاتِهِ إلی أدناهُم باباً مِن الأبوابِ التی هُو والٍ علَیهِ ، فوَجهُ الحَلالِ مِن الولایةِ ولایةُ الوالی العادِلِ الذی أمَرَ اللَّهُ بمَعرِفَتِهِ وولایَتِهِ والعَمَلُ لَهُ فی ولایتِهِ وولایةِ وُلاتِهِ ووُلاةِ ولاتِهِ بجِهَةِ ما أمَرَ اللَّهُ بهِ الوالی العادِلُ بلا زِیادَةٍ فیما أنزَلَ اللَّهُ بهِ ولا نُقصانٍ مِنهُ ولا تَحریفٍ لِقَولِهِ ولا تَعَدٍّ لأمرِهِ إلی غَیرِهِ ، فإذا صارَ الوالی والیَ عَدلٍ بهذهِ الجِهَةِ فالولایةُ لَهُ والعَمَلُ مَعهُ ومَعونَتُهُ فی ولایَتِهِ وتَقویَتُهُ حَلالٌ مُحَلَّلٌ وحَلالٌ الکَسبُ مَعهُم ؛ وذلکَ أنَّ فی ولایةِ والی العَدلِ ووُلاتِهِ إحیاءَ کُلِّ حَقٍّ وکُلِّ عَدلٍ وإماتَةَ کُلِّ ظُلمٍ وجَورٍ وفَسادٍ ، فلذلکَ کانَ الساعی فی تَقویَةِ سُلطانِهِ والمُعینُ لَهُ علی ولایَتِهِ ساعیاً إلی طاعَةِ اللَّهِ مُقوِّیاً لِدینِهِ .
وأمّا وَجهُ الحَرامِ مِن الولایَةِ فولایةُ الوالی الجائرِ وولایةُ وُلاتِهِ الرئیسِ مِنهُم وأتباعِ الوالی فَمَن دونَهُ مِن وُلاةِ الوُلاةِ إلی أدناهُم باباً مِن أبوابِ الولایةِ علی مَن هُو والٍ علَیهِ ، والعَمَلُ لَهُم والکَسبُ مَعَهُم بجِهَةِ الولایةِ لَهُم حَرامٌ ومُحَرَّمٌ مُعَذَّبٌ مَن فَعَلَ ذلکَ علی قَلیلٍ مِن فِعلِهِ أو کثیرٍ ؛
ص :478
لأنَّ کُلَّ شی ءٍ مِن جِهَةِ المَعونَةِ مَعصیَةٌ کبیرَةٌ مِن الکبائرِ ، وذلکَ أنّ فی ولایةِ الوالی الجائرِ دَوْسَ الحَقِّ کُلِّهِ وإحیاءَ الباطِلِ کُلِّهِ وإظهارَ الظُّلمِ والجَورِ والفَسادِ وإبطالَ الکُتبِ وقَتلَ الأنبیاءِ والمؤمنینَ وهَدْمَ المَساجِدِ وتَبدیلَ سُنَّةِ اللَّهِ وشَرائعِهِ ، فلذلکَ حَرَّمَ العَمَلَ مَعَهُم وَمعونَتَهُم والکَسبَ مَعهُم إلّا بجِهَةِ الضَّرورَةِ نَظیرِ الضَّرورَةِ إلَی الدَّمِ والمِیتَةِ .
وأمّا تفسیرُ التِّجاراتِ فی جَمیعِ البُیوعِ ووجُوهِ الحَلالِ مِن وَجهِ التِّجاراتِ التی یَجوزُ لِلبائعِ أن یَبیعَ مِمّا لا یَجوزُ لَهُ ، وکذلکَ المُشتَری الذی یَجوزُ لَهُ شِراؤهُ مِمّا لا یَجوزُ لَهُ ، فکُلُّ مَأمورٍ بهِ مِمّا هُو غِذاءٌ للعِبادِ وقِوامُهُم بهِ فی اُمورِهِم فی وُجوهِ الصَّلاحِ الذی لا یُقیمُهُم غیرُهُ مِمّا یَأکُلُونَ ویَشرَبونَ ویَلبَسونَ ویَنکِحُونَ ویَملِکُونَ ویَستَعمِلونَ مِن جِهَةِ مِلکِهِم ، ویَجوزُ لَهُم الاستِعمالُ لَهُ مِن جَمیعِ جِهاتِ المَنافِعِ التی لا یُقیمُهُم غیرُها مِن کلِّ شی ءٍ یکونُ لَهُم فیهِ الصَّلاحُ مِن جِهَةٍ مِن الجِهاتِ ، فهذا کُلُّهُ حَلالٌ بَیعُهُ وشِراؤهُ وإمساکُهُ واستِعمالُه وهِبَتُهُ وعاریَتُهُ .
وأمّا وُجوهُ الحَرامِ مِن البَیعِ والشِّراءِ فکُلُّ أمرٍ یکونُ فیهِ الفَسادُ مِمّا هُو مَنهیٌّ عَنهُ مِن جِهَةِ أکلِهِ وشُربِهِ أو کَسبِهِ أو نِکاحِهِ أو مِلکِهِ أو إمساکِهِ أو هِبَتِهِ أو عاریتِهِ ، أو شی ءٍ یکونُ فیهِ وَجهٌ مِن وُجوهِ الفَسادِ نَظیرُ البَیعِ بالرِّبا لِما فی ذلکَ مِن الفَسادِ ، أو البَیعِ لِلمِیتةِ أو الدَّمِ أو لَحمِ الخِنزیرِ أو لُحومِ السِّباعِ مِن صُنوفِ سِباعِ الوَحشِ أوِ الطِّیرِ أو جُلودِها أو الخَمرِ أو شی ءٍ مِن وُجوهِ النَّجسِ ، فهذا کُلُّهُ حَرامٌ ومُحرَّمٌ ؛ لأنّ ذلکَ کُلَّهُ مَنهیٌّ عن أکلِهِ وشُربِهِ ولُبسِهِ ومِلکِهِ وإمساکِهِ والتَّقلُّبِ فیهِ بوَجهٍ مِن الوُجوهِ لِما فیه مِن الفَسادِ ، فجَمیعُ تَقَلُّبِهِ فی ذلکَ حَرامٌ .
وکذلکَ کلُّ بَیعٍ مَلْهوٍّ بهِ وکُلُّ مَنهیٍّ عَنهُ مِمّا یُتَقرَّبُ بهِ لغیرِ اللَّهِ أو یَقوی بهِ الکُفرُ والشِّرکُ مِن جَمیعِ وُجوهِ
ص :479
المَعاصی أو بابٍ مِن الأبوابِ یَقوی بهِ بابٌ مِن أبوابِ الضَّلالَةِ أو بابٌ مِن أبوابِ الباطِلِ أو بابٌ یُوهَنُ بهِ الحَقُّ ، فهُو حَرامٌ مُحَرَّمٌ ، حَرامٌ بَیعُهُ وشِراؤهُ وإمساکُهُ ومِلکُهُ وهِبَتُهُ وعارِیَتُهُ وجَمیعُ التَّقلُّبِ فیهِ إلّا فی حالٍ تَدعُو الضَّرورَةُ فیهِ إلی ذلکَ .
وأمّا تَفسیرُ الإجاراتِ :
فإجارَةُ الإنسانِ نفسَهُ أو ما یَملِکُ أو یَلی أمرَهُ مِن قَرابتِهِ أو دابّتِهِ أو ثَوبِهِ بوَجهِ الحَلالِ مِن جِهاتِ الإجاراتِ أن یُؤْجِرَ نفسَهُ أو دارَهُ أو أرضَهُ أو شیئاً یَملِکُهُ فیما یُنتَفَعُ بهِ مِن وُجوهِ المَنافِعِ أو العَمَلِ بنفسِهِ ووُلدِهِ ومَملوکِهِ أو أجیرِهِ مِن غیرِ أن یکونَ وَکیلاً للوالی أو والیاً للوالی ، فلا بأسَ أن یکونَ أجیراً یُؤجِرُ نفسَه أو ولدَه أو قَرابَتَهُ أو مِلکَه أو وَکیلَهُ فی إجارتِهِ ؛ لأنّهُم وُکَلاءُ الأجیرِ مِن عندِهِ لیسَ هُم بوُلاةِ الوالی ، نَظیرُ الحَمّالِ الذی یَحمِلُ شیئاً بشی ءٍ مَعلومٍ إلی مَوضِعٍ مَعلومٍ فیَحمِلُ ذلکَ الشَّی ءَ الذی یَجوزُ لَهُ حَملُهُ بنفسِهِ أو بمِلکِهِ أو دابَّتِهِ أو یُؤاجِرُ نفسَهُ فی عَمَلٍ یَعمَلُ ذلکَ العَمَلَ بنفسِهِ أو بمَملوکِهِ أو قَرابَتِهِ أو بأجیرٍ مِن قِبَلِهِ .
فهذهِ وُجوهٌ مِن وُجوهِ الإجاراتِ حَلالٌ لِمَن کانَ مِن النّاسِ مَلِکاً أو سُوقَةً أو کافِراً أو مؤمِناً فَحَلالٌ إجارَتُهُ وحَلالٌ کَسبُهُ مِن هذهِ الوُجوهِ .
فأمّا وُجوهُ الحَرامِ مِن وُجوهِ الإجارةِ نَظیرُ أن یُؤاجِرَ نفسَهُ علی حَملِ ما یَحرُمُ علَیهِ أکلُهُ أو شُربُهُ أو لُبسُهُ أو یؤاجِرَ نفسَهُ فی صَنعَةِ ذلکَ الشَّی ءِ أو حِفظِهِ أو لُبسِهِ أو یُؤاجِرَ نفسَهُ فی هَدمِ المَساجِدِ ضِراراً أو قَتلِ النفسِ بغیرِ حِلٍّ أو حَملِ التَّصاویرِ والأصنامِ والمَزامیرِ والبَرابطِ والخَمرِ والخَنازیرِ والمِیتةِ والدَّمِ أو شی ءٍ مِن وُجوهِ الفَسادِ الذی کانَ مُحَرَّماً علَیهِ مِن غیرِ جِهَةِ الإجارَةِ فیهِ ، وکلُّ أمرٍ مَنهیٍّ عنهُ مِن جِهَةٍ مِنَ الجِهاتِ فمُحَرَّمٌ علَی الإنسانِ إجارَةُ نفسِهِ فیهِ أو لَهُ أو
ص :480
شی ءٍ مِنهُ أو لَهُ إلّا لِمنفَعَةِ مَن استَأجَرتهُ کالذی یَستأجِرُ الأجیرَ یَحمِلُ لَهُ المِیتَةَ یُنجِیها عَن أذاهُ أو أذی غیرِهِ وما أشبَهَ ذلکَ .
والفَرقُ بینَ معنَی الولایَةِ والإجارَةِ - وإن کانَ کِلاهُما یَعمَلانِ بأجرٍ - أنّ مَعنَی الولایَةِ أن یَلِیَ الإنسانُ لوالی الوُلاةِ أو لِوُلاةِ الوُلاةِ فَیَلیَ أمرَ غیرِهِ فی التَّولیَةِ علَیهِ وتَسلیطِهِ وجَوازِ أمرِهِ ونَهیِهِ وقِیامِهِ مَقامَ الولی إلَی الرَّئیسِ أو مَقامَ وُکَلائهِ فی أمرِهِ وتَوکیدِهِ فی مَعونَتِهِ وتَسدیدِ ولایتِهِ وإن کانَ أدناهُم ولایةً فهُو والٍ علی مَن هُو والٍ علَیهِ یَجری مَجرَی الوُلاةِ الکِبارِ الذین یَلُونَ ولایةَ النّاسِ فی قَتلِهِم مَن قَتَلُوا وإظهارِ الجَورِ والفَسادِ .
وأمّا مَعنَی الإجارةِ فعلی ما فَسَّرنا مِن إجارَةِ الإنسانِ نفسَهُ أو ما یَملِکُهُ مِن قَبلِ أن یُؤاجِرَ (ا)لشَّی ءَ مِن غیرِهِ فهُو یَملِکُ یمینَهُ لأنّهُ لا یَلی (1) أمرَ نفسِهِ وأمرَ ما یَملِکُ قَبلَ أن یؤاجِرَهُ مِمَّن هو آجَرَهُ ، والوالی لا یَملِکُ مِن اُمورِ النّاسِ شیئاً إلّا بعدَ ما یَلی اُمورَهُم ویَملِکُ تولِیَتَهُم ، وکُلُّ مَن آجَرَ نفسَهُ أو آجَرَ ما یَملِکُ نفسَهُ أو یَلی أمرَهُ مِن کافِرٍ أو مؤمنٍ أو مَلِکٍ أو سُوقَةٍ علی ما فَسَّرنا مِمّا تَجوزُ الإجارَةُ فیهِ فحَلالٌ مُحَلَّلٌ فِعلُهُ وکَسبُهُ .
وأمّا تَفسیرُ الصِّناعاتِ :
فکُلُّ ما یَتَعَلَّمُ العِبادُ أو یُعَلِّمُونَ غیرَهُم مِن صُنوفِ الصِّناعاتِ ، مِثلُ الکِتابةِ والحِسابِ والتِّجارةِ والصِّیاغةِ والسِّراجةِ والبِناءِ والحِیاکةِ والقِصارةِ والخِیاطةِ وصَنعَةِ صُنوفِ التَّصاویرِ ما لم یَکن مِثلَ الرُّوحانیِّ وأنواعِ صُنوفِ الآلاتِ التی یَحتاجُ إلیها العِبادُ التی مِنها مَنافِعُهم وبها قِوامُهُم وفیها بُلغَةُ جَمیعِ حَوائجِهم فَحَلالٌ فعلُهُ وتعلیمُهُ والعملُ به وفیهِ لنفسِهِ أو لِغیرِهِ .
وإن کانتْ تلکَ الصِّناعَةُ وتلکَ الآلةُ قد یُستَعانُ بها علی وُجوهِ الفَسادِ ووُجوهِ المَعاصی ویکونُ مَعونَةً علَی
ص :481
الحَقِّ والباطِلِ فلا بأسَ بصِناعَتِهِ وتَعلیمِهِ ، نَظیرُ الکِتابةِ التی هِی علی وَجهٍ مِن وُجوهِ الفَسادِ مِن تَقویَةِ مَعونَةِ وُلاةِ وُلاةِ الجَورِ ، وکذلکَ السِّکِّینُ والسَّیفُ والرُّمحُ والقَوسُ وغیرُ ذلکَ مِن وُجوهِ الآلةِ التی قد تُصَرفُ إلی جِهاتِ الصَّلاحِ وجِهاتِ الفَسادِ وتکونُ آلةً ومَعونَةً علَیهِما ، فلا بأسَ بتَعلیمِهِ وتَعَلُّمِهِ وأخذِ الأجرِ علَیهِ وفیهِ والعملِ بهِ وفیهِ لِمَن کانَ لَهُ فیهِ جِهاتُ الصَّلاحِ مِن جَمیعِ الخَلائقِ ، ومُحرَّمٌ علَیهِم فیهِ تَصریفُهُ إلی جِهاتِ الفَسادِ والمَضارِّ ، فلیسَ علَی العالِمِ والمُتَعلِّمِ إثمٌ ولا وِزرٌ لِما فیهِ مِن الرُّجحانِ فی مَنافِعِ جِهاتِ صَلاحِهِم وقوامِهِم بهِ وبَقائهِم ، وإنّما الإثمُ والوِزرُ علَی المُتَصرِّفِ بها فی وُجوهِ الفَسادِ والحَرامِ ، وذلکَ إنّما حَرَّمَ اللَّهُ الصِّناعةَ التی حَرامٌ هی کُلُّها التی یَجی ءُ مِنها الفَسادُ مَحضاً ، نَظیرُ البَرابطِ والمَزامیرِ والشَّطرَنجِ وکُلِّ مَلهوٍّ بهِ والصُّلبانِ والأصنامِ وما أشبَهَ ذلکَ مِن صِناعاتِ الأشرِبَةِ الحَرامِ ، وما یکونُ منهُ وفیهِ الفَسادُ مَحضاً ولا یکونُ فیهِ ولا منهُ شی ءٌ مِن وُجوهِ الصَّلاحِ ، فحَرامٌ تَعلیمُهُ وتَعلُّمُه والعَمَلُ بهِ وأخذُ الأجرِ علَیهِ وجَمیعُ التَّقلُّبِ فیهِ مِن جَمیعِ وُجوهِ الحَرَکاتِ کُلِّها ، إلّا أن تکونَ صِناعَةً قد تَنصَرِفُ إلی جِهاتِ الصَّنائعِ وإن کانَ قد یُتَصرَّفُ بها ویُتَناوَلُ بها وَجهٌ مِن وُجوهِ المَعاصِی فلَعلَّهُ لِما فیهِ مِن الصَّلاحِ حَلَّ تَعلُّمُهُ وتَعلیمُهُ والعَمَلُ بهِ ویَحرُمُ علی مَن صَرَفَهُ إلی غیرِ وَجهِ الحَقِّ والصَّلاحِ .
فهذا تَفسیرُ بیانِ وَجهِ اکتِسابِ مَعائشِ العِبادِ وتَعلیمِهِم فی جَمیعِ وُجوهِ اکتِسابِهِم.
[ وُجوهُ إخراجِ الأموالِ وإنفاقِها ] :
أمّا الوُجوهُ التی فیها إخراجُ الأموالِ فی جَمیعِ وُجوهِ الحَلالِ المُفترَضُ علَیهِم ووُجوهُ النَّوافِلِ کُلُّها فأربَعةٌ وعِشرونَ وَجهاً ، مِنها سَبعَةُ وُجوهٍ علی خاصَّةِ نفسِهِ ، وخَمسَةُ وُجوهٍ
ص :482
علی مَن تَلزَمُهُ نفسَه ، وثلاثةُ وُجوهٍ مِمّا تَلزَمُهُ فیها مِن وُجوهِ الدِّینِ ، وخَمسَةُ وُجوهٍ مِمّا تَلزَمُهُ فیها مِن وُجوهِ الصِّلاتِ ، وأربَعةُ أوجُهٍ مِمّا تَلزَمُهُ فیها النَّفقَةُ مِن وُجوهِ اصطِناعِ المَعروفِ .
فأمّا الوُجوهُ التی تَلزَمُهُ فیها النَّفقَةُ علی خاصّةِ نفسِهِ فهِی مَطعَمُهُ ومَشرَبُهُ ومَلبَسُهُ ومَنکَحُهُ ومَخدَمُهُ وعَطاؤهُ فیما یَحتاجُ إلَیهِ مِن الاُجَراءِ علی مَرَمَّةِ مَتاعِهِ أو حَملِهِ أو حِفظِهِ ، وشی ءٌ یَحتاجُ إلَیهِ مِن نَحوِ مَنزلِهِ أو آلةٍ مِن الآلاتِ یَستَعینُ بها علی حَوائجِهِ .
وأمّا الوُجوهُ الخَمسُ التی تَجِبُ علَیهِ النَّفَقةُ لِمَن تَلزَمُهُ نَفسُهُ فعلی وُلْدِهِ ووالدَیهِ وامرَأتِهِ ومَملوکِهِ لازمٌ لَهُ ذلکَ فی حالِ العُسرِ والیُسرِ .
وأمّا الوُجوهُ الثلاثةُ المَفروضَةُ مِن وُجوهِ الدِّینِ فالزکاةُ المَفروضَةُ الواجِبَةُ فی کلِّ عامٍ ، والحَجُّ المَفروضُ ، والجِهادُ فی إبّانِهِ وزمانِهِ .
وأمّا الوُجوهُ الخَمسُ مِن وُجوهِ الصِّلاتِ النَّوافِلِ فَصِلَةُ مَن فَوقَهُ ، وصِلَةُ القَرابَةِ ، وصِلَةُ المؤمنینَ ، والتَّنفُّلُ فی وُجوهِ الصَّدَقةِ والبِرِّ والعِتقِ .
وأمّا الوُجوهُ الأربَعُ فقَضاءُ الدَّینِ ، والعاریَةِ ، والقَرضِ ، وإقراءُ الضَّیفِ ، واجِباتٌ فی السُّنَّةِ .
[ ما یَحِلُّ لِلإنسانِ أکلُهُ ] :
فأمّا ما یَحِلُّ ویَجوزُ للإنسانِ أکلُهُ مِمّا أخرَجَتِ الأرضُ فثلاثةُ صُنوفٍ مِن الأغذیَةِ :
صِنفٌ مِنها جَمیعُ الحَبِّ کُلِّهِ مِن الحِنطَةِ والشَّعیرِ والأرزِ والحِمَّصِ وغیرِ ذلکَ مِن صُنوفِ الحَبِّ وصُنوفِ السَّماسِمِ وغیرِها ، کُلُّ شَی ءٍ مِن الحَبِّ مِمّا یکونُ فیهِ غِذاءُ الإنسانِ فی بَدَنِهِ وقُوتِهِ فحَلالٌ أکلُهُ ، وکلُّ شَی ءٍ تکونُ فیهِ المَضَرَّةُ علَی الإنسانِ فی بَدَنِهِ فحَرامٌ أکلُهُ إلّا فی حالِ الضَّرورَةِ .
ص :483
والصِّنفُ الثانی ممّا أخرَجَتِ الأرضُ مِن جَمیعِ صُنوفِ الثِّمارِ کُلِّها مِمّا یکونُ فیهِ غِذاءُ الإنسانِ ومَنفعَةٌ لَهُ وقُوتُهُ بهِ فحَلالٌ أکلُهُ ، وما کانَ فیهِ المَضَرَّةُ علَی الإنسانِ فی أکلِهِ فحَرامٌ أکلُهُ .
والصِّنفُ الثالثُ جَمیعُ صُنوفِ البُقُولِ والنَّباتِ وکُلُّ شَی ءٍ تُنبِتُ الأرضُ مِن البُقولِ کُلِّها مِمّا فیهِ مَنافِعُ الإنسانِ وغِذاءٌ لَهُ فحَلالٌ أکلُهُ ، وما کانَ مِن صُنوفِ البُقولِ مِمّا فیهِ المَضَرَّةُ علَی الإنسانِ فی أکلِهِ نَظیرُ بُقُولِ السُّمومِ القاتِلَةِ ونَظیرُ الدِّفْلی وغیرِ ذلکَ مِن صُنوفِ السَّمِّ القاتِلِ فحَرامٌ أکلُهُ .
وأمّا ما یَحِلُّ أکلُهُ مِن لُحومِ الحَیَوانِ : فَلُحومُ البَقَرِ والغَنَمِ والإبِلِ ، وما یَحِلُّ مِن لُحومِ الوَحشِ وکُلُّ ما لیسَ فیهِ نابٌ ولا لَهُ مِخلَبٌ . وما یَحِلُّ مِن أکلِ لُحومِ الطَّیرِ کُلِّها : ما کانَت لَهُ قانِصَةٌ فحَلالٌ أکلُهُ ، وما لم یَکُن لَهُ قانِصَةٌ فَحَرامٌ أکلُهُ . ولا بأسَ بِأکلِ صُنوفِ الجَرادِ .
وأمّا ما یَجوزُ أکلُهُ مِن البَیضِ : فکُلُّ ما اختَلَفَ طَرَفاهُ فحَلالٌ أکلُهُ ، وما استَوی طَرَفاهُ فَحَرامٌ أکلُهُ .
وما یَجوزُ أکلُهُ مِن صَیدِ البَحرِ مِن صُنوف السَّمَکِ : ما کانَ له قُشُورٌ فَحَلالٌ أکلُهُ ، وما لم یَکُن لَهُ قُشُورٌ فَحَرامٌ أکلُهُ .
وما یَجوزُ مِن الأشرِبَةِ مِن جَمیعِ صُنوفِها : فما لا یُغَیِّرُ العَقلَ کثیرُهُ فلا بَأسَ بشُربِهِ ، وکُلُّ شَی ءٍ مِنها یُغیِّرُ العَقلَ کثیرُهُ فالقَلیلُ مِنهُ حَرامٌ .
وما یَجوزُ مِن اللِّباسِ : فکُلُّ ما أنبَتَتِ الأرضُ فلا بَأسَ بلُبسِهِ والصَّلاةِ فیه ، وکُلُّ شَی ءٍ یَحِلُّ لَحمُهُ فلا بأسَ بلُبسِ جِلدِهِ الذَّکِیِّ مِنهُ وصُوفِهِ وشَعرِهِ ووَبَرِهِ ، وإن کانَ الصُّوفُ والشَّعرُ والرِّیشُ والوَبَرُ مِن المِیتَةِ وغیرِ المِیتَةِ ذَکِیّاً فلا بأسَ بلُبسِ ذلکَ والصَّلاةِ فیهِ .
وکُلُّ شَی ءٍ یکونُ غِذاءُ الانسانِ فی مَطعَمِهِ ومَشرَبِهِ أو مَلبَسُهُ فلا تَجوزُ الصلاةُ علَیهِ ، ولا السُّجودُ إلّا ما کانَ
ص :484
مِن نَباتِ الأرضِ مِن غیرِ ثَمَرٍ قبلَ أن یَصیرَ مَغزولاً ، فإذا صارَ غَزلاً فلا تَجوزُ الصلاةُ علَیهِ إلّا فی حالِ ضَرورَةٍ .
أمّا ما یَجوزُ مِن المناکحِ فأربَعةُ وُجوهٍ : نِکاحٌ بمِیراثٍ ، ونِکاحٌ بغیرِ مِیراثٍ ، ونِکاحُ الیَمینِ ، ونِکاحٌ بتَحلیلٍ مِن المُحلِّلِ لَهُ مَن مَلَکَ مَن یَملِکُ.
وأمّا ما یَجوزُ مِن المِلکِ والخِدمَةِ : فَسِتَّةُ وُجوهٍ : مِلکُ الغَنیمَةِ ، ومِلکُ الشِّراءِ ، ومِلکُ المِیراثِ ، ومِلکُ الهِبَةِ ، ومِلکُ العاریَةِ ، ومِلک الأجرِ .
فهذهِ وُجوهُ ما یَحِلُّ وما یَجوزُ للإنسانِ إنفاقُ مالِهِ وإخراجُهُ بجِهَةِ الحَلالِ فی وُجوهِهِ ، وما یَجوزُ فیه التَّصرُّفُ والتَّقلُّبُ مِن وُجوهِ الفَریضَةِ والنّافِلَةِ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ما أکَلَ أحَدٌ طَعاماً قطُّ خَیراً مِن أن یَأکُلَ مِن عَمَلِ یَدِهِ ، وإنّ نَبیَّ اللَّهِ داوودَ کانَ یَأکُلُ مِن عَمَلِ یَدِهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما أکَلَ العَبدُ طَعاماً أحَبَّ إلَی اللَّهِ تعالی مِن کَدِّ یَدِهِ ، ومَن باتَ کالّاً مِن عَمَلِهِ باتَ مَغفوراً لَهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ داوودَ النَّبیَّ کانَ لا یَأکُلُ إلّا مِن کَسبِ یَدِهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أزکی الأعمالِ کَسبُ المَرءِ بیَدِهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أطیَبُ الکَسبِ عَمَلُ الرجُلِ بیَدِهِ وکُلُّ بَیعٍ مَبرورٍ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أفضَلُ الکَسبِ بَیعٌ مَبرورٌ وعَمَلُ الرجُلِ بیَدِهِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ الکَسبِ کَسبُ یَدَیِ العامِلِ إذا نَصَحَ .(9)
ص :485
کتاب من لا یحضره الفقیه : کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام یَخرُجُ فی الهاجِرَةِ فی الحاجَةِ قد کُفِیَها یُریدُ أن یَراهُ اللَّهُ تعالی یُتعِبُ نفسَهُ فی طَلَبِ الحَلالِ .(1)
بحار الأنوار : رُویَ أنَّ حَوارِیِّی عیسی علیه السلام کانوا إذا جاعُوا قالوا : یا رُوحَ اللَّهِ جُعْنا ، فَیَضرِبُ بیَدِهِ علَی الأرضِ - سَهلاً کان أو جَبَلاً - فَیُخرِجُ لِکُلِّ إنسانٍ مِنهُم رَغِیفَینِ یَأکُلُهُما ، فإذا عَطِشُوا قالوا : یا رُوحَ اللَّهِ عَطِشْنا ، فَیَضرِبُ بیَدِهِ علی الأرضِ - سَهلاً کان أو جَبَلاً - فَیُخرِجُ ماءً فَیَشرَبُونَ، قالوا : یا رُوحَ اللَّهِ ، مَن أفضَلُ مِنّا ؟ إذا شِئنا أطعَمتَنا ، وإذا شِئنا سَقَیتَنا ، وقد آمَنّا بکَ واتَّبَعناکَ ! قالَ : أفضَلُ مِنکُم مَن یَعَملُ بیَدِهِ ، ویَأکُلُ مِن کَسبِهِ ، فصاروا یَغسِلُونَ الثِّیابَ بالکِراءِ .(2)
داوود علیه السلام - لَمّا مَرَّ بِإسکافٍ - : یا هذا اِعمَلْ وکُل ، فَإنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مَن یَعمَلُ ویَأکُلُ ، ولا یُحِبُّ مَن یَأکُلُ ولا یَعمَلُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام أعتَقَ ألفَ مَملوکٍ مِن کَدِّ یَدِهِ .(4)
عنه علیه السلام : أوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلی داوودَ علیه السلام : إنّکَ نِعمَ العَبدُ لولا أنّکَ تَأکُلُ مِن بَیتِ المالِ ولا تَعمَلُ بِیَدِکَ شیئاً! قالَ: فبکی داوودُ علیه السلام أربَعینَ صَباحاً ، فأوحَی اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلَی الحَدیدِ : أنْ لِنْ لِعَبدی داوودَ ، فَألانَ اللَّهُ تعالی لَهُ الحَدیدَ ، فکانَ یَعمَلُ کلَّ یَومٍ دِرعاً فَیَبیعُها بألفِ دِرهَمٍ ، فَعَمِلَ ثلاثَمِائةٍ وسِتِّینَ دِرعاً ، فباعَها بثلاثِمِائةٍ وسِتِّینَ ألفاً، واستَغنی عن بَیتِ المالِ .(5)
عنه علیه السلام : لا تَکسَلُوا فی طَلَبِ مَعایِشِکُم ؛ فإنّ آباءَنا کانوا یَرکُضُونَ فیها ویَطلُبُونَها .(6)
الکافی عَن أبی عبدِ اللَّه علیه السلام: إنّ محمّدَ بنَ المُنکَدِرِ کانَ یقولُ : ما کنتُ أری أنَّ علیَّ بنَ الحسینِ علیهما السلام یَدَعُ خَلَفاً أفضَلَ مِنهُ حتّی رأیتُ ابنَهُ محمّدَ بنَ علیٍ علیهما السلام ، فأرَدتُ أن أعِظَهُ فَوَعَظَنی ! فقالَ لَهُ
ص :486
أصحابُهُ : بأیِّ شی ءٍ وَعَظَکَ ؟ قالَ: خَرَجتُ إلی بعضِ نَواحی المَدینةِ فی ساعَةٍ حارَّةٍ فَلَقِیَنیِ أبو جعفرٍ محمّدُ ابنُ علیٍّ وکانَ رجُلاً بادِناً ثَقیلاً وهُو مُتَّکِئٌ علی غُلامَینِ أسوَدَینِ أو مَولَیَینِ ، فقلتُ فی نَفسِی : سبحانَ اللَّهِ ! شَیخٌ مِن أشیاخِ قُرَیشٍ فی هذهِ الساعَةِ علی هذهِ الحالِ فی طَلَبِ الدُّنیا ! أما لَأعِظَنَّهُ .
فَدَنَوتُ منه فَسَلَّمْتُ علَیهِ ، فَرَدَّ علیَّ السَّلامَ بِنَهَرٍ وهُو یَتَصابُّ عَرَقاً ، فقلتُ : أصلَحَکَ اللَّهُ ، شَیخٌ مِن أشیاخِ قُرَیشٍ فی هذهِ الساعَةِ علی هذهِ الحالِ فی طَلَبِ الدُّنیا ؟! أرأیتَ لو جاءَ أجَلُکَ وأنتَ علی هذهِ الحالِ ما کنتَ تَصنَعُ ؟ !
فقالَ : لو جاءَنی المَوتُ وأنا علی هذِهِ الحالِ جاءَنی وأنا فی طاعَةٍ مِن طاعَةِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ أکُفُّ بها نَفسی وعِیالی عنکَ وعنِ النّاسِ ، وإنّما کنتُ أخافُ أن لو جاءَنی المَوتُ وأنا علی مَعصیَةٍ مِن مَعاصِی اللَّهِ .
فقلتُ : صَدَقتَ یَرحَمُکَ اللَّهُ ، أرَدتُ أن أعِظَکَ فَوَعَظتَنی !(1)
کتاب من لا یحضره الفقیه عن الفَضل ابن أبی قُرَّةَ : دَخَلنا علی أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام وهُو یَعمَلُ فی حائطٍ لَهُ ، فقُلنا : جَعَلَنا اللَّهُ فِداکَ ، دَعْنا نَعمَلْ لکَ أو تَعمَلْهُ الغِلمانُ ، قالَ : لا ، دَعُونی فإنّی أشتَهی أن یَرانیَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ أعمَلُ بِیَدی وأطلُبُ الحلالَ فی أذی نَفسِی .(2)
کتاب من لا یحضره الفقیه عن علیِّ بنِ أبی حَمزةَ : رأیتُ أبا الحسنِ علیه السلام یَعمَلُ فی أرضٍ لَهُ وقَد استَنقَعَت قَدَماهُ فی العَرَقِ، فقلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداکَ، أینَ الرِّجالُ ؟ !
فقال : یا علیُّ ، عَمِلَ بالیَدِ مَن هُو خَیرٌ مِنّی ومِن أبی فی أرضِهِ ، فقلتُ لَهُ : مَن هُو ؟ فقال : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وأمیرُ المؤمنینَ وآبائی علیهم السلام کُلُّهُم قد عَمِلُوا بِأیدِیهِم ، وهُو مِن عَمَلِ النَّبیِّینَ والمَرسَلینَ والصالِحینَ .(3)
ص :487
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : جاء رجلٌ إلی النبیّ صلی اللَّه علیه وآله فقال : یا رسولَ اللَّهِ قد عَلَّمتُ ابنی هذا الکتابَ ففی أیِّ شی ءٍ اُسَلِّمُهُ ؟ فقالَ : سَلِّمْهُ للَّهِ أبوکَ ، ولا تُسَلِّمْهُ فی خَمسٍ : لا تُسَلِّمْهُ سَیّاءً ، ولا صایغاً ، ولا قَصّاباً ، ولا حَنّاطاً ، ولا نَخّاساً .
فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وما السَّیّاءُ ؟ قالَ : الذی یَبیعُ الأکفانَ ویَتَمَنّی مَوتَ اُمَّتی ، ولَلمَولُودُ مِن اُمَّتی أحَبُّ إلَیَّ ممّا طَلَعَت علَیهِ الشَّمسُ ، وأما الصائغُ فإنّهُ یُعالِجُ غَبنَ اُمّتی ، فأمّا القَصّابُ فإنّهُ یَذبَحُ حتّی تَذهَبَ الرَّحمَةُ مِن قَلبِهِ ، وأمّا الحَنَّاطُ فإنّهُ یَحتَکِرُ الطَّعامَ علی اُمَّتی ، ولَأن یَلقَی اللَّهُ العَبدَ سارِقاً أحَبُّ إلیَّ مِن أن یَلقاهُ قدِ احتَکَرَ طَعاماً أربَعینَ یَوماً . وأمّا النَّخّاسُ فإنّهُ أتانی جَبَرئیلُ علیه السلام فقالَ : یا محمّدُ ، إنَّ شِرارَ اُمَّتِکَ الذینَ یَبیعُونَ النّاسَ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : وَیلٌ لِتُجّارِ اُمَّتی مِن لا وَاللَّهِ وبَلی واللَّهِ ، ووَیلٌ لِصُنّاعِ اُمّتی مِن الیَومِ وغَدٍ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طُوبی لِمَن ذَلَّ فی نفسِهِ ، وطابَ کَسبُهُ ، وصَلُحَت سَریرَتُهُ ، وَحَسُنَت خَلیقَتُهُ ، وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ، وأمسَکَ الفَضلَ مِن لِسانِهِ .(5)
عنه علیه السلام : یابنَ آدمَ ، ما کَسَبتَ فَوقَ قُوتِکَ فَأنتَ فیه خازِنٌ لِغَیرِکَ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ : ما بالُ أصحابِ عیسی علیه السلام کانوا یَمشُونَ علی الماءِ ولیسَ ذلکَ فی أصحابِ محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله ؟ - : إنَّ أصحابَ عیسی علیه السلام کُفُوا المَعاشَ وإنّ هؤلاءِ ابتُلُوا بالمَعاشِ .(7)
عنه علیه السلام: کَسبُ الحَرامِ یَبینُ فی الذُّرِّیَّةِ .(8)
ص :488
تهذیب الأحکام عن محمّد بن عذافِر : أعطی أبو عبداللَّهِ علیه السلام لأبی ألفاً وسبعَمِائةِ دِینارٍ وقالَ لَهُ : اِتَّجِرْ لی بها .
ثُمّ قالَ : أما إنّهُ لیسَ لی رَغبَةٌ فی رِبحِها وإن کانَ الرِّبحُ مَرغوباً فیهِ ، ولکنْ أحبَبتُ أن یَرانِیَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ مُتَعرِّضاً لِفَوائدِهِ .(1)
ص :489
ص :490
ص :492
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ مِن أبغَضِ الرِّجالِ إلَی اللَّهِ تعالی لَعَبداً وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نفسِهِ ، جائراً عن قَصدِ السَّبیلِ ، سائراً بغیرِ دَلیلٍ ، إن دُعِیَ إلی حَرثِ الدُّنیا عَمِلَ ، وإن دُعِیَ إلی حَرثِ الآخِرَةِ کَسِلَ .(1)
عنه علیه السلام : إنَّ الأشیاءَ لمّا ازدَوَجَتْ ازدَوَجَ الکَسَلُ والعَجزُ فَنَتجا بَینَهُما الفَقرَ .(2)
عنه علیه السلام : آفةُ النُّجْحِ الکَسَلُ .(3)
عنه علیه السلام : المؤمنُ یرغَبُ فیما یَبقی ، ویَزهَدُ فیما یَفنی ... بَعیدٌ کَسَلُهُ ، دائمٌ نَشاطُهُ .(4)
عنه علیه السلام : علَیکَ بِإدمانِ العَمَلِ فی النَّشاطِ والکَسَلِ .(5)
عنه علیه السلام : لا تَتَّکِلْ فی اُمورِکَ علی کَسلانَ .(6)
عنه علیه السلام : مَن دامَ کَسَلُهُ خابَ أمَلُهُ .(7)
عنه علیه السلام : الکَسَلُ یُفسِدُ الآخِرَةَ .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الکَسَلُ یُضِرُّ بالدِّینِ والدُّنیا .(9)
عنه علیه السلام : إنّی لَاُبغِضُ الرجُلَ - أو اُبغِضُ للرَّجُلِ - أن یَکونَ کَسلانَ عن أمرِ دُنیاهُ ، ومَن کَسِلَ عَن أمرِ دُنیاهُ فهُو عن أمرِ آخرتِهِ أکسَلُ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن کَسِلَ عن طَهُورِهِ وصلاتِهِ فلیسَ فیهِ خَیرٌ لِأمرِ آخرَتِهِ ، ومَن کَسِلَ عمّا یُصلِحُ بهِ أمرَ مَعیشَتِهِ فلیسَ فیهِ خیرٌ لِأمرِ دنیاهُ .(11)
عنه علیه السلام : إن کانَ الثَّوابُ مِن اللَّهِ فالکَسَلُ لِماذا ؟ !(12)
عنه علیه السلام : لاتَستَعِنْ بِکَسلانَ، ولاتَستَشیرَنَّ عاجِزاً .(13)
عنه علیه السلام: عَدُوُّالعَمَلِ الکَسَلُ .(14)
ص :493
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: یا علیُّ... إیّاکَ وخَصلَتَینِ: الضَّجرَةُ والکَسَلُ ؛ فإنّکَ إن ضَجِرتَ لم تَصبِرْ علی حَقٍّ ، وإن کَسِلتَ لم تُؤَدِّ حَقّاً .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکُم والکَسَلَ ؛ فإنّه مَن کَسِلَ لم یُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: إیّاکَ والکَسَلَ والضَّجَرَ؛ فإنّهُما مِفتاحُ کُلِّ شَرٍّ ، مَن کَسِلَ لم یُؤَدِّ حَقّاً ، ومَن ضَجِرَ لم یَصبِرْ علی حَقٍّ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاکَ وخَصلَتَینِ : الضَّجَرُ والکَسَلُ ؛ فإنّکَ إن ضَجِرتَ لم تَصبِرْ علی حَقٍّ ، وإن کَسِلتَ لم تُؤَدِّ حقّاً .(4)
عنه علیه السلام - لِبَعضِ وُلدِهِ - : إیّاکَ والکَسَلَ والضَّجَرَ ؛ فإنّهما یَمنَعانِکَ مِن حَظِّکَ مِن الدُّنیا والآخِرَةِ .(5)
عنه علیه السلام : إیّاکُم والکَسَلَ ، إنَّ رَبَّکُم رَحیمٌ یَشکُرُ القَلیلَ ، إنّ الرجُلَ لَیُصَلِّی الرَّکعَتَینِ تَطَوُّعاً یُریدُ بِهِما وَجهَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ فَیُدخِلُهُ اللَّهُ بِهِما الجَنَّةَ ، وإنّهُ یَتَصَدَّقُ بالدِّرهَمِ تَطَوُّعاً یُریدُ بهِ وَجهَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ فَیُدخِلُهُ اللَّهُ بهِ الجَنَّةَ .(6)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام: إیّاکَ والکَسَلَ والضَّجَرَ ؛ فإنّکَ إن کَسِلتَ لم تَعمَلْ ، وإن ضَجِرتَ لم تُعطِ الحَقَّ .(7)
عنه علیه السلام : إیّاکَ والضَّجَرَ والکسلَ ؛ فإنّهُما یَمنَعانِکَ حَظَّکَ مِن الدُّنیا والآخِرَةِ .(8)
عنه علیه السلام : التَّوانی إضاعَةٌ .(1)
عنه علیه السلام : التَّوانی فَوتٌ .(2)
عنه علیه السلام : بالتَّوانی یکونُ الفَوتُ .(3)
عنه علیه السلام : مَن تَرَکَ العُجبَ والتَّوانیَ لم یَنزِلْ بهِ مَکروهٌ .(4)
عنه علیه السلام : التَّوانی سَجِیَّةُ النَّوکی .(5)
عنه علیه السلام : مَن أطاعَ التَّوانِیَ أحاطَت بهِ النَّدامَةُ .(6)
عنه علیه السلام : ضادُّوا التَّوانِیَ بالعَزمِ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إیّاکَ والتَّوانِیَ فیما لا عُذرَ لکَ فیهِ ، فإلَیهِ یَلجَأُ النّادِمُونَ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا علامةُ الکَسلانِ فأربَعةٌ : یَتَوانی حتّی یُفرِّطَ ، ویُفَرِّطُ حتّی یُضیِّعَ ، ویُضَیِّعُ حتّی یَأثَمَ ، ویَضجَرُ .(9)
لُقمانُ علیه السلام - لابنِهِ - : لِلکَسلانِ ثَلاثُ علاماتٍ : یَتوانی حتّی یُفرِّطَ ، ویُفرِّطُ حتّی یُضِیّعَ ، ویُضَیِّعُ حتّی یَأثَمَ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَأخیرُ العَمَلِ عُنوانُ الکَسَلِ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی الدُّعاءِ - : امنُنْ علَینا بالنَّشاطِ ، وأعِذْنا مِن الفَشَلِ والکَسَلِ والعَجزِ والعِلَلِ والضَّررِ والضَّجَرِ والمَلَلِ .(12)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - أیضاً - : اللّهُمّ إنّی أعوذُ بکَ مِن الهَمِّ والحُزنِ والعَجزِ والکَسَلِ .(13)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - أیضاً - : حَبِّب إلَیَّ ما تُحِبُّ مِن القَولِ والعَمَلِ حتّی أدخُلَ فیهِ بِلَذّةٍ وأخرُجَ مِنهُ بِنَشاطٍ ، وأدعُوَکَ فیهِ بنَظَرِکَ مِنّی إلَیهِ .(14)
عنه علیه السلام - فی دعاءِ مَکارمِ الأخلاقِ - : ولا تَبتَلیَنِّی بالکَسَلِ عن عِبادَتِکَ ، ولا العَمی عن سبیلِکَ ، ولا بالتعرُّضِ لخِلافِ مَحَبَّتِکَ .(15)
ص :495
الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی الدُّعاءِ للحُجّةِ ابنِ الحَسَنِ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ - : ولا تَبتَلِنا فی أمرِهِ بالسَّأَمةِ والکَسَلِ والفَترَةِ والفَشَلِ ، واجعَلْنا مِمَّن تَنتَصِرُ بهِ لِدِینِکَ .(1)
ص :496
ص :498
الکتاب :
(وَالَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَی الظُّلُماتِ) .(1)
(وَالَّذِینَ کَفَرُوا أَعْمالُهُمْ کَسَرَابٍ بِقِیعَةٍ یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً ... وَمَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) .(2)
(إِنْ تَکْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌ عَنْکُمْ وَلَا یَرْضَی لِعِبَادِهِ الکُفْرَ) .(3)
(وَقالَ مُوسَی إِنْ تَکْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِی الأَرْضِ جَمِیْعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِیٌّ حَمِیدٌ) .(4)
(وَمَنْ یَکْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِیداً) .(5)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِأصحابِهِ عندَ الحَربِ - : فَوالّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمَةَ ، ما أسلَمُوا ولکنِ استَسلَمُوا ، وأسَرُّوا الکُفرَ، فلمّا وَجَدُوا أعواناً علَیهِ أظهَرُوهُ .(6)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کلُّ شَی ءٍ یَجُرُّهُ الإنکارُ والجُحودُ فهُو الکُفرُ .(7)
الکافی : قالَ الإمام الباقر علیه السلام : واللَّه إنَّ الکُفرَ لَأقدَمُ مِن الشِّرکِ ، وأخبَثُ وأعظَمُ - ثمّ ذَکَرَ کُفرَ إبلیسَ حینَ قالَ اللَّهُ لَهُ : اُسجُدْ لآدمَ فأبی أن یَسجُدَ - فالکفرُ أعظَمُ مِن الشِّرکِ ، فَمَنِ اختارَ(8) علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ وأبَی الطاعَةَ وأقامَ علَی الکبائرِ فهُو کافِرٌ ، ومَن نَصَبَ دِیناً غیرَ دِینِ المؤمنینَ فهُو مُشرِکٌ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَعنَی الکُفرِ کُلُّ مَعصیَةٍ عُصِیَ اللَّهُ بها بجِهَةِ الجَحدِ والإنکارِ والاستِخفافِ والتَّهاوُنِ فی کلِّ ما دَقَّ وجَلَّ ، وفاعِلُهُ کافِرٌ ... فإن کانَ هُو الذی مالَ بِهَواهُ إلی وَجهٍ مِن وُجوهِ المَعصیَةِ لجِهَةِ الجُحودِ والاستِخفافِ والتَّهاوُنِ فقد کَفَرَ ، وإن هُو مالَ بِهَواهُ إلَی التَّدیُّنِ لجِهَةِ التأویلِ
ص :499
والتَّقلیدِ والتَّسلیمِ والرِّضا بقَولِ الآباءِ والأسلافِ فقد أشرَکَ .(1)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ الکُفرِ والشِّرکِ : أیُّهُما أقدَمُ ؟ - : الکُفرُ أقدَمُ ، وذلکَ أنَّ إبلیسَ أوَّلُ مَن کَفَرَ وکانَ کُفرُهُ غیرَ شِرکٍ ، لأنّهُ لم یَدعُ إلی عِبادَةِ غیرِ اللَّهِ ، وإنّما دَعا إلی ذلکَ بَعدُ فَأشرَکَ .(2)
عنه علیه السلام - لِهیثَمٍ التَّمیمیِّ - : یا هَیثمُ التَّمیمیُّ ، إنّ قَوماً آمَنوا بالظاهِرِ وکَفَروا بالباطِنِ فلم یَنفَعْهُم شی ءٌ ، وجاءَ قَومٌ مِن بَعدِهِم فآمَنوا بالباطِنِ وکَفَرُوا بالظاهِرِ فلم یَنفَعْهُم ذلکَ شیئاً ، ولا إیمانَ بظاهِرٍ إلّا بباطِنٍ ، ولا بباطِنٍ إلّا بظاهِرٍ .(3)
الکافی عن مُوسی بن بُکیر : سألت أبا الحسنَ علیه السلام عنِ الکُفرِ والشِّرکِ ، أیُّهما أقدَمُ ؟ فقالَ لی : ما عَهدی بکَ تُخاصِمُ النّاسَ ! قلتُ : أمَرَنی هِشامُ بنُ سالِمٍ أن أسألَکَ عن ذلکَ ، فقالَ لی : الکُفرُ أقدَمُ وهُو الجُحودُ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إلّا إبْلیسَ أبَی واستَکْبَرَ وکانَ مِن الکافِرِینَ )(4).(5)
الکافی : قالَ الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کُلُّ شَی ءٍ یَجُرُّهُ الإقرارُ والتَّسلیمُ فهُو الإیمانُ ، وکُلُّ شَی ءٍ یَجُرُّهُ الإنکارُ والجُحودُ فهُو الکُفرُ .(6)
وفی روایةٍ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : لو أنّ العِبادَ إذا جَهِلُوا وَقَفُوا ولم یَجحَدُوا لم یَکفُروا .(7)
الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام - فی قَولِ إبراهیمَ علیه السلام إذ رَآی کَوکباً : (هذا رَبِّی)(8) - : إنّما کانَ طالِباً لِرَبِّهِ ولم یَبلُغْ کُفراً ، وإنّهُ مَن فَکَّرَ مِن النّاسِ فی مِثلِ ذلکَ فإنّهُ بمَنزِلَتِهِ .(9)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ فَرَضَ فَرائضَ مُوجَباتٍ علَی العِبادِ ، فَمَن تَرَکَ فَریضَةً مِن المُوجَباتِ فلم یَعمَلْ بها وجَحَدَها کانَ کافِراً .(10)
ص :500
عنه علیه السلام : مَن شَکَّ فی اللَّهِ وفی رسولِهِ صلی اللَّه علیه وآله فهُو کافِرٌ .(1)
الکافی عن منصورِ بنِ حازِمٍ : قلتَ لأبی عبدِاللَّه علیه السلام مَن شَکَّ فی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ؟ قالَ : کافِرٌ ، قلتُ : فَمَن شَکَّ فی کُفرِ الشاکِّ فهو کافِرٌ ؟ فَأمسَکَ عَنِّی ، فَرَدَدتُ علَیهِ ثلاثَ مَرّاتٍ فاستَبَنتُ فی وَجهِهِ الغَضَبَ .(2)
الکافی عن محمّدِ بنِ مُسلمٍ : کُنتُ عندَ أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام... فَدخلَ علیهِ أبو بَصیرٍ فقالَ : یا أبا عبداللَّه ما تقولُ فیمَن شَکَّ فی اللَّهِ ؟ فقالَ : کافِرٌ یا أبا محمّدٍ ، قالَ : فَشَکَّ فی رسولِ اللَّهِ ؟ فقالَ : کافِرٌ، - قالَ : - ثُمّ التَفَتَ إلی زُرارَةَ فقالَ : إنّما یَکفُرُ إذا جَحَدَ .(3)
الکتاب :
(یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْناکُمْ مِن قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا بَیْعٌ فِیهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفاعَةٌ وَالْکافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .(5)
(وَاللَّهُ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ) .(6)
(وَکَذَلِکَ أَنْزَلْنا إِلَیْکَ الْکِتابَ فَالَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤلاءِ مَن یُؤْمِنُ بِهِ وَما یَجْحَدُ بآیاتِنا إِلَّا الکافِرُونَ) .(7)
(بَلْ هُوَ آیاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما یَجْحَدُ بِآیاتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ) .(8)
(وَمَن یَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا یُفْلِحُ الْکافِرُونَ) .(9)
(یَسْتَعْجِلُونَک بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ) .(10)
(إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ وَالَّذِینَ کَفَرُوا یَتَمَتَّعُونَ وَیَأْکُلُونَ کَما تَأْکُلُ الأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْویً لَّهُمْ) .(11)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الدُّنیا سِجنُ المؤمنِ وجَنَّةُ الکافِرِ .(12)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکافِرُ الدُّنیا جَنَّتُهُ ، والعاجِلَةُ هِمَّتُهُ ، والمَوتُ شَقاوَتُهُ ، والنّارُ غایَتُهُ .(13)
ص :501
عنه علیه السلام : الکافِرُ خَبٌّ ضَبٌّ جافٍ خائنٌ .(1)
عنه علیه السلام : الکافِر خَبٌّ لَئیمٌ ، خَؤونٌ ، مَغرورٌ بجَهلِهِ ، مَغبونٌ .(2)
عنه علیه السلام : هَمُّ الکافِرِ لِدُنیاهُ ، وَسَعیُهُ لِعاجِلَتِهِ ، وغایَتُهُ شَهوَتُهُ .(3)
عنه علیه السلام : الکافِرُ فاجِرٌ جاهِلٌ .(4)
عنه علیه السلام : ما کَفَرَ الکافِرُ حتّی جَهِلَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (عُتُلٍّ بَعدَ ذلکَ زَنِیمٍ)(6) - : العُتُلُّ العَظیمُ الکُفرِ ، والزَّنیمُ المُستَهتَرُ بکُفرِهِ .(7)
رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : أدنَی الکُفرِ أن یَسمَعَ الرجلُ عن أخیهِ الکَلِمَةَ فَیَحفَظَها علَیهِ یُریدُ أن یَفضَحَهُ بها ، اُولئکَ لا خَلاقَ لَهُم .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی جَوابِ مَن سَألهُ عن أدنی ما یکونُ بهِ الرجلُ کافراً - : أدنی ما یکونُ بهِ کافراً أن یَتَدَیَّنَ بشی ءٍ فَیَزعُمَ أنَّ اللَّهَ أمرَهُ بهِ مِمّا نَهَی اللَّهُ عَنهُ ، ثُمّ یَنصِبَهُ دِیناً فیَتَبرَّأ ویَتَولَّی ویَزعُمَ أنّهُ یَعبُدُ اللَّهَ الذی أمَرَهُ بهِ .(10)
عنه علیه السلام : أدنی ما یکونُ بهِ العَبدُ کافِراً مَن زَعَمَ أنَّ شیئاً نَهَی اللَّهُ عَنهُ أنَّ اللَّهَ أمَرَ بهِ ونَصَبَهُ دِیناً یَتَولَّی علَیهِ ، ویَزعُمُ أنّهُ یَعبُدُ الذی أمَرَهُ بهِ ، وإنّما یَعبُدُ الشیطانَ .(11)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ أقرَبَ ما یکونُ العَبدُ إلَی الکُفرِ أن یُؤاخیَ الرجُلَ علَی الدِّینِ فَیُحصیَ علَیهِ عَثَراتِهِ وزَلّاتِهِ لِیُعَنِّفَهُ بها یَوماً مّا .(12)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن أدنَی الإلحادِ - : الکِبرُ مِنهُ .(13)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عن مَنزِلَةِ رجُلٍ إن حَدَّثَ کَذَبَ ، وإن وَعَدَ أخلَفَ ، وإن ائتُمِنَ خانَ - : هِی أدنَی المَنازِلِ مِن
ص :502
الکُفرِ ولیسَ بکافِرٍ .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أرکانُ الکُفرِ أربَعةٌ : الرَّغبَةُ، والرَّهبَةُ، والسَّخَطُ، والغَضَبُ.(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکُفرُ علی أربَعِ دَعائمَ : علَی التَّعَمُّقِ ، والتَّنازُعِ ، والزَّیغِ ، والشِّقاقِ ، فمَن تَعَمَّقَ لم یُنِبْ إلَی الحَقِّ ، ومَن کَثُرَ نِزاعُهُ بالجَهلِ دامَ عَماهُ عنِ الحَقِّ ، ومَن زاغَ ساءَت عندَهُ الحَسَنةُ ، وحَسُنَت عِندَهُ السَّیّئةُ ، وسَکِرَ سُکرَ الضَّلالَةِ ، ومَن شاقَّ وعُرَتْ علَیهِ طُرُقُهُ ، وأعضَلَ علَیهِ أمرُهُ ، وضاقَ علَیهِ مَخرَجُهُ .(4)
عنه علیه السلام : بُنِیَ الکفرُ علی أربَعِ دَعائمَ : الفِسقُ ، والغُلوُّ ، والشَّکُّ ، والشُّبهَةُ .(5)
عنه علیه السلام : بُنِیَ الکُفرُ علی أربَعِ دَعائمَ : علَی الجَفاءِ، والعَمی ، والغَفلَةِ، والشَّکِّ.
فَمَن جَفا فقدِ احتَقَرَ الحَقَّ ، وجَهَرَ بالباطِلِ ومَقَتَ العُلَماءَ وأصَرَّ علَی الحِنثِ العَظیمِ .
ومَن عَمِیَ نَسِیَ الذِّکرَ ، واتَّبَعَ الظَنَّ ، وطَلَبَ المَغفِرَةَ بلا تَوبَةٍ ولا استِکانَةٍ .
ومَن غَفَلَ حادَ عنِ الرُّشدِ ، وغَرَّتهُ الأمانِیُّ ، وأخَذَتهُ الحَسرَةُ والنَّدامَةُ ، وبَدا لَهُ مِن اللَّهِ ما لم یَکُن یَحتَسِبُ .
ومَن عَتا فی أمرِ اللَّهِ شَکَّ ، ومَن شَکَّ تعالی علَیهِ ، فَأذَلَّهُ بسُلطانِهِ ، وصَغَّرَهُ بجَلالِهِ ، کما فَرَّطَ فی أمرِهِ فاغتَرَّ بِرَبِّهِ الکریمِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اُصولُ الکُفرِ ثلاثةٌ : الحِرصُ ، والاستِکبارُ ، والحَسَدُ . فأمّا الحِرصُ فإنّ آدمَ علیه السلام حینَ نُهِیَ عنِ الشَّجرَةِ حَمَلَهُ الحِرصُ علی أن أکَلَ مِنها ، وأمّا الاستِکبارُ فإبلیسُ حینَ اُمِرَ بالسُّجودِ لآدمَ استَکبَرَ ، وأمّا الحَسَدُ فابنا آدَمَ حیثُ قَتَلَ أحدُهُما صاحِبَهُ .(7)
ص :503
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عَن وُجوهِ الکُفرِ فی کتابِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ - : الکُفرُ فی کتابِ اللَّهِ علی خَمسَةِ أوجُهٍ :
فمِنها کُفرُ الجُحودِ ، والجُحودُ علی وجهَینِ ، والکُفرُ بتَرکِ ما أمَرَ اللَّهُ ، وکُفرُ البَراءةِ ، وکُفرُ النِّعَمِ .
فأمّا کُفرُ الجُحودِ فهُو الجُحودُ بالرُّبوبیَّةِ وهُو قَولُ مَن یَقولُ : لا رَبَّ ولا جَنَّةَ ولا نارَ ! وهُو قَولُ صِنفَینِ مِن الزَّنادِقَةِ یقالُ لَهُمُ : الدَّهریَّةُ ، وهُمُ الذینَ یَقولونَ : (وَما یُهلِکُنا إلّا الدَّهْرُ) وهُو دِینٌ وَضَعُوهُ لأنفُسِهِم بالاستِحسانِ علی غیرِ تَثَبُّتٍ مِنهُم ولا تَحقیقَ لِشی ءٍ مِمّا یقولونَ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنْ هُمْ إلّا یَظُنُّونَ)(1) أنَّ ذلکَ کما یقولونَ . وقالَ : (إنَّ الذینَ کَفَرُوا سَواءٌ علَیهِم ءَأنْذَرْتَهُم أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ)(2) یَعنی بِتَوحیدِ اللَّهِ تعالی ، فهذا أحَدُ وُجوهِ الکُفرِ . وأمّا الوَجهُ الآخَرُ مِن الجُحودِ علی مَعرِفَةٍ(3) ، وهُو أن یَجحَدَ الجاحِدُ وهُو یَعلَمُ أنّهُ حَقٌّ ، قدِ استَقَرَّ عِندَهُ وقَد قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (وَجَحَدُوا بها واستَیْقَنَتْها أنفُسُهُم ظُلْماً وعُلُوّاً)(4) وقالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (وکانُوا مِن قَبلُ یَستَفْتِحُونَ علَی الّذینَ کَفَرُوا فلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا کَفَرُوا بهِ فَلَعنَةُ اللَّهِ علَی الکافِرِینَ)(5) فهذا تفسیرُ وَجهَیِ الجحودِ .
والوَجهُ الثالثُ مِن الکُفرِ کُفرُ النِّعَمِ ، وذلکَ قولُهُ تعالی یَحکی قَولَ سُلَیمانَ علیه السلام: (هذا مِن فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی ءَأشْکُرُ أم أکْفُرُ ومَن شَکَرَ فإنّما یَشکُرُ لِنَفِسِهِ ومَن کَفَرَ فإنَّ رَبِّی غَنیٌّ کَریمٌ)(6) وقالَ : (لِئنْ شَکَرْتُم لَأزِیدَنَّکُم ولَئنْ کَفَرْتُم إنَّ عَذابِی لَشدیدٌ)(7) وقالَ : (فاذْکُرُونِی أذکُرْکُم واشکُرُوا لِی ولا تَکْفُرُونِ) .(8)
ص :504
والوَجهُ الرّابعُ مِن الکُفرِ تَرکُ ما أمَرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ ، وهُو قولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (وإذْ أخَذْنا مِیثاقَکُم لا تَسْفِکُونَ دِماءَکُم ولا تُخْرِجُونَ أنفُسَکم مِن دِیارِکُم ثُمّ أقْرَرْتُم وأنتُم تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أنتُمْ هَؤلاءِ تَقتُلُونَ أنفُسَکم وتُخْرِجُونَ فَریقاً مِنکُم مِن دِیارِهِم تَظاهَرُونَ علَیهِم بالإثمِ والعُدْوانِ وإن یَأْتُوکُم اُساری تُفادُوهُم وهُوَ مُحَرَّمٌ علَیکُم إخْراجُهُم أفَتُؤمِنُونَ بِبَعْضِ الکِتابِ وتَکْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَن یَفْعَلُ ذلکَ مِنکُم)(1)فَکَفَّرَهُم بتَرکِ ما أمَرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ ونَسَبَهُم إلَی الإیمانِ ولم یَقبَلْهُ مِنهُم ولم یَنفَعْهُم عندَهُ فقالَ : (فما جَزاءُ مَن یَفعَلُ ذلکَ مِنکُم إلّا خِزْیٌ فی الحَیاةِ الدُّنیا ویَومَ القِیامَةِ یُرَدُّونَ إلی أشَدِّ العَذابِ وما اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ) .(2) والوَجهُ الخامسُ مِن الکُفرِ کُفُر البَراءةِ ، وذلکَ قولُهُ عَزَّوجلَّ یَحکی قولَ إبراهیمَ علیه السلام: (کَفَرْنا بِکُم وبَدا بَینَنا وبَینَکُمُ العَداوَةُ والبَغْضاءُ أبَداً حَتّی تُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(3) یَعنی تَبَرَّأنا مِنکُم ، وقالَ یَذکُرُ إبلیسَ وتَبرِئَتَهُ مِن أولیائهِ مِن الإنسِ یَومَ القِیامَةِ : (إنّی کَفَرْتُ بما أشْرَکْتُمونِ مِن قَبْلُ)(4) وقالَ : (إنَّما اتَّخَذْتُم مِن دُونِ اللَّهِ أوْثاناً مَوَدَّةَ بَینِکُم فی الحَیاةِ الدُّنیا ثُمَّ یَومَ القِیامَةِ یَکْفُرُ بَعضُکُم بِبَعْضٍ ویَلْعَنُ بَعْضُکُم بَعْضاً)(5)یَعنی یَتَبَرَّأُ بَعضُکُم مِن بَعضٍ .(6)
ص :505
ص :506
ص :508
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: ثلاثٌ کَفَّاراتٌ : ... إفشاءُ السَّلامِ ، وإطعامُ الطَّعامِ ، والتَّهجُّدُ باللیلِ والنّاسُ نِیامٌ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خِدمَةُ العِیالِ کَفّارَةٌ لِلکَبائرِ وتُطفئُ غَضَبَ الرَّبِّ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کَفّارَةُ الاغتِیابِ أن تَستَغفِرَ لِمَنِ اغتَبتَهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سُئلَ عن کَفّارَةِالاغتِیابِ - : تَستَغفِرُ لِمَنِ اغتَبتَهُ کما ذَکَرتَهُ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ظَلَمَ أحَداً فَفاتَهُ فَلْیَستَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ ؛ فإنّهُ کَفّارَتُهُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: المَوتُ کَفّارَةٌ لِذُنوبِ المؤمنینَ.(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: إجابَةُ المُؤذِّنِ کَفّارَةُ الذُّنوبِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: حُمّی لَیلةٍ کَفّارَةُ سَنَةٍ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کفّارَةُ الطِّیَرَةِ التَّوَکُّلُ .(9)
سنن أبی داوود عن أبی برزة الأسلمی : کانَ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله یقولُ بأخَرَةٍ إذا أرادَ أن یَقومَ مِن المَجلسِ : «سبحانکَ اللّهُمَّ وبحَمدِکَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُکَ وأتوبُ إلَیکَ» . فقالَ رجُلٌ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنّکَ لَتَقولُ قولاً ما کُنتَ تَقولُهُ فیما مضی ! قالَ : کفّارَةٌ لِما یکونُ فی المَجلِسِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کفّارَةُ الذَّنْبِ النَّدامَةُ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ کانَ کفَّارَةً لِما مَضی .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما مِن مَرَضٍ أو وَجَعٍ یُصِیبُ المؤمنَ إلّا کانَ کفّارَةً لِذَنبِهِ .(13)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی بیانِ کَفّاراتِ الخَطایا - : إسباغُ الوُضوءِ علَی المَکارِهِ .(14)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن کَفّاراتِ الذُّنوبِ
ص :509
العِظامِ إغاثَةُ المَلهوفِ والتَّنفیسُ عنِ المَکروبِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کفّارَةُ عَمَلِ السُّلطانِ قَضاءُ حَوائجِ الإخوانِ .(2)
عنه علیه السلام : کفّارَةُ الضِّحکِ: اللَّهُمَّ لا تَمقُتْنی .(3)
عنه علیه السلام : کفّارَةُ المَجالِسِ أن تَقولَ عِندَ قِیامِکَ مِنها : (سُبحانَ رَبِّکَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ وسَلامٌ علَی المُرسَلِینَ والحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِینَ)(4).(5)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام: مَن تَوَضَّأ لِلمَغرِبِ کانَ وُضُوؤهُ ذلکَ کَفّارَةً لِما مَضی مِن ذُنوبِهِ فی نَهارِهِ ما خَلا الکبائرَ .(6)
الکتاب :
(وَمَنْ عادَ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مَنْهُ وَاللَّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقامٍ) .(8)
الحدیث :
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أصابَ المُحرِمُ الصَّیدَ خَطأً فعلَیهِ کَفّارَةٌ ، فإن أصابَهُ ثانیَةً خطأً فعلَیهِ الکَفّارَةُ أبداً إذا کانَ خَطَأً ، فإن أصابَهُ مُتَعمِّداً کانَ علَیهِ الکَفّارَةُ ، فإن أصابَهُ ثانیةً مُتَعمِّداً فهو مِمَّن یَنتَقِمُ اللَّهُ مِنهُ ، ولم یَکُن علَیهِ الکَفّارَةُ .(9)
وسائل الشیعة عن الحَلَبی عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام - فی مُحرِمٍ أصابَ صَیداً، قال - : علَیهِ الکَفّارَةُ ، قلتُ : فإن أصابَ آخَرَ ؟ قالَ : إذا أصابَ آخَرَ فلیسَ علَیهِ کَفّارَةٌ ، وهو مِمَّن قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (ومَن عادَ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنهُ) .(10)
ص :510
ص :512
الکتاب :
(وَإِذَا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً) .(1)
(هَلْ جَزَاءُ الأِحْسانِ إِلَّا الإِحْسانُ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أتی إلَیهِ مَعروفٌ فوَجَدَ فَلْیُکافِ ، ومَن لَم یَجِدْ فَلْیُثنِ عَلَیهِ ، فإنَّ مَن أثنی عَلَیهِ فقدَ شَکَرَهُ ، ومَن کَتَمَهُ فقَد کَفَرَهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن آتاکُم مَعروفاً فکافِئوهُ ، وإن لَم تَجِدوا ما تُکافِئونَهُ فادْعوا اللَّهَ لَهُ حتّی تَظُنّوا أنَّکُم قَد کافَیتُمُوهُ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی بَیان الحُقوقِ - : ثُمّ جَعَلَ سُبحانَهُ مِن حُقوقِهِ حُقوقاً افتَرَضَها لِبَعضِ النّاسِ عَلی بَعضٍ ، فَجَعَلَها تَتَکافَأُ فی وُجوهِها . ویُوجِبُ بَعضُها بَعضاً ، ولا یُستَوجَبُ بَعضُها إلّا بِبَعضٍ .(5)
عنه علیه السلام : المُکافأةُ عِتقٌ .(6)
عنه علیه السلام: أطِلْ یَدَکَ فی مُکافَأةِ مَن أحسَنَ إلَیکَ، فإن لَم تَقدِرْ فلا أقَلَّ مِن أن تَشکُرَهُ .(7)
عنه علیه السلام : مَن جازاکَ بِالشُّکرِ فقَد أعطاکَ أکثَرَ مِمّا أخَذَ مِنکَ .(8)
عنه علیه السلام : إذا حُیِّیتَ بِتَحِیَّةٍ فَحَیِّ بأحسَنَ مِنها ، وإذا اُسدِیَت إلَیکَ یَدٌ فکافِئْها بِما یُربی عَلیها ، والفَضلُ مَعَ ذلکَ لِلبادِئِ .(9)
عنه علیه السلام : مَن صَنَعَ مِثلَ ما صُنِعَ إلَیهِ فقَد کافَأ ، ومَن أضعَفَ کانَ شَکوراً .(10)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : المَعروفُ غُلٌّ لا یَفُکُّهُ إلّا مُکافَأةٌ أو شُکرٌ .(11)
عنه علیه السلام - فی قَولِه تَعالی : (هَلْ جَزاءُ الإحْسانِ إلّا الإحْسانُ) - : جَرَت فی
ص :513
المُؤمِنِ والکافِرِ والبَرِّ والفاجِرِ ، مَن صُنِعَ إلَیهِ مَعروفٌ فعَلَیهِ أن یُکافِئَ بهِ ، ولَیسَتِ المُکافَأةُ أن تَصنَعَ کما صَنَعَ حتّی تَری فَضلَکَ ، فإن صَنَعتَ کما صَنَعَ فلَهُ الفَضلُ بِالابتِداءِ .(1)
الکتاب :
(الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدَی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَی عَلَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِینَ) .(3)
(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ) .(4)
(ذَلِکَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) .(5)
(إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَکَرُوا اللَّهَ کَثِیراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ) .(6)
(وَالَّذِینَ إِذَا أصابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ إِنَّهُ لَا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِکَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبیلٍ * إِنَّما السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَیَبْغُونَ فِی الأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِکَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) .(7)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عامَلَ بِالبَغیِ (8)کوفِیَ بِهِ .(9)
عنه علیه السلام : مَن أکرَمَکَ فأکرِمْهُ ، ومَنِ استَخَفَّکَ فأکرِمْ نَفسَکَ عَنهُ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا سُؤدُدَ مَع انتِقامٍ .(3)
عنه علیه السلام : التَّسَرُّعُ إلَی الانتِقامِ أعظَمُ الذُّنوبِ .(4)
عنه علیه السلام : مَن لَم یُحسِنِ العَفوَ أساءَ بِالانتِقامِ .(5)
عنه علیه السلام : سُوءُ العُقوبَةِ مِن لُؤمِ الظَّفَرِ .(6)
عنه علیه السلام : أقبَحُ أفعالِ المُقتَدِرِ الانتِقامُ .(7)
عنه علیه السلام : قُوَّةُ الحِلمِ عِندَ الغَضَبِ أفضَلُ مِنَ القُوَّةِ عَلَی الانتِقامِ .(8)
عنه علیه السلام : مَنِ انتَقَمَ مِنَ الجانی أبطَلَ فَضلَهُ فی الدُّنیا وفاتَهُ ثَوابُ الآخِرَةِ .(9)
عنه علیه السلام : لا تَطلُبَنَّ مُجازاةَ أخیکَ وإن حَثا التُّرابَ بِفِیکَ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ فی التَّوراةِ مَکتوباً : یابنَ آدمَ... إذا ظُلِمتَ بِمَظلِمَةٍ فارضَ بِانتِصاری لَکَ؛ فإنَّ انتِصاری لَکَ خَیرٌ مِن انتِصارِکَ لِنفَسِکَ .(11)
فی مَکارِمِ الأخلاقِ - : اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلهِ ، وسَدِّدْنی لِأن اُعارِضَ مَن غَشَّنی بِالنُّصحِ ، وأجزِیَ مَن هَجَرَنی بِالبِرِّ ، واُثیبَ مَن حَرَمَنی بِالبَذلِ ، واُکافِئَ مَن قَطَعَنی بِالصِّلَةِ ، واُخالِفَ مَنِ اغتابَنی إلی حُسنِ الذِّکرِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن حَفَرَ بِئراً لِأخیهِ وَقَعَ فیها ، ومَن هَتَکَ حِجابَ غَیرِهِ انْکَشَفَتْ عَوراتُ بَیتهِ .(3)
عنه علیه السلام : مَن عابَ عِیبَ ، ومَن شَتَمَ اُجیبَ ، ومَن غَرَسَ أشجارَ التُّقی اجتَنی ثِمارَ المُنی .(4)
عنه علیه السلام : کَما تَدینُ تُدانُ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن کَشَفَ عَن حِجابِ غَیرِهِ تَکَشَّفَت عَوراتُ بَیتِه ، ومَن سَلَّ سَیفَ البَغیِ قُتِلَ بِهِ ، ومَنِ احتَفَرَ لِأخیهِ بِئراً سَقَطَ فیها، ومَن داخَلَ السُّفَهاءَ حُقِّرَ ، ومَن خالَطَ العُلَماءَ وُقِّرَ ، ومَن دَخَلَ مَداخِلَ السَّوءِ اتُّهِمَ .(6)
عنه علیه السلام : بَرُّوا آباءَکُم یَبَرَّکُم أبناؤکُم ، وعِفّوا عَن نِساءِ النّاسِ تَعِفَّ نِساؤکُم .(7)
بحار الأنوار : فی الإنجیلِ : ألّا تَدینوا وأنتُم خُطّاءٌ فیُدانَ مِنکُم بِالعَذابِ ، لا تَحکُموا بِالجَورِ فیُحکَمَ عَلَیکُم بِالعَذابِ ، بِالمِکیالِ الّذی تَکیلونَ یُکالُ لَکُم ، وبِالحُکمِ الّذی تَحکُمونَ یُحکَمُ عَلَیکُم .(8)
ص :516
ص :518
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَمُوا أنّ ما کُلِّفتُم بهِ یَسیرٌ ، وأنّ ثَوابَهُ کثیرٌ ، ولو لم یَکُن فیما نَهَی اللَّهُ عَنهُ مِن البَغیِ والعُدوانِ عِقابٌ یُخافُ لَکانَ فی ثَوابِ اجتِنابِهِ ما لا عُذرَ فی تَرکِ طَلَبِهِ .(1)
عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ أمَرَ عِبادَهُ تَخییراً ، ونَهاهُم تَحذیراً ، وکَلَّفَ یَسیراً ، ولم یُکَلِّفْ عَسیراً ، وأعطی علَی القَلیلِ کثیراً ، ولم یُعصَ مَغلوباً ، ولم یُطَعْ مُکرَهاً ، ولم یُرسِلِ الأنبیاءَ لَعِباً ، ولم یُنزِلِ الکتابَ لِلعِبادِ عَبَثاً ، ولا خَلَقَ السماواتِ والأرضَ وما بَینَهُما باطِلاً : (ذلکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیلٌ للّذینَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ)(2).(3)
عنه علیه السلام : اعلَمُوا أنّهُ لن یَرضی عَنکُم بشی ءٍ سَخِطَهُ علی مَن کانَ قَبلَکُم ، ولن یَسخَطَ علَیکُم بشی ءٍ رَضِیَهُ ممَّن کانَ قَبلَکُم ، وإنّما تَسیرُونَ فی أثرٍ بَیِّنٍ ، وتَتَکلَّمونَ بِرَجعِ قَولٍ قد قالَهُ الرِّجالُ مِن قَبلِکُم .(4)
بیان :
قال العلّامة الطباطبائیُّ رضوان اللَّه علیه تحت عنوانِ «بحثٌ فلسفیّ فی کیفیّة وجود التکلیف ودوامه» :
قد تقدّم فی خلال أبحاث النبوّة وکیفیّة انتشاء الشرائع السماویة فی هذا الکتاب أنّ کلّ نوعٍ من أنواع الموجودات له غایةٌ کمالیّةٌ هو متوجّه إلیها ساعٍ نحوها طالبٌ لها بحرکةٍ وجودیةٍ تناسب وجوده ، لا یسکن عنها دون أن ینالها ، إلّا أن یمنعه عن ذلک مانعٌ مزاحِمٌ فیبطل دون الوصول إلی غایته ، کالشجرة تقف عن الرشد والنموّ قبل أن تبلغ غایتها لآفات تعرضها . وتقدّم أیضاً أنّ الحرمان من بلوغ الغایات إنّما هو فی أفراد خاصّة
ص :519
من الأنواع ، وأمّا النوع بنوعیّته فلا یتصوّر فیه ذلک .
وأنّ الإنسان - وهو نوع وجودیّ - له غایةٌ وجودیّة لا ینالها إلّا بالاجتماع المدنیّ ، کما یشهد به تجهیز وجوده بما لا یستغنی به عن سائر أمثاله کالذکورة والاُنوثة والعواطف والإحساسات وکثرة الحوائج وتراکمها.
وأنّ تحقّق هذا الاجتماع وانعقاد المجتمع الإنسانیّ یُحوِج أفراد المجتمع إلی أحکامٍ وقوانین ینتظم باحترامها والعمل بها شتات اُمورهم ویرتفع بها اختلافاتهم الضروریّة ، ویقف بها کلّ منهم فی موقفه الذی ینبغی له ویحوز بها سعادته وکماله الوجودیّ ، وهذه الأحکام والقوانین العملیّة فی الحقیقة منبعثة عن الحوائج التی تهتف بها خصوصیة وجود الإنسان وخلقته الخاصّة بما لها من التجهیزات البدنیّة والروحیّة ، کما أنّ خصوصیّة وجوده وخلقته مرتبطةٌ بخصوصیّات العلل والأسباب التی تکوّن وجود الإنسان من الکون العامّ .
وهذا معنی کون الدِّین فطریّاً ، أی أنّه مجموع أحکامٍ وقوانین یرشد إلیها وجود الإنسان بحسب التکوین . وإن شئت فقل : سنن یستدعیها الکون العامّ ، فلو اُقیمت أصلحت المجتمع وبلغت بالأفراد غایتها فی الوجود وکمالها المطلوب ، ولو تُرکت واُبطلت أفسدت العالم الإنسانیّ وزاحمت الکون العامّ فی نظامه .
وأنّ هذه الأحکام والقوانین سواءٌ کانت معاملیّة اجتماعیّة تصلح بها حال المجتمع ویجمع بها شمله ، أو عبادیّة تبلغ بالإنسان غایة کماله من المعرفة والصلاح فی مجتمع صالحٍ ، فإنّها جمیعاً یجب أن یتلقّاها الإنسان من طریق نبوّة إلهیّةٍ ووحی سماویّ لا غیر .
وبهذه الاُصول الماضیة یتبیّن أنّ التکلیف الإلهیّ یلازم الإنسان ما عاش فی هذه النشأة الدنیویّة سواءٌ
ص :520
کان فی نفسه ناقصاً لم یکمل وجوداً بعد أو کاملاً علماً وعملاً . أمّا لو کان ناقصاً فظاهر ، وأمّا لو کان کاملاً فلأنّ معنی کماله أن یحصل له فی جانبَی العلم والعمل ملَکاتٌ فاضلة یصدُر عنها من الأعمال المعاملیّة ما یلائم المجتمع ویصلحه ویتمکّن من کمال المعرفة وصدور الأعمال العبادیّة الملائمة للمعرفة کما تقتضیه العنایة الإلهیّة الهادیة للإنسان إلی سعادته .
ومن المعلوم أنّ تجویز ارتفاع التکلیف عن الإنسان الکامل ملازمٌ لتجویز تخلّفه عن الأحکام والقوانین . وهو فیما یرجع إلَی المعاملات یوجب فساد المجتمع والعنایة الإلهیّة تأباه . وفیما یرجع إلی العبادات یوجب تخلّف الملَکات عن آثارها ، فإنّ الأفعال مقدّماتٌ مُعدّة لحصول الملَکات ما لم تحصل ، وإذا حصلت عادت تلک الأفعال آثاراً لها تصدر عنها صدوراً لا تخلّف فیه .
ومن هنا یظهر فساد ما ربّما یُتوهّم أنّ الغرض من التکلیف تکمیل الإنسان وإیصاله غایة وجوده ، فإذا کمل لم یکن لبقاء التکلیف معنی .
وجه الفساد : أنّ تخلّف الإنسان عن التکلیف الإلهیّ ، وإن کان کاملاً فی المعاملات یفسد المجتمع وفیه إبطال العنایة الإلهیّة بالنوع ، وفی العبادات یستلزم تخلّف الملَکات عن آثارها ، وهو غیر جائزٍ ، ولو جاز لکان فیه إبطال الملَکة وفیه أیضاً إبطال العنایة . نعم ، بین الإنسان الکامل وغیره فرقٌ فی صدور الأفعال ، وهو أنّ الکامل مَصون عن المخالفة لمکان الملَکة الراسخة بخلاف غیر الکامل ، واللَّه المستعان .(1)
الکتاب :
(لَا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما کَسَبَتْ وَعَلَیْها ما
ص :521
اکْتَسَبَتْ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : رُفِعَ عن اُمَّتی الخَطَأُ والنِّسیانُ وما استُکرِهُوا علَیهِ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثةٍ : عن المَجنونِ المَغلوبِ علی عَقلِهِ حتّی یَبرَأ ، وعنِ النّائمِ حتّی یَستَیقظَ ، وعنِ الصَّبیِّ حتّی یَحتَلِمَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یُعَذِّبُ اللَّهُ عَبداً علی خَطأٍ ولا استِکراهٍ أبَداً .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رُفِعَ عن اُمّتی تِسعَةٌ : الخَطَأُ ، والنِّسیانُ ، وما اُکرِهُوا علَیهِ ، وما لا یَعلَمونَ ، وما لا یُطیقونَ ، وما اضطُرُّوا إلَیهِ، والحَسَدُ ، والطِّیَرَةُ ، والتَّفکُّرُ فی الوَسوَسَةِ فی الخَلقِ ما لم یَنطِقْ بِشَفَةٍ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : وُضِعَ عن اُمّتی تِسعُ خِصالٍ : الخَطاءُ ، والنِّسیانُ ، وما لا یَعلَمونَ ، وما لا یُطیقُونَ، وما اضطُرُّوا إلَیهِ ، وما استُکرِهُوا علَیهِ ، والطِّیَرَةُ ، والوَسوَسَةُ فی التَّفَکُّرِ فی الخَلقِ ، والحَسَدُ ما لم یَظهَرْ بلِسانٍ أو یَدٍ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن معنی قولِهِم : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ - : إنا لا نَملِکُ مَع اللَّهِ شیئاً ، ولا نَملِکُ إلّا ما مَلَّکَنا ، فَمَتی مَلَّکَنا ما هُو أملَکُ بهِ مِنّا کَلَّفَنا ، ومتی أخَذَهُ مِنّا وَضَعَ تَکلیفَهُ عَنّا .(8)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: ما اُمِرَ العِبادُ إلّا بِدُونِ سَعَتِهِم ، فُکلُّ شی ءٍ اُمِرَ النّاسُ بأخذِهِ فهُم مُتَّسِعونَ لَهُ ، وما لا یَتَّسِعونَ لَهُ فهُو مَوضوعٌ عَنهُم .(9)
تهذیب الأحکام : قال الصادق علیه السلام : ما کَلَّفَ اللَّهُ العِبادَ فوقَ ما یُطیقُونَ - فَذَکَرَ الفَرائضَ وقالَ : - إنّما کَلَّفَهُم صیامَ شهرٍ مِن السَّنَةِ وهُم یُطیقُونَ أکثَرَ مِن ذلکَ .(10)
ص :522
ص :524
الکتاب :
(قُلْ ما أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی الدُّعاءِ - : وارحَمْنی مِن تَکَلُّفِ ما لا یَعنینی .(2)
مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصّادق علیه السلام - : قالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله : نحنُ مَعاشِرَ الأنبیاءِ والاُمَناءِ والأتقیاءِ بُراءٌ مِن التَّکلُّفِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ المُسلمینَ قالوا لِرسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لو أکرَهتَ یا رسولَ اللَّهِ مَن قَدَرتَ علَیهِ مِن النّاسِ علَی الإسلامِ لَکَثُرَ عَدَدُنا وقَوِینا علی عَدُوِّنا ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: ما کُنتُ لِألقَی اللَّهَ عَزَّوجلَّ ببِدعَةٍ لم یُحدِثْ إلَیَّ فیها شیئاً (ومَا أنا مِن المُتَکَلِّفِینَ) .(4)
عنه علیه السلام : شَرٌّ أصدِقائکَ مَن تَتَکَلَّفُ لَهُ .(5)
عنه علیه السلام : شَرُّ الإخوانِ مَن تُکُلِّفَ لَهُ .(6)
عنه علیه السلام : أهنی العَیشِ اطِّراحُ الکُلَفِ .(7)
عنه علیه السلام: التَّکلُّفُ مِن أخلاقِ المُنافِقینَ .(8)
عنه علیه السلام : شَرُّ الاُلفَةِ اطِّراحُ الکُلفَةِ .(9)
عنه علیه السلام : أکبَرُ الکُلفَةِ تَعَنِّیکَ فیما لا یَعنیکَ .(10)
عنه علیه السلام : اطِّراحُ الکُلَفِ أشرَفُ قُنیَةٍ .(11)
عنه علیه السلام : مَن کَلَّفَکَ ما لا تُطیقُ فقد أفتاکَ فی عِصیانِهِ .(12)
عنه علیه السلام : عَشرَةٌ یُعَنِّتُونَ أنفُسَهُم وغَیرَهُم : ذو العِلمِ القَلیلِ یَتَکَلَّفُ أن یُعَلِّمَ النّاسَ کثیراً . . . .(13)
عنه علیه السلام : لا یَکُن حُبُّکَ کَلَفاً ، ولا بُغضُکَ تَلَفاً ، أحبِبْ حَبیبَکَ هَوناً مّا ، وأبغِضْ بَغیضَکَ هوناً مّا .(14)
عنه علیه السلام : النّاسُ مَنقُوصونَ مَدخُولونَ إلّا
ص :525
مَن عَصَمَ اللَّهُ، سائلُهم مُتَعَنِّتٌ، ومُجیبُهُم مُتَکَلِّفٌ .(1)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ الکُلفَةِ - : کلامُکَ فیما لا یَعنیکَ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ بَرَّأ محمّداً صلی اللَّه علیه وآله مِن ثلاثٍ : أن یَتقوَّلَ علَی اللَّهِ ، أو یَنطِقَ عن هَواهُ ، أو یَتَکَلَّفَ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المُتَکلِّفُ مُخطِئٌ وإن أصابَ ، والمُتَطوِّعُ مُصیبٌ وإن أخطَأ .(4)
الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن تَکَلَّفَ ما لیسَ مِن عِلمِهِ ضَیَّعَ عَمَلَهُ وخابَ أمَلُهُ .(5)
لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ - : لِلمُتَکلِّفِ ثلاثُ علاماتٍ : یُنازِعُ مَن فَوقَهُ، ویَقولُ ما لا یَعلَمُ، ویَتَعاطی ما لایُنالُ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أمّا علامةُ المُتَکلِّفِ فأربَعةٌ : الجِدالُ فیما لا یَعنیهِ ، ویُنازِعُ مَن فَوقَهُ ، ویَتعاطَی ما لا یُنالُ ، ویَجعَلُ هَمَّهُ لِما لا یُنجیهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: للمُتَکلِّفِ ثلاثُ علاماتٍ: یَتَمَلَّقُ إذا حَضَرَ ، ویَغتابُ إذا غابَ ، ویَشمَتُ بالمُصیبَةِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَقُصُّ إلّا أمیرٌ ، أو مَأمورٌ ، أو مُتَکَلِّفٌ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لِلمُتَکلِّفِ ثلاثُ علاماتٍ: یُنازِعُ مَن فَوقَهُ بالمَعصیَةِ ، ویَظلِمُ مَن دُونَهُ بالغَلَبةِ، ویُظاهِرُ الظَّلَمةَ .(10)
عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ القَدَرِ - : طَریقٌ مُظلِمٌ فلا تَسلُکوهُ، وبَحرٌ عَمیقٌ فلا تَلِجوهُ، وسِرُّ اللَّهِ فلا تَتَکَلَّفوهُ.(11)
عنه علیه السلام : دَعِ القَولَ فیما لا تَعرِفُ ، والخِطابَ فیما لم تُکَلَّفْ .(12)
عنه علیه السلام : اعلَمْ أنَّ الراسِخِینَ فی العِلمِ هُمُ الذینَ أغناهُم عَنِ اقتِحامِ السُدَدِ المَضروبَةِ دونَ الغُیوبِ الإقرارُ بجُملَةِ ما جَهِلُوا تَفسیرَهُ مِن الغَیبِ
ص :526
المَحجوبِ ، فَمَدَحَ اللَّهُ تعالی اعتِرافَهُم بالعَجزِ عَن تَناوُلِ مالم یُحیطُوا بهِ عِلماً ، وسَمَّی تَرکَهُمُ التَّعَمُّقَ فیما لم یُکَلِّفْهُم البَحثَ عن کُنهِهِ رُسوخاً .(1)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ افتَرَضَ علَیکُم فَرائضَ فلا تُضَیِّعوها ... وسَکَتَ لَکُم عَن أشیاءَ ولم یَدَعْها نِسیاناً فلا تَتَکَلَّفوها.(2)
عنه علیه السلام : إنَّ تَضییعَ المَرءِ ما وُلِّیَ وتَکَلُّفَهُ ما کُفیَ لَعَجزٌ حاضِرٌ ورَأیٌ مُتَبَّرٌ(3).(4)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لمّا سَألَهُ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام عن الکُلفَةِ - : التَّمسُّکُ بمَنْ لا یُؤمِنُکَ ، والنَّظرُ فیما لا یَعنیکَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مِن العُلَماءِ مَن یَضَعُ نفسَهُ لِلفَتیا ویقولُ : سَلُونی ، ولَعلَّهُ لا یُصیبُ حَرفاً ، واللَّهُ لا یُحِبُّ المُتَکَلِّفینَ .(6)
ص :527
ص :528
ص :530
الکتاب :
(مَنْ کانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ وَالَّذِینَ یَمْکُرُونَ السَّیِّئاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ وَمَکْرُ أُولَئِکَ هُوَ یَبُورُ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنّ الرجُلَ لَیتکَلَّمُ بالکَلِمَةِ مِن رِضوانِ اللَّهِ ما کانَ یَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بَلَغَت یَکتُبُ اللَّهُ تعالی لَهُ بها رِضوانَهُ إلی یَومِ یَلقاهُ ، وإنّ الرجُلَ لَیَتکلَّمُ بالکَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ ما کانَ یَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بَلَغَت یَکتُبُ اللَّهُ لَهُ بها سَخَطَهُ إلی یَومِ یَلقاهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَغرِسُ الکلامِ القَلبُ ، ومُستَودَعُهُ الفِکرُ ، ومُقَوِّیهِ [ ومُقوِّمُهُ (3) العَقلُ ، ومُبدِیهِ اللِّسانُ ، وجِسمُهُ الحُروفُ ، ورُوحُهُ المَعنی ، وحِلیَتُهُ الإعرابُ ، ونِظامُهُ الصَّوابُ .(4)
عنه علیه السلام : اِعجَبُوا لِهذا الإنسانِ ، یَنظُرُ بشَحمٍ ، ویَتَکَلَّمُ بِلَحمٍ !(5)
عنه علیه السلام : لِلإنسانِ فَضیلَتانِ : عَقلٌ ومَنطِقٌ ، فبِالعَقلِ یَستَفیدُ، وبالمَنطِقِ یُفیدُ.(6)
عنه علیه السلام : صُورَةُ المرأةِ فی وَجهِها ، وصُورَةُ الرجُلِ فی مَنطِقِهِ .(7)
تحف العقول : سُئلَ [ علیٌ ] علیه السلام أیُّ شَی ءٍ مِمّا خلقَ اللَّهُ أحسَنُ ؟ فَقالَ علیه السلام : الکلامُ ، فقیلَ : أیُّ شی ءٍ ممّا خَلَقَ اللَّهُ أقبَحُ ؟ قالَ : الکلامُ ، ثُمّ قالَ : بالکلامِ ابیَضَّتِ الوُجوهُ ، وبالکلامِ اسوَدَّتِ الوُجوهُ .(8)
عنه علیه السلام : رُبَّ کلامٍ کالحُسامِ .(1)
عنه علیه السلام : رُبَّ کلامٍ کَلّامٌ .(2)
عنه علیه السلام : رُبَّ کلامٍ أنفَذُ مِن سِهامٍ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکَ وما یُستَهجَنُ مِن الکلامِ ؛ فإنّهُ یَحبِسُ علَیکَ اللِّئامَ ویُنَفِّرُ عنکَ الکِرامَ .(5)
عنه علیه السلام : إیّاکَ ومُستَهجَنَ الکلامِ ؛ فإنّهُ یُوغِرُ القَلبَ .(6)
عنه علیه السلام : لا تَقولَنَّ ما یَسُوؤکَ جَوابُهُ .(7)
عنه علیه السلام : مَن ساءَ کلامُهُ کَثُرُ مَلامُهُ .(8)
عنه علیه السلام : مَن ساءَ لَفظُهُ ساءَ حَظُّهُ .(9)
عنه علیه السلام : لا تُسِئِ اللَّفظَ وإن ضاقَ علَیکَ الجَوابُ .(10)
عنه علیه السلام : سُنَّةُ اللِّئامِ قُبحُ الکلامِ .(11)
عنه علیه السلام : سُوءُ المَنطِقِ یُزری بالبَهاءِ والمُروّةِ .(12)
عنه علیه السلام : سُوءُ المَنطِقِ یُزری بالقَدْرِ ویُفسِدُ الاُخُوَّةَ .(13)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مِن فِقهِ الرجُلِ قِلَّةُ کَلامِهِ فیما لا یَعنیهِ .(14)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَرکُهُ الکلامَ فیما لا یَعنیهِ .(15)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: أکثَرُ النّاسِ ذُنوباً أکثَرُهُم کلاماً فیما لا یَعنیهِ .(16)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: إنّ أکثَرَ النّاسِ ذُنوباً یَومَ القِیامَةِ أکثَرُهُم کلاماً فیما لا یَعنیهِ .(17)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا مَرَّ برجُلٍ یَتکَلَّمُ بِفُضولِ الکلامِ - : إنّک تُملِی علی حافِظَیکَ کِتاباً إلی رَبِّکَ ، فَتَکَلَّمْ بما یَعنیکَ ودَعْ ما لا یَعنیکَ .(18)
الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لابنِ عبّاسٍ - : لا
ص :532
تَتَکَلَّمَنَّ فیما لا یَعنیکَ فإنّی أخافُ علَیکَ الوِزرَ، ولا تَتکَلَّمَنَّ فیما یَعنیکَ حتّی تَری لِلکلامِ مَوضِعاً .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قالَ أبو ذرٍّ : اجعَلِ الدُّنیا کَلِمَتَینِ : کَلِمَةً فی طَلَبِ الحَلالِ ، وکَلِمَةً للآخِرَةِ ، والثالثةُ تَضُرُّ ولا تَنفَعُ فلا تُرِدْها .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کلامُ ابنِ آدمَ علَیهِ لا لَهُ إلّا الأمرَ بِالمَعروفِ ، والنَّهیَ عنِ المُنکَرِ ، وذِکرَ اللَّهِ عزّوجلّ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الرجُلَ لَیَتحَدَّثُ بالحَدیثِ ما یُریدُ بهِ سُوءً إلّا لِیُضحِکَ بهِ القَومَ یَهوی بهِ أبعَدَ مِن السماءِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ألا هَل عَسی رجُلٌ مِنکُم أن یَتکلَّمَ بالکَلِمَةِ یُضحِکُ بها القَومَ فَیَسقُطُ بها أبعَدَ مِن السماءِ ؟ ! ألا هَل عسی رجُلٌ مِنکُم یَتکلَّمُ بالکَلِمَةِ یُضحِکُ بها أصحابَهُ فَیُسخِطُ اللَّهَ بها علَیهِ لا یَرضی عنهُ حتّی یُدخِلَهُ النّارَ ؟ !(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الرجُلَ لَیَدنُو مِن الجَنَّةِ حتّی ما یکونُ بینَهُ وبینَها إلّا قِیدُ رُمحٍ ، فیَتَکلَّمُ بالکَلِمَةِ فَیَتباعَدُ مِنها أبعَدَ مِن صَنعاءَ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إیّاکَ وفضولَ الکلامِ ؛ فإنّهُ یُظهِرُ مِن عُیوبِکَ ما بَطَنَ ، ویُحَرِّکُ علَیکَ مِن أعدائکَ ما سَکَنَ .(7)
عنه علیه السلام : طوبی لِمَن ... أنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ ، وأمسَکَ الفَضلَ مِن لِسانِهِ .(8)
عنه علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن یَتکلَّمُ بما لا یَنفَعُهُ فی دُنیاهُ ولا یُکتَبُ لَهُ أجرُهُ فی اُخراهُ .(9)
عنه علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن یَتَکلَّمُ فیما إن حُکیَ عَنهُ ضَرَّهُ ، وإن لم یُحکَ عَنهُ لم یَنفَعْهُ .(10)
ص :533
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العالِمُ لا یَتَکلَّمُ بالفُضولِ .(1)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام: ما مِن شی ءٍ مِن الفُضولِ إلّا وهُو یَحتاجُ إلَی الفُضولِ مِن الکلامِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِجتَنِبِ الهَذَرَ ، فأیسَرُ جِنایَتِهِ المَلامَةُ .(3)
عنه علیه السلام : إیّاکَ والهَذَرَ ؛ فَمَن کَثُرَ کلامُهُ کَثُرَت آثامُهُ .(4)
عنه علیه السلام: قُبحُ الحَصَرِ خَیرٌ مِن جُرحِ الهَذَرِ .(5)
عنه علیه السلام : کَثرَةُ الهَذَرِ تُکسِبُ العارَ.(6)
عنه علیه السلام : کَثرَةُ الهَذَرِ تُمِلُّ الجَلیسَ وتُهینُ الرَّئیسَ .(7)
عنه علیه السلام : الهَذَرُ مُقَرِّبٌ مِن الغِیَرِ .(8)
عنه علیه السلام : الهَذَرُ یَأتِی علَی المُهجَةِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَثرَةُ الکلامِ تَبسُطُ حَواشیهِ وتَنقُصُ مَعانیهِ ، فلا یُری لَهُ أمَدٌ ولا یَنتَفِعُ بهِ أحَدٌ .(10)
عنه علیه السلام : إیّاکَ وکَثرَةَ الکَلامِ ؛ فإنّهُ یُکثِرُ الزَّلَلَ ویُورِثُ المَلَلَ .(11)
عنه علیه السلام : مَن أکثَرَ أهجَرَ ، ومَن تَفَکَّرَ أبصَرَ .(12)
عنه علیه السلام : آفَةُ الکلامِ الإطالَةُ .(13)
عنه علیه السلام: مَن أطالَ الحَدیثَ فیما لا یَنبَغی فَقد عَرَّضَ نفسَهُ لِلمَلامَةِ .(14)
عنه علیه السلام : الإکثارُ إضجارٌ .(15)
عنه علیه السلام : الإکثارُ یُزِلُّ الحَکیمَ ویُمِلُّ الحَلیمَ، فلا تُکثِرْ فَتُضجِرَ وتُفَرِّطْ فَتُهَنَ.(16)
الخضرُ علیه السلام - مِن وصایاهُ لِموسی علیه السلام - : لا تکونَنَّ مِکثاراً بالنُطقِ مِهذاراً ، فإنّ کَثرَةَ النُّطقِ تَشینُ العُلَماءَ ، وتُبدی مَساویَ السُّخَفاءِ .(17)
ص :534
إرشاد القلوب: فی حدیثِ المِعراجِ : یا أحمدُ ، علَیکَ بالصَّمتِ، فإنّ أعمَرَ مَجلِسٍ قُلوبُ الصّالِحینَ والصّامِتینَ، وإنّ أخرَبَ مَجلِسٍ قُلوبُ المُتَکلِّمینَ بما لا یَعنیهِم .(1)
عیسی علیه السلام : لا تُکثِرُوا الکلامَ فی غیرِ ذِکرِ اللَّهِ ؛ فإنّ الذینَ یُکثِرُونَ الکلامَ فی غیرِ ذِکرِ اللَّهِ قاسِیَةٌ قُلوبُهُم ، ولکنْ لا یَعلَمونَ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا تُکثِرُوا الکلامَ بغیرِ ذِکرِ اللَّهِ ؛ فإنَّ کَثرَةَ الکلامِ بغَیرِ ذِکرِ اللَّهِ قَسوَةُ القَلبِ، إنّ أبعَدَ النّاسِ مِن اللَّهِ القَلبُ القاسی .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن کَثُرَ کلامُهُ کَثُرَ خَطَؤُهُ ، ومَن کَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَیاؤهُ ، ومَن قَلَّ حَیاؤهُ قَلَّ وَرَعُهُ ، ومَن قَلَّ وَرَعُهُ ماتَ قَلبُهُ ، ومَن ماتَ قَلبُهُ دَخَلَ النّارَ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ قِلّةُ الکلامِ فیما لا یَعنیهِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مَن قَلَّ کلامُهُ بَطَلَ عَیبُهُ.(7)
عنه علیه السلام : أقلِلِ الکلامَ تَأمَنِ المَلامَ .(8)
عنه علیه السلام : إذا تَمَّ العَقلُ نَقَصَ الکلامُ .(9)
عنه علیه السلام : کانَ لی فیما مَضی أخٌ فی اللَّهِ... وکانَ إذا غُلِبَ علَی الکلامِ لم یُغلَبْ علَی السُّکوتِ ، وکانَ علی ما یَسمَعُ أحرَصَ مِنهُ علی أن یَتکَلَّمَ .(10)
عنه علیه السلام : إن أحبَبتَ سَلامَةَ نفسِک وسَترَ مَعایبِکَ فَأقلِلْ کلامَکَ وأکثِرْ صَمتَکَ ، یَتَوَفَّرْ فِکرُکَ ویَستَنِرْ قَلبُکَ .(11)
عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ سبحانَهُ صَلاحَ عَبدٍ ألهَمَهُ قِلَّةَ الکلامِ وقِلَّةَ الطَّعامِ وقلَّةَ المَنامِ .(12)
عنه علیه السلام : قِلّةُ الکلامِ یَستُرُ العُیوبَ ویُقَلِّلُ الذُّنوبَ .(13)
ص :535
عنه علیه السلام : قِلّةُ الکلامِ یَستُرُ العَوارَ ویُؤمِنُ العِثارَ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام: إنّی لَأکْرَهُ أن یکونَ مِقدارُ لِسانِ الرجُلِ فاضِلاً علی مِقدارِ عِلمِهِ ، کما أکرَهُ أن یکونَ مِقدارُ عِلمِهِ فاضِلاً علی مِقدارِ عَقلِهِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکلامُ فی وَثاقِکَ ما لم تَتَکلَّمْ بهِ ، فإذا تَکَلَّمتَ بهِ صِرتَ فی وَثاقِهِ ، فَاخزُنْ لِسانَکَ کما تَخزُنُ ذَهَبَکَ ووَرِقَکَ ، فَرُبَّ کَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً وجَلَبَت نِقمَةً .(4)
عنه علیه السلام : إذا تَکَلَّمتَ بالکَلِمَةِ مَلَکَتکَ ، وإذا أمسَکتَها مَلَکتَها .(5)
عنه علیه السلام : احفَظْ لسانَکَ ؛ فإنّ الکَلِمَةَ أسیرَةٌ فی وَثاقِ الرجُلِ ، فإن أطلَقَها صارَ أسیراً فی وَثاقِها .(6)
عنه علیه السلام : فی الصَّمتِ السَّلامَةُ مِن النَّدامَةِ ، وتَلافیکَ ما فَرَطَ مِن صَمتِکَ أیسَرُ مِن إدراکِ فائدةِ ما فاتَ مِن مَنطِقِکَ ، وحِفظُ ما فی الوِعاءِ بِشَدِّ الوِکاءِ .(7)
الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : الجاهِلُ أسیرُ لِسانِهِ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ مَن حَسَبَ کلامَهُ مِن عَمَلِهِ قَلَّ کلامُهُ إلّا فیما یَعنیهِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن رَأی مَوضِعَ کلامِهِ مِن عَمَلِهِ قَلَّ کلامُهُ إلّا فیما یَعنیهِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لم یَحسُبْ کلامَهُ مِن عَمَلِهِ کَثُرَت خَطایاهُ وحَضَرَ عَذابُهُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کلامُکَ مَحفوظٌ علَیکَ مُخَلَّدٌ فی صَحیفَتِکَ ، فاجعَلْهُ فیما یُزلِفُکَ .(12)
عنه علیه السلام : مَن عَلِمَ أنّ کلامَهُ مِن عَمَلِهِ قلّ کلامُهُ إلّا فیما یَعنیهِ .(13)
ص :536
عنه علیه السلام : مَن عَلِمَ أنّهُ مُؤاخَذٌ بقولِهِ فَلْیُقَصِّرْ فی المَقالِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: مَن عَلِمَ مَوضِعَ کلامِهِ مِن عَمَلِهِ قَلَّ کلامُهُ فیما لا یَعنیهِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَفی بالمَرءِ مِن الکَذِبِ أن یُحَدِّثَ بکُلِّ ما سَمِعَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَقُلْ ما لا تَعلَمُ ، بَل لا تَقُلْ کُلَّ ما تَعلَمُ ، فإنَّ اللَّهَ فَرَضَ علی جَوارِحِکَ کُلِّها فَرائضَ یَحتَجُّ بها علَیکَ یَومَ القِیامَةِ .(4)
عنه علیه السلام : مِن عَقلِ الرجُلِ أن لا یَتَکلَّمَ بجَمیعِ ما أحاطَ بهِ عِلمُهُ .(5)
عنه علیه السلام : لا تَتَکلَّمْ بکُلِّ ما تَعلَمُ ، فَکَفی بذلکَ جَهلاً .(6)
عنه علیه السلام : لا تُحَدِّثِ النّاسَ بِکُلِّ ما تَسمَعُ، فکَفی بذلکَ خُرقاً .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اسمَعُوا مِنّی کلاماً
هُو خَیرٌ لَکُم مِن الدُّهمِ المُوقَفَةِ : لا یَتکلَّمْ أحدُکُم بما لا یَعنیهِ ، وَلیَدَعْ کثیراً مِن الکلامِ فیما یَعنیه حتّی یَجِدَ له مَوضِعاً ، فَرُبَّ مُتَکلِّمٍ فی غیرِ مَوضِعِهِ جَنی علی نفسِهِ بکلامِهِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکلامُ کالدَّواءِ ؛ قَلیلُهُ یَنفَعُ ، وکَثیرُهُ قاتِلٌ .(10)
عنه علیه السلام : إذا قَلَّ الخِطابُ کَثُرَ الصَّوابُ ، إذا ازدَحَمَ الجَوابُ نُفِیَ الصَّوابُ .(11)
عنه علیه السلام : العاقِلُ لا یَتَکلَّمُ إلّا بِحاجَتِهِ أو حُجَّتِهِ .(12)
عنه علیه السلام : الکلامُ بَینَ خَلَّتَی سَوءٍ ، هُما : الإکثارُ والإقلالُ ، فالإکثارُ هَذَرٌ ، والإقلالُ عِیٌّ وحَصَرٌ .(13)
عنه علیه السلام : إنّ کلامَ الحَکیمِ إذا کانَ صَواباً کانَ دَواءً ، وإذا کانَ خَطاءً کانَ داءً .(14)
ص :537
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القولُ بالحَقِّ خیرٌ مِن العِیِّ والصَّمتِ .(1)
بحار الأنوار : سُئِلَ علیُّ بنُ الحُسَین علیه السلام عنِ الکلامِ والسُّکوتِ أیُّهُما أفضَلُ ؟ فقالَ علیه السلام : لکُلِّ واحِدٍ مِنهُما آفاتٌ ، فإذا سَلِما مِن الآفاتِ فالکلامُ أفضَلُ مِن السُّکوتِ .
قیلَ : کیفَ ذلکَ یا ابنَ رسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : لأنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ما بَعَثَ الأنبیاءَ والأوصیاءَ بالسُّکوتِ ، إنّما بَعَثَهُم بالکلامِ، ولا استُحِقَّتِ الجَنّةُ بالسُّکوتِ، ولا استُوجِبَت وَلایَةُ اللَّهِ بالسُّکوتِ ، ولا تُوُقِّیَتِ النّارُ بالسُّکوتِ ، إنّما ذلکَ کُلُّهُ بالکلامِ .(2)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لِرجُلٍ وقَد کَلَّمَهُ بکلامٍ کَثیرٍ - : أیُّها الرجُلُ ، تَحتَقِرُ الکلامَ وتَستَصغِرُهُ ؟ ! اِعلَمْ أنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ لم یَبعَثْ رُسُلَهُ حیثُ بَعَثَها ومَعها ذَهَبٌ ولا فِضَّةٌ ، ولکنْ بَعَثَها بالکلامِ ، وإنّما عَرَّفَ اللَّهُ جلَ وعزَّ نفسَهُ إلی خَلقِهِ بالکلامِ والدَّلالاتِ علَیهِ والأعلامِ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : النُّطقُ راحَةٌ للرُّوحِ، والسُّکوتُ راحَةٌ للعَقلِ .(4)
لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ - : یا بُنَیَّ، إن کُنتَ زَعَمتَ أنَّ الکلامَ مِن فِضَّةٍ فإنَّ السُّکوتَ مِن ذَهَبٍ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : السُّکوتُ ذَهَبٌ والکلامُ فِضّةٌ .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَزالُ العَبدُ المؤمنُ یُکتَبُ مُحسِناً مادامَ ساکِتاً ، فإذا تَکَلَّمَ کُتِبَ مُحسِناً أو مُسِیئاً .(8)
داوودُ علیه السلام - لِسلیمانَ علیه السلام - : یا بُنَیَّ، علَیکَ بطُولِ الصَّمتِ إلّا مِن خَیرٍ ؛ فإنّ النَّدامَةَ علی طُولِ الصَّمتِ مَرّةً واحِدَةً خَیرٌ مِن النَّدامَةِ علی کَثرَةِ الکلامِ مَرّاتٍ . یا
ص :538
بُنَیَّ ، لو أنّ الکلامَ کانَ مِن فِضّةٍ یَنبَغی للصَّمتِ أن یکونَ مِن ذَهَبٍ (1) . (2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الصَّمتُ عِبادَةٌ لِمَن ذَکَرَ اللَّهَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَنبَغی للعالِمِ أن یَسکُتَ علی عِلمِهِ ، ولا یَنبَغی للجاهِلِ أن یَسکُتَ علی جَهلِهِ ، قالَ اللَّهُ تعالی : (فَاسْألُوا أهْلَ الذِّکْرِ إن کُنتُم لا تَعلَمُونَ)(4).(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا خَیرَ فی الصَّمتِ عنِ الحُکمِ ، کما أنّهُ لا خَیرَ فی القَولِ بالجَهلِ .(6)
عنه علیه السلام : کُلُّ سُکوتٍ لیسَ فیهِ فِکرٌ فهُو غَفلَةٌ .(7)
عنه علیه السلام : الصَّمْتُ بغَیرِ تَفکُّرٍ خَرَسٌ .(8)
عنه علیه السلام : لِکُلِّ قادِمٍ حَیرَةٌ ، فَابسُطُوهُ بالکلامِ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : السُّکوتُ خَیرٌ مِن إملاءِ الشَّرِّ، وإملاءُ الخَیرِ خَیرٌ مِن السُّکوتِ.(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صَمتٌ یُکسِبُکَ الوَقارَ خَیرٌ مِن کلامٍ یَکسُوکَ العارَ .(12)
عنه علیه السلام : صَمتٌ یُعقِبُکَ السَّلامَةَ خَیرٌ مِن نُطقٍ یُعقِبُکَ المَلامَةَ .(13)
عنه علیه السلام : صَمتٌ یَکسُوکَ الکرامَةَ خَیرٌ مِن قَولٍ یُکسِبُکَ النَّدامَةَ .(14)
عنه علیه السلام: الخَرَسُ خَیرٌ مِن الکَذِبِ .(15)
عنه علیه السلام : الحَصَرُ خَیرٌ مِن الهَذَرِ .(16)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: إنَّ أولیاءَ اللَّهِ سَکَتوا فکانَ سُکوتُهُم ذِکراً ، ونَظَرُوا فکانَ
ص :539
نَظَرُهُم عِبرَةً، ونَطَقُوا فکانَ نُطقُهُم حِکمَةً.(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ للَّهِ ِ عِباداً کَسَرَت قُلوبَهُم خَشیَتُهُ فَأسکَتَتهُم عنِ المَنطِقِ ، وإنّهُم لَفُصَحاءُ عُقَلاءُ ، یَستَبِقُونَ إلَی اللَّهِ بالأعمالِ الزَّکیَّةِ، لا یَستَکثِرُونَ لَهُ الکثیرَ ، ولا یَرضَونَ لَهُم مِن أنفُسِهم بالقَلیلِ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: أحسَنُ الکلامِ کلامُ اللَّهِ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أحسَنُ الکلامِ ما لا تَمُجُّهُ الآذانُ ولا یُتعِبُ فَهمُهُ الأفهامَ .(5)
عنه علیه السلام : أحسَنُ الکلامِ مازانَهُ حُسنُ النِّظامِ ، وفَهِمَهُ الخاصُّ والعامُّ .(6)
عنه علیه السلام: خَیرُ الکلامِ ما لا یُمِلُّ ولا یَقِلُّ .(7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : بُعِثتُ بجَوامِعِ الکَلِمِ ، ونُصِرتُ بالرُّعبِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سَألَهُ رجُلٌ بَدَویٌّ أن یُعَلِّمَهُ جَوامِعَ الکَلِمِ - : آمُرُکَ أن لا تَغضَبَ، فأعادَ علَیهِ الأعرابیُّ المَسألَةَ ثلاثَ مَرّاتٍ حتّی رَجَعَ الرجُلُ إلی نفسِهِ ، فقالَ : لا أسألُ عن شی ءٍ بعدَ هذا !(10)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا طَلَبَ مِنهُ یَزیدُ الجُعفیُّ أن یُحَدِّثَهُ بکَلِمَةٍ تکونُ جِماعاً - : اِتَّقِ اللَّهَ فیما تَعلَمُ .(11)
بحار الأنوار عن عَطاء بن السائب عن الإمامِ الباقرِ عن آبائهِ علیهم السلام عنِ النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله قالَ: اُعطِیتُ خَمساً لم یُعطَهُنَّ نَبیٌّ کانَ قَبلی : اُرسِلتُ إلَی الأبیَضِ والأسوَدِ والأحمَرِ ، وجُعِلَت لی الأرضُ مَسجِداً ، ونُصِرتُ بالرُّعبِ ، واُحِلَّت لِیَ الغَنائمُ ، ولم تَحِلَّ لِأحَدٍ - أو قال : لِنبیٍّ قَبلی - واُعطِیتُ جَوامِعَ الکَلِمِ .
ص :540
قالَ عطاءٌ : فسألتُ أبا جعفرٍ علیه السلام قلتُ : ما جَوامِعُ الکَلِمِ ؟ قالَ : القرآنُ .(1)
الکتاب :
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) .(3)
(وَقُلْ لِعِبادِی یَقُولُوا الَّتِی هِی أَحْسَنُ إِنَّ الشَّیْطانَ یَنْزَغُ بَیْنَهُمْ إِنَّ الشَّیْطانَ کانَ لِلْإِنسانِ عَدُوّاً مُبِیناً) .(4)
(یَا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِیداً * یُصْلِحْ لَکُمْ أَعْمالَکُمْ وَیَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَمَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِیماً) .(5)
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَکُمْ أَعْمالُکُمْ سَلامٌ عَلَیْکُمْ لَا نَبْتَغِی الْجاهِلِینَ) .(6)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سَألَهُ رجُلٌ عن أفضَلِ الأعمالِ - : إطعامُ الطَّعامِ ، وإطیابُ الکلامِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ فی الجَنَّةِ غُرَفاً یُری ظاهِرُها مِن باطِنِها وباطِنُها مِن ظاهِرِها ، یَسکُنُها مِن اُمَّتی مَن أطابَ الکلامَ ، وأطعَمَ الطَّعامَ، وأفشَی السَّلامَ، وأدامَ الصِّیامَ، وصَلَّی باللَّیلِ والنّاسُ نِیامٌ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : والذی نفسِی بِیَدِهِ ، ما أنفَقَ النّاسُ مِن نَفَقةٍ أحَبَّ مِن قَولِ الخَیرِ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثلاثٌ مِن أبوابِ البِرِّ : سَخاءُ النفسِ ، وطِیبُ الکلامِ ، والصَّبرُ علَی الأذی .(10)
عنه علیه السلام : قُولُوا الخَیرَ تُعرَفوا بهِ ، واعمَلُوا الخَیرَ تکونوا مِن أهلِهِ .(11)
عنه علیه السلام : أجمِلُوا فی الخِطابِ تَسمَعُوا جَمیلَ الجَوابِ .(12)
عنه علیه السلام : نَکیرُ الجَوابِ مِن نَکیرِ الخِطابِ .(13)
عنه علیه السلام : مَن حَسُنَ کلامُهُ کانَ النُّجحُ أمامَهُ .(14)
عنه علیه السلام : لا تُرَخِّصْ لِنفسِکَ فی شی ءٍ مِن
ص :541
سَیِّئِ الأقوالِ والأفعالِ .(1)
عنه علیه السلام : عَوِّدْ لِسانَکَ حُسنَ الکلامِ تَأمَنِ المَلامَ .(2)
عنه علیه السلام : عَوِّدْ لِسانَکَ لِینَ الکلامِ وبَذلَ السَّلامِ، یَکثُرْ مُحِبُّوکَ وَیقِلَّ مُبغِضُوکَ.(3)
عنه علیه السلام : مَن عَذُبَ لِسانُهُ کَثُرَ إخوانُهُ .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : القَولُ الحَسَنُ یُثرِی المالَ ، ویُنمی الرِّزقَ ، ویُنسِئُ فی الأجَلِ ، ویُحَبِّبُ إلَی الأهلِ ، ویُدخِلُ الجَنَّةَ .(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (وقُولُوا للنّاسِ حُسْناً)(6) - : قولوا للناسِ أحسَنَ ما تُحِبُّونَ أن یُقالَ فیکُم .(7)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَعاشِرَ الشِّیعَةِ ، کونوا لنا زَیناً ولا تکونوا علَینا شَیناً ، قولوا لِلناسِ حُسناً ، واحفَظُوا ألسِنَتَکُم ، وکُفُّوها عنِ الفُضولِ وقَبیحِ القَولِ .(8)
عنه علیه السلام : اِتَّقُوا اللَّهَ ولا تَحمِلُوا النّاسَ علی أکتافِکُم ، إنَّ اللَّهَ یَقولُ فی کتابِهِ : (وقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً) .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الکلامُ ثلاثةٌ : فَرابِحٌ ، وسالِمٌ ، وشاحِبٌ . فأمّا الرابِحُ فالذی یَذکُرُ اللَّهَ ، وأمّا السالِمُ فالذی یَقولُ ما أحَبَّ اللَّهُ ، وأمّا الشاحِبُ فالذی یَخوضُ فی النّاسِ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِلکلامِ آفاتٌ .(11)
عنه علیه السلام : شَرُّ القَولِ ما نَقَضَ بَعضُهُ بَعضاً .(12)
عنه علیه السلام : الألفاظُ قَوالِبُ المَعانی .(13)
عنه علیه السلام : لِکُلِّ مَقامٍ مَقالٌ .(14)
عنه علیه السلام : لا تَتَکلَّمَنَّ إذا لم تَجِدْ لِلکلامِ مَوقِعاً .(15)
عنه علیه السلام : لِأهلِ الفَهمِ تُصَرَّفُ الأقوالُ .(16)
عنه علیه السلام : لِسانُ الحالِ أصدَقُ مِن لِسانِ المَقالِ .(17)
عنه علیه السلام : مَن أعجَبَهُ قَولُهُ فقد غَرَبَ عَقلُهُ .(18)
ص :542
ص :544
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العاقِلُ یَطلُبُ الکَمالَ ، الجاهِلُ یطلُبُ المالَ .(1)
عنه علیه السلام : الإنسانُ عَقلٌ وصُورَةٌ ، فَمَن أخطَأهُ العَقلُ ولَزِمَتهُ الصُّورَةُ لم یکنْ کامِلاً وکانَ بمَنزِلَةِ مَن لا رُوحَ فیهِ ، ومَن طَلَبَ العَقلَ المَتَعارَفَ فَلْیَعرِفْ صُورَةَ الاُصولِ والفُضولِ ، فإنَّ کثیراً مِن النّاسِ یَطلُبونَ الفُضولَ ویَضَعونَ الاُصولَ ، فَمَن أحرَزَ الأصلَ اکتَفی بهِ عنِ الفَضلِ ...
وأصلُ الاُمورِ فی الدِّینِ أن یَعتَمِدَ علَی الصَّلواتِ ویَجتَنِبَ الکبائرَ ، وألزَمْ ذلکَ لُزومَ مالا غِنی عَنهُ طَرفَةَ عَینٍ، وإن حُرِمْتَهُ هُلکٌ ، فإن جاوَزَتهُ إلَی الفِقهِ والعِبادَةِ فهُو الحَظُّ .(2)
عنه علیه السلام : الکمالُ فی الدُّنیا مَفقودٌ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ما نَقَّصَ نفسَهُ إلّا کامِلٌ .(5)
عنه علیه السلام : مِن کمالِ الإنسانِ ووُفورِ فَضلِهِ استِشعارُهُ بنفسِهِ النُّقصانَ .(6)
عنه علیه السلام - فی الشِّعرِ المَنسوبِ إلَیهِ - :
أَتَمُّ النّاسِ أَعْلَمُهُم بِنَقصِهْ ***وأَقمَعُهُم لِشَهوَتِهِ وحِرْصِهْ
فلاتَستَغْلِ عافِیَةً بشی ءٍ***ولا تَستَرخِصَنْ داءً لِرُخْصِهْ (7)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کَمُلَ مِن الرِّجالِ کثیرٌ ، ولم یَکمُلْ مِن النِّساءِ إلّا أربَعٌ : آسِیَةُ بِنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعَونَ ، ومَریمُ بِنتُ عِمرانَ ، وخَدیجَةُ بِنتُ خُوَیلِدٍ ، وفاطِمَةُ بِنتُ مُحمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله .(8)
ص :545
عنه صلی اللَّه علیه وآله: أفضَلُ نِساءِ أهلِ الجَنّةِ: خَدیجَةُ بِنتُ خُوَیلدٍ ، وفاطِمَةُ بِنتُ محمّدٍ صلی اللَّه علیه وآله ، ومَریمُ بِنتُ عِمرانَ ، وآسِیَةُ بِنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعَونَ .(1)
بحار الأنوار : أقبَل العبّاسُ ذاتَ یومٍ إلی رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله وکانَ العبّاس طُوالاً حَسَنَ الجِسمِ فلمّا رآهُ النّبیُّ صلی اللَّه علیه وآله تَبَسَّمَ إلیهِ وقالَ : یا عَمِّ ، إنّکَ لَجَمیلٌ! فقالَ العباسُ : ما الجَمالُ بالرجُلِ یارسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : بصَوابِ القَولِ بالحقِّ. قالَ : فما الکمالُ ؟ قالَ : تَقوَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ وحُسنُ الخُلُقِ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کمالُ الرجُلِ بسِتِّ خِصالٍ : بِأصغَرَیهِ ، وأکبَرَیهِ ، وهیئَتَیهِ ؛ فأمّا أصغراهُ فقَلبُهُ ولِسانُهُ ، إن قاتَلَ قاتَلَ بجَنانٍ ، وإن تَکَلَّمَ تَکَلَّمَ بلِسانٍ ، وأمّا أکبَراهُ فعَقلُهُ وهِمَّتُهُ ، وأمّا هَیئَتاهُ فمالُهُ وجَمالُهُ .(3)
عنه علیه السلام : الکمالُ فی ثلاثٍ : الصَّبرُ علَی النَّوائبِ ، والتَّورُّعُ فی المَطالِبِ ، وإسعافُ الطّالِبِ .(4)
عنه علیه السلام: بالعَقلِ کمالُ النفسِ ، بالمُجاهَدَةِ صَلاحُ النفسِ .(5)
عنه علیه السلام : کمالُ المَرءِ عَقلُهُ، وقیمَتُهُ فَضلُهُ.(6)
عنه علیه السلام : کمالُ الإنسانِ العَقلُ .(7)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الکمالُ کُلُّ الکمالِ التَّفقُّهُ فی الدِّینِ ، والصَّبرُ علَی النّائبَةِ ، وتَقدیرُ المَعیشةِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا کانت مَحاسِنُ الرجُلِ أکثَرَ مِن مَساوِیهِ فذلکَ الکامِلُ (التَّکامُلُ) ، وإذا کانَ مُتساوِیَ المَحاسِنِ والمَساوِی فذلکَ المُتَماسِکُ ، وإن زادَت مَساویهِ علی مَحاسِنِهِ فذلکَ الهالِکُ .(10)
ص :546
عنه علیه السلام : الکامِلُ مَن غَلَبَ جِدُّهُ هَزلَهُ .(1)
عنه علیه السلام : مِن کمالِ المَرءِ تَرکُهُ ما لا یَجمُلُ بهِ .(2)
عنه علیه السلام : تَسَربَلِ الحَیاءَ وادَّرِعِ الوَفاءَ واحفَظِ الإخاءَ وأقلِلْ مُحادَثَةَ النِّساءِ ، یَکمُلْ لکَ السَّناءُ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثُ خِصالٍ مَن رُزِقَها کانَ کامِلاً : العَقلُ ، والجَمالُ ، والفَصاحةُ .(4)
عنه علیه السلام : لا یَنبَغی لِمَن لم یَکُن عالِماً أن یُعَدَّ سَعیداً ، ولا لِمَن لم یَکُن وَدوداً أن یُعَدَّ حَمیداً، ولا لِمَن لم یَکُن صَبوراً أن یُعَدَّ کامِلاً .(5)
ص :547
ص :548
ص :550
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الکَیِّسُ مَن دانَ نفسَهُ وعَمِلَ لِما بَعدَ المَوتِ ، والعاجِزُ مَن أتبَعَ نفسَهُ وهواها وتَمنَّی علَی اللَّهِ عَزَّوجلَّ الأمانِیَّ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکَیِّسُ مَن عَرَفَ نفسَهُ وأخلَصَ أعمالَهُ .(2)
عنه علیه السلام : الکَیِّسُ أصلُهُ عَقلُهُ ، ومُروءَتُهُ خُلُقُهُ ، ودِینُهُ حَسَبُهُ .(3)
عنه علیه السلام : الکَیِّسُ مَن کانَ یَومُهُ خَیراً مِن أمسِهِ ، وعَقَلَ الذَّمَّ عن نفسِهِ .(4)
عنه علیه السلام: الکَیِّسُ مَن أحیا فَضائلَهُ وأماتَ رَذائلَهُ بقَمعِهِ شَهوَتَهُ وهَواهُ .(5)
عنه علیه السلام: الکَیِّسُ مَن کانَ غافِلاً عن غیرِهِ ، ولنفسِهِ کَثیرَ التَّقاضی .(6)
عنه علیه السلام : الکَیِّسُ مَن مَلَکَ عِنانَ شَهوَتِهِ .(7)
عنه علیه السلام : الکَیِّسُ مَن تَجَلبَبَ الحَیاءَ وادَّرَعَ الحِلمَ .(8)
عنه علیه السلام : الکَیِّسُ صَدیقُهُ الحَقُّ وعَدُوُّهُ الباطِلُ .(9)
عنه علیه السلام : إنّ الکَیِّسَ مَن کانَ لِشَهوَتِهِ مانِعاً ولِنَزوتِهِ عندَ الحَفیظَةِ واقِماً قامِعاً .(10)
عنه علیه السلام : إنّما الکَیِّسُ مَن إذا أساءَ استَغفَرَ وإذا أذنَبَ نَدِمَ .(11)
عنه علیه السلام : الکَیْسُ تَقوَی اللَّهِ سبحانَهُ ، وتَجنُّبُ المَحارِمِ ، وإصلاحُ المَعادِ .(12)
عنه علیه السلام: أشرَفُ المُؤمنینَأکثَرُهُم کَیْساً.(13)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : علَیکُم بحُسنِ الصَّلاةِ ، واعمَلُوا لِآخِرتکم واختارُوا لأنفُسِکم، فإنّ الرجُلَ قد یکونُ کَیِّساً فی أمرِ الدُّنیا فیقالُ : ما أکْیَسَ فلاناً ! وإنّما الکَیِّسُ کَیِّسُ الآخِرَةِ .(14)
عنه علیه السلام : الفَهمُ بالفِطنَةِ .(1)
عنه علیه السلام : الفِطنَةُ هِدایَةٌ .(2)
عنه علیه السلام : ... الیَقینُ مِنها علی أربَعِ شُعَبٍ: علی تَبصِرَةِ الفِطنَةِ ، وتأوُّلِ الحِکمَةِ ، ومَوعِظَةِ العِبرَةِ ، وسُنَّةِ الأوَّلِینَ ، فَمَن تَبَصَّرَ فی الفِطنَةِ تَبَیَّنَت لَهُ الحِکمَةُ ، ومَن تَبَیَّنَت لَهُ الحِکمَةُ عَرَفَ العِبرَةَ ، ومَن عَرَفَ العِبرَةَ فکأنّما کانَ فی الأوَّلینَ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ الأکیاسَ هُمُ الذینَ للدُّنیا مَقَتوا ، وأعیُنَهُم عن زَهرَتِها أغمَضوا ، وقُلوبَهُم عنها صَرَفوا ، وبالدّارِ الباقِیَةِ تَوَلَّهوا .(4)
عنه علیه السلام : الدُّنیا مُطَلَّقةُ الأکیاسِ .(5)
عنه علیه السلام : إن اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ الطاعَةَ غَنیمَةَ الأکیاسِ عندَ تَفریطِ العَجَزَةِ .(6)
عنه علیه السلام : کَم مِن صائمٍ لیسَ لَهُ مِن صیامِهِ إلّا الجُوعُ والظَّمَأُ ، وکَم مِن قائمٍ لیسَ لَهُ مِن قیامِهِ إلّا السَّهَرُ والعَناءُ ! حَبَّذا نَومُ الأکیاسِ وإفطارُهُم .(7)
عنه علیه السلام : إنّ لِلطّاعَةِ أعلاماً واضِحَةً ، وسُبُلاً نَیِّرَةً ، ومَحَجّةً نَهْجَةً ، وغایَةً مُطَّلَبةً ، یَرِدُها الأکیاسُ ویُخالِفُها الأنکاسُ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سُئلَ : منَ أکیَسُ المؤمنینَ - : أکثُرهُم ذِکراً لِلمَوتِ وأشَدُّهُم لَهُ استِعداداً .(10)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا سُئلَ عن أکیَسِ النّاسِ وأحزَمِهِم - : أکثَرُهُم ذِکراً لِلمَوتِ وأکثَرُهُمُ استِعداداً لِلمَوتِ ، اُولئکَ الأکیاسُ ، ذَهَبوا بشَرَفِ الدُّنیا وکَرامَةِ الآخِرَةِ .(11)
ص :552
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن أکیَسِ النّاسِ - : مَن أبصَرَ رُشدَهُ مِن غَیِّهِ فَمالَ إلی رُشدِهِ .(1)
عنه علیه السلام: أکیَسُ النّاسِ مَن رَفَضَ دُنیاهُ .(2)
عنه علیه السلام : أکیَسُکُم أورَعُکُم .(3)
عنه علیه السلام : أفضَلُ النّاسِ أعمَلُهُم بالرِّفقِ ، وأکیَسُهُم أصبَرُهُم علَی الحَقِّ .(4)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکیَسُ الکَیْسِ التُّقی ، وأحمَقُ الحُمقِ الفُجورُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أکیَسُ الکَیِّسِینَ مَن حاسَبَ نفسَهُ وعَمِلَ لِما بَعدَ المَوتِ ، وأحمَقُ الحَمقی مَن أتبَعَ نفسَهُ هَواها وتَمَنَّی علَی اللَّهِ الأمانِیَّ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أکیَسُ الأکیاسِ مَن مَقَتَ دُنیاهُ، وقَطَعَ مِنها أملَهُ ومُناهُ، وصَرَفَ عَنها طَمَعَهُ ورَجاهُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَفی بالمَرءِ کَیْساً أن یَعرِفَ مَعایبَهُ .(8)
عنه علیه السلام : کَفی بالمَرءِ کَیْساً أن یَغلِبَ الهَوی ویَملِکَ النُّهی .(9)
عنه علیه السلام : کفی بالمَرءِ کَیساً أن یَقِفَ علی مَعایبِهِ ، ویَقتَصِدَ فی مَطالِبِهِ .(10)
عنه علیه السلام : کَفی بالمَرءِ کَیساً أن یَقتَصِدَ فی مَآرِبِهِ ویُجمِلَ فی مَطالِبِهِ .(11)
ص :553
ص :554
468 - اللُّؤم
469 - اللِّباس
470 - اللِّجاج
471 - اللِّحیة
472 - اللِّسان
473 - اللّعن
474 - اللّغو
475 - اللّقطة
476 - اللّقاء
477 - اللّهو
478 - اللّواط
479 - الملامة
ص :555
ص :556
ص :558
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: اللُّؤمُ اُسُّ [رأسُ (1) الشَّرِّ.(2)
عنه علیه السلام : اللُّؤمُ جَمّاعُ المَذامِّ .(3)
عنه علیه السلام : اللُّؤمُ مُضادٌّ لسائرِ الفَضائلِ ، وجامِعٌ لجَمیعِ الرَّذائلِ والسَّوءاتِ والدَّنایا .(4)
عنه علیه السلام : اللُّؤمُ قَبیحٌ ، فلا تَجعَلْهُ لُبسَکَ .(5)
عنه علیه السلام : اللُّؤمُ إیثارُ حُبِّ المالِ علی لَذَّةِ الحَمدِ والثَّناءِ .(6)
عنه علیه السلام : مِن اللُّؤمِ سُوءُ الخُلقِ .(7)
عنه علیه السلام : مِن علاماتِ اللُّؤمِ الغَدرُ بالمَواثیقِ .(8)
عنه علیه السلام : مِن عَلامَةِ اللُّؤمِ سُوءُ الجِوارِ .(9)
عنه علیه السلام : مِن أقبَحِ اللُّؤمِ غِیبَةُ الأخیارِ .(10)
عنه علیه السلام : مَن جُمِعَ لَهُ مَع الحِرصِ علَی الدُّنیا البُخلُ بها فَقَدِ استَمسَکَ بِعَمودَیِ اللُّؤمِ .(11)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عنِ اللُّؤمِ - : قِلّةُ النَّدی ، وأن یُنطَقَ بالخَنا .(12)
عنه علیه السلام - أیضاً فی تفسیرِ اللُّؤمِ - : إحرازُ المَرءِ نَفسَهُ ، وإسلامُهُ عِرسَهُ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: اللَّئیمُ إذا بَلغَ فَوقَ مِقدارِهِ تَنَکَّرَت أحوالُهُ .(15)
عنه علیه السلام : اللَّئیمُ یُدْرِعُ العارَ ، ویُؤذی الأحرارَ .(16)
عنه علیه السلام: اللَّئیمُ لا یُرجی خَیرُهُ، ولا یُسلَمُ مِن شَرِّهِ ، ولا یُؤمَنُ مِن غَوائلِهِ .(17)
عنه علیه السلام : اللَّئیمُ لا یَستَحیِی .(18)
عنه علیه السلام : اللَّئیمُ إذا قَدَرَ أفحَشَ ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ .(19)
عنه علیه السلام : اللَّئیمُ إذا أعطی حَقَدَ ، وإذا
ص :559
اُعطِیَ جَحَدَ .(1)
عنه علیه السلام : اِصطِناعُ اللَّئیمِ أقبَحُ رَذیلَةٍ .(2)
عنه علیه السلام : أفضَلُ مَعروفِ اللَّئیمِ مَنعُ أذائهِ، أقبَحُ أفعالِ الکریمِ مَنعُ عَطائهِ .(3)
عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تَعتَمِدَ علَی اللَّئیمِ ؛ فإنّهُ یَخذُلُ مَنِ اعتَمدَ علَیهِ .(4)
عنه علیه السلام : کُلّما ارتَفَعَت رُتبَةُ اللَّئیمِ نَقَصَ النّاسُ عِندَهُ ، والکریمُ ضِدُّ ذلکَ .(5)
عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ علَی اللَّئیمِ بسُوءِ الفِعلِ وقُبحِ الخُلقِ وذَمیمِ البُخلِ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : وَقَعَ بَینَ سَلمانَ الفارِسیِّ - رحمةُ اللَّهِ علَیهِ - وبَینَ رجُلٍ خُصومَةٌ ، فقالَ الرّجُلُ لسَلمانَ : مَن أنتَ ؟! وما أنتَ ؟ !
فقالَ سَلمانُ : أمّا أوَّلی وأوَّلُکَ فَنُطفَةٌ قَذِرَةٌ ، وأمّا آخِری وآخِرُکَ فجِیفَةٌ مُنتِنَةٌ ، فإذا کانَ یَومُ القِیامَةِ ونُصِبَتِ المَوازینُ فمَن ثَقُلَت مَوازینُهُ فهو الکریمُ ، ومَن خَفّت مَوازینُهُ فهو اللَّئیمُ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألأمُ النّاسِ المُغتابُ .(9)
عنه علیه السلام : ألأمُ الخُلقِ الحِقدُ .(10)
عنه علیه السلام : مِن أعظَمِ اللُّؤمِ إحرازُ المَرءِ نَفسَهُ ، وإسلامُهُ عِرسَهُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللِّئامُ أصبَرُ أجساداً ، الکِرامُ أصبَرُ أنفُساً .(12)
عنه علیه السلام : عادَةُ اللِّئامِ والأغمارِ أذِیَّةُ الکِرامِ والأحرارِ .(13)
عنه علیه السلام : بَذلُ الوَجهِ إلَی اللِّئامِ المَوتُ الأکبَرُ .(14)
عنه علیه السلام : رَضِیَ بالحِرمانِ طالِبُ الرِّزقِ مِن اللِّئامِ .(15)
عنه علیه السلام : إذا حَلَلتَ باللِّئامِ فاعتَلِلْ بالصِّیامِ .(16)
عنه علیه السلام : مِن اللِّئامِ تَکونُ القَسوَةُ .(17)
ص :560
ص :562
الکتاب :
(یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَیْکُمْ لِبَاساً یُوارِی سَوْآتِکُمْ وَرِیشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَی ذلِکَ خَیْرٌ ذلِکَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ یَذَّکَّرُونَ) .(1)
(وَمِنْ کُلٍّ تَأْکُلُونَ لَحْماً طَرِیّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَهَا) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : خُذْ علَیکَ ثَوبَکَ ولا تَمشُوا عُراةً .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِلبَسوا مِن ثِیابِکُمُ البَیاضَ ؛ فإنّها مِن خَیرِ ثِیابِکُم ، وکَفِّنوا فیها مَوتاکُم .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أحسَنُ ما زُرتُمُ اللَّهَ عَزَّوجلَّ بهِ فی قُبورِکُم ومَساجِدِکُمُ البَیاضُ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن أحَبِّ ثِیابِکُم إلَی اللَّهِ البَیاضُ ، فصَلُّوا فیها وکَفِّنوا فیها مَوتاکُم.(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِلبَسوا البَیاضَ ؛ فإنّهُ أطیَبُ وأطهَرُ ، وکَفِّنوا فیهِ مَوتاکُم .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی ألبَسُ الغَلیظَ ، وأجلِسُ علَی الأرضِ ، وأرکَبُ الحِمارَ بغَیرِ سَرجٍ ، وأردِفُ خَلفی ، فمَن رَغِبَ عَن سُنَّتی فلَیس مِنّی .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : یا أبا ذرٍّ ، اِلبَسِ الخَشِنَ مِن اللِّباسِ ، والصَّفیقَ مِن الثِّیابِ ؛ لِئلّا یَجِدَ الفَخرُ فیکَ مَسلَکاً .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِلبَسوا ثِیابَ القُطنِ ؛ فإنّها لِباسُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وهُو لِباسُنا .(11)
عنه علیه السلام : اِلبَسوا الثِّیابَ مِن القُطنِ ؛ فإنّهُ لِباسُ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ولِباسُنا ، ولَم یَکُن یَلبَسُ الصُّوفَ والشَّعرَ إلّا مِن عِلّةٍ .(12)
عنه علیه السلام : ولَقد دَخَلَ موسی بنُ عِمرانَ ومَعهُ أخوهُ هارونُ علیهما السلام علی فِرعَونَ ،
ص :563
وعلَیهِما مَدارِعُ الصُّوفِ ، وبأیدِیهِما العِصِیُّ ، فشَرَطا لَهُ - إن أسلَمَ - بَقاءَ مُلکِهِ ، ودَوامَ عِزِّهِ .
فقالَ : ألا تَعجَبونَ مِن هذَینِ یَشرِطانِ لِی دَوامَ العِزِّ وبَقاءَ المُلکِ ، وهُما بما تَرَونَ مِن حالِ الفَقرِ والذّلِّ ، فهَلّا اُلقِیَ علَیهِما أساوِرَةٌ مِن ذَهَبٍ ؟! إعظاماً للذّهَبِ وجَمعِهِ ، واحتِقاراً للصُّوفِ ولُبسِهِ !(1)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ عیسی علیه السلام - : وإن شِئتَ قُلتُ فی عیسَی بنِ مَریمَ علیه السلام ؛ فلَقد کانَ یَتَوَسَّدُ الحَجَرَ ، ویَلبَسُ الخَشِنَ .(2)
عنه علیه السلام - فی صِفَةِ النّبیِّ صلی اللَّه علیه وآله - : ولَقد کانَ صلی اللَّه علیه وآله یأکُلُ علَی الأرضِ ، ویَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ ، ویَخصِفُ بِیَدِهِ نَعلَهُ، ویَرقَعُ بِیَدِهِ ثَوبَهُ .(3)
بحار الأنوار : وفی روایةٍ : رُئیَ علی علیٍّ علیه السلام إزارٌ خَلَقٌ مَرقوعٌ ، فقیلَ لَهُ فی ذلکَ ، فقالَ : یَخشَعُ لَهُ القَلبُ ، وتَذِلُّ بهِ النَّفسُ ، ویَقتَدی بهِ المؤمنونَ.(4)
بحار الأنوار عن عقبةَ بنِ عَلقمَةَ : دَخَلتُ علی أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام فإذا بَینَ یدَیهِ لَبَنٌ حامِضٌ قد آذانی حُموضَتُهُ ، وکِسَرٌ یابِسَةٌ، قلتُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أتأکُلُ مِثلَ هذا ؟ ! فقالَ لی: یا أبا الجُنودِ ، إنّی أدرَکتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یأکُلُ أیبَسَ مِن هذا ، ویَلبَسُ أخشَنَ مِن هذا ، فإن لَم آخُذْ بما أخَذَ بهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله خِفتُ أن لا ألحَقَ بهِ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الکَتّانُ مِن لِباسِ الأنبیاءِ ، وهُو یُنبِتُ اللَّحمَ .(6)
عنه علیه السلام : خَطَبَ علیٌّ النّاسَ وعلَیهِ إزارُ کِرباسٍ غَلیظٌ مَرقوعٌ بِصُوفٍ ، فقیلَ لَهُ فی ذلکَ، فقالَ: یَخشَعُ القَلبُ ویَقتَدی بهِ المؤمنُ .(7)
کنز العمّال عن ابن عمر : نَهی [النبیّ صلی اللَّه علیه وآله ]عن لُبسَتَینِ : المَشهورَةِ فی حُسنِها، والمَشهورَةِ فی قُبحِها.(8)
ص :564
کنز العمّال عن زید بن ثابت : نَهی [النبیُّ صلی اللَّه علیه وآله ] عن الشُّهرَتَینِ ، دِقَّةِ الثِّیابِ وغِلظِها ، ولِینِها وخُشونَتِها ، وطُولِها وقِصَرِها ، ولکنْ سَدادٌ فیما بَینَ ذلکَ واقتِصادٌ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ المُتّقینَ - : مَنطِقُهُمُ الصَّوابُ ، ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المالُ مالُ اللَّهِ یَضَعُهُ عِندَ الرّجُلِ وَدایِعَ ، وجَوّزَ لَهُم أن یأکُلوا قَصداً ویَلبَسوا قَصداً .(3)
عنه علیه السلام : اِلبَسْ ما لا تُشتَهَرُ بهِ ولا یُزْری بکَ .(4)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - بَعدَ ذِکرِ لِباسِ الإمامِ علیٍّ علیه السلام - : هذا اللِّباسُ الّذی یَنبَغی أن تَلبَسوهُ ، ولکنْ لا نَقدِرُ أن نَلبَسَ هذا الیَومَ ، لَو فَعَلنا لَقالوا : مَجنونٌ ، أو لَقالوا: مُراءٍ ، فإذا قامَ قائمُنا کانَ هذا اللِّباسُ .(6)
الکافی عن حَمّادِ بنِ عُثمانَ : کنتُ حاضِراً عندَ أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام إذ قالَ لَهُ رجُلٌ: أصلَحَکَ اللَّهُ ، ذَکَرتَ أنّ علیَّ بنَ أبی طالبٍ علیه السلام کانَ یَلبَسُ الخَشِنَ ، یَلبَسُ القَمیصَ بأربَعةِ دَراهِمَ وما أشبَهَ ذلکَ ، ونَری علَیکَ اللِّباسَ الجَیِّدَ !
قالَ : فقالَ لَهُ : إنّ علیَّ بنَ أبی طالبٍ علیه السلام کانَ یَلبَسُ ذلکَ فی زمانٍ لا یُنکَرُ ، ولَو لَبِسَ مِثلَ ذلکَ الیومَ لَشُهِرَ بهِ ، فخَیرُ لِباسِ کُلِّ زمانٍ لِباسُ أهلِهِ ، غَیرَ أنّ قائمَنا إذا قامَ لَبِسَ لِباسَ علیٍّ علیه السلام وسارَ بسِیرَتِهِ .(7)
الکافی : قال أبو عبد اللَّه علیه السلام لِعُبَیدِ بنِ زِیادٍ : إظهارُ النِّعمَةِ أحَبُّ إلَی اللَّهِ مِن صِیانَتِها ، فإیّاکَ أن تَتزَیّنَ إلّا فی أحسَنِ زِیِّ قَومِکَ .
قالَ الرّاوی : فما رُئیَ عُبَیدٌ إلّا فی أحسَنِ زِیِّ قَومِهِ حتّی ماتَ .(8)
ص :565
مکارم الأخلاق عن سُفیانَ الثَّوریِّ : قلتُ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام : أنتَ تَروی أنّ علیَّ بنَ أبی طالبٍ علیه السلام کانَ یَلبَسُ الخَشِنَ ، وأنتَ تَلبَسُ القُوهِیَّ والمَرویَّ ! قالَ : وَیحَکَ ! إنّ علیَّ بنَ أبی طالبٍ علیه السلام کانَ فی زمانِ ضِیقٍ ، فإذا اتّسَعَ الزّمانُ فأبرارُ الزّمانِ أولی بهِ .(1)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : بَینا أنا فی الطَّوافِ إذا رجُلٌ یَجذِبُ ثَوبی ، فالتَفَتُّ فإذا عَبّادٌ البَصریُّ قالَ : یا جعفرَ بنَ محمّدٍ ، تَلبَسُ مِثلَ هذا الثَّوبِ وأنتَ فی المَوضِعِ الّذی أنتَ فیهِ مِن علیٍّ ؟!
قالَ : قلتُ : وَیلَکَ ! هذا ثَوبٌ قُوهِیٌّ اشتَرَیتُهُ بدِینارٍ وکَسرٍ ، وکانَ علیٌّ علیه السلام فی زَمانٍ یَستَقیمُ لَهُ ما لَبِسَ ، ولَو لَبِستُ مِثلَ ذلکَ اللِّباسِ فی زَمانِنا هذا لَقالَ النّاسُ : هذا مُراءٍ مِثلُ عَبّادٍ !(2)
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّ أهلَ الضَّعفِ مِن مَوالِیَّ یُحِبّونَ أن أجلِسَ علَی اللُّبُودِ وألبَسَ الخَشِنَ، ولَیس یَتَحَمّلُ الزَّمانُ ذلکَ.(3)
عنه علیه السلام : واللَّهِ، لَئن صِرتُ إلی هذا الأمرِ لَآکُلَنَّ الخَبیثَ بَعدَ الطَّیِّبِ ، ولَألبَسَنَّ الخَشِنَ بَعدَ اللَّیّنِ ، ولَأتعَبَنَّ بَعدَ الدَّعَةِ .(4)
قرب الإسناد عن البزنطی : قالَ لی [ الإمامُ الرِّضا علیه السلام ] : ما تَقولُ فی اللِّباسِ الخَشِنِ ؟ فقلتُ : بَلَغَنی أنّ الحسَنَ علیه السلام کانَ یَلبَسُ ، وأنّ جعفرَ بنَ محمّدٍ علیه السلام کانَ یأخُذُ الثَّوبَ الجَدیدَ فیأمُرُ بهِ فیُغمَسُ فی الماءِ .
فقالَ لی : اِلبَسْ وتَجَمّلْ؛ فإنّ علیَّ بنَ الحسینِ علیه السلام کانَ یَلبَسُ الجُبَّةَ الخَزَّ بخَمسِمِائةِ دِرهَمٍ ، والمُطرَفَ الخَزَّ بخَمسینَ دِیناراً فیَتَشتَّی فیهِ ، فإذا خَرجَ الشِّتاءُ باعَهُ وتَصَدّقَ بثَمنِهِ ، وتَلا هذهِ الآیةَ: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الّتی أخْرَجَ لِعِبادِهِ والطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ)(5) . (6)
ص :566
عیون أخبار الرِّضا عن أبی عباد : کانَ جُلوسُ الرِّضا علیه السلام فی الصَّیفِ علی حَصیرٍ ، وفی الشِّتاءِ علی مِسْحٍ (1)، ولُبسُهُ الغَلیظُ مِن الثِّیابِ ؛ حتّی إذا بَرزَ للنّاسِ تَزَیّنَ لَهُم .(2)
عوالی اللآلی : رُویَ أنّ الرِّضا علیه السلام لَبِسَ الخَزَّ فَوقَ الصُّوفِ ، فقالَ لَهُ بَعضُ جَهَلَةِ الصُّوفیّةِ لَمّا رأی علَیهِ ثِیابَ الخَزِّ : کیفَ تَزعُمُ أنّکَ مِن أهلِ الزُّهدِ وأنتَ علی ما نَراهُ مِن التَّنَعُّمِ بلِباسِ الخَزِّ ؟! فکَشَفَ علیه السلام عَمّا تَحتَهُ فَرَأوا تَحتَهُ ثِیابَ الصُّوفِ ، فقالَ : هذا للَّهِ ، وهذا للنّاسِ .(3)
الغیبة للطوسی عن کاملِ بنِ إبراهیمَ : دَخَلتُ علی سَیّدی أبی محمّدٍ علیه السلام ، نَظَرتُ إلی ثِیابِ بَیاضٍ ناعِمَةٍ علَیهِ ، فقُلتُ فی نَفسی : ولیُّ اللَّهِ وحُجَّتُهُ یَلبَسُ النّاعِمَ مِن الثِّیابِ ویأمُرُنا نَحنُ بِمُواساةِ الإخوانِ، ویَنهانا عَن لُبسِ مِثلِهِ ! فقالَ مُتَبَسِّماً : یا کاملُ - وحَسَرَ عَن ذِراعَیهِ ، فإذا مِسْحٌ أسوَدُ خَشِنٌ علی جِلدِهِ، فقالَ - : هذا للَّهِ ، وهذا لَکُم.(4)
الکافی عن محمّد بن علی رفعه : مَرَّ سُفیانُ الثَّوریُّ فی المَسجِدِ الحَرامِ، فرأی أبا عبدِاللَّهِ علیه السلام وعلَیهِ ثِیابٌ کثیرَةُ القِیمَةِ حِسانٌ ، فقالَ : واللَّهِ، لَآتِیَنَّهُ ولَاُوَبِّخَنَّهُ ! فَدَنا مِنهُ فقالَ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، ما لَبِسَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مِثلَ هذا اللِّباسِ ولا علیٌّ علیه السلام ولا أحَدٌ مِن آبائکَ ! فقالَ لَهُ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی زمانِ قَترٍ مُقَتَّرٍ(5)، وکانَ یأخُذُ لقَتَرِهِ واقتِدارهِ ، وإنّ الدُّنیا بَعدَ ذلکَ أرخَت عَزالِیها(6)، فأحَقُّ أهلِها بِها أبرارُها ، ثُمّ تَلا: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الّتی أخْرَجَ لِعبادِهِ والطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) ، ونَحنُ أحَقُّ مَن أخَذَ مِنها ما أعطاه اللَّهُ ، غَیرَ أنّی یا ثَوریُّ ما تَری علَیَّ مِن ثَوبٍ إنّما ألبَسُهُ للنّاسِ . ثُمَّ اجتَذَبَ یَدَ
ص :567
سُفیانَ فجَرَّها إلَیهِ، ثُمَّ رَفَعَ الثَّوبَ الأعلی وأخرَجَ ثَوباً تَحتَ ذلکَ علی جِلدِهِ غَلیظاً ، فقالَ : هذا ألبَسُهُ لِنَفسی وما رَأیتَهُ للنّاسِ . ثُمَّ جَذَبَ ثَوباً علی سُفیانَ أعلاهُ غَلیظٌ خَشِنٌ وداخِلُ ذلکَ ثَوبٌ لَیِّنٌ فقالَ : لَبِستَ هذا الأعلی للنّاسِ، ولَبِستَ هذا لنَفسِکَ تَسُرُّها ؟!(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : العَمائمُ تِیجانُ العَرَبِ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِئْتوا المَساجِدَ حُسَّراً ومُعَصَّبینَ ، فإنّ العَمائمَ تِیجانُ المُسلِمینَ.(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : العَمائمُ وَقارٌ للمؤمنِ وعِزٌّ للعَرَبِ ، فإذا وَضَعَتِ العَرَبُ عَمائمَها وَضَعَت عِزَّها .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ أمَدّنی یَومَ بَدرٍ وحُنَینٍ بمَلائکَةٍ یَعتَمُّونَ هذهِ العِمَّةَ ، إنَّ العِمامَةَ حاجِزَةٌ بَینَ الکُفرِ والإیمانِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: إنّ فَرقَ ما بَینَنا و بَینَ المُشرکینَ العَمائمُ علَی القَلانِسِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَزالُ اُمَّتی علَی الفِطرَةِ ما لَبِسوا العَمائمَ علَی القَلانِسِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : رَکعَتانِ بِعَمامَةٍ خَیرٌ مِن سَبعینَ رَکعَةً بِلا عَمامَةٍ .(8)
سنن أبی داوود عن جابر : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله دَخَلَ عامَ الفَتحِ مَکّةَ وعلَیهِ عِمامَةٌ سَوداءُ .(9)
سنن أبی داوود عن عَمرو بنِ حُرَیثٍ : رأیتُ النّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله علی المِنبَرِ وعلَیهِ عِمامَةٌ سَوداءُ قَد أرخی طَرَفَها بَینَ کَتِفَیهِ .(10)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کانَت علَی الملائکَةِ العَمائمُ البِیضُ المُرسَلَةُ یَومَ بَدرٍ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عَمَّمَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله علِیّاً علیه السلام بِیَدِهِ ، فسَدَلَها مِن بَینِ یَدَیهِ وقَصَّرَها مِن خَلفِهِ قَدْرَ أربَعِ أصابِعَ، ثُمّ قالَ : أدبِرْ فأدبَرَ، ثُمّ قالَ: أقبِلْ فأقبَلَ، ثُمّ قالَ: هکذا تِیجانُ المَلائکَةِ .(12)
ص :568
الکتاب :
(جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَهَا یُحَلَّوْنَ فِیهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِیهَا حَرِیرٌ) .(1)
(یَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِینَ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إن کُنتُم تُحِبُّونَ حِلیَةَ الجَنّةِ وحَریرَها فلا تَلبَسوها فی الدُّنیا .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَبِسَ الحَریرَ فی الدُّنیا لَم یَلبَسْهُ فی الآخِرَةِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَستَمتِعُ بالحَریرِ مَن یَرجو أیّامَ اللَّهِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : حُرِّمَ لِباسُ الحَریرِ والذَّهَبِ علی ذُکورِ اُمَّتی واُحِلَّ لإناثِهِم .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَبِسَ ثَوباً یُباهی بهِ لِیَراهُ النّاسُ لَم یَنظُرِ اللَّهُ إلَیهِ حتّی یَنزَعَهُ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أخَذَ یَلبَسُ ثَوباً لِیُباهی بهِ لِیَنظُرَ النّاسُ إلَیهِ لَم یَنظُرِ اللَّهُ إلَیهِ حتّی یَنزَعَهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن لَبِسَ مَشهوراً مِن الثِّیابِ أعرَضَ اللَّهُ عَنهُ یَومَ القِیامَةِ .(10)
الترغیب والترهیب عن عایشة : إنّ أسماءَ بنتَ أبی بکرٍ دَخَلَت علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وعلَیها ثِیابٌ رِقاقٌ ، فأعرَضَ عَنها رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله وقالَ : یا أسماءُ ، إنّ المرأةَ إذا بَلَغَتِ المَحیضَ لَم یَصلُحْ أن یُری مِنها إلّا هذا - وأشارَ إلی وَجهِهِ وکفَّیهِ - .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علَیکُم بالصَّفیقِ مِن الثِّیابِ ؛ فإنّ مَن رَقَّ ثَوبُهُ رَقَّ دِینُهُ .(12)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَلبَسُ الرّجُلُ الحَریرَ والدِّیباجَ إلّا فی الحَربِ .(13)
ص :569
ص :570
ص :572
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الخَیرُ عادَةٌ ، والشَّرُّ لَجاجَةٌ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إیّاکَ واللَّجاجَةَ ؛ فإنّ أوَّلَها جَهلٌ وآخِرَها نَدامَةٌ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللَّجاجَةُ تَسُلُّ الرّأیَ .(3)
عنه علیه السلام : اللَّجوجُ لا رأیَ لَهُ .(4)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ یُفسِدُ الرّأیَ .(5)
عنه علیه السلام : لَیسَ لِلَجوجٍ تَدبیرٌ .(6)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ بَذرُ الشّرِّ .(7)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ یَشینُ النّفسَ .(8)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ یُنتِجُ الحُروبَ ویُوغِرُ القُلوبَ .(9)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ مَثارُ الحُروبِ .(10)
عنه علیه السلام : إیّاکَ ومَذمومَ اللَّجاجِ ، فإنّهُ یُثیرُ الحُروبَ .(11)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ أکثَرُ الأشیاءِ مَضَرّةً فی العاجِلِ والآجِلِ .(12)
عنه علیه السلام : اللَّجاجَةُ تُورِثُ ما لَیسَ للمَرءِ إلَیهِ حاجَةٌ .(13)
عنه علیه السلام: راکِبُ اللَّجاجِ مُتَعرِّضٌ للبَلاءِ .(14)
عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تَطیحَ بکَ مَطِیَّةُ اللَّجاجِ.(15)
عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تَجمَحَ بکَ مَطِیَّةُ اللَّجاجِ .(16)
عنه علیه السلام: لا مَرکَبَ أجمَحُ مِن اللَّجاجِ .(17)
عنه علیه السلام: اِحذَرِ اللَّجاجَ تَنْجُ مِن کَبوَتِهِ .(18)
عنه علیه السلام : اللَّجاجُ یَکبو براکِبِهِ .(19)
عنه علیه السلام : الإفراطُ فی المَلامَةِ یَشُبُّ نِیرانَ اللَّجاجَةِ .(20)
عنه علیه السلام : خَیرُ الأخلاقِ أبعَدُها عَنِ اللَّجاجِ .(21)
ص :573
عنه علیه السلام : جِماعُ الشّرِّ اللَّجاجُ وکَثرَةُ المُماراةِ .(1)
عنه علیه السلام : مَن لَجَّ وتَمادی فهُو الرّاکِسُ الّذی رانَ اللَّهُ علی قَلبِهِ ، وصارَت دائرَةُ السَّوءِ علی رأسِهِ .(2)
عنه علیه السلام : إیّاکَ والعَجَلَةَ بالاُمورِ قَبلَ أوانِها ، أوِ التَّسَقُّطَ (التَّساقُطَ - التَّثبُّطَ) فیها عِندَ إمکانِها ، أوِ اللَّجاجَةَ فیها إذا تَنَکّرَت ، أوِ الوَهنَ عَنها إذا استَوضَحَت ، فضَعْ کُلَّ أمرٍ مَوضِعَهُ .(3)
عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ اللَّجاجِ العَطَبُ .(4)
ص :574
ص :576
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أحفُوا الشَّوارِبَ ، وأعفوا اللِّحی ، ولا تَتَشبَّهوا بالیَهودِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ المَجوسَ جَزُّوا لِحاهُم ووَفَّروا شَوارِبَهُم ، وإنّا نَحنُ نَجُزُّ الشَّوارِبَ ونُعفی اللِّحی ، وهِیَ الفِطرَةُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خالِفوا المُشرِکینَ ؛ أحفوا الشَّوارِبَ ، وأوفوا اللِّحی .(3)
ص :577
ص :578
ص :580
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما الإنسانُ لَولا اللِّسانُ إلّا صُورَةٌ مُمَثَّلَةٌ ، أو بَهیمَةٌ مُهمَلَةٌ .(1)
عنه علیه السلام : اللِّسانُ مِعیارٌ أطاشَهُ الجَهلُ وأرجَحَهُ العَقلُ .(2)
عنه علیه السلام : اللِّسانُ مِیزانُ الإنسانِ .(3)
عنه علیه السلام : ألا وإنّ اللِّسانَ بَضعَةٌ مِن الإنسانِ ، فلا یُسعِدُهُ القَولُ إذا امتَنعَ ، ولا یُمهِلُهُ النُّطقُ إذا اتَّسَعَ .(4)
عنه علیه السلام : ما مِن شَی ءٍ أجلَبَ لِقَلبِ الإنسانِ مِن لِسانٍ ، ولا أخدَعَ للنَّفسِ مِن شَیطانٍ .(5)
عنه علیه السلام : الإنسانُ لُبُّهُ لِسانُهُ ، وعَقلُهُ دِینُهُ.(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَکَلّموا تُعرَفوا ؛ فإنّ المَرءَ مَخبوءٌ تَحتَ لِسانِهِ .(7)
عنه علیه السلام : المَرءُ مَخبوءٌ تَحتَ لِسانِهِ .(8)
عنه علیه السلام : قلتُ أربَعاً أنزَلَ اللَّهُ تَصدیقی بها فی کِتابِهِ : قلتُ : المَرءُ مَخبوءٌ تَحتَ لِسانِهِ فإذا تَکَلّمَ ظَهَرَ ، فأنزَلَ اللَّهُ تعالی : (ولَتَعْرِفَنَّهُم فی لَحْنِ القَوْلِ)(9)... .(10)
عنه علیه السلام : ما أضمَرَ أحَدٌ شیئاً إلّا ظَهَرَ فی فَلَتاتِ (11)لِسانِهِ وصَفَحاتِ وَجهِهِ .(12)
عنه علیه السلام : کلامُ الرّجُلِ مِیزانُ عَقلِهِ .(13)
عنه علیه السلام : اللِّسانُ تَرجُمانُ الجَنانِ .(14)
عنه علیه السلام : الألسُنُ تُتَرجِمُ عَمّا تُجِنُّهُ الضَّمائرُ .(15)
عنه علیه السلام : یُستَدَلُّ علی عَقلِ کُلِّ امرئٍ بما یَجری علی لِسانِهِ .(16)
ص :581
عنه علیه السلام : لِسانُکَ تَرجُمانُ عَقلِکَ .(1)
عنه علیه السلام : إیّاکَ والکلامَ فیما لا تَعرِفُ طَریقَتَهُ ولا تَعلَمُ حَقیقَتَهُ ؛ فإنّ قَولَکَ یَدُلُّ علی عَقلِکَ ، وعِبارَتَکَ تُنْبئُ عَن مَعرِفَتِکَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ فی الإنسانِ عَشرَ خِصالٍ یُظهِرُها لِسانُهُ : شاهِدٌ یُخبِرُ عَنِ الضَّمیرِ ، وحاکِمٌ یَفصِلُ بَینَ الخِطابِ ، وناطِقٌ یَرُدُّ بهِ الجَوابَ ، وشافِعٌ یُدرِکُ بهِ الحاجَةَ ، وواصِفٌ یَعرِفُ بهِ الأشیاءَ ، وأمیرٌ یأمُرُ بالحُسنِ ، وواعِظٌ یَنهی عَنِ القَبیحِ ، ومُعَزٍّ تَسکُنُ بهِ الأحزانُ ، وحاضِرٌ تُجلی بهِ الضَّغائنُ ، ومُونِقٌ تَلتَذُّ بهِ الأسماعُ .(3)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الجَمالُ فی اللِّسانِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : الجَمالُ فی الرّجُلِ اللِّسانُ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : جَمالُ الرّجُلِ (6) فَصاحَةُ لِسانِهِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ذَلاقَةُ اللِّسانِ رأسُ المالِ .(8)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الجَمالُ فی اللِّسانِ ، والکَمالُ فی العَقلِ .(9)
عنه علیه السلام : إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ جعلَ صُورَةَ المَرأةِ فی وَجهِها ، وصُورَةُ الرّجُلِ فی مَنطِقِهِ .(10)
عنه علیه السلام : مَن عَلَّمَ لِسانهُ أمَّرَهُ قَومُهُ .(11)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن عَذُبَ لِسانُهُ زکا عَقلُهُ .(12)
ص :582
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ هذا اللِّسانَ مِفتاحُ کلِّ خَیرٍ وشَرٍّ ، فیَنبَغی للمؤمنِ أن یَختِمَ علی لِسانِهِ کَما یَختِمُ علی ذَهَبِهِ وفِضَّتِهِ .(1)
عنه علیه السلام: کانَ أبوذرٍّ یقولُ: یا مُبتَغی العِلمِ، إنَّ هذا اللِّسانَ مِفتاحُ خَیرٍ ومِفتاحُ شَرٍّ ، فاختِمْ علی لِسانِکَ کما تَختِمُ علی ذَهَبِکَ وَوَرِقِکَ .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: لا یَستَقیمُ إیمانُ عَبدٍ حتّی یَستَقیمَ قَلبُهُ، ولا یَستَقیمُ قَلبُهُ حتّی یَستَقیمَ لِسانُهُ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أصبَحَ ابنُ آدمَ أصبَحَتِ الأعضاءُ کُلُّها تَستَکفی اللِّسانَ ؛ أی تَقولُ : اِتَّقِ اللَّهَ فِینا فإنّکَ إنِ استَقَمتَ استَقَمنا ، وإنِ اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنا .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا أصبَحَ ابنُ آدمَ فإنّ الأعضاءَ کُلَّها تُکَفِّرُ اللِّسانَ ، فتَقولُ : اِتَّقِ اللَّهَ فِینا فإنّما نَحنُ بِکَ؛ فإنِ استَقَمتَ استَقَمنا ، وإنِ اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنا .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَقد قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: «لا یَستَقیمُ إیمانُ عَبدٍ حتّی یَستَقیمَ قَلبُهُ ، ولا یَستَقیمُ قَلبُهُ حتّی یَستَقیمَ لِسانُهُ» فمَنِ استَطاعَ مِنکُم أن یَلقَی اللَّهَ تعالی وهُو نَقِیُّ الرّاحَةِ مِن دِماءِ المُسلمینَ وأموالِهِم، سَلیمُ اللِّسانِ مِن أعراضِهِم، فلْیَفعَلْ.(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ لِسانَ المؤمنِ وَراءَ قَلبِهِ ؛ فإذا أرادَ أن یَتکَلّمَ بشَی ءٍ تَدَبَّرَهُ بقَلبِهِ ثُمّ أمضاهُ بلِسانِهِ ، وإنّ لِسانَ المُنافِقِ أمامَ قَلبِهِ ؛ فإذا هَمَّ بشَی ءٍ أمضاهُ بلِسانِهِ ولَم یَتَدَبَّرْهُ بقَلبِهِ .(8)
ص :583
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِسانُ العاقِلِ وَراءَ قَلبِهِ ، لِسانُ الجاهِلِ مِفتاحُ حَتفِهِ .(1)
عنه علیه السلام : لِسانُ العاقِلِ وَراءَ قَلبِهِ ، وقَلبُ الأحمَقِ وَراءَ لِسانِهِ .(2)
عنه علیه السلام: إنّ لِسانَ المؤمنِ مِن وَراءِ قَلبِهِ ، وإنّ قَلبَ المُنافِقِ مِن وَراءِ لِسانِهِ ؛ لأنّ المؤمنَ إذا أرادَ أن یَتکَلّمَ بکلامٍ تَدَبَّرَهُ فی نَفسِهِ ، فإن کانَ خَیراً أبداهُ وإن کانَ شَرّاً واراهُ ، وإنّ المُنافِقَ یَتکَلّمُ بما أتی علی لِسانِهِ لا یَدری ماذا لَهُ وماذا علَیهِ .(3)
الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : قَلبُ الأحمَقِ فی فَمِهِ ، وفَمُ الحَکیمِ فی قَلبِهِ .(4)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : حَقُّ اللِّسانِ إکرامُهُ عَنِ الخَنا(5) ، وتَعویدُهُ الخَیرَ ، وتَرکُ الفُضولِ التی لا فائدَةَ لَها ، والبِرُّ بالنّاسِ ، وحُسنُ القَولِ فیهِم .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : سَلامَةُ الإنسانِ فی حِفظِ اللِّسانِ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَسلَمُ أحَدٌ مِن الذُّنوبِ حتّی یَخزُنَ لِسانَهُ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : راحَةُ الإنسانِ فی حَبسِ اللِّسانِ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ما عَمِلَ مَن لَم یَحفَظْ لِسانَهُ .(11)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حِفظُ اللِّسانِ وبَذلُ الإحسانِ مِن أفضَلِ فَضائلِ الإنسانِ .(12)
عنه علیه السلام: مَن حَفِظَ لِسانَهُ سَتَرَاللَّهُ عَورَتَهُ.(13)
عنه علیه السلام : مَن حَفِظَ لِسانَهُ أکرَمَ نَفسَهُ .(14)
عنه علیه السلام : مِن الإیمانِ حِفظُ اللِّسانِ .(15)
عنه علیه السلام : لا شی ءَ أعوَدَ علَی الإنسانِ مِن حِفظِ اللِّسانِ وبَذلِ الإحسانِ .(16)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : نَجاةُ المؤمنِ فی
ص :584
حِفظِ لِسانِهِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : زَلّةُ اللّسانِ أنکی مِن إصابَةِ السِّنانِ .(3)
عنه علیه السلام : زَلّةُ اللِّسانِ أشَدُّ مِن جَرحِ السِّنانِ .(4)
عنه علیه السلام: زَلّةُ اللِّسانِ تأتی علَی الإنسانِ.(5)
عنه علیه السلام : زَلّةُ اللِّسانِ أشَدُّ هَلاکٍ .(6)
عنه علیه السلام : اِحفَظْ رأسَکَ مِن عَثرَةِ لِسانِکَ ، وازمُمْهُ بالنَّهی والحَزمِ والتُّقی والعَقلِ .(7)
عنه علیه السلام : المَرءُ یَعثُرُ برِجلِهِ فیَبری ، ویَعثُرُ بلِسانِهِ فیُقطَعُ رأسُهُ .(8)
عنه علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمَّ اغفِرْ لی رَمَزاتِ الألحاظِ ، وسَقَطاتِ الألفاظِ ، وشَهَواتِ الجَنانِ ، وهَفَواتِ اللِّسانِ .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : فِتنَةُ اللِّسانِ أشَدُّ مِن ضَربِ السَّیفِ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ضَربُ اللِّسانِ أشَدُّ مِن ضَربِ السِّنانِ .(11)
عنه علیه السلام : اِملِکْ حَمِیَّةَ أنفِکَ ، وسَورَةَ حَدِّکَ ، وسَطوَةَ یَدِکَ ، وغَربَ لِسانِکَ .(12)
عنه علیه السلام : حَدُّ اللِّسانِ أمضی مِن حَدِّ السِّنانِ .(13)
عنه علیه السلام : حَدُّ السِّنانِ یَقطَعُ الأوصالَ ، وحَدُّ اللِّسانِ یَقطَعُ الآجالَ .(14)
عنه علیه السلام : طَعنُ اللِّسانِ أمَضُّ مِن طَعنِ السِّنانِ .(15)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله: بَلاءُالإنسانِ مِن اللِّسانِ.(17)
ص :585
عنه صلی اللَّه علیه وآله : البَلاءُ مُوَکَّلٌ بالمَنطِقِ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّ لِسانٍ أتی علی إنسانٍ .(2)
عنه علیه السلام : کَم مِن دَمٍ سَفَکَهُ فَمٌ !(3)
عنه علیه السلام : کَم مِن إنسانٍ أهلَکَهُ لِسانٌ !(4)
عنه علیه السلام : رُبَّ کََلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً، فاخزُنْ لِسانَکَ کَما تَخزُنُ ذَهَبَکَ وَوَرِقَکَ .(5)
الترغیب والترهیب عن مُعاذ بنِ جبلٍ : کنتُ مع النبیِّ صلی اللَّه علیه وآله فی سَفَرٍ ... فقلتُ : یا رسولَ اللَّه ، أخبِرنی بعَمَلٍ یُدخِلُنی الجنَّةَ ، ویُباعدُنی عنِ النّارِ . قالَ : لقَد سألتَ عَن عَظیمٍ [ ثمَّ أخبَرَهُ صلی اللَّه علیه وآله عمّا سأل عنهُ ] ... ثمَّ قالَ : ألا اُخبِرُکَ بمِلاکِ ذلکَ کُلِّهِ ؟ قلتُ : بلی یا رسولَ اللَّهِ، قالَ : کُفَّ علَیکَ هذا، وأشارَ إلی لِسانِهِ.
قلتُ : یا نَبیَّ اللَّهِ، وإنّا لَمُؤاخَذونَ بما نَتکَلَّمُ بهِ ؟ قالَ : ثَکَلَتکَ اُمُّکَ ! وهَل یَکُبُّ النّاسَ فی النّارِ علی وُجوهِهِم - أو قالَ : علی مَناخِرِهِم - إلاّ حَصائدُ ألسِنَتِهِم ؟ !(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَمْ أنّ اللِّسانَ کَلبٌ عَقورٌ ، إن خَلَّیتَهُ عَقَرَ .(7)
عنه علیه السلام : اللِّسانُ سَبُعٌ ، إن خُلِّیَ عَنهُ عَقَرَ .(8)
عنه علیه السلام : اِحذَروا اللِّسانَ ؛ فإنّهُ سَهمٌ یُخطئُ .(9)
الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنّ لِسانَ ابنِ آدمَ یُشرِفُ کُلَّ یَومٍ علی جَوارِحِهِ فیقولُ : کیفَ أصبَحتُم ؟ فیقولونَ : بخَیرٍ إن تَرَکتَنا ! ویقولونَ : اللَّهَ اللَّهَ فینا ! ویُناشِدونَهُ ویَقولونَ : إنّما نُثابُ بکَ ونُعاقَبُ بکَ .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خِزیاً أجری فَضیحَتَهُ علی لِسانِهِ .(11)
ص :586
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لا یَعرِفُ عَبدٌ حَقیقَةَ الإیمانِ حتّی یَخزُنَ مِن لِسانِهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : أمسِکْ لِسانَکَ ؛ فإنّها صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بها علی نَفسِکَ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صَلاحُ الإنسانِ فی حَبسِ اللِّسانِ .(3)
عنه علیه السلام : ما مِن شی ءٍ أحَقَّ بطُولِ السِّجنِ مِن اللِّسانِ .(4)
عنه علیه السلام : اِحبِسْ لِسانَکَ قَبلَ أن یُطیلَ حَبسَکَ ویُردی نَفسَکَ ، فلا شی ءَ أولی بطُولِ سِجنٍ مِن لِسانٍ یَعدِلُ عَنِ الصَّوابِ ویَتَسَرّعُ إلَی الجَوابِ .(5)
عنه علیه السلام: مَن سَجَنَ لِسانَهُ أمِنَ مِن نَدَمِهِ.(6)
عنه علیه السلام : لِیَخزُنِ الرّجُلُ لِسانَهُ ؛ فإنّ هذا اللِّسانَ جَموحٌ بصاحِبِهِ . واللَّهِ، ما أری عَبداً یَتَّقی تَقویً تَنفَعُهُ حتّی یَخزُنَ لِسانَهُ .(7)
عنه علیه السلام : اخزُنْ لِسانَکَ وعُدَّ کلامَکَ ؛ یَقِلُّ کلامُکَ إلّا بخَیرٍ .(8)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أکثَرَ خَطایا ابنِ آدمَ فی لِسانِهِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أعظَمَ النّاسِ خَطایا یَومَ القِیامَةِ أکثَرُهُم خَوضاً فی الباطِلِ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : للکلامِ آفاتٌ .(11)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : یُعَذِّبُ اللَّهُ اللِّسانَ بعَذابٍ لا یُعَذِّبُ بهِ شَیئاً مِن الجَوارِحِ، فیقولُ:
ص :587
أی رَبِّ، عَذّبتَنی بعَذابٍ لَم تُعَذِّبْ بهِ شیئاً ! فیُقالُ لَهُ : خَرَجَت مِنکَ کَلِمَةٌ فبَلَغَت مَشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها ، فسُفِکَ بها الدَّمُ الحَرامُ ، وانتُهِبَ بها المالُ الحَرامُ ، وانتُهِکَ بِها الفَرجُ الحَرامُ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الکافِرَ لَیَجُرُّ لِسانَهُ یَومَ القِیامَةِ وَراءَهُ .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِسانُ العِلمِ الصِّدقُ ، لِسانُ الجَهلِ الخُرقُ .(3)
عنه علیه السلام : لِسانُ الصِّدقِ خَیرٌ للمَرءِ مِن المالِ یُورِثُهُ مَن لا یَحمَدُهُ .(4)
عنه علیه السلام : إنّ اللِّسانَ الصّالِحَ - یَجعَلُهُ اللَّهُ تعالی للمَرءِ فی النّاسِ - خَیرٌ مِن المالِ یُورِثُهُ مَن لا یَحمَدُهُ .(5)
عنه علیه السلام : لِسانُ المُقَصِّرِ قَصیرٌ .(6)
عنه علیه السلام : أصدَقُ المَقالِ ما نَطَقَ بهِ لِسانُ الحالِ .(7)
ص :588
ص :590
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَعنُ المؤمنِ کقَتلِهِ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لَم اُبعَثْ لَعّاناً ، وإنّما بُعِثتُ رَحمَةً .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَنبَغی للمؤمنِ أن یکونَ لَعّاناً .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یکونُ المؤمنُ لَعّاناً .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یَنبَغی لصِدِّیقٍ أن یکونَ لَعّاناً.(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا یکونُ اللَّعّانونَ شُفَعاءَ ولا شُهَداءَ یَومَ القِیامَةِ .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنِ استَطَعتَ ألّا تَلعَنَ شَیئاً فافعَلْ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لِرجُلٍ لَعَنَ ناقَتَهُ وهُو یَسیرُ مَعَها - : أخِّرْها عَنّا ؛ فَقدِ استُجیبَ لَکَ !(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: مَن هذا اللّاعِنُ بَعیرَهُ ؟ اِنزِلْ عَنهُ فَلا تَصحَبْنا بِمَلعونٍ ، لا تَدْعوا علی أنفُسِکُم ، ولا تَدْعوا علی أولادِکُم ، ولا تَدْعوا علی أموالِکُم .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله - لمّا لَعَنَتِ امرَأةٌ ناقَةً لَها - : خُذوا مَتاعَکُم عَنها ، فأرسِلوها فإنّها مَلعونَةٌ .(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إذا خَرَجَتِ اللَّعنَةُ مِن فِی صاحِبِها نَظَرَت ؛ فإنْ وَجَدَت مَسلَکاً فی الذی وُجِّهَت إلَیهِ ، وإلّا عادَت إلی الَذی خَرَجَت مِنهُ .(11)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - لَمّا قالَ لَهُ جُرموزُ الهُجَیمیُّ : أوصِنی - : اُوصِیکَ أن لا تکونَ لَعّاناً .(12)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَلعَنوا بلَعنَةِ اللَّهِ ، ولا بغَضَبِ اللَّهِ ، ولا بالنّارِ .(13)
المحجّةالبیضاء : رُویَ أنّ نُعَیمانَ الأنصاریَّ کانَ یُؤتی بهِ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله فی کُلِّ قَلیلٍ فیَحُدَّهُ فی مَعصیَةٍ یَرتَکِبُها ، إلی أن اُتِیَ بهِ یَوماً فحَدَّهُ ، فلَعَنَهُ رجُلٌ وقالَ : ما أکثَرَ ما یُؤتی بهِ رسولَ اللَّهِ ! فقالَ علیه السلام : لا تَلعَنْهُ ؛ فإنّهُ یُحِبُّ اللَّهَ ورسولَهُ .(14)
ص :591
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ اللَّعنَةَ إذا خَرَجَت مِن صاحِبِها تَرَدَّدَت بَینَهُ وبَینَ الّذی یُلعَنُ ، فإن وَجَدَتْ مَساغاً وإلّا عادَت إلی صاحِبِها وکانَ أحَقَّ بها ، فاحذَروا أن تَلعَنوا مؤمناً فیَحِلَّ بِکُم .(1)
الکتاب :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِباً أُوْلئِکَ یُعْرَضُونَ عَلَی رَبِّهِمْ وَیَقُولُ الأَشْهَادُ هؤُلَاءِ الَّذِینَ کَذَبُوا عَلَی رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ) .(3)
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِیثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِیَةً) .(4)
(إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْکَافِرِینَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِیراً) .(5)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَعَنَ اللَّهُ مَن کَمَّهَ الأعمی عَنِ السَّبیلِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَعَنَ اللَّهُ مَن عَمِلَ عَمَلَ قَومِ لُوطٍ .(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لغَیرِ اللَّهِ .(9)
عنه صلی اللَّه علیه وآله: لَعَنَ اللَّهُ مَنِ ادَّعی إلی غَیرِ أبیهِ.(10)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لَعَنَ اللَّهُ الرّاشی ، والمُرتَشی ، والماشی بَینَهُما .(11)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ الأحبارَ مِن الیَهودِ والرُّهبانَ مِن النَّصاری لَمّا تَرَکوا الأمرَ بالمَعروفِ والنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ لَعنَهُمُ اللَّهُ علی لِسانِ أنبیائهِم ، ثُمّ عُمُّوا بالبَلاءِ .(12)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثةٌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ تعالی : رجُلٌ رَغِبَ عَن والِدَیهِ ، ورجُلٌ سعی بَینَ رجُلٍ وامرأةٍ یُفَرِّقُ بَینَهُما ثُمّ یَخلُفُ علَیها مِن بَعدِهِ، ورجُلٌ سعی بَینَ المؤمنینَ بالأحادیثِ لِیَتَباغَضُوا ویَتَحاسَدُوا .(13)
ص :592
عنه صلی اللَّه علیه وآله : سَبعَةٌ لَعَنتُهُم وکُلُّ نَبیٍّ مُجابٍ : الزّائدُ فی کِتابِ اللَّهِ، والمُکذِّبُ بقَدَرِ اللَّهِ، والمُستَحِلُّ حُرمَةَ اللَّهِ ، والمُستَحِلُّ مِن عِترَتی ما حَرَّمَ اللَّهُ ، والتّارِکُ لِسُنَّتی ، والمُستَأثِرُ بالفَی ءِ ، والمُتَجبِّرُ بِسُلطانِهِ لیُعِزَّ مَن أذَلَّ اللَّهُ ویُذِلَّ مَن أعَزَّ اللَّهُ .(1)
کنز العمّال عن قتادة : قالَ رَسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحدَثَ حَدَثاً أو آوی مُحْدِثاً فعَلَیهِ لَعنَةُ اللَّهِ والمَلائکَةِ والنّاسِ أجمَعینَ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما الحَدَثُ؟ قالَ : مَن جَلَدَ بغَیرِ حَدٍّ أو قَتَلَ بغَیرِ حَقٍّ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : ثلاثٌ، مَلعونٌ مَلعونٌ مَن فَعَلَهُنَّ، المُتَغوِّطُ فی ظِلِّ النُّزّالِ ، والمانِعُ الماءَ المُنْتابَ ، والسّادُّ الطّریقَ المَسلوکَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَلعونٌ مَلعونٌ مَن عَبَدَ الدِّینارَ والدِّرهَمَ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لُعِنَ عَبدُ الدِّینارِ ، لُعِنَ عَبدُ الدِّرهَمِ .(5)
سنن أبی داوود عن أبی هریرة : لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الرّجُلَ یَلبَسُ لِبسَةَ المَرأةِ والمرأةَ تَلبَسُ لِبسَةَ الرَّجُلِ .(6)
سنن أبی داوود عن عائشة : لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله الرَّجْلَةَ مِن النِّساءِ .(7)
سنن ابن ماجة عن أبی موسی : لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَن فَرَّقَ بَینَ الوالِدَةِ ووَلَدِها وبَینَ الأخ وبَینَ أخِیهِ .(8)
سنن أبی داوود عن هشامِ بن عروة : لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَن قَطَعَ السِّدْرَ .(9)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عَشرَةً : آکِلَ الرِّبا ، ومُوکِلَهُ ، وشاهِدَیهِ ، وکاتِبَهُ ، والواشِمَةَ، والمُستَوشِمَةَ لِلحُسنِ ، ومانِعَ الصَّدقَةِ ، والمُحَلِّلَ ، والمُحَلَّلَ لَهُ، وکانَ یَنهی عَنِ النَّوحِ ولَم یَقُلْ: لَعَنَ .(10)
عنه علیه السلام : لَعَنَ رسولُ اللَّهِ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ لَهُ .(11)
ص :593
عنه علیه السلام: لَعَنَ اللَّهُ الآمِرینَ بالمَعروفِ التّارِکینَ لَهُ ، والنّاهِینَ عَنِ المُنکَرِ العامِلینَ بِهِ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام عن رسول اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : لَعَنَ اللَّهُ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ لَهُ ، ومَن یُوالی غَیرَ مَوالِیهِ ، ومَنِ ادَّعی نَسَباً لا یُعرَفُ ، والمُتَشبِّهینَ مِن الرِّجالِ بالنِّساءِ ، والمُتَشبِّهاتِ مِن النِّساءِ بالرِّجالِ ، ومَن أحدَثَ حَدَثاً فی الإسلامِ أو آوی مُحْدِثاً ، ومَن قَتَلَ غَیرَ قاتِلِهِ أو ضَرَبَ غَیرَ ضاربِهِ ، ومَن لَعَنَ أبَوَیهِ .
فقالَ رجُلٌ : یا رسولَ اللَّهِ ، أیوجَدُ رجُلٌ یَلعَنُ أبَوَیهِ ؟! فقالَ : نَعَم ، یَلعَنُ آباءَ الرِّجالِ واُمَّهاتِهِم ، فیَلعَنونَ أبَوَیهِ .(2)
عنه علیه السلام : لَعَنَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله مَن نَظَرَ إلی فَرجِ امرأةٍ لا تَحِلُّ لَهُ ، ورجُلاً خانَ أخاهُ فی امرأتِهِ ، ورجُلاً احْتاجَ النّاسُ إلَیهِ لِیُفَقِّهَهُم فسألَهُم الرِّشوَةَ .(3)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قال رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : إنّی لَعَنتُ سَبعَةً لَعَنَهُمُ اللَّهُ وکُلُّ نَبیٍّ مُجابٍ قَبلی ، فقیلَ : ومَن هُم یا رسولَ اللَّهِ ؟ فقالَ : الزّائدُ فی کِتابِ اللَّهِ ، والمُکَذِّبُ بقَدَرِ اللَّهِ ، والمُخالِفُ لِسُنَّتی ، والمُستَحِلُّ مِن عِترَتی ما حَرَّمَ اللَّهُ ، والمُتَسلِّطُ بالجَبریَّةِ لیُعِزَّ مَن أذَلَّ اللَّهُ ویُذِلَّ مَن أعَزَّ اللَّهُ ، والمُستَأثِرُ علَی المُسلمینَ بفَیئهِم مُستَحِلّاً لَهُ ، والمُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللَّهُ عَزَّوجلَّ .(4)
عنه علیه السلام : مَلعونٌ مَلعونٌ مَن ضَرَبَ والِدَهُ أو والِدَتَهُ ، مَلعونٌ مَلعونٌ مَن عَقَّ والِدَیهِ ، مَلعونٌ مَلعونٌ مَن لَم یُوَقِّرِ المَسجِدَ .(5)
عنه علیه السلام: المُنَجِّمُ مَلعونٌ، والکاهِنُ مَلعونٌ ، والسّاحِرُ مَلعونٌ ، والمُغَنِّیَةُ مَلعونَةٌ، ومَن آواها وآکِلُ کَسبِها مَلعونٌ.(6)
الکتاب :
(إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا
ص :594
والآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِیناً) .(1)
(إِنَّ الَّذِینَ یَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِی الدُّنْیَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أربَعةٌ لُعِنوا فی الدُّنیا والآخِرَةِ ، وأمَّنَتِ المَلائکَةُ : رجُلٌ جَعَلَهُ اللَّهُ ذَکَراً فأنَّثَ نَفسَهُ وتَشَبَّهَ بالنِّساءِ ، وامرأةٌ جَعَلَها اللَّهُ اُنثی فتَذَکّرَت وتَشَبَّهَت بالرِّجالِ ، والّذی یُضِلُّ الأعمی ، ورجُلٌ حَصُورٌ ولَم یَجعَلِ اللَّهُ حَصُوراً إلّا یَحیَی بنَ زکریّا .(4)
ص :595
ص :596
ص :598
الکتاب :
(وَالَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) .(1)
(وَالَّذِینَ لا یَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِرَاماً) .(2)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : أعظَمُ النّاسِ قَدراً مَن تَرکَ ما لا یَعنیهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَرکُهُ ما لا یَعنیهِ .(5)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : راحَةُ النّفسِ تَرکُ ما لا یَعنیها .(6)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : تَرکُ ما لا یَعنی زِینَةُ الوَرَعِ .(7)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ ارحَمْنی بِتَرکِ المَعاصی أبَداً ما أبقَیتَنی ، وارحَمْنی مِن أن أتَکَلّفَ ما لا یَعنینی.(8)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : لا تَهیجوا وَهَجَ النّارِ علی وُجوهِکُم بالخَوضِ فیما لا یَعنیکُم .(9)
إدریس علیه السلام - مِن دُعائهِ - : اللّهُمّ سَلِّ قَلبی عَن کُلِّ شَی ءٍ لا أتَزَوّدُهُ إلَیکَ ، ولا أنتَفِعُ بهِ یَومَ ألقاکَ ، مِن حَلالٍ أو حَرامٍ .(10)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ قَولٍ لَیسَ للَّهِ فیهِ ذِکرٌ فلَغوٌ .(11)
عنه علیه السلام : لا تَعَرَّضْ لِما لا یَعنیکَ بِتَرکِ ما یَعنیکَ .(12)
عنه علیه السلام - مِن کِتابٍ لَهُ إلی عبدِاللَّهِ بنِ العبّاسِ - : أمّا بَعدُ، فاطلُبْ ما یَعنیکَ واترُکْ ما لا یَعنیکَ ؛ فإنّ فی تَرکِ ما لا یَعنیکَ دَرکَ ما یَعنیکَ .(13)
عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغَلَ بما لا یَعنیهِ فاتَهُ ما یَعنیهِ .(14)
عنه علیه السلام : مَنِ اطَّرَحَ ما یَعنیهِ ، وَقَعَ إلی ما لا یَعنیهِ .(15)
ص :599
عنه علیه السلام : لا تَقولَنَّ ما یُوافِقُ هَواکَ وإن قُلتَهُ لَهواً أو خِلْتَهُ لَغواً ؛ فَرُبَّ لَهوٍ یُوحِشُ مِنکَ حُرّاً ، ولَغوٍ یَجلِبُ علَیکَ شَرّاً .(1)
عنه علیه السلام : رُبَّ لَغوٍ یَجلِبُ شَرّاً .(2)
عنه علیه السلام : اِشتِغالُ النّفسِ بما لا یَصحَبُها بَعدَ المَوتِ مِن أکثَرِ الوَهنِ .(3)
عنه علیه السلام : دَعُوا الفُضولَ یُجانِبْکُمُ السُّفَهاءُ .(4)
عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغلَ بالفُضولِ فاتَهُ مِن مُهِمِّهِ المَأمولُ .(5)
عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغلَ بغَیرِ ضَرورَتِهِ فَوّتَهُ ذلکَ مَنفَعتَهُ .(6)
عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغلَ بغَیرِ المُهِمِّ ضَیّعَ الأهَمَّ .(7)
عنه علیه السلام : مَن شَغَلَ نَفسَهُ بما لا یَجِبُ ، ضَیّعَ مِن أمرِهِ ما یَجِبُ .(8)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قُمْ بالحَقِّ ، ولا تَعَرَّضْ لِما نابَکَ ، واعتَزِلْ عَمّا لا یَعنیکَ .(9)
مجمع البیان : قال الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (والّذینَ هُمْ عَنِ اللَّغوِ مُعْرِضونَ) - : هُو أن یَتَقَوّلَ الرّجُلُ علَیکَ بالباطِلِ ، أو یأتِیَکَ بما لَیسَ فیکَ ، فتُعرِضَ عَنهُ للَّهِ .
وفی روایةٍ اُخری : إنّهُ الغِناءُ والمَلاهی .(10)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاکَ والدُّخولَ فیما لا یَعنیکَ فتُذَلَّ .(11)
عنه علیه السلام : لا یَغُرَّکَ النّاسُ مِن نَفسِکَ ؛ فإنّ الأمرَ یَصِلُ إلَیکَ مِن دُونِهِم ، ولا تَقطَعِ النَّهارَ بکَذا وکَذا ؛ فإنّ مَعکَ مَن یَحفَظُ علَیکَ .(12)
تفسیرِ القُمّیِّ - فی قولهِ تعالی : (فی جَنَّةٍ عالِیَةٍ * لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً)(13) - : الهَزلُ والکِذبُ .(14)
التّفسیر :
قال العلامة الطباطبائی : قوله تعالی : (والّذینَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ) : اللغو
ص :600
من الفعل هو ما لا فائدة فیه ، ویختلف باختلاف الاُمور التی تعود علیها الفائدة ، فربّ فعل هو لغو بالنسبة إلی أمر وهو بعینه مفید مُجدٍ بالنسبة إلی أمر آخر .
فاللغو من الأفعال فی نظر الدین : الأعمال المباحة التی لا یُنتفع بها فی الآخرة أو فی الدُّنیا بحیث ینتهی أیضاً إلَی الآخرة ، کالأکل والشرب بداعی شهوة التغذّی اللَّذَین یتفرّع علیهما التقوّی علی طاعة اللَّه وعبادته ، فإذا کان الفعل لا ینتفع به فی آخرة ولا فی دنیا تنتهی بنحوٍ إلی آخرة فهو اللغو . وبنظر أدقّ : هو ما عدا الواجبات والمستحبّات من الأفعال .
ولم یصف سبحانه المؤمنین بترک اللغو مطلقاً ، فإنّ الإنسان فی معرض العثرة ومزلّة الخطیئة ، وقد عفا عن السیّئات إذا اجتنبت الکبائر کما قال : (إن تَجْتَنِبوا کَبائِرَ ما تُنْهَونَ عَنهُ نُکَفِّرْ عَنکُم سَیّئاتِکُم ونُدخِلْکُم مُدْخَلاً کَریماً)(1) .
بل وصفهم بالإعراض عن اللغو دون مطلق ترکه ، والإعراض یقتضی أمراً بالفعل یدعو إلَی الاشتغال به فیترکه الإنسان صارفاً وجهه عنه إلی غیره ؛ لعدم اعتداده به واعتنائه بشأنه . ولازمه ترفّع النفس عن الأعمال الخسیسة ، واعتلاؤها عن الاشتغال بما ینافی الشرف والکرامة ؛ وتعلّقها بعظائم الاُمور وجلائل المقاصد .
ومن حقّ الإیمان أن یدعو إلی ذلک ؛ فإنّ فیه تعلّقاً بساحة العظمة والکبریاء ومنبع العزّة والمجد والبهاء ، والمتّصف به لا یهتمّ إلّا بحیاة سعیدة أبدیّة خالدة ، فلا یشتغل إلّا بما یستعظمه الحقّ ، ولا یستعظم ما یهتمّ به سفلة النّاس وجهلتهم ، «وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً ، وإذا مَرُّوا باللَّغو مَرُّوا کِراماً » .
ومن هنا یظهر أنّ وصفهم بالإعراض عن اللغو کنایة عن علوّ همّتهم وکرامة نفوسهم .(2)
ص :601
ص :602
ص :604
الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَنِ اللُّقطَةِ - : یُعَرِّفُها ، فإن جاءَ صاحِبُها دَفَعَها إلَیهِ وإلّا حَبَسَها حَولاً ؛ فإن لَم یَجِئْ صاحِبُها أو مَن یَطلُبُها تَصَدّقَ بها ، فإن جاءَ صاحِبُها بَعدَما تَصَدّقَ بها ، إن شاءَ اغتَرَمَها الّذی کانت عِندَهُ وکانَ الأجرُ لَهُ .(1)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا یأکُلُ الضّالّةَ إلّا الضّالُّونَ .(2)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی اللُّقطَةِ - : لا تَعَرَّضْ لَها ؛ فإنّ النّاسَ لَو تَرَکوها لَجاءَ صاحِبُها حتّی یأخُذَها.(3)
ص :605
ص :606
ص :608
الکتاب :
(وَمَا أَعْجَلَکَ عَنْ قَوْمِکَ یَا مُوسَی * قالَ هُمْ أُولاءِ عَلَی أَثَرِی وَعَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضَی ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : المَعرِفَةُ رأسُ مالی ، والعَقلُ أصلُ دِینی ، والحُبُّ أساسی ، والشَّوقُ مَرکَبی ، وذِکرُ اللَّهِ أنیسی .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ناجی موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام بِمائةِ ألفِ کَلِمَةٍ وأربَعةٍ وعِشرینَ ألفَ کَلِمَةٍ ، فی ثلاثَةِ أیّامٍ ولیالِیهِنَّ ، ما طَعِمَ فیها موسی ولا شَرِبَ فیها ، فلَمّا انصَرفَ إلی بَنی إسرائیلَ وسَمِعَ کلامَهُم مَقَتَهُم ؛ لِما کانَ وَقَعَ فی مَسامِعِهِ مِن حَلاوَةِ کَلامِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی الدُّعاءِ - : أسألُکَ الرِّضا بالقَضاءِ ، وَبَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ ، ولَذّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ ، وشَوقاً إلی رؤیَتِکَ ولِقائکَ .(4)
المحجّة البیضاء : قالَ أبو الدَّرداءِ لکَعبِ الأحبارِ : أخبِرْنی عَن أخَصِّ آیةٍ فی التَّوراةِ . فقالَ : یَقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : طالَ شَوقُ الأبرارِ إلی لِقائی، وأنا إلی لِقائهِم لَأشَدُّ شَوقاً .
قالَ : ومَکتوبٌ إلی جانِبِها : «مَن طَلَبَنی وَجَدَنی ، ومَن طَلبَ غَیری لَم یَجِدْنی». فقالَ أبو الدَّرداءِ : أشهَدُ أنّی لَسَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله یقولُ هذا .(5)
المحجّة البیضاء : فی أخبارِ داوودَ علیه السلام أنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أوحی إلَیهِ : یا داوودُ، إلی کَم تَذکُرُ الجَنّةَ ولا تَسألُنی الشَّوقَ إلَیَّ ؟! قالَ: یا رَبِّ، مَنِ المُشتاقونَ إلَیکَ ؟ قالَ : إنّ المُشتاقینَ إلَیَّ الّذینَ صَفَّیتُهُم مِن کُلِّ کَدَرٍ ، وأنبَهتُهُم بالحَذَرِ ، وخَرَقتُ مِن قُلوبِهِم إلَیَّ خَرْقاً یَنظُرونَ إلَیَّ .(6)
ص :609
المحجّة البیضاء - فی أخبار داوودَ علیه السلام أیضاً - : قُلْ لعِبادی المُتَوجِّهینَ إلَیَّ بمَحَبَّتی : ما ضَرَّکُم إذا احتَجَبتُم عَن خَلقی إذ رَفَعتُ الحِجابَ فیما بَینی وبَینَکُم حتّی تَنظُروا إلَیَّ بعُیونِ قُلوبِکُم؟!(1)
المحجّة البیضاء - فی أخبار داوودَ علیه السلام أیضاً - : وانظُرْ إلَیَّ ببَصَرِ قَلبِکَ ، ولا تَنظُرْ بعَینِکَ الّتی فی رأسِکَ إلَی الّذینَ حَجَبتُ عُقولَهُم عَنّی .(2)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الشَّوقُ شِیمَةُ المُوقِنینَ .(3)
عنه علیه السلام : الشَّوقُ خُلْصانُ العارِفینَ .(4)
عنه علیه السلام - مِن کِتابٍ لَهُ إلی مُعاویَةَ - : أنا مُرقِلٌ نَحوَکَ فی جَحفَلٍ مِن المُهاجِرینَ والأنصارِ ... مُتَسَربِلینَ سَرابِیلَ المَوتِ ، أحَبُّ اللِّقاءِ إلَیهِم لِقاءُ رَبِّهِم .(5)
عنه علیه السلام - فی حَثِّ أصحابِهِ علَی القِتالِ - : مَنِ الرّائحُ إلَی اللَّهِ کالظَّمآنِ یَرِدُ الماءَ ؟! الجَنَّةُ تَحتَ أطرافِ العَوالی ! الیَومَ تُبلی الأخبارُ ! واللَّهِ، لَأنا أشوَقُ إلی لِقائهِم مِنهُم إلی دِیارِهِم .(6)
عنه علیه السلام - مِن کِتابِه إلی أهلِ مِصرَ - : وإنّی إلی لِقاءِ اللَّهِ لَمُشتاقٌ ، وحُسنِ ثَوابِهِ لَمُنتَظِرٌ راجٍ .(7)
عنه علیه السلام : مَن یَکُنِ اللَّهُ أمَلَهُ یُدرِکْ غایَةَ الأملِ والرَّجاءِ .(8)
عنه علیه السلام : مَن أمَّلَ غَیرَ اللَّهِ سبحانَهُ أکذَبَ آمالَهُ .(9)
عنه علیه السلام : ضاعَ مَن کانَ لَهُ مَقصَدٌ غَیرُاللَّهِ.(10)
المحجّة البیضاء: فی أخبارِ داوودَ علیه السلام أنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أوحی إلَیهِ : ... یا داوودُ ، إنّی خَلَقتُ قُلوبَ المُشتاقینَ مِن رِضوانی ، وَنعَّمتُها بنُورِ وَجهی ...
ص :610
فقالَ داوودُ: یا رَبِّ ، بِمَ نالُوا مِنکَ هذا ؟ قالَ : بحُسنِ الظَّنِّ ، والکَفِّ عَنِ الدُّنیا وأهلِها ، والخَلَواتِ بِی ومُناجاتِهِم لِی ، وإنَّ هذا مَنزِلٌ لا یَنالُهُ إلّا مَن رَفَضَ الدُّنیا وأهلَها ، ولَم یَشتَغِلْ بشی ءٍ مِن ذِکْرِها ، وفَرَّغَ قَلبَهُ لِی واختارَنی علی جَمیعِ خَلقی ، فعِندَ ذلکَ أعطِفُ علَیهِ فاُفَرِّغُ نَفسَهُ لَهُ ، وأکشِفُ الحِجابَ فیما بَینی وبَینَهُ ؛ حتّی یَنظُرَ إلَیَّ نَظَرَ النّاظِرِ بعَینِهِ إلَی الشّی ءِ .(1)
المحجّة البیضاء - فی أخبار داوودَ علیه السلام أیضاً - : یا داوودُ ، لَو یَعلَمُ المُدبِرونَ عَنّی کَیفَ انتِظاری لَهُم ، ورِفقی بِهِم ، وشَوقی إلی تَرکِ مَعاصیهِم ، لَماتُوا شَوقاً إلَیَّ وتَقَطّعَت أوصالُهُم مِن مَحَبّتی .(2)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی الدُّعاءِ - : اللّهُمّ ارزُقْنی حُبَّکَ ، وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ ، وحُبَّ ما یُقَرِّبُنی إلی حُبِّکَ ، واجعَلْ حُبَّکَ أحَبَّ إلَیَّ مِن الماءِ البارِدِ .(3)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : شَوِّقوا أنفُسَکُم الی نَعیمِ الجَنَّةِ تُحِبّوا المَوتَ و تَمقُتوا الحَیاةَ .(4)
عنه علیه السلام - لَمّا سُئلَ: بماذا أحبَبتَ لِقاءَ اللَّهِ؟ - : لَمّا رأیتُهُ قَدِ اختارَ لِی دِینَ مَلائکَتِهِ ورُسُلِهِ وأنبیائهِ عَلِمتُ أنَّ الّذی أکرَمَنی بهذا لَیسَ یَنسانی ، فأحبَبتُ لِقاءَهُ .(5)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ ، ومَن کَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ کَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ .(7)
کنز العمّال عن أنس عن رَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه وآله : مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ ، ومَن کَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ کَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ . قالوا : یا رسولَ اللَّهِ ، کُلُّنا نَکرَهُ المَوتَ ! قالَ : لَیسَ ذلکَ کَراهِیَةَ المَوتِ ، ولکنّ المؤمنَ إذا حُضِرَ جاءَهُ البَشیرُ مِن اللَّهِ بما هُو صائرٌ إلَیهِ ، فلَیسَ شَی ءٌ أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یکونَ قد لَقِیَ اللَّهَ ، فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ
ص :611
فأحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ . وإنّ الفاجِرَ إذا حُضِرَ جاءَهُ ما هُو صائرٌ إلَیهِ مِن الشَّرِّ، فکَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ فکَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ .(1)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَمَسَّکُوا بِما أمَرَکُمُ اللَّهُ بهِ ، فما بَینَ أحَدِکُم وبَینَ أن یَغتَبِطَ ویَری ما یُحِبُّ إلّا أن یَحضُرَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله ، وما عِندَ اللَّهِ خَیرٌ وأبقی ، وتأتَیهُ البِشارَةُ مِن اللَّهِ عَزَّوجلَّ فتَقَرَّ عَینُهُ ویُحِبَّ لِقاءَ اللَّهِ .(2)
الأمالی للصدوق : قال الإمام علی علیه السلام : لَمّا أرادَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی قَبضَ رُوحِ إبراهیمَ علیه السلام أهبَطَ إلَیهِ مَلَکَ المَوتِ ، فقالَ : السّلامُ علَیکَ یا إبراهیمُ . قالَ : وعلَیکَ السّلامُ یا مَلَکَ المَوتِ، أداعٍ أم ناعٍ ؟ قالَ : بَل داعٍ یا إبراهیمُ، فأجِبْ !
قالَ إبراهیمُ علیه السلام : فهَل رأیتَ خلیلاً یُمِیتُ خَلیلَهُ ؟! ... فقالَ اللَّهُ جلّ جلالُهُ : یا مَلَکَ المَوتِ، إذهَبْ إلَیهِ وقُلْ لَهُ : هَل رأیتَ حَبیباً یَکرَهُ لِقاءَ حَبیبِهِ ؟! إنّ الحَبیبَ یُحِبُّ لِقاءَ حَبیبِهِ .(3)
وفی خبرٍ : ... فقالَ : یا مَلَکَ المَوتِ، الآنَ فاقبِضْ .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اشتاقَ أدلَجَ .(5)
عنه علیه السلام : مَنِ اشتاقَ سَلا .(6)
عنه علیه السلام : مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ سُبحانَهُ سَلا عَنِ الدُّنیا .(7)
معانی الأخبار عن عبدِ الصَّمدِ بنِ بَشیرٍ عن بعضِ أصحابِهِ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام : قلتُ له : أصلحکَ اللَّهُ مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ ، ومَن أبغَضَ لِقاءَ اللَّهِ أبغَضَ اللَّهُ لِقاءَهُ ؟ قالَ: نَعَم .
فقلتُ : فواللَّهِ، إنّا لَنَکرَهُ المَوتَ ! فقالَ : لَیسَ ذلکَ حَیثُ تَذهَبُ ، إنّما ذلکَ عِندَ المُعایَنَةِ إذا رأی ما یُحِبُّ فلَیسَ شَی ءٌ أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یَتَقدّمَ ، واللَّهُ یُحِبُّ لِقاءَهُ وهُو یُحِبُّ لِقاءَ اللَّهِ حِینَئذٍ ، وإذا رأی ما یَکرَهُ فلَیسَ شَی ءٌ أبغَضَ إلَیهِ مِن لِقاءِ اللَّهِ، واللَّهُ عَزَّوجلَّ یُبغِضُ لِقاءَهُ .(8)
ص :612
معانی الأخبار عن یحیَی بنِ سابورٍ : سَمِعتُ أبا عبدِاللَّهِ علیه السلام فی المَیّتِ تَدمَعُ عَینُهُ عِندَ المَوتِ ، فقالَ : ذاکَ عِندَ مُعایَنَةِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله، فَیَری ما یَسُرُّهُ (وما یُحِبُّهُ) . قالَ: ثُمّ قالَ: أما تَری الرّجُلَ یَری ما یَسُرُّهُ وما یُحِبُّ ، فتَدمَعُ عَینُهُ ویَضحَکُ ؟!(1)
التوحید : إنّ رجُلاً أتی أمیرَالمؤمنینَ علیَّ بنَ أبی طالبٍ علیه السلام فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، إنّی قد شَکَکتُ فی کتابِ اللَّهِ المُنزَلِ ، قالَ لَهُ علیه السلام: ... هاتِ وَیحَکَ ما شَکَکتَ فیهِ . قالَ: وأجِدُ اللَّهَ جلّ جلالُهُ یقولُ : (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِم کافِرونَ)(2) وذَکرَ المؤمنینَ فقالَ : (الّذِینَ یَظُنُّونَ أنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وأنَّهُمْ إلَیْهِ راجِعُونَ)(3)، وقالَ: (تَحِیَّتُهُمْ یَومَ یَلْقَونَهُ سَلامٌ)(4)، وقالَ : (مَنْ کانَ یَرْجُو لِقاءَ اللَّهِ فإنَّ أجَلَ اللَّهِ لَآتٍ)(5)، وقالَ : (فمَنْ کانَ یَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً)(6) . فَمَرّةً یُخبِرُ أنّهُم یَلقَونَهُ ، ومَرّةً أنّهُ لا تُدرِکُهُ الأبصارُ وهُو یُدرِکُ الأبصارَ ، ومَرّةً یَقولُ : (ولا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً)(7) فأنّی ذلکَ یا أمیرَ المؤمنینَ؟! وکیفَ لا أشُکُّ فیما تَسمَعُ ؟! ...
فقالَ علیه السلام : وأمّا قَولُهُ : (بَلْ هُمْ بلِقاءِ رَبِّهِم کافِرونَ) وذَکرَ اللَّهُ المؤمنینَ (الّذینَ یَظُنّونَ أنَّهُم مُلاقوا رَبِّهِم) وقولُهُ لغَیرِهِم : (إلی یَومِ یَلْقَونَهُ بِما أخْلَفوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ)(8) وقولُهُ (فمَنْ کانَ یَرْجُو لِقاءَ ربِّهِ فلْیَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) فأمّا قولُهُ : (بَلْ هُم بلِقاءِ ربِّهِم کافِرونَ) یَعنی : البَعثَ، فسَمّاهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لِقاءَهُ ، وکذلکَ ذَکرَ المؤمنینَ (الّذینَ یَظُنّونَ أنَّهُم مُلاقوا ربِّهِم) یَعنی یُوقِنونَ أنّهُم یُبعَثونَ ویُحشَرون ویُحاسَبونَ ویُجزَونَ بالثَّوابِ والعِقابِ ؛ فالظَّنُّ ههُنا الیَقینُ خاصّةً ، وکذلکَ قولُهُ : (فمَنْ کانَ یَرْجو لِقاءَ ربِّهِ فلْیَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) وقولُهُ : (مَنْ کانَ یَرْجو لِقاءَ اللَّهِ فإنَّ أجَلَ اللَّهِ لَآتٍ)
ص :613
یَعنی : مَن کانَ یُؤمنُ بأنّهُ مَبعوثٌ فإنّ وَعدَ اللَّهِ لَآتٍ مِن الثَّوابِ والعِقابِ ، فاللِّقاءُ ههُنا لَیسَ بالرُّؤیَةِ، واللِّقاءُ هُو البَعثُ ، فافهَمْ جَمیعَ ما فی کِتابِ اللَّهِ مِن لِقائهِ فإنّهُ یَعنی بذلکَ البَعثَ ، وکذلکَ قولُهُ: (تَحِیَّتُهُم یَومَ یَلْقَونَهُ سَلامٌ) یَعنی : أنّهُ لا یَزولُ الإیمانُ عَن قُلوبِهِم یَومَ یُبعَثونَ . قالَ : فَرَّجتَ عَنّی یا أمیرَ المؤمنینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنکَ، فَقَد حَلَلتَ عَنّی عُقدَةً .(1)
ص :614
ص :616
الکتاب :
(اِعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیَاةُ الدُّنْیَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِینَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَیْنَکُمْ) .(1)
(وَمِنَ النَّاسِ مَن یَشْتَرِی لَهْوَ الْحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَیَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِینٌ) .(2)
(وَإِذَا رَأَوا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قائماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَیْرُ الرَّازِقِینَ) .(3)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، أینَ الّذینَ عُمِّروا فنَعِموا ، وعُلِّموا ففَهِموا ، واُنظِروا فلَهَوا ؟ !(4)
عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، اتَّقوا اللَّهَ ؛ فما خُلِقَ امرؤٌ عَبَثاً فیَلهوَ ، ولا تُرِکَ سُدیً فیَلغوَ !(5)
عنه علیه السلام : ما خَلقَ اللَّهُ سبحانَهُ أمراً عَبَثاً فیَلهوَ ، ما تَرَکَ اللَّهُ سبحانَهُ أمراً سُدیً فیَلغوَ .(6)
عنه علیه السلام : اُهجُرِ اللَّهوَ؛ فإنّکَ لَم تُخلَقْ عَبَثاً فتَلهوَ ، ولَم تُترَکْ سُدیً فتَلغوَ .(7)
عنه علیه السلام : أأقنَعُ مِن نَفسی بأن یُقالَ : هذا أمیرُ المؤمنینَ ، ولا اُشارِکَهُم فی مَکارِهِ الدَّهرِ ، أو أکونَ اُسوَةً لَهُم فی جُشوبَةِ (خُشونَةِ) العَیشِ؟! فما خُلِقتُ لیَشغَلَنی أکلُ الطَّیِّباتِ ، کالبَهیمَةِ المَربوطَةِ هَمُّها عَلَفُها ، أوِ المُرسَلَةِ شُغلُها تَقَمُّمُها، تَکتَرِشُ مِن أعلافِها ، وتَلهو عَمّا یُرادُ بها ، أو اُترَکَ سُدیً ، أو اُهمَلَ عابِثاً .(8)
عنه علیه السلام : اللّهوُ قُوتُ الحَماقَةِ .(9)
عنه علیه السلام : اللّهوُ مِن ثِمارِ الجَهلِ .(10)
عنه علیه السلام : أفضَلُ العَقلِ مُجانَبَةُ اللّهوِ .(11)
عنه علیه السلام : أعرِضوا عَن کُلِّ عَمَلٍ بِکُم غِنیً عَنهُ .(12)
ص :617
عنه علیه السلام : غَشّکَ مَن أرضاکَ بالباطِلِ وأغراکَ بالمَلاهی والهَزلِ .(1)
عنه علیه السلام : لا تَغُرّنَّکَ العاجِلَةُ بِزُورِ المَلاهی ؛ فإنّ اللّهوَ یَنقَطِعُ ویَلزَمُکَ ما اکتَسَبتَ مِن المآثِمِ .(2)
عنه علیه السلام : شَرُّ ما ضُیِّعَ فیهِ العُمرُ اللَّعِبُ.(3)
عنه علیه السلام : لا تَکُن مِمّن یَرجو الآخِرَةَ بغَیرِ العَمَلِ ... إن سَقُمَ ظَلَّ نادِماً ، وإن صَحَّ أمِنَ لاهِیاً ... اللّهوُ مَعَ الأغنیاءِ أحَبُّ إلَیهِ مِن الذِّکرِ مَعَ الفُقَراءِ !(4)
الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : الهَزلُ فُکاهَةُ السُّفَهاءِ ، وصِناعَةُ الجُهّالِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللّهوُ یُسخِطُ الرَّحمنَ ، ویُرضی الشَّیطانَ ، ویُنسی القُرآنَ .(6)
عنه علیه السلام : مُجالَسَةُ أهلِ اللَّهوِ یُنسی القُرآنَ ، ویُحضِرُ الشَّیطانَ .(7)
عنه علیه السلام : اللّهوُ یُفسِدُ عَزائمَ الجِدِّ .(8)
عنه علیه السلام : الأباطیلُ مُوقِعَةٌ فی الأضالیلِ .(9)
عنه علیه السلام : أوَّلُ اللَّهوِ لَعبٌ ، وآخِرُهُ حَربٌ.(10)
عنه علیه السلام : رُبَّ لَهوٍ یُوحِشُ حُرّاً .(11)
عنه علیه السلام : لا تُفْنِ عُمرَکَ فی المَلاهی ؛ فتَخرُجَ مِن الدُّنیا بلا أمَلٍ .(12)
عنه علیه السلام : مَجالِسُ اللّهوِ تُفسِدُالإیمانَ .(13)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أبعَدُ النّاسِ عَنِ الصَّلاحِ المُستَهتَرُ باللّهوِ .(14)
عنه علیه السلام : أبعَدُ النّاسِ مِن النّجاحِ المُستَهتَرُ باللَّهوِ والمِزاحِ .(15)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ لَهوُهُ استَحمَقَ .(16)
عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ لَهوُهُ قَلَّ عَقلُهُ .(17)
عنه علیه السلام : لا یُفلِحُ مَن وَلِهَ باللَّعِبِ ، واستُهتِرَ باللَّهوِ والطَّرَبِ .(18)
عنه علیه السلام : لَم یَعقِلْ مَن وَلِهَ باللَّعِبِ ، واستُهتِرَ باللَّهوِ والطَّرَبِ .(19)
ص :618
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المؤمنُ یَعافُ اللَّهوَ ، ویألَفُ الجِدَّ .(1)
عنه علیه السلام - فی صفةِ المؤمنِ - : مَشغولٌ وَقتُهُ .(2)
عنه علیه السلام : عَجَباً لابنِ النّابِغَةِ ! یَزعُمُ لأهلِ الشّامِ أنّ فِیَّ دُعابَةً(3) ، وأنّی امرؤٌ تَلعابَةٌ ، اُعافِسُ واُمارِسُ ! لَقد قالَ باطِلاً ، ونَطَقَ آثِماً ... أما واللَّهِ إنّهُ لَیَمنَعُنی مِن اللّعبِ ذِکرُ المَوتِ ، وإنّهُ لَیَمنَعُهُ مِن قَولِ الحَقِّ نِسیانُ الآخِرَةِ .(4)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام : المؤمنُ لا یَلهو حتّی یَغفُلَ ، فإذا تَفَکّرَ حَزِنَ .(5)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فیمَن طَلبَ الصَّیدَ لاهِیاً - : وإنّ المؤمنَ لَفی شُغُلٍ عن ذلکَ ، شَغَلَهُ طَلَبُ الآخِرَةِ عَنِ المَلاهی . . . وإنَّ المؤمنَ عَن جَمیعِ ذلکَ لَفی شُغُلٍ ، ما لَهُ وللمَلاهی ؟! فإنَّ المَلاهیَ تُورِثُ قَساوَةَ القَلبِ وتُورِثُ النِّفاقَ .(6)
بحار الأنوار عن صَفوانِ الجمّالِ : سألتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عن صاحِبِ هذا الأمر، قالَ : صاحِبُ هذا الأمرِ لا یَلهو ولا یَلعَبُ . وأقبَلَ أبو الحسنِ وهُو صَغیرٌ ومَعهُ بُهمَةٌ عَناقٌ مَکّیَةٌ ویقولُ لَها : اسجُدی لِرَبِّکِ ، فأخَذَهُ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام وضَمَّهُ إلَیهِ وقالَ : بأبی أنتَ واُمّی، مَن لا یَلهو ولا یَلعَبُ .(7)
مجمع البیان عن مَعمرٍ، قالَ : إنَّ الصِّبیانَ قالوا لیحیی : اِذهَبْ بنا لِنَلعَبَ ، فقالَ : ما لِلَّعبِ خُلِقنا ، فأنزَلَ اللَّهُ فیهِ: (وآتَیْناهُ الحُکْمَ صَبِیّاً)(8) . ورُویَ ذلکَ عن أبی الحسنِ الرِّضا علیه السلام .(9)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّ لَهوِ المؤمنِ باطِلٌ إلّا فی ثلاثٍ : فی تأدیبِهِ الفَرَسَ ، ورَمیِهِ
ص :619
عَن قَوسِهِ ، ومُلاعَبَتِهِ امرأتَهُ ، فإنّهُنَّ حَقٌّ .(1)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : خَیرُ لَهوِ المؤمنِ السِّباحَةُ ، وخَیرُ لَهوِ المَرأةِ المِغزَلُ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : کُلُّ شی ءٍ لَیسَ مِن ذِکرِ اللَّهِ لَهوٌ ولَعبٌ ، إلّا أن یکونَ أربَعةً : مُلاعَبَةُ الرّجُلِ امرأتَهُ ، وتَأدیبُ الرّجُلِ فَرَسَهُ ، ومَشیُ الرّجُلِ بَینَ الغَرَضَینِ ، وتَعلیمُ الرّجُلِ السِّباحَةَ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : اِلهُوا والعَبوا ؛ فإنّی أکرَهُ أن یُری فی دِینِکُم غِلظَةٌ(4) .(5)
الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَهوُ المؤمنِ فی ثَلاثةِ أشیاءَ : التّمَتُّعُ بالنِّساءِ ، ومُفاکَهَةُ الإخوانِ ، والصّلاةُ باللّیلِ .(6)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : الحَماماتُ الطَّیاراتُ حاشِیَةُ المُنافِقینَ .(7)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ النّبیَّ صلی اللَّه علیه وآله رأی رجُلاً یُرسِلُ طَیراً ، فقالَ صلی اللَّه علیه وآله : شَیطانٌ یَتبَعُ شَیطاناً .(8)
الجعفریّات عن أنس : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رأی رجُلاً یَطلُبُ حَماماً فقالَ صلی اللَّه علیه وآله : شَیطانٌ یَطلُبُ شَیطاناً .(9)
سنن أبی داوود عن أبی هریرة : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله رأی رجُلاً یَتبَعُ حَمامَةً ، فقالَ : شَیطانٌ یَتبَعُ شَیطانَةً .(10)
ص :620
ص :622
الکتاب :
(وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَکُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ العَالَمِینَ * إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) .(1)
الحدیث :
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : إنّ أخوَفَ ما أخافُ علی اُمّتی مِن عَمَلِ قَومِ لُوطٍ .(3)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن وَجَدتُموهُ یَعمَلُ عَمَلَ قَومِ لُوطٍ ، فاقتُلوا الفاعِلَ والمَفعولَ بهِ .(4)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن ألَحَّ فی وَطی الرِّجالِ لَم یَمُت حتّی یَدعوَ الرِّجالَ إلی نَفسِهِ .(5)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أمکنَ أحَدٌ مِن نَفسِهِ طائعاً یُلعَبُ بهِ إلّا ألقی اللَّهُ عَلیهِ شَهوَةَ النِّساءِ .(6)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَرَضَ اللَّهُ الإیمانَ تَطهیراً مِن الشِّرکِ ... وتَرْکَ اللِّواطِ تَکثیراً للنَّسلِ.(7)
بحار الأنوار : مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الّذی سألَ أبا عَبدِ اللَّهِ علیه السلام عن مسائلَ کثیرةٍ، أن قالَ :... فلِمَ حَرَّمَ اللِّواطَ؟
قالَ [ علیه السلام ]: مِن أجلِ أنّهُ لَو کانَ إتیانُ الغُلامِ حَلالاً لاستَغنَی الرِّجالُ عَنِ النِّساءِ، وکانَ فیهِ قَطعُ النَّسلِ ، وتَعطیلُ الفُروجِ، وکانَ فی إجازَةِ ذلکَ فَسادٌ کَثیرٌ.
قالَ : فلِمَ حَرَّمَ إتیانَ البَهیمَةِ ؟
قالَ علیه السلام : کَرِهَ أن یُضَیِّعَ الرّجُلُ ماءَهُ ویأتیَ غَیرَ شَکلِهِ ، ولَو أباحَ ذلکَ لَربَطَ کُلُّ رجُلٍ أتاناً(8) یَرکَبُ ظَهرَها ویَغشی فَرجَها ، فکانَ یکونُ فی ذلکَ فَسادٌ کثیرٌ ، فأباحَ ظُهورَها وحَرّمَ علَیهِم فُروجَها ، وخَلقَ للرِّجالِ النِّساءَ لِیأنَسوا بِهِنَّ ، ویَسکُنوا إلَیهِنَّ ، ویَکُنَّ مَوضِعَ شَهَواتِهِم واُمَّهاتِ أولادِهِم .(9)
ص :623
الإمامُ الرِّضا علیه السلام : عِلّةُ تَحریمِ الذُّکرانِ للذُّکرانِ والإناثِ للإناثِ ؛ لِما رُکِّبَ فی الإناثِ وما طُبِعَ علَیهِ الذُّکرانُ ، ولِما فی إتیانِ الذُّکرانِ الذُّکرانَ والإناثِ الإناثَ مِنِ انقِطاعِ النَّسلِ ، وفَسادِ التَّدبیرِ ، وخَرابِ الدُّنیا .(1)
رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله : ألا لَعنَةُ اللَّهِ والمَلائکَةِ والنّاسِ أجمَعینَ ... علی ناکِحِ یَدِهِ ، وعلی مَن أتی الذُّکرانَ مِن العالَمینَ .(2)
عنه صلی اللَّه علیه وآله : مَن یَعمَلْ مِن اُمّتی عَملَ قَومِ لُوطٍ ثُمّ یَموتُ علی ذلکَ فهُو مُؤَجَّلٌ إلی أن یُوضَعَ فی لَحدِهِ ، فإذا وُضِعَ فیهِ لَم یَمکُثْ أکثَرَ مِن ثَلاثٍ حتّی تَقذِفَهُ الأرضُ إلی جُملَةِ قَومِ لُوطٍ المُهلَکینَ فیُحشَرَ مَعَهُم .(3)
بحار الأنوار عن مَیمونَ اللَّبّانِ: کنتُ عند أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام فقُرِئَ عِندَهُ آیاتٌ مِن «هُودٍ» ، فلَمّا بَلغَ (وأمْطَرْنا عَلَیْها حِجارَةً مِن سِجِّیلٍ مَنضُودٍ(4) مُسَوَّمَةً عِندَ ربِّکَ وما هِیَ مِن الظّالِمینَ بِبَعیدٍ)(5) فقالَ علیه السلام : مَن ماتَ مُصِرّاً علَی اللِّواطِ فلَم یَتُبْ یَرمیهِ اللَّهُ بحَجَرٍ مِن تلکَ الحِجارَةِ یکونُ فیهِ مَنِیَّتُهُ ولا یَراهُ أحَدٌ .(6)
الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی جَعلَ شَهوَةَ المؤمنِ فی صُلبِهِ ، وجَعلَ شَهوَةَ الکافِرِ فی دُبُرِهِ .(7)
عنه علیه السلام : ما کانَ فی شِیعَتِنا فلا یکونُ فیهِم ثَلاثةُ أشیاءَ: لا یکونُ فیهِم مَن یَسألُ بکَفِّهِ ، ولا یکونُ فیهِم بَخیلٌ ، ولا یکونُ فیهِم مَن یُؤتی فی دُبُرِهِ .(8)
عنه علیه السلام : حَرّمَ اللَّهُ علی کُلِّ دُبُرٍ مُستَنکَحٍ الجُلوسَ علی إستَبرَقِ الجَنّةِ .(9)
ص :624
ص :626
الکتاب :
(وَقَالَ الشَّیْطَانُ لَمَّا قُضِیَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَکُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدْتُکُمْ فَأَخْلَفْتُکُمْ وَمَا کَانَ لِی عَلَیْکُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُکُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِی فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوا أَنْفُسَکُمْ ...) .(1)
الحدیث :
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَحمَدْ حامِدٌ إلّا ربَّهُ ، ولا یَلُمْ لائمٌ إلّا نَفسَهُ .(2)
عنه علیه السلام : مَن وَضعَ نَفسَهُ مَواضِعَ التُّهمَةِ فلا یَلومَنَّ مَن أساءَ بهِ الظَّنَّ .(3)
المسیحُ علیه السلام : یا عَبیدَ السُّوءِ ، تَلومونَ النّاسَ علَی الظَّنِّ ، ولا تَلومونَ أنفُسَکُم علَی الیَقینِ ؟ !(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کانَ لی فیما مَضی أخٌ فی اللَّهِ ... وکانَ لا یَلومُ أحَداً علی ما یَجِدُ العُذرَ فی مِثلِهِ ، حتّی یَسمَعَ اعتِذارَهُ .(5)
عنه علیه السلام : رُبَّ مَلُومٍ ولا ذَنبَ لَهُ .(6)
عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی مُعاویَةَ - : وما کُنتُ لِأعتَذِرَ مِن أنّی کنتُ أنقِمُ علَیهِ أحداثاً ، فإن کانَ الذَّنبُ إلَیهِ إرشادِی وهِدایَتی لَهُ ، فرُبَّ مَلومٍ لا ذَنبَ لَهُ .(7)
الإمامُ الحسنُ علیه السلام - فی وَصفِ أخٍ لَهُ - : کانَ لا یَلومُ أحَداً فیما یَقَعُ العُذرُ فی مِثلِهِ ، حتّی یَرَی اعتِذاراً.(8)
عنه علیه السلام : إذا عاتَبتَ فاستَبقِ .(1)
عنه علیه السلام - مِن وصایاهُ لابنهِ الحسنِ علیه السلام - : وإن أرَدتَ قَطیعَةَ أخیکَ فاستَبقِ لَهُ مِن نَفسِکَ بَقِیّةً یَرجِعُ إلَیها إن بَدا لَهُ ذلکَ یَوماً ما .(2)
عنه علیه السلام : أبْقِ لِرِضاکَ مِن غَضَبِکَ ، وإذا طِرْتَ فقَعْ شَکِیراً .(3)
عنه علیه السلام : لا یَکُن حُبُّکَ کَلَفاً ، ولا بُغضُکَ تَلَفاً ، أحبِبْ حَبیبَکَ هَوناً ما ، وأبغِضْ بَغیضَکَ هَوناً ما .(4)
الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإفراطُ فی المَلامَةِ یَشُبُّ نارَ اللَّجاجَةِ .(6)
عنه علیه السلام : إیّاکَ أن تُکرِّرَ العَتبَ ؛ فإنّ ذلکَ یُغری بالذَّنبِ ، ویُهَوِّنُ العَتبَ .(7)
عنه علیه السلام : لا تُکثِرَنَّ العِتابَ ؛ فإنّهُ یُورِثُ الضَّغینَةَ ، ویَدعو إلَی البَغضاءِ .(8)
عنه علیه السلام : کَثرَةُ العِتابِ تُؤذِنُ بالارتیابِ .(9)
ص :628
402 - الفأل 7
3099 - الفَألُ 9
403 - الفَتک 15
3100 - الفَتکُ 17
404 - الفِتنة19
3101 - الفِتنَةُ21
3102 - ثَمَرَةُ الافتِتانِ 23
3103 - أدَبُ التَّعَوُّذِ مِنَ الفِتنَةِ23
3104 - تَفسیرُ الفِتنَةِ24
3105 - بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ 25
3106 - أنواعُ الفِتَنِ 25
3107 - فی کُلِّ قَبضٍ وبَسطٍ ابتِلاءٌ27
3108 - افتِتانُ النّاسِ بَعضُهُم بِبَعضٍ 27
3109 - الاستِعانَةُ بِاللَّهِ عَلی بَعضِ الفِتَنِ 27
3110 - أخوَفُ الفِتَنِ 28
3111 - مَن تَنجَلی عَنهُمُ الفِتَنُ 28
3112 - ما یَنبَغی تَمَنِّیهِ مِنَ الفِتَنِ 29
3113 - کَفی بِالمَرءِ فِتنَةً !29
3114 - النَّوادِرُ29
405 - الفُتوَّة31
3115 - الفُتُوَّةُ33
406 - الفَتوی 35
3116 - التَّحذیرُ مِنَ الإفتاءِ بِغَیرِ عِلمٍ 37
3117 - مَن أفتَی النّاسَ بِغَیرِ عِلمٍ 37
3118 - مَن أفتَی النّاسَ بِرَأیِهِ 38
3119 - التَّحذیرُ مِنَ الفُتیا بِالرَّأی 38
3120 - ضَمانُ المُفتی 38
3121 - جَوازُ الإفتاءِ لِلعالِمِ 39
3122 - استِفتاءُ النَّفسِ 39
407 - الفُحش 41
3123 - التَّحذیرُ مِنَ الفُحشِ 43
ص :629
3124 - مَن شَتَمَ اُجیبَ 45
408 - الفَخر47
3125 - الفَخرُ49
3126 - ما یَمنَعُ مِنَ الفَخرِ50
3127 - ذَمُّ التَّفاخُرِ بِالأحسابِ 50
3128 - ما لا یَنبَغی الفَخرُ بِهِ 51
3129 - ما یَنبَغی الفَخرُ بِهِ 52
409 - الفَرَج 53
3130 - الفَرَجُ بَعدَ الشِّدَّةِ55
3131 - اقتِرانُ الیُسرِ بِالعُسرِ55
410 - الفَرَح 57
3132 - الفَرَحُ بِغَیرِ الحَقِ 59
411 - الفُرس 61
3133 - الفُرسُ أعظَمُ النّاسِ نَصیباً فِی...63
3134 - الفُرسُ وَالإیمانُ 63
3135 - الفُرسُ وَالعِلمُ 65
3136 - مَن یُقادُ إلَی الجَنَّةِ کَرهاً !65
3137 - النَّوادِرُ65
412 - الفِراسة67
3138 - فِراسَةُ المُؤمِنِ 69
413 - الفُرصة71
3139 - الفُرصَةُ سَریعَةُ الفَوتِ 73
3140 - الحَثُّ عَلَی اغتِنامِ الفُرَصِ 73
3141 - التَّحذیرُ مِن إضاعَةِ الفُرَصِ 74
414 - الفَرائض 75
3142 - الحَثُّ عَلی أداءِ الفَرائِضِ 77
3143 - وُجوبُ تَقدیمِ الفَرائِضِ عَلَی...78
3144 - ما فَرَضَ اللَّهُ سُبحانَهُ عَلَی النّاسِ 79
3145 - أوَّلُ مَا افتَرَضَ اللَّهُ سُبحانَهُ 79
3146 - أشَدُّ مَا افتَرضَ اللَّهُ سُبحانَهُ 79
3147 - جَوامِعُ الفَرائِضِ 80
415 - التَفریط83
3148 - التَّحذیرُ مِنَ التَّفریطِ85
3149 - النَّهیُ عَنِ الإفراطِ وَالتَّفریطِ86
416 - الفَراغ 87
3150 - الفَراغُ 89
417 - الفِرَق 91
3151 - الفِرَقُ الإسلامِیَّةُ93
418 - الفَساد95
3152 - مایُفسِدُ العامَّةَ97
3153 - دَورُ فَسادِ الخاصَّةِ فی فَسادِ...99
3154 - المُفسِدونَ فِی القُرآنِ 101
3155 - عَدَمُ جَوازِ إصلاحِ النّاسِ بِإفسادِ...103
3156 - ما یَدفَعُ الفَسادَ105
ص :630
419 - الفِسق 107
3157 - الفِسقُ 109
3158 - الفاسِقُ 109
420 - الفَصاحة111
3159 - الفَصاحَةُ113
3160 - أفصَحُ النّاسِ 113
421 - الفَضیلة115
3161 - الفَضائِلُ 117
3162 - أجناسُ الفَضائِلِ 117
3163 - ما بِهِ فَضیلَةُ الإنسانِ 117
3164 - جَوامِعُ الفَضائِلِ 118
3165 - أفضَلُ الفَضائِلِ 119
3166 - رَأسُ الفَضائِلِ 119
3167 - أهلُ الفَضلِ 119
3168 - أفضَلُ النّاسِ 120
3169 - أفضَلُ الأخلاقِ 121
3170 - النَّوادِرُ121
422 - الفَقر123
3171 - فَقرُ المُجتَمَعِ مِن نِقَمِ اللَّهِ 125
3172 - شِدَّةُ الفَقرِ ومَرارَتُهُ 128
3173 - الِاستِعاذَةُ مِنَ الفَقرِ129
3174 - الفَقرُ وَ الکُفرُ130
3175 - الفَقرُ وَ الجَهلُ 136
3176 - الفَقرُ وَ الذِّلَّةُ136
3177 - الفَقرُ وَ النِّسیانُ 137
3178 - ما رُوِیَ فی مَدحِ الفَقرِ137
3179 - ما یَدُلُّ عَلی أنَّ الفَقرَ خَیرٌ مِنَ...139
3180 - ما یُبَیِّنُ الفَقرَ المَمدوحَ 141
3181 - تحقیرُ الفَقیرِ143
3182 - مایَنفِی الفَقرَ144
3183 - مایوجِبُ الفَقرَ145
3184 - اعتِذارُ اللَّهِ سُبحانَه مِنَ الفُقَراءِ !146
3185 - زینَةُ الفَقرِ146
3186 - الفُقَراءُ مُلوکُ الجَنَّةِ147
3187 - طوبی لِلفُقَراء!148
3188 - فَقرُ النَّفسِ 149
3189 - النَّوادِرُ150
423 - الفِقه 151
3190 - التَّفَقُّهُ فِی الدِّینِ 153
3191 - أفقَهُ النّاسِ 154
3192 - خَصائِصُ الفَقیهِ 154
3193 - شِدَّةُ الفَقیهِ عَلی إبلیسَ 158
3194 - التَّفَقُّهُ روحُ العِبادةِ158
3195 - مَوتُ الفَقیهِ 158
ص :631
3196 - آفَةُ الفُقَهاءِ159
424 - الفِکر161
3197 - الحَثُّ عَلَی التَّفَکُّرِ163
3198 - الدِّراسَةُ وَالتَّفَکُّرُ165
3199 - الفِکرُ مِرآةٌ165
3200 - لا عِبادَةَ کَالتَّفَکُّرِ166
3201 - فَضلُ التَّفَکُّرِ ساعَةً166
3202 - مایُصَفِّی الفِکرَ167
3203 - التَّفَکُّرُ المَنهِیُّ عَنهُ 167
3204 - التَّفَکُّرُ فی أحوالِ الاُمَمِ الماضِیَةِ167
425 - الفَلاح 169
3205 - موجِباتُ الفَلاحِ 171
3206 - مَوانِعُ الفَلاحِ 172
426 - التَّفویض 173
3207 - التَّفویضُ 175
3208 - ثَمَراتُ التَّفویضِ 176
427 - القبر179
3209 - القَبرُ181
3210 - سُؤالُ القَبرِ182
3211 - ما یُسألُ عَنهُ فِی القَبرِ182
3212 - مَن یُسأَلُ فِی القَبرِ184
3213 - ما یَنفَعُ فِی القَبرِ مِنَ الأعمالِ 184
3214 - عَذابُ القَبرِ184
3215 - النَّوادِرُ185
428 - القِبلَة187
3216 - تَحَوُّلُ القِبلَةِ189
429 - التَّقبیل 201
3217 - القُبلَةُ203
3218 - تَقبیلُ المُؤمِنِ 203
430 - القتل 205
3219 - قَتلُ النَّفسِ 207
3220 - قَتلُ المُؤمِنِ 209
3221 - ما یَحِلُّ بِهِ القَتلُ 210
3222 - مَوارِدُ دُخولِ القاتِلِ وَالمَقتولِ...211
3223 - تَحریمُ قَتلِ الإنسانِ نَفسَهُ 211
3224 - تَحریمُ سِقطِ الحَملِ 212
3225 - ما رُوِیَ فی قَتلِ الأسیرِ213
431 - القَدْر215
3226 - القَدَرُ217
3227 - النَّهیُ عَنِ الخَوضِ فِی القَدَرِ218
3228 - التَّقدیرُ وَالتَّدبیرُ218
3229 - القَدَرُ وَالعَمَلُ 219
3230 - ما هُوَ مِنَ القَدَرِ220
ص :632
3231 - ذَمُّ القَدَرِیَّةِ221
3232 - مَن هُمُ القَدَرِیَّةُ ؟222
3233 - لَیلَةُ القَدرِ222
432 - القُدرَة225
3234 - القُدرَةُ227
433 - القَذف 229
3235 - القَذفُ والهَجاء231
434 - القرآن 235
3236 - القُرآنُ 237
3237 - القُرآنُ إمامٌ ورَحمَةٌ239
3238 - القُرآنُ أحسَنُ الحَدیثِ 240
3239 - القُرآنُ فی کُلِّ زَمانٍ جَدیدٌ241
3240 - القُرآنُ شِفاءٌ مِن أکبَرِ الدّاءِ241
3241 - القُرآنُ غِنیً لا غِنی دونَهُ 242
3242 - ما فِی القُرآنِ مِنَ العُلومِ...242
3243 - تَعَلُّمُ القُرآنِ 243
3244 - ثَوابُ تَعلیمِ القُرآنِ 244
3245 - الحَثُّ عَلی حِفظِ القُرآنِ 244
3246 - الحَثُّ عَلَی استِذکارِ القُرآنِ 245
3247 - جَزاءُ حَمَلَةِ القُرآنِ 246
3248 - ما یَنبَغی لِحامِلِ القُرآنِ 247
3249 - ما لا یَنبَغی لِحاملِ القُرآنِ 247
3250 - الحَثُّ عَلی تِلاوَةِ القُرآنِ 248
3251 - قِراءَةُ القُرآنِ بِالصَّوتِ الحَسَنِ 249
3252 - حَقُّ التِّلاوَةِ249
3253 - نَبذُ الکِتابِ 251
3254 - آدابُ القِراءَةِ251
3255 - مَحظوراتُ التِّلاوَةِ254
3256 - غُربةُ المُصحَف 254
3257 - القُرّاءُ الفَجَرَةُ254
3258 - أصنافُ القُرّاءِ255
3259 - استِماعُ القُرآنِ 256
3260 - أدَبُ الاستِماعِ 256
3261 - لِلقُرآنِ ظَهرٌ وبَطنٌ 257
3262 - التَّحذیرُ مِن التَّفسیرِ بِالرَّأیِ 258
3263 - مَن یَعرِفُ القُرآنَ 258
3264 - أصنافُ آیاتِ القُرآنِ 259
3265 - المُحکَماتُ وَالمُتَشابِهاتُ 260
3266 - إشاراتُ القُرآنِ 261
3267 - وُجوهُ القُرآنِ 262
3268 - اُمُّ القُرآنِ 262
3269 - قَلبُ القُرآنِ 263
3270 - أعظَمُ آیَةٍ263
3271 - أعدَلُ آیَةٍ فِی القُرآنِ 263
ص :633
3272 - أخوَفُ آیَةٍ فِی القُرآنِ 263
3273 - أرجی آیَةٍ فِی القُرآنِ 263
435 - المُقرَّبون 265
3274 - المُقرَّبونَ 267
3275 - عِبادَةُ المُقرَّبینَ 268
3276 - أقرَبُ الخَلقِ إلَی اللَّهِ سُبحانَهُ 269
3277 - أقرَبُ ما یَکونُ الإنسانُ إلَی اللَّهِ...269
3278 - أقرَبُ الخَلقِ إلَی اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ269
3279 - غایَةُ التَّقَرُّبِ 270
3280 - الوُصولُ إلَی اللَّهِ 270
3281 - مَن تَقَرَّبَ إلَیَّ شِبراً تَقَرَّبتُ إلَیهِ...271
3282 - ما یُتَقَرَّبُ بِهِ إلَی اللَّهِ 272
3283 - أبعَدُ الخَلقِ مِنَ اللَّهِ 273
436 - الإقرار275
3284 - الإقرارُ277
3285 - عَدَمُ اعتِبارِ إقرارِ المُضطَرِّ277
437 - القَرض 279
3286 - القَرضُ 281
3287 - إنظارُ المُعسِرِ283
438 - القُرعَة285
3288 - القُرعَةُ287
439 - القَرن 289
3289 - تجدیدُ الدِّینِ فی کُلِّ قَرنٍ 291
440 - القصص 293
3290 - أنفَعُ القَصَصِ 295
3291 - ذَمُّ القُصّاصِ 296
441 - القِصاص 297
3292 - القِصاصُ 299
3293 - العَفوُ عَنِ القِصاصِ 305
442 - القضاء والقدر307
3294 - القَضاءُ وَالقَدَرُ309
3295 - المُتَشابِهُ فِی القَضاءِ310
3296 - کِتابَةُ القَضاءِ وَالقَدَرِ عَلَی...320
3297 - الإرادةُ وَالقَضاءُ321
3298 - ما قَضاهُ اللَّهُ لِلمُؤمِنِ فَهُوَ خَیرٌ323
3299 - مَن لَم یَرضَ بِالقَضاءِ324
3300 - النَّوادِر325
443 - القضاء بین النّاس 327
3301 - مَن یَجوزُ لَهُ القَضاءُ329
3302 - التَّحاکُمُ إلَی الطّاغوتِ 329
3303 - قُضاةُ الحَقِ 330
3304 - التَّسلیمُ لِقَضاءِ الحقّ 331
3305 - مَن لَم یَحکُم بِما أنزَلَ اللَّهُ 331
3306 - الحاکِمُ الجائِرُ332
3307 - خُطورَةُ عَمَلِ القَضاءِ333
3308 - مَجالِسُ قُضاةِ الجَورِ333
ص :634
3309 - شِدَّةُ حِسابِ القاضی 334
3310 - طَلَبُ القَضاءِ334
3311 - خَصائِصُ القاضی فِی الإسلامِ 334
3312 - آدابُ القَضاءِ335
3313 - أحکَمُ النّاسِ 338
3314 - مَن یُسَدِّدُهُ اللَّهُ مِن القُضاةِ338
3315 - لِلمُخطِیِ أجرٌ ولِلمُصیبِ...339
3316 - أصنافُ القُضاةِ339
3317 - قَضاءُ المَرأةِ340
3318 - تَفسیرُ : إنّما أقضی بَینَکُم...340
3319 - خَطَأُ القاضی 341
3320 - اختِلافُ الأحکامِ 341
3321 - المَحکَمَةُ العُلیا343
3322 - قَولُ الإمامِ : أما إنَّها حُکومَةٌ !343
3323 - بَدءُ القَضاءِ343
3324 - النَّوادِرُ343
444 - القلب 345
3325 - القَلبُ 347
3326 - مَنزِلَةُ القَلبِ مِنَ الجَسَدِ349
3327 - خَصائِصُ القَلبِ 350
3328 - القلبُ آنِیَةُ اللَّهِ 350
3329 - القَصدُ إلَی اللَّهِ تَعالی بِالقُلوبِ 351
3330 - أصنافُ القُلوبِ 351
3331 - خَیرُ القُلوبِ 352
3332 - إعرابُ القُلوبِ 352
3333 - سَلامةُ القَلبِ 352
3334 - طُمَأنینَةُ القَلبِ 353
3335 - عَینُ القَلبِ 354
3336 - اُذُنُ القَلبِ 356
3337 - إقبالُ القَلبِ وإدبارُهُ 357
3338 - طَهارَةُ القَلبِ 358
3339 - انشِراحُ القَلبِ 358
3340 - طَبعُ القَلبِ 359
3341 - خَتمُ القَلبِ 360
3342 - عَدَمُ شُعورِ القَلبِ 361
3343 - عَمَی القَلبِ 361
3344 - حِجابُ القَلبِ 362
3345 - زَیغُ القَلبِ 363
3346 - قَسوَةُ القَلبِ 363
3347 - ما یُقسِی القَلبَ 364
3348 - مَرَضُ القَلبِ 365
3349 - ما یُمرِضُ القَلبَ 365
3350 - ما یَشفِی القَلبَ 366
3351 - ما یُمیتُ القَلبَ 367
ص :635
3352 - ما یُحیِی القَلبَ 368
3353 - ما یَعمُرُ القَلبَ 369
3354 - ما یُلینُ القَلبَ 369
3355 - ما یَجلِی القَلبَ 370
3356 - ما یُنَوِّرُ القَلبَ 370
3357 - ما یُصلِحُ القَلبَ 371
3358 - ما یُقَوِّی القَلبَ 371
3359 - الحَیلولَةُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ 371
3360 - النَّوادِرُ372
445 - التَّقلید373
3361 - التَّقلیدُ المَذمومُ 375
3362 - مَن یَجوزُ تَقلیدُهُ 377
446 - القلم 383
3363 - القَلَمُ 385
447 - القِمار387
3364 - القِمارُ389
448 - القُنوط391
3365 - القُنوطُ مِن رَحمَةِ اللَّهِ 393
3366 - النَّهیُ عَنِ التَّقنیطِ مِن رَحمَةِ اللَّهِ 394
3367 - مَن یَئِسَ مِن رَحمَةِ اللَّهِ 394
449 - القَناعة395
3368 - القَناعَةُ397
3369 - الغِنی فِی القَناعَةِ398
3370 - ما یورِثُ القَناعَةَ399
3371 - ثَمَرَةُ القَناعَةِ399
3372 - مَن لَم یُقنِعهُ الیَسیرُ400
450 - الاستِقامة403
3373 - الاِستِقامَةُ405
3374 - ثَمَرَةُ الاستِقامَةِ406
451 - القیاس 407
3375 - القِیاسُ فِی الدِّینِ 409
452 - الکِبر413
3376 - الکِبرُ415
3377 - تَفَرُّدُ اللَّهِ بِالکِبرِیاءِ417
3378 - تَفسیرُ الکِبرِ418
3379 - حَقیقَةُ الکِبرِ420
3380 - ذَمُّ التَّبَختُرِ فِی المَشیِ 421
3381 - المُتَکَبِّرُ422
3382 - ما لا یَنبَغی مَعَهُ الکِبرُ422
3383 - عِلَّةُ التَّکَبُّرِ423
3384 - عِلاجُ الکِبرِ424
3385 - دَفعُ الکِبرِ426
3386 - ثَمَرَةُ الکِبرِ427
ص :636
3387 - مَن تَکَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ 427
3388 - مَثوَی المُتَکَبِّرینَ 428
453 - الکتاب 431
3389 - الکِتابُ 433
3390 - الکِتابَةُ وَشخصِیَّةُ الکاتِبِ 433
3391 - الحَثُّ عَلی کِتابَةِ العِلمِ 434
3392 - ثَوابُ التَّألیفِ وَالکِتابَةِ434
3393 - ما أنزَلَ اللَّهُ مِن کِتابٍ 435
3394 - أدَبُ الکِتابَةِ435
454 - المُکاتبة437
3395 - المُکاتَبَةُ439
3396 - الحَثُّ عَلی رَدِّ جَوابِ الکِتابِ 439
455 - الکِتمان 441
3397 - التّأکید علی کِتمان الأسرار443
3398 - حرمة إذاعَةِ أسرارِ الإمامة443
3399 - مَدحُ العَبدِ الکَتومِ 444
456 - الکذب 447
3400 - الکِذبُ 449
3401 - الکِذبُ أدنَی الأخلاقِ 450
3402 - الکِذبُ وَالإیمانُ 451
3403 - الکِذبُ مِفتاحُ کُلِّ شَرٍّ452
3404 - الأمرُ بِتَرکِ جِدِّ الکِذبِ وهَزلِهِ 452
3405 - الکُذَیبَةُ453
3406 - عِلَّةُ الکِذبِ 454
3407 - الکَذّابُ 454
3408 - ثَمَرَةُ الکِذبِ 455
3409 - أقبَحُ الکِذبِ 458
3410 - مَوارِدُ جَوازِ الکِذبِ 459
3411 - التَّورِیَةُ460
3412 - استِماعُ الکِذبِ 462
3413 - التَّحذیرُ مِنَ الآمالِ الکاذِبَةِ462
457 - الکَرَم 463
3414 - الکَرَمُ 465
3415 - الکَرامَةُ466
3416 - الکَریمُ 466
3417 - مِن أخلاقِ الکِرامِ 468
3418 - ما هُوَ لَیسَ مِن أخلاقِ الکِرامِ 470
3419 - التَّحذیرُ مِن صَولَةِ الکَریمِ 470
3420 - الحَثُّ عَلی إکرامِ الکَریمِ 470
3421 - الإکرامُ 471
3422 - رَدُّ الکَرامَةِ472
3423 - مَن لَم تُقَوِّمهُ الکَرامَةُ472
3424 - أکرَمُ النّاسِ 473
3425 - إکرامُ النّاسِ إکرامُ النَّفسِ 473
ص :637
458 - الکسب 475
3426 - أطیَبُ الکَسبِ 477
3427 - المَکاسِبُ 477
3428 - الحَثُّ عَلَی التَّکَسُّبِ بِالیَدِ485
3429 - المَکاسِبُ المَذمومَةُ488
3430 - النَّوادِرُ488
459 - الکَسل 491
3431 - الکَسَلُ 493
3432 - التَّحذیرُ عَنِ الکَسَلِ وَالضَّجَرِ494
3433 - التَّحذیرُ مِن التَّوانی 494
3434 - عَلامَةُ الکَسلانِ 495
3435 - الاِستِعانةُ بِاللَّهِ فی دَفعِ الکَسَلِ 495
460 - الکُفر497
3436 - الکُفرُ499
3437 - موجِباتُ الکُفرِ500
3438 - الکافِرُ501
3439 - أدنَی الکُفرِ502
3440 - دَعائِمُ الکُفرِ وأرکانُهُ 503
3441 - وُجوهُ الکُفرِ فی کِتابِ اللَّهِ 504
461 - الکَفّارة507
3442 - الکَفّاراتُ 509
3443 - ذَنبٌ لا کَفَّارَةَ لَهُ !510
462 - المکافأة511
3444 - مُکافَأةُ الإحسانِ بِالإحسانِ 513
3445 - مُکافَأةُ الإساءَةِ بِالإساءَةِ514
3446 - ما لا یَنبَغی فِی المُکافَأةِ514
3447 - ذَمُّ الانتِقامِ 515
3448 - مُکافَأةُ الإحسانِ بِالإساءَةِ515
3449 - مُکافَأةُ الإساءَةِ بِالإحسانِ 516
3450 - کَما تَدینُ تُدانُ 516
463 - التکلیف 517
3451 - التَّکلیفُ 519
3452 - لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفساً إلّا وُسعَها521
464 - التکلّف 523
3453 - التَّکلُّفُ 525
3454 - عَلاماتُ المُتَکلِّفِ 526
465 - الکلام 529
3455 - الکَلامُ 531
3456 - شِدَّةُ تَأثیرِ الکَلامِ 531
3457 - التَّحذیرُ مِنَ الکَلامِ المُستَهجَن 532
3458 - الحَثُّ عَلی تَرکِ ما لا یَعنی مِن...532
3459 - ذَمُّ فُضولِ الکَلامِ 533
3460 - النَّهیُ عَنِ الهَذَرِ534
3461 - النَّهیُ عَن کَثرَةِ الکَلامِ 534
ص :638
3462 - کَثرَةُ الکَلامِ تُمیتُ القَلبَ 535
3463 - مَدحُ قِلَّةِ الکَلامِ 535
3464 - المُتَکَلِّمُ ووَثاقُ الکَلامِ 536
3465 - اعتِبارُ الکَلامِ مِنَ العَملِ 536
3466 - ذَمُّ إظهارِ کُلِّ ما یُعلَمُ 537
3467 - الکَلامُ کَالدَّواءِ537
3468 - فَضلُ الکَلامِ عَلَی السُّکوتِ 538
3469 - فَضلُ السُّکوتِ عَلَی الکَلامِ 538
3470 - السُّکوتُ المَمدوحُ والمَذموم 539
3471 - ما یُفَضَّلُ مِنَ السُّکوتِ عَلَی...539
3472 - سُکوتُ أولِیاءِ اللَّهِ 539
3473 - أحسَنُ الکَلامِ 540
3474 - جَوامِعُ الکَلِمِ 540
3475 - فَضلُ طیبِ الکَلامِ 541
3476 - النَّوادِرُ542
466 - الکمال 543
3477 - الکَمالُ 545
3478 - دَورُ العِلمِ بِالنَّقصِ فِی الکَمالِ 545
3479 - مَن کَمُلَ مِن النِّساءِ545
3480 - ما یوجِبُ الکَمالَ 546
3481 - صِفَةُ الکامِلِ 546
467 - الکیاسة549
3482 - الکَیِّسُ 551
3483 - الفِطنَةُ551
3484 - خَصائِصُ الأکیاسِ 552
3485 - أکیَسُ النّاسِ 552
3486 - أکیَسُ الأکیاسِ 553
3487 - کَفی بِالمَرءِ کَیساً553
468 - اللُّؤم 557
3488 - اللُّؤمُ 559
3489 - خَصائِصُ اللَّئیمِ 559
3490 - ألأمُ النّاسِ 560
3491 - اللِّئامُ 560
469 - اللِّباس 561
3492 - اللِّباسُ 563
3493 - الاِقتِصادُ فِی اللِّباسِ 564
3494 - خَیرُ لِباسِ کُلِّ زَمانٍ لِباسُ أهلِهِ 565
3495 - لِباسُ الزِّینَةِ ولِباسُ العِبادَةِ567
3496 - العِمامَةُ568
3497 - الألبِسَةُ المَمنوعَةُ569
470 - اللِّجاج 571
3498 - اللَّجاجَةُ573
471 - اللِّحیة575
3499 - اللِّحیَةُ577
472 - اللِّسان 579
3500 - اللِّسانُ 581
3501 - المَرءُ مَخبوءٌ تَحتَ لِسانِهِ 581
ص :639
3502 - ما یُظهِرُهُ اللِّسانُ مِنَ الخِصالِ 582
3503 - جَمالُ الرَّجُلِ فَصاحَةُ لِسانِهِ 582
3504 - اللِّسانُ مِفتاحُ الخَیرِ وَالشَّرِّ583
3505 - دَورُ اللِّسانِ فی استِقامَةِ الإیمانِ 583
3506 - لِسانُ العاقِلِ وَراءَ قَلبِهِ 583
3507 - حَقُّ اللِّسانِ 584
3508 - سَلامَةُ الإنسانِ فی حِفظِ اللِّسانِ 584
3509 - زَلَّةُ اللِّسانِ 585
3510 - فِتنَةُ اللِّسانِ 585
3511 - خَطَرُ اللِّسانِ 585
3512 - التَّحذیرُ مِن مَزالقِ اللِّسانِ 586
3513 - حَبسُ اللِّسانِ 587
3514 - آفاتُ اللِّسانِ 587
3515 - عَذابُ اللِّسانِ 587
3516 - النَّوادِرُ588
473 - اللّعن 589
3517 - اللَّعنُ 591
3518 - المَلعونونَ 592
3519 - المَلعونونَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ594
474 - اللّغو597
3520 - اللَّغوُ599
475 - اللّقطة603
3521 - اللُّقَطَةُ605
476 - اللّقاء607
3522 - شَوقُ اللِّقاءِ609
3523 - موجِباتُ الشَّوقِ 610
3524 - مَن أحبَّ لِقاءَ اللَّهِ 611
3525 - اللِّقاءُ فِی القُرآنِ 613
477 - اللّهو615
3526 - اللَّهوُ617
3527 - ثَمَراتُ اللَّهوِ618
3528 - المُستَهتَرُ بِاللَّهوِ618
3529 - الإیمانُ وَاللَّهوُ619
3530 - لَهوُ المُؤمِنِ 619
3531 - اللَّعِبُ بِالحَمامِ 620
478 - اللّواط621
3532 - اللِّواطُ623
3533 - عِلَّةُ تَحریمِ اللِّواطِ623
3534 - الواطِئُ 624
3535 - المَوطوءُ624
479 - الملامة625
3536 - مَلامَةُ النَّفسِ 627
3537 - رُبَّ مَلومٍ لا ذَنبَ لَهُ 627
3538 - العِتابُ وآدابُهُ 627
3539 - الإفراطُ فِی المَلامَةِ628
ص :640