سرشناسه : محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پديدآور : رساله المسجد/ محمد الری شهری، بمساعده مرتضی خوش نصیب.
مشخصات نشر : قم: دارالحدیث، 1429ق.= 1387.
مشخصات ظاهری : 172ص .،[16] ص.عکس(رنگی).
فروست : پژوهشکده علوم و معارف حدیث؛ 162.
شابک : 17000 ریال 978-964-493-331-8 :
وضعیت فهرست نویسی : برون سپاری.
یادداشت : کتابنامه: ص. 151-165؛ همچنین به صورت زیر نویس.
موضوع : مسجد--احادیث
موضوع : مسجد--آیات
موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14
موضوع : احادیث اهل سنت -- قرن 14
شناسه افزوده : خوش نصیب، مرتضی، 1342 -
رده بندی کنگره : BP141/5/م5م3 1387
رده بندی دیویی : 297/218
شماره کتابشناسی ملی : 1654065
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
المدخلالمسجد لغةالمسجد لغة اسم مكان من مادة « سجد » بمعنى طأطأة الرأس وإظهار التذلّل ، يقول ابن فارس : السينُ والجيمُ والدّالُ أصلٌ واحدٌ مُطَّرِدٌ يَدُلُّ عَلى تَطامُنٍ وذُلٍّ ، يُقالُ : سَجَدَ ؛ إذا تَطامَنَ ، وكُلُّ ما ذَلُّ فَقَد سَجَدَ. (1) وقد أيّد علماء اللغة العربية الآخرون هذا المضمون بعبارات مشابهة ، وبناءً على ذلك ، فإنّ « السجود » يعني في اللغة العربية _ كما قلنا _ التذلّل وطأطأة الرأس في مقابل الغير ، والمسجد هو مكان هذا الفعل .
المسجد في الكتاب والسنّةالسجود في مفهوم الكتاب والسنّة لا يعني طأطأة الرأس وحسب ، بل إنّه يعني أيضا وضع الرأس على التراب ؛ ولذلك فقد فسّر السجود بغاية الخضوع . وعلى هذا الأساس ، فإنّ للمسجد مكانة خاصّة في الثقافة الإسلامية ، حيث يقيم الإنسان العاجز والمحتاج من خلاله العلاقةَ مع الخالق القدير الغني وذلك بالخضوع أمام عظمته . وبالطبع ، فإن بإمكان الإنسان أن يظهر الخضوع أمام العظمة الإلهية في كلّ
.
ص: 8
مكان ويقيم العلاقة مع اللّه من خلال ذلك ، ولكنّ المكان الذي يخصّص لذلك بقصد القربة ، يسمّى مسجدا . (1) وقد قدّم القرآن والأحاديث الإسلامية إرشادات مهمّة وقيّمة كي تنعم الاُمّة الإسلامية بشكل كامل ببركات « المسجد » ، وهي في الحقيقة تعتبر بمثابة معجم شامل ومتكامل للانتفاع ببركات المسجد ، وينبغي على مبلّغي الدين أن يسعوا _ وبالاستعانة بهذا المعجم الشامل ومن خلال التفكّر والتأمّل في تلك الأقوال والإرشادات البنّاءة _ من أجل تأسيس وتوظيف إمكانيات المساجد على أحسن وجه . وبغية تحقيق هذا الهدف فنحن نقدّم هذا الكتاب للقرّاء الكرام وبالخصوص الباحثين منهم والمبلّغين والذي يحمل عنوان « رسالة المسجد » ، حاملاً في طيّاته إرشادات القرآن وأهل البيت عليهم السلام في اثني عشر فصلاً ، ولكننا سنشير قبل ذلك إشارة خاطفة إلى أهمّ الملاحظات التي أوليناها الاهتمام في هذا الكتاب .
1 . دور المسجد في سيادة القيم الدينيةيمثل المسجد قلب المجتمع الإسلامي وأهمّ قاعدة ثقافية وسياسية للحكومة الدينية ، ولذلك نجد الروايات تدعو المسلمين إلى الارتباط بهذا المركز وتعبّر عنه بتعابير سامية ؛ مثل : « بيت اللّه » ، « مجلس الأنبياء » ، « بيت كلّ تقي » ، « خير البقاع » و « روضة من رياض الجنّة » ، وتشجّعهم على استلهام بركاته الماديّة والمعنويّة بشكل أتم . (2)
.
ص: 9
2 . بناء المسجدتؤكّد الروايات الإسلامية كثيرا على نشر ثقافة بناء المساجد في المجتمع الإسلامي ؛ وذلك لما للمسجد من دورٍ مصيريّ في سيادة القيم الدينية ، وتوصي المسلمين بنشر هذه الثقافة ما استطاعوا من خلال تشييدها في كل مكان تظهر فيه الحاجة إليها من مدنٍ أو قرى ، بل حتّى الطرقات التي يسلكها المسافرون ؛ (1) حتى روي من باب المبالغة في حديث عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن بَنى مَسجِدا ولَو مَفحَصَ قَطاةٍ ، بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ . (2)
3 . عمارة المسجدرغم أننا لا نجد في الروايات الإسلامية عنوان عمارة المساجد ، وبإمكاننا القول بأنّ كيفية عمارة المسجد تتبع الحاجة والظروف الزمانية والمكانية ، إلّا أنّه يمكننا ومن خلال التدبّر في كلمات أهل البيت عليهم السلام ووصاياهم استنباط بعض الاُمور باعتبارها اُصول ثقافة العمارة الإسلامية للمساجد :
أ _ الأخذ بنظر الاعتبار حاجة الأجيال القادمةالأمر الأول الذي وردت الإشارة إليه في بعض الروايات هو الأخذ بنظر الاعتبار في بناء المساجد حاجة الناس الحاليّة ، بل وحاجة الأجيال القادمة أيضا كي لا تدعو الحاجة فيما بعد إلى هدمها بهدف توسيعها ، كما جاء في الرواية : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أتى عَلى قَومٍ مِنَ الأَنصارِ وهُم يَبنونَ مَسجِدا لَهُم ،
.
ص: 10
فَقالَ : أوسِعوهُ تَملَؤوهُ . (1)
ب _ رعاية البساطةإن الروايات التي تصف بناء رسول اللّه صلى الله عليه و آله للمسجد ، (2) أو تنهى عن تزيينه بالذهب والنقوش ، (3) إنّما تشير في الحقيقة إلى لزوم رعاية البساطة في عمارة المساجد . وبعبارة اُخرى ، إن كان الهدف من الفنّ في عمارة المساجد مجرّد المظاهر الجذّابة ولم يكن منسجما مع فلسفة تأسيس المساجد ، فهو أمرٌ مذموم .
ج _ ذم تقليد معابد غير المسلمينإنّ التشبّه بغير المسلمين منهيٌّ عنه أساسا من وجهة نظر الإسلام بسبب آثاره النفسية والاجتماعية السيئّة ، فقد رُوي عن الإمام علي عليه السلام : قَلَّ مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ ، إلّا أوشَكَ أن يَكونَ مِنهُم . (4) وأمّا فيما يتعلّق بعمارة المساجد ، فإنّ بعض الروايات التي نهت عن بناء الشرفات للمساجد تدلّ على أنّ سبب هذا النهي هو الحيلولة دون حدوث شبه بين المساجد ومعابد اليهود والنصارى ، فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أراكُم سَتُشَرِّفونَ مَساجِدَكُم بَعدي كَما شَرَّفَتِ اليَهودُ كَنائِسَها ، وكَما شَرَّفَتِ النَّصارى بِيَعَها . (5)
.
ص: 11
كما جاء في رواية اُخرى في بيان سيرة الإمام علي عليه السلام أنّه خرّب بعض المحاريب التي كانت تشبه مذابح اليهود : كانَ يُكَسِّرُ المَحاريبَ إذا رَآها فِي المَساجِدِ ، ويَقولُ : كَأَنَّها مِذابَحُ اليَهودِ (1) . 2 ومن البديهيّ فإنّه لا فرق بين اليهود والنصارى وبين غيرهما من سائر الفرق غير الإسلاميّة في ذمّ تقليد معابدهم .
4 . احترام المسجدللمسجد احترام خاصّ في الإسلام باعتباره المركز الخاصّ لارتباط الإنسان باللّه ، ويسمّى بيت اللّه (2) ، ومن أجل أن يتحوّل احترام المسجد إلى ثقافة عامّة بين أفراد المجتمع الإسلامي فضلاً عن الأحكام والآداب الخاصّة التي قرّرت في الإسلام للارتباط بهذا المكان ، (3) فإنّ بعض الروايات نهت حتّى عن تصغير كلمة «المسجد» ، فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : لا يَقولَنَّ أحَدُكُم لِلمَسجِدِ «مُسَيجِدٌ» ؛ فَإِنَّهُ بَيتٌ يُذكَرُ اللّهُ فيهِ . (4)
.
ص: 12
5 . الحضور في المسجدليس لبناء المسجد من هدفٍ سوى حضور الناس فيه ، والانتفاع ببركاته (1) ، وبناءً على ذلك فإنّ نشر ثقافة الحضور في المساجد وخصوصا للشباب ، يتصدّر كل جهود المهتمّين بتعميق القيم الإسلامية ونشرها ، ولذلك فإنّ معظم إرشادات أئمّة الإسلام حول « المسجد » تتركّز على نشر ثقافة حضور المسلمين في المساجد ما أمكنهم ذلك . ويبلغ اهتمام الروايات الإسلامية بهذه الثقافة حدّا بحيث إنّها تفسّر الإعمار الحقيقي للمساجد بحضور الناس فيها (2) ، كما جاء في حديث عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا رَأَيتُمُ الرَّجُلَ يَعتادُ المَسجِدَ فَاشهَدوا لَهُ بِالإيمانِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَ_جِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ» (3) . (4) وممّا لا شك فيه فإنّ تفسير عمارة المسجد بارتياده والتواجد فيه في هذه الرواية يعتبر إشارة إلى حقيقة مهمّة جدّا وهي أنّ بناء المساجد وإعمارها إن لم يكن مصحوبا ببرنامج منظّم يحثّ الناس على الحضور فيه فهو لا يعتبر إعمارا حقيقيّا في المنظار الإسلامي . وقد شجعت الروايات الإسلامية المسلمين على الحضور في بيت اللّه بهدف نشر ثقافة حضور الناس في المساجد ، وبتعابير مختلفة ، ونشير فيما يأتي إلى بعض مضامين ما ورد فيها :
.
ص: 13
_ يثاب الإنسان بكلّ خطوة يخطوها إلى المسجد بعشر حسنات تثبت في صحيفة أعماله ، وتمحى عنه عشر سيّئات ، ويرفع عشر درجات . (1) _ الذهاب إلى المسجد في ظلمة الليل يمنح روّاد المساجد نورا خاصّا في القيامة . (2) _ كلّما كان المسجد أبعد كلّما ازداد ثواب الذاهب إليه . (3) _ التسابق إلى المسجد هو في الحقيقة تسابق للقرب من اللّه والجنة . (4) _ الجلوس في المسجد عبادة . (5) _ الاُنس بالمسجد هو اُنس باللّه . (6) _ للذهاب إلى المسجد لتعليم المعارف أو تعلّمها ثواب الحجّ . (7) ومن أجل تشجيع المسلمين على الصلاة في المساجد من جهة ، والانتفاع من أكثر المساجد فضلاً واكتظاظا بالمصلّين من جهة اُخرى ، فقد صرّحت الروايات بأنّ ثواب الصلاة في المسجد الحرام يعادل مئة ألف صلاة ، وفي مسجد النبيّ عشرة آلاف صلاة (8) ، وفي المسجد الأقصى ألف صلاة ، وفي المسجد الجامع مئة ، وفي مسجد الحيّ خمسا وعشرين ، وفي مسجد السوق اثنتي عشرة صلاة ، في حين أنّ الصلاة في البيت لها ثواب صلاة واحدة فقط إن كان دافعها عدم الاهتمام بالمسجد
.
ص: 14
والجماعة . (1) وفي المقابل ، فإنّ ترك الذهاب إلى المسجد دون عذر مقبول هو علامة الغفلة ، بل عُدّ علامة النفاق ، كما جاء التأكيد أن لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد (2) ، والمساجد التي لا يحضرها جيرانها تشكو إلى اللّه تعالى فيجيبهم اللّه قائلاً : وَعِزَّتي وجَلالي ، لا قَبِلتُ لَهُم صَلاةً واحِدَةً ، ولا أظهَرتُ لَهُم فِي النّاسِ عَدالَةً ، ولا نالَتهُم رَحمَتي ، ولا جاوَروني في جَنَّتي . (3)
6 . رعاية أحكام المسجد وآدابهتحتاج رعاية أحكام المسجد وآدابه هي الاُخرى إلى نشرٍ لثقافة الحضور في المساجد . فالمسجد هو بيت اللّه ، والشخص الذي يذهب إلى المسجد إنّما يتوجّه في الحقيقة للقاء اللّه ، ولذلك فالحريّ له أن يلتزم ببعض الاُمور : مثل الدافع الإلهي للذهاب إلى المسجد ، وطهارة الروح والجسم والثياب ، والاستعاذة والدعاء عند دخول المسجد والخروج منه ، وأداء صلاة التحية ، والجلوس مستقبلاً القبلة ، وعدم التسرّع في الخروج منه ، وغير ذلك من الآداب التي ينبغي على المصلّى مراعاتها والالتزام بها . وهناك في المقابل اُمور غير مستحسنة : مثل المرور في المسجد دون الصلاة فيه ، والتحدّث فيه بصوتٍ عال ، والحديث في اُمور الدنيا ، وإنشاد الضالّة والتعريف بها ، وقراءة الأشعار الباطلة والعديمة الفائدة ، والنوم في المسجد دون ضرورة ، وكذلك كراهية ذهاب الشخص الذي تؤذي رائحة فمه الآخرين ، وتحريم تلويث
.
ص: 15
المسجد بالنجاسة ووجوب تطهيره منها ، وحرمة وقوف المجنب والحائض في المسجد ، وغير ذلك . (1)
7 . خدمة المسجدتعتبر خدمة بيت اللّه تعالى مفخرة كبيرة وعملاً حميدا للغاية ، فقد تشرّف إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلاموكذا مريم العذراء بخدمة بيت اللّه (2) ، وقد جاء في حديثٍ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : إنَّ اللّهَ عز و جل إذا أحَبَّ عَبدا جَعَلَهُ قَيِّمَ مَسجِدٍ . (3) وبناءً على ذلك ينبغي أن يختار أفضل الناس لخدمة المسجد ، وكلّ ذلك بحاجة إلى تمهيد لهذه الثقافة .
8 . الاهتمام بالمساجد المهمة تاريخياتختصّ بعض المساجد بفضائل أكثر من غيرها ؛ مثل المسجد الحرام الذي يضمّ الكعبة قبلة المسلمين ، ومسجد النبيّ صلى الله عليه و آله الذي هو أفضل المساجد بعد المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى الذي كان قبلة المسلمين قبل الكعبة ، وكذلك مسجد قبا ، ومسجد الكوفة ، ومسجد السهلة ، ومسجد الخيف ، ومسجد الغدير ، ومسجد الفتح ، ومسجد الفضيخ ؛ حيث ذكرت الروايات لهذه المساجد الشريفة فضائل وبركات غزيرة . (4) وتأكيد الروايات على فضائل هذه المساجد ، إنّ دلّ على شيء فإنّه يدلّ على
.
ص: 16
رغبة الإسلام بتأصيل ثقافة الاهتمام بالمساجد المهمّة تاريخيّا في الاُمّة الإسلاميّة ، تلك المساجد التي طالما انتفع أنبياء اللّه وأولياؤه من بركاتها .
9 . إقامة مصلّى في البيتنقلت روايات عن الفريقين توصي بإعداد مكان نظيف وطاهر في البيت للصلاة (1) ، وتدلّ هذه الوصية على أن الشخص المسلم ينبغي له أن يُعدّ مكانا لحاجاته المعنوية _ وخصوصا الصلاة _ كما يُعدّ أمكنة مختلفة في البيت لحاجاته المادّية . ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار التأكيد البالغ على أداء الصلوات الواجبة في المساجد ، فإنّ مصلّى البيت لا يمكن أن يحلّ محلّ المسجد ، ولا تطبق عليه أحكام المسجد ، بل هو مكان مخصص للنوافل ، كما ورد في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أفضَلُ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرءِ في بَيتِهِ إلَا المَكتوبَة. (2) وذلك نظرا إلى التأكيد البليغ للإسلام على أداء الصلاة الواجبة في المساجد .
10 . الحذر من استغلال المقدساتكما أنّ المسجد من شأنه أن يكون قاعدةً للنور والهداية والارتباط الجماعي باللّه تعالى ، فإنّ من الممكن أيضا أن يستغلّه أعداء الإسلام سياسيّا وثقافيّا لتحقيق أهدافهم ، ولذلك فإنّ على المسلمين أن يتحلّوا بالوعي واليقظة ولا ينخدعوا بالأشخاص الذين يجعلون المسجد فخَّ أهدافهم غير الإلهيّة . وتشير الآيات والروايات التي جاءت في الفصل الثاني عشر تحت عنوان
.
ص: 17
« المساجد المذمومة » إلى هذه الملاحظة المهمّة ؛ وهي أنّ أعداء الإسلام قد يستغلون جميع المقدسات ومنها « المساجد » ، ولذلك يجب تأصيل ثقافة التحلّي باليقظة إزاء مؤامرة استغلال المقدّسات . ولذلك سُمّي المسجد الذي بُني في صدر الإسلام لتحقيق أهداف أعداء الإسلام ب_ « مسجد ضرار » ، وقد هدم بأمرٍ من رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
.
ص: 18
. .
ص: 19
الفصل الأوّل : فضل المسجد1 / 1بَيتُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : ألا إنَّ بُيوتي فِي الأَرضِ المَساجِدُ ، تُضيءُ لِأَهلِ السَّماءِ كَما تُضيءُ النُّجومُ لاِهلِ الأَرضِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ بُيوتَ اللّهِ فِي الأَرضِ المَساجِدُ ، وإنَّ حَقّا عَلَى اللّهِ أن يُكرِمَ مَن زارَهُ فيها . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أحَبَّ القُرآنَ فَليُحِبَّ المَساجِدَ ، فَإِنَّها أفنِيَةُ (3) اللّهِ وأبنِيَتُهُ ، أذِنَ في رَفعِها وبارَكَ فيها ، مَيمونَةٌ مَيمونٌ أهلُها ، مُزَيَّنَةٌ مُزَيَّنٌ أهلُها ، مَحفوظَةٌ مَحفوظٌ أهلُها، هُم في صَلاتِهِم وَاللّهُ في حَوائِجِهِم ، هُم في مَساجِدِهِم وَاللّهُمِن وَرائِهِم . (4)
.
ص: 20
1 / 2نورُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :المَساجِدُ أنوارُ اللّهِ . (1)
1 / 3مَجلِسُ الأَنبِياءِالإمام عليّ عليه السلام :المَساجِدُ مَجالِسُ الأَنبِياءِ ، وحِرزٌ مِنَ الشَّيطانِ . (2)
1 / 4مَشهَدُ الأَولِياءِالإمام الصادق عليه السلام :ما مِن مَسجِدٍ بُنِيَ إلّا عَلى قَبرِ نَبِيٍّ أو وَصِيِّ نَبِيٍّ قُتِلَ فَأَصابَ تِلكَ البُقعَةَ رَشَّةٌ مِن دَمِهِ ، فَأَحَبَّ اللّهُ أن يُذكَرَ فيها ، فَأَدِّ فيهَا الفَريضَةَ وَ النَّوافِلَ ، وَاقضِ فيها مافاتَكَ . (3)
1 / 5بَيتُ كُلِّ تَقِيٍّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :المَسجِدُ بَيتُ كُلِّ تَقِيٍّ . (4)
.
ص: 21
عنه صلى الله عليه و آله :المَسجِدُ بَيتُ كُلِّ مُؤمِنٍ . (1)
1 / 6خَيرُ البِقاعِرسول اللّه صلى الله عليه و آله عن جبرئيل عن اللّه عز و جل:إنَّ خَيرَ البِقاعِ المَساجِدُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أحَبُّ البِلادِ إلَى اللّهِ عز و جل مَساجِدُها . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أكرَمُ البُيوتِ عَلى وَجهِ الأَرضِ أربَعَةٌ : الكَعبَةُ ، وبَيتُ المَقدِسِ ، وبَيتٌ يُقرَأُ فيهِ القُرآنُ ، وَالمَساجِدُ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ اختارَ مِن بِقاعِ الأَرضِ سِتَّةً : البَيتَ الحَرامَ ، وَالحَرَمَ ، ومَقابِرَ الأَنبِياءِ ، ومَقابِرَ الأَوصِياءِ ، ومَقاتِلَ الشُّهَداءِ ، وَالمَساجِدَ الَّتي يُذكَرُ فيهَا اسمُ اللّهِ . (5)
.
ص: 22
1 / 7رَوضَةُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ رِياضَ الجَنَّةِ المَساجِدُ . (1)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا مَرَرتُم بِرِياضِ الجَنَّةِ فَارتَعوا . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، وما رِياضُ الجَنَّةِ ؟ قالَ : المَساجِدُ . قُلتُ : ومَا الرَّتعُ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ . (2)
.
ص: 23
الفصل الثاني : بركات المسجدرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الاِختِلافُ إلَى المَساجِدِ رَحمَةٌ ، وَالاِجتِنابُ عَنها نِفاقٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا نَزَلَتِ العاهاتُ وَالآفاتُ عوفِيَ أهلُ المَساجِدِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ إذا أرادَ بِقَومٍ عاهَةً ، نَظَرَ إلى أهلِ المَساجِدِ ، فَصَرَفَ عَنهُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ إذَا رَأى أهلَ قَريَةٍ قَد أسرَفوا فِي المَعاصي ، وفيها ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنينَ ، ناداهُم جَلَّ جَلالُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ : يا أهلَ مَعصِيَتي ، لَو لا ما فيكُم مِنَ المُؤمِنينَ المُتَحابّينَ بِجَلالي ، العامِرينَ بِصَلاتِهِم أرضي ومَساجِدي ، المُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ خَوفاً مِنّي ، لَأَنزَلتُ بِكُم عَذابي ثُمَّ لا اُبالي . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أدمَنَ الاِختِلافَ إلَى المَساجِدِ أصابَ إحدَى الثَّمانِ : أخا مُستَفاداً فِي اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، أو عِلما مُستَظرَفا (5) ، أو كَلِمَةً تَدُلُّهُ عَلى هُدىً ، أو اُخرى تَصرِفُهُ عَنِ
.
ص: 24
الرَّدى ، أو رَحمَةً مُنتَظَرَةً ، أو تَركَ الذَّنبِ حَياءً ، أو خَشيَةً . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى إذا أرادَ أن يُصيبَ أهلَ الأَرضِ بِعَذابٍ قالَ : لَولَا الَّذين يَتَحابّونَ بِجَلالي ، ويَعمُرونَ مَساجِدي ، ويَستَغفِرونَ بِالأَسحارِ ، لَولاهُم لَأَنزَلتُ عَذابي . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِفَضلِ بنِ عَبدِالمَلِكِ _: يا فَضلُ ، لا يَأتِي المَسجِدَ مِن كُلِّ قَبيلَةٍ إلّا وافِدُها (3) ، ومِن كُلِّ أهلِ بَيتٍ إلّا نَجيبُها (4) ، يا فَضلُ إنَّهُ لا يَرجِعُ صاحِبُ المَسجِدِ بِأَقَلَّ مِن إحدى ثَلاثٍ : إمّا دُعاءٍ يَدعو بِهِ يُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنَّةَ ، وإمّا دُعاءٍ يَدعو بِهِ لِيَصرِفَ اللّهُ بِهِ عَنهُ بَلاءَ الدُّنيا ، وإمّا أخٍ يَستَفيدُهُ فِي اللّهِ عَزَّوجَلَّ (5)
.
ص: 25
الفصل الثالث : بناء المسجد3 / 1فَضلُ بِناءِ المَسجِدِ وعِمارَتِهِالكتاب(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَ_جِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَوةَ وَءَاتَى الزَّكَوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن بَنى مَسجِدا ولَو مَفحَصَ (2) قَطاةٍ ، بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ . (3)
.
ص: 26
عنه صلى الله عليه و آله :مَن بَنى للّهِِ مَسجِدا ، بَنَى اللّهُ لَهُ مِثلَهُ فِي الجَنَّةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن بَنى للّهِِ مَسجِدا ، فَإِنَّ اللّهَ يَبني لَهُ بَيتا أوسَعَ مِنهُ فِي الجَنَّةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن بَنى للّهِِ بَيتا يُعبَدُ اللّهُ فيهِ مِن مالٍ حَلالٍ ، بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ مِن دُرٍّ وياقوتٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ ما رَأى في لَيلَةِ المِعراجِ مِمّا كُتِبَ عَلى بَعضِ أبوابِ الجَنَّةِ _:مَن أحَبَّ أن يَكونَ قَبرُهُ واسِعا فَسيحا فَليَبنِ المَساجِدَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِمّا يَلحَقُ المُؤمِنَ مِن عَمَلِهِ وحَسَناتِهِ بَعدَ مَوتِهِ ، عِلما عَلَّمَهُ ونَشَرَهُ ... أو مَسجِدا بَناهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :خَمسَةٌ في قُبورِهِم وثَوابُهُم يَجري إلى ديوانِهِم (6) ... مَن بَنى للّهِِ مَسجِدا . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ عُمّارَ بُيوتِ اللّهِ هُم أهلُ اللّهِ عَزَّوجَلَّ . (8)
.
ص: 27
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ يَومَ القِيامَةِ : أينَ جيراني؟ فَتَقولُ المَلائِكَةُ : ومَن يَنبَغي أن يَكونَ جَارُكَ؟ فَيَقولُ : عُمّارُ مَسجِدي . (1)
3 / 2بِناءُ المَسجِدِ فِي الطُّرُقِالمعجم الكبير عن أبي قرصافة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن بَنى للّهِِ مَسجِدا بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ . قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، وهذِهِ المَساجِدُ الَّتي تُبنى فِي الطَّريقِ ؟ قالَ : نَعَم . (2)
الكافي عن هشام بن الحَكَم عن أبي عُبَيدة الحَذّاء :سَمِعتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام يَقولُ : مَن بَنى مَسجِدا بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ ، قالَ أبو عُبَيدَةَ : فَمَرَّ بي أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام في طَريقِ مَكَّةَ ، وقَد سَوَّيتُ بِأَحجارٍ مَسجِدا ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، نَرجو أن يَكونَ هذا مِن ذلِكَ ، فَقالَ : نَعَم . (3)
3 / 3بِناءُ النَّبِيِّ مَسجِدَهُسنن ابن ماجة عن أنس بن مالك :كانَ مَوضِعُ مَسجِدِ النَّبيِ صلى الله عليه و آله لِبَنِي النَّجّارِ ، وكانَ
.
ص: 28
فيهِ نَخلٌ ومَقابِرُ لِلمُشرِكينَ . فَقالَ لَهُمُ النَّبيُ صلى الله عليه و آله : ثامِنوني بِهِ ، قالوا : لانَأخُذُ لَهُ ثَمَناً أبَداً . قالَ : فَكانَ الَّنبيُّ صلى الله عليه و آله يَبنيهِ وهُم يُناوِلونَهُ وَالنَّبيُّ صلى الله عليه و آله يَقولُ : ألا إنَّ العَيشَ عَيشُ الآخِرَةِ ، فَاغفِر لِلأَنصارِ وَالمُهاجِرَةِ . قالَ : وكانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله يُصَلّي قَبلَ أن يَبنِيَ المَسجِدَ حَيثُ أدرَكَتهُ الصَّلاةُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَنى مَسجِدَهُ بِالسَّميطِ ، ثُمَّ إنَّ المُسلِمينَ كَثُروا فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزيدَ فيهِ ، فَقالَ : نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَزيدَ فيهِ وبَناهُ بِالسَّعيدَةِ ، ثُمَّ إنَّ المُسلِمينَ كَثُروا فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزيدَ فيهِ ، فَقالَ : نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَزيدَ فِيهِ وبَنى جِدارَهُ بِالاُنثى وَالذَّكَرِ ، ثُمَّ اشتَدَّ عَلَيهِمُ الحَرُّ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَظُلِّلَ ، فَقالَ : نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَاُقيمَت فيهِ سَوَاري مِن جُذوعِ النَّخلِ ثُمَّ طُرِحَت عَلَيهِ العَوارِضُ وَالخَصَفُ وَالإِذخِرُ فَعاشوا فيهِ حَتّى أصابَتهُمُ الأَمطارُ فَجَعَلَ المَسجِدُ يَكِفُ عَلَيهِم ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَطُيِّنَ ، فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : لا عَريشٌ كَعَريشِ موسى عليه السلام فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى قُبِضَ رَسولُ اللّه وكانَ جِدارُهُ قَبلَ أن يُظَلَّلَ قامَةً ، فَكانَ إذا كانَ الفَيءُ ذِراعاً وهُوَ قَدرُ مَربِضِ عَنزٍ صَلَّى الظُّهرَ وإِذا كانَ ضِعفَ ذلِكَ صَلَّى العَصرَ . (2)
صحيح البخاري عن عبداللّه بن عمر :إنَّ المَسجِدَ كانَ عَلى عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَبنِيّاً بِاللَّبنِ وسَقفُهُ الجَريدَ وعُمُدُهُ خَشَبَ النَّخلِ ، فَلَم يَزِد فيهِ أبوبَكرٍ شَيئا وزادَ فيهِ عُمَرُوبَناهُ عَلى بُنيانِهِ في عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِاللَّبنِ وَالجَريدِ وأعاد عُمُدَهُ خَشَباً ، ثُمَّ غَيَّرَهُ
.
ص: 29
عُثمانُ فَزادَ فيهِ زِيادَةً كَثيرَةً وبَنى جِدارَهُ بِالحِجارَةِ المَنقوشَةِ وَالقصّةِ ، وجَعَلَ عُمُدَهُ مِن حِجارَةٍ مَنقوشَةٍ و سَقفَهُ بِالسّاجِ . (1)
سنن أبي داوود عن ابن عمر :إنَّ مَسجِدَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله كانَت سَواريهِ عَلى عَهدِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله مِن جُذوعِ النَّخلِ ، أعلاهُ مُظَلَّل بِجَريدِ النَّخلِ ، ثُمَّ إنَّها نَخِرَت في خِلافَةِ أبى بَكرٍ فَبَناها بَجُذوعِ النَّخلِ وبِجَريدِ النَّخلِ ، ثُمَّ إنَّها نَخِرَت في خِلافَةِ عُثمانَ فَبَناها بِالآجر ، فَلَم تَزَل ثابِتَةً حَتَّى الآنَ . (2)
اعلام الورى عن أنس بن مالك :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُصَلّي فِي المِربَدِ (3) بِأَصحابِهِ ، فَقالَ لِأَسعَدِ بنِ زُرارَةَ : اشتَرِ هذَا المِربَدَ مِن أصحابِهِ فَساوَمَ اليَتيمَينِ عَلَيهِ ، فَقالا : هُوَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ رَسولُ اللّه : لا إلاّ بِثَمَنٍ ، فَاشتَراهُ بِعَشَرَةِ دَنانيرَ وكانَ فيهِ ماءٌ مُستَنقَعٌ ، فَأَمَرَ بِهِ رَسولُ اللّهِ فَسيلَ ، وأمَرَ بِاللَّبِنِ فَضُرِبَ ، فَبَناهُ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله ، فَحَفَرَهُ فِي الأَرضِ ، ثُمَّ أمَرَ بِالحِجارَةِ فَنُقِلَت مِنَ الحَرَّةِ فَكانَ المُسلِمونَ يَنقُلونَها ، فَأَقبَلَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله يَحمِلُ حَجَراً عَلى بَطنِهِ فَاستَقبَلَهُ اُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ أعطِني أحمِلهُ عَنكَ ، قالَ : لا اِذهَب فَاحمِل غَيرَهُ ، فَنَقَلُوا الحِجارَةَ ورَفَعوها مِنَ الحُفرَةِ حَتّى بَلَغَ وَجهَ الأَرضِ ، ثُمَّ بَناهُ أوَّلاً بِالسَّعيدَةِ لَبِنَةً لَبِنَةً ، ثُمَّ بَناهُ بِالسَّميطِ وهُوَ لَبِنَةٌ وَنِصفٌ ثُمَّ بَناهُ بِالاُنثى وَالذَّكَرِ لَبِنَتَينِ مُخالِفَتَينِ ورَفَعَ حائِطَهُ قامَةً ، وكانَ مُؤَخَّرُهُ ذِراعا في مِئَةٍ ، ثُمَّ اشتَدَّ عَلَيهِمُ الحَرُّ ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ لَو أظلَلتَ عَلَيهِ ظِلاًّ
.
ص: 30
فَرَفَعَ صلى الله عليه و آله أساطينَهُ في مُقَدَّمِ المَسجِدِ إلى ما يَلِي الصَّحنَ بِالخَشَبِ ، ثُمَّ ظَلَّلَهُ وألقى عَلَيهِ سَعَفَ النَّخلِ ، فَعاشوا فيهِ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ لَو سَقَفتَ سَقفاً قالَ : لا عَريشٌ كَعَريشِ موسى ، الأَمرُ أعجَلُ مِن ذلكَ . (1)
3 / 4ما يَنبَغي في بِناءِ المَسجِدِالسنن الكبرى عن أبي قَتادة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أتى عَلى قَومٍ مِنَ الأَنصارِ وهُم يَبنونَ مَسجِدا لَهُم ، فَقالَ : أوسِعوهُ تَملَؤوهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ضَعُوا المَطاهِرَ عَلى أبوابِ المَساجِدِ . (3)
3 / 5ما يُكرَهُ في بِناءِ المَسجِدِأ _ التَّشريفرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أراكُم سَتُشَرِّفونَ مَساجِدَكُم بَعدي كَما شَرَّفَتِ اليَهودُ كَنائِسَها ، وكَما شَرَّفَتِ النَّصارى بِيَعَها (4) . (5)
.
ص: 31
عنه صلى الله عليه و آله :اُمِرتُ بِالمَساجِدِ جُمّا (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما اُمِرتُ بِتَشييدِ المَساجِدِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اِبنُوا المَساجِدَ وَاتَّخِذوها جُمّا . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اِبنوا مَساجِدَكُم جُمّا . وَابنوا مَدائِنَكُم مُشَرَّفَةً . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عَلِيّا عليه السلام رَأى مَسجِدا بِالكوفَةِ قَد شُرِّفَ ، فَقالَ : كَأَنَّهُ بيعَةٌ ، إنَّ المَساجِدَ تُبنى جُمّا لا تُشَرَّفُ . (6)
عنه عليه السلام :إذا قامَ القائِمُ عليه السلام سارَ إلَى الكوفَةِ فَهَدَمَ بِها أربَعَةَ مَساجِدَ ، فَلَم يَبقَ مَسجِدٌ عَلى وَجهِ الأَرضِ لَهُ شُرَفٌ إلّا هَدَمَها وجَعَلَها جَمّاءَ . (7)
.
ص: 32
ب _ بِناءُ المَقصورَةِالإمام الباقر عليه السلام :هذِهِ المَقاصيرُ لَم يَكُن في زَمانِ أحَدٍ مِنَ النّاسِ ، وإنَّما أحدَثَهَا الجَبّارونَ ، لَيسَت لِمَن صَلّى خَلفَها مُقتَدِيا بِصَلاةِ مَن فيها صَلاةٌ . (1)
الغيبة للطوسي عن داوود بن قاسم الجعفري :كُنتُ عِندَ أبي مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقالَ : إذا قامَ القائِمُ يَهدِمُ المَنارَ وَالمَقاصيرَ الَّتي فِي المَساجِدِ . فَقُلتُ في نَفسي : لِأَيِّ مَعنىً هذا؟ فَأَقبَلَ عَلَيَّ فَقالَ : مَعنى هذا أنَّها مُحدَثَةٌ مُبتَدَعَةٌ ، لَم يَبنِها نَبِيٌّ ولا حُجَّةٌ . (2)
تاريخ اليعقوبي :وفي هذِهِ السَّنَةِ [سَنَةِ 44 ه ] عَمِلَ مُعاوِيَةُ المَقصورَةَ فِي المَسجِدِ ، وأخرَجَ المَنابِرَ إلَى المُصَلّى فِي العيدَينِ ، وخَطَبَ الخُطبَةَ قَبلَ الصَّلاةِ ، وذلِكَ أنَّ النّاسَ إذا صَلُّوا ، انصَرَفوا لِئَلّا يَسمَعوا لَعنَ عَلِيٍّ ، فَقَدَّمَ مُعاوِيَةُ الخُطبَةَ قَبلَ الصَّلاةِ ، ووَهَبَ فَدَكا لِمَروانَ بنِ الحَكَمِ لِيَغيظَ بِذلِكَ آلَ رَسولِ اللّهِ . (3)
ج _ بِناءُ المِحرابِالإمام الباقر عليه السلام :إنَّهُ [عَلِيّا عليه السلام ] كانَ يَكسِرُ المَحاريبَ إذا رَآها فِي المَساجِدِ ، ويَقولُ : كَأَنَّها مَذابِحُ اليَهودِ . (4)
.
ص: 33
د _ تَزيينُ المَسجِدِ وزَخرَفَ_تُهُعيون الأخبار في الحديث القدسي_ فيما أوحَى اللّهُ إلى شَعيا _: يُشَيِّدونَ لِيَ البُيوتَ ويُزَوِّقونَ (1) لِيَ المَساجِدَ ، وأيُّ حاجَةٍ بي إلى تَشييدِ البُيوتِ ولَستُ أسكُنُها ؟! وإلى تَزويقِ المَساجِدِ ولَستُ أدخُلُها ؟! إنَّما أمَرتُ بِرَفعِها لِأُذكَرَ فيها واُسبَّحَ ، ويُنَجِّسونَ أنفُسَهُم وعُقولَهُم وقُلوبَهُم ويُخَرِّبونَها . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في ذِكرِ أشراطِ السّاعَةِ _: يا سَلمانُ ! إنَّ عِندَها تُزَخرَفُ المَساجِدُ كَما تُزَخرَفُ البِيَعُ وَالكَنائِسُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :سَيَكونُ في آخِرِ اُمَّتي أقوامٌ يُزَخرِفونَ مَساجِدَهُم ويُخَرِّبونَ قُلوبَهُم ، يَتَّقي أحَدُهُم عَلى ثَوبِهِ مالا يَتَّقي عَلى دينِهِ ، لا يُبالي أحَدُهُم إذا سَلُمَت لَهُ دُنياهُ ما كانَ مِن أمرِ دينِهِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ماساءَ عَمَلُ قَومٍ قَطُّ إلّا زَخرَفوا مَساجِدَهُم . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُمُ المَصاحِفَ حُلِّيَت ، وَالمَساجِدَ زُيِّنَت ، وَالمَنارَةَ طُوِّلَت ، وَاتُّخِذَ القُرآنُ مَزاميرَ ، وَالمَساجِدُ طُرُقا ، المُؤمِنُ في ذلِكَ الزَّمانِ أعَزُّ مِنَ الكِبريتِ الأَحمَرِ ، أما إنَّ مَساجِدَهُم مُزَخرَفَةٌ ، وأبدانَهُم نَقِيَّةٌ ، وقُلوبَهُم أنتَنُ
.
ص: 34
مِنَ الجيفَةِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ القَومَ إذا زَيَّنوا مَساجِدَهُم فَسَدَت أعمالُهُم . (2)
ه _ التَّصويرالكافي عن عمرو بن جُمَيع :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَنِ الصَّلاةِ فِي المَساجِدِ المُصَوَّرَةِ ، فَقالَ : أكرَهُ ذلِكَ ، ولكِن لا يَضُرُّكُم ذلِكَ اليَومَ ، ولَو قَد قامَ العَدلُ رَأَيتُم كَيفَ يَصنَعُ في ذلِكَ . (3)
3 / 6حَريمُ المَسجِدِكتاب من لا يحضره الفقيه :روي أنَّ حَريمَ (4) المَسجِدِ أربَعونَ ذِراعا مِن كُلِّ ناحِيَةٍ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :حَريمُ المَسجِدِ أربَعونَ ذِراعا ، وَالجِوارُ أربَعونَ دارا مِن أربَعَةِ جَوانِبِها . (6)
.
ص: 35
توضيحٌ :قال العلّامة المجلسي رحمه الله : حريم المسجد لم يذكره الأكثر ، وقال [الشهيد رحمه الله ]في الدروس : رَوَى الصدوق أنّ حريم المسجد أربعون ذراعا من كلّ ناحية ، والأحوط رعاية ذلك في الموات إذا سبق بناء المسجد ، ويدلّ على أنّه يتأكّد استحباب حضور المسجد إلى أربعين دارا من جوانبه الأربعة إلّا أن يكون مسجدٌ أقرب إليه منه . (1)
.
ص: 36
. .
ص: 37
الفصل الرابع : توقير المسجد4 / 1تَأكيدُ تَعظيمِ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَقولَنَّ أحَدُكُم لِلمَسجِدِ : «مُسَيجِدٌ» فَإِنَّهُ بَيتٌ يُذكَرُ اللّهُ فيهِ ، ولا يَقولَنَّ أحَدُكُم : «مُصَيحِفٌ» فَإِنَّ كِتابَ اللّهِ أعظَمُ مِن أن يُصَغَّرَ ، ولا يَقولَنَّ لِلرَّجُلِ : «رُوَيجِلٌ» ، ولا لِلمَرأَةِ : «مُرَيَّةٌ» . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يُسَمَّى المُسلِمُ رُجَيلاً ، ولا يُسَمَّى المُصحَفُ مُصَيحِفا ، ولَا المَسجِدُ مُسَيجِدا . (2)
4 / 2عِلَّةُ تَعظيمِ المَسجِدِعلل الشرائع عن أبي بَصيرٍ :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَنِ العِلَّةِ في تَعظيمِ المَساجِدِ ، فَقالَ : إنَّما اُمِرَ بِتَعظيمِ المَساجِدِ لِأَنَّها بُيوتُ اللّهِ فِي الأَرضِ . (3)
.
ص: 38
4 / 3ثَوابُ مَن وَقَّرَ المَسجِدَالإمام عليّ عليه السلام :مَن وَقَّرَ مَسجِدا ، لَقِيَ اللّهَ يَومَ يَلقاهُ ضاحِكا مُستَبشِرا ، وأعطاهُ كِتابَهُ بِيَمينِهِ . (1)
4 / 4ذَمُّ مَن لَم يُوَقِّرِ المَسجِدَالإمام الصادق عليه السلام_ لِيونُسَ بنِ يعقوبَ _: مَلعونٌ مَلعونٌ مَن لَم يُوَقِّرِ المَسجِدَ . أتَدري يا يونُسُ لِمَ عَظَّمَ اللّهُ تَعالى حَقَّ المَساجِدِ ، وأنزَلَ هذِهِ الآيَةَ : «وَ أَنَّ الْمَسَ_جِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا» (2) ؟ كانَتِ اليَهودُ وَالنَّصارى إذا دَخَلوا كَنائِسَهُم أشرَكوا بِاللّهِ تَعالى ، فَأَمَرَ اللّهُ سُبحانَهُ نَبِيَّهُ أن يُوَحِّدَ اللّهَ فيها ويَعبُدَهُ . (3)
.
ص: 39
الفصل الخامس : عمارة المسجد المعنويّة5 / 1عِمارَةُ المَسجِدِ بِالحُضورِ فيهِالكتاب(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَ_جِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَوةَ وَءَاتَى الزَّكَوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُمُ الرَّجُلَ يَعتادُ المَسجِدَ فَاشهَدوا لَهُ بِالإِيمانِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَ_جِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ» . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَّمَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا لَبِستُ ثَوبا جَديدا أن أقولَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني مِنَ اللِّباسِ ما أتَجَمَّلُ بِهِ فِي النّاسِ ، اللّهُمَّ اجعَلها ثِيابَ بَرَكَةٍ أسعى
.
ص: 40
فيها لِمَرضاتِكَ ، وأعمُرُ فيها مَساجِدَكَ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ ، هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ ، أمَرتَنا فيهِ بِعِمارَةِ المَساجِدِ وَالدُّعاءِ وَالصِّيامِ وَالقِيامِ ، وضَمِنتَ لَنا فيهِ الإِجابَةَ . (2)
مكارم الأخلاق عن أبي ذرّ :دَخَلتُ ذاتَ يَومٍ في صَدرِ نَهارِهِ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ... فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ بِأَبي أنتَ واُمّي أوصِني بِوَصِيَّةٍ يَنفَعُنِي اللّهُ بِها ، فَقالَ : ... يا أبا ذَرٍّ ، مَن أجابَ داعِيَ اللّهِ وأحسَنَ عِمارَةَ مَساجِدِ اللّهِ ، كانَ ثَوابُهُ مِنَ اللّهِ الجَنَّةَ . فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّهِ ، كَيفَ تُعمَرُ مَساجِدُ اللّهِ ؟ قالَ : لا تُرفَعُ فيهَا الأَصواتُ ، ولا يُخاضُ فيها بِالباطِلِ ، ولا يُشتَرى فيها ولا يُباعُ ، وَاترُكِ اللَّغوَ ما دُمتَ فيها ، فَإِن لَم تَفعَل فَلا تَلومَنَّ يَومَ القِيامَةِ إلّا نَفسَكَ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَزالُ المَلائِكَةُ تُصَلّي عَلى أحَدِكُم ما كانَ فِي المَسجِدِ ، وتَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أحَدَكُم لا يَزالُ في صَلاةٍ مادامَ فِي المَسجِدِ حَتّى يَخرُجَ مِنهُ . (5)
.
ص: 41
عنه صلى الله عليه و آله :جُلوسُ المُؤمِنِ فِي المَسجِدِ رِباطُهُ (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :خَمسٌ مِنَ العِبادَةِ : قِلَّةُ الطُّعمِ ، وَالقُعودُ فِي المَساجِدِ ... . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أباذَرٍّ إنَّ اللّهَ تَعالى يُعطيكَ _ مادُمتَ جالِسا فِي المَسجِدِ _ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّستَ فيهِ دَرَجَةً فِي الجَنَّةِ ، وتُصَلّي عَلَيكَ المَلائِكَةُ ، ويُكتَبُ لَكَ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّستَ فيهِ عَشرُ حَسَناتٍ ، ويُمحى عَنكَ عَشرُ سَيِّئاتٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :الجُلوسُ فِي المَسجِدِ لِانتِظارِ الصَّلاةِ عِبادَةٌ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :القاعِدُ فِي المَسجِدِ يَنتَظِرُ الصَّلاةَ كَالقانِتِ ، ويُكتَبُ مِنَ المُصَلّينَ حَتّى يَرجِعَ إلى بَيتِهِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَزالُ العَبدُ في صَلاةٍ ، ما كانَ فِي المَسجِدِ يَنتَظِرُ الصَّلاةَ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الجُلوسُ فِي المَسجِدِ لِانتِظارِ (8) الصَّلاةِ
.
ص: 42
عِبادَةٌ مالَم يُحدِث ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ وما يُحدِثُ؟ قالَ : الاِغتِيابَ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِنكُم مِن رَجُلٍ يَخرُجُ مِن بَيتِهِ مُتَطَهِّرا فَيُصَلّي مَعَ المُسلِمينَ الصَّلاةَ ، ثُمَّ يَجلِسُ فِي المَجلِسِ يَنتَظِرُ الصَّلاةَ الاُخرى ، إنَّ المَلائِكَةَ تَقولُ (2) : اللّهُمَّ اغفِرلَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ . (3)
تهذيب الأحكام عن عثمان بن مَظعون :قُلتُ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يا رَسولَ اللّهِ ، أرَدتُ أن أسأَلَكَ عَن أشياءَ ، فَقالَ : وما هِيَ يا عُثمانُ ؟ قالَ : قُلتُ : إنّي أرَدتُ أن أتَرَهَّبَ . (4) قالَ : لا تَفعَل يا عُثمانُ ، فَإِنَّ تَرَهُّبَ اُمَّتِيَ القُعودُ فِي المَساجِدِ ، وَانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَبعَةٌ في ظِلِّ عَرشِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ : . . . و رَجُلٌ خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ وفي نِيَّتِهِ أن يَرجِعَ إلَيهِ . (6)
.
ص: 43
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ المَسجِدَ لَيَشكُو الخَرابَ إلى رَبِّهِ ، وإنَّهُ لَيَتَبَشبَشُ (1) بِالرَّجُلِ مِن عُمّارِهِ إذا غابَ عَنهُ ثُمَّ قَدِمَ ، كَما يَتَبَشبَشُ أحَدُكُم بِغائِبِهِ إذا قَدِمَ عَلَيهِ . (2)
عنه عليه السلام :الجَلسَةُ فِي المَسجِدِ خَيرٌ لي مِنَ الجَلسَةِ فِي الجَنَّةِ ؛ فَإِنَّ الجَنَّةَ فيها رِضا نَفسي وَالجامِعَ فيهِ رِضا رَبّي . (3)
عنه عليه السلام :الجُلوسُ فِي المَسجِدِ مِن بَعدِ طُلوعِ الفَجرِ إلى حينِ طُلوعِ الشَّمسِ لِلاِشتِغالِ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ ، أسرَعُ في تَيسيرِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ في أقطارِ الأَرضِ . (4)
عنه عليه السلام : لا يَستَوي مَن يَعمُرُ المَساجِدا ومَن يَبيتُ راكِعا وساجِدا يَدأَبُ فيها قائِما وقاعِدا ومَن يَكُرُّ هكَذا مُعانِدا ومَن يَرى عَنِ الغُبارِ حائِدا (5)
الإمام الحسن عليه السلام :أهلُ المَسجِدِ زُوّارُ اللّهِ ، وحَقٌّ عَلَى المَزورِ التُّحفَةُ لِزائِرِهِ . (6)
عنه عليه السلام :ثَلاثَةٌ في جِوارِ اللّهِ تَعالى : رَجُلٌ دَخَلَ المَسجِدَ لا يَدخُلُهُ إلّا للّهِِ ، فَهُوَ ضَيفُ اللّهِ تَعالى حَتّى يَرجِعَ ، ورَجُلٌ زارَ أخاهُ المُسلِمَ لا يَزورُهُ إلّا للّهِِ ، فَهُوَ مِن زُوّارِ اللّهِ تَعالى حَتّى يَرجِعَ مِن عِندِهِ ، ورَجُلٌ خَرَجَ حاجّا أو مُعتَمِرا لا يَخرُجُ إلّا للّهِِ تَعالى ،
.
ص: 44
فَهُوَ مِن وَفدِ اللّهِ تَعالى حَتّى يَرجِعَ إلى أهلِهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام استَقبَلَهُ مَولىً لَهُ في لَيلَةٍ بارِدَةٍ ، وعَلَيهِ جُبَّةُ خَزٍّ ومِطرَفُ خَزٍّ وعِمامَةُ خَزٍّ وهُوَ مُتَغَلِّفٌ بِالغالِيَةِ (2) ، فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، في مِثلِ هذِهِ السّاعَةِ عَلى هذِهِ الهَيئَةِ إلى أينَ ؟ قالَ : فَقالَ : إلى مَسجِدِ جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أخطُبُ الحورَ العينَ إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ إلى صَلاتِكَ فَقُل : ... اللّهُمَّ اجعَلني مِن زُوّارِ بَيتِكَ ، وعُمّارِ مَساجِدِكَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :اُحضُروا مَعَ قَومِكُم مَساجِدَكُم . (5)
5 / 2فضلُ الخُروجِ إلَى المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن خَطا إلَى المَسجِدِ خُطوَةً كانَ لَهُ بِها أجرٌ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ إلَى المَسجِدِ ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ يَخطوها عَشرُ
.
ص: 45
حَسَناتٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن مَشى إلى مَسجِدٍ مِن مَساجِدِ اللّهِ ، فَلَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ خَطاها حَتّى يَرجِعَ إلى مَنزِلِهِ عَشرُ حَسَناتٍ ، ويُمحى عَنهُ عَشرُ سَيِّئاتٍ ، ورُفِعَ لَهُ عَشرُ دَرَجاتٍ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :حينَ يَخرُجُ الرَّجُلُ مِن بَيتِهِ إلى مَسجِدِهِ ؛ فَرِجلٌ تَكتُبُ حَسَنَةً ورِجلٌ تَمحو سَيِّئَةً . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ كُلُّهُم ضامِنٌ عَلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ ... رَجُلٌ راحَ إلَى المَسجِدِ فَهُوَ ضامِنٌ عَلَى اللّهِ حَتّى يَتَوَفّاهُ فَيُدخِلَهُ الجَنَّةَ ، أو يَرُدَّهُ بِما نالَ مِن أجرٍ وغَنيمَةٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إجابَةُ المُؤَذِّنِ رَحمَةٌ ، وثَوابُهُ الجَنَّةُ ، ومَن لَم يُجِب خاصَمتُهُ يَومَ القِيامَةِ . فَطوبى لِمَن أجابَ داعِيَ اللّهِ ومَشى إلَى المَسجِدِ ، ولا يُجيبُهُ ولا يَمشي إلَى المَسجِدِ إلّا مُؤمِنٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :المَشيُ إلَى المَسجِدِ طاعَةُ اللّهِ وطاعَةُ رَسولِهِ ، ومَن أطاعَ اللّهَ ورَسولَهُ أدخَلَهُ الجَنَّةَ مَعَ الصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ ، وكانَ فِي الجَنَّةِ رَفيقَ داوودَ عليه السلام ، ولَهُ مِثلُ
.
ص: 46
ثَوابِ داوودَ عليه السلام . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الغُدُوُّ وَالرَّواحُ إلَى المَساجِدِ مِنَ الجِهادِ في سَبيلِ اللّهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَرَغُدُوَّهُ ورَواحَهُ إلَى المَساجِدِ مِن سَبيلِ اللّهِ _ أو في سَبيلِ اللّهِ _ فَقَد قَصُرَ عَمَلُهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن غَدا إلَى المَسجِدِ وراحَ ، أعَدَّ اللّهُ لَهُ نُزلَهُ (4) مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدا أو راحَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَشيُكَ إلَى المَسجِدِ ورُجوعُكَ إلى بَيتِكَ فِي الأَجرِ سَواءٌ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَغدو ويَروحُ إلَى المَسجِدِ ويُؤثِرُهُ عَلى ما سِواهُ إلّا ولَهُ عِندَاللّهِ نُزلٌ يُعِدُّهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ ، كُلَّما غَدا أو راحَ ، كَما لَو أنَّ أحَدَكُم زارَهُ مَن يُحِبُّ زِيارَتَهُ إلَا اجتَهَدَ لَهُ في كَرامَتِهِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا ومَن مَشى إلى مَسجِدٍ يَطلُبُ فيهِ الجَماعَةَ كانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ سَبعونَ
.
ص: 47
ألفَ حَسَنَةٍ ، ويُرفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ مِثلُ ذلِكَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :خَصلاتٌ سِتٌّ ، ما مِن مُسلِمٍ يَموتُ في واحِدَةٍ مِنهُنَّ إلّا كانَ ضامِنا عَلَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ الجَنَّةَ : ... ورَجُلٌ تَوَضَّأَ فَأَحسَنَ الوُضوءَ ثُمَّ خَرَجَ إلى مَسجِدٍ لِصَلاتِهِ ، فَإِن ماتَ في وَجهِهِ كانَ ضامِنا عَلَى اللّهِ . . . . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَطَهَّرَ في بَيتِهِ ثُمَّ مَشى إلى بَيتٍ مِن بُيوتِ اللّهِ لِيَقضِيَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ ، كانَت خُطوَتاهُ إحداهُما تَحُطُّ خَطيئَةً وَالاُخرى تَرفَعُ دَرَجَةً . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا تَوَضَّأَ أحَدُكُم فَأَحسَنَ وُضوءَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَى الصَّلاةِ لايَنزِعُهُ إلَى المَسجِدِ إلَا الصَّلاةُ ، لَم تَزَل رِجلُهُ اليُسرى إلّا تَمحو عَنهُ سَيِّئَةً وتَكتُبُ لَهُ اليُمنى حَسَنَةً حَتّى يَدخُلَ المَسجِدَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أحَدَكُم إذا تَوَضَّأَ فَأَحسَنَ ، وأتَى المَسجِدَ لايُريدُ إلَا الصَّلاةَ ، لَم يَخطُ خُطوَةً إلّا رَفَعَهُ اللّهُ بِها دَرَجَةً وحَطَّ عَنهُ خَطيئَةً حَتّى يَدخُلَ المَسجِدَ ، وإذا دَخَلَ المَسجِدَ كانَ في صَلاةٍ ما كانَت تَحبِسُهُ . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :المَساجِدُ بُيوتُ اللّهِ ، فَمَن سَعى إلَيها فَقَد سَعى إلَى اللّهِ
.
ص: 48
وقَصَدَ إلَيهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن مَشى إلَى المَسجِدِ لَم يَضَع رِجلاً عَلى رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا سَبَّحَت لَهُ الأَرضُ إلَى الأَرضِ السّابِعَةِ . (2)
5 / 3فَضلُ السَّبقِ إلَى المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «السّابِقونَ السّابِقونَ * اُولئِكَ المُقَرَّبونَ» (3) : أوَّلُ مَن يُهَجِّرُ (4) إلَى المَسجِدِ ، وآخِرُ مَن يَخرُجُ مِنهُ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِجَبرَئيلَ عليه السلام : يا جَبرَئيلُ ، أيُّ البِقاعِ أحَبُّ إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ؟ قالَ : المَساجِدُ ، وأحَبُّ أهلِها إلَى اللّهِ أوَّلُهُم دُخولاً وآخِرُهُم خُروجا مِنها . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أبا ذَرٍّ ، طوبى لِأَصحابِ الأَلوِيَةِ يَومَ
.
ص: 49
القِيامَةِ ، يَحمِلونَها فَيَسبِقونَ النّاسَ إلَى الجَنَّةِ ، ألا وهُمُ السّابِقونَ إلَى المَساجِدِ بِالأَسحارِ وغَيرِها . (1)
5 / 4فَضلُ مُلازَمَةِ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ القُرآنُ حَديثَهُ وَالمَسجِدُ بَيتَهُ ، بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ ما رَأى في لَيلَةِ المِعراجِ مِمّا كُتِبَ عَلى بَعضِ أبوابِ الجَنَّةِ _:مَن أرادَ أن يَرى مَوضِعَهُ فِي الجَنَّةِ فَليَسكُن فِي المَساجِدِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :كونوا فِي الدُّنيا أضيافا ، وَاتَّخِذُوا المَساجِدَ بُيوتا . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :سَبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ ... رَجُلٌ كانَ قَلبُهُ مُعَلَّقا بِالمَسجِدِ إذا خَرَجَ مِنهُ ، حَتّى يَعودَ إلَيهِ . (5)
.
ص: 50
عنه صلى الله عليه و آله :الاِتِّكاءُ فِي المَسجِدِ رَهبانِيَّةُ العَرَبِ ، إنَّ المُؤمِنَ مَجلِسُهُ مَسجِدُهُ وصَومَعَتُهُ بَيتُهُ (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّيطانَ ذِئبُ الإِنسانِ كَذِئبِ الغَنَمِ ؛ يَأخُذُ الشَّاةَ القاصِيَةَ وَالنّاحِيَةَ ، فَإِيّاكُم وَالشِّعابَ ، وعَلَيكُم بِالجَماعَةِ وَالعامَّةِ وَالمَسجِدِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :تَبادَلُوا السَّلامَ ، وَليَراكُمُ اللّهُ عز و جل فِي المَساجِدِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :المَسجِدُ بَيتُ كُلِّ تَقيٍّ ، وقَد ضَمِنَ اللّهُ عز و جل لِمَن كانَ المَساجِدُ بُيوتَهُ ، الرَّوحَ وَالرَّحمَةَ وَالجَوازَ عَلَى الصِّراطِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسلِمٌ المَساجِدَ لِلصَّلاةِ وَالذِّكرِ ، إلّا تَبَشبَشَ اللّهُ لَهُ كَما يَتَبَشبَشُ أهلُ الغائِبِ بِغائِبِهِم إذا قَدِمَ عَلَيهِم . (6)
.
ص: 51
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ألِفَ المَسجِدَ ألِفَهُ اللّهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلمَساجِدِ أوتادا ؛ المَلائِكَةُ جُلَساؤُهُم ، إذا غابُوا افتَقَدوهُم ، وإن مَرِضوا عادوهُم ، وإن كانوا في حاجَةٍ أعانوهُم . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمَدُ ، لَيسَ كُلُّ مَن قالَ : «اُحِبُّ اللّهَ» أحَبَّني ، حَتّى ... يَتَّخِذَ المَسجِدَ بَيتا . (3)
عنه عليه السلام :طوبى لِلرّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ الزّاهِدينَ فِي الدُّنيا ، اُولئِكَ قَومٌ اتَّخَذوا مَساجِدَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها طَهورا ، وَالقُرآنَ شِعارا ، وَالدُّعاءَ دِثارا ، ثُمَّ قَبَضُوا الدُّنيا عَلى مِنهاجِ عيسى عليه السلام . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام :قالَ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام : يا رَبِّ ، مَن أهلُكَ الَّذين تُظِلُّهُم في ظِلِّ عَرشِكَ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّكَ ؟ قالَ : فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ : الطّاهِرَةُ قُلوبُهُم ، وَالتَّرِبَةُ أيديهِم ... الَّذينَ يَأوونَ إلى مَساجِدي ، كَما تَأوِي النُّسورُ إلى أوكارِها . (5)
.
ص: 52
الإمام الصادق عليه السلام :المُروءَةُ مُروءَتانِ : مُروءَةٌ فِي الحَضَرِ ومُروءَةٌ فِي السَّفَرِ ، فَأَمَّا الَّتي فِي الحَضَرِ فَتِلاوَةُ القُرآنِ ولُزومُ المَساجِدِ . . . . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :إنَّ المَسيحَ قالَ لِلحَوارِيّينَ : ... اِتَّخِذوا مَساجِدَ رَبِّكُم سُجونا لِأَجسادِكُم وجِباهِكُم . (2)
5 / 5ثَوابُ كَثرَةِ الخُطى إلَى المَسجِدِتنبيه الخواطر :قال [رسول اللّه ] صلى الله عليه و آله : ألا أدُلُّكُم عَلى ما يَمحُو اللّهُ مِنهَا الخَطايا ويُذهِبُ بِهَا الذُّنوبَ؟ فَقُلنا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ ، فَقالَ : إسباغُ الوُضوءِ فِي المَكروهاتِ ، وكَثرَةُ الخُطى إلَى المَساجِدِ ، وَانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ . (3)
المعجم الكبير عن زيد بن ثابت :كُنتُ أمشي مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقارَبَ بَينَ الخُطى ، فَقالَ : أتَدري لِمَ مَشيتُ بِكَ هذِهِ المِشيَةَ؟ قُلتُ : لا ! قالَ : لِتَكثُرَ خُطانا فِي المَشيِ إلَى الصَّلاةِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الأَبعَدُ فَالأَبعَدُ مِنَ المَسجِدِ ، أعظَمُ أجرا . (5)
.
ص: 53
عنه صلى الله عليه و آله :أعظَمُ النّاسِ أجرا فِي الصَّلاةِ أبعَدُهُم فَأَبعَدُهُم مَمشىً . (1)
صحيح مسلم عن جابر بن عبداللّه :كانَت دِيارُنا نائِيَةً عَنِ المَسجِدِ ، فَأَرَدنا أن نَبيعَ بُيوتَنا فَنَقتَرِبَ مِنَ المَسجِدِ ، فَنَهانا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : إنَّ لَكُم بِكُلِّ خُطوَةٍ دَرَجَةً . (2)
5 / 6ثَوابُ الإِدلاجِ إلَى المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ فِي الحَديثِ القُدسِيِّ _: قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : ... ألا بَشِّرِ المَشّائينَ فِي الظُّلُماتِ إلَى المَساجِدِ بِالنّورِ السّاطِعِ يَومَ القِيامَةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :بَشِّرِ المُدلِجينَ (4) إلَى المَساجِدِ فِي الظُّلَمِ بِمَنابِرَ مِن نورٍ يَومَ القِيامَةِ ، يَفزَعُ النّاسُ ولا يَفزَعونَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن مَشى في ظُلمَةِ اللَّيلِ إلَى المَساجِدِ ، آتاهُ اللّهُ نورا يَومَ القِيامَةِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :المَشّاؤونَ إلَى المَساجِدِ فِي الظُّلَمِ ، اُولئِكَ الخَوّاضونَ في رَحمَةِ اللّهِ . (7)
.
ص: 54
عنه صلى الله عليه و آله :بَشِّرِ المَشّائينَ فِي الظُّلَمِ إلَى المَساجِدِ بِالنّورِ التّامِّ يَومَ القِيامَةِ . (1)
الاُصول الستّة عشر عن محمّد بن المُنكَدِر :رَأَيتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ في لَيلَةٍ ظَلماءَ شَديدَةِ الظُّلمَةِ ، وهُوَ يَمشي إلَى المَسجِدِ ، [و] (2) إنّي أسرَعتُ فَدَفَعتُ إلَيهِ وسَلَّمتُ عَلَيهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ ثُمَّ قالَ لي : يا مُحَمَّدَ بنَ المُنكَدِرِ ، قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : بَشِّرِ المَشّائينَ إلَى المَسجِدِ في ظُلَمِ اللَّيلِ بِنورٍ ساطِعٍ يَومَ القِيامَةِ . (3)
5 / 7فَضلُ الصَّلاةِ فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلَّى المَغرِبَ وصَلاةَ العِشاءِ الآخِرَة و صَلاةَ الغَداةِ فِي المَسجِدِ في جَماعَةٍ ، فَكَأَنَّما أحيَا اللَّيلَ كُلَّهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :صَلاةُ الرَّجُلِ في بَيتِهِ بِصَلاةٍ ، و صَلاتُهُ في مَسجِدِ القَبائِلِ بِخَمسٍ وعِشرينَ صَلاةً ، و صَلاتُهُ فِي المَسجِدِ الَّذي يُجَمَّعُ (5) فيهِ بِخَمسِمِئَةِ صَلاةٍ ، و صَلاتُهُ فِي المَسجِدِ الأَقصى بِخَمسينَ ألفَ صَلاةٍ ، و صَلاتُهُ في مَسجِدي بِخَمسينَ ألفَ صَلاةٍ ، و صَلاتُهُ فِي المَسجِدِ الحَرامِ بِمِئَةِ ألفِ صَلاةٍ . (6)
.
ص: 55
الإمام عليّ عليه السلام :صَلاةٌ في بَيتِ المَقدِسِ ألفُ صَلاةٍ ، وصَلاةٌ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ مِئَةُ صَلاةٍ ، وصَلاةٌ في مَسجِدِ القَبيلَةِ خَمسٌ وعِشرونَ صَلاةً ، وصَلاةٌ في مَسجِدِ السّوقِ اثنَتَا عَشرَةَ صَلاةً ، وصَلاةُ الرَّجُلِ في بَيتِهِ وَحدَهُ صَلاةٌ واحِدَةٌ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :عَلَيكُم بِالصَّلاةِ فِي المَساجِدِ . (2)
عنه عليه السلام_ فيما يَنبَغي فِعلُهُ فِي المَساجِدِ _: أكثِروا فيها مِنَ الصَّلاةِ وَالدُّعاءِ ، وصَلّوا مِنَ المَساجِدِ في بِقاعٍ مُختَلِفَةٍ ، فَإِنَّ كُلَّ بُقعَةٍ تَشهَدُ لِلمُصَلّي عَلَيها يَومَ القِيامَةِ . (3)
عنه عليه السلام :صَلاةُ الرَّجُلِ في مَنزِلِهِ جَماعَةً تَعدِلُ أربَعا و عِشرينَ صَلاةً ، و صَلاةُ الرَّجُلِ جَماعَةً فِي المَسجِدِ تَعدِلُ ثَمانياً و أربَعينَ صَلاةً مُضاعَفَةً فِي المَسجِدِ ، وإنَّ الرَّكعَةَ فِي المَسجِدِ الحَرامِ ألفُ رَكعَةٍ في سِواهُ فِي المَساجِدِ ، و إنَّ الصَّلاةَ فِي المَسجِدِ فَردا بِأَربَعٍ و عِشرينَ صَلاةً . (4)
5 / 8صَلاةُ النَّبِيِّ في المَسجِدِ بَعدَ القُدومِ مِنَ السَّفَرِصحيح البخاري عن كعب بن مالك :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ بَدَأَ
.
ص: 56
بِالمَسجِدِ فَصَلّى فيهِ . (1)
سنن أبي داوود عن ابن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ أقبَلَ مِن حَجَّتِهِ ، دَخَلَ المَدينَةَ فَأَناخَ عَلى بابِ مَسجِدِهِ ، ثُمَّ دَخَلَهُ فَرَكَعَ فيهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ انصَرَفَ إلى بَيتِهِ . (2)
صحيح البخاري عن جابر بن عبداللّه :كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله في سَفَرٍ ، فَلَمّا قَدِمنَا المَدينَةَ ، قالَ لي : اُدخُلِ المَسجِدَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ . (3)
صحيح البخاري عن كعب :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ ضُحىً ، دَخَلَ المَسجِدَ فَصَلّى رَكعَتَينِ قَبلَ أن يَجلِسَ . (4)
5 / 9فَضلُ الذِّكرِ وَالدُّعاءِ فِي المَسجِدِ خاصَّةً لِطَلَبِ الحاجَةِمسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ الرَّبُّ عز و جل : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أهلُ الكَرَمِ ؟ فَقيلَ : ومَن أهلُ الكَرَمِ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : أهلُ الذِّكرِ فِي المَساجِدِ . (5)
سنن النسائي عن ابن عبّاس عن جويرية بنت الحارث :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلَيها
.
ص: 57
و هِيَ فِي المَسجِدِ تَدعو ، ثُمَّ مَرَّ بِها قَريباً مِن نِصفِ النَّهارِ ، فَقالَ لَها : مازِلتِ عَلى حالِكِ! قالَت : نَعَم ، قالَ : ألا اُعَلِّمُكِ ؟ _ يَعني كَلِماتٍ تَقولينَهُنَّ _ : سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ (1) كَلِماتِهِ سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : مَن خَيرُ أهلِ المَسجِدِ؟ فَقالَ : أكثَرُهُم للّهِِ ذِكرا . (3)
تاريخ بغداد عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :المَساجِدُ سوقٌ مِن أسواقِ الآخِرَةِ ، مَن دَخَلَها كانَ ضَيفَ اللّهِ ، قِراهُ (4) المَغفِرَةُ ، وتَحِيَّتُهُ الكَرامَةُ ، فَعَلَيكُم بِالرَّباحِ . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَا الرَّباحُ؟ قالَ : الدُّعاءُ ، وَالرَّغبَةُ إلَى اللّهِ تَعالى . (5)
سنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري :دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ المَسجِدَ فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ يُقالُ لَهُ أبو اُمامَةَ ، فَقالَ : يا أبا اُمامَةَ ، ما لي أراكَ جالِساً فِي المَسجِدِ في غَيرِ وَقتِ الصَّلاةِ ؟ قالَ : هُمومٌ لَزِمَتني و دُيونٌ يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ : أفَلا
.
ص: 58
اُعَلِّمُكَ كلاماً إذا أنتَ قُلتَهُ أذهَبَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ هَمُّكَ و قَضى عَنكَ دَينَكَ؟ قالَ : قُلتُ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : قُل إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَ الحُزنِ ، و أعوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ وَ الكَسَلِ ، و أعوذُ بِكَ مِنَ الجُبنِ وَ البُخلِ ، و أعوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدّينِ و قَهرِ الرِّجالِ . قالَ : فَفَعَلتُ ذلِكَ ، فَأَذهَبَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ هَمّي ، و قَضى عَنّي دَيني . (1)
الدعوات :رُوِيَ أنَّ زَينَ العابِدينَ عليه السلام مَرَّ بِرَجُلٍ و هُوَ قاعِدٌ عَلى بابِ رَجُلٍ ، فَقالَ لَهُ : ما يَقعُدُكَ عَلى بابِ هذَا المُترَفِ الجَبّارِ؟ فَقالَ : البَلاءُ ، قالَ : قُم فَاُرشِدَكَ إلى بابٍ خَيرٍ مِن بابِهِ ، و إلى رَبٍّ خَيرٍ لَكَ مِنهُ . فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى انتَهى بِهِ إلَى المَسجِدِ _ مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ ثُمَّ قالَ : اِستَقبِلِ القِبلَةَ و صَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ فَأَثنِ عَلَى اللّهِ ، و صَلِّ عَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ ادعُ بِآخِرِ الحَشرِ ، وسِتِّ آياتٍ مِن أوَّلِ الحَديدِ ، و بِالآيَتَينِ اللَّتَينِ فيآلِ عِمرانَ ، (2) ثُمَّ سَلِ اللّهَ سُبحانَهُ ، فَإِنَّكَ لاتَسأَل شَيئا إلّا أعطاكَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي إذا طَلَبَ الحاجَةَ طَلَبَها عِندَ زَوالِ الشَّمسِ ، فَإِذا أرادَ ذلِكَ قَدَّمَ شَيئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ ، و شَمَّ شَيئاً من طيبٍ ، و راحَ إلَى المَسجِدِ ودَعا
.
ص: 59
في حاجَتِهِ بِما شاءَ اللّهَ . (1)
عنه عليه السلام :عَرَضَت [لي] (2) إلى رَبّي حاجَةٌ فَهَجَّرتُ (3) فيها إلَى المَسجِدِ ، و كَذلِكَ أفعَلُ إذا عَرَضَت بِيَ الحاجَةُ . (4)
عنه عليه السلام_ لِمِسمَعٍ _: يا مِسمَعُ ، ما يَمنَعُ أحَدُكُم إذا دَخَلَ عَلَيهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنيا أن يَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ يَدخُلَ مَسجِدَهُ ويَركَعَ رَكعَتَينِ فَيَدعُوَ اللّهَ فيهِما؟ أما سَمِعتَ اللّهَ يَقولُ : «وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوةِ» (5) . (6)
عنه عليه السلام :إنَّ أحَدَكُم إذا مَرِضَ دَعَا الطَّبيبَ و أعطاهُ ، و إذا كانَ لَهُ حاجَةٌ إلى سُلطانٍ رَشَا البَوّابَ و أعطاهُ ، و لَو أنَّ أحَدَكُم إذا فَدَحَهُ (7) أمرٌ فَزَعَ إلَى اللّهِ تَعالى ، فَتَطَهَّرَ و تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّت أو كَثُرَت ، ثُمَّ دَخَلَ المَسجِدَ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَحَمِدَ اللّهَ و أثنى عَلَيهِ ، و صَلّى عَلَى النَّبِيِّ و أهلِ بَيتِه ، ثُمَّ قالَ : «اللّهُمَّ إن عافَيتَني مِن مَرَضي ، أو رَدَدتَني من سَفَري ، أو عافَيتَني مِمّا أخافُ مِن كَذا وكَذا» إلّا آتاهُ اللّهُ ذلِكَ ، و هِيَ اليَمينُ الواجِبَةُ ، و ما جَعَلَ اللّهُ تَعالى عَلَيهِ فِي الشُّكرِ . (8)
.
ص: 60
5 / 10فَضلُ الاِعتِكافِ فِي المَسجِدِالكتاب(وَلَا تُبَ_شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَ_كِفُونَ فِى الْمَسَ_جِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَ_تِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) . (1)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :لاَ اعتِكافَ إلّا بِصَومٍ فِي المَسجِدِ الجامِعِ . (2)
عنه عليه السلام :إنَّ عَلِيّاً صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ كانَ يَقولُ : لا أرَى الاِعتِكافَ إلّا فِي المَسجِدِ الحَرامِ أو مَسجِدِ الرَّسولِ أو مَسجِدٍ جامِعٍ ، و لايَنبَغي لِلمُعتَكِفِ أن يَخرُجَ مِنَ المَسجِدِ إلّا لِحاجَةٍ لا بُدَّ مِنها . (3)
عنه عليه السلام :لا يَصلُحُ العُكوفُ في غَيرِها _ يَعني غَيرَ مَكَّةَ _ إلّا أن يَكونَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله أو في مَسجِدٍ مِن مَساجِدِ الجَماعَةِ . (4)
5 / 11فَضلُ التَّعليمِ وَالتَّعَلُّمِ فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن غَدا إلَى المَسجِدِ لا يُريدُ إلّا لِيَتَعَلَّمَ خَيرا أو لِيُعَلِّمَهُ ، كانَ لَهُ أجرُ
.
ص: 61
مُعتَمِرٍ تامَّ العُمرَةِ ، ومَن راحَ إلَى المَسجِدِ لا يُريدُ إلّا لِيَتَعَلَّمَ خَيرا أو لِيُعَلِّمَهُ ، فَلَهُ أجرُ حاجٍّ تامَّ الحَجَّةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جاءَ مَسجِدي هذا لَم يَأتِهِ إلّا لِخَيرٍ يَتَعَلَّمُهُ أو يُعَلِّمُهُ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ المُجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ ، ومَن جاءَ لِغَيرِ ذلِكَ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ الرَّجُلِ يَنظُرُ إلى مَتاعِ غَيرِهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَا اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللّهِ يَتلونَ كِتابَ اللّهِ ويَتَدارَسونَهُ بَينَهُم ، إلّا نَزَلَت عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وغَشِيَتهُمُ الرَّحمَةُ ، وحَفَّتهُمُ المَلائِكَةُ ، وذَكَرَهُمُ اللّهُ فيمَن عِندَهُ . (3)
سنن ابن ماجة عن عبداللّه بن عمرو :خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ مِن بَعضِ حُجَرِهِ ، فَدَخَلَ المَسجِدَ ، فَإِذا هُوَ بِحَلقَتَينِ ؛ إحداهُما يَقرَؤونَ القُرآنَ و يَدعونَ اللّهَ ، وَ الاُخرى يَتَعَلَّمونَ و يُعَلِّمونَ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كُلٌّ عَلى خَيرٍ ، هؤُلاءِ يَقَرؤونَ القُرآنَ و يَدعونَ اللّهَ ، فَإِن شاءَ أعطاهُم و إن شاءَ مَنَعَهُم . و هؤُلاءِ يَتَعَلَّمونَ و يُعَلِّمونَ ، و إنَّما بُعِثتُ مُعَلِّماً . فَجَلَسَ مَعَهُم . (4)
.
ص: 62
كتاب العظمة عن ابن عبّاس :دَخَلَ عَلَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله و نَحنُ فِي المَسجِدِ حَلَقٌ حَلَقٌ ، فَقالَ لَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فيمَ أنتُم؟ قُلنا : نَتَفَكَّرُ فِي الشَّمسِ كَيفَ طَلَعَت و كَيفَ غَرَبَت . قالَ : أحسَنتُم ، كونوا هكَذا ؛ تَفَكَّروا فِي المَخلوقِ و لا تَفَكَّروا فِي الخالِقِ ، فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ ما شاءَ لِما شاءَ ... . (1)
سنن أبي داوود عن عقبة بن عامر الجهني :خَرَجَ عَلَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله و نَحنُ فِي الصُّفَّةِ ، (2) فَقالَ : أيُّكُم يُحِبُّ أن يَغدُوَ إلى بُطحان (3) أوِ العَقيقِ فَيَأخُذُ ناقَتَينِ كَوماوَينِ (4) زَهراوَينِ بِغَيرِ إثمٍ بِاللّهِ عَزَّوجَلَّ و لا قَطعِ رَحِمٍ؟ قالوا : كُلُّنا يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : فَلَأَن يَغدُوَ أحَدُكُم كُلَّ يَومٍ إلَى المَسجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَينِ مِن كِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ خَيرٌ لَهُ مِن ناقَتَينِ ، و إن ثَلاثٌ فَثَلاثٌ مِثلُ أعدادِهِنِّ مِنَ الإِبِلِ . (5)
الكافي عن سعيد بن المسيّب :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يَعِظُ النّاسَ و يُزَهِّدُهُم فِي الدُّنيا ، و يُرَغِّبُهُم في أعمالِ الآخِرَةِ بِهذَا الكَلامِ في كُلِّ جُمُعَةٍ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله و حُفِظَ عَنهُ وكُتب ، كانَ يَقولُ : ... . (6)
.
ص: 63
5 / 12فَضلُ الفَزَعِ إلَى المَسجِدِمسند ابن حنبل عن محمود بن لبيد :كَسَفَتِ الشَّمسُ يَومَ ماتَ إبراهيمُ ابنُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالوا : كَسَفَتِ الشَّمسُ لِمَوتِ إبراهيمَ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ الشَّمسَ وَ القَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، ألا وإنَّهُما لايَنكَسِفانِ لِمَوتِ أحَدٍ و لا لِحَياتِهِ ، فَإِذا رَأَيتُموهُما كَذلِكَ فَافزَعوا إلَى المَساجِدِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ الزَّلازِلَ وَ الكُسوفَينِ وَ الرِّياحَ الهائِلَةَ مِن عَلاماتِ السّاعَةِ ، فَإِذا رَأَيتُم شَيئاً مِن ذلِكَ فَتَذَكَّروا قِيامَ القِيامَةِ ، وَ افزَعوا إلى مَساجِدِكُم . (2)
علل الشرائع عن معاوية بن عمّار :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : الصّاعِقَةُ لاتُصيبُ المُؤمِنَ . فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : فَإِنّا قَد رَأَينا فُلاناً يُصَلّي فِي المَسجِدِ الحَرامِ فَأَصابَتهُ! فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّهُ كانَ يَرمي حمامَ الحَرَمِ . (3)
5 / 13ذَمُّ الخُروجِ مِنَ المَسجِدِ بَعدَ الأَذانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَمِعَ النِّداءَ فِي المَسجِدِ ، فَخَرَجَ مِن غَيرِ عِلَّةٍ فَهُوَ مُنافِقٌ ، إلّا أن يُريدَ الرُّجوعَ إلَيهِ . (4)
.
ص: 64
الإمام الصادق عليه السلام_ لِيونُسَ بنِ يَعقوبَ _: يا يونُسُ ! قُل لَهُم : يا مُؤَلَّفَةُ ! قَد رَأَيتُ ما تَصنَعونَ ، إذا سَمِعتُمُ الأَذانَ أخَذتُم نِعالَكُم و خَرَجتُم مِنَ المَسجِدِ . (1)
5 / 14ذَمُّ هَجرِ المَسجِدِالإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لا صَلاةَ لِمَن لا يُصَلّي فِي المَسجِدِ مَعَ المُسلِمينَ إلّا مِن عِلَّةٍ . وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لا غيبَةَ إلّا لِمَن صَلّى في بَيتِهِ و رَغِبَ عَن جَماعَتِنا ، و مَن رَغِبَ عَن جَماعَةِ المُسلِمينَ وَجَبَ عَلَى المُسلِمينَ غيبَتُهُ وسَقَطَت بَينَهُم عَدالَتُهُ وَوَجَب هِجرانُهُ ، و إذا رُفِعَ إلى إمامِ المُسلِمينَ أنذَرَهُ و حَذَّرَهُ ، فَإِن حَضَرَ جَماعَةَ المُسلِمينَ وإلّا أحرَقَ عَلَيهِ بَيتَهُ ، و مَن لَزِمَ جَماعَتَهُم حَرُمَت عَلَيهِم غيبَتُهُ ، و ثَبَتَت عَدالَتُهُ بَينَهُم . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الغُرَباءُ فِي الدُّنيا أربَعَةٌ : قُرآنٌ في جَوفِ ظالِمٍ ، ومَسجِدٌ في نادي قَومٍ لا يُصَلّونَ فيهِ ، ومُصحَفٌ في بَيتٍ لايُقرَأُ فيهِ ، ورَجُلٌ صالِحٌ مَعَ قَومِ سَوءٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يَجيءُ يَومَ القِيامَةِ ثَلاثَةٌ يَشكونَ إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ : المُصحَفُ ، وَالمَسجِدُ ، وَالعِترَةُ . يَقولُ المُصحَفُ : يا رَبِّ حَرَّقوني ومَزَّقوني ، ويَقولُ المَسجِدُ :
.
ص: 65
يا رَبِّ عَطَّلوني وضَيَّعوني ، وتَقولُ العِترَةُ : يا رَبِّ قَتَلونا وطَرَدونا وشَرَّدونا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلمُنافِقينَ عَلاماتٍ يُعرَفونَ بِها ... لا يَقرَبونَ المَساجِدَ إلّا هَجرا ، (2) ولا يَأتونَ الصَّلاةَ إلّا دُبرا (3) ... . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لا صَلاةَ لِجارِ المَسجِدِ إلّا في مَسجِدِهِ . (5)
دعائم الإسلام :رُوّينا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبيهِ عَن آبائِهِ عَن عَليٍّ عليه السلام أنَّهُ قالَ : لا صَلاةَ لِجارِ المَسجِدِ إلّا فِي المَسجِدِ إلّا أن يَكونَ لَهُ عُذرٌ أو بِهِ عِلَّةٌ ، فَقيلَ له : ومَن جارُ المَسجِدِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : مَن سَمِعَ النِّداءَ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :لا صَلاةَ لِمَن لَم يَشهَدِ الصَّلَواتِ المَكتوباتِ مِن جيرانِ المَسجِدِ ، إذا كانَ فارِغاً صَحيحاً . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :رُفِعَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بِالكوفَةِ أنَّ قَوماً مِن جيرانِ
.
ص: 66
المَسجِدِ لايَشهَدونَ الصَّلاةَ جَماعَةً فِي المَسجِدِ ، فَقالَ عليه السلام : لَيَحضُرُنَّ مَعَنا صَلاتَنا جَماعَةً ، أو لَيَتَحَوَّلُنَّ عَنّا ، و لا يُجاوِرونا و لا نُجاوِرُهُم . (1)
الإمام الحسن عليه السلام :الغَفلَةُ تَركُكَ المَسجِدَ ، وطاعَتُكَ المُفسِدَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثَةٌ يَشكونَ إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ : مَسجِدٌ خَرابٌ لا يُصَلّي فيهِ أهلُهُ ، وعالِمٌ بَينَ جُهّالٍ ، ومُصحَفٌ مُعَلَّقٌ قَد وَقَعَ عَلَيهِ الغُبارُ لا يُقرَأُ فيهِ . (3)
عنه عليه السلام :شَكَتِ المَساجِدُ إلَى اللّهِ تَعالى الَّذينَ لا يَشهَدونَها مِن جيرانِها ، فَأَوحَى اللّهُ عَزَّوجَلَّ إلَيها : وعِزَّتي وجَلالي لا قَبِلتُ لَهُم صَلاةً واحِدَةً ، ولا أظهَرتُ لَهُم فِي النّاسِ عَدالَةً ، ولا نالَتهُم رَحمَتي ، ولا جاوَروني في جَنَّتي . (4)
عنه عليه السلام :الصَّلاةُ في مَنزِلِكَ فَردا هَباءً مَنثوراً لايَصعَدُ مِنهُ إلَى اللّهِ شَيءٌ ، ومَن صَلّى في بَيتِهِ جَماعَةً رَغبَةً عَنِ المَسجِدِ فَلا صَلاةَ لَهُ و لا لِمَن صَلّى مَعَهُ ، إلّا مِن عِلَّةٍ تَمنَعُ مِنَ المَسجِدِ . (5)
.
ص: 67
الفصل السادس : حضور النساء في المسجد6 / 1صَلاةُ النِّساءِ مَعَ النَّبيِ فِي المَسجِدِالإمام عليّ عليه السلام :كانَ النِّساءُ يُصَلّينَ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، فَكُنَّ يُؤمَرنَ ألّا يَرفَعنَ رُؤُوسَهُنَّ قَبلَ الرِّجالِ لِضيقِ الاُزُرِ (1) . (2)
6 / 2لا يَنبَغي مَنعُ النِّساءِ مِنَ الحُضورِ فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَمنَعُوا النِّساءَ حُظوظَهُنَّ مِنَ المَساجِدِ إذَا استَأذَنوكُم (3) . (4)
.
ص: 68
عنه صلى الله عليه و آله :إذَا استَأذَنَتِ امرَأَةُ أحَدِكُم إلَى المَسجِدِ ، فَلا يَمنَعها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَمنَعوا نِساءَكُمُ المَساجِدَ ، وبُيوتُهُنَّ خَيرٌ لَهُنَّ . (2)
سنن أبي داوود عن مجاهد :قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ : قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «اِئذَنوا لِلنِّساءِ إلَى المَساجِدِ بِاللَّيلِ» . فَقالَ ابنٌ لَهُ : وَاللّهِ لا نَأذَنُ لَهُنَّ فَيَتَّخِذنَهُ دَغلاً (3) ، وَاللّهِ لا نَأذَنُ لَهُنَّ ! قالَ : فَسَبَّهُ وغَضِبَ وقالَ : أقولُ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «اِئذَنوا لَهُنَّ» وتَقولُ : لا نَأذَنُ لَهُنَّ؟! (4)
6 / 3ما يَنبَغي لِلنِّساءِ فِي الذَّهابِ إلَى المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لاتَمنَعوا إماءَ اللّهِ مَساجِدَ اللّهِ ، ولكِن لِيَخرُجنَ وهُنَّ تَفِلاتٌ (5) . (6)
.
ص: 69
عنه صلى الله عليه و آله :أيُّمَا امرَأَةٍ تَطَيَّبَت ، ثُمَّ خَرَجَت إلَى المَسجِدِ ، لَم تُقبَل لَها صَلاةٌ حَتّى تَغتَسِلَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِبَعضِ النِّساءِ _: إذا خَرَجَت إحداكُنَّ إلَى العِشاءِ فَلا تَمَسَّ طيباً . (2)
سنن أبي داوود عن حمزة بن أبي اُسيد الأنصاري عن أبيه :أنَّه سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ وهُوَ خارِجٌ مِنَ المَسجِدِ ، فَاختَلَطَ الرِّجالُ مَعَ النِّساءِ فِي الطَّريقِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِلنِّساءِ : اِستَأخِرنَ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لَكُنَّ أن تَحقُقنَ الطَّريقَ (3) ، عَلَيكُنَّ بِحافّاتِ الطَّريقِ . (4)
.
ص: 70
. .
ص: 71
الفصل السابع : خدمة المسجد7 / 1فَضلُ خِدمَةِ المَسجِدِالكتاب(وَ عَهِدْنَآ إِلَى إِبْرَ هِيمَ وَ إِسْمَ_عِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّ_آئِفِينَ وَ الْعَ_كِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ) . (1)
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَ نَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ إذا أحَبَّ عَبدا جَعَلَهُ قَيِّمَ مَسجِدٍ . (3)
7 / 2إسراجُ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أسرَجَ في مَسجِدٍ مِن مَساجِدِ اللّهِ سِراجا ، لَم تَزَلِ المَلائِكَةُ
.
ص: 72
وحَمَلَةُ العَرشِ يَستَغفِرونَ لَهُ مادامَ فِي المَسجِدِ ضَوءٌ مِن ذلِكَ السِّراجِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عَلَّقَ في مَسجِدٍ قِنديلاً ، صَلّى عَلَيهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ مادامَ ذلِكَ القِنديلُ يَقِدُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أدخَلَ لَيلَةً واحِدَةً سِراجا فِي المَسجِدِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَ سَبعينَ سَنَةً ، وكَتَبَ لَهُ عِبادَةَ سَنَةٍ ، ولَهُ عِندَاللّهِ تَعالى مَدينَةٌ ، فَإِن زادَ عَلى لَيلَةٍ واحِدَةٍ فَلَهُ بِكُلِّ لَيلَةٍ يَزيدُ ثَوابَ نَبِيٍّ ، فَإِذا تَمَّ عَشرُ لَيالٍ لا يَصِفُ الواصِفونَ ما لَهُ عِندَ اللّهِ مِنَ الثَّوابِ ، فَإِذا تَمَّ الشَّهرُ حَرَّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَى النّارِ . (3)
اُسد الغابة عن أبي هند :حَمَلَ تَميمٌ مَعَهُ مِنَ الشّامِ إلَى المَدينَةِ قَناديلَ وزَيتا ، فَلَمَّا انتَهى إلَى المَدينَةِ وافَقَ ذلِكَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ ، فَأَمَرَ غُلاماً لَهُ يُقالُ لَهُ : أبُو البرادِ ، فَعَلَّقَ القَناديلَ وجَعَلَ فيهَا الماءَ وَالزَّيتَ ، فَلَمّا غَرُبَتِ الشَّمسُ أسرَجَها وخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى المَسجِدِ فَإِذا هُوَ يَزهَرُ ، فَقالَ : مَن فَعَلَ هذا؟ فَقالوا : تَميمٌ . فَقالَ : نَوَّرتَ الإِسلامَ نَوَّرَ اللّهُ عَلَيكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (4)
7 / 3تَنظيفُ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ ما رَأى في لَيلَةِ المِعراجِ مِمّا كُتِبَ عَلى بَعضِ أبوابِ
.
ص: 73
الجَنَّةِ _: مَن أحَبَّ ألّا تَأكُلَهُ الدّيدانُ تَحتَ الأَرضِ فَليَكنُسِ المَساجِدَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :يا عَلِيُّ ، أعطِ الحورَ العينَ مُهورَهُنَّ : إماطَةَ الأَذى عَنِ الطَّريقِ ، وإخراجَ القُمامَةِ (2) مِنَ المَسجِدِ ، فَذلِكَ مَهرُ الحورِ العينِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اِبنُوا المَساجِدَ وأخرِجُوا القُمامَةَ مِنها ... وإخراجُ القُمامَةِ مِنها مُهورُ الحورِ العينِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن تُبنَى المَساجِدُ ، وأن تُطَيَّبَ وتُطَهَّرَ ، وأن تُجعَلَ عَلى أبوابِهَا المَطاهِرُ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كَنَسَ المَسجِدَ يَومَ الخَميسِ ولَيلَةَ الجُمُعَةِ ، فَأَخرَجَ مِنهُ مِنَ التُّرابِ ما يُذَرُّ فِي العَينِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَمَّ مَسجِدا كَتَبَ اللّهُ لَهُ عِتقَ رَقَبَةٍ ، ومَن أخرَجَ مِنهُ ما يُقذي عَينا كَتَبَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَهُ كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ . (7)
.
ص: 74
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أخرَجَ أذىً مِنَ المَسجِدِ ، بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الَّذينَ يَلتَقِطونَ القَذى مِنَ المَسجِدِ ، هُمُ الَّذينَ يَلتَقِطونَ الياسمينَ فِي الجَنَّةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :عُرِضَت عَلَيَّ اُجورُ اُمّتي ، حَتَّى القَذاةَ يُخرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ المَسجِدِ . (3)
صحيح البخاري عن أبي هريرة :إنَّ رَجُلاً أسوَدَ _ أوِ امرَأَةً سَوداءَ _ كانَ يَقُمُّ المَسجِدَ فَماتَ ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَنهُ ، فَقالوا : ماتَ ، قالَ : أفَلا كُنتُم آذَنتُموني (4) بِهِ ؟ دُلُّوني عَلى قَبرِهِ _ أو قالَ قَبرِها _ فَأَتى قَبرَها فَصَلّى عَلَيها . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الجَنَّةَ وَالحورَ لَتَشتاقُ إلى مَن يَكسَحُ المَساجِدَ ويَأخُذُ مِنهَا (6) القَذى . (7)
7 / 4تَجميرُ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ آدابِ المَسجِدِ _: جَمِّروهَا (8) فِي الجُمَعِ . (9)
.
ص: 75
عنه صلى الله عليه و آله :أجمِروهَا [المَساجِدَ] في كُلِّ سَبعَةِ أيّامٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :تُحفَةُ المَلائِكَةِ تَجميرُ المَساجِدِ . (2)
.
ص: 76
. .
ص: 77
الفصل الثامن : أحكام المسجد وآدابهأ _ ما يُستَحَبُّ8 / 1الإِخلاصرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أتَى المَسجِدَ لِشَيءٍ فَهُوَ حَظُّهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى يَتَباهَى النّاسُ فِي المَساجِدِ . (2)
8 / 2الطَّهارَةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : ... ألا طوبى لِعَبدٍ تَوَضَّأَ في بَيتِهِ ثُمَّ زارَني في بَيتي . (3)
.
ص: 78
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَدخُلِ المَساجِدَ إلّا بِالطَّهارَةِ ، ومَن دَخَلَ مَسجِدا بِغَيرِ الطَّهارَةِ فَالمَسجِدُ خَصمُهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :عَلَيكُم بِإِتيانِ المَساجِدِ فَإِنّها بُيوتُ اللّهِ فِي الأَرضِ ، ومَن أتاها مُتَطَهِّرا طَهَّرَهُ اللّهُ مِن ذُنوبِهِ ، وكُتِبَ مِن زُوّارِهِ . (2)
8 / 3تَعاهُدُ النَّعلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعاهَدوا (3) نِعالَكُم عِندَ أبوابِ المَساجِدِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ أن يَدخُلَ المَسجِدَ فَنَظَرَ في أسفَلِ خُفَّيهِ أو نَعلَيهِ ، تَقولُ المَلائِكَةُ : طِبتَ وطابَت لَكَ الجَنَّةُ ، اُدخُل بِسَلامٍ . (5)
8 / 4الاِستِعاذَةُ عِندَ الدُّخولِ وَالخُروجِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ العَبدُ المَسجِدَ وقالَ : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ،
.
ص: 79
قالَ الشَّيطانُ الرَّجيمُ : «كُسِرَ ظَهري» ، وكَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها عِبادَةَ سَنَةٍ . وإذا خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ وقالَ مِثلَ ذلِكَ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعرَةٍ عَلى بَدَنِهِ مِئَةَ حَسَنَةٍ ، ورَفَعَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ دَرَجَةٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أحَدَكُم إذا أرادَ أن يَخرُجَ مِنَ المَسجِدِ تَداعَت جُنودُ إبليسَ وأجلَبَت ، وَاجتَمَعَت كَما تَجتَمِعُ النَّحلُ عَلى يَعسوبِها (2) ، فَإِذا قامَ أحَدُكُم عَلى بابِ المَسجِدِ فَليَقُل : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن إبليسَ وجُنودِهِ» ، فَإِنَّهُ إذا قالَها لَم يَضُرَّهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسجِدَ فَليُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ... وإذا خَرَجَ فَليُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَليَقُل : اللّهُمَّ أعِذني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (4)
سنن أبي داوود عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله :إنَّهُ كانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ : أعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ ، وبِوَجهِهِ الكَريمِ ، وسُلطانِهِ القَديمِ ، مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ... (5)
8 / 5الدُّعاءُ عِندَ الدُّخولِ وَالخُروجِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسجِدَ فَليُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ ليَقُل : «اللّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ» ، فَإِذا خَرَجَ فَليَقُل : «اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ مِن فَضلِكَ» . (6)
.
ص: 80
فاطمة عليهاالسلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَقولُ : «بِسمِ اللّهِ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِرلي ذُنوبي وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ» ، وإذا خَرَجَ قالَ : «بِسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِرلي ذُنوبي وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ أحَدُكُم المَسجِدَ فَليُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وَليَقُل : «اللّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ» ، وإذا خَرَجَ فَليُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ ، وَليَقُل : «اللّهُمَّ اعصِمني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسجِدَ فَليُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ، وَليَقُل : اللّهُمَّ أجِرني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا صَلّى أحَدُكُمُ المَكتوبَةَ وخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ ، فَليَقِف بِبابِ المَسجِدِ ثُمَّ ليَقُل : اللّهُمَّ دَعَوتَني فَأَجَبتُ دَعوَتَكَ ، وصَلَّيتُ مَكتوبَتَكَ ، وَانتَشَرتُ في أرضِكَ كَما أمَرتَني ، فَأَسأَلُكَ مِن فَضلِكَ العَمَلَ بِطاعَتِكَ ، وَاجتِنابَ سَخَطِكَ ، وَالكَفافَ مِنَ الرِّزقِ بِرَحمَتِكَ . (4)
دعائم الإسلام عن عليّ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ :بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا النَّبِيُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . السَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ . (5)
.
ص: 81
تنبيه الغافلين :رُوِيَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا أرادَ أن يَتَوَضَّأَ تَغَيَّرَ لَونُهُ ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ ، فَقالَ : إنّي اُريدُ القِيامَ بَينَ يَدَيِ المَلِكِ الجَبّارِ . وكانَ إذا أَتى بابَ المَسجِدِ رَفَعَ رَأسَهُ ويَقولُ : «إلهي ، عَبدُكَ بِبابِكَ ، يا مُحسِنُ قَد أَتاكَ المُسيءُ ، وَقَد أَمَرتَ المُحسِنَ مِنّا أَن يَتَجاوَزَ عَنِ المُسيءِ ، فَأَنتَ المُحسِنُ وَأَنَا المُسيءُ ، فَتَجاوَز عَن قَبيحِ ما عِندي بِجَميلِ ما عِندَكَ يا كَريمُ» ثُمَّ دَخَلَ المَسجِدَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَاحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (2)
عنه عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وإذا خَرَجتَ فَافعَل ذلِكَ . (3)
عنه عليه السلام :مَن أسبَغَ وُضوءَهُ في بَيتِهِ ، وتَمَشَّطَ و تَطَيَّبَ ، ثُمَّ مَشى مِن بَيتِهِ غَيرَ مُستَعجِلٍ _ و عَلَيهِ السَّكينَةُ وَ الوَقارُ _ إلى مُصَلّاهُ رَغبَةً في جَماعَةِ المُسلِمينَ ، لَم يَرفَع قَدَما و لَم يَضَع اُخرى إلّا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ ، و مُحِيَت عَنهُ سَيِّئَةٌ ، و رُفِعَت لَهُ دَرَجَةٌ ؛ فَإِذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ : بِسمِ اللّهِ و بِاللّهِ ، و عَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، و مِنَ اللّهِ و إلَى اللّهِ ، و ما شاءَ اللّهُ و لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ و مَغفِرَتِكَ ، و أغلِق عَنّي أبوابَ سَخَطِكَ و غَضَبِكَ ، اللّهُمَّ مِنكَ الرَّوحُ (4) وَ الفَرَجُ ، اللّهُمَّ إلَيكَ غُدُوّي و رَواحي ، و بِفِنائِكَ أنَختُ
.
ص: 82
أبتَغي رَحمَتَكَ و رِضوانَكَ و أتَجَنَّبُ سَخَطَكَ ، اللّهُمَّ و أسأَلُكَ الرَّوحَ وَ الرّاحَةَ وَ الفَرَجَ . ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ و عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، وَاجعَلني مِن أوجُهِ مَن تَوَجَّهَ إلَيكَ بِهِما ، و أقرَبَ مَن تَقَرَّبَ إلَيكَ بِهِما ، و قَرِّبني بِهِما مِنكَ زُلفى (1) ، و لاتُباعِدني عَنكَ ، آمينَ يا رَبَّ العالَمينَ . ثُمَّ افتَتَحَ الصَّلاةَ مَعَ إمامِ جَماعَةٍ ، إلّا وَجَبَت لَهُ مِنَ اللّهِ المَغفِرَةُ وَ الجَنَّةُ ، مِن قَبلِ أن يُسَلِّمَ الإِمامُ . (2)
تهذيب الأحكام عن سَماعة :قالَت فاطمة سلام اللّه عليها : إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَقُل : «بِسمِ اللّهِ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، إنَّ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، رَبِّ اغفِرلي ذُنوبي وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ» ، وإذا خَرَجتَ فَقُل مِثلَ ذلِكَ . (3)
8 / 6تَقديمُ اليُمنى عِندَ الدُّخولِ وَاليُسرى عِندَ الخُروجِالمعجم الكبير عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ... إذا دَخَلَ المَسجِدَ أدخَلَ رِجلَهُ اليُمنى . (4)
.
ص: 83
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ المُؤمِنُ فِي المَسجِدِ ووَضَعَ رِجلَهُ اليُمنى ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «غَفَرَ اللّهُ لَكَ» ، وإذا خَرَجَ فَوَضَعَ رِجلَهُ اليُسرى ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «حَفِظَكَ اللّهُ ، وقَضى لَكَ الحَوائِجَ ، وجَعَلَ مُكافَأَتَكَ الجَنَّةَ» . (1)
الكافي عن يونس عنهم عليهم السلام: الفَضلُ في دُخولِ المَسجِدِ أن تَبدَأَ بِرِجلِكَ اليُمنى إذا دَخَلتَ ، وبِاليُسرى إذا خَرَجتَ . (2)
8 / 7صَلاةُ التَّحِيَّةِالخصال عن أبي ذرّ :دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ جالِسٌ فِي المَسجِدِ وَحدَهُ ، فَاغتَنَمتُ خَلوَتَهُ ، فَقالَ لي صلى الله عليه و آله : يا أباذَرٍّ ، لِلمَسجِدِ تَحِيَّةٌ ، قُلتُ : وما تَحِيَّتُهُ ؟ قالَ : رَكعَتانِ تَركَعُهُما . (3)
مسند ابن حنبل عن أبي ذرّ :أتَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ فِي المَسجِدِ فَجَلَستُ ، فَقالَ : يا أبا ذَرٍّ هل صَلَّيتَ؟ قُلتُ : لا . قالَ : قُم فَصَلِّ ، قالَ : فَقُمتُ فَصَلَّيتُ ثُمَّ جَلَستُ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسجِدَ فَليَركَع رَكعَتَينِ قَبلَ أن يَجلِسَ . (5)
.
ص: 84
عنه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسجِدَ فَلا يَجلِس حَتّى يَركَعَ رَكعَتَينِ . (1)
صحيح ابن خُزيمة عن أبي قتادة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أعطُوا المَساجِدَ حَقَّها ، قيلَ : وما حَقُّها؟ قالَ : رَكعَتانِ قَبلَ أن تَجلِسَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :مِن حَقِّ المَسجِدِ إذا دَخَلتَهُ أن تُصَلِّيَ فيهِ رَكعَتَينِ ، ومِن حَقّ الرَّكعَتَينِ أن تَقرَأَ فيهِما بِاُمِّ القُرآنِ . (3)
8 / 8اِستِقبالُ القِبلَةِ عِندَ الجُلوسِالإمام عليّ عليه السلام :مِنَ السُّنَّةِ إذا جَلَستَ فِي المَسجِدِ ، أن تَستَقبِلَ القِبلَةَ . (4)
8 / 9عَدَمُ التَّعجيلِ لِلخُروجِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عِشرونَ خَصلَةً تورِثُ الفَقرَ : ... تَعجيلُ الخُروجِ مِنَ المَسجِدِ . (5)
8 / 10الصَّلاةُ في أقرَبِ المَساجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِيُصَلِّ أحَدُكُم في مَسجِدِهِ ولا يَتَتَبَّعِ المَساجِدَ . (6)
.
ص: 85
8 / 11تِلكَ الخِصالُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِلدّاخِلِ فِي المَسجِدِ عَشرُ خِصالٍ : أوَّلُها أن يَتَعاهَدَ خُفَّيهِ أونَعلَيهِ ، وأن يَبدَأَ بِرِجلِهِ اليُمنى ، وإذا دَخَلَ يَقولُ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ وَالمَلائِكَةِ ، اللّهُمَّ افتَح لَنا أبوابَ فَضلِكَ وأبوابَ رَحمَتِكَ إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ» ، وأن يُسَلِّمَ عَلى أهلِ المَسجِدِ ، وأن يَقولَ إذا لَم يَكُن فِي المَسجِدِ أحَدٌ : «السَّلامُ عَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ» ، وألّا يَمُرَّ بَينَ يَدَيِ المُصَلّي ، وألّا يَدخُلَ إلّا بِوُضوءٍ ، وألّا يَعمَلَ فيهِ بِعَمَلِ الدُّنيا ، وألّا يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ الدُّنيا ، وألّا يَخرُجَ حَتّى يُصَلِّيَ رَكعَتَينِ ، وأن يَقولَ إذا قامَ لِيَخرُجَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (1)
جامع الأخبار :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُمنى ويَقولُ : «بِسمِ اللّهِ وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، وإذا خَرَجَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُسرى ويَقولُ : «بِسمِ اللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» . ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، مَن دَخَلَ المَسجِدَ وقالَ كَما قُلتُ ، تَقَبَّلَ اللّهُ [صَلاتَهُ] (2) وكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ رَكعَةٍ صَلّاها فَضلَ مِئَةِ رَكعَةٍ ، فَإِذا خَرَجَ وقالَ مِثلَ ما قُلتُ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ الذُّنوبَ ، ورَفَعَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ دَرَجَةً ، وكَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ مِئَةَ حَسَنَةٍ . (3)
.
ص: 86
الإمام الباقر عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ وأنتَ تُريدُ أن تَجلِسَ فَلا تَدخُلهُ إلّا طاهِرا ، وإذا دَخَلتَ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ ، ثُمَّ ادعُ اللّهَ وَاسأَلهُ ، وسَلِّم حينَ تَدخُلُهُ ، وَاحمَدِ اللّهَ وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (1)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: إذا بَلَغتَ بابَ المَسجِدِ ، فَاعلَم أنَّكَ قَصَدتَ بابَ بَيتِ مَلِكٍ عَظيمٍ ، لا يَطَأُ بِساطَهُ إلَا المُطَهَّرونَ ، ولا يُؤذَنُ لِمُجالَسَتِهِ إلَا الصِّدّيقونَ ، وهَبِ القُدومَ إلى بِساطِ خِدمَةِ المَلِكِ هَيبَةَ المَلِكِ فَإِنَّكَ عَلى خَطَرٍ عَظيمٍ إن غَفَلتَ . وَاعلَم أنَّهُ قادِرٌ عَلى ما يَشاءُ مِنَ العَدلِ وَالفَضلِ مَعَكَ وبِكَ ، فَإِن عَطَفَ عَلَيكَ بِرَحمَتِهِ وفَضلِهِ قَبِلَ مِنكَ يَسيرَ الطّاعَةِ وأجزَلَ لَكَ عَلَيها ثَوابا كَثيرا ، وإن طالَبَكَ بِاستِحقاقِهِ الصِّدقَ وَالإِخلاصَ عَدلاً بِكَ حَجَبَكَ ورَدَّ طاعَتَكَ وإن كَثُرَت ، وهُوَ فَعّالٌ لِما يُريدُ . وَاعتَرِف بِعَجزِكَ وقُصورِكَ وتَقصيرِكَ وفَقرِكَ بَينَ يَدَيهِ ، فَإِنَّكَ قَد تَوَجَّهتَ لِلعِبادَةِ لَهُ وَالمُؤانَسَةِ بِهِ ، وَاعرِض أسرارَكَ عَلَيهِ ، وَليُعلَم (2) أنَّهُ لا يَخفى عَلَيهِ أسرارُ الخَلائِقِ أجمَعينَ وعَلانِيَتُهُم . وكُن كَأَفقَرِ عِبادِهِ بَينَ يَدَيهِ ، وأخلِ قَلبَكَ عَن كُلِّ شاغِلٍ يَحجُبُكَ عَن رَبِّكَ ، فَإِنَّهُ لا يَقبَلُ إلَا الأطَهَرَ وَالأَخلَصَ . وَانظُر مِن أيِّ ديوانٍ يَخرُجُ اسمُكَ ، فَإِن ذُقتَ مِن حَلاوَةِ مُناجاتِهِ ولَذيذِ مُخاطَباتِهِ ، وشَرِبتَ بِكَأسِ رَحمَتِهِ وكَراماتِهِ مِن حُسنِ إقبالِهِ وإجابَتِهِ ، فَقَد صَلَحتَ
.
ص: 87
لِخِدمَتِهِ ، فَادخُل فَلَكَ الإِذنُ وَالأَمانُ ، والّا فَقِف وُقوفَ مُضطَرٍّ قَدِ انقَطَعَ عَنهُ الحِيَلُ ، وقَصَرَ عَنهُ الأَمَلُ ، وقُضِيَ الأَجَلُ ، فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ مِن قَلبِكَ صِدقَ الاِلتِجاءِ إلَيهِ ، نَظَرَ إلَيكَ بِعَينِ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ وَاللُّطفِ ووَفَّقَكَ لِما يُحِبُّ ويَرضى ، فَإِنَّهُ كَريمٌ يُحِبُّ الكَرامَةَ لِعِبادِهِ المُضطَرّينَ إلَيهِ ، المُحتَرِقينَ عَلى بابِهِ بِطَلَبِ مَرضاتِهِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ» (1) . (2)
ب _ ما يُكرَهُ8 / 12جَعلُ المَسجِدِ طَريقارسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَتَّخِذُوا المَساجِدَ طُرُقا إلّا لِذِكرٍ أو صَلاةٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَجعَلُوا المَساجِدَ طُرُقا حَتّى تُصَلّوا فيها رَكعَتَينِ . (4)
مستدرك الوسائل :رُوِيَ أنَّ مِنَ الجَفاءِ أن تَمُرَّ بِالمَسجِدِ ولا تُصَلِّي فيهِ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِن أشراطِ السّاعَةِ أن يَمُرَّ الرَّجُلُ فِي المَسجِدِ لا يُصَلّي فيهِ رَكعَتَينِ . (6)
.
ص: 88
عنه صلى الله عليه و آله :مِنِ اقتِرابِ السّاعَةِ إذا رَأَيتُمُ النّاسَ ... اتَّخَذُوا القُرآنَ مَزاميرَ ، وَاتَّخَذوا جُلودَ السِّباعِ صِفافا (1) ، وَالمَساجِدَ طُرُقا . (2)
8 / 13رَفعُ الصَّوتِ فِي المَسجِدِالإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا عَمِلَت اُمَّتي خَمسَ عَشَرَةَ خَصلَةً حَلَّ بِهَا البَلاءُ ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ وما هِيَ ؟ قالَ: إذَا ... ارتَفَعَتِ الأَصواتُ فِي المَساجِدِ . (3)
8 / 14حَديثُ الدُّنيا فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَتَحَلَّقونَ في مَساجِدِهِم لَيسَ هِمَّتُهُم إلَا الدُّنيا ، لَيسَ للّهِِ فيهِم حاجَةٌ فَلا تُجالِسوهُم . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :يَأتي في آخِرِ الزَّمانِ اُناسٌ مِن اُمَّتي يَأتونَ المَساجِدَ يَقعُدونَ فيها حَلَقا ، ذِكرُهُمُ الدُّنيا وحُبُّ الدُّنيا ، لا تُجالِسوهُم فَلَيسَ للّهِِ بِهِم حاجَةٌ . (5)
.
ص: 89
عنه صلى الله عليه و آله :الحَديثُ لِلبَغيِ (1) فِي المَسجِدِ ، يَأكُلُ الحَسَناتِ كَما تَأكُلُ البَهيمَةُ الحَشيشَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ فِي المَسجِدِ لَغوٌ ، إلَا القُرآنَ وذِكرَ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ومَسأَلَةً عَنِ الخَيرِ أو إعطاءَهُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام رَأى قاصّا فِي المَسجِدِ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ (4) وطَرَدَهُ . 5
8 / 15اِنشادُ الضّالَّةِ فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن نَشَدَ ضالَّةً فِي المَسجِدِ فَقولوا : لا أدّاهَا اللّهُ عَلَيكَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَمِعَ رَجُلاً يَنشُدُ ضالَّةً فِي المَسجِدِ فَليَقُل : لا رَدَّهَا اللّهُ إلَيكَ ، فَإِنَّ المَساجِدَ لَم تُبنَ لِهذا . (6)
.
ص: 90
عنه صلى الله عليه و آله_ وقَد سَمِعَ رَجُلاً يَنشُدُ ضالَّةً فِي المَسجِدِ _: قولوا لَهُ : لا رَدَّ اللّهُ عَلَيكَ ضالَّتَكَ ، فَإنَّها لِغَيرِ هذا بُنِيَت . (1)
صحيح مسلم عن سلمان بن بريدة عن أبيه :إنَّ رَجُلاً نَشَدَ فِي المَسجِدِ ، فَقالَ : مَن دَعا إلَى الجَمَلِ الأَحمَرِ ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لا وَجَدتَ ، إنَّما بُنِيَتِ المَساجِدُ لِما بُنِيَت لَهُ . (2)
8 / 16إنشادُ الأَشعارِ الباطِلَةِ فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَمِعتُموهُ يُنشِدُ الشِّعرَ فِي المَساجِدِ ، فَقولوا : فَضَّ (3) اللّهُ فاكَ ، إنَّما نُصِبَتِ المَساجِدُ لِلقُرآنِ . (4) نكتة : ما سيأتي من الأحاديث يدلّ على تقرير النبيّ وأهل بيته عليهم السلام على إنشاد الشعر في المسجد ، ولهذا قيّد جمع غفير من الفقهاء في أحكام المسجد ، كراهة إنشاد الأشعار بالأشعار الباطلة .
المعجم الكبير عن جابر بن سمرة :جالَستُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أكثَرَ مِن مِئَةِ مَرَّةٍ فِي المَسجِدِ ،
.
ص: 91
يَجلِسُ أصحابُهُ يَتَناشَدونَ الشِّعرَ . (1)
سنن الترمذي عن عروة عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَضَعُ لِحَسّانَ مِنبَراً فِي المَسجِدِ يَقومُ عَلَيهِ قائِماً يُفاخِرُ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ أو قالَ : يُنافِحُ (2) عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ . و يَقولُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ يُؤَيِّدُ حَسّانَ بِروحِ القُدُسِ ، ما يُفاخِرُ _ أو يُنافِحُ _ عَن رَسولِ اللّهِ . (3)
تاريخ دمشق عن سعيد بن المسيّب :بَينَما حَسّانُ بنُ ثابِتٍ يُنشِدُ الشِّعرَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَجاءَ عُمَرُ فَقالَ : يا حَسّانُ ! أتُنشِدُ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الشِّعرَ؟ قالَ : قَد أنشَدتُ وفيهِ مَن هُوَ خَيرٌ مِنكَ ! قالَ : صَدَقتَ . وَانصَرَفَ . (4)
تاريخ دمشق عن نائل بن طفيل بن عمرو الدوسي :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قَعَدَ في مَسجِدِهِ مُنصَرَفَهُ مِنَ الأَباطِلِ ، فَقَدِمَ عَلَيهِ خفافُ بنُ نَضلَةَ بنِ عُمَرَ بنِ بَهدَلَةَ الثَّقَفيُّ ، فَأَنشَدَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كَم قَد تَحَطَّمَتِ القَلوصُ (5) فِي الدُّجى في مَهمَهٍ قَفرٍ (6) مِنَ الفَلَواتِ... فَاستَحسَنَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقالَ : إنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحرا ، وإنَّ مِنَ الشِّعرِ كَالحِكَمِ . (7)
.
ص: 92
تاريخ دمشق عن يحيى بن سعيد :إنَّ عَبدَاللّهِ بنَ اُنَيسٍ حَدَّثَهُ عَن اُمِّهِ وهِيَ ابنَةُ كَعبِ بنِ مالِكٍ ، أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ عَلى كَعبِ بنِ مالِكٍ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُنشِدُ ، فَلَمّا رَآهُ كَأَنَّهُ القَمَرُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما كُنتُم عَلَيهِ؟ قالَ كَعبٌ : كُنتُ اُنشِدُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَأَنشِدني حَتّى مَرَّ بِقَولِهِ : نُقاتِلُ عَن جِذمِنا (1) كُلَّ قُحمَةٍ (2) فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لا تَقُل : نُقاتِلُ عَن جِذمِنا ، وقُل : عَن دينِنا . (3)
المناقب لابن شهرآشوب :قَدِمَ أعرابيٌّ المَدينَةَ فَسَأَلَ عَن أكرَمِ النّاسِ بِها ، فَدُلَّ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَدَخَلَ المَسجِدَ فَوَجَدَهُ مُصَلِّيا ، فَوَقَفَ بِإِزائِهِ وأنشَأَ : لَم يَخِب الآنَ مَن رَجاكَ ومَن حَرَّكَ مِن دونِ بابِكَ الحَلَقَه أنتَ جَوادٌ وأنتَ مُعتَمَدُ أبوكَ قَد كانَ قاتِلَ الفَسَقَه لَولَا الَّذي كانَ مِن أوائِلِكُم كانَت عَلَينَا الجَحيمُ مُنطَبِقَه قالَ : فَسَلَّمَ الحُسَينُ عليه السلام وقالَ : يا قَنبَرُ ، هَل بَقِيَ شَيءٌ مِن مالِ الحِجازِ؟ قالَ : نَعَم أربَعَةُ آلافِ دينارٍ . فَقالَ : هاتِها ، قَد جاءَ مَن هُوَ أحَقُّ بِها مِنّا . ثُمَّ نَزَعَ بُردَيهِ ولَفَّ الدَّنانيرَ فيهِما وأخرَجَ يَدَهُ مِن شِقِّ البابِ حَياءً مِنَ الأَعرابِيِّ ، وأنشَأَ : خُذها فَإِنّي إلَيكَ مُعتَذِرٌ وَاعلَم بِأَنّي عَلَيكَ ذو شَفَقَه ... . (4)
.
ص: 93
8 / 17النَّومُ فِي المَسجِدِ مِن غَيرِ ضَرورَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قوموا ، لا تَرقُدوا فِي المَسجِدِ . (1)
تاريخ المدينة عن جابر :جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ونَحنُ مُضطَجِعونَ فِي المَسجِدِ ، في يَدِهِ عَسيبٌ (2) رَطبٌ ، فَضَرَبَنا ، فَقالَ : تَرقُدونَ فِي المَسجِدِ ولا يُرقَدُ ؟! . (3)
سنن الدارمي عن أبي ذرّ :أتاني نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأنَا نائِمٌ فِي المَسجِدِ ، فَضَرَبَني بِرِجلِهِ ، قالَ : ألا أراكَ نائِما فيهِ؟ قُلتُ : يا نَبِيَّ اللّهَ غَلَبَتني عَيني . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن نامَ فِي المَسجِدِ بِغَيرِ عُذرٍ ، اِبتَلاهُ اللّهُ بِداءٍ لا زَوالَ لَهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا نَعَسَ أحَدُكُم فِي المَسجِدِ يَومَ الجُمُعَةِ فَليَتَحَوَّل مِن مَجلِسِهِ ذلِكَ إلى غَيرِهِ . (6)
.
ص: 94
8 / 18التَّنَخُّعُ فِي المَسجِدِالإمام عليّ عليه السلام :نَهى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَنِ ... التَّنَخُّعِ (1) فِي المَساجِدِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :عُرِضَت عَلَيَّ أعمالُ اُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها ، فَوَجَدتُ في مَحاسِنِ أعمالِها : الأَذى يُماطُ عَنِ الطَّريقِ . ووَجَدتُ في مَساوِئِ أعمالِها : النُّخاعَةَ تَكونُ فِي المَسجِدِ لا تُدفَنُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :البُزاقُ (4) فِي المَسجِدِ خَطيئَةٌ ، وكَفّارَتُها دَفنُها . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا تَنَخَّمَ أحَدُكُم فِي المَسجِدِ فَليُغَيِّب نُخامَتَهُ ، أن تُصيبَ جِلدَ مُؤمِنٍ أو ثَوبَهُ فَتُؤذِيَهُ . (6)
مسند ابن حنبل عن عبداللّه بن عمر :صَلّى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي المَسجِدِ ، فَرَأى فِي
.
ص: 95
القِبلَةِ نُخامَةً ، فَلَمّا قَضى صَلاتَهُ قالَ : إنَّ أحَدَكُم إذا صَلّى فِي المَسجِدِ فَإِنَّهُ يُناجي رَبَّهُ ، وإنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَستَقبِلُهُ بِوَجهِهِ ، فَلا يَتَنَخَّمَنَّ أحَدُكُم فِي القِبلَةِ ولا عَن يَمينِهِ ، ثُمَّ دَعا بِعودٍ فَحَكَّهُ بِهِ . ثُمَّ دَعا بِخَلوقٍ (1) فَخَضَبَهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا هَمَّ العَبدُ أن يَبزُقَ فِي المَسجِدِ اضطَرَبَت أركانُهُ ، وَانزَوى كَما تَنزَوِي الجِلدَةُ فِي النّارِ ، فَإِن هُوَ ابتَلَعَها أخرَجَ مِنهُ اثنَينِ (3) وسَبعينَ داءً ، وكَتَبَ لَهُ ألفَي ألفِ حَسَنَةٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَسجِدَ لَيَنزَوي مِنَ النُّخامَةِ كَما تَنزَوِي الجِلدَةُ فِي النّارِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن رَدَّ ريقَهُ تَعظيما لِحَقِّ المَسجِدِ ، جُعِلَ ريقُهُ صِحَّةً في بَدَنِهِ ، وعوفِيَ مِن بَلوىً في جَسَدِهِ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن وَقَّرَ المَسجِدَ مِن نُخامَتِهِ لَقِيَ اللّهَ يَومَ القِيامَةِ ضاحِكا ، قَد (7) اُعطِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ ، وإنَّ المَسجِدَ لَيَلتَوي مِنَ النُّخامَةِ كَما يلتَوي أحَدُكُم بِالخَيزُرانِ
.
ص: 96
إذا وَقَعَ بِهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن تَنَخَّعَ فِي المَسجِدِ ثُمَّ رَدَّها في جَوفِهِ لَم تَمُرَّ بِداءٍ في جَوفِهِ إلّا أبرَأَتهُ . (2)
8 / 19دُخولُ المَسجِدِ لِمَن أكَلَ المُؤذِياتِصحيح مسلم عن جابر :نَهى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عن أكلِ البَصَلِ وَالكُرّاثِ ، فَغَلَبَتنا الحاجَةُ فَأَكَلنا مِنها ، فَقالَ : مَن أكَلَ مِن هذِهِ الشَّجَرَةِ المُنتِنَةِ فَلا يَقرَبَنَّ مَسجِدَنا ؛ فَإِنَّ المَلائِكَةَ تَأَذّى مِمّا يَتَأَذّى مِنهُ الإِنسُ . (3)
الكافي عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ عَن أكلِ الثّومِ ، فَقالَ : إنَّما نَهى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَنهُ لِريحِهِ ، فَقالَ : مَن أكَلَ هذِهِ البَقلَةَ الخَبيثَةَ فَلا يَقرَب مَسجِدَنا ، فَأَمّا مَن أكَلَهُ ولَم يَأتِ المَسجِدَ فَلا بَأسَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن أكَلَ مِن هذَا الطَّعامِ فَلا يَدخُل
.
ص: 97
مَسجِدَنا . يَعنِي الثّومَ ، ولَم يَقُل : إنَّهُ حَرامٌ . (1)
سنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدريّ :ذُكِرَ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الثّومُ وَالبَصَلُ ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، وأشَدُّ ذلِكَ كُلِّهِ الثّومُ ، أفَتُحَرِّمُهُ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كُلوهُ ، ومَن أكَلَهُ مِنكُم فَلا يَقرَب هذَا المَسجِدَ حَتّى يَذهَبَ ريحُهُ مِنهُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أكَلَ شَيئا مِنَ المُؤذِياتِ ريحُها فَلا يَقرَبَنَّ المَسجِدَ . (3)
الكافي عن الحسن الزيّات :لَمّا أن قَضَيتُ نُسُكي ، مَرَرتُ بِالمَدينَةِ ، فَسَأَلتُ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَقالَ : هُوَ بِيَنبُعَ (4) ، فَأَتَيتُ يَنبُعَ ، فَقالَ لي : يا حَسَنُ مَشَيتَ إلى هاهُنا؟ قُلتُ : نَعَم جُعِلتُ فِداكَ ، كَرِهتُ أن أخرُجَ و لا أراكَ . فَقالَ عليه السلام : إنّي أكَلتُ مِن هذِهِ البَقلَةِ _ يَعنِي الثَّومَ _ فَأَرَدتُ أن أتَنَحّى عَن مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (5)
8 / 20التِّجارَةُ فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُم مَن يَبيعُ أو يَبتاعُ فِي المَسجِدِ ، فَقولوا : لا أربَحَ اللّهُ
.
ص: 98
تِجارَتَكَ . (1)
8 / 21الصَّلاةُ عَلَى الأَمواتِ فِي المَسجِدِالكافي عن أبي بكر بن عيسى بن أحمد العلوي :كُنتُ فِي المَسجِدِ وقَد جيءَ بِجِنازَةٍ فَأَرَدتُ أن اُصَلِّيَ عَلَيها ، فَجاءَ أبُوالحَسَنِ الأَوَّلُ عليه السلام فَوَضَعَ مِرفَقَهُ في صَدري فَجَعَلَ يَدفَعُني حَتّى أَخرَجَني (2) مِنَ المَسجِدِ ، فَقالَ : يا أبا بَكرٍ ، إنَّ الجَنائِزَ لا يُصلّى عَلَيها فِي المَساجِدِ . (3)
8 / 22إقامَةُ الحُدودِ فِي المَسجِدِسنن ابن ماجة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَهى عَن إقامَةِ الحَدِّ فِي المَساجِدِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُقامُ الحُدودُ فِي المَساجِدِ . (5)
.
ص: 99
8 / 23تِلكَ الأَعمالُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُسَلُّ السُّيوفُ ولا تُنثَرُ النَّبلُ فِي المَساجِدِ ، ولا يُحلَفُ بِاللّهِ فِي المَسجِدِ ، ولا يُمنَعُ القائِلَةُ (1) فِي المَساجِدِ مُقيما ولا ضَيفا ، ولا تُبنى بِالتَّصاوير ولا تُزَيَّنُ بالقَواريرِ (2) ، فَإِنَّما بُنِيَت بِالأَمانَةِ وشُرِّفَت بِالكَرامَةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :خِصالٌ لا تَنبَغي فِي المَسجِدِ : لا يُتَّخَذُ طَريقا ، ولا يُشهَرُ فيهِ سِلاحٌ ... ولا يُضرَبُ فيهِ حَدٌّ ، ولا يُقتَصُّ فيهِ مِن أحَدٍ ، ولا يُتَّخَذُ سوقا . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :نَهى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن أن تُقامَ الحُدودُ فِي المَساجِدِ ، وأن يُرفَعَ فيهَا الصَّوتُ ، أو تُنشَدَ فيهَا الضّالَّةُ ، وأن يُسَلَّ فيهَا السَّيفُ ، أو يُرمى فيها بِالنَّبلِ ، أو أن يُباعَ فيها أو يُشتَرى ، أو يُعَلَّقَ فِي القِبلَةِ منها سِلاحٌ ، أو تُبرى فيها نَبلٌ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :جَنِّبوا مَساجِدَكُم صِبيانَكُم (6) ومَجانينَكُم وشِراءَكُم وبَيعَكُم . (7)
.
ص: 100
الكافي عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام :نَهى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن سَلِّ السَّيفِ فِي المَسجِدِ ، وعَن بَريِ النَّبلِ فِي المَسجِدِ ، قالَ : إنّما بُنِيَ لِغَيرِ ذلِكَ . (1)
سنن أبي داوود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَهى عَنِ الشِّراءِ وَالبَيعِ فِي المَسجِدِ ، وأن تُنشَدَ فيهِ ضالَّةٌ ، وأن يُنشَدَ فيهِ شِعرٌ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ إلَيَّ أن يا أخَا المُرسَلينَ ، ويا أخَا المُنذِرينَ ، أنذِر قَومَكَ لا يَدخُلوا بَيتا مِن بُيوتي ولِأَحَدٍ مِن عِبادي عِندَ أحَدٍ مِنهُم مَظلِمَةٌ ، فَإِنّي ألعَنُهُ مادامَ قائِما يُصَلّي بَينَ يَديَّ حَتّى يَرُدَّ تِلكَ المَظلِمَةَ ، فَأَكونَ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ ، وأكونَ بَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ ، ويَكونَ مِن أولِيائي وأصفِيائي ، ويَكونَ جاري مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ فِي الجَنَّةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ : ما بالُ عِبادي يَدخُلون بُيوتي _ يَعنِي المَساجِدَ _ بِقُلوبٍ غَيرِ طاهِرَةٍ ، وأيدٍ غَيرِ نَقِيَّةٍ ، أبي يَغتَرّونَ؟ أو إيّايَ يُخادِعونَ؟ وعِزَّتي وجَلالي وعُلُوّي فِي ارتِفاعي ، لَأَبتَلِيَنَّهُم بِبَلِيَّةٍ أترُكُ الحَليمَ فيهم حَيرانَ ، لا يَنجو مِنهُم إلّا مَن دَعا كَدُعاءِ الغَريقِ . (4)
.
ص: 101
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أوحى إلَى المَسيحِ عيسَى بنِ مَريَمَ عليهماالسلام : قُل لِلمَلَأِ مِن بَني إسرائيلَ : لا تَدخُلوا بَيتا مِن بُيوتي إلّا بِقُلوبٍ طاهِرَةٍ ، وأبصارٍ خاشِعَةٍ ، وأكُفٍّ نَقِيَّةٍ ، وقُل لَهُم : إنّي غَيرُ مُستَجيبٍ لِأَحَدٍ مِنكُم دَعوَةً ولِأَحَدٍ مِن خَلقي قِبَلَهُ مَظلِمَةٌ . (1)
ج _ ما يَحرُمُ8 / 24تَنجيسُ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :جَنِّبوا مَساجِدَكُمُ النَّجاسَةَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ هذِهِ المَساجِدَ لا تَصلُحُ لِشَيءٍ مِن هذَا البَولِ ولَا القَذَرِ . إنَّما هِيَ لِذِكرِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، وَالصَّلاةِ ، وقِراءَةِ القُرآنِ . (3)
8 / 25وُقوفُ الجُنُبِ وَالحائِضِ فِي المَسجِدِالكتاب(يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَ_رَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ
.
ص: 102
وَلَاجُنُبًا إِلَا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ) . (1)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَلَاجُنُبًا إِلَا عَابِرِى سَبِيلٍ» _: هُوَ الجُنُبُ يَمُرُّ فِي المَسجِدِ مُرورا ولا يَجلِسُ فيهِ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَلَاجُنُبًا إِلَا عَابِرِى سَبِيلٍ» _: ... مَعناهُ : لا تَقرَبوا مواضِعَ الصَّلاةِ مِنَ المَساجِدِ وأنتُم جُنُبٌ إلّا مُجتازينَ . (3)
علل الشرائع عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام :قُلنا لَهُ : الحائِضُ وَالجُنُبُ يَدخُلانِ المَسجِدَ أم لا؟ قالَ الحائِضُ وَالجُنُبُ لا يَدخُلانِ المَسجِدَ إلّا مُجتازَينِ ؛ إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : «وَلَاجُنُبًا إِلَا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ» . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَسجِدَ لا يَحِلُّ لِجُنُبٍ ولا لِحائِضٍ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى كَرِهَ لي سِتَّ خِصالٍ وكَرِهتُهُنَّ لِلأَوصِياء مِن وُلدي وأتباعِهِم مِن بَعدي : ... وإتيانَ المَساجِدِ جُنُبا . (6)
.
ص: 103
الإمام الباقر عليه السلام :الجُنُبُ وَالحائِضُ ... يَدخُلانِ المَسجِدَ مُجتازَينِ ، ولا يَقعُدانِ فيهِ ، ولا يَقرَبانِ المَسجِدَينِ الحَرَمَينِ . (1)
عنه عليه السلام :إذا كانَ الرَّجُلُ نائِما فِي المَسجِدِ الحَرامِ أو مَسجِدِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله فَاحتَلَمَ فَأَصابَتهُ جَنابَةٌ فَليَتَيَمَّم ، ولا يَمُرُّ فِي المَسجِدِ إلّا مُتَيَمِّما حَتّى يَخرُجَ مِنهُ ثُمَّ يَغتَسِلَ ، وكَذلِكَ الحائِضُ إذا أصابَهَا الحَيضُ تَفعَلُ كَذلِكَ ، ولا بَأسَ أن يَمُرّا في سائِرِ المَساجِدِ ولا يَجلِسانِ فيها . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لِلجُنُبِ أن يَمشِيَ فِي المَساجِدِ كُلِّها ، ولا يَجلِسُ فيها إلَا المَسجِدَ الحَرامَ ومَسجِدَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله . (3)
8 / 26وَضعُ الجُنُبِ وَالحائضِ شَيئا فِي المَسجِدِالكافي عن عبد اللّه بن سنان :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الجُنُبِ وَ الحائِضِ يَتَناوَلانِ مِنَ المَسجِدِ المَتاعَ يَكونُ فيهِ؟ قالَ : نَعَم ، و لكِن لايَضَعانِ فِي المَسجِدِ شَيئا . (4)
الكافي عَن زُرارَةَ عَنِ الإمامِ الباقِرِ عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ كَيفَ صارَتِ الحائِضُ تَأخُذُ ما فِي المَسجِدِ و لاتَضَعُ فيهِ؟ فَقالَ : لِأَنَّ الحائِضَ تَستَطيعُ أن تَضَعَ ما في يَدِها في غَيرِهِ ، ولا تَستَطيعُ أن تَأخُذَ ما فيهِ إلّا مِنهُ . (5)
.
ص: 104
. .
ص: 105
الفصل التاسع : هدم المسجدالكتاب(وَ لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَ مِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَوَ تٌ وَ مَسَ_جِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) . (1)
(وَ مَنْ أَظْ_لَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَ_جِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَا خَائِفِينَ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَ لَهُمْ فِى الْأَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في تَفسيرِ مَعنَى الوِلايَةِ _: إنَّ في وِلايَةِ الوالِي الجائِرِ ... هَدمَ المَساجِدِ ، وتَبديلَ سُنَّةِ اللّهِ وَشَرائِعِهِ . (3)
.
ص: 106
. .
ص: 107
الفصل العاشر : أفضل المساجد10 / 1المَسجِدُ الحَرامُالكتاب(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَ__لَمِينَ * فِيهِ ءَايَ_ت بَيِّنَ_تٌ مَّقَامُ إِبْرَ هِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَ__لَمِينَ) . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أعظَمُ المَساجِدِ حُرمَةً ، وأحَبُّها إلَى اللّهِ وأكرَمُها عَلَى اللّهِ تَعالى ، المَسجِدُ الحَرام . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ المَسجِدِ الحَرامِ عَلى مَسجِدي ، كَفَضلِ مَسجِدي عَلَى المَساجِدِ . (3)
.
ص: 108
صحيح البخاري عن أبي ذرّ :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ! أيُّ مَسجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرضِ أوَّلُ؟ قالَ : المَسجِدُ الحَرامُ . قالَ : قُلتُ : ثُمَّ أيُّ؟ قالَ : المَسجِدُ الأَقصى . قُلتُ : كَم كانَ بَينَهُما؟ قالَ : أربَعونَ سَنَةً . (1)
الكافي عن أبي حمزة الثّمالي :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام فِي المَسجِدِ الحَرامِ : لِأَيِّ شَيءٍ سَمّاهُ اللّهُ العَتيقَ؟ فَقالَ : إنَّهُ لَيسَ مِن بَيتٍ وَضَعَهُ اللّهُ عَلى وَجهِ الأَرضِ إلّا لَهُ رَبٌّ و سُكّانٌ يَسكُنونَهُ ، غَيرَ هذَا البَيتِ فَإِنَّهُ لا رَبَّ لَهُ إلَا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ و هُوَ الحُرُّ . (2) ثُمَّ قالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَهُ قَبلَ الأَرضِ ، ثُمَّ خَلَقَ الأَرضَ مِن بَعدِهِ فَدَحاها مِن تَحتِهِ . (3)
تفسير العيّاشي عن سلام الحنّاط عن رجل عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ عَنِ المَساجِدِ الَّتي لَهَا الفَضلُ ، فَقالَ : المَسجِدُ الحَرامُ ومَسجِدُ الرَّسولِ . (4)
الكافي عن معاوية بن عمّار عن الإمام الصّادق عليه السلام قالَ :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامِ فَادخُلهُ حافِيا عَلَى السَّكينَةِ وَ الوَقارِ وَ الخُشوعِ ، و قالَ : ومَن دَخَلَهُ بِخُشوعٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ إن شاءَ اللّهُ . قُلتُ : مَا الخُشوعُ؟ قالَ : السَّكينَةُ ، لا تَدخُلهُ بِتَكَبُّرٍ ، فَإِذَا انتَهَيتَ إلى بابِ
.
ص: 109
المَسجِدِ فَقُم ، و قُل : السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا النَّبِيُّ و رَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ومِنَ اللّهِ و ما شاءَ اللّهُ ، وَالسَّلامُ عَلى أنبِياءِ اللّهِ و رُسُلِهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى إبراهيمَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . فَإِذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَارفَع يَدَيكَ وَ استَقبِلِ البَيتَ ، و قُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ في مَقامي هذا في أوَّلِ مَناسِكي أن تَقبَلَ تَوبَتي ، و أن تَجاوَزَ عَن خَطيئَتي ، و تَضَعَ عَنّي وِزري ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي بَلَغَني بَيتَهُ الحَرامَ ، اللّهُمَّ إنّي أشهَدُ أنَّ هذا بَيتُكَ الحَرامُ الَّذي جَعَلتَهُ مَثابَةً لِلنّاسِ و أمنا مُبارَكاً و هُدىً لِلعالَمينَ ، اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ ، وَ البَلَدُ بَلَدُكَ ، وَ البَيتُ بَيتُكَ ، جِئتُ أطلُبُ رَحمَتَكَ ، و أؤُمُّ طاعَتَكَ ، مُطيعاً لِأَمرِكَ راضِياً بِقَدَرِكَ ، أسأَلُكَ مَسأَلَةَ المُضطَرِّ إلَيكَ الخائِفِ لِعُقوبَتِكَ ، اللّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ ، وَ استَعمِلني بِطاعَتِكَ و مَرضاتِكَ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن صَلّى فِي المَسجِدِ الحَرامِ صَلاةً مَكتوبَةً ، قَبِلَ اللّهُ بِها مِنهُ كُلَّ صَلاةٍ صَلّاهَا مُنذُ يَومَ وَجَبَت عَلَيهِ الصَّلاةُ ، وكُلَّ صَلاةٍ يُصَلّيها إلى أن يَموتَ . (2)
10 / 2مَسجِدُ النَّبِيِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلاةٌ في مَسجِدي مِثلُ ألفِ صَلاةٍ في غَيرِهِ ، إلَا المَسجِدَ الحَرامَ
.
ص: 110
فَإِنَّها خَيرٌ مِن ألفِ صَلاةٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :صَلاةٌ في مَسجِدي تَعدِلُ عِندَاللّهِ عَشرَةَ آلافِ صَلاةٍ في غَيرِهِ مِنَ المَساجِدِ ، إلَا المَسجِدَ الحَرامَ ، فَإِنَّ الصَّلاةَ فيهِ تَعدِلُ مِئَةَ ألفِ صَلاةٍ . (2)
كامل الزيارات عن أبي بكر الحضرمي :أمَرَني أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام أن اُكثِرَ الصَّلاةَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَا استَطَعتُ ، و قالَ : إنَّكَ لا تَقدِرُ عَلَيهِ كُلَّما شِئتَ . (3)
10 / 3المَسجِدَ الأَقصىالكتاب(سُبْحَ_نَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِى بَ_رَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءَايَ_تِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا فَرَغَ سُلَيمانُ بنُ داوودَ مِن بِناءِ بَيتِ المَقدِسِ ، سَأَلَ اللّهَ
.
ص: 111
ثَلاثا : حُكما يُصادِفُ حُكمَهُ ، ومُلكا لا يَنبَغي لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ ، وألّا يَأتِيَ هذَا المَسجِدَ أحَدٌ لا يُريدُ إلَا الصَّلاةَ فيهِ إلّا خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَيَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ . (1)
سنن ابن ماجة عن ميمونة :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ! أفتِنا في بَيتِ المَقدِسِ؟ قالَ : أرضُ المَحشَرِ وَالمَنشَرِ . اِئتوهُ فَصَلّوا فيهِ ، فَإِنَّ صَلاةً فيهِ كَأَلفِ صَلاةٍ في غَيرِهِ . قُلتُ : أرَأَيتَ إن لَم أستَطِع أن أتَحَمَّلَ إلَيهِ ؟ قالَ : فَتُهدي لَهُ زَيتا يُسرَجُ فيهِ ، فَمَن فَعَلَ ذلِكَ فَهُوَ كَمَن أتاهُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :أربَعَةٌ مِن قُصورِ الجَنَّةِ فِي الدُّنيا : المَسجِدُ الحَرامُ ، ومَسجِدُ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، ومَسجِدُ بَيتِ المَقدِسِ ، ومَسجِدُ الكوفَةِ . (3)
10 / 4مَسجِدُ قُباالكتاب(لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) . (4)
.
ص: 112
الحديثالكافي عن الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ عَنِ المَسجِدِ الَّذي اُسِّسََعَلى التَّقوى ؟ قالَ : مَسجِدُ قُبا . (1)
تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام_ في تَفسيرِ ما نَزَلَ بِشَأنِ مَسجِدِ قبا أي : « ... أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ» _: يَعني مِن مَسجِدِ النِّفاقِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أتى مَسجِدي _ مَسجِدَ قُبا _ فَصَلّى فيهِ رَكعَتَينِ ، رَجَعَ بِعُمرَةٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :الصَّلاةُ في مَسجِدِ قُباءَ كَعُمرَةٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَوَضَّأَ فَأَحسَنَ وُضوءَهُ ثُمَّ جاءَ مَسجِدَ قُبا فَرَكَعَ فيهِ أربَعَ رَكَعاتٍ ، كانَ ذلِكَ كَعِدلِ عُمرَةٍ . (5)
صحيح مسلم عن ابن عمر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأتي مَسجِدَ قُباءَ راكِبا وماشِيا ، فَيُصَلّي فيهِ رَكعَتَينِ . (6)
.
ص: 113
10 / 5مَسجِدُ الكوفَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ الدُّنيا أراني مَسجِدَ كوفانَ ، فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، ما هذا؟ قالَ : مَسجِدٌ مُبارَكٌ ، كَثيرُ الخَيرِ عَظيمُ البَرَكَةِ ، اختارَهُ اللّهُ لِأَهلِهِ ، هُوَ يَشفَعُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي مَرَرتُ بِمَوضِعِ مَسجِدِ الكوفَةِ وأنَا عَلَى البُراقِ ومَعي جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ لي : يا مُحَمَّدُ ، انزِل فَصَلِّ في هذَا المَكانِ ، قالَ : فَنَزَلتُ فَصَلَّيتُ . فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، أيُّ شَيءٍ هذَا المَوضِعُ؟ قالَ : يا مُحَمَّدُ ، هذِهِ كوفانُ ، وهذا مَسجِدُها ، أمّا أنَا فَقَد رَأَيتُها عِشرينَ مَرَّةً خَرابا ، وعِشرينَ مَرَّةً عُمرانا ، بَينَ كُلِّ مَرَّتَينِ خَمسُمِئَةِ سَنَةٍ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لَكَأَنَّي بِمَسجِدِ كوفانَ يَأتي يَومَ القِيامَةِ مُحرِما في مُلاءَتَينِ ، يَشهَدُ لِمَن صَلّى فيهِ رَكعَتَينِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :أربَعَةٌ مِن قُصورِ الجَنَّةِ فِي الدُّنيا : المَسجِدُ الحَرامُ ، ومَسجِدُ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، ومَسجِدُ بَيتِ المَقدِسِ ، ومَسجِدُ الكوفَةِ . (4)
عنه عليه السلام :النّافِلَةُ في هذَا المَسجِدِ تَعدِلُ عُمرَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وَالفَريضَةُ فيهِ تَعدِلُ
.
ص: 114
حَجَّةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وقَد صَلّى فيهِ ألفُ نَبِيٍّ وألفُ وَصِيٍّ . (1)
عنه عليه السلام_ في حَديثٍ لَهُ في فَضلِ مَسجِدِ الكوفَةِ _: فيهِ نَجَرَ نوحٌ سَفينَتَهُ ، وفيهِ فارَ التَّنّورُ ، وبِهِ كانَ بَيتُ نوحٍ ومَسجِدُهُ . (2)
عنه عليه السلام :إنَّ مَسجِدَ الكوفَةِ رابِعُ أربَعَةِ مَساجِدَ لِلمُسلِمينَ ، رَكعَتانِ فيهِ أحَبُّ إلَيَّ مِن عَشرٍ فيما سِواهُ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن الأَصبَغ بن نُباتة :بَينا نَحنُ ذاتَ يَومٍ حَولَ أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام في مَسجِدِ الكوفَةِ ، إذ قالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ، لَقَد حَباكُمُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ بِما لَم يَحبُ بِهِ أحَدا مِن فَضلٍ : مُصَلّاكُم بَيتُ آدَمَ ، وبَيتُ نوحٍ ، وبَيتُ إدريسَ ، ومُصَلّى إبراهيمَ الخَليلِ ، ومُصَلّى أخِيَ الخِضرِ عليهم السلام ، ومُصَلّاي ، وإنَّ مَسجِدَكُم هذا لَأَحَدُ الأَربَعَةِ المَساجِدِ الَّتِي اختارَهَا اللّهُ عَزَّوجَلَّ لِأَهلِها ، وكَأَنّي قَد اُتِيَ بِهِ يَومَ القِيامَةِ في ثَوبَينِ أبيَضَينِ يَتَشَبَّهُ بِالمُحرِمِ ، ويَشفَعُ لِأَهلِهِ ولِمَن يُصَلّي فيهِ فَلا تُرَدُّ شَفاعَتُهُ ، ولا تَذهَبُ الأَيّامُ وَاللَّيالي حَتّى يُنصَبَ الحَجَرُ الأَسوَدُ فيهِ . ولَيَأتِيَنَّ عَلَيهِ زَمانٌ يَكونُ مُصَلَّى المَهدِيِّ مِن وُلدي ، ومُصَلّى كُلِّ مُؤمِنٍ ، ولا يَبقى عَلَى الأَرضِ مُؤمِنٌ إلّا كانَ بِهِ أو حَنَّ قَلبُهُ إلَيهِ ، فَلا تَهجُروهُ ، وتَقَرَّبوا إلَى اللّهِ
.
ص: 115
عَزَّوجَلَّ بِالصَّلاةِ فيهِ ، وَارغَبوا إلَيهِ في قَضاءِ حَوائِجِكُم ، فَلَو يَعلَمُ النّاسُ ما فيهِ مِنَ البَرَكَةِ لَأَتَوهُ مِن أقطارِ الأَرضِ ولَو حَبوا (1) عَلَى الثَّلجِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ في مَسجِدِ الكوفَةِ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَالمُؤمِنينَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، فَرَدَّ عَلَيهِ ، فَقالَ : جُعِلتُ فِداكَ إنّي أرَدتُ المَسجِدَ الأَقصى ، فَأَرَدتُ أن اُسَلِّمَ عَلَيكَ واُوَدِّعَكَ . فَقالَ لَهُ : فَأَيَّ شَيءٍ أرَدتَ بِذاكَ ؟ فَقالَ : الفَضلَ جُعِلتُ فِداكَ . قالَ : فَبِع راحِلَتَكَ ، وكُل زادَكَ ، وصَلِّ في هذَا المَسجِدِ ، فَإِنَّ الصَّلاةَ المَكتوبَةَ فيهِ حَجَّةٌ مَبرورَةٌ ، وَالنّافِلَةَ فيهِ عُمرَةٌ مَبرورَةٌ ، وَالبَرَكَةَ فيهِ عَلَى اثنَي عَشَرَ ميلاً (3) ، يَمينُهُ يُمنٌ ، ويَسارُهُ مَكرٌ (4) ، وفي وَسَطِهِ عَينٌ مِن دُهنٍ ، وعَينٌ مِن لَبَنٍ ، وعَينٌ مِن ماءٍ شَرابٍ لِلمُؤمِنينَ ، وعَينٌ مِن ماءٍ طُهرٍ لِلمُؤمِنينَ ، مِنهُ سارَت سَفينَةُ نوحٍ عليه السلام ، وكانَ فيهِ نَسرٌ ويَغوثُ ويَعوقُ ، صَلّى فيهِ سَبعونَ نَبِيّا وسَبعونَ وَصِيّا أنَا أحَدُهُم . وقالَ (5) بِيَدِهِ في صَدرِهِ : مادَعا فيهِ مَكروبٌ بِمَسأَلَةٍ في حاجَةٍ مِنَ الحَوائِجِ ، إلّا أجابَهُ اللّهُ وفَرَّجَ عَنهُ كُربَتَهُ . (6)
.
ص: 116
معجم البلدان عن حَبَّة العُرَنيّ :كُنتُ جالِسا عِندَ عَلِيٍّ عليه السلام فَأتاهُ رَجُلٌ ، فَقالَ : يا أميرَالمُؤمِنينَ ، هذِهِ راحِلَتي وزادي اُريدُ هذَا البَيتَ _ أعني بَيتَ المَقدِسِ _ . فَقالَ عليه السلام : كُل زادَكَ ، وبِع راحِلَتَكَ ، وعَلَيكَ بِهذَا المَسجِدِ _ يَعني مَسجِدَ الكوفَةِ _ فَإِنَّهُ أحَدُ المَساجِدِ الأَربَعَةِ . رَكعَتانِ فيهِ تَعدِلانِ عَشرا فيما سِواهُ مِنَ المَساجِدِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :لَو يَعلَمُ النّاسُ ما في مَسجِدِ الكوفَةِ ، لَأَعَدّوا لَهُ الزّادَ وَالرَّواحِلَ مِن مَكانٍ بَعيدٍ ، إنَّ صَلاةً فَريضَةً فيهِ تَعدِلُ حَجَّةً ، وصَلاةً نافِلَةً تَعدِلُ عُمرَةً . (2)
كامل الزيارات عن حَنان بن سَدير :كُنتُ عِندَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ وجَلَسَ ، فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : مِن أيِّ البِلادِ أنتَ ؟ قالَ : فَقالَ الرَّجُلُ : أنَا مِن أهلِ الكوفَةِ ، وأنَا لَكَ مُحِبٌّ مُوالٍ . قالَ : فَقالَ له أبو جَعفَرٍ عليه السلام : أتُصَلّي في مَسجِدِ الكوفَةِ كُلَّ صَلَواتِكَ؟ قالَ : فَقالَ الرَّجل : لا . فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إنَّكَ لَمَحرومٌ مِنَ الخَيرِ . (3)
كامل الزيارات عن أبي عُبَيدة الحَذّاء :قال أبو جَعفَرٍ عليه السلام : لا تَدَع يا أبا عُبَيدَةَ الصَّلاةَ في مَسجِدِ الكوفَةِ ولَو أتَيتَهُ حَبوا ، فَإِنَّ الصَّلاةَ فيهِ بِسَبعينَ صَلاةً في غَيرِهِ مِنَ المَساجِدِ . (4)
.
ص: 117
الإمام الباقر عليه السلام :مَسجِدُ كوفانَ رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، صَلّى فيهِ ألفُ نَبِيٍّ وسَبعونَ نَبِيّا ، ومَيمَنَتُهُ رَحمَةٌ ، ومَيسَرَتُهُ مَكرٌ ، فيهِ عَصا موسى عليه السلام ، وشَجَرَةُ يَقطينٍ ، وخاتَمُ سُلَيمانَ عليه السلام ، ومِنهُ فارَ التَّنّورُ ، ونُجِرَتِ السَّفينَةُ ، وهِيَ صُرَّةُ (1) بابِلَ ، ومَجمَعُ الأَنبِياءِ عليهم السلام . (2)
المزار الكبير عن حمّاد بن زيد الحارثيّ :كُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام وَالبَيتُ غاصٌّ مِنَ الكوفِيّينَ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنهُم : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنّي ناءٍ عَنِ المَسجِدِ ولَيسَ لي نِيَّةُ الصَّلاةِ فيهِ . فَقالَ عليه السلام : ائِتِهِ ، فَلَو يَعلَمُ النّاسُ ما فيهِ لَأَتَوهُ ولَو حَبوا . قالَ : إنّي أشتَغِلُ . قالَ : فَآئتِهِ ولا تَدَعهُ ما أمكَنَكَ ، وعَلَيكَ بِمَيامِنِهِ مِمّا يلَي أبوابَ كِندَةَ ، فَإِنَّهُ مَقامُ إبراهيمَ عليه السلام ، وعِندَ الخامِسَةِ مَقامُ جَبرَئيلَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو يَعلَمُ النّاسُ مِن فَضلِهِ ما أعلَمُ لَازدَحَموا عَلَيهِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :صَلاةٌ في مَسجِدِ الكوفَةِ بِأَلفِ صَلاةٍ . (4)
الكافي عن هارون بن خارجة عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :قالَ لي : يا هارونَ بنَ خارِجَةَ! كَم بَينَكَ وبَينَ مَسجِدِ الكوفَةِ ، يَكونُ ميلاً؟ قُلتُ : لا ، قالَ : فَتُصَلّي فيهِ الصَّلَواتِ كُلَّها؟ قُلتُ : لا .
.
ص: 118
فَقالَ : أما لَو كُنتُ بِحَضرَتِهِ لَرَجَوتُ ألّا تَفوتَني فيهِ صَلاةٌ ، وتَدري ما فَضلُ ذلِكَ المَوضِعِ؟ ما مِن عَبدٍ صالِحٍ ولا نَبِيٍّ إلّا وقَد صَلّى في مَسجِدِ كوفانَ ، حَتّى إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا أسرَى اللّهُ بِهِ ، قالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام : تَدري أينَ أنتَ يا رَسولَ اللّهِ السّاعَةَ؟ أنتَ مُقابِلُ مَسجِدِ كوفانَ . قالَ : فَاستَأذِن لي رَبّي حَتّى آتِيَهُ فَاُصَلِّيَ فيهِ رَكعَتَينِ . فَاستَأذَنَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ ، فَأَذِنَ لَهُ . وإنَّ مَيمَنَتَهُ لَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، وإنَّ وَسَطَهُ لَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، وإنَّ مُؤَخَّرَهُ لَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، وإنَّ الصَّلاةَ المَكتوبَةَ فيهِ لَتَعدِلُ ألفَ صَلاةٍ ، وإنَّ النّافِلَةَ فيهِ لَتَعدِلُ خَمسَمِئَةِ صَلاةٍ ، وإنَّ الجُلوسَ فيهِ بِغَيرِ تِلاوَةٍ ولا ذِكرٍ لَعِبادَةٌ ، ولَو عَلِمَ النّاسُ ما فيهِ لَأَتَوهُ ولَوحَبوا . (1)
الكافي عن المفضّل بن عمر :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام بِالكوفَةِ أيّامَ قَدِمَ عَلى أبِي العَبّاسِ [السَّفّاحِ] ، فَلَمَّا انتَهَينا إلَى الكُناسَةِ (2) قالَ : ههُنا صُلِبَ عَمّي زَيدٌ رحمه الله ، ثُمَّ مَضى حَتَّى انتَهى إلى طاقِ الزَّيّاتينَ وهُوَ آخِرُ السَّرّاجينَ ، فَنَزَلَ وقالَ : اِنزِل فَإِنَّ هذَا المَوضِعَ كانَ مَسجِدَ الكوفَةِ الأَوَّلَ الَّذي خَطَّهُ آدَمُ عليه السلام ، وأنَا أكرَهُ أن أدخُلَهُ راكِبا ، قالَ : قُلتُ : فَمَن غَيَّرَهُ عَن خِطَّتِهِ؟ قالَ : أمّا أوَّلُ ذلِكَ فَالطّوفانُ في زَمَنِ نوحٍ عليه السلام ، ثُمَّ غَيَّرَهُ أصحابُ كِسرى ونُعمانَ ، ثُمَّ غَيَّرَهُ بَعدُ زِيادُ بنُ أبي سُفيانَ . فَقُلتُ : وكانَتِ الكوفَةُ ومَسجِدُها في زَمَنِ نوحٍ عليه السلام ؟
.
ص: 119
فَقالَ لي : نَعَم يا مُفَضَّلُ ، وكانَ مَنزِلُ نوحٍ وقَومِهِ في قَرَيةٍ عَلى مَنزِلٍ مِنَ الفُراتِ مِمّا يَلي غَربِيَّ الكوفَةِ ، قالَ : وكانَ نوحٌ عليه السلام رَجُلاً نَجّارا فَجَعَلَهُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ نَبِيّا وَانتَجَبَهُ ، ونوحٌ عليه السلام أوَّلُ مَن عَمِلَ سَفينَةً تَجري عَلى ظَهرِ الماءِ ، ولَبِثَ نوحٌ عليه السلام في قَومِهِ ألفَ سَنَةٍ إلّا خَمسينَ عاما ، يَدعوهُم إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ فَيَهزَؤونَ بِهِ ويَسخَرونَ مِنهُ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ مِنهُم دَعا عَلَيهِم ، فَقالَ : «رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَ_فِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَ لَا يَلِدُواْ إِلَا فَاجِرًا كَفَّارًا» . (1) فَأَوحَى اللّهُ عَزَّوجَلَّ إلى نوحٍ : أنِ اصنَع سَفينَةً وأوسِعها وعَجِّل عَمَلَها ، فَعَمِلَ نوحٌ سَفينَةً في مَسجِدِ الكوفَةِ بِيَدِهِ ، فَأَتى بِالخَشَبِ مِن بُعدٍ حَتّى فَرَغَ مِنها . (2)
الكافي عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :قُلتُ لَهُ : إنَّ مَسجِدَ الكوفَةِ قَديمٌ؟ فَقالَ : نَعَم ، وهُوَ مُصَلَّى الأَنبِياءِ عليهم السلام ، ولَقَد صَلّى فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ اُسرِيَ بِهِ إلَى السَّماءِ ، فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام : يا مُحَمَّدُ هذا مَسجِدُ أبيكَ آدَمَ عليه السلام ومُصَلَّى الأَنبِياءِ عليهم السلام ، فَانزِل فَصَلِّ فيهِ ، فَنَزَلَ فَصَلّى فيهِ ، ثُمَّ إنَّ جَبرَئيلَ عليه السلام عَرَجَ بِهِ إلَى السَّماءِ . (3)
الكافي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :سَمِعتُهُ يَقولُ : نِعمَ المَسجِدُ مَسجِدُ الكوفَةِ ، صَلّى فيهِ ألفُ نَبِيٍّ وألفُ وَصِيٍّ ، ومِنهُ فارَ التَّنّورُ ، وفيهِ نُجِرَتِ السَّفينَةُ ، مَيمَنَتُهُ رِضوانُ اللّهِ ، ووَسَطُهُ رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، ومَيسَرَتُهُ مَكرٌ .
.
ص: 120
فَقُلتُ لِأَبي بَصيرٍ : ما يَعني بِقولِهِ «مَكرٌ» ؟ قالَ : يَعني مَنازِلَ السُّلطانِ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :الصَّلاةُ في مَسجِدِ الكوفَةِ فَردا ، أفضَلُ مِن سَبعينَ صَلاةً في غَيرِهِ جَماعَةً . (2)
عنه عليه السلام :إنَّ مَسجِدَ الكوفَةِ بَيتُ نوحٍ عليه السلام ، لَو دَخَلَهُ رَجُلٌ مِئَةَ مَرَّةٍ لَكَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ مَغفِرَةٍ ، لِأَنَّ فيهِ إجابَةَ دَعوَةِ نوحٍ عليه السلام ، حَيثُ قالَ : «رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَ لِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا» (3) . (4)
10 / 6مَسجِدُ السَّهلَةِتهذيب الأحكام عن أبي بكر الحضرمي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قالَ :قُلتُ لَهُ : أيُّ البِقاعِ أفضَلُ بَعدَ حَرَمِ اللّهِ وحَرَمِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : الكوفَةُ يا أبا بَكرٍ ، هِيَ الزَّكِيَّةُ الطّاهِرَةُ ، فيها قُبورُ النَّبِيّينَ المُرسَلينَ وغَيرِ المُرسَلينَ وَالأَوصِياءِ الصّادِقينَ ، وفيها مَسجِدُ سُهَيلٍ الَّذي لَم يَبعَثِ اللّهُ نَبِيّا إلّا وقَد صَلّى فيهِ ، وفيها يَظهَرُ عَدلُ اللّهِ ، وفيها يَكونُ قائِمُهُ وَالقُوّامُ مِن بَعدِهِ ، وهِيَ مَنازِلُ النَّبِيّينَ وَالأَوصِياءِ وَالصّالِحينَ . (5)
.
ص: 121
الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن مَكروبٍ يَأتي مَسجِدَ السَّهلَةِ فَيُصَلّي فيهِ رَكعَتَينِ بَينَ العِشاءَينِ ويَدعُو اللّهَ تَعالى ، إلّا فَرَّجَ اللّهُ كَربَهُ . (1)
عنه عليه السلام :بِالكوفَةِ مَسجِدٌ يُقالُ لَهُ : مَسجِدُ السَّهلَةِ ، لَو أنَّ عَمّي زيدا أتاهُ فَصَلّى فيهِ وَاستَجارَ اللّهَ لَأَجارَهُ عِشرينَ سَنَةً ، فيهِ مُناخُ الرّاكِبِ [الخضر عليه السلام ] ، وبَيتُ إدريسَالنَّبِيِّ عليه السلام ، وما أتاهُ مَكروبٌ قَطُّ فَصَلّى فيهِ بَينَ العِشاءَينِ ودَعَا اللّهَ ، إلّا فَرَّجَ اللّهُ كُربَتَهُ . (2)
تهذيب الأحكام عن عبدالرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قالَ :سَمِعتُهُ يَقولُ لِأَبي حَمزَةَ الثُّماليِّ : يا أبا حَمزَةَ ، هَل شَهِدتَ عَمّي لَيلَةَ خَرَجَ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَهَل صَلّى في مَسجِدِ سُهَيلٍ ؟ قالَ : وأينَ مَسجِدُ سُهَيلٍ ، لَعَلَّكَ تَعني مَسجِدَ السَّهلَةِ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما إنَّهُ لَو صَلّى فيهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ استَجارَ بِاللّهِ لَأَجارَهُ سَنَةً . فَقالَ أبو حَمزَةَ : بِأَبي أنتَ واُمّي ، هذا مَسجِدُ السَّهلَةِ؟ قالَ : نَعَم ، فيهِ بَيتُ إبراهيمَ الَّذي كانَ يَخرُجُ مِنهُ إلَى العَمالِقَةِ (3) ، وفيهِ بَيتُ إدريسَ الَّذي كانَ يَخيطُ فيهِ ، وفيهِ صَخرَةٌ خَضراءُ فيها صورَةُ جَميعِ النَّبِيّينَ عليهم السلام ، وتَحتَ الصَّخرَةِ الطّينَةُ الَّتي خَلَقَ اللّهُ مِنهَا النَّبِيّينَ ، وفيهِ المِعراجُ . 4
قرب الإسناد عن العَلاءِ بن رَزينٍ :قالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : تُصَلّي (4) فِي المَسجِدِ
.
ص: 122
الَّذي عِندَكُمُ الَّذي تُسَمّونَهُ مَسجِدَ السَّهلَةِ ، ونَحنُ نُسمّيهِ مَسجِدَ الشِّرى ، قُلتُ : إنّي لَاُصَلّي فيهِ جُعِلتُ فِداكَ . قالَ : اِئتِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَم يَأتِهِ مَكروبٌ إلّا فَرَّجَ اللّهُ كُربَتَهُ _ أو قالَ : قَضى حاجَتَهُ _ وفيهِ زَبَرجَدَةٌ فيها صورَةُ كُلِّ نَبِيٍّ وكُلِّ وَصِيٍّ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ الكوفَةَ فَائتِ مَسجِدَ السَّهلَةِ ، فَصَلِّ فيهِ وَاسأَلِ اللّهَ حاجَتَكَ لِدينِكَ ودُنياكَ ، فَإِنَّ مَسجِدَ السَّهلَةِ بَيتُ إدريسَ عليه السلام الَّذي كانَ يَخيطُ فيهِ ويُصَلّي فيهِ ، ومَن دَعَا اللّهَ فيهِ بِما أحَبَّ قَضى لَهُ حَوائِجَهُ ، ورَفَعَهُ يَومَ القِيامَةِ مَكانا عَلِيّا إلى دَرَجَةِ إدريسَ ، واُجيرَ مِن مَكروهِ الدُّنيا ومَكائِدِ أعدائِهِ . (2)
عنه عليه السلام_ في ذِكر مَسجِدِ السَّهلَةِ _: أما إنَّهُ مَنزِلُ صاحِبِنا إذا قامَ بِأَهلِهِ . (3)
قصص الأنبياء عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :يا أبا مُحَمَّدٍ ، كَأَنّي أرى نُزولَ القائِمِ في مَسجِدِ السَّهلَةِ بِأَهلِهِ وعِيالِهِ . قُلتُ : يَكونُ مَنزِلَهُ؟ قالَ : نَعَم ، هُوَ مَنزِلُ إدريسَ عليه السلام ، وما بَعَثَ اللّهُ نَبِيّا إلّا وقَد صَلّى فيهِ ، وَالمُقيمُ فيهِ كَالمُقيمِ في فُسطاطِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وما مِن مُؤمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ إلّا وقَلبُهُ يَحِنُّ إلَيهِ ، وما مِن يَومٍ ولا لَيلَةٍ إلّا وَالمَلائِكَةُ يَأوونَ إلى هذَا المَسجِدِ يَعبُدونَ اللّهَ فيهِ . يا أبا مُحَمَّدٍ ، أما إنّي لَوكُنتُ بِالقُربِ مِنكُم ما صَلَّيتُ صَلاةً إلّا فيهِ ، ثُمَّ إذا قامَ قائِمُنَا انتَقَمَ اللّهُ لِرَسولِهِ ولَنا أجمَعينَ . (4)
.
ص: 123
10 / 7مَسجِدُ الخَيفِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلّى في مَسجِدِ الخَيفِ سَبعونَ نَبِيّا ، مِنهُم موسى عليه السلام . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :صَلّى في مَسجِدِ الخَيفِ سَبعُمِئَةِ نَبِيٍّ . (2)
عنه عليه السلام :مَن صَلّى في مَسجِدِ الخَيفِ بِمِنى مِئَةَ رَكعَةٍ قَبلَ أن يَخرُجَ مِنهُ ، عَدَلَت عِبادَةَ سَبعينَ عاما ، ومَن سَبَّحَ اللّهَ فيهِ مِئَةَ تَسبيحَةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ كَأَجرِ عِتقِ رَقَبَةٍ ، ومَن هَلَّلَ اللّهَ فيهِ مِئَةَ تَهليلَةٍ عَدَلَت أجرَ إحياءِ نَسَمَةٍ ، ومَن حَمِدَ اللّهَ فيهِ مِئَةَ تَحميدَةٍ عَدَلَت أجرَ خَراجِ العِراقَينِ (3) يَتَصَدَّقُ بِهِ في سَبيلِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :صَلِّ في مَسجِدِ الخَيفِ وهُوَ مَسجِدُ مِنى ، وكانَ مَسجِدُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى عَهدِهِ عِندَ المَنارَةِ الَّتي في وَسَطِ المَسجِدِ وفَوقَها إلَى القِبلَةِ نَحوا مِن ثَلاثينَ ذِراعا وعَن يَمينِها وعَن يَسارِها وخَلفِها نَحوا مِن ذلِكَ . فَقالَ : فَتَحَرَّ ذلِكَ فَإِنِ استَطَعتَ أن يَكونَ مُصَلّاكَ فيهِ فَافعَل ، فَإِنَّهُ قَد صَلّى فيهِ ألفُ نَبِيٍّ ، وإنَّما سُمِّيَ الخَيفَ لِأَنَّهُ مُرتَفِعٌ عَنِ الوادي ، ومَا ارتَفَعَ عَنهُ يُسمَّى خَيفا . (5)
.
ص: 124
10 / 8مَسجِدُ الغَديرِالإمام الصادق عليه السلام :يُستَحَبُّ الصَّلاةُ في مَسجِدِ الغَديرِ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أقامَ فيهِ أميرَالمُؤمِنينَ عليه السلام ، وهُوَ مَوضِعٌ أظهَرَ اللّهُ عز و جل فيهِ الحَقَّ . (1)
الكافي عن عبدالرحمن بن الحجّاج :سَأَلتُ أبا إبراهيمَ عليه السلام عَنِ الصَّلاةِ في مَسجِدِ غَديرِ خُمٍّ بِالنَّهارِ وأنَا مُسافِرٌ . فَقالَ : صَلِّ فيهِ ؛ فَإِنَّ فيهِ فَضلاً ، وقَد كانَ أبي يَأمُرُ بِذلِكَ . (2)
10 / 9مَسجِدُ الفَتحِمسند ابن حنبل عن جابر بن عبد اللّه :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله دَعا في مَسجِدِ الفَتحِ ثَلاثا ، يَومَ الإِثنَينِ ، ويَومَ الثَّلاثاءِ ، ويَومَ الأَربِعاءِ ، فَاستُجيبَ لَهُ يَومَ الأَربِعاءِ بَينَ الصَّلاتَينِ ، فَعُرِفَ البُشرُ في وَجهِهِ . (3)
10 / 10مَسجِدُ الفَضيخِالإمام الباقر عليه السلام :سُمِّيَ المَسجِدُ الَّذي قَعَدَ فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ اُكفِئَتِ المَشرَبَةُ
.
ص: 125
مَسجِدَ الفَضيخِ مِن يَومَئِذٍ ، لِأَنَّهُ كانَ أكثَرُ شَيءٍ اُكفِئَ مِنَ الأَشرِبَةِ الفَضيخَ (1) . (2)
الكافي عن ليث المرادي :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن مَسجِدِ الفَضيخِ ، لِمَ سُمِّيَ مَسجِدَ الفَضيخِ؟ فَقالَ : لِنَخلٍ يُسَمَّى الفَضيخَ ، فَلِذلِكَ سُمِّيَ مَسجِدَ الفَضيخِ . (3)
الكافي عن عمّار بن موسى :دَخَلتُ أنَا وأبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام مَسجِدَ الفَضيخِ ، فَقالَ : يا عَمّارُ ، تَرى هذِهِ الوَهدَةَ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : كانَتِ امرَأَةُ جَعفَرٍ الَّتي خَلَفَ عَلَيها أميرُ المؤمنينَ عليه السلام قاعِدَةً في هذَا المَوضِعِ ومَعَهَا ابناها مِن جَعفَرٍ فَبَكَت ، فَقالَ لَهَا ابناها : ما يُبكيكِ يا اُمَّه؟ قالَت : بَكَيتُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقالا لَها : تَبكينَ لِأَميرِالمُؤمِنينَ ولا تَبكينَ لِأَبينا؟ قالَت : لَيس هذا هكَذا ، ولكِن ذَكَرتُ حَديثا حَدَّثَني بِهِ أميرُ المُؤمنينَ عليه السلام في هذَا المَوضِعِ فَأَبكاني ، قالا : وما هُوَ؟ قالَت : كُنتُ أنَا وأميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام في هذَا المَسجِدِ ، فَقالَ لي : تَرَينَ هذِهِ الوَهدَةَ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : كُنتُ أنَا ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قاعِدَينِ فيها ، إذ وَضَعَ رَأسَهُ في حِجري ثُمَّ خَفَقَ حَتّى غَطَّ ، وحَضَرَت صَلاةُ العَصرِ فَكَرِهتُ أن اُحَرِّكَ رَأسَهُ عَن فَخِذي فَأَكونَ قَد آذَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى ذَهَبَ الوَقتُ وفاتَت . فَانتَبَهَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا عَلِيُّ ، صَلَّيتَ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : ولِمَ ذلِكَ ؟ قُلتُ : كَرِهتُ أن اُوذِيَكَ .
.
ص: 126
قالَ : فَقامَ وَاستَقبَلَ القِبلَةَ ومَدَّ يَدَيهِ كِلتَيهِما ، وقالَ : اللّهُمَّ رُدَّ الشَّمسَ إلى وَقتِها حَتّى يُصَلِّيَ عَلِيٌّ ، فَرَجَعَتِ الشَّمسُ إلى وَقتِ الصَّلاةِ حَتّى صَلَّيتُ العَصرَ ، ثُمَّ انقَضَّتِ انقِضاضَ الكَوكَبِ . (1)
10 / 11تِلكَ المَساجِدُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ مُسبِغاتٌ وأربَعٌ ماحِياتٌ ... وأمَّا الماحِياتُ فَصِيامُ شَهرِ رَمَضانَ ، وَحِجُّ البَيتِ ، وإتيانُ مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ ، وإتيانُ مَسجِدِ بَيتِ المَقدِسِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ : المَسجِدِ الحَرامِ ، ومَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ومَسجِدِ الكوفَةِ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ بِالكوفَةِ مَساجِدَ مَلعونَةً ومساجِدَ مُبارَكَةً ، فَأَمَّا المُبارَكَةُ فَمَسجِدُ غَنِيٍّ (4) ، وَاللّهِ إنَّ قِبلَتَهُ لَقاسِطَةٌ ، وإنَّ طينَتَهُ لَطَيِّبَةٌ ، ولَقَد وَضَعَهُ رَجُلٌ مُؤمِنٌ ، ولا تَذهَبُ الدُّنيا حَتّى تَفَجَّرَ مِنهُ عَينانِ ، وتَكونُ عِندَهُ جَنَّتانِ ، وأهلُهُ مَلعونونَ وهُوَ مَسلوبٌ مِنهُم ، ومَسجِدُ بَني ظَفَرٍ وهُوَ مَسجِدُ السَّهلَةِ ، ومَسجِدٌ بِالخَمراءِ ، ومَسجِدُ جُعفيٍّ ولَيسَ هُوَ اليَومَ مَسجِدَهُم _ قالَ : دَرَسَ _ . (5)
.
ص: 127
عنه عليه السلام :المَساجِدُ الأَربَعَةُ : المَسجِدُ الحَرامُ ، ومَسجِدُ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، ومَسجِدُ بَيتِ المَقدِسِ ، ومَسجِدُ الكوفَةِ ، يا أبا حَمزَةَ ، الفَريضَةُ فيها تَعدِلُ حَجَّةً ، وَالنّافِلَةُ تَعدِلُ عُمرَةً . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :لا تَدَع إتيانَ المَشاهِدِ كُلِّها ، مَسجِدِ قُباءَ ؛ فَإِنَّهُ المَسجِدُ الَّذي اُسِّسَ عَلَى التَّقوى مِن أوَّلِ يَومٍ ، ومَشرَبَةِ (2) اُمِّ إبراهيمَ ، ومَسجِدِ الفَضيخِ ، وقُبورِ الشُّهداءِ ، ومَسجِدِ الأَحزابِ ؛ وهُوَ مَسجِدُ الفَتحِ . (3)
الكافي عن عقبة بن خالد :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام إنّا نَأتِي المَساجِدَ الَّتي حَولَ المَدينَةِ ، فَبِأَيِّها أبدَأُ؟ فَقالَ : اِبدَأ بِقُباءَ فَصَلِّ فيهِ وأكثِر ؛ فَإِنَّهُ أوَّلُ مَسجِدٍ صَلّى فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في هذِهِ العَرصَةِ ، ثُمَّ ائتِ مَشرَبَةَ اُمِّ إبراهيمَ عليه السلام فَصَلِّ فيها ، وهِيَ مَسكَنُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ومُصَلّاهُ ، ثُمَّ تَأتي مَسجِدَ الفَضيخِ فَتُصَلّي فيهِ ، فَقَد صَلّى فيهِ نَبِيُّكَ ، فَإِذا قَضَيتَ هذَا الجانِبَ أتَيتَ جانِبَ اُحُدٍ ، فَبَدَأتَ بِالمَسجِدِ الَّذي دونَ الحَرَّةِ فَصَلَّيتَ فيهِ ، ثُمَّ مَرَرتَ بِقَبرِ حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطَّلبِ عليه السلام فَسَلَّمتَ عَلَيهِ ، ثُمَّ مَرَرتَ بِقُبورِ الشُّهَداءِ فَقُمتَ عِندَهُم ، فَقُلتَ : «السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ الدِّيارِ ، أنتُم لَنا فَرَطٌ وإنّا بِكُم لاحِقونَ» . ثُمَّ تَأتِي المَسجِدَ الَّذي كانَ فِي المَكانِ الواسِعِ إلى جَنبِ الجَبَلِ عَن يَمينِكَ حينَ تَدخُلُ اُحُدا فَتُصَلّي فيهِ ، فَعِندَهُ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلى اُحُدٍ حَيثُ لَقِيَ المُشرِكينَ ، فَلَم يَبرَحوا حَتّى حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلّى فيهِ ، ثُمَّ مُرَّ أيضا حَتّى تَرجِعَ فَتُصَلِّيَ عِندَ قُبورِ
.
ص: 128
الشُّهَداءِ ما كَتَبَ اللّهُ لَكَ . ثُمَّ امضِ عَلى وَجهِكَ حَتّى تَأتِيَ مَسجِدَ الأَحزابِ فَتُصَلِّيَ فيهِ ، وتَدعُوَ اللّهَ فيهِ ، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَعا فيهِ يَومَ الأَحزابِ ، وقالَ : يا صَريخَ المَكروبينَ ، و يا مُجيبَ (دَعوَةِ) المُضطَرّينَ ، ويا مُغيثَ المَهمومينَ ، اكشِف هَمّي وكَربي وغَمّي فَقَد تَرى حالي وحالَ أصحابي . (1)
.
ص: 129
الفصل الحادي عشر : مسجد البيت (1)سنن أبي داوود عن عائشة :أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِبِناءِ المَساجِدِ فِي الدّورِ ، وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ . (2)
مسند ابن حنبل عن عروة بن الزبير عمّن حدّثه من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأمُرُنا أن نَصنَعَ المَساجِدَ في دورِنا ، وأن نُصلِحَ صَنعَتَها ونُطَهِّرَها . (3)
سنن ابن ماجة عن أبي هريرة :إنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ أرسَلَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن تَعالَ فَخُطَّ لي مَسجِدا في داري اُصَلّي فيهِ ؛ و ذلِكَ بَعدَما عَمِيَ . فَجاءَ فَفَعَلَ . (4)
سنن النسائي عن عُتبانَ بنِ مالِكٍ :يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ السُّيولَ لَتَحولُ بَيني وبَينَ مَسجِدِ قَومي ، فَاُحِبُّ أن تَأتِيَني فَتُصَلِّيَ في مَكانٍ مِن بَيتي أتَّخِذُهُ مَسجِدا . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَنَفعَلُ ، فَلَمّا دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : أينَ تُريدُ؟ فَأَشَرتُ إلى
.
ص: 130
ناحِيَةٍ مِنَ البَيتِ ، فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَصَفَفنا خَلفَهُ فَصَلّى بِنا رَكعَتَينِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ لِعَلِيٍّ عليه السلام بَيتٌ لَيسَ فيهِ شَيءٌ إلّا فِراشٌ وسَيفٌ ومُصحَفٌ ، وكانَ يُصَلّي فيهِ _ أو قالَ _ وكانَ يَقيلُ فيهِ . (2)
عنه عليه السلام :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام قَدِ اتَّخَذَ بَيتا في دارِهِ لَيسَ بِالكَبيرِ ولا بِالصَّغيرِ ، وكانَ إذا أرادَ أن يُصَلِّيَ مِن آخِرِ اللَّيلِ أخَذَ مَعَهُ صَبِيّا لا يَحتَشِمُ مِنهُ ، ثُمَّ يَذهَبُ مَعَهُ إلى ذلِكَ البَيتِ فَيُصَلّي . (3)
المحاسن عن مِسمع :كَتَبَ إلَيَّ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : إنّي اُحِبُّ لَكَ أن تَتَّخِذَ في دارِكَ مَسجِدا في بَعضِ بُيوتِكَ ، ثُمَّ تَلبَسَ ثَوبَينِ طِمرَينِ غَليظَينِ ، ثُمَّ تَسأَلَ اللّهَ أن يُعتِقَكَ مِنَ النّارِ ، وأن يُدخِلَكَ الجَنَّةَ ، ولا تَتَكَلَّمَ بِكَلِمَة باطِلٍ ولا بِكَلِمَةِ بَغيٍ . (4)
الكافي عن أبي الجارود :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَنِ المَسجِدِ يَكونُ فِي البَيتِ ، فَيُريدُ أهلُ البَيتِ أن يَتَوَسَّعوا بِطائِفَةٍ مِنهُ ، أو يُحَوِّلوهُ إلى غَيرِ مَكانِهِ ، قالَ : لا بَأسَ بِذلِكَ . (5)
.
ص: 131
الفصل الثاني عشر : المساجد المذمومةالكتاب(وَ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَ كُفْرًا وَ تَفْرِيقَا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَا الْحُسْنَى وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَ_ذِبُونَ) . (1)
الحديثتفسير القمي :قَولُهُ تَعالى : «وَ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَ كُفْرًا» فَإِنَّهُ كانَ سَبَبُ نُزولِها ، أنَّهُ جاءَ قَومٌ مِنَ المُنافِقينَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، أتَأذَنُ لَنا أن نَبنِيَ مَسجِدا في بَني سالِمٍ لِلعَليلِ وَاللَّيلَةِ المَطيرَةِ وَالشَّيخِ الفاني ؟ فَأَذِنَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ عَلَى الخُروجِ إلى تَبوكَ . فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، لَو أتَيتَنا فَصَلَّيتَ فيهِ ! قالَ صلى الله عليه و آله : أنَا عَلى جَناحِ السَّفَرِ ، فَإِذا وافَيتُ إن شاءَ اللّهُ أتَيتُهُ فَصَلَّيتُ فيهِ . فَلَمّا أقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن تَبوكَ ، نَزَلَت عَلَيهِ هذِهِ الآيَةُ في شَأنِ المَسجِدِ وأبي عامِرٍ الرّاهِبِ ، وقَد كانوا حَلَفوا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُم يَبنونَ ذلِكَ لِلصَّلاحِ وَالحُسنى ، فَأَنزَلَ اللّهُ عَلى رَسولِهِ : «وَ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَ كُفْرًا وَ تَفْرِيقَا بَيْنَ
.
ص: 132
الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِن قَبْلُ» . . . فَبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مالِكَ بنَ الدَّجشَمِ (دَحشَم خ ل) الخُزاعِيَّ وعامِرَ بنَ عَدِيٍّ أخا بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ عَلى أن يَهدِموهُ ويُحرِقوهُ ، فَجاءَ مالِكٌ فَقالَ لِعامِرٍ : اِنتَظِرني حَتّى اُخرِجَ نارا مِن مَنزِلي ، فَدَخَلَ فَجاءَ بِنارٍ وأشعَلَ في سَعَفِ النَّخلِ ثُمَّ أشعَلَهُ فِي المَسجِدِ ، فَتَفَرَّقوا وقَعَدَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ حَتَّى احتَرَقَتِ البِنيَةُ ، ثُمَّ أمَرَ بِهَدمِ حائِطِهِ . (1)
الدرّ المنثور عن ابن عباس :لَمّا بَنى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَسجِدَ قُباءَ ، خَرَجَ رِجالٌ مِنَ الأَنصارِ مِنهُم يَخدَجُ جَدُّ عَبدِاللّهِ بنِ حُنَيفٍ ، ووَديعَةُ بنُ حِزامٍ ، ومَجمَعُ بنُ جارِيَهَ الأَنصارِيُّ فَبَنَوا مَسجِدَ النِّفاقِ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِيَخدَجَ : وَيلَكَ يايَخدَجُ ، ما أرَدتَ إلى ما أرى؟ قالَ : يا رَسولَ اللّه ، وَاللّهِ ما أرَدتُ إلَا الحُسنى ، وهُوَ كاذِبٌ ، فَصَدَّقَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأرادَ أن يَعذِرَهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ : «وَ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَ كُفْرًا وَ تَفْرِيقَا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ» يَعني رَجُلاً يُقالُ لَهُ أبو عامِرٍ ، كانَ مُحارِبا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكانَ قَدِ انطَلَقَ إلى هِرَقلَ ، وكانوا يَرصُدونَ إذا قَدِمَ أبو عامِرٍ أن يُصَلِّيَ فيهِ ، وكانَ قَد خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ مُحارِباً للّهِِ ولِرَسولِهِ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ بِالكوفَةِ مَساجِدَ مَلعونَةً ومساجِدَ مُبارَكَةً ... أمَّا المَساجِدُ المَلعونَةُ : فَمَسجِدُ ثَقيفٍ ، ومَسجِدُ الأَشعَثِ ، ومَسجَدُ جَريرٍ ، ومَسجِدُ سِماكٍ ، ومَسجِدٌ بِالخَمراءِ بُنِيَ عَلى قَبرِ فِرعَونٍ مِنَ الفَراعِنَةِ . (3)
.
ص: 133
عنه عليه السلام :جُدِّدَت أربَعَةُ مَساجِدَ بِالكوفَةِ فَرَحا لِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام : مَسجِدُ الأَشعَثِ ، ومَسجِدُ جَريرٍ ، ومَسجِدُ سِماكٍ ، ومَسجِدُ شَبَثِ بنِ رِبعيٍّ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أميرَالمُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، نَهى بِالكوفَةِ عَنِ الصَّلاةِ في خَمسَةِ مَساجِدَ : مَسجِدِ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ ، ومَسجِدِ جَريرِ بنِ عَبدِاللّهِ البَجَلِيِّ ، ومَسجِدِ سِماكِ بنِ مَخرَمَةَ ، ومَسجِدِ شَبَثِ بنِ رِبعِيٍّ ، ومَسجِدِ التَّيمِ . (2)
عنه عليه السلام :يَأتِي القائِمُ عليه السلام _ بَعدَ أن يَطَأَ شَرقَ الأَرضِ و غَربَها _ الكوفَةَ و مَسجِدَها ، و يَهدِمُ المَسجِدَ الَّذي بَناهُ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ لَمّا قَتَلَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، و هُوَ مَسجِدٌ لَيسَ للّهِِ ، مَلعونٌ مَلعونٌ مَن بَناهُ . (3)
.
ص: 134
. .
ص: 135
. .
ص: 136
. .
ص: 137
. .
ص: 138
. .
ص: 139
. .
ص: 140
. .
ص: 141
. .
ص: 142
. .
ص: 143
. .
ص: 144
. .
ص: 145
. .
ص: 146
. .
ص: 147
. .
ص: 148
. .
ص: 149
. .
ص: 150
. .
ص: 151
فهرس المنابع والمآخذ1 . القرآن الكريم ، كلام اللّه المجيد . 2 . أخبار مكّة فى قديم الدهر و حديثه ، محمّد بن إسحاق الفاكهي (ق 3 ق ) ، تحقيق : عبد الملك بن عبد اللّه بن دهيش ، بيروت : دار خضر ، الطبعة الثانية ، 1414 ق . 3 . أخبار مكّة ، محمّد بن عبد اللّه الأزرقي (ت بعد 212 ق ) ، تحقيق : رشدي الصالح ملحس ، قم : منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1411 ق . 4 . اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) ، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق ) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1404 ق . 5 . أدب الإملاء والاستملاء ، عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت 562 ق ) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1401 ق . 6 . الأذكار المنتخبة من كلام سيّد الأبرار صلى الله عليه و آله ، يحيى بن شرف النَّوَوي (ت 671 ق) ، تحقيق : محمّد ناجي العمر ، بيروت : دار الخير ، 1414 ق . 7 . الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد ، محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد) (ت 413 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق . 8 . إرشاد القلوب ، الحسن بن محمّد الديلمي (ت 711 ق ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الرابعة ، 1398 ق .
.
ص: 152
9 . اُسد الغابة في معرفة الصحابة ، علي بن أبي الكرم محمّد الشيباني (ابن الأثير الجَزَري) (ت 630 ق ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض و عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1415 ق . 10 . الإصابة في تمييز الصحابة ، أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر) (ت 852 ق ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1415 ق . 11 . الاُصول الستّة عشر ، عدّة من الرواة ، قم : دار الشبسترى ، الطبعة الثانية ، 1405 ق . 12 . أعلام الدين في صفات المؤمنين ، الحسن بن محمّد الديلمي (ت 711 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام . 13 . إعلام الورى بأعلام الهدى ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1417 ق . 14 . الآداب ، أحمد بن الحسين البيهقي الخسروجردي (ت 458 ق) ، تحقيق : محمّد عبد القادر أحمد عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1406 ق . 15 . الأمالي ، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم : دار الثقافة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ق . 16 . الأمالي ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1407 ق . 17 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، محمّدباقر بن محمّدتقي المجلسي (العلّامة المجلسي) (ت 1111 ق ) ، بيروت : مؤسّسة الوفاء ، الطبعة الثانية ، 1403 ق . 18 . البداية و النهاية ، إسماعيل بن عمر الدمشقي (ابن كثير) (ت 774 ق ) ، تحقيق : مكتبة المعارف ، بيروت : مكتبة المعارف ، 1389 ق . 19 . البلد الأمين و الدِّرع الحصين ، إبراهيم بن علي الحارثي العاملي (الكفعمي) (ت 905 ق ) ، قم : طبعة اُوفست على نسخة طبعة النجف الأشرف ، 1400 ق .
.
ص: 153
20 . تاج العروس من جواهر القاموس ، السيّد محمّد المرتضى بن محمّد الحسيني الزَّبيدي (ت 1205 ق ) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ق . 21 . تاريخ أصبهان ، أحمد بن عبد اللّه الأصفهانى (أبو نعيم) (ت 430 ق ) ، تحقيق : سيّد كسروي حسن ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 22 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ق ) ، المدينه : المكتبة السلفيّة . 23 . تاريخ دمشق ، علي بن الحسن بن هبة اللّه (ابن عساكر الدمشقي) (ت 571 ق ) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1415 ق . 24 . التاريخ الكبير ، محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ق ) ، بيروت : دار الفكر . 25 . تاريخ المدينة المنوّرة ، عمر بن شبّة النميري البصري (ت 262 ق ) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الاُولى ، 1410 ق . 26 . تاريخ اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب (ابن واضح اليعقوبي) (ت 284 ق ) ، بيروت : دار صادر ، 1390 ق . 27 . تحرير الوسيلة ، السيّد روح اللّه الموسوي الخميني (ت 1406 ق) ، قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، 1405 ق . 28 . تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه و آله ، الحسن بن علي الحَرّاني (ابن شُعبة) (ت 381 ق ) ، تحقيق : عليأكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية ، 1404 ق . 29 . ترجمة وشرح غُرَر الحكم ودُرَر الكلم ، آقا جمال خوانساري (ت 1125 ق) ، تحقيق : مير جلال الدين محدّث اُرمَوى ، طهران : جامعة طهران ، الطبعة الثالثة ، 1360 ش . 30 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، إسماعيل بن عمر البصروي الدمشقي (ت 774 ق ) ، تحقيق : عبد العزيز غنيم ومحمّد أحمد عاشور و محمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار الشعب .
.
ص: 154
31 . تفسير العيّاشي ، محمّد بن مسعود السلمي السمرقندي (العيّاشي) (ت 320 ق ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي ، طهران : المكتبة العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1380 ق . 32 . تفسير القمّي ، علي بن إبراهيم القمّي (ت 307 ق ) ، إعداد : السيّد الطيّب الموسوي الجزائري ، النجف الأشرف : مطبعة النجف الأشرف . 33 . تنبيه الخواطر و نزهة النواظر (مجموعة ورّام) ، ورّام بن أبي فراس الحَمْدان (ت 605 ق ) ، بيروت : دار التعارف و دار صعب . 34 . تنبيه الغافلين ، نصر بن محمّد السمرقندي (ت 372 ق ) ، تحقيق : يوسف علي بديوي ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق . 35 . تهذيب الأحكام في شرح المقنعة ، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق ) ، بيروت : دار التعارف ، الطبعة الاُولى ، 1401 ق . 36 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبد الرحمان المِزّي (ت 742 ق ) ، تحقيق : بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ق . 37 . ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : مكتبة الصدوق ، 1402 ق . 38 . جامع الأحاديث ، جعفر بن أحمد القمّي (ابن الرازي) (ق 4 ق) ، تحقيق : السيّد محمّد الحسيني النيسابوري ، مشهد : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة للحضرة الرضويّة المقدّسة ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق . 39 . جامع الأخبار أو معارج اليقين في اُصول الدين ، محمّد بن محمّد الشَّعيري السبزواري (ق 7 ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1414 ق . 40 . الجامع لأحكام القرآن (تفسير القُرطُبي) ، محمّد بن أحمد الأنصاري القُرطُبي (ت 671 ق ) ، تحقيق : محمّد عبد الرحمان المرعشلي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1405 ق .
.
ص: 155
41 . الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ق) ، تصحيح : محمّد عجاج الخطيب ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، 1406 ق . 42 . الجعفريّات (الأشعثيّات) ، محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي (ق 4 ق ) ، طهران : مكتبة نينوى (طُبِع ضمن : قرب الإسناد) . 43 . جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، محمّد حسن النجفي (ت 1266 ق) ، بيروت : مؤسّسة المرتضى العالمية . 44 . حلية الأولياء و طبقات الأصفياء ، أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني (أبو نعيم) (ت 430 ق ) ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الثانية ، 1387 ق . 45 . الخرائج والجرائح ، سعيد بن عبد اللّه الراوندي (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، الطبعة الاُولى ، 1409 ق . 46 . الخصال ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق ) ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الرابعة ، 1414 ق . 47 . الدرّ المنثور في التفسير المأثور ، عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ق ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ق . 48 . دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام ، النعمان بن محمّد التميمي المغربي (القاضي أبو حنيفة) (ت 363 ق ) ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، مصر : دار المعارف ، الطبعة الثالثة ، 1389 ق . 49 . الدعوات ، سعيد بن عبد اللّه الراوندي (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، الطبعة الاُولى ، 1407 ق . 50 . دلائل الإمامة ، محمّد بن جرير الطبري (ت 310 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق . 51 . الديوان المنسوب إلى الإمام علي عليه السلام ، محمّد حسين الكَيدُري (ق 6 ق) ، ترجمة : أبو القاسم إمامي ، طهران : دار الاُسوة .
.
ص: 156
52 . ربيع الأبرار و نصوص الأخبار ، محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ق ) ، تحقيق : سليم النعيمي ، قم : منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ق . 53 . روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري (ت 508 ق ) ، تحقيق : حسين الأعلمي ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1406 ق . 54 . الزهد ، عبد اللّه بن المبارك الحنظلي المروزي (ابن المبارك) (ت 181 ق ) ، تحقيق : حبيب الرحمان الأعظمي ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 55 . سنن ابن ماجة ، محمّد بن يزيد القزويني (ابن ماجة) (ت 275 ق ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1395 ق . 56 . سنن أبي داوود ، سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ق ) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبد الحميد ، بيروت : دار إحياء السنّة النبوية . 57 . سُنَن التِّرمِذي (الجامع الصحيح) ، محمّد بن عيسى الترمذي (أبو عيسى) (ت 279 ق ) ، تحقيق : أحمد محمّد شاكر ، بيروت : دار إحياء التراث . 58 . سنن الدارِمي ، عبد اللّه بن عبد الرحمان الدارمي (ت 255 ق ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار القلم ، الطبعة الاُولى ، 1412 ق . 59 . السنن الكبرى ، أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ق ) ، تحقيق : محمّد عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ق . 60 . السنن الكبرى ، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ق) ، تحقيق : عبد الغفّار سليمان البُنداري ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1411 ق . 61 . سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي و حاشية الإمام السِّندي ، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ق ) ، بيروت : دار الجيل ، الطبعة الاُولى ، 1407 ق . 62 . السيرة النبويّة ، إسماعيل بن عمر البُصروي الدمشقي (ابن كثير) (ت 747 ق ) ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد ، بيروت : دار إحياء التراث العربي . 63 . السيرة النبويّة ، عبد الملك بن هشام الحميري (ابن هشام) (ت 218 ق ) ، تحقيق : مصطفى السقّا و إبراهيم الأبياري ، قم : مكتبة المصطفى ، الطبعة الاُولى ، 1355 ق .
.
ص: 157
64 . شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، النعمان بن محمّد المصري (القاضي أبو حنيفة) (ت 363 ق ) ، تحقيق : السيّد محمّد الحسيني الجلالي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1412 ق . 65 . شرح السنّة ، حسين بن مسعود الفَرّاء البَغَوي (ت 516 ق) ، تصحيح : علي محمّد معوّض و عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1412 ق . 66 . شرح نهج البلاغة ، عبد الحميد بن محمّد المعتزلي (ابن أبي الحديد) (ت 656 ق ) ، تحقيق : محمّد أبوالفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1387 ق . 67 . شُعب الإيمان ، أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ق ) ، تحقيق : محمّد السعيد بسيوني زغلول ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1410 ق . 68 . الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربيّة) ، إسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت 398 ق ) ، تحقيق : أحمد بن عبد الغفور عطّار ، بيروت : دار العلم للملايين ، الطبعة الرابعة ، 1410 ق . 69 . صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان ، محمّد بن أحمد بن حِبّان (ت 354 ق) ، ترتيب : علي بن بلبان الفارسي (ت 739 ق ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ق . 70 . صحيح ابن خزيمة ، محمّد بن إسحاق السلمي النيسابوري (ابن خزيمة) (ت 311 ق ) ، تحقيق : محمّد مصطفى الأعظمي ، بيروت : المكتب الإسلامي ، الطبعة الثالثة ، 1412 ق . 71 . صحيح البخاري ، محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ق ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة ، 1410 ق . 72 . صحيح مسلم ، مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت 261 ق ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ق . 73 . الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد (كاتب الواقدى) (ت 230 ق ) ، بيروت : دار صادر .
.
ص: 158
74 . الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، علي بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق ) ، قم : مطبعة الخيّام ، الطبعة الاُولى ، 1400 ق . 75 . عدّة الداعي و نجاح الساعي ، أحمد بن محمّد الحلّي الأسدي (ابن فهد) (ت 841 ق ) ، تحقيق : أحمد الموحّدي ، طهران : مكتبة وجداني . 76 . العروة الوثقى ، السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي (ت 1337 ق) ، طهران : المكتبة العلميّة الإسلاميّة ، 1399 ق . 77 . العظمة ، عبد اللّه بن محمّد الإصفهاني (أبو الشيخ) (ت 396 ق) ، تحقيق : محمّد فارس ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، 1414 ق . 78 . علل الشرائع ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1408 ق . 79 . عمل اليوم والليلة ، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ق ) ، تحقيق : فاروق حمادة ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثالثة ، 1407 ق . 80 . عمل اليوم والليلة ، أحمد بن محمّد الدينوري (ت 464 ق ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافيّة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ق . 81 . عوالي اللّالي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة ، محمّد بن علي الأحسائي (ابن أبي جمهور) (ت 940 ق ) ، تحقيق : مجتبى العراقي ، قم : مطبعة سيّد الشهداء عليه السلام ، الطبعة الاُولى ، 1403 ق . 82 . عيون الأخبار ، عبد اللّه بن مسلم الدينوري (ابن قتيبة) (ت 276 ق ) ، القاهرة : دار الكتب المصريّة ، 1343 ق . 83 . الغارات ، إبراهيم بن محمّد الثقفي (ابن هلال) (ت 283 ق ) ، تحقيق : مير جلال الدين مُحدّث اُرمَوى ، طهران : انجمن آثار ملّى ، الطبعة الاُولى ، 1395 ق . 84 . الغدير في التراث الإسلامي ، السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ، قم : نشر الهادي ، 1415 ق . 85 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبد الحسين بن أحمد الأميني (ت 1390 ق ) ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة ، 1387 ق .
.
ص: 159
86 . غرر الحكم ودرر الكلم ، عبد الواحد الآمِدي التميمي (ت 550 ق ) = ترجمه و شرح غرر الحكم . 87 . غُرَر الحكم و دُرَر الكلم ، عبد الواحد الآمِدي التميمي (ت 550 ق) = ترجمة و شرح غُرر الحكم . 88 . الغيبة ، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق ) ، تحقيق : عباد اللّه الطهراني وعلي أحمد ناصح ، قم : مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ق . 89 . الفائق في غريب الحديث ، محمود بن عمر الزمخشري (ت 583 ق ) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر ، 1414 ق . 90 . فتح الأبواب ، عليّ بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق ) ، تحقيق : حامد الخفّاف ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1409 ق . 91 . الفردوس بمأثور الخطاب ، شيرويه بن شهردار الديلمي الهَمَداني (ت 509 ق ) ، تحقيق : محمّد السعيد بسيوني زغلول ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1406 ق . 92 . فرهنگ لاروس (عربى _ فارسى) ، خليل الجرّ ، ترجمة : حميد طبيبيان ، طهران : انتشارات اميركبير ، 1375ش . 93 . الفضائل ، شاذان بن جبرئيل القمّي (ت 660 ق ) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، سنة 1338 ق . 94 . فلاح السائل ، علي بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ق ) ، تحقيق : غلامحسين مجيدي ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1419 ق . 95 . فيض القدير ، محمّد عبد الرؤوف المناوي (ق 10 ق ) ، بيروت : دار الفكر . 96 . القاموس المحيط ، محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 ق ) ، بيروت : دار الفكر . 97 . القاموس المحيط ، محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 ق ) ، بيروت : دار الفكر . 98 . قرب الإسناد ، عبد اللّه بن جعفر الحِمْيري القمّي (ت بعد 304 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق .
.
ص: 160
99 . قصص الأنبياء ، سعيد بن عبد اللّه (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ق ) تحقيق : غلامرضا عرفانيان ، مشهد : مجمع البحوث الإسلاميّة التابع لمؤسّسة الآستانة الرضويّة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ق . 100 . الكافي ، محمّد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 329 ق ) ، تحقيق : عليأكبر الغفّاري ، بيروت : دار صعب و دار التعارف ، الطبعة الرابعة ، 1401 ق . 101 . كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه (ابن قولويه) (ت 367 ق ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قم : نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ق . 102 . كتاب من لا يحضره الفقيه ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق ) ، تحقيق : عليأكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية . 103 . كشف الريبة عن أحكام الغيبة ، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ق) ، طهران : المكتبة المرتضوية . 104 . كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، علي بن عيسى الإربلي (ت 687 ق ) ، تصحيح : السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي ، بيروت : دار الكتاب ، الطبعة الاُولى ، 1401 ق . 105 . كنز العمّال في سنن الأقوال و الأفعال ، علي المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 ق ) ، تصحيح : صفوة السقّا ، بيروت : مكتبة التراث الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1397 ق . 106 . كنز الفوائد ، محمّد بن علي الكراجكي الطرابلسي (ت 449 ق ) ، إعداد : عبد اللّه نعمة ، قم : دار الذخائر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ق . 107 . لسان العرب ، محمّدبن مكرّم المصري الأنصاري (ابن منظور) (ت 711 ق ) ، بيروت : دار صادر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ق . 108 . المَجازات النبويّة ، محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ق ) ، تحقيق وشرح : طه محمّد الزيني ، قم : مكتبة بصيرتي . 109 . المجازات النبويّة ، محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ق ) ، تحقيق وشرح : طه محمّد الزيني ، قم : مكتبة بصيرتي .
.
ص: 161
110 . مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي (ت 1085 ق ) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، طهران : مكتبة نشر الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الثانية ، 1408 ق . 111 . مجمع البيان في تفسير القرآن (تفسير مجمع البيان) ، الفضل بن الحسن الطبرسي (أمين الإسلام) (ت 548 ق ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي والسيّد فضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1408 ق . 112 . المحاسن ، أحمد بن محمّد البرقي (ت 280 ق ) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، قم : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق . 113 . مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، محمّدباقر بن محمّدتقي المجلسي (العلّامة المجلسي) (ت 1111 ق ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي ، طهران : دار الكتب الإسلاميّة ، الطبعة الثالثة ، 1370 ش . 114 . المزار الكبير ، محمّد بن جعفر المشهدي (ق 6 ق ) ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، قم : نشر قيّوم ، الطبعة الاُولى ، 1419 ق . 115 . المزار ، محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد) (ت 413 ق ) ، تحقيق : محمّدباقر الأبطحي ، قم : المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ق . 116 . مسائل علي بن جعفر و مستدركاتها ، علي بن جعفر الحسيني العلوي الهاشمي العُريضي (ت 210 ق ) تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، مشهد : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ، الطبعة الاُولى ، 1409 ق . 117 . المستدرك على الصحيحين ، محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري (ت 405 ق ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ق . 118 . مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ، ميرزا حسين النوري الطَّبَرسي (ت 1320 ق ) ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1407 ق . 119 . مسكّن الفؤاد ، زين الدين بن على الجبعى العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ق) ، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الثانية ، 1412 ق .
.
ص: 162
120 . مسند ابن حنبل ، أحمد بن محمّد الشيباني (ابن حنبل) (ت 241 ق ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ق . 121 . مسند أبي داوود الطيالسي (مسند الطيالسي) ، سليمان بن داوود البصري (أبو داوود الطيالسي) (ت 204 ق ) ، بيروت : دار المعرفة . 122 . مسند أبي يعلى الموصلي ، أحمد بن علي التميمي الموصلي (أبو يعلى) (ت 307 ق ) ، تحقيق : إرشاد الحقّ الأثري ، جدّه : دار القبلة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ق . 123 . مسند الإمام زيد(مسند زيد) ، المنسوب إلى زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام(ت 122 ق ) ، بيروت : منشورات دار مكتبة الحياة ، الطبعة الاُولى ، 1966 م . 124 . مسند الشاميين ، سليمان بن أحمد الطَّبَراني (ت 360 ق) ، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت: مؤسّسة الرسالة . 125 . مسند الشهاب ، محمّد بن سلامة (القاضي القضاعي) (ت 454 ق) ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، 1398 ق . 126 . مسند عبد بن حميد ، عبد بن حُمَيد الحُمَيدي (ت 249 ق) ، تحقيق : صبحي البدري السامرائي ، بيروت : عالم الكتب و مكتبة النهضة العربيّة ، 1408 ق . 127 . مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، عليّ بن الحسن الطبرسي (ق 7 ق) ، تحقيق : مهدي هوشمند ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1418 ق . 128 . مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، علي بن الحسن الطبرسي (ق 7 ق) ، تحقيق : مهدي هوشمند ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1418 ق . 129 . مشكاة المصابيح ، محمّد بن عبد اللّه العمري الخطيب التبريزي (ق 8 ق) ، تحقيق: محمّد ناصر الدين الآلباني ، دمشق: المكتب الإسلامي . 130 . مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة ، المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام ، شرح : عبد الرزّاق الگيلاني (ت 1089 ق) ، تصحيح : جلال الدّين محدّث اُرمَوى ، طهران : نشر صدوق ، الطبعة الثالثة ، 1407 ق . 131 . مصباح المتهجّد ، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ق ) ، تحقيق : عليأصغر مرواريد ، بيروت : مؤسّسة فقه الشيعة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ق .
.
ص: 163
132 . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ، أحمد بن محمّد الفيّومي (ت 770 ق ) ، قم : مؤسّسة دار الهجرة ، الطبعة الثانية ، 1414 ق . 133 . المصنَّف ، عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 ق ) ، تحقيق : حبيب الرحمان الأعظمي ، بيروت : منشورات المجلس العلمي . 134 . المصنّف في الأحاديث و الآثار ، عبد اللّه بن محمّد العبسي الكوفي (ابن أبي شيبة) (ت 235 ق ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللحّام ، بيروت : دار الفكر . 135 . معاني الأخبار ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ق ) ، تحقيق : عليأكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1361 ش . 136 . المعجم الأوسط ، سليمان بن أحمد اللَّخمي الطبراني (ت 360 ق ) ، تحقيق : طارق بن عوض اللّه و عبد الحسن بن إبراهيم الحسيني ، القاهرة : دار الحرمين ، 1415 ق . 137 . معجم البلدان ، ياقوت بن عبد اللّه الحَمَوي الرومي (ت 626 ق ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى ، 1399 ق . 138 . المعجم الكبير ، سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ق ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ق . 139 . معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس الرازي (ت 395 ق) ، القاهرة : شركة مكتبة مصطفى البابي و أولاده . 140 . مكارم الأخلاق ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ق ) ، تحقيق : علاء آل جعفر ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1414 ق . 141 . مناقب آل أبي طالب (المناقب لابن شهرآشوب) ، محمّد بن علي المازندراني (ابن شهرآشوب) (ت 588 ق ) ، قم : المطبعة العلميّة . 142 . مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (المناقب للكوفي) ، محمّد بن سليمان الكوفي القاضي (ت 300 ق ) ، تحقيق : محمّدباقر المحمودي ، قم : مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، 1412 ق .
.
ص: 164
143 . المناقب (المناقب للخوارزمي) ، الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي (ت 568 ق ) ، تحقيق : مالك المحمودي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية ، 1414 ق . 144 . منية المريد ، زين الدين علي العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ق ) ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، 1415ق . 145 . المواعظ العدديّة ، محمّد بن محمّد بن الحسن الحسينى العاملي (ابن القاسم) (ق 11 ق) ، ترتيب و تصحيح : علي المشكيني الأردبيلي ، تحقيق : علي الأحمدي الميانجي ، قم : مؤسسة نشر الهادي ، الطبعة الرابعة ، 1406 ق . 146 . موضح أوهام الجمع والتفريق (ذيل التاريخ الكبير) ، أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 462 ق ) ، شرح وتحقيق : عبد الرحمان بن يحيى المعلمي ، بيروت : دار الفكر . 147 . ميزان الحكمة با ترجمه فارسى ، محمّد محمّدي ريشهري ، ترجمة : حميد رضا شيخي ، قم : دار الحديث ، الطبعة الثالثة ، 1377 ش . 148 . النوادر ، فضل اللّه بن علي الحسني الراوندي (ت 571 ق ) ، تحقيق : سعيدرضا عليعسكري ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1377 ش . 149 . النهاية في غريب الحديث و الأثر ، مبارك بن محمّد الجَزَري (ابن الأثير) (ت 606 ق ) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ، قم : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1367 ش . 150 . نهج البلاغة ، جمع وتدوين : محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ق) ، ترجمة : السيّد جعفر الشهيدي ، طهران : علمى و فرهنگى ، الطبعة الرابعة عشر ، 1378 ش . 151 . نهج البلاغة ، جمع وتدوين : محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ق ) ، تصحيح : صبحي الصالح ، قم : دار الاُسوة ، 1373ش . 152 . نهج البلاغة ، جمع وتدوين : محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ق ) ، تصحيح : محمّد عبده ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، 1399 ق .
.
ص: 165
153 . نهج البلاغة ، جمع وتدوين : محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ق) ، تصحيح و ترجمة : السيّد علي نقي فيض الإسلام ، طهران : انتشارات جاويدان ، 1360 ش . 154 . وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ق ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1409 ق .
.
ص: 166
M617_T1_File_6493990
.
ص: 167
M617_T1_File_6493991
.
ص: 168
M617_T1_File_6493992
.
ص: 169
M617_T1_File_6493993
.
ص: 170
M617_T1_File_6493994
.
ص: 171
M617_T1_File_6493995
.
ص: 172
M617_T1_File_6493996
.
ص: 173
M617_T1_File_6493997
.
ص: 174
M617_T1_File_6493998
.
ص: 175
M617_T1_File_6493999
.
ص: 176
M617_T1_File_6494000
.
ص: 177
M617_T1_File_6494001
.
ص: 178
M617_T1_File_6494002
.
ص: 179
M617_T1_File_6494003
.
ص: 180
M617_T1_File_6494004
.
ص: 181
M617_T1_File_6494005
.
ص: 182
الفهرس التفصيلي .
ص: 183
. .
ص: 184
. .
ص: 185
. .
ص: 186
. .
ص: 187
. .