الوافي المجلد 5

اشارة

سرشناسه : فیض کاشانی، محمد بن شاه مرتضی، 1006-1091ق.

عنوان و نام پديدآور : ...الوافی/ محمدمحسن المشتهر بالفیض الکاشانی؛ تحقیق مکتبةالامام امیرالمومنین علی علیه السلام (اصفهان)، سیدضیاءالدین حسینی «علامه»؛ اشراف السیدکمال الدین فقیه ایمانی.

مشخصات نشر : اصفهان: عطر عترت، 1430ق.= 1388.

مشخصات ظاهری : 26 ج.

شابک : 2000000 ریال: دوره 978-964-7941-93-8 : ؛ ج. 1 978-964-7941-94-5 : ؛ ج. 2 978-964-7941-95-2 : ؛ ج. 3 978-964-7941-96-9 : ؛ ج. 4 978-964-7941-97-6 : ؛ ج. 5 978-600-5588-03-3 : ؛ ج. 6 978-600-5588-04-0 : ؛ ج. 7 978-600-5588-05-7 : ؛ ج. 8 978-600-5588-06-4 : ؛ ج. 9 978-600-5588-07-1 : ؛ ج. 10 978-600-5588-08-8 : ؛ ج. 11 978-600-5588-09-5 : ؛ ج. 12 978-600-5588-10-1 : ؛ ج. 13 978-600-5588-11-8 : ؛ ج. 14 978-600-5588-12-5 : ؛ ج. 15 978-600-5588-13-2 : ؛ ج. 16 978-600-5588-14-9 : ؛ ج. 17 978-600-5588-15-6 : ؛ ج. 18 978-600-5588-16-3 : ؛ ج. 19 978-600-5588-17-0 : ؛ ج. 20 978-600-5588-18-7 : ؛ ج. 21 978-600-5588-19-4 : ؛ ج. 22 978-600-5588-20-0 : ؛ ج. 23 978-600-5588-21-7 : ؛ ج. 24 978-600-5588-22-4 : ؛ ج. 25 978-600-5588-23-1 : ؛ ج. 26 978-600-5588-24-8 :

يادداشت : عربی.

یادداشت : کتابنامه.

مندرجات : ج. 1. کتاب العقل والعلم والتوحید.- ج. 2 و 3. کتاب الحجة.- ج. 4 و 5. کتاب الایمان والکفر.- ج. 6. کتاب الطهارة والتزین.- ج. 7، 8 و 9. کتاب الصلاة والدعاء والقرآن.- ج. 10. کتاب الزکاة والخمس والمیراث.- ج. 11. کتاب الصیام والاعتکاف والمعاهدات.- ج. 12، 13و 14. کتاب الحج والعمرة والزیارات.- ج. 15و 16. کتاب الحسبة والاحکام والشهادات.- ج. 17و 18. کتاب المعایش والمکاسب والمعاملات.- ج. 19 و 20. کتاب المطاعم والمشارب والتجملات.- ج. 21، 22 و 23. کتاب النکاح والطلاق والولادات.- ج. 24 و 25. کتاب الجنائز والفرائض والوصیات.- ج. 26. کتاب الروضة.

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 10ق.

شناسه افزوده : علامه، سیدضیاءالدین، 1290 - 1377.

شناسه افزوده : فقیه ایمانی، سیدکمال

شناسه افزوده : Faghih Imani,

Kamal

شناسه افزوده : کتابخانه عمومی امام امیرالمومنین علی علیه السلام(اصفهان)

رده بندی کنگره : BP134/ف9و2 1388

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : 1911094

اشارة

<القسم الثاني من الجزء الثالث>

الوافي، ج 5، ص: 489

[تتمة كتاب الإيمان و الكفر]

أبواب ما يجب على المؤمن من الحقوق في المعاشرات

الآيات

اشارة

قال اللّٰه سبحانه وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلّٰا تَعْبُدُوا إِلّٰا إِيّٰاهُ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً إِمّٰا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمٰا أَوْ كِلٰاهُمٰا فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ وَ لٰا تَنْهَرْهُمٰا وَ قُلْ لَهُمٰا قَوْلًا كَرِيماً وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمٰا كَمٰا رَبَّيٰانِي صَغِيراً.

و قال تعالى وَ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ لٰا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً وَ بِذِي الْقُرْبىٰ وَ الْيَتٰامىٰ وَ الْمَسٰاكِينِ وَ الْجٰارِ ذِي الْقُرْبىٰ وَ الْجٰارِ الْجُنُبِ وَ الصّٰاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُكُمْ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يُحِبُّ مَنْ كٰانَ مُخْتٰالًا فَخُوراً.

و قال جل اسمه وَ اتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِي تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً و قال جل و عز وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ إلى قوله أُولٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّٰارِ.

و قال عز و جل وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لٰا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ

الوافي، ج 5، ص: 490

إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً وَ كُنْتُمْ عَلىٰ شَفٰا حُفْرَةٍ مِنَ النّٰارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهٰا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ آيٰاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

و قال سبحانه لٰا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوٰاهُمْ إِلّٰا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلٰاحٍ بَيْنَ النّٰاسِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً.

و قال جل ذكره وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ حَسِيباً.

و قال سبحانه فَإِذٰا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ مُبٰارَكَةً طَيِّبَةً كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَكُمُ الْآيٰاتِ

لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ و قال تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّٰى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلىٰ أَهْلِهٰا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهٰا أَحَداً فَلٰا تَدْخُلُوهٰا حَتّٰى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكىٰ لَكُمْ وَ اللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهٰا مَتٰاعٌ لَكُمْ وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ مٰا تُبْدُونَ وَ مٰا تَكْتُمُونَ.

بيان

وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً أي و إن تحسنوا أو و أحسنوا إما إن الشرطية زيدت عليها ما تأكيدا و لهذا صح لحوقها النون المؤكدة وَ لٰا تَنْهَرْهُمٰا لا تزجرهما عما لا يعجبك بإغلاظ وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ أي تذلل لهما و تواضع فيهما و في الكلام استعارة من الرحمة من فرط الرحمة عليهما لافتقارهما إلى من كان أفقر خلق اللّٰه إليهما.

الوافي، ج 5، ص: 491

وَ الْجٰارِ ذِي الْقُرْبىٰ الذي له قرب جوار أو نسب و الْجٰارِ الْجُنُبِ البعيد أو الذي لا قرابة له

و في الحديث الجيران ثلاثة فجار له ثلاثة حقوق حق الجوار و حق القرابة و حق الإسلام و جار له حقان حق الجوار و حق الإسلام و جار له حق واحد و هو المشرك من أهل الكتاب.

وَ الصّٰاحِبِ بِالْجَنْبِ الرفيق في أمر حسن كتعلم و تصرف و صناعة و سفر فإنه صحبك و حصل بجنبك و قيل المرأة و ابْنِ السَّبِيلِ المسافر أو المنبوذ مُخْتٰالًا متكبرا يأنف عن أقاربه و جيرانه و أصحابه و لا يلتفت إليهم فَخُوراً يتفاخر عليهم تَسٰائَلُونَ أي يسأل بعضكم بعضا فيقول أسألك بالله و أصله تتساءلون وَ الْأَرْحٰامَ إما عطف على اللّٰه أي اتقوا الأرحام إن تقطعوها كما ورد

في الحديث أو على محل الجار و المجرور كقولك مررت بزيد و عمرا كما قيل و قرئ بالجر و رحم الرجل قريبه المعروف بنسبه و إن بعدت لحمته و جاز نكاحه بِحَبْلِ اللّٰهِ بدين الإسلام أو بكتابة جَمِيعاً مجتمعين عليه وَ لٰا تَفَرَّقُوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم.

نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ التي من جملتها التوفيق للإسلام إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً في الجاهلية متقاتلين فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بالإسلام فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً متحابين مجتمعين على الأخوة في اللّٰه و كُنْتُمْ عَلىٰ شَفٰا حُفْرَةٍ مِنَ النّٰارِ مشفين على الوقوع في نار جهنم لكفركم إذ لو أدرككم الموت في تلك الحال لوقعتم في النار و الشفاء و الشفة الطرف كالجانب و الجانبة مِنْ نَجْوٰاهُمْ من متناجيهم أو من تناجيهم إِلّٰا مَنْ أَمَرَ إلا نجوى من أمر و المعروف ما يستحسنه الشرع و لا ينكره العقل و روي أن المراد به القرض و التحية مصدر حياك اللّٰه على الإخبار من الحياة ثم استعمل للحكم و الدعاء بذلك ثم قيل لكل دعاء فغلب في السلام.

و روي أنها السلام و غيره من البر فَسَلِّمُوا عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ في الحديث هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردون عليه فهو سلامكم على أنفسكم و الاستئناس إما بمعنى الاستعلام و استكشاف الحال هل يؤذن له و إما

الوافي، ج 5، ص: 492

ضد الاستيحاش فإن المستأذن خائف مستوحش أن لا يؤذن له فإن أذن استأنس و في الحديث هو وقع النعل و التسليم و في رواية يتكلم بالتسبيحة و التكبيرة يتنحنح على أهل البيت و تسلموا

في الحديث التسليم أن يقال السلام عليكم أ أدخل ثلاث مرات فإن أذن له دخل و إلا رجع

و روي أن

رجلا قال للنبي ص أستأذن على أمي قال نعم قال إنها ليس لها خادم غيري أستأذن عليها كلما دخلت قال أ تحب أن تراها عريانة قال لا قال فاستأذن

فَلٰا تَدْخُلُوهٰا حَتّٰى يُؤْذَنَ لَكُمْ حتى يأتي من يأذن فإن المانع من الدخول من غير إذن ليس الاطلاع على العورات فقط بل و على ما يخفيه الناس عادة مع أن التصرف في ملك الغير بغير إذنه محظور فَارْجِعُوا و لا تلحوا هُوَ أَزْكىٰ لَكُمْ الرجوع أطهر لكم و أنفع لدينكم و دنياكم من الإلحاح و الوقوف على الباب المستلزم للكراهة و ترك المروءة

الوافي، ج 5، ص: 493

باب 70 البر بالوالدين

[1]
اشارة

2414- 1 الكافي، 2/ 157/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن أبي ولاد الحناط قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً ما هذا الإحسان فقال الإحسان أن تحسن صحبتهما و إن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه و إن كانا مستغنيين أ ليس يقول اللّٰه تعالى لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ- قال ثم قال أبو عبد اللّٰه ع و أما قول اللّٰه تعالى إِمّٰا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمٰا أَوْ كِلٰاهُمٰا فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ وَ لٰا تَنْهَرْهُمٰا قال إن أضجراك فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما إن ضرباك قال وَ قُلْ لَهُمٰا قَوْلًا كَرِيماً قال إن ضرباك فقل لهما غفر اللّٰه لكما فذلك منك قول كريم- قال وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قال لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة و رقة و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما و لا يدك فوق أيديهما و لا تقدم قدامهما

الفقيه،

4/ 407/ 5853 السراد عن الحناط قال سألت أبا عبد اللّٰه ع الحديث على اختلاف في ألفاظه

بيان

و أن لا تكلفهما يعني اقض حاجتهما قبل أن يسألاك و إن استغنيا

الوافي، ج 5، ص: 494

عنك فيها و كان وجه الاستشهاد بالآية الكريمة أنه على تقدير استغنائهما عنه لا ضرورة داعية إلى قضاء حاجتهما كما أنه لا ضرورة داعية إلى الإنفاق من المحبوب إذ بالإنفاق من غير المحبوب أيضا يحصل المطلوب إلا أن ذلك لما كان شاقا على النفس فلا ينال البر إلا به فكذلك لا ينال بر الوالدين إلا بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما قبل أن يسألاه و إن استغنيا عنه فإنه أشق على النفس لاستلزامه التفقد الدائم و وجه آخر و هو أن سرور الوالدين بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما أكثر منه بقضائها بعد الطلب كما أن سرور المنفق عليه بإنفاق المحبوب أكثر منه بإنفاق غيره لا تملأ عينيك من ملأه فامتلأ أي لا تحد نظرك زمانا طويلا

[2]
اشارة

2415- 2 الكافي، 2/ 158/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن درست عن أبي الحسن موسى ع قال سأل رجل رسول اللّٰه ص ما حق الوالد على ولده قال أن لا يسميه باسمه و لا يمشي بين يديه و لا يجلس قبله و لا يستسب له

بيان

يعني لا يسب أحدا فيسب المسبوب أباه

[3]

2416- 3 الكافي، 2/ 158/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن خالد بن نافع البجلي عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن رجلا أتى النبي ص فقال يا رسول اللّٰه أوصني فقال لا تشرك بالله شيئا- و إن حرقت بالنار و عذبت إلا و قلبك مطمئن بالإيمان و والديك فأطعهما و برهما حيين كانا أو ميتين و إن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك

الوافي، ج 5، ص: 495

فافعل فإن ذلك من الإيمان

[4]
اشارة

2417- 4 الكافي، 2/ 159/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد اللّٰه بن بحر عن ابن مسكان عمن رواه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال و أنا عنده لعبد الواحد الأنصاري في بر الوالدين في قول اللّٰه عز و جل وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً فظننا أنها الآية التي في بني إسرائيل وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلّٰا تَعْبُدُوا إِلّٰا إِيّٰاهُ فلما كان بعد سألته فقال هي التي في لقمان وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ إحسانا وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلٰا تُطِعْهُمٰا- فقال إن ذلك أعظم أن يأمر بصلتهما و حقهما على كل حال و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فقال لا بل يأمر بصلتهما و إن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إلا عظما

بيان

إنما ظنوا أنها التي في بني إسرائيل لأن ذكر هذا المعنى بهذه العبارة إنما هو في بني إسرائيل دون لقمان و لعله ع إنما أراد ذكر المعنى أعني الإحسان بالوالدين دون لفظ القرآن فإن الآية في لقمان هكذا وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلىٰ وَهْنٍ وَ فِصٰالُهُ فِي عٰامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوٰالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلٰا تُطِعْهُمٰا.

قوله ع أن يأمر بصلتهما و حقهما بدل من قوله ذلك يعني أن يأمر اللّٰه بصلتهما و حقهما على كل حال الذي من جملته حال مجاهدتهما على الإشراك بالله أعظم و المراد أنه ورد الأمر بصلتهما و إحقاق حقهما في تلك

الوافي، ج 5، ص: 496

الحال أيضا و إن لم تجب إطاعتهما في الشرك و لما

استبان له ع من حال المخاطب أنه فهم من قوله سبحانه فَلٰا تُطِعْهُمٰا أنه لا تجب صلتهما في حال مجاهدتهما على الشرك رد عليه ذلك بقوله لا و أضرب عنه بإثبات الأمر بصلتهما حينئذ أيضا و قوله ما زاد حقهما إلا عظما تأكيد لما سبق هذا ما خطر بالبال في معنى هذا الحديث و اللّٰه أعلم ثم قائله ص

[5]

2418- 5 الكافي، 2/ 159/ 7/ 1 عنه عن محمد بن علي عن الحكم بن مسكين عن محمد بن مروان قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين و ميتين يصلي عنهما و يتصدق عنهما- و يحج عنهما و يصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما و له مثل ذلك فيزيده اللّٰه تعالى ببره و صلته خيرا كثيرا

[6]

2419- 6 الكافي، 2/ 158/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت أي الأعمال أفضل قال الصلاة لوقتها و بر الوالدين و الجهاد في سبيل اللّٰه

[7]

2420- 7 الكافي، 2/ 162/ 17/ 1 الاثنان و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال جاء رجل و سأل النبي ص عن بر الوالدين فقال ابرر أمك ابرر أمك ابرر أمك ابرر أباك ابرر أباك ابرر أباك و بدأ بالأم قبل الأب

الوافي، ج 5، ص: 497

[8]

2421- 8 الكافي، 2/ 159/ 9/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول اللّٰه من أبر قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أباك

[9]

2422- 9 الكافي، 2/ 160/ 10/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللّٰه ع قال أتى رجل رسول اللّٰه ص فقال يا رسول اللّٰه إني راغب في الجهاد نشيط قال فقال له النبي ص فجاهد في سبيل اللّٰه فإنك إن تقتل تكن حيا عند اللّٰه ترزق و إن تمت فقد وقع أجرك على اللّٰه و إن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت قال يا رسول اللّٰه إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي و يكرهان خروجي فقال رسول اللّٰه ص فقر مع والديك فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما و ليلة خير من جهاد سنة

[10]

2423- 10 الكافي، 2/ 163/ 20/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر قال أتى رسول اللّٰه ص رجل فقال إني رجل شاب نشيط و أحب الجهاد و لي والدة تكره ذلك- فقال له النبي ص ارجع فكن مع والدتك فو الذي بعثني بالحق لأنسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل اللّٰه سنة

[11]

2424- 11 الكافي، 2/ 161/ 12/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم

الوافي، ج 5، ص: 498

و العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران جميعا عن سيف بن عميرة عن ابن مسكان عن عمار بن حيان قال خبرت أبا عبد اللّٰه ع ببر إسماعيل ابني بي فقال لقد كنت أحبه و قد ازددت له حبا إن رسول اللّٰه ص أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها و بسط ملحفته لها فأجلسها عليها ثم أقبل يحدثها و يضحك في وجهها ثم قامت فذهبت و جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها فقيل له يا رسول اللّٰه صنعت بأخته ما لم تصنع به و هو رجل- فقال لأنها كانت أبر بوالديها منه

[12]

2425- 12 الكافي، 2/ 162/ 13/ 1 بالإسناد الأول عن ابن مسكان عن إبراهيم بن شعيب قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن أبي قد كبر جدا و ضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة فقال إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل و لقمه بيدك فإنه جنة لك غدا

[13]

2426- 13 الكافي، 2/ 162/ 14/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن الكناني عن جابر قال سمعت رجلا يقول لأبي عبد اللّٰه ع إن لي أبوين مخالفين فقال برهما كما تبر المسلمين ممن يتولانا

[14]

2427- 14 الكافي، 2/ 159/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد قال قلت لأبي الحسن الرضا ع أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق- قال ادع لهما و تصدق عنهما و إن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما فإن رسول اللّٰه ص قال إن اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 499

بعثني بالرحمة لا بالعقوق

[15]
اشارة

2428- 15 الكافي، 2/ 160/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن ابن وهب عن زكريا بن إبراهيم قال كنت نصرانيا فأسلمت و حججت فدخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقلت إني كنت على النصرانية و إني أسلمت فقال و أي شي ء رأيت في الإسلام قلت قول اللّٰه تعالى مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَ لَا الْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ- فقال لقد هداك اللّٰه ثم قال اللهم اهده ثلاثا سل عما شئت يا بني- فقلت إن أبي و أمي على النصرانية و أهل بيتي و أمي مكفوفة البصر- فأكون معهم و آكل في آنيتهم فقال يأكلون لحم الخنزير فقلت لا- و لا يمسونه فقال لا بأس فانظر أمك فبرها فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك كن أنت الذي تقوم بشأنها و لا تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إن شاء اللّٰه تعالى قال فأتيته بمنى و الناس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله و هذا يسأله فلما قدمت الكوفة لطفت بأمي و كنت أطعمها و أفلي ثوبها و رأسها و أخدمها فقالت لي يا بني ما كنت تصنع بي هذا و أنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية فقلت رجل من ولد نبينا أمرني بهذا

فقالت هذا الرجل هو نبي فقلت لا و لكنه ابن نبي فقالت لا يا بني هذا نبي إن هذه وصايا الأنبياء فقلت يا أمه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي و لكنه ابنه- فقالت يا بني دينك خير دين أعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الإسلام و علمتها فصلت الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة ثم عرض لها عارض في الليل فقالت يا بني أعد علي ما علمتني فأعدته عليها

الوافي، ج 5، ص: 500

فأقرت به و ماتت فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها و كنت أنا الذي صليت عليها و نزلت في قبرها

بيان

لعله ع إنما نهاه عن إخباره بإتيانه إليه كيلا يصرفه بعض رؤساء الضلالة عنه ع و يدخله في ضلالته قبل أن يهتدي للحق و لعله إنما طوى حديث اهتدائه في إتيانه الثاني بمنى كتمانا لأسرارهم أو لعدم تعلق الغرض بذكره و الفلي بالفاء البحث عن القمل

[16]

2429- 16 الكافي، 2/ 162/ 15/ 1 علي عن أبيه و محمد عن أحمد جميعا عن السراد عن مالك بن عطية عن عنبسة بن مصعب عن أبي جعفر ع قال ثلاث لم يجعل اللّٰه تعالى لأحد فيهن رخصة أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و الوفاء بالعهد للبر و الفاجر و بر الوالدين برين كانا أو فاجرين

[17]
اشارة

2430- 17 الكافي، 2/ 162/ 18/ 1 الاثنان و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال إني ولدت بنتا و ربيتها حتى إذا بلغت فألبستها و حليتها ثم جئت بها إلى قليب فدفعتها في جوفه و كان آخر ما سمعت منها و هي تقول يا أبتاه فما كفارة ذلك قال أ لك أم حية قال لا قال أ لك خالة حية قال نعم قال فابررها فإنها بمنزلة الأم يكفر عنك ما صنعت قال أبو خديجة فقلت لأبي عبد اللّٰه ع متى كان هذا فقال كان في الجاهلية و كانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم آخرين

الوافي، ج 5، ص: 501

بيان

القليب البئر العادية القديمة

[18]

2431- 18 الكافي، 2/ 163/ 19/ 1 محمد عن أحمد عن ابن بزيع عن حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر ع هل يجزي الولد والده فقال ليس له جزاء إلا في خصلتين يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه أو يكون عليه دين فيقضيه عنه

[19]

2432- 19 الكافي، 2/ 163/ 21/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان عن محمد عن أبي جعفر ع قال إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما و لا يستغفر لهما- فيكتبه اللّٰه عاقا و إنه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما فإذا ماتا قضى دينهما و استغفر لهما فيكتبه اللّٰه تعالى بارا

[20]
اشارة

2433- 20 الكافي، 2/ 162/ 16/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال من السنة و البر أن يكنى الرجل باسم أبيه

بيان

يعني يقال له ابن فلان و ذلك لأنه تكريم و تعظيم للوالد بنسبة ولده إليه و إشارة لذكره بين الناس و تذكير له في قلوب المؤمنين و ربما يدعو له من سمع اسمه و في بعض النسخ باسم ابنه بالنون يعني يقال له أبو فلان آتيا باسم ابنه دون اسم نفسه و ذلك لأن ذكر الاسم خلاف التعظيم و لا سيما حال حضور المسمى و على النسختين لا يكون الحديث في بر الوالدين بل يكون في بر المؤمن

الوافي، ج 5، ص: 502

مطلقا و يكون بر الوالدين داخلا في عمومه كالحديث الآتي إلا أن يقرأ يكني على البناء للفاعل بمعنى تكنيته عن نفسه باسم أبيه فيكون في بر الوالدين

[21]
اشارة

2434- 21 الكافي، 2/ 158/ 3/ 1 الثلاثة عن سيف عن أبي عبد اللّٰه ع قال يأتي يوم القيامة شي ء مثل الكبة فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله الجنة فيقال هذا البر

بيان

الكبة بالضم الدفعة في القتال و الحملة في الحرب و الصدمة

الوافي، ج 5، ص: 503

باب 71 صلة الأرحام

[1]
اشارة

2435- 1 الكافي، 2/ 150/ 1/ 1 الثلاثة عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ اتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِي تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً قال فقال هي أرحام الناس إن اللّٰه تعالى أمر بصلتها و عظمها أ لا ترى أنه جعلها منه

بيان

تَسٰائَلُونَ بِهِ قد مضى تفسيرها في بيان الآيات جعلها منه أي قرنها باسمه في الأمر بالتقوى قال ابن الأثير في نهايته قد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم و هي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب و الأصهار و التعطف عليهم و الرفق بهم و الرعاية لأحوالهم و كذلك إن بعدوا و أساءوا و قطع الرحم ضد ذلك يقال وصل رحمه يصلها وصلا و صلة و الهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه و بينهم من علاقة القرابة و الصهر

[2]

2436- 2 الكافي، 2/ 151/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص أوصي الشاهد من أمتي

الوافي، ج 5، ص: 504

و الغائب منهم و من في أصلاب الرجال و أرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم و إن كان منه على مسيرة سنة فإن ذلك من الدين

[3]
اشارة

2437- 3 الكافي، 2/ 151/ 7/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن الرحم معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي رحم آل محمد و هو قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ و رحم كل ذي رحم

بيان

تمثيل للمعقول بالمحسوس و إثبات لحق الرحم على أبلغ وجه و تعلقها بالعرش كناية عن مطالبة حقها بمشهد من اللّٰه و معنى ما تدعو به كن له كما كان لي و افعل به ما فعل بي من الإحسان و الإساءة

[4]

2438- 4 الكافي، 2/ 151/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول يا رب من وصلني في الدنيا- فصل اليوم ما بينك و بينه و من قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك و بينه

[5]

2439- 5 الكافي، 2/ 151/ 10/ 1 الأربعة عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع إن الرحم متعلقة يوم القيامة بالعرش تقول

الوافي، ج 5، ص: 505

اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني

[6]

2440- 6 الكافي، 2/ 156/ 26/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل الصيرفي عن الرضا ع قال إن رحم آل محمد الأئمة ع لمعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني ثم هي جارية بعدها في أرحام المؤمنين ثم تلا هذه الآية وَ اتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِي تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ

[7]

2441- 7 الكافي، 2/ 156/ 27/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن ابن بكير عن عمر بن يزيد قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ فقال قرابتك

[8]
اشارة

2442- 8 الكافي، 2/ 156/ 28/ 1 الثلاثة عن حماد عن هشام بن الحكم و درست عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قال نزلت في رحم آل محمد ص و قد تكون في قرابتك ثم قال فلا تكونن ممن يقول للشي ء إنه في شي ء واحد

بيان

يعني إذا نزلت آية في شي ء خاص فلا تخصص حكمها بذلك الأمر بل عممه في نظائره

الوافي، ج 5، ص: 506

[9]
اشارة

2443- 9 الكافي، 2/ 156/ 29/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن الوصافي عن علي بن الحسين ع قال قال رسول اللّٰه ص من سره أن يمد اللّٰه في عمره و أن يبسط في رزقه فليصل رحمه فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول- يا رب صل من وصلني و اقطع من قطعني فالرجل ليرى [أنه] بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به إلى أسفل قعر في النار

بيان

في النهاية الأثيرية جاءت الرحم بلسان ذلق طلق أي فصيح بليغ

[10]
اشارة

2444- 10 الكافي، 2/ 152/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أبو ذر رضي اللّٰه عنه سمعت رسول اللّٰه ص يقول حافتا الصراط يوم القيامة الرحم و الأمانة فإذا مر الوصول للرحم المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة و إذا مر الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعهما معه عمل- و تكفأ به الصراط في النار

بيان

الحافة ناحية الموضع و جانبه لم ينفعهما معه عمل أي لم ينفع الخائن و لا القطوع مع الخيانة أو القطع عمل تكفأ أي تقلب

[11]
اشارة

2445- 11 الكافي، 2/ 151/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو عبد اللّٰه ع صل رحمك و لو بشربة من ماء و أفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها

الوافي، ج 5، ص: 507

و صلة الرحم منسأة في الأجل محبة في الأهل

بيان

النساء التأخير نسأه كمنعه و أنساه أخره

[12]

2446- 12 الكافي، 2/ 157/ 31/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن صلة الرحم و البر ليهونان الحساب و يعصمان من الذنوب فصلوا أرحامكم و بروا بإخوانكم و لو بحسن السلام و رد الجواب

[13]

2447- 13 الكافي، 2/ 157/ 32/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عبد الصمد بن بشير قال قال أبو عبد اللّٰه ع صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة و هي منسأة في العمر و تقي مصارع السوء و صدقة الليل تطفئ غضب الرب

[14]

2448- 14 الكافي، 2/ 152/ 12/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن قرط عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال صلة الأرحام تحسن الخلق و تسمع الكف و تطيب النفس و تزيد في الرزق و تنسئ في الأجل

[15]

2449- 15 الكافي، 2/ 151/ 6/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن حفص عن أبي حمزة عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[16]

2450- 16 الكافي، 2/ 157/ 33/ 1 الثلاثة عن حسين عمن ذكره عن

الوافي، ج 5، ص: 508

أبي عبد اللّٰه ع قال إن صلة الرحم تزكي الأعمال و تنمي الأموال و تيسر الحساب و تدفع البلوى و تزيد في الرزق

[17]

2451- 17 الكافي، 2/ 150/ 4/ 1 محمد عن أبي عيسى عن علي بن الحكم عن خطاب الأعور عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع صلة الأرحام تزكي الأعمال و تنمي الأموال و تدفع البلوى و تيسر الحساب و تنسئ في الأجل

[18]

2452- 18 الكافي، 2/ 152/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن خطاب الأعور عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال صلة الأرحام تزكي الأعمال و تدفع البلوى و تنمي الأموال و تنسئ له في عمره و توسع في رزقه و تحبب في أهل بيته فليتق اللّٰه و ليصل رحمه

[19]

2453- 19 الكافي، 2/ 152/ 14/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الحكم الحناط قال قال أبو عبد اللّٰه ع صلة الرحم و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار

[20]

2454- 20 الكافي، 2/ 152/ 15/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم

[21]

2455- 21 الكافي، 2/ 152/ 16/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من سره النساء في الأجل و الزيادة في الرزق فليصل رحمه

الوافي، ج 5، ص: 509

[22]

2456- 22 الكافي، 2/ 152/ 17/ 1 علي عن أبيه عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم حتى إن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد اللّٰه في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثا و ثلاثين سنة- و يكون أجله ثلاثا و ثلاثين سنة فيكون قاطعا للرحم فينقصه اللّٰه تعالى ثلاثين سنة و يجعل أجله إلى ثلاث سنين

[23]

2457- 23 الكافي، 2/ 153/ 17 الاثنان عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع مثله

[24]

2458- 24 الكافي، 2/ 150/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن البزنطي عن محمد بن عبيد اللّٰه قال قال أبو الحسن الرضا ع يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها اللّٰه ثلاثين سنة و يفعل اللّٰه ما يشاء

[25]
اشارة

2459- 25 الكافي، 2/ 150/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار قال بلغني عن أبي عبد اللّٰه ع أن رجلا أتى النبي ص فقال يا رسول اللّٰه أهل بيتي أبوا إلا توثبا علي و قطيعة لي و شتيمة فأرفضهم قال

الوافي، ج 5، ص: 510

إذا يرفضكم اللّٰه جميعا قال فكيف أصنع قال تصل من قطعك- و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من اللّٰه عليهم ظهير

بيان

التوثب على الشي ء الاستيلاء عليه ظلما

[26]
اشارة

2460- 26 الكافي، 2/ 153/ 18/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما خرج أمير المؤمنين ع يريد البصرة نزل بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال يا أمير المؤمنين إني تحملت في قومي حمالة و إني سألت في طوائف منهم المواساة و المعونة فسبقت إلي ألسنتهم بالنكد فمرهم يا أمير المؤمنين بمعونتي و حثهم على مواساتي فقال أين هم فقال هؤلاء فريق منهم حيث ترى قال فنص راحلته فأدلفت كأنها ظليم- فدلف بعض أصحابه في طلبها فلأي بلأي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم و سألهم ما يمنعهم من مواساة صاحبهم فشكوه و شكاهم- فقال أمير المؤمنين ع وصل امرؤ عشيرته فإنهم أولى ببره و ذات يده و وصلت العشيرة أخاها إن عثر به دهر و أدبرت عنه دنيا فإن المتواصلين المتباذلين مأجورون و إن المتقاطعين المتدابرين موزورون- قال ثم بعث راحلته و قال حل

بيان

الربذة محركة موضع قرب المدينة مدفن أبي ذر الغفاري و محارب قبيلة و الحمالة كسحابة تحمل القوم حملا من قوم و النكد الاشتداد و العسر

الوافي، ج 5، ص: 511

و الشؤم فنص راحلته بالنون و المهملة أي حركها و استقصى سيرها فأدلفت كأنها ظليم أي مشت مشي المقيد و فوق الدبيب كأنها الذكر من النعام فدلف أي تقدم في طلبها أي طلب الجماعة المشهودين أو طلب بقية القوم و إلحاقهم بالمشهودين و اللأي كالسعي الإبطاء و الاحتباس و ما مصدرية يعني فأبطأ ع و احتبس بسبب إبطاء لحوق القوم و في بعض النسخ فلأيا على التثنية بضم الرجل معه ع أو بالنصب على المصدر وصل امرؤ عشيرته

أي ليصل نزل متوقع الوقوع منزلة الواقع كقولهم في الدعاء غفر اللّٰه له و قال حل حل بالمهملة مسكنة و تثنى منونتين كلمة زجر للناقة إذا حثت على السير يقال حلحل بالإبل إذا قال له ذلك و حلحلهم أزالهم عن مواضعهم و حركهم

[27]
اشارة

2461- 27 الكافي، 2/ 154/ 19/ 1 محمد عن ابن عيسى عن عثمان عن يحيى عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لن يرغب المرء عن عشيرته و إن كان ذا مال و ولد و عن مودتهم و كرامتهم و دفاعهم بأيديهم و ألسنتهم هم أشد الناس حيطة من ورائه- و أعطفهم عليه و ألمهم لشعثه إن أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الأمور و من يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة- و يقبض عنه منهم أيدي كثيرة و من يلن حاشيته يعرف صديقه منه المودة- و من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف اللّٰه له ما أنفق في دنياه و يضاعف له في آخرته و لسان الصدق للمرء يجعله اللّٰه في الناس خيرا من المال يأكله و يورثه و لا يزدادن أحدكم كبرا و عظما في نفسه و نأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال و لا يزدادن أحدكم في أخيه زهدا و لا منه بعدا إذا لم ير منه مروءة و كان معوزا في المال لا يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة- أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه و لا يضره إن استهلكه

الوافي، ج 5، ص: 512

بيان

لما كان ذو المال و الولد أكثر ما يكون مستغنيا عن غيره راغبا عنه جعله الفرد الأخفى و دفاعهم يعني لن يرغب عن دفاعهم عنه حيطة أي محافظة و حماية و ذبا عنه ألمهم لشعثه أي أجمعهم لتفرقته يلن حاشيته أي يخفض جناحه

[28]

2462- 28 الكافي، 2/ 154/ 20/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سليمان بن هلال قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن آل فلان يبر بعضهم بعضا و يتواصلون فقال إذا تنمي أموالهم و ينمون فلا يزالون في ذلك حتى يتقاطعوا فإذا فعلوا ذلك انقشع عنهم

[29]

2463- 29 الكافي، 2/ 155/ 21/ 1 عنه عن غير واحد عن زياد القندي عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن القوم ليكونون فجرة و لا يكونون بررة- فيصلون أرحامهم فتنمي أموالهم و تطول أعمارهم فكيف إذا كانوا أبرارا بررة

[30]

2464- 30 الكافي، 2/ 155/ 22/ 1 عنه عن القاسم عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع صلوا أرحامكم و لو بالتسليم يقول اللّٰه تعالى وَ اتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِي تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

الوافي، ج 5، ص: 513

[31]
اشارة

2465- 31 الكافي، 4/ 10/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال الفقيه، 2/ 67/ 1738 قال رسول اللّٰه ص الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشرة و صلة الإخوان بعشرين- و صلة الرحم بأربعة و عشرين

بيان

يأتي بيان هذا الحديث في كتاب الزكاة إن شاء اللّٰه

[32]
اشارة

2466- 32 الكافي، 2/ 155/ 23/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال وقع بين أبي عبد اللّٰه ع و بين عبد اللّٰه بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم و اجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك و غدوت في حاجة و إذا أنا بأبي عبد اللّٰه ع على باب عبد اللّٰه بن الحسن و هو يقول يا جارية قولي لأبي محمد يخرج قال فخرج فقال يا أبا عبد اللّٰه ما بكر بك قال إني تلوت آية من كتاب اللّٰه تعالى البارحة فأقلقتني قال و ما هي قال قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ قال صدقت لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب اللّٰه فاعتنقا و بكيا

بيان

الضوضاء أصوات الناس و غلبتهم ما بكر بك من البكور

الوافي، ج 5، ص: 514

[33]

2467- 33 الكافي، 2/ 156/ 25/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن داود بن فرقد قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع إني أحب أن يعلم اللّٰه أني قد أذللت رقبتي في رحمي و إني لأبادر أهل بيتي أصلهم قبل أن يستغنوا عني

[34]

2468- 34 الكافي، 2/ 155/ 24/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن عبد اللّٰه بن سنان قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن لي ابن عم أصله- فيقطعني و أصله فيقطعني حتى لقد هممت لقطيعته إياي أن أقطعه قال إنك إن وصلته و قطعك وصلكما اللّٰه جميعا و إن قطعته و قطعك قطعكما اللّٰه

[35]

2469- 35 الكافي، 2/ 157/ 30/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي عن صفوان عن الجهم بن حميد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع تكون لي القرابة على غير أمري أ لهم علي حق قال نعم حق الرحم لا يقطعه شي ء و إذا كانوا على أمرك كان لهم حقان- حق الرحم و حق الإسلام

[36]

2470- 36 الكافي، 6/ 199/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن موسى بن عمر عن رجل عن الحسين بن علوان عن أبي عبد اللّٰه ع قال صحبة عشرين سنة قرابة

الوافي، ج 5، ص: 515

باب 72 حسن المجاورة و حد الجوار و الاحتجاج بالجار

[1]
اشارة

2471- 1 الكافي، 2/ 666/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن إبراهيم بن أبي رجاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال حسن الجوار يزيد في الرزق

بيان

الجوار بالكسر المجاورة جاوره صار جاره و الجار يشمل ما يقال له بالفارسية همسايه و ما يقال له همنشين

[2]

2472- 2 الفقيه، 4/ 13/ 4968/ 1 قال النبي ص ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أحفي أو أدرد و ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه و ما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلا يعتق فيه

[3]
اشارة

2473- 3 الفقيه، 3/ 440/ 4525/ 1 و في خبر آخر ما زال يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها

الوافي، ج 5، ص: 516

بيان

الإحفاء بالمهملة و الفاء الاستقصاء في الأمر و الدرد بدالين مهملتين بينهما راء سقوط الأسنان أراد حتى خفت ذهاب أسناني من كثرة السواك

[4]

2474- 4 الكافي، 2/ 666/ 4/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن عمه عن إسحاق بن عمار عن الكاهلي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن يعقوب لما ذهب منه بنيامين نادى يا رب أ ما ترحمني أذهبت عيني و أذهبت ابني فأوحى اللّٰه تعالى لو أمتهما لأحييتهما لك حتى أجمع بينك و بينهما و لكن تذكر الشاة التي ذبحتها و شويتها و أكلت و فلان إلى جانبك صائم لم تنله منها شيئا

[5]

2475- 5 الكافي، 2/ 667/ 5/ 1 و في رواية أخرى قال و كان بعد ذلك يعقوب ينادي مناديه كل غداة من منزله على فرسخ ألا من أراد الغداء- فليأت إلى يعقوب و إذا أمسى نادى ألا من أراد العشاء فليأت إلى يعقوب

[6]
اشارة

2476- 6 الكافي، 2/ 667/ 6/ 1 الثلاثة عن إسحاق بن عبد العزيز عن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال جاءت فاطمة ع تشكو إلى رسول اللّٰه ص بعض أمرها فأعطاها رسول اللّٰه ص كريسة و قال تعلمي ما فيها فإذا فيها من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر- فليقل خيرا أو ليسكت

الوافي، ج 5، ص: 517

بيان

الكريسة مصغر الكراسة و هو الجزء من الصحيفة

[7]

2477- 7 الكافي، 2/ 667/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن سعدان عن أبي مسعود قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع حسن الجوار زيادة في الأعمار و عمارة في الديار

[8]

2478- 8 الكافي، 2/ 667/ 8/ 1 عنه عن النهيكي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الحكم الحناط قال قال أبو عبد اللّٰه ع حسن الجوار يعمر الديار و يزيد في الأعمار

[9]

2479- 9 الكافي، 2/ 667/ 9/ 1 عنه عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة عن الحسن بن عبد اللّٰه عن عبد صالح ع قال قال ليس حسن الجوار كف الأذى و لكن حسن الجوار صبرك على الأذى

[10]

2480- 10 الكافي، 2/ 667/ 10/ 1 القمي عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص حسن الجوار يعمر الديار و ينسئ في الأعمار

[11]
اشارة

2481- 11 الكافي، 2/ 668/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن حفص عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال و البيت غاص بأهله اعلموا أنه ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره

الوافي، ج 5، ص: 518

بيان

غاص بالمعجمة ثم المهملة أي ممتلئ

[12]
اشارة

2482- 12 الكافي، 2/ 668/ 12/ 1 عنه عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول المؤمن من أمن جاره بوائقه قلت و ما بوائقه قال ظلمه و غشمه

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 518

بيان

الغشم بالمعجمتين الظلم فالعطف تفسيري

[13]

2483- 13 الكافي، 2/ 668/ 13/ 1 القميان عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال جاء رجل إلى النبي ص فشكا إليه أذى جاره فقال له رسول اللّٰه ص اصبر ثم أتاه ثانية فقال له النبي ص اصبر ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال رسول اللّٰه ص للرجل الذي شكا إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم قال ففعل فأتاه جاره المؤذي له فقال له رد متاعك فلك اللّٰه على ألا أعود

[14]

2484- 14 الكافي، 2/ 668/ 14/ 1 القميان عن محمد بن إسماعيل عن عبد اللّٰه بن عثمان عن أبي الحسن البجلي عن عبيد اللّٰه الوصافي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 5، ص: 519

ما أمن بي من بات شبعان و جاره جائع قال و ما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر اللّٰه إليهم يوم القيامة

[15]
اشارة

2485- 15 الكافي، 2/ 668/ 15/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال من القواصم الفواقر التي تقصم الظهر جار السوء إن رأى حسنة أخفاها و إن رأى سيئة أفشاها

بيان

الفواقر جمع الفاقرة و هي الداهية التي تقصم فقار الظهر

[16]

2486- 16 الكافي، 2/ 669/ 16/ 1 عنه عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة تراك عيناه و يرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه و إن رآك بشر سره

[17]
اشارة

2487- 17 الكافي، 2/ 666/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه عن أبيه ع قال قرأت في كتاب علي ع أن رسول اللّٰه ص كتب بين المهاجرين و الأنصار و من لحق بهم من أهل يثرب أن الجار كالنفس غير مضار و لا إثم و حرمة الجار على الجار كحرمة أمه الحديث مختصر

بيان

لعل المراد بالحديث أن الرجل كما لا يضار نفسه و لا يوقعها في الإثم أو

الوافي، ج 5، ص: 520

لا يعد عليها الأمر إثما كذلك ينبغي أن لا يضار جاره و لا يوقعه في الإثم أو لا يعد عليه الأمر إثما يقال إثمه أوقعه في الإثم و إثمه اللّٰه في كذا عده عليه إثما من باب نصر و منع

[18]
اشارة

2488- 18 الكافي، 2/ 666/ 1/ 1 الثلاثة و محمد عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن علي بن فضال عن فضالة بن أيوب جميعا عن ابن عمار عن عمرو بن عكرمة قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقلت لي جار يؤذيني فقال ارحمه فقلت لا رحمه اللّٰه فصرف وجهه عني قال فكرهت أن أدعه فقلت يفعل بي كذا و يفعل بي و يؤذيني فقال أ رأيت إن كاشفته انتصفت منه فقلت بل أربي عليه- فقال إن ذا ممن يحسد الناس على ما آتاهم اللّٰه من فضله فإذا رأى نعمة على أحد و كان له أهل جعل بلاءه عليهم و إن لم يكن له أهل جعله على خادمه و إن لم يكن له خادم أسهر ليله و أغاظ نهاره إن رسول اللّٰه ص أتاه رجل من الأنصار فقال إني اشتريت دارا في بني فلان و إن أقرب جيراني مني جوارا من لا أرجو خيره و لا أمن شره قال فأمر رسول اللّٰه ص عليا و سلمان و أبا ذر و نسيت آخر و أظنه قال و المقداد أن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم بأنه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه فنادوا بها ثلاثا ثم أومى بيده إلى كل أربعين دارا بين

يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله

بيان

المكاشفة المعاداة جهارا يعني أن جاهرته بالإيذاء قدرت على الانتقام منه و هضمه و دفع شره عنك أو إن جاهرته بعد إساءته فهل لك أن تتم حجتك عليه و تثبيت ظلمه إياك بحيث يقبل منك ذلك أربي عليه أي

الوافي، ج 5، ص: 521

أزيد و أطلب الزيادة و ذا إشارة إلى الجار المؤذي و البلاء العناء و التعب يعني أنه لفرط غيظه الناشئ من حسده على من أنعم اللّٰه عليه و عجزه عن الانتقام يجعل عناءه و تعبه على أهله بأن يؤذيها بشكاسة خلقه و يكلفها ما لا تطيق فإن لم يكن له أهل فعل ذلك مع خادمه و إن لم يكن له خادم فعل ذلك مع نفسه ليستريح من شدة ما يقاسيه من الغيظ

[19]

2489- 19 الكافي، 2/ 669/ 1/ 1 الثلاثة عن ابن عمار عن عمرو بن عكرمة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص كل أربعين دارا جيران من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله

[20]

2490- 20 الكافي، 2/ 669/ 1/ 2 الثلاثة عن جميل بن دراج عن أبي جعفر ع قال حد الجوار أربعون دارا من كل جانب من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله

[21]

2491- 21 الكافي، 8/ 83/ 42/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن سليمان عن الفضل بن إسماعيل الهاشمي عن أبيه قال شكوت إلى أبي عبد اللّٰه ع ما ألقى من أهل بيتي من استخفافهم بالدين- فقال يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك فإن اللّٰه تعالى جعل لكل أهل بيت حجة يحتج بها على أهل بيته في القيامة فيقال لهم أ لم تروا فلانا فيكم أ لم تروا هديه فيكم أ لم تروا صلاته أ لم تروا دينه فهلا اقتديتم به فيكون حجة اللّٰه عليهم في القيامة

[22]

2492- 22 الكافي، 8/ 84/ 43/ 1 عنه عن أبيه عن محمد بن عيثم

الوافي، ج 5، ص: 522

النخاس عن ابن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج اللّٰه تعالى يوم القيامة على جيرانه به- فيقال لهم أ لم يكن فلان بينكم أ لم تسمعوا كلامه أ لم تسمعوا بكاءه في الليل فيكون حجة اللّٰه عليهم

الوافي، ج 5، ص: 523

باب 73 حقوق المعاشرة مع عامة الناس

[1]

2493- 1 الكافي، 2/ 635/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن حديد عن مرازم قال قال أبو عبد اللّٰه ع عليكم بالصلاة في المساجد و حسن الجوار للناس و إقامة الشهادة و حضور الجنائز إنه لا بد لكم من الناس إن أحدا لا يستغني عن الناس حياته و الناس لا بد لبعضهم من بعض

[2]
اشارة

2494- 2 الكافي، 2/ 635/ 2/ 1 الأربعة عن صفوان عن ابن وهب قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا و بين قومنا و فيما بيننا و بين خلطائنا من الناس قال فقال تؤدون الأمانة إليهم و تقيمون الشهادة لهم و عليهم و تعودون مرضاهم و تشهدون جنائزهم

بيان

سأل عن الحقوق المشتركة فيما بين الخاصة المعبر عنهم بالقوم و العامة المعبر عنهم بالخلطاء من الناس كما يظهر من الحديث الآتي

[3]

2495- 3 الكافي، 2/ 636/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن وهب قال قلت له كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا و بين قومنا

الوافي، ج 5، ص: 524

و بين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا قال تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون فو الله إنهم ليعودون مرضاهم و يشهدون جنائزهم و يقيمون الشهادة لهم و عليهم و يؤدون الأمانة إليهم

[4]

2496- 4 الفقيه، 3/ 472/ 4646 سأل العلاء أبا جعفر ع عن جمهور الناس فقال هم اليوم أهل هدنة ترد ضالتهم و تؤدى أمانتهم و يحقن دماؤهم و تجوز مناكحتهم و موارثتهم في هذه الحال

[5]

2497- 5 الكافي، 2/ 635/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين و محمد بن خالد جميعا عن القاسم بن محمد عن حبيب الخثعمي الكافي، 8/ 146/ 121 محمد عن أحمد عن الحسين و محمد بن خالد جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن حبيب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول عليكم بالورع و الاجتهاد- و اشهدوا الجنائز و عودوا المرضى و احضروا مع قومكم مساجدكم و أحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم أ ما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره

[6]

2498- 6 الكافي، 2/ 636/ 5/ 1 الأربعة عن صفوان عن الشحام قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع اقرأ على من ترى أن يطيعني منهم و يأخذ بقولي السلام و أوصيكم بتقوى اللّٰه تعالى و الورع في دينكم و الاجتهاد لله

الوافي، ج 5، ص: 525

و صدق الحديث و أداء الأمانة و طول السجود و حسن الجوار فبهذا جاء محمد ص و أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول اللّٰه ص كان يأمر بأداء الخيط و المخيط- صلوا عشائركم و اشهدوا جنائزهم و عودوا مرضاهم و أدوا حقوقهم و إن الرجل منكم إذا ورع في دينه و صدق الحديث و أدى الأمانة و حسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري فيسرني ذلك و يدخل علي منه السرور و قيل هذا أدب جعفر و إذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه و عاره و قيل هذا أدب جعفر و اللّٰه لحدثني أبي ع أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي ع فيكون زينها أداهم للأمانة و أقضاهم للحقوق و

أصدقهم للحديث إليه وصاياهم و ودائعهم تسأل العشيرة عنه فتقول من مثل فلان إنه لأدانا للأمانة- و أصدقنا للحديث

[7]

2499- 7 الكافي، 8/ 341/ 537/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما أيسر ما رضي به الناس عنكم كفوا ألسنتكم عنهم

[8]

2500- 8 الكافي، 2/ 643/ 6/ 1 العدة عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة و يكفون عنه أيدي كثيرة

[9]
اشارة

2501- 9 الكافي، 2/ 109/ 4/ 1 ابن عيسى عن محمد بن سنان عن ثابت

الوافي، ج 5، ص: 526

مولى آل حريز [جرير] عن أبي عبد اللّٰه ع قال كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية حزم لمن أخذ به و تحرز من التعرض للبلاء في الدنيا و معاندة الأعداء في دولاتهم و مماظتهم في غير تقية ترك أمر اللّٰه فجاملوا الناس يسمى ذلك لك عندهم و لا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا

بيان

تقية حزم إما برفع تقية على الخبرية و الإضافة إلى الحزم و إما بنصبها على التمييز و يكون الخبر حزم و الحزم ضبط الأمر و المماظة بالمعجمة المنازعة و المشارة و المجاملة المعاملة بالجميل و السمو العلو و الحمل على الرقاب كناية عن تمكينهم من الاستيلاء عليهم

[10]
اشارة

2502- 10 الكافي، 8/ 159/ 155 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن أبي عبد اللّٰه ع قال خالطوا الناس فإنه إن لم ينفعكم حب علي و فاطمة في السر لم ينفعكم في العلانية

بيان

معنى نفع حبهما في السر أتباعهما و إطاعتهما فإن من أحب أحدا أطاعه و اتبع أمره و نهيه و فعاله و مقاله لا محالة و المراد أنكم تدعون محبتنا أهل البيت في الظاهر و هي لا تنفعكم حتى تنتفعوا بمحبتنا في السر باتباعنا و الاقتداء

الوافي، ج 5، ص: 527

بنا في مخالطتنا الناس و تحمل الأذى عنهم في اللّٰه عز و جل أو معنى الحديث خالطوا الناس و لا تعتزلوا عنهم لئلا يتهموكم بسبب الاعتزال بحب علي فيعادوكم فإنه إن لم ينفعكم حب علي و فاطمة في السر بمخالطة من يعاديهم لم ينفعكم في العلانية المستشعر به من اعتزال الناس

[11]
اشارة

2503- 11 الكافي، 8/ 176/ 196 العدة عن سهل عن الحجال عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال خالط الناس تخبرهم و متى تخبرهم تقلهم

بيان

الخبر بالضم و الخبرة بالكسر و الاختبار التجربة و الامتحان و القلاء البغض و الوجه فيه أن بالتجربة يظهر ما يكره غالبا و عن أمير المؤمنين ع أخبر تقله أي جرب تبغض و الهاء للسكت و عن مأمون الخليفة لو لا أن عليا ع قال أخبر تقله لقلت أنا أقله تخبر و ذلك لأن الحب يعمي عن رؤية المساوي

[12]
اشارة

2504- 12 الكافي، 8/ 86/ 47 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من يتفقد يفقد و من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز و من قرض الناس قرضوه و من تركهم لم يتركوه قيل فاصنع ما ذا يا رسول اللّٰه قال أقرضهم من عرضك ليوم فقرك

بيان

يعني من يتفقد أحوال الناس و يتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه لأن الخير في

الوافي، ج 5، ص: 528

الناس قليل كذا في النهاية و قال في حديث أقرض من عرضك ليوم فقرك أي من عابك و ذمك فلا تجازه و اجعله قرضا في ذمته لتستوفيه منه يوم حاجتك في القيامة

الوافي، ج 5، ص: 529

باب 74 حسن المعاشرة و التودد إلى الناس

[1]
اشارة

2505- 1 الكافي، 2/ 637/ 1/ 1 الأربعة عن محمد قال قال أبو جعفر ع من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل

بيان

يعني تكون يدك المعطية مستعلية عليهم في إيصال النفع و البر و الصلة

[2]

2506- 2 الكافي، 2/ 669/ 1/ 2 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن الفقيه، 2/ 274/ 2426 عمار بن مروان قال أوصاني أبو عبد اللّٰه ع فقال أوصيك بتقوى اللّٰه و أداء الأمانة و صدق الحديث و حسن الصحابة لمن صحبت و لا قوة إلا بالله

[3]

2507- 3 الكافي، 2/ 669/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال الفقيه، 2/ 278/ 2437 قال رسول اللّٰه ص ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا و أحبهما إلى اللّٰه أرفقهما بصاحبه

الوافي، ج 5، ص: 530

[4]
اشارة

2508- 4 الكافي، 2/ 637/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن حفص عن أبي الربيع الشامي قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع و البيت غاص بأهله فيه الخراساني و الشامي و من أهل الآفاق فلم أجد موضعا أقعد فيه فجلس أبو عبد اللّٰه ع و كان متكئا- ثم قال يا شيعة آل محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه و من لم يحسن صحبة من صحبه و مخالقة من خالقه و مرافقة من رافقه- و مجاورة من جاوره و ممالحة من مالحه يا شيعة آل محمد اتقوا اللّٰه ما استطعتم و لا حول و لا قوة إلا بالله

بيان

المخالقة المعاشرة بخلق حسن و الممالحة المؤاكلة

[5]

2509- 5 الكافي، 2/ 637/ 3/ 1 الثلاثة عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قال كان يوسع المجلس و يستقرض للمحتاج و يعين الضعيف

[6]
اشارة

2510- 6 الكافي، 2/ 637/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبو جعفر ع يقول عظموا أصحابكم و وقروهم و لا يتهجم بعضكم

الوافي، ج 5، ص: 531

على بعض و لا تضاروا و لا تحاسدوا و إياكم و البخل كونوا عباد اللّٰه المخلصين

بيان

و لا يتهجم بعضكم على بعض كذا في كتاب العشرة من الكافي أي لا يدخل عليه بغتة أو بغير إذن و في كتاب الإيمان و الكفر منه و لا يتهجم بعضكم بعضا بدون لفظة على أي لا يطرده و في بعض النسخ بتقديم الجيم على الهاء أي لا يستقبله بوجه كريه

[7]

2511- 7 الكافي، 2/ 643/ 4/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص التودد إلى الناس نصف العقل

[8]
اشارة

2512- 8 الكافي، 2/ 643/ 5/ 1 العدة عن سهل عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع مثله

بيان

لعل نصفه الآخر أن يكون مع ذلك متبتلا إلى اللّٰه تعالى في باطنه متيقنا بأن الناس لو اجتمعوا بحذافيرهم على أن ينفعوه مثقال ذرة أو يضروه ما قدروا على ذلك إلا أن يشاء اللّٰه

[9]
اشارة

2513- 9 الكافي، 2/ 643/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال مجاملة الناس ثلث العقل

الوافي، ج 5، ص: 532

بيان

و ذلك لأن المجاملة و هي المعاملة بالجميل لا نستلزم التودد و التودد يستلزم المجاملة فهما مع التبتل في الباطن إلى اللّٰه تعالى تمام العقل

[10]

2514- 10 الكافي، 2/ 642/ 1/ 1 محمد عن أحمد و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن أعرابيا من بني تميم أتى النبي ص فقال له أوصني فكان فيما أوصاه تحبب إلى الناس يحبوك

[11]
اشارة

2515- 11 الفقيه، 4/ 404/ 5872/ 1 ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمار قال قال الصادق ع يا إسحاق صانع المنافق بلسانك- و أخلص ودك للمؤمن فإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته

بيان

المصانعة المداراة و المداهنة

[12]

2516- 12 الكافي، 2/ 670/ 5/ 1 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه عن آبائه ع أن أمير المؤمنين ع صاحب رجلا ذميا- فقال له الذمي أين تريد يا عبد اللّٰه قال أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المؤمنين ع فقال له الذمي- أ لست زعمت أنك تريد الكوفة فقال له بلى فقال له الذمي فقد تركت الطريق فقال له قد علمت قال فلم عدلت معي و قد علمت ذلك فقال له أمير المؤمنين ع هذا من تمام حسن الصحبة

الوافي، ج 5، ص: 533

أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه و كذلك أمرنا نبينا ع- فقال له الذمي هكذا قال قال نعم قال إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة فأنا أشهدك إني على دينك و رجع الذمي مع أمير المؤمنين ع فلما عرفه أسلم

[13]

2517- 13 الكافي، 2/ 637/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحجال عن داود بن فرقد و ثعلبة و علي بن عقبة عن بعض من رواه عن أحدهما ع قال الانقباض من الناس مكسبة للعداوة

الوافي، ج 5، ص: 535

باب 75 الاهتمام بأمور المسلمين و النصيحة لهم و نفعهم

[1]

2518- 1 الكافي، 2/ 163/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم

[2]

2519- 2 الكافي، 2/ 164/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن محمد بن القاسم الهاشمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم

[3]
اشارة

2520- 3 الكافي، 2/ 164/ 5/ 1 عنه عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن عمه عاصم الكوزي عن أبي عبد اللّٰه ع أن النبي ص قال من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم و من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم

بيان

اللام المفتوحة في للمسلمين للاستغاثة

[4]
اشارة

2521- 4 الكافي، 2/ 163/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أنسك الناس نسكا

الوافي، ج 5، ص: 536

أنصحهم جيبا و أسلمهم قلبا لجميع المسلمين

بيان

يعني أشدهم عبادة أكثرهم أمانة يقال رجل ناصح الجيب أي أمين و في بعض النسخ أنصحهم حبا و لعل الأول هو الصواب و أصل النصح الخلوص يقال نصحته و نصحت له و معنى نصيحة اللّٰه صحة الاعتقاد في وحدانيته و إخلاص النية في عبادته و النصيحة لكتاب اللّٰه هو التصديق له و العمل بما فيه و نصيحة رسول اللّٰه ص التصديق بنبوته و رسالته و الانقياد بما أمر به و نهى عنه.

و نصيحة أئمة الحق ص التصديق بإمامتهم و وصايتهم و خلافتهم من عند اللّٰه و إطاعتهم فيما أمروا به و نهوا عنه و نصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم

[5]

2522- 5 الكافي، 2/ 164/ 3/ 1 علي عن القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه

[6]

2523- 6 الكافي، 2/ 208/ 5/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن أعظم الناس منزلة عند اللّٰه يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه

[7]

2524- 7 الكافي، 2/ 164/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الخلق عيال اللّٰه فأحب الخلق إلى اللّٰه من نفع عيال اللّٰه و أدخل على أهل بيت سرورا

الوافي، ج 5، ص: 537

[8]

2525- 8 الكافي، 2/ 164/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة قال حدثني من سمع أبا عبد اللّٰه ع يقول سئل رسول اللّٰه ص من أحب الناس إلى اللّٰه تعالى قال أنفع الناس للناس

[9]

2526- 9 الكافي، 2/ 164/ 8/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن مثنى بن الوليد الحناط عن فطر بن خليفة عن عمر بن علي بن الحسين عن أبيه ع قال قال رسول اللّٰه ص من رد عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نارا وجبت له الجنة

[10]
اشارة

2527- 10 الكافي، 2/ 164/ 9/ 1 عنه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً قال قولوا للناس حسنا و لا تقولوا إلا خيرا حتى تعلموا ما هو

بيان

يعني لا تقولوا لهم إلا خيرا ما تعلمون فيهم الخير و ما لم تعلموا فيهم الخير فأما إذا علمتم أنه لا خير فيهم و انكشف لكم عن سوء ضمائرهم بحيث لا تبقى لكم مرية فلا عليكم أن لا تقولوا خيرا و ما يحتمل الموصولية و الاستفهام و النفي

[11]

2528- 11 الكافي، 2/ 165/ 10/ 1 عنه عن التميمي عن أبي جميلة عن

الوافي، ج 5، ص: 538

جابر عن أبي جعفر ع قال في قول اللّٰه تعالى وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم

[12]
اشارة

2529- 12 الكافي، 2/ 165/ 11/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال في قول اللّٰه تعالى وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ قال نفاعا

بيان

حكاية عن كلام عيسى على نبينا و آله و عليه السلام حيث أشارت إليه أمه ع حين كان في المهد فقال إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلٰاةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَيًّا وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا

الوافي، ج 5، ص: 539

باب 76 الإصلاح بين الناس

[1]

2530- 1 الكافي، 2/ 209/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن حبيب الأحول قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول صدقة يحبها اللّٰه تعالى إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا و تقارب بينهم إذا تباعدوا

[2]

2531- 2 الكافي، 2/ 209/ 1/ 1 عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[3]

2532- 3 الكافي، 2/ 209/ 2/ 1 عنه عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال لأن أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين

[4]

2533- 4 الكافي، 2/ 209/ 3/ 1 عنه عن أحمد عن ابن سنان عن المفضل قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة- فافتدها من مالي

[5]

2534- 5 التهذيب، 6/ 312/ 70/ 1 الصفار عن الزيات عن الكافي، 2/ 209/ 4/ 1 محمد بن سنان عن أبي حنيفة سابق الحاج

الوافي، ج 5، ص: 540

قال مر بنا المفضل و أنا و ختني نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة- ثم قال لنا تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال أما إنها ليست من مالي و لكن أبو عبد اللّٰه ع أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شي ء أن أصلح بينهما و أفتديها من ماله فهذا من مال أبي عبد اللّٰه ع

[6]
اشارة

2535- 6 الكافي، 2/ 209/ 5/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال المصلح ليس بكاذب

بيان

يعني أنه إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الإصلاح لم يعد كلامه كذبا

[7]

2536- 7 الكافي، 2/ 210/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن ابن وهب أو ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبلغ عني كذا و كذا في أشياء أمر بها قلت فأبلغهم عنك و أقول عني ما قلت لي- و غير الذي قلت قال نعم إن المصلح ليس بكذاب إنما هو الصلح ليس بكذب

[8]
اشارة

2537- 8 الكافي، 2/ 210/ 6/ 1 الثلاثة التهذيب، 8/ 289/ 58/ 1 الحسين عن التميمي عن ابن أبي عمير عن علي بن إسماعيل عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ لٰا تَجْعَلُوا اللّٰهَ عُرْضَةً لِأَيْمٰانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا

الوافي، ج 5، ص: 541

وَ تَتَّقُوا وَ تُصْلِحُوا بَيْنَ النّٰاسِ قال هو إذا دعيت لصلح بين اثنين فلا تقل علي يمين إلا أفعل

بيان

يعني لا تقل حلفت بالله إلا أصلح بين الناس

الوافي، ج 5، ص: 543

باب 77 توقير ذي الشيبة المسلم و الكريم

[1]

2538- 1 الكافي، 2/ 658/ 1/ 1 محمد عن أحمد و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع إن من إجلال اللّٰه تعالى إجلال الشيخ الكبير

[2]

2539- 2 الكافي، 2/ 658/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من عرف فضل كبير لسنه فوقره آمنه اللّٰه من فزع يوم القيامة

[3]

2540- 3 الكافي، 2/ 658/ 3/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص من وقر ذا شيبة في الإسلام آمنه اللّٰه من فزع يوم القيامة

[4]
اشارة

2541- 4 الكافي، 2/ 658/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا الخطاب يحدث عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروف بالنفاق ذو الشيبة في الإسلام و حامل القرآن و الإمام العادل

بيان

سيأتي تفسير حامل القرآن في أبواب القرآن و فضائله من كتاب الصلاة

الوافي، ج 5، ص: 544

و لعل المراد بالإمام العادل المعصوم ع

[5]

2542- 5 الكافي، 2/ 658/ 5/ 1 عنه عن أبيه عن أبي نهشل عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع من إجلال اللّٰه تعالى إجلال المؤمن ذي الشيبة و من أكرم مؤمنا فبكرامة اللّٰه بدأ و من استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل اللّٰه إليه من يستخف به قبل موته

[6]

2543- 6 الكافي، 2/ 658/ 6/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال من إجلال اللّٰه تعالى إجلال ذي الشيبة المسلم

[7]

2544- 7 الكافي، 2/ 165/ 1/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص مثله

[8]

2545- 8 الكافي، 2/ 165/ 2/ 1 العدة عن أحمد رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع ليس منا من لم يوقر كبيرنا و لم يرحم صغيرنا

[9]

2546- 9 الكافي، 2/ 165/ 3/ 1 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن أبان عن الوصافي قال قال أبو عبد اللّٰه ع عظموا كباركم و صلوا أرحامكم- و ليس تصلونهم بشي ء أفضل من كف الأذى عنهم

[10]

2547- 10 الكافي، 2/ 659/ 1/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال دخل رجلان على أمير المؤمنين ع فألقى لكل واحد منهما وسادة فقعد عليها أحدهما و أبى

الوافي، ج 5، ص: 545

الآخر فقال أمير المؤمنين ع اقعد عليها فإنه لا يأبى الكرامة إلا حمار ثم قال قال رسول اللّٰه ص إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه

[11]

2548- 11 الكافي، 2/ 659/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه

[12]
اشارة

2549- 12 الكافي، 2/ 659/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن عبد اللّٰه العلوي عن أبيه عن جده قال قال أمير المؤمنين ع لما قدم عدي بن حاتم إلى النبي ص أدخله النبي ص بيته و لم يكن في البيت غير خصفة و وسادة من أدم فطرحها رسول اللّٰه ص لعدي بن حاتم

بيان

الخصفة بالمعجمة ثم المهملة محركة الجلة تعمل من الخوص للتمر و الثوب الغليظ جدا و المعنيان محتملان و في بعض النسخ حفصة بتوسط الفاء بين المهملتين و كأنه تصحيف و الأدم اسم جمع الأديم و هو الجلد أو أحمرة أو مدبوغة

الوافي، ج 5، ص: 547

باب 78 التراحم و التعاطف

[1]
اشارة

2550- 1 الكافي، 2/ 175/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن العقرقوفي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لأصحابه اتقوا اللّٰه و كونوا إخوة بررة متحابين في اللّٰه متواصلين متراحمين تزاوروا و تلاقوا- و تذاكروا أمرنا و أحيوه

بيان

أريد بتذاكر أمرهم ع و إحيائه مذاكرة العلوم الدينية المأخوذة عنهم

[2]

2551- 2 الكافي، 2/ 175/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن كليب الصيداوي عن أبي عبد اللّٰه ع قال تواصلوا و تباروا و تراحموا و كونوا إخوة بررة كما أمركم اللّٰه تعالى

[3]

2552- 3 الكافي، 2/ 175/ 3/ 1 عنه عن محمد بن سنان عن الكاهلي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول تواصلوا و تباروا و تراحموا و تعاطفوا

[4]
اشارة

2553- 4 الكافي، 2/ 175/ 4/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن أبي المغراء

الوافي، ج 5، ص: 548

عن أبي عبد اللّٰه ع قال يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل و التعاون على التعاطف و المواساة لأهل الحاجة و تعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم اللّٰه رحماء بينهم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول اللّٰه ص

بيان

حكي أن رسول اللّٰه ص قسم أموال بني النضير على المهاجرين و لم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة و قال للأنصار إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم و دياركم و شاركتموهم في هذه الغنيمة و إن شئتم كانت لكم دياركم و أموالكم و لم يقسم لكم شي ء من الغنيمة فقالت الأنصار بل نقسم لهم من ديارنا و أموالنا و نؤثرهم بالقسمة و لا نشاركهم فيها فنزلت فيهم قول اللّٰه سبحانه وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّٰارَ وَ الْإِيمٰانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هٰاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لٰا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حٰاجَةً مِمّٰا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ أي حاجة

[5]

2554- 5 الكافي، 2/ 174/ 15/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن أبي عبد اللّٰه ع قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يخونه و يحق على المسلمين الحديث

[6]
اشارة

2555- 6 الكافي، 4/ 50/ 16/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع قلت أقوام عندهم فضول و بإخوانهم

الوافي، ج 5، ص: 549

حاجة شديدة و ليس يسعهم الزكاة أ يسعهم أن يشبعوا و يجوع إخوانهم- فإن الزمان شديد فقال المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يذله- و لا يخونه الحديث إلى قوله متراحمين

بيان

شدة الزمان كناية عن ضيق المعاش و عسر حصوله

[7]
اشارة

2556- 7 الكافي، 2/ 175/ 2/ 2 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن خيثمة قال دخلت على أبي جعفر ع أودعه فقال يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام- و أوصهم بتقوى اللّٰه العظيم و أن يعود غنيهم على فقيرهم و قويهم على ضعيفهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا رحم اللّٰه عبدا أحيا أمرنا- يا خيثمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من اللّٰه شيئا إلا بعمل و أنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع و أن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره

بيان

خيثمة بتقديم التحتانية و أن يعود أي يعطف من العائدة و لقيا بتشديد الياء بمعنى اللقاء

الوافي، ج 5، ص: 551

باب 79 إخوة المؤمنين بعضهم لبعض

[1]
اشارة

2557- 1 الكافي، 2/ 165/ 1/ 2 العدة عن البرقي عن عثمان عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع إنما المؤمنون إخوة بنو أب و أم- و إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون

بيان

أريد بالأب روح اللّٰه الذي نفخ منه في طينة المؤمن و بالأم الماء العذب و التربة الطيبة الذين مضى شرحهما في أوائل هذا الكتاب كما يظهر من الأخبار الآتية لا آدم و حواء كما يتبادر إلى الأذهان لعدم اختصاص الانتساب إليهما بالإيمان

[2]
اشارة

2558- 2 الكافي، 2/ 166/ 2/ 1 عنه عن أبيه عن فضالة عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال تقبضت بين يدي أبي جعفر ع فقلت جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي- حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي و صديقي فقال نعم يا جابر إن اللّٰه تعالى خلق المؤمنين من طينة الجنان و أجرى فيهم من ريح روحه فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها

الوافي، ج 5، ص: 552

بيان

تقبضت أي حصل لي قبض و حزن و المجرور في روحه عائد إلى اللّٰه و فيه إشارة إلى قوله سبحانه وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي

[3]
اشارة

2559- 3 الكافي، 2/ 166/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى و العدة عن سهل جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده و أرواحهما من روح واحدة و إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح اللّٰه من اتصال شعاع الشمس بها

بيان

و ذلك لأن المؤمن محبوب لله عز و جل كما قال سبحانه يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و من أحبه اللّٰه تعالى كان سمعه و بصره و يده و رجله فبالله يسمع و به يبصر و به يبطش و به يمشي كما يأتي بيانه في الحديث و أي اتصال أشد من هذا

[4]

2560- 4 الكافي، 2/ 166/ 7/ 1 القمي عن الحسين بن الحسن عن محمد بن أورمة عن بعض أصحابه عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول المؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه لأن اللّٰه تعالى خلق المؤمنين من طينة الجنان- و أجرى في صورهم من ريح الجنة فلذلك هم إخوة لأب و أم

الوافي، ج 5، ص: 553

[5]
اشارة

2561- 5 الكافي، 2/ 643/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن صالح بن عقبة عن سليمان بن زياد التميمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال الحسن بن علي ص القريب من قربته المودة و إن بعد نسبه و البعيد من بعدته المودة و إن قرب نسبه- لا شي ء أقرب إلى شي ء من يد إلى جسد و إن اليد تغل فتقطع و تقطع فتحسم

بيان

الغلول الخيانة و الحسم الكي بعد القطع لئلا يسيل الدم يعني أن القرب الجسماني لا وثوق به و لا بقاء له و إنما الباقي النافع القرب الروحاني أ لا ترى إلى قرب اليد الصوري من الجسد كيف يتبدل بالبعد الصوري الذي لا يرجى عوده إلى القرب لاكتواء محلها المانع لها من المعاودة و ذلك بسبب خيانتها التي هي البعد المعنوي

[6]

2562- 6 الكافي، 2/ 167/ 11/ 1 علي عن أبيه و النيسابوريان جميعا عن حماد عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله قال ربعي فسألني رجل من أصحابنا بالمدينة قال سمعت الفضيل يقول ذلك- قال فقلت له نعم فقال فإني سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول- المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يغشه و لا يخونه و لا يخذله و لا يغتابه و لا يحرمه

[7]

2563- 7 الكافي، 2/ 167/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال و الحجال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله لا يخونه و لا يظلمه و لا يغشه و لا يعده عدة فيخلفه

الوافي، ج 5، ص: 554

[8]

2564- 8 الكافي، 2/ 166/ 5/ 1 العدة عن سهل عن التميمي عن مثنى الحناط عن الحارث بن المغيرة قال قال أبو عبد اللّٰه ع المسلم أخو المسلم هو عينه و مرآته و دليله لا يخونه و لا يخدعه و لا يظلمه و لا يكذبه و لا يغتابه

[9]

2565- 9 الكافي، 2/ 166/ 6/ 1 الثلاثة عن حفص بن البختري قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع و دخل عليه رجل فقال لي تحبه فقلت نعم فقال لي و لم لا تحبه و هو أخوك و شريكك في دينك و عونك على عدوك و رزقه على غيرك

[10]
اشارة

2566- 10 الكافي، 2/ 167/ 10/ 1 الثلاثة و محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن إسماعيل البصري عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكنفوا و لزموا أصول الشجر فجاءهم شيخ و عليه ثياب بيض فقال قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء فقاموا و شربوا و ارتووا فقالوا من أنت يرحمك اللّٰه فقال أنا من الجن الذين بايعوا رسول اللّٰه ص إني سمعت رسول اللّٰه ص يقول المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي

بيان

فتكنفوا أحاطوا و اجتمعوا و في بعض النسخ بتقديم الفاء على النون أي لبسوا أكفانهم و تهيئوا للموت

الوافي، ج 5، ص: 555

[11]
اشارة

2567- 11 الكافي، 2/ 167/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أحمد بن عبد اللّٰه عن رجل عن جميل عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول المؤمنون خدم بعضهم لبعض قلت و كيف يكونون خدما بعضهم لبعض قال يفيد بعضهم بعضا الحديث

بيان

يحتمل أن يكون المراد به الخبر و أن يكون أمرا في صورة الخبر و المعنى أن الإيمان يقتضي التعاون بأن يخدم بعض المؤمنين بعضا في أمورهم هذا يكتب لهذا و هذا يشتري لهذا و هذا يبيع لهذا إلى غير ذلك بشرط أن يكون بقصد التقرب إلى اللّٰه و لرعاية الإيمان و أما إذا كان لجر منفعة دنيوية إلى نفسه فليس من خدمة المؤمن في شي ء بل هو خدمة لنفسه

[12]

2568- 12 الكافي، 8/ 162/ 168 سهل عن منصور بن العباس عن سليمان بن المسترق عن صالح الأحول قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول آخى رسول اللّٰه ص بين سلمان و أبي ذر و اشترط على أبي ذر أن لا يعصي سلمان

الوافي، ج 5، ص: 557

باب 80 حقوق الأخوة

[1]
اشارة

2569- 1 الكافي، 2/ 169/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته- و يواري عورته و يفرج عنه كربته و يقضي دينه فإذا مات خلفه في أهله و ولده

بيان

خلف فلانا في قومه كان خليفته

[2]
اشارة

2570- 2 الكافي، 2/ 169/ 2/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن عبد اللّٰه بن بكير الهجري عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما حق المسلم على المسلم قال له سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا و هو عليه واجب إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية اللّٰه و طاعته و لم يكن لله فيه من نصيب قلت له جعلت فداك و ما هي قال يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل- قال قلت له لا قوة إلا بالله قال أيسر حق منها أن تحب له ما تحب

الوافي، ج 5، ص: 558

لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك و الحق الثاني أن تجتنب سخطه و تتبع مرضاته و تطيع أمره و الحق الثالث أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك- و الحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و الحق الخامس أن لا تشبع و يجوع و لا تروى و يظمأ و لا تلبس و يعرى و الحق السادس أن يكون لك خادم و ليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه- و تصنع طعامه و تمهد فراشه و الحق السابع أن تبر قسمه و تجيب دعوته و تعود مرضته و تشهد جنازته و إذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها و لا تلجئه أن يسألكها و لكن تبادره مبادرة فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك

بيان

بر القسم و إبراره إمضاؤه على الصدق و في هذا الحديث و ما يأتي مما في معناه دليل على أن الجاهل

معذور في ترك ما يجهل

[3]

2571- 3 الفقيه، 4/ 398/ 5850 مسعدة بن صدقة قال قال رسول اللّٰه ص للمؤمن على المؤمن سبع حقوق واجبة من اللّٰه تعالى عليه الإجلال له في عينه و الود له في صدره و المواساة له في ماله و أن يحرم غيبته و أن يعوده في مرضه و أن يشيع جنازته و أن لا يقول فيه بعد موته إلا خيرا

[4]

2572- 4 الكافي، 2/ 174/ 14/ 1 علي عن الحسين بن الحسن عن محمد بن أورمة رفعه عن معلى بن خنيس قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن حق المؤمن فقال سبعون حقا لا أخبرك إلا بسبعة فإني عليك

الوافي، ج 5، ص: 559

مشفق أخشى أن لا تحتمل فقلت بلى إن شاء اللّٰه فقال لا تشبع و يجوع و لا تكتسي و يعرى و تكون دليله و قميصه الذي يلبسه و لسانه الذي يتكلم به و تحب له ما تحب لنفسك و إن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه و تسعى في حوائجه بالليل و النهار فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا و ولايتنا بولاية اللّٰه تعالى

[5]
اشارة

2573- 5 الكافي، 2/ 170/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن سيف عن أبيه عن عبد الأعلى بن أعين قال كتب أصحابنا يسألون أبا عبد اللّٰه ع عن أشياء و أمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه- فسألته فلم يجبني فلما جئت لأودعه قلت سألتك فلم تجبني فقال إني أخاف أن تكفروا إن من أشد ما افترض اللّٰه على خلقه ثلاثا- إنصاف المرء من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه و مواساة الأخ في المال و ذكر اللّٰه على كل حال ليس سبحان اللّٰه و الحمد لله و لكن عند ما حرم اللّٰه عليه فيدعه

بيان

قد مضت أخبار أخر في هذا المعنى في باب الإنصاف و المواساة

[6]
اشارة

2574- 6 الكافي، 2/ 170/ 5/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن اليماني عن أبي عبد اللّٰه ع قال حق المسلم على المسلم أن لا يشبع و يجوع أخوه و لا يروى و يعطش أخوه و لا يكتسي و يعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم و قال أحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك- و إن احتجت فسله و إن سألك فأعطه لا تمله خيرا و لا يمل لك كن له ظهرا فإنه لك ظهرا إذا غاب [عنك] فاحفظه في غيبته و إذا شهد

الوافي، ج 5، ص: 560

فزره و أجله و أكرمه فإنه منك و أنت منه فإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه- حتى تسل سخيمته و إن أصابه خير فاحمد اللّٰه و إن ابتلي فاعضده و إن تمحل له فأعنه و إذا قال الرجل لأخيه أف انقطع ما بينهما من الولاية- و إذا قال أنت عدوي كفر أحدهما فإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء و قال بلغني أنه قال إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض و قال إن المؤمن ولي اللّٰه يعينه و يصنع له و لا يقول عليه إلا الحق و لا يخاف غيره

بيان

لعل المراد بقوله لا تمله خيرا و لا يمل لك لا تسأمه من جهة إكثارك الخير له و لا يسأم هو من جهة إكثاره الخير لك يقال مللته و مللت منه إذا سأمه و السل انتزاعك الشي ء و إخراجه في رفق كالإسلال و السخيمة الحقد تمحل له أي كيد يقال رجل محل أي ذو كيد و محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان و المحال

بالكسر الكيد

[7]

2575- 7 الكافي، 2/ 171/ 6/ 1 القميان عن ابن فضال الكافي، 2/ 171/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللّٰه ع قال للمسلم على أخيه المسلم من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه و يعوده إذا مرض و ينصح له إذا غاب و يسمته إذا عطس و يجيبه إذا دعاه و يتبعه إذا مات

[8]
اشارة

2576- 8 الكافي، 2/ 171/ 7/ 1 الثلاثة عن بزرج عن أبي المأمون الحارثي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع ما حق المؤمن على المؤمن- قال إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره و المواساة له في ماله

الوافي، ج 5، ص: 561

و الخلف له في أهله و النصرة له على من ظلمه و إن كان نافلة في المسلمين- و كان غائبا أخذ له بنصيبه و إذا مات الزيارة إلى قبره و أن لا يظلمه و أن لا يغشه و أن لا يخونه و أن لا يخذله و أن لا يكذبه و أن لا يقول له أف و إذا قال له أف فليس بينهما ولاية و إذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما- و إذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء

بيان

النافلة الغنيمة و العطية

[9]

2577- 9 الكافي، 2/ 361/ 8/ 1 القمي عن محمد بن سنان [حسان] عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا قال المؤمن لأخيه المؤمن أف خرج من ولايته فإذا قال أنت عدوي كفر أحدهما و لا يقبل اللّٰه تعالى من مؤمن عملا و هو مضمر على أخيه المؤمن سوءا

[10]

2578- 10 الكافي، 2/ 171/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن أبي علي صاحب الكلل عن أبان بن تغلب قال كنت أطوف مع أبي عبد اللّٰه ع فعرض لي رجل من أصحابنا كان سألني الذهاب معه في حاجة فأشار إلي فكرهت أن أدع أبا عبد اللّٰه ع و أذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضا فرآه أبو عبد اللّٰه ع فقال يا أبان إياك يريد هذا قلت نعم- قال فمن هو قلت رجل من أصحابنا قال هو على مثل ما أنت

الوافي، ج 5، ص: 562

عليه قلت نعم قال فاذهب إليه قلت و أقطع الطواف قال نعم- قلت و إن كان طواف الفريضة قال نعم قال فذهبت معه ثم دخلت عليه بعد فسألته فقلت أخبرني عن حق المؤمن على المؤمن فقال يا أبان دعه لا ترده قلت بلى جعلت فداك قال يا أبان لا ترده قلت بلى جعلت فداك فلم أزل أردد عليه فقال يا أبان تقاسمه شطر مالك ثم نظر إلي فرأى ما دخلني فقال يا أبان أ ما تعلم أن اللّٰه تعالى قد ذكر المؤثرين على أنفسهم قلت بلى جعلت فداك فقال إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد إنما أنت و هو سواء إنما تؤثره إذا

أنت أعطيته من النصف الآخر

[11]
اشارة

2579- 11 الكافي، 2/ 172/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن فضالة عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع أنا و ابن أبي يعفور و عبد اللّٰه بن طلحة فقال ابتداء منه يا ابن أبي يعفور قال رسول اللّٰه ص ست خصال من كن فيه كان بين يدي اللّٰه تعالى و عن يمين اللّٰه تعالى فقال ابن أبي يعفور و ما هي جعلت فداك قال يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله عليه و يكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله عليه- و يناصحه الولاية فبكى ابن أبي يعفور و قال كيف يناصحه الولاية- قال يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ففرح لفرحه إن هو فرح و حزن لحزنه إن هو حزن و إن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه و إلا دعا اللّٰه له قال ثم قال أبو عبد اللّٰه ع ثلاث لكم و ثلاث لنا أن تعرفوا فضلنا و أن تطئوا عقبنا و أن تنتظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي اللّٰه تعالى فيستضي ء بنورهم من هو أسفل منهم و أما الذين عن يمين الهّٰ فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنأهم العيش مما يرون من

الوافي، ج 5، ص: 563

فضلهم فقال ابن أبي يعفور ما لهم لا يرون و هم عن يمين اللّٰه فقال يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور اللّٰه أ ما بلغك الحديث أن رسول اللّٰه ص كان يقول إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي اللّٰه و عن يمين اللّٰه تعالى وجوههم أبيض

من الثلج و أضوأ من الشمس الضاحية يسأل السائل ما هؤلاء فيقال هؤلاء الذين تحابوا في جلال اللّٰه

بيان

كان بين يدي اللّٰه تعالى و عن يمين اللّٰه يعني كان مع كونه بين يدي اللّٰه عن يمين اللّٰه فهما صفتان لقوم واحد و هم أصحاب اليمين و أما قوله ع في آخر الحديث و أما الذين عن يمين اللّٰه فليس يعني به انفصالهم عن الذين بين يدي اللّٰه بل وصفهم تارة بالوصفين و أخرى بأحدهما كما يدل عليه استشهاده بالحديث النبوي و لعل المراد بقوله ع إذا كان منه بتلك المنزلة أنه إذا كانت منزلة أخيه عنده بحيث يحب له ما يحب لأعز أهله عليه و يكره له ما يكره لأعز أهله عليه بثه همه أي نشره و أظهره فإذا بثه همه فرح لفرحه و حزن لحزنه و فرج عنه أو دعا له و هذا معنى مناصحته الولاية و يحتمل أن يكون المراد بتلك المنزلة صلاحيته للأخوة و الولاية كما يأتي بيانه في الباب الآتي ثلاث لكم يعني هذه الثلاث المذكورات لكم و فيما بينكم و هي ما ذكره أولا و المراد بوطء العقب المتابعة و المشايعة في الأعمال و الأخلاق و المراد بالعاقبة ظهور دولتهم و قيام قائمهم ع

[12]
اشارة

2580- 12 الكافي، 2/ 173/ 10/ 1 عنه عن عثمان عن محمد بن عجلان قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك قال فأحسن الثناء و زكى و أطرى

الوافي، ج 5، ص: 564

فقال له كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم فقال قليلة قال فكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم قال قليلة قال فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم قال إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا قال فقال فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعة

بيان

الإطراء مجاوزة الحد في المدح و العيادة العائدة و هي المعروف و العطف و المنفعة مشاهدة أغنيائهم أي شهودهم لديهم و مجالستهم معهم ذات أيديهم أي أموالهم

[13]

2581- 13 الكافي، 2/ 173/ 11/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن أبي إسماعيل قال قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير فقال هل يعطف الغني على الفقير- و يتجاوز المحسن عن المسي ء و يتواسون قلت لا فقال ليس هؤلاء شيعة الشيعة من يفعل هذا

[14]
اشارة

2582- 14 الكافي، 2/ 173/ 13/ 1 القميان عن ابن فضال عن عمر بن أبان عن سعيد بن الحسن قال قال أبو جعفر ع أ يجي ء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه فقلت ما أعرف ذلك فينا فقال أبو جعفر ع فلا شي ء إذا قلت فالهلاك إذا فقال إن القوم لم يعطوا أحلامهم بعد

بيان

الأحلام جمع الحلم بالكسر و هو الأناة و العقل

الوافي، ج 5، ص: 565

[15]

2583- 15 الكافي، 2/ 207/ 8/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة

[16]

2584- 16 الكافي، 2/ 174/ 16/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص حق على المسلم إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه و حق على إخوانه إذا قدم أن يأتوه

[17]

2585- 17 الكافي، 2/ 170/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن جميل عن مرازم عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما عبد اللّٰه بشي ء أفضل من أداء حق المؤمن

الوافي، ج 5، ص: 567

باب 81 صفة الأخ الذي يجب أداء حقه

[1]
اشارة

2586- 1 الكافي، 2/ 168/ 1/ 1 علي عن الاثنين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول و سئل عن إيمان من يلزمنا حقه و أخوته كيف هو- و بما يثبت و بما يبطل فقال إن الإيمان قد يتخذ على وجهين أما أحدهما فهو الذي يظهر لك من صاحبك فإذا ظهر لك منه مثل الذي تقول به أنت حقت ولايته و إخوته إلا أن يجي ء منه نقض للذي وصف من نفسه و أظهره لك فإن جاء منه ما تستدل به على نقض الذي أظهر لك- خرج عندك مما وصف لك و أظهر و كان لما أظهر لك ناقضا إلا أن يدعي أنه إنما عمل ذلك تقية و مع ذلك تنظر فيه فإن كان ليس مما يمكن أن تكون التقية في مثله لم تقبل منه ذلك لأن للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها لم تستقم له و تفسير ما يتقي مثل قوم سوء ظاهر حكمهم و فعلهم على غير حكم الحق و فعله فكل شي ء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا يؤدي إلى الفساد في الدين فإنه جائز

بيان

إنما اكتفى بذكر أحد الوجهين عن الآخر لأن الآخر كان معلوما و هو ما يعرف بالصحبة المتأكدة و المعاشرة المتكررة الموجبة لليقين و إنما ذكر الفرد الأخفى و هو ما يظهر منه بدون ذلك.

حقت بفتح الحاء و ضمها لأنه لازم و متعد ولايته أي مودته

الوافي، ج 5، ص: 568

و إخوته أي في الدين و يستفاد من ظاهر هذا الحديث وجوب المؤاخاة و أداء الحقوق بمجرد ثبوت التشيع و هو على إطلاقه مشكل كيف و لو كان ذلك كذلك للزم الحرج و صعوبة المخرج إلا أن يخصص

التشيع بما مضى من الشروط في باب صفات المؤمن و علاماته و في الباب السابق و قد وقعت الإشارة إلى ذلك في الحديث الثالث من هذا الباب كما يأتي إن شاء اللّٰه تعالى

[2]

2587- 2 الكافي، 2/ 168/ 1/ 2 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن حمزة بن محمد الطيار عن أبيه عن أبي جعفر ع قال لم تتآخوا على هذا الأمر و إنما تعارفتم عليه

[3]
اشارة

2588- 3 الكافي، 2/ 169/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن عثمان عن ابن مسكان و سماعة جميعا عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

بيان

لعل المراد بهذا الحديث أنكم معاشر الشيعة لم تتآخوا على التشيع إذ لو كنتم متواخين على التشيع لجرت بينكم جميعا المؤاخاة و أداء الحقوق و يعم ذلك كل من كان على التشيع و ليس كذلك بل إنما أنتم متعارفون على التشيع يتعارف بعضكم بعضا عليه من دون مؤاخاة و على هذا يجوز أن يكون الحديث واردا مورد الإنكار و أن يكون واقعا موقع الأخبار و يحتمل أن يكون المراد من الحديث أن مجرد القول بالتشيع لا يوجب التآخي بينكم و إنما يوجب التعارف بينكم و أما التآخي فإنما يوجبه أمور أخر غير ذلك لا يجب بدونها و عنوان الباب لهذا الحديث في الكافي هكذا باب في أن التآخي لم يقع في الدين و إنما وقع على التعارف و في بعض النسخ و إنما هو التعارف و معناه كما يتبادر من اللفظ أن سبب التآخي بين المسلمين ليس هو الدين و لا هو

الوافي، ج 5، ص: 569

مبتن عليه بل إنما سببه التعارف بينهم و ابتناؤه على ذلك و هذا معنى آخر غير المعنيين اللذين ذكرناهما لا يكاد يستفاد من الحديث إلا أن يتكلف في النسختين بإرجاعهما إلى المعنى الأول

[4]
اشارة

2589- 4 الكافي، 2/ 239/ 28/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال من عامل الناس فلم يظلمهم و حدثهم فلم يكذبهم و وعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته و كملت مروته و ظهر عدله و وجبت أخوته

بيان

يستفاد من هذا الحديث من جهة المفهوم أن من لم يكن بهذه الصفات لم تجب أخوته و لا أداء حقوق الأخوة معه و يؤيده الحديث الآتي و حديث الاختبار بصدق الحديث و أداء الأمانة كما مضى و عليه العمل و به يندفع الحرج و يسهل سبيل المخرج و بالله العون و التوفيق

[5]
اشارة

2590- 5 الكافي، 2/ 248/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الإخوان فقال الإخوان صنفان- إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم الكهف و الجناح و الأهل و المال فإذا كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك و بدنك و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سره و عيبه و أظهر منه الحسن و اعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم فلا تقطعن ذلك منهم و لا تطلبن ما

الوافي، ج 5، ص: 570

وراء ذلك عن ضميرهم و ابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان

بيان

الكشر التبسم كاشرة كشف له عن أنيابه

الوافي، ج 5، ص: 571

باب 82 من تجب مصادقته و مصاحبته

[1]

2591- 1 الكافي، 2/ 638/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين بن الحسن عن محمد بن سنان عن عمار بن موسى عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا عليك أن تصحب ذا العقل و إن لم تحمد كرمه و لكن انتفع بعقله و احترس من سيئ أخلاقه و لا تدعن صحبة الكريم فإن لم تنتفع بعقله و لكن انتفع بكرمه بعقلك و افرر كل الفرار من اللئيم الأحمق

[2]
اشارة

2592- 2 الكافي، 2/ 638/ 2/ 1 عنه عن التميمي التهذيب، 6/ 377/ 225/ 1 الصفار عن عبد اللّٰه بن عامر عن التميمي عن محمد بن الصلت عن أبان عن أبي العديس قال قال أبو جعفر ع يا صالح اتبع من يبكيك و هو لك ناصح- و لا تتبع من يضحكك و هو لك غاش و ستردون على اللّٰه جميعا فتعلمون

بيان

يعني عند الورود على اللّٰه تعالى يظهر صدق هذا القول و حقيته. و أما هاهنا

الوافي، ج 5، ص: 572

فإنما هو مختف تحت جلابيب الغرور

[3]
اشارة

2593- 3 الكافي، 2/ 638/ 3/ 1 عنه عن محمد بن علي عن موسى بن يسار القطان عن المسعودي عن أبي داود ثابت بن أبي صخر عن أبي علي الزعلي قال قال أمير المؤمنين ص قال رسول اللّٰه ص انظروا من تحادثون فإنه ليس من أحد ينزل به الموت إلا مثل له أصحابه في اللّٰه إن كانوا خيارا فخيارا و إن كانوا شرارا فشرارا و ليس أحد يموت إلا تمثلت له عند موته

بيان

مثل بالبناء للمفعول و تشديد المثلثة أي صور له بصورة مثالية قوله و ليس أحد يموت إلا تمثلت له على صيغة المتكلم يحتمل أن يكون من تتمة كلام رسول اللّٰه ص و أن يكون من كلام أمير المؤمنين ع

[4]

2594- 4 الكافي، 2/ 638/ 4/ 1 الثلاثة عن بعض الحلبيين عن ابن مسكان عن رجل من أهل الجبل لم يسمه قال قال أبو عبد اللّٰه ع عليك بالتلاد و إياك و كل محدث لا عهد له و لا أمان و لا ذمة و لا ميثاق و كن على حذر من أوثق الناس عندك

[5]
اشارة

2595- 5 الكافي، 8/ 249/ 350 محمد عن ابن عيسى عن

الوافي، ج 5، ص: 573

يحيى الحلبي عن ابن مسكان الحديث إلا أنه قال في آخره و كن على حذر من أوثق الناس في نفسك فإن الناس أعداء النعم

بيان

التلاد القديم يعني احذر من وثقت به غاية الوثوق و لا تأمن عليه أن يكيدك و يحسدك إذا أحس منك بنعمة فكيف من لا تثق به فإن الناس كلهم أعداء النعم لا يستطيعون أن يروا نعمة على عبد من عباد اللّٰه لا يتغيروا عليه

[6]
اشارة

2596- 6 الفقيه، 2/ 278/ 2440 إسحاق بن جرير عن أبي عبد اللّٰه ع قال اصحب من تتزين به و لا تصحب من يتزين بك

بيان

يعني اصحب من تنتفع به و تستفيد منه المكارم بأن يكون ناصحا لك ناقلا إليك عيوبك و مع ذلك يغتنم صحبتك فإنه ما لم يغتنم صحبتك لا يكون زينة لك و لا يمكنك أن تتزين به لا من هو بخلاف ذلك ممن أراد الانتفاع بك من دون نفع لك منه و لا اغتنام لصحبتك منه

[7]

2597- 7 الكافي، 2/ 639/ 5/ 1 العدة عن أحمد رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع قال أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي

[8]
اشارة

2598- 8 الكافي، 2/ 639/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن الحسن عن الدهقان عن أحمد بن عائذ عن عبيد اللّٰه الحلبي عن أبي عبد اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 574

ع قال لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شي ء منها فانسبه إلى الصداقة و من لم يكن فيه شي ء منها فلا تنسبه إلى شي ء من الصداقة فأولها أن تكون سريرته و علانيته لك واحدة- و الثانية أن يرى زينك زينه و شينك شينه و الثالثة أن لا تغيره عليك ولاية و لا مال و الرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات

بيان

الإسلام الخذلان

[9]
اشارة

2599- 9 الكافي، 2/ 672/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن معلى بن خنيس و عثمان بن سليمان النخاس عن المفضل بن عمر و يونس بن ظبيان قالا قال أبو عبد اللّٰه ع اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم و إلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب محافظة على الصلوات في مواقيتها و البر بالإخوان في العسر و اليسر

بيان

العزوب بالعين المهملة و الزاي البعد و الغيبة

[10]
اشارة

2600- 10 الكافي، 2/ 651/ 1/ 2 العدة عن أحمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان عنده قوم يحدثهم إذ ذكر رجل منهم رجلا فوقع فيه و شكاه فقال له أبو عبد اللّٰه ع و أنى لك بأخيك كله و أي الرجال المهذب

الوافي، ج 5، ص: 575

بيان

وقع فيه أي اغتابه و ذكره بما يسوؤه و أنى لك بأخيك كله يعني من أين لك بأخ يكون حقيقا بالأخوة لك من جميع الجهات لا تجد فيه ما لا ترتضيه و أي رجل هذب نفسه غاية التهذيب بحيث لا يبقى فيه عيب و تمام البيت هكذا

و لست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب

لا تلمه بتشديد الميم من اللم بمعنى الجمع و الشعث بالمعجمة ثم المهملة ثم المثلثة بمعنى انتشار الأمر يعني إن لم تجمع تفرق أخيك و انتشار أمره بالمسامحة عنه و الإغماض لم يبق لك أخ في الناس إذ لا مهذب في الرجال كل التهذيب

[11]

2601- 11 الكافي، 2/ 651/ 2/ 2 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم و محمد بن سنان عن علي عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق

[12]

2602- 12 الكافي، 8/ 162/ 166 سهل عن منصور بن العباس عمن ذكره عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى ليحفظ من يحفظ صديقه

[13]

2603- 13 الفقيه، 4/ 402/ 5866 محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال الصادق جعفر بن محمد ع من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه

الوافي، ج 5، ص: 577

باب 83 من تكره مصاحبته و مشاورته

[1]
اشارة

2604- 1 الكافي، 2/ 376/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن عمرو بن عثمان عن محمد بن سالم الكندي عمن حدثه عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع إذا صعد المنبر قال ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة ثلاثة الماجن الفاجر و الأحمق و الكذاب فأما الماجن الفاجر فيزين لك فعله و يحب أنك مثله و لا يعينك على أمر دينك و معادك و مقاربته جفاء و قسوة و مدخله و مخرجه عار عليك و أما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير و لا يرجى لصرف السوء عنك و لو اجهد نفسه- و ربما أراد منفعتك فضرك فموته خير من حياته و سكوته خير من نطقه و بعده خير من قربه و أما الكذاب فإنه لا يهنؤك معه عيش ينقل حديثك و ينقل إليك الحديث كلما أفنى أحدوثة مطها بأخرى مثلها حتى إنه يحدث بالصدق فما يصدق و يعرف بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور فاتقوا اللّٰه عز و جل و انظروا لأنفسكم

بيان

الماجن من لا يبالي قولا و لا فعلا لصلابة وجهه من المجون بمعنى الصلابة و الغلظة لا يهنؤك بتخفيف النون أي لا يصير لك هنيئا و المط المد و القوة و السخيمة الضغينة

الوافي، ج 5، ص: 578

[2]

2605- 2 الكافي، 2/ 640/ 2/ 1 و في رواية عبد الأعلى عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا ينبغي للمرء المسلم أن يؤاخي الفاجر فإنه يزين له فعله و يحب أن يكون مثله و لا يعينه على أمر دنياه و لا أمر معاده و مدخله إليه و مخرجه من عنده شين عليه

[3]

2606- 3 الكافي، 2/ 375/ 5/ 1 الكافي، 2/ 640/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن محمد بن يوسف عن ميسر عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا ينبغي للمسلم أن يؤاخي الفاجر و لا الأحمق و لا الكذاب

[4]

2607- 4 الكافي، 2/ 341/ 14/ 1 البرقي عن عمرو بن عثمان عن محمد بن سالم رفعه قال قال أمير المؤمنين ع ينبغي للرجل المسلم أن يتجنب مؤاخاة الكذاب إنه يكذب حتى يجي ء بالصدق فلا يصدق

[5]
اشارة

2608- 5 الكافي، 2/ 640/ 4/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي الحسن ع قال قال عيسى ع إن صاحب الشر يعدي و قرين السوء يردي فانظر من تقارن

بيان

يعدي أي يجاوز شره إلى صاحبه من الأعداء يردي أي يهلك

[6]
اشارة

2609- 6 الكافي، 2/ 640/ 5/ 1 الكافي، 2/ 640/ 6/ 1 محمد عن أحمد و محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن موسى قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا عمار إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة و تكمل لك المروة

الوافي، ج 5، ص: 579

و تصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد و السفلة في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك و إن حدثوك كذبوك و إن نكبت خذلوك و إن وعدوك أخلفوك قال و سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار و حب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار و بغض الفجار للأبرار زين للأبرار و بغض الأبرار للفجار خزي على الفجار

بيان

تستتب تستقيم و إنما كان حب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار لأن حبهم إياهم مع عدم مجانستهم لهم دليل على أن برهم بلغ الغاية و إنما كان بغضهم إياهم زينا لهم لأنه دليل على صلابتهم في الدين و إنما كان بغض الأبرار للفجار خزيا عليهم لأنه دليل على أن فجورهم بلغ الغاية أو هو بالخاصية يخزيهم

[7]

2610- 7 الكافي، 2/ 641/ 7/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد عن أبي حمزة عن أبي عبد اللّٰه عن أبيه ع قال قال لي أبي علي بن الحسين ع يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم- و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقلت يا أباه من هم عرفنيهم قال إياك و مصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و إياك و مصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك و إياك و مصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه- و إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصاحبة

الوافي، ج 5، ص: 580

القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب اللّٰه عز و جل في ثلاثة مواضع- قال اللّٰه تعالى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمىٰ أَبْصٰارَهُمْ- و قال تعالى الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مِيثٰاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّٰارِ- و قال في البقرة الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مِيثٰاقِهِ

وَ يَقْطَعُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولٰئِكَ هُمُ الْخٰاسِرُونَ

[8]
اشارة

2611- 8 الكافي، 2/ 641/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن موسى بن القاسم قال سمعت المحاربي يروي عن أبي عبد اللّٰه ع عن آبائه ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاثة مجالستهم تميت القلب الجلوس مع الأنذال و الحديث مع النساء- و الجلوس مع الأغنياء

بيان

النذل الخسيس

[9]
اشارة

2612- 9 الكافي، 2/ 641/ 9/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره رفعه قال قال لقمان لابنه يا بني- لا تقترب فيكون أبعد لك و لا تبعد فتهان كل دابة تحب مثلها و إن ابن آدم يحب مثله و لا تنشر بزك إلا عند باغيه كما ليس بين الذئب و الكبش

الوافي، ج 5، ص: 581

خلة كذلك ليس بين البار و الفاجر خلة من يقترب من الزفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه من يحب المراء يشتم و من يدخل مداخل السوء يتهم من يقارن قرين السوء لا يسلم و من لا يملك لسانه يندم

بيان

لا تقترب يعني من الناس بكثرة المخالطة و المعاشرة فيسأموك و يملوك فتكون أبعد من قلوبهم و لا تبعد كل البعد فلم يبالوا بك فتصير مهينا مخذولا و البز بالزاي المتاع

[10]

2613- 10 الكافي، 2/ 642/ 10/ 1 القميان عن التميمي عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم- فتصيروا عند الناس كواحد منهم قال رسول اللّٰه ص المرء على دين خليله و قرينه

[11]

2614- 11 الكافي، 2/ 642/ 11/ 1 القميان عن الحجال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد اللّٰه ع إياك و مصادقة الأحمق فإنك أسر ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك

[12]
اشارة

2615- 12 الفقيه، 4/ 417/ 5907 ابن عيسى عن علي الميثمي عن عبد اللّٰه بن الوليد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 582

ع قال أربع يذهبن ضياعا مودة تمنح من لا وفاء له- و معروف يوضع عند من لا يشكره و علم يعلم من لا يستمع له و سر يودع من لا حصانة له

بيان

الحصانة بالمهملتين الحفظ و الأحكام

[13]
اشارة

2616- 13 الفقيه، 4/ 409/ 5889 محمد بن أحمد عن محمد بن آدم عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال رسول اللّٰه ص يا علي لا تشاورن جبانا- فإنه يضيق عليك المخرج و لا تشاورن بخيلا فإنه يقصر بك عن غايتك و لا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها و اعلم أن الجبن و البخل و الحرص غريزة يجمعها سوء الظن

بيان

الشره غلبة الحرص و أريد بسوء الظن سوء الظن بالله

الوافي، ج 5، ص: 583

باب 84 تعرف المودة و تعريفها و آدابها

[1]

2617- 1 الكافي، 2/ 652/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن يوسف عن زكريا بن محمد عن صالح بن الحكم قال سمعت رجلا يسأل أبا عبد اللّٰه ع فقال الرجل يقول أودك فكيف أعلم أنه يودني فقال امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك

[2]

2618- 2 الكافي، 2/ 652/ 3/ 1 أبو بكر الحبال عن محمد بن عيسى القطان المدائني قال سمعت أبي يقول حدثنا مسعدة بن اليسع قال قلت لأبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد ع إني و اللّٰه لأحبك- فأطرق ثم رفع رأسه و قال صدقت يا با بشر سل قلبك عما لك في قلبي من حبك فقد أعلمني قلبي عما لي في قلبك

[3]

2619- 3 الكافي، 2/ 652/ 4/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن الحسن بن الجهم قال قلت لأبي الحسن ع لا تنسني من الدعاء قال و تعلم أني أنساك قال فتفكرت في نفسي و قلت هو يدعو لشيعته و أنا من شيعته قلت لا لا تنساني قال و كيف علمت بذلك قلت إني من شيعتك و إنك تدعو لهم فقال هل علمت بشي ء غير هذا قال قلت لا قال إذا أردت أن تعلم ما لك عندي

الوافي، ج 5، ص: 584

فانظر إلى ما لي عندك

[4]
اشارة

2620- 4 الكافي، 2/ 653/ 5/ 1 علي عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني عن أبي عبد اللّٰه ع قال انظر قلبك فإن أنكر صاحبك فاعلم أن أحدكما قد أحدث

بيان

يعني أحدث ما يوجب خللا في المودة

[5]

2621- 5 الكافي، 2/ 654/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل و حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإن أحدكما قد أحدث

[6]

2622- 6 الكافي، 2/ 644/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن عمر عن أبيه عن نصر بن قابوس قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع إذا أحببت أحدا من إخوانك فأعلمه ذلك فإن إبراهيم ع قال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي

[7]

2623- 7 الكافي، 2/ 644/ 2/ 1 البرقي و محمد عن ابن عيسى جميعا عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 585

إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما

[8]

2624- 8 الكافي، 2/ 643/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم يلقاه بالبشر إذا لقيه و يوسع له في المجلس إذا جلس إليه- و يدعوه بأحب الأسماء إليه

[9]

2625- 9 الكافي، 2/ 671/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن ع قال إذا كان الرجل حاضرا فكنه و إن كان غائبا فسمه

[10]

2626- 10 الكافي، 2/ 671/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا أحب أحدكم أخاه المسلم- فليسأله عن اسمه و اسم أبيه و اسم قبيلته و عشيرته فإن من حقه الواجب و صدق الإخاء أن يسأله عن ذلك و إلا فإنها معرفة حمقاء

[11]
اشارة

2627- 11 الكافي، 2/ 671/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن يعقوب بن يزيد عن علي بن جعفر عن عبد الملك بن قدامة عن أبيه عن علي بن الحسين ع قال قال رسول اللّٰه ص يوما لجلسائه تدرون ما العجز قالوا اللّٰه و رسوله أعلم فقال العجز ثلاثة أن يبدر أحدكم بطعام يصنعه لصاحبه فيخلفه و لا يأتيه و الثانية أن يصحب الرجل منكم الرجل أو يجالسه يحب أن يعلم من هو و من أين هو فيفارقه قبل أن يعلم ذلك و الثالثة أمر النساء يدنو أحدكم من أهله فيقضي حاجته و هي لم تقض حاجتها فقال عبد اللّٰه بن عمرو بن العاص فكيف

الوافي، ج 5، ص: 586

ذلك يا رسول اللّٰه فقال يتحرش و يتمكث حتى يأتي ذلك منهما جميعا قال و في حديث آخر قال رسول اللّٰه ص إن من أعجز العجز رجل لقي رجلا فأعجبه نحوه فلم يسأله عن اسمه و نسبه و موضعه

بيان

العجز في الصورة الأولى أن نسبناه إلى البادر فالوجه فيه أنه بدر بتهيئة الطعام قبل أن يستوثق من حضور الضيف و إن نسبناه إلى المخلف كما هو الأظهر فلأنه لم يتمكن من رفع مانعة اللاحق بعد وعده السابق. و في الصورة الثانية منسوب إلى من أحب أن يعلم و الوجه في عجزه ظاهر و التحرش بالمهملتين ثم المعجمة تكلف المجامعة و التمكث تكلف المكث و النحو الطريق

[12]

2628- 12 الكافي، 2/ 672/ 5/ 1 عنه عن عثمان عن سماعة قال سمعت أبا الحسن موسى ع يقول لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك أبق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء

[13]
اشارة

2629- 13 الكافي، 2/ 672/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن علي الميثمي عن عبد [عبيد] اللّٰه بن واصل عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا تثقن بأخيك كل الثقة فإن صرعة الاسترسال لن تستقال

الوافي، ج 5، ص: 587

بيان

الصرع الطرح على الأرض و الاسترسال المبالغة في الانبساط و الاستئناس و الاستقالة طلب إقالة العثرة أراد أن ما يترتب على زيادة الانبساط من الخلل و الشر لا دواء له و في الكلام استعارة

الوافي، ج 5، ص: 589

باب 85 تزاور الإخوان

[1]

2630- 1 الكافي، 2/ 183/ 1/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه ع قالا أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب اللّٰه له بكل خطوة حسنة و محيت عنه سيئة و رفعت له درجة- فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا و تصافحا و تعانقا- أقبل اللّٰه تعالى عليهما بوجهه ثم باهى بهما الملائكة فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا و تحابا في حق علي أن لا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف- فإذا انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه و خطاه و كلامه يحفظونه من بلاء الدنيا و بوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما أعفي من الحساب و إن كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره

[2]
اشارة

2631- 2 الكافي، 2/ 175/ 1/ 2 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن ابن أبي حمزة عن أبي عبد اللّٰه ع قال من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد اللّٰه و تنجز ما عند اللّٰه وكل اللّٰه به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت و طابت لك الجنة

الوافي، ج 5، ص: 590

بيان

تنجز ما عند اللّٰه استنجاحه و سؤال إحضاره و الوفاء به

[3]

2632- 3 الكافي، 2/ 178/ 15/ 1 الثلاثة عن الخراز قال سمعت أبا حمزة يقول سمعت العبد الصالح ع يقول من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب اللّٰه و تنجز ما وعده اللّٰه تعالى وكل اللّٰه به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه ينادونه ألا طبت و طابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلا

[4]

2633- 4 الكافي، 2/ 177/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن بشير عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن العبد المسلم إذا خرج من بيته زائرا أخاه لله لا لغيره التماس وجه اللّٰه رغبة فيما عنده وكل اللّٰه به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله ألا طبت و طابت لك الجنة

[5]

2634- 5 الكافي، 2/ 177/ 10/ 1 الحسين بن محمد [عن أحمد] عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما زار مسلم أخاه المسلم في اللّٰه و لله إلا ناداه اللّٰه أيها الزائر طبت و طابت لك الجنة

[6]

2635- 6 الكافي، 2/ 176/ 2/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 5، ص: 591

حدثني جبرئيل أن اللّٰه تعالى أهبط إلى الأرض ملكا- فأقبل ذلك الملك يمشي حتى دفع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار فقال له الملك ما حاجتك إلى رب هذه الدار قال أخ لي مسلم زرته في اللّٰه تعالى فقال له الملك ما جاء بك إلا ذاك فقال له ما جاء بي إلا ذاك قال فإني رسول اللّٰه إليك و هو يقرئك السلام و يقول وجبت لك الجنة و قال الملك إن اللّٰه تعالى يقول أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار إياي زار و ثوابه علي الجنة

[7]

2636- 7 الكافي، 2/ 176/ 4/ 1 الثلاثة عن علي النهدي عن الحصين عن أبي عبد اللّٰه ع قال من زار أخاه في اللّٰه قال اللّٰه تعالى إياي زرت و ثوابك علي و لست أرضى لك ثوابا دون الجنة

[8]
اشارة

2637- 8 الكافي، 2/ 176/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من زار أخاه في جانب المصر ابتغاء وجه اللّٰه فهو زوره و حق على اللّٰه تعالى أن يكرم زوره

بيان

الزور بالفتح الزائر و البارز في زوره عائد إلى اللّٰه

[9]
اشارة

2638- 9 الكافي، 2/ 176/ 6/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من زار أخاه في بيته قال اللّٰه تعالى له أنت ضيفي و زائري علي قراك و قد أوجبت لك الجنة بحبك إياه

الوافي، ج 5، ص: 592

بيان

القرى ما يعد للضيف

[10]
اشارة

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 592

2639- 10 الكافي، 2/ 177/ 7/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن إسحاق بن عمار عن أبي عزة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من زار أخاه في اللّٰه في مرض أو صحة لا يأتيه خداعا و لا استبدالا وكل اللّٰه به سبعين ألف ملك ينادون في [من] قفاه أن طبت و طابت لك الجنة فأنتم زوار اللّٰه و أنتم وفد الرحمن حتى يأتي منزله فقال له بشير جعلت فداك فإن كان المكان بعيدا قال نعم يا بشير و إن كان المكان مسيرة سنة فإن اللّٰه جواد كريم و الملائكة كثير يشيعونه حتى يرجع إلى منزله

بيان

الاستبدال أن يتخذ منه بدلا يعني لا يأتيه لخداع أو عوض أو غرض دنيويين بل إنما يأتيه لله و في اللّٰه و الوفد جمع وافد و هو الوارد القادم قوله فإن كان المكان بعيدا لعله يعني به ينادون بذلك إلى وصوله إلى منزله و إن كان منزله بعيدا كأنه تعجب من نداء الملائكة بالثناء من المسافة البعيدة أو فيها

[11]
اشارة

2640- 11 الكافي، 2/ 177/ 8/ 1 الثلاثة عن علي النهدي عن أبي عبد اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 593

ع قال من زار أخاه في اللّٰه تعالى و لله جاء يوم القيامة- يخطو بين قباطي من نور لا يمر بشي ء إلا أضاء له حتى يقف بين يدي اللّٰه فيقول اللّٰه تعالى له مرحبا فإذا قال له مرحبا أجزل اللّٰه تعالى له العطية

بيان

في بعض النسخ يخطر مكان يخطو يعني يتمايل و يمشي مشية المعجب و القبط بالكسر أهل مصر و إليهم تنسب الثياب البيض المسماة بالقباطي

[12]

2641- 12 الكافي، 2/ 178/ 11/ 1 محمد عن أحمد و العدة عن سهل جميعا عن السراد عن الخراز عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال إن لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة رجل حكم على نفسه بالحق- و رجل زار أخاه المؤمن في اللّٰه و رجل آثر أخاه المؤمن في اللّٰه

[13]

2642- 13 الكافي، 2/ 178/ 12/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر ع قال إن المؤمن ليخرج إلى أخيه ليزوره فيوكل اللّٰه تعالى به ملكا فيضع جناحا في الأرض و جناحا في السماء يظله [يظلله]- فإذا دخل إلى منزله ناداه الجبار تبارك و تعالى أيها العبد المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي حق علي إعظامك سلني أعطك ادعني أجبك اسكت أبتدئك فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله ثم يناديه تعالى أيها العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك قد أوجبت لك جنتي و شفعتك في عبادي

[14]
اشارة

2643- 14 الكافي، 2/ 178/ 14/ 1 صالح بن عقبة عن صفوان الجمال عن

الوافي، ج 5، ص: 594

أبي عبد اللّٰه ع قال أيما ثلاثة مؤمنين اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه و لا يخافون غوائله و يرجون ما عنده إن دعوا اللّٰه أجابهم و إن سألوا أعطاهم و إن استزادوا زادهم و إن سكتوا ابتدأهم

بيان

البائقة الداهية و الشر و تقرب منها الغائلة

[15]

2644- 15 الكافي، 2/ 178/ 13/ 1 صالح بن عقبة عن عقبة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لزيارة مؤمن في اللّٰه خير من عتق عشر رقاب مؤمنات و من أعتق رقبة مؤمنة وقى كل عضو عضوا من النار حتى إن الفرج يقي الفرج

[16]

2645- 16 الكافي، 2/ 179/ 16/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لقاء الإخوان مغنم جسيم و إن قلوا

[17]
اشارة

2646- 17 الكافي، 8/ 315/ 496 العدة عن البرقي عن أبيه عن أبي الجهم عن أبي خديجة قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع كم بينك و بين البصرة قلت في الماء خمس إذا طابت الريح و على الظهر ثمان و نحو ذلك فقال ما أقرب هذا تزاوروا و يتعاهد بعضكم بعضا- فإنه لا بد يوم القيامة من أن يأتي كل إنسان بشاهد يشهد له على دينه- و قال إن المسلم إذا رأى أخاه كان حياة لدينه إذا ذكر اللّٰه تعالى

بيان

المراد بالخمس و الثمان عدد الليالي

الوافي، ج 5، ص: 595

باب 86 التسليم و رده

[1]

2647- 1 الكافي، 2/ 644/ 1/ 2 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص السلام تطوع و الرد فريضة

[2]
اشارة

2648- 2 الكافي، 2/ 644/ 2/ 2 بهذا الإسناد قال من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه و قال ابدءوا بالسلام قبل الكلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه

بيان

قبل السلام يحتمل ما إذا سلم بعد الكلام و ما إذا لم يسلم و إن كان ظاهره الأول و كذلك الإجابة تحتمل إجابة الكلام و إجابة السلام و إن كان ظاهرها الأول

[3]

2649- 3 الكافي، 2/ 644/ 3/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص أولى الناس بالله و برسوله من بدأ بالسلام

[4]

2650- 4 الكافي، 2/ 645/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال البادئ بالسلام

الوافي، ج 5، ص: 596

أولى بالله و برسوله

[5]
اشارة

2651- 5 الكافي، 2/ 644/ 4/ 1 العدة عن سهل عن التميمي عن عاصم بن حميد عن محمد عن أبي جعفر ع قال كان سليمان ع يقول أفشوا سلام اللّٰه فإن سلام اللّٰه لا ينال الظالمين

بيان

إفشاء السلام أن يسلم على من لقي كائنا من كان يعني سلموا على من لقيتم فإن لم يكن أهلا للسلام بأن كان ظالما فإنه لا يناله سلام اللّٰه

[6]

2652- 6 الكافي، 2/ 645/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه يحب إفشاء السلام

[7]

2653- 7 الكافي، 2/ 645/ 6/ 1 عنه عن ابن فضال عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه عز و جل قال البخيل من يبخل بالسلام

[8]

2654- 8 الكافي، 2/ 646/ 12/ 1 العدة عن أحمد عن عثمان عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال من التواضع أن تسلم على من لقيت

[9]

2655- 9 الكافي، 2/ 645/ 7/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن

الوافي، ج 5، ص: 597

القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا سلم أحدكم فليجهر بسلامه و لا يقول سلمت فلم يردوا علي و لعله يكون قد سلم و لم يسمعهم فإذا رد أحدكم فليجهر برده و لا يقول المسلم سلمت فلم يردوا علي ثم قال كان علي ص يقول لا تغضبوا و لا تغضبوا- أفشوا السلام و أطيبوا الكلام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ثم تلا ع قول اللّٰه تعالى السَّلٰامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ

[10]

2656- 10 الكافي، 2/ 645/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن أبان عن الحسن بن المنذر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من قال السلام عليكم فهي عشر حسنات و من قال سلام عليكم و رحمة اللّٰه فهي عشرون حسنة و من قال سلام عليكم و رحمة اللّٰه و بركاته فهي ثلاثون حسنة

[11]
اشارة

2657- 11 الكافي، 2/ 645/ 10/ 1 علي عن أبيه عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاثة يرد عليهم رد الجماعة و إن كان واحدا عند العطاس يقال يرحمكم اللّٰه و إن لم يكن معه غيره و الرجل يسلم على الرجل فيقول السلام عليكم و الرجل يدعو للرجل فيقول عافاكم اللّٰه و إن كان واحدا فإن معه غيره

بيان

أريد بالرد ما يشمل الابتداء و بالغير في آخر الحديث الملائكة الموكلون

الوافي، ج 5، ص: 598

الحافظون و الكاتبون و غيرهم

[12]

2658- 12 الكافي، 2/ 646/ 13/ 1 أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال مر أمير المؤمنين ع بقوم فسلم عليهم فقالوا عليك السلام و رحمة اللّٰه و بركاته و مغفرته و رضوانه فقال لهم أمير المؤمنين ع لا تجاوزوا بنا ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم ع إنما قالوا رحمة اللّٰه و بركاته عليكم أهل البيت

[13]

2659- 13 الكافي، 2/ 646/ 15/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع يكره للرجل أن يقول حياك اللّٰه- ثم يسكت حتى يتبعها بالسلام

[14]

2660- 14 الكافي، 2/ 646/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني عن أبي عبد اللّٰه ع قال يسلم الصغير على الكبير و المار على القاعد و القليل على الكثير

[15]

2661- 15 الكافي، 2/ 646/ 2/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد اللّٰه ع قال القليل يبدءون الكثير بالسلام و الراكب يبدأ الماشي و أصحاب البغال يبدءون أصحاب الحمير و أصحاب الخيل يبدءون أصحاب البغال

[16]

2662- 16 الكافي، 2/ 647/ 3/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن

الوافي، ج 5، ص: 599

ابن بكير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القاعد و إذا لقيت جماعة جماعة سلم الأقل على الأكثر و إذا لقي واحد جماعة سلم الواحد على الجماعة

[17]

2663- 17 الكافي، 2/ 647/ 4/ 1 سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال يسلم الراكب على الماشي و القائم على القاعد

[18]

2664- 18 الكافي، 2/ 647/ 1/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن ابن بكير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا مرت الجماعة بقوم أجزأهم أن يسلم واحد منهم و إذا سلم على القوم و هم جماعة أجزأهم أن يرد واحد منهم

[19]

2665- 19 الكافي، 2/ 647/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن البجلي قال إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم

[20]

2666- 20 الكافي، 2/ 647/ 3/ 2 محمد عن أحمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم و إذا رد واحد أجزأ عنهم

[21]
اشارة

2667- 21 الكافي، 2/ 647/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا كان قوم في مجلس ثم سبق قوم فدخلوا فعلى الداخل الأخير إذا دخل أن يسلم عليهم

الوافي، ج 5، ص: 600

بيان

لعل المراد أنه يسلم أولهم و آخرهم و لا يسلم من دخل بينهما هذا إذا دخل واحد بعد واحد و ما سبق إذا دخلوا معا فلا تنافي أو المراد أنه إذا تفرد من الداخلين أحد فتأخر عنهم و لم يدخل حتى دخلوا و استقروا فعليه أن يسلم إذا دخل و ذلك لأنه لم يجز تسليمهم عن تسليمه حينئذ لانفراده بالدخول

[22]
اشارة

2668- 22 الكافي، 2/ 648/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن أبي عبد اللّٰه ع قال الفقيه، 3/ 469/ 4634 كان رسول اللّٰه ص يسلم على النساء و يرددن عليه و كان أمير المؤمنين ع يسلم على النساء و كان يكره أن يسلم على الشابة منهن و يقول أتخوف أن يعجبني صوتها فيدخل من الإثم علي أكثر مما أطلب من الأجر

بيان

قال في الفقيه إنما قال ع لغيره و إن عبر عن نفسه و أراد بذلك أيضا التخوف من أن يظن ظان أنه يعجبه صوتها فيكفر قال و لكلام الأئمة ع مخارج و وجوه لا يعقلها إلا العالمون

[23]
اشارة

2669- 23 الكافي، 5/ 535/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تسلم على المرأة

بيان

ينبغي أن يحمل ما إذا كانت شابة يتخوف أن يعجبه صوتها دون المحارم

الوافي، ج 5، ص: 601

و العجائز توفيقا بينه و بين سابقة

[24]

2670- 24 الفقيه، 3/ 470/ 4637 سأل عمار الساباطي أبا عبد اللّٰه ع عن النساء كيف يسلمن إذا دخلن على القوم قال المرأة تقول عليكم السلام و الرجل يقول السلام عليكم

[25]
اشارة

2671- 25 الكافي، 2/ 645/ 11/ 1 محمد عن محمد بن الحسين رفعه قال كان أبو عبد اللّٰه ع يقول ثلاثة لا يسلمون الماشي مع الجنازة- و الماشي إلى الجمعة و في بيت حمام

بيان

و ذلك لأن هؤلاء في شغل من الخاطر و في هم من البال فلا عليهم أن لا يسلموا و سيأتي في كتاب الطهارة ذكر تسليم أبي الحسن ع في الحمام.

قال في الفقيه بعد نقل ذلك في هذا إطلاق في التسليم في الحمام لمن عليه مئزر و النهي الوارد عن التسليم فيه هو لمن لا مئزر عليه انتهى كلامه و قد ورد النهي عن التسليم على أقوام في رواية رواها

في الخصال عن الباقر ع أنه قال لا تسلموا على اليهود و لا النصارى و لا على المجوس و لا على عبدة الأوثان و لا على موائد شراب الخمر و لا على صاحب الشطرنج و النرد و لا على المخنث و لا على الشاعر الذي يقذف المحصنات و لا على المصلي و ذلك أن المصلي لا يستطيع أن يرد السلام لأن التسليم من المسلم تطوع و الرد عليه فريضة- و لا على آكل الربا و لا على رجل جالس على غائط و لا على الذي في الحمام- و لا على الفاسق المعلن بفسقه.

و قد ورد في معنى السلام و رده حديث لا بأس بإيراده هاهنا و هو

ما رواه في

الوافي، ج 5، ص: 602

كتاب الفردوس عن الفضل بن عباس قال قال رسول اللّٰه ص يا فضل هل تدري ما تفسير السلام عليكم إذا قال الرجل للرجل السلام عليكم و رحمة اللّٰه فمعناه إلي عهد اللّٰه و ميثاقه أن لا أغتابك- و لا

أعيب عليك مقالتك و لا أريد فإذا رد عليه و عليكم السلام و رحمة اللّٰه و بركاته يقول لك مثل الذي عليك و رحمة اللّٰه و اللّٰه شهيد على ما يقولون

الوافي، ج 5، ص: 603

باب 87 التسليم على أهل الملل و الدعاء لهم

[1]
اشارة

2672- 1 الكافي، 2/ 648/ 1/ 2 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال دخل يهودي على رسول اللّٰه ص و عائشة عنده فقال السام عليكم فقال رسول اللّٰه ص عليك ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد رسول اللّٰه ص عليه كما رد على صاحبيه فغضبت عائشة فقالت عليكم السام و الغضب و اللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة و الخنازير فقال لها رسول اللّٰه ص يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شي ء قط إلا زانه و لم يرفع عنه قط إلا شانه قالت يا رسول اللّٰه أ ما سمعت إلى قولهم السام عليكم فقال بلى أ ما سمعت ما رددت عليهم قلت عليكم فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا سلام عليكم و إذا سلم عليكم كافر فقولوا عليك

بيان

يستفاد من هذا الحديث جواز رد السلام بتقديم لفظ السلام

[2]

2673- 2 الكافي، 2/ 648/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن يحيى

الوافي، ج 5، ص: 604

عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا تبدءوا أهل الكتاب بالتسليم و إذا سلموا عليكم فقولوا و عليكم

[3]

2674- 3 الكافي، 2/ 649/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن اليهودي و النصراني و المشرك إذا سلموا على الرجل و هو جالس كيف ينبغي أن يرد عليهم- قال يقول عليكم

[4]

2675- 4 الكافي، 2/ 649/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن العجلي عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا سلم عليك اليهودي و النصراني و المشرك فقل عليك

[5]
اشارة

2676- 5 الكافي، 2/ 649/ 6/ 1 محمد عن عبد اللّٰه بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال تقول في الرد على اليهودي و النصراني سلام

بيان

سلام كتبه أكثر النساخ بلا ألف فأوهم أنه بكسر السين بمعنى الصلح أو هو بمعنى السلام و الظاهر أنه كتب على الرسم و ليس إلا سلام بالألف كما يوجد في بعض النسخ

[6]
اشارة

2677- 6 الكافي، 2/ 649/ 5/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال

الوافي، ج 5، ص: 605

أقبل أبو جعل بن هشام و معه قوم من قريش فدخلوا على أبي طالب فقالوا إن ابن أخيك قد آذانا و آذى آلهتنا فادعه و مره فليكف عن آلهتنا و نكف عن إلهه قال فبعث أبو طالب إلى رسول اللّٰه ص فدعاه فلما دخل النبي ص لم ير في البيت إلا مشركا فقال السلام على من اتبع الهدى- ثم جلس فخبره أبو طالب بما جاءوا له فقال أو هل لهم من كلمة خير لهم من هذا يسودون بها العرب و يطئون أعناقهم فقال أبو جهل نعم و ما هذه الكلمة فقال يقولون لا إله إلا اللّٰه قال فوضعوا أصابعهم في أذانهم و خرجوا هرابا و هم يقولون ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق فأنزل اللّٰه تعالى في قولهم ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إلى قوله تعالى إِلَّا اخْتِلٰاقٌ

بيان

إلا مشركا يعني بحسب الظاهر فإن أبا طالب كان يخفى إسلامه أو هل لهم من كلمة الظاهر أن أو حرف عطف يعني إما هذا الذي قلت أو كلمة أخرى هي خير لهم من هذا و هل لهم من ذاك فاعترض الاستفهام بين حرف العطف و المعطوف و جعل الهمزة حرف استفهام و الواو حرف عطف لا يخلو من تكلف و يسودون من السؤدد بمعنى السيادة

[7]

2678- 7 الكافي، 2/ 650/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن العبيدي عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا ع قال قيل لأبي عبد اللّٰه ع كيف أدعو لليهودي و النصراني قال تقول بارك اللّٰه لك

الوافي، ج 5، ص: 606

في دنياك

[8]

2679- 8 الكافي، 2/ 650/ 7/ 1 الثلاثة عن البجلي الكافي، 2/ 650/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن البجلي قال قلت لأبي الحسن موسى ع أ رأيت إن احتجت إلى متطبب و هو نصراني أن أسلم عليه و أدعو له فقال نعم لا ينفعه دعاؤك

الوافي، ج 5، ص: 607

باب 88 المصافحة

[1]

2680- 1 الكافي، 2/ 183/ 21/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رفاعة قال سمعته يقول مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة

[2]

2681- 2 الكافي، 2/ 183/ 18/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة

[3]
اشارة

2682- 3 الكافي، 2/ 179/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن زكريا عن الحذاء قال كنت زميل أبي جعفر ع و كنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو فإذا استوينا سلم- و ساءل مساءلة رجل لا عهد له بصاحبه و صافح قال و كان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا و هو على الأرض سلم و ساءل مساءلة من لا عهد له بصاحبه فقلت يا بن رسول اللّٰه إنك لتفعل شيئا ما يفعله من قبلنا و إن فعل مرة فكثير فقال أ ما علمت ما في المصافحة إن المؤمنين يلتقيان- فيصافح أحدهما صاحبه فلا يزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات الورق عن الشجرة و اللّٰه ينظر إليهما حتى يفترقا

بيان

الزميل العديل الذي حمله مع حملك على البعير و المزاملة المعادلة

الوافي، ج 5، ص: 608

على البعير و الزميل أيضا الرفيق في السفر الذي يعينك على أمورك و الرديف أيضا تتحات تتساقط

[4]

2683- 4 الكافي، 2/ 179/ 2/ 1 عنه عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي خالد القماط عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا و تصافحا أدخل اللّٰه يده بين أيديهما فصافح أشدهما حبا لصاحبه

[5]

2684- 5 الكافي، 2/ 179/ 3/ 1 ابن فضال عن علي بن عقبة عن أيوب عن السميدع عن مالك بن أعين الجهني عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل اللّٰه تعالى يده بين أيديهما- و أقبل بوجهه على أشدهما حبا لصاحبه فإذا أقبل اللّٰه بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق عن الشجر

[6]

2685- 6 الكافي، 2/ 180/ 4/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا- أقبل اللّٰه تعالى عليهما بوجهه و تساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر

[7]

2686- 7 الكافي، 2/ 182/ 17/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن الفضيل بن عثمان عن الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل اللّٰه بوجهه عليهما- و تحاتت الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا

[8]

2687- 8 الكافي، 2/ 180/ 5/ 1 العدة عن سهل عن البزنطي عن

الوافي، ج 5، ص: 609

صفوان الجمال عن الحذاء قال زاملت أبا جعفر ع في شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق فلما قضى حاجته و عاد- قال هات يدك يا با عبيدة فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي ثم قال يا با عبيدة ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه و شبك أصابعه في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي

[9]
اشارة

2688- 9 الكافي، 2/ 180/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال زاملت أبا جعفر ع فحططنا الرحل ثم مشى قليلا ثم جاء فأخذ بيدي- فغمزها غمزة شديدة فقلت جعلت فداك أ و ما كنت معك في المحمل- فقال أ ما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر اللّٰه إليهما بوجهه فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه و يقول للذنوب تتحات عنهما- فتتحات يا أبا حمزة كما يتحات الورق عن الشجر فيفترقان و ما عليهما من ذنب

بيان

الرحل كل شي ء يعد للرحيل من وعاء للمتاع و مركب للبعير و رسن و غير ذلك

[10]
اشارة

2689- 10 الكافي، 2/ 181/ 8/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن حد المصافحة فقال دور نخلة

الوافي، ج 5، ص: 610

بيان

أريد بحد المصافحة حد تجديدها

[11]

2690- 11 الكافي، 2/ 181/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمرو الأفرق عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا

[12]

2691- 12 الكافي، 2/ 181/ 10/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم و ليصافحه فإن اللّٰه تعالى أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة

[13]

2692- 13 الكافي، 2/ 181/ 11/ 1 عنه عن محمد بن علي عن ابن بقاح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم و التصافح و إذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار

[14]

2693- 14 الكافي، 2/ 181/ 12/ 1 عنه عن موسى بن القاسم عن جده معاوية بن وهب أو غيره عن رزين عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان المسلمون إذا غزوا مع رسول اللّٰه ص و مروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم إلى بعض

الوافي، ج 5، ص: 611

فتصافحوا

[15]

2694- 15 الكافي، 2/ 181/ 13/ 1 عنه عن أبيه عمن حدثه عن زيد بن الجهم الهلالي عن مالك بن أعين عن أبي جعفر ع قال إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع- ألا و إن الذنوب لتتحات فيما بينهما حتى لا يبقى ذنب

[16]
اشارة

2695- 16 الكافي، 2/ 181/ 14/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فنظر إلي بوجه قاطب فقلت ما الذي غيرك لي قال الذي غيرك لإخوانك بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة فقلت جعلت فداك إني خفت الشهرة قال أ فلا خفت البلية أ و ما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل اللّٰه تعالى الرحمة عليهما فكانت تسعة و تسعون لأشدهما حبا لصاحبه فإذا تعانقا غمرتهما الرحمة و إذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا و قد ستر اللّٰه عليهما فقلت أ ليس اللّٰه تعالى يقول مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلّٰا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ فقال يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع و يرى

بيان

القطوب العبوس و قبض ما بين العينين

الوافي، ج 5، ص: 612

[17]

2696- 17 الكافي، 2/ 182/ 15/ 1 عنه عن إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما صافح رسول اللّٰه ص رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع منه

[18]

2697- 18 الكافي، 2/ 183/ 19/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال لقي النبي ص حذيفة فمد النبي ص يده فكف حذيفة يده- فقال النبي ص يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني فقال حذيفة يا رسول اللّٰه بيدك الرغبة و لكني كنت جنبا فلم أحب أن تمس يدي يدك و أنا جنب فقال النبي ص أ ما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا- تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر

[19]

2698- 19 الكافي، 2/ 183/ 20/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه تعالى لا يقدر أحد قدره و كذلك لا يقدر قدر نبيه و كذلك لا يقدر قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر اللّٰه إليهما و الذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا كما تحات الريح الشديدة الورق عن الشجر

[20]
اشارة

2699- 20 الكافي، 2/ 180/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن يحيى الحلبي عن مالك الجهني قال قال أبو جعفر ع يا مالك أنتم شيعتنا أ لا ترى أنك تفرط في أمرنا أنه لا يقدر على صفة اللّٰه فكما لا يقدر على صفة اللّٰه فكذلك لا يقدر على صفتنا و كما لا يقدر على صفتنا

الوافي، ج 5، ص: 613

كذلك لا يقدر على صفة المؤمن إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه- فلا يزال اللّٰه ينظر إليهما و الذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر حتى يفترقا فكيف يقدر على صفة من هو كذلك

بيان

تفرط في أمرنا من الإفراط يعني أن إفراطك في أمرنا و تعظيمك لشأننا دليل على تشيعك ثم لما كان لقائل أن يقول إن الإفراط في الأمر أمر مذموم فكيف يمدحه به فأزال ذلك الوهم بكلام مستأنف حاصله أنهم كلما وصفوا به من الكمال فهو دون مرتبتهم لأنهم ممن لا يقدر قدرهم كما أن اللّٰه سبحانه لن يقدر قدره و ينبغي حمله على ما لم يبلغ الغلو

[21]
اشارة

2700- 21 الكافي، 2/ 182/ 16/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن اللّٰه تعالى لا يوصف و كيف يوصف و قال في كتابه وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك و إن النبي ص لا يوصف و كيف يوصف عبد احتجب اللّٰه بسبع و جعل طاعته في الأرض كطاعته فقال مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و من أطاع هذا فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني و فوض إليه و إنا لا نوصف و كيف يوصف قوم رفع اللّٰه عنهم الرجس و هو الشك و المؤمن لا يوصف و إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال اللّٰه ينظر إليهما- و الذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر

الوافي، ج 5، ص: 614

بيان

قد ورد في الحديث أن لله سبعين ألف حجاب من نور و ظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره

و على هذا فيحتمل أن يكون معنى قوله ع احتجب اللّٰه بسبع أنه ص قد ارتفع الحجب بينه و بين اللّٰه سبحانه حتى بقي من السبعين ألف سبع و اللّٰه و رسوله و ابن رسوله أعلم

[22]

2701- 22 الكافي، 2/ 646/ 14/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن من تمام التحية للمقيم المصافحة و تمام التسليم على المسافر المعانقة

الوافي، ج 5، ص: 615

باب 89 المعانقة و التقبيل

[1]
اشارة

2702- 1 الكافي، 2/ 184/ 2/ 1 علي عن أبيه عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه اللّٰه و لا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لكما مغفورا لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المساءلة- قالت الملائكة بعضها لبعض تنحوا عنهما فإن لهما سرا و قد ستر اللّٰه عليهما- قال إسحاق فقلت جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما و قد قال اللّٰه تعالى مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلّٰا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قال فتنفس أبو عبد اللّٰه ع الصعداء ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته و قال يا إسحاق إن اللّٰه تعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما و إنه و إن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما و لا تعرف كلامهما فإنه يعرفه و يحفظه عليهما عالم السر و أخفى

بيان

الصعداء تنفس طويل اخضلت بلت و قد مضى حديث آخر في المعانقة في باب زيارة الإخوان

الوافي، ج 5، ص: 616

[2]

2703- 2 الكافي، 2/ 185/ 1/ 1 القمي عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا حتى إن أحدكم إذا لقي أخاه قبله في موضع النور من جبهته

[3]
اشارة

2704- 3 الكافي، 2/ 185/ 5/ 1 محمد عن العمركي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع قال من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شي ء و قبله الأخ على الخد و قبله الإمام بين عينيه

بيان

فليس عليه شي ء أي ذنب و حرج يعني إذا كان الباعث على التقبيل المحبة الطبيعية فأما إذا كان لله و في اللّٰه فهو مثاب عليه و لعل المراد بالأخ الأخ في النسب إذ الأخ في الدين إنما يقبل جبهته كما مر و يحتمل الأخ في الدين أو ما يشملهما فيكون رخصة

[4]

2705- 4 الكافي، 2/ 186/ 6/ 1 عنه عن البرقي عن محمد بن سنان عن

الوافي، ج 5، ص: 617

الصباح مولى آل سام عن أبي عبد اللّٰه ع قال ليس القبلة على الفم إلا للزوجة و الولد الصغير

[5]

2706- 5 الكافي، 2/ 185/ 3/ 1 الثلاثة عن زيد النرسي عن علي بن مزيد صاحب السابري قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فتناولت يده فقبلتها فقال أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي

[6]
اشارة

2707- 6 الكافي، 2/ 185/ 2/ 1 الثلاثة عن رفاعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا يقبل رأس أحد و لا يده إلا رسول اللّٰه ص أو من أريد به رسول اللّٰه ص

بيان

لعل المراد بمن أريد به رسول اللّٰه ص الأئمة المعصومون ع كما يستفاد من الحديث السابق و يحتمل شمول الحكم العلماء بالله و بأمر اللّٰه معا العاملين بعلمهم الهادين للناس ممن وافق قوله فعله لأن العلماء الحق ورثة الأنبياء فلا يبعد دخولهم فيمن يراد به رسول اللّٰه ص

[7]
اشارة

2708- 7 الكافي، 2/ 185/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحجال عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع ناولني يدك

الوافي، ج 5، ص: 618

أقبلها فأعطانيها فقلت جعلت فداك رأسك ففعل فقبلته فقلت جعلت فداك رجلاك فقال أقسمت أقسمت أقسمت ثلاثا و بقي شي ء- و بقي شي ء و بقي شي ء

بيان

لعل المراد أنه ع قال ثلاث مرات حلفت أن لا أناول رجلي لأحد يقبلها و هل يبقى مكان السؤال لذلك بعد حلفي عليه

الوافي، ج 5، ص: 619

باب 90 آداب المجالسة

[1]

2709- 1 الكافي، 2/ 661/ 3/ 1 الثلاثة عن محمد بن مرازم عن أبي سليمان الزاهد عن أبي عبد اللّٰه ع قال من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل اللّٰه تعالى و ملائكته يصلون عليه حتى يقوم

[2]
اشارة

2710- 2 الكافي، 2/ 662/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن ابن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رسول اللّٰه ص إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل

بيان

ينبغي أن يخص هذا الحكم بما إذا لم يعين له صاحب المنزل مكانا

لما رواه عبد اللّٰه بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد عن الاثنين عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله- فليقعد حيث يأمره صاحب الرحل فإن صاحب الرحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه

و يؤيده الحديث الآتي على إحدى النسختين

[3]
اشارة

2711- 3 الكافي، 2/ 659/ 1/ 2 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 5، ص: 620

قال قال رسول اللّٰه ص إن من حق الداخل على أهل البيت أن يمشوا معه هنيئة إذا دخل و إذا خرج و قال قال رسول اللّٰه ص إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم في بيته فهو أمير عليه حتى يخرج

بيان

صدر الحديث إشارة إلى حق الداخل من الاستقبال و المشايعة و ذيله إلى حق صاحب البيت من انقياد أوامره و نواهيه و في بعض النسخ فهو أمين عليه يعني لا ينبغي له أن ينقل حديثه إلا حيث يأمن غائلته و على هذا يكون مضمونه مضمون الأخبار الآتية

[4]

2712- 4 الكافي، 2/ 660/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال المجالس بالأمانة و ليس لأحد أن يحدث بحديث يكتمه صاحبه إلا بإذنه إلا أن يكون ثقة أو ذكرا له بخير

[5]

2713- 5 الكافي، 2/ 660/ 1/ 1 العدة عن سهل و أحمد جميعا عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عوف عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول المجالس بالأمانة

[6]

2714- 6 الكافي، 2/ 660/ 2/ 1 الثلاثة عن حماد عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص المجالس بالأمانة

الوافي، ج 5، ص: 621

[7]

2715- 7 الكافي، 2/ 660/ 1/ 2 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن مالك بن عطية عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإن ذلك مما يحزنه و يؤذيه

[8]

2716- 8 الكافي، 2/ 660/ 2/ 2 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن أبي الحسن الأول ع قال إذا كان ثلاثة في بيت فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك مما يغمه

[9]
اشارة

2717- 9 الكافي، 2/ 660/ 3/ 2 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من عرض لأخيه المسلم في حديثه فكأنما خدش في وجهه

بيان

عرض لأخيه بتخفيف الراء و فتحها و كسرها أي تعرض له و ظهر عليه يقال مر بي فلان فما عرضت له و ما عرضت له و في بعض النسخ المسلم المتكلم

[10]
اشارة

2718- 10 الكافي، 2/ 671/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الوشاء عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رسول اللّٰه ص يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسوية قال و لم يبسط رسول اللّٰه ص رجليه بين أصحابه قط و إن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول اللّٰه ص يده من يده حتى يكون هو التارك فلما فطنوا

الوافي، ج 5، ص: 622

لذلك [الأمر] كان الرجل إذا صافحه قال بيده فنزعها من يده

بيان

قال بيده مال بها

[11]

2719- 11 الكافي، 2/ 662/ 8/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ينبغي للجلساء في الصيف أن يكون بين كل اثنين مقدار عظم الذراع كيلا يشق بعضهم على بعض في الحر

الوافي، ج 5، ص: 623

باب 91 هيئة الجلوس

[1]
اشارة

2720- 1 الكافي، 2/ 661/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن النوفلي عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه بن الحسن العلوي رفعه قال كان النبي ص يجلس ثلاثا القرفصاء و هو أن يقيم ساقيه- و يستقبلهما بيديه و يشد يده في ذراعه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدة و يبسط عليها الأخرى و لم ير ص متربعا قط

بيان

قال في القاموس القرفصى مثلثة القاف و الفاء مقصورة و القرفصى بالضم و القرفصاء بضم القاف و الراء على الأتباع أن يجلس على أليتيه و يلصق فخذيه ببطنه و يحتبي بيديه يضعهما على ساقية أو يجلس على ركبتيه متكئا و يلصق بطنه بفخذيه و يتأبط كفيه انتهى و الاحتباء بالمهملة جمع الظهر و الساقين باليدين أو بعمامة و جثا كدعا و رمى جثوا و جثيا بضمهما جلس على ركبتيه يثني رجلا كيسعى يرد بعضها على بعض و كأن المراد به التورك المذكور في الخبر الآتي و لعل المراد بالتربع معناه المشهور

[2]

2721- 2 الكافي، 2/ 661/ 5/ 1 الاثنان عن الوشاء عن حماد قال جلس أبو عبد اللّٰه ع متوركا رجله اليمنى على فخده اليسرى

الوافي، ج 5، ص: 624

فقال له رجل جعلت فداك هذه جلسة مكروهة فقال لا إنما هو شي ء قالته اليهود لما أن فرغ اللّٰه تعالى من خلق السماوات و الأرض و استوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح فأنزل اللّٰه تعالى اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لٰا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لٰا نَوْمٌ و بقي أبو عبد اللّٰه ع متوركا كما هو

[3]

2722- 3 الكافي، 2/ 661/ 2/ 1 الثلاثة عمن ذكره عن الثمالي قال رأيت علي بن الحسين بن علي ع قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه فقلت إن الناس يكرهون هذه الجلسة و يقولون إنها جلسة الرب فقال إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة و الرب لا يمل و لا تأخذه سنة و لا نوم

[4]

2723- 4 الكافي، 2/ 662/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الاحتباء في المسجد حيطان العرب

[5]
اشارة

2724- 5 الكافي، 2/ 662/ 3/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن ع قال قال النبي ص الاحتباء حيطان العرب

بيان

يعني أن العرب تتوسل في الاتكاء بالاحتباء كما يتوسل أصحاب البيوت

الوافي، ج 5، ص: 625

المبنية بالجدران

[6]

2725- 6 الكافي، 2/ 663/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الرجل يحتبي بثوب واحد فقال إن كان يغطي عورته فلا بأس

[7]

2726- 7 الكافي، 2/ 663/ 5/ 1 عنه عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لا يجوز للرجل أن يحتبي مقابل الكعبة

[8]

2727- 8 الكافي، 2/ 661/ 4/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رسول اللّٰه ص أكثر ما يجلس تجاه القبلة

[9]

2728- 9 الكافي، 2/ 662/ 9/ 1 الثلاثة عن حماد قال رأيت أبا عبد اللّٰه ع يجلس في بيته عند باب بيته قبالة الكعبة

الوافي، ج 5، ص: 627

باب 92 المزاح

[1]

2729- 1 الكافي، 2/ 663/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد قال سألت أبا الحسن ع فقلت جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون و يضحكون فقال لا بأس ما لم يكن- فظننت أنه عنى الفحش ثم قال إن رسول اللّٰه ص كان يأتيه الأعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول مكانه أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول اللّٰه ص و كان إذا اغتم يقول ما فعل الأعرابي ليته أتانا

[2]

2730- 2 الكافي، 2/ 663/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من مؤمن إلا و فيه دعابة قلت و ما الدعابة قال المزاح

[3]
اشارة

2731- 3 الكافي، 2/ 663/ 3/ 1 عنه عن محمد بن علي عن يحيى بن سلام عن يوسف بن يعقوب عن صالح بن عقبة عن يونس الشيباني قال قال أبو عبد اللّٰه ع كيف مداعبة بعضكم بعضا قلت قليل قال فلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق و إنك لتدخل بها السرور على أخيك و لقد كان رسول اللّٰه ص يداعب الرجل يريد أن يسره

الوافي، ج 5، ص: 628

بيان

فلا تفعلوا أي فلا تفعلوا ما تفعلون من قلة المداعبة بل كونوا على حد الوسط فيها لما يأتي من ذم كثرتها أيضا

[4]
اشارة

2732- 4 الكافي، 2/ 663/ 4/ 2 صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللّٰه تعالى يحب المداعب في الجماعة بلا رفث

بيان

في بعض النسخ أبا عبد اللّٰه ع مكان أبا جعفر و لعل أبا جعفر هو الصحيح لأن الراوي مذكور في رجاله ع و الرفث الفحش

[5]

2733- 5 الكافي، 2/ 664/ 8/ 1 الثلاثة عن حفص بن البختري قال قال أبو عبد اللّٰه ع إياكم و المزاح فإنه يذهب بماء الوجه

[6]

2734- 6 الكافي، 2/ 665/ 16/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن ابن مسكان عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إياكم و المزاح فإنه يذهب بماء الوجه و مهابة الرجال

[7]
اشارة

2735- 7 الكافي، 2/ 665/ 17/ 1 محمد عن أحمد عن البرقي عن أبي العباس عن عمار بن مروان قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا تمار فيذهب بهاؤك و لا تمازح فيجترأ عليك

بيان

المماراة المجادلة

الوافي، ج 5، ص: 629

[8]

2736- 8 الكافي، 2/ 665/ 18/ 1 علي عن أبيه عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عمار بن مروان عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تمازح فيجترأ عليك

[9]

2737- 9 الكافي، 2/ 665/ 19/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن ع أنه قال في وصية له لبعض ولده أو قال قال أبي لبعض ولده إياك و المزاح فإنه يذهب بنور إيمانك- و يستخف بمروءتك

[10]

2738- 10 الكافي، 2/ 664/ 9/ 1 الثلاثة عمن حدثه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا أجبت رجلا فلا تمازحه و لا تماره

[11]

2739- 11 الكافي، 2/ 664/ 12/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه قال قال أمير المؤمنين ع إياكم و المزاح فإنه يجر السخيمة و يورث الضغينة و هو السب الأصغر

[12]
اشارة

2740- 12 الكافي، 2/ 665/ 15/ 1 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن عنبسة العابد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول المزاح السباب الأصغر

الوافي، ج 5، ص: 630

بيان

لعل المراد بالمزاح المنهي عنه ما تضمن فحشا كما دل عليه حديث معمر و حديث الجعفي السابقان أو ما كثر منه كما يدل عليه الخبر الذي يأتي فيه في الباب الآتي أو ما تضمن استهزاء كما دل عليه تسميته سبابا فلا ينافي الترغيب فيه في الأخبار الأولة فإن المراد به ما لم يكن أحد هذه

الوافي، ج 5، ص: 631

باب 93 الضحك

[1]
اشارة

2741- 1 الكافي، 2/ 664/ 6/ 1 الثلاثة عن منصور عن حريز عن أبي عبد اللّٰه ع قال كثرة الضحك تميت القلب و قال كثرة الضحك تميث الدين كما يميث الماء الملح

بيان

تميث الدين بالثاء المثلثة الموث الدوف و الإذابة قال في النهاية في حديث أبي أسيد فلما فرغ من الطعام أماثته فسقته إياه هكذا روي أماثته و المعروف ماثته يقال مثت الشي ء أميثه و أموثه فانماث إذا دفته في الماء

[2]

2742- 2 الكافي، 2/ 664/ 11/ 1 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن عنبسة العابد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول كثرة الضحك تذهب بماء الوجه

[3]
اشارة

2743- 3 الكافي، 2/ 665/ 14/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحجال عن داود بن فرقد و علي بن عقبة و ثعلبة رفعوه إلى أبي عبد اللّٰه ع و أبي جعفر أو أحدهما ع قال كثرة المزاح تذهب بماء الوجه و كثرة الضحك تمج الإيمان مجا

الوافي، ج 5، ص: 632

بيان

المج الرمي من الفم

[4]

2744- 4 الكافي، 2/ 664/ 5/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن الحسن بن كليب عن أبي عبد اللّٰه ع قال ضحك المؤمن تبسم

[5]

2745- 5 الكافي، 2/ 664/ 13/ 1 محمد عن عبد اللّٰه بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن خالد بن طهمان عن أبي جعفر ع قال إذا قهقهت فقل حين تفرغ اللهم لا تمقتني

[6]
اشارة

2746- 6 الفقيه، 3/ 377/ 4328 قال الصادق ع كفارة الضحك أن تقول اللهم لا تمقتني

بيان

يعني لا تغضب علي

[7]

2747- 7 الكافي، 2/ 664/ 10/ 1 الخمسة عن أبي عبد اللّٰه ع قال القهقهة من الشيطان

[8]
اشارة

2748- 8 الكافي، 2/ 664/ 7/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن من الجهل الضحك من غير عجب قال و كان يقول لا تبدين عن واضحة و قد علمت [عملت] الأعمال الفاضحة و لا يأمن البيات من عمل السيئات

الوافي، ج 5، ص: 633

بيان

الواضحة الأسنان التي تبدو عند الضحك و تبييت العدو هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة و هو البيات

[9]

2749- 9 الكافي، 2/ 665/ 20/ 1 أحمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم بن مهزم عمن ذكره عن أبي الحسن الأول ع قال كان يحيى بن زكريا يبكي و لا يضحك و كان عيسى ع يضحك و يبكي و كان الذي يصنع عيسى أفضل- من الذي كان يصنع يحيى ع

الوافي، ج 5، ص: 635

باب 94 العطاس و التسميت

[1]
اشارة

2750- 1 الكافي، 2/ 653/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني قال قال أبو عبد اللّٰه ع للمسلم على أخيه من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه و يعوده إذا مرض و ينصح له إذا غاب و يسمته إذا عطس يقول الحمد لله رب العالمين لا شريك له و يقول له رحمك اللّٰه فيجيبه يقول له و يهديكم اللّٰه و يصلح بالكم و يجيبه إذا دعاه و يتبعه إذا مات

بيان

التسميت بالمهملة و المعجمة جميعا ذكر اللّٰه تعالى على الشي ء و الدعاء للعاطس و أن يقول له يرحمك اللّٰه

[2]

2751- 2 الكافي، 2/ 653/ 2/ 1 علي عن أبيه عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا عطس الرجل فسمتوه و لو من وراء جزيرة

[3]

2752- 3 الكافي، 2/ 653/ 2/ 1 و في رواية أخرى و لو من وراء البحر

[4]

2753- 4 الكافي، 2/ 653/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن مثنى عن

الوافي، ج 5، ص: 636

إسحاق بن يزيد و معمر بن أبي زياد و ابن رئاب قالوا كنا جلوسا عند أبي عبد اللّٰه ع إذ عطس رجل فما رد عليه أحد من القوم شيئا حتى ابتدأ هو فقال سبحان اللّٰه أ لا سمتم [سمعتم] من حق المسلم على المسلم أن يعوده إذا اشتكى و أن يجيبه إذا دعاه و أن يشهده إذا مات و أن يسمته إذا عطس

[5]

2754- 5 الكافي، 2/ 654/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن جعفر بن محمد عن يونس عن داود بن الحصين قال كنا عند أبي عبد اللّٰه ع فأحصيت في البيت أربعة عشر رجلا فعطس أبو عبد اللّٰه ع فما تكلم أحد من القوم فقال أبو عبد اللّٰه ع أ لا تسمتون أ لا تسمتون من حق المؤمن على المؤمن إذا مرض أن يعوده و إذا مات أن يشهد جنازته و إذا عطس أن يسمته أو قال أن يشمته و إذا دعاه أن يجيبه

[6]

2755- 6 الكافي، 1/ 411/ 1/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن النخعي قال عطس يوما و أنا عنده فقلت جعلت فداك ما يقال للإمام إذا عطس قال يقولون صلى اللّٰه عليك

الوافي، ج 5، ص: 637

[7]
اشارة

2756- 7 الكافي، 2/ 653/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن صفوان قال كنت عند الرضا ع فعطس فقلت صلى اللّٰه عليك ثم عطس فقلت صلى اللّٰه عليك ثم عطس فقلت صلى اللّٰه عليك و قلت له جعلت فداك إذا عطس مثلك يقال له كما يقول بعضنا لبعض يرحمك اللّٰه- أو كما نقول قال نعم قال أ و ليس تقول صلى اللّٰه على محمد و آل محمد قلت بلى قال و ارحم محمدا و آل محمد قال بلى و قد صلى عليه و رحمه و إنما صلواتنا عليه رحمة لنا و قربة

بيان

أو كما نقول يعني به صلى اللّٰه عليك أو المراد به الاستغفار و الاستهداء و نحو ذلك مما كانوا يقولون بينهم في التسميت و رده قال نعم يعني يقال هذا أو ذاك و لا عليك أن لا تقول صلى اللّٰه عليك ثم استشهد على ذلك بقوله إنك تقول و ارحم محمدا و آل محمد بعد قولك صلى اللّٰه على محمد و آل محمد و هذا ترحم منك علينا ثم قال بلى نقول ذلك و قد صلى اللّٰه على محمد و رحمه و إنما صلواتنا عليه رحمة لنا و قربة فلا بأس بالترحم علينا و نحوه

[8]
اشارة

2757- 8 الكافي، 2/ 654/ 5/ 1 عنه عن ابن عيسى عن البزنطي قال سمعت الرضا ع يقول التثاؤب من الشيطان و العطسة من اللّٰه عز و جل

بيان

ثأب و تثاءب أصابه كسل و فترة كفترة النعاس و إنما كان من الشيطان لأن منشأه الغفلة الناشئة من الخذلان بأن يكل اللّٰه العبد إلى نفسه و إنما كانت

الوافي، ج 5، ص: 638

العطسة من اللّٰه عز و جل لأنه حمل عبده عليها ليذكر اللّٰه عندها كما يستفاد من الحديث الآتي

[9]

2758- 9 الكافي، 2/ 654/ 6/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد قال سألت العالم ع عن العطسة و ما العلة في الحمد لله عليها فقال إن لله نعما على عبده في صحة بدنه و سلامة جوارحه و إن العبد ينسى ذكر اللّٰه تعالى على ذلك فإذا نسي أمر اللّٰه الريح فجالت في بدنه ثم يخرجها من أنفه فيحمد اللّٰه على ذلك فيكون حمده عند ذلك شكرا لما نسي

[10]

2759- 10 الكافي، 2/ 654/ 8/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو جعفر ع نعم الشي ء العطسة تنفع في الجسد و تذكر بالله تعالى قلت إن عندنا قوما يقولون ليس لرسول اللّٰه ص في العطسة نصيب- فقال إن كانوا كاذبين فلا أنالهم اللّٰه شفاعة محمد ص

[11]

2760- 11 الكافي، 2/ 654/ 9/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابه قال عطس رجل عند أبي جعفر ع فقال الحمد لله فلم يسمته أبو جعفر ع و قال نقصنا حقنا ثم قال إذا عطس أحدكم فليقل- الحمد لله رب العالمين و صلى اللّٰه على محمد و أهل بيته قال فقال الرجل فسمته أبو جعفر ع

[12]

2761- 12 الكافي، 2/ 655/ 10/ 1 الثلاثة عن إسماعيل البصري عن

الوافي، ج 5، ص: 639

الفضيل بن يسار قال قلت لأبي جعفر ع إن الناس يكرهون الصلاة على محمد و آله في ثلاث مواطن عند العطسة و عند الذبيحة و عند الجماع فقال أبو جعفر ع ما لهم ويلهم نافقوا لعنهم اللّٰه

[13]

2762- 13 الكافي، 2/ 655/ 11/ 1 الثلاثة عن سعد بن أبي خلف قال كان أبو جعفر ع إذا عطس فقيل له يرحمك اللّٰه قال يغفر اللّٰه لكم و يرحمكم و إذا عطس عنده إنسان قال يرحمك اللّٰه تعالى

[14]

2763- 14 الكافي، 2/ 655/ 12/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبي ص فقال الحمد لله فقال له النبي بارك اللّٰه فيك

[15]
اشارة

2764- 15 الكافي، 2/ 655/ 13/ 1 محمد عن عبد اللّٰه بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن محمد عن أبي جعفر ع قال إذا عطس الرجل فليقل الحمد لله لا شريك له و إذا سمت الرجل فليقل يرحمك اللّٰه و إذا رددت فليقل يغفر اللّٰه لك و لنا فإن رسول اللّٰه ص سئل عن آية أو شي ء فيه ذكر اللّٰه تعالى فقال كل ما ذكر اللّٰه تعالى فيه فهو حسن

بيان

فليقل في الأخير على البناء للمفعول أو على المثناة الفوقانية كما جاء في بعض اللغات سئل عن آية أو شي ء يعني الإتيان بهما في مقام التسميت و رده و المراد بهما ما يناسب التسميت و دعاءه

الوافي، ج 5، ص: 640

[16]

2765- 16 الكافي، 2/ 655/ 14/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن الصحاف عن مسمع قال عطس أبو عبد اللّٰه ع فقال الحمد لله رب العالمين ثم جعل إصبعه على أنفه فقال رغم أنفي لله رغما داخرا

[17]

2766- 17 الكافي، 2/ 655/ 15/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه قال قال أمير المؤمنين ع من قال إذا عطس الحمد لله رب العالمين على كل حال لم يجد وجع الأذنين و الأضراس

[18]

2767- 18 الكافي، 2/ 656/ 16/ 1 محمد عن أحمد أو غيره عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال في وجع الأضراس و وجع الآذان إذا سمعتم من يعطس فابدءوه بالحمد لله

[19]
اشارة

2768- 19 الكافي، 2/ 656/ 17/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عثمان عن الشحام قال قال أبو عبد اللّٰه ع من سمع عطسة فحمد اللّٰه تعالى و صلى على النبي و أهل بيته ص لم يشتك عينه و لا ضرسه ثم قال إن سمعتها فقلها- و إن كان بينك و بينه البحر

بيان

لم يشتك عينه أي لم يشكها يقال اشتكى عضوا من أعضائه إذا شكاه

الوافي، ج 5، ص: 641

[20]

2769- 20 الكافي، 2/ 656/ 18/ 1 القمي عن بعض أصحابه عن التميمي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال عطس رجل نصراني عند أبي عبد اللّٰه ع فقال له القوم هداك اللّٰه فقال أبو عبد اللّٰه ع يرحمك اللّٰه فقالوا له إنه نصراني فقال لا يهديه اللّٰه حتى يرحمه

[21]

2770- 21 الكافي، 2/ 656/ 19/ 1 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعله تكون به قالت الملائكة عنه الحمد لله رب العالمين فإن قال الحمد لله رب العالمين قالت الملائكة يغفر اللّٰه لك قال و قال رسول اللّٰه ص العطاس للمريض دليل العافية و راحة للبدن

[22]

2771- 22 الكافي، 2/ 656/ 20/ 1 محمد عن محمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن عثمان عن عبد الصمد بن بشير عن حذيفة بن منصور قال قال العطاس ينفع للبدن [في البدن] كله ما لم يزد على الثلاث- فإذا زاد على الثلاث فهن داء و سقم

[23]

2772- 23 الكافي، 2/ 657/ 27/ 1 العدة عن أحمد عن محسن بن أحمد عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا عطس الرجل ثلاثا فسمته ثم اتركه

الوافي، ج 5، ص: 642

[24]

2773- 24 الكافي، 2/ 656/ 21/ 1 أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسن عن ابن أسباط عن عمه عن الحضرمي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوٰاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ قال العطسة القبيحة

[25]

2774- 25 الكافي، 2/ 657/ 22/ 1 محمد عن أحمد عن القاسم عن جده عن أبي عبد اللّٰه ع قال من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال الحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا كثيرا كما هو أهله و صلى اللّٰه على محمد النبي و آله خرج من منخره الأيسر طائر أصغر من الجراد و أكبر من الذباب حتى يصير تحت العرش يستغفر اللّٰه له إلى يوم القيامة

[26]
اشارة

2775- 26 الكافي، 2/ 657/ 23/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن يحيى عن بعض أصحابه رواه عن رجل من العامة قال كنت أجالس أبا عبد اللّٰه ع فلا و اللّٰه ما رأيت مجلسا أنبل من مجلسه قال فقال لي ذات يوم من أين تخرج العطسة فقلت من الأنف قال فقال لي أصبت الخطأ فقلت جعلت فداك من أين تخرج فقال من جميع البدن كما أن النطفة تخرج من جميع البدن و مخرجها من الإحليل ثم قال أ ما رأيت الإنسان إذا عطس نفض أعضاؤه و صاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام

بيان

النبل بالضم الذكاء و النجابة

الوافي، ج 5، ص: 643

[27]

2776- 27 الكافي، 2/ 657/ 24/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص تصديق الحديث عند العطاس

[28]

2777- 28 الكافي، 2/ 657/ 25/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص إذا كان الرجل يتحدث بحديث فعطس عاطس فهو شاهد حق

[29]

2778- 29 الكافي، 2/ 657/ 26/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص تصديق الحديث عند العطاس

الوافي، ج 5، ص: 645

باب 95 إلطاف المؤمن و إكرامه

[1]
اشارة

2779- 1 الكافي، 2/ 205/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن هاشم عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب اللّٰه تعالى له عشر حسنات- و من تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة

بيان

القذى ما يقع في العين و الشراب و يأتي حديث آخر في هذا المعنى

[2]
اشارة

2780- 2 الكافي، 2/ 206/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال من قال لأخيه مرحبا كتب اللّٰه له مرحبا إلى يوم القيامة

بيان

يقال مرحبا و سهلا أي صادفت سعة

[3]

2781- 3 الكافي، 2/ 206/ 3/ 1 عنه عن أحمد عن العبيدي عن يونس عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أتاه أخوه

الوافي، ج 5، ص: 646

المسلم فأكرمه فإنما أكرم اللّٰه تعالى

[4]

2782- 4 الكافي، 2/ 206/ 4/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن نصر بن إسحاق عن الحارث بن النعمان عن الهيثم بن حماد عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللّٰه ص ما في أمتي عبد ألطف أخاه في اللّٰه بشي ء من لطف إلا أخدمه اللّٰه من خدم الجنة

[5]

2783- 5 الكافي، 2/ 206/ 5/ 1 عنه عن أحمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد اللّٰه بن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها و فرج عنه كربته لم يزل في ظل اللّٰه الممدود عليه الرحمة ما كان [ما دام] في ذلك

[6]
اشارة

2784- 6 الكافي، 2/ 206/ 6/ 1 عنه عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن مما خص اللّٰه تعالى به المؤمن أن يعرفه بر إخوانه و إن قل و ليس البر بالكثرة- و ذلك أن اللّٰه تعالى يقول في كتابه وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ ثم قال وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و من عرفه اللّٰه تعالى بذلك أحبه الهِّٰ تعالى و من أحبه اللّٰه تعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب ثم قال يا جميل أرو هذا الحديث لإخوانك فإنه ترغيب في البر

الوافي، ج 5، ص: 647

بيان

قوله ع و ليس البر بالكثرة معناه أنه لا يتوقف البر على كثرة المال بل ينبغي للمقل أيضا أن يبر إخوانه و ذلك لأن اللّٰه سبحانه حمد أهل الحاجة بالإيثار و الخصاصة الحاجة

[7]
اشارة

2785- 7 الكافي، 2/ 207/ 7/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة- قلت و أي شي ء التحفة قال من مجلس و متكإ و طعام و كسوة و سلام فتتطاول الجنة مكافأة له و يوحي اللّٰه تعالى إليها إني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إلا على نبي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى اللّٰه تعالى إليها أن كافي أوليائي بتحفهم فتخرج منها وصفاء و وصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم و هولها و إلى الجنة و ما فيها طارت عقولهم و امتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش إن اللّٰه تعالى قد حرم جهنم على من أكل طعام جنته- فيمد القوم أيديهم فيأكلون

بيان

فتتطاول الجنة أي تمتد و ترتفع أن تكافيه في الدنيا بطعام أو شراب و الوصيف كأمير الخادم و الخادمة و الوصيفة الخادمة و إنما امتنعوا عن الأكل لغلبة الخوف عليهم

[8]
اشارة

2786- 8 الكافي، 2/ 207/ 9/ 1 الحسين بن محمد و محمد جميعا عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن أسلم عن محمد بن علي بن عدي قال أملى

الوافي، ج 5، ص: 648

علي محمد بن سليمان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن و لا أعانه إلا خمش وجه إبليس و قرح قلبه

بيان

خمش وجهه خدشه و القرح بضم القاف و المهملتين الألم قرح قلبه أي آلمه

[9]
اشارة

2787- 9 الكافي، 2/ 207/ 1/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن أبان عن صالح بن أبي الأسود رفعه عن أبي المعتمر قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول قال رسول اللّٰه ص أيما مسلم خدم قوما من المسلمين- إلا أعطاه اللّٰه مثل عددهم خداما في الجنة

بيان

في الكلام حذف و التقدير فما خدمهم إلا أعطاه اللّٰه و مثل هذا الحذف شائع لدلالة القرينة عليه

الوافي، ج 5، ص: 649

باب 96 تذاكر الإخوان

[1]

2788- 1 الكافي، 2/ 186/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّٰه ع قال تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكرا لأحاديثنا و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم و إن تركتموها ضللتم و هلكتم فخذوا بها و إنا بنجاتكم زعيم

[2]

2789- 2 الكافي، 2/ 186/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن فضالة عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذكروا اللّٰه إن ذكرنا من ذكر اللّٰه إنا إذا ذكرنا ذكر اللّٰه و إذا ذكر عدونا ذكر الشيطان

[3]
اشارة

2790- 3 الكافي، 2/ 186/ 3/ 1 العدة عن سهل عن الوشاء عن بزرج عن عباد بن كثير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إني مررت بقاص يقص- و هو يقول هذا المجلس الذي لا يشقى به جليس قال فقال أبو عبد اللّٰه ع هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة إن لله ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا و آل محمد قالوا قفوا فقد أصبتم حاجتكم فيجلسون و يتفقهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضاهم و شهدوا جنائزهم و تعاهدوا غائبهم فذلك المجلس الذي

الوافي، ج 5، ص: 650

لا يشقى به جليس

بيان

الأستاه جمع الستة بالفتح و التحريك و هي الاست و لعل هذا الكلام من الأمثال السائرة و المرفوع في عادوا و أختيه للملائكة

[4]

2791- 4 الكافي، 2/ 187/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن المستورد النخعي عمن رواه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن من الملائكة الذين في السماء الدنيا ليطلعون إلى الواحد و الاثنين و الثلاثة- و هم يذكرون فضل آل محمد قال فيقول أ ما ترون إلى هؤلاء في قلتهم و كثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد ص قال فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة ذلك فضل اللّٰه يؤتيه من يشاء و اللّٰه ذو الفضل العظيم

[5]

2792- 5 الكافي، 2/ 187/ 5/ 1 عنه عن أحمد عن ابن فضال عن ابن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر ع قال قال لي أ تخلون و تتحدثون و تقولون ما شئتم فقلت أي و اللّٰه إنا لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا فقال أما و اللّٰه لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن أما و اللّٰه إني لأحب ريحكم و أرواحكم و إنكم على دين اللّٰه و دين ملائكته- فأعينوا بورع و اجتهاد

[6]

2793- 6 الكافي، 8/ 229/ 292/ 1 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن أبان عن إسماعيل البصري قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول تقعدون في المكان فتحدثون و تقولون ما شئتم و تبرءون

الوافي، ج 5، ص: 651

ممن شئتم و تولون من شئتم قلت نعم قال و هل العيش إلا هكذا

[7]
اشارة

2794- 7 الكافي، 2/ 187/ 6/ 1 الحسين بن محمد و محمد جميعا عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم [أسلم] عن أحمد بن زكريا عن محمد بن خالد بن ميمون عن عبد اللّٰه بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا- إلا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمنوا و إن استعاذوا من شر دعوا اللّٰه ليصرفه عنهم و إن سألوا حاجة تشفعوا إلى اللّٰه و سألوه قضاءها و ما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين- فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم و إذا ضحكوا ضحكوا معهم- و إذا نالوا من أولياء اللّٰه نالوا معهم فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم و لا يكن شرك شيطان و لا جليسه فإن غضب اللّٰه تعالى لا يقوم له شي ء و لعنته لا يردها شي ء ثم قال ص- فإن لم يستطع فلينكر بقلبه و ليقم و لو حلب شاة أو فواق ناقة

بيان

نالوا من أولياء اللّٰه أي سبوهم و قالوا فيهم ما لا يليق بهم و الفواق ما بين الحلبتين

[8]
اشارة

2795- 8 الكافي، 2/ 188/ 7/ 1 بهذا الإسناد عن محمد بن مسلم [سليمان] عن محمد بن محفوظ عن أبي المغراء قال سمعت أبا الحسن ع يقول ليس شي ء أنكى لإبليس و جنوده من زيارة الإخوان في اللّٰه بعضهم لبعض قال و إن المؤمنين يلتقيان فيذكران اللّٰه ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى إن

الوافي، ج 5، ص: 652

روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فتحس ملائكة السماء و خزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه فيقع خاسئا حسيرا مدحورا

بيان

النكاية تقشير القرحة و تخدد اللحم هزاله و نقصانه و الخسأ البعد و الحسور الإعياء و الدحر الطرد

الوافي، ج 5، ص: 653

باب 97 إدخال السرور على المؤمن

[1]

2796- 1 الكافي، 2/ 188/ 1/ 1 العدة عن سهل و محمد عن ابن عيسى جميعا عن السراد عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول اللّٰه ص من سر مؤمنا فقد سرني و من سرني فقد سر اللّٰه

[2]

2797- 2 الكافي، 2/ 188/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبا محمد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة و صرفه القذى عنه حسنة و ما عبد اللّٰه بشي ء أحب إلى اللّٰه من إدخال السرور على المؤمن

[3]
اشارة

2798- 3 الكافي، 2/ 188/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن عبيد اللّٰه بن الوليد الوصافي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن فيما ناجى اللّٰه تعالى به عبده موسى ع قال إن لي عبادا أبيحهم جنتي و أحكمهم فيها قال يا رب و من هؤلاء الذين تبيحهم جنتك و تحكمهم فيها قال من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجل من أهل الشرك فأظله و أرفقه و أضافه فلما حضره الموت أوحى اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 654

تعالى إليه و عزتي و جلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها- و لكنها محرمة على من مات بي مشركا و لكن يا نار هيديه و لا تؤذيه و يؤتى برزقه طرفي النهار قلت من الجنة قال من حيث شاء اللّٰه

بيان

أحكمهم من التحكيم أي أجعلهم حكاما فولع به استخف هيديه أي أزعجيه و افزعيه و حركيه و أصلحية

[4]

2799- 4 الكافي، 2/ 189/ 14/ 1 عنه عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد اللّٰه بن إبراهيم عن علي بن أبي علي عن أبي عبد اللّٰه ع عن أبيه عن علي بن الحسين ع قال قال رسول اللّٰه ص إن أحب الأعمال إلى اللّٰه تعالى إدخال السرور على المؤمنين

[5]

2800- 5 الكافي، 2/ 189/ 5/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أوحى اللّٰه تعالى إلى داود ع إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي- فقال داود يا رب و ما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة قال داود يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك

[6]

2801- 6 الكافي، 2/ 189/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل و اللّٰه علينا بل و اللّٰه على رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 5، ص: 655

[7]

2802- 7 الكافي، 2/ 189/ 7/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن أحب الأعمال إلى اللّٰه تعالى إدخال السرور على المؤمن [من] شبعة مسلم أو قضاء دينه

[8]
اشارة

2803- 8 الكافي، 2/ 190/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد اللّٰه ع في حديث طويل إذا بعث اللّٰه المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال لا تفزع و لا تحزن و أبشر بالسرور و الكرامة من اللّٰه تعالى حتى يقف بين يدي اللّٰه تعالى فيحاسبه حسابا يسيرا- و يأمر به إلى الجنة و المثال أمامه فيقول له المؤمن يرحمك اللّٰه نعم الخارج- خرجت معي من قبري و ما زلت تبشرني بالسرور و الكرامة من اللّٰه حتى رأيت ذلك فيقول من أنت فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني اللّٰه تعالى منه لأبشرك

بيان

يقدمه أي يتقدمه كما في قوله تعالى يقدم قومه و لفظة أمامه تأكيد

[9]

2804- 9 الكافي، 2/ 191/ 10/ 1 القميان عن ابن فضال الكافي، 2/ 191/ 10/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن منصور عن عمار أبي اليقظان عن أبان بن تغلب قال سألت أبا عبد اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 656

ع عن حق المؤمن على المؤمن فقال حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم إن المؤمن إذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من اللّٰه و السرور فيقول له بشرك اللّٰه بخير قال ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال و إذا مر بهول قال ليس هذا لك- و إذا مر بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف و يبشره بما يحب- حتى يقف معه بين يدي اللّٰه تعالى فإذا أمر به إلى الجنة قال له المثال أبشر- فإن اللّٰه تعالى قد أمر بك إلى الجنة قال فيقول من أنت رحمك اللّٰه تبشرني من حين خرجت من قبري و آنستني في طريقي و خبرتني عن ربي- قال فيقول أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لأبشرك و أونس وحشتك

[10]

2805- 10 الكافي، 2/ 191/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أحب الأعمال إلى اللّٰه سرور تدخله على مؤمن تطرد عنه جوعته أو تكشف عنه كربته

[11]

2806- 11 الكافي، 2/ 191/ 12/ 1 الثلاثة عن الحكم بن مسكين عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أدخل على مؤمن سرورا خلق اللّٰه تعالى من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته فيقول له أبشر يا ولي اللّٰه بكرامة من اللّٰه و رضوان ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره فيقول له مثل ذلك- فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل ذلك ثم لا يزال معه عند كل هول يبشره و يقول له مثل ذلك فيقول له من أنت رحمك اللّٰه فيقول له أنا السرور الذي أدخلته على فلان

الوافي، ج 5، ص: 657

[12]

2807- 12 الكافي، 2/ 192/ 13/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن عبد اللّٰه بن سنان قال كان رجل عند أبي عبد اللّٰه ع فقرأ هذه الآية وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتٰاناً وَ إِثْماً مُبِيناً قال فقال أبو عبد اللّٰه ع فما ثواب من أدخل عليه السرور فقلت جعلت فداك عشر حسنات قال أي و اللّٰه و ألف ألف حسنة

[13]

2808- 13 الكافي، 2/ 192/ 14/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن علي بن يحيى عن الوليد بن العلاء عن ابن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول اللّٰه و من أدخله على رسول اللّٰه ص فقد وصل ذلك إلى اللّٰه و كذلك من أدخل عليه كربا

[14]

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 657

2809- 14 الكافي، 2/ 192/ 15/ 1 عنه عن إسماعيل بن منصور عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال أيما مسلم لقي مسلما فسره سره اللّٰه تعالى

[15]
اشارة

2810- 15 الكافي، 2/ 192/ 16/ 1 الثلاثة عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أحب الأعمال إلى اللّٰه تعالى إدخال السرور على المؤمن إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه

بيان

يأتي حديث آخر من هذا الباب في باب شرط من أذن له في أعمالهم من كتاب المعايش إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 659

باب 98 قضاء حاجة المؤمن

[1]
اشارة

2811- 1 الكافي، 2/ 192/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي عن بكار بن كردم عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي يا مفضل اسمع ما أقول لك و اعلم أنه الحق و افعله و أخبر به علية إخوانك قلت جعلت فداك و ما علية إخواني قال الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال ثم قال و من قضى لأخيه المؤمن حاجة- قضى اللّٰه تعالى له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أولها الجنة و من ذلك أن يدخل قرابته و معارفه و إخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا و كان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له أ ما تشتهي أن تكون من علية الإخوان

بيان

علية إخوانك بكسر المهملة و إسكان اللام جمع علي كصبية و صبي أي شريفهم و رفيعهم

[2]
اشارة

2812- 2 الكافي، 2/ 193/ 2/ 1 عنه عن محمد بن زياد الكافي، 2/ 193/ 2/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن زياد عن خالد بن يزيد عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على

الوافي، ج 5، ص: 660

ذلك الجنة فإن استطعت أن تكون منهم فكن ثم قال لنا و اللّٰه رب نعبده لا نشرك به شيئا

بيان

لعل المراد بآخر الحديث بيان أنهم ع لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى اللّٰه سبحانه و أنهم منزهون عن ذلك

[3]
اشارة

2813- 3 الكافي، 2/ 193/ 3/ 1 عنه عن محمد بن زياد الكافي، 2/ 193/ 13/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن زياد عن الحكم بن أيمن عن صدقة الأحدب عن أبي عبد اللّٰه ع قال قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة و خير من حملان ألف فرس في سبيل اللّٰه

بيان

الأحدب من خرج ظهره و دخل صدره و بطنه و الحملان بالضم ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة

[4]

2814- 4 الكافي، 2/ 193/ 4/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن زياد عن صندل عن الكناني قال قال أبو عبد اللّٰه ع لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحب إلى اللّٰه تعالى من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف

[5]

2815- 5 الكافي، 2/ 194/ 6/ 1 الثلاثة عن الحكم بن أيمن عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من طاف بالبيت

الوافي، ج 5، ص: 661

أسبوعا كتب اللّٰه تعالى له ستة آلاف حسنة و محي عنه ستة آلاف سيئة- و رفع له ستة آلاف درجة قال و زاد فيه إسحاق بن عمار و قضى له ستة آلاف حاجة قال ثم قال و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عد عشرا

[6]

2816- 6 الكافي، 2/ 194/ 8/ 1 الحسين بن محمد عن سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب اللّٰه تعالى له ستة آلاف حسنة و محي عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة آلاف درجة حتى إذا كان عند الملتزم- فتح له سبعة أبواب من أبواب الجنة قلت له جعلت فداك هذا الفضل كله في الطواف قال نعم و أخبرك بأفضل من ذلك قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف و طواف حتى بلغ عشرا

[7]

2817- 7 الفقيه، 2/ 208/ 2159 قال الصادق ع قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عد عشرا

[8]

2818- 8 الكافي، 2/ 195/ 10/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن ابن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع تنافسوا في المعروف لإخوانكم و كونوا من أهله فإن للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل اللّٰه تعالى به ملكين واحدا عن يمينه- و آخر عن شماله يستغفران له ربه و يدعوان بقضاء حاجته ثم قال و اللّٰه لرسول اللّٰه ص أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة

الوافي، ج 5، ص: 662

[9]

2819- 9 الكافي، 2/ 194/ 7/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه اللّٰه تعالى على ثوابك و لا أرضى لك بدون الجنة

[10]
اشارة

2820- 10 الكافي، 2/ 367/ 4/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من اللّٰه تعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا و هو موصول بولاية اللّٰه و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها سلط اللّٰه عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة- مغفورا له أو معذبا فإن عذره الطالب كان أسوأ حالا قال و سمعته يقول- من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية اللّٰه عز و جل

بيان

الشجاع ككتاب و غراب الحية أو ضرب منها و النهش لدغ الحية و إنما كان المعذور أسوأ حالا لأن العاذر لحسن خلقه و كرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فرد قضاء حاجته أشنع و الندم عليه أعظم و الحسرة عليه أدوم و وجه آخر و هو أنه إذا عذره لا يشكوه و لا يغتابه فيبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب عما يعارضه و يقاص به

[11]
اشارة

2821- 11 الكافي، 2/ 193/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن قال نعم قلت و كيف ذلك قال أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة

الوافي، ج 5، ص: 663

من اللّٰه ساقها إليه و سببها له فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمة من اللّٰه عز و جل ساقها إليه و سببها له و ذخر اللّٰه تعالى تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه و إن شاء صرفها إلى غيره- يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة و هو الحاكم في رحمة من اللّٰه قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها قلت لا أظن يصرفها عن نفسه قال لا تظن و لكن استيقن فإنه لن يردها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط اللّٰه عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا

بيان

سببها بالمهملة و الموحدتين من التسبيب

[12]

2822- 12 الكافي، 2/ 196/ 14/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر ع قال إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه فيدخله اللّٰه تعالى بهمه الجنة

الوافي، ج 5، ص: 665

باب 99 السعي في حاجة المؤمن

[1]

2823- 1 الكافي، 2/ 195/ 12/ 1 الثلاثة عن أبي علي صاحب الشعير عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال أوحى اللّٰه تعالى إلى موسى ع أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأحكمه في الجنة فقال موسى يا رب و ما تلك الحسنة قال يمشي مع أخيه المؤمن في حاجته قضيت أو لم تقض

[2]

2824- 2 الكافي، 2/ 194/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن إبراهيم الخارفي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند اللّٰه حتى يقضي له كتب اللّٰه تعالى له بذلك مثل أجر حجة و عمرة مبرورتين و صوم شهرين من أشهر الحرم و اعتكافهما في المسجد الحرام و من مشى فيها بنية و لم تقض- كتب اللّٰه له بذلك مثل حجة مبرورة فارغبوا في الخير

[3]

2825- 3 الكافي، 2/ 196/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات و يمحى

الوافي، ج 5، ص: 666

عنه عشر سيئات و يرفع له عشر درجات قال و لا أعلمه إلا قال و يعدل عشر رقاب و أفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام

[4]

2826- 4 الكافي، 2/ 197/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة و من أدخل على مؤمن سرورا- فرح اللّٰه قلبه يوم القيامة

[5]

2827- 5 الكافي، 2/ 197/ 3/ 1 عنه عن أحمد عن عثمان عن رجل عن الحذاء قال قال أبو جعفر ع من مشى في حاجة أخيه المسلم- أظله اللّٰه تعالى بخمسة و سبعين ألف ملك و لم يرفع قدما إلا كتب اللّٰه له حسنة و حط عنه بها سيئة و يرفع له بها درجة فإذا فرغ من حاجته- كتب اللّٰه تعالى له بها أجر حاج و معتمر

[6]

2828- 6 الكافي، 2/ 197/ 4/ 1 عنه عن أحمد عن محمد بن سنان عن هارون بن خارجة عن صدقة عن رجل من أهل حلوان عن أبي عبد اللّٰه ع قال لأن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلي من أن أعتق ألف نسمة و أحمل في سبيل اللّٰه على ألف فرس مسرجة ملجمة

[7]

2829- 7 الكافي، 2/ 197/ 5/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن اليماني عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجة إلا كتب اللّٰه تعالى له بكل خطوة حسنة و حط عنه بها سيئة و رفع له بها درجة و زيد بعد ذلك عشر حسنات و شفع في عشر حاجات

الوافي، ج 5، ص: 667

[8]

2830- 8 الكافي، 2/ 197/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن الخراز عن أبي عبد اللّٰه ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه اللّٰه كتب اللّٰه له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه و جيرانه و إخوانه و معارفه و من صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا- فأخرجه بإذن اللّٰه تعالى إلا أن يكون ناصبا

[9]

2831- 9 الكافي، 2/ 198/ 7/ 1 عنه عن أبيه عن خلف بن حماد عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم و اجتهد فيها فأجرى اللّٰه على يديه قضاءها كتب اللّٰه تعالى له حجة و عمرة و اعتكاف شهرين في المسجد الحرام و صيامهما و إن اجتهد و لم يجر اللّٰه قضاءها على يديه كتب الهّٰن تعالى له حجة و عمرة

[10]

2832- 10 الكافي، 2/ 198/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن الحسن بن علي عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته

[11]
اشارة

2833- 11 الكافي، 2/ 198/ 9/ 1 عنه عن أحمد عن بعض أصحابنا عن صفوان الجمال قال كنت جالسا مع أبي عبد اللّٰه ع إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له ميمون فشكا إليه تعذر الكراء عليه فقال لي قم فأعن أخاك فقمت معه فيسر اللّٰه كراه فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد اللّٰه ع ما صنعت في حاجة أخيك- فقلت قضاها اللّٰه بأبي و أمي أنت فقال أما إنك أن تعين أخاك

الوافي، ج 5، ص: 668

المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا ثم قال إن رجلا أتى الحسن بن علي ع فقال بأبي أنت و أمي أعني على قضاء حاجة فانتعل و قام معه فمر على الحسين ع و هو قائم يصلي- فقال أين كنت عن أبي عبد اللّٰه تستعينه على حاجتك قال قد فعلت بأبي أنت و أمي فذكر أنه معتكف فقال له أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا

بيان

الكراء ممدودا مصدر و مقصورا أجر المستأجر و كلاهما محتمل هنا و على الأول يحتمل أن يكون أجيرا و مستأجرا مبتدئا متعلق بتعين يعني تعينه ابتداء من غير أن يسألك الإعانة

[12]

2834- 12 الفقيه، 2/ 189/ 2108 ميمون بن مهران قال كنت جالسا عند الحسن بن علي ع فأتاه رجل فقال له يا بن رسول اللّٰه إن فلانا له علي مال فيريد أن يحبسني فقال و اللّٰه ما عندي مال فأقضي عنك قال فكلمه قال فلبس ع نعله فقلت له يا بن رسول اللّٰه أ نسيت اعتكافك فقال له لم أنس و لكني سمعت أبي ع يحدث عن رسول اللّٰه ص أنه قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد اللّٰه تعالى تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله

[13]

2835- 13 الكافي، 2/ 199/ 10/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن علي عن أبي جميلة عن ابن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع قال اللّٰه تعالى الخلق عيالي فأحبهم إلي ألطفهم بهم و أسعاهم في حوائجهم

الوافي، ج 5، ص: 669

[14]
اشارة

2836- 14 الكافي، 2/ 199/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عمارة قال" كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال- كر على حديثك فأحدثه قلت روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم

بيان

كر على حديثك بتشديد الراء أي ارجع إليه كأنه كان محدثا و في بعض النسخ كرر علي بالرائين و تشديد الياء و الأول هو الصواب عانيا من العناء

الوافي، ج 5، ص: 671

باب 100 تفريج كربة المؤمن

[1]
اشارة

2837- 1 الكافي، 2/ 199/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن الشحام قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته و أعانه على نجاح حاجته- كتب اللّٰه تعالى له بذلك ثنتين و سبعين رحمة من اللّٰه يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته و يدخر له إحدى و سبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة و أهواله

بيان

اللهفان المظلوم المضطر يستغيث و اللهثان العطشان

[2]

2838- 2 الكافي، 2/ 199/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من أعان مؤمنا نفس اللّٰه تعالى عنه ثلاثة و سبعين كربة واحدة في الدنيا و ثنتين و سبعين كربة عند كربته العظمى قال حيث يتشاغل الناس بأنفسهم

[3]
اشارة

2839- 3 الكافي، 2/ 199/ 3/ 1 الثلاثة عن الصحاف عن مسمع قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من نفس عن مؤمن كربة- نفس اللّٰه عنه كرب الآخرة و خرج من قبره و هو ثلج الفؤاد و من أطعمه من

الوافي، ج 5، ص: 672

جوع أطعمه اللّٰه من ثمار الجنة و من سقاه شربة سقاه اللّٰه من الرحيق المختوم

بيان

الثلج ككتف البارد و المطمئن و الرحيق الخمر أو أطيبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافي

[4]

2840- 4 الكافي، 2/ 200/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن الرضا ع قال من فرج عن مؤمن فرج اللّٰه قلبه يوم القيامة

[5]

2841- 5 الكافي، 2/ 200/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن ذريح قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة و هو معسر يسر اللّٰه له حوائجه في الدنيا و الآخرة- قال و من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر اللّٰه عليه سبعين عورة من عورات الدنيا و الآخرة قال و اللّٰه في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه- فانتفعوا بالعظة و ارغبوا في الخير

الوافي، ج 5، ص: 673

باب 101 إطعام المؤمن و سقيه

[1]

2842- 1 الكافي، 2/ 200/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة و من أشبع كافرا كان حقا على اللّٰه أن يملأ جوفه من الزقوم مؤمنا كان أو كافرا

[2]

2843- 2 الكافي، 2/ 200/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن عثمان عن بعض أصحابنا عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لأن أطعم رجلا من المسلمين أحب إلي من أن أطعم أفقا من الناس قلت و ما الأفق قال مائة ألف أو يزيدون

[3]
اشارة

2844- 3 الكافي، 2/ 200/ 3/ 1 عنه عن أحمد عن صفوان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه اللّٰه من ثلاث جنان في ملكوت السماوات الفردوس و جنة عدن و طوبى و شجرة تخرج في جنة عدن غرسها ربنا بيده

بيان

عد طوبى من الجنان لأن فيه من أنواع الثمار و شجرة عطف على ثلاث يعني

الوافي، ج 5، ص: 674

أطعمه اللّٰه من ثلاث جنان و من شجرة في إحداها غرسها اللّٰه بيده

[4]
اشارة

2845- 4 الكافي، 2/ 201/ 4/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلا كان أفضل من عتق نسمة

بيان

الشبع بالكسر و كعنب اسم ما أشبعك

[5]

2846- 5 الكافي، 2/ 201/ 5/ 1 بهذا الإسناد عن اليماني عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه اللّٰه من ثمار الجنة و من سقى مؤمنا من ظمإ سقاه اللّٰه من الرحيق المختوم

[6]
اشارة

2847- 6 الكافي، 2/ 201/ 6/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أطعم مؤمنا حتى يشبعه- لم يدر أحد من خلق اللّٰه ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا اللّٰه رب العالمين ثم قال من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تلا قول اللّٰه تعالى أَوْ إِطْعٰامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذٰا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذٰا مَتْرَبَةٍ

بيان

السغبان الجائع و المقربة من القرابة و المتربة من التراب

الوافي، ج 5، ص: 675

[7]

2848- 7 الكافي، 2/ 201/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن الصحاف قال قال أبو عبد اللّٰه ع أ تحب إخوانك يا حسين قلت نعم قال تنفع فقراءهم قلت نعم قال أما إنه لحق عليك أن تحب من يحب اللّٰه أما و اللّٰه لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه أ تدعوهم إلى منزلك قلت ما آكل إلا و معي منهم الرجلان و الثلاثة و الأقل و الأكثر فقال أبو عبد اللّٰه ع أما إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم قلت جعلت فداك أطعمهم طعامي و أوطئهم رحلي و يكون فضلهم علي أعظم قال نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك و مغفرة عيالك و إذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك و ذنوب عيالك

[8]

2849- 8 الكافي، 2/ 202/ 9/ 1 الثلاثة عن أبي محمد بن الوابشي قال ذكر أصحابنا عند أبي عبد اللّٰه ع فقلت ما أتغدى و لا أتعشى إلا و معي منهم الاثنان و الثلاثة و أقل و أكثر فقال ع- فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم فقلت جعلت فداك كيف و أنا أطعمهم طعامي و أنفق عليهم مالي و أخدمهم عيالي فقال إنهم إذا دخلوا إليك دخلوا برزق من اللّٰه عز و جل كثير و إذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك

[9]

2850- 9 الكافي، 2/ 202/ 10/ 1 الثلاثة عن محمد بن مقرن عن عبيد اللّٰه الوصافي عن أبي جعفر ع قال لأن أطعم رجلا مسلما

الوافي، ج 5، ص: 676

أحب إلي من إن أعتق أفقا من الناس قلت و كم الأفق قال عشرة آلاف من الناس

[10]
اشارة

2851- 10 الكافي، 2/ 202/ 11/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي قال قال أبو عبد اللّٰه ع من أطعم أخاه في اللّٰه كان له من الأجر مثل من أطعم فئاما من الناس قلت و ما الفئام قال مائة ألف من الناس

بيان

الفئام بالفاء مهموزا الجماعة من الناس

[11]

2852- 11 الكافي، 2/ 202/ 12/ 1 الثلاثة عن هشام بن الحكم عن سدير الصيرفي قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة قلت لا يحتمل مالي ذلك قال تطعم كل يوم مسلما- فقلت موسرا أو معسرا قال فقال إن الموسر قد يشتهي الطعام

[12]
اشارة

2853- 12 الكافي، 2/ 203/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال أكلة يأكلها أخي المسلم عندي أحب إلي من أن أعتق رقبة

بيان

الأكلة بالضم اللقمة

[13]

2854- 13 الكافي، 2/ 203/ 14/ 1 عنه عن إسماعيل بن مهران عن صفوان

الوافي، ج 5، ص: 677

الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال لأن أشبع رجلا من إخواني أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذه فأبتاع منها رأسا فأعتقه

[14]

2855- 14 الكافي، 2/ 203/ 15/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن أبان عن البصري عن أبي عبد اللّٰه ع قال لأن آخذ خمسة دراهم أدخل إلى سوقكم هذه فأبتاع بها الطعام و أجمع نفرا من المسلمين أحب إلي من أن أعتق نسمة

[15]

2856- 15 الكافي، 2/ 203/ 16/ 1 عنه عن الوشاء عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سئل محمد بن علي ع ما يعدل عتق رقبة قال إطعام رجل مسلم

[16]

2857- 16 الكافي، 2/ 203/ 17/ 1 محمد عن الزيات عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي شبل قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما أرى شيئا يعدل زيارة المؤمن إلا إطعامه و حق على اللّٰه أن يطعم من أطعم مؤمنا من طعام الجنة

[17]

2858- 17 الكافي، 2/ 203/ 18/ 1 بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن رفاعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لأن أطعم مؤمنا محتاجا أحب إلي من أن أزوره و لأن أزوره أحب إلي من أن أعتق عشر رقاب

[18]

2859- 18 الكافي، 2/ 203/ 19/ 1 صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع و يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أطعم مؤمنا موسرا كان له يعدل رقبة من ولد

الوافي، ج 5، ص: 678

إسماعيل ينقذه من الذبح و من أطعم مؤمنا محتاجا كان له يعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل ينقذهم من الذبح

[19]

2860- 19 الكافي، 2/ 204/ 20/ 1 صالح بن عقبة عن نصر بن قابوس عن أبي عبد اللّٰه ع قال لإطعام مؤمن أحب إلي من عتق عشر رقاب و عشر حجج قال قلت عشر رقاب و عشر حجج قال فقال يا نصر إن لم تطعموه مات أو تذلونه فيجي ء إلى ناصب فيسأله و الموت خير له من مسألة ناصب يا نصر من أحيا مؤمنا فكأنما أحيا الناس جميعا- فإن لم تطعموه فقد أمتموه و إن أطعمتموه فقد أحييتموه

[20]

2861- 20 الكافي، 2/ 195/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال و اللّٰه لأن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة و رقبة و رقبة و مثلها و مثلها- حتى بلغ عشرا و مثلها و مثلها حتى بلغ السبعين و لأن أعول أهل بيت من المسلمين أسد جوعتهم و أكسو عورتهم و أكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة و حجة و حجة و مثلها و مثلها حتى بلغ عشرا و مثلها و مثلها حتى بلغ السبعين

[21]

2862- 21 الكافي، 2/ 201/ 7/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من سقى مؤمنا شربة من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه اللّٰه بكل شربة سبعين ألف حسنة و إن سقاه من حيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل

الوافي، ج 5، ص: 679

باب 102 كسوة المؤمن

[1]

2863- 1 الكافي، 2/ 204/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا على اللّٰه أن يكسوه من ثياب الجنة و أن يهون عليه من سكرات الموت و أن يوسع عليه في قبره و أن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى و هو قول اللّٰه تعالى في كتابه وَ تَتَلَقّٰاهُمُ الْمَلٰائِكَةُ هٰذٰا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

[2]

2864- 2 الكافي، 2/ 204/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد اللّٰه بن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال من كسا أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عرى أو أعانه بشي ء مما يقوته من معيشة وكل اللّٰه تعالى به سبعة آلاف ملك من الملائكة يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور

[3]

2865- 3 الكافي، 2/ 205/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن صفوان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من كسا أحدا الحديث مثله إلا أن فيه سبعين ألف

الوافي، ج 5، ص: 680

[4]

2866- 4 الكافي، 2/ 205/ 4/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن اليماني عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال من كسا مؤمنا كساه اللّٰه تعالى من الثياب الخضر

[5]

2867- 5 الكافي، 2/ 205/ 4/ 1 و قال في حديث آخر لا يزال في ضمان اللّٰه ما دام عليه سلك

[6]

2868- 6 الكافي، 2/ 205/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع أنه كان يقول من كسا مؤمنا ثوبا من عرى كساه اللّٰه تعالى من استبرق الجنة و من كسا مؤمنا ثوبا من غنى لم يزل في ستر من اللّٰه ما بقي من الثوب خرقة

الوافي، ج 5، ص: 681

باب 103 نصيحة المؤمن و دعوته إلى الهدي

[1]

2869- 1 الكافي، 2/ 208/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور عن أبي عبد اللّٰه ع قال يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه

[2]

2870- 2 الكافي، 2/ 208/ 2/ 1 عنه عن السراد عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد و المغيب

[3]

2871- 3 الكافي، 2/ 208/ 3/ 1 السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة

[4]
اشارة

2872- 4 الكافي، 2/ 208/ 4/ 1 السراد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه

بيان

نصيحة المؤمن أن يعامله بما فيه مصلحته قولا و فعلا سرا و علانية و قد مضى خبران آخران في النصيحة في باب الاهتمام بأمور المسلمين مع بيان معنى

الوافي، ج 5، ص: 682

النصيحة مطلقا و يأتي أخبار ترك النصيحة في أبواب ما يجب على المؤمن اجتنابه في المعاشرات إن شاء اللّٰه تعالى

[5]

2873- 5 الكافي، 2/ 210/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له قول اللّٰه تعالى مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ ..

- فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ النّٰاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً قال من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها و من أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها

[6]

2874- 6 الكافي، 2/ 210/ 2/ 1 عنه عن علي بن الحكم الكافي، 2/ 210/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أخيه بنان عن علي بن الحكم عن أبان عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي جعفر ع قول اللّٰه تعالى في كتابه وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً- قال من حرق أو غرق قلت فمن أخرجها من ضلال إلى هدى قال ذلك تأويلها الأعظم

[7]
اشارة

2875- 7 الكافي، 2/ 211/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي خالد القماط عن حمران قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أسألك أصلحك اللّٰه فقال نعم فقلت كنت على حال و أنا اليوم على حال أخرى كنت أدخل الأرض فأدعو الرجل و الاثنين و المرأة فينقذ اللّٰه من شاء و أنا اليوم لا أدعو أحدا- فقال و ما عليك أن تخلي بين الناس و بين ربهم فمن أراد اللّٰه أن

الوافي، ج 5، ص: 683

يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثم قال و لا عليك إن آنست من أحد بخير أن تنبذ إليه الشي ء نبذا قلت أخبرني عن قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً قال من حرق أو غرق ثم سكت ثم قال تأويلها الأعظم إن دعاها فاستجابت له

بيان

أدعو الرجل و الاثنين يعني إلى التشيع و معرفة أئمة الهدى ص و التبري من غاصبي حقوقهم من أهل الردي و ما عليك أي الذي يجب عليك بأن تكون ما موصولة أو و ما بأس عليك بأن تكون نافية أو أي شي ء عليك بأن تكون استفهامية للإنكار و لا عليك أي لا بأس عليك أن تنبذ إليه الشي ء أي تلقي إليه كلمة حق و إرشاد في دين و هداية إلى معرفة.

و قد مضت أخبار أخر من هذا الباب في أواخر كتاب التوحيد و فيها أن ترك الناس على ما هم عليه من الضلال أولى من دعائهم إلى الحق و هو محمول على ما إذا استلزم ذلك خطرا و ضررا و إثارة فتنة أو أدى إلى مخاصمة و معاداة أو غير ذلك

من المفاسد كما نبه عليه في هذا الحديث بقوله ع إن آنست من أحد بخير يعني إن لم تؤنس منه بخير فلا و لا كرامة

[8]

2876- 8 الكافي، 2/ 211/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن لي أهل بيت و هم يسمعون مني أ فأدعوهم إلى هذا الأمر فقال نعم إن اللّٰه تعالى يقول في كتابه يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نٰاراً وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ

الوافي، ج 5، ص: 685

باب 104 التقية

[1]
اشارة

2877- 1 الكافي، 2/ 218/ 6/ 1 الأربعة عمن أخبره عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى لٰا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ قال الحسنة التقية و السيئة الإذاعة و قوله تعالى ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السيئة قال التي هي أحسن التقية فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

بيان

الإذاعة الإشاعة و قد مضى تفسير هذه الآية قوله ع السيئة بعد قوله عز و جل ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ تفسير له إذ ليس في هذا الموضع من القرآن

[2]

2878- 2 الكافي، 2/ 217/ 1/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى أُولٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمٰا صَبَرُوا قال بما صبروا على التقية وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قال الحسنة التقية و السيئة الإذاعة

[3]
اشارة

2879- 3 الكافي، 2/ 217/ 2/ 1 ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن

الوافي، ج 5، ص: 686

أبي عمر الأعجمي قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين التقية و لا دين لمن لا تقية له و التقية في كل شي ء إلا في النبيذ و المسح على الخفين

بيان

و ذلك لعدم مس الحاجة إلى التقية فيهما إلا نادرا و يأتي تمام الكلام فيه في باب المسح على العمامة و الخف من كتاب الطهارة إن شاء اللّٰه

[4]

2880- 4 الكافي، 2/ 217/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع التقية من دين اللّٰه قلت من دين اللّٰه قال إي و اللّٰه من دين اللّٰه و لقد قال يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ و اللّٰه ما كانوا سرقوا شيئا و لقد قال إبراهيم إِنِّي سَقِيمٌ و اللّٰه ما كان سقيما

[5]
اشارة

2881- 5 الكافي، 2/ 217/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن الحسين بن أبي العلاء عن حبيب بن بشير قال قال أبو عبد اللّٰه ع سمعت أبي يقول لا و اللّٰه ما على وجه الأرض شي ء أحب إلي من التقية يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه اللّٰه تعالى يا حبيب و من لم تكن له تقية وضعه اللّٰه يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان

الوافي، ج 5، ص: 687

ذاك كان هذا

بيان

يعني أن مخالفينا اليوم في هدنة و صلح و مسالمة معنا لا يريدون قتالنا و الحرب معنا و لهذا نعمل معهم بالتقية فلو قد كان ذاك يعني لو كان في زمن أمير المؤمنين و الحسين بن علي ع أيضا الهدنة لكانت التقية فإن التقية واجبة ما أمكنت فإذا لم تمكن جاز تركها لمكان الضرورة و في بعض النسخ هكذا مكان هذا

[6]
اشارة

2882- 6 الكافي، 2/ 218/ 5/ 1 القمي عن الكوفي عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال اتقوا على دينكم و احجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أن الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شي ء إلا أكلته و لو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم و لنحلوكم في السر و العلانية رحم اللّٰه عبدا منكم كان على ولايتنا

بيان

لنحلوكم أي سبوكم

[7]

2883- 7 الكافي، 2/ 218/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي عمرو الكناني قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا با عمرو أ رأيت لو حدثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا- ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك

الوافي، ج 5، ص: 688

أو أفتيك بخلاف ذلك بأيهما كنت تأخذ قلت بأحدثهما و أدع الآخر فقال قد أصبت يا با عمرو أبى اللّٰه إلا أن يعبد سرا أما و اللّٰه لئن فعلتم ذاك إنه لخير لي و لكم أبى اللّٰه تعالى لنا و لكم في دينه إلا التقية

[8]

2884- 8 الكافي، 2/ 218/ 8/ 1 عنه عن أحمد عن الحسن بن علي عن درست قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف إن كانوا ليشهدون الأعياد و يشدون الزنانير فأعطاهم اللّٰه أجرهم مرتين

[9]
اشارة

2885- 9 الكافي، 2/ 218/ 9/ 1 عنه عن أحمد عن ابن فضال عن حماد بن واقد اللحام قال استقبلت أبا عبد اللّٰه ع في طريق فأعرضت عنه بوجهي و مضيت و دخلت عليه بعد ذلك فقلت جعلت فداك إني لألقاك فأصرف وجهي كراهة أن أشق عليك فقال لي رحمك اللّٰه تعالى و لكن رجلا لقيني أمس في موضع كذا و كذا فقال عليك السلام يا أبا عبد اللّٰه ما أحسن و لا أجمل

بيان

أي لم يفعل حسنا و لا جميلا

[10]
اشارة

2886- 10 الكافي، 2/ 219/ 10/ 1 علي عن الاثنين قال قيل لأبي عبد اللّٰه ع إن الناس يروون أن عليا ع قال على منبر الكوفة أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرءوا مني فقال ما أكثر ما يكذب الناس على علي

الوافي، ج 5، ص: 689

ثم قال إنما كان إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم ستدعون إلى البراءة مني و إني لعلى دين محمد و لم يقل لا تبرءوا مني فقال له السائل أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة فقال و اللّٰه ما ذاك عليه و ما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ- فأنزل اللّٰه فيه إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ فقال له النبي ص عندها يا عمار إن عادوا فعد فقد أنزل اللّٰه تعالى عذرك- و أمرك أن تعود إن عادوا

بيان

قصة عمار على ما روته المفسرون في شأن نزول هذه الآية أن قريشا أكرهوه و أبويه ياسرا و سمية على الارتداد فأبى أبواه فقتلوهما و هما أول قتيلين في الإسلام و أعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا مكرها فقيل يا رسول اللّٰه إن عمارا كفر فقال كلا إن عمارا ملي ء إيمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الإيمان بلحمه و دمه فأتي عمار رسول اللّٰه ص و هو يبكي فجعل النبي ص يمسح عينيه و قال ما لك إن عادوا لك فعد لهم بما قلت

[11]
اشارة

2887- 11 الكافي، 2/ 219/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن هشام الكندي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به فإن ولد السوء يعير والده بعمله كونوا لمن انقطعتم إليه زينا و لا تكونوا عليه شينا صلوا في عشائركم و عودوا مرضاهم- و اشهدوا جنائزهم و لا يسبقوكم إلى شي ء من الخير فأنتم أولى به منهم- و اللّٰه ما عبد اللّٰه بشي ء أحب إليه من الخباء قلت و ما الخباء قال التقية

الوافي، ج 5، ص: 690

بيان

في عشائركم يعني عشائركم المخالفين لكم في الدين

[12]
اشارة

2888- 12 الكافي، 2/ 219/ 12/ 1 عنه عن أحمد عن معمر بن خلاد قال سألت أبا الحسن ع عن القيام للولاة فقال قال أبو جعفر ع التقية من ديني و دين آبائي و لا إيمان لمن لا تقية له

بيان

القيام للولاة يحتمل معنيين أحدهما القيام لهم عند اللقاء إكراما لهم و تواضعا و الثاني القيام بأمورهم و الائتمار بما يأمرون به فيكون معنى الجواب الرخصة في ذلك دفعا لشرهم

[13]

2889- 13 الكافي، 2/ 220/ 14/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبي يقول و أي شي ء أقر لعيني من التقية إن التقية جنة المؤمن

[14]

2890- 14 الكافي، 2/ 220/ 19/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن حريز عن أبي عبد اللّٰه ع قال التقية ترس اللّٰه بينه و بين خلقه

[15]

2891- 15 الكافي، 2/ 219/ 13/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر ع قال التقية في كل ضرورة- و صاحبها أعلم بها حين تنزل به

الوافي، ج 5، ص: 691

[16]

2892- 16 الكافي، 2/ 220/ 18/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن إسماعيل الجعفي و معمر بن يحيى بن سام و محمد و زرارة قالوا سمعنا أبا جعفر ع يقول التقية في كل شي ء يضطر إليه ابن آدم فقد أحل اللّٰه له

[17]
اشارة

2893- 17 الكافي، 2/ 220/ 15/ 1 الثلاثة عن جميل عن محمد بن مروان قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع ما منع ميثم رحمه اللّٰه من التقية- فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ

بيان

قصة ميثم على ما رواه شيخنا المفيد طاب ثراه في كتاب الإرشاد في جملة ذكر آيات اللّٰه الباهرة في أمير المؤمنين ص و الخواص التي أفرده اللّٰه بها ما نتلوه عليك.

قال طاب ثراه و من ذلك

ما رووه أن ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين ع منها و أعتقه و قال له ما اسمك قال سالم قال أخبرني رسول اللّٰه ص أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم قال صدق اللّٰه و رسوله و صدقت يا أمير المؤمنين و اللّٰه إنه لأسمي قال فارجع إلى اسمك الذي سماك رسول اللّٰه ص و دع سالما فرجع إلى ميثم و اكتنى بأبي سالم فقال له علي ع ذات يوم إنك تؤخذ بعدي فتصلب و تطعن بحربة فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك و فمك دما فتخضب لحيتك

الوافي، ج 5، ص: 692

فانتظر ذلك الخضاب و تصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة فامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها فأراه إياها.

و كان ميثم يأتيها فيصلي عندها و يقول بوركت من نخلة لك خلقت و لي غذيت فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت و حتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة قال و كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له إني مجاورك فأحسن جواري فيقول له

عمرو بن حريث أ تريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم و هو لا يعلم ما يريد.

و حج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة فقالت من أنت فقال أنا ميثم قالت و اللّٰه لربما سمعت رسول اللّٰه ص يوصي بك عليا في جوف الليل فسألها عن الحسين فقالت هو في حائط له قال أخبريه أني قد أحببت السلام عليه و نحن ملتقون عند اللّٰه رب العالمين إن شاء اللّٰه فدعت بطيب لحيته و قالت له أما إنها ستخضب بدم.

فقدم الكوفة فأخذه عبيد اللّٰه بن زياد فأدخل عليه فقيل هذا كان من آثر الناس عند علي قال ويحكم هذا الأعجمي فقيل له نعم قال له عبيد اللّٰه بن زياد أين ربك قال بالمرصاد لكل ظالم و أنت أحد الظلمة قال إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد ما أخبرك عني صاحبك أني فاعل بك قال أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة أنا أقصرهم خشبة و أقربهم إلى المطهرة قال لنخالفنه قال كيف تخالفه فو الله ما أخبرني إلا عن النبي ص عن جبرئيل عن اللّٰه و كيف تخالف هؤلاء و لقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة و أنا أول خلق اللّٰه ألجم في الإسلام فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيدة.

قال ميثم التمار للمختار إنك تفلت و تخرج ثائرا بدم الحسين ع فتقتل هذا الذي يقتلنا فلما دعا عبيد اللّٰه بالمختار ليقتله طلع بريد

الوافي، ج 5، ص: 693

بكتاب يزيد إلى عبيد اللّٰه يأمره بتخلية سبيله فخلاه و أمر بميثم أن يصلب فأخرج فقال له رجل لقيه ما كان أغناك عن هذا يا مثيم فتبسم و قال

و هو يومي إلى النخلة لها خلقت و لي غذيت فلما رفع إلى الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث قال و قد كان و اللّٰه يقول إني مجاورك فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته و رشه و تجميره فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد فقال ألجموه فكان أول خلق اللّٰه ألجم في الإسلام.

و كان مقتل ميثم رحمه اللّٰه قبل قدوم الحسين بن علي ع العراق بعشرة أيام فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه و أنفه دما و هذا من جملة الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين ع و ذكره شائع و الرواية به بين العلماء مستفيضة

[18]
اشارة

2894- 18 الكافي، 2/ 220/ 17/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال كل ما يقارب هذا الأمر كان أشد للتقية

بيان

لعل المراد أن كلما يتقارب الزمان من ظهور هذا الأمر و قيام القائم تصير التقية أوجب

[19]
اشارة

2895- 19 الكافي، 2/ 220/ 20/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حمزة عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع خالطوهم بالبرانية و خالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانية

الوافي، ج 5، ص: 694

بيان

أصل البراني من البر و الجواني من جو البيت أي داخله و الألف و النون فيهما من زيادات النسب و في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح اللّٰه برانيه و في حديثه أيضا أن لكل امرئ جوانيا و برانيا و الإمرة بالكسر بمعنى الإمارة يعني ع خالطوا الناس بالعلانية و الظاهر و خالفوهم في السر و الباطن إذا كانت الإمارة بيد الصبيان و السفهاء

[20]

2896- 20 الكافي، 2/ 221/ 21/ 1 محمد عن ابن عيسى عن زكريا المؤمن عن عبد اللّٰه بن أسد عن عبد اللّٰه بن عطاء قال قلت لأبي جعفر ع رجلان من أهل الكوفة أخذا فقيل لهما أبرئا من أمير المؤمنين ع فبرئ واحد منهما و أبى الآخر فخلى سبيل الذي بري ء و قتل الآخر فقال أما الذي بري ء فرجل فقيه في دينه و أما الذي لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة

[21]

2897- 21 الكافي، 2/ 221/ 23/ 1 القميان عن ابن بزيع عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول التقية ترس المؤمن و التقية حرز المؤمن و لا إيمان لمن لا تقية له إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين اللّٰه تعالى به فيما بينه و بينه فيكون له عزا في الدنيا و نورا في الآخرة و إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلا في الدنيا و ينزع اللّٰه تعالى ذلك النور منه

[22]
اشارة

2898- 22 الكافي، 2/ 221/ 22/ 1 الثلاثة عن جميل بن صالح قال قال أبو عبد اللّٰه ع احذروا عواقب العثرات

الوافي، ج 5، ص: 695

بيان

يعني كلما تقولونه أو تفعلونه فانظروا أولا في عاقبته و ما له ثم قولوه أو افعلوه فإن العثرة قلما تفارق القول و الفعل و لا سيما إذا كثرا أو المراد أنه كلما عثرتم عثرة في قول أو فعل فاشتغلوا بإصلاحها و تداركها كيلا تؤدي في العاقبة إلى فساد لا يقبل الإصلاح

[23]

2899- 23 الكافي، 2/ 220/ 16/ 1 القميان عن صفوان عن شعيب الحداد عن محمد عن أبي جعفر ع قال إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية

الوافي، ج 5، ص: 697

باب 105 الكتمان

[1]
اشارة

2900- 1 الكافي، 2/ 221/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن مالك بن عطية عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال وددت و اللّٰه أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي النزق و قلة الكتمان

بيان

النزق بالنون و الزاي الطيش و الخفة عند الغضب

[2]

2901- 2 الكافي، 2/ 222/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الشحام قال قال أبو عبد اللّٰه ع أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شي ء الصبر و الكتمان

[3]

2902- 3 الكافي، 2/ 222/ 3/ 1 الثلاثة عن يونس بن عمار عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه اللّٰه تعالى و من أذاعه أذله اللّٰه

[4]

2903- 4 الكافي، 2/ 222/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن رجل عن أبي جعفر ع قال دخلنا عليه جماعة

الوافي، ج 5، ص: 698

فقلنا يا بن رسول اللّٰه إنا نريد العراق فأوصنا فقال أبو جعفر ع ليقو شديدكم ضعيفكم و ليعد غنيكم على فقيركم- و لا تبثوا سرنا و لا تذيعوا أمرنا و إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب اللّٰه فخذوا به و إلا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم و اعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم و من أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدونا كان له مثل أجر عشرين شهيدا و من قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة و عشرين شهيدا

[5]
اشارة

2904- 5 الكافي، 2/ 222/ 5/ 1 عنه عن أحمد عن محمد بن سنان عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له و القبول فقط من احتمال أمرنا ستره و صيانته من غير أهله فأقرئهم السلام و قل لهم رحم اللّٰه عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه حدثوهم بما يعرفون و استروا عنهم ما ينكرون- ثم قال و اللّٰه ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مئونة من الناطق علينا بما نكره فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه و ردوه عنها فإن قبل منكم و إلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه و يسمع منه فإن الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم و إلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم- و لا تقولوا

إنه يقول و يقول فإن ذلك يحمل علي و عليكم- أما و اللّٰه لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنكم أصحابي هذا أبو حنيفة له أصحاب و هذا الحسن البصري له أصحاب و أنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول اللّٰه ص و علمت كتاب اللّٰه و فيه تبيان كل شي ء بدؤ الخلق و أمر السماء و أمر الأرض و أمر الأولين و أمر

الوافي، ج 5، ص: 699

الآخرين و أمر ما كان و أمر ما يكون كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني

بيان

فلان قرأ عليك السلام و أقرأك السلام بمعنى حدثوهم بيان لكيفية اجترار مودة الناس فتحملوا عليه بمن يثقل عليه أي تكلفوا إن تحملوا عليه ثقيلا لا مفر له إلا أن يسمع منه فيلطف فيها أي يرفق و دفن الكلام تحت الأقدام كناية عن إخفائه و كتمه

[6]
اشارة

2905- 6 الكافي، 2/ 223/ 6/ 1 عنه عن أحمد عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد المسلي عن عبد اللّٰه بن سليمان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي ما زال سرنا مكتوما حتى صار في يد ولد كيسان فتحدثوا به في الطريق و قرى السواد

بيان

كيسان لقب مختار بن أبي عبيدة الذي طلب ثار أبي عبد اللّٰه الحسين ع المنسوب إليه الكيسانية

[7]
اشارة

2906- 7 الكافي، 2/ 223/ 7/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول و اللّٰه إن أحب أصحابي إلي أورعهم و أفقههم و أكتمهم لحديثنا و إن أسوأهم عندي حالا و أمقتهم الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروي عنا فلم يقبله اشمأز منه و جحده و كفر من دان به و هو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج و إلينا أسند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا

الوافي، ج 5، ص: 700

بيان

اشمأز تنفر و هو جواب إذا و يستفاد من هذا الحديث أنه لا ينبغي الحكم ببطلان ما نسب إليهم ع من الحديث المحتمل صدقه و إن ضعف إسناده أو بعد مضمونه عن أفهامنا

[8]
اشارة

2907- 8 الكافي، 2/ 223/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن الكاهلي عن حريز عن معلى بن خنيس قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا معلى اكتم أمرنا و لا تذعه فإن من كتم أمرنا و لم يذعه أعزه اللّٰه به في الدنيا و جعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة- يا معلى من أذاع أمرنا و لم يكتمه أذله اللّٰه به في الدنيا و نزع النور من بين عينيه في الآخرة و جعله ظلمة تقوده إلى النار يا معلى إن التقية من ديني و دين آبائي و لا دين لمن لا تقية له يا معلى إن اللّٰه يحب أن يعبد في السر- كما يحب أن يعبد في العلانية يا معلى إن المذيع لأمرنا كالجاحد له

بيان

كأنه ع كان يخاف على معلى القتل لما يرى من حرصه على الإذاعة و لذلك أكثر من نصيحته بذلك و مع ذلك لم تنجع نصيحته فيه و إنه قد قتل بسبب ذلك و تأتي أخبار نكال الإذاعة في بابها إن شاء اللّٰه

[9]
اشارة

2908- 9 الكافي، 2/ 224/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن الحسن بن علي عن مروان بن مسلم عن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع أخبرت بما أخبرتك به أحدا قلت لا إلا سليمان بن خالد قال أحسنت أ ما سمعت قول الشاعر

الوافي، ج 5، ص: 701

فلا يعدون سري و سرك ثالثا ألا كل سر جاوز اثنين شائع

بيان

قوله أحسنت يحتمل أن يكون على ظاهره و أن يكون على التهكم و الثاني أوفق بقوله أ ما سمعت فإن سليمان كان ثالثا

[10]
اشارة

2909- 10 الكافي، 2/ 224/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن البزنطي قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن مسألة فأبى و أمسك ثم قال لو أعطيناكم كل ما تريدون كان شرا لكم و أخذ برقبة صاحب هذا الأمر قال أبو جعفر ع ولاية اللّٰه أسرها إلى جبرئيل و أسرها جبرئيل إلى محمد و أسرها محمد إلى علي و أسرها علي إلى من شاء اللّٰه ثم أنتم تذيعون ذلك من الذي أمسك حرفا سمعه قال أبو جعفر في حكمة آل داود ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه فاتقوا اللّٰه و لا تذيعوا حديثنا فلو لا أن اللّٰه يدافع عن أوليائه و ينتقم لأوليائه من أعدائه أ ما رأيت ما صنع اللّٰه بآل برمك و ما انتقم لأبي الحسن ع و قد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع اللّٰه عنهم بولايتهم لأبي الحسن ع و أنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة و ما أمهل اللّٰه لهم فعليكم بتقوى اللّٰه- و لا تغرنكم [الحياة] الدنيا و لا تغتروا بمن أمهل له و كان الأمر قد وصل إليكم

الوافي، ج 5، ص: 702

بيان

فاتقوا اللّٰه من كلام الرضا ع و جواب لو لا محذوف يعني لو لا مدافعة اللّٰه عنا و انتقامه لنا لما بقي منا أثر بسبب إذاعتكم حديثنا أ ما رأيت بيان للمدافعة و الانتقام و أراد بما صنع اللّٰه استيصالهم بسبب عداوتهم لأبي الحسن ع و إعانتهم على قتله و أراد بأبي الحسن أباه موسى ع و الخطر بالتحريك الأشراف على الهلاك و في آخر الحديث بشارة إلى قرب ظهور الأمر و تيقن وقوعه

[11]
اشارة

2910- 11 الكافي، 2/ 225/ 11/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عمر بن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول قال رسول اللّٰه ص طوبى لعبد نومة عرفه اللّٰه و لم يعرفه الناس أولئك مصابيح الهدى و ينابيع العلم ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ليسوا بالمذاييع البذر و لا بالجفاة المرائين

بيان

النومة بضم النون و إسكان الواو و فتحها الخامل الذكر الذي لا يؤبه له و المذاييع جمع مذياع و هو من لا يكتم السر و البذر بالضم جمع البذور و البذير و هو النمام و من لا يستطيع كتم سره و ككتف كثير الكلام و الجفاة جمع الجافي و هو الكز الغليظ السيئ الخلق كأنه جعله لانقباضه مقابلا لمنبسط اللسان الكثير الكلام و المراد النهي عن طرفي الإفراط و التفريط و لزوم الوسط

[12]

2911- 12 الكافي، 2/ 225/ 12/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي الحسن الأصبهاني عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع طوبى لكل عبد نومة لا يؤبه له يعرف الناس

الوافي، ج 5، ص: 703

و لا يعرفه الناس يعرفه اللّٰه منه برضوان أولئك مصابيح الهدى ينجلي عنهم كل فتنة و يفتح لهم باب كل رحمة ليسوا بالبذر المذاييع و لا الجفاة المرائين و قال قولوا الخير تعرفوا به و اعملوا الخير تكونوا من أهله و لا تكونوا عجلا مذاييع فإن خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر اللّٰه و شراركم المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة المبتغون للبرآء المعايب

[13]

2912/ 13 الكافي، 2/ 225/ 13/ 1 العدة عن أحمد عن عثمان عمن أخبره قال قال أبو عبد اللّٰه ع كفوا ألسنتكم و الزموا بيوتكم فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا و لا تزال الزيدية لكم وقاء أبدا

[14]
اشارة

2913- 14 الكافي، 2/ 225/ 14/ 1 عنه عن عثمان عن أبي الحسن ع قال إن كان في يدك هذه شي ء فاستطعت أن لا تعلم هذه فافعل قال و كان عنده إنسان فتذاكروا الإذاعة فقال احفظ لسانك تعز و لا تمكن الناس من قياد رقبتك فتذل

بيان

القياد حبل تقاد به الدابة

[15]
اشارة

2914- 15 الكافي، 2/ 226/ 15/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن خالد بن نجيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق فمن هتك علينا أذله اللّٰه

بيان

شبه الميثاق المأخوذ منهم على الكتمان بالقناع

الوافي، ج 5، ص: 704

[16]

2915- 16 الكافي، 2/ 226/ 16/ 1 الحسين بن محمد و محمد عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن أسلم عن محمد بن سعيد بن غزوان عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح- و همه لأمرنا عبادة و كتمانه سرنا جهاد في سبيل اللّٰه قال لي محمد بن سعيد اكتب هذا بالذهب فما كتبت شيئا أحسن منه

[17]
اشارة

2916- 17 الكافي، 8/ 157/ 149 العدة عن صالح بن أبي حماد عن إسماعيل بن مهران الكافي، 8/ 158/ 149 العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران عمن حدثه عن جابر بن يزيد قال حدثني محمد بن علي سبعين حديثا لم أحدث بها أحدا قط و لا أحدث بها أحدا أبدا فلما مضى محمد بن علي ع ثقلت على عنقي و ضاق بها صدري فأتيت أبا عبد اللّٰه ع فقلت جعلت فداك إن أباك حدثني سبعين حديثا لم يخرج مني شي ء منها إلى أحد و أمرني بسترها و قد ثقلت على عنقي و ضاق بها صدري فما تأمرني- فقال يا جابر إذا ضاق بك من ذلك شي ء فاخرج إلى الجبانة و احتفر حفيرة ثم دل رأسك فيها و قل حدثني محمد بن علي بكذا و كذا- ثم طمه فإن الأرض تستر عليك قال جابر ففعلت ذلك فخف عني ما كنت أجده

الوافي، ج 5، ص: 705

بيان

مما يناسب إيراده في هذا المقام

ما رواه أبو عبد اللّٰه محمد بن جعفر الحائري باتصال الإسناد إلى أبي الحسن علي بن ميثم قال حدثني والدي ميثم رضي اللّٰه عنه قال اصحرني مولاي أمير المؤمنين ع ليلة من الليالي- حتى خرج عن الكوفة و انتهى إلى مسجد الجعفي و توجه إلى القبلة فصلى أربع ركعات فلما سلم و سبح بسط كفيه و قال إلهي كيف أدعوك و قد عصيتك- و كيف لا أدعوك و قد عرفتك إلى آخر الدعاء- ثم سجد و عفر خده و قال العفو العفو مائة مرة ثم قام و خرج فاتبعته حتى برز إلى الصحراء و خط لي خطة و قال لي إياك أن تتجاوز هذه

الخطة- و مضى عني و كانت ليلة مدلهمة فقلت يا نفس أسلمت مولاك و له أعداء كثيرة و أي عذر يكون لك عند اللّٰه و عند رسوله و اللّٰه لأقفون أثره و لأعلمن خبره و إن كنت قد خالفت أمره و جعلت أتبع أثره فوجدته ع مطلعا في البئر إلى نصفه يخاطب البئر و البئر تخاطبه فحس بي ع فالتفت و قال من قلت ميثم فقال يا ميثم أ لم آمرك أن لا تتجاوز الخطة قلت يا مولاي خشيت عليك من الأعداء فلم يصبر على ذلك قلبي فقال سمعت مما قلت شيئا قلت لا يا مولاي فقال يا ميثم

و في الصدر لبابات إذا ضاق لها صدري

نكت الأرض بالكف و أبديت لها سري

فمهما تنبت الأرض فذاك النبت من بذري

نقلناه من كتاب عمل مساجد الكوفة

الوافي، ج 5، ص: 707

باب 106 شكوى الحاجة إلى المؤمن

[1]

2917- 1 الكافي، 8/ 144/ 113 محمد عن أحمد عن السراد عن يونس بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أيما مؤمن شكا حاجته و ضره إلى كافر أو إلى من يخالفه على دينه فإنما شكا اللّٰه تعالى إلى عدو من أعداء اللّٰه و أيما رجل مؤمن شكا حاجته و ضره إلى مؤمن مثله كانت شكواه إلى اللّٰه تعالى

[2]

2918- 2 الكافي، 8/ 170/ 192 العدة عن البرقي عن القاسم عن جده قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا حسن إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف و لكن اذكرها لبعض إخوانك فإنك لن تعدم خصلة من أربع خصال إما كفاية و إما معونة بجاه أو دعوة تستجاب أو مشورة برأي

[3]
اشارة

2919- 3 الفقيه، 4/ 401/ 5863 أبو هاشم الجعفري أنه قال أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد ع فاستأذنت عليه فأذن لي فلما جلست قال يا أبا هاشم أي نعم اللّٰه عليك تريد أن تؤدي شكرها قال أبو هاشم فوجمت فلم أدر ما أقول له فابتدأني ع فقال إن اللّٰه تعالى رزقك الإيمان فحرم بدنك به على النار و رزقك العافية فأعانتك على

الوافي، ج 5، ص: 708

الطاعة و رزقك القنوع فصانك عن التبذل يا أبا هاشم إنما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو إلي من فعل بك هذا قد أمرت لك بمائة دينار فخذها

بيان

فوجمت أي سكت و التبذل الامتهان و من فعل بك هذا كناية عن اللّٰه سبحانه

الوافي، ج 5، ص: 709

باب 107 التكاتب

[1]

2920- 1 الكافي، 2/ 670/ 1/ 1 العدة عن أحمد و سهل جميعا عن السراد عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال التواصل بين الإخوان في الحضر التزاور و في السفر التكاتب

[2]

2921- 2 الكافي، 2/ 672/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا تدع بسم اللّٰه الرحمن الرحيم و إن كان بعده شعر

[3]
اشارة

2922- 3 الكافي، 2/ 672/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن الحسن بن علي عن يوسف بن عبد السلام عن سيف بن هارون مولى آل جعدة قال قال أبو عبد اللّٰه ع اكتب بسم اللّٰه الرحمن الرحيم من أجود كتابتك و لا تمد الباء حتى ترفع السين

بيان

و لا تمد الباء يعني إلى الميم كما وقع التصريح به في حديث أمير المؤمنين ع و رفع السين تضريسه

[4]

2923- 4 الكافي، 2/ 672/ 3/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن الحسن بن

الوافي، ج 5، ص: 710

السري عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تكتب بسم اللّٰه الرحمن الرحيم لفلان و لا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان

[5]
اشارة

2924- 5 الكافي، 2/ 673/ 4/ 1 عنه عن محمد بن علي عن النضر بن شعيب عن أبان عن الحسن بن السري عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تكتب داخل الكتاب لأبي فلان و اكتب إلى أبي فلان و اكتب على العنوان لأبي فلان

بيان

لعل المراد بالحديثين النهي عن ثبت اسم الكاتب داخل الكتاب و في وجهه بل في ظهره و عنوانه بخلاف اسم المكتوب إليه فإنه لا بأس بثبته داخل الكتاب و في وجهه

[6]

2925- 6 الكافي، 2/ 673/ 5/ 1 عنه عن عثمان عن سماعة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الرجل يبدأ بالرجل في الكتاب قال لا بأس به ذلك من الفضل يبدأ الرجل بأخيه يكرمه

[7]

2926- 7 الكافي، 2/ 673/ 6/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن حديد بن حكيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا بأس بأن يبدأ الرجل باسم صاحبه في الصحيفة قبل اسمه

[8]
اشارة

2927- 8 الكافي، 2/ 673/ 7/ 1 الثلاثة عن مرازم بن حكيم قال أمر

الوافي، ج 5، ص: 711

أبو عبد اللّٰه ع بكتاب في حاجة فكتب ثم عرض عليه و لم يكن فيه استثناء فقال كيف رجوتم أن يتم هذا و ليس فيه استثناء انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه

بيان

المراد بالاستثناء كلمة إن شاء اللّٰه تعالى

[9]
اشارة

2928- 9 الكافي، 2/ 673/ 9/ 1 الثلاثة عن علي بن عطية أنه رأى كتبا لأبي الحسن ع متربة

بيان

تتريب الكتاب و إترابه أن تجعل التراب عليه و تلطخه به

و في الحديث أتربوا فإنه أنجح للحاجة

[10]

2929- 10 الكافي، 2/ 673/ 8/ 1 عنه عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع أنه كان يترب الكتاب و قال لا بأس به

[11]

2930- 11 الكافي، 2/ 670/ 2/ 1 السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام و البادي بالسلام أولى بالله و رسوله ص

[12]
اشارة

2931- 12 الكافي، 2/ 651/ 1/ 1 أحمد بن محمد الكوفي عن التيملي عن ابن أسباط عن عمه عن أبي بصير قال سئل أبو عبد اللّٰه ع عن الرجل يكون له الحاجة إلى المجوسي أو إلى اليهودي أو إلى النصراني

الوافي، ج 5، ص: 712

أو أن يكون عاملا أو دهقانا من عظماء أهل أرضه فيكتب إليه الرجل في الحاجة العظيمة يبدأ بالعلج و يسلم عليه في كتابه و إنما يصنع ذلك لكي تقضى حاجته قال أما أن تبدأ به فلا و لكن تسلم عليه في كتابك فإن رسول اللّٰه ص قد كان يكتب إلى كسرى و قيصر

بيان

الدهقان بالكسر و الضم الرئيس و القوي على التصرف مع حدة و زعيم فلاحي العجم و العلج الرجل من كفار العجم

[13]
اشارة

2932- 13 الكافي، 2/ 651/ 2/ 1 علي عن أبيه عن ابن مرار عن يونس عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع عن الرجل يكتب إلى رجل من عظماء عمال المجوس فيبدأ باسمه قبل اسمه فقال لا بأس إذا فعل لاحتياز المنفعة

بيان

الاحتياز بالمهملة و الزاي أي جلبها و جمعها

الوافي، ج 5، ص: 713

باب 108 تفاصيل الحقوق لكل ذي حق

[1]
اشارة

2933- 1 الفقيه، 2/ 618/ 3214/ 1 الهاشمي عن الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حق اللّٰه الأكبر عليك أن تعبده لا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة و حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة اللّٰه عز و جل و حق اللسان إكرامه عن الخناء و تعويده الخير و ترك الفضول التي لا فائدة لها و البر بالناس و حسن القول فيهم و حق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة و سماع ما لا يحل سماعه- و حق البصر أن تغضه عما لا يحل لك و تعتبر بالنظر به و حق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك و حق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتردى في النار- و حق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام و لا تزيد على الشبع و حق فرجك أن تحصنه عن الزنا و تحفظه من أن ينظر إليه و حق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى اللّٰه تعالى و أنت فيها قائم بين يدي اللّٰه تعالى فإذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون و الوقار و تقبل عليها بقلبك و تقيمها بحدودها و حقوقها و حق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك و فرار إليه من ذنوبك و فيه قبول توبتك و قضاء الفرض الذي أوجبه اللّٰه تعالى

عليك

الوافي، ج 5، ص: 714

و حق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه اللّٰه عز و جل على لسانك- و سمعك و بصرك و بطنك و فرجك ليسترك به من النار فإن تركت الصوم خرقت ستر اللّٰه عليك و حق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك و وديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها و كنت لما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية و تعلم أنها تدفع عنك البلايا و الأسقام في الدنيا و تدفع عنك النار في الآخرة و حق الهدى أن تريد به اللّٰه عز و جل- و لا تريد به خلقه و لا تريد به إلا التعرض لرحمة اللّٰه و نجاة روحك يوم تلقاه- و حق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة و أنه مبتلى فيك بما جعله اللّٰه له عليك من السلطان و أن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة و تكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء- و حق سائسك بالعلم التعظيم له و التوقير لمجلسه و حسن الاستماع إليه و الإقبال عليه و أن لا ترفع عليه صوتك و لا تجيب أحدا يسأله عن شي ء- حتى يكون هو الذي يجيب و لا تحدث في مجلسه أحدا و لا تغتاب عنده أحدا- و أن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء و أن تستر عيوبه و تظهر مناقبه- و لا تجالس له عدوا و لا تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة اللّٰه بأنك قصدته و تعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس و أما حق سائسك بالملك فأن تطيعه و لا تعصيه إلا فيما يسخط اللّٰه عز و جل فإنه لا طاعة

لمخلوق في معصية الخالق- و أما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم و قوتك فيجب أن تعدل فيهم و تكون لهم كالوالد الرحيم و تغفر لهم جهلهم و لا تعاجلهم بالعقوبة و تشكر اللّٰه عز و جل على ما آتاك من القوة عليهم و أما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن اللّٰه عز و جل إنما جعلك قيما لهم فيما آتاك من العلم و فتح لك من خزائنه فإن أحسنت في تعليم الناس و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم زادك اللّٰه من فضله و إن أنت

الوافي، ج 5، ص: 715

منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على اللّٰه عز و جل أن يسلبك العلم و بهاءه و يسقط من القلوب محلك و أما حق الزوجة فأن تعلم أن اللّٰه تعالى جعلها لك سكنا و أنسا فتعلم أن ذلك نعمة من اللّٰه تعالى عليك فتكرمها و ترفق بها و إن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرتك و تطعمها و تكسوها و إذا جهلت عفوت عنها- و أما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك و ابن أبيك و أمك و لحمك و دمك لم تملكه لأنك صنعته دون اللّٰه و لا خلقت شيئا من جوارحه و لا أخرجت له رزقا و لكن اللّٰه تعالى كفاك ذلك ثم سخره لك و ائتمنك عليه و استودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه- فأحسن إليه كما أحسن اللّٰه إليك و إن كرهته استبدلت به و لم تعذب خلق اللّٰه تعالى و لا قوة إلا بالله و حق أمك أن تعلم أنها حملتك

حيث لا يحتمل أحد أحدا و أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا و وقتك بجميع جوارحها و لم تبال أن تجوع و تطعمك و تعطش و تسقيك و تعرى و تكسوك و تضحى و تظلك و تهجر النوم لأجلك و وقتك الحر و البرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون اللّٰه و توفيقه- و أما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فإنك لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه- فاحمد اللّٰه و اشكره على قدر ذلك و لا قوة إلا بالله و أما حق ولدك فأن تعلم أنه منك و مضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره و شره و أنك مسئول عما وليته من حسن الأدب و الدلالة على ربه عز و جل و المعونة له على طاعته- فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه و أما حق أخيك فأن تعلم أنه يدك و عزك و قوتك- فلا تتخذه سلاحا على معصية اللّٰه و لا عدة للظلم لخلق اللّٰه و لا تدع نصرته

الوافي، ج 5، ص: 716

على عدوه و النصيحة له فإن أطاع اللّٰه تعالى و إلا فليكن اللّٰه أكرم عليك منه و لا قوة إلا بالله- و أما حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله- و أخرجك من ذل الرق و وحشته إلى عز الحرية و أنسها فأطلقك من أسر الملكة و فك عنك قيد العبودية و أخرجك من السجن و ملكك نفسك و فرغك لعبادة ربك و تعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك و موتك- و أن

نصرته عليك واجبة بنفسك و ما احتاج إليه منك و لا قوة إلا بالله- و أما حق مولاك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أن اللّٰه عز و جل جعل عتقك له وسيلة إليه و حجابا لك من النار و أن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة لما أنفقت من مالك و في الآجل الجنة- و أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره و تذكر معروفه و تكسبه المقالة الحسنة و تخلص له الدعاء فيما بينك و بين اللّٰه تعالى فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا و علانية ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافيته و حق المؤذن أن تعلم أنه مذكر لك ربك عز و جل و داع لك إلى حظك و عونك على قضاء فرض اللّٰه عليك فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك و أما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أن تقلد السفارة فيما بينك و بين ربك عز و جل و تكلم عنك و لم تتكلم عنه و دعا لك و لم تدع له و كفاك هول المقام بين يدي اللّٰه عز و جل فإن كان نقص كان به دونك و إن كان تماما كنت شريكه و لم يكن له عليك فضل فوقي نفسك بنفسه و صلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك- و أما حق جليسك فأن تلين له جانبك و تنصفه في مجازاة اللفظ- و لا تقوم من مجلسك إلا بإذنه و من يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك و تنسى زلاته و تحفظ خيراته و لا تسمعه إلا خيرا و أما حق جارك فحفظه غائبا و إكرامه شاهدا و نصرته إذا كان

مظلوما و لا تتبع له

الوافي، ج 5، ص: 717

عورة فإن علمت عليه سوء سترته عليه و إن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه و لا تسلمه عند شديدة و تقيل عثرته و تغفر ذنبه- و تعاشره معاشرة كريمة و لا قوة إلا بالله و أما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل و الإنصاف و تكرمه كما يكرمك و لا تدعه يسبق إلى مكرمة- فإن سبق كافيته و توده كما يودك و تزجره عما يهم به من معصية و كن عليه رحمة و لا تكن عليه عذابا و لا قوة إلا بالله- و أما حق الشريك فإن غاب كفيته و إن حضر رعيته و لا تحكم دون حكمه و لا تعمل برأيك دون مناظرته و تحفظ عليه ماله و لا تخنه فيما عز أو هان من أمره فإن يد اللّٰه تعالى على الشريكين ما لم يتخاونا و لا قوة إلا بالله و أما حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حله و لا تنفقه إلا في وجهه و لا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل به بطاعة ربك و لا تبخل به فتبوء بالحسرة و الندامة مع [و] التبعة و لا قوة إلا بالله- و أما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته و إن كنت معسرا أرضيته بحسن القول و رددته عن نفسك ردا لطيفا و حق الخليط أن لا تغره و لا تغشه و لا تخدعه و تتقي اللّٰه تعالى في أمره و حق الخصم المدعى عليك فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك و لم تظلمه و أوفيته حقه و إن كان ما يدعي باطلا رفقت

به و لم تأت في أمره غير الرفق و لم تسخط ربك في أمره و لا قوة إلا بالله و حق خصمك الذي تدعي عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته و لم تجحد حقه و إن كنت مبطلا في دعواك اتقيت اللّٰه جل و عز و تبت إليه و تركت الدعوى و حق المستشير إن علمت له رأيا حسنا أشرت عليه و إن لم تعلم له أرشدته إلى من يعلم- و حق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه و إن وافقك حمدت اللّٰه تعالى و حق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة و ليكن مذهبك

الوافي، ج 5، ص: 718

الرحمة له و الرفق به و حق الناصح أن تلين له جناحك و تصغي إليه بسمعك فإن أتى بالصواب حمدت اللّٰه تعالى و إن لم يوافق رحمته و لم تتهمه و علمت أنه أخطأ و لم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشي ء من أمره على حال و لا قوة إلا بالله و حق الكبير توقيره لسنه- و إجلاله لتقدمه في الإسلام قبلك و ترك مقابلته عند الخصام و لا تسبقه إلى طريق و لا تتقدمه و لا تستجهله و إن جهل عليك احتملته و أكرمته لحق الإسلام و حرمته و حق الصغير رحمته في تعليمه و العفو عنه و الستر عليه- و الرفق به و المعونة له و حق السائل إعطاؤه على قدر حاجته- و حق المسئول إن أعطى فاقبل منه بالشكر و المعرفة بفضله و إن منع فاقبل عذره و حق من سرك لله تعالى أن تحمد اللّٰه تعالى أولا ثم تشكره- و حق من أساءك أن

تعفو عنه و إن علمت أن العفو يضر انتصرت قال اللّٰه تعالى وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولٰئِكَ مٰا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ و حق أهل ملتك إضمار السلامة و الرحمة لهم و الرفق بمسيئهم و تألفهم و استصلاحهم و شكر محسنهم و كف الأذى عنهم و تحب لهم ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك و أن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك- و شبابهم بمنزلة إخوتك و عجائزهم بمنزلة أمك و الصغار بمنزلة أولادك- و حق أهل الذمة أن تقبل منهم ما قبل اللّٰه تعالى منهم و لا تظلمهم ما وفوا اللّٰه عز و جل بعهده

بيان

الوفادة القدوم و الخرق بالضم ضد الرفق ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه لعل المراد ليحفظ اللّٰه لك كل ما تفعله به من خير و يحتمل أن يكون بصيغة الغيبة فيكون المعنى ليحفظ اللّٰه لك ما يأتي العبد من خير ساقه اللّٰه إليه و ذلك لأن العبد الصالح حسنة من حسنات سيده لأنه الأصل في تربيته

الوافي، ج 5، ص: 719

فخيراته محفوظة لسيده من دون أن ينقص منه شي ء مولاك المنعم عليك أي بالعتق و كذا مولاك الذي أنعمت عليه و تكسبه المقالة الحسنة من الكسب يقال كسبت أهلي خيرا و كسبت الرجل مالا أي أعنته عليه و السفارة الرسالة و الإصلاح و من يجلس إليك يعني من ورد عليك فيجالسك و لا تؤثر على نفسك من لا يحمدك أي لا يشكرك لأن من لم يشكر الناس لم يشكر اللّٰه و لا ينافي هذا بذل الفضل لمن لا يشكر لأنه مختص بالإيثار و لا تستجهله أي لا تستخفه رحمته في تعليمه في أكثر النسخ رحمته من نوى

تعليمه على أن يكون من فاعل الرحمة يعني أن يرحمه من نوى تعليمه

الوافي، ج 5، ص: 721

باب 109 النوادر

[1]
اشارة

2934- 1 الكافي، 8/ 223/ 282 سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن شيعتك قد تباغضوا و شنأ بعضهم بعضا فلو نظرت جعلت فداك في أمرهم- فقال لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم اثنان- قال فقلت ما كنا قط أحوج إلى ذلك منا اليوم قال ثم قال أنى هذا و مروان و ابن ذر قال فظننت أنه قد منعني ذلك قال فقمت من عنده- فدخلت على إسماعيل فقلت يا أبا محمد إني ذكرت لأبيك اختلاف شيعته و تباغضهم فقال لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم اثنان قال فقال ما قال مروان و ابن ذر قال قلت بلى- قال يا عبد الأعلى إن لكم علينا لحقا كحقنا عليكم و اللّٰه ما أنتم إلينا بحقوقنا أسرع منا إليكم ثم قال سأنظر ثم قال يا عبد الأعلى ما على قوم إذا كان أمرهم أمرا واحدا متوجهين إلى رجل واحد يأخذون عنه- ألا يختلفوا عليه و يسندوا أمرهم إليه يا عبد الأعلى إنه ليس ينبغي للمؤمن و قد سبقه أخوه إلى درجة من درجات الجنة أن يجذبه عن مكانه الذي هو به و لا ينبغي لهذا الآخر الذي لم يبلغ أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به و لكن يستلحق إليه و يستغفر اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 722

بيان

شنأه كمنعه و سمعه أبغضه و كأن الرجلين كانا يمنعانه من الكتاب و أريد بالآخر الذي لم يبلغ السابق فإنه و إن سبق إلا أنه لم يبلغ غايته بعد أشار بذلك إلى أن الاختلاف و التباغض يمنعان من الترقي في الكمال الموجب للوصول

[2]

2935- 2 الكافي، 8/ 334/ 522 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللّٰه ع قال يا عمر لا تحملوا على شيعتنا و ارفقوا بهم فإن الناس لا يحتملون ما تحملون

[3]

2936- 3 الكافي، 8/ 219/ 272 القميان عن الحجال قال قلت لجميل بن دراج قال رسول اللّٰه ص إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه قال نعم قلت له و ما الشريف قال قد سألت أبا عبد اللّٰه ع عن ذلك فقال الشريف من كان له مال قلت فما الحسيب قال الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله و غير ماله قلت فما الكرم قال التقوى

هذا آخر أبواب ما يجب على المؤمن من الحقوق في المعاشرات و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 5، ص: 725

أبواب خصائص المؤمن و مكارمه

الآيات

قال اللّٰه سبحانه وَ لِلّٰهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ.

و قال تعالى وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ.

و قال عز و جل إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ قَلِيلٌ مٰا هُمْ.

و قال جل ذكره وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلٰاءً حَسَناً.

و قال تبارك و تعالى وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ الْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّٰابِرِينَ.

و قال عز ذكره الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ.

و قال جل جلاله فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكٰافِرِينَ يُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَ لٰا يَخٰافُونَ لَوْمَةَ لٰائِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ اللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ إلى غير ذلك من الآيات في كرامة المؤمن

الوافي، ج 5، ص: 727

باب 110 قلة عدد المؤمن

[1]
اشارة

2937- 1 الكافي، 2/ 242/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن قتيبة الأعشى قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول المؤمنة أعز من المؤمن و المؤمن أعز من الكبريت الأحمر- فمن رأى منكم الكبريت الأحمر

بيان

يعني أن المؤمنة أقل وجودا من المؤمن و ذلك لأن المرأة الصالحة في غاية الندرة

[2]
اشارة

2938- 2 الكافي، 2/ 242/ 2/ 1 العدة عن سهل عن التميمي عن مثنى الحناط عن كامل التمار قال سمعت أبا جعفر ع يقول الناس كلهم بهائم ثلاثا إلا قليل من المؤمنين و المؤمن غريب ثلاث مرات

بيان

ثلاثا أي قاله ثلاث مرات و المؤمن غريب في بعض النسخ عزيز

[3]

2939- 3 الكافي، 2/ 242/ 3/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن ابن رئاب

الوافي، ج 5، ص: 728

قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لأبي بصير أما و اللّٰه لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا

[4]

2940- 4 الكافي، 2/ 242/ 4/ 1 محمد بن الحسن و ابن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّٰه بن حماد الأنصاري عن سدير الصيرفي قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقلت له و اللّٰه ما يسعك القعود فقال و لم يا سدير قلت لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك و اللّٰه لو كان لأمير المؤمنين ع ما لك من الشيعة و الأنصار و الموالي ما طمع فيه تيم و لا عدي فقال يا سدير و كم عسى أن تكونوا قلت مائة ألف قال مائة ألف قلت نعم و مائتي ألف فقال مائتي ألف قلت نعم و نصف الدنيا قال فسكت عني ثم قال يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع قلت نعم- فأمر بحمار و بغل أن يسرجا فبادرت فركبت الحمار فقال يا سدير ترى أن تؤثرني بالحمار قلت البغل أزين و أنبل قال الحمار أرفق بي فنزلت فركب الحمار و ركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة فقال يا سدير انزل بنا نصلي ثم قال هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها- فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء و نظر إلى غلام يرعى جداء فقال و اللّٰه يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود و نزلنا و صلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت إلى الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر

[5]
اشارة

2941- 5 الكافي، 2/ 243/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة قال قال لي عبد صالح ص

الوافي، ج 5، ص: 729

يا سماعة آمنوا على فرشهم و أخافوني أما و اللّٰه لقد كانت الدنيا و ما فيها إلا واحد

يعبد اللّٰه و لو كان معه غيره لإضافة اللّٰه تعالى إليه- حيث يقول إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِهِٰال حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فغبر بذلك ما شاء اللّٰه ثم إن اللّٰه أنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلاثة أما و اللّٰه إن المؤمن لقليل و إن أهل الكفر لكثير أ تدري لم ذاك فقلت لا أدري جعلت فداك فقال صيروا أنسا للمؤمنين يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلى ذلك و يسكنون إليه

بيان

آمنوا على فرشهم لعله ع أراد بذلك الذين يدعون ولايته و أنهم من شيعته ثم خذلوه و لم يعينوه فغبر بالمعجمة و الموحدة أي مكث و إن أهل الكفر لكثير يعني بهم من كان في زي المؤمنين و في عدادهم لم ذاك أي لم جعل أهل الكفر في زي المؤمنين و من عدادهم في الظاهر

[6]

2942- 6 الكافي، 2/ 244/ 7/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا و لكن جعلوا أنسا للمؤمنين

[7]
اشارة

2943- 7 الكافي، 2/ 244/ 6/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن النضر بن يحيى عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما

الوافي، ج 5، ص: 730

أفنيناها فقال أ لا أحدثك بأعجب من ذلك المهاجرون و الأنصار ذهبوا إلا و أشار بيده ثلاثة قال حمران فقلت جعلت فداك ما حال عمار قال رحم اللّٰه عمارا أبا اليقظان بايع و قتل شهيدا فقلت في نفسي ما شي ء أفضل من الشهادة فنظر إلي فقال لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات

بيان

أيهات لغة في هيهات أشار ع بالثلاثة إلى سلمان و أبي ذر و المقداد

روى الكشي بإسناده عن أبي جعفر الباقر ع أنه قال ارتد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان و أبو ذر و المقداد قال الراوي فقلت فعمار قال كان جاض جيضة ثم رجع ثم قال إن أردت الذي لم يشك و لم يدخله شي ء فالمقداد فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين ع اسم اللّٰه الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض و هو هكذا و أما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين ع بالسكوت و لم تأخذه في اللّٰه لومة لائم فأبى إلا أن يتكلم

قوله ع جاض جيضة بالجيم و المعجمة أي عدل عن الحق و مال

و بإسناده عنه عن أبيه عن جده عن علي ع قال ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون و بهم تنصرون و بهم تمطرون منهم سلمان الفارسي و المقداد و أبو ذر و عمار و حذيفة رحمهم اللّٰه و كان علي ع يقول و أنا إمامهم و هم الذين صلوا

على فاطمة ع

و بإسناده عن الحارث النصري قال سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد اللّٰه ع حتى قال له فهلك الناس إذا قال إي و اللّٰه يا بن أعين هلك الناس أجمعون قلت من في الشرق و من في الغرب قال فقال

الوافي، ج 5، ص: 731

إنها فتحت على الضلال إي و اللّٰه و لكن إلا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان و عمار و شتيرة و أبو عمرة فصاروا سبعة

و في حديث آخر عن أبي جعفر ع ارتد الناس إلا ثلاثة نفر- سلمان و أبو ذر و المقداد ثم أناب الناس بعد كان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري و عمار و أبو عمرة و شتيرة و كان سبعة فلم يعرف حق أمير المؤمنين ع إلا هؤلاء السبعة

أقول أبو ساسان هذا هو الحسين بن المنذر الرقاشي صاحب راية علي ع

[8]

2944- 8 الكافي، 8/ 144/ 112 علي عن أبيه و القاساني جميعا عن الجوهري عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال عيسى على نبينا و آله و عليه السلام اشتدت مئونة الدنيا و مئونة الآخرة أما مئونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شي ء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليها و أما مئونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها

[9]
اشارة

2945- 9 التهذيب، 6/ 377/ 224/ 1 الصفار عن القاساني عن الجوهري عن المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو الحسن الأول موسى بن جعفر ع اشتدت الحديث

بيان

لعل المراد أنك كلما أردت شيئا من الدنيا فإذا مددت إليه يدك لتناوله وجدته في يد فاجر قد سبقك إليه و كلما أردت من أمر الآخرة وجدتك منفردا فيه لا يعينك عليه أحد و يصير ذلك سبب فتورك فيه و وهنك

الوافي، ج 5، ص: 733

باب 111 عزة المؤمن

[1]
اشارة

2946- 1 الكافي، 8/ 160/ 161 محمد عن أحمد عن مروك بن عبيد عن رفاعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أ تدري يا رفاعة لم سمي المؤمن مؤمنا قال قلت لا أدري قال لأنه يؤمن على اللّٰه تعالى فيجيز اللّٰه له أمانه

بيان

يعني أن له منزلة عند اللّٰه و قدرا بحيث كلما ضمن على اللّٰه أمان أحد من آفة أو عذاب أجاز اللّٰه له أمانه و دفع عن المضمون له تلك الآفة أو العذاب

[2]
اشارة

2947- 2 الكافي، 8/ 234/ 310 السراد عن الخراز عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال العز في الدنيا و الآخرة و الفلج في الدنيا و الآخرة و المهابة في صدور الظالمين

بيان

الفلج الظفر

[3]

2948- 3 الكافي، 2/ 352/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن

الوافي، ج 5، ص: 734

مهران عن أبي سعيد القماط عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر ع قال لما أسري بالنبي ص قال يا رب ما حال المؤمن عندك قال يا محمد من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة و أنا أسرع شي ء إلى نصرة أوليائي و ما ترددت عن شي ء أنا فاعله كترددي عن وفاة المؤمن يكره الموت و أكره مساءته- و إن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الغني و لو صرفته إلى غير ذلك لهلك و إن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفقر و لو صرفته إلى غير ذلك لهلك و ما يتقرب إلي عبدي بشي ء أحب إلي مما افترضت عليه و إنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت إذن سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و لسانه الذي ينطق به و يده التي يبطش بها إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته

[4]

2949- 4 الكافي، 2/ 352/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى و القميان عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن حماد بن بشير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي و ما تقرب إلي عبدي بشي ء أحب إلي مما افترضت عليه و إنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و لسانه الذي ينطق به و يده التي يبطش بها إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته- و ما ترددت عن شي ء أنا فاعله

كترددي عن موت المؤمن يكره الموت و أكره مساءته

[5]

2950- 5 الكافي، 2/ 354/ 11/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 735

قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة و ما ترددت في شي ء أنا فاعله كترددي في عبدي المؤمن أنا أحب لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه و إنه ليدعوني في الأمر فاستجيب له بما هو خير له

[6]
اشارة

2951- 6 الكافي، 2/ 353/ 10/ 1 علي عن أبيه عن العبيدي عن يونس عن معاوية عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لقد أسرى اللّٰه تعالى بي و أوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى و شافهني تعالى إلى أن قال لي يا محمد من أذل لي وليا فقد أرصد لي بالمحاربة و من حاربني حاربته قلت يا رب و من وليك هذا فقد علمت أن من حاربك حاربته قال ذاك من أخذت ميثاقه لك و لوصيك و ذريتكما بالولاية

بيان

الإرصاد الترقب و الإعداد و النافلة كل ما يفعل لوجه اللّٰه مما لم يفترض و تخصيصها بالصلوات المندوبة عرف طار و معنى نسبة التردد إلى اللّٰه سبحانه قد مضى تحقيقه في أبواب معرفة المخلوقات و الأفعال من الجزء الأول و كراهة الموت لا تنافي حب لقاء اللّٰه مع أنه قد ورد أن حال الاحتضار يحبب اللّٰه إلى المؤمن لقاءه حتى يشتاق إلى الموت.

و أما معنى التقرب إلى اللّٰه و محبة اللّٰه للعبد و كون اللّٰه سمع المؤمن و بصره و لسانه و يده ففيه غموض لا يناله أفهام الجمهور و قد أودعناه في كتابنا الموسوم

الوافي، ج 5، ص: 736

بالكلمات المكنونة و إنما يرزق فهمه من كان من أهله.

قال شيخنا البهائي رحمه اللّٰه في أربعينه معنى محبة اللّٰه سبحانه للعبد هو كشف الحجاب عن قلبه و تمكينه من أن يطأ على بساط قربه فإن ما يوصف به سبحانه إنما يؤخذ باعتبار الغايات لا باعتبار المبادئ و علامة حبه سبحانه للعبد توفيقه للتجافي عن دار الغرور و الترقي إلى عالم النور و الأنس بالله و الوحشة مما سواه و صيرورة جميع الهموم

هما واحدا.

قال بعض العارفين إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك.

قال رحمه اللّٰه و لأصحاب القلوب في هذا المقام كلمات سنية و إشارات سرية و تلويحات ذوقية تعطر مشام الأرواح و تحيي رميم الأشباح لا يهتدي إلى معناها و لا يطلع على مغزاها إلا من أتعب بدنه في الرياضات و عنى نفسه بالمجاهدات حتى ذاق مشربهم و عرف مطلبهم.

و أما من لم يفهم تلك الرموز و لم يهتد إلى هاتيك بالكنوز لعكوفه على الحظوظ الدنية و انهماكه في اللذات البدنية فهو عند سماع تلك الكلمات على خطر عظيم من التردي في غياهب الإلحاد و الوقوع في مهاوي الحلول و الاتحاد تعالى اللّٰه عن ذلك علوا كبيرا قال و نحن نتكلم في هذا المقام بما يسهل تناوله على الأفهام فنقول هذا مبالغة في القرب و بيان لاستيلاء سلطان المحبة على ظاهر العبد و باطنه و سره و علانيته فالمراد و اللّٰه أعلم أني إذا أحببت عبدي جذبته إلى محل الأنس و صرفته إلى عالم القدس و صيرت فكره مستغرقا في أسرار الملكوت و حواسه مقصورة على اجتلاء أنوار الجبروت فيثبت حينئذ في مقام القرب قدمه و يمتزج بالمحبة لحمه و دمه إلى أن يغيب عن نفسه و يذهل عن حسه فيتلاشى الأغيار في نظره حتى أكون له بمنزلة سمعه و بصره كما قال من قال

جنوني فيك لا يخفى و ناري منك لا تخبو

فأنت السمع و الأبصار و الأركان و القلب

الوافي، ج 5، ص: 737

انتهى كلامه و لعل المراد بالمأخوذ ميثاقه في الحديث الأخير الذي أقر به و ثبت على إقراره حتى وفى به و ذلك لأن منهم من كذب و أنكر و

منهم من أقر و لم يثبت عليه و لم يف به

الوافي، ج 5، ص: 739

باب 112 اصطفاء المؤمن

[1]

2952- 1 الكافي، 2/ 215/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن عمر بن حنظلة و عن حمزة بن حمران عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن هذه الدنيا يعطيها اللّٰه البر و الفاجر- و لا يعطي الإيمان إلا صفوته من خلقه

[2]

2953- 2 الكافي، 2/ 215/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن أبي سليمان عن ميسر قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن الدنيا يعطيها اللّٰه تعالى من أحب و من أبغض و إن الإيمان لا يعطيه إلا من أحب

[3]

2954- 3 الكافي، 2/ 215/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن مالك بن أعين الجهني قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا مالك إن اللّٰه يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي دينه إلا من يحب

[4]

2955- 4 الكافي، 2/ 214/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن حمران عن عمر بن حنظلة قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا أبا الصخر إن اللّٰه تعالى يعطي الدنيا من يحب و يبغض

الوافي، ج 5، ص: 740

و لا يعطي هذا الأمر إلا صفوته من خلقه أنتم و اللّٰه على ديني و دين آبائي إبراهيم و إسماعيل لا أعني علي بن الحسين و لا محمد بن علي و إن كان هؤلاء على دين هؤلاء

الوافي، ج 5، ص: 741

باب 113 أنس المؤمن بإيمانه و سكونه إلى المؤمن

[1]

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 741

2956- 1 الكافي، 2/ 245/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاستغنيت به عن جميع خلقي و لجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج إلى أحد

[2]

2957- 2 الكافي، 2/ 245/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن الفضيل بن يسار عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال قال أبو جعفر ع يا عبد الواحد ما يضر رجلا إذا كان على ذا الرأي ما قال الناس له و لو قالوا مجنون و ما يضره و لو كان على رأس جبل- يعبد اللّٰه حتى يجيئه الموت

[3]

2958- 3 الكافي، 2/ 245/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن البزنطي عن الحسين بن موسى عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال ما يبالي من عرفه اللّٰه هذا الأمر أن يكون على قلة جبل يأكل من نبات الأرض حتى يأتيه الموت

[4]

2959- 4 الكافي، 2/ 246/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن

الوافي، ج 5، ص: 742

فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان و سيف بن عميرة عن الفضيل بن يسار قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه فقال يا فضيل إنني كثيرا ما أقول ما على رجل عرفه اللّٰه هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا و شمالا و إنا و شيعتنا هدينا الصراط المستقيم- يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق و المغرب كان ذلك خيرا له و لو أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له يا فضيل بن يسار إن اللّٰه لا يفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له يا فضيل بن يسار لو عدلت الدنيا عند اللّٰه جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هما واحدا كفى اللّٰه همه و من كان همه في كل واد لم يبال اللّٰه بأي واد هلك

[5]

2960- 5 الكافي، 2/ 246/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن منصور الصيقل و المعلى بن خنيس قالا سمعنا أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى ما ترددت عن شي ء أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن إنني لأحب لقاءه و يكره الموت فأصرفه عنه و إنه ليدعوني فأجيبه و إنه ليسألني فأعطيه و لو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي و لجعلت له

من إيمانه أنسا لا يستوحش إلى أحد

[6]
اشارة

2961- 6 الكافي، 8/ 215/ 261/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن بزرج عن عنبسة بن مصعب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أشكو إلى اللّٰه تعالى وحدتي و تقلقلي بين أهل

الوافي، ج 5، ص: 743

المدينة حتى تقدموا و أراكم و آنس بكم فليت هذه الطاغية أذن لي- فأتخذ قصرا في الطائف فسكنته و أسكنتكم معي و أضمن له أن لا يجي ء من ناحيتنا مكروه أبدا

بيان

التقلقل التحرك و أريد بالطاغية الدوانيقي

[7]

2962- 7 الكافي، 2/ 247/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد

[8]
اشارة

2963- 8 الكافي، 2/ 245/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن كليب بن معاوية عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول ما ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه فمن دونه المؤمن عزيز في دينه

بيان

ضمن الاستيحاش معنى الاستيناس فعداه بإلى و إنما لا ينبغي له ذلك لأنه ذل فلعل أخاه الذي ليس في مرتبته لا يرغب في صحبته

الوافي، ج 5، ص: 745

باب 114 أن المؤمن لا يفتن في دينه و أن الدين هو الغناء

[1]
اشارة

2964- 1 الكافي، 2/ 215/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن أيوب بن الحر عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى فَوَقٰاهُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِ مٰا مَكَرُوا فقال أما لقد قسطوا عليه و قتلوه و لكن أ تدرون ما وقاه وقاه أن يفتنوه في دينه

بيان

الآية حكاية عن مؤمن آل فرعون حيث أراد فرعون أن يفتنه عن دينه بالمكر و العذاب قسطوا عليه أي جاروا من القسوط بمعنى الجور و العدول عن الحق و في بعض النسخ بسطوا أي أيديهم و في بعضها سطوا من السطو بمعنى البطش بالقهر

[2]
اشارة

2965- 2 الكافي، 2/ 216/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّٰه ع كان في وصية أمير المؤمنين ع أصحابه اعلموا أن القرآن هدى الليل و النهار و نور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقه فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم و إذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم و اعلموا أن الهالك من هلك دينه

الوافي، ج 5، ص: 746

و الحريب من حرب دينه إلا و أنه لا فقر بعد الجنة إلا و أنه لا غنى بعد النار لا يفك أسيرها و لا يبرأ ضريرها

بيان

حريبة الرجل ماله الذي يعيش به و الحريب من أخذ ماله و ترك بلا شي ء و الضرير من أصابه الضر

[3]

2966- 3 الكافي، 2/ 216/ 3/ 1 علي عن أبيه عن حماد الكافي، 2/ 216/ 3/ 1 النيسابوريان عن حماد عن ربعي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال سلامة الدين و صحة البدن خير من المال و المال زينة من زينة الدنيا حسنة

[4]
اشارة

2967- 4 الكافي، 2/ 216/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه قال كان رجل يدخل على أبي عبد اللّٰه ع من أصحابه فغبر زمانا لا يحج فدخل عليه بعض معارفه فقال له فلان ما فعل قال فجعل يضجع الكلام يظن إنما يعني الميسرة و الدنيا فقال أبو عبد اللّٰه ع كيف دينه- فقال كما تحب فقال هو و اللّٰه الغنى

بيان

غبر مكث لا يحج يعني به أنه لا يقدم مكة حتى يلقى أبا عبد اللّٰه ع فيتعرف حاله يضجع الكلام إما من الإضجاع أي يخفضه و إما من التضجيع أي يقصره و يختصره لمكان فقر الرجل و ظن المسئول أنه ع إنما يسأل عن ماله و غناه و ميسرته و دنياه فلم يرد أن يكشف

الوافي، ج 5، ص: 747

عن فاقته كل الكشف فكان يمجمج في بيان حاله و يخفى فقد ماله

[5]

2968- 5 الكافي، 2/ 266/ 2/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال الفقر الموت الأحمر فقلت لأبي عبد اللّٰه ع الفقر من الدينار و الدرهم فقال لا و لكن من الدين

[6]
اشارة

2969- 6 الكافي، 2/ 266/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبان بن عبد الملك عن بكر الأرقط عن أبي عبد اللّٰه ع أو عن شعيب عن أبي عبد اللّٰه ع أنه دخل عليه واحد فقال له أصلحك اللّٰه تعالى إني رجل منقطع إليكم بمودتي و قد أصابتني حاجة شديدة و قد تقربت بذلك إلى أهل بيتي و قومي فلم يزدني بذلك منهم إلا بعدا قال فما آتاك اللّٰه خير مما أخذ منك قال جعلت فداك ادع اللّٰه أن يغنيني عن خلقه قال إن اللّٰه قسم رزق من شاء على يدي من شاء و لكن سل اللّٰه أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه

بيان

تقربت بذلك أي بانقطاعي إليكم بمودتي لكم فما آتاك اللّٰه يعني مودتك لنا و معرفتك إيانا اللتين هما الغنى بالدين مما أخذ منك يعني الغنى بالمال إن اللّٰه قسم أراد ع أنه لا يمكن الغنى عن الخلق مطلقا و إنما يمكن الغنى عن لئامهم و هو الذي فقده يضر بالدين

الوافي، ج 5، ص: 749

باب 115 أن اللّٰه لم يأذن للمؤمن أن يذل نفسه

[1]
اشارة

2970- 1 الكافي، 5/ 63/ 1/ 1 محمد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر التهذيب، 6/ 179/ 16/ 1 محمد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّٰه بن حماد الأنصاري عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي الحسن الأحمسي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه عز و جل فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يكون ذليلا أ ما تسمع اللّٰه تعالى يقول وَ لِلّٰهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا ثم قال إن المؤمن أعز من الجبل الجبل يستفل منه بالمعاول و المؤمن لا يستفل من دينه شي ء

بيان

الفل بالفاء الثلم

الوافي، ج 5، ص: 750

[2]

2971- 2 الكافي، 5/ 63/ 2/ 2 العدة عن أحمد عن عثمان عن سماعة قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه عز و جل فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يذل نفسه أ لم تسمع لقول اللّٰه عز و جل وَ لِلّٰهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا- يعزه اللّٰه بالإيمان و الإسلام

[3]

2972- 3 الكافي، 5/ 64/ 6/ 1 محمد بن أحمد عن عبد اللّٰه بن الصلت عن يونس عن سعدان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع مثله إلى قوله ذليلا

[4]

2973- 4 الكافي، 5/ 63/ 3/ 2 علي عن أبيه عثمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تبارك و تعالى فوض إلى المؤمن كل شي ء إلا إذلال نفسه

[5]

2974- 5 الكافي، 5/ 63/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن التهذيب، 6/ 180/ 17/ 1 السراد عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه- قيل له كيف يذل نفسه قال يتعرض لما لا يطيق

[6]

2975- 6 الكافي، 5/ 64/ 6/ 1 العدة عن

الوافي، ج 5، ص: 751

التهذيب، 6/ 180/ 18/ 1 البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قلت بما يذل نفسه قال يدخل فيما يعتذر منه

الوافي، ج 5، ص: 753

باب 116 أن المؤمن مؤمنان شافع و مشفوع له

[1]
اشارة

2976- 1 الكافي، 2/ 248/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن نصير أبي الحكم الخثعمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد اللّٰه و وفى بشرطه و ذلك قول اللّٰه تعالى رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ فذلك الذي لا يصيبه أهوال الدنيا و لا أهوال الآخرة و ذلك ممن يشفع و لا يشفع له و مؤمن كخامة الزرع يعوج أحيانا و يقوم أحيانا فذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا و أهوال الآخرة و ذلك ممن يشفع له و لا يشفع

بيان

الخامة من الزرع أول ما نبت على ساق

[2]
اشارة

2977- 2 الكافي، 2/ 248/ 2/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن عبد اللّٰه عن خالد القمي عن خضر بن عمرو عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 754

سمعته يقول المؤمن مؤمنان مؤمن وفى لله بشروطه التي اشترطها عليه- فذلك مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا- و ذلك ممن يشفع و لا يشفع له و ذلك ممن لا تصيبه أهوال الدنيا و لا أهوال الآخرة و مؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيف ما كفأته الريح انكفأ و ذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا و أهوال الآخرة و يشفع له و هو على خير

بيان

كفأته صرفته

الوافي، ج 5، ص: 755

باب 117 ما يدفع اللّٰه بالمؤمن

[1]

2978- 1 الكافي، 2/ 247/ 1/ 2 محمد عن علي بن الحسن التيمي عن ابن زرارة عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء

[2]

2979- 2 الكافي، 2/ 247/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال لا يصيب قرية عذاب و فيها سبعة من المؤمنين

[3]

2980- 3 الكافي، 2/ 451/ 1/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد اللّٰه بن القاسم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا فلو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا و إن الهّٰع ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي و لو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا و إن اللّٰه ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج و لو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا و هو قول اللّٰه تعالى وَ لَوْ لٰا دَفْعُ اللّٰهِ النّٰاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ ذُو فَضْلٍ

الوافي، ج 5، ص: 756

عَلَى الْعٰالَمِينَ فو الله ما نزلت إلا فيكم و لا عنى بها غيركم

الوافي، ج 5، ص: 757

باب 118 أخذ ميثاق المؤمن على البلاء

[1]
اشارة

2981- 1 الكافي، 2/ 249/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّٰه ع قال أخذ اللّٰه ميثاق المؤمن على أن لا تصدق مقالته و لا ينتصف من عدوه و ما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لأن كل مؤمن ملجم

بيان

يعني إذا أراد المؤمن أن يشفي غيظه بالانتقام من عدوه افتضح و ذلك لأنه ليس بمطلق العنان خليع العذار يقول ما يشاء و يفعل ما يريد إذ هو مأمور بالتقية و الكتمان و الخوف من العصيان و الخشية من الرحمن و لأن زمام أمره بيد اللّٰه سبحانه لأنه فوض أمره إليه فيفعل به ما يشاء مما فيه مصلحته

[2]

2982- 2 الكافي، 2/ 249/ 2/ 1 العدة عن سهل و محمد عن أحمد جميعا عن السراد عن الثمالي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع أشدها عليه مؤمن يقول يحسده أو منافق يقفو أثره أو شيطان يغويه أو كافر يرى جهاده فما بقاء المؤمن بعد هذا

[3]

2983- 3 الكافي، 2/ 249/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن ابن

الوافي، ج 5، ص: 758

مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث و لربما اجتمعت الثلاث عليه إما بغض من يكون معه في الدار يغلق عليه بابه أو جار يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه و لو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث اللّٰه تعالى إليه شيطانا يؤذيه و يجعل اللّٰه له من إيمانه أنسا لا يستوحش معه إلى أحد

[4]

2984- 4 الكافي، 2/ 250/ 4/ 1 العدة عن سهل عن البزنطي عن داود بن سرحان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أربع لا يخلو منهن المؤمن أو واحدة منهن مؤمن يحسده و هو أشدهن عليه و منافق يقفو أثره أو عدو يجاهده أو شيطان يغويه

[5]

2985- 5 الكافي، 2/ 251/ 9/ 1 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من مؤمن إلا و قد وكل اللّٰه به أربعة- شيطانا يغويه يريد أن يضله و كافرا يغتاله و مؤمنا يحسده و هو أشدهم عليه- و منافقا يتبع عثراته

[6]
اشارة

2986- 6 الكافي، 2/ 251/ 10/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة و مضر كانوا مشتغلين به

بيان

خلي من التخلية ضمن معنى الاستيلاء فعدي بعلى يعني يخلى بين الشياطين المشتغلين به أيام حياته و بين جيرانه و ربيعة و مضر قبيلتان صارتا

الوافي، ج 5، ص: 759

مثلا في الكثرة

[7]

2987- 7 الكافي، 2/ 251/ 11/ 1 سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما كان و لا يكون و ليس بكائن مؤمن إلا و له جار يؤذيه و لو أن مؤمنا في جزيرة من جزائر البحر لانبعث له من يؤذيه

[8]

2988- 8 الكافي، 2/ 251/ 12/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الخراز عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما كان فيما مضى و لا فيما بقي و لا فيما أنتم فيه مؤمن إلا و له جار يؤذيه

[9]

2989- 9 الكافي، 2/ 252/ 13/ 1 الثلاثة عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول ما كان و لا يكون إلى أن تقوم الساعة مؤمن إلا و له جار يؤذيه

[10]

2990- 10 الكافي، 5/ 250/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى جعل وليه في الدنيا غرضا لعدوه

[11]

2991- 11 الكافي، 2/ 250/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن محمد بن عجلان قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فشكا إليه رجل الحاجة فقال اصبر فإن اللّٰه سيجعل لك فرجا ثم سكت ساعة ثم أقبل على الرجل فقال أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو فقال

الوافي، ج 5، ص: 760

أصلحك اللّٰه ضيق منتن و أهله بأسوإ حال قال فإنما أنت في السجن- فتريد أن تكون فيه في سعة أ ما علمت أن الدنيا سجن المؤمن

[12]

2992- 12 الكافي، 2/ 250/ 7/ 1 عنه عن محمد بن علي عن إبراهيم الحذاء عن محمد بن صغير عن جده شعيب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول الدنيا سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير

[13]

2993- 13 الكافي، 2/ 251/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحجال عن داود بن أبي يزيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن مكفر

[14]
اشارة

2994- 14 الكافي، 2/ 251/ 8/ 1 و في رواية أخرى و ذلك أن معروفه يصعد إلى اللّٰه فلا ينتشر في الناس و الكافر مشكور

بيان

المكفر كمعظم المجحود النعمة مع إحسانه و هو ضد للمشكور.

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في علل الشرائع بإسناده عن الحسين بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين ع قال كان رسول اللّٰه ص مكفرا لا يشكر معروفه و لو كان معروفه على القرشي و العربي و العجمي و من كان أعظم معروفا من رسول اللّٰه على هذا الخلق و كذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا و خيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم

[15]

2995- 15 الكافي، 2/ 254/ 11/ 1 الثلاثة عن الخراز عن محمد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة

الوافي، ج 5، ص: 761

إلا عرض له أمر يحزنه يذكر به

[16]

2996- 16 الكافي، 2/ 254/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن المؤمن من اللّٰه تعالى لبأفضل مكان إن المؤمن من اللّٰه لبأفضل مكان ثلاثا إنه ليبتليه بالبلاء ثم ينزع نفسه عضوا عضوا من جسده و هو يحمد اللّٰه تعالى على ذلك

[17]

2997- 17 الكافي، 2/ 255/ 16/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن يونس بن رباط قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة أما إن ذلك إلى مدة قليلة و عافية طويلة

[18]

2998- 18 الكافي، 8/ 247/ 346 الحسين بن محمد و محمد عن محمد بن سالم بن أبي سلمة عن الحسين بن شاذان الواسطي قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا ع أشكو جفاء أهل واسط و حملهم علي و كانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقع بخطه ع أن اللّٰه تعالى ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا يٰا وَيْلَنٰا مَنْ بَعَثَنٰا مِنْ مَرْقَدِنٰا هٰذٰا مٰا وَعَدَ الرَّحْمٰنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ

الوافي، ج 5، ص: 763

باب 119 أن ابتلاء المؤمن على قدر إيمانه

[1]
اشارة

2999- 1 الكافي، 2/ 252/ 1/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أشد الناس بلاء [في الدنيا] الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل

بيان

الأمثل الأفضل و الأدنى إلى الخير

[2]

3000- 2 الكافي، 2/ 252/ 4/ 1 علي عن أبيه و النيسابوريان جميعا عن حماد عن ربعي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأماثل فالأماثل

[3]

3001- 3 الكافي، 2/ 252/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن البجلي قال ذكر عند أبي عبد اللّٰه ع البلاء و ما يخص اللّٰه تعالى به المؤمن فقال سئل رسول اللّٰه ص من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال النبيون ثم الأمثل فالأمثل و يبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه و حسن أعماله فمن صح إيمانه و حسن عمله اشتد بلاؤه و من سخف إيمانه و ضعف عمله قل بلاؤه

الوافي، ج 5، ص: 764

[4]
اشارة

3002- 4 الكافي، 2/ 259/ 29/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن في كتاب علي ع أن أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل و إنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه و حسن عمله اشتد بلاؤه و ذلك أن اللّٰه تعالى لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن و لا عقوبة لكافر و من سخف دينه و ضعف عمله قل بلاؤه إن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض

بيان

قوله ع و ذلك أن اللّٰه تعالى دفع لما يتوهم أن المؤمن لكرامته على اللّٰه تعالى كان ينبغي أن لا يبتلى أو يكون بلاؤه أقل من غيره.

و توجيهه أن المؤمن لما كان محل ثوابه الآخرة دون الدنيا فينبغي أن لا يكون له في الدنيا إلا ما يوجب الثواب في الآخرة و كلما كان البلاء في الدنيا أعظم كان الثواب في الآخرة أعظم فينبغي أن يكون بلاؤه في الدنيا أشد

[5]

3003- 5 الكافي، 2/ 253/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن زكريا بن الحر عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه أو قال على حسب دينه

[6]

3004- 6 الكافي، 2/ 253/ 10/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن محمد بن المثنى الحضرمي عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه

الوافي، ج 5، ص: 765

باب 120 أن من أحبه اللّٰه ابتلاه

[1]

3005- 1 الكافي، 2/ 252/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء و ما أحب اللّٰه قوما إلا ابتلاهم

[2]
اشارة

3006- 2 الكافي، 2/ 253/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن الوليد بن العلاء عن حماد عن أبيه عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا و ثجه بالبلاء ثجا- فإذا دعاه قال لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر و لئن ادخرت لك فما ادخرت لك خير لك

بيان

غته بالبلاء غمسه فيه و ثجه بالبلاء صبه عليه و أسال

[3]

3007- 3 الكافي، 2/ 253/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أحمد بن عبيد عن الحسين بن علوان عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال و عنده سدير إن اللّٰه إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا و إنا و إياكم يا سدير لنصبح به و نمسي

الوافي، ج 5، ص: 766

[4]

3008- 4 الكافي، 2/ 253/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن زيد الزراد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن عظيم البلاء يكافئ به عظيم الجزاء فإذا أحب اللّٰه عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن رضي فله عند اللّٰه الرضا و من سخط البلاء فله السخط

[5]

3009- 5 الكافي، 2/ 253/ 5/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن لله تعالى عبادا في الأرض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض- إلا صرفها عنهم إلى غيرهم و لا ينزل بلية إلا صرفها إليهم

الوافي، ج 5، ص: 767

باب 121 أنه لا خير فيمن لا يبتلى

[1]

3010- 1 الكافي، 2/ 256/ 19/ 1 الثلاثة عن الصحاف عن ذريح عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إني لأكره للرجل أن يعافي في الدنيا فلا يصيبه شي ء من المصائب

[2]
اشارة

3011- 2 الكافي، 2/ 256/ 20/ 1 العدة عن البرقي عن نوح بن شعيب عن أبي داود المسترق رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع دعي النبي ص إلى طعام فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فوقع البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه و لم تسقط و لم تنكسر فتعجب النبي ص منها- فقال له الرجل أ عجبت من هذه البيضة فو الذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط فنهض رسول اللّٰه ص و لم يأكل من طعامه شيئا و قال من لم يرزأ فما لله فيه من حاجة

بيان

الرزء بتقديم المهملة المصيبة

[3]
اشارة

3012- 3 الكافي، 2/ 256/ 21/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن أبان عن

الوافي، ج 5، ص: 768

البصري و أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لا حاجة لله فيمن ليس له في ماله و بدنه نصيب

بيان

نصيب اللّٰه سبحانه في مال عبده و بدنه ما يأخذه منهما ليبلوه فيهما و هو زكاتهما كما يأتي بيانه قال اللّٰه تعالى لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوٰالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ

[4]

3013- 4 الكافي، 2/ 258/ 26/ 1 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص يوما لأصحابه ملعون كل مال لا يزكى ملعون كل جسد لا يزكى و لو في كل أربعين يوما مرة فقيل يا رسول اللّٰه أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد فقال لهم أن تصاب بآفة قال فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم هل تدرون ما عنيت بقولي قالوا لا يا رسول اللّٰه قال بلى الرجل يخدش الخدشة و ينكب النكبة و يعثر العثرة و يمرض المرضة و يشاك الشوكة و ما أشبه هذا حتى ذكر في حديثه اختلاج العين

الوافي، ج 5، ص: 769

باب 122 أن الكرامة على اللّٰه إنما هي بالابتلاء

[1]
اشارة

3014- 1 الكافي، 2/ 258/ 28/ 1 الثلاثة عمن رواه عن الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن ليكرم على اللّٰه حتى لو سأله الجنة بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا و إن الكافر ليهون على اللّٰه حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا و إن اللّٰه ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف و إنه ليحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض

بيان

الطرف جمع طرفة و هي ما يستطرف أي يستملح

[2]

3015- 2 الكافي، 2/ 255/ 17/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن الحسين بن المختار عن الشحام عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة و يحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض

[3]

3016- 3 الكافي، 2/ 257/ 23/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنه ليكون للعبد منزلة عند اللّٰه فما ينالها إلا بإحدى خصلتين إما بذهاب

الوافي، ج 5، ص: 770

ماله أو ببلية في جسده

[4]

3017- 4 الكافي، 2/ 255/ 14/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الفضيل بن عثمان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن في الجنة منزلة لا يبلغها عبد إلا بالابتلاء في جسده

[5]

3018- 5 الكافي، 2/ 255/ 15/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن أبي يحيى الحناط عن ابن أبي يعفور قال شكوت إلى أبي عبد اللّٰه ع ما ألقى من الأوجاع و كان مسقاما فقال لي يا عبد اللّٰه لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب- لتمنى أنه قرض بالمقاريض

[6]
اشارة

3019- 6 الكافي، 2/ 257/ 25/ 1 الثلاثة عن حسين عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا و كذا و كذلك المؤمن تكفئه الأوجاع و الأمراض و مثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة التي لا يصيبها شي ء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا

بيان

الإرزبة بتقديم المهملة و تشديد الباء الموحدة العصية من حديد و القصف الكسر

[7]
اشارة

3020- 7 الكافي، 2/ 257/ 24/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن مثنى الحناط عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 771

قال اللّٰه تعالى لو لا أن يجد عبدي المؤمن في قلبه لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد لا يصدع رأسه أبدا

بيان

يعني لو لا مخافة انكسار قلب المؤمن بوجده على ما يراه على الكافر من العافية المستمرة لقويت رأس الكافر حتى لا يصدع أبدا

الوافي، ج 5، ص: 773

باب 123 المعافين من البلاء

[1]
اشارة

3021- 1 الكافي، 2/ 462/ 3/ 1 علي عن أبيه و العدة عن سهل جميعا عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن لله ضنائن من خلقه يغذوهم بنعمته و يحييهم في عافيته و يدخلهم الجنة برحمته تمر بهم البلايا و الفتن لا تضرهم شيئا

بيان

الضنائن الخصائص واحدها ضنينة فعيلة بمعنى مفعولة من الضن و هو ما تختصه و تضن به أي تبخل به لمكانة منك و موقعه عندك يقال ضني من بين إخواني و ضنيني أي اختص به و أضن بمودته و رواه الجوهري أن لله ضنا من خلقه مفردة و أحياؤهم في عافيته يشمل عدم تأذيهم بالبلاء لفرط محبتهم لله و كونهم بحيث يلتذون ببلائه كما يلتذون بنعمائه فيعدونه عافية و في آخر الحديث إشارة إلى ذلك

الوافي، ج 5، ص: 774

[2]

3022- 2 الكافي، 2/ 462/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى خلق خلقا ضن بهم عن البلاء خلقهم في عافية و أحياهم في عافية و أماتهم في عافية و أدخلهم الجنة في عافية

[3]
اشارة

3023- 3 الكافي، 2/ 462/ 1/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه عن السراد و غيره عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن لله تعالى ضنائن يضن بهم عن البلاء فيحييهم في عافية و يرزقهم في عافية و يميتهم في عافية و يبعثهم في عافية و يسكنهم الجنة في عافية

بيان

صدر الحديث في بعض النسخ هكذا إن لله عبادا بعدهم عن البلاء

الوافي، ج 5، ص: 775

باب 124 ما يبتلى به المؤمن و ما لا يبتلى به

[1]
اشارة

3024- 1 الكافي، 2/ 254/ 12/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن عمار عن ناجية قال قلت لأبي جعفر ع إن المغيرة يقول إن المؤمن لا يبتلى بالجذام و لا بالبرص و لا بكذا و لا بكذا فقال إن كان لغافلا عن صاحب ياسين إنه كان مكنعا ثم رد أصابعه فقال كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم فأنذرهم ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه ثم قال إن المؤمن يبتلى بكل بلية و يموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه

بيان

صاحب ياسين هو حبيب بن إسرائيل النجار رضي اللّٰه عنه و هو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى و كان ممن آمن بنبينا ص و بينهما ستمائة سنة

و عن النبي ص سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب و صاحب ياسين و مؤمن آل فرعون

و في رواية هم الصديقون و علي أفضلهم

و المكنع بتشديد النون المفتوحة أشل اليد أو مقطوعها و في بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق و هو من رجعت أصابعه إلى كفه و ظهرت مفاصل أصول الأصابع و رد أصابعه ع يؤيد النسخة الثانية إذ لا رد في الأشل و الأقطع

الوافي، ج 5، ص: 776

[2]
اشارة

3025- 2 الكافي، 2/ 259/ 30/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن هذا الذي ظهر بوجهي يزعم الناس أن اللّٰه لم يبتل به عبدا له فيه حاجة قال فقال لي لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع فكان يقول هكذا و يمد يده و يقول يا قوم اتبعوا المرسلين

بيان

مؤمن آل فرعون اسمه شمعان أو حبيب أو خربيل بتقديم المعجمة أو حزبيل بتقديم المهملة و لا منافاة بين هذا الحديث و الحديث السابق لجواز كونهما معا مكنعين أو كان أحدهما مكتعا و الآخر مكنعا إلا أن قوله في آخر الحديث يا قوم اتبعوا المرسلين يفيد أن المكنع أو المكتع صاحب ياسين لأن هذا القول من كلماته على ما حكى اللّٰه عنه و كان المرسلون يومئذ ثلاثة كما قال اللّٰه عز و جل إِذْ أَرْسَلْنٰا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمٰا فَعَزَّزْنٰا بِثٰالِثٍ.

و أما مؤمن آل فرعون فإنما كان قوله يٰا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشٰادِ في جملة كلمات أخر و في تفسير علي بن إبراهيم أنه كان مجذوما مكتعا و هو الذي قد عقفت أصابعه و كان يشير بيديه المعقوفتين و يقول يٰا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشٰادِ و العقف بالمهملة و القاف العطف و لهذا الحديث ذيل يأتي في أبواب الذكر و الدعاء من كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه تعالى

[3]
اشارة

3026- 3 الكافي، 2/ 255/ 18/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن محمد بن يحيى الخثعمي عن محمد بن بهلول العبدي قال سمعت أبا عبد اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 777

ع يقول لم يؤمن اللّٰه المؤمن من هزاهز الدنيا و لكنه آمنه من العمى فيها و الشقاء في الآخرة

بيان

الهزاهز تحريك البلايا و الحروب الناس و المراد بالعمى عمى القلب قال اللّٰه عز و جل فَإِنَّهٰا لٰا تَعْمَى الْأَبْصٰارُ وَ لٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ و أما عمى البصر فهي مكرمة.

روى الصدوق رحمه اللّٰه في الخصال بإسناده عن أبي جعفر ع أنه قال إذا أحب اللّٰه عبدا نظر إليه فإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث إما صداع و إما عمى و إما رمد

[4]

3027- 4 الكافي، 2/ 256/ 22/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن عثمان النواء عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى يبتلى المؤمن بكل بلية و يميته بكل ميتة و لا يبتليه بذهاب عقله أ ما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله و على ولده و على أهله و على كل شي ء منه و لم يسلط على عقله ترك له يوحد اللّٰه به

[5]

3028- 5 الكافي، 2/ 258/ 27/ 1 القميان عن ابن فضال عن ابن بكير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع أ يبتلى المؤمن بالجذام و البرص و أشباه هذا قال فقال و هل كتب البلاء إلا على المؤمن

[6]

3029- 6 الكافي، 2/ 247/ 3/ 1 الثلاثة عن غير واحد عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 5، ص: 778

قال قيل له في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين قال نعم و لكن يخلصون بعده

الوافي، ج 5، ص: 779

باب 125 ابتلاء المؤمن بإبليس

[1]
اشارة

3030- 1 الكافي، 8/ 145/ 118 محمد عن أحمد عن السراد عن حنان و ابن رئاب عن زرارة قال قلت له قوله تعالى لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ وَ لٰا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شٰاكِرِينَ قال فقال أبو جعفر ع يا زرارة إنه إنما صمد لك و لأصحابك فأما الآخرون فقد فرغ منهم

بيان

الصمد القصد يعني ليس مقصود إبليس إلا إغواءك و إغواء أصحابك يعني الشيعة و أما الآخرون فقد فرغ منهم حيث أغواهم في أصل الدين و حملهم على اعتقاد الباطل فلا عليه لو عملوا الصالحات و تركوا المعاصي إذ لا تقبل منهم

[2]

3031- 2 الكافي، 8/ 141/ 105 القميان عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال قال أبو عبد اللّٰه ع من أشد الناس عليكم قال قلت جعلت فداك كل قال أ تدري مما ذاك يا يعقوب قال قلت لا أدري جعلت فداك قال إن إبليس دعاهم

الوافي، ج 5، ص: 780

فأجابوه و أمرهم فأطاعوه و دعاكم فلم تجيبوه و أمركم فلم تطيعوه فأغرى بكم الناس

[3]

3032- 3 الكافي، 8/ 288/ 433/ 1 علي بن محمد عن علي بن العباس عن بزرج عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطٰانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فقال يا با محمد تسلطه و اللّٰه من المؤمن على بدنه و لا يسلط على دينه و قد سلط على أيوب ع فشوه خلقه و لم يسلط على دينه و قد يسلط من المؤمنين على أبدانهم و لا يسلط على دينهم قلت قوله تعالى إِنَّمٰا سُلْطٰانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ قال الذين هم بالله مشركون يسلط على أبدانهم و على أديانهم

[4]
اشارة

3033- 4 الكافي، 8/ 232/ 304 عنه عن صالح عن علي بن الحكم عن أبان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن لإبليس عونا يقال له تمريج إذا جاء الليل ملأ ما بين الخافقين

بيان

لعل التمريح من المرج و هو الفساد و الاختلاط و الاضطراب و منه الهرج و المرج و منه قوله سبحانه وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ أي لهيبها المختلط بالسواد و إنما خص الليل بالتمريج لأن ظلمته ساترة للقبائح و لهذا يكون أكثر المعاصي

الوافي، ج 5، ص: 781

بالليل إذ بالنهار يستحيي بعضهم من بعض و في ملأ ما بين الخافقين إشارة إلى الخيالات المموهة المستولية على الإنسان في الليل المالية ما بين مطلعها من القلب و مغربها

الوافي، ج 5، ص: 783

باب 126 ابتلاء المؤمن بالحدة و الشح و غيرهما

[1]

3034- 1 الفقيه، 3/ 560/ 4924 مسعدة بن صدقة الربعي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قيل له ما بال المؤمنين أحد شي ء فقال لأن عز القرآن في قلبه و محض الإيمان في صدره و هو بعد مطيع لله و لرسوله مصدق قيل له فما بال المؤمن قد يكون أشح شي ء قال لأنه يكسب الرزق من حله و مطلب الحلال عزيز فلا يحب أن يفارقه شيئه لما يعلم من عسر مطلبه و إن هو سخت نفسه لم يضعه إلا في موضعه قيل فما بال المؤمن قد يكون أنكح شي ء قال لحفظه فرجه عن فروج لا تحل له- و لكيلا تميل به شهوته هكذا و لا هكذا فإذا ظفر بالحلال اكتفى به و استغنى به عن غيره- و قال ع إن قوة المؤمن في قلبه أ لا ترون أنكم تجدونه ضعيف البدن نحيف الجسم و هو يقوم الليل و يصوم النهار

الوافي، ج 5، ص: 785

باب 127 ابتلاء المؤمن بالفقر

[1]

3035- 1 الكافي، 2/ 261/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن داود الحذاء عن محمد بن صغير عن جده شعيب عن مفضل قال قال أبو عبد اللّٰه ع كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته

[2]

3036- 2 الكافي، 2/ 261/ 5/ 1 بإسناده قال قال أبو عبد اللّٰه ع لو لا إلحاح المؤمنين على اللّٰه في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها

[3]

3037- 3 الكافي، 2/ 264/ 16/ 1 محمد عن ابن عيسى عن إبراهيم الحذاء عن محمد بن صغير مثله إلا أنه قال لو لا إلحاح هذه الشيعة

[4]

3038- 4 الكافي، 2/ 261/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما أعطي عبد من الدنيا إلا اعتبارا- و لا زوي عنه إلا اختبارا

[5]
اشارة

3039- 5 الكافي، 2/ 261/ 7/ 1 عنه عن نوح بن شعيب و أبي إسحاق الخفاف عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال ليس لمصاص

الوافي، ج 5، ص: 786

شيعتنا في دولة الباطل إلا القوت شرقوا إن شئتم أو غربوا لن ترزقوا إلا القوت

بيان

المصاص خالص كل شي ء

[6]

3040- 6 الكافي، 2/ 262/ 10/ 1 العدة عن سهل عن إبراهيم بن عقبة عن إسماعيل بن سهل و إسماعيل بن عباد جميعا يرفعانه إلى أبي عبد اللّٰه ع قال ما كان من ولد آدم مؤمن إلا فقيرا و لا كافر إلا غنيا حتى جاء إبراهيم ع فقال ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا- فصير اللّٰه في هؤلاء أموالا و حاجة و في هؤلاء أموالا و حاجة

[7]
اشاره

3041- 7 الكافي، 2/ 265/ 23/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن عبد اللّٰه بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال سألت علي بن الحسين ع عن قول اللّٰه تعالى لَوْ لٰا أَنْ يَكُونَ النّٰاسُ أُمَّةً وٰاحِدَةً قال- عنى بذلك أمة محمد ص أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم لَجَعَلْنٰا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ و لو فعل اللّٰه ذلك بأمة محمد لحزن المؤمنون و غمهم ذلك و لم يناكحوهم و لم يوارثوهم

بيان

معنى الآية لو لا كراهة أن يجتمع الناس على الكفر لجعلنا للكفار سقوفا

الوافي، ج 5، ص: 787

من فضة إلى آخرها.

و معنى الحديث أنها نزلت في هذه الأمة خاصة يعني لو لا كراهة أن تجتمع هذه الأمة يعني عامتهم و جمهورهم على الكفر فيلحقوا بسائر الكفار و يكونوا جميعا أمة واحدة و لا يبقى إلا قليل ممن محض الإيمان محضا فعبر بالناس عن الأكثرين لقلة المؤمنين فكأنهم ليسوا منهم

[8]

3042- 8 الكافي، 8/ 221/ 277 العدة عن سهل عن البرقي عن محمد بن علي عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن الحسن عن أبيه عن جده قال قال أمير المؤمنين ع وكل الرزق بالحمق و وكل الحرمان بالعقل و وكل البلاء بالصبر

[9]

3043- 9 الكافي، 8/ 220/ 273 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما أشد حزن النساء و أبعد فراق الموت و أشد من ذلك كله فقر يتملق صاحبه ثم لا يعطى شيئا

الوافي، ج 5، ص: 789

باب 128 فضل الفقر و ستره

[1]
اشارة

3044- 1 الكافي، 2/ 260/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن سنان عن العلاء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا قال سأضرب لك مثل ذلك إنما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا فقال أسربوها و نظر في الأخرى فإذا هي موقرة فقال احبسوها

بيان

الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف و الشتاء.

قال في النهاية يريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضى أربعون سنة انتهى.

و في بعض الأخبار أن الخريف ألف عام و العام ألف سنة أسربوها يعني خلوها تذهب من السرب بمعنى التوجه للأمر و الذهاب إليه

[2]

3045- 2 الكافي، 2/ 260/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن سعدان قال قال أبو عبد اللّٰه ع المصائب منح من اللّٰه و الفقر مخزون عند اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 790

[3]
اشارة

3046- 3 الكافي، 2/ 360 عنه رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

بيان

لعل المراد أن المصائب عطايا من اللّٰه عز و جل يعطيها من يشاء من عباده و الفقر من جملتها مخزون عنده عزيز لا يعطيه إلا من خصه بمزيد العناية و لا يعترض أحد بكثرة الفقراء و ذلك لأن الفقير هنا من لا يجد إلا القوت من التعفف و لا يوجد من هذه صفته في ألف ألف واحد

[4]
اشارة

3047- 4 الكافي، 2/ 260/ 3/ 1 عنه رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص يا علي إن اللّٰه جعل الفقر أمانة عند خلقه فمن ستره أعطاه اللّٰه مثل أجر الصائم القائم و من أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله أما إنه ما قتله بسيف و لا رمح و لكنه قتله بما نكى من قلبه

بيان

نكى جرح و يأتي ما يناسب هذا المعنى في باب كراهية السؤال من كتاب الزكاة إن شاء اللّٰه تعالى

[5]

3048- 5 الكافي، 2/ 261/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن الحسن الأشعري عن بعض مشايخه عن إدريس بن عبد اللّٰه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص يا علي الحاجة أمانة اللّٰه عند خلقه فمن كتمها على نفسه أعطاه اللّٰه ثواب من صلى- و من كشفها إلى من يقدر أن يفرج عنه و لم يفعل فقد قتله أما إنه لم يقتله بسيف و لا سنان و لا سهم و لكن قتله بما نكى من قلبه

الوافي، ج 5، ص: 791

[6]

3049- 6 الكافي، 2/ 261/ 9/ 1 عنه عن أحمد عن علي بن الحكم عن سعدان قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه تعالى يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر إليهم فيقول و عزتي ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم علي و لترون ما أصنع بكم اليوم فمن زود منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده فأدخلوه الجنة قال فيقول رجل منهم يا رب إن أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء و لبسوا الثياب اللينة و أكلوا الطعام و سكنوا الدور و ركبوا المشهور من الدواب- فأعطني مثل ما أعطيتهم فيقول اللّٰه تبارك و تعالى لك و لكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفا

[7]
اشارة

3050- 7 الكافي، 2/ 264/ 18/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن علي بن عفان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول و عزتي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي- فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا قال فيرفع فيقول ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني

بيان

السجف بالمهملة و الجيم الستر

[8]

3051- 8 الكافي، 2/ 263/ 15/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن

الوافي، ج 5، ص: 792

عيسى الفراء عن محمد عن أبي جعفر ع قال إذا كان يوم القيامة أمر اللّٰه تعالى مناديا ينادي بين يديه أين الفقراء فيقوم عنق من الناس كثير فيقول عبادي فيقولون لبيك ربنا فيقول إني لم أفقركم لهوان بكم علي و لكني إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم تصفحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا في فكافوه عني بالجنة

[9]
اشارة

3052- 9 الكافي، 2/ 262/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال جاء رجل موسر إلى رسول اللّٰه ص نقي الثوب فجلس إلى رسول اللّٰه ص فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر- فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال له رسول اللّٰه ص أ خفت أن يمسك من فقره شي ء قال لا قال فخفت أن يصيبه من غناك شي ء قال لا قال فخفت أن توسخ ثيابك قال لا قال فما حملك على ما صنعت فقال يا رسول اللّٰه إن لي قرينا يزين لي كل قبيح- و يقبح لي كل حسن و قد جعلت له نصف مالي فقال رسول اللّٰه ص للمعسر أ تقبل قال لا فقال له الرجل و لم قال أخاف أن يدخلني ما دخلك

بيان

إن لي قرينا أي شيطانا يغويني و يجعل القبيح حسنا في نظري و الحسن قبيحا و هذا الصادر مني من جملة إغوائه

الوافي، ج 5، ص: 793

[10]

3053- 10 الكافي، 2/ 263/ 12/ 1 علي عن القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع قال في مناجاة موسى ع يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين و إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته

[11]

3054- 11 الكافي، 2/ 263/ 13/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص طوبى للمساكين بالصبر- و هم الذين يرون ملكوت السماوات و الأرض

[12]

3055- 12 الكافي، 2/ 263/ 14/ 1 بإسناده قال قال النبي ص يا معشر المساكين طيبوا نفسا و أعطوا اللّٰه الرضا من قلوبكم- يثبكم اللّٰه تعالى على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم

[13]

3056- 13 الكافي، 2/ 264/ 17/ 1 القميان عن ابن فضال عن محمد بن الحسين بن كثير الخراز عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي أ ما تدخل السوق أ ما ترى الفاكهة تباع و الشي ء مما تشتهيه فقلت بلى فقال أما إن لك بكل ما تراه فلا تقدر على شرائه حسنة

[14]

3057- 14 الكافي، 2/ 264/ 19/ 1 الثلاثة عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس

الوافي، ج 5، ص: 794

حتى يأتوا باب الجنة فيضربوا باب الجنة فيقال من أنتم فيقولون نحن الفقراء فيقال لهم أ قبل الحساب فيقولون ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه فيقول اللّٰه تعالى صدقوا ادخلوا الجنة

[15]
اشارة

3058- 15 الكافي، 2/ 265/ 22/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع الفقر أزين للمؤمن من العذار على خد الفرس

بيان

العذار من اللجام ما سال على خد الفرس

[16]

3059- 16 الكافي، 2/ 265/ 20/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن مبارك غلام شعيب قال سمعت أبا الحسن موسى ع يقول إن اللّٰه تعالى يقول إني لم أغن الغني لكرامة به علي و لم أفقر الفقير لهوان به علي و هو مما ابتليت به الأغنياء بالفقراء و لو لا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة

[17]

3060- 17 الكافي، 2/ 265/ 21/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن إسحاق بن عيسى عن إسحاق بن عمار و المفضل بن عمر قالا قال أبو عبد اللّٰه ع مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم فاحفظونا فيهم يحفظكم اللّٰه تعالى

الوافي، ج 5، ص: 795

باب 129 البشارات للمؤمن

[1]

3061- 1 الكافي، 8/ 33/ 6 العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع إذ دخل عليه أبو بصير و قد حفزه النفس فلما أخذ مجلسه قال له أبو عبد اللّٰه ع يا با محمد ما هذا النفس العالي فقال جعلت فداك يا بن رسول اللّٰه كبر سني و دق عظمي و اقترب أجلي مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي فقال أبو عبد اللّٰه ع يا با محمد و إنك لتقول هذا قال جعلت فداك و كيف لا أقول فقال يا با محمد أ ما علمت أن اللّٰه عز و جل يكرم الشباب و يستحيي من الكهول- قال قلت جعلت فداك فكيف يكرم الشباب و يستحيي من الكهول فقال يكرم و اللّٰه الشباب أن يعذبهم و يستحيي من الكهول أن يحاسبهم قال قلت جعلت فداك هذا لنا خاصة أم لأهل التوحيد قال فقال لا و اللّٰه إلا لكم خاصة دون العالم قال قلت جعلت فداك فإنا قد نبزنا بنبز انكسرت له ظهورنا و ماتت له أفئدتنا- و استحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم قال فقال أبو عبد اللّٰه ع الرافضة قال قلت نعم قال لا و اللّٰه ما هم سموكم بل اللّٰه سماكم به- أ ما علمت يا با محمد أن سبعين رجلا من بني إسرائيل

رفضوا

الوافي، ج 5، ص: 796

فرعون و قومه لما استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى ع لما استبان لهم هداه فسموا في عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون و كانوا أشد أهل ذلك العسكر عبادة و أشدهم حبا لموسى و هارون و ذريتهما ع فأوحى اللّٰه تعالى إلى موسى ع أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني قد سميتهم به و نحلتهم إياه- فأثبت موسى ع الاسم لهم ثم ذخر اللّٰه تعالى لكم هذا الاسم حتى نحلكموه- يا با محمد رفضوا الخير و رفضتم الشر افترق الناس كل فرقة و تشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم ع و ذهبتم حيث ذهبوا و اخترتم من اختار اللّٰه لكم و أردتم من أراد اللّٰه فأبشروا ثم أبشروا- فأنتم و اللّٰه المرحومون المتقبل من محسنكم و المتجاوز عن مسيئكم من لم يأت اللّٰه تعالى بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبل منه حسنة و لم يتجاوز له عن سيئة- يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني فقال يا با محمد إن لله عز و جل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه و ذلك قوله تعالى الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ .. وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا استغفارهم و اللّٰه لكم دون هذا الخلق يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال يا با محمد لقد ذكركم اللّٰه في كتابه فقال مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ- وَ مٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا إنكم وفيتم بما أخذ اللّٰه عليه ميثاقكم من ولايتنا و إنكم

لم تبدلوا بنا غيرنا و لو لم تفعلوا لعيركم اللّٰه كما عيرهم حيث يقول جل

الوافي، ج 5، ص: 797

ذكره وَ مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنٰا أَكْثَرَهُمْ لَفٰاسِقِينَ يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني فقال يا با محمد لقد ذكركم اللّٰه في كتابه فقال إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ و اللّٰه ما أراد بهذا غيركم- يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني فقال يا با محمد الْأَخِلّٰاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ و اللّٰه ما أراد بهذا غيركم يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني- فقال يا با محمد لقد ذكرنا اللّٰه تعالى و شيعتنا و عدونا في آية من كتابه- فقال تعالى هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لٰا يَعْلَمُونَ إِنَّمٰا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبٰابِ- فنحن الذين يعلمون و عدونا الذين لا يعلمون و شيعتنا أولوا الألباب- يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني فقال يا با محمد و اللّٰه ما استثنى اللّٰه عز ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء و لا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين و شيعته فقال في كتابه و قوله الحق يَوْمَ لٰا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لٰا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلّٰا مَنْ رَحِمَ اللّٰهُ يعني بذلك عليا ع و شيعته- يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال يا با محمد لقد ذكركم اللّٰه تعالى في كتابه إذ يقول يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لٰا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 798

ما أراد بهذا غيركم فهل سررتك يا با

محمد قال قلت جعلت فداك زدني فقال يا با محمد لقد ذكركم اللّٰه في كتابه فقال إِنَّ عِبٰادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ و اللّٰه ما أراد بهذا إلا الأئمة ع و شيعتهم- فهل سررتك يا با محمد قال قلت جعلت فداك زدني قال يا با محمد لقد ذكركم اللّٰه في كتابه فقال فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً- فرسول اللّٰه ص في الآية النبيون و نحن في هذا الموضع الصديقون و الشهداء و أنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم اللّٰه تعالى- يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال يا با محمد لقد ذكركم اللّٰه إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله وَ قٰالُوا مٰا لَنٰا لٰا نَرىٰ رِجٰالًا كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ أَتَّخَذْنٰاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زٰاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصٰارُ و اللّٰه ما عنى اللّٰه و لا أراد بهذا غيركم صرتم عند هذا العالم أشرار الناس و أنتم و اللّٰه في الجنة تحبرون و في النار تطلبون يا با محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال يا با محمد ما من آية نزلت تقود إلى الجنة و لا تذكر أهلها بخير إلا و هي فينا و في شيعتنا و ما من آية و اللّٰه نزلت تذكر أهلها بشر و لا تسوق إلى النار إلا و هي في عدونا و من خالفنا فهل سررتك يا با محمد قال قلت جعلت فداك زدني قال يا با محمد ليس على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس من ذلك براء يا با محمد فهل

الوافي، ج 5، ص: 799

سررتك

[2]
اشارة

3062- 2

الكافي، 8/ 36/ 6/ 1 و في رواية أخرى فقال حسبي

بيان

حفزه النفس بالمهملة و الفاء و الزاي أي حثه و أعجله قال في النهاية الحفز الحث و الإعجال و منه حديث أبي بكرة إنه دب إلى الصف راكعا و قد حفزه النفس و قد تكرر في الحديث و الشباب بالفتح جمع شاب كما أنه بمعنى الحداثة و النبز اللقب السوء قَضىٰ نَحْبَهُ أي مات على الوفاء بالعهد و النحب جاء بمعنى النذر أيضا و بمعنى الأجل و المدة و الكل محتمل هنا وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ يعني ينتظر الموت على الوفاء بالميثاق تُحْبَرُونَ أي تسرون سرورا يظهر حباره أي أثره في وجوهكم كقوله تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ

[3]
اشارة

3063- 3 الكافي، 8/ 76/ 30 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال حدثني رجل من أصحابنا عن الحكم بن عتيبة قال بينا أنا مع أبي جعفر ع و البيت غاص بأهله إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له حتى وقف على باب البيت فقال السلام عليك يا بن رسول اللّٰه و رحمة اللّٰه و بركاته ثم سكت فقال أبو جعفر ع و عليك السلام و رحمة اللّٰه و بركاته ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت و قال السلام عليكم ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا- و ردوا عليه السلام

الوافي، ج 5، ص: 800

ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر ع ثم قال يا بن رسول اللّٰه أدنني منك جعلني اللّٰه فداك فو الله إني لأحبكم و أحب من يحبكم- و و اللّٰه ما أحبكم و ما أحب من يحبكم لطمع في دنيا و إني لأبغض عدوكم و أبرأ منه و و اللّٰه ما أبغضه و أبرأ منه لوتر كان بيني

و بينه و اللّٰه إني لأحل حلالكم و أحرم حرامكم و أنتظر أمركم فهل ترجو لي جعلني اللّٰه فداك فقال أبو جعفر ع إلي إلي حتى أقعده إلى جنبه- ثم قال أيها الشيخ إن أبي علي بن الحسين ع أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي إن تمت ترد على رسول اللّٰه ص و على علي ع و الحسن و الحسين و علي بن الحسين ع و يثلج قلبك و يبرد فؤادك و تقر عينك و تستقبل بالروح و الريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك هاهنا و أهوى بيده إلى حلقه و إن تعش تر ما يقر اللّٰه به عينك- و تكون معنا في السنام الأعلى فقال الشيخ كيف قلت يا با جعفر فأعاد عليه الكلام- فقال الشيخ اللّٰه أكبر يا با جعفر إن أنا مت أرد على رسول اللّٰه ص و على علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و تقر عيني و يثلج قلبي و يبرد فؤادي و أستقبل بالروح و الريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي هاهنا و إن أعش أر ما يقر اللّٰه به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى ثم أقبل الشيخ ينتحب بنشج ها ها ها حتى لصق بالأرض فأقبل أهل البيت ينتحبون و ينشجون لما يرون من حال الشيخ- و أقبل أبو جعفر ع يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه و ينفضها- ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر ع يا بن رسول اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 801

ناولني يدك جعلني اللّٰه فداك فناوله يده فقبلها و وضعها على عينه و خده ثم حسر على بطنه و صدره فوضع

يده على بطنه و صدره ثم قام فقال السلام عليكم و أقبل أبو جعفر ع ينظر في قفاه و هو مدبر- ثم أقبل بوجهه على القوم فقال من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فقال الحكم بن عتيبة لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس

بيان

العنزة بالمهملة و النون و الزاي العصا في أسفله حديد و ثلج القلب اطمينانه و الانتحاب البكاء بصوت طويل و مد و النشج بالنون و المعجمة و الجيم صوت معه توجع و بكاء كما يردد الصبي بكاءه في صدره و حملاق العين بالكسر و الضم باطن أجفانها الذي يسود بالكحل و الحسر الكشف

[4]

3064- 4 الكافي، 8/ 81/ 38 العدة عن سهل عن ابن فضال عن عبد اللّٰه بن الوليد الكندي قال دخلنا على أبي عبد اللّٰه ع في زمن مروان فقال من أنتم قلنا من أهل الكوفة فقال ما من بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة و لا سيما هذه العصابة إن اللّٰه تعالى هداكم لأمر جهله الناس و أحببتمونا و أبغضنا الناس و اتبعتمونا و خالفنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس فأحياكم اللّٰه محيانا و أماتكم مماتنا- فأشهد على أبي أنه كان يقول ما بين أحدكم و بين أن يرى ما يقر اللّٰه عينه- و أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه و أهوى بيده إلى حلقه و قد قال تعالى في كتابه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنٰا لَهُمْ أَزْوٰاجاً وَ ذُرِّيَّةً فنحن ذرية رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 5، ص: 802

[5]

3065- 5 الكافي، 8/ 145/ 119 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد و الحسين جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد الخثعمي قال دخل يحيى بن سابور على أبي عبد اللّٰه ع ليودعه فقال له أبو عبد اللّٰه ع أما و اللّٰه إنكم لعلى الحق و إن من خالفكم لعلى غير الحق و اللّٰه ما أشك لكم في الجنة و إني لأرجو أن يقر اللّٰه بأعينكم إلى قريب

[6]
اشارة

3066- 6 الكافي، 8/ 146/ 120 يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قلت له جعلت فداك أ رأيت الراد على هذا الأمر فهو كالراد عليكم فقال يا با محمد من رد عليك هذا الأمر فهو كالراد على رسول اللّٰه ص و على اللّٰه تعالى يا با محمد إن الميت منكم على هذا الأمر شهيد قال قلت و إن مات على فراشه فقال إي و اللّٰه على فراشه حي عند ربه يرزق

بيان

تصديق ذلك قوله تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ

روى البرقي في محاسنه بإسناده عن زيد بن أرقم عن الحسين بن علي ع قال ما من شيعتنا إلا صديق شهيد قال جعلت فداك- أنى يكون ذلك و عامتهم يموتون على فرشهم فقال أ ما تتلو كتاب اللّٰه في الحديد وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ

الوافي، ج 5، ص: 803

قال فقلت كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب اللّٰه عز و جل قط قال لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول كان الشهداء قليلا.

أقول كان الوجه في ذلك أن المؤمن إنما تقبض روحه على حضور من قلبه و تهيئ منه للموت كما أن الشهيد متهيئ للشهادة محضر قلبه للرحيل و لذا سمي شهيدا و وجه آخر و هو أن الأعمال إنما هي بالنيات و المؤمن يود دائما أن لو كان مع إمامه الظاهر في دولة يجاهد مع عدوه و يستشهد في سبيل اللّٰه فيعامل معه على حسب نيته و يثاب ثواب الشهيد و يأتي في باب النوادر ما يؤيد هذا.

و وجه ثالث و هو أن من

رضي أمرا فقد دخل فيه و من سخط فقد خرج منه كما

روي عن أمير المؤمنين ع و المؤمن قد رضي و سلم لإمامه الحق الجهاد مع عدوه فهو كأنه معه

روى هذا المعنى بعينه البرقي في محاسنه بإسناده عن الحكم بن عتيبة قال لما قتل أمير المؤمنين ع الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف و قتلنا معك هؤلاء الخوارج فقال أمير المؤمنين ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق اللّٰه آباءهم و لا أجدادهم بعد فقال الرجل و كيف شهدنا قوم لم يخلقوا قال بل قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه و يسلمون لنا فأولئك شركاؤنا فيه حقا حقا

[7]
اشارة

3067- 7 الكافي، 8/ 146/ 122 عنه عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا مالك أ ما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تكفوا و تدخلوا الجنة يا مالك إنه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم و يلعنونه إلا أنتم و من كان على مثل حالكم يا مالك إن الميت و اللّٰه منكم على هذا الأمر- لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 804

بيان

و تكفوا يحتمل معان أحدها الكف عن المعاصي و الثاني كف اللسان عن الناس بترك مجادلتهم و دعوتهم إلى الحق و الثالث الكف عن إظهار الدين الحق و مراعاة التقية فيه و أوسطها أقربها

[8]

3068- 8 الكافي، 8/ 156/ 146 علي عن أبيه عن السراد عن الحارث بن محمد بن النعمان عن العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ- أَلّٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لٰا هُمْ يَحْزَنُونَ قال هم و اللّٰه شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة و استقبلوا الكرامة من اللّٰه تعالى علموا و استيقنوا أنهم كانوا على الحق و على دين اللّٰه تعالى فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين أَلّٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لٰا هُمْ يَحْزَنُونَ

[9]
اشارة

3069- 9 الكافي، 8/ 146/ 121 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد و الحسين جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن حبيب الخثعمي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أما و اللّٰه ما أحد من الناس أحب إلي منكم و إن الناس سلكوا سبلا شتى- فمنهم من أخذ برأيه و منهم من اتبع هواه و منهم من اتبع الرواية و إنكم أخذتم بأمر له أصل فعليكم بالورع و الاجتهاد الحديث

بيان

قد مضى

الوافي، ج 5، ص: 805

[10]
اشارة

3070- 10 الكافي، 8/ 156/ 147 علي عن أبيه عن السراد عن الخراز عن الحلبي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى فِيهِنَّ خَيْرٰاتٌ حِسٰانٌ قال هن صوالح المؤمنات العارفات قال قلت حُورٌ مَقْصُورٰاتٌ فِي الْخِيٰامِ قال الحور هن البيض المضمرات المخدرات في خيام الدر و الياقوت و المرجان لكل خيمة أربعة أبواب على كل باب سبعون كاعبا حجابا لهن و يأتيهن في كل يوم كرامة من اللّٰه تعالى يبشر اللّٰه تعالى بهن المؤمنين

بيان

الكاعب الجارية حين تبدو ثديها للنهود

[11]
اشارة

3071- 11 الكافي، 8/ 212/ 259 الثلاثة عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول خرجت أنا و أبي حتى إذا كنا بين القبر و المنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال إني و اللّٰه لأحب رياحكم و أرواحكم فأعينوا على ذلك بورع و اجتهاد و اعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع و الاجتهاد و من ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله أنتم شيعة اللّٰه و أنتم أنصار اللّٰه و أنتم السابقون الأولون و السابقون الآخرون و السابقون في الدنيا إلى ولايتنا و السابقون في الآخرة إلى الجنة قد ضمنا لكم الجنة بضمان اللّٰه و ضمان رسول اللّٰه و اللّٰه ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضائل الدرجات أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء و كل مؤمن صديق

الوافي، ج 5، ص: 806

و لقد قال أمير المؤمنين ع لقنبر يا قنبر أبشر و بشر و استبشر- فو الله لقد مات رسول اللّٰه ص و هو على أمته ساخط إلا الشيعة ألا و إن لكل شي ء عزا و عز الإسلام الشيعة ألا و إن لكل شي ء دعامة و دعامة الإسلام الشيعة ألا و إن لكل شي ء ذروة و ذروة الإسلام الشيعة ألا و إن لكل شي ء شرفا و شرف الإسلام الشيعة ألا و إن لكل شي ء سيدا و سيد المجالس مجالس الشيعة ألا و إن لكل شي ء إماما- و إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة و اللّٰه لو لا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا و اللّٰه لو لا ما في الأرض منكم ما أنعم

اللّٰه على أهل خلافكم و لا أصابوا الطيبات- ما لهم في الدنيا و لا لهم في الآخرة من نصيب كل ناصب و إن تعبد و اجتهد منسوب إلى هذه الآية عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً كل ناصب مجتهد فعمله هباء شيعتنا ينطقون بنور اللّٰه تعالى و من خالفهم ينطق بتفله- و اللّٰه ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد اللّٰه روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته و في رياض جنته و في ظل عرشه و إن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة- ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه و اللّٰه إن حاجكم و عماركم لخاصة اللّٰه تعالى و إن فقراءكم لأهل الغنى و إن أغنياءكم لأهل القناعة و إنكم كلكم لأهل دعوته و أهل إجابته

بيان

و أنتم السابقون الأولون أشار بذلك إلى قوله سبحانه وَ السّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهٰاجِرِينَ وَ الْأَنْصٰارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ الآية قيل

الوافي، ج 5، ص: 807

هم من المهاجرين من صلى إلى القبلتين أو شهد بدرا و من الأنصار أهل بيعة العقبتين الأولى و الثانية و لعل السابقين الآخرين من تأخر عنهم من أهل السبق نبه ع على أن شيعته بمنزلة كلي السابقين و إن لهم السبق في الدنيا و السبق في الآخرة و معناه ما مر في تفسير حديث من مات على هذا الأمر مات شهيدا و في عرض المجالس السابقون في الدنيا بدون الواو و على هذا تكون الجملتان الأخيرتان تفسيرا للأوليين على الأظهر و العشب الكلإ و التفل شبيه بالبزق و هو أقل منه أوله التفل

ثم البزق ثم النفث ثم النفخ

[12]
اشارة

3072- 12 الكافي، 8/ 214/ 260 العدة عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللّٰه ع مثله و زاد فيه ألا و إن لكل شي ء جوهرا- و جوهر ولد آدم محمد و نحن و شيعتنا بعدنا حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش اللّٰه تعالى و أحسن صنع اللّٰه إليهم يوم القيامة و اللّٰه لو لا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلمت عليهم الملائكة قبلا و اللّٰه ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا و له بكل حرف مائة حسنة- و لا قرأ في صلاته جالسا إلا و له بكل حرف خمسون حسنة و لا في غير صلاة إلا و له بكل حرف عشر حسنات- و إن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن خالفه أنتم و اللّٰه على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين و أنتم و اللّٰه في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله أنتم و اللّٰه الذين قال اللّٰه تعالى وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين عينان في الرأس و عينان في القلب ألا و الخلائق كلهم كذلك إلا أن اللّٰه تعالى فتح

الوافي، ج 5، ص: 808

أبصاركم و أعمى أبصارهم

بيان

الزهو الكبر و الفخر يعني لو لا كراهة استعظام الناس ذلك أو كراهة أن يدخل الشيعة كبر و فخر لسلمت الملائكة على الشيعة مقابلة و عيانا

[13]
اشارة

3073- 13 الكافي، 8/ 365/ 556 أحمد بن محمد بن أحمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن عبد اللّٰه عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا قال المؤمن لأخيه أف خرج من ولايته و إذا قال أنت عدوي كفر أحدهما لأنه لا يقبل اللّٰه تعالى من أحد عملا في تثريب على مؤمن فضيحة [نصيحة]- و لا يقبل من مؤمن عملا و هو يضمر في قلبه على المؤمن سوء و لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى وصل ما بين اللّٰه و بين المؤمن- خضعت للمؤمنين رقابهم و تسهلت لهم أمورهم و لأنت لهم طاعتهم و لو نظروا إلى مردود الأعمال من اللّٰه تعالى لقالوا ما يتقبل اللّٰه تعالى من أحد عملا و سمعته يقول لرجل من الشيعة أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات- كل مؤمنة حوراء عيناء و كل مؤمن صديق- قال و سمعته يقول شيعتنا أقرب الخلق من عرش اللّٰه يوم القيامة بعدنا و ما من شيعتنا أحد يقوم إلى الصلاة إلا اكتنفه فيها عدد من خالفه من الملائكة يصلون عليه جماعة حتى يفرغ من صلاته و إن الصائم منكم ليرتع في رياض الجنة تدعو له الملائكة حتى يفطر و سمعته يقول أنتم أهل تحية اللّٰه بسلامه و أهل أثره اللّٰه برحمته و أهل توفيق اللّٰه بعصمته و أهل دعوة اللّٰه بطاعته لا حساب عليكم و لا خوف و لا حزن أنتم للجنة و الجنة لكم-

أسماؤكم عندنا الصالحون و المصلحون و أنتم أهل الرضا عن اللّٰه تعالى

الوافي، ج 5، ص: 809

برضاه عنكم و الملائكة إخوانكم في الخير فإذا اجتهدتم ادعوا و إذا غفلتم اجتهدوا و أنتم خير البرية دياركم لكم جنة و قبوركم لكم جنة للجنة خلقتم و في الجنة نعيمكم و إلى الجنة تصيرون

بيان

إسناد هذا الخبر في نسخ الكافي التي رأيناها هكذا و الظاهر أن فيه أغلاطا نشأت من عدم ضبط النساخ و الصحيح على وفق اصطلاحاتنا في ذكر الرواة هكذا أحمد عن محمد بن أحمد عن التيمي عن ابن زرارة فإن لفظة بن بدلت بعن في الأخير و بالعكس في الأول و التثريب التوبيخ يعني لا يقبل اللّٰه من أحد عملا اشتمل على تعيير مؤمن و تفضيحه أو لا يقبل اللّٰه طاعة من مثرب كما يقال لا يقبل اللّٰه طاعة في الكفر يعني من الكافر و هذا أوفق بما بعده من نظيره

[14]

3074- 14 الكافي، 8/ 141/ 104 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن بزرج عن عنبسة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض مٰا لَنٰا لٰا نَرىٰ رِجٰالًا كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ أَتَّخَذْنٰاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زٰاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصٰارُ قال و ذلك قول اللّٰه تعالى إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ النّٰارِ- يتخاصمون فيكم كما كانوا يقولون في الدنيا

[15]

3075- 15 الكافي، 8/ 78/ 32 علي بن محمد عن البرقي عن عثمان عن ميسر قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقال

الوافي، ج 5، ص: 810

كيف أصحابك فقلت جعلت فداك لنحن عندهم شر من اليهود و النصارى و المجوس قال و كان متكئا فاستوى جالسا ثم قال كيف قلت قلت و اللّٰه لنحن عندهم شر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا فقال أما و اللّٰه لا يدخل النار منكم اثنان لا و اللّٰه و لا واحد و اللّٰه إنكم الذين قال اللّٰه تعالى وَ قٰالُوا مٰا لَنٰا لٰا نَرىٰ رِجٰالًا كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ أَتَّخَذْنٰاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زٰاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصٰارُ إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ النّٰارِ ثم قال طلبوكم و اللّٰه في النار و اللّٰه فما وجدوا منكم أحدا

[16]

3076- 16 الكافي، 8/ 304/ 470 محمد بن أحمد عن عبد اللّٰه بن الصلت عن يونس عمن ذكره عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا با محمد إن لله تعالى ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه و ذلك قوله تعالى يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ .. وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا و اللّٰه ما أراد بهذا غيركم

[17]

3077- 17 الكافي، 8/ 276/ 415 القميان عن علي بن حديد عن بزرج عن فضيل الصائغ قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 5، ص: 811

يقول أنتم و اللّٰه نور في ظلمات الأرض و اللّٰه إن أهل السماء لينظرون إليكم في ظلمات الأرض كما تنظرون أنتم إلى الكوكب الدري في السماء- و إن بعضهم ليقول لبعض يا فلان عجبا لفلان كيف أصاب هذا الأمر- و هو قول أبي ع و اللّٰه ما أعجب ممن هلك كيف هلك و لكن أعجب ممن نجا كيف نجا

[18]
اشارة

3078- 18 الكافي، 8/ 151/ 133 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن بعض أصحابنا عن محمد قال قال أبو جعفر ع يا بن مسلم الناس أهل رياء غيركم و ذلك إنكم أخفيتم ما يحب اللّٰه- و أظهرتم ما يحب الناس و الناس أظهروا ما يسخط اللّٰه تعالى و أخفوا ما يحبه اللّٰه يا بن مسلم إن اللّٰه رءوف بكم فجعل المتعة عوضا لكم من الأسرية

بيان

إنما كان الناس أهل رياء لأنهم كانوا يراءون الناس بدينهم حيث كانوا يدينون بما دان به الناس و لا يدينون دين الحق كمن يصلي للناس و لا يصلي لله إنكم أخفيتم ما يحب اللّٰه يعني الاعتقاد بإمامتنا و افتراض طاعتنا سمعا و طاعة لله و أظهرتم ما يحب الناس يعني الاعتقاد بأئمتهم الزور تقية و خوفا منهم و الناس أظهروا ما يسخط اللّٰه يعني الاعتقاد بإمامة أئمة الزور سمعا و طاعة لهم.

و أخفوا ما يحبه اللّٰه يعني الاعتقاد بإمامتنا و فضلنا حسدا إيانا و مداهنة مع الناس و الأسرية جمع السرية و هي الأمة النفيسة المتخذة للنكاح

الوافي، ج 5، ص: 812

أراد ع أنكم و إن كنتم محرومين عن الإماء النفائس لأن الغنائم إنما هي بيد أعدائكم إلا أن اللّٰه سبحانه لرأفته بكم أحل لكم المتعة عوضا عنهن و هم محرومون عنها لتحريم عمرهم عليهم و ربما يوجد في بعض النسخ الأشربة بالشين المعجمة و الباء الموحدة فإن صح فالمراد بها الأنبذة التي أحلوها و جهة الاشتراك التلذذ و يؤيده ما يأتي في كتاب النكاح في باب إثبات المتعة و ثوابها من الفقيه

[19]

3079- 19 الكافي، 8/ 107/ 83 العدة عن أحمد عن التميمي عن محمد بن القاسم عن علي بن المغيرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إذا بلغ المؤمن أربعين سنة آمنه اللّٰه من الأدواء الثلاثة- البرص و الجذام و الجنون فإذا بلغ الخمسين خفف اللّٰه تعالى حسابه فإذا بلغ الستين سنة رزقه اللّٰه الإنابة إليه فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين أمر اللّٰه تعالى بإثبات حسناته و إلقاء سيئاته فإذا بلغ التسعين- غفر اللّٰه تعالى له

ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و كتب أسير اللّٰه في أرضه

[20]

3080- 20 الكافي، 8/ 108/ 83 و في رواية أخرى فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر

[21]
اشارة

3081- 21 الكافي، 8/ 306/ 475 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه و من أحبك و لم يمت فهو ينتظر و ما طلعت شمس و لا غربت

الوافي، ج 5، ص: 813

إلا طلعت عليه برزق و إيمان الكافي، و في نسخة نور

بيان

في هذا الحديث إشارة إلى قوله عز و جل مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا و فيه تنبيه على أن العهد المشار إليه في الآية الكريمة هو حب علي ع أو ما يقتضيه و قد مضى تأويلها به في الحديث الأول من هذا الباب

[22]
اشارة

3082- 22 الكافي، 8/ 176/ 195 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لكل مؤمن حافظ و سائب قلت و ما الحافظ و ما السائب يا أبا جعفر قال الحافظ من اللّٰه تعالى حافظه من الولاية يحفظ به المؤمن أينما كان و أما السائب فبشارة محمد ص يبشر اللّٰه تعالى بها المؤمن أينما كان و حيثما كان

بيان

السيب العطاء يعني لم يزل للمؤمن حافظ من اللّٰه سبحانه يحفظه و هو ولايته لأهل البيت ع و لم يزل له عطية من محمد ص و هي بشارته له بنعيم الآخرة يبشره اللّٰه بتلك البشارة قال اللّٰه تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ كٰانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ لٰا تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اللّٰهِ ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

الوافي، ج 5، ص: 815

باب 130 أنه لا يتقبل اللّٰه إلا من المؤمن

[1]
اشارة

3083- 1 الكافي، 8/ 236/ 316 القميان عن ابن فضال الكافي، 8/ 237/ 317 العدة عن سهل عن ابن فضال عن إبراهيم بن أخي أبي شبل عن أبي شبل قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع ابتداء منه أحببتمونا و أبغضنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس و وصلتمونا و جفانا الناس فجعل اللّٰه محياكم محيانا و مماتكم مماتنا- أما و اللّٰه ما بين الرجل و بين أن يقر اللّٰه عينه إلا أن تبلغ نفسه هذا المكان- و أومى بيده إلى حلقه فمد الجلدة ثم أعاد ذلك فو الله ما رضي حتى حلف لي فقال و اللّٰه الذي لا إله إلا هو لحدثني أبي محمد بن علي ع بذلك يا با الشبل أ ما ترضون أن تصلوا و يصلوا فتقبل منكم و لا تقبل منهم أ ما ترضون أن تزكوا و يزكوا فتقبل منكم و لا تقبل منهم أ ما ترضون أن تحجوا و يحجوا فيقبل اللّٰه تعالى منكم و لا يقبل منهم و اللّٰه ما يقبل الصلاة إلا منكم و لا الزكاة إلا منكم و لا الحج إلا منكم- فاتقوا اللّٰه تعالى فإنكم في هدنة و أدوا الأمانة فإذا تميز الناس فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم و ذهبتم بالحق ما

أطعتمونا أ ليس القضاة و الأمراء و أصحاب المسائل منهم قلت بلى قال فاتقوا اللّٰه تعالى فإنكم لا تطيقون الناس كلهم إن الناس أخذوا هاهنا و هاهنا و إنكم أخذتم حيث أخذ اللّٰه إن اللّٰه تعالى اختار من عباده محمدا ص فاخترتم خيرة اللّٰه فاتقوا اللّٰه و أدوا الأمانات إلى الأسود و الأبيض و إن كان

الوافي، ج 5، ص: 816

حروريا و إن كان شاميا

بيان

فإنكم في هدنة أي مسالمة و مصالحة معهم لا حرب بينكم و بينهم و لا قتال و عند التميز يظهر أنهم عبدة الهوى و أنتم عبيد الحق أ ليس القضاة و الأمراء و أصحاب المسائل يعني الفقهاء و المفتين منهم هذا تمهيد لبيان أنهم لا يطيقونهم و لا يقاومونهم أخذوا هاهنا و هاهنا يعني خرجوا عن أهل بيت النبوة و الرسالة حيث أخذ اللّٰه يعني أهل بيت النبي ص فإنهم خيرة اللّٰه من عباده

[2]

3084- 2 الكافي، 8/ 237/ 318 العدة عن سهل عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن معاذ بن كثير قال نظرت إلى الموقف و الناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبد اللّٰه ع فقلت له- إن أهل الموقف لكثير قال فصرف ببصره فأداره فيهم ثم قال ادن مني يا با عبد اللّٰه غثاء يأتي به الموج من كل مكان لا و اللّٰه ما الحج إلا لكم لا و اللّٰه ما يتقبل اللّٰه إلا منكم

[3]

3085- 3 الكافي، 2/ 463/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع هل لأحد على ما عمل ثواب على اللّٰه تعالى موجوب إلا المؤمنين قال لا

[4]

3086- 4 الكافي، 2/ 464/ 5/ 1 أحمد عن الحسين عمن ذكره عن عبيد بن زرارة عن محمد بن مارد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع حديث روي لنا أنك قلت إذا عرفت فاعمل ما شئت قال قد قلت ذلك

الوافي، ج 5، ص: 817

قال قلت و إن زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر فقال لي إنا لله و إنا إليه راجعون و اللّٰه ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل و وضعنا عنهم إنما قلت إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير أو كثيره فإنه يقبل منك

[5]

3087- 5 الكافي، 2/ 464/ 6/ 1 علي عن محمد بن الريان بن الصلت رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع كثيرا ما يقول في خطبته يا أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره و السيئة فيه تغفر و الحسنة في غيره لا تقبل

الوافي، ج 5، ص: 819

باب 131 صلابة المؤمن في دينه

[1]
اشارة

3088- 1 الكافي، 2/ 241/ 37/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال المؤمن أصلب من الجبل الجبل يستفل منه و المؤمن لا يستفل من دينه شي ء

بيان

الفل بالفاء الثلم و قد مضى هذا الحديث بعبارة أخرى مع صدر له في باب أن المؤمن لا يذل نفسه

[2]
اشارة

3089- 2 الكافي، 8/ 268/ 396 محمد عن أحمد و العدة عن سهل جميعا عن السراد عن أبي يحيى كوكب الدم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن حواري عيسى ع كانوا شيعته و إن شيعتنا حواريونا و ما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا و إنما قال عيسى للحواريين من أنصاري إلى اللّٰه قال الحواريون نحن أنصار اللّٰه- فلا و اللّٰه ما نصروه من اليهود و لا قاتلوهم دونه و شيعتنا و اللّٰه لم يزالوا منذ قبض اللّٰه تعالى رسوله ص ينصرونا و يقاتلون دوننا- و يحرقون و يعذبون و يشردون في البلدان جزاهم اللّٰه عنا خيرا و قد قال أمير المؤمنين ع و اللّٰه لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا و اللّٰه لو أدنيت إلى مبغضينا و حثوت لهم من المال ما أحبونا

الوافي، ج 5، ص: 820

بيان

الخيشوم أقصى الأنف حثوت لهم أي أعطيتهم

[3]
اشارة

3090- 3 الكافي، 8/ 333/ 519 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن قتيبة الأعشى قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول عاديتم فينا الآباء و الأبناء و الأزواج و ثوابكم على اللّٰه تعالى أما إن أحوج ما تكونون إذا بلغت الأنفس إلى هذه و أومى بيده إلى حلقه

بيان

أحوج ما تكونون يعني إلى ذلك الثواب

[4]
اشارة

3091- 4 الكافي، 8/ 253/ 375 محمد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن يزيد عن مهران عن أبان بن تغلب و عدة قالوا كنا عند أبي عبد اللّٰه ع جلوسا فقال لا يستحق عبد حقيقة الإيمان- حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة و يكون المرض أحب إليه من الصحة- و يكون الفقر أحب إليه من الغنى فأنتم كذا فقالوا لا و اللّٰه جعلنا اللّٰه فداك و سقط في أيديهم و وقع اليأس في قلوبهم فلما رأى ما دخلهم من ذلك قال أ يسر أحدكم أنه عمر ما عمر ثم يموت على غير هذا الأمر- أو يموت على ما هو عليه قالوا بل يموت على ما هو عليه الساعة قال فأرى الموت أحب إليكم من الحياة ثم قال أ يسر أحدكم إن بقي ما بقي- لا يصيبه شي ء من هذه الأمراض و الأوجاع حتى يموت على غير هذا الأمر- قالوا لا يا بن رسول اللّٰه قال فأرى المرض أحب إليكم من الصحة ثم قال أ يسر أحدكم أن له ما طلعت عليه الشمس و هو على غير هذا الأمر قالوا لا يا بن رسول اللّٰه قال فأرى الفقر أحب إليكم من

الوافي، ج 5، ص: 821

الغنى

بيان

سقط في أيديهم أي ندموا لأن من شأن من اشتدت حسرته إن يعض على يده غما فتصير يده مسقوطا فيها لأن فاه قد وقع فيها

الوافي، ج 5، ص: 823

باب 132 أن المؤمن هو الإنسان و أنه ناج على ما كان

[1]
اشارة

3092- 1 الكافي، 8/ 80/ 36 العدة عن سهل عن ابن فضال عن علي بن عقبة و ابن بكير عن سعيد بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول الحمد لله صارت فرقة مرجئة و صارت فرقة حرورية و صارت فرقة قدرية و سميتم الترابية شيعة علي أما و اللّٰه ما هو إلا اللّٰه وحده لا شريك له و رسوله ص و آل رسول اللّٰه ص و شيعة آل رسول اللّٰه ص و ما الناس إلا هم كان علي أفضل الناس بعد رسول اللّٰه ص و أولى الناس بالناس حتى قالها ثلاثا

بيان

قد مضى تفسير المرجئة و الحرورية و الترابية منسوبة إلى أبي تراب و هو كنية أمير المؤمنين ع كناه به رسول اللّٰه ص حين رآه نائما لاصقا بالتراب فنفض عنه التراب و قال له قم قم أبا تراب فصار كنية له ع و كان ع يحب أن يكنى به

[2]

3093- 2 الكافي، 8/ 333/ 520 محمد عن أحمد عن الحسن بن علي عن داود بن سليمان الحمار عن سعيد بن يسار قال استأذنا على أبي عبد اللّٰه ع أنا و الحارث بن المغيرة النصري و منصور

الوافي، ج 5، ص: 824

الصيقل فواعدنا دار طاهر مولاه فصلينا العصر ثم رحنا إليه فوجدناه متكئا على سرير قريب من الأرض فجلسنا حوله ثم استوى جالسا ثم أرسل رجليه حتى وضع قدميه على الأرض ثم قال الحمد لله ذهب الناس يمينا و شمالا فرقة مرجئة و فرقة خوارج و فرقة قدرية و سميتم أنتم الترابية ثم قال بيمين منه أما و اللّٰه ما هو إلا اللّٰه وحده لا شريك له- و رسوله و آل رسوله ص و شيعتهم كرم اللّٰه وجوههم و ما كان سوى ذلك فلا كان علي و اللّٰه أولى الناس بالناس بعد رسول اللّٰه ص يقولها ثلاثا

[3]

3094- 3 الكافي، 8/ 333/ 518 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سلام أبي عمرة عن أبي مريم الثقفي عن عمار بن ياسر قال بينا أنا عند رسول اللّٰه ص إذ قال رسول اللّٰه ص إن الشيعة الخاصة الخالصة منا أهل البيت فقال عمر يا رسول اللّٰه عرفناهم حتى نعرفهم فقال رسول اللّٰه ص ما قلت لكم إلا و أنا أريد أن أخبركم قال ثم قال رسول اللّٰه ص أنا الدليل على اللّٰه تعالى و علي نصر الدين و منارة أهل البيت و هم المصابيح الذين يستضاء بهم فقال عمر يا رسول اللّٰه فمن لم يكن قلبه موافقا لهذا- فقال رسول اللّٰه ص ما وضع القلب في ذلك الموضع إلا ليوافق أو ليخالف فمن كان قلبه

موافقا لنا أهل البيت كان ناجيا و من كان قلبه مخالفا لنا أهل البيت كان هالكا

الوافي، ج 5، ص: 825

[4]
اشارة

3095- 4 الكافي، 8/ 77/ 31 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رجل يبيع الزيت و كان يحب رسول اللّٰه ص حبا شديدا كان إذا أراد أن يذهب في حاجة لم يذهب حتى ينظر إلى رسول اللّٰه ص قد عرف ذلك منه فإذا جاء تطاول له حتى ينظر إليه حتى إذا كان ذات يوم دخل فتطاول له رسول اللّٰه ص حتى نظر إليه ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع فلما رآه رسول اللّٰه ص قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس فجلس بين يديه فقال ما لك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك فقال يا رسول اللّٰه و الذي بعثك بالحق نبيا لغشي قلبي شي ء من ذكرك حتى ما استطعت- أن أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك فدعا له و قال له خيرا ثم مكث رسول اللّٰه ص أياما لا يراه فلما فقده سأل عنه فقيل له يا رسول اللّٰه ما رأيناه منذ أيام فانتعل رسول اللّٰه ص و انتعل معه أصحابه فانطلق حتى أتى سوق الزيت- فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد فسأل عنه جيرته فقالوا يا رسول اللّٰه مات و لقد كان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد كان فيه خصلة قال و ما هي قالوا كان يرهق يعنون يتبع النساء فقال رسول اللّٰه ص رحمه اللّٰه و اللّٰه لقد كان يحبني حبا لو كان بخاسا لغفر اللّٰه له

بيان

فتطاول له أي مد عنقه لينظر إليه و الرهق غشيان المحارم و البخس النقص في المكيال و الميزان

الوافي، ج 5، ص: 826

[5]
اشارة

3096- 5 الكافي، 8/ 79/ 35 العدة عن سهل عن ابن فضال عن علي بن عقبة و ثعلبة بن ميمون و غالب بن عثمان و هارون بن مسلم عن العجلي قال كنت عند أبي جعفر ع في فسطاط له بمنى فنظر إلى زياد الأسود منقلع الرجلين فرثى له فقال له ما لرجليك هكذا قال جئت على بكر لي نضو فكنت أمشي عنه عامة الطريق فرثى له و قال له عند ذلك زياد إني ألم بالذنوب حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة و تجلى عني- فقال أبو جعفر ع و هل الدين إلا الحب و هل الدين إلا الحب قال اللّٰه تعالى حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ و قال إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ و قال يُحِبُّونَ مَنْ هٰاجَرَ إِلَيْهِمْ إن رجلا أتى النبي ص فقال يا رسول اللّٰه أحب المصلين و لا أصلي و أحب الصوامين و لا أصوم فقال له رسول اللّٰه ص أنت مع من أحببت و لك ما اكتسبت و قال ما تبغون و ما تريدون أما إنها لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم و فزعنا إلى نبينا و فزعتم إلينا

بيان

منقلع الرجلين أي لم تثبت قدماه على الأرض فرثى له أي رحمه و رق له و البكر الفتى من الإبل و النضو المهزول و الإلمام بالشي ء النزول إليه و لا أصلي يعني زيادة على الفرائض و كذا قوله لا أصوم و الفزعة بالضم ما يخاف منه فزع كل قوم استغاث و لجأ فإن الفزع جاء بمعنى الخوف و يعدي

الوافي، ج 5، ص: 827

بمن و بمعنى الاستغاثة و يعدي

بإلى

[6]

3097- 6 الكافي، 8/ 106/ 80 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيد عن أبي عبد اللّٰه ع أنهم قالوا حين دخلوا عليه إنا أحببناكم لقرابتكم من رسول اللّٰه ص و لما أوجب اللّٰه تعالى من حقكم ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم إلا لوجه اللّٰه و الدار الآخرة و ليصلح امرؤ منا دينه فقال أبو عبد اللّٰه ع صدقتم صدقتم ثم قال من أحبنا كان معنا أو جاء معنا يوم القيامة هكذا ثم جمع بين السبابتين ثم قال و اللّٰه لو أن رجلا صام النهار و قام الليل ثم لقي اللّٰه بغير ولايتنا أهل البيت للقيه و هو عنه غير راض أو ساخط عليه ثم قال و ذلك قول الهّٰ تعالى وَ مٰا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقٰاتُهُمْ إِلّٰا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّٰهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لٰا يَأْتُونَ الصَّلٰاةَ إِلّٰا وَ هُمْ كُسٰالىٰ وَ لٰا يُنْفِقُونَ إِلّٰا وَ هُمْ كٰارِهُونَ فَلٰا تُعْجِبْكَ أَمْوٰالُهُمْ وَ لٰا أَوْلٰادُهُمْ إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهٰا فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كٰافِرُونَ ثم قال و كذلك الإيمان لا يضر معه العمل و كذا الكفر لا ينفع معه العمل ثم قال إن تكونوا وحدانيين فقد كان رسول اللّٰه ص وحدانيا يدعو الناس فلا يستجيبون له و كان أول من استجاب له علي بن أبي طالب ع و قد قال رسول اللّٰه ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي

[7]

3098- 7 الكافي، 2/ 464/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن

الوافي، ج 5، ص: 828

بكير عن أبي أمية يوسف بن ثابت قال سمعت

أبا عبد اللّٰه ع يقول لا يضر مع الإيمان عمل و لا ينفع مع الكفر عمل- أ لا ترى أنه قال وَ مٰا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقٰاتُهُمْ إِلّٰا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّٰهِ وَ بِرَسُولِهِ ..

وَ مٰاتُوا وَ هُمْ كٰافِرُونَ

[8]

3099- 8 الكافي، 2/ 464/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ثعلبة عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال الإيمان لا يضر معه عمل و كذلك الكفر لا ينفع معه عمل

[9]
اشارة

3100- 9 الكافي، 2/ 464/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال موسى للخضر ع قد تحرمت بصحبتك فأوصني فقال له الزم ما لا يضرك معه شي ء كما لا ينفعك مع غيره شي ء

بيان

الحرمة ما لا يحل انتهاكه تحرمت بصحبتك أي صرت بها ذا حرمة

الوافي، ج 5، ص: 829

باب 133 أن المؤمن لا يقاس بالناس

[1]
اشارة

3101- 1 الكافي، 8/ 166/ 183/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار أو غيره قال قال أبو عبد اللّٰه ع نحن بنو هاشم و شيعتنا العرب و سائر الناس الأعراب

بيان

العرب يقال لأهل الأمصار و الأعراب لسكان البادية و المراد بالعرب هاهنا العارف بمراسم الشرع و الدين لأن الغالب على أهل الأمصار ذلك و بالأعراب الجاهل بها لأن الغالب في سكان البوادي ذلك

[2]

3102- 2 الكافي، 8/ 166/ 184 سهل عن السراد عن حنان عن زرارة قال قال أبو عبد اللّٰه ع نحن قريش و شيعتنا العرب و سائر الناس علوج

[3]

3103- 3 الكافي، 8/ 226/ 287 محمد عن أحمد عن السراد عن جهم بن أبي جهيمة عن بعض موالي أبي الحسن ع قال كان عند أبي الحسن موسى ع رجل من قريش فجعل يذكر قريشا و العرب فقال له أبو الحسن ع عند ذلك دع هذا- الناس ثلاثة عربي و مولى و علج- فنحن العرب و شيعتنا الموالي و من لم

الوافي، ج 5، ص: 830

يكن على مثل ما نحن عليه فهو علج فقال القرشي تقول هذا يا أبا الحسن فأين أفخاذ قريش و العرب فقال أبو الحسن ع هو ما قلت لك

[4]
اشارة

3104- 4 الكافي، 8/ 148/ 126 العدة عن سهل عن يعقوب بن يزيد عن عبد ربه بن رافع عن الخباب بن موسى عن أبي جعفر ع قال من ولد في الإسلام حرا فهو عربي و من كان له عهد فخفر في عهده فهو مولى رسول اللّٰه ص و من دخل في الإسلام طوعا فهو مهاجر

بيان

خفر في عهده أي أجير و صار مأمونا

[5]

3105- 5 الكافي، 8/ 244/ 339 العدة عن سهل عن السراد عن عبد اللّٰه بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ع فقال أخبرني إن كنت عالما عن الناس و عن أشباه الناس و عن النسناس فقال أمير المؤمنين ع يا حسين أجب الرجل فقال له الحسين ع أما قولك أخبرني عن الناس فنحن الناس و لذلك قال اللّٰه تعالى ذكره في كتابه ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفٰاضَ النّٰاسُ فرسول اللّٰه ص الذي أفاض

الوافي، ج 5، ص: 831

بالناس و أما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا و هم موالينا و هم منا و لذلك قال إبراهيم ع فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي و أما قولك النسناس فهم السواد الأعظم- و أشار بيده إلى جماعة الناس ثم قال إِنْ هُمْ إِلّٰا كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا

[6]
اشارة

3106- 6 الكافي، 8/ 316/ 497 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن أبي عبد اللّٰه ع قال و اللّٰه لا يحبنا من العرب و العجم إلا أهل البيوتات و الشرف و المعدن و لا يبغضنا من هؤلاء و هؤلاء إلا كل دنس ملصق

بيان

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 831

الملصق كمعظم المتهم في نسبه

الوافي، ج 5، ص: 833

باب 134 النوادر

[1]
اشارة

3107- 1 الكافي، 8/ 80/ 37 العدة عن سهل عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان الكلبي عن عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفر ع قال قلت له أصلحك اللّٰه لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر حتى ليوشك الرجل منا أن يسأل في يده فقال يا عبد الحميد أ ترى من حبس نفسه على اللّٰه لا يجعل الهّٰف له مخرجا بلى و اللّٰه ليجعلن اللّٰه له مخرجا رحم اللّٰه عبدا حبس نفسه علينا رحم اللّٰه عبدا أحيى أمرنا قلت أصلحك اللّٰه إن هؤلاء المرجئة يقولون ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن و أنتم سواء- فقال يا عبد الحميد صدقوا من تاب تاب اللّٰه عليه و من أسر نفاقا فلا يرغم اللّٰه إلا بأنفه و من أظهر أمرا أهراق اللّٰه دمه يذبحهم اللّٰه على الإسلام- كما يذبح القصاب شاته قال قلت فنحن يومئذ و الناس فيه سواء قال لا أنتم يومئذ سنام الأرض و حكامها لا يسعنا في ديننا إلا ذلك قال فإن مت قبل أن أدرك القائم قال إن القائل منكم إذا قال إن أدركت

الوافي، ج 5، ص: 834

قائم آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه و الشهادة معه شهادتان

بيان

حتى إذا جاء ما تقولون يعني به ظهور دولة الحق و قيام القائم صدقوا يعني إذا كانوا طالبين للحق فإذا عرفوه أخذوا به و تابوا مما هم عليه تاب اللّٰه عليهم و من أسر نفاقا يعني يومئذ فهو ممن يرغم اللّٰه بأنفه و من أظهر أمرا يخالف الحق قتل على أيدي أهل الحق قتلا على الإسلام و الشهادة معه شهادتان يعني لهذا القائل

إحداهما لقوله هذا و الأخرى لوقوعها.

آخر أبواب خصائص المؤمن و مكارمه و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 5، ص: 837

أبواب جنود الكفر من الرذائل و المهلكات

الآيات

اشارة

قال اللّٰه تعالى تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لٰا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لٰا فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.

و قال سبحانه وَ لٰا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبٰالَ طُولًا.

و قال عز و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ إلى قوله وَ كَفىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً.

و قال جل جلاله يُرٰاؤُنَ النّٰاسَ وَ لٰا يَذْكُرُونَ اللّٰهَ إِلّٰا قَلِيلًا إلى غير ذلك من الآيات من هذا القبيل و هي كثيرة جدا.

الوافي، ج 5، ص: 838

بيان

المرح الاختيال لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ لن تجعل فيها خرقا بشدة وطأتك وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبٰالَ طُولًا بتطاولك و هو تهكم بالمختال و تعليل للنهي بأن الاختيال حماقة مجردة لا تعود بجدوى

الوافي، ج 5، ص: 839

باب 135 جوامع الرذائل

[1]
اشارة

3108- 1 الكافي، 2/ 289/ 1/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد الحديث

بيان

قد مضى

[2]

3109- 2 الكافي، 2/ 330/ 2/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن حفص عن إسماعيل بن حبيش عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا خلق اللّٰه العبد في أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب اللّٰه تعالى إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر و الجبروت فقسا قلبه و ساء خلقه و غلظ وجهه و ظهر فحشه و قل حياؤه و كشف اللّٰه تعالى ستره و ركب المحارم و لم ينزع عنها ثم ركب معاصي اللّٰه تعالى و أبغض طاعته و وثب على الناس لا يشبع من الخصومات فسلوا اللّٰه تعالى العافية و اطلبوها منه

[3]

3110- 3 الكافي، 2/ 329/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن عمرو بن عثمان عن

الوافي، ج 5، ص: 840

علي بن عيسى رفعه قال فيما ناجى اللّٰه تعالى به موسى يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك و القاسي القلب مني بعيد

[4]

3111- 4 الكافي، 2/ 290/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من علامة الشقاء جمود العين و قسوة القلب و شدة الحرص في طلب الدنيا و الإصرار على الذنب

[5]
اشارة

3112- 5 الكافي، 2/ 291/ 9/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أ لا أخبركم بأبعدكم مني شبها قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال الفاحش المتفحش البذي البخيل المختال الحقود الحسود- القاسي القلب البعيد من كل خير يرجى غير المأمون من كل شر يتقى

بيان

البذاء الكلام القبيح و البذي فعيل منه

[6]
اشارة

3113- 6 الكافي، 2/ 291/ 10/ 1 الاثنان عن منصور بن العباس عن ابن أسباط رفعه إلى سلمان قال إذا أراد اللّٰه تعالى هلاك عبد نزع منه الحياء- فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا خائنا مخونا- فإذا كان خائنا مخونا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة الإيمان فإذا نزعت منه ربقة الإيمان لم تلقه إلا شيطانا ملعونا

الوافي، ج 5، ص: 841

بيان

مخونا على صيغة الفاعل أو المفعول من خونه تخوينا إذا نسبه إلى الخيانة و نقصه

[7]
اشارة

3114- 7 الكافي، 2/ 292/ 13/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن أبي حمزة عن جابر بن عبد اللّٰه قال قال رسول اللّٰه ص أ لا أخبركم بشرار رجالكم- فقالوا بلى يا رسول اللّٰه فقال إن من شرار رجالكم البهات الجري الفحاش الآكل وحده المانع رفده و الضارب عبده و الملجئ عياله إلى غيره

بيان

البهات المفتري و القائل على الرجل ما ليس فيه و يقال للمجادل المحير المسكت

الوافي، ج 5، ص: 843

باب 136 طلب الرئاسة

[1]
اشارة

3115- 1 الكافي، 2/ 297/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا ع أنه ذكر رجلا فقال إنه يحب الرئاسة فقال ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من الرئاسة

بيان

الضراوة شدة الحرص و في الكلام تقديم و تأخير و المعنى ليسا بأضر في الغنم من الرئاسة في دين المسلم

[2]

3116- 2 الكافي، 2/ 297/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن سعيد بن جناح عن أخيه أبي عامر عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من طلب الرئاسة هلك

[3]

3117- 3 الكافي، 2/ 298/ 7/ 1 العدة عن سهل عن منصور بن العباس عن ابن مياح عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من أراد الرئاسة هلك

[4]

3118- 4 الكافي، 2/ 297/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن ابن

الوافي، ج 5، ص: 844

المغيرة عن ابن مسكان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إياكم و هؤلاء الرؤساء الذين يترأسون فو الله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك و أهلك

[5]

3119- 5 الكافي، 2/ 298/ 1 عنه عن ابن بزيع و غيره رفعوه قال قال أبو عبد اللّٰه ع ملعون من ترأس ملعون من هم بها ملعون من حدث بها نفسه

[6]
اشارة

3120- 6 الكافي، 2/ 298/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسن بن أيوب عن [ابن] أبي عقيل [عقيلة] الصيرفي قال حدثنا كرام عن الثمالي قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع إياك و الرئاسة و إياك و أن تطأ أعقاب الرجال قال قلت جعلت فداك أما الرئاسة فقد عرفتها و أما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا [نلت] ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال فقال لي ليس حيث تذهب- إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال

الوافي، ج 5، ص: 845

بيان

وطء العقب كناية عن الاتباع في الفعال و تصديق المقال و اكتفى في تفسيره بأحدهما لاستلزامه الآخر غالبا

[7]
اشارة

3121- 7 الكافي، 2/ 298/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر ع قال قال لي ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة و لا تكن ذئبا و لا تأكل بنا الناس فيفقرك اللّٰه- و لا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فإنك موقوف و مسئول لا محالة فإن كنت صادقا صدقناك و إن كنت كاذبا كذبناك

بيان

و لا تكن ذئبا أي لا تأكل أموال الناس بسبب رئاستك عليهم و تعليمك إياهم العلم الذي استفدته منا كما يفسره ما بعده.

فيفقرك اللّٰه أي يعاملك بضد مرادك عقوبة لك.

و في بعض النسخ و لا تك ذنبا بالنون و الموحدة أي للمترئسين فتكون عونا لهم على باطلهم فيكون موافقا للحديث السابق و يكون ما بعده مستأنفا يراد به ما ذكرناه و يأتي ما يؤيد هذا في باب الكذب.

و لا تقل فينا نهي عن الغلو فيهم فإنك موقوف و مسئول ناظر إلى قوله عز و جل وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ

[8]
اشارة

3122- 8 الكافي، 2/ 299/ 8/ 1 بهذا الإسناد عن يونس عن العلاء عن محمد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أ تراني لا أعرف

الوافي، ج 5، ص: 846

خياركم من شراركم بلى و اللّٰه و إن شراركم من أحب أن يوطأ عقبه إنه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي

بيان

آخر الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن من أحب أن يوطأ عقبه لا بد أن يكون كذابا أو عاجز الرأي لأنه لا يعلم جميع ما يسأل عنه فإن أجاب عن كل ما يسأل فلا بد من الكذب و إن لم يجب عما لا يعلم فهو عاجز الرأي و الثاني أنه لا بد في الأرض من كذاب يطلب الرئاسة و من عاجز الرأي يتبعه

الوافي، ج 5، ص: 847

باب 137 طلب الدنيا بالدين

[1]

3123- 1 الفقيه، 3/ 572/ 4958 هشام بن الحكم و أبو بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها و طلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها و طلبتها من حرام فلم تقدر عليها أ فلا أدلك على شي ء تكثر به دنياك و تكثر به تبعتك فقال بلى فقال تبتدع دينا و تدعو إليه الناس ففعل فاستجاب له الناس فأطاعوه فأصاب من الدنيا ثم إنه فكر فقال ما صنعت ابتدعت دينا و دعوت الناس إليه و ما أرى لي توبة- إلا أن آتي من دعوته فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه- فيقول إن الذي دعوتكم إليه باطل و إنما ابتدعته فجعلوا يقولون كذبت هو الحق و لكنك شككت في دينك فرجعت عنه فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه و قال لا أحلها حتى يتوب اللّٰه علي فأوحى اللّٰه تعالى إلى نبي من الأنبياء قل لفلان و عزتي و جلالي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته و

يرجع عنه

الوافي، ج 5، ص: 848

[2]
اشارة

3124- 2 الكافي، 2/ 299/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه تعالى يقول ويل للذين يختلون الدنيا بالدين و ويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس و ويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية أ بي يغترون أم علي يجترءون فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم منهم حيرانا

بيان

الختل بالخاء المعجمة و التاء الفوقانية.

قال في النهاية فيه من أشراط الساعة أن تعطل السيوف من الجهاد و أن يختل الدنيا بالدين أي تطلب الدنيا بعمل الآخرة.

يقال ختله يختله إذا خدعه و راوغه و الإتاحة بالمثناة الفوقانية و المهملة التقدير و الإنزال و الحليم يقال للعاقل و لذي الأناة.

و إنما خص بالذكر لأنه بكلي معنييه أبعد من الحيرة و ذلك لأنه أصبر على الفتن و الزلازل

الوافي، ج 5، ص: 849

باب 138 وصف العدل و العمل بغيره

[1]
اشارة

3125- 1 الكافي، 2/ 299/ 1/ 2 الثلاثة عن يوسف البزاز عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره

بيان

العدل الوسط الغير المائل إلى إفراط أو تفريط يعني من علم غيره طريقا وسطا في الأخلاق و الأعمال ثم لم يعمل به و لم يحمل نفسه عليه تكون حسرته يوم القيامة أشد من كل حسرة و ذلك لأنه يرى ذلك الغير قد سعد بما تعلمه منه و بقي هو بعلمه شقيا قال اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لٰا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لٰا تَفْعَلُونَ و قال عز و جل أَ تَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ

[2]

3126- 2 الكافي، 2/ 300/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن قتيبة الأعشى عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال من أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا و عمل بغيره

[3]

3127- 3 الكافي، 2/ 300/ 3/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن ابن

الوافي، ج 5، ص: 850

أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن من أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره

[4]

3128- 4 الكافي، 2/ 300/ 4/ 1 محمد عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن عبد اللّٰه بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه فَكُبْكِبُوا فِيهٰا هُمْ وَ الْغٰاوُونَ قال يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره

[5]

3129- 5 الكافي، 2/ 300/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن خيثمة قال قال لي أبو جعفر ع أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند اللّٰه إلا بعمل و أبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم يخالفه إلى غيره

[6]
اشارة

3130- 6 الكافي، 8/ 227/ 289 الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن أسلم عن أبي سلمة عن محمد بن سعيد بن غزوان عن محمد بن بنان [سنان] عن أبي مريم عن أبي جعفر ع قال قال أبي يوما و عنده أصحابه من فيكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ قال فكاع الناس كلهم و نكلوا فقمت فقلت يا أبت أ تأمر أن أفعل فقال ليس إياك عنيت إنما أنت مني و أنا منك بل إياهم أردت قال و كررها ثلاثا

الوافي، ج 5، ص: 851

ثم قال ما أكثر الوصف و أقل الفعل إن أهل الفعل قليل إن أهل الفعل قليل ألا و إنا لنعرف أهل الفعل و الوصف معا و ما كان هذا منا تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم و نكتب آثاركم فقال و اللّٰه لكأنما مادت بهم الأرض حياء مما قال حتى إني لأنظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا- لا يرفع عينيه من الأرض فلما رأى ذلك منهم قال رحمكم اللّٰه فما أردت إلا خيرا إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول و درجة أهل القول لا يدركها غيرهم قال فو الله لكأنما نشطوا من عقال

بيان

كاع الناس هابوا و جبنوا و نكلوا بالنون ضعفوا و ما كان هذا يعني هذا التكليف منا تعاميا عليكم إظهارا للعمى عن أحوالكم بل لنبلو أخباركم لنختبر ما يخبر به عن أعمالكم فيظهر حسنها و قبيحها معتلها و صحيحها أو أخباركم عن موالاتكم لنا أ صادقة أم كاذبة و نكتب آثاركم أي فيما نكتب مادت تزلزلت و نشطوا من عقال انحلوا من قيد

[7]

3131- 7 الكافي، 8/ 228/ 290 بهذا الإسناد عن محمد بن سليمان عن إبراهيم بن عبد اللّٰه الصوفي عن موسى بن بكر الواسطي قال قال لي أبو الحسن ع لو ميزت شيعتي ما وجدتهم إلا واصفة و لو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين و لو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد و لو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي إنهم طال ما اتكوا على الأرائك فقالوا نحن شيعة علي إنما شيعة علي من صدق قوله فعله

الوافي، ج 5، ص: 852

[8]

3132- 8 الكافي، 8/ 253/ 358 محمد عن أحمد عن الحسن بن علي عن حماد اللحام عن أبي عبد اللّٰه ع أن أباه قال يا بني إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غدا في المنزل ثم قال- أبى اللّٰه تعالى أن يتولى قوم قوما يخالفونهم في أعمالهم ينزلون معهم يوم القيامة كلا و رب الكعبة

الوافي، ج 5، ص: 853

باب 139 الرياء

[1]

3133- 1 الكافي، 2/ 293/ 1/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال لعباد بن كثير البصري في المسجد- ويلك يا عباد إياك و الرياء فإنه من عمل لغير اللّٰه وكله اللّٰه إلى من عمل له

[2]

3134- 2 الكافي، 2/ 293/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول اجعلوا أمركم هذا لله و لا تجعلوه للناس فإنه ما كان لله فهو لله و ما كان للناس فلا يصعد إلى اللّٰه

[3]

3135- 3 الكافي، 2/ 293/ 3/ 1 الثلاثة عن أبي المغراء عن يزيد بن خليفة قال قال أبو عبد اللّٰه ع كل رياء شرك إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس و من عمل لله كان ثوابه على اللّٰه

[4]

3136- 4 الكافي، 2/ 293/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صٰالِحاً

الوافي، ج 5، ص: 854

وَ لٰا يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً قال الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه اللّٰه إنما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه ثم قال ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر اللّٰه له خيرا و ما من عبد يسر شرا فذهبت الأيام حتى يظهر اللّٰه له شرا

[5]

3137- 5 الكافي، 2/ 295/ 12/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما من عبد يسر خيرا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر اللّٰه له خيرا و ما من عبد يسر شرا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر اللّٰه له شرا

[6]
اشارة

3138- 6 الكافي، 2/ 294/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن محمد بن عرفة قال قال لي الرضا ع ويحك يا ابن عرفة اعملوا لغير رياء و لا سمعة فإنه من عمل لغير اللّٰه وكله اللّٰه إلى ما عمل ويحك ما عمل أحد عملا إلا رداه اللّٰه به إن خيرا فخير و إن شرا فشر

بيان

السمعة بالفتح و بالضم و بالتحريك ما نوه بذكره رداه اللّٰه أي جعله اللّٰه في عنقه كالرداء

[7]
اشارة

3139- 7 الكافي، 2/ 294/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال إني لأتعشى مع أبي عبد اللّٰه ع إذ تلا هذه الآية بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَ لَوْ أَلْقىٰ مَعٰاذِيرَهُ يا أبا حفص ما يصنع

الوافي، ج 5، ص: 855

الإنسان أن يتقرب إلى اللّٰه تعالى بخلاف ما يعلم اللّٰه تعالى إن رسول اللّٰه ص كان يقول من أسر سريرة رده اللّٰه رداءها إن خيرا فخير و إن شرا فشر

بيان

أن يتقرب إلى اللّٰه يعني يفعل ما يفعله المتقرب و يأتي بما يتقرب به و إن كان ينوي به أمرا آخر و هذا الخبر أورده مرة أخرى بهذا السند إلا أن فيها ما يصنع الإنسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم اللّٰه منه و قال ألبسه اللّٰه رداءها و هو أوضح

[8]

3140- 8 الكافي، 2/ 295/ 11/ 1 القميان عن صفوان عن البقباق الكافي، 2/ 295/ 11/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن معاوية عن البقباق عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا و يسر سيئا أ ليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك و اللّٰه تعالى يقول بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ إن السريرة إذا صحت قويت العلانية

[9]

3141- 9 الكافي، 2/ 296/ 13/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن يحيى بن بشير عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أراد اللّٰه تعالى بالقليل من عمله أظهر اللّٰه له أكثر مما أراد و من أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه و سهر من ليله أبى اللّٰه تعالى إلا أن يقلله في عين من سمعه

الوافي، ج 5، ص: 856

[10]

3142- 10 الكافي، 2/ 295/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن علي بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال اللّٰه تعالى أنا خير شريك من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله إلا ما كان لي خالصا

[11]

3143- 11 الكافي، 2/ 295/ 10/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن داود عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أظهر للناس ما يحب اللّٰه- و بارز اللّٰه بما كرهه لقي اللّٰه و هو ماقت له

[12]

3144- 12 الكافي، 2/ 296/ 14/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم و تحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف يعمهم اللّٰه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم

[13]

3145- 13 الكافي، 2/ 294/ 7/ 1 بهذا الإسناد قال قال النبي ص إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فإذا صعد بحسناته يقول اللّٰه تعالى اجعلوها في سجين إنه ليس إياي أراد بها

[14]

3146- 14 الكافي، 2/ 295/ 8/ 1 بإسناده قال قال أمير المؤمنين ع ثلاث علامات للمرائي ينشط إذا رأى الناس و يكسل إذا كان وحده و يحب أن يحمد في جميع أموره

[15]

3147- 15 الكافي، 2/ 296/ 16/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن

الوافي، ج 5، ص: 857

بعض أصحابه عن أبي جعفر ع أنه قال الإبقاء على العمل أشد من العمل قال و ما الإبقاء على العمل قال يصل الرجل بصلة و ينفق نفقة لله وحده لا شريك له فيكتب له سرا ثم يذكرها فتمحى- و تكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى و تكتب له رياء

[16]
اشارة

3148- 16 الكافي، 2/ 297/ 17/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع اخشوا اللّٰه خشية ليست بتعذير و اعملوا لله في غير رياء و لا سمعة فإنه من عمل لغير اللّٰه وكله اللّٰه إلى عمله

بيان

بتعذير بحذف المضاف أي ذات تعذير و هو بالعين المهملة و الذال المعجمة بمعنى التقصير

[17]

3149- 17 الفقيه، 4/ 404/ 5870 ابن أبي عمير عن عيسى الفراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال أبو جعفر ع من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه

[18]

3150- 18 الكافي، 2/ 297/ 18/ 1 الثلاثة عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن الرجل يعمل الشي ء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك فقال لا بأس ما من أحد إلا و هو يحب أن يظهر اللّٰه له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك

الوافي، ج 5، ص: 859

باب 140 الحسد

[1]

3151- 1 الكافي، 2/ 306/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد و الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب

[2]
اشارة

3152- 2 الكافي، 2/ 306/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن العلاء عن محمد قال قال أبو جعفر ع إن الرجل ليأتي بأي بادرة فيكفر و إن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب

بيان

البادرة ما يبدو من حدتك في الغضب من قول أو فعل

[3]

3153- 3 الكافي، 2/ 307/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن وهب قال قال أبو عبد اللّٰه ع آفة الدين الحسد و العجب و الفخر

[4]

3154- 4 الكافي، 2/ 307/ 6/ 1 يونس عن داود الرقي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 860

تعالى لموسى بن عمران يا ابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي و لا تمدن عينيك إلى ذلك و لا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمي صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي و من يك كذلك فلست منه و ليس مني

[5]
اشارة

3155- 5 الكافي، 2/ 307/ 4/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص كاد الفقر أن يكون كفرا و كاد الحسد أن يغلب القدر

بيان

لعل المراد بغلبة القدر منعه ما قدر للحاسد أو المحسود من الخير

[6]

3156- 6 الكافي، 2/ 306/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول اتقوا اللّٰه و لا يحسد بعضكم بعضا إن عيسى بن مريم كان من شرائعه السيح في البلاد- فخرج في بعض سيحه و معه رجل من أصحابه قصير و كان كثير اللزوم لعيسى ع فلما انتهى عيسى إلى البحر قال بسم اللّٰه بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى جازه بسم اللّٰه بصحة يقين منه فمشى على الماء و لحق بعيسى ع فدخله العجب بنفسه فقال هذا عيسى روح اللّٰه يمشي على الماء و أنا أمشي على الماء فما فضله علي قال فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء فأخرجه ثم قال له ما قلت يا قصير قال قلت هذا روح اللّٰه يمشي على الماء و أنا أمشي فدخلني من ذلك عجب فقال له عيسى لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك اللّٰه فيه فمقتك

الوافي، ج 5، ص: 861

اللّٰه على ما قلت فتب إلى اللّٰه تعالى مما قلت قال فتاب الرجل و عاد إلى مرتبته التي وضعه اللّٰه فيها فاتقوا اللّٰه و لا يحسدن بعضكم بعضا

[7]
اشارة

3157- 7 الكافي، 2/ 307/ 7/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن يغبط و لا يحسد و المنافق يحسد و لا يغبط

بيان

الفرق بين الحسد و الاغتباط أن الحاسد يريد زوال النعمة عن المحسود و المغتبط إنما يريد لنفسه مثلها من دون أن يزول عن المحسود

الوافي، ج 5، ص: 863

باب 141 الغضب

[1]

3158- 1 الكافي، 2/ 302/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل

[2]

3159- 2 الكافي، 2/ 303/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد اللّٰه ع الغضب مفتاح كل شر

[3]

3160- 3 الكافي، 2/ 303/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعت أبي ع يقول أتى رسول اللّٰه ص رجل بدوي فقال إني أسكن البادية فعلمني جوامع الكلم [الكلام] فقال آمرك أن لا تغضب فأعاد الأعرابي عليه المسألة ثلاث مرات حتى رجع الرجل إلى نفسه فقال لا أسأل عن شي ء بعد هذا- ما أمرني رسول اللّٰه ص إلا بالخير قال و كان أبي يقول أي شي ء أشد من الغضب إن الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم اللّٰه و يقذف المحصنة

[4]

3161- 4 الكافي، 2/ 303/ 5/ 1 عنه عن ابن فضال عن إبراهيم بن محمد

الوافي، ج 5، ص: 864

الأشعري عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع علمني عظة أتعظ بها فقال إن رسول اللّٰه ص أتاه رجل فقال يا رسول اللّٰه علمني عظة أتعظ بها فقال له انطلق فلا تغضب ثم عاد إليه فقال له انطلق فلا تغضب ثلاث مرات

[5]
اشارة

3162- 5 الكافي، 2/ 303/ 6/ 1 عنه عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عمن سمع أبا عبد اللّٰه ع يقول من كف غضبه ستر اللّٰه عورته

بيان

و ذلك لأن عند الغضب تبدو المساوي و تظهر العيوب

[6]

3163- 6 الكافي، 2/ 303/ 7/ 1 عنه عن السراد عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال مكتوب في التوراة فيما ناجى اللّٰه تعالى به موسى يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي

[7]

3164- 7 الكافي، 2/ 303/ 8/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يحيى بن عمرو عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع أوحى اللّٰه تعالى إلى بعض أنبيائه ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق و ارض بي منتصرا فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك

[8]

3165- 8 الكافي، 2/ 304/ 9/ 1 القميان عن ابن فضال عن علي بن

الوافي، ج 5، ص: 865

عقبة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع مثله و زاد فيه و إذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك خير من انتصارك لنفسك

[9]

3166- 9 الكافي، 2/ 304/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن في التوراة مكتوبا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيمن أمحق و إذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك

[10]

3167- 10 الكافي، 2/ 304/ 11/ 1 الاثنان و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رجل للنبي ص يا رسول اللّٰه علمني قال اذهب و لا تغضب فقال الرجل قد اكتفيت بذلك فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا و لبسوا السلاح فلما رأى ذلك لبس سلاحه ثم قام معهم ثم ذكر قول رسول اللّٰه ص لا تغضب فرمى السلاح ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه فقال يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا أوفيكموه فقال القوم فما كان فهو لكم نحن أولى بذلك منكم قال فاصطلح القوم و ذهب الغضب

[11]

3168- 11 الكافي، 2/ 305/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع الغضب ممحقة لقلب الحكيم- و قال من لم يملك غضبه لم يملك عقله

الوافي، ج 5، ص: 866

[12]

3169- 12 الكافي، 2/ 305/ 14/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من كف نفسه عن أعراض الناس أقال اللّٰه نفسه يوم القيامة و من كف غضبه عن الناس كف اللّٰه تعالى عنه عذاب يوم القيامة

[13]

3170- 13 الكافي، 2/ 305/ 15/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال من كف غضبه عن الناس- كف اللّٰه تعالى عنه عذاب يوم القيامة

[14]

3171- 14 الكافي، 2/ 304/ 12/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب [جوف] ابن آدم و إن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه و انتفخت أوداجه و دخل الشيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإن رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك

[15]

3172- 15 الكافي، 2/ 302/ 2/ 1 القميان عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن ميسر قال ذكر الغضب عند أبي جعفر ع فقال إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار فأيما رجل غضب على قوم و هو قائم فليجلس من فوره ذلك فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان و أيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه فإن الرحم إذا مست سكنت

الوافي، ج 5، ص: 867

باب 142 العصبية

[1]

3173- 1 الكافي، 2/ 307/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّٰه ع قال من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه

[2]

3174- 2 الكافي، 2/ 308/ 2/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم و درست عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص مثله

[3]

3175- 3 الكافي، 2/ 308/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه اللّٰه تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية

[4]

3176- 4 الكافي، 2/ 308/ 4/ 1 القميان عن صفوان عن خضر عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال من تعصب عصبه اللّٰه بعصابة من نار

[5]

3177- 5 الكافي، 2/ 308/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن فضالة عن

الوافي، ج 5، ص: 868

داود بن فرقد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم و كان في علم اللّٰه أنه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية و الغضب فقال خلقتني من نار و خلقته من طين

[6]

3178- 6 الكافي، 2/ 308/ 7/ 1 علي عن أبيه و القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سئل علي بن الحسين ع عن العصبية فقال العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين و ليس من العصبية أن يحب [يعين] الرجل قومه و لكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم

[7]
اشارة

3179- 7 الكافي، 2/ 308/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن صفوان بن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبي ثابت عن علي بن الحسين ع قال لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب و ذلك حين أسلم غضبا للنبي ص في حديث السلى الذي ألقي على النبي ص

بيان

السلا مقصورا الجلدة التي فيها الولد ألقاها المشركون لعنهم اللّٰه على رأسه ص حين وجدوه في السجود فأخذت حمزة الحمية له فأسلم

الوافي، ج 5، ص: 869

باب 143 الكبر

[1]
اشارة

3180- 1 الكافي، 2/ 309/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبو جعفر ع العز رداء اللّٰه و الكبرياء [و الكبر] إزاره فمن تناول شيئا منه أكبه اللّٰه في جهنم

بيان

الرداء و الإزار مثلان في انفراده بصفتي العز و الكبر أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة و الكرم شبههما بالرداء و الإزار لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان و لأنه لا يشاركه في ردائه و إزاره أحد فكذلك اللّٰه لا ينبغي أن يشركه فيهما أحد كذا في النهاية الأثيرية

[2]

3181- 2 الكافي، 2/ 309/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن ليث المرادي عن أبي عبد اللّٰه ع قال الكبر رداء اللّٰه فمن نازع [نازعه] اللّٰه شيئا من ذلك أكبه اللّٰه في النار

[3]

3182- 3 الكافي، 2/ 309/ 4/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة عن معمر بن عمر بن عطاء عن أبي جعفر ع قال الكبر رداء اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 870

و المتكبر ينازع اللّٰه رداءه

[4]
اشارة

3183- 4 الكافي، 2/ 309/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول الكبر قد يكون في شرار الناس من كل جنس و الكبر رداء اللّٰه فمن نازع اللّٰه تعالى رداءه لم يزده اللّٰه تعالى إلا سفالا إن رسول اللّٰه ص مر في بعض طرق المدينة و سوداء تلقط السرقين فقيل لها تنحي عن طريق رسول اللّٰه فقالت إن الطريق لمعرض- فهم بها بعض القوم أن يتناولها فقال رسول اللّٰه ص دعوها فإنها جبارة

بيان

المعرض لعله من التعريض و هو جعل الشي ء عريضا

[5]

3184- 5 الكافي، 2/ 309/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبان عن حكيم قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن أدنى الإلحاد قال إن الكبر أدناه

[6]

3185- 6 الكافي، 2/ 310/ 10/ 1 الثلاثة عن ابن بكير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى اللّٰه شدة حره و سأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم

[7]

3186- 7 الكافي، 2/ 311/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن داود بن فرقد عن أخيه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول

الوافي، ج 5، ص: 871

إن المتكبرين يجعلون في صور الذر يتوطؤهم الناس حتى يفرغ اللّٰه من الحساب

[8]

3187- 8 الكافي، 2/ 310/ 6/ 1 علي [البرقي] عن أبيه عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه ع قالا لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر

[9]

3188- 9 الكافي، 2/ 310/ 7/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الخراز عن محمد عن أحدهما ع قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر قال فاسترجعت فقال ما لك تسترجع قلت لما سمعت منك فقال ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود

[10]
اشارة

3189- 10 الكافي، 2/ 310/ 8/ 1 القميان عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أيوب بن الحر عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّٰه ع قال الكبر أن تغمص الناس و تسفه الحق

بيان

الغمص بالمعجمة ثم المهملة الاحتقار و الاستصغار و السفه الجهل و أصله الخفة و الطيش و معنى سفه الحق الاستخفاف به و أن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان و الرزانة

[11]

3190- 11 الكافي، 2/ 310/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الأعلى بن أعين قال قال

الوافي، ج 5، ص: 872

أبو عبد اللّٰه ع قال رسول اللّٰه ص إن أعظم الكبر غمص الخلق و سفه الحق قال قلت ما غمص الخلق و سفه الحق قال يجهل الحق و يطعن على أهله فمن فعل ذلك فقد نازع اللّٰه تعالى رداءه

[12]

3191- 12 الكافي، 2/ 311/ 12/ 1 العدة عن البرقي عن غير واحد عن ابن أسباط عن عمه عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما الكبر فقال أعظم الكبر أن تسفه الحق و تغمص الناس قلت و ما تسفه الحق قال تجهل الحق و تطعن على أهله

[13]

3192- 13 الكافي، 2/ 311/ 13/ 1 عنه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن عمر بن يزيد عن أبيه قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إني آكل الطعام الطيب و أشم الريح الطيبة و أركب الدابة الفارهة و يتبعني الغلام- فترى في هذا شيئا من التجبر فلا أفعله فأطرق أبو عبد اللّٰه ع ثم قال إنما الجبار الملعون من غمص الناس و جهل الحق قال عمر فقلت أما الحق فلا أجهله و الغمص لا أدري ما هو قال من حقر الناس و تجبر عليهم فذلك الجبار

[14]

3193- 14 الكافي، 8/ 231/ 302 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال من خصف نعله و رقع ثوبه و حمل سلعته فقد بري ء من الكبر

[15]
اشارة

3194- 15 الكافي، 2/ 311/ 14/ 1 محمد بن جعفر عن محمد بن عبد الحميد

الوافي، ج 5، ص: 873

عن عاصم عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاثة لا يكلمهم اللّٰه و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم شيخ زان و ملك جبار و مقل مختال

بيان

المقل الفقير

[16]
اشارة

3195- 16 الكافي، 2/ 311/ 15/ 1 العدة عن أحمد عن مروك بن عبيد عمن حدثه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن يوسف ع لما قدم عليه الشيخ يعقوب ع دخله عز الملك فلم ينزل إليه فهبط عليه جبرئيل فقال يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي فقال نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب فلا يكون من عقبك نبي

بيان

المراد بالنزول النزول عن السرير أو المركب و كلاهما مرويان

[17]
اشارة

3196- 17 الكافي، 2/ 312/ 16/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من عبد إلا و في رأسه حكمة و ملك يمسكها فإذا تكبر قال له اتضع وضعك اللّٰه فلا يزال أعظم الناس في نفسه و هو أصغر الناس في أعين الناس و إذا تواضع رفعها اللّٰه ثم قال له انتعش نعشك اللّٰه فلا يزال أصغر الناس في نفسه و أرفع الناس في أعين

الوافي، ج 5، ص: 874

الناس

بيان

الحكمة محركة ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه و فيها العذاران انتعش نعشك اللّٰه ارتفع رفعك اللّٰه

[18]
اشارة

3197- 18 الكافي، 2/ 312/ 17/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابه عن النهدي عن شعر عن عبد اللّٰه بن المنذر عن ابن بكير قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه

بيان

يتيه يتكبر

[19]

3198- 19 الكافي، 2/ 312/ 17 و في حديث آخر عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه

الوافي، ج 5، ص: 875

باب 144 الافتخار

[1]
اشارة

3199- 1 الكافي، 2/ 328/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص آفة الحسب الافتخار و العجب

بيان

حسب الرجل مآثر آبائه لأنه يحسب من المناقب و الفضائل له و أما النسب فهو مجرد النسبة إلى الآباء سواء كان لهم مأثرة تعد أو لا و هذا الحديث أورده في الكافي مرة أخرى في هذا الباب أيضا بهذا السند بدون قوله و العجب

[2]
اشارة

3200- 2 الكافي، 2/ 329/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن عيسى بن الضحاك قال قال أبو جعفر ع عجبا للمختال الفخور و إنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة و هو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به

بيان

المختال ذو الخيلاء أي الكبر

[3]

3201- 3 الكافي، 2/ 328/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن الثمالي قال قال علي بن الحسين ع

الوافي، ج 5، ص: 876

عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة

[4]

3202- 4 الكافي، 2/ 328/ 3/ 1 القميان عن محمد بن إسماعيل عن حنان عن عقبة بن بشير الأسدي قال قلت لأبي جعفر ع أنا عقبة بن بشير الأسدي و أنا في الحسب الضخم عزيز في قومي قال فقال ما تمن علينا بحسبك إن اللّٰه تعالى رفع بالإيمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا و وضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا- إذا كان كافرا فليس لأحد فضل على أحد إلا بتقوى اللّٰه

[5]

3203- 5 الكافي، 2/ 329/ 5/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال أتى رسول اللّٰه ص رجل فقال يا رسول اللّٰه أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فقال له رسول اللّٰه ص أما إنك عاشرهم في النار

[6]
اشارة

3204- 6 الكافي، 8/ 246/ 342 علي عن أبيه عن حنان و محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر ع قال صعد رسول اللّٰه ص المنبر يوم فتح مكة فقال أيها الناس إن اللّٰه قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تفاخرها بآبائها ألا إنكم من آدم ع و آدم من طين ألا إن خير عباد اللّٰه عبد اتقاه إن العربية ليست بأب والد و لكنها لسان ناطق- فمن قصر به علمه لم يبلغه حسبه ألا إن كل دم كان في الجاهلية أو إحنة و الإحنة الشحناء فهي تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة

الوافي، ج 5، ص: 877

بيان

أريد بالعربية النبالة و العلم بالآداب ليست بأب والد يعني ليست بنسبة إلى أب بل إنما هو بمعنى في نفس الرجل ينطق عنه لسانه و في هذا المعنى قيل.

إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي

و الإحنة بالكسر الحقد و الغضب و المؤاحنة المعاداة و الشحناء العداوة و جعلها و الدم تحت القدم كناية عن إبطالهما و عدم المؤاخذة عليهما

الوافي، ج 5، ص: 879

باب 145 العجب

[1]

3205- 1 الكافي، 2/ 313/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن سيار رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب و لو لا ذلك ما ابتلى مؤمنا بذنب أبدا

[2]

3206- 2 الكافي، 2/ 313/ 2/ 1 عنه عن سعيد بن جناح عن أخيه أبي عامر عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من دخله العجب هلك

[3]

3207- 3 الكافي، 2/ 313/ 3/ 1 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسن ع قال سألته عن العجب الذي يفسد العمل فقال العجب درجات- منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا- و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن على اللّٰه و لله عليه فيه المن

[4]

3208- 4 الكافي، 2/ 313/ 4/ 1 الثلاثة عن البجلي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه و يعمل العمل

الوافي، ج 5، ص: 880

فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك فلان يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه

[5]
اشارة

3209- 5 الكافي، 2/ 313/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن النضر بن قرواش عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال أتى عالم عابدا فقال له كيف صلاتك فقال مثلي يسأل عن صلاته و أنا أعبد اللّٰه تعالى منذ كذا و كذا قال فكيف بكاؤك قال أبكي حتى تجري دموعي فقال له العالم فإن ضحكك و أنت خائف خير [أفضل] من بكائك و أنت مدل إن المدل لا يصعد من عمله شي ء

بيان

الإدلال الغنج و الانبساط

[6]

3210- 6 الكافي، 2/ 314/ 6/ 1 عنه عن أحمد عن أحمد بن أبي داود عن بعض أصحابه عن أحدهما ع قال دخل رجلان المسجد أحدهما عابد و الآخر فاسق فخرجا من المسجد و الفاسق صديق و العابد فاسق و ذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك و تكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه و يستغفر اللّٰه تعالى لما ذكر [صنع] من الذنوب

[7]

3211- 7 الكافي، 2/ 314/ 7/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن البجلي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع الرجل يعمل العمل و هو خائف مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به فقال هو في حاله الأولى و هو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه

الوافي، ج 5، ص: 881

[8]
اشارة

3212- 8 الكافي، 2/ 314/ 8/ 1 بهذا الإسناد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص بينما موسى ع جالس إذ أقبل إبليس و عليه برنس ذو ألوان فلما دنا من موسى خلع البرنس و قام إلى موسى ع فسلم عليه فقال له موسى ع من أنت فقال أنا إبليس قال أنت فلا قرب اللّٰه دارك قال إني إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من اللّٰه تعالى قال فقال له موسى فما هذا البرنس قال به أختطف قلوب بني آدم فقال له موسى فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه فقال إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في عينيه ذنبه و قال قال اللّٰه تعالى لداود ع يا داود بشر المذنبين و أنذر الصديقين قال كيف أبشر المذنبين و أنذر الصديقين قال يا داود بشر المذنبين إني أقبل التوبة و أعفو عن الذنب و أنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك

بيان

البرنس قلنسوة طويلة و استحواذ الشيطان غلبته و استمالته الإنسان إلى ما يريد منه و قد مر حديث آخر من هذا الباب في باب الحسد

الوافي، ج 5، ص: 883

باب 146 البغي

[1]
اشارة

3213- 1 الكافي، 2/ 327/ 1/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن أعجل الشر عقوبة البغي

بيان

البغي العلو و الاستطالة

[2]

3214- 2 الكافي، 2/ 327/ 3/ 2 الأربعة عن مسمع أن أبا عبد اللّٰه ع كتب إليه في كتاب انظر أن لا تكلمن بكلمة بغي أبدا- و إن أعجبتك نفسك و عشيرتك

[3]

3215- 3 الكافي، 2/ 327/ 4/ 2 علي عن أبيه عن السراد عن ابن رئاب و يعقوب السراج جميعا عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع أيها الناس إن البغي يقود أصحابه إلى النار- و إن أول من بغى على اللّٰه تعالى عناق بنت آدم و أول قتيل قتله اللّٰه تعالى عناق و كان مجلسها جريبا في جريب و كان لها عشرون إصبعا في كل

الوافي، ج 5، ص: 884

إصبع ظفران مثل المنجلين فسلط اللّٰه عليها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير- و نسرا مثل البغل فقتلنها و قد قتل اللّٰه تعالى الجبابرة على أفضل أحوالهم- و آمن ما كانوا

[4]

3216- 4 الكافي، 2/ 327/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال يقول إبليس لجنوده ألقوا بينهم الحسد و البغي فإنهما يعدلان عند اللّٰه تعالى الشرك

[5]

3217- 5 الفقيه، 4/ 59/ 5094 الفقيه، 4/ 59/ 5905 قد سابق رسول اللّٰه ص أسامة بن زيد و أجرى الخيل فروي أن ناقة النبي سبقت فقال ع إنها بغت و قالت فوقي رسول اللّٰه ص و حق على اللّٰه عز و جل أن لا يبغي شي ء على شي ء إلا أذله اللّٰه و لو أن جبلا بغى عليه جبل لهد اللّٰه الباغي منهما

[6]

3218- 6 الكافي، 2/ 460/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي عبد الرحمن الأعرج و عمر بن أبان عن الثمالي عن أبي جعفر و علي بن الحسين ع قالا إن أسرع الخير ثوابا البر و أسرع الشر عقوبة البغي و كفى بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره ما يعمى عليه من

الوافي، ج 5، ص: 885

عيوب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه

[7]

3219- 7 الكافي، 2/ 459/ 1/ 1 علي عن أبيه و العدة عن سهل عن التميمي عن عاصم عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن أسرع الخير ثوابا البر و إن أسرع الشر عقوبة البغي و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه- أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه

[8]

3220- 8 الكافي، 2/ 460/ 3/ 1 محمد عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال كفى بالمرء عيبا أن يتعرف من عيوب الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه أو يعيب على الناس أمرا هو فيه- لا يستطيع التحول عنه إلى غيره أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه

[9]
اشارة

3221- 9 الكافي، 2/ 460/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول قال رسول اللّٰه ص كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه

بيان

في هذه الأخبار تفسير و بيان لمعنى البغي و جزئياته و فروعه فإن كل واحد من هذه الأمور فرد من أفراد البغي أو فرع من فروعه

الوافي، ج 5، ص: 887

باب 147 الخرق و سوء الخلق

[1]
اشارة

3222- 1 الكافي، 2/ 321/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عمن حدثه عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي جعفر ع قال من قسم له الخرق حجب عنه الإيمان

بيان

الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق

[2]

3223- 2 الكافي، 2/ 321/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص لو كان الخرق خلقا يرى- ما كان شي ء مما خلق اللّٰه تعالى أقبح منه

[3]

3224- 3 الكافي، 2/ 321/ 1/ 2 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل

[4]

3225- 4 الكافي، 2/ 321/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 888

إن سوء الخلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل

[5]

3226- 5 الكافي، 2/ 322/ 5/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يحيى بن عمرو عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع أوحى اللّٰه تعالى إلى بعض أنبيائه الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل

[6]

3227- 6 الكافي، 2/ 321/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن ابن بزيع عن عبد اللّٰه بن عمر [عثمان] عن الحسين بن مهران عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّٰه ع قال من ساء خلقه عذب نفسه

[7]

3228- 7 الكافي، 2/ 321/ 2/ 2 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص أبى اللّٰه لصاحب الخلق السيئ بالتوبة قيل فكيف ذلك يا رسول اللّٰه قال لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه

الوافي، ج 5، ص: 889

باب 148 حب الدنيا و الحرص عليها

[1]

3229- 1 الكافي، 2/ 315/ 1/ 1 الثلاثة عن درست عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع و هشام عن أبي عبد اللّٰه ع قال رأس كل خطيئة حب الدنيا

[2]

3230- 2 الكافي، 2/ 315/ 2/ 1 علي عن أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن حماد بن بشير [بشر] قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما ذئبان ضاريان في غنم قد فارقها رعاؤها أحدهما في أولها و الآخر في آخرها بأفسد فيها من حب الدنيا [المال]- و الشرف في دين المسلم [الإسلام]

[3]

3231- 3 الكافي، 2/ 318/ 10/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[4]

3232- 4 الكافي، 2/ 315/ 3/ 1 علي عن أبيه عن عثمان عن الخراز عن محمد عن أبي جعفر ع قال ما ذئبان ضاريان في غنم ليس لها راع هذا في أولها و هذا في آخرها بأسرع فيها من حب الدنيا و الشرف في دين المؤمن

الوافي، ج 5، ص: 890

[5]
اشارة

3233- 5 الكافي، 2/ 315/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الشيطان يدير ابن آدم في كل شي ء فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته

بيان

ربما يوجد في بعض النسخ تكرار إسناد هذا الحديث مع ما لا يتم معناه إلا بتكلف بعيد من الحديث السابق و يشبه أن يكون من زيادات النساخ.

فإذا أعياه أي أعجزه عن كل شهوة و لذة و ذلك بأن يشيب كما ورد في حديث آخر يشيب ابن آدم و يشب فيه خصلتان الحرص و طول الأمل جثم له جثم جثوما لزم مكانه و لم يبرح

[6]
اشارة

3234- 6 الكافي، 2/ 315/ 5/ 1 عنه عن أحمد عن علي بن النعمان عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من لم يتعز بعزاء اللّٰه تقطعت نفسه حسرات على الدنيا- و من أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همه و لم يشف غيظه و من لم ير أن لله تعالى عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب أو ملبس فقد قصر عمله و دنا عذابه

بيان

العزاء الصبر و السلوة أو حسن الصبر يقال عزيته تعزية فتعزى و معنى الحديث أن من لم يصبر و لم يسل أو لم يحسن الصبر و السلوة على ما رزقه اللّٰه من الدنيا بل أراد الزيادة في المال أو ألجأه مما لم يرزقه إياه تقطعت نفسه متحسرا حسرة بعد حسرة على ما يراه في يدي غيره ممن فاق عليه في العيش

الوافي، ج 5، ص: 891

فهو لم يزل يتبع بصره ما في أيدي الناس و من أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همه و لم يشف غيظه فهو لم ير أن لله عليه نعمة إلا نعم الدنيا و إنما يكون كذلك من لا يوقن بالآخرة و من لم يوقن بالآخرة قصر عمله و إذ ليس له من الدنيا بزعمه إلا قليل مع شدة طمعه في الدنيا و زينتها فقد دنا عذابه نعوذ بالله من ذلك و منشأ ذلك كله الجهل و ضعف الإيمان و أيضا لما كان عمل أكثر الناس على قدر ما يرون من نعم اللّٰه عليهم عاجلا أو آجلا لا جرم من لم ير من النعم عليه إلا القليل فلا يصدر عنه من العمل إلا قليل و هذا يوجب قصور

العمل و دنو العذاب

[7]

3235- 7 الكافي، 2/ 316/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن أبي وكيع عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّٰه ص إن الدينار و الدرهم أهلكا من كان قبلكم- و هما مهلكاكم

[8]
اشارة

3236- 8 الكافي، 2/ 316/ 7/ 1 علي عن العبيدي عن يحيى بن عقبة الأزدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبو جعفر ع مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز كلما ازدادت من القز على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما و قال أبو عبد اللّٰه ع أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا و قال لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم من الاستعداد لما لم يأت

الوافي، ج 5، ص: 892

بيان

قد أنشد بعضهم في هذا التمثيل

أ لم تر أن المرء طول حياته حريص على ما لا يزال يناسجه

كدود كدود القز ينسج دائما فيهلك غما وسط ما هو ناسجه

[9]

3237- 9 الكافي، 2/ 289/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن نوح بن شعيب عن الدهقان عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن أول ما عصي اللّٰه به تعالى ست خصال حب الدنيا و حب الرئاسة و حب الطعام و حب النوم و حب الراحة و حب النساء

[10]
اشارة

3238- 10 الكافي، 2/ 316/ 8/ 1 علي عن أبيه و علي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن الزهري محمد بن مسلم بن عبيد اللّٰه قال سئل علي بن الحسين ع أي الأعمال أفضل عند اللّٰه تعالى قال ما من عمل بعد معرفة اللّٰه و معرفة رسوله ص أفضل من بغض الدنيا فإن لذلك لشعبا كثيرة و للمعاصي شعبا فأول ما عصي اللّٰه تعالى به الكبر معصية إبليس حين أبى و استكبر و كان من الكافرين ثم الحرص و هي معصية آدم و حواء حين قال اللّٰه تعالى لهما فَكُلٰا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمٰا وَ لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونٰا مِنَ الظّٰالِمِينَ فأخذا ما لا حاجة بهما إليه

الوافي، ج 5، ص: 893

فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة فلذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه ثم الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه- فقتله فتشعب من ذلك حب النساء و حب الدنيا و حب الرئاسة و حب الراحة و حب الكلام و حب العلو و الثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقالت الأنبياء و العلماء بعد معرفة ذلك حب الدنيا رأس كل خطيئة و الدنيا دنياءان

دنيا بلاغ و دنيا ملعونة

بيان

المشار إليه في قوله ع فإن لذلك لشعبا العمل يعني أن للأعمال الصالحة لشعبا يرجع كلها إلى بغض الدنيا و للمعاصي شعبا يرجع كلها إلى حب الدنيا ثم اكتفى ببيان أحدهما عن الآخر و أراد بحب الدنيا أولا حب المال و ثانيا حب كل ما لا حاجة به في تحصيل الآخرة و البلاغ بالفتح الكفاية

[11]

3239- 11 الكافي، 2/ 317/ 9/ 1 بهذا الإسناد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع قال في مناجاة موسى يا موسى إن الدنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته و جعلتها ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها لي يا موسى إن عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر علمهم و سائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم و ما من أحد عظمها فقرت عيناه فيها و لم يحقرها أحد إلا انتفع بها

[12]
اشارة

3240- 12 الكافي، 2/ 318/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن منصور بن العباس عن سعيد بن جناح عن عمر [عثمان] بن سعيد عن عبد الحميد بن علي الكوفي عن مهاجر الأسدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال مر عيسى بن مريم ع على قرية قد مات

الوافي، ج 5، ص: 894

أهلها و طيرها و دوابها فقال أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة و لو ماتوا متفرقين لتدافنوا فقال الحواريون يا روح اللّٰه و كلمته ادع اللّٰه تعالى أن يحييهم لنا- فيخبرونا ما كان أعمالهم فنتجنبها فدعا عيسى ربه فنودي من الجو أن نادهم فقام عيسى ع بالليل على شرف من الأرض فقال يا أهل هذه القرية فأجابه منهم مجيب لبيك يا روح اللّٰه و كلمته فقال ويحكم ما كانت أعمالكم قال عبادة الطاغوت و حب الدنيا مع خوف قليل و أمل بعيد و غفلة في لهو و لعب فقال كيف كان حبكم للدنيا- قال كحب الصبي لأمه إذا أقبلت علينا فرحنا و سررنا و إذا أدبرت عنا بكينا و حزنا قال فكيف كانت عبادتكم للطاغوت قال الطاعة لأهل المعاصي قال كيف كان عاقبة أمركم قال بتنا ليلة

في عافية و أصبحنا في الهاوية فقال و ما الهاوية قال سجين قال و ما سجين قال جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة قال فما قلتم و ما قيل لكم قال قلنا ردنا إلى الدنيا فنزهد فيها قيل لنا كذبتم قال ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم قال يا روح اللّٰه و كلمته بقدس اللّٰه إنهم ملجمون بلجم من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد و أنا كنت فيهم و لم أكن منهم فلما نزل العذاب عمني معهم فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها فالتفت عيسى ع إلى الحواريين فقال يا أولياء اللّٰه أكل الخبز اليابس بالملح الجريش و النوم على التراب [المزابل] خير كثير مع عافية الدنيا و الآخرة

بيان

الجو بالتشديد ما بين السماء و الأرض و الشرف المكان العالي و الطاغوت الشيطان و كل رئيس في الضلال و كل من يصد عن عبادة اللّٰه أو عبد من دون اللّٰه إنما سمي الطاعة لأهل المعاصي عبادة لهم لأن العبادة

الوافي، ج 5، ص: 895

عبارة عن الخضوع و التذلل و الانقياد كما مضى تحقيقه في باب وجوه الكفر و الشرك و ما ذكره الرجل في وصف أصحاب تلك القرية هو بعينه حالنا و حال أبناء زماننا بل أكثرنا خال عن ذلك الخوف القليل أيضا نعوذ بالله من الغفلة و سوء المنقلب.

حكى الشيخ الصدوق طاب ثراه في كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة عن بعض الحكماء أنه شبه حال الإنسان و اغتراره بالدنيا و غفلته عن الموت و ما بعده من الأهوال و انهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات بشخص مدلي في بئر مشدود وسطه بحبل

و في أسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه إليه منتظر سقوطه فاتح فاه لالتقامه و في أعلى ذلك البئر جرذان أبيض و أسود لا يزال يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا و لا يفتران عن قرضه آنا من الآنات و ذلك الشخص مع أنه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا قد أقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمع عليه زنابير كثيرة و هو مشغول بلطعه منهمك فيه ملتذ بما أصاب منه مخاصم لتلك الزنابير عليه قد صرف باله بأجمعه إلى ذلك غير ملتفت إلى ما فوقه و إلى ما تحته فالبئر هو الدنيا و الحبل هو العمر و الثعبان الفاتح فاه هو الموت و الجرذان الليل و النهار القارضان للأعمار و العسل المختلط بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام و الزنابير هم أبناء الدنيا المتزاحمون عليها.

بقدس اللّٰه متعلق بروح اللّٰه و كلمته يعني أيها الذي صار روح اللّٰه و كلمته بقدس اللّٰه أكبكب على صيغة المجهول أي اطرح فيها على وجهي و الملح الجريش الذي لم ينعم دقة

[13]
اشارة

3241- 13 الكافي، 2/ 319/ 13/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال عيسى بن مريم ع تعملون للدنيا و أنتم ترزقون فيها بغير عمل و لا

الوافي، ج 5، ص: 896

تعملون للآخرة و أنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ويلكم علماء سوء الأجر تأخذون و العمل تضيعون يوشك رب العمل أن يقبل عمله و يوشك أن تخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر كيف يكون من أهل العلم من هو

في مسيره إلى آخرته و هو مقبل على دنياه و ما يضره أحب إليه مما ينفعه

بيان

أريد برب العمل العابد الذي يقلد أهل العلم في عبادته أعني يعمل بما يأخذ عنهم و فيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل

[14]

3242- 14 الكافي، 2/ 319/ 14/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن عمرو فيما أعلم عن أبي علي الحذاء عن حريز عن زرارة و محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال أبعد ما يكون العبد من اللّٰه تعالى إذا لم يهمه إلا بطنه و فرجه

[15]

3243- 15 الكافي، 2/ 319/ 12/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما فتح اللّٰه على عبد بابا من الدنيا إلا فتح عليه من الحرص مثله

[16]

3244- 16 الكافي، 2/ 319/ 15/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان و عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أصبح و أمسى و الدنيا أكبر همه جعل اللّٰه تعالى الفقر بين عينيه و شتت أمره و لم ينل من الدنيا إلا ما قسم له و من أصبح و أمسى و الآخرة أكبر همه جعل اللّٰه تعالى الغناء في قلبه و جمع له أمره

الوافي، ج 5، ص: 897

[17]
اشارة

3245- 17 الكافي، 2/ 320/ 16/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن سنان عن حفص بن قرط عن أبي عبد اللّٰه ع قال من كثر اشتباكه بالدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها

بيان

الاشتباك الاختلاط يقال شبكة فاشتبك أي أعلق بعضه في بعض

[18]

3246- 18 الكافي، 2/ 320/ 17/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال هم لا يفنى و أمل لا يدرك و رجاء لا ينال

[19]

3247- 19 الفقيه، 4/ 418/ 5912 ابن فضال عن ميسر قال قال الصادق جعفر بن محمد ع إن فيما نزل به الوحي من السماء لو أن لابن آدم واديين يسيلان ذهبا و فضة لابتغى لهما ثالثا- يا بن آدم إنما بطنك بحر من البحور و واد من الأودية لا يملؤه شي ء إلا التراب

الوافي، ج 5، ص: 899

باب 149 الطمع

[1]

3248- 1 الكافي، 2/ 320/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن حسان عمن حدثه عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله

[2]

3249- 2 الكافي، 2/ 320/ 2/ 1 عنه عن أبيه عمن ذكره بلغ به أبا جعفر ع قال بئس العبد عبد له طمع يقوده و بئس العبد عبد له رغبة تذله

[3]

3250- 3 الكافي، 2/ 320/ 3/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال علي بن الحسين ع رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس

[4]

3251- 4 الكافي، 2/ 320/ 4/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابه عن علي بن سليمان بن رشيد عن موسى بن سلام عن سعدان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له الذي يثبت الإيمان في العبد قال الورع و الذي يخرجه منه قال الطمع

الوافي، ج 5، ص: 901

باب 150 اتباع الهوى

[1]
اشارة

3252- 1 الكافي، 2/ 335/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن أبي محمد الوابشي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم فليس شي ء أعدى للرجال من اتباع الهوى [أهوائهم] و حصائد ألسنتهم

بيان

الدليل على ذلك من كتاب اللّٰه عز و جل قوله سبحانه أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ و قوله تعالى وَ أَمّٰا مَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوىٰ إلى غير ذلك و حصد الزرع قطعه و حصائد ألسنتهم ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه

[2]

3253- 2 الكافي، 2/ 335/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد اللّٰه بن القاسم عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص يقول اللّٰه تعالى و عزتي و جلالي و كبريائي و نوري و عظمتي و علوي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتت عليه أمره و لبست عليه دنياه و شغلت قلبه

الوافي، ج 5، ص: 902

بها و لم أعطه منها إلا ما قدرت له و عزتي و جلالي و عظمتي و نوري و علوي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي و كفلت السماوات و الأرضين رزقه و كنت له من وراء تجارة كل تاجر و أتته الدنيا و هي راغمة

[3]
اشارة

3254- 3 الكافي، 2/ 137/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى يقول- و عزتي و عظمتي و علوي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته و ضمنت السماوات و الأرض رزقه و كنت له من وراء تجارة كل تاجر

بيان

الضيعة العقار و الأرض المغلة و حرفة الرجل كففت عليه ضيعته أي جعلتها عليه كفافا و قد مضى حديث آخر في هذا المعنى في باب الزهد و ذم الدنيا

[4]

3255- 4 الكافي، 2/ 335/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن عاصم عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل قال قال أمير المؤمنين ع إني أخاف عليكم اثنتين اتباع الهوى و طول الأمل أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق و أما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة

[5]
اشارة

3256- 5 الكافي، 2/ 336/ 4/ 1 العدة عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن البجلي قال قال لي أبو الحسن ع اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا قال و كان أبو عبد اللّٰه ع يقول

الوافي، ج 5، ص: 903

لا تدع النفس و هواها فإن هواها في رداها و ترك النفس و ما تهوى داؤها- و كف النفس عما تهوى دواؤها

بيان

الوعر ضد السهل و لعل المراد بصدر الحديث النهي عن طلب الجاه و الرئاسة و سائر شهوات الدنيا و مرتفعاتها فإنها و إن كانت مواتية على اليسر و الخفض إلا أن عاقبتها عاقبة سوء و التخلص من غوائلها و تبعاتها في غاية الصعوبة أعاذنا اللّٰه و سائر المؤمنين من شرور الدنيا و غرورها

الوافي، ج 5، ص: 905

باب 151 النوادر

[1]
اشارة

3257- 1 الكافي، 8/ 162/ 170/ 1 العدة عن سهل عن إبراهيم بن عقبة عن سيابة بن أيوب و محمد بن الوليد و ابن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين ع قال إن اللّٰه تعالى يعذب الستة بالستة العرب بالعصبية و الدهاقين بالكبر و الأمراء بالجور و الفقهاء بالحسد و التجار بالخيانة و أهل الرساتيق بالجهل

بيان

و ذلك لأن هذه الأخلاق إنما توجد في الأغلب في هذه الأقوام كما نراه و الدهقان بالكسر و الضم يقال للقوي على التصرف مع حدة و للتاجر و لزعيم فلاحي العجم و لرئيس الإقليم معرب و أكثر ما يستعمل في زعماء الفلاحين و لعلهم المرادون هاهنا أو رؤساء الأقاليم لأنهما اللذان فيهما الكبر.

آخر أبواب جنود الكفر من الرذائل و المهلكات و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 5، ص: 907

أبواب ما يجب على المؤمن اجتنابه في المعاشرات

الآيات

اشارة

قال اللّٰه تعالى فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ.

و قال عز و جل وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مِيثٰاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّٰارِ.

و قال جل و عز وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لٰا تَفَرَّقُوا.

و قال سبحانه فَأَعْقَبَهُمْ نِفٰاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمٰا أَخْلَفُوا اللّٰهَ مٰا وَعَدُوهُ وَ بِمٰا كٰانُوا يَكْذِبُونَ.

و قال جل اسمه يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مٰا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ.

و قال عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يُجٰادِلُونَ فِي آيٰاتِ اللّٰهِ بِغَيْرِ سُلْطٰانٍ أَتٰاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلّٰا كِبْرٌ مٰا هُمْ بِبٰالِغِيهِ.

الوافي، ج 5، ص: 908

و قال تعالى وَ إِذٰا جٰاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذٰاعُوا بِهِ.

و قال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ الْغٰافِلٰاتِ الْمُؤْمِنٰاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ.

و قال عز اسمه وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتٰاناً وَ إِثْماً مُبِيناً.

و قال سبحانه إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّٰاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولٰئِكَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ.

و قال تبارك و تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفٰاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ فِي

الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ.

و قال تعالى ذكره يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لٰا نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ عَسىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لٰا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لٰا تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمٰانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولٰئِكَ هُمُ الظّٰالِمُونَ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لٰا تَجَسَّسُوا وَ لٰا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ تَوّٰابٌ رَحِيمٌ.

بيان

مِنْ بَعْدِ مِيثٰاقِهِ من بعد ما أوثقوه به من الاعتراف و القبول بِحَبْلِ اللّٰهِ

الوافي، ج 5، ص: 909

الإيمان و الطاعة كما قيل أو القرآن و أهل البيت ع كما ورد.

وَ لٰا تَفَرَّقُوا لا تتفرقوا عن الحق بالاختلاف بينكم فَأَعْقَبَهُمْ أي اللّٰه تعالى.

نِفٰاقاً أي فخذلهم حتى نافقوا و تمكن النفاق في قلوبهم فلا ينفك عنها حتى يموتوا بسبب إخلافهم الوعد و بكونهم كاذبين.

إِلّٰا كِبْرٌ أي تكبر و هو إرادة التقدم و الرئاسة مٰا هُمْ بِبٰالِغِيهِ أي بالغي موجب الكبر و مقتضيه و هو متعلق إرادتهم من الرئاسة جٰاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ بلغهم خبر عن سرايا رسول اللّٰه من أمن و سلامة أو خوف و ضرر أَذٰاعُوا بِهِ و كانت إذاعتهم مفسدة يَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ يقذفون العفائف من النساء بالزنا و الفجور قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ القوم الرجال خاصة لأنهم القوام بأمور النساء وَ لٰا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ لا يطعن بعضكم على بعض و اللمز الطعن و العيب في المشهد و الهمز في المغيب.

و قيل إن اللمز ما يكون باللسان و بالعين و بالإشارة و الهمز لا يكون إلا باللسان وَ لٰا

تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ أي لا تداعوا بها و التلقيب المنهي عنه هو ما يدخل المدعو به كراهة لكونه ذما له و شينا بِئْسَ الِاسْمُ أي الذكر يعني بئس الاسم المرتفع للمؤمنين بسب ارتكاب هذه الجرائر أن يذكروا بالفسق بعد إيمانهم كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ و هو أن يظن بأهل الخير سوء و الاغتياب ذكر السوء في الغيبة و فسر في الحديث بأن تذكر أخاك بما يكره أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ تمثيل و تصوير لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفظع وجه

الوافي، ج 5، ص: 911

باب 152 العقوق

[1]

3258- 1 الكافي، 2/ 348/ 2/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن أبي الحسن ع قال قال رسول اللّٰه ص كن بارا و اقتصر على الجنة و إن كنت عاقا فظا فاقتصر على النار

[2]

3259- 2 الكافي، 2/ 349/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال من نظر إلى أبويه نظر ماقت و هما ظالمان له لم يقبل اللّٰه تعالى له صلاة

[3]

3260- 3 الكافي، 2/ 349/ 6/ 1 عنه عن محمد بن علي عن محمد بن فرات عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص في كلام له إياكم و عقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام و لا يجدها عاق و لا قاطع رحم و لا شيخ زان و لا جار إزاره خيلاء إنما الكبر رداء اللّٰه رب العالمين

[4]

3261- 4 الكافي، 2/ 348/ 3/ 1 القمي عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن صالح الحذاء عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة- فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلا صنفا واحدا

الوافي، ج 5، ص: 912

قلت من هم قال العاق لوالديه

[5]

3262- 5 الكافي، 2/ 348/ 4/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل اللّٰه فإذا قتل في سبيل اللّٰه فليس فوقه بر و إن فوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه فإذا فعل ذلك فليس فوقه عقوق

[6]

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 912

3263- 6 الكافي، 2/ 348/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن حديد بن حكيم الكافي، 2/ 394/ 9/ 1 القمي عن أحمد عن محسن بن أحمد عن أبان عن حديد عن أبي عبد اللّٰه ع قال أدنى العقوق أف و لو علم اللّٰه تعالى شيئا هو أهون منه لنهى عنه

[7]

3264- 7 الكافي، 2/ 349/ 7/ 1 البرقي عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده عن أبي عبد اللّٰه ع قال لو علم اللّٰه شيئا هو أدنى من أف لنهى عنه و هو من أدنى العقوق و من العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما

[8]

3265- 8 الكافي، 2/ 349/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن عبد اللّٰه بن سليمان عن أبي جعفر ع قال إن أبي ع نظر إلى رجل و معه ابنه يمشي و الابن متكئ على ذراع الأب قال فما كلمه أبي ع مقتا له حتى فارق الدنيا

الوافي، ج 5، ص: 913

[9]
اشارة

3266- 9 الفقيه، 1/ 187/ 564 سئل أبو الحسن موسى بن جعفر ع عن الرجل يقول لابنه أو لابنته بأبي أنت و أمي أو بأبوي أنت أ ترى بذلك بأسا فقال إن كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا و إن كان قد ماتا فلا بأس

بيان

بأبي أنت و أمي يعني أفديك بأبوي و إنما كان عقوقا لأنه إساءة أدب معهما و قلة مبالاة بحياتهما

الوافي، ج 5، ص: 915

باب 153 قطيعة الرحم

[1]

3267- 1 الكافي، 2/ 346/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن حذيفة بن منصور قال قال أبو عبد اللّٰه ع اتقوا الحالقة فإنها تميت الرجال قلت و ما الحالقة قال قطيعة الرحم

[2]
اشارة

3268- 2 الكافي، 2/ 346/ 1/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن مسمع عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص في حديث ألا و إن في التباغض الحالقة لا أعني حالقة الشعر- و لكن حالقة الدين

بيان

قال في النهاية و فيه دب إليكم داء الأمم البغضاء و هي الحالقة الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك و تستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر و قيل هي قطيعة الرحم و التظالم انتهى

[3]

3269- 3 الكافي، 2/ 289/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع أن رجلا من خثعم جاء إلى النبي ص فقال أي الأعمال أبغض إلى اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 916

تعالى فقال الشرك بالله قال ثم ما ذا قال قطيعة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف

[4]

3270- 4 الكافي، 2/ 347/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لا تقطع رحمك و إن قطعتك

[5]

3271- 5 الكافي، 2/ 347/ 5/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة العابد قال جاء رجل فشكا إلى أبي عبد اللّٰه ع أقاربه فقال له اكظم غيظك و افعل فقال إنهم يفعلون و يفعلون فقال أ تريد أن تكون مثلهم فلا ينظر اللّٰه تعالى إليكم

[6]
اشارة

3272- 6 الكافي، 2/ 346/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن عثمان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له إن إخوتي و بني عمي قد ضيقوا علي الدار و ألجئوني منها إلى بيت و لو تكلمت أخذت ما في أيديهم قال فقال لي اصبر فإن اللّٰه تعالى سيجعل لك فرجا قال فانصرفت و وقع الوباء في سنة إحدى و ثلاثين فماتوا و اللّٰه كلهم فما بقي منهم أحد قال فخرجت فلما دخلت عليه قال ما حال أهل بيتك قال قلت قد ماتوا و اللّٰه كلهم فما بقي منهم أحد فقال هو مما صنعوا بك و لعقوقهم إياك و قطع رحمهم بتروا أ تحب أنهم بقوا

الوافي، ج 5، ص: 917

و أنهم ضيقوا عليك قال قلت إي و اللّٰه

بيان

إحدى و ثلاثين يعني بعد المائة و البتر بتقديم الموحدة و تأخيرها القطع و الاستيصال

[7]
اشارة

3273- 7 الكافي، 2/ 347/ 4/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن مالك بن عطية عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال في كتاب علي ع ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن- البغي و قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة يبارز اللّٰه بها و إن أعجل الطاعات ثوابا لصلة الرحم و إن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمو أموالهم و يثرون و إن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها- و تنقل الرحم و إن نقل الرحم انقطاع النسل

بيان

يأتي تفسير البلاقع في باب جمل المعاصي و المناهي إن شاء اللّٰه و مفاد هذه الكلمة تفريق الشمل و تغيير النعمة

[8]

3274- 8 الكافي، 2/ 347/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه رفعه عن الثمالي قال قال أمير المؤمنين ع في خطبة أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء فقام إليه عبد اللّٰه بن الكواء اليشكري فقال يا أمير المؤمنين أ و تكون ذنوب تعجل الفناء فقال نعم ويلك قطيعة الرحم- إن أهل البيت ليجتمعون و يتواسون و هم فجرة فيرزقهم اللّٰه جل و عز و إن أهل البيت ليتفرقون و يقطع بعضهم بعضا فيحرمهم اللّٰه و هم أتقياء

الوافي، ج 5، ص: 918

[9]

3275- 9 الكافي، 2/ 348/ 8/ 1 عنه عن السراد عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار

الوافي، ج 5، ص: 919

باب 154 الهجرة

[1]
اشارة

3276- 1 الكافي، 2/ 344/ 1/ 1 الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع و العدة عن البرقي رفعه قال في وصية المفضل سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة و اللعنة و ربما استوجب ذلك كلاهما فقال له معتب جعلني اللّٰه فداك هذا الظالم فما بال المظلوم قال لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته و لا يتغامس له عن كلامه سمعت أبي ع يقول إذا تنازع اثنان فعاز أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول لصاحبه أي أخي أنا الظالم حتى يقطع الهجران بينه و بين صاحبه- فإن اللّٰه تعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم

بيان

التعامس بالمهملتين التغافل عازه بالعين المهملة و الزاي المشددة غالبه

[2]

3277- 2 الكافي، 2/ 345/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي سعيد القماط عن داود بن كثير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال أبي ع قال رسول اللّٰه ص أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا خارجين من الإسلام و لم تكن بينهما ولاية فأيهما سبق إلى كلام صاحبه

الوافي، ج 5، ص: 920

كان السابق إلى الجنة يوم الحساب

[3]

3278- 3 الكافي، 2/ 344/ 2/ 1 الخمسة عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لا هجرة فوق ثلاث

[4]
اشارة

3279- 4 الكافي، 2/ 344/ 3/ 1 حميد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الرجل يصرم ذا قرابته ممن لا يعرف الحق قال لا ينبغي له أن يصرمه

بيان

الصرم القطع

[5]
اشارة

3280- 5 الكافي، 2/ 344/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن حديد عن عمه مرازم بن حكيم قال كان عند أبي عبد اللّٰه ع رجل من أصحابنا يلقب شلقان و كان قد صيره في نفقته و كان سيئ الخلق فهجره فقال لي يوما يا مرازم تكلم عيسى فقلت نعم قال أصبت لا خير في المهاجرة

بيان

شلقان اسمه عيسى قد صيره في نفقته أي جعله قيما عليها متصرفا فيها أو جعله من جملة عياله فهجره أي فهجر عيسى أبا عبد اللّٰه ع و خرج من عنده بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبي عبد اللّٰه ع الذين كان مرازم منهم

الوافي، ج 5، ص: 921

[6]

3281- 6 الكافي، 2/ 345/ 6/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع أحدهم عن دينه فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه و تمدد ثم قال فزت فرحم اللّٰه امرء ألف بين وليين لنا يا معاشر المؤمنين تألفوا و تعاطفوا

[7]
اشارة

3282- 7 الكافي، 2/ 346/ 7/ 1 الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن مسلم عن محمد بن محفوظ عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا يزال إبليس فرحا ما تهاجر المسلمان فإذا التقيا اصطكت ركبتاه و تخلعت أوصاله و نادى يا ويله ما لقي من الثبور

بيان

اصطكاك الركبتين اضطرابهما و الأوصال المفاصل أو مجتمع العظام.

و إنما التفت في حكاية قول إبليس عن التكلم إلى الغيبة في قوله ويله و لقي تنزيها لنفسه المقدسة عن نسبة الشر إليه في اللفظ و إن كان في المعنى منسوبا إلى غيره و نظيره شائع في الكلام و الثبور الهلاك

الوافي، ج 5، ص: 923

باب 155 المكر و الغدر و خلف الوعد

[1]

3283- 1 الكافي، 2/ 336/ 1/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لو لا أن المكر و الخديعة في النار لكنت أمكر الناس

[2]
اشارة

3284- 2 الكافي، 2/ 338/ 6/ 1 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن عمه عن أبي الحسن العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع ذات يوم و هو يخطب على المنبر بالكوفة يا أيها الناس لو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ألا إن لكل غدرة فجرة و لكل فجرة كفرة ألا و إن الغدر و الفجور و الخيانة في النار

بيان

الغدر ضد الوفاء و الدهاء جودة الرأي و الفجر بالفتح الانبعاث في المعاصي و الزنا و الكفر بالفتح الكفر و التاء في الألفاظ الثلاثة للوحدة

[3]

3285- 3 الكافي، 2/ 337/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ليس منا من ماكر مسلما

الوافي، ج 5، ص: 924

[4]

3286- 4 الكافي، 2/ 337/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن ابن شمون عن عبد اللّٰه بن عمرو بن الأشعث عن عبد اللّٰه بن حماد الأنصاري عن يحيى بن عبد اللّٰه بن الحسن عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص يجي ء كل غادر بإمام يوم القيامة مائلا شدقه حتى يدخل النار

[5]
اشارة

3287- 5 الكافي، 2/ 337/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص يجي ء كل غادر يوم القيامة بإمام مائل شدقه حتى يدخل النار و يجي ء كل ناكث بيعة إمام أجذم حتى يدخل النار

بيان

يجي ء كل غادر يعني من أصناف الغادرين على اختلافهم في أنواع الغدر بإمام يعني مع إمام يكون تحت لوائه كما قال اللّٰه تعالى يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ و إمام كل صنف من الغادرين من كان كاملا في ذلك الصنف من الغدر أو باديا به.

و يحتمل أن يكون المراد بالغادر بإمام من غدر ببيعة إمام في الحديث الأول خاصة و أما الثاني فلا لاقتضائه التكرار و للفصل فيه بيوم القيامة و الأول أظهر لأنهما في الحقيقة حديث واحد يبين أحدهما الآخر فينبغي أن يكون معناهما واحدا و الشدق بالكسر جانب الفم و الأجذم المقطوع اليد أو الذاهب الأنامل

[6]

3288- 6 الكافي، 2/ 363/ 1/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم قال سمعت

الوافي، ج 5، ص: 925

أبا عبد اللّٰه ع يقول عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له فمن أخلف فبخلف اللّٰه تعالى بدأ و لمقته تعرض و ذلك قوله تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لٰا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لٰا تَفْعَلُونَ

[7]

3289- 7 الكافي، 2/ 364/ 2/ 1 الثلاثة عن العقرقوفي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليف إذا وعد

الوافي، ج 5، ص: 927

باب 156 الكذب

[1]

3290- 1 الكافي، 2/ 340/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الحميد الطائي عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله و جده

[2]

3291- 2 الكافي، 2/ 338/ 2/ 1 عنه عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عمن حدثه عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول لولده اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير أ ما علمتم أن رسول اللّٰه ص قال ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه اللّٰه صديقا و لا يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللّٰه كذابا

[3]

3292- 3 الكافي، 2/ 338/ 3/ 1 عنه عن عثمان عن ابن مسكان عن محمد عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى جعل للشر أقفالا و جعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب و الكذب شر من الشراب

[4]

3293- 4 الكافي، 2/ 339/ 4/ 1 عنه عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن

الوافي، ج 5، ص: 928

عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي جعفر ع قال إن الكذب هو خراب الإيمان

[5]

3294- 5 الكافي، 2/ 339/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن أول من يكذب الكذاب اللّٰه ثم الملكان اللذان معه ثم هو يعلم أنه كذاب

[6]
اشارة

3295- 6 الكافي، 2/ 339/ 7/ 1 علي بن الحكم عن أبان عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن الكذاب يهلك بالبينات- و يهلك أتباعه بالشبهات

بيان

أريد بالكذاب في هذا الحديث مدعي الرئاسة و سبب هلاكه بالبينات إفتاؤه بغير علم مع علمه بجهله و سبب هلاك أتباعه بالشبهات تجويزهم كونه عالما و عدم قطعهم بجهله فهم في شبهة من أمره

[7]
اشارة

3296- 7 الكافي، 2/ 340/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن التميمي عن ابن وهب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن آية الكذاب بأن يخبرك خبر السماء و الأرض و المشرق و المغرب فإذا سألته عن حرام اللّٰه تعالى و حلاله لم يكن عنده شي ء

بيان

و ذلك لأن العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه لا يحصل لأحد إلا

الوافي، ج 5، ص: 929

بالتقوى و تهذيب السر عن رذائل الأخلاق قال اللّٰه تعالى وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ و لا يحصل التقوى إلا بالاقتصار على الحلال و الاجتناب عن الحرام و لا يتيسر ذلك إلا بالعلم بالحلال و الحرام فمن أخبر عن شي ء من حقائق الأشياء و لم يكن عنده معرفة بالحلال و الحرام فهو لا محالة كذاب يدعي ما ليس له

[8]

3297- 8 الكافي، 2/ 340/ 9/ 1 الثلاثة عن بزرج عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن الكذبة لتفطر الصائم قلت و أينا لا يكون ذلك منه قال ليس حيث تذهب إنما ذلك الكذب على اللّٰه تعالى و على رسوله ص و على الأئمة ع

[9]

3298- 9 الكافي، 2/ 339/ 5/ 1 الاثنان و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال الكذب على اللّٰه تعالى و على رسوله من الكبائر

[10]

3299- 10 الكافي، 2/ 340/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع قال ذكر الحائك لأبي عبد اللّٰه ع أنه ملعون فقال ذاك الذي يحوك الكذب على اللّٰه و على رسوله ص

[11]

3300- 11 الكافي، 2/ 338/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن

الوافي، ج 5، ص: 930

الحكم عن إسحاق بن عمار عن أبي النعمان قال قال أبو جعفر ع يا أبا النعمان لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية- و لا تطلبن أن تكون رأسا فتكون ذنبا و لا تستأكل الناس بنا فتفتقر فإنك موقوف لا محالة مسئول و إن صدقت صدقناك و إن كذبت كذبناك

[12]
اشارة

3301- 12 الكافي، 2/ 343/ 21/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن أبي إسحاق الخراساني قال كان أمير المؤمنين ع يقول إياكم و الكذب فإن كل راج طالب و كل خائف هارب

بيان

أراد ع لا تكذبوا في ادعائكم الرجاء و الخوف من اللّٰه سبحانه و ذلك لأن كل راج طالب لما يرجو ساع في أسبابه و أنتم لستم كذلك و كل خائف هارب مما يخاف منه مجتنب مما يقربه منه و أنتم لستم كذلك و هذا مثل قوله ع كذب و اللّٰه العظيم ما باله لا يتبين رجاؤه في عمله و كل من رجا عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء اللّٰه فإنه مدخول و كل خوف محقق إلا خوف اللّٰه فإنه معلول الحديث بطوله و قد مضى ذكر بعضه

[13]

3302- 13 الكافي، 2/ 340/ 12/ 1 الثلاثة عن البجلي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع الكذاب هو الذي يكذب في الشي ء قال لا ما من أحد إلا يكون ذلك منه و لكن المطبوع على الكذب

[14]

3303- 14 الكافي، 2/ 341/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن الحسن بن

الوافي، ج 5، ص: 931

ظريف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال عيسى بن مريم ع من كثر كذبه ذهب بهاؤه

[15]

3304- 15 الكافي، 8/ 254/ 362 الثلاثة عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن ممن ينتحل هذا الأمر ليكذب- حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه

[16]
اشارة

3305- 16 الكافي، 2/ 341/ 15/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن مما أعان اللّٰه به على الكذابين النسيان

بيان

يعني أن النسيان يصير سبب فضيحتهم و ذلك لأنهم ربما قالوا شيئا فنسوا أنهم قالوه فيقولون خلاف ما قالوه أولا فيفتضحون

[17]
اشارة

3306- 17 الكافي، 2/ 341/ 16/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال الكلام ثلاثة صدق و كذب و إصلاح بين الناس قال قيل له جعلت فداك ما الإصلاح بين الناس قال تسمع من الرجل كلاما يبلغه

الوافي، ج 5، ص: 932

فتخبث نفسه فتلقاه فتقول قد سمعت من فلان فيك من الخير كذا و كذا خلاف ما سمعت منه

بيان

من الرجل أي فيه فإن حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض و الخبث خلاف الطيبة و المراد من الحديث أن الكذب في الإصلاح بين الناس جائز و أنه ليس بكذب محرم و لا صدق بل هو قسم ثالث من الكلام

[18]

3307- 18 الكافي، 2/ 343/ 22/ 1 القميان عن الحجال عن ثعلبة عن معمر بن عمرو عن عطاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لا كذب على مصلح ثم تلا أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ قال و اللّٰه ما سرقوا و ما كذب ثم تلا بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا- فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ ثم قال و اللّٰه ما فعلوه و ما كذب

[19]
اشارة

3308- 19 الكافي، 8/ 100/ 70 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير قال قيل لأبي جعفر ع و أنا عنده إن سالم بن أبي حفصة و أصحابه يروون عنك أنك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج فقال ما يريد سالم مني أ يريد أن أجي ء بالملائكة و اللّٰه ما جاءت بها النبيون و لقد قال إبراهيم ع إني سقيم و ما كان سقيما و ما كذب و لقد قال إبراهيم ع بل فعله كبيرهم هذا- و ما فعله و ما كذب و لقد قال يوسف ع أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ

الوافي، ج 5، ص: 933

لَسٰارِقُونَ و الهّٰم ما كانوا سارقين و ما كذب

بيان

كان سالما عاب الإمام ع بأنه ربما يتكلم بكلام فيبلغ من لم يرتض بلوغه إليه فيأخذ في إنكاره فيتأوله على معنى آخر غير ما أراد به أولا و هذا كذب منه فأجاب ع بأن اقتداره على ذلك دليل على وفور علمه و كونه حجة من اللّٰه سبحانه و إنه لا يحتاج في ذلك إلى أن يجي ء بالملائكة كيف و الأنبياء لم يأتوا بذلك ثم بين ع أن المصلحة إذا اقتضت تأويل الكلام على خلاف ما يستفاد من ظاهره جاز ذلك و ليس بكذب و قد صدر مثله عن الأنبياء ع.

روي في الاحتجاج، أنه سئل الصادق ع عن قول اللّٰه عز و جل في قصة إبراهيم ع قال بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ- قال ما فعله كبيرهم و ما كذب إبراهيم قيل و كيف ذلك فقال إنما قال إبراهيم فاسألوهم إن كانوا ينطقون إن نطقوا فكبيرهم فعل و إن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا فما نطقوا و ما

كذب إبراهيم و سئل عن قوله في يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ قال إنهم سرقوا يوسف من أبيه أ لا ترى أنه قال لهم حين قالوا ما ذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك و لم يقل سرقتم صواع الملك إنما سرقوا يوسف من أبيه و سئل عن قول إبراهيم فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ قال ما كان إبراهيم سقيما و ما كذب إنما عنى سقيما في دينه أي مرتادا

الوافي، ج 5، ص: 934

[20]
اشارة

3309- 20 الكافي، 2/ 341/ 17/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن الصيقل قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أنا قد روينا عن أبي جعفر ع في قول يوسف ع أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ- قال و اللّٰه ما سرقوا و ما كذب و قال إبراهيم ع بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ فقال و اللّٰه ما فعلوا و ما كذب قال فقال أبو عبد اللّٰه ع ما عندكم فيها يا صيقل قال قلت ما عندنا فيه إلا التسليم قال فقال إن اللّٰه تعالى أحب اثنتين و أبغض اثنتين أحب الخطر فيما بين الصفين- و أحب الكذب في الإصلاح و أبغض الخطر في الطرقات و أبغض الكذب في غير إصلاح إن إبراهيم ع إنما قال بل فعله كبيرهم هذا إرادة الإصلاح و دلالة على أنهم لا يفعلون و قال يوسف ع إرادة الإصلاح

بيان

الخطر بالمعجمة ثم المهملتين التبختر في المشي

[21]

3310- 21 الكافي، 2/ 342/ 18/ 1 عنه عن أبيه عن صفوان عن أبي مخلد [محمد] السراج عن عيسى بن حسان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول كل كذب مسئول عنه صاحبه يوما إلا في ثلاثة- رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد بذلك الإصلاح فيما بينهما أو رجل وعد أهله

الوافي، ج 5، ص: 935

شيئا و هو لا يريد أن يتم لهم

[22]

3311- 22 الكافي، 2/ 342/ 19/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن ابن المغيرة عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال المصلح ليس بكذاب

[23]
اشارة

3312- 23 الكافي، 2/ 342/ 20/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن الكاهلي عن محمد بن مالك عن عبد الأعلى مولى آل سام قال حدثني أبو عبد اللّٰه ع بحديث فقلت له جعلت فداك- أ ليس زعمت لي الساعة كذا و كذا فقال لا فعظم ذلك علي فقلت بلى و اللّٰه زعمت قال لا و اللّٰه ما زعمته قال فعظم علي فقلت بلى و اللّٰه قد قلته قال نعم قد قلته أ ما علمت أن كل زعم في القرآن كذب

بيان

الزعم مثلثة القول الحق و الباطل و أكثر ما يقال فيما يشك فيه لما عبر عبد الأعلى عما قال له الإمام ع بالزعم أنكره ثم لما عبر عنه بالقول صدقه ثم ذكر أن الوجه في ذلك أن كل زعم جاء في القرآن جاء في الكذب

[24]

3313- 24 التهذيب، 4/ 319/ 41/ 1 أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي بدر عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال الرجل يكون صائما فيقال له أ صائم أنت فيقول لا فقال أبو عبد اللّٰه ع هذا كذب

الوافي، ج 5، ص: 937

باب 157 مخالفة السر و العلن

[1]

3314- 1 الكافي، 2/ 343/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عون القلانسي عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال من لقي المسلمين بوجهين و لسانين جاء يوم القيامة و له لسانان من نار

[2]
اشارة

3315- 2 الكافي، 2/ 343/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن ابن مسكان عن أبي شيبة عن الزهري عن أبي جعفر ع قال بئس العبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري أخاه شاهدا و يأكله غائبا- إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله

بيان

يطري أخاه يحسن الثناء عليه

[3]
اشارة

3316- 3 الكافي، 2/ 343/ 3/ 1 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن عبد الرحمن بن حماد رفعه قال قال اللّٰه تعالى لعيسى بن مريم ليكن لسانك في السر و العلانية لسانا واحدا و كذلك قلبك إني أحذرك نفسك و كفى بي خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد و لا سيفان في غمد واحد و لا قلبان في صدر واحد و كذلك الأذهان

الوافي، ج 5، ص: 938

بيان

إنما حذره نفسه لأن هوى النفس و خدعها مردية لو لا عصمة اللّٰه و كذلك الأذهان يعني كما أن الظاهر من هذه الأجسام لا يصلح تعددها في محل واحد كذلك باطن الإنسان الذي هو ذهنه و حقيقته لا يصلح أن يكون ذا قولين مختلفين أو عقيدتين متضادتين

الوافي، ج 5، ص: 939

باب 158 المراء و الخصومة و معاداة الرجال

[1]
اشارة

3317- 1 الكافي، 2/ 300/ 1/ 1 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع إياكم و المراء و الخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان و ينبت عليهما النفاق

بيان

المراء الجدال و الاعتراض على كلام الغير من غير غرض ديني

[2]

3318- 2 الكافي، 2/ 300/ 2/ 2 بإسناده قال قال النبي ص ثلاث من لقي اللّٰه تعالى بهن دخل الجنة من أي باب شاء- من حسن خلقه و خشي اللّٰه في المغيب و المحضر و ترك المراء و إن كان محقا

[3]
اشارة

3319- 3 الكافي، 2/ 301/ 3/ 1 بإسناده قال من نصب اللّٰه غرضا للخصومات أوشك أن يكثر الانتقال من الحق إلى الباطل

الوافي، ج 5، ص: 940

بيان

و ذلك لأن الجدال في اللّٰه و الخوض في آيات اللّٰه يورثان الشكوك و الشبه كما نرى ممن يرتكبها من أبناء زماننا ممن يزعم أنه من طلبة العلم قال اللّٰه تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يُجٰادِلُ فِي اللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لٰا هُدىً وَ لٰا كِتٰابٍ مُنِيرٍ و قال جل شأنه وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ .. إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إلى غير ذلك من الآيات في ذم الجدال و هي كثيرة

[4]
اشارة

3320- 4 الكافي، 2/ 301/ 4/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عمار بن مروان قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا تمارين حليما و لا سفيها فإن الحليم يقليك و السفيه يؤذيك

بيان

القلاء البغض

[5]
اشارة

3321- 5 الكافي، 2/ 301/ 5/ 1 الثلاثة عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما كان [ما كاد] جبرئيل يأتيني إلا قال يا محمد اتق شحناء الرجال و عداوتهم

الوافي، ج 5، ص: 941

بيان

الشحناء البغضاء

[6]

3322- 6 الكافي، 2/ 302/ 11/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص ما عهد إلي جبرئيل قط في شي ء- ما عهد إلي في معاداة الرجال

[7]
اشارة

3323- 7 الكافي، 2/ 301/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الكندي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال جبرئيل ع للنبي ص إياك و ملاحاة الرجال

بيان

الملاحاة المنازعة

[8]
اشارة

3324- 8 الكافي، 2/ 301/ 7/ 1 عنه عن عثمان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إياكم و المماراة فإنها تورث المعرة و تظهر العورة

بيان

في بعض النسخ إياكم و المشارة و هي بتشديد الراء بمعنى المخاصمة و المعرة الإثم

الوافي، ج 5، ص: 942

[9]
اشارة

3325- 9 الكافي، 2/ 301/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عنبسة العابد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إياكم و الخصومة فإنها تشغل القلب و تورث النفاق و تكسب الضغائن

بيان

الضغينة الحقد

[10]

3326- 10 الكافي، 2/ 302/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن مهران عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما أتاني جبرئيل قط إلا وعظني فآخر قوله لي إياك و مشارة الناس فإنها تكشف العورة و تذهب بالعز

[11]

3327- 11 الكافي، 2/ 302/ 12/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع من زرع العداوة حصد ما بذر

[12]
اشارة

3328- 12 الكافي، 8/ 391/ 587 العدة عن سهل عن عمر بن علي عن عمه محمد بن عمر عن ابن أذينة عن عمر بن يزيد عن معروف بن خربوذ عن علي بن الحسين ع أنه كان يقول ويل أمة فاسقا من لا يزال مماريا ويل أمة فاجرا من لا يزال مخاصما- ويل أمة آثما من كثر كلامه في غير ذات اللّٰه تعالى

بيان

ويل أمه بالإضافة و نصب فاسقا على التمييز لرفع إبهام النسبة و كذا في

الوافي، ج 5، ص: 943

أختيها في غير ذات اللّٰه أي في غير اللّٰه فإن لفظة الذات في مثله مقحمة و لا بد من تقدير مضاف سواء قيل في اللّٰه أو في ذات اللّٰه فإن المعنى في حق اللّٰه أو طاعة اللّٰه أو عبادة اللّٰه و هذا كقوله سبحانه على الحكاية يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّٰهِ

الوافي، ج 5، ص: 945

باب 159 الإذاعة

[1]

3329- 1 الكافي، 2/ 370/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا قال و قال للمعلى بن خنيس المذيع حديثنا كالجاحد له

[2]

3330- 2 الكافي، 2/ 370/ 3/ 1 يونس عن ابن مسكان عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّٰه ع من أذاع علينا حديثنا سلبه اللّٰه تعالى الإيمان

[3]

3331- 3 الكافي، 2/ 370/ 4/ 1 يونس عن يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما قتلنا من أذاع علينا حديثنا قتل خطإ و لكن قتلنا قتل عمد

[4]

3332- 4 الكافي، 2/ 371/ 9/ 1 الثلاثة عن حسين عمن أخبره عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن

الوافي، ج 5، ص: 946

قتلنا عمدا و لم يقتلنا خطأ

[5]

3333- 5 الكافي، 2/ 371/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع و تلا هذه الآية ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كٰانُوا يَكْفُرُونَ بِآيٰاتِ اللّٰهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذٰلِكَ بِمٰا عَصَوْا وَ كٰانُوا يَعْتَدُونَ قال و اللّٰه ما قتلوهم بأيديهم و لا ضربوهم بأسيافهم- و لكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا و اعتداء و معصية

[6]

3334- 6 الكافي، 2/ 371/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ يَقْتُلُونَ الْأَنْبِيٰاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ فقال أما و اللّٰه ما قتلوهم بالسيوف و لكن أذاعوا سرهم و أفشوا عليهم فقتلوا

[7]

3335- 7 الكافي، 2/ 371/ 8/ 1 عنه عن عثمان عن محمد بن عجلان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى عير قوما بالإذاعة فقال وَ إِذٰا جٰاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذٰاعُوا بِهِ فإياكم و الإذاعة

[8]

3336- 8 الكافي، 2/ 372/ 12/ 1 القميان عن صفوان عن البجلي عن أبي عبد اللّٰه ع قال من استفتح نهاره بإذاعة سرنا سلط اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 947

تعالى عليه حر الحديد و ضيق المحابس

[9]
اشارة

3337- 9 الكافي، 2/ 372/ 11/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن رجل من الكوفيين عن أبي خالد الكابلي عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال إن اللّٰه تعالى جعل الدين دولتين دولة آدم و هي دولة اللّٰه تعالى و دولة إبليس فإذا أراد اللّٰه تعالى أن يعبد علانية كانت دولة آدم و إذا أراد اللّٰه أن يعبد على السر كانت دولة إبليس و المذيع لما أراد اللّٰه تعالى ستره مارق من الدين

بيان

قد مضى هذا الحديث بإسناد آخر في كتاب الحجة مع أخبار أخر في هذا المعنى

[10]
اشارة

3338- 10 الكافي، 2/ 371/ 10/ 1 الاثنان عن أحمد عن نصر بن صاهر [طاهر] [صاعد] مولى أبي عبد اللّٰه ع عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول مذيع السر شاك و قائله عند غير أهله كافر و من تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج قلت و ما هو قال التسليم

بيان

إنما كان المذيع شاكا لأنه في الأغلب إنما يذيع السر ليستعلم حقيته و يستفهم و لو كان صاحب يقين لما احتاج إلى الإذاعة

الوافي، ج 5، ص: 949

باب 160 السفه و السباب

[1]
اشارة

3339- 1 الكافي، 2/ 322/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن السفه خلق اللئيم يستطيل على من هو دونه و يخضع لمن هو فوقه

بيان

السفه ضد الحلم و أصله الخفة و الحركة

[2]

3340- 2 الكافي، 2/ 322/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي المغراء عن الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تسفهوا فإن أئمتكم ليسوا سفهاء و قال أبو عبد اللّٰه ع من كافي السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى مثاله

[3]

3341- 3 الكافي، 2/ 360/ 4/ 1 العدة عن ابن عيسى عن السراد عن البجلي عن أبي الحسن موسى ع في رجلين يتسابان فقال البادئ منهما أظلم و وزره و وزر صاحبه عليه ما لم يعتذر إلى المظلوم

[4]

3342- 4 الكافي، 2/ 322/ 3/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن البجلي عن أبي الحسن موسى ع في رجلين يتسابان فقال البادئ

الوافي، ج 5، ص: 950

منهما أظلم و وزره و وزر صاحبه عليه ما لم يتعد المظلوم

[5]

3343- 5 الكافي، 2/ 360/ 3/ 1 العدة عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن رجلا من بني تميم أتى رسول اللّٰه ص فقال له أوصني فكان مما أوصاه أن قال لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة منهم

[6]

3344- 6 الكافي، 2/ 360/ 5/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال ما شهد رجل على رجل بكفر قط إلا باء به أحدهما إن كان شهد به على كافر صدق و إن كان مؤمنا رجع الكفر عليه [إليه] فإياكم و الطعن على المؤمنين

[7]

3345- 7 الكافي، 2/ 360/ 6/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أحدهما ع قال سمعته يقول إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت فإن وجدت مساغا و إلا رجعت على صاحبها

[8]
اشارة

3346- 8 الكافي، 2/ 360/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي عن علي بن عقبة عن عبد اللّٰه بن سنان عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت بينهما فإن وجدت مساغا و إلا رجعت على صاحبها

بيان

مساغا أي مدخلا

الوافي، ج 5، ص: 951

[9]
اشارة

3347- 9 الكافي، 2/ 361/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة و كان قمنا ألا يرجع إلى خير

بيان

في عين مؤمن يعني حين ينظر إليه و يراعيه و القمن ككتف الخليق الجدير

[10]

3348- 10 الكافي، 2/ 359/ 2/ 1 العدة عن ابن عيسى عن الحسين عن فضالة عن ابن بكير عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الفقيه، 4/ 418/ 5913 قال رسول اللّٰه ص سباب المؤمن فسوق و قتاله كفر و أكل لحمه معصية و حرمة ماله كحرمة دمه

[11]

3349- 11 الكافي، 2/ 359/ 1/ 2 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة

الوافي، ج 5، ص: 953

باب 161 البذاء و السلاطة

[1]
اشارة

3350- 1 الكافي، 2/ 323/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه تعالى حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال و لا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان فقيل يا رسول اللّٰه و في الناس شرك شيطان فقال رسول اللّٰه ص أ ما تقرأ قول اللّٰه تعالى وَ شٰارِكْهُمْ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلٰادِ قال و سأل رجل فقيها هل في الناس من لا يبالي ما قيل له قال من تعرض للناس يشتمهم و هو يعلم أنهم لا يتركونه فذلك الذي لا يبالي ما قال و لا ما قيل له

بيان

الغية بكسر المعجمة و تشديد المثناة التحتانية الزنا يقال فلان لغية في مقابلة فلان لرشدة بكسر الراء و معنى مشاركة الشيطان للإنسان في الأموال حمله إياه على تحصيلها من الحرام و إنفاقها فيما لا يجوز و على ما لا يجوز من الإسراف و التقتير و البخل و التبذير و مشاركته له في الأولاد إدخاله معه في النكاح إذا لم يسم اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 954

و النطفة واحدة كما يأتي ذكره في كتاب النكاح إن شاء اللّٰه تعالى

[2]

3351- 2 الكافي، 2/ 323/ 2/ 1 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه فإنه لغية أو شرك شيطان

[3]

3352- 3 الكافي، 2/ 323/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن أبي المغراء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال من علامة شرك الشيطان الذي لا شك فيه أن يكون فحاشا لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه

[4]

3353- 4 الكافي، 2/ 324/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي جميلة يرفعه عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه يبغض الفاحش المتفحش

[5]

3354- 5 الكافي، 2/ 325/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه ليبغض الفاحش البذي و السائل الملحف

[6]
اشارة

3355- 6 الكافي، 2/ 325/ 10/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الصيقل قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن الفحش و البذاء و السلاطة من النفاق

الوافي، ج 5، ص: 955

بيان

السلاطة شدة اللسان

[7]
اشارة

3356- 7 الكافي، 2/ 325/ 9/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال البذاء من الجفاء و الجفاء في النار

بيان

الجفاء الغلظ في العشرة و الخرق في المعاملة و ترك الرفق

[8]
اشارة

3357- 8 الكافي، 2/ 326/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن النبي ص بينا هو ذات يوم عند عائشة إذ استأذن عليه رجل- فقال رسول اللّٰه ص بئس أخو العشيرة- فقامت عائشة فدخلت البيت فأذن له رسول اللّٰه ص فلما دخل أقبل رسول اللّٰه ص بوجهه و بشره إليه يحدثه حتى إذا فرغ و خرج من عنده قالت عائشة يا رسول اللّٰه بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك و بشرك- فقال رسول اللّٰه ص عند ذلك إن من شرار عباد اللّٰه تعالى من تكره مجالسته لفحشه

بيان

يعني أن هذا الرجل كان ممن تكره مجالسته لفحشه و لهذا قلت فيه ما قلت

الوافي، ج 5، ص: 956

و إنما فعلت معه ما فعلت لأني لو لم أفعل معه ذلك لم آمن شره و فحشه

[9]

3358- 9 الكافي، 2/ 325/ 8/ 1 بهذا الإسناد عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن من شرار عباد اللّٰه من تكره مجالسته لفحشه

[10]

3359- 10 الكافي، 2/ 327/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع من خاف الناس من لسانه فهو في النار

[11]

3360- 11 الكافي، 2/ 322/ 4/ 1 العدة عن سهل عن صفوان بن يحيى عن عيص بن القاسم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أبغض خلق اللّٰه تعالى عبد اتقى الناس لسانه

[12]

3361- 12 الكافي، 2/ 326/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص شر الناس عند اللّٰه تعالى يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم

[13]

3362- 13 الكافي، 2/ 327/ 4/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن أبي حمزة عن جابر بن عبد اللّٰه قال قال رسول اللّٰه ص الحديث

[14]

3363- 14 الكافي، 2/ 290/ 7/ 1 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن داود بن النعمان عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال خطب

الوافي، ج 5، ص: 957

رسول اللّٰه ص الناس فقال أ لا أخبركم بشراركم قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال الذي يمنع رفده و يضرب عبده و يتزود وحده فظنوا أن اللّٰه تعالى لم يخلق خلقا هو شر من هذا ثم قال أ لا أخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال الذي لا يرجى خيره و لا يؤمن شره فظنوا أن اللّٰه لم يخلق خلقا هو شر من هذا- ثم قال أ لا أخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال المتفحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم و إذا ذكروه لعنوه

[15]

3364- 15 الكافي، 2/ 325/ 13/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد عن بعض رجاله قال قال من فحش على أخيه المسلم نزع اللّٰه منه بركة رزقه و وكله إلى نفسه و أفسد عليه معيشته

[16]
اشارة

3365- 16 الكافي، 2/ 326/ 14/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن حسان عن سماعة قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقال لي مبتدئا يا سماعة ما هذا الذي كان بينك و بين جمالك إياك أن تكون فحاشا أو سخابا أو لعانا فقلت و اللّٰه لقد كان ذلك إنه ظلمني فقال إن كان ظلمك لقد أربيت عليه إن هذا ليس من فعالي و لا آمر به شيعتي- استغفر ربك و لا تعد قلت أستغفر اللّٰه و لا أعود

الوافي، ج 5، ص: 958

بيان

السخاب بالسين و الصاد الشديد الصوت أربيت زدت

[17]

3366- 17 الكافي، 2/ 324/ 5/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن النعمان الجعفي قال كان لأبي عبد اللّٰه ع صديق لا يكاد يفارقه إذا ذهب مكانا فبينا هو يمشي معه في الحذاءين و معه غلام له سندي يمشي خلفهما إذا التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره فلما نظر في الرابعة قال يا بن الفاعلة أين كنت قال فرفع أبو عبد اللّٰه ع يده فصك بها جبهة نفسه ثم قال سبحان اللّٰه تقذف أمه قد كنت أريتني أن لك ورعا فإذا ليس لك ورع فقال جعلت فداك إن أمه سندية مشركة فقال أ ما علمت أن لكل أمة نكاحا تنح عني قال فما رأيته يمشي معه حتى فرق بينهما الموت

[18]

3367- 18 الكافي، 2/ 324/ 5/ 1 و في رواية أخرى أن لكل أمة نكاحا يحتجبون [يحتجزون] به من الزنا

[19]
اشارة

3368- 19 الكافي، 2/ 324/ 6/ 1 الكافي، 2/ 325/ 12/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص لعائشة يا عائشة إن الفحش لو كان مثالا لكان مثال سوء

بيان

هذا الخبر أورده مرة أخرى في هذا الباب بهذا الإسناد بعينه بدون ذكر عائشة

الوافي، ج 5، ص: 959

باب 162 إيذاء المؤمن و احتقاره

[1]
اشارة

3369- 1 الكافي، 2/ 350/ 1/ 2 محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال اللّٰه تعالى ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن و ليأمن من غضبي من أكرم عبدي المؤمن الحديث

بيان

قد مضى تمامه ليأذن ليعلم فإن أذن بمعنى علم قاله الجوهري قال و منه قوله سبحانه فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللّٰهِ

[2]
اشارة

3370- 2 الكافي، 2/ 351/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن ابن سنان عن منذر بن يزيد عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين المأذون لأوليائي فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال هؤلاء الذين آذوا المؤمنين و نصبوا لهم و عاندوهم و عنفوهم في دينهم فيؤمر بهم إلى جهنم

الوافي، ج 5، ص: 960

بيان

إنما سقط لحم وجوههم لأنهم كاشفوهم بوجوههم الشديدة من غير استحياء من اللّٰه و منهم و نصبوا لهم يعني العداوة و التعنيف التعيير و اللؤم

[3]
اشارة

3371- 3 الكافي، 2/ 351/ 3/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حماد بن بشير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي

بيان

الإرصاد المراقبة و الإعداد للشي ء

[4]

3372- 4 الكافي، 2/ 351/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن معلى بن خنيس قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه تعالى يقول من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي و أنا أسرع شي ء إلى نصرة أوليائي

[5]
اشارة

3373- 5 الكافي، 2/ 351/ 6/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن هشام بن سالم عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى قد نابذني من أذل عبدي المؤمن

الوافي، ج 5، ص: 961

بيان

المنابذة المعاداة جهارا

[6]
اشارة

3374- 6 الكافي، 2/ 353/ 9/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال من استذل مؤمنا و احتقره لقلة ذات يده و لفقره شهره اللّٰه يوم القيامة على رءوس الخلائق

بيان

الشهرة ظهور الشي ء في شنعة يقال شهره كمنعه و شهره و اشتهره شهره و تشهيرا و اشتهارا

[7]
اشارة

3375- 7 الكافي، 2/ 351/ 4/ 1 الثلاثة عن حسين عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال من حقر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين لم يزل اللّٰه تعالى له حاقرا ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه

بيان

قد مضت أخبار أخر من هذا الباب في باب عزة المؤمن

الوافي، ج 5، ص: 963

باب 163 إخافة المؤمن و ضربه

[1]

3376- 1 الكافي، 2/ 368/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن الأنصاري عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه اللّٰه تعالى يوم لا ظل إلا ظله

[2]

3377- 2 الكافي، 2/ 368/ 2/ 1 علي عن أبيه عن أبي إسحاق الخفاف عن بعض الكوفيين عن أبي عبد اللّٰه ع قال من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فلم يصبه فهو في النار و من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فأصابه فهو مع فرعون و آل فرعون في النار

[3]
اشارة

3378- 3 الكافي، 2/ 368/ 3/ 1 الثلاثة الفقيه، 4/ 94/ 5157 ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أعان على مؤمن بشطر كلمة- لقي اللّٰه تعالى يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّٰه تعالى

بيان

الشطر النصف و الجزء و في الفقيه عن غير واحد بدل عن بعض أصحابه و جاء يوم القيامة مكان لقي اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 964

[4]

3379- 4 الفقيه، 4/ 93/ 5155 العلاء عن الثمالي قال" لو أن رجلا ضرب رجلا سوطا لضربه اللّٰه سوطا من نار

[5]

3380- 5 الفقيه، 4/ 170/ 5390 عبد اللّٰه بن سنان عن الثمالي عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد اللّٰه" مثله

الوافي، ج 5، ص: 965

باب 164 الظلم

[1]

3381- 1 الكافي، 2/ 330/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال الظلم ثلاثة ظلم يغفره اللّٰه تعالى و ظلم لا يغفره اللّٰه و ظلم لا يدعه فأما الظلم الذي لا يغفره اللّٰه فالشرك و أما الظلم الذي يغفره اللّٰه تعالى فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين اللّٰه تعالى و أما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد

[2]

3382- 2 الكافي، 2/ 331/ 2/ 1 عنه عن الحجال عن غالب بن محمد عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصٰادِ قال قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة

[3]

3383- 3 الكافي، 2/ 331/ 3/ 1 الثلاثة عن وهب بن عبد ربه و عبيد اللّٰه الطويل عن شيخ من النخع قال قلت لأبي جعفر ع إني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة قال فسكت ثم أعدت عليه فقال لا حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه

الوافي، ج 5، ص: 966

[4]

3384- 4 الكافي، 2/ 331/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا اللّٰه تعالى

[5]

3385- 5 الكافي، 2/ 331/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن درست عن عيسى بن بشير عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال لما حضر علي بن الحسين ع الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي ع حين حضرته الوفاة و بما ذكر أن أباه ع أوصاه به قال يا بني إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا اللّٰه تعالى

[6]

3386- 6 الكافي، 2/ 331/ 6/ 1 عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع من خاف القصاص كف عن ظلم الناس

[7]

3387- 7 الكافي، 2/ 335/ 23/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص مثله

[8]
اشارة

3388- 8 الكافي، 2/ 332/ 8/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر اللّٰه تعالى له ما اجترم

الوافي، ج 5، ص: 967

بيان

في بعض النسخ لا ينوي ظلم أحد ما اجترم أي في ذلك اليوم ما بينه و بين اللّٰه تعالى و في بعض النسخ ما أجرم

[9]

3389- 9 الكافي، 2/ 334/ 21/ 1 أحمد بن محمد الكوفي عن إبراهيم بن الحسين عن محمد بن خلف عن موسى بن إبراهيم المروزي عن أبي الحسن موسى ع قال قال رسول اللّٰه ص مثله

[10]

3390- 10 الكافي، 2/ 331/ 7/ 1 القميان عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع من أصبح لا ينوي ظلم أحد- غفر اللّٰه له ذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما

[11]

3391- 11 الكافي، 2/ 332/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن منصور عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع الكافي، 2/ 332/ 11/ 1 ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة

[12]

3392- 12 الكافي، 2/ 333/ 15/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من أكل مال أخيه ظلما و لم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة

[13]

3393- 13 الكافي، 2/ 332/ 9/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن

الوافي، ج 5، ص: 968

أبي عبد اللّٰه ع قال من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو ماله أو ولده

[14]

3394- 14 الكافي، 2/ 332/ 12/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه اللّٰه تعالى بها في نفسه أو ماله و أما الظلم الذي بينه و بين اللّٰه جل و عز فإذا تاب غفر له

[15]
اشارة

3395- 15 الكافي، 2/ 332/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن التميمي عن عمار بن حكيم عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال أبو عبد اللّٰه ع مبتدئا من ظلم سلط اللّٰه عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه قال قلت يظلم هو فيسلط على عقبه أو على عقب عقبه- فقال إن اللّٰه تعالى يقول وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعٰافاً خٰافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّٰهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً

بيان

الوجه في ذلك أن الدنيا دار مكافأة و انتقام و إن كان بعض ذلك مما يؤخر إلى الآخرة و فائدة ذلك أما بالنسبة إلى الظالم فإنه يردعه عن الظلم إذا سمع به و أما بالنسبة إلى المظلوم فإنه يستبشر بنيل الانتقام في الدنيا مع نيله ثواب الظلم الواقع عليه في الآخرة فإنه ما ظفر أحد بخير مما ظفر به المظلوم لأنه يأخذ من دين الظالم أكثر مما أخذ الظالم من ماله كما يأتي في حديث آخر الباب و هذا مما يصحح الانتقام من عقب الظالم أو عقب عقبه فإنه و إن كان في

الوافي، ج 5، ص: 969

صورة الظلم لأنه انتقام من غير أهله مع أنه لٰا تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ إلا أنه نعمة من اللّٰه عليه في المعنى من جهة ثوابه في الدارين فإن ثواب المظلوم في الآخرة أكثر مما جرى عليه من الظلم في الدنيا

[16]

3396- 16 الكافي، 2/ 333/ 14/ 1 عنه عن السراد عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء في مملكة جبار من الجبابرة أن ائت هذا الجبار فقل له إني لم أستعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال و إنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين و إني لن أدع ظلامتهم و إن كانوا كفارا

[17]

3397- 17 الكافي، 2/ 333/ 16/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلاثتهم

[18]
اشارة

3398- 18 الكافي، 2/ 333/ 17/ 1 عنه عن أحمد عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما

بيان

في بعض النسخ العدة عن أحمد فما يزال يدعو أي يدعو على ظالمه حتى يربو عليه و يزيد فيصير الظالم مظلوما و المظلوم ظالما

[19]

3399- 19 الكافي، 2/ 334/ 18/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن أبي نهشل عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال من

الوافي، ج 5، ص: 970

أعان ظالما بظلمه سلط اللّٰه عليه من يظلمه فإن دعا لم يستجب له و لم يأجره اللّٰه على ظلامته

[20]

3400- 20 الكافي، 2/ 334/ 19/ 1 عنه عن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن عبد الحميد عن علي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال ما انتصر اللّٰه تعالى من ظالم إلا بظالم و ذلك قوله تعالى وَ كَذٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّٰالِمِينَ بَعْضاً

[21]

3401- 21 الكافي، 2/ 334/ 20/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من ظلم أحدا ففاته فليستغفر اللّٰه له فإنه كفارة له

[22]
اشارة

3402- 22 الكافي، 2/ 334/ 22/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن علي عن أبي بصير قال دخل رجلان على أبي عبد اللّٰه ع في مداراة بينهما و معاملة فلما أن سمع كلامهما قال أما إنه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم ثم قال من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به أما إنه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع و ليس يحصد أحد من المر حلوا و لا من الحلو مرا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما

بيان

من ظفر على الجار و المجرور متعلق بخير ليس بالموصول كما توهم و المراد بالظلم المظلومية كما مر تفسيره

الوافي، ج 5، ص: 971

باب 165 طلب عثرات المؤمن و عوراته و تعييره

[1]

3403- 1 الكافي، 2/ 354/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن إبراهيم و الفضل ابني زيد الأشعري [يزيد الأشعريين] عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع و أبي عبد اللّٰه ع قالا أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته و زلاته ليعنفه بها يوما ما

[2]

3404- 2 الكافي، 2/ 355/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع مثله

[3]

3405- 3 الكافي، 2/ 355/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه زلاته ليعيره بها يوما ما

[4]

3406- 4 الكافي، 2/ 355/ 7/ 1 بهذا الإسناد عن ابن بكير عن أبي عبد اللّٰه ع قال أبعد ما يكون العبد من اللّٰه تعالى أن يكون الرجل يؤاخي الرجل و هو يحفظ عليه زلاته ليعيره بها يوما ما

الوافي، ج 5، ص: 972

[5]
اشارة

3407- 5 الكافي، 2/ 354/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص يا معشر من أسلم بلسانه و لم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عوراتهم تتبع اللّٰه عورته و من تتبع اللّٰه تعالى عورته يفضحه و لو في بيته

بيان

خلص إليه وصل

[6]

3408- 6 الكافي، 2/ 354/ 2/ 1 عنه عن علي بن النعمان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع مثله

[7]

3409- 7 الكافي، 2/ 355/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن الحجال عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص يا معشر من أسلم بلسانه و لم يسلم بقلبه- لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين تتبع اللّٰه عثراته و من تتبع اللّٰه عثراته يفضحه

[8]

3410- 8 الكافي، 2/ 355/ 5/ 1 الثلاثة عن علي بن إسماعيل عن ابن مسكان عن محمد أو الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإنه من تتبع عثرات المؤمنين [أخيه]- تتبع اللّٰه تعالى عثرته و من تتبع اللّٰه عثرته يفضحه و لو في جوف بيته

الوافي، ج 5، ص: 973

[9]

3411- 9 التهذيب، 1/ 375/ 10/ 1 أحمد عن البرقي عن ابن سنان عن حذيفة بن منصور قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع شي ء يقوله الناس عورة المؤمن على المؤمن حرام فقال ليس حيث يذهبون- إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة أو يتكلم بشي ء يعاب عليه ليحفظ عليه ليعيره به يوما ما

[10]

3412- 10 الكافي، 2/ 356/ 3/ 1 الثلاثة عن إسماعيل بن عمار عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من أذاع فاحشة كان كمبتدئها و من عير مؤمنا بشي ء لم يمت حتى يركبه

[11]

3413- 11 الكافي، 2/ 356/ 1/ 1 الثلاثة عن حسين عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أنب مؤمنا أنبه اللّٰه تعالى في الدنيا و الآخرة

[12]
اشارة

3414- 12 الكافي، 2/ 356/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن الحسين بن عمر بن سلمان عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال من لقي أخاه بما يؤنبه أنبه اللّٰه تعالى في الدنيا و الآخرة

بيان

التأنيب و التعيير و التعنيف و التثريب و التوبيخ و الملامة و العذل متقاربات

الوافي، ج 5، ص: 975

باب 166 الرواية على المؤمن و الشماتة به

[1]
اشارة

3415- 1 الكافي، 2/ 358/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان التهذيب، 1/ 375/ 11/ 1 ابن محبوب عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن عبد اللّٰه بن سنان التهذيب، عن أبي عبد اللّٰه ع ش قال قلت له عورة المؤمن على المؤمن حرام قال نعم قلت يعني سفليه قال ليس حيث تذهب إنما هو إذاعة سره

بيان

سفليه يوجد في النسخ تارة بالفوقانية و أخرى بالتحتانية

[2]

3416- 2 الكافي، 2/ 359/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحسين بن المختار التهذيب، 1/ 375/ 12/ 1 ابن محبوب عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع فيما جاء في الحديث عورة المؤمن على المؤمن حرام قال ما هو أن ينكشف فيرى منه شيئا و إنما هو أن يروي عليه أو يعيبه

الوافي، ج 5، ص: 976

[3]

3417- 3 الكافي، 2/ 359/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن أبان بن عبد الملك عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال لا تبد الشماتة لأخيك فيرحمه اللّٰه تعالى و يحلها بك و قال من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن

[4]

3418- 4 الكافي، 8/ 147/ 125 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الأول ع قال قلت له جعلت فداك الرجل من إخواني يبلغني عنه الشي ء الذي أكرهه فأسأله عن ذلك فينكر ذلك و قد أخبرني عنه قوم ثقات فقال لي يا محمد كذب سمعك و بصرك عن أخيك فإن شهد عندك خمسون قسامة و قال لك قولا فصدقه و كذبهم لا تذيعن عليه شيئا تشينه به و تهدم به مروته فتكون من الذين قال اللّٰه تعالى في كتابه إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفٰاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ

[5]

3419- 5 الكافي، 2/ 358/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه و هدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه اللّٰه تعالى من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان

الوافي، ج 5، ص: 977

باب 167 الغيبة و البهت

[1]
اشارة

3420- 1 الكافي، 2/ 356/ 1/ 2 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكلة في جوفه قال و قال رسول اللّٰه ص الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث قيل يا رسول اللّٰه و ما يحدث قال الاغتياب

بيان

الأكلة بالضم اللقمة و كفرحة داء في العضو يأتكل منه و كلاهما محتملان إلا أن ذكر الجوف يؤيد الأول و إرادة الإفناء و الإذهاب يؤيد الثاني و الأول أقرب و أصوب و تشبيه الغيبة بأكل اللقمة أنسب لأن اللّٰه سبحانه شبهها بأكل اللحم

[2]

3421- 2 الكافي، 2/ 357/ 2/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه فهو من الذين قال اللّٰه تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفٰاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ

الوافي، ج 5، ص: 978

[3]
اشارة

3422- 3 الكافي، 2/ 357/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن مالك بن عطية عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه اللّٰه في طينة خبال حتى يخرج مما قال قلت و ما طينة خبال قال صديد يخرج من فروج المومسات

بيان

المومسة الفاجرة

[4]

3423- 4 الكافي، 2/ 358/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن عباس بن مروان عن أبان عن رجل لا نعلمه إلا يحيى الأزرق قال قال لي أبو الحسن ع من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه و من ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه و من ذكره بما ليس فيه فقد بهته

[5]

3424- 5 الكافي، 2/ 358/ 7/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عبد الرحمن بن سيابة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره اللّٰه تعالى عليه و أما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة و العجلة فلا و البهتان أن تقول فيه ما ليس فيه

[6]

3425- 6 الكافي، 2/ 357/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن داود بن سرحان قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الغيبة قال هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل و تبث عليه أمرا قد ستره اللّٰه تعالى عليه لم يقم

الوافي، ج 5، ص: 979

عليه فيه حد

[7]
اشارة

3426- 7 الكافي، 2/ 357/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن الفقيه، 3/ 377/ 4327 حفص بن عمر [عمرو] عن أبي عبد اللّٰه ع قال سئل النبي ص ما كفارة الاغتياب قال تستغفر اللّٰه لمن اغتبته كلما ذكرته

بيان

يأتي حديث آخر في ذم الغيبة في باب فضل اللحم من كتاب المطاعم سوى ما يأتي في أواخر هذا الكتاب إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 981

باب 168 النميمة

[1]

3427- 1 الكافي، 2/ 369/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أ لا أنبئكم بشراركم قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب

[2]
اشارة

3428- 2 الكافي، 2/ 369/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي الحسن الأصبهاني ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص [أمير المؤمنين ع] شراركم المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة المبتغون للبرآء العيب

بيان

نم الرجل الحديث سعى به ليوقع فتنة أو وحشة و البغي و الابتغاء الطلب و في بعض النسخ المعايب بدل العيب في الحديثين

الوافي، ج 5، ص: 982

[3]
اشارة

3429- 3 الكافي، 2/ 370/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن العلاء عن محمد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع [أبا جعفر ع] يقول يحشر القتات يوم القيامة و ما ندا دما فيدفع إليه شبيه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له هذا سهمك من دم فلان- فيقول يا رب إنك لتعلم أنك قبضتني و ما سفكت دما فيقال بلى سمعت من فلان رواية كذا و كذا فرويتها عليه فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها و هذا سهمك من دمه

بيان

القت بالقاف و التاء المشددة المثناة الفوقانية نم الحديث ما ندا دما أي ابتل بدم شبيه المحجمة أو فوق ذلك يعني بقدر الدم الذي يكون في المحجمة أو أزيد من ذلك على وفق نميمته و سعيه بأخيه

[4]
اشارة

3430- 4 الكافي، 2/ 369/ 2/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يوسف بن عقيل عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال محرمة الجنة على العيابين المشاءين بالنميمة

بيان

في بعض النسخ القتاتين بدل العيابين

الوافي، ج 5، ص: 983

باب 169 التهمة و سوء الظن

[1]
اشارة

3431- 1 الكافي، 2/ 361/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا اتهم المؤمن أخاه انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء

بيان

التهمة الشك و الريبة و الانمياث بالنون و الثاء المثلثة الذوبان

[2]
اشارة

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 983

3432- 2 الكافي، 2/ 361/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن الحسن [الحسين] بن حازم عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبيه قا

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 983

سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما و من عامل أخاه بمثل ما عامل به الناس فهو بري ء مما ينتحل

بيان

في دينه إما متعلق بأنهم أو بأخاه و التهمة في الدين تشمل تهمته بترك شي ء من الفرائض أو ارتكاب شي ء من المحارم لأن الإتيان بالفرائض و الاجتناب عن المحارم من الدين كما أن القول الحق و التصديق به من الدين و الانتحال ادعاء ما ليس له و المراد بما ينتحل هاهنا إما التشيع أو الأخوة

الوافي، ج 5، ص: 984

[3]

3433- 3 الكافي، 2/ 362/ 3/ 1 عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع في كلام له ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء و أنت تج

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 984

د لها في الخير محملا

[4]

3434- 4 الكافي، 8/ 152/ 137 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن و من كتم سره كانت الخيرة في يده

الوافي، ج 5، ص: 985

باب 170 ترك مناصحة المؤمن

[1]
اشارة

3435- 1 الكافي، 2/ 362/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبي حفص الأعشى عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول قال رسول اللّٰه ص من سعى في حاجة أخيه المؤمن و لم يناصحه فقد خان اللّٰه و رسوله

بيان

قد مضى معنى المناصحة و أن مناصحة المؤمن إرشاده إلى ما فيه مصلحته و حفظ غبطته في أموره

[2]

3436- 2 الكافي، 2/ 363/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أيما مؤمن مشى مع أخيه المؤمن في حاجة فلم يناصحه فقد خان اللّٰه تعالى و رسوله ص

[3]

3437- 3 الكافي، 2/ 362/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أيما مؤمن سعى في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان اللّٰه و رسوله

الوافي، ج 5، ص: 986

[4]

3438- 4 الكافي، 2/ 363/ 4/ 1 العدة عن البرقي و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن أبي جميلة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من مشى في حاجة أخيه ثم لم يناصحه فيها كان كمن خان اللّٰه تعالى و رسوله و كان اللّٰه تعالى خصمه

[5]

3439- 5 الكافي، 2/ 362/ 3/ 2 العدة عن البرقي و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن إدريس بن الحسن عن مصبح بن هلقام عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهده فقد خان اللّٰه و رسوله و المؤمنين قال أبو بصير قلت لأبي عبد اللّٰه ع ما تعني بقولك و المؤمنين قال من لدن أمير المؤمنين ع إلى آخرهم

[6]

3440- 6 الكافي، 2/ 363/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن الحسين بن حازم عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال من استشار أخاه فلم يمحضه الرأي- سلبه اللّٰه تعالى رأيه

الوافي، ج 5، ص: 987

باب 171 ترك أعانه المؤمن

[1]

3441- 1 الكافي، 2/ 365/ 1/ 1 العدة عن البرقي و القمي عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن سعدان عن الحسين بن أمين عن أبي جعفر ع قال من بخل بمعونة أخيه المسلم و القيام له في حاجته ابتلي بالقيام بمعونة من يأثم عليه و لا يؤجر

[2]

3442- 2 الكافي، 2/ 366/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال أيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخوانه فاستعان به في حاجة فلم يعنه و هو يقدر- ابتلاه اللّٰه تعالى بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا يعذبه اللّٰه عليها يوم القيامة

[3]

3443- 3 الكافي، 2/ 366/ 3/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن محمد بن أسلم عن الخطاب بن مصعب عن سدير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لم يدع رجل معونة أخيه المسلم حتى يسعى فيها و يؤاسيه إلا ابتلي بمعونة من يأثم و لا يؤجر

[4]

3444- 4 الكافي، 2/ 366/ 4/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول من

الوافي، ج 5، ص: 988

قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية اللّٰه تعالى

[5]

3445- 5 الكافي، 2/ 367/ 1/ 1 العدة عن أحمد و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف عن أبي عبد اللّٰه ع قال أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه و هو قادر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه اللّٰه تعالى يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن- الذي خان اللّٰه تعالى و رسوله ص ثم يؤمر به إلى النار

[6]

3446- 6 الكافي، 8/ 102/ 73 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبي هارون عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لنفر عنده و أنا حاضر ما لكم تستخفون بنا قال فقام إليه رجل من خراسان فقال معاذ لوجه اللّٰه أن نستخف بك أو بشي ء من أمرك فقال بلى إنك أحد من استخف بي فقال معاذ لوجه اللّٰه أن استخف بك فقال له ويحك أ لم تسمع فلانا و نحن بقرب الجحفة و هو يقول احملني قدر ميل فقد و اللّٰه أعييت و اللّٰه ما رفعت به رأسا لقد استخففت به و من استخف بمؤمن فبنا استخف و ضيع حرمة اللّٰه عز و جل

[7]
اشارة

3447- 7 الكافي، 2/ 367/ 3/ 1 محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع من كانت له دار و احتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها قال اللّٰه تعالى يا ملائكتي أبخل عبدي على عبدي

الوافي، ج 5، ص: 989

بسكنى الدنيا و عزتي و جلالي لا يسكن جناني أبدا

بيان

لعل المراد بالدار الدار الزائدة على ضرورة سكناه و بالمنع ألا يسكنه إعارة و لا إجارة

الوافي، ج 5، ص: 991

باب 172 الاحتجاب عن المؤمن

[1]

3448- 1 الكافي، 2/ 364/ 1/ 1 القمي عن محمد بن حسان و العدة عن البرقي جميعا عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع أيما مؤمن كان بينه و بين مؤمن حجاب ضرب اللّٰه تعالى بينه و بين الجنة سبعين ألف سور ما بين السور إلى السور مسيرة ألف عام

[2]

3449- 2 الكافي، 2/ 365/ 3/ 1 العدة عن سهل عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال أيما مؤمن كان بينه و بين مؤمن حجاب ضرب اللّٰه تعالى بينه و بين الجنة سبعين ألف سور غلظ كل سور مسيرة ألف عام ما بين السور إلى السور مسيرة ألف عام

[3]

3450- 3 الكافي، 2/ 365/ 4/ 1 علي عن أبيه عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن عاصم بن حميد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قلت له جعلت فداك ما تقول في مسلم أتى مسلما زائرا و هو في منزله فاستأذن عليه فلم يأذن له و لم يخرج إليه قال يا أبا حمزة أيما مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة و هو في منزله فاستأذن عليه فلم يأذن له و لم يخرج إليه لم يزل في لعنة اللّٰه تعالى حتى يلتقيا

الوافي، ج 5، ص: 992

فقلت جعلت فداك في لعنة اللّٰه حتى يلتقيا قال نعم يا أبا حمزة

[4]

3451- 4 الكافي، 2/ 364/ 2/ 1 علي عن ابن جمهور عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن إسماعيل بن محمد عن محمد بن سنان قال كنت عند الرضا ع فقال لي يا محمد إنه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين فأتى واحد منهم الثلاثة و هم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم فقرع الباب فخرج إليه الغلام فقال أين مولاك فقال ليس هو في البيت فرجع الرجل و دخل الغلام إلى مولاه- فقال له من كان الذي قرع الباب فقال كان فلان فقلت له لست في المنزل فسكت و لم يكترث و لم يلم غلامه و لا اغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب و أقبلوا في حديثهم فلما أن كان من الغد بكر إليهم الرجل- فأصابهم و قد خرجوا يريدون ضيعة لأحدهم فسلم عليهم و قال أنا معكم- فقالوا نعم و لم يعتذروا إليه و كان الرجل محتاجا ضعيف الحال فلما كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلتهم

فظنوا أنه مطر فبادروا فلما استوت الغمامة على رءوسهم إذا مناد ينادي من جوف الغمامة أيتها النار خذيهم- و أنا جبرئيل رسول اللّٰه فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة نفر- و بقي الرجل مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم و لا يدري ما السبب فرجع إلى المدينة فلقي يوشع بن نون فأخبره الخبر و ما رأى و ما سمع فقال يوشع بن نون أ ما علمت أن اللّٰه تعالى سخط عليهم بعد أن كان منهم راضيا و ذلك بفعلهم بك قال و ما فعلهم بي فحدثه يوشع فقال الرجل فأنا أجعلهم في حل و أعفو عنهم فقال لو كان هذا قبل لنفعهم و أما الساعة فلا و عسى أن ينفعهم من بعد

الوافي، ج 5، ص: 993

باب 173 إطاعة المخلوق في معصية الخالق

[1]

3452- 1 الكافي، 2/ 372/ 1/ 1 الكافي، 5/ 63/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من طلب رضاء الناس بسخط اللّٰه تعالى جعل اللّٰه حامده من الناس ذاما

[2]

3453- 2 الكافي، 2/ 372/ 2/ 1 الكافي، 5/ 62/ 1/ 2 العدة عن التهذيب، 6/ 179/ 15/ 1 البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من طلب مرضاة الناس بما يسخط اللّٰه تعالى كان حامده من الناس ذاما و من آثر طاعة اللّٰه تعالى بما يغضب الناس كفاه اللّٰه تعالى عداوة كل عدو و حسد كل حاسد و بغي كل باغ و كان اللّٰه تعالى له ناصرا و ظهيرا

[3]

3454- 3 الكافي، 2/ 373/ 5/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع عن أبيه ع عن جابر بن عبد اللّٰه قال قال رسول اللّٰه ص من أرضى سلطانا بسخط اللّٰه تعالى خرج من دين اللّٰه تعالى

[4]

3455- 4 الكافي، 5/ 63/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 994

قال رسول اللّٰه ص من أرضى سلطانا بسخط اللّٰه خرج من دين الإسلام

[5]
اشارة

3456- 5 الكافي، 2/ 373/ 4/ 1 القميان عن صفوان عن العلاء عن محمد قال قال أبو جعفر ع لا دين لمن دان بطاعة من عصى اللّٰه تعالى و لا دين لمن دان بفرية باطل على اللّٰه و لا دين لمن دان بجحود شي ء من آيات اللّٰه تعالى

بيان

و ذلك مثل من دان بطاعة الأولين اللذين عصيا اللّٰه في نكثهما البيعة التي أخذ منهما رسول اللّٰه ص في أمير المؤمنين ع في غدير خم و مثل من دان بأن الخلافة ثبتت باختيار الناس و هذا فرية باطل على اللّٰه عز و جل لأن اللّٰه تعالى يقول وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مٰا يَشٰاءُ وَ يَخْتٰارُ مٰا كٰانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحٰانَ اللّٰهِ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ و يقول وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لٰا مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.

و مثل من دان بجحود الآيات التي وردت في أمير المؤمنين ع و في خلافته و ما قلناه أمثلة في تنزيل الحديث للتوضيح و هو عام يشمل كل من دان لصاحب معصية أو فرية أو جحود

[6]

3457- 6 الكافي، 2/ 373/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال كتب رجل إلى الحسين ع عظني بحرفين فكتب إليه من حاول أمرا بمعصية اللّٰه تعالى كان أفوت لما يرجو و أسرع لمجي ء ما يحذر

الوافي، ج 5، ص: 995

باب 174 النوادر

[1]

3458- 1 الفقيه، 4/ 401/ 5862 محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه الصادق ع قال إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء لأن الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم و إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لأن الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم و إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس و أصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس- و أصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس و في الفقر الحاجة إلى البخيل و في الفساد طلب عورة أهل العيوب و في السفه المكافاة بالذنوب

[2]

3459- 2 الكافي، 8/ 170/ 191 الاثنان رفعه عن بعض الحكماء قال إن أحق الناس الحديث بأدنى تفاوت

[3]

3460- 3 الفقيه، 4/ 394/ 5838 قال الصادق ع خمس هن كما أقول ليست لبخيل راحة و لا لحسود لذة و لا لملول وفاء و لا لكذوب مروة و لا يسود سفيه

آخر أبواب ما يجب على المؤمن اجتنابه في المعاشرات و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 5، ص: 997

أبواب الذنوب و تداركها

الآيات

اشارة

قال اللّٰه تعالى قُلْ تَعٰالَوْا أَتْلُ مٰا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلّٰا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً وَ لٰا تَقْتُلُوا أَوْلٰادَكُمْ مِنْ إِمْلٰاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِيّٰاهُمْ وَ لٰا تَقْرَبُوا الْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ لٰا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَ لٰا تَقْرَبُوا مٰالَ الْيَتِيمِ إِلّٰا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّٰى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزٰانَ بِالْقِسْطِ لٰا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلّٰا وُسْعَهٰا وَ إِذٰا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبىٰ وَ بِعَهْدِ اللّٰهِ أَوْفُوا ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ و في سورة بني إسرائيل ما يقرب من ذلك.

و قال عز و جل وَ الَّذِينَ لٰا يَدْعُونَ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ وَ لٰا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ وَ لٰا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً يُضٰاعَفْ لَهُ الْعَذٰابُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً إِلّٰا مَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صٰالِحاً فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً وَ مَنْ تٰابَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللّٰهِ مَتٰاباً وَ الَّذِينَ لٰا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً وَ الَّذِينَ إِذٰا ذُكِّرُوا بِآيٰاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهٰا صُمًّا وَ عُمْيٰاناً إلى آخر الآيات.

الوافي، ج 5، ص: 998

و قال جل ذكره فَاجْتَنِبُوا

الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ و قال عز اسمه وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَهٰا هُزُواً أُولٰئِكَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ.

و قال سبحانه إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً و قال جل ذكره وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّٰهَ يَجِدِ اللّٰهَ غَفُوراً رَحِيماً.

و قال جل جلاله إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّٰهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهٰالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولٰئِكَ يَتُوبُ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلِيماً حَكِيماً وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئٰاتِ حَتّٰى إِذٰا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قٰالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّٰارٌ أُولٰئِكَ أَعْتَدْنٰا لَهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً إلى غير ذلك من الآيات الواردة في الذنوب و المعاصي و التوبة منها فإنها كثيرة و فيما ذكرناه منها و ما يذكر في الأخبار كفاية إن شاء اللّٰه تعالى.

بيان

قد مضى تفسير الآية الأولى في بيان حديث هشام من كتاب العقل.

و الآثام جزاء الإثم و فسر الرجس من الأوثان بالشطرنج و قول الزور و لهو الحديث بالغناء كما يأتي في أبواب وجوه المكاسب من كتاب المعايش و يأتي تفاسير سائر الألفاظ في خلال بيان أحاديث هذه الأبواب إن شاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 5، ص: 999

باب 175 غوائل الذنوب و تبعاتها

[1]
اشارة

3461- 1 الكافي، 2/ 268/ 1/ 2 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبي يقول ما من شي ء أفسد للقلب من خطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فتصير أعلاه أسفله

بيان

يعني فما تزال تفعل تلك الخطيئة بالقلب و تؤثر فيه بحلاوتها حتى تجعل وجهه الذي إلى جانب الحق و الآخرة إلى جانب الباطل و الدنيا

[2]

3462- 2 الكافي، 2/ 268/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن ابن مسكان عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل فَمٰا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّٰارِ فقال ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم إلى النار

[3]

3463- 3 الكافي، 2/ 269/ 3/ 1 عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال أما إنه ليس من عرق

الوافي، ج 5، ص: 1000

يضرب و لا نكبة و لا صداع و لا مرض إلا بذنب و ذلك قول اللّٰه عز و جل في كتابه مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قال ثم قال و ما يعفو اللّٰه أكثر مما يؤاخذ به

[4]

3464- 4 الكافي، 2/ 269/ 4/ 1 الأربعة عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب و ما يعفو اللّٰه عنه أكثر

[5]

3465- 5 الكافي، 2/ 269/ 6/ 1 الثلاثة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول تعوذوا بالله من سطوات اللّٰه بالليل و النهار قال قلت له و ما سطوات اللّٰه قال الأخذ على المعاصي

[6]
اشارة

3466- 6 الكافي، 2/ 270/ 8/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن العبد ليذنب الذنب فيزوي عنه الرزق

بيان

أي فيصرف عنه

[7]

3467- 7 الكافي، 2/ 271/ 11/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة عن سليمان بن ظريف عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 5، ص: 1001

سمعته يقول إن الذنب يحرم العبد الرزق

[8]
اشارة

3468- 8 الكافي، 2/ 271/ 12/ 1 محمد عن عبد اللّٰه بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق و تلا هذه الآية إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهٰا مُصْبِحِينَ وَ لٰا يَسْتَثْنُونَ فَطٰافَ عَلَيْهٰا طٰائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نٰائِمُونَ

بيان

الآية نزلت في قوم كانت لأبيهم جنة فكان يأخذ منها قوت سنته و يتصدق بالباقي فلما مات قال بنوه إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر فحلفوا أن يقطعوها و قد بقي من الليل ظلمة داخلين في الصبح منكرين و لم يستثنوا في يمينهم أي لم يقولوا إن شاء اللّٰه فطاف عليها بلاء أو هلاك طائف أي محيط بها و هذا كقوله سبحانه و أحيط بثمره قيل احترقت جنتهم فاسودت و قيل يبست و ذهبت خضرتها و لم يبق منها شي ء

[9]

3469- 9 الكافي، 2/ 271/ 14/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن الخراز عن محمد عن أبي جعفر ع قال إن العبد يسأل اللّٰه الحاجة- فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطي ء فيذنب العبد ذنبا فيقول اللّٰه تبارك و تعالى للملك لا تقض حاجته و احرمه إياها فإنه تعرض لسخطي و استوجب الحرمان مني

[10]

3470- 10 الكافي، 2/ 272/ 15/ 1 السراد عن مالك بن عطية عن

الوافي، ج 5، ص: 1002

الثمالي عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنه ما من سنة أقل مطرا من سنة و لكن اللّٰه يضعه حيث يشاء إن اللّٰه عز و جل إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم و إلى الفيافي و البحار و الجبال و إن اللّٰه ليعذب الجعل في حجرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلها بخطايا من بحضرتها- و قد جعل اللّٰه لها السبيل في مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال ثم قال أبو جعفر ع فاعتبروا يا أولي الأبصار

[11]

3471- 11 الكافي، 8/ 246/ 344 علي عن أبيه عن حنان بن سدير عن أبي الخطاب عن عبد صالح ع قال إن الناس أصابهم قحط شديد على عهد سليمان بن داود ع فشكوا ذلك إليه و طلبوا إليه أن يستسقي لهم قال فقال لهم إذا صليت الغداة مضيت فلما صلى الغداة مضى و مضوا فلما أن كان في بعض الطريق إذا هم بنملة رافعة يدها إلى السماء واضعة قدميها في الأرض و هي تقول اللهم أنا خلق من خلقك و لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم قال فقال سليمان ع ارجعوا فقد سقيتم بغيركم قال فسقوا في ذلك العام ما لم يسقوا مثله قط

[12]

3472- 12 الفقيه، 1/ 524/ 1490 حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال إن سليمان بن داود ع خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقي فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السماء و هي تقول اللهم أنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم فقال سليمان ع لأصحابه ارجعوا فقد سقيتم بغيركم

الوافي، ج 5، ص: 1003

[13]

3473- 13 الكافي، 2/ 272/ 16/ 1 القميان عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل و إن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم

[14]

3474- 14 الكافي، 2/ 272/ 17/ 1 عنه عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد اللّٰه ع قال من هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك و تعالى فيقول و عزتي لا اغفر لك بعد ذلك أبدا

[15]
اشارة

3475- 15 الكافي، 2/ 273/ 20/ 1 القمي عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما من عبد إلا و في قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد و إن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا و هو قول اللّٰه تعالى كَلّٰا بَلْ رٰانَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ مٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ

بيان

تمادى لج و دام على فعله

[16]

3476- 16 الكافي، 2/ 271/ 13/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت و إن زاد زادت

الوافي، ج 5، ص: 1004

حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا

[17]
اشارة

3477- 17 الكافي، 2/ 272/ 18/ 1 الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبي الحسن ع قال حق على اللّٰه أن لا يعصي في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها

بيان

أضحاها أظهرها كناية عن تخريبها و هدمها

[18]

3478- 18 الكافي، 2/ 272/ 19/ 1 العدة عن سهل عن الثلاثة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام و إنه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن

[19]

3479- 19 الكافي، 2/ 273/ 21/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أمير المؤمنين ع لا تبدين عن واضحة و قد عملت الأعمال الفاضحة و لا تأمنن البيات و قد عملت السيئات

[20]
اشارة

3480- 20 الكافي، 2/ 269/ 5/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لا تبدين عن واضحة و قد

الوافي، ج 5، ص: 1005

عملت الأعمال الفاضحة و لا يأمن البيات من عمل السيئات

بيان

قد مضى تفسير هذا الحديث في باب الضحك

[21]

3481- 21 الكافي، 2/ 273/ 22/ 1 محمد و القمي عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبي عمرو المدائني عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول كان أبي ع يقول إن اللّٰه قضى قضاء حتما إلا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة

[22]
اشارة

3482- 22 الكافي، 2/ 274/ 23/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن جميل بن صالح عن سدير قال سأل رجل أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه عز و جل فَقٰالُوا رَبَّنٰا بٰاعِدْ بَيْنَ أَسْفٰارِنٰا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ الآية فقال هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض و أنهار جارية و أموال ظاهرة- فكفروا نعم اللّٰه عز و جل و غيروا ما بأنفسهم من عافية اللّٰه فغير اللّٰه ما بهم من نعمة و إِنَّ اللّٰهَ لٰا يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ فأرسل اللّٰه عليهم سيل العرم فغرق قراهم و خرب ديارهم و ذهب بأموالهم و أبدلهم مكان جناتهم جَنَّتَيْنِ ذَوٰاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَيْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ثم قال ذٰلِكَ جَزَيْنٰاهُمْ بِمٰا كَفَرُوا وَ هَلْ نُجٰازِي إِلَّا الْكَفُورَ

الوافي، ج 5، ص: 1006

بيان

فكفروا نعم اللّٰه عز و جل حيث قالوا رَبَّنٰا بٰاعِدْ بَيْنَ أَسْفٰارِنٰا بطروا النعمة و ملوا العافية و طلبوا الكد و التعب.

أو شكوا بعد سفرهم إفراطا منهم في الترفيه و عدم الاعتداد بما أنعم اللّٰه عليهم على اختلاف القراءتين سيل العرم سيل الأمر العرم أي الصعب أو المطر الشديد أو الجرذ أضاف إليه السيل لأنه نقب عليهم سدا حقن به الماء أو الحجارة المركومة التي عقد بها السد فيكون جمع عرمة و قيل اسم واد جاء السيل من قبله و كان ذلك بين عيسى و محمد عليهما و آله السلام.

خمط مر بشع و الأثل هو الطرفاء

[23]

3483- 23 الكافي، 2/ 274/ 24/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما أنعم اللّٰه على عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب

[24]

3484- 24 الكافي، 2/ 274/ 25/ 1 محمد عن أحمد و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن الهيثم بن واقد الجزري قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه جل و عز بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه- و أوحى إليه أن قل لقومك إنه ليس من أهل قرية و لا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون و ليس من أهل قرية و لا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون و قل لهم إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره و قل لهم لا يتعرضوا معاندين لسخطي و لا يتسخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي

الوافي، ج 5، ص: 1007

لا يقوم لها شي ء من خلقي

[25]

3485- 25 الكافي، 2/ 275/ 26/ 1 علي بن إبراهيم الهاشمي عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد اللّٰه عن الجعفري عن الرضا ع قال أوحى اللّٰه عز و جل إلى نبي من الأنبياء إذا أطعت رضيت و إذا رضيت باركت و ليس لبركتي نهاية و إذا عصيت غضبت و إذا غضبت لعنت و لعنتي تبلغ السابع من الولد

[26]

3486- 26 الكافي، 2/ 275/ 27/ 1 محمد عن علي بن الحسن بن علي عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان و ما ذلك إلا بالذنوب- فتوقوها ما استطعتم و لا تمادوا فيها

[27]

3487- 27 الكافي، 2/ 275/ 28/ 1 علي عن العبيدي عن يونس رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب- و لا خوف أشد من الموت و كفى بما سلف تفكرا و كفى بالموت واعظا

[28]

3488- 28 الكافي، 2/ 275/ 29/ 1 أحمد بن محمد الكوفي عن التيمي عن العباس بن هلال الشامي مولى لأبي الحسن موسى ع قال سمعت الرضا ع يقول كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث اللّٰه لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون

الوافي، ج 5، ص: 1008

[29]

3489- 29 الكافي، 2/ 276/ 30/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن عباد بن صهيب عن أبي عبد اللّٰه ع قال يقول اللّٰه عز و جل إذا عصاني من عرفني سلطت عليه من لا يعرفني

[30]

3490- 30 الكافي، 2/ 276/ 31/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن ابن عرفة عن أبي الحسن ع قال إن لله عز و جل في كل يوم و ليلة مناديا ينادي مهلا مهلا عباد اللّٰه عن معاصي اللّٰه فلو لا بهائم رتع و صبية رضع و شيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا

الوافي، ج 5، ص: 1009

باب 176 استصغار الذنب و الإصرار عليه

[1]

3491- 1 الكافي، 2/ 456/ 14/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن محمد بن حكيم عمن حدثه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا يصغر ما ينفع يوم القيامة و لا يصغر ما يضر يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم اللّٰه عز و جل كمن عاين

[2]

3492- 2 الكافي، 2/ 457/ 17/ 1 الكافي، 2/ 287/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن عثمان عن سماعة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا و خافوا اللّٰه عز و جل في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف- و سارعوا إلى طاعة اللّٰه و اصدقوا الحديث و أدوا الأمانة فإنما ذلك لكم و لا تدخلوا فيما لا يحل لكم فإنما ذلك عليكم

[3]

3493- 3 الكافي، 2/ 287/ 1/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الشحام قال قال أبو عبد اللّٰه ع اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر قلت و ما المحقرات قال الرجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك

[4]
اشارة

3494- 4 الكافي، 2/ 288/ 3/ 1 القميان عن ابن فضال و الحجال جميعا

الوافي، ج 5، ص: 1010

عن ثعلبة عن زياد قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن رسول اللّٰه ص نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه ائتونا بحطب فقالوا يا رسول اللّٰه نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب قال فليأت كل إنسان بما قدر عليه فجاءوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض فقال رسول اللّٰه ص هكذا يجتمع الذنوب- ثم قال إياكم و المحقرات من الذنوب فإن لكل شي ء طالبا ألا و إن طالبها يكتب ما قدموا و آثارهم و كل شي ء أحصيناه في إمام مبين

بيان

القرعاء الصلبة و التي رعتها الماشية و المطالب بالذنوب هو اللّٰه سبحانه ما قدموا أي أسلفوا في حياتهم و آثارهم ما بقي عنهم بعد مماتهم يصل إليهم ثمرته إما حسنة كعلم علموه أو حبيس وقفوه أو سيئة كإشاعة باطل أو تأسيس ظلم أو نحو ذلك و الإمام المبين اللوح المحفوظ

[5]
اشارة

3495- 5 الكافي، 2/ 270/ 10/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالبا يقول أحدكم أذنب و أستغفر إن اللّٰه عز و جل يقول وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ- و قال عز و جل إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّٰهُ إِنَّ اللّٰهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ

الوافي، ج 5، ص: 1011

بيان

يستفاد من الحديث أن الجرأة على الذنب اتكالا على الاستغفار بعده تحقير له و هو كذلك كيف لا و هذا محقق معجل نقد و ذاك موهوم مؤجل نسية إنها أي الخصلة من الإساءة أو الإحسان إن تك مثلا في الصغر كحبة الخردل فتكن في أخفى مكان و أحرزه كجوف الصخرة أو أعلى مكان كمحدب السماوات أو أسفل مكان كمركز الأرض

[6]

3496- 6 الكافي، 2/ 288/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن عبد اللّٰه بن محمد النهيكي عن عمار بن مروان القندي عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا صغيرة مع الإصرار و لا كبيرة مع الاستغفار

[7]

3497- 7 الكافي، 2/ 288/ 3/ 2 الثلاثة عن بزرج عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لا و اللّٰه لا يقبل اللّٰه شيئا من طاعته- على الإصرار على شي ء من معاصيه

[8]

3498- 8 الكافي، 2/ 288/ 2/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه عز و جل وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلىٰ مٰا فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ قال الإصرار أن يذنب الذنب فلا يستغفر و لا يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار

[9]
اشارة

3499- 9 الكافي، 2/ 279/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن حبيب

الوافي، ج 5، ص: 1012

عن الأصم عن ابن مسكان الكافي، ابن فضال عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع ما من عبد إلا و عليه أربعون جنة حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشف عنه الجنن فيوحي اللّٰه إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها قال فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يتمدح إلى الناس بفعله القبيح فتقول الملائكة يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه- و إنا لنستحيي مما يصنع فيوحي اللّٰه عز و جل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء و ستره في الأرض فتقول الملائكة يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر فيوحي اللّٰه عز و جل إليهم لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه

بيان

الجنة بالضم ما يستر و يقي و كأنها هنا كناية عن نتائج أخلاقه الحسنة و ثمرات أعماله الصالحة التي تخلق منها الملائكة.

و أجنحة الملائكة كناية عن معارفه الحقة التي بها يرتقي في الدرجات و ذلك لأن العمل أسرع زوالا من المعرفة و إنما يأخذ في بغض أهل البيت لأنهم الحائلون بينه و بين الذنوب التي صارت محبوبة له و معشوقة لنفسه الخبيثة بمواعظهم و وصاياهم ع

الوافي، ج 5، ص: 1013

باب 177 تأييد المؤمن بروح الإيمان و أنه يفارقه عند الذنب

[1]

3500- 1 الكافي، 2/ 268/ 1/ 1 محمد و الحسين بن محمد جميعا عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن مسلم بن أبي سلمة عن محمد بن سعيد بن غزوان عن التميمي عن محمد بن سنان عن أبي خديجة قال دخلت على أبي الحسن ع فقال لي إن اللّٰه تبارك و تعالى أيد المؤمن- بروح تحضره في كل وقت يحسن فيه و يتقي و تغيب عنه في كل وقت يذنب فيه و يعتدي فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه و تسيخ في الثرى عند إساءته فتعاهدوا عباد اللّٰه نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا و تربحوا نفيسا ثمينا رحم اللّٰه امرءا هم بخير فعمله أو هم بشر فارتدع عنه ثم قال نحن نؤيد الروح بالطاعة لله و العمل له

[2]

3501- 2 الكافي، 2/ 267/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من مؤمن إلا و لقلبه أذنان في جوفه أذن ينفث فيها الوسواس الخناس و أذن ينفث فيها الملك فيؤيد اللّٰه المؤمن بالملك فذلك قوله وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ

الوافي، ج 5، ص: 1014

[3]
اشارة

3502- 3 الكافي، 2/ 267/ 2/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن للقلب أذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الإيمان لا تفعل و قال له الشيطان افعل و إذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان

بيان

المجرور في بطنها يعود إلى المزني بها كما وقع التصريح به في الأخبار الآتية

[4]
اشارة

3503- 4 الكافي، 2/ 266/ 1/ 2 الثلاثة عن حماد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من قلب إلا و له أذنان على إحديهما ملك مرشد و على الأخرى شيطان مفتن هذا يأمره و هذا يزجره الشيطان يأمره بالمعاصي و الملك يزجره عنها و هو قول اللّٰه عز و جل عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمٰالِ قَعِيدٌ مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلّٰا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

بيان

المستفاد من هذا الحديث أن صاحب الشمال شيطان و المشهور أنهما جميعا ملكان كما يأتي في باب الهم بالسيئة أو الحسنة إلا أن يقال إن المرشد و المفتن غير الكاتبين الرقيبين

[5]
اشارة

3504- 5 الكافي، 2/ 281/ 16/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال جاء رجل إلى

الوافي، ج 5، ص: 1015

أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني و هو مؤمن و لا يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر و هو مؤمن- و لا يأكل الربا و هو مؤمن و لا يسفك الدم الحرام و هو مؤمن فقد ثقل علي هذا و حرج منه صدري حين أزعم أن هذا العبد يصلي صلاتي و يدعو دعائي و يناكحني و أناكحه و يوارثني و أوارثه و قد خرج من الإيمان من أجل ذنب يسير أصابه فقال أمير المؤمنين ع صدقت سمعت رسول اللّٰه ص يقول و الدليل عليه كتاب اللّٰه- خلق اللّٰه عز و جل الناس على ثلاث طبقات و أنزلهم ثلاث منازل و ذلك قول اللّٰه عز و جل في الكتاب فَأَصْحٰابُ الْمَيْمَنَةِ و أَصْحٰابُ الْمَشْئَمَةِ و السّٰابِقُونَ- فأما ما ذكره من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون و غير مرسلين جعل اللّٰه فيهم خمسة أرواح روح القدس و روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين و غير مرسلين و بها علموا الأشياء و بروح الإيمان عبدوا اللّٰه و لم يشركوا به شيئا- و بروح القوة جاهدوا عدوهم و عالجوا معاشهم و بروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و نكحوا

الحلال من شباب النساء و بروح البدن دبوا و درجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم قال قال اللّٰه عز و جل تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّٰهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجٰاتٍ وَ آتَيْنٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنٰاتِ وَ أَيَّدْنٰاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ثم قال في جماعتهم وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ يقول أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم- ثم ذكر أصحاب الميمنة و هم المؤمنون حقا بأعيانهم جعل اللّٰه فيهم أربعة أرواح روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح

الوافي، ج 5، ص: 1016

البدن فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى يأتي عليه حالات فقال الرجل يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات فقال أما أولهن فهو كما قال اللّٰه عز و جل وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لٰا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً فهذا ينتقص منه جميع الأرواح و ليس بالذي يخرج من دين اللّٰه لأن الفاعل به رده إلى أرذل العمر فهو لا يعرف للصلاة وقتا و لا يستطيع التهجد بالليل و لا بالنهار و لا القيام في الصف مع الناس فهذا نقصان من روح الإيمان و ليس يضره شيئا و منهم من ينتقص منه روح القوة و لا يستطيع جهاد عدوه و لا يستطيع طلب المعيشة و منهم من ينتقص منه روح الشهوة- فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها و لم يقم و تبقى روح البدن فيه فهو يدب و يدرج حتى يأتيه ملك الموت فهذا بحال خير لأن اللّٰه عز و جل هو الفاعل به- و قد يأتي عليه حالات في قوته و شبابه

فيهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة و تزين له روح الشهوة و تقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة- و إذا لامسها نقص من الإيمان و تفصى منه فليس تعود فيه حتى يتوب فإذا تاب تاب اللّٰه عليه و إن عاد أدخله اللّٰه نار جهنم فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود و النصارى يقول اللّٰه عز و جل الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ يعرفون محمدا و الولاية في التوراة و الإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون الحق من ربك إنك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الإيمان و أسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة و روح الشهوة و روح البدن ثم أضافهم إلى الأنعام فقال إِنْ هُمْ إِلّٰا كَالْأَنْعٰامِ لأن الدابة إنما تحمل بروح القوة و تعتلف بروح الشهوة و تسير

الوافي، ج 5، ص: 1017

بروح البدن فقال السائل أحييت قلبي بإذن اللّٰه يا أمير المؤمنين

بيان

صدقت على البناء للمفعول أي صدقوك فيما زعموا و ليس بالذي يخرج من دين اللّٰه إن قيل قد ثبت أن الإنسان إنما يبعث على ما مات عليه فإذا مات الكبير على غير معرفة فكيف يبعث عارفا قلنا لما كان مانعة عن الالتفات إلى معارفه أمرا عارضا فلما زال ذلك بالموت برزت له معارفه التي كانت كامنة في ذاته بخلاف من لم يحصل المعرفة أصلا فإنه ليس في ذاته شي ء ليبرز له

[6]

3505- 6 الكافي، 2/ 284/ 17/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن داود قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول رسول اللّٰه ص إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان قال فقال هو مثل قول اللّٰه عز و جل وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ هو الذي فارقه

[7]

3506- 7 الكافي، 2/ 280/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال قلت لأبي جعفر ع في قول رسول اللّٰه ص إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان قال هو قوله وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ذاك الذي يفارقه

[8]

3507- 8 الكافي، 2/ 278/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن

الوافي، ج 5، ص: 1018

عبدة قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع لا يزني الزاني و هو مؤمن- قال لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان فإذا قام رد إليه فإن عاد سلب- قلت فإنه يريد أن يعود فقال ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود إليه أبدا

[9]

3508- 9 الكافي، 2/ 281/ 13/ 1 الثلاثة عن ابن عمار عن صباح بن سيابة قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فقال له محمد بن عبدة يزني الزاني و هو مؤمن قال لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان منه فإذا قام رد عليه قلت فإنه أراد أن يعود قال ما أكثر ما [من] يهم أن يعود ثم لا يعود

[10]
اشارة

3509- 10 الكافي، 2/ 281/ 12/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد اللّٰه ع قال يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان قال قلت أ رأيت إن هم قال لا- قال أ رأيت إن هم أن يسرق أ تقطع يده

بيان

قد مضى أخبار أخر في هذا المعنى في باب مجمل القول في الإيمان و مفصله من هذا الجزء من الكتاب

الوافي، ج 5، ص: 1019

باب 178 تأجيل المذنب إلى أن يستغفر

[1]

3510- 1 الكافي، 2/ 437/ 1/ 1 الثلاثة عن محمد بن حمران عن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل فإن استغفر اللّٰه لم يكتب عليه

[2]

3511- 2 الكافي، 2/ 438/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الخراز الكافي، 2/ 437/ 2/ 1 الثلاثة و القميان عن صفوان عن الخراز عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال من عمل سيئة أجل فيها سبع ساعات من النهار فإن قال أستغفر اللّٰه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم- و أتوب إليه ثلاث مرات لم يكتب عليه

[3]

3512- 3 الكافي، 2/ 439/ 9/ 1 القمي و محمد جميعا عن الحسين بن إسحاق و علي عن أبيه جميعا عن علي بن مهزيار عن النضر بن سويد عن عبد اللّٰه بن سنان عن حفص قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما من مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله اللّٰه عز و جل سبع ساعات

الوافي، ج 5، ص: 1020

من النهار فإن هو تاب لم يكتب عليه شي ء و إن هو لم يفعل كتب عليه سيئة فأتاه عباد البصري فقال له بلغنا أنك قلت ما من عبد يذنب ذنبا- إلا أجله اللّٰه سبع ساعات من النهار فقال ليس هكذا قلت و لكني قلت- ما من مؤمن و كذلك كان قولي

[4]

3513- 4 الكافي، 2/ 437/ 3/ 1 علي عن أبيه و القمي و محمد عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن فضالة عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد اللّٰه ع قال العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله اللّٰه تعالى سبع ساعات فإن استغفر لم يكتب عليه شي ء و إن مضت الساعات و لم يستغفر كتبت عليه سيئة و إن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له و إن الكافر لينساه من ساعته

الوافي، ج 5، ص: 1021

باب 179 الهم بالسيئة أو الحسنة و الإتيان بهما

[1]
اشارة

3514- 1 الكافي، 2/ 428/ 1/ 2 محمد عن أحمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما ع قال إن اللّٰه تعالى جعل لآدم في ذريته من هم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة و من هم بحسنة و عملها كتبت له عشرا و من هم بسيئة و لم يعملها لم تكتب عليه- و من عمل بها كتبت عليه سيئة

بيان

لعل السر في كون الحسنة بعشر أمثالها و السيئة بمثلها أن الجوهر الإنساني بطبعه مائل إلى العالم العلوي لأنه مقتبس منه و هبوطه إلى القالب الجسماني غريب من طبيعته و الحسنة إنما ترتقي إلى ما يوافق طبيعة ذلك الجوهر لأنها من جنسه و القوة التي تحرك الحجر مثلا إلى ما فوق ذراعا واحدا هي بعينها إن استعملت في تحريكه إلى أسفل حركته عشرة أذرع و زيادة فلذلك كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف و منها ما يوفي أجرها بغير حساب و الحسنة التي لا تدفع تأثيرها سمعة أو رياء أو عجب كالحجر الذي يدحرج من شاهق لا يصادفه دافع فإنه لا يتقدر مقدار هويه بحساب حتى يبلغ الغاية

[2]

3515- 2 الكافي، 2/ 428/ 2/ 2 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن ليهم

الوافي، ج 5، ص: 1022

بالحسنة و لا يعمل بها فكتبت له حسنة فإن هو عملها كتبت له عشر حسنات و إن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه

[3]
اشارة

3516- 3 الكافي، 2/ 429/ 3/ 1 عنه عن علي بن حفص العوسي عن علي بن السائح عن عبد اللّٰه بن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يعمله أو الحسنة فقال ريح الكنيف و ريح الطيب سواء فقلت لا قال إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال قف فإنه قد هم بالحسنة فإذا هو عملها كان لسانه قلمه و ريقه مداده فأثبتها له و إذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح- فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان ريقه مداده و لسانه قلمه فأثبتها عليه

بيان

إنما جعل الريق و اللسان آلة لإثبات الحسنة و السيئة لأن بناء الأعمال إنما هو على ما عقد في القلب من التكلم بها و إليه الإشارة بقوله سبحانه إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ و هذا الريق و اللسان الظاهر صورة لذلك المعنى كما قيل

إن الكلام لفي الفؤاد و إنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا

[4]
اشارة

3517- 4 الكافي، 2/ 429/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن

الوافي، ج 5، ص: 1023

الحكم عن الفضيل بن عثمان المرادي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص أربع من كن فيه لم يهلك على اللّٰه عز و جل بعدهن إلا هالك يهم العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب اللّٰه له حسنة بحسن نيته و إن هو عملها كتب اللّٰه عز و جل له عشرا و يهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه و إن هو عملها أجل سبع ساعات و قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات و هو صاحب الشمال لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فإن اللّٰه تعالى يقول إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ أو الاستغفار فإن هو قال أستغفر اللّٰه الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال و الإكرام و أتوب إليه لم يكتب عليه شي ء- و إن مضت سبع ساعات و لم يتبعها بحسنة و استغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات اكتب على الشقي المحروم

بيان

قد مضى تفسير الهلاك على اللّٰه و أما تعداد الخصال الأربع للتوضيح فبأن يقال أولها أن يهم بالحسنة من دون عمل.

و الثانية أن يعمل بها.

و الثالثة أن يهم بالسيئة من دون عمل.

و الرابعة أن يعمل بها و لكن يتبعها بحسنة تمحوها أو يستغفر منها قبل مضي سبع ساعات

الوافي، ج 5، ص: 1025

باب 180 اللمم

[1]
اشارة

3518- 1 الكافي، 2/ 441/ 1/ 1 الثلاثة عن الخراز عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له أ رأيت قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ قال هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء اللّٰه تعالى ثم يلم به بعد

بيان

يلم به أي يقاربه و ينزل إليه فيفعله

[2]
اشارة

3519- 2 الكافي، 2/ 441/ 2/ 1 القميان عن صفوان عن العلاء عن محمد عن أحدهما ع قال قلت له الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ قال الهنة بعد الهنة أي الذنب بعد الذنب يلم به العبد

بيان

الهنة كلمة كناية و معناها الشي ء و في الحديث هنيئة مصغرة هنة أي شي ء يسير و ربما يقال هنيهة بإبدال الياء هاء

الوافي، ج 5، ص: 1026

[3]

3520- 3 الكافي، 2/ 442/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما من مؤمن إلا و له ذنب يهجره زمانا ثم يلم به و ذلك قول اللّٰه تعالى إِلَّا اللَّمَمَ و سألته عن قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ قال الفواحش الزنا و السرقة و اللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر اللّٰه تعالى منه

[4]
اشارة

3521- 4 الكافي، 2/ 442/ 5/ 1 الأربعة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من ذنب إلا و قد طبع عليه عبد مؤمن- يهجره الزمان ثم يلم به و هو قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ قال اللمم من العبد الذي يلم بالذنب بعد الذنب- ليس من سليقته أي من طبيعته

بيان

و قد طبع عليه يعنى لعارض عرض له يمكن زواله عنه و لهذا يمكنه الهجرة عنه و لو كان مطبوعا عليه في أصل الخلقة و كان من سجيته و سليقته لما أمكنه الهجرة عنه زمانا فلا تنافي بين أول الحديث و آخره

[5]

3522- 5 الكافي، 2/ 442/ 6/ 1 علي عن أبيه و العدة عن سهل جميعا عن السراد عن ابن رئاب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن المؤمن لا يكون سجيته الكذب و البخل و الفجور و ربما ألم من ذلك شيئا لا يدوم عليه قيل فيزني قال نعم و لكن لا يولد له من تلك النطفة

[6]
اشارة

3523- 6 الكافي، 2/ 330/ 3/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 5، ص: 1027

قال قال أمير المؤمنين ع لمتان لمة من الملك و لمة من الشيطان فلمة الملك الرقة و الفهم و لمة الشيطان السهو و القسوة

بيان

اللمة من الملك و الشيطان بمعنى المس

الوافي، ج 5، ص: 1029

باب 181 ما يغفر من الذنوب و ما لا يغفر

[1]
اشارة

3524- 1 الكافي، 2/ 443/ 1/ 1 علي عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال صعد أمير المؤمنين ع بالكوفة المنبر فحمد اللّٰه و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له حبة العرني يا أمير المؤمنين قلت الذنوب ثلاثة ثم أمسكت فقال ما ذكرتها إلا و أنا أريد أن أفسرها و لكن عرض لي بهر حال بيني و بين الكلام نعم الذنوب ثلاثة فذنب مغفور و ذنب غير مغفور و ذنب نرجو لصاحبه و نخاف عليه قال يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال نعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبه اللّٰه تعالى على ذنبه في الدنيا و اللّٰه تعالى أحلم و أكرم من أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفره اللّٰه فظلم العباد بعضهم لبعض إن اللّٰه تعالى إذا برز للخليقة [لخلقه] أقسم قسما على نفسه فقال و عزتي و جلالي لا يجوزني ظلم ظالم و لو كفا بكف و لو مسحة بكف و لو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم اللّٰه للحساب و أما الذنب الثالث فذنب ستره اللّٰه تعالى على خلقه و رزقه التوبة منه فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة و نخاف عليه العقاب

الوافي، ج 5، ص: 1030

بيان

البهر بضم الموحدة انقطاع النفس من الإعياء و لو كفا بكف أي ضربة كف بكف و النطحة الإصابة بالقرن و الجماء ما لا قرن له من الدواب

[2]

3525- 2 الكافي، 2/ 443/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن بكير عن زرارة عن حمران قال سألت أبا جعفر ع عن رجل أقيم عليه الحد في الرجل أ يعاقب عليه في الآخرة فقال إن اللّٰه تعالى أكرم من ذلك

[3]

3526- 3 الكافي، 2/ 428/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن العباس مولى الرضا ع قال سمعته يقول المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة و المذيع بالسيئة مخذول و المستتر بالسيئة مغفور له

[4]

3527- 4 الكافي، 2/ 428/ 2/ 1 محمد عن محمد بن صندل عن ياسر عن اليسع بن حمزة عن الرضا ع قال قال رسول اللّٰه ص مثله

[5]
اشارة

3528- 5 الكافي، 2/ 284/ 18/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن بكير عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ الكبائر فما سواها قال قلت دخلت الكبائر في الاستثناء قال نعم

الوافي، ج 5، ص: 1031

بيان

أراد بالاستثناء استثناء المشيئة يعني هل يغفر الكبائر لمن يشاء كما يغفر الصغائر و أن ما قلت كما قلت

[6]

3529- 6 الكافي، 2/ 284/ 19/ 1 يونس عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء قال نعم

[7]

3530- 7 الفقيه، 3/ 574/ 4966 سئل الصادق ع عن قول اللّٰه عز و جل إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ هل تدخل الكبائر في مشيئة اللّٰه تعالى قال نعم ذاك إليه عز و جل إن شاء عذب عليها و إن شاء عفا

[8]

3531- 8 الفقيه، 3/ 575/ 4967 قال الصادق ع من اجتنب الكبائر كفر اللّٰه عنه جميع ذنوبه و ذلك قوله عز و جل إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً

الوافي، ج 5، ص: 1033

باب 182 تعجيل عقوبة الذنب بالمصائب و أن مصائب الأولياء لزيادة الأجر

[1]

3532- 1 الكافي، 2/ 444/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن حمزة بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى إذا كان من أمره أن يكرم عبدا و له ذنب- ابتلاه بالسقم فإن لم يفعل ذلك به ابتلاه بالحاجة فإن لم يفعل ذلك به شدد عليه الموت ليكافئه بذلك الذنب قال و إذا كان من أمره أن يهين عبدا و له عنده حسنة صحح بدنه و إن لم يفعل ذلك به وسع عليه في رزقه فإن لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه بتلك الحسنة

[2]

3533- 2 الكافي، 2/ 444/ 2/ 1 الثلاثة عن إسماعيل بن إبراهيم عن الحكم بن عتيبة قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن العبد إذا كثرت ذنوبه و لم يكن عنده من العمل ما يكفرها ابتلاه بالحزن ليكفرها

[3]

3534- 3 الكافي، 2/ 444/ 3/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى و عزتي و جلالي لا أخرج عبدا من الدنيا و أنا أريد أن أرحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها إما بسقم في جسده و إما بضيق في رزقه و إما بخوف في دنياه فإن بقيت عليه بقية

الوافي، ج 5، ص: 1034

شددت عليه عند الموت و عزتي و جلالي لا أخرج عبدا من الدنيا و أنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها إما بسعة في رزقه و إما بصحة في جسمه [جسده] و إما بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هونت بها عليه الموت

[4]

3535- 4 الكافي، 2/ 444/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن المؤمن ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه و إنه ليمتهن في بدنه فيغفر له ذنوبه

[5]

3536- 5 الكافي، 2/ 445/ 5/ 1 الثلاثة عن السري بن خالد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا أراد اللّٰه بعبد خيرا عجل عقوبته في الدنيا و إذا أراد بعبد سوء أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة

[6]

3537- 6 الكافي، 2/ 445/ 6/ 1 العدة عن سهل عن الثلاثة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع في قول اللّٰه تعالى وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ليس من التواء عرق و لا نكبة حجر و لا عثرة قدم و لا خدش عود إلا بذنب و لما يعفو اللّٰه تعالى أكثر فمن عجل اللّٰه تعالى عقوبة ذنبه في الدنيا فإن اللّٰه تعالى أجل و أكرم و أعز من أن يعود في عقوبته في الآخرة

[7]

3538- 7 الكافي، 2/ 445/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن العباس بن موسى

الوافي، ج 5، ص: 1035

الوراق عن علي الأحمسي عن رجل عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص ما يزال الغم و الهم بالمؤمن حتى ما يدع له ذنبا

[8]

3539- 8 الكافي، 2/ 446/ 9/ 1 الثلاثة عن علي الأحمسي عن رجل عن أبي جعفر ع قال لا يزال الغم و الهم بالمؤمن حتى لا يدع له ذنبا

[9]

3540- 9 الكافي، 2/ 445/ 8/ 1 الثلاثة و محمد عن أحمد عن ابن أبي عمير عن الحارث بن بهرام عن عمرو بن جميع قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن العبد المؤمن ليهتم في الدنيا حتى يخرج منها و لا ذنب عليه

[10]

3541- 10 الكافي، 2/ 446/ 10/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى ما من عبد أريد أن أدخله الجنة إلا ابتليته في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه و إلا شددت عليه موته حتى يأتي و لا ذنب له ثم أدخله الجنة و ما من عبد أريد أن أدخله النار إلا صححت له جسمه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي و إلا آمنت خوفه من سلطانه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي و إلا وسعت عليه رزقه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي و إلا هونت عليه موته حتى يأتيني و لا حسنة عندي له ثم أدخله النار

[11]
اشارة

3542- 11 الكافي، 2/ 446/ 11/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن

الوافي، ج 5، ص: 1036

النضر بن سويد عن درست عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال مر نبي من أنبياء بني إسرائيل برجل- بعضه تحت حائط و بعضه خارج منه قد شعثته الطير و مزقته الكلاب ثم مضى فعرضت [فرفعت] له مدينة فدخلها فإذا هو بعظيم من عظمائها ميت على سرير مسجى بالديباج حوله المجامر فقال يا رب أشهد أنك حكم عدل لا تجور هذا عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة و هذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة فقال عبدي أنا كما قلت حكم عدل لا أجور ذلك عبدي كانت له عندي سيئة أو ذنب أمته بتلك الميتة لكي يلقاني و لم يبق عليه شي ء و هذا عبدي كانت له حسنة فأمته بهذه الميتة

لكي يلقاني و ليس له عندي حسنة

بيان

التشعيث التفريق و التمزيق التخريق

[12]

3543- 12 الكافي، 2/ 447/ 12/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن الكناني قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فدخل عليه شيخ- فقال يا أبا عبد اللّٰه أشكو إليك ولدي و عقوقهم و إخواني و جفاهم عند كبر سني- فقال أبو عبد اللّٰه ع يا هذا إن للحق دولة و للباطل دولة و كل واحد منهما في دولة صاحبه ذليل و إن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده و الجفاء من إخوانه و ما من مؤمن يصيب شيئا من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلي قبل موته إما في بدنه و إما في ولده و إما في ماله حتى يخلصه اللّٰه تعالى مما اكتسب في دولة الباطل و يوفر له حظه في دولة الحق فاصبر و أبشر

الوافي، ج 5، ص: 1037

[13]
اشارة

3544- 13 الكافي، 2/ 449/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال اللّٰه تعالى إن العبد من عبيدي المؤمنين ليذنب الذنب العظيم مما يستوجب عقوبتي في الدنيا و الآخرة فأنظر له بما فيه صلاحه في آخرته فأعجل له العقوبة عليه في الدنيا لأجازيه بذلك الذنب- و أقدر عقوبة ذلك الذنب و أقضيه و أتركه عليه موقوفا غير ممضى و لي في إمضائه المشيئة و ما يعلم عبدي به فأتردد لذلك مرارا على إمضائه ثم أمسك عليه فلا أمضيه كراهة [كراهية] لمساءته و حيدا عن إدخال المكروه عليه فأتطول عليه بالعفو عنه و الصفح محبة لمكافاته لكثير نوافله التي يتقرب بها إلي في ليله و نهاره فأصرف ذلك البلاء عنه و قد

قدرته و قضيته- و تركته موقوفا و لي في إمضائه المشيئة ثم أكتب له عظيم أجر نزول ذلك البلاء و ادخره و أوفر له أجره و لم يشعر به و لم يصل إليه أذاه و أنا اللّٰه الكريم الرءوف الرحيم

بيان

و أقدر عقوبة ذلك الذنب يعني ربما أعجل و ربما أقدر فالواو بمعنى أو و الحيد الميل عن الشي ء و العدول محبة لمكافاته يعني إنما أتطول عليه بالعفو و الصفح لمحبتي أن أكافئ نوافله الكثيرة المتقرب بها إلي ثم لا أكتفي بذلك العفو و الصفح في مكافأته تلك حتى أكتب له أجر ذلك البلاء مضافا إلى العفو و الصفح

[14]

3545- 14 الكافي، 2/ 450/ 2/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن ابن رئاب قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن

الوافي، ج 5، ص: 1038

قول اللّٰه تعالى وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ- أ رأيت ما أصاب عليا ع و أهل بيته ع من هؤلاء من بعده أ هو بما كسبت أيديهم و هم أهل بيت طهارة معصومون فقال إن رسول اللّٰه ص كان يتوب إلى اللّٰه تعالى- و يستغفره في كل يوم و ليلة مائة مرة من غير ذنب إن اللّٰه تعالى يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب

[15]

3546- 15 الكافي، 2/ 450/ 3/ 1 علي رفعه قال لما حمل علي بن الحسين ع إلى يزيد بن معاوية و أوقف بين يديه فقال يزيد وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فقال علي بن الحسين ع ليس هذه الآية فينا إن فينا قول اللّٰه عز و جل مٰا أَصٰابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لٰا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلّٰا فِي كِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهٰا إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى اللّٰهِ يَسِيرٌ

[16]

3547- 16 الكافي، 2/ 449/ 1/ 2 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قوله تعالى وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فقال هو و يعفو عن كثير قال قلت ليس هذا أردت أ رأيت ما أصاب عليا ع و أشباهه من أهل بيته ع من ذلك فقال إن رسول اللّٰه ص كان يتوب إلى اللّٰه تعالى في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب

الوافي، ج 5، ص: 1039

باب 183 أصناف عقوبات الذنوب و تفسيرها

[1]

3548- 1 الكافي، 2/ 447/ 1/ 1 الاثنان عن أحمد عن العباس بن العلاء عن مجاهد عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال الذنوب التي تغير النعم البغي و الذنوب التي تورث الندم القتل و الذنوب التي تنزل النقم الظلم و التي تهتك الستور شرب الخمر و التي تحبس الرزق الزنا و التي تعجل الفناء قطيعة الرحم و التي ترد الدعاء و تظلم الهواء عقوق الوالدين

[2]

3549- 2 الكافي، 2/ 448/ 2/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول كان أبي ع يتعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء و تقرب الأجل و تخلي الديار و هي قطيعة الرحم و العقوق و ترك البر

[3]
اشارة

3550- 3 الكافي، 2/ 448/ 3/ 1 علي عن النخعي أو بعض أصحابه عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا فشا أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة- و إذا فشا الجور في الحكم احتبس المطر و إذا خفرت الذمة أديل لأهل الشرك من أهل الإيمان و إذا منعوا الزكاة ظهرت الحاجة

الوافي، ج 5، ص: 1040

بيان

خفر الذمة نقضها و الإدالة لأهل الشرك من أهل الإيمان نصرة أهل الشرك و جعل الدولة لهم على أهل الإيمان

[4]

3551- 4 الفقيه، 1/ 524/ 1488 التهذيب، 3/ 147/ 1/ 1 عبد الرحمن بن كثير عن الصادق ع قال إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزناء ظهرت الزلازل و إذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية و إذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء و إذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين

[5]

3552- 5 الكافي، 2/ 373/ 1/ 1 علي عن أبيه و العدة عن أحمد جميعا عن البزنطي عن أبان عن رجل عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين و شدة المئونة و جور السلطان و لم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء و لو لا البهائم لم يمطروا و لم ينقضوا عهد اللّٰه و عهد رسوله إلا سلط اللّٰه تعالى عليهم عدوهم و أخذوا بعض ما في أيديهم و لم يحكموا بغير ما أنزل اللّٰه تعالى إلا جعل اللّٰه تعالى بأسهم بينهم

[6]

3553- 6 الكافي، 2/ 374/ 2/ 1 بالإسنادين عن السراد عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتاب رسول اللّٰه ص إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة و إذا طفف المكيال و الميزان أخذهم اللّٰه تعالى بالسنين

الوافي، ج 5، ص: 1041

و النقص و إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزرع و الثمار و المعادن كلها و إذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم و العدوان و إذا نقضوا العهد سلط اللّٰه عليهم عدوهم و إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار و إذا لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر و لم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط اللّٰه عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم

[7]
اشارة

3554- 7 الكافي، 5/ 317/ 53/ 1 القمي عن الكوفي عن العباس بن معروف عن رجل عن مندل بن علي العنزي عن محمد بن مطرف عن مسمع عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع الفقيه، 1/ 524/ 1489 التهذيب، 3/ 148/ 2/ 1 قال رسول اللّٰه ص إذا غضب اللّٰه عز و جل على أمة و لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم يربح تجارها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلط عليها شرارها

بيان

الزكاء النمو و الازدياد و الغزارة الكثرة.

و في التهذيب و لم تعذب أنهارها و يأتي تفسير عقوبات الذنوب بنحو أبسط في أبواب الذكر و الدعاء من كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 5، ص: 1043

باب 184 الاستدراج

[1]

3555- 1 الكافي، 2/ 452/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن جندب عن سفيان بن السمط قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا أراد اللّٰه بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة و يذكره الاستغفار و إذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسئه الاستغفار و يتمادى بها و هو قول اللّٰه تعالى سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لٰا يَعْلَمُونَ بالنعم عند المعاصي

[2]
اشارة

3556- 2 الكافي، 2/ 452/ 2/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن بعض أصحابه قال سئل أبو عبد اللّٰه ع عن الاستدراج قال هو العبد يذنب الذنب فيملي له- و يجدد له عندها النعم فتلهيه عن الاستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث لا يعلم

بيان

الإملاء الإمهال

[3]

3557- 3 الكافي، 2/ 452/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان

الوافي، ج 5، ص: 1044

عن عمار بن مروان عن سماعة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لٰا يَعْلَمُونَ قال هو العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب

[4]

3558- 4 الكافي، 2/ 452/ 4/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع قال كم من مغرور بما أنعم اللّٰه تعالى عليه و كم من مستدرج يستر اللّٰه تعالى عليه- و كم من مفتون بثناء الناس عليه

[5]

3559- 5 الكافي، 2/ 97/ 17/ 1 الثلاثة عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إني سألت اللّٰه تعالى أن يرزقني مالا فرزقني و إني سألت اللّٰه أن يرزقني ولدا فرزقني و سألته أن يرزقني دارا فرزقني و قد خفت أن يكون استدراجا فقال أما و اللّٰه مع الحمد فلا

الوافي، ج 5، ص: 1045

باب 185 مجالسة أهل المعاصي

[1]

3560- 1 الكافي، 2/ 374/ 1/ 1 الثلاثة عن أبي زياد النهدي عن عبد اللّٰه بن صالح عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى اللّٰه تعالى فيه و لا يقدر على تغييره

[2]
اشارة

3561- 2 الكافي، 2/ 374/ 2/ 2 العدة عن أحمد عن بكر بن محمد عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول ما لي رأيتك عند عبد الرحمن بن [أبي] يعقوب فقال إنه خالي فقال إنه يقول في اللّٰه قولا عظيما يصف اللّٰه تعالى و لا يوصف فإما جلست معه و تركتنا و إما جلست معنا و تركته فقلت هو يقول ما شاء أي شي ء علي منه إذا لم أقل بقوله فقال أبو الحسن ع أ ما تخاف أن تنزل به نقمة- فتصيبكم جميعا أ ما علمت بالذي كان من أصحاب موسى ع و كان أبوه من أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى تخلف عنه- ليعظ أباه فيلحقه بموسى ع فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتى موسى ع الخبر فقال هو في رحمة اللّٰه و لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع

بيان

كان المراد بوصف اللّٰه تعالى وصفه بصفات زائدة على ذاته سبحانه كما

الوافي، ج 5، ص: 1046

يقال إنه عالم بعلم و قادر بقدرة إلى غير ذلك أو وصفه بما لا يليق به سبحانه كالمكان و الرؤية و نحوهما و هو يراغمه أي يغاضبه و يهاجره و يتباعد منه

[3]

3562- 3 الكافي، 2/ 377/ 10/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقومن مكان ريبة

[4]

3563- 4 الكافي، 2/ 375/ 3/ 1 القميان عن التميمي عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم فتصيروا عند اللّٰه [الناس] كواحد منهم قال رسول اللّٰه ص المرء على دين خليله و قرينه

[5]
اشارة

3564- 5 الكافي، 2/ 377/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن العقرقوفي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قوله تعالى وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتٰابِ أَنْ إِذٰا سَمِعْتُمْ آيٰاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا إلى آخر الآية فقال إنما عنى بهذا إذا سمعتم الرجل يجحد الحق و يكذب به و يقع في الأئمة ع فقم من عنده و لا تقاعده كائنا من كان

بيان

أما قوله إذا سمعتم إلى قوله في الأئمة ع فقم مفعول عنى.

و أما إذا سمعتم بدل هذا و الرجل و ما بعده مفعول عنى و على التقديرين قوله فقم كلام مستأنف يعني إذا كان ذلك كذلك فقم و يحتمل أن

الوافي، ج 5، ص: 1047

يكون إذا سمعتم إلى آخر الحديث مفعول عنى و يكون تفسيرا لتمام الآية

[6]
اشارة

3565- 6 الكافي، 2/ 378/ 12/ 1 الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد [سعد] عن محمد بن مسلم عن إسحاق بن موسى قال حدثني أخي و عمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاثة مجالس يمقتها اللّٰه تعالى فيرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم و لا تجالسوهم مجلس فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه و مجلس ذكر أعدائنا فيه جديد و ذكرنا فيه رث و مجلس فيه من يصد عنا و أنت تعلم- قال ثم تلا أبو عبد اللّٰه ع ثلاث آيات من كتاب اللّٰه تعالى- كأنما كن في فيه أو قال في كفه وَ لٰا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ فَيَسُبُّوا اللّٰهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ- وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ- وَ لٰا تَقُولُوا لِمٰا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هٰذٰا حَلٰالٌ وَ هٰذٰا حَرٰامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ

بيان

الآية الأخيرة استشهاد لمقت المجلس الأول و هو ظاهر. و الآية الثانية استشهاد لمقت المجلس الثاني. إن قيل رث الذكر كناية عن الخوض فيهم و الثالثة استشهاد لمقت الثالث لاستلزام سب الصاد سب الأئمة ع و السكوت عليه تعرض للمقت و يحتمل تعاكس الاستشهادين بأن يكون الصدود عنهم و الخوض فيهم كنايتين عن أمر واحد و تجديد ذكر الأعداء يفضي إلى سب المستمع لهم و سبهم يفضي إلى سب الأئمة

الوافي، ج 5، ص: 1048

ع

[7]
اشارة

3566- 7 الكافي، 2/ 377/ 9/ 1 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن سيف بن عميرة عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد اللّٰه ع قال من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن

بيان

قد مضى هذا الخبر بإسناد آخر مع أخبار أخر في معناه في كتاب الحجة

الوافي، ج 5، ص: 1049

باب 186 تفسير الكبائر

[1]

3567- 1 الكافي، 2/ 276/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً قال الكبائر التي أوجب اللّٰه تعالى عليها النار

[2]
اشارة

3568- 2 الكافي، 2/ 276/ 2/ 1 عنه عن السراد قال كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن ع يسأله عن الكبائر كم هي و ما هي فكتب الكبائر من اجتنب ما وعد اللّٰه عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا و السبع الموجبات قتل النفس الحرام و عقوق الوالدين و أكل الربا و التعرب بعد الهجرة و قذف المحصنة و أكل مال اليتيم و الفرار من الزحف

بيان

فكتب الكبائر يعني هذا بيان الكبائر المسئول عنها المذكورة في الآية الكريمة و من اجتنب ابتداء الكلام المبين لها المفسر للآية الموجبات بفتح الجيم أي التي أوجب اللّٰه عليها النار و يحتمل كسرها أي التي توجب النار

الوافي، ج 5، ص: 1050

و التعرب بعد الهجرة هو أن يعود إلى البادية و يقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا و كان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد كذا قال ابن الأثير في نهايته و لا يبعد تعميمه لكل من تعلم آداب الشرع و سننه ثم تركها و أعرض عنها و لم يعمل بها.

و يؤيده ما رواه الصدوق طاب ثراه في معاني الأخبار بإسناده إلى الصادق ع أنه قال المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الأمر بعد معرفته.

و المحصنة بفتح الصاد المعروفة بالعفة و الزحف المشي إلى العدو للمحاربة

[3]
اشارة

3569- 3 الكافي، 2/ 277/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول الكبائر سبع قتل المؤمن متعمدا و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و التعرب بعد الهجرة و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الربا بعد البينة- و كل ما أوجب اللّٰه عليه النار

بيان

بعد البينة أي بعد أن يتبين له تحريمه كما يستفاد من بعض الأخبار و لما كان ما سوى هذه الست من الكبائر ليس في مرتبة هذه الست في الكبر و لا في عدادها لم يعد معها مفصلا كأنها بمجموعها كواحدة منها

[4]

3570- 4 الكافي، 2/ 278/ 4/ 1 يونس عن عبد اللّٰه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن من الكبائر عقوق الوالدين و اليأس من روح اللّٰه و الأمن لمكر اللّٰه

[5]

3571- 5 الكافي، 2/ 278/ 4/ 1 و قد روى أن أكبر الكبائر الشرك بالله

الوافي، ج 5، ص: 1051

[6]

3572- 6 الكافي، 2/ 278/ 8/ 1 الثلاثة عن البجلي عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الكبائر فقال هن في كتاب علي ع سبع الكفر بالله و قتل النفس و عقوق الوالدين و أكل الربا بعد البينة و أكل مال اليتيم ظلما و الفرار من الزحف- و التعرب بعد الهجرة قال قلت فهذا أكبر المعاصي قال نعم قلت فأكل درهم من مال اليتيم ظلما أكبر أم ترك الصلاة قال ترك الصلاة- قلت فما عددت ترك الصلاة في الكبائر فقال أي شي ء أول ما قلت لك قال قلت الكفر قال فإن تارك الصلاة كافر يعني من غير علة

[7]
اشارة

3573- 7 الكافي، 2/ 280/ 10/ 1 علي عن الاثنين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول الكبائر القنوط من رحمة اللّٰه و اليأس من روح اللّٰه و الأمن لمكر اللّٰه و قتل النفس التي حرم اللّٰه و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الربا بعد البينة و التعرب بعد الهجرة- و قذف المحصنة و الفرار من الزحف

بيان

لعل الثانية عطف بيان للأولى لعدم التغاير بينهما في المعنى إذ لا فرق بينا بين اليأس و القنوط و لا بين الروح و الرحمة و ربما يخص اليأس بالأمور الدنيوية و القنوط بالأمور الأخروية كما مضى بيانه في حديث جنود العقل و الجهل

[8]
اشارة

3574- 8 الكافي، 2/ 281/ 14/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول الكبائر سبعة

الوافي، ج 5، ص: 1052

منها قتل النفس متعمدا و الشرك بالله العظيم و قذف المحصنة و أكل الربا بعد البينة و الفرار من الزحف و التعرب بعد الهجرة و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما قال و التعرب و الشرك واحد

بيان

آخر الحديث اعتذار عما يتراءى من المخالفة بين مقامي الإجمال و التفصيل في العدد

[9]
اشارة

3575- 9 الكافي، 2/ 281/ 15/ 1 أبان عن زياد الكناسي قال قال أبو عبد اللّٰه ع و الذي إذا دعاه أبوه لعن أباه و الذي إذا أجابه ابنه يضربه

بيان

لعل أبان روى الرواية السابقة تارة أخرى عن الكناسي و زاد في آخرها هذه الزيادة و الأمران من إفراد العقوق و فيه تنبيه على أن العقوق قد يكون من جانب الوالد أيضا

[10]
اشارة

3576- 10 الكافي، 2/ 285/ 24/ 1 العدة عن البرقي عن الفقيه، 3/ 563/ 4932 عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسنى قال حدثني أبو جعفر الثاني ع قال سمعت أبي ع يقول سمعت أبي موسى بن جعفر ع يقول دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد اللّٰه ع فلما سلم و جلس تلا هذه الآية الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ ثم أمسك فقال

الوافي، ج 5، ص: 1053

أبو عبد اللّٰه ع ما أسكتك قال أحب أن أعرف الكبائر من كتاب اللّٰه تعالى فقال نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله يقول اللّٰه مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ- و بعده الإياس من روح اللّٰه لأن اللّٰه تعالى يقول إِنَّهُ لٰا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّٰهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكٰافِرُونَ- ثم الأمن لمكر اللّٰه لأن اللّٰه تعالى يقول فَلٰا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّٰهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخٰاسِرُونَ- و منها عقوق الوالدين لأن اللّٰه تعالى جعل العاق جبارا شقيا- و قتل النفس التي حرم اللّٰه إلا بالحق لأن اللّٰه تعالى يقول فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ خٰالِداً فِيهٰا إلى آخر الآية- و قذف المحصنة لأن اللّٰه تعالى يقول لُعِنُوا فِي الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ- و أكل مال اليتيم ظلما لأن اللّٰه تعالى يقول إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً و الفرار من الزحف لأن اللّٰه تعالى يقول وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّٰا مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّٰهِ

وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ

الوافي، ج 5، ص: 1054

و أكل الربا لأن اللّٰه تعالى يقول الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبٰا لٰا يَقُومُونَ إِلّٰا كَمٰا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطٰانُ مِنَ الْمَسِّ- و السحر لأن اللّٰه تعالى يقول وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلٰاقٍ- و الزنا لأن اللّٰه تعالى يقول وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً يُضٰاعَفْ لَهُ الْعَذٰابُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً- و اليمين الغموس الفاجرة لأن اللّٰه تعالى يقول الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولٰئِكَ لٰا خَلٰاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ- و الغلول لأن اللّٰه تعالى يقول وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ- و منع الزكاة المفروضة لأن اللّٰه تعالى يقول فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ و شهادة الزور و كتمان الشهادة لأن اللّٰه تعالى يقول وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ- و شرب الخمر لأن اللّٰه تعالى نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان- و ترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض اللّٰه لأن رسول اللّٰه ص قال من ترك الصلاة متعمدا فقد بري ء من

الوافي، ج 5، ص: 1055

ذمة اللّٰه و ذمة رسوله ص- و نقض العهد و قطيعة الرحم لأن اللّٰه تعالى يقول أُولٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّٰارِ- قال فخرج عمرو و له صراخ من بكائه و هو يقول هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم

بيان

جعل العاق جبارا شقيا حيث قال سبحانه عن عيسى على نبينا و آله و عليه السلام وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا أي عاقا لها إِلّٰا مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ فسر بالكر بعد الفر يخيل عدوه أنه منهزم ثم ينعطف

عليه و هو نوع من مكايد الحرب أَوْ مُتَحَيِّزاً أي منحازا منضما إِلىٰ فِئَةٍ أي جماعة أخرى من المسلمين سوى الفئة التي هو فيها لٰا يَقُومُونَ إذا بعثوا من قبورهم إِلّٰا كَمٰا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطٰانُ أي المصروع.

مِنَ الْمَسِّ و هو الجنون يقال رجل ممسوس أي مجنون يعني أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين يعرفون بتلك السيماء عند أهل الموقف.

و الآثام جزاء الإثم كالوبال و النكال.

الغموس الفاجرة أي الكاذبة سميت غموسا لأن تغمس صاحبها في الإثم و الغلول الخيانة في المغنم و السرقة من الغنيمة قبل القسمة سميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة كذا في النهاية الأثيرية.

وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ إنما استشهد بها للأمرين لأنه إذا كان الكتمان بهذه المثابة فشهادة الزور أحرى لأنها أقبح كما نهى عن عبادة الأوثان أشار بذلك إلى قوله سبحانه إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصٰابُ وَ الْأَزْلٰامُ

الوافي، ج 5، ص: 1056

رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ فَاجْتَنِبُوهُ

[11]
اشارة

3577- 11 الفقيه، 3/ 565/ 4933 و في خبر آخر أن الحيف في الوصية من الكبائر

بيان

الحيف بالمهملة الجور و الظلم

[12]

3578- 12 الفقيه، 3/ 568/ 4941 أبو خديجة سالم بن مكرم الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال الكذب على اللّٰه و على رسوله و على الأوصياء ع من الكبائر و قال رسول اللّٰه ص من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار

[13]

3579- 13 الفقيه، 3/ 569/ 4944 أحمد بن النضر عن عباد بن كثير النواء قال سألت أبا جعفر ع عن الكبائر فقال كل ما أوعد اللّٰه عليه النار

[14]
اشارة

3580- 14 الفقيه، 3/ 569/ 4945 زرعة عن سماعة قال سمعته يقول إن اللّٰه تعالى أوعد في أكل مال اليتيم عقوبتين أما إحداهما فعقوبة الآخرة بالنار و أما عقوبة الدنيا فهو قوله تعالى وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعٰافاً خٰافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّٰهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً يعني بذلك

الوافي، ج 5، ص: 1057

ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع بهؤلاء اليتامى

بيان

أخلفه من الإخلاف أي أخلف الأكل الجور أو أخلف اللّٰه الجور و في بعض النسخ خلفه إما من التخليف بمعنى الإخلاف و إما من الخلف لازما أي خلفه الجور

[15]
اشارة

3581- 15 التهذيب، 4/ 149/ 39/ 1 ابن عقدة عن محمد بن المفضل عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن ابن أبي يعفور و معلى بن خنيس عن أبي الصامت عن أبي عبد اللّٰه ع قال أكبر الكبائر سبع الشرك بالله العظيم و قتل النفس التي حرم اللّٰه عز و جل إلا بالحق و أكل مال اليتيم و عقوق الوالدين- و قذف المحصنات و الفرار من الزحف و إنكار ما أنزل اللّٰه عز و جل- الحديث

بيان

و قد مضى تمامه في باب ابتلاء أهل البيت ع بالناس من الأبواب الأول من كتاب الحجة

[16]
اشارة

3582- 16 الكافي، 2/ 269/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن الجعفري عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الذنوب كلها شديدة و أشدها ما نبت عليه اللحم و الدم لأنه إما مرحوم و إما معذب و الجنة لا يدخلها إلا طيب

بيان

يعني أن صاحب الذنب الذي نبت عليه اللحم و الدم أمره في مشيئة اللّٰه لأنه ليس بطيب و لا يدخل الجنة قطعا و حتما إلا طيب

الوافي، ج 5، ص: 1058

[17]
اشارة

3583- 17 الكافي، 2/ 284/ 20/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قال معرفة الإمام و اجتناب الكبائر التي أوجب اللّٰه عليها النار

بيان

يعني أن الحكمة عبارة عن اعتقاد و عمل و الظاهر أن الوصف بالتي أوجب اللّٰه عليها النار وصف تفسيري و لهذا أوردنا الحديث في هذا الباب إذ لو كان تقييديا لكانت الكبائر صنفين و ليست كذلك إلا أن يقال إن الذنوب كلها كبار.

و قد مضى بيان السر في هذا الحديث في باب معرفة الإمام من الأبواب الأول من كتاب الحجة

الوافي، ج 5، ص: 1059

باب 187 علل تحريم الكبائر

[1]
اشارة

3584- 1 الفقيه، 3/ 565/ 4934 كتب علي بن موسى الرضا ع إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله- حرم اللّٰه قتل النفس لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل و فنائهم و فساد التدبير- و حرم اللّٰه تعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوقير لله تعالى- و التوقير للوالدين و كفر النعمة و إبطال الشكر و ما يدعو من ذلك إلى قلة النسل و انقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين و العرفان بحقهما- و قطع الأرحام و الزهد من الوالدين في الولد و ترك التربية لعلة ترك الولد برهما- و حرم اللّٰه الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس و ذهاب الأنساب و ترك التربية للأطفال و فساد المواريث و ما أشبه ذلك من وجوه الفساد- و حرم اللّٰه عز و جل قذف المحصنات لما فيه من فساد الأنساب و نفي الولد و إبطال المواريث و ترك التربية و ذهاب المعارف و ما فيه من الكبائر- و العلل التي تؤدي إلى فساد الخلق- و حرم اللّٰه أكل مال اليتيم ظلما لعلل كثيرة من وجوه الفساد أول ذلك إذا أكل الإنسان مال اليتيم ظلما فقد أعان على قتله إذ اليتيم غير مستغن و

لا متحمل لنفسه و لا قائم بشأنه و لا له من يقوم عليه و يكفيه كقيام والديه فإذا أكل ماله فكأنه قد قتله و صيره إلى الفقر و الفاقة مع

الوافي، ج 5، ص: 1060

ما حرم اللّٰه عليه و جعل له من العقوبة في قوله تعالى وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعٰافاً خٰافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّٰهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً- و لقول أبي جعفر ع إن اللّٰه تعالى أوعد في أكل مال اليتيم عقوبتين عقوبة في الدنيا و عقوبة في الآخرة ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم و استقلاله لنفسه و السلامة للعقب أن يصيبهم ما أصابه لما أوعد اللّٰه عز و جل فيه من العقوبة مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك وقوع الشحناء و العداوة و البغضاء حتى يتفانوا- و حرم اللّٰه الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين و الاستخفاف بالرسل و الأئمة العادلة ع و ترك نصرتهم على الأعداء- و العقوبة لهم على إنكار ما دعوا إليه من الإقرار بالربوبية و إظهار العدل و ترك الجور و إماتته و الفساد و لما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين- و ما يكون في ذلك من السبي و القتل و إبطال حق اللّٰه تعالى و غيره من الفساد- و حرم اللّٰه تعالى التعرب بعد الهجرة للرجوع عن الدين و ترك الموازرة للأنبياء و الحجج عليهم أفضل الصلوات و ما في ذلك من الفساد و إبطال حق كل ذي حق لا لعلة سكنى البدو و لذلك لو عرف الرجل الدين كاملا لم يجز له مساكنة أهل الجهل و الخوف عليه لأنه لا يؤمن أن يقع منه

ترك العلم و الدخول مع أهل الجهل و التمادي في ذلك- و علة تحريم الربا لما نهى اللّٰه تعالى و لما فيه من فساد الأموال لأن الإنسان إذا اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما و ثمن الآخر باطلا فبيع الربا و شراؤه وكس على كل حال على المشتري و على البائع فحظر اللّٰه تعالى الربا لعلة فساد الأموال كما حظر على السفيه أن

الوافي، ج 5، ص: 1061

يدفع إليه ماله لما تخوف عليه من إفساده حتى يؤنس منه رشده فلهذه العلة حرم اللّٰه تعالى الربا و بيع الربا بيع الدرهم بالدرهمين و علة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم و هي كبيرة بعد البيان و تحريم اللّٰه تعالى لها لم يكن ذلك منه إلا استخفافا بالمحرم الحرام و الاستخفاف بذلك دخول في الكفر- و علة تحريم الربا بالنسيئة لعلة ذهاب المعروف و تلف الأموال و رغبة الناس في الربح و تركهم للقرض و القرض صنائع المعروف و لما في ذلك من الفساد و الظلم و فناء الأموال

بيان

و ذهاب المعارف أي المعرفة بالأنساب من طلب اليتيم بثأره الثأر الدم و قاتل الحميم و لعل إطلاقه على المال من باب الاتساع أو لأن آكل مال اليتيم قد يكون قاتل أبيه و في بعض النسخ و وقوع الشحناء بالعطف و هو أوضح لا لعلة سكنى البدو و في بعض النسخ لعلة سكنى البدو بدون لا و هو أوضح و أوفق بما بعده و الخوف عليه عطف على الفساد و الإبطال و الوكس النقص بيع الدرهم بالدرهمين بدل من بيع الربا و بيع الربا عطف بيان للربا يعني حرم اللّٰه هذا النوع من الربا

لهذه العلة.

و أما ربا النسيئة فعلة تحريمه أمر آخر و هو ما يأتي و يحتمل أن يكون مبتدأ و خبرا معترضة لتخصيص العلة به و الأول أوضح لم يكن ذلك منه في بعض النسخ ما لم يكن و هو أوضح أقول و لتحريم الربا علة أخرى ذكرها بعض أهل المعرفة حيث قال أكل الربا أسوأ حالا من جميع مرتكبي الكبائر فإن كل مكتسب له توكل ما في كسبه قليلا كان أو كثيرا كالتاجر و الزارع و المحترف لم يعينوا أرزاقهم بعقولهم و لم يتعين لهم قبل الاكتساب فهم على غير معلوم في الحقيقة كما

قال رسول اللّٰه ص أبى اللّٰه أن يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم

و أما أكل

الوافي، ج 5، ص: 1062

الربا فقد عين مكسبه و رزقه و هو محجوب عن ربه بنفسه و عن رزقه بتعيينه لا توكل له أصلا فوكله اللّٰه تعالى إلى نفسه و عقله و أخرجه من حفظه و كلاءته فاختطفته الجن و خبلته فيقوم يوم القيامة و لا رابطة بينه و بين اللّٰه عز و جل كسائر الناس المرتبطين به بالتوكل فيكون كالمصروع الذي مسه الشيطان فيخبطه لا يهتدي إلى مقصد

[2]

3585- 2 الفقيه، 3/ 566/ 4935 هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال إنما حرم الربا لكيلا يمتنعوا من صنائع المعروف

[3]

3586- 3 الفقيه، 3/ 566/ 4936 و في رواية محمد بن عطية عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إنما حرم اللّٰه عز و جل الربا لئلا يذهب المعروف

[4]

3587- 4 الفقيه، 3/ 567/ 4937 سأل هشام بن الحكم أبا عبد اللّٰه ع عن علة تحريم الربا فقال إنه لو كان الربا حلالا لترك الناس التجارات و ما يحتاجون إليه فحرم اللّٰه الربا ليفر الناس من الحرام إلى الحلال و التجارات و إلى البيع و الشراء فيبقى ذلك بينهم في القرض

[5]
اشارة

3588- 5 الفقيه، 3/ 567/ 4938 السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول اللّٰه ص ساحر المسلمين يقتل و ساحر الكفار لا يقتل قيل يا رسول اللّٰه فلم لا يقتل ساحر الكفار قال لأن الشرك أعظم من السحر و لأن السحر

الوافي، ج 5، ص: 1063

و الشرك مقرونان

بيان

قوله لأن الشرك أعظم تعليل لعدم قتل ساحر الكفار فإنه لما لم يقتل لكفره فبالحري أن لا يقتل لسحره و قوله و لأن السحر و الشرك مقرونان تعليل لقتل ساحر المسلمين و معناه أن السحر قرين الشرك لأنه يستلزمه و إذا أشرك المسلم ارتد و إذا ارتد وجب قتله

[6]

3589- 6 الفقيه، 3/ 567/ 4939 قال أبو جعفر ع حرم اللّٰه الخمر لفعلها و فسادها

[7]
اشارة

3590- 7 الفقيه، 3/ 567/ 4940 إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمد عن جابر عن زينب بنت علي قالت قالت فاطمة ع في خطبتها في معنى فدك لله بينكم [فيكم] عهد قدمه إليكم و بقية استخلفها عليكم كتاب اللّٰه بينة بصائره و آي منكشفة سرائره و برهان متجلية ظواهره مديم للبرية استماعه و قائد إلى الرضوان اتباعه مؤديا إلى النجاة أشياعه فيه تبيان حجج اللّٰه المنورة- و محارمه المحذورة [المحدودة] و فضائله المندوبة و جمله الكافية و رخصه الموهوبة و شرائعه المكتوبة و بيناته الجالية ففرض اللّٰه الإيمان تطهيرا من الشرك و الصلاة تنزيها عن الكبر و الزكاة زيادة في الرزق- و الصيام تبيينا للإخلاص و الحج تسنية للدين و العدل تسكينا للقلوب و الطاعة نظاما للملة و الإمامة لما من الفرقة و الجهاد عز الإسلام- و الصبر معونة على الاستيجاب و الأمر بالمعروف مصلحة للعامة و بر الوالدين وقاية عن السخط و صلة الأرحام منماة للعدد و القصاص

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 5، ص: 1064

الوافي، ج 5، ص: 1064

حقنا للدماء و الوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة و توفية المكاييل و الموازين تعبيرا للحنيفية و قذف المحصنات حجبا عن اللعنة و ترك السرقة إيجابا للعفة و أكل أموال اليتامى إجارة من الظلم و العدل في الأحكام إيناسا للرعية و حرم اللّٰه الشرك إخلاصا له بالربوبية فاتقوا اللّٰه حق تقاته فيما أمركم اللّٰه به و انتهوا عما نهاكم و الخطبة

طويلة أخذنا منها موضع الحاجة

بيان

في معنى فدك أي في أمره و شأنه و التسنية الرفع و اللم الجمع على الاستيجاب أي استيجاب الأجر قال اللّٰه تعالى إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ تعبيرا للحنيفية أي تفسيرا لها و تنبيها على أن مبناها على العدل و هدم الجور و هذه الخطبة أوردها في كتاب الاحتجاج بتمامها مع صدر لها و ذيل على تفاوت في ألفاظها و ما فيه أصح مما في الفقيه بل هو الصواب و هو هكذا

له فيكم عهد قدمه لكم و بقية استخلفها عليكم كتاب اللّٰه الناطق و القرآن الصادق و النور الساطع و الضياء اللامع بينة بصائره منكشفة سرائره- متجلية ظواهره مغتبط به أشياعه قائد إلى الرضوان اتباعه مؤد إلى النجاة استماعه به ينال حجج اللّٰه المنورة و عزائمه المفسرة و محارمه المحذرة و بيناته الجالية و براهينه الكافية و فضائله المندوبة و رخصه الموهوبة و شرائعه المكتوبة فجعل اللّٰه الإيمان تطهيرا لكم من [عن] الشرك و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر و الزكاة تزكية للنفس و نماء في الرزق و الصيام تثبيتا للإخلاص و الحج تشييدا للدين و العدل تنسيقا للقلوب و طاعتنا نظاما للملة- و إمامتنا أمانا من الفرقة و الجهاد عزا للإسلام و الصبر معونة على استيجاب

الوافي، ج 5، ص: 1065

الأجر و الأمر بالمعروف مصلحة للعامة و بر الوالدين وقاية من السخط و صلة الأرحام منماة للعدد و القصاص حقنا للدماء و الوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة- و توفية المكاييل و الموازين تعييرا للبخس و النهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس و اجتناب القذف حجابا عن اللعنة و ترك السرقة إيجابا للعفة- و حرم اللّٰه الشرك إخلاصا له

بالربوبية فاتقوا اللّٰه حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون و أطيعوا اللّٰه فيما أمركم به و انتهوا عما نهاكم عنه.

و قد وجدت بعض ألفاظ هذه الخطبة في كتاب عتيق نسب إلى أمير المؤمنين ع هكذا

فرض اللّٰه الإيمان تطهيرا من الشرك و الصلاة تنزيها عن الكبر و الزكاة تسبيبا للرزق و الصيام ابتلاء لإخلاص الخلق و الحج تقوية للدين و الجهاد عزا للإسلام و الأمر بالمعروف مصلحة للعوام و النهي عن المنكر ردعا للسفهاء و صلة الأرحام منماة للعدد و القصاص حقنا للدماء و إقامة الحدود إعظاما للمحارم و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل- و مجانبة السرقة إيجابا للعفة و ترك الزنا تحصينا للنسب و ترك اللواط تكثيرا للنسل و السلام أمانا من المخاوف و الأمانة نظاما للأمة

الوافي، ج 5، ص: 1067

باب 188 جمل المعاصي و المناهي

[1]

3591- 1 الكافي، 8/ 242/ 336 علي بن محمد بن عبد اللّٰه عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّٰه بن حماد عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال نحن أصل كل خير و من فروعنا كل بر- فمن البر التوحيد و الصلاة و الصيام و كظم الغيظ و العفو عن المسي ء و رحمة الفقير و تعهد الجار و الإقرار بالفضل لأهله- و عدونا أصل كل شر و من فروعهم كل قبيح و فاحشة فمنهم الكذب و البخل و النميمة و القطيعة و أكل الربا و أكل مال اليتيم بغير حقه و تعدي الحدود التي أمر اللّٰه و ركوب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الزنا و السرقة و كل ما وافق ذلك من القبيح فكذب من زعم أنه معنا و هو متعلق بفروع غيرنا

[2]

3592- 2 الكافي، 2/ 350/ 1/ 1 الثلاثة عن أبي بصير الكافي، 2/ 350/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي المغراء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال كفر بالله من تبرأ من نسب و إن دق

[3]

3593- 3 الكافي، 2/ 350/ 3/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن ابن أبي عمير و ابن فضال عن رجال شتى عن أبي جعفر

الوافي، ج 5، ص: 1068

و أبي عبد اللّٰه ع أنهما قالا كفر بالله العظيم الانتفاء من حسب و إن دق

[4]
اشارة

3594- 4 الكافي، 2/ 270/ 9/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن إبراهيم النوفلي عن الحسين بن المختار عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ملعون ملعون من عبد الدينار و الدرهم ملعون ملعون من كمه أعمى ملعون ملعون من نكح بهيمة

بيان

عمي الكم كناية عن البخل

[5]

3595- 5 الكافي، 5/ 541/ 5/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ملعون من نكح بهيمة

[6]

3596- 6 الكافي، 5/ 540/ 3/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن الفطحية عن أبي عبد اللّٰه ع في الرجل ينكح بهيمة أو يدلك فقال كل ما أنزل به الرجل ماءه من هذا و شبهه فهو زنا

[7]

3597- 7 الفقيه، 4/ 48/ 5062 في خبر لعن رسول اللّٰه ص الواصلة و المواصلة يعني الزانية و القوادة

[8]
اشارة

3598- 8 الفقيه، 4/ 3/ 4968 شعيب بن واقد عن الحسين بن

الوافي، ج 5، ص: 1069

زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص قال نهى رسول اللّٰه ص عن الأكل على الجنابة- و قال إنه يورث الفقر- و نهى عن تقليم الأظفار بالأسنان و عن السواك في الحمام و التنخع في المساجد- و نهى عن أكل سؤر الفأر و قال لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين- و نهى أن يبول أحد تحت شجر مثمرة أو على قارعة الطريق- و نهى أن يأكل الإنسان بشماله و أن يأكل و هو متكئ و نهى أن يجصص المقابر و يصلى فيها و قال إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر [فليحذر] على عورته و لا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الإناء فإنه مجتمع الوسخ و نهى أن يبول أحدكم في الماء الراكد فإنه يكون منه ذهاب العقل- و نهى أن يمشي الرجل في فرد نعل و أن يتنعل و هو قائم- و نهى أن يبول الرجل و فرجه باد للشمس أو القمر و قال إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة- و نهى عن الرنة عند المصيبة و نهى عن النياحة و الاستماع إليها- و نهى عن اتباع النساء الجنائز و نهى أن يمسح [يمحى] شي ء من كتاب اللّٰه بالبصاق [الريق] أو يكتب به و نهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا و قال يكلفه اللّٰه يوم القيامة أن يعقد شعيرة و ما هو بعاقدها- و نهى

عن التصاوير و قال من صور صورة كلفه اللّٰه يوم القيامة أن ينفخ فيها و ليس بنافخ فيها و نهى أن يحرق شي ء من الحيوان بالنار

الوافي، ج 5، ص: 1070

و نهى عن سب الديك و قال إنه يوقظ للصلاة و نهى أن يدخل الرجل في سؤم أخيه المسلم و نهى أن يكثر الكلام عند المجامعة و قال منه يكون خرس الولد و قال لا تبيتوا القمامة في بيوتكم و أخرجوها نهارا فإنها مقعد الشيطان و قال لا يبيتن أحدكم و يده غمرة فإن فعله فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه و نهى أن يستنجي الرجل بالروث و العظام- و نهى أن تخرج المرأة من بيتها من غير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء و كل شي ء تمر عليه من الجن و الإنس حتى ترجع إلى بيتها [البيت]- و نهى أن تتزين لغير زوجها فإن فعلته كان حقا على اللّٰه عز و جل أن يحرقها بالنار- و نهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها أو غير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه و نهى أن تباشر المرأة المرأة و ليس بينهما ثوب و نهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها و نهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة و على ظهر طريق عامر فمن فعل ذلك فعليه لعنة اللّٰه و الملائكة و الناس أجمعين- و نهى أن يقول الرجل للرجل زوجني أختك حتى أزوجك أختي و نهى عن إتيان العراف و قال من أتاه و صدقه فقد بري ء مما أنزل اللّٰه على محمد ص و نهى عن اللعب بالشطرنج و النرد و الكوبة

و العرطبة و هي الطنبور و العود- و نهى عن الغيبة و الاستماع إليها- و نهى عن النميمة و الاستماع إليها و قال لا يدخل الجنة قتات يعني نماما و نهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم و نهى عن اليمين الكاذبة و قال إنها تدع الديار بلاقع من أهلها و قال من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم

الوافي، ج 5، ص: 1071

لقي اللّٰه عز و جل و هو عليه غضبان إلا أن يتوب و يرجع و نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر و نهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام- و قال لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر و نهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير اللّٰه عز و جل و نهى عن تصفيق الوجه و نهى عن الشرب في آنية الذهب و الفضة و نهى عن لبس الحرير و الديباج و القز للرجال- و أما للنساء فلا بأس و نهى عن بيع الثمار حتى تزهو يعني تصفر أو تحمر و نهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب و الزبيب بالعنب و ما أشبه ذلك و نهى عن بيع النرد و أن يشترى الخمر و أن يسقى الخمر- و قال ع لعن اللّٰه الخمر و غارسها و عاصرها و شاربها و ساقيها و بائعها و مشتريها و آكل ثمنها و حاملها و المحمولة إليه و قال ع من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات و في بطنه شي ء من ذلك- كان حقا على اللّٰه عز و جل أن يسقيه من طينة خبال و هو صديد أهل النار و ما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور

جهنم فيشربه أهل النار- فيصهر به ما في بطونهم و الجلود- و نهى عن أكل الربا و شهادة الزور و كتابة الربا و قال إن اللّٰه عز و جل لعن آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه و نهى عن بيع و سلف و نهى عن بيعين في بيع و نهى عن بيع ما ليس عندك- و نهى عن بيع ما لم يضمن و نهى عن مصافحة الذمي و نهى أن ينشد الشعر أو ينشد الضالة في المسجد و نهى عن ضرب وجوه البهائم و نهى أن يسل السيف في المسجد- و نهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم و قال من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك و نهى أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة- و نهى أن ينفخ في طعام أو شراب أو ينفخ في موضع السجود و نهى أن يصلي الرجل في المقابر و الطرق و الأرحبة و الأودية و مرابط الإبل و على

الوافي، ج 5، ص: 1072

ظهر الكعبة و نهى عن قتل النحل و نهى عن الوسم في وجوه البهائم و نهى أن يحلف الرجل بغير اللّٰه و قال من حلف بغير اللّٰه عز و جل فليس من اللّٰه في شي ء- و نهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب اللّٰه عز و جل و قال من حلف بسورة من كتاب اللّٰه فعليه بكل آية منها كفارة يمين فمن شاء بر و من شاء فجر- و نهى أن يقول الرجل للرجل لا و حياتك و حياة فلان و نهى أن يقعد الرجل في المسجد و هو جنب و نهى عن التعري بالليل و النهار- و نهى عن الحجامة

يوم الأربعاء و الجمعة و نهى عن الكلام يوم الجمعة و الإمام يخطب فمن فعل ذلك فقد لغا و من لغا فلا جمعة له و نهى عن التختم بخاتم صفر أو حديد و نهى عن نقش شي ء من الحيوان على الخاتم و نهى عن الصلاة عند طلوع الشمس و عند غروبها و عند استوائها- و نهى عن صيام ستة أيام يوم الفطر و يوم الشك و يوم النحر و أيام التشريق- و نهى أن يشرب الماء كما تشرب البهائم و قال اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم و نهى عن البصاق في البئر التي يشرب منها الماء- و نهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته و نهى عن الهجران فمن كان لا بد فاعلا فلا يهاجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به و نهى عن بيع الذهب بالذهب و زيادة إلا وزنا بوزن و نهى عن المدح و قال احثوا في وجوه المداحين التراب- و قال ص من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له أبشر بلعنة اللّٰه و نار جهنم و بئس

الوافي، ج 5، ص: 1073

المصير و قال من مدح سلطانا جائرا أو تحفف و تضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار- و قال ص قال اللّٰه عز و جل وَ لٰا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ- و قال ص من ولي جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم و من بنى بنيانا رياء و سمعة حمله اللّٰه يوم القيامة من الأرض السابعة و هو نار تشتعل ثم يطوق في عنقه و يلقى في النار-

فلا يحبسه شي ء فيها دون قعرها إلا أن يتوب- قيل يا رسول اللّٰه كيف يبني رياء و سمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه استطالة به على جيرانه و مباهاة لإخوانه و قال ع من ظلم أجيرا أجره أحبط اللّٰه عمله و حرم عليه ريح الجنة و إن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام و من خان جاره شبرا من الأرض جعله اللّٰه طوقا في عنقه من تخوم الأرض السابعة حتى يلقى اللّٰه يوم القيامة مطوقا- إلا أن يتوب و يرجع ألا و من تعلم القرآن ثم نسيه لقي اللّٰه تعالى يوم القيامة مغلولا يسلط اللّٰه عز و جل بكل آية منه حية تكون قرينته إلى النار إلا أن يغفر له و قال ع من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا أو زينتها استوجب عليه سخط اللّٰه إلا أن يتوب- ألا و إنه إن مات على غير توبة حاجه يوم القيامة فلا يزايله إلا مدحوضا ألا و من زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه و مات مصرا عليه فتح اللّٰه له في قبره ثلاثمائة باب- تخرج منها عقارب و حيات و ثعبان النار فهو يحترق إلى يوم القيامة فإذا

الوافي، ج 5، ص: 1074

بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك و بما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النارألا و إن اللّٰه حرم الحرام و حد الحدود فما أحد أغير من اللّٰه عز و جل- و من غيرته حرم الفواحش و نهى أن يطلع الرجل في بيت جاره و قال من نظر إلى عورة أخيه

المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله اللّٰه النار مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس و لم يخرج من الدنيا حتى يفضحه اللّٰه إلا أن يتوب- و قال ع من لم يرض بما قسم اللّٰه له من الرزق و بث شكواه و لم يصبر و لم يحتسب لم ترفع له حسنة و يلقى اللّٰه عز و جل و هو عليه غضبان إلا أن يتوب- و نهى أن يختال الرجل في مشيته و قال من لبس ثوبا فاختال فيه- خسف اللّٰه به من شفير جهنم و كان قرين قارون لأنه أول من اختال- فخسف اللّٰه به و بداره الأرض و من اختال فقد نازع اللّٰه في جبروته و قال ع من ظلم امرأة مهرها فهو عند اللّٰه زان يقول اللّٰه عز و جل له يوم القيامة عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي و ظلمت أمتي فيؤخذ من حسناته فتدفع إليها بقدر حقها فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه العهد إِنَّ الْعَهْدَ كٰانَ مَسْؤُلًا- و نهى عن كتمان الشهادة و قال من كتمها أطعمه اللّٰه لحمه على رءوس الخلائق و هو قول اللّٰه تعالى وَ لٰا تَكْتُمُوا الشَّهٰادَةَ وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ و قال ع من آذى جاره حرم اللّٰه عليه ريح الجنة- و مأواه جهنم و بئس المصير و من ضيع حق جاره فليس منا و ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه و ما زال يوصيني

الوافي، ج 5، ص: 1075

بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت أعتقوا- و ما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة و ما

زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا ألا و من استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق اللّٰه و اللّٰه يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب- و قال ع من أكرم فقيرا مسلما لقي اللّٰه يوم القيامة و هو عنه راض- و قال ع من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة اللّٰه عز و جل حرم اللّٰه عليه النار و آمنه من الفزع الأكبر و أنجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى وَ لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ- ألا و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي اللّٰه يوم القيامة و ليست له حسنة يتقي بها النار و من اختار الآخرة و ترك الدنيا رضي اللّٰه عنه و غفر له مساوي عمله و من ملأ عينيه من حرام ملأ اللّٰه عينيه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب و يرجع- و قال ع من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بغضب من اللّٰه عز و جل و من التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع شيطان- فيقذفان في النار و من غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا و يحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين و نهى رسول اللّٰه ص أن يمنع أحد الماعون جاره و قال من منع الماعون جاره منعه اللّٰه خيره يوم القيامة و وكله إلى نفسه و من وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله- و قال ع و أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل اللّٰه

الوافي، ج 5، ص: 1076

عز و جل منها صرفا و لا عدلا و لا حسنة من عملها حتى

ترضيه و إن صامت نهارها و قامت ليلتها و أعتقت الرقاب و حملت على جياد الخيل في سبيل اللّٰه- و كانت في أول من يرد النار و كذلك الرجل إذا كان لها ظالما- ألا و من لطم خد مسلم أو وجهه بدد اللّٰه عظامه يوم القيامة و حشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب و من بات و في قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط اللّٰه و أصبح كذلك حتى يتوب و نهى عن الغيبة و قال من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه و نقض وضوؤه و جاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى بها أهل الموقف فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم اللّٰه عز و جل و قال ع من كظم غيظا و هو قادر على إنفاذه و حلم عنه أعطاه اللّٰه أجر شهيد- ألا و من تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد اللّٰه عنه ألف باب من الشر في الدنيا و الآخرة فإن هو لم يردها و هو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة- و نهى رسول اللّٰه ص عن الخيانة و قال من خان أمانة في الدنيا و لم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي و يلقى اللّٰه و هو عليه غضبان و قال ع من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار و من اشترى خيانة و هو يعلم فهو كالذي خانها و من حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم اللّٰه عليه بركة الرزق إلا أن يتوب-

ألا و من سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها و من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض و هو يقدر عليه فلم يفعل حرم اللّٰه عليه ريح الجنة ألا و من صبر على خلق امرأة سيئة الخلق و احتسب في ذلك الأجر أعطاه اللّٰه ثواب الشاكرين ألا و أيما امرأة لم ترفق بزوجها و حملته على ما لا يقدر عليه و ما لا يطيق لم يقبل اللّٰه منها حسنة و تلقى اللّٰه و هو عليها غضبان ألا و من

الوافي، ج 5، ص: 1077

أكرم أخاه المسلم فإنما [فكأنما] يكرم اللّٰه تعالى و نهى رسول اللّٰه ص أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم و قال من أم قوما بإذنهم و هم به راضون فاقتصد بهم في حضوره و أحسن صلاته بقيامه و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده فله مثل أجر القوم و لا ينقص من أجورهم شي ء و قال من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه- أعطاه اللّٰه تعالى أجر مائة شهيد و له بكل خطوة أربعون ألف حسنة و محي عنه أربعون ألف سيئة و رفع له من الدرجات مثل ذلك و كان كأنما عبد اللّٰه عز و جل مائة سنة صابرا محتسبا و من كفى [قضى] ضريرا حاجة من حوائج الدنيا و مشى له فيها حتى يقضي اللّٰه له حاجته- أعطاه اللّٰه براءة من النفاق و براءة من النار و قضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا و لا يزال يخوض في رحمة اللّٰه حتى يرجع و من مرض يوما و ليلة و لم يشك إلى عواده بعثه اللّٰه يوم القيامة مع خليله إبراهيم ع خليل الرحمن حتى يجوز على

الصراط كالبرق اللامع و من سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الأنصار بأبي أنت و أمي يا رسول اللّٰه فإن كان المريض من أهل بيته أ و ليس ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته قال نعم ألا و من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج اللّٰه عنه اثنتين و سبعين كربة من كرب الآخرة و اثنتين و سبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص- قال و من يمطل على ذي حق حقه و هو يقدر على أداء حقه فعليه كل

الوافي، ج 5، ص: 1078

يوم خطيئة عشار ألا و من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل اللّٰه ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من نار طوله سبعون ذراعا يسلطه اللّٰه عليه في نار جهنم و بئس المصير- و من اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط اللّٰه عمله و ثبت وزره و لم يشكر له سعيه ثم قال ع يقول اللّٰه عز و جل حرمت الجنة على المنان و البخيل و القتات و هو النمام ألا و من تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة و من مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شي ء و من صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فإن أقام حتى يدفن و يحثى عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر القيراط مثل جبل أحد- ألا و من ذرفت عيناه من خشية اللّٰه عز و جل كان له

بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكلل بالدر و الجوهر فيه ما لا عين رأت- و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ألا و من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة و يرفع له من الدرجات مثل ذلك و إن مات و هو على ذلك وكل اللّٰه تعالى به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره و يبشرونه و يؤنسونه في وحدته و يستغفرون له حتى يبعث ألا و من أذن محتسبا يريد بذلك وجه اللّٰه تعالى أعطاه اللّٰه ثواب أربعين ألف شهيد و أربعين ألف صديق و يدخل في شفاعته أربعون ألف مسي ء من أمتي إلى الجنة- ألا و إن المؤذن إذا قال أشهد أن لا إله إلا اللّٰه صلى عليه سبعون ألف ملك و استغفروا له و كان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ اللّٰه من

الوافي، ج 5، ص: 1079

حساب الخلائق و يكتب له ثواب قوله أشهد أن محمدا رسول اللّٰه أربعون ألف ملك و من حافظ على الصف الأول و التكبيرة الأولى لا يؤذي مسلما أعطاه الهّٰ من الأجر ما يعطى المؤذنون في الدنيا و الآخرة- ألا و من تولى عرافة قوم أتي يوم القيامة و يداه مغلولتان إلى عنقه- فإن قام فيهم بأمر اللّٰه تعالى أطلقه اللّٰه و إن كان ظالما هوي به في نار جهنم و بئس المصير- و قال ع لا تحقروا شيئا من الشر و إن صغر في أعينكم- و لا تستكثروا شيئا من الخير و إن كثر في أعينكم فإنه لا كبيرة مع الاستغفار و لا صغيرة مع الإصرار قال شعيب بن واقد سألت الحسين

بن زيد عن طول هذا الحديث فقال حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول اللّٰه ص و خط علي بن أبي طالب ع بيده

بيان

قارعة الطريق أعلاه دخلتم الغائط كناية عن الحدث إذ الغائط المكان المنخفض من الأرض كانوا يقصدون للحدث مكانا منخفضا يغيب فيه أشخاصهم و الرنة الصوت و الصياح من صور صورة كأن المراد بها الحيوانية خاصة بقرينة نفخ الروح و هي بعمومها تشمل ذات الظل و غيرها أن يدخل الرجل في سوم أخيه يعني يدخل بين المتبايعين إذا تقارب انعقاد البيع بينهما و يخرج السلعة من يد المشتري بزيادة على ما استسعر الأمر عليه و الغمر بالتحريك زنخ اللحم و زهومتها و العراف المنجم و الذي يدعي علم الغيب.

و الكوبة بالضم فسرت في اللغة تارة بالنرد و الشطرنج و أخرى بالطبل و أخرى بالبربط و العرطبة فسرت تارة بالطنبور و أخرى بالعود و البلاقع جمع بلقعة و هي

الوافي، ج 5، ص: 1080

الأرض القفر التي لا شي ء بها يريد أن الحالف بها يفتقر و يذهب ما في بيته من الرزق.

و قيل هو أن يفرق اللّٰه شمله و يغير عليه ما به من نعمة و اليمين الصبر التي لازمة لصاحبها من جهة الحكم ألزم بها و حبس عليها و الصهر الإذابة و الموكل من الإيكال يقال آكلته إيكالا أي أطعمته بيع و سلف يأتي تفسير هذه المبايعات في كتاب المعايش إن شاء اللّٰه.

و الرحبة بالتحريك الساحة و على نسخة المثناة من تحت جمع الرحى فمن شاء بر و من شاء فجر يعني سواء صدق في يمينه

أو كذب و عند استوائها أي بلوغها وسط السماء عن الهجران يعني على انحراف بينهما.

و الحفف بالمهملة الضيق و قلة المعيشة و الحفوف الاعتناء بالشي ء و مدحه تحفف أي أظهر الضيق و القلة أو تكلف المدح.

و تضعضع خضع و ذل ولي جائرا من التولية ثم نسيه لعل المراد بالنسيان ترك العمل به و عدم المبالاة برعايته كما في قوله عز و جل كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيٰاتُنٰا فَنَسِيتَهٰا وَ كَذٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسىٰ.

و أما ما يأتي في أواخر كتاب الصلاة أنه لا حرج عليه فالمراد به معناه المعروف و آثر عليه حب الدنيا يعني خالف مضمونه لحب الدنيا و زينتها قال تعالى وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ مٰا يَشْتَرُونَ.

و لم يحتسب أي لم يتوقع أجره من اللّٰه و الماعون كل منفعة قيل أصله المعونة و الألف عوض عن الهاء و الصرف التوبة و قيل النافلة و العدل الفدية و قيل الفريضة فاقتصد بهم في حضوره أي جعل لحضوره للصلاة وقتا معتدلا لا يعجل تارة جدا و يبطئ أخرى و زاد في عرض المجالس بعد قوله و لا ينقص من أجورهم شي ء.

الوافي، ج 5، ص: 1081

ألا و من أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة و لم يحسن في خشوعه و ركوعه و سجوده و قراءته ردت عليه صلاته و لم يتجاوز ترقوته و كانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته و لم يقم فيهم بحق و لا قام فيهم بأمر و المغص بالمعجمة ثم المهملة وجع في المعاء و المطل التسويف يريد بذلك وجه اللّٰه تفسير للاحتساب و العرافة أن يقوم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم و يتعرف الأمير منه

أحوالهم و في الحديث العرافة حق و العرفاء في النار حق أي فيها مصلحة للناس و رفق في أمورهم و أحوالهم و العرفاء في النار تحذير من التعرض للرئاسة لما في ذلك من الفتنة و أنه إذا لم يقم بحقه آثم فاستحق العقوبة كذا في النهاية الأثيرية

[9]

3599- 9 الفقيه، 3/ 556/ 4914 سليمان بن جعفر البصري عن عبد اللّٰه بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ص عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه تبارك و تعالى كره لكم أيتها الأمة أربعا و عشرين خصلة و نهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة و كره المن في الصدقة و كره الضحك بين القبور و كره التطلع في الدور و كره النظر إلى فروج النساء و قال يورث العمى و كره الكلام عند الجماع و قال يورث الخرس- و كره النوم قبل العشاء الآخرة و كره الحديث بعد العشاء الآخرة و كره الغسل تحت السماء بغير مئزر و كره المجامعة تحت السماء و كره دخول الأنهار بلا مئزر و قال في الأنهار عمار و سكان من الملائكة و كره دخول الحمامات إلا بمئزر و كره الكلام بين الأذان و الإقامة في صلاة الغداة حتى

الوافي، ج 5، ص: 1082

تنقضي الصلاة و كره ركوب البحر في هيجانه و كره النوم فوق سطح ليس بمحجر و قال من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة و كره أن ينام الرجل في بيت وحده و كره للرجل أن يغشى امرأته و هي حائض- فإن غشيها فخرج الولد مجذوما أو

أبرص فلا يلومن إلا نفسه و كره أن يغشى الرجل المرأة و قد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى فإن فعل فخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه و كره أن يكلم الرجل مجذوما- إلا أن يكون بينه و بينه قدر ذراع و قال فر من المجذوم فرارك من الأسد و كره البول على شط نهر جار و كره أن يحدث الرجل تحت شجرة مثمرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت و كره أن يتنعل الرجل و هو قائم و كره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار و كره النفخ في الصلاة

[10]

3600- 10 الفقيه، 4/ 397/ 5847 عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال أوحى اللّٰه تعالى إلى رسول اللّٰه ص أني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال فدعاه النبي ص فأخبره فقال لو لا أن اللّٰه تعالى أخبرك ما أخبرتك ما شربت خمرا قط لأني علمت أني إن شربتها زال عقلي و ما كذبت قط لأن الكذب ينقص المروة و ما زنيت قط لأني خفت أني إذا عملت عمل بي و ما عبدت صنما قط لأني علمت أنه لا يضر و لا ينفع قال فضرب النبي ص يده على عاتقه و قال حق على اللّٰه عز و جل أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة

[11]
اشارة

3601- 11 الكافي، 6/ 432/ 7/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 5، ص: 1083

قال قال رسول اللّٰه ص أنهاكم عن الزفن و المزمار و عن الكوبات و الكبرات

بيان

الزفن اللعب و الرقص و الزمر التغني في القصب و الكوبة مر تفسيرها و الكبر محركة الطبل

[12]
اشارة

3602- 12 التهذيب، 2/ 240/ 21/ 1 ابن محبوب عن الكوفي عن النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول اللّٰه ص من تمثل ببيت شعر من الخناء لم تقبل منه صلاة ذلك اليوم و من تمثل بالليل لم تقبل منه الصلاة تلك الليلة

بيان

التمثل إنشاد الشعر و الخناء الفحش و قد ورد أخبار أخر في تشديد الأمر في خصوص بعض هذه الذنوب كالقتل و الزنا و اللواط و السحق و اليمين الكاذبة و أكل الربا و أكل مال اليتيم ظلما و شرب الخمر و الغناء و القمار و غير ذلك نوردها إن شاء اللّٰه في مواضع أنسب بها كأبواب الحدود و وجوه المكاسب و المشارب فإن هذا الباب إنما هو محل ذكر الجمل دون التفاصيل

الوافي، ج 5، ص: 1085

باب 189 ما لا يؤاخذ عليه

[1]

3603- 1 الكافي، 2/ 462/ 1/ 2 الاثنان عن أبي داود المسترق عن عمرو بن مروان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص رفع عن أمتي أربع خصال خطؤها و نسيانها و ما أكرهوا عليه و ما لم يطيقوا و ذلك قول اللّٰه تعالى رَبَّنٰا لٰا تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا رَبَّنٰا وَ لٰا تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا رَبَّنٰا وَ لٰا تُحَمِّلْنٰا مٰا لٰا طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ و قوله إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ

[2]

3604- 2 الكافي، 2/ 463/ 2/ 1 الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص وضع عن أمتي تسع خصال الخطأ و النسيان و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطروا إليه و ما استكرهوا عليه و الطيرة و الوسوسة في التفكر في الخلق و الحسد ما لم يظهر بلسان أو يد

[3]

3605- 3 الفقيه، 1/ 59/ 132 قال النبي ص وضع عن أمتي تسعة أشياء السهو و الخطأ و النسيان و ما

الوافي، ج 5، ص: 1086

أكرهوا عليه و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و الطيرة و الحسد و التفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق الإنسان بشفة

[4]

3606- 4 الكافي، 8/ 254/ 360 الثلاثة عن علي بن عطية عن أبي عبد اللّٰه ع قال كنت عنده و سأله رجل عن رجل- يجي ء منه الشي ء على حد الغضب يؤاخذه اللّٰه به فقال اللّٰه أكرم من أن يستغلق عبده

[5]

3607- 5 الكافي، 8/ 254/ 360 و في نسخه أبي الحسن الأول ع يستعلن عبده

[6]

3608- 6 الكافي، 2/ 461/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن جميل بن صالح عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال إن أناسا أتوا رسول اللّٰه ص بعد ما أسلموا فقالوا يا رسول اللّٰه أ يؤخذ الرجل منا بما كان عمل في الجاهلية بعد إسلامه فقال لهم النبي ص من حسن إسلامه و صح يقين إيمانه لم يأخذه اللّٰه تعالى بما عمل في الجاهلية و من سخف إسلامه و لم يصح يقين إيمانه أخذه اللّٰه تعالى بالأول و الآخر

[7]

3609- 7 الكافي، 2/ 461/ 2/ 1 علي عن أبيه عن الجوهري عن المنقري عن الفضيل بن عياض قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الرجل يحسن في الإسلام أ يؤاخذ بما عمل في الجاهلية فقال قال رسول اللّٰه ص من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية و من أساء في الإسلام أخذ بالأول و الآخر

الوافي، ج 5، ص: 1087

باب 190 دواء الذنوب

[1]

3610- 1 الكافي، 2/ 439/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن عدة من أصحابنا رفعوه قالوا قال لكل شي ء دواء و دواء الذنوب الاستغفار

[2]

3611- 2 الكافي، 2/ 426/ 1/ 1 الثلاثة عن علي الأحمسي عن أبي جعفر ع قال و اللّٰه ما ينجو من الذنوب إلا من أقر بها قال و قال أبو جعفر ع كفى بالندم توبة

[3]

3612- 3 الكافي، 2/ 426/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن ابن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول و اللّٰه ما خرج عبد من ذنب بإصرار و ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار

[4]

3613- 4 الكافي، 2/ 438/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن هشام بن سالم عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من مؤمن يقارف في يومه و ليلته أربعين كبيرة فيقول و هو نادم أستغفر اللّٰه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام و أسأله أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يتوب علي إلا غفرها اللّٰه تعالى له- و لا خير فيمن يقارف في كل يوم أكثر من أربعين كبيرة

الوافي، ج 5، ص: 1088

[5]

3614- 5 الكافي، 2/ 439/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان قال قال أبو عبد اللّٰه ع من قال أستغفر اللّٰه مائة مرة في كل يوم غفر اللّٰه تعالى له سبعمائة ذنب و لا خير في عبد يذنب في كل يوم سبعمائة ذنب

[6]

3615- 6 الكافي، 2/ 438/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة بياع الأكسية عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر اللّٰه تعالى منه فيغفر له و إنما يذكره ليغفر له و إن الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته

[7]

3616- 7 الكافي، 2/ 426/ 3/ 1 علي عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن الرجل ليذنب الذنب فيدخله اللّٰه به الجنة قلت يدخله اللّٰه تعالى بالذنب الجنة قال نعم إنه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه اللّٰه تعالى فيدخله الجنة

[8]

3617- 8 الكافي، 2/ 427/ 5/ 1 الحسين بن محمد عن محمد بن عمران بن الحجاج السبيعي عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من أذنب ذنبا فعلم [فيعلم] أن اللّٰه تعالى مطلع عليه إن شاء عذبه و إن شاء غفر له و إن لم يستغفر اللّٰه

[9]

3618- 9 الكافي، 2/ 427/ 8/ 1 محمد عن علي بن الحسين الدقاق عن عبد اللّٰه بن محمد عن أحمد بن عمر عن زيد القتات عن أبان بن تغلب

الوافي، ج 5، ص: 1089

قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلا غفر اللّٰه تعالى له قبل أن يستغفر و ما من عبد أنعم اللّٰه تعالى عليه نعمة فعرف أنها من عند اللّٰه تعالى إلا غفر اللّٰه له قبل أن يحمده

[10]

3619- 10 الكافي، 2/ 426/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لا و اللّٰه ما أراد اللّٰه تعالى من الناس إلا خصلتين أن يعترفوا له بالنعم فيزيدهم و بالذنوب فيغفرها لهم

[11]

3620- 11 الفقيه، 4/ 411/ 5895 الحسين بن زيد عن علي بن غراب قال قال الصادق جعفر بن محمد ع من خلا بذنب فراقب اللّٰه تعالى ذكره فيه و أستحيي من الحفظة غفر اللّٰه تعالى له جميع ذنوبه و إن كان مثل ذنوب الثقلين

[12]
اشارة

3621- 12 الكافي، 2/ 427/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم عن عنبسة العابد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم و يبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير

بيان

ضمن الطلب معنى الرجوع أو الإنابة أو التوبة أو نحوها و حذف مفعوله و المعنى أن يطلب منه المغفرة حين كونه منيبا إليه تائبا

[13]

3622- 13 الكافي، 2/ 427/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن إسماعيل بن

الوافي، ج 5، ص: 1090

سهل عن حماد عن ربعي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الندم على الشر يدعو إلى تركه

[14]

3623- 14 الكافي، 2/ 434/ 7/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ- قال هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر [يذكر] فيمسك و ذلك قوله تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ

الوافي، ج 5، ص: 1091

باب 191 التوبة

[1]

3624- 1 الكافي، 2/ 430/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن ابن وهب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه اللّٰه تعالى فستر عليه في الدنيا و الآخرة- فقلت و كيف يستر اللّٰه عليه قال ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ثم يوحي اللّٰه إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه و يوحي إلى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب و يلقى اللّٰه تعالى حين يلقاه و ليس شي ء يشهد عليه بشي ء من الذنوب

[2]

3625- 2 الكافي، 2/ 436/ 12/ 1 العدة عن أحمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن راشد عن ابن وهب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه اللّٰه تعالى فستر عليه- فقلت و كيف يستر عليه قال ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه- و يوحي اللّٰه إلى جوارحه و إلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه- فيلقى اللّٰه تعالى حين يلقاه و ليس شي ء يشهد عليه بشي ء من الذنوب

[3]

3626- 3 الكافي، 2/ 431/ 2/ 1 الثلاثة عن الخراز عن محمد عن أحدهما ع في قول اللّٰه تعالى فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهىٰ

الوافي، ج 5، ص: 1092

فَلَهُ مٰا سَلَفَ قال الموعظة التوبة

[4]

3627- 4 الكافي، 2/ 432/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن الكناني قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً قال يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه قال محمد بن الفضيل سألت عنها أبا الحسن ع فقال يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه و أحب العباد إلى اللّٰه تعالى المنيبون التوابون

[5]
اشارة

3628- 5 الكافي، 2/ 432/ 4/ 1 الثلاثة عن الخراز عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً قال هو الذنب الذي لا يعود إليه [فيه] أبدا قلت و أينا لم يعد فقال يا أبا محمد إن اللّٰه تعالى يحب من عباده المفتن التواب

بيان

يعني الذي يكثر ذنبه و تكثر توبته يذنب الذنب فيتوب منه ثم يبتلى به فيعود ثم يتوب و هكذا من الإفتان أو التفتين بمعنى الإيقاع في الفتنة

[6]

3629- 6 الكافي، 2/ 435/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن عبد اللّٰه بن عثمان عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه يحب العبد المفتن التواب و من لا يكون ذلك منه كان أفضل

الوافي، ج 5، ص: 1093

[7]
اشارة

3630- 7 الكافي، 2/ 432/ 5/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابنا رفعه قال إن اللّٰه تعالى أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات و الأرض لنجوا بها قوله تعالى إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ فمن أحبه اللّٰه تعالى لم يعذبه و قوله الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ إلى قوله ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قوله تعالى وَ الَّذِينَ لٰا يَدْعُونَ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ وَ لٰا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ إلى قوله وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً

بيان

تمام الآية الثانية الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تٰابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذٰابَ الْجَحِيمِ رَبَّنٰا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّٰاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبٰائِهِمْ وَ أَزْوٰاجِهِمْ وَ ذُرِّيّٰاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ قِهِمُ السَّيِّئٰاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئٰاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و تمام الآية الثالثة وَ الَّذِينَ لٰا يَدْعُونَ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ وَ لٰا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ وَ لٰا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً يُضٰاعَفْ لَهُ الْعَذٰابُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً إِلّٰا مَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صٰالِحاً فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً

[8]

3631- 8 الكافي، 2/ 434/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن العلاء

الوافي، ج 5، ص: 1094

عن محمد عن أبي جعفر ع قال يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة أما و اللّٰه إنها ليس إلا لأهل الإيمان قلت فإن عاد بعد التوبة و الاستغفار في الذنوب و عاد في التوبة فقال يا محمد بن مسلم أ ترى العبد المؤمن يندم على ذنبه و يستغفر اللّٰه تعالى منه و يتوب ثم لا يقبل اللّٰه تعالى توبته قلت فإنه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب و يستغفر فقال كلما عاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد اللّٰه تعالى عليه بالمغفرة و إن اللّٰه غفور رحيم يقبل التوبة و يعفو عن السيئات فإياك أن تقنط المؤمنين

من رحمة اللّٰه تعالى

[9]

3632- 9 الكافي، 2/ 435/ 8/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللّٰه أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته و زاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها

[10]

3633- 10 الكافي، 2/ 436/ 13/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى يفرح بتوبة عباده المؤمنين إذا تابوا كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها

[11]

3634- 11 الكافي، 2/ 435/ 10/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن محمد بن سنان عن يوسف أبي يعقوب بياع الأرز عن جابر عن

الوافي، ج 5، ص: 1095

أبي جعفر ع قال سمعته يقول التائب من الذنب كمن لا ذنب له و المقيم على الذنب و هو يستغفر منه كالمستهزئ

[12]

3635- 12 الكافي، 2/ 451/ 1/ 2 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن بعض أصحابه [أصحابنا] عن البقباق قال قال أبو عبد اللّٰه ع قال أمير المؤمنين ع ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة و كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا و الموت فضح الدنيا و لم يترك لذي لب فرحا

[13]

3636- 13 الفقيه، 3/ 574/ 4965 قال أمير المؤمنين ع لا شفيع أنجح من التوبة

[14]

3637- 14 الفقيه، 4/ 39/ 5034 محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي شبل قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع رجل مسلم فجر بجارية أخيه فما توبته قال يأتيه فيخبره و يسأل أن يجعله في حل و لا يعود قلت فإن لم يجعله من ذلك في حل قال يلقى اللّٰه عز و جل زانيا خائنا قال قلت فالنار مصيره قال شفاعة محمد ص و شفاعتنا تحيط بذنوبكم يا معشر الشيعة فلا تعودوا و لا تتكلوا على شفاعتنا فو الله ما نال شفاعتنا أحد إذا فعل هذا حتى يصيبه ألم العذاب و يرى هول جهنم

[15]
اشارة

3638- 15 الكافي، 2/ 456/ 15/ 1 علي عن أبيه و القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن قدرت أن لا تعرف فافعل و ما عليك

الوافي، ج 5، ص: 1096

إلا يثني عليك الناس و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند اللّٰه تعالى ثم قال قال أبي علي بن أبي طالب ع لا خير في العيش إلا لرجلين رجل يزداد كل يوم خيرا- و رجل يتدارك سيئته بالتوبة و أنى له بالتوبة و اللّٰه لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل اللّٰه تعالى منه إلا بولايتنا أهل البيت الحديث

بيان

و يأتي تمامه في كتاب الروضة إن شاء الهّٰ تعالى

[16]

3639- 16 الكافي، 2/ 461/ 1/ 2 علي عن أبيه عن السراد و غيره عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع أنه قال من كان مؤمنا فعمل خيرا في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له و حوسب بكل شي ء كان عمله في إيمانه و لا يبطله الكفر إذا تاب بعد الكفر [كفره]

[17]

3640- 17 التهذيب، 5/ 459/ 243/ 1 الحسين بن علي عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال من كان مؤمنا فحج و عمل في إيمانه ثم قد أصابته في إيمانه فتنة فكفر ثم تاب و آمن قال يحسب له كل عمل صالح عمله في إيمانه- و لا يبطل منه شي ء

الوافي، ج 5، ص: 1097

باب 192 وقت التوبة

[1]

3641- 1 الكافي، 2/ 440/ 1/ 1 الثلاثة عن جميل بن دراج عن بكير عن أبي عبد اللّٰه ع أو عن أبي جعفر ع قال إن آدم قال يا رب سلطت علي الشيطان و أجريته مجرى الدم مني فاجعل لي شيئا فقال يا آدم جعلت لك إن من هم ذريتك بسيئة لم يكتب عليه شي ء فإن عملها كتبت عليه سيئة و من هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة فإن هو عملها كتبت له عشرا قال يا رب زدني قال جعلت لك إن من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرت له قال يا رب زدني- قال جعلت لهم التوبة و بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه قال يا رب حسبي

[2]

3642- 2 الكافي، 2/ 440/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من تاب قبل موته بسنة قبل اللّٰه توبته ثم قال إن السنة لكثير من تاب قبل موته بشهر قبل اللّٰه توبته ثم قال إن الشهر لكثير ثم قال من تاب قبل موته بجمعة قبل اللّٰه تعالى توبته ثم قال إن الجمعة لكثير من تاب قبل موته بيوم قبل اللّٰه تعالى توبته ثم قال إن يوما لكثير

الوافي، ج 5، ص: 1098

من تاب قبل أن يعاين قبل اللّٰه تعالى توبته

[3]

3643- 3 الفقيه، 1/ 133/ 351 قال رسول اللّٰه ص في آخر خطبة خطبها من تاب قبل موته بسنة تاب اللّٰه عليه ثم قال و إن السنة لكثيرة و من تاب قبل موته بشهر تاب اللّٰه عليه ثم قال و إن الشهر لكثير و من تاب قبل موته بيوم تاب اللّٰه عليه ثم قال و إن يوما لكثير و من تاب قبل موته بساعة تاب اللّٰه عليه ثم قال و إن الساعة لكثيرة من تاب و قد بلغت نفسه هذه و أهوى بيده إلى حلقه تاب اللّٰه عليه

[4]

3644- 4 الفقيه، 1/ 133/ 352 سئل الصادق ع عن قول اللّٰه عز و جل وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئٰاتِ حَتّٰى إِذٰا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قٰالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ قال ذلك إذا عاين أمر الآخرة

[5]
اشارة

3645- 5 الكافي، 2/ 440/ 3/ 1 الثلاثة عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا بلغت النفس هذه و أومى بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة و كانت للجاهل توبة

بيان

قد مضى بيان هذا الحديث و تحقيق معنى التوبة في أبواب العقل و العلم من الجزء الأول

الوافي، ج 5، ص: 1099

[6]

3646- 6 الكافي، 2/ 440/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن ابن وهب قال خرجنا إلى مكة و معنا شيخ متعبد متأله لا يعرف هذا الأمر يتم الصلاة في الطريق و معه ابن أخ له مسلم فمرض الشيخ فقلت لابن أخيه لو عرضت هذا الأمر على عمك لعل اللّٰه تعالى أن يخلصه فقال كلهم دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فإنه حسن الهيئة فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له يا عم إن الناس ارتدوا بعد رسول اللّٰه ص إلا نفرا يسيرا و كان لعلي بن أبي طالب ع من الطاعة ما كانت لرسول اللّٰه ص و كان بعد رسول اللّٰه ص الحق و الطاعة له قال فتنفس الشيخ و شهق و قال أنا على هذا و خرجت نفسه فدخلنا على أبي عبد اللّٰه ع فعرض ابن السري هذا الكلام على أبي عبد اللّٰه ع فقال هو رجل من أهل الجنة فقال له علي بن السري إنه لم يعرف شيئا من ذلك غير ساعته تلك قال فتريدون منه ما ذا قد دخل و اللّٰه الجنة

الوافي، ج 5، ص: 1101

باب 193 النوادر

[1]

3647- 1 الكافي، 2/ 442/ 4/ 1 الثلاثة عن الحارث بن بهرام عن عمرو بن جميع قال قال أبو عبد اللّٰه ع من جاءنا يلتمس الفقه و القرآن و تفسيره فدعوه و من جاءنا يبدي عورة قد سترها اللّٰه تعالى فنحوه فقال له رجل من القوم جعلت فداك و اللّٰه إني لمقيم على ذنب منذ دهر أريد أن أتحول عنه إلى غيره فما أقدر عليه فقال له إن كنت صادقا فإن اللّٰه تعالى يحبك و ما يمنعه أن ينقلك عنه إلى

غيره إلا لكي تخافه

[2]

3648- 2 الكافي، 2/ 435/ 11/ 1 علي عن أبيه و العدة عن سهل جميعا عن السراد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى أوحى إلى داود ع أن ائت عبدي دانيال فقل له إنك عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم اغفر لك فأتاه داود ع فقال يا دانيال إني رسول اللّٰه إليك و هو يقول يا دانيال إنك عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم اغفر لك فقال له دانيال قد بلغت يا نبي اللّٰه فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال يا رب إن داود نبيك أخبرني عنك أني قد عصيتك فغفرت لي و عصيتك

الوافي، ج 5، ص: 1102

فغفرت لي و عصيتك فغفرت لي و أخبرني عنك أني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي فو عزتك و جلالك لئن لم تعصمني فإني لأعصينك- ثم لأعصينك ثم لأعصينك

[3]

3649- 3 الكافي، 2/ 458/ 18/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن الخراز عن محمد عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول ما أحسن الحسنات بعد السيئات و ما أقبح السيئات بعد الحسنات

[4]
اشارة

3650- 4 الكافي، 7/ 376/ 18/ 1 العدة عن سهل عن النهدي عن مروك بن عبيد الكافي، 7/ 377/ 18/ 1 محمد عن أحمد عن مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كنت أخرج في الحداثة إلى المخارجة مع شباب الحي و إني بليت أني ضربت رجلا ضربة بعصا فقتلته فقال كنت تعرف هذا الأمر إذ ذاك- قال قلت لا فقال ما كنت عليه من جهلك بهذا الأمر أشد عليك مما دخلت فيه

بيان

المخارجة المناهدة بالأصابع و هي المساهمة بها و كأنها نوع من الرهانات

[5]

3651- 5 الكافي، 7/ 370/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه رفعه قال كانت في زمن أمير المؤمنين ع امرأة صدق يقال لها أم قيان فأتاها رجل من أصحاب

الوافي، ج 5، ص: 1103

أمير المؤمنين ع فسلم عليها قال فرآها مهتمة فقال لها ما لي أراك مهتمة قالت مولاة لي دفنتها فنبذتها الأرض مرتين فدخلت على أمير المؤمنين ع فأخبرته فقال إن الأرض لتقبل اليهودي و النصراني فما لها إلا أن تكون تعذب بعذاب اللّٰه ثم قال أما إنه لو أخذت تربة من قبر مسلم فألقي على قبرها لقرت قال فأتيت أم قيان فأخبرتها فأخذوا تربة من قبر رجل مسلم فألقي على قبرها فقرت فسألت عنها ما كانت حالها فقالوا كانت شديدة الحب للرجال لا تزال قد ولدت- فألقت ولدها في التنور

[6]

3652- 6 الفقيه، 4/ 98/ 5173 إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[7]
اشارة

3653- 7 الفقيه، 4/ 417/ 5909 قال الصادق ع من لم يبال ما قال و ما قيل فيه فهو شرك الشيطان و من لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان و من اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان و من شغف بمحبة الحرام و شهوة زنا فهو شرك شيطان ثم قال ع لولد الزنا علامات أحدها بغضنا أهل البيت و ثانيها أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه و ثالثها الاستخفاف بالدين و رابعها سوء المحضر للناس و لا يسي ء محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت أمه في حيضها

الوافي، ج 5، ص: 1104

بيان

الترة التبعة و شبه الظلامة

[8]

3654- 8 الكافي، 8/ 238/ 322 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن ولد الزنا يستعمل إن عمل خيرا جزئ به و إن عمل شرا جزئ به

[9]

3655- 9 الفقيه، 3/ 574/ 4963 قال رسول اللّٰه ص إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي

[10]

3656- 10 الفقيه، 3/ 574/ 4964 قال الصادق ع شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا و أما التائبون فإن اللّٰه تعالى يقول مٰا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ

آخر أبواب الذنوب و تداركها و بتمامها قد تم الجزء الثالث من كتاب الوافي و هو كتاب الإيمان و الكفر و يتلوه في الجزء الرابع كتاب الطهارة و التزين إن شاء اللّٰه العزيز و الحمد لله أولا و آخرا و باطنا و ظاهرا.

اتفق بلوغ الكتابة إليه للسلخ من ربيع الآخر من شهور سنة ست و ثمانين و ألف الهجرية

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.