ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار المجلد 4

اشاره

سرشناسه : طوسی، محمدبن حسن، ق 460 - 385

عنوان قراردادی : [تهذیب الاحکام. شرح]

عنوان و نام پدیدآور : ملاذ الاخیار فی فهم تهذیب الاخبار [محمدبن حسن طوسی]/ تالیف محمدباقر المجلسی؛ تحقیق مهدی الرجائی؛ باهتمام محمود المرعشی

مشخصات نشر : قم: مکتبه آیه الله المرعشی العامه، 1406ق. = 1364.

مشخصات ظاهری : 16 ج.نمونه

فروست : (مخطوطات مکتبه آیه الله المرعشی العامه 15)

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

یادداشت : "شرحی است بر تهذیب الاحکام در شرح المقتعه للشیخ المفید"

یادداشت : کتابنامه به صورت زیرنویس

عنوان دیگر : تهذیب الاحکام

عنوان دیگر : المقنعه

موضوع : احادیث شیعه -- قرن ق 5

شناسه افزوده : مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. المقنعه

شناسه افزوده : مجلسی، محمدباقربن محمدتقی، 1111 - 1037ق. شارح

شناسه افزوده : رجائی، مهدی، 1336 - ، مصحح

رده بندی کنگره : BP130/ط9ت 9026

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : م 67-339

[تتمه کتاب الصلاه]

[تتمه الجزء الأول من کتاب التهذیب]

9 بَابُ تَفْصِیلِ مَا تَقَدَّمَ ذِکْرُهُ فِی الصَّلَاهِ مِنَ الْمَفْرُوضِ وَ الْمَسْنُونِ وَ مَا یَجُوزُ فِیهَا وَ مَا لَا یَجُوزُ

اشاره

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ الْمَفْرُوضُ مِنَ الصَّلَاهِ أَدَاؤُهَا فِی وَقْتِهَا وَ اسْتِقْبَالُ الْقِبْلَهِ لَهَا وَ تَکْبِیرَهُ الِافْتِتَاحِ وَ الْقِرَاءَهُ وَ الرُّکُوعُ وَ التَّسْبِیحُ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودُ وَ التَّسْبِیحُ فِی السُّجُودِ وَ التَّشَهُّدُ وَ الصَّلَاهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ع فَمَنْ تَرَکَ شَیْئاً مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِی ذَکَرْنَاهَا عَمْداً فِی صَلَاتِهِ فَلَا صَلَاهَ لَهُ وَ عَلَیْهِ الْإِعَادَهُ وَ مَنْ تَرَکَهَا نَاسِیاً فَلَهَا أَحْکَامٌ

[الحدیث 1]

1 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

______________________________

باب تفصیل ما تقدم ذکره فی الصلاه من المفروض و المسنون و ما یجوز فیها و ما لا یجوز الحدیث الأول: صحیح علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 6

بْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع مَا فَرَضَ اللَّهُ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ الْوَقْتَ وَ الطَّهُورَ وَ الرُّکُوعَ وَ السُّجُودَ وَ الْقِبْلَهَ وَ الدُّعَاءَ وَ التَّوَجُّهَ قُلْتُ فَمَا سِوَی ذَلِکَ فَقَالَ سُنَّهٌ فِی فَرِیضَهٍ

______________________________

و قال الوالد العلامه نور الله روحه: الظاهر أن المراد بالفریضه ما ظهر وجوبه من القرآن و بالسنه مقابلها، أو ما ورد فی القرآن أعم من أن یکون شرطا أو جزءا أو واجبا أو مندوبا، و یرد بمعنی الواجب أیضا مطلقا.

فأما الوقت فاشتراطه ظاهر من القرآن فی آیات کثیره، و الظاهر من افتراضه وجوب معرفه الأوقات و إیقاع الصلاه فیها و أحکامها.

و أما الطهور، فوجوب الطهارات ظاهر من قوله تعالی" إِذٰا قُمْتُمْ" و غیرها، و الفرض فیها إیقاعها و معرفتها و معرفه أحکامها و لوازمها، و یظهر إزاله النجاسه من قوله تعالی" وَ ثِیٰابَکَ فَطَهِّرْ".

و

المراد بالقبله وجوب معرفتها، و الاستقبال إلیها لآیات القبله.

و المراد بالتوجه تکبیره الافتتاح لقوله تعالی" وَ رَبَّکَ فَکَبِّرْ" أو المراد به استقبال القبله و بها معرفتها، أو یکون المراد به النیه لقوله تعالی" وَ مٰا أُمِرُوا".

أو هما معا، أو هما مع حضور القلب، لقوله تعالی" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ".

و المراد بالرکوع و السجود إیقاعهما و معرفتهما، لقوله تعالی" ارْکَعُوا

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 7

[الحدیث 2]

2 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الصَّلَاهُ ثَلَاثَهُ أَثْلَاثٍ ثُلُثٌ طَهُورٌ وَ ثُلُثٌ رُکُوعٌ وَ ثُلُثٌ سُجُودٌ

______________________________

وَ اسْجُدُوا".

و المراد بالدعاء: إما الحمد لاشتماله علیه، و تسمیته بسوره الدعاء لقوله تعالی" فَاقْرَؤُا مٰا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" أو القنوت لقوله تعالی" وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِینَ" و هو الأظهر بتعمیم الفریضه علی المشهور، أو التخصیص کما هو مذهب الصدوق.

الحدیث الثانی: حسن.

و قال السبط المدقق رحمه الله: لا یخفی أن الأقرب إلی معنی الحدیث أن یراد بالطهور الأمر المعنوی الذی علیه المکلف فی حال الصلاه، و هو استباحه الصلاه برفع المانع، أو المنع علی قول، لا الوضوء و الغسل و التیمم، لبعد ذلک عن إطلاق الثلث الذی هو جزء من العباده.

و قد یحتمل أن یراد إلا ثلاث بالنسبه إلی معرفه أحکامها، یعنی أن العلم بها مرکب من ثلاث: معرفه أحکام الطهور، و معرفه أحکام الرکوع، و معرفه أحکام السجود، و هی متساویه فی ذلک، و لا یخفی بعده. انتهی.

و قال الوالد العلامه برد الله مضجعه: التثلیث إما باعتبار المسائل و الأحکام،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 8

[الحدیث 3]

3 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا صَلَاهَ إِلَّا بِطَهُورٍ.

[الحدیث 4]

4 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ الْوَقْتُ وَجَبَ الطَّهُورُ وَ الصَّلَاهُ وَ لَا صَلَاهَ إِلَّا بِطَهُورٍ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ صَلَّی قَبْلَ الْوَقْتِ مُتَعَمِّداً أَعَادَ وَ إِنْ أَخْطَأَ فِی ذَلِکَ فَأَدْرَکَهُ الْوَقْتُ وَ هُوَ مِنْهَا فِی شَیْ ءٍ أَجْزَأَتْهُ وَ إِنْ فَرَغَ مِنْهَا قَبْلَ الْوَقْتِ أَعَادَ

[الحدیث 5]

5 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَلَمَهَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ یَحْیَی

______________________________

أو باعتبار الواجبات و المندوبات، أو باعتبار الثواب، و الغرض منه الترغیب فی الاهتمام بشأن هذه الثلاث، سیما الطهور لأنه رفع المانع، و لذا قدمه، و هو أعم من إزاله النجاسات و الطهارات الثلاث، و یمکن إراده الأخیر.

و الاهتمام بشأن الرکوع و السجود باعتبار کثره الذکر و التوجه و الطمأنینه.

و یمکن أن یکون المراد الثلاث التی ذکرها الله تعالی و أوجبها فی القرآن، فإن باقی أجزائها ظهر وجوبها من السنه، و عد الطهور من الأجزاء لبیان شده الاهتمام.

الحدیث الثالث: صحیح.

و استدل به علی وجوب الطهارات لغیرها، لکن الوجوب للغیر بعد الوقت لا ینافی الوجوب لنفسه قبله.

الحدیث الرابع: صحیح.

الحدیث الخامس: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 9

بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ صَلَّی فِی غَیْرِ وَقْتٍ فَلَا صَلَاهَ لَهُ.

[الحدیث 6]

6 وَ عَنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی رَجُلٍ صَلَّی الْغَدَاهَ بِلَیْلٍ غَرَّهُ مِنْ ذَلِکَ الْقَمَرُ وَ نَامَ حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ صَلَّی بِلَیْلٍ قَالَ یُعِیدُ صَلَاتَهُ.

[الحدیث 7]

7 عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَضَّاحٍ عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِیَّاکَ أَنْ تُصَلِّیَ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ فَإِنَّکَ تُصَلِّی فِی وَقْتِ الْعَصْرِ خَیْرٌ لَکَ أَنْ تُصَلِّیَ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ.

[الحدیث 8]

8 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ وَ أَنْتَ تَرَی أَنَّکَ فِی وَقْتٍ وَ لَمْ یَدْخُلِ الْوَقْتُ فَدَخَلَ الْوَقْتُ وَ أَنْتَ فِی الصَّلَاهِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْکَ

______________________________

الحدیث السادس: موثق کالصحیح.

الحدیث السابع: موثق.

الحدیث الثامن: مجهول.

و اعلم أن من کان له طریق إلی العلم بالوقت لا یجوز له التعویل علی الظن، و ادعی بعضهم علیه الإجماع، لکن ظاهر الشیخ فی النهایه و المفید جواز التعویل علی الظن مطلقا، کما یومی إلیه إطلاق هذه الروایه، و الأحوط العمل بالمشهور.

و هل یجوز التعویل علی أذان الثقه التی یعرف منه الاستظهار عند التمکن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 10

[الحدیث 9]

9 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ فِی السَّفَرِ شَیْئاً مِنَ الصَّلَاهِ فِی غَیْرِ وَقْتِهَا فَلَا یَضُرُّ.

فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ جَوَازُ تَأْخِیرِ الصَّلَاهِ- عَنْ وَقْتِهَا عِنْدَ الْعَارِضِ وَ الْعُذْرِ وَ الِاضْطِرَارِ فَأَمَّا تَقْدِیمُهَا فَإِنَّهُ لَا یَجُوزُ عَلَی کُلِّ حَالٍ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ نَسِیَ اسْتِقْبَالَ الْقِبْلَهِ أَوْ أَخْطَأَهَا ثُمَّ ذَکَرَهَا أَوْ عَرَفَهَا وَ وَقْتُ الصَّلَاهِ بَاقٍ أَعَادَ الصَّلَاهَ وَ إِنْ کَانَ الْوَقْتُ قَدْ مَضَی فَلَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ إِلَّا أَنْ تَکُونَ

______________________________

من العلم؟ ظاهر المعتبر الجواز، و المشهور العدم، و ظاهر الأکثر جواز التعویل علی خبر العدلین، و أما العدل الواحد فالمشهور العدم.

و أما مع عدم تمکن العلم، فالمشهور بل قیل: إنه إجماع أنه یجوز التعویل علی الأمارات المفیده للظن، و

لا یجب الصبر إلی حصول الیقین، و خالف ابن الجنید و لم یجوز الصلاه مطلقا إلا مع الیقین، فلو دخل فی الصلاه ظانا و جوزنا ذلک، فإن تبین وقوع الصلاه بتمامها قبل الوقت وجب علیه الإعاده إجماعا.

و لو دخل الوقت و هو متلبس بها و لو قبل التسلیم، فالمشهور الإجزاء، و ذهب المرتضی و ابن الجنید و ابن أبی عقیل إلی وجوب الإعاده، و اختاره فی المختلف.

الحدیث التاسع: صحیح.

قوله علیه السلام: إذا صلیت قال الفاضل التستری رحمه الله: لا یبعد أن یکون المراد غیر وقت الفضیله،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 11

صَلَاتُهُ عَلَی السَّهْوِ وَ الْخَطَإِ إِلَی اسْتِدْبَارِ الْقِبْلَهِ فَعَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ کَانَ الْوَقْتُ بَاقِیاً أَوْ مَاضِیاً

[الحدیث 10]

10 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً ع عَنْ رَجُلٍ یُصَلِّی فِی یَوْمِ سَحَابٍ عَلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ ثُمَّ تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَ هُوَ فِی وَقْتٍ أَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ إِذَا کَانَ قَدْ صَلَّی عَلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ وَ إِنْ کَانَ قَدْ تَحَرَّی الْقِبْلَهَ بِجُهْدِهِ أَ تُجْزِیهِ صَلَاتُهُ فَقَالَ یُعِیدُ مَا کَانَ فِی وَقْتٍ فَإِذَا ذَهَبَ الْوَقْتُ فَلَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ

______________________________

کإیقاع المغرب بعد الشفق، و تقدیم العشاء علی ذهاب الشفق.

و قال السبط رحمه الله: ما ذکره الشیخ من الحمل هو المراد بالحدیث قطعا، إلا أن تعبیر الشیخ بالعارض و العذر غیر ظاهر الوجه، فإن السفر من جمله الأعذار، و کان مراد الشیخ هذا، و العباره غیر وافیه، بل ظاهرها أنه لا بد فی السفر من العذر و العارض.

الحدیث العاشر: صحیح.

قوله: ثم تطلع الشمس أی: تظهر من تحت السحاب.

و قال السبط رحمه الله: لا یخفی عدم دلاله الخبر الصحیح و ما بعده علی الإعاده فی خارج

الوقت للمستدبر، و ینقل عن الشیخ الاستدلال بالموثق، و لا یخلو من غرابه، لأن صریح الخبر العلم فی أثناء الصلاه، و أین هذا من خارج الوقت.

ثم إن فی الحدیث الأول و الثانی و الثالث بحسب الإطلاق دلاله علی الإعاده فی الوقت، و إن کان الانحراف فیما بین المغرب و المشرق، و تقیید الإطلاق بخبر

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 12

[الحدیث 11]

11 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ یَکُونُ فِی قَفْرٍ مِنَ الْأَرْضِ فِی یَوْمِ غَیْمٍ فَیُصَلِّی لِغَیْرِ الْقِبْلَهِ ثُمَّ یُصْحِی فَیَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَلَّی لِغَیْرِ الْقِبْلَهِ کَیْفَ یَصْنَعُ فَقَالَ إِنْ کَانَ فِی وَقْتٍ فَلْیُعِدْ صَلَاتَهُ وَ إِنْ کَانَ قَدْ مَضَی الْوَقْتُ فَحَسْبُهُ اجْتِهَادُهُ.

[الحدیث 12]

12 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ وَ أَنْتَ عَلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ وَ اسْتَبَانَ لَکَ أَنَّکَ صَلَّیْتَ عَلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ وَ أَنْتَ فِی وَقْتٍ فَأَعِدْ وَ إِنْ فَاتَکَ الْوَقْتُ فَلَا تُعِدْ.

[الحدیث 13]

13 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ صَلَّی عَلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ فَیَعْلَمُ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ قَبْلَ أَنْ یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ إِنْ کَانَ مُتَوَجِّهاً فِی مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فَلْیُحَوِّلْ وَجْهَهُ إِلَی الْقِبْلَهِ حِینَ یَعْلَمُ وَ إِنْ کَانَ مُتَوَجِّهاً إِلَی دُبُرِ الْقِبْلَهِ فَلْیَقْطَعِ الصَّلَاهَ ثُمَّ یُحَوِّلُ وَجْهَهُ إِلَی الْقِبْلَهِ ثُمَّ یَفْتَتِحُ الصَّلَاهَ

______________________________

عمار عند من لا یعمل بالموثق لا یخفی حاله، لکن قد تقدم عن معاویه بن عمار خبر صحیح یصلح للتقیید فراجعه.

الحدیث الحادی عشر: صحیح.

الحدیث الثانی عشر: صحیح.

الحدیث الثالث عشر: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 13

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ إِنْ نَسِیَ تَکْبِیرَهَ الِافْتِتَاحِ مُتَعَمِّداً أَوْ نَاسِیاً فَعَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

[الحدیث 14]

14 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ أَقَامَ الصَّلَاهَ فَنَسِیَ أَنْ یُکَبِّرَ حَتَّی افْتَتَحَ الصَّلَاهَ قَالَ یُعِیدُ.

[الحدیث 15]

15 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی تَکْبِیرَهَ الِافْتِتَاحِ قَالَ یُعِیدُ.

[الحدیث 16]

16 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِی الَّذِی یَذْکُرُ أَنَّهُ لَمْ یُکَبِّرْ فِی أَوَّلِ صَلَاتِهِ فَقَالَ إِذَا اسْتَیْقَنَ أَنَّهُ لَمْ یُکَبِّرْ فَلْیُعِدْ وَ لَکِنْ کَیْفَ یَسْتَیْقِنُ

______________________________

و قال فی المدارک: و إن تبین أنه استدبر القبله، فقال الشیخان: یعید فی الوقت و خارجه. و قال المرتضی: لا یقضی بعد الوقت، و هو الأصح. احتج الشیخ بروایه عمار. و الجواب أولا بالطعن فی السند، و ثانیا بالمنع من الدلاله علی موضع النزاع، فإن مقتضی الروایه أنه علم و هو فی الصلاه، و هو دال علی بقاء الوقت، و نحن نقول بموجبه.

الحدیث الرابع عشر: موثق کالصحیح.

الحدیث الخامس عشر: صحیح.

الحدیث السادس عشر: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 14

[الحدیث 17]

17 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ ذَرِیحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی أَنْ یُکَبِّرَ حَتَّی قَرَأَ قَالَ یُکَبِّرُ.

[الحدیث 18]

18 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی أَنْ یَفْتَتِحَ الصَّلَاهَ حَتَّی یَرْکَعَ قَالَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 19]

19 وَ عَنْهُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یُکَبِّرَ حَتَّی قَرَأَ قَالَ یُکَبِّرُ.

[الحدیث 20]

20 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ

______________________________

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: أطبق علماؤنا رضوان الله علیهم علی أن تکبیره الافتتاح رکن فی الصلاه تبطل بترکها عمدا و سهوا، و قوله علیه السلام" و لکن کیف یستیقن" من قبیل الاستفهام الإنکاری، یتضمن استبعاد تیقن المکلف و قد تلبس بالصلاه أنه لم یفتتحها بتکبیره الإحرام. انتهی.

و قیل:" کیف یستیقن" لأنه أول فعله، و الإنسان لا ینسی فی أول فعله.

الحدیث السابع عشر: صحیح.

الحدیث الثامن عشر: صحیح.

الحدیث التاسع عشر: صحیح.

الحدیث العشرون: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 15

عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ وَ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی فَلَمْ یَفْتَتِحْ بِالتَّکْبِیرِ هَلْ یُجْزِیهِ تَکْبِیرَهُ الرُّکُوعِ قَالَ لَا بَلْ یُعِیدُ صَلَاتَهُ إِذَا حَفِظَ أَنَّهُ لَمْ یُکَبِّرْ.

[الحدیث 21]

21 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی رَفَعَهُ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ الْإِمَامُ یَحْمِلُ أَوْهَامَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا تَکْبِیرَهَ الِافْتِتَاحِ.

[الحدیث 22]

22 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ

______________________________

الحدیث الحادی و العشرون: مرفوع.

قوله علیه السلام: یحمل أوهام من خلفه الظاهر أن المراد بالوهم الشک، أی: یرجع فی الشک إلی یقین الإمام، بل إلی ظنه کما هو المشهور.

و لو کان المأموم ظانا و الإمام متیقنا، فلا یبعد شمول الروایه له أیضا، لشیوع إطلاق الوهم علی ما یشمل الظن أیضا فی الأخبار، و فیه خلاف بین الأصحاب. و أما استثناء التکبیر فلعدم کون المأموم فیه تابعا للإمام، أو لعدم تحقق المأمومیه قبل تحقق إیقاع التکبیر.

و أما الاستدلال بهذا الخبر علی سقوط موجب السهو عن المأموم- کما ذهب إلیه بعض الأصحاب- فلا یخفی ضعفه.

الحدیث الثانی و العشرون: صحیح.

و قال السبط رحمه الله: الحسین معطوف علی عبد الرحمن، و یحتمل عطفه علی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 16

زُرَارَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِذَا أَنْتَ کَبَّرْتَ فِی أَوَّلِ صَلَاتِکَ بَعْدَ الِاسْتِفْتَاحِ بِإِحْدَی وَ عِشْرِینَ تَکْبِیرَهً ثُمَّ نَسِیتَ التَّکْبِیرَ کُلَّهُ وَ لَمْ تُکَبِّرْ أَجْزَأَکَ التَّکْبِیرُ الْأَوَّلُ- عَنْ تَکْبِیرِ الصَّلَاهِ کُلِّهَا

______________________________

سعد، فتکون للروایه طریقان، و یدفعه ما لا یخفی.

قوله علیه السلام: فی أول صلاتک قال الوالد العلامه نور الله مرقده: أی الرباعیه" بعد الاستفتاح" أی: بعد تکبیره الافتتاح إحدی و عشرین تکبیره التکبیرات المستحبه فی الرباعیه، إذ فی کل رکعه خمس تکبیرات للرکوع واحده، و لکل سجود اثنتان، واحده تکبیره القنوت.

" أجزأک التکبیر

الأول" أی: الإحدی و العشرین، فعلی هذا تکون فی الثلاثیه ست عشره تکبیره سوی تکبیره الافتتاح، و فی الثنائیه إحدی عشره. انتهی کلامه أعلی الله مقامه.

و قال الفاضل التستری قدس سره: کان المقصود کبرت عند الاستفتاح بواحده من إحدی و عشرین. أو یکون المعنی کبرت حین الافتتاح بإحدی إلی آخره، أو افتتحت بواحده منها. انتهی.

و قال السبط رحمه الله: قد یستفاد من الحدیث أن تکبیره الافتتاح هی الأخیره، لکن بمعونه بعض الأخبار الداله علی أنها الأولی، فالتخییر لا محید عنه و علیه علماؤنا علی ما نقل، أما أولویه کونها الأخیره فاستفادتها من الروایه ممکن. و ما ذکره شیخنا أیده الله من عدم الوقوف علی دلیل صالح للأولویه المذکوره لعل مراده بعدم الصلاحیه عدم الصراحه. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 17

[الحدیث 23]

23 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یُکَبِّرَ حَتَّی دَخَلَ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ کَانَ مِنْ نِیَّتِهِ أَنْ یُکَبِّرَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ.

[الحدیث 24]

24 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ نَسِیَ أَنْ یُکَبِّرَ تَکْبِیرَهَ الِافْتِتَاحِ حَتَّی کَبَّرَ لِلرُّکُوعِ فَقَالَ أَجْزَأَهُ.

فَهَذَانِ الْحَدِیثَانِ مَحْمُولَانِ عَلَی مَنْ نَسِیَ تَکْبِیرَهَ الِافْتِتَاحِ ثُمَّ لَمْ یَتَحَقَّقْ أَنَّهُ لَمْ یُکَبِّرْ بَلْ یَکُونُ شَاکّاً فَإِنَّهُ یَجِبُ عَلَیْهِ حِینَئِذٍ الْمُضِیُّ فِی صَلَاتِهِ فَأَمَّا مَعَ الْیَقِینِ وَ الْعِلْمِ بِأَنَّهُ لَمْ یُکَبِّرْ وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ بِدَلَالَهِ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ وَ أَیْضاً الْخَبَرُ

______________________________

و أقول: ظاهر الخبر عکس ما فهمه رحمه الله، کما أفاده الوالد قدس سره.

الحدیث الثالث و العشرون: صحیح.

قوله: عن رجل نسی أن یکبر حمل علی الشک بعد تجاوز محله، أو مطلقا تغلیبا للظاهر علی الأصل، أو علی رجحان الظن بالفعل.

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

قوله: رجل نسی أن یکبر حمل علی صلاه الجماعه، بأن کبر المأموم تکبیره واحده للافتتاح و الرکوع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 18

الَّذِی قَدَّمْنَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ وَ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع تَضَمَّنَ التَّصْرِیحَ بِأَنَّ التَّکْبِیرَ فِی الرُّکُوعِ لَا یُجْزِی عَنْ تَکْبِیرَهِ الِافْتِتَاحِ وَ أَنَّ مَعَ الْعِلْمِ لَا بُدَّ مِنْ إِعَادَهِ الصَّلَاهِ فَعَلِمْنَا أَنَّ مَا تَضَمَّنَهُ هَذَانِ الْخَبَرَانِ مِنْ أَنَّ ذَلِکَ جَایِزٌ إِنَّمَا هُوَ مَعَ الشَّکِّ دُونَ الْیَقِینِ

وَ الَّذِی یُؤَکِّدُ مَا ذَکَرْنَاهُ أَیْضاً مُضَافاً إِلَی مَا قَدَّمْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

قال المحقق السبط رحمه الله: شیخنا أیده الله حمل هذا الحدیث علی المأموم إذا نسی أن یکبر للافتتاح حتی أخذ الإمام فی الرکوع، فکبر ناویا بها تکبیره الافتتاح و الرکوع معا، و قرب استبعاد اجتماع الواجب و الندب بوقوعه فی الصلاه علی من یجب علیه و یستحب، کابن الست سنین و من دونها لو اجتمعا.

و أقول: إن وجه هذا الجمع لا یخلو من کلفه زائده علی تقدیر سلامته. و لو حمل تکبیر الرکوع علی تکبیر الإمام کان أولی، نظرا إلی ما فی بعض الأخبار من النهی عن الدخول مع الإمام بعد تکبیره الرکوع، و ما ذکر من الجمع بین المستحب و الواجب حق لو ثبت ذلک، لکن الجمع لا یفید إلا الاحتمال، فکیف یحکم بالجواز بمجرده؟ و المثال إنما ثبت بدلیل.

قوله رحمه الله: و أیضا الخبر الذی قدمناه لا یظهر کونه بحثا غیر الأول.

قوله رحمه الله: أن ما تضمنه هذا الخبر قال الشهید الثانی رحمه الله: هکذا بخط الشیخ و التثنیه أصح. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 19

[الحدیث 25]

25 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یَنْسَی أَوَّلَ تَکْبِیرَهٍ مِنَ الِافْتِتَاحِ فَقَالَ إِنْ ذَکَرَهَا قَبْلَ الرُّکُوعِ کَبَّرَ ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَکَعَ وَ إِنْ ذَکَرَهَا فِی الصَّلَاهِ کَبَّرَهَا فِی قِیَامِهِ فِی مَوْضِعِ التَّکْبِیرَهِ قَبْلَ الْقِرَاءَهِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَهِ قُلْتُ فَإِنْ ذَکَرَهَا بَعْدَ الصَّلَاهِ قَالَ فَلْیَقْضِهَا وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

قَوْلُهُ ع فَلْیَقْضِهَا یَعْنِی

الصَّلَاهَ وَ لَمْ یُرِدِ التَّکْبِیرَهَ وَحْدَهَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ یَعْنِی مِنَ الْعِقَابِ لِأَنَّهُ لَمْ یَتَعَمَّدْ تَرْکَهَا وَ إِنَّمَا نَسِیَ فَإِذَا أَعَادَ الصَّلَاهَ لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ

______________________________

و أقول: الظاهر أن ما فی خط الشیخ أصح، لأن الظاهر أنه أشار بذلک إلی الخبر الثانی لا إلی الخبرین، و بهذا یحصل الفرق بین کلامیه، کما لا یخفی علی المتأمل.

الحدیث الخامس و العشرون: صحیح.

قوله: ینسی أول تکبیره یمکن أن یکون المراد فی أول تکبیره الافتتاح، و یکون المنسی التکبیرات المستحبه.

قوله رحمه الله: یعنی الصلاه قال الفاضل التستری رحمه الله: بعید جدا، للزوم تفکیک الضمائر، و أیضا یلزمه إصلاح قوله" و إن ذکرها فی الصلاه کبرها فی قیامه" و لا یبعد حملها

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 20

..........

______________________________

علی اشتباه الراوی. و بالجمله إسقاط الأخبار الداله علی البطلان الموافق للأصل عدم البراءه بمجرد هذه الروایه فی غایه الإشکال، و إن کان معناها واضحا لا تتطرق فیها الاحتمالات البعیده. انتهی.

و قال السبط رحمه الله: یعترض علی الشیخ رحمه الله بأنه لا وجه لعدم تعرضه لما یقتضیه ظاهر الحدیث، من أنه إذا ذکرها فی الصلاه کبرها فی قیامه، فإنه یقتضی الاکتفاء بتکبیرها فی قیامه من دون استئناف الصلاه، و هو مناف لما تقدم.

و یجاب بأن الشیخ رحمه الله إنما فهم من الروایه الاستئناف، لأن قوله" کبرها" مع سبق قوله" کبر ثم قرأ ثم رکع" یدل فی الجمله علیه. و لو لم یدل فباب التأویل واسع، و عدم تعرض الشیخ لعله لوضوحه.

فإن قلت: قوله فی الروایه" قبل القراءه و بعد القراءه" ما المراد به؟ و هل هو مناف للتوجیه؟.

قلت: لا، لأن المراد

أنه لا بد من إعاده القراءه، سواء کان التکبیر قبل أو بعد هذا.

و قد یمکن حمل هذا الخبر علی أن المنسی التکبیر المستحب، حیث قال:

فی أول تکبیره من الافتتاح، و حینئذ یحمل الخبر السابق علی أنه نسی أن یکبر تکبیره الافتتاح المستحبه، و مثله الخبر الذی قبله، حیث قال فیه: أ لیس من نیته أن یکبر.

و هذا الوجه و إن کان تکلفا، إلا أنه أخف من غیره علی ما أظن لو لا قوله" فإن ذکرها بعد الصلاه" فإن ظاهره قضاء الصلاه، و حمله علی قضاء التکبیر بعید جدا.

ثم أن فی هذا الخبر الصحیح علی تقدیر المتبادر من تکبیره الافتتاح أنها الواجبه دلاله علی أنها الأولی، فیؤید ما دل علی ذلک، أما مع التأویل الذی قلناه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 21

[الحدیث 26]

26 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ قَامَ فِی الصَّلَاهِ وَ نَسِیَ أَنْ یُکَبِّرَ فَبَدَأَ بِالْقِرَاءَهِ فَقَالَ إِنْ ذَکَرَهَا وَ هُوَ قَائِمٌ قَبْلَ أَنْ یَرْکَعَ فَلْیُکَبِّرْ وَ إِنْ رَکَعَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ.

فَهَذَا الْخَبَرُ أَیْضاً مِثْلُ الْأَوَّلَیْنِ لِأَنَّ تَقْدِیرَ الْکَلَامِ فِی الْخَبَرِ إِنْ ذَکَرَهَا وَ هُوَ قَائِمٌ قَبْلَ أَنْ یَرْکَعَ فَلْیُکَبِّرْ وَ إِنْ رَکَعَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَذْکُرَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ وَ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ إِذَا رَکَعَ وَ هُوَ ذَاکِرٌ أَنَّهُ لَمْ یُکَبِّرْ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ وَ إِذَا احْتَمَلَ مَا قُلْنَاهُ لَمْ یُنَافِ مَا قَدَّمْنَاهُ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ إِنْ تَرَکَ الْقِرَاءَهَ نَاسِیاً فَلَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ

[الحدیث 27]

27 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع

______________________________

فلا یخفی علیک ما فی حمل الشیخ الروایات علی الشک.

ثم قوله و الذی یؤکد من النظر سیما التأکید، و غایه ما یمکن توجیه التأکید أن مراده به تأکید بطلان الصلاه مع نسیان التکبیر، و الحال أن الحدیث إنما یدل علی البطلان بالتأویل، فکیف یکون مؤکدا؟

و بالجمله فترک الأخبار المعلوم عدم العمل بها بالإجماع- إن ثبت- أولی من الکلام فیها بما هو عرضه للتشنیع الذی مطلوبه الفرار منه.

الحدیث السادس و العشرون: موثق.

الحدیث السابع و العشرون: مجهول کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 22

قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ الرُّکُوعَ وَ السُّجُودَ وَ الْقِرَاءَهُ سُنَّهٌ فَمَنْ تَرَکَ الْقِرَاءَهَ مُتَعَمِّداً أَعَادَ الصَّلَاهَ وَ مَنْ نَسِیَ الْقِرَاءَهَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ

لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 28]

28 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی صَلَّیْتُ الْمَکْتُوبَهَ فَنَسِیتُ أَنْ أَقْرَأَ فِی صَلَاتِی کُلِّهَا فَقَالَ أَ لَیْسَ قَدْ أَتْمَمْتَ الرُّکُوعَ وَ السُّجُودَ قُلْتُ بَلَی فَقَالَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُکَ إِذَا کَانَ نِسْیَاناً.

[الحدیث 29]

29 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی وَ فَضَالَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ الرَّجُلُ یَسْهُو عَنِ الْقِرَاءَهِ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ

______________________________

قوله علیه السلام: و القراءه سنه قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه استعمل السنه بمعنی الواجب الذی عرف وجوبه من السنه، أی: من غیر القرآن.

و ربما یقال: إن" فَاقْرَؤُا مٰا تَیَسَّرَ" یوجب قراءه فی الجمله، فما وجه إطلاق السنه علیه؟ و ربما یدفع ذلک بأن الواجب الذی لا یشک فیه إنما هو الفاتحه، و لا یستقیم تنزیل الآیه المذکوره علیها. انتهی.

و أقول: تدل الروایه علی عدم رکنیه القراءه، کما هو المقطوع به فی کلام أکثر الأصحاب، و نقل الشیخ عن بعض الأصحاب القول برکنیه القراءه، و أنه تبطل الصلاه بترکها سهوا أیضا، و هو ضعیف.

الحدیث الثامن و العشرون: موثق.

الحدیث التاسع و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 23

فَیَذْکُرُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ أَنَّهُ لَمْ یَقْرَأْ قَالَ أَتَمَّ الرُّکُوعَ وَ السُّجُودَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِنِّی أَکْرَهُ أَنْ أَجْعَلَ آخِرَ صَلَاتِی أَوَّلَهَا.

[الحدیث 30]

30 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ إِذَا نَسِیَ أَنْ یَقْرَأَ فِی الْأُولَی وَ الثَّانِیَهِ أَجْزَأَهُ تَسْبِیحُ الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ وَ إِنْ کَانَتِ الْغَدَاهُ فَنَسِیَ أَنْ یَقْرَأَ فِیهَا فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ.

[الحدیث 31]

31 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الَّذِی لَا یَقْرَأُ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ فِی صَلَاتِهِ قَالَ لَا صَلَاهَ لَهُ إِلَّا أَنْ یَقْرَأَ بِهَا فِی جَهْرٍ أَوْ إِخْفَاتٍ.

فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَنَّهُ مَتَی لَمْ یَقْرَأْهَا عَلَی الْعَمْدِ دُونَ النِّسْیَانِ فَإِنَّهُ لَا صَلَاهَ لَهُ فَأَمَّا

______________________________

قوله علیه السلام: أن أجعل قال الفاضل التستری رحمه الله: کان تنزیله أنه تذکر فی الأخیرتین أنه لم یقرأ فی الأولتین، فلا یقرأ فی الأخیرتین، بل یسبح فیهما حتی لا یجعل الآخر الذی لیس فیه القراءه بمنزله الذی فیه القراءه. انتهی.

و أقول: یحتمل أن یکون المراد ترک قراءه الحمد و السوره معا فی الأخیرتین.

الحدیث الثلاثون: موثق.

الحدیث الحادی و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه السلام: فی جهر أو إخفات یمکن أن یکون المراد" فی جهر" أی: فیما یجهر فیه" أو إخفات" فیما

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 24

مَعَ النِّسْیَانِ فَإِنَّ صَلَاتَهُ جَائِزَهٌیُبَیِّنُ مَا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 32]

32 مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَیَنْسَی فَاتِحَهَ الْکِتَابِ قَالَ فَلْیَقُلْ أَسْتَعِیذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ* ثُمَّ لْیَقْرَأْهَا مَا دَامَ لَمْ یَرْکَعْ فَإِنَّهُ لَا قِرَاءَهَ حَتَّی یَبْدَأَ بِهَا فِی جَهْرٍ أَوْ إِخْفَاتٍ فَإِنَّهُ إِذَا رَکَعَ أَجْزَأَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

[الحدیث 33]

33 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

______________________________

یخفف فیه. و أن یکون المراد التخییر، و الأول أولی.

الحدیث الثانی و الثلاثون: موثق.

قوله: فینسی فاتحه الکتاب لعله أراد أنه قرأ السوره و نسی قراءه الفاتحه، فلما أراد الرکوع ذکرها.

قوله علیه السلام: حتی یبدأ بها قال الشیخ البهائی قدس سره: لیس فیه دلاله علی ما ذهب إلیه الشیخ أبو علی ابن الشیخ الطوسی طاب ثراهما من وجوب الاستعاذه قبل الفاتحه کما ظن، إذ الظاهر عود الضمیر فی" یبدأ بها" إلی الفاتحه لا إلی الاستعاذه.

الحدیث الثالث و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 25

ع إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ مِنَ الصَّلَاهِ الرُّکُوعَ وَ السُّجُودَ أَ لَا تَرَی لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ لَا یُحْسِنُ أَنْ یَقْرَأَ الْقُرْآنَ أَجْزَأَهُ أَنْ یُکَبِّرَ وَ یُسَبِّحَ وَ یُصَلِّیَ.

فَأَمَّا مَنْ تَرَکَ الْقِرَاءَهَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَیَّنَّا أَنَّهُ لَا صَلَاهَ لَهُ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

______________________________

قوله علیه السلام: إن الله فرض أی: فی القرآن صریحا الرکوع حسب، و کان الحصر بالنسبه إلی القراءه.

و فی التعلیل خفاء، فإن الرکوع و السجود أیضا قد ینتقلان، إلا أن یقال: فرق بین التخفیف فیه أو تغییر هیئه.

قال السبط المدقق: یحتمل أن یرید علیه السلام بقوله" أ لا تری" أمرین:

أحدهما: أن القراءه

لما لم تکن مفروضه لم تتعین الصلاه بها دائما، بل إذا لم یحسن یکبر عوضها و یسبح، بخلاف الرکوع و السجود فإنه لا یجزی عوضه.

و ثانیهما: أن القراءه لما لم تکن مفروضه أجزأ من لم یحسنها ذکر الرکوع و السجود عنها، و حینئذ لا دلاله فی الحدیث علی وجوب الإتیان بالتکبیر و التسبیح عوضها.

و ربما یرجح الأول ما هو معلوم من أن من لم یحسن الفاتحه عوض عنها، لا أنه یکتفی بذکر الرکوع و السجود، و لعل الظاهر من الروایه الأول.

فإن قلت: المراد بالتکبیر أ هو تکبیره الإحرام أو تکبیر آخر مع التسبیح؟

کما قاله بعض الأصحاب، من احتمال أن یتعین علی العاجز من الفاتحه ما یقال فی الأخیرتین.

قلت: علی الأمر الأول یحتمل تکبیره الإحرام و ما ذکرت، و علی الثانی فاحتمال تکبیره الإحرام ظاهر من الروایه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 26

[الحدیث 34]

34 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الَّذِی لَا یَقْرَأُ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ فِی صَلَاتِهِ قَالَ لَا صَلَاهَ لَهُ إِلَّا أَنْ یَبْدَأَ بِهَا فِی جَهْرٍ أَوْ إِخْفَاتٍ قُلْتُ أَیُّهُمَا أَحَبُّ إِلَیْکَ إِذَا کَانَ خَائِفاً أَوْ مُسْتَعْجِلًا یَقْرَأُ بِسُورَهٍ أَوْ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ قَالَ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ.

[الحدیث 35]

35 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ جَهَرَ بِالْقِرَاءَهِ فِیمَا لَا یَنْبَغِی الْجَهْرُ فِیهِ وَ أَخْفَی فِیمَا لَا یَنْبَغِی الْإِخْفَاتُ فِیهِ وَ تَرَکَ الْقِرَاءَهَ فِیمَا یَنْبَغِی الْقِرَاءَهُ فِیهِ أَوْ قَرَأَ فِیمَا لَا یَنْبَغِی الْقِرَاءَهُ فِیهِ فَقَالَ أَیَّ ذَلِکَ فَعَلَ نَاسِیاً أَوْ سَاهِیاً فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ

______________________________

فإن قلت: ما وجه تخصیص الرکوع و السجود مع دلاله صحیح الأخبار علی فرضیه غیرهما؟

قلت: لأن المقام مقام بیان عدم فرض القراءه، و إنما ذکر الرکوع و السجود لبیان ذلک لا للحصر، و قد یحتمل أن یراد بالتکبیر تکبیر الافتتاح، و لا یضر بالحال کونه فرضا، کما یقتضیه صحیح بعض الأخبار، علی ما فسر به التوجه فیها بتکبیره الإحرام فی عد الفروض.

الحدیث الرابع و الثلاثون: صحیح.

الحدیث الخامس و الثلاثون: صحیح.

و قال السبط رحمه الله: ظاهر" لا ینبغی" عدم الوجوب، إلا أن ضمیمه ترک القراءه إلیه تقتضی إراده الوجوب، مضافا إلی أن نفی الشی ء عن غیر الواجب

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 27

[الحدیث 36]

36 وَ الَّذِی رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ ع قَالَ صَلَّیْتُ مَعَ أَبِی ع الْمَغْرِبَ فَنَسِیَ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی فَقَرَأَهَا فِی الثَّانِیَهِ.

[الحدیث 37]

37 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَسْهُو عَنِ الْقِرَاءَهِ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی قَالَ اقْرَأْ فِی الثَّانِیَهِ قُلْتُ أَسْهُو فِی الثَّانِیَهِ قَالَ اقْرَأْ فِی الثَّالِثَهِ قُلْتُ أَسْهُو فِی صَلَاتِی کُلِّهَا قَالَ إِذَا حَفِظْتَ الرُّکُوعَ وَ السُّجُودَ تَمَّتْ صَلَاتُکَ.

قَوْلُهُ ع إِذَا فَاتَکَ فِی الْأُولَی فَاقْرَأْ فِی الثَّانِیَهِ لَمْ یُرِدْ أَنْ یُعِیدَ قِرَاءَهَ مَا قَدْ فَاتَهُ فِی الْأَوَّلَهِ وَ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ یَقْرَأَ فِی الثَّانِیَهِ وَ الثَّالِثَهِ مَا یَخُصُّهُمَا مِنَ الْقِرَاءَهِ فَأَمَّا الْأَوَّلَهُ فَقَدْ مَضَی حُکْمُهَا

______________________________

لا وجه لها. انتهی.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: و کان فیه دلاله علی عدم وجوب الجهر و الإخفات، حیث قال:" لا ینبغی الجهر" مقاربا لقوله" فیما لا ینبغی القراءه" إذ الظاهر أنه أراد ب" ما لا ینبغی القراءه" الأخیرتین، علی القول بأن التسبیح فیهما أولی، إذ لا یعرف هنا موضع لا یجوز فیه القراءه إن کان مختارا. انتهی.

و فیه شی ء، إذ استعمال" ینبغی" فی الوجوب فی الأحادیث کثیر، کما لا یخفی.

الحدیث السادس و الثلاثون: ضعیف أو موثق.

الحدیث السابع و الثلاثون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 28

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ تَرَکَ الرُّکُوعَ نَاسِیاً کَانَ أَوْ مُتَعَمِّداً أَعَادَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 38]

38 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَیْقَنَ الرَّجُلُ أَنَّهُ تَرَکَ رَکْعَهً مِنَ الصَّلَاهِ وَ قَدْ سَجَدَ سَجْدَتَیْنِ وَ تَرَکَ الرُّکُوعَ اسْتَأْنَفَ الصَّلَاهَ

______________________________

و استدل به علی ما ذهب إلیه بعض الأصحاب من تعین القراءه فی الأخیرتین لمن نسی فی الأولیین.

الحدیث الثامن و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه

السلام: و ترک الرکوع کأنه بیان لترک الرکعه.

و اعلم أن المشهور أنه إذا نسی الرکوع و ذکر قبل وضع الجبهه علی الأرض رجع و رکع، و کأنه لا خلاف فیه. لکن اختلفوا فی أنه هل یجب القیام ثم الرکوع عنه أم یکفی الوصول إلی حد الراکع؟ و الأول أظهر، لأن الرکوع یقتضی تطأمنا من الأعلی، و فی الثانی لا یتحقق ذلک.

و لو ذکر بعد وضع الجبهه، سواء کان علی ما یصح السجود علیه أم لا، فالمشهور حینئذ بطلان الصلاه.

و قال الشیخ فی المبسوط: و إن أخل به عامدا أو ناسیا فی الأولیین مطلقا، أو فی ثالثه المغرب، بطلت صلاته. و إن کان فی الأخیرتین من الرباعیه، فإن ترکه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 29

..........

______________________________

عمدا بطلت صلاته. و إن ترکه ناسیا و سجد السجدتین أو واحده منهما، أسقط السجده و قام و رکع و تمم صلاته. و هو مختاره فی هذا الکتاب.

وعد فی فصل السهو فی المبسوط مما یوجب الإعاده ترک الرکوع حتی یسجد، قال: و فی أصحابنا من قال: یسقط السجود و یعید الرکوع ثم یعید السجود.

و الأول أحوط. و حکاه المحقق عن بعض الأصحاب.

و قال الشیخ فی النهایه: فإن ترک الرکوع ناسیا ثم ذکر فی حال السجود، وجب علیه الإعاده. فإن لم یذکر حتی صلی رکعه أخری و دخل فی الثالثه ثم ذکر، أسقط الرکعه الأولی و بنی کأنه صلی رکعتین.

و کذلک إن کان قد ترک الرکوع فی الثانیه و ذکر فی الثالثه، أسقط الثانیه و جعل الثالثه ثانیه و تمم الصلاه.

و قال ابن الجنید: لو صحت له الأولی و سها فی الثانیه سهوا لم یمکنه استدراکه، کان أیقن و

هو ساجد أنه لم یکن رکع، فأراد البناء علی الرکعه الأولی التی صحت له، رجوت أن یجزیه ذلک، و لو أعاد إذا کان فی الأولیین و کان الوقت متسعا کان أحب إلی، و فی الثانیتین ذلک یجزیه.

و قال علی بن بابویه: و إن نسیت الرکوع و ذکرت بعد ما سجدت من الرکعه الأولی فأعد صلاتک، لأنه إذا لم تثبت لک الأولی لم تثبت لک صلاتک. و إن کان الرکوع من الرکعه الثانیه أو الثالثه، فاحذف السجدتین و اجعل الثالثه ثانیه و الرابعه ثالثه.

و هذه الأخبار تدل علی المشهور، و لم أر مستندا لقول ابن بابویه و ابن الجنید

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 30

[الحدیث 39]

39 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ رِفَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ یَنْسَی أَنْ یَرْکَعَ حَتَّی یَسْجُدَ وَ یَقُومَ قَالَ یَسْتَقْبِلُ.

[الحدیث 40]

40 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رِفَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یَرْکَعَ حَتَّی یَسْجُدَ وَ یَقُومَ قَالَ یَسْتَقْبِلُ.

[الحدیث 41]

41 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ ع عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی أَنْ یَرْکَعَ قَالَ یَسْتَقْبِلُ حَتَّی یَضَعَ کُلَّ شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِکَ مَوْضِعَهُ.

[الحدیث 42]

42 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یَرْکَعَ قَالَ عَلَیْهِ الْإِعَادَهُ.

هَذِهِ الْأَخْبَارُ کُلُّهَا مَحْمُولَهٌ عَلَی أَنَّهُ یَنْسَی الرُّکُوعَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَإِنَّهُ

______________________________

إلا ما فی فقه الرضا علیه السلام، و مستند الشیخ ما سیذکره.

الحدیث التاسع و الثلاثون: صحیح.

الحدیث الأربعون: صحیح.

الحدیث الحادی و الأربعون: موثق.

و لعله کان الأولی التعبیر عن الحسین بن سعید بالضمیر کما سبق.

الحدیث الثانی و الأربعون: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 31

یَجِبُ عَلَیْهِ اسْتِئْنَافُ الصَّلَاهِ عَلَی کُلِّ حَالٍ إِذَا ذَکَرَ فَأَمَّا إِذَا کَانَ النِّسْیَانُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ وَ ذَکَرَ وَ هُوَ بَعْدُ فِی الصَّلَاهِ فَلْیُلْقِ السَّجْدَتَیْنِ مِنَ الرَّکْعَهِ الَّتِی نَسِیَ رُکُوعَهَا وَ یُتِمُّ الصَّلَاهَ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 43]

43 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی رَجُلٍ شَکَّ بَعْدَ مَا سَجَدَ أَنَّهُ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ فَإِنِ اسْتَیْقَنَ فَلْیُلْقِ السَّجْدَتَیْنِ اللَّتَیْنِ لَا رَکْعَهَ لَهُمَا فَیَبْنِی عَلَی صَلَاتِهِ عَلَی التَّمَامِ وَ إِنْ کَانَ لَمْ یَسْتَیْقِنْ إِلَّا بَعْدَ مَا فَرَغَ وَ انْصَرَفَ فَلْیَقُمْ فَلْیُصَلِّ رَکْعَهً وَ سَجْدَتَیْنِ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ

______________________________

قوله رحمه الله: و الذی یدل علی ذلک قال الفاضل التستری طاب ثراه: کان نظره إلی الجمع، و الرکون إلی هذا الجمع من دون قرینه من الروایه لا یخلو من إشکال. نعم هذا مجرد احتمال لا بأس به، و أما کونه محل العمل و الاعتماد للعمل فلا یخلو من نظر و تأمل، و لعل حمله علی النافله- إن لم یرد بضعف السند لمکان الحکم- أسلم.

الحدیث الثالث و

الأربعون: مجهول.

و رواه الصدوق فی الصحیح.

و یظهر من کلام الشیخ فی المبسوط أنه قال بما هو ظاهر الخبر من لزوم

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 32

..........

______________________________

رکعه تامه بعد الصلاه لمن نسی الرکوع و ذکر بعد الصلاه، فحکم أکثر المتأخرین بکونه خلاف الإجماع مبنی علی الذهول عنه.

ثم إن العمل به و ترک الأخبار الکثیره الداله علی بطلان الصلاه بترک الرکوع مشکل، إذ لا یتصور حینئذ له فرد یوجب البطلان، لأنها تتضمن أنه لو لم یذکر و لم یأت به إلی آخر الصلاه أیضا لا یوجب البطلان، فلا بد إما من طرحها، أو حملها علی الجواز و غیرها علی الاستحباب، فالعمل بالمشهور أولی علی کل حال.

و یمکن حمله علی النافله، لورود مثله فیها، أو علی التقیه. و حمل الشیخ بعید کما عرفت.

و قوله" فلیصل رکعه و سجدتین" یحتمل وجهین:

الأول: أن یکون المراد بالرکعه الرکوع و بالسجدتین سجدتا الصلاه، أو المراد بالرکعه الرکعه التامه و بالسجدتین سجدتا السهو کما سیأتی.

و قال السبط رحمه الله: فی المقام بحث من وجوه:

الأول: أن مقتضی الروایه الأولی- کما تری- أن من ترک الرکوع و لم یذکر إلا بعد الفراغ، فلیصل رکعه و سجدتین، و هذا لا یعلم القول به. و ربما یحتمل أن یراد بالرکعه الرکوع و بالسجدتین سجدتا السهو، کما تدل علیه الروایه الثانیه و حینئذ ففیهما دلاله علی قضاء الرکوع و سجود السهو، و لا یخلو من غرابه، و عدم التعرض من الشیخ أغرب.

الثانی: ما ذکره شیخنا قدس سره من عدم دلاله روایه العیص علی مطلوب الشیخ حق، أما ما ذکره من أنها إنما تدل علی وجوب الإتیان بالمنسی خاصه، و هو لا یذهب إلیه، بل

یوجب الإتیان بما بعده من السجود، ففیه أن ظاهره کون الروایه داله علی الإتیان بالرکوع فی محله دون السجود، و الحال أنها إنما تدل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 33

[الحدیث 44]

44 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ رَکْعَهً مِنْ صَلَاتِهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ یَقُومُ فَیَرْکَعُ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ

______________________________

علی ما بعد الفراغ من الصلاه، و المدعی أنه إذا کان فی الرکعه التی نسی رکوعها کما لا یخفی.

الثالث: ما ذکره شیخنا عن المعتبر أنه أجاب عن الروایه الأولی بأن ظاهرها الإطلاق، و هو متروک، و تخصیصها بالأخیرتین تحکم محل نظر، لأن الإطلاق إذا کان متروکا وجب الحمل علی الأخیرتین من غیر تحکم، و إلا لزم إبطال الروایه اللهم إلا أن یقال: إن المراد بالإطلاق المتروک ما یتناول الذکر بعد السجدتین، أو بعد الرکوع المتأخر عن السجدتین.

و یشکل بأن القول منقول بإسقاط الرکوع أیضا لکنه عن الشیخ، و غیر بعید أن یکون وجه التحکم عدم وجدان ما یخصص الأخیرتین فقط.

و ربما یشکل بأنه لا قائل بتخصیص الأولیین. و فیه أن دفع التحکم یحصل بالجمیع و القائل به موجود، لکن لا یخفی أن هذا لا یناسب ما ذکره من أن الإطلاق متروک.

و علی کل حال فالمسأله لا تخلو من اضطراب، و الله أعلم.

الحدیث الرابع و الأربعون: صحیح.

و یدل علی الإتیان بالرکوع فقط بعد الصلاه، لا إلقاء السجدتین و استئناف الرکعه، کما ذکره الشیخ و غیره، و لم أر قائلا به إلا ما یفهم من کلام الشیخ فیما سیأتی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4،

ص: 34

[الحدیث 45]

45 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَیْقَنَ الرَّجُلُ أَنَّهُ تَرَکَ رَکْعَهً مِنَ الصَّلَاهِ وَ قَدْ سَجَدَ سَجْدَتَیْنِ وَ تَرَکَ الرُّکُوعَ اسْتَأْنَفَ الصَّلَاهَ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنْ نَحْمِلَهُ عَلَی صَلَاهٍ لَا یَجُوزُ فِیهَا السَّهْوُ مِثْلِ الْغَدَاهِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مَا أَشْبَهَهُمَا أَوْ عَلَی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ مِنَ الرُّبَاعِیَّاتِ لِئَلَّا تَتَنَافَی الْأَخْبَارُ وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ اسْتَأْنَفَ الصَّلَاهَ یَعْنِی الرَّکْعَهَ الَّتِی فَاتَتْهُ وَ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ یَسْتَأْنِفُ الصَّلَاهَ مِنْ أَوَّلِهَا وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 46]

46 مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ

______________________________

و یمکن حملها علی مجموع الرکعه، فإنه إذا نسیها و ذکرها قبل الإتیان بما یبطل عمدا أو سهوا یأتی بها و صحت صلاته. و سجدتا السهو یمکن أن یکون للتسلیم فی غیر محله.

قال الفاضل التستری رحمه الله: فی ذکره هنا شی ء، و لعل المراد منه أنه ذکر بعد الفراغ أنه ترک رکعه تامه لا مجرد الرکوع حسب.

الحدیث الخامس و الأربعون: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لا أجد ذکر هذا المضمون هنا بهذا العنوان بعد أن أسبقه و أوله بما یقع فی الرکعتین الأولیین بذلک الوضوح، اللهم إلا أن یجعل هذا توجیها آخر للجمع بین هذا المضمون و ما یخالفه، و فیه نوع حزازه، و مشتمل علی عدم الحکم ببطلان الصلاه بترک الرکوع نسیانا، بل یعید الرکوع حسب، فتحقق الخلاف فیه.

الحدیث السادس و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 35

عُثْمَانَ عَنْ حَکَمِ بْنِ حُکَیْمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ یَنْسَی مِنْ صَلَاتِهِ رَکْعَهً أَوْ

سَجْدَهً أَوْ شَیْئاً مِنْهَا ثُمَّ یَذْکُرُ بَعْدَ ذَلِکَ فَقَالَ یَقْضِی ذَلِکَ بِعَیْنِهِ فَقُلْتُ أَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ فَقَالَ لَا.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ شَکَّ فِی الرُّکُوعِ وَ هُوَ قَائِمٌ رَکَعَ وَ إِنْ کَانَ قَدْ دَخَلَ فِی حَالَهٍ أُخْرَی مِنَ السُّجُودِ وَ غَیْرِهِ مَضَی فِی صَلَاتِهِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ هَذَا أَیْضاً إِذَا کَانَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ لِأَنَّهُ إِذَا کَانَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ یَجِبُ عَلَیْهِ اسْتِئْنَافُ الصَّلَاهِ لِأَنَّهُ لَمْ یَسْتَکْمِلْ عَدَدَهُمَا وَ هُوَ شَاکٌّ فِیهِمَا وَ قَدْ قِیلَ إِنَّ کُلَّ سَهْوٍ یَلْحَقُ الْإِنْسَانَ فِی الْأَوَّلَتَیْنِ فَإِنَّهُ یَجِبُ مِنْهُ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی الْقِسْمِ الْأَوَّلِ مِمَّا قَدَّمْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

و یمکن حمله علی ما إذا ذکر قبل تجاوز محله.

قوله رحمه الله: و هذا أیضا کان هذا من کلام الشیخ الطوسی رحمه الله.

و المشهور الفرق فی الشک فی الأفعال بین الأولیین و الأخیرتین، و ذهب المفید و الشیخ إلی الفرق، و العلامه فی التذکره استقرب البطلان إن تعلق الشک برکن من الأولیین.

قوله رحمه الله: کل سهو یلحق الإنسان فی الأولتین قال الفاضل التستری طاب ثراه: إن أراد العدد فمسلم، و إن أراد الکیفیات فممنوع، و سیأتی فی الصفحه الآتیه ما یدل علی هذا المعنی فی الخبر.

قوله رحمه الله: مما قدمناه قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله لا حاجه إلی قوله" مما قدمناه" لحصول

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 36

[الحدیث 47]

47 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یَشُکُّ وَ هُوَ قَائِمٌ فَلَا یَدْرِی أَ رَکَعَ أَمْ لَا قَالَ فَلْیَرْکَعْ.

[الحدیث 48]

48 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ وَ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ شَکَّ وَ هُوَ قَائِمٌ فَلَا یَدْرِی أَ رَکَعَ أَمْ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ یَرْکَعُ وَ یَسْجُدُ.

[الحدیث 49]

49 فَضَالَهُ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ الْحَلَبِیِّ فِی الرَّجُلِ لَا یَدْرِی أَ رَکَعَ أَمْ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ یَرْکَعُ.

[الحدیث 50]

50 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَسْتَتِمُّ قَائِماً فَلَا أَدْرِی رَکَعْتُ أَمْ لَا قَالَ بَلَی

______________________________

المعنی بترکه.

الحدیث السابع و الأربعون: صحیح.

الحدیث الثامن و الأربعون: صحیح.

الحدیث التاسع و الأربعون: صحیح.

الحدیث الخمسون: موثق کالصحیح.

و قال المدارک: یمکن الجمع بینها و بین ما تضمن الاستئناف بذلک بالتخییر بین الأمرین و أفضلیه الاستئناف، و کیف کان فلا ریب أن الاستئناف أولی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 37

قَدْ رَکَعْتَ فَامْضِ فِی صَلَاتِکَ فَإِنَّمَا ذَلِکَ مِنَ الشَّیْطَانِ.

فَلَیْسَ بِمُنَافٍ لِمَا ذَکَرْنَاهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ ع إِذَا اسْتَتَمَّ قَائِماً مِنَ الرَّکْعَهِ الرَّابِعَهِ فَلَا یَدْرِی أَ رَکَعَ فِی الثَّالِثَهِ أَمْ لَا فَحِینَئِذٍ یَجِبُ عَلَیْهِ الْمُضِیُّ فِی صَلَاتِهِ لِأَنَّهُ صَارَ مِنَ الْقِسْمِ الثَّانِی الَّذِی قَدَّمْنَاهُ وَ هُوَ أَنَّهُ إِذَا شَکَّ فِی الرُّکُوعِ وَ قَدْ دَخَلَ فِی حَالَهٍ أُخْرَی یَمْضِی فِی صَلَاتِهِ وَ یُؤَکِّدُ مَا ذَکَرْنَا

[الحدیث 51]

51 مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَشُکُّ وَ أَنَا سَاجِدٌ فَلَا أَدْرِی أَ رَکَعْتُ أَمْ لَا قَالَ امْضِ.

[الحدیث 52]

52 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

قوله علیه السلام: بلی قد رکعت لعله علیه السلام عرفه بکثره الشک فأجابه بما ذکر، أو کان علیه السلام عالما بفعله.

قوله رحمه الله: من الرکعه الرابعه قال الفاضل التستری طاب ثراه: کان تخصیصه بالرابعه هربا من وقوع الشک فی الأولیین، بناء علی اعتقاده بطلان ذلک، و إلا فلیس فی الروایه ما یدل علی التخصیص.

قوله رحمه الله: و یؤکد ما ذکرناه کأنه یرید القسم الثانی.

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

الحدیث الثانی و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 38

أَشُکُّ وَ أَنَا سَاجِدٌ فَلَا أَدْرِی رَکَعْتُ أَمْ لَا فَقَالَ قَدْ رَکَعْتَ امْضِهْ.

[الحدیث 53]

53 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ شَکَّ بَعْدَ مَا سَجَدَ أَنَّهُ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ یَمْضِی فِی صَلَاتِهِ.

[الحدیث 54]

54 وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ أَهْوَی إِلَی السُّجُودِ فَلَمْ یَدْرِ أَ رَکَعَ أَمْ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ قَدْ رَکَعَ

______________________________

" امضه" الهاء للسکت.

الحدیث الثالث و الخمسون: صحیح.

الحدیث الرابع و الخمسون: موثق کالصحیح.

قوله: رجل أهوی إلی السجود قال الفاضل التستری قدس سره: فی الاعتماد علیه إشکال، للتردد فی کون الهوی للسجود دخولا فی فعل آخر. انتهی.

و اعلم أن المشهور بین الأصحاب عدم العبره بالشک بعد تجاوز المحل مطلقا و ذهب الشیخان إلی أنه إن کان الشک فی الأولیین تبطل الصلاه، و استقرب العلامه فی التذکره البطلان إن تعلق الشک برکن من الأولین.

و اختلفوا أیضا فیما لو شک فی الرکوع و قد هوی إلی السجود و لم یضع بعد جبهته علی الأرض، فذهب الشهید الثانی إلی العود، و جماعه إلی عدمه، و کأنه أقوی لهذا الخبر و عمومات أخبار أخر، و کان الأحوط المضی فی الصلاه ثم الإعاده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 39

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ إِنْ تَرَکَ سَجْدَتَیْنِ مِنْ رَکْعَهٍ وَاحِدَهٍ أَعَادَ عَلَی کُلِّ حَالٍ فَإِنْ نَسِیَ وَاحِدَهً مِنْهُمَا ثُمَّ ذَکَرَهَا فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ قَبْلَ الرُّکُوعِ أَرْسَلَ نَفْسَهُ

______________________________

قال فی المدارک: لو شک فی الرکوع و قد هوی إلی السجود، فالأظهر عدم وجوب تدارکه، لصحیحه عبد الرحمن بن أبی عبد الله، و قوی

الشارح وجوب العود ما لم یصر إلی السجود، و هو ضعیف.

قوله رحمه الله: و إن ترک سجدتین المشهور بین الأصحاب أن من أخل بالسجدتین معا حتی رکع فیما بعد بطلت صلاته، سواء فی ذلک الأولیان و غیرهما و الرباعیه و غیرها.

و قال الشیخ فی الجمل و الاقتصاد: و إن کانتا- یعنی السجدتین- من الأخیرتین بنی علی الرکوع فی الأول و أعاد السجدتین. و وافق المشهور فی موضع من المبسوط.

و قال فی موضع آخر منه: من ترک السجدتین من رکعه من الرکعتین الأولیین حتی یرکع فیما بعدها أعاد علی المذهب الأول، و علی الثانی یجعل السجدتین فی الثانیه للأوله و بنی علی صلاته، و أشار بالمذهب الأول إلی ما ذکر فی الرکوع کما مر، ثم قال: و الأول أحوط، لأن هذا الحکم مختص بالأخیرتین.

و من هنا یعلم تحقق الأقوال الثلاثه المذکوره فی الرکوع هنا أیضا، و صحیحه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 40

..........

______________________________

زراره الآتیه آنفا تدل فی الجمله علی المشهور، و لیس فیه خبر صریح یدل علی البطلان فی هذه الصوره، إلا خبر معلی بن خنیس و هو مع ضعفه شامل للسجده الواحده، و البطلان فیها خلاف المشهور و الأخبار.

و لم نقف للقائلین بالتلفیق أیضا هنا علی حجه واضحه، إذ الخبر الوارد فی ذلک مختص بالرکوع.

و ربما یستدل للجانبین بعدم القول بالفصل، و فیه إشکال، لکن قد یفهم من فحاوی الأخبار ما یؤید المشهور، کخبر محمد بن مسلم المتقدم فی القراءه، و موثقه منصور بن حازم المتقدمه. و لعل الأحوط العود إلی السجدتین و إتمام الصلاه ثم إعادتها.

و لو نسی السجدتین و ذکرهما قبل الرکوع، فالمشهور أنه یعود إلیهما، و یقوم و

یستأنف القراءه و یتم الصلاه، و منهم من قال بوجوب سجدتی السهو للقیام.

و ذهب ابن إدریس و المفید و أبو الصلاح إلی بطلان الصلاه حینئذ، إذ الروایات الداله علی بطلان الصلاه بنسیان السجود شامله لهذه الصوره.

و ربما یستدل للمشهور بأن الرجوع للسجده الواحده یدل علی الرجوع للسجدتین بطریق أولی، أو أن السجده تتحقق فی ضمن السجدتین فیجب الرجوع لها، أو أن السجود مصدر یتناول الواحد و الکثیر. و فی الکل نظر، و الأحوط فی هذه الصوره أیضا الرجوع و الإتمام و الإعاده، و إن کان المشهور لا یخلو من قوه.

قال فی المدارک: الرجوع إلی السجود إذا ذکر قبل الرکوع فی السجده الواحده موضع وفاق، و إنما الخلاف فی نسیان السجدتین، فذهب الأکثر إلی أنه کذلک، و قال المفید ببطلان الصلاه فی نسیان السجدتین مطلقا و إن ذکر قبل الرکوع،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 41

وَ سَجَدَهَا ثُمَّ قَامَ فَاسْتَأْنَفَ الْقِرَاءَهَ أَوِ التَّسْبِیحَ إِنْ کَانَ مُسَبِّحاً فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْهَا حَتَّی یَرْکَعَ الثَّانِیَهَ قَضَاهَا بَعْدَ التَّسْلِیمِ وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ

[الحدیث 55]

55 رَوَی زُرَارَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ لَا تُعَادُ الصَّلَاهُ إِلَّا مِنْ خَمْسَهٍ الطَّهُورِ وَ الْوَقْتِ وَ الْقِبْلَهِ وَ الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ ثُمَّ قَالَ الْقِرَاءَهُ سُنَّهٌ وَ التَّشَهُّدُ سُنَّهٌ فَلَا تَنْقُضُ السُّنَّهُ الْفَرِیضَهَ

______________________________

و تبعه ابن إدریس، و لم نقف علی نص یدل علی الفرق. انتهی.

قوله رحمه الله: ثم قام و استأنف القراءه أقول: لم یذکر الأصحاب لاستیناف الرکعه دلیلا مع اتفاقهم علیه، و قد یستدل علیه بما ورد فی خبر أبی بصیر و أمثاله من قوله" یسجدها إذا ذکرها" و تقیید الثانی بالقضاء دون الأول،

فإنهما یقتضیان کون السجده أداء واقعه فی محلها، و هذا یعطی هدم ما وقع قبلها، فإنه إذن تقع السجده فی محلها، و لو اکتفی بما فعل قبلها کانت واقعه فی غیر محلها، فلم تکن أداء بل قضاء.

الحدیث الخامس و الخمسون: صحیح.

قوله علیه السلام: لا تعاد الصلاه أی: سهوا، و إلا فتعاد من غیرها إذا ترکت عمدا، و مع ذلک مخصوص بالتکبیر و النیه و القیام، و لعل الوجه فی عدم ذکرها عدم تعلق السهو بها.

و بالجمله یدل الخبر علی رکنیه الرکوع و السجود و شرطیه الثلاثه الأول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 42

فَأَمَّا مَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُ إِذَا سَهَا عَنْ وَاحِدَهٍ وَ ذَکَرَهَا قَبْلَ الرُّکُوعِ یَجِبُ أَنْ یُرْسِلَ نَفْسَهُ وَ یَسْجُدَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 56]

56 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَمَّنْ نَسِیَ أَنْ یَسْجُدَ سَجْدَهً وَاحِدَهً فَذَکَرَهَا وَ هُوَ قَائِمٌ قَالَ یَسْجُدُهَا إِذَا ذَکَرَهَا

______________________________

قوله رحمه الله: یجب أن یرسل نفسه قال الفاضل التستری رحمه الله: کان صحه الإرسال و إیقاع السجده ما لم یرکع لا یختص بالسجده الواحده، بل هذا حکم الثنتین أیضا، فلعل إنما خص الواحده بالذکر لأجل ما یذکر من الصحه لو لم یعلم النقصان إلا بعد الرکوع.

الحدیث السادس و الخمسون: ضعیف علی المشهور.

ثم اعلم أنه ذهب أکثر المتأخرین إلی أنه إذا نسی سجده واحده و عاد إلیها فإن کان جلس عقیب الأولی و اطمأن بنیه الفعل أو لا بنیته، لم یجب الرجوع إلی الجلوس قبل السجده. و إن لم یجلس أو جلس و لم یطمئن، فقیل: یجب الجلوس.

و قیل: لا یجب، کما اختاره العلامه فی المنتهی و الشیخ فی المبسوط.

و

المسأله محل تردد، و إن کان الأول أحوط.

و لو کان نوی بالجلوس الاستحباب، لتوهمه أنه جلسه الاستراحه، ففی الاکتفاء به وجهان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 43

مَا لَمْ یَرْکَعْ فَإِنْ کَانَ قَدْ رَکَعَ فَلْیَمْضِ عَلَی صَلَاتِهِ وَ إِذَا انْصَرَفَ قَضَاهَا وَ لَیْسَ عَلَیْهِ سَهْوٌ.

[الحدیث 57]

57 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ سَهَا فَلَمْ یَدْرِ سَجْدَهً سَجَدَ أَمِ اثْنَتَیْنِ قَالَ یَسْجُدُ أُخْرَی وَ لَیْسَ عَلَیْهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الصَّلَاهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ.

[الحدیث 58]

58 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ شَکَّ فَلَمْ یَدْرِ سَجَدَ سَجْدَهً أَمْ سَجْدَتَیْنِ قَالَ یَسْجُدُ حَتَّی یَسْتَیْقِنَ

______________________________

قوله علیه السلام: و لیس علیه سهو ظاهره عدم وجوب سجدتی السهو علی من ذکر السجده بعد الرکوع، کما نسب إلی ابن أبی عقیل و الصدوق و المفید فی المسائل الغریه، و المشهور الوجوب بل نقل فی المنتهی و التذکره الإجماع علیه.

الحدیث السابع و الخمسون: حسن.

قوله: عن رجل سها أی: شک، و هو محمول علی عدم تجاوز المحل.

الحدیث الثامن و الخمسون: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 44

[الحدیث 59]

59 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ شُبِّهَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَدْرِ وَاحِدَهً سَجَدَ أَوِ اثْنَتَیْنِ قَالَ فَلْیَسْجُدْ أُخْرَی.

[الحدیث 60]

60 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یَسْجُدَ سَجْدَهَ الثَّانِیَهِ حَتَّی قَامَ فَذَکَرَ وَ هُوَ قَائِمٌ أَنَّهُ لَمْ یَسْجُدْ قَالَ فَلْیَسْجُدْ مَا لَمْ یَرْکَعْ فَإِذَا رَفَعَ فَذَکَرَ بَعْدَ رُکُوعِهِ أَنَّهُ لَمْ یَسْجُدْ فَلْیَمْضِ عَلَی صَلَاتِهِ حَتَّی یُسَلِّمَ ثُمَّ یَسْجُدُهَا فَإِنَّهَا قَضَاءٌ وَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنْ شَکَّ فِی الرُّکُوعِ بَعْدَ مَا سَجَدَ فَلْیَمْضِ وَ إِنْ شَکَّ فِی السُّجُودِ بَعْدَ مَا قَامَ فَلْیَمْضِ کُلُّ شَیْ ءٍ شَکَّ فِیهِ مِمَّا قَدْ جَاوَزَهُ وَ دَخَلَ فِی غَیْرِهِ فَلْیَمْضِ عَلَیْهِ

______________________________

الحدیث التاسع و الخمسون: ضعیف.

الحدیث الستون: صحیح.

و اختلف الأصحاب فی محل السجود المنسی، فالأکثر علی أنه بعد التسلیم کما یدل علیه هذا الخبر.

و قال علی بن بابویه: السجده المنسیه فی الأولی تقضی فی الثالثه، و المنسیه فی الثانیه تقضی فی الرابعه، و المنسیه فی الثالثه تقضی بعد التسلیم. و هو موافق لما فی فقه الرضا علیه السلام.

و قال ابن الجنید: و الیقین بترکه إحدی السجدتین أهون من الیقین بترکه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 45

[الحدیث 61]

61 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ فَشَکَّ قَبْلَ أَنْ یَسْتَوِیَ جَالِساً فَلَمْ یَدْرِ أَ سَجَدَ أَمْ لَمْ یَسْجُدْ قَالَ یَسْجُدُ قُلْتُ فَرَجُلٌ نَهَضَ مِنْ سُجُودِهِ فَشَکَّ قَبْلَ أَنْ یَسْتَوِیَ قَائِماً فَلَمْ یَدْرِ أَ سَجَدَ أَمْ لَمْ یَسْجُدْ قَالَ یَسْجُدُ

______________________________

الرکوع، فإن أیقن بترکه إیاها بعد رکوعه فی الثالثه لها سجدها قبل سلامه، و الاحتیاط

إن کانت فی الأولیین الإعاده إن کانت فی وقت.

و للمفید قول آخر قال: إن ذکر بعد الرکوع، فلیسجد ثلاث مرات سجدات واحده منها قضاء و الاثنتان لرکعته التی هو فیها، و المشهور أقوی و أظهر.

و الخبر یدل علی أن السجده قضاء، و ظاهر الخبر عدم خروج وقت العود إلی الرکوع بالهوی إلی السجود، لکنه یدل بالمفهوم، و المنطوق مقدم. و ربما یؤید الأول بأن الهوی و الأخذ فی القیام لیسا من الأفعال، بل من مقدماتها، فلا یصدق علیه" و دخل فی غیره" فتأمل.

الحدیث الحادی و الستون: موثق کالصحیح.

قوله: قبل أن یستوی جالسا قال الفاضل التستری قدس سره: لعل الحکم کذلک و لو استوی جالسا، و التخصیص بقبل الاستواء من کلام السائل، فلا مفهوم له. انتهی.

و یدل الخبر علی أن الأخذ فی القیام لیس انتقالا إلی فعل آخر، فیؤید ما ذکرنا من الفرق بین الأفعال و مقدماتها، و عمل به الشهیدان و جماعه من المتأخرین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 46

[الحدیث 62]

62 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَکْثُرُ عَلَیْهِ الْوَهْمُ فِی الصَّلَاهِ فَیَشُکُّ فِی الرُّکُوعِ فَلَا یَدْرِی أَ رَکَعَ أَمْ لَا وَ یَشُکُّ فِی السُّجُودِ فَلَا یَدْرِی أَ سَجَدَ أَمْ لَا فَقَالَ لَا یَسْجُدُ وَ لَا یَرْکَعُ وَ یَمْضِی فِی صَلَاتِهِ حَتَّی یَسْتَیْقِنَ یَقِیناً وَ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی سَجْدَهً فَذَکَرَهَا بَعْدَ مَا قَامَ وَ رَکَعَ قَالَ یَمْضِی فِی صَلَاتِهِ وَ لَا یَسْجُدُ حَتَّی یُسَلِّمَ فَإِذَا سَلَّمَ سَجَدَ مِثْلَ مَا فَاتَهُ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ یَذْکُرْ إِلَّا بَعْدَ ذَلِکَ قَالَ یَقْضِی مَا

فَاتَهُ إِذَا ذَکَرَهُ.

وَ هَذَا الْحُکْمُ فِی السَّهْوِ عَنِ السُّجُودِ إِنَّمَا هُوَ یَخُصُّ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ لِأَنَّ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ مَتَی شَکَّ فِیهِمَا فِی السُّجُودِ أَعَادَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

و قیل: بعدم العود حینئذ، و هو ضعیف.

الحدیث الثانی و الستون: موثق.

و قال فی الاستبصار بعد إیراد صدر هذا الخبر: فهذا الخبر یحتمل شیئین:

أحدهما: أن یکون یشک بعد أن یدخل فی حاله أخری، و لا یذکر یقینا ترک الرکوع أو السجود، فإنه ینبغی أن یمضی فی صلاته علی ما بیناه فیما مضی.

و الثانی: أن یکون مخصوصا بمن یکثر علیه السهو، فرخص له المضی فی صلاته تخفیفا، و لأنه لا یؤمن کلما سجد فشک یحتاج أن یسجد، فلا ینفک عنه فلأجل ذلک رخص له فی المضی فیه.

قوله رحمه الله: متی شک ذکر رحمه الله أولا السهو و هنا الشک، و لعل مراده أنه إذا وجبت الإعاده

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 47

[الحدیث 63]

63 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع- عَنْ رَجُلٍ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ ثُمَّ ذَکَرَ فِی الثَّانِیَهِ وَ هُوَ رَاکِعٌ أَنَّهُ تَرَکَ سَجْدَهً فِی الْأُولَی قَالَ کَانَ أَبُو الْحَسَنِ ع یَقُولُ إِذَا تَرَکْتَ السَّجْدَهَ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی فَلَمْ تَدْرِ وَاحِدَهً أَوِ اثْنَتَیْنِ اسْتَقْبَلْتَ حَتَّی یَصِحَّ لَکَ ثِنْتَانِ فَإِذَا کَانَ فِی الثَّالِثَهِ وَ الرَّابِعَهِ فَتَرَکْتَ سَجْدَهً بَعْدَ أَنْ تَکُونَ قَدْ حَفِظْتَ الرُّکُوعَ أَعَدْتَ السُّجُودَ.

وَ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرَ

______________________________

مع الشک، فمع السهو یعید بطریق أولی. أو مراده بالسهو الشک، أو العکس، أو الأعم فیهما.

و اعلم أن الظاهر من کلام ابن أبی عقیل إعاده الصلاه بترک سجده واحده مطلقا و نسب إلی المفید و الشیخ القول بأن

کل سهو یلحق الرکعتین الأولیین یوجب إعاده الصلاه، و کذلک الشک، سواء کان فی عددهما أو أفعالهما. و نقل الشیخ هذا القول عن بعض علمائنا.

الحدیث الثالث و الستون: صحیح.

قوله علیه السلام: کان أبو الحسن علیه السلام قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل الجواب لا ینطبق علی السؤال، و الجواب إنما یتضمن حال من ترک السجده فی الأولیین، و یجوز أن یکون المتروک هما معا، و حال من ترک سجده فی الأخیرتین. و مفهوم الأول یتضمن خلاف مفهوم الثانی.

و بالجمله فی الروایه إجمال و لا یستقیم التمسک بها لإثبات البطلان فی صوره

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 48

..........

______________________________

الشک فی ترک سجده فی الرکعتین الأولیین علی ما هو المدعی فیه تأمل. انتهی.

و أجاب العلامه فی المختلف عن هذا الخبر، بأن المراد بالاستقبال الإتیان بالسجود المشکوک فیه لا استقبال الصلاه، و یکون قوله علیه السلام" و إذا کان فی الثالثه أو الرابعه فترکت سجده" راجعا إلی من تیقن ترک السجده فی الأولیین فإن علیه إعاده السجده لفوات محلها، و لا شی ء علیه لو شک بخلاف ما لو کان الشک فی الأولی، لأنه لم ینتقل عن محله انتهی.

و قال فی الوافی: إن أرید بالواحده و الثنتین الرکعه و الرکعتان، فلا إشکال فی الحکم، و إنما الإشکال حینئذ فی مطابقه الجواب للسؤال. و إن أرید السجده و السجدتان، فیشبه أن یکون" أو" مکان الواو فی قوله علیه السلام" و لم تدر" و یکون قد سقط الهمزه من قلم النساخ، أو یکون المراد و لم تدر واحده ترکت أم ثنتین، و علی التقدیرین ینبغی حمل الاستئناف علی الأولی و الأحوط دون الوجوب.

و أقول: جمله القول فیه أنه

لا یخلو الخبر من اضطراب و إجمال.

و یمکن توجیهه بوجوه:

الأول: أن یکون المراد بقوله" فلم تدر واحده أو ثنتین" الرکعه و الرکعتین، أی: شککت مع ذلک فی الرکعه و الرکعتین، فلا إشکال حینئذ فی الحکم، لکن لا ینطبق الجواب علی السؤال، و لا تستقیم المقابله بین الشقین.

الثانی: أن یکون المراد السجده و السجدتین، و المعنی أنه تیقن ترک سجده و شک فی أنه هل سجد شیئا أم لا؟ و علی هذا یدل علی مقصود الشیخ فی الجمله، إذ الشک بعد تجاوز المحل لا عبره به، فیکون البطلان لترک السجده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 49

[الحدیث 64]

64 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَاضِیَ ع فِی الرَّجُلِ یَنْسَی السَّجْدَهَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ إِذَا ذَکَرَهَا قَبْلَ رُکُوعِهِ سَجَدَهَا وَ بَنَی عَلَی صَلَاتِهِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ بَعْدَ انْصِرَافِهِ وَ إِنْ ذَکَرَهَا بَعْدَ رُکُوعِهِ أَعَادَ الصَّلَاهَ وَ نِسْیَانُ السَّجْدَهِ فِی الْأَوَّلَتَیْنِ وَ الْأَخِیرَتَیْنِ سَوَاءٌ

______________________________

الثالث: علی نسخه الکافی و قرب الإسناد حیث ورد فیهما" و لم تدر" بالواو یحتمل أن یکون الواو بمعنی" أو" فیحتمل الأول، أی: الشک بین الرکعه و الرکعتین، و الثانی، أی: السجده و السجدتین.

و علی الوجهین یدل علی مذهب الشیخ فی السجود، و علی الثانی یدل علی ما نقلنا عنه ثانیا من إبطال مطلق الشک فی الأولیین أیضا.

و بالجمله مع هذا الإجمال یشکل العمل به، ورد الأخبار الکثیره الداله علی عدم الفرق بین الأولیین و الأخیرتین، و مفهوم آخر الخبر أیضا لا یعارض منطوق تلک الأخبار، و یمکن حمله علی الاستحباب جمعا، فالعمل بالمشهور أولی.

الحدیث الرابع و

الستون: مرسل.

قوله: سألت أبا الحسن الماضی علیه السلام فی نقله عن أبی الحسن شی ء، و کأنه فی زمان حیاه أبی عبد الله علیه السلام لأنه قتل فی زمانه علیه السلام.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 50

فَلَیْسَ هَذَا الْخَبَرُ مُنَافِیاً لِلْخَبَرِ الْأَوَّلِ لِأَنَّ قَوْلَهُ ع وَ نِسْیَانُ السَّجْدَهِ فِی الْأَوَّلَتَیْنِ وَ الْأَخِیرَتَیْنِ سَوَاءٌ إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ فِی تَرْکِ السَّجْدَتَیْنِ مَعاً أَ لَا تَرَی أَنَّ مَا تَضَمَّنَ الْخَبَرُ إِنَّمَا تَضَمَّنَ حُکْمَ مَنْ تَرَکَ السَّجْدَتَیْنِ مَعاً لِأَنَّهُ قَالَ إِذَا ذَکَرَهَا بَعْدَ الرُّکُوعِ أَعَادَ الصَّلَاهَ فَلَوْ لَا أَنَّ الْمُرَادَ بِذِکْرِ السَّجْدَهِ الثِّنْتَانِ مَعاً لَمَا وَجَبَ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ وَ الَّذِی رَوَاهُ

[الحدیث 65]

65 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الَّذِی یَنْسَی السَّجْدَهَ الثَّانِیَهَ مِنَ الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ أَوْ شَکَّ فِیهَا فَقَالَ إِذَا خِفْتَ أَنْ لَا تَکُونَ وَضَعْتَ وَجْهَکَ إِلَّا مَرَّهً وَاحِدَهً فَإِذَا سَلَّمْتَ سَجَدْتَ سَجْدَهً وَاحِدَهً وَ تَضَعُ وَجْهَکَ مَرَّهً وَاحِدَهً وَ لَیْسَ عَلَیْکَ سَهْوٌ.

فَلَیْسَ أَیْضاً بِمُنَافٍ لِمَا ذَکَرْنَاهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ الَّذِی یَنْسَی السَّجْدَهَ الْأَخِیرَهَ مِنَ الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ مِنَ الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ مِنَ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ وَ لَیْسَ فِی ظَاهِرِ الْخَبَرِ مِنَ الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ مِنَ الْأَوَّلَتَیْنِ أَوِ الْأَخِیرَتَیْنِ بَلْ هُوَ مُحْتَمِلٌ لَهُمَا مَعاً وَ إِذَا احْتَمَلَ ذَلِکَ حَمَلْنَاهُ عَلَی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ مِنَ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ وَ قَدْ سَلِمَتِ

______________________________

و یدل علی وجوب سجدتی السهو للقیام الزائد، کما ذهب إلیه بعض الأصحاب و یمکن حمله علی الاستحباب، لخلو أکثر الأخبار عنهما.

الحدیث الخامس و الستون: مجهول.

و الظاهر أن علی بن أحمد هو ابن أشیم.

قوله رحمه الله: یحتمل أن یکون قال الفاضل التستری قدس سره:

فیه بعد، بل ربما یمنع صحه إطلاق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 51

الْأَحَادِیثُ کُلُّهَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَ مَنِّهِ فَأَمَّا الَّذِی یَدُلُّ عَلَی وُجُوبِ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ عَلَی مَنْ تَرَکَ سَجْدَهً وَ لَمْ یَذْکُرْهَا إِلَّا بَعْدَ الرُّکُوعِ حَسَبَ مَا ذَکَرَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ

[الحدیث 66]

66 مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ تَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ فِی کُلِّ زِیَادَهٍ تَدْخُلُ عَلَیْکَ أَوْ نُقْصَانٍ وَ مَنْ تَرَکَ سَجْدَهً فَقَدْ نَقَصَ.

وَ لَیْسَ تَنْقُضُ هَذِهِ الرِّوَایَهَ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا وَ هِیَ رِوَایَهُ أَبِی بَصِیرٍ- عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع حِینَ ذَکَرَ حُکْمَ مَنْ نَسِیَ السَّجْدَهَ وَ لَمْ یَذْکُرْهَا إِلَّا بَعْدَ الرُّکُوعِ قَالَ یَقْضِیهَا بَعْدَ الصَّلَاهِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ سَهْوٌ لِأَنَّ قَوْلَهُ ع وَ لَیْسَ عَلَیْهِ سَهْوٌ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ لَا یَکُونَ حُکْمُهُ حُکْمَ السُّهَاهِ بَلْ یَکُونُ حُکْمَ الْقَاطِعِینَ لِأَنَّهُ إِذَا ذَکَرَ مَا کَانَ فَاتَهُ وَ قَضَاهُ لَمْ یَبْقَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ یَشُکُّ فِیهِ فَخَرَجَ عَنْ حَدِّ السَّهْوِ

______________________________

الثانیه بقول مطلق علی الثانیه من الأخیرتین، لأنها رابعه بقول مطلق.

قوله رحمه الله: علی وجوب سجدتی السهو قال فی المدارک: قال فی التذکره: إنه مجمع علیه بین الأصحاب. و لم أقف علی نص بالخصوص، و الروایه التی استدل بها الشیخ مع ضعف سندها معارضه بروایه أبی بصیر.

الحدیث السادس و الستون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 52

فَأَمَّا مَا تَضَمَّنَ رِوَایَهُ الْحَلَبِیِّ مِنْ أَنَّهُ إِذَا شَکَّ فِی سَجْدَهٍ أَوْ ثِنْتَیْنِ یُضِیفُ إِلَیْهِ سَجْدَهً وَ لَیْسَ عَلَیْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ فَإِنَّهُ مَقْصُورٌ عَلَی مَنْ هَذَا حُکْمُهُ وَ إِنَّمَا أَوْجَبْنَا سَجْدَتَیِ السَّهْوِ لِمَنْ عَلِمَ بَعْدَ

الرُّکُوعِ أَنَّهُ تَرَکَ سَجْدَهً فَإِنَّهُ یَقْضِیهَا بَعْدَ التَّسْلِیمِ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ

[الحدیث 67]

67 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا نَسِیَ الرَّجُلُ سَجْدَهً وَ أَیْقَنَ أَنَّهُ قَدْ تَرَکَهَا فَلْیَسْجُدْهَا بَعْدَ مَا یَقْعُدُ قَبْلَ أَنْ یُسَلِّمَ وَ إِنْ کَانَ شَاکّاً فَلْیُسَلِّمْ ثُمَّ لْیَسْجُدْهَا وَ لْیَتَشَهَّدْ تَشَهُّداً خَفِیفاً وَ لَا یُسَمِّیهَا نَقْرَهً فَإِنَّ النَّقْرَهَ نَقْرَهُ الْغُرَابِ.

وَ مَنْ سَجَدَ بَعْدَ مَا شَکَّ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ کَانَ قَدْ سَجَدَ السَّجْدَتَیْنِ مَضَی فِی صَلَاتِهِ وَ الرُّکُوعُ مَتَی رَکَعَ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ کَانَ قَدْ رَکَعَ قَبْلَ ذَلِکَ اسْتَأْنَفَ الصَّلَاهَ رَوَی ذَلِکَ

______________________________

الحدیث السابع و الستون: صحیح.

قوله علیه السلام: فلیسلم ثم لیسجدها لعلها فی الشک محموله علی الاستحباب.

و قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: الظاهر إلحاق التشهد بالسجده المنسیه و لعله محمول علی الاستحباب، لخلو الأخبار و أقاویل الأصحاب عنه.

و یحتمل بعیدا أن یراد بها سجده السهو، بقرینه التشهد و النهی عن تسمیتها" نقره" فإن المشهور بین العامه إطلاقها علی سجده السهو و نهی علیه السلام عنه لأن النقره نقره الغراب، و نهی رسول الله صلی الله علیه و آله عنها، فلا یحسن إطلاق ما نهی عنه علیها، و أن المنهی فی کلامه صلی الله علیه و آله تخفیف السجود

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 53

..........

______________________________

کنقره الغراب. انتهی کلامه رفع الله مقامه.

و قال فی المدارک: الظاهر أنه لا خلاف بین القائلین بوجوب قضاء التشهد أنه بعد التسلیم، و إنما الخلاف فی محل السجده، فذهب الأکثر إلی أن محلها بعد التسلیم کالتشهد، و لا ینافیه صحیحه ابن أبی یعفور، لما بیناه من استحباب التسلیم، فیکون الإتیان بالسجود بعد التشهد

قضاه بعد الفراغ من الصلاه، و حمله فی المختلف علی الذکر قبل الرکوع. و هو بعید جدا. انتهی.

و قال السبط رحمه الله: العجب من ذکر الشیخ رحمه الله لهذا الخبر، فإن ظاهره فعل السجده المنسیه قبل التسلیم و عدم وجوب سجود السهو، أو وجوبه قبل التسلیم فی هذه الصوره إن قید بغیره من الأخبار علی تقدیر صلاحها، أو اعتمدنا علی دعوی العلامه فی التذکره الإجماع علی وجوب سجود السهو مع السجده، و التعرض لبعض من ذلک لا بد منه.

و أعجب منه أن شیخنا قدس سره ذکر الروایه فی مقام الاستدلال علی قضاء السجده و لم یتعرض لما فیها. ثم ما تضمنه من الإتیان بالسجده بعد التسلیم مع الشک یحتاج إلی بیان الوجه فیه، إذ لا وجوب لقضاء السجده مع الشک، فترک التعرض لذلک لا وجه له. و لو حمل علی الاستحباب مع الشک أشکل الاستدلال به فی الجمله، علی أن ظاهر الروایه أیضا التشهد للسجده المشکوک فیها کما یری.

و قد یمکن حمل السجده علی سجدتی السهو بنوع من التوجیه، إلا أن حسنه الحلبی صریحه فی نفیه، مضافا إلی أن الضمیر فی" سجدها" راجع إلی السجده المشکوک فیها علی حد السجده المتیقنه الترک.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 54

[الحدیث 68]

68 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی فَذَکَرَ أَنَّهُ زَادَ سَجْدَهً قَالَ لَا یُعِیدُ صَلَاهً مِنْ سَجْدَهٍ وَ یُعِیدُهَا مِنْ رَکْعَهٍ.

[الحدیث 69]

69 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ شَکَّ فَلَمْ یَدْرِ أَ سَجَدَ ثِنْتَیْنِ أَمْ وَاحِدَهً فَسَجَدَ أُخْرَی ثُمَّ اسْتَیْقَنَ أَنَّهُ قَدْ زَادَ سَجْدَهً فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا تُفْسِدُ الصَّلَاهَ زِیَادَهُ سَجْدَهٍ وَ قَالَ لَا یُعِیدُ صَلَاتَهُ مِنْ سَجْدَهٍ وَ یُعِیدُهَا مِنْ رَکْعَهٍ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ تَرَکَ التَّسْبِیحَ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ نَاسِیاً لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث الثامن و الستون: موثق کالصحیح.

و قال الفاضل التستری قدس سره: مقتضی الاستدلال أنه حمل الرکعه علی الرکوع، و هو غیر بعید، لأن زیاده القرآن و نقصانها غیر مؤثر نسیانا، فلم یبق غیر الرکوع، و لما تقدم فی الورقه السابقه من تسمیه الرکوع بالرکعه.

الحدیث التاسع و الستون: موثق کالصحیح.

و یمکن أن یقال: قوله" لا یعید صلاته من سجده" ینبغی أن یحمل علی ما یعم الزیاده و النقصان لیکون تأسیسا، فإنه أولی من التأکید.

ثم اعلم أن المشهور بین الأصحاب أن الشاک فی الفعل إذا کان فی موضعه،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 55

[الحدیث 70]

70 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع أَنَّ عَلِیّاً ع سُئِلَ- عَنْ رَجُلٍ رَکَعَ وَ لَمْ یُسَبِّحْ نَاسِیاً قَالَ تَمَّتْ صَلَاتُهُ.

[الحدیث 71]

71 وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع أَنَّ عَلِیّاً ع سُئِلَ- عَنْ رَجُلٍ رَکَعَ وَ لَمْ یُسَبِّحْ نَاسِیاً قَالَ تَمَّتْ صَلَاتُهُ

______________________________

و أتی به و ذکر بعد فعله، فإن رکنا بطلت صلاته و إلا فلا، سواء کان غیر الرکن سجده أو غیرها.

و قال السید رضی الله عنه: إن شک فی سجده فأتی بها، ثم ذکر فعلها أعاد الصلاه، و هو قول أبی الصلاح و ابن أبی عقیل، و الأشهر أقوی.

و لو شک فی الرکوع و هو قائم فرکع، ثم ذکر قبل رفعه، فذهب الکلینی و الشیخ و المرتضی و ابن إدریس رحمهم الله إلی أنه یرسل نفسه للسجود. و المشهور بین المتأخرین بطلان الصلاه لزیاده الرکن، و ذکر المتأخرون لتصحیح کلام القدماء وجوها کثیره لا تخلو من ضعف، و البطلان بالنظر إلی ما وصل إلینا أقوی و الظاهر أنه وصل إلیهم فی ذلک نص.

نعم لو انفرد فی الجماعه المأموم بذلک أو بالعکس، لم استبعد صحتها للأخبار الداله علی أنه لا سهو لأحدهما مع حفظ الآخر، و إن کان الأحوط الإتمام و الإعاده مطلقا، و الله یعلم.

الحدیث السبعون: مجهول.

الحدیث الحادی و السبعون: مجهول.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فی قوله" و عنه" لعل مراده جعفر بن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 56

[الحدیث 72]

72 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ تَسْبِیحَهً فِی رُکُوعِهِ وَ سُجُودِهِ قَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ.

فَأَمَّا الَّذِی یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُ إِذَا تَرَکَهُ مُتَعَمِّداً فَلَا صَلَاهَ لَهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

محمد، فإن أراد فلیس علی ما ینبغی، و لم یذکر ذکر هذه الروایه ثانیا علی ما ینبغی. و إن کان

ضمیر" عنه" راجعا إلی محمد بن أحمد علی ما یقتضیه ظاهر العباره ربما یخف الاستهجان. انتهی.

و أقول: لیس فی بعض النسخ هذا الخبر، و کأنه أظهر.

الحدیث الثانی و السبعون: صحیح علی احتمال، و مجهول علی الظاهر.

قوله: نسی تسبیحه إذا قرئ بالإضافه فدلالته علی عدم بطلان الصلاه بترک التسبیح مطلقا ظاهر.

و إذا قرئ بتاء الوحده فلا یدل إلا علی بطلان الصلاه بترک تسبیحه من تسبیحاته إلا أن یتکلف و یقال: النسیان بمعنی عدم الفعل، فتکون" تسبیحه" نکره فی سیاق النفی، فیدل علی الترک مطلقا، و لا یخفی بعده.

ثم اعلم أنه لا خلاف ظاهرا بین الأصحاب فی أنه لیس لناسی ذکر الرکوع أو الطمأنینه فیه حتی ینتصب، و لناسی الرفع من الرکوع أو الطمأنینه فی الرفع حتی یسجد، أو الذکر فی السجدتین، أو السجود علی الأعضاء السبعه سوی الجبهه، أو الطمأنینه فیهما، أو الجلوس بینهما، أو إکمال الرفع من السجده الأولی حتی سجد ثانیا، و کذا لو شک فی شی ء من ذلک الرجوع إلی ذلک، و لا تبطل الصلاه بذلک، و لا یلزمه شی ء إلا علی القول بوجوب سجود السهو لکل زیاده و نقیصه فی السهو.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 57

[الحدیث 73]

73 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع تَدْرِی أَیُّ شَیْ ءٍ حَدُّ الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ فَقُلْتُ لَا قَالَ سَبِّحْ فِی الرُّکُوعِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ وَ فِی السُّجُودِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَمَنْ نَقَصَ وَاحِدَهً نَقَصَ ثُلُثَ صَلَاتِهِ وَ مَنْ نَقَصَ ثِنْتَیْنِ نَقَصَ ثُلُثَیْ

صَلَاتِهِ وَ مَنْ لَا یُسَبِّحْ فَلَا صَلَاهَ لَهُ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ تَرَکَ التَّشَهُّدَ نَاسِیاً قَضَاهُ وَ لَمْ یُعِدِ الصَّلَاهَ

______________________________

و الدلیل علی الجمیع فوات محلها و فقد الدلیل علی الرجوع إلیها، و علی بطلان الصلاه بترکها ناسیا، و قد وردت الروایات فی خصوص بعضها کهذه الروایات.

و قد یقال: ضابط التجاوز عن المحل فی الشک هو الشروع فی فعل موضعه بعد ذلک الفعل، سواء کان رکنا أو غیره إلا ما أخرجه الدلیل، و فی السهو بأن یدخل فی رکن هو بعد ذلک المنسی، أو یکون تدارکه مستلزما لتکرار رکن، أو تکرار جزء من أجزاء رکن، کنسیان ذکر إحدی السجدتین. فتدبر.

الحدیث الثالث و السبعون: مجهول.

قوله علیه السلام: و من لا یسبح قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل مقتضی نقصان الثلث و الثلاثین بترک الواحده و الثنتین عدم البطلان بترک الکل، لأن الظاهر أن الأول محمول علی الأولویه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 58

[الحدیث 74]

74 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ لَا یَجْلِسُ بَیْنَهُمَا حَتَّی یَرْکَعَ فِی الثَّالِثَهِ قَالَ فَلْیُتِمَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ لْیُسَلِّمْ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ هُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ.

[الحدیث 75]

75 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ وَ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِی الرَّجُلِ یَفْرُغُ مِنْ صَلَاتِهِ وَ قَدْ نَسِیَ التَّشَهُّدَ حَتَّی یَنْصَرِفَ فَقَالَ إِنْ کَانَ قَرِیباً رَجَعَ إِلَی مَکَانِهِ فَتَشَهَّدَ وَ إِلَّا طَلَبَ مَکَاناً نَظِیفاً فَتَشَهَّدَ فِیهِ وَ قَالَ إِنَّمَا التَّشَهُّدُ سُنَّهٌ فِی الصَّلَاهِ

______________________________

الحدیث الرابع و السبعون: حسن.

الحدیث الخامس و السبعون: صحیح.

قوله علیه السلام: رجع إلی مکانه فتشهد ظاهره التشهد الأخیر، أو الأعم منه و من التشهد الأول.

و جمله القول فیه أنه إذا نسی التشهد و ذکر قبل الرکوع، فالمشهور وجوب العود إلیه، بل لا خلاف فیه بین الأصحاب، و تدل علیه الأخبار الصحیحه کما تری.

و قیل: بوجوب سجده السهو فیه إذا ذکر بعد القیام، و الأقوی استحبابها.

و لو ذکر بعد الرکوع، فالمشهور أنه یقضیه بعد الصلاه و یسجد سجدتی السهو، أما وجوب السجود فقد ادعی بعضهم علیه الإجماع، و نقل فی المختلف

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 59

..........

______________________________

و الذکری الخلاف فیه عن ابن أبی عقیل و الشیخ فی الجمل و الاقتصاد، و لم یذکره أبو الصلاح فیما یوجب سجده السهو، و الأظهر الوجوب للأخبار الصحیحه. و أما وجوب قضاء التشهد فهو المشهور.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران،

اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 59

و ذهب المفید و ابنا بابویه إلی أنه یجزی التشهد الذی فی سجدتی السهو عن قضاء التشهد، کما یدل علیه کثیر من الأخبار، و ذهب ابن الجنید إلی وجوب الإعاده إذا نسی التشهدین، و ما ذهب إلیه المفید و الصدوقان لا یخلو من قوه.

و استدل للمشهور بهذا الخبر، و ظاهره التشهد الأخیر. و یمکن القول بالفرق بینه و بین التشهد الأول، و إن کان ظاهر الأکثر عدم الفرق، و یؤیده عدم ذکر السجود فیه، إذ ظاهر کلام الأکثر اختصاص السجود بنسیان التشهد الأول، کما هو ظاهر المفید و السید و الشیخ فی المبسوط و الخلاف و ابن إدریس.

و سائر الأصحاب کلامهم مطلق إلا العلامه، فإنه صرح فی التذکره و المنتهی بوجوب السجود لترک التشهد الأخیر إذا استمر إلی أن سلم، فلو ذکر قبل التسلیم لم یکن علیه سجده السهو، و لم یذکر له دلیلا، و الأظهر عدم الوجوب، لعدم دلاله خبر صریح علیه.

و قال ابن إدریس: لو نسی التشهد الأول و لم یذکره حتی رکع فی الثالثه مضی فی صلاته، فإذا سلم منها قضاه و سجد سجدتی السهو، فإن أحدث بعد سلامه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 60

[الحدیث 76]

76 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ

______________________________

و قبل الإتیان بالتشهد المنسی و قبل سجدتی السهو، لم تبطل صلاته بحدثه الناقص لطهارته بعد سلامه منها، لأنه بسلامه انفصل منها، فلم یکن حدثه فی صلاته بل بعد خروجه منها بالتسلیم الواجب علیه.

قال: فإذا کان المنسی التشهد الأخیر و أحدث ما ینقض طهارته قبل الإتیان

به، فالواجب علیه إعاده صلاته من أولها مستأنفا لها، لأنه بعد فی قید صلاته لم یخرج منها بحال. انتهی.

و فرقه تحکم، و الأظهر عدم منافاه تخلل الحدث مطلقا، ثم ظاهر الأکثر وجوب الترتیب بین الأجزاء المنسیه، و بینها و بین سجود السهو لها، بأن یأتی أولا بالأجزاء المنسیه علی الترتیب ثم بسجداتها کذلک، و عولوا فی ذلک علی حجج ضعیفه، و الأظهر عدم الترتیب مطلقا.

قوله علیه السلام: و إلا طلب مکانا نظیفا قیل: کأنه محمول علی الاستحباب علی المعروف من الأصحاب، و إن احتمل أن یکون المکان النظیف علی الوجوب، لوجود القائل بطهاره مکان المصلی مطلقا إلا أن المعارض موجود، و معه یحمل علی الاستحباب، و مع الاستحباب تبعد دلاله الروایه علی وجوب قضاء التشهد، و یقربه أنه لا مانع من الوجوب إلا خروج بعض ما دل علیه الروایه، و ضرر ذلک غیر معلوم، فلیتأمل.

الحدیث السادس و السبعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 61

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یَجْلِسَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَقَالَ إِنْ ذَکَرَ قَبْلَ أَنْ یَرْکَعَ فَلْیَجْلِسْ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْ حَتَّی یَرْکَعَ فَلْیُتِمَّ الصَّلَاهَ حَتَّی إِذَا فَرَغَ فَلْیُسَلِّمْ وَ لْیَسْجُدْ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ.

[الحدیث 77]

77 وَ عَنْهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی رَکْعَتَیِ الْمَکْتُوبَهِ فَلَا یَجْلِسُ حَتَّی یَرْکَعَ فِی الثَّالِثَهِ قَالَ یُتِمُّ صَلَاتَهُ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ هُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ.

[الحدیث 78]

78 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ فَلَا یَجْلِسُ فِیهِمَا حَتَّی یَرْکَعَ فَقَالَ یُتِمُّ صَلَاتَهُ ثُمَّ یُسَلِّمُ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ هُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ

______________________________

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لم أجد فیه دلاله، و کذا روایه ابن أبی العلاء و ابن أبی یعفور إلا علی عدم البطلان.

الحدیث السابع و السبعون: ضعیف.

الحدیث الثامن و السبعون: صحیح.

و اختلف الأصحاب فی فوریه سجدتی السهو، و ربما یستدل بهذا الخبر علی مذهب القائلین بالفور، و لا یخفی ضعفه، و المشهور بینهم عدم بطلان الصلاه بالتأخیر و تخلل الکلام، و عدم سقوطها أیضا، بل یصیر قضاء.

و قیل: بخروج وقت الصلاه یصیر قضاء، و لعل ترک نیه القضاء و الأداء فی تلک الصور المشکوکه أولی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 62

[الحدیث 79]

79 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی أَنْ یَتَشَهَّدَ قَالَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیْنِ یَتَشَهَّدُ فِیهِمَا.

[الحدیث 80]

80 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ یَسْهُو فِی الصَّلَاهِ فَیَنْسَی التَّشَهُّدَ فَقَالَ یَرْجِعُ فَیَتَشَهَّدُ قُلْتُ أَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ فَقَالَ لَا لَیْسَ فِی هَذَا سَجْدَتَا السَّهْوِ

______________________________

الحدیث التاسع و السبعون: موثق.

قوله علیه السلام: یتشهد فیهما قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله اکتفی بهذا التشهد عن التشهد المنسی، فعلی هذا إن قلنا إن التشهد لازم لسجدتی السهو و اکتفینا بتشهده فی القضاء- و کان المراد من قضاء التشهد هذا القدر- کان فی الأخبار المتقدمه دلاله علیه.

الحدیث الثمانون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: یرجع فیتشهد لعل المراد به التشهد الأخیر، فإنه إذا ذکر الإخلال به قبل الإتیان بما یبطل الصلاه فعله عمدا و سهوا، و إن فعل ما یبطلها سهوا یأتی به، و لا شی ء علیه علی المشهور، بل مع فعل ما ینافی عمدا و سهوا کالحدث مع الإتیان بالتسلیم، و مع عدم الإتیان به أیضا علی قول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 63

فَالْمُرَادُ بِهَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِذَا ذَکَرَ قَبْلَ الرُّکُوعِ رَجَعَ فَتَشَهَّدَ فَلَیْسَ عَلَیْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ فَأَمَّا مَتَی لَمْ یَذْکُرْ إِلَّا بَعْدَ الرُّکُوعِ فَإِنَّهُ یَلْزَمُهُ سَجْدَتَا السَّهْوِ حَسَبَ مَا ذَکَرْنَاهُ وَ یُؤَیِّدُهُ أَیْضاً وُضُوحاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 81]

81 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ فَلَا یَجْلِسُ حَتَّی یَرْکَعَ الثَّالِثَهَ فَقَالَ یُتِمُّ صَلَاتَهُ ثُمَّ یُسَلِّمُ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ هُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ.

[الحدیث 82]

82 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ

______________________________

قوله رحمه الله: إذا ذکر قیل: قد یقال: تقدم أن سجود السهو لکل زیاده و نقیصه، و ما نحن فیه لا یخلو من الزیاده.

و یمکن الجواب بأن مراد الشیخ نفی سجدتی السهو من حیث التشهد و وجوبهما من جهه أخری لا یضر بالحال.

و فیه أن الکلام لا یطابق هذا المراد إلا بتکلف مستغنی عنه، فتأمل.

الحدیث الحادی و الثمانون: حسن.

و قد مر مع اختلاف فی أول السند.

الحدیث الثانی و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 64

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ فَلَا یَجْلِسُ فِیهِمَا فَقَالَ إِنْ کَانَ ذَکَرَ وَ هُوَ قَائِمٌ فِی الثَّالِثَهِ فَلْیَجْلِسْ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْ حَتَّی یَرْکَعَ فَلْیُتِمَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَتَیْنِ وَ هُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ.

[الحدیث 83]

83 ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ مِنْ تَمَامِ الصَّوْمِ إِعْطَاءُ الزَّکَاهِ کَالصَّلَاهِ عَلَی النَّبِیِّ ص مِنْ تَمَامِ

______________________________

و قد مضی أیضا باختلاف فی أول السند.

الحدیث الثالث و الثمانون: صحیح.

و فی الفقیه عن أبی بصیر و زراره، و هو أظهر.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: ذکر ابن بابویه هذا الحدیث فی من لا یحضره الفقیه بطریق صحیح علی ما یحضرنی الآن، و هو أحسن دلیل علی وجوب الصلاه علی النبی صلی الله علیه و آله فی التشهد. انتهی.

و أقول: ظاهر سیاق الخبر أن قوله" لا صلاه له" من قبیل" لا صلاه لجار المسجد" بقرینه نظیره أعنی قوله" لا صوم له" فإنه لنفی القبول و الکمال لا نفی

الصحه، و یؤیده أیضا التعلیل المذکور فی آخر الخبر، فإن ذکر الزکاه قبل الصلاه یدل علی شده الاعتناء بشأنه، لا عدم صحه الصوم بدونه.

فإن قلت: فکما لا یدل علی ذلک لا یدل علی نفی کمال الصوم أیضا.

قلت: لما علق سبحانه الفلاح بالفعلین، ففیه إشاره إلی أن الصوم فقط لا

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 65

الصَّلَاهِ وَ مَنْ صَامَ وَ لَمْ یُؤَدِّهَا فَلَا صَوْمَ لَهُ إِذَا تَرَکَهَا مُتَعَمِّداً وَ مَنْ صَلَّی وَ لَمْ یُصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ ص وَ تَرَکَ ذَلِکَ مُتَعَمِّداً فَلَا صَلَاهَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَدَأَ بِهَا قَبْلَ الصَّلَاهِ فَقَالَ- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَکّٰی وَ ذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّٰی.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ السَّلَامُ فِی الصَّلَاهِ سُنَّهٌ وَ لَیْسَ بِفَرْضٍ یَفْسُدُ بِتَرْکِهِ

______________________________

یکفی فی الفلاح، ففیه إیماء إلی اشتراط کماله بالفعلین، بل مع الذکر أیضا.

و تقدیم الزکاه یومئ إلی أنها أدخل فی ذلک. و فی الفقیه قبل الصوم و التکلیف فیه أشد.

و قال السبط رحمه الله: لعل المراد علی نسخه التهذیب أن الله بدأ بذکر الصلاه علی النبی قبل الأمر بالصلاه، و ربما یشکل بأن ظاهر الروایه کون ذکر اسم الرب هو الصلاه، و یمکن دفعه بالعنایه. أما ما فی الفقیه فیحتمل أن یعود ضمیر بها إلی الفطره علی نحو ما ذکرناه فی الصلاه، و بعد ففی الروایه خفاء.

انتهی.

و أقول: قد یأول ما فی الفقیه بأن الصلاه صلاه العید، و هی إنما تکون بعد الصوم، فبدأ بالزکاه قبل الصوم و ما معه، و لا یخفی ما فیه.

قوله علیه السلام: إذا ترکها متعمدا قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه یرید بالتعمد ترکه لأجل المخالفه، و إلا فالظاهر أن تعمد الترک بالمعنی المتعارف

لا یوجب فساد الصوم.

قوله رحمه الله: و السلام فی الصلاه سنه کلامه غیر صریح فی الاستحباب، بل یحتمل أن یکون مراده أنه لما ظهر

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 66

الصَّلَاهُ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 84]

84 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا نَسِیَ الرَّجُلُ أَنْ یُسَلِّمَ فَإِذَا وَلَّی وَجْهَهُ عَنِ الْقِبْلَهِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ فَقَدْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ.

[الحدیث 85]

85 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا نَسِیَ أَنْ یُسَلِّمَ خَلْفَ الْإِمَامِ أَجْزَأَهُ تَسْلِیمُ الْإِمَامِ

______________________________

وجوبه بالسنه لیس برکن یبطل الصلاه بالإخلال به سهوا.

قال فی المدارک: اختلف الأصحاب فی التسلیم هل هو واجب أو مستحب؟

فقال المرتضی فی المسائل الناصریه و المحمدیه و أبو الصلاح و سلار و ابن أبی عقیل و ابن زهره بالوجوب، و قال الشیخان و ابن البراج و ابن إدریس و أکثر المتأخرین بالاستحباب.

الحدیث الرابع و الثمانون: موثق.

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: الاستدلال بهذا الحدیث علی استحباب التسلیم لا یخفی ما فیه، فتأمل. انتهی.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: کان فی روایه عدم البطلان بالحدث قبل التسلیم دلاله علیه.

الحدیث الخامس و الثمانون: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 67

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ التَّوَجُّهُ بِسَبْعِ تَکْبِیرَاتٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ الْقُنُوتُ سُنَّهٌ مُؤَکَّدَهٌ فَقَدْ مَضَی شَرْحُ جَمِیعِ ذَلِکَ مُسْتَوْفًی فِیمَا تَقَدَّمَ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ الْقُنُوتُ سُنَّهٌ وَکِیدَهٌ لَا یَنْبَغِی تَرْکُهُ مَعَ الِاخْتِیَارِ وَ مَنْ نَسِیَهُ فَلَمْ یَفْعَلْهُ قَبْلَ الرُّکُوعِ فَلْیَقْضِهِ بَعْدَهُ فَإِنْ لَمْ یَذْکُرْهُ حَتَّی یَرْکَعَ الثَّالِثَهَ قَضَاهُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الصَّلَاهِ

______________________________

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لا نعرف دلاله علی المدعی إن جعل عدم الفساد بترکه عمدا و سهوا، و إلا ففیه دلاله ما.

قوله رحمه الله: فلیقضه بعده لا

خلاف فیه بین الأصحاب.

قوله رحمه الله: فإن لم یذکره حتی یرکع الثالثه قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه حیث خص الثالثه بالذکر نظرا إلی أن الروایه الداله علی أنه یقنت بعد الرکوع یرید به بعد الرکوع الثانیه، و هذا المعنی متحقق ما لم یرکع الثالثه، بخلاف ما إذا رکع الثالثه، فإنه إن رکع حینئذ فإنما یکون رکوعه بعد الثانیه لا الثالثه.

و فیه أن الظاهر أن المراد من قوله علیه السلام أنه یقنت بعد الرکوع أنه یقنت إذا رفع رأسه أی بلا فاصله، علی ما یفهم من روایه عبید بن زراره، لا التوسعه إلی أن یرکع الثالثه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 68

[الحدیث 86]

86 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَهَ بْنِ أَعْیَنَ قَالا سَأَلْنَا أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی الْقُنُوتَ حَتَّی یَرْکَعَ قَالَ یَقْنُتُ بَعْدَ الرُّکُوعِ فَإِنْ لَمْ یَذْکُرْ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 87]

87 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الْقُنُوتِ یَنْسَاهُ الرَّجُلُ فَقَالَ یَقْنُتُ بَعْدَ مَا یَرْکَعُ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْ حَتَّی یَنْصَرِفَ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 88]

88 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یَقْنُتْ حَتَّی یَرْکَعَ قَالَ فَقَالَ یَقْنُتُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ

______________________________

الحدیث السادس و الثمانون: صحیح.

الحدیث السابع و الثمانون: صحیح.

قوله علیه السلام: فلا شی ء علیه قال الشیخ البهائی رحمه الله: فیه نوع دلاله علی وجوب القنوت، کما قاله الصدوق رحمه الله، إذ مفهوم الشرط حجه، فتأمل. انتهی.

و أقول: یدل أیضا علی أن القضاء بعد الصلاه مستحب، و کأنه لا قائل بوجوب قضائه مطلقا.

الحدیث الثامن و الثمانون: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 69

[الحدیث 89]

89 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ یُذْکَرُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فِی الرَّجُلِ إِذَا سَهَا فِی الْقُنُوتِ قَنَتَ بَعْدَ مَا یَنْصَرِفُ وَ هُوَ جَالِسٌ.

[الحدیث 90]

90 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ یَسَعَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع- عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الْقُنُوتَ فِی الْمَکْتُوبَهِ قَالَ لَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ

______________________________

الحدیث التاسع و الثمانون: صحیح.

قوله: قال سمعته قال الفاضل التستری رحمه الله: إن رجع ضمیر" قال" إلی أبی أیوب ففیه أنه الراوی حینئذ لا أبو بصیر، و فی" قال: فی الرجل" أیضا شی ء، و إن رجع إلی أبی بصیر ففیه فساد ظاهر.

الحدیث التسعون: حسن.

قوله علیه السلام: لا إعاده علیه قال الشیخ البهائی قدس سره: لا یخفی أن ظاهر قوله علیه السلام لا إعاده علیه أنه لا یعید الصلاه، لا أنه لا یعید القنوت لأنه لم یفعله، فهذا الحدیث لا یحتاج إلی التأویل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 70

[الحدیث 91]

91 وَ مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی الْقُنُوتَ حَتَّی یَرْکَعَ أَ یَقْنُتُ قَالَ لَا.

فَیَجُوزُ أَنْ یَکُونَ ع إِنَّمَا أَرَادَ لَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ وُجُوباً لِأَنَّ الْقُنُوتَ أَصْلُهُ لَیْسَ بِوَاجِبٍ فَکَیْفَ یَکُونُ إِعَادَتُهُ وَاجِباً وَ إِنَّمَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ مَسْنُونٌ فَکَذَلِکَ قَضَاؤُهُ إِنَّمَا یَکُونُ مَسْنُوناً مَنْدُوباً دُونَ أَنْ یَکُونَ وَاجِباً وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ ع إِنَّمَا أَرَادَ لَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ إِذَا کَانَتِ الْحَالُ حَالَ التَّقِیَّهِ الَّذِی یُبَیِّنُ هَذَا وَ یُوضِحُهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 92]

92 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ ع فِی الْقُنُوتِ فِی الْفَجْرِ إِنْ شِئْتَ فَاقْنُتْ وَ إِنْ شِئْتَ فَلَا تَقْنُتْ وَ قَالَ هُوَ إِذَا کَانَ تَقِیَّهً فَلَا تَقْنُتْ وَ أَنَا أَتَقَلَّدُ هَذَا.

وَ قَدِ اسْتَوْفَیْنَا الْقُنُوتَ وَ مَا یَتَعَلَّقُ بِأَحْکَامِهِ فِیمَا مَضَی مُسْتَوْفًی وَ فِیهِ غِنًی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ بَعْدَ أَنْ ذَکَرَ أَشْیَاءَ قَدْ مَضَی شَرْحُهَا وَ مَا یَتَعَلَّقُ بِهَا مِثْلَ دُعَاءِ الْقُنُوتِ وَ تَسْبِیحِ الزَّهْرَاءِ ع وَ فَضْلِ ذَلِکَ وَ الْجَهْرِ فِی بَعْضِ الصَّلَوَاتِ وَ الْإِخْفَاتِ فِی بَعْضِهَا وَ مَنْ تَعَمَّدَ الْإِخْفَاتَ فِیمَا یَجِبُ فِیهِ الْإِجْهَارُ وَ الْإِجْهَارَ فِیمَا یَجِبُ فِیهِ الْإِخْفَاتُ أَعَادَ

______________________________

الحدیث الحادی و التسعون: صحیح.

الحدیث الثانی و التسعون: صحیح.

و فی الاستبصار هکذا: أحمد بن محمد عن أبی الحسن الرضا علیه السلام قال قال أبو جعفر علیه السلام إلی أن قال: قال و قال أبو الحسن: إذا کان التقیه فلا تقنت

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 71

[الحدیث 93]

93 رَوَی حَرِیزٌ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی رَجُلٍ جَهَرَ فِیمَا

______________________________

و أنا أتقلد هذا.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لا أجده علی ما ینبغی، و کان الحسین بن سعید ترک التصریح به لسبقه فی کلامه. و الحاصل أن الحسین یروی عن أحمد عن شخص معین فی الرجال، فلما صرح الحسین قبل هذا بذلک الرجل جاز أن یضمر بعد ذلک بقرینه سبقه، و أما إذا لم یسبق فی کلامنا ذکره لم یجز الإضمار، بل یجب التصریح به. و قد وقع مثل هذا فی کلام الشیخ فی غیر هذا الموضع.

و قد سبق هذه الروایه فی باب القنوت بهذا العنوان: علی بن

مهزیار، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر عن أبی الحسن الرضا علیه السلام قال: قال أبو جعفر علیه السلام فی القنوت: إن شئت فاقنت، و إن شئت فلا تقنت. قال أبو الحسن علیه السلام: و إذا کان التقیه فلا تقنت و أنا أتقلد هذا. انتهی.

و هذا مما یونس أن یکون ضمیر" عنه" راجعا إلی أبی الحسن علیه السلام، و بالجمله فی سند الروایه اضطراب.

و فی بعض النسخ لم یوجد قول" لی" بعد" قال" و لعله الصواب، و إنما یستقم ما ذکرناه من کون ضمیر" عنه" راجعا إلی أبی الحسن علی هذا.

الحدیث الثالث و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 72

لَا یَنْبَغِی الْإِجْهَارُ فِیهِ أَوْ أَخْفَی فِیمَا لَا یَنْبَغِی الْإِخْفَاءُ فِیهِ فَقَالَ أَیَّ ذَلِکَ فَعَلَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ نَقَضَ صَلَاتَهُ وَ عَلَیْهِ الْإِعَادَهُ وَ إِنْ فَعَلَ ذَلِکَ نَاسِیاً أَوْ سَاهِیاً أَوْ لَا یَدْرِی فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ.

[الحدیث 94]

94 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی مِنَ الْفَرِیضَهِ مَا یُجْهَرُ فِیهِ بِالْقِرَاءَهِ هَلْ عَلَیْهِ أَنْ لَا یَجْهَرَ قَالَ إِنْ شَاءَ جَهَرَ وَ إِنْ شَاءَ لَمْ یَفْعَلْ

______________________________

قوله علیه السلام: فعل ذلک متعمدا قال الفاضل التستری رحمه الله: یحتمل أن یراد بالتعمد إراده المخالفه، کما قدمناه قبل هذا فی قوله" فلا صوم له إذا ترکها متعمدا" و حینئذ لم تتم الدلاله، انتهی.

و ذهب الأکثر إلی وجوب الجهر و الإخفات، و ذهب المرتضی فی بعض کتبه و ابن الجنید إلی الاستحباب، فیمکن للقائل بقولهما حمل الإعاده علی الاستحباب.

ثم إن" نقض" هنا بالضاد المعجمه، و فی الفقیه بالمهمله،

فیمکن أن یکون مؤیدا للحمل علی الاستحباب.

و یحتمل أیضا أن یکون المراد بقوله" و علیه الإعاده" إعاده القراءه لا إعاده الصلاه، و یکون محمولا علی ما إذا ذکر قبل الرکوع.

الحدیث الرابع و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 73

فَهَذَا الْخَبَرُ مُوَافِقٌ لِلْعَامَّهِ لِأَنَّهُمُ الَّذِینَ یُخَیِّرُونَ فِی ذَلِکَ وَ الَّذِی نَعْمَلُ عَلَیْهِ مَا قَدَّمْنَاهُ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ الْإِمَامُ یَجْهَرُ فِی صَلَاهِ الْجُمُعَهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاهُ اللَّیْلِ فَسَنَذْکُرُ ذَلِکَ فِی أَبْوَابِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاهُ اللَّیْلِ قَضَاهَا فِی صَدْرِ النَّهَارِ فَإِنْ لَمْ یَتَّفِقْ لَهُ ذَلِکَ قَضَاهَا فِی اللَّیْلَهِ الثَّانِیَهِ قَبْلَ صَلَاتِهَا مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ وَ إِنْ قَضَاهَا بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ قَبْلَ أَنْ یَنَامَ أَجْزَأَهُ ذَلِکَ وَ کَذَلِکَ مَنْ نَسِیَ نَوَافِلَ النَّهَارِ وَ اشْتَغَلَ عَنْهَا قَضَاهَا لَیْلًا وَ إِنْ فَاتَهُ ذَلِکَ قَضَاهَا فِی غَدِ یَوْمِهِ مِنَ النَّهَارِ

[الحدیث 95]

95 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اقْضِ مَا فَاتَکَ مِنْ صَلَاهِ النَّهَارِ بِالنَّهَارِ وَ مَا فَاتَکَ مِنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ بِاللَّیْلِ قُلْتُ أَقْضِی وَتْرَیْنِ فِی لَیْلَهٍ فَقَالَ نَعَمْ اقْضِ وَتْراً أَبَداً

______________________________

" هل علیه" أی: إثم أو شی ء" إن لا یجهر" بکسر الهمزه حرف شرط.

و فی قرب الإسناد" هل علیه أن یجهر" و فی بعض نسخ الاستبصار" هل یجوز علیه أن یجهر" و ما فی قرب الإسناد أصوب.

و أقول: یمکن حمله علی من یقتدی بالمخالف.

الحدیث الخامس و التسعون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 74

[الحدیث 96]

96 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَفْضَلُ قَضَاءِ النَّوَافِلِ قَضَاءُ صَلَاهِ اللَّیْلِ بِاللَّیْلِ وَ صَلَاهُ النَّهَارِ بِالنَّهَارِ قُلْتُ فَیَکُونُ وَتْرَانِ فِی لَیْلَهٍ قَالَ لَا قُلْتُ وَ لِمَ تَأْمُرُنِی أَنْ أُوتِرَ وَتْرَیْنِ فِی لَیْلَهٍ فَقَالَ ع أَحَدُهُمَا قَضَاءٌ.

[الحدیث 97]

97 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ فَاتَتْهُ صَلَاهُ النَّهَارِ مَتَی یَقْضِیهَا قَالَ مَتَی مَا شَاءَ إِنْ شَاءَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ إِنْ شَاءَ بَعْدَ الْعِشَاءِ

______________________________

و قال فی المدارک: ذهب الأکثر إلی استحباب تعجیل فائته النهار باللیل و فائته اللیل بالنهار. و قال ابن الجنید و المفید فی الأرکان: یستحب قضاء صلاه النهار بالنهار و صلاه اللیل باللیل. انتهی.

و قال فی الذکری: الجمع بالأفضل و الفضیله، إذ عدم انتظار مثل الوقت فیه مسارعه إلی الخیر.

الحدیث السادس و التسعون: مجهول.

الحدیث السابع و التسعون: حسن.

و لیس فیه دلاله علی کونها نافله، بل یحتمل الفریضه و الأعم، و لعل تعیین البعدیه مما یعین کونها نافله، بناء علی تقدیم فائته الیوم أو مطلق الفائته، بل علی القول بتقدیم الفائته الواحده أیضا، و مع الحمل علی النافله أو الأعم یدل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 75

[الحدیث 98]

98 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ تَفُوتُهُ صَلَاهُ النَّهَارِ قَالَ یَقْضِیهَا إِنْ شَاءَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ إِنْ شَاءَ بَعْدَ الْعِشَاءِ.

[الحدیث 99]

99 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنْ قَوِیتَ فَاقْضِ صَلَاهَ النَّهَارِ بِاللَّیْلِ.

[الحدیث 100]

100 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنْ فَاتَکَ شَیْ ءٌ مِنْ تَطَوُّعِ النَّهَارِ وَ اللَّیْلِ فَاقْضِهِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ الظُّهْرِ عِنْدَ الْعَصْرِ وَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ بَعْدَ الْعَتَمَهِ وَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ.

[الحدیث 101]

101 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَفْضَلُ قَضَاءِ النَّوَافِلِ صَلَاهُ اللَّیْلِ بِاللَّیْلِ وَ صَلَاهُ النَّهَارِ بِالنَّهَارِ

______________________________

علی جواز قضاء النافله فی وقت الفریضه، إلا أن یحمل علی فعلها قبل دخول وقت فضیله العشاء.

الحدیث الثامن و التسعون: صحیح.

الحدیث التاسع و التسعون: موثق کالصحیح.

و لا یبعد کون الحسن هو الحسن بن سعید، بل هو أظهر من ابن فضال، لکن سیصرح بالثانی.

الحدیث المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث الحادی و المائه: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 76

قُلْتُ وَ یَکُونُ وَتْرَانِ فِی لَیْلَهٍ قَالَ لَا قُلْتُ وَ لِمَ تَأْمُرُنِی أَنْ أُوتِرَ وَتْرَیْنِ فِی لَیْلَهٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا قَضَاءٌ.

[الحدیث 102]

102 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع کَانَ إِذَا فَاتَهُ شَیْ ءٌ مِنَ اللَّیْلِ قَضَاهُ بِالنَّهَارِ وَ إِنْ فَاتَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْیَوْمِ قَضَاهُ مِنَ الْغَدِ أَوْ فِی الْجُمْعَهِ أَوْ فِی الشَّهْرِ وَ کَانَ إِذَا اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِ الْأَشْیَاءُ قَضَاهَا فِی شَعْبَانَ حَتَّی یَکْمُلَ لَهُ عَمَلُ السَّنَهِ کُلِّهَا کَامِلَهً.

[الحدیث 103]

103 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَضَاءِ صَلَاهِ اللَّیْلِ فَقَالَ اقْضِهَا فِی وَقْتِهَا الَّذِی صَلَّیْتَ فِیهِ قَالَ قُلْتُ یَکُونُ وَتْرَانِ فِی لَیْلَهٍ قَالَ لَیْسَ هُوَ وَتْرَانِ فِی لَیْلَهٍ أَحَدُهُمَا لِمَا فَاتَکَ.

[الحدیث 104]

104 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ یَقُومُ فَیَقْضِی النَّافِلَهَ فَیُعَجِّبُ الرَّبُّ مَلَائِکَتَهُ مِنْهُ فَیَقُولُ مَلَائِکَتِی

______________________________

الحدیث الثانی و المائه: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: قضاها فی شعبان لأن شعبان آخر السنه، بناء علی أن رمضان أول السنه الشرعیه، کما دلت علیه الأخبار الکثیره.

الحدیث الثالث و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث الرابع و المائه: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 77

عَبْدِی یَقْضِی مَا لَمْ أَفْتَرِضْهُ عَلَیْهِ.

فَأَمَّا کَیْفِیَّهُ الْقَضَاءِ فَإِنَّهُ یَقْضِیهَا عَلَی حَسَبِ مَا فَاتَتْهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 105]

105 مَا رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ جَمِیعاً عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَضَاءِ الْوَتْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ اقْضِهِ وَتْراً أَبَداً کَمَا فَاتَکَ قُلْتُ وَتْرَانِ فِی لَیْلَهٍ فَقَالَ نَعَمْ أَ لَیْسَ إِنَّمَا أَحَدُهُمَا قَضَاءٌ.

[الحدیث 106]

106 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَضَاءِ الْوَتْرِ قَالَ اقْضِهِ وَتْراً أَبَداً

______________________________

الحدیث الخامس و المائه: موثق کالصحیح.

و قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: اعلم أن التأکیدات التی وردت فی تلک الأخبار الظاهر أنها رد علی العامه، فإنهم یقضون بعد الزوال شفعا، و الأخبار التی وردت به فی طرقنا محموله علی التقیه. انتهی.

و قال فی الذکری: اختلفت الروایات فی قضاء الوتر، فالمشهور أنه یقضی وترا دائما، ثم ذکر الروایات و جمعی الشیخ رحمه الله.

الحدیث السادس و المائه: موثق کالصحیح.

و الحسین هو ابن عثمان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 78

[الحدیث 107]

107 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْوَتْرِ یَفُوتُ الرَّجُلَ قَالَ یَقْضِی وَتْراً أَبَداً.

[الحدیث 108]

108 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ ع- عَنِ الرَّجُلِ یَفُوتُهُ الْوَتْرُ قَالَ یَقْضِیهِ وَتْراً أَبَداً.

[الحدیث 109]

109 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ أُصْبِحُ عَنِ الْوَتْرِ إِلَی اللَّیْلِ کَیْفَ أَقْضِی قَالَ مِثْلًا بِمِثْلٍ.

فَأَمَّا مَا رُوِیَ مِنْ أَنَّهُ یَقْضِیهَا شَفْعاً إِذَا قَضَاهُ بَعْدَ الظُّهْرِ مِثْلُ مَا رَوَی

[الحدیث 110]

110 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ تَقْضِیهِ مِنَ النَّهَارِ مَا لَمْ تَزُلِ الشَّمْسُ وَتْراً فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَمَثْنَی مَثْنَی.

[الحدیث 111]

111 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ

______________________________

الحدیث السابع و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث الثامن و المائه: صحیح.

الحدیث التاسع و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث العاشر و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث الحادی عشر و المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 79

أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْوَتْرُ ثَلَاثُ رَکَعَاتٍ إِلَی زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا زَالَتْ فَأَرْبَعُ رَکَعَاتٍ.

[الحدیث 112]

112 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ کُرْدَوَیْهِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنْ قَضَاءِ الْوَتْرِ فَقَالَ مَا کَانَ بَعْدَ الزَّوَالِ فَهُوَ شَفْعٌ رَکْعَتَیْنِ رَکْعَتَیْنِ.

فَیَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْأَحَادِیثِ مَنْ یُرِیدُ قَضَاهَا جَالِساً مَعَ تَمَکُّنِهِ مِنَ الْقِیَامِ لِأَنَّهُ وَ الْحَالُ هَذِهِ یَنْبَغِی أَنْ یُصَلِّیَ مَکَانَ کُلِّ رَکْعَهٍ رَکْعَتَیْنِ الَّذِی یُبَیِّنُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 113]

113 مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ یَکْسَلُ أَوْ یَضْعُفُ فَیُصَلِّی التَّطَوُّعَ جَالِساً قَالَ یُضَعِّفُ رَکْعَتَیْنِ بِرَکْعَهٍ

______________________________

الحدیث الثانی عشر و المائه: مجهول.

قوله رحمه الله: ینبغی أن یصلی مکان کل رکعه رکعتین قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله لا یستقیم هذا التأویل لأنه صرح علیه السلام بأربع رکعات، فإذا قلنا برکعتین مکان کل رکعه لزم ست رکعات، اللهم إلا أن یقال: إن مراده أنه یصلی الرکعه الثالثه جالسا، و هو بعید عن فهم اللفظ.

الحدیث الثالث عشر و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: رکعتین برکعه کأنه بیان للتضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 80

[الحدیث 114]

114 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْقَلِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا صَلَّی الرَّجُلُ جَالِساً وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ الْقِیَامَ فَلْیُضَعِّفْ.

وَ الَّذِی یُبَیِّنُ أَنَّ ذَلِکَ إِنَّمَا یَلْزَمُ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 115]

115 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع- عَنْ رَجُلٍ یَفُوتُهُ الْوَتْرُ مِنَ اللَّیْلِ قَالَ یَقْضِیهِ وَتْراً مَتَی مَا ذَکَرَ وَ إِنْ زَالَتِ الشَّمْسُ.

فَجَاءَ هَذَا الْخَبَرُ صَرِیحاً بِأَنَّهُ یَقْضِیهِ وَتْراً وَ إِنْ کَانَ بَعْدَ الظُّهْرِ فَلَوْ لَا أَنَّ الْمُرَادَ بِتِلْکَ الْأَخْبَارِ مَا ذَکَرْنَا لَکَانَتْ مُتَنَاقِضَهً وَ یَحْتَمِلُ أَنْ تَکُونَ هَذِهِ الْأَخْبَارُ مُخْتَصَّهً بِمَنْ یَتَهَاوَنُ بِالصَّلَاهِ وَ یَتَعَمَّدُ تَرْکَهَا عَلَی الدَّوَامِ عُقُوبَهً لَهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 116]

116 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ

______________________________

الحدیث الرابع عشر و المائه: مجهول.

قوله رحمه الله: إن ذلک أی: قضاؤه شفعا.

قوله رحمه الله: إنما یلزم من هذه صفته أی: إذا صلاها جالسا.

الحدیث الخامس عشر و المائه: صحیح.

الحدیث السادس عشر و المائه: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 81

قَالَ إِذَا فَاتَکَ وَتْرُکَ مِنْ لَیْلَتِکَ فَمَتَی مَا قَضَیْتَهُ مِنَ الْغَدِ قَبْلَ الزَّوَالِ قَضَیْتَهُ وَتْراً وَ مَتَی مَا قَضَیْتَهُ لَیْلًا قَضَیْتَهُ وَتْراً وَ مَتَی مَا قَضَیْتَهُ نَهَاراً بَعْدَ ذَلِکَ الْیَوْمِ قَضَیْتَهُ شَفْعاً تُضِیفُ إِلَیْهِ أُخْرَی حَتَّی تَکُونَ شَفْعاً قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ جُعِلَ الشَّفْعَ قَالَ عُقُوبَهً لِتَضْیِیعِهِ الْوَتْرَ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یَقْضِی نَافِلَهً فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 117]

117 مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع- عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْأُولَی ثُمَّ یَتَنَفَّلُ فَیُدْرِکُهُ وَقْتُ الْعَصْرِ مِنَ قَبْلِ أَنْ یَفْرُغَ مِنْ نَافِلَتِهِ فَیُبْطِئُ بِالْعَصْرِ ثُمَّ یَقْضِی نَافِلَتَهُ

______________________________

قوله رحمه الله: و لا یقضی نافله فی وقت فریضه قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه یرید بالقضاء الإیقاع، فیستقیم الاستدلال.

الحدیث السابع عشر و المائه: مجهول.

قوله: ثم یتنفل و بخط الشیخ مکانه" ینفتل" و کأنه سهو.

قوله: فیبطئ بالعصر أی: یبطئ النافله بسبب العصر، و کان المناسب" یبتدأ" أو ما فی معناه.

و قال فی الوافی:" فیبطئ بالعصر" یعنی به فإن أتم نافلته یبطئ بفضیله العصر، أ یقضی نافلته بعد الفریضه أو یؤخرها إلی وقت آخر. أو المراد أ فیبطئ

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 82

بَعْدَ الْعَصْرِ أَوْ یُؤَخِّرُهَا حَتَّی یُصَلِّیَهَا فِی وَقْتٍ آخَرَ قَالَ یُصَلِّی

الْعَصْرَ وَ یَقْضِی نَافِلَتَهُ فِی یَوْمٍ آخَرَ

______________________________

بفریضه العصر حتی یقضی نافلته بعد دخول وقت العصر قبل أداء الفریضه أو یؤخر النافله؟.

و فی بعض النسخ" ثم یقضی نافلته" و هو لا یجمع مع المعنی الأول، و إنما یجمع مع الثانی بتکلف.

و ینبغی حمل تأخیر القضاء علی التقیه، لأن العامه یبالغون فی النهی عن النافله بعد العصر مطلقا، و لهذا ورد أن القضاء بعد العصر من سر آل محمد المخزون.

و إنما یقدم الفریضه.

قوله: أو یؤخرها قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل الضمیر راجع إلی العصر، فیکون المعنی هل یصلی العصر قبل النافله أو یصلیها بعدها؟ و یحتمل أن یکون راجعا إلی النافله، و لعل الأول أوجه و ألصق بالسؤال. انتهی.

و لا یخفی ما فیه.

و قال فی المدارک: قد قطع الشیخان و أتباعهما و المصنف رحمه الله بالمنع من قضاء النافله مطلقا، و فعل ما عدا الراتبه من النوافل فی أوقات الفرائض، و أسنده فی المعتبر إلی علمائنا مؤذنا بدعوی الإجماع علیه. و اختلف الأصحاب فی جواز التنفل لمن علیه فائته، فقیل: بالمنع، و ذهب ابن بابویه و ابن الجنید

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 83

[الحدیث 118]

118 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاهٍ مَفْرُوضَهٍ فَلَا تَطَوُّعَ.

[الحدیث 119]

119 الطَّاطَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَهِ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا لِی لَا أَرَاکَ تَطَوَّعُ بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ کَمَا یَصْنَعُ النَّاسُ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتَطَوَّعَ کَانَ تَطَوُّعُنَا فِی غَیْرِ وَقْتِ فَرِیضَهٍ فَإِذَا دَخَلَتِ الْفَرِیضَهُ فَلَا تَطَوُّعَ.

[الحدیث 120]

120 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ نَجِیَّهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع تُدْرِکُنِی الصَّلَاهُ أَوْ یَدْخُلُ وَقْتُهَا فَأَبْدَأُ بِالنَّافِلَهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَا وَ لَکِنْ ابْدَأْ بِالْمَکْتُوبَهِ وَ اقْضِ النَّافِلَهَ.

[الحدیث 121]

121 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أُدَیْمِ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَا یَتَنَفَّلُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ فَرِیضَهٍ- قَالَ

______________________________

إلی الجواز.

الحدیث الثامن عشر و المائه: حسن.

و المراد بوقت الفریضه الوقت المختص بالفریضه بعد خروج وقت النافله، کما عرفت سابقا.

الحدیث التاسع عشر و المائه: موثق.

الحدیث العشرون و المائه: حسن موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 84

وَ قَالَ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ فَرِیضَهٍ فَابْدَأْ بِهَا.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ الْمُسَافِرُ إِذَا خَافَ أَنْ یَغْلِبَهُ النَّوْمُ لِمَا لَحِقَهُ مِنَ التَّعَبِ فَلَا یَقُومَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ فَلْیُقَدِّمْ صَلَاهَ لَیْلَتِهِ فِی أَوَّلِهَا بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ ضَعُفَ عَنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ قَائِماً

[الحدیث 122]

122 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فِی السَّفَرِ إِذَا تَخَوَّفْتُ الْبَرْدَ أَوْ کَانَتْ عِلَّهٌ قَالَ لَا بَأْسَ أَنَا أَفْعَلُ.

[الحدیث 123]

123 الطَّاطَرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَخَافُ الْجَنَابَهَ فِی السَّفَرِ أَوِ الْبَرْدَ أَ یُعَجِّلُ صَلَاهَ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ قَالَ نَعَمْ

______________________________

الحدیث الحادی و العشرون و المائه: موثق.

الحدیث الثانی و العشرون و المائه: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الثالث و العشرون و المائه: مجهول أو موثق.

لأنه فی بعض النسخ" عن یعقوب بن سالم عن عبد الله" فالخبر مجهول و فی بعضها" عن أبی عبد الله" فهو موثق.

و عدم جواز تقدیم صلاه اللیل علی الانتصاف إلا فی السفر أو الخوف من غلبه النوم مذهب أکثر الأصحاب، و نقل عن زراره بن أعین المنع من تقدیمها علی الانتصاف مطلقا، و اختاره ابن إدریس و العلامه فی المختلف، و المعتمد

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 85

[الحدیث 124]

124 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ أُصَلِّیهَا أَوَّلَ اللَّیْلِ قَالَ نَعَمْ إِنِّی لَأَفْعَلُ ذَلِکَ فَإِذَا أَعْجَلَنِی الْجَمَّالُ صَلَّیْتُهَا فِی الْمَحْمِلِ.

[الحدیث 125]

125 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِذَا خَشِیتَ أَنْ لَا تَقُومَ آخِرَ اللَّیْلِ أَوْ کَانَتْ بِکَ عِلَّهٌ أَوْ أَصَابَکَ بَرْدٌ فَصَلِّ صَلَاتَکَ وَ أَوْتِرْ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ.

[الحدیث 126]

126 صَفْوَانُ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ لَیْثٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی الصَّیْفِ فِی اللَّیَالِی الْقِصَارِ أُصَلِّی فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ قَالَ نَعَمْ

______________________________

الأول، و الأخبار الوارده فی ذلک کثیره.

و ربما ظهر من بعض الروایات جواز تقدیمها علی الانتصاف مطلقا، و قد نص الأصحاب علی أن قضاء النافله من الغد أفضل من التقدیم.

الحدیث الرابع و العشرون و المائه: کالموثق.

لأن محمد بن حمران مشترک بین النهدی الثقه و ابن أعین المجهول، و عن کلیهما یروی ابن أبی عمیر.

الحدیث الخامس و العشرون و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث السادس و العشرون و المائه: صحیح.

لأن طریق الشیخ إلی صفوان فی الفهرست صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 86

[الحدیث 127]

127 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ یَعْقُوبَ الْأَحْمَرِ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَقَالَ نِعْمَ مَا رَأَیْتَ وَ نِعْمَ مَا صَنَعْتَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّابَّ یُکْثِرُ النَّوْمَ فَأَنَا آمُرُکَ بِهِ.

[الحدیث 128]

128 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ فِی السَّفَرِ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ إِذَا لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یُصَلِّیَ فِی آخِرِهِ قَالَ نَعَمْ

______________________________

و قال السبط رحمه الله: هو غیر صحیح، لعدم الطریق إلیه فی المشیخه، إلا أن طریقه فی الفقیه صحیح، و فیه فقال: نعم نعم ما رأیت و نعم ما صنعت، یعنی:

فی السفر، قال: و سألته عن الرجل یخاف الجنابه فی السفر أو فی البرد، فتحل صلاه اللیل من أول اللیل؟ فقال: نعم.

أقول: و تقدم من الشیخ رحمه الله نقل الروایه عن ابن مسکان عن لیث إلی قوله" و نعم ما صنعت" و لم ینقل یعنی فی السفر.

و ربما یحتمل أن یکون أصل الروایه من الفقیه، أو من الأصل الذی نقل منه ابن بابویه، فلا یکون ترک الشیخ لبقیه الروایه حسنا، لأن ما تقدم إنما نقل فیه الروایه لحال السفر و الضروره. انتهی.

و أقول: لعل الشیخ فهم أن" یعنی" من الصدوق و لذا ترکه.

الحدیث السابع و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث الثامن و العشرون و المائه: ضعیف أو مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 87

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ ضَعُفَ عَنِ الصَّلَاهِ قَائِماً فَلْیُصَلِّهَا جَالِساً إِلَی قَوْلِهِ وَ یَجُوزُ لِلْعَلِیلِ

[الحدیث 129]

129 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ یُصَلِّی الْمَرِیضُ قَاعِداً فَإِنْ لَمْ یَقْدِرْ صَلَّی مُسْتَلْقِیاً یُکَبِّرُ ثُمَّ یَقْرَأُ فَإِذَا أَرَادَ الرُّکُوعَ غَمَّضَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ یُسَبِّحُ ثُمَّ یَفْتَحُ عَیْنَیْهِ فَیَکُونُ فَتْحُ عَیْنَیْهِ رَفْعَ رَأْسِهِ مِنَ الرُّکُوعِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَسْجُدَ غَمَّضَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ

یُسَبِّحُ فَإِذَا سَبَّحَ فَتَحَ عَیْنَیْهِ فَیَکُونُ فَتْحُ عَیْنَیْهِ رَفْعَ رَأْسِهِ مِنَ السُّجُودِ ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ یَنْصَرِفُ.

[الحدیث 130]

130 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللّٰهَ قِیٰاماً وَ قُعُوداً قَالَ الصَّحِیحُ یُصَلِّی قَائِماً وَ قُعُوداً الْمَرِیضُ یُصَلِّی جَالِساً وَ عَلیٰ جُنُوبِهِمْ الَّذِی یَکُونُ أَضْعَفَ مِنَ الْمَرِیضِ الَّذِی یُصَلِّی جَالِساً

______________________________

الحدیث التاسع و العشرون و المائه: مرسل.

و قال فی المدارک: ربما وجد فی بعض الأخبار أنه ینتقل إلی الاستلقاء بالعجز عن الجلوس، و هو متروک.

الحدیث الثلاثون و المائه: حسن.

و قال فی المدارک: إطلاق الروایه یقتضی التخییر بین الجانب الأیمن و الأیسر و هو ظاهر المحقق فی الشرائع و النافع. و قال فی المعتبر: و من عجز عن القعود صلی مضطجعا علی جانبه الأیمن مومئا، و هو مذهب علمائنا. ثم قال: و کذا لو

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 88

[الحدیث 131]

131 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا حَدُّ الْمَرِیضِ الَّذِی یُصَلِّی قَاعِداً فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُوعَکُ وَ یَحْرَجُ وَ لَکِنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَ لَکِنْ إِذَا قَوِیَ فَلْیَقُمْ.

[الحدیث 132]

132 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع أَ تُصَلِّی النَّوَافِلَ وَ أَنْتَ قَاعِدٌ فَقَالَ مَا أُصَلِّیهَا إِلَّا وَ أَنَا قَاعِدٌ مُنْذُ حَمَلْتُ هَذَا اللَّحْمَ وَ بَلَغْتُ هَذَا السِّنَّ

______________________________

عجز عن الصلاه علی جانبه صلی مستلقیا و لم یذکر الأیسر. و نحوه قال فی المنتهی.

و قال فی التذکره: و لو اضطجع علی شقه الأیسر مستقبلا، فالوجه الجواز.

و ظاهره التخییر، و به قطع فی النهایه لکنه قال: إن الأیمن أفضل، و جزم الشهید و من تأخر عنه بوجوب تقدیم الأیمن علی الأیسر.

الحدیث الحادی و الثلاثون و المائه: حسن.

قوله علیه السلام: لیوعک و یحرج أی: یضیق و یصعب علیه. و الوعک الحمی.

قال فی القاموس: الوعک شده الحر و أذی الحمی و وجعها، و ألم من شده التعب، و رجل وعک و وعک و موعوک و وعکه کوعده دکه و فی التراب معکه کأوعکه.

الحدیث الثانی و الثلاثون و المائه: حسن موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 89

[الحدیث 133]

133 وَ عَنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یُصَلِّی وَ هُوَ قَاعِدٌ فَیَقْرَأُ السُّورَهَ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَخْتِمَهَا قَامَ فَرَکَعَ بِآخِرِهَا قَالَ صَلَاتُهُ صَلَاهُ الْقَائِمِ.

[الحدیث 134]

134 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّیَ وَ أَنْتَ جَالِسٌ وَ یُکْتَبَ لَکَ بِصَلَاهِ الْقَائِمِ فَاقْرَأْ وَ أَنْتَ جَالِسٌ فَإِذَا کُنْتَ فِی آخِرِ السُّورَهِ فَقُمْ فَأَتِمَّهَا وَ ارْکَعْ فَتِلْکَ تُحْسَبُ لَکَ بِصَلَاهِ الْقَائِمِ.

وَ قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ مَنْ صَلَّی النَّوَافِلَ جَالِساً مَعَ التَّمَکُّنِ مِنَ الْقِیَامِ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ بِرَکْعَهٍ وَ هُوَ الْأَفْضَلُ فَإِنْ جَعَلَ رَکْعَهً مَکَانَ رَکْعَهٍ لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِ حَرَجٌ

[الحدیث 135]

135 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّا نَتَحَدَّثُ نَقُولُ مَنْ صَلَّی وَ هُوَ جَالِسٌ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ کَانَتْ صَلَاتُهُ رَکْعَتَیْنِ بِرَکْعَهٍ وَ سَجْدَتَیْنِ بِسَجْدَهٍ

______________________________

الحدیث الثالث و الثلاثون و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث الرابع و الثلاثون و المائه: صحیح.

الحدیث الخامس و الثلاثون و المائه: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 90

فَقَالَ لَیْسَ هُوَ هَکَذَا هِیَ تَامَّهٌ لَکُمْ.

[الحدیث 136]

136 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ مَیْسَرَهَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ أَوْ سُئِلَ أَ یُصَلِّی الرَّجُلُ وَ هُوَ جَالِسٌ مُتَرَبِّعاً وَ مَبْسُوطَ الرِّجْلَیْنِ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 137]

137 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ کَانَ أَبِی إِذَا صَلَّی جَالِساً تَرَبَّعَ

______________________________

قوله علیه السلام: هی تامه لکم أی: للشیعه، أو لمثل أبی بصیر من الأضراء و الزمنی و المشایخ، و لعل الأول أظهر.

الحدیث السادس و الثلاثون و المائه: مجهول.

و یمکن أن یراد بالتربع الهیئه المستحبه، أی: إقامه الساقین و جعل الألیتین علی الأرض، و ببسط الرجلین هیئه المتشهد. و أن یراد بالتربع المعنی المشهور و ببسط الرجلین مدهما.

الحدیث السابع و الثلاثون و المائه: حسن موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: تربع أی: رفع ساقیه عن الأرض.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 91

فَإِذَا رَکَعَ ثَنَی رِجْلَیْهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یُجْزِی لِلْعَلِیلِ وَ الْمُسْتَعْجِلِ أَنْ یُصَلِّیَا فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ مِنْ فَرَائِضِهِمَا بِسُورَهِ الْحَمْدِ وَحْدَهَا إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ نَسِیَ فَرِیضَهً کُلُّ ذَلِکَ قَدْ مَضَی شَرْحُهُ فَلَا وَجْهَ لِإِعَادَتِهِ ثُمَّ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ نَسِیَ فَرِیضَهً فَلْیَقْضِهَا أَیَّ وَقْتٍ ذَکَرَهَا مَا لَمْ یَکُنْ آخِرَ وَقْتِ صَلَاهٍ ثَانِیَهٍ فَتَفُوتَهُ الثَّانِیَهُ بِالْقَضَاءِ

[الحدیث 138]

138 الطَّاطَرِیُّ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ نُعْمَانَ الرَّازِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ فَاتَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الصَّلَوَاتِ فَذَکَرَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ غُرُوبِهَا قَالَ فَلْیُصَلِّ حِینَ ذَکَرَهُ.

[الحدیث 139]

139 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ زُرَارَهَ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی بِغَیْرِ طَهُورٍ أَوْ نَسِیَ صَلَوَاتٍ لَمْ یُصَلِّهَا أَوْ نَامَ عَنْهَا قَالَ یُصَلِّیهَا إِذَا ذَکَرَهَا فِی أَیَّهِ سَاعَهٍ ذَکَرَهَا لَیْلًا أَوْ نَهَاراً.

[الحدیث 140]

140 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ

______________________________

قوله علیه السلام: ثنی رجلیه أی: عطف و أمال إلی الأرض.

الحدیث الثامن و الثلاثون و المائه: مجهول.

الحدیث التاسع و الثلاثون و المائه: موثق.

الحدیث الأربعون و المائه: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 92

عَنْ هَاشِمِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْمُکَارِی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ تُصَلِّیهِنَّ فِی کُلِّ وَقْتٍ صَلَاهُ الْکُسُوفِ وَ الصَّلَاهُ عَلَی الْمَیِّتِ وَ صَلَاهُ الْإِحْرَامِ وَ الصَّلَاهُ الَّتِی تَفُوتُ وَ صَلَاهُ الطَّوَافِ مِنَ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَی اللَّیْلِ.

[الحدیث 141]

141 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ خَمْسُ صَلَوَاتٍ لَا تُتْرَکُ عَلَی کُلِّ حَالٍ إِذَا طُفْتَ بِالْبَیْتِ وَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُحْرِمَ وَ صَلَاهُ الْکُسُوفِ وَ إِذَا نَسِیتَ فَصَلِّ إِذَا ذَکَرْتَ وَ الْجِنَازَهُ

______________________________

الحدیث الحادی و الأربعون و المائه: صحیح.

و قال فی المدارک: لا ریب فی جواز قضاء الفریضه فی کل وقت ما لم یتضیق الحاضره، و اختلف فی وجوب تقدیم الفائته علی الحاضره، فذهب جماعه منهم المرتضی و ابن إدریس إلی الوجوب ما لم یتضیق وقت الحاضره، و صرحوا ببطلان الحاضره لو قدمها مع ذکر الفوائت.

و ذهب ابنا بابویه إلی المواسعه المحضه، حتی أنهما استحبا تقدیم الحاضره مع السعه. قال فی المختلف بعد حکایه ذلک: و هو مذهب والدی و أکثر من عاصره من المشایخ.

و ذهب المحقق إلی وجوب تقدیم الفائته المتحده. و استقرب العلامه فی المختلف وجوب تقدیم الفائته إن

ذکرها فی یوم الفوات، سواء اتحدت أو تعددت و کأنه أراد بالیوم ما یتناول النهار و اللیله المستقبله، و المعتمد ما اختاره المحقق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 93

[الحدیث 142]

142 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الظُّهْرَ حَتَّی دَخَلَ وَقْتُ الْعَصْرِ قَالَ یَبْدَأُ بِالظُّهْرِ وَ کَذَلِکَ الصَّلَوَاتُ تَبْدَأُ بِالَّتِی نَسِیتَ إِلَّا أَنْ تَخَافَ أَنْ یَخْرُجَ وَقْتُ الصَّلَاهِ فَتَبْدَأُ بِالَّتِی أَنْتَ فِی وَقْتِهَا ثُمَّ تَقْضِی الَّتِی نَسِیتَ.

[الحدیث 143]

143 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی بِغَیْرِ طَهُورٍ أَوْ نَسِیَ صَلَاهً لَمْ یُصَلِّهَا أَوْ نَامَ عَنْهَا فَقَالَ یَقْضِیهَا إِذَا ذَکَرَهَا فِی أَیِّ سَاعَهٍ ذَکَرَهَا مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَإِذَا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاهِ وَ لَمْ یُتِمَّ مَا قَدْ فَاتَهُ فَلْیَمْضِ مَا لَمْ یَتَخَوَّفْ أَنْ یَذْهَبَ وَقْتُ هَذِهِ

______________________________

انتهی.

و الأحوط تقدیم الواحده و فائته الیوم، و أما مطلق الفوائت فالظاهر عدم وجوب تقدیمها، بل و لا أفضلیته.

الحدیث الثانی و الأربعون و المائه: ضعیف علی المشهور.

قوله: حتی دخل وقت العصر أی: وقت فضیله العصر.

" إلا أن تخاف أن یخرج وقت الصلاه" أی: وقت الإجزاء، بأن دخل وقت الاختصاص.

الحدیث الثالث و الأربعون و المائه: حسن.

قوله علیه السلام: فلیمض بیان لجواز القضاء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 94

الصَّلَاهِ الَّتِی قَدْ حَضَرَتْ وَ هَذِهِ أَحَقُّ بِوَقْتِهَا فَلْیُصَلِّهَا فَإِذَا قَضَاهَا فَلْیُصَلِّ مَا فَاتَهُ فِیمَا قَدْ مَضَی وَ لَا یَتَطَوَّعْ بِرَکْعَهٍ حَتَّی یَقْضِیَ الْفَرِیضَهَ کُلَّهَا

______________________________

قوله علیه السلام: و هذه أحق بوقتها بیان لا فضیله تقدیم الحاضره علی الفائته. و یمکن أن یکون المراد التقدیم عند خوف ذهاب وقت الحاضره لا مطلقا، و الوقت یحتمل وقت الأداء و وقت الفضل.

قوله علیه السلام: و لا

یتطوع یدل علی عدم جواز النافله فی وقت الفریضه.

و قال السبط رحمه الله: إن الذی أفهمه من الحدیث کون المراد بالقضاء الفعل، و المراد بالفریضه الحاضره، بقرینه قوله" فإذا قضاها" فإنها هی الحاضره قطعا.

و المعنی: إذا فعل الحاضره قضی ما فاته، و لا یتطوع فی هذه الحال برکعه فی وقت هذه الفریضه، حتی یقضیها. أی یفعلها و حینئذ لا یدل علی ما فهموه، و الإحاله فی هذا المعنی علی الإنصاف.

و لا یخفی أن دلاله الحدیث حینئذ علی المنع من التطوع إنما هو حاله التخوف من ذهاب وقت الحاضره، فعلی تقدیر الحمل علی ظاهر الحدیث من الشمول للراتبه و غیرها لا مانع منه، لأن مع التخوف المذکور لا یفعل الراتبه و غیرها.

إنما الکلام فی المراد بالوقت، إذ یحتمل وقت الفضیله و وقت الإجزاء أو الاختیار و الاضطرار، و قد یستفاد تفصیله من بعض الأخبار.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 95

[الحدیث 144]

144 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَهَ عَنْ عُبَیْدٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا فَاتَتْکَ صَلَاهٌ فَذَکَرْتَهَا فِی وَقْتِ أُخْرَی فَإِنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّکَ إِذَا صَلَّیْتَ الَّتِی فَاتَتْکَ کُنْتَ مِنَ الْأُخْرَی فِی وَقْتٍ فَابْدَأْ بِالَّتِی فَاتَتْکَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ أَقِمِ الصَّلٰاهَ لِذِکْرِی وَ إِنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّکَ إِذَا صَلَّیْتَ الَّتِی فَاتَتْکَ فَاتَتْکَ الَّتِی بَعْدَهَا فَابْدَأْ بِالَّتِی أَنْتَ فِی وَقْتِهَا وَ اقْضِ الْأُخْرَی.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا بَأْسَ أَنْ یَقْضِیَ الْإِنْسَانُ نَوَافِلَهُ بَعْدَ صَلَاهِ الْغَدَاهِ إِلَی أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَوْ بَعْدَ صَلَاهِ الْعَصْرِ إِلَی أَنْ یَتَغَیَّرَ ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالاصْفِرَارِ

______________________________

ثم لا یخفی أن فیه دلاله علی المتعدده أیضا، حیث قال:" و لم یتم ما قد فاته"

إذ لو حمل علی عدم تمام الفرض لزم جواز قطع الفرض الفائته، و الإطلاق فیه مشکل، إلا إذا أرید خوف فوت الإجزاء. و علی تقدیر تناوله للمتعدد فالأخبار الداله علی عدم المضایقه فیها یوجب حمل الأمر علی الاستحباب فیه، ما عدا الخالی عن المعارض.

و ربما یقال ذلک فیما لو أرید به المتحده أیضا، فإن الأخبار فیها ما یقتضی الاستحباب.

الحدیث الرابع و الأربعون و المائه: مجهول.

قوله تعالی أَقِمِ الصَّلٰاهَ لِذِکْرِی قیل: فیه وجوه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 96

..........

______________________________

الأول: لتذکرنی، فإن ذکری أن أعبد و یصلی لی.

الثانی: لتذکرنی فیها، لاشتمال الصلاه علی الأذکار.

الثالث: لأنی ذکرتها فی الکتب و أمرت بها.

الرابع: لأن أذکرک بالمدح و الثناء و أجعل لک لسان صدق.

الخامس: لذکری خاصه، أو لإخلاص ذکری و طلب وجهی، لا ترائی بها و لا تقصد بها غرضا آخر.

السادس: لتکون لی ذاکرا، غیر ناس فعل المخلصین فی جعلهم ذکر ربهم علی بال منهم و توکیل هممهم و أفکارهم به، کما قال تعالی" رِجٰالٌ لٰا تُلْهِیهِمْ تِجٰارَهٌ وَ لٰا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللّٰهِ".

السابع: لأوقات ذکری، و هی مواقیت الصلوات.

الثامن: عند ذکر الصلاه بعد نسیانها، أی أقمها متی ذکرت کنت فی وقتها أو لم تکن.

و هذا أقوی الوجوه بحسب الروایات، و نسبه فی مجمع البیان إلی أکثر المفسرین.

بقی الکلام فی توجیه الآیه علی هذا الوجه، فإن الظاهر علیه أن یقال: لذکرها.

و فیه أیضا وجوه:

الأول: أن یقدر مضاف، أی لذکر صلاتی.

الثانی: أن یقال: إنما قال لذکری لبیان أن ذکر الصلاه مستلزم لذکره

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 97

[الحدیث 145]

145 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ الْعَدَوِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الشَّامِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَضَاءِ صَلَاهِ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرِ تَفُوتُ الرَّجُلَ أَ یَقْضِیهَا بَعْدَ صَلَاهِ الْفَجْرِ وَ بَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ

______________________________

سبحانه، و ذکر أمره بها و عقابه علی ترکها، فکان ذکرها عین ذکره تعالی.

الثالث: أن یکون المعنی عند ذکر الصلاه الذی هو من قبلی و أنا علته، کما ورد فی الأخبار أن الذکر و النسیان من الأشیاء التی لیس للعباد فیها صنع.

الرابع: أن یکون المراد عند ذکری لک، و ذکر الله کنایه عن لطفه و رحمته، کما قال:" فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ" و" نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِیَهُمْ" إذ تذکیر الصلاه بعد نسیانها من ألطافه سبحانه.

و علی الوجه الأخیر استدل بها علی المضایقه فی القضاء.

و أجیب: بأنه إنما یتم إذا کان الأمر للفور و لم یثبت.

الحدیث الخامس و الأربعون و المائه: مجهول.

و عبد الله بن عون کأنه الذی عبر عنه بعبد الله بن عوف الشامی، و ذکر أن فی نسخته عبد الله بن عوف و ذکر فی رجال الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام مهملا. کذا أفاده الفاضل التستری رحمه الله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 98

[الحدیث 146]

146 وَ عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَرَجٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَکَتَبَ إِلَیَّ وَ صَلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنَ النَّوَافِلِ مَا شِئْتَ وَ صَلِّ بَعْدَ الْغَدَاهِ مِنَ النَّوَافِلِ مَا شِئْتَ.

[الحدیث 147]

147 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزَّیَّاتِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ ع- عَنْ قَضَاءِ صَلَاهِ اللَّیْلِ بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ قَالَ نَعَمْ وَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَی اللَّیْلِ فَهُوَ مِنْ سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ ص الْمَخْزُونِ.

[الحدیث 148]

148 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ قَضَاءِ الصَّلَاهِ بَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ نَعَمْ إِنَّمَا هِیَ النَّوَافِلُ فَاقْضِهَا مَتَی مَا شِئْتَ.

[الحدیث 149]

149 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ وَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ

______________________________

الحدیث السادس و الأربعون و المائه: مجهول.

الحدیث السابع و الأربعون و المائه: مجهول.

قوله علیه السلام: فهو من سر لأن العامه ینکرون ذلک.

الحدیث الثامن و الأربعون و المائه: مجهول.

الحدیث التاسع و الأربعون و المائه: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 99

بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ اقْضِ صَلَاهَ النَّهَارِ أَیَّ سَاعَهٍ شِئْتَ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ کُلُّ ذَلِکَ سَوَاءٌ.

[الحدیث 150]

150 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ صَلَاهُ النَّهَارِ یَجُوزُ قَضَاؤُهَا أَیَّ سَاعَهٍ شِئْتَ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ.

[الحدیث 151]

151 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ وَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی نَصْرٍ فِی بَعْضِ أَسَانِیدِهِمَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْقَضَاءِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ نَعَمْ فَاقْضِهِ فَإِنَّهُ مِنْ سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ ع.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یَجُوزُ ابْتِدَاءُ النَّوَافِلِ وَ لَا قَضَاءُ شَیْ ءٍ مِنْهَا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ لَا عِنْدَ غُرُوبِهَا

______________________________

الحدیث الخمسون و المائه: صحیح.

الحدیث الحادی و الخمسون و المائه: مرسل کالصحیح.

و قال فی المدارک: ما اختاره المصنف من کراهه النوافل المبتدءه دون ذوات السبب فی هذه الأوقات عند طلوع الشمس إلی أن یذهب الشعاع و الحمره، و عند غروبها، أی: اصفرارها و میلها إلی الغروب إلی أن تغرب، و عند قیامها و هو وصولها إلی دائره نصف النهار أو ما قاربها، و بعد صلاتی الصبح و العصر، مذهب أکثر الأصحاب.

و هو مختار الشیخ فی المبسوط و الاقتصاد، و حکم فی النهایه بکراهه النوافل أداء و قضاء عند الطلوع و الغروب، و لم یفرق بین ذی السبب و غیره، و فصل فی الخلاف فقال: فیما نهی عنه لأجل الوقت و هی المتعلقه بالشمس، لا فرق فیه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 100

[الحدیث 152]

152 الطَّاطَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ وَ عَلِیِّ بْنِ رِبَاطٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا صَلَاهَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَیْنَ قَرْنَیْ شَیْطَانٍ وَ تَغْرُبُ بَیْنَ قَرْنَیْ شَیْطَانٍ وَ قَالَ لَا صَلَاهَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّی تُصَلَّی الْمَغْرِبُ

______________________________

بین الصلوات و البلاد و الأیام إلا یوم الجمعه، فإنه یصلی عند قیامها النوافل.

ثم قال: فیما نهی عنه لأجل الفعل و هی المتعلقه بالصلاه، إنما یکره ابتداء الصلاه فیه نافله، فأما کل صلاه لها سبب فلا بأس به.

و جزم المفید رحمه الله بکراهه النوافل المبتدءه و ذوات السبب عند الطلوع و الغروب، و قال: إن من زار أحد المشاهد عند طلوع الشمس أو غروبها، أخر الصلاه حتی تذهب حمره الشمس عند طلوعها و صفرتها عند غروبها، و ظاهر المرتضی المنع من الصلاه فی هاتین الوقتین، و ظاهر الصدوق رحمه الله التوقف فی هذا الحکم من أصله. انتهی.

و أقول: قول الصدوق لا یخلو من قوه، و هو الظاهر من کلام المفید رحمه الله فی بعض رسائله، فلا یبعد حمل أخبار النهی مطلقا علی التقیه، أو الاتقاء لاشتهار الحکم بین المخالفین، و أطباقهم علی إضرار من صلی فی هذه الأوقات.

الحدیث الثانی و الخمسون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: لا صلاه بعد الفجر قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل المراد من بعد الفجر حین طلوعه،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 101

..........

______________________________

بقرینه استدلاله بقول الرسول صلی الله علیه و آله، و کأنه إلی هذا نظر من یخص المنع بحین الطلوع، و لا یتمشی هذه العنایه فی قوله" لا صلاه بعد العصر" فیشکل الاستدلال به.

و کان نظره إلی التخصیص بوقت المغرب، التفاتا إلی الجمع بینه و بین ما تقدم. و فیه شی ء، لأن طریق الجمع غیر منحصر فیه، بل لعل الأقرب غیر ما ذکره الشیخ، فلا یتم الدلاله. انتهی.

و قال فی النهایه: إن الشمس تطلع بین قرنی الشیطان، أی ناحیتی رأسه و جانبیه.

و قیل: القوه، أی حین تطلع یتحرک الشیطان و یتسلط، فیکون کالمعین لها.

و قیل: بین قرنیه أی حزبیه

الأولین و الآخرین، و کل هذا تمثیل لمن یسجد للشمس عند طلوعها، فکأن الشیطان سول لها ذلک، فإذا سجد لها کان الشیطان مقترن بها انتهی.

و قال فی القاموس: قرن الشیطان و قرناه أمته و المتبعون لرأیه، أو قوته و انتشاره، أو تسلطه.

و قال الطیبی فی شرح المشکاه: فیه وجوه:

أحدها: أنه ینتصب قائما فی وجه الشمس عند طلوعها، لیکون طلوعها بین قرنیه أی فودیه، فیکون مستقبلا لمن یسجد للشمس، فتصیر عبادتهم له، فنهوا عن الصلاه فی ذلک الوقت مخالفه لعبده الشیطان.

و ثانیها: أن یراد بقرنیه حزباه اللذان یبعثهما لإغواء الناس.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 102

[الحدیث 153]

153 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُکَیْنٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا صَلَاهَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّی الْمَغْرِبِ وَ لَا صَلَاهَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّی تَطْلُعَ

______________________________

و ثالثها: أنه من باب التمثیل شبه الشیطان فیما یسول لعبده الشمس و یدعوهم إلی معانده الحق بذوات القرون التی تعالج الأشیاء و تدافعها بقرونها.

و رابعها: أن یراد بالقرن القوه، من قولهم" أنا مقرون له" أی: مطیق، و معنی التثنیه تضعیف القوه، کما یقال:" ما لی بهذا الأمر ید و لا یدان" أی: لا قدره و لا طاقه. انتهی.

و قد أکثر الشیخ المفید قدس الله روحه فی کتابه المسمی بأفعل لا تفعل، من التشنیع علی العامه فی روایتهم ذلک عن النبی صلی الله علیه و آله، و قال: إنهم کثیرا ما یخبرون عن النبی صلی الله علیه و آله بتحریم شی ء و بعله تحریمه، و تلک العله خطأ لا یجوز أن یتکلم بها النبی صلی الله علیه و آله، و لا یحرم الله من قبلها شیئا.

فمن ذلک ما

أجمعوا علیه من النهی عن الصلاه فی الوقتین عند طلوع الشمس حتی یتم طلوعها و عند غروبها، فلو لا أن عله النهی أنها تطلع بین قرنی شیطان و تغرب بین قرنی شیطان لکان ذلک جائزا، فإذا کان آخر الحدیث موصولا بأوله و آخره فاسدا فسد الجمیع، و هذا جهل من قائله و الأنبیاء لا تجهل، فلما بطلت هذه الروایه بفساد آخر الحدیث ثبت أن التطوع جائز فیهما. انتهی.

و سیأتی خبر عن الصادق علیه السلام بتفسیره.

الحدیث الثالث و الخمسون و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 103

الشَّمْسُ.

هَذِهِ الْأَخْبَارُ وَ مَا أَشْبَهَهَا مَحْمُولَهٌ عَلَی ابْتِدَاءِ النَّوَافِلِ فِی هَذِهِ الْأَوْقَاتِ دُونَ الْقَضَاءِ وَ الْأَخْبَارُ الْأَوَّلَهُ مَحْمُولَهٌ عَلَی الْقَضَاءِ دُونَ الِابْتِدَاءِ وَ لَا تَنَافِیَ بَیْنَهُمَا وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مِنَ التَّفْصِیلِ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 154]

154 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ فِی قَضَاءِ النَّافِلَهِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ مِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ إِلَی أَنْ تَغِیبَ الشَّمْسُ فَکَتَبَ لَا یَجُوزُ ذَلِکَ إِلَّا لِلْمُقْتَضِی فَأَمَّا لِغَیْرِهِ فَلَا.

وَ قَدْ رُوِیَ رُخْصَهٌ فِی الصَّلَاهِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ غُرُوبِهَا

[الحدیث 155]

155 رَوَی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ رَوَی لِی جَمَاعَهٌ مِنْ مَشَایِخِنَا عَنْ

______________________________

قوله رحمه الله: هذه الأخبار و ما أشبهها قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل علی هذا الجمع لا یتم الاستدلال بها علی مدعی المصنف، بل إنما یتم الدلاله إن حملنا علی ما نبهناک علیه.

الحدیث الرابع و الخمسون و المائه: صحیح.

قوله رحمه الله: و قد روی رخصه قال الفاضل التستری رحمه الله: إذا وردت هذه الرخصه علی هذا العنوان و عملت بها، فما وجه الفتوی بعدم الجواز. و بالجمله لیس فی الأخبار المتقدمه دلاله علی المدعی، و لا یبعد حملها علی نوع من التقیه إن سلمنا دلالتها علی ذلک فالمختار عدم المنع من الصلاه عند طلوع الشمس.

الحدیث الخامس و الخمسون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 104

أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَیْهِ فِیمَا وَرَدَ مِنْ جَوَابِ مَسَائِلِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنَ الصَّلَاهِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَلَئِنْ کَانَ یَقُولُ النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَیْنَ قَرْنَیْ شَیْطَانٍ وَ تَغْرُبُ بَیْنَ قَرْنَیْ شَیْطَانٍ فَمَا أُرْغِمَ أَنْفُ الشَّیْطَانِ بِشَیْ ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الصَّلَاهِ فَصَلِّهَا وَ أَرْغِمِ الشَّیْطَانَ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَقُومَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ

إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ قَامَ فِی آخِرِ لَیْلِهِ

[الحدیث 156]

156 رَوَی عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ یَقْرَأُ آخِرَ الْکَهْفِ حِینَ یَنَامُ إِلَّا اسْتَیْقَظَ فِی السَّاعَهِ الَّتِی یُرِیدُ.

[الحدیث 157]

157 وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ ص أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَهَ عِنْدَ مَنَامِهِ- قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحیٰ إِلَیَّ أَنَّمٰا إِلٰهُکُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَمَنْ کٰانَ یَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صٰالِحاً وَ لٰا یُشْرِکْ بِعِبٰادَهِ رَبِّهِ أَحَداً سَطَعَ لَهُ نُورٌ إِلَی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَشْوُ ذَلِکَ النُّورِ مَلَائِکَهٌ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّی یُصْبِحَ.

وَ أَمَّا مَا ذَکَرَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِکَ إِلَی آخِرِ الْبَابِ فَقَدْ مَضَی شَرْحُهُ مُسْتَوْفًی وَ الْمِنَّهُ لِلَّهِ

______________________________

الحدیث السادس و الخمسون و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 105

10 بَابُ أَحْکَامِ السَّهْوِ فِی الصَّلَاهِ وَ مَا یَجِبُ مِنْهُ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

اشاره

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ کُلُّ سَهْوٍ یَلْحَقُ الْإِنْسَانَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ مِنْ فَرَائِضِهِ فَعَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 1]

1 مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ رَجُلٍ شَکَّ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی قَالَ یَسْتَأْنِفُ

______________________________

باب أحکام السهو فی الصلاه و ما یجب منه إعاده الصلاه الحدیث الأول: صحیح.

و بإطلاقه شامل للشک فی الأفعال أیضا، و حمل فی المشهور علی عدد الرکعات

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 106

[الحدیث 2]

2 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ وَ فَضَالَهَ عَنِ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا شَکَکْتَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَأَعِدْ.

[الحدیث 3]

3 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ الْقَرَوِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ وَ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُمَا قَالا إِذَا لَمْ تَدْرِ أَ وَاحِدَهً صَلَّیْتَ أَمْ ثِنْتَیْنِ فَاسْتَقْبِلْ.

[الحدیث 4]

4 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ قَالَ سَأَلَهُ الْفُضَیْلُ عَنِ السَّهْوِ فَقَالَ إِذَا شَکَکْتَ فِی الْأُولَیَیْنِ فَأَعِدْ.

[الحدیث 5]

5 الْحَسَنُ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ قَالَ إِذَا سَهَا الرَّجُلُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ

______________________________

و ظاهر المفید فی المقنعه و الشیخ فی بعض کتبه وجوب الإعاده لکل شک تعلق بکیفیه الأولیین کأعدادهما، و نقله الشیخ عن بعض القدماء من علمائنا.

و استقرب العلامه فی التذکره البطلان إن تعلق الشک برکن من الأولیین، و لعل الأقوی اختصاصه بأعداد الرکعات.

الحدیث الثانی: ضعیف.

الحدیث الثالث: مجهول.

الحدیث الرابع: ضعیف کالموثق.

الحدیث الخامس: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 107

الْأَوَّلَتَیْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ وَ لَمْ یَدْرِ وَاحِدَهً صَلَّی أَمْ ثِنْتَیْنِ فَعَلَیْهِ أَنْ یُعِیدَ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 6]

6 فَضَالَهُ عَنْ رِفَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ لَا یَدْرِی أَ رَکْعَهً صَلَّی أَمْ ثِنْتَیْنِ قَالَ یُعِیدُ.

[الحدیث 7]

7 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا سَهَوْتَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَأَعِدْهُمَا حَتَّی تُثْبِتَهُمَا.

[الحدیث 8]

8 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ قَالَ قَالَ لِی إِذَا لَمْ تَحْفَظِ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَأَعِدْ صَلَاتَکَ

______________________________

الحدیث السادس: صحیح.

الحدیث السابع: صحیح.

قوله علیه السلام: فی الرکعتین الأولیین ظاهره الشک فی عددهما، و کذا الخبر الذی بعده.

الحدیث الثامن: صحیح.

و قال السبط رحمه الله: فیها دلاله علی إبطال الشک فی الأولیین مع عدم الحفظ، و ربما یدعی ظهور الحفظ فی الیقین، و احتمال الظن لا یخفی قیامه، نظرا إلی دلاله بعض الأخبار علی الاکتفاء بالظن بحیث یتناول الأولیین، و قد ورد خبر صحیح فی الفقیه یدل علی اعتبار الیقین فی الأولیین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 108

[الحدیث 9]

9 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ لَا یَدْرِی أَ وَاحِدَهً صَلَّی أَمْ ثِنْتَیْنِ قَالَ یُعِیدُ.

[الحدیث 10]

10 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع الْإِعَادَهُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ وَ السَّهْوُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ.

[الحدیث 11]

11 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی أَ رَکْعَتَیْنِ

______________________________

الحدیث التاسع: حسن کالصحیح.

الحدیث العاشر: صحیح.

قوله علیه السلام: و السهو أی: العمل بالسهو و أحکامه، و کان المراد بالسهو الشک.

و المشهور بین الأصحاب الإعاده فی من شک فی الأولیین من الرباعیه، بل قال العلامه فی المنتهی و الشهید فی الذکری: إنه قول علمائنا أجمع. إلا أبا جعفر بن بابویه فإنه قال: لو شک بین الرکعه و الرکعتین فله البناء علی الأقل.

الحدیث الحادی عشر: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 109

صَلَّی أَمْ وَاحِدَهً قَالَ یُتِمُّ.

[الحدیث 12]

12 وَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ ع قَالَ فِی الرَّجُلِ لَا یَدْرِی رَکْعَهً صَلَّی أَمِ اثْنَتَیْنِ قَالَ یَبْنِی عَلَی الرَّکْعَهِ.

[الحدیث 13]

13 وَ مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی أَ رَکْعَتَیْنِ صَلَّی أَمْ وَاحِدَهً فَقَالَ یُتِمُّ بِرَکْعَهٍ.

[الحدیث 14]

14 وَ مَا رَوَاهُ سَعْدٌ أَیْضاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ لَا یَدْرِی رَکْعَتَیْنِ صَلَّی أَمْ وَاحِدَهً قَالَ یُتِمُّ عَلَی صَلَاتِهِ.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 109

فَأَوَّلُ مَا فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ أَنَّهَا لَا تُعَارِضُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ لِأَنَّهَا أَضْعَافُ هَذِهِ وَ لَا یَجُوزُ الْعُدُولُ- عَنِ الْأَکْثَرِ إِلَی الْأَقَلِّ إِلَّا لِدَلِیلٍ وَ لَوْ کَانَتْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ مُعَارِضَهً

______________________________

و یمکن حمله علی التقیه، لموافقته لمذهب أکثر العامه، حیث ذهبوا إلی البناء علی الأقل.

الحدیث الثانی عشر: مجهول.

و الظاهر أن هذا أیضا محمول علی التقیه، لروایتهم عن عبد الرحمن بن العوف هذا المضمون، و علیه عملهم.

الحدیث الثالث عشر: موثق.

الحدیث الرابع عشر: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 110

لَهَا وَ مُسَاوِیَهً لَمْ یَکُنْ فِیهَا مَا یَنْقُضُ مَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ أَنَّ الشَّکَّ إِذَا وَقَعَ فِی الْأَوَّلَهِ وَ الثَّانِیَهِ مِنْ صَلَاهِ الْفَرَائِضِ أَوْ صَلَاهِ النَّوَافِلِ وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ هَذَا فِی الْخَبَرِ حَمَلْنَاهَا عَلَی النَّوَافِلِ لِأَنَّ النَّوَافِلَ عِنْدَنَا لَا سَهْوَ فِیهَا وَ یَبْنِی الْإِنْسَانُ إِنْ

شَاءَ عَلَی الْأَقَلِّ وَ إِنْ شَاءَ عَلَی الْأَکْثَرِ وَ إِنْ کَانَ الْبِنَاءُ عَلَی الْأَقَلِّ أَفْضَلَ وَ مَتَی حَمَلْنَا هَذِهِ الْأَخْبَارَ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ کُنَّا قَدْ جَمَعْنَا بَیْنَهَا أَجْمَعَ وَ لَمْ نَکُنْ قَدِ اطَّرَحْنَا مِنْهَا شَیْئاً قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ سَهَا فِی فَرِیضَهِ الْغَدَاهِ أَوِ الْمَغْرِبِ أَعَادَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 15]

15 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی

______________________________

قوله رحمه الله: و یبنی الإنسان هذا مقطوع به فی کلامهم، و الذی یدل علیه النصوص البناء علی الأقل فقط فتذکر.

قوله رحمه الله: و من سها فی فریضه الغداه قال فی المنتهی: إنه قول علمائنا أجمع إلا ابن بابویه، فإنه جوز له البناء علی الأقل و الإعاده.

الحدیث الخامس عشر: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 111

عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا شَکَکْتَ فِی الْمَغْرِبِ فَأَعِدْ وَ إِذَا شَکَکْتَ فِی الْفَجْرِ فَأَعِدْ.

[الحدیث 16]

16 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ لَا یَدْرِی أَ وَاحِدَهً صَلَّی أَمِ اثْنَتَیْنِ قَالَ یَسْتَقْبِلُ حَتَّی یَسْتَیْقِنَ أَنَّهُ قَدْ أَتَمَّ وَ فِی الْجُمُعَهِ وَ فِی الْمَغْرِبِ وَ فِی الصَّلَاهِ فِی السَّفَرِ.

[الحدیث 17]

17 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَیْسَ فِی الْمَغْرِبِ وَ الْفَجْرِ سَهْوٌ

______________________________

الحدیث السادس عشر: حسن.

و یدل علی اعتبار الیقین فی المغرب و أخواتها، و عدم الاکتفاء بالظن، و فیه کلام.

الحدیث السابع عشر: مرسل.

و فی بعض النسخ" عن علی بن إبراهیم عن أبیه".

و قال الفاضل التستری رحمه الله: و لعله غلط، لعدمه فی الکافی الذی هو الأصل، و لأن الظاهر أن علیا یروی عن محمد بلا واسطه.

قوله علیه السلام: لیس فی المغرب ظاهر الأعم من الرکعات و حمله الأکثر علیها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 112

[الحدیث 18]

18 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ وَ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ السَّهْوِ فِی الْمَغْرِبِ قَالَ یُعِیدُ حَتَّی یَحْفَظَ إِنَّهَا لَیْسَتْ مِثْلَ الشَّفْعِ.

[الحدیث 19]

19 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ وَ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا شَکَکْتَ فِی الْمَغْرِبِ فَأَعِدْ وَ إِذَا شَکَکْتَ فِی الْفَجْرِ فَأَعِدْ.

[الحدیث 20]

20 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ السَّهْوِ فَقَالَ فِی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ إِذَا لَمْ تَحْفَظْ مَا بَیْنَ الثَّلَاثِ إِلَی الْأَرْبَعِ فَأَعِدْ صَلَاتَکَ.

[الحدیث 21]

21 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ

______________________________

الحدیث الثامن عشر: صحیح.

قوله علیه السلام: مثل الشفع أی: الأربع.

الحدیث التاسع عشر: ضعیف.

الحدیث العشرون: ضعیف کالموثق.

و یدل علی أن الشک فی الزیاده فی المغرب أیضا موجب للإعاده، کما هو ظاهر إطلاق الأصحاب.

الحدیث الحادی و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 113

سَأَلْتُهُ عَنِ السَّهْوِ فِی صَلَاهِ الْغَدَاهِ قَالَ إِذَا لَمْ تَدْرِ وَاحِدَهً صَلَّیْتَ أَمْ ثِنْتَیْنِ فَأَعِدِ الصَّلَاهَ مِنْ أَوَّلِهَا وَ الْجُمُعَهُ أَیْضاً إِذَا سَهَا فِیهَا الْإِمَامُ فَعَلَیْهِ أَنْ یُعِیدَ الصَّلَاهَ لِأَنَّهَا رَکْعَتَانِ وَ الْمَغْرِبُ إِذَا سَهَا فِیهَا وَ لَمْ یَدْرِ کَمْ رَکْعَهً صَلَّی فَعَلَیْهِ أَنْ یُعِیدَ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 22]

22 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا سَهَوْتَ فِی الْمَغْرِبِ فَأَعِدِ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 23]

23 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَشُکُّ فِی الْفَجْرِ قَالَ یُعِیدُ قُلْتُ الْمَغْرِبِ قَالَ نَعَمْ وَ الْوَتْرِ وَ الْجُمُعَهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ

______________________________

قوله علیه السلام: إذا سها فیها الإمام حمل علی ما إذا لم یحفظ المأموم.

الحدیث الثانی و العشرون: صحیح.

و حمل علی الشک فی الرکعات.

الحدیث الثالث و العشرون: صحیح.

قوله علیه السلام: نعم و الوتر لعل المراد بالشک فی الوتر الشک فی الثلاث رکعات، أعنی الشفع و الوتر معا، فیرجع شکه فی ذلک إلی أنه هل أوقع مفرده الوتر أم لا، فلا ینافی کثیرا ما ذهب إلیه الأصحاب من التخییر فی النافله مطلقا بین البناء علی الأقل و الأکثر،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 114

[الحدیث 24]

24 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ وَ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا شَکَکْتَ فِی الْمَغْرِبِ فَأَعِدْ وَ إِذَا شَکَکْتَ فِی الْفَجْرِ فَأَعِدْ.

[الحدیث 25]

25 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ صَلَّیْتُ بِأَصْحَابِیَ الْمَغْرِبَ فَلَمَّا أَنْ صَلَّیْتُ رَکْعَتَیْنِ سَلَّمْتُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا صَلَّیْتَ رَکْعَتَیْنِ فَأَعَدْتُ فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَعَلَّکَ أَعَدْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَضَحِکَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا کَانَ یُجْزِیکَ أَنْ تَقُومَ وَ تَرْکَعَ رَکْعَهً إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص سَهَا فَسَلَّمَ فِی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثَ ذِی الشِّمَالَیْنِ فَقَالَ ثُمَّ قَامَ فَأَضَافَ إِلَیْهَا رَکْعَتَیْنِ

______________________________

إن حملنا الإعاده علی إعاده مفرده الوتر فقط، و فیه تکلف.

و لا یبعد تخصیص تلک القاعده بهذا الخبر کما فعله بعض المتأخرین، أو القول باستحباب الإعاده هنا.

و ربما یقال: المراد منه صلاه المغرب، و یکون قوله" من غیر أن أسأله" راجعا إلی الجمعه فقط. و لا یخفی بعده.

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

الحدیث الخامس و العشرون: حسن.

قوله علیه السلام: إنما یجزیک یومی إلی جواز الإعاده أیضا، و الظاهر أن الضحک و تجویز ما فعله لجهله بالمسأله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 115

[الحدیث 26]

26 وَ رَوَی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَهِ النَّصْرِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّا صَلَّیْنَا الْمَغْرِبَ فَسَهَا الْإِمَامُ فَسَلَّمَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ فَأَعَدْنَا الصَّلَاهَ فَقَالَ وَ لِمَ أَعَدْتُمْ أَ لَیْسَ قَدِ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی رَکْعَتَیْنِ فَأَتَمَّ بِرَکْعَتَیْنِ أَلَّا أَتْمَمْتُمْ.

فَلَیْسَ فِی هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ مَا یُنَافِی مَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّ السَّهْوَ إِنَّمَا وَقَعَ هَاهُنَا فِی أَنْ سَلَّمَ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ وَ لَمْ یَکُنِ السَّهْوُ قَدْ وَقَعَ فِی أَعْدَادِ الصَّلَاهِ وَ مَنْ سَهَا فِی التَّسْلِیمِ لَمْ یَجِبْ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ بَلْ یَجِبُ عَلَیْهِ جُبْرَانُهُ بِرَکْعَهٍ حَسَبَ

مَا تَضَمَّنَهُ الْخَبَرَانِ وَ لَوْ کَانَ السَّهْوُ وَاقِعاً فِی الْعَدَدِ لَوَجَبَ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ مِنْ أَوَّلِهَا حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

" ثم قام" أی: الرسول صلی الله علیه و آله.

الحدیث السادس و العشرون: صحیح.

و قد قطع الأصحاب بأنه إذا ذکر النقص فی الصلاه بعد التسلیم و قبل الإتیان بغیره من المنافیات یجب علیه إتمام الصلاه و لو کانت ثنائیه، و الظاهر عدم تحقق الخلاف فیه.

و لو ذکر بعد فعل ما یبطل الصلاه عمدا لا سهوا کالکلام، فقد اختلف الأصحاب فی حکمه، فقال الشیخ فی النهایه: تجب علیه الإعاده. و تبعه ابن أبی عقیل و أبو الصلاح الحلبی، و قوی فی المبسوط عدم الإعاده، و حکی عن بعض أصحابنا قولا بوجوب الإعاده فی غیر الرباعیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 116

[الحدیث 27]

27 سَعْدٌ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ الرَّازِیِّ قَالَ کُنْتُ مَعَ أَصْحَابٍ لِی فِی سَفَرٍ وَ أَنَا إِمَامُهُمْ فَصَلَّیْتُ بِهِمُ الْمَغْرِبَ فَسَلَّمْتُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَقَالَ أَصْحَابِی إِنَّمَا صَلَّیْتَ بِنَا رَکْعَتَیْنِ فَکَلَّمْتُهُمْ وَ کَلَّمُونِی فَقَالُوا أَمَّا نَحْنُ فَنُعِیدُ فَقُلْتُ لَکِنِّی لَا أُعِیدُ وَ أُتِمُّ بِرَکْعَهٍ فَأَتْمَمْتُ بِرَکْعَهٍ ثُمَّ سِرْنَا فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَذَکَرْتُ لَهُ الَّذِی کَانَ مِنْ أَمْرِنَا فَقَالَ لِی أَنْتَ کُنْتَ أَصْوَبَ مِنْهُمْ فِعْلًا إِنَّمَا یُعِیدُ مَنْ لَا یَدْرِی مَا صَلَّی.

فَبَیَّنَ ع فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ مَنْ لَا یَدْرِی مَا صَلَّی یَجِبُ عَلَیْهِ الْإِعَادَهُ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ مَعَ أَنَّ فِی الْحَدِیثَیْنِ الْأَوَّلَیْنِ مَا یَمْنَعُ مِنَ التَّعَلُّقِ بِهِمَا وَ هُوَ حَدِیثُ ذِی الشِّمَالَیْنِ وَ سَهْوِ النَّبِیِّ ص وَ هَذَا مِمَّا تَمْنَعُ الْعُقُولُ مِنْهُ فَأَمَّا مَا تَضَمَّنَ الْحَدِیثُ الْآخَرُ الَّذِی جَعَلْنَاهُ شَاهِداً عَلَی الْحَدِیثَیْنِ

الْأَوَّلَیْنِ مِنْ قَوْلِهِ فَکَلَّمْتُهُمْ وَ کَلَّمُونِی لَیْسَ یُنَاقِضُ مَا نَذْکُرُهُ مِنْ أَنَّ مَنْ تَکَلَّمَ فِی الصَّلَاهِ عَامِداً وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

______________________________

و الأصح أنه لا یعید مطلقا، و هذا الخبر حجه علی المفصل.

الحدیث السابع و العشرون: مجهول.

قوله: فکلمتهم و کلمونی یمکن حمله علی أن کلامه کان قبل العلم. و قوله" فقلت: لکنی لا أعید" أی: نفسی، لکنه بعید.

قوله: کنت أصوب لعل المراد بالأصوب کونه صوابا، و یمکن أن یقال: إذا حملنا قوله" کلمتهم"

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 117

لِشَیْئَیْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ قَالَ کَلَّمْتُهُمْ وَ کَلَّمُونِی عَامِداً أَوْ نَاسِیاً وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ ذَلِکَ فِیهِ حَمَلْنَاهُ عَلَی السَّهْوِ وَ الثَّانِی أَنَّهُ لَوْ کَانَ فِیهِ تَصْرِیحٌ بِالْعَمْدِ لَجَازَ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ مَنْ سَلَّمَ فِی الصَّلَاهِ نَاسِیاً وَ ظَنَّ أَنَّ ذَلِکَ سَبَبٌ لِاسْتِبَاحَهِ الْکَلَامِ کَمَا أَنَّهُ سَبَبٌ لِاسْتِبَاحَتِهِ بَعْدَ الِانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاهِ فَلَمْ یَجِبْ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ لِجَهْلِهِ بِهِ وَ لِارْتِفَاعِ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَا یَسُوغُ ذَلِکَ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 28]

28 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ وَ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ

______________________________

علی ما إذا کان قبل العلم بنقص الصلاه فهو فی حکم الناسی، و حملنا قوله" لکنی لا أعید" علی أنه قال ذلک فی نفسه و لم یتکلم به، فالفرق حاصل بینه و بینهم، لأنه لم یتکلم عمدا، فکان لا تجب علیه الإعاده.

و أنهم لما تکلموا عمدا کان تجب علیهم الإعاده، فإعادتهم أیضا کانت صوابا، لکنه لما لم یتکلم عمدا و لم تلزمه الإعاده کان أصوب منهم فعلا، و لعل الوجه الأول الذی ذکره الشیخ لا یستقیم إلا بالحمل علی هذا.

و أما قوله" لا یدری ما صلی" فیحتمل وجهین:

أحدهما:

أن یکون المراد به مطلق الشک فی الرکعات، کما فهمه الشیخ رحمه الله.

و الثانی: أن یکون المراد به الشک المخصوص الذی ذکره الأصحاب و جعلوه مبطلا لکل صلاه فلا یختص بالمغرب، و علی التقدیرین الحصر إضافی.

قوله رحمه الله: لجهله به یشکل الحکم هنا بکون الجاهل معذورا.

الحدیث الثامن و العشرون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 118

عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ شَکَّ فِی الْمَغْرِبِ فَلَمْ یَدْرِ رَکْعَتَیْنِ صَلَّی أَمْ ثَلَاثَهً قَالَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُضِیفُ إِلَیْهَا رَکْعَهً ثُمَّ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ مِمَّا لَا یُقْضَی أَبَداً.

[الحدیث 29]

29 وَ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ النَّابِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ لَمْ یَدْرِ صَلَّی الْفَجْرَ رَکْعَتَیْنِ أَوْ رَکْعَهً قَالَ یَتَشَهَّدُ وَ یَنْصَرِفُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَهً فَإِنْ کَانَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ کَانَتْ هَذِهِ تَطَوُّعاً وَ إِنْ کَانَ صَلَّی رَکْعَهً کَانَتْ هَذِهِ تَمَامَ الصَّلَاهِ قُلْتُ فَصَلَّی الْمَغْرِبَ فَلَمْ یَدْرِ اثْنَتَیْنِ صَلَّی أَمْ ثَلَاثَهً قَالَ یَتَشَهَّدُ وَ یَنْصَرِفُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَهً فَإِنْ کَانَ صَلَّی ثَلَاثاً کَانَتْ هَذِهِ تَطَوُّعاً وَ إِنْ کَانَ صَلَّی اثْنَتَیْنِ کَانَتْ هَذِهِ تَمَامَ الصَّلَاهِ وَ هَذَا وَ اللَّهِ مِمَّا لَا یُقْضَی أَبَداً.

[الحدیث 30]

30 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ

______________________________

الحدیث التاسع و العشرون: موثق.

و قال الشیخ فی الاستبصار: إن هذین الخبرین شاذان مخالفان للأخبار کلها، و أن الطائفه قد أجمعت علی ترک العمل بهما، ثم احتمل حملهما علی نافلتی الفجر و المغرب.

الحدیث الثلاثون: صحیح.

و الظاهر أن عبد الله بن المغیره.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 119

قَالَ فِی رَجُلٍ صَلَّی الْفَجْرَ رَکْعَهً ثُمَّ ذَهَبَ وَ جَاءَ بَعْدَ مَا أَصْبَحَ وَ ذَکَرَ أَنَّهُ صَلَّی رَکْعَهً قَالَ یُضِیفُ إِلَیْهَا رَکْعَهً.

فَلَیْسَ فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ مَا یُضَادُّ مَا ذَکَرْنَاهُ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی ظَاهِرِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ أَنَّ السَّهْوَ وَقَعَ فِی النَّافِلَهِ أَوِ الْفَرِیضَهِ وَ إِنَّمَا تَضَمَّنَتْ ذِکْرَ صَلَاهِ الْفَجْرِ وَ صَلَاهِ الْمَغْرِبِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهَا النَّوَافِلَ لِأَنَّ النَّوَافِلَ قَدْ تُنْسَبُ إِلَی الْفَجْرِ وَ کَذَلِکَ نَوَافِلُ الْمَغْرِبِ تُنْسَبُ إِلَی الْمَغْرِبِ کَمَا أَنَّ الْفَرِیضَهَ تُنْسَبُ إِلَیْهِ وَ إِذَا احْتَمَلَ مَا قُلْنَاهُ حَمَلْنَاهُ عَلَی مَا لَا تَتَنَاقَضُ فِیهِ

الْأَخْبَارُ وَ یَحْتَمِلُ الْخَبَرَانِ الْأَوَّلَانِ وَجْهاً آخَرَ وَ هُوَ أَنْ یَکُونَ مَنْ شَکَّ

______________________________

قوله: بعد ما أصبح أی: أسفر، و یحتمل أن یکون المراد من الفجر النافله، و یکون المراد من أصبح حینئذ إما دخول الصباح أی الفجر الثانی، أو إیقاع الفریضه. و علی الأول الظاهر أنه متعلق بالمجی ء فقط.

و المشهور بین الأصحاب أن من ذکر نقص الصلاه بعد الفعل المنافی عمدا و سهوا- کاستدبار القبله و الفعل الکثیر- تجب علیه الإعاده. و یظهر من الصدوق فی المقنع عدم وجوب الإعاده، کما هو ظاهر الخبر.

قوله رحمه الله: و یجوز أن یکون المراد لا یخفی بعده بل عدم استقامته، إذ المعروف بینهم فی الشک فی النافله إما البناء علی الأقل أو علی الأکثر، فعلی الأول کان ینبغی أن یضیف إلیها رکعتین لا رکعه،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 120

فِی الْفَجْرِ وَ الْمَغْرِبِ فَغَلَبَ عَلَی ظَنِّهِ الْأَکْثَرُ فَلِأَجْلِ ذَلِکَ جَازَ لَهُ أَنْ یَبْنِیَ عَلَیْهِ لِأَنَّ غَلَبَهَ الظَّنِّ تَقُومُ مَقَامَ الْعِلْمِ وَ قَدْ بَیَّنَّاهُ فِیمَا مَضَی وَ إِنْ کَانَ مَعَ هَذَا یَعْتَرِضُهُ أَدْنَی شَکٍّ إِلَّا أَنَّهُ لَا حُکْمَ لَهُ وَ یَکُونُ قَوْلُهُ ع یُضِیفُ إِلَیْهَا رَکْعَهً یَکُونُ مِنْ جِهَهِ الِاسْتِظْهَارِ وَ الِاسْتِحْبَابِ دُونَ الْفَرْضِ وَ الْإِیجَابِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

و علی الثانی لا وجه للتسلیم.

و أیضا لا معنی لقوله" فإن کان صلی ثلاثا کان هذه تطوعا" و لا لقوله" کانت هذه تمام الصلاه".

قوله رحمه الله: و هو أن یکون فی شک سیجی ء ما یدل علی ذلک فی الجمله، و ذهب ابن إدریس و جماعه إلی أن اعتبار غلبه الظن إنما هو فی الرکعتین الأخیرتین، و فی غیرهما یعتبر الیقین، و المشهور التعمیم کما

یظهر من الشیخ هنا.

قوله رحمه الله: و قد بیناه أن أراد العموم فممنوع.

قوله رحمه الله: و الذی یدل علی ذلک لعله ذکر هذا علی وجه التنظیر لرفع الاستبعاد، أی: کما ورد فی هذا الخبر سجدتا السهو استحبابا مع عدم الحاجه إلیهما لغلبه الظن، فلا استبعاد فی استحباب الإتمام برکعه أیضا احتیاطا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 121

[الحدیث 31]

31 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْمُعَاذِیُّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا ذَهَبَ وَهْمُکَ إِلَی التَّمَامِ أَبَداً فِی کُلِّ صَلَاهٍ فَاسْجُدْ سَجْدَتَیْنِ بِغَیْرِ رُکُوعٍ أَ فَهِمْتَ قُلْتُ نَعَمْ.

وَ أَمَّا الْخَبَرُ الْأَخِیرُ الَّذِی تَضَمَّنَ ذِکْرَ صَلَاهِ الْفَجْرِ فَیَحْتَمِلُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ النَّوَافِلِ وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ هَذَا الْخَبَرُ مَخْصُوصاً بِمَنْ صَلَّی وَ ظَنَّ أَنَّهُ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ تَیَقَّنَ أَنَّهُ صَلَّی رَکْعَهً وَاحِدَهً فَإِنَّهُ یُضِیفُ إِلَیْهَا رَکْعَهً أُخْرَی وَ لَا تَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ الْإِعَادَهُ إِنَّمَا تَجِبُ عَلَی مَنْ یَشُکُّ فِیهَا فَلَا یَدْرِی صَلَّی رَکْعَهً أَوْ رَکْعَتَیْنِ وَ لَمْ یَتَبَیَّنْ ذَلِکَ فَیَجِبُ عَلَیْهِ حِینَئِذٍ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

و یحتمل أن یکون قوله" ذلک" إشاره إلی کون إضافه الرکعه علی الاستحباب، أو إلی عدم بطلان الصلاه مع غلبه الظن، فالدلاله علی الوجهین ظاهره.

الحدیث الحادی و الثلاثون: ضعیف.

قوله علیه السلام: فاسجد سجدتین محمول علی الاستحباب، و نسب إلی الصدوق رحمه الله أنه ذهب إلی وجوب سجدتی السهو إذا شک بین الثلاث و الأربع و غلب ظنه علی الأربع، و استدل له بهذا الخبر.

و لعله استند بما رواه الکلینی فی الحسن عن الحلبی عن أبی عبد الله علیه السلام أنه قال:

إن کنت لا تدری ثلاثا صلیت أم أربعا و لم یذهب وهمک إلی شی ء فسلم ثم صل رکعتین و أنت جالس تقرأ فیهما أم الکتاب، و إن ذهب وهمک إلی الثلاث فقم فصل الرکعه الرابعه و لا تسجد سجدتی السهو، و إن ذهب وهمک

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 122

[الحدیث 32]

32 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ أَجِی ءُ إِلَی الْإِمَامِ وَ قَدْ سَبَقَنِی بِرَکْعَهٍ فِی الْفَجْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ وَقَعَ فِی قَلْبِی أَنِّی قَدْ أَتْمَمْتُ فَلَمْ أَزَلْ ذَاکِراً لِلَّهِ حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ نَهَضْتُ فَذَکَرْتُ أَنَّ الْإِمَامَ کَانَ قَدْ سَبَقَنِی بِرَکْعَهٍ قَالَ فَإِنْ کُنْتَ فِی مَقَامِکَ فَأَتِمَّ بِرَکْعَهٍ وَ إِنْ کُنْتَ قَدِ انْصَرَفْتَ فَعَلَیْکَ الْإِعَادَهُ.

قَوْلُهُ ع وَ إِنْ کُنْتَ قَدِ انْصَرَفْتَ فَعَلَیْکَ الْإِعَادَهُ یَعْنِی بِهِ إِذَا کَانَ قَدِ اسْتَدْبَرَ الْقِبْلَهَ وَ قَوْلُهُ ع فِی الْخَبَرِ الْأَوَّلِ ذَهَبَ وَ جَاءَ مَحْمُولٌ عَلَی خِلَافِهِ عَلَی أَنَّهُ ذَهَبَ وَ جَاءَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسْتَدْبِرَ الْقِبْلَهَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 33]

33 الْعَیَّاشِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ مَعَ الْإِمَامِ فِی صَلَاتِهِ وَ قَدْ سَبَقَهُ بِرَکْعَهٍ فَلَمَّا فَرَغَ الْإِمَامُ خَرَجَ مَعَ النَّاسِ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ فَاتَتْهُ رَکْعَهٌ قَالَ یُعِیدُ رَکْعَهً وَاحِدَهً یَجُوزُ لَهُ

______________________________

إلی الأربع فتشهد و سلم ثم اسجد سجدتی السهو.

و هذا الخبر فی غایه القوه و لا یقصر عن الصحیح مع تأیده بعموم خبر إسحاق، فقول الصدوق لا یخلو من قوه، و إن لم ینسب إلی غیره من الأصحاب.

الحدیث الثانی و الثلاثون: حسن.

الحدیث الثالث و الثلاثون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 123

إِذَا لَمْ یُحَوِّلْ وَجْهَهُ عَنِ الْقِبْلَهِ فَإِذَا حَوَّلَ وَجْهَهُ بِکُلِّیَّهٍ اسْتَقْبَلَ الصَّلَاهَ اسْتِقْبَالًا.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ سَهَا فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ مِنَ الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ أَوِ

الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ فَلَمْ یَدْرِ أَ هُوَ فِی الثَّالِثَهِ أَوْ فِی الرَّابِعَهِ فَلْیَرْجِعْ إِلَی ظَنِّهِ فِی ذَلِکَ فَإِنْ کَانَ ظَنُّهُ فِی ذَلِکَ عَلَی وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَقْوَی بَنَی عَلَیْهِ وَ إِنِ اعْتَدَلَ وَهْمُهُ فِی الْجَمِیعِ بَنَی عَلَی الْأَکْثَرِ وَ قَضَی مَا ظَنَّ أَنَّهُ فَاتَهُ کَأَنْ أَوْهَمَ فِی ثَالِثَهٍ أَوْ رَابِعَهٍ وَ اسْتَوَی ظَنُّهُ فِیهِمَا جَمِیعاً فَلْیَبْنِ عَلَی أَنَّهُ فِی رَابِعَهٍ وَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَهً وَاحِدَهً یَتَشَهَّدُ فِیهَا أَوْ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ مِنْ جُلُوسٍ وَ یَتَشَهَّدُ فِی الثَّانِیَهِ مِنْهُمَا

[الحدیث 34]

34 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَهَ وَ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا لَمْ تَدْرِ ثَلَاثاً صَلَّیْتَ أَوْ أَرْبَعاً وَ وَقَعَ رَأْیُکَ عَلَی الثَّلَاثِ فَابْنِ عَلَی الثَّلَاثِ وَ إِنْ وَقَعَ رَأْیُکَ عَلَی الْأَرْبَعِ فَسَلِّمْ وَ انْصَرِفْ وَ إِنِ

______________________________

قوله رحمه الله: بنی علی الأکثر هذا هو المشهور، و قال ابن بابویه و ابن الجنید: یتخیر الشاک بین الثلاث و الأربع بین البناء علی الأقل و لا احتیاط، أو الأکثر مع الاحتیاط.

الحدیث الرابع و الثلاثون: موثق کالصحیح.

و أبو العباس الظاهر أنه الفضل البقباق، و یؤیده الحدیث الذی سبق فی کتاب الطهاره فی بیان سؤر الکلب، و به صرح فی الخلاف حیث استدل بهذا الخبر

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 124

اعْتَدَلَ وَهْمُکَ فَانْصَرِفْ وَ صَلِّ رَکْعَتَیْنِ وَ أَنْتَ جَالِسٌ.

[الحدیث 35]

35 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فِیمَنْ لَا یَدْرِی أَ ثَلَاثاً صَلَّی أَمْ أَرْبَعاً وَ وَهْمُهُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ قَالَ فَقَالَ إِذَا اعْتَدَلَ الْوَهْمُ فِی الثَّلَاثِ وَ الْأَرْبَعِ فَهُوَ بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ صَلَّی رَکْعَهً وَ هُوَ قَائِمٌ وَ إِنْ شَاءَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ.

[الحدیث 36]

36 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی فَلَمْ یَدْرِ أَ فِی الثَّالِثَهِ هُوَ أَمْ فِی الرَّابِعَهِ

______________________________

علی اعتبار الظن، و العمل بمقتضاه فی باب الشک، کذا ذکره الفاضل التستری رحمه الله.

قوله علیه السلام: فسلم و انصرف ظاهره عدم وجوب سجدتی السهو، ردا علی الصدوق رحمه الله.

الحدیث الخامس و الثلاثون: ضعیف.

و قال فی المدارک: بهذه الروایه احتج القائلون بالتخییر فی الاحتیاط بین الرکعه من قیام و الرکعتین من جلوس، و هی ضعیفه بالإرسال و بعلی بن حدید، فالأصح تعین الرکعتین من جلوس، کما هو ظاهر اختیار ابن أبی عقیل و الجعفی لصحه مستنده.

الحدیث السادس و الثلاثون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 125

قَالَ فَمَا ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَیْهِ إِنْ رَأَی أَنَّهُ فِی الثَّالِثَهِ وَ فِی قَلْبِهِ مِنَ الرَّابِعَهِ شَیْ ءٌ سَلَّمَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ ثُمَّ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ.

[الحدیث 37]

37 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

قوله: أ فی الثالثه ظاهره عدم إتمام الرکعه المشکوک فیها.

قوله علیه السلام: إن رأی أنه فی الثالثه ینبغی حمله علی الرجحان الضعیف الذی لا ینتهی إلی حد الظن المعتبر شرعا بقرینه أول الخبر، و یمکن حمله علی أنه تم الکلام عند قوله" فما ذهب إلیه وهمه".

ثم أنشأ حکم الشاک الذی لم یغلب علی ظنه أحدهما بحمل التنوین فی قوله" شی ء" علی التعظیم، أی: احتمال قوی یساوی احتمال الثالثه، أو بقدر المساواه فی الکلام. و حمله علی البناء علی الأقل و استحباب الرکعتین أبعد من هذا.

قوله علیه السلام: بینه و بین نفسه أی: مخفیا بحیث لا یطلع

علیه أحد للتقیه، أو یکون مستحبا مطلقا.

قوله علیه السلام: بفاتحه الکتاب یدل علی عدم الاجتزاء فیهما بالتسبیحات.

و یحتمل أن یکون المراد عدم وجوب السوره فیهما.

الحدیث السابع و الثلاثون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 126

قَالَ إِنِ اسْتَوَی وَهْمُهُ فِی الثَّلَاثِ وَ الْأَرْبَعِ سَلَّمَ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ هُوَ جَالِسٌ یُقَصِّرُ فِی التَّشَهُّدِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ کَذَلِکَ مَنْ سَهَا فَلَمْ یَدْرِ أَ هُوَ فِی الثَّانِیَهِ أَوِ الرَّابِعَهِ فَإِنْ کَانَ ظَنُّهُ مِنْ إِحْدَاهُمَا أَقْوَی مِنَ الْأُخْرَی عَمِلَ عَلَی ظَنِّهِ فَإِنْ کَانَ ظَنُّهُ فِیهِمَا سَوَاءً بَنَی عَلَی أَنَّهُ فِی رَابِعَهٍ وَ تَشَهَّدَ فَإِذَا سَلَّمَ قَامَ فَصَلَّی رَکْعَتَیْنِ مِنْ قِیَامٍ یَقْرَأُ فِی کُلِّ وَاحِدَهٍ مِنْهُمَا الْحَمْدَ وَحْدَهَا وَ إِنْ شَاءَ سَبَّحَ

______________________________

قوله علیه السلام: یقصر فی التشهد أی: لا یأتی بالزوائد المستحبه.

قوله رحمه الله: بنی علی أنه فی رابعه هذا هو المشهور بین الأصحاب، و ربما نقل عن الصدوق التخیر بینه و بین البناء علی الأقل و الإعاده، و نقل فی المختلف عن الصدوق أنه قال: یعید. مع أن الفاضلین نقلا الإجماع علی عدم الإعاده فی صوره تعلق الشک بالأخیرتین، و الأشهر أقوی.

قوله رحمه الله: یقرأ فی کل واحده المشهور تعین الفاتحه فی صلاه الاحتیاط، و ذهب ابن إدریس إلی التخییر بینها و بین التسبیح، کما یظهر من المفید هنا، و ظاهر الأخبار مع المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 127

[الحدیث 38]

38 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ فَلَا یَدْرِی رَکْعَتَانِ هِیَ أَوْ أَرْبَعٌ قَالَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ

یَتَشَهَّدُ وَ یَنْصَرِفُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ.

[الحدیث 39]

39 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا لَمْ تَدْرِ أَرْبَعاً صَلَّیْتَ أَمْ رَکْعَتَیْنِ فَقُمْ وَ ارْکَعْ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ سَلِّمْ وَ ارْکَعْ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ سَلِّمْ وَ اسْجُدْ سَجْدَتَیْنِ وَ أَنْتَ جَالِسٌ ثُمَّ تُسَلِّمُ بَعْدَهُمَا.

[الحدیث 40]

40 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ

______________________________

الحدیث الثامن و الثلاثون: صحیح.

الحدیث التاسع و الثلاثون: صحیح.

و ظاهره البناء علی الأقل و سجدتی السهو کما هو مذهب أکثر العامه، فیمکن حمله علی التقیه. و قیل: بالتخییر مطلقا جمعا بین هذه الأخبار.

و یمکن تأویل هذا الخبر بما یوافق المشهور أیضا، کما فهمه الشیخ رحمه الله، فالسجدتان محمولتان علی الاستحباب، و حمله العلامه علی ما إذا تکلم ناسیا، و هو بعید.

الحدیث الأربعون: صحیح.

قوله علیه السلام: و إن کان تکلم أی: فی الصلاه مطلقا، أو بین الصلاه و صلاه الاحتیاط، و لعل الأخیر أظهر، و القول بالاستحباب لا یخلو من قوه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 128

عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی رَکْعَتَیْنِ صَلَّی أَمْ أَرْبَعاً قَالَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ إِنْ کَانَ قَدْ صَلَّی أَرْبَعاً کَانَتْ هَاتَانِ نَافِلَهً وَ إِنْ کَانَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ کَانَتْ هَاتَانِ إِتْمَامَ الْأَرْبَعَهِ وَ إِنْ کَانَ تَکَلَّمَ فَلْیَسْجُدْ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ.

[الحدیث 41]

41 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ مَنْ لَمْ یَدْرِ فِی أَرْبَعٍ هُوَ أَوْ فِی ثِنْتَیْنِ وَ قَدْ أَحْرَزَ الثِّنْتَیْنِ قَالَ رَکَعَ رَکْعَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَ هُوَ قَائِمٌ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ یَتَشَهَّدُ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ إِذَا لَمْ یَدْرِ فِی ثَلَاثٍ هُوَ أَوْ فِی أَرْبَعٍ وَ قَدْ أَحْرَزَ الثَّلَاثَ قَامَ فَأَضَافَ إِلَیْهَا

أُخْرَی وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ لَا یَنْقُضِ الْیَقِینَ بِالشَّکِّ وَ لَا یُدْخِلِ الشَّکَّ فِی الْیَقِینِ وَ لَا یَخْلِطْ أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ وَ لَکِنَّهُ یَنْقُضُ الشَّکَّ بِالْیَقِینِ وَ یُتِمُّ عَلَی الْیَقِینِ فَیَبْنِی عَلَیْهِ وَ لَا یَعْتَدُّ بِالشَّکِّ فِی حَالٍ مِنَ الْحَالاتِ

______________________________

الحدیث الحادی و الأربعون: حسن کالصحیح.

و ظاهره أیضا البناء علی الأقل. و المراد بقوله" لا ینقض الیقین بالشک" أی: لا یبطل المتیقن من صلاته بسبب الشک الذی عرض له فی البقیه.

" و لا یدخل الشک فی الیقین" أی: لا یدخل الرکعتین المشکوک فیهما فی الصلاه المتیقنه، بأن یضمها مع الرکعتین المتیقنتین و یبنی علی الأکثر.

" و لکنه ینقض الشک بالیقین" أی: یسقط الرکعتین المشکوک فیهما بالیقین، و هو البناء علی الأقل. و یمکن حمله علی المشهور أیضا، بأن یکون المراد بقوله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 129

..........

______________________________

" یرکع رکعتین" أی: بعد التسلیم. و کذا قوله" قام فأضاف إلیها أخری".

و قوله" و لا یدخل الشک فی الیقین" أی لا یدخل الرکعتین فی المتیقن، بل یوقعهما بعد التسلیم. و المراد بنقض الشک بالیقین إیقاعهما بعد التسلیم، إذ حینئذ یتیقن إیقاع الصلاه خالیا من الخلل، لأنه مع البناء علی الأقل تحتمل زیاده الرکعات فی الصلاه.

و ربما یؤید ذلک بأن فی صوره الشک بین الاثنین و الثلاث و الأربع وقع مثل تلک العباره من غیر ذکر التسلیم و الافتتاح، مع أن المراد به ما ذکر من غیر ارتیاب، و لا یخفی أن الأول أظهر.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فی قوله علیه السلام" یرکع رکعتین" کان المفهوم منه أنه یبنی علی اثنتین، أی: علی الیقین کما یفهم من قوله" و لا ینقض" فیشکل الاستدلال به علی

مدعی المفید، و یقرب منه روایه أبی بصیر المتقدمه.

و بالجمله یفهم من هذه الأخبار نظرا إلی الجمع، التخییر بین البناء علی الأکثر و الاحتیاط برکعتین قائما، و بین البناء علی الأقل من غیر احتیاط.

و کان المفهوم من روایه أبی بصیر أنه یسجد سجدتی السهو حینئذ، و هو غیر بعید لاحتمال الزیاده، و لعل المفهوم من روایه أبی بصیر و زراره أن الشک إنما تعلق بعد إکمال السجدتین حیث قال" و قال فقد أحرز" انتهی.

و قال فی المدارک: القول بالتخییر قوی فی هذه المسأله. انتهی.

و احتمل الشهید فی الذکری و العلامه فی النهایه کون البناء علی الأکثر،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 130

[الحدیث 42]

42 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی صَلَّی رَکْعَتَیْنِ أَمْ أَرْبَعاً قَالَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ.

فَلَا یُنَافِی الْأَخْبَارَ الْأَوَّلَهَ لِأَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ أَوِ الْغَدَاهِ الَّتِی لَا یَجُوزُ فِیهِمَا الشَّکُّ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَوْ شَکَّ فِی اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثٍ وَ أَرْبَعٍ وَ اعْتَدَلَ وَهْمُهُ بَنَی عَلَی الْأَرْبَعِ وَ تَشَهَّدَ وَ سَلَّمَ ثُمَّ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ مِنْ قِیَامٍ وَ تَشَهَّدَ وَ سَلَّمَ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ مِنْ جُلُوسٍ یَتَشَهَّدُ أَیْضاً وَ یُسَلِّمُ

______________________________

و صلاه الاحتیاط للرخصه و التخفیف، و تکون الإعاده أیضا مجزیه. و لا یخفی ما فیه.

و بالجمله البناء علی الأکثر أظهر و أشهر و أبعد من أقوال المخالفین.

الحدیث الثانی و الأربعون: صحیح.

قوله: لا یدری صلی رکعتین أم أربعا یمکن حمله علی الشک قبل إکمال السجدتین، و هذا الخبر مستند الصدوق فی الحکم بالإعاده.

و قال فی المدارک، یمکن حملها علی الاستحباب.

قوله رحمه الله: ثم صلی

رکعتین من قیام قال فی المدارک: هذا مذهب الأکثر. و قال ابن بابویه و ابن الجنید: یبنی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 131

[الحدیث 43]

43 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ صَلَّی وَ لَمْ یَدْرِ اثْنَتَیْنِ صَلَّی أَمْ ثَلَاثاً أَمْ أَرْبَعاً قَالَ فَیَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ مِنْ قِیَامٍ وَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ مِنْ جُلُوسٍ وَ یُسَلِّمُ فَإِنْ کَانَتْ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ کَانَتِ الرَّکْعَتَانِ نَافِلَهً وَ إِلَّا تَمَّتِ الْأَرْبَعُ.

وَ مَنْ شَکَّ فَلَمْ یَعْلَمْ صَلَّی وَاحِدَهً أَمْ ثِنْتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً أَوْ أَرْبَعاً وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ لِأَنَّهُ لَمْ تَسْلَمْ لَهُ الرَّکْعَتَانِ الْأَوَّلَتَانِ وَ قَدْ دَلَلْنَا عَلَی أَنَّ مَنْ لَمْ تَسْلَمْ لَهُ الرَّکْعَتَانِ الْأَوَّلَتَانِ وَجَبَ عَلَیْهِ أَنْ یَسْتَأْنِفَ الصَّلَاهَ وَ یَدُلُّ عَلَیْهِ أَیْضاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 44]

44 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ شَکَکْتَ وَ لَمْ تَدْرِ أَ فِی ثَلَاثٍ

______________________________

علی الأربع و یصلی رکعه من قیام و رکعتین من جلوس، و مستندهما صحیحه عبد الرحمن بن الحجاج، و المسأله محل إشکال. و علی المشهور فیجب تقدیم الرکعتین من قیام کما تضمنه الروایه. و قیل: إنه غیر متعین.

و هل یجوز أن یصلی بدل الرکعتین جالسا رکعه قائما؟ قیل: نعم لتساویهما فی البدلیه، و اختاره الشهیدان. و قیل: لا لأن فیه خروجا عن المنصوص، و حکی فی الذکری عن ظاهر المفید فی المسائل الغریه و سلار تعین الرکعه من قیام، و لم نقف علی مأخذه.

الحدیث الثالث و الأربعون: حسن.

الحدیث الرابع و الأربعون: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 132

أَنْتَ أَمْ فِی اثْنَتَیْنِ أَمْ فِی وَاحِدَهٍ أَوْ فِی أَرْبَعٍ فَأَعِدْ وَ لَا تَمْضِ عَلَی الشَّکِّ.

[الحدیث 45]

45 وَ عَنْهُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ إِنْ کُنْتَ لَا تَدْرِی کَمْ صَلَّیْتَ وَ لَمْ یَقَعْ وَهْمُکَ عَلَی شَیْ ءٍ فَأَعِدِ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 46]

46 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی کَمْ صَلَّی وَاحِدَهً أَوِ اثْنَتَیْنِ أَمْ ثَلَاثاً قَالَ یَبْنِی عَلَی الْجَزْمِ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ یَتَشَهَّدُ خَفِیفاً

______________________________

الحدیث الخامس و الأربعون: مجهول.

قوله علیه السلام: لا تدری کم صلیت أی: لا یعلم الرکعه أیضا بأن شک فی القیام، أو کان شکه بین أفراد کثیره، کما فهمه الشیخ.

الحدیث السادس و الأربعون: صحیح.

و عمل به الصدوق فقال بجواز البناء علی الأقل، کما یظهر من الفقیه.

و أجاب فی المختلف بالحمل علی من کثر سهوه، و فیه أن البناء علی الأقل لا یطابق حکم کثیر السهو. و لعل الأصوب حمله علی التقیه لاشتهار الحکم بین العامه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 133

فَلَا یُنَافِی الْخَبَرَ الْأَوَّلَ لِأَنَّهُ قَالَ یَبْنِی عَلَی الْجَزْمِ وَ الَّذِی یَقْتَضِیهِ الْجَزْمُ اسْتِئْنَافُ الصَّلَاهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ الْأَمْرُ بِسَجْدَتَیِ السَّهْوِ یَکُونُ مَحْمُولًا عَلَی الِاسْتِحْبَابِ لَا لِجُبْرَانِ الصَّلَاهِ

[الحدیث 47]

47 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ رَجُلٍ صَالِحٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَشُکُّ فَلَا یَدْرِی وَاحِدَهً صَلَّی أَوِ اثْنَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً أَوْ أَرْبَعاً تَلْتَبِسُ عَلَیْهِ صَلَاتُهُ قَالَ کُلُّ ذَا قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ وَ یَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ فَإِنَّهُ یُوشِکُ أَنْ یَذْهَبَ عَنْهُ.

فَإِنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی السَّهْوِ فِی النَّوَافِلِ وَ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ شَکَّ فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ مَنْ یَکْثُرُ سَهْوُهُ وَ لَا یُمْکِنُهُ التَّحَفُّظُ

فَیَسُوغُ لَهُ أَنْ یَمْضِیَ فِی صَلَاتِهِ لِأَنَّهُ إِنْ أُوجِبَ عَلَیْهِ الْإِعَادَهُ وَ هُوَ مِنْ شَأْنِهِ السَّهْوُ فَلَا یَنْفَکُّ مِنَ الصَّلَاهِ عَلَی حَالٍ فَأَمَّا مَنْ کَانَ نِسْیَانُهُ حِیناً فَإِنَّهُ یَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

______________________________

قوله رحمه الله: لأنه قال: یبنی علی الجزم قال الفاضل التستری رحمه الله، کان مقتضی الکلام أنه حمله علی أنه یبنی علی الجزم علی الإعاده، و فیه بعد، و لعل حمله علی التقیه أوجه.

الحدیث السابع و الأربعون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: فلیمض فی صلاته ظاهره أنه بکثره احتمالات شک واحد فی صلاه واحده یحصل الکثره، اللهم

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 134

حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 48]

48 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ وَ أَبِی بَصِیرٍ قَالا قُلْنَا لَهُ الرَّجُلُ یَشُکُّ کَثِیراً فِی صَلَاتِهِ حَتَّی لَا یَدْرِیَ کَمْ صَلَّی وَ لَا مَا بَقِیَ عَلَیْهِ قَالَ یُعِیدُ قُلْنَا فَإِنَّهُ یَکْثُرُ عَلَیْهِ ذَلِکَ کُلَّمَا أَعَادَ شَکَّ قَالَ یَمْضِی فِی شَکِّهِ ثُمَّ قَالَ لَا تُعَوِّدُوا الْخَبِیثَ مِنْ أَنْفُسِکُمْ نَقْضَ الصَّلَاهِ فَتُطْمِعُوهُ فَإِنَّ الشَّیْطَانَ خَبِیثٌ مُعْتَادٌ لِمَا عُوِّدَ بِهِ فَلْیَمْضِ أَحَدُکُمْ فِی الْوَهْمِ وَ لَا یُکْثِرَنَّ نَقْضَ الصَّلَاهِ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِکَ مَرَّاتٍ لَمْ یَعُدْ إِلَیْهِ الشَّکُّ قَالَ زُرَارَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا یُرِیدُ الْخَبِیثُ أَنْ یُطَاعَ فَإِذَا عُصِیَ لَمْ یَعُدْ إِلَی أَحَدِکُمْ.

وَ مَنْ کَانَ فِی صَلَاتِهِ فَلَمْ یَدْرِ مَا صَلَّی وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

______________________________

إلا أن یحمل علی أنه لما کان الغالب أن من یشک مثل هذا الشک یشک کثیرا فی صلواته أجاب علیه السلام بما

هو الغالب.

الحدیث الثامن و الأربعون: حسن کالصحیح.

و اختلف الأصحاب فیما به یتحقق الکثره المقتضیه لعدم الالتفات إلی الشک، فقال الشیخ فی المبسوط: قیل: حده أن یسهو ثلاث مرات متوالیه. و به قال ابن حمزه.

و قال ابن إدریس: حده أن یسهو فی شی ء واحد أو فریضه واحده ثلاث مرات، أو یسهو فی أکثر الخمس، أعنی: ثلاث صلوات من الخمس، فیسقط حکم السهو فی الفریضه الرابعه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 135

[الحدیث 49]

49 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَلَا یَدْرِی صَلَّی شَیْئاً أَمْ لَا قَالَ یَسْتَقْبِلُ.

وَ مَنْ سَهَا فِی رَکْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ ثُمَّ ذَکَرَهُمَا وَ قَدْ أَوْتَرَ أَعَادَهُمَا وَ أَعَادَ الْوَتْرَ رَوَی ذَلِکَ

______________________________

و ذهب أکثر المتأخرین إلی الرجوع إلی العاده، و هو حسن.

و قال السبط رحمه الله: لا یخلو متن هذا الحدیث من إشکال، لأن من لم یدر کم صلی و لا ما بقی کیف یمضی فی شکه؟ و غیر بعید أن یقال: إن المعنی فیه لیس کون الرجل دائما إذا شک لا یدری ما صلی، بل ذکر عدم الدرایه لکونه غایه الأفراد المشکوک فیها.

و حینئذ فقوله علیه السلام" یمضی علی شکه" إنما هو فی صوره یمکن المضی علیه، فیرجع إلی أحکام الشک المستفاده من غیره، و أنه یبنی فیها علی الجزم، أو یبطل الصلاه فیبنی فیها مع الکثره علی الشک لا علی الجزم و لا یقطع الصلاه، کما یستفاد من صحیح بعض الأخبار.

و ربما یقال أیضا: إن معنی کونه لم یدر کم صلی یقینا أو ظنا، لکن الشک لا بد أن

یتعلق بشی ء، فیبنی حینئذ علی ما شک فیه.

الحدیث التاسع و الأربعون: صحیح.

قوله: فلا یدری صلی شیئا أم لا ظاهره أنه شک فی الواحد قبل إکماله، فیکون غیر الشک بین الواحد

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 136

[الحدیث 50]

50 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَهَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی صَلَاهَ اللَّیْلِ وَ أَوْتَرَ وَ ذَکَرَ أَنَّهُ نَسِیَ رَکْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاتِهِ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَقُومُ فَیُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ الَّتِی نَسِیَ مَکَانَهُ ثُمَّ یُوتِرُ.

وَ مَنْ سَهَا عَنِ التَّشَهُّدِ فِی النَّافِلَهِ حَتَّی یَدْخُلَ فِی الرَّکْعَهِ الثَّالِثَهِ ثُمَّ ذَکَرَ بَعْدَ الرُّکُوعِ فَلْیُلْقِ الرُّکُوعَ وَ یَقْعُدُ وَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ لَیْسَ کَذَلِکَ فِی الْفَرِیضَهِ لِأَنَّ الْفَرِیضَهَ إِذَا ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یَتَشَهَّدْ وَ قَدْ رَکَعَ مَضَی فِی صَلَاتِهِ ثُمَّ یَتَشَهَّدُ بَعْدَ التَّسْلِیمِ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ قَدْ بَیَّنَّاهُ فِیمَا مَضَی وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَاهُ

______________________________

و الاثنین. و الظاهر أن مراد الأصحاب من قولهم" لم یدر کم صلی" ذلک و إن صرح بعض المتأخرین بخلافه.

الحدیث الخمسون: مجهول.

قوله علیه السلام: ثم یوتر أی: یأتی بالرکعه الواحده، لأن الشفع یصیر مکان الرکعتین المنسیتین، و الرکعتین اللتین أتی بهما تصیران مکان الشفع، لأن عدول النیه بعد الفریضه قد ورد فی بعض الأخبار المعتبره، إن لم یعمل به الأکثر ففی النافله أولی.

أو المراد الإتیان بالثلاث مره أخری، کما یومئ إلیه قوله" اللتین نسی" و عباره الشیخ أیضا تحتمل الوجهین، و لعل العمل بالأخیر أولی.

و قوله" مکانه" منصوب بالظرفیه متعلق بقوله" یصلی".

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 137

[الحدیث 51]

51 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ سَهَا فِی رَکْعَتَیْنِ مِنَ النَّافِلَهِ فَلَمْ یَجْلِسْ بَیْنَهُمَا حَتَّی قَامَ فَرَکَعَ فِی الثَّالِثَهِ قَالَ

یَدَعُ رَکْعَهً وَ یَجْلِسُ وَ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ ثُمَّ یَسْتَأْنِفُ الصَّلَاهَ بَعْدُ.

[الحدیث 52]

52 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْکَانَ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الْوَتْرِ یَقُومُ فَیَنْسَی التَّشَهُّدَ حَتَّی یَرْکَعَ فَیَذْکُرُ وَ هُوَ رَاکِعٌ قَالَ یَجْلِسُ مِنْ رُکُوعِهِ فَیَتَشَهَّدُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُتِمُّ

______________________________

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

قوله: فلم یجلس بینهما ظاهر الکلام یوهم إرجاع ضمیر" بینهما" إلی الرکعتین و لیس بمراد، بل الضمیر راجع إلی الرکعتین و الرکعه التی دخل فیها بعدهما بنوع تکلف و عنایه فتفطن.

قوله علیه السلام: ثم یستأنف الصلاه و کان المراد من الاستئناف استئناف تلک الرکعه التی ألقاها.

الحدیث الثانی و الخمسون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 138

قَالَ قُلْتُ أَ لَیْسَ قُلْتَ فِی الْفَرِیضَهِ إِذَا ذَکَرَ بَعْدَ مَا یَرْکَعُ مَضَی ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَتَیْنِ بَعْدَ مَا یَنْصَرِفُ وَ یَتَشَهَّدُ فِیهِمَا فَقَالَ لَیْسَ النَّافِلَهُ مِثْلَ الْفَرِیضَهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ سَهَا عَنِ الْقِرَاءَهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ قَرَأَ سُورَهً فَقَدْ مَضَی شَرْحُ جَمِیعِ ذَلِکَ ثُمَّ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ قَرَأَ سُورَهً بَعْدَ الْحَمْدِ ثُمَّ أَحَبَّ أَنْ یَقْرَأَ غَیْرَهَا فَلَهُ أَنْ یَقْطَعَهَا وَ یَقْرَأَ سِوَاهَا مَا لَمْ یُجَاوِزْ فِی قِرَاءَتِهَا نِصْفَهَا وَ مَنْ قَرَأَ بِ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ لَمْ یَکُنْ لَهُ الرُّجُوعُ فِیهِمَا

______________________________

قوله: إذا ذکر بعد ما یرکع مضی لأن من سها فی التشهد الأول لا یرجع بعد ما یرکع، و ظاهره الاکتفاء بتشهد السجدتین عن قضاء التشهد المنسی، و قد مر الکلام فیه.

قوله علیه السلام: لیس النافله

لأنه یلزم الفصل فی کل رکعتین، و لا یضر فیها زیاده الرکن.

و قال السبط المدقق قدس سره: لا یخلو سند هذا الحدیث من خلل، لأن المذکور فی الرجال روایه حمدویه عن محمد بن مسعود.

قلت: لا یخفی الجواب علی الممارس.

ثم إن متن الحدیث کما تری یدل علی عدم التسلیم بین رکعتی الوتر و الثالثه حیث قال" فیتشهد ثم یقوم". و لعل جواب هذا سهل، کما یعلم من الأخبار السابقه نعم فی قوله" و یتشهد فیها" إجمال، و لعل إسقاط المیم سهو و إنما هو فیهما، و علی کل حال عدم صحه الحدیث یسهل الخطب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 139

[الحدیث 53]

53 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ یَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَیُرِیدُ أَنْ یَقْرَأَ سُورَهً فَیَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ فَقَالَ یَرْجِعُ مِنْ کُلِّ سُورَهٍ إِلَّا مِنْ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ.

[الحدیث 54]

54 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی

______________________________

الحدیث الثالث و الخمسون: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لا یفهم دلالته و لا دلاله روایتی الحلبی و أبی بصیر علی تحدید الرجوع بما إذا لم یتجاوز النصف، و کان لهذا لم یقل و یدل علیه.

قوله علیه السلام: یرجع من کل سوره و قال الفاضل التستری رحمه الله: کان فی عدم الرجوع عنهما فی هذه الصوره عدم لزوم القصد بالبسمله.

لا یقال: إن المراد لا یرجع عنهما إلی غیرهما، لا أنه لا یعیدهما.

قلنا: مرجع ظاهر اللفظ ما ذکرناه، و یؤیده الأصل. انتهی.

و أقول: الظاهر أن الناسی یقصد بالبسمله السوره التی قرأها لا التی ترکها إلا أن یقال: إطلاق الکلام یشمل ما إذا کان النسیان بعد الإتیان بالبسمله بقصد الأخری، و عدم الاستفصال فی الجواب دلیل العموم.

الحدیث الرابع و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 140

عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ قَرَأَ فِی الْغَدَاهِ سُورَهَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ قَالَ لَا بَأْسَ وَ مَنِ افْتَتَحَ بِسُورَهٍ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ یَرْجِعَ فِی سُورَهٍ غَیْرِهَا فَلَا بَأْسَ إِلَّا قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ فَلَا یَرْجِعُ مِنْهَا إِلَی غَیْرِهَا وَ کَذَلِکَ قُلْ یٰا أَیُّهَا

الْکٰافِرُونَ.

[الحدیث 55]

55 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ جَمِیعاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَقْرَأُ فِی الْمَکْتُوبَهِ بِنِصْفِ السُّورَهِ ثُمَّ یَنْسَی فَیَأْخُذُ فِی أُخْرَی حَتَّی یَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ یَذْکُرُ قَبْلَ أَنْ یَرْکَعَ قَالَ یَرْکَعُ وَ لَا یَضُرُّهُ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ سَهَا عَنْ سَجْدَهٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ تَکَلَّمَ فَقَدْ مَضَی شَرْحُهُ فِی الْبَابِ الَّذِی قَبْلَ هَذَا الْبَابِ فَلَا وَجْهَ لِإِعَادَتِهِ

______________________________

و لا یفهم من هذه الأخبار التفصیل الذی ذکره المفید رحمه الله من الفرق بین التجاوز عن النصف و عدمه.

و قال فی الدروس: یجوز العدول من سوره إلی أخری ما لم یبلغ النصف إلا الجحد و التوحید فیحرم. و کرهه فی المعتبر إلا إلی الجمعه و المنافقین، فیجوز منهما إلیهما ما لم یبلغ النصف، و إذا عدل أعاد البسمله. و کذا لو بسمل بغیر قصد سوره قصد و أعاد، و لو جری لسانه علی بسمله و سوره فالظاهر الإجزاء.

الحدیث الخامس و الخمسون: صحیح بالسند الأول و الثانی، و حسن بالسند الثالث.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 141

ثُمَّ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَکَلَّمَ مُتَعَمِّداً فِی الصَّلَاهِ بِمَا لَمْ یَجُزِ الْکَلَامُ بِهِ فِی الصَّلَاهِ أَعَادَهَا وَ مَنْ تَکَلَّمَ سَاهِیاً سَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

______________________________

و لا ارتباط لهذا الخبر بهذا الموضع.

و قال فی الذکری: هذا لا دلاله فیه علی اعتبار النصف، إذ مفهوم الاسم لیس فیه حجه، نعم

یظهر منه علی بعد استحباب قراءه السوره.

و قال السبط قدس سره: هذا الحدیث صحیح بالطریق الأول و الثانی، و ما قد یظن من بعد روایه أحمد بن محمد بن عیسی عن ابن أبی عمیر بلا واسطه، لأن المعروف روایته بواسطه و غالبا یکون الحسین بن سعید فدفعه یعرف بالممارسه.

و أما الطریق الثالث فحال رجاله معلوم، إنما الاشتباه فی أن ابن أبی نصر أول سند کما فی الأولیین، أو معطوف علی أحمد بن محمد بن عیسی، و علی الثانی یندفع الضعف من حیث عدم طریق للشیخ إلی ابن أبی نصر، إلا أن فیه استبعاد روایه سعد عن ابن أبی نصر بغیر واسطه، بل الذی یفیده ممارسه الرجال عدم تمامیه ذلک، کما قیل أن یکون العطف علی ابن أبی عمیر. و الحق أن کونه ابتداء سند أظهر کما لا یخفی.

ثم إن المتن لا یخلو من إجمال، حیث دل أن من نسی فأخذ فی الأخری یجزیه ذلک، و غیر خفی أن هذا الفرض یشمل ما لو شرع فی بعض أخری، أو فی أخری من أولها إن لم یکن ظاهرا فی الأول.

و علی التقدیرین فالعدول لم یتحقق قصدا، کما هو المطلوب من الکلام فی المقام، و لعل المراد ما یعم ذلک. أو یقال: إن القصد إلی الثانیه حاصل و نسیان الأول لا یضر. و یمکن أن یدل الروایه علی التبعیض فی القراءه، کما هو مفاد صحیح

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 142

[الحدیث 56]

56 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ

الرَّجُلِ یَتَکَلَّمُ نَاسِیاً فِی الصَّلَاهِ یَقُولُ أَقِیمُوا صُفُوفَکُمْ قَالَ یُتِمُّ صَلَاتَهُ ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَتَیْنِ فَقُلْتُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ قَبْلَ التَّسْلِیمِ هُمَا أَوْ بَعْدَهُ قَالَ بَعْدَهُ

______________________________

بعض الأخبار.

و من أعطی الروایه حق التأمل یظهر له منها أمور قد یخالف بعضها المألوف من کلام متأخری الأصحاب، و الاعتماد علی التوفیق.

الحدیث السادس و الخمسون: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فی الکافی محمد بن یحیی، عن محمد ابن الحسین و محمد بن إسماعیل إلی آخره. و لعله الصواب، لأنا لا نعرف محمد ابن الحسین الذی روی عنه الکلینی. انتهی.

و نقل فی المنتهی اتفاق الأصحاب علی وجوب سجدتی السهو علی من تکلم فی الصلاه ناسیا. و یظهر من المختلف أن فیه خلافا من الصدوق رحمه الله، و هو غیر ثابت.

و أما وجوبهما للتسلیم فی غیر المحل فهو أیضا کذلک. و نقل فی المنتهی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 143

[الحدیث 57]

57 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی الرَّجُلِ یَسْهُو فِی الرَّکْعَتَیْنِ وَ یَتَکَلَّمُ قَالَ یُتِمُّ مَا بَقِیَ مِنْ صَلَاتِهِ تَکَلَّمَ أَوْ لَمْ یَتَکَلَّمْ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 58]

58 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی رَجُلٍ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ فَسَلَّمَ وَ هُوَ یَرَی أَنَّهُ قَدْ أَتَمَّ الصَّلَاهَ وَ تَکَلَّمَ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یُصَلِّ غَیْرَ رَکْعَتَیْنِ فَقَالَ یُتِمُّ مَا بَقِیَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ

______________________________

اتفاق الأصحاب علیه. و یظهر من المختلف تحقق الخلاف فیه من الصدوق و والده و الکلینی رحمه الله صرح بعدم الوجوب، و ذهب إلی أنه إن تکلم بعد التسلیم تجب علیه سجدتا السهو و إلا فلا، و الأحوط فی الصورتین العمل بالمشهور.

الحدیث السابع و الخمسون: صحیح.

قوله: یسهو فی الرکعتین ظاهره أنه سلم فی الرکعتین ساهیا و تکلم، بقرینه قوله علیه السلام" ما بقی من صلاته تکلم أو لم یتکلم" و القول بأن التعرض لعدم التکلم لبیان التسویه بینه و بین التکلم بعید غایه البعد.

الحدیث الثامن و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 144

فَلَیْسَ بِمُنَافٍ لِمَا ذَکَرْنَاهُ مِنْ وُجُوبِ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ عَلَیْهِ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ أَنَّهُ لَیْسَ عَلَیْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ وَ إِنَّمَا قَالَ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ أَشَارَ بِذَلِکَ إِلَی غَیْرِ ذَلِکَ مِنَ الْوِزْرِ وَ الْإِثْمِ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهُمَا

[الحدیث 59]

59 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ نَسِیَ التَّشَهُّدَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ إِنْ ذَکَرَ أَنَّهُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَقَطْ فَقَدْ جَازَتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْ شَیْئاً مِنَ التَّشَهُّدِ أَعَادَ الصَّلَاهَ وَ الرَّجُلِ یَذْکُرُ بَعْدَ

مَا قَامَ وَ تَکَلَّمَ وَ مَضَی فِی حَوَائِجِهِ أَنَّهُ إِنَّمَا صَلَّی رَکْعَتَیْنِ فِی الظُّهْرِ

______________________________

قوله رحمه الله: و یجوز أن یکون الظاهر حمل الأخبار الأوله علی الاستحباب.

الحدیث التاسع و الخمسون: موثق.

قوله علیه السلام: و إن لم یذکر شیئا ینبغی حمله علی التشهد الأخیر مع فعل المبطل سهوا، بناء علی عدم وجوب التسلیم، و ظاهره أنه یکفی مسمی الذکر فی التشهد، إما ناسیا أو مطلقا. اللهم إلا أن یحمل علی أنه إذا ذکر البعض فقد قرأ الجمیع کما هو الغالب، فلا یعتد بسهوه.

و قال الصدوق رحمه الله فی المقنع: و أدنی ما یجزی التشهد أن یقول الشهادتین أو یقول" بسم الله و بالله" و یسلم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 145

وَ الْعَصْرِ وَ الْعَتَمَهِ وَ الْمَغْرِبِ قَالَ یَبْنِی عَلَی صَلَاتِهِ فَیُتِمُّهَا وَ لَوْ بَلَغَ الصِّینَ وَ لَا یُعِیدُ الصَّلَاهَ.

فَلَیْسَ بِمُنَافٍ لِمَا ذَکَرْنَا مِنْ أَنَّ مَنْ تَکَلَّمَ عَامِداً وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ لِأَنَّ مَنْ سَهَا فَسَلَّمَ ثُمَّ تَکَلَّمَ بَعْدَ ذَلِکَ فَلَمْ یَتَعَمَّدِ الْکَلَامَ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا تَکَلَّمَ لِظَنِّهِ أَنَّهُ قَدْ فَرَغَ مِنَ الصَّلَاهِ فَجَرَی مَجْرَی مَنْ هُوَ فِی الصَّلَاهِ وَ تَکَلَّمَ لِظَنِّهِ أَنَّهُ لَیْسَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ وَ لَوْ أَنَّهُ حِینَ ذَکَرَ أَنَّهُ قَدْ فَاتَهُ شَیْ ءٌ مِنْ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ ثُمَّ تَکَلَّمَ بَعْدَ ذَلِکَ عَامِداً لَکَانَ یَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ فِی الْمُتَکَلِّمِ عَامِداً وَ مَنْ شَکَّ فَلَمْ یَدْرِ اثْنَتَیْنِ صَلَّی أَمْ ثَلَاثاً فَإِنْ ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَی وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنَی عَلَیْهِ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ إِنِ اعْتَدَلَ وَهْمُهُ بَنَی عَلَی الْأَکْثَرِ وَ أَتَمَّ مَا فَاتَهُ إِذَا سَلَّمَ وَ قَدْ قَدَّمْنَا مَا یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

______________________________

قوله علیه

السلام: یبنی علی صلاته قال الفاضل التستری رحمه الله: فی العمل به نظر بین، و لعله لو رده بالضعف کان أوجه.

قوله: و لو أنه حین ذکر کأنه حمل قوله" و لو بلغ الصین" علی المبالغه.

قوله: بنی علی الأکثر و أتم هذا هو المشهور بین الأصحاب، و اعترف الشهید فی الذکری بأنه لم

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 146

..........

______________________________

یقف علی روایه صریحه فیه، مع أنه ادعی فیه أن ابن أبی عقیل رحمه الله ادعی تواتر الأخبار. و یظهر من ابن بابویه فی المقنع بطلان الصلاه به، و فی الفقیه البناء علی الأقل، کما نقل عن السید رحمه الله فی المسائل الناصریه أنه جوز البناء علی الأقل فی جمیع هذه الصور.

و قال علی بن بابویه: إذا شککت بین الاثنتین و الثلاث و ذهب وهمک إلی الثالثه فأضف إلیها رابعه، فإذا سلمت صلیت رکعه بالحمد وحدها، و إن ذهب وهمک إلی الأقل، فابن علیه و تشهد فی کل رکعه ثم اسجد للسهو، و إن اعتدل وهمک فأنت بالخیار إن شئت بنیت علی الأقل و تشهدت فی کل رکعه، و إن شئت بنیت علی الأکثر و عملت ما وصفناه.

و قد نقل الفاضلان الإجماع علی عدم الإعاده فی صوره الشک فی الأخیرتین.

و یمکن أن یستدل للمشهور بالأخبار الصحیحه الکثیره الداله علی أن الإعاده فی الأولیین و السهو فی الأخیرتین، فبقی الکلام فی البناء علی الأقل أو علی الأکثر و عموم روایه عمار حیث قال" متی ما شککت فخذ بالأکثر" مع تأیدها بالشهره بین الأصحاب و مخالفه العامه و ادعاء ابن أبی عقیل تواتر الأخبار یکفی لترجیح البناء علی الأکثر، و إن کان القول بالتخییر لا یخلو

من قوه.

و قال فی المدارک: و اعلم أن ظاهر الأصحاب أن کل موضع تعلق فیه الشک بالاثنتین شرط فیه إکمال السجدتین، و نقل عن بعض الأصحاب الاکتفاء بالرکوع و هو غیر واضح. قال فی الذکری: نعم لو کان ساجدا فی الثانیه و لما یرفع رأسه و تعلق الشک لم استبعد صحته، و هو غیر بعید.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 147

[الحدیث 60]

60 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ لَا یَدْرِی أَ وَاحِدَهً صَلَّی أَمِ اثْنَتَیْنِ قَالَ یُعِیدُ قُلْتُ رَجُلٌ لَمْ یَدْرِ اثْنَتَیْنِ صَلَّی أَمْ ثَلَاثاً قَالَ إِنْ دَخَلَهُ الشَّکُّ بَعْدَ دُخُولِهِ فِی الثَّالِثَهِ مَضَی فِی الثَّالِثَهِ ثُمَّ صَلَّی الْأُخْرَی وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ یُسَلِّمُ.

[الحدیث 61]

61 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ

______________________________

الحدیث الستون: حسن.

قوله علیه السلام: بعد دخوله فی الثالثه کان مراده الثالثه باعتقاده لا الثالثه فی الواقع.

قوله علیه السلام: مضی فی الثالثه ظاهره البناء علی الأقل، إذ المراد بالثالثه الثالثه المشکوکه فی کونها رابعه و إلا فیکون الشک بین الواحد و الاثنین.

و إنما قال علیه السلام" مضی فی الثالثه" إشعارا بأنه یجعلها ثلاثه و یضم إلیها الرابعه، و إذا مضی فی الثالثه المتیقنه و صلی رکعه أخری فقد بنی علی الأقل، إلا أن یقال: المراد بقوله" ثم صلی الأخری" بعد التسلیم، و یکون عدم ذکر التسلیم أو لا إما لعدم وجوبه أو لظهوره، و لا [یخفی] أن الاستدلال بهذا الاحتمال البعید مشکل.

الحدیث الحادی و الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 148

رَجُلٍ لَمْ یَدْرِ رَکْعَتَیْنِ صَلَّی أَمْ ثَلَاثاً قَالَ یُعِیدُ قُلْتُ أَ لَیْسَ یُقَالُ لَا یُعِیدُ الصَّلَاهَ فَقِیهٌ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِکَ فِی الثَّلَاثِ وَ الْأَرْبَعِ.

فَمَحْمُولٌ عَلَی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ لِأَنَّ صَلَاهَ الْمَغْرِبِ قَدْ بَیَّنَّا أَنَّهُ مَتَی شَکَّ الْإِنْسَانُ فِیهَا وَجَبَ عَلَیْهِ اسْتِئْنَافُ الصَّلَاهِ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

______________________________

و جعفر کأنه ابن بشیر علی

ما یظهر من الأحادیث و من الفهرست.

قوله علیه السلام: یعید قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله لا یبعد حمله علی ما إذا دخله الشک، و هو فی الثانیه لم یفرغ منها بعد لإجماله و تفصیل الأول، و إن کان قوله" إنما ذلک فی الثلاث و الأربع" یأباه ظاهرا.

قوله رحمه الله: فمحمول علی صلاه المغرب لا یخفی بعده. و أقول: یمکن الجمع بینها و بین ما تقدمها بوجهین:

أحدهما: أن یقال: إنما یعید إذا دخل الشک قبل الدخول فی الرکعه المتردده بین الثالثه و الرابعه، فیخصص الروایه السابقه بغیر الصوره المذکوره. و مقتضی هذا الجمع إعاده الصلاه إذا کان الشک بعد إتمام الرکعتین و قبل الدخول فی الرکعه المذکوره، و هو خلاف المشهور و المختار.

إلا أن یقال: إذا رفع رأسه من السجود یحصل الدخول فی الرکعه الأخری بأن یقال: رفع الرأس من الثانیه من مقدمات القیام، لا أنه واجب مستقل، خلافا

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 149

[الحدیث 62]

62 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع- عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی أَ ثَلَاثاً صَلَّی أَمِ اثْنَتَیْنِ قَالَ یَبْنِی عَلَی النُّقْصَانِ وَ یَأْخُذُ بِالْجَزْمِ وَ یَتَشَهَّدُ بَعْدَ انْصِرَافِهِ تَشَهُّداً خَفِیفاً کَذَلِکَ فِی أَوَّلِ الصَّلَاهِ وَ آخِرِهَا.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِنَّمَا یَبْنِی عَلَی النُّقْصَانِ إِذَا ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَیْهِ وَ یُصَلِّی تَمَامَهُ احْتِیَاطاً فَأَمَّا مَعَ اعْتِدَالِ الْوَهْمِ فَالْبِنَاءُ عَلَی الْأَکْثَرِ أَحْوَطُ إِذَا تَمَّمَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الصَّلَاهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ الَّذِی یُؤَکِّدُ مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 63]

63 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کُلَّمَا دَخَلَ

______________________________

للمشهور، و الدخول فی مقدمه الشی ء فی قوه الدخول فیه.

و ثانیهما: التخییر بین الإعاده و الإتمام إذا کان الشک بعد الدخول فی الرکعه المذکوره کما قیل، و الأظهر حملها علی ما إذا کان الشک قبل إکمال السجدتین و کذا حمل مفهوم روایه زراره علی ذلک، إذ یکفی فی فائده التقیید أن یکون لمخالفه أفراد شایعه ظاهره مخالفه فی الحکم للمنطوق، و لا یلزم مخالفه جمیع الأفراد، و الحصر المذکور فی هذا الخبر إضافی لا محاله، إذ الشک بین الاثنین و الأربع أیضا غیر مبطل.

و یمکن حمل الثلاث و الأربع علی الأعم من أن یکون شرع فی الثالثه، أو أراد الشروع فیها، إذ یصدق علیه أنه یشک فی أن الرکعه التی یرید الشروع فیها ثالثه أم رابعه.

الحدیث الثانی و الستون: حسن، و قد یعد مجهولا.

الحدیث الثالث و الستون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 150

عَلَیْکَ مِنَ الشَّکِّ فِی صَلَاتِکَ فَاعْمَلْ عَلَی الْأَکْثَرِ

قَالَ فَإِذَا انْصَرَفْتَ فَأَتِمَّ مَا ظَنَنْتَ أَنَّکَ نَقَصْتَ.

وَ مَنْ تَیَقَّنَ أَنَّهُ زَادَ فِی الصَّلَاهِ وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 64]

64 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ وَ بُکَیْرٍ ابْنَیْ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا اسْتَیْقَنَ الرَّجُلُ أَنَّهُ زَادَ فِی صَلَاتِهِ الْمَکْتُوبَهِ لَمْ یَعْتَدَّ بِهَا وَ اسْتَقْبَلَ صَلَاتَهُ اسْتِقْبَالًا إِذَا کَانَ قَدِ اسْتَیْقَنَ یَقِیناً

______________________________

قوله علیه السلام: فأتم ما ظننت الظن لیس بمعناه.

الحدیث الرابع و الستون: حسن.

قوله علیه السلام: إنه زاد فی صلاه المکتوبه أی: رکعه، أو الأعم منها و من الأفعال إلا ما أخرجه الدلیل.

و اعلم أنه لا خلاف بین الأصحاب فی أن من زاد فی الصلاه رکعه أو أکثر تبطل صلاته إن کان عمدا، و أیضا لا خلاف فی أنه لو لم یجلس عقیب الرابعه قدر التشهد تبطل صلاته، و إن زاد رکعه و جلس عقیب الرابعه بمقدار التشهد فالأکثر أیضا علی البطلان.

قال الشیخ فی الخلاف: و إنما یعتبر الجلوس بقدر التشهد أبو حنیفه بناء علی أن الذکر فی التشهد لیس بواجب، و استدل علیه بروایه زراره و بکیر و روایه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 151

[الحدیث 65]

65 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ

______________________________

أبی بصیر.

و قال فی المبسوط: من زاد رکعه فی صلاته أعاد، و من أصحابنا من قال:

إن کانت الصلاه رباعیه و جلس فی الرابعه مقدار التشهد فلا إعاده علیه، و الأول هو الصحیح، لأن هذا قول من یقول: إن الذکر فی التشهد لیس بواجب.

و هذا الذی نقله الشیخ عن بعض الأصحاب هو مذهب ابن الجنید، و اختاره المحقق فی المعتبر و العلامه فی المختلف و التحریر، و جعله المحقق أحد قولی الشیخ.

و استدل فی المعتبر

بروایه زراره و روایه محمد بن مسلم، و یتوجه علیه أن الظاهر أن المراد من الجلوس بقدر التشهد التشهد، لشیوع مثل هذا الإطلاق و ندور تحقق الجلوس بقدر التشهد من دون الإتیان به، و بذلک صرح الشیخ فی الاستبصار، و استحسنه الشهید فی الذکری قال: و یکون فی هذه الأخبار دلاله علی ندب التسلیم، و إلی هذا القول ذهب ابن إدریس فی سرائره، فبنی القول بالصحه علی استحباب التسلیم، و القول بالبطلان علی وجوبه.

الحدیث الخامس و الستون: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 152

قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ زَادَ فِی صَلَاتِهِ فَعَلَیْهِ الْإِعَادَهُ.

[الحدیث 66]

66 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنْ رَجُلٍ اسْتَیْقَنَ بَعْدَ مَا صَلَّی الظُّهْرَ أَنَّهُ صَلَّی خَمْساً قَالَ وَ کَیْفَ اسْتَیْقَنَ قُلْتُ عَلِمَ قَالَ إِنْ کَانَ عَلِمَ أَنَّهُ کَانَ جَلَسَ فِی الرَّابِعَهِ فَصَلَاهُ الظُّهْرِ تَامَّهٌ وَ لْیَقُمْ فَلْیُضِفْ إِلَی الرَّکْعَهِ الْخَامِسَهِ رَکْعَهً وَ سَجْدَتَیْنِ فَیَکُونَانِ رَکْعَتَیْنِ نَافِلَهً وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ

______________________________

الحدیث السادس و الستون: مجهول.

و روی فی الفقیه بإسناده عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبی عبد الله علیه السلام قال: سألته عن رجل صلی الظهر خمسا، فقال: إن کان لا یدری جلس فی الرابعه أم لم یجلس فلیجعل أربع رکعات منها الظهر و یجلس و یتشهد ثم یصلی و هو جالس رکعتین و أربع سجدات، فیضیفها إلی الخامسه فتکون نافله.

أقول: هذه الروایه تدل علی أنه یکفی لصحه الصلاه عدم العلم بعدم الجلوس سواء علم الجلوس أو شک فیه، و یومئ

إلیه کلام الشهید رحمه الله فی الذکری و غیره، و ظاهر الصدوق أیضا العمل به.

و ربما یقال: إنه شک فی المخرج عن الصلاه بعد تجاوز المحل، و لا عبره به. و یشکل الأمر فی التشهد المذکور فی الروایه، فإنه إن کان التشهد الأخیر من الفریضه، فإن التشهد المشکوک فیه لا یقضی بعد تجاوز محله، و إن کان تشهد النافله فکان الأنسب إیقاعه بعد الرکعتین من جلوس.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 153

..........

______________________________

و یمکن توجیهه بوجهین:

الأول أن یقال: هو تشهد الفریضه و قد کان علم ترک التشهد، و إنما کان شکه فی أنه هل جلس بقدره أم لا، و إیقاع التشهد المنسی فی أثناء النافله المفصوله عما بعده فی الکیفیه و الأحکام غیر مستبعد.

الثانی أن یقال: إنه تشهد النافله، و لما کانت الرکعتان من جلوس صلاه برأسها بتکبیر و تشهد و تسلیم لا بد من فصل تلک الرکعه عنهما، و بالأخره تصیران بمنزله الرکعتین کرکعتی الاحتیاط بعد الفریضه.

و بالجمله بعد ورود النص الصحیح و عمل بعض الأصحاب لا مجال لتلک المناقشات، و علی التقادیر الظاهر استحباب الإضافه مطلقا، لخلو سائر الأخبار عنها.

أقول: و یؤید حمل الأخبار علی التقیه أنه روی مسلم فی صحیحه عن ابن مسعود أن رسول الله صلی الله علیه و آله صلی الظهر خمسا، فقیل له: أ زید فی الصلاه؟ فقال: و ما ذاک؟ قالوا: صلیت خمسا، فسجد سجدتین بعد ما سلم.

و قال شارح السنه: أکثر أهل العلم علی أنه إذا صلی خمسا ساهیا فصلاته صحیحه و یسجد للسهو، و هو قول علقمه و الحسن البصری و عطاء و النخعی، و به قال الزهری و مالک و الأوزاعی و الشافعی

و أحمد و إسحاق.

و قال سفیان الثوری: إن لم یکن قعد فی الرابعه یعید الصلاه. و قال أبو حنیفه:

إن لم یکن قعد فی الرابعه فصلاته فاسده تجب إعادتها، و إن قعد فی الرابعه تم ظهره و الخامسه تطوع یضیف إلیها رکعه أخری ثم یتشهد و یسلم و یسجد للسهو.

انتهی.

و المسأله لا تخلو من إشکال، و الأحوط إضافه رکعتین جالسا أو رکعه قائما

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 154

[الحدیث 67]

67 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی خَمْساً فَقَالَ إِنْ کَانَ جَلَسَ فِی الرَّابِعَهِ قَدْرَ التَّشَهُّدِ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ.

فَلَیْسَ بِمُنَافٍ لِلْخَبَرِ الْأَوَّلِ لِأَنَّ مَنْ جَلَسَ فِی الرَّابِعَهِ ثُمَّ قَامَ وَ صَلَّی رَکْعَهً لَمْ یُخِلَّ بِرُکْنٍ مِنْ أَرْکَانِ الصَّلَاهِ وَ إِنَّمَا یَکُونُ أَخَلَّ بِالتَّسْلِیمِ وَ الْإِخْلَالُ بِالتَّسْلِیمِ لَا یُوجِبُ إِعَادَهَ الصَّلَاهِ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ وَ مَتَی شَکَّ فِی الرَّابِعَهِ وَ الْخَامِسَهِ بَنَی عَلَی الرَّابِعَهِ وَ سَلَّمَ وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ هُمَا الْمُرْغِمَتَانِ

______________________________

ثم الإعاده، و لو زاد أکثر من واحده فأولی بالبطلان، و إن کان من احتج علی عدم البطلان هناک بعد وجوب التسلیم و الخروج من الصلاه بالتشهد، أو الاکتفاء للفصل بالجلوس بقدر التشهد، یلزمه القول بالصحه هنا أیضا، بل فی الثنائیه و الثلاثیه أیضا، کما نبه علیه الشهید رحمه الله فی الذکری، و قد ذکرناه فی الکتاب الکبیر.

الحدیث السابع و الستون: صحیح.

قوله رحمه الله: و إنما یکون أخل بالتسلیم قال الفاضل التستری رحمه الله: بل بالتشهد أیضا، إلا أن یقال: إن المراد من قوله جلس للتشهد حیث قعد مقداره، و فیه بعد.

قوله رحمه الله: و هما

المرغمتان قال الشهید الثانی رحمه الله: المرغمتان بکسر الغین، لأنهما یرغمان الشیطان

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 155

[الحدیث 68]

68 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا کُنْتَ لَا تَدْرِی أَرْبَعاً صَلَّیْتَ أَمْ خَمْساً فَاسْجُدْ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ بَعْدَ تَسْلِیمِکَ ثُمَّ سَلِّمْ بَعْدَهُمَا

______________________________

کما ورد فی الخبر، إما من المراغمه أی: یغضبانه، أو من الرغام و هو التراب یقال: أرغم الله أنفه.

الحدیث الثامن و الستون: صحیح.

و المشهور بین الأصحاب أن الشک بین الأربع و الخمس بعد إکمال السجدتین موجب لسجود السهو، و حکی الشهید فی الدروس عن الصدوق أنه یوجب فی هذه الصوره الاحتیاط برکعتین جالسا، و أول العلامه کلامه بالشک قبل الرکوع و هو بعید، بل الظاهر أن الرکعتین لاحتمال زیاده الرکعه و النافله برکعه واحده سوی الوتر مرجوحه، فبهاتین الرکعتین القائمتین مقام رکعه تتم رکعتان نافله.

ثم علی المشهور من صحه الصلاه و عدم صلاه الاحتیاط، اختلفوا فی وجوب سجدتی السهو، فالمشهور فیه الوجوب، و خالف فیه المفید و الشیخ فی الخلاف و ابنا بابویه و سلار و أبو الصلاح. و یدل علی المشهور روایات.

و لو وقع الشک بین السجدتین، فالمشهور أن حکمه کالأول، و احتمل فی الذکری البطلان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 156

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ سَجْدَتَا السَّهْوِ بَعْدَ التَّسْلِیمِ یَقُولُ الْإِنْسَانُ فِی سُجُودِهِ قَدْ بَیَّنَّا فِیمَا تَقَدَّمَ أَنَّ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ مَوْضِعُهُمَا بَعْدَ التَّسْلِیمِ وَ یُؤَکِّدُ ذَلِکَ أَیْضاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 69]

69 سَعْدٌ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ سَجْدَتَا السَّهْوِ

بَعْدَ التَّسْلِیمِ وَ قَبْلَ الْکَلَامِ

______________________________

و لو شک بین الرکوع و السجود، فقد قطع العلامه فی جمله من کتبه بالبطلان لتردده بین محذورین: الإکمال المعرض للزیاده، و الهدم المعرض للنقیصه.

و نسب إلی المحقق القول بالصحه، و مع القول بالصحه تجب السجدتان.

و لو شک قبل الرکوع، سواء کان قبل القراءه أو فی أثنائها أو بعدها، یجب علیه أن یرسل نفسه و یحتاط برکعتین جالسا، لأنه شک بین الثلاث و الأربع و سجد للسهو علی بعض الأقوال.

قوله رحمه الله: و سجدتا السهو بعد التسلیم ما اختاره من أن موضع سجدتی السهو بعد التسلیم للزیاده و النقصان قول معظم الأصحاب، و نسب إلی بعض علمائنا القول بأنهما قبل التسلیم مطلقا، و لم یعلم قائله. و القول بأن محلهما للنقصان قبل التسلیم و للزیاده بعده لابن الجنید، لروایه سعد بن سعد.

الحدیث التاسع و الستون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 157

[الحدیث 70]

70 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا ع فِی سَجْدَتَیِ السَّهْوِ إِذَا نَقَصْتَ قَبْلَ التَّسْلِیمِ وَ إِذَا زِدْتَ فَبَعْدَهُ.

[الحدیث 71]

71 وَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع مَتَی أَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ قَالَ قَبْلَ التَّسْلِیمِ فَإِنَّکَ إِذَا سَلَّمْتَ بَعْدُ ذَهَبَتْ حُرْمَهُ صَلَاتِکَ.

فَإِنَّ هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ مَحْمُولَانِ عَلَی ضَرْبٍ مِنَ التَّقِیَّهِ لِأَنَّهُمَا مُوَافِقَانِ لِمَذَاهِبِ الْعَامَّهِ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا أُفْتِی بِهِمَا فِی حَالِ التَّقِیَّهِ

______________________________

الحدیث السبعون: صحیح.

الحدیث الحادی و السبعون: ضعیف.

قوله رحمه الله: لأنهما موافقان لمذاهب العامه أقول: اختلف العامه أیضا فی ذلک، فذهب أکثر فقهاء أهل المدینه مثل یحیی ابن سعید و ربیعه و غیرهما إلی أنه یسجدهما قبل التسلیم، و به قال الشافعی و غیره من أهل الحدیث.

و ذهب قوم إلی أنه یسجد بعد التسلیم، و به قال سفیان الثوری و أصحاب الرأی.

و قال مالک: إن کان سهوه لزیاده سجد بعد التسلیم و إن کان لنقصان سجد قبله.

و علی أی حال الظاهر أن إیقاعهما بعد التسلیم مطلقا أقوی و أبعد عن المشهور بین المخالفین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 158

[الحدیث 72]

72 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ هَلْ فِیهِمَا تَکْبِیرٌ أَوْ تَسْبِیحٌ فَقَالَ لَا إِنَّهُمَا سَجْدَتَانِ فَقَطْ فَإِنْ کَانَ الَّذِی سَهَا هُوَ الْإِمَامَ کَبَّرَ إِذَا سَجَدَ وَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ لِیُعْلِمَ مَنْ خَلْفَهُ أَنَّهُ قَدْ سَهَا وَ لَیْسَ عَلَیْهِ أَنْ یُسَبِّحَ فِیهِمَا وَ لَا فِیهِمَا تَشَهُّدٌ بَعْدَ السَّجْدَتَیْنِ.

فَالْمُرَادُ بِهَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ لَیْسَ فِیهِمَا تَسْبِیحٌ وَ

تَشَهُّدٌ کَالتَّسْبِیحِ وَ التَّشَهُّدِ فِی الصَّلَوَاتِ مِنَ التَّطْوِیلِ فِیهِمَا دُونَ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ نَفْیَ التَّسْبِیحِ وَ التَّشَهُّدِ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ عِنْدَنَا أَنَّ الْمَسْنُونَ أَنْ یُخَفِّفَ الْإِنْسَانُ فِی التَّشَهُّدِ الَّذِی بَعْدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ یَحْمَدَ اللَّهَ تَعَالَی فِی السُّجُودِ وَ یُصَلِّیَ عَلَی نَبِیِّهِ ص بِلَا تَطْوِیلٍ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ

______________________________

الحدیث الثانی و السبعون: موثق.

و ذهب الشیخ و جماعه إلی استحباب التکبیر قبل السجده مستدلین بهذا الخبر و لا یخفی ما فیه، إذ الظاهر اختصاصه بالإمام و أنه للإعلام بأن سها، فلا یتابعونه فیه.

قوله رحمه الله: فالمراد بهذا الخبر قال المحقق فی المعتبر و العلامه فی المنتهی: إن وجوب التشهد و التسلیم فیهما قول علمائنا أجمع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 159

[الحدیث 73]

73 مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ إِذَا لَمْ تَدْرِ أَرْبَعاً صَلَّیْتَ أَمْ خَمْساً أَمْ نَقَصْتَ أَمْ زِدْتَ فَتَشَهَّدْ وَ سَلِّمْ وَ اسْجُدْ سَجْدَتَیْنِ بِغَیْرِ رُکُوعٍ وَ لَا قِرَاءَهٍ تَتَشَهَّدُ فِیهِمَا تَشَهُّداً خَفِیفاً.

فَأَمَّا مَا یُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَقْوَالِ فِی هَاتَیْنِ السَّجْدَتَیْنِ

______________________________

و قال فی المختلف: الأقرب عندی أن ذلک کله للاستحباب، بل الواجب فیه النیه لا غیر.

قال فی المدارک: و یجب فیهما السجود علی الأعضاء السبعه و وضع الجبهه علی ما یصح السجود علیه، لأنه المعهود من لفظ السجود فی الشرع، و فی وجوب الطهاره و الستر و الاستقبال قولان، أحوطهما الوجوب. انتهی.

ثم إنه اختلف فی الذکر فیهما، فقیل: بعدم وجوبه مطلقا، ذهب إلیه المحقق فی المعتبر. و قیل: یجب الذکر و لا یجب الذکر المخصوص.

و قیل: بوجوبه.

الحدیث الثالث و السبعون: صحیح.

قوله علیه السلام: أم نقصت أم زدت یحتمل وجوها: أظهرها أن یکون المراد بیان نوع واحد من الشک، و هو ما إذا شک بین التمام و الناقص و الزائد برکعه و أزید، کالشک بین الثلاث و الأربع

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 160

..........

______________________________

و الخمس و الست مثلا، فیکون تقدیر الکلام: لم تدر أربعا صلیت أم خمسا أم نقصت عن الأربع أم زدت علی الخمس، فیشمل کل شک بین الأربع و الخمس و الأزید منهما و الأنقص، کالشک بین الاثنین و الأربع و الخمس و السبع مثلا، فیخرج ما دخل فیه الشک فی الأولیین بالأخبار الأخر، و یبقی فیه ما سوی ذلک، فیکون مؤیدا لقول من قال بوجوب صلاه الاحتیاط لاحتمال النقیصه، و سجده السهو لاحتمال الزیاده. و قیل: بالبطلان. و قیل: بالبناء علی الأقل.

و الثانی: أن یکون" أم" فی قوله" أم نقصت" بمعنی" أو" کما فی المقنع و فقه الرضا، فیکون لبیان نوع آخر من الشک، فیحتمل الرکعات و الأفعال.

فالأول کمن شک بین الثلاث و الخمس، و لم أر قائلا فیه بالصحه، و إن احتمل فی الألفیه البناء علی الأقل، إلا أن یحمل علی أن الزیاده و النقص لیس بالنسبه إلی العدد المذکور، بل المراد الشک بین عددین: أحدهما زائد علی الأخر، و یکون النقص بالنسبه إلی الزیاده، فیشمل جمیع الشکوک بین الرکعات، و لا قائل بوجوب سجود السهو فیها إلا فی الأربع و الخمس کما عرفت. نعم قال ابن أبی عقیل:

لا یختص سجود السهو بالشک بین الأربع و الخمس، بل یشمل کل شک بین الأربع و ما زاد کالأربع و الست، و احتمل فی

المختلف البطلان حینئذ، و قیل: بالصحه بغیر سجود.

و الثانی کمن شک بین سجده واحده و ثلاث سجدات، و قیل فیه بوجوب سجده السهو. و لا یخلو من قوه، إذا لم یکن الشک مرددا بین زیاده الرکن و ترکه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 161

[الحدیث 74]

74 فَمَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ فِی سَجْدَتَیِ السَّهْوِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ مَرَّهً أُخْرَی یَقُولُ فِیهِمَا- بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْکَ أَیُّهَا النَّبِیُّ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَرَکَ صَلَاهً مِنَ الْخَمْسِ مُتَعَمِّداً أَوْ نَاسِیاً وَ لَمْ یَدْرِ أَیُّهَا هِیَ صَلَّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ وَ ثَلَاثاً وَ رَکْعَتَیْنِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

کالشک بین الرکوع و إیقاع رکوعین، فإن الظاهر فیه البطلان.

الثالث: أن یکون" أم" فی قوله" أم زدت" أیضا بمعنی" أو" کما فی المقنع أیضا، و یکون کلاهما معطوفین علی قوله" لم تدر" أی: إذا نقصت أو زدت، فیکون مؤیدا لقول من قال بوجوب السجدتین لکل زیاده و نقیصه، و لا یخفی بعده، کما أن الأول أقرب الوجوه، و الله یعلم و حججه علیهم السلام حقائق الأحکام.

الحدیث الرابع و السبعون: صحیح.

و سماع ذلک من الإمام لا یستلزم وقوع السهو منه، لجواز کونه أخبارا عما یقال فیهما، و یؤیده ما فی الفقیه و الکافی، فإن فیهما روی الحلبی عن أبی عبد الله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 162

[الحدیث 75]

75 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ نَسِیَ صَلَاهً مِنْ صَلَاهِ یَوْمِهِ وَاحِدَهً وَ لَمْ یَدْرِ أَیُّ صَلَاهٍ هِیَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ ثَلَاثاً وَ أَرْبَعاً.

[الحدیث 76]

76 وَ رَوَی هَذَا الْحَدِیثَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ.

[الحدیث 77]

77 الْعَیَّاشِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ

______________________________

علیه السلام أنه قال: یقول فی سجدتی السهو" بسم الله" إلی آخره.

و فیهما السلام بدون العاطف، و فی الکافی و بعض نسخ الفقیه مکان" و صلی الله"" اللهم صل" و لیس" علی" فیهما.

الحدیث الخامس و السبعون: مرسل کالموثق بسندیه.

قوله علیه السلام: صلی رکعتین هذا هو المشهور، بل ادعی الشیخ فی الخلاف علیه الإجماع، و قالوا:

بالتخییر فی الصلاه المردد فیها بین الجهر و الإخفات. و ذهب أبو الصلاح و ابن حمزه إلی وجوب خمس صلوات.

و القائلون بالأول قالوا: لو کانت الفائته من صلاه السفر اکتفی باثنتین ثنائیه مطلقه إطلاقا رباعیا و مغربا، إلا أن ابن إدریس لم یوافق هنا نظرا إلی اختصاص النص بالأول.

الحدیث السابع و السبعون: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 163

مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُعَاوِیَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ قَامَ فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ فَسَهَا فَظَنَّ أَنَّهَا نَافِلَهٌ أَوْ قَامَ فِی النَّافِلَهِ فَظَنَّ أَنَّهَا مَکْتُوبَهٌ قَالَ هِیَ عَلَی مَا افْتَتَحَ الصَّلَاهَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 78]

78 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً فِی الْعَصْرِ فَذَکَرَ وَ هُوَ یُصَلِّی بِهِمْ أَنَّهُ لَمْ یَکُنْ صَلَّی الْأُولَی قَالَ فَلْیَجْعَلْهَا الْأُولَی الَّتِی فَاتَتْهُ وَ اسْتَأْنَفَ الْعَصْرَ وَ قَدْ قَضَی الْقَوْمُ صَلَاتَهُمْ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَوَاتٌ کَثِیرَهٌ لَمْ یُحْصِ عَدَدَهَا وَ لَا عَرَفَ أَیُّهَا هِیَ مِنَ الْخَمْسِ صَلَوَاتٍ عَلَی التَّعْیِینِ أَوْ کَانَتِ الْخَمْسُ بِأَجْمَعِهَا فَاتَتْهُ لَهُ مُدَّهً وَ لَا یُحْصِیهَا

فَلْیُصَلِّ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثاً وَ اثْنَتَیْنِ فِی کُلِّ وَقْتٍ لَا یَتَضَیَّقُ لِصَلَاهٍ حَاضِرَهٍ وَ لْیُکْثِرْ مِنْ ذَلِکَ حَتَّی یَغْلِبَ عَلَی ظَنِّهِ أَنَّهُ قَدْ قَضَی مَا فَاتَهُ وَ زَادَ عَلَیْهِ

______________________________

و قال فی الدروس: لو نوی الفریضه ثم ذهب و همه إلی النافله، فأتمها بنیه النافله أجزأت، للروایه عن الصادق علیه السلام.

الحدیث الثامن و السبعون: صحیح.

و یمکن الاستدلال به علی جواز اقتداء العصر بالظهر.

قوله رحمه الله: و لیکثر من ذلک حتی یغلب علی ظنه قال فی المدارک: هذا الحکم مقطوع به فی کلام الأصحاب، و لم نقف فیه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 164

قَدْ بَیَّنَّا أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَتَعَیَّنْ لَهُ مَا فَاتَهُ یُصَلِّی أَرْبَعاً وَ ثَلَاثاً وَ اثْنَتَیْنِ فِی کُلِّ وَقْتٍ فَأَمَّا مَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُ یَجِبُ أَنْ یُکْثِرَ مِنْهُ فَهُوَ مَا قَدْ ثَبَتَ أَنَّ قَضَاءَ الْفَرَائِضِ وَاجِبٌ وَ إِذَا ثَبَتَ قَضَاؤُهَا وَ لَمْ یُمْکِنْهُ أَنْ یَتَخَلَّصَ مِنْ ذَلِکَ إِلَّا بِأَنْ یَسْتَکْثِرَ مِنْهَا وَجَبَ عَلَیْهِ الِاسْتِکْثَارُ مِنْهَا وَ یَزِیدُ ذَلِکَ وُضُوحاً أَنَّ النَّوَافِلَ الَّتِی لَا یَجِبُ قَضَاؤُهَا قَدْ رُغِّبَ فِی قَضَائِهَا

______________________________

علی نص بالخصوص، و احتج علیه فی التهذیب بصحیحه عبد الله بن سنان فی النوافل، و اعترضه جدی بأن النوافل أدنی مرتبه من الفرائض، فلا یلزم من الاکتفاء فیها بالظن الاکتفاء فی الفرائض بذلک.

و یمکن الجواب عنه بأن الشیخ إنما استدل بها علی وجوب القضاء إلی أن یغلب علی الظن لا علی الاکتفاء بالظن، فإنه یکفی فیه عدم تحقق الفوات. نعم یرد علیه أن قضاء النوافل علی هذا الوجه إنما هو علی الاستحباب، فلا یلزم منه وجوب قضاء الفریضه کذلک.

و احتمل العلامه فی التذکره الاکتفاء بقضاء ما تیقن فواته خاصه، و هو متجه

و یؤیده حسنه زراره و الفضیل عن أبی جعفر علیه السلام أنه قال: متی ما استیقنت أو شککت فی وقت صلاه أنک لم تصلها صلیتها، و إن شککت بعد ما خرج وقت الفوات فقد دخل حائل فلا إعاده علیک من شک حتی تستیقن، و إن استیقنت فعلیک أن تصلیها فی أی حال کنت. انتهی.

و أما قول المفید قدس سره" و زاد علیه" فلا یخفی ما فیه، و لم أره فی کلام غیره، و کأنه مبنی علی أنه لا تحصل غلبه الظن بالأداء إلا بعد غلبه الظن بالزیاده غالبا، فتدبر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 165

إِذَا کَانَ حُکْمُهَا هَذَا الْحُکْمَ فَالْفَرَائِضُ بِذَلِکَ أَوْلَی وَ الَّذِی رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 79]

79 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَامٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ عَلَیْهِ مِنْ صَلَاهِ النَّوَافِلِ مَا لَا یَدْرِی مَا هُوَ مِنْ کَثْرَتِهِ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ فَیُصَلِّی حَتَّی لَا یَدْرِیَ کَمْ صَلَّی مِنْ کَثْرَتِهِ فَیَکُونُ قَدْ قَضَی بِقَدْرِ مَا عَلَیْهِ قُلْتُ فَإِنَّهُ تَرَکَ وَ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْقَضَاءِ مِنْ شُغُلِهِ قَالَ

______________________________

قوله رحمه الله: فالفرائض بذلک أولی قال الفاضل التستری رحمه الله: الأولویه ظاهره إذا کان المقصود مجرد إیجاب ما یغلب علی الظن دون الأنقص منه، و أما إذا کان المقصود نفی الزائد علی ما یغلب علی الظن- أی: نفی ما یحصل به الیقین- فلا.

و ربما یحتج علی نفی الزائد بأن الأصل

براءه الذمه، و لا یخرج عنه إلا بیقین الفوات، فلا یجب قضاء ما لا یتعین فواته، فإذا قضینا ما غلب علی الظن فواته فقد بقی ما احتمل فواته احتمالا ضعیفا، و لا یجب قضاء ما یحتمل الفوات، فلا یجب الزائد علی ما یغلب علی الظن.

الحدیث التاسع و السبعون: مجهول مختلف فیه بالسند الأول و مجهول بالسند الثانی.

قوله علیه السلام: إن کان شغله أی: فی القضاء لا الأداء کما قیل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 166

إِنْ کَانَ شُغُلُهُ فِی طَلَبِ مَعِیشَهٍ لَا بُدَّ مِنْهَا أَوْ حَاجَهٍ لِأَخٍ مُؤْمِنٍ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ إِنْ کَانَ شُغُلُهُ لِلدُّنْیَا وَ تَشَاغَلَ بِهَا- عَنِ الصَّلَاهِ فَعَلَیْهِ الْقَضَاءُ وَ إِلَّا لَقِیَ اللَّهَ مُسْتَخِفّاً مُتَهَاوِناً مُضَیِّعاً لِسُنَّهِ رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْتُ فَإِنَّهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْقَضَاءِ فَهَلْ یَصْلُحُ أَنْ یَتَصَدَّقَ فَسَکَتَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ نَعَمْ لِیَتَصَدَّقْ بِصَدَقَهٍ قُلْتُ وَ مَا یَتَصَدَّقُ قَالَ بِقَدْرِ قُوتِهِ وَ أَدْنَی ذَلِکَ مُدٌّ فَقَالَ مُدٌّ لِکُلِّ مِسْکِینٍ مَکَانَ کُلِّ صَلَاهٍ قُلْتُ وَ کَمِ الصَّلَاهُ الَّتِی یَجِبُ فِیهَا لِکُلِّ مِسْکِینٍ مُدٌّ فَقَالَ لِکُلِّ رَکْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ وَ کُلِّ رَکْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاهِ النَّهَارِ فَقُلْتُ لَا یَقْدِرُ فَقَالَ مُدٌّ لِکُلِّ أَرْبَعِ رَکَعَاتٍ فَقُلْتُ لَا یَقْدِرُ فَقَالَ مُدٌّ لِصَلَاهِ اللَّیْلِ وَ مُدٌّ لِصَلَاهِ النَّهَارِ وَ الصَّلَاهُ أَفْضَلُ وَ الصَّلَاهُ أَفْضَلُ وَ الصَّلَاهُ أَفْضَلُ

______________________________

قوله علیه السلام: فعلیه القضاء أی: لا یصلح أن یجعل هذا الشغل مانعا عن القضاء.

قوله: فسکت ملیا کان السکوت للتنبیه علی أن هذا الحکم مشکل، و یشکلنا الرخصه لک فی ذلک، لئلا یجترأ علیه فیترک الأداء و القضاء و یتصدق أبدا.

قوله علیه السلام: لکل رکعتین ظاهره أن المد لکل من رکعتی صلاه اللیل و رکعتی

صلاه النهار لا للأربع، کما فهمه بعض المعاصرین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 167

[الحدیث 80]

80 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ سَأَلَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَابِرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ أَصْلَحَکَ اللَّهُ إِنَّ عَلَیَّ نَوَافِلَ کَثِیرَهً فَکَیْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ اقْضِهَا فَقَالَ لَهُ إِنَّهَا أَکْثَرُ مِنْ ذَلِکَ قَالَ اقْضِهَا قَالَ لَا أُحْصِیهَا قَالَ تَوَخَّ قَالَ مُرَازِمٌ وَ کُنْتُ مَرِضْتُ أَرْبَعَهَ أَشْهُرٍ لَمْ أَتَنَفَّلْ فِیهَا فَقُلْتُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ أَوْ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی مَرِضْتُ أَرْبَعَهَ أَشْهُرٍ لَمْ أُصَلِّ فِیهَا نَافِلَهً فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْکَ قَضَاءٌ إِنَّ الْمَرِیضَ لَیْسَ کَالصَّحِیحِ کُلَّمَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَاللَّهُ أَوْلَی بِالْعُذْرِ فِیهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنِ الْتَفَتَ فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ حَتَّی یَرَی مَنْ خَلْفَهُ وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 81]

81 مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ

______________________________

الحدیث الثمانون: حسن.

قوله: کلما غلب الله علیه علی بناء التفعیل، أو المجرد بحذف العائد، أی: کلما غلب الله علیه به.

قوله رحمه الله: حتی یری من خلفه قال الفاضل التستری رحمه الله: الظاهر أنه لا یحتاج فی الحکم بالبطلان إلی هذا، بل الظاهر الحکم به بمجرد تولی الوجه عن القبله، کما تقتضیه روایه زراره الحدیث الحادی و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 168

زُرَارَهَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ الِالْتِفَاتُ یَقْطَعُ الصَّلَاهَ إِذَا کَانَ بِکُلِّهِ.

[الحدیث 82]

82 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ هَلْ یَلْتَفِتُ الرَّجُلُ فِی صَلَاتِهِ فَقَالَ لَا وَ لَا یَنْقُضُ أَصَابِعَهُ.

[الحدیث 83]

83 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ

______________________________

قوله علیه السلام: إذا کان بکله الظاهر أن الضمیر راجع إلی المصلی، فیکون المراد کل بدنه لا وجهه.

و قال السبط المدقق رحمه الله: کلام المفید یقتضی کون الالتفات حتی یری من خلفه یوجب إعاده الصلاه، و الروایه الأولی تقتضی أن الالتفات المبطل إذا کان بکله، و ضمیر" کله" إما للوجه أو للبدن، و مع الاحتمال لا یتم الاستدلال.

و أما ثانیا فلأن الروایه الثانیه تقتضی أن الالتفات بالوجه یبطل الصلاه، فلو قید به الروایه الأولی أمکن، لکنهما متناوله للیمین و الشمال، و سیأتی من الشیخ فی الجمع ما یقتضی أن الالتفات یمینا و شمالا غیر مبطل، فالأولی أن یحمل علی الالتفات لا بالکل فی غیر المبطل و بالکل فی المبطل، سواء کان یمینا أو شمالا أم إلی غیرهما إن أمکن.

الحدیث الثانی و الثمانون: صحیح.

قوله علیه السلام: لا ظاهره الکراهه، فیحمل علی الالتفات بالعین و بالوجه لا بالکلیه علی المشهور.

الحدیث الثالث و الثمانون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 169

عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَهَ بِوَجْهِکَ فَلَا تَقْلِبْ وَجْهَکَ عَنِ الْقِبْلَهِ فَتَفْسُدَ صَلَاتُکَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِنَبِیِّهِ ع فِی الْفَرِیضَهِ- فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ وَ حَیْثُ مٰا کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ وَ اخْشَعْ بَصَرَکَ وَ لَا تَرْفَعْهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ لَکِنْ حِذَاءَ وَجْهِکَ فِی مَوْضِعِ سُجُودِکَ.

[الحدیث 84]

84 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصِیبُهُ الرُّعَافُ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ إِنْ قَدَرَ عَلَی مَاءٍ عِنْدَهُ یَمِیناً

أَوْ شِمَالًا بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَهِ فَلْیَغْسِلْهُ عَنْهُ ثُمَّ لْیُصَلِّ مَا بَقِیَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ إِنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی مَاءٍ حَتَّی یَنْصَرِفَ بِوَجْهِهِ أَوْ یَتَکَلَّمَ فَقَدْ قَطَعَ صَلَاتَهُ

______________________________

و ظاهره أن الالتفات بالوجه إلی الیمین و الیسار مفسد، و لا ینافیه خبر عبد الملک، إذ یمکن حمله علی الالتفات بالعین، أو علی ما إذا لم یصل إلی الیمین و الیسار، فإن ما بین المشرق و المغرب قبله.

قوله علیه السلام: و لکن حذاء وجهک فی الکافی و بعض نسخ الکتاب" و لیکن" أی: و لیکن نظرک بحذاء وجهک فی موضع سجودک.

الحدیث الرابع و الثمانون: حسن.

و ظاهر الأکثر بطلان الصلاه بالالتفات بالوجه إلی خلفه، و أن الالتفات إلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 170

[الحدیث 85]

85 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الِالْتِفَاتِ فِی الصَّلَاهِ أَ یَقْطَعُ الصَّلَاهَ فَقَالَ لَا وَ مَا أُحِبُّ أَنْ یُفْعَلَ.

فَالْمُرَادُ بِهَذَا الْخَبَرِ هُوَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَلْتَفِتْ إِلَی وَرَائِهِ وَ إِنَّمَا یَلْتَفِتُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَإِنَّ ذَلِکَ لَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ وَ إِنْ کَانَ مُنَقِّصاً لَهَا فَأَمَّا إِذَا کَانَ الِالْتِفَاتُ بِالْکُلِّیَّهِ فَإِنَّهُ یَقْطَعُ الصَّلَاهَ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ عَلَی طَهَارَهٍ فَصَلَّی ثُمَّ عَلِمَ بَعْدَ ذَلِکَ أَنَّهُ عَلَی غَیْرِ طَهَارَهٍ تَطَهَّرَ وَ أَعَادَ الصَّلَاهَ وَ کَذَلِکَ مَنْ صَلَّی فِی ثَوْبٍ وَ ظَنَّ أَنَّهُ طَاهِرٌ ثُمَّ عَرَفَ بَعْدَ ذَلِکَ أَنَّهُ کَانَ نَجِساً فَفَرَّطَ فِی صَلَاتِهِ فِیهِ مِنْ غَیْرِ تَأَمُّلٍ لَهُ أَعَادَ الصَّلَاهَ فَقَدْ بَیَّنَّا ذَلِکَ فِی بَابِ الطَّهَارَهِ

وَ شَرَحْنَاهُ وَ یُؤَکِّدُهُ أَیْضاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 86]

86 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ قَالَ

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 170

______________________________

أحد الجانبین لا یبطل الصلاه. و حکی الشهید فی الذکری عن بعض المعاصرین أن الالتفات بالوجه یقطع الصلاه مطلقا، و ربما کان مستنده إطلاق الروایات کحسنه زراره المتقدمه، و حملها الشهید فی الذکری علی الالتفات بکل البدن.

الحدیث الخامس و الثمانون: حسن علی الظاهر.

الحدیث السادس و الثمانون: مجهول.

الحدیث السابع و الثمانون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 171

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ رَجُلٍ تَوَضَّأَ فَنَسِیَ أَنْ یَمْسَحَ عَلَی رَأْسِهِ حَتَّی قَامَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ فَلْیَنْصَرِفْ فَلْیَمْسَحْ عَلَی رَأْسِهِ وَ لْیُعِدِ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 87]

87 وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ نَسِیَ مَسْحَ رَأْسِهِ أَوْ قَدَمَیْهِ أَوْ شَیْئاً مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِی ذَکَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی الْقُرْآنِ کَانَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الْوُضُوءِ وَ الصَّلَاهِ.

[الحدیث 88]

88 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یَمْسَحَ عَلَی رَأْسِهِ فَذَکَرَ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ إِنْ کَانَ قَدِ اسْتَیْقَنَ ذَلِکَ انْصَرَفَ وَ مَسَحَ عَلَی رَأْسِهِ وَ عَلَی رِجْلَیْهِ وَ اسْتَقْبَلَ الصَّلَاهَ وَ إِنْ شَکَّ وَ لَمْ یَدْرِ مَسَحَ أَوْ لَمْ یَمْسَحْ فَلْیَتَنَاوَلْ مِنْ لِحْیَتِهِ إِنْ کَانَتْ مُبْتَلَّهً وَ لْیَمْسَحْ عَلَی رَأْسِهِ وَ إِنْ کَانَ أَمَامَهُ مَاءٌ فَلْیَتَنَاوَلْ مِنْهُ فَلْیَمْسَحْ بِهِ رَأْسَهُ

______________________________

و یدل علی وجوب القضاء أیضا، إذ إطلاق الإعاده علی ما یقابل القضاء عرف جدید للفقهاء.

الحدیث الثامن و الثمانون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: و لیمسح رأسه محمول علی الاستحباب، و ظاهر قوله" و إن کان أمامه ماء" عدم استئناف الصلاه، و هو محمول علی عدم وجود البلل فی أعضاء الوضوء.

الحدیث التاسع و الثمانون: مجهول.

قوله علیه السلام: و لیمسح رأسه و یستأنف الصلاه إن شرع فیها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 172

[الحدیث 89]

89 وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مَالِکِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ نَسِیَ مَسْحَ رَأْسِهِ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یَمْسَحْ رَأْسَهُ فَإِنْ کَانَ فِی لِحْیَتِهِ بَلَلٌ فَلْیَأْخُذْ مِنْهُ وَ لْیَمْسَحْ رَأْسَهُ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ فِی لِحْیَتِهِ بَلَلٌ فَلْیَنْصَرِفْ وَ لْیُعِدِ الْوُضُوءَ.

[الحدیث 90]

90 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَسِیَ أَنْ یَسْتَنْجِیَ مِنَ الْغَائِطِ حَتَّی یُصَلِّیَ لَمْ یُعِدِ الصَّلَاهَ.

فَمَحْمُولٌ عَلَی مَنْ لَمْ یَسْتَنْجِ بِالْمَاءِ وَ إِنْ کَانَ قَدِ اسْتَنْجَی بِالْأَحْجَارِ أَوْ لَمْ یَسْتَنْجِ بِالْأَحْجَارِ وَ إِنْ کَانَ قَدِ اسْتَنْجَی بِالْمَاءِ فَأَمَّا مَتَی ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یَسْتَنْجِ أَصْلًا وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 91]

91 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ ذَکَرَ وَ هُوَ فِی صَلَاتِهِ أَنَّهُ لَمْ یَسْتَنْجِ مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ یَنْصَرِفُ وَ لْیَسْتَنْجِ مِنَ الْخَلَاءِ وَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ

______________________________

قوله رحمه الله: فأما ما رواه قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه لما استشعر بمنافاه هذا لما ذکره من إعاده الصلاه بنسیان النجاسه توجه للدفع، و إلا فلیس بینه و بین الأخبار المتقدمه منافاه، بل و لا ارتباط حتی یحتاج إلی المعالجه.

الحدیث التسعون: موثق.

الحدیث الحادی و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 173

وَ قَدِ اسْتَوْفَیْنَا مَا یَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْبَابِ فِی کِتَابِ الطَّهَارَهِ وَ فِیهِ غِنًی هُنَاکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

[الحدیث 92]

92 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ سَیْفٍ عَنْ مَیْمُونٍ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَنَابَهٌ بِاللَّیْلِ فَاغْتَسَلَ فَلَمَّا أَصْبَحَ نَظَرَ فَإِذَا فِی ثَوْبِهِ جَنَابَهٌ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَدَعْ شَیْئاً إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ إِنْ کَانَ حِینَ قَامَ إِلَی الصَّلَاهِ نَظَرَ فَلَمْ یَرَ شَیْئاً فَلَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ وَ إِنْ کَانَ حِینَ قَامَ فَلَمْ یَنْظُرْ فَعَلَیْهِ الْإِعَادَهُ.

[الحدیث 93]

93 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ وَهْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی وَ فِی ثَوْبِهِ بَوْلٌ أَوْ جَنَابَهٌ فَقَالَ عَلِمَ بِهِ أَوْ لَمْ یَعْلَمْ فَعَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ إِذَا عَلِمَ.

قَوْلُهُ ع عَلِمَ بِهِ أَوْ لَمْ یَعْلَمْ یُرِیدُ بِهِ فِی حَالِ قِیَامِهِ إِلَی الصَّلَاهِ بَعْدَ أَنْ یَکُونَ قَدْ تَقَدَّمَهُ الْعِلْمُ بِحُصُولِ النَّجَاسَهِ فِی الثَّوْبِ وَ لَمْ یَعْلَمْ فِی حَالِ قِیَامِهِ إِلَی الصَّلَاهِ لِسَهْوٍ عَرَضَ أَوْ نِسْیَانٍ وَ لَوْ لَمْ یَتَقَدَّمْهُ عِلْمٌ أَصْلًا بِحُصُولِ النَّجَاسَهِ قَبْلَ ذَلِکَ لَمَا

______________________________

الحدیث الثانی و التسعون: مجهول.

الحدیث الثالث و التسعون: موثق.

و یحتمل أن یکون قوله علیه السلام" علم به أ و لم یعلم" استفهاما لبیان الفرق بینهما فی الحکم. ثم بین علیه السلام حکم العلم منطوقا و حکم عدم العلم مفهوما.

قوله رحمه الله: بدلاله الخبر الأول قال الفاضل التستری رحمه الله: و قد تقدم فی أواخر کتاب الطهاره عند باب تطهیر الثیاب و البدن من النجاسه صحیحه زراره الداله علی عدم وجوب الإعاده

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 174

وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ عَلَی کُلِّ

حَالٍ بِدَلَالَهِ الْخَبَرِ الْأَوَّلِ وَ إِلَّا تَنَاقَضَتِ الْأَخْبَارُ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ صَلَّی فِی ثَوْبٍ مَغْصُوبٍ أَوْ فِی مَکَانٍ مَغْصُوبٍ لَمْ تُجْزِهِ وَ وَجَبَ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا لَا خِلَافَ فِیهِ مِنْ أَنَّهُ مَنْهِیٌّ عَنِ الصَّلَاهِ فِیهِمَا وَ النَّهْیُ یَدُلُّ عَلَی فَسَادِ الْمَنْهِیِّ عَنْهُ عَلَی مَا بُیِّنَ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ وَ أَیْضاً فَإِنَّهُ لَا خِلَافَ أَنَّ الصَّلَاهَ

______________________________

مع عدم سبق العلم، و فی معناه صحیحه محمد بن مسلم المتقدمه فی أواسط کتاب الطهاره عند باب تطهیر الثیاب و غیرها من النجاسات، و سیجی ء بعد أربع ورقات تقریبا صحیحه ابن مسلم.

قوله رحمه الله: من أنه منهی عن الصلاه فیهما قال الفاضل التستری رحمه الله: هذا فی المکان واضح، لأن السکون فی المغصوب جزء الصلاه و هو منهی عنه، و أما فی الثوب إذا لم یکن ساترا فلعل للنظر فیه مجالا، نظرا إلی أن المنهی عنه هو إبقاء الثوب علی البدن، لا الرکوع و القیام مثلا.

بیانه: أنه لم یتوجه النهی إلی الرکوع، بل إلی إبقاء الثوب فی بدنه حال الرکوع، فلو کان المالک بحیث یمکن إیصال الثوب إلیه من دون إبطال الرکوع إشکال إثبات البطلان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 175

تَحْتَاجُ إِلَی نِیَّهِ الْقُرْبَهِ وَ هَذِهِ الصَّلَاهُ قَبِیحَهٌ بِلَا خِلَافٍ وَ التَّقَرُّبُ بِالْقَبَائِحِ لَا یَصِحُّ عَلَی حَالٍ

______________________________

قوله: و هذه الصلاه قبیحه قال الفاضل التستری رحمه الله: فی المکان واضح، و أما فی الثوب الذی لم یستره فلا یخلو من إشکال، یظهر سببه مما ذکرناه فی المقام الأول. انتهی.

و ذهب الأکثر إلی بطلان الصلاه فی الثوب المغصوب عمدا مطلقا، سواء کان ساترا أم لا، و خصص المحقق فی المعتبر و بعض

الأصحاب بالساتر.

و لو جهل الغصبیه، لم تبطل الصلاه.

و أجمع الأصحاب علی بطلان الصلاه فی المکان المغصوب عمدا و عدم بطلانها جهلا، و فی جاهل الحکم خلاف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 176

11 بَابُ مَا یَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ مِنَ اللِّبَاسِ وَ الْمَکَانِ وَ مَا لَا یَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ مِنْ ذَلِکَ

اشاره

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی جُلُودِ الْمَیْتَهِ وَ إِنْ کَانَ مِمَّا لَوْ لَمْ یَمُتْ لَوَقَعَ عَلَیْهِ الذَّکَاهُ

[الحدیث 94]

1 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ

______________________________

باب ما یجوز الصلاه فیه من اللباس و المکان و ما لا یجوز الصلاه فیه من ذلک قوله رحمه الله: و إن کان مما لو لم یمت قال الفاضل التستری رحمه الله: کان المراد المأکول لحمه، و إلا فهو الفرد الخفی، اللهم إلا أن یری صحه الصلاه فیه مدبوغا، و هو بعید.

الحدیث الأول: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 177

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الْمَیْتَهِ قَالَ لَا تُصَلِّ فِی شَیْ ءٍ مِنْهُ وَ لَا شِسْعٍ.

[الحدیث 2]

2 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ

______________________________

و یدل علی عدم جواز الصلاه فیما لا یتم الصلاه فیه من المیته.

و قال فی القاموس: الشسع بالکسر قبال النعل.

و قال: قبال النعل ککتاب زمام بین الإصبع الوسطی و التی تلیها.

و قال السبط قدس سره هذا الحدیث قد حکم بصحته من لم یعمل بمراسیل ابن أبی عمیر، لقوله" غیر واحد" و لا یخلو من تأمل.

ثم قال: و یدل الخبر علی عدم جواز الصلاه فی جلد المیته و إن کان شسعا، و علیه قد یشکل الحال فی إطلاق متأخری الأصحاب استثناء ما لا یتم الصلاه فیه منفردا. و الحمل علی أن الحدیث مبالغه یتوقف علی المعارض.

و من غریب ما اتفق للشهید رحمه الله أنه استدل بهذا الحدیث علی عدم طهاره المیته بالدباغ، و الحال فیه ما تری.

و ظاهر الإطلاق یتناول میته ذی النفس و غیرها، سواء کان مأکول اللحم أم لا، و نقل عن بعض الأصحاب جواز الصلاه فی میته غیر ذی النفس من مأکول اللحم کالطافی، بل نقل المحقق الشیخ علی

عن المعتبر بأن فیه نقل الإجماع علی ذلک، إلا أن شیخنا أیده الله ذکر أن المحقق لم ینقل الإجماع، و الاحتیاط مطلوب.

الحدیث الثانی: صحیح بسندیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 178

قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْجِلْدِ الْمَیِّتِ أَ یُلْبَسُ فِی الصَّلَاهِ إِذَا دُبِغَ فَقَالَ لَا وَ لَوْ دُبِغَ سَبْعِینَ مَرَّهً.

[الحدیث 3]

3 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ.

[الحدیث 4]

4 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ عَیْثَمِ بْنِ أَسْلَمَ النَّجَاشِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْفِرَاءِ فَقَالَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع رَجُلًا صَرِداً فَلَا تُدْفِئُهُ فِرَاءُ الْحِجَازِ لِأَنَّ دِبَاغَهَا بِالْقَرَظِ فَکَانَ یَبْعَثُ إِلَی الْعِرَاقِ فَیُؤْتَی مِمَّا قِبَلَکُمْ بِالْفَرْوِ فَیَلْبَسُهُ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاهُ أَلْقَاهُ وَ أَلْقَی الْقَمِیصَ الَّذِی یَلِیهِ فَکَانَ یُسْأَلُ عَنْ ذَلِکَ فَیَقُولُ إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ یَسْتَحِلُّونَ لِبَاسَ الْجُلُودِ الْمَیْتَهِ وَ یَزْعُمُونَ أَنَّ دِبَاغَهُ ذَکَاتُهُ

______________________________

الحدیث الرابع: ضعیف.

و قال فی القاموس: رجل مصراد قوی علی البرد و ضعیف علیه کصرد.

و قال: الدفی ء بالکسر و یحرک نقیض شده البرد. انتهی.

و قال الجوهری: القرظ محرکه ورق السلم یدبغ به. انتهی.

و فی بعض النسخ" القرط" بالطاء المهمله.

قال فی القاموس: القرط بالکسر نوع من الکراث، و بالضم نبات.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 179

[الحدیث 5]

5 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ سَأَلْتُ

______________________________

قوله علیه السلام: و ألقی القمیص یمکن حمله علی الاستحباب، إذ لو کان فی حکم المیته لم یکن یلبسه علیه السلام.

و لا خلاف فی عدم جواز الصلاه فی جلد المیته و لو دبغ، حتی ابن الجنید مع قوله بطهارته منع من الصلاه فیه، و لکن خصه أکثر الأصحاب بمیته ذی النفس و اختلف فیما یؤخذ ممن یستحل المیته بالدباغ من المخالفین، فذهب المحقق فی المعتبر إلی الجواز مطلقا، و منع العلامه فی التذکره و المنتهی من تناول ما یوجد فی ید مستحل المیته بالدباغ و إن أخبر بالتذکیه، و استقرب الشهید فی الذکری

و البیان القبول إن أخبر بالتذکیه، و لا خلاف فی عدم الجواز إذا أخبر بعدم التذکیه.

الحدیث الخامس: ضعیف.

و قال فی القاموس: المخلب المنجل و ظفر کل سبع من الماشی و الطائر، أو هو لما یصید من الطیر و الظفر لما لا یصید.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 180

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ لِبَاسِ الْفِرَاءِ وَ الصَّلَاهِ فِیهَا فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا إِلَّا فِیمَا کَانَ مِنْهُ ذَکِیّاً قَالَ قُلْتُ أَ وَ لَیْسَ الذَّکِیُّ مَا ذُکِّیَ بِالْحَدِیدِ فَقَالَ بَلَی إِذَا کَانَ مِمَّا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ فَقُلْتُ وَ مَا لَا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ مِنْ غَیْرِ الْغَنَمِ قَالَ لَا بَأْسَ بِالسِّنْجَابِ فَإِنَّهُ دَابَّهٌ لَا تَأْکُلُ اللَّحْمَ وَ لَیْسَ هُوَ مِمَّا نَهَی عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذْ نَهَی عَنْ کُلِّ ذِی نَابٍ أَوْ مِخْلَبٍ.

[الحدیث 6]

6 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی أَدْخُلُ سُوقَ الْمُسْلِمِینَ أَعْنِی هَذَا الْخَلْقَ الَّذِی یَدَّعُونَ الْإِسْلَامَ فَأَشْتَرِی مِنْهُمُ الْفِرَاءَ لِلتِّجَارَهِ فَأَقُولُ لِصَاحِبِهَا أَ لَیْسَ هِیَ ذَکِیَّهً فَیَقُولُ بَلَی فَهَلْ یَصْلُحُ لِی أَنْ أَبِیعَهَا عَلَی أَنَّهَا ذَکِیَّهٌ فَقَالَ لَا وَ لَکِنْ لَا بَأْسَ أَنْ تَبِیعَهَا وَ تَقُولَ قَدْ شَرَطَ الَّذِی اشْتَرَیْتُهَا مِنْهُ أَنَّهَا ذَکِیَّهٌ قُلْتُ وَ مَا أَفْسَدَ ذَلِکَ قَالَ اسْتِحْلَالُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لِلْمَیْتَهِ وَ زَعَمُوا أَنَّ دِبَاغَ جِلْدِ الْمَیْتَهِ ذَکَاتُهُ ثُمَّ لَمْ یَرْضَوْا أَنْ یَکْذِبُوا فِی ذَلِکَ إِلَّا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص.

[الحدیث 7]

7 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ غَیْرِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ

______________________________

الحدیث السادس: مجهول.

قوله علیه السلام: لا و لکن لا بأس أقول: هذا لا یدل علی عدم جواز الصلاه فیما یؤخذ منهم کما لا یخفی، بل علی أنه لا یخبر بالعلم بالتذکیه حینئذ.

الحدیث السابع: صحیح علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 181

عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ الْمَیْتَهُ یُنْتَفَعُ بِشَیْ ءٍ مِنْهَا قَالَ لَا قُلْتُ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَرَّ بِشَاهٍ مَیْتَهٍ فَقَالَ مَا کَانَ عَلَی أَهْلِ هَذِهِ الشَّاهِ إِذْ لَمْ یَنْتَفِعُوا بِلَحْمِهَا أَنْ یَنْتَفِعُوا بِإِهَابِهَا فَقَالَ تِلْکَ شَاهٌ لِسَوْدَهَ بِنْتِ زَمْعَهَ زَوْجِ النَّبِیِّ ص وَ کَانَتْ شَاهً مَهْزُولَهً لَا یُنْتَفَعُ بِلَحْمِهَا فَتَرَکُوهَا حَتَّی مَاتَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا کَانَ عَلَی أَهْلِهَا إِذْ لَمْ یَنْتَفِعُوا بِلَحْمِهَا أَنْ یَنْتَفِعُوا بِإِهَابِهَا أَیْ تُذَکَّی.

[الحدیث 8]

8 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ تَقْلِیدِ السَّیْفِ فِی الصَّلَاهِ فِیهِ الْفِرَاءُ وَ الْکَیْمُخْتُ فَقَالَ لَا بَأْسَ مَا لَمْ یُعْلَمْ أَنَّهُ مَیْتَهٌ

______________________________

إذ الظاهر أن علی بن المغیره هو علی بن أبی المغیره الثقه، کما فی الکافی.

قوله: أی تذکی یمکن أن یکون هذا التفسیر من کلام الصادق علیه السلام، أو من الراوی أیضا.

الحدیث الثامن: موثق.

قوله علیه السلام: لا بأس حمل علی ما إذا أخذه من ید مسلم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 182

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی جُلُودِ سَائِرِ الْأَنْجَاسِ مِنَ الدَّوَابِّ کَالْکَلْبِ وَ الْخِنْزِیرِ وَ الثَّعْلَبِ وَ الْأَرْنَبِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِکَ

وَ لَا یُطَهَّرُ بِدِبَاغٍ

[الحدیث 9]

9 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَحْوَصِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی جُلُودِ السِّبَاعِ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا قَالَ وَ سَأَلْتُهُ هَلْ یُصَلِّی الرَّجُلُ فِی ثَوْبِ إِبْرِیسَمٍ قَالَ لَا.

[الحدیث 10]

10 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ لُحُومِ السِّبَاعِ وَ جُلُودِهَا فَقَالَ أَمَّا لُحُومُ السِّبَاعِ مِنَ الطَّیْرِ وَ الدَّوَابِّ فَإِنَّا نَکْرَهُهُ وَ أَمَّا الْجُلُودُ فَارْکَبُوا عَلَیْهَا وَ لَا تَلْبَسُوا مِنْهَا شَیْئاً تُصَلُّونَ فِیهِ

______________________________

و قال فی القاموس: الغرا الذی یلصق الشی ء به یکون من السمک و غیره، إذا فتحت العین قصرت، و إذا کسرت مددت، تقول منه غروت الجلد ألصقته بالغراء.

قوله رحمه الله: و الثعلب و الأرنب المشهور المنع من الصلاه فی وبر الأرانب و الثعالب، و القول بالجواز نادر، و الأخبار الوارده به حملت علی التقیه.

الحدیث التاسع: صحیح.

الحدیث العاشر: موثق.

و المراد بالکراهه فی اللحوم الحرمه، و یدل علی أن السباع قابله للتذکیه، و أنه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 183

[الحدیث 11]

11 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ جُلُودِ الثَّعَالِبِ أَ یُصَلَّی فِیهَا فَقَالَ مَا أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّیَ فِیهَا.

[الحدیث 12]

12 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی جُلُودِ الْأَرَانِبِ فَکَتَبَ مَکْرُوهَهٌ.

[الحدیث 13]

13 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بُنَانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَبْهَرِیِّ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ جُعِلْتُ فِدَاکَ عِنْدَنَا جَوَارِبُ وَ تِکَکٌ تُعْمَلُ مِنْ وَبَرِ الْأَرَانِبِ فَهَلْ تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی وَبَرِ الْأَرَانِبِ مِنْ غَیْرِ ضَرُورَهٍ وَ لَا تَقِیَّهٍ فَکَتَبَ ع لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهَا.

[الحدیث 14]

14 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ قَالَ کَتَبَ إِلَیْهِ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عُقْبَهَ عِنْدَنَا جَوَارِبُ وَ تِکَکٌ تُعْمَلُ مِنْ وَبَرِ الْأَرَانِبِ فَهَلْ تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی وَبَرِ الْأَرَانِبِ مِنْ غَیْرِ ضَرُورَهٍ وَ لَا تَقِیَّهٍ فَکَتَبَ ع لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهَا

______________________________

لا تجوز الصلاه فیها بعد التذکیه أیضا.

الحدیث الحادی عشر: صحیح.

الحدیث الثانی عشر: حسن مجهول.

و فی هذه الأخبار نوع تقیه کما لا یخفی.

الحدیث الثالث عشر: مجهول.

الحدیث الرابع عشر: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 184

[الحدیث 15]

15 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ قَالَ سُئِلَ الرِّضَا ع- عَنْ جُلُودِ الثَّعَالِبِ الذَّکِیَّهِ قَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا.

[الحدیث 16]

16 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ رَجُلٍ سَأَلَ الرِّضَا ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی جُلُودِ الثَّعَالِبِ فَنَهَی عَنِ الصَّلَاهِ فِیهَا وَ فِی الَّذِی یَلِیهِ فَلَمْ أَدْرِ أَیُّ الثَّوْبَیْنِ الَّذِی یَلْصَقُ بِالْوَبَرِ أَوِ الَّذِی یَلْصَقُ بِالْجِلْدِ فَوَقَّعَ ع بِخَطِّهِ الَّذِی یَلْصَقُ بِالْجِلْدِ وَ ذَکَرَ أَبُو الْحَسَنِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَهِ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِی الَّذِی فَوْقَهُ وَ لَا فِی الَّذِی تَحْتَهُ

______________________________

الحدیث الخامس عشر: مجهول.

الحدیث السادس عشر: صحیح، لکن لا یخلو من تشویش.

و الذی یمکن توجیهه هو أن علی بن مهزیار کتب إلی أبی الحسن الثالث أو إلی العسکری علیهما السلام، و سأل عن تفسیر الخبر الذی ورد عن أبی الحسن الثالث أو الثانی علیهما السلام، فأجاب علیه السلام بالتفسیر تقیه حیث خص النهی بالذی یلصق بالجلد، لأن جواز الصلاه فی الوبر عندهم مشهور. و أما الجلد فیمکن التخلص باعتبار کونه میته غالبا، فتکون التقیه فیه أخف. و یقول محمد بن عبد الجبار: إن أبا الحسن، أی علی بن مهزیار بعد ما لقیه علیه السلام سأل عنه مشافهه، فأجاب علیه السلام بغیر تقیه و لم یخصه بالجلد.

هذا علی نسخه لم یوجد فیه علیه السلام. و أما علی تقدیره کما فی بعض النسخ فیمکن توجیهه علی نسخه الماضی، بأن یکون المکتوب إلیه و الذی سأل عنه الرجل واحدا، و هو أبو الحسن الثالث علیه السلام، و یکون المعنی أن علی بن مهزیار یقول: إنی لما لقیت أبا الحسن علیه السلام ذکر لی

أن السائل الذی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 185

..........

______________________________

سألتنی عن تفسیر مسألته أجبته بالتفصیل حین سألنی عنها فلم ینقله، و جواب المکاتبه صدر عنی تقیه.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: کان علی بن مهزیار سأل العسکری علیه السلام عن جواب الماضی للرجل، حیث سأله و قال:" لم أدر أی الثوبین" أراد الإمام النهی عنه، فوقع علیه السلام، و علی هذا لم یقع التعبیر علی ما ینبغی.

و قال أیضا رحمه الله: فی الکافی" علیه السلام" بعد" أبی الحسن" کما فی بعض النسخ. و یحتمل بدون" علیه السلام" أن یراد منه علی بن مهزیار، و مع" علیه السلام" أن یراد منه أبو الحسن الثالث علیه السلام، و علی کل تقدیر کأنه لا یستقیم بدون ارتکاب حذف و إسقاط.

و أقول: رواه فی الکافی عن أحمد بن إدریس، عن محمد بن عبد الجبار، عن علی بن مهزیار، و فیه: و فی الثوب الذی یلیها. و فیه: قال و ذکر أبو الحسن و قال بعض الأفاضل: جمله" سأل" إلی آخر الکلام صفه رجل، و المراد بالماضی الکاظم علیه السلام. و قوله" فنهی" بتقدیر: قال فنهی، و المستتر فی" قال" راجع إلی الرجل. و قوله" فلم أدر" عطف علی فنهی.

و قوله" فوقع" مشتمل علی اختصار، بتقدیر فکتبت ذلک إلیه فوقع، بأن یکون ضمیر المتکلم راجعا إلی الرجل، و سائر الضمائر إلی الماضی علیه السلام، و المستتر فی" قال" بعد قوله" بالجلد" لعلی بن مهزیار أو للرجل، و المراد بأبی الحسن الرضا علیه السلام، و ضمیر" أنه" راجع إلیه، و البارز فی" سأله" للماضی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 186

[الحدیث 17]

17 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ

الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی جُلُودِ الثَّعَالِبِ فَقَالَ إِذَا کَانَتْ ذَکِیَّهً فَلَا بَأْسَ.

فَیَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا کَانَ عَلَی مِثْلِ الْقَلَنْسُوَهِ أَوْ مَا أَشْبَهَهَا مِمَّا لَا یَتِمُّ الصَّلَاهُ بِهَا وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 18]

18 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ هَلْ یُصَلَّی فِی قَلَنْسُوَهٍ عَلَیْهَا وَبَرُ مَا لَا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ أَوْ

______________________________

قال: و المقصود من السؤال و الجواب أخیرا إظهار أن النهی فیها للتنزیه، لکن فی الأول أقوی من الثانی.

الحدیث السابع عشر: صحیح.

و فی الاستبصار هکذا: الحسین بن سعید عن ابن أبی عمیر عن جمیل.

و هو الصواب.

قوله رحمه الله: فیحتمل أن یکون لا یخفی أن بعض الأخبار السالفه صریحه فی عدم الجواز فیما لا یتم الصلاه أیضا، فلا یفید هذا الجمع.

الحدیث الثامن عشر: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 187

تِکَّهِ حَرِیرٍ أَوْ تِکَّهٍ مِنْ وَبَرِ الْأَرَانِبِ فَکَتَبَ لَا تَحِلُّ الصَّلَاهُ فِی الْحَرِیرِ الْمَحْضِ وَ إِنْ کَانَ الْوَبَرُ ذَکِیّاً حَلَّتِ الصَّلَاهُ فِیهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

وَ یَجُوزُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِفِی فِی الْخَبَرِ عَلَی فَکَأَنَّهُ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالْوُقُوفِ عَلَیْهِ فِی حَالِ الصَّلَاهِ وَ قَدْ بَیَّنَّا مَا یَقْتَضِی تَحْرِیمَ الصَّلَاهِ فِیهَا مِنَ الرِّوَایَاتِ مَا فِیهَا کِفَایَهٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ یُؤَکِّدُ أَیْضاً ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 19]

19 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ أَبَانٍ قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ع أُصَلِّی

______________________________

قوله علیه السلام: و إن کان الوبر یحتمل أن یکون المراد من الوبر هنا الجلد مع الوبر لا المنسوج منه، فإن التذکیه لیست بشرط فی الوبر.

و یحتمل أن یکون المراد بالذکاه الطهاره مجازا، أی: لم یکن من نجس العین.

أو یکون المعنی: أن یکون مأخوذا من حیوان یقبل التذکیه.

قال فی المدارک: اختلف الأصحاب فی التکه و القلنسوه المعمولین من وبر غیر المأکول، فذهب الأکثر إلی المنع. و قال فی النهایه بالکراهه. و مال إلیه فی المعتبر، تعویلا

علی الأصل و روایه محمد بن عبد الجبار، و هو غیر بعید، إلا أن المنع أحوط.

الحدیث التاسع عشر: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 188

فِی الْفَنَکِ وَ السِّنْجَابِ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ یُصَلَّی فِی الثَّعَالِبِ إِذَا کَانَتْ ذَکِیَّهً قَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ لِلرِّجَالِ فِی الْإِبْرِیسَمِ الْمَحْضِ مَعَ الِاخْتِیَارِ وَ لَا لُبْسُهُ إِلَّا مَعَ الِاضْطِرَارِ

______________________________

و فی القاموس: الفنک بالتحریک دابه فروها أطیب أنواع الفراء، و أشرحها و أعدلها صالح لجمیع الأمزجه المعتدله.

و فی حیاه الحیوان: الفنک کعسل دویبه یؤخذ منها الفرو. و قال ابن البیطار:

أنه أطیب من جمیع الفراء، یجلب کثیرا من بلاد الصقالبه.

و فی المصباح المنیر: قیل نوع من جراء الثعلب الرومی، و لهذا قال الأزهری و غیره: هو معرب، و حکی لی بعض المسافرین أنه یطلق علی فرخ ابن آوی فی بلاد الترک. انتهی.

و بالجمله لا نعرفه فی تلک البلاد علی التعیین، و لا یبعد أن یکون هو الذی یسمی عندنا ب" قاقم" و المشهور فیه عدم جواز الصلاه معه، و اختار الصدوق فی المقنع الجواز.

و قال فی المعتبر بعد نقل حدیث الجواز: لو عمل به عامل جاز. و الأکثر حملوا الجواز علی التقیه، و هو أحوط.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 189

[الحدیث 20]

20 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ هَلْ یُصَلَّی فِی قَلَنْسُوَهِ حَرِیرٍ مَحْضٍ أَوْ قَلَنْسُوَهِ دِیبَاجٍ فَکَتَبَ لَا تَحِلُّ الصَّلَاهُ فِی حَرِیرٍ مَحْضٍ.

[الحدیث 21]

21 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ سَأَلْتُهُ

______________________________

الحدیث العشرون: صحیح.

و قال فی المدارک: لا خلاف بین علماء الإسلام فی تحریم لبس الحریر المحض علی الرجال. و أما بطلان الصلاه فیه، فهو مذهب علمائنا، و وافقنا بعض العامه إذا کان ساترا. و قد قطع الأصحاب بجواز لبسه فی حال الضروره و الحرب. و قال فی المعتبر: إنه اتفاق علمائنا.

و قد أجمع الأصحاب علی أن المحرم إنما هو الحریر المحض. و أما الممتزج بغیره فالصلاه فیه جائزه، سواء کان الخلیط أقل أو أکثر و لو کان عشرا. کما نص علیه فی المعتبر ما لم یکن مستهلکا، بحیث یصدق علی الثوب أنه إبریسم محض.

و المشهور جواز لبسه للنساء مطلقا، و ذهب الصدوق إلی منع الصلاه فیه للنساء.

و اختلف فیما لا یتم الصلاه فیه منفردا کالتکه و القلنسوه، فذهب الشیخ فی النهایه و المبسوط و أبو الصلاح إلی الجواز، و نقل عن المفید و ابن الجنید و ابن بابویه أنهم لم یستثنوا شیئا، و بالغ الصدوق فی الفقیه فقال: و لا یجوز الصلاه فی تکه رأسها إبریسم.

الحدیث الحادی و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 190

عَنِ الثَّوْبِ الْإِبْرِیسَمِ هَلْ یُصَلِّی فِیهِ الرِّجَالُ قَالَ لَا.

وَ الْحَدِیثُ الَّذِی قَدَّمْنَاهُ مِنْ رِوَایَهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَاهُ أَیْضاً

[الحدیث 22]

22 وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی الْحَارِثِ قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع هَلْ یُصَلِّی الرَّجُلُ فِی ثَوْبِ إِبْرِیسَمٍ قَالَ لَا.

[الحدیث 23]

23 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی ثَوْبِ دِیبَاجٍ فَقَالَ مَا لَمْ یَکُنْ فِیهِ التَّمَاثِیلُ فَلَا بَأْسَ.

فَأَوَّلُ مَا فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّا قَدْ رُوِّینَا عَنِ الرِّضَا ع مَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرَ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ تَخْتَلِفَ أَقْوَالُهُ ع ثُمَّ لَیْسَ فِی ظَاهِرِ هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهِ فِی أَیِّ حَالٍ وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ هَذَا فِی ظَاهِرِهِ خَصَّصْنَاهُ بِحَالِ الْحَرْبِ دُونَ حَالِ الِاخْتِیَارِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 24]

24 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ لِبَاسِ الْحَرِیرِ وَ الدِّیبَاجِ فَقَالَ أَمَّا فِی الْحَرْبِ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ کَانَ فِیهِ تَمَاثِیلُ

______________________________

الحدیث الثانی و العشرون: مرسل مجهول.

الحدیث الثالث و العشرون: صحیح.

الحدیث الرابع و العشرون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 191

وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ أَرَادَ ع إِذَا کَانَ الدِّیبَاجُ سَدَاهُ وَ لَحْمَتُهُ غَزْلًا أَوْ کَتَّاناً دُونَ أَنْ یَکُونَ مُبْهَماً لِأَنَّهُ مَتَی کَانَ الْأَمْرُ عَلَی ذَلِکَ جَازَتِ الصَّلَاهُ فِیهِ وَ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ دِیبَاجٌ لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنَ الْغَزْلِ وَ لَا مِنَ الْکَتَّانِ بَلْ هُوَ یَحْتَمِلُ لِمَا ذَکَرْنَاهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 25]

25 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ

______________________________

و قال فی النهایه: الدیباج هو الثیاب المتخذه من الإبریسم فارسی معرب.

و قال فی المصباح: الدیباج ثوب سداه و لحمته إبریسم، و یقال: هو معرب ثم کثر حتی اشتقت العرب منه، فقالوا: دبج الغیث الأرض دبجا من باب ضرب إذا سقاها فأنبتت أزهارا مختلفه، لأنه عندهم اسم للمنقش.

و اختلف فی الیاء، فقیل: زائده و وزنه فیعال، فلهذا یجمع بالیاء فیقال:

دیابیج. و قیل: هی أصل، و الأصل دباج بالتضعیف فأبدل من أحد المضعفین حرف العله، و لهذا یرد فی الجمع علی أصله، فیقال: دبابیج بباء موحده بعد الدال. انتهی.

و أقول: کلامهما یضعف الحمل الثانی للشیخ، و إن احتمل أن یکون محمولا علی الغالب.

الحدیث الخامس و العشرون: مجهول.

و قال فی القاموس: الزر بالکسر الذی یوضع فی القمیص.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 192

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالثَّوْبِ أَنْ یَکُونَ

سَدَاهُ وَ زِرُّهُ وَ عَلَمُهُ حَرِیراً وَ إِنَّمَا کُرِهَ الْحَرِیرُ الْبُهْمُ لِلرِّجَالِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یُصَلَّی فِی الْفَنَکِ وَ السَّمُّورِ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی أَوْبَارِ مَا لَا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ

[الحدیث 26]

26 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ قَالَ سَأَلَ زُرَارَهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی الثَّعَالِبِ وَ الْفَنَکِ وَ السِّنْجَابِ وَ غَیْرِهِ مِنَ الْوَبَرِ فَأَخْرَجَ کِتَاباً زَعَمَ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ الصَّلَاهَ فِی وَبَرِ کُلِّ شَیْ ءٍ حَرَامٍ أَکْلُهُ فَالصَّلَاهُ فِی وَبَرِهِ وَ شَعْرِهِ وَ جِلْدِهِ وَ بَوْلِهِ وَ رَوْثِهِ وَ کُلِّ شَیْ ءٍ مِنْهُ فَاسِدَهٌ لَا تُقْبَلُ تِلْکَ الصَّلَاهُ حَتَّی یُصَلِّیَ فِی غَیْرِهِ مِمَّا أَحَلَّ اللَّهُ أَکْلَهُ ثُمَّ قَالَ یَا زُرَارَهُ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ اللَّهِ فَاحْفَظْ ذَلِکَ یَا زُرَارَهُ فَإِنْ کَانَ مِمَّا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ فَالصَّلَاهُ فِی وَبَرِهِ وَ بَوْلِهِ وَ شَعْرِهِ وَ رَوْثِهِ وَ أَلْبَانِهِ وَ کُلِّ شَیْ ءٍ مِنْهُ جَائِزَهٌ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ ذَکِیٌّ قَدْ ذَکَّاهُ الذَّبْحُ وَ إِنْ کَانَ غَیْرَ ذَلِکَ مِمَّا قَدْ نُهِیتَ عَنْ أَکْلِهِ أَوْ حُرِّمَ عَلَیْکَ أَکْلُهُ فَالصَّلَاهُ فِی کُلِّ شَیْ ءٍ مِنْهُ فَاسِدَهٌ ذَکَّاهُ الذَّبْحُ أَوْ لَمْ یُذَکِّهِ

______________________________

الحدیث السادس و العشرون: حسن موثق.

قوله: فی وبر کل شی ء یمکن أن یخصص هذا بشی ء من شأنه أن یؤکل لیخرج الإنسان، لأنه لا یطلق فیه المأکول و غیره.

و قال الشیخ البهائی قدس سره فی الحبل المتین: هذا الخبر یعطی بعمومه المنع من الصلاه فی جلود الأرانب و الثعالب و أوبارها، بل فی الشعرات العالقه بالثوب منها و سائر ما لا یؤکل، سواء کانت له نفس سائله أو لا، و سواء کان قابلا

ملاذ الأخیار فی فهم

تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 193

[الحدیث 27]

27 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِیِّ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ یَسْقُطُ عَلَی ثَوْبِیَ الْوَبَرُ وَ الشَّعْرُ مِمَّا لَا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ مِنْ غَیْرِ تَقِیَّهٍ وَ لَا ضَرُورَهٍ فَکَتَبَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ.

[الحدیث 28]

28 وَ عَنْهُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ کَانَ

______________________________

للتذکیه أم لا، إلا ما أخرجه الدلیل کالخز و شعر الإنسان نفسه و الحریر غیر المحض و یدل أیضا علی عدم جواز الصلاه فی ثوب أصابه شی ء من فضلات غیر مأکول اللحم، کعرقه و لعابه و لبنه، و کذلک إذا أصاب البدن، فیستفاد منه عدم صحه صلاه المتلطخ ثوبه أو بدنه بالزباد مثلا.

و لا یخفی أن ما یتراءی من التکرار فی عبارات الحدیث من قوله" إن الصلاه فی وبر کل شی ء حرام أکله، فالصلاه فی وبره و شعره" و کذلک ما یلوح من الحزازه فی قوله" لا تقبل تلک الصلاه حتی تصلی فی غیرها مما أحل الله أکله" یعطی أن لفظ الحدیث لابن بکیر. و أنه نقل ما فی ذلک الکتاب بالمعنی، و یمکن أن یکون من غیره.

الحدیث السابع و العشرون: مجهول.

و الظاهر أن ضمیر" إلیه" راجع إلی الجواد علیه السلام، و یحتمل الرضا و الهادی علیهما السلام.

الحدیث الثامن و العشرون: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 194

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَکْرَهُ الصَّلَاهَ فِی وَبَرِ کُلِّ شَیْ ءٍ لَا یُؤْکَلُ لَحْمُهُ.

[الحدیث 29]

29 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُقَاتِلٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی السَّمُّورِ وَ السِّنْجَابِ وَ الثَّعَالِبِ فَقَالَ لَا خَیْرَ فِی ذَا کُلِّهِ مَا خَلَا السِّنْجَابَ فَإِنَّهُ دَابَّهٌ لَا تَأْکُلُ اللَّحْمَ.

[الحدیث 30]

30 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِی الْفِرَاءِ أَیُّ شَیْ ءٍ یُصَلَّی فِیهِ قَالَ أَیُّ الْفِرَاءِ قُلْتُ الْفَنَکَ وَ السِّنْجَابَ وَ السَّمُّورَ قَالَ فَصَلِّ فِی الْفَنَکِ وَ السِّنْجَابِ فَأَمَّا السَّمُّورُ فَلَا تُصَلِّ فِیهِ قُلْتُ فَالثَّعَالِبُ یُصَلَّی فِیهَا قَالَ لَا وَ لَکِنْ تُلْبَسُ بَعْدَ الصَّلَاهِ قُلْتُ أُصَلِّی فِی الثَّوْبِ الَّذِی یَلِیهِ قَالَ لَا.

[الحدیث 31]

31 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی بَشِیرُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْفَنَکِ وَ الْفِرَاءِ وَ السِّنْجَابِ وَ السَّمُّورِ وَ الْحَوَاصِلِ الَّتِی تُصَادُ بِبِلَادِ الشِّرْکِ أَوْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ أَنْ أُصَلِّیَ فِیهِ لِغَیْرِ تَقِیَّهٍ قَالَ فَقَالَ صَلِّ فِی السِّنْجَابِ وَ الْحَوَاصِلِ الْخُوارَزْمِیَّهِ وَ لَا تُصَلِّ فِی الثَّعَالِبِ وَ لَا السَّمُّورِ

______________________________

الحدیث التاسع و العشرون: ضعیف.

الحدیث الثلاثون: صحیح.

الحدیث الحادی و الثلاثون: مجهول.

و فی الرجال: بشیر بن یسار.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 195

[الحدیث 32]

32 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ قَالَ سُئِلَ الرِّضَا ع- عَنْ جُلُودِ الثَّعَالِبِ الذَّکِیَّهِ قَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا.

[الحدیث 33]

33 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ

______________________________

و قال فی القاموس: الفراء کجبل و سحاب حمار الوحش.

و الحواصل الخوارزمیه طیور یؤخذ من جلودها الفرو.

و فی الدروس: و فی الحواصل الخوارزمیه روایه بالجواز متروکه.

و القول بجواز الصلاه فی فرو السنجاب للشیخ فی الخلاف و المبسوط، و ظاهره فی المبسوط دعوی الإجماع علیه، فإنه قال: و أما السنجاب و الحواصل فلا بأس بالصلاه فیهما بلا خلاف.

و القول بالمنع للشیخ فی کتاب الأطعمه من النهایه و السید المرتضی و ابن إدریس و العلامه فی المختلف.

و المشهور عدم جواز الصلاه فی السمور و الفنک، و یظهر من المحقق فی المعتبر المیل إلی الجواز.

الحدیث الثانی و الثلاثون: مجهول.

الحدیث الثالث و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 196

حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْفِرَاءِ وَ السَّمُّورِ وَ السِّنْجَابِ وَ الثَّعَالِبِ وَ أَشْبَاهِهِ قَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهِ.

[الحدیث 34]

34 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع- عَنْ لِبَاسِ الْفِرَاءِ وَ السَّمُّورِ وَ الْفَنَکِ وَ الثَّعَالِبِ وَ جَمِیعِ الْجُلُودِ قَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ.

فَهَذَانِ الْخَبَرَانِ مَحْمُولَانِ عَلَی حَالِ التَّقِیَّهِ لِأَنَّهُمَا تَضَمَّنَا ذِکْرَ الثَّعَالِبِ أَیْضاً وَ قَدْ بَیَّنَّا أَنَّهُ مِمَّا لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ فَأَمَّا السِّنْجَابُ خَاصَّهً فَقَدْ رُخِّصَ لَنَا الصَّلَاهُ فِیهِ وَ قَدْ بَیَّنَّاهُ وَ أَمَّا السَّمُّورُ فَقَدْ بَیَّنَّاهُ فِی حَدِیثِ زُرَارَهَ وَ غَیْرِهِ أَنَّهُ مِمَّا لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً

[الحدیث 35]

35 مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ جُلُودِ السَّمُّورِ فَقَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ ذَاکَ الْأَدْبَسُ فَقُلْتُ هُوَ الْأَسْوَدُ فَقَالَ یَصِیدُ فَقُلْتُ نَعَمْ یَأْخُذُ الدَّجَاجَ وَ الْحَمَامَ قَالَ لَا

______________________________

الحدیث الرابع و الثلاثون: صحیح.

قوله رحمه الله: فهذان الخبران قال الفاضل التستری رحمه الله: لم یحملهما فی المنتهی علی التقیه، و ظاهره جواز العمل بهما.

الحدیث الخامس و الثلاثون: صحیح.

قوله: هو الأسود الظاهر أنه هو الذی فی البیوت، و یظهر من استفصاله علیه السلام أنه لا بأس

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 197

وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ أَرَادَ بِفِی عَلَی حَسَبِ مَا قَدَّمْنَاهُ قَبْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ وَ یَجُوزُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ أَرَادَ إِذَا کَانَ عَلَی قَلَنْسُوَهٍ أَوْ ثَوْبٍ لَا یَتِمُّ الصَّلَاهُ بِهِ وَ کُلُّ مَا وَرَدَ مِنَ الْأَخْبَارِ فِی رُخَصِ لُبْسِ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ فِی حَالِ الصَّلَاهِ فَالْکَلَامُ عَلَیْهِ مَا ذَکَرْنَاهُ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِی الْخَزِّ الْخَالِصِ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ إِذَا کَانَ مَغْشُوشاً بِوَبَرِ الْأَرَانِبِ وَ مَا أَشْبَهَهَا

[الحدیث 36]

36 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ فُرَیْتٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَزَّازِینَ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا تَقُولُ فِی الصَّلَاهِ فِی الْخَزِّ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّهُ هُوَ مَیِّتٌ وَ هُوَ عِلَاجِی وَ أَنَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَا أَعْرَفُ بِهِ مِنْکَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنَّهُ عِلَاجِی وَ لَیْسَ أَحَدٌ

أَعْرَفَ بِهِ مِنِّی فَتَبَسَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ قَالَ لَهُ تَقُولُ إِنَّهُ دَابَّهٌ تُخْرَجُ مِنَ الْمَاءِ أَوْ تُصَادُ مِنَ الْمَاءِ فَتُخْرَجُ فَإِذَا فُقِدَ الْمَاءُ مَاتَ فَقَالَ الرَّجُلُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَکَذَا هُوَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَإِنَّکَ تَقُولُ إِنَّهُ دَابَّهٌ تَمْشِی عَلَی أَرْبَعٍ وَ لَیْسَ هُوَ فِی حَدِّ الْحِیتَانِ فَتَکُونَ ذَکَاتُهُ خُرُوجَهُ مِنَ الْمَاءِ فَقَالَ الرَّجُلُ إِی وَ اللَّهِ هَکَذَا أَقُولُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَحَلَّهُ وَ جَعَلَ ذَکَاتَهُ مَوْتَهُ کَمَا أَحَلَّ الْحِیتَانَ وَ جَعَلَ ذَکَاتَهَا مَوْتَهَا

______________________________

بالأدبس البری.

الحدیث السادس و الثلاثون: ضعیف.

و قال الشیخ البهائی قدس سره فی الحبل المتین: لا خلاف بین الأصحاب

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 198

[الحدیث 37]

37 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْخَزِّ فَقَالَ صَلِّ فِیهِ.

[الحدیث 38]

38 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْ

______________________________

فی جواز الصلاه فی وبر الخز، و المشهور فی جلده أیضا ذلک، و نسب إلی ابن إدریس المنع منه، و کذا العلامه فی المنتهی. و قد اختلف فی حقیقته، فقیل:

هو دابه بحریه ذات أربع إذا فارقت الماء ماتت. و قال فی المعتبر: حدثنی جماعه من التجار أنه القندس و لم أتحققه. و قال فی الذکری: لعله ما یسمی فی زماننا بمصر وبر السمک، و هو مشهور هناک.

و المحقق فی المعتبر توقف فی روایه ابن أبی یعفور من حیث السند و المتن.

أما السند فلأن فی طریقها محمد بن سلیمان، و أما المتن فلتضمنها حل الخز، و هو مخالف لما اتفق الأصحاب علیه من أنه لا یحل من حیوان البحر إلا السمک و لا من السمک إلا ذو الفلس.

و الشهید رحمه الله ذب عنه فی الذکری، بأن مضمونها مشهور بین الأصحاب فلا یضر ضعف طریقها، و الحکم بحله جاز أن یستند إلی حل استعماله فی الصلاه و إن لم یذک، کما أحل الحیتان بخروجها من الماء حیه، فهو تشبیه للحل بالحل لا فی جنس الحلال.

الحدیث السابع و الثلاثون: موثق.

الحدیث الثامن و الثلاثون: مرفوع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 199

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْخَزِّ الْخَالِصِ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ فَأَمَّا الَّذِی یُخْلَطُ فِیهِ وَبَرُ الْأَرَانِبِ أَوْ غَیْرُ ذَلِکَ مِمَّا یُشْبِهُ هَذَا فَلَا تُصَلِّ فِیهِ.

[الحدیث 39]

39 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الصَّلَاهُ فِی الْخَزِّ الْخَالِصِ لَا بَأْسَ بِهِ فَأَمَّا الَّذِی یُخْلَطُ فِیهِ وَبَرُ الْأَرَانِبِ أَوْ غَیْرُ ذَلِکَ

مِمَّا یُشْبِهُ هَذَا فَلَا تُصَلِّ فِیهِ.

[الحدیث 40]

40 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع یُصَلِّی فِی جُبَّهِ خَزٍّ.

[الحدیث 41]

41 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ

______________________________

قوله علیه السلام: فأما الذی یخلط ظاهره الخلط فی النسج، و یمکن أن یراد الخلط فی الفراء أیضا.

الحدیث التاسع و الثلاثون: کالسابق.

بل هما واحد، و أخذ الأول من الکافی، و الثانی من کتاب أحمد.

الحدیث الأربعون: صحیح.

قوله: یصلی فی جبه خز أی: فروه من خز، أو منسوج منه.

الحدیث الحادی و الأربعون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 200

الصَّرْمِیِّ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْخَزِّ یُغَشُّ بِوَبَرِ الْأَرَانِبِ فَکَتَبَ یَجُوزُ ذَلِکَ.

فَهَذَا حَدِیثٌ شَاذٌّ مَا رَوَاهُ إِلَّا دَاوُدُ الصَّرْمِیُّ وَ مَعَ تَفَرُّدِهِ بِرِوَایَتِهِ تَخْتَلِفُ أَلْفَاظُهُ لِأَنَّ فِی هَذِهِ الرِّوَایَهِ قَالَ سَأَلْتُهُ فَأَضَافَ السُّؤَالَ إِلَی نَفْسِهِ وَ لَمْ یُبَیِّنْ مَنِ الْمَسْئُولُ وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ الْمَسْئُولُ عَنْهُ مَنْ لَا یَجِبُ الْمَصِیرُ إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ فِی رِوَایَتِهِ الَّتِی ذَکَرَهَا

[الحدیث 42]

42 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِیِّ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ ع- عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْخَزِّ یُغَشُّ بِوَبَرِ الْأَرَانِبِ فَکَتَبَ یَجُوزُ ذَلِکَ.

فَذَکَرَ عَلَی مَا تَرَی فِی هَذِهِ الرِّوَایَهِ أَنَّ السَّائِلَ کَانَ غَیْرَهُ وَ سَمَّی الْمَسْئُولَ وَ هَذَا ظَاهِرُ التَّنَاقُضِ لِأَنَّهُ لَوْ کَانَ السَّائِلُ هُوَ نَفْسَهُ لَوَجَبَ أَنْ تَکُونَ الرِّوَایَهُ الْأَخِیرَهُ کَذِباً وَ لَوْ کَانَ السَّائِلُ غَیْرَهُ لَوَجَبَ أَنْ تَکُونَ الْأُولَی کَذِباً وَ إِذَا تَقَابَلَ الرِّوَایَتَانِ وَ لَمْ یَکُنْ هُنَاکَ مَا یَعْضُدُ إِحْدَاهُمَا وَجَبَ اطِّرَاحُهُمَا مَعَ أَنَّهُ لَوْ صَحَّ هَذَا الْحَدِیثُ لَمْ یَکُنْ مُعْتَرِضاً عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مِنَ الْأَحَادِیثِ وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ وَرَدَ هَذَا الْخَبَرُ مَوْرِدَ التَّقِیَّهِ کَمَا وَرَدَتْ أَخْبَارٌ کَثِیرَهٌ فِی مِثْلِهِ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ تُکْرَهُ الصَّلَاهُ فِی

الثِّیَابِ السُّودِ وَ لَیْسَ الْعِمَامَهُ مِنَ الثِّیَابِ فِی شَیْ ءٍ وَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهَا وَ إِنْ کَانَتْ سَوْدَاءَ

______________________________

الحدیث الثانی و الأربعون: کالسابق.

قوله رحمه الله: لوجب أن تکون الروایه الأخیره قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه أنه لا تناقض بین أن یسأل هو و بین أن یسأل غیره حتی یکون تحقق أحدهما موجبا لعدم الآخر، نعم لو کانت الحکایه عن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 201

[الحدیث 43]

43 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ یُکْرَهُ السَّوَادُ إِلَّا فِی ثَلَاثَهٍ الْخُفِّ وَ الْعِمَامَهِ وَ الْکِسَاءِ.

[الحدیث 44]

44 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أُصَلِّی فِی الْقَلَنْسُوَهِ السَّوْدَاءِ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا فَإِنَّهَا لِبَاسُ أَهْلِ النَّارِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی ثَوْبٍ رَقِیقٍ یَشِفُّ لِرِقَّتِهِ حَتَّی یَکُونَ تَحْتَهُ کَالْمِئْزَرِ أَوِ السَّرَاوِیلِ أَوْ قَمِیصٍ سِوَاهُ غَیْرِ شَفَّافٍ

[الحدیث 45]

45 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُصَلِّ فِیمَا شَفَّ أَوْ صَفَّ یَعْنِی الثَّوْبَ الْمُصَقَّلَ

______________________________

واقعه واحده توجه ذلک، و لعل العلم بأن الواقعه واحده مما لا سبیل إلیه.

الحدیث الثالث و الأربعون: مرفوع.

الحدیث الرابع و الأربعون: ضعیف.

الحدیث الخامس و الأربعون: ضعیف.

قوله علیه السلام: فیما شف أو صف فی بعض النسخ" فیما سف" بالسین المهمله، و لیس له معنی مناسب، إلا أن یکون بمعنی الثوب الوسخ، من قولهم" أسف وجهه" بالضم تغیر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 202

[الحدیث 46]

46 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا تُصَلِّ فِیمَا شَفَّ أَوْ صَفَّ یَعْنِی الثَّوْبَ الْمُصَقَّلَ

______________________________

و قال فی القاموس: صفصفه العصفور صوته. انتهی.

و قال الفاضل التستری: قال الجوهری: صقل السیف و صقله أیضا صقلا و صقالا أی جلاه، إلی أن قال: المصقله ما یصقل به السیف و نحوه انتهی.

و کان المراد ما یصقل من الثیاب بحیث یکون له جلاء و صوت لذلک انتهی.

و قال فی المدارک: لو کان الثوب رقیقا یحکی لون البشره من سواد و بیاض لم تجز الصلاه فیه. و هل یعتبر فیه کونه ساترا للحجم؟ قیل: لا، و هو الأظهر، و اختاره فی المعتبر و العلامه فی التذکره، للأصل و حصول الستر.

و قیل: یعتبر لمرفوعه أحمد بن حماد" لا تصل فیما شف أو صف" کذا فیما وجدناه من نسخ التهذیب.

و ذکر الشهید فی الذکری أنه وجد کذلک بخط الشیخ أبی جعفر رحمه الله، و أن المعروف أو وصف بواوین. و قال: و معنی" شف" لاحت منه البشره و وصف حکی الحجم.

و هذه

الروایه مع ضعف سندها لا تدل علی المطلوب صریحا، فیبقی الأصل سالما عن المعارض.

الحدیث السادس و الأربعون: کالسابق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 203

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یُکْرَهُ لَهُ الْمِئْزَرُ فَوْقَ الْقَمِیصِ فِی الصَّلَاهِ

[الحدیث 47]

47 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحَدِهِمْ ع قَالَ قَالَ الِارْتِدَاءُ فَوْقَ التَّوَشُّحِ فِی الصَّلَاهِ مَکْرُوهٌ وَ التَّوَشُّحُ فَوْقَ الْقَمِیصِ مَکْرُوهٌ.

[الحدیث 48]

48 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ

______________________________

قوله رحمه الله: و یکره له المئزر هذا الحکم ذکره المفید و جماعه، و استدلال الشیخ ضعیف، فإن مقتضی الروایتین مع ضعف سندهما کراهه التوشح فوق القمیص، و هو خلاف الائتزار.

قال الجوهری یقال: توشح الرجل بثوبه و سیفه إذا تقلد بهما.

و نقل عن بعض أهل اللغه أن التوشح بالثوب هو إدخاله تحت الید الیمنی و إلقاؤه علی المنکب الأیسر کما یفعله المحرم، و الأصح عدم کراهه الائتزار، کما اختاره فی المعتبر. و سیأتی ما یدل علیه.

و قد بسطنا الکلام فی ذلک فی الکتاب الکبیر.

الحدیث السابع و الأربعون: مرسل.

الحدیث الثامن و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 204

بْنِ الْحَکَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا یَنْبَغِی أَنْ تَتَوَشَّحَ بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِیصِ إِذَا أَنْتَ صَلَّیْتَ فَإِنَّهُ مِنْ زِیِّ الْجَاهِلِیَّهِ.

[الحدیث 49]

49 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ

______________________________

و فی بعض النسخ هکذا: محمد بن یعقوب عن عده من أصحابنا. و فی الکافی: محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد. و هو الصواب.

قال الفاضل التستری رحمه الله: وشحتها توشیحا فتوشحت أی لبسته قالوا:

توشح الرجل بثوبه و بسیفه قاله الجوهری، و کأنه حمل المصنف علی المعنی الأول. انتهی.

و قال فی النهایه: فی حدیث علی علیه السلام" إنه کان یتوشح بثوبه" أی:

یتغشی به، و الأصل فیه من الوشاح. و هو شی ء ینسج عریضا من أدیم، و ربما رصع بالجوهر و الخرز، و تشده المرأه بین عاتقیها و کشحیها، و یقال فیه: وشاح و أشاح، و منه حدیث عائشه"

کان رسول الله صلی الله علیه و آله یتوشحنی و ینال من رأسی" أی: یعانقنی و یقبلنی. انتهی.

و قال فی المغرب: توشح الرجل بالثوب و اتشح، و هو أن یدخله تحت یده الیمنی یلقیه علی منکبه الأیسر کما یفعل المحرم، و کذا الرجل یتوشح بحمائل سیفه، فیقع الحمائل علی عاتقه الیسری و تکون الیمنی مکشوفه.

الحدیث التاسع و الأربعون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 205

زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ إِیَّاکَ وَ الْتِحَافَ الصَّمَّاءِ قُلْتُ وَ مَا الْتِحَافُ الصَّمَّاءِ قَالَ أَنْ تُدْخِلَ الثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ جَنَاحَیْکَ فَتَجْعَلَهُ عَلَی مَنْکِبٍ وَاحِدٍ

______________________________

و قال فی الحبل المتین: قد اختلف الأصحاب فی تفسیر اشتمال الصماء و النهی عنه مشهور بین العامه و الخاصه، و ذکر الشیخ فی المبسوط و النهایه هو أن یلتحف بالإزار و یدخل طرفیه تحت یدیه و یجمعهما علی منکب واحد. و استدل علیه فی المنتهی بخبر زراره، و هو یعطی أنه فهم من الجناح فی الحدیث الیدین معا.

و فی الصحاح: اشتمال الصماء أن تجلل جسدک بثوبک، نحو شمله الأعراب بأکسیتهم، و هو أن یرد الکساء من قبل یمینه علی یده الیسری و عاتقه الأیسر، ثم یرد ثانیه من خلفه علی یده الیمنی و عاتقه الأیمن فیغطیهما جمیعا، و عن أبی عبیده أن یشتمل الرجل بثوب یتجلل به جسده کله و لا یرفع منه جانبا یخرج منه یده.

قال بعض اللغویین: و إنما قیل صماء لأنه إذا اشتمل به سد علی یدیه و رجلیه المنافذ کلها کالصخره الصماء. و قال أبو عبید: إن الفقهاء یقولون: هو أن یشتمل بثوب واحد لیس علیه غیره، ثم یرفعه من أحد جانبیه فیضعه علی منکبه فیبدو فرجه.

و المعتبر ما دل علیه الخبر. انتهی.

و قال فی النهایه: فیه" و لا تشتمل اشتمال الیهود" الاشتمال افتعال من الشمله و هو کساء یتغطی به و یتلفف فیه، و المنهی عنه هو التجلل بالثوب و أسباله من غیر أن یرفع طرفه.

و منه الحدیث" نهی عن اشتمال الصماء" و هو أن یتجلل الرجل بثوبه و لا یرفع منه جانبا، و إنما قیل له صماء لأنه یسد علی یدیه و رجلیه المنافذ کلها کالصخره

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 206

[الحدیث 50]

50 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ع أَشُدُّ الْإِزَارَ أَوِ الْمِنْدِیلَ فَوْقَ قَمِیصِی فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ

______________________________

الصماء التی لیس فیها خرق و لا صدع، و الفقهاء یقولون: هو أن یتغطی بثوب واحد لیس علیه غیره، ثم یرفعه من أحد جانبیه فیضعه علی منکبه فتنکشف عورته.

و قال ابن إدریس فی السرائر: و یکره السدل فی الصلاه کما یفعل الیهود، و هو أن یتلفف بالإزار و لا یرفعه علیه کتفیه، و هذا تفسیر أهل اللغه فی اشتمال الصماء، و هو اختیار المرتضی، فأما تفسیر الفقهاء لاشتمال الصماء الذی هو السدل قالوا: هو أن یلتحف بالإزار و یدخل طرفیه من تحت یده و یجعلهما جمیعا علی منکب واحد. انتهی.

و مقتضی کلامه اتحاد السدل و اشتمال الصماء خلافا للمشهور، و المعتمد قول الشیخ و الأکثر موافقا للخبر.

قوله رحمه الله: فأما ما رواه قال الوالد رحمه الله: کأنه لم یدل ما سبق علی الکیفیه التی نقلها علی کراهه الإزار فوق القمیص حتی یلزمه أن یعالج هذه، نعم فی الکافی ما یدل

علیه.

الحدیث الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 207

[الحدیث 51]

51 وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِیَ ع یُصَلِّی فِی قَمِیصٍ قَدِ اتَّزَرَ فَوْقَهُ بِمِنْدِیلٍ وَ هُوَ یُصَلِّی.

[الحدیث 52]

52 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی قَالَ کَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ هَلْ یُصَلِّی الرَّجُلُ الصَّلَاهَ وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ مُتَوَشِّحٌ بِهِ فَوْقَ الْقَمِیصِ فَکَتَبَ نَعَمْ.

فَلَیْسَ بَیْنَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ وَ بَیْنَ مَا ذَکَرْنَاهُ أَوَّلًا تَنَاقُضٌ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَخْبَارِ الْمُتَقَدِّمَهِ هُوَ أَنْ لَا یَلْتَحِفَ الْإِنْسَانُ وَ یَشْتَمِلَ بِهِ کَمَا یَلْتَحِفُ الْیَهُودُ وَ مَا قَدَّمْنَاهُ أَخِیراً هُوَ أَنْ

______________________________

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

الحدیث الثانی و الخمسون: حسن کالصحیح.

قوله رحمه الله: فلیس بین هذه الأخبار قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل ذلک لأن روایه ابن بزیع لا تشتمل علی حکم التوشح، و روایه ابن یقطین إنما تدل علیه جواز الصلاه متوشحا فوق القمیص، و هو لا یخالف الکراهه، و لعل فعل أبی جعفر الثانی علیه السلام لإزاله المنع و یتمشی فیه، و فی روایه ابن یقطین ما یفهم من جواب الشیخ من حمله علی عدم التوشح المکروه، و هو التوشح التام الشامل لجمیع بدنه.

قوله رحمه الله: هو أن لا یلتحف قال الفاضل التستری رحمه الله: مقتضی استدلاله بالروایه الآتیه أن المراد

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 208

یَتَوَشَّحَ بِالْإِزَارِ لِیُغَطِّیَ مَا قَدْ کُشِفَ مِنْهُ وَ یَسْتُرَ مَا تَعَرَّی مِنْ بَدَنِهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 53]

53 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ یَشْتَمِلُ فِی صَلَاتِهِ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ قَالَ لَا یَشْتَمِلُ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ فَأَمَّا أَنْ یَتَوَشَّحَ فَیُغَطِّیَ مَنْکِبَیْهِ فَلَا بَأْسَ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یُکْرَهُ أَنْ یُصَلِّیَ الْإِنْسَانُ بِعِمَامَهٍ لَا حَنَکَ لَهَا

[الحدیث 54]

54 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ تَعَمَّمَ وَ لَمْ یَتَحَنَّکْ فَأَصَابَهُ دَاءٌ لَا دَوَاءَ لَهُ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ

______________________________

اشتماله بجمیعه بالثوب الواحد، فحینئذ یحتمل أن یحمل ما ورد بالنهی عن التوشح علی اشتماله بجمیعه بالثوب الواحد، و ما ورد بالجواز علی اشتمال بعضه کالمنکب و إن کان مستورا بالقمیص.

قوله رحمه الله: کما یلتحف الیهود قال الفاضل التستری رحمه الله: من اشتمال ثوب حین الصلاه علی جمیع البدن و إن کان مستورا.

الحدیث الثالث و الخمسون: موثق.

الحدیث الرابع و الخمسون: حسن.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لا دلاله فیها علی استحباب ذلک فی الصلاه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 209

[الحدیث 55]

55 وَ عَنْهُ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عِیسَی بْنِ حَمْزَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنِ اعْتَمَّ فَلَمْ

______________________________

بخصوصها، و لا یبعد الاستحباب للخروج عن الخلاف لما نقله الصدوق فی الفقیه عن بعض المشایخ. انتهی.

و قال فی الحبل المتین: لم نظفر فی شی ء من الأحادیث بما یدل علی استحبابه لأجل الصلاه، و من ثم قال فی الذکری: استحباب التحنک عام، و لعل حکمهم فی کتب الفروع بذلک مأخوذ من کلام علی بن بابویه، فإن الأصحاب کانوا یتمسکون بما یجدونه فی کلامه عند إعواز النصوص، فالأولی المواظبه علی التحنک فی جمیع الأوقات. و من لم یکن متحنکا و أراد أن یصلی به، فالأولی أن یقصد أنه مستحب فی نفسه، لا أنه مستحب لأجل الصلاه. انتهی.

ثم اعلم أن الذی ظهر لنا من الأخبار أن التحنک

هو إرسال طرف العمامه من تحت الحنک و إسداله، کما یفعله الأشراف من بنی حسین فی المدینه آخذین عن آبائهم، لا أن یدیره تحت الحنک و یشده علی الطرف الآخر، کما هو الشائع فی زماننا، و ما ذکرنا أولا هو الظاهر من کلام السید ابن طاوس رحمه الله.

و قد أوضحت ذلک فی الکتاب الکبیر، من أراد تحقیق ذلک فلیرجع إلیه.

الحدیث الخامس و الخمسون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 210

یُدِرِ الْعِمَامَهَ تَحْتَ حَنَکِهِ فَأَصَابَهُ أَلَمٌ لَا دَوَاءَ لَهُ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا بَأْسَ أَنْ یُصَلِّیَ الْإِنْسَانُ فِی إِزَارٍ وَاحِدٍ یَأْتَزِرُ بِبَعْضِهِ وَ یَرْتَدِی بِالْبَعْضِ الْآخَرِ

[الحدیث 56]

56 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو جَعْفَرٍ ع فِی ثَوْبٍ وَاحِدٍ.

[الحدیث 57]

57 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ رِفَاعَهَ بْنِ مُوسَی قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی ثَوْبٍ وَاحِدٍ یَأْتَزِرُ بِهِ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا رَفَعَهُ إِلَی الثَّدْیَیْنِ.

[الحدیث 58]

58 وَ عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ سُوقَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ یُصَلِّیَ أَحَدُکُمْ فِی الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَ أَزْرَارُهُ مَحْلُولَهٌ إِنَّ دِینَ مُحَمَّدٍ ص حَنِیفٌ.

[الحدیث 59]

59 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ

______________________________

الحدیث السادس و الخمسون: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فی دلالته علی المدعی شی ء، و کذا فی الباقی. و بالجمله لم أجد هذه الأخبار مصرحه بصوره المدعی، نعم ربما یمکن استنباطها منها.

الحدیث السابع و الخمسون: مرسل.

الحدیث الثامن و الخمسون: صحیح.

الحدیث التاسع و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 211

بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ صَلَّی وَ فَرْجُهُ خَارِجٌ لَا یَعْلَمُ بِهِ هَلْ عَلَیْهِ إِعَادَهٌ أَوْ مَا حَالُهُ قَالَ لَا إِعَادَهَ عَلَیْهِ وَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ.

[الحدیث 60]

60 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی قَمِیصٍ وَاحِدٍ أَوْ قَبَاءٍ طَاقٍ أَوْ قَبَاءٍ مَحْشُوٍّ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ إِزَارٌ فَقَالَ إِذَا کَانَ الْقَمِیصُ صَفِیقاً وَ الْقَبَاءُ لَیْسَ بِطَوِیلِ الْفُرَجِ وَ الثَّوْبُ الْوَاحِدُ إِذَا کَانَ یَتَوَشَّحُ بِهِ وَ السَّرَاوِیلُ بِتِلْکَ الْمَنْزِلَهِ کُلُّ ذَلِکَ لَا بَأْسَ بِهِ وَ لَکِنْ إِذَا لَبِسَ السَّرَاوِیلَ جَعَلَ عَلَی عَاتِقِهِ شَیْئاً وَ لَوْ حَبْلًا.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تُصَلِّی الْمَرْأَهُ الْحُرَّهُ بِغَیْرِ خِمَارٍ عَلَی رَأْسِهَا وَ یَجُوزُ ذَلِکَ لِلْإِمَاءِ وَ الصِّبْیَانِ مِنْ حَرَائِرِ النِّسَاءِ

[الحدیث 61]

61 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ

______________________________

و ذهب ابن الجنید إلی أن من صلی جاهلا أو ناسیا و عورته مکشوفه کلا أو بعضا فی کل الصلاه أو فی بعضها، یعید فی الوقت لا فی خارجه.

و قال الشهید بالفرق بین کونها مکشوفه فی کل الصلاه أو بعضها، فحکم فی الأول بالإعاده.

و الأظهر عدم الإعاده مطلقا کما هو الأشهر، و یدل علیه هذا الخبر الصحیح.

الحدیث الستون: صحیح.

و قال فی المغرب: ثوب صفیق خلاف سخیف، و ثوب سخیف إذا کان قلیل الغزل.

الحدیث الحادی و الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 212

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع- عَنْ أَدْنَی مَا تُصَلِّی فِیهِ الْمَرْأَهُ قَالَ دِرْعٌ وَ مِلْحَفَهٌ فَتَنْشُرُهَا عَلَی رَأْسِهَا وَ تَتَجَلَّلُ بِهَا.

[الحدیث 62]

62 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ لَیْسَ عَلَی الْإِمَاءِ أَنْ یَتَقَنَّعْنَ فِی الصَّلَاهِ وَ لَا یَنْبَغِی لِلْمَرْأَهِ أَنْ تُصَلِّیَ إِلَّا فِی ثَوْبَیْنِ.

[الحدیث 63]

63 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ

______________________________

و الملحفه ثوب یلبس فوق اللباس للبرد.

و اختلف الأصحاب فیما یجب ستره من المرأه فی الصلاه، فذهب الأکثر و منهم الشیخ فی النهایه و المبسوط إلی أن الواجب ستر جسدها کله، عدا الوجه و الکفین و القدمین. و قیل: ظاهر القدمین دون باطنهما، فیجب ستر الباطن.

و قال فی الاقتصاد: و أما المرأه الحره فإن جمیعها عوره یجب علیها ستره فی الصلاه، و لا تکشف غیر الوجه فقط. و هذا یقتضی منع کشف الیدین و القدمین.

و قال ابن الجنید: الذی یجب ستره من البدن العورتان، و هما القبل و الدبر من الرجل و المرأه، و لا بأس أن تصلی المرأه الحره و غیرها و هی مکشوفه الرأس حیث لا یراها غیر ذی محرم لها. و المعتمد الأول.

الحدیث الثانی و الستون: صحیح.

الحدیث الثالث و الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 213

بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع صَلَّی فِی إِزَارٍ وَاحِدٍ لَیْسَ بِوَاسِعٍ قَدْ عَقَدَهُ عَلَی عُنُقِهِ فَقُلْتُ لَهُ مَا تَرَی لِلرَّجُلِ یُصَلِّی فِی قَمِیصٍ وَاحِدٍ فَقَالَ إِذَا کَانَ کَثِیفاً فَلَا بَأْسَ بِهِ وَ الْمَرْأَهُ تُصَلِّی فِی الدِّرْعِ وَ الْمِقْنَعَهِ إِذَا کَانَ الدِّرْعُ کَثِیفاً یَعْنِی إِذَا کَانَ سَتِیراً قُلْتُ رَحِمَکَ اللَّهُ الْأَمَهُ تُغَطِّی رَأْسَهَا إِذَا صَلَّتْ فَقَالَ لَیْسَ عَلَی الْأَمَهِ قِنَاعٌ.

[الحدیث 64]

64 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع تُصَلِّی الْمَرْأَهُ فِی ثَلَاثَهِ أَثْوَابٍ إِزَارٍ وَ دِرْعٍ وَ

خِمَارٍ وَ لَا یَضُرُّهَا بِأَنْ تَقَنَّعَ بِالْخِمَارِ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَثَوْبَیْنِ تَأْتَزِرُ بِأَحَدِهِمَا وَ تَقَنَّعُ بِالْآخَرِ قُلْتُ وَ إِنْ کَانَ دِرْعاً وَ مِلْحَفَهً لَیْسَ عَلَیْهَا مِقْنَعَهٌ قَالَ لَا بَأْسَ إِذَا تَقَنَّعَتْ بِالْمِلْحَفَهِ فَإِنْ لَمْ تَکْفِهَا فَلْتَلْبَسْهَا طُولًا

______________________________

و قال فی المدارک: لا خلاف فی أنه تجوز للصبیه و الأمه أن تصلیا بغیر خمار.

و إطلاق النص و کلام الأصحاب یقتضی أنه لا فرق فی الأمه بین القن و المدبره و أم الولد و المکاتبه المشروطه و المطلقه التی لم تؤد شیئا، و یحتمل إلحاق أم الولد بالحره لصحیحه محمد بن مسلم، فإن مفهوم الشرط حجه، و یمکن حمله علی الاستحباب، إلا أنه یتوقف علی وجود المعارض.

الحدیث الرابع و الستون: موثق.

قوله علیه السلام: و لا یضرها یمکن أن یراد لا تضرها الصلاه فی الثلاثه الأثواب، لکن مشروطا بأن تقنع

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 214

[الحدیث 65]

65 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالْمَرْأَهِ الْمُسْلِمَهِ الْحُرَّهِ أَنْ تُصَلِّیَ وَ هِیَ مَکْشُوفَهُ الرَّأْسِ.

[الحدیث 66]

66 وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ الْمَکِّیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّیَ الْمَرْأَهُ الْمُسْلِمَهُ وَ لَیْسَ عَلَی رَأْسِهَا قِنَاعٌ.

فَیَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ الصَّغِیرَهَ مِنَ النِّسَاءِ دُونَ الْبَالِغَاتِ لِأَنَّهُ یَجُوزُ لَهُنَّ أَنْ یُصَلِّینَ بِغَیْرِ قِنَاعٍ وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ إِنَّمَا سُوِّغَ لَهُنَّ هَذَا فِی حَالٍ لَمْ یَتَمَکَّنَّ وَ لَا یَقْدِرْنَ عَلَی الْقِنَاعِ فَحِینَئِذٍ یَجُوزُ لَهُنَّ أَنْ یُصَلِّینَ بِغَیْرِ قِنَاعٍ وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تُصَلِّی بِغَیْرِ قِنَاعٍ إِذَا کَانَ عَلَیْهَا ثَوْبٌ یَسْتُرُهَا مِنْ رَأْسِهَا إِلَی قَدَمَیْهَا فَأَمَّا الْحَدِیثُ الثَّانِی فَلَیْسَ فِیهِ ذِکْرُ الْحُرَّهِ وَ إِنَّمَا تَضَمَّنَ ذِکْرَ الْمَرْأَهِ

______________________________

بالخمار. أو یکون المراد بالتقنیع إسدال القناع علی الرأس من غیر لف، لکنه بعید.

و قال فی القاموس: المقنع و المقنعه بالکسر ما تقنع به المرأه رأسها.

و قال: الملحفه و الملحف بکسرهما اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد و نحوه.

الحدیث الخامس و الستون: موثق.

الحدیث السادس و الستون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 215

الْمُسْلِمَهِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهَا أَمَهً لِأَنَّ الْأَمَهَ لَا یَجِبُ عَلَیْهَا الْقِنَاعُ حَسَبَ مَا ذَکَرْنَا وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً

[الحدیث 67]

67 مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الْأَمَهُ تُغَطِّی رَأْسَهَا فَقَالَ لَا وَ لَا عَلَی أُمِّ الْوَلَدِ أَنْ تُغَطِّیَ رَأْسَهَا إِذَا لَمْ یَکُنْ لَهَا وَلَدٌ.

[الحدیث 68]

68 وَ الَّذِی رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمَرْأَهِ تُصَلِّی فِی دِرْعٍ وَ خِمَارٍ فَقَالَ تَکُونُ عَلَیْهَا مِلْحَفَهٌ تَضُمُّهَا عَلَیْهَا.

فَإِنَّ الْمُرَادَ بِذِکْرِ الْمِلْحَفَهِ زِیَادَهً عَلَی الدِّرْعِ وَ الْخِمَارِ زِیَادَهُ الْفَضْلِ وَ الثَّوَابِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ إِذَا کَانَ الدِّرْعُ وَ الْخِمَارُ لَا یُوَارِیَانِ شَیْئاً فَإِنَّهُ مَهْمَا کَانَتِ الْحَالُ عَلَی هَذَا فَلَا بُدَّ مِنْ سَاتِرٍ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 69]

69 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا یَصْلُحُ لِلْمَرْأَهِ الْمُسْلِمَهِ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الْخُمُرِ وَ الدُّرُوعِ مَا لَا یُوَارِی شَیْئاً

______________________________

الحدیث السابع و الستون: صحیح.

الحدیث الثامن و الستون: صحیح.

الحدیث التاسع و الستون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 216

[الحدیث 70]

70 وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ ابْنُ عُقْدَهَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِیلِ بْنِ عَیَّاشٍ أَبِی عَلِیٍّ الْبَزَّازِ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی قَالَ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع عَنِ الثَّوْبِ یَعْمَلُهُ أَهْلُ الْکِتَابِ أُصَلِّی فِیهِ قَبْلَ أَنْ یُغْسَلَ قَالَ لَا بَأْسَ وَ أَنْ یُغْسَلَ أَحَبُّ إِلَیَّ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی بُیُوتِ الْغَائِطِ أَوْ بُیُوتِ النِّیرَانِ وَ بُیُوتِ الْخُمُورِ وَ عَلَی جَوَادِّ الطُّرُقِ وَ فِی مَعَاطِنِ الْإِبِلِ وَ فِی أَرْضِ السَّبَخَهِ

[الحدیث 71]

71 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ عَشَرَهُ مَوَاضِعَ لَا یُصَلَّی فِیهَا الطِّینُ وَ الْمَاءُ وَ الْحَمَّامُ وَ الْقُبُورُ وَ مَسَانُّ الطُّرُقِ وَ قُرَی النَّمْلِ وَ مَعَاطِنُ الْإِبِلِ وَ مَجْرَی الْمَاءِ وَ السَّبَخُ وَ الثَّلْجُ

______________________________

الحدیث السبعون: مجهول.

الحدیث الحادی و السبعون: مرسل.

قوله علیه السلام: لا یصلی فیها کأنه أعم من الحرمه و الکراهه.

و قال الوالد العلامه قدس الله روحه: الظاهر حرمه الصلاه فی الطین و الماء اختیارا مع عدم تمکن السجود، و کراهتها مع تمکنه. انتهی.

و قال فی المدارک: نقل عن أبی الصلاح أنه منع من الصلاه فی الحمام، و تردد فی الفساد، و هو ضعیف جدا. و هل المسلخ منه؟ احتمله فی التذکره.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 217

[الحدیث 72]

72 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ

______________________________

و أما سطح الحمام فلا تکره الصلاه فیه قطعا. انتهی.

و قال فی القاموس: سن الطریقه سار فیها کاستسنها، و سنن الطریق مثلثه و بضمتین وجهته، و المسان من الإبل کبارها. انتهی.

و قری جمع قریه، و هی مجتمع ترابها حول جحرها، کذا ذکره الجوهری.

و المعاطن جمع معطن محرکه، و هو وطن الإبل و مبرکها حول الحوض.

قال فی المدارک: قد صرح المحقق و العلامه بأن المراد بأعطان الإبل مبارکها و مقتضی کلام أهل اللغه أنها أخص من ذلک، فإنهم قالوا: معاطن الإبل مبارکها حول الماء لتشرب عللا بعد نهل، و العلل الشرب الثانی و النهل الشرب الأول.

و نقل عن أبی الصلاح أنه منع من الصلاه فی أعطان الإبل، و هو

ظاهر اختیار المفید فی المقنعه، و لا ریب أنه أحوط. و قال: المراد بمجری المیاه الأمکنه المعده لجریانها فیها. و قیل: تکره الصلاه فی بطون الأودیه التی یخاف فیها هجوم السیل.

و قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: فی السبخ و الثلج لما فیهما من عدم الاستقرار، و لهذا روی فی الصحیح و غیره عدم البأس مع التسویه.

الحدیث الثانی و السبعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 218

عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُصَلِّ فِی بَیْتٍ فِیهِ خَمْرٌ أَوْ مُسْکِرٌ.

[الحدیث 73]

73 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی مَرَابِضِ الْغَنَمِ فَقَالَ صَلِّ فِیهَا وَ لَا تُصَلِّ فِی أَعْطَانِ الْإِبِلِ إِلَّا أَنْ تَخَافَ عَلَی مَتَاعِکَ الضَّیْعَهَ فَاکْنُسْهُ وَ رُشَّهُ بِالْمَاءِ وَ صَلِّ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی ظَهْرِ الطَّرِیقِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ تُصَلِّیَ فِی الظَّوَاهِرِ الَّتِی بَیْنَ الْجَوَادِّ فَأَمَّا عَلَی الْجَوَادِّ فَلَا تُصَلِّ فِیهَا.

[الحدیث 74]

74 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قَالَ الرِّضَا ع کُلُّ طَرِیقٍ یُوطَأُ أَوْ یُتَطَرَّقُ وَ کَانَتْ فِیهِ جَادَّهٌ أَوْ لَمْ تَکُنْ فَلَا یَنْبَغِی الصَّلَاهُ فِیهِ قُلْتُ فَأَیْنَ أُصَلِّی فَقَالَ یَمْنَهً وَ یَسْرَهً

______________________________

و عمل بظاهره الصدوق.

الحدیث الثالث و السبعون: حسن.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: یستفاد منه عدم کراهه الصلاه فی مرابض الغنم و هو قول الأکثر، و خبر سماعه صریح فی مساواتها لمعاطن الإبل، و أبو الصلاح علی التحریم، و هو ضعیف.

الحدیث الرابع و السبعون: مجهول.

و قال البهائی قدس سره: النهی فی الصلاه علی الجواد بالتشدید جمع جاده

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 219

[الحدیث 75]

75 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی أَعْطَانِ الْإِبِلِ وَ فِی مَرَابِضِ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ فَقَالَ إِنْ نَضَحْتَهُ بِالْمَاءِ وَ قَدْ کَانَ یَابِساً فَلَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهَا فَأَمَّا مَرَابِطُ الْخَیْلِ وَ الْبِغَالِ فَلَا.

فَهَذِهِ الرُّخْصَهُ مَحْمُولَهٌ عَلَی حَالِ الضَّرُورَهِ وَ الْخَوْفِ عَلَی تَضْیِیعِ الْمَتَاعِ وَ الَّذِی یُبَیِّنُ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 76]

76 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ فِی أَعْطَانِ الْإِبِلِ فَقَالَ إِنْ تَخَوَّفْتَ الضَّیْعَهَ عَلَی مَتَاعِکَ فَاکْنُسْهُ وَ انْضِحْهُ وَ صَلِّ وَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِی مَرَابِضِ الْغَنَمِ.

[الحدیث 77]

77 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ

______________________________

محمول عند الأکثر علی الکراهه، و عند الصدوق و المفید علی التحریم.

الحدیث الخامس و السبعون: موثق.

الحدیث السادس و السبعون: صحیح.

قوله علیه السلام: و أنضحه الظاهر أن هذا النضح لدفع توهم النجاسه و استقذار الطبع.

و یمکن أن یقال بطهارته بمجرد النضح، إذ لا شاهد من الأخبار یدل صریحا علی عدم طهاره الأرض بالقلیل، و عموم مطهریه الماء یشملها.

الحدیث السابع و السبعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 220

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ فِی السَّفَرِ فَقَالَ لَا تُصَلِّ عَلَی الْجَادَّهِ وَ اعْتَزِلْ عَلَی جَانِبَیْهَا.

[الحدیث 78]

78 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ کُلُّ طَرِیقٍ یُوطَأُ فَلَا تُصَلِّ عَلَیْهِ قَالَ قُلْتُ إِنَّهُ قَدْ رُوِیَ عَنْ جَدِّکَ أَنَّ الصَّلَاهَ عَلَی الظَّوَاهِرِ لَا بَأْسَ بِهَا قَالَ ذَاکَ رُبَّمَا سَایَرَنِی عَلَیْهِ الرَّجُلُ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ خَافَ الرَّجُلُ عَلَی مَتَاعِهِ الضَّیْعَهَ قَالَ فَإِنْ خَافَ الضَّیْعَهَ فَلْیُصَلِّ.

[الحدیث 79]

79 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَمَّنْ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمَسْجِدِ یَنِزُّ حَائِطُ قِبْلَتِهِ مِنْ بَالُوعَهٍ یُبَالُ فِیهَا فَقَالَ إِنْ کَانَ نَزُّهُ مِنَ الْبَالُوعَهِ فَلَا تُصَلِّ فِیهِ وَ إِنْ کَانَ مِنْ غَیْرِ ذَلِکَ فَلَا بَأْسَ

______________________________

الحدیث الثامن و السبعون: کالصحیح.

و الظواهر المواضع المرتفعه بین الطرق التی لیس فیها أثر الطریق.

و یمکن حمل هذا الخبر علی الظواهر الضیقه التی یقع الاستطراق علیها غالبا و روایه الحلبی علی المتسعه التی لا یمر علیها الماره غالبا، و التعلیل الواقع فی هذا الخبر یؤید هذا الحمل.

قوله علیه السلام: ربما سایرنی أی: یسیر علی الرجل و یوطئنی، أو یجی ء فی مقابلی و قدامی.

الحدیث التاسع و السبعون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 221

[الحدیث 80]

80 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی السِّبَاخِ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

فَالْمُرَادُ بِهِ إِذَا کَانَ فِیهَا مَوْضِعٌ تَقَعُ الْجَبْهَهُ عَلَیْهِ مُسْتَوِیاً لِأَنَّ النَّهْیَ إِنَّمَا وَقَعَ عَنِ السُّجُودِ فِی أَرْضِ السَّبَخَهِ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا یَتَمَکَّنُ فِیهَا مِنَ السُّجُودِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 81]

81 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ شُعَیْبِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی السَّبَخَهِ لِمَ تَکْرَهُهُ قَالَ لِأَنَّ الْجَبْهَهَ لَا تَقَعُ مُسْتَوِیَهً فَقُلْتُ إِنْ کَانَ فِیهَا أَرْضٌ مُسْتَوِیَهٌ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِی الْبِیَعِ وَ الْکَنَائِسِ إِذَا تَوَجَّهَ الْإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ إِلَی قِبْلَتِهِ وَ لَا یُصَلَّی فِی بُیُوتِ الْمَجُوسِ حَتَّی تُرَشَّ بِالْمَاءِ

[الحدیث 82]

82 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ

______________________________

الحدیث الثمانون: موثق.

الحدیث الحادی و الثمانون: صحیح.

الحدیث الثانی و الثمانون: صحیح.

و المعروف بین أکثر الأصحاب عدم کراهه الصلاه فی البیع و الکنائس، خلافا لابن البراج و ابن إدریس حیث قالا بالکراهه.

و اختلف فی أن جواز الصلاه فیها هل هی مشروطه بإذن أهل الذمه؟ احتمله فی الذکری.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 222

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْبِیَعِ وَ الْکَنَائِسِ یُصَلَّی فِیهِمَا فَقَالَ نَعَمْ وَ سَأَلْتُهُ هَلْ یَصْلُحُ نَقْضُهَا مَسْجِداً فَقَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 83]

83 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْبِیَعِ وَ الْکَنَائِسِ وَ بُیُوتِ الْمَجُوسِ فَقَالَ رُشَّ وَ صَلِّ.

[الحدیث 84]

84 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادٍ النَّابِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ الْحَکَمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ وَ سُئِلَ عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْبِیَعِ وَ الْکَنَائِسِ فَقَالَ صَلِّ فِیهَا

______________________________

الحدیث الثالث و الثمانون: صحیح.

قوله علیه السلام: رش وصله خصه الأصحاب ببیوت المجوس، و ظاهر هذا الخبر شموله للثلاث.

قال الشیخ البهائی قدس سره: الظاهر عوده إلی کل واحد من الثلاثه فیستحب رش البیع و الکنائس أیضا، و هو الذی مال إلیه العلامه فی المنتهی، و الظاهر أن الصلاه بعد الجفاف، کما قاله فی المبسوط و النهایه و استحسنه فی الذکری.

و الهاء فی قوله علیه السلام" وصله" هاء للسکت. انتهی.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 222

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل فیه جواز تطهیر الأرض بمجرد إلقاء ما لیس بکر. و الحاصل أن الرش نوع تطهیر، فإذا صح فی الأرض ناسبه صحه النوع الآخر.

الحدیث الرابع و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 223

قَدْ رَأَیْتُهَا مَا أَنْظَفَهَا قُلْتُ أَ یُصَلَّی فِیهَا وَ إِنْ کَانُوا یُصَلُّونَ فِیهَا فَقَالَ نَعَمْ أَ مَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ- قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ عَلیٰ شٰاکِلَتِهِ فَرَبُّکُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدیٰ سَبِیلًا صَلِّ عَلَی الْقِبْلَهِ وَ غَرِّبْهُمْ

______________________________

و الظاهر أنه علیه السلام فسر الشاکله بالطریقه، و فسرت فی بعض الأخبار بالنیه

و لا یناسب المقام کثیرا، و قد جمعنا بینهما فی بعض المواضع فی شرح الکافی و غیره.

و قال الطبرسی رحمه الله: أی کل واحد من المؤمن و الکافر یعمل علی طبیعته و خلیقته التی تخلق بها عن ابن عباس. و قیل علی طریقته و سنته التی اعتادها.

و قیل: ما هو أشکل بالصواب و أولی بالحق عنده عن الجبائی.

قال: و لهذا قال" فَرَبُّکُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدیٰ سَبِیلًا" أی: أنه یعلم أی الفریقین علی الهدی و أیهما علی الضلال. و قیل: معناه أنه أعلم بمن هو أصوب دینا و أحسن طریقه. انتهی.

و کان الاستشهاد بالآیه یفهم منها أن بطلان المبطلین لا یضر بحقیه المحقین.

ثم الخبر یومئ إلی طهاره أهل الکتاب، إلا أن یقال: لیس المراد بالنظافه الطهاره، بل المراد أنه لیس فیها قذاره و لا نجاسه مسریه.

قوله علیه السلام: و غربهم لأنهم یصلون إلی المشرق. و فی تفسیر العیاشی: و دعهم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 224

[الحدیث 85]

85 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ شُعَیْبِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ فِی بُیُوتِ الْمَجُوسِ قَالَ رُشَّ وَ صَلِّ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی ثَوْبٍ قَدْ أَصَابَهُ خَمْرٌ أَوْ شَرَابٌ مُسْکِرٌ أَوْ فُقَّاعٌ حَتَّی یُطَهَّرَ بِالْغَسْلِ فَقَدْ مَضَی شَرْحُ ذَلِکَ مُسْتَوْفًی فِی کِتَابِ الطَّهَارَهِ بِمَا لَا مَزِیدَ عَلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یُصَلَّی فِی ثَوْبٍ فِیهِ مَنِیٌّ حَتَّی یُغْسَلَ وَ کَذَلِکَ الْحُکْمُ فِی سَائِرِ النَّجَاسَاتِ فَقَدْ مَضَی أَیْضاً مَا فِی ذَلِکَ فِی کِتَابِ الطَّهَارَهِ وَ الَّذِی یُؤَکِّدُ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 86]

86 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَذْیِ یُصِیبُ الثَّوْبَ فَقَالَ یَنْضَحُهُ بِالْمَاءِ إِنْ شَاءَ وَ قَالَ فِی الْمَنِیِّ یُصِیبُ الثَّوْبَ قَالَ إِنْ عَرَفْتَ مَکَانَهُ فَاغْسِلْهُ وَ إِنْ خَفِیَ عَلَیْکَ فَاغْسِلْهُ کُلَّهُ.

[الحدیث 87]

87 وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَنِیِّ یُصِیبُ الثَّوْبَ قَالَ اغْسِلِ الثَّوْبَ کُلَّهُ إِذَا خَفِیَ عَلَیْکَ مَکَانُهُ قَلِیلًا کَانَ أَوْ کَثِیراً.

[الحدیث 88]

88 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

الحدیث الخامس و الثمانون: صحیح.

الحدیث السادس و الثمانون: صحیح.

الحدیث السابع و الثمانون: موثق.

الحدیث الثامن و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 225

قَالَ ذَکَرَ الْمَنِیَّ فَشَدَّدَهُ وَ جَعَلَهُ أَشَدَّ مِنَ الْبَوْلِ ثُمَّ قَالَ إِنْ رَأَیْتَ الْمَنِیَّ قَبْلَ أَوْ بَعْدَ مَا تَدْخُلُ فِی الصَّلَاهِ فَعَلَیْکَ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ إِنْ أَنْتَ نَظَرْتَ فِی ثَوْبِکَ فَلَمْ تُصِبْهُ ثُمَّ صَلَّیْتَ فِیهِ ثُمَّ رَأَیْتَهُ بَعْدُ فَلَا إِعَادَهَ عَلَیْکَ وَ کَذَلِکَ الْبَوْلُ.

فَإِنْ أَصَابَ ثَوْبَ الْإِنْسَانِ نَجَاسَهٌ وَ لَمْ یَکُنْ مَعَهُ غَیْرُهُ مِنَ الْأَثْوَابِ یَنْزِعُهُ وَ یُصَلِّی عُرْیَاناً مِنْ قُعُودٍ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

______________________________

قوله علیه السلام: إن رأیت المنی لم یقل بهذا التفصیل أحد، إلا أن ظاهر کلام المفید فیما مضی یدل علیه، و کذا مال إلیه الشهید فی الذکری بعض المیل. و یمکن حمل الإعاده فی صوره عدم النظر علی الاستحباب.

قوله: فإن أصاب هذا کلام الشیخ.

قوله: ینزعه و یصلی عریانا هذا هو المشهور، و ظاهر ابن الجنید التخییر مع أفضلیه الصلاه فی الثوب النجس.

و قال المحقق فی المعتبر و العلامه فی المنتهی بالتخییر بین الأمرین من

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 226

[الحدیث 89]

89 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ جَمَاعَهٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَخِیهِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ یَکُونُ فِی فَلَاهٍ مِنَ الْأَرْضِ لَیْسَ عَلَیْهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَ أَجْنَبَ فِیهِ وَ لَیْسَ عِنْدَهُ مَاءٌ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَتَیَمَّمُ وَ یُصَلِّی عُرْیَاناً قَاعِداً وَ یُومِئُ.

[الحدیث 90]

90 وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْحَلَبِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَنَابَهٌ وَ هُوَ بِالْفَلَاهِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَ أَصَابَ ثَوْبَهُ مَنِیٌّ قَالَ یَتَیَمَّمُ وَ یَطْرَحُ ثَوْبَهُ وَ یَجْلِسُ مُجْتَمِعاً وَ یُصَلِّی وَ یُومِئُ إِیمَاءً.

[الحدیث 91]

91 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُجْنِبُ فِی الثَّوْبِ أَوْ یُصِیبُهُ بَوْلٌ وَ لَیْسَ مَعَهُ ثَوْبٌ غَیْرُهُ قَالَ یُصَلِّی فِیهِ إِذَا اضْطُرَّ إِلَیْهِ

______________________________

غیر ترجیح. و قول ابن الجنید متین جامع بین الأخبار.

الحدیث التاسع و الثمانون: موثق.

الحدیث التسعون: صحیح.

الحدیث الحادی و التسعون: ضعیف.

قوله علیه السلام: إذا اضطر إلیه یحتمل أن یکون تأکیدا لما ذکره السائل من عدم وجدان ثوب آخر، و أن یکون المراد الاضطرار إلی لبسه لبرد و نحوه. و علی الثانی لا ینافی الأخبار السالفه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 227

[الحدیث 92]

92 وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ عُرْیَانٍ وَ حَضَرَتِ الصَّلَاهُ فَأَصَابَ ثَوْباً نِصْفُهُ دَمٌ أَوْ کُلُّهُ أَ یُصَلِّی فِیهِ أَوْ یُصَلِّی عُرْیَاناً فَقَالَ إِنْ وَجَدَ مَاءً غَسَلَهُ وَ إِنْ لَمْ یَجِدْ مَاءً صَلَّی فِیهِ وَ لَمْ یُصَلِّ عُرْیَاناً.

[الحدیث 93]

93 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُجْنِبُ فِی ثَوْبٍ وَ لَیْسَ مَعَهُ غَیْرُهُ وَ لَا یَقْدِرُ عَلَی غَسْلِهِ قَالَ یُصَلِّی فِیهِ.

الْکَلَامُ عَلَی هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنْ وُجُوهٍ أَحَدُهَا أَنَّهُ لَیْسَ فِی شَیْ ءٍ مِنْهَا أَنَّهُ یُصَلِّی فِیهِ أَیَّ صَلَاهٍ وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ هَذَا فِیهِ حَمَلْنَاهُ عَلَی صَلَاهِ الْجِنَازَهِ لِأَنَّ صَلَاهَ الْجِنَازَهِ مِمَّا یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَهَا الْإِنْسَانُ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ ثَوْبُهُ طَاهِراً کَمَا أَنَّهُ یَجُوزُ أَنْ لَا تَکُونَ نَفْسُهُ طَاهِرَهً وَ الْآخَرُ أَنَّهُ یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ إِلَّا أَنَّهُ یَجِبُ عَلَیْهِ عِنْدَ وُجُودِ الْمَاءِ غَسْلُهُ وَ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

أصلا حتی تحتاج إلی تأویل.

الحدیث الثانی و التسعون: صحیح.

الحدیث الثالث و التسعون: موثق کالصحیح.

قوله رحمه الله: و الآخر أنه یجوز قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه إشکال، لأن الامتثال یوجب سقوط التکلیف، فالخروج عنه بمثل روایه الساباطی لا یخلو من إشکال، و لعل الأولی الحمل علی التخییر مع ترجیح الصلاه فی النجس.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 228

[الحدیث 94]

94 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَیْسَ مَعَهُ إِلَّا ثَوْبٌ وَ لَا تَحِلُّ الصَّلَاهُ فِیهِ وَ لَیْسَ یَجِدُ مَاءً یَغْسِلُهُ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَتَیَمَّمُ وَ یُصَلِّی فَإِذَا أَصَابَ مَاءً غَسَلَهُ وَ أَعَادَ الصَّلَاهَ.

فَأَمَّا خَبَرُ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ خَاصَّهً یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الدَّمُ الَّذِی کَانَ فِی الثَّوْبِ دَمَ السَّمَکِ لِأَنَّ ذَلِکَ

مِمَّا یَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی قَلِیلِهِ وَ کَثِیرِهِ فَإِنْ کَانَ مَعَ الْإِنْسَانِ ثَوْبَانَ وَ أَصَابَ وَاحِداً مِنْهُمَا نَجَاسَهٌ لَا تَحِلُّ الصَّلَاهُ فِیهِ فَلْیُصَلِّ فِی کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث الرابع و التسعون: موثق.

و المشهور بین الأصحاب أنه إن لم یمکنه إلقاء الثوب النجس یصلی فیه و لا إعاده علیه، و ذهب الشیخ فی جمله من کتبه و جماعه إلی وجوب الإعاده لهذا الخبر، و هو مع ضعف سنده إنما یدل علی الإعاده إذا کان المصلی فی الثوب النجس متیمما.

قوله رحمه الله: یجوز أن یکون قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه بعد لأن السؤال لیس عن ثوب مخصوص حتی یقال: إنه یمکن أن یکون علیه السلام عرف أن دمه دم السمک، بل السؤال إنما وقع عما یجده الإنسان موصوفا بالصفه المخصوصه، و حمل الکلام علی أن السؤال إنما وقع عن دم السمک خروج عن العباره و اعتماد علی ما لا یحتمله اللفظ.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 229

[الحدیث 95]

95 سَعْدٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ کَانَ مَعَهُ ثَوْبَانِ فَأَصَابَ أَحَدَهُمَا بَوْلٌ وَ لَمْ یَدْرِ أَیُّهُمَا هُوَ وَ حَضَرَتِ الصَّلَاهُ وَ خَافَ فَوْتَهَا وَ لَیْسَ عِنْدَهُ مَاءٌ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُصَلِّی فِیهِمَا جَمِیعاً.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یُکْرَهُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ یُصَلِّیَ وَ فِی قِبْلَتِهِ نَارٌ أَوْ سِلَاحٌ

______________________________

قوله رحمه الله: فلیصل فی کل واحد منهما قال الفاضل التستری رحمه الله: هذا مع التوسعه ربما یسلم إن أراد الوجوب و أما مع التضیق فالظاهر جواز الصلاه بأیهما شاء إن لم یمکن التعری.

الحدیث الخامس و التسعون: حسن کالصحیح.

قوله علیه السلام: یصلی فیهما

جمیعا هذا قول الشیخ و أکثر الأصحاب، و نقل فی الخلاف عن بعض علمائنا أنه یطرحهما و یصلی عریانا، و جعله فی المبسوط روایه، و اختاره ابن إدریس.

و ربما یظهر من کلام المنتهی احتمال الاکتفاء بالصلاه فی أحد الثوبین، لکنه ذکره فی مقام المنع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 230

مُجَرَّدٌ أَوْ فِیهَا صُورَهٌ أَوْ شَیْ ءٌ مِنَ النَّجَاسَاتِ

[الحدیث 96]

96 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ بَیْنَ یَدَیْهِ مُصْحَفٌ مَفْتُوحٌ فِی قِبْلَتِهِ قَالَ لَا قُلْتُ فَإِنْ کَانَ فِی غِلَافٍ قَالَ نَعَمْ وَ قَالَ لَا یُصَلِّی الرَّجُلُ وَ فِی قِبْلَتِهِ نَارٌ أَوْ حَدِیدٌ قُلْتُ أَ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ مِجْمَرَهُ شَبَهٍ قَالَ نَعَمْ فَإِنْ کَانَ فِیهَا نَارٌ فَلَا یُصَلِّی حَتَّی یُنَحِّیَهَا عَنْ قِبْلَتِهِ وَ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ بَیْنَ یَدَیْهِ

______________________________

قوله: أو شی ء من النجاسات أقول: لم تدل الأخبار الآتیه إلا علی العذره، و هو رحمه الله أعلم بما قال.

الحدیث السادس و التسعون: موثق.

و قال فی المدارک: قال أبو الصلاح: لا یجوز التوجه إلی النار أخذا بظاهر الروایتین، و الأولی حملهما علی الکراهه، لضعف الأولی و عدم صراحه الثانیه فی التحریم. انتهی.

و قال الشیخ البهائی قدس سره فی الحبل المتین: الشبه بتحریک الباء الموحده النحاس الأصفر، هذا. ثم إن المذکور فی کثیر من کتب الفروع کراهه الصلاه و بین یدیه نار، و المستفاد من الأحادیث المنع من استقبال النار لا مطلق کونها بین یدیه. و کون الشی ء بین یدی

الشخص یشمل ما إذا کان مقابلا له مقابله حقیقیه، و ما إذا کان منحرفا عن مقابلته قلیلا. و أبو الصلاح رحمه الله إنما حرم التوجه إلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 231

قِنْدِیلٌ مُعَلَّقٌ وَ فِیهِ نَارٌ إِلَّا أَنَّهُ بِحِیَالِهِ قَالَ إِذَا ارْتَفَعَ کَانَ شَرّاً لَا یُصَلِّی بِحِیَالِهِ.

[الحدیث 97]

97 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ السِّرَاجُ مَوْضُوعٌ بَیْنَ یَدَیْهِ فِی الْقِبْلَهِ- فَقَالَ لَا یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَسْتَقْبِلَ النَّارَ.

وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ لِأَنَّ الَّذِی یُصَلِّی لَهُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ ذَلِکَ

[الحدیث 98]

98 رَوَی ذَلِکَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِیهِ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَمْدَانِیِّ رَفَعَ الْحَدِیثَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

النار، ثم النار فی کتب الفروع مقیده بما إذا کانت مضرمه، و لم أظفر بمستنده.

قوله علیه السلام: کان شرا فی بعض نسخ الکافی" أشر".

و قال الوالد رحمه الله: ما وجد بخطه مشتبه بین" سواء" و" شرا" و بعض النساخ کتب کالأول و بعضهم کالثانی، و إن کانت إلی الثانی أقرب، و فی الکافی أشد. انتهی.

الحدیث السابع و التسعون: صحیح.

الحدیث الثامن و التسعون: مرفوع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 232

لَا بَأْسَ أَنْ یُصَلِّیَ الرَّجُلُ وَ النَّارُ وَ السِّرَاجُ وَ الصُّورَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ إِنَّ الَّذِی یُصَلِّی لَهُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنَ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ.

فَهَذِهِ رِوَایَهٌ شَاذَّهٌ وَ مَعَ هَذَا لَیْسَتْ مُسْنَدَهً وَ مَا یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی لَا یُعْدَلُ إِلَیْهِ عَنْ أَخْبَارٍ کَثِیرَهٍ مُسْنَدَهٍ

[الحدیث 99]

99 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ

______________________________

و قال الصدوق قدس الله روحه فی الفقیه بعد إیراد روایه علی بن جعفر السابقه:

هذا هو الأصل الذی یجب أن یعمل به، فأما الحدیث الذی روی عن أبی عبد الله علیه السلام- و ذکر هذه الروایه- فهو حدیث یروی عن ثلاثه من المجهولین بإسناد منقطع، یرویه الحسن بن علی الکوفی و هو معروف، عن الحسین بن عمرو، عن أبیه، عن عمرو بن إبراهیم الهمدانی. و هم مجهولون رفع الحدیث قال: قال أبو عبد الله علیه السلام ذلک، و لکنها رخصه اقترنت بها عله صدرت عن ثقات، ثم اتصلت بالمجهولین و الانقطاع، فمن أخذ بها لم یکن مخطئا، بعد أن یعلم أن الأصل

هو النهی، و أن الإطلاق هو رخصه، و الرخصه رحمه. انتهی.

و مراده إما حمل النهی علی الکراهه، أو حمل الرخصه علی حال الضروره، و الأول أظهر، لتعاضد أخبار الجواز، و کونها معلله و موافقه لأصل الإباحه و نفی الحرج، و کونها أنسب بالشریعه السمحه، و إن کان الأحوط الاجتناب عما نهی عنه بغیر ضروره، و الله یعلم.

الحدیث التاسع و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 233

الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع أُصَلِّی وَ التَّمَاثِیلُ قُدَّامِی وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهَا قَالَ لَا اطْرَحْ عَلَیْهَا ثَوْباً وَ لَا بَأْسَ بِهَا إِذَا کَانَتْ عَنْ یَمِینِکَ أَوْ شِمَالِکَ أَوْ خَلْفِکَ أَوْ تَحْتَ رِجْلِکَ أَوْ فَوْقَ رَأْسِکَ وَ إِنْ کَانَتْ فِی الْقِبْلَهِ فَأَلْقِ عَلَیْهَا ثَوْباً وَ صَلِّ.

[الحدیث 100]

100 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رُبَّمَا قُمْتُ فَأُصَلِّی وَ بَیْنَ یَدَیَّ الْوِسَادَهُ فِیهَا تَمَاثِیلُ طَیْرٍ فَجَعَلْتُ عَلَیْهَا ثَوْباً

______________________________

و الظاهر من الأخبار أنه تکره الصلاه فی بیت فیه صوره حیوان.

و یظهر من بعض الأصحاب موافقا لکلام بعض اللغویین کراهه الصلاه فی بیت فیه تمثال شی ء له وجود فی الخارج کالأشجار و نحوها، و الأظهر عندی اختصاصها بالحیوان.

و تخف الکراهه بکون الصوره علی غیر جهه القبله، أو تحت القدمین، و بکونها مستوره بثوب، أو غیره، أو بنقص فیها لا سیما ذهاب عینیها أو إحداهما و لو ذهب رأسها فأولی، و یحتمل ذهاب الکراهه بأحد هذه الأمور، و إن کان الأحوط الاحتراز منها مطلقا.

الحدیث المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: ربما قمت أی: إذا وقع ذلک علی سبیل الشذوذ و الندره، و إلا فیبعد أن یکون

هذا فی بیته علیه السلام و یصلی فیه دائما، لکراهه الصلاه فی ذلک البیت أیضا، کما یظهر

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 234

[الحدیث 101]

101 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَأَرَی قُدَّامِی فِی الْقِبْلَهِ الْعَذِرَهَ فَقَالَ تَنَحَّ عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتَ وَ لَا تُصَلِّ عَلَی الْجَوَادِّ.

وَ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا بَأْسَ أَنْ یُصَلِّیَ الْإِنْسَانُ مُتَقَلِّداً سَیْفاً فِی غِمْدٍ أَوْ

______________________________

من الأخبار، لکن قد عرفت أنه یظهر من بعض الأخبار دفع الکراهه بذلک.

و روی الصدوق فی إکمال الدین بسند صحیح عن محمد بن جعفر الأسدی أنه کتب إلی القائم صلوات الله علیه یسأله عن المصلی بین یدیه النار و الصوره و السراج؟ فکتب علیه السلام: أنه جائز لمن لم یکن من أولاد عبده الأوثان و النیران یصلی و الصوره و السراج بین یدیه، و لا یجوز ذلک لمن کان من أولاد عبده الأصنام و النیران.

و أقول: هذا التفصیل لم أر قائلا به. و یمکن حملهما علی أنهما بالنسبه إلی أولاد عبده النیران و الأوثان أشد کراهه، و لا یبعد حمل المطلق [علیه] لکون الخبر صحیحا.

الحدیث الحادی و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: و لا تصل علی الجواد کان المراد أن الغالب أن العذره تکون فی أطراف الطریق، و التنحی یمکن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 235

فِی کُمِّهِ سِکِّینٌ فِی قِرَابِهَا أَوْ غَیْرُ ذَلِکَ مِنَ الْحَدِیدِ إِذَا احْتَاجَ إِلَی إِحْرَازِهِ فِیهِ وَ إِذَا صَلَّی وَ فِی إِصْبَعِهِ

خَاتَمٌ مِنْ حَدِیدٍ لَمْ یَضُرَّهُ ذَلِکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی

[الحدیث 102]

102 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَهَ عَنْ مُوسَی بْنِ أُکَیْلٍ النُّمَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الْحَدِیدِ أَنَّهُ حِلْیَهُ أَهْلِ النَّارِ وَ الذَّهَبَ حِلْیَهُ أَهْلِ الْجَنَّهِ وَ جَعَلَ اللَّهُ الذَّهَبَ فِی الدُّنْیَا زِینَهَ النِّسَاءِ فَحَرَّمَ عَلَی الرِّجَالِ لُبْسَهُ وَ الصَّلَاهَ فِیهِ وَ جَعَلَ اللَّهُ الْحَدِیدَ فِی الدُّنْیَا زِینَهَ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ فَحَرَّمَ عَلَی الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ أَنْ یَلْبَسَهُ فِی الصَّلَاهِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ قِبَالَ عَدُوٍّ فَلَا بَأْسَ بِهِ قَالَ قُلْتُ لَهُ فَالرَّجُلُ فِی السَّفَرِ یَکُونُ مَعَهُ السِّکِّینُ فِی خُفِّهِ لَا یَسْتَغْنِی عَنْهُ أَوْ فِی سَرَاوِیلِهِ مَشْدُوداً وَ الْمِفْتَاحُ یَخْشَی إِنْ وَضَعَهُ ضَاعَ أَوْ یَکُونُ فِی وَسَطِهِ الْمِنْطَقَهُ مِنْ حَدِیدٍ قَالَ لَا بَأْسَ بِالسِّکِّینِ وَ الْمِنْطَقَهِ لِلْمُسَافِرِ أَوْ فِی وَقْتِ ضَرُورَهٍ وَ کَذَلِکَ الْمِفْتَاحُ إِذَا خَافَ الضَّیْعَهَ وَ النِّسْیَانَ وَ لَا بَأْسَ بِالسَّیْفِ وَ کُلِّ آلَهِ السِّلَاحِ فِی الْحَرْبِ وَ فِی غَیْرِ ذَلِکَ لَا یَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الْحَدِیدِ فَإِنَّهُ نَجَسٌ مَمْسُوخٌ.

وَ قَدْ قَدَّمْنَا رِوَایَهَ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ أَنَّ الْحَدِیدَ مَتَی کَانَ فِی غِلَافٍ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهِ

______________________________

أن یکون فی جهه الطریق أو فی جهه أخری، و المراد أنه لا تنح فی تلک الجهه.

قوله رحمه الله: فإذا صلی و فی إصبعه خاتم لم یورد الشیخ خبرا یدل علی ذلک.

الحدیث الثانی و المائه: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 236

[الحدیث 103]

103 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا یُصَلِّی الرَّجُلُ وَ فِی یَدِهِ خَاتَمُ حَدِیدٍ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْقُبُورِ حَتَّی یَکُونَ بَیْنَ الْإِنْسَانِ

وَ بَیْنَهُ حَائِلٌ

______________________________

المشهور کراهه استصحاب الحدید البارز فی الصلاه.

و قال الشیخ فی النهایه: و لا تجوز الصلاه إذا کان مع الإنسان شی ء من حدید مشتهر مثل السکین و السیف، و إن کان فی غمد أو قراب فلا بأس بذلک.

و عن ابن البراج أنه عد ثوب الإنسان إذا کان فیه سلاح مشهر مثل سکین أو سیف مما لا تصح الصلاه فیه علی حال، قال: و کذلک إذا کان فی کمه مفتاح حدید إلا أن یلفه بشی ء، و إذا کان معه دراهم سود إلا أن یلفه فی شی ء.

لنا علی الجواز الأصل و إطلاق الأمر بالصلاه فلا یتقید إلا بدلیل، و علی الکراهه روایه السکونی هذه الروایه.

و المراد بالنجاسه هنا الاستخباث، و کراهه استصحابه فی الصلاه، کما ذکره فی المعتبر، لأنه لیس بنجس بإجماع الطوائف.

قال المحقق رحمه الله: و تسقط الکراهه مع ستره، وقوفا بالکراهه علی موضع الاتفاق ممن کرهه، و هو حسن، بل قال السید رحمه الله: و یمکن القول بانتفاء الکراهه لضعف المستند.

الحدیث الثالث و المائه: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 237

[الحدیث 104]

104 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی بَیْنَ الْقُبُورِ قَالَ لَا یَجُوزُ ذَلِکَ إِلَّا أَنْ یَجْعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْقُبُورِ إِذَا صَلَّی عَشَرَهَ أَذْرُعٍ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ عَشَرَهَ أَذْرُعٍ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَشَرَهَ أَذْرُعٍ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَشَرَهَ أَذْرُعٍ عَنْ یَسَارِهِ ثُمَّ یُصَلِّی إِنْ شَاءَ

______________________________

الحدیث الرابع و المائه: موثق.

و قال فی المنتهی: تکره

الصلاه فی المقابر، ذهب إلیه علماؤنا. قال: و نقل الشیخ عن بعض علمائنا القول بالبطلان، و قال: تکره الصلاه إلی القبور و أن یتخذ القبر مسجدا یسجد علیه. و قال ابن بابویه: لا تجوز فیهما. و هو قول بعض الجمهور، ثم قال: لو کان بینه و بین القبر حائل أو بعد عشره أذرع لم یکن بالصلاه إلیه بأس.

و أقول: أبو الصلاح حرمها و تردد فی بطلانها، و قول المفید کما تری، و قال فی تتمه هذا الکلام: أو قدر لبنه، أو عنزه منصوبه، أو ثوب موضوع.

و أقول: علی القول بالکراهه أو الحرمه الحکم برفعهما بالحوائل التی ذکرها مشکل و لم نر مستنده، و أما عشره أذرع فمستنده هذه الروایه، و استندوا فی التحریم أیضا إلیها، و هی عندنا لیست بقویه، و قد عارضتها روایات صحیحه و قویه، کصحیحی علی بن یقطین و علی بن جعفر الدالین علی عدم البأس فی الصلاه بین

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 238

[الحدیث 105]

105 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ بَیْنَ الْمَقَابِرِ مَا لَمْ یَتَّخِذِ الْقَبْرَ قِبْلَهً.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ إِلَی قِبْلَهٍ فِیهَا قَبْرُ إِمَامٍ وَ الْأَصْلُ مَا قَدَّمْنَاهُ

[الحدیث 106]

106 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

______________________________

القبور و الروایه الآتیه.

فغایه ما یمکن إثباته مع تلک المعارضات الکراهه، بل یمکن المناقشه فیها أیضا. نعم الأحوط عدم التوجه إلی قبر غیر الأئمه علیهم السلام، لحسنه زراره و الموثقه الآتیه. و ألحق جماعه من الأصحاب بالقبور القبر و القبرین، و مستنده غیر واضح.

الحدیث الخامس و المائه: موثق.

قوله رحمه الله: و قد روی فیما عندنا من المقنعه هکذا: و قد قیل: لا بأس بالصلاه إلی قبله بها قبر إمام، و الأفضل ما ذکرناه، و یصلی الزائر مما یلی رأس الإمام، فهو أفضل من أن یصلی إلی القبر من غیر حائل بینه و بینه علی حال.

الحدیث السادس و المائه: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 239

الْحِمْیَرِیُّ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الْفَقِیهِ ع أَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَزُورُ قُبُورَ الْأَئِمَّهِ ع هَلْ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَسْجُدَ عَلَی الْقَبْرِ أَمْ لَا وَ هَلْ یَجُوزُ لِمَنْ صَلَّی عِنْدَ قُبُورِهِمْ أَنْ یَقُومَ وَرَاءَ الْقَبْرِ وَ یَجْعَلَ الْقَبْرَ قِبْلَهً وَ یَقُومَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَتَقَدَّمَ الْقَبْرَ وَ یُصَلِّیَ وَ یَجْعَلَهُ خَلْفَهُ أَمْ لَا فَأَجَابَ ع وَ قَرَأْتُ التَّوْقِیعَ وَ مِنْهُ نَسَخْتُ أَمَّا السُّجُودُ عَلَی الْقَبْرِ فَلَا یَجُوزُ فِی نَافِلَهٍ وَ لَا فَرِیضَهٍ وَ لَا زِیَارَهٍ بَلْ یَضَعُ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ عَلَی الْقَبْرِ وَ أَمَّا

الصَّلَاهُ فَإِنَّهَا خَلْفَهُ یَجْعَلُهُ الْأَمَامَ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ

______________________________

و محمد بن أحمد ممدوح بمدح لا یقصر عن التوثیق.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: الواسطه بین الشیخ و بینه الشیخ المفید طاب ثراه، فالحدیث صحیح لأن الثلاثه ثقات من وجوه أصحابنا، و المحقق فی المعتبر قال: إنه ضعیف. و لعل السبب فی ذلک کونه مکاتبه.

قوله: و یقوم فی الاحتجاج: أم یقوم.

قوله: و لا فریضه و لا زیاره بل یضع فی الاحتجاج هکذا: و لا فریضه و لا زیاره، و الذی علیه العمل أن یضع خده الأیمن علی القبر، و أما الصلاه فإنها خلفه و یجعل القبر أمامه، و لا یجوز أن یصلی بین یدیه و لا عن یمینه و لا عن یساره، لأن الإمام صلی الله علیه لا یتقدم علیه و لا یساوی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 240

بَیْنَ یَدَیْهِ لِأَنَّ الْإِمَامَ لَا یُتَقَدَّمُ وَ یُصَلِّی عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ

______________________________

قوله: و یصلی عن یمینه و شماله الظاهر أنه عطف علی" لا یجوز" و یحتمل عطفه علی" لا یتقدم".

و قال فی مشرق الشمسین: هذا الخبر یدل علی عدم جواز وضع الجبهه علی قبر الإمام علیه السلام لا فی الصلاه و لا فی الزیاره، بل یضع خده الأیمن، و علی عدم جواز التقدم علی الضریح المقدس حال الصلاه، لأن قوله علیه السلام" یجعله الإمام" صریح فی جعل القبر بمنزله الإمام فی الصلاه، فکما أنه لا یجوز للمأموم أن یتقدم علی الإمام، بأن یکون موقفه أقرب إلی القبله من موقف الإمام، بل یجب أن یتأخر عنه أو یساویه فی الموقف یمینا أو شمالا، فکذا هنا. و هذا هو المراد بقوله علیه السلام" و لا یجوز

أن یصلی بین یدیه، لأن الإمام لا یتقدم و یصلی عن یمینه و شماله".

و الحاصل أن المستفاد من هذا الحدیث أنه کل ما ثبت للمأموم من وجوب التأخر عن الإمام أو المساواه له و تحریم التقدم علیه، ثابت للمصلی بالنسبه إلی الضریح المقدس من غیر فرق، فینبغی لمن یصلی عند رأس الإمام علیه السلام أو عند رجلیه أن یلاحظ ذلک.

و ربما یستفاد من ذلک الحدیث المنع من استدبار ضرائحهم صلوات الله علیهم فی غیر الصلاه، نظرا إلی أن قوله علیه السلام" لأن الإمام لا یتقدم" عام فی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 241

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ وَ عَلَیْهِ عِمَامَهٌ أَوْ لِثَامٌ حَتَّی یَکْشِفَ عَنْ جَبْهَتِهِ مَوْضِعَ السُّجُودِ وَ یَکْشِفَ عَنْ فِیهِ لِقِرَاءَهِ الْقُرْآنِ أَمَّا کَشْفُ الْجَبْهَهِ فَقَدْ بَیَّنَّاهُ فِیمَا تَقَدَّمَ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 107]

107 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ هُوَ یُومِئُ عَلَی دَابَّتِهِ مُتَعَمِّماً قَالَ یَکْشِفُ مَوْضِعَ السُّجُودِ.

فَأَمَّا اللِّثَامُ فَالَّذِی یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُ لَا یَجُوزُ مَا رَوَاهُ

______________________________

الصلاه و غیرها.

و دل أیضا علی جواز الصلاه إلی قبر الإمام علیه السلام إذا کان إلی القبله، و الله أعلم.

قوله رحمه الله: حتی یکشف عن جبهته قال الوالد رحمه الله: کأنه لا یتفرع هذا الکشف علی وجود اللثام، علی ما یرشد إلیه قوله" و أما اللثام" إلی آخره.

الحدیث السابع و المائه: مرسل.

قوله علیه السلام: یکشف موضع السجود بأن یسجد علی قربوس سرجه، أو یرفع شیئا یضعه علی جبهته فی الإیماء أیضا.

ملاذ الأخیار

فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 242

[الحدیث 108]

108 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَ یُصَلِّی الرَّجُلُ وَ هُوَ مُتَلَثِّمٌ فَقَالَ أَمَّا عَلَی الْأَرْضِ فَلَا وَ أَمَّا عَلَی الدَّابَّهِ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 109]

109 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ هُوَ مُتَلَثِّمٌ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 110]

110 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَمَّنْ ذَکَرَهُ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحَدِهِمَا ع

______________________________

الحدیث الثامن و المائه: مجهول کالصحیح.

قوله علیه السلام: و أما علی الدابه فلا بأس لمکان العدو، لأن فائده اللثام دفع العدو بأن لا یعرفه، و أما علی الأرض فضرره نادر.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لا یظهر للتفرقه إن أرید باللثام ما یشد علی الفم وجه واضح إن کان مانعا من القراءه. و إن حمل علی اللثام الغیر المانع فربما یظهر الفارق، إلا أن الظاهر أن الحکم حینئذ الکراهه.

الحدیث التاسع و المائه: موثق.

الحدیث العاشر و المائه: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 243

أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ یَقْرَأَ الرَّجُلُ فِی الصَّلَاهِ وَ ثَوْبُهُ عَلَی فِیهِ.

فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ هُوَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَمْنَعِ اللِّثَامُ مِنْ سَمَاعِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ فَأَمَّا مَهْمَا مَنَعَ مِنْ سَمَاعِهِ فَإِنَّهُ لَا یَجُوزُ ذَلِکَ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 111]

111 مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع هَلْ یَقْرَأُ الرَّجُلُ فِی صَلَاتِهِ وَ ثَوْبُهُ عَلَی فِیهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ إِذَا سَمِعَ الْهَمْهَمَهَ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یُکْرَهُ لِلْمَرْأَهِ أَنْ تُصَلِّیَ وَ عَلَیْهَا نِقَابٌ مَعَ التَّمَکُّنِ وَ الِاخْتِیَارِ

______________________________

قوله رحمه الله: فإنه لا یجوز ذلک قال الفاضل التستری رحمه الله: إذا کان الحکم عدم الجواز، فالظاهر أنه عام للراکب و الماشی، لعدم سقوط القراءه عن الماشی، فلا بد من وجه الفرق.

الحدیث الحادی عشر و المائه: صحیح.

و قال فی

المدارک: یستفاد منه تحریم اللثام إذا منع سماع القراءه، و به أفتی المصنف فی المعتبر و العلامه فی التذکره، و هو حسن. انتهی.

و أقول: کان الاکتفاء بسماع الهمهمه، لأنه حینئذ إذا لم یکن اللثام یسمع القراءه صحیحا، و إلا فالاکتفاء بالهمهمه مطلقا مشکل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 244

[الحدیث 112]

112 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فَیَتْلُو الْقُرْآنَ وَ هُوَ مُتَلَثِّمٌ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ وَ إِنْ کَشَفَ عَنْ فِیهِ فَهُوَ أَفْضَلُ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَهِ تُصَلِّی مُتَنَقِّبَهً قَالَ إِذَا کَشَفَتْ عَنْ مَوْضِعِ السُّجُودِ فَلَا بَأْسَ بِهِ وَ إِنْ أَسْفَرَتْ فَهُوَ أَفْضَلُ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ وَ امْرَأَهٌ تُصَلِّی إِلَی جَانِبِهِ أَوْ فِی صَفٍّ وَاحِدٍ وَ مَتَی صَلَّی وَ هِیَ مُسَامِتَهٌ لَهُ فِی صَفِّهِ بَطَلَتْ صَلَاتُهُمَا وَ یَنْبَغِی إِذَا اتَّفَقَ صَلَاتُهَا فِی حَالِ صَلَاتِهِ فِی بَیْتٍ وَاحِدٍ وَ نَحْوِهِ أَنْ تُصَلِّیَ بِحَیْثُ یَکُونُ سُجُودُهَا تُجَاهَ قَدَمَیْهِ فِی سُجُودِهِ وَ کَذَلِکَ إِنْ صَلَّتْ بِصَلَاتِهِ کَانَتْ حَالُهَا مَا وَصَفْنَاهُ

[الحدیث 113]

113 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی زَاوِیَهِ الْحُجْرَهِ وَ امْرَأَتُهُ أَوِ ابْنَتُهُ تُصَلِّی بِحِذَاهُ فِی الزَّاوِیَهِ الْأُخْرَی قَالَ لَا یَنْبَغِی ذَلِکَ فَإِنْ کَانَ بَیْنَهُمَا شِبْرٌ أَجْزَأَهُ یَعْنِی إِذَا کَانَ الرَّجُلُ مُتَقَدِّماً لِلْمَرْأَهِ بِشِبْرٍ

______________________________

الحدیث الثانی عشر و المائه: موثق.

و الاستدلال به علی الکراهه، إذ أفضلیه الترک لا یدل علیها بوجه.

الحدیث الثالث عشر و المائه: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله إنما یدل علی الکراهه لا الحرمه، و کان بهذا لم یقل و یدل علیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 245

..........

______________________________

قوله علیه السلام: فإن کان بینهما شبر فی بعض نسخ الکافی" ستر" بالسین المهمله و التاء.

و قال فی الحبل المتین: المنع من صلاه المرأه بحذاء الرجل و قدامه من دون الحائل و ما فی حکمه محمول عند أکثر المتأخرین و المرتضی و ابن إدریس علی الکراهه،

کما هو الظاهر من قوله علیه السلام" لا ینبغی".

و عند الشیخین و ابن حمزه و أبی الصلاح علی التحریم، بل ادعی علیه الشیخ الإجماع، و اتفق الکل علی زوال الکراهه و التحریم إذا کان بینهما حائل أو مقدار عشره أذرع.

و قوله" یعنی إذا کان" یحتمل أن یکون هو المفسر لذلک، جمعا بینه و بین خبر عمار. و أن یکون المفسر محمد بن مسلم، بأن یکون فهم ذلک من الإمام لقرینه حالیه أو مقالیه.

و قد استبعد بعض الأصحاب هذا التفسیر و اختار جعل" الشبر" بالسین المهمله و التاء المثناه من فوق، و هو کما تری. انتهی.

و أقول: روی ابن إدریس فی السرائر هذه الروایه نقلا من کتاب النوادر للبزنطی عن المفضل عن محمد بن الحلبی عنه علیه السلام، إلی قوله: إلا أن یکون بینهما ستر، فإن کان بینهما ستر أجزأه.

و هذا یؤید القراءه بالمهمله، لکن قوله" یعنی" یأبی عنه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 246

[الحدیث 114]

114 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ وَ الْمَرْأَهِ یُصَلِّیَانِ فِی بَیْتٍ وَاحِدٍ الْمَرْأَهُ عَنْ یَمِینِ الرَّجُلِ بِحِذَاهُ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَکُونَ بَیْنَهُمَا شِبْرٌ أَوْ ذِرَاعٌ ثُمَّ قَالَ کَانَ طُولُ رَحْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص ذِرَاعاً فَکَانَ یَضَعُهُ بَیْنَ یَدَیْهِ إِذَا صَلَّی لِیَسْتُرَهُ مِمَّنْ یَمُرُّ بَیْنَ یَدَیْهِ

______________________________

و ربما یقال فی وجه استبعاد بعض الأصحاب التفسیر إن بلوغ الحجره فی الضیق إلی حد لا یبلغ البعد بین المصلیین فی زاویتها مقدار شبر خلاف الغالب المعتاد.

و لیس بشی ء، لأنه إذا کان المراد کون الرجل أقرب إلی القبله من المرأه بشبر لا یلزم حمل الحجره علی

خلاف مجری العاده.

ثم إن الشهید الثانی رحمه الله اعتبر فی الحائل کونه مانعا من الرؤیه، و کلام سائر الأصحاب مطلق، و هو أظهر.

و فی تنزل الظلام أو فقد البصر منزله الحائط نظر أقربه المنع، و أولی بالمنع منع الصحیح نفسه عن الإبصار، و استوجه فی التحریر الصحه من الأعمی، و استشکل فی من غمض عینیه.

الحدیث الرابع و المائه: مجهول.

و ظاهره أنه یکفی للساتر بین الرجل و المرأه شی ء یکون ارتفاعه شبرا أو ذراعا.

و الظاهر أن المراد بقوله" إلا أن یکون بینهما شبر أو ذراع" أیضا ذلک، بأن یکون المعنی شی ء یکون شبرا أو ذراعا. و یحتل أن یکون الثانی حکما مستأنفا لتحدید الساتر و الأول لتحدید البعد.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 247

[الحدیث 115]

115 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ وَ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَهِ تُزَامِلُ الرَّجُلَ فِی الْمَحْمِلِ یُصَلِّیَانِ جَمِیعاً فَقَالَ لَا وَ لَکِنْ یُصَلِّی الرَّجُلُ فَإِذَا فَرَغَ صَلَّتِ الْمَرْأَهُ.

[الحدیث 116]

116 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ وَ الْمَرْأَهِ یُصَلِّیَانِ جَمِیعاً فِی بَیْتٍ الْمَرْأَهُ عَنْ یَمِینِ الرَّجُلِ بِحِذَاهُ قَالَ لَا حَتَّی یَکُونَ بَیْنَهُمَا شِبْرٌ أَوْ ذِرَاعٌ أَوْ نَحْوُهُ.

[الحدیث 117]

117 سَعْدٌ عَنْ سِنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أُصَلِّی وَ الْمَرْأَهُ إِلَی جَنْبِی وَ هِیَ تُصَلِّی فَقَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَتَقَدَّمَ هِیَ أَوْ أَنْتَ وَ لَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّیَ وَ هِیَ بِحِذَاکَ جَالِسَهٌ أَوْ قَائِمَهٌ

______________________________

الحدیث الخامس عشر و المائه: صحیح.

الحدیث السادس عشر و المائه: ضعیف علی المشهور.

و ظاهره أنه یکفی الشبر و الذراع من أی جانب کان، و حمل علی الخلف.

و ربما یدعی ظهوره أیضا، و لیس ببعید.

و أیضا یحتمل أن یکون المراد البعد بین الموقفین و بین المسجد و الموقف، و حمله بعض الأصحاب علی الثانی لئلا یماس رأسها بدنه.

الحدیث السابع عشر و المائه: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: إلا أن تتقدم أی: فی الزمان لا فی المکان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 248

[الحدیث 118]

118 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ بِحِیَالِهِ امْرَأَهٌ قَائِمَهٌ جُنُبٌ عَلَی فِرَاشِهَا فَقَالَ إِنْ کَانَتْ قَاعِدَهً فَلَا تَضُرُّکَ وَ إِنْ کَانَتْ تُصَلِّی فَلَا.

[الحدیث 119]

119 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یَسْتَقِیمُ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ امْرَأَهٌ تُصَلِّی قَالَ لَا یُصَلِّی حَتَّی یَجْعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا أَکْثَرَ مِنْ عَشَرَهِ أَذْرُعٍ وَ إِنْ کَانَتْ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ

______________________________

الحدیث الثامن عشر و المائه: مجهول علی الظاهر.

لأن إدریس غیر الأشعری الثقه، إذ لم ینقل روایته عن غیر الرضا علیه السلام.

قوله: قائمه جنب علی فراشها قیل: أی أجنبیه. و فی بعض النسخ" علی جنب" و فی الکافی" قائمه علی فراشها جنبه" و الظاهر" نائمه" کما فی بعض نسخ الکافی.

و الظاهر" جنب" بضمتین، فإن الجنب یقع علی الواحد و الجمع و المذکر و المؤنث، و التقیید بالجنابه لأن العامه رووا أن الملائکه لا تدخل بیتا فیه جنب.

الحدیث التاسع عشر و المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 249

یَسَارِهِ جَعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا مِثْلَ ذَلِکَ فَإِنْ کَانَتْ تُصَلِّی خَلْفَهُ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ کَانَتْ تُصِیبُ ثَوْبَهُ وَ إِنْ کَانَتِ الْمَرْأَهُ قَاعِدَهً أَوْ نَائِمَهً أَوْ قَائِمَهً فِی غَیْرِ صَلَاهٍ فَلَا بَأْسَ حَیْثُ کَانَتْ.

[الحدیث 120]

120 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ الْمَرْأَهُ تُصَلِّی بِحِذَاهُ قَالَ لَا بَأْسَ.

فَیَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ ع إِذَا کَانَ الرَّجُلُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْمَرْأَهِ أَکْثَرُ مِنْ

______________________________

و ظاهره عدم الاکتفاء بعشره أذرع، و ظاهر الأصحاب الاکتفاء.

و قال فی الحبل المتین: ربما یعطی بإطلاقه صحه الصلاه بتأخر موقفها عن

موقفه و إن حاذی بعض بدنها بعض حال رکوعها و سجودها، و خبر زراره صریح فی هذا المعنی.

و فی کلام بعض علمائنا تفسیر صلاتها خلفه بتأخرها عنه بحیث لا یحاذی شی ء من بدنها شیئا من بدنه حتی موضع سجودها لقدمه، و للبحث فیه مجال، و لا یخفی أن إلحاقه علیه السلام التاء بالعشر یعطی عدم ثبوت ما نقله بعض اللغویین من أن الذراع مؤنث سماعی.

الحدیث العشرون و المائه: مرسل.

قوله رحمه الله: فیحتمل أن یکون الأحسن الحمل علی إراده الجواز بحمل ما تقدم علی الکراهه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 250

عَشَرَهِ أَذْرُعٍ حَسَبَ مَا ذَکَرَهُ عَمَّارٌ السَّابَاطِیُّ فِی رِوَایَتِهِ الْمُتَقَدِّمَهِ أَوْ تَکُونُ مِنْ وَرَائِهِ وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ إِذَا کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا حَائِلٌ حَسَبَ مَا ذَکَرْنَاهُ فِی أَخْبَارٍ کَثِیرَهٍ فِی أَنَّهُ یَجْعَلُ الرَّجُلُ سَاتِراً بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا

[الحدیث 121]

121 الْعَیَّاشِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْعَمْرَکِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ إِمَامٍ کَانَ فِی الظُّهْرِ فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ بِحِیَالِهِ تُصَلِّی مَعَهُ وَ هِیَ تَحْسَبُ أَنَّهَا الْعَصْرُ هَلْ یُفْسِدُ ذَلِکَ عَلَی الْقَوْمِ وَ مَا حَالُ الْمَرْأَهِ فِی صَلَاتِهَا مَعَهُمْ وَ قَدْ کَانَتْ صَلَّتِ الظُّهْرَ فَقَالَ لَا یُفْسِدُ ذَلِکَ عَلَی الْقَوْمِ وَ تُعِیدُ الْمَرْأَهُ صَلَاتَهَا.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ یُصَلِّیَ وَ عَلَیْهِ قَبَاءٌ مَشْدُودٌ إِلَّا أَنْ یَکُونَ فِی الْحَرْبِ فَلَا یَتَمَکَّنَ مِنْ أَنْ یَحُلَّهُ فَیَجُوزُ ذَلِکَ لِلِاضْطِرَارِ ذَکَرَ ذَلِکَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ وَ سَمِعْنَاهَا مِنَ الشُّیُوخِ مُذَاکَرَهً وَ لَمْ أَعْرِفْ بِهِ خَبَراً مُسْنَداً

______________________________

قوله رحمه الله: و تکون هی من ورائه بعید جدا یأبی عنه قوله" بحذاه" و فی بعض

النسخ" أو تکون".

قال الشیخ البهائی قدس سره: لیس بخطه هنا ألف، بل واو فقط، و فی النسخ ألف.

الحدیث الحادی و العشرون و المائه: مجهول کالصحیح.

قوله علیه السلام: و تعید المرأه صلاتها لیست الصلاه بخطه، و الظاهر أن الإعاده لأجل المحاذاه معهم فی الصلاه،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 251

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ إِذَا کَانَ لَهُ شَعْرٌ أَنْ یُصَلِّیَ وَ هُوَ مَعْقُوصٌ حَتَّی یَحُلَّهُ وَ قَدْ رُخِّصَ ذَلِکَ لِلنِّسَاءِ

[الحدیث 122]

122 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُصَادِفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ صَلَّی صَلَاهً فَرِیضَهً وَ هُوَ

______________________________

و لما کانت صلاتهم سابقه و هی لاحقه بهم لم تبطل صلاتهم بصلاتها، فلا یمکن الاستدلال علی عدم جواز اقتداء العصر بالظهر.

و قال فی المدارک: یمکن حمل الأمر بالإعاده علی الاستحباب، مع أن الأمر بالإعاده لا یتعین کونه بسبب المحاذاه، لاحتمال أن یکون وجهه اقتداؤها فی صلاه العصر بمن صلی الظهر مع اعتقادها أنها العصر، فلا یدل علی أحد الأمرین نصا انتهی.

و اعلم أن إطلاق کلام الأکثر یقتضی عدم الفرق بین اقتران الصلاتین أو سبق إحداهما فی بطلان الکل، و ذهب جماعه من المتأخرین إلی اختصاص البطلان بالمقترنه و المتأخره دون السابقه.

و قال فی الذکری: و لو لم یمکن التباعد بذلک قدم الرجل فی الصلاه وجوبا أو استحبابا إلا مع ضیق الوقت.

الحدیث الثانی و العشرون و المائه: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 252

مَعْقُوصُ الشَّعْرِ قَالَ یُعِیدُ صَلَاتَهُ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَا بَأْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ فِی النَّعْلِ الْعَرَبِیِّ بَلْ صَلَاتُهُ فِیهَا أَفْضَلُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ

فِی النَّعْلِ السِّنْدِیِّ حَتَّی یَنْزِعَهَا وَ لَا یَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی الشُّمِشْکِ

______________________________

قوله علیه السلام: یعید صلاته لعله محمول علی الاستحباب.

قال فی المدارک: عقص الشعر هو جمعه فی وسط الرأس و ظفره ولیه، و القول بتحریمه فی الصلاه و بطلانها به للشیخ رحمه الله و جمع من الأصحاب، و استدل علیه بإجماع الفرقه و بروایه مصادف، و الإجماع ممنوع و الروایه ضعیفه، و من ثم ذهب الأکثر إلی الکراهه، و الحکم مختص بالرجل إجماعا.

قوله رحمه الله: و لا یجوز أن یصلی فی النعل السندی لا أعرف علی ذلک حجه، و کان ترک الشیخ للتعرض له مشعر بذلک، و لا خلاف فی جواز الصلاه فیما یستر ظهر القدم و له ساق.

و اختلف فیما لیس له ساق، کالشمشک بضم الشین و کسر المیم. فذهب المفید و ابن البراج و الشیخ فی النهایه و سلار و المحقق رحمه الله إلی المنع، و ذهب الشیخ فی المبسوط و ابن حمزه و أکثر المتأخرین إلی الجواز، و قیل: بالکراهه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 253

[الحدیث 123]

123 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ قَالَ رَأَیْتُهُ یُصَلِّی فِی نَعْلَیْهِ لَمْ یَخْلَعْهُمَا وَ أَحْسَبُهُ قَالَ رَکْعَتَیِ الطَّوَافِ.

[الحدیث 124]

124 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یُصَلِّی فِی نَعْلَیْهِ غَیْرَ مَرَّهٍ وَ لَمْ أَرَهُ یَنْزِعُهُمَا قَطُّ.

[الحدیث 125]

125 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ فَصَلِّ فِی نَعْلَیْکَ إِذَا کَانَتْ طَاهِرَهً فَإِنَّ ذَلِکَ مِنَ السُّنَّهِ.

[الحدیث 126]

126 وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع صَلَّی حِینَ زَالَتِ الشَّمْسُ یَوْمَ التَّرْوِیَهِ سِتَّ رَکَعَاتٍ

______________________________

تفصیا عن الخلاف. و اعترف المانعون بعدم النص.

و یدل علی الجواز ما رواه فی الاحتجاج عن الحمیری أنه کتب إلی القائم علیه السلام هل یجوز للرجل أن یصلی و فی رجلیه نطیط لا یغطی الکعبین أم لا یجوز؟

فکتب علیه السلام: جائز.

الحدیث الثالث و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث الرابع و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث الخامس و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث السادس و العشرون و المائه: صحیح.

قوله: ست رکعات الظاهر أنها صلاه الإحرام، فیمکن الاستدلال به علی أنه إذا کان فی وقت

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 254

خَلْفَ الْمَقَامِ وَ عَلَیْهِ نَعْلَاهُ لَمْ یَنْزِعْهُمَا.

[الحدیث 127]

127 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ فَصَلِّ فِی نَعْلَیْکَ إِذَا کَانَتْ طَاهِرَهً فَإِنَّهُ یُقَالُ ذَلِکَ مِنَ السُّنَّهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یُصَلِّی فِی الْخُفِّ وَ الْجُرْمُوقِ إِذَا کَانَ لَهُ سَاقٌ

[الحدیث 128]

128 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْخِفَافِ الَّتِی تُبَاعُ فِی السُّوقِ فَقَالَ اشْتَرِ وَ صَلِّ فِیهَا حَتَّی تَعْلَمَ أَنَّهُ مَیِّتٌ بِعَیْنِهِ

______________________________

الفریضه أیضا تستحب تلک الست رکعات، و إن أمکن أن تکون نافله الظهر، لکن الظاهر کونه علیه السلام مسافرا.

و قال فی المدارک: مقتضی الروایات استحباب الصلاه فی النعل مطلقا، و حملها الأصحاب علی العربیه، و لعل وجهه أنها هی المتعارفه فی ذلک الزمان.

الحدیث السابع و العشرون و المائه: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: فإنه یقال کأنه یومئ إلی التقیه.

الحدیث الثامن و العشرون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 255

[الحدیث 129]

129 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ الْجَهْمِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَعْتَرِضُ السُّوقَ فَأَشْتَرِی خُفّاً لَا أَدْرِی أَ ذَکِیٌّ هُوَ أَمْ لَا قَالَ صَلِّ فِیهِ قُلْتُ وَ النَّعْلُ قَالَ مِثْلُ ذَلِکَ قُلْتُ إِنِّی أَضِیقُ مِنْ هَذَا قَالَ أَ تَرْغَبُ عَنَّا کَانَ أَبُو الْحَسَنِ ع یَفْعَلُهُ.

[الحدیث 130]

130 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ لِبَاسِ الْجُلُودِ وَ الْخِفَافِ وَ النِّعَالِ وَ الصَّلَاهِ فِیهَا إِذَا لَمْ تَکُنْ مِنْ أَرْضِ الْمُصَلِّینَ فَقَالَ أَمَّا النِّعَالُ وَ الْخِفَافُ فَلَا بَأْسَ بِهَا

______________________________

الحدیث التاسع و العشرون و المائه: ضعیف.

قوله: عمان کان وجد بخطه رحمه الله" عنا" موضع" عما".

الحدیث الثلاثون و المائه: موثق کالصحیح.

قوله: إذا لم تکن من أرض المصلین یحتمل أن یکون المراد أن أصله لم یکن من أرض المصلین، لکن یکون فی سوق المسلمین و فی أیدیهم، فیکون ما یدل علیه ظاهر العباره من البأس فی الجلود محمولا علی الکراهه، و أن یکون فی أیدی غیر المصلین أیضا، فیکون موافقا لما قیل من جواز الصلاه فیما لا یتم الصلاه فیه من المیته، و الأظهر حمله علی التقیه، لعدم القائل به بیننا ظاهرا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 256

[الحدیث 131]

131 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی جُرْمُوقٍ وَ أَتَیْتُهُ بِجُرْمُوقٍ بَعَثْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ یُصَلَّی فِیهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ یَکْفِی الرَّجُلَ فِی الصَّلَاهِ قَمِیصٌ إِذَا کَانَ صَفِیقاً وَ لَا بُدَّ لِلْمَرْأَهِ مِنْ دِرْعٍ وَ خِمَارٍ فِی الصَّلَاهِ فَقَدْ مَضَی شَرْحُ ذَلِکَ فِیمَا مَضَی مُسْتَوْفًی فَلَا وَجْهَ لِإِعَادَتِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی

[الحدیث 132]

132 وَ رَوَی حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ السُّجُودُ عَلَی مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ إِلَّا مَا أُکِلَ أَوْ لُبِسَ.

[الحدیث 133]

133 وَ قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ- لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَخْبِرْنِی عَمَّا یَجُوزُ السُّجُودُ عَلَیْهِ وَ عَمَّا لَا یَجُوزُ قَالَ السُّجُودُ لَا یَجُوزُ إِلَّا عَلَی الْأَرْضِ أَوْ عَلَی مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ إِلَّا مَا أُکِلَ أَوْ لُبِسَ

______________________________

الحدیث الحادی و الثلاثون و المائه: صحیح.

و فی القاموس: الجرموق کعصفور الذی یلبس فوق الخف. انتهی.

و کأنه معرب سرموزه، و الظاهر أنه لیس له ساق، فیدل علی جواز الصلاه فیما یستر ظهر القدم و لیس له ساق، و إن أمکن أن یکون التجویز لکون الشائع لبسه فوق الخف، و إن کان علی القول بالمنع إذا لم [یکن] متصلا فیه إشکال.

الحدیث الثانی و الثلاثون و المائه: صحیح.

الحدیث الثالث و الثلاثون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 257

[الحدیث 134]

134 وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ السُّجُودُ عَلَی الْأَرْضِ فَرِیضَهٌ وَ عَلَی غَیْرِ الْأَرْضِ سُنَّهٌ.

[الحدیث 135]

135 وَ رُوِیَ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ أَنَّهُ قَالَ مَرَّ بِی أَبُو الْحَسَنِ ع وَ أَنَا أُصَلِّی عَلَی الطَّبَرِیِّ وَ قَدْ أَلْقَیْتُ عَلَیْهِ شَیْئاً فَقَالَ مَا لَکَ لَا تَسْجُدُ عَلَیْهِ أَ لَیْسَ هُوَ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ

______________________________

الحدیث الرابع و الثلاثون و المائه: مرسل.

قوله علیه السلام: فریضه قیل: المراد أن ثوابه ثواب الفریضه و ثواب السجود علی غیره ثواب السنه.

أو أن الأول ظهر بفرض الله، و الثانی من توسعه النبی صلی الله علیه و آله لتفویض إلیه فی ذلک، کما فی کثیر من الأحکام.

و قال فی الذکری: الظاهر أن المراد بالسنه هنا الجائز لا أنه أفضل. انتهی.

و قد أفاد الوالد العلامه نور الله روحه أنه یمکن أن یکون المراد أن الفرض السجود علی الأرض، و المراد إما معناه أو الأعم منها و مما ینبت منها، و أما السجود علی شی ء مخصوص معد لذلک فمن سننه صلی الله علیه و آله، کما روی أنه صلی الله علیه و آله کان له خمره یسجد علیها، و کأنه أحسن التوجیهات لهذا الخبر.

الحدیث الخامس و الثلاثون و المائه: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 258

وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی رِسَالَتِهِ اسْجُدْ عَلَی الْأَرْضِ أَوْ عَلَی مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ وَ لَا تَسْجُدْ عَلَی الْحُصُرِ الْمَدَنِیَّهِ لِأَنَّ سُیُورَهَا مِنْ جِلْدٍ

[الحدیث 136]

136 وَ سَأَلَ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ- أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْجِصِّ یُوقَدُ عَلَیْهِ بِالْعَذِرَهِ وَ عِظَامِ الْمَوْتَی ثُمَّ یُجَصَّصُ بِهِ الْمَسْجِدُ أَ یُسْجَدُ عَلَیْهِ فَکَتَبَ إِلَیْهِ بِخَطِّهِ

______________________________

قوله: و قال علی بن الحسین بن بابویه قال الوالد العلامه طیب الله مضجعه: الظاهر أنه اشتبه علیه، فإنه روی فی الکافی و غیره عن علی بن الریان قال: کتب بعض أصحابنا

إلیه یسأله عن الصلاه علی الخمره المدنیه، فقال: صل فیها ما کان معمولا بخیوطه، و لا تصل علی ما کان معمولا بسیوره.

فالإطلاق لیس بجید، و إن کان یفهم من السیور أن النهی فیما کان بسیور، و لما کانت السیور جلدا و لا یجوز الصلاه علیه نهی عنها.

و الظاهر أن ما کان منها معمولا بالسیور کانت السیور ظاهره مانعه، إما من السجود علی الحصیر و إما من استیعاب الجبهه، فیحمل علی الاستحباب، و إلا فالظاهر أن المسمی کاف کما سیجی ء.

و یمکن أن یکون مذهب علی بن بابویه وجوب الاستیعاب، أو قدر الدراهم الوافی مجتمعا لا متفرقا.

الحدیث السادس و الثلاثون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 259

أَنَّ الْمَاءَ وَ النَّارَ قَدْ طَهَّرَاهُ

______________________________

قوله علیه السلام: إن الماء و النار قد طهراه قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه قد أخذ فیه أن العذره نجسه فی حال التوقید، أو یقال: المراد بالطهاره إزاله القذاره التی تحدث للنفس بسبب التوقید بالعذره لا النجاسه الحقیقیه، و علی الأول یفهم منه تطهیر الماء کیف ما اتفق. انتهی.

و قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: الظاهر أن مراد السائل أن الجص ینجس بملاقاه النجاسه له غالبا، أو أنه یبقی رماد النجس فیه، و أنه ینجس المسجد بالتجصیص، أو أنه یسجد علیه و لا یجوز السجود علی النجس.

و الجواب: یمکن أن یکون باعتبار عدم النجاسه بالملاقاه، و إن کان الظاهر الملاقاه، و یکون المراد بالتطهیر التنظیف.

أو باعتبار تقدیر النجاسه، فإن الماء و النار مطهران له، أما باعتبار توهم السائل کون الرماد النجس معه، فإنه صار بالاستحاله طاهرا، و یکون الماء علاوه التنظیف، فإن مثل هذا الماء یطهر النجاسه الموهومه، کما ورد

عنهم علیهم السلام استحباب صب الماء علی الأرض التی تتوهم نجاستها.

أو باعتبار تقدیر نجاسه الجص بالملاقاه، فإن النار مطهر له بالاستحاله، و یکون هذا القدر من الاستحاله کافیا، و یکون تنظیف الماء علاوه.

أو یقال: إن هذا المقدار من الماء أیضا کاف فی التطهیر، و یکون الغساله طاهره کما هو ظاهر الخبر، أو أن الماء و النار معا مطهران لهذه النجاسه، و لا استبعاد فیه.

و هذا المعنی أظهر و إن لم یقل به أحد فیما وصل إلینا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 260

[الحدیث 137]

137 وَ سَأَلَ دَاوُدُ بْنُ یَزِیدَ- أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ ع عَنِ الْقَرَاطِیسِ وَ الْکَوَاغِذِ الْمَکْتُوبَهِ عَلَیْهَا هَلْ یَجُوزُ السُّجُودُ عَلَیْهَا فَکَتَبَ یَجُوزُ.

[الحدیث 138]

138 وَ سَأَلَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ- أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ ع عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ عَلَی الْمِسْحِ وَ الْبِسَاطِ فَقَالَ لَا بَأْسَ إِذَا کَانَ فِی حَالِ التَّقِیَّهِ وَ لَا بَأْسَ بِالسُّجُودِ عَلَی الثِّیَابِ فِی حَالِ التَّقِیَّهِ.

[الحدیث 139]

139 وَ رُوِیَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلْتُ الرَّجُلُ یَسْجُدُ وَ عَلَیْهِ قَلَنْسُوَهٌ أَوْ عِمَامَهٌ فَقَالَ إِذَا مَسَّ شَیْ ءٌ مِنْ جَبْهَتِهِ الْأَرْضَ فِیمَا بَیْنَ حَاجِبَیْهِ وَ قُصَاصِ شَعْرِهِ فَقَدْ أَجْزَأَهُ عَنْهُ.

تَمَّ الْجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنْ کِتَابِ الصَّلَاهِ وَ یَتْلُوهُ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی بَابُ الْعَمَلِ فِی لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ وَ یَوْمِهَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ وَ الصَّلَاهُ عَلَی خَیْرِ خَلْقِهِ- مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ

______________________________

الحدیث السابع و الثلاثون و المائه: صحیح.

الحدیث الثامن و الثلاثون و المائه: صحیح.

الحدیث التاسع و الثلاثون و المائه: مرسل.

و أقول: کان فی النسخه المعروضه علی خط المصنف رحمه الله: تم الجزء الأول من کتاب الصلاه و یتلوه من الجزء الثانی باب العمل فی لیله الجمعه و یومها.

و أقول: المراد به أنه یتلوه من متن المقنعه باب العمل، کما هو فی الأصل، و إنما وسط أبواب الزیادات فی البین، و الفائده فی أبواب الزیادات إیراد أحکام

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 261

..........

______________________________

لم تذکر فی المتن کما فهمه الأکثر.

و الأظهر عندی أن الشیخ قدس الله روحه کان یکتب و تلامذته کانوا ینسخون منه، ثم کان یطلع علی أخبار أخری، و کان إلحاقها فیما کتبوا موجبا لتغییر النسخ و اختلافها، فکان یعقد لذلک أبواب الزیادات، ثم یعثر علی روایات أخر، فیعقد لذلک باب النوادر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 262

أَبْوَابُ الزِّیَادَاتِ فِی هَذَا الْجُزْءِ

12 بَابُ فَضْلِ الصَّلَاهِ وَ الْمَفْرُوضِ مِنْهَا وَ الْمَسْنُونِ
[الحدیث 1]

1 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَفْضَلِ مَا یَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَی رَبِّهِمْ فَقَالَ لَا أَعْلَمُ شَیْئاً بَعْدَ الْمَعْرِفَهِ أَفْضَلَ مِنَ الصَّلَاهِ

______________________________

أبواب الزیادات فی

هذا الجزء باب فضل الصلاه و المفروض منها و المسنون الحدیث الأول: صحیح.

قوله علیه السلام: لا أعلم شیئا ینبغی تعمیم المعرفه بحیث تشمل جمیع العقائد.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 263

[الحدیث 2]

2 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا یَزَالُ الشَّیْطَانُ ذَعِراً مِنْ أَمْرِ الْمُؤْمِنِ هَائِباً لَهُ مَا حَافَظَ عَلَی الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِذَا ضَیَّعَهُنَّ اجْتَرَأَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 3]

3 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ ص رَجُلٌ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ

______________________________

و اعلم أن العباره تحتمل معنیین:

أحدهما: أن المعرفه أفضل الأعمال، لکن بعد المعرفه لیس شی ء أفضل من الصلاه.

و الثانی: أن الأعمال التی یأتی بها العبد بعد حصول المعارف الخمس الصلاه أفضل منها، إذ لا فضل لعمل بدون المعرفه حتی یکون للصلاه فضل، أو تکون أفضل من غیرها، مع أنه یقتضی أن یکون لغیرها فضل أیضا.

الحدیث الثانی: مجهول.

قوله صلی الله علیه و آله: فإذا ضیعهن إما بالتأخیر عن وقت الفضیله أو الإجزاء، أو عدم رعایه الشرائط الظاهره و الباطنه أو الجمیع.

الحدیث الثالث: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 264

لِی أَنْ یُدْخِلَنِی الْجَنَّهَ فَقَالَ أَعِنِّی بِکَثْرَهِ السُّجُودِ.

[الحدیث 4]

4 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ صَلَاهٌ فَرِیضَهٌ خَیْرٌ مِنْ عِشْرِینَ حَجَّهً وَ حَجَّهٌ خَیْرٌ مِنْ بَیْتٍ مَمْلُوٍّ مِنْ ذَهَبٍ یُتَصَدَّقُ مِنْهُ حَتَّی یَفْنَی

______________________________

قوله صلی الله علیه و آله: بکثره السجود المراد کثره الصلاه، أو کثره السجود، أو طوله. و الإعانه للإشعار بأن الشفاعه بدون ذلک مشکل.

الحدیث الرابع: ضعیف.

و یمکن الجمع بینه و بین ما روی من أفضلیه الحج علی الصلاه بوجوه:

الأول: أن یکون الله تعالی قرر بإزاء کل عمل ثوابا ثم یتفضل بما یشاء فیکون ما یتفضل للصلاه الواحده أکثر مما قرر لأجل الحج، مع قطع النظر عن التفضل بعشرین.

الثانی: أن یکون المراد بالفریضه الصلوات الخمس الیومیه، و بالصلاه التی فضل علیها الحج غیرها، بقرینه أن الأذان و

الإقامه المشتملان علی" حی علی خیر العمل" مختصان بها.

فإن قیل: کیف یجمع بینه و بین الخبر" إن أفضل الأعمال أحمزها"؟

قلنا: علی تقدیر صحته، فالمراد منه أفضل کل نوع من العمل أحمز ذلک النوع.

الثالث: أن المراد بالفریضه مطلق الفریضه و بالمفضل علیها الحج النافله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 265

[الحدیث 5]

5 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ عَمُودَ الدِّینِ الصَّلَاهُ وَ هِیَ أَوَّلُ مَا یُنْظَرُ فِیهِ مِنْ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ

______________________________

الرابع: أن یراد بالعشرین حجه الحج المندوب.

الخامس: أن المراد الحج فی مله غیر تلک المله، أی صلاه تلک الأمه أفضل من عشرین حجه من الأمم الماضیه.

السادس: أن المراد لو صرف زمان الحج و العمره فی الصلاه کان أفضل منها، و هذا الوجه إنما یجری فی الخبر الذی روی" إن خیر أعمالکم الصلاه"، مع بعد فیه أیضا.

السابع: أن یقال: إنه یختلف بحسب الأحوال و الأشخاص، کما نقل أنه صلی الله علیه و آله سئل أی الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاه لأول وقتها. و سئل أیضا أی الأعمال أفضل؟ فقال: بر الوالدین. و سئل أی الأعمال أفضل؟ فقال: حج مبرور. فیختص بما یلیق بالسائل من الأعمال، فیکون لذلک السائل والدان محتاجان إلی بره، و المجاب بالصلاه یکون عاجزا عن الحج و هکذا.

و أورد علی بعض الوجوه: أن الحج أیضا مشتمل علی الصلاه.

و أجیب: بأن المراد الحج بدون الصلاه.

و اعترض علیه: بأنه لا فضل لهذا الحج.

و الجواب: بأن المراد به الحج مع الصلاه إذا أسقط منه ثواب الصلاه و لم یلاحظ معه.

و الجواب علی بعض الوجوه ظاهر، و الله یعلم.

الحدیث الخامس: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 266

فَإِنْ صَحَّتْ نُظِرَ فِی عَمَلِهِ وَ إِنْ لَمْ تَصِحَّ لَمْ یُنْظَرْ فِی بَقِیَّهِ عَمَلِهِ.

[الحدیث 6]

6 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص انْتِظَارُ الصَّلَاهِ بَعْدَ الصَّلَاهِ کَنْزٌ مِنْ کُنُوزِ الْجَنَّهِ.

[الحدیث 7]

7 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ کَانَ عَلَی بَابِ دَارِ أَحَدِکُمْ نَهَرٌ فَاغْتَسَلَ فِی کُلِّ یَوْمٍ مِنْهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَ کَانَ یَبْقَی فِی جَسَدِهِ مِنَ الدَّرَنِ شَیْ ءٌ قُلْنَا لَا قَالَ فَإِنَّ مَثَلَ الصَّلَاهِ کَمَثَلِ النَّهَرِ الْجَارِی کُلَّمَا صَلَّی صَلَاهً کَفَّرَتْ مَا بَیْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ.

[الحدیث 8]

8 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ

______________________________

و کأنه علیه السلام شبه الإیمان بخیمه، و الأعمال الصالحه بما یقیمها و یصلحها، و الصلاه من بینها بالعمود کما سیأتی آنفا. و یدل علی أن قبول سائر الأعمال مشروط بقبول الصلاه.

الحدیث السادس: مجهول.

و الکنز المال المدفون تحت الأرض، و کان التشبیه بالکنز فی النفاسه و کثره المنفعه، لأنه إنما یکنز مثل ذلک. و فی الحدیث من طرق العامه: لا حول و لا قوه إلا بالله کنز من کنوز الجنه. قال بعضهم: أی أجرها مدخر لقائلها کما یدخر الکنز.

الحدیث السابع: موثق.

الحدیث الثامن: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 267

فَضَّالٍ عَنْ عُرْوَهَ ابْنِ أُخْتِ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنْ خَالِهِ شُعَیْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ جَاعَ فَلْیَتَوَضَّأْ وَ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ یَقُولُ یَا رَبِّ إِنِّی جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِی فَإِنَّهُ یُطْعَمُ مِنْ سَاعَتِهِ.

[الحدیث 9]

9 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِکُلِّ شَیْ ءٍ وَجْهٌ وَ وَجْهُ دِینِکُمُ الصَّلَاهُ فَلَا یَشِینَنَّ أَحَدُکُمْ وَجْهَ دِینِهِ وَ لِکُلِّ شَیْ ءٍ أَنْفٌ وَ أَنْفُ الصَّلَاهِ التَّکْبِیرُ.

[الحدیث 10]

10 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِیَّاکُمْ وَ الْکَسَلَ إِنَّ رَبَّکُمْ رَحِیمٌ یَشْکُرُ الْقَلِیلَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ تَطَوُّعاً یُرِیدُ بِهِمَا وَجْهَ اللَّهِ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِمَا الْجَنَّهَ وَ إِنَّهُ لَیَتَصَدَّقُ بِالدِّرْهَمِ تَطَوُّعاً یُرِیدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّهَ وَ إِنَّهُ لَیَصُومُ الْیَوْمَ تَطَوُّعاً یُرِیدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّهَ.

[الحدیث 11]

11 أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ

______________________________

الحدیث التاسع: ضعیف علی المشهور.

قوله صلی الله علیه و آله: و أنف الصلاه التکبیر الظاهر أن المراد التکبیرات المستحبه، و بدونها کأنها مقطوعه الأنف معیوبه، و یحتمل الواجبه أو الأعم.

الحدیث العاشر: مجهول.

الحدیث الحادی عشر: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 268

حُمْرَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَثَلُ الصَّلَاهِ مَثَلُ عَمُودِ الْفُسْطَاطِ إِذَا ثَبَتَ الْعَمُودُ نَفَعَتِ الْأَطْنَابُ وَ الْأَوْتَادُ وَ الْغِشَاءُ وَ إِذَا انْکَسَرَ لَمْ یَنْفَعْ طُنُبٌ وَ لَا وَتِدٌ وَ لَا غِشَاءٌ.

[الحدیث 12]

12 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ صَلَاهً وَاحِدَهً لَمْ یُعَذِّبْهُ وَ مَنْ قَبِلَ مِنْهُ حَسَنَهً لَمْ یُعَذِّبْهُ.

[الحدیث 13]

13 سَعْدٌ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ صَلَاهٍ یَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلَّا نَادَی مَلَکٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ أَیُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَی نِیرَانِکُمُ الَّتِی أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَی ظُهُورِکُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِکُمْ

______________________________

و قال الجوهری: الفسطاط بیت من شعر، و فیه لغات فسطاط و فستاط و فساط و کسر الفاء لغه فیهن.

الحدیث الثانی عشر: حسن.

الحدیث الثالث عشر: ضعیف.

و فی روایه الصدوق رحمه الله: إلا نادی ملک بین یدی الناس قوموا.

و قال الشیخ البهائی قدس سره:" ما من صلاه" من صله لتأکید النفی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 269

..........

______________________________

و الاستثناء مفرغ، و جمله" نادی" حالیه. و المعنی: ما حضر وقت صلاه علی حاله من الحالات إلا مقارنا لنداء الملک. و إنما صح خلو الماضی الواقع حالا عن الواو و" قد" فی أمثال هذه المقامات، لأنه قصد به تعقیب ما بعد" إلا" لما قبلها فأشبه الشرط و الجزاء، صرح به التفتازانی فی المطول و غیره.

" إلی نیرانکم" استعاره مصرحه شبهت الذنوب بالنار فی إهلاک من وقع فیها. و" أوقدتموها" ترشیح و" أطفئوها" ترشیح آخر.

و إن جعلت" نیرانکم" مجازا مرسلا من قبل تسمیه السبب باسم المسبب فالترشیحان علی ما کانا علیه، إذ المجاز المرسل ربما یرشح أیضا، کما قالوه فی قوله صلی

الله علیه و آله: أسرعکن لحوقا بی أطولکن یدا. و لا یبعد أن یجعل الکلام استعاره تمثیلیه من غیر ارتکاب تجوز فی المفردات، بأن تشبه الهیئه المنتزعه من المذنب و تلبسه بالذنب المهلک له، و تخفیف ذلک بالصلاه بالهیئه المنتزعه من موقد النار علی ظهره ثم إطفائه لها.

و هاهنا وجه آخر مبنی علی مقدمه هی أنه قد ذهب بعض أصحاب القلوب إلی أن الأعمال الصالحه هی التی تظهر فی القیامه بصوره نعیم الجنه و حورها و قصورها کما أن الأعمال السیئه تظهر بصوره عذاب النار و عقاربها و حیاتها، و قد ورد فی القرآن و الحدیث ما یرشد إلی ذلک، فعلی هذا یجوز أن یکون" نیرانکم" مجازا مرسلا، علاقته تسمیه الشی ء باسم ما یؤول إلیه، و الترشیح بحاله کما عرفت، و ظنی أن هذا الوجه أحسن من الوجوه الثلاثه السابقه.

و قوله علیه السلام" فأطفئوها بصلاتکم" صریح فی أن الصلاه تکفر الذنوب و تطفئ العقاب المستوعد علیها، و القرآن یدل علیه قال سبحانه" إِنَّ الْحَسَنٰاتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئٰاتِ" و المراد بها الصلوات لسوق الآیه، و قد ورد ذلک فی أحادیث متکثره من طرق العامه و الخاصه منها خبر أبی بصیر المتقدم. و ینبغی تخصیصها

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 270

..........

______________________________

بما عدا الکبائر، کما روی عن النبی صلی الله علیه و آله إن الصلوات کفارات لما بینهن ما اجتنب الکبائر. و الروایات بذلک متظافره.

و ما ورد من أن اجتناب الکبائر مکفر للصغائر لا ینافی ذلک، فلعل کلا منها مکفر لنوع منها، أو أن لکل منها مدخلا فی التکفیر. و لا یمکن أن یحمل علی الصغائر الصادره ممن لا یجتنب الکبائر، لأن" ما" فی قوله"

ما اجتنب الکبائر" ظرفیه، فالمعنی: إن الصلوات تکفر ما بینهن وقت اجتناب الکبائر. انتهی.

و قال بعض الفضلاء: یمکن أن یقال: اجتناب الکبائر یشتمل علی فعل الصلاه فإن ترک الصلاه من أعظم الکبائر، فیصیر حاصل المعنی أن فعل الصلاه مع ترک سائر الکبائر مکفره، و هو عین مفاد الأحادیث السابقه، حیث قید فیها مکفریه الصلاه بترک الکبائر کما ذکر سابقا، و حینئذ لا تتوهم المنافاه حتی تحتاج إلی التکلفات التی ذکره رحمه الله، مع عموم لفظ الذنوب و غیره فی الأحادیث، و کذا لفظ" السیئات" فی القرآن.

و قال بعض المحققین من مشایخنا طیب الله روحه: نعم صیغ العموم مانعه من التبعیض، فقوله رحمه الله" فلعل کلا منهما مکفر لنوع منها" محل تأمل. بقی شی ء و هو أنه یلزم أن تکون الصلاه مکفره وحدها تاره و مع اجتناب سائر الکبائر أخری، فیلزم تعدد عله التکفیر، و الشبهه مبنیه علی الهرب عنه.

و المناقشه بأن المتبادر من الاجتناب أن یکون من أمر وجودی، و ترک الصلاه عدمیه. سهله، إذ یمکن استعماله فیه توسعا.

و الذی یحسم ماده الشبهه أن یقال: أسباب الشرائع علامات و أمارات و لیست بعلل کما صرحوا به، فتعددها لا یکون فاسدا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 271

[الحدیث 14]

14 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ صَلَّیْتُ خَلْفَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع- بِالْمُزْدَلِفَهِ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَانُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ الْمَفْرُوضَاتُ مَنْ أَقَامَ حُدُودَهُنَّ وَ حَافَظَ عَلَی مَوَاقِیتِهِنَّ لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَ لَهُ عِنْدَهُ عَهْدٌ یُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّهَ وَ مَنْ لَمْ یُقِمْ حُدُودَهُنَّ وَ لَمْ یُحَافِظْ

عَلَی مَوَاقِیتِهِنَّ لَقِیَ اللَّهَ وَ لَا عَهْدَ لَهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ.

[الحدیث 15]

15 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ مَا یُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاهُ فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا وَ إِنَّ الصَّلَاهَ إِذَا ارْتَفَعَتْ فِی وَقْتِهَا رَجَعَتْ إِلَی صَاحِبِهَا

______________________________

الحدیث الرابع عشر: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: کذا فی نسخ معتبره، و الظاهر أنه وقع سهوا من قلم الشیخ رحمه الله، و الصواب عن یونس بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن ابن الحجاج کما وقع فی الکافی، و هذا و أشباهه مما یؤنس عدم العمل بالأخبار الآحاد.

قوله علیه السلام: من أقام حدودهن أی: من الشرائط الواجبه و المستحبه.

الحدیث الخامس عشر: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 272

وَ هِیَ بَیْضَاءُ مُشْرِقَهٌ تَقُولُ حَفِظْتَنِی حَفِظَکَ اللَّهُ وَ إِذَا ارْتَفَعَتْ فِی غَیْرِ وَقْتِهَا بِغَیْرِ حُدُودِهَا رَجَعَتْ إِلَی صَاحِبِهَا وَ هِیَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَهٌ تَقُولُ ضَیَّعْتَنِی ضَیَّعَکَ اللَّهُ.

[الحدیث 16]

16 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ هُمْ عَنْ صَلٰاتِهِمْ سٰاهُونَ قَالَ هُوَ التَّضْیِیعُ.

[الحدیث 17]

17 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَامَ فَصَلَّی فَلَمْ یُتِمَّ رُکُوعَهُ وَ لَا سُجُودَهُ فَقَالَ ص نَقَرَ کَنَقْرِ الْغُرَابِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَ هَکَذَا صَلَاتُهُ لَیَمُوتَنَّ عَلَی غَیْرِ دِینِی

______________________________

قوله علیه السلام: إذا ارتفعت فی وقتها الظاهر وقت الفضیله، أو الإجزاء أیضا. و المراد برجوعها: إما رجوعها فی الآخره، أو فی الدنیا بعد الثبت فی علیین، لیکون معه برکه و فضلا.

الحدیث السادس عشر: مجهول.

قوله علیه السلام: هو التضییع أی: المراد بالسهو التأخیر عن وقت الفضیله، أو المراد به تضییع الصلاه بعدم حضور القلب، أو الإخلال بأی وظیفه من الوظائف کانت.

الحدیث السابع عشر: حسن.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: فی هذا الحدیث دلاله علی وجوب الطمأنینه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 273

[الحدیث 18]

18 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیَأْتِی عَلَی الرَّجُلِ خَمْسُونَ سَنَهً مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاهً وَاحِدَهً فَأَیُّ شَیْ ءٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا وَ اللَّهِ إِنَّکُمْ لَتَعْرِفُونَ مِنْ جِیرَانِکُمْ وَ أَصْحَابِکُمْ مَنْ لَوْ کَانَ یُصَلِّی لِبَعْضِکُمْ مَا قَبِلَهَا مِنْهُ لِاسْتِخْفَافِهِ بِهَا إِنَّ اللَّهَ لَا یَقْبَلُ إِلَّا الْحَسَنَ فَکَیْفَ یَقْبَلُ مَا اسْتُخِفَّ بِهِ.

[الحدیث 19]

19 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ مِنَ الصَّلَاهِ فَخَفَّفَ صَلَاتَهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِمَلَائِکَتِهِ أَ مَا تَرَوْنَ إِلَی عَبْدِی کَأَنَّهُ یَرَی أَنَّ قَضَاءَ حَوَائِجِهِ بِیَدِ غَیْرِی أَ مَا یَعْلَمُ أَنَّ قَضَاءَ حَوَائِجِهِ بِیَدِی

______________________________

فی الرکوع و السجود، و العجب من الأصحاب قدس الله أسرارهم کیف لم یستدلوا به علی ذلک؟ مع أنه معتبر السند، و استندوا بحدیث الأعرابی مع کمال ضعفه و روایتی حماد و زراره مع عدم دلاله شی ء منهما علی الوجوب، کما ذکرته فی الحبل المتین.

الحدیث الثامن عشر: صحیح.

الحدیث التاسع عشر: صحیح.

قوله علیه السلام: فخفف صلاته أی: عدها خفیفه، أو جعلها خفیفه بعدم التعقیب بعدها، بقرینه قوله علیه السلام

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 274

[الحدیث 20]

20 عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ هُمْ عَلیٰ صَلٰاتِهِمْ یُحٰافِظُونَ قَالَ هِیَ الْفَرِیضَهُ قُلْتُ- الَّذِینَ هُمْ عَلیٰ صَلٰاتِهِمْ دٰائِمُونَ قَالَ هِیَ النَّافِلَهُ.

[الحدیث 21]

21 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ تَمَثَّلَ بِبَیْتِ شِعْرٍ مِنَ الْخَنَا لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاهٌ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ مَنْ تَمَثَّلَ بِاللَّیْلِ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاهٌ تِلْکَ اللَّیْلَهَ

______________________________

" من الصلاه" و إلا فینبغی أن یقول" إلی الصلاه" لو کان المراد تخفیف أصل الصلاه.

الحدیث العشرون: صحیح.

قوله علیه السلام: هی النافله لأن هاتین الآیتین فی محل واحد، فینبغی تغایر معنییها لئلا یلزم التکرار.

الحدیث الحادی و العشرون: ضعیف علی المشهور.

قوله صلی الله علیه و آله: من الخنا أی: الهجاء و الفحش، أو العشق و المحبه.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله بالحاء المهمله و النون بمعنی التعشق، أی من الإشعار التی تنسب بها. قال: فیما عندنا من القاموس: حنا حنوا و حناه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 275

[الحدیث 22]

22 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْکَرْخِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ حَجَّهٌ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا وَ صَلَاهٌ فَرِیضَهٌ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ حَجَّهٍ.

[الحدیث 23]

23 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَمَّا فَرَضَ اللَّهُ مِنَ الصَّلَاهِ فَقَالَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَقُلْتُ هَلْ سَمَّاهُنَّ اللَّهُ وَ بَیَّنَهُنَّ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ

______________________________

عطفه، إلی أن قال: و حنت علی ولدها حنوا کعلو عطفت.

و یحتمل بالخاء المعجمه و یکون المراد الهجاء. قال الجوهری فی باب المعجمه: الخنا الفحش.

الحدیث الثانی و العشرون: ضعیف.

و اختلاف الفضل باختلاف الصلوات و المصلین.

الحدیث الثالث و العشرون: صحیح.

قوله: من الصلاه قال الشیخ البهائی رحمه الله: لعل تعریف الصلاه للعهد الخارجی، و المراد الصلاه التی یلزم الإتیان بها فی کل یوم و لیله، أو السؤال عما فرض الله سبحانه فی الکتاب العزیز دون ما ثبت فی السنه. و علی الوجهین لا إشکال فی الحصر فی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 276

لِنَبِیِّهِ- أَقِمِ الصَّلٰاهَ لِدُلُوکِ الشَّمْسِ إِلیٰ غَسَقِ اللَّیْلِ وَ دُلُوکُهَا زَوَالُهَا فَفِیمَا بَیْنَ

______________________________

الخمس کما یستفاد من سوق الکلام، بخروج صلاه الآیات و الأموات و الطواف مثلا.

فإن قلت: فی الحمل علی الوجه الأول یشکل بصلاه الجمعه، فإنها مما لا یلزم الإتیان به کل یوم، و ما یلزم الإتیان به کذلک أقل من خمس. و الحمل علی الوجه الثانی أیضا مشکل، فإن الجمعه و العید مما فرضه الله سبحانه فی الکتاب، قال جل و علا" إِذٰا نُودِیَ لِلصَّلٰاهِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَهِ" الآیه،

و قال:" فَصَلِّ لِرَبِّکَ وَ انْحَرْ" و قد قال جماعه من المفسرین: إن المراد صلاه العید بقرینه قوله تعالی" وَ انْحَرْ" أی: انحر الهدی. و روی أنه کان ینحر فیصلی، فأمر أن یصلی ثم ینحر.

قلت: الجمعه مندرجه تحت الظهر و منخرطه فی سلکها، فالإتیان بالظهر فی قوه الإتیان بالجمعه. و تفسیر الصلاه فی الآیه الثانیه بصلاه العید و النحر بنحر الهدی و إن قال به جماعه من المفسرین، إلا أن المروی عن أئمتنا علیهم السلام أن المراد رفع الیدین إلی النحر حال التکبیر فی الصلاه. انتهی.

قوله تعالی لِدُلُوکِ الشَّمْسِ أی: عنده، و اللام للتوقیت.

قال فی مجمع البیان فی بیان الدلوک: فقال قوم زوالها، و هو المروی عن أبی جعفر و أبی عبد الله علیهما السلام. و قیل: غسق اللیل هو أول بدء اللیل، عن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 277

دُلُوکِ الشَّمْسِ إِلَی غَسَقِ اللَّیْلِ أَرْبَعُ صَلَوَاتٍ سَمَّاهُنَّ وَ بَیَّنَهُنَّ وَ وَقَّتَهُنَّ وَ غَسَقُ اللَّیْلِ انْتِصَافُهُ ثُمَّ قَالَ- وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ کٰانَ مَشْهُوداً فَهَذِهِ الْخَامِسَهُ وَ قَالَ

______________________________

ابن عباس.

و قیل: هو انتصاف اللیل، عن أبی جعفر و أبی عبد الله علیهما السلام.

قوله علیه السلام: سماهن و بینهن قال الوالد العلامه طیب الله مرقده: قیل: المراد بالتسمیه المعنی اللغوی.

و قیل: المراد بها و بالتبیین الإجمالیان. و قیل: علی لسان النبی صلی الله علیه و آله أو بفعله.

قوله علیه السلام: و وقتهن إذ یعلم من الآیه أن هذا الوقت وقت لمجموع هذه الصلوات الأربع لیس بین الأوقات فصل، کما قال به بعضهم.

قوله علیه السلام: فهذه الخامسه قال الشیخ البهائی قدس سره: إطلاق قرآن الفجر علی صلاته لعله من تسمیه الکل باسم الجزء.

و قد ذکروا فی تفسیر کونه مشهودا أنها تشهدها ملائکه اللیل و ملائکه النهار. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 278

فِی ذَلِکَ- وَ أَقِمِ الصَّلٰاهَ طَرَفَیِ النَّهٰارِ وَ طَرَفَاهُ الْمَغْرِبُ وَ الْغَدَاهُ- وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ وَ هِیَ صَلَاهُ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ وَ قَالَ حٰافِظُوا عَلَی الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلٰاهِ الْوُسْطیٰ وَ هِیَ صَلَاهُ الظُّهْرِ وَ هِیَ أَوَّلُ صَلَاهٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هِیَ وَسَطُ النَّهَارِ وَ وَسَطُ صَلَاتَیْنِ بِالنَّهَارِ صَلَاهِ الْغَدَاهِ وَ صَلَاهِ الْعَصْرِ وَ فِی بَعْضِ الْقِرَاءَهِ حٰافِظُوا عَلَی الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلٰاهِ الْوُسْطیٰ صَلَاهِ الْعَصْرِ وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِینَ قَالَ فَنَزَلَتْ

______________________________

قوله علیه السلام: فی ذلک أی: فی بیان الصلوات.

و قال الفاضل الأردبیلی قدس الله روحه عند قوله تعالی" أَقِمِ الصَّلٰاهَ طَرَفَیِ النَّهٰارِ": قیل: إن طرفی النهار وقت صلاه الفجر و المغرب. و قیل: غدوه و عشیه، و هی صلاه الصبح و العصر. و قیل: و الظهر أیضا، لأن بعد الزوال کلها عشیه و مساء عند العرب، فتدل علی سعه وقتها فی الجمله، و ینبغی إدخال العشاءین أیضا.

" وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ" قیل: العشاءین. و قیل: أی ساعات من اللیل، و هی ساعاته القریبه من آخر النهار. و قیل:" زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ" أی قربا من اللیل، و حقها علی هذا التفسیر أن یعطف علی الصلاه.

قوله: و فی بعض القراءه الظاهر أنه کلام الإمام علیه السلام، و یحتمل کونه کلام الراوی، بقرینه أن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 279

..........

______________________________

الصدوق أسقطه فی کتاب معانی الأخبار.

ثم إن نسخ الحدیث مختلفه هاهنا، ففی علل الشرائع" و صلاه العصر" کما فی هذا الکتاب، و فی الفقیه و الکافی بدون الواو، و قد قرئ

فی الشواذ بهما.

قال فی الکشاف: فی قراءه ابن عباس و عائشه مع الواو، و فی قراءه حفصه بدون الواو.

فمع الواو أورده علیه السلام تأییدا، و بدونها تبهیما للتقیه. أو هو کلام الراوی کما أشرنا إلیه.

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: قد تضمن هذا الحدیث کون الصلاه الوسطی هی صلاه الظهر، فإنها تتوسط النهار و تتوسط صلاتین نهاریتین، و قد نقل الشیخ فی الخلاف إجماع الفرقه علی ذلک. و قیل: هی العصر لوقوعها وسط الصلوات الخمس فی الیوم و اللیله، و إلیه ذهب السید رحمه الله، بل ادعی الاتفاق علیه.

و قیل: هی المغرب، لأن أقل المفروضات رکعتان و أکثرها أربع و المغرب متوسطه و قیل: هی العشاء لتوسطها بین صلاتی لیل و نهار. و قیل: هی الصبح لذلک.

و قال أیضا: یمکن الاستدلال بهذا الحدیث علی وجوب القنوت، کما هو مذهب بعض علمائنا. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 280

هَذِهِ الْآیَهُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی سَفَرٍ فَقَنَتَ فِیهَا وَ تَرَکَهَا عَلَی حَالِهَا فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ وَ أَضَافَ لِلْمُقِیمِ رَکْعَتَیْنِ وَ إِنَّمَا وُضِعَتِ الرَّکْعَتَانِ اللَّتَانِ

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 280

______________________________

و أقول: یدل الخبر علی کون صلاه الصبح من الصلوات النهاریه، و کون وقتها من النهار لا من اللیل، کما توهمه بعض المعاصرین تبعا لبعض العامه.

و أما تأویله الخبر بأن قوله" بالنهار" صفه للصلاه الوسطی لا للصلاتین، فلا یخفی ما فیه من الرکاکه، إذ کونها بین صلاتین مطلقا کیف

یصیر عله للتسمیه، مع أن کل صلاه کذلک و لا اختصاص له بهذه الصلاه حینئذ.

قوله علیه السلام: و ترکها علی حالها قیل: أی مده ثم أضاف الرکعتین بعد تلک المده.

و أقول: أی لم یضف إلیها رکعتین أخریین، کما أضاف للمقیم فی الظهر و العصر و العشاء.

و قال السید الداماد قدس سره: فالفرائض الیومیه الحضریه یوم الجمعه خمس عشره رکعه، و فی سائر الأیام سبع عشره رکعه، و هی فی السفر إحدی عشره رکعه، فهی من حیث صلاه الجمعه متوسطه بحسب العدد بین السفریه و الحضریه فی غیر یوم الجمعه.

فهذا وجه ثالث یکون صلاه الجمعه هی الصلاه الوسطی، و قوله" وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِینَ" فی صلاه الوسطی أیضا یؤکد هذا القول لمزید اختصاص الجمعه بالقنوت، لأن فیها قنوتین فلیتعرف. انتهی.

قوله علیه السلام: و إنما وضعت الرکعتان أی: وضع الله الرکعتین عن المقیم الذی یصلی جماعه لأجل الخطبتین،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 281

أَضَافَهُمَا النَّبِیُّ ص یَوْمَ الْجُمُعَهِ لِلْمُقِیمِ لِمَکَانِ الْخُطْبَتَیْنِ مَعَ الْإِمَامِ فَمَنْ صَلَّی یَوْمَ الْجُمُعَهِ فِی غَیْرِ جَمَاعَهٍ فَلْیُصَلِّهَا أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ کَصَلَاهِ الظُّهْرِ فِی سَائِرِ الْأَیَّامِ.

[الحدیث 24]

24 حَمَّادٌ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الْفَرْضِ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ الْوَقْتُ وَ الطَّهُورُ وَ الْقِبْلَهُ وَ التَّوَجُّهُ وَ الرُّکُوعُ وَ السُّجُودُ وَ الدُّعَاءُ

______________________________

لأنهما مکان الرکعتین. و یمکن أن یکون المراد إنما قررت الرکعتان للمقیم الذی یصلی منفردا عوضا عن الخطبتین.

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: المراد بالمقیم فی قوله علیه السلام" و أضاف للمقیم" ما یشمل من کان مقیما فی غیر یوم الجمعه و من کان مقیما فیه غیر مکلف بصلاه الجمعه، و المراد بالمقیم المذکور ثانیا إما الأول، علی

أن یکون لامه للعهد الذکری فالجار متعلق بقوله" أضافهما" و أما من فرضه الجمعه فالجار متعلق بقوله" وضعت" أی سقطت لأجله. و أما الظرف أعنی قوله" یوم الجمعه" فمتعلق بقوله" وضعت" علی التقدیرین، فتأمل. انتهی.

و أقول: تعلق" یوم الجمعه" ب" وضعت" و قوله" للمقیم" ب" أضافهما" فی غایه البعد.

ثم إن هذا الخبر یدل علی وجوب صلاه الجمعه مطلقا، و توهم أن المراد بالإمام هنا إمام الکل یأبی عنه قوله" فی غیر جماعه" فتفطن.

و یدل علی أن الأصل فی یوم الجمعه صلاه الجمعه، و أن الظهر بدل عنه علی أظهر الاحتمالات، فتدبر.

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 282

قُلْتُ مَا سِوَی ذَلِکَ فَقَالَ سُنَّهٌ فِی فَرِیضَهٍ

______________________________

قوله: عن الفرض فی الصلاه أی: ما ظهر من القرآن، سواء کان واجبا أو مستحبا، فلا ینافی استحباب القنوت.

و الطهور أعم من الحدث و الخبث، لآیه الوضوء و الغسل، و لقوله تعالی" وَ ثِیٰابَکَ فَطَهِّرْ".

و المراد بالتوجه تکبیره الافتتاح، لقوله تعالی" وَ رَبَّکَ فَکَبِّرْ" أو النیه لقوله تعالی" وَ مٰا أُمِرُوا إِلّٰا لِیَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ" و أمثاله، أو استقبال القبله بأن یکون المراد بالقبله معرفتها لا التوجه إلیها، و هو بعید.

و بالدعاء القنوت، لقوله تعالی" قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِینَ" أو الأعم منه و من الحمد لقوله تعالی" فَاقْرَؤُا مٰا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" و الأول أظهر.

قوله علیه السلام: سنه فی فریضه أی: ظهر وجوبه أو رجحانه من السنه، بأن یوقع فی فعل ظهر وجوبه بالقرآن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 283

[الحدیث 25]

25 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لِلصَّلَاهِ أَرْبَعَهُ آلَافِ حَدٍّ.

[الحدیث 26]

26 وَ رُوِیَ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ لِلصَّلَاهِ أَرْبَعَهُ آلَافِ بَابٍ

______________________________

الحدیث الخامس و العشرون: حسن.

قوله علیه السلام: أربعه آلاف حد أی الواجبات و الأحکام التی نضطر إلیها غالبا.

الحدیث السادس و العشرون: مرسل.

قوله علیه السلام: أربعه آلاف باب أی: من أبواب القرب، أو بمعنی الخبر الأول. و قیل: المراد بالأبواب أبواب السماء التی ترفع منها الصلاه کل من باب أو الأبواب علی التعاقب، فکل صلاه تمر علی کل الأبواب. و قیل: المراد بها مقدماتها التی تتوقف صحه الصلاه علیها من معرفه الله و غیر ذلک.

و فسر الشهید رفع الله درجته الأبواب و الحدود بواجبات الصلاه و مندوباتها، و جعل الواجبات ألفا و صنف لها الألفیه، و المندوبات ثلاثه آلاف و ألف لها النفلیه و قال الوالد قدس سره: لعل المراد بالأبواب و الحدود المسائل المتعلقه بها، أو أسباب الربط إلی جناب قدسه تعالی، فإنه لا یخفی علی العارف أنه من حین توجهه إلیه تعالی و شروعه فی مقدمات الصلاه إلی أن یفرغ منها، یفتح له من

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 284

..........

______________________________

أبواب المعارف ما لا یحصیه إلا الله سبحانه. أو المراد بالحدود المسائل و بالأبواب أبواب الفیض و الفضل، فإن الصلاه معراج المؤمن. انتهی.

و قد ذکر السید الداماد طیب الله تربته وجوها أخری:

منها: أن أقل المراتب من المفروض ألف و من المسنون ألف، و یتبع الأول ألف حرام و الأخیر ألف مکروه، بناء علی أن کل واجب ضده العام حرام، و کل مندوب ضده العام مکروه.

و منها: أن مسائل أبواب العبادات من

الطهاره و الصلاه و الزکاه و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. و فروعها فی المدونات من الکتب و الرسائل تبلغ ذلک المبلغ و تتجاوز علی التضاعف، و جمیع العبادات قد نیط بها قبول الصلاه، کما فی الحدیث: إن تارک الزکاه لا تقبل صلاته، فقد رجع جمیع ذلک إلی حدود الصلاه، و کانت الغایه القصوی منها جمیعا الصلاه، کما أن الغایه القصوی من الصلاه أیضا استتمام المعرفه.

و منها: أن أبواب الصلاه هی أبواب عروجها، و طرق صعود الملائکه الموکله علیها، و هی السماوات إلی السابعه، و الملائکه السماویه فی کل سماء سماء بوابون و موکلون علی الرد و القبول، و هم کثیرون لا یحصیهم إلا الله سبحانه، و ما یعلم جنود ربک إلا هو.

و منها: أن الصلاه یصعد بها إلی سماء سماء إلی السابعه، ثم إلی الکرسی و هو فلک الثوابت، ثم مستودعها العرش و هو الفلک الأقصی، فالأفلاک الثمانیه بملائکتها من العقول و النفوس السماویه أبواب رفع الصلاه و طرق الصعود بها، و حدود نقدها و ردها و قبولها علی ما تکرر ذکره فی الأحادیث عنهم صلوات الله علیهم.

و لا یحیط بطبقات الخلق و الأمر علما و خبرا، و لا یحصیها عددا و قدرا إلا بارئها

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 285

[الحدیث 27]

27 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ قَالَ حَدَّثَنِی ابْنُ رِبَاطٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الْإِسْلَامِ أَصْلِهِ وَ فَرْعِهِ وَ ذِرْوَتِهِ وَ سَنَامِهِ فَقَالَ أَصْلُهُ الصَّلَاهُ وَ فَرْعُهُ الزَّکَاهُ وَ ذِرْوَتُهُ وَ

سَنَامُهُ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ أَبْوَابِ الْخَیْرِ قَالَ الصِّیَامُ جُنَّهٌ وَ الصَّدَقَهُ تُذْهِبُ

______________________________

القیوم تعالی شأنه، و غایه ما یسر للبشر من عباده سبیلا إلی معرفته إثبات الملائکه القاهره و المدبره هنالک بعدد الکرات السماویه و بعدد الدرجات الفلکیه و محیط کل فلک ثلاثمائه و ستون درجه. ثم عد رحمه الله الأفلاک الجزئیه ثمانین و ضرب الدرجات فیها. ثم قال: فهی بأسرها أبواب الصلاه و حدودها، و الله یعلم حقائق کلامهم و هم علیهم السلام.

الحدیث السابع و العشرون: موثق.

قوله صلی الله علیه و آله: الصیام جنه یحتمل أن یکون" الصیام" مبتدأ و" جنه" خبره. و کذا الفقره الثانیه.

و أما الثالثه فخبرها إما محذوف، أی: من أبواب الخیر، أو قوله" یناجی ربه" خبره.

و یحتمل أن تکون" جنه" حالا أو مع مبتدإ محذوف معترضه، و کذا الثانی و حینئذ یستقیم الثالثه بلا تکلف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 286

الْخَطِیئَهَ وَ قِیَامُ الرَّجُلِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یُنَاجِی رَبَّهُ ثُمَّ قَالَ- تَتَجٰافیٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ یُنْفِقُونَ.

[الحدیث 28]

28 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ کُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع بِمِنًی

______________________________

قوله تعالی تَتَجٰافیٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ أی: ترتفع جنوبهم عنها لصلاه اللیل، و هم المتهجدون باللیل الذین یقومون عن فرشهم للصلاه.

قال فی المجمع: و هو المروی عن أبی جعفر و أبی عبد الله علیهما السلام.

قال و قیل: هم الذین لا ینامون حتی یصلوا العشاء فی جماعه. و قیل: هم الذین یصلون ما بین المغرب و العشاء. و

قیل: هم الذین یصلون العشاء و الفجر فی جماعه انتهی.

و أقول: یؤید الثانی ما روی الشیخ فی مجالسه بإسناده عن الصادق علیه السلام فی قوله تعالی" تَتَجٰافیٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ" قال: کانوا لا ینامون حتی یصلوا العتمه" یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً" من عذاب الله" وَ طَمَعاً" فی رحمه الله" وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ یُنْفِقُونَ" فی طاعه الله.

الحدیث الثامن و العشرون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 287

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا تَقُولُ فِی النَّوَافِلِ فَقَالَ فَرِیضَهٌ قَالَ فَفَزِعْنَا وَ فَزِعَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّمَا أَعْنِی صَلَاهَ اللَّیْلِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَهً لَکَ.

[الحدیث 29]

29 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الْکُوفِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی عَمْرٍو الْجَلَّابِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَکْعَتَا الْفَجْرِ تَفُوتُنِی أَ فَأُصَلِّیهِمَا قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لِمَ أَ فَرِیضَهٌ قَالَ فَقَالَ- رَسُولُ

______________________________

قوله: ففزعنا و فزع الرجل قال الشیخ البهائی قدس سره: لعلهم کانوا یتذاکرون خواص النبی صلی الله علیه و آله، و أن الذین فزعوا لم یتفطنوا لکون الکلام فی عبادته صلی الله علیه و آله بل ظنوه عاملا فلذلک فزعوا.

قوله تعالی فَتَهَجَّدْ بِهِ قال البیضاوی: و بعض اللیل فاترک الهجود للصلاه و الضمیر للقرآن" نٰافِلَهً لَکَ" فریضه زائده لک علی الصلوات الفریضه، أو فضیله لک لاختصاص وجوبه بک الحدیث التاسع و العشرون: ضعیف.

و الظاهر أن المراد برکعتی الفجر النافله، و المراد قضاؤها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 288

اللَّهِ ص سَنَّهُمَا فَمَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ ص فَهُوَ فَرْضٌ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلُهُ ع فَمَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ

ص فَهُوَ فَرْضٌ مَعْنَاهُ مُقَدَّرٌ لِأَنَّ الْفَرْضَ مَعْنَاهُ هُوَ التَّقْدِیرُ وَ لَیْسَ یُرِیدُ أَنَّهُ فَرْضٌ یَسْتَحِقُّ تَارِکُهُ الْعِقَابَ یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 30]

30 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی جَمِیلَهَ عَنْ أَبِی أُسَامَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْوَتْرِ فَقَالَ سُنَّهٌ لَیْسَتْ بِفَرِیضَهٍ.

[الحدیث 31]

31 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ الْوَتْرُ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ

______________________________

قوله علیه السلام: سنها أی: قررها بخصوصها، أو داوم علیها.

قوله علیه السلام: فهو فرض أی: بمنزله الفرض فی لزوم المواظبه علیها و قضائها عند خروج وقتها، و لیست سائر النوافل کذلک.

الحدیث الثلاثون: ضعیف.

الحدیث الحادی و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 289

ع وَاجِبٌ وَ هُوَ وَتْرُ اللَّیْلِ وَ الْمَغْرِبُ وَتْرُ النَّهَارِ.

فَلَا یُنَافِی مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ سُنَّهٌ لِأَنَّ الْمَسْنُونَ إِذَا کَانَ مُؤَکَّداً یُسَمَّی وَاجِباً عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ

[الحدیث 32]

32 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ وَهْبٍ أَوْ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تَنَفَّلُوا فِی سَاعَهِ الْغَفْلَهِ وَ لَوْ بِرَکْعَتَیْنِ خَفِیفَتَیْنِ فَإِنَّهُمَا یُورِثَانِ دَارَ الْکَرَامَهِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا سَاعَهُ الْغَفْلَهِ قَالَ مَا بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ

______________________________

قوله علیه السلام: وتر النهار لوقوعها فی طرف النهار و إن کان خارجا، و یومئ إلی أن المراد بطرفی النهار فی الآیه الغداه و المغرب.

الحدیث الثانی و الثلاثون: ضعیف.

و یدل علی جواز الاکتفاء فی نافله المغرب برکعتین خفیفتین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 290

13 بَابُ الْمَوَاقِیتِ
[الحدیث 1]

1 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاتَیْنِ.

[الحدیث 2]

2 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاتَیْنِ.

[الحدیث 3]

3 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع

______________________________

باب المواقیت الحدیث الأول: مجهول.

الحدیث الثانی: مجهول.

الحدیث الثالث: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 291

قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاتَیْنِ.

[الحدیث 4]

4 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مَالِکٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ وَقْتِ الظُّهْرِ فَقَالَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاتَیْنِ.

[الحدیث 5]

5 عَنْهُ عَنِ الْمِیثَمِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی الظُّهْرَ حِینَ زَالَتِ الشَّمْسُ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 6]

6 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِی الرَّجُلِ یُرِیدُ الْحَاجَهَ أَوِ النَّوْمَ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ فَجَعَلَ یُصَلِّی الْأُولَی حِینَئِذٍ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 7]

7 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ وَ ابْنِ رِبَاطٍ

______________________________

الحدیث الرابع: حسن موثق.

قوله علیه السلام: فقد دخل وقت الصلاتین یمکن حمله علی مجموع الصلاتین، کما أن فی الصلاه الواحده إذا زالت لم یدخل وقت جمیع أجزائها بل بالتدریج، فکذا نقول فی الصلاتین، لئلا ینافی الأخبار الداله علی الاختصاص.

الحدیث الخامس: موثق.

الحدیث السادس: موثق.

الحدیث السابع: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 292

عَنْ سَعِیدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ وَقْتِ الظُّهْرِ أَ هُوَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ بَعْدَ الزَّوَالِ بِقَدَمٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِکَ إِلَّا فِی السَّفَرِ أَوْ یَوْمِ الْجُمُعَهِ فَإِنَّ وَقْتَهَا إِذَا زَالَتْ.

[الحدیث 8]

8 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ وَقْتِ الظُّهْرِ قَالَ بَعْدَ الزَّوَالِ بِقَدَمٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِکَ إِلَّا فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ أَوْ فِی السَّفَرِ فَإِنَّ وَقْتَهَا حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ.

[الحدیث 9]

9 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ وَ حُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ وَ ابْنِ رِبَاطٍ وَ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی کُلُّهُمْ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ

______________________________

الحدیث الثامن: حسن موثق.

قوله علیه السلام: بعد الزوال بقدم أو نحو ذلک أقول: قد عرفت سابقا أن تأخیر الصلاه عن أول الوقت إنما هو لإیقاع النافله و النافله تختلف وقتها لاختلافها طولا و قصرا، و لذا عبر علیه السلام هکذا و بناه هنا علی الغالب، فإن غالب الناس إذا شرعوا فی أول الوقت فی النافله یفرغون فی مقدار قدم من ظل قامه الإنسان أو أزید بقلیل أو أنقص بقلیل.

و غایه وقت النافله القدمان، فعبدهما هو الوقت المختص الذی لا یجوز فیه النافله، و یجب تقدیم الفریضه، فلا ینافی استحباب تقدیم الفریضه إذا فرغ من النافله قبل ذلک، کما تدل علیه الأخبار الآتیه، بخلاف الجمعه و السفر فإنه لم تکن فیهما نافله، فأول الوقت وقت الاختصاص بالفریضه.

الحدیث التاسع: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 293

عَنْ وَقْتِ الظُّهْرِ فَقَالَ إِذَا کَانَ الْفَیْ ءُ ذِرَاعاً.

[الحدیث 10]

10 عَنْهُ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ وَقْتُ الظُّهْرِ عَلَی ذِرَاعٍ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَجْهُ فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ هُوَ مَا قَدَّمْنَاهُ فِیمَا مَضَی مِنَ الْکِتَابِ وَ هُوَ أَنَّ مَا تَضَمَّنَتْ مِنْ لَفْظِ الْقَدَمِ وَ الذِّرَاعِ وَ الْقَامَهِ إِنَّمَا ذُکِرَ لِمَکَانِ النَّافِلَهِ وَ قَدْ دَلَلْنَا عَلَی ذَلِکَ وَ أَکْثَرْنَا فِیهِ الْأَخْبَارَ وَ لَیْسَ ذَلِکَ وَقْتَ الْإِجْزَاءِ لِأَنَّهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَهُوَ وَقْتُ الْإِجْزَاءِ غَیْرَ أَنَّ الْأَفْضَلَ أَنْ یُقَدَّمَ عَلَی الْفَرْضِ النَّوَافِلُ إِلَی أَنْ یَصِیرَ الْفَیْ ءُ عَلَی ذِرَاعٍ وَ الَّذِی یَزِیدُ مَا قَدَّمْنَاهُ

وُضُوحاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 11]

11 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ أَ تَدْرِی لِمَ جُعِلَ الذِّرَاعُ وَ الذِّرَاعَانِ قُلْتُ لِمَ قَالَ لِمَکَانِ الْفَرِیضَهِ لَکَ أَنْ تَتَنَفَّلَ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَی أَنْ یَبْلُغَ ذِرَاعاً فَإِذَا بَلَغَ ذِرَاعاً بَدَأْتَ بِالْفَرِیضَهِ وَ تَرَکْتَ النَّافِلَهَ

______________________________

الحدیث العاشر: موثق.

الحدیث الحادی عشر: موثق.

و کأنه سقط ابن رباط من بین سماعه و ابن مسکان.

قوله علیه السلام: لمکان الفریضه أی: لرعایه الفریضه، و أن لا تؤخر عن أول الوقت کثیرا، فقرروا القدمین للنافله رعایه لحق الفریضه، فإن بعد القدمین لا تقدم النافله لئلا تتأخر الفریضه عن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 294

[الحدیث 12]

12 وَ عَنْهُ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ أَ تَدْرِی لِمَ جُعِلَ الذِّرَاعُ وَ الذِّرَاعَانِ قَالَ قُلْتُ لِمَ قَالَ لِمَکَانِ الْفَرِیضَهِ لِئَلَّا یُؤْخَذَ مِنْ وَقْتِ هَذِهِ وَ یُدْخَلَ فِی وَقْتِ هَذِهِ.

[الحدیث 13]

13 عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُثَنًّی الْعَطَّارِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ الرَّوَّاسِیِّ عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ ثَمَانَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ صَلِّ الْفَرِیضَهَ أَرْبَعاً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ سُبْحَتِکَ قَصَّرْتَ أَوْ طَوَّلْتَ فَصَلِّ الْعَصْرَ.

[الحدیث 14]

14 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُغِیرَهَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَهَ قَالَ کُنْتُ أَقِیسُ الشَّمْسَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ یَا عُمَرُ أَ لَا أُنَبِّئُکَ بِأَبْیَنَ مِنْ هَذَا قَالَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ وَقَعَ الظُّهْرُ إِلَّا أَنَّ بَیْنَ یَدَیْهَا سُبْحَهً وَ ذَلِکَ إِلَیْکَ فَإِنْ أَنْتَ خَفَّفْتَ فَحِینَ تَفْرُغُ مِنْ سُبْحَتِکَ وَ إِنْ طَوَّلْتَ فَحِینَ تَفْرُغُ مِنْ سُبْحَتِکَ.

[الحدیث 15]

15 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع أُنَاسٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَهُوَ

______________________________

أول الوقت کثیرا فتضیع کما عرفت.

الحدیث الثانی عشر: موثق.

الحدیث الثالث عشر: موثق.

الحدیث الرابع عشر: حسن موثق.

الحدیث الخامس عشر: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 295

وَقْتٌ لَا یَحْبِسُکَ مِنْهَا إِلَّا سُبْحَتُکَ تُطِیلُهَا أَوْ تَقْصُرُهَا فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِنَّا نُصَلِّی الْأُولَی إِذَا کَانَتْ عَلَی قَدَمَیْنِ وَ الْعَصْرَ عَلَی أَرْبَعَهِ أَقْدَامٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع النِّصْفُ مِنْ ذَلِکَ أَحَبُّ إِلَیَّ.

[الحدیث 16]

16 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنِّی صَلَّیْتُ الظُّهْرَ فِی یَوْمِ غَیْمٍ فَانْجَلَتْ فَوَجَدْتُنِی صَلَّیْتُ حِینَ زَالَ النَّهَارُ قَالَ فَقَالَ لَا تُعِدْ وَ لَا تَعُدْ

______________________________

قوله علیه السلام: النصف من ذلک أحب إلی هذا بناء علی ما ذکرنا من عدم صراحه الأخبار الأوله فی أولویه التأخیر إلی القدمین لیستقیم علی ظاهره، أی: إن أوقعت الظهر بعد القدم، فهو أفضل من إیقاعها بعد القدمین، و کذا العصر بعد القدمین أفضل من بعد الأربعه أقدام.

و أما علی المشهور من استحباب التأخیر، فیمکن حمله علی أن المراد أن النافله فی القدم الأول أفضل منها فی القدم الثانی، و إن کان القدمان جمیعا وقتها، و کذا نافله العصر فی القدم الأول من وقتها لا من مجموع الأربعه.

الحدیث السادس عشر: حسن موثق.

قوله: فوجدتنی أی: وجدت نفسی.

قوله علیه السلام: لا تعد و لا تعد ظاهره أنه بعد تحصیل الظن بالوقت صلی، فلما انجلی ظهر أنها وقعت

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب

الأخبار، ج 4، ص: 296

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَاهُ عَنِ الْمُعَاوَدَهِ إِلَی مِثْلِهِ لِأَنَّ ذَلِکَ فِعْلُ مَنْ لَا یُصَلِّی النَّوَافِلَ وَ لَا یَنْبَغِی الِاسْتِمْرَارُ عَلَی تَرْکِ النَّوَافِلِ وَ إِنَّمَا یَسُوغُ ذَلِکَ عِنْدَ الْعَوَارِضِ وَ الْعِلَلِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ الَّذِی یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 17]

17 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی بِشْرٍ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ مَیْسَرَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فِی طُولِ النَّهَارِ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ قَالَ نَعَمْ وَ مَا أُحِبُّ أَنْ یَفْعَلَ ذَلِکَ فِی کُلِّ یَوْمٍ

______________________________

فی الزوال فصلاته صحیحه، و الأمر بعدم العود بناء علی أنه ینبغی أو یجب تحصیل العلم بالتأخیر، و عدم الاکتفاء بالظن فی ذلک، و إن کان فی الحکم بعدم الإعاده مع وجوب التأخیر إشکال. و أما ما فهمه الشیخ فلا یخفی ما فیه من البعد.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: و لعل یحتمل أن یکون الأول نهیا عن إعاده هذه الصلاه، و الثانی نهیا عن العود إلی مثله، و یحتمل العکس.

الحدیث السابع عشر: مجهول.

و فی الرجال: ابن أبی بشر ثقه واقفی.

و فی أکثر النسخ" معبد بن میسره" و الظاهر معاویه.

قوله: فی طول النهار لعل المراد بطول النهار عرضه، و لعل فائدته أنه لا یختلف الحکم بطول الیوم و قصره، أو المراد أنه إذا زالت الشمس فله أن یصلیهما إلی آخر النهار،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 297

[الحدیث 18]

18 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَصُومُ فَلَا أَقِیلُ حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّیْتُ نَوَافِلِی ثُمَّ صَلَّیْتُ الظُّهْرَ ثُمَّ صَلَّیْتُ نَوَافِلِی ثُمَّ صَلَّیْتُ الْعَصْرَ ثُمَّ نِمْتُ وَ ذَلِکَ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ النَّاسُ فَقَالَ یَا زُرَارَهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ الْوَقْتُ وَ لَکِنِّی أَکْرَهُ لَکَ أَنْ تَتَّخِذَهُ وَقْتاً دَائِماً.

فَإِنْ قِیلَ قَدْ ذَکَرْتُمْ أَنَّهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الْفَرْضِ ثُمَّ قُلْتُمْ إِنَّ الْبِدَایَهَ بِالنَّوَافِلِ أَفْضَلُ وَ هَذَا

یُنَافِی مَا رُوِیَ فِی الْأَخْبَارِ أَنَّهُ لَا تَطَوُّعَ فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ

[الحدیث 19]

19 رَوَی ذَلِکَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَهِ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا لِی لَا أَرَاکَ تَتَطَوَّعُ بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ کَمَا یَصْنَعُ النَّاسُ قَالَ قُلْتُ إِنَّا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتَطَوَّعَ کَانَ تَطَوُّعُنَا فِی غَیْرِ وَقْتِ فَرِیضَهٍ فَإِذَا دَخَلَتِ الْفَرِیضَهُ فَلَا تَطَوُّعَ

______________________________

و حینئذ فی الجواب شی ء.

الحدیث الثامن عشر: حسن موثق.

الحدیث التاسع عشر: موثق.

قوله: فلا تطوع یمکن أن یکون المراد غیر النوافل الیومیه، و هو الشائع من إطلاق التطوع کما أن السنه شائعه فیها.

و یحتمل أن یکون المراد الیومیه، لکن لما دخل الوقت المختص بالفریضه لم تجز النافله، لأن الإقامه لا تکون إلا فیه، و حینئذ یحمل علی ما إذا لم یتلبس

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 298

[الحدیث 20]

20 وَ رَوَی مُعَاوِیَهُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ نَجِیَّهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع تُدْرِکُنِی الصَّلَاهُ فَأَبْدَأُ بِالنَّافِلَهِ قَالَ فَقَالَ لَا ابْدَأْ بِالْفَرِیضَهِ وَ اقْضِ النَّافِلَهَ.

[الحدیث 21]

21 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ وَ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا حَضَرَتِ الْمَکْتُوبَهُ فَابْدَأْ بِهَا فَلَا یَضُرُّکَ أَنْ تَتْرُکَ مَا قَبْلَهَا مِنَ النَّافِلَهِ.

وَ مَا قَدَّمْتُمُوهُ مِنَ الْأَخْبَارِ أَیْضاً مِنْ أَنَّ أَوَّلَ الْوَقْتِ أَفْضَلُ یُؤَکِّدُ هَذِهِ الْأَخْبَارَ فَکَیْفَ تَجْمَعُونَ بَیْنَ هَذِهِ وَ تِلْکَ قُلْنَا أَمَّا الَّذِی تَضَمَّنَتْهُ الْأَخْبَارُ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا مِنْ أَنَّ الصَّلَاهَ فِی أَوَّلِ الْوَقْتِ أَفْضَلُ فَهِیَ مَحْمُولَهٌ عَلَی الْوَقْتِ الَّذِی یَلِی وَقْتَ النَّافِلَهِ لِأَنَّ النَّوَافِلَ إِنَّمَا یَجُوزُ تَقْدِیمُهَا إِلَی أَنْ یَمْضِیَ مِقْدَارُ قَدَمَیْنِ أَوْ ذِرَاعٍ فَإِذَا مَضَی ذَلِکَ الْمِقْدَارُ فَلَا یَجُوزُ

______________________________

بها قبله علی التفصیل المشهور.

الحدیث العشرون: حسن.

الحدیث الحادی و العشرون: مجهول أو موثق علی الظاهر.

لأنه بخط الشیخ رحمه الله زیاد بن أبی عتاب بالعین المهمله و التاء المثناه من فوق و الباء الموحده أخیرا، و هو غیر معروف و إنما المعروف زیاد بن أبی غیاث بالغین و الیاء المثناه من تحت، الثاء المثلثه أخیرا، و هو ثقه، و هو الظاهر کما فی بعض النسخ.

قوله رحمه الله: قلنا قال الفاضل التستری رحمه الله: و یمکن أن یحمل علی أنه أفضل إذا لم یکن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 299

الِاشْتِغَالُ بِالنَّوَافِلِ بَلْ یَنْبَغِی أَنْ یُبْدَأَ بِالْفَرْضِ وَ یَکُونُ ذَلِکَ الْوَقْتُ أَفْضَلَ مِنَ الْوَقْتِ الَّذِی بَعْدَهُ وَ هُوَ وَقْتُ الْمُضْطَرِّ وَ صَاحِبِ الْأَعْذَارِ وَ کُلُّ ذَلِکَ قَدْ أَوْرَدْنَا فِیهِ الْأَخْبَارَ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 22]

22 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الصَّلَاهُ فِی الْحَضَرِ ثَمَانِی رَکَعَاتٍ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ مَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ

أَنْ یَذْهَبَ ثُلُثَا الْقَامَهِ فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا الْقَامَهِ بَدَأْتَ بِالْفَرِیضَهِ.

[الحدیث 23]

23 عَنْهُ عَنِ ابْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الصَّلَاهُ فِی الْحَضَرِ ثَمَانِی رَکَعَاتٍ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ مَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ أَنْ یَذْهَبَ ثُلُثَا الْقَامَهِ فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا الْقَامَهِ بَدَأْتَ بِالْفَرِیضَهِ

______________________________

انتظار جماعه و نحوه، و أما إذا کان انتظار جماعه و نحوه فالأفضل تقدیم النافله، و بهذا ینبه بعض الأخبار الآتیه.

الحدیث الثانی و العشرون: موثق.

الحدیث الثالث و العشرون: ضعیف علی المشهور.

و إن أرید الجمع بین ما دل علیه هذا الخبر من تحدید وقت النافله بثلثی القامه و ما مضی من تحدیدها بالقدمین، یحمل هذا علی الجواز و الأخبار السابقه علی الکراهه بعد القدمین.

و یمکن حمل هذا الخبر علی ثلثی قامتی الرجل، أعنی الذراع لتأکد الاستحباب و إن جاز إلی القدمین.

و یمکن حمله أیضا علی ما إذا انتظر الجماعه، و الله أعلم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 300

[الحدیث 24]

24 عَنْهُ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُصَلِّی الظُّهْرَ عَلَی ذِرَاعٍ وَ الْعَصْرَ عَلَی نَحْوِ ذَلِکَ.

فَإِنْ قِیلَ فَالْأَخْبَارُ الَّتِی تَضَمَّنَتْ أَنَّ أَوَّلَ الْوَقْتِ أَفْضَلُ عَامَّهٌ وَ لَیْسَ فِیهَا تَخْصِیصُ الْوَقْتِ الَّذِی ذَکَرْتُمُوهُ فَمِنْ أَیْنَ قُلْتُمْ ذَلِکَ وَ هَلَّا حَمَلْتُمُوهَا عَلَی الْعُمُومِ قِیلَ لَهُ حَمَلْنَا ذَلِکَ عَلَی مَا قُلْنَاهُ لِئَلَّا تَتَنَاقَضَ الْأَخْبَارُ وَ قَدْ وَرَدَ بِشَرْحِهَا أَیْضاً آثَارٌ

[الحدیث 25]

25 رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَفْضَلِ وَقْتِ الظُّهْرِ قَالَ ذِرَاعٌ بَعْدَ الزَّوَالِ قَالَ قُلْتُ فِی الشِّتَاءِ وَ الصَّیْفِ سَوَاءٌ قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 26]

26 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ جُعِلْتُ فِدَاکَ رَوَی أَصْحَابُنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُمَا قَالا إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاتَیْنِ إِلَّا أَنَّ بَیْنَ یَدَیْهِمَا سُبْحَهً إِنْ شِئْتَ طَوَّلْتَ وَ إِنْ شِئْتَ قَصَّرْتَ وَ رَوَی بَعْضُ مَوَالِیکَ عَنْهُمَا أَنَّ وَقْتَ الظُّهْرِ عَلَی قَدَمَیْنِ مِنَ الزَّوَالِ وَ وَقْتَ الْعَصْرِ عَلَی أَرْبَعَهِ أَقْدَامٍ مِنَ الزَّوَالِ فَإِنْ صَلَّیْتَ قَبْلَ ذَلِکَ لَمْ یُجْزِکَ وَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ یُجْزِی وَ لَکِنَّ الْفَضْلَ فِی انْتِظَارِ الْقَدَمَیْنِ وَ الْأَرْبَعَهِ أَقْدَامٍ وَ قَدْ أَحْبَبْتُ جُعِلْتُ

______________________________

الحدیث الرابع و العشرون: موثق.

الحدیث الخامس و العشرون: موثق.

الحدیث السادس و العشرون: صحیح علی الظاهر.

إذ الظاهر أن عبد الله بن محمد هو الحجال الثقه. و ضمیر" إلیه" راجع إلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 301

فِدَاکَ أَنْ أَعْرِفَ مَوْضِعَ الْفَضْلِ فِی الْوَقْتِ فَکَتَبَ الْقَدَمَانِ وَ الْأَرْبَعَهُ أَقْدَامٍ صَوَابٌ جَمِیعاً.

وَ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 27]

27 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی قَالَ کَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا

______________________________

الرضا علیه السلام.

قوله علیه السلام: صواب جمیعا یمکن أن یکون هذا استئنافا، بأن حکم أولا بالقدمین و الأربعه بأن الفضل فیه، ثم قال: الکل الصواب، فظهر جواز الجمیع و أفضلیتهما. و یحتمل أن یکون خبرا عن القدمین.

و قوله" جمیعا" أی: مجموع القدمین و الأربعه: لکن الأول للظهر و الثانی للعصر. أو القولان اللذان ذکرتهما فی القدمین و الأربعه، کلاهما صواب منقول عنا، لکن مرجعهما إلی واحد، لأن المراد بعدم الإجزاء عدم الإجزاء فی الفضل، أو عدم الإجزاء مع ترک النافله.

و أما مع الفراغ من النافله قبل القدمین، فیجوز تقدیم الفریضه و یجزی فی الفضل، فیظهر منه

صحه الروایه الأولی أیضا، و کان الإبهام للتقیه الشائعه فی المکاتبات.

و قیل: یعنی أنهما صواب فی تحدید موضع الفضل من الوقت، و فی معرفه آخر وقتی النافلتین.

الحدیث السابع و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 302

إِلَی أَبِی الْحَسَنِ ع رُوِیَ عَنْ آبَائِکَ الْقَدَمِ وَ الْقَدَمَیْنِ وَ الْأَرْبَعِ وَ الْقَامَهِ وَ الْقَامَتَیْنِ وَ ظِلِّ مِثْلِکَ وَ الذِّرَاعِ وَ الذِّرَاعَیْنِ فَکَتَبَ ع لَا الْقَدَمِ وَ لَا الْقَدَمَیْنِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاتَیْنِ وَ بَیْنَ یَدَیْهَا سُبْحَهٌ وَ هِیَ ثَمَانُ رَکَعَاتٍ فَإِنْ شِئْتَ طَوَّلْتَ وَ إِنْ شِئْتَ قَصَّرْتَ ثُمَّ صَلِّ صَلَاهَ الظُّهْرِ فَإِذَا فَرَغْتَ کَانَ بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ سُبْحَهٌ وَ هِیَ ثَمَانُ رَکَعَاتٍ إِنْ شِئْتَ طَوَّلْتَ وَ إِنْ شِئْتَ قَصَّرْتَ ثُمَّ صَلِّ الْعَصْرَ.

لِأَنَّ الْوَجْهَ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِنَّمَا نَفَی الْقَدَمَ وَ الْقَدَمَیْنِ حَتَّی لَا یُظَنَّ أَنَّ ذَلِکَ وَقْتٌ لَا یَجُوزُ غَیْرُهُ وَ الَّذِی رَوَی ذَلِکَ رَوَاهُ عَلَی جِهَهِ الْأَفْضَلِ یُبَیِّنُ مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 28]

28 سَعْدٌ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ یُوسُفَ النَّحَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ کَتَبْتُ أَسْأَلُ عَنْ أَوْقَاتِ الصَّلَاهِ

______________________________

قوله: و القدمین کذا فی النسخ، و کذا فیها" القامتین و الذراعین" و کأنها علی الحکایه، فإن فی الأخبار المرویه مثلا صلها إذا کان الفی ء ذراعین أو قدمین أو قامتین کما مر.

و یمکن قراءه روی علی بناء المعلوم بتقدیر الفاعل، لکنه أبعد.

و کذا قوله علیه السلام" و لا القدمین" علی الحکایه، أو بتقدیر فعل نحو لا أقول.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: معتبر و فیه عدم أولویه تأخیر العصر إلی أن یصیر الظل علی الذراعین، و سیجی ء ما یؤیده عن قریب،

حیث جعل الذراعین لانتهاء وقت النافله، لا لابتداء وقت الفریضه، و لعل العمل به أولی.

الحدیث الثامن و العشرون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 303

فَأَجَابَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ سُبْحَتَکَ وَ أُحِبُّ أَنْ یَکُونَ فَرَاغُکَ مِنَ الْفَرِیضَهِ وَ الشَّمْسُ عَلَی قَدَمَیْنِ ثُمَّ صَلِّ سُبْحَتَکَ وَ أُحِبُّ أَنْ یَکُونَ فَرَاغُکَ مِنَ الْعَصْرِ وَ الشَّمْسُ عَلَی أَرْبَعَهِ أَقْدَامٍ فَإِنْ عَجَّلَ بِکَ أَمْرٌ فَابْدَأْ بِالْفَرِیضَتَیْنِ وَ اقْضِ النَّافِلَهَ بَعْدَهُمَا فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَصَلِّ الْفَرِیضَهَ ثُمَّ اقْضِ بَعْدُ مَا شِئْتَ.

فَأَمَّا مَا تَضَمَّنَتْهُ الْأَخْبَارُ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا مِنْ أَنَّهُ لَا تَطَوُّعَ فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ فَمَحْمُولَهٌ عَلَی أَنَّهُ لَا تَطَوُّعَ فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ قَدْ تَضَیَّقَ وَقْتُهَا أَوْ فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ لَمْ یُشْرَعْ فِعْلُ النَّافِلَهِ فِیهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ مِنْ أَنَّهُ إِذَا مَضَی مِنَ الزَّوَالِ قَدَمَانِ أَوْ قَدَمٌ وَ نِصْفٌ فَلَا نَافِلَهَ وَ یَنْبَغِی أَنْ یُبْدَأَ بِالْفَرِیضَهِ وَ عَلَی هَذَا لَا تَنَافِیَ بَیْنَ الْأَخْبَارِ وَ یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 29]

29 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ رِبَاطٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ کَانَ حَائِطُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَامَهً فَإِذَا مَضَی مِنْ فَیْئِهِ ذِرَاعٌ صَلَّی الظُّهْرَ إِذَا مَضَی مِنْ فَیْئِهِ ذِرَاعَانِ صَلَّی الْعَصْرَ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی لِمَ جُعِلَ الذِّرَاعُ وَ الذِّرَاعَانِ قُلْتُ لَا قَالَ مِنْ أَجْلِ الْفَرِیضَهِ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الذِّرَاعِ وَ الذِّرَاعَیْنِ بَدَأْتَ بِالْفَرِیضَهِ وَ تَرَکْتَ النَّافِلَهَ.

[الحدیث 30]

30 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُدَیْسٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ

______________________________

و المکتوب إلیه یحتمل الرضا و الجواد و الهادی علیهم السلام.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: إن کانت القامه و الذراع شیئا واحدا- کما سیجی ء عن قریب- کان آخر وقت الظهر إذا صار ظل کل شی ء مثل ذلک، و آخر وقت العصر إذا صار مثلیه.

الحدیث التاسع و العشرون: موثق.

الحدیث الثلاثون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 304

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا کَانَ الْفَیْ ءُ فِی الْجِدَارِ ذِرَاعاً صَلَّی الظُّهْرَ وَ إِذَا کَانَ ذِرَاعَیْنِ صَلَّی الْعَصْرَ قُلْتُ الْجُدْرَانُ تَخْتَلِفُ مِنْهَا قَصِیرٌ وَ مِنْهَا طَوِیلٌ قَالَ إِنَّ جِدَارَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص کَانَ یَوْمَئِذٍ قَامَهً وَ إِنَّمَا جُعِلَ الذِّرَاعُ وَ الذِّرَاعَانِ لِئَلَّا یَکُونَ تَطَوُّعٌ فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ.

[الحدیث 31]

31 عَنْهُ عَنْ عُبَیْسٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَکِیمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ ع وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الظُّهْرِ زَوَالُ الشَّمْسِ وَ آخِرَ وَقْتِهَا قَامَهٌ مِنَ الزَّوَالِ وَ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ قَامَهٌ وَ آخِرَ وَقْتِهَا قَامَتَانِ قُلْتُ فِی الشِّتَاءِ وَ الصَّیْفِ سَوَاءٌ قَالَ نَعَمْ.

وَ قَدْ بَیَّنَّا فِیمَا مَضَی أَنَّ الْقَامَهَ وَ الذِّرَاعَ عِبَارَهٌ عَنْ شَیْ ءٍ وَاحِدٍ وَ یُؤَکِّدُ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 32]

32 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ خَلِیلٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ زِیَادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَنْظَلَهَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِی کِتَابِ عَلِیٍّ ع

______________________________

الحدیث الحادی و الثلاثون: حسن موثق.

و العبد الصالح هو الکاظم علیه السلام. و لعل هذا الخبر محمول علی التقیه.

أو المراد أنه تبقی فضیله ما للظهر إلی القامه و للعصر إلی القامتین، إن فاتت الفضیلتان المحدودتان بالأذرع.

أو المراد بالقامه الذراع و یکون مبنیا علی سرعه الفراغ من النافله.

أو المراد بعد وقت النافله. أو هو لغیر المتنفل.

الحدیث الثانی و الثلاثون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 305

الْقَامَهُ ذِرَاعٌ وَ الْقَامَتَانِ ذِرَاعَانِ.

[الحدیث 33]

33 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ وَ حُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ وَ عَلِیِّ بْنِ رِبَاطٍ وَ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاهِ الظُّهْرِ فَقَالَ إِذَا کَانَ الْفَیْ ءُ ذِرَاعاً قُلْتُ ذِرَاعاً مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ قَالَ ذِرَاعاً مِنْ فَیْئِکَ قُلْتُ فَالْعَصْرُ قَالَ الشَّطْرُ مِنْ ذَلِکَ قُلْتُ هَذَا شِبْرٌ قَالَ شِبْرٌ أَ وَ لَیْسَ شِبْرٌ کَثِیراً.

فَإِنْ قِیلَ نَرَاکُمْ قَدْ رَتَّبْتُمُ الْأَوْقَاتَ بَعْضَهَا عَلَی بَعْضٍ وَ جَعَلْتُمْ لِبَعْضِهَا فَضْلًا عَلَی بَعْضٍ وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ ذَلِکَ کُلَّهُ سَوَاءٌ

______________________________

و لعل زیاد بن عیسی هو أبو عبیده الحذاء، و یحتمل غیره.

قوله علیه السلام: القامه ذراع هذا لأن المراد بالقامه رحل رسول الله صلی الله علیه و آله و کان ذراعا، أو الظل الباقی من القامه عند الزوال حین بین رسول الله صلی الله علیه و آله ذلک الحکم کما مر.

الحدیث الثالث و الثلاثون: موثق.

قوله: فالعصر یحتمل أن یکون المراد به نافله العصر، لأن وقت فریضه الظهر و نافله العصر فی القدمین

الثانیتین، فمراده علیه السلام أن أولاهما وقت فریضه الظهر و الثانیه وقت نافله العصر، لکنه بعید، و الأظهر ما ذکرنا من عدم استحباب التأخیر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 306

[الحدیث 34]

34 رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ شَجَرَهَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ یَکُونُ أَصْحَابُنَا فِی الْمَکَانِ مُجْتَمِعِینَ فَیَقُومُ بَعْضُهُمْ یُصَلِّی الظُّهْرَ وَ بَعْضُهُمْ یُصَلِّی الْعَصْرَ قَالَ کُلُّ ذَلِکَ وَاسِعٌ.

[الحدیث 35]

35 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِی طَلْحَهَ قَالَ حَدَّثَنِی زُرَارَهُ بْنُ أَعْیَنَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلَانِ یُصَلِّیَانِ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ وَ أَحَدُهُمَا یُعَجِّلُ الْعَصْرَ وَ الْآخَرُ یُؤَخِّرُ الظُّهْرَ قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 36]

36 عَنْهُ عَنِ ابْنِ رِبَاطٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ رُبَّمَا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع وَ قَدْ صَلَّیْتُ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ فَیَقُولُ صَلَّیْتَ الظُّهْرَ فَأَقُولُ نَعَمْ وَ الْعَصْرَ فَیَقُولُ مَا صَلَّیْتُ الظُّهْرَ فَیَقُومُ مُتَرَسِّلًا غَیْرَ مُسْتَعْجِلٍ فَیَغْتَسِلُ أَوْ یَتَوَضَّأُ ثُمَّ یُصَلِّی الظُّهْرَ ثُمَّ یُصَلِّی الْعَصْرَ وَ رُبَّمَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ لَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ فَیَقُولُ قَدْ صَلَّیْتَ الظُّهْرَ فَأَقُولُ لَا فَیَقُولُ قَدْ صَلَّیْتُ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ.

قِیلَ لَهُ لَیْسَ فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ مَا یُنَافِی مَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ ع کُلُّ ذَلِکَ وَاسِعٌ مَحْمُولٌ عَلَی أَنَّ ذَلِکَ کُلَّهُ جَائِزٌ قَدْ سَوَّغَتْهُ الشَّرِیعَهُ وَ إِنْ کَانَ لِبَعْضِهَا فَضْلٌ عَلَی بَعْضٍ وَ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّ ذَلِکَ کُلَّهُ وَاسِعٌ مُتَسَاوٍ فِی الْفَضْلِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ سُوِّغَ ذَلِکَ لَهُمْ لِضَرْبٍ مِنَ التَّقِیَّهِ وَ الِاسْتِصْلَاحِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث الرابع و الثلاثون: موثق.

الحدیث الخامس و الثلاثون: موثق.

الحدیث السادس و الثلاثون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 307

[الحدیث 37]

37 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ سَالِمٍ أَبِی خَدِیجَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلَ إِنْسَانٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ رُبَّمَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا یُصَلِّی الْعَصْرَ وَ بَعْضُهُمْ یُصَلِّی الظُّهْرَ فَقَالَ أَنَا أَمَرْتُهُمْ بِهَذَا لَوْ صَلَّوْا عَلَی وَقْتٍ وَاحِدٍ لَعُرِفُوا فَأُخِذُوا بِرِقَابِهِمْ.

[الحدیث 38]

38 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَتَی جَبْرَئِیلُ ع رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَوَاقِیتِ الصَّلَاهِ فَأَتَاهُ حِینَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الظُّهْرَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ زَادَ الظِّلُّ قَامَهً فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الْعَصْرَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ سَقَطَ الشَّفَقُ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الْعِشَاءَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ طَلَعَ الْفَجْرُ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الصُّبْحَ ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ حِینَ زَادَ فِی الظِّلِّ قَامَهٌ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الظُّهْرَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ زَادَ فِی الظِّلِّ قَامَتَانِ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الْعَصْرَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّیْلِ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الْعِشَاءَ ثُمَّ أَتَاهُ حِینَ نَوَّرَ الصُّبْحُ فَأَمَرَهُ فَصَلَّی الصُّبْحَ ثُمَّ قَالَ مَا بَیْنَهُمَا وَقْتٌ

______________________________

الحدیث السابع و الثلاثون: کالصحیح مختلف فیه.

الحدیث الثامن و الثلاثون: موثق.

قوله علیه السلام: ثم أتاه حین غربت الشمس و إنما لم یختلف وقت المغرب، لأنه لیس له توسعه لانطباق صلاه المغرب مع نوافلها علیه إذا صلی علی تؤده و سکون، کما سیذکره الشیخ رحمه الله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 308

[الحدیث 39]

39 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی بَشِیرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ مَیْسَرَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَتَی جَبْرَئِیلُ ع وَ ذَکَرَ مِثْلَ حَدِیثِ أَبِی خَدِیجَهَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ بَدَلَ الْقَامَهِ وَ الْقَامَتَیْنِ ذِرَاعٍ وَ ذِرَاعَیْنِ.

[الحدیث 40]

40 وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ رِبَاطٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَزَلَ جَبْرَئِیلُ ع عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سَاقَ الْحَدِیثَ مِثْلَ الْأَوَّلِ وَ ذَکَرَ بَدَلَ الْقَامَهِ وَ الْقَامَتَیْنِ قَدَمَیْنِ وَ أَرْبَعَهَ أَقْدَامٍ.

فَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ إِنَّ هَذِهِ الْأَخْبَارَ تُنْبِئُ أَنَّ أَوَّلَ الْوَقْتِ وَ الْآخِرَ سَوَاءٌ لِأَنَّهُ قَالَ مَا بَیْنَهُمَا وَقْتٌ لِأَنَّهُ لَا یَمْتَنِعُ أَنْ یَجْعَلَ مَا بَیْنَ الْوَقْتَیْنِ وَقْتاً وَ إِنْ کَانَ الْأَوَّلُ أَفْضَلَ مِنْهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث التاسع و الثلاثون: مجهول.

قوله: و ذکر مثل حدیث أبی خدیجه کأنه أراد أن یحیل علی خبر ابن وهب، فوقع نظره علی أبی خدیجه، فظن أن هذا من خبره، کما لا یخفی.

الحدیث الأربعون: کالموثق مختلف فیه.

و الحسن بن محمد هو ابن سماعه، کما سیجی ء التصریح به.

قوله رحمه الله: و إن کان الأول أفضل منه قال الفاضل التستری رحمه الله: کان مقتضی هذا الکلام أن صلاه الظهر حین

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 309

[الحدیث 41]

41 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَتَی جَبْرَئِیلُ ع رَسُولَ اللَّهِ ص فَأَعْلَمَهُ مَوَاقِیتَ الصَّلَاهِ فَقَالَ صَلِّ الْفَجْرَ حِینَ یَنْشَقُّ الْفَجْرُ وَ صَلِّ الْأُولَی إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ- وَ صَلِّ الْعَصْرَ بُعَیْدَهَا وَ صَلِّ الْمَغْرِبَ إِذَا سَقَطَ الْقُرْصُ وَ صَلِّ الْعَتَمَهَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ أَسْفِرْ بِالْفَجْرِ فَأَسْفَرَ ثُمَّ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّی کَانَ الْوَقْتُ الَّذِی صَلَّی فِیهِ الْعَصْرَ وَ صَلَّی الْعَصْرَ بُعَیْدَهَا وَ صَلَّی الْمَغْرِبَ قَبْلَ سُقُوطِ الشَّفَقِ وَ صَلَّی الْعَتَمَهَ حِینَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّیْلِ ثُمَّ قَالَ مَا بَیْنَ هَذَیْنِ الْوَقْتَیْنِ وَقْتٌ وَ أَفْضَلُ

الْوَقْتِ أَوَّلُهُ ثُمَّ قَالَ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ لَا أَنِّی أَکْرَهُ أَنْ أَشُقَّ عَلَی أُمَّتِی لَأَخَّرْتُهَا إِلَی نِصْفِ اللَّیْلِ وَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ أُنَاساً مِنْ أَصْحَابِ أَبِی الْخَطَّابِ یُمَسُّونَ بِالْمَغْرِبِ حَتَّی تَشْتَبِکَ النُّجُومُ قَالَ فَقَالَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّنْ یَفْعَلُ هَذَا مُتَعَمِّداً.

[الحدیث 42]

42 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ

______________________________

الزوال أفضل منها حین یذهب من الظل قامه، فکأنه مناف لما قدمه أن الأفضل تقدیم النافله.

الحدیث الحادی و الأربعون: موثق.

قوله علیه السلام: متعمدا أی: طلبا للفضیله، کما یدل علیه السؤال.

الحدیث الثانی و الأربعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 310

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ صَلَّی فِی غَیْرِ وَقْتٍ فَلَا صَلَاهَ لَهُ.

[الحدیث 43]

43 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَأَنْ أُصَلِّیَ الظُّهْرَ فِی وَقْتِ الْعَصْرِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّیَ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ فَإِنِّی إِذَا صَلَّیْتُ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ لَمْ تُحْتَسَبْ لِی وَ إِذَا صَلَّیْتُ فِی وَقْتِ الْعَصْرِ حُسِبَتْ لِی.

[الحدیث 44]

44 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَأَنْ أُصَلِّیَ الظُّهْرَ فِی وَقْتِ الْعَصْرِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّیَ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ فَإِنِّی إِذَا صَلَّیْتُ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ لَمْ تُحْسَبْ لِی وَ إِذَا صَلَّیْتُ فِی وَقْتِ الْعَصْرِ حُسِبَتْ لِی

______________________________

قوله علیه السلام: فی غیر وقت یحتمل الإجزاء و الفضل.

الحدیث الثالث و الأربعون: موثق.

و یظهر منه أن محمد بن زیاد هو محمد بن الحسن بن زیاد العطار.

و کان المقصود من هذا الخبر و الذی بعده الحث علی الاحتیاط فی العلم بدخول الوقت، و عدم الاکتفاء فیه بالظن من الغیم و غیره، فإن مضره التأخیر خروج وقت الفضیله، و هو أفضل من احتمال الوقوع قبل الوقت.

الحدیث الرابع و الأربعون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 311

[الحدیث 45]

45 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی رَجُلٍ صَلَّی الْغَدَاهَ بِلَیْلٍ غَرَّهُ مِنْ ذَلِکَ الْقَمَرُ وَ نَامَ حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ صَلَّی بِلَیْلٍ قَالَ یُعِیدُ صَلَاتَهُ.

[الحدیث 46]

46 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِذَا لَمْ تُرَ الشَّمْسُ وَ لَا الْقَمَرُ وَ لَا النُّجُومُ قَالَ اجْتَهِدْ رَأْیَکَ وَ تَعَمَّدِ الْقِبْلَهَ جُهْدَکَ.

[الحدیث 47]

47 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا رُبَّمَا اشْتَبَهَ الْوَقْتُ عَلَیْنَا فِی یَوْمِ الْغَیْمِ فَقَالَ تَعْرِفُ هَذِهِ الطُّیُورَ الَّتِی عِنْدَکُمْ بِالْعِرَاقِ یُقَالُ لَهَا الدِّیَکَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِذَا

______________________________

الحدیث الخامس و الأربعون: موثق کالصحیح.

قوله: غره من ذلک القمر أی: اغتر بوضوء القمر فی الأفق فظنه بیاض الفجر، و لا خلاف فی وجوب الإعاده إذا وقع الجمیع قبل الوقت.

الحدیث السادس و الأربعون: موثق.

قوله علیه السلام: اجتهد رأیک ظاهر هذا الخبر أنه مخصوص بحکم القبله لا الوقت، و کان الشیخ فهم من الأول الوقت و من الثانی القبله.

الحدیث السابع و الأربعون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 312

ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهَا وَ تَجَاوَبَتْ فَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ قَالَ فَصَلِّهِ.

[الحدیث 48]

48 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی رَجُلٌ مُؤَذِّنٌ فَإِذَا کَانَ یَوْمُ الْغَیْمِ لَمْ أَعْرِفِ الْوَقْتَ قَالَ إِذَا صَاحَ الدِّیکُ ثَلَاثَهَ أَصْوَاتٍ وِلَاءً فَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ وَ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاهِ.

[الحدیث 49]

49 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ وَ زُرَارَهَ بْنِ أَعْیَنَ وَ بُکَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَهَ الْعِجْلِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَقْتُ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ قَدَمَانِ وَ وَقْتُ الْعَصْرِ بَعْدَ ذَلِکَ قَدَمَانِ وَ هَذَا أَوَّلُ وَقْتٍ إِلَی أَنْ یَمْضِیَ أَرْبَعَهُ أَقْدَامٍ لِلْعَصْرِ

______________________________

و أبو عبد الله الفراء کأنه سلیم الفراء و هو ثقه، فالخبر حسن.

قال فی المدارک: قد ورد فی بعض الروایات جواز التعویل فی وقت الزوال علی ارتفاع أصواتها و تجاوبها، و أوردها الصدوق فی الفقیه، و ظاهره الاعتماد علیها، و مال إلیه فی الذکری، و ضعف سندها یمنع من التمسک بها.

الحدیث الثامن و الأربعون: ضعیف.

الحدیث التاسع و الأربعون: صحیح.

قوله علیه السلام: وقت الظهر بعد الزوال أی أول وقت الظهر بعد مضی القدمین للنافله، و أول وقت العصر بعد القدمین قدمان آخران، و هذا أول وقت العصر إلی أن یمضی أربعه أقدام للعصر، فیصیر

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 313

[الحدیث 50]

50 الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ حَدٌّ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لَا.

[الحدیث 51]

51 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ الْفَقِیهُ ع آخِرُ وَقْتِ الْعَصْرِ سِتَّهُ أَقْدَامٍ وَ نِصْفٌ.

وَ أَمَّا مَا رُوِیَ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا مِنْ أَنَّ الْوَقْتَ مُمْتَدٌّ إِلَی غُرُوبِ الشَّمْسِ فَمَحْمُولٌ عَلَی صَاحِبِ الْأَعْذَارِ وَ مَنْ بِهِ ضَرُورَهٌ تَمْنَعُهُ مِنَ الصَّلَاهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ عَلَی مِثْلِ ذَلِکَ یُحْمَلُ مَا رَوَاهُ

______________________________

مع الأربعه السابقه ثمانیه أقدام، فهو موافق للمشهور و أکثر الأخبار.

الحدیث الخمسون: صحیح.

قوله: فقال لا أی لیس بینهما حد معین، بل موقوف علی الفراغ من النافله، و هو غیر منضبط کما مر.

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

و موافق لما ذکره الشیخ فی بعض کتبه من أن وقت العصر بعد الأربعه أقدام، حتی یصیر ظل کل شی ء مثله، لأن القامه سته و نصف غالبا و السبعه تقریبی.

و یمکن حمله علی الأفضلیه، بأن یکون القدمان و النصف من أول وقت العصر أفضل من قدم و نصف بعده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 314

[الحدیث 52]

52 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا یَفُوتُ الصَّلَاهُ مَنْ أَرَادَ الصَّلَاهَ لَا یَفُوتُ صَلَاهُ النَّهَارِ حَتَّی تَغِیبَ الشَّمْسُ وَ لَا صَلَاهُ اللَّیْلِ حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ وَ لَا صَلَاهُ الْفَجْرِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ.

وَ الَّذِی یَزِیدُ مَا ذَکَرْنَاهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 53]

53 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْعَصْرُ عَلَی ذِرَاعَیْنِ فَمَنْ تَرَکَهَا حَتَّی تَصِیرَ عَلَی سِتَّهِ أَقْدَامٍ فَذَلِکَ الْمُضَیِّعُ

______________________________

الحدیث الثانی و الخمسون: مجهول.

قوله علیه السلام: و لا صلاه اللیل ظاهره صلاه العشاء أو العشاءین.

الحدیث الثالث و الخمسون: موثق.

قوله علیه السلام: علی سته أقدام أی: من الزوال، و حینئذ یکون المراد من التضییع ترک الأفضل لا الفضل، لأن النصف الأول من وقت العصر أفضل من آخره.

و یحتمل أن یکون ابتداؤها من بعد مضی الذراعین، أی: أول وقت العصر، بأن یکون للقدمین بعد وقت العصر فضل فی الجمله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 315

[الحدیث 54]

54 عَنْهُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ مُثَنًّی عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ صَلِّ الْعَصْرَ عَلَی أَرْبَعَهِ أَقْدَامٍ قَالَ مُثَنًّی قَالَ لِی أَبُو بَصِیرٍ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع صَلِّ الْعَصْرَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ عَلَی سِتَّهِ أَقْدَامٍ.

[الحدیث 55]

55 عَنْهُ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْمَوْتُورَ أَهْلَهُ وَ مَالَهُ مَنْ ضَیَّعَ صَلَاهَ الْعَصْرِ قُلْتُ وَ مَا

______________________________

الحدیث الرابع و الخمسون: حسن موثق.

قوله علیه السلام: علی أربعه أقدام أی: بعد مضی أربعه أقدام أو مقدار وقته کذلک.

قوله علیه السلام: علی سته أقدام أی: إلی سته أقدام، لأن الجمعه فی وقت نافله الزوال فی سائر الأیام، فیدخل قدر من وقت العصر فی وقت الظهر سائر الأیام، فیصیر مجموع الوقتین سته أقدام لنقصان قدمین لوقت النافله عن الثمانیه.

و لا یخفی أنه یمکن حمل الأخبار الداله علی السته علی یوم الجمعه، و هذا أیضا وجه جمع بینها.

الحدیث الخامس و الخمسون: موثق.

قوله علیه السلام: إن الموتور قال فی النهایه: فیه" من فاتته صلاه العصر فکأنما وتر أهله و ماله" أی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 316

الْمَوْتُورُ قَالَ لَا یَکُونُ لَهُ أَهْلٌ وَ لَا مَالٌ فِی الْجَنَّهِ قُلْتُ وَ مَا تَضْیِیعُهَا قَالَ یَدَعُهَا حَتَّی تَصْفَرَّ وَ تَغِیبَ.

[الحدیث 56]

56 عَنْهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ ذَکَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَوَّلَ الْوَقْتِ وَ فَضْلَهُ فَقُلْتُ کَیْفَ أَصْنَعُ بِالثَّمَانِی رَکَعَاتٍ قَالَ خَفِّفْ مَا اسْتَطَعْتَ

______________________________

نقص، یقال: وترته إذا نقصته فکأنک جعلته وترا بعد أن کان کثیرا.

و قیل: هو من الوتر الجنایه التی یجنیها الرجل علی غیره من قتل أو نهب أو سبی، فشبه ما یلحق من فاتته صلاه العصر بمن قتل حمیمه أو سلب أهله و ماله.

و یروی بنصب الأهل و رفعه، فمن نصب جعله مفعولا ثانیا لوتر، و أضمر فیها مفعولا لم یسم فاعله عائدا إلی الذی فاتته

الصلاه، و من رفع لم یضمر و أقام الأهل مقام ما لم یسم فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلی الرجل نصبهما و من رده إلی الأهل و المال رفعهما.

قوله علیه السلام: حتی تصفر و تغیب ظاهره أن الواو بمعنی" أو" کما فی الفقیه.

الحدیث السادس و الخمسون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: خفف یمکن حمله علی قدر من التخفیف، لئلا یدخل فی وقت الظهر بکثره الطول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 317

[الحدیث 57]

57 عَنْهُ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ الْعَصْرُ مَتَی أُصَلِّیهَا إِذَا کُنْتُ فِی غَیْرِ سَفَرٍ قَالَ عَلَی قَدْرِ ثُلُثَیْ قَدَمٍ بَعْدَ الظُّهْرِ.

[الحدیث 58]

58 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَهَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِذَا غَابَتِ الْحُمْرَهُ مِنَ الْمَشْرِقِ فَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا

______________________________

الحدیث السابع و الخمسون: موثق علی الظاهر.

و صالح بن خالد هو أبو شعیب المحاملی، و یحتمل القماط المجهول.

قوله علیه السلام: علی قدر ثلثی قدم بعد الظهر یحتمل أن یکون المراد من أول الظهر، و یکون محمولا علی الجواز لا الفضل و یکون ثلثا القدم لفریضه الظهر و نافلتها.

أو المراد نافله العصر بعد ثلثی قدم من القضاء وقت نافله الظهر، بأن یکون قدم و ثلث وقت النافله، أو بعد أداء فریضه الظهر، أی لا یلزم الفصل بین الفریضتین إلا بقدر ثلثی قدم تقع فیهما نافله العصر بأقل ما ینبغی.

الحدیث الثامن و الخمسون: مجهول.

قوله علیه السلام: من شرق الأرض و غربها أی: البلاد القریبه الشرقیه و الغربیه، علی أن یکون المراد بالشمس القرص.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 318

[الحدیث 59]

59 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ جَبْرَئِیلَ ع أَتَی النَّبِیَّ ص فِی الْوَقْتِ الثَّانِی فِی الْمَغْرِبِ قَبْلَ سُقُوطِ الشَّفَقِ.

[الحدیث 60]

60 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ وَقْتُ الْمَغْرِبِ مِنْ حِینِ تَغِیبُ الشَّمْسُ إِلَی أَنْ تَشْتَبِکَ النُّجُومُ.

[الحدیث 61]

61 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بَکَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ إِذَا تَغَیَّرَتِ الْحُمْرَهُ فِی الْأُفُقِ وَ ذَهَبَتِ الصُّفْرَهُ وَ قَبْلَ أَنْ تَشْتَبِکَ النُّجُومُ

______________________________

و یحتمل أن یکون المراد ذهاب آثار الشمس من الجبال المرتفعه و البنیان العالیه بل من کره البخار فی جهه المشرق.

الحدیث التاسع و الخمسون: موثق.

قوله علیه السلام: قبل سقوط الشفق أی: قریبا من سقوطه، و یکون الوقت الأول متصلا بالغیبوبه، فیکونان وقتین لکن لشده قربهما ورد فی الأخبار أن له وقتا واحدا.

و یحتمل کون الوقتین اللتین نزل فیهما جبرئیل علیه السلام واحدا، کما هو ظاهر الخبر الآتی.

الحدیث الستون: موثق.

الحدیث الحادی و الستون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 319

[الحدیث 62]

62 عَنْهُ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُصَلِّی الْمَغْرِبَ حِینَ تَغِیبَ الشَّمْسُ حَیْثُ یَغِیبُ حَاجِبُهَا.

[الحدیث 63]

63 عَنْهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ وَقْتُ الْمَغْرِبِ حِینَ تَغِیبُ الشَّمْسُ.

[الحدیث 64]

64 عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَهَ وَ أَبِی أُسَامَهَ قَالا سَأَلُوا الشَّیْخَ عَنِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ

______________________________

و بکار هو ابن أبی بکر الحضرمی مجهول.

الحدیث الثانی و الستون: موثق.

قوله علیه السلام: حیث یغیب حاجبها کان المراد به الحمره، کذا ذکره الفاضل التستری رحمه الله.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: ظاهره سقوط القرص، فإن ما یبقی من جرم الشی ء بعد غیبوبه أکثره ربما یشبه الحاجب.

الحدیث الثالث و الستون: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الرابع و الستون: موثق.

و الشیخ هو الصادق علیه السلام.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 320

نَنْتَظِرُ حَتَّی یَطْلُعَ کَوْکَبٌ فَقَالَ خَطَّابِیَّهٌ إِنَّ جَبْرَئِیلَ ع نَزَلَ بِهَا عَلَی مُحَمَّدٍ ص حِینَ سَقَطَ الْقُرْصُ.

[الحدیث 65]

65 عَنْهُ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ عُدَیْسٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ ذُکِرَ أَبُو الْخَطَّابِ فَلَعَنَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَمْ یَکُنْ یَحْفَظُ شَیْئاً حَدَّثْتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص غَابَتْ لَهُ الشَّمْسُ فِی مَکَانِ کَذَا وَ کَذَا وَ صَلَّی الْمَغْرِبَ بِالشَّجَرَهِ وَ بَیْنَهُمَا سِتَّهُ أَمْیَالٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِکَ فِی السَّفَرِ فَوَضَعَهُ فِی الْحَضَرِ.

[الحدیث 66]

66 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ وَقْتِ الْمَغْرِبِ قَالَ مَا بَیْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَی سُقُوطِ الشَّفَقِ.

[الحدیث 67]

67 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ

______________________________

قوله علیه السلام: خطابیه أی: مسأله، أو فریه منسوبه إلی أبی الخطاب و هی من مفتریاتها، یعنی إن أصل اعتبار الکواکب خطابیه، و هو موجب لاشتباهه، و إلا فأبو الخطاب لم یکتف بطلوع کوکب، بل قال باشتباک الکواکب.

الحدیث الخامس و الستون: مجهول.

و فی بعض النسخ" عن عدیس" و هو الظاهر.

الحدیث السادس و الستون: موثق.

الحدیث السابع و الستون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 321

یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لِی مَسُّوا بِالْمَغْرِبِ قَلِیلًا فَإِنَّ الشَّمْسَ تَغِیبُ مِنْ عِنْدِکُمْ قَبْلَ أَنْ تَغِیبَ مِنْ عِنْدِنَا.

[الحدیث 68]

68 عَنْهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع یَتَوَارَی الْقُرْصُ وَ یُقْبِلُ اللَّیْلُ ثُمَّ یَزِیدُ اللَّیْلُ ارْتِفَاعاً وَ تَسْتَتِرُ عَنَّا الشَّمْسُ وَ تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْجَبَلِ حُمْرَهٌ وَ یُؤَذِّنَ عِنْدَنَا الْمُؤَذِّنُونَ فَأُصَلِّی حِینَئِذٍ وَ أُفْطِرُ إِنْ کُنْتُ صَائِماً أَوْ أَنْتَظِرُ حَتَّی تَذْهَبَ الْحُمْرَهُ الَّتِی فَوْقَ الْجَبَلِ فَکَتَبَ إِلَیَّ أَرَی لَکَ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّی تَذْهَبَ الْحُمْرَهُ وَ تَأْخُذَ بِالْحَائِطَهِ لِدِینِکَ.

فَلَا تَنَافِیَ بَیْنَ هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ وَ بَیْنَ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ لِأَنَّ قَوْلَهُ ع فِی الْخَبَرِ الْأَوَّلِ مَسُّوا بِالْمَغْرِبِ مَعْنَاهُ حَتَّی تَغِیبَ الْحُمْرَهُ مِنْ نَاحِیَهِ الْمَشْرِقِ وَ کَذَلِکَ

______________________________

قوله علیه السلام: مسوا بالمغرب أی: أخروها و ادخلوها فی المساء.

قوله علیه السلام: فإن الشمس تغیب هذا مؤید لأحد الوجهین اللذین ذکرهما فی الخبر السابق، لأنه اعتبر غیبوبه بلده علیه السلام بالنظر إلی بلد السائل، فإن العراق شرقی بالنسبه إلی المدینه.

و یمکن أن یکون المراد أنه کثیرا ما یشتبه فی نظرکم، فتظنون أنها غابت و نحن نعلم أنها لم

تغب، فیکون المراد بقوله علیه السلام" من عندنا" فی علمنا، لأنا نعتبر ذهاب الحمره، لکنه بعید.

الحدیث الثامن و الستون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 322

قَوْلُهُ فِی الْخَبَرِ الثَّانِی وَ قَدْ دَلَلْنَا عَلَی ذَلِکَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَخْبَارِ وَ یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 69]

69 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنِ ابْنِ رِبَاطٍ عَنْ جَارُودٍ أَوْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی سَمَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ جَارُودٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا جَارُودُ یُنْصَحُونَ فَلَا یَقْبَلُونَ وَ إِذَا سَمِعُوا بِشَیْ ءٍ نَادَوْا بِهِ أَوْ حُدِّثُوا بِشَیْ ءٍ أَذَاعُوهُ قُلْتُ لَهُمْ مَسُّوا بِالْمَغْرِبِ قَلِیلًا فَتَرَکُوهَا حَتَّی اشْتَبَکَتِ النُّجُومُ فَأَنَا الْآنَ أُصَلِّیهَا إِذَا سَقَطَ الْقُرْصُ.

[الحدیث 70]

70 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّمَا أَمَرْتُ أَبَا الْخَطَّابِ أَنْ یُصَلِّیَ الْمَغْرِبَ حِینَ زَالَتِ الْحُمْرَهُ فَجَعَلَ هُوَ الْحُمْرَهَ الَّتِی مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ وَ کَانَ یُصَلِّی حِینَ یَغِیبُ الشَّفَقُ.

فَأَمَّا عِنْدَ الْأَعْذَارِ وَ الْمَوَانِعِ فَإِنَّهُ یَجُوزُ تَأْخِیرُهَا إِلَی رُبُعِ اللَّیْلِ عَلَی مَا قَدَّمْنَا الْأَخْبَارَ فِیهِ وَ یَزِیدُ ذَلِکَ وُضُوحاً مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث التاسع و الستون: موثق.

و هو کالصریح فی أن القرص إذا غابت یدخل الوقت، لکنه یستحب التأخیر إلی ذهاب الحمره، لکنه علیه السلام لرفع مذهب أبی الخطاب ترک ذلک المستحب أیاما و بالغ فی ترکه، و إن احتمل أن یکون المراد أنهم لما أذاعوا ما أمرتهم به من التأخیر قلیلا و اشتهر ذلک، لزمنی الصلاه عند سقوط القرص تقیه.

الحدیث السبعون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 323

[الحدیث 71]

71 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ إِذَا کَانَ أَرْفَقَ بِکَ وَ أَمْکَنَ لَکَ فِی صَلَاتِکَ وَ کُنْتَ فِی حَوَائِجِکَ فَلَکَ إِلَی رُبُعِ اللَّیْلِ قَالَ فَقَالَ لِی وَ هُوَ شَاهِدٌ فِی بَلَدِهِ.

[الحدیث 72]

72 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أُدَیْمِ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ ع أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ ص بِالصَّلَوَاتِ کُلِّهَا فَجَعَلَ لِکُلِّ صَلَاهٍ وَقْتَیْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ جَعَلَ لَهَا وَقْتاً وَاحِداً.

[الحدیث 73]

73 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ إِنََ جَبْرَئِیلَ ع أَتَی النَّبِیَّ ص لِکُلِّ صَلَاهٍ بِوَقْتَیْنِ غَیْرَ صَلَاهِ الْمَغْرِبِ فَإِنَّ وَقْتَهَا وَاحِدٌ

______________________________

الحدیث الحادی و السبعون: مجهول.

قوله: و هو شاهد فی بلده أی: لما کان علیه السلام فی البلد، فالظاهر أن هذا الحکم یشمل الحضر أیضا.

الحدیث الثانی و السبعون: صحیح.

الحدیث الثالث و السبعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 324

وَ وَقْتَهَا وُجُوبُهَا.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَا تَنَافِیَ بَیْنَ هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ وَ بَیْنَ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ مِنْ أَنَّ لِلْمَغْرِبِ وَقْتَیْنِ وَ أَوَّلَهُ سُقُوطُ الشَّمْسِ وَ آخِرَهُ ذَهَابُ الشَّفَقِ أَوِ اشْتِبَاکُ النُّجُومِ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا صَلَّی فِی وَقْتِ ذَهَابِ الْحُمْرَهِ مِنْ نَاحِیَهِ الْمَشْرِقِ وَ تَأَنَّی فِی صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ لَا یَفْرُغُ مِنْ صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ وَ نَافِلَهٍ إِلَّا وَ یَکُونُ قَدْ غَابَ الشَّفَقُ وَ ظَهَرَتِ النُّجُومُ وَ الَّذِی یَزِیدُ مَا قَدَّمْنَاهُ وُضُوحاً مِنْ أَنَّ لِهَاتَیْنِ الصَّلَاتَیْنِ وَقْتَیْنِ وَ أَنَّمَا نُفِیَ بِالْخَبَرَیْنِ الْمُتَقَدِّمَیْنِ سَعَهُ الْوَقْتِ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 74]

74 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الرِّضَا ع ذَکَرَ أَصْحَابُنَا أَنَّهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ- وَ إِذَا غَرَبَتْ دَخَلَ وَقْتُ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ قَبْلَ هَذِهِ فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ وَ أَنَّ وَقْتَ الْمَغْرِبِ إِلَی رُبُعِ اللَّیْلِ فَکَتَبَ ع کَذَلِکَ الْوَقْتُ غَیْرَ أَنَّ وَقْتَ الْمَغْرِبِ ضَیِّقٌ وَ آخِرَ وَقْتِهَا ذَهَابُ الْحُمْرَهِ وَ مَصِیرُهَا إِلَی الْبَیَاضِ فِی أُفُقِ الْمَغْرِبِ.

[الحدیث 75]

75 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ الرَّجُلُ یَکُونُ فِی الدَّارِ تَمْنَعُهُ حِیطَانُهَا النَّظَرَ إِلَی حُمْرَهِ الْمَغْرِبِ وَ مَعْرِفَهَ مَغِیبِ الشَّفَقِ وَ وَقْتِ صَلَاهِ

______________________________

قوله علیه السلام: و وقتها وجوبها الظاهر أن الضمیر راجع إلی الشمس بقرینه المقام أی سقوطها، و یحتمل رجوعه إلی الصلاه، فیکون بالمعنی المصطلح.

الحدیث الرابع و السبعون: ضعیف.

الحدیث الخامس و السبعون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 325

الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ مَتَی یُصَلِّیهَا وَ کَیْفَ یَصْنَعُ فَوَقَّعَ ع یُصَلِّیهَا إِذَا کَانَ عَلَی هَذِهِ الصِّفَهِ عِنْدَ قَصْرِ النُّجُومِ وَ الْعِشَاءَ عِنْدَ اشْتِبَاکِهَا وَ بَیَاضِ مَغِیبِ الشَّمْسِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مَعْنَی قَصْرِ النُّجُومِ بَیَانُهَا

______________________________

و قال فی القاموس: القصر اختلاط الظلام، و قصر الطعام قصورا نما و غلا و نقص و رخص.

و فی مصباح اللغه: قصرت الثوب بیضته.

فلعل ما ذکره الشیخ إما مأخوذ من المعنی الأخیر، أو من النمو.

و فی بعض نسخ الکافی" نضره النجوم" و هو أظهر.

و علی أی حال الخبر لا یخلو من تشویش و اضطراب، لأن ظاهر السیاق إرجاع ضمیر" یصلیها" إلی العشاء، و حینئذ لا یظهر لقوله علیه السلام" و العشاء عند اشتباکها" نفع، إن کان الاشتباک عین قصره النجوم، و یلزم التنافی ظاهرا إن

کان غیرها، و أیضا ذکر بیاض مغیب الشمس فی علامه العشاء مع ذکر السائل منع الحیطان عن النظر إلیه محل إشکال.

و یمکن توجیهه بأن ضمیر" یصلیها" للمغرب، بقرینه قوله" و العشاء عند اشتباکها" و ذلک لأن السؤال و إن کان عن العشاء، لکن لما کانت جهه الإشکال مشترکه بین المغرب و العشاء، أجاب عن المغرب أیضا للاحتیاج إلی البیان، و لعل وجه تأخیر المغرب حینئذ إلی قصره النجوم الاستظهار.

و هذا و إن کان فیه تکلف لکنه أحسن مما قیل: إن ضمیر" یصلیها" للعشاء،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 326

..........

______________________________

و المراد من العشاء فی قوله" و العشاء عند اشتباکها" الفریضه أو الوقت.

فعلی الأول معنی الکلام یصلی العشاء عند اشتباکها، و علی الثانی معناه العشاء الذی هو وقت لصلاه خاص عند اشتباک النجوم.

و هذا القول منه علیه السلام علی التقدیرین تأکید و بیان لکون وقت العشاء قصره النجوم بذکر لفظ أشهر فی هذا التحدید.

فحینئذ ظهر أن معنی" قصره النجوم" اشتباکها، و لعل قوله علیه السلام" و بیاض مغیب الشفق" فی بیان صلاه العشاء، مع قول السائل بتحقق المانع عن رؤیه مغیبها إشاره إلی استلزام العلامه المذکوره للعلامه المشهوره التی هی بیاض مغیب الشمس. فینبغی الاکتفاء بهذه العلامه عند خفاء العلامه المشهوره، بل لا یبعد الاکتفاء بهذه العلامه مطلقا، کما هو ظاهر روایه ابن سنان و ابن شریح.

انتهی.

و أقول: ارتفاع الحیطان یمنع رؤیه مغیب الشفق، و لا یمنع رؤیه بیاض المغرب، فإن بعد ذهاب الحمره یحدث بیاض منتشر مثل بیاض الصبح یری من فوق الجدران المرتفعه.

ثم اعلم أن فی نسخ الکافی" و المغرب عند اشتباکها" و هو و إن کان یرفع بعض الإشکالات، لکن تأخیر

المغرب إلی هذا الوقت مشکل، مع أنه یمکن تحقیق وقتها قبل ذلک بذهاب الحمره عن سمت الرأس و بغیره من العلامات.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 327

[الحدیث 76]

76 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَقْتُ الْمَغْرِبِ إِذَا غَابَ الْقُرْصُ فَإِنْ رَأَیْتَهُ بَعْدَ ذَلِکَ وَ قَدْ صَلَّیْتَ أَعَدْتَ الصَّلَاهَ وَ مَضَی صَوْمُکَ وَ تَکُفُّ عَنِ الطَّعَامِ إِنْ کُنْتَ أَصَبْتَ مِنْهُ شَیْئاً.

[الحدیث 77]

77 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَکِیمٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا شِهَابُ إِنِّی أُحِبُّ إِذَا صَلَّیْتُ الْمَغْرِبَ أَنْ أَرَی فِی السَّمَاءِ کَوْکَباً.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَجْهُ الِاسْتِحْبَابِ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنْ یَتَأَنَّی الْإِنْسَانُ فِی صَلَاتِهِ وَ یُصَلِّیَهَا عَلَی تُؤَدَهٍ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ کَذَلِکَ یَکُونُ فَرَاغُهُ مِنْهَا عِنْدَ ظُهُورِ الْکَوَاکِبِ

[الحدیث 78]

78 الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ لَا أَنِّی أَخَافُ أَنْ أَشُقَّ عَلَی أُمَّتِی لَأَخَّرْتُ الْعَتَمَهَ إِلَی ثُلُثِ اللَّیْلِ وَ أَنْتَ فِی رُخْصَهٍ إِلَی نِصْفِ اللَّیْلِ وَ هُوَ غَسَقُ اللَّیْلِ فَإِذَا مَضَی الْغَسَقُ نَادَی مَلَکَانِ مَنْ رَقَدَ عَنْ صَلَاهِ

______________________________

الحدیث السادس و السبعون: حسن.

الحدیث السابع و السبعون: حسن.

و لا یخفی أنه لا حاجه إلی تأویل هذا الخبر ببعد الفراغ و صرفه عن ظاهره، إذ فی الغالب لا ینفک ذهاب الحمره عن ظهور کوکب واحد، و لیس فی الخبر ذکر الکواکب و لا اشتباکها.

الحدیث الثامن و السبعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 328

الْمَکْتُوبَهِ بَعْدَ نِصْفِ اللَّیْلِ فَلَا رَقَدَتْ عَیْنَاهُ.

[الحدیث 79]

79 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُعَلًّی أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ آخِرُ وَقْتِ الْعَتَمَهِ نِصْفُ اللَّیْلِ.

[الحدیث 80]

80 عَنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْعَتَمَهُ إِلَی ثُلُثِ اللَّیْلِ أَوْ إِلَی نِصْفِ اللَّیْلِ وَ ذَلِکَ التَّضْیِیعُ.

[الحدیث 81]

81 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ إِذَا غَلَبَتْهُ عَیْنُهُ أَوْ عَاقَهُ أَمْرٌ أَنْ یُصَلِّیَ الْفَجْرَ مَا بَیْنَ أَنْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ إِلَی أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ ذَلِکَ فِی الْمَکْتُوبَهِ خَاصَّهً فَإِنْ صَلَّی رَکْعَهً مِنَ الْغَدَاهِ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَلْیُتِمَّ الصَّلَاهَ وَ قَدْ جَازَتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ

______________________________

قوله صلی الله علیه و آله: فلا رقدت عیناه لعله کنایه عن الموت، فإن النوم من لوازم الحیاه، أو الوجع الذی یمنعه عن النوم.

الحدیث التاسع و السبعون: مختلف فیه.

الحدیث الثمانون: موثق.

الحدیث الحادی و الثمانون: حسن موثق.

قوله: فإن صلی رکعه فیه سقط، فکأنه سقط" قال".

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 329

طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ رَکْعَهً فَلْیَقْطَعِ الصَّلَاهَ وَ لَا یُصَلِّی حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ یَذْهَبَ شُعَاعُهَا.

[الحدیث 82]

82 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا یُصَلِّی

______________________________

و اعلم أنه لا خلاف بین الأصحاب فی الاکتفاء فی آخر الوقت بإدراک رکعه مع الشرائط المفقوده، لکن اختلفوا فی أمرین:

أحدهما: أنه هل الجمیع أداء کما اختاره الشیخ فی الخلاف مدعیا الإجماع علیه، أو الجمیع قضاء کما اختاره السید رحمه الله، أو ما فی الوقت أداء و ما فی خارجه قضاء؟ و قالوا: تظهر الفائده فی النیه.

و ثانیهما: أنهم اختلفوا فیما به تتحقق الرکعه، فالمشهور تحققها برفع الرأس من السجده الثانیه، و احتمل الشهید رحمه الله فی الذکری الاجتزاء بالرکوع.

قوله علیه السلام: و لا یصلی

حتی تطلع الشمس ینبغی حمله علی التقیه، إذ علی مذهب أکثر الشیعه علی تقدیر القول بالکراهه فی هذه الأوقات، فإنما هی فی النوافل غیر ذی السبب أو مطلقا، لا قضاء الفرائض.

الحدیث الثانی و الثمانون: ضعیف کالموثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 330

مِنَ النَّهَارِ شَیْئاً حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ فَإِذَا زَالَ النَّهَارُ قَدْرَ نِصْفِ إِصْبَعٍ صَلَّی ثَمَانَ رَکَعَاتٍ فَإِذَا فَاءَ الْفَیْ ءُ ذِرَاعاً صَلَّی الظُّهْرَ ثُمَّ صَلَّی بَعْدَ الظُّهْرِ رَکْعَتَیْنِ وَ یُصَلِّی قَبْلَ وَقْتِ الْعَصْرِ رَکْعَتَیْنِ فَإِذَا فَاءَ الْفَیْ ءُ ذِرَاعَیْنِ صَلَّی الْعَصْرَ وَ صَلَّی الْمَغْرِبَ حِینَ تَغِیبُ الشَّمْسُ فَإِذَا غَابَ الشَّفَقُ دَخَلَ وَقْتُ الْعِشَاءِ وَ آخِرُ وَقْتِ الْمَغْرِبِ إِیَابُ الشَّفَقِ فَإِذَا آبَ الشَّفَقُ دَخَلَ وَقْتُ الْعِشَاءِ وَ آخِرُ وَقْتِ الْعِشَاءِ ثُلُثُ اللَّیْلِ وَ کَانَ لَا یُصَلِّی بَعْدَ الْعِشَاءِ حَتَّی یَنْتَصِفَ اللَّیْلُ ثُمَّ یُصَلِّی ثَلَاثَ عَشْرَهَ رَکْعَهً مِنْهَا الْوَتْرُ وَ مِنْهَا رَکْعَتَا الْفَجْرِ قَبْلَ الْغَدَاهِ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَ أَضَاءَ صَلَّی الْغَدَاهَ.

[الحدیث 83]

83 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ ص بِالنَّاسِ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ حِینَ زَالَتِ الشَّمْسُ فِی جَمَاعَهٍ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ وَ صَلَّی بِهِمُ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَهَ قَبْلَ الشَّفَقِ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ فِی جَمَاعَهٍ وَ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِکَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِیَتَّسِعَ الْوَقْتُ عَلَی أُمَّتِهِ.

[الحدیث 84]

84 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع نَجْمَعُ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ فِی الْحَضَرِ قَبْلَ أَنْ تَغِیبَ الشَّمْسُ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ قَالَ لَا بَأْسَ

______________________________

قوله علیه السلام: قدر نصف إصبع کان ذلک للاحتیاط، تعلیما للأمه لئلا یصلوا قبل ظهور الزوال.

الحدیث الثالث و الثمانون: موثق کالصحیح.

الحدیث الرابع و الثمانون: مجهول أو موثق علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 331

[الحدیث 85]

85 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی زَکَرِیَّا عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ عِنْدَ مَا زَالَتِ الشَّمْسُ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی عَلَی حَاجَهٍ فَتَنَفَّلُوا.

[الحدیث 86]

86 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبَّاسٍ النَّاقِدِ قَالَ تَفَرَّقَ مَا کَانَ فِی یَدِی وَ تَفَرَّقَ عَنِّی حُرَفَائِی فَشَکَوْتُ ذَلِکَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لِی اجْمَعْ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ تَرَی مَا تُحِبُّ

______________________________

قال الوالد العلامه طاب ثراه: موسی بن عمر لعله ابن بزیع الموثق. و یحتمل أن یکون موسی بن عمر بن یزید الغیر الموثق.

الحدیث الخامس و الثمانون: مجهول.

قوله: بأذان و إقامتین یفهم منه أن الأذان للوقت، و الظاهر أنه لترک النافله، کما یظهر من الأخبار الأخر أن مع النافله لا جمع.

الحدیث السادس و الثمانون: مجهول.

قوله علیه السلام: اجمع بین الصلاتین کأنه کان مجیئه إلی الصلاه مکررا سببا لتفرق الحرفاء و العاملین. و یدل علی رجحان الجمع لهذه العله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 332

[الحدیث 87]

87 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَهَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَکِیمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا جَمَعْتَ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ فَلَا تَطَوَّعْ بَیْنَهُمَا.

[الحدیث 88]

88 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَأْتِی الْمَسْجِدَ وَ قَدْ صَلَّی أَهْلُهُ أَ یَبْتَدِئُ بِالْمَکْتُوبَهِ أَوْ یَتَطَوَّعُ فَقَالَ إِنْ کَانَ فِی وَقْتٍ حَسَنٍ فَلَا بَأْسَ بِالتَّطَوُّعِ قَبْلَ الْفَرِیضَهِ وَ إِنْ کَانَ خَافَ الْفَوْتَ مِنْ أَجْلِ مَا مَضَی مِنَ الْوَقْتِ فَلْیَبْدَأْ بِالْفَرِیضَهِ وَ هُوَ حَقُّ اللَّهِ ثُمَّ لْیَتَطَوَّعْ مَا شَاءَ الْأَمْرُ مُوَسَّعٌ أَنْ یُصَلِّیَ الْإِنْسَانُ فِی أَوَّلِ وَقْتِ الْفَرِیضَهِ وَ الْفَضْلُ إِذَا صَلَّی الْإِنْسَانُ وَحْدَهُ أَنْ یَبْدَأَ بِالْفَرِیضَهِ إِذَا دَخَلَ وَقْتُهَا لِیَکُونَ فَضْلُ الْوَقْتِ لِلْفَرِیضَهِ

______________________________

الحدیث السابع و الثمانون: ضعیف.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 332

قوله علیه السلام: فلا تطوع بینهما لعل المراد أن مع التطوع لا جمع، فإنه یکفی فی التفریق الفصل بالنافله.

الحدیث الثامن و الثمانون: موثق.

قوله علیه السلام: فی أول وقت الفریضه لعل المراد وقت فضیله الفریضه.

و قوله" و الفضل" من تتمه الروایه لروایه الکلینی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 333

وَ لَیْسَ بِمَحْظُورٍ عَلَیْهِ أَنْ یُصَلِّیَ النَّوَافِلَ مِنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ إِلَی قَرِیبٍ مِنْ آخِرِ الْوَقْتِ.

[الحدیث 89]

89 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ أُصَلِّی فِی وَقْتِ فَرِیضَهٍ نَافِلَهً قَالَ نَعَمْ فِی أَوَّلِ الْوَقْتِ إِذَا کُنْتَ مَعَ إِمَامٍ تَقْتَدِی بِهِ فَإِذَا کُنْتَ وَحْدَکَ فَابْدَأْ بِالْمَکْتُوبَهِ.

[الحدیث 90]

90 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی أُسَامَهَ أَوْ غَیْرِهِ قَالَ صَعِدْتُ مَرَّهً جَبَلَ أَبِی قُبَیْسٍ وَ النَّاسُ یُصَلُّونَ الْمَغْرِبَ فَرَأَیْتُ الشَّمْسَ لَمْ تَغِبْ إِنَّمَا تَوَارَتْ خَلْفَ الْجَبَلِ عَنِ النَّاسِ فَلَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

قوله علیه السلام: من آخر الوقت أی: آخر وقت الفضیله، و إن کان ظاهر الخبر جواز تقدیم النافله إلی قریب من آخر وقت الإجزاء، و مع الحمل علی وقت الفضل یشکل القول بما یدل علیه من استحباب تقدیم الفریضه مطلقا.

و بالجمله تطبیق الخبر علی سائر الأخبار فی غایه الإشکال، إلا إن یحمل علی انتظار الإمام.

الحدیث التاسع و الثمانون: موثق.

قوله: فی وقت فریضه لعل المراد الوقت المختص بفضل الفریضه، کما إذا مضی القدمان فی الظهر، فیدل علی جواز النافله بعد ذلک إذا کان منتظر الإمام.

الحدیث التسعون: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 334

فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِکَ فَقَالَ لِی وَ لِمَ فَعَلْتَ ذَلِکَ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ إِنَّمَا تُصَلِّیهَا إِذَا لَمْ تَرَهَا خَلْفَ جَبَلٍ غَابَتْ أَوْ غَارَتْ مَا لَمْ یُجَلِّلْهَا سَحَابٌ أَوْ ظُلَمٌ تُظِلُّهَا فَإِنَّمَا عَلَیْکَ مَشْرِقُکَ وَ مَغْرِبُکَ وَ لَیْسَ عَلَی النَّاسِ أَنْ یَبْحَثُوا

______________________________

قوله علیه السلام: فإنما علیک ظاهر هذا الخبر و الخبر الآتی الاکتفاء بغیبوبه الشمس خلف الجبل و إن لم تنحط عن الأفق، و لعله لم یقل به أحد، و إن کان ظاهر الصدوق القول به، لکن لم

ینسب إلیه هذا القول.

و یمکن حمله علی ما إذا غابت عن الأفق الحسی، لکن بقی ضوؤها علی رؤوس الجبال، فیکون موافقا لما یفهم من کلام الشیخ فی المبسوط حیث قال:

علامه غیبوبه الشمس هو أنه إذا رأی الآفاق و السماء مصحیه و لا حائل بینه و بینها و رآها قد غابت عن العین علم غروبها.

و فی أصحابنا من قال: یراعی ذهاب الحمره من ناحیه المشرق، و هو الأحوط.

فأما علی القول الأول إذا غابت الشمس عن النظر و رأی ضوءها علی جبل یقابلها أو مکان عال مثل مناره الإسکندریه أو شبهها، فإنه یصلی و لا یلزمه حکم طلوعها بحیث طلعت، و علی الروایه الأخری لا یجوز ذلک حتی تغیب فی کل موضع تراه، و هو الأحوط. انتهی.

و کأنه رحمه الله حمل الخبرین علی هذا الوجه، و الأولی الحمل علی التقیه أو الاتقاء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 335

[الحدیث 91]

91 عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع- فِی الْمَغْرِبِ إِنَّا رُبَّمَا صَلَّیْنَا وَ نَحْنُ نَخَافُ أَنْ تَکُونَ الشَّمْسُ خَلْفَ الْجَبَلِ أَوْ قَدْ سَتَرَنَا مِنْهَا الْجَبَلُ قَالَ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْکَ صُعُودُ الْجَبَلِ.

[الحدیث 92]

92 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاهِ الْمَغْرِبِ إِذَا حَضَرَتْ هَلْ یَجُوزُ أَنْ تُؤَخَّرَ سَاعَهً قَالَ لَا بَأْسَ إِنْ کَانَ صَائِماً أَفْطَرَ ثُمَّ صَلَّی وَ إِنْ کَانَتْ لَهُ حَاجَهٌ قَضَاهَا ثُمَّ صَلَّی.

[الحدیث 93]

93 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ

______________________________

قال الوالد قدس سره: الظاهر أن ذمه علی صعود الجبل لأنه کان غرضه منه إثاره الفتنه، بأن یقول: إنهم یفطرون و یصلون و الشمس لم تغب بعد، و کان مظنه أن یصل الضرر إلیه و إلی غیره، فنهاه علیه السلام لذلک.

و یمکن أن یکون المراد بقوله علیه السلام" فإنما علیک مشرقک و مغربک" أنک لا تحتاج إلی صعود الجبل، فإنه یمکن استعلام الطلوع و الغروب بظهور الحمره أو ذهابها فی المشرق، أو عنه للغروب و عکسه للطلوع. انتهی.

و أقول: علی هذا یکون الضمیر فی" لم ترها" راجعا إلی الحمره، أو إلی الشمس بمعنی أثرها.

الحدیث الحادی و التسعون: ضعیف.

الحدیث الثانی و التسعون: موثق.

الحدیث الثالث و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 336

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنَامُ عَنِ الْغَدَاهِ حَتَّی تَبْزُغَ الشَّمْسُ أَ یُصَلِّی حِینَ یَسْتَیْقِظُ أَوْ یَنْتَظِرُ حَتَّی تَنْبَسِطَ الشَّمْسُ فَقَالَ یُصَلِّی حِینَ یَسْتَیْقِظُ قُلْتُ یُوتِرُ أَوْ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ قَالَ لَا بَلْ یَبْدَأُ بِالْفَرِیضَهِ.

[الحدیث 94]

94 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَامَ عَنِ الْغَدَاهِ حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ ثُمَّ یُصَلِّی الْغَدَاهَ.

[الحدیث 95]

95 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص رَقَدَ فَغَلَبَتْهُ عَیْنَاهُ فَلَمْ یَسْتَیْقِظْ حَتَّی

______________________________

و فی القاموس: بزغت الشمس بزغا و بزوغا شرقت، أو البزوغ ابتداء الطلوع.

الحدیث الرابع و التسعون: موثق.

الحدیث الخامس و التسعون: صحیح.

قوله علیه السلام: فعاد نادیه أی: إلی مجلسه و جماعته.

فی المصباح: ندا القوم ندوا من باب قتل اجتمعوا، و منه النادی و هو مجلس القوم و متحدثهم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 337

آذَاهُ حَرُّ الشَّمْسِ ثُمَّ اسْتَیْقَظَ فَعَادَ نَادِیَهُ سَاعَهً وَ رَکَعَ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ صَلَّی الصُّبْحَ وَ قَالَ یَا بِلَالُ مَا لَکَ فَقَالَ بِلَالٌ أَرْقَدَنِی الَّذِی أَرْقَدَکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ کَرِهَ الْمُقَامَ وَ قَالَ نِمْتُمْ بِوَادِی الشَّیْطَانِ.

فَهَذَانِ الْخَبَرَانِ الْمَعْنَی فِیهِمَا أَنَّهُ إِنَّمَا یَجُوزُ التَّطَوُّعُ رَکْعَتَیْنِ لِیَجْتَمِعَ النَّاسُ الَّذِینَ فَاتَتْهُمُ الصَّلَاهُ لِیُصَلُّوا جَمَاعَهً کَمَا فَعَلَ النَّبِیُّ ص فَأَمَّا إِذَا کَانَ الْإِنْسَانُ وَحْدَهُ فَلَا یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَبْدَأَ بِشَیْ ءٍ مِنَ التَّطَوُّعِ أَصْلًا عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 96]

96 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی بِغَیْرِ طَهُورٍ أَوْ نَسِیَ صَلَوَاتٍ لَمْ یُصَلِّهَا أَوْ نَامَ عَنْهَا فَقَالَ یَقْضِیهَا إِذَا ذَکَرَهَا فِی أَیِّ سَاعَهٍ ذَکَرَهَا مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَإِذَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاهٍ وَ لَمْ یُتِمَّ مَا قَدْ فَاتَهُ فَلْیَقْضِ مَا لَمْ یَتَخَوَّفْ أَنْ یَذْهَبَ وَقْتُ هَذِهِ الصَّلَاهِ الَّتِی قَدْ حَضَرَتْ وَ هَذِهِ أَحَقُّ بِوَقْتِهَا فَلْیُصَلِّهَا فَإِذَا قَضَاهَا فَلْیُصَلِّ مَا قَدْ فَاتَهُ مِمَّا قَدْ مَضَی وَ لَا یَتَطَوَّعْ بِرَکْعَهٍ حَتَّی یَقْضِیَ الْفَرِیضَهَ

______________________________

قوله علیه السلام: ساعه أی: بعد

ساعه، أو جلس فیه ساعه.

الحدیث السادس و التسعون: صحیح.

و یدل علی تضیق القضاء، و علی عدم جواز التطوع لمن علیه فریضه.

قوله علیه السلام: وقت هذه الصلاه لعل المراد به وقت الفضیله، و یحتمل الإجزاء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 338

[الحدیث 97]

97 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع لَا یُصَلِّی مِنَ النَّهَارِ حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ وَ لَا مِنَ اللَّیْلِ بَعْدَ مَا یُصَلِّی الْعِشَاءَ حَتَّی یَنْتَصِفَ اللَّیْلُ.

[الحدیث 98]

98 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کَانَ عَلِیٌّ ع لَا یُصَلِّی مِنَ اللَّیْلِ شَیْئاً إِذَا صَلَّی الْعَتَمَهَ حَتَّی یَنْتَصِفَ اللَّیْلُ وَ لَا یُصَلِّی مِنَ النَّهَارِ حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الَّذِی أَعْمَلُ عَلَیْهِ مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْحَدِیثُ وَ الَّذِی قَبْلَهُ مِنْ أَنَّهُ لَا یَجُوزُ تَقْدِیمُ شَیْ ءٍ مِنْ نَوَافِلِ الزَّوَالِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَ قَدْ رُوِیَ رُخْصَهٌ فِی جَوَازِ تَقْدِیمِهَا

[الحدیث 99]

99 رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ

______________________________

الحدیث السابع و التسعون: حسن.

قوله علیه السلام: و لا من اللیل یمکن أن یکون المراد النوافل المبتدءه، أو المراد بالعشاء هی مع نافلتها لیخرج الوتیره.

و یحتمل أن یکون حکمه علیه السلام حکم النبی صلی الله علیه و آله فی ترک الوتیره، لعلمه بأنه یصلی صلاه اللیل و الوتیره إنما هی لخوف ترکها.

الحدیث الثامن و التسعون: حسن کالصحیح.

الحدیث التاسع و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 339

إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی أَشْتَغِلُ قَالَ فَاصْنَعْ کَمَا نَصْنَعُ صَلِّ سِتَّ رَکَعَاتٍ إِذَا کَانَتِ الشَّمْسُ فِی مِثْلِ مَوْضِعِهَا صَلَاهَ الْعَصْرِ یَعْنِی ارْتِفَاعَ الضُّحَی الْأَکْبَرِ وَ اعْتَدَّ بِهَا مِنَ الزَّوَالِ.

[الحدیث 100]

100 عَنْهُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِیدِ الْغَسَّانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ صَلَاهُ النَّهَارِ صَلَاهُ النَّوَافِلِ فِی کَمْ هِیَ قَالَ سِتَّ عَشْرَهَ أَیَّ سَاعَاتِ النَّهَارِ شِئْتَ تُصَلِّیهَا صَلَّیْتَهَا إِلَّا أَنَّکَ إِذَا صَلَّیْتَهَا فِی مَوَاقِیتِهَا أَفْضَلُ.

[الحدیث 101]

101 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لِی صَلَاهُ النَّهَارِ سِتَّ عَشْرَهَ رَکْعَهً أَیَّ النَّهَارِ شِئْتَ إِنْ شِئْتَ فِی أَوَّلِهِ وَ إِنْ شِئْتَ فِی وَسَطِهِ وَ إِنْ شِئْتَ فِی آخِرِهِ.

[الحدیث 102]

102 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

______________________________

و کأنه علیه السلام کان یفعل ذلک تقیه و یحسبها من نافله الزوال، فعلم الراوی أنه یتقی هکذا.

الحدیث المائه: مجهول.

قوله: فی کم هی؟ أی: محصوره فی کم رکعه؟ الحدیث الحادی و المائه: مرسل.

الحدیث الثانی و المائه: حسن علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 340

ع عَنْ نَافِلَهِ النَّهَارِ قَالَ سِتَّ عَشْرَهَ رَکْعَهً مَتَی مَا نَشِطْتَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع کَانَتْ لَهُ سَاعَاتٌ مِنَ النَّهَارِ یُصَلِّی فِیهَا فَإِذَا شَغَلَهُ ضَیْعَهٌ أَوْ سُلْطَانٌ قَضَاهَا إِنَّمَا النَّافِلَهُ مِثْلُ الْهَدِیَّهِ مَتَی مَا أُتِیَ بِهَا قُبِلَتْ.

[الحدیث 103]

103 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع صَلَاهُ التَّطَوُّعِ بِمَنْزِلَهِ الْهَدِیَّهِ مَتَی مَا أُتِیَ بِهَا قُبِلَتْ فَقَدِّمْ مِنْهَا مَا شِئْتَ وَ أَخِّرْ مِنْهَا مَا شِئْتَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَجْهُ فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ أَنَّهَا رُخْصَهٌ لِمَنْ عُلِمَ مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ إِنْ لَمْ یُقَدِّمْهَا اشْتَغَلَ عَنْهَا وَ لَمْ یَتَمَکَّنْ مِنْ قَضَائِهَا فَأَمَّا مَعَ ارْتِفَاعِ الْأَعْذَارِ فَلَا یَجُوزُ تَقْدِیمُهَا عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 104]

104 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ

______________________________

إذ الظاهر عن عبد الأعلی کما فی أکثر النسخ، و هو آل سام. و کان فی الأصل عن سیف بن عبد الأعلی، فیکون مجهولا، و لعله تصحیف.

الحدیث الثالث و المائه: حسن.

قوله رحمه الله: إن لم یقدمها أقول: هذا وجه جمع بین الأخبار.

و یمکن حمل أخبار الإیقاع فی الوقت علی الفضیله، و حمل التقدیم علی الجواز، و استوجهه فی الذکری، و إن کان خلاف المشهور.

الحدیث الرابع و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 341

بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ یَزِیدَ بْنِ ضَمْرَهَ اللَّیْثِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ رَجُلٍ یَشْتَغِلُ عَنِ الزَّوَالِ أَ یَتَعَجَّلُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ یَشْتَغِلُ فَیُعَجِّلُهَا فِی صَدْرِ النَّهَارِ کُلَّهَا.

[الحدیث 105]

105 عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَیْنَ قَرْنَیِ الشَّیْطَانِ قَالَ نَعَمْ إِنَّ إِبْلِیسَ اتَّخَذَ عَرْشاً بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَ سَجَدَ فِی ذَلِکَ الْوَقْتِ النَّاسُ قَالَ إِبْلِیسُ لِشَیَاطِینِهِ إِنَّ بَنِی آدَمَ یُصَلُّونَ لِی.

[الحدیث 106]

106 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الظُّهْرَ حَتَّی دَخَلَ وَقْتُ الْعَصْرِ قَالَ یَبْدَأُ بِالْمَکْتُوبَهِ وَ کَذَلِکَ الصَّلَوَاتُ وَ تَبْدَأُ بِالَّتِی نَسِیتَ إِلَّا أَنْ تَخَافَ أَنْ یَخْرُجَ وَقْتُ الصَّلَاهِ فَتَبْدَأُ بِالَّتِی أَنْتَ فِی وَقْتِهَا ثُمَّ تَقْضِی الَّتِی نَسِیتَ

______________________________

الحدیث الخامس و المائه: مرفوع.

الحدیث السادس و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: یبدأ بالمکتوبه أی: الظهر، فالمراد بوقت العصر وقت الفضیله. أو العصر، فالمراد بالوقت وقت الاختصاص. و فی الکافی: یبدأ بالظهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 342

[الحدیث 107]

107 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَهَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا فَاتَتْکَ صَلَاهٌ فَذَکَرْتَهَا فِی وَقْتِ أُخْرَی فَإِنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّکَ إِذَا صَلَّیْتَ الَّتِی قَدْ فَاتَتْکَ کُنْتَ مِنَ الْأُخْرَی فِی وَقْتٍ فَابْدَأْ بِالَّتِی فَاتَتْکَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ أَقِمِ الصَّلٰاهَ لِذِکْرِی وَ إِنْ کُنْتَ تَعْلَمُ- إِذَا صَلَّیْتَ الَّتِی فَاتَتْکَ فَاتَتْکَ

______________________________

الحدیث السابع و المائه: مجهول.

قوله تعالی أَقِمِ الصَّلٰاهَ لِذِکْرِی قیل: أی: لذکر صلاتی، بتقدیر المضاف. أو لذکری الصلاه، بناء علی أن المذکور هو الله تعالی، و استدل بها علی هذین الوجهین من قال بالمضایقه فی القضاء. و أجیب: بأن حمل الآیه علی الوجهین خلاف الظاهر.

و للآیه معان کثیره ذکرها المفسرون أکثرها أظهر مما ذکر: منها لذکری أی:

لتذکرنی، فإن ذکری أن أعبد و یصلی لی.

أو لتذکرنی فیها لاشتمالها علی الأذکار.

أو لأنی ذکرتها فی الکتب و أمرت بها.

أو لأن أذکرک بالمدح و الثناء و أجعل لک لسان صدق.

أو لذکری خاصه لا تشوبها بذکر غیری.

أو لإخلاص ذکری و طلب وجهی لا ترائی بها و لا تقصد بها غرضا

آخر.

أو لتکون لی ذاکرا غیر ناس.

أو لأوقات ذکری، و هی مواقیت الصلوات.

و الاستشهاد بها فی الأخبار یمکن أن یکون لوجوب الإتیان بالفائته، فکأنه علیه السلام قال: یجب الإتیان بالفائته، لأن الله تعالی أمر بإقامه الصلوات و منها

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 343

الَّتِی بَعْدَهَا فَابْدَأْ بِالَّتِی أَنْتَ فِی وَقْتِهَا وَ أَقِمِ الْأُخْرَی.

[الحدیث 108]

108 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ صَلَاهً حَتَّی دَخَلَ وَقْتُ صَلَاهٍ أُخْرَی فَقَالَ إِذَا نَسِیَ الصَّلَاهَ أَوْ نَامَ عَنْهَا صَلَّی حِینَ یَذْکُرُهَا فَإِنْ ذَکَرَهَا وَ هُوَ فِی صَلَاهٍ بَدَأَ بِالَّتِی نَسِیَ وَ إِنْ ذَکَرَهَا وَ هُوَ مَعَ إِمَامٍ فِی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ أَتَمَّهَا بِرَکْعَهٍ ثُمَّ صَلَّی الْمَغْرِبَ ثُمَّ صَلَّی الْعَتَمَهَ بَعْدُ فَإِنْ کَانَ صَلَّی الْعَتَمَهَ وَحْدَهُ فَصَلَّی مِنْهَا رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ نَسِیَ الْمَغْرِبَ أَتَمَّهَا بِرَکْعَهٍ فَتَکُونُ صَلَاهُ الْمَغْرِبِ ثَلَاثَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ یُصَلِّی الْعَتَمَهَ بَعْدَ ذَلِکَ

______________________________

الفائته، فیجب الإتیان بها عند التذکر.

قوله علیه السلام: و أقم للأخری یحتمل أن یکون اللام زائده، و المعنی أقم الأخری. و فی الکافی: فصلها و أقم الأخری.

و یحتمل أن یکون المراد أن الأذان الذی یستحب فی أول الورد یسقط هاهنا لاتصالها بالفریضه، فیکفیها أذان الفریضه.

الحدیث الثامن و المائه: ضعیف.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: إذا تذکر فی أثناء الصلاه أن علیه فائته انتقل إلیها، و لا یتراءی عدم الصحه لمکان النیه السابقه، إذ لم تقم دلاله صالحه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 344

[الحدیث 109]

109 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً فِی الْعَصْرِ فَذَکَرَ وَ هُوَ یُصَلِّی أَنَّهُ لَمْ یَکُنْ صَلَّی الْأُولَی قَالَ فَلْیَجْعَلْهَا الْأُولَی الَّتِی فَاتَتْهُ وَ یَسْتَأْنِفُ بَعْدُ صَلَاهَ الْعَصْرِ وَ قَدْ قَضَی الْقَوْمُ صَلَاتَهُمْ.

[الحدیث 110]

110 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الظُّهْرَ حَتَّی غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ قَدْ کَانَ صَلَّی الْعَصْرَ فَقَالَ کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَوْ کَانَ أَبِی ع یَقُولُ إِذَا أَمْکَنَهُ أَنْ یُصَلِّیَهَا قَبْلَ أَنْ تَفُوتَهُ الْمَغْرِبُ بَدَأَ بِهَا وَ إِلَّا صَلَّی الْمَغْرِبَ ثُمَّ صَلَّاهَا

______________________________

فی نظرنا علی أنه لا بد أن یکون المصلی من أول الصلاه إلی آخرها متلبسا بنیه واحده حتی یحتسب له ذلک العمل، فإذا ورد مثل هذه الروایه المسالمه عن المعارض عمل بها.

الحدیث التاسع و المائه: حسن.

و استدل به علی جواز اقتداء العصر بالظهر، و لا یخفی عدم دلالته علی مطلق الجواز، و ربما یصلح للتأیید.

الحدیث العاشر و المائه: مجهول کالصحیح.

قوله علیه السلام: قبل أن تفوته المغرب یحتمل أن یکون المراد من الفوات مضی وقت الفضل و الإجزاء، و هذه الأخبار تدل علی تقدیم الفائته الواحده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 345

[الحدیث 111]

111 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یُصَلِّیَ الْأُولَی حَتَّی صَلَّی الْعَصْرَ قَالَ فَلْیَجْعَلْ صَلَاتَهُ الَّتِی صَلَّی الْأُولَی ثُمَّ لْیَسْتَأْنِفِ الْعَصْرَ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ نَسِیَ الْأُولَی وَ الْعَصْرَ جَمِیعاً ثُمَّ ذَکَرَ ذَلِکَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ إِنْ کَانَ فِی وَقْتٍ لَا یَخَافُ فَوْتَ إِحْدَاهُمَا فَلْیُصَلِّ الظُّهْرَ ثُمَّ لْیُصَلِّ الْعَصْرَ وَ إِنْ هُوَ خَافَ أَنْ یَفُوتَهُ فَلْیَبْدَأْ بِالْعَصْرِ وَ لَا یُؤَخِّرْهَا فَتَفُوتَهُ فَیَکُونَ قَدْ فَاتَتَاهُ جَمِیعاً وَ لَکِنْ یُصَلِّی الْعَصْرَ فِیمَا قَدْ بَقِیَ مِنْ وَقْتِهَا ثُمَّ لْیُصَلِّ الْأُولَی بَعْدَ ذَلِکَ عَلَی أَثَرِهَا.

[الحدیث 112]

112 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْقَلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الْأُولَی حَتَّی صَلَّی رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْعَصْرِ قَالَ فَلْیَجْعَلْهَا الْأُولَی وَ لْیَسْتَأْنِفِ الْعَصْرَ قُلْتُ فَإِنَّهُ نَسِیَ الْمَغْرِبَ حَتَّی صَلَّی رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْعِشَاءِ ثُمَّ ذَکَرَ قَالَ فَلْیُتِمَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ لْیَقْضِ بَعْدُ الْمَغْرِبَ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ قُلْتَ حِینَ نَسِیَ الظُّهْرَ ثُمَّ ذَکَرَ وَ هُوَ فِی الْعَصْرِ یَجْعَلُهَا الْأُولَی ثُمَّ لْیَسْتَأْنِفْ وَ قُلْتَ لِهَذَا یُتِمُّ صَلَاتَهُ ثُمَّ لْیَقْضِ بَعْدُ الْمَغْرِبَ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا مِثْلَ هَذَا إِنَّ

______________________________

الحدیث الحادی عشر و المائه: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: فلیجعل صلاته ظاهره جواز عدول النیه بعد الفراغ، و یمکن أن یحمل قوله" صلی العصر" علی الشروع فیها أو فعل أکثرها، لکنه بعید، و لا بعد فی التزام ظاهره، مع قطع النظر عن فتوی الأصحاب، فإنی لم أر من صرح القول به.

الحدیث الثانی عشر و المائه: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 346

الْعَصْرَ لَیْسَ بَعْدَهَا صَلَاهٌ وَ الْعِشَاءُ بَعْدَهَا صَلَاهٌ.

[الحدیث 113]

113 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ نَامَ رَجُلٌ أَوْ نَسِیَ أَنْ یُصَلِّیَ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَهَ فَإِنِ اسْتَیْقَظَ قَبْلَ الْفَجْرِ قَدْرَ مَا یُصَلِّیهِمَا کِلْتَیْهِمَا فَلْیُصَلِّهِمَا وَ إِنْ خَافَ أَنْ تَفُوتَهُ إِحْدَاهُمَا فَلْیَبْدَأْ بِالْعِشَاءِ وَ إِنِ اسْتَیْقَظَ بَعْدَ الْفَجْرِ فَلْیُصَلِّ الصُّبْحَ ثُمَّ الْمَغْرِبَ ثُمَّ الْعِشَاءَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.

[الحدیث 114]

114 عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ نَامَ رَجُلٌ وَ لَمْ یُصَلِّ صَلَاهَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ أَوْ نَسِیَ فَإِنِ اسْتَیْقَظَ قَبْلَ الْفَجْرِ

______________________________

و یمکن حمله علی التقیه، و یمکن إبقاؤه علی ظاهره من الفرق وجوبا، لکنه یعارض بأخبار کثیره، و لم یقل به أحد.

و یمکن حمله علی ما إذا أتی بالعصر فی سعه الوقت و أنه أتی بالعشاء فی ضیق الوقت، و إن أبی عنه التعلیل فی الجمله، و الله یعلم.

الحدیث الثالث عشر و المائه: صحیح.

و یدل علی امتداد وقت العشاءین إلی الفجر.

و قال فی المدارک: هذه الروایه مع صحتها صریحه فی عدم وجوب تقدیم أکثر من فائته واحده، فإن أقل مراتب الأمر الإباحه، و ثم للترتیب، و لا یمکن حمله علی ضیق الوقت، لدفعه بقبلیه طلوع الشمس.

الحدیث الرابع عشر و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 347

قَدْرَ مَا یُصَلِّیهِمَا کِلْتَیْهِمَا فَلْیُصَلِّهِمَا وَ إِنْ خَشِیَ أَنْ تَفُوتَهُ إِحْدَاهُمَا فَلْیَبْدَأْ بِالْعِشَاءِ الْآخِرَهِ وَ إِنِ اسْتَیْقَظَ بَعْدَ الْفَجْرِ فَلْیَبْدَأْ فَلْیُصَلِّ الْفَجْرَ ثُمَّ الْمَغْرِبَ ثُمَّ الْعِشَاءَ الْآخِرَهَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنْ خَافَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَتَفُوتَهُ إِحْدَی الصَّلَاتَیْنِ فَلْیُصَلِّ الْمَغْرِبَ وَ یَدَعُ الْعِشَاءَ الْآخِرَهَ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ یَذْهَبَ شُعَاعُهَا ثُمَّ لْیُصَلِّهَا.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مَا تَضَمَّنَ هَذَا الْخَبَرُ مِنْ

تَأْخِیرِ الْقَضَاءِ إِلَی بَعْدِ طُلُوعِ الشَّمْسِ مَحْمُولٌ عَلَی التَّقِیَّهِ لِأَنَّهُ مَذْهَبُ بَعْضِ الْعَامَّهِ وَ الَّذِی نَعْمَلُ عَلَیْهِ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ یَقْضِی الْفَرْضَ أَیَّ وَقْتٍ کَانَ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ

[الحدیث 115]

115 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی رَجُلٍ دَخَلَ مَعَ قَوْمٍ وَ لَمْ یَکُنْ صَلَّی هُوَ الظُّهْرَ وَ الْقَوْمُ یُصَلُّونَ الْعَصْرَ یُصَلِّی مَعَهُمْ قَالَ یَجْعَلُ صَلَاتَهُ الَّتِی صَلَّی مَعَهُمُ الظُّهْرَ وَ یُصَلِّی هُوَ بَعْدُ الْعَصْرَ.

[الحدیث 116]

116 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَفُوتُهُ الْمَغْرِبُ حَتَّی تَحْضُرَ الْعَتَمَهُ فَقَالَ إِنْ حَضَرَتِ الْعَتَمَهُ

______________________________

الحدیث الخامس عشر و المائه: ضعیف.

و یدل علی جواز اقتداء الظهر بالعصر.

الحدیث السادس عشر و المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 348

وَ ذَکَرَ أَنَّ عَلَیْهِ صَلَاهَ الْمَغْرِبِ فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ یَبْدَأَ بِالْمَغْرِبِ بَدَأَ وَ إِنْ أَحَبَّ بَدَأَ بِالْعَتَمَهِ ثُمَّ صَلَّی الْمَغْرِبَ بَعْدُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ شَاذٌّ وَ الْأَصْلُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ إِذَا کَانَ الْوَقْتُ وَاسِعاً یَنْبَغِی أَنْ یَبْدَأَ بِالْفَائِتَهِ وَ إِنْ کَانَ الْوَقْتُ مُضَیَّقاً بَدَأَ بِالْحَاضِرَهِ وَ لَیْسَ هَاهُنَا وَقْتٌ یَکُونُ الْإِنْسَانُ فِیهِ مُخَیَّراً فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 117]

117 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع أَنَّهُ قَالَ فِی الرَّجُلِ یُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّی یَدْخُلَ وَقْتُ الْعَصْرِ إِنَّهُ یَبْدَأُ بِالْعَصْرِ ثُمَّ یُصَلِّی الظُّهْرَ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ هُوَ أَنَّهُ إِذَا تَضَیَّقَ وَقْتُ الْعَصْرِ بَدَأَ بِهِ ثُمَّ صَلَّی بَعْدَهُ الظُّهْرَ- عَلَی مَا فَصَّلْنَاهُ فِیمَا تَقَدَّمَ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

______________________________

قوله علیه السلام: فإن أحب یمکن حمله علی مغرب غیر هذه اللیله، بناء علی استحباب تقدیم الفائته الواحده.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: کان فی هذا الخبر دلاله علی أنه إذا حضر وقت العتمه خرج وقت المغرب، و فیه إشکال و فی الطریق ما تری.

الحدیث السابع عشر و المائه: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل الطریق معتبر، و کان فیه أنه إذا دخل ما یسمی وقت فضیله العصر یبدأ بالعصر إن کان لم یصل

الظهر، و فیه إشکال نظرا إلی عدم موافقته لما نعرفه من الفتاوی، و للأخبار المتقدمه الداله علی أن هذه قبل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 349

[الحدیث 118]

118 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنَامُ عَنِ الْفَجْرِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ هُوَ فِی سَفَرٍ کَیْفَ یَصْنَعُ أَ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَقْضِیَ بِالنَّهَارِ قَالَ لَا یَقْضِی صَلَاهً نَافِلَهً وَ لَا فَرِیضَهً بِالنَّهَارِ وَ لَا یَجُوزُ لَهُ وَ لَا یَثْبُتُ لَهُ وَ لَکِنْ یُؤَخِّرُهَا فَیَقْضِیهَا بِاللَّیْلِ.

فَهَذَا خَبَرٌ شَاذٌّ لَا یُعَارَضُ بِهِ الْأَخْبَارُ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا مَعَ مُطَابَقَتِهَا لِظَاهِرِ الْقُرْآنِ

______________________________

هذه، مع الحکم بامتداد الوقتین، و لعل الخبر کان هکذا: حتی یتضیق وقت العصر، فاشتبه علی الکتبه.

الحدیث الثامن عشر و المائه: مجهول کالموثق.

و قال المفید: علی بن خالد کان زیدیا و رجع.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه المنع من القضاء بالنهار، و لا أعرف به قائلا منا، مع کونه مخالفا للأخبار المعتبره الداله علی القضاء إذا ذکر، و فی الطریق ما تری. انتهی.

و یمکن أن یکون المراد الصلاه علی الراحله، فإن الغالب أن فی النهار یکون فی الطریق- کما سیأتی فی خبر عمار أیضا- یقضیها باللیل علی الأرض.

قوله رحمه الله: لظاهر القرآن أی: قوله تعالی" أَقِمِ الصَّلٰاهَ لِذِکْرِی".

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 350

[الحدیث 119]

119 أَحْمَدُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ الرِّضَا ع یَا فُلَانُ إِذَا دَخَلَ الْوَقْتُ عَلَیْکَ فَصَلِّهِمَا فَإِنَّکَ لَا تَدْرِی مَا یَکُونُ.

[الحدیث 120]

120 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ حَبِیبٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع تَکُونُ عَلَیَّ الصَّلَاهُ النَّافِلَهُ مَتَی أَقْضِیهَا فَکَتَبَ فِی أَیِّ سَاعَهٍ شِئْتَ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ.

[الحدیث 121]

121 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَضَاءِ النَّوَافِلِ قَالَ مَا بَیْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَی غُرُوبِهَا.

[الحدیث 122]

122 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ تَفُوتُنِی صَلَاهُ اللَّیْلِ فَأُصَلِّی الْفَجْرَ فَلِی أَنْ أُصَلِّیَ بَعْدَ صَلَاهِ الْفَجْرِ مَا فَاتَنِی مِنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ وَ أَنَا فِی مُصَلَّایَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَقَالَ نَعَمْ وَ لَکِنْ لَا تُعْلِمْ بِهِ أَهْلَکَ فَیَتَّخِذُونَهُ سُنَّهً

______________________________

الحدیث التاسع عشر و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: فصلهما حمل علی وقت الفضیله، أو مع النوافل، فالمراد عدم فضیله التأخیر إلا بقدر النافله کما مر.

الحدیث العشرون و المائه: مجهول.

الحدیث الحادی و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث الثانی و العشرون و المائه: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 351

[الحدیث 123]

123 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لِکُلِّ صَلَاهٍ مَکْتُوبَهٍ لَهَا نَافِلَهُ رَکْعَتَیْنِ إِلَّا الْعَصْرَ فَإِنَّهُ تُقَدَّمُ نَافِلَتُهَا فَیَصِیرَانِ قَبْلَهَا وَ هِیَ

______________________________

الحدیث الثالث و العشرون و المائه: موثق.

و لا یخفی ما فیه من التشویش، و قل ما یکون خبر عمار خالیا عن مثله من الاضطراب.

قوله علیه السلام: لکل صلاه مکتوبه لها نافله رکعتین" لها" تأکید لقوله" لکل" و یحتمل أن یکون المراد به أن لکل صلاه نافله تختص بها، إلا العصر فإنه اکتفی فیها برکعتین من نافله الظهر لقربهما منها.

و هذا بناء علی أن الثمانی رکعات قبل الظهر لیست بنافله الظهر و لکنها لهذا الوقت، و الثمان بعدها نافله للظهر کما یدل علیه کثیر من الأخبار.

و یحتمل أن یکون المراد أن کل صلاه بعدها نافله و إن لم تکن متصله بها،

إلا العصر فإنها قبلها و لیس بعدها إلی المغرب نافله.

أو المراد أن کل فریضه لها نافله متصله بها، سواء کان قبلها أو بعدها إلا العصر فإنه یجوز الفصل بینها و بین الرکعتین لاختلاف وقتیهما، لا سیما علی القول بالمثل و المثلین فی الفریضه خاصه.

أو المراد أن لکل صلاه نافله رکعتین قبلها غیر النوافل المرتبه إلا العصر، لکن لا یوافقه قول و لا یساعده خبر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 352

الرَّکْعَتَانِ اللَّتَانِ تَمَّتْ بِهِمَا الثَّمَانِی بَعْدَ الظُّهْرِ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقْضِیَ شَیْئاً مِنَ الصَّلَاهِ مَکْتُوبَهً أَوْ غَیْرَهَا فَلَا تُصَلِّ شَیْئاً حَتَّی تَبْدَأَ فَتُصَلِّیَ قَبْلَ الْفَرِیضَهِ الَّتِی حَضَرَتْ رَکْعَتَیْنِ نَافِلَهً لَهَا ثُمَّ اقْضِ مَا شِئْتَ- وَ ابْدَأْ مِنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ بِالْآیَاتِ تَقْرَأُ- إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَی- إِنَّکَ لٰا تُخْلِفُ الْمِیعٰادَ وَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ تَبْدَأُ بِالْآیَاتِ قَبْلَ الرَّکْعَتَیْنِ

______________________________

قوله علیه السلام: فإذا أردت أن تقضی شیئا أقول: هذا أیضا یحتمل وجوها:

الأول: أن یکون المعنی إذا أردت قضاء فریضه أو نافله فی وقت حاضره، فصل قبل الحاضره رکعتین نافله ثم صل الحاضره، و تکفیک هاتان الرکعتان نافله للقضاء أیضا، ثم اقض بعد الفریضه ما شئت.

الثانی: أن یکون المعنی إذا أردت القضاء فی وقت الفریضه، فقدم رکعتین من القضاء لتقوم مقام نافله الفریضه و أخر عنها سائرها.

الثالث: أن یکون المراد بالفریضه التی حضرت صلاه القضاء، أی یستحب لکل قضاء نافله رکعتین.

الرابع: أن یکون المراد بالقضاء الفعل، و یکون المعنی إذا أردت أن تؤدی فریضه أو نافله، أداء کانت أو قضاء، فالنافله لیست لها نافله. و أما الفریضه فیستحب قبلها رکعتان، فینبغی تخصیصها بغیر المغرب و العید.

و یحتمل وجوها أخری لا یسع المقام ذکرها، و لا

یخفی ما فی کلها من التعسف و الاختلال، و الله أعلم بحقیقه الحال.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 353

اللَّتَیْنِ قَبْلَ الزَّوَالِ- وَ قَالَ وَقْتُ صَلَاهِ الْجُمُعَهِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ شِرَاکٌ أَوْ نِصْفٌ وَ قَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ الزَّوَالَ مَا بَیْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَی أَنْ یَمْضِیَ قَدَمَانِ فَإِنْ کَانَ قَدْ بَقِیَ مِنَ الزَّوَالِ رَکْعَهٌ وَاحِدَهٌ أَوْ قَبْلَ أَنْ یَمْضِیَ قَدَمَانِ أَتَمَّ الصَّلَاهَ حَتَّی یُصَلِّیَ

______________________________

قوله علیه السلام: وقت صلاه الجمعه أقول: المراد إما طول الشراک أو عرضه، فعلی الثانی المراد به أنه ینبغی إیقاعها بعد مضی هذا المقدار من الظل، للعلم بدخول الوقت یقینا. و علی الأول أیضا یحتمل أن یکون لذلک أو للخطبه.

و بعض الأصحاب فهموا منه التضییق، و حملوه علی أن المراد به أن وقت الجمعه هذا المقدار، و لا یخفی بعده و مخالفته لسائر الأخبار، و لما نقل من الأدعیه و السور الطویله و الخطب المبسوطه، و علی تقدیره لعله یکون مبالغه فی التعجیل.

قوله علیه السلام: قد بقی من الزوال رکعه واحده أی: مقدار رکعه واحده، و الظاهر أن لفظه" أو" سهو، و علی تقدیرها فالمراد أن الأفضل إذا کان بقی مقدار رکعه الشروع فی النافله، و إن کان مطلق التلبس فی الوقت کافیا، و لو لم یکن برکعه أیضا.

و منهم من حمل رکعه واحده علی حقیقته، و قال: بین مفهومه و بین مفهوم قوله" قبل أن یصلی رکعه" تعارض.

و منهم من قال: الصواب مکان" قد بقی"" قد صلی" و لا یخفی ما فیهما، و تقدیر المقدار شائع کما حملناه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 354

تَمَامَ الرَّکَعَاتِ وَ إِنْ مَضَی قَدَمَانِ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ رَکْعَهً بَدَأَ بِالْأُولَی وَ

لَمْ یُصَلِّ الزَّوَالَ إِلَّا بَعْدَ ذَلِکَ وَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ مِنْ نَوَافِلِ الْأُولَی مَا بَیْنَ الْأُولَی إِلَی أَنْ یَمْضِیَ أَرْبَعَهُ أَقْدَامٍ فَإِنْ مَضَتِ الْأَرْبَعَهُ أَقْدَامٍ وَ لَمْ یُصَلِّ مِنَ النَّوَافِلِ شَیْئاً فَلَا یُصَلِّی النَّوَافِلَ

______________________________

ثم اعلم أن المشهور بین الأصحاب فی وقت نافله الزوال، فالأشهر و الأظهر أنه من الزوال إلی أن یصیر الفی ء قدمین، و ذهب الشیخ فی الجمل و المبسوط و الخلاف إلی أنه من الزوال إلی أن یبقی لصیروره الفی ء مثل الشخص مقدار الفریضه.

و ذهب ابن إدریس إلی امتداده إلی أن یصیر ظل کل شی ء مثله، و تبعه المحقق و العلامه، و نقل المحقق قولا بامتداده بامتداد وقت الفریضه.

و کذا اختلفوا فی وقت نافله العصر، فالمشهور أنه بعد الفراغ من الظهر إلی أربعه أقدام. و قیل: حتی یصیر ظل کل شی ء مثلیه. و قیل: یمتد بامتداد وقت الفریضه.

قوله علیه السلام: بدأ بالأولی لم یفهم منه القضاء، و یحتمل أن یکون التأخیر واجبا و یکون أداء.

قوله علیه السلام: من نوافل الأولی فی بعض النسخ من نوافل العصر. و قیل: الظاهر الثانیه بدل الأولی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 355

وَ إِنْ کَانَ قَدْ صَلَّی رَکْعَهً فَلْیُتِمَّ النَّوَافِلَ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ یُصَلِّی الْعَصْرَ وَ قَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ إِنْ بَقِیَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ صَلَاهِ الزَّوَالِ إِلَی أَنْ یَمْضِیَ بَعْدَ حُضُورِ الْأُولَی نِصْفُ قَدَمٍ وَ لِلرَّجُلِ إِذَا کَانَ قَدْ صَلَّی مِنْ نَوَافِلِ الْأُولَی شَیْئاً قَبْلَ أَنْ یَحْضُرَ الْعَصْرُ فَلَهُ أَنْ یُتِمَّ نَوَافِلَ الْأُولَی إِلَی أَنْ یَمْضِیَ بَعْدَ حُضُورِ الْعَصْرِ قَدَمٌ وَ قَالَ الْقَدَمُ بَعْدَ

______________________________

و الظاهر أن ما فی الأصل أولی، و هذه الاصطلاحات من سوء فهم الناظرین.

و هذا یدل علی ما ذکرنا من

أن هذه الثمانی الرکعات التی بعد الظهر نافله لها.

قوله علیه السلام: إن بقی علیه شی ء أی: بعد التلبس برکعه أیضا ینبغی أن یفعله ولاء، و لا یطولها و لا یفصل بینها بالأدعیه کثیرا، لئلا یتجاوز عن نصف قدم، أو مع عدم التلبس أیضا فیکون دونه فی الفضل.

أو یکون محمولا علی انتظار الجماعه کما حمله الشیخ، لکن الفقره التی تلیه کالصریح فی الأول، کما فهمه الشهید قدس سره علی بعض الوجوه، حیث قال فی الذکری بعد إیراد الخبر: لعله أراد بحضور الأولی و العصر ما تقدم من الذراع و الذراعین و المثل و المثلین و شبهه، و یکون للمتنفل أن یزاحم الظهر و العصر ما بقی من النوافل ما لم یمض القدر المذکور، فیمکن أن یحمل لفظ" الشی ء" علی عمومه، فیشمل الرکعه و ما دونها و ما فوقها، فیکون فیه بعض مخالفه للتقدیر بالرکعه.

و یمکن حمله علی الرکعه و ما فوقها و یکون مقیدا لها بالقدم و النصف. و یجوز أن یرید بحضور الأولی مضی نفس القدمین المذکورین فی الخبر، و بحضور العصر الأربع الأقدام، و تکون المزاحمه المذکوره مشروطه بأن لا یزید علی نصف قدم فی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 356

حُضُورِ الْعَصْرِ مِثْلُ نِصْفِ قَدَمٍ بَعْدَ حُضُورِ الْأُولَی فِی الْوَقْتِ سَوَاءً وَ عَنِ الرَّجُلِ تَکُونُ عَلَیْهِ صَلَاهُ لَیَالٍ کَثِیرَهٍ هَلْ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَقْضِیَ صَلَاهَ لَیَالٍ کَثِیرَهٍ بِأَوْتَارِهَا یُتْبِعُ بَعْضُهَا بَعْضاً قَالَ نَعَمْ کَذَلِکَ لَهُ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ أَمَّا إِذَا انْتَصَفَ إِلَی أَنْ یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَلَیْسَ لِلرَّجُلِ وَ لَا لِلْمَرْأَهِ أَنْ یُوتِرَ إِلَّا وَتْرَ صَلَاهِ تِلْکَ اللَّیْلَهِ فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ یَقْضِیَ صَلَاهً

______________________________

الظهر بعد القدمین، و لا علی قدم فی

العصر بعد الأربع، و هذا تنبیه حسن لم یذکره المصنفون. انتهی.

قوله علیه السلام: فی الوقت سواء لأن الشمس کلما انخفضت ازدادت حرکه ظلها سرعه، علی ما ثبت فی محله و صح بالتجربه، أو لأن نصف قدم بالنسبه إلی وقت فضیله الظهر أعنی القدمین، کنسبه القدم إلی فضیله العصر أعنی أربعه أقدام، فإن النسبه فیهما معا الربع. و لا یبعد أن یکون السر فی جعل وقت العصر أربعه أقدام، هو ما ذکرنا أولا من سرعه الحرکه بالتأخر عن الزوال.

و ما قیل: من أن وقت نوافل العصر من الزوال لما کان ضعف وقت نوافل الأولی جعل مقدار توسیع وقتها ضعف مقدار توسیع وقت نوافل الأولی.

فلا یخفی وهنه، لأن ما یخص نافله العصر أیضا قدمان، بل أقل لدخول وقت فضیله الظهر فیه أیضا، مع أن سعه وقت النافله لا تصلح عله لکثره المزاحمه فخذ ما ذکرنا و کن من الشاکرین.

ثم اعلم أن الشیخ و أتباعه ذهبوا إلی أنه إذا خرج وقت نافله الظهر أو العصر و لم یتلبس بالنافله، قدم الفریضه ثم قضاها بعدها، و إن تلبس برکعه أتمها ثم صلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 357

عَلَیْهِ صَلَّی ثَمَانِیَ رَکَعَاتٍ مِنْ صَلَاهِ تِلْکَ اللَّیْلَهِ وَ أَخَّرَ الْوَتْرَ ثُمَّ یَقْضِی مَا بَدَا لَهُ بِلَا وَتْرٍ ثُمَّ یُوتِرُ الْوَتْرَ الَّذِی لِتِلْکَ اللَّیْلَهِ خَاصَّهً وَ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ عَلَیْهِ صَلَاهٌ فِی الْحَضَرِ هَلْ یَقْضِیهَا وَ هُوَ مُسَافِرٌ قَالَ نَعَمْ یَقْضِیهَا بِاللَّیْلِ عَلَی الْأَرْضِ فَأَمَّا عَلَی الظَّهْرِ فَلَا وَ یُصَلِّی کَمَا یُصَلِّی فِی الْحَضَرِ.

[الحدیث 124]

124 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا اجْتَمَعَ عَلَیْکَ وَتْرَانِ أَوْ ثَلَاثَهٌ أَوْ

أَکْثَرُ مِنْ ذَلِکَ فَاقْضِ ذَلِکَ کَمَا فَاتَکَ تَفْصِلُ بَیْنَ کُلِّ وَتْرَیْنِ بِصَلَاهٍ لَا تُقَدِّمَنَّ شَیْئاً قَبْلَ أَوَّلِهِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ تَبْدَأُ إِذَا أَنْتَ قَضَیْتَ

______________________________

الفریضه، مستدلین بهذا الخبر.

و ذکر جماعه منهم أنه مع التلبس برکعه یتم النافله مخففه بالاقتصار علی أقل ما یجزی فیها، کقراءه الحمد وحدها و الاقتصار علی تسبیحه واحده فی الرکوع و السجود.

و علی ما حملنا علیه الخبر یظهر منه التخفیف فی الجمله. و لو اقتصر علی ما یظهر من الخبر علی أظهر محامله کان أولی، کما نبه علیه الشهید قدس الله روحه.

قوله علیه السلام: بلا وتر یمکن حمله علی التقیه، لما رواه العامه: لا وتران فی لیله. أو علی الاستحباب.

الحدیث الرابع و العشرون و المائه: حسن.

قوله علیه السلام: قضیت صلاه لیلتک فی بعض النسخ صلاه اللیل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 358

صَلَاهَ لَیْلَتِکَ ثُمَّ الْوَتْرَ قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَا وَتْرَانِ فِی لَیْلَهٍ إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا قَضَاءٌ وَ قَالَ إِنْ أَوْتَرْتَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ قُمْتَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ فَوَتْرُکَ الْأَوَّلُ قَضَاءٌ وَ مَا صَلَّیْتَ مِنْ صَلَاهٍ فِی لَیْلَتِکَ کُلِّهَا فَلْیَکُنْ قَضَاءً إِلَی آخِرِ صَلَاتِکَ فَإِنَّهَا لِلَیْلَتِکَ وَ لْیَکُنْ آخِرُ صَلَاتِکَ وَتْرَ لَیْلَتِکَ.

[الحدیث 125]

125 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا تَقْضِ وَتْرَ لَیْلَتِکَ إِنْ کَانَ فَاتَکَ حَتَّی تُصَلِّیَ الزَّوَالَ فِی یَوْمِ الْعِیدَیْنِ.

[الحدیث 126]

126 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

______________________________

قال الفاضل التستری رحمه الله: کان المعنی إذا قضیت تبدأ بالقضاء فی صلاه لیلتک، ثم اجعل وتر لیلتک آخر القضاء علی ما سیجی ء آخرا، فیکون صلاه لیلتک منصوبا بنزع الخافض. انتهی.

و أقول: لعل المراد منه النهی عن أن یفصل بین صلاه اللیل- أی: الثمانی رکعات و وترها- بصلاه أخری، بأن یؤخر الأوتار جمیعا.

و قوله علیه السلام" تبدأ" علی نسخه" اللیل" مؤکدا و نهی عن تقدیم الوتر علی الثمانی رکعات. و علی نسخه" لیلتک" لعل المراد ما ذکر أیضا، أو المعنی أنک بعد ما فرغت من القضاء تبدأ بصلاه الحاضره ثم تأتی بوترها.

الحدیث الخامس و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث السادس و العشرون و المائه: صحیح علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 359

الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع یَقْضِی عِشْرِینَ وَتْراً فِی لَیْلَهٍ.

[الحدیث 127]

127 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْوَتْرِ وَ یَنْسَی الثَّالِثَهَ حَتَّی یُصْبِحَ قَالَ یُوتِرُ إِذَا أَصْبَحَ بِرَکْعَهٍ مِنْ سَاعَتِهِ.

[الحدیث 128]

128 سَعْدٌ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع أَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَکَتَبَ إِلَیَّ وَ صَلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنَ النَّوَافِلِ مَا شِئْتَ وَ صَلِّ بَعْدَ الْغَدَاهِ مِنَ النَّوَافِلِ مَا شِئْتَ

______________________________

قوله علیه السلام: یقضی عشرین وترا فی لیله قیل: المراد أنه یحکم بقضاء العشرین، إذ من المستبعد أن یترک علیه السلام صلاه عشرین لیله إلا أن یکون لعذر، و ارتکاب هذا التکلف البعید بمحض الاستبعاد بعید.

الحدیث السابع و العشرون و المائه: مجهول کالموثق.

الحدیث الثامن و العشرون و المائه: مجهول.

وجه الجمع بین هذا الخبر و الأخبار الأوله أن یحمل هذا علی الجواز و السابقه علی الکراهه، أو هذا علی غیر المبتدءه و الأوله علیها، أو الأوله علی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 360

[الحدیث 129]

129 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْأُولَی ثُمَّ یَتَنَفَّلُ فَیُدْرِکُهُ وَقْتُ الْعَصْرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَفْرُغَ مِنْ نَافِلَتِهِ فَیُبْطِئُ بِالْعَصْرِ یَقْضِی نَافِلَتَهُ أَوْ یُصَلِّیهَا بَعْدَ الْعَصْرِ أَوْ یُؤَخِّرُهَا حَتَّی یُصَلِّیَهَا فِی وَقْتٍ آخَرَ قَالَ یُصَلِّی الْعَصْرَ وَ یَقْضِی نَافِلَتَهُ فِی یَوْمٍ آخَرَ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِذَا صَلَّی فِی آخِرِ وَقْتٍ فَیَکُونُ قَدْ قَارَبَ غَیْبُوبَهَ الشَّمْسِ وَ ذَلِکَ وَقْتٌ یُکْرَهُ فِیهِ الصَّلَاهُ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فِی أَکْثَرِ الرِّوَایَاتِ فَالْأَفْضَلُ أَنْ یُؤَخِّرَهَا فَیَقْضِیَهَا فِی وَقْتٍ آخَرَ

______________________________

التقیه، کما ورد فی الخبر أیضا إشعار به.

الحدیث التاسع و العشرون و المائه: مجهول.

قوله: فیبطئ بالعصر فی الکافی" فیبتدئ" و هو الأصح، و ما فی الکتاب علی نسخه الأصل الظاهر أن قوله"

فیبطئ" استفهام، و یکون قوله" یقضی" بمعناه الاصطلاحی، و الباء للسببیه، أی: یبطئ بسبب العصر نافلته.

و یحتمل أن یکون قوله" یقضی نافلته" ابتداء للاستفهام، و قوله" فیبطئ" بیانا للحال، أی: إن فعل و قدم النافله.

و فی بعض النسخ" أو یصلیها بعد العصر" فیکون" یقضی" بمعنی یفعل، و معنی" فیبطئ بالعصر" یؤخرها، و علی التقادیر فالظاهر حملها علی التقیه أو الاستحباب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 361

[الحدیث 130]

130 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَنْبَسَهَ الْعَابِدِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهٰارَ خِلْفَهً لِمَنْ أَرٰادَ أَنْ یَذَّکَّرَ أَوْ أَرٰادَ شُکُوراً قَالَ قَضَاءُ صَلَاهِ اللَّیْلِ بِالنَّهَارِ وَ قَضَاءُ صَلَاهِ النَّهَارِ بِاللَّیْلِ.

[الحدیث 131]

131 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ تَجْتَمِعُ عَلَیَّ قَالَ تَحَرَّ وَ اقْضِهَا

______________________________

و قال الشیخ البهائی قدس سره: أی یصیر سببا لإبطاء فعل العصر فعل النافله فهل یفعل العصر و یقضی نافلته أو یؤخر النافله حتی یصلیها فی وقت آخر.

الحدیث الثلاثون و المائه: موثق.

" خلفه" أی: جعل کل واحد منهما خلیفه الآخر للذی أراد أن یذکر نعمه الله فیهما، أو یشکره علیها فیهما.

و استدل بها علی مشروعیه فعل فائته اللیل نهارا أو بالعکس، کما تدل علیه الروایه.

الحدیث الحادی و الثلاثون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: تحر و اقضها یحتمل النافله و الفریضه و الأعم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 362

[الحدیث 132]

132 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَجْتَمِعُ عَلَیْهِ الصَّلَاهُ قَالَ أَلْقِهَا وَ اسْتَأْنِفْ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَا تَنَافِیَ بَیْنَ الْخَبَرَیْنِ لِأَنَّهُ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ الْخَبَرُ الْأَوَّلُ مَخْصُوصاً بِالْفَرَائِضِ فَیَجِبُ أَنْ یَتَحَرَّی وَ یَقْضِیَ وَ یَکُونَ الْخَبَرُ الثَّانِی مَخْصُوصاً بِالنَّوَافِلِ فَیَجُوزُ لَهُ تَرْکُهَا وَ لَوْ حَمَلْنَاهُمَا جَمِیعاً عَلَی النَّوَافِلِ لَجَازَ أَنْ یُحْمَلَ الْخَبَرُ الْأَوَّلُ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ وَ الثَّانِی عَلَی الْجَوَازِ

[الحدیث 133]

133 وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ تَزُولُ الشَّمْسُ فِی النِّصْفِ مِنْ حَزِیرَانَ عَلَی نِصْفِ قَدَمٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ تَمُّوزَ عَلَی قَدَمٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ آبَ عَلَی قَدَمَیْنِ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ أَیْلُولَ عَلَی ثَلَاثَهِ أَقْدَامٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ تِشْرِینَ الْأَوَّلِ عَلَی خَمْسَهٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ تِشْرِینَ الْآخِرِ عَلَی سَبْعَهٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ کَانُونَ الْأَوَّلِ عَلَی تِسْعَهٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ کَانُونَ الْآخِرِ عَلَی سَبْعَهٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ شُبَاطَ عَلَی خَمْسَهٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ آذَارَ عَلَی ثَلَاثَهٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ نَیْسَانَ عَلَی قَدَمَیْنِ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ أَیَّارَ عَلَی قَدَمٍ وَ نِصْفٍ وَ فِی النِّصْفِ مِنْ حَزِیرَانَ

______________________________

الحدیث الثانی و الثلاثون و المائه: مرسل.

الحدیث الثالث و الثلاثون و المائه: صحیح.

و کأنه نقله من الفقیه.

قوله علیه السلام: علی نصف قدم أی: تزول الشمس بعد ما بقی من الظل نصف قدم، و القدم علی المشهور سبع

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 363

..........

______________________________

الشاخص کما مر.

و قال

الشیخ البهائی قدس سره: الظاهر أن هذا الحدیث مختص بالعراق و ما قاربها، کما قاله بعض علمائنا رضوان الله علیهم، لأن عرض البلاد العراقیه یناسب ذلک، و لأن الراوی لهذا الحدیث و هو عبد الله بن سنان عراقی، فالظاهر أنه علیه السلام بین علامه الزوال فی بلاده. انتهی.

و تفصیل القول فی ذلک: أنه یرد علی هذا الخبر إیرادان: أحدهما فی بادئ النظر، و الثانی بعد التأمل.

أما الأول: فهو أنه لا یریب أحد فی أن العروض المختلفه فی الآفاق المائله لا یکاد یصح اتفاقها علی هذا التقدیر.

و الجواب: أنه لا فساد فی ذلک، إذ لا یلزم أن تکون القاعده المنقوله عنهم علیهم السلام فی تلک الأمور عامه شامله لجمیع البلاد و العروض و الآفاق، بل یمکن أن یکون الغرض بیان حکم بلد المخاطب أو الخطاب أو غیرهما مما کان معهودا بین الإمام علیه السلام و بین راویه من البلاد التی کان عرضها أکثر من المیل الکلی، إذ ما کان عرضه مساویا ینعدم فیه الظل یوما واحدا و بحسب الحس أیاما، و ما کان عرضه أقل ینعدم فیه الظل یومین حقیقه و أیاما حسا.

و أما ما یرد علیه بعد التأمل و إمعان النظر أمور:

الأول: أن انقسام السنه الشمسیه عند الروم إلی هذه المشهور الاثنی عشر، التی بعضها کشباط ثمانیه و عشرون یوما و بعضها کحزیران و أیلول و تشرین الأخر و نیسان ثلاثون یوما، و بعضها کباقی الشهور أحد و ثلاثون یوما، إنما هو محض اصطلاح منهم، لم یذکر أحد من المحصلین وجها أو نکته لهذا الاختلاف.

و ما توهم بعضهم أنه مبنی علی اختلاف مده قطع الشمس کلا من البروج

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4،

ص: 364

..........

______________________________

الاثنی عشر ظاهر البطلان، غیر خفی علی من تدبر مده مکث الشمس فی تلک البروج أن الأمر فیه لیس علی طبقه، کیف؟ و تشرین الأول الذی اعتبروه أحدا و ثلاثین هو بین القوس و الجدی و کل منهما تسعه و عشرون.

إذا عرفت هذا فقد ظهر أن انتقاص الظل أو ازدیاده المبنیین علی ارتفاع الشمس و انخفاضها فی البروج و أجزائها لا یطابق الشهور الرومیه تحقیقا.

أ لا تری أن انتقال الشمس من أول الحمل إلی أول المیزان الذی یعود فیه إلی مثل ما کان فی أول الحمل، إنما یکون فی قریب من مائه و سبعه و ثمانین یوما، و من نصف آذار إلی نصف أیلول الذی جعل فی الروایه موافقا للوقتین، إنما یکون فی أقل من مائه و أربعه و ثمانین یوما، و علی هذا القیاس.

الثانی: أن ظل الزوال یزداد من أول السرطان إلی أول الجدی، و ینتقص من أول الجدی إلی أول السرطان یوما فیوما و شهرا فشهرا علی سبیل التزاید و التناقض، بمعنی أن ازدیاده و انتقاصه فی الیوم الثانی و الشهر الثانی أزید من ازدیاده و انتقاصه فی الیوم الأول و الشهر الأول، و هکذا فی الثالث بالنسبه إلی الثانی و فی الرابع بالنسبه إلی الثالث حتی ینتهی إلی غایه الزیاده أو النقصان التی هی بدایه الآخر.

و من هذا القبیل حال ازدیاد الساعات و انتقاصها فی أیام السنه و لیالیها.

و وجه الجمیع ظاهر علی الناقد الخبیر، فکون ازدیاد الظل فی ثلاثه أشهر قدما قدما، و فی الثلاثه الأخری قدمین قدمین کما فی الروایه خلاف ما تحکم به الدرایه.

الثالث: أن کون نهایه انتقاص الظل إلی نصف قدم، و غایه ازدیاده إلی تسعه

أقدام و نصف، کما یظهر من الروایه إنما یستقیم إذا کان تفاوت ارتفاعی الشمس

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 365

..........

______________________________

فی الوقتین بقدر ضعف المیل الکلی، فإن الأول إنما یکون فی أول السرطان، و الثانی فی أول الجدی، و بعد کل منهما عن المعدل بقدر المیل الکلی.

و لیس الحال کذلک، فإن ارتفاع الشمس حین کون الظل نصف قدم یقرب من ست و ثمانین درجه، و حین کونه تسعه أقدام و نصفا یقرب من ست و ثلاثین درجه، فالتفاوت خمسون، و هو زائد علی ضعیف المیل الکلی بقرب من ثلاث درجات.

الرابع: أن کون الظل نصف قدم فی أول السرطان، أو کونه تسعه أقدام و نصفا فی أول الجدی لیس موافقا لأفق من آفاق البلاد المشهوره، فضلا عما ینبغی أن یکون موافقا له، کالمدینه المشرفه التی هی بلد الخطاب، أو الکوفه التی هی بلد المخاطب، فإن عرض المدینه خمس و عشرون درجه و عرض الکوفه إحدی و ثلاثون درجه و نصف درجه، فارتفاع أول السرطان من المدینه قریب من ثمان و ثمانین درجه و نصف درجه، و الظل حینئذ أنقص من خمس قدم. و من الکوفه قریب من اثنتین و ثمانین درجه، و الظل حینئذ أزید من قدم و خمس قدم.

و ارتفاع الجدی فی المدینه قریب من إحدی و عشرین درجه و نصف درجه، و الظل حینئذ أنقص من ثمانیه أقدام. و فی الکوفه قریب من خمس و ثلاثین درجه و الظل حینئذ عشره أقدام. علی ما استخرجه بعض الأفاضل ممن عاصرنا رحمه الله.

و بالجمله ما فی الروایه من قدر الظلین زائد علی الواقع بالنسبه إلی المدینه و ناقص بالنسبه إلی الکوفه، و هکذا

حال أکثر ما فی المراتب بل کلها عند التحقیق کما یظهر من الرجوع إلی العروض و الارتفاعات و الأظلال فی مدونات هذا الفن.

و وجه التفصی من تلک الإشکالات أن بناء هذه الأمور الحسابیه فی المحاورات علی التقریب و التخمین و الیقین، فإنه لا ینفع بیان الأمور التحقیقیه فی تلک الأمور

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 366

..........

______________________________

إذا السامع العامل بالحکم لا بد له من أن ینبئ أمره علی التقریب، لأنه إما أن یتبین ذلک بقامته و قدمه کما هو الغالب، و لا یمکن تحقیق حقیقه الأمر فیه بوجه أو بالسطوح المستویه و الشواخص القائمه علیها، و هذا مما یتعسر تحصیله علی أکثر الناس، و مع إمکانه فالأمر فیه أیضا لا محاله علی التخمین، لکنه أقرب إلی التحقیق من الأول.

و یمکن إیراد نکته لهذا أیضا، و هو أن فائده معرفه الزوال إما معرفه أول وقت فضیله الظهر و نوافلها و ما یتعلق بها المنوطه بأصل الزوال، و إما معرفه آخره أو الأول و الآخر من وقت فضیله العصر و بعض نوافلها المنوطه بمعرفه الفی ء الزائد علی ظل الزوال.

فالمقصود من التفصیل المذکور فی الروایه لا ینبغی أن یکون هو الفائده الأولی لأن العلامات العامه المعروفه- کزیاده الظل بعد نقصانه، أو میله عن الجنوب إلی المشرق- مغنیه عنها دون العکس.

فإنا إذا رأینا الظل فی نصف حزیران مثلا زائدا علی نصف قدم، أو فی نصف تموز زائدا علی قدم و نصف، لم یتمیز به عدم دخول الوقت عن مضیه، إلا بضم ما هو مغن عنه من العلامات المعروفه، فیکون المقصود بها الفائده الثانیه، و هی المحتاج إلیها کثیرا.

و لا تفی بها العلامات المذکوره، لأنا بعد معرفه

الزوال و زیاده الظل نحتاج لمعرفه تلک الأوقات إلی معرفه قدر الفی ء الزائد علی ظل الزوال بحسب الأقدام و التمیز بینهما، و لا یتیسر ذلک لاختلافه بحسب الأزمان إلا بمعرفه التفصیل المذکور إذ به یعرف حینئذ أن الفی ء الزائد هل زاد علی قدمین ففات وقت نافله الظهر، أو علی أربعه أقدام ففات وقت فضیله فریضه الظهر علی قول، أو علی سبعه أقدام

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 367

..........

______________________________

ففات وقت فضیله الظهر أو دخل وقت فضیله العصر علی قول آخر.

فعلی هذا إن حملنا الروایه علی بیان حال المدینه المشرفه، ینبغی أن یوجه المساهله التی فیها باعتبار الزیاده علی الواقع بالنسبه إلیها، بحملها علی رعایه الاحتیاط بالنسبه إلی أوائل الأوقات المذکوره.

و إن حملناها علی بیان حال الکوفه، ینبغی أن توجه المساهله التی بالنسبه إلیها باعتبار النقصان، بحملها علی رعایه الاحتیاط بالنسبه إلی أواخرها، فإنک قد عرفت من الأخبار الماضیه أن تقدیم الفریضه علی أوقات الفضیله أولی من تأخیرها، و رعایه عدم مزاحمه النافله للفریضه أهم، و قد مضی فی بعض الأخبار أن النصف من ذلک أحب إلی.

و إن حملناها علی معرفه أول الزوال کما فهمه الأکثر، فحملها علی المدینه أولی بل هو متعین، إذ مع هذا المقدار من الزیاده یحصل العلم بدخول الوقت بخلاف ما إذا حملنا علی الکوفه، فإنه مخالف للاحتیاط علی هذا التقدیر.

و نظیر هذا الاحتیاط وقع فی بعض الروایات، کخبر عمار المتقدم و روایه زراره، حیث قال: فإذا زال النهار قدر إصبع صلی ثمانی رکعات، و إن أمکن أن یکون هذا التقدیر فی الکوفه مبنیا علی أن العلم بالزیاده علی نصف قدم لا یحصل غالبا إلا بالزیاده علی قدم، لکنه

بعید من وجوه.

و مما یؤید الحمل علی الکوفه علی الوجه المتقدم روایه عمار المتقدمه، إذ یمکن أن تکون مزاحمه نصف القدم فی الظهر و القدم فی العصر مبنیا علی ذلک، إذ التفاوت بین التحقیق بزعم المنجمین و التقدیر الوارد فی الخبر علی الاحتیاط بهذا المقدار تقریبا. و هذا وجه متین لم یتفطن به أحد قبلی.

فائده أخری: قال السید الداماد قدس سره: الشمس فی زماننا هذا درجه تقویمها فی النصف من حزیران بحسب التقریب الثالثه من سرطان، و فی النصف

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 368

..........

______________________________

من تموز الثانیه من الأسد، و فی النصف من آب الأولی من السنبله، و فی النصف من أیلول الثانیه من المیزان، و فی النصف من تشرین الأول الأولی من العقرب و فی النصف من تشرین الآخر الثالثه من القوس، و فی النصف من کانون الأول الثالثه من الجدی، و فی النصف من کانون الآخر الخامسه من الدلو، و فی النصف من شباط الخامسه من الحوت، و فی النصف من آذار الرابعه من الحمل، و فی النصف من نیسان الرابعه من الثور، و فی النصف من أیار الرابعه من الجوزاء.

و هذا الأمر التقریبی أیضا متغیر علی مر الدهور تغییرا یسیرا. انتهی.

و قال بعض أفاضل الأذکیاء: حساب السنه الشمسیه عند الروم مبنی علی مقتضی رصد أبرخس فی کون الکسر الزائد علی ثلاثمائه و خمسه و ستین یوما هو الربع التام، و عند المتأخرین علی الإرصاد المقتضیه لکونه أقل من الربع بعده دقائق، فیدور کل جزء من إحدی السنتین فی الأخری بمر الدهور.

فإذا کان نصف حزیران مطابقا لأول السرطان مثلا فی زمان، کما یظهر من الروایه أنه کان فی زمن

الصادق علیه السلام کذلک، یصیر فی هذه الأزمان علی حساب المتأخرین موافقا تقریبا للدرجه الثالثه من سرطان علی رصد بطلمیوس، و التاسعه منه علی رصد التبانی، و ما بینهما علی سائر الإرصاد.

و علی هذا القیاس فإن کان حساب الروم حقا مطابقا للواقع، فلا تختلف حال الأظلال المذکوره فی الروایه بحسب الأزمان، فیکون الحکم فیها عاما، و إن کان حساب بعض المتأخرین حقا، فلا بد من أن یکون حکمها خاصا ببعض الأزمنه، و لا بأس بذلک کما لا بأس بکون حکمها مختصا ببعض البلاد دون بعض کما عرفت.

و کذا حال کل ما یتعلق ببعض هذه الشهور فی زمن النبی و الأئمه صلوات الله علیهم، مثل ما روی عنهم من استحباب اتخاذ ماء المطر فی نیسان بآداب مفصله فی الاستشفاء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 369

عَلَی نِصْفِ قَدَمٍ.

[الحدیث 134]

134 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ نَامَ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ الْعَتَمَهَ فَلَمْ یَسْتَیْقِظْ حَتَّی یَمْضِیَ نِصْفُ اللَّیْلِ فَلْیَقْضِ صَلَاتَهُ وَ لْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ.

[الحدیث 135]

135 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ وَ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ

______________________________

فإن الظاهر أن نیسان الذی مبدؤه فی زماننا مطابق للثالث و العشرین من فروردین الجلالی إذا خرج بمرور الأیام عن فصل الربیع أو أوائله مطلقا و انقطع فیه نزول المطر انتهی زمان الحکم المنوط به.

فلا یبعد علی ذلک احتمال الرجوع فی العمل المذکور إلی أوائل الربیع التی کانت مطابقه فی زمنهم علیهم السلام لنیسان، و الله یعلم حقائق الأمور و الأخبار ثم من صدرت عنهم صلوات الله علیهم.

الحدیث الرابع و الثلاثون و المائه: مرفوع.

قوله علیه السلام: فلیقض صلاته ظاهره عدم وجوب صوم الیوم، کما هو المشهور من استحبابه، و ذهب الشیخ و جماعه إلی الوجوب، سواء کان عمدا أو سهوا.

الحدیث الخامس و الثلاثون و المائه: حسن.

و هو مؤید لما احتمله العلامه فی التذکره من الاکتفاء بقضاء ما تیقن فواته، خلافا للمشهور حیث حکموا بوجوب القضاء حتی یغلب علی ظنه الوفاء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 370

ع أَنَّهُ قَالَ مَتَی مَا اسْتَیْقَنْتَ أَوْ شَکَکْتَ فِی وَقْتِ صَلَاهٍ أَنَّکَ لَمْ تُصَلِّهَا أَوْ فِی وَقْتِ فَوْتِهَا صَلَّیْتَهَا فَإِنْ شَکَکْتَ بَعْدَ مَا خَرَجَ وَقْتُ الْفَوْتِ فَقَدْ دَخَلَ حَائِلٌ فَلَا إِعَادَهَ عَلَیْکَ مِنْ شَکٍّ حَتَّی تَسْتَیْقِنَ فَإِنِ اسْتَیْقَنْتَ فَعَلَیْکَ إِعَادَهُ أَنْ تُصَلِّیَهَا فِی أَیِّ حَالٍ کُنْتَ

______________________________

قوله علیه السلام: أو شککت أی: إذا شککت و أنت فی الوقت أی فی وقت الفضیله، أو فی

وقت فوتها أی: شککت فی وقت فوتها- أی وقت الإجزاء- أنک لم تصلها، کذا أفید.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: أی شککت فی وقت الفوت أنک قضیت أم لا، أو تیقنت أنک لم تقض، و الحاصل أنک إن تیقنت فی وقت الصلاه أنک لم تصل، أو شککت فی ذلک، و کذا إن تیقنت فی وقت الفوت أنک لم تقض، أو شککت فی ذلک صلیت، أی: وجب علیک إیقاع الصلاه للأصل السالم عن یقین إیقاع الواجب.

و إن شککت بعد فوت الوقت أنک لم تصل فی وقت الصلاه، لم تکن علیک صلاه، لأن الوقت قد زال، فکان ذلک شکا بعد تجاوز المحل.

و علی هذا کان الأوجه فی قوله" بعد ما خرج وقت الفوت" أن یقال بدله:

بعد ما خرج الوقت، أو یقال: بعد ما فات الوقت. و الأمر فیه هین لظهور المراد و أمن الالتباس.

و زاد فی الکافی بعد قوله" أو فی وقت فوتها" قوله" أنک لم تصلها" و هو مؤید لما ذکرناه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 371

14 بَابُ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ
[الحدیث 1]

1 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَمَّا هَبَطَ جَبْرَئِیلُ ع بِالْأَذَانِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص کَانَ رَأْسُهُ فِی حَجْرِ عَلِیٍّ ع فَأَذَّنَ جَبْرَئِیلُ ع وَ أَقَامَ فَلَمَّا انْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ یَا عَلِیُّ سَمِعْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ حَفِظْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ ادْعُ بِلَالًا فَعَلِّمْهُ فَدَعَا عَلِیٌّ ع بِلَالًا فَعَلَّمَهُ

______________________________

باب الأذان و الإقامه الحدیث الأول: حسن.

و یدل علی أن الأذان و الإقامه إنما شرعا بوحی من الله تعالی، و لا خلاف بین الأصحاب فی ذلک، و أما العامه فقد أجمعوا علی نسبه

الأذان إلی رؤیا عبد الله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 372

[الحدیث 2]

2 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَنْتَهِی إِلَی الْإِمَامِ حِینَ یُسَلِّمُ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ أَنْ یُعِیدَ الْأَذَانَ فَلْیَدْخُلْ مَعَهُمْ فِی أَذَانِهِمْ فَإِنْ وَجَدَهُمْ قَدْ تَفَرَّقُوا أَعَادَ الْأَذَانَ

______________________________

ابن زید فی منامه، و رووا موافقه عمر له فی المنام، و فی روایه الکافی ما یدل علی أنهم کانوا یقولون: إن أبی بن کعب رآه فی النوم.

و فی روایه العیاشی أن عبد الصمد بن بشیر ذکر عند أبی عبد الله علیه السلام أن العامه یقولون: إن رجلا من الأنصار رأی فی منامه الأذان فأمره النبی صلی الله علیه و آله أن یعلمه بلالا، فقال: کذبوا، و ذکر مثل ما فی الخبر.

و قال ابن أبی عقیل رحمه الله: أجمعت الشیعه علی أن الصادق علیه السلام لعن قوما زعموا أن النبی صلی الله علیه و آله أخذ الأذان من عبد الله بن زید، فقال:

ینزل الوحی علی نبیکم فیزعمون أنه أخذ الأذان من عبد الله بن زید.

الحدیث الثانی: مجهول أو حسن.

لأنه یحتمل بعیدا أن یکون خالد بن سعید هو القماط الثقه.

قوله علیه السلام: قد تفرقوا الظاهر أنه یصدق التفرق عرفا بذهاب أکثر الصف، بل النصف بل الأقل أیضا، لکن الأصحاب اکتفوا ببقاء شخص واحد فی التعقیب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 373

[الحدیث 3]

3 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الْأَذَانِ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مِنْ غَیْرِ عَارِفٍ قَالَ لَا یَسْتَقِیمُ الْأَذَانُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُؤَذِّنَ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ مُسْلِمٌ

عَارِفٌ فَإِنْ عَلِمَ الْأَذَانَ فَأَذَّنَ بِهِ وَ لَمْ یَکُنْ عَارِفاً لَمْ یُجْزِ أَذَانُهُ وَ لَا إِقَامَتُهُ وَ لَا یُقْتَدَی بِهِ وَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یُؤَذِّنُ وَ یُقِیمُ لِیُصَلِّیَ وَحْدَهُ فَیَجِی ءُ رَجُلٌ آخَرُ فَیَقُولُ لَهُ تُصَلِّی جَمَاعَهً هَلْ یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَا بِذَلِکَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ- قَالَ لَا وَ لَکِنْ یُؤَذِّنُ وَ یُقِیمُ

______________________________

الحدیث الثالث: موثق.

قوله علیه السلام: و لکن یؤذن و یقیم حمله المحقق و بعض المتأخرین علی استحباب الإعاده، و قالوا بجواز الاکتفاء بما سبق.

و قال فی المدارک: لا خلاف فی اشتراط الإسلام فی المؤذن، و الأصح اشتراط الإیمان أیضا، لبطلان عباده المخالف و لروایه عمار، فإن الظاهر أن المراد بالمعرفه الواقعه فیها الإیمان.

قوله علیه السلام: و لکن یؤذن و یقیم أقول: حمله المحقق رحمه الله علی استحباب الإعاده، و حکموا بجواز البناء علی ما سبق، و لیس ببعید لعدم قوه الروایه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 374

[الحدیث 4]

4 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فِی الرَّجُلِ یَنْسَی الْأَذَانَ وَ الْإِقَامَهَ حَتَّی یَدْخُلَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ إِنْ کَانَ ذَکَرَ قَبْلَ أَنْ یَقْرَأَ فَلْیُصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ ص وَ لْیُقِمْ وَ إِنْ کَانَ قَدْ قَرَأَ فَلْیُتِمَّ صَلَاتَهُ

______________________________

الحدیث الرابع: مجهول کالصحیح.

قوله علیه السلام: فلیصل ظاهره الاستئناف بقرینه قوله علیه السلام فی الشق الثانی" فلیتم صلاته" و یحتمل أن تکون الصلاه علی النبی صلی الله علیه و آله لقطع الصلاه بإزاء التسلیم، أو لتدارک قطع الصلاه، أو یکون مستحبا لابتداء الإقامه، أو یکون المراد بالصلاه السلام کما سیأتی.

و قال فی الشرائع: و لو صلی منفردا و لم یؤذن ساهیا رجع

إلی الأذان مستقبلا صلاته ما لم یرکع، و فیه روایه أخری.

و قال فی المدارک: اختلف الأصحاب فی تارک الأذان و الإقامه حتی یدخل فی الصلاه، فقال المرتضی فی المصباح و الشیخ فی الخلاف و أکثر الأصحاب یمضی فی صلاته إن کان متعمدا، و یستقبل صلاته ما لم یرکع إن کان ناسیا.

و قال الشیخ فی النهایه بالعکس، و اختاره ابن إدریس، و أطلق فی المبسوط الاستئناف ما لم یرکع، و المعتمد الأول و قول المصنف.

و فیه روایه أخری یمکن أن تکون إشاره إلی صحیحه علی بن یقطین، و أن تکون

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 375

[الحدیث 5]

5 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِیدٍ الْأَعْرَجِ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا افْتَتَحْتَ الصَّلَاهَ فَنَسِیتَ أَنْ تُؤَذِّنَ وَ تُقِیمَ ثُمَّ ذَکَرْتَ قَبْلَ أَنْ تَرْکَعَ فَانْصَرِفْ فَأَذِّنْ وَ أَقِمْ وَ اسْتَفْتِحِ الصَّلَاهَ وَ إِنْ کُنْتَ قَدْ رَکَعْتَ فَأَتِمَّ عَلَی صَلَاتِکَ

______________________________

إشاره إلی روایه محمد بن مسلم و روایه زید الشحام و روایه الحسین بن أبی العلاء، و هذه الروایات محموله علی تأکد الرجوع إلی الأذان و الإقامه قبل القراءه دون ما بعدها، و إن کان الرجوع إلیهما سائغا قبل الرکوع.

و الظاهر أن الصلاه و السلام علی النبی صلی الله علیه و آله إشاره إلی قطع الصلاه. و یمکن أن یکون ذلک نفسه قاطعا و یکون ذلک من خصوصیات ذلک الموضع، لأن ذلک لا یقطع الصلاه فی غیر ذلک المحل.

و اعلم أن هذه الروایات إنما تعطی استحباب الرجوع لاستدراک الأذان أو الإقامه وحدها، و لیس فیه ما یدل علی جواز القطع لاستدراک الأذان مع الإتیان

بالإقامه، و لم أقف علی مصرح به سوی المصنف فی الکتاب و ابن أبی عقیل.

و حکی فخر المحققین الإجماع علی عدم الرجوع إلیه مع الإتیان بالإقامه، و عکس الشارح و هو غیر واضح، و إطلاق النص و کلام الأصحاب یقتضی عدم الفرق بین الإمام و المنفرد.

الحدیث الخامس: صحیح.

و ابن أبی عمیر معطوف علی علی بن النعمان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 376

[الحدیث 6]

6 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْمُفَضَّلِ بْنِ حَسَّانَ الدَّالانِیِّ عَنْ زَکَرِیَّا بْنِ آدَمَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع جُعِلْتُ فِدَاکَ کُنْتُ فِی صَلَاتِی فَذَکَرْتُ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ وَ أَنَا فِی الْقِرَاءَهِ أَنِّی لَمْ أُقِمْ فَکَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ اسْکُتْ مَوْضِعَ قِرَاءَتِکَ وَ قُلْ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ ثُمَّ امْضِ فِی قِرَاءَتِکَ وَ صَلَاتِکَ وَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُکَ.

[الحدیث 7]

7 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَسْتَفْتِحُ صَلَاهَ الْمَکْتُوبَهِ ثُمَّ یَذْکُرُ أَنَّهُ لَمْ یُقِمْ قَالَ فَإِنْ ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یُقِمْ قَبْلَ أَنْ یَقْرَأَ فَلْیُسَلِّمْ عَلَی النَّبِیِّ ص ثُمَّ یُقِیمُ وَ یُصَلِّی وَ إِنْ ذَکَرَ بَعْدَ مَا قَرَأَ بَعْضَ السُّورَهِ فَلْیُتِمَّ عَلَی صَلَاتِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذِهِ الْأَخْبَارُ کُلُّهَا مَحْمُولَهٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ لِأَنَّهُ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاهَ فَالْأَصْلُ أَنَّهُ یَجُوزُ لَهُ الْمُضِیُّ فِیهَا وَ لَیْسَ عَلَیْهِ الِانْصِرَافُ وَ الَّذِی یُبَیِّنُ مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 8]

8 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَلَمَهَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ جَبَلَهَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ یَنْسَی الْأَذَانَ وَ الْإِقَامَهَ

______________________________

و یمکن حمل الخبر الأول علی استحباب عدم القطع بعد القراءه و التخییر بین القطع و الإقامه فی الإقامه. و یمکن حمل الإقامه فی الأثناء علی ما إذا کان المنسی الإقامه فقط.

الحدیث السادس: مجهول.

الحدیث السابع: حسن.

الحدیث الثامن: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 377

حَتَّی یُکَبِّرَ قَالَ یَمْضِی عَلَی صَلَاتِهِ وَ لَا یُعِیدُ.

[الحدیث 9]

9 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ نُعْمَانَ الرَّازِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ سَأَلَهُ أَبُو عُبَیْدَهَ الْحَذَّاءُ عَنْ حَدِیثِ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یُؤَذِّنَ وَ یُقِیمَ حَتَّی کَبَّرَ وَ دَخَلَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ إِنْ کَانَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ مِنْ نِیَّتِهِ أَنْ یُؤَذِّنَ وَ یُقِیمَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ وَ لَا یَنْصَرِفْ.

[الحدیث 10]

10 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الْأَذَانَ حَتَّی صَلَّی قَالَ لَا یُعِیدُ

______________________________

قوله: حتی یکبر یمکن- علی بعد- حمله علی تکبیر الرکوع.

الحدیث التاسع: مجهول.

قوله علیه السلام: إن کان دخل المسجد یمکن أن یکون المراد من النسیان الشک و الغالب مع النیه الإیقاع. و یحتمل أن تکون النیه قائمه مقامه.

الحدیث العاشر: مجهول.

قوله: حتی صلی ظاهره الفراغ منها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 378

[الحدیث 11]

11 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ شُعَیْبِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ أَنْ یُقِیمَ الصَّلَاهَ حَتَّی انْصَرَفَ یُعِیدُ صَلَاتَهُ قَالَ لَا یُعِیدُهَا وَ لَا یَعُودُ لِمِثْلِهَا.

[الحدیث 12]

12 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی أَنْ یُقِیمَ الصَّلَاهَ وَ قَدِ افْتَتَحَ الصَّلَاهَ قَالَ إِنْ کَانَ قَدْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْیُعِدْ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ هَذَا الْخَبَرُ أَیْضاً مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ بِدَلَالَهِ مَا

______________________________

الحدیث الحادی عشر: حسن کالصحیح.

قوله علیه السلام: و لا یعود لمثلها لأن الغالب أن النسیان ینشأ من عدم الاهتمام.

و یحتمل أن یکون المراد لا یعود إلی الإتیان بمثل هذه المستحبات المتروکه.

الحدیث الثانی عشر: صحیح.

و قال فی المدارک: حملها العلامه فی المختلف علی أن المراد بما قبل الفراغ ما قبل الرکوع، لأن المطلق یحمل علی المقید، و هو بعید جدا، و نزلها الشیخ فی التهذیب علی الاستحباب. قال فی المعتبر: ما ذکره محتمل لکن فیه تهجم علی إبطال الفریضه بالخبر النادر. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 379

قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ

[الحدیث 13]

13 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی هَمَّامٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ الْأَذَانُ وَ الْإِقَامَهُ مَثْنَی مَثْنَی وَ قَالَ إِذَا أَقَامَ مَثْنَی مَثْنَی وَ لَمْ یُؤَذِّنْ أَجْزَأَهُ فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ وَ مَنْ أَقَامَ الصَّلَاهَ وَاحِدَهً وَاحِدَهً وَ لَمْ یُؤَذِّنْ لَمْ یُجْزِهِ إِلَّا بِأَذَانٍ

______________________________

و یمکن الجمع علی ما قلنا باختلاف مراتب الاستحباب.

الحدیث الثالث عشر: صحیح.

و ظاهره الاکتفاء بتکبیرتین فی أول الأذان و تثنیه التهلیل فی آخر الإقامه، و دلت علیهما أخبار کثیره، لکن المشهور تربیع التکبیر فی أول الأذان، کما فی صحیحه زراره و غیرها.

و یمکن حمل هذه الروایه علی غالب الفصول، أو علی حمل الزائد

علی الاستحباب، أو علی أن التکبیرتین الأولیین من مقدمات الأذان، کما یومی إلیه علل الفضل بن شاذان، و حکی الشیخ فی الخلاف عن بعض الأصحاب تربیع التکبیر فی آخر الأذان، و هو ضعیف.

و أما تثنیه التهلیل فی آخر الإقامه، فهی الظاهره من أکثر الأخبار الوارده فیها، و المشهور أن فصولها سبعه عشر، و نسبه فی المعتبر إلی الشیعه و أتباعهم و فی المنتهی قال: ذهب إلیه علماؤنا. و نقل ابن زهره إجماع الفرقه علیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 380

..........

______________________________

و حکی الشیخ فی الخلاف عن بعض الأصحاب أنه جعل فصول الإقامه مثل فصول الأذان، و زاد فیها" قد قامت الصلاه" مرتین.

و نقل عن ابن الجنید التهلیل فی آخر الإقامه مره واحده إذا کان المقیم قد أتی بها بعد الأذان. و إن کان قد أتی بها بغیر أذان، ثنی" لا إله إلا الله" فی آخرها.

و قال الشیخ فی النهایه بعد ذکر الأذان و الإقامه کما هو المشهور: هذا الذی ذکرناه هو المختار المعول علیه. و قد روی سبعه و ثلاثون فصلا فی بعض الروایات و فی بعضها ثمانیه و ثلاثون فصلا، و فی بعضها اثنان و أربعون فصلا.

فأما من روی سبعه و ثلاثین فصلا فإنه یقول فی أول الإقامه أربع مرات" الله أکبر" و یقول فی الباقی کما قدمناه. و من روی ثمانیه و ثلاثین فصلا یضیف إلی ما قدمناه قول" لا إله إلا الله" مره أخری فی آخر الإقامه.

و من روی اثنتین و أربعین فصلا، فإنه یجعل فی آخر الأذان التکبیر أربع مرات و فی أول الإقامه أربع مرات، و فی آخرها أیضا مثل ذلک أربع مرات، و یقول" لا إله إلا

الله" مرتین فی آخر الإقامه، فإن عمل عامل علی إحدی هذه الروایات لم یکن مأثوما. انتهی.

و العمده فی مستند المشهور روایه إسماعیل الجعفی إن الإقامه سبعه عشر حرفا مع أنه لیس فیها تصریح بعدد الفصول، و لا أن النقص فی أیها.

و الأظهر عندی التخییر و استحباب التهلیل الأخبر، أو القول بسقوطه عند الضروره، کما یشیر إلیه بعض الأخبار، و الإجماع المنقول لا عبره به مع مخالفه کثیر من القدماء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 381

[الحدیث 14]

14 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ فَنَقَصَ الْأَذَانَ وَ أَنْتَ تُرِیدُ أَنْ تُصَلِّیَ بِأَذَانِهِ فَأَتِمَّ مَا نَقَصَ هُوَ مِنْ أَذَانِهِ وَ لَا بَأْسَ أَنْ یُؤَذِّنَ الْغُلَامُ الَّذِی لَمْ یَحْتَلِمْ.

[الحدیث 15]

15 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَهَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو جَعْفَرٍ ع فِی قَمِیصٍ بِلَا إِزَارٍ وَ لَا رِدَاءٍ وَ لَا أَذَانٍ وَ لَا إِقَامَهٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ عَافَاکَ اللَّهُ صَلَّیْتَ بِنَا فِی قَمِیصٍ بِلَا إِزَارٍ وَ لَا رِدَاءٍ وَ لَا أَذَانٍ وَ لَا إِقَامَهٍ فَقَالَ إِنَّ قَمِیصِی کَثِیفٌ فَهُوَ یُجْزِی أَنْ لَا یَکُونَ

______________________________

و قد بسطنا الکلام فیه فی الکتاب الکبیر، و الله یعلم حقائق الأمور.

الحدیث الرابع عشر: صحیح.

و یدل علی الإتیان بما أخل به المؤذن، کما ذکره الأصحاب.

و لا خلاف فی الاعتداد بأذان الصبی الممیز.

الحدیث الخامس عشر: ضعیف.

و استدل به علی الاجتزاء بأذان المنفرد فی الجماعه، و علی جواز اکتفاء الرجل بأذان نفسه إذا أذن منفردا ثم أراد الجماعه بمفهوم الموافقه، و یرد علیهما أنه لیس فی الخبر أن جعفرا علیه السلام کان منفردا.

و قال فی الذکری: الاجتزاء بأذان غیره لکونه صادف نیه السامع للجماعه، فکأنه أذن للجماعه، بخلاف الناوی بأذانه الانفراد. و لا یخفی ما فیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 382

عَلَیَّ إِزَارٌ وَ لَا رِدَاءٌ وَ إِنِّی مَرَرْتُ بِجَعْفَرٍ وَ هُوَ یُؤَذِّنُ وَ یُقِیمُ فَلَمْ أَتَکَلَّمْ فَأَجْزَأَنِی ذَلِکَ.

[الحدیث 16]

16 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع أَوْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا نَسِیَ الرَّجُلُ حَرْفاً مِنَ الْأَذَانِ حَتَّی یَأْخُذَ فِی الْإِقَامَهِ فَلْیَمْضِ فِی الْإِقَامَهِ فَلَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ فَإِنْ نَسِیَ حَرْفاً مِنَ الْإِقَامَهِ عَادَ إِلَی الْحَرْفِ الَّذِی نَسِیَهُ ثُمَّ یَقُولُ مِنْ ذَلِکَ الْمَوْضِعِ إِلَی آخِرِ الْإِقَامَهِ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی أَنْ یَفْصِلَ بَیْنَ الْأَذَانِ

وَ الْإِقَامَهِ بِشَیْ ءٍ حَتَّی أَخَذَ

______________________________

و قال الفاضل التستری رحمه الله، کان فیه إذا لم یکن القمیص کثیفا لا تجزی الصلاه من غیر رداء، و لعله محمول علی الاستحباب، و کان ما فعله الإمام علیه السلام لتفهیم الحکم، لا لأن استحباب الرداء مفقود إذا کثف القمیص، و سیجی ء أحادیث الرداء بعد ثمانیه عشر ورقا تقریبا.

قوله: فلم أتکلم و یدل علی أن الکلام بعد الإقامه أو الأعم منه و من الأثناء مما یوجب الإعاده و ینبغی حمل الکلام علی ما لا یتعلق بفعل الصلاه، لخبر عمرو بن خالد الآتی.

و یمکن حمل خبر عمرو علی الإشاره، لکنه بعید.

الحدیث السادس عشر: موثق.

قوله علیه السلام: من ذلک الموضع ظاهره موضع المنسی، و یحتمل موضع الذکر أیضا علی بعد.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 383

فِی الصَّلَاهِ أَوْ أَقَامَ الصَّلَاهَ قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ لَیْسَ لَهُ أَنْ یَدَعَ ذَلِکَ عَمْداً ثُمَّ سُئِلَ مَا الَّذِی یُجْزِی مِنَ التَّسْبِیحِ بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ قَالَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

[الحدیث 17]

17 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ سَهَا فِی الْأَذَانِ فَقَدَّمَ أَوْ أَخَّرَ أَعَادَ عَلَی الْأَوَّلِ الَّذِی أَخَّرَهُ حَتَّی یَمْضِیَ عَلَی آخِرِهِ.

[الحدیث 18]

18 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْمَسْجِدَ وَ هُوَ لَا یَأْتَمُّ بِصَاحِبِهِ وَ قَدْ بَقِیَ عَلَی الْإِمَامِ آیَهٌ أَوْ آیَتَانِ فَخَشِیَ إِنْ هُوَ أَذَّنَ وَ أَقَامَ أَنْ یَرْکَعَ فَلْیَقُلْ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لْیَدْخُلْ فِی الصَّلَاهِ.

[الحدیث 19]

19 عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

قوله: أو أقام الصلاه أی قال: قد قامت الصلاه.

الحدیث السابع عشر: صحیح.

و یدل علی أن الترتیب شرط فی الأذان.

الحدیث الثامن عشر: صحیح.

و علیه عمل الأصحاب، و لا یمکن الاستدلال به علی وحده التهلیل مطلقا، لأن ذلک حال الاستعجال و الضروره، بل یؤید حمل خبر الوحده علی الضروره.

الحدیث التاسع عشر: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 384

کَانَ یُؤَذِّنُ وَ یُقِیمُ غَیْرُهُ وَ کَانَ یُقِیمُ وَ قَدْ أَذَّنَ غَیْرُهُ.

[الحدیث 20]

20 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّ النَّبِیَّ ص کَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ بِلَالٌ یُقِیمُ الصَّلَاهَ جَلَسَ.

[الحدیث 21]

21 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ صَلَّی النَّاسُ فَقَالَ لَهُمَا عَلِیٌّ ع إِنْ شِئْتُمَا فَلْیَؤُمَّ أَحَدُکُمَا صَاحِبَهُ وَ لَا یُؤَذِّنُ وَ لَا یُقِیمُ

______________________________

قوله: کان یؤذن الظاهر أن فاعله الضمیر الراجع إلی أبی عبد الله علیه السلام. و یحتمل التنازع علی غیره مع بعد.

الحدیث العشرون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: جلس أی: حتی یقول المؤذن" قد قامت الصلاه" فیقوم عنده، کما هو المستحب.

الحدیث الحادی و العشرون: ضعیف علی المشهور.

و النهی عن الأذان و الإقامه لعدم تفرق الصفوف، کما سیأتی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 385

[الحدیث 22]

22 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ الرَّجُلُ یَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ صَلَّی الْقَوْمُ أَ یُؤَذِّنُ وَ یُقِیمُ قَالَ إِنْ کَانَ دَخَلَ وَ لَمْ یَتَفَرَّقِ الصَّفُّ صَلَّی بِأَذَانِهِمْ وَ إِقَامَتِهِمْ وَ إِنْ کَانَ تَفَرَّقَ الصَّفُّ أَذَّنَ وَ أَقَامَ.

[الحدیث 23]

23 مُحَمَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ وَ الْإِمَامُ ضَامِنٌ

______________________________

الحدیث الثانی و العشرون: موثق کالصحیح.

الحدیث الثالث و العشرون: مجهول.

قوله علیه السلام: المؤذن مؤتمن یدل علی جواز الاعتماد علی المؤذن فی الوقت، و علی أن الإمام ضامن لقراءه من خلفه أو لصلاتهم، فیکون معاقبا إذا لم یکن جامعا لشرائط الجماعه، و سیأتی الکلام فیه إن شاء الله.

و قال بعض شراح أحادیث العامه قیل: معناه أنه یحفظ الصلاه و عدد الرکعات علی القوم. و الضمان فی اللغه الرعایه و الضامن الراعی. و قیل: معناه ضمان الدعاء، أی یعم القوم به و لا یخص به نفسه، و تأوله بعضهم علی أنه یتحمل القراءه عن القوم فی بعض الأحوال، و کذلک یتحمل القیام عمن أدرکه راکعا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 386

[الحدیث 24]

24 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ السُّنَّهُ فِی الْأَذَانِ یَوْمَ عَرَفَهَ أَنْ یُؤَذِّنَ وَ یُقِیمَ الظُّهْرَ ثُمَّ یُصَلِّیَ ثُمَّ یَقُومَ فَیُقِیمَ لِلْعَصْرِ بِغَیْرِ أَذَانٍ وَ کَذَلِکَ فِی الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ بِمُزْدَلِفَهَ.

[الحدیث 25]

25 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَا بُدَّ لِلْمَرِیضِ أَنْ یُؤَذِّنَ وَ یُقِیمَ إِذَا أَرَادَ الصَّلَاهَ وَ لَوْ فِی نَفْسِهِ إِنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی أَنْ یَتَکَلَّمَ بِهِ سُئِلَ فَإِنْ کَانَ شَدِیدَ الْوَجَعِ قَالَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یُؤَذِّنَ وَ یُقِیمَ لِأَنَّهُ لَا صَلَاهَ إِلَّا بِأَذَانٍ وَ إِقَامَهٍ.

[الحدیث 26]

26 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ عِیسَی قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ رَجُلٌ

______________________________

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

و ربما یستدل به علی تقدیم أذان العشاء علی المغرب فی الجمع کما ذکره الأصحاب، و لا یخفی ما فیه، إذ یجوز أن یکون الأذان للمغرب، و یکون ترک أذان العشاء باعتبار الجمع لا ترک أذان المغرب للوقت، و حینئذ یکون التشبیه أظهر کما لا یخفی.

و لئن سلمنا فیحتمل أن یکون التشبیه باعتبار اتصال الأذان و الإقامه بالصلاه التی هما لأجلها.

الحدیث الخامس و العشرون: موثق.

الحدیث السادس و العشرون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 387

تَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ أَ یُعِیدُهَا بِأَذَانٍ وَ إِقَامَهٍ فَکَتَبَ یُعِیدُهَا بِإِقَامَهٍ.

[الحدیث 27]

27 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَهَ عَنْ یُونُسَ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أُؤَذِّنُ وَ أَنَا رَاکِبٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأُقِیمُ وَ أَنَا رَاکِبٌ قَالَ لَا قُلْتُ وَ أُقِیمُ وَ رِجْلِی فِی الرِّکَابِ قَالَ لَا قُلْتُ فَأُقِیمُ وَ أَنَا قَاعِدٌ قَالَ لَا قُلْتُ فَأُقِیمُ وَ أَنَا مَاشٍ قَالَ نَعَمْ مَاشٍ إِلَی الصَّلَاهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاهَ فَأَقِمْ مُتَرَسِّلًا فَإِنَّکَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ قُلْتُ قَدْ سَأَلْتُکَ أُقِیمُ وَ أَنَا مَاشٍ قُلْتَ لِی نَعَمْ فَیَجُوزُ أَنْ أَمْشِیَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ نَعَمْ إِذَا دَخَلْتَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فَکَبَّرْتَ وَ أَنْتَ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ ثُمَّ مَشَیْتَ إِلَی الصَّلَاهِ أَجْزَأَکَ ذَلِکَ وَ إِذَا کَانَ الْإِمَامُ کَبَّرَ لِلرُّکُوعِ کُنْتَ مَعَهُ فِی الرَّکْعَهِ لِأَنَّهُ إِنْ أَدْرَکْتَهُ وَ هُوَ رَاکِعٌ لَمْ تُدْرِکِ التَّکْبِیرَ لَمْ تَکُنْ مَعَهُ فِی الرُّکُوعِ

______________________________

قوله علیه السلام: یعیدها بإقامه حمل علی أقل مراتب الاستحباب، و إن کان الأفضل الأذان فی

أول الورد کذا قیل.

و الظاهر أن هذا فیما إذا أذن و أقام و صلی ثم ظهر له ما یبطل صلاته فیعیدها، فیکتفی بالأذان السابق و یعید الإقامه، لأنها کالجزء من الصلاه.

الحدیث السابع و العشرون: ضعیف.

قوله علیه السلام: فأقم مترسلا لعل المراد بالترسل ترک شده الاستعجال بحیث یندمج الحروف، أو المراد التؤده و التثبت فی البدن، فلا ینافی استحباب الحدر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 388

[الحدیث 28]

28 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَذَّنَ فِی مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِینَ سَنَهً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّهُ.

[الحدیث 29]

29 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ زَکَرِیَّا صَاحِبِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ ثَلَاثَهٌ فِی الْجَنَّهِ عَلَی الْمِسْکِ الْأَذْفَرِ مُؤَذِّنٌ أَذَّنَ احْتِسَاباً وَ إِمَامٌ أَمَّ قَوْماً وَ هُمْ بِهِ رَاضُونَ وَ مَمْلُوکٌ یُطِیعُ اللَّهَ وَ یُطِیعُ مَوَالِیَهُ.

[الحدیث 30]

30 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ بَکْرِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْکَافِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنِینَ احْتِسَاباً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَ لَا ذَنْبَ لَهُ.

[الحدیث 31]

31 أَحْمَدُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ آخِرُ مَا فَارَقْتُ عَلَیْهِ حَبِیبَ قَلْبِی أَنْ قَالَ یَا عَلِیُّ إِذَا صَلَّیْتَ فَصَلِّ صَلَاهَ أَضْعَفِ مَنْ خَلْفَکَ وَ لَا تَتَّخِذَنَّ مُؤَذِّناً یَأْخُذُ عَلَی أَذَانِهِ أَجْراً.

[الحدیث 32]

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 388

32 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ

______________________________

الحدیث الثامن و العشرون: صحیح.

الحدیث التاسع و العشرون: مجهول.

الحدیث الثلاثون: مجهول.

الحدیث الحادی و الثلاثون: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الثانی و الثلاثون: مجهول أو ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 389

عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْمُؤَذِّنِ فِیمَا بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِیدِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ یَجْتَلِدُونَ عَلَی الْأَذَانِ قَالَ کَلَّا إِنَّهُ یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَطْرَحُونَ الْأَذَانَ عَلَی ضُعَفَائِهِمْ وَ تِلْکَ لُحُومٌ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَی النَّارِ

______________________________

قوله علیه السلام: مثل أجر الشهید المتشحط قال فی القاموس: شحطه تشحیطا ضرجه بالدم فتشحط تضرج به و اضطرب فیه. انتهی.

و یحتمل أن یکون الثواب للأذان، أو للفعل الواقع فیما بینهما من الجلوس و السجده و التسبیح، و قد ورد هذا بعینه فی من جلس بین الأذان و الإقامه فی المغرب.

و یمکن أن یکون المراد أن هذا الثواب مردد بینهما و مقرر لکل منهما، أو له هذا الثواب من أول الأذان إلی آخر الإقامه.

قوله: إنهم

یجتلدون افتعال من الجلاده، أی: یقاتلون و یتنازعون علی الأذان حرصا علیه.

فی القاموس: تجالد القوم بالسیوف و اجتلدوا تضاربوا.

فقال علیه السلام: کلا إنه یأتی علی الناس زمان یطرحون الأذان علی ضعفائهم استکبارا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 390

[الحدیث 33]

33 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلَّامٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ مَنْ أَذَّنَ عَشَرَ سِنِینَ مُحْتَسِباً یَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَ صَوْتِهِ فِی السَّمَاءِ وَ یُصَدِّقُهُ کُلُّ رَطْبٍ وَ یَابِسٍ سَمِعَهُ وَ لَهُ مِنْ کُلِّ مَنْ یُصَلِّی مَعَهُ فِی مَسْجِدِهِ سَهْمٌ وَ لَهُ مِنْ کُلِّ مَنْ یُصَلِّی بِصَوْتِهِ حَسَنَهٌ.

[الحدیث 34]

34 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی

______________________________

الحدیث الثالث و الثلاثون: ضعیف أو مجهول.

و محمد بن علی کأنه أبو سمینه.

قوله علیه السلام: مد بصره و صوته کأنه من باب تشبیه المعقول بالمحسوس، أی: هذا القدر من الذنب أو هذا القدر من المغفره.

و قال بعض الظرفاء: یغفر غناءه و نظره إلی بیوت المسلمین، و قد مر الکلام فیه.

قوله علیه السلام: و یصدقه الظاهر أن المراد أنه یصدقه فی ذکر المضامین الحقه التی تضمنها الأذان من الشهادتین، و کون الصلاه خیر الأعمال و سببا للفلاح و غیر ذلک.

و یحتمل أن یکون المراد تصدیقها إیاه یوم القیامه و الشهاده له بالقول، کما ورد فی أخبار العامه، و یشهد له یوم القیامه کل رطب و یابس سمعه.

الحدیث الرابع و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 391

عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ أَعْنَاقاً- یَوْمَ الْقِیَامَهِ الْمُؤَذِّنِینَ.

[الحدیث 35]

35 عَنْهُ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ

______________________________

قوله علیه السلام: إن من أطول الناس أعناقا کنایه عن علوهم و ارتفاع منزلتهم، أو عن کونهم مغفورین، لأن المجرم لا یخرج رأسه و لا یمد عنقه.

و ذکرت العامه فی هذا الخبر وجوها: قال ابن الأعرابی: معناه أکثرهم أعمالا، یقال" لفلان عنق من الخیر" أی قطعه. قال بعضهم: أکثرهم رجاء، لأن من رجا شیئا طال إلیه عنقه، فالناس یکونون فی الکرب و هم فی الروح و هم متطلعون لأن یؤذن لهم فی دخول الجنه.

و قیل: معناه الدنو من الله عز و جل. و قیل: أراد أنه لا تلجمهم العرق، فإن الناس یوم القیامه یکونون فی العرق بقدر أعمالهم،

فمنهم من یأخذه إلی کعبیه، و منهم من یأخذه إلی رکبتیه.

و قیل: معناه أنهم یکونون رؤساء یومئذ، و العرب تصف الساده بطول العنق.

و قیل: الأعناق الجماعات، یقال: جاء فی عنق من الناس أی جماعه، و منه قوله تعالی" فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِینَ" و لذلک لم یقل خاضعات.

و معنی الحدیث: إن جمع المؤذنین یکون أکثر، فإن من أجاب دعوته یکون معه. و روی بعضهم" أعناقا" بکسر الهمزه أی: إسراعا، و الله تعالی أعلم.

الحدیث الخامس و الثلاثون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 392

مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَی الْجَنَّهِ بِلَالٌ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ.

[الحدیث 36]

36 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْأَذَانِ فِی الْمَنَارَهِ أَ سُنَّهٌ هُوَ فَقَالَ إِنَّمَا کَانَ یُؤَذَّنُ لِلنَّبِیِّ ص فِی الْأَرْضِ وَ لَمْ تَکُنْ یَوْمَئِذٍ مَنَارَهٌ.

[الحدیث 37]

37 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ

______________________________

قوله: فقال له یحتمل أن یکون القائل الشامی، فإن العامه رووا عن النبی صلی الله علیه و آله أنه قال: ما دخلت الجنه إلا سمعت خشخشه، فقلت: من هذا؟ فقالوا:

بلال.

و یحتمل أن یکون القائل هو علیه السلام تقیه، أو یکون الأولیه بالنسبه إلی المؤذنین، کما یؤذن به التعلیل، أو أکثر الناس، و الله تعالی یعلم.

الحدیث السادس و الثلاثون: موثق.

و یمکن حمله علی عدم استحباب الأذان علی المنارات المرتفعه، بل المستحب أن تکون بقدر قامه.

الحدیث السابع و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 393

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ السُّنَّهُ أَنْ تَضَعَ إِصْبَعَیْکَ فِی أُذُنَیْکَ فِی الْأَذَانِ.

[الحدیث 38]

38 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع صَلِّ الْجُمُعَهَ بِأَذَانِ هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ شَیْ ءٍ مُوَاظَبَهً عَلَی الْوَقْتِ.

[الحدیث 39]

39 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْقَسْرِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَخَافُ أَنْ نُصَلِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ فَقَالَ إِنَّمَا ذَاکَ عَلَی الْمُؤَذِّنِینَ

______________________________

قوله علیه السلام: السنه أن تضع ظاهره الاستحباب مطلقا، و یمکن تخصیصه بأذان الإعلام، کذا أفاده الوالد العلامه طاب ثراه.

الحدیث الثامن و الثلاثون: صحیح.

و استدل به علی جواز الاعتماد علی المؤذن الفاسق العامی، و بعضهم علی حجیه الخبر الموثق أیضا، و فیهما نظر. أما فی الأول فلعله یکون لحصول العلم بأذانهم، لتواطئ جمع کثیر من العالمین بالوقت. و أما الثانی فبعد تسلیم المنع الأول، فلعله یکون لخصوص الأذان مدخل فیه.

الحدیث التاسع و الثلاثون: مجهول بل ضعیف.

و یدل أیضا علی جواز التعویل علی المؤذنین. و یمکن حمله علی التقیه، لأن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 394

[الحدیث 40]

40 سَعْدٌ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع أَذَّنَ وَ أَقَامَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَفْصِلَ بَیْنَهُمَا بِجُلُوسٍ.

[الحدیث 41]

41 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ الْأَذَانَ وَ الْإِقَامَهَ حَتَّی دَخَلَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ فَإِنَّمَا الْأَذَانُ سُنَّهٌ.

[الحدیث 42]

42 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ نَسِیَ الْأَذَانَ وَ الْإِقَامَهَ حَتَّی دَخَلَ

______________________________

القسری کان من ولاه بنی أمیه.

الحدیث الأربعون: صحیح.

الحدیث الحادی و الأربعون: صحیح.

استدل به علی استحباب الأذان، و یرد علیه أن السنه فی عرف الأخبار أعم من المستحب.

فإن قلت: وقوعه فی مقام التعلیل لعدم إعاده الصلاه قرینه علی أن المراد بالسنه المستحب.

قلت: علی تقدیر حمل السنه علی ما ثبت بالسنه لا بالکتاب أیضا یستقیم التعلیل لأن ما ثبت بالکتاب هو فرض تبطل الصلاه بالإخلال به نسیانا، کالرکوع و السجود و الطهاره، بخلاف ما ثبت بالسنه، کالقراءه و أذکار الرکوع و السجود و نحوها.

الحدیث الثانی و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 395

فِی الصَّلَاهِ قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ.

[الحدیث 43]

43 عَنْهُ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ الْمُنَبِّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کُنَّا مَعَهُ فَسَمِعَ إِقَامَهَ جَارٍ لَهُ بِالصَّلَاهِ فَقَالَ قُومُوا فَقُمْنَا فَصَلَّیْنَا مَعَهُ بِغَیْرِ أَذَانٍ وَ لَا إِقَامَهٍ قَالَ یُجْزِیکُمْ أَذَانُ جَارِکُمْ.

[الحدیث 44]

44 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْأَذَانِ فِی الْفَجْرِ قَبْلَ الرَّکْعَتَیْنِ أَوْ بَعْدَهُمَا فَقَالَ إِذَا کُنْتَ إِمَاماً تَنْتَظِرُ جَمَاعَهً فَالْأَذَانُ قَبْلَهُمَا وَ إِنْ کُنْتَ وَحْدَکَ فَلَا یَضُرُّکَ أَ قَبْلَهُمَا أَذَّنْتَ أَوْ بَعْدَهُمَا.

[الحدیث 45]

45 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی الْوَلِیدِ حَفْصِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ أَ یَقُومُ الْقَوْمُ عَلَی أَرْجُلِهِمْ أَوْ یَجْلِسُونَ حَتَّی یَجِی ءَ إِمَامُهُمْ قَالَ لَا بَلْ یَقُومُونَ عَلَی أَرْجُلِهِمْ فَإِنْ جَاءَ إِمَامُهُمْ وَ إِلَّا فَلْیُؤْخَذْ بِیَدِ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ فَیُقَدَّمَ

______________________________

الحدیث الثالث و الأربعون: ضعیف علی المشهور، و قیل موثق.

و کأنه سمع الأذان أیضا، کما یومی إلیه آخر الخبر.

الحدیث الرابع و الأربعون: صحیح.

فالأذان قبلها لیطلع الناس و یحضروا الصلاه.

الحدیث الخامس و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 396

[الحدیث 46]

46 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ صَاحِبِ الْأَنْمَاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَوْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ قَالَ یُؤَذَّنُ لِلظُّهْرِ عَلَی سِتِّ رَکَعَاتٍ وَ یُؤَذَّنُ لِلْعَصْرِ عَلَی سِتِّ رَکَعَاتٍ بَعْدَ الظُّهْرِ

______________________________

الحدیث السادس و الأربعون: مجهول.

قوله علیه السلام: علی ست رکعات أی: بعد ست رکعات من النافله. و خص شیخنا البهائی رحمه الله هذا الحکم بالظهر، و لعله لأن الأذان لا یکون إلا بعد دخول وقت العصر. و الأفضل فی النافله أن تکون قبله، و إن کان التلبس برکعه مجوزا، لکن فی العمل لجزء من الخبر و طرح جزء آخر إشکال.

و الأظهر حمله علی ما إذا صلی العصر قبل مضی أربعه أقدام، و لم یثبت عدم جواز الأذان قبل ذلک.

و قد مرت الأخبار فی أنه إذا فعل بینهما النافله، فلیس فیها حکم الجمع بین الصلاتین، و هذا أیضا مؤید لذلک.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 397

15 بَابُ کَیْفِیَّهِ الصَّلَاهِ وَ صِفَتِهَا وَ الْمَفْرُوضِ مِنْ ذَلِکَ وَ الْمَسْنُونِ
[الحدیث 1]

1 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع إِذَا قَامَ فِی الصَّلَاهِ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ فَإِذَا سَجَدَ لَمْ یَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّی یَرْفَضَّ عَرَقاً

______________________________

باب کیفیه الصلاه و صفتها و المفروض من ذلک و المسنون الحدیث الأول: مجهول کالصحیح.

قوله علیه السلام: حتی یرفض عرقا قال فی القاموس: ارفضاض الدموع ترشفها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 398

[الحدیث 2]

2 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَهَ بِوَجْهِکَ فَلَا تَقْلِبْ وَجْهَکَ عَنِ الْقِبْلَهِ لِتُفْسِدَ صَلَاتَکَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِنَبِیِّهِ فِی الْفَرِیضَهِ- فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ وَ حَیْثُ مٰا کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ وَ اخْشَعْ بَصَرَکَ وَ لَا تَرْفَعْهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ لْیَکُنْ حِذَاءَ وَجْهِکَ فِی مَوْضِعِ سُجُودِکَ.

[الحدیث 3]

3 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَنْبَغِی لِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ إِذَا مَرَّ بِآیَهٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِیهَا مَسْأَلَهٌ أَوْ تَخْوِیفٌ أَنْ یَسْأَلَ عِنْدَ ذَلِکَ خَیْرَ مَا یَرْجُو وَ یَسْأَلَ الْعَافِیَهَ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعَذَابِ.

[الحدیث 4]

4 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلًّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِیدٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَ یَتَبَاکَی الرَّجُلُ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ بَخْ بَخْ وَ لَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ

______________________________

الحدیث الثانی: حسن.

قوله علیه السلام: و لیکن حذاء وجهک أی: و لیکن بصرک فی حذاء وجهک.

الحدیث الثالث: موثق.

الحدیث الرابع: ضعیف.

و فی القاموس یقال: بخ بخ مسکنین، و بخ بخ منونین، و بخ بخ مشددین

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 399

[الحدیث 5]

5 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ وَ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا قُمْتَ إِلَی الصَّلَاهِ فَقُلِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أُقَدِّمُ إِلَیْکَ مُحَمَّداً بَیْنَ یَدَیْ حَاجَتِی وَ أَتَوَجَّهُ بِهِ إِلَیْکَ فَاجْعَلْنِی بِهِ وَجِیهاً عِنْدَکَ فِی الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَهِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ اجْعَلْ صَلَاتِی مَقْبُولَهً وَ ذَنْبِی مَغْفُوراً وَ دُعَائِی بِهِ مُسْتَجَاباً إِنَّکَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.

[الحدیث 6]

6 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْإِمَامُ یُجْزِیهِ تَکْبِیرَهٌ وَاحِدَهٌ وَ یُجْزِیکَ ثَلَاثٌ مُتَرَسِّلًا إِذَا کُنْتَ وَحْدَکَ.

[الحدیث 7]

7 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَخَفِّ مَا یَکُونُ مِنَ التَّکْبِیرِ فِی الصَّلَاهِ قَالَ ثَلَاثُ

______________________________

کلمه تقال عند الرضا و الإعجاب بالشی ء، أو الفخر و المدح.

و التباکی تکلف البکاء.

الحدیث الخامس: صحیح.

الحدیث السادس: صحیح.

قوله علیه السلام: مترسلا أی: متأنیا متثبتا، و یقال: ترسل الرجل فی کلامه و مشیه إذا لم یعجل.

الحدیث السابع: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 400

تَکْبِیرَاتٍ فَإِنْ کَانَتْ قِرَاءَهٌ قَرَأْتَ بِ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ وَ إِذَا کُنْتَ إِمَاماً فَإِنَّهُ یُجْزِیکَ أَنْ تُکَبِّرَ وَاحِدَهً تَجْهَرُ فِیهَا وَ تُسِرُّ سِتّاً.

[الحدیث 8]

8 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع أَوْ قَالَ سَمِعْتُهُ اسْتَفْتَحَ الصَّلَاهَ بِسَبْعِ تَکْبِیرَاتٍ وِلَاءً.

[الحدیث 9]

9 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ وَ أَبِی قَتَادَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ عَلَی الْإِمَامِ أَنْ یَرْفَعَ یَدَهُ فِی الصَّلَاهِ لَیْسَ عَلَی غَیْرِهِ أَنْ یَرْفَعَ یَدَهُ فِی الصَّلَاهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَعْنَی فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ فِعْلَ الْإِمَامِ أَکْثَرُ فَضْلًا وَ أَشَدُّ تَأْکِیداً مِنْ فِعْلِ الْمَأْمُومِ وَ إِنْ کَانَ فِعْلُ الْمَأْمُومِ أَیْضاً فِیهِ فَضْلٌ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فِیمَا مَضَی

______________________________

قوله علیه السلام: فإن کانت قراءه أی: لم تکن مأموما، أو إذا شرعت فیها.

قوله علیه السلام: تجهر فیها و تسر ستا کأنه لعدم اشتباه تکبیره الافتتاح علی المأمومین. و الإجزاء باعتبار عدم الدعاء ولاء.

الحدیث الثامن: موثق کالصحیح.

الحدیث التاسع: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 401

[الحدیث 10]

10 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ مِسْمَعٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ صَلَّیْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَرَأَ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ ثُمَّ قَرَأَ السُّورَهَ الَّتِی بَعْدَ الْحَمْدِ وَ لَمْ یَقْرَأْ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- ثُمَّ قَامَ فِی الثَّانِیَهِ فَقَرَأَ الْحَمْدَ وَ لَمْ یَقْرَأْ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- ثُمَّ قَرَأَ بِسُورَهٍ أُخْرَی.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ تَأْکِیدِ الْجَهْرِ- بِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- لِأَنَّهُ یَتَضَمَّنُ حِکَایَهَ فِعْلٍ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مِسْمَعٌ لَمْ یَسْمَعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقْرَأُ بِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- لِبُعْدٍ کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث العاشر: موثق کالصحیح.

قوله: و لم یقرأ بسم الله الرحمن الرحیم یحتمل أن یکون المراد ترک تسمیه الحمد أو السوره، و علی

التقدیرین حمله علی التقیه أظهر. أما علی الأول فبناء علی أنه لیس جزءا من الحمد أیضا، و یکون القراءه فی الرکعه الأولی لافتتاح الصلاه. و أما علی الثانی فللتقیه ممن یقول بأنه جزء من الحمد.

و علی الثانی یمکن أن یجعل مؤیدا لمن یقول بعدم وجوب السوره، أو بعدم وجوب تمامها، کما یدل علیه کثیر من الأخبار، فلا تحتاج إلی حمله علی التقیه.

قوله رحمه الله: لبعد کان بینه و بینه أقول: سماع بسمله الحمد و السوره یرشد إلی خلاف ذلک.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 402

[الحدیث 11]

11 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِی مَسْجِدِ بَنِی کَاهِلٍ فَجَهَرَ مَرَّتَیْنِ- بِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- وَ قَنَتَ فِی الْفَجْرِ وَ سَلَّمَ وَاحِدَهً مِمَّا یَلِی الْقِبْلَهَ.

[الحدیث 12]

12 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ إِمَاماً یَسْتَفْتِحُ بِالْحَمْدِ وَ لَا یَقُولُ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- قَالَ لَا یَضُرُّهُ وَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ حَالُ التَّقِیَّهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ لِأَنَّ مَعَ التَّقِیَّهِ یَجُوزُ إِخْفَاتُهُ عَلَی مَا قَدَّمْنَا الْقَوْلَ فِیهِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الْخَبَرُ تَنَاوَلَ مَنْ لَمْ یَقُلْ ذَلِکَ نَاسِیاً دُونَ أَنْ یَکُونَ ذَلِکَ مِنْهُ عَلَی جِهَهِ الْعَمْدِ

[الحدیث 13]

13 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ السَّبْعِ الْمَثَانِی

______________________________

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل فیه بعدا، نعم إن قیل: إنه لا ینافی قراءه البسمله لما ذکره. کان احتمالا.

الحدیث الحادی عشر: حسن.

الحدیث الثانی عشر: حسن کالصحیح.

الحدیث الثالث عشر: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 403

وَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ هِیَ الْفَاتِحَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ- بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- مِنَ السَّبْعِ قَالَ نَعَمْ هِیَ أَفْضَلُهُنَّ.

[الحدیث 14]

14 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ صَلَّیْتُ خَلْفَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَتَعَوَّذَ بِإِجْهَارٍ ثُمَّ جَهَرَ- بِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ-.

[الحدیث 15]

15 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِیهِ قَالَ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ- أَقْرَبُ إِلَی اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ نَاظِرِ الْعَیْنِ إِلَی بَیَاضِهَا

______________________________

قوله: هی الفاتحه الظاهر أن الضمیر راجع إلی السبع، و یحتمل أن یکون العطف فی الآیه تفسیریا.

الحدیث الرابع عشر: مجهول.

و قال فی المنتهی: یستحب التعوذ أمام القراءه بعد التوجه، و هو مذهب علمائنا أجمع، و صورته أن یقول" أعوذ بالله من الشیطان الرجیم". و لو قال" أعوذ بالله السمیع العلیم من الشیطان الرجیم" قال الشیخ: کان جائزا. و قال الشیخ: یستحب الأسرار به و لو جهر لم یکن به بأس، و فی روایه حنان إجهاره علیه السلام.

الحدیث الخامس عشر: حسن.

قوله علیه السلام: أقرب إلی اسم الله الأعظم الظاهر أن المراد أنها فی العظمه و التأثیر قریب من الاسم الأعظم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 404

[الحدیث 16]

16 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ فِی التَّطَوُّعِ بِالنَّهَارِ قَالَ نَعَمْ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذِهِ الرِّوَایَهُ رُخْصَهٌ وَ الْأَفْضَلُ أَنْ لَا یُقْرَأَ شَیْ ءٌ فِی صَلَوَاتِ النَّهَارِ جَهْراً وَ لَا یُخْفَی شَیْ ءٌ مِنْ صَلَوَاتِ اللَّیْلِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 17]

17 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ السُّنَّهُ فِی صَلَاهِ النَّهَارِ بِالْإِخْفَاتِ وَ السُّنَّهُ فِی صَلَاهِ اللَّیْلِ بِالْإِجْهَارِ.

[الحدیث 18]

18 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع یَا ثُمَالِیُّ إِنَّ الصَّلَاهَ إِذَا أُقِیمَتْ جَاءَ الشَّیْطَانُ إِلَی قَرِینِ الْإِمَامِ فَیَقُولُ هَلْ ذَکَرَ رَبَّهُ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ ذَهَبَ وَ إِنْ قَالَ

______________________________

و ما قیل: من أن المراد أنها مشتمله علیه، و المراد بالقرب قرب الکل إلی الجزء، أو أنها فی بعض السور کال عمران مثلا قریب منه لوقوعه فی أوائل السوره.

فلا یخفی بعدهما، مع أن ذکر ناظر العین و بیاضها یومئ إلی بطلان الأول منهما.

الحدیث السادس عشر: موثق.

الحدیث السابع عشر: مرسل.

الحدیث الثامن عشر: مرسل.

قوله علیه السلام: إلی قرین الإمام أی: إلی الشیطان الآخر الذی هو قرینه، و حمله علی الملک بعید، کما

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 405

لَا رَکِبَ عَلَی کَتِفَیْهِ فَکَانَ إِمَامَ الْقَوْمِ حَتَّی یَنْصَرِفُوا قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَ لَیْسَ یَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ قَالَ بَلَی لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ یَا ثُمَالِیُّ إِنَّمَا هُوَ الْجَهْرُ بِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ-.

[الحدیث 19]

19 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَادَوَیْهِ عَنِ ابْنِ رَاشِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّکَ کَتَبْتَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ تُعْلِمُهُ أَنَّ أَفْضَلَ مَا یُقْرَأُ فِی الْفَرَائِضِ- إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ إِنَّ صَدْرِی لَیَضِیقُ بِقِرَاءَتِهِمَا فِی الْفَجْرِ فَقَالَ ع لَا یَضِیقَنَّ صَدْرُکَ بِهِمَا فَإِنَّ الْفَضْلَ وَ اللَّهِ فِیهِمَا.

[الحدیث 20]

20 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لٰا تَجْهَرْ بِصَلٰاتِکَ وَ لٰا تُخٰافِتْ بِهٰا قَالَ الْمُخَافَتَهُ مَا دُونَ سَمْعِکَ

______________________________

لا یخفی.

قوله: أ لیس یقرءون القرآن أی: هو أیضا ذکر، فأجاب علیه السلام بأنه لیس المراد مطلق الذکر بل الجهر بالبسمله.

الحدیث التاسع عشر: ضعیف.

الحدیث العشرون: موثق.

قوله علیه السلام: المخافته ما دون سمعک الظاهر أن المراد أنه ینبغی أن لا یبلغ الإخفات إلی حد لا یسمع نفسه، لأن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 406

وَ الْجَهْرُ أَنْ تَرْفَعَ صَوْتَکَ شَدِیداً.

[الحدیث 21]

21 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی مَوْضِعٍ ثُمَّ یُرِیدُ أَنْ یَتَقَدَّمَ قَالَ یَکُفُّ عَنِ الْقِرَاءَهِ فِی مَشْیِهِ حَتَّی یَتَقَدَّمَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُرِیدُ ثُمَّ یَقْرَأُ.

[الحدیث 22]

22 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ

______________________________

أقل الإخفات الإسماع، و لا فی الصلوات الجهریه الإجهار إلی حد یخرج عن کونه قارئا، و حینئذ یکون حد الجهر و الإخفات اللذین ذکرهما الأصحاب داخلین فی ما بینهما.

و قیل: فی الآیه وجهان آخران:

أحدهما: لٰا تَجْهَرْ بِصَلٰاتِکَ کلها وَ لٰا تُخٰافِتْ بِهٰا کلها وَ ابْتَغِ بَیْنَ ذٰلِکَ سَبِیلًا، بأن تجهر ببعضها و تخافت ببعضها، کما ورد فی السنه.

و ثانیهما: أن المراد بها صلاه الجهر، و المعنی لٰا تَجْهَرْ بِصَلٰاتِکَ جهرا یخرج عن الحد، أو یصیر سببا لسماع المشرکین و حضورهم لإیذائک، وَ لٰا تُخٰافِتْ بِهٰا بحیث لا یسمع من خلفک.

الحدیث الحادی و العشرون: ضعیف علی المشهور.

و یدل علی لزوم الطمأنینه فی حال القراءه، فما ذکره بعض الأصحاب من عدم قطع القراءه لمن عجز عن القیام محل نظر.

الحدیث الثانی و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 407

ع الرَّجُلُ یَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَیُرِیدُ أَنْ یَقْرَأَ سُورَهً فَیَقْرَأُ- قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ فَقَالَ یَرْجِعُ مِنْ کُلِّ سُورَهٍ إِلَّا مِنْ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ.

[الحدیث 23]

23 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ بِالسَّجْدَهِ فِی آخِرِ السُّورَهِ قَالَ یَسْجُدُ ثُمَّ یَقُومُ وَ یَقْرَأُ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ ثُمَّ یَرْکَعُ وَ یَسْجُدُ

______________________________

و قال الفاضل التستری رحمه الله: کان فیه أنه لا یشترط فی صحه السوره القصد بالبسمله، و لعله الصواب. و بالجمله لا

أعرف دلیلا واضحا علی وجوب القصد. انتهی.

و أقول: نعم لا دلیل علی وجوب تعیین السوره عند البسمله، لکن فی دلاله الخبر خفاء، إذ الناسی للسوره یقصد عند قراءه التوحید مثلا هذه السوره لا المنسیه، إلا أن یقال: بأن إطلاقه شامل لما إذا نسی السوره بعد قراءه البسمله بقصدها، لکن هو فرد [نادر] و الخبر محمول علی الأفراد الغالبه، فتأمل.

الحدیث الثالث و العشرون: حسن.

قوله علیه السلام: یسجد ثم یقوم و یقرأ حمل علی النافله، و قراءه الفاتحه بعدها علی الاستحباب.

قال فی المدارک: المشهور عدم جواز قراءه العزائم فی الفریضه، و قال ابن الجنید: لو قرأ سوره من العزائم فی النافله سجد، و إن کان فی فریضه أومأ، فإذا فرغ قرأها و سجد. و هو مشکل لفوریه السجود.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 408

[الحدیث 24]

24 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ صَلَّیْتَ مَعَ قَوْمٍ فَقَرَأَ الْإِمَامُ- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ أَوْ شَیْئاً مِنَ الْعَزَائِمِ وَ فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ وَ لَمْ یَسْجُدْ فَأَوْمِ إِیمَاءً وَ الْحَائِضُ تَسْجُدُ إِذَا سَمِعَتِ السَّجْدَهَ

______________________________

و ربما حمل کلامه علی أن المراد بالإیماء ترک قراءه السجده مجازا، و هو مناسب لما ذهب إلیه ابن الجنید من عدم وجوب السوره، لکن هذا الإطلاق بعید.

و الحق أن الروایه الوارده بالمنع ضعیفه جدا، فلا یمکن التعلق بها، فإذا ثبت بطلان الصلاه بوقوع هذه السجده فی أثنائها، وجب القول بالمنع من قراءه ما یوجبه من هذه السور.

و یلزم منه المنع من قراءه السور کلها، إن أوجبنا قراءه السوره بعد الحمد و حرمنا الزیاده. و إن أجزنا أحدهما

اختص المنع بقراءه ما یوجب السجود خاصه، و إن لم یثبت البطلان کما هو الظاهر اتجه القول بالجواز مطلقا، و تخرج الأخبار الوارده بذلک شاهدا.

الحدیث الرابع و العشرون: موثق.

و لعل الإیماء للتقیه.

قوله علیه السلام: و الحائض تسجد یمکن حمله علی الاستحباب إذا لم تکن مستمعه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 409

[الحدیث 25]

25 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ السَّجْدَهَ تُقْرَأُ قَالَ لَا یَسْجُدُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ مُنْصِتاً لِلْقِرَاءَهِ مُسْتَمِعاً لَهَا أَوْ یُصَلِّی بِصَلَاتِهِ فَأَمَّا أَنْ یَکُونَ یُصَلِّی فِی نَاحِیَهٍ وَ أَنْتَ فِی نَاحِیَهٍ أُخْرَی فَلَا تَسْجُدْ لِمَا سَمِعْتَ.

[الحدیث 26]

26 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا قَرَأْتَ شَیْئاً مِنَ الْعَزَائِمِ الَّتِی یُسْجَدُ فِیهَا فَلَا تُکَبِّرْ قَبْلَ سُجُودِکَ وَ لَکِنْ تُکَبِّرُ حِینَ تَرْفَعُ رَأْسَکَ وَ الْعَزَائِمُ أَرْبَعَهٌ حم السَّجْدَهُ وَ الم تَنْزِیلٌ وَ النَّجْمُ وَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ

______________________________

الحدیث الخامس و العشرون: صحیح.

قوله علیه السلام: أو یصلی بصلاته ظاهره أنه یسجد إذا صلی بصلاته و إن لم یکن مستمعا لها، و لا خلاف فی وجوب سجده التلاوه علی القاری و المستمع، و إنما الخلاف فی السامع بغیر إنصات، فقیل: تجب علیه أیضا. و به قطع ابن إدریس مدعیا علیه الإجماع. و قال الشیخ: لا یجب علیه السجود، و استدل علیه بالإجماع و الروایات.

الحدیث السادس و العشرون: صحیح.

و قد ورد التکبیر بعد سجود التلاوه فی هذا الخبر و فی کثیر من الأخبار، لکن لم یذکره أکثر الأصحاب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 410

[الحدیث 27]

27 عَنْهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ إِذَا قُرِئَ شَیْ ءٌ مِنَ الْعَزَائِمِ الْأَرْبَعَهِ فَسَمِعْتَهَا فَاسْجُدْ وَ إِنْ کُنْتَ عَلَی غَیْرِ وُضُوءٍ وَ إِنْ کُنْتَ جُنُباً وَ إِنْ کَانَتِ الْمَرْأَهُ لَا تُصَلِّی وَ سَائِرُ الْقُرْآنِ أَنْتَ فِیهِ بِالْخِیَارِ إِنْ شِئْتَ سَجَدْتَ وَ إِنْ شِئْتَ لَمْ تَسْجُدْ.

[الحدیث 28]

28 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَائِضِ هَلْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ تَسْجُدُ سَجْدَهً إِذَا سَمِعَتِ السَّجْدَهَ قَالَ تَقْرَأُ وَ لَا تَسْجُدُ

______________________________

و قال فی المدارک: قد أجمع الأصحاب علی عدم مشروعیه تکبیره الافتتاح فی سجود التلاوه، کما لا یشرع التشهد و لا التسلیم. نعم یستحب التکبیر من الرفع من السجود، کما تضمنه صحیحه ابن سنان.

الحدیث السابع و العشرون: ضعیف.

و ظاهره الوجوب بمحض السماع.

قوله علیه السلام: و إن کانت المرأه لا تصلی أی: و إن کانت حائضا، و الظاهر أن المراد بسائر القرآن السجدات الغیر العزیمه.

الحدیث الثامن و العشرون: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: تقرأ و لا تسجد أی: تقرأ القرآن لا السجده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 411

فَلَا یُنَافِی الْخَبَرَ الْأَوَّلَ لِأَنَّ الْخَبَرَ الْأَوَّلَ مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ وَ هَذَا الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی جَوَازِ تَرْکِهِ وَ لَا تَنَافِیَ بَیْنَهُمَا وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 29]

29 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ قَالَ إِذَا کَانَ آخِرُ السُّورَهِ السَّجْدَهَ أَجْزَأَکَ أَنْ تَرْکَعَ بِهَا.

فَلَا یُنَافِی خَبَرَ الْحَلَبِیِّ الْمُقَدَّمَ ذِکْرُهُ لِأَنَّ هَذَا الْخَبَرَ نَحْمِلُهُ عَلَی مَنْ یُصَلِّی مَعَ قَوْمٍ لَا یُمْکِنُهُ أَنْ یَسْجُدَ وَ یَقُومَ وَ یَقْرَأَ الْحَمْدَ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ أَنْ یَرْکَعَ مَعَهُمْ وَ خَبَرَ الْحَلَبِیِّ وَ غَیْرِهِ مِمَّنْ رَوَی ذَلِکَ مَحْمُولٌ عَلَی مَنْ تَمَکَّنَ مِنْ ذَلِکَ بِأَنْ یَکُونَ مُنْفَرِداً یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

و قال الوالد العلامه طاب ثراه: یمکن أن یکون المراد عدم وجوبها لکونها سامعه لا

مستمعه، و یمکن أن یکون استفهاما إنکاریا.

قوله رحمه الله: و هذا الخبر محمول کان الشیخ حمله علی السماع لا الاستماع، و غرضه الجمع مع خبر أبی بصیر، و هو أولی مما ذکره الفاضل التستری طاب ثراه حیث قال: لعله لو حمله علی غیر سجده العزائم کان أولی، و بالجمله تلک مقید و هذا مطلق، و طریق جمعه واضح.

الحدیث التاسع و العشرون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 412

[الحدیث 30]

30 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ مَنْ قَرَأَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ فَإِذَا خَتَمَهَا فَلْیَسْجُدْ فَإِذَا قَامَ فَلْیَقْرَأْ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ وَ لْیَرْکَعْ قَالَ وَ إِنِ ابْتُلِیتَ بِهَا مَعَ إِمَامٍ لَا یَسْجُدُ فَیُجْزِیکَ الْإِیمَاءُ وَ الرُّکُوعُ وَ لَا تَقْرَأْ فِی الْفَرِیضَهِ اقْرَأْ فِی التَّطَوُّعِ

______________________________

الحدیث الثلاثون: موثق.

و الخبر یحتمل وجهین:

الأول: أن یکون المراد به القراءه فی الفریضه، و یکون النهی فی آخر الخبر محمولا علی الکراهه.

و الثانی: أن یکون محمولا علی النافله، کما هو ظاهر آخر الخبر.

فإن قلت: قوله" و إن ابتلیت بها" یدل علی کونه فی الفریضه، و الابتلاء من جهه أنه لا یقدر علی السجود تقیه، فإن الاقتداء لا یکون فی النافله.

قلت: الاقتداء حقیقه لا یکون فی النافله، و الاقتداء بالمخالف لا یکون اقتداء حقیقیا بل هو صوره الاقتداء، فیجوز أن یأتی بالنافله معهم و یریهم أنه یقتدی بهم، کما ورد الأمر به فی الأخبار.

و قال فی الشرائع: من قرأ سوره من العزائم فی النوافل، یجب أن یسجد فی موضع السجود، و کذا إن قرأ غیره و هو یستمع، ثم ینهض و یقرأ ما تخلف منها و یرکع، و إن کان السجود فی آخرها یستحب له قراءه الحمد لیرکع عن

قراءه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 413

[الحدیث 31]

31 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا قَرَأْتَ السَّجْدَهَ فَاسْجُدْ وَ لَا تُکَبِّرْ حَتَّی تَرْفَعَ رَأْسَکَ.

[الحدیث 32]

32 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ السَّجْدَهَ فَیَنْسَاهَا حَتَّی یَرْکَعَ وَ یَسْجُدَ قَالَ یَسْجُدُ إِذَا ذَکَرَ إِذَا کَانَتْ مِنَ الْعَزَائِمِ

______________________________

و قال فی المدارک: ظاهر الشیخ فی کتاب الأخبار وجوب قراءه السوره و الحاله هذه، و لا بأس به.

الحدیث الحادی و الثلاثون: موثق.

الحدیث الثانی و الثلاثون: صحیح.

قوله: یقرأ السجده فینساها قال الشیخ البهائی رحمه الله: فیه استخدام، فإنه أراد بالسجده سورها و بضمیرها السجود. و یحتمل أن یکون فی کلامه مضاف محذوف، أی: سوره السجده، فلا استخدام.

قوله علیه السلام: یسجد إذا ذکر یدل علی الفوریه، و نقل الإجماع علی فوریته، لکن ذکروا عدم السقوط بالتأخیر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 414

[الحدیث 33]

33 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَسْمَعُ السَّجْدَهَ فِی السَّاعَهِ الَّتِی لَا یَسْتَقِیمُ الصَّلَاهُ فِیهَا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ صَلَاهِ الْفَجْرِ فَقَالَ لَا یَسْجُدُ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ فِی الْمَکْتُوبَهِ سُورَهً فِیهَا سَجْدَهٌ مِنَ الْعَزَائِمِ فَقَالَ إِذَا بَلَغَ مَوْضِعَ السَّجْدَهِ فَلَا یَقْرَأْهَا وَ إِنْ أَحَبَّ أَنْ یَرْجِعَ فَیَقْرَأَ سُورَهً غَیْرَهَا وَ یَدَعَ الَّتِی فِیهَا السَّجْدَهُ فَیَرْجِعُ إِلَی غَیْرِهَا وَ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی مَعَ قَوْمٍ لَا یَقْتَدِی بِهِمْ فَیُصَلِّی لِنَفْسِهِ وَ رُبَّمَا قَرَءُوا آیَهً مِنَ الْعَزَائِمِ فَلَا یَسْجُدُونَ فِیهَا فَکَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ لَا یَسْجُدُ.

[الحدیث 34]

34 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ إِمَامٍ قَرَأَ السَّجْدَهَ فَأَحْدَثَ قَبْلَ أَنْ یَسْجُدَ

______________________________

الحدیث الثالث و الثلاثون: موثق.

قوله علیه السلام: لا یسجد کأنه محمول علی التقیه، أو علی السجدات المستحبه، أو علیهما معا.

قوله علیه السلام: و إن أحب یدل علی عدم وجوب تمام السوره، و عدم ذکر الإیماء و القضاء لا ینافی وجوبهما، و إن کان ظاهره عدم وجوبهما، لأن هذه الروایه لا تقاوم روایات الإیماء و الأحوط القضاء بعد الصلاه أیضا.

الحدیث الرابع و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 415

کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُقَدِّمُ غَیْرَهُ فَیَتَشَهَّدُ وَ یَسْجُدُ وَ یَنْصَرِفُ هُوَ وَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُمْ.

[الحدیث 35]

35 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ

______________________________

قوله علیه السلام: فیتشهد یحتمل أن یکون فاعل فعل التشهد و السجود و الانصراف جمیعا هو الإمام الأول، و حینئذ یکون التشهد محمولا علی الاستحباب للانصراف و السجود للتلاوه لعدم اشتراط الطهاره فیه، و أن یکون فاعل الأولین الإمام الثانی، لأن الإمام الأول قد رکع معهم.

و یحتمل أن یکون فاعل التشهد الإمام الثانی، أی: یتم الصلاه بهم، و عبر عنه بالتشهد لأنه آخر أفعالها، و یسجد الإمام الأول للتلاوه و ینصرف.

و فی قرب الإسناد الخبر هکذا قال: یقدم غیره فیسجد و یسجدون و ینصرف فقد تمت صلاتهم.

فالظاهر حینئذ أنه یسجد الإمام الثانی بالقوم، أما فی أثناء الصلاه کما هو الظاهر أو بعدها علی احتمال بعید و ینصرف، أی- الإمام الأول بعد السجود- منفردا، أو قبله بناء علی اشتراط الطهاره فیه، و هو أظهر من الخبر.

و علی التقادیر یدل

علی جواز قراءه العزیمه فی الفریضه، و لا یمکن حمله علی النافله للجماعه، و الوجه المذکور فی الخبر السابق هنا بعید، فیمکن حمله علی المشهور علی النسیان، أو علی التقیه، و مع قطع النظر عن الشهره یمکن حمل أخبار المنع علی الکراهه.

الحدیث الخامس و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 416

أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُعَلَّمُ السُّورَهَ مِنَ الْعَزَائِمِ فَتُعَادُ عَلَیْهِ مِرَاراً فِی الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ قَالَ عَلَیْهِ أَنْ یَسْجُدَ کُلَّمَا سَمِعَهَا وَ عَلَی الَّذِی یُعَلِّمُهُ أَیْضاً أَنْ یَسْجُدَ.

[الحدیث 36]

36 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُرِیدُ أَنْ یَقْرَأَ السُّورَهَ فَیَقْرَأُ غَیْرَهَا فَقَالَ لَهُ أَنْ یَرْجِعَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَنْ یَقْرَأَ ثُلُثَیْهَا

______________________________

قوله: یعلم علی بناء الفاعل أو المفعول، و ضمیر" علیه" و" الذی" یحتملان الوجهین علی التبادل، فتفطن.

الحدیث السادس و الثلاثون: موثق کالصحیح.

و هذا التفصیل لم یقل به أحد ممن رأینا کلامهم.

و المشهور بین الأصحاب جواز العدول من سوره إلی أخری، سوی الجحد و التوحید ما لم یتجاوز النصف، و اعتبر ابن إدریس و الشهید فی الذکری عدم بلوغ النصف، و أسنده فی الذکری إلی الأکثر.

و اعترف جماعه من الأصحاب بأن التحدید بالنصف علی أحد الوجهین غیر موجود فی النصوص، و هو کذلک. نعم فی خبر علی بن جعفر وقع فرض النصف فی کلام السائل، و الجواب لا یطابق القولین، و سائر الروایات مطلقه بجواز العدول إلا هذا الخبر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 417

[الحدیث 37]

37 عَنْهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع رَجُلٌ قَرَأَ سُورَهً فِی رَکْعَهٍ فَغَلِطَ أَ یَدَعُ الْمَکَانَ الَّذِی غَلِطَ فِیهِ وَ یَمْضِی فِی قِرَاءَتِهِ أَوْ یَدَعُ تِلْکَ السُّورَهَ وَ یَتَحَوَّلُ مِنْهَا إِلَی غَیْرِهَا فَقَالَ کُلُّ ذَلِکَ لَا بَأْسَ بِهِ وَ إِنْ قَرَأَ آیَهً وَاحِدَهً فَشَاءَ أَنْ یَرْکَعَ بِهَا رَکَعَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی النَّافِلَهِ لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ الْفَرِیضَهَ لَا یَجُوزُ فِیهَا أَقَلُّ مِنْ سُورَهٍ مَعَ الْحَمْدِ وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 38]

38 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یَاسِینَ الْبَصْرِیِّ عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ السُّورَهِ أَ یُصَلِّی الرَّجُلُ بِهَا فِی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الْفَرِیضَهِ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا کَانَتْ سِتَّ آیَاتٍ قَرَأَ بِالنِّصْفِ مِنْهَا فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی وَ النِّصْفِ الْآخَرِ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ

______________________________

و یمکن حمله علی کراهه العدول بعد الثلاثین، فلو ثبت إجماع علی عدم جواز العدول بعد النصف کان حجه، و الظاهر عدمه، فالقول بالجواز مطلقا متجه و الاحتیاط ظاهر.

الحدیث السابع و الثلاثون: صحیح.

و یدل علی جواز الاکتفاء ببعض السوره، کما دلت علیه أخبار کثیره، و قد مضی الکلام فیه.

الحدیث الثامن و الثلاثون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 418

فَهَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی ضَرْبٍ مِنَ التَّقِیَّهِ لِأَنَّهُ مُوَافِقٌ لِمَذْهَبِ الْعَامَّهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 39]

39 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقَرَأَ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ آخِرِ سُورَهِ الْمَائِدَهِ فَلَمَّا سَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَیْنَا فَقَالَ أَمَا إِنِّی إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُعَلِّمَکُمْ.

[الحدیث 40]

40 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْقَلِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مَا تَقُولُ فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ هُوَ یَنْظُرُ فِی الْمُصْحَفِ یَقْرَأُ فِیهِ یَضَعُ

______________________________

قوله رحمه الله: محمول علی ضرب من التقیه قال الفاضل التستری رحمه الله: لا أجد ضروره داعیه إلی ذلک، و مجرد الموافقه لا یقتضیه، نعم موافقته لمذاهبهم مع مخالفته لأخبارنا ربما توجب ذلک، و فی تحقق الأخیره بحث.

الحدیث التاسع و الثلاثون: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: إنما أردت أن أعلمکم فهم الشیخ أن المراد به تعلیم التقیه، و یحتمل أن یکون المراد تعلیم عدم وجوب تمام السوره.

الحدیث الأربعون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 419

السِّرَاجَ قَرِیباً مِنْهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ.

[الحدیث 41]

41 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْقِرَاءَهِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ فَقَالَ الْإِمَامُ یَقْرَأُ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ وَ مَنْ خَلْفَهُ یُسَبِّحُ فَإِذَا کُنْتَ وَحْدَکَ فَاقْرَأْ فِیهِمَا وَ إِنْ شِئْتَ فَسَبِّحْ

______________________________

قوله علیه السلام: لا بأس بذلک حمله الأکثر علی النافله، و لا بعد فی تجویزه فی المکتوبه أیضا.

و قال فی الدروس: و تجب القراءه عن ظهر القلب علی الأصح، و یجزی من المصحف عند ضیق الوقت.

الحدیث الحادی و الأربعون: صحیح.

قوله علیه السلام: و من خلفه یسبح یحتمل أن یکون المراد التسبیحات الأربع، أو سبحان الله فقط.

و الخبر یدل علی التخییر للمنفرد بین الفاتحه و التسبیح، و علی تعیین الفاتحه للإمام، و یحمل علی الفضل.

و قد مر اختلاف الأصحاب فی ذلک

علی أقوال شتی، لکن الظاهر أنه لا خلاف بینهم فی جواز التسبیحات بدل الحمد فی الأخیرتین من الرباعیه و ثالثه المغرب، و نقل جماعه علیه الإجماع، و الأخبار بذلک مستفیضه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 420

[الحدیث 42]

42 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَمَّا یَقْرَأُ الْإِمَامُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ

______________________________

و لکنهم اختلفوا فی أن أیهما أفضل، فذهب الصدوق و ابن إدریس و أبی عقیل إلی أفضلیه التسبیح مطلقا. و ظاهر الشیخ فی أکثر کتبه المساواه، و ظاهره فی الاستبصار المساواه للمنفرد و فضل القراءه للمنفرد.

و نقل عن ابن الجنید أنه قال: یستحب للإمام التسبیح إذا تیقن أنه لیس معه مسبوق، و إن علم دخول المسبوق أو جوزه قرأ، لیکون ابتداء الصلاه للداخل بقراءه یقرأ فیها، و المنفرد یجزیه مهما فعل.

و فی المنتهی: الأفضل للإمام القراءه و للمأموم التسبیح. و قواه فی التذکره.

و لعله أقوی، جمعا بین الأخبار.

و ذهب جماعه من محققی المتأخرین إلی ترجیح التسبیح مطلقا، و حملوا الأخبار الداله علی أفضلیه القراءه للإمام أو مطلقا علی التقیه، لأن الشافعی و أحمد یوجبان القراءه فی الأخیرتین، و مالکا یوجبها فی ثلاث رکعات من الرباعیه، و أبا حنیفه خیر بین الحمد و التسبیح و جوز السکوت.

و یرد علیه: أن التخییر مع أفضلیه القراءه، أو التفصیل بین الإمام و المنفرد، مما لم یقل به أحد من العامه، فلا وجه للحمل علی التقیه، نعم یمکن حمل أخبار التسویه المطلقه علی التقیه لقول أبی حنیفه، فتأمل.

الحدیث الثانی و الأربعون: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 421

فِی آخِرِ

الصَّلَاهِ فَقَالَ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ لَا یَقْرَأُ الَّذِینَ خَلْفَهُ وَ یَقْرَأُ الرَّجُلُ فِیهِمَا إِذَا صَلَّی وَحْدَهُ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ.

[الحدیث 43]

43 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ غَلِطَ فِی سُورَهٍ فَلْیَقْرَأْ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ثُمَّ لْیَرْکَعْ.

[الحدیث 44]

44 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَدْ یَشْتَدُّ عَلَیَّ الْقِیَامُ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُدْرِکَ صَلَاهَ الْقَائِمِ فَاقْرَأْ وَ أَنْتَ جَالِسٌ فَإِذَا بَقِیَ مِنَ السُّورَهِ آیَتَانِ فَقُمْ فَأَتِمَّ مَا بَقِیَ وَ ارْکَعْ وَ اسْجُدْ فَذَلِکَ صَلَاهُ الْقَائِمِ

______________________________

قوله علیه السلام: و لا یقرأ الذین خلفه أی: الفاتحه، و لا ینافی استحباب التسبیح.

قوله علیه السلام: و یقرأ الرجل فیهما ظاهره رجحان الحمد للمنفرد، و یمکن حمله علی الجواز لا الفضل، و ربما یحمل علی التقیه.

الحدیث الثالث و الأربعون: صحیح.

و ظاهره وجوب تمام السوره، و یمکن حمله علی الاستحباب.

الحدیث الرابع و الأربعون: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 422

[الحدیث 45]

45 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ مَنْ قَرَأَ شَیْئاً مِنَ الْحَوَامِیمِ فِی صَلَاهِ الْفَجْرِ فَاتَهُ الْوَقْتُ.

[الحدیث 46]

46 عَنْهُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی طَلْحَهَ عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَانَ یَقْرَأُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ بَعْدَ الْعَتَمَهِ بِالْوَاقِعَهِ وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ

______________________________

قوله علیه السلام: فقم و أتم ما بقی ظاهره یشمل النافله و الفریضه أیضا عند العذر.

الحدیث الخامس و الأربعون: مجهول.

قوله علیه السلام: فاته الوقت أی: وقت الفضیله، و یمکن حمله علی ما إذا لم یشرع فی الصلاه فی أول الوقت.

و قال فی القاموس: آل حم و ذات حم السوره المفتتحه بها، و لا تقل حوامیم.

الحدیث السادس و الأربعون: مجهول.

و عبد الخالق مشترک بین ابن عبد ربه الثقه و مجاهیل، و الأظهر الأول.

و الأحوط العمل بالترتیب الذکری فی الرکعتین کما ذکره الأکثر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 423

[الحدیث 47]

47 عَنْهُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ قَرَأَ فِی رَکْعَهٍ الْحَمْدَ وَ نِصْفَ سُورَهٍ هَلْ یُجْزِیهِ فِی الثَّانِیَهِ أَنْ لَا یَقْرَأَ الْحَمْدَ وَ یَقْرَأَ مَا بَقِیَ مِنَ السُّورَهِ فَقَالَ یَقْرَأُ الْحَمْدَ ثُمَّ یَقْرَأُ مَا بَقِیَ مِنَ السُّورَهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی صَلَاهِ النَّوَافِلِ لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ الْفَرِیضَهَ لَا یُقْرَأُ فِیهَا بِأَقَلَّ مِنْ سُورَهٍ مَعَ الْحَمْدِ

[الحدیث 48]

48 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْقِرَانِ بَیْنَ السُّورَتَیْنِ فِی الْمَکْتُوبَهِ وَ النَّافِلَهِ قَالَ لَا بَأْسَ وَ عَنْ تَبْعِیضِ السُّورَهِ قَالَ أَکْرَهُ ذَلِکَ وَ لَا بَأْسَ بِهِ فِی النَّافِلَهِ وَ عَنِ الرَّکْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ یَصْمُتُ فِیهِمَا الْإِمَامُ أَ یُقْرَأُ فِیهِمَا بِالْحَمْدِ وَ هُوَ

______________________________

الحدیث السابع و الأربعون: صحیح.

الحدیث الثامن و الأربعون: صحیح.

و ذهب الشیخ و جماعه إلی عدم جواز القرآن فی الفریضه، بل قال فی النهایه:

أنه مفسد و قال فی الاستبصار: إنه مکروه. و اختاره ابن إدریس و سائر المتأخرین.

قوله: یصمت فیهما الإمام قال الفاضل التستری رحمه الله: کان المراد الإخفات، و یکون حاصل الجواب

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 424

إِمَامٌ یُقْتَدَی بِهِ قَالَ إِنْ قَرَأْتَ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ سَکَتَّ فَلَا بَأْسَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلُهُ ع لَا بَأْسَ بِالْقِرَانِ بَیْنَ السُّورَتَیْنِ فِی الْمَکْتُوبَهِ مَحْمُولٌ عَلَی أَنَّهُ إِذَا کَانَ إِحْدَی السُّورَتَیْنِ الْحَمْدَ وَ لَیْسَ فِی الظَّاهِرِ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَتِهِمَا بَعْدَ قِرَاءَهِ الْحَمْدِ وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ ذَلِکَ فِی ظَاهِرِهِ حَمَلْنَاهُ عَلَی مَا قُلْنَاهُ لِئَلَّا یُنَافِیَ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ

[الحدیث 49]

49 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ فِی الْفَرِیضَهِ- بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ سُورَهٍ أُخْرَی فِی النَّفَسِ الْوَاحِدِ قَالَ إِنْ شَاءَ قَرَأَ فِی نَفَسٍ وَ إِنْ شَاءَ فِی غَیْرِهِ.

[الحدیث 50]

50 وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ دُخُولِی مَعَ مَنْ أَقْرَأُ خَلْفَهُ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ

______________________________

تجویز القراءه و السکوت للمأموم فیما إذا لم یسمع قراءه الإمام.

قوله رحمه الله: لئلا ینافی ما قدمناه أقول: یندفع التنافی بحمل النهی علی الکراهه.

الحدیث التاسع و الأربعون: صحیح.

الحدیث الخمسون: حسن.

و أبو إسحاق کأنه إبراهیم بن هاشم.

قوله: فی الرکعه الثانیه قال الشیخ البهائی قدس سره: متعلق بقوله" دخولی" و المراد ب" من أقرأ

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 425

فَیَرْکَعُ عِنْدَ فَرَاغِی مِنْ قِرَاءَهِ أُمِّ الْکِتَابِ فَقَالَ تَقْرَأُ فِی الْأُخْرَاوَیْنِ کَیْ تَکُونَ قَدْ قَرَأْتَ فِی رَکْعَتَیْنِ.

[الحدیث 51]

51 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَنْسَی حَرْفاً مِنَ الْقُرْآنِ فَذَکَرَ وَ هُوَ رَاکِعٌ هَلْ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَقْرَأَهُ قَالَ لَا وَ لَکِنْ إِذَا سَجَدَ فَلْیَقْرَأْهُ- وَ قَالَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا فَیَخْتِمُهَا أَنْ یَقُولَ صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ آللّٰهُ خَیْرٌ أَمّٰا یُشْرِکُونَ أَنْ یَقُولَ اللَّهُ خَیْرٌ اللَّهُ خَیْرٌ اللَّهُ أَکْبَرُ وَ إِذَا قَرَأَ ثُمَّ

______________________________

خلفه" المخالف.

قوله علیه السلام: تقرأ فی الأخراوین ظاهره أنه أراد تقرأ السوره فی الأخراوین، لتکون رکعتان فی صلاتک مع السوره.

و یحتمل أن یکون المراد تقرأ فی رکعه من الأخراوین لتکون رکعتان فی صلاتک مع الحمد.

الحدیث الحادی و الخمسون: موثق.

قوله: و قال الرجل کان فی العباره سقطا، و یحتمل توجیهه بأن یکون" الرجل" مبتدأ، و قوله" فیختمها" جزاء للشرط، أی: فیختمها بأن یقول. و جمله الشرط و الجزاء

خبر المبتدأ. و فی بعض النسخ" للرجل".

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 426

الَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ أَنْ یَقُولَ کَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ کَبِّرْهُ تَکْبِیراً أَنْ یَقُولَ اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ یَقُلِ الرَّجُلُ شَیْئاً مِنْ هَذَا إِذَا قَرَأَ قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ.

[الحدیث 52]

52 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ کَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع أَنَّ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص اخْتَلَفَا فِی صَلَاهِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَکَتَبَا إِلَی أُبَیِّ بْنِ کَعْبٍ کَمْ کَانَتْ- لِرَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ سَکْتَهٍ قَالَ کَانَتْ لَهُ سَکْتَتَانِ إِذَا فَرَغَ

______________________________

قوله: العادلون بالله أی: الذین یعدلون به غیره.

قال الراغب:" ثُمَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ" أی: یجعلون له عدیلا، فصار کقوله" هُمْ بِهِ مُشْرِکُونَ" و قیل: یعدلون بأفعاله عنه و ینسبون إلی غیره.

و قیل: یعدلون بعبادتهم عنه تعالی.

الحدیث الثانی و الخمسون: حسن موثق أو مجهول.

و قال فی الدروس: یستحب السکوت عقیب الفاتحه و السوره بقدر نفس.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 427

مِنْ أُمِّ الْقُرْآنِ وَ إِذَا فَرَغَ مِنَ السُّورَهِ.

[الحدیث 53]

53 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَرْکَعَ وَ تَسْجُدَ فَارْفَعْ یَدَیْکَ ثُمَّ ارْکَعْ وَ اسْجُدْ.

[الحدیث 54]

54 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ یَسَارٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ السَّکُونِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُسْلِمٍ الشَّعِیرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ النَّبِیَّ ص قَالَ ضَعُوا الْیَدَیْنِ حَیْثُ تَضَعُونَ الْوَجْهَ فَإِنَّهُمَا یَسْجُدَانِ کَمَا یَسْجُدُ الْوَجْهُ

______________________________

الحدیث الثالث و الخمسون: حسن.

قوله علیه السلام: فارفع یدیک ظاهره أنه یستحب رفع الیدین بالتکبیر لکل من الرکوع و السجدتین، و یحتمل أن یکون المراد تکبیر الرکوع فقط.

الحدیث الرابع و الخمسون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: ضعوا الیدین ظاهره استحباب وضع الیدین علی ما یصح السجود علیه، و حمله علی التساوی بعید کما یظهر من التعلیل. و یحتمل التقیه بقرینه الراوی، بأن یکون المعنی تساوی الوجه للیدین لا العکس، أی: لا یجب وضع الجبهه علی شی ء مخصوص.

و علی التقادیر هذا النوع من التقریر لا یخلو عن شوب تقیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 428

[الحدیث 55]

55 عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ وَ ثَعْلَبَهَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ الْجَبْهَهُ إِلَی الْأَنْفِ أَیُّ ذَلِکَ أَصَبْتَ بِهِ الْأَرْضَ فِی السُّجُودِ أَجْزَأَکَ وَ السُّجُودُ عَلَیْهِ کُلِّهِ أَفْضَلُ.

[الحدیث 56]

56 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصَادِفٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِنَّمَا السُّجُودُ عَلَی الْجَبْهَهِ وَ لَیْسَ عَلَی الْأَنْفِ سُجُودٌ.

[الحدیث 57]

57 عَنْهُ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ مَا بَیْنَ قُصَاصِ الشَّعْرِ إِلَی طَرَفِ الْأَنْفِ مَسْجِدٌ أَیُّ ذَلِکَ أَصَبْتَ بِهِ الْأَرْضَ أَجْزَأَکَ

______________________________

الحدیث الخامس و الخمسون: مجهول.

و موسی بن عمر هو ابن یزید المجهول بقرینه الراوی.

قوله علیه السلام: الجبهه إلی الأنف یدل علی جواز الاکتفاء بالمسمی و عدم اعتبار الدرهم، کما اعتبره الصدوق.

الحدیث السادس و الخمسون: مجهول.

و یدل علی عدم وجوب السجود علی الأنف کما هو المشهور، و خالف المرتضی.

الحدیث السابع و الخمسون: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 429

[الحدیث 58]

58 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ قَالَ عَلِیٌّ ع لَا تُجْزِی صَلَاهٌ لَا یُصِیبُ الْأَنْفُ مَا یُصِیبُ الْجَبِینُ.

فَهَذِهِ الرِّوَایَهُ مَحْمُولَهٌ عَلَی ضَرْبٍ مِنَ الْکَرَاهِیَهِ دُونَ الْفَرْضِ لِأَنَّ الْفَرْضَ هُوَ السُّجُودُ عَلَی الْجَبْهَهِ وَ الْإِرْغَامُ بِالْأَنْفِ سُنَّهٌ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی کَرَاهِیَتِهِ أَیْضاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 59]

59 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ إِنَّ عَلِیّاً ع کَرِهَ تَنْظِیمَ الْحَصَی فِی الصَّلَاهِ وَ کَانَ یَکْرَهُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی قُصَاصِ شَعْرِهِ حَتَّی یُرْسِلَهُ إِرْسَالًا

______________________________

الحدیث الثامن و الخمسون: موثق.

قوله رحمه الله: محموله علی ضرب من الکراهیه أی: محمول علی نفی الکمال لا الصحه.

الحدیث التاسع و الخمسون: ضعیف کالموثق.

قوله علیه السلام: کره تنظیم الحصی فی الصلاه أی: تسویه الحصی فی موضع السجود.

قوله علیه السلام: حتی یرسله أی: بأن یصلی علی وسط الجبهه، لئلا یقع السجود علی طرف العمامه أو

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 430

وَ قَدْ بَیَّنَّا فِی رِوَایَهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُصَادِفٍ وَ غَیْرِهِ أَنَّهُ لَیْسَ عَلَی الْأَنْفِ سُجُودٌ وَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ أَیْضاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 60]

60 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص السُّجُودُ عَلَی سَبْعَهِ أَعْظُمٍ الْجَبْهَهِ وَ الْیَدَیْنِ وَ الرُّکْبَتَیْنِ وَ الْإِبْهَامَیْنِ وَ تُرْغِمُ بِأَنْفِکَ إِرْغَاماً فَأَمَّا الْفَرْضُ فَهَذِهِ السَّبْعَهُ وَ أَمَّا الْإِرْغَامُ بِالْأَنْفِ فَسُنَّهٌ مِنَ النَّبِیِّ ص

______________________________

علی منبت الشعر، فلا یدل علی ما ذکره الشیخ.

و قال الشیخ علی رحمه الله: و کان مراده- و الله أعلم- أنه علیه السلام کان یکره أن یسجد علی قصاص شعره بحیث لا یصل أنفه إلی الأرض، بل کان یرسل جبهته إرسالا لیصل طرف أنفه إلیها.

الحدیث الستون: صحیح.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: الفرض ما ثبت بالکتاب، و المراد بالسنه ما ثبت بالسنه، فلیس الخبر نصا فی الاستحباب، فإن السنه بهذا المعنی لا ینافی الوجوب. و ینظر إلی

هذا ما ذکره الصدوق رحمه الله فی الفقیه: من أن الإرغام سنه فی الصلاه، فمن ترکه متعمدا فلا صلاه له. انتهی.

لکن المعروف من مذهب الأصحاب استحبابه، و لعل مراده رحمه الله نفی کمالها، کما حمل الإجزاء فی قوله علیه السلام" لا تجزی صلاه لا یصیب الأنف

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 431

[الحدیث 61]

61 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُوَ یُصَلِّی فَعَدَدْتُ لَهُ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ سِتِّینَ تَسْبِیحَهً.

[الحدیث 62]

62 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَذْکُرُ النَّبِیَّ ص وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ إِمَّا رَاکِعاً وَ إِمَّا سَاجِداً فَیُصَلِّی عَلَیْهِ وَ هُوَ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ الصَّلَاهَ عَلَی نَبِیِّ اللَّهِ ص کَهَیْئَهِ التَّکْبِیرِ وَ التَّسْبِیحِ وَ هِیَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ

______________________________

ما یصیب الجبین" علی الإجزاء الکامل.

الحدیث الحادی و الستون: صحیح.

قوله: ستین تسبیحه یحتمل أن یکون المراد فی کل رکوع و سجود، أو فی کل رکعه، أو فی تمام الصلاه، و الأول أظهر کما لا یخفی.

الحدیث الثانی و الستون: صحیح.

و قوله" یذکر" یمکن قراءته علی بناء المجهول و المعلوم، فتفطن.

و قال فی الدروس: تجوز الصلاه علی النبی و آله فی الرکوع و السجود، و تکره قراءه القرآن فیهما. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 432

یَبْتَدِرُهَا ثَمَانِیَهَ عَشَرَ مَلَکاً أَیُّهُمْ یُبَلِّغُهَا إِیَّاهُ.

[الحدیث 63]

63 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَدْعُو اللَّهَ وَ أَنَا سَاجِدٌ فَقَالَ نَعَمْ فَادْعُ لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ فَإِنَّهُ رَبُّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ.

[الحدیث 64]

64 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ صَلَّی بِنَا أَبُو بَصِیرٍ فِی طَرِیقِ مَکَّهَ فَقَالَ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ قَدْ کَانَتْ ضَاعَتْ نَاقَهٌ لَهُمْ اللَّهُمَّ رُدَّ عَلَی فُلَانٍ نَاقَتَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ وَ فَعَلَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَسَکَتَ قُلْتُ أَ فَأُعِیدُ الصَّلَاهَ قَالَ لَا.

[الحدیث 65]

65 عَنْهُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَرِیرٍ الرَّوَّاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ

______________________________

قوله علیه السلام: یبتدرها أی: الصلاه إیاه أی النبی صلی الله علیه و آله.

الحدیث الثالث و الستون: مجهول أو حسن موثق.

الحدیث الرابع و الستون: صحیح.

قوله علیه السلام: و فعل کان تعجبه علیه السلام لترکه التقیه، و لا یخفی أن عدم أمره علیه السلام بإعاده الصلاه لا یدل علی الجواز.

الحدیث الخامس و الستون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 433

ع وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ الرَّاحَهَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسَابِ یُرَدِّدُهَا.

[الحدیث 66]

66 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ حُمْرَانَ وَ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ قَالا دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ فَصَلَّی بِهِمُ الْعَصْرَ وَ قَدْ کُنَّا صَلَّیْنَا فَعَدَدْنَا لَهُ فِی رُکُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ أَرْبَعاً أَوْ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّهً وَ قَالَ أَحَدُهُمَا فِی حَدِیثِهِ وَ بِحَمْدِهِ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَصْلُ فِی صَلَاهِ الْجَمَاعَهِ التَّخْفِیفُ وَ هَذِهِ الرِّوَایَهُ یُمْکِنُ أَنْ یَکُونَ الْوَجْهُ فِیهَا أَنَّ الْقَوْمَ الَّذِینَ صَلَّی بِهِمْ کَانُوا مُطِیقِینَ لِلْإِطَالَهِ وَ أَقْوِیَاءَ عَلَیْهِ فَلِأَجْلِ ذَلِکَ فَعَلَ ع ذَلِکَ

[الحدیث 67]

67 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ إِذَا رَکَعَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ أَ یَبْدَأُ فَیَضَعُ یَدَیْهِ عَلَی الْأَرْضِ أَمْ رُکْبَتَیْهِ قَالَ لَا یَضُرُّهُ بِأَیِّ ذَلِکَ بَدَأَ هُوَ مَقْبُولٌ مِنْهُ

______________________________

قوله: و هو یقول لم یظهر منه أنه علیه السلام کان یقول ذلک فی الصلاه، و یمکن أن تکون فی الخبر قرینه تدل علی ذلک و ترکها الشیخ.

الحدیث السادس و الستون: مجهول کالموثق.

لاجتماع المجهولین فی الروایه، و کان ترکهم الإعاده معه علیه السلام لأنهم کانوا صلوا جماعه.

الحدیث السابع و الستون: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 434

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلُهُ ع لَا یَضُرُّهُ ذَلِکَ بِأَیِّهِمَا بَدَأَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا یَبْطُلُ صَلَاتُهُ- وَ إِنْ کَانَ الْأَفْضَلُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ یَنْبَغِی أَنْ یَتَلَقَّی الْأَرْضَ بِیَدَیْهِ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَهِ

[الحدیث 68]

68 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالْإِقْعَاءِ فِی الصَّلَاهِ فِیمَا بَیْنَ السَّجْدَتَیْنِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذِهِ الرِّوَایَهُ رُخْصَهٌ وَ الْأَفْضَلُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ لَا یُقْعَی بَیْنَ السَّجْدَتَیْنِ وَ یُؤَکِّدُ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 69]

69 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُقْعِ بَیْنَ السَّجْدَتَیْنِ إِقْعَاءً

______________________________

الحدیث الثامن و الستون: صحیح.

الحدیث التاسع و الستون: موثق.

الحدیث السبعون: صحیح.

و قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: الظاهر أن المراد برفع القدمین عدم إلصاق ظهرها بالأرض، لا رفعهما بالکلیه.

قوله رحمه الله: لأن الأفضل ما قدمناه ظاهر کلامه القول بالاستحباب، و لم ینسب إلیه هذا القول، و لعله کان الأصل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 435

[الحدیث 70]

70 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ قَدْ رَفَعَ قَدَمَیْهِ مِنَ الْأَرْضِ وَ إِحْدَی قَدَمَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ ع إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِکَ لِضَرُورَهٍ لِأَنَّ الْأَفْضَلَ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ وَضْعِ الْإِبْهَامَیْنِ عَلَی الْأَرْضِ

[الحدیث 71]

71 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یُسَوِّی الْحَصَی فِی مَوْضِعِ سُجُودِهِ بَیْنَ السَّجْدَتَیْنِ.

[الحدیث 72]

72 عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ أَ یَمْسَحُ الرَّجُلُ جَبْهَتَهُ فِی الصَّلَاهِ إِذَا لَصِقَ بِهَا تُرَابٌ فَقَالَ نَعَمْ قَدْ کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع یَمْسَحُ جَبْهَتَهُ فِی الصَّلَاهِ إِذَا لَصِقَ بِهَا التُّرَابُ

______________________________

فصحف إلی ما تری.

الحدیث الحادی و السبعون: موثق.

و یدل علی أن مثل هذه الأفعال لیس من الفعل الکثیر الذی یبطل الصلاه، و کذا الصحیحه الآتیه أیضا تدل علی ذلک.

الحدیث الثانی و السبعون: صحیح.

الحدیث الثالث و السبعون: صحیح بسندیه.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: صریح فیما ذهب إلیه الشیخ فی المبسوط، و علماؤنا الحلبیون الأربعه من أجزاء مطلق الذکر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 436

[الحدیث 73]

73 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ یُجْزِی أَنْ أَقُولَ مَکَانَ التَّسْبِیحِ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ فَقَالَ نَعَمْ کُلُّ هَذَا ذِکْرُ اللَّهِ.

[الحدیث 74]

74 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ.

[الحدیث 75]

75 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ أَبِی مَالِکٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَسْجُدُ فَتَقَعُ جَبْهَتِی عَلَی الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ قَالَ ارْفَعْ رَأْسَکَ ثُمَّ ضَعْهُ.

[الحدیث 76]

76 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِی عِجْلٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمَکَانِ یَکُونُ فِیهِ الْغُبَارُ فَأَنْفُخُهُ إِذَا أَرَدْتُ السُّجُودَ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 77]

77 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا وَضَعْتَ جَبْهَتَکَ عَلَی نَبَکَهٍ فَلَا تَرْفَعْهَا وَ لَکِنْ جُرَّهَا عَلَی الْأَرْضِ

______________________________

الحدیث الخامس و السبعون: مجهول.

الحدیث السادس و السبعون: مرسل.

الحدیث السابع و السبعون: مجهول کالصحیح.

و قال فی الحبل المتین: ظاهره وجوب الجر و تحریم الرفع. و النبکه بالنون و الباء الموحده واحده النبک، و هی أکمه محدده الرأس، و النباک التلال الصغار.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 437

[الحدیث 78]

78 مُحَمَّدٌ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یَنْفُخُ فِی الصَّلَاهِ مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ فَقَالَ لَا.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی الْکَرَاهِیَهِ بِدَلَالَهِ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ

______________________________

و الظاهر أن المراد بجر الجبهه للاحتراز عن تعدد السجود، و ذهب جماعه من علمائنا إلی جواز رفع الرأس عن النبکه ثم وضعه علی غیرها، لعدم تحقق السجود الشرعی بالوضع علیها، و لروایه الحسین بن حماد، و سندها غیر نقی.

و یمکن الجمع بحملها علی مرتفع لا یتحقق السجود الشرعی بوضع الجبهه علیه لمجاوزه ارتفاعه قدر اللبنه، و حمل الأخری علی نبکه لم تبلغ ارتفاعه ذلک القدر. انتهی.

و قال فی الدروس: و لو وقعت الجبهه علی ما لا یسجد علیه، فإن کان أعلی من لبنه رفعها، و إن کان لبنه فما دون جرها.

الحدیث الثامن و السبعون: مجهول کالصحیح.

و النهی محمول علی الکراهه، و معلوم أن ذلک بشرط عدم اشتمال النفخ علی حرفین، کذا ذکره الشیخ البهائی قدس سره.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 438

[الحدیث 79]

79 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا سَجَدَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ یَنْهَضَ فَلَا یَعْجِنُ بِیَدَیْهِ فِی الْأَرْضِ وَ لَکِنْ یَبْسُطُ کَفَّیْهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَضَعَ مَقْعَدَتَهُ فِی الْأَرْضِ.

[الحدیث 80]

80 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا عِنْدَهُ عَنِ السُّجُودِ عَلَی الْقُفْرِ وَ عَلَی الْقِیرِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

فَإِنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَی حَالِ الضَّرُورَهِ أَوِ التَّقِیَّهِ وَ لَا یَجُوزُ ذَلِکَ مَعَ الِاخْتِیَارِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث التاسع و السبعون: حسن.

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: العجن المنهی عنه یراد به الاعتماد علی ظهور الأصابع، حال کونها مضمومه علی الکف، کما یفعله العجان حال العجن. و قوله" من غیر أن یضع مقعدته علی الأرض" لعل المراد به ترک الإقعاء.

الحدیث الثمانون: صحیح.

و القفر غیر مذکور فیما عندنا من کتب اللغه، نعم ورد بالکاف.

قال فی القاموس: الکفر بالضم القیر یطلی به السفن. انتهی.

لکنه مذکور فی کتب الطب، و ذکروا فی الأدویه قفر الیهود، و قالوا: إن منه ما ینبع فی بعض الجبال، و منه ما یطفو من بعض ینابیع الماء، و هو قطع سود

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 439

[الحدیث 81]

81 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَهَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا تَسْجُدْ إِلَّا عَلَی الْأَرْضِ أَوْ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ إِلَّا الْقُطْنَ وَ الْکَتَّانَ.

[الحدیث 82]

82 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَسْجُدُ عَلَی الزِّفْتِ یَعْنِی الْقِیرَ فَقَالَ لَا وَ لَا عَلَی الثَّوْبِ الْکُرْسُفِ وَ لَا عَلَی الصُّوفِ وَ لَا عَلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْحَیَوَانِ وَ لَا عَلَی طَعَامٍ وَ لَا عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ ثِمَارِ الْأَرْضِ وَ لَا عَلَی شَیْ ءٍ مِنَ الرِّیَاشِ

______________________________

خفیفه إذا مضغت خرج منها طعم القار لکنه متضرک، و الأسود الشبیه بالزفت و الأسود الوسخ ردی ء و یغش بالزفت، و الجید منه الفرفیری البصاص القوی الرزین، إلی آخر ما قاله ابن سینا و غیره.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 439

و قال بعض الأفاضل: القفر بالضم ضرب من القیر، إلا أنه معمول بالطبخ مع الرماد.

و قال بعضهم: هو شی ء یشبه الزفت، و رائحته کرائحه القیر.

و سمعنا من بعض مشایخنا أنه القیر المطبوخ. و الأجود ما ذکرنا، فإنه فی کتب الأطباء معروف.

الحدیث الحادی و الثمانون: مجهول.

الحدیث الثانی و الثمانون: حسن.

و فی القاموس: الریش اللباس الفاخر کالریاش بالکسر فیهما، کاللبس و اللباس

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 440

[الحدیث 83]

83 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْجِصِّ یُوقَدُ عَلَیْهِ بِالْعَذِرَهِ وَ عِظَامِ الْمَوْتَی وَ یُجَصَّصُ بِهِ الْمَسْجِدُ أَ یُسْجَدُ عَلَیْهِ فَکَتَبَ إِلَیَّ بِخَطِّهِ إِنَّ الْمَاءَ وَ النَّارَ قَدْ طَهَّرَاهُ

______________________________

الحدیث الثالث و الثمانون: صحیح.

و قال فی المدارک: یمکن أن یستدل بها علی طهاره ما أحالته النار، بأن الجص یختلط

بالدخان و الرماد الحاصل من تلک الأعیان النجسه، و لو لا کونه طاهرا لما ساغ تجصیص المسجد به و السجود علیه، و الماء غیر مؤثر فی التطهیر إجماعا، کما نقله فی المعتبر، فتعین استناده إلی النار.

و علی هذا فیکون إسناد التطهیر إلی النار حقیقه و إلی الماء مجازا، أو یراد به فیهما المعنی المجازی و تکون الطهاره الشرعیه مستفاده مما علم فی الجواب ضمنا من جواز تجصیص المسجد به، و لا محذور فیه.

و أقول: یدل الخبر ظاهرا علی جواز السجود علی الجص المطبوخ، و اختلف الأصحاب فیه، و ظاهر الصدوق و الشیخ فی المبسوط الجواز، و ظاهر کثیر من الأصحاب العدم.

و قال فی الذکری عند إیراد هذا الخبر: فیه إشاره إلی الجواز. و قد یناقش فیه بأن السؤال صریح فی أن المطلوب معرفه حال الجص باعتبار ما یختلط به من آثار العذره المحترقه علیه.

و لیس فی ذکر السجود علیه منافاه، لإراده ذلک المعنی وحده من السؤال،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 441

[الحدیث 84]

84 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ لَا تَسْجُدْ عَلَی الْقُفْرِ وَ لَا عَلَی الْقِیرِ وَ لَا عَلَی الصَّارُوجِ.

[الحدیث 85]

85 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تَسْجُدْ عَلَی الذَّهَبِ وَ لَا عَلَی الْفِضَّهِ.

[الحدیث 86]

86 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی عَلَی الرَّطْبَهِ النَّابِتَهِ قَالَ فَقَالَ إِذَا

______________________________

إذ هو وجه من وجوه مباشرته فیما یعتبر فیه الطهاره، غایه الأمر أنه من حیث تغیره من صورته الأرضیه صار مظنه للمانعیه من السجود علیه أیضا، فیحتمل أن یکون ذلک ملحوظا فی السؤال مع المعنی الأول، کما یحتمل عدمه.

فلو توافق الجواب السؤال فی التعبیر بلفظ السجود، أمکن جعله دلیلا علی الحکمین، و لکن لم یأت الجواب علی وفق لفظ السؤال، بل اقتصر فیه علی بیان الحکم الذی لا شک فی إرادته، إما بشهاده قرینه لعدم القصد بالسؤال إلی غیره، و إما لمانع من بیان الحکمین، و علی الاحتمالین لا یبقی للنظر إلیه فی حکم السجود وجه. انتهی.

و لا یخفی أن ما ذکره لا یمنع ظهور ذلک، و الخبر یومئ إلی حکم الخزف أیضا، و فیه أیضا خلاف، و ظاهر الأکثر الجواز، و هو غیر بعید.

الحدیث الرابع و الثمانون: حسن کالصحیح.

الحدیث الخامس و الثمانون: ضعیف.

الحدیث السادس و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 442

أَلْصَقَ جَبْهَتَهُ بِالْأَرْضِ فَلَا بَأْسَ وَ عَلَی الْحَشِیشِ النَّابِتِ الثَّیِّلِ وَ هُوَ یُصِیبُ أَرْضاً جَدَداً قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 87]

87 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا کَتَبَ إِلَی

______________________________

قوله علیه السلام: إذا ألصق جبهته قال الفاضل التستری رحمه الله: کان المراد بإلصاقها تمکنها من الأرض، أی یعتمد علی الرطبه حتی یتمکن جبهته، لا أنه لا بد من الوصول إلی الأرض.

انتهی.

و قال الوالد العلامه قدس الله روحه: و یمکن أن یکون الوصول إلی الأرض التی تظهر بین منابتها، باعتبار کونها مأکوله هنا،

أو فی بعض البلاد، و یغلب التحریم، و الأول أظهر. انتهی.

أقول: و یمکن حمله علی الاستحباب علی الوجه الأخیر.

و" الثیل" ضرب من النبت، کذا ذکره الجوهری.

و قال فی القاموس: الجدد الأرض الغلیظ المستوی.

و أقول: إنما لم یشترط فیه إلصاق الجبهه، لکونه حشیشا ضعیفا متداخلا لا یمنع الاستقرار علی الوجه الأول، و لیس بمأکول علی الثانی، و لیس بینهما فرجه غالبا علی الثالث.

الحدیث السابع و الثمانون: مرسل کالصحیح، بل صحیح علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 443

أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی ع یَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاهِ عَلَی الزُّجَاجِ قَالَ فَلَمَّا نَفَذَ کِتَابِی إِلَیْهِ تَفَکَّرْتُ وَ قُلْتُ هُوَ مِمَّا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ وَ مَا کَانَ لِی أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ فَکَتَبَ إِلَیْهِ لَا تُصَلِّ عَلَی الزُّجَاجِ وَ إِنْ حَدَّثَتْکَ نَفْسُکَ أَنَّهُ مِمَّا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ وَ لَکِنَّهُ مِنَ الْمِلْحِ وَ الرَّمْلِ وَ هُمَا مَمْسُوخَانِ.

[الحدیث 88]

88 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَرِهَ أَنْ یَسْجُدَ عَلَی قِرْطَاسٍ عَلَیْهِ کِتَابَهٌ

______________________________

لشهاده محمد بن الحسین بالکتابه. و الحدیث متضمن للإعجاز.

قوله علیه السلام: و هما ممسوخان أی: مستحیلان خارجان عن اسم الأرض، و یدل علی عدم جواز السجود علی الرمل، إلا أن یقال: إن الرمل مؤید للمنع، و مناط التحریم الملح. أو یکون المراد أنهما استحیلا حتی صارا زجاجا، فلو کان أصله من الأرض أیضا لم یجز السجود علیه، و لعل السائل ظن أن المراد بما أنبتت الأرض کل ما حصل منها.

الحدیث الثامن و الثمانون: صحیح.

قوله: علیه کتاب إما لکونه مقابلا للمصلی و یشتغل القلب به، فالکراهه بمعناه. أو لکون الخبر مأخوذا مما خرج عن اسم الأرض، فإن لم یکن بینها فرج تقع الجبهه علیها،

فالکراهه: إما بمعنی الحرمه أو بمعناها، بناء علی أنها بمنزله اللون، و لا یعد حائلا عرفا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 444

[الحدیث 89]

89 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ قَالَ لَا یَسْجُدُ الرَّجُلُ عَلَی شَیْ ءٍ لَیْسَ عَلَیْهِ سَائِرُ جَسَدِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مُوَافِقٌ لِبَعْضِ الْعَامَّهِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ الْعَمَلُ لِأَنَّهُ یَجُوزُ أَنْ یَقِفَ الْإِنْسَانُ عَلَی مَا لَمْ یَسْجُدْ عَلَیْهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 90]

90 مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عُقْبَهَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ کَانَ أَبِی یُصَلِّی عَلَی الْخُمْرَهِ یَجْعَلُهَا عَلَی الطِّنْفِسَهِ وَ یَسْجُدُ عَلَیْهَا فَإِذَا لَمْ تَکُنْ خُمْرَهٌ جَعَلَ حَصًی عَلَی

______________________________

و إن کان بینها فرج فهی بمعناها، إذ الظاهر عدم وجوب اجتماع ما تقع علیه الجبهه، لجواز السجود علی البواری و الحصر، مع أن ظاهر أکثر الأخبار الاکتفاء بالمسمی، و الله یعلم.

الحدیث التاسع و الثمانون: حسن موثق.

و ظاهره استحباب إیصال سائر المساجد إلی ما یصح السجود علیه.

و یحتمل أن یکون المراد قوموا للصلاه فی موضع لا یلزمکم وضع شی ء آخر للسجود لتضرروا به، بل قوموا علی الحصر و الأرض مثلا.

و یمکن حمله علی التقیه أیضا، کما فعله الشیخ قدس سره.

الحدیث التسعون: مجهول حسن، موثق علی الظاهر.

و فی الکافی: عن عبد الرحمن بن أبی عبد الله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 445

الطِّنْفِسَهِ حَیْثُ یَسْجُدُ.

[الحدیث 91]

91 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع دَعَا أَبِی بِخُمْرَهٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَیْهِ فَأَخَذَ کَفّاً مِنْ حَصًی فَجَعَلَهُ عَلَی الْبِسَاطِ ثُمَّ سَجَدَ.

[الحدیث 92]

92 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ وَ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَهَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالْقِیَامِ عَلَی الْمُصَلَّی مِنَ الشَّعْرِ وَ الصُّوفِ إِذَا کَانَ یَسْجُدُ عَلَی الْأَرْضِ فَإِنْ کَانَ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ فَلَا بَأْسَ بِالْقِیَامِ عَلَیْهِ وَ السُّجُودِ عَلَیْهِ

______________________________

قال الشیخ البهائی قدس سره: و الخمره بضم الخاء المعجمه و إسکان المیم سجاده صغیره منسوجه من السعف. و الطنفسه بتثلیث الطاء و الفاء بساط له خمل.

الحدیث الحادی و التسعون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: فأبطأت علیه کأنه بتخفیف الهمزه یاءا ثم حذفها.

و احتمل فی القاموس أن یکون" أبطیت" لغه فی أبطأت، و قال: بطؤ ککرم بطوءا و بطاء ککتاب و أبطأ ضد أسرع.

الحدیث الثانی و التسعون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 446

[الحدیث 93]

93 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْجِصِّ یُوقَدُ عَلَیْهِ بِالْعَذِرَهِ وَ عِظَامِ الْمَوْتَی وَ یُجَصَّصُ بِهِ الْمَسْجِدُ یُسْجَدُ عَلَیْهِ فَکَتَبَ إِلَیَّ بِخَطِّهِ إِنَّ الْمَاءَ وَ النَّارَ قَدْ طَهَّرَاهُ

______________________________

الحدیث الثالث و التسعون: صحیح.

و قد مر بعینه آنفا.

و قال فی الحبل المتین: ما تضمنه من طهاره الجص الموقد علیه بالعذره و عظام الموتی، یستنبط منه تطهیر النار لما أحالته.

و قال فی المنتهی: فی الاستدلال به إشکال من وجهین: أحدهما: أن الماء الممازج هو الذی یحل به الجص، و ذلک غیر مطهر إجماعا، الثانی: أنه حکم بنجاسه الجص ثم تطهیره، و فی نجاسته بدخان الأعیان النجسه إشکال. انتهی.

و یمکن أن یقال: إن المراد بالماء فی قوله علیه السلام ماء المطر الذی یصیب أرض المسجد المجصصه، إذ لیس فی الحدیث أن ذلک المسجد

کان مسقفا.

و المراد الوقد علیه بحیث تختلط بذلک الأعیان النجسه کان توقد بها من فوقه مثلا حتی یحتاج إلی التطهیر.

لکن یبقی إشکال آخر، و هو أنه إذا طهرته النهار أو لا کیف یطهره الماء ثانیا إلا أن یحمل التطهیر علی المعنی الشامل للشرعیه و اللغویه، و یراد بتطهیر الماء الطهاره اللغویه، و هو کما تری. انتهی.

قال بعض الفضلاء: و یمکن أن یقال: إسناد التطهیر إلی شیئین کل منهما یصلح

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 447

[الحدیث 94]

94 عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ قَالَ کَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا بِیَدِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُقْبَهَ إِلَیْهِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ ع یَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاهِ عَلَی الْخُمْرَهِ الْمَدَنِیَّهِ فَکَتَبَ صَلِّ فِیهَا مَا کَانَ مَعْمُولًا بِخُیُوطَهٍ وَ لَا تُصَلِّ عَلَی مَا کَانَ بِسُیُورَهٍ قَالَ فَتَوَقَّفَ أَصْحَابُنَا فَأَنْشَدْتُهُمْ بَیْتَ شِعْرٍ لِتَأَبَّطَ شَرّاً الْفَهْمِیِّ-

کَأَنَّهَا خُیُوطَهُ مَارِیٍّ تُغَارُ وَ تُفْتَلُ

وَ مَارِیٌّ رَجُلٌ حَبَّالٌ یَفْتِلُ الْخُیُوطَ

______________________________

للتطهیر لا فساد فیه. انتهی.

و أقول: یمکن حمل العذره علی العذره الطاهره، و الطهاره علی الطهاره اللغویه.

فإن قیل: إذا کانت العذره طاهره فلا وجه لسؤال السائل.

قلنا: عظام الموتی أیضا طاهره، مع أنه سأل عنها، و لا یلزم کون السائل عالما بتلک الأحکام.

الحدیث الرابع و التسعون: مجهول.

و فی الکافی: علی بن محمد و غیره، عن سهل بن زیاد، عن علی بن الریان.

و هو الصواب، کذا ذکره الوالد العلامه برد الله مضجعه.

قوله: فتوقف أصحابنا قیل: لعله کانت عله توقفهم استبعادهم من عمل الحصر من الخیوط، فاستشهد

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 448

..........

______________________________

بقول الشاعر، و لعله کان معلوما أنه کان یعمل الخیوط للحصر.

أقول: الظاهر أن استبعادهم للفظ خیوطه، و الجمع بین الجمعیه و التاء بأن

کانت فی خطه علیه السلام منقطه فاستشهد ببیت الشاعر. و کان قوله" کأنها" من تمام المصراع السابق حیث قال:" و أطوی علی الخمص الحوایا کأنها".

و فی القاموس: الخمصه الجوعه، و قد خمصه الجوع خمصا و مخمصه و خمص البطن مثلثه المیم خلا.

و قال: الحویه کغنیه استداره کل شی ء و ما تحوی من الأمعاء کالحاویه و الحاویاء و الجمع الحوایا.

و قال: الخیط: السلک و الجمع أخیاط و خیوط و خیوطه.

و قال: أغار شد القتل، انتهی.

و لعل الفرق بأن ما کان من الخیوط لا تظهر الخیوط فی وجهه، کما هو المعمول فی بلادنا. و ما کان من السیور تقع السیور علی وجهه، إما بأن تغطیه فالنهی علی الحرمه، أو تغطی بعضه بحیث تقع الجبهه علی فرجها فالنهی علی الکراهه.

قال فی الذکری: لو عملت الخمره بخیوط من جنس ما یجوز السجود علیه فلا إشکال فی جواز السجود علیه. و لو عملت بسیور فإن کانت مغطاه بحیث تقع الجبهه علی الخوص صح السجود أیضا. و لو وقعت علی السیور لم یجز، و علیه دلت روایه ابن الریان، و أطلق فی المبسوط جواز السجود علی المعموله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 449

[الحدیث 95]

95 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ عُیَیْنَهَ بَیَّاعِ الْقَصَبِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فِی الْیَوْمِ الشَّدِیدِ الْحَرِّ فَأَکْرَهُ أَنْ أُصَلِّیَ عَلَی الْحَصَی فَأَبْسُطُ ثَوْبِی فَأَسْجُدُ عَلَیْهِ فَقَالَ نَعَمْ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ.

[الحدیث 96]

96 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَکُونُ فِی السَّفَرِ فَتَحْضُرُ الصَّلَاهُ وَ أَخَافُ الرَّمْضَاءَ عَلَی وَجْهِی کَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ تَسْجُدُ عَلَی بَعْضِ ثَوْبِکَ قُلْتُ لَیْسَ عَلَیَّ ثَوْبٌ یُمْکِنُنِی أَنْ أَسْجُدَ عَلَی طَرَفِهِ وَ لَا ذَیْلِهِ قَالَ اسْجُدْ عَلَی ظَهْرِ کَفِّکَ

______________________________

بالخیوط. انتهی.

و بعد ما أحطت خبرا بما ذکرنا لا یخفی ما فیه.

الحدیث الخامس و التسعون: حسن.

و فی بعض النسخ" عن عتیبه" و فی الرجال أیضا اختلفوا فی ضبطه، و علی الوجهین ثقه.

الحدیث السادس و التسعون: ضعیف.

قوله: و أخاف الرمضاء قال فی القاموس: الرمض محرکه شده وقع الشمس علی الرمل و غیره.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 450

فَإِنَّهَا إِحْدَی الْمَسَاجِدِ.

[الحدیث 97]

97 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی طَالِبِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ع جُعِلْتُ فِدَاکَ الرَّجُلُ یَسْجُدُ عَلَی کُمِّهِ مِنْ أَذَی الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 98]

98 عَنْهُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ عَلَی کُمِّ قَمِیصِهِ مِنْ أَذَی الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ أَوْ عَلَی رِدَائِهِ إِذَا کَانَ تَحْتَهُ مِسْحٌ أَوْ غَیْرُهُ مِمَّا لَا یُسْجَدُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ

______________________________

قوله علیه السلام: فإنها إحدی المساجد قال الوالد العلامه قدس الله روحه: أی بطن الکف من أحد المساجد الذی یجب وصوله إلی الأرض، فلا تسجد علی بطنها لیفوتک هذا الواجب بل علی ظهرها أو المراد أن الکف أحد المساجد، فلا بأس أن یسجدها علیها لارتباطها به، و الله أعلم. انتهی کلامه رفع الله مقامه.

و أقول: یحتمل أن یکون المراد أنها أحد الأشیاء التی یصح السجود علیها فی حال الضروره.

الحدیث السابع و التسعون: صحیح.

الحدیث الثامن و التسعون: مجهول.

قوله: یسجد علی کم قمیصه أی: و لا یمکنه التحول عنها، فیحتال فیسجد علی ردائه، فقال علیه السلام

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 451

[الحدیث 99]

99 عَنْهُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ کَتَبَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ ع هَلْ یَسْجُدُ الرَّجُلُ عَلَی الثَّوْبِ یَتَّقِی بِهِ وَجْهَهُ مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ وَ مِنَ الشَّیْ ءِ یَکْرَهُ السُّجُودَ عَلَیْهِ فَقَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 100]

100 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ

______________________________

لا بأس، لأنه أقرب إلی ما یصح السجود علیه من البساط المأخوذ من الصوف و الشعر.

و المشهور بین الأصحاب تحریم السجود علی القطن و الکتان، سواء کان قیل النسج أم بعده.

و نقل عن المرتضی رحمه الله أنه قال فی بعض رسائله: یکره السجود علی الثوب المنسوج من قطن أو کتان کراهیه تنزه و طلب فضل، لا أنه محظور و محرم، و القول به مشکل.

و الأظهر عدم جواز السجود علیهما بعد النسج، و لا یبعد الجواز قبله، و إن کان الأحوط الترک مطلقا إلا للتقیه و الضروره.

و فی القاموس: المسح بالکسر البلاس.

الحدیث التاسع و التسعون: مجهول.

و الکلام فیه کالکلام فی الخبر السابق.

الحدیث المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 452

عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ عَلَی الْمِسْحِ فَقَالَ إِذَا کَانَ فِی تَقِیَّهٍ فَلَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 101]

101 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَاضِیَ ع عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ عَلَی الْمِسْحِ وَ الْبِسَاطِ فَقَالَ لَا بَأْسَ إِذَا کَانَ فِی حَالِ تَقِیَّهٍ.

[الحدیث 102]

102 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ ع فَقُلْتُ هَلْ یَجُوزُ السُّجُودُ عَلَی الْکَتَّانِ- وَ الْقُطْنِ مِنْ غَیْرِ تَقِیَّهٍ فَقَالَ جَائِزٌ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ یَجُوزُ السُّجُودُ عَلَی هَذَیْنِ الشَّیْئَیْنِ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ هُنَاکَ تَقِیَّهٌ إِذَا کَانَ هُنَاکَ ضَرُورَهٌ أُخْرَی مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهُمَا وَ الَّذِی یُبَیِّنُ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث الحادی و المائه: صحیح.

الحدیث الثانی و المائه: مجهول.

و الصرم بالفتح الجلد، و هو معرب جرم، أی: کان یبیعه.

قوله رحمه الله: فالوجه فی هذا الخبر لا یخفی أن فرض السائل عدم التقیه لا ینافی کون جوابه علیه السلام محمولا علی التقیه. و یمکن حمله علی ما قبل النسج کما عرفت.

و جوز العلامه رحمه الله فی النهایه السجود علی القطن و الکتان قبل غزلهما

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 453

[الحدیث 103]

103 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع إِنَّا نَکُونُ بِأَرْضٍ بَارِدَهٍ یَکُونُ فِیهَا الثَّلْجُ أَ فَنَسْجُدُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَا وَ لَکِنِ اجْعَلْ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ شَیْئاً قُطْناً أَوْ کَتَّاناً.

وَ لَا یُنَافِی هَذَا التَّأْوِیلُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 104]

104 سَعْدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ کَیْسَانَ الصَّنْعَانِیِّ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ ع أَسْأَلُهُ عَنِ السُّجُودِ عَلَی الْقُطْنِ وَ الْکَتَّانِ مِنْ غَیْرِ تَقِیَّهٍ وَ لَا ضَرُورَهٍ فَکَتَبَ إِلَیَّ ذَلِکَ جَائِزٌ.

لِأَنَّهُ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ إِنَّمَا أَجَازَ مَعَ نَفْیِ ضَرُورَهٍ تَبْلُغُ هَلَاکَ النَّفْسِ وَ إِنْ کَانَ هُنَاکَ ضَرُورَهٌ دُونَ ذَلِکَ مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِکَ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

______________________________

و قوی جواز السجود علی الکتان قبل غزله و نسجه و توقف فیه بعد غزله.

الحدیث الثالث و المائه: مرسل کالصحیح.

و قال فی المنتهی: السجود علی القطن و الکتان أولی من الثلج، و هو حسن بل متعین.

الحدیث الرابع و المائه: مجهول.

و قد عرفت أن فرض السائل عدم التقیه لا ینافی أن یکون صدور الحکم منه علیه السلام تقیه، لا سیما فی المکاتبه، فإن التقیه فیها أشد.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 454

[الحدیث 105]

105 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ مَرَّ بِی أَبُو الْحَسَنِ ع وَ أَنَا أُصَلِّی عَلَی الطَّبَرِیِّ وَ قَدْ أَلْقَیْتُ عَلَیْهِ شَیْئاً أَسْجُدُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَا لَکَ لَا تَسْجُدُ عَلَیْهِ أَ لَیْسَ هُوَ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ.

فَهَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی حَالِ التَّقِیَّهِ

[الحدیث 106]

106 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ سَأَلَ دَاوُدُ بْنُ یَزِیدَ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْقَرَاطِیسِ وَ الْکَوَاغِذِ الْمَکْتُوبَهِ عَلَیْهَا هَلْ یَجُوزُ السُّجُودُ عَلَیْهَا أَمْ لَا فَکَتَبَ یَجُوزُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَا تَنَافِیَ بَیْنَ هَذَا الْخَبَرِ وَ بَیْنَ خَبَرِ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع لِأَنَّ ذَلِکَ الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی الْکَرَاهِیَهِ وَ هُوَ صَرِیحٌ فِیهَا وَ لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَلْفَاظِ الْحَظْرِ

______________________________

الحدیث الخامس و المائه: مجهول.

قوله: و أنا أصلی علی الطبری یحتمل أن یکون المراد الحصیر الطبری، فلا حاجه إلی الحمل علی التقیه.

الحدیث السادس و المائه: صحیح.

قوله: المکتوبه علیها یحتمل علی بعد أن یکون السؤال باعتبار أن المکتوب بحذاه فی حال الصلاه لا السجود علی أصل المکتوب، و علی تقدیره یحتمل أن یکون الجواز باعتبار وقوع بعض الجبهه علی غیر المکتوب، و قد مر القول فیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 455

[الحدیث 107]

107 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الْمَحْمِلِ یَسْجُدُ عَلَی قِرْطَاسٍ وَ أَکْثَرَ ذَلِکَ یُومِئُ إِیمَاءً

______________________________

الحدیث السابع و المائه: صحیح.

قوله: و أکثر ذلک قال الوالد قدس سره: أی سجوده، یعنی کان علیه السلام فی أکثر الأحوال یومئ، و فی بعض الأوقات یسجد علی القرطاس، أو کان یسجد علی القرطاس و لو مع الإیماء. انتهی.

و أقول: لا خلاف ظاهرا بین الأصحاب فی جواز السجود علی القرطاس، و نقل الشهید الثانی رحمه الله علیه الإجماع.

و إطلاق الأخبار یقتضی عدم الفرق بین المتخذ من النبات و القطن و الإبریسم و غیره، و اعتبر العلامه رحمه الله فی التذکره کونه مأخوذا من غیر الإبریسم، لأنه لیس بأرض

و لا نباتها، و هو تقیید للنص من غیر دلیل.

نعم یمکن أن یقال: لما کان الأغلب فیه ما کان من غیر الإبریسم لا یبعد انصراف الحکم إلی الشائع الغالب، و اعتبر الشهید طاب ثراه فی البیان کونه مأخوذا من النبات، و فی الدروس عدم کونه من حریر أو قطن أو کتان.

و قال فی الذکری: الأکثر اتخاذ القرطاس من القنب، فلو اتخذ من الإبریسم

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 456

[الحدیث 108]

108 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَارِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ کُدْسِ حِنْطَهٍ مُطَیَّنٍ أُصَلِّی فَوْقَهُ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فَوْقَهُ قُلْتُ

______________________________

فالظاهر المنع، إلا أن یقال: ما اشتملت علیه من أخلاط النوره مجوز. و فیه بعد لاستحالتها عن اسم الأرض.

و لو اتخذ من القطن و الکتان، أمکن بناؤه علی جواز السجود علیهما و قد سلف، و أمکن أن یقال: المانع اللبس حملا للقطن و الکتان المطلقین علی المقید فحینئذ یجوز السجود علی القرطاس، و إن کان منهما لعدم اعتیاد لبسه، و علیه یخرج جواز السجود علی ما لم یصلح للبس من القطن و الکتان.

و قال أیضا: فی النفس من القرطاس شی ء، من حیث اشتماله علی النوره المستحیله، إلا أن یقال: الغالب جوهر القرطاس، أو یقال: جمود النوره یرد إلیها اسم الأرض.

و یظهر من هذا الکلام نوع [تردد] فی هذا الحکم، و الحق أن هذه التدقیقات بعد ورود الروایات المطلقه توجب خروج الحکم عن الفائده.

ثم إن کان القرطاس مطلیا بالاهار یستشکل فی الحکم باعتبار کونه مأکولا، و هو لا یخلو من قوه،

إلا أن یقال: إنه خرج بهذا الوضع عن کونه مأکولا، بل صار بمنزله اللون، بحیث لا یمنع وصول الجبهه إلی القرطاس عرفا، و الاحتیاط ظاهر.

الحدیث الثامن و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 457

فَإِنَّهُ مِثْلُ السَّطْحِ مُسْتَوٍ فَقَالَ لَا تُصَلِّ عَلَیْهِ.

وَ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 109]

109 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع یَکُونُ الْکُدْسُ مِنَ الطَّعَامِ مُطَیَّناً مِثْلَ السَّطْحِ قَالَ صَلِّ عَلَیْهِ.

لِأَنَّ الْخَبَرَ الْأَوَّلَ مَحْمُولٌ عَلَی الْکَرَاهِیَهِ دُونَ الْحَظْرِ

[الحدیث 110]

110 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَا بَأْسَ أَنْ تَسْجُدَ وَ بَیْنَ کَفَّیْکَ وَ بَیْنَ الْأَرْضِ ثَوْبُکَ

______________________________

و فی القاموس: الکدس بالضم الحب المحصود المجموع.

قوله علیه السلام: لا تصل علیه إما لعدم الاستقرار، و هو لا ینافی الاستواء. أو لحرمه الطعام. أو لکراهه السجود علیه، و إن کان بواسطه.

الحدیث التاسع و المائه: حسن کالصحیح.

و یمکن حمله علی ما إذا کان مستقرا، کما حملنا الخبر السابق علی عدمه.

الحدیث العاشر و المائه: ضعیف علی المشهور.

قوله: لا بأس هذا ما لرفع توهم لزوم کون جمیع المساجد علی ما یصح السجود علیه،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 458

[الحدیث 111]

111 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ کَانَ لَا یَسْجُدُ عَلَی الْکُمَّیْنِ وَ لَا عَلَی الْعِمَامَهِ.

[الحدیث 112]

112 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع قُلْتُ لَهُ إِنِّی أَخْرُجُ فِی هَذَا الْوَجْهِ وَ رُبَّمَا لَمْ یَکُنْ مَوْضِعٌ أُصَلِّی فِیهِ مِنَ الثَّلْجِ فَکَیْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ إِنْ أَمْکَنَکَ أَنْ لَا تَسْجُدَ عَلَی الثَّلْجِ فَلَا تَسْجُدْ عَلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ یُمْکِنْکَ فَسَوِّهِ وَ اسْجُدْ عَلَیْهِ.

وَ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 113]

113 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ السُّجُودِ عَلَی الثَّلْجِ فَقَالَ لَا تَسْجُدْ فِی السَّبَخَهِ وَ لَا عَلَی الثَّلْجِ.

لِأَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی حَالِ الِاخْتِیَارِ أَوْ مَعَ وُجُودِ شَیْ ءٍ یُسْتَرُ بِهِ الثَّلْجُ

______________________________

أو لأن أخذ طرف الثوب و جعله تحت الکف ینافی ظاهرا هیئه المصلین. و یحتمل أن یکون المراد بالثوب الکم.

الحدیث الحادی عشر و المائه: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الثانی عشر و المائه: مجهول.

قوله علیه السلام: إن أمکنک یحتمل أن یکون المراد السجود بواسطه ما یصح السجود علیه، فیکون النهی باعتبار عدم الاستقرار لقرینه التسویه.

الحدیث الثالث عشر و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 459

وَ یُسْجَدُ عَلَیْهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فِی خَبَرِ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ

[الحدیث 114]

114 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَشْیَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْحُضَیْنِیِّ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی عَلَی السَّرِیرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْأَرْضِ فَکَتَبَ لَا بَأْسَ صَلِّ فِیهِ.

[الحدیث 115]

115 عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ع الرَّجُلُ یُصَلِّی عَلَی سَرِیرٍ مِنْ سَاجٍ وَ یَسْجُدُ عَلَی السَّاجِ قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 116]

116 الْمُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ عَلَی الْحَصَی قَالَ یَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّی یَسْتَمْکِنَ.

[الحدیث 117]

117 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ

______________________________

الحدیث الرابع عشر و المائه: مجهول.

الحدیث الخامس عشر و المائه: صحیح.

الحدیث السادس عشر و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: یرفع رأسه حمل علی ما إذا لم یصل حد المساجد، بأن یکون بینه و بین ما یوازی موقفه أکثر من أربع أصابع کما مر.

و یمکن حمله علی ما إذا لم یبلغ الرفع حدا یخرج عن حده، و فی الأخیر تأمل.

الحدیث السابع عشر و المائه: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 460

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ ذَکَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَی أَبَا جَعْفَرٍ ع وَ سَأَلَهُ عَنِ السُّجُودِ عَلَی الْبُورِیَاءِ وَ الْخَصَفَهِ وَ النَّبَاتِ قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 118]

118 عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ عَلَی الْبُورِیَاءِ وَ الْخَصَفَهِ وَ کُلِّ نَبَاتٍ إِلَّا الثَّمَرَهِ.

[الحدیث 119]

119 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ السُّجُودِ عَلَی الْحُصُرِ وَ الْبَوَارِی فَقَالَ لَا بَأْسَ وَ أَنْ یَسْجُدَ عَلَی الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَیَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ یُحِبُّ ذَلِکَ أَنْ یُمَکِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الْأَرْضِ فَأَنَا أُحِبُّ لَکَ مَا کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُحِبُّهُ.

[الحدیث 120]

120 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ

______________________________

الحدیث الثامن عشر و المائه: مجهول.

قوله علیه السلام: و کل نبات مخصص بالملبوس.

الحدیث التاسع عشر و المائه: مجهول.

و یدل علی استحباب السجود علی الأرض، أی: التراب و الحجر و غیرهما مما لم یخرج بالاستحاله عن اسم الأرض.

الحدیث العشرون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 461

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرِیضِ فَقَالَ یَسْجُدُ عَلَی الْأَرْضِ أَوْ عَلَی الْمِرْوَحَهِ أَوْ عَلَی سِوَاکٍ یَرْفَعُهُ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِیمَاءِ إِنَّمَا کَرِهَ مَنْ کَرِهَ السُّجُودَ عَلَی الْمِرْوَحَهِ مِنْ أَجْلِ الْأَوْثَانِ الَّتِی کَانَتْ تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ إِنَّا لَمْ نَعْبُدْ غَیْرَ اللَّهِ قَطُّ فَاسْجُدْ عَلَی الْمِرْوَحَهِ أَوْ عَلَی عُودٍ أَوْ عَلَی سِوَاکٍ.

[الحدیث 121]

121 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُومِئُ فِی الْمَکْتُوبَهِ وَ النَّوَافِلِ إِذَا لَمْ یَجِدْ مَا یَسْجُدُ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ مَوْضِعٌ یَسْجُدُ فِیهِ قَالَ إِذَا کَانَ هَکَذَا فَلْیُومِ فِی الصَّلَاهِ کُلِّهَا

______________________________

قوله علیه السلام: من أجل الأوثان کان المراد بها الصور المنقوشه علیها.

و یحتمل أن یکون المراد ما تنسبه العامه لعنهم الله إلی الشیعه من عباده الوثن لسجودهم علی الخمره و اللوح المعمول من تربه الحسین علیه السلام و غیره.

الحدیث الحادی و العشرون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: فلیؤم ظاهره أنه إذا لم یجد مکانا طاهرا یسجد فیه و لا شیئا یسجد علیه یومی، و ظاهر الأصحاب أنه لا یسقط حینئذ الانحناء بقدره و وضع الجبهه.

و یمکن حمله علی المصلوب و نحوه ممن لا یقدر علی الأرض

أصلا، کالغریق و الموتحل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 462

[الحدیث 122]

122 وَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی عَلَی الثَّلْجِ قَالَ لَا فَإِنْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی الْأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ عَنِ الرَّجُلِ یُصِیبُهُ مَطَرٌ وَ هُوَ فِی مَوْضِعٍ لَا یَقْدِرُ أَنْ یَسْجُدَ فِیهِ مِنَ الطِّینِ وَ لَا یَجِدُ مَوْضِعاً جَافّاً قَالَ یَفْتَتِحُ الصَّلَاهَ فَإِذَا رَکَعَ فَلْیَرْکَعْ کَمَا رَکَعَ إِذَا صَلَّی فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّکُوعِ فَلْیُومِ بِالسُّجُودِ إِیمَاءً وَ هُوَ قَائِمٌ یَفْعَلُ ذَلِکَ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الصَّلَاهِ وَ یَتَشَهَّدُ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمَّ یُسَلِّمُ.

[الحدیث 123]

123 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِّ الطِّینِ الَّذِی لَا یُسْجَدُ عَلَیْهِ مَا هُوَ قَالَ إِذَا غَرِقَتِ الْجَبْهَهُ فِیهِ وَ لَمْ تَثْبُتْ عَلَی الْأَرْضِ.

[الحدیث 124]

124 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ عَلَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ تُصَلِّیَ عَلَی الْمِثَالِ إِذَا جَعَلْتَهُ تَحْتَکَ

______________________________

الحدیث الثانی و العشرون و المائه: موثق.

الحدیث الثالث و العشرون و المائه: موثق.

أقول: إنا لم نعد" بهذا الإسناد" أخیرا خبرا آخر، لاتحاد السند، و إن کان ذلک جاریا فی سابقه.

الحدیث الرابع و العشرون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: إذا جعلته تحتک أی: تحت رجلیک، أو تبسط علیه ثوبا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 463

[الحدیث 125]

125 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَضَعُ وَجْهِی لِلسُّجُودِ فَیَقَعُ وَجْهِی عَلَی حَجَرٍ أَوْ عَلَی شَیْ ءٍ مُرْتَفِعٍ أُحَوِّلُ وَجْهِی إِلَی مَکَانٍ مُسْتَوٍ قَالَ نَعَمْ جُرَّ وَجْهَکَ عَلَی الْأَرْضِ مِنْ غَیْرِ أَنْ تَرْفَعَهُ.

[الحدیث 126]

126 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ وَ أَبِی قَتَادَهَ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَسْجُدُ عَلَی الْحَصَی وَ لَا یُمَکِّنُ جَبْهَتَهُ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ یُحَرِّکُ جَبْهَتَهُ حَتَّی یَتَمَکَّنَ فَیُنَحِّی الْحَصَی عَنْ جَبْهَتِهِ وَ لَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ.

[الحدیث 127]

127 عَنْهُ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ السُّجُودِ عَلَی الْأَرْضِ الْمُرْتَفِعَهِ فَقَالَ إِذَا کَانَ مَوْضِعُ جَبْهَتِکَ

______________________________

الحدیث الخامس و العشرون و المائه: مجهول.

و قد رواه الحسین بن حماد قبل هذا متضمنا جواز الرفع عنه.

و یمکن حمله علی الاستحباب زائدا علی ما تقدم.

الحدیث السادس و العشرون و المائه: صحیح.

الحدیث السابع و العشرون و المائه: حسن.

و النهدی هو هیثم بن أبی مسروق.

قوله علیه السلام: إذا کان موضع جبهتک یدل علی وجوب عدم ارتفاع موضع الجبهه عن الیدین أو عن سائر المساجد

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 464

مُرْتَفِعاً عَنْ مَوْضِعِ بَدَنِکَ قَدْرَ لَبِنَهٍ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 128]

128 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ لَهُ أَنْ یَجْهَرَ بِالتَّشَهُّدِ وَ الْقَوْلِ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ وَ الْقُنُوتِ قَالَ إِنْ شَاءَ جَهَرَ وَ إِنْ شَاءَ لَمْ یَجْهَرْ.

[الحدیث 129]

129 عَنْهُ عَنْ یُوسُفَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ أَیُّوبَ الْغَافِقِیِّ عَنْ عَمِّهِ إِیَاسِ بْنِ عَامِرٍ الْغَافِقِیِّ عَنْ عُقْبَهَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِیِّ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص اجْعَلُوهَا فِی رُکُوعِکُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص اجْعَلُوهَا فِی سُجُودِکُمْ.

[الحدیث 130]

130 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّیْرَفِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ السُّجُودُ عَلَی مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ إِلَّا مَا أُکِلَ أَوْ لُبِسَ

______________________________

زائدا علی اللبنه أو استحبابه.

الحدیث الثامن و العشرون و المائه: صحیح.

و کأنه محمول علی المنفرد، و إن أمکن التعمیم جوازا.

الحدیث التاسع و العشرون و المائه: ضعیف.

و یومی إلی جواز إسقاط" و بحمده".

الحدیث الثلاثون و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 465

[الحدیث 131]

131 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لِی عَلِیٌّ ع إِنِّی لَأَکْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ أَرَی جَبْهَتَهُ جَلْحَاءَ لَیْسَ فِیهَا أَثَرُ السُّجُودِ.

[الحدیث 132]

132 عَنْهُ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَهِ تَطُولُ قُصَّتُهَا فَإِذَا سَجَدَتْ وَقَعَ بَعْضُ جَبْهَتِهَا عَلَی الْأَرْضِ وَ بَعْضٌ یُغَطِّیهِ الشَّعْرُ هَلْ یَجُوزُ ذَلِکَ قَالَ لَا حَتَّی تَضَعَ جَبْهَتَهَا عَلَی الْأَرْضِ

______________________________

الحدیث الحادی و الثلاثون و المائه: ضعیف علی المشهور.

و قال فی القاموس: الجلح محرکه انحسار الشعر عن جانبی الرأس، و الجلحاء بالکسر الأرض التی لا تنبت شیئا.

و فی المصباح: شاه جلحاء لا قرن لها.

الحدیث الثانی و الثلاثون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: لا حتی تضع ربما یستدل به علی عدم إجزاء مسمی الوصول فی السجده، بل علی عدم إجزاء قدر الدرهم متفرقا، إلا أن یحمل علی ما إذا لم یصل إلی الأرض أصلا، لکنه بعید، و الحمل علی الاستحباب أظهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 466

[الحدیث 133]

133 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَهَ قَالَ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَعَدَ حَتَّی یَطْمَئِنَّ ثُمَّ یَقُومُ فَقِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ کَانَ مِنْ قَبْلِکَ أَبُو بَکْرٍ وَ عُمَرُ إِذَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ عَنِ السُّجُودِ نَهَضُوا عَلَی صُدُورِ أَقْدَامِهِمْ کَمَا تَنْهَضُ الْإِبِلُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع إِنَّمَا یَفْعَلُ ذَلِکَ أَهْلُ الْجَفَاءِ مِنَ النَّاسِ إِنَّ هَذَا مِنْ تَوْقِیرِ الصَّلَاهِ.

[الحدیث 134]

134 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ ذِکْرِ السُّورَهِ مِنَ الْکِتَابِ یَدْعُو بِهَا فِی الصَّلَاهِ مِثْلِ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ فَقَالَ إِذَا کُنْتَ تَدْعُو بِهَا فَلَا بَأْسَ

______________________________

الحدیث الثالث و الثلاثون و المائه: ضعیف.

الحدیث الرابع و الثلاثون و المائه: موثق کالصحیح.

قوله: یدعو بها فی الصلاه ظاهره أنه یقرأها فی القنوت، و یدل علی أنه لا یلزم أن یکون القنوت مشتملا علی الدعاء، کما یدل علیه خبر التسبیح. و علی أنه إذا لم یقصد بها القرآن لا یحصل القران المنهی عنه.

و یحتمل أن یکون المعنی أنه یدخلها فی الدعاء، کان یقول ب" قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ" مثلا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 467

[الحدیث 135]

135 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ ص وَ أَنَا سَاجِدٌ فَقَالَ نَعَمْ هُوَ مِثْلُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ.

[الحدیث 136]

136 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مِسْمَعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع أَنَّ النَّبِیَّ ص نَهَی أَنْ یُغَمِّضَ الرَّجُلُ عَیْنَیْهِ فِی الصَّلَاهِ.

[الحدیث 137]

137 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ

______________________________

الحدیث الخامس و الثلاثون و المائه: موثق.

قوله: أصلی یحتمل أن یکون المراد الاکتفاء به، أو مع التسبیح.

الحدیث السادس و الثلاثون و المائه: مجهول مرسل.

و قد یعد ضعیفا، لأن الحسین یحتمله.

و هو ینفی ما ذکره الطبرسی رحمه الله فی تفسیر قوله تعالی" الَّذِینَ هُمْ فِی صَلٰاتِهِمْ خٰاشِعُونَ" أنه تغمیض العینین.

الحدیث السابع و الثلاثون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 468

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْقُنُوتِ وَ مَا یُقَالُ فِیهِ فَقَالَ مَا قَضَی اللَّهُ عَلَی لِسَانِکَ وَ لَا أَعْلَمُ فِیهِ شَیْئاً مُوَقَّتاً.

[الحدیث 138]

138 عَنْهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَدْنَی الْقُنُوتِ فَقَالَ خَمْسُ تَسْبِیحَاتٍ.

[الحدیث 139]

39 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع رَجُلٌ نَسِیَ الْقُنُوتَ وَ هُوَ فِی بَعْضِ

______________________________

قوله علیه السلام: شیئا موقتا أی: واجبا، فلا ینافی استحباب الأدعیه المأثوره.

الحدیث الثامن و الثلاثون و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: خمس تسبیحات حمل علی أدنی الفضل لا الإجزاء، للأخبار الکثیره. و قیل: المراد به الدعاء مقدار الخمس. و هو تکلف بعید.

الحدیث التاسع و الثلاثون و المائه: مجهول کالصحیح.

قوله: و هو فی بعض الطریق أی: فذکره و هو فی بعض الطریق، کما فی الکافی، کأنه سقط من النساخ.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 469

الطَّرِیقِ فَقَالَ یَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَهَ ثُمَّ لْیَقُلْهُ ثُمَّ قَالَ إِنِّی لَأَکْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ یَرْغَبَ عَنْ سُنَّهِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْ یَدَعَهَا.

[الحدیث 140]

140 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنْ أَبِی دَاوُدَ سُلَیْمَانَ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قُلْ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ قَبْلَ أَنْ تَنْهَضَ- سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.

[الحدیث 141]

141 أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ نَسِیَ الرَّجُلُ الْقُنُوتَ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الصَّلَاهِ حَتَّی یَرْکَعَ فَقَدْ جَازَتْ صَلَاتُهُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ لَیْسَ لَهُ أَنْ یَدَعَهُ مُتَعَمِّداً

______________________________

قوله علیه السلام: أن یرغب أی: یکرهها، أو یترکها من غیر عذر.

قوله: أو یدعها أی: من غیر کراهه، أو لعذر معین. و کون التردید من الراوی بعید.

الحدیث الأربعون و المائه: صحیح.

الحدیث الحادی و الأربعون و المائه: موثق.

و لا ینافی هذا الخبر القضاء بعد الرکوع، أو بعد الصلاه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 470

[الحدیث 142]

142 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الْفَقِیهِ ع أَسْأَلُهُ عَنِ الْقُنُوتِ فَکَتَبَ إِلَیَّ إِذَا کَانَتْ ضَرُورَهٌ شَدِیدَهٌ فَلَا تَرْفَعِ الْیَدَیْنِ وَ قُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ*.

[الحدیث 143]

143 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَدْخُلُ فِی الرَّکْعَهِ الْأَخِیرَهِ مِنَ الْغَدَاهِ مَعَ الْإِمَامِ فَیَقْنُتُ الْإِمَامُ أَ یَقْنُتُ مَعَهُ قَالَ نَعَمْ وَ یُجْزِیهِ مِنَ الْقُنُوتِ لِنَفْسِهِ.

[الحدیث 144]

144 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَخَافُ أَنْ أَقْنُتَ وَ خَلْفِی مُخَالِفُونَ فَقَالَ رَفْعُکَ یَدَیْکَ یُجْزِی یَعْنِی رَفْعَهُمَا کَأَنَّکَ تَرْکَعُ

______________________________

الحدیث الثانی و الأربعون و المائه: مجهول.

و یدل علی جواز الاجتزاء بالبسمله فی القنوت، و یحتمل اختصاصه بالتقیه.

الحدیث الثالث و الأربعون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: و یجزیه من القنوت لنفسه یؤید استحباب القنوت، و یمکن حمله علی أنه یجزیه علی تطویل قنوته فی الرکعه الثانیه لنفسه.

الحدیث الرابع و الأربعون و المائه: مجهول.

قوله علیه السلام: رفعک یدیک.

أی: لتکبیر الرکوع، و کأنه حمله الراوی علی أنه یرفع بحیث یحاذی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 471

[الحدیث 145]

145 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ التَّشَهُّدُ فِی النَّافِلَهِ بَعْضُ تَشَهُّدِ الْفَرِیضَهِ.

[الحدیث 146]

146 عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ ثَعْلَبَهَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ شَیْئَانِ یُفْسِدُ النَّاسُ بِهِمَا صَلَاتَهُمْ قَوْلُ الرَّجُلِ تَبَارَکَ اسْمُکَ وَ تَعَالَی جَدُّکَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُکَ وَ إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ قَالَتْهُ الْجِنُّ بِجَهَالَهٍ فَحَکَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُمْ وَ قَوْلُ الرَّجُلِ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ

______________________________

وجهه، بحیث یشتبه بالرفع للتکبیر.

و قیل: لما کانت التقیه فی القنوت فی رفع الیدین، لأنه المرئی دون الذکر و الدعاء نبه علیه السلام بأن رفعهما لتکبیر الرکوع ینوب منابه حینئذ.

الحدیث الخامس و الأربعون و المائه: موثق کالصحیح.

و کأنه محمول علی إسقاط المستحبات أو بعضها.

الحدیث السادس و الأربعون و المائه: صحیح علی الظاهر.

قوله علیه السلام: شیئان یفسد الناس لعل المراد بالإفساد فی الأول إبطال الکمال و الفضل، و کأنه لأن الجد بمعنی البخت، و لا یناسب إطلاقه علی الله تعالی.

فإن قیل: ورد فی اللغه بالمعانی المناسبه کالعظمه، و قد ذکره الفیروزآبادی.

قلت: یحتمل أن یکون الجن ذکروه بهذا المعنی، أو یکون المرجوحیه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 472

[الحدیث 147]

147 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَهَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مَا مَعْنَی قَوْلِ الرَّجُلِ التَّحِیَّاتُ لِلَّهِ قَالَ الْمُلْکُ لِلَّهِ.

[الحدیث 148]

148 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی کَهْمَسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ إِذَا جَلَسْتُ فِیهِمَا لِلتَّشَهُّدِ فَقُلْتُ وَ أَنَا جَالِسٌ السَّلَامُ عَلَیْکَ أَیُّهَا

______________________________

لاحتمال هذا المعنی، و إن لم یکن مرادهم ذلک.

و علی الأول فالإفساد إما مخصوص بمن أطلق بهذا المعنی، فیمکن حمل الإفساد علی الحقیقه، أو محمول علی إفساد الفضل لما ذکر. و المراد بالثانی قوله فی التشهد الأول.

و قیل: هذا الخبر لا یدل علی جواز الخروج عن الصلاه به، بل علی فساد الصلاه به.

قلنا: الظاهر أن الإفساد للإتیان به فی التشهد الأول، کما تفعله العامه. و فی الثانی مخرج و لا تبطل به الصلاه، کما علیه الأخبار الکثیره.

الحدیث السابع و الأربعون و المائه: ضعیف.

و قال الجزری: التحیات جمع تحیه، قیل: أراد بها السلام، یقال: حیاک الله أی سلم علیک. و قیل: التحیه الملک. و قیل: البقاء.

الحدیث الثامن و الأربعون و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 473

النَّبِیُّ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ انْصِرَافاً هُوَ قَالَ لَا وَ لَکِنْ إِذَا قُلْتَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ فَهُوَ الِانْصِرَافُ.

[الحدیث 149]

149 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کُلُّ مَا ذَکَرْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ النَّبِیَّ

______________________________

قوله علیه السلام: و لکن إذا قلت ظاهره جواز الانصراف به عن الصلاه، و إن احتمل ما ذکرناه فی خبر ابن بکیر.

و قال الشیخ البهائی قدس سره فی الحبل المتین: لا خلاف فی تحقق الخروج بصیغه" السلام علیکم"، و نقل المحقق علی

ذلک الإجماع، و لا خلاف فی عدم وجوب" و برکاته" و لو أسقط قوله" و رحمه الله" أیضا جاز عند غیر أبی الصلاح.

و أما" السلام علینا و علی عباد الله الصالحین" فأکثر القائلین بوجوب التسلیم لا یجعلونها مخرجه بل هی من التشهد. و ذهب جماعه کثیره من علمائنا- کالمحقق و العلامه- إلی التخییر.

و الأحوط الإتیان بالعبارتین معا، خروجا من خلاف الشیخ فی المبسوط، حیث أوجب الإتیان بالعباره الثانیه و جعلها آخر الصلاه، و من خلاف یحیی بن سعید فی الجامع، حیث أوجب الخروج بهما علی التعیین.

و هاهنا عباره ثالثه و هی" السلام علیک أیها النبی و رحمه الله و برکاته" و لا خلاف فی عدم کونها مخرجه.

الحدیث التاسع و الأربعون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 474

ص فَهُوَ مِنَ الصَّلَاهِ وَ إِنْ قُلْتَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ فَقَدِ انْصَرَفْتَ.

[الحدیث 150]

150 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا انْصَرَفْتَ عَنِ الصَّلَاهِ فَانْصَرِفْ عَنْ یَمِینِکَ.

[الحدیث 151]

151 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ أَبِی حَنِیفَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْبُکَاءِ فِی الصَّلَاهِ أَ یَقْطَعُ الصَّلَاهَ قَالَ إِنْ بَکَی لِذِکْرِ جَنَّهٍ أَوْ نَارٍ فَذَلِکَ هُوَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِی الصَّلَاهِ وَ إِنْ کَانَ ذَکَرَ مَیِّتاً لَهُ فَصَلَاتُهُ فَاسِدَهٌ

______________________________

الحدیث الخمسون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: إذا انصرفت أی: إذا أردت أن تقوم عن الصلاه إلی حوائجک فامض عن یمینک، کما هو الظاهر من فهم الصدوق رحمه الله فی الفقیه.

و یحتمل أن یکون المراد به التسلیم علی الیمین.

الحدیث الحادی و الخمسون و المائه: ضعیف.

و قال فی المدارک: الحکم ببطلان الصلاه بالبکاء لشی ء من أمور الدنیا ذکره الشیخ و جماعه، و ظاهرهم أنه مجمع علیه، و الروایه به ضعیفه، و من ثم توقف فی هذا الحکم شیخنا المعاصر، و هو فی محله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 475

[الحدیث 152]

152 أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ التَّسْلِیمِ مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ إِذْنٌ.

[الحدیث 153]

153 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ رَأَیْتُ إِخْوَتِی مُوسَی وَ إِسْحَاقَ وَ مُحَمَّداً بَنِی جَعْفَرٍ ع یُسَلِّمُونَ فِی الصَّلَاهِ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشِّمَالِ- السَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ

______________________________

و ینبغی أن یراد بالبکاء ما فیه انتحاب و صوت لا مجرد خروج الدمع، اقتصارا علی المتیقن. هذا کله إذا کان البکاء لشی ء من أمور الدنیا، کذکر میت أو ذهاب مال، فأما البکاء خوفا منه تعالی فهو من أفضل الأعمال.

الحدیث الثانی و الخمسون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: هو أذن أی: من الله للخروج من الصلاه، أو للمأمومین من الإمام.

الحدیث الثالث و الخمسون و المائه: صحیح.

قوله: یسلمون یمکن حمله علی الجماعه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 476

[الحدیث 154]

154 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ ابْنِ أُذَیْنَهَ عَنِ الْفُضَیْلِ وَ زُرَارَهَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا فَرَغَ رَجُلٌ مِنَ الشَّهَادَتَیْنِ فَقَدْ مَضَتْ صَلَاتُهُ فَإِنْ کَانَ مُسْتَعْجِلًا فِی أَمْرٍ یَخَافُ أَنْ یَفُوتَهُ فَسَلَّمَ وَ انْصَرَفَ أَجْزَأَهُ.

[الحدیث 155]

155 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَکُونُ خَلْفَ الْإِمَامِ فَیُطِیلُ الْإِمَامُ التَّشَهُّدَ قَالَ یُسَلِّمُ مَنْ خَلْفَهُ وَ یَمْضِی فِی حَاجَتِهِ إِنْ أَحَبَّ

______________________________

الحدیث الرابع و الخمسون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: فقد مضت صلاته ظاهره عدم وجوب الصلاه علی النبی و آله علیهم السلام فی التشهد، إلا أن یقال: أنها متممه للشهادتین، أو أنها لیست جزءا من التشهد بل واجب برأسها.

قوله علیه السلام: أجزأک کذا بخطه رحمه الله. و فی بعض النسخ" أجزأه" و هو أظهر، و علی الأول یکون التفاتا.

الحدیث الخامس و الخمسون و المائه: صحیح.

و قال فی المدارک: القول بجواز تسلیم المأموم قبل الإمام لضروره و غیرها،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 477

[الحدیث 156]

156 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ یُحْدِثُ بَعْدَ مَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ الْأَخِیرِ فَقَالَ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ إِنَّمَا التَّشَهُّدُ سُنَّهٌ فِی الصَّلَاهِ فَیَتَوَضَّأُ وَ یَجْلِسُ مَکَانَهُ أَوْ مَکَاناً نَظِیفاً فَیَتَشَهَّدُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ إِنَّمَا سَأَلَ عَمَّنْ أَحْدَثَ بَعْدَ الشَّهَادَتَیْنِ وَ إِنْ لَمْ یَسْتَوْفِ بَاقِیَ تَشَهُّدِهِ فَلِأَجْلِ ذَلِکَ قَالَ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ لَوْ کَانَ قَبْلَ ذَلِکَ لَکَانَ یَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ إِنَّمَا التَّشَهُّدُ سُنَّهٌ مَعْنَاهُ مَا زَادَ عَلَی الشَّهَادَتَیْنِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فِیمَا مَضَی وَ یَکُونُ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ إِعَادَتِهِ بَعْدَ أَنْ یَتَوَضَّأَ مَحْمُولًا عَلَی الِاسْتِحْبَابِ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 157]

157 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی الرَّجُلِ یُحْدِثُ بَعْدَ أَنْ یَرْفَعَ رَأْسَهُ فِی السَّجْدَهِ الْأَخِیرَهِ وَ قَبْلَ أَنْ یَتَشَهَّدَ قَالَ یَنْصَرِفُ فَیَتَوَضَّأُ فَإِنْ شَاءَ رَجَعَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ إِنْ شَاءَ فَفِی بَیْتِهِ وَ إِنْ شَاءَ حَیْثُ شَاءَ قَعَدَ فَتَشَهَّدَ

______________________________

مقطوع به فی کلام الأصحاب، و یدل علیه روایات.

الحدیث السادس و الخمسون و المائه: موثق کالصحیح.

الحدیث السابع و الخمسون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: فیتشهد ثم یسلم ربما یستدل به علی عدم وجوب الصلاه علی النبی و آله علیهم السلام فی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 478

ثُمَّ یُسَلِّمُ وَ إِنْ کَانَ الْحَدَثُ بَعْدَ الشَّهَادَتَیْنِ فَقَدْ مَضَتْ صَلَاتُهُ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنْ نَحْمِلَهُ عَلَی مَنْ دَخَلَ فِی صَلَاتِهِ بِتَیَمُّمٍ

ثُمَّ أَحْدَثَ نَاسِیاً قَبْلَ الشَّهَادَتَیْنِ فَإِنَّهُ یَتَوَضَّأُ إِذَا کَانَ قَدْ وَجَدَ الْمَاءَ وَ یُتَمِّمُ الصَّلَاهَ بِالشَّهَادَتَیْنِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ إِعَادَتُهَا کَمَا أَنَّ عَلَیْهِ إِتْمَامَهَا لَوْ أَحْدَثَ قَبْلَ ذَلِکَ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فِی کِتَابِ الطَّهَارَهِ

[الحدیث 158]

158 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَأْخُذُهُ الرُّعَافُ أَوِ الْقَیْ ءُ فِی الصَّلَاهِ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَنْفَتِلُ فَیَغْسِلُ أَنْفَهُ

______________________________

التشهد، و ذهب الصدوق إلی عدم بطلان الصلاه بتخلل الحدث بعد استیفاء الأرکان کما نقله شیخنا البهائی رحمه الله.

قوله رحمه الله: أن نحمله قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه بعد و لا أری بأسا بإبقائه علی ظاهره، و لا یلزمنا حینئذ جواز ترک التشهد اختیارا، لجواز أن یکون الواجب الذی عرف وجوبه من جهه السند مما لا یبطل الصلاه بتخلل الحدث بینه و بین ما عرف وجوبه من جهه القرآن.

و الحاصل إنا إن سلمنا أدله الوجوب، فهذه الروایه مع العمل بظاهرها لا تنافیها، و سیجی ء بعد ثمان ورقات تقریبا أنه یعید إذا أحدث قبل التشهد.

الحدیث الثامن و الخمسون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: ینقل أی: ینصرف، و فی تخصیص الجواب بغسل الأنف إشاره إلی أنه لا یجب

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 479

وَ یَعُودُ فِی الصَّلَاهِ فَإِنْ تَکَلَّمَ فَلْیُعِدِ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 159]

159 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ نَسِیَ الرَّجُلُ التَّشَهُّدَ فِی الصَّلَاهِ فَذَکَرَ أَنَّهُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَقَطْ فَقَدْ جَازَتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْ شَیْئاً مِنَ التَّشَهُّدِ أَعَادَ الصَّلَاهَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِذَا ذَکَرَ أَنَّهُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ یُتَمِّمُ الشَّهَادَتَیْنِ

عَلَی جِهَهِ الْقَضَاءِ وَ لَا یُعِیدُ الصَّلَاهَ وَ إِذَا لَمْ یَذْکُرْ شَیْئاً مِنَ التَّشَهُّدِ أَعَادَ الصَّلَاهَ إِذَا کَانَ تَرْکُهُ لَهُ مُتَعَمِّداً وَ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَذْکُرْهُ نَاسِیاً أَوْ مُتَعَمِّداً وَ لَوْ تَرَکَهُ نَاسِیاً ثُمَّ ذَکَرَ کَانَ یَجِبُ عَلَیْهِ قَضَاءُ التَّشَهُّدِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ

______________________________

الانصراف و غسل الفم فی القی ء، فیدل علی طهارته کما هو المشهور.

و الظاهر منه و کثیر من الأخبار الماضیه و الآتیه أنه لا ینقض الصلاه فی الضروره غیر الکلام، فتأمل فیما یرد علیک من أمثاله.

الحدیث التاسع و الخمسون و المائه: مجهول أو حسن کالموثق.

و علی بن خالد فیه أنه کان زیدیا ثم رجع.

قوله علیه السلام: إن نسی الرجل یمکن حمل النسیان علی الشک، لأنه إذا ذکر أنه قرأ جزءا منه فالظاهر قراءه کله، بخلاف ما إذا لم یذکر شیئا منه، و تکون الإعاده محموله علی الاستحباب

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 480

[الحدیث 160]

160 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْمَکْتُوبَهَ فَتَنْقَضِی صَلَاتُهُ وَ یَتَشَهَّدُ ثُمَّ یَنَامُ قَبْلَ أَنْ یُسَلِّمَ قَالَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ کَانَ رُعَافاً غَسَلَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَسَلَّمَ.

[الحدیث 161]

161 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ بَکْرٍ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ لِلتَّشَهُّدِ فَحَمِدَ اللَّهَ أَجْزَأَهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ التَّقِیَّهُ لِأَنَّهُ مَذْهَبُ الْعَامَّهِ وَ نَحْنُ قَدْ بَیَّنَّا وُجُوبَ الشَّهَادَتَیْنِ وَ الصَّلَاهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ

[الحدیث 162]

162 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی ثُمَّ یَجْلِسُ فَیُحْدِثُ قَبْلَ أَنْ یُسَلِّمَ قَالَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ کَانَ مَعَ إِمَامٍ فَوَجَدَ فِی بَطْنِهِ أَذًی فَسَلَّمَ فِی نَفْسِهِ وَ قَامَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ

______________________________

الحدیث الستون و المائه: موثق.

الحدیث الحادی و الستون و المائه: مجهول.

الحدیث الثانی و الستون و المائه: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: فقد تمت صلاته قال فی الحبل المتین: فیه أنه إنما یدل علی أن التسلیم لیس جزءا من الصلاه و هو لا یستلزم المطلوب، فإن کونه خارجا عنها- کما ذکره بعضهم و دلت علیه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 481

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ یَدُلُّ عَلَی أَنَّ التَّسْلِیمَ لَیْسَ بِفَرْضٍ لِأَنَّهُ لَوْ کَانَ فَرْضاً لَکَانَ یَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ

[الحدیث 163]

163 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ فِی رَجُلٍ صَلَّی الصُّبْحَ فَلَمَّا جَلَسَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ قَبْلَ أَنْ یَتَشَهَّدَ رَعَفَ قَالَ فَلْیَخْرُجْ فَلْیَغْسِلْ أَنْفَهُ ثُمَّ لْیَرْجِعْ فَلْیُتِمَّ صَلَاتَهُ فَإِنَّ آخِرَ الصَّلَاهِ التَّسْلِیمُ.

قَوْلُهُ ع آخِرَ الصَّلَاهِ التَّسْلِیمُ مَحْمُولٌ عَلَی الْأَفْضَلِ وَ أَمَّا إِتْمَامُ

______________________________

الأحادیث المتکثره- محتمل علی أن الحکم ببطلان الصلاه بتخلل الحدث من غیر خلاف، إن أرید تخلله قبل استیفاء الأرکان فمسلم، و لکن لا ینفعکم. و إن أرید تخلله بعد استیفائها فالخلاف فیه مشهور، و الصدوق رحمه الله قائل بعدم البطلان به.

قوله رحمه الله: یدل علی أن التسلیم لیس بفرض قال الفاضل التستری رحمه الله: ربما یمنع هذا بجواز أن یکون واجبا، عرف وجوبه من جهه السنه، و لا یبطل

بتخلل الحدث بینه و بین ما عرف وجوبه من جهه القرآن، کما ذکرناه فی التشهد. نعم یلزم إعادته متوضئا.

و لو قیل: إن قوله علیه السلام" و قد تمت صلاته" من دون الأمر بالتسلیم متوضئا کما أمر فی التشهد یدل علی عدم الوجوب کان وجها.

الحدیث الثالث و الستون و المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 482

الصَّلَاهِ فَلَا بُدَّ مِنْهُ لِأَنَّ مِنْ إِتْمَامِهَا الْإِتْیَانَ بِالشَّهَادَتَیْنِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ

[الحدیث 164]

164 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ هِشَامٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی أَخْرُجُ فِی الْحَاجَهِ وَ أُحِبُّ أَنْ أَکُونَ مُعَقِّباً فَقَالَ إِنْ کُنْتَ عَلَی وُضُوءٍ فَأَنْتَ مُعَقِّبٌ

______________________________

الحدیث الرابع و الستون المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: إن کنت علی وضوء قال الوالد العلامه روح الله روحه: یمکن أن یکون المراد أن الکون علی وضوء یجبر ما فات من فضل الجلوس و الاستقبال عند التعقیب، بأن یکون مشتغلا بالدعاء عند الذهاب. و أن یکون المراد أن هذه العباده کافیه فی التعقیب، و الأول أولی.

و أقول: یحتمل أن یکون المراد أن المدار فی التعقیب علی الطهاره، و لا یشترط فیه الاستقبال و الجلوس و غیرها.

و یؤید بعض الوجوه ما رواه الصدوق فی الفقیه مرسلا عن الصادق علیه السلام أنه قال: المؤمن معقب ما دام علی وضوئه.

و قال الشهید قدس سره فی النفلیه: وظائفه عشر: الإقبال علیه بالقلب، و البقاء علی هیئه التشهد، و عدم الکلام أی قبله و خلاله، و الحدث بل الباقی علی طهارته معقب و إن انصرف، و عدم الاستدبار و مزائله المصلی، و کل مناف صحه الصلاه أو کمالها، و ملازمه المصلی فی الصبح إلی

الطلوع، و فی الظهر و المغرب إلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 483

[الحدیث 165]

165 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ أَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِی حَاجَهٍ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ انْصَرِفْ فَإِذَا کَانَ غَداً فَتَعَالَ وَ لَا تَجِئْ إِلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنِّی أَنَامُ إِذَا صَلَّیْتُ الْفَجْرَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذِهِ الرِّوَایَهُ وَرَدَتْ رُخْصَهً وَ الْأَفْضَلُ أَنْ لَا یَنَامَ الْإِنْسَانُ بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ ع إِنَّمَا نَامَ لِعُذْرٍ کَانَ بِهِ

[الحدیث 166]

166 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ قَالَ مَنْ صَلَّی فَجَلَسَ فِی مُصَلَّاهُ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ کَانَ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّارِ.

[الحدیث 167]

167 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی خَدِیجَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ وَ أَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ

______________________________

الثانیه.

و قال الشهید الثانی رفع الله درجته: کل ذلک وظائف کماله، و إلا فإنه یتحقق بدونها.

الحدیث الخامس و الستون و المائه: مجهول.

الحدیث السادس و الستون و المائه: موثق أو ضعیف علی المشهور.

الحدیث السابع و الستون و المائه: کالصحیح مختلف فیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 484

إِنِّی أُصَلِّی الْفَجْرَ ثُمَّ أَذْکُرُ اللَّهَ بِکُلِّ مَا أُرِیدُ أَنْ أَذْکُرَهُ مِمَّا یَجِبُ عَلَیَّ فَأُرِیدُ أَنْ أَضَعَ جَنْبِی فَأَنَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَأَکْرَهُ ذَلِکَ فَقَالَ وَ لِمَ قَالَ أَکْرَهُ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ غَیْرِ مَطْلَعِهَا قَالَ لَیْسَ بِذَلِکَ خَفَاءٌ انْظُرْ مِنْ حَیْثُ یَطْلُعُ الْفَجْرُ فَمِنْ ثَمَّ تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَ لَیْسَ عَلَیْکَ مِنْ حَرَجٍ أَنْ تَنَامَ إِذَا کُنْتَ قَدْ ذَکَرْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.

[الحدیث 168]

168 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا انْحَرَفْتَ عَنْ صَلَاهٍ مَکْتُوبَهٍ فَلَا تَنْحَرِفْ إِلَّا بِانْصِرَافِ لَعْنِ بَنِی أُمَیَّهَ.

[الحدیث 169]

169 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرٍ وَ أَبِی سَلَمَهَ السَّرَّاجِ قَالا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُوَ یَلْعَنُ فِی دُبُرِ کُلِّ مَکْتُوبَهٍ أَرْبَعَهً مِنَ الرِّجَالِ وَ أَرْبَعاً مِنَ النِّسَاءِ- التَّیْمِیَّ وَ الْعَدَوِیَّ وَ فُعْلَانَ وَ مُعَاوِیَهَ وَ یُسَمِّیهِمْ وَ فُلَانَهَ وَ فُلَانَهَ وَ هِنْدَ وَ أُمَّ الْحَکَمِ أُخْتَ مُعَاوِیَهَ

______________________________

قوله علیه السلام: أکره أن تطلع الشمس کأنه کان منتظرا لقیام القائم علیه السلام و هذا من علاماته، أو لکونه من أشراط الساعه، و الأول أظهر.

الحدیث الثامن و الستون و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: إلا بانصراف أی: بالانصراف عن لعنهم، أو بالانصراف عن الصلاه مع لعنهم لعنهم الله.

الحدیث التاسع و الستون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 485

[الحدیث 170]

170 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا انْصَرَفَ الْإِمَامُ فَلَا یُصَلِّی فِی مَقَامِهِ رَکْعَتَیْنِ حَتَّی یَنْحَرِفَ عَنْ مَقَامِهِ ذَلِکَ.

[الحدیث 171]

171 أَحْمَدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ

______________________________

و فی الکافی: عن محمد بن إسماعیل بن بزیع عن الخیبری.

الحدیث السبعون و المائه: صحیح.

و قال فی الدروس: یستحب ملازمه الإمام مجلسه حتی یتم المسبوق، و لا یصلی فیه نافله بل یتحول إلی غیره. انتهی.

و ظاهر کلامه هنا و فی النفلیه و الشهید الثانی رحمه الله فی شرحها عدم الفرق بین المرتبه و غیرها فی ذلک.

و ظاهر هذا الخبر استحباب التحول عن هذا المکان مطلقا للنافله، سواء فرغ المأمومون أم لا.

و یمکن أن یکون لعدم اشتباه الأمر علی المأموم فیقتدی به، أو لاستحباب تفریق الصلوات علی الأمکنه.

الحدیث الحادی و السبعون و المائه: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 486

ع قَالَ إِذَا فَرَغَ أَحَدُکُمْ مِنَ الصَّلَاهِ فَلْیَرْفَعْ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ لْیَنْصَبْ فِی الدُّعَاءِ فَقَالَ ابْنُ سَبَإٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَیْسَ اللَّهُ فِی کُلِّ مَکَانٍ فَقَالَ بَلَی قَالَ فَلِمَ یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ فِی الْقُرْآنِ- وَ فِی السَّمٰاءِ رِزْقُکُمْ وَ مٰا تُوعَدُونَ فَمِنْ أَیْنَ یُطْلَبُ الرِّزْقُ إِلَّا مِنْ مَوْضِعِهِ وَ مَوْضِعُ الرِّزْقِ وَ مَا وَعَدَ اللَّهُ السَّمَاءُ

______________________________

قوله تعالی وَ فِی السَّمٰاءِ رِزْقُکُمْ قال البیضاوی: أی أسباب رزقکم أو تقدیره. و قیل المراد بالسماء السحاب، و بالرزق المطر لأنه سبب الأقوات.

" وَ

مٰا تُوعَدُونَ" أی: من الثواب، لأن الجنه فوق السماء السابعه، أو لأن الأعمال و ثوابها مکتوبه مقدره فی السماء. و قیل: إنه مستأنف خبره" فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ" و علی هذا فالضمیر لما، و علی الأول یحتمل أن یکون له و لما ذکر من الآیات و الذکر و الوعید.

و حاصل الخبر: أنه لما کان تقدیر الرزق و أسبابه فی السماء، و کذا المثوبات الأخرویه و تقدیراتها فی السماء، فناسب رفع الید إلیها فی طلب الأمور الدنیویه و الأخرویه فی التعقیب و غیره.

و ابن سبأ هو عبد الله الذی کان یدعی ربوبیه أمیر المؤمنین صلوات الله علیه، و أنه نبی من قبله فاستتابه علیه السلام ثلاثه أیام، فلما لم یتب أحرقه بالنار و الدخان.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 487

[الحدیث 172]

172 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَجْعَلُ الْعَنَزَهَ بَیْنَ یَدَیْهِ إِذَا صَلَّی

______________________________

الحدیث الثانی و السبعون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: یجعل العنزه قال الجزری: العنزه مثل نصف الرمح أو أکبر شیئا و فیها سنان مثل سنان الرمح انتهی.

قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه کان ینصبه عمودا علی الأرض، لا أنه یضعه بعرض، لما یشعر به روایه أبی بصیر الآتیه انتهی.

و قال فی الحبل المتین: یدل علی استحباب اتخاذ المصلی ستره، و قد أجمع أصحابنا علی ذلک و قدرت بمقدار ذراع تقریبا، و الظاهر أنها کما تستحب فی الصحاری تستحب فی البناء، إذا کان بعیدا عن الحائط و الساریه و نحوها، و لو کان قریبا من أحدهما کفی. و العنزه بالتحریک عصاه فی أسفلها حربه.

و

فی الصحاح أنها أطول من العصا و أقصر من الرمح.

و روی وضع القلنسوه، و عن الرضا علیه السلام أنه یخط بین یدیه بخط.

و قد ذکر الأصحاب استحباب الدنو من الستره بمربض غنم إلی مربض فرس.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 488

[الحدیث 173]

173 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ کَانَ طُولُ رَحْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص ذِرَاعاً وَ کَانَ إِذَا صَلَّی وَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ یَسْتَتِرُ بِهِ مِمَّنْ یَمُرُّ بَیْنَ یَدَیْهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذِهِ الْأَخْبَارُ مَحْمُولَهٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ لَا أَنَّ مَنْ لَمْ یَفْعَلْهُ فَسَدَتْ صَلَاتُهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 488

[الحدیث 174]

174 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَقْطَعُ صَلَاتَهُ شَیْ ءٌ مِمَّا یَمُرُّ بِهِ فَقَالَ لَا یَقْطَعُ صَلَاهَ الْمُسْلِمِ شَیْ ءٌ وَ لَکِنِ ادْرَءُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ

______________________________

و أما کیفیه الخط الذی یقام مقام الستره، فیظهر من الذکری أنه یکون عرضا، و نقل عن بعض العامه أنه یکون طولا أو مدورا أو کالهلال.

و قال فی المنتهی: لم ینقل عنهم علیهم السلام صفه الخط، فعلی أی کیفیه فعله أصاب السنه.

الحدیث الثالث و السبعون و المائه: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الرابع و السبعون و المائه: موثق.

قوله علیه السلام: و لکن ادرءوا أی: ادفعوا المار کما فهمه الأصحاب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4،

ص: 489

[الحدیث 175]

175 وَ رَوَی ابْنُ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ شَیْ ءٌ کَلْبٌ وَ لَا حِمَارٌ وَ لَا امْرَأَهٌ وَ لَکِنِ اسْتَتِرُوا بِشَیْ ءٍ فَإِنْ کَانَ بَیْنَ یَدَیْکَ قَدْرَ ذِرَاعٍ رَافِعٌ مِنَ الْأَرْضِ فَقَدِ اسْتَتَرْتَ.

[الحدیث 176]

176 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ النَّبِیَّ ص وَضَعَ قَلَنْسُوَهً وَ صَلَّی إِلَیْهَا.

[الحدیث 177]

177 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَانَ یُصَلِّی ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ مَرَّ رَجُلٌ قُدَّامَهُ وَ ابْنُهُ مُوسَی ع جَالِسٌ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ ابْنُهُ یَا أَبَتِ مَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَرَّ قُدَّامَکَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ الَّذِی أُصَلِّی لَهُ أَقْرَبُ إِلَیَّ مِنَ الَّذِی مَرَّ قُدَّامِی

______________________________

قال فی الذکری: یستحب دفع المار، و استدل بهذا الخبر، ثم قال: و لو احتاج فی الدفع إلی القتال لم یجز، و قال: یکره المرور بین یدی المصلی، سواء کان له ستره أم لا.

أقول: و یمکن أن یکون المراد دفع ضرر مرور المار بالستره، کما یدل علیه الخبر.

الحدیث الخامس و السبعون و المائه: صحیح.

الحدیث السادس و السبعون و المائه: موثق.

الحدیث السابع و السبعون و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 490

[الحدیث 178]

178 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ أَ یَقْطَعُ صَلَاتَهُ شَیْ ءٌ مِمَّا یَمُرُّ بِهِ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَا یَقْطَعُ صَلَاهَ الْمُسْلِمِ شَیْ ءٌ وَ لَکِنِ ادْرَأْ مَا اسْتَطَعْتَ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ رَعَفَ وَ لَمْ یَرْقَ رُعَافُهُ حَتَّی دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاهِ قَالَ یَحْشُو أَنْفَهُ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ یُصَلِّی وَ لَا یُطِیلُ إِنْ خَشِیَ أَنْ یَسْبِقَهُ الدَّمُ قَالَ وَ قَالَ إِذَا الْتَفَتَّ فِی صَلَاهٍ مَکْتُوبَهٍ مِنْ غَیْرِ فَرَاغٍ فَأَعِدِ الصَّلَاهَ إِذَا کَانَ الِالْتِفَاتُ فَاحِشاً وَ إِنْ کُنْتَ قَدْ تَشَهَّدْتَ فَلَا تُعِدْ.

[الحدیث 179]

179 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الرَّجُلِ یَأْخُذُهُ الرُّعَافُ وَ الْقَیْ ءُ فِی الصَّلَاهِ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَنْفَتِلُ فَیَغْسِلُ أَنْفَهُ وَ یَعُودُ فِی صَلَاتِهِ وَ إِنْ تَکَلَّمَ فَلْیُعِدْ صَلَاتَهُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ وُضُوءٌ.

[الحدیث 180]

180 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ

______________________________

الحدیث الثامن و السبعون و المائه: حسن و فیه دلاله علی عدم وجوب التسلیم.

الحدیث التاسع و السبعون و المائه: صحیح.

و قال فی الذکری: لو رعف فی أثناء الصلاه أو قاء لم تبطل الصلاه، لأنهما غیر ناقضین للطهاره، و القی ء لیس بنجس، و یجب غسل الرعاف إن بلغ الدرهم ثم یتم الصلاه ما لم یفعل المنافی.

الحدیث الثمانون و المائه: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 491

عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْقَهْقَهَهُ لَا تَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَ لَکِنْ تَنْقُضُ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 181]

181 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَخِیهِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الضَّحِکِ هَلْ یَقْطَعُ الصَّلَاهَ قَالَ أَمَّا التَّبَسُّمُ فَلَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ وَ أَمَّا الْقَهْقَهَهُ فَهِیَ تَقْطَعُ الصَّلَاهَ

______________________________

الحدیث الحادی و الثمانون و المائه: موثق.

و لا خلاف ظاهرا فی إبطال القهقهه للصلاه، و نقل الاتفاق علیه جماعه من الأصحاب، و کذا نقلوا الاتفاق علی عدم إبطال التبسم.

و یستفاد من هذه الروایه أن التبسم من أفراد الضحک، و یوافقه کلام الفیروزآبادی، حیث قال: فیه هو أقل الضحک و أحسنه.

و فی الصحاح: أنه دون الضحک.

و اعلم أن المذکور فی کلام الأصحاب لفظ القهقهه.

و فی القاموس: هی الترجیع فی الضحک، أو شده الضحک.

و فی الصحاح: القهقهه فی الضحک معروف و هو أن یقول قه قه.

و قال الشهید الثانی رحمه الله فی الروضه: هی الضحک المشتمل علی الصوت و إن لم یکن فیه ترجیع و لا شده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 492

[الحدیث 182]

182 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصِیبُهُ الْغَمْزُ فِی بَطْنِهِ وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ أَنْ یَصْبِرَ عَلَیْهِ أَ یُصَلِّی عَلَی تِلْکَ الْحَالِ أَوْ لَا یُصَلِّی قَالَ فَقَالَ إِنِ احْتَمَلَ الصَّبْرَ وَ لَمْ یَخَفْ إِعْجَالًا عَنِ الصَّلَاهِ فَلْیُصَلِّ وَ لْیَصْبِرْ.

[الحدیث 183]

183 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِی الرَّجُلِ یَمَسُّ أَنْفَهُ فِی الصَّلَاهِ فَیَرَی دَماً کَیْفَ

______________________________

و فیه نظر، إذ لا یساعده عرف و لا لغه، و لعله نظر إلی إیراد الفقهاء التبسم فی مقابله القهقهه، و کذا فی الروایه، و مجرد ذلک غیر کاف.

و بالجمله الذی ثبت بالنصوص القهقهه، و أما انسحاب الحکم فی کل ضحک یکون فیه صوت، فیحتاج إلی دلیل.

ثم اعلم أن النصوص تشمل السهو أیضا، لکن نقل العلامه و الشهیدان رحمهم الله الإجماع علی عدم الإبطال به.

و لو وقعت علی وجه لا یمکن دفعه فاستقرب فی الذکری الإبطال و إن لم یأثم لعموم الخبر، و هو متجه بل یظهر من التذکره أنه یتفق علیه بین أصحابنا.

الحدیث الثانی و الثمانون و المائه: صحیح.

و یدل علی أن [مع] خوف الإعجال- أی: ترک السنن و المستحبات کما هو الظاهر- یجوز قطع الصلاه.

الحدیث الثالث و الثمانون و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 493

یَصْنَعُ أَ یَنْصَرِفُ فَقَالَ إِنْ کَانَ یَابِساً فَلْیَرْمِ بِهِ وَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 184]

184 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یُرِیدُ الْحَاجَهَ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ یُومِئُ بِرَأْسِهِ وَ یُشِیرُ بِیَدِهِ وَ الْمَرْأَهُ إِذَا أَرَادَتِ الْحَاجَهَ وَ هِیَ تُصَلِّی تُصَفِّقُ بِیَدِهَا قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ یَتَثَأَّبُ فِی الصَّلَاهِ وَ یَتَمَطَّی قَالَ هُوَ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ لَنْ یَمْلِکَهُ.

[الحدیث 185]

185 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبِی الْوَلِیدِ قَالَ کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَسَأَلَهُ نَاجِیَهُ أَبُو حَبِیبٍ فَقَالَ لَهُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ إِنَّ لِی

______________________________

الحدیث الرابع و الثمانون و المائه: حسن.

و قال العلامه رحمه الله فی النهایه: یجوز التنبیه علی الحاجه، سواء تعلقت بمصلحه الصلاه أم لا، إما بتلاوه القرآن أو بالتصفیق، و المرأه تنبه بالتصفیق لأن صوتها عوره، و یجوز بالقرآن و التسبیح و شبهه للمحارم، و إذا صفقت ضربت بطن کفها الأیمن علی ظهر الکف الأیسر، أو بطن الأصابع علی الأخری. و لا ینبغی أن یضرب البطن علی البطن لأنه لعب، و لو فعلته علی وجه اللعب بطلت صلاتها مع الکثره، و فی العله إشکال ینشأ من تسویغ القلیل، و من منافاه اللعب الصلاه.

قوله علیه السلام: هو من الشیطان أی: ینبغی السعی ابتداء فی رفع مقدماتها.

الحدیث الخامس و الثمانون و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 494

رَحًی أَطْحَنُ فِیهَا فَرُبَّمَا قُمْتُ فِی سَاعَهٍ مِنَ اللَّیْلِ فَأَعْرِفُ مِنَ الرَّحَی أَنَّ الْغُلَامَ قَدْ نَامَ فَأَضْرِبُ الْحَائِطَ لِأُوقِظَهُ فَقَالَ نَعَمْ أَنْتَ فِی طَاعَهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تَطْلُبُ رِزْقَهُ.

[الحدیث 186]

186 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ کُلُّ مَا کَلَّمْتَ اللَّهَ بِهِ فِی صَلَاهِ الْفَرِیضَهِ فَلَا بَأْسَ وَ لَیْسَ بِکَلَامٍ.

[الحدیث 187]

187 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سَلَمَهَ عَنْ أَبِی حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ عَلِیّاً ع کَانَ یَقُولُ لَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ الرُّعَافُ وَ لَا الدَّمُ وَ لَا الْقَیْ ءُ فَمَنْ وَجَدَ أَذًی فَلْیَأْخُذْ بِیَدِ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ مِنَ الصَّفِّ فَلْیُقَدِّمْهُ یَعْنِی إِذَا کَانَ إِمَاماً

______________________________

الحدیث السادس و الثمانون و المائه: مرسل.

و استدل به علی جواز الدعاء بغیر العربیه، و فیه کلام.

الحدیث السابع و الثمانون و المائه: مجهول.

قوله علیه السلام: فمن وجد أذی أی: شیئا مما مضی، أو شیئا فی بطنه لا یصبر علیه، و هو أظهر.

و فی بعض نسخ الکافی" أزی" بالزای المشدده، أی: ضربانا و نفخا فی البطن، و الأز بالتشدید التهییج و الغلیان فی البطن، و هو أظهر.

و قوله" یعنی" کلام الصادق علیه السلام، و یحتمل الراوی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 495

[الحدیث 188]

188 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ دَاوُدَ الْخَنْدَقِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا قُمْتَ فِی الصَّلَاهِ فَاعْلَمْ أَنَّکَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَإِنْ کُنْتَ لَا تَرَاهُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ یَرَاکَ فَأَقْبِلْ قِبَلَ صَلَاتِکَ وَ لَا تَمْتَخِطْ وَ لَا تَبْزُقْ وَ لَا تَنْقُضْ أَصَابِعَکَ وَ لَا تَوَرَّکْ فَإِنَّ قَوْماً قَدْ عُذِّبُوا بِنَقْضِ الْأَصَابِعِ وَ التَّوَرُّکِ فِی الصَّلَاهِ فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَکَ مِنَ الرُّکُوعِ فَأَقِمْ صُلْبَکَ حَتَّی تَرْجِعَ مَفَاصِلُکَ وَ إِذَا سَجَدْتَ فَافْعَلْ مِثْلَ

______________________________

الحدیث الثامن و الثمانون و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: فإن کنت لا تراه المراد بالرؤیه أما الرؤیه ببصر الرأس، أو ببصر القلب، فعلی الأول ظاهر، و علی الثانی المعنی غایه المعرفه، و کونه دائما ذاکرا له تعالی، أی: إن لم تکن صاحب تلک الحاله، فاعمل عمل من یعلم

و یتذکر دائما، أو غالبا أنه تعالی یراه، کما ورد فی خبر آخر: أعبد الله کأنک تراه، فإن لم تکن تراه فإنه یراک.

" قبل صلاتک" بکسر القاف و فتح الباء أی: نحوه.

و قال الصدوق فی الفقیه: و لا تتورک فی الصلاه، فإن الله قد عذب قوما علی التورک، کان أحدهم یضع یدیه علی ورکیه من ملاله الصلاه انتهی.

قال الوالد العلامه طیب الله رمسه: الظاهر أنه مأخوذ من صحیحه أبی بصیر و التفسیر من الصدوق، و یمکن أن یکون من الخبر.

و ذکر الشهید رحمه الله فی المکروهات التخصر، لنهی النبی صلی الله علیه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 496

ذَلِکَ وَ إِذَا کُنْتَ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی وَ الثَّانِیَهِ فَرَفَعْتَ رَأْسَکَ مِنَ السُّجُودِ فَاسْتَتِمَّ

______________________________

و آله عنه، و هو الاعتماد بالیدین علی الورکین، و یسمی التورک.

و ذکر فی النفلیه أنه الاعتماد علی إحدی الرجلین تاره و علی الأخری أخری.

و ذکر بعض الأصحاب أنه رفع الألیتین فی السجود زیاده علی المعتاد، و الأولی ترک الکل انتهی کلامه رفع الله مقامه.

و قال الجزری: فیه" کره أن یسجد الرجل متورکا" هو أن یرفع ورکیه إذا سجد حتی یفحش فی ذلک.

و قیل: هو أن یلصق ألیته بعقبیه فی السجود.

قال الأزهری: التورک فی الصلاه ضربان، سنه، و مکروه، و أما السنه فإن ینحی رجلیه فی التشهد الأخیر و یلصق مقعدته بالأرض، و هو فی موضع الورک ما فوق الفخذ، و هی مؤنثه. و أما المکروه فإن یضع یدیه علی ورکیه فی الصلاه و هو قائم، و قد نهی عنه انتهی.

و قال فی القاموس: تورک و توارک اعتمد علی ورکه، و فی الصلاه وضع الورک علی الرجل الیمنی، أو وضع ألیتیه

أو إحداهما علی الأرض، و هذا منهی عنه.

قوله: و الثانیه لعله تصحیف الثالثه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 497

جَالِساً حَتَّی تَرْجِعَ مَفَاصِلُکَ فَإِذَا نَهَضْتَ فَقُلْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ أَقُومُ وَ أَقْعُدُ فَإِنَّ عَلِیّاً ع هَکَذَا کَانَ یَفْعَلُ.

[الحدیث 189]

189 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لَا تُصَلِّ وَ أَنْتَ تَجِدُ شَیْئاً مِنَ الْأَخْبَثَیْنِ.

[الحدیث 190]

190 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ- عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ لَا تُجَاوِزْ بِطَرَفِکَ فِی الصَّلَاهِ مَوْضِعَ سُجُودِکَ وَ قَالَ لَا یُصَلِّی الرَّجُلُ مَحْلُولَ الْأَزْرَارِ إِذَا لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِ إِزَارٌ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 191]

191 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی

______________________________

الحدیث التاسع و الثمانون و المائه: مجهول.

و الظاهر أن یکون السند هکذا: عن أبی بکر الحضرمی عن أبی عبد الله عن أبیه.

الحدیث التسعون و المائه: موثق.

قوله رحمه الله: محمول علی الاستحباب أقول: و یمکن حمله علی ما إذا انکشفت عورته فی بعض الأحوال.

الحدیث الحادی و التسعون و المائه: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 498

عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّی وَ أَزْرَارُهُ مَحْلُولَهٌ وَ یَدَاهُ دَاخِلَهٌ فِی الْقَمِیصِ إِنَّمَا یُصَلِّی عُرْیَاناً قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 192]

192 عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ یَقُولُ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ الْمَلِکِ الْقُمِّیَّ یَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ إِدْخَالِ یَدِهِ فِی الثَّوْبِ فِی الصَّلَاهِ فِی السُّجُودِ قَالَ إِنْ شِئْتَ فَعَلْتَ لَیْسَ مِنْ هَذَا أَخَافُ عَلَیْکُمْ.

[الحدیث 193]

193 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الرَّجُلِ یَتَکَلَّمُ فِی صَلَاهِ الْفَرِیضَهِ بِکُلِّ شَیْ ءٍ یُنَاجِی رَبَّهُ قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 194]

194 عَنْهُ عَنْ بَکْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ

______________________________

و قال فی الشرائع: یکره أن یرکع و یداه تحت ثیابه.

قال فی المدارک: هذا الحکم ذکره الشیخ فی المبسوط و قال: یستحب أن تکون یداه بارزتین أو فی کمه. و قال ابن الجنید: لو رکع و یداه تحت ثیابه جاز ذلک إذا کان علیه مئزر أو سراویل، و تشهد له روایه عمار. و قال أبو الصلاح: یکره إدخال الیدین فی الکمین، أو تحت الثیاب و أطلق، و یدفعه صریحا روایه محمد ابن مسلم.

الحدیث الثانی و التسعون و المائه: صحیح.

الحدیث الثالث و التسعون و المائه: صحیح.

الحدیث الرابع و التسعون و المائه: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 499

قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أُسَمِّی الْأَئِمَّهَ ع فِی الصَّلَاهِ قَالَ أَجْمِلْهُمْ.

[الحدیث 195]

195 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَسْتَنِدَ إِلَی حَائِطِ الْمَسْجِدِ وَ هُوَ یُصَلِّی أَوْ یَضَعَ یَدَهُ عَلَی الْحَائِطِ وَ هُوَ قَائِمٌ مِنْ غَیْرِ مَرَضٍ وَ لَا عِلَّهٍ فَقَالَ لَا بَأْسَ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ فَیَقُومُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَتَنَاوَلَ جَانِبَ الْمَسْجِدِ فَیَنْهَضَ یَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی الْقِیَامِ مِنْ غَیْرِ ضَعْفٍ وَ لَا عِلَّهٍ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 196]

196 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ

______________________________

قوله علیه السلام: أجملهم أی: اذکرهم مجملا، کأئمه المسلمین مثلا، و لعله اتقاء و إبقاء علیهم. و قیل:

أی اذکرهم بالجمیل. و الأول أظهر.

الحدیث الخامس و التسعون و المائه: صحیح.

و قد قطع الأصحاب بوجوب الاستقلال اختیارا، بمعنی أن لا یکون معتمدا علی شی ء، بحیث لو رفع السناد سقط.

و نقل عن أبی الصلاح أنه أخذ بظاهر هذه الأخبار، وعد الاعتماد علی ما یجاور المصلی من الأبنیه مکروها، و هو غیر بعید، و الأحوط الترک مطلقا لا سیما فی الفریضه.

الحدیث السادس و التسعون و المائه: ضعیف مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 500

بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ التُّکَأَهِ فِی الصَّلَاهِ عَلَی الْحَائِطِ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 197]

197 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی مُتَوَکِّئاً عَلَی عَصًا أَوْ عَلَی حَائِطٍ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِالتَّوَکِّی عَلَی عَصًا وَ الِاتِّکَاءِ عَلَی الْحَائِطِ.

[الحدیث 198]

198 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَجِیلٍ أَخِی عَلِیِّ بْنِ بَجِیلٍ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یُصَلِّی فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَ هُوَ بَیْنَ السَّجْدَتَیْنِ فَرَمَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع بِحَصَاهٍ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ الرَّجُلُ.

[الحدیث 199]

199 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنْ أَدْخَلْتَ یَدَکَ فِی أَنْفِکَ وَ أَنْتَ تُصَلِّی فَوَجَدْتَ دَماً سَائِلًا لَیْسَ بِرُعَافٍ فَفُتَّهُ بِیَدِکَ

______________________________

لاشتراک ابن موسی بین ضعیف و مجهول.

الحدیث السابع و التسعون و المائه: موثق کالصحیح.

و یمکن حمل هذه الأخبار علی ما إذا لم یکن الاستناد بحیث لو زال السناد لسقط.

الحدیث الثامن و التسعون و المائه: مجهول.

و قد ذکر جواز ذلک بعض الأصحاب.

الحدیث التاسع و التسعون و المائه: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 501

[الحدیث 200]

200 عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ الْبَجَلِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرُّعَافِ أَ یَنْقُضُ الْوُضُوءَ قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَعَفَ فِی صَلَاتِهِ وَ کَانَ عِنْدَهُ مَاءٌ أَوْ مَنْ یُشِیرُ إِلَیْهِ بِمَاءٍ فَیُنَاوِلُهُ فَقَالَ بِرَأْسِهِ فَغَسَلَهُ فَلْیَبْنِ عَلَی صَلَاتِهِ وَ لَا یَقْطَعْهَا.

[الحدیث 201]

201 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی جَمَاعَهٍ مِنَ الْقَوْمِ یُصَلِّی بِهِمُ الْمَکْتُوبَهَ فَیَعْرِضُ لَهُ رُعَافٌ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَخْرُجُ فَإِنْ وَجَدَ مَاءً قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ فَلْیَغْسِلِ الرُّعَافَ ثُمَّ لْیَعُدْ فَلْیَبْنِ عَلَی صَلَاتِهِ.

[الحدیث 202]

202 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرُّعَافِ وَ الْحِجَامَهِ

______________________________

و لعل المراد بقوله" سائلا" أنه کان قبل ذلک سائلا فیبس، بقرینه قوله" لیس برعاف" و قوله" ففته" و یمکن أن یکون أصله یابسا فصحف، کما فی روایه محمد بن مسلم. و علی ظاهره محمول علی ما لم یزد علی الدراهم، و الله یعلم.

الحدیث المائتان: صحیح.

قوله علیه السلام: برأسه أی: حط برأسه للغسل، أو أشار برأسه لإحضار الماء، و الأول أظهر.

الحدیث الحادی و المائتان: صحیح.

الحدیث الثانی و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 502

وَ الْقَیْ ءِ قَالَ لَا یَنْقُضُ هَذَا شَیْئاً مِنَ الْوُضُوءِ وَ لَکِنْ یَنْقُضُ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 203]

203 وَ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ إِلَّا رُعَافٌ وَ أَزٌّ فِی الْبَطْنِ فَبَادِرُوا بِهِنَّ مَا اسْتَطَعْتُمْ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ أَنْ نَحْمِلَهُمَا عَلَی رُعَافٍ یَحْتَاجُ صَاحِبُهُمَا إِلَی الِانْصِرَافِ عَنِ الْقِبْلَهِ أَوْ إِلَی الْکَلَامِ فَأَمَّا مَعَ عَدَمِ ذَلِکَ فَلَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ فِی الْأَخْبَارِ الْمُتَقَدِّمَهِ

[الحدیث 204]

204 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُسَلَّمُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ یَرُدُّ یَقُولُ سَلٰامٌ عَلَیْکُمْ وَ لَا یَقُولُ عَلَیْکُمُ السَّلَامُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ قَائِماً یُصَلِّی فَمَرَّ بِهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ- النَّبِیُّ ص هَکَذَا

______________________________

الحدیث الثالث و المائتان: ضعیف علی المشهور.

و المبادره بهن دفعهن قبل الصلاه، أو التعجیل فی الصلاه لئلا تبطل بهن و کان ضمیر الجمع مع أن المذکور اثنان لإدخال أمثالهما فی الحکم.

و فی القاموس: أزت القدر تؤز و تئز أزا و أزیزا و أزازا بالفتح اشتد غلیانها و السحابه صوتت من بعید، و الشی ء حرکه شدیدا، و الأز ضربان: العرق و وجع فی خراج و نحوه.

الحدیث الرابع و المائتان: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 503

[الحدیث 205]

205 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْکَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْکَ قُلْتُ کَیْفَ أَصْبَحْتَ فَسَکَتَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ أَ یَرُدُّ السَّلَامَ وَ هُوَ

______________________________

و فی الکافی هکذا: عن عثمان بن عیسی عن سماعه و لعله هو الصواب، لأن عثمان لم ینقل عنه علیه السلام.

و قال فی المدارک: رد السلام واجب علی الکفایه فی الصلاه و غیرها إجماعا کما فی التذکره، و یدل علی وجوب الرد فی الصلاه صریحا أخبار کثیره. و قد قطع الأصحاب بأنه یجب الرد فی الصلاه بالمثل، و لا یبعد جواز الرد بالأحسن أیضا لعموم الآیه، و هل یجب إسماع المسلم تحقیقا أو تقدیرا؟ قولان. و یتحقق الامتثال برد واحد ممن یجب علیه

الرد، و فی الاکتفاء برد الصبی الممیز وجهان، أظهرهما: العدم. و لو کان المسلم صبیا ممیزا، فالأظهر وجوب الرد، و هل یجوز للمصلی الرد بعد قیام غیره؟ به قولان. و لو ترک الرد فهل تبطل صلاته؟ احتمالات ثالثها البطلان إن أتی بشی ء من الأذکار وقت توجه الخطاب بالرد. و ذکر جمع من الأصحاب أنه لا یکره السلام علی المصلی. و یمکن القول بالکراهه لما رواه الحمیری فی قرب الإسناد عن الصادق علیه السلام أنه قال: کنت أسمع أبی یقول:

إذا دخلت المسجد و القوم یصلون، فلا تسلم علیهم و صل علی النبی و آله، ثم أقبل علی صلاتک.

الحدیث الخامس و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 504

فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ نَعَمْ مِثْلَ مَا قِیلَ لَهُ.

[الحدیث 206]

206 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مِسْمَعٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع فَقُلْتُ أَکُونُ أُصَلِّی فَتَمُرُّ بِی جَارِیَهٌ فَرُبَّمَا ضَمَمْتُهَا إِلَیَّ قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 207]

207 عَنْهُ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالنَّفْخِ فِی الصَّلَاهِ فِی مَوْضِعِ السُّجُودِ مَا لَمْ یُؤْذِ أَحَداً.

[الحدیث 208]

208 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ إِنْ وَجَدْتَ قَمْلَهً وَ أَنْتَ فِی الصَّلَاهِ فَادْفِنْهَا فِی الْحَصَی.

[الحدیث 209]

209 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ یَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَیَرَی الْقَمْلَهَ قَالَ فَلْیَدْفِنْهَا فِی الْحَصَی فَإِنَّ عَلِیّاً ع کَانَ یَقُولُ إِذَا رَأَیْتَهَا فَادْفِنْهَا فِی الْبَطْحَاءِ

______________________________

الحدیث السادس و المائتان: صحیح.

الحدیث السابع و المائتان: حسن.

قوله علیه السلام: لا بأس المشهور الکراهه مطلقا.

الحدیث الثامن و المائتان: ضعیف علی المشهور.

الحدیث التاسع و المائتان: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 505

[الحدیث 210]

210 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی مَسْرُوقٍ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَیْثَمٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ سَعِیدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی أَبِیتُ وَ أُرِیدُ الصَّوْمَ فَأَکُونُ فِی الْوَتْرِ فَأَعْطَشُ فَأَکْرَهُ أَنْ أَقْطَعَ الدُّعَاءَ فَأَشْرَبَ وَ أَکْرَهُ أَنْ أُصْبِحَ وَ أَنَا عَطْشَانُ وَ أَمَامِی قُلَّهٌ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا خُطْوَتَانِ أَوْ ثَلَاثَهٌ قَالَ تَسْعَی إِلَیْهَا وَ تَشْرَبُ مِنْهَا حَاجَتَکَ وَ تَعُودُ فِی الدُّعَاءِ.

[الحدیث 211]

211 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ تَحْمِلَ الْمَرْأَهُ صَبِیَّهَا وَ هِیَ تُصَلِّی أَوْ تُرْضِعَهُ وَ هِیَ تَتَشَهَّدُ

______________________________

الحدیث العاشر و المائتان: حسن.

و المشهور أن الأکل و الشرب مفسدان للصلاه مطلقا، و ادعی الشیخ علیه الإجماع، و ذهب المحقق فی المعتبر إلی عدم البطلان بهما إلا مع الکثره، کسائر الأفعال الخارجه عنها. و استثنی القائلون بالبطلان أیضا ما تضمنه الخبر.

الحدیث الحادی عشر و المائتان: موثق.

و یومی إلی جواز الصلاه مع أجزاء الإنسان، و إن أمکن الفرق بین الاتصال و الانفصال. و علی أن مثل هذه الأفعال لیست من الفعل الکثیر.

و استدل به علی جواز الصلاه مع القاروره التی فیها النجاسه إذا کانت مضمومه الرأس. و فیه نظر، لأن نجاسه هذه الأشیاء قبل الخروج ممنوعه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 506

[الحدیث 212]

212 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ قَالَ مَنْ أَنَّ فِی صَلَاتِهِ فَقَدْ تَکَلَّمَ.

[الحدیث 213]

213 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَرَی الْحَیَّهَ وَ الْعَقْرَبَ وَ هُوَ یُصَلِّی الْمَکْتُوبَهَ قَالَ یَقْتُلُهُمَا.

[الحدیث 214]

214 عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی الصَّلَاهِ فَیَرَی الْحَیَّهَ أَوِ الْعَقْرَبَ یَقْتُلُهُمَا إِنْ آذَیَاهُ قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 215]

215 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ

______________________________

الحدیث الثانی عشر و المائتان: ضعیف کالموثق.

و قال فی المدارک: الضابط فی کراهه التأوه و الأنین أن لا یظهر منهما ما یعد کلاما، و إلا حرما و أبطلا الصلاه.

و لکن یمکن المناقشه فی الکراهه مع انتفاء الکلام لعدم الظفر بدلیله.

و استحسن فی المعتبر جواز التأوه بالحرفین للخوف من الله، و هو حسن.

الحدیث الثالث عشر و المائتان: حسن.

الحدیث الرابع عشر و المائتان: صحیح.

الحدیث الخامس عشر و المائتان: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 507

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَقْتُلُ الْبَقَّهَ وَ الْبُرْغُوثَ وَ الْقَمْلَهَ وَ الذُّبَابَ فِی الصَّلَاهِ أَ یَنْقُضُ صَلَاتَهُ وَ وُضُوءَهُ قَالَ لَا.

[الحدیث 216]

216 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ قَائِماً فِی الصَّلَاهِ الْفَرِیضَهِ فَیَنْسَی کِیسَهُ أَوْ مَتَاعاً لَهُ یَتَخَوَّفُ ضَیْعَتَهُ أَوْ هَلَاکَهُ قَالَ یَقْطَعُ صَلَاتَهُ وَ یُحْرِزُ مَتَاعَهُ ثُمَّ یَسْتَقْبِلُ الصَّلَاهَ قُلْتُ فَیَکُونُ فِی الصَّلَاهِ الْفَرِیضَهِ فَتَفَلَّتُ دَابَّتُهُ فَیَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ أَوْ یُصِیبَ مِنْهَا عَنَتاً فَقَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ یَقْطَعَ صَلَاتَهُ.

[الحدیث 217]

217 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا کُنْتَ فِی صَلَاهِ الْفَرِیضَهِ فَرَأَیْتَ غُلَاماً لَکَ

______________________________

و قال فی المدارک: لا خلاف بین علماء الإسلام فی تحریم الفعل الکثیر فی الصلاه و بطلانها به إذا وقع عمدا، حکاه فی المنتهی و استدل به بأنه یخرج به عن کونه مصلیا.

ثم قال: و القلیل لا یبطل الصلاه بالإجماع، و لم یحد الشارع القله و الکثره، فالمرجع فی ذلک إلی العاده، و کل ما ثبت أن النبی صلی الله علیه و آله و الأئمه علیهم السلام فعلوه فی الصلاه أو أمروا به، فهو فی حیز القلیل، کقتل البرغوث و الحیه و العقرب. انتهی.

و قد ورد فی أخبارنا قتل الحیه و العقرب، و حمل الصبی الصغیر و إرضاعه.

الحدیث السادس عشر و المائتان: موثق.

الحدیث السابع عشر و المائتان: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 508

قَدْ أَبَقَ أَوْ غَرِیماً لَکَ عَلَیْهِ مَالٌ أَوْ حَیَّهً تَخَافُهَا عَلَی نَفْسِکَ فَاقْطَعِ الصَّلَاهَ وَ اتْبَعِ الْغُلَامَ أَوْ غَرِیماً لَکَ وَ اقْتُلِ الْحَیَّهَ

______________________________

و قال فی المدارک: لا یجوز قطع الصلاه اختیارا لا أعلم فیه مخالفا، و لم أقف علی روایه تدل بمنطوقها علیه. و أما جوازه للحاجه فتدل علیه روایات. و إطلاق النص و کلام

الأصحاب یقتضی عدم الفرق فی الحاجه بین المضر فوتها و غیرها.

و ذکر الشهید فی الذکری أن من أراد القطع فی موضع جوازه یتحلل بالتسلیم، لعموم قوله علیه السلام" و تحلیلها التسلیم" و فی السند و الدلاله نظر.

انتهی.

و أقول: و قسم الشهید فی الذکری القطع إلی الأقسام الخمسه، فقد یحرم، و هو القطع بدون الضروره و قد یجب، کما فی حفظ الصبی و المال المحترم عن التلف، و إنقاذ الغریق و المحترق حیث یتعین علیه، بأن لم یکن من تحصل به الکفایه، أو کان و علم أنه لا یفعل، فإن استمر حینئذ بطلت صلاته، بناء علی أن الأمر بالشی ء یستلزم النهی عن ضده، و النهی فی العباده یستلزم الفساد.

و قد یستحب، کالقطع لاستدراک الأذان و الإقامه، و قراءه الجمعه و المنافقین فی الظهر و الجمعه، و الائتمام بإمام الأصل.

و قد یباح، کما فی قتل الحیه التی لا یغلب علی الظن أذاها، و إحراز المال الذی لا یضر فوته.

و قد یکره، کإحراز المال الیسیر الذی لا یبالی بفواته، و احتمل التحریم حینئذ.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 509

[الحدیث 218]

218 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُمَا قَالا لَا یَقْطَعُ الصَّلَاهَ إِلَّا أَرْبَعٌ الْخَلَاءُ وَ الْبَوْلُ وَ الرِّیحُ وَ الصَّوْتُ.

[الحدیث 219]

219 عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی صَلَاتِهِ فَیَسْتَأْذِنُ إِنْسَانٌ عَلَی الْبَابِ فَیُسَبِّحُ وَ یَرْفَعُ صَوْتَهُ وَ یُسْمِعُ جَارِیَتَهُ فَتَأْتِیهِ فَیُرِیهَا بِیَدِهِ أَنَّ عَلَی الْبَابِ إِنْسَاناً هَلْ یَقْطَعُ ذَلِکَ صَلَاتَهُ وَ مَا عَلَیْهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ لَا یَقْطَعُ ذَلِکَ صَلَاتَهُ.

[الحدیث 220]

220 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی الصَّلَاهِ فَیَرَی حَیَّهً بِحِیَالِهِ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَتَنَاوَلَهَا فَیَقْتُلَهَا فَقَالَ إِنْ کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا خُطْوَهٌ وَاحِدَهٌ فَلْیَخْطُ وَ لْیَقْتُلْهَا وَ إِلَّا فَلَا

______________________________

الحدیث الثامن عشر و المائتان: حسن موثق.

قوله علیه السلام: و الصوت محمول علی صوت یخرج منه شی ء، أو المراد استحباب قطع الصلاه لدفعه.

الحدیث التاسع عشر و المائتان: صحیح.

الحدیث العشرون و المائتان: موثق.

و یمکن الاستدلال به علی إبطال الفعل الکثیر، و أن الزائد عن الخطوه لفعل کثیر، و فیهما نظر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 510

[الحدیث 221]

221 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُصَلِّی فَقَالَ إِذَا سَلَّمَ عَلَیْکَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ أَنْتَ فِی الصَّلَاهِ فَرُدَّ عَلَیْهِ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ نَفْسِکَ وَ لَا تَرْفَعْ صَوْتَکَ.

[الحدیث 222]

222 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا سَلَّمَ عَلَیْکَ الرَّجُلُ وَ أَنْتَ تُصَلِّی قَالَ تَرُدُّ عَلَیْهِ خَفِیّاً کَمَا قَالَ.

[الحدیث 223]

223 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا عَطَسَ الرَّجُلُ فِی الصَّلَاهِ فَلْیَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

[الحدیث 224]

224 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنِ الْمُعَلَّی أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَسْمَعُ الْعَطْسَهَ فَأَحْمَدُ اللَّهَ وَ أُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ ص وَ أَنَا فِی الصَّلَاهِ قَالَ نَعَمْ وَ إِنْ کَانَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ صَاحِبِکَ الْیَمُّ

______________________________

الحدیث الحادی و العشرون و المائتان: موثق.

قوله علیه السلام: من المسلمین یمکن أن یقرأ بتشدید اللام، و التخفیف أظهر.

الحدیث الثانی و العشرون و المائتان: صحیح.

الحدیث الثالث و العشرون و المائتان: صحیح.

الحدیث الرابع و العشرون و المائتان: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 511

[الحدیث 225]

225 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الرِّبَاطِیِّ عَنْ زَکَرِیَّا الْأَعْوَرِ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع یُصَلِّی قَائِماً وَ إِلَی جَانِبِهِ رَجُلٌ کَبِیرٌ یُرِیدُ أَنْ یَقُومَ وَ مَعَهُ عَصًا لَهُ فَأَرَادَ أَنْ یَتَنَاوَلَهَا فَانْحَطَّ أَبُو الْحَسَنِ ع وَ هُوَ قَائِمٌ فِی صَلَاتِهِ فَنَاوَلَ الرَّجُلَ الْعَصَا ثُمَّ عَادَ إِلَی صَلَاتِهِ.

[الحدیث 226]

226 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع أَکُونُ فِی الصَّلَاهِ فَأَجِدُ غَمْزاً فِی بَطْنِی أَوْ أَذًی أَوْ ضَرَبَاناً فَقَالَ انْصَرِفْ ثُمَّ تَوَضَّأْ وَ ابْنِ عَلَی مَا مَضَی مِنْ صَلَاتِکَ مَا لَمْ تَنْقُضِ الصَّلَاهَ بِالْکَلَامِ

______________________________

و فی القاموس: ألیم البحر.

الحدیث الخامس و العشرون و المائتان: مجهول.

و الظاهر أبی زکریا، کما فی الفقیه، و صرحوا بأنه روی عنه ابن رباط.

قوله: فانحط أبو الحسن علیه السلام یدل علی أن الانحناء إلی حد الرکوع لا بقصده لا یبطل.

الحدیث السادس و العشرون و المائتان: صحیح.

قوله علیه السلام: نعم لعله محمول علی الانحراف الیسیر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 512

مُتَعَمِّداً فَإِنْ تَکَلَّمْتَ نَاسِیاً فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْکَ فَهُوَ بِمَنْزِلَهِ مَنْ تَکَلَّمَ فِی الصَّلَاهِ نَاسِیاً قُلْتُ وَ إِنْ قَلَبَ وَجْهَهُ عَنِ الْقِبْلَهِ قَالَ نَعَمْ وَ إِنْ قَلَبَ وَجْهَهُ عَنِ الْقِبْلَهِ

______________________________

و قال فی المدارک: أجمع العلماء کافه علی أن من أحدث فی الصلاه عامدا بطلت صلاته، سواء کان الحدث أصغر أو أکبر.

و إنما الخلاف فیما لو أحدث ما یوجب الوضوء سهوا، فذهب الأکثر إلی أنه مبطل للصلاه أیضا. و نقل عن الشیخ و المرتضی أنهما قالا: یتطهر و یبنی علی ما مضی.

و فرق المفید بین المتیمم و غیره، فأوجب البناء فی المتیمم إذا سبقه الحدث و

وجد الماء، و الاستئناف فی غیره.

و اختاره الشیخ فی النهایه و المبسوط و ابن أبی عقیل، و قواه فی المعتبر، و استدل علی المشهور بروایه الحضرمی و عمار، و استدل القائلون بالبناء مطلقا بصحیحه الفضیل.

قال المرتضی رحمه الله: لو لم یکن الأز و الغمز ناقضا للطهاره لم یأمره بالانصراف و الوضوء.

و أجیب عنه بأنه لیس فی الخبر أنه أحدث، و الأز و الغمز لیس بحدث إجماعا، و أن الأمر بالوضوء محمول علی الاستحباب، و هو بعید جدا، فإن التعبیر عن قضاء الحاجه بالانصراف شائع. و الحکم باستحباب الوضوء مع بقاء الطهاره و البناء علی ما مضی أعظم محذورا، مع ما فیه من إخراج اللفظ عن حقیقته.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 513

[الحدیث 227]

227 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ رَعَفَ فَلَمْ یَزَلْ یَرْعُفُ حَتَّی دَخَلَ وَقْتُ صَلَاهٍ أُخْرَی قَالَ یَحْشُو أَنْفَهُ ثُمَّ یُصَلِّی وَ لَا یُطَوِّلُ إِنْ خَشِیَ أَنْ یَسْبِقَهُ الدَّمُ.

[الحدیث 228]

228 عَنْهُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا صَلَاهَ لِحَاقِنٍ وَ لَا لِحَاقِنَهٍ وَ هُوَ بِمَنْزِلَهِ مَنْ هُوَ فِی ثَوْبِهِ.

[الحدیث 229]

229 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْقَاسِمِ مُعَاوِیَهُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یَعْبَثُ بِذَکَرِهِ فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ قَالَ وَ مَا لَهُ فِعْلٌ قُلْتُ عَبِثَ بِهِ حَتَّی مَسَّهُ بِیَدِهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 230]

230 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ وَ أَبِی قَتَادَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی صَلَاتِهِ فَیَظُنُّ أَنَّ ثَوْبَهُ قَدِ انْخَرَقَ أَوْ أَصَابَهُ شَیْ ءٌ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَنْظُرَ فِیهِ أَوْ یَمَسَّهُ قَالَ إِنْ کَانَ فِی مُقَدَّمِ

______________________________

الحدیث السابع و العشرون و المائتان: موثق.

الحدیث الثامن و العشرون و المائتان: صحیح.

قوله علیه السلام: لا صلاه لحاقن قال فی المنتهی: و لو صلی کذلک، صحت صلاته إجماعا.

الحدیث التاسع و العشرون و المائتان: صحیح.

الحدیث الثلاثون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 514

ثَوْبِهِ أَوْ جَانِبَیْهِ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ کَانَ فِی مُؤَخَّرِهِ فَلَا یَلْتَفِتُ فَإِنَّهُ لَا یَصْلُحُ.

[الحدیث 231]

231 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ قَالَ فِی رَجُلٍ یُصَلِّی وَ یَرَی الصَّبِیَّ یَحْبُو إِلَی النَّارِ أَوِ الشَّاهَ تَدْخُلُ الْبَیْتَ لِتُفْسِدَ الشَّیْ ءَ قَالَ فَلْیَنْصَرِفْ وَ لْیُحْرِزْ مَا یَتَخَوَّفُ وَ یَبْنِی عَلَی صَلَاتِهِ مَا لَمْ یَتَکَلَّمْ.

[الحدیث 232]

232 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ فَیَقُومُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَتَنَاوَلَ جَانِبَ الْمَسْجِدِ فَیَنْهَضَ یَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی الْقِیَامِ- مِنْ غَیْرِ ضَعْفٍ وَ لَا عِلَّهٍ قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 233]

233 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ وَذَکَرَ صَلَاهَ النَّبِیِّ ص قَالَ کَانَ یُؤْتَی بِطَهُورٍ فَیُخَمَّرُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ یُوضَعُ سِوَاکُهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ ثُمَّ یَنَامُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا اسْتَیْقَظَ جَلَسَ ثُمَّ قَلَّبَ بَصَرَهُ فِی السَّمَاءِ ثُمَّ تَلَا الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ- إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافِ اللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ

______________________________

و یدل علی أن الالتفات بالوجه قلیلا لا یبطل ما لم یلتفت إلی خلفه، کما هو المشهور.

الحدیث الحادی و الثلاثون و المائتان: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الثانی و الثلاثون و المائتان: صحیح.

الحدیث الثالث و الثلاثون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 515

الْآیَهَ ثُمَّ یَسْتَنُّ وَ یَتَطَهَّرُ ثُمَّ یَقُومُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیَرْکَعُ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ عَلَی قَدْرِ قِرَاءَتِهِ رُکُوعُهُ وَ سُجُودُهُ عَلَی قَدْرِ رُکُوعِهِ یَرْکَعُ حَتَّی یُقَالَ مَتَی یَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ یَسْجُدُ حَتَّی یُقَالَ مَتَی یَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ یَعُودُ إِلَی فِرَاشِهِ فَیَنَامُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَسْتَیْقِظُ فَیَجْلِسُ فَیَتْلُو الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَ یُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِی السَّمَاءِ ثُمَّ یَسْتَنُّ وَ یَتَطَهَّرُ وَ یَقُومُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیُصَلِّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ کَمَا رَکَعَ قَبْلَ ذَلِکَ ثُمَّ یَعُودُ إِلَی فِرَاشِهِ فَیَنَامُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَسْتَیْقِظُ فَیَجْلِسُ فَیَتْلُو الْآیَاتِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَ یُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِی

السَّمَاءِ ثُمَّ یَسْتَنُّ وَ یَتَطَهَّرُ وَ یَقُومُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیُوتِرُ وَ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی الصَّلَاهِ.

[الحدیث 234]

234 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلَّا یُوقَظُ فِی کُلِّ لَیْلَهٍ

______________________________

قوله علیه السلام: علی قدر قراءته أی: مثلها، أو بنسبه طولها.

قوله علیه السلام: تم یستن أی: یستاک.

قال فی الصحاح: استن الرجل استاک.

الحدیث الرابع و الثلاثون و المائتان: صحیح.

قوله علیه السلام: و إلا فحج منهم من صححه بالجیمین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 516

مَرَّهً أَوْ مَرَّتَیْنِ أَوْ مِرَاراً فَإِنْ قَامَ کَانَ ذَلِکَ وَ إِلَّا فَحَّجَ الشَّیْطَانُ فَبَالَ فِی أُذُنِهِ أَ وَ لَا یَرَی أَحَدُکُمْ أَنَّهُ إِذَا قَامَ وَ لَمْ یَکُنْ ذَلِکَ مِنْهُ قَامَ وَ هُوَ مُتَخَثِّرٌ ثَقِیلٌ کَسْلَانُ

______________________________

فی القاموس: فججت ما بین الرجلین فتحت.

و من المعاصرین من قرأ" فخج" بالخاء المعجمه و الجیم، و الفخج نوع من المشی ردی ء، و هو أن یتقارب صدر القدمین و یتباعد القدمان.

و الأظهر الفحج بالحاء المهمله ثم الجیم.

قال فی القاموس: التفحج التفریج بین الرجلین.

و قال فی مجمع البحار: فیه" من نام حتی أصبح فقد بال الشیطان فی أذنه"، أی: سخر منه فظهر علیه حتی نام عن طاعه الله.

و قیل: تمثیل لتثاقل نومه و عدم تنبهه بصوت المؤذن بحال من بول فی أذنه و فسد حسه.

قال القاضی: لا یبعد کونه علی ظاهره، و خص الإذن لأنها حاسه الانتباه.

قوله علیه السلام: و هو متحیر فی بعض نسخ الکتاب و فی أکثر نسخ الفقیه" متخثر" بالخاء المعجمه و الثاء المثلثه.

و فی القاموس: تخثر تفتر و استرخی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص:

517

[الحدیث 235]

235 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ کَامِلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا اسْتَفْتَحْتَ صَلَاهَ اللَّیْلِ وَ فَرَغْتَ مِنَ الِاسْتِفْتَاحِ فَاقْرَأْ آیَهَ الْکُرْسِیِّ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ ثُمَّ اقْرَأْ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ وَ سُورَهً.

[الحدیث 236]

236 مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی قُمِ اللَّیْلَ إِلّٰا قَلِیلًا قَالَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یُصَلِّیَ کُلَّ لَیْلَهٍ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَ عَلَیْهِ لَیْلَهٌ مِنَ اللَّیَالِی لَا یُصَلِّی فِیهَا شَیْئاً

______________________________

الحدیث الخامس و الثلاثون و المائتان: مجهول.

الحدیث السادس و الثلاثون و المائتان: موثق.

و الظاهر أن منصورا هو ابن یونس الثقه الواقفی.

قوله تعالی قُمِ اللَّیْلَ إِلّٰا قَلِیلًا أکثر المفسرین علی أن الاستثناء من اللیل باعتبار أجزاء اللیل.

و قوله تعالی" نِصْفَهُ" بدل من اللیل، أو من" قَلِیلًا".

و ما ذکره علیه السلام یفید أن الاستثناء من أعداد اللیالی، أی: إلا قلیلا من اللیالی، و هی لیالی العذر و المرض، و لعله أسلم من کثیر من التکلفات التی ارتکبها المفسرون.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 518

[الحدیث 237]

237 عَنْهُ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّرَّادِ قَالَ سَأَلَ أَبُو کَهْمَسٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ یُصَلِّی الرَّجُلُ نَوَافِلَهُ فِی مَوْضِعٍ أَوْ یُفَرِّقُهَا قَالَ لَا بَلْ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا فَإِنَّهَا تَشْهَدُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ.

[الحدیث 238]

238 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ هَارُونَ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ مَتَی أُصَلِّی صَلَاهَ اللَّیْلِ فَقَالَ صَلِّهَا آخِرَ اللَّیْلِ قَالَ فَقُلْتُ فَإِنِّی لَا أَسْتَنْبِهُ فَقَالَ تَسْتَنْبِهُ مَرَّهً فَتُصَلِّیهَا وَ تَنَامُ فَتَقْضِیهَا فَإِذَا اهْتَمَمْتَ بِقَضَائِهَا بِالنَّهَارِ اسْتَنْبَهْتَ.

[الحدیث 239]

239 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعُبَیْدِیِّ عَنْ عَلِیٍّ وَ إِسْحَاقَ ابْنَیْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَنَّ إِبْرَاهِیمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُمَا قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الْفَقِیهِ یَا مَوْلَایَ نَذَرْتُ أَنْ یَکُونَ مَتَی فَاتَتْنِی صَلَاهُ اللَّیْلِ صُمْتُ فِی صَبِیحَتِهَا فَفَاتَهُ ذَلِکَ کَیْفَ یَصْنَعُ فَهَلْ لَهُ مِنْ ذَلِکَ مَخْرَجٌ وَ کَمْ یَجِبُ عَلَیْهِ مِنَ الْکَفَّارَهِ فِی صَوْمِ کُلِّ یَوْمٍ تَرَکَهُ إِنْ کَفَّرَ إِنْ أَرَادَ ذَلِکَ فَکَتَبَ یُفَرِّقُ عَنْ کُلِّ یَوْمٍ بِمُدٍّ مِنْ طَعَامٍ کَفَّارَهً

______________________________

الحدیث السابع و الثلاثون و المائتان: مجهول.

الحدیث الثامن و الثلاثون و المائتان: صحیح.

الحدیث التاسع و الثلاثون و المائتان: مجهول.

قوله: ففاته ذلک کیف یصنع؟ قال الشیخ البهائی قدس سره: ینبغی فاتنی و کیف أصنع فلینظر. انتهی.

و لا خلاف بین الأصحاب فی أنه یجب علی من أفطر یوما نذر صومه معینا،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 519

[الحدیث 240]

240 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کٰانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ مٰا یَهْجَعُونَ قَالَ کَانَ الْقَوْمُ یَنَامُونَ وَ لَکِنْ کُلَّمَا انْقَلَبَ أَحَدُهُمْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ.

[الحدیث 241]

241 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ نٰاشِئَهَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا قَالَ یَعْنِی بِقَوْلِهِ وَ أَقْوَمُ قِیلًا قِیَامَ الرَّجُلِ عَنْ فِرَاشِهِ یُرِیدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُرِیدُ بِهِ غَیْرَهُ

______________________________

إما کفاره إفطار رمضان أو کفاره الیمین علی الخلاف فیهما.

فهذا الخبر إما محمول علی من عجز عن الصوم، فإنه یجب علی المشهور أن یتصدق عن کل یوم بمد، و فی القضاء قولان، و الأشهر وجوبه. أو علی أنه علیه السلام علم أنه لم یتکلم بالصیغه، و إنما نوی ذلک فأمره بذلک استحبابا.

الحدیث الأربعون و المائتان: صحیح.

قوله: قال الحمد لله کان هذا کان مع ما کانوا یصلون فی اللیل.

الحدیث الحادی و الأربعون و المائتان: صحیح.

و قد مضی بسند آخر عن هشام فی باب کیفیه الصلاه، و قد شرحناه هناک.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 520

[الحدیث 242]

242 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کٰانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ مٰا یَهْجَعُونَ قَالَ کَانُوا أَقَلَّ اللَّیَالِی تَفُوتُهُمْ لَا یَقُومُونَ فِیهَا.

[الحدیث 243]

243 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الْوَتْرِ ثُمَّ یَقُومُ فَیَنْسَی التَّشَهُّدَ حَتَّی یَرْکَعَ فَیَذْکُرُ وَ هُوَ رَاکِعٌ قَالَ یَجْلِسُ مِنْ رُکُوعِهِ وَ یَتَشَهَّدُ ثُمَّ یَقُومُ فَیُتِمُّ قَالَ قُلْتُ أَ لَیْسَ قُلْتَ فِی الْفَرِیضَهِ إِذَا ذَکَرَهُ بَعْدَ مَا رَکَعَ مَضَی ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ بَعْدَ مَا یَنْصَرِفُ یَتَشَهَّدُ فِیهِمَا قَالَ لَیْسَ النَّافِلَهُ مِثْلَ الْفَرِیضَهِ.

[الحدیث 244]

244 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ وَ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ

______________________________

الحدیث الثانی و الأربعون و المائتان: حسن.

الحدیث الثالث و الأربعون و المائتان: مجهول.

قوله علیه السلام: یجلس من رکوعه یفهم منه أن زیاده الرکن سهوا لا تفسد النافله، بل أنه لا تجری الأحکام الوارده فی الفریضه فی النافله، لا سیما فی المبطلات، کما أن الشیخ رحمه الله حمل کثیرا من الأخبار الوارده فی عدم الإبطال المخالفه لأخبار أخر أو المشهور علی النافله، فتذکر.

الحدیث الرابع و الأربعون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 521

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَفْضَلِ سَاعَاتِ الْوَتْرِ فَقَالَ الْفَجْرُ أَوَّلُ ذَلِکَ.

[الحدیث 245]

245 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع الرَّکْعَتَانِ اللَّتَانِ قَبْلَ الْغَدَاهِ أَیْنَ مَوْضِعُهُمَا فَقَالَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الْغَدَاهِ.

[الحدیث 246]

246 الْحُسَیْنُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ کَانَ عَلِیٌّ ع یُوتِرُ بِتِسْعِ سُوَرٍ

______________________________

قوله علیه السلام: الفجر أول ذلک أی أول الفجر الأول، أو ابتداء الفضل أول الفجر.

فعلی الأول ذلک إشاره إلی الفجر، و علی الثانی إلی أفضل الساعات.

و یحتمل أن یکون أول ذلک تفسیرا للفجر بالأول لرفع الالتباس.

الحدیث الخامس و الأربعون و المائتان: حسن.

و یدل علی أن بعد طلوع الفجر الثانی لا تجوز النافله. و المشهور امتداد وقتها إلی ظهور الحمره، و یمکن حمله علی أفضلیه التقدیم علی الفجر.

الحدیث السادس و الأربعون و المائتان: ضعیف.

و قال الشیخ رحمه الله فی المصباح: روی أن النبی صلی الله علیه و آله کان یصلی الثلاث رکعات بتسع سور: فی الأولی" ألهاکم التکاثر" و" إنا أنزلناه فی لیله القدر" و" إذا زلزلت" و فی الثانیه" الحمد" و" العصر" و" إذا جاء نصر الله"

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 522

[الحدیث 247]

247 الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ أَ مَا یَرْضَی أَحَدُکُمْ أَنْ یَقُومَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَیُوتِرَ وَ یُصَلِّیَ رَکْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ یُکْتَبَ لَهُ بِصَلَاهِ اللَّیْلِ.

[الحدیث 248]

248 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ فِی وَقْتِ صَلَاهِ اللَّیْلِ فَکَتَبَ ع عِنْدَ زَوَالِ اللَّیْلِ وَ هُوَ نِصْفُهُ أَفْضَلُ فَإِنْ فَاتَ فَأَوَّلَهُ وَ آخِرَهُ جَائِزٌ

______________________________

و" إنا أعطیناک الکوثر" و فی الفرده من الوتر" قل یا أیها الکافرون" و" تبت" و" قل هو الله أحد". انتهی.

فیحتمل أن یکون المراد بالتسع هذه السور، أو أی تسع کانت من غیر تعیین.

و قد ورد التأکید فی کثیر من الأخبار بقراءه التوحید فی کل من الثلاث. و روی فی الشفع المعوذتان، و فی الوتر التوحید.

و قال المصباح، و روی أنه یقرأ فی الأولی من رکعتی الشفع الحمد و قل أعوذ برب الفلق، و فی الثانیه الحمد و قل أعوذ برب الناس.

أقول: و کل حسن، و الجمع بین التوحید و بعض تلک السور حسن أیضا.

الحدیث السابع و الأربعون و المائتان: صحیح.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه إنه یستقیم أن یصلی الوتر و إن لم یصل ثمان رکعات اللیل، و لعل ذلک لضیق الوقت، کما ینبه علیه ما سیجی ء.

الحدیث الثامن و الأربعون و المائتان: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 523

[الحدیث 249]

249 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ یَا سَیِّدِی رُوِیَ عَنْ جَدِّکَ أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ یُصَلِّیَ الرَّجُلُ صَلَاهَ اللَّیْلِ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَکَتَبَ فِی أَیِّ وَقْتٍ صَلَّی فَهُوَ جَائِزٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

[الحدیث 250]

250 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِصَلَاهِ اللَّیْلِ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ إِلَی آخِرِهِ إِلَّا أَنَّ أَفْضَلَ ذَلِکَ إِذَا انْتَصَفَ اللَّیْلُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ بَیَّنَّا الْوَجْهَ فِی أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ وَ جُمْلَتُهُ أَنَّ صَلَاهَ اللَّیْلِ وَقْتُهَا بَعْدَ نِصْفِ اللَّیْلِ إِلَی طُلُوعِ الْفَجْرِ فَمَا رُوِیَ مِنَ الرُّخْصَهِ فِی تَقْدِیمِهَا فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسَافِرِ وَ الْعَلِیلِ وَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ لَمْ یُصَلِّ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ شُغِلَ عَنْهُ وَ لَمْ یَتَمَکَّنْ مِنْ قَضَائِهِ فَأَمَّا مَعَ ارْتِفَاعِ سَائِرِ الْأَعْذَارِ فَلَا یَجُوزُ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ الَّذِی یُؤَکِّدُ ذَلِکَ أَیْضاً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 251]

251 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ

______________________________

و الظاهر عن الحسین عن علی بن بلال، فالخبر صحیح.

الحدیث التاسع و الأربعون و المائتان: صحیح.

و المکتوب إلیه یحتمل الجواد و الهادی و العسکری علیهم السلام.

الحدیث الخمسون و المائتان: کالموثق.

و جعفر بن عثمان مشترک، و الظاهر أنه الثقه.

الحدیث الحادی و الخمسون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 524

عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ مِنْ أَمْرِهِ الْقِیَامُ بِاللَّیْلِ تَمْضِی عَلَیْهِ اللَّیْلَهُ وَ اللَّیْلَتَانِ وَ الثَّلَاثُ لَا یَقُومُ فَیَقْضِی أَحَبُّ إِلَیْکَ أَمْ یُعَجِّلُ الْوَتْرَ أَوَّلَ اللَّیْلِ قَالَ لَا بَلْ یَقْضِی وَ إِنْ کَانَ ثَلَاثِینَ لَیْلَهً.

[الحدیث 252]

252 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَظُنُّهُ إِسْحَاقَ بْنَ غَالِبٍ قَالَ قَالَ إِذَا قَامَ الرَّجُلُ فِی اللَّیْلِ فَظَنَّ أَنَّ الصُّبْحَ قَدْ أَضَاءَ فَأَوْتَرَ ثُمَّ نَظَرَ فَرَأَی أَنَّ عَلَیْهِ لَیْلًا قَالَ یُضِیفُ إِلَی الْوَتْرِ رَکْعَهً ثُمَّ یَسْتَقْبِلُ صَلَاهَ اللَّیْلِ ثُمَّ یُوتِرُ بَعْدَهُ.

[الحدیث 253]

253 عَنْهُ عَنْ بُنَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ قَالَ الرِّضَا ع إِذَا کُنْتَ فِی صَلَاهِ الْفَجْرِ فَخَرَجْتَ وَ رَأَیْتَ الصُّبْحَ فَزِدْ رَکْعَهً إِلَی الرَّکْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ صَلَّیْتَهُمَا قَبْلُ وَ اجْعَلْهُ وَتْراً

______________________________

الحدیث الثانی و الخمسون و المائتان: مرسل کالموثق.

قوله: ثم یستقبل صلاه اللیل أی: یحسبها من صلاه اللیل و یتمها، أو یسقط تلک الرکعات و یستأنف الصلاه من أولها، فالإتمام لئلا یکون وتران فی لیله، و هذا أظهر لفظا، کما أن الأول أظهر معنی.

الحدیث الثالث و الخمسون و المائتان: مجهول.

قوله علیه السلام: إذا کنت فی صلاه الفجر أی النافله، أو الفریضه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 525

[الحدیث 254]

254 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ

______________________________

و علی التقدیرین المعنی أنه رأی أنه أول الفجر، فیضیف رکعه إلیهما و یجعلهما شفعا، ثم یصلی نافله الفجر بعد، ثم یصلی الفریضه.

و الظاهر أنه کان فی صلاه اللیل مکان فی صلاه الفجر، یعنی: إذا کنت قد صلیت من صلاه اللیل رکعتین فرأیت الصبح فاجعله وترا.

قال الشهید رحمه الله فی الذکری: لو ظن عدم اتساع الزمان لصلاه اللیل اقتصر علی الوتر و قضی صلاه اللیل.

ثم قال: و لو ظن الضیق فشفع و أوتر و صلی رکعتی الفجر ثم تبین بقاء اللیل بنی ستا علی الشفع و أعاد الوتر مفرده و رکعتی الفجر قاله المفید. و قال علی ابن بابویه: یعید رکعتی الفجر لا غیر. و قال فی المبسوط: لو نسی رکعتین من صلاه اللیل، ثم ذکر بعد أن أوتر قضاهما و أعاد الوتر. و کان الشیخین نظرا إلی أن الوتر

خاتمه النوافل لیوترها.

ثم ذکر رحمه الله الروایه السابقه و هذه الروایه، ثم قال: فیه تصریح بجواز العدول من النفل إلی النفل، لکن ظاهره أنه بعد الرکوع کما ذکر مثله فی الفریضه. و یمکن حمل الخروج علی رؤیه الفجر فی أثناء الصلاه، کما حمل الشیخ الفراغ فی الفریضه علی مقاربه الفراغ. انتهی.

و یظهر منه أنه حمل صلاه الفجر علی النافله.

الحدیث الرابع و الخمسون و المائتان: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 526

بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنْ خِفْتَ الشُّهْرَهَ فِی التُّکَأَهِ فَقَدْ یُجْزِیکَ أَنْ تَضَعَ یَدَکَ عَلَی الْأَرْضِ وَ لَا تَضْطَجِعَ وَ أَوْمَأَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مِنْ کَفِّهِ الْیُمْنَی فَوَضَعَهَا فِی الْأَرْضِ قَلِیلًا وَ حَکَی أَبُو جَعْفَرٍ ذَلِکَ.

[الحدیث 255]

255 أَحْمَدُ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ وَ أَبِی قَتَادَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ نَسِیَ أَنْ یَضْطَجِعَ عَلَی یَمِینِهِ بَعْدَ رَکْعَتَیِ الْفَجْرِ فَذَکَرَ حِینَ أَخَذَ فِی الْإِقَامَهِ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُقِیمُ وَ یُصَلِّی وَ یَدَعُ ذَلِکَ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 256]

256 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّمَا عَلَی أَحَدِکُمْ إِذَا انْتَصَفَ اللَّیْلُ أَنْ یَقُومَ فَیُصَلِّیَ

______________________________

و قال فی الذکری: تستحب الضجعه بعد نافله الفجر علی الجانب الأیمن، ذکرها الأصحاب و کثیر من العامه، قال الأصحاب: و یجوز بدلها السجده و التمشی و الکلام، إلا أن الضجعه أفضل، ثم ذکر هذا الخبر مع أخبار أخر.

و المراد بالشهره الشهره بین المخالفین، مع کونها مخالفه للمشهور بینهم، و المراد التقیه.

الحدیث الخامس و الخمسون و المائتان: صحیح.

الحدیث السادس و الخمسون و المائتان: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 527

صَلَاتَهُ جُمْلَهً وَاحِدَهً ثَلَاثَ عَشْرَهَ رَکْعَهً ثُمَّ إِنْ شَاءَ جَلَسَ فَدَعَا وَ إِنْ شَاءَ نَامَ وَ إِنْ شَاءَ ذَهَبَ حَیْثُ شَاءَ.

[الحدیث 257]

257 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ

______________________________

قوله علیه السلام: جمله واحده هذا یدل علی عدم استحباب التفریق، فیحتمل أن یکون التفریق من خصائص النبی صلی الله علیه و آله، أو یکون الجمع محمولا علی التجویز، أو علی من خاف فی التأخیر الترک، و لعل قوله علیه السلام" أحدکم" یؤید الأول.

قال فی الذکری: قال ابن الجنید: یستحب الإتیان بصلاه اللیل فی ثلاثه أوقات، لقوله تعالی" وَ مِنْ آنٰاءِ اللَّیْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرٰافَ النَّهٰارِ" و قد رواه أهل البیت علیهم السلام.

قلت: أشار إلی ما رواه معاویه بن وهب، ثم ذکر الروایه الطویله السابقه.

ثم قال: و دلت روایه زراره علی جواز الجمع و روایات علی فعلها آخر اللیل.

ثم أورد بعض الروایات الداله علی أن وقتها بعد نصف اللیل، و أن وقتها آخر اللیل، ثم قال: و کل هذه الروایات لیس

فیها مناف لا مکان کون التفریق بعد الانتصاف و کون التفریق من خصوصیاته.

الحدیث السابع و الخمسون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 528

الرِّضَا ع عَنْ سَاعَاتِ الْوَتْرِ قَالَ أَحَبُّهَا إِلَیَّ الْفَجْرُ الْأَوَّلُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ سَاعَاتِ اللَّیْلِ قَالَ الثُّلُثُ الْبَاقِی وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْوَتْرِ بَعْدَ فَجْرِ الصُّبْحِ قَالَ نَعَمْ قَدْ کَانَ أَبِی رُبَّمَا أَوْتَرَ بَعْدَ مَا انْفَجَرَ الصُّبْحُ.

[الحدیث 258]

258 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَقُومُ وَ أَنَا أَشُکُّ فِی الْفَجْرِ فَقَالَ صَلِّ عَلَی شَکِّکَ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَأَوْتِرْ وَ صَلِّ الرَّکْعَتَیْنِ وَ إِذَا أَنْتَ قُمْتَ وَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَابْدَأْ بِالْفَرِیضَهِ وَ لَا تُصَلِّ غَیْرَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَاقْضِ مَا فَاتَکَ وَ لَا تَکُونُ هَذِهِ عَادَهً وَ إِیَّاکَ أَنْ تُطْلِعَ عَلَی هَذَا أَهْلَکَ فَیُصَلُّونَ عَلَی ذَلِکَ وَ لَا یُصَلُّونَ بِاللَّیْلِ.

[الحدیث 259]

259 عَنْهُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ

______________________________

قوله علیه السلام: الثلث الباقی لعل المراد أن الثلث الباقی أفضل من سائر أجزاء اللیل بعد السدس الأول من النصف الأخیر، علی أنه یحتمل أن یکون الثلث الأخیر أفضل للصلاه و تلک للدعاء، فإنها ساعه الاستجابه.

و فجر الصبح ضوؤه.

قال فی القاموس: الفجر ضوء الصباح.

الحدیث الثامن و الخمسون و المائتان: ضعیف علی المشهور.

الحدیث التاسع و الخمسون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 529

قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رُبَّمَا قُمْتُ وَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَأُصَلِّی صَلَاهَ اللَّیْلِ وَ الْوَتْرَ وَ الرَّکْعَتَیْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ثُمَّ أُصَلِّی الْفَجْرَ قَالَ قُلْتُ أَفْعَلُ أَنَا ذَا قَالَ نَعَمْ وَ لَا یَکُونُ مِنْکَ عَادَهً.

[الحدیث 260]

260 وَ عَنْهُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی بَیْتِهِ وَ هُوَ یُصَلِّی وَ هُوَ یَرَی أَنَّ عَلَیْهِ لَیْلًا ثُمَّ یَدْخُلُ عَلَیْهِ الْآخَرُ مِنَ الْبَابِ فَقَالَ قَدْ أَصْبَحْتَ هَلْ یُعِیدُ الْوَتْرَ أَمْ لَا أَوْ یُعِیدُ شَیْئاً مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ یُعِیدُ إِنْ صَلَّاهَا مُصْبِحاً.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِنَّمَا یَنْبَغِی لَهُ الْإِعَادَهُ إِذَا صَلَّاهَا مُصْبِحاً لِأَنَّهُ إِذَا أَصْبَحَ فَیَکُونُ قَدْ تَضَیَّقَ وَقْتُ الْفَرْضِ فَلَا یَجُوزُ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ نَافِلَهً فَإِذَا صَلَّاهَا کَانَ عَلَیْهِ إِعَادَتُهَا لِأَنَّهُ صَلَّاهَا فِی غَیْرِ وَقْتِهَا وَ الَّذِی یُبَیِّنُ مَا قَدَّمْنَاهُ

______________________________

و قال المحقق فی المعتبر بعد إیراد تلک الروایات الداله علی جواز الشروع فی نافله اللیل بعد الصبح و إن لم یتلبس بأربع: و اختلاف الفتوی دلیل التخییر یعنی: بین فعلها بعد الفجر قبل الفرض و بعده.

الحدیث الستون و المائتان: صحیح.

قوله رحمه الله: إذا صلاها مصبحا لعله حمل الإصباح علی

الإسفار، و هذا وجه جمع بین الأخبار.

قال الوالد العلامه نور الله مرقده: کان المراد أنه صلی جمیعها مصبحا من غیر أن یکون وقع بعضها فی اللیل، و إلا فقد سبق عن قریب أنه إن صلی بعضها

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 530

[الحدیث 261]

261 مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاهٍ مَفْرُوضَهٍ فَلَا تَطَوُّعَ.

[الحدیث 262]

262 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَقُومُ وَ أَنَا أَتَخَوَّفُ الْفَجْرَ قَالَ فَأَوْتِرْ قُلْتُ فَأَنْظُرُ وَ إِذَا عَلَیَّ لَیْلٌ قَالَ فَصَلِّ صَلَاهَ اللَّیْلِ.

[الحدیث 263]

263 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بِنْتِ إِلْیَاسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِذَا قُمْتَ وَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَابْدَأْ بِالْوَتْرِ ثُمَّ صَلِّ الرَّکْعَتَیْنِ ثُمَّ صَلِّ الرَّکَعَاتِ إِذَا أَصْبَحْتَ

______________________________

فی اللیل یوتر و یصلی الرکعتین بعد الفجر.

الحدیث الحادی و الستون و المائتان: حسن.

الحدیث الثانی و الستون و المائتان: مجهول.

الحدیث الثالث و الستون و المائتان: صحیح.

قوله علیه السلام: و قد طلع الفجر أی: الفجر الأول، کما هو الظاهر من قوله بعد ذلک" إذا أصبحت" کذا أفاده الوالد العلامه قدس الله سره.

و أقول: الظاهر أن المراد بالفجر الثانی، و بالإصباح الإسفار.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 531

[الحدیث 264]

264 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلَّانٍ قَالَ حَدَّثَنِی إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّکْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قَالَ قُبَیْلَ الْفَجْرِ وَ مَعَهُ وَ بَعْدَهُ قُلْتُ فَمَتَی أَدَعُهَا حَتَّی أَقْضِیَهَا قَالَ قَالَ إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ.

[الحدیث 265]

265 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ لَا یُصَلِّی الْغَدَاهَ حَتَّی تُسْفِرَ وَ تَظْهَرَ الْحُمْرَهُ وَ لَمْ یَرْکَعْ رَکْعَتَیِ الْفَجْرِ أَ یَرْکَعُهُمَا أَوْ یُؤَخِّرُهُمَا قَالَ یُؤَخِّرُهُمَا.

[الحدیث 266]

266 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ کَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِمِائَهِ آیَهٍ وَ لَا یَحْتَسِبُ بِهِمَا وَ رَکْعَتَیْنِ وَ هُوَ جَالِسٌ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ قُلْ یٰا أَیُّهَا الْکٰافِرُونَ فَإِنِ اسْتَیْقَظَ مِنَ اللَّیْلِ صَلَّی صَلَاهَ اللَّیْلِ وَ أَوْتَرَ وَ إِنْ لَمْ یَسْتَیْقِظْ حَتَّی یَطْلُعَ

______________________________

الحدیث الرابع و الستون و المائتان: مجهول.

قوله علیه السلام: قبیل الفجر یحتمل الفجر الأول و الثانی، کما تقدم.

الحدیث الخامس و الستون و المائتان: صحیح.

الحدیث السادس و الستون و المائتان: صحیح أو مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 532

الْفَجْرُ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ فَصَارَتْ شَفْعاً وَ احْتَسَبَ بِالرَّکْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ صَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعِشَاءِ وَتْراً

______________________________

قوله: فصارت سبعا فی بعض النسخ" صلی رکعتین فصارت شفعا" و هو الظاهر، أی: کانت هاتان الرکعتان مکان الشفع، و ما قدم أول اللیل من الرکعتین جالسا مکان الوتر، و کان لا یحتسب الرکعتین قائما من صلاه اللیل.

أو یکون المراد أنه یصیر الرکعتان بعد الصبح مع الرکعتین قائما أول اللیل شفعا أی زوجا.

و یحتمل أیضا أن یراد الرکعتان من جلوس، فتصیران مع الوتیره شفعا.

و الأول أظهر.

و أما علی نسخه" رکعه" و" سبعا" فلعل المعنی أنه علیه السلام کان یصلی رکعه لتصیر نوافل لیله مع نافله المغرب سبعا سوی الرکعتین جالسا، فإنهما کانتا مکان الوتر، و لعل لخصوص

السبع مدخلا فی کمال النافله.

و علی نسخه" الرکعه" و" شفعا" فلعله کان یأتی بالرکعه لتصیر مع الرکعتین اللتین أتی بهما جالسا شفعا، لأنه کان یحسبهما وترا أی واحدا، و إنما یفعل ذلک لئلا یکون وتر غیر وقتها أی فی أول اللیل.

و بالجمله أنه من غوامض الأخبار، و لا یخلو شی ء من الوجوه من تکلف، و الله یعلم و من صدر عنه علیه السلام.

و قال الشهید رحمه الله فی الذکری بعد نقل هذه الروایه: فیه إیماء إلی جواز تقدیم الشفع فی أول اللیل، و هو خلاف المشهور. نعم فی خبر زراره عنه علیه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 533

[الحدیث 267]

267 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ أَ مَا یَرْضَی أَحَدُکُمْ أَنْ یَقُومَ قُبَیْلَ الصُّبْحِ وَ یُوتِرَ وَ یُصَلِّیَ رَکْعَتَیِ الْفَجْرِ وَ تُکْتَبَ لَهُ صَلَاهُ اللَّیْلِ.

[الحدیث 268]

268 مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ

______________________________

السلام من کان یؤمن بالله و الیوم الآخر فلا یبیتن حتی یوتر، و علی هذا یمکن حمله علی الضروره.

و فی المصباح استحب أن یصلی بعد رکعتی الوتیره رکعتین من قیام.

و أنکرهما ابن إدریس مستدلا بأن الوتیره خاتمه النوافل، کما صرح به الشیخان فی المقنعه و النهایه حتی فی نافله شهر رمضان، و هو مشهور بین الأصحاب.

و الذی فی روایه زراره عن أبی جعفر علیه السلام: و لیکن فی آخر صلاتک وتر لیلتک. و لکنه فی سیاق الوتر لا الوتیره، و نسب ابن إدریس الروایه بالرکعتین إلی الشذوذ.

و فی المختلف لا مشاحه فی التقدیم و التأخیر، لصلاحیه الوقت للنافله.

الحدیث السابع و الستون و المائتان: صحیح.

الحدیث الثامن و الستون و المائتان: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 534

ع مَنْ کٰانَ یُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یَبِیتَنَّ إِلَّا بِوَتْرٍ

______________________________

قوله علیه السلام: فلا یبیتن إلا بوتر یحتمل النهی و النفی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 535

16 بَابُ أَحْکَامِ السَّهْوِ
[الحدیث 1]

1 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیُرْفَعُ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ نِصْفُهَا وَ ثُلُثُهَا وَ رُبُعُهَا وَ خُمُسُهَا فَمَا یُرْفَعُ إِلَّا مَا أَقْبَلَ عَلَیْهِ مِنْهَا بِقَلْبِهِ وَ إِنَّمَا أُمِرُوا بِالنَّوَافِلِ لِیُتَمَّمَ لَهُمْ بِهَا مَا نَقَصُوا مِنَ الْفَرِیضَهِ

______________________________

باب أحکام السهو الحدیث الأول: صحیح.

قوله علیه السلام: و إنما أمروا أفاد الوالد العلامه برد الله مضجعه أنه یمکن أن تکون الحکمه فی ذلک أن غالب الناس فی غالب أحوالهم لا یتمکنون من إیقاع أزید من ثلث العباده مع

ملاذ

الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 536

[الحدیث 2]

2 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یُرْفَعُ لِلرَّجُلِ مِنَ الصَّلَاهِ رُبُعُهَا أَوْ ثُمُنُهَا أَوْ نِصْفُهَا أَوْ أَکْثَرُ بِقَدْرِ مَا سَهَا وَ لَکِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُتِمُّ ذَلِکَ بِالنَّوَافِلِ.

[الحدیث 3]

3 عَنْهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ قَالَ رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع یُصَلِّی فَسَقَطَ رِدَاهُ عَنْ مَنْکِبَیْهِ قَالَ فَلَمْ یُسَوِّهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِکَ فَقَالَ وَیْحَکَ أَ تَدْرِی بَیْنَ یَدَیْ مَنْ کُنْتُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا تُقْبَلُ مِنْهُ صَلَاهٌ إِلَّا مَا أَقْبَلَ مِنْهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَلَکْنَا فَقَالَ کَلَّا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُتَمِّمُ ذَلِکَ بِالنَّوَافِلِ

______________________________

حضور القلب، فلذا جعلت النافله مثلی الفریضه لیخلص من جمیعها قدر الفریضه و یتم بها.

الحدیث الثانی: مرسل.

قوله علیه السلام: بقدر ما سها أی: ینقص بقدر ما سها.

الحدیث الثالث: مرسل.

و یدل علی أن أکمل حضور القلب ما کان بحیث لا یتفطن بما وقع علیه.

و لو سقط الرداء عن منکب من لم یکن صاحب تلک الحاله هل یستحب له ترک تسویته للتأسی؟ فیه إشکال، لعدم اشتراک الحالتین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 537

[الحدیث 4]

4 عَنْهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا أَسْمَعُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی کَثِیرُ السَّهْوِ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ وَ هَلْ یَسْلَمُ مِنْهُ أَحَدٌ فَقُلْتُ مَا أَظُنُّ أَحَداً أَکْثَرَ سَهْواً مِنِّی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْعَبْدَ یُرْفَعُ لَهُ ثُلُثُ صَلَاتِهِ وَ نِصْفُهَا وَ ثَلَاثَهُ أَرْبَاعِهَا وَ أَقَلُّ وَ أَکْثَرُ عَلَی قَدْرِ سَهْوِهِ فِیهِ وَ لَکِنَّهُ یُتَمُّ لَهُ مِنَ النَّوَافِلِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ مَا أَرَی النَّوَافِلَ یَنْبَغِی أَنْ تُتْرَکَ عَلَی حَالٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَجَلْ لَا.

[الحدیث 5]

5 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُمَا قَالا إِنَّمَا لَکَ

______________________________

الحدیث الرابع: ضعیف.

و لعل عدم القبول باعتبار فقد حضور القلب و السهو یلزمه، إذ لا یقع السهو مع التوجه إلیها و حضور القلب، أو المراد بالسهو ترک الحضور.

الحدیث الخامس: مجهول کالصحیح.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 537

قوله علیه السلام: فإن أوهمها کلها أی: لم یکن له حضور القلب فی شی ء من أفعالها، أو شک فی کل فعل منها، فالمراد بقوله" غفل عن أدائها" المعنی الأول فی الأولی، و علی الأول المراد بالغفله ترک بعض الأفعال سهوا.

و یمکن حمل الأول علی عدم الحضور فی الأذکار، و الثانی علی عدم الحضور فی الأفعال أیضا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4،

ص: 538

مِنْ صَلَاتِکَ مَا أَقْبَلْتَ عَلَیْهِ مِنْهَا فَإِنْ أَوْهَمَهَا کُلَّهَا أَوْ غَفَلَ عَنْ أَدَائِهَا لُفَّتْ فَضُرِبَ بِهَا وَجْهُ صَاحِبِهَا.

[الحدیث 6]

6 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ فِی کِتَابِ حَرِیزٍ أَنَّهُ قَالَ إِنِّی نَسِیتُ أَنِّی فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ حَتَّی رَکَعْتُ وَ أَنَا أَنْوِیهَا تَطَوُّعاً قَالَ فَقَالَ هِیَ الَّتِی قُمْتَ فِیهَا إِنْ کُنْتَ قُمْتَ وَ أَنْتَ تَنْوِی فَرِیضَهً ثُمَّ دَخَلَکَ الشَّکُّ فَأَنْتَ فِی الْفَرِیضَهِ وَ إِنْ کُنْتَ دَخَلْتَ فِی نَافِلَهٍ فَتَنْوِیهَا فَرِیضَهً فَأَنْتَ فِی النَّافِلَهِ وَ إِنْ کُنْتَ دَخَلْتَ فِی فَرِیضَهٍ ثُمَّ ذَکَرْتَ نَافِلَهً کَانَتْ عَلَیْکَ فَامْضِ فِی الْفَرِیضَهِ.

[الحدیث 7]

7 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ

______________________________

قوله علیه السلام: لفت کأنه کنایه عن عدم القبول، أو المراد لف الصحیفه التی کتبت فیها.

الحدیث السادس: حسن.

و قال فی الشرائع: إذا تحقق نیه الصلاه و شک هل نوی ظهرا أو عصرا مثلا أو فرضا أو نفلا استأنف.

قال فی المدارک: إنما یستأنف إذا لم یدر ما قام إلیه و کان فی أثناء الصلاه، فلو علم ما قام إلیه بنی علیه. و لو کان بعد الفراغ عن الرباعیه بنی علی الظهر، بناء علی الظاهر فی الموضعین.

الحدیث السابع: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 539

مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُعَاوِیَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ قَامَ فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ فَسَهَا فَظَنَّ أَنَّهَا نَافِلَهٌ أَوْ کَانَ فِی النَّافِلَهِ فَظَنَّ أَنَّهَا مَکْتُوبَهٌ قَالَ هِیَ مَا افْتَتَحَ الصَّلَاهَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 8]

8 عَنْهُ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ قَامَ فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ فَصَلَّی رَکْعَهً وَ هُوَ یَنْوِی أَنَّهَا نَافِلَهٌ قَالَ هِیَ الَّتِی قُمْتَ فِیهَا وَ لَهَا وَ قَالَ إِذَا قُمْتَ وَ أَنْتَ تَنْوِی الْفَرِیضَهَ فَدَخَلَکَ الشَّکُّ بَعْدُ فَأَنْتَ فِی الْفَرِیضَهِ عَلَی الَّذِی قُمْتَ لَهُ وَ إِنْ کُنْتَ دَخَلْتَ فِیهَا وَ أَنْتَ تَنْوِی نَافِلَهً ثُمَّ إِنَّکَ تَنْوِیهَا بَعْدُ فَرِیضَهً فَأَنْتَ فِی النَّافِلَهِ وَ إِنَّمَا یُحْسَبُ لِلْعَبْدِ مِنْ صَلَاتِهِ الَّتِی ابْتَدَأَ فِی أَوَّلِ صَلَاتِهِ.

[الحدیث 9]

9 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ

______________________________

و فی جعفر بن أحمد أنه صحیح الحدیث و المذهب.

الحدیث الثامن: ضعیف.

و الظاهر أن عبد العزیز هو ابن عبد الله العبدی ضعفه النجاشی، و یحتمل أن یکون ابن المهتدی الثقه، کذا أفاده الوالد العلامه طاب ثراه.

قوله علیه السلام: فدخلک الشک أی: شککت هل نویت ببعض الصلاه النافله أم لا؟.

الحدیث التاسع: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 540

مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُرِیدُ أَنْ یُصَلِّیَ ثَمَانِیَ رَکَعَاتٍ فَیُصَلِّی عَشْرَ رَکَعَاتٍ أَ یَحْتَسِبُ بِالرَّکْعَتَیْنِ مِنْ صَلَاهٍ عَلَیْهِ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یُصَلِّیَهَا عَمْداً فَإِنْ لَمْ یَنْوِ ذَلِکَ فَلَا.

[الحدیث 10]

10 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ وَ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ السَّهْوِ فِی النَّافِلَهِ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْکَ شَیْ ءٌ

______________________________

قوله: من صلاه علیه أی من قضاء النوافل. و یدل علی عدم جواز عدول النیه بعد الفعل فی النافله، و قد مر ما ینافیه ظاهرا.

الحدیث العاشر: صحیح.

و قال فی المدارک: لا فرق فی مسائل السهو و الشک بین الفریضه و النافله، إلا فی الشک بین الأعداد، فإن الثنائیه من الفریضه تبطل بذلک بخلاف النافله، و فی لزوم سجود السهو، فإن النافله لا سجود فیها بفعل ما یوجبه فی الفریضه، للأصل و صحیحه محمد بن مسلم، انتهی.

و هو رحمه الله: حمل نفی السهو علی نفی سجوده، و یمکن حمله علی نفی أحکام السهو مطلقا، فلا تبطل بزیاده الرکن کما مر و بترکها، بل یحتمل شموله للشک أیضا، فإن إطلاق السهو علی الأعم شائع فی الأخبار.

ملاذ الأخیار فی

فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 541

[الحدیث 11]

11 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا کَثُرَ عَلَیْکَ السَّهْوُ فَامْضِ فِی صَلَاتِکَ.

[الحدیث 12]

12 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا کَثُرَ عَلَیْکَ السَّهْوُ فَامْضِ عَلَی صَلَاتِکَ فَإِنَّهُ یُوشِکُ أَنْ یَدَعَکَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّیْطَانِ.

[الحدیث 13]

13 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ السَّهْوِ فَإِنَّهُ یَکْثُرُ عَلَیَّ فَقَالَ أَدْرِجْ صَلَاتَکَ إِدْرَاجاً قُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ

______________________________

الحدیث الحادی عشر: مرسل کالصحیح.

الحدیث الثانی عشر: صحیح.

قوله علیه السلام: فإنه یوشک قال الفاضل التستری قدس سره: کان المراد أن الإمضاء یوجب أن یدعک الشک، أی یزول عنک، لأن ذلک من الشیطان، فإذا رأی الشیطان أنه عصاه و لم یطعه یترکه، فیکون قوله" إنما هو" ابتداء کلام للتعلیل. انتهی.

و أقول: فی الکافی: إنما هو من الشیطان. و هو أظهر.

الحدیث الثالث عشر: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 542

الْإِدْرَاجُ قَالَ ثَلَاثُ تَسْبِیحَاتٍ فِی الرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ.

[الحدیث 14]

14 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کُلُّ مَا شَکَکْتَ فِیهِ مِمَّا قَدْ مَضَی فَامْضِهِ کَمَا هُوَ.

[الحدیث 15]

15 عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ ع فِی السَّهْوِ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ تَبْنِی عَلَی الْیَقِینِ وَ تَأْخُذُ بِالْجَزْمِ وَ تَحْتَاطُ بِالصَّلَاهِ کُلِّهَا.

[الحدیث 16]

16 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ

______________________________

قوله علیه السلام: ثلاث تسبیحات یمکن أن یکون المراد ثلاث تسبیحات فی مجموع الرکوع و السجدتین، و أن یکون المراد کلا منها، فالأنسب حینئذ بالإدراج حمل التسبیحه علی الصغری.

الحدیث الرابع عشر: موثق کالصحیح.

الحدیث الخامس عشر: صحیح.

قوله علیه السلام: تبنی علی الیقین ظاهره البناء علی الأقل، و یحتمل البناء علی الأکثر، و لا ینافی الأول قوله علیه السلام" و تحتاط" فإن البناء علی الأقل أیضا مقتضی الاحتیاط.

الحدیث السادس عشر: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 543

ع قَالَ لَیْسَ عَلَی الْإِمَامِ سَهْوٌ وَ لَا عَلَی مَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ سَهْوٌ وَ لَا عَلَی السَّهْوِ سَهْوٌ وَ لَا عَلَی الْإِعَادَهِ إِعَادَهٌ

______________________________

قوله علیه السلام: و لا علی الإعاده إعاده فی المراد بهذه العباره إشکال.

قال الشهید فی الذکری: و فی حسنه ابن البختری" و لیس علی الإعاده إعاده" و هذا یظهر منه أن السهو یکثر بالثانیه، إلا أن یخص بموضع وجوب الإعاده.

انتهی.

و منهم من أول الخبر بأنه لا تستحب الإعاده ثانیا فیما یستحب فیه الإعاده، کما إذا صلی منفردا ثم صلی جماعه استحبابا، فلا تستحب الإعاده بعد ذلک أیضا، و کما إذا أعاد الناسی للنجاسه خارج الوقت استحبابا علی القول به، فلا تستحب له الإعاده مره أخری، و مثل ذلک و لا یخفی بعده.

و قیل: المراد به النهی عن تکرار الإعاده بموجب واحد، کما إذا شک بین الواحد

و الاثنین فأعاد الصلاه، ثم أعاد مره أخری من غیر حدوث سبب. و هذا أیضا بعید.

بل الظاهر أن هذا حکم آخر بینه و بین کثره السهو عموم من وجه، إذ مفاده أنه إذا حدث سبب للإعاده فی صلاه بسبب الشک و السهو أو مطلقا فأعاد ثم حدث فی المعاده ما توجب الإعاده لا یلتفت إلیه، و حصول کثره السهو لا ینحصر فیما یوجب الإعاده، فهما سببان لعدم الإعاده و إن اجتمعا فی بعض المواد. و لعل هذا هو مراد الشهید رحمه الله أخیرا، و إن یتفطن به الأکثر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 544

..........

______________________________

قوله علیه السلام: و لا علی السهو سهو قال فی المدارک: ذکر المتأخرون أنه یمکن أن یراد بالسهو فی کل من الموضعین معناه المتعارف، و هو نسیان بعض الأفعال أو الشک، فیحصل أربع صور:

الأول: أن یستعمل کل منهما فی معناه، أی لا سهو فیما أوجبه السهو، و ذلک بأن یسهو فی سجدتی السهو عما یوجب سجود السهو، أو فی السجده المنسیه، فإنه لا یوجب سجود السهو.

الثانی: أن یسهو فی شک، أی فی فعل ما أوجبه الشک، کالسهو فی صلاه الاحتیاط، فلا یوجب السجود.

الثالث: أن یشک فی سهو، أی فی وقوع سهو منه فلا یلتفت، أو فی عدد سجدتی السهو أو فی أفعالهما، فإنه یبنی علی الصحیح.

الرابع: أن یشک فی شک کان شک هل حصل له شک أم لا؟ فلا یلتفت، أو یشک فیما أوجبه الشک کرکعتی الاحتیاط فی عدد أو فی فعل فی محله، فإنه یبنی علی وقوعه، إلا أن یستلزم الزیاده فیبنی علی المصحح. و یمکن المناقشه فی الحکم بالبناء علی وقوع الفعل المشکوک فیه إذا کان فی

محله، لعدم صراحه الروایه انتهی.

و أقول: قد بسطنا الکلام فیما یستنبط من هذا الخبر مفصلا فی شرح الأربعین و کتاب بحار الأنوار، فلذا لم نتعرض له فی هذا المقام.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 545

[الحدیث 17]

17 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا قُمْتَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الظُّهْرِ أَوْ غَیْرِهِمَا وَ لَمْ تَتَشَهَّدْ فِیهِمَا فَذَکَرْتَ ذَلِکَ فِی الرَّکْعَهِ الثَّالِثَهِ قَبْلَ أَنْ تَرْکَعَ فَاجْلِسْ فَتَشَهَّدْ وَ قُمْ فَأَتِمَّ صَلَاتَکَ وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ تَذْکُرْ حَتَّی تَرْکَعَ فَامْضِ فِی صَلَاتِکَ حَتَّی تَفْرُغَ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ بَعْدَ التَّسْلِیمِ قَبْلَ أَنْ تَتَکَلَّمَ.

[الحدیث 18]

18 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا قُمْتَ فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ وَ لَمْ تَتَشَهَّدْ- فَذَکَرْتَ قَبْلَ أَنْ تَرْکَعَ فَاقْعُدْ فَتَشَهَّدْ وَ إِنْ لَمْ تَذْکُرْ حَتَّی تَرْکَعَ فَامْضِ فِی صَلَاتِکَ کَمَا أَنْتَ

______________________________

الحدیث السابع عشر: حسن.

و استدل به علی فوریه السجدتین، و لا یخفی ما فیه. نعم یدل علی وجوب الإتیان بهما قبل التکلم.

و اختلف الأصحاب فی فوریتهما:

فقیل: بالفوریه و إنهما یصیران قضاء بالإخلال بها.

و قیل: وقتهما ببقاء وقت الفریضه ثم یصیر قضاء.

و قیل: بامتداد وقتهما إلی آخر العمر.

و قیل: بصیرورتهما قضاء بعد التکلم و غیره من المنافیات.

و لم أر دلیلا علی سائر المنافیات، نعم صیرورتهما قضاء بعد التکلم لا یخلو من قوه، و أما بطلان الصلاه بتخلل الکلام أو سائر المنافیات فلم أر قائلا به.

الحدیث الثامن عشر: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 546

فَإِذَا انْصَرَفْتَ سَجَدْتَ سَجْدَتَیْنِ لَا رُکُوعَ فِیهِمَا ثُمَّ تَتَشَهَّدُ التَّشَهُّدَ الَّذِی فَاتَکَ.

[الحدیث 19]

19 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی الرَّکْعَتَیْنِ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ ثُمَّ یَنْسَی فَیَقُومُ قَبْلَ أَنْ یَجْلِسَ بَیْنَهُمَا قَالَ فَلْیَجْلِسْ مَا لَمْ یَرْکَعْ وَ قَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ وَ إِنْ لَمْ یَذْکُرْ حَتَّی یَرْکَعَ فَلْیَمْضِ فِی صَلَاتِهِ فَإِذَا سَلَّمَ نَقَرَ ثِنْتَیْنِ وَ هُوَ جَالِسٌ

______________________________

قوله علیه السلام: ثم تشهد ظاهره ما ذهب إلیه المفید و ابنا بابویه من أجزاء تشهد السجدتین عن التشهد المنسی.

الحدیث التاسع عشر: حسن.

قوله: قبل أن یجلس بینهما أی: بین الرکعتین و بین الرکعه التی قام فیها، و المراد الجلوس یتشهد.

قوله علیه السلام: نقر ثنتین النقر کنایه

عن تخفیفهما و الاکتفاء بمسمی السجود، کما ذهب إلیه جماعه.

و قیل: بوجوب مطلق الذکر.

و ربما یقال: بوجوب أحد الذکرین المذکورین فی صحیحه الحلبی.

و اختلفوا أیضا فی وجوب التشهد و التسلیم، و المشهور وجوبهما، و هو أقوی.

و أما وجوب الذکر فلا دلیل علیه، و ذکر بعض الأصحاب أنه یجب فی هاتین

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 547

[الحدیث 20]

20 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَدَقَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ع أَ سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص ع فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ حَالُهُ حَالُهُ قَالَ إِنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُفَقِّهَهُمْ.

[الحدیث 21]

21 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِیدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ

______________________________

السجدتین کل ما یجب فی سجدتی الصلاه من الطهاره و الاستقبال و الطمأنینه و ستر العوره و غیرها، و قیل باستحباب التکبیر قبل السجدتین.

و قال فی النهایه: فیه" أنه نهی عن نقره الغراب" یرید تخفیف السجود، و أنه لا یمکث فیه إلا قدر وضع الغراب منقاره فیما یرید أکله.

الحدیث العشرون: ضعیف.

قوله: و حاله حاله أی: سها و الحال أنه فی تلک الدرجه الرفیعه من النبوه و القرب من الله، أی تلک الحاله منافیه للسهو فی العباده، فقال: إنما فعل الله به ذلک لیفقه الناس و یعلمهم أحکام السهو.

و هذا هو الإسهاء الذی جوزه الصدوق رحمه الله، و أنکر سائر الفقهاء و المتکلمین علیه، و حملوا الأخبار علی التقیه.

الحدیث الحادی و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 548

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ سَلَّمَ فِی رَکْعَتَیْنِ فَسَأَلَهُ مَنْ خَلْفَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ حَدَثَ فِی الصَّلَاهِ شَیْ ءٌ قَالَ وَ مَا ذَاکَ قَالُوا إِنَّمَا صَلَّیْتَ رَکْعَتَیْنِ فَقَالَ أَ کَذَاکَ یَا ذَا الْیَدَیْنِ وَ کَانَ یُدْعَی ذَا الشِّمَالَیْنِ فَقَالَ نَعَمْ فَبَنَی عَلَی صَلَاتِهِ فَأَتَمَّ الصَّلَاهَ أَرْبَعاً وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الَّذِی أَنْسَاهُ رَحْمَهً لِلْأُمَّهِ أَ لَا تَرَی لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَنَعَ هَذَا لَعُیِّرَ وَ قِیلَ

مَا تُقْبَلُ صَلَاتُکَ فَمَنْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْیَوْمَ ذَلِکَ قَالَ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ صَارَتْ أُسْوَهً وَ سَجَدَ سَجْدَتَیْنِ لِمَکَانِ الْکَلَامِ.

[الحدیث 22]

22 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ قَامَ قَالَ یَسْتَقْبِلُ قُلْتُ فَمَا یَرْوِی النَّاسُ فَذَکَرَ لَهُ حَدِیثَ ذِی الشِّمَالَیْنِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمْ یَبْرَحْ مِنْ مَکَانِهِ وَ لَوْ بَرِحَ اسْتَقْبَلَ.

[الحدیث 23]

23 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ فِی حَاجَتِهِ قَالَ

______________________________

و مخالف لما هو المشهور فی تلک الواقعه.

الحدیث الثانی و العشرون: صحیح.

قوله: ثم قام لعل المراد ذهب و استدبر القبله.

الحدیث الثالث و العشرون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 549

یَسْتَقْبِلُ الصَّلَاهَ فَقُلْتُ مَا بَالُ رَسُولِ اللَّهِ ص لَمْ یَسْتَقْبِلْ حِینَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمْ یَنْفَتِلْ مِنْ مَوْضِعِهِ.

[الحدیث 24]

24 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ مَعَ الْإِمَامِ فِی صَلَاتِهِ وَ قَدْ سَبَقَهُ بِرَکْعَهٍ فَلَمَّا فَرَغَ الْإِمَامُ خَرَجَ مَعَ النَّاسِ ثُمَّ ذَکَرَ بَعْدَ ذَلِکَ أَنَّهُ فَاتَتْهُ رَکْعَهٌ قَالَ یُعِیدُهَا رَکْعَهً وَاحِدَهً.

[الحدیث 25]

25 عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْغَدَاهَ رَکْعَهً وَ یَتَشَهَّدُ ثُمَّ یَنْصَرِفُ وَ یَذْهَبُ وَ یَجِی ءُ ثُمَّ یَذْکُرُ بَعْدُ أَنَّهُ إِنَّمَا صَلَّی رَکْعَهً قَالَ یُضِیفُ إِلَیْهَا رَکْعَهً.

فَلَا تَنَافِیَ بَیْنَ هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ وَ الْخَبَرِ الْأَوَّلِ الَّذِی قَدَّمْنَاهُ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ وَ بَیْنَ الْأَخْبَارِ الْأَوَّلَهِ لِأَنَّ الْوَجْهَ فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ أَنْ نَحْمِلَهَا عَلَی أَنَّهُ إِذَا انْصَرَفَ وَ ذَهَبَ وَ جَاءَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسْتَدْبِرَ الْقِبْلَهَ جَازَ لَهُ حِینَئِذٍ الْبِنَاءُ عَلَی مَا مَضَی وَ الْأَخْبَارُ الْأَوَّلَهُ مَحْمُولَهٌ عَلَی أَنَّهُ إِذَا اسْتَدْبَرَ الْقِبْلَهَ وَجَبَ عَلَیْهِ اسْتِئْنَافُ الصَّلَاهِ فَلَا تَنَافِیَ بَیْنَهُمَا عَلَی حَالٍ وَ الَّذِی یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 26]

26 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ حَفِظَ سَهْوَهُ فَأَتَمَّهُ فَلَیْسَ عَلَیْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص

______________________________

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

الحدیث الخامس و العشرون: موثق کالصحیح.

الحدیث السادس و العشرون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 550

صَلَّی بِالنَّاسِ الظُّهْرَ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ سَهَا فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَیْنِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِی الصَّلَاهِ شَیْ ءٌ فَقَالَ وَ مَا ذَاکَ قَالَ إِنَّمَا صَلَّیْتَ رَکْعَتَیْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ تَقُولُونَ مِثْلَ قَوْلِهِ قَالُوا نَعَمْ فَقَامَ فَأَتَمَّ بِهِمُ الصَّلَاهَ وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ قَالَ قُلْتُ أَ رَأَیْتَ مَنْ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ ظَنَّ أَنَّهَا أَرْبَعٌ فَسَلَّمَ وَ انْصَرَفَ ثُمَّ ذَکَرَ بَعْدَ مَا ذَهَبَ أَنَّهُ إِنَّمَا صَلَّی رَکْعَتَیْنِ قَالَ یَسْتَقْبِلُ الصَّلَاهَ مِنْ أَوَّلِهَا قَالَ قُلْتُ فَمَا بَالُ الرَّسُولِ ص لَمْ یَسْتَقْبِلِ الصَّلَاهَ وَ إِنَّمَا أَتَمَّ مَا بَقِیَ مِنْ صَلَاتِهِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص

لَمْ یَبْرَحْ مِنْ مَجْلِسِهِ فَإِنْ کَانَ لَمْ یَبْرَحْ مِنْ مَجْلِسِهِ فَلْیُتِمَّ مَا نَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ إِذَا کَانَ قَدْ حَفِظَ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ.

[الحدیث 27]

27 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی رَکْعَهً مِنَ الْغَدَاهِ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ خَرَجَ فِی حَوَائِجِهِ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ صَلَّی رَکْعَهً قَالَ فَلْیُتِمَّ مَا بَقِیَ.

فَقَدْ بَیَّنَّا الْوَجْهَ فِی مِثْلِهِ فِیمَا مَضَی وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ الْخَبَرُ مَخْصُوصاً بِالنَّوَافِلِ دُونَ الْفَرَائِضِ

[الحدیث 28]

28 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی بِالْکُوفَهِ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ ذَکَرَ وَ هُوَ بِمَکَّهَ أَوْ بِالْمَدِینَهِ أَوِ الْبَصْرَهِ أَوْ بِبَلْدَهٍ مِنَ الْبُلْدَانِ أَنَّهُ صَلَّی

______________________________

الحدیث السابع و العشرون: صحیح.

الحدیث الثامن و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 551

رَکْعَتَیْنِ قَالَ یُصَلِّی رَکْعَتَیْنِ.

فَهَذَا الْخَبَرُ وَ خَبَرُ عَمَّارٍ الَّذِی قَالَ فِیهِ لَا یُعِیدُ وَ لَوْ بَلَغَ الصِّینَ الْوَجْهُ فِیهِمَا أَنْ نَحْمِلَهُمَا عَلَی أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَذْکُرْ ذَلِکَ عِلْماً یَقِیناً وَ إِنَّمَا یَذْکُرُ ظَنّاً وَ یَعْتَرِیهِ مَعَ ذَلِکَ شَکٌّ- فَحِینَئِذٍ یُضِیفُ إِلَیْهِ تَمَامَ الصَّلَاهِ اسْتِظْهَاراً لَا وُجُوباً لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ بَعْدَ الِانْصِرَافِ مِنْ حَالِ الصَّلَاهِ لَا یَلْتَفِتُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الشَّکِّ وَ یَحْتَمِلُ الْخَبَرُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ إِنَّمَا ذَکَرَ تَرْکَ رَکْعَتَیْنِ مِنَ النَّوَافِلِ وَ لَیْسَ فِیهِ أَنَّهُ تَرَکَ رَکْعَتَیْنِ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ یَزِیدُ مَا قَدَّمْنَاهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 29]

29 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ مَعَ الْإِمَامِ فِی صَلَاتِهِ وَ قَدْ سَبَقَهُ بِرَکْعَهٍ فَلَمَّا فَرَغَ الْإِمَامُ خَرَجَ مَعَ النَّاسِ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ قَدْ فَاتَتْهُ رَکْعَهٌ قَالَ یُعِیدُ رَکْعَهً وَاحِدَهً یَجُوزُ لَهُ ذَلِکَ إِذَا لَمْ یُحَوِّلْ وَجْهَهُ عَنِ الْقِبْلَهِ فَإِذَا حَوَّلَ وَجْهَهُ فَعَلَیْهِ أَنْ یَسْتَقْبِلَ الصَّلَاهَ اسْتِقْبَالًا

______________________________

و قال الفاضل التستری رحمه الله فی ابن أبی نجران: إن کان هذا عبد الرحمن، فالظاهر فیه الغلط نظرا إلی أن سعدا لا یروی عنه، و هو لا یروی عن

الحسین بن سعید علی ما یظهر، و سیجی ء عن قریب روایه الحسین عن عبد الرحمن. و بالجمله فی السند إشکال لا یظهر صحته، و کذا حال المتن. انتهی.

و یظهر من الصدوق فی المقنع أنه عمل بتلک الأخبار.

الحدیث التاسع و العشرون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 552

[الحدیث 30]

30 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع صَلَّیْتُ بِقَوْمٍ صَلَاهً فَقَعَدْتُ لِلتَّشَهُّدِ ثُمَّ قُمْتُ وَ نَسِیتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَیْهِمْ فَقَالُوا مَا سَلَّمْتَ عَلَیْنَا فَقَالَ أَ لَمْ تُسَلِّمْ وَ أَنْتَ جَالِسٌ قُلْتُ بَلَی فَقَالَ فَلَا بَأْسَ عَلَیْکَ وَ لَوْ نَسِیتَ حِینَ قَالُوا لَکَ ذَلِکَ اسْتَقْبَلْتَهُمْ بِوَجْهِکَ فَقُلْتَ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ.

[الحدیث 31]

31 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَشُکُّ بَعْدَ مَا یَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ فَقَالَ لَا یُعِیدُ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 32]

32 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ شَکَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع کَثْرَهَ السَّهْوِ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ أَحْصِ

______________________________

الحدیث الثلاثون: موثق کالصحیح.

قوله: و نسیت أی: التسلیم علیهم، أو مطلقا، و الأول أظهر لقوله علیه السلام" أ لم تسلم".

قوله علیه السلام: فقلت السلام علیکم یدل علی الاکتفاء بالسلام علیکم، و علی الاستقبال بالوجه عند التسلیم علیهم.

الحدیث الحادی و الثلاثون: صحیح.

الحدیث الثانی و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 553

صَلَاتَکَ بِالْحَصَی أَوْ قَالَ احْفَظْهَا بِالْحَصَی.

[الحدیث 33]

33 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَکُونُ خَلْفَ الْإِمَامِ فَیُطِیلُ الْإِمَامُ التَّشَهُّدَ فَقَالَ یُسَلِّمُ مَنْ خَلْفَهُ وَ یَمْضِی فِی حَاجَتِهِ إِنْ أَحَبَّ.

[الحدیث 34]

34 عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ خَلْفَ الْإِمَامِ فَیُطَوِّلُ الْإِمَامُ التَّشَهُّدَ فَیَأْخُذُ الرَّجُلَ الْبَوْلُ أَوْ یَتَخَوَّفُ عَلَی شَیْ ءٍ یَفُوتُ أَوْ یَعْرِضُ لَهُ وَجَعٌ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَتَشَهَّدُ هُوَ وَ یَنْصَرِفُ وَ یَدَعُ الْإِمَامَ.

[الحدیث 35]

35 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ خَلْفَ الْإِمَامِ فَیَسْهُو فَیُسَلِّمُ قَبْلَ أَنْ یُسَلِّمَ الْإِمَامُ قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 36]

36 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُوسَی بْنِ عِیسَی عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

الحدیث الثالث و الثلاثون: صحیح.

و یدل علی جواز الانفراد فی التشهد الأخیر و إن لم یکن عذر، کما هو المشهور.

الحدیث الرابع و الثلاثون: صحیح.

الحدیث الخامس و الثلاثون: صحیح.

الحدیث السادس و الثلاثون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 554

عَنْ شَیْ ءٍ مِنَ السَّهْوِ فِی الصَّلَاهِ فَقَالَ أَ لَا أُعَلِّمُکَ شَیْئاً إِذَا فَعَلْتَهُ ثُمَّ ذَکَرْتَ أَنَّکَ أَتْمَمْتَ أَوْ نَقَصْتَ لَمْ یَکُنْ عَلَیْکَ شَیْ ءٌ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِذَا سَهَوْتَ فَابْنِ عَلَی الْأَکْثَرِ فَإِذَا فَرَغْتَ وَ سَلَّمْتَ فَقُمْ فَصَلِّ مَا ظَنَنْتَ أَنَّکَ نَقَصْتَ فَإِنْ کُنْتَ قَدْ أَتْمَمْتَ لَمْ یَکُنْ عَلَیْکَ فِی هَذِهِ شَیْ ءٌ وَ إِنْ ذَکَرْتَ أَنَّکَ کُنْتَ نَقَصْتَ کَانَ مَا صَلَّیْتَ تَمَامَ مَا نَقَصْتَ.

[الحدیث 37]

37 سَعْدٌ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ص الظُّهْرَ خَمْسَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ انْفَتَلَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ زِیدَ فِی الصَّلَاهِ شَیْ ءٌ فَقَالَ وَ مَا ذَاکَ قَالَ صَلَّیْتَ بِنَا خَمْسَ رَکَعَاتٍ قَالَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ وَ کَبَّرَ وَ هُوَ جَالِسٌ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَیْنِ لَیْسَ فِیهِمَا قِرَاءَهٌ وَ لَا رُکُوعٌ ثُمَّ سَلَّمَ وَ کَانَ یَقُولُ هُمَا الْمُرْغِمَتَانِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا خَبَرٌ شَاذٌّ لَا یُعْمَلُ عَلَیْهِ لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ مَنْ زَادَ فِی الصَّلَاهِ وَ عَلِمَ ذَلِکَ یَجِبُ عَلَیْهِ اسْتِئْنَافُ الصَّلَاهِ وَ إِذَا شَکَّ فِی الزِّیَادَهِ فَإِنَّهُ یَسْجُدُ

______________________________

قوله علیه السلام: فصل ما ظننت أی شککت و احتملت.

و هذا الخبر مع انجبار ضعفه بالشهره

ینفع فی کثیر من المواضع، فلا تغفل.

الحدیث السابع و الثلاثون: ضعیف أو موثق.

قوله صلوات الله علیه: فاستقبل القبله یمکن حمله علی ما إذا جلس فی الرابعه قدر التشهد. و کان الأولی حمله علی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 555

السَّجْدَتَیْنِ الْمُرْغِمَتَیْنِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ ع إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِکَ لِأَنَّ قَوْلَ وَاحِدٍ لَهُ لَمْ یَکُنْ مِمَّا یُقْطَعُ بِهِ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ کَانَ غَلَطاً مِنْهُ وَ إِنَّمَا سَجَدَ السَّجْدَتَیْنِ احْتِیَاطاً

[الحدیث 38]

38 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا نَسِیتَ شَیْئاً مِنَ الصَّلَاهِ رُکُوعاً أَوْ سُجُوداً أَوْ تَکْبِیراً ثُمَّ ذَکَرْتَ فَاصْنَعِ الَّذِی فَاتَکَ سَوَاءً

______________________________

التقیه، لأن رواته من العامه و الزیدیه، مع اشتماله علی سهو النبی صلی الله علیه و آله، و هو غیر مجوز عند غیر الصدوق.

الحدیث الثامن و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه السلام: فاصنع ظاهره القضاء بعد الصلاه، و یمکن حمله علی الإتیان قبل تجاوز المحل.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه أن کل ما ینسی فی الصلاه یقضی، سواء کان تکبیرا أو غیره، و هو غیر بعید. نعم یجوز قضاء الرکوع، و الحکم بالصحه مع تجاوز المحل مشکل، اللهم إلا أن یکون المراد بالرکوع الرکعه. انتهی.

و أقول: ظاهر أکثر المتأخرین تحقق الإجماع علی بطلان الصلاه بترک الرکوع و ذکره بعد السجود، و کأنهم غفلوا عما ذکره الشیخ فی المبسوط أن ناسی الرکوع فی الصلاه فی أی رکعه کانت إذا ذکر بعد الفراغ منها یصلی رکعه تامه، بناء علی القول بالتلفیق، کما هو أحد محملی الخبر الآتی. فتدبر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 556

[الحدیث 39]

39 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ نَسِیَ رَکْعَهً مِنْ صَلَاتِهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ لَمْ یَرْکَعْ قَالَ یَقُومُ فَیَرْکَعُ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیْنِ.

[الحدیث 40]

40 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ یَعْلَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَخِیهِ أَبِی جَرِیرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی ع قَالَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا کَانَ فِی الصَّلَاهِ فَدَعَاهُ الْوَالِدُ فَلْیُسَبِّحْ وَ إِذَا دَعَتْهُ الْوَالِدَهُ فَلْیَقُلْ لَبَّیْکِ.

[الحدیث 41]

41 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ یُصَلِّی خَلْفَ إِمَامٍ لَا یَدْرِی

______________________________

الحدیث التاسع و الثلاثون: صحیح.

و ظاهر هذا الخبر أیضا نسیان الرکوع، فتکون السجدتان للسهو.

و ینبغی حمله علی الرکعه، فیکون المراد بقوله" حتی فرغ منها" أنه لم یذکر إلا بعد التسلیم.

الحدیث الأربعون: مجهول.

و أبو جریر اسمه زکریا، و هو ابن إدریس بن عبد الله ثقه.

قوله علیه السلام: إذا دعاه الولد لم أظفر به فی کلام الأصحاب، و فی بعض النسخ: الوالد.

الحدیث الحادی و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 557

کَمْ صَلَّی هَلْ عَلَیْهِ سَهْوٌ قَالَ لَا.

[الحدیث 42]

42 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع هَلْ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ص- سَجْدَتَیِ السَّهْوِ قَطُّ فَقَالَ لَا وَ لَا یَسْجُدُهُمَا فَقِیهٌ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الَّذِی أُفْتِی بِهِ مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْخَبَرُ فَأَمَّا الْأَخْبَارُ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا مِنْ أَنَّ النَّبِیَّ ص سَهَا فَسَجَدَ فَإِنَّهَا مُوَافِقَهٌ لِلْعَامَّهِ وَ إِنَّمَا ذَکَرْنَاهَا لِأَنَّ مَا تَتَضَمَّنَهُ مِنَ الْأَحْکَامِ مَعْمُولٌ بِهَا عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ

[الحدیث 43]

43 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَا أَعَادَ الصَّلَاهَ فَقِیهٌ قَطُّ یَحْتَالُ لَهَا وَ یُدَبِّرُهَا حَتَّی لَا یُعِیدَهَا.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَخْصُوصٌ بِأَحْکَامٍ بِعَیْنِهَا لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ فِی السَّهْوِ مَا لَا یُمْکِنُ تَلَافِیهِ وَ لَا یَجُوزُ فِیهِ غَیْرُ إِعَادَهِ الصَّلَاهِ

______________________________

الحدیث الثانی و الأربعون: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: و لا یسجدهما فقیه لعل المراد بالفقیه المعصوم، أی من فقهاء أهل البیت علیهم السلام.

أو الفقیه الکامل العامل الذی لا یغفل عن صلاته فیسهو فیها.

الحدیث الثالث و الأربعون: مجهول.

و استدل به بعض المتأخرین علی جواز الإعاده و عدم العمل بأعمال الشک.

و لا یخفی ما فیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 558

[الحدیث 44]

44 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَهَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ دَعَاهُ رَجُلٌ وَ هُوَ یُصَلِّی فَسَهَا فَأَجَابَهُ لِحَاجَتِهِ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَمْضِی عَلَی صَلَاتِهِ وَ یُکَبِّرُ تَکْبِیراً کَثِیراً.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ هَذَا الْخَبَرُ لَا یُنَافِی مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ إِذَا تَکَلَّمَ سَاهِیاً کَانَ عَلَیْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ لَیْسَ عَلَیْهِ ذَلِکَ وَ لَا یَمْتَنِعُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ یُکَبِّرُ تَکْبِیراً کَثِیراً ثُمَّ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الصَّلَاهِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ

[الحدیث 45]

45 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ بَکْرِ بْنِ أَبِی بَکْرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی رُبَّمَا شَکَکْتُ فِی السُّورَهِ فَلَا أَدْرِی قَرَأْتُهَا أَمْ لَا فَأُعِیدُهَا قَالَ إِنْ کَانَتْ طَوِیلَهً فَلَا وَ إِنْ کَانَتْ قَصِیرَهً فَأَعِدْهَا

______________________________

الحدیث الرابع و الأربعون: مجهول.

و نقل فی المنتهی إجماع العلماء علی أن التکلم فی الصلاه ناسیا موجب لسجود السهو.

الحدیث الخامس و الأربعون: مجهول.

و ظاهره استحباب السوره و کذا الخبر الذی بعده.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 559

[الحدیث 46]

46 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَقْرَأُ سُورَهً فَأَسْهُو فَأَنْتَبِهُ وَ أَنَا فِی آخِرِهَا فَأَرْجِعُ إِلَی أَوَّلِ السُّورَهِ أَوْ أَمْضِی قَالَ بَلِ امْضِ.

[الحدیث 47]

47 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ شَکَّ فِی الْأَذَانِ وَ قَدْ دَخَلَ فِی الْإِقَامَهِ قَالَ یَمْضِی قُلْتُ رَجُلٌ شَکَّ فِی الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَهِ وَ قَدْ کَبَّرَ قَالَ یَمْضِی قُلْتُ رَجُلٌ شَکَّ فِی التَّکْبِیرِ وَ قَدْ قَرَأَ قَالَ یَمْضِی قُلْتُ شَکَّ فِی الْقِرَاءَهِ وَ قَدْ رَکَعَ قَالَ یَمْضِی قُلْتُ شَکَّ فِی الرُّکُوعِ وَ قَدْ سَجَدَ قَالَ یَمْضِی عَلَی صَلَاتِهِ ثُمَّ قَالَ یَا زُرَارَهُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ دَخَلْتَ فِی غَیْرِهِ فَشَکُّکَ لَیْسَ بِشَیْ ءٍ

______________________________

الحدیث السادس و الأربعون: صحیح.

قوله: فأسهو بأن ینتقل إلی سوره أخری، أو یسقط بعضها.

الحدیث السابع و الأربعون: صحیح.

و ظاهره عدم الفرق فی الشک و الأفعال بین الأولیین و الأخیرتین.

ثم اعلم أن الحکم بعدم الاعتناء بالشک بعد تجاوز المحل إجماعی فی الجمله، و إنما اختلفوا فی بعض خصوصیاته، و لنشر إلی بعضها فی فصول:

الأول: المشهور بین الأصحاب أنه لا فرق فی الحکم المذکور، و کذا فی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 560

..........

______________________________

الرجوع قبل تجاوز المحل، بین أن یکون الشک فی الأولیین أو غیرهما، و فی الرباعیه أو غیرها.

و قال فی المقنعه: کل شک یلحق الإنسان فی الأولیین من فرائضه فعلیه الإعاده.

و حکی فی المعتبر عن الشیخ قولا بوجوب الإعاده لکل شک یتعلق بکیفیه الأولیین کأعدادهما.

و استقرب فی التذکره البطلان

إن تعلق الشک برکن من الأولیین، و الأول أصوب لهذا الخبر و عموم سائر الأخبار.

الثانی: لو شک فی قراءه الفاتحه و هو فی السوره، فذهب جماعه منهم إلی الإعاده، و اختار ابن إدریس و المفید و المحقق عدم الالتفات، و کأنه أقوی لعموم" إذا خرجت من شی ء".

و قد یستدل علی الأول بقوله فی هذا الخبر" قلت: شک فی القراءه و قد رکع" فإن ظاهره أن الانتقال عن القراءه إنما یکون بالرکوع، و بأن القراءه فعل واحد.

و أجیب: بأن التقیید لیس فی کلامه علیه السلام، بل فی کلام الراوی، و لیس فی کلام الراوی أیضا الحکم علی محل الوصف حتی یقتضی نفیه عما عداه، بل سؤال عن حکم محل الوصف، سلمنا لکن دلاله المفهوم لا یعارض المنطوق.

و أما الشک فی آیه بعد الدخول فی آیه أخری، فالمشهور الإعاده، و مال بعض المتأخرین إلی عدمها، و کان الإعاده أولی و أحوط.

الثالث: لو شک فی القراءه و هو فی القنوت فالظاهر عدم وجوب العود.

و قیل: یجب العود لما مر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 561

..........

______________________________

و کذا لو أهوی إلی الرکوع و لم یصل إلی حده، و عدم العود فیهما أظهر لا سیما فی الأول و الاحتیاط فیما مر.

الرابع: لو شک فی الرکوع و قد هوی إلی السجود و لم یضع جبهته علی الأرض بعد، فقد اختلف فیه، فذهب الشهید الثانی رحمه الله إلی العود، و جماعه إلی عدمه، و لعل الأخیر أقوی لموثقه أبان و لعموم هذا الخبر.

و استدل علی الأول بصحیحه إسماعیل بن جابر و هذا الخبر، و کان الأحوط المضی فی الصلاه ثم إعادتها.

الخامس: لو شک بعد رفع رأسه من الرکوع هل وصل

إلی حد الراکع أم لا مع جزمه بتحقق الانحناء فی الجمله، و کون هویه بقصد الرکوع. فیحتمل العود لأنه یرجع إلی الشک فی الرکوع قائما، و یحتمل عدم العود لروایه الفضیل، و لأن الظاهر وصوله حینئذ إلی حد الراکع، و لعل الأول أقوی.

السادس: لو شک فی السجود و لما یستکمل القیام و قد أخذ فیه فالأقرب وجوب الإتیان به، کما اختاره الشهیدان و جماعه، لخبر عبد الرحمن بن أبی عبد الله.

السابع: لو شک فی السجود و هو یتشهد أو فی التشهد و قد قام، فالأظهر أنه لا یلتفت، کما اختاره فی المبسوط، و کذا لو شک فی التشهد و لما یستکمل القیام.

و قال العلامه فی النهایه: یرجع إلی السجود و التشهد ما لم یرکع. و فی الذکری نسب هذا القول إلی الشیخ فی النهایه، مع أنه قال فی النهایه: بالفرق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 562

[الحدیث 48]

48 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ کُلُّمَا شَکَکْتَ فِیهِ بَعْدَ مَا تَفْرُغُ مِنْ صَلَاتِکَ فَامْضِ وَ لَا تَعُدْ.

[الحدیث 49]

49 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَهَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ أَبِی أُسَامَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ صَلَّی الْعَصْرَ سِتَّ رَکَعَاتٍ أَوْ خَمْسَ رَکَعَاتٍ قَالَ إِنِ اسْتَیْقَنَ أَنَّهُ صَلَّی خَمْساً أَوْ سِتّاً فَلْیُعِدْ وَ إِنْ کَانَ لَا یَدْرِی أَ زَادَ أَمْ

______________________________

بین السجود و التشهد، فقال: بالرجوع فی السجود دون التشهد. و الأظهر عدم الرجوع فی الجمیع.

الثامن: لا خلاف ظاهرا بین الأصحاب فی أنه لیس لناسی ذکر الرکوع أو الطمأنینه فیه حتی ینتصب، و لناسی الرفع من الرکوع أو الطمأنینه فی الرفع حتی یسجد، أو الذکر فی السجدتین، أو السجود علی الأعضاء السبعه سوی الجبهه، أو الطمأنینه فیهما أو فی الجلوس بینهما، أو إکمال الرفع من السجده الأولی حتی سجد ثانیا. و کذا لو شک فی شی ء من ذلک الرجوع إلیها، و لا تبطل الصلاه بذلک، و لا یلزمه شی ء الأعلی القول بوجوب سجود السهو لکل زیاده و نقیصه فی السهو.

الحدیث الثامن و الأربعون: صحیح.

الحدیث التاسع و الأربعون: ضعیف.

قوله علیه السلام: و إن کان لا یدری ظاهره الشک بین الثلاث و الخمس مثلا، و یمکن حمله علی الشک بین الأربع

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 563

نَقَصَ فَلْیُکَبِّرْ وَ هُوَ جَالِسٌ ثُمَّ لْیَرْکَعْ رَکْعَتَیْنِ یَقْرَأُ فِیهِمَا بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ فِی آخِرِ صَلَاتِهِ ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ إِنْ هُوَ اسْتَیْقَنَ أَنَّهُ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَکَلَّمَ فَلَمْ یَعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ یُتِمَّ الصَّلَاهَ قَائِماً عَلَیْهِ أَنْ یُتِمَّ الصَّلَاهَ مَا

بَقِیَ مِنْهَا فَإِنَّ نَبِیَّ اللَّهِ ص صَلَّی بِالنَّاسِ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ نَسِیَ حَتَّی انْصَرَفَ فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَیْنِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ حَدَثَ فِی الصَّلَاهِ شَیْ ءٌ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَ صَدَقَ ذُو الشِّمَالَیْنِ فَقَالُوا نَعَمْ لَمْ تُصَلِّ إِلَّا رَکْعَتَیْنِ فَقَامَ فَأَتَمَّ مَا بَقِیَ مِنْ صَلَاتِهِ.

[الحدیث 50]

50 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ یَفُوتُ الرَّجُلَ الْأُولَی وَ الْعَصْرُ وَ الْمَغْرِبُ وَ ذَکَرَهَا عِنْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ قَالَ یَبْدَأُ بِالْوَقْتِ الَّذِی هُوَ فِیهِ فَإِنَّهُ لَا یَأْمَنُ الْمَوْتَ فَیَکُونُ قَدْ

______________________________

و الخمس قبل الرکوع، فإنه یهدم الرکعه و یصلی رکعتین جالسا، أو بعد السجدتین أیضا، بأن یکون المراد النقص عن الزیاده.

أو أنه مع عدم إکمال التشهد یصدق أنه شک بین الزیاده و النقیصه، و حینئذ تکون الرکعتان بعد ذلک موافقه لما نسب إلی الصدوق من لزوم الرکعتین جالسا لمن شک بین الأربع و الخمس.

و لعل السر فیه أنها لو کانت خمسا تکمل الرکعه الزائده مع هاتین الرکعتین المحسوبتین برکعه رکعتین نافله، لکن یشکل الأمر فی الست مع ذکره فی الخبر.

و فیما فرضنا أولا المشهور البطلان.

و قیل: یبنی علی الأقل قاله الشهید فی الألفیه، و لم یقل به قائل غیره.

الحدیث الخمسون: مرسل.

قوله علیه السلام: یبدأ بالوقت ظاهره جواز تقدیم الحاضره علی الفائته، و الترتیب بین الفوائت.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 564

تَرَکَ صَلَاهً فَرِیضَهً فِی وَقْتٍ قَدْ دَخَلَتْ ثُمَّ یَقْضِی مَا فَاتَهُ الْأُولَی فَالْأُولَی.

[الحدیث 51]

51 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَنْبَسَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ لَا یَدْرِی رَکْعَتَیْنِ رَکَعَ أَوْ وَاحِدَهً أَوْ ثَلَاثاً قَالَ یَبْنِی صَلَاتَهُ عَلَی رَکْعَهٍ وَاحِدَهٍ یَقْرَأُ فِیهَا بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنْ نَحْمِلَهُ عَلَی النَّوَافِلِ لِأَنَّ النَّوَافِلَ حُکْمُهَا أَنْ تُبْنَی عَلَی الْأَقَلِّ احْتِیَاطاً عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ فَأَمَّا الْفَرَائِضُ فَإِنَّهَا تُبْنَی عَلَی الْأَکْثَرِ وَ یُتَمُّ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الصَّلَاهِ عَلَی

مَا بَیَّنَّاهُ

[الحدیث 52]

52 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ

______________________________

و یمکن أن یحمل قوله" و ذکرها عند العشاء الآخره" علی ما إذا ضاق وقتها، بقرینه أن المغرب لا یجوز تأخیرها إلا عند ذلک، و حملها علی المغرب التی فاتت فی لیله أخری بعید.

الحدیث الحادی و الخمسون: مجهول.

و عنبسه لعله ابن بجاد الثقه بقرینه صفوان، فالخبر صحیح.

قوله علیه السلام: یبنی صلاته یمکن أن یکون المراد یبنی صلاته علی أن بقیت منها رکعه واحده، فیقرأ فی تلک الرکعه الباقیه الحمد، و یحمل علی کثیر الشک، و الظاهر أن فی الخبر سقطا.

الحدیث الثانی و الخمسون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 565

عَنْ یُونُسَ عَنْ مِنْهَالٍ الْقَصَّابِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَسْهُو فِی الصَّلَاهِ وَ أَنَا خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ فَقَالَ إِذَا سَلَّمَ فَاسْجُدْ سَجْدَتَیْنِ وَ لَا تَهُبَّ

______________________________

قوله: أسهو فی الصلاه لعل المراد أنه یسهو بما یوجب سجود السهو و ینفرد به دون الإمام، إما خلف من لا یقتدی به أو مطلقا.

و قوله" لا تهب" فهی من هاب یهاب أی لا تخف.

ثم اعلم أنه اختلف الأصحاب فیما إذا أحدث المأموم ما یوجب سجود السهو و تفرد به هل یجب علیه أم لا؟ فذهب الشیخ و المرتضی إلی العدم مدعیین للإجماع علیه، و المشهور بین المتأخرین الوجوب، و هذا الخبر یدل علیه.

و لا یبعد حمل ما یدل علی خلافه علی التقیه، لأنهم رووا مثل ذلک عن عمر، و لعل السر فی قوله علیه السلام" لا تهب" أن فی العامه من یقول بالجواز کمکحول و غیره.

و یحتمل أن یکون من المضاعف، أی: لا تقم من مقامک حتی تأتی بهما.

قال فی النهایه:

فیه" لقد رأیت أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله یهبون إلیها کما یهبون إلی المکتوبه" یعنی رکعتی المغرب، أی: ینهضون إلیها.

و قال فی القاموس: الهب الانتباه من النوم و نشاط کل سائر و سرعته.

و علی الأجوف یحتمل أیضا أن یکون المراد به عدم الخوف من تشنیع الناس بالسهو فی الصلاه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 566

[الحدیث 53]

53 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَحَسَّ الرَّجُلُ أَنَّ بِثَوْبِهِ بَلَلًا وَ هُوَ یُصَلِّی فَلْیَأْخُذْ ذَکَرَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ فَیَمْسَحُهُ بِفَخِذِهِ فَإِنْ کَانَ بَلَلًا یَعْرِفُ فَلْیَتَوَضَّأْ وَ لْیُعِدِ الصَّلَاهَ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ بَلَلًا فَذَلِکَ مِنَ الشَّیْطَانِ.

[الحدیث 54]

54 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ السَّهْوِ مَا یَجِبُ فِیهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَقُمْتَ أَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَقُومَ فَقَعَدْتَ أَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَقْرَأَ فَسَبَّحْتَ أَوْ أَرَدْتَ أَنْ تُسَبِّحَ فَقَرَأْتَ فَعَلَیْکَ سَجْدَتَا السَّهْوِ وَ لَیْسَ

______________________________

الحدیث الثالث و الخمسون: مجهول.

قوله علیه السلام: فلیتوضأ لعله محمول علی عدم الاستبراء، أو علی العلم بکونه بولا.

الحدیث الرابع و الخمسون: موثق.

قوله علیه السلام: و لیس فی شی ء قال الوالد العلامه نور الله مرقده: کان المعنی أنه لیس فی سجدتی السهو، أو صلاه الاحتیاط، أو نحوهما مما یتم به الصلاه سهو، بل یمضی فیها إذا شک.

انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 567

فِی شَیْ ءٍ مِمَّا یَتِمُّ بِهِ الصَّلَاهُ سَهْوٌ وَ عَنِ الرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَقْعُدَ فَقَامَ ثُمَّ ذَکَرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقَدِّمَ شَیْئاً أَوْ یُحْدِثَ شَیْئاً قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِ سَجْدَتَا السَّهْوِ حَتَّی یَتَکَلَّمَ بِشَیْ ءٍ وَ عَنِ الرَّجُلِ إِذَا سَهَا فِی الصَّلَاهِ فَیَنْسَی أَنْ یَسْجُدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ قَالَ یَسْجُدُهُمَا مَتَی ذَکَرَ وَ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی ثَلَاثَ رَکَعَاتٍ وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهَا أَرْبَعٌ فَلَمَّا سَلَّمَ ذَکَرَ أَنَّهَا ثَلَاثٌ قَالَ یَبْنِی عَلَی صَلَاتِهِ مَتَی مَا ذَکَرَ وَ یُصَلِّی رَکْعَهً وَ یَتَشَهَّدُ

وَ یُسَلِّمُ وَ یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ قَدْ جَازَتْ صَلَاتُهُ وَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یَنْسَی الرُّکُوعَ أَوْ یَنْسَی سَجْدَهً

______________________________

و یمکن أن یکون المراد ما إذا ترک رکعه أو فعلا، ثم ذکره فی محله و أتی به، فلیس فیه سجود السهو کما مر، و سیأتی ما ینافیه.

قوله: إذا أراد أن یقعد هذا التفصیل غیر معهود، و نقل عن السید المرتضی و ابن بابویه أنهما أوجبا السجود للقعود فی موضع قیام و عکسه.

قوله علیه السلام: متی ما ذکر یدل علی ما ذهب إلیه معظم الأصحاب من عدم سقوطها و إن طالت المده.

قوله علیه السلام: و یسجد سجدتی السهو لعله محمول علی ما إذا تکلم جمعا، أو للتسلیم کما نقل العلامه فی المنتهی الاتفاق علی کون السلام فی غیر محله موجبا لسجود السهو.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 568

هَلْ عَلَیْهِ سَجْدَهُ السَّهْوِ قَالَ لَا قَدْ أَتَمَّ الصَّلَاهَ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَدْخُلُ مَعَ الْإِمَامِ وَ قَدْ صَلَّی الْإِمَامُ رَکْعَهً أَوْ أَکْثَرَ فَسَهَا الْإِمَامُ کَیْفَ یَصْنَعُ الرَّجُلُ قَالَ إِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ فَسَجَدَ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ فَلَا یَسْجُدُ الرَّجُلُ الَّذِی دَخَلَ مَعَهُ وَ إِذَا قَامَ وَ بَنَی عَلَی صَلَاتِهِ وَ أَتَمَّهَا وَ سَلَّمَ سَجَدَ الرَّجُلُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَسْهُو فِی صَلَاتِهِ فَلَا یَذْکُرُ

______________________________

قوله علیه السلام: لا لعله محمول علی ما إذا ذکر قبل فوات محلهما و تدارکهما، کما یشعر به قوله علیه السلام" قد أتم الصلاه" کذا أفاده الوالد العلامه طیب الله رمسه.

قوله علیه السلام: فلا یسجد الرجل لعله محمول علی ما إذا کان موجب السهو مشترکا بینهما، کما هو المشهور بین المتأخرین من عدم وجوب متابعه المأموم للإمام فی سجود السهو إذا تفرد الإمام بموجبه، و

ذهب الشیخ و أتباعه إلی الوجوب متمسکین بهذا الخبر.

و لا یبعد حمله علی التقیه، لما روته العامه عن عمر عن النبی صلی الله علیه و آله أنه قال: لیس علی من خلف الإمام سهو، فإن سها إمامه فعلیه و علی من خلفه.

قوله علیه السلام: یعید الصلاه یدل علی رکنیه تکبیره الافتتاح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 569

ذَلِکَ حَتَّی یُصَلِّیَ الْفَجْرَ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ لَا یَسْجُدُ سَجْدَتَیِ السَّهْوِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ یَذْهَبَ شُعَاعُهَا وَ عَنْ رَجُلٍ سَهَا خَلْفَ الْإِمَامِ فَلَمْ یَفْتَتِحِ الصَّلَاهَ قَالَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ وَ لَا صَلَاهَ بِغَیْرِ افْتِتَاحٍ وَ عَنْ رَجُلٍ وَجَبَتْ عَلَیْهِ صَلَاهٌ مِنْ قُعُودٍ فَنَسِیَ حَتَّی قَامَ وَ افْتَتَحَ الصَّلَاهَ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمَّ ذَکَرَ قَالَ یَقْعُدُ وَ یَفْتَتِحُ الصَّلَاهَ وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ کَذَلِکَ إِنْ وَجَبَتْ عَلَیْهِ الصَّلَاهُ مِنْ قِیَامٍ فَنَسِیَ حَتَّی افْتَتَحَ الصَّلَاهَ وَ هُوَ قَاعِدٌ فَعَلَیْهِ أَنْ یَقْطَعَ صَلَاتَهُ وَ یَقُومَ فَیَفْتَتِحَ الصَّلَاهَ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ لَا یَعْتَدَّ بِافْتِتَاحِهِ وَ هُوَ قَاعِدٌ.

[الحدیث 55]

55 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ فَأَحْدَثَ حِینَ جَلَسَ فِی الرَّابِعَهِ فَقَالَ

______________________________

قوله علیه السلام: لا یسجد سجدتی السهو الظاهر أنه محمول علی التقیه.

قوله علیه السلام: یقعد یدل علی رکنیه القیام و القعود فی مواضعهما، إما مطلقا أو فی النیه، أو تکبیره الافتتاح، و یومئ إلی عدم التخییر مطلقا بین الرکعتین من جلوس و الرکعه من قیام ردا علی المشهور، إلا أن یحمل علی النذر، و فیه أیضا کلام.

الحدیث الخامس و الخمسون:

مجهول.

و یدل علی جواز الاکتفاء بالشهاده الصغری فی التشهد.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 570

إِنْ کَانَ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَلَا یُعِیدُ وَ إِنْ کَانَ لَمْ یَتَشَهَّدْ قَبْلَ أَنْ یُحْدِثَ فَلْیُعِدْ.

[الحدیث 56]

56 عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا یَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ وَجَدَ غَمْزاً فِی بَطْنِهِ أَوْ أَذًی أَوْ عَصْراً مِنَ الْبَوْلِ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی أَوِ الثَّانِیَهِ أَوِ الثَّالِثَهِ أَوِ الرَّابِعَهِ قَالَ فَقَالَ إِذَا أَصَابَ شَیْئاً مِنْ ذَلِکَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ یَخْرُجَ لِحَاجَتِهِ تِلْکَ فَیَتَوَضَّأَ ثُمَّ یَنْصَرِفَ إِلَی مُصَلَّاهُ الَّذِی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ فَیَبْنِیَ عَلَی صَلَاتِهِ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی خَرَجَ مِنْهُ لِحَاجَتِهِ مَا لَمْ یَنْقُضِ الصَّلَاهَ بِکَلَامٍ قَالَ قُلْتُ وَ إِنِ الْتَفَتَ یَمِیناً أَوْ شِمَالًا أَوْ وَلَّی عَنِ الْقِبْلَهِ قَالَ نَعَمْ کُلُّ ذَلِکَ وَاسِعٌ إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَهِ رَجُلٍ سَهَا فَانْصَرَفَ فِی رَکْعَهٍ أَوْ رَکْعَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثٍ مِنَ الْمَکْتُوبَهِ فَإِنَّمَا عَلَیْهِ أَنْ یَبْنِیَ عَلَی صَلَاتِهِ ثُمَّ ذَکَرَ سَهْوَ النَّبِیِّ ص.

وَ قَدْ مَضَی مَعْنَی هَذَا الْخَبَرِ

______________________________

الحدیث السادس و الخمسون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 571

17 بَابُ مَا یَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ مِنَ اللِّبَاسِ وَ الْمَکَانِ وَ مَا لَا یَجُوزُ
[الحدیث 1]

1 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ عَلَیْهِ خِضَابُهُ فَقَالَ لَا یُصَلِّی وَ هُوَ عَلَیْهِ وَ لَکِنْ یَنْزِعُهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُصَلِّیَ قُلْتُ إِنَّ حِنَّاءَهُ وَ خِرْقَتَهُ نَظِیفَهٌ فَقَالَ لَا یُصَلِّی وَ هُوَ عَلَیْهِ وَ الْمَرْأَهُ أَیْضاً لَا تُصَلِّی وَ عَلَیْهَا خِضَابُهَا

______________________________

باب ما تجوز الصلاه فیه من اللباس و المکان و ما لا تجوز الحدیث الأول: حسن.

قوله علیه السلام: لکن ینزعه یمکن حمله علی ما إذا کانت مانعه عن القراءه أو السجود، أو إذا لم یکن متوضئا

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 572

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ

هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ دُونَ الْوُجُوبِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 2]

2 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ رِفَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْمُخْتَضِبِ إِذَا تَمَکَّنَ مِنَ السُّجُودِ وَ الْقِرَاءَهِ أَیْضاً أَ یُصَلِّی فِی حِنَّائِهِ قَالَ نَعَمْ إِذَا کَانَ خِرْقَتُهُ طَاهِرَهً وَ کَانَ مُتَوَضِّئاً.

[الحدیث 3]

3 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْیَسَعِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ أَ یُصَلِّی الرَّجُلُ فِی خِضَابِهِ إِذَا کَانَ عَلَی طُهْرٍ فَقَالَ نَعَمْ

______________________________

و الحمل علی الکراهه کما صنعه الشیخ رحمه الله أظهر.

و قال فی الدروس: یکره الصلاه فی خرقه الخضاب.

الحدیث الثانی: صحیح.

قوله علیه السلام: نعم إذا کانت لعل طهاره الخرقه محموله علی الاستحباب، إذ الظاهر کونها مما لا یتم الصلاه فیه، و حمله علی ما یتم الصلاه فیه بعید.

و یمکن أن یقال: مع نجاسه الخرقه یتنجس الحناء، و لذا لا یعفی بناء علی اختصاص الحکم بالأثواب.

الحدیث الثالث: حسن علی الظاهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 573

[الحدیث 4]

4 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمَرْأَهِ تُصَلِّی وَ یَدَاهَا مَرْبُوطَتَانِ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ إِنْ کَانَتْ تَوَضَّأَتْ لِلصَّلَاهِ قَبْلَ ذَلِکَ فَلَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ وَ هِیَ مُخْتَضِبَهٌ وَ یَدَاهَا مَرْبُوطَتَانِ.

[الحدیث 5]

5 عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ وَ الْمَرْأَهِ یَخْتَضِبَانِ أَ یُصَلِّیَانِ وَ هُمَا بِالْحِنَّاءِ وَ الْوَسِمَهِ فَقَالَ إِذَا أَبْرَزَا الْفَمَ وَ الْمَنْخِرَ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 6]

6 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ لَا یُخْرِجُ یَدَیْهِ مِنْ ثَوْبِهِ فَقَالَ إِنْ أَخْرَجَ یَدَیْهِ فَحَسَنٌ وَ إِنْ لَمْ یُخْرِجْ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 7]

7 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ

______________________________

الحدیث الرابع: موثق.

الحدیث الخامس: صحیح.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: فیه دلاله علی أن المراد خضاب الرأس و اللحیه، و فیه دلاله علی أنه لو صلی قابضا علی منخره لم یجز، لاختلال بعض الحروف کالمیم.

الحدیث السادس: صحیح.

الحدیث السابع: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 574

عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فَیُدْخِلُ یَدَیْهِ فِی ثَوْبِهِ فَقَالَ إِنْ کَانَ عَلَیْهِ ثَوْبٌ آخَرُ إِزَارٌ أَوْ سَرَاوِیلُ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ فَلَا یَجُوزُ لَهُ ذَلِکَ وَ إِنْ أَدْخَلَ یَداً وَاحِدَهً وَ لَمْ یُدْخِلِ الْأُخْرَی فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 8]

8 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ لَا یُصَلِّی الرَّجُلُ مَحْلُولَ الْأَزْرَارِ إِذَا لَمْ یَکُنْ عَلَیْهِ إِزَارٌ.

فَالْوَجْهُ فِی هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ أَنْ نَحْمِلَهُمَا عَلَی ضَرْبٍ مِنَ الِاسْتِحْبَابِ بِدَلَالَهِ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ وَ یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

______________________________

و قد مر بعض تلک الأخبار قریبا.

و قال فی الدروس: یستحب جعل الیدین بارزتین أو فی الکمین لا تحت الثیاب.

الحدیث الثامن: موثق.

قوله رحمه الله: علی ضرب من الاستحباب أو علی ما إذا انکشفت عورته فی بعض أوقات الصلاه، و إن استتر بلحیته فی حال الرکوع مثلا، فإنه لا بد أن یکون الساتر غیر أجزاء المصلی.

و هل الستر شرط مع الذکر أو مطلقا؟ ظاهر العلامه فی المختلف و النهایه صحه الصلاه إذا لم یعلم بالانکشاف، سواء دخل فی الصلاه عاریا ساهیا أو انکشفت

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار،

ج 4، ص: 575

[الحدیث 9]

9 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ سُوقَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ یُصَلِّیَ أَحَدُکُمْ فِی الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَ أَزْرَارُهُ مَحْلُولَهٌ إِنَّ دِینَ مُحَمَّدٍ ص حَنِیفٌ

______________________________

فی الأثناء، و سواء کان الانکشاف فی جمیع الصلاه أو فی بعضها.

و قال فی المعتبر: لو انکشفت عورته فی أثناء الصلاه و لم یعلم، صحت صلاته و یؤیده صحیحه علی بن جعفر المتقدمه فی باب أواسط باب ما یجوز فیه الصلاه من اللباس.

و فرق الشهید رحمه الله فی کتبه بین ما إذا انکشفت فی أول الصلاه بغیر قصد، و بین ما إذا عرض التکشف فی الأثناء، فقال: بالإعاده مطلقا فی الأولی دون الثانی مطلقا. و قال ابن الجنید: لو صلی و عورتاه مکشوفتان غیر عامد أعاد فی الوقت فقط.

و قال الشیخ فی المبسوط: فإن انکشفت عورتاه فی الصلاه وجب سترهما علیه، و لا تبطل صلاته، سواء کان ما انکشف عنه قلیلا أو کثیرا بعضه أو کله.

و الأقرب أن الانکشاف ساهیا غیر ضائر.

الحدیث التاسع: صحیح.

و قال الفاضل التستری قدس سره: لا أری فیه بیانا و توضیحا، بل هو مطلق یمکن حمله علی ما إذا کان علیه مئزر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 576

[الحدیث 10]

10 سَعْدٌ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کُلُّ مَا لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ وَحْدَهُ فَلَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهِ مِثْلُ التِّکَّهِ الْإِبْرِیسَمِ وَ الْقَلَنْسُوَهِ وَ الْخُفِّ وَ الزُّنَّارِ یَکُونُ فِی السَّرَاوِیلِ وَ یُصَلَّی فِیهِ.

[الحدیث 11]

11 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّیْرَفِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی الْخُفِّ الَّذِی قَدْ أَصَابَهُ قَذَرٌ فَقَالَ إِذَا کَانَ مِمَّا لَا یَتِمُّ فِیهِ الصَّلَاهُ فَلَا بَأْسَ

______________________________

الحدیث العاشر: ضعیف.

قوله علیه السلام: فلا بأس قال الفاضل التستری قدس سره: کان المراد نفی البأس عن الصلاه فیه إذا کان نجسا، و یحتمل أن یکون المراد إذا کان من الممنوع فیه الصلاه إذا کان ساترا، سواء کان الحریر أو جلد ما لا یؤکل لحمه أو کان نجسا.

الحدیث الحادی عشر: مرسل أو صحیح.

قوله علیه السلام: إذا کان مما لا یتم فیه أی: إذا کان ما یصلی فیه لا الخف، لأنه لا یحتمل غیره، أو یکون الکلام فی قوه أنه لما کان الخف مما لا یتم الصلاه فیه فلا بأس.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 577

[الحدیث 12]

12 عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ قَلَنْسُوَتِی وَقَعَتْ فِی بَوْلٍ فَأَخَذْتُهَا فَوَضَعْتُهَا عَلَی رَأْسِی ثُمَّ صَلَّیْتُ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 13]

13 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَمَّنْ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِی الشَّیْ ءِ الَّذِی لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ وَحْدَهُ یُصِیبُهُ الْقَذَرُ مِثْلِ الْقَلَنْسُوَهِ وَ التِّکَّهِ وَ الْجَوْرَبِ.

[الحدیث 14]

14 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ کُلُّ مَا کَانَ لَا تَجُوزُ فِیهِ الصَّلَاهُ وَحْدَهُ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ یَکُونَ عَلَیْهِ الشَّیْ ءُ مِثْلِ الْقَلَنْسُوَهِ وَ التِّکَّهِ وَ الْجَوْرَبِ.

[الحدیث 15]

15 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِیِّ

______________________________

الحدیث الثانی عشر: ضعیف أو مجهول.

و الظاهر أن عبد الله بن المغیره رواه عن جده.

و یدل علی جواز الصلاه فی الثوب النجس إذا کان مما لا یتم الصلاه فی مثله و لعله محمول علی ما إذا لم تتعد النجاسه إلی البدن.

الحدیث الثالث عشر: مرسل.

الحدیث الرابع عشر: موثق کالصحیح.

الحدیث الخامس عشر: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 578

عَنْ قَاسِمٍ الصَّیْقَلِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الرِّضَا ع إِنِّی أَعْمَلُ أَغْمَادَ السُّیُوفِ مِنْ جُلُودِ الْحُمُرِ الْمَیْتَهِ فَتُصِیبُ ثِیَابِی أَ فَأُصَلِّی فِیهَا فَکَتَبَ إِلَیَّ اتَّخِذْ ثَوْباً لِصَلَاتِکَ فَکَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع کُنْتُ کَتَبْتُ إِلَی أَبِیکَ ع بِکَذَا وَ کَذَا فَصَعَّبَ عَلَیَّ ذَلِکَ فَصِرْتُ أَعْمَلُهَا مِنْ جُلُودِ الْحُمُرِ الْوَحْشِیَّهِ الذَّکِیَّهِ فَکَتَبَ إِلَیَّ کُلُّ أَعْمَالِ الْبِرِّ بِالصَّبْرِ یَرْحَمُکَ اللَّهُ فَإِنْ کَانَ مِمَّا تَعْمَلُ وَحْشِیّاً ذَکِیّاً فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 16]

16 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَتَقَیَّأُ فِی ثَوْبِهِ أَ یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ فِیهِ وَ لَا یَغْسِلَهُ قَالَ لَا بَأْسَ

______________________________

قوله علیه السلام: کل بالکسر أمر من کال یکیل، أو من وکل یکل، لکن الظاهر فیه تعدیته ب" إلی" أو بالضم مشددا.

و علی التقادیر المعنی: أنه لا تتم أعمال الخیر إلا بالصبر علی مشاقها، فإن کان جلد المیته فاصبر علی مشقه تبدیل الثوب، و إن شئت فاسع فی تحصیل الجلود الذکیه و اصبر علی مشقته.

و کان فیه جواز الانتفاع بالمیته فی الجمله، و إلا لمنعه من صنعته.

و یمکن أن یکون ترک علیه السلام ذلک تقیه ممن یقول بجواز استعمالها

فی الجمله.

الحدیث السادس عشر: موثق.

و یدل علی طهاره القی ء، کما هو المشهور، و قیل: بالنجاسه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 579

[الحدیث 17]

17 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ خَیْرَانَ الْخَادِمِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی الرَّجُلِ أَسْأَلُهُ عَنِ الثَّوْبِ یُصِیبُهُ الْخَمْرُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ أَ یُصَلَّی فِیهِ أَمْ لَا فَإِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِیهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ صَلِّ فِیهِ فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا حَرَّمَ شُرْبَهَا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لَا تُصَلِّ فِیهِ فَکَتَبَ ع لَا تُصَلِّ فِیهِ فَإِنَّهُ رِجْسٌ.

[الحدیث 18]

18 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ قَالَ بَعَثْتُ بِمَسْأَلَهٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مَعَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَیْمُونٍ قُلْتُ سَلْهُ عَنِ الرَّجُلِ یَبُولُ فَیُصِیبُ فَخِذَهُ قَدْرُ نُکْتَهٍ مِنْ بَوْلِهِ فَیُصَلِّی وَ یَذْکُرُهُ بَعْدَ ذَلِکَ أَنَّهُ لَمْ یَغْسِلْهَا قَالَ یَغْسِلُهَا وَ یُعِیدُ صَلَاتَهُ.

وَ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 19]

19 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ

______________________________

الحدیث السابع عشر: ضعیف.

قوله علیه السلام: لا تصل فیه الظاهر أن الضمیر راجع إلی الثوب المتنجس بالخمر، و ضمیر" فإنه" أیضا راجع إلی الثوب باعتبار رجاسته بالخمر.

و القول بإرجاعه إلی لحم الخنزیر باعتبار تذکیر الضمیر و تأنیث الخمر، بعید عن سوق الکلام.

الحدیث الثامن عشر: ضعیف.

الحدیث التاسع عشر: موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 580

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ فِی ثَوْبِهِ عَذِرَهٌ مِنْ إِنْسَانٍ أَوْ سِنَّوْرٍ أَوْ کَلْبٍ أَ یُعِیدُ صَلَاتَهُ قَالَ إِنْ کَانَ لَمْ یَعْلَمْ فَلَا یُعِیدُ.

لِأَنَّ الْوَجْهَ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَعْلَمْ فِی حَالِ حُصُولِ النَّجَاسَهِ ذَلِکَ وَ صَلَّی ثُمَّ عَلِمَ فَلَا یَجِبُ عَلَیْهِ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ الْخَبَرُ الْأَوَّلُ یَتَنَاوَلُ مَنْ عَلِمَ حُصُولَ النَّجَاسَهِ فِی الثَّوْبِ فَلَمْ یَغْسِلْهُ إِمَّا تَعَمُّداً أَوْ نِسْیَاناً لَزِمَهُ بَعْدَ ذَلِکَ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ وَ قَدِ اسْتَوْفَیْنَا ذَلِکَ فِی کِتَابِ الطَّهَارَهِ وَ أَوْرَدْنَا فِیهِ الْأَخْبَارَ مِنْهَا خَبَرُ زُرَارَهَ وَ غَیْرِهِ وَ یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 20]

20 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ أَصَابَ

______________________________

قوله رحمه الله: من علم حصول النجاسه فی الثوب قال الفاضل التستری رحمه الله: کان لفظ" الثوب" من سبق القلم، و إلا فالروایه تضمنت نجاسه البدن.

الحدیث العشرون: حسن.

قوله علیه السلام: ثم صلی فیه یحتمل العمد، کما لا یخفی.

قوله علیه السلام: و إن کان یری أی: ظن، ثم بعد التجسس و عدم الوجدان زال ظنه، فالنضح علی سبیل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 581

ثَوْبَهُ جَنَابَهٌ

أَوْ دَمٌ قَالَ إِنْ کَانَ عَلِمَ أَنَّهُ أَصَابَ ثَوْبَهُ جَنَابَهٌ أَوْ دَمٌ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ ثُمَّ صَلَّی فِیهِ وَ لَمْ یَغْسِلْهُ فَعَلَیْهِ أَنْ یُعِیدَ مَا صَلَّی وَ إِنْ کَانَ یَرَی أَنَّهُ أَصَابَهُ شَیْ ءٌ فَنَظَرَ فَلَمْ یَرَ شَیْئاً أَجْزَأَهُ أَنْ یَنْضَحَهُ بِالْمَاءِ.

[الحدیث 21]

21 عَلِیٌّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی فِی ثَوْبٍ فِیهِ جَنَابَهٌ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ عَلِمَ بِهِ قَالَ عَلَیْهِ أَنْ یَبْتَدِئَ الصَّلَاهَ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ یُصَلِّی وَ فِی ثَوْبِهِ جَنَابَهٌ أَوْ دَمٌ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ عَلِمَ قَالَ قَدْ مَضَتْ صَلَاتُهُ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

[الحدیث 22]

22 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ صَلَّی فِی ثَوْبِ رَجُلٍ أَیَّاماً ثُمَّ إِنَّ صَاحِبَ الثَّوْبِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَا یُصَلَّی فِیهِ قَالَ لَا یُعِیدُ شَیْئاً مِنْ صَلَاتِهِ

______________________________

الاستحباب، و إن کان مع بقاء الظن أیضا یحتمل الاستحباب، بل هو أظهر.

الحدیث الحادی و العشرون: صحیح.

و ظاهره عدم إعاده الناسی فی الوقت أیضا، کما ذهب إلیه الشیخ فی بعض کتبه. و قیل: بالإعاده مطلقا. و المشهور التفصیل بالإعاده فی الوقت.

و الظاهر من آخر الخبر و عدم الإعاده أنه جاهل، و مع الجهل یشکل استئناف الصلاه، إلا أن یقال: بالفرق بین أثناء الصلاه و بعدها، أو یحمل هذا علی النافله، أو یحمل الأول علی الناسی و الثانی علی الجاهل.

و یمکن حملهما علی الجاهل، و الحکم بالإعاده فی الأول لاستلزام خلع الثوب الفعل الکثیر أو کونه عاریا بغیر ستر.

الحدیث الثانی و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 582

[الحدیث 23]

23 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الْجَنَابَهِ تُصِیبُ الثَّوْبَ وَ لَا یَعْلَمُ بِهَا صَاحِبُهُ فَیُصَلِّی فِیهِ ثُمَّ یَعْلَمُ بَعْدَ ذَلِکَ قَالَ لَا یُعِیدُ إِذَا لَمْ یَکُنْ عَلِمَ.

فَلَا یُنَافِی التَّأْوِیلَ الَّذِی ذَکَرْنَاهُ لِأَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَعْلَمْ فِی حَالِ الصَّلَاهِ وَ کَانَ قَدْ سَبَقَهُ الْعِلْمُ بِحُصُولِ النَّجَاسَهِ فِی الثَّوْبِ وَجَبَ عَلَیْهِ حِینَئِذٍ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

[الحدیث 24]

24 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصِیبُ ثَوْبَهُ الشَّیْ ءُ فَیُنَجِّسُهُ فَیَنْسَی أَنْ یَغْسِلَهُ فَیُصَلِّی فِیهِ ثُمَّ یَذْکُرُ أَنَّهُ لَمْ یَکُنْ غَسَلَهُ أَ یُعِیدُ الصَّلَاهَ فَقَالَ لَا یُعِیدُ قَدْ مَضَتْ صَلَاتُهُ

______________________________

و یدل علی أن الجاهل لا یعید فی الوقت و لا خارجه، مع أنه یحتمل أن یکون لعدم الاعتناء بقول المخبر الواحد و إن کان مالکا، لکنه خلاف المشهور.

ثم اعلم أنه یشمل غیر النجاسه أیضا، کما إذا أخبر أنه حریر محض أو میته.

الحدیث الثالث و العشرون: صحیح.

قوله علیه السلام: یعید الظاهر حمله علی الاستفهام الإنکاری، و إلا فیفهم منه أنه مع العلم لا یعید.

و الأصوب أن کلمه" لا" سقطت من الرواه.

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 583

وَ کُتِبَتْ لَهُ.

فَإِنَّهُ خَبَرٌ شَاذٌّ لَا یُعَارَضُ بِهِ الْأَخْبَارُ الَّتِی ذَکَرْنَاهَا هَاهُنَا وَ فِیمَا مَضَی مِنْ کِتَابِ الطَّهَارَهِ- وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الْخَبَرُ مَخْصُوصاً بِنَجَاسَهٍ مَعْفُوٍّ عَنْهَا مِثْلِ دَمِ الْبَرَاغِیثِ وَ الْجِرَاحِ اللَّازِمَهِ أَوْ دَمِ السَّمَکِ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَی ذَلِکَ

[الحدیث 25]

25 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَرَی فِی ثَوْبِ أَخِیهِ دَماً وَ هُوَ یُصَلِّی قَالَ لَا یُؤْذِیهِ حَتَّی یَنْصَرِفَ.

[الحدیث 26]

26 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلَ أَبِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الَّذِی یُعِیرُ ثَوْبَهُ لِمَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَأْکُلُ الْجِرِّیَّ وَ یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَیَرُدُّهُ أَ یُصَلِّی فِیهِ قَبْلَ أَنْ یَغْسِلَهُ قَالَ لَا یُصَلِّی فِیهِ حَتَّی یَغْسِلَهُ

______________________________

و الظاهر منه عدم إعاده الناسی فی الوقت أیضا، بقرینه التعلیل، إلا أن یحمل قوله علیه السلام" مضت صلاته" علی أن المراد مضی وقت صلاته.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله لا یبعد حمله علی ما إذا علم بذلک بعد خروج الوقت، و تحمل الروایات المتقدمه علی ما إذا علم و هو فی الوقت.

الحدیث الخامس و العشرون: صحیح.

و یدل علی أنه لا یجب إعلام المصلی بنجاسه ثوبه.

الحدیث السادس و العشرون: صحیح.

قوله: یأکل الجری کان ذکر أکل الجری لبیان عدم تقیده بالشرع، لعدم نجاسته.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 584

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِی الْأَشْیَاءِ کُلِّهَا الطَّهَارَهُ وَ لَا یَجِبُ غَسْلُ شَیْ ءٍ مِنَ الثِّیَابِ إِلَّا بَعْدَ الْعِلْمِ بِأَنَّ فِیهَا نَجَاسَهً وَ قَدْ رَوَی هَذَا الرَّاوِی بِعَیْنِهِ خِلَافَ هَذَا الْخَبَرِ

[الحدیث 27]

27 رَوَی سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلَ أَبِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ أَنِّی أُعِیرُ الذِّمِّیَّ ثَوْبِی وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ یَأْکُلُ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ فَیَرُدُّ عَلَیَّ فَأَغْسِلُهُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّیَ فِیهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع صَلِّ فِیهِ وَ لَا تَغْسِلْهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِکَ فَإِنَّکَ أَعَرْتَهُ إِیَّاهُ وَ هُوَ طَاهِرٌ وَ لَمْ تَسْتَیْقِنْ أَنَّهُ نَجَّسَهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّیَ فِیهِ حَتَّی تَسْتَیْقِنَ أَنَّهُ نَجَّسَهُ.

[الحدیث 28]

28 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِی الثِّیَابِ- الَّتِی یَعْمَلُهَا الْمَجُوسُ وَ النَّصَارَی وَ الْیَهُودُ.

[الحدیث 29]

29 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الثِّیَابِ السَّابِرِیَّهِ یَعْمَلُهَا الْمَجُوسُ وَ هُمْ أَخْبَاثٌ وَ هُمْ یَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَ نِسَاؤُهُمْ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ أَلْبَسُهَا- وَ لَا أَغْسِلُهَا وَ أُصَلِّی فِیهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ مُعَاوِیَهُ فَقَطَعْتُ لَهُ قَمِیصاً وَ خِطْتُهُ وَ فَتَلْتُ لَهُ أَزْرَاراً وَ رِدَاءً

______________________________

الحدیث السابع و العشرون: صحیح.

و یدل علی حجیه الاستصحاب فی الجمله، و یفهم من التقریر نجاسه الخمر.

الحدیث الثامن و العشرون: مختلف فیه کالصحیح.

الحدیث التاسع و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 585

مِنَ السَّابِرِیِّ ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَیْهِ فِی یَوْمِ جُمُعَهٍ حِینَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَکَأَنَّهُ عَرَفَ مَا أُرِیدُ فَخَرَجَ فِیهَا إِلَی الْجُمُعَهِ.

[الحدیث 30]

30 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ فِی ثَوْبِ الْمَجُوسِیِّ فَقَالَ یُرَشُّ بِالْمَاءِ.

[الحدیث 31]

31 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ فَأْرَهِ الْمِسْکِ تَکُونُ مَعَ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ هِیَ مَعَهُ فِی جَیْبِهِ أَوْ ثِیَابِهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ.

[الحدیث 32]

32 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَیْهِ یَعْنِی أَبَا مُحَمَّدٍ ع یَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ وَ مَعَهُ فَأْرَهُ مِسْکٍ فَکَتَبَ لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا کَانَ ذَکِیّاً

______________________________

الحدیث الثلاثون: موثق کالصحیح.

الحدیث الحادی و الثلاثون: صحیح علی الظاهر.

الحدیث الثانی و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه السلام: إذا کان ذکیا أی: شرعا، بأن یعلم تذکیته، أو أخذه من ید مسلم.

و یحتمل أن یکون المراد إذا کان طاهرا خالیا من النجاسات الخارجه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 586

[الحدیث 33]

33 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ عَلَیْهِ الْبُرْطُلَهُ فَقَالَ لَا یَضُرُّهُ.

[الحدیث 34]

34 سَعْدٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْقِرْمِزِ وَ أَنَّ أَصْحَابَنَا یَتَوَقَّفُونَ عَنِ الصَّلَاهِ فِیهِ فَکَتَبَ لَا بَأْسَ بِهِ مُطْلَقٌ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ*

______________________________

الحدیث الثالث و الثلاثون: موثق کالصحیح.

الحدیث الرابع و الثلاثون: مجهول.

و قال الوالد العلامه طاب ثراه: رواه الصدوق عن إبراهیم بن مهزیار، و روی المصنف جزء هذا الخبر من محمد بن إبراهیم کما فی الکافی، و هو أظهر.

قوله: عن الصلاه فی القرمز أی: المصبوغ به.

قال فی القاموس: القرمز بالکسر صبغ أرمنی یکون من عصاره دود یکون فی آجامهم. انتهی.

و توقف الأصحاب إما باعتبار لونه، أو أنه حیوان میت لکنه لا نفس سائله له.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 587

[الحدیث 35]

35 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ تَکُونَ التَّمَاثِیلُ فِی الثَّوْبِ إِذَا غُیِّرَتِ الصُّورَهُ مِنْهُ.

[الحدیث 36]

36 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ لَیْثٍ الْمُرَادِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الْوَسَائِدُ تَکُونُ فِی الْبَیْتِ فِیهَا التَّمَاثِیلُ عَنْ یَمِینٍ أَوْ شِمَالٍ فَقَالَ لَا بَأْسَ مَا لَمْ تَکُنْ تُجَاهَ الْقِبْلَهِ فَإِنْ کَانَ شَیْ ءٌ مِنْهَا بَیْنَ یَدَیْکَ مِمَّا یَلِی الْقِبْلَهَ فَغَطِّهِ وَ صَلِّ فَإِذَا کَانَتْ مَعَکَ دَرَاهِمُ سُودٌ فِیهَا تَمَاثِیلُ فَلَا تَجْعَلْهَا مِنْ بَیْنِ یَدَیْکَ وَ اجْعَلْهَا مِنْ خَلْفِکَ

______________________________

الحدیث الخامس و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه السلام: إذا غیرت الصوره منه أی: لا تکون صوره تامه، کان تکون بعین واحده مثلا. و یحتمل أن یکون ذلک سببا لخفه الکراهه.

و ربما یومئ الخبر إلی أن المثال یطلق فی الأخبار علی ذی الروح.

الحدیث السادس و الثلاثون: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: و اجعلها من خلفک أی: إذا شددتها علی وسطک، أو إذا جعلتها علی الأرض، و الأول کأنه أظهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 588

[الحدیث 37]

37 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی کُلِّ التَّمَاثِیلِ إِذَا جَعَلْتَهَا تَحْتَکَ.

[الحدیث 38]

38 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ التَّمَاثِیلِ تَکُونُ فِی الْبِسَاطِ لَهَا عَیْنَانِ وَ أَنْتَ تُصَلِّی فَقَالَ إِنْ کَانَتْ لَهَا عَیْنٌ وَاحِدَهٌ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ کَانَتْ عَیْنَانِ فَلَا.

[الحدیث 39]

39 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ فِی ثَوْبِهِ دَرَاهِمُ فِیهَا تَمَاثِیلُ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ

______________________________

الحدیث السابع و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه السلام: إذا جعلتها تحتک أی: تحت رجلیک و إن کانت مرئیه، و یمکن حملها علی المستوره.

الحدیث الثامن و الثلاثون: صحیح.

و الظاهر أن موسی بن عمر هو ابن بزیع الموثق.

الحدیث التاسع و الثلاثون: صحیح.

و یمکن حمله علی ما إذا کانت خلفه، مع أن عدم البأس لا ینافی الکراهه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 589

[الحدیث 40]

40 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الدَّرَاهِمِ السُّودِ فِیهَا التَّمَاثِیلُ أَ یُصَلِّی الرَّجُلُ وَ هِیَ مَعَهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ إِذَا کَانَتْ مُوَارَاهً.

[الحدیث 41]

41 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ قَرَأْتُ کِتَابَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع یَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاهِ فِی ثَوْبٍ حَشْوُهُ قَزٌّ فَکَتَبَ إِلَیْهِ قَرَأْتُهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیهِ.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 589

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ذَکَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ أَنَّ الْمَعْنَی فِی هَذَا الْخَبَرِ قَزُّ الْمَاعِزِ دُونَ قَزِّ الْإِبْرِیسَمِ

______________________________

الحدیث الأربعون: صحیح.

الحدیث الحادی و الأربعون: صحیح.

و ضعفه المحقق فی المعتبر بإسناد الراوی إلی ما وجده فی کتاب و لم یسمعه من محدث، کذا ذکره الشیخ البهائی رحمه الله.

و قال فی المدارک: أما الحشو بالإبریسم فقد قطع المحقق بتحریمه لعموم المنع، و استقرب الشهید فی الذکری الجواز لروایه الحسین بن سعید، و حمل الصدوق بعید، و الجواز محتمل، لصحه الروایه و مطابقتها لمقتضی الأصل، و تعلق النهی فی أکثر الروایات بالثوب الإبریسم، و هو لا یصدق علی الإبریسم المحشو قطعا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 590

[الحدیث 42]

42 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَانَ یَکْرَهُ أَنْ یَلْبَسَ الْقَمِیصَ الْمَکْفُوفَ بِالدِّیبَاجِ وَ یَکْرَهُ لِبَاسَ الْحَرِیرِ وَ لِبَاسَ الْوَشْیِ وَ یَکْرَهُ الْمِیثَرَهَ الْحَمْرَاءَ فَإِنَّهَا مِیثَرَهُ إِبْلِیسَ

______________________________

الحدیث الثانی و الأربعون: مجهول.

قوله: إنه کان یکره لا یمکن الاستدلال به علی الکراهه المصطلحه، فإنه استعمل فی هذا الخبر أیضا فی الحرام کلباس الحریر.

و الحکم بجواز الصلاه فی الثوب المکفوف بالحریر، مقطوع به فی

کلام المتأخرین. و ربما ظهر من عباره ابن البراج المنع من ذلک، و استدلوا بهذا الخبر علی الکراهه، و لا یخفی ما فیه کما عرفت.

و قال فی القاموس: الوشی نقش الثوب معروف و یکون من کل لون، انتهی.

و کراهیته: إما للنقش، أو لکونها من حریر، کما هو الغالب فی زماننا. و کذا المیثره إما للون أو لکونها من حریر، و الأول هنا أظهر.

و قال فی النهایه: فیه" أنه نهی عن میثره الأرجوان" هی بالکسر مفعله من الوثاره، یقال: وثر وثاره فهو وثیر، أی وطئ لین، و أصلها مؤثره فقلبت الواو یاءا لکسره المیم، و هی من مراکب العجم، تعمل من حریر أو دیباج.

و الأرجوان صبغ أحمر یتخذ کالفراش الصغیر، و یحشی بقطن أو صوف،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 591

[الحدیث 43]

43 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی ثَوْبِ الْمَرْأَهِ وَ فِی إِزَارِهَا وَ یَعْتَمُّ بِخِمَارِهَا قَالَ نَعَمْ إِذَا کَانَتْ مَأْمُونَهً.

[الحدیث 44]

44 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ سَفِینَهٍ عُرْیَاناً أَوْ سُلِبَ ثِیَابُهُ وَ لَمْ یَجِدْ شَیْئاً یُصَلِّی فِیهِ قَالَ یُصَلِّی إِیمَاءً وَ إِنْ کَانَتِ امْرَأَهً جَعَلَتْ یَدَهَا عَلَی فَرْجِهَا وَ إِنْ کَانَ رَجُلًا

______________________________

یجعلها الراکب تحته علی الرحال فوق الجمال، و یدخل فیه میاثر السروج، لأن النهی یشمل کل میثره حمراء، سواء کانت علی رحل أو سرج.

الحدیث الثالث و الأربعون: مجهول کالصحیح.

قوله علیه السلام: إذا کانت مأمونه و حمل علی ما إذا لم یکن من الثیاب المختصه بهن، و ثیاب غیر المأمونه محموله علی الکراهه.

و عدا بعض الأصحاب الکراهه إلی کل غیر مأمون. و فیه نظر.

الحدیث الرابع و الأربعون: حسن.

قوله علیه السلام: لم یسجدا علیه أی: لا یلزم إیصال الجبهه إلی الماء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 592

وَضَعَ یَدَهُ عَلَی سَوْأَتِهِ ثُمَّ یَجْلِسَانِ فَیُومِئَانِ إِیمَاءً وَ لَا یَرْکَعَانِ وَ لَا یَسْجُدَانِ فَیَبْدُوَ مَا خَلْفَهُمَا تَکُونُ صَلَاتُهُمَا إِیمَاءً بِرُءُوسِهِمَا قَالَ وَ إِنْ کَانَا فِی مَاءٍ أَوْ بَحْرٍ لُجِّیٍّ لَمْ یَسْجُدَا عَلَیْهِ وَ مَوْضُوعٌ عَنْهُمَا التَّوَجُّهُ فِیهِ فَیُومِئَانِ فِی ذَلِکَ إِیمَاءً رَفْعُهُمَا تَوَجُّهٌ وَ وَضْعُهُمَا تَوَجُّهٌ.

[الحدیث 45]

45 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ صَلَّوْا جَمَاعَهً وَ هُمْ عُرَاهٌ قَالَ یَتَقَدَّمُهُمُ الْإِمَامُ بِرُکْبَتَیْهِ وَ یُصَلِّی بِهِمْ جُلُوساً وَ هُوَ جَالِسٌ.

[الحدیث 46]

46 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ

______________________________

قوله علیه السلام: رفعهما توجه فی بعض النسخ" موجه" و فی الکافی" بوجه" و لعل المراد کل جهه یومئ برأسه إلیها فهی قبلته.

قال ابن إدریس: یصلی الفاقد للساتر قائما مومئا، سواء أمن المطلع أم لا.

و قال المرتضی: یصلی جالسا، و أکثر الأصحاب علی أنه إن أمن المطلع صلی قائما، و إلا جالسا مومئا فی الحالین.

الحدیث الخامس و الأربعون: صحیح.

الحدیث السادس و الأربعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 593

قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَوْمٌ قُطِعَ عَلَیْهِمُ الطَّرِیقُ فَأُخِذَتْ ثِیَابُهُمْ فَبَقُوا عُرَاهً وَ حَضَرَتِ الصَّلَاهُ کَیْفَ یَصْنَعُونَ فَقَالَ یَتَقَدَّمُهُمْ إِمَامُهُمْ فَیَجْلِسُ وَ یَجْلِسُونَ خَلْفَهُ فَیُومِئُ إِیمَاءً بِالرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ وَ هُمْ یَرْکَعُونَ وَ یَسْجُدُونَ خَلْفَهُ عَلَی وُجُوهِهِمْ.

[الحدیث 47]

47 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ الْبُوفَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ قُطِعَ عَلَیْهِ أَوْ غَرِقَ مَتَاعُهُ فَبَقِیَ عُرْیَاناً وَ حَضَرَتِ الصَّلَاهُ کَیْفَ یُصَلِّی قَالَ إِنْ أَصَابَ حَشِیشاً یَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتَهُ أَتَمَّ صَلَاتَهُ بِالرُّکُوعِ وَ السُّجُودِ وَ إِنْ لَمْ یُصِبْ شَیْئاً یَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتَهُ أَوْمَأَ وَ هُوَ قَائِمٌ

______________________________

قوله علیه السلام: و هم یرکعون ظاهره اختصاص الإیماء بالإمام. و یمکن حمل قوله علیه السلام" علی وجوههم" علی الإیماء بالرأس.

قال فی المدارک إطلاق النص و کلام الأصحاب یقتضی تعین الجلوس علیهم مع أمن المطلع. و قیل: بوجوب القیام مع أمن المطلع، و هو ضعیف.

و الأصح أنه یجب علی الجمیع الإیماء للرکوع و السجود کما اختاره الأکثر و ادعی علیه ابن إدریس الإجماع.

و قال الشیخ فی النهایه: یومئ الإمام و یرکع من خلفه و یسجد،

و تشهد له موثقه عمار. و یظهر من المحقق فی المعتبر المیل إلی العمل بهذه الروایه، و هو جید لو صح السند.

الحدیث السابع و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 594

[الحدیث 48]

48 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَخْرُجُ عُرْیَاناً فَتُدْرِکُهُ الصَّلَاهُ قَالَ یُصَلِّی عُرْیَاناً قَائِماً إِنْ لَمْ یَرَهُ أَحَدٌ فَإِنْ رَآهُ أَحَدٌ صَلَّی جَالِساً.

[الحدیث 49]

49 عَنْهُ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْعَارِی الَّذِی لَیْسَ لَهُ ثَوْبٌ إِذَا وَجَدَ حُفْرَهً دَخَلَهَا وَ یَسْجُدُ فِیهَا وَ یَرْکَعُ.

[الحدیث 50]

50 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلٍ قَالَ سَأَلَ مُرَازِمٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا مَعَهُ حَاضِرٌ عَنِ الرَّجُلِ الْحَاضِرِ یُصَلِّی فِی إِزَارِهِ مُؤْتَزِراً بِهِ قَالَ

______________________________

الحدیث الثامن و الأربعون: مرسل.

الحدیث التاسع و الأربعون: مرسل.

قوله علیه السلام: إذا وجد حفره ظاهره حفره تسع رکوعه و سجوده، لا ما فهمه بعض الأصحاب.

قال فی المدارک: و لو أمکن العاری ولوج حفیره و الصلاه فیها قائما بالرکوع و السجود قیل: یجب، لمرسله أیوب بن نوح. و قیل: لا، استضعافا للروایه و التفاتا إلی عدم انصراف لفظ الساتر إلیه.

الحدیث الخمسون: ضعیف.

و لعل الاکتفاء بالسراویل فی الاضطرار لا مطلقا، کما ذکره بعض المتأخرین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 595

یَجْعَلُ عَلَی رَقَبَتِهِ مِنْدِیلًا أَوْ عِمَامَهً یَتَرَدَّی بِهَا.

[الحدیث 51]

51 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ لَیْسَ مَعَهُ إِلَّا سَرَاوِیلُ قَالَ یَحُلُّ التِّکَّهَ مِنْهُ فَیَطْرَحُهَا عَلَی عَاتِقِهِ وَ یُصَلِّی وَ قَالَ وَ إِنْ کَانَ مَعَهُ سَیْفٌ وَ لَیْسَ مَعَهُ ثَوْبٌ فَلْیَتَقَلَّدِ السَّیْفَ وَ یُصَلِّی قَائِماً.

[الحدیث 52]

52 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَؤُمَّ فِی سَرَاوِیلَ وَ قَلَنْسُوَهٍ قَالَ لَا یَصْلُحُ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ السَّرَاوِیلِ هَلْ یَجُوزُ مَکَانَ الْإِزَارِ قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 53]

53 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً فِی قَمِیصٍ لَیْسَ عَلَیْهِ رِدَاءٌ فَقَالَ لَا یَنْبَغِی إِلَّا أَنْ یَکُونَ عَلَیْهِ رِدَاءٌ أَوْ عِمَامَهٌ یَرْتَدِی بِهَا.

[الحدیث 54]

54 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ

______________________________

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

الحدیث الثانی و الخمسون: صحیح.

و ظاهره کراهه الإمامه بغیر رداء إذا کان فی قمیص فقط لا مطلقا، کما ذکره الأصحاب.

الحدیث الثالث و الخمسون: صحیح.

الحدیث الرابع و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 596

مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْفَأْرَهِ الرَّطْبَهِ قَدْ وَقَعَتْ فِی الْمَاءِ فَتَمْشِی عَلَی الثِّیَابِ یُصَلَّی فِیهَا قَالَ اغْسِلْ مَا رَأَیْتَ مِنْ أَثَرِهَا وَ مَا لَمْ تَرَهُ انْضِحْهُ بِالْمَاءِ.

[الحدیث 55]

55 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الدُّودِ یَقَعُ مِنَ الْکَنِیفِ عَلَی الثَّوْبِ أَ یُصَلَّی فِیهِ قَالَ لَا بَأْسَ إِلَّا أَنْ تَرَی أَثَراً فَتَغْسِلَهُ.

[الحدیث 56]

56 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَنْهَی عَنْ لِبَاسِ الْحَرِیرِ لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا کَانَ مِنْ حَرِیرٍ مَخْلُوطٍ بِخَزٍّ لَحْمَتُهُ أَوْ

______________________________

قوله علیه السلام: اغسل المشهور أنه محمول علی الاستحباب، و ذهب الشیخ فی النهایه إلی الوجوب.

الحدیث الخامس و الخمسون: مجهول.

قوله: أ یصلی فیه؟ الظاهر عود الضمیر إلی الثوب، لا إلی الدود کما فهم.

الحدیث السادس و الخمسون: مجهول کالموثق.

قوله: لحمته أو سداه خز کأنه علی سبیل المثال، بقرینه قوله علیه السلام" و إنما یکره الحریر المحض"

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 597

سَدَاهُ خَزٌّ أَوْ کَتَّانٌ أَوْ قُطْنٌ وَ إِنَّمَا یُکْرَهُ الْحَرِیرُ الْمَحْضُ لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ.

[الحدیث 57]

57 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَیْنِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ رَأَیْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع جُبَّهَ صُوفٍ بَیْنَ ثَوْبَیْنِ غَلِیظَیْنِ فَقُلْتُ لَهُ فِی ذَلِکَ فَقَالَ رَأَیْتُ أَبِی یَلْبَسُهَا إِنَّا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُصَلِّیَ لَبِسْنَا أَخْشَنَ ثِیَابِنَا

______________________________

فإنه إذا کان بعض من اللحمه أو السداء أحد هذه الثلاثه أو غیرها مثل الفضه و الصوف یخرجه علی المشهور عن کونه حریرا محضا.

قوله: للرجال و النساء أی: فی الصلاه، و ظاهره موافق لمذهب الصدوق فی النساء، و یمکن حمل الکراهه علی الأعم، کما هو المعروف فی إطلاق الأخبار.

الحدیث السابع و الخمسون: مجهول.

قوله: فی ذلک أی: فی أمر هذا الثوب، أو التقدیر أ تصلی فی ذلک.

و أقول: الأخبار مختلفه فی ذلک، ففی بعضها استحباب التزین فی الصلاه و لبس أجمل الثیاب و أفخرها، کما یدل علیه قوله تعالی" خُذُوا

زِینَتَکُمْ عِنْدَ کُلِّ مَسْجِدٍ" و فی بعضها استحباب لبس أخشن الثیاب کهذا الخبر.

و یمکن الجمع بحمل الأخبار الأخیره علی الصلوات التی یناسب فیها تذلل،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 598

[الحدیث 58]

58 عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ ع هَلْ تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِی ثَوْبٍ یَکُونُ فِیهِ شَعْرٌ مِنْ شَعْرِ الْإِنْسَانِ وَ أَظْفَارُهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْفُضَهُ وَ یُلْقِیَهُ عَنْهُ فَوَقَّعَ ع یَجُوزُ.

[الحدیث 59]

59 مُحَمَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ جُلُودِ الثَّعَالِبِ إِذَا کَانَتْ ذَکِیَّهً أَ یُصَلَّی فِیهَا قَالَ نَعَمْ.

[الحدیث 60]

60 مُحَمَّدٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ

______________________________

کصلاه الحاجه و أمثالها، کما یومئ إلیه بعض الأخبار.

قال فی الدروس: یستحب فی الصلاه لبس أخشن الثیاب و أغلظها، و روی أجملها.

الحدیث الثامن و الخمسون: صحیح.

و أبو الحسن الهادی علیه السلام. و یدل بظاهره علی جواز الصلاه فی شعر غیره أیضا، و مال إلیه جماعه من الأصحاب، و ظاهر بعضهم المنع.

الحدیث التاسع و الخمسون: مجهول.

الحدیث الستون: حسن کالصحیح.

و قال فی الصحاح: الجرز بالکسر لباس من لباس النساء من الوبر، و یقال:

هو الفرو الغلیظ.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 599

قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخِفَافِ مِنَ الثَّعَالِبِ أَوِ الْجِرْزِ مِنْهُ أَ یُصَلَّی فِیهَا أَمْ لَا قَالَ إِذَا کَانَ ذَکِیّاً فَلَا بَأْسَ بِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ بَیَّنَّا الْوَجْهَ فِی أَمْثَالِ هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ فِیمَا مَضَی فَلَا وَجْهَ لِإِعَادَتِهِ

[الحدیث 61]

61 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَأْتِی السُّوقَ فَیَشْتَرِی جُبَّهَ فِرَاءٍ لَا یَدْرِی أَ ذَکِیَّهٌ هِیَ أَمْ غَیْرُ ذَکِیَّهٍ أَ یُصَلِّی فِیهَا قَالَ نَعَمْ لَیْسَ عَلَیْکُمُ الْمَسْأَلَهُ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ ع کَانَ یَقُولُ إِنَّ الْخَوَارِجَ ضَیَّقُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ بِجَهَالَتِهِمْ إِنَّ الدِّینَ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِکَ.

[الحدیث 62]

62 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِیمَا کَانَ مِنْ صُوفِ الْمَیْتَهِ إِنَّ الصُّوفَ لَیْسَ فِیهِ رُوحٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا عِنْدَهُ عَنِ الرَّجُلِ یَتَقَلَّدُ السَّیْفَ وَ یُصَلِّی فِیهِ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّ فِیهِ الْکَیْمُخْتَ فَقَالَ وَ مَا الْکَیْمُخْتُ فَقَالَ جُلُودُ

______________________________

الحدیث الحادی و الستون: صحیح.

و المسؤول هو الرضا علیه السلام.

قوله علیه السلام: نعم هذا یشمل ما إذا کانوا قائلین بطهاره المیته بالدباغ، و فیه خلاف.

الحدیث الثانی و الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 600

دَوَابَّ مِنْهُ مَا یَکُونُ ذَکِیّاً وَ مِنْهُ مَا یَکُونُ مَیْتَهً فَقَالَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَیْتَهٌ فَلَا تُصَلِّ فِیهِ.

[الحدیث 63]

63 سَعْدٌ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ مِنْدِیلٌ یُتَمَنْدَلُ بِهِ أَ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَضَعَهُ الرَّجُلُ عَلَی مَنْکِبِهِ أَوْ یَتَّزِرَ بِهِ وَ یُصَلِّیَ قَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 64]

64 سَعْدٌ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ فِی الْقَزِّ الْیَمَانِیِّ- وَ فِیمَا صُنِعَ فِی أَرْضِ الْإِسْلَامِ قُلْتُ لَهُ فَإِنْ کَانَ فِیهَا غَیْرُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ قَالَ إِذَا کَانَ الْغَالِبَ عَلَیْهَا الْمُسْلِمُونَ فَلَا بَأْسَ

______________________________

و یدل التعلیل علی أن کل شی ء لم تحله الحیاه من المیته تجوز الصلاه فیه.

قوله علیه السلام: ما علمت أنه میته ظاهره اشتراط عدم العلم، لا العلم بالعدم، کما ذکره الأصحاب.

الحدیث الثالث و الستون: ضعیف.

قوله: یتمندل به إن قرئ بالمجهول- کما هو الظاهر- یدل علی جواز الصلاه فی وسخ الغیر.

الحدیث الرابع و الستون: موثق.

قوله علیه السلام: إذا کان الغالب ظاهره أن المراد إذا کان أکثرهم مسلمین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 601

[الحدیث 65]

65 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع عَنْ لُبْسِ فِرَاءِ السَّمُّورِ وَ السِّنْجَابِ وَ الْحَوَاصِلِ وَ مَا أَشْبَهَهَا وَ الْمَنَاطِقِ وَ الْکَیْمُخْتِ وَ الْمَحْشُوِّ بِالْقَزِّ وَ الْخِفَافِ مِنْ أَصْنَافِ الْجُلُودِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهَذَا کُلِّهِ إِلَّا بِالثَّعَالِبِ.

[الحدیث 66]

66 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ لُبْسِ الْخَزِّ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع کَانَ یَلْبَسُ الْکِسَاءَ الْخَزِّ فِی الشِّتَاءِ فَإِذَا جَاءَ الصَّیْفُ بَاعَهُ وَ تَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ وَ کَانَ یَقُولُ إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنْ رَبِّی أَنْ آکُلَ ثَمَنَ ثَوْبٍ قَدْ عَبَدْتُ اللَّهَ فِیهِ.

[الحدیث 67]

67 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْأَحْمَرِیِّ قَالَ سَأَلْتُ

______________________________

و یحتمل أن یکون المراد إذا کان السلطان الغالب علیهم مسلما و إن کان أکثرهم کفارا، و حینئذ کان قوله علیه السلام" إذا کان" بمعنی لما کان، أو المراد مطلق السوق.

الحدیث الخامس و الستون: صحیح.

و الظاهر أن محمد بن زیاد هو ابن أبی عمیر، و یحتمل أن یکون محمد بن الحسن بن زیاد العطار الثقه، کما یظهر من ملاحظه النجاشی، کذا أفاده الوالد العلامه قدس الله سره.

الحدیث السادس و الستون: صحیح.

الحدیث السابع و الستون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 602

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ یُصَلِّی وَ أَزْرَارُهُ مُحَلَّلَهٌ قَالَ لَا یَنْبَغِی ذَلِکَ.

[الحدیث 68]

68 عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الشَّاذَکُونَهِ یُصِیبُهَا الِاحْتِلَامُ أَ یُصَلَّی عَلَیْهَا فَقَالَ لَا.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ أَوْ عَلَی أَنَّهُ إِذَا کَانَتِ النَّجَاسَهُ رُبَّمَا کَانَتْ رَطْبَهً فَلَا یُصَلِّی عَلَیْهَا لِئَلَّا یَتَعَدَّی ذَلِکَ إِلَیْهِ فَأَمَّا إِذَا کَانَتْ یَابِسَهً یُؤْمَنُ ذَلِکَ عَلَیْهَا فَلَا بَأْسَ بِذَلِکَ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 69]

69 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الشَّاذَکُونَهِ تَکُونُ عَلَیْهَا الْجَنَابَهُ أَ یُصَلَّی عَلَیْهَا فِی الْمَحْمِلِ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 70]

70 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ صَالِحٍ النِّیلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أُصَلِّی عَلَی الشَّاذَکُونَهِ وَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْجَنَابَهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ

______________________________

قوله علیه السلام: لا ینبغی ذلک إما محمول علی الکراهه کما هو الظاهر، أو علی ما إذا کانت العوره مکشوفه فی بعض أوقات الصلاه.

الحدیث الثامن و الستون: موثق کالصحیح.

الحدیث التاسع و الستون: موثق کالصحیح.

الحدیث السبعون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 603

[الحدیث 71]

71 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْبَارِیَّهِ یُبَلُّ قَصَبُهَا بِمَاءٍ قَذِرٍ هَلْ یَجُوزُ الصَّلَاهُ عَلَیْهَا فَقَالَ إِذَا جَفَّتْ فَلَا بَأْسَ بِالصَّلَاهِ عَلَیْهَا.

[الحدیث 72]

72 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع عَنِ الْمُصَلَّی وَ الْبِسَاطِ یَکُونُ عَلَیْهِ تَمَاثِیلُ أَ یَقُومُ عَلَیْهِ فَیُصَلِّی أَمْ لَا فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَکْرَهُ ذَلِکَ وَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَی رَجُلٍ وَ عِنْدَهُ بِسَاطٌ عَلَیْهِ تِمْثَالٌ فَقَالَ أَ تَجِدُ هَاهُنَا مِثَالًا فَقَالَ لَا تَجْلِسُ عَلَیْهِ وَ لَا تُصَلِّی عَلَیْهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی الْکَرَاهِیَهِ بِدَلَالَهِ مَا قَدَّمْنَاهُ

______________________________

و یدل علی عدم وجوب طهاره موقع المساجد عدا الجبهه، فإنه خارج بالإجماع الحدیث الحادی و السبعون: موثق.

قوله علیه السلام: إذا جفت أی: بالشمس أو مطلقا فی غیر موضع الجبهه.

و لا یخفی علیک أن الظاهر من الأخبار اشتراط طهاره موضع الجبهه أیضا، و لو لا الإجماع لم یبعد القول به.

الحدیث الثانی و السبعون: مجهول.

قوله: فقال أی: الرضا علیه السلام، و تجد فی بیتنا مثالا فینبغی لکم التأسی بنا فی ذلک.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 604

مِنَ الْأَخْبَارِ وَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِالْقُعُودِ عَلَیْهِ وَ الْوُقُوفِ مَا لَمْ یُسْجَدْ عَلَیْهَاوَ یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 73]

73 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع أُصَلِّی وَ التَّمَاثِیلُ قُدَّامِی وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهَا قَالَ لَا اطْرَحْ عَلَیْهَا ثَوْباً وَ لَا بَأْسَ بِهَا إِذَا کَانَتْ عَنْ یَمِینِکَ أَوْ شِمَالِکَ أَوْ خَلْفَکَ أَوْ تَحْتَ رِجْلِکَ أَوْ فَوْقَ رَأْسِکَ وَ إِنْ کَانَتْ فِی الْقِبْلَهِ فَأَلْقِ عَلَیْهَا ثَوْباً وَ صَلِّ.

[الحدیث 74]

74 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّهَ قَالَ أَخْبَرَنِی زِیَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنِ الرَّجُلِ یَخْرُجُ مِنَ الْحَمَّامِ أَوْ یَغْتَسِلُ فَیَتَوَشَّحُ وَ یَلْبَسُ قَمِیصَهُ فَوْقَ الْإِزَارِ فَیُصَلِّی وَ هُوَ کَذَلِکَ قَالَ هَذَا عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ قَالَ قُلْتُ فَإِنَّهُ یَتَوَشَّحُ فَوْقَ الْقَمِیصِ فَقَالَ هَذَا مِنَ التَّجَبُّرِ قَالَ قُلْتُ إِنَّ الْقَمِیصَ رَقِیقٌ یَلْتَحِفُ بِهِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ حَلَّ الْأَزْرَارِ فِی الصَّلَاهِ وَ الْخَذْفَ بِالْحَصَی وَ مَضْغَ الْکُنْدُرِ فِی الْمَجَالِسِ وَ عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ مِنْ عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ.

[الحدیث 75]

75 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع

______________________________

الحدیث الثالث و السبعون: صحیح.

الحدیث الرابع و السبعون: ضعیف.

الحدیث الخامس و السبعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 605

قَالَ لَا تُصَلِّی الْمَرْأَهُ عُطُلًا.

[الحدیث 76]

76 عَنْهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنْ جُلُودِ الْفِرَاءِ یَشْتَرِیهَا الرَّجُلُ فِی سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْجَبَلِ أَ یَسْأَلُ عَنْ ذَکَاتِهِ إِذَا کَانَ الْبَائِعُ مُسْلِماً غَیْرَ عَارِفٍ قَالَ عَلَیْکُمْ أَنْتُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْهُ إِذَا رَأَیْتُمُ الْمُشْرِکِینَ یَبِیعُونَ ذَلِکَ وَ إِذَا رَأَیْتُمْ یُصَلُّونَ فِیهِ فَلَا تَسْأَلُوا عَنْهُ.

[الحدیث 77]

77 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَفَّافِ یَأْتِی السُّوقَ فَیَشْتَرِی الْخُفَّ لَا یَدْرِی أَ ذَکِیٌّ هُوَ أَمْ لَا مَا تَقُولُ فِی الصَّلَاهِ فِیهِ وَ هُوَ لَا یَدْرِی أَ یُصَلِّی فِیهِ قَالَ نَعَمْ أَنَا أَشْتَرِی الْخُفَّ مِنَ السُّوقِ وَ یُصْنَعُ لِی وَ أُصَلِّی فِیهِ وَ لَیْسَ عَلَیْکُمُ الْمَسْأَلَهُ.

[الحدیث 78]

78 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ

______________________________

قوله علیه السلام: عطلا أی: بغیر زینه.

قال فی القاموس: عطلت المرأه کفرح عطلا بالتحریک إذا لم یکن علیها حلی و هی عاطل و عطل بضمتین.

الحدیث السادس و السبعون: مجهول.

الحدیث السابع و السبعون: صحیح.

الحدیث الثامن و السبعون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 606

جَعْفَرٍ ع أَنَّ عَلِیّاً ع قَالَ السَّیْفُ بِمَنْزِلَهِ الرِّدَاءِ تُصَلِّی فِیهِ مَا لَمْ تَرَ فِیهِ دَماً وَ الْقَوْسُ بِمَنْزِلَهِ الرِّدَاءِ.

[الحدیث 79]

79 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ جُلُودِ الْخَزِّ فَقَالَ هُوَ ذَا نَحْنُ نَلْبَسُ فَقُلْتُ ذَاکَ الْوَبَرُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَالَ إِذَا حَلَّ وَبَرُهُ حَلَّ جِلْدُهُ.

[الحدیث 80]

80 عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ عَلَیْهِ خَاتَمُ حَدِیدٍ قَالَ لَا وَ لَا یَتَخَتَّمُ بِهِ الرَّجُلُ فَإِنَّهُ مِنْ لِبَاسِ أَهْلِ النَّارِ وَ قَالَ لَا یَلْبَسُ الرَّجُلُ الذَّهَبَ وَ لَا یُصَلِّی فِیهِ لِأَنَّهُ مِنْ لِبَاسِ أَهْلِ الْجَنَّهِ وَ عَنِ الثَّوْبِ یَکُونُ عَلَمُهُ دِیبَاجاً قَالَ لَا یُصَلِّی

______________________________

قوله علیه السلام: السیف بمنزله الرداء هذا یدل علی أن ما لا یتم الصلاه فیه إنما یکون معفوا إذا کان من جنس الأثواب و یمکن حمله علی الکراهه.

الحدیث التاسع و السبعون: صحیح.

الحدیث الثمانون: موثق.

و النهی عن خاتم الحدید محمول علی الکراهه علی المشهور، و عن الذهب علی الحرمه، لکن فی بطلان الصلاه به تردد.

قوله علیه السلام: لا یصلی فیه یحتمل أن یکون النهی باعتبار المثال، و إن کان الأحوط أن لا یصلی فی ثوب

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 607

فِیهِ وَ عَنِ الثَّوْبِ یَکُونُ فِی عَلَمِهِ مِثَالُ طَیْرٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِکَ أَ یُصَلِّی فِیهِ قَالَ لَا وَ عَنِ الْمَوْضِعِ الْقَذِرِ یَکُونُ فِی الْبَیْتِ أَوْ غَیْرِهِ فَلَا تُصِیبُهُ الشَّمْسُ وَ لَکِنَّهُ قَدْ یَبِسَ الْمَوْضِعُ الْقَذِرُ قَالَ لَا یُصَلِّی عَلَیْهِ وَ أَعْلَمَ مَوْضِعَهُ حَتَّی یَغْسِلَهُ وَ عَنِ الشَّمْسِ هَلْ تُطَهِّرُ الْأَرْضَ قَالَ إِذَا کَانَ الْمَوْضِعُ قَذِراً مِنْ بَوْلٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِکَ فَأَصَابَتْهُ الشَّمْسُ ثُمَّ یَبِسَ الْمَوْضِعُ فَالصَّلَاهُ عَلَی الْمَوْضِعِ جَائِزَهٌ وَ إِنْ

أَصَابَتْهُ الشَّمْسُ وَ لَمْ یَیْبَسِ الْمَوْضِعُ الْقَذِرُ وَ کَانَ رَطْباً فَلَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ عَلَیْهِ حَتَّی یَیْبَسَ وَ إِنْ کَانَتْ رِجْلُکَ رَطْبَهً أَوْ جَبْهَتُکَ رَطْبَهً أَوْ غَیْرُ ذَلِکَ مِنْکَ مَا یُصِیبُ ذَلِکَ الْمَوْضِعَ الْقَذِرَ فَلَا تُصَلِّ عَلَی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ حَتَّی یَیْبَسَ فَإِنَّهُ لَا یَجُوزُ ذَلِکَ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَتَوَضَّأُ وَ یَمْشِی حَافِیاً وَ رِجْلُهُ رَطْبَهٌ قَالَ إِنْ

______________________________

یکون بعضا منه حریرا محضا، و إن کان متصلا بغیر الحریر. أو یحمل علی ما إذا کان العلم خارجا عن الثوب ألصق به.

قوله علیه السلام: لا یصلی علیه لموضع السجود، أو استحبابا.

قوله علیه السلام: فلا تجوز الصلاه علیه حتی ییبس أی: من الشمس، أو مطلقا إذا کان سجوده علی غیره، و الأول بعید کما لا یخفی.

قوله علیه السلام: حتی ییبس قال الفاضل التستری قدس سره: کان المستکن فی قوله" حتی ییبس" راجع إلی کل من الرجل و الجبهه، و حینئذ یفهم أنه لو یبس بالشمس لا یصلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 608

کَانَتْ أَرْضُکُمْ مُبَلَّطَهً أَجْزَأَکُمُ الْمَشْیُ عَلَیْهَا وَ قَالَ أَمَّا نَحْنُ فَیَجُوزُ لَنَا ذَلِکَ لِأَنَّ أَرْضَنَا مُبَلَّطَهٌ یَعْنِی مَفْرُوشَهً بِالْحَصَی وَ عَنِ الرَّجُلِ یَلْبَسُ الْخَاتَمَ فِیهِ نَقْشُ مِثَالِ الطَّیْرِ أَوْ غَیْرِ ذَلِکَ قَالَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ فِیهِ.

[الحدیث 81]

81 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ تُکْرَهُ الصَّلَاهُ فِی الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ الْمُشْبَعِ الْمُفْدَمِ

______________________________

علیه مع رطوبه الجبهه، و أنه یجوز أن یکون موضع الجبهه نجسا کموضع باقی البدن.

قوله علیه السلام: أجزأکم المشی علیها أی: فی یوم المطر، بناء علی عدم إجزاء المشی علی الطین فی طهاره القدم.

و یمکن أن یکون المراد أن الأرض المفروشه

بالحصی تقبل الطهاره و النظافه قبل سائرها.

قال فی القاموس: البلاط کسحاب الأرض المستویه الملساء و الحجاره التی تفرش فی الدار و کل أرض فرشت بها أو بالأجر، و من الأرض وجهها أو منتهی الصلب منها، و أبلطها المطر أصاب بلاطها، و بلط الدار و أبلطها و بلطها فرشها به.

الحدیث الحادی و الثمانون: موثق.

قال فی القاموس: المقدم الثوب المشبع حمره، أو ما حمرته غیر شدیده.

و قال فی الحبل المتین: المفدم بالفاء الساکنه و البناء للمفعول، أی الشدید

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 609

[الحدیث 82]

82 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ یَزِیدَ بْنِ خَلِیفَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَرِهَ الصَّلَاهَ فِی الْمُشْبَعِ بِالْعُصْفُرِ الْمُضَرَّجِ بِالزَّعْفَرَانِ

______________________________

الحمره، کذا فسره فی المعتبر و المنتهی، و ربما یقال: إنه مطلق الثوب الشدید اللون، سواء کان حمره أو غیرها، و إلیه ینظر کلام المبسوط، فتکره الصلاه فی مطلق الثوب الشدید اللون، و هو مختار أبی الصلاح و ابن الجنید و ابن إدریس.

و مال إلیه شیخنا فی الذکری، و قال: إن کثیرا من الأصحاب اقتصروا علی السواد فی الکراهه، و نقل عن العلامه القول بعدم کراهه شی ء من الألوان سوی السواد و المعصفر و المزعفر و المشبع بالحمره.

و أما الألوان الضعیفه فالمستفاد من کلام الأصحاب عدم کراهتها مطلقا، و لا یبعد استثناء السواد منها، فیحکم بکراهته و إن کان ضعیفا لإطلاق الأخبار الوارده فیه، و قد استثنوا من السواد الخف و العمامه و الکساء.

الحدیث الثانی و الثمانون: مرسل أو ضعیف.

قوله: المضرج بالزعفران أی: المصبوغ به.

قال فی القاموس: ضرج الثوب صبغه بالحمره.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 610

[الحدیث 83]

83 عَنْهُ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَجْمَعَ طَرَفَیْ رِدَائِهِ عَلَی یَسَارِهِ قَالَ لَا یَصْلُحُ جَمْعُهُمَا عَلَی الْیَسَارِ وَ لَکِنِ اجْمَعْهُمَا عَلَی یَمِینِکَ أَوْ دَعْهُمَا قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْبَوَارِی یُصِیبُهَا الْبَوْلُ هَلْ تَصْلُحُ الصَّلَاهُ عَلَیْهَا إِذَا جَفَّتْ مِنْ غَیْرِ أَنْ تُغْسَلَ قَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ عَلَی بَوَارِی النَّصَارَی وَ الْیَهُودِ الَّذِینَ یَقْعُدُونَ عَلَیْهَا فِی بُیُوتِهِمْ أَ یَصْلُحُ قَالَ لَا تُصَلَّی عَلَیْهَا وَ سَأَلْتُهُ عَنِ السَّیْفِ هَلْ یَجْرِی

مَجْرَی الرِّدَاءِ یُؤَمُّ الْقَوْمُ فِی السَّیْفِ قَالَ لَا یَصْلُحُ أَنْ یُؤَمَّ الْقَوْمُ فِی السَّیْفِ إِلَّا فِی حَرْبٍ

______________________________

و فی الصحاح: و هو دون المفدم.

الحدیث الثالث و الثمانون: صحیح.

قوله علیه السلام: و لکن اجمعهما علی یمینک بأن یحمل الطرف الأیسر من الرداء علی الیمین، فیجتمع الطرفان فیها.

و یدل علی عدم کراهه إرسال طرفی الرداء.

قوله علیه السلام: نعم لا بأس ظاهره عدم وجوب طهاره موضع الجبهه أیضا.

قوله علیه السلام: لا تصلی علیها محمول علی الکراهه مع عدم العلم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 611

[الحدیث 84]

84 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَبِی یَزِیدَ الْقَسْمِیِّ وَ قَسْمٌ حَیٌّ مِنَ الْیَمَنِ بِالْبَصْرَهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ جُلُودِ الدَّارِشِ الَّتِی یُتَّخَذُ مِنْهَا الْخِفَافُ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا فَإِنَّهَا تُدْبَغُ بِخُرْءِ الْکِلَابِ.

[الحدیث 85]

85 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ وَ أَبِی قَتَادَهَ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی الرَّفِّ الْمُعَلَّقِ بَیْنَ نَخْلَتَیْنِ قَالَ إِنْ کَانَ مُسْتَوِیاً یَقْدِرُ عَلَی الصَّلَاهِ

______________________________

الحدیث الرابع و الثمانون: ضعیف.

قوله علیه السلام: فإنها تدبغ لعلهم لم یکونوا یغسلونها بعد الدباغ، أو لأن بعد الغسل أیضا کان یبقی فیها أجزاء صغار، أو استحبابا للاحتیاط لعله یبقی فیها شی ء، و لعل عدم أمره بالغسل لأجل اللون، أو لأنها تفسد بالغسل.

و قال فی القاموس: الدارش جلد معروف أسود، کأنه فارسی.

الحدیث الخامس و الثمانون: صحیح.

قوله: یصلی علی الرف فی القاموس: الرف شبه الطاق یجعل علیه طرائف البیت. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 612

عَلَیْهِ فَلَا بَأْسَ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ فِرَاشِ حَرِیرٍ وَ مِثْلِهِ مِنَ الدِّیبَاجِ وَ مُصَلَّی حَرِیرٍ وَ مِثْلِهِ مِنَ الدِّیبَاجِ یَصْلُحُ لِلرَّجُلِ النَّوْمُ عَلَیْهِ وَ التُّکَأَهُ وَ الصَّلَاهُ عَلَیْهِ قَالَ یَفْرُشُهُ وَ یَقُومُ عَلَیْهِ وَ لَا یَسْجُدُ عَلَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی فِی مَسْجِدٍ حِیطَانُهُ کِوَاءٌ کُلُّهُ قِبْلَتُهُ وَ جَانِبَاهُ وَ امْرَأَتُهُ تُصَلِّی حِیَالَهُ یَرَاهَا وَ لَا تَرَاهُ قَالَ لَا بَأْسَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْبَوَارِی یُبَلُّ قَصَبُهَا بِمَاءٍ قَذِرٍ أَ یُصَلَّی عَلَیْهَا قَالَ إِذَا یَبِسَتْ فَلَا بَأْسَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ صَلَّی وَ مَعَهُ دَبَّهٌ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ وَ عَلَیْهِ نَعْلٌ مِنْ جِلْدِ

______________________________

و یحتمل أن یکون المراد

الرف المشدود بین النخلتین، و یکون السؤال باعتبار احتمال حرکه النخلتین. و حاصل الجواب أنه إن کان مستقرا فی الحال لا یضر الاحتمال.

و یحتمل أن یکون المراد الرف المعلق بحبلین مشدودین بنخلتین، و حینئذ یشکل الجواب علی أصول القوم، لأنه غالبا مظنه الحرکه.

قال فی الذکری: لو تمکن الراکب من الاستقبال و استیفاء الأفعال، کالراکب فی السفینه، أو علی بعیر معقول، ففی صحه صلاته وجهان، أصحهما: المنع.

و کذا فی الأرجوحه المعلقه بالحبال، فإنها لا تعد عرفا مکان القرار. و قد روی علی بن جعفر جواز الصلاه علی السرف المعلق بین نخلتین، و هو یعطی جواز الصلاه فی الأرجوحه.

قوله علیه السلام: لا بأس یظهر منه أنه لا یلزم أن یکون الحائل مانعا من الرؤیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 613

حِمَارٍ هَلْ تُجْزِیهِ صَلَاتُهُ أَوْ عَلَیْهِ إِعَادَهٌ قَالَ لَا یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ وَ هِیَ مَعَهُ إِلَّا أَنْ یَتَخَوَّفَ عَلَیْهَا ذَهَابَهَا فَلَا بَأْسَ أَنْ یُصَلِّیَ وَ هِیَ مَعَهُ.

[الحدیث 86]

86 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ فِی بَیْتِ الْحَمَّامِ قَالَ إِذَا کَانَ مَوْضِعاً نَظِیفاً فَلَا بَأْسَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَجْهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنْ نَحْمِلَهُ عَلَی بَیْتِ الْمَسْلَخِ دُونَ غَیْرِهِ مِنَ الْبُیُوتِ بِدَلَالَهِ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ

[الحدیث 87]

87 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعُبَیْدِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَاضِیَ ع عَنِ الصَّلَاهِ بَیْنَ الْقُبُورِ هَلْ تَصْلُحُ قَالَ لَا بَأْسَ

______________________________

قوله علیه السلام: لا یصلح له حمل علی الکراهه، إلا مع العلم بکونها میته.

الحدیث السادس و الثمانون: موثق.

قوله علیه السلام: فلا بأس یمکن حمله علی الجواز، فلا ینافی الکراهه.

و یمکن أیضا حمل أخبار النهی علی ما إذا لم یکن الموضع نظیفا.

الحدیث السابع و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 614

[الحدیث 88]

88 الْحُسَیْنُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ نُعَیْمٍ الْقُمِّیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الْمَنَازِلُ الَّتِی یَنْزِلُهَا النَّاسُ فِیهَا أَبْوَالُ الدَّوَابِّ وَ السِّرْجِینُ وَ یَدْخُلُهَا الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی کَیْفَ یُصْنَعُ بِالصَّلَاهِ فِیهَا قَالَ صَلِّ عَلَی ثَوْبِکَ.

[الحدیث 89]

89 عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَخُوضُ الْمَاءَ فَتُدْرِکُهُ الصَّلَاهُ فَقَالَ إِنْ کَانَ فِی حَرْبٍ فَإِنَّهُ یُجْزِیهِ الْإِیمَاءُ وَ إِنْ کَانَ تَاجِراً فَلْیُقِمْ وَ لَا یَدْخُلُهُ حَتَّی یُصَلِّیَ.

[الحدیث 90]

90 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع إِنَّا کُنَّا فِی الْبَیْدَاءِ فِی آخِرِ اللَّیْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَ اسْتَکْتُ وَ أَنَا أَهُمُّ بِالصَّلَاهِ

______________________________

الحدیث الثامن و الثمانون: مجهول.

الحدیث التاسع و الثمانون: حسن.

قوله: یخوض الماء أی: یدخل السفینه.

قوله علیه السلام: فلیقم أی: یقیم خارج الماء و لا یدخل السفینه حتی یصلی.

و سیأتی خبر إسماعیل بن جابر أوضح منه فی هذا المعنی.

الحدیث التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 615

ثُمَّ کَأَنَّهُ دَخَلَ قَلْبِی شَیْ ءٌ فَهَلْ یُصَلَّی فِی الْبَیْدَاءِ فِی الْمَحْمِلِ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِی الْبَیْدَاءِ قُلْتُ وَ أَیْنَ حَدُّ الْبَیْدَاءِ فَقَالَ کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِذَا بَلَغَ ذَاتَ الْجَیْشِ جَدَّ فِی الْمَسِیرِ وَ لَا یُصَلِّی حَتَّی یَأْتِیَ مُعَرَّسَ النَّبِیِّ ص قُلْتُ لَهُ وَ أَیْنَ ذَاتُ الْجَیْشِ فَقَالَ دُونَ الْحَفِیرَهِ بِثَلَاثَهِ أَمْیَالٍ.

[الحدیث 91]

91 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَخِیرِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ تَحْضُرُ الصَّلَاهُ وَ الرَّجُلُ بِالْبَیْدَاءِ قَالَ یَتَنَحَّی عَنِ الْجَوَادِّ یَمْنَهً وَ یَسْرَهً وَ یُصَلِّی

______________________________

و فی القاموس: البیداء أرض ملساء بین الحرمین.

و فی النهایه: البیداء المفازه لا شی ء فیها، و اسم موضع مخصوص بین مکه و المدینه، و منه الحدیث" إن قوما یغزون البیت، فإذا نزلوا بالبیداء بعث الله تعالی جبرئیل، فیقول: یا بیداء أبیدیهم، فیخسف بهم" أی: أهلکیهم. انتهی.

و أقول: فی أخبارنا أن هذا الجیش جیش السفیانی.

قوله علیه السلام: دون الحفیره لعل المراد الأرض المنخفضه التی فیها مسجد الشجره.

الحدیث الحادی و التسعون: صحیح.

و فی المصباح: الجاده وسط الطریق و معظمه و الجمع الجواد، مثل دابه و دواب. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 616

[الحدیث 92]

92 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الصَّلَاهُ تُکْرَهُ فِی ثَلَاثَهِ مَوَاطِنَ مِنَ الطَّرِیقِ- الْبَیْدَاءِ وَ هِیَ ذَاتُ الْجَیْشِ وَ ذَاتِ الصَّلَاصِلِ وَ ضَجْنَانَ وَ قَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ یُصَلَّی بَیْنَ الظَّوَاهِرِ وَ هِیَ الْجَوَادُّ جَوَادُّ الطُّرُقِ وَ یُکْرَهُ أَنْ یُصَلَّی فِی الْجَوَادِّ

______________________________

و الیمنه و الیسره بالفتح فیهما جهتا الیمین و الیسار.

و لعل التجویز محمول علی الضروره أو لبیان أن الجاده أشد کراهه، و إن احتمل اختصاص الکراهه بالجاده.

الحدیث الثانی و التسعون: صحیح.

و فی القاموس: ذات الجیش أو أولات الجیش واد قرب المدینه و فیه انقطع عقد عائشه.

و قال: ضجنان کسکران جبل قرب مکه و جبل آخر بالبادیه.

قوله علیه السلام: بأن تصلی بالظواهر أی: مطلقا، أو فی تلک المواضع. و الظاهر أن المراد بالظواهر هنا لیس المرتفعات بین الطرق، بل نفس

الطرق العظیمه الواسعه، لظهور التطرق فیها، و لهذا فسرها علیه السلام بالجواد، و هی الطرق الواسعه، و لیس تفسیرا للبین، کما فهمه الأکثر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 617

[الحدیث 93]

93 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُصَلِّ فِی وَادِی الشُّقْرَهِ.

[الحدیث 94]

94 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِّ الطِّینِ الَّذِی لَا یُسْجَدُ عَلَیْهِ مَا هُوَ قَالَ إِذَا غَرِقَ الْجَبْهَهُ وَ لَمْ تَثْبُتْ عَلَی الْأَرْضِ.

[الحدیث 95]

95 سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَقُومُ فِی الصَّلَاهِ فَأَرَی قُدَّامِی فِی الْقِبْلَهِ الْعَذِرَهَ قَالَ تَنَحَّ عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتَ وَ لَا تُصَلِّ عَلَی الْجَوَادِّ

______________________________

الحدیث الثالث و التسعون: مرسل.

و قال فی الذکری: من المواضع المکروهه وادی الشقره بضم الشین و إسکان القاف، لمرسله ابن فضال. و قیل: بفتح الشین و کسر القاف، و أنه موضع مخصوص. و قیل: ما فیه شقائق النعمان. و قیل: أنها و البیداء و ضجنان و ذات الصلاصل مواضع خسف. قال فی التذکره: و کذا کل موضع خسف به.

الحدیث الرابع و التسعون: موثق.

الحدیث الخامس و التسعون: ضعیف.

قوله علیه السلام: و لا تصل علی الجواد کان المراد أن العذره تکون فی أطراف الطریق، فإن تنحیت عنها فلا تصل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 618

[الحدیث 96]

96 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَا تُصَلِّ الْمَکْتُوبَهَ فِی الْکَعْبَهِ.

[الحدیث 97]

97 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِی إِسْمَاعِیلَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ یُصَلِّی عَلَی أَبِی قُبَیْسٍ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 98]

98 عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ فِی الَّذِی تُدْرِکُهُ الصَّلَاهُ وَ هُوَ فَوْقَ الْکَعْبَهِ فَقَالَ إِنْ قَامَ لَمْ تَکُنْ لَهُ قِبْلَهٌ وَ لَکِنْ یَسْتَلْقِی عَلَی قَفَاهُ وَ یَفْتَحُ عَیْنَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ یَعْقِدُ بِقَلْبِهِ الْقِبْلَهَ الَّتِی فِی

______________________________

علی الطریق.

الحدیث السادس و التسعون: صحیح.

و حمله الأکثر علی الکراهه.

و قال الشیخ فی الخلاف و ابن البراج: بالتحریم. و لا خلاف فی جواز النافله فیها.

الحدیث السابع و التسعون: صحیح.

و یدل علی أن القبله الفضاء لا البنیه، و أجمع علیه الأصحاب.

الحدیث الثامن و التسعون: مجهول.

قوله علیه السلام: و لکن یستلقی به قال الشیخ فی الخلاف مدعیا علیه الإجماع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 619

السَّمَاءِ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ وَ یَقْرَأُ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَرْکَعَ غَمَّضَ عَیْنَیْهِ وَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّکُوعِ فَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ السُّجُودُ عَلَی نَحْوِ ذَلِکَ.

[الحدیث 99]

99 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ وَ حَدِیدِ بْنِ حَکِیمٍ الْأَزْدِیِّ قَالا قُلْنَا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع السَّطْحُ یُصِیبُهُ الْبَوْلُ وَ یُبَالُ عَلَیْهِ أَ یُصَلَّی فِی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ فَقَالَ إِنْ کَانَ تُصِیبُهُ الشَّمْسُ وَ الرِّیحُ وَ کَانَ جَافّاً فَلَا بَأْسَ بِهِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ یُتَّخَذُ مَبَالًا.

[الحدیث 100]

100 مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ

______________________________

و المشهور أنه یبرز بین یدیه منها ما یصلی إلیه، عملا بالأدله القطعیه الداله علی وجوب القیام و الاستقبال و الرکوع و السجود.

و ردوا الخبر بضعف السند، و باشتماله علی أنه إن قام لم تکن له قبله، فإنه یلزم منه عدم تحقق الاستقبال ممن هو أرفع من الکعبه، کالمصلی علی أبی قبیس، و هو معلوم البطلان.

الحدیث التاسع و التسعون: صحیح.

و کأنه سقط من بین أحمد بن محمد و حماد واسطه.

قوله علیه السلام: و إن کان تصیبه الظاهر أن ذلک للجفاف لا التطهیر، لأن الشمس مع الریح و الریح وحدها لا تطهر علی المشهور. و الاستثناء باعتبار أنه یصیر حینئذ کتیفا، فتکره الصلاه فیه.

الحدیث المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 620

بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُصَلِّ فِی بَیْتٍ فِیهِ خَمْرٌ أَوْ مُسْکِرٌ.

[الحدیث 101]

101 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ جَبْرَئِیلُ ع یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَیْتاً فِیهِ صُورَهُ إِنْسَانٍ وَ لَا بَیْتاً یُبَالُ فِیهِ وَ لَا بَیْتاً فِیهِ کَلْبٌ.

[الحدیث 102]

102 أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ جَبْرَئِیلَ ع أَتَانِی فَقَالَ إِنَّا مَعَاشِرَ الْمَلَائِکَهِ لَا نَدْخُلُ بَیْتاً فِیهِ کَلْبٌ وَ لَا تِمْثَالُ جَسَدٍ وَ لَا إِنَاءٌ یُبَالُ فِیهِ.

[الحدیث 103]

103 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَمِیلَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُصَلِّ فِی بَیْتٍ فِیهِ مَجُوسِیٌّ وَ لَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّیَ فِی بَیْتٍ فِیهِ یَهُودِیٌّ أَوْ نَصْرَانِیٌّ

______________________________

و عمل بظاهره الصدوق، و المشهور الکراهه، و هو أظهر.

الحدیث الحادی و المائه: ضعیف.

قوله علیه السلام: إنا لا ندخل بیتا لعل المراد غیر الملکین الحافظین.

الحدیث الثانی و المائه: مجهول.

الحدیث الثالث و المائه: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 621

[الحدیث 104]

104 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ ع یَا أَبَا بَکْرٍ کُلُّ مَا أَشْرَقَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ فَهُوَ طَاهِرٌ.

[الحدیث 105]

105 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْمُعَاذِیِّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع إِنِّی أُصَلِّی فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَقْعُدُ عَلَی رِجْلِیَ الْیُسْرَی مِنْ أَجْلِ النَّدَی فَقَالَ اقْعُدْ عَلَی أَلْیَتَیْکَ وَ إِنْ کُنْتَ فِی الطِّینِ.

[الحدیث 106]

106 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ

______________________________

الحدیث الرابع و المائه: مجهول.

و حمل علی ما إذا یبس بها، و ظاهره أعم من الأرض و غیره، و لکن فی السند شی ء.

الحدیث الخامس و المائه: ضعیف.

قوله: فأقعد علی رجلی الیسری یمکن أن یکون المراد الجلوس علی الساق لا علی الألیه بطریق التورک.

و یمکن أن یراد التورک الذی لا یصل معه الألیتین معا إلی الأرض کما یفعله المخالفون، و إن کان إیصال الألیتین مع التورک مشکلا، و هذا أظهر، بل الأول فی غایه البعد.

الحدیث السادس و المائه: صحیح علی الظاهر أو مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 622

عَنِ الرِّضَا ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی قَالَ یَکُونُ بَیْنَ یَدَیْهِ کُومَهٌ مِنْ تُرَابٍ أَوْ یَخُطُّ بَیْنَ یَدَیْهِ بِخَطٍّ.

[الحدیث 107]

107 عَنْهُ عَنْ بُنَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَسْلَمَهَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَیُّ شَیْ ءٍ یَقْطَعُ الصَّلَاهَ قَالَ عَبَثُ الرَّجُلِ بِلِحْیَتِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَی التَّغْلِیظِ لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ الْعَبَثَ بِاللِّحْیَهِ مِمَّا یَنْقُصُ الصَّلَاهَ لَا مِمَّا یَنْقُضُهَا

[الحدیث 108]

108 عَنْهُ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ بِهِ الثُّؤْلُولُ أَوِ الْجُرْحُ هَلْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَقْطَعَ الثُّؤْلُولَ وَ هُوَ فِی صَلَاتِهِ أَوْ یَنْتِفَ بَعْضَ لَحْمِهِ مِنْ ذَلِکَ الْجُرْحِ وَ یَطْرَحَهُ قَالَ إِنْ لَمْ یَتَخَوَّفْ أَنْ یَسِیلَ الدَّمُ فَلَا بَأْسَ وَ إِنْ تَخَوَّفَ أَنْ یَسِیلَ الدَّمُ فَلَا یَفْعَلْهُ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ فِی صَلَاتِهِ فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَشَجَّهُ فَسَالَ الدَّمُ فَانْصَرَفَ فَغَسَلَهُ وَ لَمْ یَتَکَلَّمْ حَتَّی رَجَعَ إِلَی الْمَسْجِدِ هَلْ یَعْتَدُّ بِمَا صَلَّی أَوْ یَسْتَقْبِلُ الصَّلَاهَ قَالَ یَسْتَقْبِلُ الصَّلَاهَ وَ لَا یَعْتَدُّ بِشَیْ ءٍ مِمَّا صَلَّی

______________________________

و یدل علی أنه یکفی الخط للستره.

و قال فی القاموس: کوم التراب تکویما جعله کومه کومه بالضم أی قطعه قطعه و رفع رأسها.

الحدیث السابع و المائه: مجهول.

الحدیث الثامن و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 623

[الحدیث 109]

109 عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا صَلَّی أَحَدُکُمْ بِأَرْضِ فَلَاهٍ فَلْیَجْعَلْ بَیْنَ یَدَیْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَهِ الرَّحْلِ فَإِنْ لَمْ یَجِدْ فَحَجَراً فَإِنْ لَمْ یَجِدْ فَسَهْماً فَإِنْ لَمْ یَجِدْ فَلْیَخُطَّ فِی الْأَرْضِ بَیْنَ یَدَیْهِ.

[الحدیث 110]

110 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ النَّبِیَّ ص وَضَعَ قَلَنْسُوَهً وَ صَلَّی إِلَیْهَا.

[الحدیث 111]

111 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ الْمَرْأَهُ تُصَلِّی خَلْفَ زَوْجِهَا الْفَرِیضَهَ وَ التَّطَوُّعَ وَ تَأْتَمُّ بِهِ فِی الصَّلَاهِ

______________________________

و ربما یدل علی أن هذه القطع الصغار لیست بحکم المیته و إلا لم یأمر علیه السلام بنتفها، لکونه بعد النتف حاملا للمیته، و أما دلالته علی عدم تنجس الید به مع الیبوسه فظاهره لا ستره به.

الحدیث التاسع و المائه: ضعیف علی المشهور.

قوله علیه السلام: مثل مؤخره الرجل فإن ارتفاع مؤخر الرجل أکثر من مقدمه.

الحدیث العاشر و المائه: موثق.

الحدیث الحادی عشر و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 624

[الحدیث 112]

112 أَحْمَدُ عَنِ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی الْمَرْأَهِ تُصَلِّی عِنْدَ الرَّجُلِ قَالَ إِذَا کَانَ بَیْنَهُمَا حَاجِزٌ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 113]

113 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ الْمَرْأَهُ بِحِذَاهُ أَوْ إِلَی جَنْبِهِ فَقَالَ إِذَا کَانَ سُجُودُهَا مَعَ رُکُوعِهِ فَلَا بَأْسَ.

[الحدیث 114]

114 عَنْهُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَهِ تُصَلِّی عِنْدَ الرَّجُلِ فَقَالَ لَا تُصَلِّی الْمَرْأَهُ بِحِیَالِ الرَّجُلِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ قُدَّامَهَا وَ لَوْ بِصَدْرِهِ

______________________________

و یدل علی جواز اقتداء المرأه فی النافله، و یدل علیه غیره من الأخبار، و یظهر من بعض الأصحاب کالشهید فی الذکری قول بعض الأصحاب فی النافله مطلقا، و لا یبعد العمل بهذا الخبر الصحیح، و الأحوط الترک.

الحدیث الثانی عشر و المائه: صحیح.

الحدیث الثالث عشر و المائه: مرسل.

قوله علیه السلام: إذا کان سجودها أی: یکون موضع جبهتها ساجده محاذیا لما یحاذی رأسه راکعا، و هذا یدل علی عدم وجوب تأخرها لجمیع البدن، کما مر فیه بعض الأخبار، و یدل علیه تألی هذا الخبر.

الحدیث الرابع عشر و المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 625

[الحدیث 115]

115 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْعَمْرَکِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ إِمَامٍ کَانَ فِی الظُّهْرِ فَقَامَتِ امْرَأَهٌ بِحِیَالِهِ تُصَلِّی وَ هِیَ تَحْسَبُ أَنَّهَا الْعَصْرُ هَلْ یُفْسِدُ ذَلِکَ عَلَی الْقَوْمِ وَ مَا حَالُ الْمَرْأَهِ فِی صَلَاتِهَا مَعَهُمْ وَ قَدْ کَانَتْ صَلَّتِ الظُّهْرَ قَالَ لَا یُفْسِدُ ذَلِکَ عَلَی الْقَوْمِ وَ تُعِیدُ الْمَرْأَهُ

______________________________

الحدیث الخامس عشر و المائه: صحیح علی الظاهر.

و قد استدل بعضهم به علی عدم جواز اقتداء العصر بالظهر، و لا یخفی عدم دلالته، لاحتمال أن یکون الأمر بالإعاده لمحاذاه المرأه للرجل، و إنما أمر بإعادتها دونهم لأنها کانت لاحقه.

ثم اعلم أنهم استدلوا به للصدوق حیث نقل عنه أنه قال: لا بأس أن یصلی الرجل الظهر خلف من یصلی

العصر، و لا یصلی العصر خلف من یصلی الظهر، إلا أن یتوهمها العصر فیصلی معه العصر، ثم یعلم أنها کانت الظهر، فیجزی عنه.

و لا یخفی أن الخبر علی تقدیر کون الإعاده لاقتداء العصر بالظهر مناف لما نسب إلیه، من أنه فی صوره توهم العصر یجزی عنه، مع أنک قد عرفت أنه یمکن أن تکون الإعاده للمحاذاه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 626

18 بَابُ الصِّبْیَانِ مَتَی یُؤْمَرُونَ بِالصَّلَاهِ
[الحدیث 1]

1 عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ إِنَّا نَأْمُرُ صِبْیَانَنَا بِالصَّلَاهِ إِذَا کَانُوا بَنِی خَمْسِ سِنِینَ فَمُرُوا صِبْیَانَکُمْ بِالصَّلَاهِ إِذَا کَانُوا بَنِی سَبْعِ سِنِینَ وَ نَحْنُ نَأْمُرُ صِبْیَانَنَا بِالصَّوْمِ إِذَا کَانُوا بَنِی سَبْعِ سِنِینَ بِمَا أَطَاقُوا مِنْ صِیَامِ الْیَوْمِ إِنْ کَانَ إِلَی نِصْفِ النَّهَارِ أَوْ أَکْثَرَ مِنْ ذَلِکَ أَوْ أَقَلَّ فَإِذَا غَلَبَهُمُ الْعَطَشُ وَ الْغَرَثُ أَفْطَرُوا حَتَّی یَتَعَوَّدُوا الصَّوْمَ فَیُطِیقُوهُ فَمُرُوا صِبْیَانَکُمْ إِذَا کَانُوا بَنِی تِسْعِ سِنِینَ بِالصَّوْمِ مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ صِیَامِ الْیَوْمِ فَإِذَا غَلَبَهُمُ الْعَطَشُ أَفْطَرُوا

______________________________

باب الصبیان متی یؤمرون بالصلاه الحدیث الأول: حسن.

قال فی الروضه عند قول الشهید رحمه الله علیهما: و یمرون الصبی علی الصلاه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 627

..........

______________________________

لست، و فی البیان لسبع، و کلاهما مروی، و یضرب علیها لتسع، و روی لعشر، و یتخیر بین نیه الوجوب و الندب. و المراد بالتمرین التعوید علی أفعال المکلفین لیعتادها قبل البلوغ، فلا یشق علیه بعده.

و قالا أیضا: و یمرن الصبی و کذا الصبیه علی الصوم لیعتاده، فلا یثقل علیه عند البلوغ، و أطلق جماعه تمرینه قبل السبع، و جعلوه بعد السبع مشددا.

و قال ابنا بابویه و الشیخ

فی النهایه: یمرن لتسع، و الأول أجود، و لکن یشدد للتسع. و لو أطاق بعض النهار خاصه، و یتخیر بین نیه الوجوب و الندب، لأن الغرض التمرین علی فعل الواجب، ذکره المصنف و غیره، و إن کان الندب أولی.

و قال الشهید رحمه الله فی البیان: یؤمر الصبی بالصلاه لسبع و بالصوم لتسع، و یضرب علیها عند التسع، روی ذلک ابن بابویه عن الباقر علیهما السلام، و روی إسحاق بن عمار عن الصادق علیه السلام تمرینه لست.

و روی عن النبی صلی الله علیه و آله الضرب علی الصلاه لعشر، و قال:

و ینوی الصبی الوجوب، و لو نوی الندب جاز، و لا تکفیه الوظیفه لو بلغ بعدها فی الوقت، فلو صلی الظهر ثم بلغ فی وقت الجمعه وجبت، فإن أدرکها و إلا أعاد ظهرا. انتهی.

و أقول: نیه الوجوب لا یمکن من الصبی، بل و لا الندب أیضا مع عدم القول بشرعیه عباداته، إلا أن یحمل النیه علی التکلم بها مجازا، و لا یخفی ما فیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 628

[الحدیث 2]

2 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع یَأْمُرُ الصِّبْیَانَ یَجْمَعُونَ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ وَ یَقُولُ هُوَ خَیْرٌ مِنْ أَنْ یَنَامُوا عَنْهَا.

[الحدیث 3]

3 الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصِّبْیَانِ إِذَا صَفُّوا فِی الصَّلَاهِ الْمَکْتُوبَهِ قَالَ لَا تُؤَخِّرُوهُمْ عَنِ الصَّلَاهِ وَ فَرِّقُوا بَیْنَهُمْ.

[الحدیث 4]

4 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنْ

______________________________

و الأولی الاکتفاء فیه بالقربه، مع أنه یحتمل سقوط النیه رأسا مع القول بمحض التمرین، فتأمل.

الحدیث الثانی: مجهول کالصحیح.

الحدیث الثالث: ضعیف.

قوله علیه السلام: لا تؤخروهم یحتمل أن یکون المراد لا تأمروهم بتأخیر صلاتهم عن صلاه الجماعه، أو لا تجعلوهم فی الصف الأخیر لئلا یفروا من الصلاه، أو لئلا یلعبوا، و التفریق للثانی فقط.

الحدیث الرابع: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 629

عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْغُلَامِ مَتَی یَجِبُ عَلَیْهِ الصَّوْمُ وَ الصَّلَاهُ قَالَ إِذَا رَاهَقَ الْحُلُمَ وَ عَرَفَ الصَّلَاهَ وَ الصَّوْمَ.

[الحدیث 5]

5 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْغُلَامِ مَتَی تَجِبُ عَلَیْهِ الصَّلَاهُ قَالَ إِذَا أَتَی عَلَیْهِ ثَلَاثَ عَشْرَهَ سَنَهً فَإِنِ احْتَلَمَ قَبْلَ ذَلِکَ فَقَدْ وَجَبَتْ عَلَیْهِ الصَّلَاهُ وَ جَرَی عَلَیْهِ الْقَلَمُ وَ الْجَارِیَهُ مِثْلُ ذَلِکَ إِنْ أَتَی لَهَا ثَلَاثَ عَشْرَهَ سَنَهً أَوْ حَاضَتْ قَبْلَ ذَلِکَ فَقَدْ وَجَبَتْ عَلَیْهَا الصَّلَاهُ وَ جَرَی عَلَیْهَا الْقَلَمُ.

[الحدیث 6]

6 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِی الصَّبِیِّ مَتَی یُصَلِّی فَقَالَ إِذَا عَقَلَ الصَّلَاهَ قُلْتُ مَتَی یَعْقِلُ الصَّلَاهَ وَ تَجِبُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِسِتِّ سِنِینَ.

[الحدیث 7]

7 عَنْهُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فِی کَمْ یُؤْخَذُ الصَّبِیُّ بِالصَّلَاهِ فَقَالَ فِیمَا بَیْنَ

______________________________

قوله: متی یجب علیه یحتمل أن یکون المراد الوجوب علی الولی، أو بمعنی تأکد الاستحباب علیهم، إذا قلنا بشرعیه عباداتهم.

الحدیث الخامس: موثق.

الحدیث السادس: صحیح.

الحدیث السابع: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 630

سَبْعِ سِنِینَ وَ سِتِّ سِنِینَ قُلْتُ فِی کَمْ یُؤْخَذُ بِالصِّیَامِ فَقَالَ فِیمَا بَیْنَ خَمْسَ عَشْرَهَ أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَهَ وَ إِنْ صَامَ قَبْلَ ذَلِکَ فَدَعْهُ فَقَدْ صَامَ ابْنِی فُلَانٌ قَبْلَ ذَلِکَ وَ تَرَکْتُهُ.

[الحدیث 8]

8 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَتَی عَلَی الصَّبِیِّ سِتُّ سِنِینَ وَجَبَتْ عَلَیْهِ الصَّلَاهُ وَ إِذَا أَطَاقَ الصَّوْمَ وَجَبَ عَلَیْهِ الصِّیَامُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلُهُ ع إِذَا أَطَاقَ وَجَبَ عَلَیْهِ الصِّیَامُ مَحْمُولٌ عَلَی التَّأْدِیبِ دُونَ الْفَرْضِ لِأَنَّ الْفَرْضَ إِنَّمَا یَتَعَلَّقُ وُجُوبُهُ بِحَالِ الْکَمَالِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ ع إِذَا أَتَی عَلَیْهِ سِتُّ سِنِینَ وَ فِی الْخَبَرِ الْآخَرِ أَوْ سَبْعُ سِنِینَ وَجَبَ عَلَیْهِ الصَّلَاهُ مَحْمُولٌ عَلَی الِاسْتِحْبَابِ وَ التَّأْدِیبِ لِأَنَّ الْفَرْضَ یَتَعَلَّقُ بِحَالِ الْکَمَالِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ

______________________________

الحدیث الثامن: مجهول.

و لا یخفی عدم تأتی الاستدلال بهذه الأخبار علی وجوب الصلاه علی الطفل لست سنین إذا مات کما ظن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 631

19 بَابٌ مِنَ الزِّیَادَاتِ
[الحدیث 1]

1 الْعَیَّاشِیُّ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَأْخُذُهُ الْمُشْرِکُونَ فَتَحْضُرُهُ الصَّلَاهُ فَیَخَافُ مِنْهُمْ أَنْ یَمْنَعُوهُ فَیُومِئُ إِیمَاءً قَالَ یُومِئُ إِیمَاءً.

[الحدیث 2]

2 عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ

______________________________

باب من الزیادات الحدیث الأول: موثق.

و لا خلاف فیه ظاهرا.

الحدیث الثانی: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 632

عَنِ الرَّجُلِ تُدْرِکُهُ الصَّلَاهُ وَ هُوَ فِی مَاءٍ یَخُوضُهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْأَرْضِ قَالَ إِنْ کَانَ فِی حَرْبٍ أَوْ فِی سَبِیلٍ مِنْ سُبُلِ اللَّهِ فَلْیُومِ إِیمَاءً وَ إِنْ کَانَ فِی تِجَارَهٍ فَلَمْ یَکُ یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَخُوضَ الْمَاءَ حَتَّی یُصَلِّیَ قَالَ قُلْتُ وَ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَقْضِیهَا إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَاءِ وَ قَدْ ضَیَّعَ.

[الحدیث 3]

3 عَنْهُ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ قَامَ فِی صَلَاهٍ فَرِیضَهٍ فَصَلَّی رَکْعَهً وَ هُوَ یَنْوِی أَنَّهَا نَافِلَهٌ قَالَ هِیَ الَّتِی قُمْتَ فِیهَا وَ لَهَا وَ قَالَ إِذَا قُمْتَ وَ أَنْتَ تَنْوِی الْفَرِیضَهَ فَدَخَلَکَ الشَّکُّ بَعْدُ فَأَنْتَ فِی الْفَرِیضَهِ عَلَی الَّذِی قُمْتَ لَهُ وَ إِنْ کُنْتَ دَخَلْتَ فِیهَا تَنْوِی نَافِلَهً ثُمَّ إِنَّکَ تَنْوِیهَا بَعْدُ فَرِیضَهً فَأَنْتَ فِی النَّافِلَهِ وَ إِنَّمَا یُحْسَبُ لِلْعَبْدِ مِنْ صَلَاتِهِ الَّتِی ابْتَدَأَ فِی أَوَّلِ صَلَاتِهِ

______________________________

قوله علیه السلام: یقضیها إذا خرج یمکن حمله علی استحباب القضاء مع فعل الأداء، أو یکون القضاء بمعنی الفعل، و یحمل علی ما إذا أمکن الخروج بعد مضی وقت الفضیله، و یکون المراد بالتضییع خروج وقت الفضل.

و قال الفاضل التستری قدس سره: کأنه یستنبط منه إذا صلی صلاه المضطر، فإن کان سبب الاضطرار غیر واجب کالجهاد و نحوه، قضاه إذا ذهبت الضروره.

الحدیث

الثالث: مجهول.

قوله علیه السلام: فدخلک الشک بعد أی: بعد الدخول فی الصلاه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 633

[الحدیث 4]

4 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا انْصَرَفَ الْإِمَامُ فَلَا یُصَلِّی فِی مَقَامِهِ حَتَّی یَنْحَرِفَ عَنْ مَقَامِهِ ذَلِکَ.

[الحدیث 5]

5 الطَّاطَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَا تُصَلِّ الْمَکْتُوبَهَ فِی جَوْفِ الْکَعْبَهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمْ یَدْخُلْهَا فِی حَجٍّ وَ لَا عُمْرَهٍ وَ لَکِنْ دَخَلَهَا فِی فَتْحِ مَکَّهَ فَصَلَّی

______________________________

الحدیث الرابع: صحیح.

قوله علیه السلام: فلا یصلی فی مقامه لئلا یتبعه المأمومون، أو لاستحباب تفریق الصلاه علی الأماکن، أو لعله أخری لا نعرفها.

و قال الفاضل التستری رحمه الله: لعله یحتمل أن یکون المراد تغییر الموضع، أی: لا یصلی فی ذلک الموضع، بل ینتقل منه إلی موضع آخر فیصلی فیه، و أن یکون المراد أنه لا بد أن ینتقل عن موضعه، فإن شاء بعد ذلک انتقل إلی موضعه الأول فیصلی فیه، و إن شاء صلی فی المنتقل إلیه، و لعل الأول أظهر فی المراد، و الثانی أظهر فی فهم اللفظ.

الحدیث الخامس: موثق.

قوله علیه السلام: لم یدخلها فی حج یمکن أن یکون ذکر عدم الدخول استطرادیا، و علی تقدیر أن یکون عله،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 634

فِیهَا رَکْعَتَیْنِ بَیْنَ الْعَمُودَیْنِ وَ مَعَهُ أُسَامَهُ.

[الحدیث 6]

6 عَنْهُ عَنْ أَبِی جَمِیلَهَ عَنْ عَلَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَا تَصْلُحُ صَلَاهُ الْمَکْتُوبَهِ فِی جَوْفِ الْکَعْبَهِ.

[الحدیث 7]

7 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ قَالَ صَلَّیْتُ فَوْقَ أَبِی قُبَیْسٍ الْعَصْرَ فَهَلْ یُجْزِی ذَلِکَ وَ الْکَعْبَهُ تَحْتِی قَالَ نَعَمْ إِنَّهَا قِبْلَهٌ مِنْ مَوْضِعِهَا إِلَی السَّمَاءِ.

تَمَّ الْجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنْ کِتَابِ الصَّلَاهِ مَعَ الزِّیَادَاتِ مِنْ کِتَابِ تَهْذِیبِ الْأَحْکَامِ وَ یَتْلُوهُ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی بَابُ الْعَمَلِ فِی لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ وَ یَوْمِهَا وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ* وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ

______________________________

فوجه الاستدلال به أنه لم یدخلها مکررا حتی یتوهم أنه صلی فیها فریضه، بل مره واحده، و معلوم أنه لم یصل فیها إلا رکعتین نافله، أو أنه لم یدخلها فی حج و عمره لیتوهم أن الرکعتین اللتین صلاهما فیها هی صلاه الطواف الواجب.

و قد مر أجمع العلماء کافه علی جواز صلاه النافله فی جوف الکعبه مطلقا و الفریضه فی حال الاضطرار.

و إنما اختلفوا فی صلاه الفریضه فیها اختیارا، فذهب الأکثر إلی الجواز علی کراهه. و قال الشیخ فی الخلاف بالتحریم، و تبعه ابن البراج.

الحدیث السادس: موثق علی الظاهر.

الحدیث السابع: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 635

[الجزء الثانی من کتاب تهذیب الأحکام]

1 بَابُ الْعَمَلِ فِی لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ وَ یَوْمِهَا

اشاره

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ فَضَّلَ لَیْلَهَ الْجُمُعَهِ وَ یَوْمَهَا عَلَی سَائِرِ الْأَیَّامِ وَ اللَّیَالِی إِلَی قَوْلِهِ وَ اقْرَأْ فِی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ

[الحدیث 1]

1 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ بِیَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَهِ.

[الحدیث 2]

2 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبِی

______________________________

باب العمل فی لیله الجمعه و یومها الحدیث الأول: موثق کالصحیح.

و الباء للملابسه، أو الظرفیه.

الحدیث الثانی: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 636

الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ یَوْمَ الْجُمُعَهِ سَیِّدُ الْأَیَّامِ یُضَاعِفُ فِیهِ الْحَسَنَاتِ وَ یَمْحُو فِیهِ السَّیِّئَاتِ وَ یَرْفَعُ فِیهِ الدَّرَجَاتِ وَ یَسْتَجِیبُ فِیهِ الدَّعَوَاتِ وَ یَکْشِفُ فِیهِ الْکُرُبَاتِ وَ یَقْضِی فِیهِ الْحَاجَاتِ الْعِظَامَ وَ هُوَ یَوْمُ الْمَزِیدِ لِلَّهِ فِیهِ عُتَقَاءُ وَ طُلَقَاءُ مِنَ النَّارِ مَا دَعَا اللَّهَ فِیهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَ عَرَفَ حَقَّهُ وَ حُرْمَتَهُ إِلَّا کَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَجْعَلَهُ مِنْ عُتَقَائِهِ وَ طُلَقَائِهِ مِنَ النَّارِ وَ إِنْ مَاتَ فِی یَوْمِهِ أَوْ لَیْلَتِهِ مَاتَ شَهِیداً وَ بُعِثَ آمِناً وَ مَا اسْتَخَفَّ أَحَدٌ بِحُرْمَتِهِ وَ ضَیَّعَ حَقَّهُ إِلَّا کَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُصْلِیَهُ نَارَ جَهَنَّمَ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ.

[الحدیث 3]

3 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ لِلْجُمُعَهِ حَقّاً وَ حُرْمَهً فَإِیَّاکَ أَنْ تُضَیِّعَ أَوْ تُقَصِّرَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ عِبَادَهِ اللَّهِ تَعَالَی وَ التَّقَرُّبِ إِلَیْهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَ تَرْکِ الْمَحَارِمِ کُلِّهَا فَإِنَّ اللَّهَ یُضَاعِفُ فِیهِ الْحَسَنَاتِ وَ یَمْحُو فِیهِ السَّیِّئَاتِ وَ یَرْفَعُ فِیهِ الدَّرَجَاتِ قَالَ وَ ذَکَرَ أَنَّ یَوْمَهُ مِثْلُ لَیْلَتِهِ قَالَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْیِیَهُ بِالصَّلَاهِ وَ الدُّعَاءِ فَافْعَلْ

______________________________

قوله صلی الله علیه و آله: و ضیع حقه الظاهر أن المراد منه صلاه الجمعه، أو الأعم، استخفافا لحقه و إنکارا لما ورد فیه.

الحدیث الثالث: صحیح.

قوله:

و ذکر أن یومه.

کأنه سهو من النساخ أو الرواه، و علی تقدیره فهو علی سبیل القلب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 637

فَإِنَّ رَبَّکَ یَنْزِلُ مِنْ أَوَّلِ لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ إِلَی سَمَاءِ الدُّنْیَا فَیُضَاعِفُ فِیهِ الْحَسَنَاتِ وَ یَمْحُو فِیهِ السَّیِّئَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ کَرِیمٌ

______________________________

قوله علیه السلام: أن تحییه فی الکافی" أن تحییها" و هو الظاهر.

قوله علیه السلام: فإن ربک ینزل یحتمل أن یکون من باب التفعیل، فیکون المراد نزول ملائکه الرحمه.

کما روی الصدوق رحمه الله فی الفقیه عن إبراهیم بن أبی محمود قال: قلت للرضا علیه السلام: یا ابن رسول الله ما تقول فی الحدیث الذی یرویه الناس عن رسول الله صلی الله علیه و آله أنه قال: إن الله تبارک و تعالی ینزل فی کل لیله جمعه إلی السماء الدنیا؟

فقال علیه السلام: لعن الله المحرفین الکلام عن مواضعه، و الله ما قال رسول الله صلی الله علیه و آله ذلک، إنما قال: إن الله تبارک و تعالی ینزل ملکا إلی سماء الدنیا کل لیله فی الثلث الأخیر، و لیله الجمعه فی أول اللیله، فیأمره فینادی هل من مستغفر فاغفر له؟ یا طالب الخیر أقبل، و یا طالب الشر أقصر، فلا یزال ینادی بهذا حتی یطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلی محله من ملکوت السماء.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 638

[الحدیث 4]

4 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ کَیْفَ سُمِّیَتِ الْجُمُعَهُ بِالْجُمُعَهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَمَعَ فِیهَا خَلْقَهُ

لِوَلَایَهِ مُحَمَّدٍ ص وَ وَصِیِّهِ فِی الْمِیثَاقِ فَسَمَّاهُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ لِجَمْعِهِ فِیهِ خَلْقَهُ.

[الحدیث 5]

5 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَنْ یَوْمِ الْجُمُعَهِ وَ لَیْلَتِهَا فَقَالَ لَیْلَتُهَا لَیْلَهٌ غَرَّاءُ وَ یَوْمُهَا یَوْمٌ أَزْهَرُ وَ لَیْسَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ یَوْمٌ تَغْرُبُ فِیهِ الشَّمْسُ أَکْثَرَ مُعَافًی مِنَ النَّارِ مَنْ مَاتَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ عَارِفاً بِحَقِّ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ

______________________________

حدثنی بذلک أبی عن جدی عن آبائه عن رسول الله صلی الله علیه و آله.

انتهی.

أو المراد بنزوله تعالی نزول ملائکته و رحمته مجازا.

و یمکن أن یکون المراد نزوله من عرش العظمه و الجلال إلی مقام التعطف علی العباد.

الحدیث الرابع: ضعیف.

الحدیث الخامس: صحیح.

قوله علیه السلام: لیله غراء أی: شریفه فاضله نیره بالأنوار المعنویه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 639

کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَهً مِنَ النَّارِ وَ بَرَاءَهً مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ مَنْ مَاتَ لَیْلَهَ الْجُمُعَهِ عَتَقَ مِنَ النَّارِ.

[الحدیث 6]

6 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَضَّلَ اللَّهُ الْجُمُعَهَ عَلَی غَیْرِهَا مِنَ الْأَیَّامِ وَ إِنَّ الْجِنَانَ لَتُزَخْرَفُ وَ تُزَیَّنُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ لِمَنْ أَتَاهَا فَإِنَّکُمْ

______________________________

فی القاموس: الأغر الأبیض من کل شی ء، و غره القوم شریفهم.

و قال: زهره الدنیا بهجتها و نضارتها و حسنها، و بالضم البیاض و الحسن، و الأزهر القمر و یوم الجمعه و النیر و المشرق الوجه.

قوله علیه السلام: أکثر معافی من النار أی: من یوم الجمعه.

الحدیث السادس: صحیح.

قوله علیه السلام: لمن أتاها فی إرجاع الضمیر استخدام، أو الإضافه لامیه.

قوله علیه السلام: فإنکم و فی الکافی: و إنکم.

ملاذ الأخیار فی

فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 640

تَتَسَابَقُونَ إِلَی الْجَنَّهِ عَلَی قَدْرِ سَبْقِکُمْ إِلَی الْجُمُعَهِ وَ إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَتُفَتَّحُ لِصُعُودِ أَعْمَالِ الْعِبَادِ.

[الحدیث 7]

7 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَوْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ بِیَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَهِ وَ إِنَّ کَلَامَ الطَّیْرِ فِیهِ إِذَا لَقِیَ بَعْضُهَا بَعْضاً سَلَامٌ سَلَامٌ وَ یَوْمٌ صَالِحٌ

______________________________

قوله علیه السلام: علی قدر سبقکم یدل علی استحباب البکور إلی المسجد. و یمکن أن یکون المراد السبق فی اللحوق بالإمام فی الخطبه و الصلاه.

قوله علیه السلام: و إن أبواب السماء یمکن أن یکون کنایه عن قبولها.

الحدیث السابع: مرسل.

قوله علیه السلام: سلام سلام أی: یسلم بعضهم علی بعض، أی یقول بعضهم لبعض یوم سالم من الآفات.

و فی الکافی" یوم" بدون العاطف، فتحمل کون سلام الثانی منصوبا مضافا إلی الیوم، و علی النسختین الرفع أظهر.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 641

[الحدیث 8]

8 عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع السَّاعَهُ الَّتِی فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ الَّتِی لَا یَدْعُو فِیهَا مُؤْمِنٌ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ قَالَ نَعَمْ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ قُلْتُ إِنَّ الْإِمَامَ یُعَجِّلُ وَ یُؤَخِّرُ قَالَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ.

[الحدیث 9]

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 641

9 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا عُمَرُ إِنَّهُ إِذَا کَانَ لَیْلَهُ الْجُمُعَهِ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِکَهٌ بِعَدَدِ الذَّرِّ فِی أَیْدِیهِمْ أَقْلَامُ الذَّهَبِ وَ قَرَاطِیسُ الْفِضَّهِ لَا یَکْتُبُونَ إِلَی لَیْلَهِ السَّبْتِ إِلَّا الصَّلَاهَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَکْثِرُوا مِنْهَا وَ قَالَ یَا عُمَرُ إِنَّ مِنَ السُّنَّهِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ فِی کُلِّ یَوْمِ جُمُعَهٍ أَلْفَ مَرَّهٍ وَ فِی سَائِرِ الْأَیَّامِ مِائَهَ مَرَّهٍ

______________________________

الحدیث الثامن: صحیح.

و" الساعه" مرفوع و خبره مقدر، أی: ما هی؟ أو منصوب بتقدیر أسأل أو أطلب.

و لما کان السؤال متضمنا لأنه هل تجیبنی فی ذلک؟ فأجاب بقوله" نعم".

قوله علیه السلام: إذا زاغت الشمس الظاهر أن نهایتها صعود الإمام علی المنبر، أو انتهاء ساعه من الساعات المستویه أو المعوجه.

الحدیث التاسع: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 642

[الحدیث 10]

10 وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَسْتَحِبُّ إِذَا دَخَلَ وَ إِذَا خَرَجَ فِی الشِّتَاءِ أَنْ یَکُونَ فِی لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ شَیْئاً وَ اخْتَارَ مِنَ الْأَیَّامِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ.

[الحدیث 11]

11 وَ رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَیُنَادِی

______________________________

و" الذر" جمع ذره بالفتح فیهما، و هی النمله الصغیره، و یقال: إن المائه منها وزن حبه شعیر.

و قیل: هی جزء من أجزاء الهباء الذی یظهر فی الکوه من أثر الشمس.

و علی التقدیرین التشبیه فی العدد و الکثره لا فی الجثه.

الحدیث العاشر: صحیح.

و الضمیر فی" عنه" راجع إلی محمد بن یحیی، کما یظهر من الکافی.

قوله علیه السلام: فی الشتاء الدخول فی أوله و الخروج فی آخره.

الحدیث الحادی عشر: مرسل.

و الظاهر أخذه و ما بعده من الفقیه، فإن کان هو اللیث فمرسل أیضا، و إن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 643

کُلَّ لَیْلَهِ جُمُعَهٍ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ إِلَی آخِرِهِ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ یَدْعُونِی لآِخِرَتِهِ وَ دُنْیَاهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ لِأُجِیبَهُ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ یَتُوبُ إِلَیَّ مِنْ ذُنُوبِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَتُوبَ عَلَیْهِ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ قَدْ قَتَّرْتُ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَسْأَلُنِی الزِّیَادَهَ فِی رِزْقِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَزِیدَهُ وَ أُوسِعَ عَلَیْهِ

______________________________

کان یحیی بن قاسم فضعیف علی المشهور، و علی ما اختاره والدی کالموثق.

قوله علیه السلام: إن الله لینادی قال الوالد العلامه طاب ثراه: إما بخلق الصوت هناک، أو بأمر ملک بالنداء فیها، أو من

فوق عرش الرفعه و العظمه و الجلال، أی: مع غایه العظمه و الاستغناء عن دعائهم و عبادتهم ینادیهم تلطفا بهم و تکرما علیهم.

أو لما دعاهم إلی بابه بالسنه أبوابه أن یتوجهوا إلیه فی ذلک الوقت فی کل لیله، فکأنه تعالی یدعوهم إلیه فیها.

قوله علیه السلام: قبل طلوع الفجر قال الوالد العلامه برد الله مضجعه: یحتمل أن یکون المراد قبل طلوع الفجر بقلیل، لأنه زمان إجابه الدعوات، و أن یکون المراد طول اللیل، و هو أظهر، فیدل علی استحباب إحیائه بالدعاء.

قوله علیه السلام: و أخلی سربه قال فی القاموس: السرب بالفتح الطریق، و بالکسر الطریق و البال و القلب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 644

أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ سَقِیمٌ یَسْأَلُنِی أَنْ أَشْفِیَهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأُعَافِیَهُ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مَحْبُوسٌ مَغْمُومٌ یَسْأَلُنِی أَنْ أُطْلِقَهُ مِنْ حَبْسِهِ وَ أُخَلِّیَ سَرْبَهُ أَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مَظْلُومٌ یَسْأَلُنِی أَنْ آخُذَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَأَنْتَصِرَ لَهُ وَ آخُذَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ قَالَ فَلَا یَزَالُ یُنَادِی بِهَذَا حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ.

[الحدیث 12]

12 وَ قَدْ رَوَی أَبُو بَصِیرٍ أَیْضاً عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ یَسْأَلُ اللَّهَ الْحَاجَهَ فَیُؤَخِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَضَاءَ حَاجَتِهِ الَّتِی سَأَلَ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ اقْرَأْ فِی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ فِی لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ سُورَهَ الْجُمُعَهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ مِنَ السُّنَنِ اللَّازِمَهِ

______________________________

قوله علیه السلام: بظلامته قال فی المغرب: المظلمه اسم للمأخوذ فی قولهم" عند فلان مظلمتی و ظلامتی" أی: حقی الذی أخذ منی ظلما.

الحدیث الثانی عشر: کالسابق.

قوله علیه السلام: إلی یوم الجمعه لیضاعفها فیه، لأنه یوم الرحمه و المزید.

و قیل: المراد أنه إذا أخر قضاء حاجته إلی یوم الجمعه یسأل

حتی یوم الجمعه فیعطی ثواب الدعاء فی ذلک الیوم. و لا یخفی بعده.

و فی الفقیه تتمه و هی قوله: لیخصه بفضل یوم الجمعه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 645

[الحدیث 13]

13 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ سَلَمَهَ بْنِ حَیَّانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا کَانَ لَیْلَهُ الْجُمُعَهِ فَاقْرَأْ فِی الْمَغْرِبِ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ إِذَا کَانَ فِی الْعِشَاءِ الْآخِرَهِ فَاقْرَأْ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی فَإِذَا کَانَ صَلَاهُ الْغَدَاهِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَاقْرَأْ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ فَإِذَا کَانَ صَلَاهُ الْجُمُعَهِ فَاقْرَأْ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ إِذَا کَانَ صَلَاهُ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَاقْرَأْ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ.

[الحدیث 14]

14 وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اقْرَأْ فِی لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ الْجُمُعَهَ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی وَ فِی الْفَجْرِ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ فِی الْجُمُعَهِ سُورَهَ الْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ

______________________________

الحدیث الثالث عشر: ضعیف.

و قال فی المدارک: ذهب الشیخ فی النهایه و المبسوط و المرتضی و ابن بابویه و أکثر الأصحاب إلی استحباب قراءه الجمعه و الأعلی فی العشاءین لیله الجمعه.

و قال الشیخ فی المصباح و الاقتصاد: یقرأ فی ثانیه المغرب قل هو الله أحد، لروایه أبی الصباح.

و قال ابن أبی عقیل: یقرأ فی ثانیه العشاء الآخره سوره المنافقین. و هذا المقام مقام استحباب، فلا مشاحه فی اختلاف الروایات فیه.

الحدیث الرابع عشر: موثق.

و قال فی المدارک: قال الشیخان و أتباعهما: یقرأ فی غداه الجمعه سوره الجمعه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 646

[الحدیث 15]

15 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الْقِرَاءَهُ فِی الصَّلَاهِ فِیهَا شَیْ ءٌ مُوَقَّتٌ قَالَ لَا إِلَّا فِی الْجُمُعَهِ یُقْرَأُ فِیهَا بِالْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ.

[الحدیث 16]

16 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَکْرَمَ بِالْجُمُعَهِ الْمُؤْمِنِینَ فَسَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِشَارَهً لَهُمْ وَ الْمُنَافِقِینَ تَوْبِیخاً لِلْمُنَافِقِینَ فَلَا یَنْبَغِی تَرْکُهُمَا فَمَنْ تَرَکَهُمَا مُتَعَمِّداً فَلَا صَلَاهَ لَهُ.

قَوْلُهُ ع فَلَا صَلَاهَ لَهُ یَحْتَمِلُ وَجْهَیْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ إِذَا تَرَکَ قِرَاءَهَ

______________________________

و التوحید. و قال الصدوق و المرتضی فی الانتصار: یقرأ المنافقین فی الثانیه.

و الأصح الأول، لصحه مستنده.

الحدیث الخامس عشر: صحیح.

الحدیث السادس عشر: حسن.

قوله علیه السلام: أکرم بالجمعه یحتمل أن یکون المراد منها الیوم، فیکون قوله علیه السلام" فسنها" علی سبیل الاستخدام. و الظاهر أن المراد السوره، و تحتمل الصلاه.

و قوله علیه السلام" و المنافقین" عطف علی البارز فی سنها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 647

هَاتَیْنِ السُّورَتَیْنِ غَیْرَ مُعْتَقِدٍ أَنَّ فِی قِرَاءَتِهِمَا فَضْلًا کَثِیراً وَ ثَوَاباً جَزِیلًا فَلَا صَلَاهَ لَهُ وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ أَرَادَ ع فَلَا صَلَاهَ کَامِلَهً فَاضِلَهً لَهُ کَمَا قَالَ النَّبِیُّ ص لَا صَلَاهَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلَّا فِی مَسْجِدِهِ وَ إِنَّمَا أَرَادَ ص

______________________________

قوله علیه السلام: متعمدا أی: لا ناسیا، أو من غیر عذر، أو الأعم.

قال فی الشرائع: و فی الظهرین بها و بالمنافقین، و منهم من یری وجوب السورتین فی الظهرین، و لیس بمعتمد.

و قال فی المدارک: القائل بذلک ابن بابویه رحمه الله فی کتابه الکبیر، و صریح کلامه فیه اختصاص الوجوب بالظهر، و ذهب

المرتضی رحمه الله إلی وجوب قراءتهما فی الجمعه، و المعتمد استحباب قراءتهما فی الجمعه خاصه.

و أما الاستحباب فی صلاه الظهر فلم أقف علی روایه تدل بمنطوقها علیه، نعم یفهم من روایه عمر بن یزید، لأن الثابت فی السفر إنما هو الظهر لا الجمعه.

و أما استحباب قراءتهما فی العصر فیدل علیه مرفوعه حریز و ربعی، و یکفی فیه مثل ذلک.

قوله رحمه الله: أحدهما أنه إذا ترک أقول: الظاهر أنه علی هذا الوجه أیضا لا بد من تأویل فی قوله علیه السلام

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 648

لَا صَلَاهَ فَاضِلَهً کَامِلَهً دُونَ أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ رَفْعَ جَوَازِهَا وَ کَذَلِکَ الْخَبَرُ الَّذِی رَوَاهُ

[الحدیث 17]

17 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ لَمْ یَقْرَأْ فِی الْجُمُعَهِ بِالْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ فَلَا جُمُعَهَ لَهُ.

فَإِنَّهُ یَحْتَمِلُ مَا ذَکَرْنَاهُ مِنْ نَفْیِ الْکَمَالِ أَوْ مَا ذَکَرْنَاهُ مِنْ بُطْلَانِ الصَّلَاهِ إِذَا اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَیْسَ فِی قِرَاءَتِهِمَا فَضْلٌ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی أَنَّ قِرَاءَهَ هَاتَیْنِ السُّورَتَیْنِ لَیْسَ بِفَرِیضَهٍ تَفْسُدُ بِتَرْکِهَا الصَّلَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 18]

18 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ وَ رِبْعِیٍّ رَفَعَاهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا کَانَ لَیْلَهُ الْجُمُعَهِ یُسْتَحَبُّ أَنْ یُقْرَأَ فِی الْعَتَمَهِ سُورَهُ الْجُمُعَهِ وَ إِذٰا جٰاءَکَ الْمُنٰافِقُونَ وَ فِی صَلَاهِ الصُّبْحِ مِثْلُ ذَلِکَ وَ فِی صَلَاهِ الْجُمُعَهِ مِثْلُ ذَلِکَ وَ فِی صَلَاهِ الْعَصْرِ مِثْلُ ذَلِکَ

______________________________

" فلا صلاه له" إذ القول ببطلان الصلاه بمحض هذا الاعتقاد مشکل.

إلا أن یقال: إنه علی هذا الوجه لا یستحق الثواب و إن أسقط القضاء.

أو یقال: إن فضلهما من ضروریات الدین و إنکاره کفر، فتبطل صلاته لذلک.

و لا یخفی ما فیهما من التعسف لا سیما الأخیر، فإن عد فضلهما من ضروریات الدین فی غایه السخافه.

الحدیث السابع عشر: مجهول.

الحدیث الثامن عشر: مرسل.

و روی الصدوق فی کتاب ثواب الأعمال: عن أبیه، عن أحمد بن إدریس، عن محمد بن أحمد بن حسان، عن إسماعیل بن مهران، عن الحسن بن علی،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 649

[الحدیث 19]

19 وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ ع عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ فِی صَلَاهِ الْجُمُعَهِ بِغَیْرِ سُورَهِ الْجُمُعَهِ مُتَعَمِّداً قَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِکَ.

[الحدیث 20]

20 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَقْرَأُ فِی صَلَاهِ الْجُمُعَهِ بِغَیْرِ سُورَهِ الْجُمُعَهِ مُتَعَمِّداً قَالَ لَا بَأْسَ

______________________________

عن سیف بن عمیره، عن منصور بن حازم، عن أبی عبد الله علیه السلام قال:

الواجب علی کل مؤمن إن کان لنا شیعه أن یقرأ فی لیله الجمعه بالجمعه و سبح اسم ربک الأعلی، و فی صلاه الظهر بالجمعه و سوره المنافقین، فإذا فعل ذلک فکأنما یعمل بعمل رسول الله صلی الله علیه و آله، و کان ثوابه و جزاؤه علی الله الجنه.

و روی الحمیری فی کتاب قرب الإسناد: عن عبد الله بن الحسن، عن علی بن جعفر، عن أخیه موسی علیه السلام قال: قال یا علی بما تصلی فی لیله الجمعه؟

قلت: بسوره الجمعه و إذا جاءک المنافقون. فقال: رأیت أبی یصلی لیله الجمعه بسوره الجمعه و قل هو الله أحد، و فی الفجر بسوره الجمعه و قل هو الله أحد، و فی الجمعه بسوره الجمعه و إذا جاءک المنافقون.

الحدیث التاسع عشر: صحیح.

الحدیث العشرون: مجهول أو حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 650

[الحدیث 21]

21 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ صَلَّی الْجُمُعَهَ بِغَیْرِ الْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ أَعَادَ الصَّلَاهَ فِی سَفَرٍ أَوْ حَضَرٍ.

فَالْمُرَادُ بِهَذَا الْخَبَرِ التَّرْغِیبُ لِمَنْ صَلَّی بِغَیْرِ الْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ أَنْ یَجْعَلَ مَا صَلَّی مِنْ جُمْلَهِ النَّوَافِلِ وَ یَسْتَأْنِفَ الصَّلَاهَ لِیَلْحَقَ فَضْلَ هَاتَیْنِ السُّورَتَیْنِ وَ الَّذِی یُبَیِّنُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 22]

22 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ أَرَادَ أَنْ یُصَلِّیَ الْجُمُعَهَ فَقَرَأَ بِ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ قَالَ یُتِمُّهَا رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ یَسْتَأْنِفُ.

وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 23]

23 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ عَنْ صَفْوَانَ

______________________________

لأن فی محمد بن سهل له مسائل عن الرضا علیه السلام، و یمکن أن یعد مدحا.

الحدیث الحادی و العشرون: حسن کالصحیح.

و یمکن حمله علی ما یدل علیه الخبر التالی له.

و یمکن حمل کلام الشیخ أیضا علی ذلک، بل لا بد من ذلک، إذ لا یقول الشیخ بعدول النیه بعد إتمام الصلاه.

الحدیث الثانی و العشرون: صحیح.

الحدیث الثالث و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 651

بْنِ یَحْیَی عَنْ جَمِیلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْجُمُعَهِ فِی السَّفَرِ مَا أَقْرَأُ فِیهِمَا قَالَ اقْرَأْهُمَا بِ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ.

فَأَجَازَ لَهُ ع فِی هَذَا الْخَبَرِ قِرَاءَهَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ وَ فِی الْخَبَرِ أَنَّهُ یُعِیدُ سَوَاءٌ کَانَ فِی سَفَرٍ أَوْ حَضَرٍ فَلَوْ کَانَ الْمُرَادُ غَیْرَ مَا ذَکَرْنَاهُ مِنَ التَّرْغِیبِ لَمَا جَوَّزَ لَهُ فِی هَذَا الْخَبَرِ قِرَاءَهَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ

[الحدیث 24]

24 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ تَقُولُ فِی آخِرِ سَجْدَهٍ مِنَ النَّوَافِلِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَیْلَهَ الْجُمُعَهِ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ بِوَجْهِکَ الْکَرِیمِ وَ أَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الْعَظِیمِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِی ذَنْبِیَ الْعَظِیمَ سَبْعاً.

[الحدیث 25]

25 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ

______________________________

و الظاهر أن أبا الفضل: إما العباس بن معروف الثقه، أو العباس بن موسی الثقه، بقرینه روایه أحمد بن محمد عنهما. و أحمد یحتمل ابن عیسی و ابن خالد، کذا أفاده الوالد العلامه روح الله روحه.

و قال الشیخ البهائی قدس سره: فی هذا الحدیث دلاله علی أن صلاه الظهر یوم الجمعه یطلق علیها صلاه الجمعه، فتأمل.

الحدیث الرابع و العشرون: صحیح.

الحدیث الخامس و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 652

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ یُسْتَحَبُّ أَنْ تَقْرَأَ فِی دُبُرِ الْغَدَاهِ- یَوْمَ الْجُمُعَهِ الرَّحْمَنَ ثُمَّ تَقُولَ کُلَّمَا قُلْتَ فَبِأَیِّ آلٰاءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ قُلْتَ لَا بِشَیْ ءٍ مِنْ آلَائِکَ رَبِّ أُکَذِّبُ.

[الحدیث 26]

26 عَنْهُ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ قَرَأَ سُورَهَ الْکَهْفِ فِی کُلِّ لَیْلَهِ جُمُعَهٍ کَانَتْ کَفَّارَهً لَهُ لِمَا بَیْنَ الْجُمُعَهِ إِلَی الْجُمُعَهِ.

ثُمَّ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مِنَ السُّنَنِ اللَّازِمَهِ لِلْجُمُعَهِ الْغُسْلُ بَعْدَ الْفَجْرِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَهِ إِلَی قَوْلِهِ فَخُذْ شَیْئاً مِنْ شَارِبِکَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ بَیَّنَّا فِی کِتَابِ الطَّهَارَهِ فَضْلَ غُسْلِ یَوْمِ الْجُمُعَهِ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 27]

27 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی

______________________________

قوله علیه السلام: ثم تقول فی بعض النسخ بصیغه الغیبه، فهو عطف علی" یقول" المتقدم، و الضمیر راجع إلی الصادق علیه السلام. و فی بعضها بصیغه الخطاب، فقوله" قلت" تأکید.

و قیل:" قلت" فی الأول بصیغه الخطاب، و المخاطب هو الله تعالی، و یقول هذا القول بعد إتمام السوره. و لا یخفی بعده.

الحدیث السادس و العشرون: صحیح.

الحدیث السابع و العشرون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 653

عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ غُسْلِ یَوْمِ الْجُمُعَهِ فَقَالَ سُنَّهٌ فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ إِلَّا أَنْ یَخَافَ الْمُسَافِرُ عَلَی نَفْسِهِ الْقُرَّ.

[الحدیث 28]

28 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْغُسْلِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَقَالَ وَاجِبٌ عَلَی کُلِّ ذَکَرٍ وَ أُنْثَی مِنْ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ.

[الحدیث 29]

29 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ ع کَیْفَ کَانَ غُسْلُ یَوْمِ الْجُمُعَهِ وَاجِباً فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَتَمَّ صَلَاهَ الْفَرِیضَهِ بِصَلَاهِ النَّافِلَهِ وَ أَتَمَّ صِیَامَ الْفَرِیضَهِ بِصِیَامِ النَّافِلَهِ وَ أَتَمَّ وُضُوءَ الْفَرِیضَهِ بِغُسْلِ یَوْمِ الْجُمُعَهِ مَا کَانَ مِنْ ذَلِکَ مِنْ سَهْوٍ أَوْ تَقْصِیرٍ أَوْ نُقْصَانٍ

______________________________

و فی القاموس: القر بالضم البرد أو یختص بالشتاء.

الحدیث الثامن و العشرون: صحیح.

و حمل فی المشهور علی تأکید الاستحباب، و قیل: بالوجوب.

الحدیث التاسع و العشرون: مجهول.

قوله علیه السلام: و أتم وضوء الفریضه ظاهره الاستحباب، بقرینه قرینیه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 654

[الحدیث 30]

30 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ کَانَ عَلِیٌّ ع إِذَا أَرَادَ أَنْ یُوَبِّخَ الرَّجُلَ یَقُولُ لَهُ وَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَعْجَزُ مِنْ تَارِکِ الْغُسْلِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَإِنَّهُ لَا یَزَالُ فِی طُهْرٍ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَهِ الْأُخْرَی.

[الحدیث 31]

31 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ دُوَیْلِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنِ اغْتَسَلَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَقَالَ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی مِنَ التَّوَّابِینَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُتَطَهِّرِینَ کَانَ لَهُ طُهْراً مِنَ الْجُمُعَهِ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَهِ.

[الحدیث 32]

32 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِیَتَزَیَّنْ

______________________________

الحدیث الثلاثون: ضعیف.

قوله علیه السلام: فإنه لا یزال فی طهر أی: من الذنوب، أو یبقی أثره الذی یؤثر فی فضل العبادات و وفور ثوابها.

الحدیث الحادی و الثلاثون: مجهول.

الحدیث الثانی و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 655

أَحَدُکُمْ یَوْمَ الْجُمُعَهِ یَغْتَسِلُ وَ یَتَطَیَّبُ وَ یُسَرِّحُ لِحْیَتَهُ وَ یَلْبَسُ أَنْظَفَ ثِیَابِهِ وَ لْیَتَهَیَّأْ لِلْجُمُعَهِ وَ لْیَکُنْ عَلَیْهِ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ السَّکِینَهُ وَ الْوَقَارُ وَ لْیُحْسِنْ عِبَادَهَ رَبِّهِ وَ لْیَفْعَلِ الْخَیْرَ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَطَّلِعُ إِلَی الْأَرْضِ لِیُضَاعِفَ الْحَسَنَاتِ.

[الحدیث 33]

33 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ عُمَرَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع

______________________________

قوله علیه السلام: و لیتهیأ یمکن أن یکون کالتعلیل للسابق، أی کل ذلک للتهیؤ للجمعه، أو یکون المراد به الإتیان بنوافل الجمعه، أو الأعم منها و من سائر السنن، کأخذ الشارب و غسل الرأس بالخطمی و قص الأظفار و شبهه.

أو یکون تعمیما بعد التخصیص علی هذا الوجه.

أو یکون المراد التیقظ و التذکر و إزاله الموانع، لئلا یغفل أو یسهو أو یعرض له مانع.

و یحتمل علی بعد أن یقرأ بالنصب، فیکون عطفا علی عله مقدره، أی: لحسن التزین و لیتهیأ، و مثل ذلک فی الآیات کثیر.

و" السکینه" اطمئنان القلب بذکر الله.

و" الوقار" اطمئنان الجوارح. و قیل: بالعکس.

و اطلاع الله سبحانه کنایه عن توجیه ألطافه إلی العباد لشرافه ذلک الیوم.

الحدیث الثالث و الثلاثون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب

الأخبار، ج 4، ص: 656

قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَارِبِهِ وَ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ ثُمَّ قَالَ- بِسْمِ اللَّهِ عَلَی سُنَّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ شَعْرَهٍ وَ کُلِّ قُلَامَهٍ عِتْقَ رَقَبَهٍ وَ لَمْ یَمْرَضْ مَرَضاً یُصِیبُهُ إِلَّا مَرَضَ الْمَوْتِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ صَلِّ سِتَّ رَکَعَاتٍ عِنْدَ انْبِسَاطِ الشَّمْسِ إِلَی قَوْلِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرِّوَایَهَ جَاءَتْ

[الحدیث 34]

34 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ غَیْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع الصَّلَاهُ النَّافِلَهُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ سِتُّ رَکَعَاتٍ صَدْرَ النَّهَارِ وَ رَکْعَتَانِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلِّ الْفَرِیضَهَ ثُمَّ صَلِّ بَعْدَهَا سِتَّ رَکَعَاتٍ

______________________________

قوله: ثم قال سیجی ء بعنوان" و قال حین یأخذ".

و فی القاموس: قلم الظفر و غیره یقلمه و قلمه قطعه، و القلامه ما سقط منه.

الحدیث الرابع و الثلاثون: ضعیف.

و مذکور فی الصحیح فی قرب الإسناد، و فی الکافی هکذا: علی بن محمد و غیره.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 657

[الحدیث 35]

35 وَ عَنْهُ عَنْ جَمَاعَهٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُرَادِ بْنِ خَارِجَهَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَمَّا أَنَا فَإِذَا کَانَ یَوْمُ الْجُمُعَهِ وَ کَانَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَشْرِقِ مِقْدَارَهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فِی وَقْتِ صَلَاهِ الْعَصْرِ صَلَّیْتُ سِتَّ رَکَعَاتٍ فَإِذَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ صَلَّیْتُ سِتّاً فَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتْ صَلَّیْتُ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ صَلَّیْتُ الظُّهْرَ ثُمَّ صَلَّیْتُ بَعْدَهَا سِتّاً.

[الحدیث 36]

36 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ التَّطَوُّعِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَطَوَّعَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ

______________________________

قوله علیه السلام: ست رکعات صدر النهار فی الکافی: ست رکعات بکره، و ست رکعات صدر النهار. و هو الظاهر.

قوله علیه السلام: و رکعتان إذا زالت الشمس أی: قبل تحقق الزوال، کما تدل علیه الأخبار الآتیه.

و بهذه الروایه و ما فی معناها أخذ السید المرتضی و ابن أبی عقیل و جماعه فی ترتیب النوافل.

الحدیث الخامس و الثلاثون: مجهول.

الحدیث السادس و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 658

فِی غَیْرِ سَفَرٍ صَلَّیْتَ سِتَّ رَکَعَاتٍ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ وَ سِتَّ رَکَعَاتٍ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ وَ رَکْعَتَیْنِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ الْجُمُعَهِ وَ سِتَّ رَکَعَاتٍ بَعْدَ الْجُمُعَهِ.

وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَهَا الْإِنْسَانُ کَمَا یُصَلِّی سَائِرَ الْأَیَّامِ عَلَی تَرْتِیبِهَا رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 37]

37 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع النَّافِلَهُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ قَالَ سِتُّ رَکَعَاتٍ قَبْلَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ رَکْعَتَانِ عِنْدَ زَوَالِهَا وَ الْقِرَاءَهُ فِی الْأُولَی بِالْجُمُعَهِ وَ فِی الثَّانِیَهِ بِالْمُنَافِقِینَ وَ بَعْدَ الْفَرِیضَهِ ثَمَانِی رَکَعَاتٍ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ الْأَفْضَلُ عِنْدِی تَقْدِیمُ النَّوَافِلِ کُلِّهَا یَوْمَ الْجُمُعَهِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

قوله: علی ترتیبها من کون ثمان رکعات قبل الظهر و ثمان بعدها.

الحدیث السابع و الثلاثون: صحیح.

و قال الفاضل التستری قدس سره: لا أری فیه دلاله علی ذلک، نظرا إلی أن الترتیب فی سائر الأیام هو أن یصلی الثمانی بعد الزوال، و لعل المراد أن هذه الروایه تدل علی أنه یصلیها نحو صلاتها فی سائر

الأیام.

قوله رحمه الله: و الأفضل عندی قال الفاضل التستری قدس سره: فی الخلاف بعد ما اختار استحباب تقدیم

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 659

[الحدیث 38]

38 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ النَّافِلَهِ الَّتِی تُصَلَّی یَوْمَ الْجُمُعَهِ قَبْلَ الْجُمُعَهِ أَفْضَلُ أَوْ بَعْدَهَا قَالَ قَبْلَ الصَّلَاهِ.

وَ یَدُلُّ عَلَیْهِ أَیْضاً أَنَّهُ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ لَا یُصَلِّی الْإِنْسَانُ إِلَّا الْفَرِیضَهَ وَ إِذَا لَمْ یَجُزْ لَهُ غَیْرُ ذَلِکَ فَقَدْ سُوِّغَ لَهُ تَقْدِیمُهَا فَالْأَفْضَلُ لَهُ أَنْ یُقَدِّمَهَا لِأَنَّهُ لَا یَأْمَنُ أَنْ یُخْتَرَمَ فَلَا یَبْقَی إِلَی بَعْدِ الْفَرَاغِ مِنَ الْفَرِیضَهِ فَیَفُوتَهُ ثَوَابُ النَّافِلَهِ وَ قَدْ رَوَی مَا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 39]

39 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِذَا کُنْتَ شَاکّاً فِی الزَّوَالِ فَصَلِّ الرَّکْعَتَیْنِ وَ إِذَا اسْتَیْقَنْتَ الزَّوَالَ فَصَلِّ الْفَرِیضَهَ

______________________________

نوافل الظهر قال: و لم أعرف من الفقهاء وفاقا فی ذلک، فالعمل بما یدل علی التقدیم أولی، لما فیه من المخالفه للعامه.

الحدیث الثامن و الثلاثون: صحیح.

قوله: و إذا لم یجز له غیر ذلک قال الفاضل التستری قدس سره: لعله لا دخل لهذا فی الاستدلال، إذ یتم الدعوی بمجرد جواز التقدیم، و إن ساغ فعلها بعد دخول الوقت، لاحتمال أن لا یبقی إلی دخول الوقت فیخترم. و بالجمله ما یدل علی الاستعجال بالخیر منتهض إن ثبت جواز التقدیم.

الحدیث التاسع و الثلاثون: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 660

[الحدیث 40]

40 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الرَّکْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ عِنْدَ الزَّوَالِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ قَالَ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ بَدَأْتُ بِالْفَرِیضَهِ.

[الحدیث 41]

41 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ سَمَاعَهَ وَ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ قَالَ وَقْتُ الظُّهْرِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ.

[الحدیث 42]

42 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُصَلِّی الْجُمُعَهَ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ قَدْرَ شِرَاکٍ وَ یَخْطُبُ فِی الظِّلِّ الْأَوَّلِ فَیَقُولُ جَبْرَئِیلُ ع یَا مُحَمَّدُ قَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ فَانْزِلْ فَصَلِّ وَ إِنَّمَا جُعِلَتِ الْجُمُعَهُ رَکْعَتَیْنِ مِنْ أَجْلِ الْخُطْبَتَیْنِ فَهِیَ صَلَاهٌ حَتَّی یَنْزِلَ الْإِمَامُ

______________________________

الحدیث الأربعون: ضعیف.

الحدیث الحادی و الأربعون: موثق.

قوله علیه السلام: حین تزول الشمس لعدم تقدم النافله.

الحدیث الثانی و الأربعون: صحیح.

قوله علیه السلام: قدر شراک کان المراد طول الشراک، و الظل الأول ظل قبل الزوال.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 661

..........

______________________________

و یمکن حمل قدر الشراک علی الاستحباب، لدلاله کثیر من الأخبار علی أن وقتها وقت النافله فی سائر الأیام.

و یمکن حمله علی عرض الشراک احتیاطا، للعلم بدخول الوقت، فالمراد بعد الشراک.

و المشهور بین الأصحاب أن أول وقت صلاه الجمعه زوال الشمس.

و قال الشیخ فی الخلاف: و فی أصحابنا من أجاز الفرض عند قیام الشمس، قال: و اختاره علم الهدی.

و المشهور أنه یخرج وقتها بصیروره ظل کل شی ء مثله، بل قال فی المنتهی:

إنه مذهب علمائنا أجمع.

و قال أبو الصلاح: إذا مضی مقدار الأذان و الخطبه و رکعتی الجمعه، فقد فاتت و لزم أداؤها ظهرا.

و قال ابن إدریس: یمتد وقتها بامتداد وقت الظهر. و اختاره الشهید فی الدروس و البیان.

و قال الجعفی: وقتها ساعه من النهار.

و أفاد الوالد العلامه قدس الله روحه: إن الظاهر من الأخبار أن وقتها قدمان وقت النافله سائر الأیام، و وقت العصر فیها

وقت الظهر فی سائر الأیام. و نعم ما

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 662

..........

______________________________

أفاد.

و قال فی المدارک: اختلف الأصحاب فی وقت الخطبه، فقال المرتضی فی المصباح: إنه بعد الزوال، و لا یجوز تقدیمها علیه. و به قال ابن أبی عقیل، و نسبه فی الذکری إلی معظم الأصحاب. و قال الشیخ فی الخلاف: یجوز أن یخطب عند وقوف الشمس، فإذا زالت صلی الفرض. و قال فی النهایه و المبسوط: یجوز إیقاعهما قبل الزوال. و المعتمد الأول.

احتج الشیخ فی الخلاف بإجماع الفرقه و بصحیحه ابن سنان. و أجاب فی المختلف عن الإجماع بالمنع، و عن الروایه بأنه یحتمل أن یکون المراد بالظل الأول الفی ء الزائد علی ظل المقیاس، فإذا انتهی فی الزیاده إلی محاذاه الظل الأول- و هو أن یصیر ظل کل شی ء مثله- نزل فصلی بالناس، و یصدق علیه أن الشمس قد زالت حینئذ، لأنها قد زالت عن الظل الأول. و لا یخفی ما فیه من البعد، و استلزامه وقوع الجمعه بعد خروج وقتها.

نعم یمکن القدح فیها بأن الأولیه أمر إضافی یختلف باختلاف المضاف إلیه، فیمکن أن یراد به أول الظل، و هو الفی ء الحاصل بعد الزوال بغیر فصل، کما یدل علیه أیضا الخبر، فإن إتیانه بالصلاه بعد الزوال قدر شراک یستدعی وقوع الخطبه أو شی ء منها بعد الزوال، و یکون معنی قول جبرئیل" قد زالت الشمس" أنها قد زالت قدر الشراک، و کیف کان فهذه الروایه مجمله المتن، فلا تصلح معارضا لظاهر القرآن و الأخبار المعتبره. انتهی.

و قال الوالد العلامه طیب الله مضجعه: لعل المراد منه ما قبل الشراک، بحیث یتحقق الظل الزائد ابتداء شیئا یسیرا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار،

ج 4، ص: 663

[الحدیث 43]

43 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ وَقْتُ صَلَاهِ الْجُمُعَهِ عِنْدَ الزَّوَالِ وَ وَقْتُ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ وَقْتُ صَلَاهِ الظُّهْرِ فِی غَیْرِ یَوْمِ الْجُمُعَهِ وَ یُسْتَحَبُّ التَّبْکِیرُ بِهَا.

[الحدیث 44]

44 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا صَلَاهَ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا یَوْمَ الْجُمُعَهِ

______________________________

و المراد بقوله" قد زالت الشمس" الزوال عن الظل الأول لا الزوال الحقیقی، و إلا لم یستقم قوله" یصلی الجمعه قدر شراک".

قوله علیه السلام: فهی صلاه أی: فی حکم الصلاه من أنه ینبغی حصول الطهاره و ترک الکلام و ستر العوره و نحوها.

الحدیث الثالث و الأربعون: صحیح.

قوله علیه السلام: و یستحب التبکیر بها التبکیر ذهاب أول الیوم إلی المسجد انتظارا للصلاه، أو تعجیل الصلاه عند أول وقتها.

قال فی المغرب: بکر بالصلاه صلاها فی أول وقتها.

و هذا یدل علی أن وقت الجمعه وقت نافله الظهر سائر الأیام.

الحدیث الرابع و الأربعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 664

[الحدیث 45]

45 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ وَقْتِ الظُّهْرِ فَقَالَ بَعْدَ الزَّوَالِ بِقَدَمٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِکَ إِلَّا فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ أَوْ فِی السَّفَرِ فَإِنَّ وَقْتَهَا حِینَ تَزُولُ.

[الحدیث 46]

46 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ إِنَّ مِنَ الْأُمُورِ أُمُوراً مُضَیَّقَهً وَ أُمُوراً مُوَسَّعَهً وَ إِنَّ الْوَقْتَ وَقْتَانِ الصَّلَاهُ مِمَّا فِیهِ السَّعَهُ فَرُبَّمَا عَجَّلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ رُبَّمَا أَخَّرَ إِلَّا صَلَاهَ الْجُمُعَهِ فَإِنَّ صَلَاهَ الْجُمُعَهِ مِنَ الْأَمْرِ الْمُضَیَّقِ إِنَّمَا لَهَا وَقْتٌ وَاحِدٌ حِینَ تَزُولُ وَ وَقْتُ الْعَصْرِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ وَقْتُ الظُّهْرِ فِی سَائِرِ الْأَیَّامِ.

وَ لَیْسَ یُنَافِی هَذِهِ الْأَخْبَارَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 47]

47 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فِی یَوْمِ جُمُعَهٍ وَ قَدْ صَلَّیْتُ الْجُمُعَهَ وَ الْعَصْرَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ بَاهَی یَعْنِی مِنَ الْبَاهِ أَیْ جَامَعَ فَخَرَجَ إِلَیَّ فِی مِلْحَفَهٍ ثُمَّ دَعَا جَارِیَتَهُ فَأَمَرَهَا أَنْ تَضَعَ لَهُ

______________________________

قوله علیه السلام: لا صلاه نصف النهار أی: قبل تیقن الزوال، إن کان المراد النافله، و إلا فبعده.

الحدیث الخامس و الأربعون: صحیح علی الظاهر.

الحدیث السادس و الأربعون: صحیح.

الحدیث السابع و الأربعون: موثق کالصحیح.

قوله: و قد باها، یعنی من الباه أقول: کذا فی النسخ، و کان الألف أخیرا فی باها للإشباع، أو هو علی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 665

مَاءً تَصُبُّهُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ اغْتَسَلْتَ فَقَالَ مَا اغْتَسَلْتُ بَعْدُ وَ لَا صَلَّیْتُ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ صَلَّیْنَا الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ جَمِیعاً قَالَ لَا بَأْسَ.

لِأَنَّهُ لَا یَمْتَنِعُ تَأْخِیرُ الظُّهْرِ عَنْ وَقْتِ زَوَالِ الشَّمْسِ إِذَا کَانَ عُذْرٌ وَ إِنَّمَا أَوْجَبْنَا ذَلِکَ عَلَی مَنْ لَا عُذْرَ لَهُ

______________________________

القلب من المفاعله.

قال فی القاموس: الباه کالجاه النکاح، و باهها جامعها.

و فی المصباح: الباءه بالمد النکاح، و حکی فی المجرد فیها أربع لغات:

الباءه بالمد مع الهاء و

حذفها، و الباهه وزان العاهه، و الباه بالألف مع الهاء، و ابن قتیبه یجعل هذه الأخیره تصحیفا.

و یقال: إن الباءه هو الموضع الذی تبوأ إلیه الإبل، ثم جعل عباره عن المنزل، ثم کنی به عن الجماع، إما لأنه لا یکون إلا فی الباءه غالبا، أو لأن الرجل یتبوأ من أهله، أی: یتمکن کما یتمکن من داره. انتهی.

قوله رحمه الله: لأنه لا یمتنع تأخیر الظهر قال الفاضل التستری رحمه الله: کان المراد الجمعه، و لعله یحتمل أن یقال فی توجیه الروایه: إن فعله لا یدل علی صحه تأخیر الجمعه مع إراده إقامتها، بل لعل تأخیره علیه السلام لأنه کان یصلی الجمعه ظهرا لا جمعه، لفقد الشروط و حینئذ لا تضیق. انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 666

[الحدیث 48]

48 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أُقَدِّمُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ شَیْئاً مِنَ الرَّکَعَاتِ قَالَ نَعَمْ سِتَّ رَکَعَاتٍ قُلْتُ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ أُقَدِّمُ الرَّکَعَاتِ- یَوْمَ الْجُمُعَهِ أَمْ أُصَلِّیهَا بَعْدَ الْفَرِیضَهِ قَالَ تُصَلِّیهَا بَعْدَ الْفَرِیضَهِ أَفْضَلُ.

فَالْمُرَادُ بِهَذَا الْحَدِیثِ أَنَّ تَأْخِیرَ النَّوَافِلِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ أَفْضَلُ مِنْ تَقْدِیمِهَا فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ وَ لَیْسَ کَذَلِکَ فِی سَائِرِ الْأَیَّامِ لِأَنَّ سَائِرَ الْأَیَّامِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ الْأَفْضَلُ أَنْ یُصَلِّیَ الْإِنْسَانُ السُّبْحَهَ ثُمَّ یُصَلِّیَ الْفَرِیضَهَ وَ لَیْسَ کَذَلِکَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ لِأَنَّ یَوْمَ الْجُمُعَهِ حِینَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَالْبِدَایَهُ بِالْفَرِیضَهِ أَفْضَلُ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ وَ لَمْ یُرِدْ ع أَنَّ تَأْخِیرَهَا أَفْضَلُ عَمَّا قَبْلَ الزَّوَالِ عَلَی مَا ظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ

______________________________

و أقول: یمکن تأویل کلامه رحمه الله بأن یکون المراد بالظهر معناه، و یکون المعنی أنه لا یمتنع تأخیر الظهر

یوم الجمعه إذا کان عذر عن الجمعه، و إنما أوجبنا ذلک علی من لا عذر له عن الجمعه.

الحدیث الثامن و الأربعون: ضعیف علی المشهور.

و قال فی المدارک: بمضمونها أفتی ابن بابویه، لکن الظاهر من کلامه أن التفریق أولی، و إن لم یفرق فوظیفته الست عشره خاصه.

قوله رحمه الله: و لم یرد علیه السلام قال الفاضل التستری رحمه الله: من أین لنا هذا و لعله أراده؟ فإن قلنا: بأنه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 667

[الحدیث 49]

49 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْقِرَاءَهِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ إِذَا صَلَّیْتُ وَحْدِی أَرْبَعاً أَجْهَرُ بِالْقِرَاءَهِ فَقَالَ نَعَمْ وَ قَالَ اقْرَأْ بِسُورَهِ الْجُمُعَهِ وَ الْمُنَافِقِینَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ.

[الحدیث 50]

50 سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ

______________________________

غیر مستقیم فی الواقع حمل الإراده علی تقیه.

و بالجمله ظن عدم إراده هذا المعنی من هذه العباره بمجرد بعض المقدمات لا یخلو من إشکال.

و أشکل من ذلک الحکم بعدم الإراده، إذا الظاهر أن الاطلاع علی ذلک إنما یکون بتصریح المتکلم أو ما یحذو حذوه، و لعل مراد الشیخ أن هذه العباره محتمله لأن یقال: یمکن أن لا یراد منها أفضلیه التقدیم مطلقا، و هکذا فی أشباه هذه العباره.

الحدیث التاسع و الأربعون: حسن کالصحیح.

و قال فی المدارک: المشهور بین الأصحاب استحباب الجهر بالظهر یوم الجمعه، و نقل المحقق فی المعتبر عن الأصحاب المنع عن الجهر بالظهر مطلقا.

و قال: إن ذلک أشبه بالمذهب. و قال ابن إدریس: یستحب الجهر بالظهر إن صلیت جماعه لا انفرادا، و یدفعه صریحا روایه الحلبی المتقدمه.

الحدیث الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 668

بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ وَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْجُمُعَهَ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ أَ یَجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ فَقَالَ نَعَمْ وَ الْقُنُوتُ فِی الثَّانِیَهِ.

[الحدیث 51]

51 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لَنَا صَلُّوا فِی السَّفَرِ صَلَاهَ الْجُمُعَهِ جَمَاعَهً بِغَیْرِ خُطْبَهٍ وَ اجْهَرُوا بِالْقِرَاءَهِ فَقُلْتُ إِنَّهُ یُنْکَرُ عَلَیْنَا الْجَهْرُ بِهَا فِی السَّفَرِ فَقَالَ اجْهَرُوا بِهَا.

[الحدیث 52]

52 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرَّجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ صَلَاهِ الظُّهْرِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ کَیْفَ نُصَلِّیهَا فِی السَّفَرِ فَقَالَ تُصَلِّیهَا فِی السَّفَرِ رَکْعَتَیْنِ وَ الْقِرَاءَهُ فِیهَا جَهْراً

______________________________

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: فیهما دلاله علی أن صلاه الظهر یوم الجمعه یطلق علیها صلاه الجمعه.

الحدیث الثانی و الخمسون: مجهول.

قوله علیه السلام: تصلیها فی السفر رکعتین قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل کونها رکعتین لأن کل رباعیه ترجع إلی الرکعتین، لا لأنه جمعه سقطت عنها الخطبه، و الحاصل أنه یصلی الجمعه فی السفر ظهرا لا أنه یجهر فیها.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 669

[الحدیث 53]

53 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْجَمَاعَهِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فِی السَّفَرِ فَقَالَ تَصْنَعُونَ کَمَا تَصْنَعُونَ فِی غَیْرِ یَوْمِ الْجُمُعَهِ فِی الظُّهْرِ وَ لَا یَجْهَرُ الْإِمَامُ إِنَّمَا یَجْهَرُ إِذَا کَانَتْ خُطْبَهٌ.

[الحدیث 54]

54 وَ عَنْهُ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاهِ الْجُمُعَهِ فِی السَّفَرِ قَالَ تَصْنَعُونَ کَمَا تَصْنَعُونَ فِی الظُّهْرِ وَ لَا یَجْهَرُ الْإِمَامُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ وَ إِنَّمَا یَجْهَرُ إِذَا کَانَتْ خُطْبَهٌ.

فَالْمُرَادُ بِهَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ حَالُ التَّقِیَّهِ وَ الْخَوْفِ لِأَنَّ الْجَمَاعَهَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ بِغَیْرِ خُطْبَهٍ مِمَّا یُتَّقَی فِیهِ وَ مَتَی کَانَ الْحَالُ حَالَ التَّقِیَّهِ لَا یُجْمَعُ وَ لَا یُجْهَرُ بِالْقِرَاءَهِ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث الثالث و الخمسون: صحیح.

الحدیث الرابع و الخمسون: صحیح.

قوله رحمه الله: و متی کان الحال قال الفاضل التستری رحمه الله: لعل مقتضاه أن ترک الجمعه و الخطبه فی السفر إنما یکون للتقیه، و أنه یجمع فی السفر بالخطبه لو لا التقیه. و فیه تأمل، و لعل الشیخ و الجماعه لا یقولون به. و بالجمله إن کان مراده ما ذکرناه فلا یخفی عدم دلاله روایه الحسین بن سعید علیه. انتهی.

أقول: و لعل المراد بالجمعه هنا الجماعه، أو هو من تصحیف النساخ، و إلا فلا یستقیم بوجه، و علی تقدیر کون المراد بها الجماعه أیضا یشکل بأن الروایه الأخیره تدل علی أن إیقاع الظهر جماعه مع إمکان الجمعه مما یتقی فیه، و وجه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 670

[الحدیث 55]

55 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْمٍ فِی قَرْیَهٍ لَیْسَ لَهُمْ مَنْ یُجَمِّعُ بِهِمْ أَ یُصَلُّونَ الظُّهْرَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فِی جَمَاعَهٍ قَالَ نَعَمْ إِذَا لَمْ یَخَافُوا.

فَصَرَّحَ ع فِی هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ الْجُمُعَهَ إِنَّمَا تَجُوزُ إِذَا لَمْ یَکُنِ الْحَالُ حَالَ التَّقِیَّهِ فَأَمَّا الْقُنُوتُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَإِنْ صَلَّی الْإِنْسَانُ فِی جَمَاعَهٍ یَقْنُتْ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی قَبْلَ الرُّکُوعِ

وَ فِی الثَّانِیَهِ بَعْدَ الرُّکُوعِ فَإِذَا صَلَّی عَلَی الِانْفِرَادِ یَقْنُتُ فِی الثَّانِیَهِ قَبْلَ الرُّکُوعِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 56]

56 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ حُسَیْنٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عِیسَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِی سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْقُنُوتُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فِی

______________________________

التقیه فیه ظاهر.

و هو لا یؤید حمل أخبار السفر الذی لا یمکن فیه إیقاع الجمعه علیها، إلا بأن یکون عندهم قول بجواز إیقاع الجمعه فی السفر، أو بحمله علی ما إذا لم یعلم کونهم مسافرین، فالأولی الحمل علی التقیه من جهه الجهر فی الظهر، فإن المشهور بینهم وجوب الإخفات فی الظهر مطلقا، کما یدل علیه قوله" إنه ینکر علینا الجهر بها".

فظهر أن الاستشهاد بخبر محمد بن مسلم فی الحمل علی التقیه أولی من الاستشهاد بخبر ابن بکیر.

الحدیث الخامس و الخمسون: موثق کالصحیح.

الحدیث السادس و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 671

الرَّکْعَهِ الْأُولَی.

[الحدیث 57]

57 وَ عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الْقُنُوتُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَقَالَ أَنْتَ رَسُولِی إِلَیْهِمْ فِی هَذَا إِذَا صَلَّیْتُمْ فِی جَمَاعَهٍ فَفِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی وَ إِذَا صَلَّیْتُمْ وُحْدَاناً فَفِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ.

[الحدیث 58]

58 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ الْقُنُوتُ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی قَبْلَ الرُّکُوعِ.

[الحدیث 59]

59 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ فِی قُنُوتِ الْجُمُعَهِ إِذَا کَانَ إِمَاماً قَنَتَ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی وَ إِنْ کَانَ یُصَلِّی أَرْبَعاً فَفِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ قَبْلَ الرُّکُوعِ.

[الحدیث 60]

60 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قُنُوتُ الْجُمُعَهِ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی قَبْلَ الرُّکُوعِ وَ فِی الثَّانِیَهِ بَعْدَهُ فَقَالَ لِی لَا قَبْلُ وَ لَا بَعْدُ

______________________________

الحدیث السابع و الخمسون: موثق کالصحیح.

و فیه ما یدل علی حجیه خبر الواحد.

الحدیث الثامن و الخمسون: موثق.

الحدیث التاسع و الخمسون: صحیح.

الحدیث الستون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 672

[الحدیث 61]

61 وَ رَوَی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَمَّرَ بْنَ أَبِی رِئَابٍ یَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنِ الْقُنُوتِ فِی الْجُمُعَهِ فَقَالَ لَیْسَ فِیهَا قُنُوتٌ.

فَیَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ ع لَیْسَ فِیهَا قُنُوتٌ فَرْضاً لِأَنَّ الْقُنُوتَ عِنْدَنَا سُنَّهٌ وَ لَیْسَ ع إِذَا نَفَی کَوْنَهُ فَرْضاً یَنْتَفِی أَنْ یَکُونَ سُنَّهً وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ ع لَیْسَ فِیهَا قُنُوتٌ مُوَظَّفٌ وَ إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ یَقُولُ الْإِنْسَانُ عَلَی مَا یَجْرِی عَلَی لِسَانِهِ مِنْ تَحْمِیدِ اللَّهِ وَ تَمْجِیدِهِ وَ الصَّلَاهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ ع لَیْسَ فِیهَا قُنُوتٌ إِذَا کَانَتِ الْحَالُ حَالَ تَقِیَّهٍ وَ خَوْفٍ وَ الَّذِی یُبَیِّنُ مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 62]

62 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَأَلَ عَبْدُ الْحَمِیدِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا عِنْدَهُ عَنِ الْقُنُوتِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ قَالَ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ فَقَالَ لَهُ قَدْ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّکَ قُلْتَ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی فَقَالَ فِی الْأَخِیرَهِ وَ کَانَ عِنْدَهُ نَاسٌ کَثِیرٌ فَلَمَّا رَأَی غَفْلَهً مِنْهُمْ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ هُوَ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی وَ الْأَخِیرَهِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَبْلَ الرُّکُوعِ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ کُلُّ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّکُوعِ إِلَّا الْجُمُعَهَ فَإِنَّ الرَّکْعَهَ الْأُولَی الْقُنُوتُ فِیهَا قَبْلَ

______________________________

الحدیث الحادی و الستون: موثق.

الحدیث الثانی و الستون: صحیح.

قوله علیه السلام: فإن الرکعه الأولی هذا هو المشهور، و ذهب الصدوق إلی أنها کسائر الصلوات القنوت فیها فی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 673

الرُّکُوعِ وَ الْأَخِیرَهَ بَعْدَ الرُّکُوعِ.

[الحدیث 63]

63 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ قَالَ فِی قُنُوتِ الْجُمُعَهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَئِمَّهِ الْمُسْلِمِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ خَلَقْتَهُ لِدِینِکَ وَ مِمَّنْ خَلَقْتَهُ لِجَنَّتِکَ قُلْتُ أُسَمِّی الْأَئِمَّهَ قَالَ سَمِّهِمْ جُمْلَهً.

[الحدیث 64]

64 وَ عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْقُنُوتُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فِی الرَّکْعَهِ الْأُولَی بَعْدَ الْقِرَاءَهِ تَقُولُ فِی الْقُنُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْکَرِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ* اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ کَمَا هَدَیْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ کَمَا أَکْرَمْتَنَا بِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنِ اخْتَرْتَهُ لِدِینِکَ وَ خَلَقْتَهُ لِجَنَّتِکَ اللَّهُمَّ لٰا تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَهً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ.

[الحدیث 65]

65 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ قَالَ بَعْدَ الْجُمُعَهِ حِینَ یَنْصَرِفُ

______________________________

الرکعه الثانیه قبل الرکوع.

و قال المفید و جماعه: فیها قنوت واحد فی الأولی قبل الرکوع، کما هو ظاهر ما مضی من الأخبار.

الحدیث الثالث و الستون: موثق کالصحیح.

الحدیث الرابع و الستون: مرسل.

الحدیث الخامس و الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 674

جَالِساً مِنْ قَبْلِ أَنْ یَرْکَعَ الْحَمْدَ مَرَّهً وَ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ سَبْعاً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعاً وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ سَبْعاً وَ آیَهَ الْکُرْسِیِّ وَ آیَهَ السُّخْرَهِ وَ آخِرَ قَوْلِهِ- لَقَدْ جٰاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ إِلَی آخِرِهَا کَانَتْ کَفَّارَهً مَا بَیْنَ الْجُمُعَهِ إِلَی الْجُمُعَهِ.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ قُمْ فَأَقِمْ لِلْعَصْرِ إِلَی قَوْلِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرِّوَایَهَ جَاءَتْ

[الحدیث 66]

66 رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ رَهْطٍ مِنْهُمُ الْفُضَیْلُ وَ زُرَارَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص جَمَعَ بَیْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَتَیْنِ وَ جَمَعَ بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَیْنِ.

[الحدیث 67]

67 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ الْأَذَانُ الثَّالِثُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ بِدْعَهٌ

______________________________

الحدیث السادس و الستون: صحیح.

و فی دلالته تأمل.

الحدیث السابع و الستون: موثق.

و قال الفاضل التستری قدس سره: کأنه نظر إلی أن أذان العصر ثالث بالنظر إلی ما یؤذن أولا للإعلام، ثم یؤذن للظهر. و فیه شی ء، و لعل ذلک للطریق انتهی.

و یمکن أن یکون المراد أذان العصر، و یکون ثالثا مع أذان الصبح، و منهم من صحف و قرأ أذان الثالث بالإضافه، أی: أذان الثالث الأشقیاء، فإنه من بدعه.

و قال فی المدارک: اختلف الأصحاب فی الأذان الثانی یوم الجمعه: فقال

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 675

[الحدیث 68]

68 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ عَنْ زَکَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنِ ابْنِ نَاجِیَهَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَیَابَهَ عَنْ نَاجِیَهَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِذَا صَلَّیْتَ الْعَصْرَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَقُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءِ الْمَرْضِیِّینَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِکَ وَ بَارِکْ عَلَیْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَکَاتِکَ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ عَلَی أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ قَالَ مَنْ قَالَهَا فِی دُبُرِ الْعَصْرِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَهَ أَلْفِ حَسَنَهٍ وَ مَحَا عَنْهُ مِائَهَ أَلْفِ سَیِّئَهٍ وَ قَضَی لَهُ مِائَهَ أَلْفِ حَاجَهٍ وَ رَفَعَ لَهُ بِهَا مِائَهَ أَلْفِ دَرَجَهٍ

______________________________

الشیخ فی المبسوط و المحقق فی المعتبر: إنه مکروه. و قال ابن إدریس: إنه محرم، و به قال عامه المتأخرین، و استدلوا علیه بروایه حفص. و إنما سمی ثالثا لأن النبی صلی الله علیه و آله شرع للصلاه أذانا و إقامتین، فالزیاده ثالث.

و الظاهر أن

المراد بالأذان الثانی ما یقع ثانیا بالزمان و القصد، لأن الواقع أولا هو المأمور به، و قیل: إنه ما لم یکن بین یدی الخطیب، لأنه الثانی باعتبار الأحداث، سواء وقع أولا أو ثانیا بالزمان.

و قال ابن إدریس: الأذان الثانی ما یفعل بعد نزول الإمام، مضافا إلی الأذان الأول الذی عند الزوال، و هو غریب.

الحدیث الثامن و الستون: ضعیف.

و روی فی الکافی: عن علی بن محمد، عن سهل بن زیاد رفعه قال قال: إذا صلیت یوم الجمعه فقل" اللهم صل علی محمد و آل محمد الأوصیاء المرضیین بأفضل صلواتک و بارک علیهم بأفضل برکاتک، و السلام علیه و علیهم و رحمه الله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 676

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرِّوَایَهَ جَاءَتْ إِلَی قَوْلِهِ وَ تَسْقُطُ الْجُمُعَهُ

[الحدیث 69]

69 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ فِی کُلِّ سَبْعَهِ أَیَّامٍ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ صَلَاهً مِنْهَا صَلَاهٌ وَاجِبٌ عَلَی کُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ یَشْهَدَهَا إِلَّا خَمْسَهً الْمَرِیضَ وَ الْمَمْلُوکَ وَ الْمُسَافِرَ وَ الْمَرْأَهَ وَ الصَّبِیَّ.

[الحدیث 70]

70 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ

______________________________

و برکاته"، فإنه من قالها فی دبر العصر کتب الله له مائه ألف حسنه، و محی عنه مائه ألف سیئه، و قضی له بها مائه ألف حاجه، و رفع له بها مائه ألف درجه.

و روی أنه من قالها سبع مرات رد الله علیه من کل عبد حسنه، و کان عمله فی ذلک الیوم مقبولا، و جاء یوم القیامه و بین عینیه نور.

الحدیث التاسع و الستون: صحیح.

قوله علیه السلام: صلاه واجب علی کل مسلم یدل علی الوجوب العینی، لأن الوجوب علی بعض من استثنی تخییری، کذا أفاد الوالد العلامه قدس الله سره.

الحدیث السبعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 677

بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَقَالَ أَمَّا مَعَ الْإِمَامِ فَرَکْعَتَانِ وَ أَمَّا مَنْ صَلَّی وَحْدَهُ فَهِیَ أَرْبَعُ رَکَعَاتٍ بِمَنْزِلَهِ الظُّهْرِ یَعْنِی إِذَا کَانَ إِمَامٌ یَخْطُبُ فَإِذَا لَمْ یَکُنْ إِمَامٌ یَخْطُبُ فَهِیَ أَرْبَعُ رَکَعَاتٍ وَ إِنْ صَلَّوْا جَمَاعَهً.

[الحدیث 71]

71 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا خَطَبَ الْإِمَامُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَلَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یَتَکَلَّمَ حَتَّی یَفْرُغَ الْإِمَامُ مِنْ خُطْبَتِهِ فَإِذَا فَرَغَ الْإِمَامُ مِنْ خُطْبَتِهِ تَکَلَّمَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاهُ فَإِنْ سَمِعَ الْقِرَاءَهَ أَوْ لَمْ یَسْمَعْ أَجْزَأَهُ

______________________________

قوله: یعنی إذا کان الظاهر أنه کلام الکلینی.

الحدیث الحادی و السبعون: صحیح.

و قال فی المدارک: اختلف الأصحاب فی وجوب الإنصات، فذهب الأکثر إلی الوجوب، و قال الشیخ فی المبسوط: إنه مستحب، و اختاره فی المعتبر.

و کذا فی تحریم الکلام فی خلال

الخطبه للخطیب و المستمع، فالأکثر علی التحریم، و ذهب الشیخ فی المبسوط و موضع من الخلاف و المحقق فی المعتبر إلی الکراهه.

و کیف کان فلا تبطل الصلاه و لا الخطبه بالکلام، و إن کان منهیا عنه. و الظاهر أن کراهه الکلام أو تحریمه متناول لمن تمکن فی حقه الاستماع و غیره، و أن حاله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 678

[الحدیث 72]

72 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ خُطْبَهِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَ قَبْلَ الصَّلَاهِ أَوْ بَعْدَهَا قَالَ قَبْلَ الصَّلَاهِ ثُمَّ یُصَلِّی.

[الحدیث 73]

73 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا خَطَبَ الْإِمَامُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَلَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یَتَکَلَّمَ حَتَّی یَفْرُغَ الْإِمَامُ مِنْ خُطْبَتِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ تَکَلَّمَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاهُ فَإِنْ سَمِعَ الْقِرَاءَهَ أَوْ لَمْ یَسْمَعْ أَجْزَأَهُ.

[الحدیث 74]

74 عَنْهُ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ وَ هُوَ جَالِسٌ مُعَاوِیَهُ وَ اسْتَأْذَنَ النَّاسَ فِی ذَلِکَ مِنْ وَجَعٍ کَانَ فِی رُکْبَتَیْهِ وَ کَانَ یَخْطُبُ خُطْبَهً وَ هُوَ جَالِسٌ وَ خُطْبَهً وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمَّ یَجْلِسُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ الْخُطْبَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ خُطْبَتَانِ یَجْلِسُ بَیْنَهُمَا جَلْسَهً لَا یَتَکَلَّمُ فِیهَا قَدْرَ مَا یَکُونُ فَصْلٌ مَا بَیْنَ الْخُطْبَتَیْنِ

______________________________

الجلوس بین الخطبتین کحال الخطبتین.

الحدیث الثانی و السبعون: موثق.

الحدیث الثالث و السبعون: صحیح.

الحدیث الرابع و السبعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 679

[الحدیث 75]

75 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ تَجِبُ الْجُمُعَهُ عَلَی سَبْعَهِ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ لَا تَجِبُ عَلَی أَقَلَّ مِنْهُمْ الْإِمَامُ وَ قَاضِیهِ وَ الْمُدَّعِی حَقّاً وَ الْمُدَّعَی عَلَیْهِ وَ الشَّاهِدَانِ وَ الَّذِی یَضْرِبُ الْحُدُودَ بَیْنَ یَدَیِ الْإِمَامِ

______________________________

قوله: ثم یجلس بینهما لا خلاف بین الأصحاب فی وجوب القیام حال الخطبه اختیارا، و المشهور وجوب الجلوس بینهما، و مال المحقق فی المعتبر إلی الاستحباب.

و قال الفاضل التستری قدس سره: کان المراد الجلسه الزائده علی جلسه الخطبه التی قبل الخطبه، و لیس المراد ب" ثم" الترتیب فی الحکم، بل مجرد التدرج من الکلام الأول إلی الکلام الثانی. انتهی.

و قال الوالد العلامه نور الله روحه: فیه اشتباه، لأن الظاهر أن" ثم" معطوف علی الجمله التی لم تذکر، و کان فعل معاویه مذکور استطرادا.

أقول: یمکن أن یوجه بأن المراد کان یخطب فی بعض الصلوات جالسا و فی بعضها قائما، فلا یحتاج إلی تکلف.

الحدیث الخامس و السبعون: مجهول.

قوله علیه السلام:

الإمام قال الوالد العلامه قدس الله سره: الظاهر أن المراد منه بیان وجه الحکمه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 680

[الحدیث 76]

76 عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَدْنَی مَا یُجْزِی فِی الْجُمُعَهِ سَبْعَهٌ أَوْ خَمْسَهٌ أَدْنَاهُ

______________________________

فی الاحتیاج إلی السبعه، کما ذکره جماعه من الأصحاب، لأن الاجتماع مظنه التنازع، فکل اجتماع فیه تنازع لا بد فیه من المدعی و المدعی علیه، و لا بد من إمام یرفع إلیه و من شاهدین یشهدان علی الحق. و لو عرض للإمام عذر فلا بد من نائبه، و لو تعدی أحد المدعیین علی الآخر و استحق الحد أو التعزیر، فلا بد ممن یضرب الحدود.

و حکمه الاکتفاء بالخمسه أن عروض العذر و استحقاق الحد نادر.

و لا دلاله فیه علی اشتراط الإمام علیه السلام، کما أنه لا یشترط البواقی إجماعا.

و لو قیل بالاشتراط فإنما هو مع حضوره علیه السلام، و أما مع غیبته علیه السلام فلیس شی ء یدل علی سقوطها، فیکون عموم الأخبار بحاله. انتهی کلامه رفع الله مقامه.

و قال فی المدارک: لا خلاف بین علماء الإسلام فی اشتراط العدد فی صحه الجمعه، و إنما الخلاف فی أقله، و للأصحاب فیه قولان:

أحدهما: و هو اختیار المفید و المرتضی و ابن الجنید و ابن إدریس و أکثر الأصحاب أنه خمسه نفر أحدهم الإمام.

و ثانیهما: أنهم سبعه فی الوجوب العینی و خمسه فی التخییری، ذهب إلیه الشیخ فی جمله من کتبه و ابن البراج و ابن زهره جمعا بین الأخبار.

الحدیث السادس و السبعون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 681

وَ لَیْسَ بَیْنَ هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ تَنَاقُضٌ

لِأَنَّ الْخَبَرَ الْأَوَّلَ الَّذِی تَضَمَّنَ اعْتِبَارَ سَبْعَهِ أَنْفُسٍ فَهُوَ عَلَی طَرِیقِ الْفَرْضِ وَ الْوُجُوبِ وَ الْخَبَرَ الْأَخِیرَ عَلَی طَرِیقِ النَّدْبِ وَ الِاسْتِحْبَابِ وَ عَلَی جِهَهِ الْأَوْلَی وَ الْأَفْضَلِ قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ تَسْقُطُ الْجُمُعَهُ عَنْ تِسْعَهٍ

[الحدیث 77]

77 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَی النَّاسِ مِنَ الْجُمُعَهِ إِلَی الْجُمُعَهِ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ صَلَاهً مِنْهَا صَلَاهٌ وَاحِدَهٌ فَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی جَمَاعَهٍ وَ هِیَ الْجُمُعَهُ وَ وَضَعَهَا عَنْ تِسْعَهٍ عَنِ الصَّغِیرِ وَ الْکَبِیرِ وَ الْمَجْنُونِ وَ الْمُسَافِرِ وَ الْعَبْدِ وَ الْمَرْأَهِ وَ الْمَرِیضِ وَ الْأَعْمَی وَ مَنْ کَانَ عَلَی رَأْسِ فَرْسَخَیْنِ

______________________________

الحدیث السابع و السبعون: حسن کالصحیح.

قوله علیه السلام: و العبد اختلف فی المبعض إذا هایاه مولاه و اتفق فی نوبته.

قوله علیه السلام: و من کان علی رأس فرسخین أکثر الأصحاب عموا فیهما، و منهم من خصوا بمن یشق علیه معهما الحضور.

و اختلفوا فی تحدید البعد المقتضی لعدم وجوب السعی، فذهب الشیخ فی المبسوط و الخلاف و المرتضی و ابن إدریس إلی أن حده أن یکون أزید من

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 682

وَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ وَضَعَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْجُمُعَهَ مَتَی حَضَرُوهَا لَزِمَهُمُ الدُّخُولُ فِیهَا وَ أَنْ یُصَلُّوهَا کَغَیْرِهِمْ وَ یَلْزَمُهُمُ اسْتِمَاعُ الْخُطْبَهِ وَ الصَّلَاهُ رَکْعَتَیْنِ وَ مَتَی لَمْ یَحْضُرُوهَا لَمْ یَجِبْ عَلَیْهِمْ وَ کَانَ عَلَیْهِمُ الصَّلَاهُ أَرْبَعُ رَکَعَاتٍ کَفَرْضِهِمْ فِی سَائِرِ الْأَیَّامِ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

فرسخین.

و ذهب ابن بابویه و ابن حمزه إلی أنه فرسخان، کما یدل علیه هذا الخبر.

و قال ابن أبی عقیل: یجب

علی کل من إذا غدا من منزله بعد ما صلی الغداه أدرک الجمعه.

و قال ابن الجنید: بوجوب السعی إلیها علی من یسمع النداء بها، إذا کان یصل إلی منزله إذا راح منها قبل خروج نهار یومه.

قوله رحمه الله: و هؤلاء الذین وضع الله عنهم قال فی المدارک: الکلام فی هذه المسأله یقع فی مواضع:

الأول: أن من لا یلزمه الجمعه إذا حضرها جاز له فعلها تبعا و أجزأته عن الظهر و هذا الحکم مقطوع به فی کلام الأصحاب، و أن أمکن المناقشه فی مستندهم.

الثانی: المشهور بین الأصحاب أنه یجب علیهم مع الحضور، و ممن صرح بذلک المفید فی المقنعه، و نحوه قال الشیخ فی النهایه. و قال فی المبسوط:

من لا یجب علیه و لا ینعقد به هو الصبی و المجنون و العبد و المسافر و المرأه لکن یجوز لهم فعلها، و من ینعقد به و لا یجب علیه هو المریض و الأعمی و الأعرج و من کان علی أکثر من فرسخین. و لعل مراده نفی الوجوب العینی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 683

[الحدیث 78]

78 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ فِی رَجُلٍ أَدْرَکَ الْجُمُعَهَ وَ قَدِ ازْدَحَمَ النَّاسُ وَ کَبَّرَ مَعَ الْإِمَامِ وَ رَکَعَ وَ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی السُّجُودِ وَ قَامَ الْإِمَامُ وَ النَّاسُ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ وَ قَامَ هَذَا مَعَهُمْ فَرَکَعَ الْإِمَامُ وَ لَمْ یَقْدِرْ هُوَ عَلَی الرُّکُوعِ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ مِنَ الزِّحَامِ وَ قَدَرَ عَلَی السُّجُودِ کَیْفَ یَصْنَعُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَمَّا الرَّکْعَهُ الْأُولَی فَهِیَ إِلَی

عِنْدِ الرُّکُوعِ تَامَّهٌ فَلَمَّا لَمْ یَسْجُدْ لَهَا حَتَّی دَخَلَ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ لَمْ یَکُنْ لَهُ ذَلِکَ فَلَمَّا سَجَدَ فِی

______________________________

و قطع المحقق بعدم الوجوب علی المرأه، بل ادعی علیه الإجماع، و الحق أن الوجوب العینی منتف قطعا بالنسبه إلی کل من سقط عنه الحضور، و أما الوجوب التخییری فهو تابع لجواز الفعل.

الثالث: اتفق الأصحاب علی انعقاد الجمعه بالبعید و المریض و الأعمی و المحبوس بعذر المطر و نحوه من الحضور، و أطبقوا أیضا علی عدم انعقادها بالمرأه، بمعنی احتسابها من العدد.

و إنما الخلاف فی انعقادها بمسافر و العبد لو حضرا، فقال الشیخ فی الخلاف و المحقق فی المعتبر: ینعقد بهما. و قال الشیخ فی المبسوط و جمع من الأصحاب:

لا ینعقد بهما.

و حکی الشهید فی الذکری أن الظاهر وقوع الاتفاق علی صحه الجمعه بجماعه المسافرین و إجزائها عن الظهر، و هو مشکل جدا.

الحدیث الثامن و السبعون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 684

الثَّانِیَهِ فَإِنْ کَانَ نَوَی أَنَّ هَذِهِ السَّجْدَهَ هِیَ لِلرَّکْعَهِ الْأُولَی فَقَدْ تَمَّتْ لَهُ الرَّکْعَهُ الْأُولَی فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ فَصَلَّی رَکْعَهً یَسْجُدُ فِیهَا ثُمَّ یَتَشَهَّدُ وَ یُسَلِّمُ وَ إِنْ کَانَ لَمْ یَنْوِ أَنْ تَکُونَ تِلْکَ السَّجْدَهُ لِلرَّکْعَهِ الْأُولَی لَمْ تُجْزِ عَنْهُ الْأُولَی وَ لَا الثَّانِیَهُ وَ عَلَیْهِ أَنْ یَسْجُدَ سَجْدَتَیْنِ وَ یَنْوِیَ أَنَّهُمَا لِلرَّکْعَهِ الْأُولَی وَ عَلَیْهِ بَعْدَ ذَلِکَ رَکْعَهٌ تَامَّهٌ ثَانِیَهٌ یَسْجُدُ فِیهَا قَالَ حَفْصٌ فَسَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ أَبِی لَیْلَی فَمَا طَعَنَ فِیهَا وَ لَا قَارَبَ قَالَ وَ سَمِعْتُ بَعْضَ مَوَالِیهِمْ یَسْأَلُ ابْنَ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْجُمُعَهِ هَلْ تَجِبُ عَلَی الْمَرْأَهِ وَ الْعَبْدِ وَ الْمُسَافِرِ فَقَالَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی لَا تَجِبُ الْجُمُعَهُ عَلَی وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَ لَا الْخَائِفِ فَقَالَ الرَّجُلُ فَمَا

تَقُولُ إِنْ حَضَرَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ الْجُمُعَهَ مَعَ الْإِمَامِ فَصَلَّاهَا مَعَهُ فَهَلْ تُجْزِیهِ تِلْکَ الصَّلَاهُ عَنْ ظُهْرِ یَوْمِهِ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ کَیْفَ یُجْزِی مَا لَمْ یَفْرِضْهُ اللَّهُ عَلَیْهِ عَمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ قَدْ قُلْتَ إِنَّ الْجُمُعَهَ لَا تَجِبُ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَمْ تَجِبْ عَلَیْهِ الْجُمُعَهُ

______________________________

و المشهور بین أصحابنا أن الممنوع من سجود الرکعه الأولی علی الأرض و ما یقوم مقامه لکثره الزحام و نحوه لا یجوز له أن یسجد علی ظهر غیره أو رجله بل ینتظر حتی یتمکن من السجود و یسجد و یلحق قبل الرکوع، فإن تعذر إدراکه قبل الرکوع لم یلحق.

و قیل: یلحق إذا أمکن إدراکه راکعا، فإن لم یمکنه ذلک یسجد معه فی الثانیه، و ینوی بهما للرکعه الأولی، ثم یتم الصلاه بعد تسلیم الإمام. و نقل المحقق و العلامه علیه الإجماع. و لو نوی بهما للرکعه الثانیه بطلت صلاته علی المشهور.

و قال الشیخ فی المبسوط: إن لم ینو أنهما للأولی لم یعتد بهما، و یستأنف سجدتین للأولی، و استأنف بعد ذلک رکعه أخری و قد تمت جمعته، قال: و قد

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 685

فَالْفَرْضُ عَلَیْهِ أَنْ یُصَلِّیَ أَرْبَعاً وَ یَلْزَمُکَ فِیهِ مَعْنَی أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَیْهِ أَرْبَعاً فَکَیْفَ أَجْزَأَ عَنْهُ رَکْعَتَانِ مَعَ مَا یَلْزَمُکَ أَنَّ مَنْ دَخَلَ فِیمَا لَمْ یَفْرِضْهُ اللَّهُ عَلَیْهِ لَمْ یُجْزِ عَنْهُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَمَا کَانَ عِنْدَ ابْنِ أَبِی لَیْلَی فِیهَا جَوَابٌ وَ طَلَبَ إِلَیْهِ أَنْ یُفَسِّرَهَا لَهُ فَأَبَی ثُمَّ سَأَلْتُهُ أَنَا عَنْ ذَلِکَ فَفَسَّرَهَا لِی فَقَالَ الْجَوَابُ عَنْ ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ عَلَی جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ رَخَّصَ لِلْمَرْأَهِ وَ الْمُسَافِرِ وَ

الْعَبْدِ أَنْ لَا یَأْتُوهَا فَلَمَّا حَضَرُوهَا سَقَطَتِ الرُّخْصَهُ وَ لَزِمَهُمُ الْفَرْضُ الْأَوَّلُ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِکَ أَجْزَأَ عَنْهُمْ فَقُلْتُ

______________________________

روی أنه تبطل صلاته. و هو المحکی عن السید المرتضی، و مال إلیه الشهید فی الذکری.

و احتج الأولون بأن المکلف مع نیه أنهما للثانیه لم یأت بالمأمور به علی وجهه، و حینئذ إما أن یجب علیه إعاده السجدتین أو استئناف الصلاه، و الأول باطل لزیاده الرکن، فتعین الثانی.

و احتج الآخرون بهذا الخبر، و أجیب بضعف السند و عدم صراحه دلالتها علی المدعی، لأنه یجوز أن یکون قوله علیه السلام" و علیه أن یسجد سجدتین" إلی آخره کلاما مستأنفا مؤکدا لما تقدم، لا أن یکون معطوفا علی جواب الشرط.

و یکون محصله: أنه لیس له أن ینوی أنهما للثانیه، فإن نواهما لها لم یسلم له الأولی و لا الثانیه، بل الواجب علیه أن یسجد سجدتین ینوی بهما للأولی، لا بعد السجدتین اللتین فعلهما للثانیه.

و قال فی الذکری: لیس ببعید العمل بهذه الروایه، لاشتهارها بین الأصحاب و عدم وجود ما ینافیها، و زیاده السجود مغتفره فی المأموم، کما لو سجد قبل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 686

عَمَّنْ هَذَا فَقَالَ عَنْ مَوْلَانَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع.

قَالَ الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ وَقْتُ صَلَاهِ الظُّهْرِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَقَلُّ مَا یَکُونُ بَیْنَ الْجَمَاعَتَیْنِ فَقَدْ مَضَی شَرْحُ ذَلِکَ کُلِّهِ مُسْتَوْفًی ثُمَّ قَالَ وَ أَقَلُّ مَا یَکُونُ بَیْنَ الْجَمَاعَتَیْنِ ثَلَاثَهُ أَمْیَالٍ وَ لَا جَمَاعَهَ إِلَّا بِخُطْبَهٍ وَ إِمَامٍ وَ لَا یُنَافِی هَذَا الْخَبَرُ الَّذِی قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ تَجُوزُ الْجَمَاعَهُ بِغَیْرِ خُطْبَهٍ لِأَنَّ ذَلِکَ الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی أَنَّهُ إِذَا صَلَّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ جَازَ لَهُ أَنْ یُجَمِّعَ فِیهَا بِغَیْرِ خُطْبَهٍ وَ

هَذَا الْخَبَرُ یَکُونُ مُتَنَاوِلًا لِمَنْ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ مَنْ صَلَّی کَذَلِکَ لَا یُجْزِیهِ إِلَّا بِخُطْبَهٍ

______________________________

إمامه.

و أقول: المسأله فی غایه الإشکال، و کان الأحوط العمل بظاهر الروایه مع الإعاده.

و لو أهمل فلم ینو بهما للأولی و لا للثانیه، ففیه قولان، و الأشهر الصحه.

و ذهب العلامه و جماعه إلی البطلان، کما هو ظاهر الروایه.

و لو لحق الإمام رافعا رأسه من الرکوع، فقیل بوجوب الانفراد. و قیل بوجوب المتابعه و حذف الزائد، و قیل بالتخییر بین أن یجلس حتی یسجد الإمام و یسلم ثم ینهض إلی الثانیه، و بین أن یعدل إلی الانفراد.

و لو لم یتمکن من السجود فی ثانیه الإمام أیضا حتی قعد الإمام للتشهد، ففی فوات الجمعه و عدمه وجهان، و علی القول بالفوات فهل یعدل بنیه الظهر أو یستأنف؟

فیه وجهان أیضا، و فی المسأله إشکال.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 687

[الحدیث 79]

79 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ یَکُونُ بَیْنَ الْجَمَاعَتَیْنِ ثَلَاثَهُ أَمْیَالٍ یَعْنِی لَا تَکُونُ جُمُعَهٌ إِلَّا فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ ثَلَاثَهِ أَمْیَالٍ وَ لَیْسَ تَکُونُ جُمُعَهٌ إِلَّا بِخُطْبَهٍ وَ إِذَا کَانَ بَیْنَ الْجَمَاعَتَیْنِ فِی الْجُمُعَهِ ثَلَاثَهُ أَمْیَالٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ یُجَمِّعَ هَؤُلَاءِ وَ یُجَمِّعَ هَؤُلَاءِ

______________________________

و لو زوحم عن الرکوع و السجود فی الأولی، صبر حتی یتمکن منهما، ثم یلتحق، لصحیحه عبد الرحمن بن الحجاج فی الفقیه، و سیأتی بسند غیر صحیح.

و لو زوحم عن رکوع الأولی، صبر حتی یلتحق الإمام فی رکوع الثانیه، و یأتی بالثانیه بعد تسلیم الإمام.

و لو أدرکه بعد الرفع من الأخیره، ففی إدراک الجمعه و عدمه قولان،

و استدل علی الأول بروایه ابن الحجاج، و فیه نظر کما ستعرف.

الحدیث التاسع و السبعون: حسن.

قوله علیه السلام: فلا بأس أن یجمع قال فی الصحاح: جمع القوم تجمیعا، أی شهدوا الجمعه و قضوا الصلاه انتهی.

و أجمع علماؤنا علی اعتبار وحده الجمعه، بمعنی أنه لا تجوز إقامه جمعتین بینهما أقل من فرسخ.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 688

[الحدیث 80]

80 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ تَجِبُ الْجُمُعَهُ عَلَی مَنْ کَانَ مِنْهَا عَلَی فَرْسَخَیْنِ وَ مَعْنَی ذَلِکَ إِذَا کَانَ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ قَالَ إِذَا کَانَ بَیْنَ الْجَمَاعَتَیْنِ ثَلَاثَهُ أَمْیَالٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ یُجَمِّعَ هَؤُلَاءِ وَ یُجَمِّعَ هَؤُلَاءِ وَ لَا یَکُونُ بَیْنَ الْجَمَاعَتَیْنِ أَقَلُّ مِنْ ثَلَاثَهِ أَمْیَالٍ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِلْجُمُعَهِ حَقّاً قَدْ ذُکِرَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ- لِعَبْدِ الْمَلِکِ مِثْلُکَ یَهْلِکُ وَ لَمْ یُصَلِّ فَرِیضَهً فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ قَالَ قُلْتُ کَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ صَلِّهَا جَمَاعَهً یَعْنِی الْجُمُعَهَ.

[الحدیث 81]

81 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الضَّرِیرِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ إِذَا قَدِمَ الْخَلِیفَهُ مِصْراً مِنَ الْأَمْصَارِ جَمَّعَ بِالنَّاسِ لَیْسَ ذَلِکَ لِأَحَدٍ غَیْرِهِ

______________________________

الحدیث الثمانون: موثق.

قوله: و معنی ذلک قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: کان هذا کلام محمد بن أحمد بن یحیی لأنه مأخوذ من کتابه، کما یظهر من تتمه الحدیث.

و أقول: و کذا قوله" و اعلم أن للجمعه حقا" ظاهره أنه من کلام محمد، و ظاهره قوله بوجوب الجمعه فی زمان الغیبه عینا أو تخییرا، کما لا یخفی علی المتأمل.

الحدیث الحادی و الثمانون: مرسل.

و یدل علی أن مع حضور الإمام هو أولی من غیره، لا علی اشتراط الإمام مطلقا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 689

2 بَابُ فَضْلِ الْجَمَاعَهِ

[الحدیث 1]

1 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مَا یَرْوِی النَّاسُ أَنَّ الصَّلَاهَ فِی جَمَاعَهٍ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاهِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَ عِشْرِینَ صَلَاهً فَقَالَ صَدَقُوا فَقُلْتُ الرَّجُلَانِ یَکُونَانِ فِی جَمَاعَهٍ فَقَالَ نَعَمْ وَ یَقُومُ الرَّجُلُ عَنْ یَمِینِ

______________________________

باب فضل الجماعه الحدیث الأول: حسن.

قوله: بخمسه و عشرین صلاه قال فی المنتقی: کذا فی النسخ، و لا وجه لتأنیث العدد، کما هو الظاهر

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 690

الْإِمَامِ.

[الحدیث 2]

2 حَمَّادٌ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ وَ الْفُضَیْلِ قَالا قُلْنَا لَهُ الصَّلَاهُ فِی جَمَاعَهٍ فَرِیضَهٌ هِیَ فَقَالَ الصَّلَوَاتُ فَرِیضَهٌ وَ لَیْسَ الِاجْتِمَاعُ بِمَفْرُوضٍ فِی الصَّلَوَاتِ کُلِّهَا وَ لَکِنَّهَا سُنَّهٌ مَنْ تَرَکَهَا رَغْبَهً عَنْهَا وَ عَنْ جَمَاعَهِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ فَلَا صَلَاهَ لَهُ.

[الحدیث 3]

3 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ ع ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ

______________________________

انتهی.

و فی الکافی: بخمس.

الحدیث الثانی: حسن کالصحیح.

إذ روی فی الکافی الخبر الذی بعد هذا الخبر، ثم ذکر هذا الخبر معلقا علی سنده و قال: حماد عن حریز، کما ذکره الشیخ، و الظاهر أن الشیخ أخذه من الکافی و قدم و أخر، فحکم الخبرین فی السند واحد.

قوله علیه السلام: فلا صلاه له أی: کامله، أو صحیحه إذا کان منکرا لفضلها.

الحدیث الثالث: حسن کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 691

إِنِّی رَجُلٌ جَارُ مَسْجِدٍ لِقَوْمِی فَإِذَا أَنَا لَمْ أُصَلِّ مَعَهُمْ وَقَعُوا فِیَّ وَ قَالُوا هُوَ کَذَا وَ کَذَا فَقَالَ أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِکَ لَقَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ یُجِبْهُ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ فَلَا صَلَاهَ لَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ لَا تَدَعِ الصَّلَاهَ مَعَهُمْ وَ خَلْفَ کُلِّ إِمَامٍ فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ کَبُرَ عَلَیَّ قَوْلُکَ لِهَذَا الرَّجُلِ حِینَ اسْتَفْتَاکَ فَإِنْ لَمْ یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ قَالَ فَضَحِکَ ع فَقَالَ مَا أَرَاکَ بَعْدُ إِلَّا هَاهُنَا یَا زُرَارَهُ فَأَیَّ عِلَّهٍ تُرِیدُ أَعْظَمَ مِنْ أَنَّهُ لَا یُؤْتَمُّ بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا زُرَارَهُ مَا تَرَانِی قُلْتُ صَلُّوا فِی مَسَاجِدِکُمْ

وَ صَلُّوا مَعَ أَئِمَّتِکُمْ.

[الحدیث 4]

4 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الصَّلَاهُ فِی جَمَاعَهٍ تَفْضُلُ عَلَی کُلِّ صَلَاهِ الْفَرْدِ بِأَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ

______________________________

قوله: فإن لم یکونوا مؤمنین أی: یصلی أیضا.

قوله علیه السلام: ما أراک بعد إلا هاهنا أی: لا تعلم التوریه عند التقیه.

قوله علیه السلام: ما ترانی قلت صلوا یمکن أن یکون علیه السلام قال ذلک و لم ینقل الراوی فی أول الکلام، أو قاله فی مقام آخر، أو أشار علیه السلام إلی ذلک فی قوله" خلف کل إمام"، و هذا محمل لما أفاده علیه السلام تقیه لیکون موافقا للواقع.

الحدیث الرابع: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 692

دَرَجَهً تَکُونُ خَمْساً وَ عِشْرِینَ صَلَاهً.

[الحدیث 5]

5 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ ص الْفَجْرَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی أَصْحَابِهِ فَسَأَلَ عَنْ أُنَاسٍ یُسَمِّیهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَقَالَ هَلْ حَضَرُوا الصَّلَاهَ فَقَالُوا لَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَ غُیَّبٌ هُمْ فَقَالُوا لَا فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ صَلَاهٍ أَشَدَّ عَلَی الْمُنَافِقِینَ مِنْ هَذِهِ الصَّلَاهِ وَ الْعِشَاءِ وَ لَوْ عَلِمُوا أَیُّ فَضْلٍ فِیهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَ لَوْ حَبْواً.

[الحدیث 6]

6 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ أُنَاساً کَانُوا عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَبْطَئُوا عَنِ الصَّلَاهِ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَیُوشِکُ قَوْمٌ یَدَعُونَ الصَّلَاهَ فِی الْمَسْجِدِ أَنْ نَأْمُرَ بِحَطَبٍ فَیُوضَعَ عَلَی أَبْوَابِهِمْ فَتُوقَدَ عَلَیْهِمْ نَارٌ فَتُحْرَقَ عَلَیْهِمْ بُیُوتُهُمْ

______________________________

الحدیث الخامس: صحیح.

قوله علیه السلام: و لو حبوا قال فی القاموس: حبا الرجل حبوا کسمو مشی علی یدیه و بطنه، و الصبی حبوا کسهوا مشی علی استه و أشرف بصدره.

الحدیث السادس: صحیح.

و لم یذهب إلی وجوب الجماعه فی غیر الجمعه و العیدین أحد من علمائنا و إن

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 693

[الحدیث 7]

7 سَعْدٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَهَ قَالَ أَرْسَلْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْمَکْتُوبَهَ وَحْدَهُ فِی مَسْجِدِ الْکُوفَهِ أَفْضَلُ أَوْ صَلَاتُهُ فِی جَمَاعَهٍ أَفْضَلُ فَقَالَ الصَّلَاهُ فِی جَمَاعَهٍ أَفْضَلُ

______________________________

کان ظاهر تلک الأخبار الوجوب، و ذهب إلی الوجوب جماعه من العامه، و حملت تلک الأخبار علی الجماعه الواجبه کالجمعه الواجبه، و إن کان لا یحتمله بعضها کخبر ابن سنان.

و قیل: العقوبه الدنیویه تترتب علی ترک المستحبات. و لا یخفی ضعفه، إلا أن یقال: إن هذا الحکم کان مختصا بهذا الزمان، لأنه کان یلزمهم تعلم شرائع الصلاه و أحکامها، أو أنهم کانوا منافقین یترکون الصلاه فی بیوتهم، أو کانوا مستخفین بها کارهین لها.

الحدیث السابع: مجهول.

و یدل علی أن الصلاه فی الجماعه تعدل ألف صلاه بل أکثر، لأن الصلاه فی مسجد الکوفه تعدل ألف صلاه.

و یمکن أن یکون الاختلاف فی الفضل

بکثره المأمومین و قلتهم، و زیاده فضل الإمام و قلته، و مزید خلوص النیه و عدمه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 694

3 بَابُ أَحْکَامِ الْجَمَاعَهِ وَ أَقَلِّ الْجَمَاعَهِ وَ صِفَهِ الْإِمَامِ وَ مَنْ یُقْتَدَی بِهِ وَ مَنْ لَا یُقْتَدَی بِهِ وَ الْقِرَاءَهِ خَلْفَهُمَا وَ أَحْکَامِ الْمُؤْتَمِّینَ وَ غَیْرِ ذَلِکَ مِنْ أَحْکَامِهَا

[الحدیث 1]

1 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ الرَّجُلَانِ یَؤُمُّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ یَقُومُ عَنْ یَمِینِهِ فَإِنْ کَانُوا أَکْثَرَ مِنْ ذَلِکَ قَامُوا خَلْفَهُ.

[الحدیث 2]

2 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَشْیَمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَسَارٍ الْمَدَائِنِیِّ أَنَّهُ سَمِعَ مَنْ یَسْأَلُ الرِّضَا ع- عَنْ رَجُلٍ صَلَّی إِلَی جَانِبِ

______________________________

باب أحکام الجماعه الحدیث الأول: صحیح.

الحدیث الثانی: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 695

رَجُلٍ فَقَامَ عَنْ یَسَارِهِ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ کَیْفَ یَصْنَعُ ثُمَّ عَلِمَ هُوَ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ قَالَ یُحَوِّلُهُ عَنْ یَمِینِهِ

______________________________

و فی بعض النسخ" عن الحسین بن بشار المدائنی" و هو الظاهر.

قوله: و هو لا یعلم یحتمل إرجاع الضمائر کلها إلی الإمام.

و یحتمل إرجاع ضمیری" و هو لا یعلم" و" کیف یصنع" إلی المأموم، أی:

کان سبب وقوعه عن یسار الإمام أنه لم یکن یعلم کیف یصنع.

و لا شک فی إرجاع ضمیر" ثم علم" إلی الإمام. و علی بعض التقادیر یحتمل أن یکون" کیف یصنع" ابتداء للسؤال.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 695

و المشهور استحباب قیام المأموم عن یمین الإمام إذا کان وحده، و أنه لو خالف بأن وقف الواحد عن یسار الإمام أو خلفه لم تبطل صلاته، و ادعی علیه الإجماع، و خالف ابن الجنید فقال بالبطلان مع المخالفه. و هو أحوط.

و قال فی الذکری: یجب أن لا یتقدم المأموم عن الإمام فی الابتداء و الاستدامه عند علمائنا أجمع، فلو

تقدم بطلت. و تجوز مساواه المأموم للإمام فی الموقف.

و أوجب ابن إدریس تقدم الإمام بقلیل، و تدفعه صحیحه محمد بن مسلم و حسنه زراره.

قال الفاضل: و لأنه لو کان شرطا لم یتصور اختلاف اثنین فی الإمامه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 696

[الحدیث 3]

3 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی مَسْعُودٍ عَنِ الْحَسَنِ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ کَمْ أَقَلُّ مَا تَکُونُ الْجَمَاعَهُ قَالَ رَجُلٌ وَ امْرَأَهٌ.

وَ یَنْبَغِی أَنْ یَکُونَ الْإِمَامُ مُبْرَأً مِنَ الْجُذَامِ وَ الْجُنُونِ وَ الْبَرَصِ وَ سَائِرِ الْعَاهَاتِ وَ الْفِسْقِ وَ لَا یَکُونَ مَحْدُوداً یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ

[الحدیث 4]

4 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ جَمَاعَهٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ

______________________________

الحدیث الثالث: مجهول.

قوله علیه السلام: رجل و امرأه استدل به علی عدم جواز إمامه المرأه.

و قال فی الدروس: تؤم المرأه النساء، خلافا للمرتضی.

قوله رحمه الله: و الفسق قد نقل جمع من الأصحاب الإجماع علی أن العداله شرط فی الإمام، و إن اکتفی بعضهم فی تحققها بحسن الظاهر، أو عدم معلومیه الفسق.

و ظاهر کلام المتن الاستحباب، إلا أن یقال" ینبغی" فی کلامهم لیس نصا فی الاستحباب، و إن کان عده فی الأمور المستحبه قرینه أیضا علیه.

الحدیث الرابع: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 697

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَمْسَهٌ لَا یَؤُمُّونَ النَّاسَ عَلَی کُلِّ حَالٍ الْمَجْذُومُ وَ الْأَبْرَصُ وَ الْمَجْنُونُ وَ وَلَدُ الزِّنَا وَ الْأَعْرَابِیُّ

______________________________

و اختلف الأصحاب فی جواز إمامه الأبرص و الأجذم فی الجمعه و غیرها:

فقال الشیخ فی النهایه و الخلاف: بالمنع من إمامتهما مطلقا.

و قال المرتضی فی الانتصار و ابن حمزه: بالکراهه.

و قال الشیخ فی المبسوط و ابن البراج و ابن زهره: بالمنع من إمامتهما إلا لمثلهما.

و قال ابن إدریس: تکره إمامتهما فی ما عدا الجمعه و العیدین، أما فیهما

فلا یجوز. و المعتمد الأول.

و الأعرابی منسوب إلی الأعراب، و هم سکان البادیه، و قد ورد النهی عن إمامته فی عده روایات، و بظاهر النهی- و هو المنع- أخذ الشیخ و جماعه، و اقتصر آخرون علی الکراهه.

و فصل المحقق فی المعتبر فی ذلک تفصیلا حسنا، فقال: و الذی نختاره أنه إن کان ممن لا یعرف محاسن الإسلام و لا وصفها فالأمر کما ذکروه، و إن کان وصل إلیه ما یکفیه اعتماده و یدین به و لم یکن ممن تلزمه المهاجره وجوبا جاز أن یؤم.

و علی هذا فیمکن حمل النهی علی من وجب علیه المهاجره و لم یهاجر، أو

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 698

[الحدیث 5]

5 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ ثَعْلَبَهَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمَجْذُومِ وَ الْأَبْرَصِ یَؤُمَّانِ الْمُسْلِمِینَ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ یَبْتَلِی اللَّهُ بِهِمَا الْمُؤْمِنَ قَالَ نَعَمْ وَ هَلْ کَتَبَ اللَّهُ الْبَلَاءَ إِلَّا عَلَی الْمُؤْمِنِ.

فَمَحْمُولٌ عَلَی حَالِ الضَّرُورَهِ فَأَمَّا مَعَ التَّمَکُّنِ مِنْ وُجُودِ غَیْرِهِمَا فَلَا یُقَدَّمَانِ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ هَذَا الْخَبَرُ مُتَنَاوِلًا لِقَوْمٍ تَکُونُ فِی صِفَاتِهِمْ مِثْلُ صِفَاتِ هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُ حِینَئِذٍ یَجُوزُ لَهُمَا أَنْ یَؤُمَّا بِهِمْ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ لَا یَؤُمُّ الْمُقَیَّدُ الْمُطْلَقِینَ وَ لَا صَاحِبُ الْفَالِجِ الْأَصِحَّاءَ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 6]

6 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع لَا یَؤُمُّ الْمُقَیَّدُ الْمُطْلَقِینَ وَ لَا صَاحِبُ الْفَالِجِ الْأَصِحَّاءَ وَ لَا صَاحِبُ التَّیَمُّمِ الْمُتَوَضِّئِینَ وَ لَا یَؤُمُّ الْأَعْمَی فِی الصَّحْرَاءِ إِلَّا أَنْ یُوَجَّهَ إِلَی الْقِبْلَهِ.

وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاهُ خَلْفَ النَّاصِبِ مَعَ الِاخْتِیَارِ رَوَی ذَلِکَ

______________________________

هاجر و تعرب بعده فإنه من الکبائر، أو علی غیر المتصف بشرائط الإمامه.

و لا خلاف فی اشتراط طهاره المولد.

الحدیث الخامس: مجهول.

الحدیث السادس: ضعیف علی المشهور.

و المشهور فی المقید و صاحب الفالج الکراهه، إلا أن لا یمکنهما الإتیان ببعض أفعال الصلاه کالقیام مثلا، و علیه یحمل الخبر أو علی الکراهه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 699

[الحدیث 7]

7 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی نَازِلٌ فِی بَنِی عَدِیٍّ وَ مُؤَذِّنُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ وَ جَمِیعُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ عُثْمَانِیَّهٌ یَتَبَرَّءُونَ مِنْکُمْ وَ مِنْ شِیعَتِکُمْ وَ أَنَا نَازِلٌ فِیهِمْ فَمَا تَرَی فِی الصَّلَاهِ خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ صَلِّ خَلْفَهُ قَالَ قَالَ وَ احْتَسِبْ بِمَا تَسْمَعُ وَ لَوْ قَدِمْتَ الْبَصْرَهَ لَقَدْ سَأَلَکَ الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ وَ أَخْبَرْتَهُ بِمَا أَفْتَیْتُکَ فَتَأْخُذُ بِقَوْلِ الْفُضَیْلِ وَ تَدَعُ قَوْلِی قَالَ عَلِیٌّ فَقَدِمْتُ الْبَصْرَهَ فَأَخْبَرْتُ فُضَیْلًا بِمَا قَالَ فَقَالَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ وَ لَکِنِّی قَدْ سَمِعْتُهُ وَ سَمِعْتُ أَبَاهُ یَقُولَانِ لَا تَعْتَدَّ بِالصَّلَاهِ خَلْفَ النَّاصِبِ وَ اقْرَأْ لِنَفْسِکَ کَأَنَّکَ وَحْدَکَ قَالَ فَأَخَذْتُ بِقَوْلِ الْفُضَیْلِ وَ تَرَکْتُ قَوْلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع.

[الحدیث 8]

8 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ لِی أَبُو

______________________________

و کذا المشهور کراهه إمامه المتیمم بالمتوضئین.

بل قال فی المنتهی: إنه لا یعرف فیه خلافا، إلا ما حکی عن محمد بن الحسن الشیبانی من المنع من ذلک.

و المشهور فی الأعمی الجواز، بل ادعی علیه الإجماع. و قیل: بالمنع.

الحدیث السابع: مجهول.

و فی رجال الشیخ: علی بن سعید. و هو مجهول.

الحدیث الثامن: حسن موثق کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 700

عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ ع إِذَا صَلَّوُا الْجُمُعَهَ فِی وَقْتٍ فَصَلُّوا مَعَهُمْ قَالَ زُرَارَهُ قُلْتُ لَهُ هَذَا مَا لَا یَکُونُ اتَّقَاکَ عَدُوُّ اللَّهِ أَقْتَدِی بِهِ قَالَ حُمْرَانُ کَیْفَ اتَّقَانِی وَ أَنَا لَمْ أَسْأَلْهُ هُوَ الَّذِی ابْتَدَأَنِی وَ قَالَ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ ع إِذَا صَلَّوُا الْجُمُعَهَ فِی وَقْتٍ فَصَلُّوا مَعَهُمْ کَیْفَ یَکُونُ فِی هَذَا مِنْهُ

تَقِیَّهٌ قَالَ قُلْتُ قَدِ اتَّقَاکَ وَ هَذَا مَا لَا یَجُوزُ حَتَّی قُضِیَ أَنَّا اجْتَمَعْنَا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ حَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِیثَ الَّذِی حَدَّثْتَنِی بِهِ أَنَّ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ ع إِذَا صَلَّوُا الْجُمُعَهَ فِی وَقْتٍ فَصَلُّوا مَعَهُمْ فَقَالَ هَذَا لَا یَکُونُ عَدُوُّ اللَّهِ فَاسِقٌ لَا یَنْبَغِی لَنَا أَنْ نَقْتَدِیَ بِهِ وَ لَا نُصَلِّیَ مَعَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِی کِتَابِ عَلِیٍّ ع إِذَا صَلَّوُا الْجُمُعَهَ فِی وَقْتٍ فَصَلُّوا مَعَهُمْ وَ لَا تَقُومَنَّ مِنْ مَقْعَدِکَ حَتَّی تُصَلِّیَ رَکْعَتَیْنِ أُخْرَیَیْنِ قُلْتُ فَأَکُونُ قَدْ صَلَّیْتُ أَرْبَعاً لِنَفْسِی لَمْ أَقْتَدِ بِهِ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَسَکَتَ وَ سَکَتَ صَاحِبِی وَ رَضِینَا.

[الحدیث 9]

9 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع رَجُلٌ یُحِبُّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ لَا یَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِ وَ یَقُولُ هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّنْ خَالَفَهُ فَقَالَ هَذَا مِخْلَطٌ وَ هُوَ عَدُوٌّ لَا تُصَلِّ خَلْفَهُ وَ لَا کَرَامَهَ إِلَّا أَنْ تَتَّقِیَهُ.

[الحدیث 10]

10 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع أَ یَجُوزُ جُعِلْتُ فِدَاکَ الصَّلَاهُ خَلْفَ مَنْ وَقَفَ عَلَی أَبِیکَ وَ جَدِّکَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَأَجَابَ لَا تُصَلِّ وَرَاءَهُ

______________________________

الحدیث التاسع: صحیح.

الحدیث العاشر: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 701

وَ لَا بَأْسَ أَنْ یَؤُمَّ الْعَبْدُ الْمَمْلُوکُ بِالْقَوْمِ إِذَا کَانَ عَلَی شَرَائِطِ الْإِمَامَهِ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 11]

11 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ وَ فَضَالَهَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْعَبْدِ یَؤُمُّ الْقَوْمَ إِذَا رَضُوا بِهِ وَ کَانَ أَکْثَرَهُمْ قُرْآناً قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 12]

12 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْعَبْدِ یَؤُمُّ الْقَوْمَ إِذَا رَضُوا بِهِ وَ کَانَ أَکْثَرَهُمْ قُرْآناً قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 13]

13 وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَمْلُوکِ یَؤُمُّ النَّاسَ فَقَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَکُونَ هُوَ أَفْقَهَهُمْ وَ أَعْلَمَهُمْ.

وَ الْأَحْوَطُ أَنْ لَا یَؤُمَّ الْعَبْدُ إِلَّا أَهْلَهُ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 14]

14 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ

______________________________

و قال الشیخ البهائی رحمه الله: المراد بأبی جعفر الجواد علیه السلام، و فیه دلاله علی أن بعضهم وقف علی الرضا علیه السلام. انتهی.

و أقول: یمکن أن یکون المراد بالأب الجد القریب و بالجد البعید، أو یکون" علی" بمعنی" فی" أی: توقف فی القول بإمامته.

الحدیث الحادی عشر: صحیح.

الحدیث الثانی عشر: صحیح.

الحدیث الثالث عشر: موثق.

الحدیث الرابع عشر: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 702

عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ قَالَ لَا یَؤُمُّ الْعَبْدُ إِلَّا أَهْلَهُ.

وَ لَا یَجُوزُ لِلصَّبِیِّ أَنْ یَؤُمَّ بِالْقَوْمِ قَبْلَ بُلُوغِهِ وَ مَتَی فَعَلَ ذَلِکَ کَانَتْ صَلَاتُهُمْ فَاسِدَهً

[الحدیث 15]

15 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ

______________________________

قوله علیه السلام: إلا أهله أی: زوجته، أو أهل بیته، أو موالیه، و الأول أظهر.

ثم إن الأصحاب اختلفوا فی إمامه العبد:

فقال الشیخ فی الخلاف و ابن الجنید و ابن إدریس: إنها جائزه، عملا بمقتضی الأصل و العمومات، و صحیحه محمد بن مسلم.

و قال الشیخ فی النهایه و المبسوط: لا یجوز أن یؤم الأحرار، و یجوز أن یؤم موالیه إذا کان أقرؤهم.

و أطلق ابن حمزه أن العبد لا یؤم الحر، و اختاره العلامه فی النهایه، لأنه ناقص فلا یلیق بهذا المنصب الجلیل.

و قال ابن بابویه فی المقنع: لا یؤم العبد إلا أهله. تعویلا علی روایه السکونی، و هی قاصره من حیث السند.

الحدیث الخامس عشر: ضعیف علی المشهور.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 703

غِیَاثِ بْنِ کَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع أَنَّ عَلِیّاً ع کَانَ یَقُولُ لَا بَأْسَ أَنْ

یُؤَذِّنَ الْغُلَامُ قَبْلَ أَنْ یَحْتَلِمَ وَ لَا یَؤُمُّ حَتَّی یَحْتَلِمَ فَإِنْ أَمَّ جَازَتْ صَلَاتُهُ وَ فَسَدَتْ صَلَاهُ مَنْ خَلْفَهُ.

[الحدیث 16]

16 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ- عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ یُؤَذِّنَ الْغُلَامُ الَّذِی لَمْ یَحْتَلِمْ وَ أَنْ یَؤُمَّ.

فَلَیْسَ یُنَافِی الْخَبَرَ الْأَوَّلَ لِأَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَحْمُولٌ عَلَی مَنْ لَمْ یَحْتَلِمْ وَ کَانَ کَامِلًا عَاقِلًا أَقْرَأَ الْجَمَاعَهِ لِأَنَّ الِاحْتِلَامَ لَیْسَ بِشَرْطٍ فِی الْبُلُوغِ وَ لَا یَجُوزُ غَیْرُهُ لِأَنَّ الْبُلُوغَ یُعْتَبَرُ بِأَشْیَاءَ مِنْهَا الِاحْتِلَامُ فَمَنْ تَأَخَّرَ احْتِلَامُهُ اعْتُبِرَ بِمَا سِوَی ذَلِکَ مِنَ الْإِشْعَارِ وَ الْإِنْبَاتِ وَ مَا جَرَی مَجْرَاهُمَا أَوْ کَمَالِ الْعَقْلِ وَ إِنْ خَلَا مِنْ جَمِیعِ ذَلِکَ وَ الْخَبَرُ الْأَوَّلُ مُتَنَاوِلٌ

______________________________

و قال العلامه فی المنتهی: إنه لا خلاف فی اعتبار البلوغ، و ذهب الشیخ فی المبسوط و الخلاف إلی جواز إمامه الصبی المراهق الممیز العاقل فی الفرائض.

قال السید فی المدارک: و الظاهر أن المراد بالفرائض ما عدا الجمعه، و کیف کان فالأصح اعتبار البلوغ مطلقا.

الحدیث السادس عشر: ضعیف کالموثق.

قوله رحمه الله: أو کمال العقل لم ینسب هذا القول إلی أحد من الأصحاب، و یمکن أن یکون مراده الأئمه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 704

لِمَنْ لَمْ یَحْصُلْ لَهُ أَحَدُ شَرَائِطِ الْبُلُوغِ وَ لَا تَنَافِیَ بَیْنَهُمَا وَ قَدْ بَیَّنَّا أَنَّهُ لَا بَأْسَ أَنْ یَؤُمَّ الْأَعْمَی إِذَا کَانَ هُنَاکَ مَنْ یُسَدِّدُهُ وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

[الحدیث 17]

17 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا بَأْسَ بِأَنْ یُصَلِّیَ الْأَعْمَی بِالْقَوْمِ وَ إِنْ کَانُوا هُمُ الَّذِینَ یُوَجِّهُونَهُ.

[الحدیث 18]

18 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ إِمَامٍ لَا بَأْسَ بِهِ فِی جَمِیعِ أَمْرِهِ عَارِفٍ غَیْرَ أَنَّهُ یُسْمِعُ أَبَوَیْهِ الْکَلَامَ الْغَلِیظَ الَّذِی یَغِیظُهُمَا أَقْرَأُ خَلْفَهُ قَالَ لَا، تَقْرَأُ خَلْفَهُ مَا لَمْ یَکُنْ عَاقّاً قَاطِعاً

______________________________

علیهم السلام فی حال صغرهم.

الحدیث السابع عشر: غنی.

الحدیث الثامن عشر: صحیح.

الظاهر أن عمرو بن عثمان هو الخزاز الثقه.

قال الفاضل التستری طاب ثراه: روی هذا الحدیث الصدوق فی من لا یحضره الفقیه بطریق صحیح، و هذا الطریق قریب من الصحیح أیضا. و هو یدل علی أن المساهله فی الجمله لیست بمضره، بل القادح الفسق القطعی، و یوافقه أحادیث کثیره. انتهی.

و قال الوالد العلامه طاب ثراه: یظهر منه أن العقوق الذی هو من الکبائر هو

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 705

[الحدیث 19]

19 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ غَیْلَانَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ إِنَّ إِمَامَکَ شَفِیعُکَ إِلَی اللَّهِ فَلَا تَجْعَلْ شَفِیعَکَ سَفِیهاً وَ لَا فَاسِقاً.

وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَؤُمَّ الْأَغْلَفُ بِالنَّاسِ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 20]

20 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ الْأَغْلَفُ لَا یَؤُمُّ الْقَوْمَ وَ إِنْ کَانَ أَقْرَأَهُمْ لِأَنَّهُ ضَیَّعَ مِنَ السُّنَّهِ أَعْظَمَهَا وَ لَا تُقْبَلُ لَهُ شَهَادَهٌ وَ لَا یُصَلَّی عَلَیْهِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ تَرَکَ ذَلِکَ خَوْفاً عَلَی نَفْسِهِ

______________________________

الذی یقطع منهما أو من أحدهما، و یکون فی قلبهما غیظه، لا ما یحصل منه نادرا و یتجاوزان عنه للمحبه، أو المراد أن کلامه خشن و لیس غرضه الإیذاء، لکن یحصل منه الغیظ أحیانا.

الحدیث التاسع عشر: ضعیف.

قوله رحمه الله: إن إمامک شفیعک لا یخفی أنه یحتمل أن یکون إمام الأصل.

و قال فی المدارک: المستفاد من إطلاق کثیر من الروایات و خصوص بعضها الاکتفاء فی ذلک بحسن الظاهر و المعرفه بفقه الصلاه، بل المنقول من فعل السلف الاکتفاء بما دون ذلک، إلا أن المصیر إلی ما ذکره الأصحاب أحوط.

الحدیث العشرون: ضعیف علی المشهور، و قیل موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 706

[الحدیث 21]

21 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُصَلِّ خَلْفَ الْغَالِی وَ إِنْ کَانَ یَقُولُ بِقَوْلِکَ وَ الْمَجْهُولِ وَ الْمُجَاهِرِ بِالْفِسْقِ وَ إِنْ کَانَ مُقْتَصِداً

______________________________

و قال فی المدارک: الحکم بکراهه إمامه الأغلف مشکل علی إطلاقه، لأن من أخل بالختان مع التمکن منه یکون فاسقا، فلا تصح إمامته، و أطلق الأکثر المنع من إمامته، و هو مشکل أیضا. قال فی المعتبر: و الوجه أن المنع مشروط بالفسوق، و هو التفریط فی

الاختتان مع التمکن لا مع العجز. انتهی.

و ما ذکره متین، و أما عدم الصلاه علیه فیمکن حمله علی أنه لا اهتمام فی الصلاه علیه إذا صلی علیه غیره و إن کان واحدا، أو یحمل علی ما إذا کان مستحلا.

الحدیث الحادی و العشرون: مرسل.

قوله علیه السلام: و أن یقول بقولک أی: فی الإمامه، لکن یغلو بالقول بالحلول و الاتحاد، أو کون الأئمه علیهم السلام أفضل من الرسول صلی الله علیه و آله. أو یقول بأن لهم أن یغیروا أحکام الله من عندهم، و أمثال ذلک.

و کان المراد بالمجهول المجهول الإیمان بقرینه تالیه.

قوله علیه السلام: و إن کان مقتصدا أی: لم یکن غالیا و لا مفرطا فی معرفتهم و حبهم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 707

[الحدیث 22]

22 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ع رَجُلٌ یُقَارِفُ الذُّنُوبَ وَ هُوَ عَارِفٌ بِهَذَا الْأَمْرِ أُصَلِّی خَلْفَهُ قَالَ لَا.

وَ لَا بَأْسَ أَنْ یَؤُمَّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ وَ الْمَرْأَهُ أَیْضاً النِّسَاءَ

[الحدیث 23]

23 رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمَرْأَهِ تَؤُمُّ النِّسَاءَ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

[الحدیث 24]

24 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یَؤُمُّ

______________________________

الحدیث الثانی و العشرون: مجهول.

الحدیث الثالث و العشرون: موثق.

و أما أنه لا یجوز أن تؤم رجلا، فقال فی المعتبر: إنه متفق علیه بین العلماء کافه.

و أما أنه یجوز لها أن تؤم النساء، فهو قول معظم الأصحاب بل قال فی التذکره:

إنه قول علمائنا أجمع.

و نقل عن ابن الجنید و السید أنهما جوزا إمامه النساء فی النوافل دون الفرائض، و نفی عنه البأس فی المختلف.

الحدیث الرابع و العشرون: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 708

الْمَرْأَهَ قَالَ نَعَمْ تَکُونُ خَلْفَهُ وَ عَنِ الْمَرْأَهِ تَؤُمُّ النِّسَاءَ قَالَ نَعَمْ وَ تَقُومُ وَسَطاً بَیْنَهُنَّ وَ لَا تَتَقَدَّمُهُنَّ.

وَ یَنْبَغِی أَنْ لَا یَتَقَدَّمَ الْقَوْمَ إِلَّا ذَوُو الرَّأْیِ وَ الْعَقْلِ وَ السَّدَادِ وَ یَکُونَ أَقْرَأَ الْجَمَاعَهِ أَوْ أَفْقَهَهُمْ أَوْ أَقْدَمَهُمْ هِجْرَهً

[الحدیث 25]

25 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْقَوْمِ مِنْ أَصْحَابِنَا یَجْتَمِعُونَ فَتَحْضُرُ الصَّلَاهُ فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ تَقَدَّمْ یَا فُلَانُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ یَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآنِ فَإِنْ کَانُوا فِی الْقِرَاءَهِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَهً فَإِنْ کَانُوا فِی الْهِجْرَهِ سَوَاءً فَأَکْبَرُهُمْ سِنّاً فَإِنْ کَانُوا فِی السِّنِّ سَوَاءً فَلْیَؤُمَّهُمْ أَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّهِ وَ أَفْقَهُهُمْ فِی الدِّینِ وَ لَا یَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُکُمُ الرَّجُلَ فِی مَنْزِلِهِ وَ لَا صَاحِبَ سُلْطَانٍ فِی سُلْطَانِهِ.

وَ إِذَا صَلَّیْتَ خَلْفَ مَنْ یُقْتَدَی بِهِ فَلَا یَجُوزُ لَکَ أَنْ تَقْرَأَ خَلْفَهُ فِی سَائِرِ الصَّلَاهِ سَوَاءٌ

کَانَ مِمَّا یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ أَوْ مِمَّا لَا یُجْهَرُ وَ عَلَیْکَ أَنْ تُسَبِّحَ اللَّهَ تَعَالَی وَ تُهَلِّلَهُ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تَکُونَ صَلَاهً یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ وَ لَا تَسْمَعُهَا أَنْتَ فَإِنَّهُ حِینَئِذٍ یَجِبُ عَلَیْکَ الْقِرَاءَهُ وَ إِنْ سَمِعْتَ شَیْئاً مِنَ الْقِرَاءَهِ أَجْزَأَکَ وَ إِنْ خَفِیَ عَلَیْکَ بَعْضُهُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث الخامس و العشرون: ضعیف.

و قال فی الدروس: إذا تشاح الأئمه قدم مختار المؤتمین، فإن اختلفوا فالأقرأ، فالأفقه، فالهاشمی، فالأقدم هجره، فالأسن فی الإسلام، فالأصبح وجها أو ذکرا،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 709

[الحدیث 26]

26 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ خَلْفَ الْإِمَامِ أَقْرَأُ خَلْفَهُ فَقَالَ أَمَّا الصَّلَاهُ الَّتِی لَا یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ فَإِنَّ ذَلِکَ جُعِلَ إِلَیْهِ فَلَا تَقْرَأْ خَلْفَهُ وَ أَمَّا الَّتِی یُجْهَرُ فِیهَا فَإِنَّمَا أَمَرْنَا بِالْجَهْرِ لِیُنْصِتَ مَنْ خَلْفَهُ فَإِنْ سَمِعْتَ فَأَنْصِتْ وَ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ فَاقْرَأْ

______________________________

فالقرعه. و الراتب و الأمیر و ذو المنزل مقدمون علی الجمیع، قیل: و الهاشمی.

انتهی.

و المراد من الأقرأ الأجود قراءه، و المشهور تقدیمه علی الأفقه، و حکی فی التذکره عن بعض علمائنا قولا بتقدیم الأفقه علی الأقرأ.

و المراد بالأسبق هجره الأسبق من دار الحرب إلی دار الإسلام. و قیل: السبق فی الإسلام، أو سبق الهجره من دار الحرب، أو یکون من أولاد من تقدمت هجرته. و قیل: فی زماننا التقدم فی التعلم. و قیل: سکنی الأمصار.

الحدیث السادس و العشرون: صحیح.

قوله: فقال أما الذی یجهر فی الکافی و الاستبصار هکذا: أما الصلاه

التی لا یجهر فیها بالقراءه، فإن ذلک جعل إلیه، فلا تقرأ خلفه، و أما التی- إلی آخره. و الظاهر أنه سهو من

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 710

[الحدیث 27]

27 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَأْتَمُّ بِهِ فَلَا تَقْرَأْ خَلْفَهُ سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أَوْ لَمْ تَسْمَعْ إِلَّا أَنْ تَکُونَ صَلَاهً یُجْهَرُ فِیهَا وَ لَمْ تَسْمَعْ فَاقْرَأْ

______________________________

النساخ.

الحدیث السابع و العشرون: حسن کالصحیح.

و قال الشهید الثانی رحمه الله فی شرح الإرشاد: تحریر محل الخلاف فی القراءه خلف الإمام و عدمها أن الصلاه إما جهریه و إما سریه، و علی الأول إما أن یسمع سماعا أو لا، و علی التقدیرات فإما أن یکون فی الأولتین أو الأخیرتین، فالأقسام سته:

فابن إدریس و سلار أسقطا القراءه فی الجمیع، لکن ابن إدریس جعلها محرمه، و سلار جعل ترکها مستحبا، و باقی الأصحاب علی إباحه القراءه فی الجمله، لکن یتوقف تحقیق الکلام علی تفصیل:

فنقول: إن کانت الصلاه جهریه، فإن سمع فی أولییهما و لو همهمه سقطت القراءه فیهما إجماعا، لکن هل السقوط علی وجه الوجوب؟ بحیث تحرم القراءه، فیه قولان.

أحدهما: التحریم، ذهب إلیه جماعه منهم العلامه فی المختلف و الشیخان.

و الثانی: الکراهه، و هو قول المحقق و الشهید.

و إن لم یسمع فیهما أصلا جازت القراءه بالمعنی الأعم، لکن ظاهر أبی الصلاح الوجوب، و ربما أشعر به کلام المرتضی أیضا، و المشهور الاستحباب.

و علی القولین فهل القراءه للحمد و السوره أو للحمد وحدها؟ قولان، و صرح

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 711

[الحدیث 28]

28 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِذَا کُنْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَأْتَمُّ بِهِ فَأَنْصِتْ وَ سَبِّحْ فِی نَفْسِکَ

______________________________

الشیخ بالثانی.

و أما أخیرتا الجهریه ففیهما أقوال:

أحدها:

وجوب القراءه مخیرا بینها و بین التسبیح، و هو قول أبی الصلاح و ابن زهره.

و الثانی: استحباب قراءه الجهر وحدها، و هو قول الشیخ.

و الثالث: التخییر بین قراءه الحمد و التسبیح استحبابا، و هو ظاهر جماعه منهم العلامه فی المختلف.

و إن کانت إخفاتیه ففیها أقوال:

أحدها: استحباب القراءه فیها مطلقا، و هو ظاهر کلام العلامه فی الإرشاد.

ثانیها: استحباب قراءه الحمد وحدها، و هو اختیاره فی القواعد و الشیخ.

ثالثها: سقوط القراءه فی الأولتین و وجوبها فی الأخیرتین مخیرا بین الحمد و التسبیح، و هو قول أبی الصلاح و ابن زهره.

و رابعها: استحباب التسبیح فی نفسه و حمد الله، أو قراءه الحمد مطلقا، و هو قول نجیب الدین یحیی بن سعید، و لم أقف فی الفقه علی خلاف فی مسأله بلغ هذا القدر من الأقوال.

الحدیث الثامن و العشرون: حسن کالصحیح.

و یمکن أن یکون المراد بالإنصات السکوت لا الاستماع، و یحمل علی الإخفاتیه،

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 712

[الحدیث 29]

29 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ قُتَیْبَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا کُنْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَرْتَضِی بِهِ فِی صَلَاهٍ یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ فَلَمْ تَسْمَعْ قِرَاءَتَهُ فَاقْرَأْ أَنْتَ لِنَفْسِکَ وَ إِنْ کُنْتَ تَسْمَعُ الْهَمْهَمَهَ فَلَا تَقْرَأْ.

[الحدیث 30]

30 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاهِ خَلْفَ مَنْ أَرْتَضِی بِهِ أَقْرَأُ خَلْفَهُ فَقَالَ مَنْ رَضِیتَ بِهِ فَلَا تَقْرَأْ خَلْفَهُ.

[الحدیث 31]

31 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ وَ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَ یَقْرَأُ الرَّجُلُ فِی الْأُولَی وَ الْعَصْرِ خَلْفَ الْإِمَامِ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ أَنَّهُ یَقْرَأُ فَقَالَ لَا یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَقْرَأَ یَکِلُهُ إِلَی الْإِمَامِ

______________________________

فیستحب فیه إخطار التسبیح بالبال، أو یکون الواو بمعنی" أو"، أی: أنصت و استمع قراءته، و إلا فسبح فی نفسک، و لعل الأخیر أصوب.

الحدیث التاسع و العشرون: حسن کالصحیح.

الحدیث الثلاثون: موثق کالصحیح.

قوله علیه السلام: من رضیت به فلا تقرأ کأنه محمول علی السماع.

الحدیث الحادی و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 713

[الحدیث 32]

32 رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ ابْنُ عُقْدَهَ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَازِمِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُرَافِقِیُّ وَ أَبُو أَحْمَدَ عَمْرُو بْنُ الرَّبِیعِ النَّصْرِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقِرَاءَهِ خَلْفَ الْإِمَامِ فَقَالَ إِذَا کُنْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَتَوَلَّاهُ وَ تَثِقُ بِهِ فَإِنَّهُ یُجْزِیکَ قِرَاءَتُهُ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَقْرَأَ فَاقْرَأْ فِیمَا یُخَافِتُ فِیهِ فَإِذَا جَهَرَ فَأَنْصِتْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ قَالَ فَقِیلَ لَهُ فَإِنْ لَمْ أَکُنْ أَثِقُ بِهِ أَ فَأُصَلِّی خَلْفَهُ وَ أَقْرَأُ قَالَ لَا صَلِّ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ فَقِیلَ لَهُ أَ فَأُصَلِّی خَلْفَهُ وَ أَجْعَلُهَا تَطَوُّعاً قَالَ فَقَالَ لَوْ قُبِلَ التَّطَوُّعُ لَقُبِلَتِ الْفَرِیضَهُ وَ لَکِنِ اجْعَلْهَا سُبْحَهً.

[الحدیث 33]

33 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَأْتَمُّ بِهِ فَلَا تَقْرَأْ خَلْفَهُ سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أَوْ لَمْ تَسْمَعْ

______________________________

الحدیث الثانی و الثلاثون: مجهول.

و یمکن أن یکون المراد بالتطوع إعادتها فی جماعه ندبا، أو الاقتداء فی النافله.

و علی التقدیرین لعل قوله علیه السلام" اجعلها سبحه" المراد به اقرء و اجعلها سبحه.

و النهی عن الاقتداء فی الفریضه لإمکان أن یصلی وحده بلا تقیه مع شرائطها.

الحدیث الثالث و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 714

فَلَیْسَ بِمُنَافٍ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ مَتَی لَمْ یَسْمَعِ الْقِرَاءَهَ فِیمَا یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ فَإِنَّهُ یَقْرَأُ لِأَنَّ قَوْلَهُ ع سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أَوْ لَمْ تَسْمَعْ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ بِهِ قَدْ سَمِعَ سَمَاعاً لَا یَتَمَیَّزُ لَهُ عَلَی التَّحْقِیقِ وَ التَّفْصِیلِ وَ إِنْ کَانَ قَدْ سَمِعَ

الْبَعْضَ لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّهُ إِذَا سَمِعَ مِثْلَ الْهَمْهَمَهِ أَجْزَأَهُ وَ قَدْ رُوِیَ أَیْضاً أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَسْمَعِ الْقِرَاءَهَ فِیمَا یُجْهَرُ بِالْقِرَاءَهِ فِیهِ فَهُوَ بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ قَرَأَ وَ إِنْ شَاءَ لَمْ یَقْرَأْ حَسَبَمَا یَرَاهُ وَ الْأَحْوَطُ مَا قَدَّمْنَاهُ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 34]

34 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی خَلْفَ إِمَامٍ یَقْتَدِی بِهِ فِی صَلَاهٍ یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ فَلَا یَسْمَعُ الْقِرَاءَهَ قَالَ لَا بَأْسَ إِنْ صَمَتَ وَ إِنْ قَرَأَ.

وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ إِذَا سَمِعَ صَوْتاً أَجْزَأَهُ وَ إِنْ لَمْ یَتَمَیَّزْ لَهُ الْقِرَاءَهُ مُضَافاً إِلَی مَا قَدَّمْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 35]

35 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَهَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ

______________________________

الحدیث الرابع و الثلاثون: صحیح.

و کان فی السند غلطا لأنه لم یرو الحسن عن أبی الحسن علیه السلام علی ما قیل، و یؤیده أنه نقل هذا الخبر فی المنتهی عن علی بن یقطین نقلا عن الشیخ.

و قال فی الاستبصار: عن الحسن بن علی بن یقطین عن أخیه الحسین، عن أبیه علی قال: سألت- إلی آخره.

الحدیث الخامس و الثلاثون: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 715

الْإِمَامِ إِذَا أَخْطَأَ فِی الْقُرْآنِ فَلَا یَدْرِی مَا یَقُولُ قَالَ یَفْتَحُ عَلَیْهِ بَعْضُ مَنْ خَلْفَهُ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَؤُمُّ النَّاسَ فَیَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَ لَا یَفْقَهُونَ مَا یَقُولُ فَقَالَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَهُ فَهُوَ یُجْزِیهِ وَ إِذَا لَمْ یَسْمَعْ صَوْتَهُ قَرَأَ لِنَفْسِهِ.

وَ یُقَوِّی مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ لَا یَجُوزُ الْقِرَاءَهُ خَلْفَ الْإِمَامِ فِیمَا لَمْ یَجْهَرِ الْإِمَامُ بِالْقِرَاءَهِ فِیهِ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 36]

36 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنْ کُنْتَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِی صَلَاهٍ لَا تَجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ حَتَّی تَفْرُغَ وَ کَانَ الرَّجُلُ مَأْمُوناً عَلَی الْقُرْآنِ فَلَا تَقْرَأْ خَلْفَهُ فِی الْأَوَّلَتَیْنِ وَ قَالَ یُجْزِیکَ التَّسْبِیحُ فِی الْأَخِیرَتَیْنِ قُلْتُ أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ أَنْتَ قَالَ أَقْرَأُ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ.

وَ إِذَا صَلَّیْتَ خَلْفَ مَنْ لَا یُقْتَدَی بِهِ وَجَبَتْ عَلَیْکَ الْقِرَاءَهُ سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أَوْ لَمْ تَسْمَعْ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 37]

37 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ خَلْفَ إِمَامٍ لَا یُقْتَدَی بِهِ فَاقْرَأْ خَلْفَهُ سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أَوْ لَمْ تَسْمَعْ.

وَ الَّذِی رَوَاهُ

______________________________

الحدیث السادس و الثلاثون: صحیح.

قوله علیه السلام: اقرء فاتحه الکتاب لعله لکون صلاته علیه السلام بالإمامه دائما، فمراد السائل عن قراءته علیه السلام فی الأخیرتین مطلقا لا خلف الإمام.

الحدیث السابع و الثلاثون: حسن.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 716

[الحدیث 38]

38 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ بُکَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ النَّاصِبِ یَؤُمُّنَا مَا تَقُولُ فِی الصَّلَاهِ مَعَهُ فَقَالَ أَمَّا إِذَا هُوَ جَهَرَ فَأَنْصِتْ لِلْقُرْآنِ وَ اسْمَعْ ثُمَّ ارْکَعْ وَ اسْجُدْ أَنْتَ لِنَفْسِکَ.

فَلَیْسَ یُنَافِی الْخَبَرَ الْأَوَّلَ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی الْخَبَرِ الْأَمْرُ بِالْإِنْصَاتِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْقِرَاءَهِ

______________________________

و قال الفاضل التستری قدس سره: یدل علی عدم وجوب الإنصات إذا قرأ القرآن مطلقا، فلعل الآیه منزله علی حال غیر الصلاه، أو حال الصلاه خلف من یقتدی به. انتهی.

و قال فی المدارک: لا ریب فی وجوب القراءه علی من صلی خلف من لا یقتدی به، و لا یجب الجهر بها فی الجهریه قطعا، و تجزیه الفاتحه وحدها مع تعذر قراءه السوره إجماعا.

و لو رکع الإمام قبل إکمال الفاتحه، قیل: قرأ فی رکوعه.

و قیل: تسقط القراءه للضروره، و به قطع الشیخ فی التهذیب، و استدل بروایه إسحاق بن عمار، و هی و إن کانت واضحه المتن لکنها من حیث السند قاصره.

و المسأله محل إشکال، و لا ریب أن الإعاده مع عدم التمکن من قراءه الفاتحه

طریق الاحتیاط.

الحدیث الثامن و الثلاثون: حسن موثق.

قوله رحمه الله: لأنه لیس فی الخبر قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه تأمل لما فی مجرد الصحاح من قوله

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 717

وَ لَا یَمْتَنِعُ أَنْ یَجِبَ عَلَیْهِ أَنْ یُنْصِتَ لِلْقِرَاءَهِ وَ مَعَ هَذَا تَلْزَمُهُ الْقِرَاءَهُ لِنَفْسِهِ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 39]

39 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَؤُمُّ الْقَوْمَ وَ أَنْتَ لَا تَرْضَی بِهِ فِی صَلَاهٍ یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَهِ فَقَالَ إِذَا سَمِعْتَ کِتَابَ اللَّهِ یُتْلَی فَأَنْصِتْ لَهُ قُلْتُ فَإِنَّهُ یَشْهَدُ عَلَیَّ بِالشِّرْکِ قَالَ إِنْ عَصَی اللَّهَ فَأَطِعِ اللَّهَ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ فَأَبَی أَنْ یُرَخِّصَ لِی قَالَ فَقُلْتُ لَهُ أُصَلِّی إِذاً فِی بَیْتِی ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَنْتَ وَ ذَاکَ وَ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً ع کَانَ فِی صَلَاهِ الصُّبْحِ فَقَرَأَ ابْنُ الْکَوَّاءِ وَ هُوَ خَلْفَهُ- وَ لَقَدْ أُوحِیَ إِلَیْکَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ وَ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِینَ فَأَنْصَتَ عَلِیٌّ ع تَعْظِیماً لِلْقُرْآنِ حَتَّی فَرَغَ مِنَ الْآیَهِ ثُمَّ عَادَ فِی قِرَاءَتِهِ ثُمَّ أَعَادَ ابْنُ الْکَوَّاءِ الْآیَهَ فَأَنْصَتَ عَلِیٌّ ع أَیْضاً ثُمَّ قَرَأَ فَأَعَادَ ابْنُ الْکَوَّاءِ فَأَنْصَتَ عَلِیٌّ ع ثُمَّ قَالَ- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ وَ لٰا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لٰا یُوقِنُونَ ثُمَّ أَتَمَّ السُّورَهَ ثُمَّ رَکَعَ

______________________________

" أنصت له و أنصته" أی سکت و استمع کلامه. انتهی.

و قال الوالد العلامه برد الله مضجعه: فیه أن الظاهر أن مراد الشیخ أنه بعد سکوت الإمام یلزمه القراءه لنفسه، کما سیجی ء. انتهی.

و قال فی النهایه: قد تکرر ذکر الإنصات فی الحدیث. یقال: أنصت ینصت إنصاتا إذا

سکت سکوت مستمع.

الحدیث التاسع و الثلاثون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 718

أَ لَا تَرَی أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع مَعَ کَوْنِهِ فِی الصَّلَاهِ أَنْصَتَ لِقِرَاءَهِ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَادَ إِلَی قِرَاءَتِهِ لِنَفْسِهِ وَ أَتَمَّ الصَّلَاهَ بِهَا فَکَذَلِکَ مَا تَضَمَّنَهُ الْخَبَرُ الْمُتَقَدِّمُ وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ الْمُرَادُ بِهِ حَالَ التَّقِیَّهِ لِأَنَّهُ مَتَی کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ جَازَ لَهُ أَنْ یُنْصِتَ وَ یَقْرَأَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 40]

40 سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ یُجْزِیکَ إِذَا کُنْتَ مَعَهُمْ مِنَ الْقِرَاءَهِ مِثْلُ حَدِیثِ النَّفْسِ.

وَ یَزِیدُهُ بَیَاناً مَا رَوَاهُ

______________________________

قوله رحمه الله: أ لا تری قال الفاضل التستری قدس سره: فی هذا الکلام تأمل، لأن الظاهر أن المدعی أن الإنصات لا ینافی القراءه، و فعل علی علیه السلام یدل علی خلافه، لأنه علیه السلام إنما قرأ بعد ما أنصت و سکت عند قراءه ابن الکواء. انتهی.

و قال الوالد العلامه طاب ثراه: فیه نظر، کما عرفت. انتهی.

و قال فی المنتهی: لا یقال: روایه بکیر تدل علی سقوط القراءه، و إن کان الإمام غیر موثوق به، لأنا نقول: لا یلزم من الإنصات عدم القراءه، لجواز أن ینصت وقت القراءه و یقرأ وقت السکوت، کما رواه الشیخ فی صحیحه معاویه بن وهب عن أبی عبد الله علیه السلام أن علیا علیه السلام کان فی صلاه الصبح- إلی آخره.

الحدیث الأربعون: مجهول کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 719

[الحدیث 41]

41 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی خَلْفَ مَنْ لَا یَقْتَدِی بِصَلَاتِهِ وَ الْإِمَامُ یَجْهَرُ بِالْقِرَاءَهِ قَالَ اقْرَأْ لِنَفْسِکَ وَ إِنْ لَمْ تُسْمِعْ نَفْسَکَ فَلَا بَأْسَ.

وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ لَا یَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَی قِرَاءَهِ مَنْ لَا یُقْتَدَی بِصَلَاتِهِ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 42]

42 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی الرَّجُلِ یَکُونُ خَلْفَ الْإِمَامِ لَا یَقْتَدِی بِهِ فَیَسْبِقُهُ الْإِمَامُ بِالْقِرَاءَهِ قَالَ إِنْ کَانَ قَدْ قَرَأَ أُمَّ الْکِتَابِ أَجْزَأَهُ یَقْطَعُ وَ یَرْکَعُ.

وَ هَذَا الْخَبَرُ یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُ مَتَی لَمْ یَقْرَأْ فَاتِحَهَ الْکِتَابِ لَمْ تُجْزِئْهُ الصَّلَاهُ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ وَ أَمَّا الَّذِی رَوَاهُ

[الحدیث 43]

43 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع إِنِّی أَدْخُلُ مَعَ هَؤُلَاءِ فِی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ فَیُعَجِّلُونِّی إِلَی مَا أَنْ أُؤَذِّنَ وَ أُقِیمَ فَلَا أَقْرَأَ شَیْئاً حَتَّی إِذَا رَکَعُوا وَ أَرْکَعَ مَعَهُمْ أَ فَیُجْزِینِی ذَلِکَ قَالَ نَعَمْ

______________________________

الحدیث الحادی و الأربعون: صحیح.

الحدیث الثانی و الأربعون: مرسل.

الحدیث الثالث و الأربعون: ضعیف.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 720

فَلَیْسَ یُنَافِی مَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ فَلَمْ أَقْرَأْ شَیْئاً یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ مَا زَادَ عَلَی الْحَمْدِ لِأَنَّا قَدْ بَیَّنَّا أَنَّ الِاقْتِصَارَ عَلَی الْحَمْدِ مُجْزٍ فِی حَالِ الضَّرُورَهِ وَ هَذَا الْخَبَرُ لَیْسَ فِی ظَاهِرِهِ أَنَّهُ لَمْ یَقْرَأْ شَیْئاً مِنَ الْحَمْدِ وَ غَیْرِهَا بَلْ هُوَ مُجْمَلٌ وَ الْخَبَرُ الْأَوَّلُ مُفَصَّلٌ وَ الْأَخْذُ بِالْمُفَصَّلِ أَوْلَی مِنْهُ بِالْمُجْمَلِ مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ رَاوِی هَذَا الْحَدِیثِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع بِلَا وَاسِطَهِ مَا ذَکَرْنَاهُ

[الحدیث 44]

44 رَوَی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنِّی أَدْخُلُ مَعَ هَؤُلَاءِ فِی صَلَاهِ الْمَغْرِبِ فَیُعَجِّلُونِّی إِلَی مَا أَنْ أُؤَذِّنَ وَ أُقِیمَ وَ لَا أَقْرَأَ إِلَّا الْحَمْدَ حَتَّی یَرْکَعَ أَ یُجْزِینِی ذَلِکَ فَقَالَ نَعَمْ یُجْزِیکَ الْحَمْدُ وَحْدَهَا.

وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ الْخَبَرُ مُتَنَاوِلًا لِحَالِ التَّقِیَّهِ لِأَنَّهُ إِذَا کَانَ الْحَالُ حَالَ تَقِیَّهٍ وَ خَوْفٍ وَ لَمْ یَلْحَقِ الْإِنْسَانُ الْقِرَاءَهَ مَعَهُمْ جَازَ لَهُ تَرْکُ الْقِرَاءَهِ وَ الِاعْتِدَادُ بِتِلْکَ الصَّلَاهِ بَعْدَ أَنْ یَکُونَ قَدْ أَدْرَکَ

الرُّکُوعَ وَ الَّذِی یَکْشِفُ عَمَّا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 45]

45 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی أَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَأَجِدُ الْإِمَامَ قَدْ رَکَعَ وَ قَدْ رَکَعَ الْقَوْمُ فَلَا یُمْکِنُنِی أَنْ أُؤَذِّنَ وَ أُقِیمَ وَ أُکَبِّرَ فَقَالَ لِی فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ فَادْخُلْ مَعَهُمْ فِی الرَّکْعَهِ وَ اعْتَدَّ بِهَا فَإِنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ رَکَعَاتِکَ قَالَ إِسْحَاقُ فَلَمَّا سَمِعْتُ أَذَانَ الْمَغْرِبِ وَ أَنَا عَلَی بَابِی قَاعِدٌ قُلْتُ لِلْغُلَامِ انْظُرْ أُقِیمَتِ الصَّلَاهُ فَجَاءَنِی فَقَالَ نَعَمْ فَقُمْتُ مُبَادِراً فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُ النَّاسَ قَدْ رَکَعُوا فَرَکَعْتُ

______________________________

الحدیث الرابع و الأربعون: ضعیف.

الحدیث الخامس و الأربعون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 721

مَعَ أَوَّلِ صَفٍّ أَدْرَکْتُهُ وَ اعْتَدَدْتُ بِهَا ثُمَّ صَلَّیْتُ بَعْدَ الِانْصِرَافِ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَإِذَا خَمْسَهٌ أَوْ سِتَّهٌ مِنْ جِیرَانِی قَدْ قَامُوا إِلَیَّ مِنَ الْمَخْزُومِیِّینَ وَ الْأُمَوِیِّینَ فَأَقْعَدُونِی ثُمَّ قَالُوا یَا أَبَا هَاشِمٍ جَزَاکَ اللَّهُ عَنْ نَفْسِکَ خَیْراً فَقَدْ وَ اللَّهِ رَأَیْنَا خِلَافَ مَا ظَنَنَّا بِکَ وَ مَا قِیلَ فِیکَ فَقُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ ذَلِکَ قَالُوا اتَّبَعْنَاکَ حِینَ قُمْتَ إِلَی الصَّلَاهِ وَ نَحْنُ نَرَی أَنَّکَ لَا تَقْتَدِی بِالصَّلَاهِ مَعَنَا فَقَدْ وَجَدْنَاکَ قَدِ اعْتَدَدْتَ بِالصَّلَاهِ مَعَنَا وَ صَلَّیْتَ بِصَلَاتِنَا فَرَضِیَ اللَّهُ عَنْکَ وَ جَزَاکَ خَیْراً قَالَ فَقُلْتُ لَهُمْ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لِمِثْلِی یُقَالُ هَذَا قَالَ فَعَلِمْتُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع لَمْ یَأْمُرْنِی إِلَّا وَ هُوَ یَخَافُ عَلَیَّ هَذَا وَ شِبْهَهُ.

وَ مَتَی فَرَغَ الْمَأْمُومُ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَبْلَ فَرَاغِ الْإِمَامِ فَلْیُسَبِّحِ اللَّهَ تَعَالَی أَوْ لِیُبْقِ آیَهً مِنْ سُورَتِهِ حَتَّی إِذَا فَرَغَ الْإِمَامُ مِنْ قِرَاءَتِهِ أَتَمَّهَا فَأَیَّ ذَلِکَ فَعَلَ فَقَدْ أَجْزَأَهُ

[الحدیث 46]

46 رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی شُعْبَهَ

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَکُونُ مَعَ الْإِمَامِ فَأَفْرُغُ قَبْلَ أَنْ یَفْرُغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَالَ فَأَتِمَّ السُّورَهَ وَ مَجِّدِ اللَّهَ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ حَتَّی یَفْرُغَ.

[الحدیث 47]

47 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْإِمَامِ أَکُونُ مَعَهُ فَأَفْرُغُ مِنَ الْقِرَاءَهِ قَبْلَ أَنْ یَفْرُغَ قَالَ فَأَمْسِکْ آیَهً وَ مَجِّدِ اللَّهَ وَ أَثْنِ عَلَیْهِ فَإِذَا فَرَغَ فَاقْرَأِ الْآیَهَ وَ ارْکَعْ

______________________________

قوله: أربع رکعات أی: النافله.

الحدیث السادس و الأربعون: موثق کالصحیح.

الحدیث السابع و الأربعون: کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 722

وَ إِذَا صَلَّی الرَّجُلُ بِقَوْمٍ وَ هُوَ جُنُبٌ أَوْ عَلَی غَیْرِ وُضُوءٍ وَجَبَتْ عَلَیْهِ الْإِعَادَهُ وَ لَیْسَ عَلَی مَنْ صَلَّی بِهِمْ إِعَادَهٌ سَوَاءٌ عَلِمُوا ذَلِکَ بَعْدَ انْقِضَاءِ الصَّلَاهِ أَوْ لَمْ یَعْلَمُوا یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 48]

48 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ قَالَ سَأَلَ حَمْزَهُ بْنُ حُمْرَانَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ أَمَّنَا فِی السَّفَرِ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ قَدْ عَلِمَ وَ نَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ لَا بَأْسَ

______________________________

و قال فی المدارک: العمل بکل من الروایتین حسن، و إطلاق النص و کلام الأصحاب یقتضی عدم الفرق فی ذلک بین من تجب القراءه خلفه کالمخالف، أو تستحب کما فی الجهریه مع عدم السماع، مع احتمال اختصاص الحکم بالمخالف، لأنه المتبادر من النص.

قوله: و لیس علی من صلی بهم الضمیر للموصول باعتبار المعنی، و عدم الإعاده هو المشهور، و نقل عن المرتضی و ابن الجنید القول بالإعاده، و حکی عن الصدوق التفصیل الذی ذکره الشیخ.

الحدیث الثامن و الأربعون: موثق کالصحیح.

قوله: و قد علم أی: قبل الصلاه، و یحتمل الأثناء أیضا، فیدل علی عدم الإعاده مع ظهور

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب

الأخبار، ج 4، ص: 723

[الحدیث 49]

49 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَؤُمُّ الْقَوْمَ وَ هُوَ عَلَی غَیْرِ طُهْرٍ فَلَا یَعْلَمُ حَتَّی تَنْقَضِیَ صَلَاتُهُ فَقَالَ یُعِیدُ وَ لَا یُعِیدُ مَنْ خَلْفَهُ وَ إِنْ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ عَلَی غَیْرِ طُهْرٍ.

[الحدیث 50]

50 وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً وَ هُوَ عَلَی غَیْرِ وُضُوءٍ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْهِمْ إِعَادَهٌ وَ عَلَیْهِ هُوَ أَنْ یُعِیدَ.

[الحدیث 51]

51 وَ عَنْهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ صَلَّی بِهِمْ إِمَامُهُمْ وَ هُوَ غَیْرُ طَاهِرٍ أَ تَجُوزُ صَلَاتُهُمْ أَمْ یُعِیدُونَهَا فَقَالَ لَا إِعَادَهَ عَلَیْهِمْ تَمَّتْ صَلَاتُهُمْ وَ عَلَیْهِ هُوَ الْإِعَادَهُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ أَنْ یُعْلِمَهُمْ هَذَا عَنْهُ مَوْضُوعٌ.

[الحدیث 52]

52 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ صَلَّی عَلِیٌّ ع بِالنَّاسِ عَلَی غَیْرِ طُهْرٍ وَ کَانَتِ الظُّهْرُ

______________________________

فسق الإمام أیضا.

الحدیث التاسع و الأربعون: صحیح.

الحدیث الخمسون: موثق.

الحدیث الحادی و الخمسون: صحیح.

الحدیث الثانی و الخمسون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 724

ثُمَّ دَخَلَ فَخَرَجَ مُنَادِیهِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع صَلَّی عَلَی غَیْرِ طُهْرٍ فَأَعِیدُوا وَ لْیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.

فَهَذَا خَبَرٌ شَاذٌّ مُخَالِفٌ لِلْأَخْبَارِ کُلِّهَا وَ مَا هَذَا حُکْمُهُ لَا یَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ عَلَی أَنَّ فِیهِ مَا یُبْطِلُهُ وَ هُوَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع أَدَّی فَرِیضَهً عَلَی غَیْرِ طُهْرٍ سَاهِیاً عَنْ ذَلِکَ وَ قَدْ آمَنَنَا مِنْ ذَلِکَ دَلَالَهُ عِصْمَتِهِ ع وَ ذَکَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ سَمِعْتُ جَمَاعَهً مِنْ مَشَایِخِنَا یَقُولُونَ لَیْسَ عَلَیْهِمْ إِعَادَهُ شَیْ ءٍ مِمَّا یَجْهَرُ فِیهِ وَ عَلَیْهِمْ إِعَادَهُ مَا صَلَّی بِهِمْ مِمَّا لَمْ یَجْهَرْ فِیهِ وَ کَذَلِکَ إِذَا صَلَّی بِهِمْ إِنْسَانٌ ثُمَّ تَبَیَّنُوا أَنَّهُ لَمْ یَکُنْ عَلَی مِلَّتِهِمْ فَلَیْسَ عَلَیْهِمْ إِعَادَهُ شَیْ ءٍ مِنَ الصَّلَاهِ الَّتِی صَلَّوْهَا خَلْفَهُ

[الحدیث 53]

53 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْمٍ خَرَجُوا مِنْ خُرَاسَانَ أَوْ بَعْضِ الْجِبَالِ وَ کَانَ یَؤُمُّهُمْ رَجُلٌ فَلَمَّا صَارُوا إِلَی الْکُوفَهِ عَلِمُوا أَنَّهُ یَهُودِیٌّ قَالَ لَا یُعِیدُونَ.

وَ کَذَلِکَ إِنْ صَلَّی بِهِمْ إِلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ لَا یَجِبُ عَلَیْهِمْ إِعَادَهُ الصَّلَاهِ

[الحدیث 54]

54 رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ

______________________________

قوله: و کذا إذا صلی بهم الخلاف فیه أیضا کما فی المسأله السابقه.

الحدیث الثالث و الخمسون: حسن.

الحدیث الرابع و الخمسون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 725

بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ فِی رَجُلٍ یُصَلِّی بِالْقَوْمِ ثُمَّ یَعْلَمُ أَنَّهُ صَلَّی بِهِمْ إِلَی غَیْرِ الْقِبْلَهِ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْهِمْ إِعَادَهُ شَیْ ءٍ.

وَ مَتَی أَحْدَثَ الْإِمَامُ فِی الصَّلَاهِ فَلَا بَأْسَ أَنْ یُقَدِّمَ مَنْ یُتِمُّ الصَّلَاهَ بِهِمْ رَوَی

[الحدیث 55]

55 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع رَجُلٌ دَخَلَ مَعَ قَوْمٍ فِی صَلَاتِهِمْ وَ هُوَ لَا یَنْوِیهَا صَلَاهً فَأَحْدَثَ إِمَامُهُمْ فَأَخَذَ بِیَدِ ذَلِکَ الرَّجُلِ فَقَدَّمَهُ فَصَلَّی بِهِمْ أَ یُجْزِیهِمْ صَلَاتُهُمْ بِصَلَاتِهِ وَ هُوَ لَا یَنْوِیهَا

______________________________

و یمکن أن یکون المراد أن الإمام و المأمومین صلوا جمیعا علی خلاف جهه القبله بالاجتهاد، فحینئذ یرجع الحکم بإعادتهم و عدمها إلی ما سبق من التفصیل فی مباحث القبله. و لعل مراده ما إذا کان الانحراف قلیلا، أو تبینت المخالفه خارج الوقت.

و أن یکون المراد أنهم اجتهدوا جمیعا و صلی کل منهم إلی جهه و أم بعضهم بعضا، ففی جواز الاقتداء حینئذ بین الأصحاب خلاف.

و علی تقدیر جوازه فلو تبین کون المأموم علی القبله و الإمام منحرفا بحیث تلزمه الإعاده، فالظاهر عدم لزوم إعاده المأموم علی قیاس ما سبق، کما هو الظاهر من کلام القوم.

الحدیث الخامس و الخمسون: حسن کالصحیح.

لا خلاف فی جواز الاستنابه حین أحدث الإمام، و المشهور

عدم الوجوب، بل ادعی فی التذکره الإجماع علی عدم الوجوب، و ظاهر بعض الأخبار الوجوب.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 726

صَلَاهً فَقَالَ لَا یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ أَنْ یَدْخُلَ مَعَ قَوْمٍ فِی صَلَاتِهِمْ وَ هُوَ لَا یَنْوِیهَا صَلَاهً بَلْ یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَنْوِیَهَا صَلَاهً فَإِنْ کَانَ قَدْ صَلَّی فَإِنَّ لَهُ صَلَاهً أُخْرَی وَ إِلَّا فَلَا یَدْخُلْ مَعَهُمْ قَدْ تُجْزِی عَنِ الْقَوْمِ صَلَاتُهُمْ وَ إِنْ لَمْ یَنْوِهَا.

فَإِنْ کَانَ الَّذِی یَتَقَدَّمُ نَائِباً عَنِ الْإِمَامِ قَدْ فَاتَتْهُ رَکْعَهٌ أَوْ رَکْعَتَانِ مِنَ الصَّلَاهِ فَلْیُتِمَّ بِهِمُ الصَّلَاهَ ثُمَّ لْیُومِ إِیمَاءً فَیَکُونَ ذَلِکَ انْصِرَافَهُمْ عَنِ الصَّلَاهِ وَ یُتِمُّ هُوَ مَا بَقِیَ عَلَیْهِ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 56]

56 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَأْتِی الْمَسْجِدَ وَ هُمْ فِی الصَّلَاهِ وَ قَدْ سَبَقَهُ الْإِمَامُ بِرَکْعَهٍ أَوْ أَکْثَرَ فَیَعْتَلُّ الْإِمَامُ فَیَأْخُذُ بِیَدِهِ وَ یَکُونُ أَدْنَی الْقَوْمِ إِلَیْهِ فَیُقَدِّمُهُ فَقَالَ یُتِمُّ الصَّلَاهَ بِالْقَوْمِ ثُمَّ یَجْلِسُ حَتَّی إِذَا فَرَغُوا مِنَ التَّشَهُّدِ أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَیْهِمْ عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمَالِ وَ کَانَ الَّذِی أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَیْهِمُ التَّسْلِیمَ وَ انْقِضَاءَ صَلَاتِهِمْ وَ أَتَمَّ هُوَ مَا کَانَ فَاتَهُ أَوْ بَقِیَ عَلَیْهِ

______________________________

قوله علیه السلام: فإن له صلاه أخری أی: ینوی صلاه أخری، إما أداء أو قضاء، و یحتمل النافله أیضا، لکنه بعید بقرینه الاستثناء.

و قال الفاضل التستری قدس سره: کان فیه دلاله علی عدم اشتراط موافقه صلاه المأموم لصلاه الإمام من باب الأولی.

قوله: فلیتم بهم الصلاه لا خلاف فیه بین الأصحاب.

الحدیث السادس و الخمسون: مجهول کالصحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 727

وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ یُقَدِّمُ

رَجُلًا آخَرَ یُسَلِّمُ بِهِمْ وَ یُتِمُّ هُوَ مَا بَقِیَ وَ هَذَا هُوَ الْأَحْوَطُ

[الحدیث 57]

57 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً فَأَصَابَهُ رُعَافٌ بَعْدَ مَا صَلَّی رَکْعَهً أَوْ رَکْعَتَیْنِ فَقَدَّمَ رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ فَاتَهُ رَکْعَهٌ أَوْ رَکْعَتَانِ قَالَ یُتِمُّ بِهِمُ الصَّلَاهَ ثُمَّ یُقَدِّمُ رَجُلًا فَیُسَلِّمُ بِهِمْ وَ یَقُومُ هُوَ فَیُتِمُّ بَقِیَّهَ صَلَاتِهِ.

[الحدیث 58]

58 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ شُرَیْحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِذَا أَحْدَثَ الْإِمَامُ وَ هُوَ فِی الصَّلَاهِ لَمْ یَنْبَغِ أَنْ یَتَقَدَّمَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْإِقَامَهَ فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهُ یَنْبَغِی لِمَنْ فِی الْمَسْجِدِ أَنْ یَقُومُوا عَلَی أَرْجُلِهِمْ وَ یُقَدِّمُوا بَعْضَهُمْ وَ لَا یَنْتَظِرُوا الْإِمَامَ قَالَ قُلْتُ وَ إِنْ کَانَ الْإِمَامُ هُوَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ وَ إِنْ کَانَ فَلَا یَنْتَظِرُونَهُ وَ یُقَدِّمُوا بَعْضَهُمْ

______________________________

الحدیث السابع و الخمسون: ضعیف کالموثق.

و قال فی المدارک: قال العلامه فی المنتهی بعد أن ذکر استحباب الاستنابه فی التسلیم: و لو انتظروه حتی یفرغ و یسلم بهم لم استبعد جوازه، إذ قد ثبت جواز ذلک فی صلاه الخوف، و ما ذکره غیر بعید، و إن کان الأولی فعل ما ورد به النقل.

الحدیث الثامن و الخمسون: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 728

فَلَیْسَ بِمُنَافٍ لِمَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی قَوْلِهِ ع لَمْ یَنْبَغِ أَنْ یَتَقَدَّمَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْإِقَامَهَ نَهْیٌ عَنْ تَقَدُّمِ مَنْ لَمْ یَشْهَدْهَا عَلَی جِهَهِ الْحَظْرِ بَلْ هُوَ صَرِیحٌ بِأَنَّهُ الْأَوْلَی وَ الْأَفْضَلُ لِأَنَّهُ لَوْ کَانَ الْمُرَادُ بِهِ الْحَظْرَ لَتَضَمَّنَ لَفْظَ النَّهْیِ أَوْ رَفْعَ

الْجَوَازِ عَنْ فِعْلِ ذَلِکَ وَ مَتَی لَمْ یَذْکُرْ ذَلِکَ عَلِمْنَا أَنَّهُ أَرَادَ الْأَفْضَلَ وَ لَوْ کَانَ فِیهِ لَفْظُ النَّهْیِ لَحَمَلْنَاهُ عَلَی الْأَفْضَلِ بِدَلَالَهِ الْأَخْبَارِ الْمُتَقَدِّمَهِ وَ الَّذِی رَوَاهُ

[الحدیث 59]

59 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَؤُمُّ الْقَوْمَ فَیُحْدِثُ وَ یُقَدِّمُ رَجُلًا قَدْ سُبِقَ بِرَکْعَهٍ کَیْفَ یَصْنَعُ فَقَالَ لَا یُقَدِّمُ رَجُلًا قَدْ سُبِقَ بِرَکْعَهٍ وَ لَکِنْ یَأْخُذُ بِیَدِ غَیْرِهِ فَیُقَدِّمُهُ.

فَهَذَا الْخَبَرُ وَ إِنْ کَانَ ظَاهِرُهُ النَّهْیَ فَمَصُرْوفٌ عَنْهُ إِلَی جِهَهِ الْأَفْضَلِ حَسَبَمَا قَدَّمْنَاهُ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَخْبَارِ وَ مَتَی مَاتَ الْإِمَامُ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْیُطْرَحْ وَ لْیُقَدِّمِ الْقَوْمُ مَنْ یُصَلِّی بِهِمْ بَقِیَّهَ مَا عَلَیْهِمْ وَ یَغْتَسِلُ مَنْ مَسَّهُ رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 60]

60 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ

______________________________

الحدیث التاسع و الخمسون: صحیح.

قوله رحمه الله: فهذا الخبر یمکن أن یکون الأخبار السابقه لبیان حکم أنه إذا لم یعلم الإمام أن الرجل مسبوق و قدمه ما یصنع، فلا ینافی عدم جواز تقدیمه مع العلم، لکن ما ذکره الشیخ لعله أظهر.

الحدیث الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 729

عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی رَجُلٍ أَمَّ قَوْماً فَصَلَّی بِهِمْ رَکْعَهً ثُمَّ مَاتَ قَالَ یُقَدِّمُونَ رَجُلًا آخَرَ وَ یَعْتَدُّونَ بِالرَّکْعَهِ وَ یَطْرَحُونَ الْمَیِّتَ خَلْفَهُمْ وَ یَغْتَسِلُ مَنْ مَسَّهُ.

وَ مَنْ لَمْ یَلْحَقْ تَکْبِیرَهَ الرُّکُوعِ فَقَدْ فَاتَتْهُ تِلْکَ الرَّکْعَهُ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 61]

61 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

______________________________

و الأمر بالاغتسال محمول علی ما إذا مس جسده و قد برد.

کما رواه فی الاحتجاج عن عبد الله بن جعفر الحمیری أنه کتب إلی الناحیه المقدسه: روی لنا عن العالم علیه السلام أنه سئل عن إمام قوم صلی بهم بعض صلاتهم و حدثت علیه حادثه، کیف یعمل من خلفه؟ فقال: یؤخر و یقدم بعضهم و یتم صلاتهم و یغتسل من مسه. فخرج التوقیع: لیس علی من نحاه إلا غسل الید، و إذا لم تحدث حادثه تقطع الصلاه تمم صلاته مع القوم.

و کتب أیضا: روی عن العالم علیه السلام أن من مس میتا بحرارته غسل یده و من مسه و قد برد فعلیه الغسل، و هذا الإمام فی هذه الحاله لا یکون مسه بحراره و العمل من ذلک علی ما هو؟ و لعله

ینحیه بثیابه و لا یمسه، فکیف یجب علیه الغسل؟ فخرج التوقیع: إذا مسه علی هذه الحال لم یکن علیه إلا غسل یده.

الحدیث الحادی و الستون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 730

مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِی إِنْ لَمْ تُدْرِکِ الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ یُکَبِّرَ الْإِمَامُ لِلرَّکْعَهِ فَلَا تَدْخُلْ مَعَهُمْ فِی تِلْکَ الرَّکْعَهِ.

[الحدیث 62]

62 وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَا تَعْتَدَّ بِالرَّکْعَهِ الَّتِی لَمْ تَشْهَدْ تَکْبِیرَهَا مَعَ الْإِمَامِ

______________________________

الحدیث الثانی و الستون: صحیح.

قوله علیه السلام: لم تشهد تکبیرها أی: تکبیر رکوعها.

قال الفاضل التستری طاب ثراه: لعله لیس فی إدراک التکبیر أو شهادته تصریح بالائتمام قبل تکبیر الإمام، بل یحتمل لمجرد السماع، فیکون حاصله من لم یسمع التکبیر لا یدرک الرکعه.

فعلی هذا یمکن الجمع بین هاتین و ما سیجی ء من إدراک الرکعه بإدراک الإمام راکعا، بحمل ما یأتی بمن یدرکه راکعا بعد أن سمع التکبیر، و یکون السر فی ذلک أن الغالب فی من لم یسمع أن لا یتمکن من التکبیر و الرکوع، و یکون الإمام بعد فی الرکعه. و بالجمله الأخبار الآتیه أوضح متنا، فطرحها بالمحتمل لا یخلو من إشکال. انتهی کلامه رفع مقامه.

أقول: و یظهر من المنتهی هذا الجمع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 731

[الحدیث 63]

63 وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا أَدْرَکْتَ التَّکْبِیرَ قَبْلَ أَنْ یَرْکَعَ الْإِمَامُ فَقَدْ أَدْرَکْتَ الصَّلَاهَ.

[الحدیث 64]

64 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ فِی الرَّجُلِ إِذَا أَدْرَکَ الْإِمَامَ وَ هُوَ رَاکِعٌ فَکَبَّرَ الرَّجُلُ وَ هُوَ مُقِیمٌ صُلْبَهُ ثُمَّ رَکَعَ قَبْلَ أَنْ یَرْفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ فَقَدْ أَدْرَکَ الرَّکْعَهَ.

[الحدیث 65]

65 وَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَدْرَکْتَ الْإِمَامَ وَ قَدْ رَکَعَ فَکَبَّرْتَ وَ رَکَعْتَ قَبْلَ أَنْ یَرْفَعَ رَأْسَهُ فَقَدْ أَدْرَکْتَ الرَّکْعَهَ وَ إِنْ رَفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ قَبْلَ أَنْ تَرْکَعَ فَقَدْ فَاتَتْکَ الرَّکْعَهُ.

فَلَیْسَ یُنَافِی هَذَانِ الْخَبَرَانِ مَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ ع فِی الْخَبَرِ الْأَوَّلِ إِذَا أَدْرَکْتَ الْإِمَامَ وَ هُوَ رَاکِعٌ وَ فِی الْخَبَرِ الثَّانِی وَ قَدْ رَکَعَ مَحْمُولٌ عَلَی اللُّحُوقِ

______________________________

الحدیث الثالث و الستون: صحیح.

الحدیث الرابع و الستون: صحیح.

الحدیث الخامس و الستون: حسن.

و لا خلاف بین الأصحاب فی أنه یدرک الرکعه بإدراک تکبیره الرکوع، بأن یرکع مع الإمام.

و اختلف فی أنه هل یدرکها بأن یجتمع مع الإمام فی حد الرکوع أو لا بد من إدراک تکبیر الرکوع و الرکوع معه؟ فالمشهور الأول، و قیل: بالثانی محتجا

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 732

بِهِ فِی الصَّفِّ الَّذِی لَا یَجُوزُ التَّأَخُّرُ عَنْهُ فِی الصَّلَاهِ مَعَ الْإِمْکَانِ وَ إِنْ کَانَ قَدْ أَدْرَکَ

______________________________

بتلک الأخبار.

و أجیب: بأن تلک الأخبار و إن کانت صحیحه، لکن الأصل فیها کلها محمد ابن مسلم. و ما یدل علی المشهور مروی بعده طرق، فینبغی حمل الروایات الوارده علی النهی علی الکراهه.

أقول: لکن اتفاق العامه علی ماهر المشهور عندنا یؤید کون الأخبار الداله علی

الجواز محموله علی التقیه.

ثم إن صاحب المدارک رحمه الله ذکر أن المعتبر علی المذهب المشهور اجتماعهما فی حد الراکع، و هل یقدح شروع الإمام فی الرفع مع عدم تجاوز حده؟ فیه وجهان، أظهرهما: أنه کذلک، لأنه المستفاد من الأخبار المتقدمه، و اعتبر العلامه فی التذکره ذکر المأموم قبل رفع الإمام، و لم نقف علی مأخذه انتهی.

و أقول: ربما کان مستند العلامه رحمه الله ما رواه الطبرسی رحمه الله فی کتاب الاحتجاج عن الحمیری أنه کتب إلی الناحیه المقدسه و سأل عن الرجل یلحق الإمام و هو راکع فیرکع معه و یحتسب تلک الرکعه، فإن بعض أصحابنا قال: إن لم یسمع تکبیره الرکوع، فلیس له أن یعتد بتلک الرکعه. فأجاب علیه السلام: إذا لحق مع الإمام من تسبیح الرکوع تسبیحه واحده اعتد بتلک الرکعه و إن لم یسمع تکبیره الرکوع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 733

تَکْبِیرَهَ الرُّکُوعِ قَبْلَ ذَلِکَ الْمَکَانِ لِأَنَّ مَنْ سَمِعَ الْإِمَامَ وَ قَدْ کَبَّرَ تَکْبِیرَهَ الرُّکُوعِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ مَسَافَهٌ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یُکَبِّرَ وَ یَرْکَعَ مَعَهُ حَیْثُ انْتَهَی بِهِ الْمَکَانُ ثُمَّ یَمْشِیَ فِی رُکُوعِهِ إِنْ شَاءَ حَتَّی یَلْحَقَ بِهِ أَوْ یَسْجُدَ فِی صَلَاتِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَیْهِ لَحِقَ بِهِ أَیَّ ذَلِکَ شَاءَ فَعَلَ وَ مَتَی حَمَلْنَا هَذَیْنِ الْخَبَرَیْنِ عَلَی هَذَا الْوَجْهِ لَا تَتَنَاقَضُ الْأَخْبَارُ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی جَوَازِ مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 66]

66 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ یَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَیَخَافُ

______________________________

قوله رحمه الله: و قد کبر تکبیره الرکوع قال الفاضل التستری قدس سره: کان مراده أراد التکبیر، أو حال

التکبیر، و إلا فإن لحقه بعد التکبیر و یکون المناط مجرد السماع، فلا یظهر وجه للحوقه حینئذ، ثم مشیه حتی یلحق الصف، نعم لو خاف أن یرفع الإمام رأسه قبل أن یلحق الصف أمکن القول بهذا، کما تضمنه الروایه الآتیه.

الحدیث السادس و الستون: صحیح.

و لا أعرف دلالته علی صحه اللحوق علی هذا الوجه.

و الحکم المذکور فی الخبر مقطوع به فی کلام الأصحاب، و قالوا: یجوز له السجود فی مکانه ثم الالتحاق لصحیحه عبد الرحمن بن أبی عبد الله.

قال الصدوق بعد إیراد الروایه: و روی أنه إذا مشی فی الصلاه یجر رجلیه و لا یتخطی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 734

أَنْ تَفُوتَهُ الرَّکْعَهُ فَقَالَ یَرْکَعُ قَبْلَ أَنْ یَبْلُغَ الْقَوْمَ وَ یَمْشِی وَ هُوَ رَاکِعٌ حَتَّی یَبْلُغَهُمْ.

[الحدیث 67]

67 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ وَ الْإِمَامُ رَاکِعٌ فَظَنَنْتَ أَنَّکَ إِنْ مَشَیْتَ إِلَیْهِ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ أَنْ تُدْرِکَهُ فَکَبِّرْ وَ ارْکَعْ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ فَاسْجُدْ مَکَانَکَ فَإِذَا قَامَ فَالْحَقْ بِالصَّفِّ وَ إِذَا جَلَسَ فَاجْلِسْ مَکَانَکَ فَإِذَا قَامَ فَالْحَقْ بِالصَّفِّ.

[الحدیث 68]

68 وَ فِی رِوَایَهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ وَ ذَکَرَ مِثْلَهُ.

وَ تُجْزِی تَکْبِیرَهُ الرُّکُوعِ عَنْ تَکْبِیرَهِ الِافْتِتَاحِ لِمَنْ خَافَ فَوْتَ الرُّکُوعِ رَوَی ذَلِکَ

______________________________

الحدیث السابع و الستون: مجهول.

الحدیث الثامن و الستون: موثق کالصحیح.

قوله رحمه الله: و تجزی تکبیره الرکوع لعل الأولی أن یقول: و تجزی تکبیره الافتتاح عن تکبیره الرکوع.

قال فی المنتهی: لو خاف الفوات أجزأته تکبیره الافتتاح عن تکبیره الرکوع إجماعا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 735

[الحدیث 69]

69 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِیَهَ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ مُبَادِراً وَ الْإِمَامُ رَاکِعٌ أَجْزَأَتْهُ تَکْبِیرَهٌ وَاحِدَهٌ لِدُخُولِهِ فِی الصَّلَاهِ وَ الرُّکُوعِ.

وَ مَتَی فَاتَ الْإِنْسَانَ رَکْعَهٌ أَوْ مَا زَادَ عَلَی ذَلِکَ مَعَ الْإِمَامِ فَلْیُصَلِّ مَعَهُ مَا بَقِیَ وَ یَکُونُ ذَلِکَ أَوَّلًا لِدُخُولِهِ فِی الصَّلَاهِ وَ لْیُصَلِّهَا عَلَی الْحَدِّ الَّذِی یُصَلِّیهِ لَوِ ابْتَدَأَ بِالصَّلَاهِ وَ تَفْصِیلُ هَذِهِ الْجُمْلَهِ مَا رَوَاهُ

[الحدیث 70]

70 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ إِذَا أَدْرَکَ الرَّجُلُ بَعْضَ الصَّلَاهِ وَ فَاتَهُ بَعْضٌ خَلْفَ إِمَامٍ یَحْتَسِبُ بِالصَّلَاهِ خَلْفَهُ جَعَلَ أَوَّلَ مَا أَدْرَکَ أَوَّلَ صَلَاتِهِ إِنْ أَدْرَکَ مِنَ الظُّهْرِ أَوْ مِنَ الْعَصْرِ أَوْ مِنَ الْعِشَاءِ رَکْعَتَیْنِ وَ فَاتَتْهُ رَکْعَتَانِ قَرَأَ فِی کُلِّ رَکْعَهٍ مِمَّا أَدْرَکَ خَلْفَ الْإِمَامِ

______________________________

الحدیث التاسع و الستون: مجهول.

قوله: فلیصل معه قال فی المعتبر: إنه مذهب علمائنا کافه.

الحدیث السبعون: صحیح.

قوله علیه السلام: یحتسب بالصلاه خلفه هذه الجمله صفه إمام. و ما قیل: من أنها جزاء و قوله" جعل" جمله مستأنفه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 736

فِی نَفْسِهِ بِأُمِّ الْکِتَابِ وَ سُورَهٍ فَإِنْ لَمْ یُدْرِکِ السُّورَهَ تَامَّهً أَجْزَأَتْهُ أُمُّ الْکِتَابِ فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ فَصَلَّی فِیهَا رَکْعَتَیْنِ لَا یَقْرَأُ فِیهِمَا لِأَنَّ الصَّلَاهَ إِنَّمَا یُقْرَأُ فِیهَا فِی الْأَوَّلَتَیْنِ مِنْ کُلِّ رَکْعَهٍ- بِأُمِّ الْکِتَابِ وَ سُورَهٍ وَ فِی الْأَخِیرَتَیْنِ لَا یُقْرَأُ فِیهِمَا إِنَّمَا هُوَ تَسْبِیحٌ وَ تَکْبِیرٌ وَ تَهْلِیلٌ وَ دُعَاءٌ لَیْسَ فِیهِمَا قِرَاءَهٌ وَ إِنْ أَدْرَکَ رَکْعَهً قَرَأَ فِیهَا خَلْفَ الْإِمَامِ فَإِذَا

______________________________

فلا یخفی بعده فتدبر.

قوله

علیه السلام: فی نفسه أی: إخفاتا، أو یضمره فی النفس.

قوله علیه السلام: لا یقرأ فیهما قال الوالد العلامه روح الله روحه: یمکن کون الجمله صفه، أی الرکعتین اللتین لا یقرأ فیهما، أی: لا تجب القراءه فیهما تعیینا أو راجحا، و أن یکون نهیا تنزیهیا.

قوله علیه السلام: و دعاء قال الشیخ البهائی قدس سره: ربما یستأنس به للروایه الصحیحه الوارده بالاستغفار مع التسبیحات.

و قال: یدل بظاهره علی عدم إجزاء الفاتحه فی الأخیرتین عن التسبیح. انتهی.

و قال الوالد العلامه نور الله ضریحه: و یمکن حمله علی التحمید، کما ورد أن خیر الدعاء الحمد لله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 737

سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْکِتَابِ وَ سُورَهٍ ثُمَّ قَعَدَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی رَکْعَتَیْنِ لَیْسَ فِیهِمَا قِرَاءَهٌ.

[الحدیث 71]

71 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُدْرِکُ الرَّکْعَهَ الثَّانِیَهَ مِنَ الصَّلَاهِ مَعَ الْإِمَامِ وَ هِیَ لَهُ الْأُولَی کَیْفَ یَصْنَعُ إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ

______________________________

قوله علیه السلام: قرأ فیها خلف الإمام قال الفاضل التستری رحمه الله: فیه القراءه خلف الإمام إذا سبقه برکعه أو رکعتین، و لعله یرید مجرد حدیث النفس، أو یکون الإمام یسبح فی الأخیرتین، فإنه لا إشکال فی القراءه تلفظا.

الحدیث الحادی و السبعون: صحیح.

و الظاهر أن محمد بن الحسین هو ابن أبی الخطاب، علی ما یظهر من الفهرست فالحدیث صحیح علی ما یظهر لی، لکن فیه إشکال من حیث ملاقاه ابن یعقوب له و عدمه، و لعله قد أسقط المصنف هنا اسما، کما یقع منه کثیرا لما یری من حذف الکلینی له اعتمادا علی ما ذکره

سابقا، کذا ذکره الفاضل التستری رحمه الله.

و أقول: الأمر هنا لیس کذلک، بل سقطت الواسطه من قلمه، فإن فی الکافی هکذا: محمد بن یحیی عن محمد بن الحسین. و کذا فی الاستبصار أیضا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 738

قَالَ یَتَجَافَی وَ لَا یَتَمَکَّنُ مِنَ الْقُعُودِ فَإِذَا کَانَتِ الثَّالِثَهُ لِلْإِمَامِ وَ هِیَ لَهُ الثَّانِیَهُ فَلْیَلْبَثْ قَلِیلًا إِذَا قَامَ الْإِمَامُ بِقَدْرِ مَا یَتَشَهَّدُ ثُمَّ یَلْحَقُ الْإِمَامَ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِی یُدْرِکُ الرَّکْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ مِنَ الصَّلَاهِ کَیْفَ یَصْنَعُ بِالْقِرَاءَهِ فَقَالَ اقْرَأْ فِیهِمَا فَإِنَّهُمَا لَکَ الْأَوَّلَتَانِ فَلَا تَجْعَلْ أَوَّلَ صَلَاتِکَ آخِرَهَا

______________________________

و قال رحمه الله: أفتی الصدوق بمضمون هذا الحدیث فی من لا یحضره الفقیه فینبغی العمل به.

قوله علیه السلام: و لا تجعل أول صلاتک آخرها قال الوالد العلامه نور الله مرقده: بأن تقرأ فی الأخیرتین، فیکون النهی تنزیهیا، أو بأن تقرأ الحمد و السوره کما تفعله العامه، فالنهی علی التحریم. انتهی.

و قال الفاضل التستری قدس سره: لعله إنما یصیر أول صلاته آخرها إذا لم یقرأ الإمام فی الأخیرتین، بل یسبح فیهما، فإنه حینئذ إذا لم یقرأ المأموم صار أول صلاته تسبیحا، مع أن التسبیح إنما یکون فی الآخر. انتهی.

و قال فی المدارک: مقتضی الروایتین أن المأموم یقرأ خلف الإمام فی الرکعتین الأخیرتین، و کلام أکثر الأصحاب خال من التعرض لذلک.

و قال العلامه رحمه الله فی المنتهی: الأقرب عندی أن القراءه مستحبه، و نقل عن بعض فقهائنا الوجوب، لئلا تخلو الصلاه عن قراءه، إذ هو مخیر فی التسبیح فی الأخیرتین. و لیس بشی ء، فإن احتج بحدیث زراره و عبد الرحمن حملنا الأمر فیهما علی الندب، لما ثبت من عدم وجوب القراءه علی المأموم، هذا کلامه

رحمه الله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 739

[الحدیث 72]

72 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مَرْوَکِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِی أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُ هَؤُلَاءِ فِی الرَّجُلِ إِذَا فَاتَتْهُ مَعَ الْإِمَامِ رَکْعَتَانِ قَالَ یَقُولُونَ یَقْرَأُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ بِالْحَمْدِ وَ سُورَهٍ فَقَالَ هَذَا یَقْلِبُ صَلَاتَهُ فَیَجْعَلُ أَوَّلَهَا آخِرَهَا فَقُلْتُ فَکَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یَقْرَأُ بِفَاتِحَهِ الْکِتَابِ فِی کُلِّ رَکْعَهٍ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلُ السَّائِلِ یَقُولُونَ یَقْرَأُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ بِالْحَمْدِ وَ سُورَهٍ لَیْسَ فِیهِ صَرِیحٌ أَنَّهُمَا اللَّتَانِ أَدْرَکَهُمَا بَلْ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ قَالَ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ یَقْرَأُ بِالْحَمْدِ وَ سُورَهٍ فِی الرَّکْعَتَیْنِ اللَّتَیْنِ فَاتَتَاهُ فَأَمَرَهُ حِینَئِذٍ أَنْ یَقْرَأَ بِالْحَمْدِ وَحْدَهَا لِأَنَّ ذَلِکَ مَذْهَبُ کَثِیرٍ مِنَ الْعَامَّهِ وَ إِذَا احْتَمَلَ ذَلِکَ لَمْ یُنَافِ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ

______________________________

و لا یخلو من نظر، لأن ما تضمن سقوط القراءه بإطلاقه لا ینافی هذین الخبرین المفصلین لوجوب حمل الإطلاق علیهما، و إن کان ما ذکره من الحمل لا یخلو من قرب، لأن النهی فی الروایه الأولی عن القراءه فی الأخیرتین للکراهه قطعا و کذا الأمر بالتجافی. و عدم التمکن من القعود فی الروایه الثانیه محمول علی الاستحباب.

و مع اشتمال الروایه علی استعمال الأمر فی الندب، أو النهی فی الکراهه یضعف الاستدلال بما وقع فیها من الأوامر علی الوجوب أو المناهی علی التحریم مع أن مقتضی الروایه الأولی کون القراءه فی النفس، و هو لا یدل صریحا علی وجوب التلفظ بها، و کیف کان فالروایتان قاصرتان عن إثبات الوجوب.

الحدیث الثانی و السبعون: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 740

[الحدیث 73]

73 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ

أَبِیهِ- عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ یَجْعَلُ الرَّجُلُ مَا أَدْرَکَ مَعَ الْإِمَامِ أَوَّلَ صَلَاتِهِ قَالَ جَعْفَرٌ وَ لَیْسَ نَقُولُ کَمَا یَقُولُ الْحَمْقَی.

[الحدیث 74]

74 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُدْرِکُ آخِرَ صَلَاهِ الْإِمَامِ وَ هِیَ أَوَّلُ صَلَاهِ الرَّجُلِ فَلَا یُمْهِلُهُ حَتَّی یَقْرَأَ فَیَقْضِی الْقِرَاءَهَ فِی آخِرِ صَلَاتِهِ قَالَ نَعَمْ.

قَوْلُهُ فَیَقْضِی الْقِرَاءَهَ فِی آخِرِ صَلَاتِهِ تَجَوُّزٌ وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ مَا یَخْتَصُّ آخِرَ صَلَاتِهِ مِنْ قِرَاءَهِ الْحَمْدِ دُونَ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ بِهِ قَضَاءَ قِرَاءَهِ الرَّکْعَهِ الْأَوَّلَهِ وَ مَنْ صَلَّی مَعَ إِمَامٍ یَأْتَمُّ بِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ فَلْیَعُدْ إِلَی الرُّکُوعِ حَتَّی یَرْفَعَ رَأْسَهُ مَعَهُ رَوَی ذَلِکَ

______________________________

قوله: فی الرکعتین اللتین فاتتاه قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه یرید اللتین ینفرد فیهما، و سماهما بالفائته لأنه لم یصلهما مع الإمام.

الحدیث الثالث و السبعون: ضعیف کالموثق.

الحدیث الرابع و السبعون: صحیح.

و قال فی المدارک: لا خلاف فی التخییر بین القراءه و التسبیح فی الأخیرتین فیما إذا أدرک الرکعه الأخیره من الإمام. و إنما الخلاف فیما إذا أدرک معه الرکعتین و سبح الإمام فیهما، فقیل: یبقی التخییر بحاله للعموم. و قیل: یتعین القراءه لئلا

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 741

[الحدیث 75]

75 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَمَّنْ رَکَعَ مَعَ إِمَامٍ یَقْتَدِی بِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ قَالَ یُعِیدُ رُکُوعَهُ مَعَهُ.

[الحدیث 76]

76 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّکُوعِ قَبْلَ الْإِمَامِ أَ یَعُودُ فَیَرْکَعُ إِذَا أَبْطَأَ الْإِمَامُ وَ یَرْفَعُ رَأْسَهُ مَعَهُ قَالَ لَا.

فَلَا یُنَافِی الْخَبَرَ الْأَوَّلَ لِأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَی أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَکُنِ الْمُصَلِّی مُقْتَدِیاً بِمَنْ صَلَّی خَلْفَهُ لِأَنَّهُ مَتَی کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ فَلَوْ عَادَ إِلَی الرُّکُوعِ لَکَانَ قَدْ زَادَ فِی صَلَاتِهِ رُکُوعاً وَ ذَلِکَ یُفْسِدُ الصَّلَاهَ مَعَ أَنَّ ذَلِکَ إِنَّمَا یَجُوزُ لِمَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ نَاسِیاً فَأَمَّا إِذَا تَعَمَّدَ ذَلِکَ فَلَا یَجُوزُ لَهُ الْعَوْدُ إِلَی الرُّکُوعِ عَلَی حَالٍ وَ کَذَلِکَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَبْلَ الْإِمَامِ فَلْیَعُدْ إِلَی سُجُودِهِ لِیَکُونَ ارْتِفَاعُهُ عَنْهُ مَعَ الْإِمَامِ

______________________________

تخلو الصلاه من فاتحه الکتاب، و هو ضعیف.

الحدیث الخامس و السبعون: حسن أو مجهول.

لأن محمد بن سهل فیه ما یمکن أن یعد مدحا.

الحدیث السادس و السبعون: موثق.

و قال فی المدارک: الحکم بوجوب الاستمرار مع تعمد رفع المأموم رأسه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 742

..........

______________________________

قبل الإمام مذهب الأصحاب لا أعلم فیه مخالفا. نعم إطلاق کلام المفید فی المقنعه یقتضی عدم الفرق فی ذلک بین الناسی و العامد.

احتج علی وجوب الاستمرار بموثقه غیاث بن إبراهیم، و یشکل بضعف الروایه من حیث السند، و عدم دلالتها علی أنه وقع علی العمد، و بأن فعله وقع منهیا عنه فیحتمل

بطلان الصلاه لذلک، و یحتمل وجوب الإعاده کالناسی، لإطلاق الروایات المتضمنه للإعاده.

و إن کان ناسیا. فالمشهور أن العود علی الوجوب، لورود الأمر بها فی عده روایات، و حملها الشیخ و من تأخر عنه علی الناسی، جمعا بینها و بین روایه غیاث، و هو مشکل لعدم تکافؤ السند، و لعدم إشعار الروایات بهذا الجمع.

و لو صحت الروایه لکان الأولی حمل الأمر بالإعاده علی الاستحباب، کما هو مختار العلامه فی التذکره و النهایه، فلو ترک الرجوع علی القول بالوجوب ففی بطلان صلاته وجهان.

و کذا الکلام فیما إذا هوی إلی رکوع أو سجود، لکن استوجه العلامه فی المنتهی الاستمرار هنا مطلقا، ثم قوی الرجوع إلی القیام لموثقه ابن فضال انتهی.

و قال الفاضل التستری قدس سره: غیاث بن إبراهیم وثقه النجاشی و العلامه غیر أن العلامه قال: إنه بتری، و ذکره الشیخ فی الفهرست بدون جرح و تعدیل و لم یتعرض لمذهبه، فالطریق معتبر، و طریق روایه سعد فیه جهاله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 743

[الحدیث 77]

77 رَوَی ذَلِکَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ وَ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالا سَأَلْنَاهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی مَعَ إِمَامٍ یَأْتَمُّ بِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَبْلَ أَنْ یَرْفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَالَ فَلْیَسْجُدْ وَ مَنْ أَدْرَکَ الْإِمَامَ وَ قَدْ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّکُوعِ فَلْیَسْجُدْ مَعَهُ وَ لَا یَعْتَدَّ بِذَلِکَ السُّجُودِ

______________________________

نعم روی فی أواخر هذا الکتاب قبیل صلاه العیدین بطریق أظنه الصحیح ما یدل علی أنه بعید، و الطریق هذا: أحمد بن محمد،

عن الحسن بن علی بن یقطین، عن أخیه، عن أبیه. فیمکن الجمع بین الخبرین بالتخییر، و سیجی ء أیضا هناک الأمر بإعاده السجود إن رفع رأسه قبل الإمام.

الحدیث السابع و السبعون: ضعیف علی المشهور.

قوله: و من أدرک الإمام و قد رفع رأسه قال الفاضل التستری رحمه الله: کان مقتضی مفهومه أنه یعتد بذلک السجود إذا أدرکه قبل رفعه، فینافی ما تقدم من عدم إدراک رکعه لو لم یلحق تکبیره الرکوع، اللهم إلا أن یکون مراده ما ذکر هناک. انتهی.

قال فی المدارک: إذا أدرک الإمام بعد رفع رأسه من الرکوع، فلا خلاف فی فوات الرکعه، لکن استحب أکثر علمائنا للمأموم التکبیر و متابعه الإمام فی السجدتین و إن لم یعتد بهما.

و اختلفوا فی وجوب استئناف النیه و تکبیره الإحرام بعد ذلک، فقال الشیخ

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 744

[الحدیث 78]

78 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا سَبَقَکَ الْإِمَامُ بِرَکْعَهٍ فَأَدْرَکْتَهُ وَ قَدْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَاسْجُدْ مَعَهُ وَ لَا تَعْتَدَّ بِهَا.

وَ الْإِمَامُ إِذَا صَلَّی بِقَوْمٍ فَرَکَعَ وَ دَخَلَ أَقْوَامٌ فَلْیُطِلِ الرُّکُوعَ حَتَّی یَلْحَقَ النَّاسُ بِالصَّلَاهِ وَ مِقْدَارُ ذَلِکَ أَنْ یَکُونَ ضِعْفَیْ رُکُوعِهِ

______________________________

لا یجب، لأن زیاده الرکن مغتفره فی متابعه الإمام، و قطع الأکثر بالوجوب لزیاده الرکن، و لقوله علیه السلام فی روایه المعلی" و لا تعتد بها" و هی غیر صریحه فی وجوب الاستئناف.

و یظهر من العلامه فی المختلف التوقف فی هذا الحکم من أصله، للنهی عن الدخول فی الرکعه عند فوات تکبیرها فی روایه محمد بن مسلم، و هو فی محله، لا لما

ذکره من النهی، فإنه محمول علی الکراهه، بل لعدم ثبوت التعبد بذلک.

الحدیث الثامن و السبعون: مختلف فیه.

قوله: فلیطل الرکوع قال الفاضل التستری رحمه الله: هذا مما یدل علی إدراک الرکعه بإدراک الإمام راکعا، فینافی ما قدمه المصنف، اللهم إلا أن یرید ما ذکرناه. انتهی.

و قال فی المنتهی: قال علماؤنا: یستحب للإمام أن یطیل فی رکوعه إذا أحس

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 745

[الحدیث 79]

79 رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مَرْوَکِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْخَزَّازِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع إِنِّی أَؤُمُّ قَوْماً فَأَرْکَعُ فَیَدْخُلُ النَّاسُ وَ أَنَا رَاکِعٌ فَکَمْ أَنْتَظِرُ قَالَ مَا أَعْجَبَ مَا تَسْأَلُ عَنْهُ یَا جَابِرُ انْتَظِرْ مِثْلَیْ رُکُوعِکَ فَإِنِ انْقَطَعُوا وَ إِلَّا فَارْفَعْ رَأْسَکَ.

وَ الْإِمَامُ یَنْبَغِی أَنْ یُسَلِّمَ دَفْعَهً وَاحِدَهً وَ لَا یَلْتَفِتَ

[الحدیث 80]

80 رَوَی ذَلِکَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنِّی أُصَلِّی بِقَوْمٍ فَقَالَ سَلِّمْ وَاحِدَهً وَ لَا تَلْتَفِتْ قُلِ السَّلَامُ عَلَیْکَ أَیُّهَا النَّبِیُّ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ

______________________________

بداخل حتی یلحق به انتهی.

و قال فی الدروس: یستحب للإمام التطویل إذا استشعر بداخل بمقدار رکوعین، و لا یفرق بین الداخلین.

الحدیث التاسع و السبعون: ضعیف.

الحدیث الثمانون: حسن.

و قال فی المنتهی: قال الشیخ فی المبسوط: الإمام و المنفرد یسلمان تجاه القبله.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 746

[الحدیث 81]

81 وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَا یَنْبَغِی لِلْإِمَامِ أَنْ یَقُومَ إِذَا صَلَّی حَتَّی یَقْضِیَ کُلُّ مَنْ خَلْفَهُ مَا فَاتَهُ مِنَ الصَّلَاهِ.

وَ عَلَی الْإِمَامِ أَنْ یُسْمِعَ قِرَاءَتَهُ مَنْ خَلْفَهُ

[الحدیث 82]

82 رَوَی ذَلِکَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ یَنْبَغِی لِلْإِمَامِ أَنْ یُسْمِعَ مَنْ خَلْفَهُ کُلَّ مَا یَقُولُ وَ لَا یَنْبَغِی لِمَنْ خَلْفَهُ أَنْ یُسْمِعَهُ شَیْئاً مِمَّا یَقُولُ.

وَ لَا یَجُوزُ لِمَنْ یَقْتَدِی بِالْإِمَامِ أَنْ یُصَلِّیَ مَعَهُ الْعَصْرَ وَ لَا یَکُونُ قَدْ صَلَّی الظُّهْرَ

[الحدیث 83]

83 رَوَی ذَلِکَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ سُلَیْمٍ الْفَرَّاءِ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَکُونُ مُؤَذِّنَ قَوْمٍ وَ إِمَامَهُمْ یَکُونُ فِی طَرِیقِ مَکَّهَ وَ غَیْرِ ذَلِکَ فَیُصَلِّی بِهِمُ الْعَصْرَ فِی وَقْتِهَا فَیَدْخُلُ الرَّجُلُ الَّذِی لَا یَعْرِفُ فَیَرَی أَنَّهَا الْأُولَی أَ فَتُجْزِیهِ أَنَّهَا الْعَصْرُ قَالَ لَا

______________________________

الحدیث الحادی و الثمانون: صحیح أو حسن.

و قال فی الدروس: یستحب ملازمه الإمام مجلسه حتی یتم المسبوق. انتهی.

الحدیث الثانی و الثمانون: صحیح.

الحدیث الثالث و الثمانون: صحیح.

قوله: أ فتجزیه أنها العصر؟ قال الفاضل التستری رحمه الله: یحتمل أن یکون المراد أ فتجزیه عصرا؟

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 747

[الحدیث 84]

84 وَ أَمَّا مَا رَوَاهُ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ یَؤُمُّ بِقَوْمٍ فَیُصَلِّی الْعَصْرَ وَ هِیَ لَهُمُ الظُّهْرُ قَالَ أَجْزَأَتْ عَنْهُ وَ أَجْزَأَتْ عَنْهُمْ.

فَلَا یُنَافِی مَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا یَکُونُ مُجْزِیاً عَنْهُ وَ عَنْهُمْ إِذَا لَمْ یَعْقِدْ صَلَاتَهُ بِصَلَاتِهِمْ وَ یَنْوِی لِنَفْسِهِ صَلَاهَ الْعَصْرِ وَ یَنْوُونَ هُمْ صَلَاهَ الظُّهْرِ وَ لَا یَکُونُونَ هُمْ مُقْتَدِینَ بِهِ فِی نِیَّهِ الصَّلَاهِ وَ مَتَی کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ جَازَتْ صَلَاتُهُمْ

[الحدیث 85]

85 وَ سَأَلَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ أَخَاهُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ ع عَنْ إِمَامٍ کَانَ

______________________________

و کأنه علی هذا حمله الشیخ.

و یحتمل أن یکون المراد أ فتجزیه ظهرا و أولی مع أنها العصر؟ لعل هذا هو الأظهر، و علی هذا لا یدل علی مراد الشیخ، و کیف ما کان فمع الاحتمال الجزم علی المعنی الذی أراده الشیخ منظور فیه.

الحدیث الرابع و الثمانون: صحیح.

و نقل فی المنتهی الإجماع علی جواز الاقتداء المفترض بالمفترض مع اختلاف الفرضین.

و نقل عن الصدوق رحمه الله أنه قال: لا بأس أن یصلی الرجل الظهر خلف من یصلی العصر، و لا یصلی العصر خلف من یصلی الظهر، إلا أن یتوهمها العصر، فیصلی معه العصر ثم یعلم أنها کانت الظهر فیجزئ منه.

الحدیث الخامس و الثمانون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 748

فِی صَلَاهِ الظُّهْرِ فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ بِحِیَالِهِ تُصَلِّی مَعَهُ وَ هِیَ تَحْسَبُ أَنَّهَا الْعَصْرُ هَلْ یُفْسِدُ ذَلِکَ عَلَی الْقَوْمِ وَ مَا حَالُ الْمَرْأَهِ فِی صَلَاتِهَا مَعَهُمْ وَ قَدْ کَانَتْ صَلَّتِ الظُّهْرَ قَالَ لَا یُفْسِدُ ذَلِکَ عَلَی الْقَوْمِ وَ تُعِیدُ الْمَرْأَهُ صَلَاتَهَا.

وَ لَا بَأْسَ لِلرَّجُلِ إِذَا صَلَّی وَحْدَهُ أَنْ یُعِیدَ فِی جَمَاعَهٍ سَوَاءٌ کَانَ إِمَاماً أَوْ

مَأْمُوماً

[الحدیث 86]

86 رَوَی ذَلِکَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ ع أَنِّی أَحْضُرُ الْمَسَاجِدَ مَعَ جِیرَتِی وَ غَیْرِهِمْ فَیَأْمُرُونِّی بِالصَّلَاهِ بِهِمْ وَ قَدْ صَلَّیْتُ قَبْلَ أَنْ آتِیَهُمْ فَرُبَّمَا صَلَّی خَلْفِی مَنْ یَقْتَدِی بِصَلَاتِی وَ الْمُسْتَضْعَفُ وَ الْجَاهِلُ وَ أَکْرَهُ أَنْ أَتَقَدَّمَ وَ قَدْ صَلَّیْتُ لِحَالِ مَنْ یُصَلِّی بِصَلَاتِی مِمَّنْ سَمَّیْتُ لَکَ فَأْمُرْنِی فِی ذَلِکَ بِأَمْرِکَ أَنْتَهِی إِلَیْهِ وَ أَعْمَلُ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَکَتَبَ صَلِّ بِهِمْ

______________________________

قوله علیه السلام: و تعید المرأه صلاتها قال الفاضل التستری قدس سره: یحتمل أن یکون لفساد اقتداء العصر بالظهر. و یحتمل أن یکون لمحاذاه المرأه بعد عقد الإمام صلاه صحیحه، فعلی هذا الاحتیاط فی عدم اقتداء العصر بالظهر.

الحدیث السادس و الثمانون: صحیح.

قوله: و قد صلیت قال الفاضل التستری قدس سره: الظاهر أنه أراد و صلیت منفردا حتی ینطبق علی المدعی، لا أنه صلیت إما منفردا أو مع جماعه، حتی یشمل الأمر بالإعاده فی الصورتین.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 749

[الحدیث 87]

87 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی الْفَرِیضَهَ ثُمَّ یَجِدُ قَوْماً یُصَلُّونَ جَمَاعَهً أَ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یُعِیدَ الصَّلَاهَ مَعَهُمْ قَالَ نَعَمْ وَ هُوَ أَفْضَلُ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ قَالَ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ.

[الحدیث 88]

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار؛ ج 4، ص: 749

88 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی الصَّلَاهَ وَحْدَهُ ثُمَّ یَجِدُ جَمَاعَهً قَالَ یُصَلِّی مَعَهُمْ وَ یَجْعَلُهَا الْفَرِیضَهَ.

وَ الْمَعْنَی فِی هَذَا الْحَدِیثِ أَنَّ مَنْ صَلَّی وَ لَمْ یَفْرُغْ بَعْدُ مِنْ صَلَاتِهِ وَ وَجَدَ جَمَاعَهً فَلْیَجْعَلْهَا نَافِلَهً ثُمَّ یُصَلِّی فِی جَمَاعَهٍ وَ لَیْسَ ذَلِکَ لِمَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ بِنِیَّهِ الْفَرْضِ لِأَنَّ مَنْ صَلَّی الْفَرْضَ بِنِیَّهِ الْفَرْضِ فَلَا یُمْکِنُ أَنْ یَجْعَلَهَا غَیْرَ فَرْضٍ وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا ذَکَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ

______________________________

الحدیث السابع و الثمانون: موثق.

الحدیث الثامن و الثمانون: حسن کالصحیح.

و جوز الشهید فی الذکری و الدروس إیقاع الصلاه المعاده علی وجه الوجوب لهذه الروایه، و ظاهرها جواز عدول النیه بعد الفعل.

و یمکن علی بعد إرجاع ضمیر الفاعل فی قوله علیه السلام" یجعلها" إلی

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 750

[الحدیث 89]

89 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ کَانَ یُصَلِّی فَخَرَجَ الْإِمَامُ وَ قَدْ صَلَّی الرَّجُلُ رَکْعَهً مِنْ صَلَاهِ الْفَرِیضَهِ قَالَ إِنْ کَانَ إِمَاماً عَدْلًا فَلْیُصَلِّ أُخْرَی وَ یَنْصَرِفُ وَ یَجْعَلُهَا تَطَوُّعاً وَ لْیَدْخُلْ مَعَ الْإِمَامِ فِی صَلَاتِهِ فَإِنْ لَمْ یَکُنْ إِمَامَ عَدْلٍ فَلْیَبْنِ عَلَی صَلَاتِهِ کَمَا هُوَ وَ یُصَلِّی رَکْعَهً أُخْرَی مَعَهُ وَ

یَجْلِسُ قَدْرَ مَا یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ لْیُتِمَّ صَلَاتَهُ مَعَهُ عَلَی مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ التَّقِیَّهَ وَاسِعَهٌ وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ التَّقِیَّهِ إِلَّا وَ صَاحِبُهَا مَأْجُورٌ عَلَیْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَ یَحْتَمِلُ أَیْضاً أَنْ یَکُونَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ وَ یَجْعَلُهَا فَرِیضَهً قَضَاءً لِمَا فَاتَهُ مِنَ الْفَرَائِضِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ مَا رَوَاهُ

______________________________

الله تعالی. أو یکون المراد نوع الفریضه، أی الظهر مثلا و إن نوی الاستحباب.

الحدیث التاسع و الثمانون: موثق.

و یدل علی استحباب التسلیم.

قوله علیه السلام: و یجعلها تطوعا ظاهر التذکره الإجماع علی جواز العدول فی تلک الصوره إلی النافله، و نقل عن ظاهر الشیخ فی المبسوط جواز قطع الفریضه مع خوف الفوات من غیر حاجه إلی النقل، و قواه فی الذکری.

و لا خلاف بین الأصحاب فی جواز إعاده المنفرد إذا وجد جماعه، سواء صار

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 751

[الحدیث 90]

90 الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَلَمَهَ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع تُقَامُ الصَّلَاهُ وَ قَدْ صَلَّیْتُ فَقَالَ صَلِّ وَ اجْعَلْهَا لِمَا فَاتَ.

وَ لَا بَأْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ یَقِفَ وَحْدَهُ فِی الصَّفِّ إِذَا کَانَ الصَّفُّ مُتَضَایِقاً رَوَی ذَلِکَ

[الحدیث 91]

91 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ

______________________________

إمامهم أو ائتم بهم.

و اختلف فیما إذا صلی جماعه ثم أدرک جماعه أخری، و حکم الشهید فی الذکری بالاستحباب هنا أیضا لعموم الإعاده، و اعترض علیه صاحب المدارک بأن أکثر الروایات مخصوصه بمن صلی وحده، و ما لیس بمقید بذلک فلا عموم فیه، قال: و من هنا یعلم أن الأظهر عدد تراسل الاستحباب أیضا، و جوزه الشهیدان.

و کذا تردد صاحب المدارک فیما إذا صلی اثنان فرادی ثم أرادا الجماعه.

الحدیث التسعون: مجهول.

قوله علیه السلام: و اجعلها لما فات أی: من الفرائض، أی وجوبا أو احتیاطا، لبعد اشتغال ذمه الراوی بالفریضه حتما، أو من النوافل.

و قال الوالد قدس سره: کان فیه عدم تضیق الفائته.

الحدیث الحادی و التسعون: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 752

بْنِ یَحْیَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْرَجِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یَدْخُلُ الْمَسْجِدَ لِیُصَلِّیَ مَعَ الْإِمَامِ فَیَجِدُ الصَّفَّ مُتَضَایِقاً بِأَهْلِهِ فَیَقُومُ وَحْدَهُ حَتَّی یَفْرُغَ الْإِمَامُ مِنَ الصَّلَاهِ أَ یَجُوزُ ذَلِکَ لَهُ فَقَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ بِهِ.

وَ لَا بَأْسَ بِالْوُقُوفِ بَیْنَ الْأَسَاطِینِ

[الحدیث 92]

92 رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا أَرَی بِالْوُقُوفِ بَیْنَ الْأَسَاطِینِ بَأْساً.

وَ لَا بَأْسَ بِالْوُقُوفِ لِلْإِمَامِ فِی الْمِحْرَابِ

[الحدیث 93]

93 رَوَی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ النَّخَعِیِّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّی أُصَلِّی فِی الطَّاقِ یَعْنِی الْمِحْرَابَ فَقَالَ لَا بَأْسَ إِذَا کُنْتَ تَتَوَسَّعُ بِهِ.

وَ یَنْبَغِی أَنْ یَکُونَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ قَدْرُ مَا یَتَخَطَّاهُ الْإِنْسَانُ وَ لَا یَجُوزُ الْجَمَاعَهُ وَ یَکُونُ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ حَائِلٌ مِنْ حَائِطٍ وَ غَیْرِهِ

______________________________

الحدیث الثانی و التسعون: صحیح.

الحدیث الثالث و التسعون: صحیح.

قوله رحمه الله: و ینبغی أن یکون قال الفاضل التستری قدس سره: کأنه ینبغی أن تنزل هذه العباره علی أن المراد لا ینبغی أن یکون بین الصفین أکثر مما یتخطاه الإنسان، لا أن المراد أنه ینبغی أن یکون بین الصفین أقل مما یتخطاه، کنصف ذراع أو أقل، فیکون الحاصل

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 753

[الحدیث 94]

94 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنْ صَلَّی قَوْمٌ وَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْإِمَامِ مَا لَا یُتَخَطَّی فَلَیْسَ ذَلِکَ الْإِمَامُ لَهُمْ بِإِمَامٍ وَ أَیُّ صَفٍّ کَانَ أَهْلُهُ یُصَلُّونَ بِصَلَاهِ إِمَامٍ وَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الصَّفِّ الَّذِی یَتَقَدَّمُهُمْ قَدْرُ مَا لَا یُتَخَطَّی فَلَیْسَ تِلْکَ لَهُمْ بِصَلَاهٍ فَإِنْ کَانَ بَیْنَهُمْ سُتْرَهٌ أَوْ جِدَارٌ فَلَیْسَ ذَلِکَ لَهُمْ بِصَلَاهٍ إِلَّا مَنْ کَانَ بِحِیَالِ الْبَابِ قَالَ وَ قَالَ هَذِهِ الْمَقَاصِیرُ لَمْ تَکُنْ فِی زَمَنِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ إِنَّمَا أَحْدَثَهَا الْجَبَّارُونَ وَ لَیْسَ لِمَنْ صَلَّی خَلْفَهَا مُقْتَدِیاً بِصَلَاهِ مَنْ فِیهَا صَلَاهٌ قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع یَنْبَغِی أَنْ تَکُونَ الصُّفُوفُ تَامَّهً مُتَوَاصِلَهً بَعْضُهَا إِلَی بَعْضٍ وَ لَا یَکُونَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ

مَا لَا یُتَخَطَّی یَکُونُ قَدْرُ ذَلِکَ مَسْقَطَ جَسَدِ الْإِنْسَانِ.

وَ قَدْ رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ أَنْ یُصَلِّینَ جَمَاعَهً وَ إِنْ کَانَ بَیْنَهُنَّ وَ بَیْنَ الْإِمَامِ حَائِطٌ رَوَی ذَلِکَ

______________________________

النهی عن البعد الزائد عن القدر الذی یتخطی.

الحدیث الرابع و التسعون: حسن کالصحیح.

قوله علیه السلام: ما لا یتخطی قال الفاضل التستری رحمه الله: کأنه یرید أن یکون بعدا زائدا لا یتخطی، لا أنه قربا لا یجعل مما یتخطی عاده.

قوله علیه السلام: یکون قدر ذلک قال الفاضل التستری قدس سره: کأنه راجع إلی ما بین الصفین الذی ینبغی أن یکون البعد لا یزید عنه انتهی.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 754

..........

______________________________

و أقول: الظاهر أن اعتبار إمکان التخطی و عدمه من بین الموقفین، کما یدل علیه قوله" قدر ذلک" و احتمال کونه معتبرا من بین مسجد المأموم و موقف الإمام بعید.

قال فی المنتهی: قال السید المرتضی رحمه الله فی المصباح: ینبغی أن یکون بین کل صفین قدر مسقط الجسد، فإن تجاوز ذلک إلی القدر الذی لا یتخطی لم یجز. انتهی.

و لا خلاف بین الأصحاب فی عدم صحه صلاه المأموم إذا کان بینه و بین الإمام حائل یمنع المشاهده.

و قال الشیخ فی الخلاف: من صلی وراء الشبابیک لا تصلح صلاته مقتدیا بصلاه الإمام الذی یصلی داخلها، و استدل بهذه الصحیحه.

قال فی المدارک: و کان موضع الدلاله فیها النهی عن الصلاه خلف المقاصیر، فإن الغالب فیها أن تکون مشبکه. و أجاب عنه فی المختلف بجواز أن تکون المقاصیر المشار إلیه فیها غیر مخرمه.

قیل: و ربما کان وجه الدلاله إطلاق قوله علیه السلام" بینهم و بین الإمام ما لا یتخطی" و هو بعید جدا، لأن المراد عدم التخطی بواسطه التباعد لا باعتبار الحائل،

کما یدل علیه ذکر حکم الحائل بعد ذلک، و لا ریب أن الاحتیاط یقتضی المصیر إلی ما ذکره الشیخ.

و قال أیضا رحمه الله: لو وقف المأموم خارج المسجد بحذاء الباب و هو مفتوح، بحیث یشاهد الإمام أو بعض المأمومین، صحت صلاته و صلاه من علی یمینه و شماله و ورائه، لأنهم یرون من یری الإمام.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 755

[الحدیث 95]

95 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی بِالْقَوْمِ وَ خَلْفَهُ دَارٌ فِیهَا نِسَاءٌ هَلْ یَجُوزُ لَهُنَّ أَنْ یُصَلِّینَ خَلْفَهُ قَالَ نَعَمْ إِنْ کَانَ الْإِمَامُ أَسْفَلَ مِنْهُنَّ قُلْتُ فَإِنَّ بَیْنَهُنَّ وَ بَیْنَهُ حَائِطاً أَوْ طَرِیقاً فَقَالَ لَا بَأْسَ.

[الحدیث 96]

96 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ رَفَعَهُ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یُصَلِّی بِقَوْمٍ وَ هُوَ إِلَی زَاوِیَهٍ فِی بَیْتٍ بِقُرْبِ الْحَائِطِ وَ کُلُّهُمْ عَنْ یَمِینِهِ

______________________________

و لو وقف بین یدی هذا الصف صف آخر عن یمین الباب أو یسارها لا یشاهدون من فی المسجد لم تصح صلاتهم، کما یدل علیه قوله علیه السلام" فإن کان بینهم ستره أو جدار" و الظاهر أن الحصر إضافی بالنسبه إلی من کان عن یمین الباب و یسارها، کما ذکرناه.

الحدیث الخامس و التسعون: موثق.

قوله علیه السلام: إن کان الإمام أسفل أی: إذا لم یکن أعلی.

قوله علیه السلام: لا بأس هذا هو المشهور. و قال ابن إدریس: الأحوط مساواتهن للرجال.

و یمکن حمله علی ما لم یمنع الرؤیه.

الحدیث السادس و التسعون: مرفوع.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 756

وَ لَیْسَ عَنْ یَسَارِهِ أَحَدٌ.

وَ لَا یَجُوزُ لِمَنْ یُصَلِّی بِقَوْمٍ أَنْ یَکُونَ مَوْضِعُ وُقُوفِهِ عَلَی شِبْهِ سَطْحٍ أَوْ دُکَّانٍ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِکَ وَ یَجُوزُ ذَلِکَ لِلْمَأْمُومِینَ

[الحدیث 97]

97 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَهَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی بِقَوْمٍ وَ هُمْ فِی مَوْضِعٍ أَسْفَلَ مِنْ مَوْضِعِهِ الَّذِی یُصَلِّی فِیهِ فَقَالَ إِنْ کَانَ الْإِمَامُ عَلَی شِبْهِ الدُّکَّانِ أَوْ عَلَی مَوْضِعٍ أَرْفَعَ مِنْ مَوْضِعِهِمْ لَمْ تُجْزِ صَلَاتُهُمْ وَ إِنْ کَانَ أَرْفَعَ مِنْهُمْ بِقَدْرِ إِصْبَعٍ أَوْ کَانَ أَکْثَرَ أَوْ

______________________________

و لیس فی الکافی قوله" أو یساره" و الظاهر زیادته من النساخ، لعدم استقامه المعنی.

إلا أن یقال: إن الراوی علم أنه علیه السلام

کان واقفا بجنب الحائط و شک أنه کان واقفا بجنب الحائط الواقع فی الجانب الأیسر حتی یکون الناس کلهم عن یمینه أو بالعکس، و حینئذ فقوله" و لیس علی یساره أحد" بیان لأحد الشقین و یعلم الآخر بالمقایسه.

الحدیث السابع و التسعون: موثق.

و قال فی المدارک: هذه الروایه ضعیفه السند متهافته المتن قاصره الدلاله، فلا یسوغ التعویل علیها فی حکم مخالف للأصل، و من ثم تردد المحقق، و ذهب الشیخ فی الخلاف إلی الکراهه، و هو متجه، و أما علو المأموم فقد قطع الأصحاب بجوازه، و أسنده فی المنتهی إلی علمائنا.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 757

أَقَلَّ إِذَا کَانَ الِارْتِفَاعُ مِنْهُمْ بِقَدْرِ شِبْرٍ فَإِنْ کَانَتْ أَرْضاً مَبْسُوطَهً وَ کَانَ فِی مَوْضِعٍ مِنْهَا ارْتِفَاعٌ فَقَامَ الْإِمَامُ فِی الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ وَ قَامَ مَنْ خَلْفَهُ أَسْفَلَ مِنْهُ وَ الْأَرْضُ مَبْسُوطَهٌ إِلَّا أَنَّهُمْ فِی مَوْضِعٍ مُنْحَدِرٍ قَالَ لَا بَأْسَ قَالَ وَ سُئِلَ وَ إِنْ کَانَ الْإِمَامُ فِی أَسْفَلَ مِنْ مَوْضِعِ

______________________________

ثم إنه قال فی التذکره: لو کان علو الإمام یسیرا جاز إجماعا، و هل یتقدر بشبر أو بما لا یتخطی؟ الأقرب الثانی، و لعله أخذ من روایه زراره.

قوله علیه السلام: بقدر شبر فی بعض النسخ" بقدر شبر یسیر" و لعله علی هذه النسخه تم الکلام عند قوله" شبر" أو" یسیر" و الجزاء محذوف أی جائز. و قوله" فإن کان" استئناف کلام لبیان ما إذا کان الارتفاع تدریجیا لا دفعیا.

و یمکن أن یکون قوله" فإن کان" معطوفا علی قوله" و إن کان" و یکون قوله" فلا بأس" کما فی بعض نسخ الفقیه جزاء لهما، و قوله" قال: لا بأس" متعلقا بهما.

و فی بعض نسخ الفقیه هکذا: إذا کان الارتفاع

یقطع سئل. فالمراد إذا کان الارتفاع مما یتخطی، و الجزاء محذوف، و" سئل" بیان سؤال آخر وقع عن الأرض المنحدره.

و فی بعضها" بقطع سیل" فیکون بیانا لما إذا کان الارتفاع دفعیا، لأنه هکذا یکون ما یخرقه السیل. و هو قریب مما فی الکافی" ببطن مسیل".

و نقل فی المعتبر و الذکری هکذا: و لو کان أرفع منهم بقدر إصبع إلی شبر و إن کان أرضا مبسوطه.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 758

مَنْ یُصَلِّی خَلْفَهُ قَالَ لَا بَأْسَ وَ قَالَ وَ إِنْ کَانَ رَجُلٌ فَوْقَ سَطْحٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِکَ دُکَّاناً أَوْ غَیْرَهُ وَ کَانَ الْإِمَامُ یُصَلِّی عَلَی الْأَرْضِ أَسْفَلَ مِنْهُ جَازَ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ خَلْفَهُ وَ یَقْتَدِیَ بِصَلَاتِهِ وَ إِنْ کَانَ أَرْفَعَ مِنْهُ بِشَیْ ءٍ کَثِیرٍ.

وَ إِذَا صَلَّی نَفْسَانِ فَذَکَرَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ کَانَ إِمَاماً کَانَتْ صَلَاتُهُمَا تَامَّهً وَ إِنْ ذَکَرَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ کَانَ مَأْمُوماً بَطَلَتْ صَلَاتُهُمَا لِأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَدْ وَکَّلَ إِلَی صَاحِبِهِ الْقِیَامَ بِشَرَائِطِ الصَّلَاهِ فَلَمْ تَصِحَّ لَهُمَا صَلَاهٌ

______________________________

ثم قال فی الذکری: و هی تدل بمفهومها علی أن الزائد علی شبر ممنوع، و أما الشبر فیبنی علی دخول الغایه فی المغیا أو عدمه.

و قال الفاضل: بما لا یتخطی، و لعله أخذ من روایه زراره، و لأنه قضیه العرف.

قوله علیه السلام: و إن کان رجل فوق بیت قال الفاضل التستری قدس سره: إن عملنا بهذا ینبغی أن یحمل المنع المتقدم فی روایه زراره من البعد بین الإمام و المأموم بما لا یتخطی علی البعد فی الأرض المستویه بین الصفوف و بین الصف و الإمام، و هذا التخصیص بمثل هذه الروایه لا یخلو من إشکال، اللهم إلا أن یقال: إن هذه

مؤیده بالأصل.

و قال: سیجی ء فی باب فضل المساجد عن الرضا علیه السلام الأمر بالمساواه فی موقف الإمام و المأموم، و عدم المسامحه فی موضع المأموم.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 759

[الحدیث 98]

98 رَوَی ذَلِکَ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع- عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فِی رَجُلَیْنِ اخْتَلَفَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا کُنْتُ إِمَامَکَ وَ قَالَ الْآخَرُ کُنْتُ أَنَا إِمَامَکَ فَقَالَ صَلَاتُهُمَا تَامَّهٌ قُلْتُ فَإِنْ قَالَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا کُنْتُ أَئْتَمُّ بِکَ قَالَ فَصَلَاتُهُمَا فَاسِدَهٌ لِیَسْتَأْنِفَا.

وَ لَا سَهْوَ عَلَی الْإِمَامِ إِذَا حَفِظَ عَلَیْهِ مَنْ خَلْفَهُ وَ لَا عَلَی مَنْ خَلْفَهُ إِذَا حَفِظَ عَلَیْهِمُ الْإِمَامُ فَإِنْ شَکُّوا کُلُّهُمْ وَجَبَ عَلَیْهِمُ الْإِعَادَهُ

[الحدیث 99]

99 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ یُصَلِّی بِأَرْبَعَهِ أَنْفُسٍ أَوْ خَمْسَهِ أَنْفُسٍ فَیُسَبِّحُ اثْنَانِ عَلَی أَنَّهُمْ صَلَّوْا ثَلَاثاً وَ یُسَبِّحُ ثَلَاثَهٌ عَلَی أَنَّهُمْ صَلَّوْا أَرْبَعَهً یَقُولُونَ هَؤُلَاءِ قُومُوا وَ یَقُولُونَ هَؤُلَاءِ اقْعُدُوا وَ الْإِمَامُ مَائِلٌ مَعَ أَحَدِهِمَا أَوْ مُعْتَدِلُ الْوَهْمِ فَمَا یَجِبُ عَلَیْهِ قَالَ لَیْسَ عَلَی الْإِمَامِ سَهْوٌ إِذَا حَفِظَ عَلَیْهِ

______________________________

الحدیث الثامن و الستون: ضعیف علی المشهور.

ئ قوله: فإن قال کل واحد قال فی المدارک: لا یخفی أن وقوع الاختلاف علی هذا الوجه نادر جدا، فإنه لا یکاد یتحقق إلا فی حال التقیه و الائتمام بثالث.

الحدیث التاسع و التسعون: مرسل.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 760

مَنْ خَلْفَهُ سَهْوَهُ بِإِیقَانٍ مِنْهُمْ وَ لَیْسَ عَلَی مَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ سَهْوٌ إِذَا لَمْ یَسْهُ الْإِمَامُ وَ لَا سَهْوَ فِی سَهْوٍ وَ لَیْسَ فِی الْمَغْرِبِ وَ الْفَجْرِ سَهْوٌ وَ لَا فِی الرَّکْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ مِنْ کُلِّ صَلَاهٍ وَ لَا سَهْوَ فِی نَافِلَهٍ فَإِذَا اخْتَلَفَ عَلَی الْإِمَامِ مَنْ خَلْفَهُ فَعَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ فِی الِاحْتِیَاطِ الْإِعَادَهُ

وَ الْأَخْذُ بِالْجَزْمِ.

وَ إِذَا سَهَا الْمَأْمُومُ عَنِ الرُّکُوعِ حَتَّی دَخَلَ الْإِمَامُ فِی الرَّکْعَهِ الثَّانِیَهِ فَلْیَرْکَعْ وَ لْیَلْحَقِ الْإِمَامَ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ

[الحدیث 100]

100 رَوَی ذَلِکَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یُصَلِّی مَعَ إِمَامٍ یَقْتَدِی بِهِ فَرَکَعَ الْإِمَامُ وَ سَهَا الرَّجُلُ وَ هُوَ خَلْفَهُ لَمْ یَرْکَعْ حَتَّی رَفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ وَ انْحَطَّ لِلسُّجُودِ أَ یَرْکَعُ ثُمَّ یَلْحَقُ بِالْإِمَامِ وَ الْقَوْمُ فِی سُجُودِهِمْ أَوْ کَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ

______________________________

قوله علیه السلام: الإعاده و الأخذ بالجزم فی بعض نسخ الفقیه العاطف متقدم، فالمراد أنه یجب علیه و علیهم فی شکهم إذا أوجب الاحتیاط فیما إذا لم یکن فی الأولیین، و إذا أوجب الإعاده کما إذا کان فی الأولیین الأخذ بالجزم، بأن یفعل کل من الإمام و المأموم ما یوجبه شکه من الاحتیاط و الإعاده، و حمل علی ما إذا لم یکن بینهما أمر مشترک یرجعان إلیه.

و علی تأخر العاطف کما فی أکثر نسخ الحدیث ظاهره الإعاده مطلقا، و یمکن حمله علی الاستحباب.

الحدیث المائه: صحیح.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 761

یَرْکَعُ ثُمَّ یَنْحَطُّ وَ یُتِمُّ صَلَاتَهُ مَعَهُمْ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ.

وَ کَذَلِکَ إِذَا سَهَا فَسَلَّمَ قَبْلَ الْإِمَامِ فَلَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ

[الحدیث 101]

101 رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ أَبُو الْمِعْزَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی خَلْفَ إِمَامٍ فَیُسَلِّمُ قَبْلَ الْإِمَامِ قَالَ لَیْسَ بِذَلِکَ بَأْسٌ.

فَإِذَا صَلَّی فِی مَسْجِدٍ جَمَاعَهٌ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ دَفْعَهً أُخْرَی جَمَاعَهٌ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَهٍ

[الحدیث 102]

102 رَوَی ذَلِکَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ صَلَّیْنَا فِی الْمَسْجِدِ الْفَجْرَ وَ انْصَرَفَ بَعْضُنَا وَ جَلَسَ بَعْضٌ فِی التَّسْبِیحِ فَدَخَلَ عَلَیْنَا رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَأَذَّنَ فَمَنَعْنَاهُ وَ دَفَعْنَاهُ عَنْ ذَلِکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَحْسَنْتَ ادْفَعْهُ عَنْ ذَلِکَ وَ امْنَعْهُ أَشَدَّ الْمَنْعِ فَقُلْتُ فَإِنْ دَخَلُوا فَأَرَادُوا أَنْ یُصَلُّوا فِیهِ جَمَاعَهً قَالَ یَقُومُونَ فِی نَاحِیَهِ الْمَسْجِدِ وَ لَا یَبْدُرْ بِهِمْ إِمَامٌ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ لَنَا إِمَاماً مُخَالِفاً وَ هُوَ یُبْغِضُ أَصْحَابَنَا کُلَّهُمْ فَقَالَ مَا عَلَیْکَ مِنْ قَوْلِهِ وَ اللَّهِ لَئِنْ کُنْتَ صَادِقاً لَأَنْتَ أَحَقُّ

______________________________

الحدیث الحادی و المائه: کالصحیح.

و فیه شائبه إرسال، کما یدل علیه تفنن العباده.

قوله: فیسلم قبل الإمام لیس مختصا بالسهو کما هو المدعی، و القول بجواز تسلیم المأموم قبل الإمام اختیارا مقطوع به فی کلام الأصحاب.

الحدیث الثانی و المائه: مجهول.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 762

بِالْمَسْجِدِ مِنْهُ فَکُنْ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَ آخِرَ خَارِجٍ وَ أَحْسِنْ خُلُقَکَ مَعَ النَّاسِ وَ قُلْ خَیْراً- فَقَالَ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً هُوَ لِلنَّاسِ جَمِیعاً فَضَحِکَ وَ قَالَ لَا عَنَی قُولُوا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ.

وَ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ لَا یُؤَذِّنُ وَ لَا یُقِیمُ مَتَی أَرَادُوا الْجَمَاعَهَ

______________________________

و رواه

فی الفقیه بعد ما قال: و لا یجوز جماعتان فی مسجد فی صلاه واحده.

قال الوالد العلامه قدس الله روحه: الظاهر من الخبر المنع من الأذان مع عدم تفرق الصفوف، و المنع من إیقاع جماعه ظاهرا بتقدم الإمام لا مطلق الجماعه بل الظاهر منه الأمر بإیقاع الجماعه بدون تقدم إمامهم، و ربما کان لرعایه حال الإمام الراتب و المأمومین قبله. و یمکن أن یکون مراد الصدوق أیضا ذلک. انتهی کلامه رفع الله مقامه.

و قال فی المنتهی: یکره تکرار الجماعه فی المسجد الواحد للصلاه الواحده ذکره الشیخ قال: و قد روی أصحابنا أنهم إذا صلوا جماعه و جاء قوم جاز لهم أن یصلوا دفعه أخری، غیر أنهم لا یؤذنون و لا یقیمون. و الأقرب عندی عدم الکراهه، عملا بالأخبار الداله علی استحباب الجماعه مطلقا، و لأنه صلی الله علیه و آله قال: ألا رجل یتصدق علی هذا فیصلی معه.

قوله علیه السلام: لا عنی فالمراد بالناس الرسول و أهل بیته صلوات الله علیهم، أو قولوا هذه الکلمه

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 763

[الحدیث 103]

103 مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ صَلَّی عَلِیٌّ ع بِالنَّاسِ فَقَالَ لَهُمَا إِنْ شِئْتُمَا فَلْیَؤُمَّ أَحَدُکُمَا صَاحِبَهُ وَ لَا یُؤَذِّنُ وَ لَا یُقِیمُ.

وَ یَنْبَغِی أَنْ یُؤَذِّنَ خَلْفَ کُلِّ مَنْ یَقْرَأُ خَلْفَهُ

[الحدیث 104]

104 رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَذِّنْ خَلْفَ مَنْ قَرَأْتَ خَلْفَهُ.

[الحدیث 105]

105 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ عَلِیّاً ع قَالَ الصَّبِیُّ عَنْ یَمِینِ الرَّجُلِ فِی الصَّلَاهِ إِذَا ضَبَطَ الصَّفَّ جَمَاعَهٌ وَ الْمَرِیضُ الْقَاعِدُ عَنْ یَمِینِ الصَّبِیِّ جَمَاعَهٌ

______________________________

الحسنه لجمیع الناس.

و یمکن أن یکون بیانا للفرد الأکمل، أو یکون علی سبیل المثال، و الله یعلم.

الحدیث الثالث و المائه: موثق أو ضعیف.

الحدیث الرابع و المائه: حسن.

الحدیث الخامس و المائه: ضعیف.

قوله صلوات الله علیه: إذا ضبط أی: یکون ممیزا لا یلعب و لا یتقدم و لا یتأخر.

و أما قوله علیه السلام" و المریض القاعد" فیحتمل أن یکون المراد قعوده

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 764

[الحدیث 106]

106 وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ الْقَصَبَانِیِّ وَ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَ الْحَدِیثَ إِلَی النَّبِیِّ ص قَالَ مَنْ أَمَّ قَوْماً وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ لَمْ یَزَلْ أَمْرُهُمْ إِلَی السَّفَالِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ.

[الحدیث 107]

107 وَ عَنْهُ عَنْ بُنَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ ع أَنَّهُ کَانَ یَقُولُ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ صَلَّی أَهْلُهُ فَلَا یُؤَذِّنَنَّ وَ لَا یُقِیمَنَّ وَ لَا یَتَطَوَّعُ حَتَّی یَبْدَأَ بِصَلَاهِ الْفَرِیضَهِ وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهُ إِلَی غَیْرِهِ حَتَّی یُصَلِّیَ فِیهِ.

[الحدیث 108]

108 وَ عَنْهُ عَنْ أَیُّوبَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ وَ دَاوُدَ

______________________________

عن یمین الصبی خلف الإمام البالغ، و یکون ذکر ذلک لبیان جواز ائتمام القاعد بالقائم.

و لعل الأظهر کون الصبی إماما، فیکون الغرض بیان أدون أفراد الجماعه من جهه الإمام و المأموم معا، فیدل علی مذهب من قال بجواز إمامه الصبی.

و ذکر الحمیری هذا الخبر فی قرب الإسناد بسند آخر عن أبی البختری، و فیه" عن یمین المصلی" مکان" الصبی" و لعله أصوب.

الحدیث السادس و المائه: مرفوع.

الحدیث السابع و المائه: ضعیف علی المشهور.

الحدیث الثامن و المائه: موثق.

ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، ج 4، ص: 765

بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ فَاتَتْهُ رَکْعَهٌ مِنَ الْمَغْرِبِ مَعَ الْإِمَامِ فَأَدْرَکَ الثِّنْتَیْنِ فَهِیَ الْأُولَی لَهُ وَ الثَّانِیَهُ لِلْقَوْمِ یَتَشَهَّدُ فِیهَا قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ الثَّانِیَهَ أَیْضاً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ کُلَّهُنَّ قَالَ نَعَمْ وَ إِنَّمَا هِیَ بَرَکَهٌ.

[الحدیث 109]

109 وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ مَتَی یَکُونُ یُدْرِکُ الصَّلَاهَ مَعَ الْإِمَامِ قَالَ إِذَا أَدْرَکَ الْإِمَامَ وَ هُوَ فِی السَّجْدَهِ الْأَخِیرَهِ مِنْ صَلَاتِهِ فَهُوَ مُدْرِکٌ لِفَضْلِ الصَّلَاهِ مَعَ الْإِمَامِ

______________________________

الحدیث التاسع و المائه: صحیح.

قوله علیه السلام: فهو مدرک المشهور جواز اللحوق حینئذ، و لا خلاف فی أنها لا تحسب رکعه. و اختلف فی أنه هل یجب علیه استئناف التکبیر أم تغتفر الزیاده.

________________________________________

اصفهانی، مجلسی دوم، محمد باقر بن محمد تقی، ملاذ الأخیار فی فهم تهذیب الأخبار، 16 جلد، کتابخانه آیه الله مرعشی نجفی - ره، قم - ایران، اول، 1406 ه ق

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

المقدمة:
تأسّس مرکز القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان بإشراف آیة الله الحاج السید حسن فقیه الإمامي عام 1426 الهجري في المجالات الدینیة والثقافیة والعلمیة معتمداً علی النشاطات الخالصة والدؤوبة لجمع من الإخصائیین والمثقفین في الجامعات والحوزات العلمیة.

إجراءات المؤسسة:
نظراً لقلة المراکز القائمة بتوفیر المصادر في العلوم الإسلامیة وتبعثرها في أنحاء البلاد وصعوبة الحصول علی مصادرها أحیاناً، تهدف مؤسسة القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان إلی التوفیر الأسهل والأسرع للمعلومات ووصولها إلی الباحثین في العلوم الإسلامیة وتقدم المؤسسة مجاناً مجموعة الکترونیة من الکتب والمقالات العلمیة والدراسات المفیدة وهي منظمة في برامج إلکترونیة وجاهزة في مختلف اللغات عرضاً للباحثین والمثقفین والراغبین فیها.
وتحاول المؤسسة تقدیم الخدمة معتمدة علی النظرة العلمیة البحتة البعیدة من التعصبات الشخصیة والاجتماعیة والسیاسیة والقومیة وعلی أساس خطة تنوي تنظیم الأعمال والمنشورات الصادرة من جمیع مراکز الشیعة.

الأهداف:
نشر الثقافة الإسلامیة وتعالیم القرآن وآل بیت النبیّ علیهم السلام
تحفیز الناس خصوصا الشباب علی دراسة أدقّ في المسائل الدینیة
تنزیل البرامج المفیدة في الهواتف والحاسوبات واللابتوب
الخدمة للباحثین والمحققین في الحوازت العلمیة والجامعات
توسیع عام لفکرة المطالعة
تهمید الأرضیة لتحریض المنشورات والکتّاب علی تقدیم آثارهم لتنظیمها في ملفات الکترونیة

السياسات:
مراعاة القوانین والعمل حسب المعاییر القانونیة
إنشاء العلاقات المترابطة مع المراکز المرتبطة
الاجتنباب عن الروتینیة وتکرار المحاولات السابقة
العرض العلمي البحت للمصادر والمعلومات
الالتزام بذکر المصادر والمآخذ في نشر المعلومات
من الواضح أن یتحمل المؤلف مسؤولیة العمل.

نشاطات المؤسسة:
طبع الکتب والملزمات والدوریات
إقامة المسابقات في مطالعة الکتب
إقامة المعارض الالکترونیة: المعارض الثلاثیة الأبعاد، أفلام بانوراما في الأمکنة الدینیة والسیاحیة
إنتاج الأفلام الکرتونیة والألعاب الکمبیوتریة
افتتاح موقع القائمیة الانترنتي بعنوان : www.ghaemiyeh.com
إنتاج الأفلام الثقافیة وأقراص المحاضرات و...
الإطلاق والدعم العلمي لنظام استلام الأسئلة والاستفسارات الدینیة والأخلاقیة والاعتقادیة والردّ علیها
تصمیم الأجهزة الخاصة بالمحاسبة، الجوال، بلوتوث Bluetooth، ویب کیوسک kiosk، الرسالة القصیرة ( (sms
إقامة الدورات التعلیمیة الالکترونیة لعموم الناس
إقامة الدورات الالکترونیة لتدریب المعلمین
إنتاج آلاف برامج في البحث والدراسة وتطبیقها في أنواع من اللابتوب والحاسوب والهاتف ویمکن تحمیلها علی 8 أنظمة؛
1.JAVA
2.ANDROID
3.EPUB
4.CHM
5.PDF
6.HTML
7.CHM
8.GHB
إعداد 4 الأسواق الإلکترونیة للکتاب علی موقع القائمیة ویمکن تحمیلها علی الأنظمة التالیة
1.ANDROID
2.IOS
3.WINDOWS PHONE
4.WINDOWS

وتقدّم مجاناً في الموقع بثلاث اللغات منها العربیة والانجلیزیة والفارسیة

الکلمة الأخيرة
نتقدم بکلمة الشکر والتقدیر إلی مکاتب مراجع التقلید منظمات والمراکز، المنشورات، المؤسسات، الکتّاب وکل من قدّم لنا المساعدة في تحقیق أهدافنا وعرض المعلومات علینا.
عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.