ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

قصيدة واحدة وردت من بغداد في مطلع القرن الرابع عشر في إنكار الإمام المهدي عليه السلام، فتبارى لها شعراء النجف الأشرف وغيرهم آنذاك في ردّها، وكان نتاجهم بأجمعه يزيد على ديوان من غرر الشعر ونفيسه.

وتمشّياً مع هذا المختصر نذكر بعض ما قيل في الإمام المهدي عليه السلام من قبل أن يولد، وما قيل فيه من قبل شعراء الجمهور من غير الشيعة.

1- قال أمير المؤمنين عليه السلام:

فللَّه درّه من إمامٍ سميدع يذلّ جيوش المشركين بصارم

ويظهر هذا الدِّين في كلّ بقعةٍ ويرغم أنف المشركين الغواشم

فياويل أهل الشرك من سطوة الفنا ويا ويل كلّ الويل من كان لظالم

ينقي بساط الأرض من كلّ آفةٍ ويرغم فيها كلّ أنفٍ غاشم

ويأمر بمعروفٍ وينهى لمنكر ويطلع نجم الحقّ على يد قائم

ص: 7

وينشر بسط العدل شرقاً ومغرباً وينصر دين اللَّه رأس الدعائم

وما قلت هذا القول فخراً وإنّما قد أخبرني المختار من آل هاشم (1)

2- وله عليه السلام:

سقى اللَّه قائمنا صاحب ال - قيامة والناس في دابها

هو المدرك الثار لي يا حسين بل لك فاصبر لأتعابها

لكلّ دمٍ ألف ألف وما يقصر في قتل أحزابها

هنالك لا ينفع الظالمين قول بعذر وأعقابها (2)

3- وله عليه السلام:

بني إذا ما جاشت الترك فانتظر ولاية مهديٍّ يقوم ويعدل

ص: 8

وذلّ ملوك الأرض من آل هاشم وبويع منهم من يلذ ويهزل

صبيّ من الصبيان لا رأي عنده ولا عنده جدّ ولا هو يعقل

فثم يقوم القائم الحقّ منكم وبالحقّ يأتيكم وبالحقّ يعمل

سمي نبيّ اللَّه نفسي فداؤه فلا تخذلوه يا بني وعجّلوا (1)

4- قال الإمام الصادق عليه السلام:

لكلّ اناسٍ دولة يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ (2)

5- أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن أحمد بن زياد عن دعبل بن عليّ الخزاعي قال: لمّا أنشدت قصيدتي لمولاي الإمام عليّ الرِّضا رضى الله عنه، أوّلها:

مدارس آياتٍ خلت من تلاوةٍ ومنزلُ وحيٍّ مقفر العرصات

ص: 9

أرى فيئهم في غيرهم متقسِّماً وأيديهم من فيئهم صفراتِ

وقبرٍ ببغداد لنفسٍ زكيّةٍ تضمّنها الرحمان بالغرفات

قال لي الرِّضا: أفلا ألحق هذين البيتين بقصيدتك؟

قلت: بلى ياابن رسول اللَّه، فقال:

وقبرٍ بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ ألحّت على الأحشاء بالزفرات

إلى الحشر حتّى يبعث اللَّه قائماً يفرّج عنّا الهمّ والكربات

(1) 6- سأل عيسى بن الفتح الإمام الحسن العسكري عليه السلام: يا سيّدي وأنت لك ولد؟

فقال عليه السلام: واللَّه سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلًا، وأمّا الآن فلا، ثمّ أنشد عليه السلام:

لعلّك يوماً أن تراني كأنّما بني حوالي الأسود اللوابد

ص: 10

فإنّ تميماً قبل أن تلد الحصى أقام زماناً وهو في الناس واحد (1)

7- عن أبي الصلت رضى الله عنه قال: قال دعبل رضى الله عنه: لمّا أنشدت مولاي الرِّضا هذه القصيدة وانتهيت إلى قولي:

خروج إمامٍ لا محالة قائم يقوم على اسم اللَّه والبركات

يميز فينا كلّ حقٍّ وباطلٍ ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه السلام ثمّ رفع رأسه وقال: يا خزاعيّ نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت، أتدري مَن هذا الإمام الذي تقول؟ قلت: لا أدري إلّاأنّي سمعت يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلًا.

فقال عليه السلام: يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني وبعده عليّ ابنه وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدُّنيا إلّا يوم واحد لطوَّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يخرج قائمنا فيملأ

ص: 11

الأرض عدلًا كما ملئت جوراً (1).

8- سأل نعثل اليهودي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم عن امور كثيرة فأجابه عنها، ومنها أسماء الأئمّة عليهم السلام، وبعد أن أخبره بأسمائهم أنشأ:

صلّى الإله ذو العلى عليك يا خير البشر

أنت النبيّ المصطفى والهاشميّ المفتخر

بك قد هدانا ربّنا وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سمّيتهم أئمّة إثني عشر

حباهم ربّ العُلى ثمّ اصطفاهم من كدر

قد فاز مَن والاهم وخاب من عادى الزهر

آخرهم يسقي الظما وهو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي والتابعين ما أمر

من كان عنهم معرضاً فسوف تصلاه سقر (2)

9- وفد الورد بن زيد- أخو الكميت بن زيد الأسدي- على أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام ومدحه بقصيدةٍ مطلعها:

ص: 12

كم حزت فيك من احواز وإيفاع وأوقع الشوق بي قاعاً إلى قاع

إلى أن يقول:

متى الوليد بسامرا إذا بنيت يبدو كمثل شهاب اللّيل طلّاع

حتّى إذا قذفت أرض العراق به إلى الحجاز أناخوه بجعجاع

وغاب سبتاً وسبتاً من ولادته مع كلّ ذي جوب للأرض قطّاع

لا يسأمون به الجوّاب قد تبعوا أسباط هارون كيل الصاع بالصاع

شبيه موسى وعيسى في مغابهما لو عاش عمريهما لم ينعه ناع

تتمّة النقباء المسرعين إلى موسى بن عمران كانوا خير سرّاع

أو كالعيون إلى يوم العصا انفجرت فانصاع منها إليه كلّ منصاع

ص: 13

إنّي لأرجو له رؤيا فأدركه حتّى أكون له من خير أتباع

بذاك أنبأنا الراوون عن نفر منهم ذوي خشية للَّه طوّاع

روته عنكم رواة الحقّ ما شرعت آباؤكم خير آباءٍ وشرّاع (1)

10- سفيان بن مصعب العبدي يمدح الإمام الصادق عليه السلام وكان معاصراً له:

وأنتم ولاة الحشر والنشر والجزا وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع

وأنتم على الأعراف وهي كتائب من المسك بكم يتضوّع

ثمانية بالعرش إذا يحملونه ومن بعدهم في الأرض هادون أربع (2)

11- قال أبو هريرة- شاعر الإمام الصادق عليه السلام- يمدحه بقصيدة منها:

ص: 14

نجوم هي اثنا عشرة كن سبقاً إلى اللَّه في علم من اللَّه سابق (1)

12- قال مصعب بن وهب النوشجاني- معاصر للإمام الرضا عليه السلام-:

فإن تسألاني ما الذي أنا دائنٌ به فالذي ابديه مثل الذي أخفي

أدينُ بأنّ اللَّه لا شي ء غيره قويّ عميم بارئ الخلق من ضعف

وأنّ رسول اللَّه أفضل مرسلٍ به بشّر الماضون في محكم الصحف

وأنّ عليّاً بعده أحد عشرة من اللَّه وعدٌ ليس في ذاك من خلف

أئمّتنا الهادون بعد محمّدٍ لهم صفو ودّي ما حييتُ لهم أصفي

ثمانية منهم مضوا لسبيلهم وأربعة يرجون للعدد الموف (2)

ص: 15

13- قال السيّد الحميري:

وكذا روينا عن وصيّ محمّدٍ ولم يكُ فيما قاله بالمكذّب

بأنّ وليّ الأمر يفقد لا يُرى سنين كفعل الخائف المترقّب

ويقسم أموال العقود كأنّما تضمّنه تحت الصفيح المنصب

فيمكث حيّاً ثمّ ينبع نبعة كنبعة درّي من الأرض يوهب

له غيبةٌ لابدّ أن سيغيبها فصلّى عليه اللَّه من متغيّب (1)

14- قال يحيى بن أعقب:

أسمر اللّون مشرق الوجه بالنور مليح البها طريّاً جنيا

يظهر الحقّ والبراهين والعدل فتلقى إذا إماماً عليا

ص: 16

وتطيع البلاد من مشرق الأرض إلى المغربين طوعاً جليا

وترى الذئب عنده الشاة ترعى ذاك بالعدل والأمان حفيّا

يحكم الأربعين في الأرض ملكاً ويوفى وكلّ حيٍّ وفيّا (1)

15- قال عليّ بن أبي عبداللَّه الخوافي- من أصحاب الرضا عليه السلام- يرثي الرضا عليه السلام ويذكر الأئمّة من بعده، مطلعها:

يا أرض طوس سقاك اللَّه رحمته ماذا حويت من الخيرات يا طوس

إلى أن يقول:

في كلّ عصرٍ لنا منكم إمام هدى فربعه آهل منكم ومأنوس

أمست نجوم سماء الدِّين فلة وظلّ اسد الشرى قد ضمّها الخيس

غابت ثمانية منكم وأربعة يرجى مطالعها ما حنت العيس

ص: 17

حتّى متى يظهر الحقّ المنير بكم فالحقّ في غيركم داجٍ ومطموس (1)

16- قال عبداللَّه بن أيّوب الحزيبي- من أصحاب الرضا عليه السلام- يمدح أبا جعفر الجواد عليه السلام يقول فيها:

ياابن الثمانية الأئمّة غربوا وأبا الثلاثة شرقوا تشريقا

إنّ المشارق والمغارب أنتمُ جاء الكتاب بذلكم تصديقا (2)

17- قال محمّد بن إسماعيل بن صالح الصيمري يرثي أبا الحسن الثالث ويعزّي ابنه أبا محمّد عليه السلام:

عشر نجوم أفلت في فلكها ويطلع اللَّه لنا أمثالها

بالحسن الهادي أبي محمّد تدرك أشياع الهدى آمالها

وبعده من يرتجى طلوعه يظلّ جواب الفلا جزالها

ص: 18

ذو الغيبتين الطول الحقّ التي لا يقبل اللَّه من استطالها

يا حجج الرحمن إحدى عشرة آلت فثاني عشرها آمالها (1)

18- قال أبو الغوث أسلم بن مهوز الطهوي المنبجي- شاعر آل محمّد- قصيدة مطلعها:

ولهت إلى رؤياكُم وله الصادي يذاد عن الورد الرويّ بذواد

إلى أن يقول:

هُم حجج اللَّه اثنتا عشرة متى عددت فثاني عشرهم خلف الحادي

بميلاده الأنباء جاءت شهيرةً فأعظم بمولودٍ وأكرم بميلادِ (2)

19- قال القاسم بن يوسف الكاتب يرثي الإمام الحسن عليه السلام:

إنّي لأرجو أن تنالهم منّي يدٌ تشفي جوى الصدر

ص: 19

بالقائم المهديّ إن عاجلا أو آجلًا إن مدَّ في العمرِ

أو ينقضي من دونه أجلي فاللَّه أولى فيه بالعذر (1)

20- قال ابن الرومي في قصيدته الجيميّة التي رثى بها يحيى بن عمر العلوي، وفيها هدّد الدولة العبّاسيّة بالانقراض على يد الدولة العلويّة التي سيقوم بها الإمام المنتظر روحي فداه، يقول فيها:

غررتم لأن صدقتم أنّ حالة تدوم لكم والدهر لونان أخرج

لعلّ لهم في منطوى الغيب ثائراً سيسمو لكم والصبح في الليل مولج

بجيشٍ تضيق الأرض من زفراته له زجل ينفي الوحوش وهزمج

يؤيّده ركنان ثبتان رجلة وخيل كإرسال الجراد وأوشج

تدانوا فما للنقع فيهم خصاصةً تنفسه عن خيلهم حين ترهج

ص: 20

فيدرك ثار اللَّه أنصار دينه وللَّه أوسٌ آخرون وخزرج

ويقضي إمام الحقّ فيكم قضاءه تماماً وما كلّ الحوامل تخدج

وتظعن خوف السبي بعد إقامة ظعائن لم يضرب عليهن هودج (1)

21- قال شمس الدِّين محمّد بن طولون:

عليك بالأئمّة الإثني عشر من آل بيت المصطفى خير البشر

أبو تراب حسن حسين وبغض زين العابدين شين

محمّد الباقر كم علمٍ درى والصادق ادع جعفراً بين الورى

موسى هو الكاظم وابنه عليّ لقبه بالرّضا وقدره عليّ

محمّد التقيّ قلبه معمور عليّ النقيّ درّه منثور

ص: 21

والعسكري الحسن المطهّر محمّد المهدي سوف يظهر (1)

22- قال العالم المعروف فضل بن روزبهان من قصيدةٍ له يمدح بها الأئمّة عليهم السلام ويذكرهم بأسمائهم:

سلامٌ على القائم المنتظر أبي القاسم القرم نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسق ينجيه من سيفه المنتقى

سلامٌ عليه وآبائه وأنصاره ما تدوم السما (2)

23- قال الشيخ الجليل عبد الكريم اليماني قدس سره:

في يمن أمن يكون لأهلها إلى أن تربى نور الهداية مقبلا

تميم مجيد من سلالة حيدر ومن آل بيت طاهرين بمن علا

ص: 22

يسمّى بمهديّ من الحقّ ظاهر بسنّة خير الخلق يحكم أوّلا (1)

24- قال الشيخ محيي الدِّين بن العربي:

فعند فنا خاء الزمان ودالها على فاء مدلول الكرور يقوم

مع السبعة الأعلام والناس غفل عليم بتدبير الامور حكيمُ

فاشخاصه خمس وخمس وخمسة عليهم ترى أمر الوجود يقيم

ومن قال إنّ الأربعين نهاية لهم فهو قولٌ يرتضيه كليم

وإن شئت فاخبر عن ثمان ولا تزد طريقهم فردٌ إليه قويم

فسبعتهم في الأرض لا يجهلونها وثامنهم عند النجوم لزيم (2)

25- وقال أيضاً:

ص: 23

إذا دار الزمان على حروف ببسم اللَّه فالمهدي قاما

ويخرج بالحطيم عقيب صومٍ ألا فاقرأه من عندي السلاما (1)

26- وقال أيضاً:

ألا أنّ ختم الأولياء شهيدُ وعين إمام العالمين فقيد

هو السيّد المهديّ من آل أحمد هو الصارم الهنديّ حين يبيد

هو الشمس يجلو كلّ غمٍّ وظلمةٍ هو الوابل الوسمي حين يجود (2)

27- قال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامي صاحب كتاب درّة المعارف:

ويظهر ميم المجد من آل أحمد ويظهر عدل اللَّه في الناس أوّلا

ص: 24

كما قد روينا عن عليّ الرِّضا وفي كنز علم الحرف أضحى محصّلا

ويخرج حرف الميم من بعد شينه بمكّة نحو البيت بالنصر قد علا

فهذا هو المهديّ بالحقّ ظاهر سيأتي من الرحمن للخلق مرسلا

ويملأ كلّ الأرض بالعدل رحمةً ويمحو ظلام الشرك والجور أوّلا

ولايته بالأمر من عند ربّه خليفة خير الرُّسل من عالم العلا (1)

28- قال أبو الفضل يحيى بن سلامة الخصكفي:

وسائل عن حبّ أهل البيت هل أقر اعلاناً به أم أجحد

هيهات ممزوج بلحمي ودمي حبّهم وهم الهدى والرُّشدُ

حيدرة والحسنان بعده ثمّ عليّ وابنه محمّد

ص: 25

وجعفر الصادق وابن جعفر موسى ويتلوه عليّ السيّد

أعني الرضا ثمّ ابنه محمّد ثمّ عليّ وابنه المسدّد

والحسن التالي ويتلو تلوه محمّد بن الحسن المفتقدُ

فإنّهم أئمّتي وسادتي وإن لحاني معشرٌ وفنّدوا

أئمّة أكرم بهم أئمّة أسماؤهم مسرورةٌ تطرّد

هم حجج اللَّه على عباده وهم إليه منهجٌ ومقصدُ

كلّ النهار صومٌ لربّهم وفي الدياجي ركّعٌ وسجّدُ

قومٌ أتى في هل أتى مديحهم هل شكّ في ذلك إلّاملحد

قومٌ لهم في كلّ أرضٍ مشهد لا بل لهم في كلّ قلبٍ مشهدُ

ص: 26

قومٌ منى والمشعران لهم والمروتان لهم والمسجد

قومٌ لهم مكّة والأبطح وال - خيف وجمع والبقيع الغرقد

قومٌ لهم فضلٌ ومجدٌ باذخ يعرفه المشرك والموحِّدُ (1)

29- قال الشيخ العارف المتألّه عامر بن عامر البصري في قصيدته المسمّاة بذات الأنوار:

إمام الهدى حتّى متى أنت غائب فمُنَّ علينا يا أبانا بأوبة

تراءت لنا رايات جيشك قادماً ففاحت لنا منها روائح مسكة

وبشّرت الدُّنيا بذلك فاغتدت مباسمها مفترة عن مسرّة

مللنا وطال الانتظار فجد لنا بربّك يا قطب الوجود بلقية

إلى أن قال:

ص: 27

فعجّل لنا حتّى نراك فلذة المحبّ لقا محبوبه بعد غيبة

زرعت بذور العلم في حرّ برة فجاءت كما تهوى بأينع خضرة

وريّع منها كلّما كان زاكياً فقد عطشت فامدد قواها بسقية

ولم يروها إلّالقاك فجد بهِ ولو شربت ماء الفرات ودجلة (1)

30- قال الشيخ الفاضل العارف المشهور أبو المعالي صدر الدِّين القونوي:

يقوم بأمر اللَّه في الأرض ظاهراً على رغم شياطين يمحق للكفر

يؤيّد شرع المصطفى وهو ختمهُ ويمتدّ من ميم بأحكامها يدري

ومدّته ميقات موسى وجنده خيار الورى في الوقت يخلو عن الحصر

ص: 28

على يده محق اللئام جميعهم بسيفٍ قويّ المتن علّك أن تدري

حقيقة ذاك السيف والقائم الذي تعين للدِّين القويم على الأمر

لعمري هو الفرد الذي بان سرّه بكلّ زمانٍ في مضاء له يسري

تسمّى بأسماء المراتب كلّها خفاءً وإعلاناً كذاك إلى الحشر

أليس هو النور الأتمّ حقيقةً ونقطة ميم منه امدادها يجري

يفيض على الأكوان ما قد أفاضه عليه إله العرش في أزل الدهر

فما ثمّ إلّاالميم لا شي ء غيره وذو العين من نوابه مفرد العصر

هو الروح فاعلمه وخُذ عهده إذا بلغت إلى مدٍّ مديدٍ من العمر

كأنّك بالمذكور تصعد راقياً إلى ذروة المجد الأثيل على القدر

ص: 29

وما قدره إلّاألوف بحكمةٍ على حدّ مرسوم الشريعة بالأمر

بذا قال أهل الحلّ والعقد فاكتف بنصّهم المثبوت في الصُّحف الزُّبر

فإن تبغ ميقات الظهور فإنّه يكون بدور جامع مطلع الفجر

بشمس تمدّ الكلّ من ضوء نورها وجمع دراري الأوج فيها مع البدر

وصلِّ على المختار من آل هاشم محمّد المبعوث بالنهي والأمر

عليه صلاة اللَّه ما لاح بارق وما أشرقت شمس الغزاله في الظهر

وآل وأصحاب اولي الجود والتُّقى صلاةً وتسليماً يدومان للحشر (1)

31- قال الإمام العلّامة أبو سالم كمال الدِّين محمّد بن طلحة الشافعي:

ص: 30

فهذا الخلف الحجّة قد أيّده اللَّه هدانا منهج الحقّ وآتاه سجاياه

وأعلى في ذرى العلياء بالتأييد مرقاه وآتاه حلى فضل عظيم فتحلاه

وقد قال رسول اللَّه قولًا قد رويناه وذو العلم بما قال إذا أدرك معناه

يرى الأخبار في المهديّ جاءت بمسمّاه وقد أبداه بالنسبة والوصف وسمّاه

ويكفي قوله منّي لإشراق محياه ومن بضعته الزهراء مرساه ومسراه

ولن يبلغ ما اوتيه أمثال وأشباه فإن قالوا هو المهدي ما مانوا بما فاهوا (1)

32- قال زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام:

نحنُ سادات قريش وقوام الحقّ فينا

نحن الأنوار التي من قبل كون الخلق كنّا

نحن منّا المصطفى ال - مختار والمهدي منّا

فبنا قد عرف اللَّه وبالحقّ أقمنا

ص: 31

سوف يصلاه سعيرٌ مَن تولّى اليوم عنّا (1)

33- قال عبد اللَّه بن بشّار:

إذا كملت إحدى وستّين حجّة إلى تسعة من بعدهنّ ضرايح

وقام بنو ليث بقصر ابن أحمد يهزّون أطراف القنا والصفايح

نعرفهم شعث النواصي يقودها من المنزل الأقصى شعيب بن صالح

وجدي هذا أعلم الناس كلّهم أبو حسن أهل التّقى والمدايح (2)

34- قال السيّد عبد الوهاب البدري:

يا حادي الركب يمّم روضة النعم وكعبة الفضل والآمال والكرمِ

عرّج على من بسامراء حضرتهم تلق الأئمّة أهل البيت والحرمِ

ص: 32

آل النبيّ الذي جار حمة وهدى للعالمين إمام العرب والعجم

زُرْ الإمام(النقيّ) ابن الجواد تنل فوزاً بحبل ودادٍ غير منصرمِ

بالعسكري الإمام(المفتدى) حسن ونجله المرتجى(المهديّ) واعتصم

أسباط خير الورى أشبال(حيدرة) أبناء(فاطمة الزهرا) فلُذ بهمُ

هم عترة المصطفى والوارثون له حقّاً أتى نعتهم في محكم الكلم

وهم نجوم سماء المهتدين وهم فلك النجاة وإن سارت بملتطمِ (1)