مسند ابي بصير المجلد 1

اشارة

سرشناسه : محمدي مازندراني، بشير

عنوان و نام پديدآور : مسند ابي بصير/ جمعه و رتبه بشير المحمدي المازندراني

مشخصات نشر : قم : موسسه دارالحديث العلميه والثقافيه، مركز للطباعه والنشر، 1435 ق.= 1393.

مشخصات ظاهري : 2 ج.

وضعيت فهرست نويسي : فاپا

يادداشت : عربي.

يادداشت : كتابنامه.

موضوع : احاديث شيعه -- قرن 3ق.

شناسه افزوده : محمدي مازندراني، بشير، 1345 -، گردآورنده

شناسه افزوده : موسسه علمي - فرهنگي دارالحديث. سازمان چاپ و نشر

رده بندي كنگره : BP128/7/الف23م5 1393

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

ص: 7

تصدير

تصديرخلّف لنا نبيّنا الكريم وأهل بيته الطيّبين صلوات اللّه عليهم أجمعين تراثاً ضخماً وثروة عظيمة ، وصلت الينا من خلال رواة ثقاة أجلاّء علماء ، فتحمّلوه في فترة عصيبة من التأريخ الإسلامي ، ونقلوه إلينا بمعاناة شديدة وتحت ظروف اجتماعيّة وسياسيّة قاسية حتّمت عليهم التحفّظ والتقيّة في تعليمه ونقله للآخرين . ولبعض هؤلاء الرواة كتباً حديثيّة مهمّة فضلاً عمّا حدّثوا به ورووه مشافهةً ، والذي وصل إلينا اليوم هو بعض مؤلّفاتهم الحديثيّة فحسب . بيد أنّ تجميع روايات كلّ شخصيّة من هذه الشخصيّات يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة أمام البحوث العلميّة ، مضافاً إلى أنّ تأليف كتب المسانيد _ الذي هو أول منهج في تدوين الحديث _ له فوائد مهمّة نشير إليها باختصار فيما يلي:

1 . معرفة المنزلة العلمية للراوي عند الأئمّة عليهم السلام :ورد في رواياتنا عن أهل البيت عليهم السلام : «إعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنّا» (1) فمن خلال ملاحظة روايات كلّ واحد من الرواة من زاويتي العدد والمضمون يمكن معرفة منزلة الراوي ، ومدى اعتماد الأئمّة عليه .

2 . معرفة الجوّ الفكري السائد في زمن الراوي :التدقيق في الخلافات الفكريّة القائمة بين معاصري الأئمّة عليهم السلام يعيننا على فهم الروايات الصادرة في ذلك العصر بشكل أدقّ ، وهذا ما أشار اليه الأئمّة عليهم السلامبقولهم : «لا يكون الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاريض كلامنا» (2) .

3 . معرفة الراوي من الناحية الفكرية :علما باختلاف عصر الراوي معنا ، يمكن معرفة أفكار وعقائد الراوي وما تنطوي عليه نفسه وما يجري في خلده وما يهتمّ به من خلال التدقيق في أسئلته ، كما يمكننا من خلال هذا الطريق معرفة دقّته ومقدار علمه وفهمه وفقاهته ، وهذا طريق مفيد لمعرفة حال الرواة ،

.


1- .كافي ، ج1 ، ص50 ؛ وفي رجال الكشي ، ج1 ، ص5 : «اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا» .
2- .معاني الأخبار ، ص2 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص184 .

ص: 8

خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار بُعدنا عن ذلك الزمان وعدم معاصرتنا للرواة . ومن جملة الرواة الذين يشكّلون الطبقة الاُولى من أصحاب الأئمة عليهم السلام ومن فقهائهم «أبو بصير» ، فقد عدّته كتب الرجال القديمة من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام الذين قام الإجماع على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وممن أذعن له الشيعة بالعلم والفقه . كما عدّ من الأركان و الأوتاد الذين حفظوا لنا أحاديث إمامنا الباقر عليه السلام . والكتاب الذي بين يديك حصيلة جهود في هذا المضمار من أجل جمع روايات هذا الراوي العظيم والمحدّث الجليل الذي عاش في برهة عصيبة وزمان تقيّة ، والذي حفظ عدداً كبيراً جدّاً من الروايات ونقلها بأمانة للآخرين مع كونه مكفوف البصر . الشيء الذي ينبغي الالتفات إليه أنّ المكنّى بأبي بصير من الرواة عدّة اشخاص ، لكن الذي في هذه الطبقة إثنان ، هما : أبو بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، وأبو بصير ليث بن البختري ، ويمتاز أبو بصير الأسدي بأنّه أشهر وأكثر رواية . وقد جمع المؤلّف جميع الروايات المرويّة عن أبي بصير ، وذكر تمهيداً أفاض به قلم الأُستاذ العلاّمة آية اللّه جعفر السبحاني (حفظه اللّه ) للتمييز بين الرجلين ، وبالنتيجه ، فمن خلال القرائن المختلفة التي بواسطتها يتمّ تعيين المقصود بأبي بصير من بين الرجلين السالفين ، يتّضح أنّ أغلب الروايات المرويّة بهذه الكنية يراد منها أبا بصير الأسدي ، وأنّ روايات أبي بصير المرادي قليلة جدّاً . نعم ، لم تفرز بعض هذه الروايات لعدم إمكان تشخيص المقصود بأبي بصير الوارد فيها بالدقّة ، كما اختلف أعلام المحدّثين والرجاليين في المقصود منه فيها . وأخيراً فإنّ مؤسّسة دار الحديث تتقدّم بالشكر الجزيل لحجّة الإسلام والمسلمين بشير المحمّدي المازندراني الذي بذل جهده في تأليف هذا الكتاب القيّم ، كما نشكر آية اللّه جعفر السبحاني (مدّ ظلّه) الذي اقترح تأليف الكتاب ، وتبنّى الإشراف عليه ، وقدّم له مقدّمة قيّمة . كما نشكر الأخ الفاضل مرتضى الوفائي الذي راجع تمام الروايات وقابلها مع المصادر ، وجميع الإخوة الأعزّاء الذين ساهموا بنحوٍ من الأنحاء في إتمام هذا الكتاب . وختاماً نسأل الباري تعالى أن يوفّق جميع الإخوة الأعزّاء لنشر أحاديث وعلوم أهل البيت عليهم السلام ، إنّه سميع الدعاء . محمّد كاظم رحمان ستايش معاون شؤون البحوث في مركز بحوث دار الحديث 1425 ه . ق، 1383 ه . ش

.

ص: 9

تمهيد

اشاره

تمهيدالسُّنّة الشريفة هي الحجّة الثانية الّتي استأثرت باهتمام المسلمين بعد الكتاب العزيز ، وهي وحي بمعناها لا بلفظها ، خلافا للقرآن ، فهو وحي بلفظه ومعناه ، وقد أمر سبحانه الأخذ بكلّ ما أمر الرسول صلى الله عليه و آله وسلم أو نهى عنه ، فقال عز و جل : « وَ مَآ ءَاتَ_ل_كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَ_ل_كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ » . (1) السُّنّة هي الحدّ المائز بين الحقّ والباطل ، والمصباح المنير لرواد الحقّ والحقيقة ، لا يعادلها شيء بعد القرآن الكريم . السُّنَّةُ هي المرجع لبيان مجملات الكتاب والموضحة لعموماته ومطلقاته ، فلو تُركت السُّنَّةُ وأُهملت على الإطلاق ، أو اقتصرت على السُّنَّة المتواترة ؛ لاندثرت الشريعة ومُحيت أحكامها . السُّنّة هي فصل الخطاب والحجّة القاطعة في مقام التشريع والقضاء ، وتبيين شروط العبادات وموانعها ، فلا غنى لمسلم عن السُّنّة ، كما لا غنى له عن الكتاب . وهناك كلمات مأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام تكشف بوضوح عن المقام السامي الّذي حازته السُّنّة نقتطف منها مايلي :

قال الإمام الباقر عليه السلام :« كلّ من تعدّى السنّة رُدَّ إلى السُّنّة » . (2)

.


1- .سورة الحشر ( 59 ) ، الآية 7 .
2- .المحاسن ، ج1 ، ص221 .

ص: 10

وقال الإمام الصادق عليه السلام :« ليس شيء إلاّ ورد فيه كتاب أو سنّة » . (1)

وقال عليه السلام أيضا في شأن السُنّة :« فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وفيها حتّى أرش الخدش » . (2)

ولهذا دوّن حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الإمامُ عليّ بن أبي طالب عليه السلامبإملاء منه صلى الله عليه و آله وسلم ، وقد سمعها من فِلق فمه ، وهي المسمّاة ب « الجامعة » . ارتحل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ولبَّى دعوة ربّه ، وخلّف بين الأُمّة كنزين ثمينين ، وقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ؛ كتاب اللّه ، وعترتي » (3) ، فالعترة هم حفّاظ السُّنّة ومبيِّنيها عبر القرون والأجيال ، وقد تلقّاها منهم الأمثل فالأمثل من تلاميذهم وخريجي مدرستهم ما لا يحصيه إلاّ اللّه سبحانه ، وقد ذكر الحسن بن الوشّاء : إنّه أدرك في مسجد الكوفة تسعمئة شيخ كلٌّ يقول : حدَّثني جعفر بن محمّد . (4) وممّن تخرّج على يَدَي الإمامين الهمامين الباقر والصادق عليهماالسلام هو الراوية المعروف ب_ « أبي بصير » ، وقد وقع في سند كثير من الروايات الّتي تناهز 2275 موردا (5) أو أكثر ، وهو يروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، وأبي عبداللّه الصادق عليه السلام ، وأبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام . فإذا كانت هذه مكانة الرجل ومنزلته ، فيجب أن نقف على أحواله من خلال كلمات الرجاليين والروايات المأثورة عنه . فنقول : ادُّعي على أنّ أبا بصير كنية مشتركة بين رجال خمسة : 1 . يحيى بن أبي القاسم الأسدي .

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص235 .
2- .بصائر الدرجات ، ص173 .
3- .دعائم الإسلام ، ج1 ، ص28 .
4- .رجال النجاشي ، ج1 ، ص139 ( رقم 79 ) .
5- .هذا حسب ما ذكره السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث ، وأمّا ما استخرجه مؤلِفنا من الكتب الأربعة وغيرها مقرونا بالاسم وعدمه فهو يناهز قرابة «2800» موردا .

ص: 11

1 . أبو بصير ، يوسف بن الحارث

2 . ليث بن البختري المرادي الكوفي . 3 . يوسف بن الحارث . 4 . عبداللّه بن محمّد الأسدي . 5 . حمّاد بن عبداللّه بن أسيد الهروي . فلو صحّ اشتراك لفظ « أبي بصير » بين هؤلاء لصار مشتركا بين الثقة وغيره ، وعندئذٍ تسقط أكثر الروايات المرويّة عنه بلفظ « أبي بصير » من دون أن يقترن بلقب يميّزه عن غيره ، فإنّ الأوّلين ثقتان بلا كلام ، دون الثلاثة الأخيرة ، فلم تحرز وثاقتهم . غير أنّ بعض المحقّقين ذهب إلى انصراف لفظة « أبي بصير » عند إطلاقه إلى الأوّلين فحسب ، وعلى هذا كلّما أُطلق « أبو بصير » ، فإن تبيّن المراد فهو ، وإلاّ فالأمر يتردّد بين يحيى بن أبي القاسم الثقة،وليث بن البختري المرادي الثقة ، فلا أثر للتردّد. (1) ولأجل تحقيق هذا الكلام ، نستعرض كلمات الرجاليّين في هذا الصدد .

1 . أبو بصير ، يوسف بن الحارثلقد عدّ الشيخ الطوسي يوسف بن الحارث من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام وكنّاه بأبي بصير ، وقال : « يوسف بن الحارث ، بتري يكنّى أبا بصير » . (2) وقد تبعه العلاّمة في خلاصة الأقوال (3) ، وابن داوود في رجاله (4) ، والميرزا الإسترابادي في منهج المقال . (5) والظاهر أنّ مصدر الشيخ هو رجال الكشّي ، فإنّه ذكره في عداد البَتريّين ، فقال :

.


1- .معجم رجال الحديث ، ج21 ، ص47 ( رقم 13959 ) .
2- .رجال الطوسي ، أصحاب الباقر عليه السلام ، باب الياء ، ص150 ( رقم 17 ) ، تحقيق محمّد صادق آل بحر العلوم ، نشر المكتبة و المطبعة الحيدرية .
3- .خلاصة الأقوال ، القسم الثاني ، ص 418 ( رقم 1695 ) ، تحقيق جواد القيومي ، نشر الفقاهة .
4- .رجال ابن داوود ، القسم الثاني ، ص 527 ( رقم 542 ) ، طبع مطبعة جامعة طهران ، 1342 ش .
5- .منهج المقال ، ص384 ( قسم الكنى ) ، قَطْع رَحلي .

ص: 12

« وأبو نصر بن يوسف بن الحارث بَتري » . (1) وعلى هذا فقد تطرّق التحريف إلى كلام الشيخ من وجهين : أ _ تصحيف « أبي نصر » ب_ « أبي بصير » . ب _ إسقاط لفظة « ابن » على وجه صار « أبو بصير » كنية يوسف ، مع أ نه في كلام الكشّي كنية ابن يوسف ! وأوّل من تنبّه إلى ذلك هو المحقّق القهبائي ، واعتذر عن وقع التحريف في كلام الشيخ بأنّ عجلته الدينيّة صارت سببا لهذا التحريف ، ثمّ قال : « وعليه [ على هذا التحريف ] اشتهر عند الطائفة ضعْف حديث أبي بصير ؛ لاعتقادهم أنّ أبا بصير مشترك بين أربعة ، منهم هذا البتري ، فاشترك الحديث بينه وبين غيره » . (2) وقال أيضا في ترجمة محمّد بن إسحاق بن صاحب المغازي _ الّذي جاء في ترجمته ذكر أبي نصر بن يوسف بن الحارث البتري _ : « هكذا في نسخ هذا الكتاب [ رجال الكشّي ] وهي متعددة عندنا ، واشتبه على الشيخ قدس سرهفي أصحاب الباقر عليه السلاموتبعه غيره ، مثل العلاّمة في خلاصة الأقوال ، وابن داوود في رجاله ، وغيرهما فقرؤوا هكذا : أبو بصير يوسف بن الحارث بَتري ، فصار حينئذٍ أبو بصير في مرتبة من يروي عن الإمام الصادق عليه السلام ، وهذا خلاف الواقع » . (3) واحتمال تطرّق الاشتباه إلى نسخة الكشّي بعيد جدّا ، وقد قام بتصحيحه المحقّق الشيخ حسن المصطفوي بعرضها على سبع نسخ مصحَّحة وغير مصحَّحة ، والّتي يرجع تاريخ كتابة بعضها إلى سنة 577 ق (4) . وبذلك تبيّن أنّ ما يظهر من الشيخ وغيره من كون يوسف بن الحارث المكنّى بأبي بصير ممّا لا وجه له .

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص687 ( رقم 733 ) ، تحقيق مهدي الرجائي ، طبع مؤسّسة آل البيت عليهم السلام .
2- .مجمع الرجال ، ج6 ، ص279 ( قسم التعليقة ) ، تحقيق العلاّمة الإصفهاني ، طبع مؤسّسة إسماعيليان .
3- .مجمع الرجال ، ج5 ، ص149 ( قسم التعليقة ) بتصرّف يسير .
4- .لاحظ اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص34 ( قسم التعليقة ) .

ص: 13

2 . أبو بصير ، عبداللّه بن محمّد الأسدي

2 . أبو بصير ، عبداللّه بن محمّد الأسديوممّن كُنّي بأبي بصير من الرواة هو عبداللّه بن محمّد الأسدي ، وهذا ما نراه في عنوان رجال الكشّي ، بهذه الصورة : « في أبي بصير عبداللّه بن محمّد الأسدي » . « طاهر بن عيسى قال : حدَّثني جعفر بن أحمد الشجاعي ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن عبداللّه بن وضّاح ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن مسألة في القرآن... . » (1) هذا ، ولكنّ في صحّته نظرا ! أوّلاً : إنّ من المحتمل كون العنوان راجعا إلى النُساخ لا إلى المؤلِّف ؛ أي الكشّي . ثانيا: لو كان العنوان من المؤلِّف نفسه، فقد اشتبه الأمر على الكشّي ؛ لأنّ المراد من أبي بصير في السند هو يحيى بن أبي القاسم ، لا عبداللّه بن محمّد الأسدي ؛ وذلك لأنّ عبداللّه بن وضّاح ممّن يروي عن يحيى بن أبي القاسم كثيرا _ بشهادة قول النجاشي _ : « عبداللّه بن وضّاح ، أبو محمّد ، كوفي ، ثقة ، من الموالي ، صاحَبَ أبا بصير يحيى بن القاسم كثيرا وعُرف به ، له كتب يُعرف منها : كتاب الصلاة ، أكثره عن أبي بصير » . (2) فالعنوان لا ينطبق على السند الّذي نُقل بعده . ويؤيد ذلك ، ما رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره في آخر سورة الكهف عن جماعة ، منهم : الحسين بن أبي العلاء ، وعبداللّه بن وضّاح ، وشعيب العقرقوفي ، جميعا عن أبي بصير ، عن مولانا أبي عبداللّه عليه السلام (3) ، وإنَّ شعيب العقرقوفي ابن أُخت « أبي بصير » يحيى بن أبي القاسم ، كما ذكره النجاشي . (4) ويؤيده أيضا ، كون الحسين بن أبي العلاء في تلك الجماعة ، فإنّ الشيخ الطوسي

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص409 ( رقم 299 ) .
2- .رجال النجاشي ، ج2 ، ص10 ( رقم 558 ) ، تحقيق محمّد جواد النائيني ، دار الأضواء ، 1988م ، ط 1 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص47 .
4- .رجال النجاشي ، ج1 ، ص435 ( رقم 518 ) .

ص: 14

يروي مناسك الحجّ لأبي بصير عن طريقه . قال في الفهرست : « يحيى بن القاسم يكنّى أبا بصير ، له كتاب مناسك الحجّ ، رواه عليّ بن أبي حمزة ، والحسين بن أبي العلاء عنه » . (1) وعلى هذا فلم نجد دليلاً على إطلاق أبي بصير على عبداللّه بن محمّد الأسدي غير وجود لفظ « أبي بصير » في العنوان فقط . نعم ، كنّاه الشيخ الطوسي بأبي بصير ، وقال : « عبداللّه بن محمّد الأسدي ، كوفي ، يكنّى أبا بصير » . (2) ولعلّ الشيخ تبع ما وجده من العنوان في رجال الكشّي ، فكنّاه به . ثمّ إنّ « عبداللّه بن محمّد الأسدي » غير « عبداللّه بن محمّد الحجّال » الّذي يصفه النجاشي بقوله : « عبداللّه بن محمّد الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، الحجّال ، المزخرف ، أبو محمّد ، وقيل : إنّه من موالي بني تيم ، ثقة ثقة ، ثبت ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا » . (3) وعدّه البرقي من أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : « عبداللّه بن محمّد الحجّال أخو عبداللّه ، ومن ولده أحمد بن عبداللّه الكرخي » . (4) كما عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، وقال : « عبداللّه بن محمّد الحجّال ، مولى بني تيم اللّه ، ثقة » . (5) فأين الحجّال _ الّذي هو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام _ من الأسدي الّذي هو من أصحاب الباقرين عليهماالسلام ؟ !

.


1- .الفهرست ، باب الياء ، ص262 ( رقم 798 ) ، تحقيق : جواد القيومي ، نشر الفقاهة .
2- .رجال الطوسي ، أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ، باب العين ، ص129 ( رقم 26 ) .
3- .رجال النجاشي ، ج2 ، ص30 ( رقم 593 ) .
4- .رجال البرقي ، أصحاب الرضا عليه السلام ، ص55 .
5- .رجال الطوسي ، أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، باب العين ، ص 381 ( رقم 18 ) . وقد جاءت لفظة « مولى بني تيم اللّه » في رجال البرقي في موارد ، لاحظ ص54 .

ص: 15

3 . أبو بصير ، حمّاد بن عبيداللّه بن أسيد الهروي

وبذلك ظهر أمران : الأوّل : عدم صحّة تكنية عبداللّه بن محمّد الأسدي بأبي بصير . الثاني : عدم ثبوت وثاقة عبداللّه بن محمّد الأسدي . وأمّا الموثَّق في كلام النجاشي والشيخ ، فهو الحجّال الّذي هو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام .

3 . أبو بصير ، حمّاد بن عبيداللّه (1) بن أسيد الهرويوالأصل في وصفه ب_ «أبي بصير» ما نقله الكشّي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن قال: « روى عن أبي بصير حمّاد بن عبيداللّه بن أسيد الهروي ، عن داوود بن القاسم... » . (2) والظاهر تطرّق التصحيف إلى العبارة ، فإنّ هذه الفقرة من متمّمات الجمل السابقة ، وإليك نصّها : « سمعت الفضل بن شاذان يقول : ما نشأ في الإسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي ، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن رحمه الله ، روى عن أبي بصير . حمّاد بن عبيداللّه بن أسيد الهروي ، عن داوود بن القاسم : إن أبا جعفر الجعفري قال : أدخلت كتاب يوم وليلة الّذي ألّفه يونس بن عبدالرحمن على أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفّحه كلّه ، ثمّ قال : هذا ديني ودين آبائي ، وهو الحقّ كلّه » 3 ، فهي جملة مستقلّة لا صلة لها بما سبق ، و إنّما تطرّق الخطأ من قبل النسّاخ حيث جعلوا قوله : « روى عن أبي بصير » مقطوعا عمّا قبله وراجعا إلى ما بعده ، مضافا إلى أنّ في بعض النسخ « أبو نصر » مكان « أبو بصير » .

.


1- .في النسخة المصحّحة المحقّقة « عبيداللّه » مكان « عبداللّه » .
2- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص780 ( رقم 915 ) .

ص: 16

أولاً : أبو بصير ، يحيى بن أبي القاسم الأسدي

وعلى فرض الصحّة فهو من مشايخ الكشّي الّذي كان من علماء النصف الأوّل من القرن الرابع ، ولا صلة له بمن يروي عن الإمامين مباشرة وبلا واسطة . إلى هنا تبيّن أ نّه لم يثبت كون « أبو بصير » كنية أحد من الرواة غير يحيى بن أبي القاسم ، وليث البختري . وبما أنّ الرجاليين اتفقوا على توثيقهما ، فإذا صحّ السند إليه يحكم عليه بالصحّة ، سواء علمنا أنّ المراد منه هو أم لم نعلم . إنّ الكتاب الماثل بين يديك هو مسند أبي بصير المشترك بين شخصين ثقتين ، فيلزم علينا تسليط المزيد من الأضواء على ترجمتهما ، وبيان شيء من أقوال الرجالين في حقّهما ، والإشارة إلى من تخرّج عليهما في الحديث .

أولاً : أبو بصير ، يحيى بن أبي القاسم الأسديعرّفه الرجاليّون بالوثاقة تماما ، قال النجاشي : « يحيى بن القاسم ؛ أبو بصير الأسدي ، وقيل : أبو محمّد . ثقة ، وجيه ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام ، وقيل : يحيى بن أبي القاسم ، واسم أبي القاسم « إسحاق » . وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، له كتاب يوم وليلة . أخبرنا محمّد بن جعفر قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير بكتابه . ومات أبو بصير سنة خمسين ومئة » . (1) وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قائلاً : « يحيى بن القاسم أبو محمّد ، يعرف بأبي بصير الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، تابعي ، مات سنة خمسين ومئة بعد أبي عبداللّه عليه السلام » . (2) وقال في الفهرست : « يحيى بن القاسم ، يُكنّى أبا بصير ، له كتاب مناسك الحجّ ، رواه عليّ بن أبي حمزة ، والحسين بن أبي العلاء ، عنه » . (3)

.


1- .رجال النجاشي ، ج2 ، ص411 ( رقم 1188 ) .
2- .رجال الطوسي ، أصحاب الصادق عليه السلام ، باب الياء ، ص333 ( رقم 9 ) .
3- .الفهرست ، ص262 ( رقم 798 ) .

ص: 17

وقال علي بن أحمد العقيقي : « يحيى بن القاسم الأسدي ، مولاهم ، ولد مكفوفا ، رأى الدنيا مرّتين ، مسح أبو عبداللّه عليه السلام على عينيه ، وقال : اُنظر ما ترى ؟ قال : أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك » . (1) وعدّه الكشّي من أصحاب الإجماع ، وقال : « اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، وأبي عبداللّه عليه السلام ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأوّلين ستّة ؛ زرارة ، ومعروف بن خرّبوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم الطائفي . قالوا : وأفقه الستّة زرارة ، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي : أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري » . (2) فقد تبيّن من ذلك منزلة الرجل ومكانته ، وهو ممّن اتفقت العصابة على تصديقه . غير أنّ هناك إبهامات تحوم حول شخصيته ، وهي :

أ _ هل اسم والده القاسم أو أبو القاسم ؟قد وقفت على أنّ الشيخ في الرجال و الفهرست وهكذا العقيقي عبّروا عنه بالقاسم ، وهكذا النجاشي ، غيرَ أ نّه نقل قولاً بأنّ كنية أبيه « أبو القاسم » واسمه « إسحاق » . والظاهر صحّته وذلك لوجوه : 1 . إنّ الشيخ الطوسي سمّاه ب_ « أبي القاسم » عند ذكره في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ، قال : « يحيى بن أبي القاسم ، يكنّى أبا بصير ، مكفوف ، واسم أبي القاسم : إسحاق » . (3) 2 . عدّه الشيخ المفيد من أصحاب أبي جعفر عليه السلام قائلاً : « وأبو بصير يحيى بن أبي القاسم ، مكفوف ، مولى لبني أسد ، واسم أبي القاسم إسحاق ، وأبو بصير كان يكنّى بأبي محمّد » . (4)

.


1- .خلاصة الأقوال ، القسم الثاني ، ص416 ( رقم 1687 ) .
2- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص507 ( رقم 431 ) .
3- .رجال الطوسي ، أصحاب الباقر عليه السلام ، باب الياء ، ص140 ( رقم 2 ) .
4- .الإختصاص ، ص83 ، تصحيح علي أكبر الغفاري .

ص: 18

3 . قال الكشّي في ترجمة ليث بن البختري المرادي : « محمّد بن مسعود قال : سألت عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبي بصير ؟ فقال : وكان اسمه يحيى بن أبي القاسم _ فقال : _ أبو بصير ، كان يكنّى أبا محمّد ، و كان مولى لبني أسد ... » . (1) 4 . ورد في أسناد الفقيه يحيى بن أبي القاسم ؛ روى الصدوق بسنده الصحيح ، عن أبان الأحمري ، عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، عن أبي جعفر عليه السلام . (2) 5 . روى الصدوق بسنده الصحيح عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام . (3) 6 . عبّر عنه البرقي في رجاله بقوله : « أبو بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي » . (4) فهذه الوجوه تثبت أنّ اسم أبيه « إسحاق » ، وكنيته « أبو القاسم » ، فهو يحيى بن أبي القاسم ، لا يحيى بن القاسم .

ب _ هل يحيى بن أبي القاسم هو يحيى الحذّاء أو غيره ؟قد وقفت على منزلة أبي بصير عند الأصحاب وأئمّة الحديث ، وربما يحكم على حديثه بالضعف بتصوّر أ نه هو يحيى بن أبي القاسم الحذّاء الّذي عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وقال : « يحيى بن القاسم الحذّاء واقفي » . (5) وقال الكشّي : « ... حمدويه أنه ذكر عن بعض أشياخه أنّ يحيى بن القاسم الحذّاء الأزدي ، واقفي » . (6)

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص404 ( رقم 296 ) .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج4 ، ص163 ( باب ما يجب من إحياء القصاص ، ح5370 ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، طبع مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، 1404 ق ، ط 2 .
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج4 ، ص179 ( باب الوصية من لدن آدم ، ح5406 ) .
4- .رجال البرقي ، أصحاب الباقر عليه السلام ، ص11 . نعم ورد بعد الجملة الّتي أشرنا إليها قوله : «... واسم أبي القاسم يحيى بن القاسم » ، ولعلّه من نَسخ النسّاخ ، فالصحيح : « ... اسم أبي القاسم إسحاق » ، ثمّ ابتدأ بترجمة شخص آخر ، وهو يحيى بن القاسم ، ولا صلة له بأبي بصير المتقدم عليه .
5- .رجال الطوسي ، أصحاب الكاظم عليه السلام ، باب الياء ، ص346 ( رقم 16 ) .
6- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص404 ( رقم 296 ) .

ص: 19

ولأجل ذلك ، نرى أنّ الشهيد الثاني يذكر بأنّ أبا بصير الّذي روى عن الصادق عليه السلاممشترك بين اثنين : ليث بن البختري المرادي _ وهو المشهور بالثقة _ ، ويحيى بن القاسم الأسدي ، وهو واقفي ، ضعيف ، مخلّط . (1) ولكن الحقّ تعدّدهما ، وذلك للوجوه التالية : الأوّل : ما يظهر من عبارة الكشّي أنهما متعدّدان حيث قال في عنوان بحثه : « في يحيى بن أبي القاسم أبي بصير ويحيى بن القاسم الحذّاء » (2) ، ثمّ ذكر الأحاديث ، فإنّ مقتضى سياق الكلام تعدّد المعنون ، لظهور العطف في المغايرة أوّلاً ، وتكنية الأوّل بأبي بصير دون الآخر ثانيا ، وتخصيص الرواية الّتي نقلها عن حمدويه بالحذّاء حيث قال : « عن حمدويه أنه ذكره عن بعض أشياخه : إنّ يحيى بن القاسم الحذّاء الأزدي ، واقفي » (3) ثالثا، وتقييد الثاني بالحذّاء دون الأوّل رابعا،كلّ ذلك يشعر بتعدّد المعنونين. الثاني : كلام الشيخ في رجاله ، فقد جاء فيه : « يحيى بن القاسم الحذّاء ، واقفي . يوسف بن يعقوب ، واقفي . يحيى بن أبي القاسم ، يكنّى أبا بصير » . (4) فإنّ الفصل بينهما بأجنبي _ أي يوسف بن يعقوب _ دليل التعدّد ، مضافا إلى تكنية الثاني بأبي بصير دون الأوّل . الثالث : إنّ أبا بصير مات سنة خمسين ومئة ، والوقف إنّما حصل بعد زمان وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام _ وقد استشهد عليه السلام سنة 183 ق _ ، فعلى ذلك فلا يمكن أن يُوصف من مات على رأس خمسين بعد المئة بالوقف . كلّ ذلك يدعم بأنّ أبا بصير الأسدي غير يحيى بن القاسم الحذّاء . الرابع : قد عرفت أنّ النجاشي عنون أبا بصير الأسدي ووصفه بأ نّه ثقة وجيه (5) ،

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص404 ( رقم 296 ) .
2- .مسالك الإفهام ، ج8 ، ص50 ، تحقيق ونشر مؤسّسة المعارف الإسلامية ، 1416 ق ، ط 1 .
3- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص772 ، ( رقم 901 ) .
4- .رجال الطوسي ، أصحاب الكاظم عليه السلام ، باب الياء ، ص364 ( رقم 16 _ 18 ) .
5- .رجال النجاشي ، ج 2 ، ص 411 ( رقم 1188 ) .

ص: 20

ثانيا : أبو بصير ، ليث بن البختري

ولكنّ الشيخ وصف يحيى بن القاسم الحذّاء بالوقف (1) ، ومن طبيعة الحال أنّ النجاشي كان واقفا على حكم الشيخ بالوقف على الحذّاء ، فلو كان المعنونان مُتَحدين كان على النجاشي أن يشير إلى نظر الشيخ هذا ، مع أ نه سكت عن ذلك ! وهناك وجه آخر ، وهو أنّ أبا بصير أدرك عصر أبي جعفر الباقر عليه السلام الّذي توفّي عام 114 ق ، وأدرك عصر الإمام الصادق عليه السلاموبعده بسنتين ، وتوفّي سنة 150 ق . فلو كان يحيى بن القاسم الحذّاء هو نَفسَ أبي بصير الأسدي ، كان على الشيخ أن يذكره في عداد أصحاب الإمامين أبي جعفر الباقر والصادق عليهماالسلام ! ولا يخصّه بأصحاب الإمام الكاظم عليه السلام . نعم ، ذكر في أصحاب الإمام الباقر عليه السلاميحيى بن القاسم الحذّاء ، ولكنّه لم يصفه بالوقف ، وهو يعرب عن أنّ الحذّاء المطلق غير الحذّاء الموصوف بالوقف . وقد حقّق الموضوع غاية التحقيق الشيخ الكلباسي ( م 1356 ق ) في كتابه (2) ، حيث أثبت تعدّد المعنونين ، وأنّ هذا لا يوجب الشك في صحّة رواية أبي بصير الأسدي . وقد صدرنا في هذا البحث عن تحقيقاته الشافية قدس سره ، مع المراجعة إلى المصادر والمدارك .

ثانيا : أبو بصير ، ليث بن البختريليث بن البختري المرادي ، أحد الثقات المخبتين . قال الكشّي بعد عنوانه بالنحو التالي : « في أبي بصير ليث بن البختري المرادي » (3) ، ثمّ نقل : « عن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : بشّر المخبتين بالجنّة ؛ بريد بن معاوية العجلي ، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ،

.


1- .رجال الطوسي ، أصحاب الكاظم عليه السلام ، باب الياء ، ص 364 ( رقم 16 ) .
2- .سماء المقال ، ج1 ، ص317 _ 330 ، تحقيق : محمّد الحسيني القزويني ، طبع مؤسّسة ولي العصر للدراسات الإسلامية .
3- .العنوان وإن كان خاصا بليث بن البختري ، ولكن الروايات الّتي أوردها تحت ذلك العنوان تعم أبا بصير الأسدي ، وهذا يدل على سقوط الأسدي من العنوان .

ص: 21

ومحمّد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء ، أُمناء اللّه على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست » . (1) وقال النجاشي : « ليث بن البختري المرادي ، أبو محمّد _ وقيل : أبو بصير الأصغر _ روى عن أبي جعفر و أبي عبداللّه عليهماالسلام ، له كتاب يرويه جماعة منهم : أبو جميلة المفضل بن صالح » . (2) وقال الشيخ في الفهرست : « ليث المرادي ، يكنّى أبا بصير ، روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وله كتاب » . (3) وقال في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام : « ليث بن البختري المرادي ، يكنّى أبا بصير ، كوفي » . (4) وقال في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام : « ليث بن البختري المرادي ، أبو يحيى ، ويكنّى أبا بصير ، أسند عنه » . (5) وذكر في أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام : « ليث المرادي ، يكنّى أبا بصير » . (6) وقد ذكر الكشّي روايات في مدحه ، منها ما عرفت ، ومنها ما سنذكر ، قال : « عن سليمان بن خالد الأقطع قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عليه السلام إلاّ زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي،ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا،هؤلاء حفّاظ الدين،واُمناء أبي عليه السلامعلى حلال اللّه وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الآخرة » . (7)

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص398 ، ( رقم 286 ) .
2- .رجال النجاشي ، ج2 ، ص193 ( رقم 874 ) .
3- .الفهرست ، ص205 ( رقم 585 ) .
4- .رجال الطوسي ، أصحاب الباقر عليه السلام ، باب الياء ، ص134 ( رقم 1 ) .
5- .رجال الطوسي ، أصحاب الصادق عليه السلام ، باب اللام ، ص 275 ( رقم 1 ) .
6- .رجال الطوسي ، أصحاب الكاظم عليه السلام ، باب اللام ، ص342 ( رقم 2 ) .
7- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص348 ( رقم 219 ) .

ص: 22

مميزات المحدِّثَيْن الأسدي والمرادي

مميزات المحدِّثَيْن الأسدي والمراديقد عرفت إنّ أبا بصير المذكور في الأسانيد كنية مشتركة بين يحيى الأسدي وليث المرادي ، ولا يتجاوز عنهما ، وأنّ كلاً منهما ثقة بلا كلام ، ولذلك لا فائدة مهمة تنطوي على تميّز أحدهما عن الآخر . ولكن ثمة قرائن يُستشفّ منها تعيين المراد منه فيما إذا أُطلق لفظة « أبي بصير » . فالطريق الواضح لتعيين المراد من أبي بصير عند الإطلاق ، هو التعرف على الّذي يَنقل عنه الرواية ، فإنّ طائفةً من الرواة تخرجوا على يَدَي يحيى الأسدي ، واُخرى على يَدَي ليث المرادي . وهانحن نذكر أسماء مَن تخرج على يحيى الأسدي :

أ _ عليّ بن أبي حمزة البطائنيإنّ عليّ بن حمزة البطائني كان قائد أبي بصير ، وقد أكثر الرواية عنه مصرحا باسمه . يقول النجاشي : « عليّ بن أبي حمزة _ واسم أبي حمزة : سالم البطائني _ ، أبو الحسن ، مولى الأنصار ، كوفي ، وكان قائدُ أبي بصير يحيى بن القاسم ، وله أخ يسمّى جعفر بن أبي حمزة » . (1) وقد روى الصدوق في كمال الدين روايات أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم (2) ، كما صرّح باسمه فيها . ورواه الصدوق عن ابن أبي حمزة في الخصال . (3)

ب _ شعيب العقرقوفيإنّ شعيب العقرقوفي ابن أُخت أبي بصير يحيى بن أبي القاسم ، قال النجاشي : « شعيب العقرقوفي ، أبو يعقوب ، ابن أُخت أبي بصير يحيى بن القاسم ، روى عن أبي عبداللّه عليه السلام ، وأبي الحسن عليه السلام ، ثقةٌ ، عينٌ » . (4)

.


1- .رجال النجاشي ، ج2 ، ص69 ( رقم 654 ) .
2- .لاحظ كمال الدين وتمام النعمة ، ج1 ، ص259 ( ح4 ) ، وج2 ، ص340 ( ح20 ) .
3- .الخصال، ص443(ح36) تحقيق: عليأكبر الغفاري، طبع مؤسّسه النشر الإسلامي التابعه لجماعة المدرّسين .
4- .رجال النجاشي ، ج1 ، ص435 ( رقم 518 ) .

ص: 23

فيما يتميّز به المرادي عن الأسدي أيضا

ج _ الحسين بن أبي العلاءذكر الشيخ في ترجمة يحيى بن القاسم ، قال : « يكنّى أبا بصير ، له كتاب مناسك الحجّ ، رواه عليّ بن أبي حمزة والحسين بن أبي العلاء عنه » . (1)

د _ الحسن بن عليّ بن أبي حمزةذكر النجاشي أ نّه يروي عن أبي بصير عن طريق الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، قال في بيان طريقه إلى يحيى بن القاسم الأسدي : « أخبرنا محمّد بن جعفر قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير بكتابه » . (2)

ه_ _ المعلّى بن عثمانروى الكليني في الكافي في باب الثوب يصيبه الدم بسندٍ ينتهي إلى المعلّى بن عثمان عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وهو يصلي ، فقال لي قائدي : إنّ في ثوبه دما ! فلمّا انصرف قلت له : إنّ قائدي أخبرني إنّ بثوبك دما ؟ فقال لي : « إنّ بي دماميل ، ولستُ أغسل ثوبي حتّى تبرأ » . (3) فإنّ الظاهر أ نّه الأسدي ؛ لأ نّه المحتاج إلى القائد ، فتأمّل . (4)

فيما يتميّز به المرادي عن الأسدي أيضاليس هناك قرينة خاصة يميّز بها المرادي عن الأسدي إلاّ ذكر الراوي اسم أبي بصير

.


1- .الفهرست ، ص262 ( رقم 798 ) .
2- .رجال النجاشي ، ج2 ، ص411 ( رقم 1188 ) .
3- .الكافي ، ج 3 ، ص 58 ( كتاب الطهارة ، باب الثوب يصيبه الدم والمدة ، ح 1 ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، نشر دار الكتب الإسلامية ، 1367 ش ، ط 3 .
4- .لاحظ سماء المقال ، ج1 ، ص384 .

ص: 24

بعد كنيته ، وها نحن نذكر كلّ من روى عن أبي بصير المرادي مصرحا باسمه ، وإليك قائمة بأسمائهم :

الأوّل : عبداللّه بن مسكانروى عبداللّه بن مسكان عن أبي بصير 21 حديثا مصرحا باسمه وهي مبثوثة في أبواب كثيرة : 1 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (1) 2 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (2) 3 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير _ يعني ليث بن البختري المرادي _ قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام... . (3) 4 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (4) 5 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (5) 6 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام... . (6) 7 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (7) 8 . عن ابن مسكان ، عن ليث ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (8) 9 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (9)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص60 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح2 ) .
2- .بحار الأنوار ، ج72 ، ص333 ( باب ذم الشكاية من اللّه تعالى من أبواب الإيمان والكفر ، ح19 ) .
3- .وسائل الشيعة ، ج1 ، ص26 ( باب 2 من أبواب مقدمات العبادات ، ح20 ) .
4- .وسائل الشيعة ، ج2 ، ص 899 ( باب 75 من أبواب الدفن ، ح3 ) .
5- .تهذيب الأحكام ، ج 1 ، ص 209 ( باب صفة التيمم ، ح11 ) .
6- .تهذيب الأحكام ، ج 1 ، ص 258 ( باب تطهير الثياب ، ح37 ) .
7- .تهذيب الأحكام ، ج1 ، ص209 ( باب التيمم ، ح11 ) .
8- .وسائل الشيعة ، ج3 ، ص138 ( باب 18 من أبواب المواقيت ، ح9 ) .
9- .وسائل الشيعة ، ج3 ، ص181 ( باب 44 من أبواب المواقيت ، ح1 ) .

ص: 25

10 . عن ابن مسكان عن ليث ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (1) 11 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام... . (2) 12 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، قال قلت لأبي عبداللّه عليه السلام... . (3) 13 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (4) 14 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (5) 15 . عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (6) 16 . عن ابن مسكان ، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام ... . (7) 17 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (8) 18 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (9) 19 . عن ابن مسكان ، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام ... . (10) 20 . عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي ، وعبد الأعلى بن أعين ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ... . (11)

.


1- .تهذيب الأحكام ، ج2 ، ص168 ( باب تفسير ماتقدم ذكره في الصلاة من المفروض والمسنون ، ح125 ) .
2- .الكافي ، ج6 ، ص468 ( كتاب الزَي والتجمل ، باب الخواتيم ، ح6 ) .
3- .وسائل الشيعة ، ج4 ، ص909 ( باب 7 من أبواب السجود ، ح6 ) .
4- .وسائل الشيعة ، ج 5 ، ص 119 ، ( باب 18 من أبواب صلاة العيد ، ح1 ) .
5- .الكافي ، ج 4 ، ص 110 ( كتاب الصيام ، باب الصائم يسعط و يصيب في أُذنه الدخن أو يحتقن ، ح4 ) .
6- .الكافي ، ج 4 ، ص 128 ( كتاب الصيام ، باب من صام في السفر بجهالة ، ح 3 ) .
7- .كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج 2 ، ص 300 ( باب الحلق والتقصير ، ح1 ) .
8- .تهذيب الأحكام ، ج5 ، ص490 ( كتاب الحج، باب الزيادات في فقه الحج ، ح401 ) .
9- .تهذيب الأحكام ، ج7 ، ص47 ( كتاب التجارات، باب البيع بالنقد والنسيئة ، ح9 ) .
10- .كتاب من لايحضره الفقيه ، ج4 ، ص207 ( باب ميراث الأجداد والجدات ، ح20 ) .
11- .تهذيب الأحكام ، ج10 ، ص187 ( كتاب الديات ، باب العقود بين الرجال والنساء ، ح1 ) .

ص: 26

الثاني : المفضل بن صالح ، أبو جميلةروى أبو جميلة المفضل بن صالح عن أبي بصير المرادي 16 حديثا ، مصرحا باسمه ، وهي مبثوثة في أبواب مختلفة : 1 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (1) 2 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (2) 3 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (3) 4 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (4) 5 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (5) 6 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (6) 7 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (7) 8 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (8) 9 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (9) 10 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (10) 11 . عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (11)

.


1- .تهذيب الأحكام ، ج1 ، ص349 ( كتاب الطهارة ، باب الأحداث الموجبة للطهارة ، ح22 ) .
2- .وسائل الشيعة ، ج1 ، ص251 ، ( باب 35 من أبواب أحكام الخلوة ، ح1 ) .
3- .وسائل الشيعة ، ج2 ، ص611 ، ( باب 2 من أبواب النفاس ، ح1 ) .
4- .وسائل الشيعة ، ج4 ، ص976 ( باب 20 من أبواب السجود ، ح3 ) .
5- .الكافي ، ج3 ، ص460 ( كتاب الصلاة ، باب صلاة العيدين والخطبة ، ح4 ) .
6- .الكافي ، ج4 ، ص342 ( كتاب الحج ، باب ما يلبس المحرم من الثياب وما يكره له ، ح16 ) .
7- .تهذيب الأحكام ، ج5 ، ص339 ( كتاب الحج ، باب الكفارة من خطأ المحرم ، ح88 ) .
8- .الكافي ، ج6 ، ص208 ( كتاب الصيد ، باب صيد البزاة والصقور ، ح10 ) .
9- .تهذيب الأحكام ، ج1 ، ص252 ( كتاب الديات ، باب ديات الأعضاء والجوارح والقصاص ، ح31 ) .
10- .الكافي ، ج6 ، ص168 ( كتاب الطلاق ، باب العبد إذا تزوج بإذن مولاه ، ح2 ) .
11- .وسائل الشيعة ، ج19 ، ص189 ، ( باب 16 من أبواب موجبات الضمان ، ح2 ) .

ص: 27

12 . عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام... . (1) 13 . عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (2) 14 . عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (3) 15 . عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام... . (4) 16 . عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (5)

الثالث : عاصم بن حميدروى عاصم بن حميد روايات مختلفة عن أبي بصير المرادي مصرحا باسمه : 1 . عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ ، عن أبي جعفر عليه السلام ... . (6) 2 . عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ... . (7) 3 . عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ يعني المرادي_ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ... . (8) 4 . عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ ليث المرادي _ ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام ... . (9) 5 . عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ يعني ليث المرادي _ ، عن أبي جعفر عليه السلام... . (10)

.


1- .الكافي ، ج6 ، ص 453 ( كتاب الزي والتجمّل والمروءة ، باب لبس الحرير و الديباج ، ص453 ، ح2 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص 309 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبر ، ح5 ) .
3- .تهذيب الأحكام ، ج1 ، ص165 ( كتاب الطهارة ، باب حكم الحيض والاستحاضة والنفاس والطهارة ، ح45 ) .
4- .الكافي ، ج6 ، ص403 ( كتاب الزَي والتجمّل ، باب لبس الحرير والديباج ، ح2 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص309 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبر ، ح5 ) .
6- .وسائل الشيعة ، ج6 ، ص55 ، ( باب 15 من أبواب الكفارات ، ح6 ) .
7- .وسائل الشيعة ، ج12 ، ص301 ( باب 7 من أبواب صفات القاضي ، ح3 ) .
8- .بحار الأنوار ، ج64 ، ص311 ( كتاب السماء والعالم ، باب الذباب والبق والزنبور ، ح3 ) .
9- .تهذيب الأحكام ، ج4 ، ص185 ( باب علاقة وقت فرض الصيام وأيّام الشهر ، ح3 ) .
10- .وسائل الشيعة ، ج6 ، ص55 ، ( باب 1 من أبواب من تجب عليه الزكاة ومن لا تجب عليه ، ح6 ) .

ص: 28

6 . عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (1) 7 . عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ يعني المرادي_ ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (2) هؤلاء هم الّذين أكثروا النقل عن أبي بصير المرادي مصرحين باسمه ، وهناك من نقل رواية أو روايتين مصرحين باسمه .

الرابع : حميد بن المثنى العجلي المعروف بأبي المغرى1 . عن أبي المغرى حميد بن المثنى ، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ ، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام... . (3) 2 . عن أبي المغرى ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (4)

الخامس : أبان بن عثمانعن أبان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام... . (5)

السادس : رفاعة بن موسى الأسدي النخّاسعن رفاعة بن موسى ، عن ليث المرادي ، عن (6) أبي بصير ، قال : سمعته يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله... . (7)

.


1- .وسائل الشيعة ، ج9 ، ص129، ( باب 47 من أبواب تروك الإحرام ، ح6 ) .
2- .وسائل الشيعة ، ج13 ، ص185 ، ( باب 2 من أحكام المضاربة ، ح1 ) .
3- .وسائل الشيعة ، ج3 ، ص14 ، ( باب 5 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ، ح2 ) .
4- .وسائل الشيعة ، ج8 ، ص173 ، ( باب 3 من أبواب أقسام الحجّ ، ح7 ) .
5- .وسائل الشيعة ، ج1 ، ص669 ، ( باب 40 من أبواب الاحتضار ، ح4 ) .
6- .هكذا في النسخة ، ولعلّ لفظة « عن » زائدة أو تصحيف « يعني » .
7- .المحاسن ، ج1 ، ص37 .

ص: 29

السابع : أبو أيّوب الخزاز وعبداللّه بن بكيرأبو أيّوب الخزاز وعبداللّه بن بكير ، عن ليث المرادي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام... . (1) ونستخلص ممّا سبق أمرين : أ _ هؤلاء هم الّذين رووا عن أبي بصير مصرحين باسمه في بعض الأحيان ، وهذه قرينة على أنّ المراد هو ليث البختري عند الإطلاق فيما إذا انتهت سلسلة السند إليهم . ب _ إنّ السَير في المسانيد المنتهية إلى أبي بصير يكشف عن حقيقة ، وهي أ نهم يطلقون أبا بصير ولا يصرحون باسمه إلاّ إذا كان المراد منه هو ليث المرادي . ولعلّ هذه قرينة على أنّ المطلق ينصرف إلى الأسدي ، وكأ نّه غني عن التصريح بالاسم ؛ لشهرته بين الرواة ، دون المرادي فهو بحاجة إلى ذكر الاسم ، ويؤيد ذلك تسمية الأسدي بأبي بصير الكبير والمرادي بأبي بصير الصغير ، ولعلّ ملاكهما هو كبر السن وصغره ، أو كثرة نقل الروايات أو قلّتها . واللّه العالم . ولما كان أبو بصير ممّن أكثر الرواية عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، ويعد راويةً كبيرا ، قد أُثيرت حوله إبهامات ، ولهذا ولغيره قام غير واحد من المحقّقين بتأليف رسائل أو تدوين بحوث نفيسة حوله ، وإليك بعض أسماء تلك الرسائل والبحوث : 1 . عديمة النظير في ترجمة أبي بصير : للعلاّمة السيّد مهدي الخوانساري ( م 1246 ق ) ألّفه عام 1230 ق (2) ، طبع في آخر الجوامع الفقهية . 2 . رسالة في المكنّيين بأبي بصير : تأليف المحقّق الخبير الشيخ محمّد تقي التستري ( 1320 _ 1416ق ) . 3 . سماء المقال في علم الرجال : تأليف المحقّق أبو الهدى الكلباسي ( م سنة 1356ق ) ، وقد أفاض بالبحث في الجزء الأوّل من كتابه . (3)

.


1- .الكافي ، ج7 ، ص310 ( كتاب الديات ، باب المسلم يقتل الذمي أو يجرحه والذمي يقتل المسلم أو يجرحه ، ح11 ) ؛ تهذيب الأحكام ، ج10 ، ص186 ( كتاب الديات ، باب العقود بين الرجال والنساء ، ح27 ) .
2- .الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج4 ، ص148 .
3- .لاحظ سماء المقال ، ج1 ، ص298 _ 392 .

ص: 30

4 . معجم رجال الحديث : تأليف المرجع الأعلى السيّد أبو القاسم الخوئي ( 1317 _ 1411 ق ) ، وقد عالج في موسوعته الروايات الواردة في حقّ أبي بصير المشعرة بالذم والمدح . (1) كما أكمل بحوثه في أجزاء أُخر . (2) ولأجل ذلك لم نستعرض حال الأحاديث الّتي وردت في حقّ أبي بصير الّتي نقلها الكشّي في ترجمته . ويشبه أن تكون هذه الروايات مثل ماورد في حقّ زرارة من الذم صونا لنفسه ونفيسه ، أو من وضع الوضّاعين الحاقدين على شيعة أهل البيت عليهم السلام . وفي الختام نتقدم بالشكر إلى الفاضل الجليل ولدنا الخبير بالحديث الشيخ بشير المحمدي المازندراني ، الّذي شمَّر عن ساعد الجد بإحياء المسانيد المأثورة عن أصحاب الأئمّة عليهم السلام ، شكر اللّه سعيه وأجزل أجره . وهو _ حفظه اللّه _ دؤوب في عمله ، مقبل على شأنه ، وقد أتحف المكتبة الإسلامية بمسندٍ يضم في طياته قرابة « 2800 » حديث من أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام . وهذا العدد الهائل من الروايات الّذي هو أكثر ممّا روي عن زرارة بن أعين ومحمّد بن مسلم ، فإنّما هو لأجل أنّ المسند جمع أحاديث محدثَين كبيرَين ، هما : يحيى بن أبي القاسم الأسدي وليث بن البختري المرادي رضوان اللّه عليهما . والحمد للّه أولاً وآخرا . قم _ مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام في ظهيرة 27 من شعبان المعظم عام 1420 ق جعفر السبحاني

.


1- .لاحظ معجم رجال الحديث ، ج14 ، ص140 _ 151 .
2- .لاحظ معجم رجال الحديث ، ج21 ، ص44 _ 64 .

ص: 31

مقدّمة المؤلّف

مقدّمة المؤلّفالحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على عباده الّذين اصطفى محمّد وآله خير الورى ومن اهتدى بهداهم . أمّا بعد ، فهذا هو المسند الرابع الّذي أُقدِّمُه لروّاد علم الحديث ، جمعت فيه ما أُثر عن أبي بصير _ الّذي هو من فطاحل الحفّاظ والمحدّثين في النصف الأوّل من القرن الثاني _ ، وقد بذلت وسعي في جمع أحاديثه ولمّ شتاتها ، كما نشرتُ قبل هذا مسانيد طائفة من أكابر مَن تخرَّجوا على أئمّة أهل البيت عليهم السلام ونهلوا من نَمير علومهم ، أعني بهم : 1 . محمّد بن قيس البجلي ، راوي أقضية الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 2 . زرارة بن أعين الشيباني الكوفي . 3 . محمّد بن مسلم الثقفي الطائفي . وهاأنا ذا أقوم بنشر مسند أبي بصير _ وهي الكنية المشتركة بين محدِّثَيْن معروفَين : هما الأسدي والمرادي ، من خرِّيجي مدرسة الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام _ مع إيضاح الكلمات الغامضة الواردة في أحاديثهما ، مرتِّبا إيّاها حسب الكتب الفقهية . ولمّا كان فيما قدَّمه شيخنا الأُستاذ المحقّق آية اللّه السبحاني غنى و كفاية في تحقيق ترجمة المحدّثين ، فنقتصر على هذا المقدار و نحيل التفصيل إلى تصديره ، وإلى الرسائل الّتي أُلّفت حوله ، راجيا من اللّه _ عزّ شأنه _ أن يتقبّل منِّي هذا العمل ،

.

ص: 32

و يوفقني لنشر سائر ما جمعتُ و دوّنت من مسانيد كبار المحدِّثين ، إنّه سميع قدير و بالإجابة جدير ، و آخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين . قم المقدسة 24 شعبان المعظّم 1420 ق بشير المحمّدي المازندراني

.

ص: 33

كتاب العقل

كتاب العقلالمحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن علي ، عن وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه خلق العقل فقال له : أقبل فأقبل ، ثمّ قال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال له : وعزّتي وجلالي ما خلقت شيئا أحبُّ إليَّ منك ، لك الثواب وعليك العقاب . (1)

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص192 ؛ بحار الأنوار ، ج1 ، ص96 ( كتاب العقل والجهل ، باب حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه ، ح3 ) .

ص: 34

. .

ص: 35

كتاب فضل العلم

كتاب فضل العلمالكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : من علّم خيرا فله مثل أجر من عمل به . قلت : فإن علّمه غيره يجري ذلك له ؟ قال : إن علّمه الناس كلّهم جرى له . قلت : فإن مات ؟ قال : وإن مات . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « فَكُبْكِبُواْ (2) فِيهَا هُمْ وَ الْغَاوُونَ » (3) قال : هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثمّ خالفوه إلى غيره . (4)

كتاب الزهد :عبداللّه بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله تعالى : « فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَ الْغَاوُونَ » (5) فقال : يا أبا بصير ، هم قوم

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص35 ( كتاب فضل العلم ، باب ثواب العالم والمتعلّم ، ح3 ) .
2- .كبّه على وجهه: أي صرعه فأكبّ . والكبكبة: تكرير الكبّ ، جعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى ، والعدل : كلّ أمر حقّ يوافق العدل والحكمة من العقائد الحقّة والعبادات والأخلاق الحسنة . ( مرآة العقول ج 1 ، ص 154 )
3- .سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية 94 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص47 ( كتاب فضل العلم ، باب لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص35 ( كتاب العلم ، باب استعمال العلم والإخلاص في طلبه وتشديد الأمر على العالم ، ح35 ) .
5- .سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية 94 .

ص: 36

وصفوا عدلاً وعملوا بخلافه . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك ، أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟ قال : سواء (2) ، إلاّ أنك ترويه عن أبي أحبّ إليَّ . (3)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام قول اللّه _ جلّ ثناؤه _ : « الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ » (4) ؟ قال : هو الرجل يسمع الحديث فيحدّث به كما سمعه ، لا يزيد فيه ولا ينقص منه . (5)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن نوح بن شعيب النيشابوري ، عن عبيداللّه بن عبداللّه الدهقان ، عن درست بن أبي منصور ، عن عروة _ ابن أخي شعيب العقرقوفي_ ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : كان أمير المؤمنين عليه السلاميقول : ياطالب العلم ، إنّ العلم ذو فضائل كثيرة ؛ فرأسه التواضع ، وعينه البراءة من الحسد ، واُذنه الفهم ، ولسانه الصدق ، وحفظه الفحص ، وقلبه حسن النية ، وعقله معرفة الأشياء والاُمور ، ويده الرحمة ، ورجله زياره العلماء ، وهمّته السلامة ، وحكمته الورع ، ومستقره النجاة ، وقائده العافية ، ومركبه الوفاء ، وسلاحه لين الكلمة ، وسيفه الرضا ، وقوسه المداراة ، وجيشه محاورة العلماء ، وماله الأدب ، وذخيرته اجتناب الذنوب ، وزاده المعروف ، وماؤه الموادعة ، ودليله الهدى ،

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص68 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص35 ( كتاب العلم ، باب استعمال العلم والإخلاص في طلبه وتشديد الأمر على العالم ، ح36 ) .
2- .لأن علومهم كلّهم من معدن واحد ، بل كلّهم من نور واحد . ( مرآة العقول ج 1 ، ص 176 )
3- .الكافي ، ج1 ، ص51 ( كتاب فضل العلم ، باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب ، ح4 ) .
4- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 18 .
5- .الكافي ، ج1 ، ص51 ( كتاب فضل العلم ، باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص164 ( كتاب العلم ، باب آداب الرواية ، ح24 ) .

ص: 37

ورفيقه محبّة الأخيار . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبداللّه بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قلت له (2) : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَ_نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » (3) ؟ ! فقال : أما واللّه ، ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلّوا لهم حراما ، وحرّموا عليهم حلالاً ، فعبدوهم من حيث لا يشعرون . (4)

الكافي :محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَ_نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » ؟ ! فقال : واللّه ، ماصاموا لهم ولا صلّوا لهم ، ولكن أحلّوا لهم حراما وحرّموا عليهم حلالاً فاتّبعوهم . (5)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن مثنى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص48 ( كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح2 ) .
2- .أي : سألته عن معنى هذه الآية . والأحبار : العلماء . والرهبان : العبّاد . ومعنى الحديث : إنّ من أطاع أحدا فيما يأمره به ، مع أ نّه خلاف ما أمر اللّه تعالى به _ وعلمه بذلك أو تقصيره في التفحّص _ فقد اتخذه ربّا ، وعبَده من حيث لا يشعر ، كما قال اللّه تعالى : « أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيْطَ_نَ »] سورة يس ، الآية 60 ] ؛ وذلك لأنّ العبادة عبارة عن الطاعة والانقياد ، وأمّا من قلّد عالما أفتى بمحكمات القرآن والحديث ، وكان عدلاً موثّقا به ، فإنّه ليس بتقليد له ، بل تقليد لمن فرض اللّه طاعته وحكم بحكم اللّه عز و جل ، وإنما أنكر اللّه تعالى تقليد هؤلاء أحبارهم ورهبانهم وذمّهم على ذلك ؛ لأنهم إنما قلّدوهم في الباطل بعد وضوح الحقّ وظهور أمر النبي صلى الله عليه و آله ، فلذا لم يكونوا معذورين في ذلك . وقد يقال : « أحلوا لهم حراما » ناظر إلى العلماء والأحبار ، وقوله : « وحرّموا عليهم حلالاً » ناظر إلى الرهبان . ( مرآة العقول ج 1 ، ص 183 )
3- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 31 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص53 ( كتاب فضل العلم ، باب التقليد ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص98 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، ح50 ) .
5- .الكافي ، ج1 ، ص53 ( كتاب فضل العلم ، باب التقليد ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص98 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز... ، ح48 ) .

ص: 38

كتاب اللّه ولا سنّة ، فننظر فيها ؟ فقال : لا ، أما إنّك إن أصبت لم تؤجر 1 ، وإن أخطأت كذبت على اللّه عز و جل . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سألته عن قول اللّه : « وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا » (2) قال : هي طاعة اللّه ومعرفة الإمام . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا » قال : معرفة الإمام واجتناب الكبائر الّتي أوجب اللّه عليها النار . (4)

السرائر :في جامع البزنطي عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن أبيه عليهماالسلامقال : قال علي عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : نِعمَ الرجل الفقيه في الدين ، إن احتيج إليه نفع ، وإن لم يحتج إليه نفع نفسه . (5)

معاني الأخبار :أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدَّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سعدان ،

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص56 ( كتاب فضل العلم ، باب البدع والرأي والمقائيس ، ح11 ) ؛ ونقله البرقي في المحاسن ، ج1 ، ص213 ، مع اختلاف يسير .
2- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 269 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص151 ( ح496 ) ؛ بحار الأنوار ، ج1 ، ص15 ( كتاب العلم ، باب العلوم الّتي أمر الناس بتحصيلها... ، ح222 ) .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص151 ( ح497 ) ؛ بحار الأنوار ، ج1 ، ص15 ( كتاب العلم ، باب العلوم الّتي أمر الناس بتحصيلها ، ح224 ) .
5- .السرائر ، ج3 ، ص578 ؛ بحار الأنوار ، ج1 ، ص16 ( كتاب العلم ، باب العلوم الّتي أمر الناس بتحصيلها ، ح29 ) .

ص: 39

عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : « ال_م » 1 ؟ قال : بيان لشيعتنا . « الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ يُنفِقُونَ ». سورة البقرة ( 2 ) ، الآيات 1 _ 3 . ؟ قال : ممّا علّمناهم يبثّون ، وممّا علّمناهم من القرآن يتلون . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : « وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا » (2) ؟ قال : مَن استخرجها من الكفر إلى الإيمان . (3)

المحاسن :الوشّاء ، عن مثنى بن الوليد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان في خطبة أبي ذرّ _ رحمة اللّه عليه _ : يا مبتغي العلم ، لا يشغلك أهلٌ ولا مالٌ عن نفسكَ ، أنت يوم تفارقهم كضيفٍ بُتَّ فيهم ثمّ غدوت عنهم إلى غيرهم ، الدنيا والآخرة كمنزلٍ تحولت منه إلى غيره ، وما بين الموت والبعث (4) إلاّ كنومة نمتها ثمّ استيقظت منها . يا مبتغي العلم ، إنّ قلبا ليس فيه شيء من العلم كالبيت الخرب ، لا عامر له . (5)

بصائر الدرجات :سلمة بن الخطاب ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه ، عن

.


1- .معاني الأخبار ، باب الحروف المقطعة في أوائل السور ، ص23 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص16 ( كتاب العلم ، باب ثواب الهداية والتعليم وفضلهما وفضل العلماء وذمّ اضلال الناس ، ح38 ) .
2- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 32 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص313 ( ح88 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص21 ( كتاب العلم ، باب ثواب الهداية والتعليم وفضلهما وفضل العلماء وذمّ اضلال الناس ، ح61 ) .
4- .لعلّ المراد بقوله : « مابين الموت والبعث » أ نّه مع قطع النظر عن نعيم القبر وعذابه ، فهو سريع الانقضاء ، وينتهي الأمر إلى العذاب أو النعيم بغير حساب ، وإلاّ فعذاب القبر ونعيمه متّصلان بالدنيا ، فهذا كلام على التنزّل ، أو يكون هذا بالنظر إلى الملهّو عنهم لا جميع الخلق . ( بحار الأنوار )
5- .المحاسن ، ج1 ، ص228 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص51 ( كتاب العلم ، باب صفات العلماء وأصنافهم ، ح17 ) .

ص: 40

أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرونه ، ولا تحمّلوا على أنفسكم وعلينا ، إنّ أمرنا صعبٌ مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملكٌ مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبدٌ مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : مالنا مَن يُخبرنا (2) بما يكون كما كان علي عليه السلاميخبر أصحابه ؟ ! فقال : بلى واللّه ، ولكن هات حديثا واحدا حدثتكه فكتمته ! فقال أبو بصير : فو اللّه ، ماوجدت حديثا واحدا كتمته . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حسين بن مختار ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن حديثٍ كثير ، فقال : هل كتمت عليَّ شيئا قطّ ؟ فبقيت أتذكر ، فلمّا رأى مابي قال : أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس ، إنما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك . (4)

البحار :أبو بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : حمّلني حمل الباذل !، قال : فقال لي : إذا تنفَسخ (5) . (6)

الغيبة :عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : سرٌّ أسرّه اللّه إلى جبرئيل ، وأسرّه جبرئيل إلى محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، وأسرّه محمّد صلى الله عليه و آله وسلم

.


1- .بصائر الدرجات ، ص46 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص71 ( كتاب العلم ، باب النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ، ح30 ) .
2- .في البحار : « لن تخبرنا » .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص258 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص75 ( كتاب العلم ، باب النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ، ح47 ) .
4- .المحاسن ، ج1 ، ص258 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص75 ( كتاب العلم ، باب النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ، ح48 ) .
5- .حمل الباذل : أي حملاً ثقيلاً من العلم . إذا تنفسخ : أي لا تطيق حمله وتهلك .
6- .بحار الأنوار ، ج2 ، ص77 ( كتاب العلم ، باب النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ، ح59 ) ، نقله عن كتاب النوادر ، عليّ بن أسباط .

ص: 41

إلى علي عليه السلام ، وأسرّه علي عليه السلام إلى من شاء اللّه واحدا بعد واحد ، وأنتم تتكلّمون به في الطرق ! (1)

بصائر الدرجات :حدَّثني أبو جعفر أحمد بن محمّد ، عن حسن بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن الحلبي ، عن معلّى بن أبي عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال لي : إنَّ الحَكمَ بن عتيبة ممّن قال اللّه [ فيه ] (2) : « وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْأخِرِ وَ مَا هُم بِمُؤْمِنِينَ » (3) فليشرّق الحَكم وليغرّب ، أما واللّه لا يصيب العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثني السندي بن محمّد ومحمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنى تجوز ؟ قال : لا ، فقلت : إن الحَكمَ بن عتيبة يزعم إنها تجوز ، فقال : اللّهمَّ لا تغفر له ذنبه ! ما قال اللّه للحكم : « إِنَّهُو لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْ_?لُونَ » (5) فليذهب الحكم يمينا وشمالاً فواللّه ، لا يوجد العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل . (6)

المحاسن :محمّد بن علي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام _ ورواه أحمد بن أبي عبداللّه ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام _ : إنّ كلمة الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل

.


1- .غيبة النعماني ، ص37 ، ح10 . بحار الأنوار ، ج2 ، ص80 ( كتاب العلم ، باب النهي عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ، ح77 ) .
2- .أضفناها لستقامت السياق .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 8 .
4- .بصائر الدرجات ، ص29 ، ح2 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص91 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، ح18 ) .
5- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 44 .
6- .بصائر الدرجات ، ص29 ، ح3 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص91 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، ح19 ) .

ص: 42

حتّى يخرجها . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن ربعي بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَ_نَهُمْ -أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » (2) فقال : واللّه ماصلّوا لهم ولا صاموا (3) ، ولكنهم أحلّوا لهم حراما وحرّموا عليهم حلالاً فاتّبعوهم . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن يحيى ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَ_نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » فقال : أما واللّه ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم (5) ، ولكن أحلّوا لهم حراما وحرّموا عليهم حلالاً ، فعبدوهم من حيث لا يشعرون . (6)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : لا تخاصموا الناس ، فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا ، إنّ اللّه أخذ ميثاق الناس فلا يزيد فيهم أحد أبدا ، ولا ينقص منهم أحد أبدا . (7)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص230 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص97 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، ح44 ) .
2- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 31 .
3- .في البحار : « ما صلّوا ولا صاموا لهم » .
4- .المحاسن ، ج1 ، ص246 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص98 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، ح48 ) .
5- .في البحار : « أجابوا » .
6- .المحاسن ، ج1 ، ص246 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص98 ( كتاب العلم ، باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، ح50 ) .
7- .المحاسن ، ج1 ، ص136 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص32 ( كتاب العلم ، باب ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين والنهي عن المراء ، ح121 ) .

ص: 43

الجوهري ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أدعوا الناس إلى حبّكَ بما في يدي ؟ فقال : لا . قلت : إن استرشدني أحد أرشده ؟ قال : نعم ، إن استرشدك فأرشده ، فإن استزادك فزده ، فإن جاحدك فجاحده . (1)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتى تكتبوا . (2)

البحار :أبو بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : اكتبوا فإنّكم لاتحفظون إلاّ بالكتاب . (3)

البحار :أبو بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فقال : دخل عليَّ أُناسٌ من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث وكتبوها ، فما يمنعكم من الكتاب ! أما إنّكم لن تحفضوا حتى تكتبوا ، الخبر . (4)

الاختصاص :جعفر بن الحسين المؤمن ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن بن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلامفي قول اللّه عز و جل : « فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ » (5) قال : « هم المسلّمون لآل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم إذا سمعوا الحديث أدّوه كما سمعوه ، لا يزيدون

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص232 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص34 ( كتاب العلم ، باب ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين والنهي عن المراء ، ح129 ) .
2- .الكافي ، ج1 ، ص52 ( كتاب فضل العلم ، باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص52 ( كتاب العلم ، باب فضل كتابة الحديث وروايته ، ح138 ) .
3- .بحار الأنوار ، ج2 ، ص53 ( كتاب العلم ، باب فضل كتابة الحديث وروايته ، ح146 ) ، نقله عن كتاب عاصم بن حميد .
4- .بحار الأنوار ، ج2 ، ص53 ( كتاب العلم ، باب فضل كتابة الحديث وروايته ، ح147 ) ، نقله عن كتاب عاصم بن حميد .
5- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآيات 17 - 18 .

ص: 44

ولا ينقصون . (1)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : أسرَّ اللّه سرّه إلى جبرئيل عليه السلاموأسرّه جبرئيل عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه و آله وسلموأسرّه محمّد صلى الله عليه و آله وسلم إلى علي عليه السلاموأسرّه علي عليه السلام إلى من شاء واحدا بعد واحد . (2)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ، أو عن أبي عبداللّه عليهم السلامقال : لا تكذبوا بحديث آتاكم أحد فإنّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ ، فتكذّبوا اللّه فوق عرشه . (3)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي حصين ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قالوا : لا تكذّبوا بحديث آتاكم به مرجئي ، ولا قدري ، ولا خارجي نسبه إلينا ، فإنّكم لا تدرون لعلّه شيء من الحقّ ، فتكذّبوا اللّه عز و جل فوق عرشه (4) . (5)

بصائر الدرجات :محمّد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : حديثنا صعبٌ مستصعب لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل أو عبدٌ امتحن اللّه قلبه للإيمان ، فما عرفت قلوبكم فخذوه ، وما أنكرت فردّوه إلينا . (6)

.


1- .الاختصاص ، ص5 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص158 ( كتاب العلم ، باب آداب الرواية ، ح1 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص397 ؛ بحار الأنوار ، ( كتاب العلم ، باب أنهم عليهم السلام عندهم موادّ العلم واُصوله . . . ، ح 13 ج2 ، ص175 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص558 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص86 ( كتاب العلم ، باب أنّ حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة ، ح110 ) .
4- .أي : مستوليا على عرشه أو كائنا على عرش العظمة والجلال ، لا العرش الجسماني . ( بحار الأنوار )
5- .علل الشرائع ، ج2 ، ص395 ؛ المحاسن ، ج1 ، ص230 ، وفيه اختلاف يسير ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص187 ( كتاب العلم ، باب أنّ حديثهم عليهم السلام صعبُ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة ، ح16 ) .
6- .بصائر الدرجات ، ص41 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص91 ( كتاب العلم ، باب أنّ حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة ، ح128 ) .

ص: 45

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين (1) بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ أمرنا صعبٌ مستصعب لا يحتمله إلاّ من كتب اللّه في قلبه الإيمان . (2)

بصائر الدرجات :محمّد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ أمرنا صعبٌ مستصعب على الكافر ، لا يقرّ بأمرنا إلاّ نبيّ مرسل أو ملك مقرّب ، أو عبدٌ مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان . (3)

بصائر الدرجات :عبداللّه ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن ابن سنان ، عن عليّ بن أبي حمزة قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبداللّه عليه السلام ، فبينا نحن قعود إذن تكلّم أبو عبداللّه عليه السلامبحرف ، فقلت أنا في نفسي : هذا ممّا أحمله إلى الشيعة ، هذا واللّه حديث لم أسمع مثله قطّ . قال : فنظر في وجهي ثم قال : إنّي لأتكلّم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها ، إن شئت أخذت كذا ، وإن شئت أخذت كذا (4) . (5)

بصائر الدرجات :محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنيّ لأتكلّم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها ، إن شئت أخذت كذا . (6)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ،

.


1- .في البحار : « الحسن » .
2- .بصائر الدرجات ، ص47 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص95 ( كتاب العلم ، باب أنّ حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة ، ح141 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص47 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص196 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح 46 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص349 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص198 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلامصعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح 51 ) .
5- .في البحار : « إن شئت أخذت كذا ، وإن شئت أخذت كذا » .
6- .بصائر الدرجات ، ص310 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص199 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح 58 ) .

ص: 46

عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، في قول اللّه تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَ_مُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَ لاَ تَحْزَنُواْ » (1) قال : هم الأئمّة ، ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلَّمَ لأمرنا وكتم حديثنا عند عدوّنا ، فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة ، وقد واللّه مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين فاستقاموا وسلّموا لأمرنا ، وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدوّنا ، ولم يشكّوا كما شككتم ، فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ل_ءِكَتَهُو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا » (3) قال : الصلاة عليه والتسليم له في كلّ شيء جاء به . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قيل له _ وأنا عنده _ : إنّ سالم بن حفصة (5) يروي عنك إنك تتكلّم على سبعين وجها لك منها المخرج ، فقال : ما يريد سالم منّي ؟ أيريد أن أجيء بالملائكة ! فواللّه ، ماجاء بهم النبيون ، ولقد قال إبراهيم : « إِنِّى سَقِيمٌ » (6) واللّه ، ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال إبراهيم : « بَلْ فَعَلَهُو كَبِيرُهُمْ » (7) وما فعله كبيرهم وما كذب ، ولقد قال يوسف : « إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (8) واللّه ،

.


1- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 30 .
2- .بصائر الدرجات ، ص544 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص202 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح 76 ) .
3- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 56 .
4- .المحاسن ، ج1 ، ص271 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص04 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلام صعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح288 ) .
5- .في البحار : « سالم بن أبي حفصة » .
6- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 89 .
7- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 63 .
8- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 70 .

ص: 47

ماكانوا سرقوا وماكذب . (1)

إختيار معرفة الرجال :ابن مسعود ، عن عليّ بن الحسن ، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمّد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قيل لأبي عبداللّه عليه السلام_ وأنا عنده _ : إنّ سالم بن أبي حفصة يروي عنك إنك تتكلّم على سبعين وجها ، لك من كلّها المخرج ، قال : فقال : ما يريد سالم مني ؟ أيريد أن أجيء بالملائكة ! فواللّه ما جاء بها النبيون ، ولقد قال إبراهيم : « إِنِّى سَقِيمٌ » واللّه ، ما كان سقيما وما كذب ؟ ولقد قال إبراهيم : « قَالَ بَلْ فَعَلَهُو كَبِيرُهُمْ هَ_ذَا » وما فعله وماكذب ، ولقد قال يوسف : « إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » واللّه ماكانوا سارقين وما كذب . (2)

إختيار معرفة الرجال :طاهر بن عيسى الورّاق رفعه إلى محمّد بن سفيان ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا سلمان ، لو عُرض علمك على مقداد لكفر ، يا مقداد ، لو عُرض علمك على سلمان لكفر . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ القليل من المؤمنين كثير . (4)

التهذيب :الشيخ المفيد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص184 ( ح49 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص 207 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلامصعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح299 ) .
2- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص504 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص209 ( كتاب العلم ، باب أن حديثهم عليهم السلامصعبٌ مستصعب وأنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة . . . ، ح103 ) .
3- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص47 ؛ الاختصاص ، ص11 ، وفيه : « يا مقداد لو عرض صبرك . . . » ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص213 ( كتاب العلم ، باب العلّة الّتي من أجلها كتم الأئمّة عليهم السلام بعض العلوم والأحكام ، ح7 ) .
4- .المحاسن ، ج1 ، ص220 (ح 125) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص66 ( كتاب العلم ، باب البدعة والسنّة والفريضة والجماعة والفرقة . . . ، ح226 ) .

ص: 48

الحسن وسعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن عيسى ، والحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن الجنب يجعل الركوة أو التور (1) فيدخل أصبعه فيه ؟ قال : إن كانت يده قذرة فليهرقه ، وإن كان لم يصبها قذر فليغتسل منه ، هذا ممّا قال اللّه تعالى : « مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ » (2) . (3)

الكافي :الحسين بن محمّد الأشعري ، عن المعلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » (4) فقال : رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالمنذر ، وعلي عليه السلامالهادي يا أبا محمّد ، هل من هادٍ اليوم ؟ قلت : بلى جُعلت فداك ! مازال منكم هادٍ من بعد هادٍ حتّى دفعت اليك ، فقال : رحمك اللّه يا أبا محمّد ، لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب (5) ، ولكنه حيٌّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى . (6)

الاختصاص :أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سمعته يقول : إنّ سلمان عُلّم الاسم الأعظم . (7)

.


1- .في البحار : « القدر » .
2- .سورة الحج ( 22 ) ، الآية 78 .
3- .تهذيب الأحكام ، ج1 ، ص38 ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص273 ( كتاب العلم ، باب ما يمكن أن يستنبط من الآيات والأخبار من متفرقات مسائل اُصول الفقه ، ح14 ) .
4- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 7 .
5- .في البحار : « مات الكتاب والسنة » .
6- .الكافي ، ج1 ، ص192 ( كتاب الحجة ، باب أن الأئمّة عليهم السلام هم الهداة ، ح 3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص79 ( كتاب العلم ، باب مايمكن أن يستنبط من الآيات والأخبار من متفرفات مسائل اُصول الفقه ، ح243 ) .
7- .الاختصاص ، ص11 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص346 ( كتاب النبوة ، باب فضائل سلمان وأبي ذر ومقداد وعمّار ، ح59 ) .

ص: 49

كتاب التوحيد

كتاب التوحيدالكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال له : أخبرني عن ربّك متى كان ؟ فقال : ويلك ! إنّما يقال لشيء لم يكن : متى كان ، إنّ ربّي _ تبارك وتعالى _ كان ولم يزل حيّا بلا كيف ، ولم يكن له كان ، ولا كان لكونه كون ، كيف ولا كان له أين ، ولا كان في شيء ، ولا كان على شيء ، ولا ابتدع لمكانه مكانا ، ولا قوي بعدما كوّن الأشياء ، ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا ، ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ، ولا يشبه شيئا مذكورا ، ولا كان خلوّا من الملك قبل إنشائه ، ولا يكون منه خلوّا بعد ذهابه ، لم يزل حيّا بلا حياة ، وملكا قادرا قبل أن ينشيء شيئا ، وملكا جبارا بعد إنشاءه للكون ، فليس لكونه كيف ، ولا لهُ أين ، ولا لهُ حدّ ، ولا يُعرف بشيء يشبهه ، ولا يهرم لطول البقاء ، ولا يصعق (1) لشيء ، بل لخوفه (2) تصعق الأشياء كلها (3) ، كان حيا بلا حياة حادثة ، ولاكون موصوف ، ولا كيف محدود ، ولا أين موقوف عليه ، ولا مكان جاور شيئا ، بل حيٌّ يُعرف ، ومُلك لم يزل ، له القدرة والملك ، أنشأ ماشاء حين شاء بمشيئته ، لا يحدّ ولا يبعّض ولا يفنى ، كان أولاً بلا كيف ، ويكون آخرا بلا أين ، وكلّ شيء هالك إلاّ وجهه ، له الخلق والأمر ، تبارك اللّه

.


1- .أي : لايغتش عليه لخوف أو غيره ، لأنّ وجوده وكمالاته بذاته ، فلا يمكن زواله والتغيّر فيه .
2- .لأن الكلّ محتاج إليه، مجبور بقدرته، مسخّر له، مضطرّ إليه .
3- .أي : تهلك أو تضعف عند ظهور قدرته وتجلّيه . ( مرآة العقول ج 1 ، ص 311 )

ص: 50

ربّ العالمين . ويلك أيها السائل ! إنّ ربيّ لا تغشاه الأوهام ، ولا تنزل به الشبهات ، ولا يحار من شيء ولا يجاوره شيء ، ولا ينزل به الأحداث ، ولا يسأل عن شيء ، ولا يندم على شيء ، ولا تأخذه سنةٌ ولا نوم ، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى . (1)

الكافي :محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : تكلّموا في خلق اللّه ولا تتكلّموا في اللّه ، فإنّ الكلام في اللّه لا يزداد صاحبه إلاّ تحيّرا . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : لم يزل اللّه عز و جل ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولامبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور . قال : قلت : فلم يزل اللّه متحركا ؟ قال : فقال : تعالى اللّه عن ذلك ، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل . قال : قلت : فلم يزل اللّه متكلّما ؟ قال : فقال : إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزلية ، كان اللّه عز و جل ولا متكلّم . 3

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص88 ( كتاب التوحيد ، باب الكون والمكان ، ح3 ) ؛ التوحيد ، الصدوق ، ص173 ( باب نفي الزمان والسكون والحركة والنزول والصعود والانتقال عن اللّه عز و جل ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص299 ( كتاب التوحيد ، باب جوامع التوحيد ، ح28 ) .
2- .الكافي ، ج1 ، ص92 ( كتاب التوحيد ، باب النهي عن الكلام في الكيفية ، ح1 ) ؛ التوحيد ، الصدوق ، ص454 ( باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في اللّه عز و جل ، ح1 ) .

ص: 51

الكافي :محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى،عن الحسين بن سعيد،عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من زعم أنّ اللّه من شيء ، أو في شيء ، أو على شيء ، فقد كفر ، قلت : فسّر لي ، قال : أعني بالحواية من الشيء له (1) ، أو بإمساك له ، أو من شيء سبقه . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ للّه علمين ؛ علم مكنون مخزون لا يعلمه إلاّ هو من ذلك يكون البداء (3) ، وعلم علّمه ملائكته ورسله وأنبياءه فنحن نعلمه . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبان ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : شاء وأراد وقدّر وقضى ؟ قال : نعم ، قلت : وأحبّ ؟ قال : لا ، قلت : وكيف شاء وأراد وقدّر وقضى ولم يحبّ ؟ قال : هكذا

.


1- .قوله : « بالحواية من الشيء له » تفسير لقوله : « في شيء » ، وقوله : « أو بإمساك له » تفسير لقوله : « على شيء » ، وقوله : « أو من شيء سبقه » تفسير لقوله : « من شيء » . ( مرآة العقول ج 2 ، ص 71 )
2- .الكافي ، ج1 ، ص128 ( كتاب التوحيد ، باب في قوله : « الرَّحْمَ_نُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى »] سورة طه ( 20 ) ، الآية 5 ] ، ح9 ) ، التوحيد ، الصدوق ، ص317 ( باب معنى « الرَّحْمَ_نُ . . . » ، ح5 ) .
3- .أي : بسبب ذلك العلم يحصل البداء في كتاب المحو . ( مرآة العقول ج 2 ، ص 140 )
4- .الكافي ، ج1 ، ص147 ( كتاب التوحيد ، باب البداء ، ح8 ) .

ص: 52

خرج إلينا (1) . (2)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من زعم 3 أنّ اللّه يأمر بالفحشاء فقد كذّب على اللّه ، ومن زعم أنّ الخير والشرّ إليه فقد كذب على اللّه . (3)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّدبن الحسن الصفّار قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَة » (4) قال : قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : أنا أهلٌ أن اُتّقى ولا يشرك بي عبدي شيئا ، وأنا أهلٌ إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن اُدخله الجنّة . وقال عليه السلام : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ أقسم بعزّته وجلاله أن لا يعذّب أهل توحيده بالنار أبدا . (5)

.


1- .أي : هكذا وصل إلينا من النبي وآبائنا الأئمّة صلوات اللّه عليهم . ( مرآة العقول )
2- .الكافي ، ج1 ، ص150 ( كتاب التوحيد ، باب المشيئة والإرادة ، ح2 ) .
3- .الكافي ، ج1 ، ص156 ( كتاب التوحيد ، باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ، ح2 ) .
4- .سورة المدثر ( 74 ) ، الآية 56 .
5- .التوحيد ، ص19 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص4 ( كتاب التوحيد ، باب ثواب الموحدين والعارفين ، ح8 ) .

ص: 53

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيباني رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ حرَّم أجساد الموحّدين على النار . (1)

التوحيد :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن الحارث ، عن أبي بصير قال : أخرج أبو عبداللّه عليه السلامحُقّا (2) فأخرج منه ورقة فإذا فيها : سبحان الواحد الّذي لا إله غيره ، القديم المبدء الّذي لا بدء له ، الدائم الّذي لا نفاد له ، الحيّ الّذي لا يموت ، الخالق ما يُرى ومالا يُرى ، العالم كلّ شيء بغير تعليم ، ذلك اللّه الّذي لا شريك له . (3)

التوحيد :حدَّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب رضى الله عنهقال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : من قرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور . (4)

التوحيد :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه اللهقال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قلت له : أخبرني عن اللّه عز و جل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟ قال : نعم ، وقد رأوه قبل يوم القيامة ، فقلت : متى ؟ قال : حين قال لهم : « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى » (5) . ثم سكت ساعة ، ثم

.


1- .التوحيد ، ص20 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص4 ( كتاب التوحيد ، باب ثواب الموحّدين والعارفين ، ح9 ) .
2- .الحُقّة _ بالضمّ _ : وعاء من خشب .
3- .التوحيد ، ص46 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص285 ( كتاب التوحيد ، باب إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه ، ح4 ) .
4- .التوحيد ، ص95 .
5- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 172 .

ص: 54

قال : وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ألست تراه في وقتك هذا ؟ قال أبو بصير : فقلت له : جُعلت فداك ! فاُحدّث بهذا عنك ؟ فقال : لا ، فإنّك إذا حدّثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ماتقوله ، ثم قدّر أنّ ذلك تشبيه كفر ، وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى اللّه عمّا يصفه المشبّهون والملحدون . (1)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال أمير المؤمنين عليه السلامفي خطبته : أنا الهادي ، وأنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وأنا حبل اللّه المتين ، وأنا عروة اللّه الوثقى وكلمة التقوى ، وأنا عين اللّه ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب اللّه (2) الّذي يقول : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنم_بِ اللَّهِ » (3) وأنا يد اللّه المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة ، من عرفني وعرف حقّي فقد عرف ربّه لأني وصيّ نبيه في أرضه وحجّته على خلقه ، لاينكر هذا إلاّ رادٌّ على اللّه ورسوله . (4)

التوحيد :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه اللهقال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدَّثنا عليّ بن العباس قال : حدَّثنا عليّ بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز و جل : « وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى » (5) قال : من قدرتي . (6)

.


1- .التوحيد ، ص117 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص44 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها ، ح24 ) .
2- .الجَنب : «الطاعة» في لغة العرب ، يقال : هذا صغير في جَنب اللّه ، أي في طاعة اللّه عز و جل ، فمعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام : «أنا جَنب اللّه » أي : أنا الّذي ولايتي طاعة اللّه ، قال اللّه عز و جل : «أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَن_بِ اللَّهِ » أي في طاعة اللّه عز و جل . (التوحيد، الصدوق)
3- .سورة الزمَر ( 39 ) ، الآية 56 .
4- .التوحيد ، ص164 .
5- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 29 .
6- .التوحيد ، ص172 .

ص: 55

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن أحمد السناني رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الأسدي الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ لا يوصف بزمان ولا مكان ، ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان ، والحركة والسكون ، تعالى اللّه عمّا يقولون علوّا كبيرا . (1)

التوحيد :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبداللّه البرقي قال : حدَّثني أبو شعيب صالح بن خالد المحاملي ، عن أبي سليمان الجمّال ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن شيء من الاستطاعة فقال : ليست الاستطاعة من كلامي ولا كلام آبائي . (2)

التوحيد :حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهمااللهقالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : من عرض عليه الحجّ ولو على حمار أجدع مقطوع الذنب فأبى ، فهو ممّن يستطيع الحجّ . (3)

التوحيد :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه اللهقال : حدَّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدَّثنا عليّ بن محمّد رفعه ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير قال : كنت بين يدي أبي عبداللّه عليه السلام جالسا وقد سأله سائل فقال : جُعلت فداك ! يا ابن رسول اللّه ، من أين لحق الشقاء أهل المعصية حتّى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟فقال أبو عبداللّه عليه السلام: أيها السائل ، عَلِمَ اللّه عز و جل أن لايقوم أحد من خلقه بحقه، فلمّا عَلِمَ بذلك وهب لأهل محبّته القوة على معرفته ، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ماهم أهله ، ووهب لأهل المعصية القوّة على معصيتهم لسبق علمه

.


1- .التوحيد ، ص183 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص309 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى ، ح1 ) .
2- .التوحيد ، ص344 .
3- .التوحيد ، ص350 .

ص: 56

فيهم ، ولم يمنعهم إطاقة القبول منه ؛ لأنّ علمه أولى بحقيقة التصديق ، فوافقوا ما سبق لهم في علمه ، وإنّ قدروا أن يأتوا خلالاً تنجيهم عن معصيته ، وهو معنى شاء ما شاء ، وهو سرّ . (1)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا » (2) قال : بأعمالهم شقوا . (3)

التوحيد :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : تكلّموا في خلق اللّه ولا تُكلّموا في اللّه ، فإنّ الكلام في اللّه لا يزيد إلاّ تحيّرا . (4)

التوحيد :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن عليّ بن السندي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : سمعته يقول : الخصومة تمحق الدين ، وتحبط العمل ، وتورث الشكّ . (5)

التوحيد :وبهذا الإسناد عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون ، إنّ المسلمين هم النجباء . (6)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدَّثنا العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : لا يخاصم إلاّ رجل ليس له ورع أو رجل شاكّ . (7)

.


1- .التوحيد ، ص354 ؛ الكافي ، ج1 ، ص153 ( كتاب التوحيد ، باب السعادة والشقاء ، ح2 ) .
2- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية 106 .
3- .التوحيد ، ص356 .
4- .التوحيد ، ص454 .
5- .التوحيد ، ص458 .
6- .التوحيد ، ص458 .
7- .التوحيد ، ص458 .

ص: 57

التوحيد :حدَّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضى الله عنه ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن العباس بن عامر ، عن مثنى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال ، قال : لا يخاصم إلاّ شاكّ ، أو من لا ورع له . (1)

التوحيد :محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن إسباط ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ » (2) قال : قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : أنا أهلٌ ان اُتّقى ولا يشرك بي عبدي شيئا ، وأنا أهلٌ إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن اُدخله الجنّة . وقال عليه السلام : إن اللّه _ تبارك وتعالى _ أقسم بعزّته وجلاله أن لا يعذّب أهل توحيده بالنار أبدا . (3)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيباني قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ حرَّم أجساد الموحّدين على النار . (4)

تفسير القمّي :جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَ_عَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » (5) ، قال : لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون « إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » إلاّ من أذن بولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام من بعده فهو العهد عند اللّه ، قال : قلت : قوله تعالى : « وَ قَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحْمَ_نُ وَلَدًا » (6) قال :

.


1- .التوحيد ، ص460 .
2- .سورة المدثر ( 74 ) ، الآية 56 .
3- .التوحيد ، ص20 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص4 ( كتاب التوحيد ، باب ثواب الموحدين والعارفين وبيان وجوب المعرفة ، ح8 ) .
4- .التوحيد ، ص20 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص4 ( كتاب التوحيد ، باب ثواب الموحدين والعارفين وبيان وجوب المعرفة ، ح9 ) .
5- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 87 .
6- .سوره مريم (19) ، الآية 88 .

ص: 58

هذا حيث قالت قريش : « إنّ للّه ولدا ، وإنّ الملائكة إناث » ، فقال اللّه _ تبارك وتعالى _ ردّا عليهم : « لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْ_?ا إِدًّا » (1) _ أي عظيما _ « تَكَادُ السَّمَ_وَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ » (2) ممّا قالوا : « أَن دَعَوْاْ لِلرَّحْمَ_نِ وَلَدًا » (3) فقال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ مَا يَنم_بَغِى لِلرَّحْمَ_نِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ ءَاتِى الرَّحْمَ_نِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَ_ل_هُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَ كُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ فَرْدًا » (4) واحدا واحدا . (5)

تفسير القمّي :أخبرنا الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن جعفر بن بشير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قوله : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا » (6) قال : هي الولاية . (7)

الكافي :علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا » (8) قال : هي الولاية . (9)

التوحيد :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن الحارث ، عن أبي بصير قال : أخرج أبو عبداللّه عليه السلامحُقّا ، فأخرج منه ورقة ، فإذا فيها : سبحان الواحد الّذي لا إله غيره ، القديم المبدئ الّذي

.


1- .سورة مريم (19) ، الآية 89 .
2- . يعني : ممّا قالوه وممّا رموه به « وَ تَنشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا » . أيضا ، الآية 90 .
3- .أيضا ، الآية 91 .
4- .أيضا ، الآية 94 .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص57 ، والحديث طويل أوردنا قطعة منه ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص256 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الولد والصاحبة ، ح1 ) .
6- .سورة الروم ( 30 ) ، الآية 30 .
7- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج 2 ، ص154 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص277 ( كتاب التوحيد ، باب الدين الحنيف والفطرة وصبغة اللّه والتعريف في الميثاق ، ح2 ) .
8- .سورة الروم ( 30 ) ، الآية 30 .
9- .الكافي ، ج1 ، ص418 ( كتاب الحجة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح35 ) .

ص: 59

لا بدء له ، الدائم الّذي لا نفاد له ، الحي الّذي لا يموت ، الخالق ما يُرى وما لا يُرى ، العالم كل شيء بغير تعليم ، ذلك اللّه الّذي لا شريك له . (1)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الأسدي الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن بريد النوفلي ، عن عليّ بن سالمٌ ، عن أبي بصير عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : إن اللّه _ تبارك وتعالى _ لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون (2) ، تعالى اللّه عمّا يقولون علوّا كبيرا . (3)

التوحيد :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزةٌ ، عن أبي بصير قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال له : يا أبا جعفر ، أخبرني عن ربك متى كان ؟ فقال : ويلك ! إنما يقال لشيء لم يكن فكان : متى كان ، إن ربي _ تبارك وتعالى _ كان لم يزل حيّا بلا كيف ، ولم يكن له كان ، ولا كان لكونه كيف ، ولا كان له أين، ولا كان في شيء ، ولا كان على شيء ، ولا ابتدع لكونه مكانا ... الخبر. (4)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من زعم إنّ اللّه عز و جل من شيء أو في شيء أو على شيء فقد كفر ، قلت : فسّر لي ، قال : أعني بالحواية من الشيء له ، أو

.


1- .التوحيد ، ص46 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص285 ( كتاب التوحيد ، باب إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه ، ح4 ) .
2- .في البحار : « والسكون والانتقال » .
3- .التوحيد ، ص184 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص309 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى ، ح1 ) نقله عن الأمالي ، الصدوق ، ص330 ، ح33 .
4- .التوحيد ، ص173 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص26 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى . . . ، ح323 ) .

ص: 60

بامساك له ، أو من شيء سبقه . (1)

تفسير القمّي :حدَّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت قال : حدَّثنا القاسم بن إسماعيل الهاشمي ، عن محمّد بن سيّار ، عن الحسن بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لو أنّ اللّه خلق الخلق كلّهم بيده لم يحتجَّ في آدم أ نّه خلقه بيده فيقول : « مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ » (2) أفترى اللّه يبعث الأشياء بيده . 3

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي سعيد المكاريّ ، عن أبي بصير ، عن الحارث بن مغيرة النصري قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ » (3) ؟ قال : كل شيء هالك إلاّ من أخذ طريق الحقّ . (4)

التوحيد :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قلت له : أخبرني عن اللّه عز و جل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟ قال : نعم ، وقد رأوه قبل يوم القيامة ، فقلت : متى ؟ قال : حين قال لهم : « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى » (5) . ثمّ سكت ساعة ، ثمّ قال : وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ، ألست تراه في وقتك هذا ؟ قال

.


1- .التوحيد ، ص317 ؛ بحار الأنوار ، ج3 ، ص23 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى . . . ، ح340 ) .
2- .سورة ص( 38 ) ، الآية 75 .
3- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 88 .
4- .التوحيد ، ص149 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص6 ( كتاب التوحيد ، باب تأويل قوله تعالى : « خَلَقْتُ بِيَدَىَّ » و « جَنبِ اللَّهِ »و « وَجْهُ اللَّهِ » ، ح13 ) .
5- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 172 .

ص: 61

أبو بصير : فقلت له : جُعلت فداك ! فأحدّث بهذا عنك ؟ فقال : لا ، فإنّك إذا حدّثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ماتقوله ، ثم قدّر أنّ ذلك تشبيه كَفرَ ، وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى اللّه عمّا يصفه المشبّهون والملحدون . (1)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن ماجيلويه قال : حدَّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد الطيالسي الخزاز الكوفي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : لم يزل اللّه عز و جل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور . قال : قلت : فلم يزل اللّه متكلّما ، قال : إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية ، كان اللّه عز و جل ولا متكلّم . (2)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن قال : حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي بصير قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُ_لُمَ_تِ الْأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَ_بٍ مُّبِينٍ » (3) قال : فقال : الورقة السقط ، والحبّة الولد ، وظلمات الأرض الأرحام ، والرطب مايحيي ، واليابس ما يغيض ، وكلّ ذلك في كتاب مبين . (4)

أمالي الطوسي :حدَّثنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدَّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت

.


1- .التوحيد ، ص117 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص 45 ( كتاب التوحيد ، باب نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها ، ح 24 ) .
2- .التوحيد ، ص139 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص71 ( كتاب التوحيد ، باب نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات . . . ، ح18 ) .
3- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 59 .
4- .معاني الأخبار ، ص215 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص80 ( كتاب التوحيد ، باب العلم وكيفيته ، ح6 ) .

ص: 62

أبا عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول : لم يزل اللّه جلّ اسمه عالما بذاته ولا معلوم ، ولم يزل قادرا بذاته ولا مقدور ، قلت له : جُعلت فداك ! فلم يزل متكلما ؟ فقال : الكلام محدث ، كان اللّه عز و جل وليس بمتكلّم ثم أحدث الكلام . (1)

أمالي الصدوق :عليّ بن عيسى ، عن ماجيلويه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان المجاور ، عن أحمد بن نصر الطحّان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : إنّ عيسى روح اللّه مرَّ بقوم مجلبين ، فقال : ما لهؤلاء ؟ قيل : يا روح اللّه ، إنّ فلانة بنت فلان تُهدى إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه ، قال : يجلبون اليوم ويبكون غدا ، فقال قائل منهم : ولم يا رسول اللّه ؟ قال : لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه ، فقال القائلون بمقالته:صدق اللّه وصدق رسوله،وقال أهل النفاق: ما أقرب غدا،فلمّا أصبحوا جاؤوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء فقالوا : يا روح اللّه ، إنّ الّتي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت، فقال عيسى _ على نبينا وآله عليه السلام _ : يفعل اللّه مايشاء ، فاذهبوا بنا إليها،فذهبوا يتسابقون حتّى قرعوا الباب ، فخرج زوجها فقال له عيسى عليه السلام : استأذن لي على صاحبتك . قال : فدخل عليها فأخبرها أنّ روح اللّه وكلمته بالباب مع عدّة . قال : فتخدّرت ، فدخل عليها،فقال لها: ما صنعت ليلتك هذه ؟ قالت : لم أصنع شيئا إلاّ وقد كنت أصنعه فيما مضى!إنه كان يعترينا سائل في كلّ ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها،وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في شاغل ، فهتف فلم يجبه أحد ، ثم هتف فلم يُجب ، حتّى هتف مرارا ، فلمّا سمعتُ مقالته قمت متنّكرة حتّى نلته كما كنا ننيله ، فقال لها : تنّحي عن مجلسك ، فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاضٌّ على ذنبه ، فقال عليه السلام : بما صنعت صرف عنك هذا . (2)

تفسير القمّي :أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ،

.


1- .الأمالي ، الطوسي ، ص168 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص68 ( كتاب التوحيد ، باب نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات . . . ، ح11 ) ، وص150 ( باب كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى : « قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا . . . » ، ح1 ) .
2- .الأمالي ، الصدوق ، ص590 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص94 ( كتاب التوحيد ، باب البداء والنسخ ، ح1 ) .

ص: 63

عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه : « وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا » (1) قال : إنّ عند اللّه كتبا مرقومة يُقدم منها مايشاء ويؤخّر مايشاء ، فإذا كان ليلة القدر أنزل اللّه فيها كل شيء يكون إلى ليلة مثلها ، وذلك قوله : « لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا » إذا أنزله وكتبه كتّاب السموات وهو الّذي لا يؤخّره . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ قال لنبيّه : « فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ » (3) أراد أن يعذّب أهل الأرض ثم بدا للّه ، فنزلت الرحمة فقال : ذكِّر يا محمّد فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ، فرجعتُ من قابل فقلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! إنّي حدّثت أصحابنا فقالوا : بدا للّه مالم يكن في علمه ؟ قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ للّه علمين : علم عنده لم يطّلع عليه أحدا من خلقه ، وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله ، فما نبذه إلى ملائكته فقد انتهى إلينا . (4)

كمال الدين :حدَّثنا أبي رحمه الله عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدَّثنا أبو عبداللّه الرازي ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار ، عن أبي بصير وسماعة ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مَن زعم إنّ اللّه عز و جل يبدو له في شيء لم يعلمه أمس فابرؤوا منه . 5

تفسير القمّي :جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « خَ__لِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا

.


1- .سورة المنافقون ( 63 ) ، الآية 11 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص371 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص102 ( كتاب التوحيد ، باب البداء والنسخ ، ح13 ) .
3- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآية 54 .
4- .بصائر الدرجات ، ص130 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص110 ( كتاب التوحيد ، باب البداء والنسخ ، ح28 ) .

ص: 64

حِوَلاً » (1) قال : « خَ__لِدِينَ فِيهَا » ، لا يخرجون هنا و « لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً » _ قال عليهم السلام _ لا يريدون بها بدلاً . قلت : قوله : « قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَ_تِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَ_تُ رَبِّى وَ لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِى مَدَدًا » (2) ، قال : قد أخبرك أنّ كلام اللّه ليس له آخر ولا غاية ولا ينقطع أبدا . قلت : قوله : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّ_تُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً » (3) ، قال : هذه نزلت في أبي ذرّ والمقداد وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر ، جعل اللّه لهم جنات الفردوس نُزلاً مأوىً ومنزلاً ، قال : ثم قال : قل يا محمّد : « إنَّما أنا بشرٌ مثلُكم يوحى إلىَّ أَنَّمَآ إِلَ_هُكُمْ إِلَ_هٌ وَ حِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِى فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَ__لِحًا وَ لاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِى أَحَدا » (4) فهذا الشرك شرك رياء . (5)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيباني رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ » (6) قال : خلقهم ليأمرهم بالعبادة . قال : وسألته عن قول اللّه عز و جل : « وَ لاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ » (7) قال : ليفعلوا (8) ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم . (9)

.


1- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 108.
2- .أيضا ، الآية 109 .
3- .أيضا ، الآية 107 .
4- .أيضا ، الآية 110 .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص47 ؛ بحار الأنوار ، ج4 ، ص151 ( كتاب التوحيد ، باب كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى : « قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا . . . » ، ح2 ) .
6- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآية 58 .
7- .سورة هود ( 11 ) ، الآيات 118 _ 119 .
8- .في البحار : « قال : خلقهم ليفعلوا . . . » .
9- .علل الشرائع ، باب علّة خلق الخلق واختلاف أحوالهم ، ح10 ( ص13 ) .

ص: 65

كتاب العدل والمعاد

كتاب العدل والمعادالتوحيد :أبي رحمه الله : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبداللّه البرقي ، قال : حدَّثني أبو شعيب صالح بن خالد المحاملي ، عن أبي سليمان الجمّال ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن شيء من الاستطاعة ؟ فقال : ليست الاستطاعة من كلامي ولا من كلام آبائي . (1)

التوحيد :أبي رحمه الله : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي شعيب المحاملي وصفوان بن يحيى ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول _ وعنده قوم يتناظرون في الأفاعيل والحركات _ فقال : الاستطاعة قبل الفعل ، لم يأمر اللّه عز و جل بقبضٍ ولا بسطٍ إلاّ والعبد لذلك يستطيع . (2)

معاني الأخبار :أبي رحمه الله : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : شاء وأراد ولم يحبّ ولم يرضَ ، قتلت له : كيف ؟ قال : شاء أن لا يكون شيء إلاّ بعلمه وأراد مثل ذلك ، ولم يحبّ أن يقال له : ثالث ثلاثة ، ولم يرض لعباده الكفر . (3)

.


1- .التوحيد ، ص344 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص33 ( كتاب العدل والمعاد ، باب نفي الظلم والجور عنه تعالى وإبطال الجبر والتفويض . . . . ، ح40 ) .
2- .التوحيد ، ص352 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص38 ( كتاب العدل والمعاد ، باب نفي الظلم والجور عنه تعالى وإبطال الجبر والتفويض . . . ، ح59 ) .
3- .معاني الأخبار ، ص170 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص89 ( كتاب العدل والمعاد ، باب القضاء والقدر والمشيئة والإرادة وسائر أسباب الفعل ، ح10 ) .

ص: 66

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ( محمّد ظ ) قال : حدَّثنا عبداللّه ( عبيداللّه ظ ) بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ » (1) ؟ ، قال : يعني جبرئيل . قلت : قوله : « مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » (2) ؟ قال : يعني رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو المطاع عند ربّه ، الأمين يوم القيامة . قلت : قوله : « وَ مَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ » (3) ؟ ، قال : يعني النبي صلى الله عليه و آلهما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين علما للناس . قلت : قوله : « وَ مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ » 4 ؟ ، قال : يعني الكهنة الّذين كانوا في قريش ، فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الّذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم فقال : « وَ مَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَ_نٍ رَّجِيمٍ » 5 ؟ قال : أين تذهبون في علي،يعني «ولايته» أين تفرون منها؟إن هو إلاّ ذكر للعالمين لمن أخذ اللّه ميثاقه على ولايته. قلت : قوله : « لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ » 6 ؟ قال : لأن المشيئة إليه _ تبارك وتعالى _ لا إلى الناس . (4)

.


1- .سورة التكوير ( 81 ) ، الآية 20 .
2- .أيضا ، الآية 21 .
3- .أيضا ، الآية 22 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص409 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص175 ( كتاب العدل والمعاد ، باب القضاء والقدر والمشيئة والإرادة وسائر أسباب الفعل ، ح45 ) .

ص: 67

تفسير القمي :أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه : « وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا » (1) ، قال : إن عند اللّه كتبا مرقومة يقدّم منها مايشاء ويؤخّر مايشاء ، فإذا كان ليلة القدر أنزل اللّه فيها كلّ شيء يكون إلى ليلة مثلها ، فذلك قوله : « وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا » (2) إذا أنزله وكتبه كتاب السموات ، وهو الّذي لا يؤخّره . (3)

التوحيد :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا » (4) ، قال : بأعمالهم شقوا . (5)

التوحيد :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدَّثنا عليّ بن محمّد رَفَعَهُ عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير قال : كنت بين يدي أبي عبداللّه عليه السلام جالسا وقد سأله سائل فقال: جُعلت فداك! يابن رسول اللّه ، من أين لحق الشقاء أهل المعصية حتى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟فقال أبو عبداللّه عليه السلام: أيها السائل ، عَلِمَ اللّه عز و جل لا (6) يقوم أحد من خلقه بحقّه، فلمّا عَلِمَ بذلك وهب لأهل محبّته القوّة على معرفته ، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله ، ووهب لأهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهم ، ولم يمنعهم إطاقة القبول منه ؛ لأنّ علمه أولى بحقيقة التصديق ، فوافقوا ما سبق لهم في علمه ، وان

.


1- .سورة المنافقون ( 63 ) ، الآية 11 .
2- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية 106 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص370 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص139 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الآجال ، ح2 ) .
4- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية 106 .
5- .التوحيد ، ص 356 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص157 ( كتاب العدل والمعاد ، باب السعادة والشقاوة والخير والشرّ وخالقهما ومقدّرهما ، ح9 ) .
6- .في التوحيد : « ألا » .

ص: 68

قدروا أن يأتوا خلالاً تنجيهم عن معصيته ، وهو معنى شاء ماشاء ، وهو سرّ . (1)

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد عن ] ابن فضّال ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه خلق قوما لحبّنا ، وخلق قوما لبغضنا ، فلو أنّ الّذين خلقهم لحبنا خرجوا من هذا الأمر إلى غيره لأعادهم اللّه إليه وان رغمت آنافهم ، وخلق قوما لبغضنا فلا يحبوننا أبدا . (2)

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد عن ] الوشّاء ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ اللّه خلق خلقه ، فخلق خلقا لحبّنا ، لو أن أحدا خرج من هذا الرأي لردّه اللّه إليه وإن رَغَمَ أنفه ، وخلق قوما لبغضنا فلا يحبّوننا أبدا . (3)

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد عن ] أبو شعيب المحاملي ، عن أبي سليمان الجمّال ، عن أبي بصير [ قال : ] سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن شيء من الاستطاعة، فقال : يا أبا محمّد ، الخير والشرّ ، حلوه ومره ، وصغيره وكبيره من اللّه . 4

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد عن ] أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من زعم أن اللّه يأمر بالفحشاء فقد كذب على اللّه ، ومن زعم أنّ الخير والشر إليه فقد كذب على اللّه . 5

.


1- .التوحيد ، ص355 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص156 ( كتاب العدل والمعاد ، باب السعادة والشقاوة ، ح8 ) .
2- .المحاسن ، ج1 ، ص280 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص159 ( كتاب العدل والمعاد ، باب السعادة والشقاوة ، ح16 ) .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص280 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص160 ( كتاب العدل والمعاد ، باب السعادة والشقاوة ، ح17 ) .

ص: 69

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد ] عن عدة ، عن عبّاس بن عامر ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ اللّه خلق خلقه ، فخلق قوما لحبنا لو أنّ أحدهم خرج من هذا الرأي لردّه اللّه إليه ، وان رغم أنفه ، وخلق قوما لبغضنا لا يحبوننا أبدا . (1)

أمالي الطوسي :أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّا وشيعتنا خُلقنا من طينة من علّيين ، وخلق عدونا من طينة خبال من حما?سنون . 2

تفسير القمّي :حدَّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : « لَتُؤْمِنُنَّ بِهِى وَلَتَنصُرُنَّهُ » (2) قال ، قال : ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم فهلمّ جرا إلاّ ويرجع إلى الدنيا ، فيقاتل وينصر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام ، ثم أخذ أيضا ميثاق الأنبياء على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفقال : قل يا محمّد : « ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَ مَآ أُنزِلَ إِلَى إِبْرَ هِيمَ وَ إِسْمَ_عِيلَ وَ إِسْحَ_قَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ مَآ أُوتِىَ مُوسَى وَ عِيسَى وَمَآ أُوتِىَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُو مُسْلِمُونَ » (3) . (4)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص200 (ح 33) ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص222 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أنّ المعرفة منه تعالى ، ح10 ) .
2- .سورة آل عمران (3 ) ، الآية 81 .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 136 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص247 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص236 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الطينة والميثاق ، ح13 ) .

ص: 70

جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدَّثنا أحمد بن مدين من ولد مالك بن الحارث الأشتر ، عن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلامومعي رجل من أصحابنا فقلت له : جُعلت فداك ! يابن رسول اللّه ، إني لأغتّم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منّا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلاً عليكم ، لأ نّا وإيّاكم من نور اللّه عز و جل فجعلنا وطينتنا وطينتكم واحدة ، ولو تُركت طينتكم كما اُخذت لكنّا وأنتم سواء ، ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم، فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا ، قال : قلت : جُعلت فداك! أفتعود طينتنا ونورنا كما بدأ ؟ فقال : إي واللّه يا عبداللّه ، أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر (1) من القرص إذا طلع أهو متّصل به أو بائن منه ؟ فقلت له : جُعلت فداك ! بل هو بائن منه ، فقال : أفليس إذا غابت الشمس وسقط القرص عاد إليه ، فاتّصل به كما بدأ منه ؟ فقلت له: نعم، فقال: كذلك واللّه شيعتنا،من نور اللّه خُلقوا، وإليه يعودون،واللّه إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنّا لنشفع فنشفّع ، وواللّه إنّكم لتشفعون فتشفّعون ، وما من رجل منكم إلاّ وسترفع له نار عن شماله وجنّة عن يمينه ، فيدخل أحباؤه الجنّة ، وأعداؤه النار . (2)

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد ] عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : لا تخاصموا الناس فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا ، إنّ اللّه أخذ ميثاق الناس فلا يزيد فيهم أحد أبدا ، ولا ينقص منهم أحد أبدا . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : كيف أجابوه وهم ذرّ ؟ قال : جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه . يعني في الميثاق . 4

.


1- .في البحار : « الزاجر » .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص94 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص242 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الطينة والميثاق ، ح29 ) .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص136 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص250 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الطينة والميثاق ، ح44 ) .

ص: 71

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى » (1) قالوا (2) بألسنتهم ؟ قال : نعم ، وقالوا بقلوبهم ، فقلت : وأيّ شيء كانوا يومئذٍ ؟ قال : صنع منهم مااكتفى به . (3)

تفسير العيّاشي :قال أبو بصير : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أخبرني عن الذّر وحيث أشهدهم على أنفسهم « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى » وأسرَّ بعضهم خلاف ما أظهر ، فقلت : كيف علموا القول حيث قيل لهم : ألست بربكم ؟ قال : إنّ اللّه جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « ثُمَّ بَعَثْنَا مِنم بَعْدِهِى رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ _ إلى _ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِى مِن قَبْلُ » (5) قال : بعث اللّه الرسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فمن صدّق حينئذٍ صدّق بعد ذلك ، ومن كذّب حينئذٍ كذّب بعد ذلك . (6)

المحاسن :[ أحمد بن محمد بن خالد ] عن أبيه ، عن حمزة بن عبداللّه ، عن هاشم بن أبي سعيد الأنصاري ، عن أبي بصير ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ نوحا حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمّل فيها ولد الزنى ، وأنّ الناصب شرٌّ

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 172 .
2- .في البحار : « قلت : قالوا » .
3- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص40 ( ح110 ) ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص258 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الطينة والميثاق ، ح60 ) .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص42 ( ح117 ) ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص258 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الطينة والميثاق ، ح63 ) .
5- .سورة يونس ( 10 ) ، الآية 74 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص126 ( ح36 ) ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص259 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الطينة والميثاق ، ح65 ) .

ص: 72

من ولد الزنى . (1)

الفقيه :أبو زكريا ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا مات طفل من أطفال المؤمنين نادى منادٍ في ملكوت السماوات والأرض: ألا إنّ فلان بن فلان قد مات، فإن كان مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه ، وإلاّ دفع إلى فاطمة عليهاالسلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته فتدفعه إليه . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيباني قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ » (3) ، قال : خلقهم ليأمرهم بالعبادة . قال : وسألته عن قوله عز و جل : « وَ لاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ » (4) قال : ليفعلوا (5) ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم . (6)

كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ » (7) قال : هما الملكان . وسألته عن قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « هَ_ذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ » (8) قال : هو الملك الّذي يحفظ عليه عمله . وسألته عن قول اللّه عز و جل : « قَالَ

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص185 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص287 ( كتاب العدل والمعاد ، باب علّة عذاب الاستئصال وحال ولد الزنى . . . ، ح13 ) .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج3 ، ص490 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص293 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الأطفال ومن لم يتمّ عليهم الحجّة في الدنيا ، ح17 ) .
3- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآية 56 .
4- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 118 _ 119 .
5- .في البحار : « خلقهم ليفعلوا » .
6- .علل الشرائع ، ج1 ، ص13 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص313 ( كتاب العدل والمعاد ، باب علّة خلق العباد وتكليفهم . . . ، ح5 ) .
7- .سورة ق (50 ) ، الآية 17 .
8- .سورة ق ( 50) ، الآية 23 .

ص: 73

قَرِينُهُو رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ » (1) قال : هو شيطان . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة ولا يعمل بها ، فتكتب له حسنة وإن هو عملها كُتبت له عشر حسنات ، وإنّ المؤمن ليهمّ بالسيّئة أن يعملها فلا يعملها فلا تُكتب عليه . (3)

أمالي الطوسي :أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد قال : حدَّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدَّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن هشام ، عن محمّد بن إسماعيل البزّاز ، عن العباس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إذا دخل أهل الجنّة الجنّة بأعمالهم فأين عتقاء اللّه من النار ؟ ! إنّ للّه عتقاء من النار . (4)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهقال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجليّ ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قول اللّه عز و جل : « تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا » (5) قال : هو صوم الأربعاء والخميس والجمعة . 6

ثواب الأعمال :حدَّثني محمّد بن موسى المتوكّل ، قال : حدَّثني محمّد بن جعفر ، قال : حدَّثني موسى بن عمران قال : حدَّثنا الحسين بن يزيد ، عن عليّ بن

.


1- .سورة ق (50 ) ، الآية 27 .
2- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص54 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص323 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أنّ الملائكة يكتبون أعمال العباد ، ح9 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص428 ( كتاب الايمان والكفر ، باب من يهم بالحسنة أو السيئة ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص325 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أنّ الملائكة يكتبون أعمال العباد ، ح15 ) .
4- .الأمالي ،الطوسي، ص180؛ بحار الأنوار ، ج6، ص5 (كتاب العدل والمعاد، باب عفو اللّه تعالى وغفرانه ... ، ح5).
5- .سورة التحريم ( 66 ) ، الآية 8 .

ص: 74

أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : أوحى اللّه عز و جلإلى داوود النبي [ على نبينا وآله و ] عليه السلام : يا داوود ، إنّ عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيى منيّ عند ذكره ، غفرتُ له وأنسيته الحفظة ، وأبدلته الحسنة ولا أبالي ، وأنا أرحم الراحمين . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول في قوله : « إِنَّهُو كَانَ لِلْأَوَّ بِينَ غَفُورًا » (2) قال : هم التوّابون المتعبّدون . (3)

تفسير العيّاشي :أبو بصير (4) قال : كنت عند أبي عبداللّه فقال له رجل : بأبي أنت وأمّي إنّي أَدخل كنيفا ليّ وليَّ جيران وعندهم جوار يتغنّين ويضربن بالعود ، فربما أطلت (5) الجلوس استماعا منّي لهنّ ، فقال : لا تفعل ، فقال الرجل : واللّه ، ما آتيتهنّ برجلي إنّما هو سماع أسمعه باُذني فقال له : أما سمعت اللّه يقول : « إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَ_ل_ءِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْ_?ولاً » (6) قال : بلى واللّه _ فكأني لم أسمع هذه الآية قطّ من كتاب اللّه من عجمي ولا من عربي _ لا جرم أني لا أعود ، إن شاء اللّه وإني استغفر اللّه ، فقال له : قم فأغتسل وصلِّ ما بدا لك فإنّك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوأ حالك لو متَّ على ذلك . أحمد اللّه واسأله التوبة من كلّ مايكره فإنّه لا يكره إلاّ كلّ القبيح ، والقبيح دعه لأهله فإنّ لكلٍّ أهلاً . (7)

كتاب الزهد :محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن

.


1- .ثواب الأعمال ، ص130 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص28 ( كتاب العدل والمعاد ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح30 ) .
2- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 25 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص286 ( ح42 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص34 ( كتاب العدل والمعاد ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح47 ) .
4- .في المصدر ورد هذا الحديث عن « أبي جعفر » ، ويمكن أن يكون تصحيفا ، وأوردنا « أبو بصير » من البحار .
5- .في المصدر : « أطلب » .
6- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 36 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص292 ( ح76 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص36 ( كتاب العدل والمعاد ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح48 ) .

ص: 75

أبي عبد اللّه عليه السلام قال : من عمل سيّئةً أُجّل فيها سبع ساعات من النهار ، فإن قال :« استغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم » ثلاث مرّات لم يُكتب له . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا » (2) ؟ قال : هو الذنب الّذي لا يعود فيه أبدا . قلت : وأيّنا لم يعد ! فقال : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه يحبّ من عباده المفتن التوّاب . 3

الكافي :أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ل_ءِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ » (3) ؟ قال : هو العبد يهمّ بالذنب ثم يتذكّر فيمسك ، فذلك قوله : « تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ » . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشُدّه ، وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه ، وإذا بلغ إحدى وأربعين فهو في النقصان ، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع . (5)

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص71 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص38 ( كتاب العدل والمعاد ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح65 ) .
2- .سورة التحريم ( 66) ، الآية 8 .
3- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 201 .
4- .الكافي ، ج2 ، ص435 ( كتاب الايمان والكفر ، باب التوبة ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص40 ( كتاب العدل والمعاد ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح72 ) .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص292 ( ح72 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص120 ( كتاب العدل والمعاد ، باب علامات الكبر . . . ، ح 7 ) .

ص: 76

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن سليمان بن داوود ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : قوله عز و جل : « فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ _ إلى _ إِن كُنتُمْ صَ_دِقِينَ » (1) فقال : إنها إذا بلغت الحلقوم أُري منزله في الجنّة فيقول : ردّوني إلى الدنيا حتّى اُخبر أهلي بما أرى ، فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل . (2)

تفسير الفرات :حدَّثنا أبو القاسم العلوي معنعنا عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! يستكره المؤمن على خروج نفسه ؟ قال : فقال : لا واللّه . قال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إنّ المؤمن إذا حضرته الوفاة حَضر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأهل بيته ؛ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الأئمّة عليهم السلام_ ولكن أكنوا عن اسم فاطمة _ ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلامقال : فيقول أمير المؤمنين : يا رسول اللّه ، إنّه كان ممّن يحبّنا ويتولاّنا فأحبّه . قال : فيقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا جبرئيل ، إنّه كان يحبّ عليّا وذريّته فأحبّه ، وقال : فيقول جبرئيل لميكائيل وإسرافيل عليهم السلام مثل ذلك ، قال : ثمّ يقولون جميعا لملك الموت : إنّه كان يحبّ محمّدا وآله ، ويتولّى عليا وذريّته ، فارفق به . قال : فيقول ملك الموت : والّذي اختاركم وكرّمكم واصطفى محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم بالنبوّة وخصّه بالرسالة ؛ لأنا أرفق به من والد رفيق وأشفق من أخ شفيق . ثمّ مال إليه ملك الموت فيقول له : يا عبداللّه ، أخذت فكاك رقبتك ؟ أخذت رهان أمانك ؟ فيقول : نعم ، فيقول : فبماذا ؟ فيقول : بحبّي محمّدا وآله ، وبولايتي عليا وذريّته ، فيقول أمّا ما كنت تحذر فقد آمنك اللّه منه ، وأمّا ما كنت ترجو فقد أتاك اللّه به ، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك . قال : فيفتح عينيه فينظر إليهم واحدا واحدا ، ويفتح له باب إلى الجنّة فينظر إليها فيقول له : هذا أعدّ اللّه لك وهؤلاء رفقاؤك ، أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع إلى

.


1- .سورة الواقعة ( 56 ) ، الآيات 83 _ 87 .
2- .الكافي ، ج3 ، ص135 ( كتاب الجنائز ، باب ما يعاين المُؤمن و الكافر ، ح15 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص169 ( كتاب العدل والمعاد ، باب سكرات الموت وشدائده . . . ، ح43 ) مع اختلاف يسير .

ص: 77

الدنيا ؟ قال : فقال : أبو عبداللّه عليه السلام : أما رأيت شخوصه ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله : لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها ، ويناديه منادٍ من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته : « يَ_أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَ_ل_ءِنَّةُ ( إلى محمّد ووصيّه والائمّة من بعده ) ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً ( بالولاية ) مَّرْضِيَّةً ( بالثواب ) فَادْخُلِى فِى عِبَ_دِى ( مع محمّد وأهل بيته ) وَ ادْخُلِى جَنَّتِى » (1) غير مشوبة . (2)

كتاب الزهد :صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه إلاّ أن تبلغ نفسه هذه ، فيأتيه ملك الموت فيقول : أمّا ما كنت تطمع فيه من الدنيا فقد فاتك ، فأما ما كنت تطمع فيه من الآخرة فقد أشرفت عليه وأمامك سلف صدق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وعلي وإبراهيم . (3)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس عن خالد بن عمارة ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ومن شاء اللّه ، فجلس رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عن يمينه ، والآخر عن يساره ، فيقول له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : أمّا ما كنت ترجو فهو ذا أمامك ، وأمّا ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ، ثم يفتح له باب إلى الجنّة فيقول : هذا منزلك في الجنّة ، فان شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة ، فيقول : لا حاجة لي في الدنيا ، فعند ذلك يبيض لونه ويرشح جبينه ، وتتقلّص شفتاه وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى ، فأيّ هذه العلامات رأيت فاكتف بها ، فإذا خرجت النفس من الجسد عرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد ، فتختار الآخرة ، فتغسّله فيمن يغسّله وتقلّبه فيمن يقلبه ، فإذا اُدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي

.


1- .سورة الفجر ( 89 ) ، الآيات 27 _ 30 .
2- .تفسير فرات بن إبراهيم ، ص554 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص162 ( كتاب العدل والمعاد ، باب سكرات الموت وشدائده . . . ، ح31 ) .
3- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص85 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص190 ( كتاب العدل والمعاد ، باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت . . . ، ح34 ) .

ص: 78

القوم قدما ، وتلقاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ويبشّرونه بما أعدّ اللّه له جلّ ثناؤه من النعيم ، فإذا وضع في قبره ردّ إليه الروح إلى وركيه ، ثمّ يُسأل عمّا يعلم ، فإذا جاء بما يعلم فُتح له ذلك الباب الّذي أراه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فيدخل عليه من نورها وضوئها ، وبردها وطيب ريحها . قال : قلت : جُعلت فداك ! فاين ضغطة القبر ؟ فقال : هيهات ! ما على المؤمنين منها شيء ، واللّه إنّ هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول : وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأُ على ظهرك مؤمن ، وتقول له الأرض : لقد كنتُ اُحبّكَ وأنت تمشي على ظهري فأمّا إذا ولّيتكَ فستعلم ما أصنع بك ، فيُفتح له مدّ بصره . (1)

كتاب الزهد :النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن سليمان بن داوود ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ما معنى قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَ أَنتُمْ حِينَ_ل_ءِذٍ تَنظُرُونَ » (2) الآيات ، قال : إنّ نَفَس المحتضر إذا بلغت الحلقوم وكان مؤمنا رأى منزله من الجنّة فيقول : ردّوني إلى الدنيا حتى اُخبر أهلها بما أرى فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل . (3)

كتاب الزهد :حمّاد بن عيسى ، عن حسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : إن المؤمن إذا مات رأى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموعليا بحضرته . (4)

تفسير القمّي : « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » (5) الآية ، فإنّه حدَّثني أبي عن الحسن بن محبوب ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص130 ( كتاب الجنائز ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص196 ( كتاب العدل والمعاد ، باب مايعاين المؤمن والكافر عند الموت . . . ، ح50 ) .
2- .سورة الواقعة ( 56 ) ، الآيات 83 _ 84 .
3- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص84 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص200 ( كتاب العدل والمعاد ، باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت . . . ، ح55 ) .
4- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص84 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص200 ( كتاب العدل والمعاد ، باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ، ح56 ) .
5- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 169 .

ص: 79

قال : هم واللّه شيعتنا ، إذا دخلوا الجنّة واستقبلوا الكرامة من اللّه استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من المؤمنين في الدنيا « أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ » (1) وهو ردّ على من يبطل الثواب والعقاب بعد الموت . (2)

كتاب الزهد :القاسم وعثمان بن عيسى ، عن علي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ سعدا لما مات شيّعه سبعون ألف ملك ، فقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : على قبره فقال : ومثل سعد يضمّ ، فقالت أُمّه : هنيئا لك يا سعد وكرامة ، فقال لها رسول اللّه : يا اُمّ سعد ، لاتحتّمي على اللّه ، فقالت : يا رسول اللّه ، قد سمعناك وماتقول في سعد ، فقال : إنّ سعدا كان في لسانه غلظٌ على أهله . (3)

كتاب الزهد :أبو بصير : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ رقية بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لمّا ماتت قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على قبرها ، فرفع يده تلقاء السماء ودمعت عيناه فقالوا له : يا رسول اللّه ، إنا قد رأيناك رفعت رأسك إلى السماء ودمعت عيناك ، فقال : إنّي سألت ربّي أن يهب لي رقية من ضمّة القبر . (4)

تفسير القمّي :أخبرنا أحمد بن إدريس ، قد حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عبد العزيز ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : « فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَ رَيْحَانٌ » 5 في قبره « وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ». سورة الواقعة ( 56 ) ، الآيات 92 _ 94 . في الآخرة . (5)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران وأحمد بن أبي نصر ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور ، فيهنَّ صورة هي أحسنهنّ وجها وأبهاهنّ هيئةً وأطيبهنّ ريحا وأنظفهنّ صورة ، قال : فيقف صورة عن يمينه ، واُخرى عن يساره ، واُخرى بين يديه ، واُخرى خلفه ، واُخرى عند رجليه ، وتقف الّتي هي أحسنهنّ فوق رأسه ، فإن أُتي عن يمينه منعته الّتي عن يمينه ، ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الستّ . قال فتقول أحسنهنّ صورة : ومن أنتم جزاكم اللّه عنّي خيرا ؟ فتقول الّتي عن يمين العبد : أنا الصلاة ، وتقول الّتي عن يساره : أنا الزكاة ، وتقول الّتي بين يديه : أنا الصيام ، وتقول الّتي خلفه : أنا الحجّ والعمرة ، وتقول الّتي عند رجليه : أنا برّ من وصلت من إخوانك ، ثم يقلن : من أنتِ ؟ فأنتِ أحسننا وجها وأطيبنا ريحا وأبهانا هيئةً ! فتقول : أنا الولاية لآل محمّد صلوات اللّه عليهم . (6)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن ابن مسكان عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال لي : يا أبا محمّد إنّ الميت منكم على هذا الأمر شهيد ، قلت : وإن مات على فراشه ؟ قال : إي واللّه ، وإن مات على فراشه حيٌّ عند ربّه يرزق . (7)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد،عن جعفر بن محمّدبن مالك

.


1- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 17 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص127 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص214 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح1 ) .
3- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص87 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص217 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح9 ) .
4- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص87 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص217 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح10 ) .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص350 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ص ، 217 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح11 ) .
6- .المحاسن ، ج1 ، ص288 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص234 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح50 ) ، وفيه زيادة « أجمعين » في آخره .
7- .المحاسن ، ج1 ، ص164 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص245 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح74 ) .

ص: 80

الكوفي، عن محمّد بن عمّار ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلامفركض برجله الأرض ، فإذا بحرٍ فيه سفن من فضّة ، فركب وركبتُ معه حتّى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضّة فدخلها ، ثم خرج فقال : رأيت الخيمة الّتي دخلتها أوّلاً ؟ فقلت : نعم ، قال : تلك خيمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، والاُخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السلام ، والثالثة خيمة فاطمة ، والرابعة خيمة خديجة، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، والسابعة خيمة عليّ بن الحسين، والثامنة خيمة أبي ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحدٌ منّا يموت إلاّ وله خيمة يسكن فيها . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : ما من مؤمن ولا كافر إلاّ وهو يأتي أهله عند زوال الشمس ، فإذا رأى أهله يعملون بالصالحات حمد اللّه على ذلك ، وإذا رأى الكافر أهله يعملون بالصالحات كانت عليه حسرة . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال : فقال : نعوذ باللّه منها ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر ، إنّ رقيّة لمّا قتلها عثمان وقف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على قبرها ، فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه وقال للناس : إنّي ذكرت هذه وما لقيت ، فرققتُ لها واستوهبتها من ضمّة (3) القبر . قال : فقال : اللّهمَّ هب لي رقيّة من ضمّة القبر ! فوهبها اللّه له . قال : وإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم خرج في جنازة سعد وقد شيّعه سبعون ألف ملك ، فرفع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمرأسه إلى السماء ثم قال : مثل سعد يضمّ ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! إنّا نحدّث أ نّه كان يستخفّ بالبول ،

.


1- .بصائر الدرجات ، ص426 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص245 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح75 ) .
2- .الكافي ، ج3 ، ص230 ( كتاب الجنائز ، باب إن الميّت يزور أهله ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص257 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح90 ) .
3- .في البحار : « ضغطة » .

ص: 81

فقال : معاذ اللّه إنما كان من زعارة (1) في خُلقه على أهله . قال : فقالت أُمّ سعد : هنيئا لك يا سعد . قال : فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا اُمّ سعد ، لا تحتمي على اللّه . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إذا وُضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره ، واُقيم الشيطان بين عينيه ، عيناه من نحاس ، فيقال له : كيف تقول في الرجل الّذي كان بين ظهرانيّكم ؟ قال : فيفزع له فزعة فيقول إذا كان مؤمنا : أ عن محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آلهتسألاني ؟ ! فيقولان له : نم نومة لا حلم فيها ، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنّة وهو قول اللّه عز و جل : « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ فِى الْأخِرَةِ » (3) ، فإذا كان كافرا قالا له : مَن هذا الرجل الّذي خرج من بين ظهرانيّكم ؟ فيقول : لا أدري ، فيخلّيان بينه وبين الشيطان . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد،عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ المؤمن إذا اُخرج من بيته شيّعته الملائكة إلى قبره ، يزدحمون عليه حتّى إذا انتُهي به إلى قبره ، قالت له الأرض : مرحبا بك وأهلاً ، أما واللّه لقد كنت أحبُّ أن يمشي عليَّ مثلك لترينَّ ما أصنع بك ، فتوسّع له مدّ بصره ويدخل عليه في قبره ملكا القبر ، وهما قعيدا القبر منكر ونكير،فيلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقعدانه ويسألانه فيقولان له : مَن ربّك ؟ فيقول : اللّه ، فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام ، فيقولان : مَن نبيّك ؟ فيقول : محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فيقولان : ومَن إمامكَ ؟ فيقول : فلان . قال : فينادي منادٍ من السماء :

.


1- .الزعارة : سوء الخلق .
2- .الكافي ، ج3 ، ص236 ( كتاب الجنائز ، باب المسألة في القبر و . . . ، ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص261 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح102 ) .
3- .سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية 27 .
4- .الكافي ، ج3 ، ص238 ( كتاب الجنائز ، باب المسألة في القبر و . . . ، ح10 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص262 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح106 ) .

ص: 82

صدق عبدي ، افرشوا له في قبره من الجنّة وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنّة ، وألبسوه من ثياب الجنّة حتّى يأتينا وما عندنا خير له ، ثم يُقال له : نم نومة عروس ، نم نومة لا حلم فيها . قال : وإن كان كافرا خرجت الملائكة تشيّعه إلى قبره يلعنونه حتّى إذا انتُهي به إلى قبره قالت له الأرض : لا مرحبا بك ولا أهلاً ، أما واللّه ، لقد كنتُ أُبغضُ أن يمشي عليَّ مثلك ، لاجرمَ ! لترينَّ ما أصنع بكَ اليوم ، فتضيّق عليه حتى تلتقي جوانحه . (1) قال : ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير . قال أبو بصير : جُعلت فداك ! يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة ؟ فقال : لا . قال : فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه ، فيقولان له : مَن ربّك ؟ فيتلجلج ويقول : قد سمعتُ الناس يقولون ، فيقولان له : لا دريت ، ويقولان له : ما دينك ؟ فيتلجلج ، فيقولان له : لا دريت ، ويقولان له : من نبيّك ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون ، فيقولان له : لا دريت ، ويُسأل عن إمام زمانه ؟ قال : فينادي منادٍ من السماء : كذب عبدي ، افرشوا له في قبره من النار ، والبسوه من ثياب النار ، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وما عندنا شرّ له ، فيضربانه بمرزبة (2) ثلاث ضربات ، ليس منها ضربة إلاّ يتطاير قبره نارا ، لو ضرب بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما . وقال أبو عبداللّه عليه السلام : ويسلّط اللّه عليه في قبره الحيّات تنهشه نهشا ، والشيطان يغمّه غمّا . قال : ويَسمع عذابه به من خلق اللّه إلاّ الجنّ والإنس . قال : وإنه ليُسمع خفق نعالهم ونفض أيديهم وهو قول اللّه عز و جل : « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ فِى الْأخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّ__لِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ » (3) . (4)

.


1- .الجوانح : الأضلاع ممّا يلي الصدر ، والواحدة منها : « الجانحة » .
2- .الإرزبّة : عُصيّة من حديد وجمعها : مرازب .
3- .سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية 27 .
4- .الكافي ، ج3 ، ص239 ( كتاب الجنائز ، باب المسألة في القبر و . . . ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص263 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح108 ) .

ص: 83

. .

ص: 84

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة ، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربّنا أقم الساعة لنا ، وانجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوّلنا . (1)

الكافي :سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن درست بن أبي منصور ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنّة تعارف وتساءل فإذا قدمت الروح على الأرواح يقول : دعوها فإنها قد أفلتت من هول عظيم ، ثم يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان ؟ فإن قالت لهم : تركته حيا ، ارتجوه ، وإن قالت لهم : قد هلك ، قالوا : قد هوى هوى . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن أرواح المؤمنين فقال : في حجرات في الجنّة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون : ربّنا أقم الساعة لنا ، وانجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوّلنا . (3)

الكافي :محمّد ، عن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّا نتحدّث عن أرواح المؤمنين أ نّها في حواصل طير خضر ترعى في الجنّة وتأوي إلى قناديل تحت العرش ، فقال : لا ، إذا ما هي في حواصل طير ، قلت : فأين هي ؟ قال في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة . (4)

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص244 ( كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص268 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح120 ) .
2- .الكافي ، ج3 ، ص244 ( كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص269 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح121 ) .
3- .الكافي ، ج3 ، ص244 ( كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص269 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح122 ) .
4- .الكافي ، ج3 ، ص245 ( كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص270 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح125 ) .

ص: 85

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن أرواح المشركين ، فقال : في النار ، يعذَّبون يقولون : ربّنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأوّلنا . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن مثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ أرواح الكفّار في نار جهنّم يعرضون عليها يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة ، ولا تنجز لنا ما وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأوّلنا . (2)

تفسير القمّي :حدَّثني أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : « يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَ_تِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَ_نُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَ_نِهَا خَيْرًا » (3) قال : نزلت أو اكتسبت في إيمانها خيرا « قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ » (4) قال : إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه . (5)

تفسير القمّي : « وَإِذْ قَالَ إِبْرَ هِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَ_كِن لِّيَطْمَ_ل_ءِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » . 6 حدَّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام :

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص245 ( كتاب الجنائز ، باب في أرواح الكفار ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص270 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح126 ) .
2- .الكافي ، ج3 ، ص245 ( كتاب الجنائز ، باب في أرواح الكفار ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص270 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ، ح127 ) .
3- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 158 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص222 ؛ بحار الأنوار ، ج6 ، ص313 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أشراط الساعة وقصة يأجوج ومأجوج ، ح18 ) .
5- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 260 .

ص: 86

إنّ إبراهيم عليه السلام نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكله سباع البرّ وسباع البحر ثمّ تحمل السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فتعجّب إبراهيم فقال : « رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَ_كِن لِّيَطْمَ_ل_ءِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » فأخذ إبراهيم عليه السلامالطاووس والديك الحمام والغراب . فقال اللّه عز و جل : « فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ » أي قطّعهنّ ثم اخلط لحمهن وفرّقهن على كلّ عشرة جبال ، ثم خذ مناقيرهنّ وادعهنّ يأتينك سعيا ، ففعل إبراهيم ذلك وفرّقهن على عشرة جبال ثم دعاهنّ فقال : أجيبيني بإذن اللّه تعالى ، فكانت تجمع ويتألّف لحم كلّ واحد وعظمه إلى رأسه وطارت إلى إبراهيم فعند ذلك قال إبراهيم « أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » . (1)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب قال : حدَّثنا أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى رجلاً يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ، حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى اللّه تعالى إليه : يا إبراهيم دعوتكَ مجابة فلا تدعو على عبادي فإنّي لو شئت لم اخلقهم ، إنّي خلقت خلقي على ثلاثة أصناف ، عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فاُثيبه ، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني ، وعبدا يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني . ثم التفت فرأى جيفةً على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البرّ ، تجيء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، وتجيء سباع البرّ فتأكل منها ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا . فعند ذلك تعجّب إبراهيم عليه السلام ممّا رأى وقال : يا ربّ ، أرني كيف تحيي الموتى ، هذه أُمم يأكل بعضها بعضا ! قال : أو لم تؤمن ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي ، يعني حتّى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها ، قال : خذ أربعة من الطير فقطّعهنّ وأخلطهن

.


1- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص91 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص36 ( كتاب العدل والمعاد ، باب إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره ، ح4 ) .

ص: 87

كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع الّتي أكل بعضها بعضا فاخلطهن ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ، ثم ادعهنّ يأتينك سعيا ، فلمّا دعاهنّ أجبنه ، وكانت الجبال عشرة . قال : وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب . (1)

أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد الأشعري ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسين بن سعيد الأزدي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبداللّه بن صباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين في صعيد واحد ، فتغشاهم ظلمة شديدة ، فيضجّون إلى ربهم ويقولون : يا ربّ اكشف عنّا هذه الظلمة . قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم _ وقد أضاء أرض القيامة _ فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء اللّه ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه : ما هؤلاء بأنبياء ، فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه : ما هؤلاء بملائكة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه : ما هؤلاء بشهداء ، فيقولون : من هم ؟ فيجيئهم النداء : يا أهل الجمع ، سلوهم من أنتم ؟ فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويون ، نحن ذريّة محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، نحن أولاد علي وليّ اللّه ، نحن المخصوصون بكرامة اللّه ، نحن الآمنون المطمئنون ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه عز و جل : اشفعوا في محبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم ، فيشفعون ويشفّعون . (2)

كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ الرحم معلّقة بالعرش تنادي يوم القيامة : اللّهمَّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، فقلت : أهي رحم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : بل رحم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم منها . وقال : إنّ الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبّة المدار _ وهو المغزل _

.


1- .علل الشرائع ، ج2 ، ص586 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص41 ( كتاب العدل والمعاد ، باب إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره ، ح12 ) .
2- .الأمالي ، الصدوق ، ص358 ؛ بشارة المصطفى ، ص64 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص100 ( كتاب العدل والمعاد صفة المحشر ، ح4 ) .

ص: 88

فمن أتاها واصلاً لها انتشرت له نورا حتّى تدخله الجنّة ، ومن أتاها قاطعا لها انقبضت عنه حتّى تقذف به في النار . (1)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن علي ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير في قوله : « فَمَا لَهُو مِن قُوَّةٍ وَ لاَ نَاصِرٍ » (2) قال : ماله قوّة يقوى بها على خالقه ، ولا ناصر من اللّه ينصره إن إراد به سوءا . (3)

فضائل الشيعة :أبي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه ( باسناد يرفعه ) عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ياعليّ ، إن اللّه وهبك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك . ياعليّ ، أنتَ العالم بهذه الاُمّة ، من أحبّك فاز ، ومن أبغضك هلك . ياعليّ ، أنا المدينة وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها ؟ ياعليّ ، أهل مودّتك كلّ أوّاب حفيظ ، وكلّ ذي طمر لو أقسم على اللّه لبر قسمه . ياعليّ ، إخوانك كلّ طاهر وزكيّ مجتهد يحبّ فيك ويبغض فيك ، محتقر عند الخلق ، عظيم المنزلة عند اللّه . ياعليّ ، محبّوك جيران اللّه في دار الفردوس ، لا يتأسفون على ما خلّفوا من الدنيا . ياعليّ أنا وليّ لمن واليت ، وأنا عدوّ لمن عاديت . ياعليّ ، من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد أبغضني .

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص36 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص121 ( كتاب العدل والمعاد ، باب صفة المحشر ، ح61 ) .
2- .سورة الطارق (86) ، الآية 10 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص416 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص177 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة ، ح11 ) .

ص: 89

ياعليّ ، إخوانك الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانيّة في وجوههم . ياعليّ ، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المُساءلة في قبورهم ، وعند العرض ، وعند الصراط إذا سُئل سائر الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا . يا عليّ ، حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وحربي حرب اللّه ، من سالمك فقد سالم اللّه عز و جل . ياعلي ، بشّر إخوانك بأنّ اللّه قد رضي عنهم إذ رضيكَ لهم قائدا ورضوا بك وليا . ياعليّ ، أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين . ياعليّ ، شيعتك المنتجبون ولولا أنتَ وشيعتك ما قام للّه دين ، ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها . ياعليّ ، لك كنز في الجنّة ، وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تعرف بحزب اللّه . ياعليّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، وخيرة اللّه من خلقه . ياعليّ ، أنا أوّل من ينفض التراب من رأسه وأنت معي ، ثمّ سائر الخلق . ياعليّ ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم ، وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش ، يفزع الناس ولا تفزعون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : « إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَ_ل_ءِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَ هُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَ__لِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّ_ل_هُمُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ هَ_ذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ » . (1) ياعليّ ، أنت وشيعتك تُطلبونَ في الموقف ، وأنتم في الجنان تتنعّمون . ياعليّ ، إنّ الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم ، وإنّ حملة العرش والملائكة المقرّبون ليخصّونكم بالدعاء ويسألون اللّه بمحبّتكم ، ويفرحون لمن قدم عليهم منهم

.


1- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآيات 101 _ 103 .

ص: 90

كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة . ياعليّ ، شيعتك الّذين يخافون اللّه في السرّ ، وينصحونه في العلانية . ياعليّ ، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات ؛ لأ نّهم يلقون اللّه وما عليهم من ذنب . ياعليّ ، إنّ أعمال شيعتك تعرض عليَّ كلّ يوم جمعة ، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم ، وأستغفر لسيّئاتهم . ياعليّ ، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكلّ خير ، وكذلك في الإنجيل [ فاسأل أهل الإنجيل وأهل الكتاب يخبروك عن « إليا » مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك اللّه عز و جل من علم الكتاب ، وإنّ أهل الإنجيل ] (1) ليتعاظمون « إليا » وما يعرفون شيعته . وإنّما يعرفونهم لما يجدونه في كتبهم . ياعليّ ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير ، فليفرحوا بذلك ، وليزدادوا اجتهادا . ياعليّ ، أرواح شيعتك تصعد إلى السماء في رقادهم ، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ، ولما يرون منزلتهم عند اللّه عز و جل . ياعليّ ، قل لأصحابك العارفين بك يتنزّهون عن الأعمال الّتي يقارفها عدوّهم فما من يوم ولا ليلة إلاّ ورحمة اللّه تغشاهم ، فليجتنبوا الدنس . ياعليّ ، اشتدّ غضب اللّه على من قلاهم وبرئ منك ومنهم ، واستبدل بك وبهم ومال إلى عدوّك ، وتركك وشيعتك ، واختار الضلال ، ونصب الحرب لك ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت ، وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجتهم وماله فينا . ياعلىّ ، اقرأهم منّي السلام _ مَن لم أرَ ولم يرني _ واعلمهم أ نّهم إخواني الّذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي ، وليتمسّكوا بحبل اللّه وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فإنّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة .

.


1- .لم يوجد في المصدر ، اوردناه من البحار .

ص: 91

وأخبرهم أنّ اللّه عنهم راضٍ ، وأ نّه يباهي بهم ملائكته ، وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته ، ويأمر الملائكة أن يستغفروا لهم . ياعليّ ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون إ نّي أُحبّك فأحبّوك لحبّي إيّاك ، ودانوا اللّه عز و جل بذلك ، وأعطوك صفو المودّة من قلوبهم ، واختاروك على الآباء والاُخوة والأولاد ، وسلكوا طريقك ، وقد حُملوا على المكاره فينا فأبوا إلاّ نصرنا ، وبذلوا المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك ، فكن بهم رحيما ، واقنع بهم ، فإنّ اللّه اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق ، وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرّنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقّنا ، وشرح صدورهم ، وجعلهم متمسّكين بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم ، وميل الشيطان بالمكاره عليهم ، أيّدهم اللّه وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به ، والناس في غمرة الضلالة متحيّرون في الأهواء ، عموا عن الحجّة وما جاء من عند اللّه ، فهم يمسون ويصبحون في سخط اللّه ، وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة ، لا يستأنسون إلى من خالفهم ليست الدنيا منهم وليسوا منها . اُولئك مصابيح الدجى ، اُولئك مصابيح الدجى ، اُولئك مصابيح الدجى . (1)

فضائل الشيعة :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدَّثني محمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدَّثني عباد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه سليمان الديلمي ، قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد أحضره النفس ، فلمّا أن أخذ مجلسه قال له أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، ما هذا النفس العالي ؟ قال : جُعلت فداك ! يابن رسول اللّه كبر سنّي ، ودقّ عظمي ، واقترب أجلي مع ما أ نّي لا أدري على ما أرد عليه في آخرتي ؟ فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد وإنّك لتقول هذا !

.


1- .فضائل الشيعة ، ص16 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص306 ( كتاب الإمامة ، باب حبّه _ أي علي عليه السلام _ وبغضه و . . . ، ح122 ) .

ص: 92

قال : قلت : جُعلت فداك ! فكيف لا أقول ؟ قال : يا أبا محمّد ، أما علمت أنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ يكرم الشباب منكم ويستحي من الكهول ؟ [ قال : قلت : جُعلت فداك ! فكيف يكرم الشباب ويستحي من الكهول ؟ ] . (1) قال : اللّه يكرم الشباب منكم أن يعذّبهم ، ويستحي من الكهول أن يحاسبهم . قال : قلت : جُعلت فداك ! هذا لنا خاصّ أم لأهل التوحيد ؟ قال : فقال : لا واللّه إلاّ لكم خاصّة دون العامّة . [ ( وفي الخبر ) إنّ اللّه تعالى يقول : شيب المؤمنين نوري ، وأنا أستحي أن أحرق نوري بناري ، وقد قيل : الشيب حلية العقل وسمة الوقار ] . (2) قال : قلت : جُعلت فداك ! فإنّا قد رُمينا بشيء انكسرت له ظهورنا ، وماتت له أفئدتنا ، واستحلّت به الولاة دماءنا في حديثٍ رواه لهم فقهاؤهم . قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : الرافضة ؟ قال : قلت : نعم . قال : لا واللّه ماهم سمّوكم به ، بل إنّ اللّه سمّاكم به ، أما علمت يا أبا محمّد ، إن سبعين رجلاً من بني إسرائيل رفضوا فرعون [ وقومه ]لمّا استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى عليه السلاملمّا استبان لهم هداه ، فسمّوا في عسكر موسى الرافضة ؛ لأنهم رفضوا فرعون ، وكانوا أشد [ أهل ] ذلك العسكر عبادة ، وأشدّهم حبّا لموسى وهارون وذريّتهما . فأوحى اللّه عز و جل إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني قد سمّيتهم به ، ونحلتهم إيّاه ، فأثبت موسى عليه السلام الاسم لهم ، ثمّ ادّخر اللّه عز و جل لكم هذا الاسم حتّى نحلكموه . يا أبا محمّد ، رفضوا الخير ، ورفضتم الشرّ بالخير . تفرّق الناس كلّ فرقة وتشعّبوا كلّ شعبة ، فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم محمّد صلى الله عليه و آله ،

.


1- .هذه زيادة من الكافي ولا توجد في فضائل الشيعة .
2- .لا توجد هذه العبارة في الكافي .

ص: 93

فذهبتم حيث ذهب اللّه واخترتم من اختار اللّه ، وأردتم من أراد اللّه . فابشروا ثمّ ابشروا فأنتم واللّه ، المرحومون المتقبّل من محسنكم ، المتجاوز عن مسيئكم ، من لم يأتِ اللّه عز و جل بما أنتم عليه لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز عنه سيئة . يا أبا محمّد (1) ، إنّ للّه عز و جل ملائكة تسقط الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق عن الشجر في أوان سقوطه ، وذلك قول اللّه عز و جل : « وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ » (2) « وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ » . (3) فاستغفارهم واللّه ، لكم دون هذا الخلق ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . [ قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه ، فقال : « مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَ_هَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُو وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً » (4) إنّكم وفيتم بما أخذ اللّه عليه ميثاقكم من ولايتنا ، وإنّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا ، ولو لم يفعلوا لعيّركم اللّه كما عيّرهم ، حيث يقول جلّ ذكره : « وَمَا وَجَدْنَا لأَِكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَ_سِقِينَ » (5) يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال : يا أبا محمّد ، ولقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ » (6) واللّه ، ما أراد بهذا غيركم ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : فقال : يا أبا محمّد « الْأَخِلاَّءُ يَوْمَ_ل_ءِذِم بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ » (7)

.


1- .في البحار بعد هذه العبارة زيادة : « فهل سررتُك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : فقال : يا أبا محمّد . . . » .
2- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 5 .
3- .سورة غافر _ المؤمن _ ( 40 ) ، الآية 7 .
4- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 23 .
5- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 102 .
6- .سورة الحجر (15) ، الآية 47 .
7- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 67 .

ص: 94

واللّه ، ما أراد بهذا غيركم ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال ، يا أبا محمّد ، لقد ذكرنا اللّه عز و جل وشيعتنا وعدوّنا في آية من كتابه ، فقال عز و جل : « هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ » (1) فنحن الّذين يعلمون ، وعدوّنا الّذين لا يعلمون ، وشيعتنا هم اُولو الألباب ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ] . (2) قال : يا أبا محمّد ، ما استثنى اللّه أحدا من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه السلاموشيعته فقال في كتابه وقوله الحقّ : « يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْ_?ا وَ لاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ » (3) ، يعني بذلك : عليّا وشيعته ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : لقد ذكركم اللّه في كتابه إذ يقول : « يَ_عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُو هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » (4) واللّه أراد بهذا غيركم . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ » (5) واللّه ، ما أراد بهذا إلاّ الأئمّة عليهم السلام وشيعتهم . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جعلت فداك زدني . قال : ذكركم اللّه في كتابه فقال : « أُوْلَ_ل_ءِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ

.


1- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 9 .
2- .هذه الزيادة من البحار .
3- .سورة الدخان ( 44 ) ، الآيات 41 _ 42 .
4- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 53 .
5- .سورة الحجر (15) ، الآية 42 .

ص: 95

وَالصَّ__لِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَ_ل_ءِكَ رَفِيقًا » (1) ورسول اللّه صلى الله عليه و آله في هذه الآية من النبيّين ، ونحن في هذا الموضع الصدّيقون والشهداء، وأنتم الصالحون، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه عز و جل . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه إذ حكى عن عدوّكم وهو في النار إذ يقول : «وَ قَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَ_هُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَ_رُ » . (2) واللّه ، ما عنى اللّه ولا أراد بهذا غيركم ، إذ صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس فأنتم واللّه في الجنّة تحبرون ، وأنتم في النار تطلبون . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : يا أبا محمّد ، ما من آية نزلت تقود إلى الجنّة وتذكر أهلها بخير إلاّ وهي فينا وفي شيعتنا،ومامن آية نزلت تذكر أهلها بسوء وتسوق إلى النار،إلاّ وهي في عدوّنا ومن خالفنا. (3) قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال : يا أبا محمّد ، ليس على ملّة إبراهيم صلى الله عليه و آله إلاّ نحن وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ (4)

كتاب الزهد :حدَّثنا الحسين بن سعيد قال : حدَّثنا القاسم بن محمّد ، عن علي ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : يُجاء بعبد يوم القيامة قد صلّى فيقول : « ياربّ ، صليّتُ ابتغاء وجهك » ، فيقال له : «إنك صلّيت ليقال ما أحسن صلاة فلان ، اذهبوا به إلى النار . ويجاء بعبد قد قاتل فيقول : « يارب ، قد قاتلتُ ابتغاء وجهك » ، فيقال له : بل

.


1- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 69 .
2- .سورة ص( 38 ) ، الآيات 62 _ 63 .
3- .في البحار زيادة : « فهل سررتك يا أبا محمّد » .
4- .فضائل الشيعة ، ص20 ؛ الكافي ، ج8 ، ص33 ( كتاب الروضة ، ح6 ) ، وفيه اختلاف كثير ولهذا ذكرنا الرواية ايضا عن الكافي في صفحة 101 رقم 80 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص390 ( كتاب الإمامة ، باب الحادي عشر ، ح 114 ، نقله عن الاختصاص) .

ص: 96

قاتلت ليقال ما أشجع فلانا ، اذهبوا به إلى النار . ويجاء بعبد قد تعلّم القرآن فيقول : « يا ربّ تعلمتُ القرآن ابتغاء وجهك » ، فيقال له : بل تعلّمت ليقال : ما أحسن صوت فلان ، اذهبوا به إلى النار . ويجاء بعبدٍ قد أنفق ماله فيقول : « ياربّ ، انفقت مالي ابتغاء وجهك » ، فيقال له : بل انفقته ليقال : ما أسخى فلانا ، اذهبوا به إلى النار . (1)

كتاب الزهد :القاسم ، عن علي ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقسّم بينهم النور يوم القيامة على قدر إيمانهم ، ويقسّم للمنافق فيكون نوره على إبهام رجله اليسرى ، فيُطفأ فيعطي نوره فيقول : مكانكم حتّى أقتبس من نوركم « قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا » (2) يعني : حيث قسّم النور . قال : فيرجعون ، فيضرب بينهم السور . قال : فينادونهم من وراء السور : « أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَ لَ_كِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَ لاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَل_كُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَ_ل_كُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ » (3) ثم قال : يا أبا محمّد ، أما واللّه ، ما قال اللّه لليهود والنصارى ، ولكنه عنى أهل القبلة . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « كَأَنَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ الَّيْلِ مُظْ_لِمًا » (5) أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشدّ سوادا من خارج ؟ فكذلك وجوههم تزداد سوادا . (6)

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص63 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص180 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة ، ح22 ) .
2- .سورة الحديد ( 57 ) ، الآية 13 .
3- .سورة الحديد ( 57 ) ، الآيات 14 _ 15 .
4- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص93 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص181 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة ، ح23 ) .
5- .سورة يونس ( 10 ) ، الآية 27 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص122 ( ح17 ) ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص186 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة ، ح45 ) .

ص: 97

كتاب الزهد :القاسم ، عن علي ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنّ المؤمن يُعطى يوم القيامة كتابا منشورا مكتوب فيه : « كتاب اللّه العزيز الحكيم ادخلوا فلانا الجنّة » . (1)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة دُعي محمّد فيُكسى حلّة وردية ، ثم يقام عن يمين العرش ، ثم يُدعى بإبراهيم ، فيُكسى حلّة بيضاء ، فيقام عن يسار العرش ، ثم يُدعى بعلي أمير المؤمنين فيكسى حلّة وردية ، فيقام على يمين النبي ، ثم يُدعى بإسماعيل فيُكسى حلّة بيضاء ، فيقام على يسار إبراهيم ، ثم يُدعى بالحسن فيُكسى حلّة وردية ، فيقام على يمين أمير المؤمنين ، ثم يُدعى بالحسين فيُكسى حلّة وردية ، فيقام على يمين الحسن ، ثم يُدعى بالأئمّة فيُكسون حللاً وردية ، فيقام كل واحد على يمين صاحبه ، ثم يُدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثم يدعى بفاطمة عليهاالسلامونسائها من ذرّيتها وشيعتها فيدخلون الجنّة بغير حساب ، ثم ينادي منادٍ من بطنان العرش من قِبل ربّ العزة والاُفق الأعلى : نعمَ الأب أبوكَ يا محمّد ، وهو إبراهيم ، ونعمَ الأخ أخوكَ ، وهو عليّ بن أبي طالب ، ونعمَ السبطان سبطاكَ ، وهما الحسن والحسين ، ونعمَ الجنين جنينك ، وهو محسن ، ونعمَ الأئمّة الراشدون ذريّتك ، وهم فلان وفلان ، ونعمَ الشيعة شيعتك ، ألا إن محمّدا ووصيه وسبطيه والأئمّة من ذريته هم الفائزون ، ثم يؤمر بهم إلى الجنّة ، وذلك قوله تعالى : « فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ » (2) . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إنّه إذا كان يوم القيامة يُدعى كلٌّ بإمامه الّذي مات في عصره ، فإن أثبته اُعطي كتابه بيمينه لقوله : « يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص92 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص325 ( كتاب العدل والمعاد ، باب تطاير الكتب وانطاق الجوارح ، ح18 ) .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 185 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص128 ؛ بحار الأنوار ، ج7 ، ص328 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الوسيلة ومايظهر من منزلة النبي وأهل بيته عليهم السلام ، ح3 ) .

ص: 98

أُنَاسِم بِإِمَ_مِهِمْ فَمَنْ أُوتِىَ كِتَ_بَهُو بِيَمِينِهِى فَأُوْلَ_ل_ءِكَ يَقْرَءُونَ كِتَ_بَهُمْ » (1) واليمين إثبات الإمام ؛ لأ نّه كتاب له يقرؤه ، إن اللّه يقول : « فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَ_بَهُو بِيَمِينِهِى فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُواْ كِتَ_بِيَهْ * إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَ_قٍ حِسَابِيَهْ » (2) إلى آخر الآية . والكتاب الإمام ، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال : « نَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ » (3) ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الّذين قال اللّه : « مَآ أَصْحَ_بُ الشِّمَالِ * فِى سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ * وَ ظِ_لٍّ مِّن يَحْمُومٍ » (4) إلى آخر الآية . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال:سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول أميرالمؤمنين عليه السلام: الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا . كما كان ، فطوبى للغرباء ؟ ! فقال : يا أبا محمّد ، يستأنف الداعي منّا دعاءا جديدا كما دعا إليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فأخذتُ بفخذه فقلت : أشهد أنكَ إمامي ، فقال : أما إنّه يُستدعى كلّ اُناسٍ بإمامهم ، أصحاب الشمس بالشمس ، وأصحاب القمر بالقمر ، وأصحاب النار بالنار ، وأصحاب الحجارة بالحجارة . (6)

تفسير القميّ :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيد اللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَ_عَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » (7) قال : لا يشفع ولا يشفّع لهم ولا يشفّعون « إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » ، إلاّ من أُذن له بولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده ، فهو العهد عند اللّه . . . . الخبر . (8)

.


1- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 71 .
2- .سورة الحاقة ( 69 ) ، الآيات 19 _ 20 .
3- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 187 .
4- .سورة الواقعة ( 56 ) ، الآيات 41 _ 43 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص302 ( ح115 ) ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص11 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أ نّه يدعى فيه كلّ اُناس بإمامهم ، ح8 ) .
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص303 ( ح118 ) ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص12 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أ نّه يدعى فيه كل اُناس بإمامهم ، ح10 ) .
7- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 87 .
8- .تفسيرعليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2، ص57؛ بحار الأنوار، ج8،ص36 (كتاب العدل والمعاد، باب الشفاعة، ح9).

ص: 99

علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدَّثنا أحمد بن مدين _ من ولد مالك بن الحارث الأشتر _ ، عن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلامومعي رجل من أصحابنا ، فقلت له : جُعلت فداك ! يابن رسول اللّه ، إني لأغتم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ؟ فقال أبو عبداللّه عليه السلام : إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منّا ؛ لأنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلاً عليكم ؛ لأنا وإيّاكم من نور اللّه عز و جل ، فجعلنا وطينتنا وطينتكم واحدة ، ولو تركت طينتكم كما أُخذت لكنا وأنتم سواء ، ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم ، فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا ، قال : قلت : جُعلت فداك ! أفتعود طينتنا ونورنا كما بدأ ؟ فقال : إي واللّه ياعبداللّه ، أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع أهو متّصل به أو باين منه ؟ فقلت له : جُعلت فداك بل هو باين منه ، فقال : أفليس إذا غابت الشمس وسقط القرص عاد إليه ، فاتَّصل به كما بدأ منه ؟ فقلت له : نعم ، فقال : كذلك واللّه ، شيعتنا من نور اللّه خُلقوا وإليه يعودون ، واللّه إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا لنشفع فنشفع ، وواللّه إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلاّ وسترفع له نار عن شماله وجنة عن يمينه ، فيدخل أحباؤه الجنّة وأعداؤه النار . (1)

أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : الناس يمرّون على الصراط طبقات ، والصراط أدقّ من الشعر ومن حدّ السيف ، فمنهم من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل عَدْو الفرس ، ومنهم من يمرّ حبوا ، ومنهم من يمرّ مشيا ، ومنهم من يمّر متعلّقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا . (2)

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص94 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص37 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الشفاعة ، ح11 ) .
2- .الأمالي ، الصدوق ، ص242 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص64 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الصراط ، ح1 ) .

ص: 100

أمالي الصدوق :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن علي عليهماالسلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ في الجنّة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، يسكنها من اُمتي من أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلّى بالليل والناس نِيام . . . الخبر . (1)

تفسير القمّي :حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! يابن رسول اللّه شوّقني ، فقال : يا أبا محمّد ، إنّ من أدنى نعيم الجنّة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا ، وإنّ أدنى أهل الجنّة منزلاً لو نزل به أهل الثقلين الجنّ والإنس لوسعهم طعاما وشرابا ، ولاينقص ممّا عنده شيء ، وإنّ أيسر أهل الجنّة منزلة من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق ، فإذا دخل أدناهنّ رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والأثمار ماشاء اللّه ، ممّا يملأ عينه قرة وقلبه مسرة ، فإذا شكر اللّه وحمده قيل له : ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ، ففيها ما ليس في الاُخرى ، فيقول : يا ربِّ ، أعطني هذه ، فيقول اللّه تعالى : إن أعطيتك إياها سألتني غيرها ، فيقول : ربِّ هذه هذه ، فإذا هو دخلها (2) شكر اللّه وحمده . قال فيقال : افتحوا له باب الجنّة ، ويقال له : ارفع رأسك ، فإذا قد فُتح له باب من الخلد ، ويرى أضعاف ماكان فيما قبل ، فيقول عند تضاعف مسرّاته : ربِّ لك الحمد الّذي لا يحصى إذ مننت عليَّ بالجنان ونجيتني من النيران . (3) قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، إنّ في الجنّة نهرا في حافته جوارٍ نابتات ، إذا مرّ المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت اللّه مكانها أُخرى ، قلت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : المؤمن يزوّج ثمانيمئة عذراء ، وأربعة

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص407 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص118 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح5 ) .
2- .في البحار : « دخلها وعظمت مسرّته شكرا » .
3- .في البحار زيادة : « فيقول : ربّ أدخلني الجنّة ونجّني من النار » .

ص: 101

آلاف ثيّب ، وزوجتين من الحور العين ، قلت : جُعلت فداك ! ثمانيمئة عذراء ؟ قال : نعم ، ما يفترش منهنّ شيئا إلاّ وجدها كذلك . قلت : جُعلت فداك ! من أيّ شيء خُلقْنَ الحور العين ؟ قال : من تربة الجنّة النورانية ، ويرى مخّ ساقيها من وراء سبعين حلّة ، كبدها مرآته وكبده مرآتها ، قلت : جُعلت فداك ! ألهنَّ كلام يكلِّمنَّ به أهل الجنّة ؟ قال : نعم ، كلام يتكلّمْنَّ به لم يسمع الخلائق بمثله ، قلت : ماهو ؟ قال : يقلن : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبوس ، ونحن المقيمات فلا نظعن ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن خُلق لنا ، وطوبى لمن خُلقنا له ، نحن اللواتي لو أن قرن إحدانا علّق في جوّ السماء لأغشى نوره الأبصار (1) . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَ جٌ مُّطَهَّرَةٌ » (3) قال : لا يحضن ولا يحدثن . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ في الجنّة نهرا حافّتاه حور نابتات ، فإذا مرَّ المؤمن بإحداهنّ فأعجبته اقتلعها ، فأنبت اللّه عز و جل مكانها . (5)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره النفس ، فلمّا أخذ مجلسه قال له أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، ما هذا النفَس العالي ؟ فقال : جُعلت فداك ! يابن رسول اللّه ، كبر سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي مع أ نّني لست أدري ما أرد عليه

.


1- .نسخة بدل : « لو علّق إحدانا في جوّ السماء لأغنى نورنا عن الشمس والقمر » .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص82 ؛ بحار الأنوار ، ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح 11 ج8 ، ص120 ) .
3- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 57 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص165 ( ح11 ) ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص139 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح52 ) .
5- .الكافي ، ج8 ، ص231 ( كتاب الروضة ، ح299 ) ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص162 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح102 ) .

ص: 102

من أمر آخرتي ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، وإنّك لتقول هذا ! قال : جُعلت فداك ! وكيف لا أقول هذا ؟ فقال : يا أبا محمّد ، أما علمت أنّ اللّه تعالى يكرم الشباب منكم ويستحي من الكهول ! قال : قلت : جُعلت فداك ! فكيف يكرم الشباب ويستحيي من الكهول ؟ فقال : يكرم اللّه الشباب أن يعذِّبهم ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم ، قال : قلت : جُعلت فداك ! هذا لنا خاصّة أم لأهل التوحيد ؟ قال : فقال : لا واللّه إلاّ لكم خاصّة دون العالم . قال : قلت : جُعلت فداك ! فإنّا قد نُبزنا نبزا (1) انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلّت له الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم ، قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : الرافضة ؟ قال : قلت : نعم ، قال : لا واللّه ، ما هم سمّوكم ولكن اللّه سمّاكم به . أما علمت يا أبا محمّد ، إنّ سبعين رجلاً من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لمّا استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى عليه السلام لمّا استبان لهم هُداه ، فسمُّوا في عسكر موسى الرافضة ؛ لأ نّهم رفضوا فرعون وكانوا أشدَّ أهل ذلك العسكر عبادةً وأشدَّهم حبّا لموسى وهارون وذرِّيّتهما عليهماالسلام ، فأوحى اللّه عز و جل إلى موسى عليه السلامأن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإنّي قد سمّيتهم به ونحلتهم إيّاه ، فأثبت موسى عليه السلام الاسم لهم ، ثمّ ذخر اللّه عز و جل لكم هذا الاسم حتّى نحلكموه يا أبا محمّد ، رفضوا الخير ورفضتم الشرَّ ، افترق الناس كلَّ فرقة وتشعّبوا كلَّ شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيّكم صلى الله عليه و آله ، وذهبتم حيث ذهبوا واخترتم من اختار اللّه لكم ، وأردتم من أراد اللّه فأبشروا ثمَّ ابشروا ؛ فأنتم واللّه المرحومون المتقبّل من محسنكم، والمتجاوز عن مسيئكم، من لم يأت اللّه عز و جل بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز له عن سيئة . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، إن للّه عز و جل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه وذلك قوله عز و جل : « الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُو يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ » 2 إنّكم وفيتم بما أخذ اللّه عليكم ميثاقكم من ولايتنا ، وإنّكم لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيّركم اللّه كما عيّرهم حيث يقول جلّ ذكره : « وَمَا وَجَدْنَا لأَِكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَ_سِقِينَ » (2) يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ » (3) واللّه ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد « الْأَخِلاَّءُ يَوْمَ_ل_ءِذِم بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ » (4) واللّه ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكرنا اللّه عز و جل وشيعتنا وعدوَّنا في آية من كتابه فقال عز و جل : « هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ » (5) فنحن الّذين يعلمون وعدوّنا الّذين لا يعلمون وشيعتنا هم اُولو الألباب يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، واللّه ما استثنى اللّه عز و جل بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته فقال في كتابه وقوله الحقّ : « يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْ_?ا وَ لاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ » (6) يعني بذلك عليّا عليه السلاموشيعته يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قالت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه تعالى في كتابه إذ يقول : « يَ_عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُو هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » (7)

.


1- .النبز _ بالتحريك _ : اللقب .
2- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 102 .
3- .سورة الحجر (15) ، الآية 47 .
4- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 67 .
5- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 9 .
6- .سورة الدخان ( 44 ) ، الآيات 42 _ 43 .
7- .سورة الزمر( 39 ) ، الآية 53 .

ص: 103

واللّه ما أراد بهذا غيركم ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ » (1) واللّه ما أراد بهذا إلاّ الأئمّة عليهم السلاموشيعتهم ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « فَأُوْلَ_ل_ءِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّ__لِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَ_ل_ءِكَ رَفِيقًا » (2) فرسول اللّه صلى الله عليه و آله في الآية النبيّون ، ونحن في هذا الموضع الصدّيقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه عز و جل . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه إذ حكى عن عدوّكم في النار بقوله : « وَ قَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَ_هُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَ_رُ » (3) واللّه ما عنى ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم واللّه في الجنّة تحبرون وفي النّار تطلبون يا أبا محمّد،فهل سررتك؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، ما من آية نزلت تقود إلى الجنّة ولا تذكر أهلها بخير إلاّ وهي فينا وفي شيعتنا ، وما من آية نزلت تذكر أهلها بشرٍّ ولا تسوق إلى النّار إلاّ وهي في عدوّنا ومن خالفنا ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، ليس على ملّة إبراهيم إلاّ نحن ، وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء يا أبا محمّد ، فهل سررتك ، وفي رواية اُخرى فقال : حسبي . (4)

أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّدبن الحسن قال: حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : خرجت أنا وأبي حتّى إذا كنّا بين القبر والمنبر إذا هو بأُناس من الشيعة،فسلّم عليهم فردّوا عليه السلام،ثمّ قال إنّي واللّه لأحبّ ريحكم وأرواحكم،فأعينوني على ذلك

.


1- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 42 .
2- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 69 .
3- .سورة ص( 38 ) ، الآية 63 .
4- .الكافي ، ج8 ، ص34 ( كتاب الروضة ، ح6 ) ؛ الاختصاص ، ص104 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص48 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح93 ) ، نقله عن الاختصاص وفيه اختلاف كثير .

ص: 104

بورع واجتهاد ، واعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلاّ بالعمل والاجتهاد ، مَن ائتم منكم بعبدٍ فليعمل بعمله،أنتم شيعة اللّه وأنتم أنصار اللّه ،وأنتم السابقون الأوّلون والسابقون الآخرون، السابقون في الدنيا إلى ولايتنا والسابقون في الآخرة إلى الجنّة.وقد ضمنّا لكم الجنّة بضمان اللّه وضمان رسوله ، ما على درجات الجنّة أحد أكثر أزواجا منكم ، فتنافسوا في فضائل الدرجات ، أنتم الطيبّون ونساؤكم الطيّبات ، كلّ مؤمنة حوراء عيناء وكلّ مؤمن صدّيق ... الخبر . (1)

كتاب الزهد :حدَّثنا الحسين بن سعيد قال : حدَّثنا الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : إذا كان يوم الجمعة وأهل الجنّة في الجنّة وأهل النار في النار عرف أهل الجنّة يوم الجمعة لما يرون من تضاعف اللذة والسرور ، وعرف أهل النار يوم الجمعة ، وذلك أ نّه تبطش بهم الزبانية . (2)

كتاب الزهد :القاسم بن محمّد ، عن علي ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام: لا تقولوا جنة واحدة، إن اللّه عز و جل يقول: «درجات بعضها فوق بعض» (3) . (4)

كتاب الزهد :محمّدبن الحصين ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال: إنّ اللّه خلق بيده جنّة لم يرها عين ولم يطّلع عليها مخلوق ، يفتحها الربّ _ تبارك وتعالى _ كلّ صباح فيقول:ازدادي طيبا ، ازدادي ريحا ، فتقول : « قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ » (5) ، وهو قول اللّه تعالى : « فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءَم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ » (6) . (7)

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص726 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص187 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح155 ) .
2- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص99 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص198 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح193 ) .
3- .الآية هكذا : « ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات » سورة زخرف ( 43 ) ، الآية 32 .
4- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص99 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص198 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح195 ) .
5- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية 1 .
6- .سورة السجدة ( 32 ) ، الآية 17 .
7- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص102 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص199 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الجنّة ونعيمها ، ح198 ) .

ص: 105

. .

ص: 106

تفسير القمّي :حدَّثني أبي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : ما خلق اللّه خلقا إلاّ جعل له في الجنّة منزلاً وفي النار منزلاً ، فإذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار نادى منادٍ : يا أهل الجنّة أشرفوا ، فيشرفون على أهل النار ، وترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم : هذه منازلكم الّتي لو عصيتم اللّه لدخلتموها _ يعني النار _ قال : فلو أنّ أحدا مات فرحا لمات أهل الجنّة في ذلك اليوم فرحا ؛ لما صرف عنهم من العذاب ، ثم ينادي منادٍ : يا أهل النار ، ارفعوا رؤوسكم ، فيرفعون رؤوسهم ، فينظرون إلى منازلهم في الجنّة وما فيها من النعيم فيقال لهم : هذه منازلكم الّتي لو أطعتم ربّكم لدخلتموها . قال : فلو أنّ أحدا مات حزنا لمات أهل النار حزنا ، فيورث هؤلاء منازل هؤلاء ، ويورث هؤلاء منازل هؤلاء ، وذلك قول اللّه : « أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الْوَ رِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَ__لِدُونَ » (1) . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن جعفر بن محمّد عليه السلام قال : يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ، بابها الأول للظالم وهو زريق ، وبابها الثاني لحبتر ، والباب الثالث للثالث ، والرابع لمعاوية ، والباب الخامس لعبد الملك ، والباب السادس لعسكر بن هوسر ، والباب السابع لأبي سلامة ، فهي (3) أبواب لمن اتّبعهم . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَعَلَى الأَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاَّم بِسِيمَ_ل_هُمْ » (5) قال : الأئمّة منّا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنّة يعرف كلّ إمام منّا مايليه ، قال رجل : ما معنى مايليه ؟

.


1- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآيات 9 _ 10 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص89 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص287 ( كتاب العدل والمعاد ، باب النار ، ح19 ) .
3- .نسخة بدل : « فهم » .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص243 ( ح19 ) ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص301 ( كتاب العدل والمعاد ، باب النار ، ح57 ) .
5- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 46 .

ص: 107

قال من القرن الّذي هو فيه إلى القرن الّذي كان . (1)

كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن درست ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير قال : لا أعلمه ذكره إلاّ عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أدخل اللّه أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار ، جِيئ بالموت في صورة كبش حتى يوقف بين الجنّة والنار . قال : ثم ينادي منادٍ يُسمع أهل الدارين جميعا ، يا أهل الجنّة ، يا أهل النار ، فإذا سمعوا الصوت أقبلوا . قال : فيقال لهم : أتدرون ما هذا ؟ هذا هو الموت الّذي كنتم تخافون منه في الدنيا ! قال : فيقولون أهل الجنّة : اللّهمَّ لا تدخل الموت علينا . قال : ويقول أهل النار : اللّهمَّ أدخل الموت علينا . قال : ثمّ يُذبح كما تُذبح الشاة . قال : ثم ينادي منادٍ : لا موت أبدا أيقنوا بالخلود . قال : فيفرح أهل الجنّة فرحا لو كان أحد يومئذٍ يموت من فرح لماتوا . قال : ثم قرأ هذه الآية : « أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَ_ذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَ_ذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَ_مِلُونَ » (2) قال : ويشهق أهل النار شهقةً لو كان أحدٌ ميتا يموت من شهيق لماتوا ، وهو قول اللّه عز و جل : « وَ أَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِىَ الْأَمْرُ » (3) . (4)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن مهزيار والحسن بن محبوب ، عن النضر بن سويد ، عن درست ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار جِيئ بالموت ، فيذبح كالكبش بين الجنّة والنار ثم يقال : « خلود فلا موت أبدا » فيقول أهل الجنّة : « أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولَى ... » . (5) ثمّ قال عز و جل : « أَذَ لِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَ_هَا فِتْنَةً لِّلظَّ__لِمِينَ » (6) يعني بالفتنة هاهنا العذاب ، وقوله : « ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ » (7) يعني : عذابا

.


1- .بصائر الدرجات ، ص520 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص335 ( كتاب العدل والمعاد ، باب الأعراف ، ح4 ) .
2- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآيات 58 _ 61 .
3- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 39 .
4- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص100 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص345 ( كتاب العدل والمعاد ، باب ذبح الموت ، ح2 ) .
5- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآيات 58 _ 59 .
6- .أيضا ، الآيات 62 _ 63 .
7- .أيضا ، الآية 67 .

ص: 108

على عذاب « فَهُمْ عَلَى ءَاثَ_رِهِمْ يُهْرَعُونَ » (1) أي : يمرون « وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ » (2) يعني الأنبياء « فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَ_قِبَةُ الْمُنذَرِينَ » (3) يعني : الاُمم الهالكة . ثمّ ذكر عز و جل نداء الأنبياء فقال : « وَ لَقَدْ نَادَل_نَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ » (4) . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : « فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَ سَعِيدٌ » (6) قال : في ذكر أهل النار استثنى ، وليس في ذكر أهل الجنّة استثنى « وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى الْجَنَّةِ خَ__لِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمَ_وَ تُ وَ الْأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَ_آءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ » (7) . (8)

كتاب الزهد :عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن قوما يحرقون في النار حتّى إذا صاروا حميما (9) أدركتهم الشفاعة . قال : فينطلق بهم إلى نهر يخرج من رشح أهل الجنّة ، فيغتسلون فيه فتنبت لحومهم ودماؤهم ، وتذهب عنهم قشف النار ، ويدخلون الجنّة فيسمّون الجهنّميون فينادون بأجمعهم : اللّهمَّ اذهب عنّا هذا الاسم . قال : فيذهب عنهم . ثم قال : يا أبا بصير ، إنّ أعداء علي هم خالدون في النار ، لا تدركهم الشفاعة . (10)

.


1- .أيضا ، الآية 70 .
2- .أيضا ، الآية 72 .
3- .أيضا ، الآية 73 .
4- .أيضا ، الآية 75 .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص223 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص347 ( كتاب العدل والمعاد ، باب ذبح الموت ، ح 6 ) .
6- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 105 .
7- .أيضا ، الآية 108 .
8- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص160 ( ح69 ) ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص349 ( كتاب العدل والمعاد ، باب ذبح الموت ، ح10 ) .
9- .نسخة بدل « حمما » .
10- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص96 ؛ بحار الأنوار ، ج8 ، ص361 ( كتاب العدل والمعاد ، باب من يخلد في النار ومن يخرج منها ، ح33 ) .

ص: 109

كتاب الحجّة

كتاب الحجّةالكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ اللّه أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قال ، قال : إنّ اللّه لم يدع الأرض بغير عالم ، ولولا ذلك لم يعرف الحقّ من الباطل . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن عبداللّه بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : هل عرفت إمامك ؟ قال : قلت : أي واللّه قبل أن أخرج من الكوفة ، فقال : حسبك إذا . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن الأئمّة هل يجرون في الأمر والطاعة مجرى واحد ؟ قال : نعم . (4)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص178 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأرض لاتخلو من حجة ، ح6 ) ، كمال الدين وتمام النعمة ، ص234 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص178 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ح5 ) ، كمال الدين وتمام النعمة ، ص203 .
3- .الكافي ، ج1 ، ص185 ( كتاب الحجّة ، باب معرفة الإمام والردّ إليه ، ح12 ) .
4- .الكافي ، ج1 ، ص187 ( كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح9 ) .

ص: 110

الكافي :الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » (1) ؟ فقال : رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالمنذر ، وعلي الهادي . يا أبا محمّد ، هل من هادٍ اليوم ؟ قلت : بلى ، جُعلت فداك ! مازال منكم هادٍ بعد هادٍ حتى دُفعت إليك ، فقال : رحمك اللّه يا أبا محمّد ، لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ، ماتت الآية ، مات الكتاب ، ولكنه حيٌّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى . (2)

الكافي :الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى ، عن محمّد بن جمهور ، عن سليمان بن سماعة ، عن عبداللّه بن القاسم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : الأوصياء هم أبواب اللّه عز و جل (3) . الّتي يؤتى منها ، ولولاهم ما عرف اللّه عز و جل ، وبهم احتجّ اللّه _ تبارك وتعالى _ على خلقه . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ إِنَّهُو لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْ_?لُونَ » (5) فرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالذكر ، وأهل بيته عليهم السلامالمسؤولون ، وهم أهل الذكر . (6)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن أيوب بن الحرّ وعمران بن علي ، عن أبي بصير ، عن

.


1- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 7 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص192 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام هم الهداة ، ح3 ) .
3- .لأنهم طرق إلى معرفة اللّه وعبادته ، ولا يمكن الوصول إلى قربه تعالى ورضوانه إلاّ بهم . ( مرآة العقول ج 2 ، ص 350 )
4- .الكافي ، ج1 ، ص193 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام خلفاء اللّه عز و جل في أرضه وأبوابه الّتي منها يؤتى ، ح2 ) .
5- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 44 .
6- .الكافي ، ج1 ، ص211 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ أهل الذكر الّذين أمر اللّه الخلق بسؤالهم هم الأئمّة عليهم السلام ، ح4 ) .

ص: 111

أبي عبداللّه عليه السلام قال : نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله . (1)

الكافي :أحمد بن مهران ، عن محمّد بن علي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (2) فأومأ (3) بيده إلى صدره . (4)

الكافي :أحمد بن مهران ، عن محمّد بن علي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الآية : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (5) . . . ثم قال : أما واللّه يا أبا محمّد ، ما قال بين دفّتي المصحف ! قلت : من هم جُعلت فداك ؟ قال : من عسى أن يكونوا غيرنا ؟ ! (6)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : تُعرض الأعمال على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم _ أعمال العباد _ كلّ صباح ؛ أبرارها وفجّارها ، فاحذروها . وهو قول اللّه تعالى : « اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ » (7) وسكت . (8)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال لي : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه عز و جل لم يعطِ الأنبياء شيئا إلاّ وقد أعطاه محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم ، قال : وقد أعطي محمّدا جميع ما أُعطي الأنبياء وعندنا الصحف الّتي قال عز و جل : « صُحُفِ

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص213 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) .
2- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 49 .
3- .الإيماء للإشارة إلى أنّ المراد بالّذين أُوتوا العلم الأئمّة عليهم السلام الّذين أنا منهم ، فالمراد بالعلم ، علم جميع القرآن ، ظهره وبطنه ومحكمه ومتشابهه . ( مرآة العقول ج 2 ، ص 436 )
4- .الكافي ، ج1 ، ص213 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة قد اُوتوا العلم واُثبت في صدورهم ، ح1 ) .
5- .نفس الآية .
6- .الكافي ، ج1 ، ص214 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة قد أوتوا العلم واثبت في صدورهم ، ح3 ) .
7- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 105 .
8- .الكافي ، ج1 ، ص219 ( كتاب الحجّة ، باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه و آله وسلم والأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) .

ص: 112

إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » (1) قلت : جُعلت فداك ! هي الألواح ؟ قال : نعم . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبي الحسن الأسدي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلامذات ليلة بعد عتمة 3 وهو يقول : همهمة همهمة وليلة مظلمة ، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم ، وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى عليهم السلام . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال ، قال : ترك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في المتاع 5 سيفا ودرعا وعنزة ورحلاً وبغلته الشهباء ، فورث ذلك كلّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبداللّه بن الحجّال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلامفقلت له : جُعلت فداك ! إنّي أسألك عن مسألةٍ ، هاهنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبداللّه عليه السلام سترا بينه وبين بيت آخر فاطّلع فيه ثم قال : يا أبا محمّد ، سلْ عمّا بدا لك قال : قلت : جُعلت

.


1- .سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية 19 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص225 ( كتاب الحجّة ، باب أن الأئمّة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الّذين من قبلهم ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص133 ( كتاب تاريخ محمّد، باب علمه وما دفع إليه من الكتاب و .. .، ح 9) .
3- .الكافي ، ج1 ، ص231 ( كتاب الحجّة ، باب ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم السلام ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص81 (كتاب تاريخ الأنبياء ، باب فضل سليمان بن داوود و .. .، ح 24) .
4- .الكافي ، ج1 ، ص234 ( كتاب الحجّة ، باب ما عند الأئمّة من سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ومتاعه ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص211 ( كتاب الإمامة ، باب ما عندهم من سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ح 21)

ص: 113

فداك ! إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم علَّم عليا عليه السلامبابا يفتح له منه ألف باب . قال : فقال : يا أبا محمّد ، علّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عليا عليه السلام ألف باب يفتح من كل باب ألف باب . قال : قلت : هذا واللّه العلم . قال : فنكت ساعة في الأرض ثم قال : إنّه لعلم وما هو بذاك . قال : ثم قال : يا أبا محمّد ، وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ، قال : قلت : جُعلت فداك ! وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموإملائه من فَلق فيه وخطّ علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إليَّ فقال : تأذن لي يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! إنما أنا لك فاصنع ما شئت . قال : فغمزني بيده وقال : حتّى أرش هذا _ كأ نّه مغضب _ قال : قلت : هذا واللّه العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا الجفر ومايدريهم ما الجفر ! قال : قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من آدم ، فيه علم النبيّين والوصيّين وعلم العلماء الّذين مضوا من بني إسرائيل . قال : قلت : إنّ هذا هو العلم ، قال : إنّه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليهاالسلامومايدريهم ما مصحف فاطمة عليهاالسلام . قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليهاالسلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، واللّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد . قال : قلت : هذا واللّه العلم ، قال : إنّه لعلم وما هو بذاك ، ثم سكت ساعة ثم قال : إنّ عندنا علم ماكان وعلم ماهو كائن إلى أن تقوم الساعة . قال : قلت : جُعلت فداك ! هذا واللّه هو العلم ، قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، قال : قلت : جُعلت فداك ! فأيّ شيء العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال :

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص238 ( كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص38 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم وما عندهم من الكتب و .. .، ح 70)

ص: 114

إنّ للّه عز و جل علمَين : عِلما عنده لم يطّلع عليه أحدا من خلقه ، وعلما نبذه إلى ملائكته ورسله ، فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا . (1)

الكافي :أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن سويد القلا ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : إنّ للّه عز و جل علمَين : علم لا يعلمه إلاّ هو ، وعلم علّمه ملائكته ورسله ، فما علّمه ملائكته ورسله عليهم السلام فنحن نعلمه . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبداللّه بن محمّد ، عن عبداللّه بن القاسم البطل ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : أيُّ إمام لا يعلم ما يصيبه (3) وإلى مايصير ، فليس ذلك بحجة للّه على خلقه . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن عبداللّه بن مسكان قال : سمعت أبا بصير يقول : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم بمناياهم وبلاياهم ؟ قال : فأجابني شبه المغضب : ممّن ذلك إلاّ منهم ! فقلت : ما يمنعك جُعلت فداك ! قال : ذلك باب اُغلق إلاّ أن الحسين بن علي _ صلوات اللّه عليهما _ فتح منه شيئا يسيرا . ثم قال : يا أبا محمّد ، إن اُولئك كانت على أفواههم أوكية . (5)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص255 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم الّتي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام ، ح2 ) .
2- .الكافي ، ج1 ، ص256 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم الّتي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص165 ( كتاب الإمامة ، باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء .. .، ح 16)
3- .أي : من الخير والشرّ والعافية والبلاء في مدّة عمره . و « إلى مايصير » أي : من الموت أو الشهادة . ( مرآة العقول )
4- .الكافي ، ج1 ، ص258 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلاّ باختيار منهم، ح1)؛ بحار الأنوار ، ج27، ص286 ( كتاب الإمامة، باب أنهم يعلمون متى يموتون و... ، ح4) مع اختلاف .
5- .الكافي ، ج1 ، ص264 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لو سُتر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه ، ح2 ) .

ص: 115

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَ_بُ وَ لاَ الاْءِيمَ_نُ » (1) قال : خلقٌ من خلق اللّه عز و جل أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة من بعده . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام ، عن قول اللّه عز و جل : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » (3) قال : خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموهو مع الأئمّة ، وهو من الملكوت . (4)

الكافي :علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » قال : خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو مع الأئمّة يسدّدهم ، وليس كلّ ما طُلب وجد . (5)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء قال : حدَّثني عمر بن أبان ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلامفذكروا الأوصياء وذكرتُ إسماعيل ، فقال : لا واللّه يا أبا محمّد ، ما ذاك إلينا ، وما هو إلاّ

.


1- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 52 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجّة ، باب الروح الّتي يسدّد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص264 ( كتاب تاريخ محمّد صلى الله عليه و آله ، باب في كيفية صدور الوحي و .. .، ح 22) .
3- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 85 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجّة ، باب الروح الّتي يسدد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص265 ( كتاب تاريخ محمد صلى الله عليه و آله ، باب في كيفية صدور الوحي و ... ، ح 23) .
5- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجّة ، باب الروح الّتي يسدّد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص265 ( كتاب تاريخ محمد صلى الله عليه و آله ، باب في كيفية صدور الوحي و ... ، ح 25) .

ص: 116

إلى اللّه عز و جل ينزّل واحدا بعد واحد . (1)

الكافي :أحمد بن مهران ، عن محمّد بن علي ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : جُعلت فداك ! بمَ يُعرف الإمام ؟ قال : فقال : بخصال ، أمّا أولها فإنه بشيء قد تقدّم من أبيه فيه بإشارة إليه ؛ لتكون عليهم حجّة ، ويُسأل فيجيب ، وإن سُكت عنه ابتدأ ، ويخبر بما في غدٍ ، ويُكلّم الناس بكلّ لسان ، ثم قال لي : يا أبا محمّد ، اُعطيك علامة قبل أن تقوم ، فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان فكلّمه الخراساني بالعربية ، فأجابه أبو الحسن عليه السلام بالفارسية ، فقال له الخراساني : واللّه جُعلت فداك ! ما منعني أن اُكلّمك بالخراسانية غير أني ظننت أ نّك لا تحسنها ، فقال : سبحان اللّه ! إذا كنت لا اُحسن اُجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال لي : يا أبا محمّد ، إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ، ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح ، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس وعليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » (3) فقال : نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام ، فقلت له : إنّ الناس يقولون : « فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب اللّه عز و جل ؟ » قال : فقال : قولوا لهم : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمنزلت عليه الصلاة ولم يسمّ اللّه لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم هو الّذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهما درهم حتّى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمهو الّذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحجّ فلم يقل لهم : « طوفوا اسبوعا » حتى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم هو الّذي فسّر ذلك لهم ،

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص277 ( كتاب الحجّة ، باب الإمامة عهد من اللّه عز و جل معهود من واحد إلى واحد عليه السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص25 ( كتاب الإمامة ، الباب الثالث من ابواب تاريخ الإمام الكاظم عليه السلام ، ح 44)
2- .الكافي ، ج1 ، ص285 ( كتاب الحجّة ، باب الاُمور الّتي توجب حجّة الإمام عليه السلام ، ح7 ) .
3- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 59 .

ص: 117

ونزلت : « أَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » _ ونزلت في علي والحسن والحسين _ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في علي : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وقال صلى الله عليه و آله وسلم : « اُوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّي سألت اللّه عز و جل أن لا يفرّق بينهما حتى يوردهما عليَّ الحوض ، فأعطاني ذلك » ، وقال : « لا تعلّموهم فهم أعلم منكم » ، وقال : « إنّهم لن يخرجوكم من باب هدىً، ولن يدخلوكم في باب ضلالة»، فلو سكت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفلم يبيّن مَن أهل بيته ، لادّعاها آل فلان وآل فلان ، لكنّ اللّه عز و جل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه صلى الله عليه و آله وسلم : « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » (1) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فأدخلهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمتحت الكساء في بيت اُمّ سلمة ، ثم قال : « اللّهمَّ إنّ لكلّ نبي أهلاً وثقلاً ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي » ، فقالت اُمّ سلمة : « ألست من أهلك ؟ » فقال : « إنّكِ إلى خير ، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي » . فلما قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كان علي أولى الناس بالناس ؛ لكثرة مابلّغ فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموإقامته للناس ، وأخذه بيده . فلمّا مضى علي لم يكن يستطيع عليٌّ ولم يكن ليفعل أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن علي ، ولا واحدا من ولده ، إذا لقال الحسن والحسين : « إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ أنزل فينا كما أنزل فيك ، فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلّغ فينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمكما بلّغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك ! » ، فلمّا مضى علي عليه السلام كان الحسن عليه السلام أولى بها لكبره ، فلمّا توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك ، واللّه عز و جل يقول : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَ_بِ اللَّهِ » (2) فيجعلها في ولده ، إذا لقال الحسين : « أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتكَ وطاعة أبيكَ ، وبلّغ فيَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كما بلّغ فيكَ وفي أبيكَ ، وأذهب اللّه عنّي الرجس كما أذهب عنكَ وعن أبيكَ » ، فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه ، ولو أرادا أن

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 33 .
2- .سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية 75 .

ص: 118

يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ، ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السلام ، فجرى تأويل هذه الآية : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَ_بِ اللَّهِ » ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ، ثم صارت من بعد عليّ بن الحسين إلى محمّد بن علي عليه السلام ، وقال : الرجس هو الشّك ، واللّه لا نشُكّ في ربّنا أبدا . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنت عنده جالسا فقال له رجل : حدَّثني عن ولاية علي أمن اللّه أو من رسوله ؟ فغضب ثم قال : ويحكَ ! كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأخوف للّه من أن يقول مالم يأمره به اللّه ، بَلا ، افترضه كما افترض اللّه الصلاة والزكاة والصوم والحجّ . (2)

الكافي :محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن صباح الأزرق ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن رجلاً من المختارية لقيني فزعم أنّ محمّد بن الحنفية إمام ، فغضب أبو جعفر عليه السلامثم قال : أفلا قلت له ؟ قال : قلت : لا واللّه ، ما دريت ما أقول ، قال : أفلا قلت له : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأوصى إلى علي والحسن والحسين ، فلّما مضى علي عليه السلامأوصى إلى الحسن والحسين ، ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له : « نحن وصيّان مثلك » ، ولم يكن ليفعل ذلك ، وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال : « أنا وصيٌّ مثلك من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمومن أبي » ، ولم يكن ليفعل ذلك ، قال اللّه عز و جل : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ » (3) هي فينا وفي أبنائنا . (4)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص286 ( كتاب الحجّة ، باب مانصّ اللّه عز و جل ورسوله على الأئمّة عليهم السلام واحدا فواحدا ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص212 ( كتاب الأئمّة، الباب الخامس من ابواب في فضائل امير المؤمنين ، ح 13) عن تفسير العيّاشي .
2- .الكافي ، ج1 ، ص289 ( كتاب الحجّة ، باب مانصّ اللّه عز و جل ورسوله على الأئمّة عليهم السلام واحدا فواحدا ، ح5 ) .
3- .سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية 75 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص291 ( كتاب الحجّة ، باب مانصّ اللّه عز و جل ورسوله على الأئمّة عليهم السلام واحدا فواحدا ، ح7 ) .

ص: 119

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : كان ذؤابة (1) سيف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمصحيفة صغيرة ، فقلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أيّ شيء كان في تلك الصحيفة ؟ قال : هي الأحرف الّتي يفتح كل حرف ألف حرف . قال أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلامفما خرج منها حرفان (2) حتّى الساعة . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدَّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن القائم عليه السلام ، فقال : كذب الوقّاتون ، إنّا أهل البيت لا نوقّت (5) . (6)

الكافي :عليّ بن محمّد رفعه ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلامجُعلت فداك ! متى الفَرَج ؟ فقال : يا أبا بصير ، وأنت ممّن يريد الدنيا ؟ من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره . (7)

الكافي :عليّ بن محمّد وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن

.


1- .ذؤابة كل شيء أعلاه ، وأصله الهمزة قلبت واوا . والمراد هنا قبضته أو ما يعلق من قبضته ، ويجعل فيه بعض الضروريات تشبيها بذؤابة المرأة . ( مرآة العقول )
2- .أي : لم يظهر للناس جزءان من ألف جزء أو من ألف ألف جزء . ( مرآة العقول )
3- .الكافي ، ج1 ، ص296 ( كتاب الحجّة ، باب الاشارة والنصّ على أمير المؤمنين عليه السلام ، ح6 ) .
4- .الكافي ، ج1 ، ص340 ( كتاب الحجّة ، باب الغيبة ، ح16 ) ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص157 ( كتاب الإمامة ، الباب الثالث والعشرون في تاريخ الإمام الثاني عشر ، ح 20)
5- .أي : حتما أو بعد ذلك كما مرّ ، والتوقيت الإخبار بالوقت . ( مرآة العقول )
6- .الكافي ، ج1 ، ص368 ( كتاب الحجّة ، باب كراهية التوقيت ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص118 ( كتاب الإمامة ، الباب الحادي والعشرون في تاريخ الإمام الثاني عشر ، ح 44) مع زيادة .
7- .الكافي ، ج1 ، ص371 ( كتاب الحجّة ، باب أ نّه من عرف إمامه لم يضره تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص142 (كتاب الإمامة ، الباب الثاني والعشرون في تاريخ الإمام الثاني عشر ، ح 54)

ص: 120

مصعب ، عن مسعدة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال أبو بصير : دخلت إليه ومعي غلام خماسي لم يبلغ (1) ، فقال لي : كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه ؟ أو قال : سيلي عليكم بمثل سنّه . (2)

الكافي :عليّ بن محمّد ، عن عبداللّه بن إسحاق العلوي ، عن محمّد بن زيد الرزامي ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : حججنا مع أبي عبداللّه عليه السلام في السنة الّتي ولد فيها ابنه موسى عليه السلام ، فلمّا نزلنا الأبواء (3) وضع لنا الغداء ، وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر وأطاب . قال : فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال له : إنّ حميدة تقول : « قد أنكرتُ نفسي ، وقد وجدت ما كنتُ أجد إذا حضرت ولادتي ، وقد أمرتني أن لا استبقك بابنك هذا » . فقام أبو عبداللّه عليه السلامفانطلق مع الرسول ، فلمّا انصرف قال له أصحابه : سرّك اللّه وجعلنا فداك ! فما أنت صنعت من حميدة ؟ قال : سلّمها اللّه ، وقد وهب لي غلاما وهو خير من برأ اللّه في خلقه ، ولقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنّت أني لا أعرفه ، ولقد كنتُ أعلم به منها ، فقلت : جُعلت فداك ! وما الّذي أخبرتك به حميدة عنه ؟ قال : ذكرت أ نّه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه على الأرض ، رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أنّ ذلك أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأمارة الوصيّ من بعده ، فقلت : جُعلت فداك ! وما هذا من أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمارة الوصي من بعده ؟ فقال لي : إنّه لمّا كانت الليلة التّي علق فيها بجدّي أتى آتٍ جدّ أبي بكأس فيه شربة أرقُّ من الماء وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد وأبرد من الثلج ، وأبيض من اللّبن ، فسقاه إيّاه وأمره بالجماع ، فقام فجامع ، فعلق

.


1- .في القاموس : غلام خماسي طوله خمسة أشبار ، ولا يقال سداسي ولا سباعي ؛ لأ نّه إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل ، وكذا ذكره سائر اللغويين . وقد يطلق على من له خمس سنين ، ولم أجد بهذا المعنى في كتب اللغة . ( مرآة العقول )
2- .الكافي ، ج1 ، ص383 ( كتاب الحجّة ، باب حالات الأئمّة عليهم السلامفي السن ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص102 (كتاب الإمامة ، باب احوالهم عليهم السلامفي السن ، ح 5)
3- .جبل بين المدينة ومكّة، وبقربه بلدة «الأبواء» نسبةً إليه .

ص: 121

بجدّي ، ولمّا أن كانت الليلة الّتي عُلق فيها بأبي ، أتى آتٍ جدّي فسقاه كما سقى جدّ أبي ، وأمره بمثل الّذي أمره ، فقام فجامع فعلق بأبي . ولمّا أن كانت الليلة الّتي علق فيها بي أتى آتٍ أبي ، فسقاه بما سقاهم ، وأمره بالّذي أمرهم به ، فقام فجامع فعُلِقَ بي . ولمّا أن كانت الليلة الّتي عُلق فيها بابني أتاني آتٍ كما أتاهم ، ففعل بي كما فعل بهم ، فقمتُ بعلم اللّه وأ نّي مسرور بما يهب اللّه لي ، فجامعت فَعُلِق بابني هذا المولود فدونكم ، فهو واللّه صاحبكم من بعدي ، إنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك واذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر واُنشيء فيها الروح ، بعث اللّه _ تبارك وتعالى _ ملكا يقال له « حيوان » ، فكتب على عضده الأيمان : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَ_تِهِى وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (1) وإذا وقع من بطن أُمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم للّه أنزله من السماء إلى الأرض ، وأمّا رفعه رأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش ، من قبل ربّ العزّة من الافق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان أثبت تُثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سري وعيبة علمي وأميني على وحيي ، وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحللت جواري . ثم وعزّتي وجلالي لاُصليَنَّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي ، فإذا انقضى الصوت _ صوت المنادي _ أجابه هو ، واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء ، يقول : « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُو لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآل_ءِمَام بِالْقِسْطِ لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » (2) قال : فإذا قال ذلك ، أعطاه اللّه العلم الأول والعلم الآخر ، واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : جُعلت فداك ! الروح أليس هو جبرئيل ؟ قال : الروح هو أعظم من جبرئيل ، إنّ جبرئيل من الملائكة ، وإنّ الروح هو خلق أعظم من الملائكة ، أليس يقول اللّه _ تبارك

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 115 .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 18 .

ص: 122

وتعالى _ : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ » (1) . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن معلّى بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال لي : إنّ الحَكم بن عتيبة ممّن قال اللّه : « وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْأخِرِ وَ مَا هُم بِمُؤْمِنِينَ » (3) فليشرّق الحَكم وليغرّب ، أما واللّه ، لا يصيب العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنى تجوز ؟ فقال : لا ، فقلت : إن الحَكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز ، فقال : اللّهمَّ لا تغفر ذنبه ، ما قال اللّه للحَكم « إِنَّهُو لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ » (5) فليذهب الحَكم يمينا وشمالاً ، فواللّه لا يؤخذ العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام . (6)

الكافي :أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن منصور بن العباس ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن محمّد بن عبد الخالق وأبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، إنّ عندنا واللّه سرّا من سرّ اللّه وعلما من علم اللّه ، واللّه ما يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ، واللّه

.


1- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 4 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص385 ( كتاب الحجّة ، باب مواليد الأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص3 ( كتاب الإمامة ، الباب الأوّل من ابواب تاريخ الإمام الكاظم عليه السلام ، ح 3) ، عن المحاسن مع اختلاف .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 8 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص399 ( كتاب الحجّة ، باب أ نّه ليس شيء من الحق في يد الناس إلاّ ما خرج من عند الأئمّة عليهم السلام . . . ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص335 ( كتاب الإمامة ، الباب الثامن من ابواب تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، ح 22)
5- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 44 .
6- .الكافي ، ج1 ، ص400 ( كتاب الحجّة ، باب أ نّه ليس شيء من الحق في يد الناس إلاّ ما خرج من عند الأئمّة عليهم السلام . . . ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج2 ، ص91 ( كتاب العلم ، باب ثواب الهداية والتعليم و .. .، ح 19 ) ، عن بصائر الدرجات .

ص: 123

ما كلّف اللّه ذلك أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا . وإنّ عندنا سرّا من سرّ اللّه وعلما من علم اللّه ، أمرنا اللّه بتبليغه فبلّغنا عن اللّه عز و جل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعا ولا أهلاً ولا حمّالة يحتملونه حتى خلق اللّه لذلك أقواما خُلقوا من طينةٍ خُلق منها محمّد وآله وذرّيّته عليهم السلام ، ومن نور خَلق اللّه منه محمّدا وذرّيّته ، وصنعهم بفضل صنع رحمته الّتي صنع منها محمّدا وذرّيّته ، فبلّغنا عن اللّه ما أمرنا بتبليغه ، فقبلوه واحتملوا ذلك [ فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه ]وبلغهم ذكرنا ، فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أنهم خُلقوا من هذا لما كانوا كذلك ، لاواللّه ما احتملوه . ثم قال : إنّ اللّه خلق أقواما لجهنم والنار ، فأمرنا ان نبلّغهم كما بلّغناهم ، واشمأزّوا من ذلك ونفرت قلوبهم ، وردّوه علينا ولم يحتملوه وكذّبوا به وقالوا : ساحرٌ كذّاب ، فطبع اللّه على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق اللّه لسانهم ببعض الحقّ فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ؛ ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عُبد اللّه في أرضه ، فأمرنا بالكفّ عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمّن أمر اللّه بالكفّ عنه واستروا عمّن أمر اللّه بالستر والكتمان . قال : ثم رفع يده وبكى وقال : اللّهمَّ إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون ، فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ، ولا تسلّط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم ، فإنّك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك ، وصلى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليما . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن أبي عبداللّه الرازي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قلت له : أما على الإمام زكاة ؟ فقال : أحلت (2) يا أبا محمّد ! أما علمت أنّ الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء ! جائز له ذلك من اللّه ، إنّ الإمام يا أبا محمّد ، لا يبيت ليلة أبدا وللّه في عنقه حقّ يسأله عنه . (3)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص402 ( كتاب الحجّة ، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب ، ح5 ) .
2- .أي : نطقت بالمحال .
3- .الكافي ، ج1 ، ص408 ( كتاب الحجة ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام عليه السلام ، ح4 ) .

ص: 124

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (في ولاية علي وولاية الأئمّة من بعده) فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا » (1) هكذا نزلت. (2)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن هلال ، عن أبيه ، عن أبي السفاتج ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه _ جلّ وعزّ _ : « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَل_نَا لِهَ_ذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَل_نَا اللَّهُ » (3) فقال : إذا كان يوم القيامة دُعي بالنبي صلى الله عليه و آله وسلموبأميرالمؤمنين وبالأئمّة من وُلده عليهم السلامفينصبون للناس ، فإذا رأتهم شيعتهم قالوا : « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَل_نَا لِهَ_ذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَل_نَا اللَّهُ » يعني : هدانا اللّه في ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده عليهم السلام . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا » (5) قال : هي الولاية . (6)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام _ في قول اللّه عز و جل : « فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ » (7) _ : يا معشر المكذّبين ، حيث أنبأتكم رسالة ربّي في ولاية

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 71 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص414 ( كتاب الحجة ، باب أنّ الأرض كلها للإمام عليه السلام ، ح8 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص303 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم وأنها المعنى بالملك العظيم و .. .، ح 62)
3- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 43 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص418 ( كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح33 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص146 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامالهداية والهدى والهادون في القرآن ، ح 19)
5- .سورة الروم ( 30 ) ، الآية 30 .
6- .الكافي ، ج1 ، ص418 ( كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح35 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص375 ( كتاب الإمامة ، باب أن الأمانة في القرآن الإمامة ، ح 56)
7- .سورة الملك ( 67 ) ، الآية 29 .

ص: 125

علي عليه السلاموالأئمّة عليهم السلاممن بعده من هو في ضلالٍ مبين ؟ كذا اُنزلت . وفي قوله تعالى : « وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ » (1) . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى : « سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ _ بولاية علي _ لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ » (3) ثم قال : هكذا واللّه نزل بها جبرئيل عليه السلامعلى محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَ_تُنَا بَيِّنَ_تٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا » (5) ؟ قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم دعا قريشا إلى ولايتنا ، فنفروا وأنكروا ، فقال الّذين كفروا من قريش للّذين آمنوا _ الّذين أقرّوا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت _ : « أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا » ، تعييرا منهم ، فقال اللّه ردّا عليهم : « وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن

.


1- . ، فقال : إن تلووا الأمر وتعرضوا عمّا أمرتم به « فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ». سورة النساء ( 4 ) ، الآية 135 . ، وفي قوله : « فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ _ بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام _ عَذَابًا شَدِيدًا( في الدنيا ) وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ » سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 27 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص421 ( كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح45 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص378 ( كتاب الإمامة ، باب أن الأمانة في القرآن الإمامة ، ح 60)
3- .سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات 1 _ 2 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص422 ( كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح47 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص378 ( كتاب الإمامة ، باب أن الأمانة في القرآن الإمامة ، ح 62)
5- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 73 .

ص: 126

قَرْنٍ _ من الاُمم السالفة _ هُمْ أَحْسَنُ أَثَ_ثًا وَرِءْيًا » . (1) قلت : قوله عليهم السلام « مَن كَانَ فِى الضَّلَ__لَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَ_نُ مَدًّا » 2 ؟ قال : يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى ، باتّباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه . قلت : قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَ_عَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » (2) ؟ قال : إلاّ من دان اللّه بولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده ، فهو العهد عند اللّه . قلت : قوله : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » (3) ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الّذي قال اللّه تعالى . قلت : « فَإِنَّمَا يَسَّرْنَ_هُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِى قَوْمًا لُّدًّا » (4) ؟

.


1- .سورة مريم (19) ، الآية 74 .
2- .أيضا ، الآية 87 .
3- .أيضا ، الآية 96 .
4- .أيضا ، الآية 97 .

ص: 127

قال : إنّما يسّرهُ اللّه على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما ، فبشّر به المؤمنين وأنذر به الكافرين ، وهم الّذين ذكرهم اللّه في كتابه لُدّا ، أي : كفّارا . قال : وسألته عن قول اللّه : « لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غَ_فِلُونَ » . (1) قال : لتنذر القوم الّذين أنت فيهم كما أُنذر آباؤهم فهم غافلون عن اللّه وعن رسوله وعن وعيده « لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ _ ممّن لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين عليه السلاموالأئمّة من بعده _ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ » (2) بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ، فلمّا لم يقرّوا كانت عقوبتهم ما ذكر اللّه : « إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَ_قِهِمْ أَغْلَ_لاً فَهِىَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ » (3) في نار جهنّم ، ثم قال : « وَ جَعَلْنَا مِنم بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَ_هُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ » (4) عقوبةً منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين عليه السلاموالأئمّة من بعده . هذا في الدنيا ، وفي الآخرة في نار جهنم مقمحون ، ثم قال : يا محمّد « وَ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ » (5) باللّه وبولاية علي ومن بعده ، ثم قال : « إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ _ يعني أمير المؤمنين عليه السلام _ وَ خَشِىَ الرَّحْمَ_نَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ _ يا محمّد _ بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ » (6) . (7)

الكافي :محمّدبن يحيى، عن سلمه بن الخطّاب، عن الحسين بن عبدالرحمن، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُو مَعِيشَةً ضَنكًا» 8 يعني : تركتها وكذلك اليوم تُترك في النار كما تَركت الأئمّة عليهم السلام ، فلم تَطع أمرهم ولم تَسمع قولهم . قلت : « وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنم بِ_?ايَ_تِ رَبِّهِى وَ لَعَذَابُ الْأخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقَى » (8) ؟ قال : يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليه السلام غيره ، ولم يؤمن بآيات ربّه ، وتَرك الأئمّة معاندةً ، فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم . قلت : « اللَّهُ لَطِيفُم بِعِبَادِهِى يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ » (9) ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام . قلت : « مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْأخِرَةِ » (10) قال : نُزيده منها . قال : يستوفي نصيبه من دولتهم . « وَ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِى مِنْهَا وَ مَا لَهُو فِى الْأخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ». أيضا ، الآية 20 . ؟ قال : ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب . (11)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : لمّا عُرج برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمانتهى به جبرئيل إلى مكان فخلّى عنه فقال له : يا جبرئيل ، تخلّيني على هذه الحالة ؟ ! فقال : امضه ، فواللّه لقد وطئتَ مكانا ما وطئه بشرٌ ، وما مشى فيه بشر قبلك . (12)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن محمّد

.


1- .سورة يس ( 36 ) ، الآية 6 .
2- .نفسها ، الآية 7 .
3- .أيضا ، الآية 8 .
4- .أيضا ، الآية 9 .
5- .أيضا ، الآية 10 .
6- .أيضا ، الآية 11 .
7- .الكافي ، ج1 ، ص431 ( كتاب الحجّة ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام عليه السلام ، ح90 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص332 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل ما نزل فيهم عليهم السلامونوادرها ، ح 58)
8- .أيضا ، الآية 127 .
9- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 19 .
10- . ؟ قال : معرفة أمير المؤمنين عليه السلاموالأئمّة « نَزِدْ لَهُو فِى حَرْثِهِ »
11- .الكافي ، ج1 ، ص435 ( كتاب الحجة ، باب أنّ الأرض كلها للإمام عليه السلام ، ح92 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص348 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل ما نزل فيهم ، ح 60)
12- .الكافي ، ج1 ، ص442 ( كتاب الحجّة ، باب مولد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ووفاته ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص306 ( كتاب تاريخ محمّد، الباب الثامن من ابواب أحواله صلى الله عليه و آله ، ح 12)

ص: 128

الثقفي ، عن عليّ بن المعلّى ، عن أخيه محمّد ، عن درست بن أبي منصور ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا وُلِدَ النبي صلى الله عليه و آله وسلم مكث أيّاما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل اللّه فيه لبنا ، فرضع منه أيّاما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية ، فدفعه إليها . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن عليّ بن أبي حمزة قال : سأل أبو بصير أبا عبداللّه عليه السلاموأنا حاضر فقال : جُعلت فداك ! كم عُرِج برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : مرّتين ، فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له : مكانك يا محمّد ، فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قطّ ولانبي ، إن ربّك يصلّي ، فقال : يا جبرئيل ، وكيف يصلّي ، قال : يقول : سبّوح قدوس ، أنا ربّ الملائكة والروّح ، سبقت رحمتي غضبي ، فقال : اللّهمَّ عفوك عفوك ، قال : وكان كما قال اللّه : « قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى » (2) فقال له أبو بصير : جُعلت فداك ! ما قاب (3) قوسين أو أدنى ؟ قال : ما بين سيتها إلى رأسها ، فقال : كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ، ولا أعلمه إلاّ وقد قال : زبرجد ، فنظر في مثل سمّ الإبرة إلى ما شاء اللّه من نور العظمة ، فقال اللّه _ تبارك وتعالى _ : يا محمّد ، قال : لبّيك ربّي ، قال : من لاُمتّك من بعدك ؟ قال : اللّه أعلم : قال : عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين . قال : ثم قال أبو عبداللّه عليه السلاملأبي بصير : يا أبا محمّد ، واللّه ماجاءت ولاية علي عليه السلام من الأرض ولكن جاءت من السماء مشافهة . (4)

الكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص448 ( كتاب الحجّة ، باب مولد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ح27 ) ؛ بحار الأنوار ، ج15 ، ص340 ( كتاب تاريخ محمّد، باب منشأه ورضاعه و .. .، ح 11)
2- .سورة النجم ( 53 ) ، الآية 9 .
3- .القوس : ما عطف من طرفيها ، والقاب : ما بين المقبض والسية ، ولكل قوس قابان (من البحار في ذيل الحديث)
4- .الكافي ، ج1 ، ص442 ( كتاب الحجّة ، باب مولد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ووفاته ، ح13 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص306 ( كتاب تاريخ محمّد، الباب الثاب من ابواب احواله صلى الله عليه و آله ، ح 13)

ص: 129

أخيه علي [ بن مهزيار ] ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قُبض الحسن بن علي عليهماالسلام وهو ابن سبع وأربعين سنة في عام خمسين . عاش بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأربعين سنة . (1)

الكافي :سعد وأحمد بن محمّد جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قُبض الحسين بن علي عليه السلاميوم عاشوراء وهو ابن سبع وخمسين سنة . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلامفقلت له : أنتم ورثة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وارث الأنبياء ، عَلِمَ كلّما علموا ؟ قال لي : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمة والأبرص ؟ قال : نعم بإذن اللّه ، ثم قال لي : ادنُ منّي يا أبا محمّد ، فدنوت منه ، فمسح على وجهي وعلى عيني ، فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في البلد ، ثم قال لي : أتحبّ أن تكون هكذا ولك ماللناس وعليك ماعليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصا ؟ قلت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني ، فعدت كما كنت . قال : فحدّثت ابن أبي عمير بهذا فقال : أشهد أنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ . (3)

الكافي :سعد بن عبداللّه والحميري جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قُبض محمّد بن علي الباقر وهو ابن سبع

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص461 ( كتاب الحجّة ، باب مولد الحسن بن علي عليهماالسلام ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص144 ( كتاب الإمامة ، باب جمل تواريخه وأحواله وحليته و .. . (اى الإمام الحسن عليه السلام) ، ح 10)
2- .الكافي ، ج1 ، ص463 ( كتاب الحجّة ، باب مولد الحسين بن علي عليهماالسلام ، ح1 ) .
3- .الكافي ، ج1 ، ص470 ( كتاب الحجّة ، باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص237 ( كتاب الإمامة ، الباب الخامس من تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، ح 13) عن بصائر الدرجات .

ص: 130

وخمسين سنة في عام أربع عشرة ومئة ، عاش بعد عليّ بن الحسين عليهماالسلام تسع عشرة سنة وشهرين . (1)

الكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قُبض أبو عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام وهو ابن خمس وستّين سنة في عام ثمان وأربعين ومئة ، وعاش بعد أبي جعفر عليه السلام أربعا وثلاثين سنة . (2)

الكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قُبض موسى بن جعفر عليهماالسلام وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومئة ، وعاش بعد جعفر عليه السلامخمسا وثلاثين سنة . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ومحمّد بن عبداللّه ، عن عبداللّه بن جعفر ، عن الحسن بن ظريف وعليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال أبي لجابر بن عبداللّه الأنصاري : إنّ لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ فقال له جابر : أيّ الأوقات أحببته ، فخلا به في بعض الأيام ، فقال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد اُميّ فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وما أخبرتك به اُمّي أ نّه في ذلك اللوح مكتوب ؟ فقال جابر : أشهد باللّه أني دخلت على اُمّكَ فاطمة عليهاالسلام في حياة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفهنّيتها بولادة الحسين ، ورأيت في يديها لوحا أخضر ظننت أ نّه من

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص472 ( كتاب الحجّة ، باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام ، ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج 46 ، ص 217 (كتاب الإمامة ، الباب الأوّل من تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، ح 18)
2- .الكافي ، ج1 ، ص475 ( كتاب الحجّة ، باب مولد أبي عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص6 ( كتاب الإمامة ، الباب الأوّل من تاريخ الإمام الصادق عليه السلام ، ح 18)
3- .الكافي ، ج1 ، ص486 ( كتاب الحجّة ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص206 ( كتاب الإمامة ، الباب التاسع من تاريخ الإمام الكاظم ، ج 3)

ص: 131

زمرّد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي واُمّي يا بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا لوح أهداه اللّه إلى رسوله صلى الله عليه و آله وسلم فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ واسم الأوصياء من ولدي ، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك ، قال جابر : فأعطتنيه اُمّك فاطمة عليهاالسلام فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليَّ ، قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر ، فأخرج صحيفة من رقّ فقال : يا جابر ، انظر في كتابك لأقرأ [ أنا ]عليك ، فنظر جابر في نسخته ، فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر : فأشهد باللّه أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا : بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمّد نبيّه ونوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين ، عظّم يا محمّد أسمائي ، واشكر نعمائي ولاتجحد آلائي ، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا قاصم الجبّارين ، ومديل المظلومين ، وديّان الدين ، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذّبته عذابا لا اُعذّبه أحدا من العالمين ، فإيّاي فاعبد وعليَّ فتوكّل ، إنّي لم أبعث نبيا فأكملت أيّامه وانقضت مدّته إلاّ جعلت له وصيا ، وإنّي فضّلتك على الأنبياء ، وفضّلت وصيك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليكَ وسبطيكَ حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامّة معه ، وحجّتي البالغة عنده ، بعترته أثيب واُعاقب . أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين ، وابنه شبه جدّه المحمود محمّد ، الباقر علمي والمعدن لحكمتي . سيهلك المرتابون في جعفر ، الرادّ عليه كالرادّ عليَّ ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر ، ولأسرّنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه . اُتيحت (1) بعده موسى

.


1- .في بعض النسخ « اُبيحت » .

ص: 132

فتنة عمياء حندس (1) ؛ لأنّ خيط فرضي لا ينقطع وحجّتي لا تخفى ، وأنّ أوليائي يُسقون بالكأس الأوفى ، مَن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آيةً من كتابي فقد افترى عليَّ . ويلٌ للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة موسى عبدي ، وحبيبي وخيرتي في علي (2) وليّي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوّة وأمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر ، (3) يدفن في المدينة الّتي بناها العبد الصالح (4) إلى جنب شرّ خلقي (5) . حقّ القول منّي لأسرّنه بمحمّد ابنه (6) وخليفته من بعده ووارث علمه ، فهو معدن علمي وموضع سرّي وحجّتي على خلقي ، لا يؤمن عبد به إلاّ جعلت الجنّة مثواه ، وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار . وأختم بالسعادة لابنه عليّ (7) عليه السلام وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي . أُخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن (8) . وأُكمل ذلك بابنه « م ح م د » (9) رحمةً للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب ، فيُذل أوليائي في زمانه ، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تُصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشوا الويل والرنّة في نسائهم ، أُولئك أوليائي حقّا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال ، اُولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة ، واُولئك هم المهتدون . قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث

.


1- .أي : مُظلمة .
2- .وهو الإمام الرضا عليه السلام .
3- .المقصود به المأمون العبّاسي .
4- .وهو ذو القرنين .
5- .وهو هارون الرشيد ، الطاغية العباسي .
6- .وهو الإمام الجواد عليه السلام .
7- .وهو الامام الهادي عليه السلام .
8- .وهو الإمام العسكري عليه السلام .
9- .وهو الإمام الحجّة المنتظر _ عجّل اللّه فرجه _ .

ص: 133

لكفاك ، فصنه إلاّ عن أهله . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي ، تاسعهم قائمهم . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد بن الحسين ، عن أبي طالب ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال : كنتُ أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران _ مولى أبي جعفر عليه السلام _ في منزله بمكّة ، فقال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : نحن إثنا عشر محدثا ، فقال له أبو بصير : سمعت من أبي عبداللّه عليه السلام_ فحلّفه مرّة أو مرتين أ نّه سمعه _ ، فقال أبو بصير : لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السلام . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه تعالى أوحى إلى عمران : إ نّي واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذن اللّه ، وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل . فحدّث عمران امرأته حنّة بذلك وهي أمّ مريم ، فلمّا حملت كان حملها بها عند نفسها غلام « فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَى . . . وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى » (4) ، أي : لا تكون البنت رسولاً ، يقول اللّه عز و جل : « وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ».5 ، فلما وهب اللّه تعالى لمريم عيسى ، كان هو الّذي بشّر به عمران ووعده إيّاه ، فإذا قلنا في الرجل منّا شيئا ، وكان في وُلده أو وُلد ولده ،

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص527 ( كتاب الحجة ، باب ما جاء في الإثنا عشر عليهم السلاموالنص عليهم ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص197 ( كتاب الإمامة ، الباب الاربعون من تاريخ الإمام علي عليه السلام ، ح 3 ) ، مع اختلاف .
2- .الكافي ، ج1 ، ص533 ( كتاب الحجة ، باب ماجاء في الإثنا عشر عليهم السلام والنصّ عليهم ، ح15 ) ؛ كمال الدين وتمام النعمة ، باب 33 ، ح45 ( ص350 ) .
3- .الكافي ، ج1 ، ص534 ( كتاب الحجة ، باب ماجاء في الإثنا عشر عليهم السلام والنص عليهم ، ح20 ) ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص393 ( كتاب الإمامة ، الباب الخامس والأربعون من تاريخ الإمام علي عليه السلام ، ح 7 ) ، مع اختلاف .
4- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 36 .

ص: 134

فلا تنكروا ذلك . (1)

الكافي :أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كل شيء قوتل عليه على شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه فإنّ لنا خُمسهُ ، ولا يحلّ لأحدٍ أن يشتري من الخُمس شيئا حتى يصل إلينا حقّنا . (2)

كمال الدين :حدَّثنا غير واحد من أصحابنا ، قالوا : حدَّثنا أبو علي محمّد بن همّام قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر ، عن أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامعن آبائه _ صلوات اللّه عليهم _ قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ اللّه عز و جل اختار من الأيام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختارني على جميع الأنبياء ، واختار منّي عليا وفضّله على جميع الأوصياء ، واختار من علي الحسن والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء من ولده ، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتأويل المضلّين ، تاسعهم قائمهم و[ هو ]ظاهرهم ، وهو باطنهم . (3)

كمال الدين :حدَّثنا أبي ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن _ رضي اللّه عنهما _ قالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ » (4) فقال : هذه نزلت في القائم ،

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص535 ( كتاب الحجّة ، باب في أ نّه إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الّذي قيل فيه ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج 52 ، ص119 (كتاب الإمامة ، تاريخ الحجة عليه السلام باب التمحيص والنهي عن التوقيت و .. . ح 49)
2- .الكافي ، ج1 ، ص545 ( كتاب الحجّة ، باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده ومايجب فيه ، ح14 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج6 ، ص339 ( باب وجوب الخمس في غنائم دار الحرب وفي مال الحربي و . . . ، ح5 ) .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص281 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص256 ( كتاب الإمامة ، تاريخ علي عليه السلام ، باب فيما قاله النبي صلى الله عليه و آله في عدد الأئمّة، ح 74)
4- .سورة المُلك ( 67 ) ، الآية 31 .

ص: 135

يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال اللّه _ جلَّ وعزَّ _ وحرامه ؟ ثم قال عليه السلام : واللّه ، ما جاء تأويل هذه الآية ولا بدَّ أن يجيء تأويلها . (1)

كمال الدين :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسين بن عليّ بن أبي حمزة ، [ عن أبيه ] ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : في صاحب هذا الأمر سنّةٌ من موسى وسنّةٌ من عيسى وسنّةٌ من يوسف وسنّةٌ من محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فأما من موسى فخائف يترقب وأما من عيسى فيقال فيه ما [قد ]قيل في عيسى وأما من يوسف ، فالسجن والغيبة ، وأما من محمد صلى الله عليه و آله فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ، ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عزّ وجلّ ، قلت : وكيف يعلم أن اللّه تعالى قد رضي؟ قال : يلقي اللّه عزّ وجلّ في قلبه الرحمة . (2)

كمال الدين :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إن سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة . قال أبو بصير : فقلت : يا ابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت ؟ فقال : يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ، ثم يظهره اللّه عز و جل فيفتح اللّه على يده مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليه السلامفيصلّي خلفه ، وتشرق

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص325 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص52 ( كتاب الإمامة ، تاريخ الحجة عليه السلام ، باب الآيات المأولة بقيام القائم عليه السلام ، ح 27)
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص329 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص218 ( كتاب الإمامة ، تاريخ الحجة ، باب ما فيه عليه السلاممن سنن الأنبياء و .. .، ح 7)

ص: 136

الأرض بنور ربّها ، ولا تبقى في الأرض بقعة عُبدَ فيها غير اللّه عز و جل إلاّ عُبدَ اللّه فيها ، ويكون الدين كلّه للّه ولو كره المشركون . (1)

كمال الدين :حدَّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي رضى الله عنهقال : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا ، عن محمّد مسعود العيّاشي قال : حدَّثني عليّ بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام في قول اللّه عز و جل : « يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَ_تِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَ_نُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَ_نِهَا خَيْرًا » (2) يعني : خروج القائم المنتظر منّا ، ثم قال عليه السلام : يا أبا بصير ، طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ، أُولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . (3)

كمال الدين :حدَّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضى الله عنهقال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركي بن علي البوفكي ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا ، فلم يزغ قلبه بعد الهداية ، فقلت له : جُعلت فداك ! وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنّة أُصلها في دار عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قول اللّه عز و جل : « طُوبَى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَ_?ابٍ » (4) . (5)

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص345 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص146 ( كتاب الحجة ، الباب السادس من ابواب النصوص من اللّه تعالى ومن آبائه عليه ، ح 14)
2- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 158 .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص357 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص150 ( كتاب الحجة ، الباب الثاني والعشرون من ابواب النصوص من اللّه تعالى و .. . ح 76)
4- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 29 .
5- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص358 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص123 ( كتاب الحجة ، الباب الثاني والعشرون من ابواب النصوص من اللّه تعالى و .. . ح 6)

ص: 137

. .

ص: 138

كمال الدين :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : يا ابن رسول اللّه ، إنّي سمعت من أبيك عليه السلام أ نّه قال : يكون بعد القائم إثنا عشر مهديا ، فقال : إنّما قال : إثنا عشر مهديا ولم يقل إثنا عشر إماما ، ولكنّهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقّنا . (1)

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص358 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص115 ( كتاب الحجة ، الباب التاسع والعشرون من ابواب النصوص من اللّه تعالى و .. . ح 21)

ص: 139

كتاب الاحتجاج

كتاب الاحتجاجتفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : « سَلْ بَنِى إِسْرَ ءِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَ_هُم مِّنْ ءَايَةِم بَيِّنَةٍ » (1) فمنهم من آمن ، ومنهم من جحد ، ومنهم من أقرّ ، ومنهم من أنكر ، ومنهم من يبدل نعمة اللّه . (2)

تفسير العيّاشي :قال أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام _ في قوله تعالى : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَ_نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » (3) قال : _ مادعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ، ولكنهم أحلّوا لهم حراما وحرمّوا عليهم حلالاً ، فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : « وَ لاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَ لاَ تُخَافِتْ بِهَا » (5) قال : نسختها « فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ » (6) . (7)

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 211 .
2- .تفسيرالعيّاشي ، ج1 ، ص103 ( ح 304 ) ؛ بحار الأنوار ، ج9 ، ص190 ( كتاب الاحتجاج ، باب ماورد عن المعصومين عليهم السلامفي تفسير آيات الباب وتأويلها ، ح26 ) ، ولا توجد فيها الفقرة الأخيره بعد أنكر .
3- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 31 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ص87 ( ح48 ) ؛ بحار الأنوار ، ج9 ، ص212 ( كتاب الاحتجاج ، باب ماورد عن المعصومين عليهم السلامفي تفسير آيات الباب وتأويلها ، ح87 ) .
5- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 110 .
6- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 94 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص252 ( ح45 ) ؛ بحار الأنوار ، ج9 ، ص219 ( كتاب الاحتجاج ، باب ماورد عن المعصومين عليهم السلامفي تفسير آيات الباب وتأويلها ، ح103 ) .

ص: 140

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد قال : حدَّثنا عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ » (1) ؟ قال : يعني جبرئيل . قلت : قوله : « مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » (2) ؟ قال : يعني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة . قلت : قوله : « وَ مَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ » (3) ؟ قال : يعني النبي صلى الله عليه و آله وسلم ماهو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين عليه السلامعلما للناس . قلت : قوله : « وَ مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ » (4) ؟ قال : وما هو _ تبارك وتعالى _ على نبيه بغيبه بضنين عليه . قلت : « وَ مَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَ_نٍ رَّجِيمٍ » (5) ؟ قال : يعني الكهنة الّذين كانوا في قريش ، فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الّذين كانوا معهم يتكلّمون على ألسنتهم . فقال : « وَ مَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَ_نٍ رَّجِيمٍ » مَثَل أُولئك . قلت : قوله : « فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَ__لَمِينَ » (6) ؟ قال : أين تذهبون في علي عليه السلام ، يعني ولايته ، أي : تفرّون منها « إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَ__لَمِينَ » لمن أخذ اللّه ميثاقه على ولايته . قلت : قوله : « لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ » (7) ؟

.


1- .سورة التكوير ( 81 ) ، الآية 20 .
2- .أيضا ، الآية 21 .
3- .أيضا ، الآية 22 .
4- .أيضا ، الآية 24 .
5- .أيضا ، الآية 25 .
6- .أيضا ، الآيات 26 _ 27 .
7- .سورة التكوير ، الآية 28 .

ص: 141

قال : في طاعة علي عليه السلام والأئمّة من بعده . قلت : قوله : « وَ مَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَ__لَمِينَ » (1) ؟ قال : لأنّ المشيّة إليه _ تبارك وتعالى _ لا إلى الناس . 2

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه ، قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه عليهم السلامأن أمير المؤمنين عليه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمئة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه . قال عليه السلام : إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشد العقل ، والطيب في الشارب من أخلاق النبي صلى الله عليه و آله وسلموكرامة الكاتبين ، والسواك من مرضاة اللّه عز و جل وسنّة النبي صلى الله عليه و آله وسلم ومطيّبة للفم . والدهن يليّن البشرة ويزيد في الدماغ ، ويسهّل مجاري الماء ويذهب القشف (2) ويسفر اللّون . وغسل الرأس يذهب بالدرن وينفي القذاء (3) والمضمضة والاستنشاق

.


1- .سورة التكوير ، الآية 29 .
2- .القشف: قذارة الجلد .
3- .القذى : مايقع في العين وفي الشرب من تينةٍ أو غيرها .

ص: 142

سنّة وطهور للفم والأنف . والسعوط مصحّةٌ للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس . والنورة نشرة وطهور للجسد . استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهور والصلاة . تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ، ويدرّ الرزق ويورده . ونتف الإبط ينفي الرائحة المنكرة وهو طهورٌ وسنّة ممّا أمر به الطيّب عليه السلام . غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادةٌ في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر . قيام اللّيل مصحّة للبدن ، ومرضاة للربّ عز و جل وتعرّضٌ للرحمة وتمسّك بأخلاق النبيّين . أكل التفّاح نضوحٌ للمعدة.مضغ اللبان يشد الأضراس وينفي البلغم ويذهب بريح الفم. الجلوس في المسجد بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض . وأكل السفرجل قوّةٌ للقلب الضعيف ويطيب المعدة ، ويزيد في قوّة الفؤاد ويشجع الجبان ويحسّن الولد . أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء في كلّ يوم على الريق يدفع جميع الأمراض إلاّ مرض الموت . يستحبّ للمسلم أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان ؛ لقول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآل_ءِكُمْ » (1) والرفث : المجامعة . لا تختّموا بغير الفضّة فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال : ماطهرت يد فيها خاتم حديد ، ومن نقش على خاتمه اسم اللّه عز و جل فليحوِّله عن اليد الّتي يستنجي بها في المتوضّأ . إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل : الحمد للّه الّذي خلقني فأحسن خلقي ، وصوّرني فأحسن صورتي ، وزان منّي ماشان من غيري ، وأكرمني بالإسلام . وليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزيّن للغريب الّذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة .

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 187 .

ص: 143

صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر _ أربعاء بين خميسين _ وصوم شعبان يذهب بوسواس الصدر وبلابل القلب . والاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير ، وغسل الثياب يُذهب الهمّ والحزن وهو طهور للصلاة . لا تنتفوا الشيب فإنّه نور المسلم ، ومن شاب شيبة في الإسلام كان له نورا يوم القيامة . لا ينام المسلم وهو جنب ، ولا ينام إلاّ على طهور ، فإن لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد ، فإنّ روح المؤمن تُرفع إلى اللّه _ تبارك وتعالى _ فيقبلها ويبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع اُمنائه من ملائكته فيردّونها في جسدها . لا يتفل المؤمن في القبلة ، فإن فعل ذلك ناسيا فليستغفر اللّه عز و جل منه . لا ينفخ الرجل في موضع سجوده ، ولا ينفخ في طعامه ولا في شرابه ولا في تعويذه . لا ينام الرجل على المحجّة (1) ، ولا يبولنّ من سطح في الهواء ، ولا يبولنّ في ماءٍ جارٍ ، فإن فعل ذلك فأصابه شيء فلا يلومنّ إلاّ نفسه ، فإنّ للماء أهلاً وللهواء أهلاً . لا ينام الرجل على وجهه ، ومن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا تدعوه . ولا يقومنّ أحدكم في الصلاة متكاسلاً ولا ناعسا ، ولا يفكّرنّ في نفسه ، فإنّه بين يدي ربّه عز و جل ، وإنّما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه . كلوا ما يسقط من الخوان فإنّه شفاء من كلّ داء بإذن اللّه عز و جل لمن أراد أن يستشفي به . إذا أكل أحدكم طعاما فمصّ أصابعه الّتي أكل بها قال اللّه عز و جل : بارك اللّه فيك . إلبسوا ثياب القطن فإنّها لباس رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وهو لباسنا ، ولم يكن يلبس (2) الشعر والصوف إلاّ من علّة . وقال : إنّ اللّه عز و جل جميل يحبّ الجمال ، ويحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده .

.


1- .المحجّة : أي وسط الطريق .
2- .في الخصال : « نكن نلبس » .

ص: 144

صلوا أرحامكم ولو بالسلام ، يقول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِى وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا » . (1) لا تقطعوا نهاركم بكذا وكذا وفعلنا كذا وكذا،فإنّ معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم. اذكروا اللّه في كلّ مكان فإنّه معكم . صلّوا على محمّد وآل محمّد ، فإنّ اللّه عز و جل يقبل دعاءكم عند ذكر محمّد ودعائكم له وحفظكم إيّاه صلى الله عليه و آله وسلم . أقرّوا الحارّ حتّى يبرد ، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قُرّب إليه طعام حارّ فقال : أقرّوه حتّى يبرد ويمكن أكله ، ما كان اللّه عز و جل ليطعمنا النار ، والبركة في البارد . إذا بال أحدكم فلا يطمحنَّ ببوله في الهواء ، ولا يستقبل ببوله الريح . علّموا صبيانكم ما ينفعهم اللّه به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها . كفّوا ألسنتكم وسلّموا تسليما تغنموا . أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء عليهم السلام . أكثروا ذكر اللّه عز و جل إذا دخلتم الأسواق وعند اشتغال الناس ، فإنّه كفّارة للذنوب وزيادة في الحسنات ، ولا تُكتبوا في الغافلين . ليس للعبد أن يخرج في سفر إذا حضر شهر رمضان لقول اللّه عز و جل : « فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ » (2) . ليس في شرب المسكر والمسح على الخفّين تقيّة . إيّاكم والغلوّ فينا ، قولوا : إنّا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ماشئتم . من أحبّنا فليعمل بعملنا ، وليستعن بالورع فإنّه أفضل مايُستعان به في أمر الدنيا والآخرة . لا تجالسوا لنا عائبا ، ولا تمتدحوا بنا عند عدوّنا معلنين بإظهار حبّنا ، فتذّلوا أنفسكم عند سلطانكم .

.


1- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 1 .
2- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 185 .

ص: 145

ألزموا الصدق فإنّه منجاة . وارغبوا فيما عند اللّه عز و جل ، واطلبوا طاعته واصبروا عليها ، فما أقبح بالمؤمن أن يدخل الجنّة وهو مهتوك الستر . (1) لا تعنونا (2) في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدّمتم . لا تفضحوا أنفسكم عند عدوّكم في القيامة ، ولا تكذّبوا أنفسكم عندهم في منزلتكم عند اللّه بالحقير من الدنيا . تمسّكوا بما أمركم اللّه به فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحبّ إلاّ أن يحضره رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وما عند اللّه خيرٌ وأبقى له ، وتأتيه البشارة من اللّه عز و جل فتقرّ عينه ويحبّ لقاء اللّه . لا تحقّروا ضعفاء إخوانكم ، فإنّه من احتقر مؤمنا لم يجمع اللّه عز و جل بينهما في الجنّة إلاّ أن يتوب . لا يكلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته . توازروا وتعاطفوا وتباذلوا ولا تكونوا بمنزلة المنافق الّذي يصف مالا يفعل . تزوّجوا فانّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كثيرا ما كان يقول : من كان يحبّ أن يتّبع سنّتي فليتزوّج ، فإنّ من سنّتي التزويج ، واطلبوا الولد فإنّي أُكاثر بكم الاُمم غدا ، وتوقّوا على أولادكم لبن البغيّ من النساء والمجنونة ، فإنّ اللّبن يعدِّي . تنزّهوا عن أكل الطير الّذي ليست له قانصة ولا صيصية ولا حوصلة ، واتّقوا كلّ ذي ناب من السباع ومخلب من الطير . ولا تأكلوا الطحال فإنّه بيت الدم الفاسد . لا تلبسوا السواد فإنّه لباس فرعون . اتّقوا الغدد من اللّحم فإنّه يحرّك عرق الجذام . ولا تقيسوا الدين ، فإنّ من الدين ما لا ينقاس ، وسيأتي أقوام يقيسون وهم أعداء الدين ، وأوّل من قاس إبليس . لا تتّخذوا الملس فإنّه حذاء فرعون ، وهو أوّل من حذا الملس .

.


1- .في البحار : « السرّ » .
2- .لعلّه من التعنية ، أي : لا تؤذونا وتكلّفونا مايُشاقّ علينا .

ص: 146

خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر ، فإنّ فيه شفاء من الأدواء . اتّبعوا قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فإنّه قال : من فتح على نفسه باب مسألة فتح اللّه عليه باب فقر . أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق . وقدّموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا . إيّاكم والجدال فإنّه يورث الشكّ . من كانت له إلى ربّه عز و جل حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات : ساعة في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة ويصوّت الطير ، وساعةٌ في آخر اللّيل عند طلوع الفجر ، فإنّ ملكين يناديان : هل من تائب يتاب عليه ؟ هل من سائل يُعطى ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ هل من طالب حاجة فتقضى له ؟ فأجيبوا داعي اللّه واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، وهي الساعة الّتي يقسّم اللّه فيها الرزق بين عباده . انتظروا الفرج ، ولا تيأسوا من روح اللّه ، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه عز و جل انتظار الفرج ، ومادام عليه العبد المؤمن . توكّلوا على اللّه عز و جل عند ركعتي الفجر إذا صلّيتموها ففيها تعطوا الرغائب . لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم ، ولا يصلّين أحدكم وبين يديه سيف فإنّ القبلة أمن . أتمّوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حجّكم إذا خرجتم إلى بيت اللّه ، فإنّ تركه جفاء وبذلك أُمرتم ، وبالقبور التّي ألزمكم اللّه عز و جل حقّها وزيارتها ، واطلبوا الرزق عندها . ولا تستصغروا قليل الآثام ، فإنّ الصغير يُحصى ويرجع إلى الكبير ، وأطيلوا السجود فما من عمل أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا ؛ لأ نّه أُمر بالسجود فعصى ، وهذا أُمر بالسجود فأطاع فنجا . أكثروا ذكر الموت ، ويوم خروجكم من القبور ، وقيامكم بين يدي اللّه عز و جل تهون عليكم المصائب . إذا اشتكى أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي ، وليضمر في نفسه أ نّها تُبرء فإنّه يعافي إن شاء اللّه .

.

ص: 147

توقّوا الذنوب فما من بليّة ولا نقص رزق إلاّ بذنب حتّى الخدش والكبوة (1) والمصيبة . قال اللّه عز و جل : « وَ مَآ أَصَ_بَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » . (2) أكثروا ذكر اللّه عز و جل على الطعام ولا تطغوا فيه ، فإنّها نعمة من نعم اللّه ، ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده . أحسنوا صحبة النعم قبل فواتها ، فإنّها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها . من رضي عن اللّه عز و جل باليسير من الرزق رضي اللّه عنه بالقليل من العمل . إيّاكم والتفريط فتقع الحسرة حين لا تنفع الحسرة . إذا لقيتم عدوّكم في الحرب فأقلّوا الكلام ، وأكثروا ذكر اللّه عز و جل ، ولا تولّوهم الأدبار فتسخطوا اللّه ربّكم وتستوجبوا غضبه . وإذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرجل المجروح ، أو من قد نكل ، أو من قد طمع عدوّكم فيه فقوّوه (3) بأنفسكم . اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه فإنّه يقي مصارع السوء ، ومن أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند اللّه فلينظر كيف منزلة اللّه منه عند الذنوب ، كذلك منزلته عند اللّه تبارك وتعالى . أفضل ما يتّخذه الرجل في منزله لعياله الشاة ، فمن كانت في منزله شاة قدّست عليه الملائكة في كلّ يوم مرّة ، ومن كانت عنده شاتان قدّست عليه الملائكة مرّتين في كلّ يوم ، وكذلك في الثلاث تقول : بورك فيكم . إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن ، فإنّ اللّه عز و جل جعل القوَّة فيهما . إذا أردتم الحجَّ فتقدموا في شراء الحوائج ببعض ما يقوّيكم على السفر ، فإنَّ اللّه عز و جل يقول : « وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأََعَدُّواْ لَهُو عُدَّةً » . (4)

.


1- .الكبوة: الانكباب على الوجه .
2- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 30 .
3- .أي : احفظوه .
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 46 .

ص: 148

وإذا جلس أحدكم في الشمس فليستدبرها بظهره فإنّها تُظهر الداء الدفين . وإذا خرجتم حجّاجا إلى بيت اللّه عز و جل فأكثروا النظر إلى بيت اللّه ، فإنّ للّه عز و جل مئة وعشرين رحمة عند بيته الحرام ؛ منها ستّون للطائفين ، وأربعون للمصلّين ، وعشرون للناظرين . أقرّوا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم ، وما لم تحفظوا فقولوا : وما حفظته علينا حَفَظَتُكَ ونسيناه فاغفره لنا ، فإنّه من أقرّ بذنبه في ذلك الموضع وعدّه وذكره واستغفر اللّه منه كان حقّا على اللّه عز و جل أن يغفره له . وتقدّموا بالدعاء قبل نزول البلاء . تُفتح لكم أبواب السماء في خمس مواقيت : عند نزول الغيث ، وعند الزحف ، وعند الأذان ، وعند قراءة القرآن ، ومع زوال الشمس ، وعند طلوع الفجر . من غسّل منكم ميّتا فليغتسل بعدما يُلبسهُ أكفانه . لا تجمّروا الأكفان (1) ولا تمسحوا موتاكم بالطيب إلاّ الكافور ، فإنّ الميّت بمنزلة المحرم . مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم ، فإنّ فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله وسلملمّا قبض أبوها صلى الله عليه و آله وسلمساعدتها جميع بنات بني هاشم ، فقالت : دعوا التعداد وعليكم بالدعاء . زوروا موتاكم فإنّهم يفرحون بزيارتكم . وليطلب الرجل حاجته عند قبر أبيه واُمّه بعدما يدعو لهما . المسلم مرآة أخيه ، فإذا رأيتم من أخيكم هفوة فلا تكونوا عليه ، وكونوا له كنفسه وأرشدوه وانصحوه وترفّقوا به،وإيّاكم والخلاف فَتُمَزَقُوا.وعليكم بالقصد تزلفوا وتوجروا. (2) من سافر منكم بدابّة فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها . لاتضربوا الدوابّ على وجوهها فإنّها تسبّح ربّها . ومن ضلّ منكم في سفر أو خاف على نفسه فليناد : « يا صالح أغثني » فإنّ في إخوانكم من الجنّ جنّيّا يسمّي صالحا يسيح في البلاد لمكانكم

.


1- .أي : لا تبخروها بالطيب .
2- .نسخة بدل : « وترجوا » .

ص: 149

محتسبا نفسه لكم ، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضالّ منكم ، وحبس عليه دابّته . من خاف منكم الأسد على نفسه أو غنمه فليخطّ عليها خطّة وليقل : « اللّهمَّ ربّ دانيال والجبّ ، وربّ كلّ أسد مستأسد ، احفظني واحفظ غنمي » ، ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات : « سَلَ_مٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَ__لَمِينَ * إِنَّا كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُو مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ » . (1) من خاف منكم الغرق فليقرأ : « بِسْمِ اللَّهِ مَجْرل_هَا وَ مُرْسَ_ل_هَآ إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ » (2) ، بسم اللّه الملك الحقّ « وَ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِى وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُو يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ وَ السَّمَ_وَ تُ مَطْوِيَّ_تُم بِيَمِينِهِى سُبْحَ_نَهُو وَ تَعَ__لَى عَمَّا يُشْرِكُونَ » . (3) عقّوا عن أولادكم يوم السابع ، وتصدّقوا إذا حلقتموهم بزنة شعورهم فضّة على مسلم ، وكذلك فعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بالحسن والحسين عليهماالسلام وسائر وُلده . إذا ناولتم السائل الشيء فاسألوه أن يدعو لكم ، فإنّه يُجاب فيكم ولا يُجاب في نفسه ؛ لأ نّهم يكذبون . وليردّ الّذي يناوله يده إلى فيه فليقبّلها ، فإنّ اللّه عز و جل يأخذها قبل أن تقع في يد السائل ، كما قال اللّه عز و جل : « أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِى وَ يأْخُذُ الصَّدَقَ_تِ » . (4) تصدّقوا باللّيل ، فإنّ الصدقة باللّيل تطفي غضب الربّ جلّ جلاله . احسبوا كلامكم من أعمالكم ، يقلّ كلامكم إلاّ في خير . انفقوا ممّا رزقكم اللّه عز و جل ، فإنّ المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل اللّه ، فمن أيقن بالخلف جاد وسَخَتْ نفسه بالنفقة . من كان على يقين فشك فليمض على يقينه ، فإنّ الشكّ لا ينقض اليقين .

.


1- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآيات 79 _ 81 .
2- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 41 .
3- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 67 .
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 104 .

ص: 150

لا تشهدوا قول الزور . ولا تجلسوا على مائدة يُشرب عليها الخمر ، فإنّ العبد لا يدري متى يؤخذ . إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد ، ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الاُخرى ويتربّع فإنّها جلسة يبغضها اللّه ويمقت صاحبها . عشاء الأنبياء بعد العتمة . ولا تدعو العشاء فإنّ ترك العشاء خراب البدن . الحمّى رائد (1) الموت وسجن اللّه في الأرض ، يحبس فيه من يشاء من عباده ، وهي تحتُّ الذنوب كما يتحاتّ الوبر من سنام البعير . ليس من داء إلاّ وهو من داخل الجوف إلاّ الجراحة والحمّى فإنّهما يردان على الجسد ورودا . اكسروا حرّ الحمّى بالبنفسج والماء البارد ، فإنّ حرّها من فيح جهنّم . لا يتداوى المسلم حتّى يغلب مرضه صحّته . الدعاء يردّ القضاء المبرم فاتّخذوه عدّة . للوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتطهّروا . إيّاكم والكسل فإنّه مَن كسل لم يؤدّ حقّ اللّه عز و جل . تنظّفوا بالماء من النتن الريح الّذي يُتأذّى به . تعهّدوا أنفسكم ، فإنّ اللّه عز و جل يبغض من عباده القاذورة الّذي يتأ نّف به من جلس إليه . لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته . بادروا بعمل الخير قبل أن تُشغلوا عنه بغيره . المؤمن نفسه منه في تعب ، والناس منه في راحة . وليكن جلّ كلامكم ذكر اللّه عز و جل . احذروا الذنوب فإنّ العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق .

.


1- .في البحار : « قائد » .

ص: 151

داووا مرضاكم بالصدقة . حصّنوا أموالكم بالزكاة . الصلاة قربان كلّ تقيّ . الحجّ جهاد كلّ ضعيف . جهاد المرأة حسن التبعّل . الفقر هو الموت الأكبر . قلّة العيال أحد اليسارين . التقدير نصف العيش . الهمّ نصف الهرم . ماعال امرؤٌ اقتصد ، وما عطب امرؤٌ استشار . لا تصلح الصنيعة إلاّ عند ذي حسب أو دين . لكلّ شيء ثمرة وثمرة المعروف تعجيله . من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة . من ضرب يديه على فخذيه عند مصيبة حبط أجره . أفضل أعمال المرء انتظار الفرج من اللّه عز و جل . من أحزن والديه فقد عقّهما . استنزلوا الرزق بالصدقة . ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء،فوالذّي فلق الحبّة وبرأ النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة (1) إلى أسفلها ، ومن ركض البراذين . سلوا اللّه العافية من جهد البلاء ، فإنّ جهد البلاء ذهاب الدين .

.


1- .التلعة : ما علا من الأرض .

ص: 152

السعيد من وُعِظ بغيره فاتّعظ . روِّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة ، فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خُلقه درجة الصائم القائم . ومن شرب الخمر وهو يعلم أ نها حرام سقاه اللّه من طينة خبال 1 ، وإن كان مغفورا له . لا نذر في معصية ، ولا يمين في قطيعة . الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر . لتطيّب المرأة المسلمة لزوجها . المقتول دون ماله شهيد . المغبون غير محمود ولا مأجور . لا يمين لولد مع والده ، ولا للمرأة مع زوجها . لا صمت يوما إلى اللّيل إلاّ بذكر اللّه عز و جل . لا تعرّب بعد الهجرة . ولا هجرة بعد الفتح . تعرّضوا للتجارة فإنّ فيها غنىً لكم عمّا في أيدي الناس ، وإنّ اللّه عز و جل يحبّ العبد المحترف الأمين . ليس عمل أحبّ إلى اللّه عز و جل من الصلاة ، فلا يشغلنّكم عن أوقاتها شيء من اُمور الدنيا ، فإنّ اللّه عز و جل ذمّ أقواما فقال : « الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ » (1) يعني : إنّهم غافلون ، استهانوا بأوقاتها . اعلموا أنّ صالحي عدوّكم يرائي بعضهم بعضا ، ولكنّ اللّه عز و جل لا يوفّقهم ولا يقبل إلاّ ما كان له خالصا .

.


1- .سورة الماعون ( 107 ) ، الآية 5 .

ص: 153

البرّ لا يُبلى والذنب لا يُنسى ، واللّه الجليل مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون . المؤمن لا يغشّ أخاه ولا يخونه ولا يخذله ولا يتّهمه ولا يقول له : أنا منك بريء . أُطلب لأخيك عذرا ، فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا . مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجّل . واستعينوا باللّه واصبروا فإنّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين . لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم . ارحموا ضعفاءكم واطلبوا الرحمة من اللّه عز و جل بالرحمة لهم . إيّاكم وغيبة المسلم ، فإنّ المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى اللّه عز و جل عن ذلك ، فقال تعالى : « وَ لاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا » . (1) لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي اللّه عز و جل ، يتشبّه بأهل الكفر ، يعني المجوس . ليجلس أحدكم على طعامه جلسة العبد ، وليأكل على الأرض ، ولا يشرب قائما . إذا أصاب أحدكم الدابّة وهو في صلاته فليدفنها ويتفل عليها ، أو يصيّرها في ثوبه حتّى ينصرف . الالتفات الفاحش يقطع الصلاة ، وينبغي لمن يفعل ذلك أن يبتدئ الصلاة بالأذان والإقامة والتكبير . من قرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » (2) من قبل أن تطلع الشمس إحدى عشرة مرّة ومثلها « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ » (3) ومثلها آية الكرسي ، منع ماله ممّا يخاف . من قرأ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنبٌ وإن جهد إبليس .

.


1- .سورة الحجرات ( 49 ) ، الآية 12 .
2- .سورة الإخلاص (112)، الآية 1 .
3- .سورة القدر (97) ، الآية 1 .

ص: 154

استعيذوا باللّه من ضلع الدين (1) وغلبة الرجال . من تخلّف عنّا هلك . تشمير الثياب طهور لها ، قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ ثِيَابَكَ فَطَهِّرْ » (2) يعني فشمّر . لعق العسل شفاء من كلّ داء ، قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « يَخْرُجُ مِنم بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُو فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ » (3) ، وهو مع قراءة القرآن . ومضغ اللبان يذيب البلغم . ابدؤوا بالملح في أوّل طعامكم . فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرَّب . من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلاّ اللّه عز و جل . صبّوا على المحموم الماء البارد في الصيف ، فإنّه يسكن حرّها . صوموا ثلاثة أيّام في كلّ شهر فهي تعدل صوم الدهر . ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء ؛ لأنّ اللّه عز و جل خلق جهنّم يوم الأربعاء . إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس ، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال : اللّهمَّ بارك لاُمّتي في بكورها يوم الخميس . وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات من آخر آل عمران وآية الكرسي وإنّا أنزلناه ، واُمّ الكتاب ، فإنّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة . عليكم بالصفيق من الثياب فإنّه من رقّ ثوبه رقَّ دينه . لا يقومنَّ أحدكم بين يدي الربّ جلّ جلاله وعليه ثوب يشفّ . توبوا إلى اللّه عز و جل وادخلوا في محبّته ، فإنّ اللّه عز و جل يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين . والمؤمن توّاب . إذا قال المؤمن لأخيه : اُفٍّ انقطع ما بينهما ، فإذا قال له : أنت كافر كفر أحدهما ، وإذا اتّهمه انماث الإسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء . باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلى اللّه توبةً نصوحا ، عسى ربّكم أن يكفّر

.


1- .أي : من إعوجاج الدِّين والميل إلى خلافه .
2- .سورة المدثر ( 74 ) ، الآية 4 .
3- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 69 .

ص: 155

عنكم سيّئاتكم ، وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم ، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلاّ بذنوب اجترحوا ، إنّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد ، ولو أ نهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تزل ، ولو أ نهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى اللّه عز و جل بصدقٍ من نيّاتهم ، ولم يهنوا ولم يسرفوا لأ صلح اللّه لهم كلّ فاسد ، ولردّ عليهم كلّ صالح . وإذا ضاق المسلم فلا يشكونّ ربّه عز و جل ، وليشتك إلى ربّه الّذي بيده مقاليد الاُمور وتدبيرها . في كلّ امرى ء واحدة من ثلاث : الطيرة ، والكبر ، والتمنّي ؛ فإذا تطيّر أحدكم فليمض على طيرته وليذكر اللّه عز و جل ، وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة ؛ وإذا تمنى فليسأل اللّه عز و جل ويبتهل إليه ولا ينازعه نفسه إلى الإثم . خالطوا الناس بما يعرفون ، ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا . إنَّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّبٌ أو نبيّ مرسلٌ أو عبد قد امتحن اللّه قلبه للإيمان . إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ باللّه وليقل : آمنت باللّه وبرسوله مخلصا له الدِّين . إذا كسا اللّه عز و جل مؤمنا ثوبا جديدا فليتوضّأ وليصلِّ ركعتين يقرأ فيهما أُمّ الكتاب وآية الكرسيّ و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » و « إِنَّ_آ أَنزَلْنَ_هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » ، ثمّ ليحمد اللّه الّذي ستر عورته ، وزيّنه في الناس ، وليكثر من قول : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، فإنّه لا يُعصى اللّه فيه ، وله بكلّ سلك فيه ملك يقدّس له ويستغفر له ويترحمّ عليه . اطرحوا سوء الظن بينكم ، فإنَّ اللّه عز و جل نهى عن ذلك . أنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ومعي عترتي وسبطيَّ على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا ، فإنّ لكلّ أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ، ولأهل مودّتنا شفاعة ، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنّا نذود عنه أعدائنا ، ونسقي منه أحبّائنا وأوليائنا ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، حوضنا مترع فيه مثعبان (1) ينصبّان من الجنّة ؛ أحدهما من تسنيم ،

.


1- .المثعب : مسيل المياه .

ص: 156

والآخر من معين ، على حافتيه الزعفران ، وحصاه اللّؤلؤ والياقوت ، وهو الكوثر . إنّ الاُمور إلى اللّه عز و جل ليست إلى العباد ، ولو كانت إلى العباد ماكانوا ليختاروا علينا أحدا ، ولكنَّ اللّه يختصّ برحمته من يشاء ، فاحمدوا اللّه على ما اختصّكم به من بادى ء النعم _ أعني طيب الولادة _ . كلّ عين يوم القيامة باكية ، وكلّ عين يوم القيامة ساهرةٌ ، إلاّ عين من اختصه اللّه بكرامته ، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّد عليهم السلام . شيعتنا بمنزلة النحل ، لو يعلم الناس ما في أجوافها لأكلوها . لا تعجّلوا الرجل عند طعامه حتّى يفرغ ، ولا عند غائطه حتّى يأتي على حاجته . إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل : لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم الحيُّ القيّوم وهو على كلّ شيء قدير ، سبحان ربِّ النبيّين وإله المرسلين ، ربّ السماوات السبع وما فيهنّ وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ ، وربّ العرش العظيم ، والحمد للّه ربّ العالمين . فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم : حسبي اللّه ، حسبي الربّ من العباد ، حسبي الّذي هو حسبي منذ كنت ، حسبي اللّه ونعم الوكيل . وإذا قام أحدكم من اللّيل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ : « إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ _ إلى قوله _ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ » (1) الإطلاع في بئر زمزم يذهب الداء ، فاشربوا من مائها ممّا يلي الركن الّذي فيه الحجر الأسود ، فإنّ تحت الحجر أربعة أنهار من الجنّة : الفرات ، والنيل ، وسيحان ، وجيحان ، وهما نهران . لايخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ، ولا ينفذ في الفيء أمر اللّه عز و جل ، فإن مات في ذلك كان معيّنا لعدوّنا في حبس حقوقنا،والإشاطة بدمائنا،وميتته ميتةٌ جاهليّةٌ. ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب ، وجهتنا رضى الربّ عز و جل . والآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس ، والمنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه

.


1- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآيات 190 _ 194 .

ص: 157

في سبيل اللّه ، من شهدنا في حربنا أو سمع واعيتنا (1) فلم ينصرنا أكبّه اللّه على منخريه في النار . نحن باب الغوث إذا اتّقوا وضاقت عليهم المذاهب ، ونحن باب حطّة _ وهو باب السلام _ ، من دخله نجا ومن تخلّف عنه هوى ، بنا يفتح اللّه وبنا يختم اللّه ، وبنا يمحو مايشاء وبنا يثبت ، وبنا يدفع اللّه الزمان الكَلِب (2) ، وبنا ينزل الغيث ، فلا يغرّنّكم باللّه الغرور . ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عز و جل ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ، ولأخرجت الأرض نباتها ، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد ، واصطلحت السباع والبهائم حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام ، لا تضع قدميها إلاّ على النبات ، وعلى رأسها زينتها ، لا يهيجها سبع ولا تخافه . ولو تعلمون مالكم في مقامكم بين عدوِّكم وصبركم على ماتسمعون من الأذى لقرّت أعينكم ، ولو فقدتموني لرأيتم من بعدي أُمورا يتمنّى أحدكم الموت ممّا يرى من أهل الجحود والعدوان من أهل الأثرة والاستخفاف بحقّ اللّه تعالى ذكره والخوف على نفسه ، فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرّقوا ، وعليكم بالصبر والصلاة والتقيّة . اعلموا أنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ يبغض من عباده المتلوّن ، فلا تزولوا عن الحقّ وولاية أهل الحقّ ، فإنّ من استبدل بنا هلك وفاتته الدنيا وخرج منها . إذا دخل أحدكم منزله فليسلّم على أهله ؛ يقول : « السلام عليكم » ، فإن لم يكن له أهل فليقل : « السلام علينا من ربّنا » . وليقرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » حين يدخل منزله ، فإنّه ينفي الفقر . علّموا صبيانكم الصلاة ، وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين . تنزّهوا عن قرب الكلاب ، فمن أصاب الكلب وهو رطب فليغسله ، وإن كان جافّا فلينضح ثوبه بالماء . إذا سمعتم من حديثنا مالا تعرفون فردّوه إلينا وقفوا عنده وسلّموا حتّى يتبيّن لكم

.


1- .الواعية : الصوت والصراخ .
2- .أي : شديد ، ضيّق ، جدب .

ص: 158

الحقّ ، ولا تكونوا مذاييع عجلى ، إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصّر الّذي يقصر بحقّنا ، من تمسّك بنا لحق ، ومن سلك غير طريقتنا غرق ، لمحبّينا أفواج من رحمة اللّه ، ولمبغضينا أفواج من غضب اللّه ، وطريقنا القصد ، وفي أمرنا الرشد . لا يكون السهو في خمس: في الوتر، والجمعة، والركعتين الأوليين من كلّ صلاة مكتوبة ، وفي الصبح ، وفي المغرب . ولا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور حتّى يتطهّر . اعطوا كلّ سورة حظّها من الركوع والسجود إذا كنتم في الصلاة . لا يصلّي الرجل في قميص متوشّحا به (1) فإنّه من أفعال قوم لوط . تجزي الصلاة للرجل في ثوب واحد ، يعقد طرفيه على عنقه ، وفي القميص الضيّق يزرّه عليه . لا يسجد الرجل على صورة ولا على بساط فيه صورة ، ويجوز له أن تكون الصورة تحت قدمه ، أو يطرح عليه مايواريها . لا يعقد الرجل الدراهم الّتي فيها صورة في ثوبه وهو يصلّي ، ويجوز أن يكون الدراهم في هميان أو في ثوب إذا خاف ويجعلها إلى (2) ظهره . لا يسجد الرجل على كُدْس (3) حنطة ولا على شعير ، ولا على لون ممّا يؤكل ، ولا يسجد على الخبز . لا يتوضأ الرجل حتّى يسمّي ، يقول قبل أن يمسّ الماء : بسم اللّه وباللّه ، اللّهمَّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين . فإذا فرغ من طهوره قال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، فعندها يستحقّ المغفرة . من أتى الصلاة عارفا بحقّها غفر له . لا يصلّي الرجل نافلة في وقت فريضة إلاّ من عذر ، ولكن يقضي بعد ذلك إذا أمكنه القضاء ، قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآل_ءِمُونَ » (4) ، يعني : الّذين يقضون مافاتهم من الليل بالنهار ، وما فاتهم من النهار باللّيل . لا تقضي النافلة في وقت فريضة ، ابدأ بالفريضة ثمّ صلّ مابدا لك .

.


1- .وشح ثبوبه : أدخله تحت إبطه فألقاه على منكبه .
2- .نسخة بدل : « في » .
3- .الكدس _ بالضّم فالسكون _ : الحبّ المحصود المجموع .
4- .سورة المعارج ( 70 ) ، الآية 23 .

ص: 159

الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة.ونفقة درهم في الحجّ تعدل ألف درهم. ليخشع الرجل في صلاته فإنّه من خشع قلبه للّه عز و جل خشعت جوارحه ، فلا يعبث بشيء . القنوت في صلاة الجمعة قبل الركوع الثانية ؛ ويقرأ في الأُولى الحمد والجمعة ، وفي الثانية الحمد والمنافقين . اجلسوا في الركعتين حتّى تسكن جوارحكم ، ثمّ قوموا فإنّ ذلك من فعلنا . إذا قام أحدكم بين يدي اللّه جلّ جلاله فليرفع يده حذاء صدره . وإذا كان أحدكم بين يدي اللّه جلّ جلاله فليتحرّى بصدره وليقم صلبه ولا ينحني . إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء . فقال عبداللّه بن سبأ : يا أمير المؤمنين ، أليس اللّه في كلّ مكان ؟ قال : بلى ، قال : فلم يرفع العبد يديه إلى السماء ؟ قال : أما تقرأ : « وَ فِى السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ » (1) فمن أين يُطلب الرزق إلاّ من موضعه ! وموضع الرزق وما وعد اللّه عز و جل السماء . لا ينفتل العبد من صلاته حتّى يسأل اللّه الجنّة ، ويستجير به من النار ، ويسأله أن يزوّجه من الحور العين . إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليصل صلاة مودّع . لا يقطع الصلاة التبسّم وتقطعها القهقهة . إذا خالط النوم القلب وجب الوضوء . إذا غلبتك عينك وأنت في الصلاة فاقطع الصلاة ونم ، فإنّك لا تدري تدعو لك أو على نفسك ، لعلّك أن تدعو على نفسك . من أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعداءنا بيده فهو معنا في الجنّة في درجتنا ، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعداءنا فهو أسفل من ذلك بدرجتين ، ومن أحبّنا بقلبه ولم يعنّا بلسانه ولا بيده فهو في الجنّة ، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدوّنا في النار ، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار ، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه فهو في النار . إنَّ أهل الجنّة لينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الإنسان إلى الكواكب في السماء . إذا قرأتم من المسبّحات الأخيرة فقولوا : سبحان اللّه الأعلى ، وإذا قرأتم : « إِنَّ اللَّهَ

.


1- .سورة الذاريات (51) ، الآية 22 .

ص: 160

وَ مَلَ_ل_ءِكَتَهُو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ » (1) فصلّوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها . ليس في البدن شيء أقلّ شكرا من العين ، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر اللّه عز و جل . وإذا قرأتم : « وَ التِّينِ » (2) فقولوا في آخرها : ونحن على ذلك من الشاهدين . وإذا قرأتم قوله : « ءَامَنَّا بِاللَّهِ » 3 اغسلوا صبيانكم من الغمر ، فإنّ الشياطين تشمّ الغمر فيفزع الصبيّ في رقاده ، ويتأذّى به الكاتبان . لكم أوّل نظرة إلى المرأة فلا تتّبعوها بنظرة اُخرى ، واحذروا الفتنة . مدمن الخمر يلقى اللّه عز و جل حين يلقاه كعابد وثن . فقال حَجْر بن عُديّ : يا أمير المؤمنين ماالمدمن ؟ قال : الّذي إذا وجدها شربها . من شرب المسكر لم تقبل صلاته أربعين يوما وليلة . من قال لمسلم قولاً يريد به انتقاص مروءته حبسه اللّه عز و جل في طينة خبال حتّى يأتي ممّا قال بمخرج . لا ينام الرجل مع الرجل ( ولا المرأة مع المرأة في ثوب واحد ) فمن فعل ذلك وجب عليه الأدب ، وهو التعزير . كلوا الدُبّاء (3) فإنّه يزيد في الدماغ ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميعجبه الدُبّاء .كلوا الاُترج قبل الطعام وبعده ، فإنّ آل محمدّ عليهم السلاميفعلون ذلك . الكمثرى يجلو القلب ، ويسكّن أوجاع الجوف . إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إبليس ينظر إليه حسدا لما يرى من رحمة اللّه الّتي تغشاه . شرّ الاُمور محدثاتها ، وخير الاُمور ما كان للّه عز و جل رضا . من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة . اتّخذوا الماء طيبا . من رضي من اللّه عز و جل بما قسم له استراح بدنه .

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 56 .
2- .سورة التين (95) ، الآية 1 .
3- .الدُبّاء : القرع .

ص: 161

خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من اللّه عز و جل . لو يعلم المصلّي مايغشاه من جلال اللّه ما سرّه أن يرفع رأسه من سجوده . إيّاكم وتسويف العمل ، بادروا به إذا أمكنكم . ما كان لكم من رزق فسيأتيكم على ضعفكم ، وما كان عليكم فلن تقدروا أن تدفعوه بحيلة . مروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، واصبروا على ما أصابكم . سراج المؤمن معرفة حقّنا . أشدّ العمى من عمى عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منّا ، إلاّ أ نّا دعونا إلى الحقّ ، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منّا والعداوة لنا . لنا راية الحقّ من استظلّ بها كنّته (1) ، ومن سبق إليها فاز ، ومن تخلّف عنها هلك ، ومن فارقها هوى ، ومن تمسّك بها نجا . أنا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة . واللّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق . إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر تتفرّقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب . إذا عطس أحدكم فسمّتوه ؛ قولوا : « يرحمك اللّه » ، وهو يقول لكم : « يغفر اللّه لكم ويرحمكم » قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ » . (2) صافح عدوّك وإن كره ، فإنّه ممّا أمر اللّه عز و جل به عباده يقول « ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُو عَدَ وَةٌ كَأَنَّهُو وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَ مَا يُلَقَّ_ل_هَآ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَ مَا يُلَقَّ_ل_هَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ » (3) ، ما يكافئ عدوّك بشيء أشدّ عليه من أن تطيع اللّه فيه ، وحسبك أن ترى عدوّك يعمل بمعاصي اللّه عز و جل . الدنيا دول ، فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب حتّى تأتيك دولتك .

.


1- .أي : سترته في كنه وغظّته وصانته من الشمس .
2- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 86 .
3- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآيات 34 _ 35 .

ص: 162

المؤمن يقظان مترقّب خائف ينتظر إحدى الحسنيين ، ويخاف البلاء حذرا من ذنوبه ، يرجو رحمة ربّه عز و جل ، يعرى المؤمن من خوفه ورجائه ، يخاف ممّا قدّم ، ولا يسهو عن طلب ما وعده اللّه ، ولا يأمن ممّا خوّفه اللّه عز و جل . أنتم عمّار الأرض الّذين استخلفكم اللّه عز و جل فيها لينظر كيف تعملون ، فراقبوه فيما يرى منكم . عليكم بالمحجّة العظمى فاسلكوها ، لا تستبدل بكم غيركم . من كمل عقله حسن عمله ونظره إلى دينه . « سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَ_وَ تُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ » (1) فإنّكم لن تنالوها إلاّ بالتقوى . من صدئ بالإثم عشى (2) عن ذكر اللّه عز و جل . من ترك الأخذ عن أمر اللّه بطاعته قيّض اللّه له شيطانا فهو له قرين . ما بال من خالفكم أشدّ بصيرةً في ضلالتهم وأبذل لما في أيديهم منكم ! ما ذاك إلاّ أ نكم ركنتم إلى الدنيا فرضيتم بالضيم ، وشححتم على الحطام ، وفرّطتم فيما فيه عزكم وسعادتكم وقوتكم على من بغي عليكم ، لا من ربّكم تستحيون فيما أمركم به ! ولا لأنفسكم تنظرون ! وأنتم في كلّ يوم تضامون ولا تنتبهون من رقدتكم ، ولا ينقضي فتوركم ، أماترون إلى بلادكم ودينكم (3) كلّ يوم يبلى وأنتم في غفلة الدنيا ؟ يقول اللّه عز و جل لكم : « وَ لاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ مَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ » . (4) سمّوا أولادكم ، فإن لم تدروا أذَكَرٌ هم أم اُنثى ، فسمّوهم بالأسماء الّتي تكون للذكر والاُنثى ، فإنّ أَسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه : ألا سمّيتني وقد سمّى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممحسنا قبل أن يولد !

.


1- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 133 .
2- .أي : أعرض عنه .
3- .نسخة بدل : « وإلى دينكم » .
4- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 113 .

ص: 163

إيّاكم وشرب الماء من قيام على أرجلكم ؛ فإنّه يورث الداء الّذي لا دواء له ، أو يعافي اللّه عز و جل . إذا ركبتم الدوابّ فاذكروا اللّه عز و جل وقولوا : « سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُو مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّ_آ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ » (1) . إذا خرج أحدكم في سفر فليقل : « اللّهمَّ أنت الصاحب في السفر ، والحامل على الظهر ، والخليفة في الأهل والمال والولد » ، وإذا نزلتم منزلاً فقولوا : « اللّهمَّ أنزلنا منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين » . إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق فقولوا حين تدخلون الأسواق : « أشهدُ أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من صفقة خاسرة ، ويمين فاجرة ، وأعوذ بك من بوار الأيّم » . المنتظر وقت الصلاة بعد الصلاة من زوّار اللّه عز و جل ، وحقّ على اللّه تعالى أن يكرم زائره وأن يعطيه ما سأل . الحاجّ والمعتمر وفد اللّه (2) ويحبوه بالمغفرة . من سقى صبيا مسكرا وهو لا يعقل حبسه اللّه تعالى في طينة الخبال حتّى يأتي ممّا صنع بمخرج . الصدقة جُنّة عظيمة من النار للمؤمن ، ووقاية للكافر من أن يتلف (3) ، تعجّل له الخلف ، ودفع عنه البلايا ، وماله في الآخرة من نصيب . باللسان كُبّ أهل النار في النار ، وباللّسان اُعطي أهل النور النور ، فاحفظوا ألسنتكم واشغلوها بذكر اللّه عز و جل . أخبث الأعمال ماورث الضلال ، وخير ما اكتسب أعمال البرّ . إيّاكم وعمل الصور فتُسأَلوا عنها يوم القيامة . إذا أُخذت منك قذاة فقل : أماط اللّه عنك ماتكره . إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمّام : « طاب حمّامك وحميمك » فقل :

.


1- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآيات 13 _ 14 .
2- .في البحار : « وفد اللّه وحقّ على اللّه تعالى أن يكرم وفده ويحبوه » .
3- .في البحار : « أن يتلف من أتلف ماله تعجّل » .

ص: 164

« أنعم اللّه بالك » . إذا قال لك أخوك : « حيّاك اللّه بالسلام » فقل أنت : « فحيّاك اللّه بالسلام ، وأحلّك دار المقام » . لا تبلْ على المحجّة ، ولا تتغوّط عليها . السؤال بعد المدح ، فامدحوا اللّه ثمّ أسألوا الحوائج ، أثنوا على اللّه عز و جل وامدحوه قبل طلب الحوائج ، يا صاحب الدعاء ، لا تسأل عما لا يكون ولا يحلّ . إذا هنّأتم الرجل عن مولود ذكر فقولوا : « بارك اللّه لك في هبته ، وبلّغه أشدّه ، ورزقك برّه » . إذا قدم أخوك من مكّة فقبّل بين عينيه وفاه الّذي قبّل به الحجر الأسود الّذي قبّله رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، والعين الّتي نظر بها إلى بيت اللّه عز و جل ، وقبّل موضع سجوده ووجهه ، وإذا هنّأتموه فقولوا له : « قبل اللّه نسكك ، ورحم سعيك ، وأخلف عليك نفقتك ، ولا جعله آخر عهدك ببيته الحرام » . احذروا السِّفلة فإنّ السِّفلة من لا يخاف اللّه عز و جل ، فيهم قتلة الأنبياء ، وفيهم أعداؤنا . إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ اطّلع إلى الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا ، اُولئك منّا وإلينا ، مامن الشيعة عبدٌ يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتّى يبتلى ببليّة تمحّص بها ذنوبه ، إمّا في مال ، وإمّا في ولد ، وإمّا في نفسه ، حتّى يلقى اللّه عز و جل وماله ذنبٌ ، وإنّه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدّد به عليه عند موته . الميّت من شعيتنا صدّيق شهيد ، صدّق بأمرنا ، وأحبّ فينا ، وأبغض فينا ، يريد بذلك اللّه عز و جل ، مؤمن باللّه وبرسوله ، قال اللّه عز و جل : « وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِى أُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ » . (1) افترقت بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأُمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنّة . من أذاع سرّنا أذاقه اللّه بأس الحديد .

.


1- .سورة الحديد ( 57 ) ، الآية 19 .

ص: 165

اختتنوا أولادكم يوم السابع ، لا يمنعكم حرّ ولا برد فإنّه طهور للجسد ، وإنّ الأرض لتضجّ إلى اللّه تعالى من بول الأغلف . السُكر أربع سكرات : سُكر الشراب ، وسكر المال ، وسكر النوم ، وسكر المُلك . إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ، وإنّه لا يدري أينتبه من رقدته أم لا . اُحبّ للمؤمن أن يطلي في كلّ خمسة عشر يوما من النورة . اقلّوا من أكل الحيتان فإنّها تذيب البدن وتكثر البلغم وتغلظ النفس . حسو (1) اللّبن شفاء من كلّ داء إلاّ الموت . كلوا الرمّان بشحمه فإنّه دباغ للمعدة ، وفي كلّ حبّة من الرمّان إذا استقرّت في المعدة حياة للقلب وإنارة للنفس ، وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة . نِعم الآدام الخلّ يكسر المرّة ويحيي القلب . كلوا الهندباء فما من صباح إلاّ وعليه قطرة من قطر[ ات ]الجنّة . اشربوا ماء السماء فإنّه يطهّر البدن ويدفع الأسقام ، قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِى وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَ_نِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَْقْدَامَ » (2) . مامن داء إلاّ وفي الحبّة السوداء منه شفاء إلاّ السامّ . لحوم البقر داء ، وألبانها دواء ، وأسمانها شفاء . ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوي به أفضل من الرطب ، قال اللّه عز و جل لمريم عليهاالسلام : « وَ هُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَ_قِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِى وَ اشْرَبِى وَ قَرِّى عَيْنًا » . (3) حنّكوا أولادكم بالتمر ، فهكذا فعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمبالحسن والحسين .

.


1- .الحسو : الشرب شيئا بعد شيء .
2- .سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية 11 .
3- .سورة مريم (19) ، الآيات 25 _ 26 .

ص: 166

إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجّلها ، فإن للنساء حوائج . إذا رأى أحدكم امرأةً تعجبه فليأت أهله فإنّ عند أهله مثل ما رأى ، ولا يجعلنّ للشيطان إلى قلبه سبيلاً ، وليصرف بصره عنها ، فإن لم تكن له زوجة فليصلّ ركعتين ويحمد اللّه كثيرا ، ويصلّي على النبيّ وآله ، ثمّ ليسأل اللّه من فضله ، فإنّه يبيح له برأفته مايغنيه . إذا أتى أحدكم زوجته فليقلّ الكلام ، فإنّ الكلام عند ذلك يورث الخرس . لا ينظرنَّ أحدكم إلى باطن فرج امرأته لعلّه يرى مايكره ويورث العمى . إذا أراد أحدكم مجامعة زوجته فليقل : « اللّهمَّ إنّي استحللت فرجها بأمرك ، وقبلتها بأمانتك ، فإن قضيت لي منها ولدا فاجعله ذكرا سويّا ، ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شريكا » . الحقنة من الأربع ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ أفضل ماتداويتم به الحقنة ، وهي تعظم البطن ، وتنقّي داء الجوف ، وتقوّي البدن . استعطوا بالبنفسج وعليكم بالحجامة . إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فليتوقّ أوّل الأهلّة وأنصاف الشهور ، فإنّ الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين ، والشياطن يطلبون الشرك فيهما فيجيئون ويحبّلون . توقّوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء ، فإنّ يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ ، وفيه خُلقت جهنّم ، وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلاّ مات . (1)

.


1- .الخصال ، ص611 ؛ تحف العقول ، باب آدابه عليه السلام لأصحابه وهي أربعمئة باب للدين والدنيا ، ص100 ؛ بحار الأنوار ، ج10 ، ص89 ( كتاب الاحتجاج ، باب ما علّمه _ صلوات اللّه عليه _ من أربعمئة باب فيما يصح للمسلم فى دينه ودنياه ، ح1 ) .

ص: 167

. .

ص: 168

. .

ص: 169

كتاب النبوّة

كتاب النبوّةكامل الزيارات :حدَّثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبداللّه ، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره ، عن أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، والحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين عليهماالسلامقالا : من أحبّ أن يصافحه مئة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبداللّه الحسين بن علي عليهماالسلام في النصف من شعبان ، فإنّ أرواح النبيين عليهم السلام يستأذنون اللّه في زيارته فيؤذن لهم ، منهم خمسة اُولو العزم من الرسل ، قلنا : من هم ؟ قال : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد _ صلى اللّه عليهم أجمعين _ ، قلنا له : ما معنى اُولي العزم ؟ قال : بُعثوا إلى شرق الأرض وغربها جنّها وإنسها . (1)

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه حسين بن يزيد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، أ نّه سأله رجل فقال : لأيّ شيء بعث اللّه الأنبياء والرسل إلى الناس ؟ فقال : لئلاّ يكون للناس على اللّه حجّة من بعد الرسل ، ولئلاّ يقولوا : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، وليكون حجّة اللّه عليهم ، ألا تسمع اللّه عز و جل يقول حكاية عن خزنة جهنم ، واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل : « أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُواْ بَلَى قَدْ جَآءَنَا

.


1- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص334 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص32 ( كتاب النبوّة ، باب معنى النبوّة وعلّة بعثة الأنبياء ، ح25 ) .

ص: 170

نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَ قُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَىْ ءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضَلَ_لٍ كَبِيرٍ » (1) . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : نزلت التوراة في ستٍّ مضت من شهر رمضان ، ونزل الإنجيل في اثنى عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ، ونزل القرآن في ليلة القدر . (3)

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : لأيّ علّة اعطى اللّه عز و جل أنبياءه ورسله وأعطاكم المعجزة ؟ فقال : ليكون دليلاً على صدق من أتى به ، والمعجزة علامة للّه لا يعطيها إلاّ أنبياءه ورسله وحججه ، ليُعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب . (4)

تفسير القمّي :قوله : « حَتَّى إِذَا اسْتَيْ_?سَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَ_آءَهُمْ نَصْرُنَا » (5) قال علي بن إبراهيم : حدَّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : وكّلهم اللّه إلى أنفسهم فظنّوا أنّ الشياطين قد تمثّلت لهم في صورة الملائكة . (6)

الاحتجاج :عن أبي بصير قال : كان مولانا أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام

.


1- .سورة الملك ( 67 ) ، الآيات 9 _ 10 .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص121 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص39 ( كتاب النبوّة ، باب معنى النبوّة وعلّة بعثة الأنبياء ، ح37 ) .
3- .الكافي ، ج4 ، ص157 ( كتاب الصيام ، باب في ليلة القدر ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص59 ( كتاب النبوّة ، باب معنى النبوّة وعلّة بعثة الأنبياء ، ح64 ) .
4- .علل الشرائع ، ج1 ، ص122 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص71 ( كتاب النبوّة ، باب علّة المعجزة وعلّة اختصاص كل نبيّ به معجزة خاصة ، ح2 ) .
5- .سورة يوسف (12) ، الآية 110 .
6- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص358 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص86 ( كتاب النبوّة ، باب عصمة الأنبياء وتأويل مايوهم خطأهم وسهوهم ، ح9 ) .

ص: 171

جالسا في الحرم وحوله عصابة من أوليائه ، إذ أقبل طاووس اليماني في جماعة من أصحابه ثم قال لأبي جعفر عليه السلام : أتأذن لي في السؤال ؟ فقال : أذنا لك فسل . قال : إخبرني متى هلك ثلث الناس ؟ قال : وهمت يا شيخ ! أردت أن تقول : « متى هلك ربع الناس ؟ » وذلك يوم قَتل قابيل هابيل ، كانوا أربعة : آدم ، وحوّاء ، وقابيل ، وهابيل ، فهلك ربعهم . فقال : أصبتَ ووهمتُ أنا ، فايهما كان أبا للناس القاتل أو المقتول ؟ قال : لا واحد منهما ، بل أبوهم شيث بن آدم . قال : فلم سُمي آدم آدم ؟ قال : لأ نّه رفعت طينته من أديم الأرض السفلى . قال : ولم سُميت حوّاء حوّاء ؟ قال : لأنها خُلقت من ضلع حي ، يعني ضلع آدم . قال : فلم سُمي إبليس إبليس ؟ قال : لأ نّه ابلس من رحمة اللّه عز و جل فلا يرجوها . قال : فلم سُمي الجن جنا ؟ قال : لأنهم استجنوا فلم يروا . قال : فاخبرني عن كذبةٍ كُذبتْ ، من صاحبها ؟ قال : إبليس حين قال : « قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُو مِن طِينٍ » . (1) قال : فاخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق وكانوا كاذبين ؟ قال : المنافقون حين قالوا لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : « نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ » فانزل اللّه عز و جل : « إِذَا جَآءَكَ الْمُنَ_فِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُو وَ اللَّهُ

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 12 .

ص: 172

يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَ_فِقِينَ لَكَ_ذِبُونَ » . (1) قال : فاخبرني عن طائر طار مرّة ولم يطر قبلها ولا بعدها ، ذكره اللّه عز و جل في القرآن ما هو ؟ فقال : طور سيناء أطاره اللّه عز و جل على بني إسرائيل حين أظلهم بجناح منه ، فيه ألوان العذاب ، حتّى قبلوا التوراة ، وذلك قوله عز و جل : « وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُو ظُ_لَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُو وَاقِعُم بِهِمْ » (2) الآية . قال : فاخبرني عن رسول بعثه اللّه تعالى ، ليس من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة ، ذكره اللّه تعالى في كتابه ؟ قال : الغراب ، حين بعثه اللّه عز و جل ليري قابيل كيف يواري سوأة أخيه هابيل حين قتله ، قال اللّه عز و جل : « فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى الْأَرْضِ لِيُرِيَهُو كَيْفَ يُوَ رِى سَوْءَةَ أَخِيهِ » . (3) قال : فاخبرني عمّن أنذر قومه ، ليس من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة ، ذكره اللّه عز و جل في كتابه ؟ قال : النملة ، حيث قالت : « يَ_أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَ_كِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَ_نُ وَ جُنُودُهُو وَ هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ » . (4) قال : فاخبرني عمّن كُذب عليه ، ليس من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة ، ذكره اللّه عز و جل في كتابه ؟ قال : الذئب الّذي كذب عليه إخوة يوسف . قال : فاخبرني عن قليله حلال وكثيره حرام ، ذكره اللّه عز و جل في كتابه ؟

.


1- .سورة المنافقون ( 63 ) ، الآية 1 .
2- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 171 .
3- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 31 .
4- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 18 .

ص: 173

قال : نهر طالوت . قال اللّه عز و جل : « إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةَم بِيَدِهِ » . (1) قال : فاخبرني عن صلاة فريضة تُصلّى بغير وضوء ، وعن صوم لا يحجز عن أكل ولا شرب ؟ قال : أما الصلاة بغير وضوء فالصلاة على النبي وآله عليه و عليهم السلام ، وأما الصوم فقول اللّه عز و جل : « إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ_نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا » . (2) قال : فاخبرني عن شيء يزيد وينقص ، وعن شيء يزيد ولا ينقص ، وعن شيء ينقص ولا يزيد ؟ فقال الباقر عليه السلام : أما الشيء الّذي يزيد وينقص فهو : القمر ، والشيء الّذي هو يزيد ولا ينقص فهو : البحر ، والشيء الّذي ينقص ولا يزيد هو : العمر . وقد تكرر إيراد أول هذا الخبر لما في آخره من الفوائد . وبالإسناد المقدم ذكره عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام أ نّه قال : كان عليّ بن الحسين زين العابدين جالسا في مجلسه فقال يوما في مجلسه : إن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلما أُمر بالمسير إلى تبوك ، أمر بأن يخلف عليا بالمدينة . فقال علي عليه السلام : يارسول اللّه ، ما كنت أحب أن اتخلف عنك في شيء من اُمورك ، وأن أغيب عن مشاهدتك والنظر إلى هديك ، وسمتك ، فقال رسول اللّه : ياعلي ، أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أ نّه لا نبي بعدي ، تقيم يا علي ، وأن لك في مقامك من الأجر مثل الّذي يكون لك لو خرجت مع رسول اللّه ، ولك اُجور كل من خرج مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله موقنا طائعا ، وإن لك على اللّه ياعلي ، لمحبتك أن تشاهد من محمّد سمته في ساير أحواله ، بأن يأمر جبرئيل في جميع مسيرنا هذا أن يرفع الأرض الّتي يسير عليها ، والأرض الّتي تكون أنت عليها ، ويقوّي بصرك حتّى تشاهد محمّدا وأصحابه في ساير أحوالك وأحوالهم ، فلا يفوتك الأُنس من رؤيته ورؤية أصحابه ، ويغنيك ذلك عن المكاتبة والمراسلة .

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 249 .
2- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 26 .

ص: 174

فقام رجل من مجلس زين العابدين لما ذكر هذا وقال له : يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كيف يكون وهذا للأنبياء لا لغيرهم ؟ فقال زين العابدين عليه السلام : هذا هو معجزة لمحمد رسول اللّه لا لغيره ؛ لأن اللّه إنما رفعه بدعاء محمّد ، وزاد في نور بصره أيضا بدعاء محمّد ، حتّى شاهد ما شاهد وأدرك ما أدرك ، ثم قال له الباقر عليه السلام : ياعبداللّه ، ما أكثر ظلم كثير من هذه الاُمة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وأقل أنصارهم ، أم يمنعون عليا ما يعطونه ساير الصحابة ، وعلي أفضلهم ، فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره ، قيل : وكيف ذاك يابن رسول اللّه ؟ قال : لأنكم تتولون محبي أبي بكر ابن أبي قحافة ، وتتبرؤن من إعدائه كائنا من كان ، وكذلك تتولون عمر بن الخطاب ، وتتبرؤن من أعدائه كائنا من كان ، وتتولون عثمان بن عفان وتتبرؤن من أعدائه كائنا من كان ، حتّى إذا صار إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قالوا : نتولى محبيه ، ولا نتبرأ من أعدائه بل نحبهم ، فكيف يجوز هذا لهم ؟ ورسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول في علي : « اللّهمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » افترونه لا يعادي من عاداه ؟ ! ولا يخذل من خذله ؟ ! ليس هذا بانصاف . ثم أُخرى : إنهم إذا ذُكر لهم ما أخص اللّه به عليا بدعاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكرامته على ربه تعالى ، جحدوه ، وهم يقبلون ما يُذكر لهم في غيره من الصحابة ، فما الّذي منع عليا ما جعله لسائر أصحاب رسول اللّه ؟ هذا عمر بن الخطاب ، إذا قيل لهم : إنه كان على المنبر بالمدينة يخطب إذ نادى في خلال خطبته : « ياسارية الجبل » ، وعجب القوم وقالوا : ما هذا من الكلام الّذي في هذه الخطبة ! فلما قضى الخطبة والصلاة قالوا : ما قولك في خطبتك ياسارية الجبل ؟ فقال : اعلموا إني وأنا أخطب إذ رميت ببصري نحو الناحية الّتي خرج فيها إخوانكم إلى غزوة الكافرين بنهاوند ، وعليهم سعد بن أبي وقاص ، ففتح اللّه لي الأستار والحجب ، وقوى بصري حتّى رأيتهم وقد اصطفوا بين يَدَي جبل هناك ، وقد جاء بعض الكفار ليدور خلف سارية ، وساير من معه من المسلمين ، فيحيطوا بهم فيقتلوهم ، فقلت : « يا سارية الجبل » ، ليُلتجأ إليه ، فيمنعهم ذلك من أن يحيطوا به ، ثم يقاتلوا ، ومنح اللّه أخوانكم

.

ص: 175

المؤمنين أكناف الكافرين ، وفتح اللّه عليهم بلادهم ، فاحفظوا هذا الوقت ، فسيرد عليكم الخبر بذلك ، وكان بين المدينة ونهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوما . قال الباقر عليه السلام : فإذا كان مثل هذا لعمر ، فكيف لا يكون مثل هذا لعلي بن أبي طالب عليه السلام ؟ ! ولكنهم قوم لا ينصفون بل يكابرون . وعن عبداللّه بن سليمان قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى : إن الحسن البصري يزعم أن الّذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم من يدخل النار . فقال أبو جعفر عليه السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون واللّه مدحه بذلك ! وما زال العلم مكتوما مُنذ بعث اللّه عز و جل رسوله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالاً ، فواللّه ، ما يوجد العلم إلاّ هاهنا ، وكان عليه السلام يقول : محنة الناس علينا عظيمة ، إن دعوناهم يجيبونا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا . (1)

علل الشرائع :حدَّثنا علي بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن الأسدي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : قال : سُميّت حوّاء حوّاء؛ لأنها خُلقت من حيّ، قال اللّه عز و جل: « خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَ حِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا » (2) . 3

.


1- .الاحتجاج ، ج2 ، ص65 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص100 ( كتاب النبوّة ، باب فضل آدم وحوّاء وبعض أحوالهما عليهماالسلام ، ح3 ) .
2- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 1 .

ص: 176

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثني محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سُمّيت المرأة مرأة لأنها خُلقت من المرء ، يعني خلقت حوّاء من آدم . (1)

قصص الأنبياء :أخبرني الشيخ علي بن عبد الصمد النيشابوري ، عن أبيه : أخبرنا السيّد أبو البركات علي بن الحسين الجوزي : أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن ابن المتوكّل وماجيلويه معا ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : قلت : سجدت الملائكة لآدم عليه السلامووضعوا جباههم على الأرض ؟ قال : نعم ، تكرمة من اللّه تعالى . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إن أول كُفْرٍ كفرَ باللّه حيث خلق اللّه آدم كفر إبليس ، حيث ردّ على اللّه أمره ، وأول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه ، وأول الحرص حرص آدم ، نُهي عن الشجرة فأكل منها ، فأخرجه حرصه من الجنّة . (3)

تفسير القمّي :حدَّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت قال : حدَّثنا القاسم بن محمّد ، عن إسماعيل الهاشمي ، عن محمّد بن سيّار ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ،

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص16 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص109 ( كتاب النبوّة ، باب فضل آدم وحوّاء وبعض أحوالهما عليهماالسلام ، ح19 ) .
2- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص45 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص139 ( كتاب النبوّة ، باب سجود الملائكة ومعناه ومدّة مكثه عليه السلامفي الجنّة ، ح3 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص34 ( ح17 ) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص149 ( كتاب النبوّة ، باب سجود الملائكة ومعناه ومدّة مكثه عليه السلام في الجنّة ، ح23 ) .

ص: 177

عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لو أن اللّه خلق الخلق كلهم بيده لم يحتجّ في آدم أ نه خلقه بيده فيقول : « مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ » (1) أفترى اللّه يبعث الأشياء بيده . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي،عن موسى بن عمران النخعي،عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ النجف كان جبلاً ، وهو الّذي قال ابن نوح : « سَ_?اوِى إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَآءِ » (3) ، ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه ، فأوحى اللّه عز و جل إليه : يا جبل ، أيعتصم بك مني ؟ فتقطّع قطعا قطعا إلى بلاد الشام ، وصار رملاً دقيقا ، وصار بعد ذلك بحرا عظيما ، وكان يسمى ذلك البحر « بحر ني » ، ثم جفّ بعد ذلك فقيل : « ني جفَّ » ، فسمّي ب_ « ني جفّ » ثم صار بعد ذلك يسمّونه « نجف » ؛ لأ نّه كان أخفّ على ألسنتهم . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال ، قال : يا أبا محمّد ، ( إنّ اللّه أوحى إلى الجبال : إني واضع ) (5) سفينة نوح على جبل منكنّ في الطوفان ، فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له : « الجوديّ » ، فمرّت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتّى انتهت إلى الجودي فوقعت عليه ، فقال نوح : ياراتقي ياراتقي (6) . قال : قلت له : جُعلت فداك ! أيّ شيء هذا الكلام ؟ فقال : اللّهمَّ أصلح ، اللّهمَّ أصلح . (7)

.


1- .سورة ص ( 38 ) ، الآية 75 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص244 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص153 ( كتاب النبوّة ، باب سجود الملائكة ومعناه ومدّة مكثه عليه السلام في الجنّة ، ح29 ) .
3- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 43 .
4- .علل الشرائع ، ج1 ، ص31 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص321 ( كتاب النبوّة ، باب بعثته عليه السلامعلى قومه وقصة الطوفان ، ح29 ) .
5- .هكذا نقله في المصدر إلاّ أن فيه : « إنّي مهرق » بدلاً عن قوله : « إني واضع » .
6- .في البحار قوله : « بارات قني بارات قني » .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص150 ( ح37 ) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص338 ( كتاب النبوّة ، باب بعثته عليه السلامعلى قومه وقصة الطوفان ، ح71 ) .

ص: 178

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء اللّه ، وكانت مأمورة فخلّى سبيلها نوح ، فأوحى اللّه إلى الجبال : « إني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم ، فتطاولت الجبال وشمخت غير الجودي ، وهو جبل بالموصل ، فضرب جؤجؤ السفينة الجبل ، فقال نوح عند ذلك : « يا ماريا أتقن » ، وهو بالعربية : ربّ أصلح . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم رفعه إلى أبي بصير ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في السنة الّتي قُبض فيها أبو عبداللّه عليه السلامفقلت : جُعلت فداك ! مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بُدنة ؟ فقال : يا أبا محمّد ، إنّ نوحا عليه السلام كان في السفينة وكان فيها ما شاء اللّه ، وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء ، وخلّى سبيلها نوح ، فأوحى اللّه عز و جل إلى الجبال : « إنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ » ، فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ _ وهو جبل عندكم _ ، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل . قال : فقال نوح عند ذلك : « يا ماري أتقن » ، وهو بالسريانية : ربِّ أصلح ، قال : فظننت أن أبا الحسن عليه السلام عرّض بنفسه . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب وهشام بن سالم ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ، عن الرياح الأربع ؛ الشمال والجنوب والصبا والدبور ، وقلت : إنّ الناس يذكرون أنّ الشمال من الجنّة والجنوب من النار ؟ فقال : إنّ للّه عز و جل جنودا من رياح يعذّب بها من يشاء ممّن عصاه ، ولكلِّ ريح منها ملك موكّل بها ، فإذا أراد اللّه عز و جل أن يعذِّب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموّكل بذلك النوع من الريح الّتي يريد أن يعذّبهم بها . قال : فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب . قال : ولكلّ ريح منهنّ اسم ، أما تسمع قوله تعالى : « كَذَّبَتْ عَادٌ

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص150 ( ح38 ) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص338 ( كتاب النبوّة ، باب بعثته عليه السلامعلى قومه وقصة الطوفان ، ح72 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص124 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التواضع ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص338 ( كتاب النبوّة ، باب بعثته عليه السلام على قومه وقصة الطوفان ، ح73 ) .

ص: 179

فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَ نُذُرِ * إِنَّ_آ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ » (1) وقال : « الرِّيحَ الْعَقِيمَ » (2) وقال : « رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ » (3) وقال « فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ » (4) وما ذكر من الرياح الّتي يعذّب اللّه بها من عصاه ، قال : وللّه عزَّ ذكره رياح رحمة لواقح وغير ذلك ينشرها بين يدي رحمته ، منها ما يهيّج السحاب للمطر ، ومنها رياح تحبس السحاب بين السماء والأرض ، ورياح تعصر السحاب فتمطره بإذن اللّه ، ومنها رياحٌ ممّا عدَّد اللّه في الكتاب ، فأمّا الرياح الأربع : الشمال والجنوب والصبا والدبور ، فإنّما هي أسماء الملائكة الموكلين بها ، فإذا أراد اللّه أن يهبّ شمالاً أمر الملك الّذي اسمه الشمال فيهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه ، فتفرّقت ريح الشمال حيث يريد اللّه من البر والبحر ، وإذا أراد اللّه أن يبعث جنوبا أمر الملك الّذي اسمه الجنوب فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرَّقت ريح الجنوب في البرّ والبحر حيث يريد اللّه ، وإذا أراد اللّه أن يبعث ريح الصبا أمر الملك الّذي اسمه الصبا فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرَّقت ريح الصبا حيث يريد اللّه _ جلَّ وعزَّ _ في البر والبحر ، وإذا أراد اللّه أن يبعث دبورا أمر الملك الّذي اسمه الدبور فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرَّقت ريح الدبور حيث يريد اللّه من البر والبحر ، ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أما تسمع لقوله : ريح الشمال وريح الجنوب وريح الدبور وريح الصبا ، إنّما تضاف إلى الملائكة الموكّلين بها . (5)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدَّثنا أحمد بن إدريس قال : حدَّثنا محمّد بن أحمد بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : توقّوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة ، فإن يوم

.


1- .سورة القمر ( 54 ) ، الآيات 18 _ 19 .
2- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآية 41 .
3- .سورة الأحقاف ( 46 ) ، الآية 24 .
4- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 266 .
5- .الكافي ، ج8 ، ص91 ( كتاب الروضة ، ح 63) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص354 ( كتاب النبوّة ، باب قصة هود عليه السلاموقوم عاد ، ح6 ) .

ص: 180

الأربعاء يوم نحس مستمّر وفيه خلقت جهنّم . (1)

قصص الأنبياء :الشيخ الصدوق ، عن أبيه ، عن محمّد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن عليّ بن محمّد الخيّاط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه _ صلوات اللّه عليه _ في قوله تعالى : « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُر » (2) فقال : هذا لمّا كذبوا صالحا _ صلوات اللّه عليه _ ، وما أهلك اللّه تعالى قوما قطّ حتى يبعث إليهم الرسل قبل ذلك فيحتّجوا عليهم ، فإذا لم يجيبوهم اُهلكوا ، وقد كان بعث اللّه صالحا عليه السلامفدعاهم إلى اللّه تعالى ، فلم يجيبوه وعتوا عليه فقالوا : « لن نؤمن حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء » ، وكانت صخرة يعظمونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة ويجتمعون عندها ، فقالوا له : « إن كنت كما تزعم نبيا رسولاً فادع اللّه يخرج لنا ناقة منها » ، فأخرجها لهم كما طلبوا منه ، فأوحى اللّه تعالى : « صالح إن قل لهم : إن اللّه تعالى جعل لهذه الناقة شرب يوم ، ولكم شرب يوم » ، فكانت الناقة إذا شربت يومها شربت الماء كلّه ، فيكون شرابهم ذلك اليوم من لبنها فيحلبونها ، فلا يبقى صغير ولا كبير إلاّ شرب من لبنها يومه ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا هم ذلك اليوم ولا تشرب الناقة ، فمكثوا بذلك ماشاء اللّه ، حتى عتوا ودبّروا في قتلها ، فبعثوا رجلاً أحمر أشقر أزرق لا يُعرف له أب ، ولد الزنى ، يقال له : « قذار » (3) ليقتلها ، فلمّا توجهّت الناقة إلى الماء ضربها ضربة ثم ضربها اُخرى فقتلها ، وفرّ (4) فصيلها حتى صعد إلى جبل ، فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلاّ أكل منها ، فقال لهم صالح عليه السلام : أعصيتم ربّكم ! إنّ اللّه تعالى يقول : « إن تبتم قُبلت توبتكم ، وإن لم ترجعوا بَعثتُ إليكم العذاب في اليوم الثالث » ، فقالوا : « يا صالح ، ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين » (5) ، قال : إنكم تصبحون غدا وجوهكم مصفّرة واليوم الثاني محمّرّة واليوم الثالث مسودّة ، فاصفرت وجوههم ، فقال بعضهم : ياقوم ، قد جاءكم ما قال صالح ، فقال العتاة :

.


1- .الخصال ، ص388 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص363 ( كتاب النبوّة ، باب قصة هود عليه السلام وقوم عاد ، ح23 ) .
2- .سورة القمر (54) ، الآية 23 .
3- .في بحار الأنوار : قدار .
4- .في بحار الأنوار : ومرّ .
5- .هذه العبارة اقتباس من سورة الأعراف (7) ، الآية 77 ، وفي الآية «إن كنت من المرسلين» . ولعلها نقلٌ بالمعنى أو غفلةً من النسّاخ .

ص: 181

لا نسمع ما يقول صالح ولو هلكنا ، وكذلك في اليوم الثاني والثالث ، فلمّا كان نصف الليل أتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ بهم صرخة خرقت أسماعهم وقلقلت قلوبهم ، فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ، ثم أرسل اللّه عليهم نارا من السماء فأحرقتهم . (1)

الكافي :عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُواْ أَبَشَرًا مِّنَّا وَ حِدًا نَّتَّبِعُهُو إِنَّ_آ إِذًا لَّفِى ضَلَ_لٍ وَ سُعُرٍ * أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنم بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ » (2) قال : هذا كان بما كذبوا به صالحا ، وما أهلك اللّه عز و جل قوما قطّ حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل ، فيحتجّوا عليهم ، فبعث اللّه إليهم صالحا فدعاهم إلى اللّه ، فلم يجيبوا وعتوا عليه عتّوا وقالوا : « لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء » ، وكانت الصخرة يعظّمونها ويعبدونها ، ويذبحون عندها في رأس كلّ سنة ويجتمعون عندها ، فقالوا له : إن كنت كما تزعم نبيا رسولاً ، فادع لنا إلهكَ حتّى تخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء ، فأخرجها اللّه كما طلبوا منه ، ثم أوحى اللّه _ تبارك وتعالى _ إليه أن : « يا صالح ، قل لهم : إنّ اللّه قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم » ، وكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم ، فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلاّ شرب من لبنها يومهم ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ، ولم تشرب الناقة ذلك اليوم ، فمكثوا بذلك ماشاء اللّه . ثم إنّهم عتوا على اللّه ، ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا : اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها ، لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم ، ثم قالوا : من الّذي يلي قتلها ونجعل له جعلاً ما أحبّ ، فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ، ولد الزنى ، لا يُعرف له أب ، يقال له : قُدار ، شقيّ من الأشقياء ، مشؤوم عليهم ، فجعلوا له جعلاً ، فلما توجهت الناقة إلى الماء الّذي كانت تردّه ، تركها حتى شربت الماء وأقبلت راجعة ، فقعد لها في طريقها ، فضربها

.


1- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص102 ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص385 ( كتاب النبوّة ، باب قصة صالح عليه السلاموقومه ، ح11 ) .
2- .سورة القمر ( 54 ) ، الآيات 23 _ 25 .

ص: 182

بالسيف ضربة فلم تعمل شيئا ، فضربها ضربة اُخرى فقتلها وخرّت إلى الأرض على جنبها ، وهرب فصيلها حتّى صعد إلى الجبل ، فرغى ثلاث مرّات إلى السماء ، وأقبل قوم صالح فلم يبق أحدٌ منهم إلاّ شركه في ضربته ، واقتسموا لحمها فيما بينهم ، فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلاّ أكل منها . فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم ، فقال : يا قوم ، ما دعاكم إلى ما صنعتم ؟ أعصيتم ربّكم ! فأوحى اللّه _ تبارك وتعالى _ إلى صالح عليه السلام : إنّ قومك قد طغوا وبغوا ، وقتلوا ناقة بعثتها إليهم حجّة عليهم ، ولم يكن عليهم فيها ضرر ، وكان لهم منها أعظم المنفعة ، فقل لهم : إني مرسل عليكم عذابي إلى ثلاثة أيّام ، فإن هم تابوا ورجعوا قبلتُ توبتهم وصددتُ عنهم ، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجعوا ، بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث . فأتاهم صالح عليه السلام فقال لهم : « ياقوم ، إني رسول ربّكم إليكم وهو يقول لكم : إن أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم ، غفرت لكم وتبت عليكم » . فلمّا قال لهم ذلك كانوا أعتى ما كانوا وأخبث «وقالوا : يا صالح ، ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين » (1) . قال : « يا قوم ، إنّكم تصبحون غدا ووجوهكم مصفرّة ، واليوم الثاني وجوهكم محمرّة ، واليوم الثالث وجوهكم مسودّة » . فلمّا أن كان أوّل يوم أصبحوا ووجوههم مصفرّة ، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا (2) : « قد جاءكم ما قال لكم صالح » ، فقال العتاة منهم : «لا نسمع قول صالح ، ولا نقبل قوله وإن كان عظيما » . فلمّا كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرّة ، فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا : « يا قوم ، قد جاءكم ما قال لكم صالح » ، فقال العتاة منهم : « لو أُهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ! ولا تركنا آلهتنا الّتي كان آباؤنا يعبدونها » ، ولم يتوبوا ولم يرجعوا . فلما كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودّة ، فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا : « يا قوم ، أتاكم ماقال لكم صالح » ، فقال العتاة منهم : « قد أتانا ما قال لنا صالح » ، فلمّا كان

.


1- .هذه العبارة اقتباس من سورة الأعراف (7) ، الآية 77 ، وفي الآية «إن كنت من المرسلين» . ولعلّها نقلٌ بالمعنى أو غفلةً من النسّاخ .
2- .في البحار : « وقالوا : ياقوم » .

ص: 183

نصف اللّيل أتاهم جبرئيل عليه السلام ، فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم ، وقد كانوا في تلك الثلاثة الأيام قد تحنّطوا وتكفّنوا وعلموا أنّ العذاب نازلٌ بهم ، فماتوا أجمعون في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ، فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية ، ولا شيء إلاّ أهلكه اللّه ، فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين ، ثم أرسل اللّه عليهم مع الصيحة النار من السماء ، فأحرقتهم أجمعين ، وكانت هذه قصّتهم . (1)

تفسير القمّي :قال عليّ بن إبراهيم : حدَّثني أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة يُدعى محمّد ، فيُكسا حلّة وردية ثم يقام على يمين العرش ، ثم يُدعى بإبراهيم عليه السلام فيُكسا حلّة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثم يُدعى بعلي أمير المؤمنين عليه السلام فيُكسا حلّة وردية فيقام على يمين النبي صلى الله عليه و آله ، ثم يُدعى بإسماعيل فيُكسا حلّة بيضاء فيقام على يسار إبراهيم ، ثم يدعى بالحسن فيُكسا حلّة وردية فيقام على يمين أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم يُدعى بالحسين عليه السلام فيُكسا حلّة وردية ويقام على يمين الحسن عليه السلام ، ثم يُدعى بالأئمّة فيُكسون حللاً وردية ويقام كل واحد على يمين صاحبه ، ثم يُدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثم يُدعى بفاطمة عليهاالسلامونسائها من ذرّيتها وشيعتها فيدخلون الجنّة بغير حساب ، ثم ينادي منادٍ من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة والاُفق الأعلى : نعمَ الأب أبوك يا محمّد ، وهو إبراهيم ، ونعمَ الأخ أخوك ، وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ونعمَ السبطان سبطاك ، وهما الحسن والحسين ، ونعمَ الجنين جنينك ، وهو محسن ، ونعمَ الأئمّة الراشدون من ذرّيتك ، وهم فلان وفلان ، ونعمَ الشيعة شيعتك ، ألا إنّ محمّدا ووصيه وسبطيه والأئمّة من ذرّيته هم الفائزون ، ثم يؤمر بهم إلى الجنّة ، وذلك قوله : « فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ » (2) . (3)

تفسير القمّي :حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص187 ( كتاب الروضة ، ح214 ) ؛ بحار الأنوار ، ج11 ، ص388 ( كتاب النبوّة ، باب قصّة صالح عليه السلاموقومه ، ح14 ) .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 185 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص128 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص6 ( كتاب النبوّة ، باب علل تسمية إبراهيم عليه السلاموفضائله ، ح14 ) .

ص: 184

النضر بن سويد ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال : ليهنئكم الاسم ، قلت : وما هو جُعلت فداك ! قال : الشيعة ، قيل : إن الناس يعيروننا بذلك ، قال : أما تسمع قول اللّه : « وَ إِنَّ مِن شِيعَتِهِى لاَءِبْرَ هِيمَ » (1) ، وقوله : « فَاسْتَغَ_ثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِى عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ » (2) فليهنئكم الاسم . (3)

كمال الدين :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن _ رضي اللّه عنهما _ قالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان أبو إبراهيم منجّما لنمرود بن كنعان ، وكان نمرود لا يصدر إلاّ عن رأيه ، فنظر في النجوم ليلة من الليالي ، فأصبح فقال : لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا ! فقال له نمرود : وما هو ؟ فقال : رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه فيكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلاّ قليلاً حتى يُحمل به ! فعجب من ذلك نمرود وقال له : هل حملت به النساء ؟ فقال : لا ، وكان فيما اُوتي به من العلم أ نّه سيُحرق بالنار ، ولم يكن اُوتي أنّ اللّه تعالى سينجيه ، قال : فحجب النساء عن الرجال ، فلم يترك امرأة إلاّ جُعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال . قال : ووقع أبو إبراهيم امرأته فحملت به ، وظنّ أ نّه صاحبه ، فأرسل إلى النساء من القوابل لا يكون في البطن شيء إلاّ علمن به ، فنظرن إلى اُمّ إبراهيم فألزم اللّه _ تبارك وتعالى ذكره _ مافي الرحم الظهر ، فقلن : مانرى شيئا في بطنها ، فلما وضعت اُمّ إبراهيم أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود ، فقالت له امرأته : لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله ، دعني أذهب به إلى بعض الغيران (4) أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ، لا يكون أنت تقتل ابنك ، فقال لها : فاذهبي به ، فذهبت به إلى غار ، ثم أرضعته ، ثم جعلت على باب الغار صخرة ، ثم انصرفت عنه فجعل اللّه عز و جل رزقه في إبهامه ، فجعل يمصّها فيشرب لبنا ، وجعل يشبّ في اليوم

.


1- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 83 .
2- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 15 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص223 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص29 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ولادة إبراهيم عليه السلامإلى كسره الأصنام ، ح5 ) .
4- .الغيران : جمع الغار وهو الكهف .

ص: 185

كما يشبّ غيره في الجمعة ، ويشبّ في الجمعة كما يشبّ غيره في الشهر ، ويشبّ في الشهر كما يشّب غيره في السنة ، فمكث ماشاء اللّه أن يمكث ، ثم إنّ اُمّه قالت لأبيه : لو أذنت لي حتّى أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت . قال : فافعلي ، فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم عليه السلاموإذا عيناه تزهران كأ نّهما سراجان ، فأخذته وضمّته إلى صدرها وأرضعته ، ثم انصرفت عنه ، فسألها أبوه عن الصبي فقالت له : قد واريته في التراب ، فمكثت تعتلّ وتخرج في الحاجة ، وتذهب إلى إبراهيم عليه السلام فتضمّه إليها وترضعه ثم تنصرف ، فلمّا تحرك أتته اُمّه كما كانت تأتيه وصنعت كما كانت تصنع ، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له : مالك ؟ فقال لها : اذهبي بي معك ، فقالت له : حتّى استأمر أباك ، فلم يزل إبراهيم في الغيبة مخفيّا لشخصه كاتما لأمره ، حتى ظهر فصدع بأمر اللّه _ تعالى ذكره _ وأظهر اللّه قدرته فيه . (1)

قصص الأنبياء :أخبرنا السيّد أبو البركات محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن عبدالصمد سعد النيشابوري ، عن السيّد أبي البركات الحوري عن أبي جعفر بن بابويه : حدَّثنا ابن عبداللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان آزر عمّ إبراهيم عليه السلام منجّما لنمرود ، وكان لا يصدر إلاّ عن رأيه ، فقال : لقد رأيت في ليلتي عجبا ، فقال : ماهو ؟ فقال : إنّ مولودا يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه ، فحجبت الرجال عن النساء ، كان تارخ وقع على اُمّ إبراهيم فحملت ، فأرسل إلى القوابل لتنظر إلى النساء ، ولا يكون في البطن شيء إلاّ علمن به ، فنظرن إلى اُمّ إبراهيم ، وألزم اللّه ما في الرحم ، فقلن : ما نرى بها شيئا ، فلما وضعت ذهبت به إلى بعض الغيران ، فجعلته فيه ، وأرضعته وجعلت على باب الغار صخرة ، فجعل اللّه رزقه في إبهامه ، فجعل يمصّها فتشخب لبنا ، وجُعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ، فمكث ما شاء اللّه أن يمكث . ثم اُخرِج إبراهيم من السرب ، فرأى الزهرة وقوما يعبدونها ، فقال : أهذا _ على سبيل الانكار _ ربي ؟ فلم يلبث أن طلع القمر وعبده قوم أيضا ، وقال عليه السلام أيضا على

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص138 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص41 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ولادة إبراهيم عليه السلامإلى كسره الأصنام ، ح30 ) .

ص: 186

سبيل الانكار ؛ ليكون ذلك حجة عليهم في إثبات التوحيد ونفي التشبيه ، وذلك قوله تعالى : « وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَ_هَآ إِبْرَ هِيمَ عَلَى قَوْمِهِ » (1) . (2)

قصص الأنبياء :وبإسناده عن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا دخل يوسف _ صلوات اللّه عليه _ على الملك _ يعني نمرود _ قال : كيف أنت يا إبراهيم ؟ قال : إنّي لست بإبراهيم ، أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . قال : وهو صاحب إبراهيم الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه ، قال : وكان أربعمئة سنة شابا . (3)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّدبن الحسن رحمه الله قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيوب قال : حدَّثنا أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى رجلاً يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ، حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى اللّه تعالى إليه : يا إبراهيم ، دعْوَتكَ مجابة ، فلا تدعو على عبادي ، فانّي لو شئتُ لم أخلقهم ، إنّي خلقتُ خلقي على ثلاثة أصناف : عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فاثيبه ، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني ، وعبدا يعبد غيري فأُخرج من صلبه من يعبدني . ثم التفت فرأى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البرّ ، تجيء سباع فتأكل مافي الماء ثم ترجع ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، وتجيء سباع البرّ فتأكل منها ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فعند ذلك تعجّب إبراهيم ممّا رأى وقال : يارب ، « أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى » (4) هذه أمم يأكل بعضها بعضا ! « قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَ_كِن لِّيَطْمَئنَّ قَلْبِى ».5 فتحيي حتّى أرى هذا

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 83 .
2- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص107 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص42 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ولادة إبراهيم عليه السلامإلى كسره الأصنام ، ح31 ) .
3- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص140 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص42 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ولادة إبراهيم عليه السلامإلى كسره الأصنام ، ح32 ) .
4- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 260 .

ص: 187

كما رأيت الأشياء كلها ! قال : خذ أربعةً من الطير ، فقطّعهن واخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع الّتي أكل بعضها بعضا فاخلطهن ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءً ، ثم ادعهن يأتينك سعيا ، فلما دعاهنّ أجبنه ، وكانت الجبال عشرة . قال : وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب . (1)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إنّ إبراهيم عليه السلام نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكله سباع البرّ وسباع البحر ، ثم تحمل السباع بعضها على بعض ، فيأكل بعضها بعضا ، فتعجّب إبراهيم عليه السلامفقال : « رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى . . . » (2) أي قطّعهن ثم اخلط لحمهنّ وفرّقهن على عشرة جبال ، ثم خذ مناقيرهنّ وادعهن يأتينك سعيا ، ففعل إبراهيم ذلك ، وفرّقهن على عشرة جبال ، ثم دعاهن فقال : أجيبنّني بإذن اللّه تعالى ، فكانت تجمع ويتألفّ لحم كل واحد وعظمه إلى رأسه ، وطارت إلى إبراهيم ، فعند ذلك قال إبراهيم : « أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ »سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 260 . . (3)

تفسير العيّاشي :روى أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : وكانت الجبال عشرة ، وكانت الطيور ؛ الديك والحمامة والطاووس والغراب وقال : « فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ » (4) فقطّعهنّ بلحمهنّ وعظامهنّ وريشهنّ ، ثم امسك رؤوسهنّ ، ثم فرّقهنّ على عشرة جبال ، على كل جبل منهنّ جزءا ، فجعل ماكان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه ثم يأتيه حتّى يضع رأسه في عنقه ، حتّى فرغ من أربعتهنّ . (5)

.


1- .علل الشرائع ، ج2 ، ص586 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص61 ( كتاب النبوّة ، باب إراءة إبراهيم عليه السلام إلى ملكوت السماوات والأرض ، ح6 ) .
2- . فأخذ إبراهيم عليه السلامالطاووس والديك والحمام والغراب فقال اللّه عز و جل : « فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ »
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص91 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص65 ( كتاب النبوّة ، باب إراءة إبراهيم عليه السلامملكوت السموات والأرض ، ح11 ) .
4- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 260 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص142 ( ح470 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص73 ( كتاب النبوّة ، باب إراءة إبراهيم عليه السلامملكوت السموات والأرض ، ح19 ) .

ص: 188

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر أو (1) أبي عبداللّه عليهماالسلام قال : إنّ إبراهيم عليه السلاملمّا قضى مناسكه رجع إلى الشام فهلك ، وكان سبب هلاكه أنّ ملك الموت أتاه ليقبضه ، فكره إبراهيم الموت ، فرجع ملك الموت إلى ربّه عز و جل فقال : إنّ إبراهيم كره الموت ، فقال : دع إبراهيم فإنّه يحبّ أن يعبدني ، قال : حتّى رأى إبراهيم شيخا كبيرا يأكل ويخرج منه مايأكله ، فكره الحياة وأحبّ الموت ، فبلغنا أنّ إبراهيم أتى داره فإذا فيها أحسن صورة مارآها قطّ ، قال : من أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : سبحان اللّه ! من الّذي يكره قربك وزيارتك وأنت بهذه الصورة ؟ فقال : يا خليل الرحمن ، إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ إذا أراد بعبد خيرا بعثني إليه في هذه الصورة ، وإذا أراد بعبد شرّا بعثني إليه في غير هذه الصورة ، فقبض عليه السلامبالشام ، وتوفّي بعده إسماعيل وهو ابن ثلاثين ومئة سنة ، فدفن في الحجر مع اُمّه . (2)

قصص الأنبياء :عن ابن بابويه ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ البرقي ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن إسماعيل _ صلوات اللّه عليه _ توفّي وهو ابن مئة وثلاثين سنة ، ودفن بالحجر مع اُمّه ، فلم يزل بنو إسماعيل ولاة الأمر ، يقيمون للناس حجّهم وأمر دينهم ، يتوارثونها كابرا عن كابر حتّى كان زمن عدنان بن اُدد . (3)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد والحسين بن محمّد ، عن عبدويه بن عامر جميعا ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير أ نّه سمع أبا جعفر وأبا عبداللّه عليهماالسلاميذكران أنه لما كان

.


1- .هكذا في البحار وفي علل الشرائع : « وأبي » .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص38 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص79 ( كتاب النبوّة ، باب جمل أحوال إبراهيم عليه السلامووفاته ، ح8 ) .
3- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص116 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص113 ( كتاب النبوّة ، باب أحوال أولاد إبراهيم عليه السلاموأزواجه وبناء البيت ، ح41 ) .

ص: 189

يوم التورية ، قال جبرئيل لإبراهيم عليهماالسلام : تروه من الماء ، فسميت التورية ، ثم أتى منى فأباته بها ، ثم غدا به إلى عرفات ، فضرب خباه بنمرة دون عرفة ، فبنى مسجدا بأحجار بيض وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلي الإمام يوم عرفة ، فصلى بها الظهر والعصر ، ثم عمد به إلى عرفات ، فقال : هذه عرفات ، فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمّي عرفات ، ثم أفاض إلى المزدلفة فسميت المزدلفة لأنه ازدلف إليها ، ثم قام على المشعر الحرام فأمره اللّه أن يذبح ابنه وقد رأى فيه شمائله وخلائقه وأنس ما كان إليه ، فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى ، فقال لأمّه : زوري البيت أنت واحتبس الغلام ؛ فقال : يا بني هات الحمار والسكين حتى اُقرب القربان ، فقال أبان : فقلت لابي بصير : ما أراد بالحمار والسكين قال : أراد أن يذبحه ثم يحمله فيجهزه ويدفنه . قال : فجاء الغلام بالحمار والسكين فقال : يا أبت أين القربان ؟ قال : ربك يعلم أين هو . يا بني أنت واللّه هو إن اللّه قد أمرني بذبحك ، فأنظر ماذا ترى ، « قَالَ يَ_أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّ_بِرِينَ » (1) قال : فلما عزم على الذبح ، قال : يا أبت خمّر وجهي وشد وثاقي ، قال : يا بني الوثاق مع الذبح ! واللّه لا أجمعهما عليك اليوم ؛ قال أبو جعفر عليه السلامفطرح له قرطان الحمار ثم أضجعه عليه وأخذ المدية ، فوضعها على حلقه ، قال : فأقبل شيخ فقال : ما تريد من هذا الغلام ؟ قال : اُريد أن أذبحه ، فقال : سبحان اللّه !! غلام لم يعص اللّه طرفة عين تذبحه ؟ فقال : نعم ، إن اللّه قد أمرني بذبحه ، فقال : بل ربك نهاك عن ذبحه ، وإنما أمرك بهذا الشيطان في منامك . قال : ويلك الكلام الذي سمعت هو الذي بلغ بي ماترى ، لا واللّه لا أكلمك . ثم عزم على الذبح ، فقال الشيخ : يا إبراهيم ، إنك إمام يقتدى بك ، فإن ذبحت ولدك ، ذبح الناس أولادهم ، فمهلاً . فأبى أن يكلمه . قال أبو بصير : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : فأضجعه عند الجمرة الوسطى ، ثم أخذ المدية فوضعها على حلقه ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، ثم انتحى عليه فقلبها جبرئيل

.


1- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 102 .

ص: 190

عن حلقه ، فنظر إبراهيم فإذا هي مقلوبة ، فقلبها إبراهيم على حدّها ، وقلبها جبرئيل على قفاها ، ففعل ذلك مرارا ، ثم نودي من ميسرة مسجد الخيف : يا إبراهيم ، قد صدقت الرؤيا واجترّ الغلام من تحته ، وفي آخره قال : فلمّا جاءت سارة فأخبرت الخبر ، قامت إلى ابنها تنظر ، فإذا أثر السكّين خدوشا في حلقه ، ففزعت واشتكت ، وكان بدء مرضها الّذي هلكت . وذكر أبان عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أراد أن يذبحه في الموضع الّذي حملت اُمّ رسول اللّه عند الجمرة الوسطى ، فلم يزل مضربهم يتوارثونه كابرا عن كابر حتّى كان آخر من ارتحل منه عليّ بن الحسين عليه السلامفي شيء كان بين بني هاشم وبين بني اُمية ، فارتحل فضرب بالعرين . (1)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن موسى بن عمران المتوكّل رحمه اللهقال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يتعوّذ من البخل ؟ فقال : نعم يا أبا محمّد ، في كلّ صباح ومساء ، ونحن نتعوّذ باللّه من البخل ، يقول اللّه : « وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِى فَأُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (2) وسأخبرك عن عاقبة البخل ، إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية أشحّاء على الطعام ، فأعقبهم البخل داءً لا دواء له في فروجهم ، فقلت : وما أعقبهم ؟ فقال : إنّ قرية قوم لوط كانت على طريق السيّارة إلى الشام ومصر ، فكانت السيّارة تنزل بهم فيضيّفونهم ، فلمّا كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلاً ولؤما ، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك ، وإنّما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتّى ينكل النازل عنهم ، فشاع أمرهم في القرى وحذرهم النازلة ، فأورثهم البخل بلاءً لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك ، حتّى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ، ويعطونهم

.


1- .الكافي ، ج4 ، ص209 ( كتاب الحج ، باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت و . . . ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص128 ( كتاب النبوّة ، باب قصّة الذبح وتعيين الذبيح ، ح4 ) .
2- .سورة الحشر ( 59 ) ، الآية 9 .

ص: 191

عليه الجُعَل . ثمّ قال : فأيُّ داء أدّأَ من البخل ولا أضرّ عاقبةً ولا أفحش عند اللّه تعالى ؟ ! قال أبو بصير : فقلت له : جُعلت فداك ! فهل كان أهل قرية لوط كلّهم هكذا يعملون ؟ فقال : نعم ، إلاّ أهل بيت منهم من المسلمين ، أما تسمع لقوله تعالى : « فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ » . (1) ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى اللّه عز و جل ويحذّرهم عذابه ، وكانوا قوما لا يتنظّفون من الغائط ، ولا يتطهّرون من الجنابة ، وكان لوط ابن خالة إبراهيم ، وكانت امرأة إبراهيم سارة اُخت لوط ، وكان لوط وإبراهيم نبيّين مُرسَلين منذرين ، وكان لوط رجلاً سخيّا كريما ، يُقري الضيف إذا نزل به ، ويحذّرهم قومه . قال : فلمّا رأى قوم لوط ذلك منه قالوا له : إنا ننهاك عن العالمين ، لا تقرِ ضيفا ينزل بك ، إن فعلت فضحنا ضيفك الّذي ينزل بك وأخزيناك ، فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه _ وذلك أ نه لم يكن للوط عشيرة _ . قال : ولم يزل لوط وإبراهيم يتوقّعان نزول العذاب على قومهم ، فكانت لإبراهيم وللوط منزلة من اللّه تعالى شريفة ، وإنّ اللّه تعالى إذا أراد عذاب قوم لوط أدركته مودّة إبراهيم وخلّته ومحبّة لوط فيراقبهم ، فيؤخّر عذابهم . قال أبو جعفر عليه السلام : فلمّا اشتدّ أسف اللّه على قوم لوط وقدّر عذابهم ، وقضى أن يعوّض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم ، فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط ، فبعث اللّه رسلاً إلى إبراهيم يبشّرونه بإسماعيل ، فدخلوا عليه ليلاً ففزع منهم وخاف أن يكونوا سرّاقا ، فلمّا رأته الرسل فزِعا مذعورا « قَالُواْ سَلَ_مًا قَالَ سَلَ_مٌ » (2) « إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ * قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَ_مٍ عَلِيمٍ » . (3) قال أبو جعفر عليه السلام : والغلام العليم هو إسماعيل من هاجر ، فقال إبراهيم للرسل : « أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَى أَن مَّسَّنِىَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَ_كَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ

.


1- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآيات 35 _ 36 .
2- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 69 .
3- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآيات 52 _ 53 .

ص: 192

الْقَ_نِطِينَ » (1) فقال إبراهيم : فما خطبكم بعد البشارة ؟ « قَالُواْ إِنَّ_آ أُرْسِلْنَآ إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ » (2) قوم لوط إنّهم كانوا قوما فاسقين ، لننذرهم عذاب ربّ العالمين . قال أبو جعفر عليه السلام : فقال إبراهيم عليه السلام للرسل : « قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُو وَ أَهْلَهُ » (3) أجمعين « إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَ_بِرِينَ » . (4) قومك من عذاب اللّه « يَمْتَرُونَ * وَ أَتَيْنَ_كَ بِالْحَقِّ » 5 يا لوط ، إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيّام ولياليها « بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ » (5) إلاّ امرأتك إنّه مصيبها ما أصابهم « وَ امْضُواْ » (6) إلى لوط « أَنَّ دَابِرَ هَ_ؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ » . . أيضا ، الآية 66 . قال أبو جعفر عليه السلام : فلمّا كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدّم اللّه تعالى رسلاً إلى إبراهيم يبشّرونه بإسحاق ويعزّونه بهلاك قوم لوط ، وذلك قوله تعالى : « وَ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَ هِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلَ_مًا قَالَ سَلَ_مٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ » 8 يعني زكيّا مشويّا نضجا « فَلَمَّا رَءَآ » إبراهيم « أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّ_آ أُرْسِلْنَآ إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَ امْرَأَتُهُو قَآل_ءِمَةٌ » (7) فبشّروها « بِإِسْحَ_قَ وَ مِن وَرَآءِ إِسْحَ_قَ يَعْقُوبَ » . (8)

.


1- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 69 .
2- .سورة الحجر (15) ، الآيات 54 _ 55 .
3- .أيضا ، الآية 58 .
4- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 32 .
5- . لننذر قومك العذاب « وَ إِنَّا لَصَ_دِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ »
6- . إذا مضى نصف الليل « وَ لاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ »
7- .أيضا ، الآية 70 .
8- .أيضا ، الآيات 71 _ 73 .

ص: 193

« فَضَحِكَتْ » 1 عذابي بعد طلوع الشمس من يوم محتوم « غَيْرُ مَرْدُودٍ ». أيضا ، الآية 76 . . (1)

تفسير القمّي :حدَّثني أبي عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « أَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً » (2) ؟ قال : ما من عبد يخرج من الدنيا يستحلّ عمل قوم لوط إلاّ رمى اللّه كبده من تلك الحجارة ، تكون منيّته فيها ، ولكن الخلق لا يرونه . (3)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن أبي بصير وغيره ، عن أحدهما قال : إنّ الملائكة لما جاءت في هلاك قوم لوط قالوا : « إِنَّا مُهْلِكُواْ أَهْلِ هَ_ذِهِ الْقَرْيَةِ » (4) ، قالت سارة _ وعجبت من قلّتهم وكثرة أهل القرية فقالت _ : ومن يطيق قوم لوط ؟ ! فبشّروها « بِإِسْحَ_قَ وَ مِن وَرَآءِ إِسْحَ_قَ يَعْقُوبَ » (5) « فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَ قَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ » (6) وهي يومئذٍ ابنة تسعين سنة وإبراهيم يومئذٍ ابن عشرين ومئة سنة ،

.


1- .علل الشرائع ، ج2 ، ص550 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص147 ( كتاب النبوّة ، باب قصص لوط عليه السلاموقومه ، ح1 ) .
2- .سورة هود (11) ، الآية 82 .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص336 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص160 ( كتاب النبوّة ، باب قصص لوط عليه السلاموقومه ، ح11 ) .
4- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 31 .
5- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 71 .
6- .سورة الذاريات ( 51) ، الآية 29 .

ص: 194

فجادل إبراهيم عنهم و « قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا » 1 . وقال : وإن جبرئيل لمّا أتى لوطا في هلاك قومه فدخلوا عليه وجاءه قومه يهرعون إليه ، قام فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال : « اتَّقُواْ اللَّهَ وَ لاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى » . (1) « قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَ__لَمِينَ » (2) ثم عرض عليهم بناته نكاحا قالوا : « مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ » . (3) قال : فما منكم رجل رشيد ؟ قال : فأبوا ، فقال : « لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ » . (4) قال : وجبرئيل ينظر اليهم فقال : لو يعلم أيّ قوّة له ! ثم دعاه فأتاه ، ففتحوا الباب ودخلوا ، فأشار إليهم جبرئيل بيده ، فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم ، يعاهدون اللّه لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط . قال : لمّا قال جبرئيل : « إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ » (5) قال له لوط : يا جبرئيل عجّل ، قال : نعم ، قال : يا جبرئيل عجّل ، قال : « إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ » 7 ثم قال جبرئيل : يا لوط ، اخرج منها أنت وولدك حتّى تبلغ موضع كذا وكذا .

.


1- .أيضا ، الآية 78 .
2- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 70 .
3- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 79 .
4- .أيضا ، الآية 80 .
5- .أيضا ، الآية 81 .

ص: 195

قال : يا جبرئيل ، إن حمري ضعاف ، قال : ارتحل ، فخرج منها ، فارتحل حتّى إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل ، فأدخل جناحه تحتها حتّى إذا استعلت قلبها عليهم ، ورمى جدران المدينة بحجارة من سجّيل ، وسمعت امرأة لوط الهدّة فهلكت منها . 1

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهم السلام في قول لوط : « إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَ_حِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَ__لَمِينَ » (1) فقال : إنّ إبليس أتاهم في صورة حسنة ، فيه تأنيث ، عليه ثياب حسنة ، فجاء إلى شبّان منهم فأمرهم أن يقعوا به ، ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ولكن طلب إليهم أن يقعوا به ، فلمّا وقعوا به التذّوه ، ثم ذهب عنهم وتركهم ، فأحال بعضهم على بعض . (2)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن [ ابن ]أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن قول اللّه تعالى : « وَ يَسْئلُونَكَ عَن ذِى الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا » (3) قال : إنّ

.


1- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 28 .
2- .علل الشرائع ، ج2 ، ص548 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص161 ( كتاب النبوّة ، باب قصص لوط عليه السلاموقومه ، ح13 ) .
3- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 83 .

ص: 196

ذا القرنين بعثه اللّه تعالى إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن ، فأماته اللّه خمسمئة عام ، ثم بعثه اللّه إليهم بعد ذلك فضربوه على قرنه الأيسر ، فأماته اللّه خمسمئة عام ، ثم بعثه إليهم بعد ذلك فملّكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب فهو قوله : « حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ » (1) قال : في النار ، فجعل ذوالقرنين بينهم بابا من نحاس وحديد وزفت وقطران ، فحال بينهم وبين الخروج . ثم قال أبو عبداللّه عليه السلام : ليس منهم رجل يموت حتّى يولد له من صلبه ألف ذكر ، ثم قال : هم أكثر خلق خُلقوا بعد الملائكة . (2)

قصص الأنبياء :أخبرنا الأديب أبو عبداللّه الحسين المؤدب القمّي : حدَّثنا جعفر الدوريستي : حدَّثنا أبي عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه : حدَّثنا سعد بن عبداللّه بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر _ صلوات اللّه عليه _ قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا لكنه كان عبدا صالحا ، أحبّ اللّه فأحبّه اللّه وناصح اللّه فناصحه اللّه ، أمر قومه بتقوى اللّه فضربوه على قرنه الآخر ، فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه . وفيكم من هو على سنّته ، وأ نّه خيّر السحاب الصعب والسحاب الذلول ، فاختار الذلول ، فركب الذلول ، وكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكيلا يكذّب الرسل . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه : « لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا * كَذَ لِكَ » (4) قال : لم يعلموا صنعة البيوت . (5)

.


1- . إلى قوله : « عَذَابًا نُّكْرًا ». سورة الكهف (18) ، الآيات 86 _ 87 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ص40 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص177 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ذي القرنين ، ح4 ) .
3- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص123 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص194 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ذي القرنين ، ح17 ) .
4- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآيات 90 _ 91 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص350 ( ح84 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص206 ( كتاب النبوّة ، باب قصص ذي القرنين ، ح32 ) .

ص: 197

أمالي الصدوق :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عبد الجبّار قال : حدَّثني الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه الصادق عليه السلام : ما كان دعاء يوسف عليه السلامفي الجبّ ؟ فإنّا اختلفنا فيه ، فقال : إنّ يوسف عليه السلاملمّا صار في الجبّ وآيس من الحياة قال : اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا ولن تستجيب لي دعوة ، فإنّي أسألك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه ، فقد علمت رقّته عليَّ وشوقي إليه . قال : ثم بكى أبو عبداللّه الصادق عليه السلام ثم قال : وأنا أقول : اللّهمَّ ان كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا فإنّي أسألك بك فليس كمثلك شيء ، وأتوجه إليك بمحمّد نبيك نبي الرحمة ، يا اللّه يا اللّه يااللّه يا اللّه يااللّه ، ثم قال أبو عبداللّه عليه السلام : قولوا هذا وأكثروا منه ، فإنّي كثيرا ما أقوله عند الكرب العظام . (1)

أمالي الطوسي :أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن دعاء يوسف عليه السلام ما كان ؟ فقال : إنّ دعاء يوسف عليه السلام كان كثيرا ، لكنّ لما اشتدّ عليه الحبس خرَّ للّه ساجدا وقال : اللّهمَّ إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا ، فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب . قال : ثم بكى أبو عبداللّه عليه السلاموقال : صلى اللّه على يعقوب وعلى يوسف ، وأنا أقول : اللّهمَّ باللّه وبرسوله صلى الله عليه و آله وسلم . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي رضى الله عنه قال : حدَّثنا

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص489 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص255 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهم السلام ، ح19 ) .
2- .الأمالي ، الطوسي ، ص414 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص268 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهم السلام ، ح39 ) .

ص: 198

جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدَّثنا إبراهيم بن عليّ قال : حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : لا خير فيمن لا تقية له ، ولقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (1) وما سرقوا . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي رضى الله عنه قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي نصر قال : حدَّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : التقية دين اللّه عز و جل ! قلت : مِن دين اللّه ؟ قال : فقال : إي واللّه ، من دين اللّه ، لقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » واللّه ماكانوا سرقوا شيئا . (3)

قصص الأنبياء :أخبرنا الشيخ أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، عن جعفر الدوريستي ، عن الشيخ المفيد ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر _ صلوات اللّه عليه _ قال : لمّا فقد يعقوب يوسف عليه السلاماشتّد حزنه وتغيّر حاله ، وكان يمتار القمح من مصر لعياله في السنة مرّتين في الشتاء والصيف ، فإنّه بعث عدّة من ولده ببضاءة يسيرة مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف عليه السلامعرفهم ولم يعرفوه ، فقال : هلمّوا بضاعتكم حتّى أبدأ بكم قبل الرفاق . وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء بالكيل وأقرّوهم ، واجعلوا بضاعتهم في رحالهم إذا فرغتم .

.


1- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 70 .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص52 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص278 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح51 ) .
3- .علل الشرائع ، ج1 ، ص52 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص278 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهم السلام ، ح52 ) .

ص: 199

وقال يوسف لهم : كان أخوان من أبيكم فما فعلا ؟ قالوا : أمّا الكبير منهما فإنّ الذئب أكله ، وأمّا الأصغر فخلّفناه عند أبيه ، وهو به ضنين وعليه شفيق . قال : إنّي أحبُّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا ، ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم فيها « قَالُواْ يَ_أَبَانَا مَا نَبْغِى هَ_ذِهِى بِضَ_عَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا » (1) ! فلمّا احتاجوا إلى الميرة (2) بعد ستة أشهر بعثهم وبعث معهم بنيامين ببضاعة يسيرة ، فأخذ عليهم « مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِى بِهِ » (3) ، فانطلقوا مع الرفاق حتّى دخلوا على يوسف ، فهيّأ لهم طعاما وقال : ليجلس كلّ بني أُم على مائدة ، فجلسوا وبقي بنيامين قائما ، فقال له يوسف : مالك لم تجلس ؟ فقال : ليس لي فيهم ابن اُمّ ، فقال يوسف : فما لك ابن اُم ؟ قال : بلى ، زعم هؤلاء أنّ الذئب أكله . قال : فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال : ولد لي أحد عشر ابنا لكلّهم أشتق اسما من اسمه ! فقال : أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ! فقال : إنّ لي أبا صالحا قال لي : تزّوج لعل اللّه أن يخرج منك ذرّية يثقل الأرض بالتسبيح . قال يوسف : تعال فاجلس معي على مائدتي . فقال إخوة يوسف : لقد فضّل اللّه يوسف وأخاه حتّى أنّ الملك قد أجلسه معه على مائدته . وقال يوسف لبنيامين : « إِنِّى أَنَا أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَ_ل_ءِسْ » (4) بما تراني أفعل ، وأكتم ما أخبرتك ولا تحزن ولا تخف ، ثم أخرجه إليهم ، وأمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم ويعجلوا لهم الكيل ، وإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل أخيه بنيامين ، ففعلوا ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا ، ولحقهم فتية يوسف فنادوا : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » . (5)

.


1- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 65 .
2- .الميرة : الطعام الّذي يدّخره الإنسان .
3- .أيضا ، الآية 66 .
4- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 69 .
5- .أيضا ، الآية 70 .

ص: 200

قالوا : « مَّاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ » (1) ، قالوا : « وَ مَا كُنَّا سَ_رِقِينَ * قَالُواْ فَمَا جَزَ ؤُهُو إِن كُنتُمْ كَ_ذِبِينَ * قَالُواْ جَزَ ؤُهُو مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِى فَهُوَ جَزَ ؤُهُ » (2) « فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ » . (3) « قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُو مِن قَبْلُ » (4) ، ثم « قَالُواْ يَ_أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُو أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ » . (5) « قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَ_عَنَا عِندَهُ » . (6) قال كبيرهم : إنّي لست « أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِى أَبِى » (7) ، فمضى إخوة يوسف حتّى دخلوا على يعقوب _ صلوات اللّه عليه _ ، فقال لهم : أين بنيامين ؟ قالوا : سرق مكيال الملك فحبسه عنده ! فاسأل أهل القرية والعير حتّى يخبروك بذلك . فاسترجع يعقوب واستعبر حتّى تقوّس ظهره ، فقال يعقوب : « يَ_بَنِىَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ » (8) فخرج منهم نفر ، وبعث معهم بضاعة ، وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يعطفه على نفسه وولده ، فدخلوا على يوسف بكتاب أبيهم فأخذه وقبّله وبكى ، ثم أقبل عليهم فقال : « هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ » (9) ؟ قالوا : أأنت يوسف ؟ ! « قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَ_ذَآ أَخِى » (10) ، وقال يوسف : « لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ

.


1- .سورة يوسف (12) ، الآيات 71 _ 72 .
2- .ايضا ، الآيات 73 _ 75 .
3- .أيضا ، الآية 76 .
4- .أيضا ، الآية 77 .
5- .أيضا ، الآية 78 .
6- .أيضا ، الآية 79 .
7- .أيضا ، الآية 80.
8- .أيضا ، الآية 87 .
9- .أيضا ، الآية 89 .
10- .أيضا ، الآية 90 .

ص: 201

اللَّهُ لَكُمْ » (1) بلّته دموعي « فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى . . . وَ أْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ » .. سورة يوسف (12) ، الآيات 92 و 93 . فأقبل ولد يعقوب عليه السلام يحثّون السير بالقميص ، فلمّا دخلوا عليه قال لهم : مافعل بنيامين ؟ قالوا : خلّفناه عند أخيه صالحا ! فحمد اللّه عند ذلك يعقوب وسجد لربّه سجدة الشكر ، واعتدل ظهره وقال لولده : تحملوا إلى يوسف من يومكم . فساروا في تسعة أيام إلى مصر ، فلمّا دخلوا اعتنق يوسف أباه ورفع خالته ، ثم دخل منزله وأدهن ولبس ثياب الملك ، فلمّا رأوه سجدوا شكرا للّه ، وما تطيّب يوسف في تلك المدة ولا مسّ النساء حتّى جمع اللّه ليعقوب _ صلوات اللّه عليه _ شمله . (2)

قصص الأنبياء :[ بالإسناد إلى الصدوق ] عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا دخل يوسف _ صلوات اللّه عليه _ على الملك _ يعني نمرود _ قال : كيف أنت يا إبراهيم ؟ قال : إني لست بإبراهيم ، أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . قال : وهو صاحب إبراهيم الّذي حاجَّ إبراهيم في ربّه ، قال : وكان أربعمئة سنة شابا . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدّث قال : لمّا فقد يعقوبُ يوسفَ اشتدّ حزنه عليه وبكاؤه حتّى أبيضّت عيناه من الحزن ، واحتاج حاجة شديدة وتغيرّت حاله ، قال : وكان يمتار القمح من مصر لعياله في السنة مرتين للشتاء والصيف ، وأ نّه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف _ وذلك بعدما ولاّه العزيز مصر _ فعرفهم يوسف ولم يعرفه إخوته

.


1- . « اذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَ_ذَا »
2- .قصص الأنبياء ، ص132 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص287 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح71 ) .
3- .قصص الأنبياء ، ص140 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص296 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهم السلام ، ح81 ) .

ص: 202

_ لهيبة الملك وعزّته _ ، فقال لهم : هلمّوا بضاعتكم قبل الرفاق ، وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء الكيل وأوفوهم ، فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك ففعلوا ، ثم قال لهم يوسف : قد بلغني أ نّه كان لكم أخوان لأبيكم فما فعلا ؟ قالوا أمّا الكبير منهما فإنّ الذئب أكله ، وأمّا الصغير فخلّفناه عند أبيه ، وهو به ضنين وعليه شفيق ، قال : فإنّي اُحبُّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون « فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِى فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى وَ لاَ تَقْرَبُونِ * قَالُواْ سَنُرَ وِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَ إِنَّا لَفَ_عِلُونَ » . (1) فلمّا رجعوا إلى أبيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه « قَالُواْ يَ_أَبَانَا مَا نَبْغِى هَ_ذِهِى بِضَ_عَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا » (2) وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير « فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ وَ إِنَّا لَهُو لَحَ_فِظُونَ * قَالَ هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ » . (3) فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستّة أشهر بعثهم يعقوب وبعث معهم بضاعة يسيرة ، وبعث معهم بنيامين (4) ،وأخذ عليهم بذلك موثقا من اللّه لتأتنّني به إلاّ أن يحاط بكم أجمعين. فانطلقوا مع الرفاق حتّى دخلوا على يوسف فقال لهم : معكم بنيامين ؟ قالوا : نعم هو في الرحل . قال لهم : فأتوني به ، فأتوه به وهو في دار الملك فقال : أدخلوه وحده ، فادخلوه عليه ، فضمّه يوسف إليه وبكى وقال له : «أَنَا أَخُوكَ _ يوسف _ فَلاَ تَبْتَ_ل_ءِس » (5) بما تراني أعمل واكتم ما أخبرتك به ولا تحزن ولا تخف ، ثم أخرجه إليهم ، وأمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم ويعجّلوا لهم الكيل ، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل ، ففعلوا به ذلك ، وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا ، فلحقهم يوسف وفتيته ، فنادوا فيهم : قال : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ * قَالُواْ وَ أَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ

.


1- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآيات 60 _ 61 .
2- .أيضا ، الآية 65 .
3- .أيضا ، الآيات 63 و 64 .
4- .نسخة بدل : « بنياميل » .
5- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 69 .

ص: 203

الْمَلِكِ وَ لِمَن جَآءَ بِهِى حِمْلُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِى زَعِيمٌ * قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى الْأَرْضِ وَ مَا كُنَّا سَ_رِقِينَ * قَالُواْ فَمَا جَزَ ؤُهُو إِن كُنتُمْ كَ_ذِبِينَ (يوسف:74) قَالُواْ جَزَ ؤُهُو مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِى فَهُوَ جَزَ ؤُه » . (1) قال : « فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ » . (2) «قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُو مِن قَبْلُ » (3) ، فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا. « قَالُواْ يَ_أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُو أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا » 4 ، فقال كبيرهم : إنّي لست « أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِى أَبِى أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِى » . (4) ومضى إخوة يوسف حتّى دخلوا على يعقوب فقال لهم : فأين ابن ياميل ؟ ! قالوا : ابن ياميل سرق مكيال الملك ! فأخذه الملك بسرقته فحُبس عنده ، فاسأل أهل القرية والعير حتّى يخبروك بذلك ، فاسترجع واستعبر واشتدّ حزنه حتّى تقوّس ظهره . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لا خير فيمن لا تقية له ، ولقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (6) وما سرقوا . (7)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قيل له وأنا عنده : إنّ

.


1- .ايضا ، الآيات 70 _ 74 .
2- .ايضأ ، الآية 76 .
3- .أيضا ، الآية 77 .
4- .أيضا ، الآية 80 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص181 ( ح42 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص305 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح114 ) .
6- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 70 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص184 ( ح47 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص308 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح117 ) .

ص: 204

سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تُكلّم على سبعين وجها لك منها المخرج ! فقال : ما يريد سالم منّي ، أيريد أن أجيء بالملائكة ؟ ! فواللّه ، ماجاء بهم النبيون ، ولقد قال إبراهيم : « إِنِّى سَقِيمٌ » (1) واللّه ، ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال إبراهيم : « بَلْ فَعَلَهُو كَبِيرُهُمْ » (2) وما فعله كبيرهم وماكذب ، ولقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (3) واللّه ، ماكانوا سرقوا وماكذب . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام _ عاد إلى الحديث الأول (5) _ قال : واشتدّ حزنه _ يعني يعقوب _ حتّى تقوّس ظهره ، وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتّى احتاجوا حاجة شديدة وفنيت ميرتهم ، فعند ذلك قال يعقوب لولده : « اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لاَ تَاْيْ_?سُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُو لاَ يَاْيْ_?سُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَ_فِرُونَ » . (6) فخرج منهم نفر ، وبعث معهم ببضاعة يسيرة ، وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطّفه على نفسه وولده ، وأوصى ولده أن يبدوا بدفع كتابه قبل البضاعة فكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل ، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللّه صاحب نمرود _ الّذي جمع لإبراهيم الحطب والنار ليحرقه بها ، فجعل اللّه عليه بردا وسلاما وأنجاه منها _ ، أخبرك أيّها العزيز إنّا أهل بيت قديم ، لم يزل البلاء إلينا سريعا من اللّه ؛ ليبلونا بذلك عند السرّاء والضرّاء ، وإن مصائب تتابعت عليَّ منذ عشرين سنة أوّلها أ نّه كان لي ابن سمّيته يوسف ، وكان سروري من بين ولدي وقرّة عيني وثمرة فؤادي ، وأنّ أُخوته من غير اُمّه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب ، فبعثته معهم بكرة ، وأ نّهم جاؤوني

.


1- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 89 .
2- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 63 .
3- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 70 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص184 ( ح49 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص308 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح118 ) .
5- .أي : حديث رقم 44 من هذا الباب ، ص 201 .
6- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 87 .

ص: 205

عشاءً يبكون ، وجاؤوني على قميصه بدمٍ كذب ، فزعموا أنّ الذئب أكله ، فاشتدّ لفقده حزني ، وكثر على فراقه بكائي حتّى أبيضّت عيناي من الحزن ، وأ نّه كان له أخ من خالته وكنت به معجبا وعليه رفيقا ، وكان لي أنيسا ، وكنت إذ ذكرت يوسف ضممته إلى صدري ، فيسكن بعض ما أجد في صدري ، وأنّ إخوته ذكروا لي أنك أيّها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به ، وإن لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر ، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا ، فرجعوا إليَّ فليس هو معهم ، وذكروا أ نّه سرق مكيال الملك ، ونحن أهل بيت لا نسرق ، وقد حبسته وفجعتني به ، وقد اشتدّ لفراقه حزني حتّى تقوّس لذلك ظهري ، وعظمت به مصيبتي مع مصائب متتابعات عليَّ ، فمُنّ عليَّ بتخلية سبيله وإطلاقه من محبسه ، وطيّب لنا القمح ، واسمح لنا في السعر ، وعجّل بسراح آل يعقوب . فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه ، نزل جبرئيل على يعقوب فقال له : يا يعقوب ، إنّ ربّك يقول لك : مَن ابتلاك بمصائبك الّتي كتبت بها إلى عزيز مصر ؟ قال يعقوب : أنت بلوتني بها عقوبةً منك وأدبا لي . قال اللّه : فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري ؟ قال يعقوب : اللّهمَّ لا . أفما استحييت منّي حين شكوت مصائبك إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو مابك إليّ ؟ ! فقال يعقوب : أستغفرك يا إلهي وأتوب إليك وأشكو بثّي وحزني إليك . فقال اللّه _ تبارك وتعالى _ : قد بلغتُ بك يا يعقوب وبولدك الخاطئين الغاية في أدبي ، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إليَّ عند نزولها بك ، واستغفرت وتبت إليَّ من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إيّاها عليك ، ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرتَ إلى القنوط من رحمتي ، وأنا اللّه الجواد الكريم ، أحبُّ عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إليَّ فيما عندي . يا يعقوب ، أنا رادّ إليك يوسف وأخاه ، ومعيد إليك ماذهب من مالك ولحمك ودمك ، ورادّ إليك بصرك ومقوّم لك ظهرك ، فطب نفسا وقرّ عينا ، وأنّ الّذي فعلته بك كان أدبا منّي لك فاقبل أدبي .

.

ص: 206

قال : ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتّى دخلوا على يوسف في دار المملكة فقالوا : « يَ_أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنَا بِبِضَ_عَةٍ مُّزْجَ_ل_ةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنَآ » (1) بأخينا بنيامين ، وهذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره ، يسألك تخلية سبيله وأن تمُنَّ به عليه . قال : فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبّله ووضعه على عينيه ، وبكى وانتحب حتّى بلّت دموعه القميص الّذي عليه ، ثم أقبل عليهم فقال : « قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ _ من قبلُ _ وَ أَخِيهِ » (2) من بعدُ ؟ « قَالُواْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَ_ذَآ أَخِى قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَآ » (3) ، « قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا » (4) ، فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم ، واغفر لنا « قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ » (5) . (6)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام _ عاد إلى الحديث الأول (7) _ قال : « لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ » (8)

.


1- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 88 .
2- .أيضا ، الآية 89 .
3- .أيضا ، الآية 90 .
4- .أيضا ، الآية 91 .
5- .أيضا ، الآية 92 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص190 ( ح65 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص312 ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح129 ) .
7- .أي : حديث رقم 44 من هذا الباب ، ص 201 .
8- . « اذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَ_ذَا _ الّذي بلّته دموع عيني _ فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى _ يرتدّ بصيرا لو قد شَمَّ بريحي _ وَ أْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ». سورة يوسف ( 12 ) ، الآيات 92 و 93 . وردّهم إلى يعقوب في ذلك اليوم ، وجهّزهم بجميع مايحتاجون إليه ، فلمّا فصلت عيرهم من مصر ، وجد يعقوب ريح يوسف ، فقال لمن بحضرته من ولده : « إِنِّى لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُون » . أيضا ، الآية 94 .

ص: 207

قال : وأقبل ولده يحثّون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والمُلك الّذي أعطاه اللّه ، والعزّ الّذي صاروا إليه في سلطان يوسف ، وكان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام ، فلمّا أن جاء البشير ألقى القميص على وجهه فارتدَّ بصيرا وقال لهم : مافعل ابن ياميل ؟ قالوا : خلفناه عند أخيه صالحا . قال : فحمد اللّه يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدة الشكر ، ورجع إليه بصره ، وتقوّم له ظهره ، وقال لولده : تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم ، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل ، فأحثوا السير فرحا وسرورا ، فساروا تسعة أيام إلى مصر . (1)

تفسير العيّاشي :_ عاد إلى الحديث الأوّل (2) _ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : فساروا تسعة أيام إلى مصر ، فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه ، فقبّله وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك،ثم دخل منزله فأدهن فاكتحل ولبس ثياب العزّ والمُلك ثم خرج إليهم ، فلما رأوه سجدوا جميعا إعظاما له وشكرا للّه ، فعند ذلك قال : « يَ_أَبَتِ هَ_ذَا تَأْوِيلُ رُءْيَ_ىَ مِن قَبْلُ _ إلى قوله _ بَيْنِى وَ بَيْنَ إِخْوَتِى » . (3) قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيّب ولا يضحك ولا يمسّ النساء حتّى جمع اللّه ليعقوب شمله ، وجمع بينه وبين يعقوب وإخوته . 4

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص196 ( ح 79 ) ؛ بحار الأنوار ، ( كتاب النبوّة ، باب قصص يعقوب ويوسف عليهماالسلام ، ح 140 ج12 ، ص317 ) .
2- .أي المذكور في أعلاه ، رقم 44 .
3- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 100 .

ص: 208

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى الله عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنما كانت بليّة أيوب الّتي ابتُلي بها في الدنيا لنعمة أنعم اللّه بها عليه فأدّى شكرها ، وكان إبليس في ذلك الزمان لا يُحجب دون العرش ، فلمّا صعد عمل أيوب بأداء شكر النعمة ، حسده إبليس فقال : ياربّ ، إنّ أيّوب لم يؤد شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة ، فسلّطني على دنياه حتّى تعلم أ نّه لا يؤدّي شكر نعمة ، فقال : قد سلّطتك على دنياه ، فلم يدع له دنيا ولا ولدا إلاّ أهلك كل ذلك وهو يحمد اللّه عز و جل ، ثم رجع إليه فقال : يارب ، إنّ أيوب يعلم إنك ستردّ إليه دنياه الّتي أخذتها منه ، فسلّطني على بدنه حتّى تعلم أ نّه لا يؤدّي شكر نعمة ، قال عز و جل : قد سلّطتك على بدنه ماعدا عينيه وقلبه ولسانه وسمعه . فقال أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : فانقضَّ مبادرا خشية أن تدركه رحمة اللّه عز و جل فيحول بينه وبينه ، فنفخ في منخريه من نار السموم فصار جسده نقطا نقطا . (1)

تفسير القمّي :حدَّثني أبي ، عن ابن فضّال ، عن عبداللّه بن بحر ( محبوب ) ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن بليّة أيوب عليه السلام الّتي أُبتلي بها في الدنيا لأيّ علّة كانت ؟ قال : لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا وأدّى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يُحجب إبليس عن دون العرش ، فلمّا صعد ورأى شكر نعمة أيّوب ، حسده إبليس وقال : ياربّ ، إنّ أيّوبَ لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا ، فسلّطني على دنياه حتّى تعلم أ نّه لا يؤدّي إليك شكر نعمة أبدا، فقيل له: «قد سلّطتك على ماله وولده» قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه ، فازداد أيّوب شكرا للّه وحمدا ، قال : فسلّطني على زرعه (2) ، قال : قد فعلت ، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق ، فازداد أيّوب للّه شكرا وحمدا ، فقال : ياربّ سلّطني على غنمه ، فسلّطه على غنمه فأهلكها ، فازداد أيّوب للّه شكرا وحمدا ، وقال :

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص75 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص344 ( كتاب النبوّة ، باب قصص أيوب عليه السلام ، ح4 ) .
2- .في البحار : « زرعه ياربّ » .

ص: 209

ياربّ سلّطني على بدنه ، فسلّطه على بدنه ما خلا عقله وعينه ، فنفخ فيه إبليس فصار قرحةً واحدة من قرنه إلى قدمه ، فبقي في ذلك دهرا طويلاً يحمد اللّه ويشكره حتّى وقع في بدنه الدود ، وكانت تخرج من بدنه فيردّها ويقول لها : ارجعي إلى موضعك الّذي خلقك اللّه منه ، ونتن حتّى أخرجه أهل القرية من القرية وألقوه في المزبلة خارج القرية ، وكانت امرأته رحيمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللّه _ صلوات اللّه عليهم أجمعين وعليها _ ، تتصدّق من الناس وتأتيه بما تجده . قال : فلمّا طال عليه البلاء ورأى إبليس صبره ، أتى أصحابا له كانوا رهبانا في الجبال ، وقال لهم : مرّوا بنا إلى هذا العبد المبتلى ونسأله عن بليّته ، فركبوا بغالاً شهبا وجاؤوا ، فلمّا دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه ، فقرنوا بعضا إلى بعض ثمّ مشوا إليه ، وكان فيهم شابّ حدث السنّ فقعدوا إليه فقالوا : ياأيّوب ، لو أخبرتنا بذنبك لعلّ اللّه كان يهلكنا إذا سألناه ، (1) ومانرى ابتلائك بهذا البلاء الّذي لم يبتلِ به أحد إلاّ من أمرٍ كنت تستره ! فقال أيّوب : وعزّة ربّي إنّه ليعلم أني ما أكلت طعاما إلاّ ويتيم أو ضعيف يأكل معي ، وما عرض لي أمران كلاهما طاعة اللّه إلاّ أخذت بأشدّهما على بدني ، فقال الشابّ : سوأة لكم ! عمدتم إلى نبي اللّه فعيّرتموه حتّى أظهر من عبادة ربّه ماكان يسترها ! فقال أيّوب : ياربّ ، لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجّتي ، فبعث اللّه إليه غمامة فقال : يا أيّوب ، أدلني بحجّتك فقد أقعدتك مقعد الحكم ، وها أنا ذا قريب ولم أزل، فقال: ياربّ، إنّك لتعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ كلاهما لك طاعة إلاّ أخذت بأشدّهما على نفسي ، ألم أحمدك ؟ ألم أشكرك ؟ ألم أسبّحك ؟ قال : فنودي من الغمامة بعشرة آلاف لسان : يا أيّوب ، من صيّرك تعبد اللّه والناس عنه غافلون ؟ وتحمده وتسبّحه وتكبّره والناس عنه غافلون ؟ أتمنّ على اللّه بماللّه فيه المنّة عليك ؟ ! قال : فأخذ أيّوب التراب فوضعه في فيه ، ثمّ قال : لك العتبى (2) يا ربّ ، أنت الّذي فعلت ذلك بي ، قال : فأنزل اللّه عليه ملكا ، فركض برجله فخرج الماء فغسّله بذلك

.


1- .هكذا في المصدر ، والأولى « فعلناه » .
2- .العُتبى _ بالضمّ _ الرجوع عن الذنب والاساءة .

ص: 210

الماء ، فعاد أحسن ما كان وأطرأ ، وأنبت اللّه عليه روضة خضراء ، وردّ عليه أهله وماله وولده وزرعه ، وقعد معه المَلك يحدّثه ويؤنسه ، فأقبلت امرأته ومعها الكسر ، فلمّا انتهت إلى الموضع إذ الموضع متغيّر ، وإذا رجلان جالسان ، فبكت وصاحت وقالت : يا أيّوب مادهاك ؟ فناداها أيّوب فأقبلت ، فلمّا رأته وقد ردّ اللّه عليه بدنه ونعمته سجدت للّه شكرا ، فرأى ذوابتها مقطوعة _ وذلك أ نها سألت قوما أن يعطوها ماتحمله إلى أيّوب من الطعام ، وكانت حسنة الذوائب ، فقالوا لها : تبيعينا ذوائبك هذه حتّى نعطيكِ ، فقطّعتها ودفعتها إليهم ، وأخذت منهم طعاما لأيّوب _ فلمّا رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها أن يضربها مئة سوط ، فأخبرته أ نّه كان سببه كيت وكيت ، فاغتم أيّوب من ذلك ، فأوحى اللّه إليه : « وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا (1) فَاضْرِبْ بِّهِى وَ لاَ تَحْنَثْ » (2) فأخذ مئة شمراخ (3) فضربها ضربة واحدة ، فخرج من يمينه . ثمّ قال : « وَ وَهَبْنَا لَهُو أَهْلَهُو وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَ ذِكْرَى لِأُوْلِى الْأَلْبَ_بِ » (4) قال : فردّ اللّه عليه أهله الّذين ماتوا قبل البلاء ، وردّ عليه أهله الّذين ماتوا بعدما أصابه البلاء كلّهم أحياهم اللّه تعالى له فعاشوا معه . وسُئل أيّوب بعد ماعافاه اللّه : أيّ شيء كان أشدّ عليك ممّا مرَّ عليك ؟ قال : شماتة الأعداء . قال : فأمطر اللّه عليه في داره فراش الذهب ، وكان يجمعه فإذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلفه فردّه ، فقال له جبرئيل : أما تشبع يا أيوب ؟ ! قال : ومن يشبع من رزق ربّه ! (5)

.


1- .الضغث _ بالكسر _ : الحزمة الصغيرة من الحشيش وغيره .
2- .سورة ص ( 38 ) ، الآية 44 .
3- .الشِّمْرَاخُ : غصن دقيق رخصٌ ينبت في أعلى الغصن الغليظ .
4- .أيضا ، الآية 43 .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص239 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص341 ( كتاب النبوّة ، باب قصص أيوب عليه السلام ، ح3 ) .

ص: 211

علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن يحيى البصري ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أباالحسن الماضي عليه السلام ، عن بلية أيوب الّتي ابتُلي بها في الدنيا لأية علّة كانت ؟ قال : لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا فأدّى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يُحجب إبليس دون العرش ، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيوب ، حسده إبليس فقال : يارب ، إنّ أيوّبَ لم يؤدِ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا ، قال : فقيل له : إ نّي قد سلّطتك على ماله وولده . قال : فانحدر إبليس فلم يبقَ له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه ، فلمّا رأى إبليس أ نّه لا يصل إلى شيء من أمره قال : يارب ، إنّ أيّوب يعلم أنك ستردّ عليه دنياه الّتي أخذتها منه،فسلّطني على بدنه. قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه . قال : فانحدر إبليس مستعجلاً مخافة أن تدركه رحمة الربّ عز و جل فتحول بينه وبين أيوب ، فلما اشتدّ به البلاء وكان في آخر بليّته جاءه أصحابه فقالوا له : يا أيوب ، مانعلم أحدا اُبتلي بمثل هذه البلية إلاّ لسريرة سوء ، فلعلّك أسررت سوءً في الّذي تبدي لنا . قال : فعند ذلك ناجى أيوب ربّه عز و جل فقال : رب ، ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أ نّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلةً من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم ، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدّيت بحجتي . قال : فعرضت له سحابة فنطق فيها ناطق ، فقال : يا أيوب ، أدل بحجّتك . قال : فشدَّ عليه مئزره وجثا على ركبتيه فقال : ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أ نّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ ألزمت اخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلةً من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم (1) . قال : فقيل له : يا أيوب ، من حبَّب إليك الطاعة ؟ قال : فأخذ كفا من تراب ، فوضعه في فيه ثم قال : أنت ياربّ . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، (3) عن يحيى بن عمران ، عن هارون بن

.


1- .من قوله : « فلو أن لي . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص76 ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص345 ( باب قصص أيوب عليه السلام ، ح5 ) .
3- .لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .

ص: 212

خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل « وَ ءَاتَيْنَ_هُ أَهْلَهُو وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ » (1) ، قلت : ولْده كيف اُوتي مثلهم معهم ؟ قال : أحيا له من ولده الّذين كانوا ماتوا قبل ذلك بآجالهم مثل الّذين هلكوا يومئذٍ . (2)

تفسير القمّي :حدَّثني أبي عن النضر بن سويد ، عن صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إنّ بني إسرائيل كانوا يقولون : ليس لموسى ماللرجال ! وكان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس ، وكان يوما يغتسل على شطّ نهر وقد وضع ثيابه على صخرة ، فأمر اللّه الصخرة فتباعدت عنه حتّى نظر بنو إسرائيل إليه ، فعلموا أ نّه ليس كما قالوا ، فأنزل اللّه : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ » (3) . . . الخ . (4)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العباس ابن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : مرّ موسى بن عمران عليه السلام في سبعين نبيا على فجاج الروحاء على جمل أحمر خطامه ليف ، عليهم العباء القطوانية يقول : لبيك عبدك وابن عبدك لبّيك . (5)

كمال الدين :ذكر أبان بن عثمان ، عن أبي الحسين ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال : ما خرج موسى حتّى خرج قبله خمسون كذّابا من بني إسرائيل كلّهم يدّعي أ نّه موسى بن عمران ، فبلغ فرعون أ نهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام ،

.


1- .سورة الأنبياء (21) ، الآية 84 .
2- .الكافي ، ج8 ، ص252 ( كتاب الروضة ، ح354 ) ؛ بحار الأنوار ، ج12 ، ص347 ( كتاب النبوّة ، باب قصص أيوب عليه السلام ، ح 7 ) .
3- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 69 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص197 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص8 ( كتاب النبوّة ، باب فضائل موسى وهارون وبعض أحوالهما عليهماالسلام ، ح10 ) .
5- .علل الشرائع ، ج2 ، ص419 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص10 ( كتاب النبوّة ، باب فضائل موسى وهارون وبعض أحوالهما عليهماالسلام ، ح12 ) .

ص: 213

وقال له كهنته وسحرته: إنّ هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الّذي يولد العام من بني إسرائيل. فوضع القوابل على النساء وقال : لا يولد العام ولد إلاّ ذُبح ، ووضع على اُمّ موسى قابلة ، فلمّا رأى ذلك بنو إسرائيل قالوا : إذا ذُبح الغلمان واستحيي النساء ، هلكنا فَلَم نبقَ ، فتعالوا لا نقرب النساء . فقال عمران أبو موسى : بل باشروهنّ ، فإنّ أمر اللّه واقع ولو كره المشركون ، اللّهمَّ من حرّمه فإنّي لا اُحرّمه ، ومن تركه فإنّي لا أتركه ، ووقع على اُمِّ موسى فحملت به ، فوضع على اُمِّ موسى قابلة تحرسها ، فإذا قامت قامت وإذا قعدت قعدت ، فلمّا حملته اُمّه وقعت عليها المحبّة ، وكذلك حجج اللّه على خلقه ، فقالت لها القابلة : مالك يا بنيّة تصفرين وتذوبين ؟ قالت : لاتلوميني فإنّي إذا ولدت اُخذ ولدي فذبح ، قالت : فلا تحزني فإنّي سوف أكتم عليك ، فلم تصدّقها . فلمّا أن ولدت التفتت إليها وهي مقبلة فقالت : ماشاء اللّه ! فقالت لها : ألم أقل : إنّي سوف أكتم عليك ، ثمّ حملته فأدخلته المخدع (1) وأصلحت أمره ، ثمّ خرجت إلى الحرس فقالت : انصرفوا _ وكانوا على الباب _ فإنّما خرج دم منقطع ، فانصرفوا فأرضعته ، فلمّا خافت عليه الصوت أوحى اللّه إليها : اعملي التابوت ثمّ اجعليه فيه ، ثمّ أخرجيه ليلاً فاطرحيه في نيل مصر ، فوضعته في التابوت ثمّ دفعته في اليمّ ، فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر (2) ، وإنّ الريح ضربته فانطلقت به ، فلمّا رأته قد ذهب به الماء همّت أن تصيح ، فربط اللّه على قلبها . قال : وكانت المرأة الصالحة امرأة فرعون من بني إسرائيل قالت لفرعون : إنّها أيّام الربيع فأخرجني واضرب لي قبّة على شطّ النيل حتّى أتنزّه هذه الأيّام ، فضربت لها قبّة على شطّ النيل إذ أقبل التابوت يريدها ، فقالت : هل ترون ما أرى على الماء ؟ قالوا : إي واللّه ، ياسيّدتنا إنّا لنرى شيئا ، فلمّا دنا منها ثارت إلى الماء فتناولته بيدها ، وكاد الماء يغمرها حتّى

.


1- .المخدع : البيت الصغير الّذي يكون داخل البيت الكبير .
2- .الغمر : معظم الماء .

ص: 214

تصايحوا عليها فجذبته فأخرجته من الماء ، فأخذته فوضعته في حجرها ، فإذا هو غلام أجمل الناس وأسرّهم ، فوقعت عليها منه محبّة فوضعته في حجرها ، وقالت : هذا ابني ، فقالوا : إي واللّه ، يا سيّدتنا واللّه مالكِ ولد ولا للملك ، فاتّخذي هذا ولدا . فقامت إلى فرعون وقالت : إنّي أصبت غلاما طيّبا حلوا نتّخذه ولدا ، فيكون قرّة عين لي ولك فلا تقتله ، قال : ومن أين هذا الغلام ؟ قالت : لاواللّه ، ما أدري إلاّ إنّ الماء جاء به ، فلم تزل به حتّى رضي ، فلمّا سمع الناس أنّ الملك قد تبنّى ابنا لم يبق أحد من رؤوس من كان مع فرعون إلاّ بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا أو تحضنه ، فأبى أن يأخذ من امرأة منهنّ ثديا ، قالت امرأة فرعون : اطلبوا لابني ظئرا ولا تحقّروا أحدا ، فجعل لا يقبل من امرأة منهنّ ، فقالت اُمّ موسى لاُخته : قصّيه ، انظري اُترين له أثرا ، فانطلقت حتّى أتت باب الملك ، فقالت : قد بلغني أ نكم تطلبون ظئرا وههنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفّله لكم ، فقالت : ادخلوها ، فلمّا دخلت قالت لها امرأة فرعون : ممّن أنت ؟ قالت : من بني إسرائيل ، قالت : اذهبي يا بنيّة فليس لنا فيك حاجة ، فقلن لها النساء : انظري عافاك اللّه هل يقبل أو لا يقبل ، فقالت امرأة فرعون : أرأيتم لو قبل هل يرضى فرعون أن يكون الغلام من بني إسرائيل والمرأة من بني إسرائيل ؟ _ يعني : الظئر _ فلا يرضى ، قلن : فانظري يقبل أو لا يقبل ، قالت امرأة فرعون : فاذهبي فادعيها ، فجاءت إلى اُمّها وقالت : إنّ امرأة الملك تدعوك ، فدخلت عليها ، فدُفع إليها موسى فوضعته في حجرها ثمّ ألقمته ثديها ، فإزدحم اللبن في حلقه ، فلمّا رأت امرأة فرعون أنّ ابنها قد قبل قامت إلى فرعون فقالت : إنّي قد أصبت لابني ظئرا وقد قبل منها ، فقال : وممّن هي ؟ قالت : من بني إسرائيل ، قال فرعون : هذا ممّا لا يكون أبدا ، الغلام من بني إسرائيل والظئر من بني إسرائيل ! فلم تزل تكلّمه فيه وتقول : ما تخاف من هذا الغلام ، إنّما هو ابنك ينشأ في حجرك حتّى قلّبته عن رأيه ورضي ، فنشأ موسى في آل فرعون وكتمت اُمّه خبره واُخته والقابلة حتّى هلكت اُمّه والقابلة الّتي قبلته ، فنشأ لايعلم به بنو إسرائيل ، قال : وكانت بنو إسرائيل تطلبه وتسأل عنه ، فيعمى عليهم خبره . قال : فبلغ فرعون أنهم يطلبونه ويسألون عنه ، فأرسل إليهم ، فزاد في العذاب عليهم وفرّق بينهم ، ونهاهم عن الإخبار به والسؤال عنه ، قال : فخرجت بنو إسرائيل ذات ليلة

.

ص: 215

مقمرة إلى شيخ لهم عنده علم فقالوا : قد كنّا نستريح إلى الأحاديث فحتّى متى وإلى متى نحن في هذا البلاء ؟ قال : واللّه إنّكم لا تزالون فيه حتّى يجيء اللّه تعالى ذكره بغلام من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران ، غلام طوالٌ جعدٌ ، فبينما هم كذلك إذ أقبل موسى عليه السلام يسير على بغلة حتّى وقف عليهم ، فرفع الشيخ رأسه فعرفه بالصفة ، فقال له : ما اسمك يرحمك اللّه ؟ قال : موسى ، قال : ابن من ؟ قال : ابن عمران ، قال : فوثب إليه الشيخ فأخذ بيده فقبّلها،وثاروا إلى رجله فقبّلوها،فعرفهم وعرفوه واتّخذ شيعة ، فمكث بعد ذلك ماشاء اللّه ، ثمّ خرج فدخل مدينة لفرعون فيها رجل من شيعته يقاتل رجلا من آل فرعون من القبط ، فاستغاثه الّذي من شيعته على الّذي من عدوّه القبطيّ ، فوكزه موسى فقضى عليه ، وكان موسى قد اُعطي بسطة في الجسم وشدّة في البطش ، فذكره الناس وشاع أمره وقالوا : إن موسى قتل رجلاً من آل فرعون . فأصبح في المدينة خائفا يترقّب ، فلمّا أصبحوا من الغد إذا الرجل الّذي استنصره بالأءمس يستصرخه على آخر ، فقال له موسى: إنّك لغوي مبين ، بالأمس رجل واليوم رجل ! « فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَ_مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْسَام بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِى الْأَرْضِ وَ مَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ * وَ جَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَ_مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّى لَكَ مِنَ النَّ_صِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَآل_ءِفًا يَتَرَقَّبُ » (1) فخرج من مصر بغير ظهر ولا دابّة ولا خادم ، تخفضه أرض وترفعه اُخرى،حتّى إنتهى إلى أرض مدين،فانتهى إلى أصل شجرة فنزل ، فإذا تحتها بئر وإذا عندها اُمّة من الناس يسقون ، وإذا جاريتان ضعيفتان وإذا معهما غنيمةُ لهما ، قال : ما خطبكما؟ قالتا : أبونا شيخ كبير ، ونحن جاريتان ضعيفتان لا نقدر أن نزاحم الرجال ، فإذا سقى الناس سقينا ، فرحمهما موسى عليه السلام ، فأخذ دلوهما وقال لهما : قدّما غنمكما ، فسقى لهما ، ثمّ رجعتا بكرةً قبل الناس ، ثمّ تولّى موسى إلى الشجرة فجلس تحتها « فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ » (2) فروي أ نه قال ذلك وهو محتاج إلى شقّ

.


1- .سورة القصص ( 28 ) ، الآيات 19 _ 21 .
2- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 24 .

ص: 216

تمرة ، فلمّا رجعتا إلى أبيهما قال : ما أعجلكما في هذه الساعة ! قالتا : وجدنا رجلاً صالحا رحمنا فسقى لنا . فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه لي ، فجاءته تمشي على استحياء . قالت : إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، فروي أن موسى عليه السلام قال لها : وجّهيني إلى الطريق وامشي خلفي ، فإنّا بنو يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء . « فَلَمَّا جَآءَهُو وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّ__لِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَل_هُمَا يَ_أَبَتِ اسْتَ_?جِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَ_?جَرْتَ الْقَوِىُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَىَّ هَ_تَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِى ثَمَ_نِىَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ » (1) ، فروي أ نه قضى أتمّهما ؛ لأنّ الأنبياء لا يأخذون إلاّ بالفضل والتمام . « فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَ سَارَ بِأَهْلِهِ » (2) فإذا حيّة مثل الجذع ، لأنيابها (3) صرير (4) ، يخرج منها مثل لهب النار ، فولّى موسى مدبرا ، فقال له ربّه عز و جل : ارجع ، فرجع وهو يرتعد وركبتاه تصطكّان ، فقال : يا إلهي هذا الكلام الّذي أسمع كلامك ؟ ! قال : نعم ، فلا تخف ، فوقع عليه الأمان ، فوضع رجله على ذنبها ، ثمّ تناول لحييها ، فإذا يده في شعبة العصا قد عادت عصا ، وقيل له : « اخْلَعْ نَعْلَيْكَ

.


1- .سورة القصص (28) ، الآيات 25 _ 27 .
2- . نحو بيت المقدس أخطأ عن الطريق ليلاً فرأى نارا ف_ « قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّى ءَانَسْتُ نَارًا لَّعَلِّى ءَاتِيكُم مِّنْهَا ». أيضا ، الآية 29 . بقبس أو بخبر من الطريق ، فلمّا انتهى إلى النار فإذا شجرة تضطرم من أسفلها إلى أعلاها ، فلمّا دنا منها تأخّرت عنه ، فرجع وأوجس في نفسه خيفة ، ثمّ دنت منه الشجرة ف « نُودِىَ مِن شَ_طِىءِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَ_رَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَ_مُوسَى إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَ__لَمِينَ * وَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَ لَمْ يُعَقِّبْ » أيضا ، الآيات 30 و 31 .
3- .نسخة بدل : « لأسنانها » .
4- .أي صوت وطنين .

ص: 217

إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى » (1) فروي أ نه اُمر بخلعهما ؛ لأ نّهما كانتا من جلد حمار ميّت ، [ وروي في قوله عز و جل : « فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ » أي خوفيك : خوفك من ضياع أهلك ، وخوفك من فرعون ] ، ثمّ أرسله اللّه عز و جل إلى فرعون ومَلَئِه بآيتين : بيده والعصا . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام : إنّ رأس المهدي يُهدى إلى موسى بن عيسى على طبق ! قلت : فقد مات هذا وهذا ! قال : فقد قال اللّه : « ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ » (3) فلم يدخلوها ودخلها الأبناء _ أو قال _ : أبناء الأبناء ، فكان ذلك دخولهم . فقلت : لو ترى أنّ الّذي قال في المهدي وفي ابن عيسى يكون مثل هذا ؟ فقال : نعم ، يكون في أولادهم . فقلت : ما تنكر أن يكون ماقال في ابن الحسن يكون في ولده ؟ قال : نعم ، ليس ذلك مثل ذا . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام لي : إنّ بني إسرائيل قال لهم : « ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ » ، فلم يدخلوها حتّى حرّمها عليهم وعلى أبنائهم ، وإنما دخلها أبناء الأبناء . (5)

الاحتجاج :عن أبي بصير قال : سأل طاووس اليماني الباقر عليه السلام قال : أخبرني عن طائر طار مرّة ولم يطر قبلها ولا بعدها ذكره اللّه عز و جل في القرآن ؟ فقال : طور سيناء ،

.


1- .سورة طه ( 20 ) ، الآية 12 .
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص147 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص38 ( كتاب النبوّة ، باب أحوال موسى عليه السلاممن حين ولادته إلى نبوّته ، ح9 ) .
3- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 21 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص303 ( ح67 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص179 ( كتاب النبوّة ، باب خروجه عليه السلاممن الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه ، ح9 ) .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص304 ( ح70 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص181 ( كتاب النبوّة ، باب خروجه عليه السلاممن الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه ، ح12 ) .

ص: 218

أطاره اللّه عز و جل على بني إسرائيل حين أظلّهم بجناج منه فيه ألوان العذاب حتّى قبلوا التوراة ، وذلك قوله عز و جل : « وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُو ظُ_لَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُو وَاقِعُم بِهِمْ » (1) الخبر . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه : « وَ أُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ » (3) ؟ قال : لمّا ناجى موسى عليه السلام ربّه أوحى اللّه إليه أن يا موسى قد فتنت قومك ؟ قال : وبماذا ياربّ ؟ قال : بالسامري . قال : وما فعل السامري ؟ قال : صاغ لهم من حليّهم عجلاً . قال : يارب ، إن حليّهم لتحتمل أن يُصاغ منه غزال أو تمثال أو عجل ! فكيف فتنتهم ؟ قال : إنه صاغ لهم عجلاً فخار . قال : يارب ، ومن أخاره ؟ قال : أنا ، فقال عندها موسى : « إِنْ هِىَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ » . (4) قال: فلمّا انتهى موسى إلى قومه ورآهم يعبدون العجل ألقى الألواح من يده فتكسّرت. فقال أبو جعفر عليه السلام : كان ينبغي أن يكون ذلك عند إخبار اللّه إياه . قال: فعمد موسى ، فبرد العجل من أنفه إلى طرف ذنبه ، ثم أحرقه بالنار فذرّه في اليمّ. قال : فكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجة فيتعرض بذلك للرماد

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 171 .
2- .الاحتجاج ، ج2 ، ص65 ( وهو قسم من اسئلة طاووس اليماني ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص213 ( كتاب النبوّة ، باب نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل ، ح6 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 93 .
4- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 155 .

ص: 219

فيشربه ، وهو قول اللّه : « وَ أُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ » (1) . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال لي : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه لم يعطِ الأنبياء شيئا إلاّ وقد أعطاه محمّدا ، وعندنا الصحف الّتي قال اللّه عز و جل : « صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » . (3) قلت : جُعلت فداك ! هي الألواح ؟ قال : نعم . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام قال : لمّا سأل موسى عليه السلام ربّه _ تبارك وتعالى _ قال : « رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى وَلَ_كِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى » (5) ؟ قال : فلمّا صعد موسى عليه السلام على الجبل ، فتحت أبواب السماء ، وأقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد وفي رأسها النور ، يمرّون به فوجا بعد فوج يقولون : يا ابن عمران ، أثبت فقد سألت عظيما . قال : فلم يزل موسى واقفا حتّى تجلّى ربنا _ جلَّ جلاله _ ، فجعل الجبل دكّا « وَ خَرَّ مُوسَى صَعِقًا » (6) . (7)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إن موسى بن

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 93 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص51 ( ح73 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص227 ( كتاب النبوّة ، باب نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل ، ح28 ) .
3- .سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية 19 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص225 ( كتاب فضل العلم ، باب إن الأئمّة ورثوا علم النبي و . . . ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص225 ( كتاب النبوّة ، باب نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل ، ح20 ) .
5- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 143 .
6- . ، فلمّا أن ردَّ اللّه إليه روحه ، أفاق « قَالَ سُبْحَ_نَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ». نفس الآية .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص26 ( ح72 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص228 ( كتاب النبوّة ، باب نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل ، ح33 ) .

ص: 220

عمران عليه السلام لمّا سأل ربه النظر إليه وعده اللّه أن يقعد في موضع ، ثم أمر الملائكة أن تمرّ عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق ، فكلّما مرّ به موكب من المواكب ارتعدت فرائصة فيرفع رأسه فيسئل أفيكم ربّي ؟ فيجاب هو آتٍ ، وقد سألت عظيما يابن عمران . (1)

قصص الأنبياء :أخبرنا السيّد أبو السعادات هبة اللّه بن عليّ الشجري ، عن جعفر بن محمّد بن العباس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، عن أبيه حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي بصير ، عن أحدهما _ صلوات اللّه عليهما _ قال : لمّا كان من أمر موسى الّذي كان ، اُعطي مكتلاً فيه حوت مالح ، فقيل له : هذا يدلّك على صاحبك عند عين لا يصيب منها شيء إلاّ حيّ ، فانطلقا حتّى بلغا الصخرة وجاوزا ، ثم قال لفتاه : آتنا غداءنا ، فقال الحوت : اتّخذ في البحر سربا ، فاقتصا الأثر حتّى أتيا صاحبهما في جزيرة في كساء جالسا ، فسلَّم عليه وأجاب وتعجب وهو بأرضٍ ليس بها سلام . فقال : من أنت ؟ قال : موسى . فقال : ابن عمران الّذي كلّمه اللّه ؟ قال : نعم ، قال : فما جاء بك ؟ قال : أتيتك على أن تعلّمني . قال : إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه ! فحدّثه عن آل محمّد عليهم السلام وعن بلائهم وعمّا يصيبهم حتّى أشتدَّ بكاؤهما ، وذكر له فضل محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وما اُعطوا وما ابتلوا به ، فجعل يقول : ياليتني من اُمّة محمّد . وإن العالِم لمّا تبعه موسى خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار ، ثم بيّن له كلها وقال : ما فعلته عن أمري . يعني : لولا أمر ربي لم أصنعه ، وقال : لو صبر موسى لأراه

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص27 ( ح74 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص229 ( كتاب النبوّة ، باب نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل ، ح34 ) .

ص: 221

العالِم سبعين أعجوبة . (1)

كتاب الزهد :محمّد بن سنان عمّن أخبره ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنّ موسى بن عمران عليه السلام حُبس عنه الوحي ثلاثين صباحا فصعد على جبل بالشام يقال له : « أريحا » ، فقال : يا رب ، لِمَ حبست عنّي وحيكَ وكلامك ؟ أ لذنبٍ أذنبته ؟ فها أنا بين يديك فاقتصّ لنفسك رضاها ، وإن كنت إنما حبست عنّي وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل فعفوك القديم . فأوحى اللّه إليه أن ياموسى ، تدري لم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي ؟ فقال : لا أعلمه يارب . قال : يا موسى ، إني اطلعت إلى خلقي اطلاعةً فلم أرَ في خلقي شيئا أشدّ تواضعا منك ، فمن ثمَّ خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي . قال : فكان موسى عليه السلام إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خده الأيمن بالأرض وخدّه الأيسر بالأرض . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « فَخَشِينَآ » (3) ؟ خشي إن أدركه الغلام أن يدعو أبويه إلى الكفر ، فيجيبانه من فرط حبّهما إيّاه . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (5) عليه السلامقال : كم من إنسان له حقّ لا يعلم به ! قال : قلت : وماذاك أصلحك اللّه ؟

.


1- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص159 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص301 ( كتاب النبوّة ، باب قصص موسى وخضر عليهماالسلام ، ح21 ) .
2- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ،ص 58 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص357 ( كتاب النبوّة ، باب مناجات موسى عليه السلاموما أُوحي إليه من الحكم والمواعظ ، ح61 ) .
3- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 80 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص336 ( ح56 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص310 ( كتاب النبوّة ، باب قصة موسى وخضر عليهماالسلام ، ح42 ) .
5- .نسخة بدل : « أبي عبداللّه » .

ص: 222

قال : إنّ صاحب الجدار كان لهما كنز تحته ، أمّا أ نّه لم يكن ذهب ولا فضة . قال : قلت : فأيهما كان أحق به ؟ فقال : الأكبر ، كذلك نقول . (1)

قصص الأنبياء :الصدوق ، عن أبيه ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه صاحب السابري ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام : ياموسى ، اشكرني حقّ شكري . فقال : ياربّ ، كيف اشكرك حقّ شكرك وليس من شكر أشكرك به إلاّ وأنت أنعمت به عليَّ ؟ ! فقال : يا موسى ، شكرتني حقّ شكري حين علمت أنّ ذلك منّي . (2)

قصص الأنبياء :عن ابن بابويه حدَّثنا أحمد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جده إبراهيم بن هشام ، عن عليّ بن معبد ، عن عليّ بن عبد العزيز ، عن يحيى بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه _ صلوات اللّه عليه _ قال (3) أبو جعفر عليه السلام : لمّا كانت الليلة الّتي قُتل فيها عليّ عليه السلاملم يرفع عن وجه الأرض حجر إلاّ وُجد تحته دمٌ عبيط حتّى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة الّتي فُقد فيها هارون أخو موسى عليه السلام ، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون ، وكذلك كانت الليلة الّتي رفع فيها عيسى بن مريم عليه السلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها الحسين صلوات اللّه عليه . (4)

علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص337 ( ح62 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص311 ( كتاب النبوّة ، باب قصة موسى وخضر عليهماالسلام ، ح48 ) .
2- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص164 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص351 ( كتاب النبوّة ، باب مناجاة موسى عليه السلاموما اُوحي إليه من الحكم والمواعظ ، ح41 ) .
3- .في المصدر زيادة أسطر هنا وفي تتمته ، وسيأتي كامله في كتاب الإمامة .
4- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص146 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص368 ( كتاب النبوّة ، باب وفاة موسى وهارون عليهماالسلام ، ح12 ) .

ص: 223

أبي عبداللّه عليه السلام : إنّ إسماعيل كان رسولاً نبيا سُلّط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه ، فأتاه رسول من ربّ العالمين فقال له : ربُك يقرؤك السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك ، وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت . فقال : يكون لي بالحسين بن عليّ عليهماالسلاماُسوة . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ » ؟ 2 ، فجاءت به الملائكة تحمله ، وقال اللّه _ جل ذكره _ : « إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُو مِنِّى » (2) ، وقال الّذين لم يغترفوا : « كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةَم بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّ_بِرِينَ ». أيضا ، الآية 249 . . (3)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ بني إسرائيل

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص78 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص389 ( كتاب النبوّة ، باب قصة إسماعيل الّذي سمّاه اللّه صادق الوعد عليه السلام . . . ، ح3 ) .
2- . ، فشربوا منه إلاّ ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب ، فلمّا برزوا قال الّذين اغترفوا : « لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ »
3- .الكافي ، ج8 ، ص316 ( كتاب الروضة ، ح498 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص437 ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلاموطالوت وجالوت ، ح1 ) .

ص: 224

بعد موسى عملوا المعاصي ، وغيّروا دين اللّه ، وعتوا عن أمر ربهم ، وكان فيهم نبىّ يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه _ وروي أ نّه إرميا النبي _ ، فسلّط اللّه عليهم جالوت _ وهو من القبط _ فأذلّهم وقتل رجالهم ، وأخرجهم من ديارهم وأموالهم ، واستعبد نساءهم ، ففزعوا إلى نبيهم وقالوا : سل اللّه أن يبعث لنا ملكا ، نقاتل في سبيل اللّه ، وكانت النبوّة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر ، لم يجمع اللّه لهم الملك والنبوّة في بيت واحد ، فمن ذلك قالوا : « ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَ_تِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » (1) وكان كما قال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ». سورة البقرة (2) ، الآية 246 . ، فقال « لَهُمْ نَبِيُّهُمْ (2) إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا » (3) فغضبوا من ذلك و « قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ » (4) وكان أعظمهم جسما ، وكان شجاعا قويا ، وكان أعلمهم إلاّ أ نّه كان فقيرا ، فعابوه بالفقر فقالوا : « لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ». سورة البقرة ( 2 ) الآية 247 . فقال « لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِى أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَ_رُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ » (5) ، وكان التابوت الّذي أنزله اللّه على موسى ، فوضعته فيه اُمّه وألقته في اليمّ ، فكان في بني إسرائيل معظما يتبرّكون به ، فلمّا

.


1- . ، فقال لهم نبيهم : « هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَ_تِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَ_تِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَ_رِنَا وَأَبْنَآل_ءِنَا »
2- .من آية « هل عسيتم . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .
3- .سورة البقرة ( 2 ) الآية 247 .
4- . ، وكانت النبوّة في ولد لاوي والملك في ولد يوسف ، وكان طالوت من ولد بنيامين أخو يوسف لاُمّه ، لم يكن من بيت النبوّة ولا من بيت المملكة ، فقال لهم نبيّهم : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَ_ل_هُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُو بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُو مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ »
5- .أيضا ، الآية 248 .

ص: 225

حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح وما كان عنده من آيات النبوّة وأودعه يوشع وصيّه، فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفّوا به، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات، فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ وشرف مادام التابوت عندهم ، فلمّا عملوا بالمعاصي واستخفّوا بالتابوت رفعه اللّه عنهم ، فلمّا سألوا النبي ، وبعث اللّه طالوت عليهم يقاتل معهم ، ردّ اللّه عليهم التابوت كما قال اللّه : « إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِى أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَ_رُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ » . قال : « البقية » ذريّة الأنبياء (1) ، وقوله : « فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ » ، فإنّ التابوت كان يوضع بين يدي العدوّ وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان . (2)

معاني الأخبار :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قوله عز و جل : « فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ » (3) ، قال : كان القليل ستّين ألفا . (4)

قصص الأنبياء :أبي رحمه الله ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاّد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان لسليمان العطر ، وفرض النكاح في حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت طروقة منهنّ سبعمئة أمة قبطية وثلاثمئة حرّة مهيرة ، فأعطاه اللّه تعالى قوة أربعين رجلاً في مباضعة النساء ، وكان يطوف بهنّ جمعيا ويسعفهنّ ، قال : وكان سليمان عليه السلاميأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع ، فقال لهم إبليس : كيف أنتم ؟ قالوا : ما لنا طاقة بما نحن فيه ، فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا ، قالوا : نعم ، قال : فأنتم في راحة ، فأبلغت الريح سليمان ما قال

.


1- .من عبارة : « كما قال اللّه . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص82 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص438 ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلاموطالوت وجالوت ، ح4 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 246 .
4- .معاني الأخبار ، ص152 ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص443 ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلام وطالوت وجالوت ، ح6 ) .

ص: 226

إبليس للشياطين ، فأمرهم أن يحملون الحجارة ذاهبين ويحملون الطين راجعين إلى موضعها ، فتراءى لهم إبليس فقال : كيف أنتم ؟ فشكوا إليه ، فقال : ألستم تنامون بالليل ؟ قالوا : بلى ، قال : فأنتم في راحة ، فابلغت الريح ماقالت الشياطين وإبليس ، فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار ، فما لبثوا إلاّ يسيرا حتّى مات سليمان . وقال : خرج سليمان يستسقي ومعه الجنّ والإنس ، فمرَّ بنملة عرجاء ناشرة جناحها رافعة يدها وتقول : اللّهمَّ إنّا خلق من خلقك ، لا غنى بنا عن رزقك ، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا ، فقال سليمان عليه السلام لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم . (1)

تفسير العيّاشي :أبو بصير قال : سمعته يقول : فمرّ داوود على حجر فقال الحجر : ياداوود ، خذني فاقتل بي جالوت فإنّي إنّما خُلقت لقتله ، فأخذه فوضعه في مخلاته الّتي تكون فيها حجارته الّتي كان يرمي بها عن غنمه بمقذافه ، فلمّا دخل العسكر سمعهم يتعظّمون أمر جالوت ، فقال لهم داوود : ما تعظمون من أمره ؟ ! فو اللّه لئن عاينته لأقتلنه ، فتحدّثوا بخبره حتّى اُدخل على طالوت فقال : يا فتى ، وما عندك من القوّة وما جرّبت من نفسك ؟ قال : كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه فأفكّ لحيته عنها فآخذها من فيه . قال : فقال : ادع لي بدرع سابغة ؟ قال : فأُتي بدرع ، فقذفها في عنقه ، فتملأَّ منها حتّى راع طالوت ومن حضره من بني إسرائيل ، فقال طالوت : واللّه ، لعسى اللّه أن يقتله به ، قال : فلمّا أن أصبحوا ورجعوا إلى طالوت ، والتقى الناس قال داوود عليه السلام : أروني جالوت ، فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه ، فرماه فصكّ به بين عينيه فدمغه ونكس عن دابّته ، وقال الناس : قتل داوود جالوت ، وملّكه الناس حتّى لم يكن يُسمع لطالوت ذكر ، واجتمعت بنو إسرائيل على داوود ، وأنزل اللّه عليه الزبور ، وعلّمه صنعة الحديد ، فليّنه له ، وأمر الجبال والطير يسبّحن معه ، قال : ولم يعطَ أحد مثل صوته ، فأقام داوود في بني إسرائيل مستخفيا ، وأعطى قوّة في عبادته . (2)

.


1- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص212 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص72 ( كتاب النبوّة ، باب قصص سليمان بن داوود عليهماالسلام ، ح12 ) .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص135 ( ح445 ) ؛ بحار الأنوار ، ج13 ، ص451 ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلاموطالوت وجالوت ، ح17 ) .

ص: 227

قصص الأنبياء :عن ابن بابويه ، عن عليّ بن أحمد ، عن محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن أبي سعيد ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ماتقول فيما يقول الناس في داوود وامرأة اوريا ؟ فقال : ذلك شيء تقوله العامّة . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان ، ونزل الإنجيل في اثني عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ، ونزل القرآن في ليلة القدر . (2)

الفقيه :روى أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ آدم عليه السلام هو الّذي بنى البيت ووضع أساسه ، وأول من كساه الشعر ، وأول من حج إليه ، ثم كساه تبّع بعد آدم عليه السلامالأنطاع ، ثم كساه إبراهيم عليه السلام الخصف وأول من كساه الثياب سليمان بن داوود عليهماالسلام كساه القباطي . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبي الحسن الأسدي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلامذات ليلة بعد عتمةٍ وهو يقول : همهمة همهمة وليلة مظلمة ، وخرج عليكم الإمام ، عليه قميص آدم ، وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى . (4)

كامل الزيارات :حدَّثني أبي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه بن أبي خلف ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ

.


1- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص206 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص26 ( كتاب النبوّة ، باب قصة داوود عليه السلامواُوريا ، ح5 ) .
2- .الكافي ، ج4 ، ص157 ( باب ليلة القدر ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص33 ( كتاب النبوّة ، باب ما اُوحي إلى داوود عليه السلام ، ح1 ) .
3- .الفقيه ، ج2 ، ص235 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص75 ( كتاب النبوّة ، باب قصص سليمان بن داوود عليهماالسلام ، ح20 ) .
4- .الكافي ، ج1 ، ص232 ( باب ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم السلام ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص81 ( كتاب النبوّة ، باب قصص سليمان بن داوود عليهماالسلام ، ح24 ) .

ص: 228

جبرئيل عليه السلام أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوالحسين عليه السلام يلعب بين يديه ، فأخبره أن أُمّته ستقتله ، قال : فجزع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال : ألا أُريك التربة الّتي يقتل فيها ، قال : فخسف ما بين مجلس رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى المكان الّذي قُتل فيه الحسين عليه السلام حتّى التقت القطعتان ، فأخذ منها ، ودحيت في أسرع من طرفة عين ، فخرج وهو يقول : طوبى لك من تربةٍ وطوبى لمن يقتل حولكِ . قال : وكذلك صنع صاحب سليمان ، تكلّم باسم اللّه الأعظم ، فخسف ما بين سرير سليمان وبين العرش _ من سهولة الأرض وحزونتها _ حتّى التقت القطعتان ، فاجترّ العرش ، قال سليمان : يخيل إليَّ أ نّه خرج من تحت سريري ، قال : ودحيت في أسرع من طرفة العين . 1

الاختصاص :أحمد بن محمّد وفضالة ، عن أبان ، عن أبي بصير وزرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : مازاد العالم على النظر إلى ماخلفه ومابين يديه مدَّ بصره ، ثم نظر إلى سليمان عليه السلام ، ثم مدّ بيده ، فإذا هو ممّثل بين يديه . (1)

تهذيب الأحكام :الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابنا ، عن المعلّى بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « وَ دَاوُودَ وَ سُلَيْمَ_نَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ » (2) فقال : لا يكون النفش إلاّ بالليل ، إنّ على صاحب الحرث أن يحفظ الحرث بالنهار ، وليس على صاحب الماشية حفظها بالنهار ، إنّما رعيها وأرزاقها بالنهار ، فما أفسدت فليس عليها ولا على صاحبها شيء ،

.


1- .الاختصاص ، ص270 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص110 ( كتاب النبوّة ، باب قصته عليه السلام مع بلقيس ، ح1 ) .
2- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 78 .

ص: 229

وعلى صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث الناس ، فما أفسَدَتْ بالليل فقد ضمنوا ، وهو النفش ، إنّ داوود عليه السلام حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم ، وحكم سليمان عليه السلامالرسل والثّلة وهو اللبن والصوف في ذلك العام . (1)

تهذيب الأحكام :الحسين بن سعيد ، عن عبداللّه بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: قلت: قول اللّه عز و جل : « وَ دَاوُودَ وَ سُلَيْمَ_نَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ » (2) ، قلت : حين حكما في الحرث كانت قضية واحدة ، فقال : إنه كان أوحى اللّه عز و جل إلى النبيّين قبل داوود إلى أن بعث اللّه داوود عليه السلام : أيُّ غنمٍ نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم ، ولا يكون النفش إلاّ بالليل ، وإنّ على صاحب الزرع أن يحفظ بالنهار وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل ، فحكم داوود عليه السلام بما حكمت به الأنبياء عليهم السلاممن قبله ، وأوحى اللّه عز و جل إلى سليمان عليه السلام : أيُّ غنم نفشت في الزرع فليس لصاحب الزرع ، إلاّ ما خرج من بطونها ، وكذلك جرت السنّة بعد سليمان عليه السلاموهو قول اللّه عز و جل : « وَ كُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَ عِلْمًا » (3) فحكم كلّ واحد منهما بحكم اللّه عز و جل . (4)

علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : أمر سليمان بن داوود عليه السلام الجّن فصنعوا له قبّة من قوارير ، فبينما هو متّكى ء على عصاه في القبّة ينظر إلى الجنّ كيف يعملون وهم ينظرون إليه ، إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبّة ، قال : من أنت ؟ قال : أنا الّذي لا أقبل الرشاء ولا أهاب الملوك ، أنا ملك الموت ، فقبضه وهو قائم متّكى ء على عصاه في القبّة والجّن ينظرون إليه ، قال : فمكثوا سنة وهم يدأبون له حتّى بعث اللّه عز و جل الأرضة فأكلت منسأته _ وهي العصا _ ، فلما خرَّ تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون

.


1- .تهذيب الأحكام ، ج7 ، ص224 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص131 ( كتاب النبوّة ، باب ما أُوحي إليه وصدر عنه الحكم ، ح5 ) .
2- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 78 .
3- .أيضا ، الآية 79 .
4- .تهذيب الأحكام ، ج7 ، ص225 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص132 ( كتاب النبوّة ، باب ما اُوحي إليه وصدر عنه الحكم ، ح6 ) .

ص: 230

الغيب مالبثوا في العذاب المهين . قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ الجّن يشكرون الأرضة ما صنعت بعصا سليمان ، فما تكاد تراها في مكان إلاّ وعندها ماء وطين . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما هلك سليمان وضع إبليس السحر ، ثم كتبه في كتاب فطواه ، وكتب على ظهره : « هذا ما وضع آصف بن برخيا من ملك سليمان بن داوود عليهماالسلاممن ذخائر كنوز العلم ، من أراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا » ، ثم دفنه تحت السرير ، ثم استشاره لهم ، فقال الكافرون : « ما كان يغلبنا سليمان إلاّ بهذا » ، وقال المؤمنون : « وهو عبداللّه ونبيّه » ، فقال اللّه في كتابه : « وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَ_طِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَ_نَ » (2) أي السحر . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ زكريا لمّا دعا ربّه أن يهب له ذكرا فنادته الملائكة بما نادته به ، أحبّ أن يعلم أنّ ذلك الصوت من اللّه ، أوحى إليه : إنّ آية ذلك أن يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام . قال : فلمّا أمسك لسانه ولم يتكلّم علم أ نّه لا يقدر على ذلك إلاّ اللّه ، وذلك قول اللّه : « رَبِّ اجْعَل لِّى ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَ_ثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا » (4) . (5)

قصص الأنبياء :بإسناده عن ابن بابويه : حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى : حدَّثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ، عن عمران أكان نبيا ؟ فقال : نعم ، كان نبيا مرسلاً إلى قومه ، وكانت حنّة إمرأة عمران وحنانة امرأة زكريا اختين ، فولد لعمران من حنّة مريم ، وولد لزكريا من حنانة يحيى عليه السلاموولدت مريم عيسى عليه السلام ، وكان عيسى عليه السلامابن بنت خالته ، وكان يحيى عليه السلامابن خالة مريم ، وخالة الاُم

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص74 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص137 ( كتاب النبوّة ، باب وفاته عليه السلام ، ح2 ) .
2- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 102 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص52 ( ح74 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص138 ( كتاب النبوّة ، باب وفاته عليه السلام ، ح3 ) .
4- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 41 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص172 ( ح43 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص184 ( كتاب النبوّة ، باب قصص زكريا ويحيى عليهماالسلام ، ح31 ) .

ص: 231

بمنزلة الخالة . 1

قصص الأنبياء :بهذا الإسناد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ اللّه تعالى _ جلّ جلاله _ أوحى إلى عمران : إنّي واهب لك ذكرا مباركا يبرؤ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن اللّه ، وإني جاعله رسولاً إلى بني إسرائيل . قال : فحدّث عمران امرأته حنّة بذلك وهي اُمّ مريم . فلمّا حملت حملها عند نفسها غلاما ، فقالت : « رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا » (1) فوضعت اُنثى ، فقالت : « وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى » (2) إنّ البنت لا يكون رسولاً ، فلمّا أن وهب اللّه لمريم عيسى بعد ذلك ، كان هو الّذي بشّر اللّه به عمران . (3)

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : لأي علة خلق اللّه عز و جل آدم من غير أبٍ وأُمٍّ ، وخلق عيسى من غير أبٍ وخلق سائر الناس من الآباء والاُمّهات ؟ فقال : ليعلم الناس تمام قدرته وكمالها ، ويعلموا أ نّه قادر على أن يخلق خلقا من اُنثى من غير ذكرٍ ، كما هو قادر على أن يخلقه من غير ذكر ولا أُنثى ، وأ نّه عز و جل فعل ذلك ليُعلم أ نّه على كلّ شيء قدير . (4)

أمالي الصدوق :حدَّثنا عليّ بن عيسى قال : حدَّثنا عليّ بن محمّد ماجيلوية ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان المجاور ، عن أحمد بن

.


1- .سورة آل عمران (3) ، الآية 35 .
2- .سورة آل عمران (3) ، الآية 36 .
3- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص216 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص203 ( كتاب النبوّة ، باب قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها ، ح15 ) .
4- .علل الشرائع ، ج1 ، ص15 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص218 ( كتاب النبوّة ، باب ولادة عيسى عليه السلام ، ح23 ) .

ص: 232

نصر الطحّان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : إنّ عيسى روح اللّه مرَّ بقوم مجلبين ، فقال : ما لهؤلاء ؟ قيل : يا روح اللّه ، إن فلانة بنت فلان تُهدى إلى فلان ابن فلان في ليلتها هذه ، قال : يجلبون اليوم ويبكون غدا ، فقال قائل منهم : ولِمَ يا رسول اللّه ؟ قال : لأنّ صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه ، فقال القائلون بمقالته : صدق اللّه وصدق رسوله ، وقال أهل النفاق : ما أقرب غدا ! . فلمّا أصبحوا جاؤوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء ، فقالوا : يا روح اللّه ، إنّ الّتي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت ! فقال عيسى عليه السلام : يفعل اللّه مايشاء ، فاذهبوا بنا إليها ، فذهبوا يتسابقون حتّى قرعوا الباب ، فخرج زوجها ، فقال له عيسى عليه السلام : استأذن لي على صاحبتك . قال : فدخل عليها فأخبرها أنّ روح اللّه وكلمته بالباب مع عدّة . قال : فتخدّرت ، فدخل عليها فقال لها : ما صنعت ليلتك هذه ؟ قالت : لم أصنع شيئا إلاّ وقد كنت أصنعه فيما مضى ، إنّه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة ، فننيله مايقوّته إلى مثلها ، وإنّه جاءني ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري ، وأهلي في مشاغيل ، فهتف فلم يجبه أحد ، ثم هتف فلم يُجب حتّى هتف مرارا ، فلمّا سمعت مقالته قمتُ متنكّرة حتّى أنلته كما كنّا ننيله ، فقال لها : تنحّي عن مجلسك ، فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاضّ على ذنبه ! فقال عليه السلام : بما صنعتي صرف اللّه عنكِ هذا . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلامابن المتوكّل ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن ابن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : كان فيما وعظ اللّه عز و جل به عيسى بن مريم عليه السلام أن قال له (2) : يا عيسى، أنا ربّك وربّ آبائك ، اسمي واحد، وأنا الأحد المتفرّد بخلق كلّ شيء ، وكلّ شيء من صنعي ، وكلّ خلقي إليّ راجعون.

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص589 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص244 ( كتاب النبوّة ، باب فضائل عيسى عليه السلامورفعة شأنه ومعجزاته ، ح22 ) .
2- .« بن مريم عليه السلام أن قاله له » لم توجد في المصدر ، أوردناها من البحار .

ص: 233

ياعيسى ، أنت المسيح (1) بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي ، فكن إليّ راغبا ، ومنّي راهبا ، ولن تجد منّي ملجأ إلاّ إليّ . يا عيسى،أُوصيك وصيّه المتحنّن عليك بالرحمه حين حقّت لك منّي الولاية بتحرّيك (2) منّي المسرّة ، فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيثما كنت ، أشهد أ نك عبدي ابن أَمتي . يا عيسى ، انزلني من نفسك كهمّك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرّب إليّ بالنوافل ، وتوكّل عليّ أكفك ، ولا توكّل غيري فأخذلك . ياعيسى ، اصبر على البلاء وارضَ بالقضاء ، وكن كمسرّتيفيك ، فإنّ مسرّتي أن أُطاع فلا اُعصى . ياعيسى ، أحي ذكري بلسانك ، وليكن ودّي في قلبك . ياعيسى ، تيقّظ في ساعات الغفلة ، واحكم لي لطيف الحكمة . ياعيسى ، كن راغبا راهبا ، وأمت قلبك بالخشية . ياعيسى ، راعِ الليل لتحرّي مسرّتي ، واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي . ياعيسى ، نافس في الخير جهدك تُعرف بالخير حيثما توجّهت . ياعيسى ، احكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت (3) عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان . ياعيسى ، لا تكن جليسا لكلّ مفتون كافي . ياعيسى ، حقّا أقول ! ما آمنت بي خليقة إلاّ خشعت لي ، وما خشعت لي إلاّ رجت ثوابي ، فاشهد (4) أ نها آمنة من عقابي مالم تغيّر أو تبدّل سنّتي .

.


1- .قال الجزري في النهاية : قد تكرر فيه ذكر المسيح عليه السلام به ؛ لأ نّه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلاّ برأ ، وقيل : لأ نّه كان يمسح الأرض ، أي يقطعها ، وقيل : المسيح الصدّيق ( النهاية : ج4 ص326 ) .
2- .التحرّي : طلب أحرى الأمرين وأولاهما .
3- .يعني الإنجيل .
4- .في البحار : « فاشهدك » .

ص: 234

ياعيسى ابن البكر البتول ، ابكِ على نفسك بكاء من قد ودّع الأهل وقلى (1) الدنيا ، وتركها لأهلها ، وصارت رغبته فيما عند اللّه . ياعيسى ، كن مع ذلك ؛ تليّن الكلام ، وتفشي السلام ، يقظان إذا نامت عيون الأبرار ، حذارا للمعاد والزلازل الشداد ، وأهوال يوم القيامة حيث لا ينفع أهل ولا ولد ولا مال . ياعيسى ، اكحل عينك (2) بميل الحزن إذا ضحك البطّالون . ياعيسى ، كن خاشعا صابرا ، فطوبى لك إن نالك ماوعِدَ الصابرون . ياعيسى ، رح من الدنيا يوما فيوما ، وذق ماقد ذهب طعمه ، فحقا أقول ! ما أنت إلاّ بساعتكَ ويومكَ ، فرح من الدنيا بالبلغة ، وليكفك الخشن الجشب ، فقد رأيت إلى ماتصير ، ومكتوب ما أخذت ، وكيف أتلفت . ياعيسى ، إنّك مسؤول فارحم الضعيف كرحمتي إيّاك ، ولا تقهر اليتيم . ياعيسى ، ابك على نفسك فيالخلوات (3) ، وانقل قدميك إلى مواقيت (4) الصلوات ، وأسمعني لذاذة نطقك بذكري ، فإنّ صنيعي إليك حسن . ياعيسى ، كم من اُمّةٍ قد أهلكتها بسالف ذنوب (5) قد عصمتك منها . ياعيسى ، ارفق بالضعيف ، وارفع طرفك الكليل إلى السماء ، وادعني فإنّي منك قريب ، ولا تدعني إلاّ متضرّعا إليّ ، وهمّك همّ واحد ، فإنّك متى تدعني كذلك اُجبك . ياعيسى ، إنّي لم أرضَ بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك ، ولا عقابا لمن انتقمت منه . ياعيسى ، إنّك تُفني وأنا أبقى ، ومنّي رزقك ، وعندي ميقات أجلك ، وإليّ إيابك ، وعليّ حسابك ، فسلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومنّي الإجابة .

.


1- .قلى : أبغض .
2- .في البحار : « عينيك » .
3- .في البحار : « الصلاة » .
4- .في البحار : «مواضع» .
5- .في البحار : « ذنب » .

ص: 235

ياعيسى ، ماأكثر البشر ، وأقلّ عدد من صبر ! الأشجار كثيرة وطيّبها قليل ! فلا يغرّنّك حسن شجرة حتّى تذوق ثمرتها . ياعيسى ، لا يغرّنّك المتمرّد عليّ بالعصيان ، يأكل رزقي ويعبد غيري ، ثمّ يدعوني عند الكرب فاجيبه ، ثمّ يرجع إلى ما كان عليه ، أفعليَّ يتمرّد ، أم لسخطي يتعرّض ؟ فبي حلفت لآخذنّه أخذة ليس له منها منجى ، ولا دوني ملجأ (1) ، أين يهرب ؟ من سمائي وأرضي! ياعيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل لا تدعوني والسُحت تحت أحضانكم ، والأصنام في بيوتكم ، فإنّي آليت أن اُجيب من دعاني ، وأن أجعل إجابتي أيّاهم لعنا عليهم حتّى يتفرّقوا . ياعيسى ، كم أُطيل النظر واُحسن الطلب والقوم في غفلة لايرجعون ، تخرج الكلمة من أفواههم لا تعيها قلوبهم ، يتعرّضون لمقتي ، ويتحبّبون بقربي (2) إلى المؤمنين . ياعيسى ، ليكن لسانك في السرّ والعلانية واحدا ، وكذلك فليكن قلبك وبصرك ، واطوِ قلبك ولسانك عن المحارم ، وكفَّ بصرك (3) عمّا لا خير فيه ، فكم من ناظر نظرة قد زرعت في قلبه شهوة ، ووردت به موارد حياض الهلكة ! ياعيسى ، كن رحيما مترحّما ، وكن للعباد كما تشاء أن يكون العباد لك ، وأكثر ذكر الموت ومفارقة الأهلين ، ولا تله فإنّ اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل فإنّ الغافل منّي بعيد ، واذكرني بالصالحات حتّى أذكرك . ياعيسى ، تب إليَّ بعد الذنب ، وذكّر بي الأوّابين ، وآمن بي ، وتقرّب بي إلى المؤمنين ، ومرهم يدعوني معك ، وإيّاك ودعوة المظلوم ! فإنّي آليت على نفسي أن أفتح لها بابا من السماء بالقبول ، وأن اجيبه ولو بعد حين . ياعيسى ، اعلم أنّ صاحب السوء يعدي ، وقرين السوء يردي ، فاعلم من تقارن ، واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين . ياعيسى ، تب إليَّ فإنّي لا يتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين .

.


1- .في البحار : « ملتجأ » .
2- .في البحار : « ويتحبّبون بي » .
3- .في البحار : « وغضّ طرفك » .

ص: 236

ياعيسى ، اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لا يعمل لها غيرك ، واعبدني ليوم كألف سنة ممّا تعدّون فيه اُجزي بالحسنة أضعافها ، وإنّ السيّئة توبق صاحبها فامهد لنفسك في مهلة ، ونافس في العمل الصالح ، فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النار . يا عيسى ، ازهد في الفاني المنقطع ، وطأ رسوم منازل من كان قبلك ، فادعهم وناجهم هل تحسّ منهم من أحد ، وخذ موعظتك منهم ، واعلم إنّك ستلحقهم في اللاّحقين . ياعيسى ، قل لمن تمرّد بالعصيان وعمل بالإدهان (1) ليتوقع عقوبتي ، وينتظر إهلاكي إيّاه سيصطلم مع الهالكين ، طوبى لك يا ابن مريم ، ثمّ طوبى لك ! إن أخذت بأدب إلهك الّذي يتحنّن عليك ترحّما ، وبدأك بالنعم منه تكرّما وكان لك في الشدائد ، لا تعصه ياعيسى ، فإنّه لا يحلّ لك عصيانه ، قد عهدتُ إليك كما عهدتُ إلى من كان قبلك وأنا على ذلك من الشاهدين . ياعيسى ، ما أكرمت خليقة بمثل ديني ، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي . ياعيسى ، اغسل بالماء منك ماظهر ، وداوِ بالحسنات منك مابطن ، فإنّكَ إليّ راجع . ياعيسى ، أعطيتك ما أنعمت به عليك فيضا من غير تكدير ، وطلبت منك قرضا لنفسك فبخلت به عليها لتكون من الهالكين . ياعيسى ، تزيّن بالدين ، وحبّ المساكين ، وامشِ على الأرض هونا ، وصلِّ على البقاع ، فكلّها طاهر . ياعيسى ، شمّر فكلّ ما هو آتٍ قريب ، واقرأ كتابي وأنت طاهر ، واسمعني منك صوتا حزينا . ياعيسى ، لا خير في لذاذة لا تدوم وعيش من صاحبه يزول . يابن مريم ، لو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت

.


1- .السُحت : الحرام .

ص: 237

نفسك شوقا إليه ! فليس كدار الآخرة دار تجاور فيها الطيّبون ، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقرّبون ، وهم ممّا يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون ، دار لا يتغيّر فيها النعيم ولا يزول عن أهلها . يا ابن مريم ، نافس فيها مع المتنافسين فإنّها أمنيّة المتمنّين ، حسنة المنظر ، طوبى لك يابن مريم ، إن كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم ، في جنّاتٍ ونعيم ، لا تبغي بها بدلاً ولا تحويلاً ، كذلك أفعلُ بالمتّقين . ياعيسى ، اهرب إليّ مع من يهرب من نارٍ ذات لهب ، ونارٍ ذات أغلال وأنكال ، لا يدخلها روحٌ ولا يخرج منها غمٌ أبدا ، قطعٌ كقطع الليل المظلم من ينجُ منها يفز ، ولن ينجو منها من كان من الهالكين ، هي دار الجبّارين والعتاة الظالمين وكلّ فظٍّ غليظ وكلّ مختال فخور . ياعيسى ، بئست الدار لمن ركن إليها ، وبئس القرار دار الظالمين إنّي اُحذِّرك نفسك فكن بي خبيرا . ياعيسى ، كن حيث ما كنت مراقبا لي ، واشهد على أ نّي خلقتك وأنت عبدي ، وإنّي صوّرتك وإلى الأرض أهبطتك . ياعيسى، لا يصلح لسانان في فم واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الأذهان. ياعيسى ، لا تستيقظنّ عاصيا ولا تستنبهنّ لاهيا ، وأفطم نفسك عن الشهوات الموبقات ، وكلُّ شهوة تباعدك منّي فاهجرها ، واعلم أ نّك منّي بمكان الرسول الأمين ، فكن منّي على حذر ، واعلم أنّ دنياك مؤدّيتك إليّ ، وإنّي آخذك بعلمي ، فكن ذليل النفس عند ذكري ، خاشع القلب حين تذكرني ، يقظانا عند نوم الغافلين . ياعيسى ، هذه نصيحتي إيّاك وموعظتي لك ، فخذها منّي وإنّي ربّ العالمين . ياعيسى ، إذا صبر عبدي في جنبي كان ثواب عمله عليَّ ، وكنت عنده حين يدعوني ، وكفا بي منتقما ممّن عصاني ، أين يهرب منّي الظالمون ؟ ياعيسى ، اطب الكلام ، وكن حيثما كنت عالما متعلّما .

.

ص: 238

ياعيسى ، أفضِ بالحسنات إليَّ حتّى يكون لك ذكرها عندي ، وتمسّك بوصيّتي بأنّ فيها شفاءا للقلوب . ياعيسى ، لا تأمن إذا مكرتُ مكري ، ولا تنسى عند خلوات الدنيا ذكري . ياعيسى ، حاسب نفسك بالرجوع إليَّ حتّى تتنجّز ثواب ما عمله العاملون اُولئك يؤتون أجرهم وأنا خير المؤتين . ياعيسى ، كنت خلقا بكلامي ، ولدتك مريم بأمري المرسل إليها ، روحي جبرئيل الأمين من ملائكتي ، حتّى قمت على الأرض حيّا تمشي ، كلُّ ذلك في سابق علمي . ياعيسى ، زكريّا بمنزلة أبيكَ وكفيل اُمّك إذ يدخل عليها المحراب ، فيجد عندها رزقا ، ونظيرك يحيى من خلقي ، وهبته لاُمّه بعد الكبر من غير قوّة بها ، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني ويظهر فيك قدرتي ، أحبّكم إليَّ أطوعكم لي وأشدُّكم خوفا منّي . ياعيسى ، تيقّظ ولا تيأس من روحي ، وسبّحني مع من يسبّحني ، وبطيّب الكلام فقدّسني . ياعيسى ، كيف يكفر العباد بي ونواصيهم في قبضتي ، وتقلّبهم في أرضي ، يجهلون نعمتي ، ويتولّون عدوّي ، وكذلك يهلك الكافرون . ياعيسى ، إنّ الدنيا سجن منتن الريح ، وحسن فيها ما قد ترى ممّا قد تذابح عليه الجبّارون ، وإيّاك والدنيا فكل نعيمها يزول ، وما نعيمها إلاّ قليل . ياعيسى ، ابغني عند وسادك تجدني ، وادعني وأنت لي محبّ فإني أسمع السامعين ، أستجيبُ للداعين إذا دعوني . ياعيسى ، خفني وخوّف بي عبادي ، لعلّ المذنبين أن يمسكوا عمّا هم عاملون به ، فلا يهلكوا إلاّ وهم يعلمون . ياعيسى ، ارهبني رهبتك من السبع والموت الّذي أنت لاقيه ، فكلّ هذا أنا خلقته فإيّاي فارهبون .

.

ص: 239

ياعيسى ، إنّ المُلكَ لي وبيدي وأنا المَلكُ فإن تطعني أدخلتك جنّتي في جوار الصالحين . ياعيسى ، إنّي إذا غضبت عليك لم ينفعك رضى من رضي عنك ، وإن رضيت عنك لم يضرُّك غضب المغضبين . ياعيسى ، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، واذكرني في ملائك أذكرك في ملاء خير من ملاء الآدميين . ياعيسى ، ادعني دعاء الغريق الحزين الّذي ليس له مغيث . ياعيسى ، لا تحلف بي كاذبا فيهتزّ عرشي غضبا ، الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل وعندي دار خير ممّا تجمعون . ياعيسى ، كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق ؟ وأنتم تشهدون بسرائر قد كتمتموها وأعمال كنتم بها عاملين . ياعيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم ودنّستم قلوبكم ، أبي تغترّون ؟ ! أم عليَّ تجترئون ، تطيبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميّتون . ياعيسى ، قل لهم : قلّموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصمّوا أسماعكم عن ذكر الخنا ، وأقبلوا عليّ بقلوبكم فإنّي لست اُريد صوركم . يا عيسى ، افرح بالحسنة فإنّها لي رضى ، وابك على السيّئة فإنها شين ، وما لا تحبّ أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، وإن لُطم خدّك الأيمن فأعطه الأيسر ، وتقرّب إليّ بالمودّة جهدك وأعرض عن الجاهلين . ياعيسى ، ذلّ لأهل الحسنة وشاركهم فيها وكن عليهم شهيدا ، وقل لظلمة بني إسرائيل : ياأخدان السوء والجلساء عليه إن لم تنتهوا أمسخكم قردة وخنازير . ياعيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : الحكمة تبكي فرقا منّي وأنتم بالضحك تهجرون ، أتتكم براءتي أم لديكم أمانٌ من عذابي أم تعرَّضون لعقوبتي ، فبي حلفتُ

.

ص: 240

لأتركنّكم مثلاً للغابرين . ثمّ أُوصيك يابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي ، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر ، والوجه الأقمر المشرق بالنور ؛ الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيي المتكرّم ، فإنّه رحمةً للعالمين ، وسيّد ولد آدم يوم يلقاني ، أكرم السابقين عليَّ وأقرب المرسلين منّي ؛ العربي الأمين ، الديّان بديني ، الصابر في ذاتي ، المجاهد المشركينَ بيده عن ديني ، أن تخبر به بني إسرائيل وتأمرهم أن يصدّقوا به ، وأن يؤمنوا به ، وأن يتّبعوه ، وأن ينصروه . قال عيسى عليه السلام : إلهي من هو حتّى أرضيه ؟ فلَكَ الرضا قال : هو محمّد رسول اللّه إلى الناس كافّة ، أقربهم منّي منزلةً وأحضرهم شفاعةً ، طوبى له من نبيّ وطوبى لاُمّته إن هم لقوني على سبيله ، يحمده أهل الأرض ، ويستغفر له أهل السماء ، أمينُ ميمون ، طيّب مطيّب ، خير الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها ، وأخرجت الأرض زهرتها حتّى يروا البركة ، وأُبارك لهم فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج ، قليل الأولاد ، يسكن بكّة موضع أساس إبراهيم . ياعيسى ، دينه الحنيفيّة وقبلته يمانيّة ، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوبي له ثمّ طوبى له ، له الكوثر والمقام الأكبر في جنّات عدن يعيش أكرم من عاش ، ويقبض شهيدا ، له حوض أكبر من بكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم ، فيه آنية مثل نجوم السماء ، وأكواب مثل مدر الأرض عذب فيه من كل شراب وطعم كلّ ثمار في الجنّة ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ، وذلك من قسمي له وتفضيلي إيّاه على فترةٍ بينك وبينه ، يوافق سرّه علانيته وقوله فعله ، لا يأمر الناس إلاّ بما يبدأهم به ، دينه الجهاد في عسر ويسر ، تنقاد له البلاد ، ويخضع له صاحب الروم على دين إبراهيم ، يسمّي عند الطعام ، ويفشي السلام ويصلّي والناس نيام ، له كلّ يوم خمس صلوات متواليات ، ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار ، ويفتتح بالتكبير ويختتم بالتسليم ، ويصفّ قدميه في الصلاة كما تصفّ الملائكة أقدامها ، ويخشع لي قلبه ورأسه ، النور في صدره ، والحقّ على لسانه ، وهو على الحق حيثما كان ، أصله يتيم ضالٌّ برهة من زمانه

.

ص: 241

عمّا يراد به ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، له الشفاعة وعلى اُمّته تقوم الساعة ؛ ويدي فوق أيديهم ، فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه أوفيت له بالجنّة ، فمرْ ظلمة بني إسرائيل ألا يدرسوا كتبه ، ولا يحرفوا سنته ، وأن يقرؤوه السلام فإن له في المقام شأنا من الشأن . ياعيسى ، كلّما يقرّبك منّي فقد دللتك عليه ، وكلّما يباعدك منّي فقد نهيتك عنه فارتد لنفسك . ياعيسى ، إنّ الدنيا حلوة ، وإنّما استعملتك فيها فجانب منها ما حذّرتك ، وخذ منها ما أعطيتك عفوا . ياعيسى ، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطى ء ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الربّ ، كن فيها زاهدا ولا ترغب فيها فتعطب . ياعيسى ، اعقلْ وتفكّر ، وانظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين . ياعيسى ، كلّ وصفي لك نصيحة ، وكلّ قولي لك حقّ ، وأنا الحقّ المبين ، فحقّا أقول : لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك ، مالك من دوني وليٌّ ولا نصير . ياعيسى ، أذلّ قلبك بالخشية ، وانظر إلى من هو أسفل منك ولا تنظر إلى من هو فوقك ، واعلم أنّ رأس كلّ خطيئة وذنب هو حبّ الدنيا فلا تحبّها فإنّي لا اُحبّها . ياعيسى ، أَطب لي قلبكَ ، وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصبص إلىَّ ، كن في ذلك حيّا ولا تكن ميّتا . ياعيسى ، لا تشرك بي شيئا وكن منّي على حذر ، ولا تغتر بالصحة وتغبط نفسك ، فإنّ الدنيا كفيئ زائل ، وما أقبل منها كما أدبر ، فنافس في الصالحات جهدك ، وكن مع الحقّ حيثما كان وإن قُطعت وأُحرقت بالنار ، فلا تكفر بي بعد المعرفة ، فلا تكوننَّ من الجاهلين ، فإن الشيء يكون مع الشيء . ياعيسى ، صبّ لي الدموع من عينيك واخشع لي بقلبك . ياعيسى ، استغث بي في حالات الشدّة فإنّي أُغيث المكروبين وأُجيب

.

ص: 242

المضطرين ، وأنا أرحم الراحمين . (1)

أمالي الصدوق :حدَّثنا أبي قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : إنّ اللّه عز و جل أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام : يا عيسى ، ما أكرمتُ خليقة بمثل ديني ، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي ، اغسل بالماء منك ماظهر وداوِ بالحسنات مابطن ، فإنّك إليّ راجع شمّر فكلّ ماهو آتٍ قريب ، واسمعني منك صوتا حزينا . (2)

قصص الأنبياء :بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام: لمّا كانت الليلة الّتي قُتل فيها عليّ عليه السلام لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط حتّى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها يوشع بن نون عليه السلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي رُفع فيها عيسى بن مريم عليه السلام ، وكذلك الليلة الّتي قُتل فيها الحسين عليه السلام . (3)

كمال الدين :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن _ رضي اللّه عنهما _ قالا : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن داوود ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء ، سنةٌ من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمّد صلى الله عليه و آله ، فأمّا من موسى : فخائف يترقب ، أمّا من يوسف : فالحبس ، وأمّا من عيسى : فيقال : إنه مات ولم يمت ، وأمّا من محمّد صلى الله عليه و آله : فالسيف . (4)

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص131 ( كتاب الروضة ، ح103 ) ؛ الأمالي ، الصدوق ، ص606 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص289 ( كتاب النبوّة ، باب مواعظ عيسى عليه السلام ، ح14 ) .
2- .الأمالي ، الصدوق ، ص702 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص319 ( كتاب النبوّة ، باب مواعظ عيسى عليه السلاموحكمه وما اُوحي إليه ، ح19 ) .
3- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص146 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص336 ( كتاب النبوّة ، باب رفعه إلى السماء ، ح4 ) .
4- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص326 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص339 ( كتاب النبوّة ، باب رفعه إلى السماء ، ح14 ) .

ص: 243

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْىِى هَ_ذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا » (1) ؟ فقال : إن اللّه بعث على بني إسرائيل نبيا يقال له : « إرميا » فقال : قل لهم : « ما بلد تنقّيته من كرائم البلدان ، وغُرس فيه من كرائم الغَرس ، ونقّيته من كل غريبة ، فأخلف فأنبت خرنوبا » . قال : فضحكوا واستهزأوا به ، فشكاهم إلى اللّه . قال : فأوحى اللّه إليه : أن قل لهم : « إن البلد بيت المقدس ، والغَرس بنو إسرائيل ، تنقيّته من كلّ غريبة ونحّيتُ عنهم كلّ جبّار فأخلفوا ، فعملوا بمعاصي اللّه ، فَلَأُسلّطنّ عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم ويأخذ أموالهم ، فإن بكوا إليَّ فلم أرحم بكاءهم ، وإن دَعوا لم أستجب دعاءهم [ فشلتهم وفشلت ]ثم لاُخربنّها مئة عام ، ثم لاُعمرنّها » . فلمّا حدَّثهم جزعت العلماء ، فقالوا : يارسول اللّه ، ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ ! فعاود لنا ربّك ، فصام سبعا فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ثم صام سبعا ، فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ثم صام سبعا ، فلمّا أن كان يوم الواحد والعشرين أوحى اللّه إليه : « لترجعنّ عمّا تصنع ! أتراجعني في أمر قضيته أو لأردنّ وجهك على دُبرك » ، ثم أوحى إليه : « قل لهم : لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه » فسلّط اللّه عليهم بخت نصر ، فصنع بهم ماقد بلغك ، ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال : إنك قد نبّئت عن ربّك وحدّثتهم بما أصنع بهم ، فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت ، وإن شئت فاخرج ، فقال : لا ، بل أخرجُ ، فتزوّد عصيرا وتينا وخرج ، فلمّا أن غاب مدَّ البصر التفت إليها فقال : « أَنَّى يُحْىِى هَ_ذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِاْئَةَ عَامٍ » (2) أماته غدوة وبعثه عشيّة قبل أن تغيب الشمس ، وكان أول شيء خلق منه عيناه في مثل غرقى ء البيض (3) ، ثم قيل له : « كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِاْئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا » 4

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 259 .
2- .نفس الآية .
3- .القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البَيض .

ص: 244

قال : فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض ، ويرى العروق كيف تجري ، فلمّا استوى قائما قال : « أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ » (1) . (2)

قصص الأنبياء :عن ابن بايويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللّه : حدَّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن اللّه تعالى _ جلّ ذكره _ أوحى إلى نبي من الأنبياء يقال له « أرميا » : أن قل لهم : « ما بلد تنقّيته من كرائم البلدان ، وغرست فيه من كرائم الغرس ، ونقّته من كل غريبة ، فانبت خرنوبا » ؟ ، فضحكوا منه ، فأوحى اللّه إليه : « قل لهم : إن البلد بيت المقدس ، والغرس بنو إسرائيل ، نحيت عنهم كل جبّار ، فأخلفوا فعملوا بمعاصيّ ، فلاُسلّطن عليهم في بلادهم من يسفك دماءهم ، ويأخذ أموالهم فإن بكوا لم أرحم بكاءهم ، وإن دعوني لم استجب دعاءهم ، ثم لاخربنها مئة عام ثم لاعمرنها » . فلمّا حدَّثهم جزع العلماء فقالوا : يارسول اللّه ما ذنبنا ولم نعمل بعملهم ؟ فقال : « إنّكم رأيتم المنكر فلم تنكروه » ، فسلّط اللّه عليهم « بخت نصر » وسمّي به؛ لأ نّه رضع بلبن كلبه،وكان اسم الكلب «بخت» واسم صاحبه «نصر»، وكان مجوسيا أغلف ، أغار على بيت المقدس ودخله في ستمئة ألف علم ، ثم بعث « بخت نصر » إلى النبي فقال : إنك نبأت عن ربك وخبّرتهم بما أصنع بهم فإن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فاخرج ، قال : بل أخرج ، فتزود عصيرا ولبنا وخرج ، فلمّا كان مدّ البصر ، التفت إلى البلدة فقال : « أَنَّى يُحْىِى هَ_ذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِاْئَةَ عَامٍ » (3) . (4)

.


1- .سورة البقرة (2) ، الآية 259 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص141 ( ح466 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص373 ( كتاب النبوّة ، باب قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر ، ح14 ) .
3- .نفس الآية .
4- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص223 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص374 ( كتاب النبوّة ، باب قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر ، ح15 ) .

ص: 245

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : لأيّ علة صرف اللّه عز و جل العذاب عن قوم يونس وقد أظلهم ، ولم يفعل كذلك بغيرهم من الاُمم ؟ فقال : لأ نّه كان في علم اللّه عز و جل أ نّه سيصرفه عنهم لتوبتهم ، وإنّما ترك إخبار يونس بذلك ؛ لأ نّه عز و جل أراد أن يفرّغه لعبادته في بطن الحوت ، فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته . 1

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر ، فآجرهم اللّه مرّتين . (1)

تفسير القمّي :جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَ_عَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » 3 أي : عظيما « تَكَادُ السَّمَ_وَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ». سورة مريم (19) ، الآيات 89 _ 90 . يعني : ممّا قالوه وممّا موهوا به (2) « وَ تَنشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا » (3) فقال اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ مَا يَنم_بَغِى لِلرَّحْمَ_نِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ ءَاتِى الرَّحْمَ_نِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَ_ل_هُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَ كُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ فَرْدًا » 6 ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين عليه السلامهي الود الّذي ذكره اللّه . قلت : قوله : « فَإِنَّمَا يَسَّرْنَ_هُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِى قَوْمًا لُّدًّا » 7 ؟ الآية . قال : أهلك اللّه من الاُمم ما لايحصون له ، فقال : يامحمّد « هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزَما ». سورة مريم ( 19 ) ، الآيات 90 _ 98 . أي : ذكرا . (4)

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص321 ( ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص428 ( كتاب النبوّة ، باب قصة أصحاب الكهف والرقيم ، ح9 ) .
2- .نسخة بدل : « ممّا رموه به » .
3- . ممّا قالوا : « أَن دَعَوْاْ لِلرَّحْمَ_نِ وَلَدًا »
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص57 ؛ بحار الأنوار ، ج14 ، ص455 ( كتاب النبوّة ، باب ماورد بلفظ نبيّ من الأنبياء ، ح4 ) .

ص: 246

. .

ص: 247

تاريخ نبيّنا صلى اللّه عليه وآله

تاريخ نبيّنا صلى اللّه عليه وآلهالكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ، يقيمون للنّاس حجّهم وأمر دينهم ، يتوارثونه كابرٍ عن كابر حتّى كان زمن عدنان بن اُدد ، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وأفسدوا وأحدثوا في دينهم ، وأخرج بعضهم بعضا ، فمنهم من خرج في طلب المعيشة ، ومنهم من خرج كراهية القتال ، وفي أيديهم أشياء كثيرة من الحنيفيّة من تحريم الاُمّهات والبنات وما حرّم اللّه في النكاح ، إلاّ أنهم كانوا يستحلّون امرأة الأب وابنة الاُخت والجمع بين الاُختين ، وكان في أيديهم الحج والتلبية والغسل من الجنابة ، إلاّ ما أحدثوا في تلبيتهم وفي حجّهم من الشرك ، وكان فيما بين إسماعيل وعدنان بن اُدد موسى عليه السلام . وروي أنّ معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم ، فوضع أنصابه ، وكان أول من وضعها ، ثم غلبت جرهم على ولاية البيت ، فكان يلي منهم كابر عن كابر حتّى بغت جرهم بمكّة ، واستحلّوا حرمتها وأكلوا مال الكعبة ، وظلموا من دخل مكّة وعتوا وبغوا ، وكانت مكّة في الجاهلية لا يُظلم ولا يبغي فيها ، ولا يستحلّ حرمتها ملك إلاّ هلك مكانه ، وكانت تُسمّى بكّة ؛ لأنها تُبكّ أعناق الباغين إذا بغوا فيها ، وتسمّى بساسة ؛ كانوا إذا ظلموا فيها بسّتهم وأهلكتهم ، وتُسمّى أُم رحم ، كانوا إذا لزموها رحموا ، فلمّا بغت جرّهم واستحلّوا فيها ، بعث اللّه عز و جل عليهم الرعاف والنمل وأفناهم ، فغلبت خزاعة ، واجتمعت ليجلوا من بقي من جرهم عن الحرم ، ورئيس خزاعة

.

ص: 248

عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو ، ورئيس جرهم عمرو بن الحارث بن مصاص الجرهمي ، فهزمت خزاعة جرهم وخرج من بقي من جرهم إلى أرضٍ من أرض جهينة ، فجاءهم سيل اتيُّ (1) ، فذهب بهم ، وولّيت خزاعة البيت ، فلم يزل في أيديهم حتّى جاء قصي بن كلاب وأخرج خزاعة من الحرم وولّى البيت وغلب عليه . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَ كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ » (3) ؟ فقال : كانت اليهود تجد في كتبها أنّ مهاجر محمّد عليه الصلاة والسلام ما بين « عير » (4) و« أُحد » ، فخرجوا يطلبون الموضع ، فمرّوا بجبل يسمّى حدادا ، فقالوا : حداد وأُحد سواء ، فتفرّقوا عنده ، فنزل بعضهم بفدك وبعضهم بخيبر ، وبعضهم بتيماء (5) ، فاشتاق الّذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمرَّ بهم أعرابي من قيس ، فتكاروا منه وقال لهم : أمرُّ بكم ما بين « عير » و « أُحد » ، فقالوا له : إذا مررت بهما فأرناهما ، فلمّا توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذلك « عير » وهذا « اُحد » ، فنزلوا عن ظهر إبله فقالوا له : قد أصبنا بغيتنا فلا حاجة لنا في إبلك ، فاذهب حيث شئت ، وكتبوا إلى إخوانهم الّذين بفدك وخيبر : إنّا قد أصبنا الموضع فهلمّوا إلينا ، فكتبوا إليهم : إنّا قد استقرّت بنا الدار واتّخذنا الأموال وما أقربنا منكم ، وإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم . فاتّخذوا بأرض المدينة الأموال ، فلمّا كثرت أموالهم بلغ « تبّع » فغزاهم فتحصّنوا منه فحاصرهم ، وكانوا يرقّون لضعفاء أصحاب « تبّع » فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير ، فبلغ ذلك « تبّع » فرقّ لهم وآمنهم ، فنزلوا إليه فقال لهم : إنّي قد استطبت

.


1- .الأتي : الغريب ، سيل أتي هو بالتشديد على وزن فعيل : سيل جاءك ولم يصبك مطره .
2- .الكافي ، ج4 ، ص210 ( كتاب الحج ، باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت و . . . ، ح17 _ 18 ) ؛ بحار الأنوار ، ج15 ، ص170 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أجداد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ح97 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 89 .
4- .العير : سام جبل بالمدينة . وقيل : إنّ بالمدينة جبلين يقال لأحدهما : « عير الوارد » ، والآخر : « عير الصادر » .
5- .تيماء : اسم أرض على عشر مراحل من مدينة النبي صلى الله عليه و آله وسلم .

ص: 249

بلادكم ولا أرى إلاّ مقيما فيكم . فقالوا له : إنه ليس ذلك لك ، إنّها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتّى يكون ذلك ، فقال لهم : فإنّي مخلّف فيكم من اُسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلّف فيهم حييّن الأوس والخزرج ، فلمّا كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود ، فكانت اليهود تقول لهم : أمّا لو بُعث محمّد لنخرجنّكم من ديارنا وأموالنا ، فلمّا بعث اللّه محمّدا صلى الله عليه و آله وسلمآمنت به الأنصار وكفرت به اليهود ، وهو قول اللّه : « وَ كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ _ إلى _ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَ_فِرِينَ » (1) . (2)

الكافي :عليّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لمّا ولد النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام ، وأبو وجزة بن أبي عمرو بن اُميّة وعتبه بن ربيعة فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟ فقالوا : لا، قال: فولد إذا بفلسطين غلام اسمه أحمد وبه شامة كلون الخزّ الأدكن ، ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه ، قد أخطأكم واللّه يا معشر قريش ، فتفرّقوا وسألوا فأخبروا أ نّه ولد لعبد اللّه بن عبدالمطّلب غلام ، فطلبوا الرجل فلقوه فقالوا : إنّه قد ولد فينا واللّه غلام ، قال : قبل أن أقول لكم أو بعدما قلت لكم ؟ قالوا : قبل أن تقول لنا ، قال : فانطلقوا بنا إليه حتّى ننظر إليه ، فانطلقوا حتّى أتوا أُمّه فقالوا : اخرجي ابنك حتّى ننظر إليه ، فقالت : إنّ ابني واللّه لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان ، لقد إتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج منه نور حتّى نظرت إلى قصور بُصرى وسمعت هاتفا في الجوّ يقول : لقد ولدتيه سيّد الاُمّة ، فإذا وضعتيه فقولي : اُعيذه بالواحد من شرّ كل حاسد ، وسمّيه محمّدا . قال الرجل : فأخرجيه ، فأخرجته فنظر إليه ثم قلّبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه ، فخرَّ مغشيا عليه ، فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى اُمه وقالوا : بارك اللّه لك

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 89 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص50 ( ح69 ) ؛ بحار الأنوار ، ج15 ، ص225 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب البشائر بمولده ونبوّته ، ح49 ) .

ص: 250

فيه ، فلمّا خرجوا أفاق فقالوا له : مالك ويلك ؟ ! قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، هذا واللّه من يبيرهم ، ففرحت قريش بذلك ، فلما رآهم قد فرحوا قال : فرحتم ! أما واللّه ليسطوّن بكم سطوة يتحدّث بها أهل المشرق والمغرب ، وكان أبو سفيان يقول يسطو بمصره . (1)

الكافي :عليّ بن محمّد ، عن عبداللّه بن إسحاق العلوي ، عن محمّد بن زيد الرزامي ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : حججنا مع أبي عبداللّه عليه السلام في السنة الّتي ولد فيها ابنه موسى عليه السلام ، فلّما نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء ، وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر وأطاب ، قال : بينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال له : إنّ حميدة تقول : قد أنكرت نفسي ، وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي ، وقد أمرتني أن لا أستبقك بابنك هذا ، فقام أبو عبداللّه عليه السلامفانطلق مع الرسول ، فلمّا انصرف قال له أصحابه : سرّك اللّه وجعلنا فداك ، فما أنت صنعت من حميدة ؟ قال : سلّمها اللّه ، وقد وهب لي غلاما وهو خير من برأ اللّه في خلقه ، ولقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنّت أ نّي لا أعرفه ، ولقد كنت أعلم به منها ، فقلت : جُعلت فداك ، وما الّذي أخبرتك به حميدة عنه ؟ قال : ذكرت أ نّه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء،فأخبرتها أنّ ذلك أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمارة الوصي عليه السلام من بعده ، فقلت : جُعلت فداك ! وما هذا من أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوأمارة الوصي من بعده ؟ فقال لي : إنّه لمّا كانت الليلة الّتي عُلق فيها بجدّي ، أتى آتٍ جدّ أبي بكأس فيه شربة ، أرقّ من الماء وألين من الزبد وأحلى من الشهد وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن ، فسقاه إياه وأمره بالجماع ، فقام فجامع فعُلق بجدّي ، ولمّا أن كانت الليلة الّتي عُلق فيها بأبي ، أتى آتٍ جدّي ، فسقاه كما سقى جدّ أبي ، وأمره بمثل الّذي أمره ، فقام فجامع فعلق بأبي ، ولمّا أن كانت الليلة الّتي عُلق فيها بي ، أتى آتٍ

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص301 ( كتاب الروضة ، ح459 ) ؛ بحار الأنوار ، ج15 ، ص294 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب تاريخ ولادته وما يتعلّق بها ، ح29 ) .

ص: 251

أبي فسقاه بما سقاهم وأمره بالّذي أمرهم به ، فقام فجامع فعُلق بي ، ولما أن كانت الليلة الّتي عُلق فيها بابني أتاني آتٍ كما أتاهم ، ففعل بي كما فعل بهم ، فقمت بعلم اللّه وإنّي مسرور بما يهب اللّه لي ، فجامعت فعُلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو واللّه صاحبكم من بعدي ، وإنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك ، وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر واُنشيء فيها الروح ، بعث اللّه _ تبارك وتعالى _ ملكا يقال له : « حيوان » فكتب على عضده الأيمن : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَ_تِهِى وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (1) ، وإذا وقع من بطن اُمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأما وضعه يديه على الأرض ، فإنّه يقبض كل علم للّه أنزله من السماء إلى الأرض ، وأما رفعه رأسه إلى السماء ، فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه ، يقول : يافلان بن فلان ، اثبت تثبت ، فلعظيمٍ ماخلقتُك، أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سرّي وعيبة علمي ، وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جناني أحللت جواري ، ثم وعزّتي وجلالي لأُصلِينَّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي ، فإذا انقضى الصوت _ صوت المنادي _ أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول : « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُو لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآل_ءِمَام بِالْقِسْطِ لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » (2) قال : فإذا قال ذلك أعطاه اللّه العلم الأوّل والعلم الآخر ، واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : جُعلت فداك ! الروح أليس هو جبرئيل ؟ قال : الروح هو أعظم من جبرئيل ، إنّ جبرئيل من الملائكة ، وإنّ الروح هو خلق أعظم من الملائكة ، أليس يقول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ » (3) . (4)

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 115 .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 18 .
3- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 4 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص385 ( كتاب الحجة ، باب مواليد الائمة عليهم السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج15 ، ص297 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب تاريخ ولادته وما يتعلّق بها ، ح36 ) .

ص: 252

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عليّ بن المعلّى ، عن أخيه محمّد ، عن درست بن أبي منصور ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لما ولدالنبي صلى الله عليه و آله وسلم مكث أيّاما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل اللّه فيه لبنا ، فرضع منه أيّاما حتّى وقع أبو طالب على حليمة السعدية ، فدفعه إليها . (1)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه وأبي جعفر عليهماالسلام قالا : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إذا صلّى قام على أصابع رجليه حتّى تورّمت ، فأنزل اللّه _ تبارك وتعالى _ : « ط_ه » ، وهي (2) بلغة طيّ : يا محمّد « مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى » (3) . (4)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعند عائشة ليلتها فقالت : يا رسول اللّه ، لِمَ تتعب نفسك وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : ياعائشة ، ألا أكون عبدا شكورا . قال : وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقوم على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل اللّه سبحانه وتعالى : « ط_ه * مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى » (5) . (6)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم أخبرني أبي عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَ_ل_هَا » (7) ؟

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص448 ( كتاب الحجة ، باب مولد النبي صلى الله عليه و آله ووفاته ، ح27 ) ؛ بحار الأنوار ، ج15 ، ص340 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب منشأه ورضاعه وماظهر من إعجازه عند ذلك ، ح11 ) .
2- .أثبتناها من البحار .
3- .سورة طه ( 20 ) ، الآية 2 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص58 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص85 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أسمائه صلى الله عليه و آله وسلموعللها ، ح2 ) .
5- .سورة طه ( 20 ) ، الآيات 1 _ 2 .
6- .الكافي ، ج2 ، ص95 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص85 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أسمائه صلى الله عليه و آله وسلم وعللها ، ح3 ) .
7- .سورة الشمس ( 91 ) ، الآية 1 .

ص: 253

قال : الشمس رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أوضح اللّه به للنّاس دينهم . قلت : « وَ الْقَمَرِ إِذَا تَلَ_ل_هَا » (1) ؟ قال : ذلك أمير المؤمنين عليه السلام . (2)

الكافي :حميد عن عبيداللّه الدهقان ، عن الطاطريّ ، عن محمّد بن زياد ، عن (3) أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كانت ناقة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالقصواء إذا نزل عنها علّق عليها زمامها . قال : فتخرج فتأتي المسلمين ، فيناولها الرجل الشيء ويناولها هذا الشيء ، فلا تلبث أن تشبع . قال : فأدخلت رأسها في خباء سمرة بن جندب ، فتناول عنزة فضرب بها على رأسها فشجّها ، فخرجت إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلمفشكته . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّدبن سنان ، عن منصور الصيقل ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن اللّه _ تبارك وتعالى _ أهدى إلى رسوله هريسة من هرائس الجنّة ، غُرست في رياض الجنّة ، وفركها الحور العين ، فأكلها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فزاد في قوّته بضع أربعين رجلاً ، وذلك شيء أراد اللّه أن يسرّ به نبيه صلى الله عليه و آله وسلم . (5)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : الفَرق من السنّة ؟

.


1- .أيضا ، الآية 2 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص424 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص88 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أسمائه صلى الله عليه و آله وسلموعللها ، ح16 ) .
3- .لم يوجد في المصدر ، اوردناه من البحار .
4- .الكافي ، ج8 ، ص332 ( كتاب الروضة ، ح515 ) ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص124 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ذكر ما يتعلق به صلى الله عليه و آله وسلم ، ح62 ) .
5- .المحاسن ، ج2 ، ص404 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص174 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله ، باب أوصافه صلى الله عليه و آله في خلقته وشمائله وخاتم النبوّة ، ح15 ) .

ص: 254

قال : لا ، قلت : فهل فرّق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : كيف فرّق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموليس من السنّة ؟ قال : من أصابه ما أصاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، يفرّق كما فرّق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فقد أصاب سنّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وإلاّ فلا ، قلت له : كيف ذلك ؟ قال : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حين (1) صُدَّ عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم ، أراه اللّه الرؤيا الّتي أخبره اللّه بها في كتابه إذ يقول : « لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ » (2) فعلم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأنّ اللّه سيفي له بما أراه ، فمن ثم وفّر ذلك الشعر الّذي كان على رأسه حين أحرم ، انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده اللّه عز و جل ، فلمّا حلقه لم يعد في توفير الشعر ، ولا كان ذلك من قبله صلى الله عليه و آله وسلم . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي المغرى ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميأكل أكل العبد ، ويجلس جلوس العبد ، ويَعلَم أ نّه عبد . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان طول رحل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ذراعا ، وكان إذا صلّى وضعه بين يديه ، يستتر به ممّن يمرّ بين يديه . (5)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إذا دخل العشر

.


1- .في البحار : « لما » .
2- .سورة الفتح ( 48 ) ، الآية 27 .
3- .الكافي ، ج6 ، ص486 ( كتاب الزيّ والتجمّل ، باب اتخاذ الشعر والفرق ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص189 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أوصافه صلى الله عليه و آله وسلم في خلقته وشمائله وخاتم النبوّة ، ح26 ) .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص456 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص225 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه و آله وسلم ، ح29 ) .
5- .الكافي ، ج3 ، ص297 ( كتاب الصلاة ، باب ما يستتر به المصلي ممن يمر بين يديه ، ح 2) ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص263 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه و آله وسلم ، ح58 ) .

ص: 255

الأواخر شدّ المئزر واجتنب النساء وأحيا الليل ، وتفرّغ للعبادة . (1)

كتاب الزهد :حمّاد بن عيسى ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ذات يوم عند عائشة فاستأذن عليه رجل ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : بئس أخو العشيرة ! وقامت عائشة فدخلت البيت ، فأذن له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فدخل ، فأقبل عليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمحتّى إذا فرغ من حديثه خرج ، فقالت له عائشة : يا رسول اللّه ، بينا أنت تذكره إذ اقبلت عليه بوجهك وبشرك ، فقال لها (2) : إنّ من أشرّ عباد اللّه من تكره مجالسته لفحشه . (3)

كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : جاءني ملك فقال : يا محمّد ، ربّك يقرؤك السلام ويقول لك : إن شئت جعلت لك بطحاء مكّة رضراض ذهب . قال : فرفع النبي صلى الله عليه و آله وسلمرأسه إلى السماء فقال : يارب ، أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك . (4)

أمالي الطوسي :أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني أبو عبداللّه محمّد بن عليّ بن رياح القرشي إجازةً قال : حدَّثنا أبي قال : حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن محمّد قال : حدَّثنا الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام قال : إنّ أبا ذرّ وسلمان خرجا في طلب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فقيل لهما : إنه توجه إلى ناحية قبا ، فاتّبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة ، فجلسا ينتظرانه حتّى ظنّا أ نّه نائم فأهويا ليوقظاه ، فرفع رأسه إليهما ثم قال : قد رأيت مكانكما وسمعت مقالكما ولم أكن راقدا ، إن اللّه بعث كل نبيّ كان قبلي إلى

.


1- .الكافي ، ج4 ، ص155 ( كتاب الصيام ، باب ما يزاد من الصلاة في شهر رمضان ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص273 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه و آله وسلم ، ح101 ) .
2- .في البحار : « فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله » .
3- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص9 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص281 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه و آله وسلم ، ح123 ) .
4- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص52 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص283 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه و آله وسلم ، ح130 ) .

ص: 256

اُمّته بلسان قومه ، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في اُمّتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي : نصرني بالرعب ، يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي ، وأحلّ لي المغنم ، وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا ، أينما كنت منها أتيمّم من تربتها وأصلي عليها ، وجعل لكل نبيّ مسألة فسألوه إيّاها فأعطاهم ذلك في الدنيا ، وأعطاني مسألة فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من اُمّتي يوم القيامة ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم ومفاتيح الكلام ، ولم يعطِ ما أعطاني نبيا قبلي ، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة ؛ لمن لقي اللّه لا يشرك به شيئا ، مؤمنا لي ، مواليا لوصيّي ، محبّا لأهل بيتي . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قوله : إنّ اللّه فوّض الأمر إلى محمّد صلى الله عليه و آله ؟ فقال : « وَ مَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ » (2) فحرّم اللّه الخمر بعينها ، وحرّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالمسكر من كل شراب ، وفرض اللّه فرائض الصلب ، وأعطى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالجدّ ، فأجاز اللّه له ذلك وأشياء ذكرها من هذا الباب . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه وحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال ، قال : إذا ذُكر النبي صلى الله عليه و آله وسلم فأكثروا الصلاة عليه ، فإنّه من صلّى على النبي صلى الله عليه و آله وسلمصلاة واحدة صلّى اللّه عليه ألف صلاة في ألف صفّ من الملائكة ، ولم يبقَ شيء ممّا خلقه اللّه إلاّ صلّى على العبد لصلاة اللّه عليه وصلاة

.


1- .الأمالي ، الطوسي ، 57 ؛ بحار الأنوار ، ج16 ، ص316 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائله وخصائصه وما امتنّ اللّه به على عباده ، ح6 ) .
2- . قال: إنّ اللّه خلق محمّدا طاهرا،ثمّ أدّبه حتّى قوّمه على ما أراد، ثم فوّض إليه الأمر فقال : « وَ مَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ ». سورة الحشر ( 59 ) ، الآية 7 .
3- .بصائر الدرجات ، ص403 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ص11 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب وجوب طاعته وحبّه والتفويض إليه صلى الله عليه و آله وسلم ، ح21 ) .

ص: 257

ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور ، قد برأ اللّه منه ورسوله وأهل بيته . (1)

الكافي :أبو عليّ الأشعري ، عن الحسين بن عليّ ، عن عبيس بن هشام ، عن ثابت ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : من ذُكرتُ عنده فنسي أن يصلّي عليَّ خطّأَ اللّه به طريق الجنّة . (2)

تهذيب الأحكام :الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن الحسين بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن رجل صلّى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته ، قال : يستقبل الصلاة ، فقلت : ما بال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لم يستقبل حين صلّى ركعتين ؟ فقال : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلملم ينفتل من موضعه . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : تُعرض الأعمال على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأعمال العباد كل صباح أبرارها وفجّارها فاحذروها ، وهو قول اللّه تعالى : « اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ » (4) وسكت . (5)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال لي : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه عز و جل لم يعطِ الأنبياء شيئا إلاّ وقد أعطاه محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم . قال : وقد أعطى محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم جميع ما أعطى الأنبياء عليهم السلام ، وعندنا الصحف الّتي

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص492 ( كتاب الدعاء ، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ، ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص30 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آداب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه و آله وسلم ، ح11 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص495 ( كتاب الدعاء ، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ، ح20 ) ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص31 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آداب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه و آله وسلم ، ح12 ) .
3- .تهذيب الأحكام ، ج2 ، ص346 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص100 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب سهوه ونومه صلى الله عليه و آله وسلمعن الصلاة ، ح2 ) .
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 105 .
5- .الكافي ، ج1 ، ص219 ( كتاب الحجة ، باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص131 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب علمه صلى الله عليه و آله وسلم وما دفع إليه من الكتب ، ح3 ) .

ص: 258

قال اللّه عز و جل : « صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » . (1) قلت : جُعلت فداك ! هي الألواح ؟ قال : نعم . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا العباس ابن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سُئل عليّ عليه السلام عن علم النبي صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : علم النبي صلى الله عليه و آله وسلم علم جميع النبييّن ، وعلم ما كان وعلم ماهو كائن إلى قيام الساعة ، ثم قال : والّذي نفسي بيده ، إنّي لأعلم علم النبي . (3)

بصائر الدرجات :محمّد بن عيسى ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي بصير قال : قلت : لأبي عبداللّه عليه السلام : هل رأى محمّد صلى الله عليه و آله وسلمملكوت السموات والأرض كما رأى إبراهيم ؟ قال : نعم ، وصاحبكم . (4)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : إنّ أبا الخطّاب كان يقول : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم تُعرض عليه أعمال أُمّته كل خميس ! ؟ فقال أبو عبداللّه عليه السلام : ليس هو هكذا ، ولكن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم تُعرض عليه أعمال هذه الأُمّة كل صباح ؛ أبرارها وفجّارها فاحذروا ، وهو قول اللّه عز و جل : « اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُو وَ الْمُؤْمِنُونَ » (5) . (6)

.


1- .سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية 19 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص225 ( كتاب الحجة ، باب أن الأئمّة ورثوا النبي وجميع الأنبياء والأوصياء ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص133 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب علمه صلى الله عليه و آله وسلموما دفع إليه من الكتب ، ح9 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص147 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص144 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب علمه صلى الله عليه و آله وسلم وما دفع إليه من الكتب ، ح31 ) .
4- .بصائر الدرجات ، 127 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص146 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب علمه صلى الله عليه و آله وسلم وما دفع إليه من الكتب ، ح39 ) .
5- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 105 .
6- .بصائر الدرجات ، ص444 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص150 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب علمه صلى الله عليه و آله وسلم وعرض الأعمال عليه ، ح48 ) .

ص: 259

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن إسماعيل ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : الأعمال تُعرض كل خميس على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سُمَّ رسول اللّه يوم خيبر ، فتكلّم اللحم فقال : يا رسول اللّه ، إنّي مسموم . قال : فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم عند موته : اليوم قطّعت مطاياي (2) الأكلة الّتي أَكلتُ بخيبر ، وما من نبي ولا وصي إلاّ شهيد . (3)

الكافي :الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليه السلامأنَّهما قالا : إنّ الناس لمّا كذّبوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم همَّ اللّه _ تبارك وتعالى _ بهلاك أهل الأرض ، إلاّ عليا فما سواه بقوله : « فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ » (4) . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام في قول اللّه : « حَتَّى إِذَا اسْتَيْ_?سَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ » (6) مخففة ، قال : ظنت الرسل أنّ الشياطين تمثل لهم على صورة الملائكة . (7)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص445 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص150 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب علمه صلى الله عليه و آله وسلم وعرض الأعمال عليه ، ح50 ) .
2- .المطايا جمع المطية وهي الدابة ، ولعلّها استعيرت هنا لما يعتمد عليه الإنسان من الأعضاء والقوى ، ويحتمل أن يكون في الأصل مطاي أي ظهري فصحفّ . ( بحار الأنوار )
3- .بصائر الدرجات ، ص523 ؛ بحار الأنوار ، ج17 ، ص405 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه و آله وسلمفي الحيوانات ، ح25 ) .
4- . ، ثم بدا له فرحم المؤمنين ، ثم قال لنبيه صلى الله عليه و آله وسلم : « وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ». سورة الذاريات ( 51 ) ، الآيات 54 _ 55 .
5- .الكافي ، ج8 ، ص103 ( كتاب الروضة ، ح78 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص213 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه و آله وسلممن القوم ، ح45 ) .
6- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 110 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص201 ( ح102 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص261 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آخر في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام ، ح14 ) .

ص: 260

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَ_بُ وَ لاَ الاْءِيمَ_نُ » (1) قال : خلقٌ من خلق اللّه عز و جل أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميخبره ويسدّده . وهو مع الأئمّة من بعده . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » (3) ؟ قال : خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو مع الأئمّة وهو من الملكوت . (4)

الكافي :عليٌ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » (5) قال : خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو مع الأئمّة يسدّدهم ، وليس كل ما طُلب وُجد . (6)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم الجوهري ، عن عليّ (7) ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّا لنزاد في الليل

.


1- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 52 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجة ، باب الروح التي يسدد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص264 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آخر في كيفية صدور الوحى ونزول جبرئيل عليه السلام ، ح22 ) .
3- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 85 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجة ، باب الروح التي يسدد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص265 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آخر في كيفية صدور الوحى ونزول جبرئيل عليه السلام ، ح23 ) .
5- .نفس الآية .
6- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجة ، باب الروح التي يسدد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص265 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آخر في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام ، ح25 ) .
7- .« عن علي » أوردناه من البحار .

ص: 261

والنهار ، ولو لم نزد لنفَد ما عندنا . قال أبو بصير : جُعلت فداك ! مَن يأتيكم به ؟ قال : إنّ منّا من يعاين ، وإن منّا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت ، وإن منّا لمن يسمع بإذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست ، قال : فقلت له : مَن الّذي يأتيكم بذلك ؟ قال : خلقٌ للّه أعظم من جبرئيل وميكائيل . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا عُرجَ برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم انتهى به جبرئيل عليه السلامإلى مكان فخلّى عنه ، فقال له : يا جبرئيل ، أتخلّيني على هذه الحالة ؟ فقال : امضه فواللّه ، لقد وطئتَ مكانا ماوطئه بشر وما مشى فيه بشر قبلك . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن عليّ بن أبي حمزة قال : سأل أبو بصير أبا عبداللّه عليه السلاموأنا حاضر فقال : جُعلت فداك ! كم عُرج برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : مرّتين ، فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له : مكانك يا محمّد ، فلقد وقفتَ موقفا ما وقفه ملكٌ قطّ ولا نبي ، إن ربّك يصلّي . فقال : يا جبرئيل ، وكيف يصلّي ؟ قال : يقول : سبّوحٌ قدّوس أنا ربُّ الملائكة والروح ، سبقت رحمتي غضبي . فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : اللّهمَّ عفوك عفوك . قال : وكان كما قال اللّه : « قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى » . (3) فقال له أبو بصير : جُعلت فداك ! ما قاب قوسين أو أدنى ؟

.


1- .بصائر الدرجات ، ص252 ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص270 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب آخر في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام ، ح33 ) .
2- .الكافي ، ج1 ، ص442 ( كتاب الحجة ، باب مولد النبي صلى الله عليه و آله ووفاته ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص306 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وفيه وصف البراق ، ح12 ) .
3- .سورة النجم ( 53 ) ، الآية 9 .

ص: 262

قال : ما بين سيتها إلى رأسها . فقال : كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق _ ولا أعلمه إلاّ وقد قال : « زبرجد » _ فنظر في مثل سمّ الإبرة إلى ماشاء اللّه من نور العظمة ، فقال اللّه _ تبارك وتعالى _ : يا محمّد ، قال : لبيك ربي . قال : من لاُمتّك من بعدك ؟ قال : اللّه أعلم ! قال : عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين . قال : ثم قال أبو عبداللّه عليه السلام لأبي بصير : يا أبا محمّد ، واللّه ماجاءت ولاية عليٍّ من الأرض ، ولكن جاءت من السماء مشافهة . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : لمّا أُسري بالنبي صلى الله عليه و آله وسلمفانتهى إلى موضع ، قال له جبرئيل : قف فإن ربّك يصلّي . قال : قلت : جُعلت فداك ! وما كان صلاته ؟ فقال : كان يقول : سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ، سبقت رحمتي غضبي . (2)

تفسير العيّاشي :أبو بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمقال : لمّا أُسري به رفعه جبرئيل بإصبعه وضعها في ظهره حتّى وجد بردها في صدره ، فكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم دخله شيء ، فقال : ياجبرئيل ، أفي هذا الموضع ؟ ! قال : نعم ، إنّ هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك ولا يطأه أحد بعدك . قال : وفتح اللّه له من العظمة مثل مسام الابرة ، فرأى من العظمة ماشاء اللّه ، فقال له جبرئيل : قف يا محمّد ، . . . ( وذكر الحديث بطوله ) . (3)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص442 ( كتاب الحجة ، باب مولد النبي صلى الله عليه و آله ووفاته ، ح13 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص306 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وفيه وصف البراق ، ح13 ) .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص280 ( ح14 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص385 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وفيه وصف البراق ، ح92 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص280 ( ح15 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص386 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وفيه وصف البراق ، ح93 ) .

ص: 263

أمالي الطوسي :[ الشيخ الطوسي ] قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبداللّه الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة قال : حدَّثني مؤدّبي عبداللّه بن أحمد بن نهيك الكوفي قال : حدَّثنا محمّد بن زياد بن أبي عمير قال : حدَّثنا عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم السلام قال : قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ياعليّ ، إنّه لمّا اُسري بي إلى السماء تلقّتني الملائكة بالبشارات في كل سماء حتّى لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة فقال : يامحمّد ، لو اجتمعت أُمتك على حبّ عليّ ماخلق اللّه عز و جل النار . ياعليّ ، إنّ اللّه تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتّى آنست بك ، أمّا أول ذلك فليلة أُسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل : أين أخوك يامحمّد ؟ فقلت : ياجبرئيل ، خلفته ورائي ، فقال : ادعُ اللّه عز و جل فليأتك به ، فدعوت اللّه عز و جل فإذا مثالك معي ، وإذا الملائكة وقوف صفوفا ، فقلتُ : ياجبرئيل ، مَن هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الّذين يباهي اللّه عز و جل بهم يوم القيامة ، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة . والثاني : حين أُسري بي إلى ذي العرش عز و جل ، فقال لي جبرئيل : أين أخوك يامحمّد ؟ فقلت : خلّفته ورائي ، قال : ادعُ اللّه عز و جل فليأتك به ، فدعوت اللّه عز و جل فإذا مثالك معي ، وكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كل ملك منها . والثالث : حين بُعثتُ للجنّ ، فقال لي جبرئيل : أين أخوك ؟ فقلت : خلّفته ورائي ، فقال : ادعُ اللّه عز و جل فليأتك به ، فدعوت اللّه عز و جل فإذا أنت معي ، فما قلتُ لهم شيئا ولا ردّوا عليَّ شيئا ، إلاّ سمعته ووعيته . والرابع : خصّصنا بليلة القدر وأنت معي فيها ، وليست لأحد غيرنا . والخامس : ناجيتُ اللّه عز و جل ومثالك معي ، فسألت فيك خصالاً أجابني إليها إلاّ النبوّة ، فإنّه قال : خصصتها بك وختمتها بك . والسادس : لما طفتُ بالبيت المعمور كان مثالك معي . والسابع : هلاك الأحزاب على يدي وأنت معي . ياعليّ ، إنّ اللّه أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثم اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطّلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين ، ثم اطّلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمّة من ولدهما على رجال العالمين .

.

ص: 264

ياعليّ ، إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه ؛ إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء وجدت على صخرتها : « لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، أيّدته بوزيره ونصرته به » فقلت : ياجبرئيل ، ومَن وزيري ؟ قال : عليّ بن أبي طالب عليه السلام . فلمّا انتهيتُ إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها : « لا إله إلاّ اللّه أنا وحدي ومحمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره ونصرته به » ، فقلت : ياجبرئيل ، ومن وزيري ؟ فقال : عليّ بن أبي طالب عليه السلام . فلمّا جاوزتُ السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش : « أنا اللّه لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به » . ياعليّ ، إنّ اللّه عز و جل أعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشقّ القبر عنه معي ، وأنت أول من يقف معي على الصراط فيقول للنار : « خذي هذا فهو لك ، وذري هذا فليس هو لك » ، وأنت أول من يُكسا إذا كُسيت ويحيا إذا حييت ، وأنت أول من يقف معي عن يمين العرش ، وأول من يقرع معي باب الجنّة ، وأول من يسكن معي عليّين ، وأول من يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ جبرئيل احتمل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حتّى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه وقال له : ما وطيء شيء قطّ مكانك . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلجعفر : يا جعفر ، ألا أمنحك ؟ ألا اُعطيك ؟ ألا أحبوك ؟ فقال له جعفر : بلى يا رسول اللّه ، قال :

.


1- .الأمالي ، الطوسي ، ص642 ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص388 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وفيه وصف البراق ، ح97 ) .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص277 ( ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص403 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وفيه وصف البراق ، ح107 ) .

ص: 265

فظنّ الناس أ نّه يعطيه ذهبا أو فضّة ، فتشرّف الناس لذلك ، فقال له : إنّي أُعطيك شيئا إن أنت صنعته في كل يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ، وإن صنعته بين يومين غفر لك مابينهما ، أو كل جمعة ، أو كل شهر ، أو كل سنة غفر لك مابينهما ، تصلّي أربع ركعات تبتدئ فتقرأ وتقول إذا فرغت : « سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلاّ اللّه ، واللّه أكبر » تقول ذلك خمس عشرة مرَّة بعد القراءة ، فإذا ركعت قلته عشر مرَّات ، فإذا رفعت رأسك من الركوع قلته عشر مرّات ، فإذا سجدت قلته عشر مرّات ، فإذا رفعت رأسك من السجود فقل بين السجدتين عشر مرّات ، فإذا سجدت الثانية فقل عشر مرّات ، فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية قلت عشر مرّات وأنت قاعد قبل أن تقوم ، فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كلّ ركعة ثلاثمئة تسبيحة في أربع ركعات ، ألف ومئتا تسبيحة وتهليلة وتكبيرة وتحميدة ، إن شئت صلّيتها بالنهار وإن شئت صلّيتها باللّيل . وفي رواية إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه السلام تقرأ في الاُولى « إذا زلزلت » ، وفي الثانية « والعاديات » ، وفي الثالثة « إذا جاء نصر اللّه » ، وفي الرابعة ب_ « قل هو اللّه أحد » . قلت : فما ثوابها ؟ قال : لو كان عليه مثل رمل عالج ذنوبا غفر له ، ثمّ نظر إليَّ فقال : إنّما ذلك لك ولأصحابك . (1)

تهذيب الأحكام :الطاطري ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : « وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ » (2) أمره به ؟ قال : نعم ، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمكان يقلّب وجهه في السماء فعلم اللّه عز و جل ما في نفسه ، فقال : « قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَ_ل_هَا » (3) . (4)

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص465 ( كتاب الصلاة ، باب صلاة التسبيح ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج18 ، ص421 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب الهجرة إلى الحبشة وبعض أحوال جعفر والنجاشي ، ح9 ) .
2- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 143 .
3- .أيضا ، الآية 144 .
4- .تهذيب الأحكام ، ج2 ، ص43 ؛ بحار الأنوار ، ج19 ، ص199 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب تحوّل القبلة ، ح3 ) .

ص: 266

تهذيب الأحكام :الطاطري ، عن وهيب ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهم السلامفي قوله تعالى : « سَيَقُولُ السُّفَهَآءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّ_ل_هُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ » (1) فقلت له : اللّه أمره أن يصلّي إلى البيت المقدس ؟ قال : نعم ، ألا ترى إنّ اللّه تعالى يقول : « وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَ إِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَ_نَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ » . (2) قال : إنّ بني عبدالأشهل أتوهم وهم في الصلاة وقد صلّوا ركعتين إلى بيت المقدس ، فقيل لهم : إنّ نبيكم قد صُرف إلى الكعبة ، فتحوّل النساء مكان الرجال ، والرجال مكان النساء ، وجعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة ، فصلّوا صلاة واحدة إلى قبلتين ، فلذلك سمّي مسجدهم مسجد القبلتين . (3)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن محمّد بن أيوب وعليّ ، عن أبيه جميعا ، عن البزنطي ، عن (4) أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : نزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في غزوة « ذات الرقاع » تحت شجرة على شفير وادٍ ، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه ، فرآه رجل من المشركين _ والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل _ ، فقال رجل من المشركين لقومه : أنا أقتل محمّدا ، فجاء وشدَّ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بالسيف ثم قال : من ينجيك منّي يامحمّد ؟ فقال : ربّي وربّك ، فنسفه جبرئيل عليه السلامعن فرسه فسقط على ظهره ، فقال رسول اللّه وأخذ السيف وجلس على صدره ، وقال : من ينجيك مني يا غورث ، فقال : جودك وكرمك يامحمّد ،

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 142 .
2- .أيضا ، الآية 143 .
3- .تهذيب الأحكام ، ج2 ، ص43 ؛ بحار الأنوار ، ج19 ، ص200 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب تحول القبلة ، ح4 ) .
4- .لم يوجد في المصدر ، اوردناه من البحار .

ص: 267

فتركه فقام وهو يقول : واللّه ، لأنت خير منّي وأكرم ! (1)

الكافي :محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان وأحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام في قول اللّه عز و جل : « أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآل_ءِكُمْ » (2) ؟ الآية . فقال : نزلت هذه الآية في خوات جبير الأنصاري ، وكان مع النبي صلى الله عليه و آله وسلمفي الخندق وهو صائم ، فأمسى وهو على تلك الحال ، وكانوا قبل أن تنزل هذه الآية إذا نام أحدهم حرّم عليه الطعام والشراب فجاء خوات إلى أهله حين أمسى فقال : هل عندكم طعام ؟ فقالوا : لا ، لا تنم حتّى نصلح لك طعاما ، فاتّكأ فنام ، فقالوا له : قد فعلت ؟ قال : نعم ، فبات على تلك الحال فأصبح ، ثم غدا إلى الخندق فجعل يُغشى عليه ، فمرّ به رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فلمّا رأى الّذي به أخبره كيف كان أمره فأنزل اللّه عز و جل فيه الآية « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ » (3) . (4)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكندي ، عن أحمد الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في المسجد إذ خُفض له كل رفيع ، ورُفع له كل خفيض حتّى نظر إلى جعفر يقاتل الكفّار . قال : فقُتل ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : قتل جعفر ، وأخذه المغص في بطنه . (5)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبداللّه بن موسى قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله :

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص127 ( كتاب الروضة ، ح97 ) ؛ بحار الأنوار ، ج20 ، ص179 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب غزوة ذات الرقاع وغزوة عسفان ، ح6 ) .
2- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 187 .
3- .أيضا ، الآية 187 .
4- .الكافي ، ج4 ، ص99 ( كتاب الصيام ، باب الفجر ما هو ومتى يحل ومتى يحرم الأكل ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج20 ، ص267 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب غزوة الأحزاب وبني قريظة ، ح21 ) .
5- .الكافي ، ج8 ، ص376 ( كتاب الروضة ، ح565 ) ؛ بحار الأنوار ، ج21 ، ص58 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب غزوة مؤته وما جرى بعدها ، ح9 ) .

ص: 268

« وَ الْعَ_دِيَ_تِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَ_تِ قَدْحًا » (1) ؟ قال : هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس ! قال : قلت : وما كان حالهم وقصّتهم ؟ قال : إنّ أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنا عشر ألف فارس ، وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على أن لا يتخلّف رجل عن رجل ، ولا يخذل أحد أحدا ، ولا يفرّ رجل عن صاحبه حتّى يموتوا كلّهم على حلف واحد أو يقتلوا محمّدا صلى الله عليه و آله وسلموعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فنزل جبرئيل عليه السلام على محمّد صلى الله عليه و آله وسلمفأخبره بقصّتهم ، وما تعاقدوا عليه وتوافقوا ، وأمره أن يبعث فلانا إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار ، فصعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ، إنّ جبرئيل أخبرني أنّ أهل وادي اليابس اثني عشر ألف فارس قد استعدّوا وتعاقدوا وتعاهدوا أن لا يغدر رجل بصاحبه ، ولا يفرّ عنه ولا يخذله حتّى يقتلوني وأخي عليّ بن أبي طالب ، وقد أمرني أن اُسيّر إليهم فلانا في أربعة آلاف فارس ، فخذوا في أمركم واستعدّوا لعدوّكم ، وانهضوا إليهم عليهم على اسم اللّه بركته يوم الإثنين إن شاء اللّه تعالى ، فأخذ المسلمون عدّتهم ، وتهيؤا ، وأمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فلانا بأمره ، وكان فيما أمره به : إنّه إذا رآهم أن يعرض عليهم الإسلام ، فإن تابعوه وإلاّ واقعهم ، فيقتل مقاتليهم ويسبي ذراريهم ويستبيح أموالهم ، ويخرّب ضياعهم وديارهم . فمضى فلان ومن معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدّة وأحسن هيئة ، يسير بهم سيرا رفيقا حتّى انتهوا إلى أهل وادي اليابس ، فلمّا بلغ القوم نزول القوم عليهم ، ونزل فلان وأصحابه قريبا منهم ، خرج إليهم من أهل وادي اليابس مئتا رجل مدجّجين بالسلاح فلمّا صادفوهم قالوا لهم : من أنتم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ وأين تريدون ؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتّى نكلّمه ، فخرج إليهم فلان في نفر من أصحابه المسلمين ، فقال لهم : أنا فلان صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، قالوا : ما أقدمك علينا ؟ قال :

.


1- .سورة العاديات ( 100 ) ، الآيات 1 _ 2 .

ص: 269

أمرني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أن أعرض عليكم الإسلام ، فإن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ماعليهم ، وإلاّ فالحرب بيننا وبينكم ، قالوا له : أما واللاّت والعزّى لولا رحم بيننا وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم ، فارجع أنت ومن معك واربحوا العافية ، فإنّا إنّما نريد صاحبكم بعينه وأخاه عليّ بن أبي طالب ، فقال فلان لأصحابه : ياقوم ، القوم أكثر منكم أضعافا وأعدّ منكم ، وقد ناءت داركم عن إخوانكم من المسلمين ، فارجعوا نُعلم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمبحال القوم ، فقالوا له جميعا : خالفت يا فلان قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وما أمرك به فاتّق اللّه وواقع القوم ، ولا تخالف قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فقال : إنّي أعلم مالا تعلمون ، الشاهد يرى ما لايرى الغائب ، فانصرف وانصرف الناس أجمعون . فأُخبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بمقالة القوم له وما ردّ عليهم فلان ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا فلان ، خالفت أمري ولم تفعل ما أمرتك به ، وكنت لي واللّه عاصيا فيما أمرتك ، فقام النبي صلى الله عليه و آله وسلم وصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : يا معشر المسلمين ، إني أمرت فلان أن يسير إلى أهل وادي اليابس ، وأن يعرض عليهم الإسلام ، ويدعوهم إلى اللّه فإن أجابوه وإلاّ واقعهم ، وإنّه سار إليهم وخرج إليه منهم مئتا رجل ، فإذا سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم ، وترك قولي ولم يطع أمري ، وإنّ جبرئيل أمرني عن اللّه أن أبعث إليهم فلانا مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس ، فسر يا فلانا على اسم اللّه ، ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك ، فإنّه قد عصى اللّه وعصاني ، وأمره بما أمر به الأوّل . فخرج وخرج معه المهاجرون والأنصار الّذين كانوا مع الأوّل ، يقتصد بهم في سيرهم حتّى شارف القوم ، وكان قريبا منهم بحيث يراهم ويرونه ، وخرج إليهم مئتا رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم للأوّل ، فانصرف وانصرف الناس معه ، وكاد أن يطير قلبه ممّا رأى من عدّة القوم وجمعهم ، ورجع يهرب منهم . فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر محمّدا صلى الله عليه و آله بما صنع هذا ، وإنه قد انصرف وانصرف المسلمون معه ، فصعد النبي صلى الله عليه و آله وسلم المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه وأخبرهم بما صنع

.

ص: 270

هذا ، وما كان منه ، وأ نه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري ، عاصيا لقولي ، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه ، فقال له : يافلان ، عصيت اللّه في عرشه ، وعصيتني وخالفت قولي ، وعملت برأيك ، ألا قبّح اللّه رأيك ، وإنّ جبرئيل عليه السلامقد أمرني أن أبعث عليّ بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين ، وأخبرني أنّ اللّه يفتح عليه وعلى أصحابه ، فدعا عليّا عليه السلام وأوصاه بما أوصى به الأوّل والثاني وأصحابه الأربعة آلاف فارس ، وأخبرهُ أنّ اللّه سيفتح عليه وعلى أصحابه . فخرج عليّ عليه السلام ومعه المهاجرون والأنصار ، فسار بهم سيرا غير سير فلان وفلان ، وذلك أ نّه أعنف بهم في السير حتّى خافوا أن ينقطعوا من التعب ، وتحفى دوابّهم ، فقال لهم : لا تخافوا فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قد أمرني بأمر وأخبرني أنّ اللّه سيفتح عليَّ وعليكم ، فأبشروا فإنّكم على خير وإلى خير ، فطابت نفوسهم وقلوبهم ، وساروا على ذلك السير والتعب ، حتّى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونهم ويراهم أمر أصحابه أن ينزلوا ، وسمع أهل وادي اليابس بقدوم عليّ بن أبي طالب وأصحابه ، فخرجوا إليه منهم مئتا رجل شاكين بالسلاح ، فلمّا رآهم عليّ عليه السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ ومن أين أنتم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ وأين تريدون ؟ قال : أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأخوه ورسوله إليكم ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه ولكم إن آمنتم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم من خير وشرّ ، فقالوا له : إيّاك أردنا ، وأنت طلبتنا ، قد سمعنا مقالتك وما عرضت علينا هذا ما لا يوافقنا ، فخذ حذرك ، فاستعدّ للحرب العوان ، واعلم إنّا قاتلوك وقاتلوا أصحابك ، والموعد فيما بيننا وبينك غدا ضحوة ، وقد أُعذرنا فيما بيننا وبينكم ، فقال لهم عليّ عليه السلام : ويلكم تهدّدوني بكثرتكم وجمعكم ، فأنا أستعين باللّه وملائكته والمسلمين عليكم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف علي عليه السلام إلى مركزه ، فلمّا جنّه اللّيل أمر أصحابه أن يحسنوا إلى دوابّهم ، ويقضموا ويسرجوا فلمّا انشقّ عمود الصبح صلّى بالناس بغلس ، ثمّ أغار عليهم بأصحابه ، فلم يعلموا حتّى وطأتهم الخيل فيما أدرك آخر أصحابه حتّى قتل مقاتليهم

.

ص: 271

وسبى ذراريهم واستباح أموالهم ، وخرّب ديارهم وأقبل بالأُسارى والأموال معه . ونزل جبرئيل فأخبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بما فتح اللّه بعليّ عليه السلام وجماعة المسلمين ، فصعد رسول اللّه صلى الله عليه و آلهالمنبر فحمد اللّه وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح اللّه على المسلمين ، وأعلمهم أ نه لم يصب منهم إلاّ رجلين ، ونزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة ، فلمّا رآه عليّ عليه السلاممقبلاً نزل عن دابّته ، ونزل النبي صلى الله عليه و آله وسلمحتّى التزمه ، وقبّل ما بين عينيه ، فنزل جماعة المسلمين إلى عليّ عليه السلام حيث نزل رسول اللّه وأقبل بالغنيمة والاُسارى وما رزقهم اللّه من أهل وادي اليابس . ثم قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : ماغنم المسلمون مثلها قطّ إلاّ أن يكون من خيبر فإنّها مثل ذلك ، وأنزل اللّه _ تبارك وتعالى _ في ذلك اليوم هذه السورة : « وَ الْعَ_دِيَ_تِ ضَبْحًا » (1) ، فقد أخبرتك أ نها غارت عليهم صبحا . قلت : قوله : « فَأَثَرْنَ بِهِى نَقْعًا » (2) . قلت : قوله : « إِنَّ الاْءِنسَ_نَ لِرَبِّهِى لَكَنُودٌ » 3 ؟ قال : يعنيهما جميعا قد شهدا جميعا وادي اليابس ، وكانا لحبّ الحياة لحريصين . قلت : قوله : « أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ * وَ حُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَ_ل_ءِذٍ لَّخَبِيرُم ». سورة العاديات ( 100 ) ، الآيات 1 _ 11 عدا الآية 8 . ؟ قال : نزلت الآيتان فيهما خاصّة ، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به ، فأخبر اللّه خبرهما وفعالهما ، فهذه قصّة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات . (3)

.


1- . يعني بالعاديات : الخيل تعدو بالرجال ، والضبح : صيحتها في أعنّتها ولجمها « فَالْمُورِيَ_تِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَ تِ صُبْحًا »
2- . ؟ قال : يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا « فَوَسَطْنَ بِهِى جَمْعًا »
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص434 ؛ بحار الأنوار ، ج21 ، ص67 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب غزوة ذات السلاسل ، ح2 ) .

ص: 272

الإرشاد :[ روي عن أبي بصير ، عن الصادق عليه السلام أنه ] لمّا دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آلهالمسجد ، وجد فيه ثلاثمئة وستون صنما وقال : بعضها فيما يزعمون مشدود ببعضها بالرصاص ببعض ، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام : « أعطني ياعليّ ، كفّا من الحصى » فقبض له أمير المؤمنين كفّا فناوله ، فرماها به وهو يقول : « جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَ_طِ_لُ إِنَّ الْبَ_طِ_لَ كَانَ زَهُوقًا » (1) فما بقي منها صنم إلاّ خرّ لوجهه ، ثم أمر بها فأُخرجت من المسجد ، فطرحت وكسرت . (2)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون : إنّ العرش اهتزّ لموت سعد بن معاذ ! فقال : إنّما هو السرير الّذي كان عليه ! (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : كان على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفّة ، وكان ملازما لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شيء منها ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميرقّ له وينظر إلى حاجته وغربته فيقول : ياسعد ، لو قد جاءني شيء لأغنيتك . قال : فأبطأ ذلك على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فاشتدّ غمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلملسعد ، فعلم اللّه سبحانه مادخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من غمّه لسعد ، فأهبط عليه جبرئيل عليه السلامومعه درهمان فقال له : يا محمّد ، إنّ اللّه عز و جل قد علم ما قد دخلك من الغمّ لسعد أفتحبّ أن تغنيه ؟ فقال : نعم ، فقال له : فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إيّاه ومره أن يتّجر بهما .

.


1- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 81 .
2- .الإرشاد ، ج1 ، ص138 ؛ بحار الأنوار ، ج21 ، ص117 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فتح مكّة ، ح15 ) .
3- .معاني الأخبار ، ص388 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص108 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فتح مكّة ، ح71 ) .

ص: 273

قال : فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمثم خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمينتظره ، فلمّا رآه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمقال : يا سعد ، أتحسن التجارة ؟ فقال له سعد : واللّه ما أصبحت أملك مالاً أتّجر به ، فأعطاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالدرهمين وقال له : اتّجر بهما وتصرّف لرزق اللّه تعالى . فأخذهما سعد ومضى مع النبي صلى الله عليه و آله وسلمحتّى صلّى معه الظهر والعصر ، فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتمّا يا سعد . قال : فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئا إلاّ باعه بدرهمين ، ولا يشتري شيئا بدرهمين إلاّ باعه بأربعة دراهم ، فأقبلت الدنيا على سعد ، فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته ، فاتّخذ على باب المسجد موضعا وجلس فيه فجمع تجارته إليه ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إذا أقام بلال للصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهّر ولم يتهيّأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا ، فكان النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول : ياسعد ، شغلتك الدنيا عن الصلاة ! فكان يقول : ما أصنع اُضيّع مالي ؟! هذا رجل قد بعته فأريد أن أستوفي منه ، وهذا رجل قد اشتريت منه فأريد ان اُوفيه . قال : فدخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممن أمر سعد غمّ أشدّ من غمّه بفقره ، فهبط عليه جبرئيل عليه السلامفقال : يامحمّد ، إنّ اللّه قد علم غمّك بسعد ، فأيّما أحبّ إليك حاله الاُولى أو حاله هذه ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم : يا جبرئيل ، بل حاله الأولى ، قد أذهبت دنياه بآخرته . فقال له جبرئيل عليه السلام : إنّ حبّ الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة ، قل لسعد يردّ عليك الدرهمين اللّذين دفعتهما إليه ، فإنّ أمره سيصير إلى الحالة الّتي كان عليها أوّلاً . قال : فخرج النبي صلى الله عليه و آله وسلم فمرّ بسعد ، فقال له : يا سعد ، أما تريد أن تردّ عليَّ الدرهمين اللّذين أعطيتكهما ؟ فقال سعد : بلى ومئتين .

.

ص: 274

فقال له : لست اُريد منك يا سعد إلاّ الدرهمين ، فأعطاه سعد درهمين . قال : فأدبرت الدنيا على سعد حتّى ذهب ماكان جمع وعاد إلى حاله الّتي كان عليها . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : استقبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمحارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري ، فقال له : كيف أنت يا حارثة بن مالك ؟ فقال : يا رسول اللّه مؤمن حقّا ، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك ؟ فقال : يا رسول اللّه ، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري ، وكأ نّي أنظر إلى عرش ربّي وقد وضِع للحساب ، وكأ نّي أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنّة ، وكأ نّي أسمع عواء أهل النار في النار ، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : عبدٌ نوّر اللّه قلبه ، أبصرت فاثبت ، فقال : يارسول اللّه ، ادع اللّه لي أن يرزقني الشهادة معك ، فقال : اللّهمَّ ارزق حارثة الشهادة ، فلم يلبث إلاّ أيّاما حتّى بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمسريّة فبعثه فيها ، فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قُتِل . وفي رواية القاسم بن بريد ، عن أبي بصير قال : أُستشهد مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام بعد تسعة نفر ، وكان هو العاشر . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : جاءت فخذٌ من الأنصار إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفسلّموا عليه ، فردّ عليهم السلام ، فقالوا : يا رسول اللّه ، لنا إليك حاجة ! فقال : هاتوا حاجتكم ، قالوا : إنّها حاجة عظيمة ! فقال : هاتوها ماهي ؟ قالوا : تضمن لنا على ربّك الجنّة ؟ قال : فنكس رسول اللّه رأسه ثم نكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال : أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا . قال : فكان الرجل منهم يكون في السَفر ،

.


1- .الكافي ، ج5 ، ص312 ( كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح38 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص122 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ماجرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح92 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص54 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص126 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ماجرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح98 ) .

ص: 275

فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان : ناولنيه ، فرارا من المسألة ، فينزل فيأخذه ، ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فلا يقول : « ناولني » حتّى يقوم فيشرب . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى (2) ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كسا اُسامة بن زيد حلّة حرير فخرج فيها ، فقال : مهلاً يا اُسامة ، إنّما يلبسها من لا خلاف له ، فاقسمها بين نسائك . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بينا هو ذات يوم عند عائشة إذا استأذن عليه رجل ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : بئس أخو العشيرة ، فقامت عائشة فدخلت البيت ، وأذن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم للرجل ، فلمّا دخل أقبل عليه بوجهه وبشره إليه يحدّثه ، حتّى إذا فرغ وخرج من عنده قالت عائشة : يارسول اللّه ، بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمعند ذلك : إن من شرار عباد اللّه مَن تكره مجالسته لفحشه . (4)

الفقيه :وروى أبو بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام أ نّه قال : إنّ بلالاً كان عبدا صالحا فقال : لا أوذّن لأحد بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فتُرك يومئذٍ حيّ على خير العمل . (5)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن

.


1- .الكافي ، ج4 ، ص21 ( كتاب الزكاة ، باب كراهية المسألة ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص129 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ماجرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح104 ) .
2- .في البحار زيادة : « عن ابن عيسى » .
3- .الكافي ، ج6 ، ص453 ( كتاب الزىّ والتجمل ، باب لبس الحرير والديباج ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص129 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ماجرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح105 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص326 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من يُتّقى شرّه ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص131 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ماجرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح109 ) .
5- .كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج1 ، ص284 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص142 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ما جرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح127 ) .

ص: 276

عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : خطب رسول اللّه النساء فقال : يا معاشر النساء ، تصدّقن ولو من حليكنّ ولو بتمرة ، ولو بشقّ تمرة ، فإنّ أكثركنّ حطب جهنّم إنْ كنّ تكثّرن اللعن وتكفرن العشيرة ، فقالت امرأة من بني سليم لها عقل : يارسول اللّه ، أليس نحن الاُمّهات الحاملات المرضعات ؟ ! أليس منّا البنات المقيمات والأخوات المشفقات ؟ ! فرقّ لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فقال : حاملات والدات مرضعات رحيمات ، لولا ما يأتين إلى بعولتهن ، ما دخلت مصليّة منهنّ النار ! (1)

الخصال :[ الشيخ الصدوق قال : ] حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن _ رضي اللّه عنهما _ قالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : ولد لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من خديجة القاسم والطاهر _ وهو عبداللّه _ وأُمّ كلثوم ورقية وزينب وفاطمة ، وتزوّج عليّ بن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليهاالسلام ، وتزوّج أبو العاص بن الربيع _ وهو رجل من بني أُميّة _ زينب ، وتزوّج عثمان بن عفّان اُمّ كلثوم فماتت ولم يدخل بها ، فلمّا ساروا إلى بدر زوّجه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم رقيّة ، وولد لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمإبراهيم من مارية القبطيّة ، وهي اُمّ إبراهيم اُمّ ولد . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال : فقال : نعوذ باللّه منها ، ماأقلّ من يفلت من ضغطة القبر ، إنّ رقية لمّا قتلها عثمان ، وقف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه ، وقال للناس : إنّي ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضمّة القبر . قال : فقال : اللّهمَّ هب لي رقية من ضمّة القبر ، فوهبها اللّه له . قال : وإن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمخرج

.


1- .الكافي ، ج5 ، ص513 ( كتاب النكاح ، باب ما يجب من طاعة الزوج على المرأة ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص146 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب ماجرى بينه وبين أهل الكتاب ، ح138 ) .
2- .الخصال ، ص404 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص151 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب عدد أولاده صلى الله عليه و آله وسلموأحوالهم ، ح3 ) .

ص: 277

في جنازة سعد وقد شيّعه سبعون ألف ملك ، فرفع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمرأسه إلى السماء ثم قال : مثل سعد يُضم ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! إنّا نحدّث أ نّه كان يستخفّ بالبول ، فقال : معاذ اللّه ! إنّما كان من زعارة في خلقه على أهله . قال : فقالت اُمّ سعد : هنيئا لك يا سعد . فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا اُم سعد ، لا تحتمي على اللّه . (1)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهم السلام قال : لمّا ماتت رقية ابنة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ألحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه ، قال : وفاطمة عليهاالسلامعلى شفير القبر تنحدر دموعها في القبر ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يتلقّاه بثوبه قائما يدعو ، قال : إنّي لأعرف ضعفها ، وسألتُ اللّه عز و جل أن يجيرها من ضمّة القبر . (2)

الخصال :[ الشيخ الصدوق قال ] حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : رحم اللّه الأخوات من أهل الجنّة فسمّاهنّ : أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن أبي طالب عليه السلام ، وسلمى بنت عميس الخثعمية وكانت تحت حمزة ، وخمس من بني هلال ؛ ميمونة بنت الحارث كانت تحت النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، واُمّ الفضل عند العبّاس اسمها هند ، والغميصاء اُمّ خالد بن الوليد ، وعزة كانت في ثقيف عند الحجّاج بن غلاّظ ، وحميدة لم يكن لها عقب . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نجران ، عن

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص236 ( كتاب الجنائز ، باب المسألة في القبر ومن يسأل ومن لايسأل ، ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص163 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب عدد أولاده صلى الله عليه و آله وسلموأحوالهم ، ح23 ) .
2- .الكافي ، ج3 ، ص241 ( كتاب الجنائز ، باب المسألة في القبر ومن يسأل ومن لايسأل ، ح18 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص164 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب عدد أولاده صلى الله عليه و آله وسلموأحوالهم ، ح24 ) .
3- .الخصال ، ص363 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص195 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أحوال أزواجه وفيه قصّة زينب ، ح8 ) .

ص: 278

عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « لاَّ يَحِلُّ لَكَ النِّسَآءُ مِنم بَعْدُ وَ لاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَ جٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ » (1) ؟ فقال : أراكم وأنتم تزعمون أ نّه يحلّ لكم مالم يحلّ لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وقد أحلّ اللّه تعالى لرسوله صلى الله عليه و آله وسلم أن يتزوج من النساء ماشاء ، إنّما قال : لا يحلّ لك النساء من بعد الّذي حرّم عليك قوله : « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَ_تُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ » (2) إلى آخر الآية . (3)

الكافي :أحمد بن محمّد العاصمي ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : أرأيت قول اللّه عز و جل : « لاَّ يَحِلُّ لَكَ النِّسَآءُ مِنم بَعْدُ » (4) ؟ فقال : إنّما لم يحلّ له النساء الّتي حرّم اللّه عليه في هذه الآية : « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَ_تُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ » (5) في هذه الآية كلّها ، ولو كان الأمر كما يقولون لكان قد أحلّ لكم ما لم يحلّ له هو ؛ لأنّ أحدكم يستبدل كلّما أراد ، ولكن ليس الأمر كما يقولون ، أحاديث آل محمّد صلى الله عليه و آلهخلاف أحاديث الناس ، إنّ اللّه عز و جل أحلّ لنبيّه صلى الله عليه و آله وسلم أن ينكح من النساء ما أراد إلاّ ما حرّم اللّه عليه في سورة النساء في هذه الآية . (6)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنَّ زينب بنت جحش قالت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : لا تعدل وأنت نبيّ ! فقال : تربت يداك ! إذا لم أعدل فمن يعدل ؟ ! قالت : دعوت اللّه يا رسول اللّه ،

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 52 .
2- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 23 .
3- .الكافي ، ج5 ، ص388 ( كتاب النكاح ، باب ما أحل للنبيّ صلى الله عليه و آله من النساء ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص207 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أحوال أزواجه وفيه قصّة زينب ، ح29 ) .
4- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 52 .
5- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 23 .
6- .الكافي ، ج5 ، ص391 ( كتاب النكاح ، باب ما أحل للنبي صلى الله عليه و آله من النساء ، ح8 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص209 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أحوال أزواجه وفيه قصّة زينب ، ح23 ) .

ص: 279

ليقطع يديّ ؟ فقال : لا ، ولكن لتتربان ، فقالت : إنّكَ إن طلّقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا ، فاحتبس الوحي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم تسعا وعشرين ليلة . ثم قال أبو جعفر عليه السلام : فأنف اللّه عز و جل لرسوله صلى الله عليه و آله وسلم فأنزل : « يَ_أَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِّ?زْوَ جِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا » (1) الآيتين ، فاخترن اللّه ورسوله فلم يك شيئا ، ولو اخترن أنفسهنّ لبنّ . (2)

الكافي :جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عند عائشة ذات ليلة فقام يتنّفل ، فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده ، فظنّت أ نّه قد قام إلى جاريتها ، فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه صلى الله عليه و آله وهو ساجد باكٍ يقول : سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، أبوء إليك بالنعم ، وأعترف لك بالذنب العظيم ، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنب العظيم إلاّ أنت ، أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ برحمتك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، لا أبلغ مدحك والثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، أستغفرك وأتوب إليك . فلمّا انصرف قال : يا عائشة ، لقد أوجعتِ عنقي ، أيّ شيء خشيت ؟ أن أقوم إلى جاريتك ؟ (3)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : نزلت في عليّ وحمزة والعبّاس وشيبة ، قال العبّاس : أنا أفضل ؛ لأنّ سقاية الحجّاج بيدي ، وقال شيبة : أنا أفضل ؛ لأنّ حجابة البيت بيدي ، وقال حمزة : أنا أفضل ؛ لأن عمارة البيت بيدي ، وقال عليّ : أنا أفضل ؛ فإنّي آمنت قبلكما ثم هاجرت وجاهدت ، فرضوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حكما ، فأنزل اللّه : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 28 .
2- .الكافي ، ج6 ، ص139 ( كتاب الطلاق ، باب كيف كان أصل الخيار ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص219 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أحوال أزواجه وفيه قصّة زينب ، ح55 ) .
3- .الكافي ، ج3 ، ص324 ( كتاب الصلاة ، باب السجود والتسبيح والدعاء فيه في الفرائض و . . . ح13 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص245 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أحوال عائشة وحفصة ، ح14 ) .

ص: 280

الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ _ إلى قوله _ عِندَهُو أَجْرٌ عَظِيمٌ » (1) . (2)

أمالي الصدوق :أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا أبي عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبيداللّه بن عبداللّه الدهقان ، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام يحدّث عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميوما لأصحابه : أيّكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان _ رحمة اللّه عليه _ : أنا يا رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : فأيّكم يحيي الليل ؟ قال سلمان : أنا يا رسول اللّه ، قال : فأيّكم يختم القرآن في كلّ يوم ؟ فقال سلمان : أنا يارسول اللّه ، فغضب بعض أصحابه فقال : يا رسول اللّه ، إنّ سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش . قلتَ : أيّكم يصوم الدهر ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر أيّامه يأكل ! وقلتَ : أيّكم يحيي الليل ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليله نائم ! وقلتَ : أيّكم يختم القرآن في كلّ يوم ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر نهاره صامت ! فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : مه يا فلان ، أ نّى لك بمثل لقمان الحكيم ، سلْهُ فإنّه ينبّئك . فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبداللّه ، أليس زعمتَ أ نّك تصوم الدهر ؟ فقال : نعم ، فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل ! فقال : ليس حيث تذهب ، إنّي أصوم الثلاثة في الشهر ، وقال اللّه عز و جل : « مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا » (3) وأصِلُ شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر . فقال : أليس زعمت أنكَ تحيي الليل ؟ فقال نعم ، فقال : أنت أكثر ليلك نائم !

.


1- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآيات 19 و 22 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص284 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص288 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب أحوال عشائره وأقربائه ، ح59 ) .
3- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 160 .

ص: 281

فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول : من بات على طهر فكأ نّما أحيى الليل كلّه ، فأنا أبيت على طهر . فقال : أليس زعمت أ نّك تختم القرآن في كلّ يوم ؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر أيامك صامت ! فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول لعليّ عليه السلام : يا أبا الحسن ، مَثَلُكَ في اُمّتي مثل سورة « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، فمن قرأها مرّة قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مّرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان ، والّذي بعثني بالحق يا عليّ ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عُذِّب أحد بالنار ، وأنا أقرأ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » في كلّ يوم ثلاث مرّات ، فقام وكأ نّه قد اُلقم حجرا . (1)

تفسير القمّي :حدَّثنا محمّد بن أحمد (2) ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « خَ__لِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً » 3 ؟

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص85 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص317 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح2 ) .
2- .نسخه بدل « جعفر » .

ص: 282

قال : هذه نزلت في أبي ذرّ والمقداد وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر ، جعل اللّه لهم جنّات الفردوس نُزُلاً ، أي : مأوىً ومنزلاً ، قال : ثم قال : قل يا محمّد « قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَ_هُكُمْ إِلَ_هٌ وَ حِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِى فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَ__لِحًا وَ لاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِى أَحَدَما » (1) . (2)

أمالي الطوسي :أبو القاسم بن شبل ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري قال : حدَّثني العبّاس بن معروف وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان عليّ محدَّثا وكان سلمان محدَّثا . قال : قلت : فما آية المحدَّث ؟ قال : يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت . (3)

الاختصاص :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سمعته يقول : إنّ سلمان عُلِّمَ الاسم الأعظم . (4)

إختيار معرفة الرجال :حمدويه بن نصير قال : حدَّثنا محمّد بن عيسى العبيدي ، عن يونس بن عبد الرحمن ومحمّد بن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان واللّه عليّ عليه السلام محدَّثا وكان سلمان محدَّثا . قلت : اشرح لي . قال : يبعث اللّه إليه ملكا ينقر في أُذنه يقول : كيت وكيت . (5)

.


1- .سورة الكهف (18) ، الآية 110 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص46 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص323 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح17 ) .
3- .الأمالي ، الطوسي ، ص407 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص326 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح31 ) .
4- .الاختصاص ، ص11 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص346 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح59 ) .
5- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص64 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص350 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح72 ) .

ص: 283

إختيار معرفة الرجال :محمّد بن إسماعيل قال : حدَّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ارتدَّ الناس إلاّ ثلاثة أبو ذرّ وسلمان والمقداد . قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري . (1)

الاختصاص :جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم الجبلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلملسلمان : يا سلمان ، لو عُرض علمك على المقداد لكفر ، يا مقداد ، لو عُرض صبرك على سلمان لكفر . (2)

إختيار معرفة الرجال :جعفر بن معروف قال : حدَّثني الحسن بن عليّ بن النعمان قال : حدَّثني أبي عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : أرسل عثمان إلى أبي ذرّ موليّين له ومعهما مِئتا دينار فقال لهما : انطلقا بها إلى أبي ذرّ فقولا له : إنّ عثمان يقرؤك السلام وهو يقول لك : هذه مِئتا دينار فاستعن بها على مانابك ، فقال أبو ذرّ : هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني ؟ قالا : لا ، قال : فإنّما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين ، قالا له : إنّه يقول : هذا من صلب مالي ، وباللّه الّذي لا إله إلاّ هو ما خالطها حرام ، ولا بعثت بها إليك إلاّ من حلال ، فقال : لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس ، فقالا له : عافاك اللّه وأصلحك ! مانرى في بيتك قليلاً ولا كثيرا ممّا يُستمتع به ، فقال : بلى ، تحت هذه الإكاف الّتي ترون رغيفا شعير ، قد أُتي عليهما أيّام فما أصنع بهذه الدنانير ؟ لا واللّه ، حتّى يعلم اللّه أني لا أقدر على قليل ولا كثير ، ولقد أصبحت غنيا بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلاموعترته الهادين المهديّين الراضين المرضييّن الّذين يهدون

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص38 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص352 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح80 ) .
2- .الاختصاص ، ص12 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص353 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب فضائل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، ح83 ) .

ص: 284

بالحقّ وبه يعدلون ، وكذلك سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول : فإنّه لقبيح بالشيخ أن يكون كذّابا ، فردّاها عليه ، واعلِماه أ نّه لا حاجة لي فيها ولا فيما عنده حتّى ألقى اللّه ربّي ، فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن المثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : كان أبو ذرّ رضى الله عنهيقول في خطبته : يا مبتغي العلم ، كأنّ شيئا من الدنيا لم يكن شيئا إلاّ ماينفع خيره ويضرّ شره إلاّ من رحم اللّه . يا مبتغي العلم ، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بتَّ فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، والدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره ، وما بين الموت والبعث إلاّ كنومة نمتها ثم استيقظت منها . يا مبتغي العلم ، قدّم لمقامك بين يدي اللّه عز و جل ، فإنك مثاب بعملك ، كما تَدين تُدان يا مبتغي العلم . (2)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن محمّد بن أيّوب وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : أتى أبو ذرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفقال : يا رسول اللّه ، إنّي قد اجتويت المدينة ، أفتأذن لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى مزينة فنكون بها ؟ فقال : إنّي أخشى أن يغير عليك خيل من العرب ، فيقتلُ ابن أخيك فتأتيني شَعِثا ، فتقوم بين يَدَي متّكئا على عصاك ، فتقول : قُتل ابن أخي وأُخذ السرح ، فقال : يا رسول اللّه ، بل لا يكون ، إلاّ خيرا إن شاء اللّه ، فأذن له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فخرج هو وابن أخيه وامرأته ، فلم يلبث هناك إلاّ يسيرا حتّى غارت خيل لبني فزارة فيها عيينة بن حصن ، فأخذت السرح وقُتل ابن أخيه وأُخذت امرأته من بني غفّار ، وأقبل أبو ذرّ يشتدّ حتّى وقف بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وبه طعنة جائفة ،

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص119 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص398 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب كيفية إسلام أبي ذرّ ، ح5 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص134 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب ذم الدنيا والزهد فيها ، ح18 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص401 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب كيفية إسلام أبي ذرّ ، ح11 ) .

ص: 285

فاعتمد على عصاه وقال : صدق اللّه ورسوله ، أُخذ السرح وقُتل ابن أخي وقمت بين يديك على عصاي ، فصاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في المسلمين فخرجوا في الطلب ، فردّوا السرح وقتلوا نفرا من المشركين . (1)

إختيار معرفة الرجال :حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا : حدَّثنا أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن عمرو بن سعيد قال : حدَّثنا عبدالملك بن أبي ذرّ الغفاري قال : بعثني أمير المؤمنين عليه السلاميوم مزّق عثمان المصاحف فقال : ادع أباك ، فجاء أبي إليه مسرعا فقال : يا أبا ذرّ ، أتى اليوم في الإسلام أمرٌ عظيم ، مُزّق كتاب اللّه ووضع فيه الحديد ، وحقّ على اللّه أن يسلّط الحديد على من مزّق كتابه بالحديد ، قال : فقال له أبو ذرّ : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول : إنّ أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوّة فظهروا عليهم ، فقتلوهم زمانا طويلاً ، ثم إنّ اللّه بعث فتية فهاجروا إلى غبر آبائهم فقاتلهم فقتلوهم ، وأنت بمنزلتهم ياعليّ ، فقال عليّ عليه السلام : قتلتني يا أبا ذرّ ، فقال أبو ذرّ : أما واللّه لقد علمت أ نّه سيُبْدأ بك . (2)

أمالي الصدوق :حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي قال : حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وجعفر بن محمّد بن مسرور قالوا : حدَّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبداللّه بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه الصادق عليه السلام لرجل من أصحابه : ألا اُخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذرّ رحمة اللّه عليهما ؟ فقال الرجل وأخطأ : أمَّا إسلام سلمان فقد علمتُ ، فاخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذرّ ؟

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص127 ( كتاب الروضة ، ح96 ) ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص402 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب كيفية إسلام أبي ذرّ ، ح13 ) .
2- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص108 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص407 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب كيفية إسلام أبي ذرّ ، ح24 ) .

ص: 286

فقال أبو عبداللّه الصادق عليه السلام : إنّ أبا ذرّ رحمة اللّه عليه كان في بطن مر (1) يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فهشّ أبو ذرّ بعصاه عليه ، فجاء الذئب عن يسار غنمه فهشّ أبو ذرّ بعصاه عليه ثم قال له : واللّه ، ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرّا ! فقال الذئب ، شرّ واللّه منّي أهل مكّة ! بعث اللّه إليهم نبيا فكذّبوه وشتموه ، فوقع كلام الذئب في اُذن أبي ذرّ فقال لأخته : هلمّي مزودي وأداوتي وعصاي . ثم خرج يركض حتّى دخل مكّة ، فإذا هو بحلقة مجتمعين ، فجلس إليهم فإذا هم يشتمون النبي صلى الله عليه و آله ويسبّونه كما قال الذئب ، فقال أبو ذرّ : هذا واللّه ما أخبرني به الذئب ، فما زالت هذه حالتهم حتّى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب قال بعضهم لبعض : كفّوا فقد جاء عمّه ، فلمّا دنا منهم أكرموه وعظّموه فلم يزل أبو طالب متكلّمهم وخطيبهم إلى أن تفرّقوا ، فلمّا قام أبو طالب تبعته فالتفت إليّ فقال : ما حاجتك ؟ فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم ، قال : وما حاجتك إليه ؟ فقال له أبو ذرّ : اُؤمن به وأصدّقه ولا يأمرني بشيء إلاّ أطعته . فقال أبو طالب : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه ؟ قال : فقلت : نعم ، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأن محمّدا رسول اللّه . قال : فقال : إذا كان غدا في هذه الساعة فأتني . قال : فلمّا كان من الغد جاء أبو ذرّ فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبّون النبي صلى الله عليه و آلهويشتمونه كما قال الذئب ، فجلس معهم حتّى أقبل أبو طالب فقال بعضهم لبعض : كفّوا فقد جاء عمّه ، فكفّوا ، فجاء أبو طالب فجلس ، فما زال متكلّمهم وخطيبهم إلى أن قام ، فلمّا قام تبعه أبو ذرّ فالتفت إليه أبو طالب فقال : ماحاجتك ؟ فقال : هذا النبي المبعوث فيكم ، قال : وماحاجتك إليه ؟ قال : فقال له : أُؤمن به واُصدّقه ولا يأمرني بشيء إلاّ أطعته ، فقال أبو طالب : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه ؟ فقال : نعم ، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه قال : فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب ، قال : فلمّا دخلت سلّمت ، فردّ عليَّ السلام ثم قال : ماحاجتك ؟ فقلت : هذا

.


1- .بطن مر : موضع إلى مرحلة من مكة .

ص: 287

النبي المبعوث فيكم ، قال : وماحاجتك إليه ؟ قلت : أُؤمن به وأصدّقه ولا يأمرني بشيء إلاّ أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه ؟ قال : قلت : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه ؟ قال : فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبدالمطّلب ، فلمّا دخلتُ سلمتُ ، فردَّ عليَّ السلام ، ثم قال : ما حاجتُكَ ؟ فقلتُ : هذا النبي المبعوث فيكم ، قال : وما حاجتُك إليه ؟ قلتُ : أُومن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشيء إلاّ أطعته . قال : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأن محمّدا رسول اللّه ؟ قال : قلت : أشهدُ أن لا إله إلاّ اللّه ، وأن محمّدا رسول اللّه . قال : فرفعني إلى بيت فيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فلمّا دخلت سلّمت ، فردّ عليَّ السلام ثم قال : ماحاجتك ؟ قلت : هذا النبي المبعوث فيكم ، قال : وماحاجتك إليه ؟ قلت : أؤمن به واُصدّقه ولا يأمرني بشيء إلاّ أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه ؟ قال : فقلت : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه . قال : فرفعني إلى بيت فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وإذا هو نور على نور ، فلمّا دخلت سلّمت فردّ عليَّ السلام ثم قال : ماحاجتك ؟ قلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم ، قال : وما حاجتك إليه ؟ فقلت : اُؤمن به واُصدّقه ولا يأمرني بشيء إلاّ أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمّدا رسول اللّه ؟ قلت : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمّدا رسول اللّه ، فقال النبي صلى الله عليه و آله : أنا رسول اللّه يا أبا ذرّ ، انطلق إلى بلادك فإنّك تجد ابن عمّ لك قد مات ، فخذ ماله وكن بها حتّى يظهر أمري . قال أبو ذرّ : فانطلقت إلى بلادي ، فإذا ابن عمّ لي قد مات وخلّف مالاً كثيرا في ذلك الوقت الّذي أخبرني فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فاحتويت على ماله وبقيت ببلادي حتّى ظهر أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفأتيته . (1)

أمالي المفيد :أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن مروان ، عن زيد بن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : لمّا حضر النبي صلى الله عليه و آله وسلم الوفاة نزل جبرئيل عليه السلامفقال

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص567 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص421 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب كيفية إسلام أبي ذرّ ، ح32 ) .

ص: 288

له جبرئيل : يا رسول اللّه ، هل لك في الرجوع ؟ قال : لا ، قد بلّغت رسالات ربّي ، ثم قال له : أتريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال : لا ، بل الرفيق الأعلى ، ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمللمسلمين وهم مجتمعون حوله : أيها الناس ، لانبيّ بعدي ولاسنّة بعد سنتي ، فمن ادّعى ذلك فدعواه وبدعته في النار ، ومن ادّعى ذلك فاقتلوه ، ومن إتّبعه فإنهم في النار . أيها الناس ، أحيوا القصاص واحيوا الحقّ ولا تفرّقوا ، وأسلموا وسلّموا تسلموا ، كتب اللّه : « لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِى إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ » (1) . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سُمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيوم خيبر فتكلّم اللحم فقال : يا رسول اللّه إني مسموم . قال : فقال النبي عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة الّتي أَكلتُ بخيبر ، وما من نبيّ ولا وصيّ إلاّ شهيد . (3)

.


1- .سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية 21 .
2- .الأمالي ، المفيد ، ص53 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص475 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب وصيّته عند قرب وفاته ، ح24 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص523 ؛ بحار الأنوار ، ج22 ، ص516 ( تاريخ نبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم ، باب وصيّته عند قرب وفاته ، ح21 ) .

ص: 289

كتاب الإمامة

كتاب الإمامةبصائر الدرجات :حدَّثنا عليّ بن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : « إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » (1) ؟ فقال عليه السلام : رسول اللّه المنذر ، وعليّ عليه السلام الهادي . يا أبا محمّد ، فهل منّا هادٍ اليوم ؟ قلت : بلى جُعلت فداك ! مازال فيكم هادٍ من بعد هادٍ حتّى رفعت إليك . فقال : رحمك اللّه يا أبا محمّد ، ولو كانت 2 إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ، ماتت الآية مات الكتاب ، ولكنه حيّ جرى فيمن بقي كما جرى فيمن مضى . (2)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: المنذر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، والهادي أميرالمؤمنين عليه السلام بعده والأئمّة عليهم السلام، وهو قوله « وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » (3) في كل زمان إمامٍ هادٍ مبين ، وهو ردّ على من ينكر أنّ فيكلّ عصر

.


1- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 7 .
2- .بصائر الدرجات ، ص51 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص4 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح6 ) .
3- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 7 .

ص: 290

وزمان إماما ، وأ نّه لا تخلو الأرض من حجّة ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تخلو الأرض من إمام قائم بحجّة اللّه ، إمّا ظاهر مشهور ، وإمّا خائف مقهور ، لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته . (1)

علل الشرائع :حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن سنان وصفوان بن يحيى وعبداللّه المغيرة وعليّ بن النعمان كلّهم عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير،عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: إنّ اللّه لا يدع الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان ، فإذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرَّق بين الحقّ والباطل . (2)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن سنان وعليّ بن النعمان ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه عز و جل لم يدع الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان في الأرض ، فإذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين اُمورهم ، ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل . (3)

كمال الدين :أبي رحمه الله ومحمّد بن الحسن _ رضي اللّه عنهما _ قالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر قالا : حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ اللّه عز و جل لم يدع الأرض بغير عالم ، ولولا ذلك لما عُرف الحقّ من الباطل . (4)

بصائر الدرجات :محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه قال : إنّ اللّه _ جلّ وعزّ _ أجلّ وأعظم من أن

.


1- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص359 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص20 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح16 ) .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص199 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص21 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح19 ) .
3- .علل الشرائع ، ج1 ، ص199 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص24 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح31 ) .
4- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص203 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص36 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح62 ) .

ص: 291

يترك الأرض بغير إمام . (1)

كمال الدين :[ الشيخ الصدوق ] ، عن أبيه (2) : وحدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ اللّه أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى : « وَ إِنَّهُو لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْ_?لُونَ » (4) قال : رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأهل بيته عليهم السلامالمسؤولون ، وهم اُولو الذكر . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبيه ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته وطلبت وقضيت إليه أن يجعل هذا الأمر إلى إسماعيل ، فأبى اللّه إلاّ أن يجعله لأبي الحسن موسى عليه السلام . (6)

تأويل الآيات :محمّد بن العباس : حدَّثنا عليّ بن سليمان الزراري ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قوله عز و جل : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (7) ؟ قال : إيّانا عنا ، فقلت له : أنتم هم ؟

.


1- .بصائر الدرجات ، ص505 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص50 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح95 ) .
2- .ليس في المصدر « عن أبيه » أوردناها من البحار .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص229 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص42 ( كتاب الإمامة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح81 ) .
4- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 44 .
5- .بصائر الدرجات ، ص57 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص176 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام الذكر وأهل الذكر ، ح10 ) .
6- .بصائر الدرجات ، ص492 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص72 ( كتاب الإمامة ، باب الإمامة لا تكون إلاّ بالنصّ ، ح14 ) .
7- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 49 .

ص: 292

فقال أبو جعفر عليه السلام : من عسى أن يكونوا ؟ ونحن الراسخون في العلم . (1)

تفسير القمّي :حدَّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت حدَّثنا الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنّة ويزجر عن النار ، وفيه محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فيؤمن به ويعمل به ويُدَّبَر به (2) ، وأما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به ، وهو قول اللّه : « فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَ_بَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُو إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِى كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا » (3) وآل محمّد صلى الله عليه و آله وسلمالراسخون في العلم (4) . (5)

تأويل الآيات :محمّد بن العباس : حدَّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : قوله تعالى : « هَ_ذَا كِتَ_بُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ » (6) ؟ قال : إن الكتاب لا ينطق ، ولكن محمّد وأهل بيته _ صلوات اللّه عليهم _ هم الناطقون بالكتاب . (7)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن أيوب بن الحرّ وعمران بن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله . (8)

.


1- .تأويل الآيات، ج1،ص432؛ بحار الأنوار، ج23، ص189 (كتاب الإمامة، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، ح3).
2- .في البحار : « ويدين به » .
3- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 7 .
4- .في البحار : « والراسخون في العلم آل محمّد صلى الله عليه و آله » .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص451 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص191 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامأهل علم القرآن ، ح12 ) .
6- .سورة الجاثية ( 45 ) ، الآية 29 .
7- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص577 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص197 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن ، ح29 ) .
8- .بصائر الدرجات، ص224؛ بحارالأنوار ، ج20، ص198 (كتاب الإمامة، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، ح31).

ص: 293

بصائر الدرجات :حدَّثني محمّد بن عبدالحميد ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الآية : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (1) قال : أنتم هم ؟ قال أبو جعفر عليه السلام : من عسى أن يكونوا ؟ ! (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قرأ هذه الآية : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (3) ، ثم قال : يا أبا محمّد واللّه ، ما قال 4 بين دفتي المصحف ! قلت : مَن هم جُعلت فداك ؟ قال : من عسى أن يكونوا غيرنا ؟ ! (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن حرّ وعن عمران بن عليّ جميعا ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن هذه الآية : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (5) ؟

.


1- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 49 .
2- .بصائر الدرجات ، ص225؛ بحار الأنوار، ج23، ص23 (كتاب الإمامة، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، ح37).
3- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 49 .
4- .بصائر الدرجات ، ص225 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص200 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن ، ح38 ) .
5- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 49 .

ص: 294

فقال : واللّه ما قال في المصحف ! قلت : فأنتم هم ؟ قال : فمن عسى أن يكون ؟ ! (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الرجس هو الشكّ ، ولا نشكّ في ديننا أبدا . ثم قال : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » (2) قلت : أنتم هم ؟ قال : من عسى أن يكون ؟ ! (3)

مناقب آل أبي طالب :بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير وحمران وعبداللّه بن عجلان وعبدالرحيم القصيري كلّهم عن أبي جعفر عليه السلام ، وروى أسباط بن سالم والحسين بن زياد الصيقل وحمران بن أعين والمثنّى الحنّاط وعبد الرحمن بن كثير وهارون بن حمزة الغنوي وعبد العزيز العبدي وسدير الصيرفي كلهم عن أبي عبداللّه عليه السلام ، وروى محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قالوا في قوله تعالى : « بَلْ هُوَ ءَايَ_تُم بَيِّنَ_تٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ » : نحن هم وإيّانا عنى . (4)

الاحتجاج :أبو بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن هذه الآية : « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَ_بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا » (5) ؟ قال : أيّ شيء تقول ؟ قلت : إنّي أقول : إنّها خاصة لولد فاطمة عليهاالسلام ، فقال عليه السلام : من سلّ سيفه ودعا الناس

.


1- .بصائر الدرجات ، ص226 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص202 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن ، ح45 ) .
2- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 49 .
3- .بصائر الدرجات ، ص226 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص203 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن ، ح47 ) .
4- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص522 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص203 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن ، ح50 ) .
5- .سورة فاطر ( 4 ) ، الآية 32 .

ص: 295

إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة عليهماالسلاموغيرهم فليس بداخل في الآية ، قلت : من يدخل فيها ؟ قال : الظالم لنفسه الّذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى ، والمقتصد منّا أهل البيت هو العارف حقّ الإمام ، والسابق بالخيرات هو الإمام . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَ_نَ_تِ إِلَى أَهْلِهَا » (2) قال : هو واللّه ، أداء الأمانة إلى الإمام والوصية . (3)

معانى الأخبار :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الاْءِنسَ_نُ إِنَّهُو كَانَ ظَ_لُومًا جَهُولاً » (4) ؟ قال : الأمانة الولاية ، والإنسان أبو الشرور المنافق . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن سنان ، عن عتيبة بيّاع القصب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ ولايتنا عُرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار ماقبلها قبول أهل الكوفة . (6)

.


1- .الاحتجاج ، ج2 ، ص138 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص215 ( كتاب الإمامة ، باب أن من اصطفاه اللّه من عباده هم الأئمّة عليهم السلام ، ح5 ) .
2- .سورة النساء (4) ، الآية 58 .
3- .بصائر الدرجات ، ص496 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص276 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الأمانة في القرآن الإمامة ، ح8 ) .
4- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 72 .
5- .معاني الأخبار ، ص110 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص279 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الأمانة في القرآن الإمامة ، ح20 ) .
6- .بصائر الدرجات ، 97 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص281 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الأمانة في القرآن الإمامة ، ح26 ) .

ص: 296

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه تعالى : « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَ_ل_هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِى فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَ_هُم مُّلْكًا عَظِيمًا » (1) ؟ قال : الطاعة المفروضة . (2)

كمال الدين :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبداللّه بن محمّد الحجّال ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » (3) ؟ قال : الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة عليهماالسلام إلى أن تقوم الساعة . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : « فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَ_هُم مُّلْكًا عَظِيمًا » (5) _ قال _ : ما هو ؟ قال : قلت : أنت أعلم جَعلني اللّه فداك ! قال : طاعة اللّه مفروضة . (6)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس ، عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد علي [ عن علي ] بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : « وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ( في ولاية عليّ

.


1- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 54 .
2- .بصائر الدرجات ، ص55 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص287 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح8 ) .
3- .سورة النساء ( 4 ) ، 59 .
4- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص222 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص288 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح13 ) .
5- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 54 .
6- .بصائر الدرجات ، ص530 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص288 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح14 ) .

ص: 297

والأئمّة من بعده ) فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا » (1) . (2)

الكافي :علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن ابن اسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : « وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُم ( وسلّموا للإمام تسليما ) أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَ_رِكُم ( رضا له ) مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ ( أن أهل الخلاف ) فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِى لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا » (3) ، وفي هذه الآية : « ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ ( في أمر الوالي ) وَيُسَلِّمُواْ ( للّه الطاعة ) تَسْلِيمًا » (4) . (5)

تفسير القمّي :أخبرنا الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن عليّ بن اسباط، عن عليّبن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله: « وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ( في ولاية عليّ والأئمّة من بعده ) فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا » (6) هكذا نزلت واللّه . (7)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : « وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُم ( وسلموا للإمام تسليما ) أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَ_رِكُم ( رضا له ) مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ ( أن أهل الخلاف ) فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِى لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ » (8) يعني : في عليّ عليه السلام . (9)

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 71 .
2- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص469 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص301 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح56 ) .
3- .سورة النساء (4) ، الآية 66 .
4- .أيضا ، الآية 65 .
5- .الكافي ، ج8 ، ص184 ( كتاب الروضة ، ح210 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص302 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح59 ) .
6- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 71 .
7- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص197 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص303 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح62 ) .
8- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 66 .
9- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص256 ( ح188 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص303 ( كتاب الإمامة ، باب وجوب طاعتهم عليهم السلام ، ح63 ) .

ص: 298

معاني الأخبار :أبي رحمه الله قال: حدَّثنا محمّدبن يحيى العطّار ، عن أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ أبا الخطّاب كان يقول : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم تُعرض عليه أعمال اُمّته كل خميس ؟ فقال أبو عبداللّه عليه السلام : ليس هكذا ، ولكن رسول اللّه تُعرض عليه أعمال اُمته كل صباح أبرارها وفجّارها ، فاحذروا ! وهو قول اللّه عز و جل : « وَ قُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُو وَ الْمُؤْمِنُونَ » (1) وسكت . قال أبو بصير : إنّما عنى الأئمّة عليهم السلام . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا عبداللّه بن محمّد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال في كتاب بندار بن عاصم : عن الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَ_كُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ » (3) ؟ قال : نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وماضيّعوا منه . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الأعمال تُعرض كل خميس على رسول اللّه وعلى أمير المؤمنين _ صلوات اللّه عليهما_ . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : تعرض على

.


1- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 105 .
2- .معاني الأخبار ، ص392 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص340 ( كتاب الإمامة ، باب عرض الأعمال عليهم وأنهم الشهداء ، ح16 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 143 .
4- .بصائر الدرجات ، ص102 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص343 ( كتاب الإمامة ، باب عرض الأعمال عليهم وأنهم الشهداء ، ح 27 ) .
5- .بصائر الدرجات ، ص444 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص344 ( كتاب الإمامة ، باب عرض الأعمال عليهم وأنهم الشهداء ، ح 33 ) .

ص: 299

رسول اللّه صلى الله عليه و آله أعمال العباد كلّ صباح أبرارها 1 وفجّارها ، فاحذروا ! وهو قول اللّه : « اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُو وَ الْمُؤْمِنُونَ » (1) فسكت . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : قول اللّه تعالى : « اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُو وَ الْمُؤْمِنُونَ » (3) قلت : مَن المؤمنون ؟ قال : من عسى أن يكون إلاّ صاحبك . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نحن نمط الحجاز . 6 فقلت : وما نمط الحجاز ؟ قال : أوسط الأنماط ، إنّ اللّه يقول : « وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَ_كُمْ أُمَّةً وَسَطًا » (5) قال : ثم قال : إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصّر . (6)

.


1- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 105 .
2- .بصائر الدرجات ، ص448 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص346 ( كتاب الإمامة ، باب عرض الأعمال عليهم وأنهم الشهداء ، ح 44 ) .
3- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 105 .
4- .بصائر الدرجات ، ص449 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص346 ( كتاب الإمامة ، باب عرض الأعمال عليهم وأنهم الشهداء ، ح 46 ) .
5- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 143 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص63 ( ح111 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص349 ( كتاب الإمامة ، باب عرض الأعمال عليهم وأنهم الشهداء ، ح57 ) .

ص: 300

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : « لاَ تَتَّخِذُواْ إِلَ_هَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَ_هٌ وَ حِدٌ » (1) يعني بذلك ولا تتّخذوا إمامين إنما هو إمام واحد . (2)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير ، عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : « قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَ_هُكُمْ إِلَ_هٌ وَ حِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ » (3) الوصية لعليّ عليه السلام بعدي نزلت مشدّدة . (4)

تأويل الآيات :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن أبي جعفر عليهماالسلام أ نّه قال : أنتم الّذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ، ومن أطاع جبّار فقد عبده . (5)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس قال : حدَّثنا أحمد بن [ الحسن المالكي ، عن محمّد عيسى ، عن ]الحسن بن سعيد ، عن جعفر بن بشير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا » (6) قال : هي الولاية . (7)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس : حدَّثنا عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : قال اللّه عز و جل : « ( فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ( بتركهم ولاية عليّ عليه السلام ) عَذَابًا شَدِيدًا ( في الدنيا ) أَسْوَأَ الَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( في الآخرة ) ذَ لِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَآءَم بِمَا

.


1- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 51 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص261 ( ح36 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص357 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح9 ) .
3- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 108 .
4- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص207 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص357 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح 10 ) .
5- .تأويل الآيات ، ج1 ، ص435 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص361 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح20 ) .
6- .سورة الروم ( 30 ) ، الآية 30 .
7- .تأويل الآيات ، ج1 ، ص435 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص365 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح27 ) .

ص: 301

كَانُواْ بِ_?ايَ_تِنَا يَجْحَدُونَ » (1) والآيات الأئمّة عليهم السلام . (2)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن علي ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : « فَمَا لَهُو مِن قُوَّةٍ وَ لاَ نَاصِرٍ » (3) ؟ قال : ما لهُ من قوة يقوى بها على خالقه ولا ناصر من اللّه ينصره إن أراد به سوءا . قلت : « إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا » (4) ؟ قال : كادوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وكادوا عليا عليه السلام وكادوا فاطمة عليهاالسلام فقال اللّه : يا محمّد « إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَ أَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَ_فِرِينَ ( يامحمّد ) أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَما » (5) لوقت بعث القائم عليه السلام ، فينتقم من الجبّارين والطواغيت من قريش وبني اُمية وسائر الناس . (6)

تأويل الآيات :روى عليّ بن أسباط ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عز و جل : « وَ ذَ لِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ » (7) ؟ قال : إنما هو ذلك دين القائم عليه السلام . 8

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن

.


1- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآيات 27 _ 28 .
2- .تأويل الآيات ، ج5 ، ص535 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص365 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح28 ) .
3- .سورة الطارق ( 86 ) ، الآية 10 .
4- .الطارق ( 86 ) ، الآية 15 .
5- .أيضا ، الآيات 15 _ 17 .
6- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص416 ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص368 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح40 ) .
7- .سورة البينة ( 98 ) ، الآية 5 .

ص: 302

عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا » (1) ؟ قال : هي الولاية . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى : « سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ ( بولاية عليّ ) لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ » (3) ثم قال : هكذا واللّه نزل بها جبرئيل عليه السلامعلى محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (4)

الكافي :أخبرنا الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ » (5) يا معشر المكذّبين ، حيث أنبأتكم رسالة ربي في ولاية عليّ والأئمّة عليهم السلام من بعده مَن هو في ضلال مبين ، كذا اُنزلت . وفي قوله تعالى : « إِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ » ؟ فقال: إن تلووا الأمر وتعرضوا عمّا أمرهم به «فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا». (6) وفي قوله : « فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ( بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ) عَذَابًا شَدِيدًا ( في الدنيا ) وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ » (7) . (8)

.


1- .سورة الروم ( 30 ) ، الآية 30 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص418 ( باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح35 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص375 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح56 ) .
3- .سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات 1 _ 2 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص422 ( كتاب الحجة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح47 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص378 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح62 ) .
5- .سورة الملك ( 67 ) ، الآية 29 .
6- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 136 .
7- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 27 .
8- .الكافي ، ج1 ، ص421 ( كتاب الحجة ، باب باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح45 ) ؛ بحار الأنوار ، ج23 ، ص378 ( كتاب الإمامة ، باب تأويل المؤمنين بهم والكفّار بأعدائهم ، ح60 ) .

ص: 303

تفسير القمّي :أخبرنا حسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي خالد القمّاط ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قوله : « وَأَنَّ هَ_ذَا صِرَ طِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ » . (1) قال : نحن السبيل ، فمن أبى فهذه السبل ( فقد كفر ) . ثم قال : « ذَ لِكُمْ وَصَّ_ل_كُم بِهِى لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » (2) يعني : كي تتّقوا . (3)

تأويل الآيات :عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدَّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : « وَأَنَّ هَ_ذَا صِرَ طِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ » (4) ؟ قال : طريق الإمامة فاتّبعوه ولا تتّبعوا السُبل ، أي طُرقا غيرها [ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ] . (5)

تأويل الآيات :محمّد بن العباس : حدَّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَ_مُواْ » (6) ؟ قال : هو واللّه ما أنتم عليه ، وهو قوله تعالى : « وَ أَلَّوِ اسْتَقَ_مُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَ_هُم مَّآءً غَدَقًا » . (7) قلت : متى تتنزل عليهم الملائكة بأن « أَلاَّ تَخَافُواْ وَ لاَ تَحْزَنُواْ وَ أَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِى

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 153 .
2- .نفس الآية .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص221 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص13 ( كتاب الإمامة ، باب أ نّهم عليهم السلامالسبيل والصراط ، ح9 ) .
4- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 153 .
5- .تأويل الآيات ، ج1 ، ص167 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص17 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام السبيل والصراط ، ح 25) .
6- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 30 .
7- .سورة الجن ( 72 ) ، الآية 16 .

ص: 304

كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ فِى الْأخِرَةِ » (1) ؟ فقال : عند الموت ويوم القيامة . (2)

تأويل الآيات :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « وَ أَلَّوِ اسْتَقَ_مُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَ_هُم مَّآءً غَدَقًا » (3) يعني : لأمددناهم علما كي يتعلّمونه من الأئمّة عليهم السلام . (4)

تأويل الآيات :روى أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أيمن بن محرز ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : « فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى ( الخمس ) وَ اتَّقَى ( ولاية الطواغيت ) وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنَى ( بالولاية ) فَسَنُيَسِّرُهُو لِلْيُسْرَى » (5) فلا يريد شيئا من الخير إلاّ تيسّر له . « وَ أَمَّا مَنم بَخِلَ ( بالخمس ) وَ اسْتَغْنَى ( برأيه عن أولياء اللّه ) وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنَى ( بالولاية ) فَسَنُيَسِّرُهُو لِلْعُسْرَى » (6) ، فلا يريد شيئا من الشرّ إلاّ تيسّر له . وأمّا قوله « وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى » (7) ؟ قال : رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ومن تبعه ، و « الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُو يَتَزَكَّى » (8) ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو قوله تعالى : « وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » (9) وقوله : « وَ مَا لِأَحَدٍ عِندَهُو مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى » (10) فهو رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالّذي ليس لأحد عنده

.


1- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآيات 30 _ 31 .
2- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص728 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص26 ( كتاب الإمامة ، باب آخر في أنّ الاستقامة إنّما هي على الولاية ، ح3 ) .
3- .سورة الجن ( 72 ) ، الآية 16 .
4- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص728 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص26 ( كتاب الإمامة ، باب آخر في أنّ الاستقامة إنّما هي على الولاية ، ح6 ) .
5- .الليل ( 92 ) ، الآيات 4 _ 7 .
6- .سورة الليل ( 92 ) ، الآيات 8 _ 10 .
7- .سورة الليل ( 92 ) ، الآية 17 .
8- .سورة الليل ( 92 ) ، الآية 18 .
9- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 55 .
10- .سورة الليل ( 92 ) ، الآية 19 .

ص: 305

( من ) نعمة تجزى ، ونعمته جارية على جميع الخلق . (1)

تفسير القمّي :في رواية سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه : « رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ » 2 ؟ قال: محمّد وعليّ عليهماالسلام. (2)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبداللّه بن موسى ، عن الحسين بن عليّ ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَ السَّمَآءِ وَ الطَّارِقِ » (3) قال ، قال : السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين عليه السلام ، والطارق الّذي يطرق الأئمّة عليهم السلام من عند ربّهم ممّا يحدث بالليل والنهار ، وهو الروح الّذي مع الأئمّة يسدّدهم . قلت : « النَّجْمُ الثَّاقِبُ » (4) ؟ قال : ذلك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . 6

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَ_ل_هَا » (5) ؟ قال : الشمس رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أوضح اللّه به للناس دينهم .

.


1- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص809 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص46 ( كتاب الإمامة ، باب الحسنة والحسنى الولاية ، ح19 ) .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص344 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص69 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامالنجوم والعلامات ، ح2 ) .
3- .سورة الطارق ( 86 ) ، الآية 1 .
4- .أيضا ، الآية 3 .
5- .سورة الشمس (91) ، الآية 1 .

ص: 306

قلت : « وَ الْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا » 1 ؟ قال : ذلك أئمّة الجور الّذين استبدوا للأمر دون آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وجلسوا مجلسا كان آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله أولى به منهم ، فغشوا دين رسول اللّه بالظلم والجور وهو قوله : « وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا » ، قال : يغشى ظلمهم ضوء النهار . قلت : « وَ النَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا » ؟.(1) قال : ذلك الإمام من ذرّية فاطمة عليهاالسلام يُسأل عن دين رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفيجلي لمن يسأله فحكى اللّه قوله : « وَ النَّهَارِ إِذَا جَلَّ_ل_هَا » . قلت : « وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَ_ل_هَا » ؟ قال : ذلك أئمة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وجلسوا مجلسا كان آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أولى به منهم ، فغشوا دين رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بالظلم والجور وهو قوله : « وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَ_ل_هَا » _ قال : _ يغشى ظلمة الليل ضوء النهار . (2) وقوله : « وَ نَفْسٍ وَ مَا سَوَّل_هَا » 4 أي : عرّفها وألهمها ثم خيّرها فاختارت . « قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّ_ل_هَا » 5 أي : أغواها . (3)

تأويل الآيات :رواه محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ،

.


1- .سورة الشمس ( 91 ) ، الآيات 2 _ 4 .
2- .من قوله : « قلت : والليل إذا . . . » إلى هنا أوردناها من البحار .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص424 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص70 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامالنجوم والعلامات ، ح4 ) .

ص: 307

عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عز و جل : « فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَ_رِقِ وَ الْمَغَ_رِبِ » (1) قال : المشارق الأنبياء (2) ، والمغارب الأوصياء عليهم السلام . (3)

أمالي الطوسي :حدَّثنا محمّد بن محمّد قال : حدَّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدَّثني أبي قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن منصور بُزرج ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ عَلَ_مَ_تٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ » (4) قال : النجم رسول اللّه ، والعلامات الأئمّة من بعده عليهم السلام . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : « وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا » (6) _ قال : _ معرفة الإمام واجتناب الكبائر الّتي أوجب اللّه عليها النار . (7)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن الحلبي ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا » (8) ؟ فقال : هي طاعة اللّه ومعرفة الإمام . (9)

.


1- .سورة المعارج ( 70 ) ، الآية 40 .
2- .عبّر عن الأنبياء بالمشارق ؛ لأنّ أنوار هدايتهم تشرق على أهل الدنيا ، وعن الأوصياء بالمغارب ؛ لأنّ بعد وفاة الأنبياء تغرب أسرار علومهم في صدور الأوصياء ، ثم تفيض عنهم على الخلق بحسب قابليّاتهم واستعدادهم . ( بحار الأنوار )
3- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص725 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص77 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامالنجوم والعلامات ، ح16 ) .
4- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 16 .
5- .الأمالي ، الطوسي ، ص163 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص80 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامالنجوم والعلامات ، ح22 ) .
6- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 269 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص151 ( ح497 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص86 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الحكمة معرفة الإمام ، ح 3 ) .
8- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 269 .
9- .المحاسن ، ج1 ، ص148 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص86 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الحكمة معرفة الإمام ، ح2 ) .

ص: 308

تأويل الآيات :روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عز و جل : « وَ أَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ » (1) ؟ قال : مابلغ بالنحل أن يوحى إليها ، بل فينا نزلت ! فنحن النحل ، ونحن المقيمون للّه في أرضه بأمره ، و« الجبال » شيعتنا ، و « الشجر » النساء المؤمنات . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه تعالى : « هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ » (3) ؟ الآية . قال : نحن الّذين نعلم وعدوّنا الّذين لا يعلمون ، وشيعتنا اُولو الألباب . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام: إنّ في الإمام (5) آية للمتوسّمين، وهو السبيل المقيم ، ينظر بنور اللّه ، وينطق عن اللّه ، لا يعزب عليه شيء ممّا أراد . (6)

تأويل الآيات :محمّد بن العباس ، عن محمّد بن جمهور ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا » (7) ؟ قال : لقد سألت ربّك عظيما ! إنّما هي : « واجعل لنا من المتّقين إماما » ، وايّانا

.


1- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 68 .
2- .تأويل الآيات ، ج1 ، ص257 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص110 ( كتاب الإمامة ، باب نادر في تأويل النحل بهم عليهم السلام ، ح2 ) .
3- .سورة الزمر ( 31 ) ، الآية 9 .
4- .بصائر الدرجات ، ص75 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص120 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام اُولو النهي ، ح4 ) .
5- .قوله عليه السلام : « إنّ في الإمام » ، أي : نزل فيه قوله : « لَأَيَ_تٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ » ، وهو ذو السبيل المقيم على حذف المضاف ، أو المراد أنّ ذلك ، إشارة إلى الإمام ، وفيه علامات تدل على إمامته للمتوسّمين من شيعته ، و« الآيات » إنّما هي في الإمام الّذي هو السبيل إلى اللّه الّذي لا يتغيّر ولا يبطل . ( بحار الأنوار )
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص248 ( ح31 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص126 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامالمتوسّمون ، ح5 ) .
7- .سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية 74 .

ص: 309

عنى بذلك . (1)

تفسير العيّاشي :أبو بصير عنه عليه السلام قال : إنّما اُنزلت هذه الآية على محمّد صلى الله عليه و آله وسلمفي الأوصياء خاصّة فقال : « كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ » (2) ، هكذا واللّه نزل بها جبرئيل عليه السلام ، وما عنى بها إلاّ محمّدا وأوصياءه صلوات اللّه عليهم . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سمعته يقول : إنّ الدنيا لا تكون إلاّ وفيها إمامان برّ وفاجر ، فالبرّ الّذي قال اللّه تعالى : « وَ جَعَلْنَ_هُمْ أَل_ءِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا » (4) ، وأمّا الفاجر فالّذي قال اللّه تعالى : « وَ جَعَلْنَ_هُمْ أَل_ءِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ لاَ يُنصَرُونَ » (5) . (6)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن عليّ ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: لا يصلح الناس إلاّ إمام عادل وإمام فاجر، إنّ اللّه عز و جل يقول: «وَ جَعَلْنَ_هُمْ أَل_ءِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا» (7) ، وقال: «وَ جَعَلْنَ_هُمْ أَل_ءِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» (8) . (9)

.


1- .تأويل الآيات ، ج1 ، ص384 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص135 ( كتاب الإمامة ، باب أ نّه نزل فيهم « وعباد الرحمن » ، ح8 ) .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 110 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص195 ( ح129 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص153 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامخير اُمّة اُخرجت للناس ، ح2 ) .
4- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 73 .
5- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 41 .
6- .بصائر الدرجات ، ص52 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص157 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام خير أُمّة اُخرجت للناس ، ح15 ) .
7- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 73 .
8- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 41 .
9- .بصائر الدرجات ، ص53 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص157 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام خير اُمّة اُخرجت للناس ، ح16 ) .

ص: 310

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ادْخُلُواْ فِى السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَ تِ الشَّيْطَ_نِ » (1) ، قال : أتدري ما السلم ؟ قال : قلت : أنت أعلم . قال : ولاية عليّ والأئمّة الأوصياء من بعده عليهم السلام _ قال : _ وخطوات الشيطان واللّه ولاية فلان وفلان . (2)

تأويل الآيات :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار قال : حدَّثني أبي ، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن أبي سلام، عن سوره بن كليب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قول اللّه عز و جل : « وَ جَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ » (3) ؟ قال: إنها في [ عقب ] الحسين،فلم يزل هذا الأمر منذ اُفضي إلى الحسين عليه السلام، ينتقل من والد إلى ولد ، ولا يرجع إلى أخ ولا إلى عمّ ، ولا يعلم أحد منهم خرج من الدنيا إلاّ وله ولد ، وإن عبداللّه بن جعفر خرج من الدنيا ولا ولد له،ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلاّ شهرا . (4)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللهقال : حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان،عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته : أنا الهادي وأنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين ، وزوج الأرامل ، وأنا ملجأُ كلّ ضعيف ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وأنا حبل اللّه المتين ، وأنا عروة اللّه الوثقى وكلمة التقوى ، وأنا عين اللّه ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب اللّه (5) الّذي يقول : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 208 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص102 ( ح294 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص159 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ السلم الولاية وهم شيعتهم أهل الاستسلام والتسليم ، ح1 ) .
3- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 28 .
4- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص556 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص179 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامكلمات اللّه ، ح12 ) .
5- .قال الصدوق رحمه الله : الجَنب الطاعة في لغة العرب ، يقال : « هذا صغير فيجنب اللّه » أي في طاعة اللّه عز و جل ، فمعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام : « أنا جنب اللّه » أي : أنا الّذي ولايتي طاعة اللّه ، قال اللّه عز و جل : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنم_بِ اللَّهِ » أي : في طاعة اللّه عز و جل . ( بحار الأنوار )

ص: 311

يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنم_بِ اللَّهِ » (1) وأنا يد اللّه المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة ، من عرفني وعرف حقّي فقد عرف ربّه ؛ لأ نّي وصيّ نبيّه في أرضه وحجّته على خلقه ؛ لا ينكر هذا إلاّ رادّ على اللّه ورسوله . (2)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس : حدَّثنا عن الحسين بن أحمد ، عن محمّدبن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبداللّه عليه السلام: يا أبا محمّد ، إنّ للّه ملائكة تُسقط الذنوب عن ظهر شيعتنا كما تُسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه ، وذلك قول اللّه عز و جل : « وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ » (3) واستغفارهم واللّه لكم دون هذا الخلق ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : فقلت : نعم . (4)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهقال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ » 5 . (5)

تأويل الآيات :محمّد بن العباس : حدَّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد

.


1- .سورة الزمر ( 31 ) ، الآية 56 .
2- .معاني الأخبار ، ص18 ؛ التوحيد ، ص165 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص198 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامجنب اللّه ووجه اللّه ، ح27 ) .
3- .سورة غافر (40) ، الآية 7 .
4- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص528 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص209 ( كتاب الإمامة ، باب في أنّ الملائكة يحبّوهم . . ، ح5 ) .
5- .معاني الأخبار ، ص369 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص215 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام حزب اللّه وبقيته ، ح5 ) .

ص: 312

السيّاري ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : « اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ » (1) يا محمّد ، من تكذيبهم إيّاك ، فإنّي منتقم منهم برجل منك ، وهو قائمي الّذي سلّطته على دماء الظلمة . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَ_نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » (3) ؟ قال : أمَّا واللّه ماصاموا لهم ولا صلّوا ، ولكنّهم أحلّوا لهم حراما ، وحرّموا عليهم حلالاً فاتّبعوهم . (4)

تفسير العيّاشي :قال أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : مادعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ، ولكنّهم أحلّوا لهم حراما وحرّموا عليهم حلالاً ، فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا الحجّال ، عن الحسن بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن عيينة _ بيّاع القصب _ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قوله : « وَعَلَى الأَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاَّم بِسِيمَ_ل_هُمْ » (6) ؟ قال : نحن أصحاب الأعراف ، فمن عرفناه كان منّا ، ومن كان منّا كان في الجنّة ، ومن أنكرناه في النار . (7)

.


1- .سورة ص ( 38 ) ، الآية 17 .
2- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص503 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص220 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام حزب اللّه وبقيته ، ح19 ) .
3- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 31 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص86 ( ح45 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص246 ( كتاب الإمامة ، باب ما نزل من النهي عن اتّخاذ كلّ بطانة ، ح7 ) .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص87 ( ح48 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص446 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلامأهل الأعراف ، ح10 ) .
6- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 46 .
7- .بصائر الدرجات ، ص519 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص251 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام أهل الأعراف ، ح9 ) .

ص: 313

تأويل الآيات :محمّد بن عليّ ، عن عمرو بن عثمان ، عن عمران بن سليمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا » (1) ؟ فقال : إنّ اللّه يغفر لكم جميعا الذنوب . قال : فقلت : ليس هكذا نقرأ ! فقال : يا أبا محمّد ، فإذا غُفِرت الذنوب جميعا فلمن يعذّب ؟ واللّه ما عنى من عباده غيرنا وغير شيعتنا ، وما نزلت إلاّ هكذا : « إن اللّه يغفر لكم جميعا الذنوب » . (2)

مشارق الأنوار :محمّد بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : إنّ اللّه أباح محمّدا الشفاعة في اُمّته ، وإن (3) الشفاعة في شيعتنا ، وإن لشيعتنا الشفاعة في أهاليهم ، وإليه الإشارة بقوله : « فَمَا لَنَا مِن شَ_فِعِينَ » (4) ؟ قال: واللّه لتشفعنّ شيعتنا في أهاليهم حتّى يقول شيعه أعدائنا «وَ لاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ» (5) . (6)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس : حدَّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير وأبي الصباح الكناني قالا : قلنا لأبي عبداللّه عليه السلامجعلنا اللّه فداك ! قوله تعالى : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَ_بُ وَ لاَ الاْءِيمَ_نُ وَ لَ_كِن جَعَلْنَ_هُ نُورًا نَّهْدِى بِهِى مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ » (7)

.


1- .سورة الزمر ( 31 ) ، الآية 53 .
2- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص519 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص260 ( كتاب الإمامة ، باب الآيات الدالّة على رفعة شأنهم ، ح13 ) .
3- .في البحار : « وأعطانا » .
4- .سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية 100 .
5- .أيضا ، الآية 101 .
6- .مشارق الأنوار ، ص182 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص272 ( كتاب الإمامة ، باب الآيات الدالّة على رفعة شأنهم ، ح55 ) .
7- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 52 .

ص: 314

قال : يا أبا محمّد ، الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة عليهم السلام يخبرهم ويسدّدهم . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَ_تُنَا بَيِّنَ_تٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا » 2 قلت : قوله : « مَن كَانَ فِى الضَّلَ__لَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَ_نُ مَدًّا » (2) ؟ قال : كلّهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلامولا بولايتنا ، فكانوا ضالّين مضلّين ، فيمدّ لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا ، فيصيّرهم اللّه شرَّ مكانٍ وأضعف جندا . قلت : قوله : « حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَ أَضْعَفُ جُندًا » 4 ؟ قال : أما قوله : « حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ » ، فهو خروج القائم ، وهو الساعة ، فسيعلمون ذلك اليوم ومانزل بهم من اللّه على يدي قائمه ، فذلك قوله : « مَنْ هُوَ شَرٌّ

.


1- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص551 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص318 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل ما نزل فيهم عليهم السلام ، ح25 ) .
2- .أيضا ، الآية 75 .

ص: 315

مَّكَانًا » يعني : عند القائم « وَ أَضْعَفُ جُندًا » . (1) قلت : قوله : « وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْاْ هُدًى » (2) ؟ قال : يزيدهم ذلك اليوم هدىً على هدىً باتّباعهم القائم ، حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه . قلت : قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَ_عَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » (3) ؟ قال : إلاّ من دان اللّه بولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده عليهم السلام ، فهو العهد عند اللّه . قلت : قوله : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » (4) ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الّذي قال اللّه تعالى . قلت : « فَإِنَّمَا يَسَّرْنَ_هُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِى قَوْمًا لُّدًّا » (5) ؟ قال : إنّما يسّره اللّه على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما ، فبشّر به المؤمنين وأنذر به الكافرين ، وهم الّذين ذكرهم اللّه في كتابه « لُّدًّا » أي كفّارا . وقال : وسألته عن قول اللّه : « لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غَ_فِلُونَ » (6) ؟ قال : لتنذر القوم الّذين أنت فيهم كما أُنذر آباؤهم ، فهم غافلون عن اللّه وعن رسوله وعن وعيده « لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ( ممن لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين عليه السلاموالائمّة من بعده ) فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ » (7) بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ، فلمّا لم يقرّوا كانت عقوبتهم ما ذكر اللّه : « إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَ_قِهِمْ أَغْلَ_لاً فَهِىَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ » (8) في نار جهنّم .

.


1- .سوره مريم ( 19 ) ، الآية 75 .
2- .أيضا ، الآية 76 .
3- .أيضا ، الآية 87 .
4- .أيضا ، الآية 96 .
5- .أيضا ، الآية 97 .
6- .سورة يس ( 36 ) ، الآية 6 .
7- .أيضا ، الآية 7 .
8- .أيضا ، الآية 8 .

ص: 316

ثم قال : « وَ جَعَلْنَا مِنم بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَ_هُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ » (1) عقوبةً منه لهم ، حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده ، هذا في الدنيا ، وفي الآخرة في نار جهنم مقمحون . ثم قال : يا محمّد « وَ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ » (2) باللّه وبولاية عليّ ومَن بعده . ثم قال : « إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ( يعني أمير المؤمنين ) وَ خَشِىَ الرَّحْمَ_نَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ ( يا محمّد ) بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ » (3) . (4)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس : حدَّثنا الحسين بن أحمد المالكي ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن خلف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي بصير قال : ذكر أبو جعفر عليه السلام الكتاب الّذي تعاقدوا عليه في الكعبة وأشهدوا فيه وختموا عليه بخواتيمهم فقال : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه أخبر نبيّه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه ، وأنزل اللّه فيه كتابا . قلت : أنزل اللّه فيه كتابا ! قال : نعم ، ألم تسمع قوله تعالى : « سَتُكْتَبُ شَهَ_دَتُهُمْ وَ يُسْ_?لُونَ » (5) . (6)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُو مَعِيشَةً ضَنكًا » (7) ؟

.


1- .سورة يس (36) ، الآية 9 .
2- .أيضا ، الآية 10 .
3- .أيضا ، الآية 11 .
4- .الكافي ، ج1 ، ص431 ( كتاب الحجة ، باب نكت فيه ونتف من التنزيل في الولاية ، ح90 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص332 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل مانزل فيهم عليهم السلام ، ح58 ) .
5- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 19 .
6- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص555 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص319 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل مانزل عليهم السلام ، ح27 ) .
7- .سورة طه ( 20 ) ، الآية 124 .

ص: 317

قال : يعني به ولاية أمير المؤمنين عليه السلام . قلت : « وَ نَحْشُرُهُو يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ أَعْمَى » (1) ؟ قال: يعني أعمى البصر في الآخرة، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام_ قال : _ وهو متحيّر في القيامة يقول : « لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا » . « قَالَ كَذَ لِكَ أَتَتْكَ ءَايَ_تُنَا » (2) ؟ قال : الآيات الأئمّة عليهم السلام . « فَنَسِيتَهَا وَ كَذَ لِكَ الْيَوْمَ تُنسَى » ؟ يعني : تركتها وكذلك اليوم تُترك في النار كما تركت الأئمّة عليهم السلام فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم . قلت : « وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنم بِ_?ايَ_تِ رَبِّهِى وَ لَعَذَابُ الْأخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقَى » (3) ؟ قال : يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره ولم يؤمن بآيات ربّه وترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم . قلت : « اللَّهُ لَطِيفُم بِعِبَادِهِى يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ » (4) ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام . قلت : « وَ مَن كَانَ يُرِيدُ [ حرث ]الْأخِرَةِ » ؟ قال : معرفة أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام . قلت : « نَزِدْ لَهُو فِى حَرْثِهِى » ؟ قال : نزيده منها _ قال : _ يستوفي نصيبه من دولتهم . « وَ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِى مِنْهَا وَ مَا لَهُو فِى الْأخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ » (5) ؟

.


1- .سورة طه ( 20 ) ، الآية 124 .
2- .أيضا ، الآيات 125 و 126 .
3- .سورة طه ( 20 ) ، الآية 127 .
4- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 19 .
5- .أيضا ، الآية 20 .

ص: 318

قال : ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب . (1)

الكافي :عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن الحسين ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَ_ثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَ لاَ أَدْنَى مِن ذَ لِكَ وَ لاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ » (2) ؟ قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان، وأبي عبيدة بن الجرّاح ، وعبد الرحمن بن عوف، وسالم مولى أبي حذيفة ، والمغيرة بن شعبة ، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمّد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولاالنبوّة أبدا ، فأنزل اللّه عز و جل فيهم هذه الآية. قال : قلت : قوله عز و جل : « أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوَل_هُم بَلَى وَ رُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ » (3) ؟ قال : وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم . قال أبو عبداللّه عليه السلام : لعلّك ترى أ نّه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلاّ يوم قتل الحسين عليه السلام ، وهكذا كان في سابق علم اللّه عز و جل الّذي أعلمه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمإن كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام ، وخروج الملك من بني هاشم ، فقد كان ذلك كله . قلت : « وَ إِن طَ_آل_ءِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِنم بَغَتْ إِحْدَل_هُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَ_تِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ » (4) ؟ قال : الفئتان إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة ، وهم أهل هذه الآية ، وهم الّذين بغوا على أمير المؤمنين ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه ،

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص435 ( كتاب الحجة ، باب فيه نكت ونتف من النتزيل في الولاية ، ح92 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص348 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل مانزل فيهم عليهم السلام ، ح60 ) .
2- .سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية 7 .
3- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآيات 79 _ 80 .
4- .سورة الحجرات ( 49 ) ، الآية 9 .

ص: 319

ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل اللّه أن لا يرفع السيف عنهم حتّى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم ؛ لأ نّهم بايعوا طائعين غير كارهين ، وهي الفئة الباغية كما قال اللّه تعالى ، فكان الواجب على أمير المؤمنين عليه السلام أن يعدل فيهم ، حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في أهل مكّة ، إنما منَّ عليهم وعفا ، وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه السلامبأهل البصرة حيث ظفر بهم ، مثل ما صنع النبي صلى الله عليه و آله وسلم بأهل مكّة حذو النعل بالنعل . قال : قلت : قوله عز و جل : « وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى » (1) ؟ قال : هم أهل البصرة ، هي المؤتفكة . قلت : « وَالْمُؤْتَفِكَ_تِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَ_تِ » (2) ؟ قال : اُولئك قوم لوط ، ائتفكت عليهم : انقلبت عليهم . (3)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيد اللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه والحسين بن أبي العلاء وعبداللّه بن وضّاح وشعيب العقرقوفي جميعهم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ » (4) ؟ يعني في الخلق انه مثلهم مخلوق . « يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَ_هُكُمْ إِلَ_هٌ وَ حِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِى فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَ__لِحًا وَ لاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِى أَحَدَما » (5) ؟ قال : لا يتخذ مع ولاية آل محمّد [ ولاية ]غيرهم وولايتهم العمل الصالح ، فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها ، وجحد أمير المؤمنين عليه السلام حقّه وولايته . قلت : قوله : « الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِى غِطَ_آءٍ عَن ذِكْرِى » (6) ؟

.


1- .سورة النجم ( 53 ) ، الآية 53 .
2- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 70 .
3- .الكافي ، ج8 ، ص181 ( كتاب الروضة ، ح202 ) ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص365 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل مانزل فيهم عليهم السلام ، ح92 ) .
4- .سورة الكهف (18) ، الآية 110 .
5- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 110 .
6- .أيضا ، الآية 101 .

ص: 320

قال : يعني بالذكر ولاية عليّ عليه السلام وهو قوله : « ذِكْرِى » . 1 ؟ قال : يعينهما وأشياعهما الّذين اتخذوهما من دون اللّه أولياءً ، وكانوا يرون أنهم بحبّهم إيّاهما أنهما ينجيانهم من عذاب اللّه ، وكانوا بحبّهما كافرين . قلت : قوله : « إِنَّ_آ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَ_فِرِينَ نُزُلاً ». أيضا ، الآية 102 . ؟ قال : أي منزلاً ، فهي لهما ولأشياعهما عتيدةً عند اللّه . قلت : قوله : « نُزُلاً » ؟ قال : مأوى ومنزلاً . (1)

أمالي الطوسي :أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام قال : إنّا وشيعتنا خُلقنا من طينةٍ من علّيّين ، وخُلق عدوّنا من طينة خبال من حمأ مسنون . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنى أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن فضالة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : إنّا وشيعتنا خُلقنا من

.


1- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص48 ؛ بحار الأنوار ، ج24 ، ص377 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع تأويل مانزل فيهم عليهم السلام ، ح104 ) .
2- .الأمالي ، الطوسي ، ص149 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص8 ( كتاب الإمامة ، باب بدء خلقهم وطينتهم وأرواحهم ، ح10 ) .

ص: 321

طينة واحدة وخلق عدوّنا من طينة خبال من حمأ مسنون . (1)

أمالي الطوسي :أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن طلحة ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلامجعفر بن محمّد عليهماالسلاميقول : إنّ في الليلة الّتي يولد فيها الإمام لا يولد مولود إلاّ كان مؤمنا ، وإن وُلد في أرض الشرك نقله اللّه إلى الإيمان ببركة الإمام . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمّد بن مسلم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبداللّه عليه السلام في السنة الّتي ولد فيها ابنه موسى عليه السلام ، فلما نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبداللّه عليه السلامالغداء ولأصحابه وأكثره وأطابه ، فبينا نحن نتغدّى إذ أتاه رسول حميدة : إنّ الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا ، فقام أبو عبداللّه عليه السلام فرحا مسرورا ، فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنّه ، قلنا : أضحك اللّه سنّك وأقرّ عينيك ما صنعت حميدة؟ فقال: وهب اللّه لي غلاما وهو خير من برأ اللّه ، ولقد خبّرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها ، قلت : جُعلت فداك ! وما خبّرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت أ نّه لمّا وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمارة الإمام من بعده ، فقلت : جُعلت فداك ! وماتلك من علامة الإمام ؟ فقال : إنّه لمّا كان في الليلة الّتي عُلق بجدي فيها أتى أتٍ جدّ أبي وهو راقد ، فأتاه بكأس فيها شربة أرقّ من الماء ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج ، فسقاه إيّاه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلُق فيها بجدّي . ولمّا كان في الليلة الّتي عُلق فيها بأبي أتى آتٍ جدّي فسقاه كما سقى جدّ أبي وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بأبي . ولما

.


1- .بصائر الدرجات ، ص35 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص10 ( كتاب الإمامة ، باب بدء خلقهم وطينتهم وأرواحهم ، ح15 ) .
2- .الأمالي ، الطوسي ، ص412 ؛ بحار الأنوار ، ( كتاب الإمامة ، باب أحوال ولادتهم ، وانعقاد نُطفهم عليهم السلام ، ح 1 ج25 ، ص36 ) .

ص: 322

كان في الليلة الّتي عُلق بي فيها أتى آتٍ أبي فسقاه وأمره كما أمرهم ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعُلق بي . ولما كان في الليلة الّتي علق فيها بابني هذا أتاني آتٍ كما أتى جدّ أبي وجدّي وأبي فسقاني كما سقاهم وأمرني كما أمرهم ، فقمت فرحا مسرورا بعلم اللّه بما وهب لي فجامعت فعُلق بابني ، وأنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك ، فإذا استقرّت في الرحم أربعين ليلة نصب اللّه له عمودا من نور في بطن اُمّه ينظر منه مدّ بصره ، فإذا تمّت له في بطن اُمّه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له : « حيوان » ، وكتب على عضده الأيمن : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَ_تِهِى وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (1) ، فإذا وقع من بطن اُمّه وقع واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فإذا وضع يده إلى الأرض فإنه يقبض كلّ علم أنزله اللّه من السماء إلى الأرض ، وأما رفعه رأسه إلى السماء ؛ فإنّ مناديا ينادي من بطنان العرش من قِبَل ربّ العزة من الاُفق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول : « يافلان ، اثبت ثبّتك اللّه ، فلعظيم ماخلقك ، أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي وأسكنت جنّتي وأحللت جواري ، ثمّ وعزّتي لأصلينَّ من عاداك أشدّ عذابي ، وإن أوسعت عليهم من سعة رزقي » ، فإذا انقضى صوت المنادي أجابه الوصي : « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُو لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآل_ءِمَام بِالْقِسْطِ لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » (2) ، فإذا قالها أعطاه اللّه علم الأول وعلم الآخر ، واستوجب زيادة الروح في ليلة القدر ، قلت : جُعلت فداك ! ليس الروح جبرئيل ؟ فقال : جبرئيل من الملائكة ، والروح خَلق أعظم من الملائكة ، أليس اللّه يقول : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ » (3) . (4)

تفسير القمّي : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » (5) فإنّه حدَّثني أبي عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : هو ملك أعظم من

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 115 .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 18 .
3- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 4 .
4- .بصائر الدرجات ، ص462 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص42 ( كتاب الإمامة ، باب أحوال ولادتهم وانعقاد نطفهم عليهم السلام ، ح17 ) .
5- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 85 .

ص: 323

جبرئيل وميكائيل ، وكان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو مع الأئمّة عليهم السلام . (1)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبداللّه بن موسى الحسين بن عليّ ، عن بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَ السَّمَآءِ وَ الطَّارِقِ » (2) ؟ قال : السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين عليه السلام ، والطارق الّذي يطرق الأئمّة من عند ربهم ممّا يحدث بالليل والنهار ، وهو الروح الّذي مع الأئمّة يسددهم ، قلت : « النَّجْمُ الثَّاقِبُ » (3) ؟ قال : ذاك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا عليّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عمرو الزيّات ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ منّا لمن يعاين معاينة ، وإنّ منّا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت ، وإن منّا لمن يسمع كما يقع السلسلة كله يقع في الطست . قال : قلت : فالّذين يعاينون ماهم ؟ قال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! أخبرني عن قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَ_بُ وَ لاَ الاْءِيمَ_نُ وَ لَ_كِن جَعَلْنَ_هُ نُورًا نَّهْدِى بِهِى مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَ طِ اللَّهِ الَّذِى لَهُو مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ » (6) ؟ قال : يا أبا محمّد ، خَلقٌ واللّه أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وقد كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم

.


1- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص26 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص47 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح1 ) .
2- .سورة الطارق ( 86 ) ، الآية 1 .
3- .ايضا ، الآية 3 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص415 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص48 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح6 ) .
5- .بصائر الدرجات ، ص251 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص50 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح11 ) .
6- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 52 و 53 .

ص: 324

يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة عليهم السلاميخبرهم ويسدّدهم . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَ_بُ وَ لاَ الاْءِيمَ_نُ » (2) ؟ قال : خلقٌ من خلق اللّه أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميخبره ويسدّده وهو مع الأئمّة من بعده . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن صفوان ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي بصير قال : قلت : قول اللّه : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا » (4) قال : هو خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وكِّل بمحمّد صلى الله عليه و آله وسلميخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة يخبرهم ويسدّدهم . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن عبيد بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « يُنَزِّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِى عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِى » (6) ؟ فقال : جبرئيل الّذي نزل على الأنبياء والروح تكون معهم ومع الأوصياء ، لا تفارقهم تفقّههم (7) وتسدّدهم من عند اللّه ، وأ نّه لا إله إلاّ إللّه محمّد رسول اللّه ، وبهما عُبد اللّه واستعبده الخلق (8) ، وعلى هذا الجنّ

.


1- .بصائر الدرجات ، ص475 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص59 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح27 ) .
2- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 52 .
3- .الكافي ، ج1 ، ص273 ( كتاب الحجة ، باب الروح التي يسدد اللّه بها الأئمّة عليهم السلام ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص59 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح28 ) .
4- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 52 .
5- .بصائر الدرجات ، ص476 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص60 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ح33 ) .
6- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 2 .
7- .نسخة بدل : « توفقهم » .
8- .في البحار : « واستعبد اللّه » .

ص: 325

والإنس والملائكة ، ولم يعبد اللّه ملك ولا نبيّ ولا إنسان ولا جانّ إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه ، وما خلق اللّه خلقا إلاّ للعبادة . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبداللّه عليه السلامفذكر شيئا من أمر الإمام إذا وُلد ، قال : واستوجب زيادة (2) الروح في ليلة القدر ، فقلت : جُعلت فداك ! أليس الروح جبرئيل ؟ فقال : جبرئيل من الملائكة ، والروح خلقٌ أعظم من الملائكة ، أليس اللّه يقول : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ » (3) . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَ مَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً » (5) ؟ قال : هو خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يوفّقه ، وهو معنا أهل ألبيت . (6)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الروح ؟ قال : الروح من أمر ربي ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وهو مع الأئمّة يفقّههم (7) ، قلت : « وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِى » ؟ قال : من قدرته . (8)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص484 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص63 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح43 ) .
2- .في البحار : « زيارة » .
3- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 4 .
4- .بصائر الدرجات ، ص484 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص64 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح45 ) .
5- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 85 .
6- .بصائر الدرجات ، ص481 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص68 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح52 ) .
7- .نسخة بدل : « يوفقهم » .
8- .بصائر الدرجات ، ص482 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص68 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح53 ) .

ص: 326

بصائر الدرجات :حدَّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قوله عز و جل : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » (1) ؟ قال : خلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو مع الأئمّة وهو من الملكوت . (2)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس رحمه الله ، عن أحمدبن القاسم ، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عز و جل : « خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » (3) ؟ قال : من مُلك بني اُمية . قال : وقوله : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم » (4) أي : من عند ربهم على محمّد وآل محمّد بكلّ أمر سلام . (5)

الكافي :عليّ بن محمّد وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن مصعب ، عن مسعدة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال أبو بصير : دخلت إليه ومعي غلام خماسي (6) لم يبلغ فقال لي : كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه ؟ [ أو قال : سيلي عليكم بمثل سنّه ] . (7)

كمال الدين :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ بِئْرٍ مُّعَطَّ_لَةٍ وَ قَصْرٍ

.


1- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 85 .
2- .بصائر الدرجات ، ص482 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص69 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح54 ) .
3- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 3 .
4- .أيضا ، الآية 4 .
5- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص820 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص70 ( كتاب الإمامة ، باب الأرواح الّتي فيهم وأنهم مؤيَّدون بروح القدس ، ح59 ) .
6- .الخماسي مَن كان طوله خمسة أشبار كما ذكره اللغويون ، وقد يُطلق في العرف على من له خمس سنين ، فعلى الأول إشارة إلى الجواد عليه السلاموعلى الثاني إلى القائم عليه السلام ، مع أ نّه يحتمل أن يكون التشبيه في البلوغ . ( بحار الأنوار )
7- .الكافي ، ج1 ، ص383 ( كتاب الحجة ، باب حالات الأئمّة عليهم السلام في السن ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص102 ( كتاب الإمامة ، باب أحوالهم عليهم السلام في السنّ ، ح5 ) .

ص: 327

مَّشِيدٍ » (1) ؟ فقال : البئر المعطّلة الإمام الصامت ، والقصر المشيد الإمام الناطق . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام : « وَمَنْ أَظْ_لَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْ ءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ » (3) قال : من ادّعى الإمامة دون الإمام عليه السلام . (4)

قرب الإسناد :محمّد بن خالد الطيالسي ،عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : دخلت عليه فقلت له : جُعلت فداك ! بم يُعرف الإمام ؟ فقال : بخصال ، أمّا أولاهنّ فشيء تقدم من أبيه فيه وعرفه الناس ، ونصبه لهم علما حتّى يكون حجة عليهم ؛ لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم نصب عليا وعرّفه الناس ، وكذلك الأئمّة يعرّفونهم الناس وينصبونهم لهم حتّى يعرفوه ، ويُسأل فيجيب ، ويُسكت عنه فيبتديء ، ويخبر الناس بما في غد ، ويكلّم الناس بكل لسان ، وقال لي : يا أبا محمّد ، الساعة قبل أن تقوم اُعطيك علامة تطمئن إليها ، فواللّه مالبثت أن دخل علينا رجل من أهل خراسان ، فتكلم الخراساني بالعربية فأجابه هو بالفارسية ، فقال له الخراساني : أصلحك اللّه ! مامنعني أن أكلّمك بكلامي إلاّ إنّي ظننت أنك لا تحسن ، فقال : سبحان اللّه ! إذا كنت لا أحسن اُجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال : يا أبا محمّد ، إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه روح ، بهذا يُعرف الإمام ، فإن لم تكن فيه هذه الخصال فليس هو بإمام . (5)

أمالي الصدوق :حدَّثنا أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن

.


1- .سورة الحج ( 22 ) ، الآية 45 .
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص417 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص107 ( كتاب الإمامة ، باب أ نّه لا يكون إمامان في زمان واحد ، ح4 ) .
3- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 93 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص370 ( ح61 ) ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص113 ( كتاب الإمامة ، باب عقاب من ادّعى الإمامة بغير حقّ ، ح12 ) .
5- .قرب الإسناد ، ص339 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص133 ( كتاب الإمامة ، باب جامع في صفات الإمام وشرائط الإمامة ، ح 5 ) .

ص: 328

أبي بصير قال : قلت : للصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : مَن آل محمّد ؟ قال : ذرّيته ، فقلت : مَن أهل بيته ؟ قال : الأئمّة الأوصياء ، فقلت : مَن عترته ؟ قال : أصحاب العباء ، فقلت : مَن اُمّته ؟ قال : المؤمنون الّذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه عز و جل ، المتمسّكون بالثقلين ، الّذين اُمروا بالتمسّك بهما ؛ كتاب اللّه وعترته أهل بيته ، الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الأُمّة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله . (1)

كمال الدين :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهقال : حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي سلام ، عن سورة بن كليب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قول اللّه عز و جل « وَ جَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِى » (2) : إنها في الحسين عليه السلامتنتقل من ولد إلى ولد ، لا ترجع إلى أخ ولا عمّ . (3)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي سالم ، عن سودة بن كليب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ جَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِى » (4) ؟ قال : في عقب الحسين عليه السلام ، فلم يزل هذا الأمر منذ أُفضي إلى الحسين ينتقل من ولد إلى ولد ، لا يرجع إلى أخ ولا عمّ ولم يتم ، يعلم أحد منهم إلاّ وله ولد ، وأن عبداللّه خرج من الدنيا ولا ولد له ، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلاّ شهرا . (5)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيباني رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص312 ؛ معاني الأخبار ، ص94 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص216 ( كتاب الإمامة ، باب معنى آل محمّد وأهل بيته وعترته ورهطه عليهم السلام ، ح13 ) .
2- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 28 .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص415 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص253 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الأئمّة من ذريّة الحسين عليه السلام ، ح12 ) .
4- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 28 .
5- .علل الشرائع ، ج1 ، ص207 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص258 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الأئمّة من ذريّة الحسين عليه السلام ، ح18 ) .

ص: 329

النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « وَ جَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِى » (1) ؟ قال : هي الإمامة ، جعلها اللّه عز و جل في عقب الحسين عليه السلامباقية إلى يوم القيامة . (2)

إختيار معرفة الرجال :حمدويه قال : حدَّثنا يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال : قلت : لأبي عبداللّه عليه السلام إنهم يقولون ، قال : وما يقولون ؟ قلت : يقولون : تَعلم قطر المطر ، وعدد النجوم ، وورق الشجر ، ووزن مافي البحر ، وعدد التراب ، فرفع يده إلى السماء وقال : سبحان اللّه ! سبحان اللّه ! لا واللّه ما يعلم هذا إلاّ اللّه . (3)

إختيار معرفة الرجال :حمدويه قال : حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، ابرأ ممّن يزعم إنّا أرباب ، قلت : بَرِئ اللّه منه ، قال : ابرأ ممّن يزعم إنّا أنبياء ، قلت : برئ اللّه منه . (4)

مختصر البصائر :سعد ، عن أحمد وعبداللّه ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب إبراهيم بن عثمان الخزاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَ_مُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَ لاَ تَحْزَنُواْ » (5) قال : هم الأئمّة ، ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلّم لأمرنا ، وكتم حديثنا عند عدوّنا ، تستقبله الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة ، وقد واللّه مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه ، من الّذين استقاموا وسلّموا لأمرنا ، وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدوّنا ، ولم يشكّوا فيه كما

.


1- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 28 .
2- .معاني الأخبار ، ص132 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص260 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الأئمّة من ذريّة الحسين عليه السلام ، ح24 ) .
3- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص588 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص294 ( كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ في النبي والأئمّة عليهم السلام ، ح52 ) .
4- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص587 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص297 ( كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ في النبي والأئمّة عليهم السلام ، ح60 ) .
5- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 30 .

ص: 330

شككتم ، فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إني لأعرف من لو قام على شط البحر لندب بدواب البحر وبامّهاتها وعمّاتها وخالاتها . (2)

بحار الأنوار :أبو بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام فدخل عليه المفضّل بن عمر فقال : مسألة يا ابن رسول اللّه ، قال : سل يا مفضّل . قال : ما منتهى علم العالِم ؟ قال : قد سألت جسيما ولقد سألت عظيما ! ما السماء الدنيا في السماء الثانية إلاّ كحلقة درع ملقاة في أرض فلاة ! وكذلك كلّ سماء عند سماء اُخرى ، وكذا السماء السابعة عند الظلمة، ولاالظلمة عند النور،ولا ذلك كلّه في الهواء، ولا الأرضين بعضها في بعض ، ولا مثل ذلك كله في علم العالِم _ يعني الإمام _ مثل مُدّ من خردل دققته دقا ثم ضربته بالماء حتّى إذا اختلط ورغا أخذت لعقّة باصبعك ، ولا علم العالِم في علم اللّه تعالى إلاّ مثل مُدّ من خردل دققته دقّا ثم ضربته بالماء حتّى إذ اختلط ورغا انتهزت منه برأس ابرة نهزة ، ثم قال عليه السلام : يكفيك من هذه البيان بأقلّه وأنت بأخبار الاُمور تصيب . (3)

المحتضر :عن أبي بصير أ نّه قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ عندنا سرّا من سرّ اللّه وعلما من علم اللّه ، لا يحتمله ملك مقرب ولا نبّي مرسل ، ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ، واللّه ماكلّف اللّه تعالى أحدا ذلك الحمل غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحدا سوانا ، وإنّ عندنا شيئا من ذلك ، أمرنا بتبليغه عن اللّه عز و جل فبلّغنا ما أمرنا بتبليغه عنه تعالى مَن نجده ، فلم نجد له موضعا ولا أهلاً ولا حمّالةً يحملونه ، حتّى خلق اللّه أقواما خُلقوا من

.


1- .مختصر بصائر الدرجات ، ص96 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص365 ( كتاب الإمامة ، باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ، ح 5 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص537 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص372 ( كتاب الإمامة ، باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ، ح22 ) .
3- .بحار الأنوار ، ج25 ، ص385 ( كتاب الإمامة ، باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ، ح43 ) . يوجد مقاطع منه في مستدرك سفينة البحار ، ج7 ، ص342 ، ولم نعثر على مثله في كتاب غيره .

ص: 331

طينةٍ خُلقَ منها محمّد صلى الله عليه و آله وسلموذرّيته من نور ، خلق اللّه منه محمّدا وذرّيته وصنعهم بفضل صنع رحمته الّتي صنعه اللّه تعالى منها ، فبلّغناهم عن اللّه عز و جل ما أمرنا بتبليغه ، فقبلوه واحتملوه ، وبلغهم ذلك عنّا فقبلوه ، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أنهم خُلقوا من ذلك لما كانوا كذلك قبلوه واحتملوه . ثم قال : إنّ اللّه خلق قوما لجهنّم والنار ، فأمرنا أن نبلّغهم كما بلغنا اُولئك فاشمأزّوا من ذلك ونفرت قلوبهم ، وردّوه علينا ولم يحتملوه ، وكذّبوا به وقالوا : ساحر كذّاب ، فطبع اللّه على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق ألسنتهم ببعض الحقّ فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ؛ ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ماعُبد اللّه في أرضه ، فأمرنا بالكفّ عنهم والستر والكتمان منهم ، فاكتموا ممّن أمر اللّه بالكفّ عنهم ، واشترط عمّن أمر اللّه بالستر والكتمان منهم ، قال (1) : ثم رفع يده وبكى وقال : اللّهمَّ إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محياهم محيانا ، ومماتهم مماتنا ، ولا تسلّط عليهم عدوّا لك فتفجعنا بهم ، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تُعبد أبدا في أرضك . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض رجاله ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، إنّ عندنا الجامعة ومايدريهم ما الجامعة ! قال : قلت : جُعلت فداك ! وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، أملاه من فَلق فيهِ ، وخطَّهُ عليٌّ عليه السلامبيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج إليه الناس حتّى الأرش في الخدش . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أخرج إليّ أبو جعفر عليه السلامصحيفة فيها

.


1- .من قوله : « فاكتموا » إلى هنا أوردناه من البحار .
2- .المحتضر ، الحسن بن سليمان ، ص155 ؛ بحار الأنوار ، ج25 ، ص385 ( كتاب الإمامة ، باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ، ح44 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص163 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص22 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح11 ) .

ص: 332

الحلال والحرام والفرائض قلت : ما هذه ؟ قال : هذه إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وخطَّهُ عليٌّ عليه السلام بيده . قال ، فقلت : فما تبلى ؟ ! قال : فما يبليها ؟ قلت : وماتدرس ؟ ! قال : ومايدرسها ؟ قال : هي الجامعة ، أو من الجامعة . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سمعته يقول _ وذكر ابن شبرمة _ : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : أين هو من الجامعة ؟ إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وخطّه عليٌّ عليه السلام بيده ، فيها الحلال والحرام حتّى أرش الخدش . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا عليّ بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن سويد ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنت عنده فدعا بالجامعة ، فنظر فيها أبو جعفر، فإذا فيها : المرأة تموت وتترك زوجها ليس لها وارث غيره ؟ قال : فله المال كلّه. (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلامفقلت : جُعلت فداك ! إنّ الشيعة يتحدّثون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمعلَّم عليّا بابا يُفتح منه ألف باب ؟ قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، علّم واللّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمعليا ألف باب ، ففتح له من كلّ باب ألف باب ! قال : قلت : هذا واللّه العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك . (4)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص164 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص23 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح16 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص165 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص25 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح22 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص165 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص25 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح24 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص323 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص29 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح33 ) .

ص: 333

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول _ وذكر ابن شبرمة في فتيا أفتى بها _ : أين هو من الجامعة ؟ ! إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بخطّ عليّ عليه السلام ، فيها جميع الحلال والحرام حتّى أرش الخدش . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن (2) ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول _ وذكر ابن شبرمة في فتياه فقال _ : أين هو من الجامعة ؟ ! أملى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وخطّه عليّ عليه السلام بيده ، فيها جميع الحلال والحرام حتّى أرش الخدش فيه . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام . قال : فقلت له : إنّي أسألك جُعلت فداك ! عن مسألة ليس هاهنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبداللّه عليه السلامسترا بيني وبين بيت آخر فاطّلع فيه ثم قال : يا أبا محمّد ، سل عمّا بدا لك . قال : قلت : جُعلت فداك ! إنّ الشيعة يتحدّثون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم علّم عليّا بابا يُفتح منه ألف باب ! قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، علّم واللّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عليّا ألف باب ، يُفتح له من كل باب ألف باب ! قال : قلت له : واللّه هذا لعلم ، فنكت ساعة في الأرض ثم قال : إنه لعلم وما هو بذاك . قال : ثم قال : يا أبا محمّد ، وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ! قال : قلت : جُعلت فداك ! وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمواملاء من فلق فيه وخطّ عليّ عليه السلام بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إليَّ فقال : تأذن لي يا أبا محمّد . قال : قلت : جُعلت فداك !

.


1- .بصائر الدرجات ، ص166 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص33 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح51 ) .
2- .« عن الحسن » من البحار .
3- .بصائر الدرجات ، ص168 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص35 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح61 ) .

ص: 334

أنمّا لك أصنع ماشئت ، فغمزني بيده ، فقال : حتّى أرش هذا _ كأ نّه مغضب _ قال : قلت : جُعلت فداك ! هذا واللّه العلم ، قال : إنّه لعلم وليس بذلك ، ثم سكت ساعة ، ثم قال : إنّ عندنا الجفر ومايدريهم ماالجفر ! مسك شاة أو جلد بعير . قال : قلت : جُعلت فداك ! ماالجفر ؟ قال : وعاء أحمر وأديم أحمر فيه علم النبيّين والوصيّين ، قلت : هذا واللّه هو العلم ! قال : إنّه لعلم وما هو بذلك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإنّ عندنا لمصحف فاطمة ومايدريهم ما مصحف فاطمة ! قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، واللّه مافيه من قرآنكم حرف واحد إنّما هو شيء أملاه (1) اللّه عليها وأوحى إليها . قال : قلت : هذا واللّه هو العلم ، قال : إنّه لعلم وليس بذاك . قال : ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة . قال : قلت : جُعلت فداك ! هذا هو واللّه العلم ، قال : إنّه لعلم وما هو بذاك . قال : قلت : جُعلت فداك ! فأيّ شيء هوالعلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار ، والأمر بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء يوم القيامة . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا الحسين بن عليّ ، عن عبداللّه ، عن عبيس بن هشام ، عن الحسن بن أشيم ، عن عليّ ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنا نزاد في الليل والنهار ، ولولا إنا نزاد لنفد ماعندنا . فقال أبو بصير : جُعلت فداك ! مَن يأتيكم ؟ قال : إنّ منّا لمن يعاين معاينةً ، وإنّ منّا مَن ينقر في قلبه كيت وكيت ، وإنّ منّا مَن يسمع بإذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست . قال : قلت : جعلني اللّه فداك ! مَن يأتيكم بذلك ؟ قال : هو خلق أكبر من جبرئيل وميكائيل . (3)

.


1- .نسخة بدل : « املاء » .
2- .بصائر الدرجات ، ص172 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص38 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح70 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص253 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص54 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح110 ) .

ص: 335

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان (1) ، عن أبي بصير قال : سمعته يقول : إنّ عندنا الصحف الأُولى ؛ صحف إبراهيم وموسى . فقال له ضُريس : أليست هي الألواح ؟ فقال : بلى . قال ضُريس : إنّ هذا لهو العلم ! فقال : ليس هذا العلم ، إنّما هذه الاُثرة ، إنّ العلم ما يحدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه عليه السلام: جُعلت فداك! أيّ شيء هو العلم عندكم؟ قال : مايحدث بالليل والنهار ، الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : كان عليّ واللّه محدَّثا ! قال : قلت له : اشرح لي ذلك أصلحك اللّه ! قال : يبعث اللّه ملكا ينقر 4 في اُذنه كيت وكيت وكيت . (4)

أمالي الطوسي :إبراهيم الأحمري قال : حدَّثنا جماعة عن ابن فضّال ، عن محمّد بن الربيع ، عن عبداللّه بن بكير ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول :

.


1- .« عن ابن مسكان » أوردناه من البحار .
2- .بصائر الدرجات ، ص345 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص61 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح138 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص345 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص61 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلام وما عندهم من الكتب ، ح137 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص343 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص71 ( كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم عليهم السلاموما عندهم من الكتب ، ح15 ) .

ص: 336

لولا إنا نزاد لأنفدنا . قال : قلت : جُعلت فداك ! تزدادون شيئا ليس عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : إنّه إذا كان ذلك اُتي النبي صلى الله عليه و آله وسلم فأخبر ، ثم إلى عليّ ثم إلى بنيه واحدٍ بعد واحد حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر . (1)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم الجوهري ، عن البطائني (2) ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنّا لنزاد في الليل والنهار ، ولو لم نزد لنفد ماعندنا . قال أبو بصير : جُعلت فداك ! من يأتيكم به ؟ قال : إن منّا من يعاين (3) ، وإن منّا لمن يُنقر في قلبه كيت وكيت ، وإن منّا لمن يسمع بإذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست . قال : فقلت له : من الّذي يأتيكم بذلك ؟ قال : خَلقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن عليّ ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنّا لنزاد في الليل والنهار ، ولو لم نزد لنفد ما عندنا . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن محمّد بن الربيع ، عن عبداللّه بن بكير ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه يقول : لولا إنا نزاد لأنفدنا . قال : قلت : جُعلت فداك ! تزادون شيئا ليس عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟

.


1- .الأمالي ، الطوسي ، ص409 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص86 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح2 ) .
2- .« عن البطائني » أوردناها من البحار .
3- .قوله : « من يعاين » لعل المراد به النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، أو في غير وقت إلقاء الحكم . ( بحار الأنوار )
4- .بصائر الدرجات ، ص252 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص86 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح4 ) .
5- .بصائر الدرجات ، ص415 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص91 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح15 ) .

ص: 337

قال : إنّه إذا كان ذلك اُتي إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفأخبره ، ثمّ اُتي إلى عليّ عليه السلامفأخبره ، ثمّ إلى واحد بعد واحد حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : الإمام إذا مات يعلم الّذي بعده في تلك الساعة مثل علمه ؟ قال : يورث كتبا ، ويزاد في كلّ يوم وليلة ، ولا يوكّل إلى نفسه . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جعلني اللّه فداك العالم منكم يمضي في اليوم أو في الليلة أو في الساعة يخلفه العالم من بعده في ذلك اليوم أو في تلك الساعة يعلم مثل علمه ؟ قال : يا أبا محمّد ، يورث كتبا ، ويزاد في الليل والنهار ، ولا يكله اللّه إلى نفسه . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن هلال ، عن أبي مالك الحضرمي ، عن أبي الصباح ، عن أبي بصير قال : قلت : لأبي عبداللّه عليه السلام ، يكون أن يفضي هذا الأمر إلى من لم يبلغ ؟ قال : نعم ، قلت : مايصنع ؟ قال : يورث كتبا ، ولا يكله اللّه إلى نفسه . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا عبداللّه بن عامر ، عن العباس بن معروف ، عن أبي عبد الرحمن البصري ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن خيثمة ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : سمعته يقول : نحن خزّان اللّه . (5)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص413 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص93 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاميزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح21 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص485 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص95 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاميزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح29 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص485 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص95 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاميزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح30 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص486 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص95 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاميزادون وأرواحهم تعرج إلى السماء ، ح31 ) .
5- .بصائر الدرجات ، ص125 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص107 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام خزّان اللّه على علمه ، ح11 ) .

ص: 338

بصائر الدرجات :حدَّثنا العباس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سُأل عليّ عليه السلام عن علم النبي صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : علم النبي علم جميع النبيّين ، وعلم ما كان وعلم ماهو كائن إلى قيام الساعة . ثم قال : والّذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبي صلى الله عليه و آله وسلم وعلم ماكان وعلم ماهو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة . (1)

بصائر الدرجات :محمّد بن عيسى ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : هل رأى محمّد صلى الله عليه و آله وسلمملكوت السماوات والأرض كما رأى إبراهيم ؟ قال : نعم ، وصاحبكم . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليه السلام قال : قلت له : « وَكَذَ لِكَ نُرِى إِبْرَ هِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ » (3) قال : كشفت له السماوات والأرض حتّى رآها ورأى ما فيها والعرش ومن عليه . قال : قلت : فأُوتي محمّد صلى الله عليه و آله وسلممثل ما اُوتي إبراهيم عليه السلام ؟ قال : نعم ، وصاحبكم هذا أيضا . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن أيّوب ، عن أبي بصير : ولا أرى صاحبكم إلاّ وقد فُعل به ذلك . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن

.


1- .بصائر الدرجات ، ص174 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص110 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاملا يحجب عنهم علم السماء والأرض ، ح6 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص127 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص115 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض ، ح18 ) .
3- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 75 .
4- .بصائر الدرجات ، ص127 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص115 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض ، ح19 ) .
5- .بصائر الدرجات ، ص128 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص116 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يعرفون الناس بحقيقة الإيمان والنفاق ، ح21 ) .

ص: 339

عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إنّ حبابة الوالبية كانت إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين عليه السلام ، وكانت امرأة شديدة الاجتهاد وقد يبس جلدها على بطنها من العبادة ، وإنها خرجت مرّة ومعها ابن عمّ لها غلام ، فدخلت به على الحسين عليه السلام فقالت له : جُعلت فداك ! فانظر هل تجد ابن عمّي هذا فيما عندكم وهل تجده ناجيا ؟ قال : فقال : نعم ، نجده عندنا ونجده ناجٍ . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان قال : سمعت أبا بصير يقول : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : من أين أصاب أصحاب عليّ ما أصابهم من علمهم بمناياهم وبلاياهم ؟ قال : فأجابني شبه المغضب : ممَّ ذلك (2) . إلاّ منهم ! قال ،قلت : فما يمنعك جعلني اللّه فداك ؟ قال : ذلك باب اُغلق إلاّ أنّ الحسين بن عليّ عليهماالسلامفتح منه شيئا ، ثم قال : يا أبا محمّد ، إن أُولئك كانت على أفواههم أُوكية . (3)

بصائر الدرجات :ح_دَّثنا محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، ع__ن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : من لنا أن يحدَّثنا كما كان عليّ أمير المؤمنين يحدّث أصحابه بأيامهم وتلك المعضلات ؟ فقال : أما إنّ فيكم مثله ، اُولئك كان على أفواههم أوكية . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : مالنا من يحدَّثنا بما يكون كما كان عليّ عليه السلاميحدّث أصحابه ؟ قال : بلى واللّه ، وإنّ ذاك لكم ، ولكن هات حديثا واحدا حدّثتكم

.


1- .بصائر الدرجات ، ص191 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص122 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يعرفون الناس بحقيقة الإيمان والنفاق ، ح13 ) .
2- .أي : لم تصبهم البلايا إلاّ من أنفسهم ، حيث أذاعوا الأسرار أو كانوا قابلين لتلك المراتب والوصول إلى درجة الشهادة . . . ( بحار الأنوار )
3- .بصائر الدرجات ، ص281 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص144 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم شيء ، ح17 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص281 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص145 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاملايحجب عنهم شيء ، ح18 ) .

ص: 340

به فكتمتم . فسكت ، فواللّه ماحدَّثني بحديث إلاّ وقد وجدته حدّثت به . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا عبداللّه بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير، عن عبدالكريم ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: يا أبا بصير ، إنّا أهل بيت اُوتينا علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ، وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير _ أو عمّن رواه عن ابن أبي عمير _ ، عن جعفر بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير . ووهب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ للّه علمين : علمٌ مكنونٌ مخزونٌ لا يعلمه إلاّ هو ، من ذلك يكون البداء ، وعلمٌ علّمه ملائكته ورسله وأنبياءه ونحن نعلمه . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ قال لنبيّه : « فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ » (4) ، أراد أن يعذّب أهل الأرض ثم بدا للّه فنزلت الرحمة فقال : ذكّر يامحمّد « فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ » ، فرجعتُ من قابل فقلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! إنّي حدثت أصحابنا فقالوا : بدا للّه مالم يكن في علمه ؟ قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ للّه علمين علم عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله ، فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن

.


1- .بصائر الدرجات ، ص281 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص145 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاملا يحجب عنهم شيء ، ح19 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص287 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص146 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلاملا يحجب عنهم شيء ، ح25 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص129 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص163 ( كتاب الإمامة ، باب عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء ، ح9 ) .
4- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآية 54 .
5- .بصائر الدرجات ، ص130 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص164 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء ، ح11 ) .

ص: 341

عليّ بن النعمان ، عن سويد القلانسي ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ للّه علمين : علم لايعلمه إلاّ هو ، وعلم علّمه ملائكته ورسله ، فما علّمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبد الجبار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال لي : يا أبا محمّد ، إن اللّه لم يعطِ الأنبياء شيئا إلاّ وقد أعطى محمّدا ، وقد أعطى محمّدا جميع ما أعطى الأنبياء ، وعندنا الصحف الّتي قال اللّه : « صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » (2) قلت : جُعلت فداك ! وهي الألواح ؟ قال :نعم . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن الحلبي ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، عندنا الصحف الّتي قال اللّه : « صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » (4) قلت : الصحف هي الألواح ؟ قال : نعم . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن عبداللّه بن مسكان وشعيب الحدّاد ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : عندنا الصحف الاُولى « صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى » (6) ، فقال له ضُريس : أليست هي الألواح ؟ فقال : نعم . (7)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص131 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص165 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء ، ح16 ) .
2- .سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية 19 .
3- .بصائر الدرجات ، ص156 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص184 ( كتاب الإمامة ، باب في أن عندهم كتب الأنبياء يقرأونها ، ح14 ) .
4- .سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية 19 .
5- .بصائر الدرجات ، ص157 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص185 ( كتاب الإمامة ، باب في أنّ عندهم كتب الأنبياء يقرأونها ، ح17 ) .
6- .سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية 19 .
7- .بصائر الدرجات ، ص157 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص186 ( كتاب الإمامة ، باب في أنّ عندهم كتب الأنبياء يقرأونها ، ح20 ) .

ص: 342

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : تَركَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من المتاع سيفا ودرعا وعنزة ورحلاً وبغلته الشهباء فورث ذلك كلّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن أبي الحصين الأسدي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلامذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة وهو يقول : همهمة في ليلة مظلمة ، خرج عليكم الإمام وعليه قميص آدم ، وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى . (2)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن قلنا لكم في الرجل منّا قولاً فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ، إنّ اللّه أوحى إلى عمران إنّي واهب لك ذكرا مباركا يبرأ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذني ، وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل ، فحدَّث بذلك امرأته « حنّة » وهي اُمّ مريم ، فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما ، فلمّا وضعتها اُنثى قالت : « رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى » (3) ؛ لأنّ البنت لا تكون رسولاً ، يقول اللّه : « وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ» (4) ، فلما وهب اللّه لمريم عيسى كان هو الّذي بشراللّه به عمران ووعده إيّاه ، فإذا قلنا لكم في الرجل منّا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك . (5)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص206 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص211 ( كتاب الإمامة ، باب ما عندهم من سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموآثاره ، ح21 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص208 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص219 ( كتاب الإمامة ، باب ما عندهم من سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموآثاره ، ح40 ) .
3- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 36 .
4- .نفس الآية .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص101 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص225 ( كتاب الإمامة ، باب أنه إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه ، ح4 ) .

ص: 343

أمالي الصدوق :حدَّثنا أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدَّثنا علي بن أسباط قال : حدَّثنا عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام أ نّه قال : يا أبا بصير ، نحن شجرة العلم ، ونحن أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزّان علم اللّه ، ونحن معادن وحي اللّه ، من تبعنا نجا ، ومن تخلّف عنا هلك ، حقّا على اللّه عز و جل . (1)

الاختصاص :الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا الهادي والمهتدي وأبواليتامى وزوج الأرامل والمساكين ، وأنا ملجأُ كلّ ضعيف ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وأنا حبل اللّه المتين ، وأنا عروة اللّه الوثقى ، وأنا عين اللّه ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب اللّه الّذي تقول نفس : « يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنم_بِ اللَّهِ » (2) وأنا يد اللّه المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة ، من عرفني وعرف حقّي فقد عرف ربّه ؛ لأني وصيّ نبيه في أرضه وحجّته على خلقه ، لا ينكر هذا إلاّ رادّ على اللّه ورسوله . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن ابن جبلّة ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ألا تحدَّثني فيكم بحديث ! قال : نحن ولاة أمر اللّه ، وورثة وحي اللّه ، وعترة نبيّ اللّه . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سليمان ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : ما من نبيّ نُبّئ ولا من

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص383 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص240 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم السلام ، ح1 ) .
2- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 56 .
3- .الاختصاص ، ص248 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص285 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم السلام ، ح34 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص84 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص260 ( كتاب الإمامة ، باب جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم السلام ، ح39 ) .

ص: 344

رسول اُرسل إلاّ بولايتنا وبفضلنا على من سوانا . (1)

قصص الأنبياء :أخبرنا السيّد أبو السعادات هبة اللّه بن علي الشجري ، عن جعفر بن محمد بن العباس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، عن أبيه : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي بصير ، عن أحدهما _ صلوات اللّه عليهما _ قال: لمّا كان من أمر موسى الّذي كان ، أُعطي مكتلاً فيه حوت مالح فقيل له : هذا يدلّك على صاحبك عند عين لا يصيب منها شيء إلاّ حيّ ، فانطلقا حتّى بلغا الصخرة وجاوزا ثمّ « قَالَ لِفَتَ_ل_هُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا » (2) ، فقال الحوت : اتخذ في البحر سربا ، فاقتصّا الأثر حتّى أتيا صاحبهما في جزيرة في كساءجالسا فسلّم عليه وأجاب وتعجّب وهو بأرضٍ ليس بها سلام ، فقال : من أنت ؟ قال : موسى ، فقال : ابن عمران الّذي كلّمه اللّه ؟ قال : نعم ، قال : فما جاء بك ؟ قال : أتيتك على أن تعلّمني ! قال : إني وكّلت بأمر لاتطيقه ، فحدّثه عن آل محمّد وعن بلائهم وعمّا يصيبهم حتّى اشتدَّ بكاؤهما ، وذكر له فضل محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وما أعطوا وما ابتلوا به،فجعل يقول: ياليتني من اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله وسلم. (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَ_مُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَ لاَ تَحْزَنُواْ وَ أَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ » (4) قال : هم الأئمّة من آل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (5)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن شعيب

.


1- .بصائر الدرجات ، ص95 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص281 ( كتاب الإمامة ، باب تفضيلهم عليهم السلامعلى الأنبياء ، ح29 ) .
2- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 62 .
3- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص159 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص283 ( كتاب الإمامة ، باب تفضيلهم عليهم السلامعلى الأنبياء ، ح40 ) .
4- .سورة فصلت (41) ، الآية 30 .
5- .بصائر الدرجات ، 113 ؛ بحار الأنوار ، ج26 ، ص355 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم عليهم السلام ، ح16 ) .

ص: 345

العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان سليمان عنده اسم اللّه الأكبر الّذي إذا سأله به أعطى ، وإذا دعا به أجاب ، ولو كان اليوم لاحتاج إلينا . (1)

الخرائج :الصفّار ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن برّة (2) ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، عن أبان ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : مافضلنا على من خالفنا ؟ فواللّه إني أرى الرجل منهم أرخى بالاً وأنعم عيشا وأحسن حالاً وأطمع في الجنّة . قال : فسكت عنّي حتّى كنّا بالأبطح من مكّة ورأينا الناس يضجّون إلى اللّه ، قال : يا أبا محمّد ، هل تسمع ما أسمع ؟ قلت : أسمع ضجيج الناس إلى اللّه ، قال : ماأكثر الضجيج والعجيج وأقلّ الحجيج ، والّذي بُعث بالنبوة محمّدا وعجّل بروحه إلى الجنّة ، مايتقبّل اللّه إلاّ منك ومن أصحابك خاصّة . قال : ثم مسح يده على وجهي ، فنظرت فإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلاّ رجل بعد رجل . (3)

الخرائج :الصفّار ، عن أبي سليمان داوود بن عبداللّه ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير [ قال : ] قلت لأبي جعفر عليه السلام : أنا مولاك وشيعتك ضعيف ضرير إضمن لي الجنّة ، قال : أولا اُعطيك علامة الأئمّة ؟ قلت : وما عليك أن تجمعها لي ، قال : وتحبّ ذلك ؟ قلت : كيف لا اُحبّ ؟ ! فما زاد أن مسح على بصري ، فأبصرت جميع ما في السقيفة الّتي كان فيها جالسا ، قال : يا أبا محمّد ، مدّ بصرك فانظر ماذا ترى بعينك ، قال : فو اللّه ما أبصرت إلاّ كلبا وخنزيرا وقردا ، قلت : ما هذا الخلق الممسوخ ؟ ! قال : هذا الّذي ترى هذا السواد الأعظم ، ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلاّ في هذه الصورة . ثم قال : يا أبا محمّد ، إن أحببت تركتك على حالك هكذا [ وحسابك على اللّه ] ، وإن أحببت ضمنت لك على اللّه الجنّة ورددتك على حالتك الأُولى ، قلت : لا حاجة لي النظر إلى هذا الخلق المنكوس ، ردّني

.


1- .بصائر الدرجات ، ص113 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص27 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ عندهم الاسم الأعظم ، ح7 ) .
2- .نسخة بدل : « بريدة » .
3- .الخرائج ، ج2 ، ص821 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص29 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يقدرون على إحياء الموتى ، ح2 ) .

ص: 346

ردّني ! فما للجنّة عوض ، فمسح يده على عيني ، فرجعت كما كنت . (1)

الاختصاص :أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران أو غيره ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : إنّ عليا عليه السلام ملك ما فوق الأرض وما تحتها ، فعرضت له سحابتان إحداهما السهلة والاُخرى الذلول ، وكان في الصعبة ملك ماتحت الأرض ، وفي الذلول ملك مافوق الأرض ، فاختار الصعبة على الذلول ، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعة عوامر . (2)

الاختصاص :إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي بصير أو غيره ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ عليّا عليه السلام حين خُيّر ملك ما فوق الأرض وما تحتها عرضت له سحابتين ، إحداهما صعبة والاُخرى ذلول ، وكانت الصعبة ملك ما تحت الأرض ، وفي الذلول ملك ما فوق الأرض ، فاختار الصعبة على الذلول ، فركبها فدارت به سبع أرضين ، فوجد فيه ثلاثا خرابا وأربعا عوامر . (3)

أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : من أقام فرائض اللّه ، واجتنب محارم اللّه ، وأحسن الولاية لأهل بيت نبيّ اللّه ، وتبرّأ من أعداء اللّه عز و جل فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء . (4)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد قال : حدَّثني أبو عبداللّه الرازي ، عن الحسن بن عليّ بن

.


1- .الخرائج ، ج2 ، ص822 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص30 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام يقدرون على إحياء الموتى ، ح3 ) .
2- .الاختصاص ، ص199 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص32 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام سخّر لهم السحاب ، ح2 ) .
3- .الاختصاص ، ص327 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص32 ( كتاب الإمامة ، باب أنهم عليهم السلام سخّر لهم السحاب ، ح3 ) .
4- .الأمالي ، الصدوق ، 561 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص88 ( كتاب الإمامة ، باب ثواب حبّهم ونصرهم وولايتهم ، ح37 ) .

ص: 347

أبي عثمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أربع خصال لا تكون في مؤمن ؛ لا يكون مجنونا ، ولا يسأل عن أبواب الناس ، ولا يولد من الزنى ، ولا يُنكح في دبره . (1)

المحاسن :البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قول اللّه عز و جل : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ارْكَعُواْ وَ اسْجُدُواْ وَ اعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَ افْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَ جَ_هِدُواْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِى هُوَ اجْتَبَ_ل_كُمْ وَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ » (2) في الصلاة والزكاة والصوم والخير إذا تولّوا اللّه ورسوله واُولي الأمر منّا أهل البيت قَبلَ اللّه أعمالهم . (3)

كافي :محمّد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن النضر (4) ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه عز و جل أعفى نبيكم أن يلقى من اُمّته مالقيت الأنبياء من اُممها ، وجعل ذلك علينا . (5)

ثواب الأعمال :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثني محمّد بن جعفر قال : حدَّثني موسى بن عمران ، عن الحسن بن يزيد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : مدمن الخمر كعابد الوثن ، والناصب لآل محمّد شرّ منه ، قلت : جُعلت فداك ! ومن أشر من عابد الوثن ؟ فقال : إنّ شارب الخمر تدركه الشفاعة يوم القيامة (6) ، وإن الناصب لو شفع فيه أهل السماوات

.


1- .الخصال ، ص229 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص148 ( كتاب الإمامة ، باب أن حبّهم علامة طيب الولادة ، ح10 ) .
2- .سورة الحج ( 22 ) ، الآية 77 و 78 .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص167 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص183 ( كتاب الإمامة أ نّه لا تقبل الأعمال إلاّ بالولاية ، ح37 ) .
4- .لم يوجد في المصدر اوردناه من البحار .
5- .الكافي ، ج8 ، ص352 ( كتاب الروضة ، ح252 ) ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص204 ( كتاب الإمامة ، باب مايجب من حفظ حرمة النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ح8 ) .
6- .في البحار : « يوما ما » .

ص: 348

والأرض لم يشفّعوا . (1)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن حمزة بن عبداللّه ، عن هشام بن سعد ، عن أبي بصير ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ نوحا عليه السلام حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل فيها ولد الزنى ، والناصب شرّ من ولد الزنى . (2)

الإرشاد :روى أبو بصير قال : دخلت المدينة وكانت معي جويرية لي ، فأصبت منها ، ثم خرجت إلى الحمّام ، فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجّهون إلى جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فخفت أن يسبقوني ويفوتني الدخول إليه ، فمشيت معهم حتّى دخلت الدار معهم فلمّا مثلتُ بين يدي أبي عبداللّه عليه السلام نظر إليَّ ثم قال : يا أبا بصير ، أما علمت أنّ بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجُنب ؟ فاستحييت وقلت له : يا ابن رسول اللّه ، إنّي لقيت أصحابنا فخشيت أن يفوتني الدخول معهم ، ولن أعود إلى مثلها وخرجت . (3)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير : قال موسى بن جعفر عليهماالسلام : فيما أوصاني به أبي عليه السلام أن قال : يابني ، إذا أنا متّ فلا يغسّلني أحد غيرك ، فإنّ الإمام لا يغسّلهُ إلاّ إمام . (4)

.


1- .ثواب الأعمال ، ص207 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص234 ( كتاب الإمامة ، باب ذمّ مبغضهم وأ نّه كافر حلال الدم ، ح46 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص211 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص236 ( كتاب الإمامة ، باب ذمّ مبغضهم وأ نّه كافر حلال الدم ، ح54 ) .
3- .الإرشاد ، ج2 ص185 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص255 ( كتاب الإمامة ، باب آخر في آداب العشرة مع الإمام ، ح4 ) .
4- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص351 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص290 ( كتاب الإمامة ، باب أنّ الإمام لايغسّله إلاّ الإمام ، ح4 ) .

ص: 349

باب الفتن والمحن

باب الفتن والمحنالكافي :علي ، عن عليّ بن الحسين ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَ_ثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَ لاَ أَدْنَى مِن ذَ لِكَ وَ لاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ » (1) قال : نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة الجرّاح وعبد الرحمن بن عوف وسالم _ مولى أبي حذيفة _ والمغيرة بن شعبة ، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمّد صلى الله عليه و آله وسلم لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوّة أبدا ، فأنزل اللّه عز و جل فيهم هذه الآية . قال : قلت : قوله عز و جل : « أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوَل_هُم بَلَى وَ رُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ » (2) قال : وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم . قال أبو عبداللّه عليه السلام : لعلّك ترى أ نّه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلاّ يوم قتل الحسين عليه السلام ، وهكذا كان في سابق علم اللّه عز و جل الّذي أعلمه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إن إذا كُتب الكتاب قتل الحسين عليه السلاموخرج الملك من بني هاشم ، فقد كان ذلك كلّه . قلت : « وَ إِن طَ_آل_ءِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِنم بَغَتْ إِحْدَل_هُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَ_تِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا

.


1- .سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية 7 .
2- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآيات 79 و 80 .

ص: 350

بِالْعَدْلِ » (1) قال : الفئتان إنّما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الّذين بغوا على أمير المؤمنين عليه السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم ، حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه ، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل اللّه أن لا يرفع السيف عنهم حتّى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم ؛ لأ نّهم بايعوا طائعين غير كارهين ، وهي الفئة الباغية كما قال اللّه تعالى ، فكان الواجب على أمير المؤمنين عليه السلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أهل مكّة ، إنّما منَّ عليهم وعفى ، وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه السلامبأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبيُّ صلى الله عليه و آلهبأهل مكّة حذو النعل بالنعل . قال : قلت : قوله عز و جل : « وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى » (2) قال : هم أهل البصرة ، هي المؤتفكة ، قلت : « وَالْمُؤْتَفِكَ_تِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَ_تِ » (3) قال : أُولئك قوم لوط ائتفكت عليهم ، انقلبت عليهم . (4)

إختيار معرفة الرجال :محمّد بن إسماعيل قال : حدَّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى عليّ عليه السلام فقالوا له : أنت واللّه أمير المؤمنين ، وأنت واللّه أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم ، هلمّ يدك نبايعك ، فواللّه لنموتنّ قدّامك ، فقال عليّ عليه السلام : إن كنتم صادقين فاغدوا غدا عليَّ محلقين ، فحلق أمير المؤمنين عليه السلاموحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذرّ ولم يحلق غيرهم ، ثم انصرفوا فجاؤوا مرةً اخرى بعد ذلك فقالوا له : أنت واللّه أمير المؤمنين ، وأنت أحقّ الناس وأولاهم بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم ، هلّم يدك نبايعك وحلفوا ، فقال : إن كنتم صادقين فاغدوا عليَّ محلقين ،

.


1- .سورة الحجرات ( 49 ) ، الآية 9 .
2- .سورة النجم ( 53 ) ، الآية 53 .
3- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 70 .
4- .الكافي ، ج8 ، ص180 ( كتاب الروضة ، ح202 ) ؛ بحار الأنوار ، ج28 ، ص123 ( كتاب الفتن والمحن ، الباب الثالث ، ح6 ) .

ص: 351

فما حلق إلاّ هؤلاء الثلاثة . قلت : فما كان فيهم عمّار ؟ فقال : لا ، قلت : فعمّار من أهل الردّة ؟ فقال : إنّ عمّارا قد قاتل مع عليّ عليه السلام بعد . (1)

إختيار معرفة الرجال :محمّد بن إسماعيل قال : حدَّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ارتدَّ الناس إلاّ ثلاثة ؛ أبو ذرّ وسلمان والمقداد ؟ قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري ؟ (2)

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق قال : حدَّثني محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : لِمَ لَمْ يأخذ أمير المؤمنين عليه السلامفدك لمّا ولي الناس ؟ ولأي علّه تركها ؟ فقال له : لأنّ الظالم والمظلوم كانا قدما على اللّه عز و جل ، وأثاب اللّه المظلوم وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب اللّه عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوب . (3)

تفسير العيّاشي :عن محمّد بن سالم (4) ، عن أبي بصير قال : قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : خرج عبداللّه بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقي أمير المؤمنين عليه السلامفقال له : يا عليّ ، بيّتنا الليلة في أمر نرجوا أن يثبّت اللّه هذه الاُمّة ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لن يخفى عليَّ مابيّتم فيه ، حرّفتم وغيّرتم وبدّلتم تسعمئة حرف ، ثلاثمئة حرّفتم وثلاثمئة غيّرتم وثلاثمئة بدّلتم « فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَ_بَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَ_ذَا

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص39 ؛ بحار الأنوار ، ج28 ، ص136 ( كتاب الفتن والمحن ، الباب الرابع ، ح21 ) .
2- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص38 ؛ بحار الأنوار ، ج28 ، ص238 ( كتاب الفتن والمحن ، الباب الرابع ، ح25 ) .
3- .علل الشرائع ، ج1 ، ص155 ؛ بحار الأنوار ، ج29 ، ص395 ( كتاب الفتن والمحن ، باب علّة ترك أمير المؤمنين عليه السلامفدكا ، ح10 ) .
4- .نسخة بدل : « مسلم » .

ص: 352

مِنْ عِندِ اللَّهِ » (1) إلى آخر الآية «وَ مِّمَّا يَكْسِبُونَ » . (2)

معاني الأخبار :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألته عمّا روي عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أ نّه قال : إن ولد الزنى شرّ الثلاثة ، ما معناه ؟ قال : عنى به الأوسط ، إنه شرّ ممّن تقدّمه وممّن تلاه . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُبْطِ_لُواْ صَدَقَ_تِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى _ إلى قوله _ لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْ ءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ » (4) قال صفوان : أي حجر « وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ رِئَآءَ النَّاسِ » (5) فلان وفلان ومعاوية وأشياعهم . (6)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إنّه إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلاًّ وسبعين كبلاً ، فينظر الأول إلى زفر (7) في عشرين ومئة كبل وعشرين ومئة غلّ ، فينظر إبليس فيقول : من هذا الّذي أضعف اللّه له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال : هذا زفر ، فيقول : بما حُدِّد له هذا العذاب ؟ فيقال : ببغيه على عليّ عليه السلام ، فيقول له إبليس : ويلٌ لك _ أو ثبور لك _ أما علمت أنّ اللّه أمرني بالسجود لآدم فعصيته ، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمّد وأهل بيته

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 79 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص48 ( ح62 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص178 ( كتاب الفتن والمحن ، باب كفر الثلاثة وفضل لعنهم ، ح38 ) .
3- .معاني الأخبار ، ص412 ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص181 ( كتاب الفتن والمحن ، باب كفر الثلاثة وفضل لعنهم ، ح42 ) .
4- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 264 .
5- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 38 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص148 ( ح484 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص214 ( كتاب الفتن والمحن ، باب كفر الثلاثة وفضل لعنهم ، ح75 ) .
7- .في البحار : « إلى آخر » .

ص: 353

وشيعته فلم يجبني إلى ذلك وقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ » (1) ، وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت : « وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَ_كِرِينَ » ، (2) فمنّتك به نفسك غرورا ، فتوقَف بين يدي الخلائق ، فقال له : ماالّذي كان منك إلى عليّ وإلى الخلق الّذي اتّبعوك على الخلاف ؟ فيقول الشيطان وهو زفر لإبليس : أنت أمرتني بذلك فيقول له إبليس : فلم عصيت ربّك وأطعتني ؟ فيردّ زفر عليه : ما قال اللّه : « إِنَّ اللَّهَ وَ عَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ مَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَ_نٍ » (3) إلى آخر الآية . (4)

إختيار معرفة الرجال :حدَّثنا محمّد بن مسعود قال : حدَّثني عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر وجعفر بن محمّد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبي بصير قال : كنت جالسا عند أبي عبداللّه عليه السلام إذ جاءت اُم خالد _ الّتي كان قطعها يوسف (5) _ تستأذن عليه . قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : أيسرّكَ أن تشهد كلامها ؟ قال : فقلت : نعم جُعلت فداك ! فقال : أمّا لا فأدن (6) . قال : فأجلسني على عقبة الطنفسة ، ثم دخلت فتكلّمت ، فإذا هي امرأة بليغه فسألَته عن فلان وفلان فقال لها : تولّيهما ؟ قالت : فأقول لربّي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما ؟ قال : نعم ، قالت : فإنّ هذا الّذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما ، وكثير النواء يأمرني بولايتهما ، فأيّهما أحبُّ إليك ؟ قال : هذا واللّه وأصحابه أحبُّ إليَّ من كثير النواء وأصحابه ، إنّ هذا يخاصم فيقول : « مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الْكَ_فِرُونَ » (7) و « وَمَن لَّمْ

.


1- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 42 .
2- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 17 .
3- .سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية 22 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص223 ( ح 9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص232 ( كتاب الفتن والمحن ، باب كفر الثلاثة وفضل لعنهم ، ح99 ) .
5- .هو يوسف بن عمر الّذي قتل زيدا وكان على العراق ، وقطع يد اُمّ خالد وهي امرأة صالحة على التشيّع ، وكانت هائلة إلى زيد بن عليّ عليه السلام . ( رجال الكشّي ، ح442 )
6- .في البحار : « أما فأذن » .
7- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 44 .

ص: 354

يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الظَّ__لِمُونَ » (1) و « وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَ_ل_ءِكَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ » (2) فلمّا خرجت قال : إنّي خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة ، اللّهمَّ إنّي إليك من كثير النواء بريء في الدنيا والآخرة . (3)

تأويل الآيات :محمّد بن العباس : حدَّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور العمي ، عن أبيه ، عن جعفر بن بشير الوشا ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن تفسير « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ » (4) ؟ قال : هم بنو اُمية ، وإنّما أنزلها اللّه « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ ( بنو اُميّة ) فِى أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُم مِّنم بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِنم بَعْدُ وَ يَوْمَ_ل_ءِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ » (5) عند قيام القائم عليه السلام . (6)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : سألتُ أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الاْءِنسَ_نُ إِنَّهُو كَانَ ظَ_لُومًا جَهُولاً » (7) قال : الأمانة الولاية ، والإنسان أبو الشرور المنافق . (8)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : يؤتى بجهنّم لها

.


1- .سورة المائدة (5) ، الآية 45 .
2- .ايضا ، الآية 47 .
3- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج2 ، ص509 ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص241 ( كتاب الفتن والمحن ، باب كفر الثلاثة وفضل لعنهم ، ح110 ) .
4- .سورة الروم ( 30 ) ، الآية 1 .
5- .ايضا ، الآيات 1 _ 5 .
6- .تأويل الآيات ، ج1 ، ص434 ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص516 ( كتاب الفتن والمحن ، باب لعن بني اُميّة وبني العبّاس ، ح14 ) .
7- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 72 .
8- .معاني الأخبار ، ص110 ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص588 ( كتاب الفتن والمحن ، تتميم ماورد في عمر ، ح5 ) .

ص: 355

سبعة أبواب ؛ بابها الأول للظالم وهو زريق ، وبابها الثاني لحبتر ، والباب الثالث للثالث ، والرابع لمعاوية ، والباب الخامس لعبد الملك ، والباب السادس لعسكر بن هوسر ، والباب السابع لأبي سلامة ، فهم (1) أبواب لمن اتّبعهم . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ادْخُلُواْ فِى السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَ تِ الشَّيْطَ_نِ » (3) قال : أتدري ما السلم ؟ قال : قلت : أنت أعلم ، قال : ولاية عليّ والأئمّة الأوصياء من بعده عليهم السلام_ قال _ : وخطوات الشيطان واللّه ، ولاية فلان وفلان . (4)

تأويل الآيات :حدَّثنا الحسين بن أحمد المالكي ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن خلف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي بصير قال : ذكر أبو جعفر عليه السلامالكتاب الّذي تعاقدوا عليه في الكعبة وأشهدوا فيه وختموا عليه بخواتيمهم فقال : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه أخبر نبيّه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه ، وأنزل اللّه فيه كتابا ، قلت : أنزل اللّه فيه كتابا ؟ قال : نعم ، ألم تسمع قوله تعالى : « سَتُكْتَبُ شَهَ_دَتُهُمْ وَ يُسْ_?لُونَ » (5) . (6)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : أعداء عليّ هم المخلّدون في النار ، قال اللّه : « وَمَا هُم بِخَ_رِجِينَ » (7) . (8)

.


1- .نسخة بدل : « فهي » .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص243 ( ح19 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص603 ( كتاب الفتن والمحن ، تتميم ماورد فيهما أو فيهم ، ح49 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 208 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص102 ( ح294 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص604 ( كتاب الفتن والمحن ، تتميم ماورد فيهما أو فيهم ، ح52 ) .
5- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 19 .
6- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص555 ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص610 ( كتاب الفتن والمحن ، تتميم ماورد فيهما أو فيهم ، ح73 ) .
7- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 37 .
8- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص317 ( ح100 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص648 ( كتاب الفتن والمحن ، تتميم ماورد فيهما أو فيهم ، ح18 ) .

ص: 356

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام : « وَمَنْ أَظْ_لَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْ ءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ » (1) ؟ قال : من ادّعى الإمامة دون الإمام عليه السلام . (2)

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 93 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص370 ( ح61 ) ؛ بحار الأنوار ، ج31 ، ص658 ( كتاب الفتن والمحن ، تتميم ماورد فيهما أو فيهم ، ح212 ) .

ص: 357

تاريخ أمير المؤمنين

تاريخ أمير المؤمنين عليه السلامالحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب :أخبرني الشيخ أبو عبداللّه محمّد بن إدريس سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة قال : أخبرني الشريف أبو الحسن بن العريضي قال : أخبرني الحسين بن طحّال المقدادي ، عن الشيخ أبي عليّ الحسن بن محمّد الطوسي ، عن والده الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي ، عن رجاله ، عن أبي بصير ليث المرادي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : سيدّي ، إنّ الناس يقولون : إنّ أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ، فقال عليه السلام : كذبوا واللّه ، إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفّة ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم . ثم قال عليه السلام : كان واللّه أمير المؤمنين يأمر أن يُحجّ عن أب النبي واُمّه وعن أبي طالب في حياته ، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته . (1)

الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب :أخبرني السيّد النقيب أبو جعفر يحيى بن محمّد بن أبي زيد العلوي الحسني النقيب البصري بمدينة السلام سنة أربع وستمئة قال : أخبرني والدي محمّد بن محمّد بن أبي زيد النقيب الحسني البصري قال : أخبرني تاج الشرف محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم المعروف بابن السخطة العلوي الحسيني البصري النقيب قال : أخبرني الشريف الإمام العالم أبو الحسن

.


1- .الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب ، ص85 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص112 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نسبه وأحوال والديه _ عليه وعليهما السلام _ ، ح44 ) .

ص: 358

عليّ بن محمّد الصوفي العلوي العمري النسابة المشجر المعروف قال : حدَّثنا أبو عبداللّه الحسين بن أحمد البصري ، عن أبي الحسين يحيى بن محمّد الحضيني المدني قال : رأيته بالمدينة سنة ثمانين وثلاثمئة ، عن أبيه ، عن أبى عليّ بن همّام ، عن جعفر بن محمّد الضراري ، عن عمران بن معافا ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن محمّد بن علي الباقر عليه السلام أ نّه قال : مات أبو طالب بن عبد المطّلب مسلما مؤمنا ، وشِعره في ديوانه يدلّ على إيمانه ، ثم محبته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وولاة أوليائه ، وتصديقه إيّاه بما جاء به من ربّه ، وأمره لولديه عليّ وجعفر بأن يسلما ويؤمنا بما يدعوا إليه ، وأ نّه خير الخلق ، وأ نّه يدعو إلى الحقّ والمنهاج المستقيم ، وأ نّه رسول اللّه ربّ العالمين ، فثبت ذلك في قلوبهما ، فحين دعاهما رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأجاباه في الحال ، وماتلبّثا لما قد قرّره أبوهما عندهما من أمره ، فكانا يتأمّلان أفعال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفيجدانها كلّها حسنة تدعو إلى سداد ورشاد (1) ، وحسبك إن كنت منصفا منه هذا أن يسمح بمثل عليّ وجعفر ولديه _ وكانا من قلبه بالمنزلة المعروفة المشهورة ، لما يأخذان به أنفسهما من الطاعة له والشجاعة وقلّة النظير لهما _ أن يطيعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفيما يدعوهما إليه من دين وجهاد ، وبذل أنفسهما ومعاداة من عاداه ، وموالاة من والاه من غير حاجة إليه لا في مالٍ ولا في جاهٍ ولا غيره ؛ لأنّ عشيرته أعداؤه وأمّا المال فليس له ، فلم يبق إلاّ الرغبة فيما جاء به من ربّه . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عليّ بن المعلّى ، عن أخيه محمّد ، عن درست بن أبي منصور ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا ولد النبي صلى الله عليه و آله وسلم مكث أيّاما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل اللّه فيه لبنا ، فرضع منه أيّاما

.


1- .في البحار : « واستناد » .
2- .الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ، ص142 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص116 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نسبه وأحوال والديه _ عليه وعليهما السلام _ ، ح58 ) .

ص: 359

حتّى وقع أبو طالب على حليمة السعدية ، فدفعه إليها . (1)

تفسير العيّاشي :في رواية أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام [ في قول اللّه تعالى : « أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » (2) ]قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قلت له : إنّ الناس يقولون لنا : فما منعه أن يسمّي عليا وأهل بيته في كتابه ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : قولوا لهم : إنّ اللّه أنزل على رسوله الصلاة ولم يسمّ ثلاثا ولا أربعا حتّى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم هو الّذي فسّر ذلك لهم ( ونزل عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كل أربعين درهما حتّى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ) (3) ، وأنزل الحجّ فلم ينزل طوفوا اسبوعا حتّى فسّر ذلك لهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وأنزل : « أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » (4) فنزلت في عليّ والحسن والحسين عليهم السلام وقال صلى الله عليه و آله وسلمفي عليّ : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : « اُوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي ، إنّي سألت اللّه أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليَّ الحوض فأعطاني ذلك » ، وقال : « فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، إنّهم لن يخرجوكم من باب هدىً ولن يدخلوكم في باب ضلال » ، ولو سكت رسول اللّه ولم يبيّن أهلها لادّعاها آل عبّاس وآل عقيل وآل فلان وآل فلان ، ولكن أنزل اللّه في كتابه : « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » 5 فكان عليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام تأويل هذه الآية ، فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأدخلهم تحت الكساء في بيت أمّ سلمة وقال : « اللّهمَّ إنّ لكلّ نبي ثقلاً وأهلاً ، فهؤلاء ثقلي وأهلي » ، فقالت اُمّ سلمة : ألستُ من أهلك ؟ قال : « إنك إلى خير ، ولكن هؤلاء ثقلي وأهلي » ، فلما

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص448 ( كتاب الحجة ، باب مولد النبى صلى الله عليه و آله ووفاته ، ح27 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص136 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نسبه وأحوال والديه _ عليه وعليهما السلام _ ، ح80 ) .
2- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 59 .
3- .أوردناه من البحار .
4- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 33 .

ص: 360

قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمكان عليّ أولى الناس بها لكبره ، ولمّا بلّغ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفأقامه وأخذ بيده ، فلما مضى لم يستطع عليّ ولم يكن ليفعل أن يدخل محمّد بن عليّ ولا العبّاس بن عليّ الشهيد ، ولا أحدا من ولده ، إذا لقال الحسن والحسين : « أنزل اللّه فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلّغ رسول اللّه فينا كما بلّغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك » ، فلما مضى عليّ عليه السلام كان الحسن أولى بها لكبره ، فلما حضر الحسن بن عليّ لم يستطع ولم يكن ليفعل أن يقول : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ » (1) فيجعلها لولده إذا لقال الحسين : « أنزل اللّه فيَّ كما أنزل فيك وفي أبيك ، وأمر بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وأذهب الرجس عنّي كما اُذهب عنك وعن أبيك » ، فلّما أن صارت إلى الحسين لم يبق أحد يستطيع أن يدّعي كما يدّعي هو على أبيه وعلى أخيه ، وهنالك جرى أن اللّه عز و جل يقول : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَ_بِ اللَّهِ » (2) ثم صارت من بعد الحسين إلى عليّ بن الحسين ثم من بعد عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ . ثم قال أبو جعفر عليه السلام : الرجس هوالشّك ، واللّه لا نشكّ في ديننا أبدا . 3

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه _ فذكر نحو هذا الحديث وقال : فيه زيادة _ فنزلت عليه الزكاة فلم يسمّ اللّه من كل أربعين درهما درهما حتّى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم هو الّذي فسّر ذلك لهم . وذكر في آخره : فلمّا أن صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهله يستطيع أن يدّعي عليه كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ، ثم صارت حين اُفضته إلى الحسين بن عليّ فجرى تأويل هذه الآية : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى

.


1- .سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية 75 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص251 ( ح169 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص210 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، الباب الخامس في نزول آية التطهير ، ح12 ) .

ص: 361

كِتَ_بِ اللَّهِ » (1) ، ثم صارت من بعد الحسين لعليّ بن الحسين ، ثم صارت من بعد عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ _ صلوات اللّه عليهم _ . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : خطب عليّ بالناس واخترط سيفه وقال : لا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يحجّنّ بالبيت مشرك ولا مشركة ، ومن كانت له مدّة فهو إلى مدّته ، ومن لم يكن له مدّة فمدّته أربعة أشهر ، وكان خطب يوم النحر _ وكان عشرون من ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر _ وقال : يوم النحر يوم الحجّ الأكبر . (3)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير عن الصادق عليه السلام : لمّا قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : ياعليّ لولا أنني أخاف أن يقولوا فيك ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالة لا تمرّ بملأ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت قدمك . . . الخبر . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلامفقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم ، ولولا أن تقول فيك طوائف من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولاً لاتمرّ بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة . قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدّة من قريش معهم فقالوا : « مارضي أن يضرب لابن عمّه مثلاً إلاّ عيسى بن مريم » ، فأنزل اللّه على نبيّه فقال : « وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَ قَالُواْ ءَأَ لِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَم بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ *

.


1- .سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية 75 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص251 ( ح170 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص212 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نزول آية التطهير ، ح13 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص74 ( ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص296 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نزول سورة براءة ، ح17 ) .
4- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج2 ، ص166 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص320 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في قوله تعالى : « وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً » ، ح17 ) .

ص: 362

إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَ_هُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرَ ءِيلَ * وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم ( يعني من بني هاشم ) مَّلَ_ل_ءِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ » . (1) قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : « اللّهمَّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك أنّ بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل (2) ، فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم».فأنزل اللّه عليه مقالة الحارث ، ونزلت هذه الآية : « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » (3) ثم قال له: «يا ابن عمرو، إمّا تبت وإمّا رحلت». فقال : « يا محمّد ، بل تجعل لسائر قريش شيئا ممّا في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم » . فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم : « ليس ذلك إليَّ ، ذلك إلى اللّه تبارك وتعالى » . فقال : « يا محمّد ، قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك » . فدعا براحلته فركبها ، فلمّا صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته ، ثم أتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال : « سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ ( بولاية عليّ ) لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِى الْمَعَارِجِ » . (4) قال : قلت : جُعلت فداك ! إنّا لانقرأها هكذا ! فقال : هكذا واللّه نزل بها جبرئيل على محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، وهكذا هو واللّه مثبّت في مصحف فاطمة عليهاالسلام ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لمن حوله من المنافقين : انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، قال اللّه : « وَ اسْتَفْتَحُواْ وَ خَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ » (5) . (6)

.


1- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآيات 57 _ 60 .
2- .هرقل : اسم ملك الروم ، وهو أول من ضرب الدنانير وأحدث البيعة . وكان أولاده يتوارثون الملك والسلطنة بعضه من بعض ، ولذا صاروا مثلاً في ذلك . ( هامش البحار ) .
3- .سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية 33 .
4- .سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات 1 _ 3 .
5- .سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية 15 .
6- .الكافي ، ج8 ، ص57 ( كتاب الروضة ، ح18 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص323 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في قوله تعالى : « وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً » ، ح22 ) .

ص: 363

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام (1) قال : قلت له : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » (2) قال : ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الّذي قال اللّه تعالى . (3)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » (4) هي الودّ الّذي ذكره اللّه . قلت : قوله : « فَإِنَّمَا يَسَّرْنَ_هُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِى قَوْمًا لُّدًّا » (5) ؟ قال : إنّما يسّره اللّه على لسان نبيّه حتّى أقام أمير المؤمنين عليه السلامعلما ، فبشّر به المؤمنين ، وأنذر به الكافرين ، وهم القوم الّذين ذكرهم اللّه « قَوْمًا لُّدًّا » أي كفّارا . (6)

تفسير القمّي :حدَّثنا أحمد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام (7) قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « إِذَا نَ_جَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَةً » (8) قال : قدّم عليّ بن أبي طالب بين يدي نجواه صدقة ثم نسخها قوله : « ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ

.


1- .الرواية طويلة في المصدر ، أوردنا هذه القطعة من البحار .
2- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 96 .
3- .الكافي ، ج1 ، ص431 ( كتاب الحجة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح90 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص353 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في قوله تعالى : « سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » ، ح1 ) .
4- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 96 .
5- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 97 .
6- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص57 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص354 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في قوله تعالى : « سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » ، ح3 ) .
7- .نسخة بدل : « أبي جعفر » .
8- .سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية 12 .

ص: 364

يَدَىْ نَجْوَل_كُمْ صَدَقَ_تٍ » (1) . (2)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن أبي بصير والفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّما نزلت : « أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِى ( يعني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ) وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ . . . إِمَامًا وَرَحْمَةً» «وَ مِن قَبْلِهِى كِتَ_بُ مُوسَى» «أُوْلَ_ل_ءِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِى » (3) فقدّموا وأخّروا في التأليف . (4)

الكافي :الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » (5) فقال : رسول اللّه المنذر وعليّ الهادي . يا أبا محمّد ، هل من هادٍ اليوم ؟ قلت : بلى جُعلت فداك ! مازال منكم هادٍ من بعد هاد حتّى دفعت إليك ، فقال : رحمك اللّه يا أبا محمّد ، لو كانت إذا نزلت آية على رجل ، ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب ، ولكنّه حيّ يجري فيمن بقى كما جرى فيمن مضى . (6)

تفسير القمّي :قال أبو الحسن عليّ بن إبراهيم ، حدَّثني أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله تعالى : « ذَ لِكَ الْ_كِتَ_بُ لاَ رَيْبَ فِيهِ » (7) قال : الكتاب عليّ ، لا شك فيه « هُدًى

.


1- .أيضا ، الآية 13 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص357 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص378 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في آية النجوى وأ نّه لم يعمل بها غيره عليه السلام ، ح3 ) .
3- .الآية هكذا : « . . . وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَ مِن قَبْلِهِى كِتَ_بُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَ_ل_ءِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِى . . . » سورة هود ( 11 ) ، الآية 17 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص324 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص387 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه الشهيد الشاهد والمشهود ، ح3 ) .
5- .سورة رعد ( 13 ) ، الآية 7 .
6- .الكافي ، ج1 ، ص192 ( كتاب الحجة ، باب أن الأئمّة عليهم السلام هم الهداة ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص401 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامالذكر والنور والهدى ، ح13 ) .
7- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 2 .

ص: 365

لِّلْمُتَّقِينَ » (1) قال عليه السلام : بيان لشيعتنا . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير في قول اللّه : « فَالَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِى وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُو » (3) ؟ قال أبو جعفر عليه السلام : النور هو عليّ عليه السلام . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن محمّد ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَما بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُو عِلْمُ الْكِتَ_بِ » (5) قلت : هو عليّ بن أبي طالب ؟ قال : فمن عسى أن يكون غيره ؟ ! (6)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ رسول اللّه أحد الوالدين وعليّ الآخر ، فقلت : أين موضع ذلك في كتاب اللّه ؟ قال : اقرأ « اعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِى شَيْ_?ا وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَ_نًا » . (7)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه : « وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَ_نًا » (8) قال : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أحد الوالدين وعليّ الآخر ، وذكر أ نّها الآية الّتي في النساء . (9)

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 2 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص30 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص402 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامالذكر والنور والهدى ، ح18 ) .
3- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 157 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص31 ( ح88 ) ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص404 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامالذكر والنور والهدى ، ح26 ) .
5- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 43 .
6- .بصائر الدرجات ، ص235 ؛ بحار الأنوار ، ج35 ، ص431 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامالّذي عنده علم الكتاب ، ح9 ) .
7- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص241 ( ح128 ) ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص8 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أنّ الوالدين رسول اللّه وأمير المؤمنين عليهماالسلام ، ح9 ) .
8- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 36 .
9- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص241 ( ح129 ) ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص8 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أنّ الوالدين رسول اللّه وأمير المؤمنين عليهماالسلام ، ح10 ) .

ص: 366

تفسير فرات بن إبراهيم :حدَّثنا جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ المؤمن إذا مات رأى رسول اللّه وعليّا يحضرانه ، وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : أنا أحد الوالدين وعليّ الآخر . قال : قلت : وأيّ موضع ذلك من كتاب اللّه ؟ قال : قوله : « وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِى شَيْ_?ا وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَ_نًا » . (1)

تفسير العيّاشي :عن البرقي عمّن رواه رفعه إلى أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام « لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ » (2) ؟ قال : البأس الشديد عليّ عليه السلام ، وهو لدن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، قاتل معه عدوّه فذلك قوله : « لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ » . (3)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزلت في عليّ وحمزة والعبّاس وشيبة . قال العبّاس : أنا أفضل ؛ لأنّ سقاية الحاجّ بيدي . وقال شيبة : أنا أفضل ؛ لأنّ حجابة البيت بيدي وقال حمزة : أنا أفضل ؛ لأن عمارة البيت بيدي . وقال عليّ عليه السلام : أنا أفضل ؛ فإني آمنت قبلكما ثم هاجرت وجاهدت ، فرضوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حكما ، فأنزل اللّه : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ _ إلى قوله _ عِندَهُو أَجْرٌ عَظِيمٌ » (4) . (5)

الكافي :أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلامفي قول اللّه عز و جل « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ » : نزلت في حمزة وعليّ وجعفر والعبّاس وشيبة ، إنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل اللّه عز و جل : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ

.


1- .تفسير فرات بن إبراهيم ، ص105 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص13 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أنّ الوالدين رسول اللّه وأمير المؤمنين عليهماالسلام ، ح19 ) .
2- .سورة الكهف ( 8 ) ، الآية 2 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص321 ( ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص21 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في بعض ما نزل في جهاده عليه السلام ، ح2 ) .
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 19 .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص284 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص34 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في قوله تعالى : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ » ، ح1 ) .

ص: 367

الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ » (1) ، وكان عليّ وحمزة وجعفر _ صلوات اللّه عليهم _ الّذين آمنوا باللّه واليوم الآخر : « وَجَ_هَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ » (2) . (3)

تأويل الآيات :محمّد بن العبّاس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : « فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَ_بَهُو بِيَمِينِهِى * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَ يَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِى مَسْرُورًا » (4) ؟ فقال : هو عليّ وشيعته ، يؤتون كتابهم بأيمانهم . (5)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّما اُنزلت : « لَّ_كِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ ( في علي ) أَنزَلَهُو بِعِلْمِهِى وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا » . (6) وقرأ أبو عبداللّه عليه السلام : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَ_لَمُواْ ( آل محمّد حقهم ) لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَ__لِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا وَكَانَ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا » (7) . (8)

تفسير القمّي :الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن ابن أسباط ، عن

.


1- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 19 .
2- .نفس الآية
3- .الكافي ، ج8 ، ص204 ( كتاب الروضة ، ح245 ) ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص35 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في قوله تعالى : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ » ، ح3 ) .
4- .سورة الإنشقاق ( 84 ) ، الآيات 7 _ 9 .
5- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص782 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص67 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامالمؤذّن بين الجنّة والنار وصاحب الأعراف ، ح9 ) .
6- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 166 .
7- .سورة النساء ( 4 ) ، الآيات 168 و 169 .
8- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص159 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص93 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في سائر الآيات النازلة في شأنه عليه السلام ، ح21 ) .

ص: 368

ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ » (1) بولاية عليّ عليه السلام . (2)

تفسير فرات بن إبراهيم :حدَّثني جعفر بن محمّد الفزاري قال : حدَّثنا محمّد _ يعني ابن الحسين الصائغ _ قال : حدَّثنا محمّد بن عمران الوشا ، عن موسى بن القاسم ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال في قول اللّه عز و جل : « وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ » (3) قال : أوفوا بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلامفرضا من اللّه لكم أُوفِ لكم بالجنّة . (4)

تفسير القمّي :حدَّثنا أحمد بن عليّ قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه : « فَبِأَىِّ ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ » (5) قال : قال اللّه _ تبارك وتعالى وتقدّس _ : فبأيّ النعمتين تكفران بمحمّد أم بعليّ ؟ صلوات اللّه عليهما . (6)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن محمّد قال : حدَّثنا عبداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ » (7) ؟ قال : يعني جبرئيل ، قلت : قوله : « مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » (8) ؟ قال : يعني رسول اللّه ، هو المطاع عند ربّه الأمين يوم القيامة ، قلت : قوله :

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 23 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص199 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص93 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في سائر الآيات النازلة في شأنه عليه السلام ، ح22 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 40 .
4- .تفسير فرات بن إبراهيم ، ص58 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص130 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في سائر الآيات النازلة في شأنه عليه السلام ، ح80 ) .
5- .سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية 13 و . . .
6- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ص344 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص173 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في سائر الآيات النازلة في شأنه عليه السلام ، ح161 ) .
7- .سورة التكوير ( 81 ) ، الآية 20 .
8- .أيضا ، الآية 21 .

ص: 369

« وَ مَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ » (1) ؟ قال : يعني النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ماهو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين _ صلوات اللّه عليه _ علما للناس ، قلت : قوله : « وَ مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ » (2) ؟ قال : وما هو _ تبارك وتعالى _ على نبيه بغيبه بضنين عليه ، قلت : قوله : « وَ مَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَ_نٍ رَّجِيمٍ » (3) ؟ قال : أين تذهبون في عليّ ، يعني : ولايته أين تفرّون منها « إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَ__لَمِينَ » (4) لمن أخذ اللّه ميثاقه على ولايته ، قلت : قوله : « لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ » (5) قال : في طاعة علي والأئمّة من بعده ، قلت : قوله : « وَ مَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَ__لَمِينَ » (6) ؟ قال : لأن المشيّة إليه _ تبارك وتعالى _ لا إلى الناس . (7)

كمال الدين :حدَّثنا غير واحد من أصحابنا ، قالوا : حدَّثنا أبو علي محمّد بن همام قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر ، عن أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن آبائه عليهم السلام قال ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ اللّه عز و جل اختار من الأيّام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختارني على جميع الأنبياء ، واختار مني عليّا وفضّله على جميع الأوصياء ، واختار من عليّ الحسن والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء من ولده ،

.


1- .سورة التكوير (81) ، الآية 22 .
2- .أيضا ، الآية 24 .
3- . قال : يعني الكهنة الّذين كانوا في قريش ، فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الّذين كانوا معهم يتكلّمون على ألسنتهم ، فقال : « وَ مَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَ_نٍ رَّجِيمٍ ». أيضا ، الآية 25 . مثل اُولئك ، قلت : قوله : « فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَ__لَمِينَ » أيضا ، الآيات 26 و 27 .
4- .أيضا ، الآية 27 .
5- .أيضا ، الآية 28 .
6- .أيضا ، الآية 29 .
7- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص409 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص175 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب سائر الآيات النازلة في شأنه ، ح164 ) .

ص: 370

ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل المضلّين ، تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وباطنهم . (1)

الغيبة الطوسي :جماعة عن أبي المفضّل الشيباني ، عن محمّد بن عبداللّه الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن هلال العبرتائي ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : في حديث له : إنّ اللّه اختار من الناس الأنبياء ، واختار من الأنبياء الرسل ، واختارني من الرسل ، واختار مني عليّا ، واختار من عليّ الحسن والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء ، تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وباطنهم . (2)

مقتضب الأثر :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار القمّي قال : حدَّثنا أبو العباس عبداللّه بن جعفر الحميري قال : حدَّثنا أحمد بن هلال قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عمير سنة أربع ومئتين قال : حدَّثني سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ اللّه اختار من الأيام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختار من الناس الأنبياء ، واختار من الأنبياء الرسل ، واختارني من الرسل ، واختار منّي عليّا ، واختار من عليّ الحسن والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء ، ينفون عن التنزيل تحريف الضاليّن وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، تاسعهم باطنهم ، ظاهرهم قائمهم وهو أفضلهم . (3)

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص281 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص256 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نصوص الرسول صلى الله عليه و آله وسلم على الأئمّة عليهم السلام ، ح74 ) .
2- .الغيبة ، الطوسي ، ص143 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص260 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نصوص الرسول صلى الله عليه و آله وسلم على الأئمّة عليهم السلام ، ح80 ) .
3- .مقتضب الأثر ، أحمد بن عيّاش الجوهري ، ص10 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص372 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نصوص الرسول صلى الله عليه و آله وسلم على الأئمّة عليهم السلام ، ح234 ) .

ص: 371

ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تكون تسعة أئمة بعد الحسين بن عليّ عليهماالسلامتاسعهم قائمهم . (1)

كمال الدين :حدَّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضى الله عنهقال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، محمّد بن مسعود العيّاشي قال : حدَّثنا أحمد بن عليّ بن كلثوم قال : حدَّثني الحسن بن علي الدقّاق ، عن محمّد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : يكون بعد الحسين تسعة أئمة ، تاسعهم قائمهم . (2)

الغيبة الطوسي :عبد الواحد بن عبداللّه بن يونس الموصلي قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن رياح الزهري قال : حدَّثنا أحمد بن عليّ الحميري قال : حدَّثنا الحسين بن أيوب عن عبدالكريم بن عمرو ، عن ثابت بن شريح ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام يقول : منّا اثنا عشر محدّثا . (3)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير ، عن الصادق عليه السلام في خبرٍ أنّ النبي صلى الله عليه و آله وسلمقال : أمّا جبرئيل نزل عليَّ وأخبرني أ نّه يؤتى يوم القيامة بقوم إمامهم ضبّ ، فانظروا أن لا تكونوا أولئك ، فإنّ اللّه تعالى يقول : « يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِم بِإِمَ_مِهِمْ » (4) . (5)

تأويل الأيات :حدَّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه

.


1- .الخصال ، ص419 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص392 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نصوص الباقر عليه السلامعلى الأئمّة عليهم السلام ، ح3 ) .
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص350 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص398 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نصوص الصادق على الأئمّة عليهم السلام ، ح5 ) .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص84 ؛ بحار الأنوار ، ج36 ، ص399 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في نصوص الصادق على الأئمّة عليهم السلام ، ح7 ) .
4- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 71 .
5- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج2 ، ص242 ؛ بحار الأنوار ، ج37 ، ص163 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أخبار الغدير ، ح40 ) .

ص: 372

تلا : « سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ ( بولاية عليّ ) لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ » (1) ثم قال : هكذا هي في مصحف فاطمة عليهاالسلام . (2)

تأويل الأيات :وروى محمّد البرقي ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عز و جل : « سَأَلَ سَآل_ءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَ_فِرِينَ ( بولاية عليّ ) لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ » (3) ثم قال : هكذا واللّه نزل بها جبرئيل على النبي ، وهكذا هو مثبت في مصحف فاطمة عليهاالسلام . (4)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن أمير المؤمنين عليه السلامقيل له : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال : نعم ، كنت أنا وعبّاس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام ، قال عثمان بن أبي شيبة : أعطاني رسول اللّه الخزانة ، يعني مفاتيح الكعبة . وقال العبّاس : أعطاني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم السقاية ، وهي زمزم ، ولم يعطكَ شيئا يا عليّ ، قال : فأنزل اللّه : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ وَجَ_هَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ » (5) . (6)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أحدهما في قول اللّه : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ » (7) ؟ قال : نزلت في عليّ وحمزة وجعفر والعبّاس وشيبة ،

.


1- .سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات 1 و 2 .
2- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص723 ؛ بحار الأنوار ، ج37 ، ص176 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام باب في أخبار الغدير ، ح63 ) .
3- .نفس الآية
4- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص723 ؛ بحار الأنوار ، ج37 ، ص176 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أخبار الغدير ، ح63 ) .
5- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 19 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص83 ( ح35 ) ؛ بحار الأنوار ، ج38 ، ص236 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامسبق الناس في الإسلام والإيمان ، ح36 ) .
7- .سورة التوبة ( 19 ) ، الآية 19 .

ص: 373

إنّهم فخروا في السقاية والحجابة فأنزل اللّه : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ _ إلى قوله _ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ » الآية ، فكان عليّ وحمزة وجعفر والعبّاس عليهم السلامالّذين آمنوا باللّه واليوم الآخر ، وجاهدوا في سبيل اللّه ، لا يستوون عند اللّه . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن الحسين عمّن رواه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول : وجّهني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمإلى اليمن والوحي ينزل على النبي صلى الله عليه و آله وسلم بالمدينة ، فحكمت بينهم بحكم اللّه حتّى لقد كان الحكم يظهر (2) ، فقال : صدقوا ، قلت : وكيف ذاك جُعلت فداك ؟ فقال : أمير المؤمنين عليه السلامإذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب اللّه تلقّاه به روح القدس . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبي الحصين الأسدي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : خرج أمير المؤمنين عليه السلامذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة وهو يقول : همهمة وليلة مظلمة ، خرج عليكم الإمام وعليه قميص آدم ، وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى عليه السلام . (4)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهقال : حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته أنا

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص83 ( ح34 ) ؛ بحار الأنوار ، ج38 ، ص237 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب في أ نّه عليه السلامسبق الناس في الإسلام والإيمان ، ح37 ) .
2- .في البحار : « الحكيم يزهر » .
3- .بصائر الدرجات ، ص473 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص156 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب أن اللّه تعالى ناجاه عليه السلام ، ح17 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص198 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص342 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب ما بيّن من مناقب نفسه القدسية ، ح14 ) .

ص: 374

الهادي ، أنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كلّ ضعيف ومأمن كلّ خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وأنا حبل اللّه المتين ، وأنا عروة اللّه الوثقى وكلمة اللّه التقوى ، وأنا عين اللّه ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنبُ اللّه الّذي يقول : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَ_حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنم_بِ اللَّهِ » (1) وأنا يد اللّه المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة ، من عرفني وعرف حقّي فقد عرف ربه لأني وصّي نبيّه في أرضه وحجّته على خلقه ، لا ينكر هذا إلاّ رادّ على اللّه وعلى رسوله . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامأ نّه قال : إنّ عليا عليه السلامملك مافي الأرض وما تحتها فعرضت له السحابان الصعب والذلول ، فاختار الصعب وكان في الصعب ملك ماتحت الأرض ، وفي الذلول ملك مافوق الأرض ، واختار الصعب على الذلول ، فدارت به سبع أرضين ، فوجد ثلاث خرابات وأربع عوامر . (3)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : انتهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلاموهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ، ثمّ قال له : قم يادابة اللّه ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول اللّه ، أيسمّي بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟ فقال : لا واللّه ، ماهو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابة الّتي ذكر اللّه في كتابه : « وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بِ_?ايَ_تِنَا لاَ يُوقِنُونَ » (4) ثم قال : ياعليّ ، إذا كان

.


1- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 56 .
2- .معاني الأخبار ، ص17 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص339 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب مابيّن من مناقب نفسه القدسية ، ح 10 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص429 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص136 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب أنّ اللّه تعالى أقدره عليه السلامعلى سير الآفاق ، ح2 ) .
4- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 82 .

ص: 375

آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة ومعك ميسم (1) تسمّ به أعداءك ، فقال رجلٌ لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون هذه الآية إنّما تكلّمهم ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : كلّمهم اللّه في نار جهنّم ، إنما هو يكلّمهم من الكلام ، والدليل على أن هذا في الرجعة قوله : « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِ_?ايَ_تِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِ_?ايَ_تِى وَ لَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ » . (2) قال : الآيات أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام ، فقال الرجل لأبي عبداللّه عليه السلام : إن العامّة تزعم أن قوله : « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا » عنى يوم القيامة ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : أفيحشر اللّه من كل أُمّة فوجا ويدع الباقين ؟ ! لا ، ولكنه في الرجعة ، وأما آية القيامة فهي : « وَ حَشَرْنَ_هُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا » (3) . (4)

معاني الأخبار :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضى الله عنه قال : حدَّثنا أبي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام يحدّث عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يوما لأصحابه : أيّكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان _ رحمة اللّه عليه _ : أنا يا رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : فأيّكم يُحيي اللّيل ؟ قال سلمان : أنا يا رسول اللّه . قال فأيّكم يختم القرآن في كلّ يوم ؟ فقال سلمان : أنا يارسول اللّه . فغضب بعض أصحابه فقال : يا رسول اللّه ، إنّ سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا ، قلتَ : أيّكم يصوم الدهر ؟ قال : أنا ، وهو أكثر أيّامه يأكل ! وقلتَ : أيّكم يُحيي الليل ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليله نائم ! وقلتَ : أيّكم يختم القرآن في كلّ يوم ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر أيامه صامت ! فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَهْ يا فلان ، أ نى لك بمثل لقمان

.


1- .الميسم : الحديدة أو الآية الّتي يوسم بها .
2- .سورة النمل (27) ، الآيات 83 و 84 .
3- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 47 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص130 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص243 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب ما يعاين من فضله عليه السلام عند الموت ، ح31 ) .

ص: 376

الحكيم ، سَلْهُ فإنّه يُنبِّئكَ ، فقال الرجل لسلمان : يا عبداللّه ، أليس زعمتَ أ نّك تصوم الدهر ؟ فقال : نعم ، فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل ! فقال : ليس حيث تذهب ، إنّي أصوم الثلاثة فى الشهر ، وقال اللّه عز و جل : « مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا » (1) وأَصِلُ شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر ، فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟ فقال : نعم ، فقال : أنك أكثر لَيلِكَ نائم ! فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول : « من باتَ على طُهْر فكأ نّما أحيا الليل » ، فأنا أبيت على طُهر ، فقال : أليس زعمت أ نّك تختم القرآن في كلّ يوم ؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر أيامك صامت ! فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعتُ حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام : « يا أبا الحسن ، مَثلُكَ في اُمّتي مَثلُ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان ، والّذي بعثني بالحق يا عليّ ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عُذّب أحد بالنار » ، وأنا أقرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » في كلّ يوم ثلاث مرّات . فقام فكأ نّه قد اُلقم حَجَرا . (2)

فضائل الشيعة :الصدوق رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام (3) قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ياعليّ ، إنَّ اللّه وهبك حبَّ المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك ، وويلٌ لمن أبغضك وكذّب عليك . ياعليّ ، أنت العالم بهذه الاُمّة ، من أحبّك فاز ومن أبغضك هلك . ياعليّ ، أنا المدينة وأنت بابها ، فهل تؤتي المدينة إلاّ من بابها ؟

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 160 .
2- .معاني الأخبار ، ص235 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص270 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب إنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ونفاق ، ح46 ) .
3- .« عن آبائه عن أمير المؤمنين » أوردناها من البحار .

ص: 377

ياعليّ ، أهل مودَّتك كلُّ أوّاب حفيظ وكلُّ ذي طمر ، لو أقسم على اللّه لبرَّ قسمه . ياعليّ ، إخوانك كلُّ طاهر وزكي (1) مجتهد ، يحبّ فيك ويبغض فيك ، محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عنداللّه . ياعليّ ، محبّوك جيران اللّه في دار الفردوس ، لا يتأسّفون على ما خلّفوا من الدنيا . ياعليّ ، أنا ولي لمن واليت وأنا عدوٌّ لمن عاديت . ياعليّ ، من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني . ياعليّ ، إخوانك الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانية في وجوههم . ياعليّ ، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض ، وعند الصراط إذا سُئل سائر الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا . ياعليّ ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وحربي حرب اللّه ، مَن سالمك فقد سالم اللّه عز و جل . ياعليّ ، بشِّر إخوانك بأنَّ اللّه قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليّا . ياعليّ ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين . ياعليّ ، شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام للّه دين ، ولولا مَن في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها . ياعليّ ، لك كنزٌ في الجنّة ، وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تُعرف بحزب اللّه . ياعليّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة اللّه من خلقه . ياعليّ ، أنا أوَّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثمَّ سائر الخلق . ياعليّ ، أنت وشيعتك على الحوض تَسقون من أحببتم وتَمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش ، يفزع الناس ولا تُفزعون ، ويحزن

.


1- .نسخة بدل : « طاو و زاك » .

ص: 378

الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : « إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَ_ل_ءِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَ هُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَ__لِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّ_ل_هُمُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ هَ_ذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ » . (1) ياعليّ ، أنت وشيعتك تُطلبون في الموقف ، وأنتم في الجنان تتنعّمون . ياعليّ ، إنَّ الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم ، وإنَّ حملة العرش والملائكة المقرَّبون ليخصّونكم بالدعاء ، ويسألون اللّه بمحبّتكم ، ويفرحون لمن قدم عليهم منهم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة . ياعليّ ، شيعتك الّذين يخافون اللّه في السرّ وينصحونه في العلانية . ياعليّ ، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات ؛ لأ نّهم يلقون اللّه وما عليهم من ذنب . ياعليّ ، إنَّ أعمال شيعتك تعرض عليَّ كلَّ يوم جمعة ، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم ، وأستغفر لسيّئاتهم . ياعليّ ، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكلّ خير ، وكذلك في الإنجيل ، فاسأل أهل الإنجيل وأهل الكتاب يخبروك عن « إليا » مع علمك بالتوراة والإنجيل ، وما أعطاك اللّه عز و جل من علم الكتاب ، وإنَّ أهل الإنجيل ليتعاظمون « إليا » وما يعرفون شيعته ، وإنّما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم . ياعليّ ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير ، فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا . ياعليّ ، أرواح شيعتك تصعد إلى السماء في رقادهم ، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ، ولما يرون من منزلتهم عند اللّه عز و جل . ياعليّ ، قل لأصحابك العارفين بك يتنزَّهون عن الأعمال الّتي تعرفها يقارفها

.


1- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآيات 101 _ 103 .

ص: 379

عدوُّهم ، فما من يوم ولا ليلة إلاّ ورحمة من اللّه تغشاهم فليجتنبوا الدنس . ياعليّ ، اشتدَّ غضبُ اللّه على من قلاهم وبرئ منك ومنهم ، واستبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوّك ، وتركك وشيعتك ، واختار الضلال ، ونصب الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ، ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا . ياعليّ ، اقرأهم منّي السلام من لم أرَ ولم يرني ، وأعلمهم أنهم إخواني الّذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علْمي إلى من يبلغ القرون من بعدي ، وليتمسّكوا بحبل اللّه وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فإنّا لانخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أنّ اللّه عنهم راضٍ ، وأ نّه يباهي بهم ملائكته ، وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته ، ويأمر الملائكة أن يستغفروا لهم . ياعليّ ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني اُحبّك فأحبّوك لحبّي إيّاك ، ودانوا اللّه عز و جل بذلك ، وأعطوك صفو المودّة من قلوبهم ، واختاروك على الآباء والاخوة والأولاد ، وسلكوا طريقك وقد حُملوا على المكاره فينا فأبوا إلاّ نصرنا ، وبذلوا المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك ، فكن بهم رحيما واقنع بهم ، فإنّ اللّه اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق ، وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرَّنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقّنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسّكين بحبلنا ، لايؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم وميل الشيطان بالمكاره عليهم ، أيّدهم اللّه وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلالة متحيّرون في الأهواء ، عموا عن المحجّة وما جاء من عند اللّه ، فهم يمسون ويصبحون في سخط اللّه ، وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة ، لايستأنسون إلى من خالفهم ، ليست الدنيا منهم وليسوا منها ، اُولئك مصابيح الدُجى ، اُولئك مصابيح الدجى ، اُولئك مصابيح الدجى . (1)

.


1- .فضائل الشيعة ، الصدوق ، ص13 ؛ بحار الأنوار ، ج39 ، ص307 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب أنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ونفاق ، ح122 ) .

ص: 380

أمالي الطوسي :جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبداللّه الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة قال : حدَّثني مؤدّبي عبداللّه بن أحمد بن نهيك الكوفي قال : حدَّثنا محمّد بن زياد ، عن ابن أبي عمير قال : حدَّثنا عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد عليه السلامعن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ياعليّ ، إنّه لمّا اُسري بي إلى السماء تلقّتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتّى لقيني جبرئيل عليه السلام في محفل من الملائكة فقال : يامحمّد ، لو اجتمعت اُمّتك على حبّ عليّ ماخلق اللّه عز و جل النّار . ياعليّ ، إنَّ اللّه _ تبارك وتعالى _ أشهدك معي في سبعة مواطن حتّى آنست بك . أمّا أوّل ذلك : فليلة اُسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل عليه السلام : أين أخوك يا محمّد ؟ فقلت : ياجبرئيل خلّفته ورائي ، فقال : ادع اللّه عز و جل فليأتك به ، فدعوت اللّه عز و جل فإذا مثالك معي وإذا الملائكة وقوفا صفوفا ، فقلت : ياجبرئيل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الّذين يباهي اللّه عز و جل بهم يوم القيامة ، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة . والثاني : حين اُسري بي إلى ذي العرش عز و جل فقال لي جبرئيل عليه السلام : أين أخوك يامحمّد ؟ فقلت : خلّفته ورائي ، قال : ادع اللّه عز و جل ، فليأتك به فدعوت اللّه عز و جل فإذا مثالك معي ، وكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها . والثالث : حين بُعثت للجن فقال لي جبرئيل عليه السلام : أين أخوك ؟ فقلت : خلّفته ورائي ، فقال : ادع اللّه عز و جل فليأتك به ، فدعوت اللّه عز و جل فإذا أنت معي ، فما قلت لهم شيئا ولا ردّوا عليَّ شيئا إلاّ سمعته ووعيته . والرابع : خصّصنا بليلة القدر وأنت معي فيها وليست لأحد غيرنا . والخامس : ناجيتُ اللّه عز و جل ومثالك معي ، فسألت فيك خصالاً أجابني إليها إلاّ النبوّة فإنّه قال : خصّصتها بك وختمتها بك . والسادس : لمّا طفت بالبيت المعمور كان مثالك معي .

.

ص: 381

والسابع : هلاك الأحزاب على يدي وأنت معي . ياعليّ ، إنّ اللّه أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثمَّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمّة من ولدهما على رجال العالمين . ياعليّ ، إنّي رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن ، فآنست بالنظر إليه ، إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء وجدت على صخرتها « لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، أيّدته بوزيره ونصرته به » فقلت : ياجبرئيل ، ومَن وزيري ؟ قال : عليّ بن أبي طالب ، فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها « لا إله إلاّ اللّه أنا وحدي ومحمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره ونصرته به » فقلت : يا جبرئيل ، ومن وزيري ؟ فقال : عليّ بن أبي طالب . فلمّا جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش « أنا اللّه لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به » . ياعليّ ، إنّ اللّه عز و جل أعطاني فيك سبع خصال : أنت أوّل من ينشقّ القبر عنه معي ، وأنت أوّل من يقف معي على الصراط فيقول للنّار : خذي هذا فهو لك وذري هذا فليس هو لك ، وأنت أوّل من يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حييت ، وأنت أوّل من يقف معي عن يمين العرش ، وأوّل من يقرع معي باب الجنّة ، وأوّل من يسكن معي علّييّن ، وأوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي « خِتَ_مُهُو مِسْكٌ وَ فِى ذَ لِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَ_فِسُونَ » (1) . (2)

الخصال :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنهم قالوا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن

.


1- .سورة المطففين ( 83 ) ، الآية 26 .
2- .الأمالي ، الطوسي ، ص643 ؛ بحار الأنوار ، ج40 ، ص35 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب جوامع مناقبه عليه السلام ، ح7 ) .

ص: 382

الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان في ذؤابة سيف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمصحيفة صغيرة ، فقلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أيّ شيء كان في تلك الصحيفة ؟ قال : هي الأحرف الّتي يفتح كل حرف منها ألف حرف . قال أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : فما خرج منها إلاّ حرفان حتّى الساعة . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن ياسين الضرير ، عن حريز ، عن أبي بصير قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ فرض العلم عن ستة أجزاء ، فاعطى عليّا منه خمسة أجزاء ، وله سهم في الجزء الآخر من الناس . (2)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أراد قوم على عهد أبي بكر أن يبنوا مسجدا بساحل عدن ، فكان كلّما فرغوا من بنائه سقط فعادوا إليه فسألوه ، فخطب وسأل الناس وناشدهم إن كان عند أحدٍ منكم علم هذا فليقل ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : احتفروا في ميمنته وميسرته في القبلة فإنه يظهر لكم قبران مكتوب عليهما : « أنا رضوى وأختي حباء ، متنا لا نشرك باللّه العزيز الجبّار » ، وهما مجرّدتان ، فاغسلوهما وكفّنوهما وصلّوا عليهما وادفنوهما ، ثم ابنوا مسجدكم فإنه يقوم بناؤه ، ففعلوا ذلك فكان كما قال عليه السلام . (3)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن عمران بن ميثم أو صالح بن ميثم ، عن أبيه قال : أتت امرأة مجح (4) أمير المؤمنين عليه السلام فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّي زنيت فطهّرني طهّرك اللّه ، فإنّ عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة الّذي لاينقطع ، فقال لها : ممّا اُطهّرك ؟ فقالت : إنّي زنيت ،

.


1- .الخصال ، ص649 ؛ بحار الأنوار ، ج40 ، ص133 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب أنّ النبي صلى الله عليه و آله وسلم علّمه ألف باب ، ح15 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص538 ؛ بحار الأنوار ، ج40 ، ص143 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب أنّ النبي صلى الله عليه و آله وسلمعلّمه ألف باب ، ح48 ) .
3- .اقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج2 ، ص179 ؛ بحار الأنوار ، ج40 ، ص221 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب قضاياه وماهدى قومه إليه ممّا اُشكل عليهم ، ح4 ) .
4- .بالجيم ثم الحاء المهملة الحامل الّتي قرب وضع حملها وعظم بطنها . ( بحار الأنوار )

ص: 383

فقال لها : أوَ ذات بعل أنت أم غير ذلك ؟ فقالت : بل ذات بعل ، فقال لها أفحاضر كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم غائبا كان عنك ؟ فقالت : بل حاضرا ، فقال لها : انطلقي فضعي ما في بطنك ثمّ ائتني اُطهّرك ، فلمّا ولّت عنه المرأة فصارت حيث لاتسمع كلامه قال : اللّهمَّ إنّها شهادة . فلم يلبث أن أتته فقالت : قد وضعت فطهّرني ، قال : فتجاهل عليها ، فقال : اُطهّرك يا أمة اللّه ممّاذا ؟ فقالت : إنّي زنيت فطهّرني ، فقال : وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت ؟ قالت : نعم ، قال : وكان زوجك حاضرا أم غائبا ؟ قالت : بل حاضرا ، قال : فانطلقي فارضعيه حولين كاملين كما أمرك اللّه ، قال : فانصرفت المرأة ، فلمّا صارت من حيث لا تسمع كلامه قال : اللّهمَّ إنّهما شهادتان . قال : فلمّا مضى حولان أتت المرأة فقالت : قد أرضعته حولين فطهّرني يا أمير المؤمنين ، فتجاهل عليها وقال : اُطهرّك ممّاذا ؟ فقالت : إنّي زنيت فطهّرني ، قال : وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت ؟ فقالت : نعم ، قال : وبعلك غائب عنك إذ فعلت ما فعلت أو حاضر ؟ قالت : بل حاضر ، قال : فانطلقي فاكفليه حتّى يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردّى من سطح ولا يتهوَّر في بئر ، قال : فانصرفت وهي تبكي ، فلمّا ولّت فصارت حيث لا تسمع كلامه قال : اللّهمَّ إنّها ثلاث شهادات . قال : فاستقبلها عمرو بن حريث المخزومي فقال لها : ما يبكيك يا أمة اللّه وقد رأيتك تختلفين إلى عليّ تسألينه أن يطهّرك ؟ فقالت : إنّي أتيت أمير المؤمنين عليه السلامفسألته أن يطهّرني فقال : اكفلي ولدك حتّى يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردّى من سطح ولا يتهوَّر في بئر ، وقد خفت أن يأتي عليَّ الموت ولم يطهّرني ، فقال لها عمرو بن حريث : ارجعي إليه فأنا أكفله ، فرجعت فأخبرت أمير المؤمنين عليه السلامبقول عمرو ، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلاموهو متجاهل عليها : ولِمَ يكفل عمرو ولدك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّي زنيت فطهّرني ، فقال : وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت ؟ قالت : نعم ، قال : أفغائبا كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم حاضرا ؟ فقالت : بل حاضرا ، قال :

.

ص: 384

فرفع رأسه إلى السماء وقال : اللّهمَّ إنّه قد ثبت لك عليها أربع شهادات ، وإنّك قد قلت لنبيّك صلى الله عليه و آله وسلم فيما أخبرته به من دينك : « يا محمّد ، من عطّل حدًّا من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادَّتي » ، اللّهمَّ فانّي غير معطّل حدودك ولا طالب مضادَّتك ولا مضيّع لأحكامك ، بل مطيع لك ومتّبع سنّة نبيّك ، قال : فنظر إليه عمرو بن حريث وكأ نّما الرمّان يفقأ في وجهه ، فلمّا رأى ذلك عمرو قال : يا أمير المؤمنين ، إنّني إنّما أردت أن أكفله إذ ظننت أ نك تحبُّ ذلك ، فأمّا إذا كرهته فإنّي لست أفعل ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أبعد أربع شهادات باللّه ! لتكفلنّه وأنت صاغر ، فصعد أمير المؤمنين عليه السلامالمنبر فقال : يا قنبر ، نادِ في الناس الصلاة جامعة ، فنادى قنبر في الناس ، فاجتمعوا حتّى غصّ المسجد بأهله . وقام أمير المؤمنين _ صلوات اللّه عليه _ فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّ إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحدّ إن شاء اللّه ، فعزم عليكم أمير المؤمنين لمّا خرجتم وأنتم متنكّرون ومعكم أحجاركم ، لا يتعرَّف أحد منكم إلى أحد حتّى تنصرفوا إلى منازلكم إن شاء اللّه ، قال : ثمّ نزل ، فلمّا أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة ، وخرج الناس متنكّرين متلثّمين بعمائمهم وبأرديتهم ، والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتّى انتهى بها والناس معه إلى الظهر بالكوفة ، فأمر أن يحفر لها حفيرة ، ثمّ دفنها فيها ، ثمّ ركب بغلته وأثبت رجليه في غرز الركاب ، ثمّ وضع إصبعيه السبّابتين في اُذنيه ، ثمّ نادى بأعلى صوته : يا أيّها الناس ، إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ عهد إلى نبيّه صلى الله عليه و آله وسلمعهدا عهده محمّد صلى الله عليه و آله وسلم إليَّ بأ نّه لا يقيم الحدّ مَن للّه عليه حدّ ، فمن كان للّه عليه حدّ مثل ماله عليها فلا يقيم عليها الحدّ ، قال : فانصرف الناس يومئذٍ كلّهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام ، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحدَّ يومئذٍ ومامعهم غيرهم ؛ قال : وانصرف فيمن انصرف يومئذٍ محمّد ابن أمير المؤمنين . (1)

.


1- .الكافي ، ج7 ، ص187 ( كتاب الحدود ، باب آخر من صفة الرجم ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج40 ، ص290 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب قضاياه وماهدى قومه إليه ممّا اُشكل عليه ، ح65 ) .

ص: 385

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن عمرو بن عثمان ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لقد قضى أمير المؤمنين _ صلوات اللّه عليه _ بقضية ماقضى بها أحد كان قبله ، وكانت أول قضية قضى بها بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وذلك أ نّه لمّا قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم واُفضي الأمر إلى أبي بكر اُتي برجل قد شرب الخمر فقال له أبو بكر : أشربت الخمر ؟ فقال الرجل : نعم ، فقال : لِمَ شربتها وهي محرّمة ؟ فقال : إنني لمّا أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلّونها ، ولو أعلم إنها حرام فأجتنبها . قال : فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال : ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل ؟ فقال : معضلة وأبو الحسن لها ، فقال أبو بكر : ياغلام ، ادع لنا عليّا ، قال عمر : بل يؤتى الحكم في منزله ، فأتوه ومعه سلمان الفارسي ، فأخبره بقصّة الرجل ، فاقتصَّ عليه قصّته ، فقال عليّ عليه السلام لأبي بكر : إبعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين والأنصار ، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شيء عليه ، ففعل أبو بكر بالرجل ما قال عليّ عليه السلام ، فلم يشهد عليه أحد فخلّى سبيله ، فقال سلمان لعليّ عليه السلام : لقد أرشدتهم ، فقال عليّ عليه السلام : إنّما أردت أن اُجدّد تأكيد هذه الآية فيَّ وفيهم « أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ » (1) . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفقال له أبو بصير : ما تقول في الصلاة في شهر رمضان ؟ فقال : لشهر رمضان حرمة وحق لا يشبه شيء من الشهور ، صلِّ ما استطعت في شهر رمضان تطوعا بالليل والنهار ، فإن استطعت أن تصلّي في كل يوم وليلة ألف ركعة [ فافعل ] ، إن عليا في آخر عمره كان

.


1- .سورة يونس ( 10 ) ، الآية 35 .
2- .الكافي ، ج7 ، ص249 ( كتاب الحدود ، باب من زنى أو سرق أو شرب الخمر بجهالة لا يعلم آنها محرقه ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج40 ، ص299 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب قضاياه وماهدى قومه إليه ممّا اُشكل عليهم ، ح74 ) .

ص: 386

يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ، فصلِّ يا أبا محمّد زيادة رمضان ، فقلت : كم جُعلت فداك ؟ فقال : في عشرين ليلة تصلّي في كلّ ليلة عشرين ركعة ثماني ركعات قبل العتمة ، واثنتا عشرة ركعة بعدها ، سوى ما كنت تصلّي قبل ذلك ، فإذا دخل العشر الأواخر فصلّ ثلاثين ركعة في كلّ ليلة ثماني ركعات قبل العتمة ، واثنين وعشرين ركعة بعدها سوى ما كنت تفعل قبل ذلك . (1)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : « وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ » (2) قال : عليّ أمير المؤمنين : أفضلهم ، وهو ممّن ينفق ماله ابتغاء مرضات اللّه . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن فضّال جميعا ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبيبصير قال: بلغ أمير المؤمنين عليه السلامأنّ طلحة والزبير يقولان : ليس لعليّ مال . قال : فشقّ ذلك عليه ، فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّته حتّى إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مئة ألف درهم ، فنشرت بين يديه ، فأرسل إلى طلحة والزبير فأتياه فقال لهما : هذا المال واللّه لي ، ليس لأحد فيه شيء ، وكان عندهما مصدقا . قال : فخرجا من عنده وهما يقولان : إنّ له مالاً . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن عبداللّه بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن فاطمة بنت علي ، عن أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع واُمّها زينب بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قالت : أتاني أمير المؤمنين

.


1- .الكافي ، ج4 ، ص154 ( كتاب الصيام ، باب ما يزاد من الصلاة في شهر رمضان ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص23 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب عبادته وخوفه عليه السلام ، ح16 ) .
2- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 265 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص148 ( ح486 ) ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص35 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب سخاؤه وإنفاقه وايثاره عليه السلام ، ح10 ) .
4- .الكافي ، ج6 ، ص440 ( كتاب الزيّ والتحمّل ، باب التجمل واظهار النعمة ، ح11 ) ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص125 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلامباب جوامع مكارم أخلاقه عليه السلام ، ح35 ) .

ص: 387

عليّ عليه السلام في شهر رمضان فأتي بعشاء وتمر وكمأة فأكل عليه السلاموكان يحبّ الكمأة . (1)

كشف اليقين :حدَّثني الشريف أبو الحسن محمّد بن جعفر المحمّدي قراءةً عليه فأقر به ، قال : أخبرنا محمّد بن وهبان الهنائي قال : أخبرنا أحمد بن أبي دجانة عن الرزاز قال : أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال : حدَّثنا أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبي سمينة ، عن عليّ بن عبداللّه الخيّاط ، عن الحسن بن عليّ الأسدي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مُدّ الفرات عندكم على عهد عليّ عليه السلامفأقبل إليه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين ، نحن نخاف الغرق ؛ لأن الفرات قد جاء من الماء مالم يُرَ مثله وقد امتلأت جنبتاه فاللّه اللّه . فركب أمير المؤمنين عليه السلام والناس معه وحوله يمينا وشمالاً ، فمرّ بمسجد ثقيف فغمزه بعض شبّانهم ، فالتفت إليهم مغضبا فقال : صغار الخدود ، لئام الجدود ، بقية ثمود ، من يشتري مني هؤلاء الأعبد ؟ فقام إليه مشايخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين ، إنّ هؤلاء شبّان لا يعقلون ماهم فيه فلا تؤاخذنا بهم ، فواللّه إنّنا كنا لهذا لكارهين ، ومامنّا أحد يرضى هذا الكلام لك ، فاعف عنّا عفا اللّه عنك ، قال : فكأ نّه عليه السلاماستحى فقال : لست أعفو عنكم إلاّ على أن لا أرجع حتّى تهدموا مجلسكم وكل كوة وميزاب وبالوعة إلى طريق المسلمين ، فإنّ هذا أذى للمسلمين ، فقالوا : نحنُ نفعل ذلك ، فمضى وتركهم ، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به حتّى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف والناس ينظرون فتكلّم بالعبرانية كلاما [ فضربه بقضيب كان معه وزجره ] ، ونزل الفرات ذراعا فقال : حسبكم ؟ ، قالوا : زدنا ، فضربه بقضيب كان معه وإذا بالحيتان فاغرة أفواهها ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، عرضت ولايتك علينا فقبلناها ماخلا الجرّي والمارماهي والزمّار ، فقال عليه السلام : إنّ بني إسرائيل لمّا تفرقوا عن المائدة فمن كان أخذ منهم برا كان منهم القردة والخنازير ،

.


1- .الكافي ، ج6 ، ص370 ( كتاب الأطعمة ، باب الكمأة ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص158 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب جوامع مكارم أخلاقه عليه السلام ، ح51 ) .

ص: 388

ومن أخذ منهم بحرا كان الجرّي والمارماهي والزمّار . ثم أقبل الناس عليه فقالوا : هذه رمّانة مارأينها مثلها قطّ جاء بها الماء وقد أحبست الجسر من عظمها وكبرها ، فقال : هذه رمّانة من رمّان الجنّة ، فدعا بالرجال والحبال فأخرجوها ، فما بقي بيت بالكوفة إلاّ دخله منها شيء . (1)

الخرائج :الصفّار ، عن أبي بصير ، عن جذعان بن نصر : حدَّثنا البرقي محمّد بن خالد : حدَّثنا محمّد بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : بينا عليّ عليه السلامبالكوفة [ إذ ] أحاطت به اليهود فقالوا : أنت الّذي تزعم أن الجرّي منّا معشر اليهود ثم مسخ ؟ فقال لهم : نعم ، ثم ضرب يده إلى الأرض فتناول منها عودا فشقّه باثنين وتكلّم عليه بكلام وتفل عليه ثم رمى [ به ]في الفرات ، فإذا الجرّي يتراكب بعضه على بعض ويقول بصوت عالٍ إلى أمير المؤمنين عليه السلام : نحن طائفة من بني إسرائيل عُرضت علينا ولايتكم ، فأبينا أن نقبلها فمسخنا اللّه جرّيا . (2)

الخرائج :روى أبو بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : أراد قوم بناء مسجد بساحل عدن فكلّما بنوه سقط ، فأتوا أبا بكر فقال : استوثقوا من البناء وافعلوا ، ففعلوا وأحكموا فسقط ، فعادوا إليه فسألوه ، فخطب الناس وناشدهم : إن كان لواحد منكم به علم فليقل ، فقال عليّ عليه السلام : احتفروا في ميمنة القبلة وميسرتها فإنّه يظهر لكم قبران عليهما كوبة (3) مكتوب عليها : « أنا رضوي واُختي حيّا ابنتا تبّع ، متنا لا نشرك باللّه شيئا » فاغسلوهما وكفّنوهما ، وصلّوا عليهما وادفنوهما ، ثم ابنو مسجدكم فإنّه يقوم بناؤه ، ففعلوا فكان كذا ، فقام البناء . (4)

.


1- .كشف اليقين ، ابن طاووس الحسني ، ص416 ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص236 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب ماظهر من معجزاته في انقياد الحيوانات ، ح8 ) .
2- .الخرائج ، ج2 ، ص824 ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص241 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب ما ظهر من معجزاته في انقياد الحيوانات ، ح11 ) .
3- .الكوبة : حجر مدوّر .
4- .الخرائج ، ج1 ، ص190 ؛ بحار الأنوار ، ج41 ، ص297 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب إخباره بالغائبات وعلمه باللغات ، ح22 ) .

ص: 389

إختيار معرفة الرجال :وجدتُ بخطّ جبرئيل بن أحمد : حدَّثني محمّد بن عبداللّه بن مهران ، عن محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبداللّه الحنّاط ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : كان أبو خالد الكابلي يخدم محمّد بن الحنفية دهرا وما كان يشكّ في أ نّه إمام حتّى أتاه ذات يوم فقال له : جُعلت فداك ! إنّ لي حرمة وموّدة وانقطاعا فأسألك بحرمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمير المؤمنين عليه السلامإلاّ أخبرتني أنت الإمام الّذي فرض اللّه طاعته على خلقه ؟ قال : فقال : يا أبا خالد ، حلّفتني بالعظيم ؟ الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام عليَّ وعليك وعلى كل مسلم ، فأقبل أبو خالد لمّا أن سمع ماقاله محمّد بن الحنفية ، وجاء إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، فلمّا استأذن عليه فاُخبر أنّ أبا خالد بالباب فاذن له ، فلمّا دخل عليه دنا منه قال : مرحبا بك يا كنكر ، ما كنت لنا بزائر ما بدالك فينا ؟ فخرَّ أبو خالد ساجدا شكرا للّه تعالى ممّا سمع من عليّ بن الحسين عليهماالسلامفقال : الحمد للّه الّذي لم يمتني حتّى عرفت إمامي ، فقال له عليّ بن الحسين عليهماالسلام : وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد ؟ قال : إنّك دعوتني باسمي الّذي سمّتني أُمّي الّتي ولدتني ، وقد كنت في عمياء من أمري ، ولقد خدمت محمّد بن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك إلاّ وأ نّه إمام ، حتّى إذا كان قريبا سألته بحرمة اللّه وبحرمة رسوله وبحرمة أمير المؤمنين عليه السلامفأرشدني إليك وقال : هو الإمام عليَّ وعليك وعلى خلق اللّه كلّهم ، ثم أذنت لي ، فجئت فدنوت منك وسمّيتني باسمي الّذي سمّتني اُمّي فعلمتُ أنك الإمام الّذي فرض اللّه طاعته عليَّ وعلى كل مسلم . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : كبّر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على حمزة سبعين تكبيرة ، وكبّر عليّ _ عليه الصلاة والسلام _ على

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص336 ؛ بحار الأنوار ، ج42 ، ص94 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلامأحوال أولاده وأزواجه ، ح23 ) .

ص: 390

سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة . قال : كبّر خمسا خمسا كلّما أدركه الناس قالوا : ياأمير المؤمنين ، لم ندرك الصلاة على سهل ، فيضعه فيكبّر عليه خمسا حتّى انتهى إلى قبره خمس مرّات . (1)

قصص الأنبياء :عن ابن بابويه : حدَّثنا أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه إبراهيم بن هشام ، عن عليّ بن معبد ، عن عليّ بن عبدالعزيز ، عن يحيى بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه _ صلوات اللّه عليه _ ، قال : بعث هشام بن عبدالملك إلى أبي عليه السلام ، فأشخصه إلى الشام ، فلمّا دخل عليه قال له : يا أبا جعفر ، إنّما بُعثت إليك لأسألك عن مسألة لم يصلح أن يسألك عنها غيري ، ولا ينبغي أن يعرف هذه المسألة إلاّ رجل واحد ، فقال له أبي : يسألني أمير المؤمنين عمّا أحبّ ، فان علمت أجبتهُ ، وإن لم أعلم قلت : لا أدري ، وكان الصدق أولى بي . فقال هشام : أخبرني عن الليلة الّتي قُتل فيها عليّ بن أبي طالب ، بما استدلّ الغائب عن المصر الّذي قتل فيه على ذلك ؟ وما كانت العلامة فيه للنّاس ؟ وأخبرني هل كانت لغيره في قتله عبرة ؟ فقال له أبي : إنّه لمّا كانت الليلة الّتي قتل فيها عليّ _ صلوات اللّه عليه _ لم يرفع عن وجه الأرض حجرٌ إلاّ وجد تحته دم عبيط حتّى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة الّتي فُقد فيها هارون أخو موسى عليهماالسلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها يوشع بن نون ، وكذلك كانت الليلة الّتي رُفع فيها عيسى بن مريم عليهماالسلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي قتل فيها الحسين صلوات اللّه عليه . فتربّد وجه هشام ، وامتقع لونه ، وهمّ أن يبطش بأبي فقال له أبي : ياأمير المؤمنين ، الواجب على الناس الطاعة لإمامهم والصدق له بالنصيحة ، وأنّ الّذي دعاني إلى ما أجبت به أمير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي بما يجب له من الطاعة ، فليحسن ظنّ أمير المؤمنين ، فقال له هشام : أعطني عهد اللّه وميثاقه ألا ترفع هذا الحديث إلى أحدٍ ما

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص186 ( كتاب الجنائز ، باب من زاد على خمس تكبيرات ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج42 ، ص159 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلامأحوال سائر أصحابه عليه السلام ، ح28 ) .

ص: 391

حييت ، فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه . ثمّ قال هشام : انصرف إلى أهلك إذا شئت ، فخرج أبي متوجّها من الشام نحو الحجاز ، وأبرد هشام بريدا وكتب معه إلى جميع عمّاله ما بين دمشق إلى يثرب يأمرهم أن لا يأذنوا لأبي في شيءٍ من مدينتهم ، ولا يبايعوه في أسواقهم ، ولا يأذنوا له في مخالطة أهل الشام حتّى ينفذ إلى الحجاز ، فلمّا انتهى إلى مدينة مدين ومعه حشمه ، وأتاهم بعضهم فأخبرهم أنّ زادهم قد نفد ، وأ نّهم قد منعوا من السوق ، وأنّ باب المدينة أُغلق . فقال أبي : فعلوها ! ائتوني بوضوءٍ ، فأُتي بماءٍ فتوضّأ ، ثمّ توكّأ على غلام له ، ثمّ صعد الجبل حتّى إذا صار في ثنيّةٍ استقبل القبلة ، فصلّى ركعتين ، فقام وأشرف على المدينة ، ثمّ نادى بأعلى صوته ، وقال : « وَ إِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَ_قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَ_هٍ غَيْرُهُو وَ لاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ إِنِّى أَرَل_كُم بِخَيْرٍ وَ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * وَ يَ_قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَ لاَ تَعْثَوْاْ فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ » (1) . ثمّ وضع يده على صدره ، ثمّ نادى بأعلى صوته :« أنا واللّه بقيّة اللّه ، أ نّا واللّه بقيّة اللّه » . قال : وكان في أهل مدين شيخ كبير قد بلغ السن وأدبته التجارب ، وقد قرأ الكتب ، وعرفه أهل مدين بالصلاح ، فلمّا سمع النّداء قال لأهله : أخرجوني ، فحُمل ووضع وسط المدينة ، فاجتمع الناس إليه ، فقال لهم : ما هذا الّذي سمعته من فوق الجبل ؟ قالوا : هذا رجل يطلب السوق فمنعه السلطان من ذلك وحال بينه وبين منافعه ، فقال لهم الشيخ : تطيعونني ؟ قالوا : اللّهمَّ نعم ، قال : قوم صالح ، إنّما ولي عقر الناقة منهم رجل واحد ، وعذّبوا جميعا على الرضا بفعله ، وهذا رجل قد قام مقام شعيب ، ونادى مثل نداء شعيب _ صلوات اللّه عليه _ ، وهذا رجل ما بعده ، فارفضوا السلطان وأطيعوني ، وأخرجوا إليه بالسوق فاقضوا حاجته ، وإلاّ لم آمن واللّه عليكم

.


1- .سورة هود ( 11 ) ، الآيات 84 _ 86 .

ص: 392

الهلكة ، قال : ففتحوا الباب وأخرجوا السوق إلى أبي ، فاشتروا حاجتهم ودخلوا مدينتهم ، وكتب عامل هشام إليه بما فعلوه ، وبخبر الشيخ ، فكتب هشام إلى عامله بمدين بحمل الشيخ إليه ، فمات في الطريق رضى الله عنه . (1)

.


1- .قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص146 ؛ بحار الأنوار ، ج42 ، ص302 ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ماوقع بعد شهادته عليه السلام ، ح2 ) .

ص: 393

تاريخ فاطمة الزهراء سيدة نساء

تاريخ فاطمة الزهراء سيدة نساء عليهاالسلامدلائل الإمامة :حدَّثنا محمّد بن عبداللّه قال : حدَّثنا أبو علي محمّد بن همام قال : روى أحمد بن محمّد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمّي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبداللّه بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : ولدت فاطمة في جمادى الآخرة ، يوم العشرين منه ، سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، فأقامت بمكّة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما ، وقُبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : رأت فاطمة عليهاالسلامفي النوم كأنّ الحسن والحسين ذُبحا أو قُتلا فأحزنها ذلك ، قال : فأخبرت به رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفقال : يا رؤيا ، فتمثلت بين يديه ، قال : أرأيت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : لا ، فقال : يا أضغاث ، أنت أرأيت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : نعم يا رسول اللّه ، قال : فما أردت بذلك ؟ قالت : أردت أن اُحزنها ، فقال لفاطمة : اسمعي ليس هذا بشيء . (2)

.


1- .دلائل الإمامة ، الطبري ، ص79 ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص9 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب ولادتها وحليتها وشمائلها عليهاالسلام ، ح16 ) .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص179 ( ح 31 ) ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص91 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب سيرها ومكارم أخلاقها عليهاالسلام ، ح15 ) .

ص: 394

أمالي الطوسي :الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدَّثنا أبو عبداللّه محمّد بن وهبان قال : حدَّثنا أبو القاسم عليّ بن حبشي قال : حدَّثنا أبو الفضل العباس بن محمّد بن الحسين قال : حدَّثني أبي قال : حدَّثنا صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن إسحاق بن عمّار وأبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ أمهر فاطمة عليهاالسلام ربع الدنيا فربعها لها ، وأمهرها الجنّة والنار ، تُدخل أعداؤها النار وتدخل أولياؤها الجنّة ، وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأُول . (1)

دلائل الإمامة :حدَّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري قال : حدَّثني أبي قال : حدَّثني أبو علي محمّد بن همام بن سهيل قال : روى أحمد بن محمّد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن الأشعري القمّي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبداللّه بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلامقال : ولدت فاطمة في جمادى الآخرة يوم العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه و آله ، وأقامت بمكّة ثمان سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما ، وقُبضت فاطمة عليهاالسلام في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وكان سبب وفاتها أنّ قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ، ولم تدع أحدا ممّن آذاها يدخل عليها ، وكان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلمسألا أمير المؤمنين عليه السلام أن يشفع لهما إليها ، فسألها أمير المؤمنين عليه السلامفأجابت ، فلمّا دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول اللّه ؟ قالت : بخير بحمد اللّه ، ثم قالت لهما : ما سمعتما النبي يقول : فاطمة بضعةٌ مني فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ؟ قالا : بلى ، قالت : فواللّه لقد آذيتماني . قال : فخرجا من عندها عليهاالسلام

.


1- .الأمالي ، الطوسي ، ص668 ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص105 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب تزويجها عليهاالسلام ، ح 19 ) .

ص: 395

وهي ساخطة عليهما . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : سمّوا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا أذكر أم أُنثى فسموهم بالاسماء الّتي تكون للذكر والاُنثى فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه : ألا سمّيتني وقد سمّى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممحسنا قبل أن يولد . (2)

دلائل الإمامة :روى أبو بكر أحمد بن محمّد الخشّاب الكرخي قال : حدَّثنا زكريّا بن يحيى الكوفي قال : حدَّثنا ابن أبي زائدة ، عن أبيه قال : حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمماترك إلاّ الثقلين : كتاب اللّه وعترته أهل بيته ، وكان قد أسرَّ إلى فاطمة عليهاالسلام إنها لاحقة به ؛ وإنّها به أوّل أهل بيته لحوقا . قالت : بينا أنا بين النائمة واليقضى بعد وفاة أبي بأيّام إذ رأيت كأنّ أبي قد أشرف عليَّ ، فلمّا رأيته لم أملك نفسي أن ناديت : « يا أبتاه ، انقطع عنّا خبر السماء » ، فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفا يقدمها ملكان حتّى أخذاني ، فصعدا بي إلى السماء ، فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيّدة وبساتين وأنهار تطّرد ، وقصر بعد قصر وبستان بعد بستان ، وإذا قد اطّلع عليَّ من تلك القصور جواري كأنهّن اللعب وهنّ يتباشرن ويضحكن إليَّ ويقلن : مرحبا بمن خُلقت الجنّة وخُلقنا من أجل أبيها ، فلم تزل الملائكة تصعد بي حتّى أدخلوني إلى دار فيها قصور في كل قصر من البيوت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، وفيها من السندس والاستبرق على الأسرة الكثيرة ، وعليها

.


1- .دلائل الإمامة ، ص135 ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص170 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب ماوقع عليها من الظلم ، ح11 ) .
2- .الكافي ، ج6 ، ص18 ( كتاب العقيقة ، باب الأسماء والكنى ، ح 2) ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص195 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب ماوقع عليها من الظلم ، ح23 ) .

ص: 396

ألحاف من ألوان الحرير ، والديباج وآنية الذهب والفضّة ، وفيها موائد عليها من ألوان الطعام ، وفي تلك الجنان نهر مطّرد أشدّ بياضا من اللبن وأطيب رائحةً من المسك الأذفر ، فقلت : لمن هذه الدار ؟ وما هذا النهر ؟ فقالوا : هذه الدار هي الفردوس الأعلى الّذي ليس بعده جنّة ، وهي دار أبيك ومن معه من النبييّن ومن أحبَّ اللّه ، قلت : فما هذا النهر ؟ قالوا : هذا الكوثر الّذي وعده اللّه أن يعطيه إيّاه ، قلت : فأين أبي ؟ قالوا الساعة يدخل عليك ، فبينا أنا كذلك إذ برزت لي قصور هي أشدّ بياضا وأنور من تلك القصور ، وفرش هي أحسن من تلك الفرش ، وإذا بفرش مرتفعة على أسرّة ، وإذا أبي صلى الله عليه و آله وسلم جالس على تلك القصور الفرش ومعه جماعة ، فلما رآني أخذني فضمّني وقبّل مابين عيني وقال : مرحبا بابنتي ، وأخذني وأقعدني في حجره ، ثم قال لي : يا حبيبتي ، أما ترين ما أعدَّ اللّه لك وما تقدمين عليه ؟ فأراني قصورا مشرفات فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل وقال : هذه مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبّك وأحبّهما ، فطيبي نفسا فانّك قادمة عليَّ إلى أيّام . قالت : فطار قلبي واشتدّ شوقي ، وانتبهت من رقدتي مرعوبة . قال أبو عبداللّه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : فلمّا انتبهت من مرقدها صاحت بي فأتيتها وقلت لها : ماتشكين ؟ فخبّرتني بخبر الرؤيا ، ثم أخذت عليَّ عهدا للّه ورسوله أنها إذا توفيت لا اُعلم أحدا إلاّ اُمّ سلمة زوج رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، واُمّ أيمن وفضّة ، ومن الرجال ابنيها وعبداللّه بن عبّاس وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر والمقداد وأبا ذرّ وحذيفة ، وقالت : إني قد أحللتك من أن تراني بعد موتي ، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ، ولا تدفنّي إلاّ ليلاً ، ولا تُعلم أحدا قبري . فلمّا كانت الليلة الّتي أراد اللّه أن يكرمها ويقبضها إليه أقبلت تقول : وعليكم السلام ، وهي تقول لي : يا ابن عمّ ، قد أتاني جبرئيل مسلّما وقال لي : السلام يقرئك السلام ، يا حبيبة حبيب اللّه وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنّة المأوى ، ثم انصرف عنّي ثم سمعناها ثانية تقول : وعليكم السلام ، فقالت : يا ابن عمّ ، هذا واللّه ميكائيل يقول لي كقول صاحبه . ثم أخذت ثالثا تقول : وعليكم السلام ، ورأيناها قد فتحت عينيها فتحا شديدا ثم قالت :

.

ص: 397

يا ابن عمّ ، هذا واللّه الحقّ وهو عزرائيل قد نشر جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه لي أبي وهذه صفته ، فسمعناها تقول : وعليك السلام يا قابض الأرواح ، عجّل بي ولا تعذّبني ، ثم سمعناها تقول : إليك ربّي لا إلى النار ، ثم غمضت عينيها ومدّت يديها ورجليها كأنها لم تكن حيّة قطّ . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ألا أقرئك وصية فاطمة ؟ قلت : بلى ، قال : فأخرج إليَّ صحيفة : هذا ما عهدت فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله وسلمفي مالها إلى عليّ بن أبي طالب ، وإن مات فإلى الحسن ، وإن مات فإلى الحسين ، فإن مات الحسين فإلى الأكبر من ولدي دون ولدك : الدلال والعواف والمثيب وبرقة والحسنى والصافية وما لاُمّ إبراهيم ، شهد اللّه عز و جل على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوّام . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ألا أقرئك وصية فاطمة ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فأخرج حقّا أو سفطا ، فأخرج منه كتابا فقرأه : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، أوصت بحوائطها السبعة : العواف والدلال والبرقة والمثيب والحسني والصافية وما لاُمّ إبراهيم إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فإن مضى عليّ فإلى الحسن ، فإن مضى الحسن فإلى الحسين ، فإن مضى الحسين فإلى الأكبر من ولدي ، شهد اللّه على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوّام ، وكتب عليّ بن أبي طالب . (3)

.


1- .دلائل الإمامة ، الطبري ، 133 ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص207 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب ماوقع عليها عليهم السلاممن الظلم ، ح36 ) .
2- .الكافي ، ج7 ، ص49 ( كتاب الوصايا ، باب صدقات النبي صلى الله عليه و آله وفاطمة والأئمّة، ح 6) ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص235 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب أوقافها وصدقاتها عليهاالسلام ، ح3 ) .
3- .الكافي ، ج7 ، ص48 ( كتاب الوصايا ، باب صدقات النبي صلى الله عليه و آله وفاطمة والأئمّة، ح 5) ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص235 ( تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، باب أوقافها وصدقاتها عليهاالسلام ، ح2 ) .

ص: 398

. .

ص: 399

تاريخ الإمامين الحسن و الحسين

تاريخ الإمامين الحسن و الحسين عليهماالسلامكامل الزيارات :حدَّثني محمّد بن جعفر الرزاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : قرّة عيني النساء ، وريحانتيَّ الحسن والحسين عليهماالسلام . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال وابن محبوب ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ أُناسا بالمدينة قالوا : ليس للحسن مال ، فبعث الحسن إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم ، فأرسل بها إلى المصدّق وقال : هذه صدقة مالنا ، فقالوا : ما بعث الحسن بهذه من تلقاء نفسه إلاّ وله مال . (2)

.


1- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص115 ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص270 ( تاريخ الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهماالسلام ، باب فضائلهما ومناقبهما والنصوص عليهما ، ح33 ) .
2- .الكافي ، ج6 ، ص440 ( كتاب الزيّ والتجمّل ، باب التجمّل واظهار النعمة ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج43 ، ص351 ( تاريخ الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهماالسلام ، باب مكارم أخلاقه وعلمه وفضله ، ح26 ) .

ص: 400

. .

ص: 401

تاريخ الإمام الحسن المجتبى

تاريخ الإمام الحسن المجتبى عليه السلامالكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ [ ابن مهزيار ] ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قُبض الحسن بن عليّ وهو ابن سبع وأربعين سنة في عام خمسين ، عاش بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأربعين سنة . (1)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص462 ( كتاب الحجة ، باب مولد الحسن بن علي _ صلوات اللّه عليها _ ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص144 ( تاريخ الإمام الزكي الحسن المجتبى عليه السلام ، باب جمل تواريخه وأحواله ، ح10 ) .

ص: 402

. .

ص: 403

تاريخ الإمام الحسين سيد الشهداء

تاريخ الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلامتفسير القمّى :حدَّثنا جعفر بن أحمد قال : حدَّثنا عبداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « يَ_أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَ_ل_ءِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِى فِى عِبَ_دِى * وَ ادْخُلِى جَنَّتِى » (1) يعني : الحسين بن علي عليهماالسلام . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إنّ إسماعيل كان رسولاً نبيا ، سُلّط عليه قومه ، فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه ، فأتاه رسول من ربّ العالمين فقال له : ربّك يقرئك السلام ويقول : قد رأيت ماصُنع بك ، وقد أمرني بطاعتك ، فمرني بما شئت ، فقال : يكون لي بالحسين بن علي اُسوة . (3)

الأمالي الطوسى :أخبرنا ابن حشيش ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبيداللّه بن المطلب الشيباني قال : حدَّثنا محمّد بن عليّ بن معمر الكوفي بواسط قال : حدَّثنا

.


1- .سورة الفجر ( 89 ) ، الآيات 27 _ 30.
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص422 ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص219 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهماالسلام ، باب الآيات المؤوّلة لشهادته ، ح11 ) .
3- .علل الشرائع ، ج1 ، ص78 ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص227 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهماالسلام ، باب إخبار اللّه بشهادته ، ح8 ) .

ص: 404

محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن سنان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : بينا الحسين عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمإذ أتاه جبرئيل فقال : يا محمّد أتحبّه ؟ قال : نعم ، قال : أمّا أن اُمتّك ستقتله ، فحزن رسول اللّه لذلك حزنا شديدا ، فقال جبرئيل : أيسرّك أن اُريك التربة الّتي يُقتل فيها ؟ قال : نعم ، قال : فخسف جبرئيل ما بين مجلس رسول اللّه إلى كربلاء حتّى التقت القطعتان هكذا _ وجمع بين السبابتين _ فتناول بجناحيه من التربة فناولها لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، ثم دحا الأرض أسرع من طرف العين ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : طوبى لك من تربة ! وطوبى لمن يُقتل فيك . (1)

كامل الزيارات :حدَّثني جعفر بن حمّد بن قولويه ، عن أبيه قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه بن أبي خلف قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ جبرئيل أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم والحسين يلعب بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فأخبره أنّ اُمّته ستقتله . قال : فجزع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفقال : ألا اُريك التربة الّتي يُقتل فيها ؟ قال : فخسف مابين مجلس رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى المكان الّذي قُتل فيه الحسين عليه السلامحتّى التقت القطعتان ، فأخذ منها ودُحيت في أسرع من طرفة العين ، فخرج وهو يقول : طوبى لك من تربة وطوبى لمن يُقتل حولك . قال : وكذلك صنع صاحب سليمان ، تكلّم باسم اللّه الأعظم ، فخسف مابين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الأرض وحزونتها حتّى التقت القطعتان فاجترّ العرش . قال سليمان : يخيّل إليّ أ نّه خرج من تحت سريري . قال : ودُحيت في أسرع من طرفة العين . (2)

.


1- .الأمالي ، الطوسي ، ص314 ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص228 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهماالسلام ، باب إخبار اللّه بشهادته ، ح9 ) .
2- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص127 ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص235 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهماالسلام ، باب إخبار اللّه بشهادته عليه السلام ، ح22 ) .

ص: 405

الأمالي الصدوق :حدَّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدَّثنا أبي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحكم بن مسكين [ الثقفي ] ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أبو عبداللّه الحسين بن علي عليهماالسلام : أنا قتيل العَبرة ، لا يذكرني مؤمن إلاّ استعبر . (1)

كامل الزيارات :جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن رجل ، عن يحيى بن بشير قال : سمعت أبا بصير يقول : قال أبو عبداللّه عليه السلامقال : بعث هشام بن عبدالملك إلى أبي فأشخصه إلى الشام ، فلمّا دخل عليه قال له : يا أبا جعفر ، اشخصناك لنسألك عن مسألة لم يصلح أن يسألك عنها غيري ، ولا أعلم في الأرض خلقا ينبغي أن يعرف أو عرف هذه المسألة إن كان إلاّ واحد ، فقال أبي : ليسألني أمير المؤمنين عمّا أحبّ ، فإن علمت أجبت ذلك وإن لم أعلم قلت : لا أدري ، وكان الصدق أولى بي ، فقال هشام : أخبرني عن الليلة التي قُتل فيها عليّ بن أبي طالب بما استدلّ به الغائب عن المصر الّذي قُتل فيه على قتله ؟ وما العلامة فيه للناس ؟ فإن علمت ذلك وأجبت فأخبرني هل كان تلك العلامة لغير علي عليه السلام في قتله ؟ فقال له أبي : يا أمير المؤمنين ، إنه لمّا كان تلك الليلة الّتي قُتل فيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها هارون أخو موسى عليه السلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها يوشع بن نون ، وكذلك كانت الليلة الّتي رُفع فيها عيسى بن مريم إلى السماء ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها شمعون بن حمّون الصفا ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وكذلك كانت الليلة التي قُتل فيها الحسين بن علي عليهماالسلام . قال : فتربّد وجه هشام حتّى انتقع لونه ، وهمَّ أن يبطش بأبي ، فقال له أبي : يا

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص200 ؛ بحار الأنوار ، ج44 ، ص284 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام ، باب ثواب البكاء على مصيبته ، ح19 ) .

ص: 406

أمير المؤمنين ، الواجب على العباد الطاعة لإمامهم والصدق له بالنصيحة ، وإنّ الّذي دعاني إلى أن أجبت أمير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي إيّاه بما يجب له عليَّ من الطاعة فليحسن أمير المؤمنين عليَّ الظنّ ، فقال له هشام : انصرف إلى أهلك إذا شئت . قال : فخرج ، فقال له هشام عند خروجه : إعطني عهد اللّه وميثاقه أن لا توقع هذا الحديث إلى أحد حتّى أموت ، فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه . . . وذكر الحديث بطوله (1) . (2)

كامل الزيارات :حدَّثني محمّد بن جعفر القرشي الرزّاز قال : حدَّثني خالي محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن يحيى بن معمر العطار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بكت الإنس والجنّ والطير والوحش على الحسين بن علي عليهماالسلام حتى ذرفت دموعها . (3)

كامل الزيارات :حدَّثني محمّد بن عبداللّه ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبداللّه بن حمّاد البصري ، عن عبداللّه بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام واُحدّثه فدخل عليه ابنه فقال له : مرحبا ، وضمّه وقبّله وقال : حقّر اللّه من حقّركم ، وانتقم ممّن وتركم ، وخذل اللّه من خذلكم ، ولعن اللّه من قتلكم ، وكان اللّه لكم وليّا وحافظا وناصرا ، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصدّيقين والشهداء وملائكة السماء ، ثم بكى وقال : يا أبا بصير ، إذا نظرتُ إلى ولد الحسين أتاني مالا أملكه بما أُتي إلى أبيهم وإليهم . يا أبا بصير ، إنّ فاطمة عليهاالسلاملتبكيه وتشهق فتزفر جهنّم زفرة لولا أنّ الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدّوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها مادامت باكية ، ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافةً على

.


1- .ذكرنا هذا الحديث بكامله عن قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص 390 ، تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام .
2- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص160 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص203 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهماالسلام ، باب ماظهر بعد شهادته عليه السلام ، ح5 ) .
3- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص165 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص205 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام ، باب ظهر بعد شهادته عليه السلام ، ح8 ) .

ص: 407

أهل الأرض ، فلا تسكن حتّى يسكن صوت فاطمة ، وإنّ البحار تكاد أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض ، وما منها قطرة إلاّ بها ملك موكّل ، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها (1) بأجنحته ، وحبس بعضها على بعض مخافةً على الدنيا وما فيها ومن على الأرض ، فلا تزال الملائكة مشفقين يبكونه لبكائها ويدعون اللّه ويتضرّعون إليه ، ويتضرّع أهل العرش ومن حوله ، وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس للّه مخافةً على أهل الأرض ، ولو أنّ صوتا من أصواتهم يصل إلى الأرض لصعق أهل الأرض وتقطّعت الجبال وزلزلت الأرض بأهلها ، قلت : جُعلت فداك ! إنّ هذا الأمر عظيم ! قال : غيره أعظم منه مالم تسمعه . ثم قال لي : يا أبا بصير ، أما تحّب أن تكون فيمن يسعد فاطمة عليهاالسلام ؟ فبكيتُ حين قالها ، فما قدرتُ على المنطق وماقدرتُ على كلامي من البكاء . ثم قام إلى مصلى يدعو ، وخرجت من عنده على تلك الحال ، فما انتفعتُ بطعام وماجاءني النوم ، وأصبحتُ صائما وجلاً حتّى أتيته ، فلمّا رأيته قد سكن سكنتُ ، وحمدتُ اللّه حيث لم تنزل بي عقوبة . (2)

كامل الزيارات :حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص النحاس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ الحسين عليه السلامبكت لقتله السماء والأرض واحمرّتا ، ولم تبكيا على أحدٍ قطّ إلاّ على يحيى بن زكريّا والحسين بن علي عليهماالسلام . (3)

كامل الزيارات :جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه وعليّ بن الحسين جميعا ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : وكّل اللّه تعالى بالحسين بن

.


1- .أي : هيجانها وثورانها وغيلانها .
2- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص171 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص208 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام ، باب ما ظهر بعد شهادته عليه السلام ، ح14 ) .
3- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص181 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص209 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام ، باب ما ظهر بعد شهادته عليه السلام ، ح17 ) .

ص: 408

علي سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شُعثا غُبرا منذ يوم قُتل إلى ماشاء اللّه ، يعني بذلك قيام القائم عليه السلام . (1)

كامل الزيارات :حدَّثني محمّد بن جعفر الرزّاز قال : حدَّثني محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن يحيى بن معمر العطّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين إلى يوم القيامة ، فلا يأتيه أحد إلاّ استقبلوه ، ولايمرض أحد إلاّ عادوه ، ولايموت أحد إلاّ شهدوه . (2)

كامل الزيارات :حدَّثني جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الآية : « إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَ_دُ » (3) قال : الحسين بن علي منهم ولم يُنصر بعد ، ثم قال : واللّه لقد قُتِل قتلة الحسين ولم يُطْلَب بدمه بعد . (4)

.


1- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص173 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص222 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام ، باب ضجيج الملائكة إلى اللّه تعالى في أمره عليه السلام ، ح9 ) .
2- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص174 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص223 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام ، باب ضجيج الملائكة إلى اللّه تعالى في أمره عليه السلام ، ح14 ) .
3- .سورة غافر ( 40 ) ، الآية 51 .
4- .كامل الزيارات ، جعفر بن محمّد بن قولويه ، ص134 ؛ بحار الأنوار ، ج45 ، ص298 ( تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهماالسلام ، باب العلّة الّتي من أجلها أخّر اللّه العذاب من قتلته ، ح6 ) .

ص: 409

تاريخ الإمام عليّ بن الحسين السجّاد

تاريخ الإمام عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلامالخرائج :أبو بصير قال : حدَّثني الباقر عليه السلام : إنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلامقال : رأيت الشيطان في النوم فواثبني فرفعت يدي فكسرت أنفه ، فأصبحت وإنّ على ثوبي لرشّ دم . (1)

إختيار معرفة الرجال :[ الكشّي ] وجدتُ بخطّ جبرئيل بن أحمد : حدَّثني محمّد بن عبداللّه بن مهران ، عن محمّد بن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عبداللّه الحناط ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان أبو خالد الكابلي يخدم محمّد بن الحنفية دهرا وما كان يشك في أ نّه إمام حتّى أتاه ذات يوم فقال له : جُعلت فداك ! إنّ لي حرمة ومودّة وانقطاعا فأسألك بحرمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمير المؤمنين عليه السلام إلاّ أخبرتني أنت الإمام الّذي فرض اللّه طاعته على خلقه ؟ قال : فقال : يا أبا خالد ، حلّفتني بالعظيم ، الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام عليَّ وعليك وعلى كلّ مسلم ، فأقبل أبوخالد لمّا أن سمع ماقاله محمّد بن الحنفية وجاء إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلامفلّما استأذن عليه فأُخبر أن أبا خالد بالباب فأذن له ، فلمّا دخل عليه ودنا منه قال : مرحبا بك يا كنكر ، ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا ؟ فخرّ أبو خالد ساجدا شاكرا للّه تعالى ممّا سمع من عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، فقال :

.


1- .الخرائج ، ج2 ، ص584 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص28 ( تاريخ عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلام ، باب معجزاته ومعاني اُموره ، ح17 ) .

ص: 410

الحمد للّه الّذي لم يمتني حتى عرفت إمامي ، فقال له علي عليه السلام : وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد ؟ قال : إنك دعوتني باسمي الّذي سمّتني به اُمّي الّتي ولدتني ، وقد كنت في عمياء من أمري ، ولقد خدمت محمّد بن الحنفية عمرا من عمري ولا أشكّ إلاّ وأ نّه إمام حتّى إذا كان قريبا سألته بحرمة اللّه وبحرمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وبحرمة أمير المؤمنين عليه السلامفأرشدني إليك وقال : هو الإمام عليَّ وعليك وعلى خلق اللّه كلّهم ، ثم أذنت لي فجئتُ فدنوتُ منك وسميّتني باسمي الّذي سمّتني اُمي ، فعلمت أنك الإمام الّذي فرض اللّه طاعته عليَّ وعلى كلّ مسلم . (1)

كتاب الزهد :حدَّثنا الحسين بن سعيد قال : حدَّثنا القاسم بن علي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط ، وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه ، فبكى الغلام وقال : اللّه يا عليّ بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني !! قال : فبكى أبي وقال : يابني ، اذهب إلى قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفصلّ ركعتين ثم قل : اللّهمَّ اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ، ثم قال للغلام : اذهب فأنت حرّ لوجه اللّه . قال أبو بصير : فقلت له : جُعلت فداك ! كأن العتق كفّارة للذنب (2) ، فسكت . (3)

الكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قُبض عليّ بن الحسين عليهماالسلاموهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين سنة ، وعاش بعد الحسين خمسا وثلاثين سنة . (4)

.


1- .إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، ج1 ، ص337 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص45 ( تاريخ عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره ، ح47 ) .
2- .في البحار : « الضرب » .
3- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص43 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص92 ( تاريخ عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلام ، باب مكارم أخلاقه وعلمه ، ح79 ) .
4- .الكافي ، ج1 ، ص468 ( كتاب الحجة ، باب مولد علي بن الحسين عليهماالسلام ، ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص152 ( تاريخ عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلام ، باب وفاته ، ح14 ) .

ص: 411

الخرائج :روى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان فيما أوصى به إلىَّ أبي عليّ بن الحسين عليهماالسلام أن قال : يابني ، اذا أنا متّ فلا يلي غُسلي غيرك ، فإنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام مثله . واعلم [ يا بنيّ ]إنّ عبداللّه أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فامنعه ، فإن أبى ، فدعه فإنّ عمره قصير . وقال الباقر عليه السلام : فلمّا مضى أبي ادّعى عبداللّه الإمامة فلم اُنازعه ، فلم يلبث إلاّ شهورا يسيرة حتى قضى نحبه . (1)

الاحتجاج :عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن هذه الآية : « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَ_بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا » (2) قال : أيّ شيء تقول ؟ قلت : إني أقول : إنّها خاصّة لولد فاطمة ، فقال عليه السلام : أمّا من سلّ سيفه ودعا الناس إلى نفسه من ولد فاطمة وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية ، قلت : من يدخل فيها ؟ قال : الظالم لنفسه الّذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى ، والمقتصد منّا أهل البيت عليهم السلام هو العارف حقّ الإمام ، والسابق بالخيرات هو الإمام . (3)

.


1- .الخرائج ، ج1 ، ص264 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص166 ( تاريخ عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلام ، باب أحوال أولاده وأزواجه ، ح9 ) .
2- .سورة فاطر ( 35 ) ، الآية 32 .
3- .الاحتجاج ، ج2 ، ص139 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص180 ( تاريخ عليّ بن الحسين السجّاد عليهماالسلام ، باب أحوال أولاده وأزواجه ، ح41 ) .

ص: 412

. .

ص: 413

تاريخ الإمام محمّد الباقر

تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلامالكافي :أحمد بن خالد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان قال : حدَّثني أبو بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ رجلاً كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له : انطلق فصلِّ على أبي جعفر فإنّ الملائكة تغسّله في البقيع ، فجاء الرجل فوجد أبا جعفر عليه السلام قد توفّي . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : قدم بعض أصحاب أبي جعفر عليه السلامفقال لي : لا ترى واللّه أبا جعفر عليه السلام أبدا ، قال : فلقفت صكّا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير أوان الحج ، ثم إنّي خرجتُ إلى المدينة فاستأذنتُ على أبي جعفر عليه السلام ، فلمّا نظر إليَّ فقال : يا أبا بصير ، ما فعل الصّك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! إنّ فلانا قال لي : واللّه لاترى أبا جعفر أبدا . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثني أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثّنى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه وأبي جعفر عليهماالسلاموقلت لهما : أنتما ورثة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : فرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموارث الأنبياء علم كلّما علموا ؟

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص183 ( باب كتاب الروضة ، ح207 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص219 ( تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، باب تاريخ ولادته ووفاته ، ح23 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص268 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص235 ( تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح6 ) .

ص: 414

فقال لي : نعم ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص ؟ فقال لي : نعم بإذن اللّه ، ثم قال : ادنُ منّي يا أبا محمّد ، فمسح يده على عيني ووجهي ، وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في الدار ، قال : أتحبّ أن تكون هكذا ولك ماللناس وعليك ماعليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصا ؟ قلت : أعود كما كنت ، قال : فمسح على عيني ، فعدت كما كنت . قال علي : فحدّثت به ابن أبي عمير فقال : أشهدُ أنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ . (1)

الخرائج :روي عن أبي بصير قال : دخلت المسجد مع أبي جعفر عليه السلاموالناس يدخلون ويخرجون ، فقال لي : سل الناس هل يرونني ؟ فكلّ من لقيته قلت [ له : ]أرأيت أبا جعفر ؟ فيقول : لا ، وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف قال : سل هذا ، فقلت : هل رأيت أبا جعفر ؟ فقال : أليس هو واقفا ؟ قلت : وما علّمك ؟ قال : وكيف لا أعلم وهو نور ساطع ؟ ! قال : وسمعته يقول لرجل من أهل أفريقا : ما حال راشد ؟ قال : خلفته حيّا صالحا يقرئك السلام ، قال : رحمه الله قال : مات ؟ قال : نعم ، قال : ومتى ؟ قال : بعد خروجك بيومين ، قال : واللّه مرض ولا كان به علّة ! قال : وإنما يموت من يموت من مرض أو علّة ؟ قلت : مَن الرجل ؟ قال : رجل كان لنا مواليا ولنا محبّا . ثم قال : لئن ترون أ نّه ليس لنا معكم أعين ناظرة أو أسماع سامعة لبئس ما رأيتم ، واللّه لا يخفى علينا شيء من أعمالكم ، فاحضرونا جميعا وعوّدوا أنفسكم الخير ، وكونوا من أهله تعرفون فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي . (2)

الخرائج :روي عن أبي بصير قال : كنت اُقرئ امرأة القرآن بالكوفة فمازحتها بشيء ، فلمّا دخلت على أبي جعفر عليه السلام عاتبني وقال : من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ اللّه به ، أيّ شيء قلت للمرأة ؟ فغطّيت وجهي حياءً وتبت ، فقال

.


1- .بصائر الدرجات ، ص289 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص237 ( تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح13 ) .
2- .الخرائج ، ج2 ، ص595 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص243 ( تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح31 ) .

ص: 415

أبو جعفر عليه السلام : لا تَعد . (1)

الخرائج :روى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال لرجل من أهل خراسان (2) : كيف أبوك ؟ قال : صالح ، قال : قد مات أبوك [ بعد ما خرجت ]حيث سرت إلى جرجان ، ثم قال : كيف أخوك ؟ قال : تركته صالحا ، قال : قد قتله جار له يقال له : « صالح » يوم كذا في ساعة كذا ، فبكى الرجل وقال : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ممّا أصبت ، فقال أبو جعفر عليه السلام : اسكن فقد صاروا إلى الجنّة والجنّة خيرٌ لهم ممّا كانوا فيه ، فقال له الرجل : إنّي خلفت ابني وجعا شديد الوجع ولم تسألني عنه ؟ قال : قد برأ وقد زوّجه عمّه ابنته [ وأنت تقدم عليه ] ، وقد ولد له غلام واسمه « علي » وهو لنا شيعة ، وأما ابنك فليس لنا شيعة بل هو لنا عدوّ ، فقال له الرجل : فهل من حيلة ؟ قال : إنّه لنا عدوّ ، فقام الرجل [ من عنده ]وهو وقيذ . (3) قلت : مَن هذا ؟ قال : رجل من أهل خراسان ، وهو لنا شيعة وهو مؤمن . (4)

الخرائج :روي عن أبي بصير [ قال ] : كنت مع الباقر عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمقاعدا حدثان مامات عليّ بن الحسين عليهماالسلام إذ دخل الدوانيقي وداوود بن سليمان قبل أن أُفضي الملك إلى ولد العبّاس ، وما قعد إلى الباقر إلاّ داوود ، فقال [ له ] عليه السلام : مامنع الدوانيقي أن يأتي ؟ قال : فيه جفاء ، قال الباقر عليه السلام : لاتذهب الأيّام حتي يلي أمر هذا الخلق ، فيطأ أعناق الرجال ويملك شرقها وغربها ، ويطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز الأموال مالم يجمع لأحد قبله . فقام داوود وأخبر الدوانيقي بذلك فأقبل إليه الدوانيقي وقال : ما منعني من الجلوس إليك إلاّ إجلالاً لك ، فما الّذي أخبر به

.


1- .الخرائج ، ج2 ، ص594 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص247 ( تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح35 ) .
2- .« من أهل خراسان » من البحار .
3- .الوقيذ : المحزون القلب ، يقال : كان وقيذَ الجوانح .
4- .الخرائج ، ج2 ، ص595 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص247 ( تاريخ الإمام الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح36 ) .

ص: 416

داوود ؟ فقال : هو كائن ، قال : وملكنا قبل ملككم ؟ قال : نعم ، قال : ويملك بعدي أحد من ولدي ؟ قال : نعم ، قال : فمدّة بني اُمية أكثر أم مدّتنا ؟ قال : مدّتكم أطول ، وليتلقفنّ هذا المُلك صبيانكم ، ويلعبون به كما يلعبون بالكرة ، هذا ما عهده إليَّ أبي ، فلمّا ملك الدوانيقي تعجّب من قول الباقر عليه السلام . (1)

الخرائج :روي عن أبي بصير[ قال ] : قلت يوما للباقر عليه السلام : أنتم ذريّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : ورسول اللّه وارث الأنبياء كلّهم ؟ قال : نعم ورث جميع علومهم ، قلت : وأنتم ورثتم جميع علم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : نعم . قلت : وأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص ، وتخبروا الناس بما يأكلون ومايدّخرون في بيوتهم ؟ قال : نعم بإذن اللّه . ثم قال : اُدن منّي يا أبا بصير ، فدنوت منه ، فمسح يده على وجهي ، فأبصرت السهل والجبل والسماء والأرض ، ثم مسح يده على وجهي ، فعدت كما كنت لا اُبصر شيئا . قال : ثم قال لي الباقر عليه السلام : إن أحببت أن ( تكون هكذا ) كما أبصرت وحسابك على اللّه ؟ وإن أحببت أن تكون كما كنت وثوابك الجنّة ، فقلت : أكون كما كنت والجنّة أحبُّ إليَّ . (2)

الخرائج :قال أبو بصير قال : كنت مع الباقر عليه السلام في المسجد إذ دخل عليه عمر بن عبدالعزيز عليه ثوبان ممصّران (3) متّكئا على مولى له ، فقال عليه السلام : ليلينّ هذا الغلام فيظهر العدل ، ويعيش أربع سنين ثم يموت ، فيبكي عليه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء ، فقلنا : يابن رسول اللّه أليس ذكرت عدله وإنصافه ؟ قال : يجلس في مجلسنا ولا حقَّ له فيه ، ثم ملك وأظهر العدل جهده . (4)

.


1- .الخرائج ، ج1 ، ص274 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص249 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي أُموره عليه السلام ، ح41 ) .
2- .الخرائج ، ج1 ، ص275 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص249 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي أموره عليه السلام ، ح42 ) .
3- .قال الجزري : الممّصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة ، ومنه الحديث : أتى عليَّ طلحة وعليه ممصّران . ( بحار الأنوار )
4- .الخرائج ، ج1 ، ص276 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص251 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي أُموره عليه السلام ، ح44 ) .

ص: 417

الخرائج :روى أبو بصير ، عن الصادق عليه السلام قال : كان أبي في مجلس له ذات يوم إذا أطرق رأسه إلى الأرض ، فمكث فيها مليّا ثم رفع رأسه فقال : يا قوم ، كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف حتّى يستعرضكم بالسيف ثلاثة أيّام ، فيقتل مقاتلتكم وتلقون منه بلاءً لا تقدرون أن تدفعوه وذلك من قابل ، فخذوا حذركم ، واعلموا أنّ الّذي قلت هو كائن لابدّ منه ، فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه وقالوا : لا يكون هذا أبدا ، ولم يأخذوا حذرهم إلاّ نفر يسير وبنو هاشم خاصّة ، فخرجوا من المدينة خاصّة (1) وذلك أنهم علموا أنّ كلامه هو الحقّ ، فلمّا كان من قابل تحمّل أبو جعفر بعياله وبنو هاشم ، فخرجوا من المدينة وجاء نافع بن الأزرق حتى كبس المدينة ، فقتل مقاتلهم مقاتلتهم وفضح نساءهم ، فقال أهل المدينة : لا نردّ على أبي جعفر شيئا نسمعه منه أبدا بعدما سمعنا ورأينا ، فإنّهم أهل بيت النبّوة وينطقون بالحقّ . (2)

الخرائج :روي عن أبي بصير [ قال ] : سمعت الصادق عليه السلام يقول : إنّ أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه ، فبكى بعض أصحابه عند رأسه ، فنظر إليه وقال : إنّي لست بميّت في وجعي هذا ، قال : فبرأ ومكث ما شاء اللّه من السنين ، فبينا هو صحيح ليس به بأس فقال : يا بني ، إنّي ميّت يوم كذا ، فمات في ذلك اليوم . (3)

مناقب آل أبي طالب :قال أبو بصير للباقر عليه السلام : ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج ! فقال : بل ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج ! أتحبّ أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا ؟ فمسح يده على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا ، فقال : انظر يا أبا بصير إلى الحجيج . قال : فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن من بينهم مثل الكوكب

.


1- .« فخرجوا من المدينة خاصة » من البحار .
2- .الخرائج ، ج1 ، ص290 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص254 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح51 ) .
3- .الخرائج ، ج2 ، ص771 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص256 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح56 ) .

ص: 418

اللامع في الظلماء ، فقال أبو بصير : صدقت يا مولاي ، ما أقلّ الحجيج وأكثر الضجيج ، ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا ، فقال أبو بصير في ذلك ، فقال عليه السلام : ما بخلنا عليك يا أبا بصير وإن كان اللّه تعالى ماظلمك ، وإنما خار لك وخشينا فتنة الناس بنا ، وإن يجهلوا فضل اللّه علينا ويجعلونا أربابا من دون اللّه ، ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته ولا نسأم من طاعته ونحن له مسلمون . (1)

مناقب آل أبي طالب :عليّ بن أبي حمزة وأبو بصير قالا : كان لنا موعد على أبي جعفر عليه السلام ، فدخلنا عليه أنا وأبو ليلى فقال : يا سكينة ، هلمّي بالمصباح ، فأتت بالمصباح ، ثم قال : هلمّي بالسفط الّذي في موضع كذا وكذا ، قال : فأتته بسفط هندي أو سندي ، ففضّ خاتمه ثم أخرج منه صحيفة صفراء ، فقال علي : فأخذ يدرجها من أعلاها وينشرها من أسفلها حتّى إذا بلغ ثلثها أو ربعها نظر إليَّ فارتعدت فرائضي حتى خفت على نفسي ، فلمّا نظر إليَّ في تلك الحال وضع يده على صدري فقال : أبرأت أنت ؟ قلت : نعم ، جُعلت فداك ! قال : ليس عليك بأس ، ثم قال : ادنه ، فدنوتُ فقال لي : ماترى ؟ قلت : اسمي واسم أبي وأسماء أولادي لا أعرفهم ، فقال : ياعلي ، لولا أنّ لك عندي ما ليس لغيرك ما أطلعتك على هذا ، أما إنّهم سيزدادون على عدد ماههنا . قال عليّ بن أبي حمزة : فمكثتُ واللّه بعد ذلك عشرين سنة ، ثم ولد لي الأولاد بعدد ما رأيت بعيني في تلك الصحيفة . . . الخبر . (2)

كشف الغمّة :عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر : كان فيما أوصى أبي إليَّ _ إلى أن قال _ : يا بني ، إذا أنا متُّ فلا يلي غسلي أحدٌ غيرك ، فإن الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، واعلم أنّ عبداللّه أخاك سيدعو إلى نفسه فدعه ، فإنّ عمره قصير ، فلمّا مضى أبي وغسّلته كما أمرني وادّعى عبداللّه الإمامة مكانه ، فكان كما قال أبي ، ومالبث عبداللّه

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص318 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص261 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح62 ) .
2- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص326 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص266 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح65 ) .

ص: 419

إلاّ يسيرا حتى مات ، وكانت هذه من دلالته يبشّرنا بالشيء قبل أن يكون فيكون ، وبها يُعرف الإمام . (1)

الكافي :حميد بن زياد ، عن عبداللّه بن جبلة وغيره ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أعتق أبو جعفر عليه السلام من غلمانه عند موته شرارهم وأمسك خيارهم ، فقلت : يا أبتِ ، تعتق هؤلاء وتمسك هؤلاء ؟ فقال : إنّهم قد أصابوا منّي ضربا فيكون هذا بهذا . (2)

الخرائج :روي عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان زيد بن الحسن يخاصم أبي في ميراث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ويقول : أنا من ولد الحسن ، وأولى بذلك منك ، لأ نّي من الولد الأكبر ، فقاسمني ميراث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وادفعه إليَّ ، فأتى أبي فخاصمه إلى القاضي ، فكان يختلف زيد معه إلى القاضي ، فبيناهم كذلك ذات يوم في خصومتهم إذ قال زيد بن الحسن لزيد بن عليّ : اسكت يا ابن السنديّة ، فقال زيد بن عليّ : اُفّ لخصومة تُذكر فيها الاُمّهات ، واللّه لا كلّمتك بالفصيح من رأسي أبدا حتّى أموت ، وانصرف إلى أبي فقال : يا أخي إنّي حلفت بيمين ثقة بك ، وعلمت أ نك لا تكرهني ولا تخيّبني ، حلفت أن لا اُكلّم زيد بن الحسن ولا اُخاصمه ، وذكر ما كان بينهما ، فأعفاه أبي واغتنمها زيد بن الحسن فقال : يلي خصومتي محمّد بن علي فاعتّبه واُؤذيه فيعتدي عليَّ ، فعدا على أبي فقال : بيني وبينك القاضي فقال : انطلق بنا . فلمّا أخرجه قال أبي : يا زيد ، إنَّ معك سكّينة قد أخفيتها أرأيتك إن نطقت هذه السكّينة الّتي سترتها منّي فشهدت أ نّي أولى بالحقّ منك ، أفتكفُّ عنّي ؟ قال : نعم ، وحلف له بذلك ، فقال أبي : أيّتها السكّينة انطقي بإذن اللّه ، فوثبت السكّينة من يد زيد بن الحسن على الأرض ، ثمَّ قالت : يا زيد بن الحسن أنت ظالمٌ ، ومحمّد أحقُّ

.


1- .كشف الغمّة ، ج2 ، ص351 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص269 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب معجزاته ومعالي اُموره عليه السلام ، ح69 ) .
2- .الكافي ، ج7 ، ص56 ( كتاب الوصايا ، باب صدقات النبيّ صلى الله عليه و آله ، وفاطمة والأئمّة عليهم السلام ح13 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص300 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب مكارم أخلاقه وسيره عليه السلام ، ح42 ) .

ص: 420

منك وأولى ، ولئن لم تكفَّ لألينَّ قتلك ، فخرَّ زيد مغشيّا عليه ، فأخذ أبي بيده فأقامه . ثمَّ قال : يا زيد ، إن نطقت الصخرة الّتي نحن عليها أتقبل ؟ قال : نعم ، وحلف له على ذلك ، فرجفت الصخرة الّتي ممّا يلي زيد ، حتّى كادت أن تُفلق ، ولم ترجف ممّا يلي أبي ثمَّ قالت : يا زيد أنت ظالم ، ومحمّد أولى بالأمر منك ، فكفَّ عنه وإلاّ ولّيتُ قتلك ، فخرَّ زيد مغشيّا عليه ، فأخذ أبي بيده وأقامه . ثمَّ قال : يا زيد ، أرأيت إن نطقت هذه الشجرة أتكفُّ ؟ قال : نعم ، فدعا أبي عليه السلامالشجرة ، فأقبلت تخدّ الأرض حتّى أظلّتهم ثمَّ قالت : يا زيد ، أنت ظالم ، ومحمّد أحقُّ بالأمر منك ، فكفَّ عنه وإلاّ قتلتك ، فغشي على زيد ، فأخذ أبي بيده ، وانصرفت الشجرة إلى موضعها ، فحلف زيد أن لا يعرض لأبي ولا يخاصمه فانصرف . وخرج زيد من يومه إلى عبدالملك بن مروان فدخل عليه وقال له : أتيتك من عند ساحر كذَّاب لا يحلُّ لك تركه ، وقصَّ عليه ما رأى ، فكتب عبدالملك إلى عامل المدينة ، أن ابعث إليَّ بمحمّد بن علي مقيّدا ، وقال لزيد : أرأيتك إن ولّيتك قتله تقتله ؟ قال : نعم . [ قال : ] فلمّا انتهى الكتاب إلى العامل أجاب عبدالملك : ليس كتابي هذا خلافا عليك يا أمير المؤمنين ، ولا أردُّ أمرك ، ولكن رأيت أن اُراجعك في الكتاب نصيحةً لك وشفقةً عليك ، وإنَّ الرجل الّذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض أعفَّ منه ولا أزهد وأورع منه ، وإنّه ليقرأ في محرابه ، فيجتمع الطير والسباع تعجبّا لصوته ، وإنّ قراءته لتشبه مزامير داوود ، وإنّه من أعلم الناس ، وأرقّ الناس وأشدّ الناس اجتهادا وعبادةً ، وكرهتُ لأميرالمؤمنين التعرُّض له ، ف « إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ » (1) فلمّا ورد الكتاب على عبدالملك سُرَّ بما أنهى إليه الوالي وعلم أ نه قد نصحه ، فدعا بزيد بن الحسن فأقرأه الكتاب ، فقال زيد : أعطاه وأرضاه ، فقال عبدالملك : هل تعرف أمرا غير هذا ؟ قال : نعم ، عنده سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموسيفه ودرعه وخاتمه وعصاه وتركته ، فاكتب إليه فيه ، فإن هو لم يبعث [ به ]

.


1- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 11 .

ص: 421

فقد وجدت إلى قتله سبيلاً . فكتب عبدالملك إلى العامل أن احمل إلى أبي جعفر محمّد بن علي ألف ألف درهم ، وليُعطك ما عنده من ميراث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . فأتى العامل منزل أبي جعفر بالمال وقرأه الكتاب فقال : أجِّلني أيّاما ، قال : نعم ، فهيّأ أبي متاعا مكان كل شيء ثمَّ حمله ودفعه إلى العامل ، فبعث به إلى عبدالملك ، فسُرَّ به سرورا شديدا ، فأرسل إلى زيد فعرض عليه فقال زيد : واللّه ما بعث إليك من متاع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمبقليل ولا كثير ، فكتب عبدالملك إلى أبي إنّك أخذت مالنا ، ولم ترسل إلينا بما طلبنا . فكتب إليه : إنّي قد بعثت إليك بما قد رأيت فإن شئت كان ماطلبت ، وإن شئت لم يكن ، فصدَّقه عبدالملك وجمع أهل الشام وقال : هذا متاع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قد أتيت به ، ثمّ أخذ زيدا وقيّده وبعث به إلى أبي وقال له : لولا أني لا أُريد أن أبتلي بدم أحدٍ منكم لقتلتك ، وكتب إلى أبي جعفر عليه السلام إنّي بعثت إليك بابن عمّك فأحسن أدبه ، فلمّا أتى به أطلق عنه وكساه ، ثمَّ إنَّ زيدا ذهّب سرج فسمّه ، ثمَّ أتى به إلى أبي فناشده إلا ركبت هذا السرج ! فقال أبي : ويحك يا زيد ! ما أعظم ما تأتي به ، وما يجري على يديك ، إنّي لأعرف الشجرة الّتي نُحت منها ، ولكن هكذا قدَّر ، فويلٌ لمن أجرى اللّه على يديه الشرّ ، فأسرج له ، فركب أبي ونزل متورِّما ، فأمر بأكفان له فيها ثوب أبيض أحرم فيه وقال : اجعلوه في أكفاني ، وعاش ثلاثا ، ثمَّ مضى عليه السلام لسبيله ، وذلك السرج عند آل محمّد معلّق ، ثمَّ إنَّ زيد بن الحسن بقي بعده أيّاما فعرض له داء ، فلم يزل يتخبّط ويهوي ، وترك الصّلاة حتّى مات . 1

.

ص: 422

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن معلّى بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال لي : إنّ الحكم بن عتيبة ممّن قال اللّه [ فيه ] (1) : « وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْأَخِرِ وَ مَا هُم بِمُؤْمِنِينَ » (2) ، فليشرّق الحكم وليغرّب ، أما واللّه لايصيب العلم إلاّ من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : كنّا عنده وعنده حمران إذ دخل عليه مولى له فقال له : جُعلت فداك ! هذا عكرمة في الموت ، وكان يرى رأي الخوارج ، وكان منقطعا إلى أبي جعفر عليه السلام ، فقال لنا أبو جعفر عليه السلام : أنظروني حتّى أرجع إليكم ، فقلنا : نعم ، فما لبث أن رجع فقال : أمّا أ ني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلّمته كلمات ينتفع بها ، ولكنّي أدركته وقد وقعت الناس موقعها ، قلت : جُعلت فداك ! وماذاك الكلام ؟ قال : هو واللّه ما أنتم عليه ، فلقّنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلاّ اللّه والولاية . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا في المسجد إذ أقبل داوود بن علي وسليمان بن خالد وأبو جعفر عبداللّه بن محمّد أبو الدوانيق فقعدوا ناحية من المسجد

.


1- .أضفناها لاستقامة الكلام .
2- .سورة البقرة ( 2 ) : الآية 8 .
3- .الكافي ، ج1 ، ص400 ( كتاب الحجة ، باب أنه ليس شيء من الحق في يد الناس إلاّ ماخرج من عند الأئمّة ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص35 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب أحوال أصحابه وأهل زمانه عليه السلام ، ح22 ) .
4- .الكافي ، ج3 ، ص123 ( كتاب الجنائز ، باب تلقين الميّت ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص333 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب أحوال أصحابه وأهل زمانه عليه السلام ، ح17 ) .

ص: 423

فقيل لهم : هذا محمّد بن علي جالس ، فقام إليه داوود بن علي وسليمان بن خالد وقعد أبو الدوانيق مكانه حتى سلّموا على أبي جعفر عليه السلام ، فقال لهم أبو جعفر عليه السلام : ما منع جبّاركم من أن يأتيني ؟ فعذروه عنده ، فقال عند ذلك أبو جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام : أما واللّه لاتذهب الليالي والأيام حتى يملك مابين قطريها ، ثم ليطأنّ الرجال عقبه ، ثم ليذلنّ له رقاب الرجال ، ثم ليملكن ملكا شديدا ، فقال له داوود بن عليّ : وإنَّ ملكنا قبل ملككم ؟ قال : نعم يا داوود ، إنّ ملككم قبل ملكنا وسلطانكم قبل سلطاننا ، فقال له داوود : أصلحك اللّه ! فهل له من مدّة ؟ فقال : نعم يا داوود ، واللّه لا يملك بنو أميّة يوما ، إلاّ ملكتم مثليه ، ولا سنة إلاّ ملكتم مثليها ، وليتلقّفها الصبيان منكم كما تتلقّف الصبيان الكرة ، فقام داوود بن علي من عند أبي جعفر عليه السلامفرحا يريد أن يخبر أبا الدوانيق بذلك ، فلمّا نهضا جميعا هو وسليمان بن خالد ناداه أبو جعفر عليه السلام من خلفه : يا سليمان بن خالد ، لا يزال القوم في فسحة من ملكهم مالم يصيبوا منّا دما حراما _ وأومأ بيده إلى صدره _ فإذا أصابوا ذلك الدَّم فبطن الأرض خيرٌ لهم من ظهرها ، فيومئذٍ لا يكون لهم في الأرض ناصر ولا في السماء عاذرٌ . ثم انطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق ، فجاء أبو الدوانيق إلى أبي جعفر عليه السلامفسلّم عليه ثم أخبره بما قال له داوود بن علي وسليمان بن خالد فقال له : نعم يا أبا جعفر ، دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا ، سلطانكم شديدٌ عسرٌ لا يُسر فيه ، وله مدّة طويلة ، واللّه لا يملك بنو أميّة يوما إلاّ ملكتم مثليه ولاسنة إلاّ ملكتم مثليها ، وليتلقّفها صبيان منكم فضلاً عن رجالكم كما يتلّقف الصبيان الكرة ، أفهمت ؟ ثم قال : لاتزالون في عنفوان الملك ، ترغدون فيه مالم تصيبوا منّا دما حراما ، فإذا أصبتم ذلك الدم ، غضب اللّه عز و جل عليكم ، فذهب بملككم وسلطانكم وذهب بريحكم ، وسلّط اللّه عز و جل عليكم عبدا من عبيده أعور وليس بأعور من آل أبي سفيان ، يكون استيصالكم على يديه وأيدي أصحابه ، ثمَّ قطع الكلام . (1)

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص210 ( كتاب الروضة ، ح256 ) ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص341 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب أحوال أصحابه وأهل زمانه ، ح33 ) .

ص: 424

الحتجاج :أبو بصير قال : كان مولانا أبو جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السلامجالسا في الحرم وحوله عصابة من أوليائه إذ أقبل طاووس اليماني في جماعة من أصحابه ، ثم قال لأبي جعفر عليه السلام : أتأذن لي في السؤال ؟ قال : أذنّا لك فسل ، قال : أخبرني متى هلك ثلث الناس ؟ قال : وهمت يا شيخ ، أردت أن تقول متى هلك ربع الناس ؟ وذلك يوم قتل قابيل هابيل كانوا أربعة : آدم وحوّاء وقابيل وهابيل فهلك ربعهم ، فقال : أصبت ووهمت أنا ، فأيهما كان أبا للناس القاتل أو المقتول ؟ قال : لا واحد منهما ، بل أبوهم شيث بن آدم ، قال : فلم سمّي آدم آدم ؟ قال : لأ نّه رفعت طينته من أديم الأرض السفلى ، قال : ولم سمّيت حوّاء حوّاء ؟ قال : لأنها خلقت من ضلع حيّ ، يعني ضلع آدم عليه السلام ، قال : فلم سمّي إبليس إبليس ؟ قال : لأ نّه أبلس من رحمة اللّه عز و جل فلا يرجوها ، قال : فلم سمّي الجّن جنّا ؟ قال : لأ نّهم استجنّوا فلم يروا ، قال : فأخبرني عن أول كذبة كُذبت من صاحبها ؟ قال : إبليس حين قال : « أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُو مِن طِينٍ » (1) قال : فأخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحقّ وكانوا كاذبين ، قال : المنافقون حين قالوا لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : نشهد أنك لرسول اللّه فأنزل اللّه عز و جل : « إِذَا جَآءَكَ الْمُنَ_فِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُو وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَ_فِقِينَ لَكَ_ذِبُونَ » (2) قال : فأخبرني عن طائر طار مرّة ولم يطر قبلها ولا بعدها ذكره اللّه عز و جل في القرآن ماهو ؟ فقال : طور سيناء ، أطاره اللّه عز و جل على بني إسرائيل حين أظلّهم بجناح منه فيه ألوان العذاب حتى قبلوا التوراة ، وذلك قوله عز و جل : « وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُو ظُ_لَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُو وَاقِعُم بِهِمْ » (3) الآية ، قال : فأخبرني عن رسول بعثه اللّه تعالى ليس من الجنّ ولا من الإنس ولا من الملائكة ذكره اللّه تعالى في كتابه ؟ قال : الغراب حين بعثه اللّه عز و جل ليري قابيل كيف يواري سوأة أخيه هابيل حين قتله ، قال اللّه عز و جل : « فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى الْأَرْضِ لِيُرِيَهُو كَيْفَ يُوَ رِى

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 12 .
2- .سورة المنافقون ( 63 ) ، الآية 1 .
3- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 171 .

ص: 425

سَوْءَةَ أَخِيهِ » (1) قال : فأخبرني عمّن أنذر قومه ليس من الجنّ ولا من الإنس ولا من الملائكة ذكره اللّه عز و جل في كتابه ، قال : النملة حين قالت : « يَ_أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَ_كِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَ_نُ وَ جُنُودُهُو وَ هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ » (2) ، قال : فأخبرني عمّن كُذب عليه ليس من الجنّ ولا من الإنس ولا من الملائكة ، ذكره اللّه عز و جل في كتابه ؟ قال : الذئب الّذي كذب عليه إخوة يوسف عليه السلام ، قال : فأخبرني عن شيء قليله حلال وكثيره حرام ، ذكره اللّه عز و جل في كتابه ؟ قال : نهر طالوت ، قال اللّه عز و جل : « إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةَم بِيَدِهِى » (3) قال : فأخبرني عن صلاة فريضة تُصلّى بغير وضوء ، وعن صوم لا يحجز عن أكل ولا شرب ؟ قال : أمّا الصلاة بغير وضوء فالصلاة على النبي وآله صلى الله عليه و آله وسلم ، وأمّا الصوم فقول اللّه عز و جل : « إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ_نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا » (4) ، قال : فأخبرني عن شيء يزيد وينقص وعن شيء يزيد ولا ينقص وعن شيء ينقص ولا يزيد ؟ فقال الباقر عليه السلام : أمّا الشيء الّذي يزيد وينقص فهو القمر ، والشيء الّذي هو يزيد ولا ينقص فهو البحر ، والشيء الّذي ينقص ولا يزيد هو العمر . (5)

قصص الأنبياء :عن ابن بابويه : حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كان أبو جعفر الباقر عليه السلام جالسا في الحرم وحوله عصابة من أوليائه إذ أقبل طاووس اليماني في جماعة فقال : من صاحب الحلقة ؟ قيل : محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلامقال : إيّاه أردت ، فوقف بحياله وسلّم وجلس ثم قال : أتأذن لي في السؤال ؟ فقال الباقر عليه السلام : قد أذنّاك

.


1- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 31 .
2- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 18 .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 249 .
4- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 26 .
5- .الاحتجاج ، ج2 ، ص64 ؛ بحار الأنوار ، ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب مناظراته مع المخالفين ، ح 5 ج46 ، ص351 ) .

ص: 426

فسل ، قال : أخبرني بيوم هلك ثلث الناس ؟ فقال : وهمت يا شيخ ، أردت أن تقول ربع الناس ، وذلك يوم قتل قابيل هابيل ، كانوا أربعة : قابيل وهابيل وآدم وحوّاء عليهم السلامفهلك ربعهم ، فقال : أصبت ووهمت أنا ، فأيّهما كان الأب للناس القاتل أو المقتول ؟ قال : لا واحد منهما ، بل أبوهم شيث بن آدم عليهماالسلام . (1)

.


1- .قصص الأنبياء ، ص70 ؛ بحار الأنوار ، ج46 ، ص654 ( تاريخ الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، باب مناظراته مع المخالفين ، ح8 ) .

ص: 427

تاريخ الإمام جعفر الصادق

تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلامثواب الأعمال :حدَّثنيمحمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه ، عن محمّد بن علي القريشي ، عن ابن فضّال ، عن الميثمي ، عن أبي بصير قال : دخلت على اُمّ حميدة اُعزيها بأبي عبداللّه عليه السلام ، فبكت وبكيتُ لبكائها ثم قالت : يا أبا محمّد ، لو رأيت أبا عبداللّه عليه السلامعند الموت لرأيت عجبا ! فتح عينه ثم قال : اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة ، قالت : فلم نترك أحدا إلاّ جمعناه ، قال : فنظر إليهم ثم قال : إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصلاة . (1)

الكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قُبض أبو عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام وهو ابن خمس وستين سنة في عام ثمان وأربعين ومئة ، وعاش بعد أبي جعفر عليه السلام أربعا وثلاثين سنة . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قال أبو الحسن الأول عليه السلام : إنّه لمّا حضر أبي الوفاة قال لي : يابنيّ ، إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة . (3)

.


1- .ثواب الأعمال ، ص228 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص2 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب ولادته ووفاته ، ح5 ) .
2- .الكافي ، ج1 ، ص475 ( كتاب الحجة ، باب مولد أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص6 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب ولادته ووفاته ، ح1 ) .
3- .الكافي ، ج3 ، ص270 ( كتاب الصلاة ، باب من حافظ على صلاة أو ضيعها ، ح15 ) ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص7 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب ولادته ووفاته ، ح23 ) .

ص: 428

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : دخل أبو عبداللّه عليه السلام الحمّام فقال له صاحب الحمّام : اُخلّيه لك ؟ فقال : لا حاجة لي في ذلك ، المؤمن أخفّ من ذلك . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، عن منصور ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مرَّ بي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة ، فرآني وأنا أتصابُّ عرقا فقال لي : يا جعفر يا بُنّي ، إنّ اللّه إذا أحبَّ عبدا أدخله الجنّة ورضي عنه باليسير . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن غير واحد ، عن أبي بصير قال : قدم إلينا رجل من أهل الشام فعرضتُ عليه هذا الأمر فقبله ، فدخلت عليه وهو في سكرات الموت فقال لي : يا أبا بصير ، قد قبلت ما قلت لي ، فكيف لي بالجنّة ؟ فقلت : أنا ضامن لك على أبي عبداللّه عليه السلام بالجنّة فمات ، فدخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فابتدأني فقال لي : قد وُفّي لصاحبك بالجنّة . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن عبداللّه ، عن عبداللّه بن إسحاق، عن علي ، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد، ما فعل أبو حمزة ؟ قال : جُعلت فداك ! خلفته صالحا ، فقال : اذا رجعت إليه فاقرأه السلام وأعلمه أ نّه يموت يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا ، قال أبو بصير : جُعلت فداك ! لقد كان فيه اُنس وكان لكم شيعة ! قال : صدقت يا أبا محمّد ، ماعندنا خير له ، قال : جُعلت فداك ! شيعتكم ؟ قال : نعم ، إذا خاف اللّه وراقبه وتوقّى الذنوب ، فإذا فعل ذلك كان معنا في درجاتنا .

.


1- .الكافي ، ج6 ، ص503 ( كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الحمام ، ح37 ) ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص47 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب مكارم سيره ومحاسن أخلاقه ، ح69 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص86 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الإقتصاد في العبادة ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص55 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب مكارم سيره ومحاسن أخلاقه ، ح94 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص271 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص76 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح44 ) .

ص: 429

قال أبو بصير : فرجعتُ ، فما لبث أبو حمزة حتى هلك تلك الساعة في ذلك اليوم . (1)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن العبّاس ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : تريد أن تنظر بعينك إلى السماء ؟ قلت : نعم ، قال : فمسح يده على عيني ، فنظرت إلى السماء . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن عبداللّه بن جبلة ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : حججتُ مع أبي عبداللّه عليه السلام فلما كنّا في الطواف قلت له : جُعلت فداك ! يا ابن رسول اللّه ، يغفر اللّه لهذا الخلق ؟ فقال : يا أبا بصير ، إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير ! قال : قلت له : أرنيهم . قال : فتكلّم بكلمات ثم أمرَّ يده على بصري ، فرأيتهم قردة وخنازير فهالني ذلك ، ثم أمرَّ يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرّة الاُولى ، ثم قال : يا أبا محمّد ، أنتم في الجنّة تحبَرون (3) ، وبين أطباق النار تُطلَبون فلا توجدون ، واللّه لا يجتمع في النار منكم ثلاثة ، لا واللّه ولا اثنان ، لا واللّه ولا واحد . (4)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : تجسّست جسد أبي عبداللّه عليه السلامومناكبه . قال : فقال : يا أبا محمّد ، تحبّ أن تراني ؟ فقلت : نعم ، جُعلت فداك !

.


1- .بصائر الدرجات ، ص290 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص77 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح52 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص290 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص78 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح57 ) .
3- .الحبر _ بالفتح _ : السرور والنعمة . ( بحار الأنوار )
4- .بصائر الدرجات ، 290 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص79 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح58 ) .

ص: 430

قال : فمسح يده على عيني فإذا أنا أنظر إليه . قال : فقال : يا أبا محمّد ، لولا شهرة الناس لتركتك بصيرا على حالك ، ولكن لا تستقيم ! قال : ثم مسح يده على عيني فإذا أنا كما كنت . (1)

الاختصاص :جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن أحمد بن المؤدّب _ من ولد الأشتر _ ، عن محمّد بن عمّار الشعراني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلّمه بلسانٍ لا أفهمه ، ثم رجع إلى شيء فهمته ، فسمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : اركض برجلك الأرض ، فإذا بحر تلك الأرض على حافّتيها فرسان قد وضعوا رقابهم على قرابيس سروجهم ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : هؤلاء من أصحاب القائم عليه السلام . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن محمّد بن عمّار ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام فركض برجله الأرض ، فإذا بحر فيه سفن من فضّة ، فركب وركبتُ معه حتّى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضّة فدخلها ثم خرج فقال : رأيت الخيمة الّتي دخلتها أولاً ؟ فقلت : نعم ، قال : تلك خيمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، والاُخرى خيمة أمير المؤمنين،والثالثة خيمة فاطمة ، والرابعة خيمة خديجة، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، والسابعة خيمة عليّ بن الحسين ، والثامنة خيمة أبي ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحد منّا يموت إلاّ ولهُ خيمة يسكن فيها . (3)

الخرائج :أبو بصير قال : قال [ لي ] الصادق عليه السلام : اكتم عليَّ ما أقولُ لك في المعلّى بن خنيس ! قلت : أفعل ، قال : أما إنه ما كان [ ينال ]درجته إلاّ بما ينال منه

.


1- .بصائر الدرجات ، ص292 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص79 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح59 ) .
2- .الاختصاص ، ص325 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص89 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح94 ) .
3- .بصائر الدرجات ، 426 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص91 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ح97 ) .

ص: 431

داوود بن علي ، قلت : وما الّذي يصيبه من داوود بن علي ؟ قال : يدعو به فيضرب عنقه ويصلبه ! قلت : متى ذلك ؟ قال : من قابل ، فلمّا كان من قابل ولّى داوود المدينة ، فقصد قتل المعلّى فدعاه وسأله عن أصحاب أبي عبداللّه عليه السلام وسأله أن يكتبهم له ، فقال : ما أعرف من أصحابه أحدا وإنّما أنا رجل أختلف في حوائجه ، قال : تكتمني ! أما إنّك إن كتمتني قتلتك ، فقال له المعلّى : أبالقتل تهدّدني ؟ [ واللّه ]لو كانوا تحت قدمي مارفعت قدمي عنهم لك ، فقتله وصلبه كما قال أبو عبداللّه عليه السلام . (1)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير : قال موسى بن جعفر عليهماالسلام فيما أوصاني به أبي عليه السلام أن قال : يابني إذا أنا متُّ فلا يغسّلني أحد غيرك ، فإنّ الإمام لايغسّله إلاّ الإمام . واعلم أنّ عبداللّه أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فدعه فإنّ عمره قصير ، فلمّا أن مضى أبي غسّلته كما أمرني ، وادّعى عبداللّه الإمامة مكانه فكان كما قال أبي ، وما لبث عبداللّه يسيرا حتّى مات . (2)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول _ وقد جرى ذكر المعلّى بن خنيس فقال : _ يا أبا محمّد ، اكتم عليَّ ما أقول لك في المعلّى ، قلت : أفعل ، فقال : أما إنه ماكان ينال درجتنا إلاّ بما كان ينال منه داوود بن عليٌ ، قلت : وما الّذي يصيبه من داوود ؟ قال : يدعو به فيأمر به ، فيضرب عنقه ويصلبه وذلك من قابل ، فلمّا كان من قابل ولّى داوود المدينة ، فدعا المعلّى وسأله عن شيعة أبي عبداللّه عليه السلامفكتمه فقال : أتكتمني ! أما إنّك إن كتمتني قتلتك ، فقال المعلّى : بالقتل تهدّدني ! واللّه لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم ، وإن أنت قتلتني لتسعدني ولتشقينَّ ، فلمّا أراد قتله قال المعلّى : أخرجني إلى الناس فإنّ لي أشياء كثيرة حتى اُشهد بذلك ، فأخرجه إلى السوق ، فلمّا اجتمع الناس قال : أيّها الناس ، اشهدوا أنّ ماتركت من مال عين أو دين أو

.


1- .الخرائج ، ج2 ، ص648 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص109 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح144 ) .
2- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص351 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص127 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح175 ) .

ص: 432

أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فقُتل . (1)

مناقب آل أبي طالب :في كتاب الدلالات ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة البطائني : قال أبو بصير : اشتهيت دلالة الإمام ، فدخلت على أبي عبداللّه عليه السلاموأنا جنب فقال : يا أبا محمّد ، ماكان لك فيما كنت فيه شغل تدخل على إمامك وأنت جُنب ، فقلت : جُعلت فداك ! ما عملته إلاّ عمدا ، قال : أو لم تؤمن ؟ قلت : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي ، قال : فقم يا أبا محمّد ، واغتسل . . . الخبر . (2)

مناقب آل أبي طالب :في كتاب الدلالات ، عن الحسين بن أبي العلاء وعليّ بن أبي حمزة وأبي بصير قالوا : دخل رجل من أهل خراسان على أبي عبداللّه عليه السلامفقال له : جُعلت فداك ! إنّ فلان بن فلان بعث معي بجارية وأمرني أن أدفعها إليك ، قال : لاحاجة لي فيها ، وإنّا أهل بيت لايدخل الدنس بيوتنا ! فقال له الرجل : واللّه جُعلت فداك ! لقد أخبرني أنها مولّدة بيته وأنها ربيبته في حجرته ، قال : إنّها قد فسدت عليه ، قال : لا علم لي بهذا ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : ولكني أعلم أنّ هذا هكذا . (3)

كشف الغمّة :عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام ذات يوم جالسا إذ قال : يا أبا محمّد ، هل تعرف إمامك ؟ قلت : أي واللّه الّذي لا إله إلاّ هو وأنت هو ، ووضعت يدي على ركبته أو فخذه ، فقال عليه السلام : صدقت قد عرفت فاستمسك به ، قلت : اُريد أن تعطيني علامة الإمام ، قال : يا أبا محمّد ، ليس بعد المعرفة علامة ، قلت : أزداد إيمانا ويقينا ، قال : يا أبا محمّد ، ترجع إلى الكوفة وقد ولد لك عيسى ومن بعد عيسى محمّد ومن بعدهما ابنتان ، واعلم أنّ ابنيك مكتوبان عندنا في الصحيفة الجامعة مع

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص353 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص129 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح176 ) .
2- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص353 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص129 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح176 ) .
3- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص368 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص140 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح189 ) .

ص: 433

أسماء شيعتنا وأسماء آبائهم واُمّهاتهم وأجدادهم وأنسابهم ومايلدون إلى يوم القيامة ، وأخرجها فإذا هي صفراء مدرجة . (1)

كشف الغمّة :قال أبو بصير : كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالاً فاتّخذ قيانا ، وكان يجمع الجموع ويشرب المسكر ويؤذيني ، فشكوته إلى نفسه غير مرّة فلم ينته ، فلمّا ألححتُ عليه قال : ياهذا ، أنا رجل مبتلى وأنت رجل معافى ، فلو عرّفتني لصاحبك رجوت أن يستنقذني اللّه بك ، فوقع ذلك في قلبي ، فلمّا صرت إلى أبي عبداللّه عليه السلامذكرت له حاله فقال لي : إذا رجعت إلى الكوفة فإنّه سيأتيك فقل له : يقول لك جعفر بن محمّد : دع ما أنت عليه وأضمن لك على اللّه الجنّة . قال : فلمّا رجعتُ إلى الكوفة أتاني فيمن أتى ، فاحتبسته حتى خلا منزلي فقلت : يا هذا ، إني ذكرتك لأبي عبداللّه عليه السلامفقال : أقرأه السلام وقل له يترك ما هو عليه وأضمن له على اللّه الجنّة ، فبكى ثم قال : اللّه أقال لك جعفر عليه السلامهذا ؟ قال : فحلفت له أ نّه قال لي ما قلت لك ، فقال لي : حسبك ، ومضى . فلمّا كان بعد أيّام بعث إليَّ ودعاني ، فإذا هو خلف باب داره عريان فقال لي : يا أبا بصير ، مابقي في منزلي شيء إلاّ وقد أخرجته وأنا كما ترى ، فمشيت إلى إخواننا فجمعت له ماكسوته به ، ثم لم يأت عليه إلاّ أيّام يسيرة حتى بعث إليَّ إني عليل فائتني ، فجعلت أختلف إليه واُعالجهُ حتى نزل به الموت ، فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه ، ثم غشى عليه غشيةً ثم أفاق فقال : يا أبا بصير ، قد وفى صاحبك لنا ، ثم مات ، فحججت فأتيت أبا عبداللّه عليه السلام فاستأذنت عليه ، فلمّا دخلت قال لي ابتداءا من داخل البيت وإحدى رجليَّ في الصحن والاُخرى في دهليز داره : يا أبا بصير ، قد وفينا لصاحبك . (2)

إعلام الورى :من كتاب نوادر الحكمة ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : دخل شعيب العقرقوفي على أبي عبداللّه عليه السلام ومعه صرّة فيها دنانير فوضعها بين يديه ،

.


1- .كشف الغمّة ، ج2 ، ص406 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص143 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح195 ) .
2- .كشف الغمّة ، ج2 ، ص411 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص145 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح199 ) .

ص: 434

فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : أزكاة أم صلة ؟ فسكت ثم قال : زكاة وصلة ، قال : فلا حاجة لنا في الزكاة . قال : فقبض أبو عبداللّه عليه السلام قبضة فدفعها إليه ، فلمّا خرج قال أبو بصير : قلت له : كم كانت الزكاة من هذه ؟ قال : بقدر ما أعطاني ، واللّه لم يزد حبّة ولم ينقص حبّة . (1)

أمالي الطوسي :الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدَّثنا أبو عبداللّه محمّد بن وهبان قال : حدَّثنا أبو القاسم عليّ بن حبشي قال : حدَّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدَّثنا أبي قال : حدَّثنا صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : اتّقوا اللّه وعليكم بالطاعة لأئمّتكم ، قولوا ما يقولون ، واصمتوا عمّا صمتوا ، فإنّكم في سلطان من قال اللّه تعالى : « وَ إِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ » (2) يعني بذلك ولد العبّاس ، فاتّقوا اللّه فإنّكم في هذه ، صلّوا في عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وأدّوا الأمانة إليهم ، وعليكم بحجّ هذا البيت فأدمنوه ، فإن في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة . (3)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير قال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد إذ دخل عليه أبوالدوانيق وداوود بن علي وسليمان بن مجاهد حتى قعدوا في جانب المسجد فقال لهم : هذا أبو جعفر ، فأقبل إليه داوود بن علي وسليمان بن مجاهد فقال لهما : مامنع جبّاركم أن يأتيني ؟ فعذروه عنده ، فقال عليه السلام : يا داوود ، أمّا إنّه لا تذهب الأيّام حتى يليها ويطأ الرجال عقبه ، ويملك شرقها وغربها ، وتدين له الرجال وتذلّ رقابها ، قال : فلها مدّة ؟ قال : نعم ، واللّه ليتلقّفنها الصبيان منكم كما تتلقّف الكرة ؟ فانطلقا فأخبرا أبا جعفر بالّذي سمعا من محمّد بن علي عليهماالسلام فبشّراه بذلك ، فلمّا وليا دعا سليمان بن مجالد فقال : يا سليمان بن مجالد ، إنّهم لايزالوا في فسحةٍ من ملكهم

.


1- .إعلام الورى ، ج1 ، ص522 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص150 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح205 ) .
2- .سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية 46 .
3- .الأمالي ، الطوسي ، ص668 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص162 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب ماجرى بينه عليه السلاموبين المنصور ، ح1 ) .

ص: 435

مالم يصيبوا دما _ وأومى بيده إلى صدره _ ، فإذا أصابوا ذلك الدم فبطنها خيرٌ لهم من ظهرها ، فجاء أبو الدوانيق إليه وسأله عن مقالهما فصدّقهما الخبر ، فكان كما قال . (1)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير : قال موسى بن جعفر عليهماالسلام فيما أوصاني به أبي أن قال : يا بني إذا أنا متُّ فلا يغسلني أحدٌ غيرك فإن الإمام لا يغسله إلا إمام ، واعلم أنّ عبداللّه أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فدعه فإنّ عمره قصير ، فلما مضى غسّلته كما أمرني وادعى عبداللّه الإمامة مكانه ، فكان كما قال أبي ، ومالبث عبداللّه يسيرا حتّى مات . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير : قال أبو جعفر عليه السلام : يقول إنّ الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير بن النوا وأبا المقدام والتمّار _ يعني سالما _ أضلّوا كَثيرا ممّن ضلّ من هؤلاء الناس وأنهم ممّن قال اللّه [ فيه ] (3) : « وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْأَخِرِ وَ مَا هُم بِمُؤْمِنِينَ » (4) وأنهم ممّن قال اللّه [ فيه ] (5) « أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَ_نِهِمْ ( يحلفون باللّه ) إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَ__لُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَ_سِرِينَ » (6) . 7

الاختصاص :محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن الحسن بن متّيل ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبي سليم الديلمي ، عن أبي بصير قال : أتيت أبا عبداللّه عليه السلام بعد أن كبرت سنّي وقد أجهدني النفس فقال : يا أبا محمّد ، ما هذا النَفس ؟ فقلت له : جُعلت فداك ! كبر سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي ، مع أ نّي لست أدري ما أصير إليه في آخرتي . فقال : يا أبا محمّد ، إنّك

.


1- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص324 ؛ بحار الأنوار ، ج27 ، ص176 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب ماجرى بينه عليه السلام وبين المنصور ، ح23 ) .
2- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص351 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص255 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب أحوال أزواجه وأولاده ، ح25 ) .
3- .أضفناها لاستقامة السياق .
4- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 8 .
5- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 53 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص326 ( ح134 ) ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص346 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب أحوال أزواجه وأولاده ، ح42 ) .

ص: 436

لتقول هذا القول ! فقلت : جُعلت فداك ! كيف لا أقوله ؟ فقال : أما علمت أنَّ اللّه _ تبارك وتعالى _ يكرم الشباب منكم ، ويستحيي من الكهول ! قلت : جُعلت فداك ! كيف يكرم الشباب منّا ويستحيي من الكهول ؟ قال : يكرم الشباب منكم أن يعذّبهم ، ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني فإنّا قد نبزنا نبزا انكسرت له ظهورنا ، وماتت له أفئدتنا ، واستحلّت به الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم هؤلاء ، قال : فقال : الرافضة ؟ قلت : نعم . قال : فقال : واللّه ماهم سمّوكم بل اللّه سمّاكم ، أما علمت أ نه كان مع فرعون سبعون رجلاً من بني إسرائيل يدينون بدينه ، فلمّا استبان لهم ضلال فرعون وهدى موسى رفضوا فرعون ، ولحقوا بموسى فكانوا في عسكر موسى أشدّ أهل ذلك العسكر عبادةً وأشدَّهم اجتهادا إلاّ أ نهم رفضوا فرعون ، فأوحى اللّه إلى موسى أن أثبت لهم هذا الإسم في التوراة ، فإنّي قد نحلتهم ، ثمَّ ذخر اللّه هذا الاسم حتّى سمّاكم به إذ رفضتم فرعون وهامان وجنودهما ، واتّبعتم محمّدا وآل محمّد . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : افترق الناس كلَّ فرقة واستشيعوا كلَّ شيعة ، فاستشيعتم مع أهل بيت نبيّكم ، فذهبتم حيث ذهب اللّه ، واخترتم ما اختار اللّه ، وأحببتم من أحبَّ اللّه ، وأردتم من أراد اللّه ، فابشروا ثمَّ ابشروا ، فأنتم واللّه المرحومون ، المتقبّل من محسنكم ، والمتجاوز عن مسيئكم ، من لم يلقَ اللّه بمثل ما أنتم عليه لم يتقبّل اللّه منه حسنة ، ولم يتجاوز عنه سيّئة ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال : إنَّ اللّه وملائكته يسقطون الذنوب من ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق عن الشجر في أوان سقوطه ، وذلك قول اللّه تعالى : « وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الْأَرْضِ » (1) فاستغفارهم واللّه لكم دون هذا العالم ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني .

.


1- .سورة الشورى ( 42 ) ، الآية 5 .

ص: 437

فقال : لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَ_هَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُو وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً » (1) واللّه ما عنى غيركم إذ وفيتم بما أخذ عليكم ميثاقكم من ولايتنا ، إذ لم تبدِّلوا بنا غيرنا ، ولو فعلتم لعيّركم اللّه كما عيّر غيركم في كتابه إذ يقول : « وَمَا وَجَدْنَا لأَِكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَ_سِقِينَ » (2) فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « الْأَخِلاَّءُ يَوْمَ_ل_ءِذِم بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ » (3) فالخلق واللّه غدا أعداء غيرنا وشيعتنا ، وما عنى بالمتّقين غيرنا وغير شيعتنا ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال : لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَ_ل_ءِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّ__لِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَ_ل_ءِكَ رَفِيقًا » (4) فمحمّد صلى الله عليه و آله وسلمالنبيّين ، ونحن الصديقون والشهداء ، وأنتم الصّالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه ، فواللّه ما عنى غيركم ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . فقال : لقد جمعنا اللّه ووليّنا وعدوّنا في آية من كتابه فقال : « قُلْ ( يامحمّد ) هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ » (5) فهل سررتك يا أبا محمد ؟ . قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : فقال : لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « وَ قَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ » (6) فأنتم في النار تُطلبون وفي الجنّة واللّه تحبرون ، فهل سررتك يا

.


1- .سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية 23 .
2- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 102 .
3- .سورة الزخرف (43) ، الآية 67 .
4- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 69 .
5- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 9 .
6- .سورة ص( 38 ) ، الآية 62 .

ص: 438

أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : فقال : لقد ذكركم اللّه في كتابه فأعاذكم من الشيطان فقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ » (1) وما عنى غيرنا وغير شيعتنا ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدنى . قال : واللّه لقد ذكركم اللّه في كتابه فأوجب لكم المغفرة فقال : « يَ_عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا » (2) قال قلت : جُعلت فداك ! ليس هكذا نقرؤه إنّما نقرأ « يَ_عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا » قال : يا أبامحمّد ، فإذا غفر اللّه الذنوب جميعا فمن يعذّب ؟ واللّه ما عنى غيرنا وغير شيعتنا ، وإنّها لخاصّة لنا ولكم ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : واللّه ، ما استثنى اللّه أحدا من الأوصياء ولا أتباعهم ماخلا أمير المؤمنين وشيعته إذ يقول : « يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْ_?ا وَ لاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُو هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ » (3) واللّه ماعنى بالرحمة غير أمير المؤمنين وشيعته ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني . قال : قال عليُّ بن الحسين عليه السلام ليس على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس من ذلك براء ، فهل شفيتك يا أبا محمد . (4)

.


1- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 42 .
2- .سورة الزمر ( 39 ) ، الآية 53 .
3- .سورة الدخان ( 44 ) ، الآيات 41 و 42 .
4- .الاختصاص ، ص104 ؛ بحار الأنوار ، ج47 ، ص390 ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب أحوال أصحابه وأهل زمانه ، ح114 ) .

ص: 439

تاريخ الإمام موسى الكاظم

تاريخ الإمام موسى الكاظم عليه السلامبصائر الدرجات :أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمّد بن مسلم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبداللّه عليه السلامفي السنة الّتي ولد فيها ابنه موسى عليه السلامفلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبداللّه عليه السلامالغداء ولأصحابه وأكثره وأطابه ، فبينا نحن نتغدَّى إذ أتاه رسول حميدة أنَّ الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا . فقام أبو عبداللّه فرحا مسرورا ، فلم يلبث أن عاد إلينا ، حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنّه فقلنا : أضحك اللّه سنّك ، وأقرَّ عينيك ، ما صنعت حميدة ؟ فقال : وهب اللّه لي غلاما ، وهو خير من برأ اللّه ، ولقد خبَّرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها ، قلت : جُعلت فداك وما خبّرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت أ نه لمّا وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أنَّ تلك أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمارة الإمام من بعده . فقلت : جُعلت فداك ! وما تلك من علامة الإمام ؟ فقال : إنّه لمّا كان في الليلة التي عُلق بجدِّي فيها ، أتى آتٍ جدَّ أبي وهو راقد ، فأتاه بكأس فيها شربةٌ أرق من الماء ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج فسقاه إيّاه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا وجامع فعُلق فيها بجدِّي ، ولمّا كان في الليلة التي عُلق فيها بأبي أتى آتٍ جدِّي فسقاه كما سقا جدَّ أبي وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا

.

ص: 440

فجامع فعُلق بأبي ، ولمّا كان في الليلة التي عُلق بي فيها ، أتى آتٍ أبي فسقاه وأمره كما أمرهم ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعُلق بي ، ولمّا كان في الليلة الّتي عُلق فيها بابني هذا ، أتاني آتٍ كما أتى جدّ أبي وجدّي وأبي فسقاني كما سقاهم ، وأمرني كما أمرهم ، فقمت فرحا مسرورا بعلم اللّه بما وهب لي ، فجامعت فعُلق بابني ، وإنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك فإذا استقرّت في الرحم أربعين ليلة نصب اللّه له عمودا من نور في بطن أُمّه ينظر منه مدّ بصره ، فإذا تمّت له في بطن أُمّه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له : « حيوان » وكتب على عضده الأيمن : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَ_تِهِى وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (1) فإذا وقع من بطن أُمّه وقع واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فإذا وضع يده إلى الأرض فإنّه يقبض كلّ علم أنزله اللّه من السماء إلى الأرض ، وأمّا رفعه رأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي من بطنان العرش من قِبل ربّ العزّة من الأُفق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول : يا فلان ، اثبت ثبّتك اللّه ، فلعظيم ما خلقك أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سرّي ، وعيبة علمي لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي وأسكنت جنّتي ، وأحللت جواري ، ثمّ وعزّتي لاصلينّ من عاداك أشدّ عذابي ، وأن أوسعت عليهم من سعة رزقي ، فإذا انقضى صوت المنادي أجابه الوصيّ : « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُو لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآل_ءِمَام بِالْقِسْطِ لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » (2) إلى آخرها ، فإذا قالها أعطاه اللّه علم الأوّل وعلم الآخر ، واستوجب زيادة الروح في ليلة القدر . قلت : جُعلت فداك ! أليس الروح جبرئيل ؟ فقال : جبرئيل من الملائكة والروح خَلْقٌ أعظم من الملائكة ، أليس اللّه يقول : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ » (3) . (4)

المحاسن :أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ،

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 115 .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 18 .
3- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 4 .
4- .بصائر الدرجات ، ص462 ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص2 ( تاريخ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، باب ولادته وتاريخه وجمل أحواله ، ح2 ) .

ص: 441

عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حججنا مع أبي عبداللّه في السنة الّتي وُلد فيها ولده موسى عليه السلام ، فلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء ، وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثره وأطابه ، قال : فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال : إنّ حميدة تقول لك : إنّي قد أنكرت نفسي ، وقد وجدت ما كنت أجد إذ حضرتني ولادتي ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابني هذا . قال : فقام أبو عبداللّه عليه السلام فانطلق مع الرسول ، فلمّا انطلق قال له أصحابه : سرَّك اللّه وجعلنا فداك ! ماصنعت حميدة ؟ قال : قد سلّمها اللّه ، وقد وهب لي غلما ، وهو خير من برأ اللّه في خلقه ، وقد أخبرتني حميدة ظنّت أني لا أعرفه ، ولقد كنت أعلم به منها ، فقلت : وما أخبرتك به حميدة عنه ؟ فقال : ذكرت أ نّه لمّا سقط من بطنها سقط واضعا يده على الأرض ، رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أنَّ تلك أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمارة الوصيِّ من بعده . فقلت : وما هذا من علامة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وعلامة الوصي من بعده ؟ فقال : يا أبا محمّد ، إنّه لمّا أن كانت الليلة الّتي عُلق فيها بابني هذا المولود أتاني آتٍ فسقاني كما سقاهم ، وأمرني بمثل الّذي أمرهم به ، فقمت بعلم اللّه مسرورا بمعرفتي مايهب اللّه لي ، فجامعت فعلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو واللّه صاحبكم من بعدي ، إنَّ نطفة الإمام ممّا أخبرتُك ، فإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر ، وأنشأ فيه الروح بعث اللّه _ تبارك وتعالى _ إليه ملكا يقال له : « حيوان » ، يكتب على (1) عضده الأيمن : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَ_تِهِى » (2) ، فإذا وقع من بطن اُمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء . فلمّا وضع يده على الأرض فإنَّ مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل ربِّ العزَّة من الاُفق الأعلى باسمه واسم أبيه : « يا فلان بن فلان اثبت مليا لعظيمٍ خلقتك ، أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سرّي وعيبة علمي ،

.


1- .في البحار : « فكتب على » .
2- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 115 .

ص: 442

وأميني على وحيي ، وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ، ومنحت جناني ، وأحللت جواري ، ثمَّ وعزَّتي ، لأصلينَّ من عاداك ، أشدَّ عذابي وإن أوسعت عليهم في الدُّنيا سعة رزقي » . قال : فإذا انقضى صوت المنادي أجابه هو ، وهو واضعٌ يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، ويقول : « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُو لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآل_ءِمَام بِالْقِسْطِ لاَ إِلَ_هَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » (1) قال : فإذا قال ذلك ، أعطاه اللّه العلم الأوَّل والعلم الآخر ، واستحقَّ زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : والروح ليس هو جبرئيل ؟ قال : لا ، الروح خَلْقٌ أعظم من جبرئيل ، إنّ جبرئيل من الملائكة ، وإنَّ الروح خلقٌ أعظم من الملائكة ، أليس يقول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « تَنَزَّلُ الْمَلَ_ل_ءِكَةُ وَ الرُّوحُ » (2) ؟ 3

بصائر الدرجات :حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبيه ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته وطلبت وقضيت إليه أن يجعل هذا الأمر إلى إسماعيل ، فأبى اللّه إلاّ أن يجعله لأبي الحسن موسى عليه السلام . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عمرو بن أبان ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه فذكروا الأوصياء وذُكر إسماعيل فقال : لا واللّه يا أبا محمّد ، ما ذاك إلينا وما هو إلاّ إلى اللّه عز و جل يُنزل واحد بعد واحد . (4)

.


1- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 18 .
2- .سورة القدر ( 97 ) ، الآية 4 .
3- .بصائر الدرجات ، ص492 ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص145 ( تاريخ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، باب النصوص عليه ، ح43 ) .
4- .بصائر الدرجات ، ص493 ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص25 ( تاريخ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، باب النصوص عليه ، ح44 ) .

ص: 443

قرب الإسناد :محمّد بن خالد الطيالسي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : دخلت عليه فقلت له : جُعلت فداك ! بم يُعرف الإمام ؟ فقال : بخصال ، أمّا اُولاهن فشيء تقدّم من أبيه فيه وعرّفه الناس ، ونصبه لهم علما حتى يكون حجّةً عليهم ؛ لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمنصب عليا عليه السلام علما وعرّفه الناس ، وكذلك الأئمّة يعرّفونهم الناس وينصبونهم لهم حتى يعرفوه ، ويُسأل فيجيب ، ويُسكت عنه فيبتدي ، ويخبر الناس بما في غدٍ ويكلّم الناس بكلّ لسان ، وقال لي : يا أبا محمّد ، الساعة قبل أن تقوم أعطيك علامة تطمئن إليها ، فواللّه مالبثت أن دخل علينا رجل من أهل خراسان ، فتكلّم الخراساني بالعربية فأجابه هو بالفارسية ، فقال له الخراساني : أصلحك اللّه ! ما منعني أن أُكلّمك بكلامي إلاّ إني ظننت أنك لا تحسن ، فقال : سبحان اللّه ! إذا كنتُ لا اُحسن اُجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال : يا أبا محمّد ، إنّ الإمام لايخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه روح ، بهذا يُعرف الإمام ، فإنّ لم تكن فيه هذه الخصال فليس هو بإمام . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن البرقي ، عن أبيه عن علي بن الحكم رفعه الى أبي بصير قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلامفي السنة التي قُبض فيها أبو عبداللّه عليه السلامفقلت : جعلت فداك مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بدنة ؟ فقال : يا أبا محمد ، إنّ نوحا عليه السلام كان في السفينة وكان فيها ما شاء اللّه ، وكانت السفينة مأمورة ، فطافت بالبيت وهو طواف النساء وخلّى سبيلها نوح عليه السلامفأوحى اللّه عزّوجلّ الى الجبال أني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي _ وهو جبل عندكم _ فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل . قال : فقال نوح عند ذلك : يا ماري اتقن _ وهو بالسريانية : [ يا ] رب أصلح _ قال : فظننت أنّ أبا الحسن عليه السلامعرّض بنفسه (2)

.


1- .قرب الإسناد ، ص339 ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص47 ( تاريخ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، باب معجزاته واستجابة دعواته ، ح33 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص124 ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص115 ( تاريخ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، باب عبادته وسيره ومكارم أخلاقه ح28 ) .

ص: 444

الكافي :سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قُبض موسى بن جعفر عليه السلام وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومئة ، وعاش بعد جعفر عليه السلامخمسا وثلاثين سنة . (1)

.


1- .الكافي ، ج1 ، ص486 ( كتاب الحجة ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج48 ، ص206 ( تاريخ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، باب أحواله في الجس ، إلى شهادته ، ح3 ) .

ص: 445

تاريخ الإمام الثاني عشر

تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلامالغيبة :حدَّثنا عبدالواحد بن عبداللّه قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن رباح الزهري قال : حدَّثنا أحمد بن علي الحميري قال : حدَّثنا الحسن بن أيّوب ، عن عبداللّه الخثعمي قال : حدَّثني محمّد بن عصام قال : حدَّثني وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام أو أبو عبداللّه عليه السلام_ الشك من ابن عصام _ : يا أبا محمّد ، بالقائم علامتان ؛ شامة في رأسه وداء الحزاز برأسه ، وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر تحت كتفه الأيسر ورقة مثل ورقة الأس ، ابن ستّة (1) ، وابن خيرة الإماء . 2

الغيبة :حدَّثنا محمّد بن همام قال : حدَّثنا أحمد بن مابنداذ قال : حدَّثنا أحمد بن هلال ، عن أبي مالك الحضرمي ، عن أبي السفاتج ، عن أبي بصير قال : قلت لأحدهما _ لأبي عبداللّه أو لأبي جعفر عليهماالسلام _ : أيكون أن يفضى هذا الأمر إلى من لم يبلغ ؟ قال : سيكون ذلك ، قلت : فما يصنع ؟ قال : يورثه علما وكتبا ولا يكله

.


1- .لعلّ المعنى ابن ستة أعوام عند الإمامة وابن ستة بحسب الأسماء ، فإن أسماء آبائه عليهم السلام محمّد وعلي وحسين وجعفر وموسى وحسن ، ولم يحصل ذلك في أحد الأئمّة عليهم السلام قبله مع أنّ بعض رواة تلك الأخبار من الواقفية ، ولا تقبل رواياتهم فيما يوافق مذهبم . ( بحار الأنوار )

ص: 446

إلى نفسه . 1

كمال الدين :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن _ رضي اللّه عنهما _ قالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال في قول اللّه عز و جل : « قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِم » (1) فقال : هذه نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو ؟ فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال اللّه _ جلّ وعزّ _ وحرامه . ثم قال : واللّه ماجاء تأويل هذه الآية ولا بدّ أن يجيء تأويلها . (2)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبي الحسن من كتابه قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ؛ ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في معنى قوله عز و جل : « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنم بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْ_?ا » (3) قال : نزلت في القائم وأصحابه . (4)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف قال :

.


1- .سورة الملك ( 67 ) ، الآية 30 .
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص325 ؛ بحار الأنوار ، ج50 ، ص52 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح27 ) .
3- .سورة النور ( 24 ) ، الآية 55 .
4- .الغيبة ، النعماني ، ص240 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص58 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح50 ) .

ص: 447

حدَّثنا إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ؛ ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَ تِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا » (1) قال : نزلت في القائم وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد . (2)

الغيبة :عليّ بن الحسين المسعودي ، عن محمّد العطّار ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن ابن أبي نجران ، عن القاسم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَ_تَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُ_لِمُواْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ » (3) قال : هي في القائم عليه السلاموأصحابه . (4)

الغيبة :حدَّثنا عليّ بن أحمد قال : حدَّثنا عبيداللّه بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَ_هُمْ » (5) قال : اللّه يعرفهم ، ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم ، فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطا . (6)

تأويل لآيات :قال محمّد بن العبّاس : حدَّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن اسحاق (7) ، عن عبداللّه بن حمّاد ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل في كتابه : « هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُو بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُو عَلَى الدِّينِ كُلِّهِى وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ » (8) فقال : واللّه ، ما نزل تأويلها بعد ، قلت : جُعلت فداك !

.


1- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 148 .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص241 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص58 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح52 ) .
3- .سورة الحج ( 22 ) ، الآية 39 .
4- .الغيبة ، النعماني ، ص241 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص58 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح53 ) .
5- .سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية 41 .
6- .الغيبة ، النعماني ، ص242 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص58 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح54 ) .
7- .نسخة بدل : « إسحاق بن إبراهيم » .
8- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 33 .

ص: 448

ومتى ينزل تأويلها ؟ قال : حتى يقوم القائم إن شاء اللّه ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلاّ كره خروجه حتّى لو كان كافرٌ أو مشركٌ في بطن صخرة لقالت الصخرة : يا مؤمن ، في بطني كافر أو مشرك فاقتله ، قال : فيجيئه فيقتله . (1)

الكافي :أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن الحسن بن علي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « سَنُرِيهِمْ ءَايَ_تِنَا فِى الْأَفَاقِ وَ فِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » (2) قال : يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة اللّه عز و جل وفي أنفسهم وفي الآفاق ، قلت له : « حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » قال : خروج القائم ، هو الحقّ من عند اللّه عز و جل ، يراه الخلق لابدّ منه . (3)

محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَ_تُنَا بَيِّنَ_تٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا » (4) قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا ، فقال الّذين كفروا من قريش للّذين آمنوا _ الّذين أقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت _ : « أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا » ، تعييرا منهم ، فقال اللّه ردّا عليهم : « وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ( من الاُمم السالفة ) هُمْ أَحْسَنُ أَثَ_ثًا وَرِءْيًا » (5) قلت : قوله : « مَن كَانَ فِى الضَّلَ__لَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَ_نُ مَدًّا » (6) قال : كلّهم كانوا في الضلالة لايؤمنون بولاية

.


1- .تأويل الآيات ، ج2 ، ص688 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص60 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح58 ) .
2- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 53 .
3- .الكافي ، ج8 ، ص381 ( كتاب الروضة ، ح575 ) ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص62 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح63 ) .
4- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 73 .
5- .أيضا ، الآية 74 .
6- .أيضا ، الآية 75 .

ص: 449

أمير المؤمنين عليه السلامولا بولايتنا ، فكانوا ضالّين مضلّين ، فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا ، فيصيّرهم اللّه شرّا مكانا وأضعف جندا ، قلت : قوله : « حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَ أَضْعَفُ جُندًا » (1) قال : أمّا قوله : « حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ » فهو خروج القائم وهو الساعة ، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من اللّه على يدي قائمه ، فذلك قوله : « مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا ( يعني عند القائم ) وَ أَضْعَفُ جُندًا » . قلت : قوله : « وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْاْ هُدًى » (2) ؟ قال : يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتّباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه . قلت : قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَ_عَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَ_نِ عَهْدًا » (3) ؟ قال : إلاّ من دان اللّه بولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده فهو العهد عند اللّه . قلت : قوله : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ_نُ وُدًّا » (4) ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الّذي قال اللّه عز و جل . قلت : « فَإِنَّمَا يَسَّرْنَ_هُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِى قَوْمًا لُّدًّا » (5) ؟ قال : إنّما يسّره اللّه على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما ، فبشّر به المؤمنين وأنذر به الكافرين ، وهم الّذين ذكرهم اللّه في كتابه لُدّا أي كفارا . قال : وسألته عن قول اللّه : « لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غَ_فِلُونَ » (6) ؟ قال : اتنذر القوم الّذين أنت فيهم كما اُنذر آباؤهم فهم غافلون عن اللّه وعن رسوله وعن وعيده « لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ( ممّن لا يقرُّون بولاية أمير المؤمنين عليه السلاموالأئمّة

.


1- .سورة مريم (19) ، الآية 75 .
2- .أيضا ، الآية 76 .
3- .أيضا ، الآية 87 .
4- .أيضا ، الآية 96 .
5- .أيضا ، الآية 97 .
6- .سورة يس ( 36 ) ، الآية 6 .

ص: 450

من بعده ) فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ » (1) بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ، فلمّا لم يقرُّوا كانت عقوبتهم ما ذكر اللّه : « إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَ_قِهِمْ أَغْلَ_لاً فَهِىَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ » (2) في نار جهنّم . ثمَّ قال : « وَ جَعَلْنَا مِنم بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَ_هُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ » (3) عقوبةً منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين عليه السلاموالأئمّة من بعده ، هذا في الدُّنيا ، وفي الآخرة في نار جهنّم مقمحون . ثمَّ قال : يا محمّد « وَ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ » (4) باللّه وبولاية عليّ ومن بعده ثمَّ قال : « إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ( يعني أمير المؤمنين عليه السلام ) وَ خَشِىَ الرَّحْمَ_نَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ ( يامحمّد ) بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ » (5) . (6)

كمال الدين :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى المتوكّل رضي الله عنهم قالوا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى العطّار جميعا قالوا : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبداللّه البرقي ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعا قالوا : حدَّثنا أبو علي الحسن بن محبوب السرّاد ، عن داوود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خُلقا وخَلقا ، تكون له غَيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يَقبلُ كالشهاب الثاقب فيملأها قسطا وعدلاً كما مُلئت ظلما وجورا . (7)

.


1- .سورة يس (36) ، الآية 7 .
2- .أيضا ، الآية 8 .
3- .أيضا ، الآية 9 .
4- .أيضا ، الآية 10 .
5- .أيضا ، الآية 11 .
6- .الكافي ، ج1 ، ص431 ( كتاب الحجة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 90) ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص63 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب من الآيات المؤولة بقيام القائم عليه السلام ، ح64 ) .
7- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص287 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص72 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما ورد من الأخبار بالقائم عليه السلام ، ح16 ) .

ص: 451

كمال الدين :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة . قال أبو بصير : فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، ومَن القائم منكم أهل البيت ؟ فقال : يا أبا بصير ، هو الخامس من ولد ابني موسى ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ، ثم يظهره اللّه عز و جل ، فيفتح على يده مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليه السلام فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ولا تبقى في الأرض بقعة عُبدَ فيها غير اللّه عز و جل إلاّ عُبدَ اللّه فيها ، ويكون الدين كلّه للّه ولو كره المشركون . (1)

الغيبة :أخبرني جماعة عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها . (2)

كمال الدين :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رضى الله عنه قالا : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن داوود ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء ؛ سنّةٌ من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسُنّة من محمّد صلى الله عليه و آله ، فأمّا من موسى فخائف يترقّب ، وأمّا من يوسف فالسجن ، وأمّا من عيسى فيقال له : « إنه مات » ولم يمت ، وأمّا

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص245 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص146 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما ورد عن الصادق عليه السلام في ذلك ، ح14 ) .
2- .الغيبة ، الطوسي ، ص160 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص146 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما ورد عن الصادق عليه السلام ، في ذلك ، ح15 ) .

ص: 452

من محمّد صلى الله عليه و آله وسلمفالسيف . (1)

كمال الدين :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة [ عن أبيه ] ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : في صاحب هذا الأمر سنّة من موسى وسنّة من عيسى وسنّة من يوسف وسُنّة من محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فأمّا من موسى فخائف يترقّب ، وأمّا من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى ، وأمّا من يوسف فالسجن والغَيبة ، وأمّا من محمّد صلى الله عليه و آله وسلم فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ، ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه عز و جل ، قلت : وكيف يعلم أنّ اللّه تعالى قد رضي ؟ قال : يلقي اللّه عز و جل في قلبه الرحمة . (2)

كمال الدين :حدَّثنا المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي قال : حدَّثنا عليّ بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ في صاحب هذا الأمر سُنن من الأنبياء : سنّة من موسى بن عمران ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسُنّة من محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فأمّا سنّة من موسى بن عمران فخائف يترقّب ، وأمّا سنّة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى ، وأمّا سنّة من يوسف فالستر ، جعل اللّه بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه ، وأمّا سنّة من محمّد صلى الله عليه و آله وسلمفيهتدي بهداه ويسير بسيرته . (3)

الغيبة :روى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : في القائم شبه من يوسف ،

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص153 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص216 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما فيه من سنن الأنبياء عليهم السلام ، ح3 ) .
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص329 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص218 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما فيه من سنن الأنبياء عليهم السلام ، ح7 ) .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص350 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص223 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما فيه من سنن الأنبياء عليهم السلام ، ح10 ) .

ص: 453

قلت : وما هو ؟ قال : الحيرة والغيبة . (1)

الغيبة :روى محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عليّ بن الحكم ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : مثل أمرنا في كتاب اللّه تعالى مثل صاحب الحمار ، أماته اللّه مئة عام ثم بعثه . (2)

كمال الدين :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر تُعمى ولادته على [ هذا ]الخلق لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج . (3)

كمال الدين :حدَّثنا عبدالواحد بن محمّد العطّار قال : حدَّثنا أبو عمرو الكشيّ ، عن محمّد بن مسعود قال : حدَّثنا جبرئيل بن أحمد قال : حدَّثنا محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق كيلا (4) يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ويصلح اللّه عز و جل أمره في ليلة . (5)

الغيبة :روى محمّد بن جعفر الأسدي ، عن أبي سعيد الادمي ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم وأبي بصير قالا : سمعنا أبا عبداللّه عليه السلام يقول : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا : إذا

.


1- .الغيبة ، الطوسي ، ص163 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص224 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما فيه من سنن الأنبياء عليهم السلام ، ح12 ) .
2- .الغيبة ، الطوسي ، ص422 ؛ بحار الأنوار ، ج51 ، ص224 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب ما فيه من سنن الأنبياء عليهم السلام ، ح13 ) .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص479 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص95 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علّة الغيبة وكيفية انتفاع الناس به ، ح11 ) .
4- .في البحار : « لئلا » .
5- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص480 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص96 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علّة الغيبة وكيفية انتفاع الناس به ، ح15 ) .

ص: 454

ذهب ثلثا الناس فمن يبقى ؟ فقال : أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي ! (1)

الغيبة :أخبرنا عليّ بن أحمد قال : حدَّثنا عبيداللّه بن موسى العلوي العباسي ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن زياد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي عليهم السلام يقول : واللّه لتميزنّ و لتمحّصن ، واللّه ، لتغربلنّ كما يغربل الزؤان (2) من القمح . (3)

الغيبة :حدَّثنا عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن رباح الزهري الكوفي قال : حدَّثنا محمّد بن العبّاس بن عيسى الحسني ، عن الحسن بن علي البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام : إنّما مثل شيعتنا مثل أندر _ يعني به بيدرا _ فيه طعام _ فأصابه آكل فنقّي ثم أصابه آكل فنقي حتّى بقي منه مالا يضرّه الآكل ، وكذلك شيعتنا يميّزون ويمحّصون حتى تبقى منهم عصابة لا تضرّها الفتنة . (4)

الغيبة :أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا عليّ بن الحسن قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن يوسف ومحمّد بن علي ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا ؟ قال : بلى ، ولكنكم أذعتم فأخّره اللّه . (5)

الغيبة :أخبرنا عليّ بن الحسين قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال :

.


1- .الغيبة ، الطوسي ، ص339 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص113 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب التمحيص والنهي عن التوقيت ، ح27 ) .
2- .الزُؤان : نبات عشبي ينبت غالبا بين الحنطة ، وحبّه يشبه حبّها إلاّ إنّه أصغر ، إذا أُكل يحدث استرخاء يجلب النوم .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص205 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص114 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب التمحيص والنهي عن التوقيت ، ح32 ) .
4- .الغيبة ، النعماني ، ص210 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص116 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب التمحيص والنهي عن التوقيت ، ح38 ) .
5- .الغيبة ، النعماني ، ص288 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص117 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب التمحيص والنهي عن التوقيت ، ح40 ) .

ص: 455

حدَّثنا محمّد بن حسان الرازي قال : حدَّثنا محمّد بن علي الكوفي قال : حدَّثنا عبداللّه بن جبلة ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : جُعلت فداك ! متى خروج القائم عليه السلام ؟ فقال : يا أبا محمّد ، إنّا أهل بيت لا نوقّت ، وقد قال محمّد عليه السلام : كذّب الوقّاتون . يا أبامحمّد ، إن قدّام هذا الأمر خمس علامات : أوّلهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني ، وقتل النفس الزكية ، وخسفٌ بالبيداء . ثم قال : يا أبامحمّد ، إنّه لابدّ أن يكون قدّام ذلك الطاعونان ؛ الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر . قلت : جُعلت فداك ! أيّ شيء هما ؟ فقال : [ أمّا ]الطاعون الأبيض فالموت الجارف ، وأمّا الطاعون الأحمر فالسيف ، ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين [ في شهر رمضان ]ليلة جمعة . قلت : بم ينادى ؟ قال : باسمه واسم أبيه ، ألا إنّ فلان بن فلان قائم آل محمّد فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شيء خلق اللّه فيه الروح إلاّ يسمع الصيحة ، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره ، وتخرج العذراء من خدرها ، ويخرج القائم ممّا يسمع ، وهي صيحة جبرئيل عليه السلام . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه تعالى أوحى إلى عمران : إني واهبٌ لك ذكرا سويّا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذن اللّه ، وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل ، فحدّث عمران امرأته حنّة بذلك وهي اُم مريم ، فلمّا حملت كان حملها بها عند نفسها غلام « فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص290 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص119 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب التمحيص والنهي عن التوقيت ، ح48 ) .

ص: 456

وَضَعْتُهَآ أُنثَى ... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى » (1) فلمّا وهب اللّه تعالى لمريم عيسى كان هو الّذي بشرّ به عمران ووعده إيّاه ، فإذا قلنا في الرجل منّا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك . (2)

كمال الدين :حدَّثنا المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركي بن علي البوفكي ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام : طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا ، فلم يزغ قلبه بعد الهداية ، فقلت له : جُعلت فداك ! وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قول اللّه عز و جل : « طُوبَى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَ_?ابٍ » (3) . (4)

الغيبة :أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن محمّد ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : لمّا دخل سلمان رضى الله عنه الكوفة ونظر إليها ذكر ما يكون من بلائها حتّى ذكر مُلك بني اُمية والّذين من بعدهم ، ثم قال : فإذا كان ذلك فالزموا أحلاس بيوتكم حتى يظهر الطاهر بن الطاهر ، المطهّر ذو الغيبة ، الشريد الطريد . (5)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال :

.


1- . أي لا تكون البنت رسولاً . يقول اللّه عز و جل : « وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ». سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 36 .
2- .الكافي ، ج1 ، ص535 ( كتاب الحجة ، باب في أنه إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص119 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب التمحيص والنهي عن التوقيت ، ح49 ) .
3- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 29 .
4- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص358 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص123 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظار الفرج ، ح6 ) .
5- .الغيبة ، الطوسي ، ص163 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص126 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظار الفرج ، ح19 ) .

ص: 457

حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : قال لي أبي عليه السلام : لابدّ لنا من آذربيجان ! لا يقوم لها شيء ! وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم والبدوا ما ألبدنا ، فإذا تحرّك متحرّكنا فاسعوا إليه ولو حبوا ، واللّه لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام ، يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد ، وقال : ويلٌ لطغاة العرب من شرٍّ قد اقترب . (1)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال ذات يوم : ألا اُخبركم بما لا يقبل اللّه عز و جل من العباد عملاً إلاّ به ؟ فقلت : بلى ، فقال : شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، والإقرار بما أمر اللّه ، والولاية لنا ، والبراءة من أعدائنا ، _ يعني الأئمّة خاصّة _ والتسليم لهم ، والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم ، ثم قال : إنّ لنا دولة يجيء اللّه بها إذا شاء ، ثم قال : من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا هنيئا لكم أيّتها العصابة المرحومة . (2)

الغيبة :أخبرنا محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن محمّد رفعه إلى علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! متى الفرج ؟ فقال : يا أبا بصير ، وأنت ممّن يريد الدنيا ؟ ! من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه بانتظاره . (3)

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص194 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص135 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظاره الفرج ، ح40 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص200 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص140 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظاره الفرج ، ح50 ) .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص330 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص142 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظاره الفرج ، ح54 ) .

ص: 458

الكافي :عن عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن إسماعيل بن محمّد الخزاعي قال : سأل أبو بصير أبا عبداللّه عليه السلام وأنا أسمع فقال : تراني اُدرك القائم عليه السلام ؟ فقال : يا أبا بصير ، ألست تعرف إمامك ؟ فقال : أي واللّه وأنت هو ، وتناول يده فقال : واللّه ماتبالي يا أبا بصير ، أن لا تكون محتبيا (1) بسيفك في ظلّ رواق القائم عليه السلام . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : كلّ راية تُرفع قبل قيام القائم عليه السلامفصاحبها طاغوت يعبد من دون اللّه عز و جل . (3)

كمال الدين :حدَّثنا المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي قال : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا ، عن محمّد بن مسعود العيّاشي قال : حدَّثني عليّ بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام في قول اللّه عز و جل : « يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَ_تِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَ_نُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَ_نِهَا خَيْرًا » (4) قال : يعني خروج القائم المنتظر منّا . ثم قال عليه السلام : يا أبا بصير ، طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ، أُولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . (5)

الغيبة :أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن محمّد ، عن الفضل بن شاذان النيشابوري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لابدّ لصاحب هذا الأمر من عزلة ، ولابدّ في عزلته من قوّة ،

.


1- .احتبى الرجل : جمع ظهره وساقه بعمامته أو غيرها . ( بحار الأنوار )
2- .الكافي ، ج1 ، ص371 ( كتاب الحجة ، باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص142 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظاره الفرج ، ح55 ) .
3- .الكافي ، ج8 ، ص295 ( كتاب الروضة ، ح452 ) ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص143 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظاره الفرج ، ح58 ) .
4- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 158 .
5- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص357 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص149 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب فضل انتظاره الفرج ، ح76 ) .

ص: 459

وما بثلاثين من وحشة ، ونِعمَ المنزل طيبة . (1)

الغيبة :أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ومحمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا : حدَّثنا الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم [ ابن زياد ] الخارقي ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : كان أبو جعفر عليه السلاميقول : لقائم آل محمّد غيبتان أحداهما أطول من الاُخرى ؟ فقال : نعم ، ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيّق الحلقة ويظهر السفياني ، ويشتدّ البلاء ويشمل الناس موت وقتل ، يلجأون فيه إلى حرم اللّه وحرم رسوله . (2)

كمال الدين :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السلام . (3)

كمال الدين :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم قالا : سمعنا أبا عبداللّه عليه السلاميقول : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس ، فقيل له : إذا ذهب ثلث الناس فما يبقى ؟ فقال عليه السلام : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي . (4)

.


1- .الغيبة ، الطوسي ، ص162 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص153 ( تاريخ الإمام الثانى عشر عليه السلام ، باب من ادّعى الرؤية في الغيبة الكبرى ، ح6 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص172 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص156 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب من ادّعى الرؤية في الغيبة الكبرى ، ح7 ) .
3- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص655 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص207 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح3 ) .
4- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص655 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص207 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح4 ) .

ص: 460

الغيبة :الفضل ، عن عثمان بن عيسى ، عن درست بن أبي منصور ، عن عمّار بن مروان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : مَن يضمن لي موت عبداللّه أضمن له القائم ، ثم قال : إذا مات عبداللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد ، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه ، ويذهب ملك السنين ، ويصير ملك الشهور والأيّام ، فقلت : يطول ذلك ؟ قال : كلاّ . (1)

الغيبة :الفضل ، عن محمّد بن علي ، عن سلام بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن بكر بن حرب ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا يكون فساد ملك بني فلان حتى يختلف سيفا بني فلان ، فإذا اختلفا كان عند ذلك فساد ملكهم . (2)

الغيبة :الفضل ، عن ابن فضّال وابن أبي نجران ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا يذهب مُلك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة يوم الجمعة ، لكأ نّي أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين المسجد وأصحاب الصابون . (3)

الغيبة :الفضل ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيبصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: إنّ قدّام القائم لسنة غيداقة (4) يَفسد التمر في النخل ، فلا تشكّوا في ذلك . (5)

الإرشاد :وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول في

.


1- .الغيبة ، الطوسي ، ص447 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص210 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح4 ) .
2- .الغيبة ، الطوسي ، ص447 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص210 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلاممن السفياني والدجال ، ح55 ) .
3- .الغيبة ، الطوسي ، ص448 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص211 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح7 ) .
4- .أى سنة ماطرة .
5- .الغيبة ، الطوسي ، ص449 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص214 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح9 ) .

ص: 461

قوله تعالى : « إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَ_لَّتْ أَعْنَ_قُهُمْ لَهَا خَ_ضِعِينَ » (1) قال : سيفعل اللّه ذلك بهم ، قلت : مَن هم ؟ قال : بنو أُمية وشيعتهم ، قلت : وما الآية ؟ قال : ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلك في زمان السفياني ، وعندها يكون بواره وبوار قومه . (2)

الغيبة :أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : لابدّ أن يكون قدّام القائم سنة تجوع فيها الناس ، ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فإنّ ذلك في كتاب اللّه لبيّن ، ثم تلا هذه الآية : « وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْ ءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَ لِ وَ الْأَنفُسِ وَ الثَّمَرَ تِ وَبَشِّرِ الصَّ_بِرِينَ » (3) . (4)

الغيبة :أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السلام أ نه قال : إذا رأيتم نارا من [ قبل ]المشرق شبه الهروي العظيم ، تطلع ثلاثة أيّام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمّد عليه السلامإن شاء اللّه عز و جل ، إنّ اللّه عزيز الحكيم . ثمّ قال : الصيحة لا تكون إلاّ في شهر رمضان [ لأن شهر رمضان ]شهر اللّه [ والصيحة فيه ] ، هي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق ، ثم قال : ينادي منادٍ من السماء

.


1- .سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية 4 .
2- .الإرشاد ، ج2 ، ص373 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص221 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح84 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 155 .
4- .الغيبة ، النعماني ، ص251 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص228 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح93 ) .

ص: 462

باسم القائم عليه السلام ، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب ، لا يبقى راقد إلاّ استيقظ ، ولا قائم إلاّ قعد ، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت ، فرحم اللّه من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فإنّ الصوت الأوّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين . ثم قال عليه السلام : يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تشكّوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت المعلون إبليس ينادي : ألا إنّ فلانا قتل مظلوما (1) ، ليشكّك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحيّر قد هوى في النار ، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكّوا فيه إنه صوت جبرئيل ، وعلامة ذلك أ نه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتّى تسمعه العذراء في خدرها ، فتحرّض أباها وأخاها على الخروج . وقال عليه السلام : لابدّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل [ باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه ] ، والصوت الثاني من الأرض وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أ نه قُتل مظلوما ، يريد بذلك الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأوّل ، وإيّاكم والأخير أن تفتنوا به . وقال عليه السلام : لا يقوم القائم إلاّ على خوف شديد من الناس ، وزلازل وفتنة ، وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد في الناس ، وتشتت في دينهم ، وتغيّر من حالهم ، حتّى يتمنّى المتمنّي الموت صباحا ومساء ! من عظم مايرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا . فخروجه عليه السلام إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلّ الويل لمن ناواه وخالفه ، وخالف أمره ، وكان من أعدائه . وقال عليه السلام : إذا خرج يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنّة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ، وليس شأنه إلاّ القتل ، لا يستبقي أحدا ، ولا تأخذه في اللّه لومة لائم . ثم قال عليه السلام : إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفَرَج ، وليس فرَجَكم

.


1- .أي عثمان . ( بحار الأنوار )

ص: 463

إلاّ في اختلاف بني فلان ، فإذا اختلفوا فتوقّعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ، إنّ اللّه يفعل مايشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبّون حتّى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة ، وخرج السفياني . وقال : لابدّ لبني فلان أن يملكوا . فإذا ملكوا ثمّ اختلفوا تفرّق ملكهم ، وتشتّت أمرهم حتّى يخرج عليهم الخراساني والسفياني ، هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفَرَسي رهان ، هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتّى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنّهم لايبقون منهم أحدا . ثم قال عليه السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد ، في يوم واحد ، ونظام كنظام الخرز ، يتبع بعضه بعضا ، فيكون البأس من كلّ وجه ، ويلٌ لمن ناواهم . وليس في الرايات أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ؛ لأ نّه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكلّ مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإنّ رايته راية هدى ، ولا يحلّ لمسلم أن يلتوي عليه . فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ؛ لأ نّه يدعو إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم . ثمّ قال لي : إنّ ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخّار ، وكرجل كانت في يده فخّارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها ، فانكسرت فقال حين سقطت : هاه !! شبه الفَزِ ع ، فذهاب ملكهم هكذا أغفل ماكانوا عن ذهابه . وقال أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة : إنّ اللّه عز و جل ذِكرهُ قدّر فيما قدّر وقضى وحتم بأ نّه كائن لابدّ منه ، أ نّه أخذ بني أُميّة بالسيف جهرة ، وأ نّه يأخذ بني فلان بغتة . وقال عليه السلام : لابدّ من رحى تطحن ، فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث اللّه عليها عبدا عسفا (1) خاملاً أصله ، يكون النصر معه ، أصحابه الطويلة شعورهم ،

.


1- .في الغيبة : « غيفا » .

ص: 464

أصحاب السبال ، سود ثيابهم ، أصحاب رايات سود ، ويل لمن ناواهم ! يقتلونهم هرجا . واللّه لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم ، وما يلقى من الفجّار منهم والأعراب الجفاة ، يسلّطهم اللّه عليهم بلا رحمة ، فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطى ء الفرات البريّة والبحريّة جزاءً بما عملوا وما ربّك بظلاّم للعبيد . (1)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي قال : حدَّثني إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : يقوم القائم عليه السلام في وتر من السنين : تسع ، واحدة ، ثلاث ، خمس . وقال : إذا اختلف بنو أُمية وذهب ملكهم ، ثم يملك بنو العبّاس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم ، [ فإذا اختلفوا ]ذهب ملكهم واختلف أهل المشرق وأهل المغرب ، نعم وأهل القبلة ، ويلقى الناس جهد شديد ممّا يمرّ بهم من الخوف ، فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي منادٍ من السماء ، فإذا نادى فالنفير النفير ، فواللّه لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء ، أما إنّه لا يردّ له راية أبدا حتّى يموت . (2)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ، أبو الحسن قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : عن أبي عبداللّه عليه السلامقال (3) : بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة ، يخبرهم بموت خليفة يكون عند

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص253 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص230 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره من السفياني والدجال ، ح96 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص262 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص235 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلاممن السفياني والدجال ، ح103 ) .
3- .في البحار : « أنه قال » .

ص: 465

موته فرج آل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم وفرج الناس جميعا ، وقال عليه السلام : إذا رأيتم علامةً في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي فعندها فرج الناس ، وهي قدّام القائم بقليل . (1)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب من كتابه قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب ، عن أبي بصير قال : سُئِل أبو جعفر الباقر عليه السلام عن تفسير قول اللّه عز و جل : « سَنُرِيهِمْ ءَايَ_تِنَا فِى الْأَفَاقِ وَ فِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » (2) فقال : يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتفاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة اللّه في أنفسهم وفي الآفاق . وقوله : « حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » يعني بذلك خروج القائم هو الحقّ من اللّه عز و جل يراه هذا الخلق لا بدّ منه . (3)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا عليّ بن الحسن التيملي ، عن عليّ بن مهزيار ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : قول اللّه عز و جل : « عَذَابَ الْخِزْىِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا » (4) وفي الآخرة ، ما هو عذاب خزي الدنيا ؟ فقال : وأيّ خزي أخزى يا أبا بصير أشدّ من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله إذ شقّ أهله الجيوب عليه وصرفوا ، فيقول الناس : ما هذا ؟ فيقال : مسخ فلان الساعة ، فقلت : قبل قيام القائم أو بعده ؟ قال : لا ، بل قبله . (5)

الغيبة :عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص267 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص240 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلاممن السفياني والدجال ، ح107 ) .
2- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 53 .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص269 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص241 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلاممن السفياني والدجال ، ح110 ) .
4- .سورة فصلت ( 41 ) ، الآية 16 .
5- .الغيبة ، النعماني ، ص269 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص241 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلاممن السفياني والدجال ، ح111 ) .

ص: 466

قال : علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في (1) ثلاث عشرة وأربع عشرة منه . (2)

البحار :السيّد عليّ بن الحميد بإسنادٍ ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن رجب ؟ قال : ذلك شهر كانت الجاهلية تعظّمه ، وكانوا يسمّونه الشهر الأصمّ ، قلت : شعبان ؟ قال : تشعّبت فيه الاُمور ، قلت : رمضان ؟ قال : شهر اللّه تعالى ، وفيه يُنادى باسم صاحبكم واسم أبيه ، قلت : فشوّال ؟ قال : فيه يشول أمر القوم ، قلت : فذو القعدة ؟ قال : يقعدون فيه ، قلت : فذو الحّجة ؟ قال : ذلك شهر الدم ، قلت : فالمحرّم ؟ قال : يحرّم فيه الحلال ويحلّ فيه الحرام ، قلت : صفر وربيع ؟ قال : فيها خزي فظيع وأمر عظيم ، قلت : جمادى ؟ قال : فيها الفتح من أولها إلى آخرها . (3)

كمال الدين :حدَّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدَّثنا أبي عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يخرج القائم عليه السلام يوم السبت يوم عاشوراء ، يوم الّذي قتل فيه الحسين عليه السلام . (4)

الغيبة :أبو علي محمّد بن همام ، عن الحسن بن علي العاقولي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : لو خرج القائم ؛ لقد أنكره الناس ، يرجع إليهم شابّا موفّقا ، فلا يلبث عليه إلاّ كلّ مؤمن

.


1- .في البحار : « ليلة » .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص272 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص242 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلاممن السفياني والدجال ، ح114 ) .
3- .بحار الأنوار ، ج52 ، ص272 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب علامات ظهوره عليه السلام من السفياني والدجال ، ح165 ) ، نقله عن كتاب الغيبة للسيّد عليّ بن عبدالحميد النيلي .
4- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص654 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص285 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام يوم خروجه ومايحدث عنده ، ح17 ) .

ص: 467

أخذ اللّه ميثاقه في الذرّ الأول . (1)

الغيبة :الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ القائم _ صلوات اللّه عليه _ يُنادى اسمه ليلة ثلاث وعشرين ، ويقوم يوم عاشوراء يوم قُتل فيه الحسين بن علي عليهماالسلام . (2)

الإرشاد :روى الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : لا يخرج القائم إلاّ في وتر من السنين ، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع . (3)

الغيبة :أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه (4) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : إذا صعد العبّاسي أعواد منبر مروان أدرج ملك بني العبّاس ، وقال عليه السلام : قال لي أبي _ يعني الباقر عليه السلام _ : لابدّ لنا من أذربيجان لا يقوم لها شيء ، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم والبدوا ماألبدنا والنداء ( وخسف ) بالبيداء ، فإذا تحرّك متحرّكنا فاسعوا إليه ولو حبوا ، واللّه لكأ نّي أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتابٍ جديد ، على العرب شديد . قال : وويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب . (5)

الغيبة :حدَّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال : حدَّثنا إبراهيم بن

.


1- .الغيبة ، الطوسي ، ص420 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص287 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام يوم خروجه ومايحدث عنده ، ح 23 ) .
2- .الغيبة ، الطوسي ، ص452 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص290 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه ومايحدث عنده ، ح29 ) .
3- .الإرشاد ، ج2 ، ص379 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص291 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه ومايحدث عنده ، ح36 ) ، نقله عن بشارة المصطفى .
4- .في البحار : « عن أبيه ووهيب » .
5- .الغيبة ، النعماني ، ص263 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص293 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه ومايحدث عنده ، ح42 ) .

ص: 468

إسحاق قال : حدَّثنا عبداللّه بن حمّاد الأنصاري ، عن أبي بصير قال : حدَّثنا أبو عبداللّه عليه السلام : ينادي باسم القائم ؛ يا فلان بن فلان قم . (1)

الغيبة :السيّد بالإسناد السابق ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : يوم يقوم القائم يوم عاشوراء . (2)

البحار :عليّ بن عبدالحميد بإسناده ، عن الفضل ، عن ابن محبوب يرفعه إلى أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ القائم ينتظر من يومه ذي طوى في عدة أهل بدر ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً حتى يسند ظهره إلى الحجر ، ويهزّ الراية المغلّبة . قال عليّ بن أبي حمزة : ذكرت ذلك لأبي إبراهيم عليه السلام قال : وكتاب منشور . (3)

البحار :وبالإسناد السابق يرفعه إلى أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل إلى أن قال : يقول القائم عليه السلام لأصحابه : يا قوم ، إنّ أهل مكّة لايريدونني ، ولكني مرسل إليهم لأحتجّ عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتجّ عليهم ، فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له : امضِ إلى أهل مكّة فقل : يا أهل مكّة ، أنا رسول فلان إليكم ، وهو يقول لكم : إنّا أهل بيت الرحمة ، ومعدن الرسالة والخلافة ، ونحن ذرّية محمّد وسلالة النبيّين ، وإنّا قد ظُلمنا واضطُهدنا وقُهرنا وابتُزّ منّا حقّنا منذ قُبض نبيّنا إلى يومنا هذا ، فنحن نستنصركم فانصرونا ، فإذا تكلّم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية ، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه : ألا أخبرتكم أنّ أهل مكّة لا يريدوننا ، فلا يدعونه حتى يخرج ، فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام ، فيصلّي فيه عند مقام إبراهيم أربع

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص279 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص297 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه ومايحدث عنده ، ح55 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص282 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص297 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه وما يحدث عنده ، ح52 ) .
3- .بحار الأنوار ، ج52 ، ص306 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه وما يحدث عنده ، ح80 ) نقله عن كتاب الغيبة للسيّد عليّ بن عبدالحميد النيلي .

ص: 469

ركعات ، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ، ثم يحمد اللّه ويثني عليه ويذكر النبي صلى الله عليه و آله وسلمويصلّي عليه ، ويتكلّم بكلام لم يتكلّم به أحد من الناس ، فيكون أوّل من يَضرب على يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل ، ويقوم معهما رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمير المؤمنين فيدفعان إليه كتابا جديدا هو على العرب شديد بخاتم رطب ، فيقولون له : اعمل بما فيه ، ويبايعه الثلاثمئة وقليل من أهل مكّة . ثم يخرج من مكّة حتى يكون في مثل الحلقة ، قلت : وما الحلقة ؟ قال : عشرة آلاف رجل ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ثم يهزّ الراية الجليّة وينشرها ، وهي راية رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالسحابة ودرع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالسابغة ، ويتقلّد بسيف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمذي الفقار . (1)

قصص الأنبياء :ابن بابويه : حدَّثنا محمّد بن عليّ بن المفضّل بن تمام : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن حمدان القلانسي ، عن محمّد بن جمهور ، عن مرازم (2) بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : يا أبا محمّد ، كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله ، قلت : يكون منزله ؟ قال : نعم ، هو منزل إدريس عليه السلام ، وما بعث اللّه نبيّا إلاّ وقد صلّى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلاّ وقلبه يحنّ إليه ، وما من يوم ولا ليلة إلاّ والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون اللّه فيه . يا أبا محمّد ، أما إنّي لو كنت بالقرب منكم ما صليّت صلاةً إلاّ فيه ، ثم إذا قام قائمنا انتقم اللّه لرسوله ولنا أجمعين . (3)

بصائر الدرجات :حدَّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبداللّه البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر وغيره ، عن أبي أيوب الحذّاء ، عن أبي بصير ، عن

.


1- .بحار الأنوار ، ج52 ، ص307 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب يوم خروجه وما يحدث عنده ، ح81 ) نقله عن كتاب الغيبة للسيّد عليّ بن عبدالحميد النيلي .
2- .في البحار : « مريم » .
3- .قصص الأنبياء ، ص84 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص317 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح13 ) .

ص: 470

أبي عبداللّه عليه السلامقال : قلت له : جُعلت فداك ! إنّي أُريد أن أمسَّ (1) صدرك ! فقال : افعل ، فمسست صدره ومناكبه ، فقال : ولم يا أبامحمّد ؟ فقلت : جُعلت فداك ! إنّي سمعت أباك وهو يقول : إنّ القائم واسع الصدر ، مسترسل المنكبين ، عريض ما بينهما ، فقال : يا أبا محمّد ، إنّ أبي لبس درع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموكانت تُسحب (2) على الأرض ، وإنّي لبستها فكانت وكانت ، وإنّها تكون من القائم كما كانت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممشمّرة ، كأ نّه ترفع نطاقها بحلقتين ، وليس صاحب هذا الأمر من جاز أربعين . (3)

كمال الدين :حدَّثنا محمّدبن موسى بن المتوكّل قال: حدَّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُو بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُو عَلَى الدِّينِ كُلِّهِى وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ » (4) فقال : واللّه ، مانزل تأويلها بعد ، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السلام ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر باللّه العظيم ولا مشرك بالإمام إلاّ كره خروجه ، حتّى أن لو كان كافرا أو مشركا في بطن صخرة لقالت : يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله . (5)

كمال الدين :حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدَّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبداللّه بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ما كان قول لوط عليه السلام لقومه : « لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ » (6) إلاّ تمنّيا لقوّة القائم عليه السلام ، ولا ذكر إلاّ شدة أصحابه ،

.


1- .في بصائر الدرجات : « ألمس »
2- .في بصائر الدرجات : « تُستخب » .
3- .بصائر الدرجات ، ص209 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص319 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح20 ) .
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 33 .
5- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص670 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص324 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح36 ) .
6- .سورة هود ( 11 ) ، الآية 80 .

ص: 471

وإنّ الرجل منهم ليعطى قوّة أربعين رجلاً ، وإنّ قلبه لأشدّ من زبر الحديد ، ولو مرّوا بجبال الحديد لقلعوها ، لايكفّون سيوفهم حتى يرضى اللّه عز و جل . (1)

كمال الدين :حدَّثنا محمّد بن علي ماجيلوية قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن بشر بن جعفر ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه الصادق عليه السلام : إنّه إذا تناهت الاُمور إلى صاحب هذا الأمر رفع اللّه _ تبارك وتعالى _ كلّ منخفض من الأرض ، وخفّض له كل مرتفع منها حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها ! (2)

الغيبة :الفضل بن شاذان ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ أصحاب موسى أُبتلوا بنهر وهو قول اللّه عز و جل : « إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ » ، وإنّ أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك . (3)

الغيبة :الفضل بن شاذان ، عن عبد الرحمن ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : القائم يهدم المسجد الحرام حتى يردّه إلى أساسه ، ومسجد الرسول صلى الله عليه و آله وسلمإلى أساسه ، ويردّ البيت إلى موضعه وأقامه على أساسه ، وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلّقها على الكعبة . (4)

الغيبة :الفضل بن شاذان ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير [ عن أبي جعفر ] _ في حديث له اختصرناه _ ، قال : إذا قام

.


1- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص673 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص327 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح44 ) .
2- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص674 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص328 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح46 ) .
3- .الغيبة ، الطوسي ، ص472 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص332 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح56 ) .
4- .الغيبة ، الطوسي ، ص472 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص332 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح57 ) .

ص: 472

القائم عليه السلامدخل الكوفة ، وأمر بهدم المساجد الأربعة حتى يبلغ أساسها ، ويصيّرها عريشا كعريش موسى ، تكون المساجد كلّها جماء لا شرف لها ، كما كانت على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، ويوسّع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعا ، ويهدم كل مسجد على الطريق ، ويسدّ كلّ كوة إلى الطريق ، وكل جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق ، ويأمر اللّه الفلك في زمانه فيبطئ في دوره حتى يكون اليوم في أيّامه كعشرة أيّام ، والشهر كعشرة أشهر ، والسنة كعشر سنين من سنيّكم ، ثم لا يلبث إلاّ قليلاً حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة عشرة آلاف ، شعارهم : « ياعثمان يا عثمان » ، فيدعو رجلاً من الموالي فيقلّده سيفه ، فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد ، ثم يتوجّه إلى « كابل شاه » وهي مدينة لم يفتحها أحدٌ قطّ غيره فيفتحها ، ثم يتوجّه إلى الكوفة فينزلها ، وتكون داره ويبهرج (1) سبعين قبيلة من قبائل العرب . تمام الخبر . (2)

الغيبة :الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن علي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : كان أمير المؤمنين عليه السلاميقول : لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال : « اللّه » ، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيبعث اللّه قوما من أطرافها ، ويجيئون قزعا كقزع الخريف ، واللّه إنّي لأعرفهم وأعرف أسمائهم وقبائلهم واسم أميرهم [ ومناخ ركابهم ] ، وهم قوم يحملهم اللّه كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة . فيتوافون من الآفاق ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر ، وهو قول اللّه : « أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ » (3) حتّى أنّ الرجل ليحتبي ، فلا يحلّ حبوته حتى يبلغه اللّه ذلك . (4)

الإرشاد :روى أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا قام القائم هدم المسجد الحرام

.


1- .بهرج الدماء : أهدرها وأبطلها .
2- .الغيبة ، الطوسي ، ص475 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص333 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح61 ) .
3- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 148 .
4- .الغيبة ، الطوسي ، ص478 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص334 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح65 ) .

ص: 473

حتى يردّه إلى أساسه ، وحوّل المقام إلى الموضع الّذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلّقها بالكعبة ، وكتب عليها : هؤلاء سرّاق الكعبة . (1)

الإرشاد :روى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل أ نّه قال : إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ، فلم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلاّ هدمها وجعلها جمّاء ، ووسّع الطريق الأعظم ، وكسر كل جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف والمآزيب إلى الطرقات ، ولايترك بدعة ، إلاّ أزالها ولاسنّة إلاّ أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين ، مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل اللّه مايشاء . قال : قلت له : جُعلت فداك ! فكيف تطول السنون ؟ قال : يأمر اللّه تعالى الفلك باللبوث وقلّة الحركة فتطول الأيّام لذلك والسنون . قال : قلت له : إنّهم يقولون إنّ الفلك إن تغيّر فسد ، قال : ذلك قول الزنادقة ، فأمّا المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك ، وقد شقّ اللّه القمر لنبيه صلى الله عليه و آله وسلم ، وردّ الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وأ نّه كألف سنة ممّا تعدّون . (2)

الغيبة :حدَّثنا عليّ بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن عبداللّه بن جبلة ، عن [ الحسن بن ]عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه (3) ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء : شبه من موسى 4 ، وشبه من عيسى ، وشبه من يوسف ، وشبه من محمّد _ صلوات اللّه عليهم أجمعين _ ، فقلت : [ و ] ماشبه موسى ؟ قال : خائف يترقّب ، قلت : وما شبه عيسى ؟ فقال : يقال فيه ما يقال في عيسى ، قلت : فما شبه يوسف ؟ قال : السجن والغَيبة ، قلت : وما شبه محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : إذا قام سار بسيرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلاّ إنه يبيّن آثار محمّد ويضع السيف على عاتقه

.


1- .الإرشاد ، ج2 ، ص384 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص338 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح80 ) .
2- .الإرشاد ، ج2 ، ص385 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص339 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح84 ) .
3- .« عن أبيه » من البحار .

ص: 474

ثمانية أشهر هرجا هرجا حتى يرضى اللّه ، قلت : فيكف يعلم رضا اللّه ؟ قال : يلقي اللّه في قلبه الرحمة . (1)

الغيبة :أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثني أحمد بن يوسف الجعفي أبو الحسن من كتابه قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب [ بن حفص ] ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : مع القائم عليه السلام من العرب شيء يسير ، فقيل له : إنّ من يصف هذا الأمر منهم لكثير ، قال : لابّد للناس من أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا ، وسيخرج من الغربال خلق كثير . (2)

الغيبة :أخبرنا عليّ بن الحسين بإسناده ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يقوم القائم بأمرٍ جديد ، وكتابٍ جديد ، وقضاءٍ جديد على العرب شديد ، ليس شأنه إلاّ السيف ، لايستتيب أحدا ، ولا يأخذه في اللّه لومة لائم . (3)

الغيبة :أخبرنا عليّ بن الحسين بإسناده ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : ماتستعجلون بخروج القائم ، فواللّه ما لباسه إلاّ الغليظ ، ولا طعامه إلاّ الجشب ، وما هو إلاّ السيف والموت تحت ظلّ السيف . (4)

الغيبة :أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص164 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص347 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح97 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص204 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص348 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح98 ) .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص233 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص354 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح114 ) .
4- .الغيبة ، النعماني ، ص233 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص354 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح115 ) .

ص: 475

الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه قال : إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلاّ السيف ، ما يأخذ منها إلاّ السيف ، وما يستعجلون بخروج القائم ، واللّه ما لباسه إلاّ الغليظ ، وما طعامه إلاّ الشعير الجشب ، وما هو إلاّ السيف والموت تحت ظلّ السيف . (1)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي قال : حدَّثنا إسماعيل بن مهران قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ليعدَّن أحدكم لخروج القائم ولو سهما ، فإنّ اللّه تعالى إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه [ فيكون من أعوانه وأنصاره ] . (2)

الغيبة :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدَّثني عليّ بن الحسن التيملي قال : حدَّثني أخواي محمّد وأحمد ابنا الحسن ، عن أبيهما ، عن ثعلبة بن ميمون وعن جميع الكناسي جميعا ، عن أبي بصير ، عن كامل ، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال : إنّ قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمرٍ جديد كما دعا إليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وإنّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء . (3)

الغيبة :أخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس قال : حدَّثنا محمّد بن جعفر القرشي قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدَّثنا محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقلت : اشرح لي هذا أصلحك اللّه ، فقال : [ ممّا ]يستأنف

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص234 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص355 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح116 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص320 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص366 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح146 ) .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص 321 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص366 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح147 ) .

ص: 476

الداعي منّا دعاءً جديدا كما دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . (1)

الغيبة :حدَّثنا عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عليّ بن رباح الزهري قال : حدَّثنا محمّد بن العبّاس بن عيسى الحسني ، عن الحسن بن علي البطائني ، عن شعيب الحدّاد ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أخبرني عن قول أمير المؤمنين عليه السلام : « إنّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ! » فقال : يا أبامحمّد ، إذا قام القائم عليه السلام استأنف دعاءً جديدا كما دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فقمت إليه وقبّلت رأسه وقلت : أشهد أنك إمامي في الدنيا والآخرة ، أوالي وليّك واُعادي عدوّك ، وأنك وليّ اللّه ، فقال : رحمك اللّه . (2)

الغيبة :حدَّثنا محمّد بن همام قال : حدَّثنا أحمد بن مابنداد قال : حدَّثنا أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : لمّا التقى أمير المؤمنين عليه السلاموأهل البصرة نشر الراية ، راية رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفزلزلت أقدامهم ، فما اصفرّت الشمس حتى قالوا : « آمنّا يا ابن أبي طالب » ، فعند ذلك قال : « لا تقتلوا الأسرى ، ولا تجهّزوا الجرحى ، ولا تتبعوا موّليا ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن » . ولمّا كان يوم صفّين سألوه نشر الراية ! فأبى عليهم ، فتحمّلوا عليه بالحسن والحسين وعمّار بن ياسر رضى الله عنه ، فقال للحسن : يابني ، إنّ للقوم مدّة يبلغونها ، وإنّ هذه راية لا ينشرها بعدي إلاّ القائم صلوات اللّه عليه . (3)

الغيبة :أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدَّثنا أبو عبداللّه يحيى بن زكريّا بن

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص321 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص366 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح148 ) .
2- .الغيبة ، النعماني ، ص322 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص367 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح150 ) .
3- .الغيبة ، النعماني ، ص307 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص367 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح151 ) .

ص: 477

شيبان ، عن يونس بن كليب ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : لا يخرج القائم عليه السلام حتّى يكون تكملة الحلقة ، قلت : وكم [ تكملة ]الحلقة ؟ قال : عشرة آلاف ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثمَّ يهزُّ الراية ويسير بها ، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلاّ لعنها ، وهي راية رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، نزل بها جبرئيل يوم بدر . ثمَّ قال : يا أبا محمّد ، ما هي واللّه قطنٌ ولا كتّانٌ ولا قزٌّ ولا حرير ، قلت : فمن أيِّ شيء هي ؟ قال : من ورق الجنّة ، نشرها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يوم بدر ، ثمَّ لفّها ودفعها إلى عليٍّ عليه السلام ، فلم تزل عند عليٍّ عليه السلامحتّى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين عليه السلام ففتح اللّه عليه ، ثمَّ لفّها وهي عندنا هناك ، لا ينشرها أحدٌ حتّى يقوم القائم ، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحدٌ في المشرق والمغرب إلاّ لعنها ، ويسير الرعب قدَّامها شهرا ووراءها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا ، ثمَّ قال : يا أبا محمّد إنّه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب اللّه على هذا الخلق ، يكون عليه قميص رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالّذي عليه يوم اُحد ، وعمامته السحاب ، ودرعه السابغة ، وسيفه ذو الفقار ، يجرِّد السيف على عاتقه ثمانية أشهر ، يقتل هرجا ، فأوَّل ما يبدأ ببني شيبة ، فيقطع أيديهم ويعلّقها في الكعبة ، وينادي مناديه : هؤلاء سرَّاق اللّه ، ثمَّ يتناول قريشا ، فلا يأخذ منها إلاّ السيف ، ولا يعطيها إلاّ السيف ، ولا يخرج القائم عليه السلام حتّى يُقرأ كتابان ؛ كتاب بالبصرة وكتاب بالكوفة بالبراءة من عليٍّ عليه السلام » . (1)

الغيبة :حدَّثنا عليّ بن الحسين قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن حسّان الرازي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : إنّ القائم يهبط من ثنية ذي طوى في عدّة أهل بدر ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً حتى يسند ظهره إلى الحجر الأسود ويهزّ

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص307 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص368 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح368 ) .

ص: 478

الراية الغالبة ، قال عليّ بن أبي حمزة : فذكرت ذلك لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلامفقال : كتاب منشور . (1)

البحار :السيّد عليّ بن عبدالحميد بإسناده ، عن أحمد بن محمّد الأيادي يرفعه إلى أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لو خرج القائم عليه السلام بعد أن أنكره كثير من الناس يرجع إليهم شابا ، فلا يثبت عليه إلاّ كلُّ مؤمن أخذ اللّه ميثاقه في الذرّ الأول . (2)

البحار :السيّد عليّ بن عبدالحميد بإسناده ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممّن قد ضرب قدّامه بالسيف ، وهو قضاء آدم عليه السلام فيقدّمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممّن قد ضرب قدّامه بالسيف ، وهو قضاء داوود عليه السلامفيقدّمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممّن قد ضرب قدّامه بالسيف ، وهو قضاء إبراهيم عليه السلامفيقدّمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فلا ينكرها أحد عليه . (3)

منتخب البصائر :أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي محمّد _ يعني أبا بصير _ قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : ينكر أهل العراق الرجعة ؟ قلت : نعم ، قال : أما يقرأون القرآن « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا » (4) . (5)

تفسير القمّي :قوله : « وَ حَرَ مٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَ_هَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ » (6) ، عليّ بن

.


1- .الغيبة ، النعماني ، ص315 ؛ بحار الأنوار ، ج52 ، ص370 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح158 ) .
2- .بحار الأنوار ، ج52 ، ص385 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح196 ) .
3- .بحار الأنوار ، ج52 ، ص389 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب سيره وأخلاقه وخصائص زمانه ، ح207 ) .
4- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 83 .
5- .منتخب بصائر الدرجات ، ص25 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص40 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح6 ) .
6- .سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية 95 .

ص: 479

إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه وأبي جعفر عليهم السلامقالا _ في قوله (1) كلّ قرية أهلك اللّه أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة ؛ لأنّ أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلى القيامة من هلك ومن لم يهلك . قوله : « لاَ يَرْجِعُونَ » أيضا عنى في الرجعة . فأمّا إلى القيامة فيرجعون حتى يدخلوا النار . (2)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : انتهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلاموهو نائم في المسجد ، قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ثم قال له : قم يادابّة اللّه ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، أيسمّي بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟ فقال : لا واللّه ، ما هو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابّة الّتي ذكر اللّه في كتابه : « وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بِ_?ايَ_تِنَا لاَ يُوقِنُونَ » (3) ثم قال : يا علي ، إذا كان آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة ومعك ميسم تسمّ به أعدائك ، فقال رجل لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون : هذه الدابة إنّما تكلّمهم ، فقال أبو عبداللّه : كلّمهم اللّه في نار جهنّم ، إنما هو يكلمهم من الكلام ، والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله : « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِ_?ايَ_تِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِ_?ايَ_تِى وَ لَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ » (4) قال : الآيات أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام ، فقال الرجل لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ العّامة تزعم أنّ قوله : « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا » عنى يوم القيامة ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : أفيحشر

.


1- .ليس في تفسير القمى .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص76 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص52 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح29 ) .
3- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 82 .
4- .أيضا ، الآيات 83 و 84 .

ص: 480

اللّه من كل اُمة فوجا ويدع الباقين ؟ لا ، ولكنه في الرجعة ، وأما آية القيامة فهي : « وَ حَشَرْنَ_هُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا » (1) . (2)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن علي ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير في قوله : « فَمَا لَهُو مِن قُوَّةٍ وَ لاَ نَاصِرٍ » (3) قال : ماله قوّة يقوى بها على خالقه ولا ناصر من اللّه ينصره إن أراد به سوءً ، قلت : « إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا » قال : كادوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموكادوا عليّا عليه السلاموكادوا فاطمة عليهاالسلام ، فقال اللّه : يا محمّد « إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَ أَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَ_فِرِينَ ( يامحمّد ) أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَما » (4) لوقت بعث القائم عليه السلام ، فينتقم لي من الجبّارين والطواغيت من قريش وبني اُمية وسائر الناس . (5)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد قال : حدَّثنا عبداللّه بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَ لَلْأَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى » (6) قال : يعني الكرّة هي الآخرة للنبي صلى الله عليه و آله وسلم ، قلت : قوله : « وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى » (7) ؟ قال : يعطيك من الجنّة فترضى . (8)

مختصر البصائر :أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن عليّ بن الحكم ، عن المثنّى بن الوليد الحناط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهم السلام في

.


1- .سورة الكهف ( 18 ) ، الآية 47 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص130 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص52 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح30 ) .
3- .سورة القارعة ( 101 ) ، الآية 10 .
4- .أيضا ، الآيات 15 _ 17 .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص416 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص58 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح42 ) .
6- .سورة الضحى ( 93 ) ، الآية 4 .
7- .أيضا ، الآية 5 .
8- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص427 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص59 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح43 ) .

ص: 481

قول اللّه عز و جل : « وَ مَن كَانَ فِى هَ_ذِهِى أَعْمَى فَهُوَ فِى الْأَخِرَةِ أَعْمَى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً » (1) قال : في الرجعة . (2)

مختصر البصائر :محمّد بن الحسين بن الخطّاب ، عن وهب بن حفص النخاس ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلامفقلت : إنّا نتحدّث أنّ عمر بن ذرّ لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فقال : إن مثل ابن ذرّ مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : « عبد ربّه » ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذا خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت . (3)

منتخب البصائر :محمّد بن الحسين بن الخطّاب ، عن وهب بن حفص النخاس ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَ_تِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ » (4) إلى آخر الآية ، فقال : ذلك في الميثاق ، ثم قرأت : « التَّ_ل_ءِبُونَ الْعَ_بِدُونَ » (5) إلى آخر الآية ، فقال أبو جعفر عليه السلام : لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : « التائبين العابدين » إلى آخر الآية ، ثم قال : إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الّذين يشتري منهم أنفسهم وأموالهم يعني [ في ] الرجعة ثم قال أبو جعفر عليه السلام : وما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة ، من مات بُعث حتى يُقتل ، ومن قُتل بُعث حتى يموت . (6)

.


1- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 72 .
2- .مختصر بصائر الدرجات ، ص20 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص67 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح61 ) .
3- .مختصر بصائر الدرجات ، ص21 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص67 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح64 ) .
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 111 .
5- .أيضا ، الآية 112 .
6- .مختصر بصائر الدرجات ، ص21 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص71 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح70 ) .

ص: 482

الكافي :جماعة ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام قوله _ تبارك وتعالى _ : « وَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَ_نِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَ لَ_كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ » (1) قال : فقال لي : يا أبا بصير ، ما تقول في هذه الآية ؟ قال : قلت : إنّ المشركين يزعمون ويحلفون لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إنّ اللّه لا يبعث الموتى . قال : فقال : تبّا ! لمن قال هذا سلهم هل كان المشركون يحلفون باللّه أم باللاّت والعزّى ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! فأوجدنيه . قال : فقال لي : يا أبا بصير ، لو قد قام قائمنا بَعث اللّه إليه قوما من شيعتنا قباع (2) سيوفهم على عواتقهم ، فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون : بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم ، وهم مع القائم ، فيبلغ ذلك قوما من عدوّنا فيقولون : يا معشر الشيعة ما أكذبكم ؟ هذه دولتكم فأنتم تقولون فيها الكذب ، لا واللّه ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة . قال : فحكى اللّه قولهم فقال : « وَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَ_نِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ » (3) . (4)

كامل الزيارات :حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال : حدَّثنا سعدان بن مسلم _ قائد أبي بصير _ قال : حدَّثنا بعض أصحابنا عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا أتيت القبر 5 بدأت فأثينت على اللّه عز و جل وصليت على النبي صلى الله عليه و آله وسلمواجتهدت في ذلك ، ثم تقول : سَلامُ اللّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ فيما تَروُحُ

.


1- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 38 .
2- .قباع: مأخوذا من قولهم: «قبع الرجل في قميصه» أدخل رأسه فيه ، فيكون القباع بمعنى الغلاف والغمد .
3- .الكافي ، ج8 ، ص51 ( كتاب الروضة ، ح14 ) ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص92 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح102 ) .
4- .قبر الإمام الحسين عليه السلام .

ص: 483

وَتَغْدُو ، وَالزّاكِيات الطّاهِرات لَكَ ، وَعَلَيْكَ سَلامُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ ، وَالنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ ، وَالشُّهَداءِ عَلى أَنَّكَ صادِقٌ وَصِدّيقٌ ، صَدَقْتَ وَنَصَحْتَ فيما أَتَيْتَ بِهِ . وَأَنَّكَ ثارُ اللّهِ فِي الْأَرْضِ ، وَالدَّمِ الَّذي لا يُدْرَكُ تَرِتَهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَلا يُدْرِكُهُ إلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ . جِئْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ وافدِا إلَيْكَ ، أَتَوَسَّلُ إلَى اللّهِ بِكَ في جَميعِ حَوائِجي ، مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَاخِرَتي ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ الْمُتَوَسِّلُونَ إلَى اللّهِ في حَوائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أَهْلُ التُّراتِ مِنْ عِبادِ اللّهِ طَلِبَتُهُمْ . ثمَّ امش قليلاً ، ثم تستقبل القبر فقل : اَلْحَمْدُ لِلّهِ الْواحِدِ الْمُتَوَحِّدِ بِالاُْمُورِ كُلِّها ، خالِقِ الْخَلْقِ ، فَلَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَعالِمِ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْليمٍ ، ضَمَّنَ الْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها دَمَكَ وَثارَكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ . أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ ، وَأَنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ الْوَعْدُ الْحَقُّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وَتَمامِ مَوْعِدِهِ إيّاكَ . أَشْهَدُ أَنَّهُ قاتِلٌ مَعَكَ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ كَما قالَ اللّهُ : « وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍّ قَ_تَلَ مَعَهُو رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ » . ثمَّ كبّر سبع تكبيرات ، ثمّ امش قليلاً واستقبل القبر ثمّ قل : اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَدا ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديرا . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللّهِ ما اُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللّهِ ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ ، وَلَعَنَ اللّهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ ،

.

ص: 484

وَلَعَنَ اللّهُ اُمَّةً خَذَلَتْ عَنْكَ . اَللّهُمَّ إِنّي أَشْهَدُ بِالْوِلايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلَكَ ، وَأَشْهَدُ بِالْبَراءَةِ مِمَّنْ تَبَرَّأْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ . اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذينَ كَذَّبُوا رَسُولَكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دَمَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، وَأَفْسَدُوا عِبادَكَ واسْتَذَلُّوهُمْ . اَللّهُمَّ ضاعِفْ لَهُمُ اللَّعْنَةَ فيما جَرَتْ بِهِ سُنَّتُكَ في بَرِّكَ وَبَحْرِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في سَمائِكَ وَأَرْضِكَ ، اَللّهُمَّ وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أَوْلِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشاهِدَهُمْ حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ ، وَتَجْعَلَهُمْ لي فرطا ، وَتَجْعَلَني لَهُمْ تَبَعا فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ . ثمَّ امش قليلاً ، فكبّر سبعا ، وهلّل سبعا ، وأحمد اللّه سبعا ، وسبّح اللّه سبعا ، وأجبه سبعا تقول : لَبَّيْكَ داعِيَ اللّهِ ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي وَهَوايَ ، عَلَى التَّسْليمِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ ، وَالْأَمينِ الْمُسْتَخْزَنِ ، وَالْمُوَصِّي الْبَليغِ ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضِمِ ، جِئْتُ اِنْقِطاعا إِلَيْكَ وَإِلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ ، الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الْحَقِّ . فَقَلْبي لَكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَأَمْري لَكُمْ مُتَّبعٌ ، وَنُصْرَتي لَكَ مُعِدَّةٌ ، حَتّى يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ لِدينِهِ وَيَبْعَثُكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إِنّي مِنَ الْمُؤْمِنينَ بِرَجْعَتِكْمْ ، لا اُنْكِرَ للّهِ قُدْرَةٌ ، وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، وَلا أَزْعَمُ أَنَّ ما شاءَ لا يَكُونُ . ثمّ امش حتّى تنتهي إلى القبر وقل وأنت قائم : سُبْحانَ اللّهِ ، يُسَبِّحُ لَهُ الْمُلْكُ ، وَالْمَلَكُوتُ وَيُقَدِّسُ بِأَسْمائِهِ جَميعُ خَلْقِهِ ، سُبْحانَ اللّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّنا وَرَبِّ الْمَلائِكَةِ والرُّوحِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ

.

ص: 485

بُقاعِكَ وَخَْيْرِ خَلْقِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْجِبْتَ والطّاغُوتَ . ثمّ ارفع يديك حتّى تضعهما ممدودتين على القبر ثمّ تقول : اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ ، قَدْ طَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ فيها ، وَأَنَّكَ ثارُ اللّهِ فِي الاَْرْضِ حَتّى يَسْتَثيرَ لَكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِهِ . ثم ضع يديك وخدّيك جميعا على القبر ، ثمّ اجلس عند رأسه واذكر اللّه بما احببت ، وتوجّه إليه واسأل اللّه حوائجك . ثم ضع يديك وخديك عند رجليه وقل : صَلَّى اللّهُ عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، فَلَقَدْ صَبَرْتَ وَاَنْتَ الصّادِقُ الْمُصَدِّقُ ، قَتَلَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالاَْيْدي وَالاَْلْسُنِ . ثم قم إلى قبر ولده ، وتثني عليهم بما أحببت ، وتسأل ربك حوائجك وما بدا لك ، ثم تستقبل قبور الشهداء قائما فتقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الرَّبّانِيُّونَ ، اَنْتُمْ لَنا فرطٌ وَنَحْنَ لَكُمْ تَبَعٌ وَاَنْصارٌ ، اَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ وَاَنَّ اللّهَ مُدْرِكٌ بِكُمْ ثارَكُمْ ، وَاَنْتُمْ سادَةُ الشُّهَداءِ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ . ثم اجعل القبر بين يديك وصلِّ ما بدا لك ، وكلّما دخلت الحائر فسلّم ، ثم امش حتّى تضع يديك وخديك جميعا على القبر . فإذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك ولا تقصر عنده من الصلوات ما أقمت ، وإذا انصرفت من عنده فودعه وقل : سَلامُ اللّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَاَنْبيائِهِ الْمُرْسَلينَ وَعِبادِهِ الصّالِحينَ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَمَنْ حَضَرك من أوليائك . (1)

منتخب البصائر :حدَّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ،

.


1- .كامل الزيارات ، ص388 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص115 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام باب الرجعة ، ح98 ) .

ص: 486

عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَ_لَّتْ أَعْنَ_قُهُمْ لَهَا خَ_ضِعِينَ » (1) ؟ قال : تخضع لها رقاب بني اُمية ، قال : ذلك بارزٌ عند زوال الشمس ، قال : وذلك عليّ بن أبي طالب عليه السلاميبرز عند زوال الشمس على رؤوس الناس ساعة حتّى يبرز وجهه ، يعرف الناس حسبه ونسبه ، ثم قال : أما إنّ بني أُمية ليختبين الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول : هذا رجل من بني أُمية فاقتلوه . (2)

منتخب البصائر :حدَّثنا الحسين بن أحمد قال : حدَّثنا محمّد بن عيسى ، حدَّثنا يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : أيّ شيء يقول الناس في هذه الآية : « وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ » (3) فقال : هو أمير المؤمنين عليه السلام . (4)

كمال الدين :حدَّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال : حدَّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : يا ابن رسول اللّه ، إنّي سمعت من أبيك عليه السلام أ نّه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهديّا ؟ فقال : إنّما قال : « اثنا عشر مهديّا » ولم يقل : « اثنا عشر إماما » ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقّنا . (5)

.


1- .سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية 4 .
2- .منتخب بصائر الدرجات ، ص206 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص109 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح2 ) .
3- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 82 .
4- .منتخب بصائر الدرجات ، ص209 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص112 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الرجعة ، ح13 ) .
5- .كمال الدين وتمام النعمة ، ص358 ؛ بحار الأنوار ، ج53 ، ص145 ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب خلفاء المهدي وأولاده : ، ح1 ) .

ص: 487

كتاب السماء والعالم

كتاب السماء والعالمالكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : لم يزل اللّه عز و جل ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور . قال : قلت : فلم يزل اللّه متحرّكا ؟ قال : فقال : تعالى اللّه ، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل . قال : قلت : فلم يزل متكلّما ؟ قال : فقال : إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزلية كان اللّه عز و جل ولا متكلّم . (1)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن محمّد بن عمّار ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه السلامفركض برجله الأرض ، فإذا بحرٍ فيه سفن من فضّة ، فركب وركبت معه حتّى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضّة ، فدخلها ثم خرج فقال : رأيت الخيمة الّتي دخلتها أولاً ؟ فقلت : نعم ، قال : تلك خيمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، والاُخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السلام ، والثالثة خيمة فاطمة ، والرابعة خيمة خديجة ، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، والسابعة خيمة عليّ بن الحسين ، والثامنة خيمة أبي ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحد منّا

.


1- .الكافي ، ج1 ، 107 ( كتاب التوحيد ، باب صفات الذات ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج54 ، ص161 ( كتاب السماء والعالم ، باب حدوث العالم وبدء خلقه ، ح1 ) .

ص: 488

يموت إلاّ وله خيمة يسكن فيها . (1)

بصائر الدرجات :أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال : إنّ عليّا عليه السلامملك ما في الأرض وما في تحتها ، فعرضت له السحابان الصعب والذلول ، فاختار الصعب ، وكان في الصعب مُلك ما تحت الأرض ، وفي الذلول مُلك ما فوق الأرض ، واختار الصعب على الذلول ، فدارت به سبع أرضين ، فوجد ثلاث خراب وأربع عوامر . (2)

الأصول الستة عشر :مثنى عن ابي أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن السماوات السبع ؟ قال : سبع سماوات ليس منها سماء إلاّ وفيها خلق ، وبينها وبين الاُخرى خلق ، حتى ينتهي إلى السابعة ، قلت : والأرض ؟ قال : سبع منهنّ ، خمس فيهنّ خلق من خلق الربّ ، واثنتان هواء ليس فيهما شيء . (3)

علل الشرائع :عن أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن أحمد بن محمّد ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة أتى الشمس والقمر في صورة ثورين عبقريين (4) ، فيقدمان بهما وبمن يعبدهما في النار ، وذلك أنهما عبدا فرضيا . (5)

تفسير العيّاشي :العيّاشي ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه السلام في قوله : « فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ الَّيْلِ » (6) قال : هو السواد الّذي في جوف القمر . (7)

.


1- .بصائر الدرجات ، ص425 ؛ بحار الأنوار ، ج54 ، ص328 ( كتاب السماء والعالم ، باب العوالم ، ح8 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص429 ؛ بحار الأنوار ، ج54 ، ص344 ( كتاب السماء والعالم ، باب العوالم ، ح35 ) .
3- .الأصول الستة عشر ، ص105 ؛ بحار الأنوار ، ج55 ، ص97 ( كتاب السماء والعالم ، باب السماوات وكيفياتها وعددها ، ح18 ) .
4- .في البحار : « عقيرين » ، والعقير : أي المنحور .
5- .علل الشرائع ، ج2 ، ص605 ؛ بحار الأنوار ، ج55 ، ص159 ( كتاب السماء والعالم ، باب الشمس والقمر وأحوالهما ، ح12 ) .
6- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 12 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص283 ( ح28 ) ؛ بحار الأنوار ، ج55 ، ص161 ( كتاب السماء والعالم ، باب الشمس والقمر وأحوالهما ، ح17 ) .

ص: 489

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن آزر أبا إبراهيم كان منجّما لنمرود ، ولم يكن يصدر إلاّ عن أمره ، فنظر ليلة في النجوم فأصبح وهو يقول لنمرود : لقد رأيتُ عجبا ، قال : وماهو ؟ قال : رأيت مولودا يولد في أرضنا يكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلاّ قليلاً حتى يُحمل به . قال : فتعجّب من ذلك وقال : هل حملت به النساء ؟ قال : لا ، قال : فحجب النساء عن الرجال ، فلم يدع امرأة إلاّ جعلها في المدينة يخلص إليها ، ووقع آزر بأهله فعلقت بإبراهيم عليه السلام ، فظّن أ نّه صاحبه ، فأرسل إلى نساء من القوابل في ذلك الزمان _ لا يكون في الرحم شيء إلاّ علمن به _ فنظرن ، فألزم اللّه عز و جل ما في الرحم [ إلى ]الظهر فقلن : مانرى في بطنها شيئا ، وكان فيما اُوتي من العلم أ نّه سيُحرق بالنار ولم يؤت علم أنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ سينجيه . قال : فلمّا وضعت أُمّ إبراهيم أراد آزر أن يذهب به إلى نمرود ليقتله ، فقالت له امرأته : لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله دعني أذهب به إلى بعض الغيران أجعله فيه حتّى يأتي عليه أجله ، ولا تكون أنت الّذي تقتل ابنك ، فقال لها : فامضي به . قال : فذهبت به إلى غارٍ ثمّ ارضعته ، ثمَّ جعلت على باب الغار صخرةُ ثمَّ انصرفت عنه ، قال : فجعل اللّه عز و جل رزقه في إبهامه ، فجُعل يمصّها فيشخب لبنها ، وجُعل يشبُّ في اليوم كما يشبُّ غيره في الجمعة ويشبُّ في الجمعة كما يشبُّ غيره في الشهر ويشبُّ في الشهر كما يشبُّ غيره في السنة ، فمكث ماشاء اللّه أن يمكث . ثمَّ إنَّ اُمّه قالت لأبيه : لو أذنت لي حتّى أذهب إلى ذلك الصّبي فعلت ، قال : فافعلي ، فذهبت فإذا هي بإبراهيم عليه السلام ، وإذا عيناه تزهران كأ نّها سراجان قال : فأخذته فضمته إلى صدرها وارضعته ثمَّ انصرفت عنه ، فسألها آزر عنه ، فقالت : قد واريته في التراب ، فمكثت تفعل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم عليه السلام فتضمّه إليها وترضعه ، ثمَّ تنصرف فلمّا تحرّك أتته كما كانت تأتيه ، فصنعت به كما كانت تصنع ، فلمّا أرادت الانصراف

.

ص: 490

أخذ بثوبها فقالت له : مالك ؟ فقال لها : اذهبي بي معك ، فقالت له : حتّى استأمر أباك ، قال : فأتت أمٌّ إبراهيم عليه السلام آزر فأعلمته القصّة فقال لها : إيتيني به فأقعديه على الطريق فإذا مرَّ به إخوته دخل معهم ولا يُعرف ، قال : وكان إخوة إبراهيم عليه السلاميعملون الأصنام ويذهبون بها إلى الأسواق ويبيعونها ، قال : فذهبت إليه فجاءت به حتّى أقعدته على الطريق ومرّ إخوته فدخل معهم ، فلمّا رآه أبوه وقعت عليه المحبّة منه ، فمكث ماشاء اللّه ، قال : فبينما إخوته يعملون يوما من الأيّام الأصنام إذا أخذ إبراهيم عليه السلامالقدوم وأخذ خشبة فنجر منها صنما لم يروا قطّ مثله ، فقال آزر لاُمّه : إنّي لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا ، قال : فبينما هم كذلك إذا أخذ إبراهيم القدوم فكسر الصنم الّذي عمله ، ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا ! فقال له : أيّ شيء عملت ؟ فقال له إبراهيم عليه السلام : وما تصنعون به ؟ فقال آزر : نعبده ، فقال له إبراهيم عليه السلام : « أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ » (1) ؟ فقال آزر : هذا الّذي يكون ذهاب ملكنا على يديه . (2)

مناقب آل أبي طالب :أبو بصير قال : رأيت رجلاً يسأل أبا عبداللّه عليه السلام عن النجوم ، فلمّا خرج من عنده قلت له : هذا علمٌ له أصل ؟ قال : نعم ، قلت : حدَّثني عنه ، قال :اُحدّثك عنه بالسعد ولا اُحدّثك بالنحس ، إنّ اللّه عز و جل اسمه فرض صلاة الفجر لأول ساعة ، فهو فرض وهي سعد ، وجعل الظهر لسبع ساعات وهو فرض وهي سعد ، وجعل العصر لتسع ساعات وهو فرض وهي سعد ، والمغرب لأول ساعة من الليل وهو فرض وهي سعد ، والعتمة لثلاث ساعات وهو فرض وهي سعد . (3)

تفسير القمّي :عليّ بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ

.


1- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 95 .
2- .الكافي ، ج8 ، ص367 (كتاب الروضة ، ح 557) ؛ بحار الأنوار ، ج55 ، ص248 ( كتاب السماء والعالم ، باب علم النجوم والعمل به ، ح28 ) .
3- .مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج3 ، ص387 ؛ بحار الأنوار ، ج55 ، ص349 ( كتاب السماء والعالم ، باب علم النجوم والعمل به ، ح32 ) .

ص: 491

تُكَذِّبُونَ » (1) قال : بل هي « وتجعلون شكركم أنكم تكذّبون » . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن النضر ، (3) عن يحيى الحلبي ، عن المثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قي قول اللّه عز و جل : « كَأَنَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ الَّيْلِ مُظْ_لِمًا » (4) قال : أما ترى البيت إذا كان الليل أشدّ سوادا من خارج فكذلك هم يزدادون سوادا . (5)

الخصال :أبي رحمه الله حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حدَّثني أبي عن جدّي عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلاّ مات . (6)

الخصال :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فيلتوقّ أول الأهلّة ، وأنصاف الشهور ، فإنّ الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين ، والشياطين يطلبون الشرك فيهما فيجيئون ويحبلون . (7)

.


1- .سورة الواقعة (56 ) ، الآية 82 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص350 ؛ بحار الأنوار ، ج55 ، ص314 ( كتاب السماء والعالم ، باب في النهي عن الاستمطار بالأنواء والطيرة والعدوى ، ح2 ) .
3- .لم يوجد هذا الإسناد ، اوردناه من البحار .
4- .سورة يونس (10) ، الآية 27 .
5- .الكافي ، ج8 ، ص253 ( كتاب الروضة ، ح355 ) ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص18 ( كتاب السماء والعالم ، باب سعادة أيّام الإسبوع ونحوستها ، ح12 ) .
6- .الخصال ، ص637 ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص34 ( كتاب السماء والعالم ، باب ما ورد في يوم الجمعة ، ح10 ) .
7- .الخصال ، ص637 ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص54 ( كتاب السماء والعالم ، باب سعادة أيّام الشهور العربية ونحوستها ، ح 1 ) .

ص: 492

الكافي :محمّد بن أحمد ، عن عبداللّه بن الصلت ، عن يونس عمّن ذكره ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، إن للّه عز و جل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه ، وذلك قوله عز و جل : « يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [ ويؤمنون به ]وَيُؤْمِنُونَ بِهِى وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ » (1) واللّه ما أراد بهذا غيركم . (2)

الخصال :_ أبي رحمه الله _ عن سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حدَّثني أبي عن جدّي ، عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أنزلت السماء [ من ]قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عز و جل ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن الرعد أيّ شيء يقول ؟ قال إنّه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها « هاي هاي » كهيئة ذلك ، قلت فما البرق ؟ قال لي : تلك مخاريق الملائكة تضرب السحاب [ فتسوقه ] إلى الموضع الّذي قضى اللّه فيه المطر . (4)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن ميتة المؤمن ، قال : يموت المؤمن بكلّ ميتة يموت غرقا ويموت بالهدم ويبتلى بالسبع ، ويموت بالصاعقة

.


1- .سورة غافر ( 40 ) ، الآية 7 .
2- .الكافي ، ج8 ، ص304 ( كتاب الروضة ، ح470 ) ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص196 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الملائكة وصفاتهم وشؤونهم ، ح61 ) .
3- .الخصال ، ص626 ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص378 ( كتاب السماء والعالم ، باب السحاب والمطر والشهاب ، ح17 ) .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص207 ( ح23 ) ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص397 ( كتاب السماء والعالم ، باب السحاب والمطر والشهاب ، ح20 ) .

ص: 493

ولا تصيب ذاكرا للّه عز و جل . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب وهشام بن سالم ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلامعن الرياح الأربع الشمال والجنوب والصبا والدبور وقلت له : إنّ الناس يذكرون أنّ الشمال من الجنّة والجنوب من النار ، فقال : إنّ للّه عز و جل جنودا من رياح يعذّب بها من يشاء ممّن عصاه ، ولكلِّ ريح منها ملك موكّل بها ، فإذا أراد اللّه عز و جل أن يعذّب قوما بنوعٍ من العذاب أوحى إلى الملك الموكّل بذلك النوع من الريح الّتي يريد أن يعذّبهم بها ، قال : فيأمرها الملك فيهيج كما يهيج الأسد المغضب . وقال : ولكلّ ريح منهنّ اسم ، أما تسمع قوله تعالى : « كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَ نُذُرِ * إِنَّ_آ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ » (2) وقال : « الرِّيحَ الْعَقِيمَ » (3) وقال : « رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ » (4) وقال : « فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ » (5) وما ذكر من الرياح الّتي يعذّب اللّه بها من عصاه . وقال : وللّه _ عزّ ذكره _ رياح رحمة لواقح وغير ذلك ينشرها بين يدي رحمته ، منها ما يهيّج السحاب للمطر ، ومنها رياح تحبس السحاب بين السماء والأرض ، ورياح تعصر السحاب فتمطره بإذن اللّه ، ومنها رياح تفّرق السحاب (6) ، ومنها رياح ممّا عدّد اللّه في الكتاب . فأمّا الرياح الأربع الشمال والجنوب والصبا والدبور فإنّما هي أسماء الملائكة الموكّلين بها ، فإذا أراد اللّه أن يهبّ شمالاً أمر الملك الّذي اسمه الشمال ، فيهبط على

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص501 ( كتاب الدعاء ، باب ان الصاعقة لاتصيب ذاكرا ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج56 ، ص385 ( كتاب السماء والعالم ، باب السحاب والمطر والشهاب ، ح35 ) .
2- .سورة القمر ( 54 ) ، الآيات 18 و 19 .
3- .سورة الذاريات ( 51 ) ، الآية 41 .
4- .سورة الأحقاف ( 46 ) ، الآية 24 .
5- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 266 .
6- .« ومنها رياح . . . تفرّق السحاب » من البحار .

ص: 494

البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرّقت ريح الشمال حيث يريد اللّه من البرّ والبحر ، وإذا أراد اللّه أن يبعث جنوبا أمر الملك الّذي اسمه الجنوب ، فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرّقت ريح الجنوب في البرّ والبحر حيث يريد اللّه ، وإذا أراد اللّه أن يبعث ريح الصبا أمر الملك الّذي اسمه الصبا فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرّقت ريح الصبا حيث يريد اللّه عز و جل في البرّ والبحر ، وإذا أراد اللّه أن يبعث دبورا أمر الملك الّذي اسمه الدبور ، فهبط على البيت الحرام فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرّقت ريح الدبور حيث يريد اللّه من البرّ والبحر . ثم قال أبو جعفر عليه السلام : أما تسمع لقوله (1) : ريح الشمال وريح الجنوب وريح الدبور وريح الصبا ، إنّما تضاف إلى الملائكة الموكّلين بها . (2)

المحاسن :عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى : « وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِى وَ لَ_كِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ » (3) قال : نقض الجدر تسبيحها ، قلت : نقض الجدر تسبيحها ؟ قال : نعم . (4)

بصائر الدرجات :يعقوب بن يزيد ، عن ابن سنان ، عن عتيبة بيّاع القصب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ ولايتنا عُرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار ماقبلها قبول أهل الكوفة . (5)

علل الشرائع :عليّ بن أحمد بن محمّد قال : حدَّثني محمّد بن أبي عبداللّه

.


1- .أي : قول القائل .
2- .الكافي ، ج8 ، ص92 ( كتاب الروضة ، ح63 ) ؛ بحار الأنوار ، ج57 ، ص12 ( كتاب السماء والعالم ، باب الرياح وأسبابها وأنواعها ، ح16 ) .
3- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 44 .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص623 ؛ بحار الأنوار ، ج57 ، ص77 ( كتاب السماء والعالم ، باب المعادن وأحوال الجمادات ، ح3 ) .
5- .بصائر الدرجات ، ص97 ؛ بحار الأنوار ، ج57 ، ص9 ( كتاب السماء والعالم ، باب الممدوح من البلدان والمذموم منها ، ح11 ) .

ص: 495

الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سُمّيت المرأة مرأة لأنها خلقت من المرء ، يعني خلقت حوّاء من آدم . (1)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام فقلت له : إنّ الرجل ربما أشبه أخواله وربما أشبه أباه وربما أشبه عمومته ؟ فقال : إنّ نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة ، فإن غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة شبه الرجل أباه وعمومته ، وإن غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله . (2)

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه ، قال حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جّده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي عن جدّي ، عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا ينام المسلم وهو جُنب ، ولا ينام إلاّ على طهور ، فإن لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد ، فإنّ روح المؤمن تُرفع إلى اللّه _ تبارك وتعالى _ فيقبلها ويبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع اُمنائه من ملائكته ، فيردّونها في جسدها . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : سألته عن قوله : « وَ يَسْ_?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى » (4) ما الروح ؟ قال : الّتي في الدوابّ

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص17 ؛ بحار الأنوار ، ج57 ، ص65 ( كتاب السماء والعالم ، باب إنّه لم سمّي الإنسان إنسانا ، ح2 ) .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص94 ؛ بحار الأنوار ، ج57 ، ص38 ( كتاب السماء والعالم ، باب بدء خلق الإنسان في الرحم ، ح16 ) .
3- .الخصال ، ص613 ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص31 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح وأحوالهما ، ح 3 ) .
4- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 85 .

ص: 496

والناس ، قلت : وماهي ؟ قال : هي من الملكوت من القدرة . (1)

جامع الأخبار :سأل أبو بصير أبا عبداللّه عليه السلام : الرجل نائم هنا والمرأة النائمة يريان أنهما بمكّة أو بمصر من الأمصار ، أرواحهما خارج من أبدانهما ؟ قال : لا يا أبا بصير ، فإنّ الروح إذا فارقت البدن لم تعد إليه ، غير أنها بمنزلة عين الشمس ، هي مركّبة في السماء في كبدها وشعاعها في الدنيا . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمارة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمومن شاء اللّه ، فجلس رسول اللّه عن يمينه والآخر عن يساره ، فيقول له رسول اللّه : أمّا ما كنت ترجو فهو ذا أمامك ، وأمّا ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ، ثم يُفتح له باب إلى الجنّة فيقول : هذا منزلك من الجنّة فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضّة ، فيقول : لا حاجة لي في الدنيا ، فعند ذلك يبيض لونه ويرشح جبينه وتقلّص شفتاه وتنتشر منخراه ، وتدمع عينه اليسرى ، فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها ، فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها ، كما عرض عليه ، وهي في الجسد فتختار الآخرة ، فتغسّله فيمن يغسّله وتقلّبه فيمن يقلّبه ، فإذا اُدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قُدما ، وتلقاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ويبشّرونه بما أعدّ اللّه له جلّ ثناؤه من النعيم ، فإذا وضِع في قبره رُدَّ إليه الروح إلى وركيه ، ثم يُسأَل عمّا يعلم ، فإذا جاء بما يعلم ، فُتح له ذلك الباب الّذي أراه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها قال : قلت : جُعلت فداك ! فأين ضغطة القبر ؟ فقال : هيهات ما على المؤمنين منها شيء ، واللّه إنَّ هذه الأرض لتفتخر على هذه فيقول : وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهركِ

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص317 ( ح163 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص42 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح وأحوالهما ، ح14 ) .
2- .جامع الأخبار ، ص488 ، ح1360 ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص43 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح وأحوالهما ، ح17 ) .

ص: 497

مؤمن ، وتقول له الأرض : واللّه لقد كنت أحبّكَ وأنت تمشي على ظهري فأمّا إذا وليّتك فستعلم ماذا أصنعُ بك ، فتفسح له مدَّ بصره . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّا نتحدّث عن أرواح المؤمنين أنها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنّة وتأوي إلى قناديل تحت العرش ، فقال : لا ، إذ ماهي في حواصل طير ، قلت : فأين هي ؟ قال : في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة . (2)

المحاسن :ابن فضّال ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : ذكر الأرواح _ أرواح المؤمنين _ فقال : يلتقون ، قلت : يلتقون ؟ فقال : يلتقون و (3) يتساءلون ويتعارفون ، حتّى إذا رأيته قلت : فلان . (4)

علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه عنه ، قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدَّثنا أحمد بن مدين _ من ولد مالك بن الحارث الأشتر _ ، عن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلامومعي رجل من أصحابنا فقلت له : جُعلت فداك ! يا ابن رسول اللّه ! إنّي لأغتمّ وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ ذلك الحزن والفرح يصل إليكم مّنا ، لأ نّا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلاً عليكم ، لأ نّا وإيّاكم من نور اللّه عز و جل ، فجَعَلَنا وطينتنا وطينتكم واحدة ، ولو تُركت طينتكم كما اُخذت لكنّا وأنتم سواء ، ولكن مُزجت طينتكم بطينة أعدائكم ، فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا .

.


1- .الكافي ، ج3 ، ص130 ( كتاب الجنائز ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص49 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح وأحوالهما ، ح25 ) .
2- .الكافي ، كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح7 ( ح3 ، ص245 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص50 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح وأحوالهما ، ح31 ) .
3- .« يلتقون و » من البحار .
4- .المحاسن ، ج1 ، ص178 ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص51 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة النفس والروح وأحوالهما ، ح35 ) .

ص: 498

قال : قلت : جُعلت فداك ! أفتعود طينتنا ونورنا كما بدأ ؟ فقال : إي واللّه يا عبداللّه ، أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع أهو متّصل به أو بائن منه ؟ فقلت له : جُعلت فداك ! بل هو بائن منه . فقال : أفليس إذا غابت الشمس وسقط القرص عاد إليه فاتصّل به كما بدأ منه ؟ فقلت له : نعم ، فقال : كذلك واللّه شيعتنا من نور اللّه خُلقوا وإليه يعودون ، واللّه إنّكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنّا لنشفع فنشفّع ، وواللّه إنكم لتشفعون فتشفّعون ، وما من رجل منكم إلاّ وسترفع له نار عن شماله وجنّة عن يمينه ، فيُدخل أحباؤه الجنّة وأعداؤه النار . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روح واحدة ، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح اللّه من اتّصال شعاع الشمس بها . (2)

أماليالصدوق :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان قال : وحدَّثني محمّد بن الحسين بن الخطّاب ، عن محسن بن أحمد الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ لإبليس شيطانا يقال له : « هزع » يملأ ما بين المشرق والمغرب في كلّ ليلة يأتي الناس في المنام . (3)

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص93 ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص145 ( كتاب السماء والعالم ، باب آخر في خلق الأرواح قبل الأجساد ، ح23 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص166 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اخوة المؤمنين بعضهم لبعض ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص148 ( كتاب السماء والعالم ، باب آخر في خلق الأرواح قبل الأجساد ، ح25 ) .
3- .الأمالي ، الصدوق ، ص210 ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص159 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح2 ) .

ص: 499

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : رأت فاطمة عليهاالسلامفي النوم كأنّ الحسن والحسين عليهماالسلام ذُبحا أو قُتلا ، فأحزنها ذلك ، قال : فأخبرت به رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفقال : يا رؤيا ، فتمّثلت بين يديه ، قال : أرأيتِ فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : لا ، فقال : يا أضغاث ، وأنتِ أرأيتِ فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : نعم ، يا رسول اللّه ، قال : ما أردتِ بذلك ؟ قالت : أردتُ أن اُحزنها ، فقال صلى الله عليه و آله وسلم لفاطمة عليهاالسلام : اسمعي ليس هذا بشيء . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : الفرق من السنّة ؟ قال : لا . قلت : فهل فرّق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : كيف فرّق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموليس من السنّة ؟ قال : مَن أصابه ما أصاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميفرّق كما فرّق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فقد أصاب سنّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وإلاّ فلا ، قلت له : كيف ذلك ؟ قال : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حين صُدّ عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم ، أراه اللّه الرؤيا الّتي أخبره اللّه بها في كتابه إذ يقول : « لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ » (2) فعلم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأن اللّه سيفي له بما أراه ، فمن ثمّ وفّر ذلك الشعر الّذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده اللّه عز و جل ، فلمّا حلقه لم يعد توفير الشعر ، ولا كان ذلك من قبله . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : الرؤيا

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص179 ( 31 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص166 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح16 ) .
2- .سورة الفتح ( 48 ) ، الآية 27 .
3- .الكافي ، ج6 ، ص486 ( كتاب الزيّ والتجمّل ، باب اتخاذ الشعر والفرق ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص169 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح25 ) .

ص: 500

لا تقصّ إلاّ على مؤمن خلا من الحسد والبغي . (1)

الكافي :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان قال : حدَّثني أبو بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنّ رجلاً كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له : انطلق فصلِّ على أبي جعفر ، فإنّ الملائكة تغسّله في البقيع ، فجاء الرجل فوجد أبا جعفر عليه السلام قد توفّي . (2)

تفسير القميّ :حدَّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان سبب نزول هذه الآية : « إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَ_نِ » (3) أنّ فاطمة عليهاالسلامرأت في منامها أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمهمّ أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين _ صلوات اللّه عليهم _ من المدينة ، فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة ، فعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ذات اليمين حتّى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم شاة كبراء _ وهي الّتي في أحد اُذنيها نقط بيض _ فأمر بذبحها ، فلمّا أكلوا منها ماتوا في مكانهم . فانتبهت فاطمة باكية ذعرة ، فلم تخبر رسول اللّه بذلك ، فلمّا أصبحت جاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بحمار فأركب عليه فاطمة عليهاالسلاموأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلاممن المدينة كما رأت فاطمة عليهاالسلامفي نومها ، فلمّا خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول اللّه ذات اليمين كما رأت فاطمة عليهاالسلام ، حتّى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم شاة كبراء كما رأت فاطمة ، فأمر بذبحها فذُبحت وشُويت ، فلمّا أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحّت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا ، فطلبها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمحتى وقف عليها وهي تبكي ، فقال : ما شأنك يا بنية ؟ قالت :

.


1- .الكافي ، ج 8 ، ص 336 ( كتاب الروضة ، ح 530 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص174 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح34 ) .
2- .الكافي ، ج8 ، ص183 ( كتاب الروضة ، ح207 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص183 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح48 ) .
3- .سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية 10 .

ص: 501

يا رسول اللّه [ إنّي ]رأيت البارحة كذا وكذا في نومي ، وقد فعلت أنت كما رأيته في نومي ، فتنحيّت عنكم لأن لا أراكم تموتون ، فقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فصلّى ركعتين ثم ناجى ربّه ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلامفقال : يا محمّد ، هذا شيطان يقال له الزها (1) وهو الّذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمّون به ، فأمر جبرئيل أن يأتي به إلى رسول اللّه فجاء به إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا ؟ فقال : نعم ، يا محمّد ، فبزق عليه ثلاث بزقات ، فشجّه في ثلاث مواضع ، ثم قال جبرئيل لمحمّد : قل يا محمّد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة اللّه المقرّبون وأنبياء اللّه المرسلون وعباده الصالحون من شرّ ما رأيت ومن رؤياي ، وتقرأ الحمد والمعوّذتين و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ويتفل عن يساره ثلاث تفلات فإنّه لا يضرّه ، مارأى ، فأنزل اللّه على رسوله : « إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَ_نِ » (2) الآية . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن درست بن أبي منصور ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جُعلت فداك ! الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد ؟ قال : صدقت ، أمّا الكاذبة [ ال ]مختلفة فإنّ الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة ، وإنّما هي شيء يخيّل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها ، وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة ، لا تخلّف إن شاء اللّه إلاّ أن يكون جنبا أو يكون على غير طهور ولم يذكر اللّه عز و جل حقيقة ذكره فإنّها تختلف وتبطيء على صاحبها . (4)

.


1- .نسخة بدل : « الرّهاط » .
2- .أيضا ، الآية .
3- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص356 ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص87 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح53 ) .
4- .الكافي ، ج8 ، ص91 ( كتاب الروضة ، ح62 ) ؛ بحار الأنوار ، ج58 ، ص93 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، ح5 ) .

ص: 502

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحّته . (1)

علل الشرائع :أخبرني عليّ بن حاتم فيما كتب إليَّ قال : حدَّثنا محمّد بن عمر قال : حدَّثنا عليّ بن محمّد بن زياد قال : حدَّثنا أحمد بن الفضل المعروف بأبي عمر ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : المضطّر لا يشرب الخمر ؛ لأ نّها لا تزيده إلاّ شرّا ؛ ولأ نّه إن شربها قتلته ، فلا يشرب منها قطرة . (2)

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس من داء إلاّ وهو داخل الجوف إلاّ الجراحة والحمّى فإنّهما يردان على الجسد ورودا ، اكسروا حرّ الحّمى بالبنفسج والماء البارد فإنّ حرّها من فيح جهنّم . (3)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشدّ العقل . (4)

.


1- .الخصال ، ص620 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص70 ( كتاب السماء والعالم ، باب أ نّه لم سمّي الطبيب طبيبا ، ح24 ) .
2- .علل الشرائع ، ج2 ، ص478 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص83 ( كتاب السماء والعالم ، باب التداوي بالحرام ، ح5 ) .
3- .الخصال ، ص620 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص97 ( كتاب السماء والعالم ، باب علاج الحمّى واليرقان وكثرة الدم ، ح13 ) .
4- .الخصال ، ص611 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص114 ( كتاب السماء والعالم ، باب الحجامة والحقنة والسعوط والقيء ، ح18 ) .

ص: 503

الخصال :بالإسناد السابق ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : توقّوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة ، فإنّ يوم الأربعاء يوم نحس ومستمّر ، وفيه خلقت جهنّم . (1)

مكارم الأخلاق :أبو بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : أيّ شيءٍ تأكلون بعد الحجامة ؟ فقلت : الهندباء والخلّ فقال : ليس به بأس . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كلوا الكمّثرى فإنّه يجلوا القلب ويسكّن أوجاع الجوف بإذن اللّه تعالى . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبيد بن الحسين الزرندي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا ضللت في الطريق فنادِ : يا صالح ويا أبا صالح ، ارشدانا إلى الطريق رحمكما اللّه . قال عبيداللّه : فأصابنا ذلك فأمرنا بعض من معنا أن يتنحّى وينادي كذلك ، قال : فتنحّى فنادى ثم أتانا ، فأخبرنا أ نّه سمع صوتا يردّ دقيقا يقول : الطريق يمنة أو قال : يسرة ، فوجدناه كما قال . (4)

الاحتجاج :أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في أجوبته عن مسائل طاووس اليماني قال : فلم سمّي الجنّ جنّا ؟ قال : لأنهم استجنّوا فلم يروا . (5)

.


1- .الخصال ، ص637 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص114 ( كتاب السماء والعالم ، باب الحجامة والحقنة والسعود والقيء ، ح17 ) .
2- .مكارم الأخلاق ، ص74 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص124 ( كتاب السماء والعالم ، باب الحجامة والحقنة والسعود والقي ، ح 62 ) .
3- .المحاسن ، ج2 ، ص553 ؛ بحار الأنوار ، ج59 ، ص171 ( كتاب السماء والعالم ، باب علاج ورم الكبد وأوجاع الجوف ، ح7 ) .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص363 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص72 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الجنّ وأحوالهم ، ح17 ) .
5- .الاحتجاج ، ج2 ، ص65 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص95 ( كتاب السماء والعالم ، باب حقيقة الجنّ وأحوالهم ، ح54 ) .

ص: 504

قصص الأنبياء :ابن محبوب ، عن أبي ولاد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : كان لسليمان العطر ، وفرض النكاح في حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت ، في كل بيت طروقة منهن ، سبعمئة أمة قبطية وثلاثمئة حرّة مهيرة فأعطاه اللّه تعالى قوة أربعين رجلاً في مباضعة النساء ، وكان يطوف بهن جميعا ويسعفهنّ . قال : وكان سليمان عليه السلام يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع ، فقال لهم إبليس : كيف أنتم ؟ قالوا : مالنا طاقة بما نحن فيه . فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا ؟ قالوا : نعم . قال : فأنتم في راحة . فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين ، فأمرهم أن يحملوا الحجارة ذاهبين ويحملون الطين راجعين إلى موضعها . فتراءى لهم إبليس فقال : كيف أنتم ؟ فشكوا إليه فقال : ألستم تنامون بالليل ؟ قالوا : بلى ، قال : فأنتم في راحة . فأبلغت الريح سليمان ما قالت الشياطين وإبليس ، فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار ، فما لبثوا إلاّ يسيرا حتى مات سليمان عليه السلام وقال : خرج سليمان يستسقي ومعه الجن والإنس ، فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها ، رافعة يدها ، وتقول : اللّهمَّ إنّا خلق من خلقكَ ، لا غنى بنا عن رزقكَ ، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا ، فقال سليمان لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم . (1)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن الخنّاس ، قال : إنّ إبليس يلتقم القلب ، فإذا ذكر اللّه خنس ، فلذلك سمّي الخنّاس . (2)

.


1- .قصص الأنبياء ، ص212 ؛ بحار الأنوار ، ج 60 ، ص195 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح2 ) .
2- .علل الشرائع ، ج2 ، ص526 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص197 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح6 ) .

ص: 505

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّما كانت بليّة أيّوب الّتي اُبتلي بها في الدنيا لنعمة أنعم اللّه بها عليه فأدّى شكرها ، وكان إبليس في ذلك الزمان لا يُحجب دون العرش ، فلمّا صعد عمل أيّوب بأداء شكر النعمة حسده إبليس فقال : يا ربّ ، إنّ أيّوب لم يؤدِّ شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة ، فسلّطني على دنياه حتى تعلّم أ نّه لا يؤدّي شكر نعمة ، فقال : قد سلّطتك على دنياه ، فلم يدع له دنيا ولا ولدا إلاّ أهلكه كل ذلك وهو يحمد اللّه تعالى ، ثم رجع إليه فقال : ياربّ إنّ أيّوب يعلم أ نك ستردّ إليه دنياه الّتي أخذتها منه فسلطني على بدنه حتّى تعلم أ نه لا يؤدّي شكر نعمة قال عز و جل : قد سلّطتك على بدنه ماعدا عينيه وقلبه ولسانه وسمعه فقال أبو بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : فانقض مبادرا خشية أن تدركه رحمة اللّه عز و جل فتحول بينه وبينه ، فنفخ في منخريه من نار السمّوم فصار جسده نقطاً نقطا . (1)

التهذيب :أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثنى بن الوليد الحناط ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا تزوج أحدكم كيف يصنع ؟ قال : قلت له ما أدري جُعلت فداك ! قال : فإذا همّ بذلك فليصل ركعتين ويحمد اللّه ويقول : « اللّهمَّ إنّي أُريد أن أتزوج ، اللّهمَّ فاقدر لي من النساء أعفهنّ فرجا واحفظهنّ لي في نفسها وفي مالي وأوسعهنّ رزقا واعظمهن بركة ، واقدر لي منها ولدا طيبا تجعله خلفا صالحا في حياتي وبعد موتي » ، فإذا أُدخلت عليه فليضع يده على ناصيتها ويقول : « اللّهمَّ على كتابك تزوجتها ، وفي أمانتك أخذتها ، وبكلماتك استحللت فرجها ، فإن قضيت في رحمها ولدا فاجعله مسلما سويا ، ولا تجعله شرك شيطان » قلت : وكيف يكون شرك شيطان ؟ فقال : إنّ الرجل إذا دنا من المرأة وجلس مجلسه

.


1- .علل الشرائع ، ج1 ، ص75 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص200 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح17 ) .

ص: 506

حضره الشيطان ، فإن هو ذكر اسم اللّه تنحّى الشيطان عنه ، وإن فعل ولم يسمّ ؟ أدخل الشيطان ذكره ، فكان العمل منهما جميعا والنطفة واحدة ، قلت : فبأيّ شيء يُعرف هذا جُعلت فداك ؟! قال : بحبّنا وبغضنا . (1)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن للقلب اُذنين ، فإذا همّ العبد بذنب قال له روح الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان : افعل ، وإذا كان على بطنها نُزع منه روح الإيمان. (2)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن الوشاء ، عن موسى بن بكر ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام حيث علّمه الدعاء إذا دخلت عليه امرأته وقال فيه : (3) يا أبا محمّد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه أمرأته ؟ قلت : جعلت فداك ، أيستطيع الرجل أن يقول شيئا ؟ فقال : ألا أعلمك ما تقول ؟ قلت بلى ، قال تقول : « بكلمات اللّه استحللت فرجها وفي أمانة اللّه أخذتها ، اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارّا تقيا واجعله مسلما سويا ولا تجعل فيه شركا للشيطان» . قال : قلت : وبأيّ شيء يُعرف ذلك ؟ قال : أما تقرأ كتاب اللّه عز و جل « وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ » (4) ، ثم قال : إنّ الشيطان ليجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها ، ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح ، قلت : بأيّ شيء يُعرف ذلك ؟ قال : بحبّنا وبغضنا ، فمن أحبّنا كان نطفة العبد ، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان . (5)

.


1- .تهذيب الأحكام ، ج7 ، ص407 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص202 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح23 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص267 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب ان للقلب اذنين ينفث فيها الملك والشيطان ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص206 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح35 ) .
3- .في الكافي زيادة أسطر هنا .
4- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 64 .
5- .الكافي ، ج5 ، ص502 ( كتاب النكاح ، باب القول عند الباه وما يعصم من مشاركة الشيطان ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص207 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح40 ) .

ص: 507

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : الصراط الّذي قال إبليس : « لأََقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ طَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لأََتِيَنَّهُم مِّنم بَيْنِ أَيْدِيهِمْ » (1) الآية ، وهو علي عليه السلام . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل قال : حدَّثنا عبداللّه بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهم السلام في قول لوط : « إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَ_حِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَ__لَمِينَ » (3) فقال : إنّ إبليس أتاهم في صورةٍ حسنة ، فيه تأنيث ، عليه ثياب حسنة ، فجاء إلى شبّان منهم فأمرهم أن يقعوا به ، ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ولكن طلب إليهم أن يقعوا به ، فلّما وقعوا به التذّوه ، ثم ذهب عنهم وتركهم ، فأحال بعضهم على بعض . (4)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : « فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُو لَيْسَ لَهُو سُلْطَ_نٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَ_نُهُو عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُو وَ الَّذِينَ هُم بِهِى مُشْرِكُونَ » (5) قال : فقال : يا أبا محمّد ، يسلّط واللّه من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلّط على أديانهم ، قد سُلّط على أيّوب فشوّه خلقه ولم يُسلّط على دينه . قلت له : قوله : « إِنَّمَا سُلْطَ_نُهُو عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُو وَ الَّذِينَ هُم بِهِى مُشْرِكُونَ » ؟ قال : الّذين هم باللّه مشركون يسلّط على أبدانهم وعلى أديانهم . (6)

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 16 و 17 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص9 ( ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص220 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح60 ) .
3- .سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية 28 .
4- .علل الشرائع ، ج2 ، ص548 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص247 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح102 ) .
5- .سورة النحل ( 16 ) ، الآيات 98 _ 100 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص269 ( ح66 ) ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص255 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح121 ) .

ص: 508

الكافي :عليّ بن محمد ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن عبد الرحمن (1) ، عن على بن الحسن ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : « فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُو لَيْسَ لَهُو سُلْطَ_نٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ » (2) ؟ فقال : يا أبا محمّد ، يُسلّط واللّه من المؤمن على بدنه ولا يُسلّط على دينه ، قد سُلّط على أيّوب عليه السلامفشوّه خلقه ولم يُسلّط على دينه ، وقد يُسلّط من المؤمنين على أبدانهم ولا يُسلّط على دينهم . قلت له : قول اللّه قوله تعالى : « إِنَّمَا سُلْطَ_نُهُو عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُو وَ الَّذِينَ هُم بِهِى مُشْرِكُونَ » (3) ؟ قال : الّذين هم باللّه مشركون يُسلّط على أبدانهم وعلى أديانهم . (4)

تفسير القمّي :حدَّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ سليمان بن داوود أمر الجنّ والأنس فبنوا له بيتا من قوارير ، قال : فبينا هو متّكئ على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة ، فإذا هو برجل معه في القبّة ففزع منه وقال : من أنت ؟ قال : أنا الّذي لا أقبل الرشى ولا أهاب الملوك ، أنا ملك الموت ، فقبضه وهو متّكئ على عصاه ، فمكثوا سنة يبنون وينظرون إليه ويدانون له ويعملون حتى بعث اللّه الإرضة فأكلت منسَأَتِهِ وهي العصا ، فلمّا خرّ تبيّنت الإنس أن لو كان الجنّ يعلمون الغيب ما لبثوا سنة في العذاب المهين ، فالجنّ تشكر الإرضة بما عملت بعصا سليمان . قال : فلا تكاد تراها في مكان إلاّ وجد عندها ماء وطين ، فلمّا هلك سليمان وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ثم طواه وكتب على ظهره : « هذا ما وضع آصف بن

.


1- .« عن علي بن العباس . . .عبد الرحمن » من البحار .
2- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 98 و 99 .
3- .أيضا ، الآية 100 .
4- .الكافي ، ج8 ، ص288 ( كتاب الروضة ، ح433 ) ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص264 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح148 ) .

ص: 509

برخيا للملك سليمان بن داوود من ذخائر كنوز العلم ، من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا » ، ثم دفنه تحت السرير ، ثم استثاره لهم فقرأه ، فقال الكافرون : ما كان سليمان عليه السلاميغلبنا إلاّ بهذا ، وقال المؤمنون : بل هو عبداللّه ونبيّه . (1)

التهذيب :الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير _ يعني المرادي _ ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن الذباب يقع في الدهن والسمن والطعام ، فقال : لابأس كُل . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن الجاموراني ، عن ابن أبي حمزة ، عن سيف عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامأ نّه نهى ابنه إسماعيل عن اتّخاذ الفاختة وقال : إن كنت لابدّ متّخذا فاتخذ ورشانا فإنّه كثير الذكر للّه عز و جل . (3)

تفسير العيّاشي :أبو بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : المضطّر لا يشرب الخمر ؛ لأنها لا تزيده إلاّ شرّا ، فإن شربها قتلته ، فلا يشربنّ منها قطرة . (4)

الخصال :أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي عن جدّي ، عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : تنزّهوا عن أكل الطير الّذي ليست له قانصة ولا صيصية ولا حوصلة ، واتّقوا كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير . (5)

.


1- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص55 ؛ بحار الأنوار ، ج60 ، ص280 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذكر إبليس وقصصه ، ح167 ) .
2- .تهذيب الأحكام ، ج9 ، ص86 ؛ بحار الأنوار ، ج61 ، ص311 ( كتاب السماء والعالم ، باب الذباب والبقّ والزنبور وأشباهها ، ح3 ) .
3- .الكافي ، ج6 ، ص551 ( كتاب الدواجن ، باب الورشان ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج62 ، ص21 ( كتاب السماء والعالم ، باب النحل والحمام وأنواعه ، ح32 ) .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص74 ( ح152 ) ؛ بحار الأنوار ، ج62 ، ص157 ( كتاب السماء والعالم ، باب جوامع ما يحل وما يحرم ، ح33 ) .
5- .الخصال ، ص615 ؛ بحار الأنوار ، ج62 ، ص170 ( كتاب السماء والعالم ، باب مايحلّ من الطيور وما لايحلّ ، ح2 ) .

ص: 510

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ » (1) قال : لابأس بأكل ما أمسك الكلب ممّا لم يأكل الكلب منه ، فإذا أكل الكلب منه قبل أن تدركه فلا تأكله . (2)

رسالة في المهر :روى أبو بصير وزرارة ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : أ نّه سُئِل عن ذبيحة أهل الكتاب فأطلقها . (3)

الخصال :أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن ؛ فإنّ اللّه عز و جل جعل القوّة فيهما . (4)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : حَسو اللّبن شفاء من كلّ داء إلاّ الموت . (5)

الخصال :بالإسناد السابق قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب ، قال اللّه عز و جل لمريم عليه السلام : « وَ هُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَ_قِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِى وَ اشْرَبِى وَ قَرِّى عَيْنًا » (6) ، حنّكوا أولادكم بالتمر ، فهكذا فعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بالحسن والحسين عليهم السلام . (7)

.


1- .سورة المائدة (5) ، الآية 4 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص295 ( ح33 ) ؛ بحار الأنوار ، ج62 ، ص291 ( كتاب السماء والعالم ، باب الصيد وأحكامه وآدابه ، ح50 ) .
3- .رسالة في المَهر ، المفيد ، ص31 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص20 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذبايح الكفّار من أهل الكتاب ، ح9 ) .
4- .الخصال ، ص617 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص56 ( كتاب السماء والعالم ، باب فضل اللحم والشحم ، ح2 ) .
5- .الخصال ، ص36 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص94 ( كتاب السماء والعالم ، باب الألبان وفوائدها وأنواعها ، ح1 ) .
6- .سورة مريم ( 19 ) ، الآيات 25 و 26 .
7- .الخصال ، ص637 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص128 ( كتاب السماء والعالم ، باب التمر وفضله وأنواعه ، ح10 ) .

ص: 511

المحاسن :أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبداللّه بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لحوم البقر داء . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : أكلنا مع أبي عبداللّه عليه السلام فأتانا بلحم جزور ، فظننت أ نّه من بدنته فأكلنا ، ثم أتانا بعسٍّ من لبن فشرب ، ثم قال لي : اشرب يا أبا محمّد ، فذقته فقلت : أيش جُعلت فداك ؟ قال : إنّها الفطرة ، ثم أتانا بتمرة فأكلنا . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عدّة من أصحابه ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : لو كان طعام أطيب من الرطب لأطعمه اللّه مريم . (3)

الخصال :أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه عليهم السلامقال أمير المؤمنين عليه السلام : أكل إحدى وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم على الريق ترفع جميع الأمراض إلاّ مرض الموت . (4)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا الرمّان بشحمه فإنه دباغٌ للمعدة ، وفي كل حبّة من الرمّان إذا استقرّت في المعدة حياة للقلب ، وإنارة

.


1- .المحاسن ، ج2 ، ص462 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص63 ( كتاب السماء والعالم ، باب فضل اللحم والشحم ، ح29 ) .
2- .المحاسن ، ج2 ، ص491 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص97 ( كتاب السماء والعالم ، باب الألبان وفوائدها وأنواعها ، ح10 ) .
3- .المحاسن ، ج2 ، ص535 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص135 ( كتاب السماء والعالم ، باب التمر وفضله وأنواعه ، ح39 ) .
4- .الخصال ، ص612 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص152 ( كتاب السماء والعالم ، باب الزبيب ، ح6 ) .

ص: 512

للنفس وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة . (1)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا الأُترُجّ قبل الطعام وبعده ، فإن آل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم يفعلون ذلك . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن عبداللّه بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أكل السفرجل قوّة للقلب وذكاء للفؤاد ويشجّع الجبان . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن الأصمّ ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير . ورواه القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال علي عليه السلام : التفّاح يصوّح المعدة . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كلوا الكمّثرى فإنّه يجلوا القلب ويُسكن أوجاع الجوف بإذن اللّه تعالى . (5)

طب الأئمّة :أبو بصير قال : سمعت الباقر عليه السلام يقول : اذا أردت أكل التفّاح فشمّه ثم كله ، فإنّك إذا فعلت ذلك أخرج من جسدك كلّ داء وغائلة ويُسكن ما يوجد من قبل الأرواح كلّها . (6)

.


1- .الخصال ، ص636 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص156 ( كتاب السماء والعالم ، باب فضل الرمّان وأنواعه ، ح8 ) .
2- .الخصال ، ص632 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص191 ( كتاب السماء والعالم ، باب الأترُج ، ح2 ) .
3- .المحاسن ، ج2 ، ص550 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص170 ( كتاب السماء والعالم ، باب التفّاح والسفرجل والكمّثري ، ح14 ) .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص553 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص174 ( كتاب السماء والعالم ، باب التفّاح والسفرجل والكمثري ، ح30 ) .
5- .المحاسن ، ج2 ، ص553 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص174 ( كتاب السماء والعالم باب التفاح والسفرجل والكمّثرى ، ح32 ) .
6- .طب الأئمّة ، الزيات ، ص135 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص175 ( كتاب السماء والعالم ، باب التفّاح والسفرجل والكمّثري ، ح33 ) .

ص: 513

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي بصير قال : كان عندي ضيف فتشهّى عليَّ أترجا بعسل ، فأطعمته وأكلت معه ، ثم مضيت إلى أبي عبداللّه عليه السلام فإذا المائدة بين يديه فقال لي : ادن فكل ، قلت : إنّي قد أكلت قبل أن آتيك أترجا بعسل وأنا أجد ثقله ؛ لأ نّي أكثرت منه ، فقال : ياغلام ، انطلق إلى فلانة فقل لها : « ابعثي إلينا بحرف رغيف يابس من الّذي يجفّف في التنّور » ، فأتى به فقال : « كل هذا فإنّ الخبز اليابس يهضم الاُترج » ، فأكلته ثم قمت من مكاني فكأني لم آكل شيئا . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي وغيره ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : الهندباء يَقطر عليه قطرات من الجنّة ، وهو يزيد في الولد . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه عمّن ذكره ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : مَن سرّه أن يكثر ماله (3) وولده الذكور فليكثر من أكل الهندباء . (4)

الخصال :أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا الهندباء فما من صباح إلاّ وعليه قطرة من قطر الجنّة . (5)

الخصال :بالإسناد السابق قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا الدبّى فإنّه يزيد في الدماغ ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يعجبه الدبّاء . (6)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عليّ بن

.


1- .المحاسن ، ج2 ، ص555 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص192 ( كتاب السماء والعالم ، باب الاُترج ، ح5 ) .
2- .المحاسن ، ج2 ، ص508 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص207 ( كتاب السماء والعالم ، باب الهندباء ، ح8 ) .
3- .في الكافي ، عن السكوني « يكثر ماؤه » .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص509 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص208 ( كتاب السماء والعالم ، باب الهندباء ، ح13 ) .
5- .الخصال ، ص636 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص210 ( كتاب السماء والعالم ، باب الهندباء ، ح26 ) .
6- .الخصال ، ص632 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص225 ( كتاب السماء والعالم ، باب القرع والدباء ، ح1 ) .

ص: 514

أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : الباذروج لنا . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن عبداللّه بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن فاطمة بنت علي ، عن اُمامة بنت أبي العاص بن الربيع واُمهّا زينب بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قالت : أتاني أمير المؤمنين علي عليه السلامفي شهر رمضان ، فأتى بقثاء (2) وتمر وكمأة ، فأكل وكان يحبّ الكمأة . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن شعيب بن يعقوب ، عن أبي بصير قال : سُئِل أبو عبداللّه عليه السلام عن أكل الثوم والبصل ؟ قال : لابأس بأكله نيّا وفي القدر . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن فضّال ، عن مثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة ، ونهى عنه . (5)

الخصال :أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد اللّه قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لعق العسل شفاء من كلّ داء ، قال اللّه تعالى : « يَخْرُجُ مِنم بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُو فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ » (6) وهو مع قراءة القرآن . (7)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : نِعمَ الإدام الخلّ يكسر

.


1- .المحاسن ، ج2 ، ص514 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص214 ( كتاب السماء والعالم ، باب الباذورج ، ح8 ) .
2- .كذا ما في البحار ، وما في الكافي : « فأُتي بعشاء » .
3- .الكافي ، ج6 ، ص370 ( كتاب الأطعمة ، باب الكمأة ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص232 ( كتاب السماء والعالم ، باب الكمأة ، ح5 ) .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص523 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص249 ( كتاب السماء والعالم ، باب البصل والثوم ، ح10 ) .
5- .المحاسن ، ج2 ، ص589 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص270 ( كتاب السماء والعالم ، باب الخبز وإكرامه وآداب الخبز ، ح9 ) .
6- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 69 .
7- .الخصال ، ص623 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص291 ( كتاب السماء والعالم ، باب العسل ، ح4 ) .

ص: 515

المرّة ويحيي القلب . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبد الرحمن بن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لعقُ العسل فيه شفاء ، قال اللّه : « يَخْرُجُ مِنم بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُو فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ » (2) . (3)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لعقةُ العسل فيه شفاء ، قال [ اللّه تعالى ] : « مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُو فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ » (4) . (5)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال لي : يا أبا محمّد ، إنّ البطن (6) ليطغى من أكله ، وأقرب مايكون العبد من اللّه إذا ماجاف بطنه ، وأبغض مايكون العبد إلى اللّه إذا امتلأ بطنه . (7)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن آبائه عليهم السلامقال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضّأ عند حضور طعامه . (8)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إذا وضع الخوان فقل : بسم

.


1- .الخصال ، ص636 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص305 ( كتاب السماء والعالم ، باب الخلّ ، ح22 ) .
2- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 69 .
3- .المحاسن ، ج2 ، ص499 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص291 ( كتاب السماء والعالم ، باب العسل ، ح5 ) .
4- .سورة النحل ( 16 ) ، الآية 69 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص263 ( ح42 ) ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص293 ( كتاب السماء والعالم ، باب العسل ، ح17 ) .
6- .في المصدر : البطن
7- .المحاسن ، ج2 ، ص446 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص336 ( كتاب السماء والعالم ، باب ذمّ كثرة الأكل ، ح25 ) .
8- .الخصال ، ص13 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص352 ( كتاب السماء والعالم ، باب غسل اليد وآدابه ، ح1 ) .

ص: 516

اللّه ، وإذا أكلت فقل : بسم اللّه في أوله وآخره ، وإذا رُفع الخوان فقل : الحمد للّه . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : تغدّيت مع أبي جعفر عليه السلام ، فلمّا وضعت المائدة قال : « بسم اللّه » ، فلما فرغ قال : « الحمد اللّه الّذي أطعمنا وسقانا ورزقنا وعافانا ومنَّ علينا بمحمّد صلى الله عليه و آله وسلموجعلنا من المسلمين » . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن الرجل يأكل مُتَّكِئا ؟ قال : لا ، ولا منطبحا على بطنه . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد ، ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الاُخرى ، ولا يتربّع فإنها جلسة يبغضها اللّه عز و جل ويمقت صاحبها . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن الأصمّ ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال علي عليه السلام : من بدأ بالملح أذهبَ اللّه عنه سبعين داء مايعلم العباد ماهو . (5)

.


1- .المحاسن ، ج2 ، ص433 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص373 ( كتاب السماء والعالم ، باب ، باب التسمية والتحميد والدعاء ، ح17 ) .
2- .المحاسن ، ج2 ، ص436 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص377 ( كتاب السماء والعالم ، باب التسمية والتحميد والدعاء ، ح33 ) .
3- .المحاسن ، ج2 ، ص458 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص386 ( كتاب السماء والعالم ، باب منع الأكل باليسار ومُتَّكِئا ، ح10 ) .
4- .الكافي ، ج6 ، ص272 ( كتاب الأطعمة ، باب الأكل متكئا ، ح10 ) ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص389 ( كتاب السماء والعالم ، باب منع الأكل باليسار ومُتَّكِئا ، ح27 ) .
5- .المحاسن ، ج2 ، ص592 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص397 ( كتاب السماء والعالم ، باب الملح والاختتام به ، ح11 ) .

ص: 517

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي المغرى ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يأكل أكل العبد ، ويجلس جلوس العبد ، ويعلم أ نه عبد . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا مايسقط من الخوان فإنّ فيه شفاء من كلّ داء بإذن اللّه لمن أراد أن يستشفي به . (2)

الخصال :أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني ابن عبيد اليقطيني محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا ينفخ الرجل في موضع سجوده ، ولا ينفخ في طعامه ، ولا في شرابه ، ولا في تعويذه . (3)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : من سقى صبيّا مسكرا وهو لا يعقل حبسه اللّه تعالى في طينة الخبال حتى يأتي ممّا صنع بمخرج . (4)

الخصال :بالإسناد السابق ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تجلسوا على مائدة يُشرب عليها الخمر ، فإنّ العبد لا يدري متى يؤخذ . (5)

الأصول الستة عشر :زيد ، قال حدَّثني أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال :

.


1- .المحاسن ، ج2 ، ص456 ( ح ) ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص419 ( كتاب السماء والعالم ، باب جوامع آداب الأكل ، ح31 ) .
2- .المحاسن ، ج2 ، ص444 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص429 ( كتاب السماء والعالم ، باب أكل الكسرة والفتات ، ح5 ) .
3- .الخصال ، ص613 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص458 ( كتاب السماء والعالم ، باب آداب الشرب وأوانية ، ح1 ) .
4- .الخصال ، ص635 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص489 ( كتاب السماء والعالم ، باب الأنبذة والمسكرات ، ح27 ) .
5- .الخصال ، ص619 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص499 ( كتاب السماء والعالم ، باب النهي عن الأكل على مائدة الخمر ، ح2 ) .

ص: 518

مازالت الخمر في علم اللّه وعند اللّه حرام ، وأ نّه لا يبعث اللّه نبيا ولا يرسل رسولاً إلاّ ويجعل في شريعته تحريم الخمر ، وما حرّم اللّه حراما فأحلّه من بعد إلاّ للمضطرّ ، ولا أحلّ اللّه حلالاً قط ثم حرّمه . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن رجل ، عن أبي بصير قال : كان أبو عبداللّه عليه السلام : يعجبه الزبيبة . (2)

السرائر :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إ نّه سُئِل عن الخمر تعالج بالملح وغيره لتحول خلاًّ ؟ ، فقال : لا بأس بمعالجتها . قلت : فإنّي عالجتها ، فطيّنت رأسها ثم كشفت عنها فنظرت إليها قبل الوقت أو بعده فوجدتها خمرا ، أيحلّ لي إمساكها ؟ فقال : لا بأس بذلك ، وإنّما إرادتك أن تتحوّل الخمر خلاًّ ، وليس إرادتك الفساد . (3)

.


1- .الأصول الستة عشر ، ص58 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص488 ( كتاب السماء والعالم ، باب الأنبذة والمسكرات ، ح23 ) .
2- .المحاسن ، ج2 ، ص401 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص506 ( كتاب السماء والعالم ، باب العصير وأنواعه وأحكامه ، ح10 ) .
3- .السرائر ، ج3 ، ص578 ؛ بحار الأنوار ، ج63 ، ص524 ( كتاب السماء والعالم ، باب انقلاب الخمر خلاًّ ، ح4 ) .

ص: 519

كتاب الإيمان والكفر

كتاب الإيمان والكفرالكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : كيف أجابوا وهم ذرّ ؟ قال : جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه ، يعني في الميثاق . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعته يسأل أبا عبداللّه عليه السلامفقال له : جُعلت فداك ! أخبرني عن الدين الّذي افترض اللّه عز و جل على العباد ما لا يسعهم جهله ولا يقبل منهم غيره ماهو ؟ فقال : أعد عليَّ ، فأعاد عليه فقال : « شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ، وصوم شهر رمضان » ، ثم سكت قليلاً ثم قال : « والولاية » _ مرّتين _ . ثم قال : « هذا الّذي فَرض اللّه على العباد ، ولا يسأل الربُّ العبادَ يوم القيامة » فيقول : « ألا زدتني على ما افترضت عليك ! » ، ولكن من زاد زاده اللّه ، إنّ رسول اللّه سنَّ سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها . (2)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص12 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب أجابوا وهم ذّر ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص100 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ، ح17 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص22 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، ح11 ) ، بحار الأنوار ، ج66 ، ص15 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الدِين الّذي لا يقبل اللّه أعمال العباد إلاّ به ، ح16 ) .

ص: 520

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : سمعته يقول : « قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَ لَ_كِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا » (1) فمن زعم أنهم آمنوا فقد كذب ، ومن زعم أنهم لم يسلموا فقد كذب . (2)

الكافي :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن الحرّ ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له سلام (3) : إنّ خيثمة بن أبي خيثمة يحدَّثنا عنك أ نّه سألك عن الإسلام فقلت له : إنّ الإسلام من استقبل قبلتنا ، وشهد شهادتنا ، ونسك نسكنا ووالى وليّنا ، وعادى عدوّنا فهو مسلم ؟ فقال : صدق خيثمة ، قلتُ : وسألك عن الإيمان فقلت : الإيمان باللّه ، والتصديق بكتاب اللّه ، وأن لايعصي اللّه ؟ فقال : صدق خيثمة . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم أو غيره ، عن ابن أبان الكلبي ، عن عبد الحميد الواسطي ، عن أبي بصير قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، الإسلام درجة ، قال : قلت : نعم . قال : والإيمان على الإسلام درجة ، قال : قلت : نعم . قال : والتقوى على الإيمان درجة ، قال : قلت : نعم .

.


1- .سورة الحجرات ( 49 ) ، الآية 14 .
2- .الكافي ، ج2 ، ص25 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ الإسلام يحقن به الدم . . ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص247 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الفرق بين الإيمان والإسلام ، ح7 ) .
3- .يُحتمل ابن المستنير الجعفي أو ابن أبي عمرة الخراساني ، وكلاهما مجهولان من أصحاب الباقر عليه السلام ، وخيثمة غير مذكور في الرجال . ( مرآة العقول ج 7 ، ص 244 )
4- .الكافي ، ج2 ، ص38 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها ، ح5 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص296 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الفرق بين الإيمان والاسلام ، ح54 ) .

ص: 521

قال : واليقين على التقوى درجة ، قال : قلت : نعم . قال : فما اُوتي الناس أقلّ من اليقين ! وإنّما تمسّكتم بأدنى الإسلام ، فإيّاكم أن ينفلت من أيديكم . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : استقبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمحارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له : كيف أنت يا حارثة بن مالك ؟ فقال : يا رسول اللّه ، مؤمن حقّا ، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : لكلّ شيء حقيقة فما حقيقة قولك ؟ فقال : يا رسول اللّه ، عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري ، وكأ نّي أنظر إلى عرش ربي [ و ]قد وضع للحساب ، وكأ نّي أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنّة ، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار ، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : عبدٌ نوّر اللّه قلبه ، أبصرت فاثبت ، فقال : يا رسول اللّه ، ادع اللّه لي أن يرزقني الشهادة معك ، فقال : اللّهمَّ أرزق حارثة الشهادة ! فلم يلبث إلاّ أيّاما حتى بَعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم سرية فبعثه فيها ، فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قُتل ، وفي رواية القاسم بن بريد ، عن أبي بصير قال : استشهد مع جعفر بن أبي طالب بعد تسعة نفر وكان هو العاشر . (2)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن المثنّى بن الوليد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : ليس شيء إلاّ وله حدّ قال : قلت : جُعلت فداك ! فما حدّ التوكّل ؟ قال : اليقين ، قلت : فما حدّ اليقين ؟ قال : أن لا تخاف مع اللّه شيئا . (3)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص52 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص137 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ، ح3 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص54 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح3 ) ، بحار الأنوار ، ج64 ، ص287 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ، ح29 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص57 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل اليقين ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص142 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ، ح6 ) .

ص: 522

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ أعلم الناس (1) باللّه أرضاهم بقضاء اللّه عز و جل . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبيّ ، عن معلّى بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال رجل لأبي جعفر عليه السلام : إنّي ضعيف العمل قليل الصيام ، لكنّي أرجو أن لا آكل إلاّ حلالاً ، قال : فقال له : أيُّ الاجتهاد أفضل من عفّة بطنٍ وفرج ؟ ! (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ العبد المؤمن الفقير ليقول (4) : ياربّ ، ارزقني حتّى أفعل كذا وكذا من البرّ ووجوه الخير ، فإذا علم اللّه عز و جل ذلك منه بصدق نيّة كتب اللّه له من الأجر مثل مايكتب له لو عمله إنّ اللّه واسعٌ كريم . (5)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن إسحاق بن الحسين ، عن عمرو ، عن حسن بن أبان ، عن أبي بصير قال : سألتُ أبا عبداللّه عليه السلام عن حدّ العبادة الّتي إذا فعلها فاعلها كان مؤدّيا ؟

.


1- .قوله : « إنّ أعلم الناس . . . الخ » يدلّ على أنّ الرضا بالقضاء تابع للعلم والمعرفة ، وأ نّه قابل للشدّة والضعف مثلهما ، وذلك لأنّ الرضا مبنيّ على العلم بأ نّه سبحانه قادر قاهر ، عدل حكيم لطيف بعباده ، لا يفعل بهم إلاّ الأصلح ، وأ نّه المدبّر للعالم وبيده نظامه ، فكلّما كان العلم بتلك الأُمور أتمّ كان الرضا بقضائه أكمل وأعظم ، وأيضا الرضا من ثمرات المحبّة ، والمحبّة تابعة للمعرفة ، فإذا أكملت المحبّة كلّما أتاه من محبوبه إلتذَّ به ، وهذه أعلى مدارج الكمال . ( مرآة العقول ج 8 ، ص 2 )
2- .الكافي ، ج2 ، ص60 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص333 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب ذم الشكاية من اللّه وعدم الرضا ، ح19 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص79 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب العفّة ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص269 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب العفاف وعفة البطن والفرج ) .
4- .أي : بلسانه أو بقلبه أو الأعمّ منها . ( مرآة العقول ج 8 ، ص 102 )
5- .الكافي ، ج2 ، ص85 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب النية ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص199 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب النية وشرائطها ومراتبها ، ح4 ) .

ص: 523

فقال : حُسن النيّة بالطاعة . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، عن منصور ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مرَّ بي أبي وأنا بالطواف ، وأنا حدثٌ وقد اجتهدت في العبادة ، فرآني وأنا إتصاب عرقا فقال لي : يا جعفر يابني ، إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا (2) أدخله الجنّة ، ورضي عنه باليسير . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : هل للشكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال : نعم ، قلت : ماهو ؟ قال : يحمد اللّه على كلّ نعمة عليه في أهلٍ ومالٍ ، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حقّ أدّاه ، ومنه قوله عز و جل : « سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُو مُقْرِنِينَ » (4) ، ومنه قوله تعالى : « رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ » (5) وقوله : « رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَل لِّى مِن لَّدُنكَ سُلْطَ_نًا نَّصِيرًا » (6) . (7)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب اللّه له بها الجنّة ! ثم قال : إنّه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه فيسمّي ، ثم يشرب فينحّيه وهو يشتهيه فيحمد اللّه ، ثم يعود فيشرب ، ثمّ ينحّيه فيحمد اللّه ، ثم يعود فيشرب ، ثم ينحّيه

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص85 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب النية ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص199 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب النية وشرائطها ومراتبها ، ح3 ) .
2- .أي : بحسن العقائد والأخلاق ورعاية الشرائط في الأعمال الّتي منها التقوى . ( مرآة العقول ج 8 ، ص 110 )
3- .الكافي ، ج2 ، ص86 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الاقتصاد في العبادة ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص213 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الاقتصاد في العبادة والمداومة عليها ، ح6 ) .
4- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 13 .
5- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية 29 .
6- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 80 .
7- .الكافي ، ج2 ، ص95 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص29 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب مكارم الأخلاق ، ح7 ) .

ص: 524

فيحمد اللّه ، فيوجب اللّه عز و جل بها له الجنّة . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تقول ثلاث مرّات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تُسمِعَهُ : الحمد للّه الّذي عافاني ممّا ابتلاك به ولو شاء فعل . قال : من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله رجل فقال : يا رسول اللّه أُوصني ! فكان فيما أوصاه أن قال : ألقِ أخاك بوجه منبسط . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ العبد ليصدق حتّى يُكتب عند اللّه من الصادقين ، ويكذب حتى يُكتب عند اللّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال اللّه عز و جل : صدق وبرَّ ، وإذا كذب قال اللّه عز و جل : كذب وفجر . (4)

الكافي :يونس ، عن مثنّى ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلاميقول : كان أبو ذرّ رحمه الله يقول : يا مبتغي العلم ، إنّ هذا اللسان مفتاح خيرٍ ومفتاح شرٍّ ، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك . (5)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص96 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح16 ) ؛ بحار الأنوار : ج68 ، ص32 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح11 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص97 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح20 ) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص34 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح15 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص103 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حُسن البشْر ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص171 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حُسن المعاشرة وحسن الصحبة و . . . ح38 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص512 ( كتاب الحجّ ، باب 108 من أبواب أحكام العشرة ، ح2 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص105 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص7 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق والمواضع الّتي يجوز تركه فيها ، ح7 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص513 ( كتاب الحجّ ، باب 108 أبواب أحكام العشرة ، ح3 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص114 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصمت وحفظ اللسان ، ح10 ) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص301 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب السكوت والكلام وموقعهما وفضل الصمت ، ح74 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص533 ( كتاب الحجّ ، باب 119 من أبواب أحكام العشرة ، ح7 ) .

ص: 525

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ المتحابّين في اللّه يوم القيامة على منابر من نور ، قد أضاء نور وجوههم ونور أجسادهم ونور منابرهم كلّ شيء حتّى يعرفوا به ، فيقال : هؤلاء المتحابّون في اللّه . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن المثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : كان أبو ذّر رضى الله عنهيقول في خطبته : يا مبتغي العلم ، كأنّ شيئا من الدنيا لم يكن شيئا إلاّ ماينفع خيره ويضرّ شرّه إلاّ من رحمه اللّه . يا مبتغي العلم ، لا يشغلك أهلٌ ولا مالٌ عن نفسك ، أنتَ يوم تفارقهم كضيف بُتَّ فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، والدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره ، وما بين الموت والبعث إلاّ كنومة نمتها ثم استيقظت منها . يا مبتغي العلم ، قدّم لمقامك بين يدي اللّه عز و جل فإنّك مثاب بعملك ، كما تدين تُدان يا مبتغي العلم . (2)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ الرحم معلّقة بالعرش تقول : اللّهمَّ صل من وصلني واقطع من قطعني ! وهي رحم آل محمّد ، وهو قول اللّه عز و جل : « الَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِى أَن يُوصَلَ » (3) ورحم كلّ ذي رحم . (4)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص125 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الحبّ في اللّه والبغض في اللّه ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص240 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الحبّ في اللّه والبغض في اللّه ، ح15 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص134 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح18 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص65 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حب الدنيا وذمها وبيان فنائها وغدرها بأهلها ، ح34 ) .
3- .سورة الرعد ( 13 ) ، الآية 21 .
4- .الكافي ، ج2 ، ص151 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص115 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم وأعانتهم و . . . ، ح75 ) .

ص: 526

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روح واحدة ، وأنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح اللّه من اتّصال شعاع الشمس بها . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أرومة ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله ، فإنّ للجنّة بابا يقال له : « المعروف » ، لا يدخله إلاّ من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا ، فإنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللّه عز و جل به ملكين واحد عن يمينه وآخر عن شماله يستغفران له ربّه ، ويدعوان بقضاء حاجته ، ثم قال : واللّه لرسول اللّه صلى الله عليه و آله أسرُّ بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لئن أطعم رجلاً من المسلمين أحبُّ إليَّ من أن أطعم أُفقا من الناس ، قلت : وما الاُفق ؟ قال : مئة ألف أو يزيدون . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سُئِل محمّد بن علي _ صلوات اللّه عليهما _ : ما يعدل عتق رقبة ؟ قال : إطعام رجل مسلم . (4)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص166 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اُخوّة المؤمنين بعضهم لبعض ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص268 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حفظ الأخوة ورعاية اوداء الأدب ، ح8 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص195 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب قضاء حاجة المؤمن ، ح10 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص328 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب علة حب المؤمنين بعضهم بعضا ، ح99 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص200 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب إطعام المؤمن ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص371( كتاب الإيمان والكفر ، باب إطعام المؤمن وسقيه وكسوته وقضاء دينه ، ح64 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص203 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اطعام المؤمن ، ح16 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص378 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اطعام المؤمن وسقيه وكسوته وقضاء دينه ، ح78 ) .

ص: 527

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن حمزة ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : خالطوهم بالبرّانيّة وخالفوهم بالجوّانيّة إذا كانت الإمرة صبيانيّة . (1)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عمر بن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : طوبى لعبد نومة (2) عرفه اللّه ولم يعرفه الناس ، اُولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ، ينجلي عنهم كلّ فتنة مظلمة ، ليسوا بالمذابيح 3 البذر ولا بالجفاة المرائين . (3)

الكافي :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن القاسم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها ؛ صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، ووفاء بالعهد ، وصلة الأرحام ، ورحمة الضعفاء ، وقلّة المراقبة للنساء _ أو قال قلّة المؤاتاة للنساء _ ، وبذل المعروف ، وحُسن الخلق ، وسعة الخُلق ، واتّباع العلم ، وما يقرّب إلى اللّه عز و جل زلفى ، طوبى لهم وحُسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله ، وليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن منها ، لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلاّ أتاه به ذلك ، ولو أنّ راكبا مجدّا سار في ظلّها مئة عام ما خرج منه ، ولو طار من أسفلها غراب مابلغ أعلاها

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص220 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التقية ، ح20 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص436 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التقية والمداراة ، ح100 ) .
2- .النومة _ بضمّ النون وإسكان الواو وفتحها _ : الخامل الذكر الّذي لا يُؤْبَهُ له ، أي لا يبالى به .
3- .الكافي ، ج2 ، ص225 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح11 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص79 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل كتمان السرّ وذم الاذاعة ، ح28 ) .

ص: 528

حتى يسقط هرما ، ألا ففي هذا فارغبوا ، إنّ المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة ، إذا جنّ عليه الليل افترش وجهه وسجد للّه عز و جل بمكارم بدنه ، يناجي الّذي خلقه في فكاك رقبته ، ألا فهكذا كونوا . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إن للّه عز و جل عبادا في الأرض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفةً إلى الأرض إلاّ صرفها عنهم إلى غيرهم ، ولا بليّة إلاّ صرفها إليهم . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن عثمان ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا ، وكذلك المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض . ومثل المنافق كمثل الإرزبّة (3) المستقيمة الّتي لا يصيبها شيء حتى يأتيه الموت ، فيقصفه قصفا . (4)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ للقلب اُذنين ، فإذا همّ العبد بذنب قال له روح الإيمان : لا تفعل ، وقال له الشيطان : افعل ، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان . (5)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص239 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح30 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص64 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع مكارم الأخلاق وآفاتها ، ح1 ) ، و ج67 ، ص282 ( باب الطاعة والتقوى والورع ، ح2 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص253 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح5 ) ، بحار الأنوار ، ج64 ، ص207 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح8 ) .
3- .الإرزبّة : عصية من حديد .
4- .الكافي ، ج2 ، ص257 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح25 ) ، بحار الأنوار ، ج64 ، ص217 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح25 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص267 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ للقلب اُذنين ينفث فيهما الملك والشيطان ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص44 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب القلب وصلاحه وفساده ، ح2 ) .

ص: 529

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّ لها طالبا ، يقول أحدكم أذنب وأستغفر ! إن اللّه عز و جل يقول : « وَ نَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَ ءَاثَ_رَهُمْ وَ كُلَّ شَىْ ءٍ أَحْصَيْنَ_هُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ » (1) ، وقال اللّه عز و جل : « إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَ_وَ تِ أَوْ فِى الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ » (2) . (3)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : الكبائر سبعة ؛ منها قتل النفس متعمّدا ، والشرك باللّه العظيم ، وقذف المحصنة ، وأكل الربا بعد البيّنة ، والفرار من الزحف ، والتعرّب بعد الهجرة ، وعقوق الوالدين ، وأكل مال اليتيم ظلما . قال : والتعرّب والشرك واحد . (4)

الكافي :يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سمعته يقول : « وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا » (5) قال : معرفة الإمام ، واجتناب الكبائر الّتي أوجب اللّه عليها النّار . 6

.


1- .سورة يس ( 36 ) ، الآية 12 .
2- .سورة لقمان ( 31 ) ، الآية 16 .
3- .الكافي ، ج2 ، ص270 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب ، ح10 ) ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص321 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب وآثارها ، ح8 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص281 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح14 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج11 ، ص256 ( باب تعيين الكبائر التي يجب اجتنابها ، ح16 ) .
5- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 269 .

ص: 530

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : لا واللّه ، لا يقبل اللّه شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه . 1

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : اُصول الكفر ثلاثة : الحرص ، والاستكبار ، والحسد ، فأمّا الحرص فإنّ آدم عليه السلامحين نُهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها ، وأمّا الاستكبار فإبليس حيث اُمر بالسجود لآدم فأبى ، وأما الحسد فابنا آدم حيث قتل أحدهما صاحبه . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ما من عبد يسرُّ خيرا إلاّ لم تذهب الأيّام حتى يظهر اللّه له خيرا ، وما من عبد يسرُّ شرّا إلاّ لم تذهب الأيّام حتى

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص289 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في اُصول الكفر وأركانه ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص104 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اُصول الكفر وأركانه ، ح1 ) .

ص: 531

يظهر اللّه له شرّا . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن عليّ بن مهزيار ، عن عبداللّه بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : في قول اللّه عز و جل « فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَ الْغَاوُونَ » (2) قال : يا أبا بصير ، هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : [ إنّ ] من علامات شرك الشيطان الّذي لا يشكّ فيه أن يكون فحّاشا ، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبى بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنَّ النبىّ صلى الله عليه و آله بينا هو ذات يوم عند عائشة ، إذا استأذن عليه رجل ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : بئس أخو العشيرة ، فقامت عائشة ، فدخلت البيت وأذن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهللرجل ، فلما دخل ، أقبل عليه بوجهه وبشره إليه يحدثه ، حتى إذا فرغ وخرج من عنده ، فقالت عائشة : يا رسول اللّه ! بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ اقبلت عليه بوجهك وبشرك ؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعند ذلك : إن من شرّ عباد اللّه ، من تكره مجالسته لفحشه . (5)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : من أكل

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص295 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص289 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح12 ) .
2- .سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية 94 .
3- .الكافي ، ج2 ، ص300 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص224 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ، ح4 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص323 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب البذاء ، ح1 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج11 ، ص327 ( باب تحريم الفحش و وجوب حفظ اللسان ، ح1 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص326 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من يتقى شره ، ح1 ) .

ص: 532

مال أخيه ظلما ولم يردَّه إليه أكل جذوة (1) من النار يوم القيامة . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : قال ما انتصر اللّه من ظالم إلاّ بظالم ، وذلك قوله عز و جل : « وَكَذَ لِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّ__لِمِينَ بَعْضَا » (3) . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : دخل رجلان على أبي عبداللّه عليه السلامفي مداراة 5 بينهما ومعاملة ، فلمّا أن سمع كلامهما قال : أما إنه ما ظفر أحدٌ من ظفر بالظلم ، أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم ثم قال : من يفعل الشرّ بالناس فلا ينكر الشرّ إذا فُعل به ، أما إنّه إنّما يحصد ابن آدم ما يزرع وليس يحصد أحد من المرّ حلوا ولا من الحلو مرّا ، فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما . (5)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ الكذبة لتفطّر الصائم . قلت : وأيّنا لا يكون ذلك منه ؟ قال : ليس حيث ذهبت ، إنّما ذلك الكذب على اللّه

.


1- .في القاموس : الجذوة _ مثلّثة _ : القبسة من النار والجمرة ، والمراد بالأخ إن كان المسلم فالتخصيص ؛ لأنّ أكل مال الكافر ليس بهذه المثابة وإن كان حراما ، وكذا إن كان المراد به المؤمن ؛ فإنّ مال المخالف أيضا ليس كذلك . ( مرآة العقول ج 10 ، ص 304 )
2- .الكافي ، ج2 ، ص333 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الظلم ، ح15 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص331 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الظلم وأنواعه و . . . ، ح66 ) .
3- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 129 .
4- .الكافي ، ج2 ، ص334 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الظلم ، ح19 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص326 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الظلم وأنواعه و . . . ، ح57 ) . .
5- .الكافي ، ج2 ، ص334 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الظلم ، ح22 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص328 ( كتاب العشرة ، باب الظلم وأنواعه ، ح58 ) .

ص: 533

وعلى رسوله وعلى الأئمّة عليهم السلام . (1)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الرجل يصرم (2) ذوي قرابته ممّن لا يعرف الحقّ ؟ قال : لا ينبغي له أن يصرمه . (3)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن مسلم ، عن محمّد بن محفوظ ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا يزال إبليس فرحا ما اهتجر المسلمان ، فإذا التقيا اصطكّت ركبتاه 4 وتخلّعت أوصاله ونادى : ياويله مالقي من الثبور . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كفر باللّه من تبرّأ من نسب وإن دقّ . (5)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص340 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكذب ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص249 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكذب وروايته وسماعه ، ح12 ) .
2- .الصرم : القطع ، أي يهجره رأسا ، ويدلّ على أنّ الأمر بصلة الرحم يشمل المؤمن والمنافق والكافر . ( مرآة العقول ج 10 ، ص 360 )
3- .الكافي ، ج2 ، ص344 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الهجرة ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص185 ( كتاب العشرة ، باب الهجران ، ح3 ) .
4- .الكافي ، ج3 ، ص346 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الهجرة ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص187 ( كتاب العشرة، باب الهجران، ح7)؛ وسائل الشيعة، ج8، ص585(باب 44 من أبواب أحكام العشرة، ح6).
5- .الكافي ، ج2 ، ص350 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الانتفاء ، ح1 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج15 ، ص221 ( باب تحريم الانتفاء من النسب الثابت ، ح1 ) .

ص: 534

أبي المغرى ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: كفر باللّه من تبرّأ من نسب وإن دقّ. (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحجّال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه ، لا تتبّعوا 2 عثرات المسلمين ، فإنّه من تتّبع عثرات المسلمين تتّبع اللّه عثرته ، ومن تتبّع اللّه عثرته يفضحه . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن عبداللّه بن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه معصية ، وحرمة ماله كحرمة دمه . (3)

الكافي :أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ رجلاً من بني تميم أتى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال : أوصني ، فكان فيما أوصاه أن قال : لا تسبّوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم . (4)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص350 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الانتفاء ، ح2 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج15 ، ص222 (باب تحريم الانتفاء من النسب الثابت ، ح2 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص355 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب طلب عثرات المؤمنين وعوراتهم ح4 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص595 ( باب تحريم احصاء عثرات المؤمن ، ح3 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص359 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب السباب ، ح2 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص610 ( باب 158 من أبواب أحكام العشرة ، ح3 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص360 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب السباب ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص163 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من أخاف مؤمنا ، أو ضربه أو . . . ، ح34 ) .

ص: 535

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أيّما رجل من شيعتنا أتى رجلاً من إخوانه ، فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر ، إلاّ ابتلاه اللّه بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا ، يعذّبه اللّه عليها يوم القيامة . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَيَقْتُلُونَ الْأَمنبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ » (2) ؟ فقال : أما واللّه ماقتلوهم بأسيافهم ، ولكن أذاعوا سرّهم وأفشوا عليهم فقُتلوا . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبداللّه بن جبلة ، عن إسحاق بن عمّار وابن سنان وسماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : طاعة عليّ عليه السلام ذلٌّ ، ومعصيته كفرا باللّه ! قيل : يا رسول اللّه ، وكيف يكون طاعة عليّ عليه السلام ذُلاً ومعصيته كفرا باللّه ؟ ! قال : إنّ عليّا عليه السلام يحملكم على الحقّ ، فإن أطعتموه ذللتم وأن عصيتموه كفرتم باللّه عز و جل . 4

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص366 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من استعان به أخوه فلم يعنه ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص181 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من منع مؤمنا شيئا من عنده ، ح21 ) .
2- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 112 .
3- .الكافي ، ج2 ، ص371 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الإذاعة ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص87 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل كتمان السر وذم الاذاعة ، ح40 ) .

ص: 536

عبداللّه بن جبلة ، عن سماعة ، عن أبي بصير وإسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قول اللّه عز و جل : « وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَ هُم مُّشْرِكُونَ » (1) ؟ قال : يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن يحيى ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ (3) وَرُهْبَ_نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » (4) ؟ فقال : أما واللّه مادعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم ، ولكن أحلّوا لهم حراما وحرّموا عليهم حلالاً ، فعبدوهم من حيث لا يشعرون . (5)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَ_نَهُم بِظُ_لْمٍ » (6) ؟ قال : بشكٍّ . (7)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : مَن عرف اختلاف الناس (8) فليس بمستضعف . (9)

.


1- .سورة يوسف ( 12 ) ، الآية 106 .
2- .الكافي ، ج2 ، ص397 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرك ، ح3 ) .
3- .قوله : « اتّخذوا أحبارهم » في المجمع أي : علماءهم ، « رهبانهم » أي : عبّادّهم . ( مرآة العقول )
4- .سورة التوبة ( 9 ) ، الآية 31 .
5- .الكافي ، ج2 ، ص398 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرك ، ح7 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج18 ، ص89 ( باب عدم جواز تقليد غير المعصوم عليه السلام ، ح1 ) .
6- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 82 .
7- .الكافي ، ج2 ، ص399 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكّ ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص154 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في عدم لبس الإيمان بالظلم ، ح11 ) .
8- .أي : أصل الاختلاف ، فإنه يجب حينئذٍ طلب الحقّ عقلاً وشرعا ، أو المراد الفهم والإدراك لا مجرّد السماع ، ولعلّه أظهر . ( مرآة العقول ج 11 ، ص 212 )
9- .الكافي ، ج2 ، ص405 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب المستضعف ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص157 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب المستضعفين والمرجون لأمر اللّه ، ح18 ) .

ص: 537

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مَن عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهم السلام قال : إنّ أهل مكّة ليكفرون باللّه جهرةً ، وإنَّ أهل المدينة أخبث من أهل مكّة ، أخبث منهم سبعين ضعفا . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير وغيره قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ القلب ليكون الساعة من الليل والنهار ما فيه كفر ولا إيمان كالثوب الخلق . قال : ثم قال لي : أما تجد ذلك من نفسك ؟ قال : ثم تكون النكتة من اللّه في القلب بما شاء من كفر وإيمان . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : يكون القلب ما فيه إيمان ولا كفر شبه المضغة (4) ، أما يجد أحدكم ذلك ؟ (5)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ القلب ليرجج 6 فيما بين

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص406 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب المستضعف ، ح10 ) ؛ المحاسن ، ج1 ، ص277 .
2- .الكافي ، ج2 ، ص410 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في صنوف أهل الخلاف وذكر القدرية والخوارج والمرجئة وأهل البلدان ، ح4 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص420 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب سهو القلب ، ح1 ) .
4- .المضغة _ بالضمّ _ : القطعة من اللحم قدر ما يمضغ . ( مرآة العقول ج 11 ، ص 252 )
5- .الكافي ، ج2 ، ص420 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب سهو القلب ، ح2 ) .

ص: 538

الصدر والحنجرة حتى يُعقد على الإيمان ، فإذا عُقد على الإيمان قرّ ، وذلك قول اللّه عز و جل : « وَ مَن يُؤْمِنم بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُو » (1) . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ القلب يكون في الساعة من الليل والنهار ليس فيه إيمان ولا كفر ، أما تجد ذلك ؟ ثم تكون بعد ذلك نكتة من اللّه في قلب عبده بما شاء إن شاء بإيمان ، وإن شاء بكفر . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة ، وإن هو عملها كتبت له عشر حسنات ، وإنّ المؤمن ليهمّ بالسيّئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا » (5) ؟ قال : هو الذنب الّذي لا يعود فيه أبدا . قلت : وأيّنا لم يعد ؟

.


1- .سورة التغابن ( 64 ) ، الآية 11 .
2- .الكافي ، ج2 ، ص421 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب سهو القلب ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص255 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الفرق بين الإيمان والكفر ، ح13 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص421 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب سهو القلب ، ح6 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص428 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب من يهمّ بالحسنة أو السيّئة ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص325 ( كتاب العدل والمعاد ، باب أن الملائكة يكتبون أعمال العباد ، ح15 ) .
5- .سورة التحريم ( 66 ) ، الآية 8 .

ص: 539

فقال : يا أبا محمّد ، إنّ اللّه يحبّ من عباده المفتّن التوّاب . (1)

الكافي :أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ل_ءِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ » (2) ؟ قال : هو العبد يهمّ بالذنب ثم يتذكّر فيمسك ، فذلك قوله : « تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ » . (3)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير وأبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : من عمل سيّئةً أُجّل فيها سبع ساعات من النهار ، فإن قال : « أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم » ثلاث مرّات لم تُكتب عليه . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من عمل سيّئةً أُجّل فيها سبع ساعات من النهار ، فإن قال : « أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم وأتوب إليه » ثلاث مرّات لم تكتب عليه . (5)

المحاسن :أحمدبن محمّدبن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّا وشيعتنا خُلقنا من طينة واحدة . (6)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص432 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التوبة ، ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج9 ، ص39 ( كتاب الاحتجاج والمناظرة ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح69 ) .
2- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 201 .
3- .الكافي ، ج2 ، ص434 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التوبة ، ح7 ) ؛ بحار الأنوار ، ج9 ، ص40 ( كتاب الاحتجاج والمناظرة ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح72 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص437 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغفار من الذنب ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج9 ، ص38 ( كتاب الاحتجاج والمناظرة ، باب التوبة وأنواعها وشرائطها ، ح65 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص438 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغفار من الذنب ، ح5 ) .
6- .المحاسن ، ج1 ، ص135 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص77 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ، ح2 ) .

ص: 540

تفسير العيّاشي :أبو بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : أخبرني عن الذرّ حيث أشهدهم على أنفسهم « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى » (1) ، وأسّر بعضهم خلاف ما أظهر ، فقلت : كيف علموا القول حيث قيل لهم : « ألست بربكم ؟ » قال : إنّ اللّه جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه . (2)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى » (3) ، قالوا بألسنتهم ؟ قال : نعم ، وقالوا بقلوبهم . قلت: وأيّ شيء كانوا يومئذٍ ؟ قال : صنع منهم ما اكتفى به. (4)

بشارة المصطفى :أخبرنا الشيخ أبو عليّ بن الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي ، عن أبيه ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدَّثني أبي عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام قال : إنّا وشيعتنا خُلقنا من طينة علّيين وخُلق عدوّنا من طينة خبال من حما?مسنون . (5)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول لأبي بصير : أما واللّه لو أ نّي أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمو¨ن حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا . (6)

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 172 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص42 ( ح117 ) ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص102 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ، ح19 ) .
3- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 172 .
4- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص40 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص102 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ، ح20 ) .
5- .بشارة المصطفى ، ص144 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص129 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن وخروجه عن الكافر وبالعكس ، ح33 ) .
6- .الكافي ، ج2 ، ص242 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في قلة عدد المؤمنين ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص160 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب قلّة عدد المؤمنين ، ح5 ) .

ص: 541

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبداللّه وأبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : لا حاجة للّه فيمن ليس له في ماله وبدنه نصيب . (1)

التمحيص :حدَّثني أبو علي محمّد بن همام قال : حدَّثني عبداللّه بن جعفر الحميري قال : حدَّثنا أحمد وعبداللّه ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب وكرام ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يقول : إنّ البلاء أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي . (2)

التمحيص :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لو أنّ مؤمنا على لوح في البحر لقيّض اللّه له منافقا يؤذيه . (3)

التمحيص :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : قال اللّه : لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصّبت المنافق عصابة لا يجد ألما حتى يموت . (4)

أمالي الصدوق :ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن القاسم،عن أبيه ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه ، عن آبائه عليهم السلامقال : قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها ؛ صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، والوفاء بالعهد ، وصلة الرحم ، ورحمة الضعفاء ، وقلّة المؤاتاة للنساء ، وبذل المعروف ، وحُسن الخلق ، وسعة الخلق ، واتّباع العلم وما يقرّب إلى اللّه عز و جل ، طوبى لهم وحُسن مئاب ، وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبي صلى الله عليه و آله ، وليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن منها ، لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلاّ أتاه به ذلك الغصن ، ولو أنّ راكبا مجدّا صار في

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص256 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح21 ) ، بحار الأنوار ، ج64 ، ص215 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح22 ) .
2- .التمحيص ، ص30 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص239 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح59 ) .
3- .التمحيص ، ص30 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص240 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح61 ) .
4- .التمحيص ، ص48 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص242 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح76 ) .

ص: 542

ظلّها مئة عام ماخرج منها ، ولو كان من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتّى يسقط هَرما ، ألا ففي هذا فارغبوا ، إنّ المؤمن نفسهُ منه في شغل والناس منه في راحة ، وإذا جنّ عليه الليل افترش وجهه وسجد للّه عز و جل بمكارم بدنه ، يناجي الّذي خلقه في فكاك رقبته ، ألا هكذا فكونوا . (1)

الخصال :حدَّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي المصري السمرقندي رضى الله عنهقال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن أبيه أبي النضر قال : حدَّثنا إبراهيم بن عليٍّ قال : حدَّثني ابن إسحاق ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن سنان ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الباقر عليهماالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلاميقول : إنَّ لأهل التقوى علامات يعرفون بها : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، والوفاء بالعهد ، وقلّة الفخر والبخل ، وصلة الأرحام ، ورحمة الضعفاء ، وقلّة المؤاتاة للنساء ، وبذل المعروف ، وحُسن الخلق ، وسعة الحلم ، واتّباع العلم فيما يقرِّب إلى اللّه عز و جل . طوبى لهم وحسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار رسول اللّه صلى الله عليه و آله فليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن من أغصانها ، لا ينوي في قلبه شيئا إلاّ أتاه ذلك الغصن به ، ولو أنَّ راكبا مجدا سار في ظلّها مئة عام لم يخرج منها ، ولو أنَّ غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتّى يبيضَّ هرما ، ألا ففي هذا فارغبوا ، إنَّ المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة ، إذا جنَّ عليه اللّيل فرش وجهه وسجد للّه تعالى ذكره بمكارم بدنه ، ويناجي الّذي خلقه في فكاك رقبته ، ألا فهكذا فكونوا . (2)

كتاب الزهد :محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان والحسين بن مختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إيّاكم وما يُعتذر منه ، فإنّ المؤمن لا يسيى ء

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص290 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص289 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب علامات المؤمن وصفاته ، ح11 ) .
2- .الخصال ، ص484 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص290 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب علامات المؤمن وصفاته ، ح12 ) .

ص: 543

ولا يعتذر ، والمنافق يسيى ء كلّ يوم ويعتذر منه . (1)

تفسير القمّي :أبو العبّاس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامأ نّه قال : ليهنئكم الاسم ! قلت : وما هو جُعلت فداك ؟ ! قال : الشيعة ! قيل : إن الناس يعيروننا بذلك ! قال : أما تسمع قول اللّه : « وَ إِنَّ مِن شِيعَتِهِى لاَءِبْرَ هِيمَ » (2) ، وقوله : « فَاسْتَغَ_ثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِى عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِى » (3) فليهنئكم الاسم ! (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : واللّه ، مابعدنا غيركم ، وإنّكم معنا في السنام الأعلى ، فتنافسوا في الدرجات . (5)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا كان يوم القيامة أخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بحجزة ربه ، وأخذ عليّ بحجزة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وأخذنا بحجزة عليّ عليه السلام ، وأخذ شيعتنا بحجزتنا ، فأين ترون يوردنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قلت : إلى الجنّة . 6

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص6 ؛ بحار الأنوار ، ج64 ، ص310 ( الإيمان والكفر ، باب علامات المؤمن وصفاته ، ح 43 ) .
2- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 83 .
3- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 15 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص223 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص12 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح13 ) .
5- .المحاسن ، ج1 ، ص142 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص27 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح51 ) .

ص: 544

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « فَأُوْلَ_ل_ءِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّ__لِحِينَ » (1) الآية ، فرسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي هذا الموضع النبي ، ونحن الصديّقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهماالسلاموهو يقول : نحن أهل بيت الرحمة ، وبيت النعمة وبيت البركة ، ونحن في الأرض بنيان (3) شيعتنا عرى الإسلام ، وما كانت دعوة إبراهيم إلاّ لنا ولشيعتنا ، ولقد استثنى اللّه إلى يوم القيامة إلى إبليس فقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ » (4) . (5)

تفسير العيّاشي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَ_بِلِينَ » (6) قال : واللّه ، ما عنى غيركم . (7)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه

.


1- .سورة النساء ( 4 ) ، الآية 69 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص256 ( ح190 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص32 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح 69 ) .
3- .البُنيان _ بالضّم _ : البناء المبني ، والمراد بيت الشرف والنبوّة والإمامة والكرامة ، ولا يبعد أن يكون في الأصل بنيان الإيمان . عُرى الإسلام ، أي : يستوثق ويستمسك بهم الإسلام ، أو من أراد الصعود إلى الإسلام أو إلى ذروته يتعلّق بهم ويأخذ منهم . ( بحار الأنوار )
4- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 42 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص243 ( ح18 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص35 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح75 ) .
6- .سورة الحجر ( 15 ) ، الآية 46 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص244 ( ح22 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص36 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح76 ) .

ص: 545

قال : كنتُ عند أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال لأبي بصير : يا أبا محمّد ، إنّ للّه عز و جل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قوله عز و جل : « الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُو يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [ ويؤمنون به ]وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ » (1) استغفارهم واللّه لكم دون هذا الخلق . (2)

الكافي :محمّد بن أحمد ، عن عبداللّه بن الصلت ، عن يونس عمّن ذكره ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، إنَّ للّه _ عزّ ذكره _ ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه ، وذلك قوله عز و جل : « يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [ ويؤمنون به ] وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ » (3) واللّه ، ما أراد [ بهذا ]غيركم . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن قول اللّه عز و جل : « كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُو » (5) فقال : كلّ شيء هالك إلاّ من أخذ الطريق الّذي أنتم عليه . (6)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن رجلين ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جُعلت فداك! اسم سُمّينا به استحلّت به الولاة دماءنا وأموالنا وعزابنا. قال : وما هو ؟ قال : الرافضة .

.


1- .سورة غافر ( 40 ) ، الآية 7 .
2- .الكافي ، ج8 ، ص33 ، قد مرّت الرواية كاملةً في ص 91 _ 95 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص77 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح137 ) .
3- .سورة غافر ( 40 ) ، الآية 7 .
4- .الكافي ، ج8 ، ص304 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص77 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح138 ) .
5- .سورة القصص ( 28 ) ، الآية 89 .
6- .المحاسن ، ج1 ، ص199 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص95 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ الشيعة هم أهل دين اللّه ، ح39 ) .

ص: 546

فقال أبو جعفر عليه السلام : إنّ سبعين رجلاً من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه السلام ، فلم يكن في قوم موسى أحد أشدّ اجتهادا ولا أشدّ حبّا لهارون منهم ، فسمّاهم قوم موسى الرافضة ، فأوحى اللّه إلى موسى أن ثبّت لهم هذا الاسم في التوراة فإنّي قد نحلتهم ، وذلك اسمّ قد نَحَلكموه اللّه . (1)

بصائر الدرجات :محمّد بن الحسين ، عن عبداللّه بن جبلة ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : حججت مع أبي عبداللّه عليه السلام ، فلمّا كنا في الطواف قلت له : جُعلت فداك ! يا ابن رسول اللّه ، يغفر اللّه لهذا الخلق ؟ فقال : يا أبا بصير ، إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير . قال : قلت له : أرنيهم . قال : فتكلّم بكلمات ثم أمرَّ يده على بصري فرأيتهم قردةً وخنازير ، فهالني ذلك ! ثم أمرَّ يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرّة الاُولى . ثم قال: يا أبا محمّد،أنتم في الجنّة تُحبَرون وبين أطباق النار تُطلَبون فلاتوجدون، واللّه لا يجتمع في النار منكم ثلاثة ، لا واللّه ولا اثنان ، لا واللّه ولا واحد . (2)

صفات الشيعة :حدَّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار الكوفي ، عن أبيه ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال الصادق عليه السلام : شيعتنا أهل الورع والاجتهاد ، وأهل الوفاء والأمانة ، وأهل الزهد والعبادة ، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة ، القائمون بالليل والصائمون بالنهار ، يزكون أموالهم ، ويحجّون البيت ويجتنبون كلّ محرم . (3)

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص157 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص97 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل الرافضة ومدح التسمية بها ، ح3 ) .
2- .بصائر الدرجات ، ص290 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص118 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصفح عن الشيعة ، ح44 ) .
3- .صفات الشيعة ، ص3 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص167 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب صفات الشيعة ، ح23 ) .

ص: 547

صفات الشيعة :أي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني عبّاد بن سليمان ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا الراعي راعي الأنام ، أفترى الراعي لا يعرف غنمه ! قال : فقام إليه جويرية وقال : أمير المؤمنين عليه السلام ، فمن غَنَمُكَ ؟ قال : صُفر الوجوه ذُبل الشفاه من ذكر اللّه . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ القلب ليترجّج فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الإيمان ، فإذا عُقد على الإيمان قرَّ ، وذلك قول اللّه تعالى : « وَ مَن يُؤْمِنم بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُو » (2) قال : يَسكن . (3)

معاني الأخبار :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن أبي بصير قال : كُنتُ عند أبي جعفر عليه السلامفقال له رجل : أصلحك اللّه إنّ بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك ! فقال: وما هي؟ قال : يقولون إنّ الإيمان غير الإسلام . فقال أبو جعفر عليه السلام : نعم . فقال له الرجل : صفه لي . قال : من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه وأقرَّ بما جاء به من عند اللّه ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وصام شهر رمضان ، وحجَّ البيتَ فهو مسلم . قلت : فالإيمان ؟

.


1- .صفات الشيعة ، ص3 ؛ بحار الأنوار ، ج 65 ، ص176 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب صفات الشيعة ، ح32 و 33) .
2- .سورة التغابن ( 64 ) ، الآية 11 .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص249 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص255 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الفرق بين الإيمان والإسلام ، ح13 ) .

ص: 548

قال : من شهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وأقرَّ بما جاء من عند اللّه ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وصام شهر رمضان ، وحجَّ البيتَ ، ولم يلقَ اللّه بذنبٍ أوعد عليه النار فهو مؤمن . قال أبو بصير : جُعلت فداك ! وأيّنا لم يلقَ اللّه بذنبٍ أوعد عليه النار ؟ فقال : ليس هو حيث تذهب ، إنّما هو لم يلقَ اللّه بذنبٍ أوعد عليه النار ولم يتب منه . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحرّ ، عن أبي بصير قال : كنتُ عند أبي جعفر عليه السلام فقال له سلام : إنّ خيثمة بن أبي خيثمة حدَّثنا : إنّه سألك عن الإسلام فقلت له : إنّ الإسلام من استقبل قبلتنا ، وشهد شهادتنا ونسك نُسكنا ، ووالى وليّنا وعادى عدوّنا فهو مسلم . قال : صدق . وسألك عن الإيمان فقلت : الإيمان باللّه والتصديق بكتابه ، وأن أحبّ في اللّه وأبغض في اللّه ، فقال : صدق خيثمة . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : قلت له : إنه قد ألحّ عليَّ الشيطان عند كبر سنّي يقنّطني . قال : قل : كذبت يا كافر يا مشرك ، إنّي اُؤمن بربّي واُصلّي له ، وأصوم واُثني عليه ، ولا ألبس إيماني بظلم . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : « الَّذِينَ ءَامَنُواْ

.


1- .معاني الأخبار ، ص381 ؛ الخصال ، ص411 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص270 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الفرق بين الإيمان والإسلام ، ح26 ) .
2- .المحاسن ، ج1 ، ص285 ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص282 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الفرق بين الإيمان والإسلام ، ح36 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص366 ( ح44 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص152 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في عدم لبس الإيمان بالظلم ، ح4 ) .

ص: 549

وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَ_نَهُم بِظُ_لْمٍ » (1) الزنى منه ؟ قال : أعوذ باللّه من أولئك ، لا ولكنه ذنبٌ إذا تاب تاب اللّه عليه ، وقال : مدمن الزنى والسرقة وشارب الخمر كعابد الوثن . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : « بِظُ_لْمٍ » ؟ قال : بشكّ . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَ_نَهُم بِظُ_لْمٍ » (4) ؟ قال : نعوذ باللّه يا أبا بصير أن تكون ممّن لبس إيمانه بظلم . ثم قال : أولئك الخوارج وأصحابهم . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا تقول درجة واحدة ، إنّ اللّه يقول : « درجات بعضها فوق بعض » (6) إنّما تفاضل القوم بالأعمال . (7)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : « هُوَ الَّذِى أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَ حِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ » (8) قال : ما يقول أهل بلدك الّذي أنت فيه ؟ قال : قلت : يقولون : مستقرّ في الرحم ومستودع في الصلب . فقال : كذبوا ، المستقرّ ما استقرّ الإيمان في قلبه فلا يُنزع منه أبدا ، والمستودع

.


1- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 82 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص366 ( ح46 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص153 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في عدم لبس الإيمان بالظلم ، ح6 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص366 ( ح48 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص153 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في عدم لبس الإيمان بالظلم ، ح8 ) .
4- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 82 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص367 ( 50 ) ؛ بحار الأنوار ، ج65 ، ص153 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في عدم لبس الإيمان بالظلم ، ح10 ) .
6- .هذه العبارة اقتباس من معنى الآية الكريمة : « وَ رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَ_تٍ » .
7- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص388 ( 147 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص172 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب في درجات الإيمان وحقائقه ، ح15 ) .
8- .سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية 32 .

ص: 550

الّذي يستودع الإيمان زمانا ثم يسلبه ، وقد كان الزبير منهم . (1)

معاني الأخبار :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ في الجنّة غُرفا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، يسكنها من اُمّتي من أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأفشا السلام ، وأدام الصيام ، وصلّى بالليل والناس نيام . فقال عليّ : يا رسول اللّه ، ومن يطيق هذا من اُمتّك ؟ فقال : يا عليَّ ، أو ماتدري ما إطابة الكلام ؟ من قال إذا أصبح وأمسى : « سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر » عشر مرات ، وإطعام الطعام نفقة الرجل على عياله ، وأما إدامة الصيام فهو أن يصوم الرجل شهر رمضان وثلاثة أيّام في كل شهر يُكتب له صوم الدهر . وأمّا الصلاة بالليل والناس نيام فمن صلّى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأ نّما أحيا الليل كلّه ، وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين . (2)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن علي ما جيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن المغيرة ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاث من أشدّ ما عمل العباد : إنصاف المؤمن (3) من نفسه ، ومواساة المرء أخاه ، وذكر اللّه على كل حال ، وهو أن يذكر اللّه عز و جل عند المعصية ، يهمّ بها فيحول ذكر اللّه بينه وبين تلك المعصية ، وهو قول اللّه عز و جل : « إِنَّ

.


1- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص371 ( ح 69 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص222 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ الإيمان مستقّر ومستودع ، ح8 ) .
2- .معاني الأخبار ، ص407 ؛ الأمالي ، الصدوق ، ص251 ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص369 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع المكارم وآفاتها ، ح9 ) .
3- .في البحار : « المرء » .

ص: 551

الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ل_ءِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ » (1) . (2)

أمالي الطوسي :أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلامقال : قال أمير المؤمنين : أفضل ما توسّل به المتوسّلون ؛ الإيمان باللّه ورسوله ، والجهاد في سبيل اللّه ، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة ، وإقامة الصلاة فإنّها الملّة ، وايتاء الزكاة فإنّها من فرائض اللّه ، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من عذاب اللّه ، وحجّ البيت فإنّه ميقات للدين ومدحضة للذنب ، وصلة الرحم فإنّه مثراة للمال مَنْسَأة للأجل ، وصدقة في السرّ فإنّها تذهب الخطيئة وتطفى ء غضب الربّ ، وصنائع المعروف فإنّها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان ، ألا فاصدقوا فإنّ اللّه مع من صدق ، وجانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب الإيمان ، ألا وإنّ الصادق على شفا منجاة وكرامة ، ألا وإنّ الكاذب على شفا مخزاة وهلكة ، ألا وقولوا خيرا تُعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم ، وصلوا من قطعكم ، وعودوا بالفضل عليهم . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : يا أبا محمّد ، عليكم بالورع والاجتهاد ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وحُسن الصحبة لمن صحبكم ، وطول السجود ، كان (4) ذلك من سنن الأوّابين . قال أبو بصير : الأوّابون التوابون . (5)

.


1- .سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية 201 .
2- .الخصال ، ص131 ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص379 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع المكارم وآفاتها ، ح36 ) ؛ج93 ، ص151 .
3- .الأمالي ، الطوسي ، ص217 ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص386 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع المكارم وآفاتها ، ح51 ) .
4- .في البحار : « فإنّ » .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص286 ( ح43 ) ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص395 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع المكارم وآفاتها ، ح80 ) .

ص: 552

صفات الشيعة :أبي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت : جُعلت فداك ! صف لي شيعتك . قال : شيعتنا من لايعدو صوته سمعه ، ولا شحناؤه بدنه ، ولا يطرح كلّه على غيره ، ولا يسأل غير إخوانه ولو مات جوعا ، شيعتنا من لا يهرُّ هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ، شيعتنا الخفيفة عيشهم المنتقلة ديارهم ، شيعتنا الّذين في أموالهم حقٌ معلوم ويتوانسون (1) ، وعند الموت لا يجزعون وفي قبورهم يتزاورون . قال : قلت : جُعلت فداك ! فأين أطلبهم (2) ؟ قال : في أطراف الأرض وبين الأسواق كما قال اللّه عز و جل في كتابه : « أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَ_فِرِينَ » (3) . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الوشّا ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال:سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول: سلوا ربّكم العفو والعافية فإنّكم لستم من رجال البلاء، فإنّه من كان قبلكم من بني إسرائيل شُقّوا بالمناشير على أن يُعطوا الكفر فلم يعطوه. (5)

الكافي :الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن المثنى بن الوليد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : ليس شيء إلاّ وله حدّ . قلت : فما حدّ اليقين ؟ قال : أن لا تخاف مع اللّه شيئا . (6)

.


1- .في البحار : « ويتواسلون » .
2- .في البحار : « أطلب هؤلاء » .
3- .سورة المائدة ( 5 ) ، الآية 54 .
4- .صفات الشيعة ، ص18 ؛ بحار الأنوار ، ج66 ، ص401 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع المكارم وآفاتها ، ح99 ) .
5- .المحاسن ، ج1 ، ص250 ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص178 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ، ح40 ) .
6- .الكافي ، ج2 ، ص57 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل اليقين ، ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص142 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ، ح6 ) .

ص: 553

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه : « اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِى » (1) ؟ قال : منسوخة . قلت : ومانسختها ؟ قال : قول اللّه : « اتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ » (2) . (3)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن النضر ، عن أبي الحسين ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِى » قال : يُطاع فلا يُعصى ، ويُذكر فلا يُنسى ، ويُشكر فلا يُكفر . (4)

كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : جاءني مَلكٌ فقال : يا محمّد ، ربُّك يقرئك السلام ويقول لك : إن شئت جَعلت لك بطحاء مكّة رضراض ذهب . قال : فرفع النبي صلى الله عليه و آله وسلم رأسه إلى السماء فقال : يا رب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك . (5)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : يعملون ويعلمون أنهم سيُثابون عليه . (6)

كتاب الزهد :فضالة ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي

.


1- .سورة آل عمران( 3 ) ، الآية 102 .
2- .سورة التغابن ( 64 ) ، الآية 17 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص194 ( ح 121 ) ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص287 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الطاعة والتقوى والورع ، ح12 ) .
4- .معاني الأخبار ، ص240 ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص291 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الطاعة والتقوى والورع ، ح31 ) .
5- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص52 ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص318 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الزهد ودرجاته ، ح 28 ) .
6- .المحاسن ، ج1 ، ص247 ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص365 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب مكارم الأخلاق ، ح12 ) .

ص: 554

قول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » (1) ؟ قال : يأتي ما أتى الناس وهو خاشٍ راجٍ . (2)

علل الشرائع :حدَّثنا المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي نصر قال : حدَّثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : التقية من دين اللّه عز و جل . قلت : من دين اللّه ؟ قال : فقال : إي واللّه من دين اللّه ، لقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (3) ، واللّه ، ماكانوا سرقوا شيئا . (4)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عند عائشة ليلتها فقالت : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، لِمَ تتعب نفسك وقد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟ فقال : يا عائشة ، ألا أكون عبدا شكورا . قال : وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقوم على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل اللّه سبحانه وتعالى : « ط_ه * مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى » (5) . (6)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب

.


1- .سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية 60 .
2- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص24 ؛ بحار الأنوار ، ج67 ، ص398 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الخوف والرجاء ، ح 68 ) .
3- .سورة يوسف( 12 ) ، الآية 70 .
4- .علل الشرائع ، ج1 ، ص51 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص14 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق والمواضع الّتي يجوز تركه فيها ، ح23 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص95 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح 6) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص24 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح3 ) .
6- .سورة طه ( 20 ) ، الآية 1 و 2 .

ص: 555

اللّه له بها الجنّة ! ثم قال : إنّه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه فيسمّي ثم يشرب فينحّيه وهو يشتهيه فيحمد ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيّه فيحمد اللّه ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيّه فيحمد اللّه ، فيوجب اللّه عز و جل بها له الجنّة . (1)

أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدَّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنّى رجله عن دابّته ثم خرَّ ساجدا فأطال في سجوده ، ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب ، فقال له أصحابه : يا رسول اللّه ، رأيناك ثنيت رجلك عن دابّتك ثم سجدت فأطلت السجود ؟ فقال : إنّ جبرئيل عليه السلام أتاني فأقرأني السلام من ربّي وبشّرني أ نّه لن يخزيني في اُمّتي ، فلم يكن لي مال فاتصدّق به ولا مملوك فأعتقه ، فأحببت أن أشكر ربيّ عز و جل . (2)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : حدَّثني أبي عن جدّي عن آبائه عليهم السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام قال : أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها . فإنّها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : إنّ الحرّ حرّ على جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، وإن تداكّت عليه المصائب لم تكسّره ، وإن اُسر وقهر واستُبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصدّيق الأمين لم يضرر حرّيته إن استعبد وقهر واُسر ، ولم تُضرره ظلمة الجبّ ووحشته ، وما

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص96 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح 16) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص32 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح11 ) .
2- .الأمالي ، الصدوق ، ص598 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص41 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح33 ) .
3- .علل الشرائع ، ج2 ، ص464 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص51 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح71 ) .

ص: 556

ناله أن منَّ اللّه عليه فجعل الجبّار العاتي له عبدا إذ كان [ له ]مالكا ، فأرسله ورحم به اُمّة ، وكذلك الصبر يعقب خيرا ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا . (1)

التمحيص :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مامن مؤمن إلاّ وهو مبتلى ببلاء مُنتظر به ماهو أشدّ منه ، فإن صبر على البلية الّتي هو فيها عافاه اللّه من البلاء الّذي ينتظر به ، وإن لم يصبر وجزع نزل به من البلاء المُنتَظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه . (2)

التمحيص :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه أنعم على قوم فلم يشكروا ، فصارت عليهم وبالاً ، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا ، فصارت عليهم نعمة . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، عن منصور ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مرَّ بي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة ، فرآني وأنا أتّصابُّ عرقا ، فقال لي : يا أبا جعفر يا بني ، إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا أدخله الجنّة ، ورضي عنه باليسير . (4)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لعلي عليه السلام : يا عليّ ، ما من دار فيها فرحة إلاّ تبعها ترحة ، وما من همٍّ إلاّ وله فَرَجٌ إلاّ همّ أهل النار ، فإذا عملت سيّئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا ، وعليك بصنائع الخير فإنّها تدفع مصارع السوء . (5)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص89 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الصبر ، ح 6) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص69 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصبر واليسر بعد العسر ، ح3 ) .
2- .التمحيص ، ص59 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص94 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصبر واليسر بعد العسر ، ح51 ) .
3- .التمحيص ، ص60 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص94 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الصبر واليسر بعد العسر ، ح55 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص86 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الاقتصاد في العبادة ، ح 4) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص213 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الاقتصاد في العبادة والمداومة عليها ، ح6 ) .
5- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص364 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص242 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الحسنان بعد السيّئات ، ح2 ) .

ص: 557

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبيّ ، عن معلّى بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال رجل لأبي جعفر عليه السلام : إنّي ضعيف العمل قليل الصيام ، ولكني أرجو أن لا آكل إلاّ حلالاً . قال : فقال له : وأيّ الاجتهاد أفضل من عفّة بطن وفرج ؟ ! (1)

كتاب الزهد :حمّاد بن عيسى ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : أقربكم منّي غدا أحسنكم خُلقا ، وأقربكم من الناس . (2)

علل الشرائع :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم المجازي ، عن أبي بصير قال : ذكرنا عند أبي جعفر عليه السلام من الأغنياء من الشيعة فكأ نّه كره ماسمع منّا فيهم . قال : يا أبا محمّد ، إذا كان المؤمن غنيّا رحيما وصولاً ، له معروف إلى أصحابه ، أعطاه اللّه أجر ماينفق في البرّ وأجره مرّتين ضعفين ؛ لأنّ اللّه تعالى يقول في كتابه : « وَ مَآ أَمْوَ لُكُمْ وَ لاَ أَوْلَ_دُكُم بِالَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَ__لِحًا فَأُوْلَ_ل_ءِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَ هُمْ فِى الْغُرُفَ_تِ ءَامِنُونَ » (3) . (4)

أمالي المفيد :أخبرني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه ، قال حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصّفار قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : أوحى اللّه تعالى إلى عيسى بن

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص79 (كتاب الإيمان والكفر ، باب العفة ، ح 4) ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص269 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب العفاف وعفة البطن والفرج ، ح4 ) .
2- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص28 ؛ بحار الأنوار ، ج68 ، ص395 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب مكارم الأخلاق ، باب حُسن الخُلق ، ح69 ) .
3- .سورة سبأ( 34 ) ، الآية 37 .
4- .علل الشرائع ، ج2 ، ص604 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص63 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الغني والكفاف ، ح10 ) .

ص: 558

مريم عليه السلام : يا عيسى ، هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ، واكحل عينيك (1) بميل الحزن إذا ضحك البطّالون ، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل : إنّي لاحق بهم في اللاحقين . (2)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد قال : حدَّثنا عبيداللّه بن موسى قال : حدَّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله : « وَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ ءَالِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزًّا * كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا » (3) يوم القيامة أي : يكونون هؤلاء الّذين اتّخذوهم آلهة من دون اللّه عليهم ضدا يوم القيامة ، ويتبرّؤون منهم ومن عبادتهم إلى يوم القيامة . ثم قال : ليست العبادة هي السجود ولا الركوع إنّما هي طاعة الرجال ، مَن أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد عبده . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « كَذَ لِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ » (5) قال : هو الشّك . (6)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول : عدو عليَّ هم المخلّدون في النار ، قال اللّه : « وَمَا هُم بِخَ_رِجِينَ مِنْهَا » (7) . (8)

الخصال :محمّد بن الحسن قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن

.


1- .نسخة بدل: «عينك».
2- .الأمالي ، المفيد ، ص237 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص71 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الحزن ، ح2 ) .
3- .سورة مريم ( 19 ) ، الآية 81 و 82 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص55 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص94 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكفر ولوازمه وآثارة وأنواعه ، ح6 ) .
5- .سورة الأنعام( 6 ) ، الآية 125 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص377 ( ح 96 ) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص128 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الشّك في الدين والوسوسة وحديث النفس ، ح14 ) .
7- .سورة المائدة( 5 ) ، الآية 37 .
8- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص317 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص135 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب كفر المخالفين والنصّاب و . . . ، ح 16) وفيه «اعداء على» .

ص: 559

أحمد بن محمّد قال : حدَّثني أبو عبداللّه الرازي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أربع خصال لا تكون في مؤمن ؛ لا يكون مجنونا، ولايَسأَل عن أبواب الناس، ولا يولد من الزنى ، ولا يُنكح في دُبره. (1)

الكافي :عن أبي عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ما من عبدٍ يُسرّ خيرا إلاّ لم تذهب الأيّام حتى يظهر اللّه تعالى له خيرا ، وما من عبدٍ يسرّ شرّا إلاّ لم تذهب الأيّام حتى يظهر اللّه له شرّا . (2)

تفسير القمّي :حدَّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قوله عز و جل : « فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِى فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَ__لِحًا وَ لاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِى أَحَدَما » (3) فهذا الشرك شرك رياء . (4)

كتاب الزهد :حدَّثنا القاسم بن محمّد ، عن علي ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : يُجاء بعبدٍ يوم القيامة قد صلّى فيقول : ياربّ صلّيت ابتغاء وجهك ، فيقال له : بل صلّيت ليقال : « ما أحسن صلاة فلان ! » ، اذهبوا به إلى النار . ويجاء بعبدٍ قد تعلّم القران فيقول : ياربّ تعلّمت القرآن ابتغاء وجهك ، فيقال له : بل تعلّمت ليقال : « ما أحسن صوت فلان ! » ، اذهبوا به إلى النار . ويجاء بعبدٍ قد قاتل فيقول : ياربّ قاتلت ابتغاء وجهك ، فيقال له : بل قاتلت فيقال : « ما أشجع فلانا ! » ، اذهبوا به إلى النار . ويجاء بعبدٍ قد أنفق ماله فيقول : ياربّ أنفقت مالي ابتغاء وجهك ،

.


1- .الخصال ، ص229 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص210 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الخصال الّتي لا تكون في المؤمن ، ح3 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص295 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح 12) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص289 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح12 ) .
3- .سورة الكهف( 18 ) ، الآية 110 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمي ، ج2 ، ص47 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص297 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح24 ) .

ص: 560

فيقال له : بل أنفقته ليقال : « ما أسخا فلانا ! » اذهبوا به إلى النار . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه قال : إنّ أعلم الناس باللّه أرضاهم بقضاء اللّه عز و جل . (2)

الكافي :عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمّد بن علي ، عن أبي جميلة ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبداللّه قال : الكبر رداء اللّه ، فمن نازع اللّه شيئا من ذلك أكبّه اللّه في النار . (3)

معاني الأخبار :محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه سُئِل عن الحسد فقال : لحم ودم يدور في الناس ، حتّى إذا انتهى إلينا يئس ، وهو الشيطان . (4)

أمالي الصدوق :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام أ نّه ذكر عنده الغضب فقال : إنّ الرجل ليغضب حتى مايرضى أبدا ويدخل بذلك النار ، فأيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان ، وإن كان جالسا فليقم . وأيّما رجل غضب على ذي رحمه فليقم إليه وليدن منه وليمسّه فإنّ الرحم إذا مُسّت الرحم سكنت . (5)

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص63 ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص301 ( كتاب الإيمان والكفر مكارم الأخلاق ، باب الرياء ، ح44 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص60 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح 2) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص333 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الشكاية من اللّه تعالى ، ح19 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص310 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبر ، ح 5) ؛ بحار الأنوار ، ج69 ، ص215 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبر ، ح5 ) .
4- .معاني الأخبار ، ص244 ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص253 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الحسد ، ح19 ) .
5- .الأمالي ، الصدوق ، ص420 ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص264 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الغضب ومدح التنمّر في ذات اللّه ، ح9 ) .

ص: 561

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت ، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعته يقول : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا » (2) مَن زعم أنّ الخمر حرام ثم شربها ، ومَن زعم أنّ الزنى حرام ثم زنى ، ومَن زعم أنّ الزكاة حقّ ولم يؤدّها . (3)

التمحيص :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : توقّوا الذنوب ، فما من بليّة ولا نقص رزق إلاّ بذنب حتّى الخدش والنكبة والمصيبة ، فإنّ اللّه يقول : « وَ مَآ أَصَ_بَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » (4) . (5)

أمالي الصدوق :أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن داوود بن النعمان ، عن سيف التمّار ، عن أبي بصير قال : قال الصادق أبو عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام : إنّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة ، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى اللّه عز و جل إلى مَلكيه : إنّي قد عمّرت عبدي عمرا فغلّظا وشدّدا وتحفّظا ، واكتبا عليه قليل عمله وكثيرة وصغيرة وكبيرة . (6)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن قال : حدَّثنا أحمد بن إدريس ، عن

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص271 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب ، ح 13) ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص327 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب وآثارها ، ح10 ) .
2- .سورة النساء( 4 ) ، الآية 137 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص281 ( 288 ) ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص360 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب وآثارها ، ح 82 ) .
4- .سورة الشورى( 42 ) ، الآية 30 .
5- .التمحيص ، ص38 ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص362 ( الإيمان والكفر ، باب الذنوب وآثارها ، ح92 ) .
6- .الأمالي ، الصدوق ، ص90 ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص388 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب وقت مايغلّظ على العبد في المعاصي ، ح5 ) .

ص: 562

محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن السندي ، عن عليّ بن الحكم ، عن داوود بن النعمان ، عن سيف التمّار ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشدّه ، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه ، فإذا ظعن (1) في إحدى وأربعين فهو في النقصان ، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع . (2)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن قال حدَّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن السندي ، عن عليّ بن الحكم ، عن داوود بن النعمان ، عن سيف التمّار ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر : إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له : خذ حذرك فإنّك غير معذور ، وليس ابن أربعين سنة أحقّ بالعذر من ابن عشرين سنة ، فإنّ الّذي يطلبهما واحد ، وليس عنهما براقد ، فاعمل لما أمامك من الهول ، ودع عنك فضول القول . (3)

.


1- .في البحار : «وإذا طعن» .
2- .الخصال ، ص545 ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص389 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب وقت مايغلّظ على العبد في المعاصي ، ح 6 ) .
3- .الخصال ، ص546 ؛ بحار الأنوار ، ج70 ، ص389 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب وقت مايغلّظ على العبد في المعاصي ، ح 7 ) .

ص: 563

كتاب الدعاء

كتاب الدعاءالكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا رقّ أحدكم 1 فليدع ، فإنّ القلب لا يرقّ حتّى يخلص . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه أو غيره ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته عن الدعاء ورفع اليدين ؟ فقال : على أربعة أوجه ، أمّا التعوّذ؛فتستقبل القبلة بباطن كفّيك،وأمّا الدعاء في الرزق؛فتبسط كفّيك وتفضي بباطنهما إلى السماء ، وأما ماالتبتّل ؛ فإيماء بأصبعك السبّابة ، وأمّا الابتهال ؛ فرفع يديك تُجاوز بهما رأسك ، ودعاء التضرّع أن تحرّك أصبعك السبّابة ممّا يلي وجهك ، وهو دعاء الخيفة . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص477 ( كتاب الدعاء ، باب الأوقات والحالات الّتي ترجى فيها الإجابة ، ح5 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص 112 ( باب استحباب الدعاء عند رقة القلب و . . . ، ح1 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص480 ( كتاب الدعاء ، باب الرغبة والرهبة والتضرّع والتبتّل والابتهال والاستعاذة والمسألة ، ح5 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1102 ( باب ما يستحب للداعي من وظائف اليدين ، ح5 ) .

ص: 564

عليّ بن أبي حمزة قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام لأبي بصير : إن خفت أمرا يكون أو حاجة تريدها فابدأ باللّه ومجّده ، وأثنِ عليه كما هو أهله ، وصلّ على النبي صلى الله عليه و آله وسلم وسل حاجتك ، وتَباكِ ولو مثل رأس الذباب،إنّ أبي عليه السلامكان يقول:إنّ أقرب مايكون العبد من الربّ عز و جل وهو ساجدٌ باك. (1)

الكافي :ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه يقول : إنّ المؤمن ليدعو فيؤخّر إجابته إلى يوم الجمعة . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمةٍ من اللّه عز و جل مالم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء . قلت له : كيف يستعجل ؟ قال : يقول : قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة ! 3

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمدبن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف، عن أبي اُسامة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام : ما معنى اجعل صلواتي كلّها لك ؟ فقال : يقدّمه بين يدي كل حاجة ، فلا يسأل اللّه عز و جل شيئا حتى يبدأ بالنبي صلى الله عليه و آله وسلمفيصلّي عليه ، ثم يسأل اللّه حوائجه . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه وحسين بن أبي العلاء ، عن

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص483 ( كتاب الدعاء ، باب البكاء ، ح10 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1122 ( باب استحباب الدعاء مع حصول البكاء ، ح4 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص489 ( كتاب الدعاء ، باب من أبطأت عليه الإجابة ، ح6 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1107 ( باب تحريم القنوط وإن تأخرت الإجابة ، ح3 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص492 ( كتاب الدعاء ، باب الصلاة على النبي وأهل بيته عليهم السلام ، ح4 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1135 ( باب استحباب الصلاة على محمد وآل محمد . . . ، ح3 ) .

ص: 565

أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال إذا ذُكر النبي صلى الله عليه و آله وسلم فأكثروا الصلاة عليه ، فإنّه من صلّى على النبي صلى الله عليه و آله وسلمصلاةً واحدة صلى اللّه عليه وآله ألف صلاة في ألف صفّ من الملائكة ، ولم يبقَ شيء ممّا خلقه اللّه إلاّ صلّى على العبد لصلاة اللّه عليه وصلاة ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برأ اللّه منه ورسوله وأهل بيته . (1)

الكافي :أبو علي الأشعري ، عن الحسين بن علي ، عن عبيس بن هشام ، عن ثابت ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّهِ قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : مَن ذُكرتُ عنده فنسي أن يصلّي عليَّ خطّأَ اللّه به طريق الجنّة . (2)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه قال : ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا اللّه عز و جل ولم يذكرونا إلاّ كان ذلك المجلس حسرةً عليهم يوم القيامة . ثم قال : [ قال ] أبو جعفر عليه السلام : إنّ ذكرنا من ذكر اللّه ، وذكر عدوّنا من ذكر الشيطان . (3)

الكافي :حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : شيعتنا الّذين إذا خلوا ذكروا اللّه كثيرا . (4)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن ميتة المؤمن ؟ قال : يموت المؤمن بكلّ ميتة ؛ يموت غرقا ، ويموت بالهدم ، ويُبتلى بالسبع ، ويموت بالصاعقة ، ولا تصيب ذاكرا للّه عز و جل . (5)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص492 ( كتاب الدعاء ، باب الصلاة على النبي وأهل بيته عليهم السلام ، ح6 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1211 ( باب استحباب الإكثار من الصلاة على محمد وآله ، ح4 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص495 ( كتاب الدعاء ، باب الصلاة على النبي وأهل بيته عليهم السلام ، ح20 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1217 ( باب وجوب الصلاة على النبي . . . ، ح1 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص496 ( كتاب الدعاء ، باب مايجب من ذكر اللّه عز و جل في كلّ مجلس ، ح2 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1180 ( باب استحباب ذكر اللّه في كل مجلس و . . . ، ح3 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص499 ( كتاب الدعاء ، باب ذكر اللّه عز و جل كثيرا ، ح2 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1184 ( باب استحباب ذكر اللّه في الخلوة ، ح1 ) .
5- .الكافي ، ج2 ، ص500 ( كتاب الدعاء ، باب أنّ الصاعقة لا تصيب ذاكرا ، ح3 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1186 ( باب استحباب ذكر اللّه وقراءة القرآن ، ح3 ) .

ص: 566

الكافي :عدة من أصحابنا،عن أحمدبن محمّدبن عيسى ، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن عليّبن أبيحمزة ،عن أبي بصير،عن أبي عبداللّه عليه السلامقال: إذا صلّيت المغرب والغداة فقل: « بسم اللّه الرحمن الرحيم، لاحول ولا قوّة إلاّ باللّه العلّي العظيم» سبع مرّات ، فإنّه من قالها لم يصبه جذام ولا برص ولا جنون ولا سبعون نوعا من أنواع البلاء . قال : وتقول إذا أصبحت وأمسيت : « الحمدُ لربّ الصباح ، الحمدُ لفالق الاصباح » _ مرّتين _ ، « الحمدُ للّه الّذي أذهب الليل بقدرته ، وجاء بالنهار برحمته ونحن في عافية » ، ويقرأ آية الكرسي ، وآخر الحشر ، وعشر آيات من الصافات ، وسبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد للّه ربّ العالمين ، فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّا وحين تظهرون ، يُخرج الحيّ من الميّت ، ويخرج الميّت من الحيّ ، ويحيي الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون ، سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ، سبقت رحمتك غضبك ، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي وارحمني وتب عليَّ إنّك أنت التوّاب الرحيم . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قال في دبر صلاة الفجر ودبر صلاة المغرب سبع مرّات : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم » ، دفع اللّه عز و جل عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء ، أهونها الريح والبرص والجنون ، وإن كان شقيّا مُحي من الشقاء وكتب فيالسعداء . (2)

الكافي :سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام مثله ، إلاّ أ نّه قال : أهونه الجنون والجذام والبرص ، وإن كان شقيا رجوت أن يحوّله اللّه عز و جل إلى السعادة . (3)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص528 ( كتاب الدعاء ، باب القول عند الاصباح والامساء ، ح20 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1055 ( باب نبذة مما يستحب أن يزاد في تعقيب المغرب والعشاء ، ح3 ) وتتمته في ص1237 ( باب 49 ، ح 8 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص531 ( كتاب الدعاء ، باب القول عند الاصباح والامساء ، ح25 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1050 ( باب نبذة ممّا يستحب أن يزاد في تعقيب الصبح ، ح9 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص531 ( كتاب الدعاء ، باب القول عند الاصباح والامساء ، ح26 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص1050 ( باب نبذة ممّا يستحب أن يزاد في تعقيب الصبح ، ح9 ) .

ص: 567

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ ، عن عليّ بن الحكم ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : مَن قال حين يخرج من باب داره : « أعوذ بما عاذت به ملائكة اللّه من شرّ هذا اليوم الجديد _ الّذي إذا غابت شمسه لم تعد _ من شرّ نفسي ، ومن شرّ غيري ، ومن شرّ الشياطين ، ومن شرّ من نصب لأولياء اللّه ، ومن شرّ الجنّ والإنس ، ومن شرّ السباع والهوام ، ومن شرّ ركوب المحارم كلّها ، أُجير نفسي باللّه من كلّ شرّ » ، غفر اللّه له وتاب عليه ، وكفاه الهمّ وحجزه عن السوء ، وعصمه من الشرّ . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن يونسٌ ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : لقد استبطأت الرزق (2) ، فغضب ثم قال لي : قل : « اللّهمَّ إنّك تكفّلت برزقي ورزق كلّ دابّة ، يا خير مدعوٍّ ، ويا خير من أعطى ، وياخير من سُئِلَ ، ويا أفضل مرتجى ، افعل بي كذا وكذا » . (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي جميلة ، عن أبي بصير قال : شكوت إلى أبي عبداللّه الحاجة ، وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق ، فعلّمني دعاءً ما احتجت منذ دعوت به . قال : قل في [ دبر ] صلاة الليل وأنت ساجد : « ياخير مدعوٍّ ، وياخير مسؤولٍ ، ويا أوسع من أعطى وياخير مرتجى ، ارزقني وأوسع عليَّ من رزقك ، وسبّب لي رزقاً من قِبَلِكَ إنّك على كل شيء قدير » . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عبدالحميد

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص541 ( كتاب الدعاء ، باب إذا خرج الإنسان من منزله ، ح4 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص280 ( باب استحباب قيام المسافر على باب داره و . . . ، ح7 ) .
2- .أي : عددت رزقي بطيئا وتأخر عنّي . في القاموس : بطأ ككرم ، وأبطأ ضد أسرع ، وبطأ عليه بالأمر تبطيئا ، وابطأ به أخّره ، انتهى . ( مرآة العقول ج 12 ، ص 384 )
3- .الكافي ، ج2 ، ص551 ( كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح2 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص551 ( كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح5 ) ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج4 ، ص132 .

ص: 568

العطّار ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلامإنّا قد استبطأنا الرزق ! فغضب ثم قال : قل : « اللّهمَّ إنّكَ تكفّلت برزقي ورزق كلّ دابة فياخير من دُعيَ ، وياخير من سُئِلَ ، وياخير من أعطى ، ويا أفضل مرتجى افعل بي كذا وكذا » . (1)

الكافي :أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان عليّ بن الحسين عليهماالسلاميدعو بهذا الدعاء : « اللّهمَّ إنّي اسألك حسن المعيشة ، معيشةً أتقوّى بها على جميع حوائجي ، وأتوصّل بها في الحياة إلى آخرتي من غير أن تترفني فيها ، فأطغى أو تقتّر بها عليَّ فأشقى ، أوسع عليَّ من حلال رزقك ، وأفضل عليَّ من سيب (2) فضلك نعمةً منك سابغةً ، وعطاءً غير ممنون ، ثم لا تشغلني عن شكر نعمتك بإكثارٍ منها تلهيني بهجته ، وتفتنّي زهرات زهوته ، ولا بإقلال عليَّ منها يقصر بعملي كدّه ويملأ صدري همّه،أعطني من ذلك يا إلهي غنىً عن شرار خلقك وبلاغا أنال به رضوانك ، وأعوذ بك يا إلهي من شرّ الدنيا وشرّ ما فيها ، لا تجعل الدنيا عليَّ سجنا ولا فراقها عليَّ حزنا ، أخرجني من فتنتها مرضيّا عنّي ، مقبولاً فيها عملي إلى دار الحيوان ومساكن الأخيار ، وأبدلني بالدنيا الفانية نعيم الدار الباقية ، اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من أزلهاوزلزالها،وسطوات شياطينها وسلاطينها،ونكالها ومن بغي من بغى عليَّ فيها ، اللّهمَّ من كادني فكده،ومن أرادَني فأرده ، وفلّ عني حدّ من نصب لي حدّه، واطف عنّي نار من شبّ لي وقوده ، واكفني مكر المكرة ، وافقأ عنّي عيون الكفرة ، واكفني همَّ من أدخل عليَّ همّه ، وادفع عنّي شرّ الحسد ، واعصمني من ذلك بالسكينة ، والبسني درعك الحصينة ، واخبأني في سترك الواقي ، واصلح لي حالي ، وصدّق قولي بفعالي ، وبارك لي في أهلي ومالي » . (3)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محسن بن أحمد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قل : « أعوذ بعزّة اللّه ، وأعوذ بقدرة اللّه ، وأعوذ بجلال اللّه ، وأعوذ بعظمة اللّه ، وأعوذ بعفو اللّه ، وأعوذ بمغفرة اللّه ، وأعوذ برحمة اللّه ، وأعوذ بسلطان اللّه الّذي هو على كل شيء قدير ، وأعوذ بكرم اللّه ، وأعوذ

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص553 ( كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح12 ) .
2- .السيب : العطاء .
3- .الكافي ، ج2 ، ص553 ( كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح13 ) .

ص: 569

بجمع اللّه من شرّ كل جبّار عنيد ، وكل شيطان مريد ، وشرّ كل قريب أو بعيد أو ضعيف أو شديد ، ومن شرّ السامّة والهامّة والعامّة ، ومن شرّ كل دابّةٍ صغيرة أو كبيرة ، بليل أو نهار ، ومن شرّ فسّاق العرب والعجم ، ومن شرّ فسقة الجنّ والأنس » . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام فقال : قل : اللّهمَّ إنّي أسالك قول التوّابين وعملهم ، ونور الأنبياء وصدقهم ، ونجاة المجاهدين وثوابهم ، وشكر المصطفين ونصيحتهم ، وعمل الذاكرين ويقينهم ، وإيمان العلماء وفقههم ، وتعبّد الخاشعين وتواضعهم ، وحكم الفقهاء وسيرتهم ، وخشية المتّقين ورغبتهم ، وتصديق المؤمنين وتوكّلهم ، ورجاء المحسنين وبرّهم . اللّهمَّ إنّي أسألك ثواب الشاكرين ومنزلة المقرّبين ومرافقة النبّيين . اللّهمَّ إنّي أسالك خوف العاملين لك ، وعمل الخائفين منك ، وخشوع العابدين لك ، ويقين المتوكّلين عليك ، وتوكّل المؤمنين بك . اللّهمَّ إنّك بحاجتي عالم غير معلَّم،وأنت لها واسع غير متكلّف، وأنت الّذي لا يُحفيك سائل ، ولا ينقصك نائل ، ولا يبلغ مدحتك قول قائل ، أنت كما تقول وفوق ما نقول . اللّهمَّ اجعل لي فرجا قريبا ، وأجرا عظيما وسترا جميلاً ، اللّهمَّ إنّك تعلم إني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم اتّخذ لك ضدّا ولا ندّا ، ولا صاحبةً ولا ولدا ، يامن لا تغلّطه المسائل ، يا من لا يشغله شيء عن شيء ، ولا سمع عن سمع ، ولا بصر عن بصر ، ولا يبرمه إلحاح الملحّين ، أسألك أن تفرّج عنّي في ساعتي هذه ، من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، إنك تحيي العظام وهي رميم ، وإنّك على كلّ شيء قدير ، يا من قلَّ شكري له فلم يحرمني ، وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ، ورآني على المعاصي فلم يجبهني ، وخلقني للذي خلقني له ، فصنعت غير الّذي خلقني له ، فنعم المولى أنت يا سيّدي وبئس العبد أنا وجدتني ، ونعم الطالب أنت ربيّ ، وبئس المطلوب [ أنا ]ألفيتني ، عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ماشئت صنعت بي .

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص569 ( كتاب الدعاء ، باب الحرز والعوذة ، ح2 ) .

ص: 570

اللّهمَّ هدأت الأصوات وسكنت الحركات وخلا كل حبيب بحبيبه وخلوت بك أنت المحبوب إليَّ ، فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار ، يامن ليست لعالم فوقه صفة ، يامن ليس لمخلوق دونه منعة ، يا أوَّل قبل كلّ شيء ، ويا آخر بعد كل شيء ، يا من ليس له عنصر ، ويامن ليس لآخره فناء ، وياأكمل منعوت ويا أَسمح المعطين ، ويامن يفقه بكل لغة يُدعى بها ، ويامن عفوه قديم وبطشه شديد وملكه مستقيم ، أسألك باسمك الّذي شافهت به موسى يا اللّه يا رحمان ، يا لا إله إلاّ أنت ، اللّهمَّ أنت الصمد ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تدخلني الجنّة برحمتك . (1)

علل الشرائع :حدَّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : إن سمعت الأذان وأنت على الخلاء فقل مثل مايقول المؤذّن،ولا تدع ذكر اللّه عز و جل في تلك الحال؛ لأنّ ذكراللّه حَسنٌ على كل حال. ثم قال عليه السلام : لمّا ناجى اللّه تعالى موسى بن عمران عليه السلام قال موسى : ياربّ ، أبعيدٌ أنت منّي فاُناديك ؟ أم قريب فاُناجيك ؟ فأوحى اللّه عز و جل إليه : « يا موسى ، أنا جليس من ذكرني » ، فقال موسى : يا ربّ ، إنّي أكون في حال أجلّك أن أذكرك فيها ، فقال : « يا موسى ، اذكرني على كل حال » . (2)

ثواب الأعمال :الحسين بن أحمد قال : حدَّثني أبي ، عن محمّد بن أحمد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبداللّه بن حمّاد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : أُكثروا من : « سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر » فإنهنّ يأتين يوم القيامة لهنّ مقدّمات ومؤخّرات ومعقّبات ، وهنّ الباقيات الصالحات . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص593 ( كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة ، ح33 ) ، وقد ورد قسم منه في مصباح المتهجّد ، ص278 .
2- .علل الشرائع ، ج1 ، ص284 ؛ بحار الأنوار ، ج90 ، ص153 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب ذكر اللّه تعالى ، ح12 ) .
3- .ثواب الأعمال ، ص8 ؛ بحار الأنوار ، ج90 ، ص171 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل التسبيحات الأربع ومعناها ، ح12 ) .

ص: 571

خذوا جننكم ، قالوا : يا رسول اللّه ، عدوٍّ حضر ؟ قال : لا ، ولكن خذوا جننكم من النار ، فقالوا : بمَ نأخذ جننا يا رسول اللّه من النار ؟ قال : « سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلاّ اللّه ، واللّه أكبر » ، فإنهنّ يأتين يوم القيامة ولهنّ مقدّمات ومؤخّرات ، ومنجيات ومعقّبات ، وهنَّ الباقيات الصالحات . ثم قال أبو عبداللّه عليه السلام : « ولذكر اللّه أكبر » (1) : قال : ذكر اللّه عندما أحلَّ أو حرَّم وشبه هذا ومؤخّرات . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من سبّح اللّه مئة مرّة كان أفضل الناس ذلك اليوم إلاّمن قال مثل قوله . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن حمّاد وصفوان وابن المغيرة ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : إذا قال العبد : « يا اللّه ياربيّ » حتى ينقطع النفس قال له الربّ : « سل ما حاجتك » . وفي رواية أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام قول اللّه عز و جل في كتابه : « وَ حَنَانًا مِّن لَّدُنَّا » (4) قال : إنه كان يحيى إذا دعا قال في دعائه : « ياربّ يا اللّه » ، ناداه اللّه من السماء : « لبيّك يا يحيى سل حاجتك » . (5)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي ، عن إسماعيل بن يسار ، عن منصور ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ الرجل منكم ليقف عند

.


1- .سورة العنكبوت( 29 ) ، الآية 45 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص327 ؛ بحار الأنوار ، ج90 ، ص172 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل التسبيحات الأربع ومعناها ، ح18 ) .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص37 ؛ بحار الأنوار ، ج90 ، ص183 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب التسبيح وفضله ومعناه ، ح20 ) .
4- .سورة مريم( 19 ) ، الآية 13 .
5- .المحاسن ، ج1 ، ص35 ؛ بحار الأنوار ، ج90 ، ص233 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب من قال : يا اللّه أو يا ربّ أو يا أرحم الراحمين ، ح38 ) .

ص: 572

ذكر الجنّة والنار ثم يقول : « أي ربّ ، أي ربّ ، أي ربّ » _ ثلاثا _ فإذا قالها نودي من فوق رأسه : « سل ماحاجتك ؟ » (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ، عن معاوية بن عمّار الدهني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : من قال : « ياربّ ياربّ » حتى ينقطع نفسه قيل له : « لبيّك ماحاجتك ؟ » وروي : من يقولها عشر مرّات قيل له : « لبيّك ماحاجتك ؟ » (2)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني سلمة بن الخطّاب ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا ذُكر النبي صلى الله عليه و آله وسلمفأكثروا الصلاة عليه ، فإنّه من صلّى على النبي صلاة واحدة ، صلى اللّه عليه ألف صلاة في ألف صفّ من الملائكة ، ولم يبقَ شيء ممّا خلق اللّه إلاّ صلّى على ذلك العبد لصلاة اللّه عليه وصلاة ملائكته ، ولا يرغب عن هذا إلاّ جاهل مغرور وقد بَرأ اللّه منه ورسوله . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ل_ءِكَتَهُو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا » (4) ؟ قال : الصلاة عليه والتسليم له في كل شيء جاء به . (5)

كنز الكراجي :أخبرني شيخي أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه بن عليّ

.


1- .المحاسن ، ج1 ، ص35 ؛ بحار الأنوار ، ج90 ، ص233 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب من قال : يا اللّه أو ياربّ ، ح4 ) .
2- .بحار الأنوار ، ج93 ، ص234 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب من قال : يا اللّه أو ياربّ أو يا أرحم الرحمين ، ح5 ) .
3- .ثواب الأعمال ، ص154 ؛ بحار الأنوار ، ج91 ، ص57 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ح32 ) .
4- .سورة الأحزاب( 33 ) ، الآية 56 .
5- .المحاسن ، ج1 ، ص271 ؛ بحار الأنوار ، ج91 ، ص60 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه و آله ، ح46 ) .

ص: 573

الواسطي قال : أخبرني أبو محمّد هارون بن موسى التلكعبري قال : أخبرني أبو علي محمّد بن همام بن سهيل قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الزيّات قال : حدَّثنا الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كان من دعاء أمير المؤمنين عليه السلامإلهي ، كفى بي عزّا أن أكون لك عبدا ، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربّا ، إلهي أنت لي كما أُحبّ فوفّقني لما تحبّ . (1)

البحار :عليّ بن عبدالصمد ، عن عليّ بن عبدالصمد التميمي ، عن والده أبي الحسن ، عن عليّ بن محمّد المعاذي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : كان النبي صلى الله عليه و آله وسلميعوّذ الحسن والحسين عليه السلام بهذه العوذة ، وكان يأمر عليه السلام بذلك أصحابه ، وهو هذا الدعاء : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أُعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وخواتيم عملي ، ومارزقني ربّي وخوّلني بعزّة اللّه وعظمة اللّه ، وجبروت اللّه وسلطان اللّه ، ورحمة اللّه ورأفة اللّه ، وعزّة اللّه وغفران اللّه ، وقوّة اللّه وقدرة اللّه ، وبآلاء اللّه وبصنيع اللّه ، وبأركان اللّه وبجمع اللّه عز و جل ، وبرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ومن قدرة اللّه على مايشاء ، ومن شرّ السامة والهامّة ، ومن شرّ الجنّ والإنس ، ومن شرّ ما دبّ في الأرض ، ومن شرّ ما يخرج منها ، ومن شرّ ماينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شرّ كل دابة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم ، وهو على كلّ شيء قدير ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، وصلى اللّه على سيّدنا محمّد وآله أجمعين . (2)

طبّ الأئمّة :إبراهيم بن مأمون قال : حدَّثنا حمّاد بن عيسى ، عن شعيب العقرقوفي ،عن أبي بصير،عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: لا بأس بالرقي من العين والحمى والضرس

.


1- .كنز الكراجكي ، ص182 ؛ بحار الأنوار ، ج91 ، ص94 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب أدعية المناجاة ، ح10 ) .
2- .بحار الأنوار ، ج91 ، ص264 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب أحراز موالينا الإمامين الهاديين الحسن والحسين عليهماالسلام ، ح1 ) .

ص: 574

وكل ذات هامّة لها حمّة،إذا علم الرجل ما يقول لا يدخل في رقيته وعوذته شيئا لا يعرفه. (1)

طبّ الأئمّة :حريز بن أيّوب الجرجاني قال : حدَّثنا أبو سمينة ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : شكى إليه وليّ من أوليائه وجعا في فمه فقال : إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، بسم اللّه الّذي لا يضرّ مع اسمه داء ، أعوذ بكلمات اللّه الّتي لا يضرّ معها شيء ، قدّوسا قّدوسا قدّوسا ، باسمك ياربّ الطاهر المقدّس المبارك الّذي من سألك به أعطيته ، ومن دعاك به أجبته ، أسألك يااللّه يااللّه يااللّه أن تصلّي على محمّد النبي وأهل بيته ، وأن تعافيني ممّا أجد في فمي وفي رأسي ، وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري ، وفي يدي وفي رجلي وفي جميع جوارحي كلها » . فإنّه يخفّف عنك إن شاء اللّه تعالى . (2)

طبّ الأئمّة :أبو عبداللّه الحسين بن محمد ( أحمد ) الخواتيمي قال : حدَّثنا الحسين بن عليّ بن يقطين ، عن حنان الصيقل ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلامقال : شكوت إليه وجع أضراسي وأ نّه يسهرني الليل . قال : فقال لي : يا أبا بصير ، إذا أحسست بذلك فضع يدك عليه واقرأ سورة الحمد وقل هو اللّه أحد ، ثم اقرأ : « وَ تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَ هِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْ ءٍ إِنَّهُو خَبِيرُم بِمَا تَفْعَلُونَ » (3) فإنّه يسكن ثم لا يعود . (4)

طبّ الأئمّة :إبراهيم بن خالد قال : حدَّثنا إبراهيم بن عبد ربّه ، عن ثعلبة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ هذه الرقية رقية الضرس ، وهي نافعة لا تخالف

.


1- .طبّ الأئمّة ، ص48 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص4 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب مايجوز من النشرة والتميمة والرقية والعوذة وما لايجوز وآداب حمل العوذات واستعمالها ، ح1 ) .
2- .طبّ الأئمّة ، ص23 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص92 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء لوجع الفم والأضراس ، ح1 ) .
3- .سورة النمل ( 27 ) ، الآية 88 .
4- .طبّ الأئمّة ، ص24 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص92 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء لوجع الفم والأضراس ، ح2 ) .

ص: 575

أبدا أصلاً بإذن اللّه تعالى ، تعمد إلى ثلاثة أوراق من ورق الزيتون فتكتب على وجه الورقة : بسم اللّه لامَلِك أعظم من اللّه مَلك ، وأنت له الخليفة ، ياهيا شراهيا أخرج الداء وأنزل الشفاء ، وصلّ اللّه على محمّد وآل محمّد وسلّم تسليما . (1)

طبّ الأئمّة :أبو عبداللّه الخواتيمي قال : حدَّثنا ابن يقطين ، عن حسّان الصيقل ، عن أبي بصير قال : شكا رجل إلى أبي عبداللّه الصادق عليه السلام وجع السرّة فقال له : اذهب فضع يدك على الموضع الّذي تشتكي وقل : « وَ إِنَّهُو لَكِتَ_بٌ عَزِيزٌ * لاَّ يَأْتِيهِ الْبَ_طِ_لُ مِنم بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِى تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » (2) ثلاثا فإنّك تعافى بإذن اللّه تعالى . قال أبو عبداللّه : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قطّ فقال بإخلاص نية ومسح موضع العلّة : « وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ لاَ يَزِيدُ الظَّ__لِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا » (3) إلاّ عوفي من تلك العلّة أيّة علّة كانت ، ومصداق ذلك في الآية حيث يقول : « شِفَآءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ » . (4)

طبّ الأئمّة :إبراهيم بن المنذر الخزاعي قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه قال : تعوّذ المصروع وتقول : عزمت عليك ياربّ بالعزيمة الّتي عزم بها عليّ بن أبي طالب ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على جنّ وادي الصبرة ، فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن فلان بن فلانة الساعة . (5)

أمالي الصدوق :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه قال : حدَّثني محمّد بن عبد الجبّار قال : حدَّثني الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه الصادق عليه السلام : ماكان دعاء يوسف عليه السلامفي

.


1- .طبّ الأئمّة ، ص25 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص93 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب لوجع الفم والأضراس ، ح4 ) .
2- .سورة فصلت( 41 ) ، الآيات 41 و 42 .
3- .سورة الإسراء(17) ، الآية 82 .
4- .طبّ الأئمّة ، ص28 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص109 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء لوجع البطن ، ح3 ) .
5- .طبّ الأئمّة ، ص92 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص149 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء لدفع الجّن والخوف ، ح4 ) .

ص: 576

الجبّ ؟ فإنّا قد اختلفنا فيه . فقال : إنّ يوسف عليه السلام لمّا صار في الجبّ وآيس من الحياة قال : اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا ولن تستجيب لي دعوة ، فإنّي أسألك بحقّ الشيخ يعقوب ، فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه ، فقد علمت رقّته عليَّ وشوقي إليه . قال : ثم بكى أبو عبداللّه الصادق عليه السلام ثم قال : وأنا أقول : اللّهمَّ إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا ، فإنّي أسألك بك فليس كمثلك شيء ، وأتوجّه إليك بمحمّد نبيّك نبيّ الرحمة يااللّه يااللّه يااللّه يااللّه يااللّه . قال:ثم قال أبوعبداللّه عليه السلام: قولوا هذا وأكثروا منه فإنّي كثيرا ما أقوله عند الكرب العظام. (1)

أمالي الطوسي :أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه اللهقال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن دعاء يوسف عليه السلامماكان ؟ فقال : إنّ دعاء يوسف عليه السلام كان كثيرا ، لكنّ لمّا اشتدّ عليه الحبس خرّ للّه ساجدا وقال : اللّهمَّ إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا فأنا أتوجّه إليك بوجه الشيخ يعقوب . قال : ثم بكى أبو عبداللّه عليه السلام وقال : صلى اللّه على يعقوب وعلى يوسف ، وأنا أقول : اللّهمَّ باللّه وبرسوله عليه السلام . (2)

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص489 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص184 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب أدعية الفرج ، ح2 ) .
2- .الأمالي ، الطوسي ، ص414 ؛ بحار الأنوار ، ج92 ، ص187 ( كتاب الذكر والدعاء ، باب أدعية الفرج ، ح10 ) .

ص: 577

كتاب فضل القرآن

كتاب فضل القرآنالكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ القرآن زاجر وآمر ، يأمر بالجنّة ويزجر عن النار . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : مَن نسي سورة من القرآن مُثّلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنّة ، فإذا رآها قال : ما أنت ما أحسنك ليتك لي ! فتقول : أما تعرفني ؟ أنا سورة كذا وكذا ، ولو لم تنسني رفعتك إلى هذا . (2)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن يونس ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ من أجمل الجَمال الشعر الحَسن ، ونغمة (3) الصوت الحسن . (4)

الكافي :عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عليّ بن أبي حمزة ،

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص601 ( كتاب فضل القرآن ، باب في تمثل القرآن وشفاعته لأهله ، ح9 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص115 ( كتاب القرآن ، باب أنواع آيات القرآن ، ح3 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص607 ( كتاب فضل القرآن ، باب من حفظ القرآن ثمّ نسيه ، ح2 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص188 ( كتاب القرآن ، باب ثواب تعلم القرآن وتعليمه و . . . ، ح11 ) .
3- .في الصحاح : « فلان حَسن النغمة » إذا كان حَسن الصوت في القراءة . ( مرآة العقول ج 12 ، ص 502 )
4- .الكافي ، ج2 ، ص615 ( كتاب فضل القرآن ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح8 ) ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج5 ، ص422 .

ص: 578

عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال : إنّما ترائي بهذا ، ترائي بهذا أهلك والناس . قال : يا أبا محمّد ، اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك ، ورجّع بالقرآن صوتك ، فإنّ اللّه عز و جل يحبّ الصوت الحسن يرجّع فيه ترجيعا . (1)

الكافي :أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل القرآن أربعة أرباع ؛ ربع فينا ، وربع في عدّونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام . (2)

تفسير القمّي :عليّ بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ » (3) ؟ قال : بلى ، هي : « وتجعلون شكركم أنكم تكذّبون » . (4)

تفسير العيّاشي :محمّد بن سالم ، عن أبي بصير قال : قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : خرج عبداللّه بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقى أمير المؤمنين عليه السلامفقال له : يا علي ، بيّتنا الليلة في أمر نرجوا أن يثبت اللّه هذه الاُمّة . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لن يخفى عليَّ ما بيّتّم فيه ، حرّفتم وغيّرتم وبدّلتم تسعمئة حرف ؛ ثلاثمئة حرّفتم ، وثلاثمئة غيّرتم ، وثلاثمئة بدّلتم « فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَ_بَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَ_ذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ » إلى آخر الآية « مِّمَّا يَكْسِبُونَ » (5) . (6)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص616 ( كتاب فضل القرآن ، باب النوادر ، ح13 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج4 ، ص859 ( باب تحريم الغناء في القرآن واستحباب تحسين الصوت ، ح5 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص628 ( كتاب فضل القرآن ، باب النوادر ، ح4 ) ؛ الصراط المستقيم ، علي بن يونس العاملي ، ج1 ، ص249 .
3- .سورة الواقعة ( 56 ) ، الآية 82 .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص350 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص50 ( كتاب القرآن ، باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، ح12 ) .
5- .سورة البقرة( 2 ) ، الآية 79 .
6- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص47 ( ح62 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص55 ( كتاب القرآن ، باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، ح26 ) .

ص: 579

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : قول اللّه عز و جل : « هَ_ذَا كِتَ_بُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ » ؟ 1 قال : قلت : جُعلت فداك ! إنّا لا نقرأها هكذا ! فقال : هكذا واللّه نزل به جبرئيل على محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، ولكنه فيما حرّف من كتاب اللّه . (1)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : « وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَ_طِينُ ( بولاية الشياطين ) عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَ_نَ » (2) ، ويقرأ أيضا : « سَلْ بَنِى إِسْرَ ءِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَ_هُم مِّنْ ءَايَةِم بَيِّنَةٍ ( فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من أقرّ ومنهم من بدّل ) وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ » (3) . (4)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : تلوت : « التَّ_ل_ءِبُونَ الْعَ_بِدُونَ » (5) فقال : لا ، إقرأ : « التائبين العابدين » إلى آخرها ، فَسُئِلَ عن العلّة في ذلك ؟ فقال : اشترى من المؤمنين التائبين العابدين . (6)

.


1- .الكافي ، ج8 ، ص50 ( كتاب الروضة ، ح11 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص56 ( كتاب القرآن ، باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، ح30 ) .
2- .سورة البقرة( 2 ) ، الآية 102 .
3- .أيضا ، الآية 211 .
4- .الكافي ، ج8 ، ص290 ( كتاب الروضة ، ح 440 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص58 ( كتاب القرآن ، باب ماجاء في كيفية جمع القرآن ، ح39 ) .
5- .سورة التوبة(9 ) ، الآية 112 .
6- .الكافي ، ج8 ، ص378 ( كتاب الروضة ، ح569 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص59 ( كتاب القرآن ، باب ماجاء في كيفية جمع القرآن ، ح41 ) .

ص: 580

تفسير القمّي :محمّد بن أحمد بن ثابت قال : حدَّثنا الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ القرآن زاجر وآمر ، يأمر بالجنّة ويزجر عن النار ، وفيه محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فيؤمن به ويعمل به ، وأمّا المتشابه فيؤمَن به ولا يعمل به ، وهو قول اللّه : « فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَ_بَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُو إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِى كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا » (1) والراسخون في العلم آل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (2)

بصائر الدرجات :حدَّثنا محمّد بن عبدالحميد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال : سمعت منهال بن عمرو يقول : أخبرني زاذان قال : سمعت عليّا أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول : ما من رجل من قريش جرى عليه المواسي إلاّ وقد نزلت فيه آية ، أو آيتان تقوده إلى الجنّة أو تسوقه إلى النار ، وما من آية نزلت في برٍّ أو بحر أو سهل أو جبل إلاّ وقد عرفته حيث نزلت ، وفي مَن نزلت ، ولو ثُنيت لي وسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى تظهر إلى اللّه . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : نحن الراسخون في العلم ، فنحن نعلم تأويلة . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مَن فَسَّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر ، وإن أخطأ فهو أبعد من السماء . (5)

.


1- .سورة آل عمران( 3 ) ، الآية 7 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص451 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص81 ( كتاب القرآن ، باب أنّ للقرآن ظهرا وبطنا ، ح10 ) .
3- .بصائر الدرجات ، ص154 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص87 ( كتاب القرآن ، باب أنّ للقرآن ظهرا وبطنا ، ح22 ) .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص164 ( ح8 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص92 ( كتاب القرآن ، باب أنّ للقرآن ظهرا وبطنا ، ح40 ) .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص17 ( ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص110 ( كتاب القرآن ، باب تفسير القرآن بالرأي وتغييره ، ح 13 ) .

ص: 581

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : مَن نَسي سوره من القرآن مُثّلت له في صورة حسنه ودرجة رفيعة، فإذا رآها قال:مَن أنت؟ ما أحسنك ليتك لي ! ، فتقول : أما تعرفني ؟ أنا سورة كذا وكذا ، لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان . (1)

مجمع البيان :في قوله تعالى : « وَ رَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً » (2) روى أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في هذا قال : هو أن تتمكث فيه ، وتحسّن به صوتك . (3)

تفسير العيّاشي :عن منصور ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قول اللّه تعالى : « يَتْلُونَهُو حَقَّ تِلاَوَتِهِى » (4) فقال : الوقوف عند ذكر الجنّة والنار . (5)

تفسير القمّي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن النضر بن سويد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « الْحَمْدُ لِلَّهِ » (6) ؟ قال : خلق المخلوقين « الرَّحْمَ_نِ » (7) بالمؤمنين خاصّة ، « مَ__لِكِ يَوْمِ الدِّينِ ». سورة الفاتحة ( 1 ) ، الآيات 2 _ 4 . ؟ قال : يوم الحساب ، والدليل على ذلك قوله : « وَ قَالُواْ يَ_وَيْلَنَا هَ_ذَا يَوْمُ الدِّينِ » (8) يعني : يوم الحساب . « إِيَّاكَ نَعْبُدُ » (9) مثله . « اهْدِنَا الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ » . سورة الفاتحة ( 1 ) ، الآيات ، 5 و 6 . ؟ قال : الطريق ومعرفة الإمام ، قال : وحدَّثني أبي ،

.


1- .ثواب الأعمال ، ص238 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص188 ( كتاب القرآن ، باب ثواب تعلّم القرآن وتعليمه ، ح11 ) .
2- .سورة البقرة( 2 ) ، الآية 121 .
3- .مجمع البيان ، ج10 ، ص162 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص191 ( كتاب القرآن ، باب قراءة القرآن بالصوت الحسن ، ح4 ) .
4- .سورة البقرة ( 2 ) ، الآية 121 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص57 ( ح84 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص214 ( كتاب القرآن ، باب آداب القراءة وأوقاتها ، ح12 ) .
6- . ؟ قال : الشكر للّه ، في قوله : « رَبِّ الْعَ__لَمِينَ »
7- . بجميع خلقه ، « الرَّحِيمِ »
8- .سورة الصافات( 37 ) ، الآية 20 .
9- . مخاطبة اللّه عز و جل ، و « إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ »

ص: 582

عن حمّاد،عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : «الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ» قال: هو أمير المؤمنين عليه السلامومعرفته ، والدليل على أ نّه أمير المؤمنين قوله : « وَ إِنَّهُو فِى أُمِّ الْكِتَ_بِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ » (1) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أُمّ الكتاب ، وفي قوله : « الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ » . (2)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ سورة الأنعام نزلت جملة واحدة ، وشيّعها سبعون ألف ملك حين أُنزلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفعظّموها وبجلّوها ، فإنّ اسم اللّه _ تبارك وتعالى _ فيها في سبعين موضعا ، ولو يعلم الناس بما في قراءتها من الفضل ماتركوها . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : كنتُ جالسا عند أبي جعفر عليه السلاموهو متّك على فراشه إذ قرأ الآيات المحكمات الّتي لم ينسخهنَّ شيء من الأنعام . قال : شيّعها سبعون ألف ملك : « قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِى شَيْ_?ا » (4) . (5)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ سورة الأعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الّذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ، فإن قرأها في كل جمعة كان ممّن لا يحاسب يوم القيامة ، أما إنّ فيها محكما فلا تدعوا قراءتها فإنّها تشهد يوم القيامة لمن قرأها . (6)

.


1- .سورة الزخرف (43) ، الآية 4 .
2- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص353 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص229 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ح5 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص353 ( ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص275 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الأنعام ، ح6 ) .
4- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 151 .
5- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص383 ( ح 123 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص275 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الأنعام ، ح7 ) .
6- .ثواب الأعمال ، ص106 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص276 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سوره الأعراف ، ح1 ) .

ص: 583

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ سورة الأنفال وسورة براءة في كل شهر ، لم يدخله نفاق أبدا ، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام . (1)

تفسير العيّاشي :روى أبو بصير مثله ، وزاد في آخره : وأكل يوم القيامة من موائد الجنّة مع شيعة علي عليه السلام حتى يفرغ الناس من الحساب . (2)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله بإسناده ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ سورة يوسف في كل يوم أو في كل ليلة بعثه اللّه تعالى يوم القيامة وجماله مثل جمال (3) يوسف ، ولا يصيبه فزع يوم القيامة ، وكان من خيار عباد اللّه الصالحين . وقال : إنّها كانت في التوراة مكتوبة . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : من قرأ سورة يوسف [ في كل يوم أو ] في كل ليلة بعثه اللّه يوم القيامة وجماله على جمال يوسف ، ولا يصيبه يوم القيامة مايصيب الناس من الفزع ، وكان جيرانه من عباد اللّه الصالحين . ثم قال : إنّ يوسف عليه السلام كان من عباد اللّه الصالحين وأُومن في الدنيا أن يكون زانيا أو فحّاشا . (5)

ثواب الأعمال :حدَّثني محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدَّثني محمد بن يحيى ، قال : حدَّثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن

.


1- .ثواب الأعمال ، ص106 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص277 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الأنفال وسورة التوبة ، ح1 ) .
2- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص73 ( 1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص277 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الأنفال وسورة التوبة ، ح2 ) .
3- .في البحار : « كجمال » .
4- .ثواب الأعمال ، ص106 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص279 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة يوسف ، ح1 ) .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص166 ( ح1 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص279 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة يوسف ، ح2 ) .

ص: 584

إسماعيل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : من قرأ سورة الطواسين الثلاثة في ليلة الجمعة كان من أولياء اللّه ، وفي جوار اللّه وكنفه ، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا ، وأُعطي في الآخرة من الجنّة حتى يرضى وفوق رضاه ، وزوجه اللّه مئة زوجة من حور العين . (1)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو واللّه يا أبا محمّد من أهل الجنّة ، ولا أستثني فيه أبدا ، ولا أخاف أن يكتب اللّه عليَّ في يميني إثما ، وإنّ لهاتين السورتين من اللّه مكانا . (2)

ثواب الأعمال :حدَّثني محمد بن موسى المتوكل ، قال : حدثني محمد بن يحيى ، قال : حدَّثني محمد بن أحمد عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران قال حدَّثني الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إنّ لكلّ شي قلبا وإن قلب القرآن « يس » ، ومن قرأها قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يمشي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي ، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكّل اللّه به ألف ملك يحفظونه من شرّ كل شيطان رجيم ومن كل آفة ، وإن مات في يومه [ أو في ليلته ]أدخله اللّه الجنّة ، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلّهم يستغقرون له ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، فإذا دخل (3) في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون اللّه وثواب عبادتهم له ، وفُسح له في قبره مدّ بصره وأُومن من ضغطة القبر ، ولم يزل له في قبره نور ساطع إلى عنان السماء إلى أن يخرجه اللّه من قبره ، فإذا أخرجه لم تزل ملائكة اللّه معه يشيّعونه ويحدّثونه ويضحكون في وجهه ويبشّرونه

.


1- .ثواب الأعمال ، ص109 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص286 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الطواسين الثلاث ، ح1 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص109 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص287 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة العنكبوت وسورة الروم ، ح1 ) .
3- .في البحار : « أُدخل » .

ص: 585

بكل خير حتى يجوزونه على الصراط والميزان ويوقفونه من اللّه موقفا لا يكون عند اللّه خلقا أقرب منه إلاّ ملائكة اللّه المقرّبون وأنبياؤه المرسلون ، وهو مع النبيّين واقف بين يدي اللّه لا يحزن مع من يحزن ، ولا يهمّ مع من يهمّ ، ولا يجزع مع من يجزع ، ثم يقول له الرب _ تبارك وتعالى _ : « اشفع عبدي اشفّعك في جميع ماتشفع ، وسلني أعطك عبدي جميع ماتسأل » ، فيسأل فيُعطى ، ويشفع فيشفّع ، ولا يحاسب فيمن يُحاسب ، ولا يُوقف مع من يوقف ، ولا يُذلّ مع من يُذل ، ولا يُكتب بخطيئة ولا بشيء من سوء عمله ، ويُعطى كتابا منشورا حتى يهبط من عند اللّه فيقول الناس بأجمعهم : « سبحان اللّه ! ماكان لهذا العبد من خطيئة واحدة ! » ، ويكون من رفقاء محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (1)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قل حدَّثني أحمد بن إدريس ، قال حدَّثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : من أدمن قراءة حم الزخرف ، آمنه اللّه في قبره من هوامّ الأرض وضغطة القبر حتى يقف بين يدي اللّه عز و جل ، ثم جاءت حتى تدخله الجنّة بأمر اللّه تبارك وتعالى . (2)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدا ، ولا يسمع زفير جهنّم ولا شهيقها ، وهو مع محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (3)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : الحواميم رياحين القرآن ، فإذا قرأتموها فاحمدوا اللّه واشكروه كثيرا لحفظها وتلاوتها ، إنّ العبد ليقوم وليقرأ الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر ، وإنّ اللّه عز و جل ليرحم تاليها وقارئها ، ويرحم جيرانه

.


1- .ثواب الأعمال ، ص111 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص288 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة يس وفيه فضائل غيرها من السور أيضا ، ح1 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص113 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص299 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الزخرف ، ح1 ) .
3- .ثواب الأعمال ، ص114 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص301 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الجاثية ، ح1 ) .

ص: 586

وأصدقاءه ومعارفه وكل حميم وقريب له ، وإنّه في القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة اللّه المقرّبون . (1)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ سورة « الَّذِينَ كَفَرُواْ » لم يرتب أبدا ، ولم يدخله شكّ في دينه أبدا ، ولم يبتله اللّه بفقر أبدا ولا خوف من سلطان أبدا ، ولم يزل محفوظا من الشكّ والكفر أبدا حتى يموت ، فإذا مات وكّل اللّه به في قبره ألف ملك يُصلّون في قبره ، ويكون ثواب صلاتهم له ، ويشيّعونه حتى يوقفوه موقف الأمن عنداللّه عز و جل ، ويكون في أمان اللّه وأمان محمّد صلى الله عليه و آله وسلم . (2)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها ؛ فإنّها لا تقرّ في قلوب المنافقين ، ويأتي بها ربّها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة وأطيب ريح حتى يقف من اللّه موقفا لا يكون أحد أقرب إلى اللّه منها . فيقول لها : من الّذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك ؟ فتقول : ياربّ فلان وفلانٌ ، فتبيضّ وجوههم . فيقول لهم : اشفعوا فيمن أحببتهم ، فيشفعون حتى لايبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له ، فيقول لهم : ادخلوا الجنّة واسكنوا فيها حيث شئتم . (3)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني أحمد بن إدريس قال : حدَّثني محمّد بن أحمد قال : حدَّثني محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ في كل ليلة جمعة الواقعة أحبّه اللّه ، وأحبّه إلى الناس أجمعين ، ولم يرَ في الدنيا بؤسا أبدا ، ولا فقرا ولا فاقةً ولا آفةً من

.


1- .ثواب الأعمال ، ص114 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص301 ( كتاب القرآن ، باب فضائل قراءة الحواميم وفيه فضل قراءة سورة اُخرى أيضا ، ح1 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص115 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص303 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، ح1 ) .
3- .ثواب الأعمال ، ص116 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص306 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الرحمن ، ح1 ) .

ص: 587

آفات الدنيا ، وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذه السورة لأميرالمؤمنين عليه السلامخاصّة لم يشركه فيها أحد . (1)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني أحمد بن إدريس ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من قرأ سورة الصفّ وأدمن قراءتها في فرائضه ونوافله صفّه اللّه مع ملائكته وأنبيائه المرسلين إن شاء اللّه . (2)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه قال : من قرأ سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة ، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ، ثم لا يفارقها حتّى يدخل الجنّة . (3)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن بن عليّ عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه اللّه من أن يكون يوم القيامة ممّن يخاف أو يحزن ، وعوفي من النار ، وأدخله اللّه الجنّة بتلاوته إيّاهما ومحافظته عليهما ؛ لأ نّهما للنبي صلى الله عليه و آله وسلم . (4)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ « تَبَ_رَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ » (5) في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان اللّه حتى يصبح ، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنّة . (6)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن

.


1- .ثواب الأعمال ، ص117 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص07 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الواقعة وفيه ذكر فضل سور أُخرى أيضا ، ح1 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص118 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص10 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الصّف ، ح1 ) .
3- .ثواب الأعمال ، ص118 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص12 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة التغابن ، ح1 ) .
4- .ثواب الأعمال ، ص119 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص12 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورتي الطلاق والتحريم ، ح1 ) .
5- .سورة الملك( 67 ) ، الآية 1 .
6- .ثواب الأعمال ، ص119 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص313 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة تبارك ، ح1 ) .

ص: 588

أبي بصير ، عن أبي جعفر قال : من أدمن قراءة لا أُقسم وكان يعمل بها بعثه اللّه عز و جل مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من قبره في أحسن صورة ، ويبشّره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان . (1)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ : « سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى » (2) في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة : ادخل من أيّ أبواب الجنان شئت إن شاء اللّه . (3)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبي المغرى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من أدمن قراءة : « هَلْ أَتَ_ل_كَ حَدِيثُ الْغَ_شِيَةِ » (4) في فريضة أو نافلة غشّاه اللّه برحمته في الدنيا والآخرة ، وأتاه اللّه الأمن يوم القيامة من عذاب النار . (5)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبيه والحسين بن أبي العلاء ، عن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من كان قراءته في فريضة : « لاَ أُقْسِمُ بِهَ_ذَا الْبَلَدِ » (6) كان في الدنيا معروفا أ نّه من الصالحين ، وكان في الآخرة معروفا أنّ له من اللّه مكانا ، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيّين والشهداء والصالحين . (7)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسين بن

.


1- .ثواب الأعمال ، ص121 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص319 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة القيامة ، ح1 ) .
2- .سورة الأعلى( 87 ) ، الآية 1 .
3- .ثواب الأعمال ، ص122 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص322 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الأعلى ، ح1 ) .
4- .سورة الغاشية( 88 ) ، الآية 1 .
5- .ثواب الأعمال ، ص122 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص323 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الغاشية ، ح1 ) .
6- .سورة البلد ( 90 ) ، الآية 1 .
7- .ثواب الأعمال ، ص123 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص337 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة البلد ، ح1 ) .

ص: 589

أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ : « وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ » (1) في فرائضه ، أبعد اللّه عنه الفقر ، وجلب عليه الرزق ، ويدفع عنه ميتة السوء . (2)

أمالي الصدوق :حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدَّثنا أبي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبداللّه بن عبداللّه الدهقان ، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام يحدّث عن أبيه عن آبائه عليهم السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يوما لأصحابه : أيّكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان رحمه الله : أنا يا رسول اللّه . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : فأيّكم يحيي الليل ؟ فقال سلمان : أنا يارسول اللّه . قال : فأيّكم يختم القرآن في كلّ يوم ؟ فقال سلمان : أنا يا رسول اللّه ، فغضب بعض أصحابه فقال : يارسول اللّه ، إنّ سلمان رجل من الفُرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش ، قلتَ : أيّكم يصوم الدهر ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر أيّامه يأكل ! وقلتَ : أيّكم يحيي الليل ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليله نائم ! وقلت : أيّكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر نهاره صامت ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : مه يافلان ، وأ نى لك بمثل لقمان الحكيم ! سله فإنه يُنبئك . فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبداللّه ، أليس زعمت أنك تصوم الدهر ؟ فقال : نعم . فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل ؟ ! فقال : ليس حيث تذهب ، إنّي أصوم الثلاثة في الشهر ، وقال اللّه عز و جل : « مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا » (3) ، وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر .

.


1- .سورة الهمزة( 104 ) ، الآية 1 .
2- .ثواب الأعمال ، ص126 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص337 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الهمزة ، ح6 ) .
3- .سورة الانعام ( 6 ) ، الآية 160 .

ص: 590

فقال : أليس زعمت إنك تحيي الليل ؟ فقال : نعم . فقال : أنت أكثر ليلك نائم ؟ ! فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول : من بات على طهر فكأ نّما أحيا الليل كلّه ، فأنا أبيت على طهر . فقال : أليس زعمت إنك تختم القرآن في كلّ يوم ؟ قال : نعم . قال : فأنت أكثر أيّامك صامت ؟ ! فقال : ليس بحيث تذهب ، ولكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول لعلي عليه السلام : « يا أبا الحسن ، مثلك في أُمّتي مثل سورة التوحيد « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » (1) ، فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبة فقد كمل له ثلثا الإيمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان ، والّذي بعثني بالحقّ يا علي ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذّب أحد بالنار » ، وأنا أقرأ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » في كل يوم ثلاث مرّات ، فقام وكأ نّه قد اُلقم حجرا . (2)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من قرأ في فرائضه : « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَ_بِ الْفِيلِ » (3) شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأ نّه كان من المصلّين ، وينادي له يوم القيامة منادٍ : صدّقتم على عبدي ، قبلت شهادتكم له ، وعليه أدخلوه الجنّة ولا تحاسبوه فإنّه ممّن أُحبّه وأُحبّ عمله . (4)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن أبي المغرى ، عن

.


1- .سورة التوحيد ( 112 ) ، الآية 1 .
2- .الأمالي ، الصدوق ، ص86 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص345 ( كتاب القرآن ، باب فضائل التوحيد ، ح5 ) .
3- .سورة الفيل ( 105 ) ، الآية 1 .
4- .ثواب الأعمال ، ص126 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص337 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الفيل والايلاف ، ح1 ) .

ص: 591

أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مَن أكثر قراءة « لاِءِيلَ_فِ قُرَيْشٍ » (1) بعثه اللّه يوم القيامة على مركب من مراكب الجنّة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة . (2)

ثواب الأعمال :بالإسناد السابق ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : من كان قراءته : « إِنَّ_آ أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ » (3) في فرائضه ونوافله سقاه اللّه من الكوثر يوم القيامة ، وكان محَّدثه عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفي أصل طوبى . (4)

معاني الأخبار :حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال : حدَّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : « ال_م » هو حرف من حروف اسم اللّه الأعظم المقطّع في القرآن الّذي يؤلّفه النبي صلى الله عليه و آله وسلموالإمام ، فإذا دعا به اُجيب : « ذَ لِكَ الْ_كِتَ_بُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ » (5) قال : بيان لشيعتنا « الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ يُنفِقُونَ » (6) قال : كما علّمناهم ينبؤون وممّا علّمناهم من القرآن يتلون . (7)

تفسير القمّي :جعفر بن أحمد ، عن عبيداللّه ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : « ك_هيعص » (8) ؟ قال : هذه أسماء اللّه مقطّعة .

.


1- .سورة قريش ( 106 ) ، الآية 1 .
2- .ثواب الأعمال ، صص126 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص337 ( كتاب القرآن ، باب فضائل سورة الفيل والايلاف ، ح2 ) .
3- .سورة الكوثر( 108 ) ، الآية 1 .
4- .ثواب الأعمال ، ص127 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص338 ( كتاب القرآن باب فضائل سورة الكوثر ، ح1 ) .
5- .سورة البقرة( 2 ) ، الآية 2 .
6- .أيضا ، الآية 3 .
7- .معاني الأخبار ، ص23 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص375 ( كتاب القرآن ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطّعات ، ح3 ) .
8- .سورة مريم( 19 ) ، الآية 1 .

ص: 592

وأمّا قوله : « ك_هيعص » قال : اللّه هو الكافي الهادي العالم الصادق ذو الأيادي العظام ، وهو قوله كما وصف نفسه تبارك وتعالى . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ القرآن محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأمّا المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به وهو قول اللّه : « فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَ_بَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُو إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِى كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا » (2) ، والراسخون في العلم هم آل محمّد . (3)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فنؤمن به ونعمل به ندين به ، وأمّا المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به . (4)

.


1- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج2 ، ص48 ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص376 ( كتاب القرآن ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطّعات ، ح4 ) .
2- .سورة آل عمران( 3 ) ، الآية 7 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص163 ( ح4 ) ؛ بحار الأنوار ، ج89 ، ص382 ( كتاب القرآن ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطّعات ، ح16 ) .
4- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص11 ( ح6 ) ؛ بحار الأنوار ، ج 89 ، ص383 ( كتاب القرآن ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطّعات ، ح21 ) .

ص: 593

كتاب العشرة

كتاب العشرةالكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : إنّ أعرابيّا من بني تميم أتى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال له : « أوصني » ، فكان ممّا أوصاه : تحبّب إلى الناس يحبّوك . (1)

الكافي :حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام في مصافحة المسلم اليهوديّ والنصرانيّ ؟ قال : من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك . (2)

الكافي :أحمد بن محمّد الكوفي ، عن عليّ بن الحسن بن علي ، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن أبي بصير قال : سُئِل أبو عبداللّه عليه السلامعن الرجل يكون له الحاجة إلى المجوسي أو إلى اليهودي أو إلى النصراني ، أو أن يكون عاملاً أو دهقانا من عظماء أهل أرضه ، فيكتب إليه الرجل في الحاجة العظيمة أيبدأ بالعلج (3) ويسلّم عليه في كتابه ؟ وإنّما يضع ذلك لكي تقضى حاجته .

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص642 ( كتاب العِشرة ، باب التحبب إلى الناس والتودّد إليهم ، ح1 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص433 ( كتاب الحجّ ، باب 29 من أبواب أحكام العشِرة ، ح1 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص650 ( كتاب العِشرة ، باب التسليم على أهل الملل ، ح10 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج2 ، ص1019 ( باب نجاسة الكافر ولو ذميا ولو ناصبيا ، ح5 ) .
3- .العلج: الرجل من كفّار العجم . ( مرآة العقول ج 12 ، ص 549 )

ص: 594

قال : أمّا أن تبدأ به فلا ، ولكن تسلّم عليه في كتابك ، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمقد كان يكتب إلى كسرى وقيصر . (1)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ومحمّد بن سنان ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : لا تفتّش الناس فتبقى بلا صديق . (2)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير وغيره، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال، قال: من إجلال اللّه عز و جل إجلال ذي الشيبه المسلم. (3)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإنّ في ذلك ما يحزنه ويؤذيه . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير : قال أبو عبداللّه عليه السلام : التقيّة من دين اللّه ، قلت: من دين اللّه ؟! قال : إي واللّه من دين اللّه ، ولقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (5) واللّه ، ماكانوا سرقوا شيئا ، ولقد قال إبراهيم : « إِنِّى سَقِيمٌ » (6) واللّه ، ماكان سقيما . (7)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص651 ( كتاب العشرة ، باب مكاتبة أهل الذمّة ، ح1 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص457 ( باب جواز مكاتبة المسلم لأهل الذمّة و . . . ح2 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص651 ( كتاب العشرة ، باب الإغضاء ، ح2 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص458 ( باب استحباب الإغضاء عن الإخوان و . . . ح2 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص658 ( كتاب العشرة ، باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم ، ح6 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص467 ( باب استحباب اجلال ذي الشيبة المؤمن و . . . ح2 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص660 ( كتاب العشرة باب في المناجات ، ح1 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص472 ( باب أنه إذا اجتمع ثلاثة كره أن يتناجى اثنان دون الثالث ، ح1 ) .
5- .سوره يوسف ( 12 ) ، الآية 70 .
6- .سورة الصافات ( 37 ) ، الآية 89 .
7- .الكافي ، ج2 ، 217 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التقية ، ح3 ) ؛ بحار الأنوار ، ج 72 ، ص425 ( كتاب العشرة ، باب التقية والمداراة ، ح83 ) .

ص: 595

الكافي :محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أتى رسول صلى الله عليه و آله وسلمرجل فقال : « يا رسول اللّه أوصني » ، فكان فيما أوصاه أن قال : القِ أخاك بوجه منبسط . (1)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أحدهما عليه السلام أ نّه ذكر الوالدين فقال : هما اللّذان قال اللّه : « وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَ_نًا » (2) . (3)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن زرعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ في الجنّة درجة لا ينالها (4) إلاّ إمام عادل ، أو ذو رحم وصول ، أو ذو عيال صبور . (5)

معاني الأخبار :محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : صلة الرحم تزيد في العمر ، وصدقة السرّ تطفئ غضب الربّ ، وأنّ قطيعة الرحم واليمين الكاذبة لتذران الديار بلاقع من أهلها تثقّلان الرَحم ، وإنّ تثقّل الرحم انقطاع النسل . (6)

كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إن الرحم معلّقة بالعرش تنادي يوم القيامة : « اللّهمَّ صل من وصلني ، واقطع من قطعني»، فقلت: أهي رحم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : بل رحم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممنها،

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص103 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب حسن البرّ ، ح3 ) ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص512 ( كتاب الحّج ، باب 107 من أبواب أحكام العشرة ، ح2 ) .
2- .سورة الإسراء( 17 ) ، الآية 23 .
3- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص284 ( ح36 ) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص78 ( كتاب العشرة ، باب برّ الوالدين والأولاد ، ح75 ) .
4- .نسخة بدل : « لا يبلغها » .
5- .الخصال ، ص93 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص90 ( كتاب العشرة ، باب صلة الرحم ، ح9 ) .
6- .معاني الأخبار ، ص264 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص94 ( كتاب العشرة ، باب صلة الرحم ، ح24 ) .

ص: 596

وقال : إنّ الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبّة المدار _ وهو المغزل _ ، فمن أتاها واصلاً لها انتشرت له نورا حتى تدخله الجنّة ، ومن أتاها قاطعا لها انقبضت عنه حتى تقذف به في النار . (1)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : إنّ الرحم معلّقة بالعرش تقول : « اللّهمَّ صل من وصلني واقطع من قطعني » ، وهي رحم آل محمّد ، وهو قول اللّه عز و جل : « وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِى أَن يُوصَلَ » (2) ورحم كلّ ذي رحم . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : صلوا أرحامكم ولو بالتسليم ، يقول اللّه _ تبارك وتعالى _ : « وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِى وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا » (4) . (5)

الكافي :عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كفر باللّه من تبرّأ من نسب وإن دقّ . (6)

أمالي الطوسى :الحسين بن إبراهيم ، عن محمّد بن وهبان ، عن عليّ بن حبشي ، عن العبّاس بن محمّد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : اتّقوا اللّه

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ؛ ص37 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص101 ( كتاب العشرة ، باب صلة الرحم ، ح52 ) .
2- .سورة الرعد (13) ، الآية 21 .
3- .الكافي ، ج2 ، ص151 (كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح 7) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص115 ( كتاب العشرة ، باب صلة الرحم ، ح75 ) .
4- .سورة النساء( 4 ) ، الآية 1 .
5- .الكافي ، ج2 ، ص155 (كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح 22) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص126 ( كتاب العشرة ، باب صلة الرحم ، ح89 ) .
6- .الكافي ، ج2 ، ص350 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الانتفاء ، ح 1) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص138 ( كتاب العشرة ، باب صلة الرحم ، ح109 ) .

ص: 597

وعليكم بالطاعة لأئمّتكم ، قولوا ما يقولون واصمتوا عّما صمتوا ، فإنّكم في سلطان ، من قال اللّه تعالى : « وَ إِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ » (1) يعني بذلك ولد العبّاس ، فاتّقوا اللّه فإنّكم في هذه ، صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وأدّوا الأمانة إليهم ، وعليكم بحجّ هذا البيت فأدمنوه فإنّ في إدمانكم الحّج دفع مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة . (2)

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعن العدّة ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده وأرواحهما من روح واحدة ، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح اللّه من اتّصال شعاع الشمس بها . (3)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى اللّه على يديه قضائها كتب اللّه عز و جل له حجّة وعمرة ، واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما . قاله : وإن اجتهد فيها ولم يجر اللّه قضائها على يديه كتب اللّه عز و جل له حجّة وعمرة . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سُئِل محمّد بن علي عليه السلام : ما يعدل عتق رقبة ؟ قال : إطعام رجل مسلم (5) . (6)

.


1- .سورة إبراهيم( 14 ) ، الآية 46 .
2- .الأمالي ، الطوسي ، ص668 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص167 ( كتاب العشرة ، باب حسن المعاشرة ، ح33 ) .
3- .الكافي ، ج2 ، ص166 (كتاب الإيمان والكفر ، باب اخوة المؤمنين بعضهم لبعض ، ح 4) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص268 ( كتاب العشرة ، باب حسن المعاشرة ، ح8 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص198 (كتاب الإيمان والكفر ، باب السعي في حاجة المؤمن ، ح 7) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص334 ( كتاب العشرة ، باب قضاء حاجة المؤمن ، ح111 ) .
5- .في البحار : « رجل مؤمن » .
6- .المحاسن ، ج2 ، ص393 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص366 ( كتاب العشرة ، باب إطعام المؤمن وسقيه ، ح44 ) .

ص: 598

الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لأن أطعم رجلاً من المسلمين أحبُّ إليَّ من أن أطعم أُفقا من الناس ، قلت : وما الأُفق ؟ مئة ألف أو يزيدون . (1)

ثواب الأعمال :حدَّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثني عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد ، عن إسماعيل الجوهري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « لأن أحجّ حجّة أحبُّ إليَّ من أن أعتق رقبة _ حتّى انتهى إلى عشرة ومثلها ومثلها حتّى انتهى إلى سبعين _ ولأن أعول أهل بيت من المسلمين ، وأشبع جوعتهم ، وأكسو عورتهم ، وأكفّ وجوههم عن الناس ، أحبُّ إليَّ من أن أحجّ حجّة وحجّة وحجّة _ حتّى انتهى إلى عشرة ومثلها ومثلها ، حتّى انتهى إلى سبعين _ . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ المتحابّين في اللّه يوم القيامة على منابر من نور ، قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى يُعرفوا به فيقال : هؤلاء المتحابّون في اللّه . (3)

تفسير القمّي :حدَّثني أبي ، عن حمّاد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لعلي عليه السلام : يا علي ! ما من دار فيها فرحة ، إلاّ تبعها ترحة ، وما من هم إلا وله فرج ، إلا هم اهل النار ، فإذا عملت سيّئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا وعليك بصنائع الخير فإنّها تدفع مصارع السوء . (4)

.


1- .الكافي ، ج2 ، ص200 (كتاب الإيمان والكفر ، باب اطعام المؤمن ، ح 2) ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص371 ( كتاب العشرة ، باب إطعام المؤمن وسقيه ، ح64 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص141 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص389 ( كتاب العشرة ، باب ثواب من عال أهل بيت من المؤمنين ، ح1 ) .
3- .المحاسن ، ج1 ، ص265 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص399 ( كتاب العشرة ، باب التراحم والتعاطف ، ح35 ) .
4- .تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج1 ، ص364 ؛ بحار الأنوار ، ج71 ، ص408 ( كتاب العشرة ، باب فضل الإحسان والفضل والمعروف ، ح5 ) .

ص: 599

تفسير العيّاشي :إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قول اللّه : « وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ » (1) فقال : هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث أو ماشية ويشغل فيها نفسه ، فليأكل منه بالمعروف ، وليس ذلك له في الدنانير والدراهم الّتي عنده موضوعة . (2)

تفسير العيّاشي :أبو بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أصلحك اللّه ما أيسر ما يدخل به العبد النار ؟ قال : من أكل من مال اليتيم درهما ، ونحن اليتيم . (3)

الكافي :الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عمر بن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : طوبى لعبد نومة ؛ عرفه اللّه ولم يعرفه الناس ، أُولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ، ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ، ليسوا بالمذاييع البذر ولا بالجفاة المرائين . (4)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل : « وَيَقْتُلُونَ الْأَمنبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ » (5) فقال : أما واللّه ماقتلوهم بأسيافهم ، ولكن أذاعوا سرّهم وأفشوا عليهم فقتلوا . (6)

كتاب الزهد :محمّد بن سنان عمّن أخبره ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنّ موسى بن عمران حُبس عنه الوحي ثلاثين صباحا فصعد على

.


1- .سورة النساء( 4 ) ، الآية 6 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص222 ( ح31 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص7 ( كتاب العشرة ، باب العشرة مع اليتامى ، ح21 ) .
3- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص225 ( ح48 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص10 ( كتاب العشرة ، باب العشرة مع اليتامى ، ح34 ) .
4- .الكافي ، ج2 ، ص225 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح 11) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص79 ( كتاب العشرة ، باب فضل كتمان السرّ وذمّ الإذاعة ، ح28 ) .
5- .سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية 112 .
6- .الكافي ، ج2 ، ص371 (كتاب الإيمان والكفر ، باب الإزاعة ، ح 7) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص87 ( كتاب العشرة ، باب فضل كتمان السرّ وذمّ الإذاعة ، ح40 ) .

ص: 600

جبلٍ بالشام يقال له « أريحا » ، فقال : ياربّ ، لِمَ حبست عنّي وحيك وكلامك ؟ ألذنب أذنبته ؟ فها أنا بين يديك فاقتصّ لنفسك رضاها ، وإن كنت إنّما حبست عنّي وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل فعفوك القديم . فأوحى اللّه إليه : أن يا موسى ، تدري لم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي ؟ فقال : لا أعلمه ياربّ . قال : يا موسى ، إنّي اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم أرَ في خلقي شيئا أشدّ تواضعا منك ، فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي . قال : فكان موسى عليه السلام : إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض وخدّه الأيسر بالأرض . (1)

الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي بصير قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام في السنة الّتي قُبض فيها أبو عبداللّه عليه السلام فقلت: جُعلت فداك! مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بدنة؟ فقال : يا أبا محمّد ، إنّ نوحا عليه السلام كان في السفينة وكان فيها ماشاء اللّه ، وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء ، وخلّى سبيلها نوح عليه السلام فأوحى اللّه عز و جل إلى الجبال : إنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي ، وهو جبل عندكم ، فضربت السفينة بجؤجوئها الجبل . قال : فقال نوح عليه السلام عند ذلك يا ماري اتقن ، وهو بالسريانية [ يا ]ربّ أصلح . قال : فظننت أنّ أبا الحسن عليه السلام عرّض بنفسه . (2)

ثواب الأعمال :حدَّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثني عبداللّه بن

.


1- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص58 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص122 ( كتاب العشرة ، باب التواضع ، ح16 ) .
2- .الكافي ، ج2 ، ص124 ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التواضع ، ح12 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص132 ( كتاب العشرة ، باب التواضع ، ح35 ) .

ص: 601

جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن المثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا تحقّروا مؤمنا فقيرا فإنّه من حقَّر مؤمنا فقيرا أو استخفّ به حقّره اللّه تعالى ، ولم يزل ماقتا له حتى يرجع عن تحقيره أو يتوب . قال : ومن استذلّ مؤمنا أو حقّره لقلّة ذات يده ولفقره ، شهره اللّه يوم القيامة على رؤوس الخلائق . (1)

ثواب الأعمال :حدَّثني محمّد بن الحسن قال : حدَّثني محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال : حدَّثني إدريس بن الحسن ، عن مصبح بن هلقام ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : أيّما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكلّ جهده ، فقد خان اللّه ورسوله والمؤمنين . قال أبو بصير : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ماتعني بقولك : « والمؤمنين » ؟ قال : من لدن أمير المؤمنين عليه السلام إلى آخرهم . (2)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله قال : حدَّثني عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مزار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : أيّما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخواننا فاستعان به في حاجة فلم يعنه وهو يقدر ، ابتلاه اللّه عز و جل بأن يقضي حوائج عدوٍّ من أعدائنا ، يعذّبه اللّه عليه يوم القيامة . (3)

ثواب الأعمال :حدَّثني محمّد بن الحسن قال : حدَّثني الحسين بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن عبداللّه بن بكير ، عن أبي بصير ، عن

.


1- .ثواب الأعمال ، ص250 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص146 ( كتاب العشرة ، باب من أدنى مؤمنا أو أهانه ، ح15 ) .
2- .ثواب الأعمال ، ص249 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص175 ( كتاب العشرة ، باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو عند غيره ، ح7 ) .
3- .ثواب الأعمال ، 249 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص175 ( كتاب العشرة ، باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو عند غيره ، ح8 ) .

ص: 602

أبي جعفر عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية اللّه . (1)

كتاب الزهد :حمّاد بن عيسى ، عن العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ذات يوم عند عائشة ، فاستأذن عليه رجل ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : « بئس أخو العشيرة » ، وقامت (2) عائشة فدخلت البيت ، وأذن (3) له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفدخل ، فأقبل رسول اللّه عليه حتّى إذا فرغ من حديثه خرج . فقالت له عائشة :يا رسول اللّه ، بينا أنت تذكره (4) إذا أقبلت عليه بوجهك وبشرك ؟ ! فقال لها : إنّ من أشرّ عباد اللّه من تُكره مجالسته لفحشه . (5)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قوله : « وَ لاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا » (6) ؟ قال : بذل الرجل ماله ويقعده ليس له مال . قال : فيكون تبذير في حلال ؟ قال : نعم . (7)

ثواب الأعمال :أبي رحمه الله ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما انتصر اللّه من ظالم إلاّ بظالم وذلك قوله عز و جل : « وَكَذَ لِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّ__لِمِينَ بَعْضَا » (8) . (9)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما أنتصر اللّه من ظالم

.


1- .ثواب الأعمال ، ص240 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص255 ( كتاب العشرة ، باب الغيبة ، ح39 ) .
2- .نسخة بدل : « وقالت » .
3- .نسخة بدل : « فاذن » .
4- .نسخة بدل : « تذاكره » .
5- .كتاب الزهد ، الحسين بن سعيد ، ص9 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص281 ( كتاب العشرة ، باب سؤال المحضر ، ح8 ) .
6- .سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية 26 .
7- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص288 ( ح54 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص302 ( كتاب العشرة ، باب الإسراف والتبذير وحدّهما ، ح2 ) .
8- .سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية 129 .
9- .ثواب الأعمال ، ص274 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص313 ( كتاب العشرة ، باب الظلم وأنواعه ، ح28 ) .

ص: 603

إلاّ بظالم ، وذلك قول اللّه : « وَكَذَ لِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّ__لِمِينَ بَعْضَام بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ » (1) . (2)

معاني الأخبار :حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصّفار قال : حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه : « يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ » (3) . (4)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : « وَيَقْتُلُونَ الْأَمنبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ » (5) فقال : أما واللّه ما قتلوهم بالسيف ، ولكن أذاعوا سرّهم وأفشوا عليهم فقتلوا . (6)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لا خير فيمن لا تقيّة له ولا إيمان لمن لا تقيّة له . (7)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : التقية من دين اللّه ، قلت : من دين اللّه ؟ قال : إي واللّه من دين اللّه ، وقد قال يوسف : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَ_رِقُونَ » (8) واللّه ، ماكانوا سرقوا ،

.


1- .سورة الأنعام( 6 ) ، الآية 129 .
2- .تفسير العيّاشي ، ج1 ، ص376 ( ح92 ) ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص315 ( كتاب العشرة ، باب الظلم وأنواعة ، ح38 ) .
3- . فقال : اصبروا على المصائب وصابروهم على التقيّة ، ورابطوا على من تقتدون به « وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ». سورة آل عمران( 3 ) ، الآية 200 .
4- .معاني الأخبار ، ص369 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص396 ( كتاب العشرة ، باب التقية والمداراة ، ح19 ) .
5- .سورة آل عمران( 3 ) ، الآية 12 .
6- .المحاسن ، ج1 ، ص256 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص397 ( كتاب العشرة ، باب التقية والمداراة ، ح23 ) .
7- .المحاسن ، ج1 ، ص257 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص397 ( كتاب العشرة ، باب الظلم وأنواعه ، ح36 ) .
8- .سورة يوسف( 12 ) ، الآية 70 .

ص: 604

ولقد قال إبراهيم : « إِنِّى سَقِيمٌ » (1) واللّه ، ما كان سقيما . (2)

السرائر :في جامع البزنطي عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : بيع الشطرنج حرام ، وأكل ثمنه سحت ، واتخاذها كفر ، واللعب بها شرك ، والسلام على اللاهي بها معصية وكبيرة موبقة ، والخائض يده فيها كالخائض يده في لحم الخنزير ، ولا صلاة له حتّى يغسل يده كما يغسلها من مس لحم الخنزير ، والناظر إليها كالناظر في فرج أُمّه ، واللاهي بها والناظر إليها في حال مايُلهى بها ، والسلام على اللاهي بها في حالته تلك في الإثم سواء ، ومن جلس على اللعب بها فقد تبوأ مقعده من النار ، وكان عيشه ذلك حسرة عليه في القيامة ، وإياك ومجالسة اللاهي المغرور بلعبها ، فإنه من المجالس الّتي قد باء أهلها بسخط من اللّه يتوقعونه كلّ ساعة فيعمك معهم . (3)

الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : الاستيذان ثلاثة : أولهنّ يسمعون ، والثانية يحذرون ، والثالثة إن شاؤوا أذنوا ، وإن شاؤوا لم يفعلوا ، فيرجع المستأذن . (4)

تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ المؤمن إذا لقي أخاه وتصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما ماداما متصافحين كتحاتّ الورق عن الشجر ، فإذا افترقا قال ملكاهما : جزاكم اللّه خيرا عن أنفسكما ، فإن التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما منادٍ طوبى لكما وحسن مآب ، وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار أمير المؤمنين عليه السلاموفرعها في منازل أهل الجنّة ، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان : أبشرا ياوليّا اللّه بكرامة اللّه ، والجنّة من ورائكما . (5)

.


1- .سورة الصافات( 37 ) ، الآية 89 .
2- .المحاسن ، ج1 ، ص258 ؛ بحار الأنوار ، ج72 ، ص407 ( كتاب العشرة ، باب التقية والمداراة ، ح44 ) .
3- .السرائر ، ج3 ، ص577 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص10 ( كتاب العشرة ، باب افشاء السلام والابتداء به ، ح43 ) .
4- .الخصال ، ص91 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص14 ( كتاب العشرة ، باب الإذن في الدخول وسلام الإذن ، ح2 ) .
5- .تفسير العيّاشي ، ج2 ، ص213 ( ح49 ) ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص41 ( كتاب العشرة ، باب المصافحة والمعانقة والتقبيل ، ح41 ) .

ص: 605

كتاب الآداب والسنن

كتاب الآداب والسننالخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن قال : حدَّثنا أحمد بن إدريس قال : حدَّثنا محمّد بن أحمد بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : توقّوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة ، فإن يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ ، وفيه خلقت جهنّم . (1)

مكارم الأخلاق :أبو بصير قال : سألته عن قصّ النواصي تريد به المرأة الزينة لزوجها وعن الحفّ والقرامل والصوف وما أشبه ذلك ؟ قال : لا بأس بذلك كلّه . (2)

أمالي الصدوق :حدَّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضى الله عنه قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا عن محمّد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن عبدالخالق وأبي الصبّاح الكِناني جميعا ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه الصادق عليه السلاميقول : من كفّ أذاه عن جاره أقاله اللّه عز و جل عَثرته يوم القيامة ، ومن أعفَّ بطنه وفرجه كان في الجنّة ملكا محبورا ، ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى اللّه عز و جل له بيتا في الجنّة . (3)

.


1- .الخصال ، ص387 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص88 ( كتاب الآداب والسنن ، باب الإطلاء بالنورة ، ح2 ) .
2- .مكارم الأخلاق ، ص85 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص105 ( كتاب الأداب والسنن ، باب وصل الشعر والقصص في الرأس ، ح1 ) .
3- .الأمالي ، الصدوق ، ص646 ؛ وسائل الشيعة ، ج8 ، ص477 ( كتاب الحجّ ، باب 7 من أبواب أحكام العشرة ، ح7 ) .

ص: 606

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن خالد الطيالسي قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن عون ، عن ابن أبي نجران التميمي قال : حدَّثنا عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليم ؛ الناتف شيبه ، والناكح نفسه ، والمنكوح في دبره . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : قال رسول صلى الله عليه و آله وسلم : إنّ جبرئيل أتاني فقال : يا محمّد ، إنّ ربَّك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت . قال أبو بصير : قلت : وما التزويق ؟ قال : تصاوير التماثيل . (2)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأتاني جبرئيل فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك ينهى عن التماثيل . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : مَن قال حين يخرج من باب داره : « أعوذ بما عاذت به ملائكة اللّه ورسوله من شرّ هذا اليوم الجديد الّذي إذا غابت شمسه لم تعد ، من شرّ نفسي و ( من شرّ غيري ) (4) ، ومن شرّ الشياطين ، ومن شرّ من نصب لأولياء اللّه ، ومن شرّ الجنّ والإنس ، ومن شرّ السباع والهوامّ ، ومن شرّ ركوب المحارم كلّها ، أُجير نفسي باللّه من كل سوءٍ » ، غفر اللّه له ، وتاب عليه ، وكفاه المهمّ ، وحجزه عن

.


1- .الخصال ، ص106 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص106 ( كتاب الآداب والسنن ، باب الشيب وعلّته وجزّه ونتفه ، ح1 ) .
2- .المحاسن ، ج2 ، ص614 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص159 ( كتاب الآداب والسنن ، باب تزويق البيوت وتصويرها ، ح3 ) .
3- .المحاسن ، ج2 ، ص614 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص159 ( كتاب الآداب والسنن ، باب تزويق البيوت وتصويرها ، ح3 ) .
4- .« ومن شرّ غيري » من البحار .

ص: 607

السوء ، وعصمه من الشرّ . (1)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : مَن دخل سوق جماعة أو مسجد أهل نصب ، فقال مرة واحدة : « أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وحده لا شريك له ، واللّه أكبر كبيرا ، والحمد للّه كثيرا ، وسبحان اللّه بكرةً وأصيلاً ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، وصلى اللّه على محمّد وآله وأهل بيته » ، عدلت حجّة مبرورة . (2)

الخصال :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن عبيداللّه بن عبداللّه بن عروة ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : خمسة لا ينامون ؛ الهامّ بدم يسفكه ، وذوالمال الكثير لا أمين له ، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا ينالهٌ ، والمأخوذ بالمال الكثير ولا مال له ، والمحبّ حبيبا يتوقّع فراقه . (3)

المحاسن :أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : يخرج الرجل مع قوم مياسير وهو أقلّهم شيئا ، فيخرج القوم نفقتهم ولا يقدر هو أن يخرج مثل ما أخرجوا ؟ فقال : ما أُحبّ أن يذلّ نفسه ، ليخرج مع من هو مثله . (4)

أمالي الصدوق :حدَّثنا أبي رحمه الله قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن مثنىّ بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير قال : قال لي

.


1- .المحاسن ، ج2 ، ص350 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص170 ( كتاب الآداب والسنن ، باب آداب دخول الدار والخروج منها ، ح17 ) .
2- .المحاسن ، ج1 ، ص40 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص173 ( كتاب الآداب والسنن ، باب الدعاء عند دخول السوق ، ح6 ) .
3- .الخصال ، ص296 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص179 ( كتاب الآداب والسنن ، باب ماينبغي السهر فيه وما لاينبغي ، ح4 ) .
4- .المحاسن ، ج2 ، ص359 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص269 ( كتاب الآداب والسنن ، باب حسن الخلف وحسن الصحابة وسائر آداب السفر ، ح19 ) .

ص: 608

أبو عبداللّه الصادق عليه السلام : أما تحزن ؟ أما تهتمّ ؟ أما تألم ؟ قلت : بلى واللّه . قال : فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك ، وسيلان عينيك على خدّيك ، وتقطّع أوصالك ، وأكل الدود من لحمك وبلاك ، وانقطاعك عن الدنيا ، فإنّ ذلك يحثّك على العمل ، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا . (1)

.


1- .الأمالي ، الصدوق ، ص426 ؛ بحار الأنوار ، ج73 ، ص322 ( كتاب الآداب والسنن ، باب مايورث الهمّ والغمّ ، ح5 ) .

ص: 609

الفهرست .

ص: 610

. .

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.