سرشناسه : خداميان آراني، مهدي، 1353 -
عنوان و نام پديدآور : صرخةالنور: حكايةالملحمة التي سطرتها السيدةالزهراء عليهاالسلام / مهدي خداميان الآراني.
مشخصات نشر : قم : وثوق ، 1432 ق. = 1390.
مشخصات ظاهري : 222 ص.
فروست : الواحةالخضراء ؛ 2.
شابك : 25000 ريال 978-600-107-067-9 :
يادداشت : عربي.
يادداشت : كتابنامه: ص. [207]- 222؛ همچنين به صورت زيرنويس.
موضوع : فاطمه زهرا (س)، 8؟ قبل از هجرت - 11ق. -- داستان
موضوع : فاطمه زهرا (س)، 8؟ قبل از هجرت - 11ق. -- تعقيب و ايذاء-- داستان
موضوع : اسلام -- تاريخ -- 11 ق.-- داستان
رده بندي كنگره : BP27/2 /خ334ص4 1390
رده بندي ديويي : 297/973
شماره كتابشناسي ملي : 2559488
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ
اعلم! أنّ هذا الكتاب الذي بين يديك يريد أن يأخذك في سفر خمسة وسبعين يوماً . كأنّي أراك تتساءل : أيّ خمسة وسبعون يوماً هذه ؟ !
إنّها من اليوم الذي ارتحل فيه النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم، إلى ليلة شهادة السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام .
لا بدّ أن تكون ملمّاً بالوقائع التي وقعت في المدينة آنذاك .
كيف حصل أنّ الناس قد نقضوا عهودهم ومواثيقهم مع إمام زمانهم ، تاركين إيّاه لوحده ؟
سوف أعرّفك على تلك الملحمة التي سطّرتها فاطمة .
ملحمةُ نُصرة الحقّ والحقيقة ، ملحمةٌ بعمق تاريخ الشرف والحرّية !
سأحكي لك قصّة مظلومية السيّدة الزهراء .
وقائع باب بيتٍ في المدينة أُحرق بنار الحقد ، فأوجع قلب التاريخ .
تعالَ ننشرْ دفتر التاريخ معاً ، ننقّب في
بطون 180 كتاباً بحثاً عن الحقيقة ، فنطّلع على ما جرى على قلب مولاتنا الغريبة .
ولم أغفل عن ذكر الدليل طبعاً في كلّ ما أنقله إليك ، فقد ضمّنته في ملحقات الكتاب ، وقد تقرأ بعض الحوارات في المتن تخالف ما هو في ملحق الكتاب، هي في الحقيقة لسان حال ينقلها الراوي الوهمي للكتاب وليست بالضرورة أن تكون منقولة نصّاً، فكما قلنا الهامش يتكفّل بذلك .
كما وأتقدّم بوافر الشكر والتقدير للأخ النبيل محمّد پور صبّاغ لمشاركته وجهوده في تقييم نصّ الكتاب بأمانة ودقّة، سائلاً المولى القدير أن يوفّقه لمرضاته ويثيبه على جهوده النبيلة ، إنّه ولي التوفيق . هذا وأتقدّم بجزيل الشكر للأخ المحترم جعفر البياتي لما بذله من جهود قيّمة في مراجعة الكتاب والإشراف النهائي عليه.
وأخيرًا ، لا أدّعي الكمال ، والكمال للّه تعالى ، ويسعدني أن تتحفني برأيك، واقتراحاتك وكلَّ ما يجول بخاطرك حول كتابي هذا.1
وأهدي هذا الكتاب إلى بطلة هذه القصّة المأساويّة ، السيّدة فاطمة الزهراء عليه السلام ، على أمل نيل شفاعتها ، وأن تكون من نصيب قرّاء هذا الكتاب أيضاً .
قمّ ، محرّم الحرام 1430 ه
. ق
مهدي خدّاميان الآراني
التحليق في ملكوت السماوات
أُحدّق في السماء المطرّزة بالنجوم .
ليتني أعرف ماذا سيحصل غداً .
أُفكّر في نفسي ، ليتني كنت الآن في المدينة .
إلهي ، هل سأتمكّن من رؤية النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم مرّة أُخرى ؟
اليوم علمت أنّ النبيّ قد اشتدّ عليه مرضه ، ولا أمل يُرتجى لشفائه .
أنا الآن في قلق واضطراب شديدين .
سأذهب صباح الغد إلى المدينة ، أُريد رؤية النبيّ مرّة أُخرى .
والآن ، تشرق شمس يوم الثلاثاء لتسعة وعشرين مضت من شهر صفر .
أمسكُ بُعرف حصاني الأبيض الجميل ، فيما أضع قدمي في الركاب ، ها قد عزمت على الذهاب إلى المدينة .
هل تأتي معي ؟
هل تسمح لي أن أناديك ب «رفيقي في السفر» ؟
رفيقي في السفر ! اسرِعْ في الالتحاق بي ، تفصلنا والمدينة ساعتان .
الوله لرؤية النبيّ غلب على صبرنا .
أذكر آخر مرّة رأيت النبيّ فيها ، كان يُعلِمنا برحيله ، حيث قد تعب من البقاء في سجن الدنيا الضّيق ، وأَحبَّ العروج إلى ملكوت السماوات والتحليق مع الملائكة2 .
يا ترى هل سأُفلح برؤية النبيّ ؟
انظرْ هناك ، هل ترى جدران المدينة
؟
نصل المدينة ، هلمّ إلى الأمام ، إلى وسط المدينة ، حيث مسجد النبيّ .
هل تسمع أصوات البكاء مثلي ؟ لماذا ترتفع أصوات البكاء من البيوت ؟ ماذا حصل ؟!
يا إلهي ! رحل النبيّ !3
هنا بيت النبيّ ، يتناهى صوت بكاء فاطمة عليهاالسلام ابنته .
نعم ، ودّع النبيّ الدنيا ، يقوم عليّ عليه السلام بتغسيل جسده الطاهر .
أوصى النبيّ أن لا يلي تغسيلَه غيرُ عليّ ، تُعينه ملائكة السماء4 .
حدّثت نفسي أنّ من الأفضل الذهاب إلى مسجد النبيّ ، المسجد الذي طالما ارتقى النبيّ أعواد منبره ليخطب بنا ، لا زال صدى صوته يرنّ في آذاننا .
يا إلهي ! ما أشدّ فراغ المكان ! إذن أين ذهب الناس ؟
هل من أحد يُخبرني بسرّ خلوّ المسجد من الناس ؟!5 .
أخرجُ من المسجد متعجّباً ، يا ترى أين ذهب الناس ؟ المدينة فارغة من أهلها هي الأُخرى .
ربّما الناس في بيوتهم ؟
طرقت أبواب بعض المعارف ، ولكن لا أحد يجيبني .
أرى أحدهم يتّجه نحوي .
_ السلام عليكم ، أين ذهب الناس ؟ لماذا المدينة فارغة من أهلها ؟
_ ألا تدري ؟ الناس مجتمعون في السقيفة6 .
_ ما هذه السقيفة ؟ ! ماذا يجري هناك ؟
_ تعال معي ، هناك خبر مهمّ .
ذهبت معه إلى غرب المدينة ، إلى خارجها .
انظر ، هناك ظلّة كبيرة ، هذه هي السقيفة .
ما أشدَّ اجتماعَ الناس هناك وما أشدّ ضجيجهم !
ماذا يجري هناك ياتُرى !
لا يوجد مكان داخل السقيفة ، أينما تنظر لن ترى سوى تَدافُع الناس ، شققت طريقي بين الجموع متوجّهاً إلى الأمام .
_ ماذا تفعل يارجل ؟ إلى أين تريد أن تذهب ؟ ألا ترى الطريق مسدودة
؟
_ ولكنّي أُريد الذهاب إلى الأمام ، أُريد أن أنقل إلى قرّاء كتابي تقريرَ ما يحصل في الداخل ، أُكلّمهم بحقيقة ما يجري هناك ، فهؤلاء لهم الحقّ أن يفهموا ماذا يحصل في المدينة .
دخلتُ السقيفة رغم كلّ شيء ، فرأيت سريراً عليه عجوز مسجّى !7 .
أتقدّم إلى الأمام ، يبدو أنّ الرجل العجوز مريض ، يعلو الاصفرارُ وجهه .
يقف شاب بقربه ، يكرّر ما ينبسّ به هذا الرجل العجوز بإذنه ، بصوتٍ مرتفع حتّى يُسمع الناس8 .
هل تعرّفت على هذا العجوز ؟ إنّه سعد ، رئيس قبيلة الخزرج ، وهذا الشاب الواقف بقربه ولده .
وأظنّك تعلم أنّ المدينة تتشكّل من قبيلتين ، هما الأوس والخزرج ، وكانتا قبل الإسلام في حربٍ دائمة ، ولكنّهما الآن _ ببركة الإسلام _ يعيشان بصلح ووئام .
اليوم يجتمع كبار هذه القبيلة في هذا المكان ليقرّروا مستقبل المدينة .
يتحامل سعد على نفسه ويقول :
_ يا معشر الأنصار ، لكم سابقة في الدين ، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب ؛ إنّ محمّدا لبث بضع عشرة سنةً في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأنداد والأوثان ، فما آمن به من قومه إلاّ رجال قليل ... حتّى أثخن اللّه عزّوجلّ لرسوله بكم الأرض ، ودانت بأسيافكم له العرب ، وتوفّاه اللّه وهو عنكم راضٍ وبكم قريرُ عين ، استبِدّوا بهذا الأمر ؛ فإنّه لكم دون الناس9 .
فأجابه الناس بصوتٍ واحد : ما أحسن ما قلت يا سعد ، لن نعمل سوى بقولك ، أنت خليفة المسلمين !
وماج الناس حول سعد وهم يرتجزون :
يا سعدُ أنت المُرجّى / وشَعرُكَ المُرجّل / وفحلُك المُرجّم...10
نفسه الشعر الذي كانوا يقرؤونه أيّام الجاهلية ،
ما الذي جعل المسلمين يتذكّرون أيّام جاهليتهم ؟ !
لم يُوارَ جثمان النبيّ بعد ، هل عادت الجاهلية ؟
يا رفيقي في هذا السفر ، اصغِ .
الظاهر أنّ الكلام يدور حول الخلافة ، والبحث مهمّ جدّاً ، اجتمع الناس هنا ليقرّروا خليفة النبيّ .
يا لَلعجب ، ألم يُعيّن النبيّ في غدير خمّ عليّاً خليفةً له من بعده ؟
أليس هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين بايعوه على الخلافة ؟ لماذا نسوا بهذه السرعة كلّ شيء ؟
لم يمضِ على يوم غدير خم سوى ستّة وستّون يوماً فقط !
هل نسي هؤلاء خطابَ النبيّ وسط عشرات الآلاف من الناس وهو ينادي : «مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه» ؟ !11
فيما أنا أفكّر في هذا وإذا بصوتٍ ينبعث من أقصى القوم : لن يقبل المهاجرون بهذا الكلام ، ولن يبايعوا سعداً ؛ لأنّهم أوّلنا إسلاماً ، وهم عشيرة النبيّ .
يغرق الجميع في صمتٍ طويل ، نعم ، هؤلاء المهاجرون آمنوا بالنبيّ في مكّة وهاجروا معه إلى المدينة .
إنّهم أوّل الناس إيماناً بالنبيّ، وأغلبهم من عشيرته وأوليائه .
يجيب أحدهم : سنقول لهم : منّا أمير ومنكم أمير !
يسمع سعد هذا الكلام فيلتفت إلى قائله ويقول : لا تتكلّموا بهذا الكلام ، فهذا أوّل الوهن ، ليكن إصراركم على أنّ الخليفة يجب أن يكون من أهل المدينة ، وسيخضع لكم المهاجرون في النهاية12 .
لا بد أنّك مثلي تتعجّب لهذا المنظر .
أقتربُ من أحدهم ، وأقول له :
_ ألم يعيّن النبيّ عليّاً في غدير خمّ خليفةً له ؟ لماذا تلقون الخلاف بين المسلمين ؟
_ لسنا نحن من ألقى الخلاف ، المهاجرون هم بدأوا به .
_ ما أعجب ما تقول ! أنتم جمعتم الناس هنا
أم المهاجرون ؟ هؤلاء أنتم من تريدون تعيين خليفة للنبيّ ، أنشدكم اللّه كفّوا عن هذا وارفعوا أيديكم ، فكّروا قليلاً بالإسلام ، ما ذَنْبُ علِىّ؟ ألأنّه من أهل مكّة ؟ ومَن تجدون أفضل من عليّ ؟
_ لا اعتراض عندنا على خلافة عليّ !
_ إذن ما علّة اجتماعكم هنا وسعيكم لانتخاب سعد بن عبادة خليفة لكم ؟ !
_ ذلك لأنّا أُخبرنا أنّ المهاجرين يريدون تعيين شخصٍ آخر خليفةً للنبيّ .
_ بحقّكم ! لماذا ؟
_ ألا تعلم أنّ قلوب بعض هؤلاء المهاجرين من أهل مكّة مليئة بالحقد لعليّ ؟ ألا تعلم أنّ عليّا قد أفنى في بدر وأُحد آباء وأقارب هؤلاء ؟ إنّ قلوبهم لا تزال تقطّر حقداً عليه13 .
_ إنّما سلّ عليٌّ سيفه دفاعاً عن الإسلام ، ولولا سيف علي لقضى المشركون على المسلمين .
_ صحيح ، ولكنّ هؤلاء اليوم يفكّرون بالانتقام لدماء أكابرهم ، أقسموا على إقعاد عليّ في بيته ، ولمّا اطّلعنا نحن على ما بيّت هؤلاء قرّرنا عدم التخلّف عنهم، فدَعَونا إلى هذا الاجتماع ! وأنت، ألا تدري أنّهم سبقونا في الاجتماع وإقرار الخليفة للنبيّ ؟14 .
قارئي العزيز .
الظاهر أنّ أحداثاً كثيرة تجري في هذه المدينة ، يا ترى مَن هم هؤلاء الذين أقسموا على غصب حقّ عليّ ؟
ليت شعري ، هل دُفن جثمان النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ؟ لماذا أضحى الناس هكذا بلا عهدٍ ولا وفاء ؟
إلى حدّ أمس كانوا يُظهرون الاحترام لشخص النبيّ ، لماذا اليوم لا يريدون الصلاة على جثمانه ؟!15
رفيقي العزيز في هذا السفر ! تعال نذهب معاً إلى بيت النبيّ .
انظر ، ها قد فرغ عليّ من غُسل النبيّ وتكفينه وكان هو أوّل من صلّى على جثمانه
الطاهر .
طلب النبيّ من علي في آخر لحظات حياته أن لا يَدَعه حتّى يُواريَه التراب16 .
انظر ، يخرج عليّ من بيت النبيّ كئيباً حزيناً ، يطلب من الناس المجيء للصلاة على جثمان نبيّهم .
يدخل الناس عشرةً عشرةً للصلاة .
يعزم عليّ بعد فراغ الناس من الصلاة على النبيّ على دفنه في بيته .
وطبعاً كان البعض يقول : ادفنوا النبيّ في البقيع ، والبعض الآخر يقول : بل ادفنوه بقرب المنبر داخل المسجد .
وكان رأي عليّ أن يُدفن النبيّ في المكان الذي قُبض فيه17 .
كان بيت النبيّ صغيراً ، لا يتجاوز تسعة أمتار ، لأجل هذا كان يجب الصبر حتّى يقوم الناس بالصلاة عشرة تلو العشرة ، وهذا يتطلّب وقتاً طويلاً18 .
انظر ، البعض ممّن صلّى كان يحثّ الخطّى نحو السقيفة ليستعلم ما حصل هناك !
نعم ، القليل ممّن كان هنا رحل نحو السقيفة ، فأضحى المكان شبه مقفر ، في المقابل كانت السقيفة تغصّ بالوافدين عليها ! !
رفيقي العزيز ، انظرْ هناك ، أقصدُ هذين النفرين الذين يَجِدّانِ السير نحونا .
يبدو أنّهما مُقبلان من عند السقيفة19 .
لم أدرِ لماذا هما مضطربان إلى هذه الدرجة ! أتدري؟ سأكلّمهما .
_ أنتما! انتظِرا ، إلى أين بهذه العجالة ؟
_ يجب أن نصل بسرعة إلى أكابرنا ، لن نسمح أبداً بانتخاب خليفة من أهل المدينة.
قالا هذا فيما هما يسرعان بالتوجّه نحو بيت النبيّ .
يدخل أحدهم البيت ويجلس بقرب عمر ، يأخذ بيده ويقول :
_ انهض معي بسرعة !
_ ويحك ، ألا ترى أنّي مشغول هنا ؟ إنّ جسد النبيّ لم يُوارَ بعد .
_ لا حيلة لي ، جئتك بخبرٍ مهمّ .
_ قل ما وراءَك ؟!
_ ليس هنا ،
لنذهب إلى خارج الدار .
ينهض عمر من مكانه ويتوجّه معه إلى الخارج .
_ قل ما عندك بسرعة لأرى ما هو خبرك .
_ يا عمر ! ما هذا الجلوس وأهل المدينة قد اجتمعوا في السقيفة يبايعون رئيس الخزرج سعد بن عبادة !
يتوجّه عمر الذي صعقه الخبر بسرعة إلى داخل بيت النبيّ ، لم يكن يتصوّر أنّ الأنصار قد خطّطوا بهذه السرعة لأمر الخلافة .
هل يريد إخبار عليّ عليه السلام بذلك ؟ هل كان يعتزم إطفاء الفتنة ؟
لا أدري ، من الأفضل أن ندخل نحن أيضاً .
انظر ، عمر يأخذ بيد أبي بكر يطلب منه النهوض .
يقول له أبو بكر :
_ ما تفعل ؟! أراك متعجّلاً !
_ يجب أن نذهب إلى مكانٍ ما، وسنرجع بسرعة .
_ إلى أين نبرح قبل أن نواري رسول اللّه ؟
_ اشتعلت الفتنة في سقيفة بني ساعدة ، يجب أن نصل إلى هناك بسرعة20 .
انظر ، يتوجّه عمر وأبو بكر ومعهما جماعة نحو السقيفة .
ما أشدّ اضطراب السقيفة بأهلها ! اتّفق الأنصار جميعاً على مبايعة سعد .
التفّوا حوله يردّدون الهتافات ، حسب الظاهر لا يوجد مَن يخالف سعداً في الخلافة . وكان سعد فرحاً مسروراً ، كيف لا وهو لا تفصله والحكومة على أرض الحجاز سوى بضعة أقدام .
وبالأثناء يصل أبو بكر وعمر وأصحابهما ، تصيبهم الدهشة من رؤية هذا التجمّع الغفير .
يتقدّم أبو بكر إلى الأمام ، وكان أسنّهم ، وهو كبير المهاجرين .
يلتفت نحو الناس قائلاً : يا أهل المدينة ! أنتم أنصار دين اللّه ، ولا أحد أحبَّ إلينا منكم ، أنتم إخواننا في الدين .
ولكن ، ألم تعلموا أنّا أوّل الناس إيماناً بالنبي ؟
ألم تعلموا أنّا أقرب الناس
إليه ؟
تعالَوا بايعونا على الخلافة ، ونعدكم أنّا لا نقضي شيئاً دون مشورتكم21 .
نصرنا النبيّ في السنين الاُولى الصعبة من بعثته .
يبدو أنّهم قد اقتنعوا بدعاوى أبي بكر ، فسكت الجميع ، نعم ، يجب أن يخلف النبيَّ مَن آمن به أوّلاً ومَن كان أقرب الناس إليه ، فهكذا شخص خليق به أن يخلف النبيّ .
يا تُرى ، مَن كان يعني أبو بكر بكلامه هذا ؟
رفيقي العزيز ! انظر ، سكت الناس جميعاً ، وأعطَوا الحقّ لأبي بكر .
حقّاً ، كان أبو بكر ماهراً في جرّ النار إلى قرصه !
نعم ، بعد خطاب أبي بكر انكسر سعد وأصحابه ، ولم يعد أحد يأبه بهم .
أهل المدينة يعرفون أنّ هؤلاء جميعاً قد آمنوا بالنبيّ قبل عقد من الزمن ، ولكنّ المهاجرين آمنوا به منذ اليوم الأوّل من بعثته .
أحسنت يا أبا بكر ، ما أحسن ما قلت وذكرت من الأدلّة ، أنت أخمدت نار الخلاف !
ولكن عندي لك سؤال :
أنت ولأجل التغلّب على الأنصار ذكرت دليلين :
الأوّل : أسبقية المهاجرين على الأنصار بالإيمان بالنبيّ .
ثانياً : قرابتهم من النبيّ .
يا أبا بكر !
بهذين الدليلين اللَّذَين استندت عليهما ، عليٌّ أولاكم جميعاً بالخلافة .
هل فيكم من ينكر أنّ عليّا هو أوّل الناس إيماناً بالنبيّ ؟
وإذا كانت الخلافة لا تتمّ إلاّ بالقرابة ، فعليّ ابن عمّه ، مَن منكم _ أنتم المهاجرين _ ابن عمّ للنبيّ غير عليّ ؟
ألم يؤاخِ النبيّ عليّاً ؟
يا أبا بكر ! ألم يكرّر النبيّ قوله لكم : «عليّ أخي في الدنيا والآخرة» ؟22 .
أُقسم باللّه ، اليوم فهمت لماذا النبيّ كان يكرّر عليكم هذه الجملة !
كان يعلم أنّكم ستجتمعون يوماً ما في هذا
المكان ، وتستندون لنيل منصب الخلافة بهاتينِ الذريعتين!
رفيقي في هذا السفر ! الآن وقد أطفأ أبو بكر نار الخلاف ، هل سيدعو الناس إلى بيعة عليّ على الخلافة ؟
وحتّى لو أغضضنا الطرف عن يوم الغدير ، الآن وبالاستناد إلى خطاب أبي بكر ثبت حقّ عليّ بالخلافة !
ولكن كلّما أمعنتُ النظر في وجه أبي بكر ، رأيت شيئاً آخر يدور في رأسه .
أراك تتساءل: ماذا يخطّط له أبو بكر؟ !
تعالَ معي.
انظرْ هناك !
أحد كبار الخزرج يتقدّم إلى الأمام وينادي بصوتٍ مرتفع : أيّها الناس ، املكوا عليكم أمركم ، لا تسمعوا لأبي بكر ، لا يخدعنّكم قوله !
نحن مَن آوى النبيَّ حين أخرجه أهل مكّة ، ونصرناه بالغالي والنفيس ، فنحن أحقّ بالأمر منهم ، وإذا لم يقبل المهاجرون ذلك نخرجهم من المدينة !
ثمّ يلتفت نحو أبي بكر وعمر وبقيّة المهاجرين الحاضرين هناك فيقول : واللّه ، لا يخالفنا أحد إلاّ كان السيف بيننا وبينه23 !
وتسود الضجّة مرّة أُخرى ، فقد أخذ الأنصار يهتفون له بالتأييد .
انظر ، بدأ الخوف يدبّ في أوصال المهاجرين .
أهل المدينة (الأنصار والمهاجرون) إلى حدّ أمس كانوا إخوة ، واليوم يقف بعضهم في وجه البعض طمعاً بالرئاسة ، ويتعطّشون لدماء بعضهم .
كان عدد المهاجرين قليلاً جدّاً ، فضَعُف أملهم ، وقد وصل الموضوع إلى أوج حسّاسيته ، ليصل إلى حدّ التهديد بالسيف !
كلّ شيء تهيّأ ليبايع الناس سعداً ، نعم ، سعد رئيس قبيلة الخزرج يمنّي نفسه الآن بمسند الخلافة .
بالأثناء يقع ناظري على بشير ، لا أدري إن كنتَ تعرفه أم لا ؟
من أهل المدينة ، ولكنّ قلبه يتّقد حسداً لسعد .
صحيح أنّ سعدا رئيس قبيلته ، ولكنّه لا يتحمّل أن يرى سعداً خليفةً للمسلمين .
أشعل الحسد ناراً تتأجّج في داخله ، ينهض من مكانه ويبدأ بمخاطبة قومه :
أيّها الأنصار ، إنّا وإن كنّا ذوي سابقة ، فإنّا لم نُرد بجهادنا وإسلامنا إلاّ رضى ربّنا وطاعة نبيّنا ، وقومُ النبيّ أحقّ بميراثه ، فاتّقوا اللّه ولا تنازعوهم ولا تخالفوهم !24
بقيَ الأنصار يتفكّرون في كلامه .
نعم ، أهل بيت النبيّ أحقّ من غيرهم بخلافته .
ها قد حان الوقت
لتسليم الخلافة لأهل بيت النبيّ .
فمَن أقرب من عليّ إلى النبيّ ؟
ألم يخاطبه النبيّ ب «أخي» ؟ ألم ينصّبه يوم الغدير وصيّا خليفةً له ؟
ليت أحدهم كان حاضراً ليذكّرهم بخطاب النبيّ ذاك !
يقوم شخص من الأنصار فيقول : إنّ رسول اللّه كان من المهاجرين ، وكنّا أنصار رسول اللّه ، فنحن أنصار من يقوم مقامه25 .
أمعن القوم في كلامه ، يبقى الأنصار أنصارَ النبيِّ وأنصارَ أصحابهِ وخليفِته ، ولا تكون الخلافة فيهم !
ينهض أبو بكر ويدعو لهذا القائل ويقول : جزاك اللّه خيراً ، ما أحسن ما قلت26 .
ويقوم عمر من مكانه ، كأنّه يريد أن يخاطب الناس .
يسكت الناس فيما ينطق عمر ببضع كلمات : أيّها الأنصار ، تعالوا وبايعوا أكبرنا سنّاً !27
مَن عنى عمر بكلامه هذا ؟
و هل كثرة السنّ أضحت ملاكاً لانتخاب الخليفة ؟
لماذا نُدعى لأن نتّبع سنن الجاهلية الخاطئة ؟
هل من الصحيح ما أن يرحل النبيّ من بيننا حتّى نعود إلى سنن الأيّام الغابرة ؟
وإذا بأبي بكر يلتفت نحو الناس فيقول لهم : أيّها الناس، هلمّوا إلى عمر فبايعوه !
ينظر الناس بعضهم إلى بعض ، ويتنادون : كلاّ ، لن نبايع له .
يلتفت عمر نحوهم متسائلاً : لِمَ ؟
فقال الناس : نخاف الإثرة .
يُطرق عمر مليّاً قبل أن يجيب بقوله : إذن بايعوا أبا بكر !
فيما أبو بكر يقترح مبايعة عمر مرّة أُخرى28 .
يحدّق الجميع فيهما !
عندها ينهض عمر من مكانه فيقول : يا أبا بكر! لن نتقدّمك أبداً، فأنت أفضلنا ، ابسط يدك نبايعك29 .
انظر ، يأخذ عمر بيد أبي بكر ويقول : أيّها الناس، بايِعوا أبا بكر !30
لا زلت تتذكّر بشير ؟ ذلك الذي وقف قبل قليل
مؤيّداً لأبي بكر ، ينهض من مكانه ويتوجّه إلى أبي بكر ويبايعه31 .
نعم ، أوّل شخص بايع أبا بكر هو بشير ، كلّ ذلك حسداً منه لسعد من أن يصبح خليفةً للمسلمين .
حبّاب ، أحد كبار رجال المدينة ، يلتفت نحو بشير فيقول له : يا بشير ! واللّه ِ لقد دفعك الحسد من ابن عمّك أن تفعل ما فعلت ، خفتَ أن يصبح سعد خليفة32 .
ثمّ بايع عمر .
رفيقي العزيز ! كما قلتُ لك ، إنّ المدينة تتشكّل من قبيلتين : الأوس والخزرج ، وكانت فيما بينهما حروبٌ دموية طاحنة .
واليوم ، أخذ كبار قبيلة الأوس يفكّرون فيما إذا انتُخب سعد (رئيس الخزرج) بعنوان خليفة على المسلمين، فإنّه فخر ما بعده فخر للخزرج .
انظر ذلك الرجل ، أعني رئيس الأوس .
أخذ يصيح بأعلى صوته : واللّه لئن وَلِيتْها الخزرج عليكم مرّة ، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة والحكومة33 .
نعم ، بعث الحسد كبار قبيلة الأوس إلى مبايعة أبي بكر .
انظر إلى كبار قبيلة الأوس كيف يتدافعون على بيعة أبي بكر .
وتابَعَهم على موقفهم أفراد قبيلتهم .
وانظر كيف أنّ الناس في بيعة أبي بكر لا يميّزون بين الرأس والقدم .
التعصّب والقبلية أبعَدت الناسَ عن الطريق السويّ .
على كلّ حال ، بايع جلّ قبيلة الأوس أبا بكر .
بهذه السهولة بايع أهل السقيفة لأبي بكر .
نعم ، إلى هذه اللحظة لم يُذكَر موضوع الشورى أو الانتخاب، ليس هنا كلام حول هذه المفاهيم .
فمَن قال إنّه مُورِست عملية الانتخاب في هذه السقيفة فقد كذب وادّعى باطلاً!
إذ عليّ والمقداد وسلمان وأبو ذر وعمّار وغيرهم من الأصحاب لم يكونوا حاضرين في السقيفة ، ولا واحد من بني هاشم فيهم .
أليس
هؤلاء من المسلمين ؟! ألا يحقّ لهم إبداء رأيهم ؟!
إذا كانوا قد انتخبوا أبا بكر في السقيفة بدعوى أنّه أقرب الناس إلى النبيّ، وأوّلهم إسلاماً ، والحال أنّ الجميع كان يعلم أنّ عليّا هو أقرب الناس إلى النبيّ ، وقد سبق إسلامه إسلام أبي بكر بسنوات .
لم يكن الدافع في بيعة الأوس لأبي بكر سوى الاختلاف والأحقاد المتمادية عبر سنين ما قبل الإسلام بين هاتين القبيلتين .
لو تعلم ما حصل بين هاتين القبيلتين يوم بِعاث ، أيّ حرب استعرّت بينهم وكم من الدماء أُريقت منهم34 .
وكان النصر ذلك اليوم حليف الخزرج ، واليوم تريد الأوس الانتقام وأخذ ثأرها من سعد35 .
نعم ، إنّما بايعَتِ الأوسُ أبا بكر لكي يحيلوا بين سعد والرئاسة! خافوا إن هم لم يبايعوا أبا بكر أن يصير الحكم إلى سعد!
حقّاً ، من هيّج النار الخاملة تحت الرماد بين هاتين القبيلتين اليوم ؟
من أشعل الفتنة بين هاتين القبيلتين ؟
إنّ جماعةً كانت ترى ضرورة حصول الاختلاف بين هاتين القبيلتين ، ولذا خطّطت لهذا الاختلاف بدهاء!
بايع جُلُّ أفراد قبيلة الأوس أبا بكر .
هل تتذكّر أوّل من بايعه ؟
نعم ، أعني بشيراً ، أحد كبار قبيلة الخزرج ، وذلك _ كما أسلفنا _ بسبب حسده لابن عمّه سعد أن يصير خليفة .
والآن بعد بيعة بشر وقع الاختلاف في صفوف الخزرج ، انحاز البعض لفعل بشير ، وخالف البعض الآخر .
انظر ، بشير منهمك في الكلام مع أفراد قبيلته (الخزرج) ، كان يقول لهم : بايَعَ الناس لأبي بكر ، فلا نتخلّف عنهم .
يوافقه جماعة ، فيذهبوا لمبايعة أبي بكر .
سعد (رئيس الخزرج) يخاطب الناس ، وإن كانوا لا يسمعون له ، كان يحاول منع
قبيلته عن بيعة أبي بكر .
ولكن بلا جدوى ، كان الناس يهجمون من كلّ صوب وحدب نحو أبي بكر ، فصار سعد _ وهو كبير قبيلة الخزرج _ يُوطَأ ويُدافع !
يصرخ البعض ممّن وقف مع سعد : تروَّوا ، لا تطأوا سعداً !
فيما يصيح عمر : اقتلوا سعداً ، قتل اللّه سعداً !36
يتوجّه عمر نحو سعد ويقول له : أتمنّى أن يطأك الناس حتّى تتقطّع أعضاؤك !37 .
يسمع قيس بن سعد كلام عمر هذا ، فيقترب من عمر ويأخذ بلحيته يجرّها قائلاً له : واللّه ِ لئن حصحَصْتَ منه شعرة ما رجعتَ وفيك واضحة38 .
يُسرع أبو بكر وقد رأى ذلك النزاع مع عمر، فيقول له : مهلاً يا عمر، الرفق هنا أبلغ39 .
يترك عمر المكان ويدع سعداً وحاله بعد سماع كلام أبي بكر وابتسامة الشماتة بادية على محياه .
فيصيح سعد خلف عمر بما أُوتي من قوّة : أما واللّه لو كانت فيَّ قوّة لحاربتكم !
ثمّ يلتفت نحو أولاده : احملوني من هذا المكان .
فيحمله أولاده إلى خارج السقيفة40 .
يخبرون الخليفة الجديد أنّ سعدا قد رحل إلى بيته .
ولكن ، لماذا رحل ولم يبايع ؟
يجب إرجاعه إلى السقيفة وإجباره على البيعة ، ألم يبايع المسلمون أبا بكر ؟ لماذا يحاول تفتيت وحدة المسلمين ؟
عزيزي القارئ .
الآن تتغيّر لهجة الحوار في السقيفة .
نعم ، الآن كلّ من يخالف الخليفة ولا يبايعه يعتبر مخالفاً للإسلام !
كأنّك تتعجّب !
نعم ، فقد بايع أكثر المسلمين أبا بكر ، فأضحى مظهر الإسلام ، وأصبحت مخالفته هي مخالفة للإسلام !
يرسل الخليفة جماعة إلى بيت سعد يَدْعونه إلى السقيفة للمبايعة .
يتوجّه سفير الخليفة إلى بيت سعد بالأمر .
فيجيبه سعد : لا أبايع أو
أُقتَل .
يخبر السفير المجتمعين في السقيفة بجواب سعد .
يبقى الخليفة متحيّراً ، لا يدري ماذا يفعل مع سعد .
يقول له عمر : لا تَدَعْه حتّى يبايع .
فيجيبه أحدهم ممّن كان يسمع : اتركوا سعداً ، فقد لجّ وأبى ، فليس يبايعكم حتّى يُقتل ، وليس بمقتول حتّى يُقتل معه ولده وأهل بيته ، وليس يُقتل هو وأهل بيته حتّى يُقتل الخزرج معه ، ولا يضرّكم تركه ، وهو رجل واحد ومريض .
يستحسن الخليفة هذا الرأي ، فيكفّ عن سعد41 .
هل توافقني بالعروج على بيت النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ؟
انظر ، أرى عليّا عليه السلام عند جسد النبيّ في بيته ، وهو الآن جالس عند حافّة القبر ، وبقربه عمّه العبّاس ، وحولهما بنو هاشم .
وكان قد حضر أيضاً المقداد وسلمان وأبو ذر، وبعض ممّن حضر وآثر البقاء في بيت النبيّ على الاشتراك في السقيفة .
نعم ، أغلب المسلمين لم يحضروا دفن النبيّ42 .
يقترب شخص ، يسأل الجميعَ : أين عليّ ؟
_ إذا أردتَ عليّاً فاذهب عند القبر تجده هناك .
يريد أن يقول خبراً مهمّاً لعليّ .
وخبرُه هو : بايع الناسُ أبا بكر في السقيفة .
انظر مولاك عليّا .
يأخذ بقراءة هذه الآية : «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ »43 .
نعم ، هؤلاء الذين كانوا يدّعون الإيمان، انظر كيف سقطوا في مستنقع الدنيا ، ولم يثبت إلاّ القليل منهم .
كان هذا اليوم يومَ امتحان كبير ، ولكن ممّا يُؤسَف له أنّ الكثير من المسلمين نُكسوا في هذا الامتحان44 .
استمع إلى صوتٍ من خارج البيت يطرق مسامع الحضور .
_ يا عليّ ، بايَعَ الناس أبا بكر ، ولو شئتَ لَنحاربنّهم45 .
رفيقي في هذا السفر
، توافقني الرأي بالخروج لمعرفة صاحب الصوت ؟
يا إلهي ! إنّه أبو سفيان !
هذا الذي أشعل نار الحرب في بدر وأُحد لقتل النبيّ ، ماذا حصل اليوم فصار يتحرّق قلبه على الإسلام ؟!
كلاّ ، إنّه لا يتحرّق على الإسلام ، إنّه يريد بهذا كيدا بالمسلمين وإيقاعَ الفتنة والاختلاف بينهم .
يقترب فيقول لعليّ : امدد يدك يا عليّ لأُبايعَك46 .
انظر كيف يجيب مولاك عليٌّ أبا سفيان : ارجع يا أبا سفيان ! فواللّه ما تريد اللّه َ بما تقول ، وما زلتَ تكيد الإسلام وأهله .
فيعود أبو سفيان من حيث أتى47 .
نعم ، كان أبو سفيان يخطّط للانتقام من الإسلام وتمزيق المسلمين .
وهو أوّل شخص جاء بخبر السقيفة إلى عليّ ، كان قد رأى شجاعة عليّ وقتاله في الحروب ، فتصورّ أنّ عليّا سيخرج حاملاً سيفه نحو السقيفة ليقتل كلّ من يعارضه ، فتشتعل الحرب الداخلية في المدينة ، عندها ستتاح الفرصة أمام الروم للانقضاض على المسلمين والقضاء على الإسلام ، فيحصل ما يتمنّاه أبو سفيان48 .
لم يكن أبو سفيان ليتصوّر أنّ عليّا سيُخيّب أمله هكذا .
نعم ، لقد بذل عليّ الغالي والنفيس لأجل الإسلام ، ولن يسمح لأبي سفيان تحقيق مآربه في الكيد بالإسلام .
بالأمس كان سيف عليٍّ مظهر حفظ الإسلام ، واليوم صبرُ عليٍّ مظهر بقاء الإسلام .
وأخيراً بايع أهل السقيفة جميعهم أبا بكر ، وآن الأوان لنقل الخليفة إلى داخل المدينة .
يتوجّه الخليفة مع من كان في السقيفة نحو مسجد المدينة .
وفي الطريق كانوا يُلزمون كلّ من يصادفهم بيعةَ أبي بكر ، شاء أم أبى49 .
نعم ، اتّحد المسلمون على خلافة أبي بكر ، وكلّ من يخالف هذا الاتّحاد يُقتل !
ستتسائل : بأيّ
ذنب ؟
بذنب الإخلال بوحدة المسلمين .
ولكن سؤالنا هنا هو: هل إنّ جميع المسلمين بايعوا أبا بكر ؟ علماً أنّ بني هاشم وسيّدهم عليّ لم يبايعوا، ولا الصحابة النجباء.
أيّ وحدة هذه التي تتكلّمون فيها ؟
انظر ، كيف يتوجّهون بالخليفة بحفاوة نحو المسجد .
وارى عليٌّ جسدَ النبيّ ، وعاد إلى بيته .
اجتمع بعض المسلمين في المسجد ، فيما كان عثمان يرافقه بعض بني أُمية قد جلسوا في إحدى زواياه50 .
وفي الأثناء يدخل أبو بكر المسجد ويجلس على منبر النبيّ .
يدير عمر طَرْفَه في داخل المسجد ، فيشاهد أبا سفيان وجماعة من بني أُمية وفيهم عثمان وقد جلسوا جانباً .
يتكلّم أبو سفيان وجماعة بما يسيء إلى أبي بكر!
ياترى ، كيف يمكن إرضاء أبي سفيان ؟
ينقدح الحلّ في ذهن الخليفة .
يوصل أحدهم خبراً مهمّاً لأبي سفيان : نَعِدُك أن نُشرك ابنك معاوية في الحكم51 .
فيبتسم أبو سفيان ويقول : لنعم الخليفة أبو بكر ، فقد وصل رَحِمَنا، وردّ حقّنا .
فيُقْبل أبو سفيان وبنو أُمية يبايعون أبا بكر .
يلتفت عمر نحو البقية فيصيح بهم : لماذا تجلسون جانباً ؟ قوموا وبايعوا خليفة رسول اللّه أبا بكر52 .
ينهض عثمان من مكانه ويقترب من أبي بكر يبايعه ، وببيعة عثمان يبايع جميع بني أُمية53 .
والآن جميع الأنظار متوجّهة نحو بني هاشم وأهل بيت النبيّ ، هل سيبايع هؤلاء أبا بكر ؟
جماعة لم تبايع الخليفة بعد ، لا بأس ، سوف نشتري هؤلاء بالمال !
نعم ، من يستطيع مقاومة إغراء المال ؟
ولكن يجب إيصال هذه الأموال إلى نساء المدينة !
نعم ، لا بد من النفوذ إلى القلوب عبر النساء ، فكلّ من يكسب النساء إليه يجرّ المجتمع نحوه .
تُرسَل أكياس المال إلى
بيوت المدينة .
فيما كان أبو بكر يوعد مِن على منبر النبيّ الناسَ بإشباعهم ، ويمنّيهم بأيّام رغيدة في ظلّ حكومته54 .
انظر هناك ! خارج المسجد ، قرب ذلك البيت .
ماذا تقول تلك المرأة ، لماذا ترفع صوتها ؟
_ أتريد أن تشتري ديننا بالمال ؟
أبداً ، لن تستطيع أن تبعدنا عن ديننا ، لن أقبل مالك هذا .
يا إلهي، مَن هذه المرأة الشجاعة التي تتكلّم بهذا الكلام ؟
هي امرأة من قبيلة بني عَدِيّ ، لقد سمعت بأُذنيها خطبة النبيّ يوم الغدير التي نصّب فيها عليّاً خليفةً على المسلمين بعده .
كيف تَدَع مولاها لأجل المال ومتاع الدنيا ؟
أحسنتي أيّتها المرأة الشجاعة .
ليت أهل المدينة كان لهم مِثلُ غَيرتك هذه ، فلم يتركوا عليّاً وحده55 .
ابتدأت مرحلة الدعايات ، لا بدّ من العمل لإقناع الناس بأنّ أبا بكر هو خليفة رسول اللّه .
أبو بكر يخطب على منبر رسول اللّه ، يدخل شخص من باب المسجد ويسلّم عليه بهذا السلام : السلام عليك يا خليفة اللّه !
لا يصدّق الجميع سمعهم وهم يَرَون كيف تحوّل أبو بكر بين ليلةٍ وضحاها إلى أعلى مقام بحيث يُنادى بخليفة اللّه .
فيصيح أبو بكر مِن على المنبر : لستُ خليفةَ اللّه، ولكنّي خليفة رسول اللّه ، وأنا راضٍ بذلك56 .
نعم ، فيُعرف أبو بكر بخليفة رسول اللّه بهذه الطريقة .
ثمّ يستمرّ الخليفة في خطبته .
هل تريد سماع الخطبة ؟
أيّها الناس ، مَن أحقُّ بهذا الأمر منّي ؟ ألستُ أوّل من صلّى ؟ ألم أكن خير أصحاب النبيّ ؟57
أخذ أُولئك الجالسون تحت المنبر يحرّكون رؤوسَهم تأييداً ، فيما كان جميع من حضر يعلم جيّداً أنّ عليّ بن أبي طالب هو أوّل مَن آمن بالنبيّ
وأوّل من صلّى معه58 .
قبل مدّة ليست بمديدة، لم يكن يصلّي مع النبيّ سوى عليّ وخديجة59 .
في تلك الأيّام لم يكن أبو بكر قد أسلم بعد .
واليوم لا أحد يتجرّأ على الإفصاح عن هذه الحقيقة .
مَن هذا الذي يطوف في أزقّة المدينة ينادي بالناس : لقد بايع المسلمون جميعُهم أبا بكر بالخلافة ، هلمّوا إلى المسجد فبايعوا ؟
هل عرفته ؟
إنّه عمر ، فمنذ أن علم أنّ جماعة من الناس لم يبايعوا بعد، وهو يطوف بسكك المدينة يطالب الناس بالبيعة لأبي بكر60 .
نعم ، جماعة من المسلمين استتروا في بيوتهم عن البيعة ، فكان عمر يسعى لجلبهم إلى المسجد بأيّ وسيلة لكي يبايعوا .
البعض يستجيب لنداء عمر ويخرج من بيته للبيعة .
ولكنّ البعض الآخر لم يستجب بهذه السهولة للبيعة ، هؤلا أشخاص أرادوا البقاء على وفائهم لعليّ .
لا بدّ من إيجاد حلّ .
برأيك أيُّ حلّ سينتخب عمر ؟
نعم ، لا بدّ من الذهاب إلى عليّ ، فطالما لم يبايع عليٌّ أبا بكر ، لا يمكن إجبار الناس على البيعة .
لذا توجّه عمر نحو المسجد ، وقال لأبي بكر : يا خليفة رسول اللّه ، إن لم يبايع عليّ فلن تُجْديَك بيعة أحد ، فابعث إليه حتّى يأتيك يبايعك61 .
يرسل أبو بكر بطلب قنفذ ، ويقول له : اذهب إلى عليّ وقل له: أجب خليفة رسول اللّه ! !62
لا أدري هل سمعتَ باسمِ قنفذ ؟
إنّه رجل فظّ غليظ القلب ذليلَ النَّفْس ، لذا كان في خدمة الحكومة هذا اليوم63 .
يتحرّك قنفذ ومعه جماعة نحو بيت عليّ .
طَرَقات على باب بيت علي ، فيهبّ عليّ خارجاً .
_ ما تبغون منّي ؟
_ يا عليّ ، أسرِعْ إلى المسجد ؛ فخليفة رسول اللّه يطلبك .
_ أوَ نَسِيتم أنّي أنا خليفةُ رسول اللّه ؟!
فلم يَحرْ قنفذ جواباً ، ويؤوب نحو المسجد .
يرى أبو بكر أنّ قنفذاً قد عاد ولم يكن معه عليّ، يقول له :
_
أين عليّ ؟ لماذا لم تجلبوه ؟
_ لمّا طلبتُ منه إجابة خليفة رسول اللّه قال : ما خلّف رسولُ اللّه أحداً غيري64 .
يتذكّر كلّ من كانوا في المسجد يسمعون كلام نبيّهم ، نعم ، لطالما كرّر النبيّ على هذا المنبر الذي يجلس عليه أبو بكر الآن أنّ عليّا هو خليفة رسول اللّه من بعده !
يصيب التردّدُ قلوبَ الحاضرين ، فيأخذون يحدّثون أنفسهم : كيف نَسِينا كلام رسول اللّه بهذه السرعة ؟!
ينظر عمر نحو جموع الحاضرين ، فيخشى أن يبعث كلام عليّ هذا على استيقاظ هؤلاء القوم من غفوتهم وتغافلهم.
لذا يلتفت نحو أبي بكر رافعاً من صوته : واللّه ِ لن تُخمَد هذه الفتنة إلاّ بقتل عليّ، فخَلِّني آتِك برأسه !65
يصيب الهلع الحاضرين ، هل حقّاً سينفّذ عمر ما قال ؟
يطلب أبو بكر من عمر الجلوس ، ولكنّه يرفض ، فيقسم عليه بالجلوس فيجلس66 .
يلتفت أبو بكر نحو قنفذ فيقول له : انطلق إلى عليّ وقل له: أجِبْ أبا بكر ، فإنّ الناس قد أجمعوا على بيعتهم إيّاه ، وإنّما أنت رجل من المسلمين ، لك ما لهم وعليك ما عليهم ، فهَلُمَّ إلى المسجد وبايع67 .
ويذهب قنفذ مرّة أُخرى إلى بيت علي يرافقه _ هذه المرّة _ عشرة أشخاص .
_ يا عليّ ، أجب أبا بكر واحضَرْ معنا إلى المسجد لتبايعه .
_ إنّ رسول اللّه أوصاني إذا واريتُه في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أُؤلّف كتاب اللّه 68 .
انظر ، بعد أن يُكمل عليّ جملته يدخل بيته ويُغلق الباب .
نعم ، بعد أن جفا الناسُ عليّاً ، آثر الجلوس في بيته والصبر لأجل حفظ الإسلام .
رحل النبيّ عن هذه الدنيا ولا زال القرآن لم يُجمع
بعد ، صحيح أنّ البعض كان يفكّر في الرئاسة وحكومة الدنيا ، ولكنّ عليّا كان يفكّر في القرآن وحفظه من الضياع والتشويه .
يرجع قنفذ إلى المسجد وينقل كلام عليّ إلى أبي بكر .
ينزعج معارضو عليّ ، لن يستطيعوا إخراج عليّ من بيته بالقوّة بعد ذلك ، فالجميع يعرف الآن أنّ عليّا منشغل بجمع القرآن ، فمزاحمة عليّ يعني مزاحمة القرآن .
فلم يكن من بُدٍّ سوى الانتظار حتّى يفرغ عليّ من جمع القرآن .
اليوم يوم الخميس، الأوّل من شهر ربيع الأوّل ، يجتمع الناس للصلاة في المسجد .
انظر ، يدخل عليٌّ المسجد .
يتعجّب الجميع ، هو أقسم أن لا يخرج من بيته حتّى يجمع القرآن .
انظر جيّداً ، هل ترى ذلك الثوب بيد عليّ ؟
لقد كتب عليّ القرآن بخطّه ووضَعَه في هذا الثوب، وهو الآن يأتي به إلى المسجد .
يرفع صوته مخاطباً الناس : أيّها الناس ، إنّي لم أزل منذ قُبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مشغولاً بغُسله ، ثمّ بالقرآن حتّى جمعتُه في هذا الثوب ، فلم يُنزل اللّه على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد جمعتها كلّها في هذا الثوب ، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعلّمني تأويلها69 .
معنى هذا أنّ كلّ من أراد فهم القرآن فعليه بالرجوع إلى عليّ؛ لأنّه كان منذ اليوم الأوّل لنزول القرآن ملازما للنبيّ ، وكان يسأل النبيَّ عن تفسير وتأويل كلّ آية تنزل .
وإذا بعمر يقوم من مكانه قائلاً له : لا حاجة لنا بقرآنك !70
وما أن يتفوّه عمر بكلامه هذا ، حتّى يعود عليّ بقرآنه _ الذي كتبه _ إلى بيته .
ألم يقل رسول اللّه : «أنا مدينة
العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ؟»
أهكذا يُتعامَل مع باب مدينة علم النبيّ ؟!
هل يستطيع المسلمون أن يفسّروا القرآن العظيم وحدهم ؟ !
لا يزال البعض من أصحاب النبيّ أمثال سلمان والمقداد وأبي ذرّ وعمّار لم يبايعوا الحاكم بعد ، وكذلك العبّاس عمّ النبيّ لم يحضر البيعة .
وكانوا يتردّدون على بيت عليّ ، مُعلنين عن ثباتهم على بيعتهم لعليّ في غدير خمّ بأمر اللّه ورسوله في ذلك اليوم المشهود.
والآن، يجب العمل على جلب هؤلاء للبيعة لأبي بكر بأيّ أُسلوبٍ كان .
وتبرز عندهم شخصية العبّاس عمّ النبيّ الأهمّ من بين هؤلاء ، إذا ما استطاعوا كسبه إلى جانبهم فستُحَلّ حتماً الكثير من مشاكلهم .
نعم ، هو كبير بني هاشم ، وجذبه للبيعة يُعَدّ امتيازاً كبيراً لأبي بكر .
يسدل الليل أذياله ، انظر ، يخرج أبو بكر ملتحفاً سواد الليل يرافقه البعض من المسلمين .
رفيقي في هذا السفر ، هل توافقني كي نصحبهم لنرى وُجهتَهم إلى أين في هذه الليلة الظلماء ؟
انظر ، إنّهم يتوجّهون نحو محلّة بني هاشم ، يطرقون باب العبّاس عمّ النبيّ ، يفتح لهم العبّاس ، فيدخل الخليفة ومُرافقوه .
_ هل أنتم من رفقاء الخليفة أيضاً ؟
_ كلاّ ! أنا كاتب ، وهذا صديقي قارئ كتابي ، جئنا نستطلع ماذا يريد الخليفة منك .
_ تفضّلا .
ندخل البيت ونجلس في إحدى زوايا الغرفة ، ناظرين مستمعين.
انظر ، العبّاس يفكّر داخل نفسه ، ماذا يريد الخليفة منه في هذا الوقت المتأخّر من الليل يا تُرى؟ !
يمسح أبو بكر على لحيته البيضاء ويبتدئ بالكلام، فيما أنا أُخرج قلمي وأوراقي وأكتب ما يقول :
_ إن اللّه بعث محمّداً نبيّاً ، وللمؤمنين وليّاً ،
فمنّ عليهم بكونه بين أظهرهم ، حتّى اختار له ما عنده ، فخلّى على الناس أموراً ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين ، فاختاروني عليهم والياً ، ولأُمورهم راعياً ، فوُلِيّتُ ذلك، وما أخاف بعون اللّه وتسديده وهناً ولا حيرةً ولا جبناً ، وما توفيقي إلاّ باللّه، عليه توكّلت وإليه أُنيب ، وما زال يبلغني عن طاعنٍ يطعن بخلاف ما اجتمعَتْ عليه عامّة المسلمين ويتّخذونكم لحافاً ، فإمّا دخلتم فيما دخل فيه العامّة أو دفعتموهم عمّا مالوا إليه ، وقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيباً يكون لك ولِعَقِبك من بعدك، إذ كنتَ عمَّ رسول اللّه ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان أصحابك فعدلوا الأمر عنكم !71
يسكت الجميع بانتظار سماع ردّ العبّاس ماذا سيكون!
هل سيتخلّى عن عليّ طمعاً بما أطمعوه من الرئاسة والسلطة ؟!
يغتنم عمر لحظات الصمت فينبري قائلاً : يا عبّاس ، إنّا لم نأتكم لحاجة إليكم ، ولكن كرهاً أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخَطْب بكم وبهم72 .
لحظات حسّاسة ومصيرية ، هل سيقبل العبّاس كلام هؤلاء ؟
لم يَذُق أنصار الخليفة طعم النوم في هذه الليلة ، فلقد داروا على بيوت كبار المدينة مطمعين إيّاهم بالمال والمنصب .
هل سيستطيعون في هذه الليلة إجراء معاملة شراء موقف العبّاس مقابل السلطة والحكومة ؟
يسكت الجميع كأنّ على رؤوسهم الطير ، يا ترى ماذا سيكون ردّ العبّاس ؟
حقّاً إذا ما وافق العبّاس على هذا المعاملة الخطيرة فلن تكون سهلة لعليّ ، ماذا سيكون موقف الناس حينما سيجدون أنّ كبير بني هاشم قد تخلّى عن ابن أخيه المظلوم عليّ ؟
يا إلهي، سدّد العبّاس في هذا الامتحان العسير !
قال الجميع
ما عندهم ، ولم يبق سوى الاستماع إلى جواب العبّاس .
عندها يكسر العبّاس الصمت فيقول : يا أبا بكر ! إن كان هذا الأمر إنّما وجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنّا كارهين ، إن كنت برسول اللّه جلست فحقَّنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت ، فنحن متقدّمون فيهم ، وما أبعدَ تسميتَك خليفة رسول اللّه من قولك : خُلِّيَ على الناس أُمورهم ليختاروا، فاختاروك!
فأمّا ما قلت : إنّك تجعله لي ، فإن كان حقّاً للمؤمنين فليس لك أن تحكم فيه ، وإن كان لنا فلم نرضَ ببعضه دون بعض ، وعلى رَسْلك ! فإنّ رسول اللّه من شجرةٍ نحن أغصانها، وأنتم جيرانها73 .
ييأس الجميع بعد سماع جواب العبّاس هذا .
جاء الخليفة لكي يعزل العبّاس عن عليّ ، وإذا بجواب العبّاس يخيّب أمله هذا الذي طمح إليه .
انظر ، لا يحير الخليفة جواباً ، بماذا يجيب أمام هذا الرأي القاطع المُفحِم ؟!
لذا يترك الخليفة وأصحابه البيت حتّى بدون توديع أهله !
اليوم هو يوم الجمعة ، الثاني من ربيع الأوّل ، أربعة أيّام انصرمت على رحيل النبيّ من بين ظَهرانِينا .
يجتمع المسلمون في المسجد يتساءلون :
_ لماذا لا يأتي عليٌّ إلى المسجد ويصلّي خلف الخليفة ؟
_ هو لم يبايع الخليفة ، واليوم هو يوم الجمعة ، حيث سُتقام أوّل صلاة الجمعة بإمامة أبي بكر ، لابدّ من إحضار عليّ بأيّ طريقة !
_ ألم تسمع أنّ جماعة ممّن خالفَنا يجتمعون في بيت عليّ ؟ لا بدّ من تفريقهم، وإلاّ !74
يقرّرون مخاطبة الخليفة بهذا الشأن .
يوافق أبو بكر رأيهم ، فيُصدر أمراً بالهجوم على بيت عليّ75 .
يقفز عمر من مكانه ويتوجّه من حينه _ تُرافقه جماعة
_ نحو بيت عليّ .
يلاحظ من بين هؤلاء رئيس قبيلة الأوس ! وحينما ينزل رئيس قبيلة الأوس إلى الساحة فهذا يعني نزول الأوس معه76 .
ولكن ماذا يجري في بيت عليّ ؟
بعض أصحاب عليّ يجتمعون هناك ، هل تعرفهم ؟
سلمان ، المِقداد ، عمّار ، أبو ذرّ ، وترى بينهم طلحةَ والزبير .
وانظر أيضاً ذلك الشيخ الكبير، العبّاسَ عمَّ النبيّ77 .
لم يبايع أيّ واحد من هؤلاء الخليفة ، أرادوا البقاء أوفياءَ على بيعتهم لعليّ .
إذا كانت الأكثرية قد انفصلت اليوم عن إمام زمانها، فإنّ هذه القلّة أثبتت أنّ المقياس هو ليس اتّباع الأكثرية ، وإنّما بالاستقامة على الطريق الصحيح ، والوقوف إلى جانب الحقّ والحقيقة .
فيما عليّ مع بعض أصحابه في بيته، وإذا بجَلَبة" خلف الباب !
نعم ، جاء عمر وبعض مؤيّديه . يرتجّ باب بيت عليّ من شدّة الضربات عليه .
وهذا صوت عمر يتصارخ من بين الجموع صائحاً : يا هؤلاء المجتمعون في هذا البيت ، تخرجون أو لأحرقنّ عليكم !78
يا إلهي ، ماذا أسمع ؟ !
باب أيّ بيتٍ يريدون إحراقَه ؟
باب بيتٍ لا يدخله جبرئيل بدون إذن أهله ؟ !
انظر ، كيف يرفسون هذا الباب ويتصارخون .
عندها يقفز الزبير من مكانه متوجّهاً نحوهم شاهراً سيفه .
يأخذ الزبير بالتلويح بسيفه وهو يقول : مَن المنادي ؟
يسكت الجميع .
يقع نظر الزبير على عمر ، فيهجم عليه ، فيفرّ عمر والزبير يلاحقه.
في الأثناء يحمل أحدهم حَجَرا يصوّبه نحو الزبير ، فيصيبه في ظهره بضربة مُوجِعة جعلته يتلوّى منها ، فيسقط السيف من يده !
ويرمي آخر بكسائه على وجه الزبير ، ثمّ يهجمون عليه من كلّ مكان فيأخذونه أسيراً79 .
يُضرَب سيف الزبير بصخرة فيُكسر80 .
لا يزال البعض من أصحاب علي في البيت .
يصرخ عمر مرّة أُخرى : اُخرجوا أو لَأُحرقنّ البيت عليكم !81
يا تُرى ما العمل ؟
هؤلاء يريدون إحراق البيت بالنار .
إنّه بيت الوحي ، محلّ نزول الملائكة !
لا بدّ من رعاية حرمة هذا البيت مهما كان الأمر.
فتقترب فاطمة ممّن كان في هذا البيت وتطلب منهم تركه .
يخرج المقداد وسلمان وعمّار وأبو ذرّ، وكلّ من كان في البيت82 .
انظر !
خارج البيت يقف خالد بن الوليد وجماعة كثيرة من الناس يأسرون أصحاب عليّ83 .
ثمّ يحاول عمر اقتحام بيت عليّ ، يريد أخذه إلى المسجد .
فتتقدّم فاطمة لنصرة زوجها .
يرتفع صوت فاطمة في عنان السماء : يا رسول اللّه ! انظر ما لَقِينا
بعدك من هؤلاء!84
أبكى صوتُ فاطمة المظلومة الكثيرين ممّن حضر . انظر ، يرجع أكثر من كان مع عمر85 .
ثمّ تخرج فاطمة من بيتها وتتوجّه نحو أبي بكر .
وما أن تسمع نساء بني هاشم بخروج فاطمة حتّى يخرجن هنّ أيضاً يتبعنها حيث تذهب .
تصل فاطمة حيث أبو بكر فتقول له : يا أبا بكر، واللّه إن لم تَكفَّ عن عليّ لأكشفنّ شعري، ولأعجّنّ إلى اللّه !86
يبعث أبو بكر إلى عمر أن دَعْ عليّاً87 .
فيعرف الناس أنّه طالما كانت فاطمة فلا شيء على عليّ .
ترجع فاطمة إلى بيتها ، حيث لا يوجد سوى عليٍّ بعد أن أخذوا جميع أصحابه إلى المسجد .
أُجبر أصحاب عليّ الأوفياء على البيعة ، أُخذوا بالقوّة إلى المسجد لمبايعة أبي بكر .
يسدل الليل أستاره ، وفي جُنح الظلام يأخذ عليّ بيد فاطمة والحسن والحسين ويخرج من البيت .
إلى أين يذهب أحبّاء اللّه ؟
هل ترافقني على أن نذهب برفقتهم ؟
انظر ، إنّهم يطرقون باب أحد بيوت الأنصار .
يحدّث صاحب البيت نفسه، يا ترى مَن على الباب في هذا الوقت المتأخّر من الليل ؟!
ويهبّ خارجاً ، وإذا به وجهاً لوجه أمام عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وهم وقوف عند عتبة بابه !
تقول له فاطمة : أتذكر بيعتك لعليّ في غدير خمّ ؟ وأنّ النبيّ قال له: «أنت خليفتي ووصيّي من بعدي» ؟
_ نعم يا بنت رسول اللّه .
_ فلماذا نقضتَ عهدك ؟
_ لو كان عليّ سبق إلينا في السقيفة قبل أبي بكر لَبايعناه .
_ أفكان يَدَع جثمان النبيّ ويجيء إلى السقيفة ؟88
فيُطْرق برأسه إلى الأرض مفكّراً ، ويُظهر الندم على فعله .
فيقول له عليّ : إنّ موعدي معك غداً الصبح تأتيني قرب المسجد محلّقاً89 .
يعاهده
على أن يأتيه أوّل الصبح على تلك الحال .
ويذهب عليّ وفاطمة والحسن والحسين نحو بيتٍ آخر .
ويقولون لصاحب البيت هذا ما قالوه لجاره ، فيعاهدهم المجيء صباح يوم غد .
وهكذا البيت التالي .
ويطلب عليّ كذلك من سلمان والمقداد وعمّار وأبي ذرّ أن يأتوه غداً محلّقين .
اليوم يوم السبت ، صباح الثالث من شهر ربيع الأوّل ، أقفزُ من نومي مسرعاً لأذهب نحو المكان الموعود .
جاء عليّ قبل الجميع ، بانتظار أُولئك الذين وعدوه النُّصرة .
وكان المقداد سبّاقاً في المجيء .
أضحى المقداد في تلك الأيّام الرجل المخلص بين حواريّي عليّ ، كان أعظمهم حبّاً وإيماناً في طريق عليّ90 .
انظر ، إنّه يقبض على قائم سيفه وعيناه في عينَي مولاه عليٍّ ينتظر أن يأمره فيمضي .
مرحبا لك !
من أنت ؟ ولماذا لا نعرفك ؟
كيف حصل أنّك سبقت الجميع ؟
ليت الوقت يسنح لي لأكتب عنك وعن عزمك الشامخ، وأُعرّفك أكثر لأصدقائي
أضحيتَ الآن أحد مفاخر التاريخ .
فأنت الذي لم يدخل الريبُ قلبَه في طريق عليّ .
انظر، شيئاً فشيئاً يصل سلمان وأبو ذرّ وعمّار أيضاً .
وكلّما طال الانتظار لم يقدم أحد غير هؤلاء !91
أين أُولئك الذين وعدوا فاطمة ليلة أمس ؟
رفيقي في هذا السفر ، لا فائدة من الانتظار ، هؤلاء لا يريدون الوفاء بوعدهم .
ولكن لا بدّ من إتمام الحجّة عليهم .
والليلة أيضاً يطوف عليّ ترافقه فاطمة والحسن والحسين على دُور الأصحاب، فيعاهدونه من جديد على الوفاء له ، ويتكرّر نقضهم لعهدهم من جديد .
نعم ، يخاف هؤلاء الناس من الموت ، إنّهم يعرفون أنّ معارضة الخليفة معناه تعريض النفس للخطر .
تُعَدّ مخالفة الخليفة اليوم مخالَفةً للإسلام ، وكلّ من يخالف سيكون الموت بانتظاره .
وفي الليلة الثالثة
يطوف أيضاً عليّ بفاطمة والحسن والحسين على بيوت الأصحاب، ولا يحصل إلاّ على وعود كاذبة .
يصل الخبر إلى الخليفة أنّ عليّاً يطوف على بيوت الناس يطلب النصرة .
يُزعِج هذا الخبر الخليفة وصاحبه ، فيقرّرون أن يفعلوا شيئاً قبل فوات الأوان .
يُطلّ يوم السبت ، وهو اليوم السابع من رحلة النبيّ عن هذه الدنيا .
ليس من مصلحة الحكومة بقاء عليّ في هذه المدينة بدون أن يبايع أبا بكر ، لا بدّ من إكراهه على البيعة بأيّ وسيلة .
يتوجّه عمر نحو أبي بكر لأخذ الإذن بجلب عليّ إلى المسجد .
يعطيه أبو بكر الإذن بذلك ، فيخرج عمر هو وجماعة كثيرة متوجّهين نحو بيت عليّ ، وقد صمّموا على جلبه إلى المسجد ليبايع بأيّ وسيلة كانت92 .
يجتمع خلق كثير في الزقاق ، وترتفع جَلَبة شديدة ، فيما يقف الخليفة وجماعة جانباً ينظرون .
يتقدّم عمر إلى الأمام فيطرق الباب صائحاً : اُخرجْ يا عليّ إلى ما أجمع عليه المسلمون، وإلاّ قاتلناك !
ثمّ يصيح بأعلى صوته : واللّه إن لم تخرج يا بن أبي طالب وتدخلْ مع الناس لأُحرقنّ البيت بمن فيه !93
الجميع ينظر إلى هذا المشهد ، فيما يقف خالد مصلتاً سيفه ، هؤلاء يريدون أخذ عليّ إلى المسجد اليوم .
أتعرف ، هؤلاء لقّبوا خالدا بسيف الإسلام !
نعم ، هذا السيف في خدمة الخليفة الآن .
هؤلاء كانوا يعلمون أنّ عليّاً كان مأموراً بالصبر ، وهذا ما جرّأهم على رفع أصواتهم هكذا .
هنا بيت فتى الإسلام الشجاع، الذي كانت تهابه شجعان العرب في جميع حروبه ، ذلك الشخص الذي قلع باب خيبر بيده ، ولكنّه اليوم _ لأجل حفظ الإسلام _ آثر الصبر على صياح هؤلاء !
كان الجميع ينتظر
أن يفتح عليٌّ الباب فيخرج إليهم .
وإذا بفاطمة تفتح الباب وتخاطبهم : ما بكم أيّها الضُلاّل ؟!
يغضب عمر ويرفع صوته في وجهها قائلاً :
_ قولي لعليٍّ أن يخرج وإلاّ أحرقتُ البيت !
_ أتراك محرِّقاً علَيَّ بابي ؟ !
_ إي واللّه ، فإنّه أحفظ للإسلام94 !
_ ويحك ! ما هذه الجرأة على اللّه وعلى رسوله ؟! أتريد أن تقطع نسله من الدنيا وتُطفئ نور اللّه ؟!95
_ كُفّي يا فاطمة ! فليس محمّد حاضراً ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند اللّه ، وما عليُّ إلاّ كأحدٍ من المسلمين ، فاختاري إن شئتِ خروجَه لبيعة أبي بكر ، أو إحراقكم جميعاً96 !
_ اللّهمّ إليك نشكو فَقدَ نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتدادَ أُمّته علينا97 .
أثار كلامها خجل من حضر مع عمر ، فيما أخذ أبو بكر بالبكاء ، وبكى معه بعضهم98 .
نعم ، يتذكّر هؤلاء وصايا النبيّ بابنته فاطمة ، وفي لحظات أيّامه الأخيرة كان يخاطبهم قائلاً : احفظوني في أهل بيتي ، ألا إنّ فاطمة بابُها بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه !99
هل حقّاً يريد عمر حرق هذا البيت ؟!
يلتفت عمر إلى أُولئك الذين كانوا يبكون، فيقول لهم : هل أنتم نساء ؟! ما هذا البكاء ؟!
ثمّ يصيح بغضب :
_ يا فاطمة، اتركي عنكِ كلام النساء هذا واذهبي ونادي على عليّ بالخروج للبيعة .
_ أما تتّقي اللّه ؟ تَدخلُ بيتي وتهجم على داري ؟!100
_ افتحي الباب وإلاّ أحرقتُ البيت !101
تدخل فاطمة البيت وتُغلق الباب في وجهه102 .
فيرى عمر أن لا جدوى من ذلك ، ها قد أتت فاطمة لنصرة عليّ .
يتفرّق البعض ممّن أتى مع عمر راجعاً إلى بيته، بعد أن لا
يطيق رؤية هذا المشهد .
فيما عمر يتهيّج أكثر ، لم يكن يتوقّع أن تفتح فاطمة الباب .
يا تُرى كيف ستكون النهاية ؟
يصرخ عمر : علَيَّ بالحطب103 .
انظر هناك ، يجلب بعضهم الحطب لعمر104 .
يا إلهي ، ماذا يجري ؟! ماذا يريد أن يفعل هؤلاء ؟!
كلّ من كان تراه يحمل حطباً بيده ، وهم يتوجّهون في طريقٍ واحد .
يَقْدمون نحو بيت فاطمة !
فأمر عمر فجُعل الحطب حول بيت فاطمة105 .
ياإلهي ماذا يحاولون فعله ؟
هل يريد عمر حرق هذا البيت حقّاً ؟ !
نعم ، يعتقد عمر أنّ أهل هذا البيت قد ارتدّوا عن الإسلام وخرجوا عن دين محمّد ، لذا لا بدّ من القضاء على الفتنة ، لأجل حفظ الإسلام يجب القضاء على أعداء الخليفة !!
وما هي إلاّ لحظات حتّى تجمّعت حُزَمٌ كثيرة من الحطب تحوط بيت فاطمة بانتظار الاشتعال .
انظر عمر ، يقترب وبيده قَبَس من نار106 .
أخذ يصيح : اضرموا عليهم البيت ناراً !107
لا أحدَ يصدّق ما يرى ويسمع ، بأيّ جرمٍ وذنبٍ يريدون حرق أهل هذا البيت ؟!
هنا بيت لا يدخله جبرئيل إلاّ بإذنٍ من أهله ، هنا بيت تتمنّى الملائكة التشرّف بالهبوط فيه.
أيّها المسلمون ! هل نسيتم أنّ هذا الباب هو نفس الباب الذي كان يقف عليه النبيّ أربعين صباحاً مسلِّماً على أهله فيقرأ آية التطهير : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »108 ؟
نعم ، أهل هذا البيت بحكم هذه الآية معصومون ومطهّرون من المعاصي بإرادةٍ من اللّه مؤكَّدة.
فلِمَ يريد عمر حرق هذا البيت وأهله بالنار ؟
أراد عمر القيام بعمل يجعل الناس يفكّرون ألف مرّة قبل أن يَقْدِموا على مخالفة الخليفة .
يجب حرق هذا البيت
، فالبيت الذي يجتمع فيه أعداء الخليفة لا بدّ من حرقه حتّى لا يمكن لأحد الاجتماع فيه109 .
نعم ، حينما يحرقون باب هذا البيت ، عندها لا أحد يمكنه التجرُّؤ على مخالفة الحكومة ، عندها يسلّم الناس للحاكم كان مَن كان!
وطالما عليٌّ لم يبايع فالحكومة في خطر ، فلا بدّ من إجبار عليّ على البيعة بأيّة وسيلة ، وإذا لم يفعل فيجب أن يُحرّق !
يقترب البعض من عمر فيقول له :
_ في البيت فاطمة والحسن والحسين !
_ وإن ! فليكن من يكون فيه ، فإنّي محرّق هذا البيت110 .
لم يتجرّأ أحد على منع عمر .
فهو صاحب منصب القضاء ، هو الآن صاحب أعلى سلطة قضائية وتنفيذية معا في هذه الحكومة ، وقد أفتى بوجوب حرق هذا البيت لأجل حفظ الإسلام !111
يتقدّم عمر إلى الأمام ، فيضع القبس على الحطب ، فترتفع ألسنةُ اللهب في عنان السماء .
يحترق نصف الباب .
ثمّ يقترب عمر من الباب المحترق فيرفسه برجله بقوّة112 .
ياإلهي ! فاطمة خلف الباب ... .
إنّها حامل ، وهي الآن بين الحائط والباب ، يسمع الناس أنينها .
يدفع عمر الباب بقوّة مرّةً أُخرى فيرتفع ذلك الأنين في عنان السماء !
مسمار قد صُليَ بالنار ينبت في صدر فاطمة !113
أيّها القلم الكليل ، كُفَّ واخرس !
أيّ قلب يطيق ، وأيّ شخص يتحمّل هذا حتّى تقوم أنت بشرح صفعةٍ على جبين حرمة اللّه العظمى ؟
ينفرط قرطها، وتسقط حبيبة رسول اللّه على وجهها114 .
صيحة تتعالى في أجواء المدينة البائسة :
_ يا أبتاه ، يا رسول اللّه ، هكذا يُفعَل بحبيبتك وابنتك !115
ثمّ تستند إلى الحائط .
ويدخل عمر إلى البيت .
يسلّ خالد _ الذي لقّبوه بسيف الإسلام _ سيفَه فيَهمّ
بقتل فاطمة .
واسَوأَتاه! يريد قتل فاطمة !!
هل تعلم لماذا يريد خالد أن يفعل ذلك ؟
قتل عليٌّ أباه في معركة بدر ، والآن يريد الانتقام لدم أبيه الجاهلي116 .
وأذا بعليٍّ يقترب حاملاً سيفه .
لا مجال للصبر بعد الآن ، صحيح أنّ النبيّ أمره بالصبر في المصائب ، ولكن ليس الصبر على هذا أيضا .
وما أن يلمح خالد بريق سيف عليّ حتّى يولّي تاركاً سيفه117 .
تهمّ فاطمة بالعجّ إلى اللّه والدعاء بالويل والثبور .
ماذا سيحصل لو أنّها فعلت ؟
يقترب عليّ من زوجته فيقول لها : يا بنت رسول اللّه، إنّ اللّه بعث أباكِ رحمةً للعالمين ، وأيمُ اللّه لئن كشفت عن ناصيتك سائلةً ربّك ليُهلك هذا الخلق، لأجابك حتّى لا يُبقيَ على الأرض منهم بشراً118 .
فتهدأ فاطمة لكلام عليّ ، نعم ، فهي مطيعة لإمام زمانها .
يهجم جماعة كثيرة من مؤيّدي الخليفة على بيت علي .
كانوا كُثّرا يحملون سيوفهم بأيديهم ، وعليّ وحده !
هل سيحارب عليّ هؤلاء المهاجمين ؟
كلاّ ، لقد عاهد النبيَّ على الصبر على البلاء ما أدّى إلى حفظ الإسلام .
ليس في نفع الإسلام اندلاع حرب داخلية الآن119 .
يريد هؤلاء إخراج عليّ من المسجد ، ولكن أنّى لهم تحريكه من مكانه !
ما العمل ؟
يقترح أحدهم :
_ اجلبوا حبلاً !
_ ولمَ الحبل ؟ !
_ لنلقيه في عنق عليّ ونسحبه إلى المسجد !
_ الحبل ! الحبل !
تَلْتفتُ فاطمة نحو زوجها ، فتراهم قد أحدقوا به من كلّ جانب ، يريدون أخذه إلى المسجد .
اليوم عليّ وحده ، ليس له صاحب ولا معين .
ألقَوا حبلاً أسودَ في عنقه، وأخذوا يجرّونه120 .
ياربّ¨ ! أيُّ صبر هذا الذي أعطيتَه لعليّ ؟!
ما أشدّ مظلومية عليّ وغربته في تلك اللحظات
؟!
يهمّون بإخراجه من البيت ، فتنتفض فاطمة من مكانها .
نعم ، هي المدافعة الوحيدة عن الإمامة ، تقف أمام الباب وتمدّ ذراعيها كأنّها تريد منعهم عن إخراج بعلها .
نعم ، تسدّ الباب بجسدها النحيل ، تمنعهم عن أخذ علي121 .
يجب فعل شيء ، لا زالت فاطمة حيّة ، لا بدّ من إسقاطها أرضاً .
وجد الأعداء فاطمة روح عليّ/ بل بروحها كانت تفدي عليّ
قال اسلبوا من عليّ فاطمة / تسلبوا من عليّ الروح الهنيّ
يشير عمر إلى قنفذ ، فيلكزها بنعل السيف122 .
ويضربها عمر بالسوط هو أيضاً ... .
فيزرقّ جسد فاطمة مِن أثر السياط123 .
يا ويلتي !
إنّه ضربُ مَن قد نوى القتل ، نعم ، طالما فاطمة حيّة لا يمكن أخذ عليّ للبيعة .
يجب فعل شيء يجعل فاطمة طريحة بيتها فلا يمكنها المشي خلف علي .
يرفس عمر فاطمة بقوّة ، هنا يرتفع صوت فاطمة : أدركيني يا فضّة ، فقد واللّه ِ قتلوا محسناً124 .
ثمّ تسقط مغشيّاً عليها .
الآن يستطيعون بكلّ راحة أخذ عليّ إلى المسجد .
ينظر عليّ نحو زوجته ثمّ ينادي على فضّة أن تساعد فاطمة ، فقد استُشهِد محسن .
وتتعجّب الملائكة من صبر عليّ .
ما أعجب صبر عليّ يا ربّ/ قد حيّر الأفلاك ذلك الصبر
لقد عجبت من صبرك يا عليّ ملائكة السماوات والأرضين!
نعم ، إنّه ذلك العهد الذي أخذه النبيّ على عليّ أواخر أيّام حياته .
تلك اللحظة التي قال له فيها النبيّ : يا عليّ، عهد إليك بالصبر منك على كظم الغيظ، فإنّ الناس سينتهكون حرمتك بعدي ويغصبون حقّك .
فيجيبه عليّ قائلاً : نعم يارسول اللّه ، أصبر125 .
لماذا على عليّ أن يرى كلّ هذا بأُمّ عينيه ويصبر ؟
لاحتياج الإسلام في هذا اليوم إلى صبر عليّ
، فصبرُه كفيل بحفظ الإسلام المحمّدي الأصيل .
يفدي عليّ نفسه وزوجته للإسلام ، نعم ، هذه العائلة حاضرة أن تفدي كلّ ما تملك للدفاع عن دين اللّه .
هذه بداية الطريق ، ومحسن أوّل شهيد في هذا الطريق ، وكربلاء قادمة ... .
فاطمة الآن مرمية على الأرض ، وأهل المدينة يكتفون بالنظر ومشاهدة الأحداث الخطيرة !
ويَحْكم !
ألم تَرَوا بأُمّ عيونكم كيف أنّ النبيّ كلّما رأى فاطمة قام لها؟126 .
ماذا لو كان بين ظهرانيكم الآن وهو يرى فاطمة ساقطة على وجهها مكظومة غريبة بين أُمّة أبيها ؟ !
ما أسرع ما نَسِيتم أنّ فاطمة بضعة النبيّ ، تبّاً لكم !
يستعدّ الخليفة لجلب عليّ إلى البيعة .
هؤلاء الذين أسقطوا فاطمة أرضاً ، أخذوا عليّاً إلى المسجد قسراً .
الفرح والسرور الشديد باديانِ على قنفذ لِما أبدى من خدمة الخليفة .
نعم ، ولاية مكّة بانتظاره .
جريمته هذه كانت كفيلة لتحقيق ذاك الحلم البعيد127 .
انظر كيف يسحبون المولى نحو المسجد!128
يمرّون به على قبر النبيّ ، فيلتفت نحوه ، وتسيل دموعه على خدّيه .
يخاطب ابن عمّه: انظر يا رسول اللّه ما فعلوا بأخيك .
ومعه الحسن والحسين وهما يبكيان أيضاً .
يحيط بأبي بكر جماعة شاهرةً سيوفَها ، فيما عمر قائم بالسيف على رأس عليّ129 .
يخاطب عمر عليّا قائلاً : يا عليّ، بايع أبا بكر وإلاّ ضربتُ عنقك بهذا السيف130 .
فيلتفت عليّ نحو عمر ويقول : إذاً تقتلون عبدَ اللّه وأخا رسوله .
فيقول له عمر : أمّا عبد اللّه فنعم ، وأمّا أخو رسوله فلا!131
فيقول عليّ : أتجحدون أنّ رسول اللّه يوم آخى بين المسلمين قد آخى بيني وبينه ؟!132
ويسكت الجميع كأنّ على رؤوسهم الطير ، نعم يتذكّرون جيّداً ذلك اليوم الذي آخى فيه
النبيُّ بين المسلمين ، في ذلك اليوم جاء عليٌّ النبيَّ وعيناه تدمعان فقال : يا رسول اللّه ، آخيتَ بين أصحابك ولم تؤاخِ بيني وبين أحد .
فيقول له النبيّ : أنت أخي في الدنيا والآخرة133 .
نعم ، عليّ أخو النبيّ ، وأقرب الناس إليه .
يغصّ المسجد بالناس ، فيخاطبهم عليّ قائلاً : أيّها الناس ، أنشدكم اللّه، أسمعتم رسول اللّه يوم غدير خمّ يقول : مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ؟ أم هل نسيتم أنّ النبيّ في غزوة تبوك قد خلّفني على المدينة قائلاً : يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى134 ؟
يهزّون برؤوسهم علامة الإقرار والتصديق .
ولكن هلاّ قام أحدهم لنصرة عليّ ؟ !
كلّ من حدّثته نفسه لنصرة عليّ تقع عيناه على تلك السيوف المشهورة في أيدي أصحاب الخليفة ، فلا يحرّك ساكناً .
بايع الجميع عليّاً يوم غدير خمّ ، واليوم تركوه جميعا وحيداً ، نعم ، ليس المهم فقط بيعتك لعليّ ، المهم بقاؤك عليها ووفاؤك لها .
اليوم جاءت الفتنة وأخافت الجميع ، فمن له الجرأة على نصرة الحقّ ومواجهة الباطل ؟
حينما تُدمى وحيدة النبيّ بتهمة نصرة الحقّ ، وتُضرب بالسياط إلى حدّ الموت ، فمن يجترئ مِن أهل الشهامة والغَيرة بعدها على نصرة عليّ ؟
نعم ، الهجوم على بيت فاطمة كان خُطِّط له ، وبعد هذا الهجوم زُرع الخوف في قلوب الجميع .
حينما تتعامل هذه الحكومة هكذا مع بنت النبيّ ، فكيف سيكون تعاملها مع عامّة الناس ؟!
يقول أبو بكر لعليّ : ليس لك إلاّ أن تبايع .
اسمع عزيزي القارئ ، ما أجمل جواب مولاك عليٍّ لأبي بكر : يا أبا بكر ، لن أُبايعك ، وأنت أولى بالبيعة لي135 .
ألم تبايعني بالأمس بأمر رسول اللّه ؟ ماذا جرى حتّى نقضتَ بيعتك ؟!136
يا أبا بكر، سمعتُ أنّك احتججت على الناس بالقرابة من رسول اللّه ، وأنا أحتجّ عليك بمثل ما احتججت به عليهم ، وأنت تعلم أنّي أقرب الناس إلى رسول اللّه 137 .
فيُطْرق
أبو بكر بعد أن لم يَحِر جواباً .
رفيقي في هذا السفر ، هل تذكر أنّ أبا بكر في السقيفة كان قد ذكر قرابته من النبيّ ، وبهذه الطريقة استطاع مخادعة الناس بالبيعة له ؟
فإذا كان للقرابة من النبيّ امتياز الشرعية للخلافة ، فعليٌّ أقربهم من النبيّ ، فهو ابن عمّه وهو الشخص الوحيد الذي آخاه النبيّ مع نفسه .
انظر مولاك كيف يكلّم أبا بكر ويحاججه فيما يداه مكبّلتان والسيف مصلتٌ فوق رأسه !
حقّاً أنّ ذلك صبرٌ عظيم مقابل كلّ هذه المصائب وهذه الويلات ، وهو الآن يلخّص أحقّيته بهذين البيتين من الشعر .
ها هو عليّ يدافع عن حقّه بالشعر ، ويسجّل موقفه للتاريخ .
عندي أُمنيّة ، لا أدري أقولها هنا أم لا ؟ ولكن لك أنت صديقي العزيز أُعلنها؛ ليت جميع الشيعة يحفظون هذا الشعر .
هذا صوت عليّ يخرج من حنجرة التاريخ ، يُثبت حقّ الإمامة والخلافة لأهل البيت عليهم السلام وإلى الأبد .
اسمع :
فإن كنتَ بالشورى ملكتَ أُمورَهُم/ فكيف بهذا والمُشيرون غُيَّبُ!
وإن كنتَ بالقربى حجَجْتَ خصيمَهُم / فغيرُك أَولى بالنبيِّ وأقربُ138
يا أبا بكر ، إذا كنت تدّعي أنّك أمسكتَ زمام هذا الأمر بالشورى ، فلِمَ لم تستشر بني هاشم ؟ وإذا كنتَ بالقرابة نلت هذا المقام ، فهناك غيرك من هو أقرب من النبيّ .
أثار كلامُ عليّ دفائن عقول الناس فأطرقوا يتفكّرون ، حقّاً ما أمتن كلام المولى عليّ !
انظر ، يلتفت جماعة ممّن حضر المسجد إلى عليّ بعد كلامه ذاك فيقولون له : يا عليّ ، لو كنّا سمعنا هذا الكلام منك قبل الانضمام لأبي بكر في السقيفة ، لما بايَعْنا غيرَك139 .
فيقول لهم عليّ : يا هؤلاء ! أكنتُ أدَعُ رسول اللّه
صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مسجّىً لا أُواريه وأخرج أُنازعه في سلطانه ؟!140
تعلّلوا بعدم مجيء عليّ إلى السقيفة لتبرير موقفهم ذاك ، ولكنّ عليّا كان يحاججهم ببيعتهم له قبل ذلك : ليس بعد يوم الغدير حجّة لأحد141 .
نعم ، لقد جمع النبيّ المسلمين يوم غدير خمّ وأمرهم بالبيعة لعليّ .
الآن عليّ يسيطر بكلامه على المسجد ، هؤلاء جاؤوا بعليٍّ كالأسير ، وإذا بهم يُضحَون أسرى منطقه وكلامه وحُجّته!
ويضجّ المسجد بأهله ، وترتفع الأصوات من هنا وهناك ، يتذكّر الناس يوم الغدير فيصيبهم الندم والأسف والخزي ، إذ ما أسرع ما نسوا كلام نبيّهم أو تَناسَوه!
يرى عمر صيرورة الأمر لغير ما يحبّ ، فيقوم من مكانه ويقف أمام أبا بكر صائحاً : ما يُجلسك فوق المنبر لا تقول شيئاً ! أو تأمر به فنضرب عنقه ؟!142
فيدبّ الخوف من جديد في أوصال الناس ، وترتفع السيوف بيد أصحاب الخليفة .
يهدأ الجميع ، فكلّ من يعترض سيُواجِه تلك السيوف .
ترتفع أصوات بكاء .
من أين تأتي هذه الأصوات ؟
انظر ، إنّهما الحسن والحسين يبكيان بعد سماع تهديد عمر لأبيهما .
فينحني عليّ عليهما ويضمّهما إلى صدره ويقول لهما : لا تبكيا ، يانور عينَيّ143 .
وتبكي الملائكة لرؤية دموع الحسن والحسين .
يلتفت عمر نحو عليّ ويقول : أنت لست متروكاً حتّى تبايع طوعاً أو كرهاً144 .
فيقول له عليّ : احلب حلباً لك شطره ، اشدد له اليوم لَيُردَّ عليك غداً145 .
ثمّ يلتفت إلى الجموع قائلاً : أما واللّه، لو أنّ أُولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفَوا لي، لجاهدتكم في اللّه 146 .
وفي الأثناء يقوم أحدهم من بين الحضّار فيقترب من عليّ قائلاً : يا عليّ ، لسنا ندفع قرابتك ولا
سابقتك ولا علمك ولا نصرتك للإسلام ، ولكنّك حَدِث السنّ ! انظر إلى أبي بكر وإلى هؤلاء، فإنّهم مشيخة قومك ، وليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأُمور ، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك وأشدّ احتمالاً واضطلاعاً به ، فسلّمْ لأبي بكر هذا الأمر ، فإنّك إن تعش ويطل بك بقاء ، فأنت لهذا الأمر خليق، وبه حقيق، لِفضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك .147
نعم ، المشكلة تكمن في أنّ عليّاً لا زال شاباً غير مسنّ ولم تبيضَّ لحيته بعد !
هذا الكلام يكشف أشياء كثيرة في التاريخ ، فها هي سنن وعادات الجاهلية تُبعَت ، حيث كان العرب لا يقبلون إلاّ رئاسة الشيبة والمسنّين ، ولا يتحمّلون أن يحكمهم من كان شابّا صغير السنّ .
واليوم عُمْر مولاك عليّ لا يتجاوز الثلاث والثلاثين سنة ، صحيح أنّه يملك كلّ مواصفات الكمال ومنصوصٌ عليه بالإمامة والخلافة كتابا وسُنّةً ، ولكن عند هؤلاء الناس لا يساوي شيئاً مقابل قبضة لحية بيضاء ! فعند هؤلاء ليس للفضائل قيمة كقيمة لحية بيضاء !
والبعض كان يرى أنّ الخليفة هو من تتوفّر فيه صفات العبوسة والجدّية ، حتّى يخافه الناس ، بينما عليّ كان ذا بِشْر ، لذا لا يصلح عند هؤلاء للخلافة148 !
لا تلمني عزيزي القارئ إذا ما ضحكت، فشرّ البلية ما يُضحك!
مَن هذه المرأة التي تدخل المسجد ؟
ماذا تفعل هنا ؟
هل تعرفها ؟ إنّها أُمّ سلمة زوجة النبيّ وأُمّ المؤمنين، تقترب ومعها امرأة أُخرى .
جاءت إلى هنا لنصرة الحقّ .
نعم ، جرحوا فاطمة ومنعوها من الحضور إلى المسجد ، فحلّت محلّها أُمّ سلمة لنصرة الحقّ .
قارئي العزيز ، أظنّ أنّ فاطمة هي التي طلبت
منها المجيء إلى المسجد .
فتقف أمام عمر قائلة له : ما أسرع ما أبديتُم حسدَكم لآل محمّد؟!
يستمع كلّ من حضر المسجد إلى كلام أُمّ سلمة ، يخشى عمر إن هو تركها تتكلّم أن تؤلّب عليه ، لذا صاح : ما لنا ولكلام النساء ؟ !
انظر ، ثمّ أمر بها أن تُخرَج من المسجد، فأُخرجت149 .
ألم تكن أُمّ سلمة زوجة النبيّ ؟ أليس احترامها أمرا واجبا على الجميع ؟ أليست هي أُمّ المؤمنين ؟ إذاً ما هذه الخشونة في التعامل معها ؟
لماذا تُطرد _ وهي من حريم النبيّ _ بهذه الطريقة من المسجد ؟!
ويصيح أبو بكر مرّة أُخرى : دع عنك ذاك يا عليّ وبايعني، وإلاّ ضربنا عنقك .
فيما الحبل كان لا يزال في رقبة عليّ ، يلتفت نحو قبر النبيّ ويقرأ هذه الآية بقلبٍ مكسور : «ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِى¨ وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى¨ »150
نعم ، التاريخ يُعيد نفسه ، حينما ترك موسى أخاه في قومه وذهب إلى الطور ، عبد بنو إسرائيل بعده العجل ، ولم يقبلوا نصح هارون لهم .
أُولئك تركوا هارون وحيداً ولم ينصروه أمام أعدائه .
فلمّا عاد موسى من ميعاده ووجد قومه وقعوا في فتنة عبادة العجل وارتدّوا كفّاراً ، طلب توضيح ذلك من أخيه هارون .
فقال هارون : إنّهم تركوني وكادوا يقتلونني .
واليوم عليّ يعيد قول هارون مُذكِّرا بما جرى عليه مِن قِبل بني إسرائيل ، نعم، اليوم تركت الأُمّة عليّاً وحده، وكادوا يقتلونه .
يا تُرى ماذا سيحصل ؟ هل سيبايع عليّ ؟
يرفعون سيوفهم عالياً بانتظار أمر الخليفة .
فتحتبس الأنفاس في الصدور ، الكلّ ينظر وينتظر!
ويجلس التاريخ يتأمّل في مظلومية عليّ .
انظر هناك !
مَن هذا الشيخ الذي يُسرع الخُطى نحوهم
؟!
إنّه يصيح : اتركوا ابن أخي ، ولكم علَيَّ أن يبايعكم .
إنّه العبّاس عمّ النبيّ ، كبير بني هاشم وشيخهم .
جاء لإنقاذ ابن أخيه .
فما أن يسمع الخليفة صوت العبّاس ، حتّى يأمر بإخفاض السيوف .
يقترب العبّاس منهم ، ينظر إلى وجه عليّ ، غربة يومه أوجعت قلب العبّاس .
انظر إلى أصابع مولاك عليّ مضمومة !
كلّما حاول الناس فتحها وبسطها لم يستطيعوا .
فيأخذ العبّاس يد عليّ ويمسح بها وهي مقبوضة على يد أبي بكر151 .
فينظر عليّ نحو السماء ويقول :
اللّهمّ إنّك تعلم أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد قال لي : إن أتمّوا عشرين فجاهِدْهم .
أسفاً على مولاي عليّ ، لم يفِ له من الأصحاب سوى سلمان والمقداد وعمّار وأبو ذر ، لذا ليس له إلاّ أن يتجرّع مرارة الصبر152 .
ما قيمة الرئاسة وحكومة أيّام قلائل في هذه الدنيا حتّى تسوّل لكم أنفسكم أن تظلموا فاطمة بنت نبيّكم ؟
بماذا ستجيبون يوم القيامة حينما سيسائلكم نبيّكم عن ابنته فاطمة ؟
يُرفع الحبل عن رقبة عليّ .
الآن يمكنه الذهاب إلى بيته !!
تُلازم فاطمة فراش المرض ، وهذا تماماً ما ابتغاه الأعداء .
نعم ، أرادوا لفاطمة ملازمة بيتها ، فلا تخرج منه تدافع عن أحقيّة عليّ .
فهي من جانب مفجوعة بأبيها لم تهدأ عبرتها عليه بعد ، ومن جانبٍ آخر أوجعت قلبَها مظلوميةُ بَعْلها عليّ .
ورغم مرضها لا زالت تفكّر في نصرة إمام زمانها ، إنّها ابنة خديجة ، المرأة التي أنفقت ثروتها في سبيل رسالة النبيّ ، وفدته بكلّ ما تملك .
وفاطمة اليوم تريد أن تفدي عليّا بكلّ ما تملك .
أنفق هؤلاء المال في سبيل الباطل ، فلم لا أُنفق مالي في سبيل الحقّ ؟
أخذَتْ
فاطمة تخطّط لمواجهة اقتصادية .
ولكن كيف يمكنها فعل ذلك ؟
كم تملك من المال ؟
لكأنّك تتصوّر فاطمة فقيرة .
لا تتعجّب لو قلت لك أنّه ليس في المدينة من هو أغنى من فاطمة .
لكن ممّا يؤسف له أنّنا قد صوّرناها فقيرة ، محتاجة خبز ليلها .
يجب أن نتعرّف على فاطمة من جديد .
كان دَخْل فاطمة سبعين ألف دينار في كلّ سنة153 .
هل تدري كم يعادل هذا المبلغ ؟
أكثر من ثلاثمئة كيلو ذهب أحمر !
هذا دخل سنة واحدة ، وأصل رأسمالها أكثر من ذلك بكثيرٍ طبعا .
نعم ، لا يتصوّر الأعداء أنّ فاطمة مريضة قد أخلت الساحة لهم ، كلاّ ، الآن بدأت مواجهتها الحقيقية الأُخرى .
سيّدي الكاتب ، قلتَ لي أنّ دَخْل فاطمة السنوي سبعون ألف دينار ، ولكن لم تقل كيف ومن أين ؟
حسنٌ سؤالك هذا ، ولكن سؤالي الذي أطرحه عليك صديقي الوفي : هل سمعت باسم فدك ؟
فدك ! وما أدراك ما فدك !
فدك سيف فاطمة الغالب .
اسم فدك يصيب البعض برعب فيقشعرّ بدنه .
فدك ، القرية المعمورة ، ذات التربة الخصبة ، فيها عيون فوّارة ونخيل كثير ، بينها وبين المدينة ما يقرب من مئتين وسبعين كيلومترا154 .
أعرف أنّك تحبّ أن أحكي لك قصّة فدك .
تعود أحداث فدك إلى السنة السابعة للهجرة ، أيّ قبل ثلاثة سنوات من رحيل النبيّ .
اجتمع يهود خيبر فصمّموا على الهجوم على المدينة .
ولكنّ النبيّ اطلّع على ما قرّروا عليه ، فتحرّك نحوهم بجيش جرّار .
حوصرت قلعة خيبر بواسطة الجيش الإسلامي .
يقترب الجيش الإسلامي من قلعة خيبر، ولكنّ بريق سيف مَرحب بطل اليهود أدخل الرعب في صفوف المسلمين ما جعلهم يفرّون من مواجهته .
وجد الجيش الإسلامي نفسه
مجبوراً على التراجع، حينها صمّم النبيّ على إرسال علي لمحاربة بطل اليهود155 .
يُدوّي صوت عليٍّ في عنان السماء : أنا الذي سَمّتْني أمّي حيدرة156 .
ودارت حرب طاحنة بين هذين البطلين انتهت بقتل علي لمرحب .
يهجم علي على القلعة فيفتحها .
خيبر منطقة خضراء ، ذات نخيل وأرض يانعة ، قسّم النبيّ غنائم هذه المنطقة بين جند الإسلام157 .
على أطراف خيبر جماعة أُخرى من اليهود كانت تعيش في فدك .
كانوا قد تحالفوا مع يهود خيبر ، فقرّر النبيّ الهجوم عليهم ، كان ينتظر استراحة جند الإسلام ، ومن ثَمّ يكون الهجوم بهم ومعنوياتهم عالية .
وفي أحد الأيّام يتوجّه شيخ كبير نحو المعسكر يسأل عن النبيّ ، فيأخذه أصحاب النبيّ إليه .
إنّه سفير أهل فدك ، يحمل رسالة مهمّة من يهود فدك .
قال للنبي : يا محمد ، أرسَلَني أهل فدك لأعقد معك صلحاً ، يهبونك بموجبه نصفَ أرضهم فدك مقابل الانصراف عن الهجوم عليهم ، ويقبلون بحاكم من المسلمين عليهم .
يتفكّر النبيّ قليلاً ، ثمّ يوافق على هذا العرض158 .
كُتبت وثيقة الصلح ، ففرح جند الإسلام بذلك ، إذ ليس هناك حرب ، نعم ، سُلّمت قرية بدون حرب ولا جعجعة .
وفي الأثناء ينزل جبرئيل بهذه الآية الشريفة : «وَ مَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاَ رِكَابٍ »159 .
نعم ، وهب اللّه فدكا للنبي ، فدك أصبحت ملك النبيّ160 .
هذا حكم القرآن ، ولم يخالف أحد ، والجميع رضي بحكم اللّه .
أحبّ اللّه أن يهدي لنبيه الذي بذل كلّ هذه الجهود هدية .
نصب النبيّ على فدك من يتولّى أمرها، ثمّ عاد إلى المدينة .
اشتاق النبيّ إلى ابنته فاطمة ، ولذا
ذهب من فوره إلى بيت فاطمة161 .
ولمّا دخل النبيّ البيت وجد أُمّ أيمن قد جاءت لزيارة فاطمة .
أُمّ أيمن واحدة من النساء اللواتي كانت تربطهنّ بآل بيت النبيّ رابطة المودّة والموالاة ، زوجها أحد كبار قادة جند الإسلام162 .
جلست فاطمة والحسن والحسين بقرب النبيّ ، ينظر النبيّ إلى أحبّته فيبتهج .
نعم ، سرور قلب النبيّ في هذه الدنيا في أهل بيته .
وإذا بجبرئيل ينزل ومعه هذه الآية المباركة : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ »163 . ينتظر النبيّ ، ياترى من يقصد اللّه بهذا الأمر .
_ يا جبرئيل ، لو وضّحت لي الأمر.
تنصرم لحظات ، يعود جبرئيل .
_ يا جبرئيل ماالخبر ؟
_ يقول لك اللّه أنِ ادفع فدكاً لفاطمة نِحلةً164 .
ينظر النبيّ إلى فاطمة فيقول لها : ابنتي فاطمة ، أمرني ربّي أن أهبك فدكا ، وأنا أهبك إيّاها165 .
نعم ، وهبت خديجة (أُمّ فاطمة) في بداية الإسلام كلّ أموالها وما تملك في سبيل حفظ الإسلام وإنقاذ المسلمين ، والآن يريد اللّه تعالى مكافأتها على ما أنفقته في سبيل الإسلام وذلك بتقديم هذا الفيء إلى ابنتها فاطمة .
أضحت فدك ملك فاطمة ، وسلّم النبيُّ كلَّ غنائم فدك .
فأرسلت فاطمة تدعو فقراء المدينة إلى بيتها .
فقسّمت جميع تلك الغنائم بينهم .
فرح جميع الفقراء بذلك ، نعم ، بوجود فاطمة لن يبقى فقير يعاني مرارة الفقر .
رفيقي في هذا السفر ، هذه قصّة فدك سردتُها عليك على عُجالة .
والآن تدرك أنّ فاطمة كانت ذات ثراء كبير .
صحيح أنّها الآن طريحة فراش المرض ، ولكنّها تعتزم على نصرة الحقّ بأموالها .
في هذه الأيّام ، يعود وكيلها على فدك حاملاً دَخْل هذه السنة ، تستطيع فاطمة بهذه
الأموال أن تفعل أشياء كثيرة .
ولكن في زاوية من المدينة كان هناك اجتماع يُعقد .
كان أبو بكر وعمر وآخرون يحضرون فيه .
كان عمر منشغلاً بالحديث مع الخليفة :
يا خليفة رسول اللّه ، أنت تعلم أنّ الناس عبيد هذه الدنيا ، لا يريدون غيرها ، فامنع عن علي الخُمسَ والفيء وفدكاً ، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليّاً رغبةً في الدنيا166 .
_ ولكنّ فدكا ملك فاطمة منذ أكثر من ثلاث سنوات ، والجميع يعلم ذلك .
_ خطّطتُ لكلّ شيء ، يكفي أنّك تطرد وكيلها من فدك .
يوافق أبو بكر على رأي عمر ، فيأمر جماعة بالذهاب إلى فدك وطرد وكيل فاطمة وعمّالها من أرض فدك !
يصل الخبر إلى فاطمة أنّ الخليفة طرد وكيلها على فدك .
تُقرّر فاطمة الذهاب إلى الخليفة لاستيضاح الأمر .
_ يا أبا بكر ، ادّعَيت مجلسَ أبي وأنّك خليفته ، وجلست مجلسه ، لِمَ تمنعني ميراثي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللّه بأمر اللّه تعالى ؟!167
_ وهل فدك مِلكُكِ ؟ !
_ ألم تسمع أنّ النبيّ وهبها لي ؟
_ يا بنت رسول اللّه ، هاتي على ذلك بشهود168 .
توافق فاطمة على ذلك فتذهب لجلب الشهود .
حينما وهب النبيّ فاطمة فدكاً كان عليٌّ وأُمّ أيمن حاضرَين .
تذهب فاطمة إلى بيت أُمّ أيمن وتشرح لها الموقف .
تقوم أُمّ أيمن من حينها وتذهب مع فاطمة إلى المسجد ، ويَقْدم علي أيضاً .
تقف أُمّ أيمن أمام أبي بكر فتقول له :
_ يا أبا بكر، عندي إليك سؤال .
_ ما هو ؟
_ أنشدك اللّه، ألستَ تعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه على وآله وسلّم
قال : إنّ أُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة ؟169
_ نعم سمعت .
_ أمّا وقد أقررتَ أنّي من أهل الجنّة، فإنّي أشهد أنّ النبيَّ وهب فدكاً لفاطمة170 .
ويشهد عليٌّ بأنّ النبيّ وهب فدكاً لفاطمة .
فيُطرق أبو بكر مفكّراً متحيّرا ، ليس أمامه بعد هذا إلاّ إعادة فدك إلى فاطمة .
تطالب فاطمة أبا بكر بكتاب يعترف فيه بأحقّية فاطمة بفدك .
فيكتب لها ما أرادت ، ودفعه إليها171 .
يدخل عمر، ويرى أبا بكر يسلّم كتاباً لفاطمة .
لم يكن يعلم بما جرى ، لذا يلتفت نحو أبي بكر فيسأله :
_ ما هذا الكتاب الذي أعطيتَه لفاطمة ؟!
_ جاءتني فاطمة تطالب بفدك ، فطالبتُها بالشاهد فجاءت بأُمّ أيمن وعلي ، وشَهِدا أنّ النبيّ وهب فدكاً لفاطمة .
_ وماذا فعلت أنت ؟
_ كتبتُ لها بذلك .
_ أيّها الخليفة ! هل نَسِيتَ أنّ أحد أصحاب النبيّ أوس بن الحدثان وكذلك ابنتي حفصة وابنتك عائشة شهدوا أنّ النبيّ قال : إنّا معاشرَ الأنبياء لا نُورّث ، ما تركناه صدقة ؟ كانت فدك للنبي والآن هي بمثابة صدقة172 .
_ ولكنّ أُمّ أيمن وعليّا شهدا أنّ النبيّ وهب فدكاً لفاطمة ، ماذا أفعل بشهادتهما ؟
_ ياحضرة الخليفة ! لا تقبلْ شهادة علي ؛ لأنّه زوج فاطمة فهو يجرّ لنفعه ! وأمّا أُمّ أيمن فهي امرأة ولا تُقبَل شهادتها منفردةً173 .
المشكلة أنّ أبا بكر قد سلّم الكتاب لفاطمة .
فيتوجّه عمر نحو فاطمة ويقول لها : ادفعي لي الكتاب .
فلم تُعطِه ، فنازعها الكتاب بقوّة، فأخذه منها فمزّقه174!!
فخرجت فاطمة من عند أبي بكر باكية .
يصبر عليٌّ يوماً ، وها هو الآن يتوجّه نحو المسجد .
كان المسجد ممتلئاً بالناس ، يتقدّم عليٌّ إلى الأمام ويقول :
_
لِمَ منعتَ فاطمة ميراثها من رسول اللّه ؟
_ هذا فَيءٌ يعود للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً بأنّ رسول اللّه جعله لها وإلاّ فلا حقّ لها .
_ أسألك سؤالاً واحداً .
_ اسأل .
_ إن كان شخص يملك بيتاً وهو تحت تصرّفه ، ثمّ ادّعيتُ أنا فيه ، مَن تسأل البينّة ؟
_ إيّاك أسأل البيّنَة على ما ادّعيت ، ولا أطالب صاحب البيت بالشهاد؛ لأنّ البيت تحت تصرفه .
_ لماذا تحكم بهذا الحكم ؟
_ إنّه حكم رسول اللّه ، لا يُطالَب المتصرّفُ بالمِلك بالشهادة ، وإنّما يُطالَب الشخص المدّعي.
_ والآن عندي إليك سؤالاً آخر .
_ اسأل .
_ ثلاث سنوات انصرمت وفدك تحت تصرّف فاطمة ، وعندها وكيل عليها ، والآن يأتي البعض فيدّعي أنّ فدكا مِلك بيت مال المسلمين ، أما كان عليك أن تطالبهم بالشهود ، وبحكمك السابق فإنّ فاطمة غير مُلزَمة بإحضار الشهود ، هذا شَرْع الإسلام ، فلِمَ حكمتَ خلاف شرع الإسلام ؟
يتحيّر أبو بكر عن الجواب !
هنا يتدخّل عمر لإنقاذ موقف الخليفة ، لِمَ لا؟ فهو قاضي الحكومة !
يقول عمر : ياعلي ! دعنا من كلامك، فإن أتت فاطمة بشهود عدول ، وإلاّ ففدك فيء للمسلمين ، لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه .
يخاطب علي الخليفة مرّةً أُخرى قائلاً :
_ يا أبا بكر ، تقرأ كتاب اللّه ؟
_ نعم .
_ هل قرأت هذه الآية ؟
_ أيّةَ آية ؟
_ «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »175 ؟
_ نعم .
_ فيمن نزلت ؟ فينا أُمّ في غيرنا ؟
_ فيك وفاطمة والحسن والحسين .
_ يا أبا بكر ، والآن أسألك: لو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله وسلّم بفاحشة ، ما كنتَ صانعاً بها ؟
_ أُقيم عليها الحدَّ كما أُقيمه على نساء المسلمين !
_ إذن كنت عند اللّه من الكافرين !
_ ولِم ؟!
_ لأنّك رددت شهادة اللّه لها بالطهارة وقَبِلت شهادةَ الناس عليها .
_ عجباً !
_ يا أبا بكر ، إنّك لم تقبل شهادة فاطمة في فدك ثمّ قَبِلتَ شهادة أعرابيّ ، أليس القرآن يشهد لفاطمة بالطهارة وذَهاب الرجس عنها ؟ فهل شهادة ذلك الأعرابي أعلى من شهادة اللّه ؟ !
فلم يَحِر أبو بكر جواباً .
عندها عرف الجميع أنّ أبا بكر ارتأى وقضى خلاف ما أنزل اللّه في القرآن .
ولم يحر عمر جواباً أيضاً .
ولأوّل مرّة يغضب الناس على الخليفة .
لماذا يتكلّم الخليفة خلاف القرآن ؟
يصيح بعضهم : واللّه ِ إنّ عليّا لصادق .
وهكذا يعتبر الجواب البليغ والمحكم لعليٍّ ضربةً كبيرة لحكومة الخليفة وفضحا لحالها!176
ويرجع علي إلى بيته .
هل من سبيل لرجوع الخليفة عن كلّ ظلمٍ وحَيف ؟
لا أدري .
قرّر عليّ أن يكتب إلى الخليفة رسالة .
رسالة لأيّ شيء ؟
الخليفة في المسجد ، يمكن رؤيته في أيّ وقت تشاء .
ولكنّك تعلم أنّ كتابة شيء على ورقة أبعثُ على شدّ ذهن القارئ وشحذ تركيزه .
للكتابة تأثير يفوق الكلام أحياناً .
ينشغل علي بكتابة رسالة مهمّة .
رفيقي العزيز في هذا السفر ، أعلم كم أنت متلهّف لمعرفة ما كتبه علي .
هذه رسالة عليّ تعال أقرأها عليك :
« أما واللّه لو أُذن لي بما ليس لكم به علم لَحصدتُ رؤوسكم عن أجسادكم كحَبّ الحصيد بقواضب من حديد ، ولَقلعتُ من جماجم شجعانكم ما أقرح به آماقكم، وأوحش به محالكم .
فإنّي _ منذ عرفتموني _ مُردي العساكر، ومفني الجحافل، ومبيد خضرائكم، ومخمد ضوضائكم، وجزّار
الدوارين إذ أنتم في بيوتكم معتكفون ، وإنّي لَصاحبكم بالأمس ، لَعَمر أبي وأُمّي لن تحبّوا أن تكون فينا الخلافة والنبوّة ، وأنتم تذكرون أحقاد بدر وثارات أُحد به، أما واللّه لو قلتُ ما سبق اللّه فيكم لتداخَلَت أضلاعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوّارة الرَّحى ، فإن نطقتُ تقولون: حسد ، وإن سكتُّ فيقال: جَزِع ابن أبي طالب من الموت . هيهات هيهات ! أنا الساعة يُقال لي هذا ؟ ! وأنا المميت المائت، وخوّاض المنايا في جوف ليل حالك، حامل السيفين الثقيلين، والرمحين الطويلين، ومنكّس الرايات في غطامط الغمرات، ومفرّج الكربات عن وجه خير البريات . إيهنوا، فواللّه ِ لاَبنُ أبي طالب آنسُ بالموت من الطفل إلى محالب أُمّه ، هَبَلتْكُم الهوابل . لو بحتُ بما أنزل اللّه سبحانه في كتابه فيكم لاَضطربتم اضطراب الأرشية في الطويّ البعيدة ، ولخرجتُم من بيوتكم هاربين، وعلى وجوهكم هائمين ... .177
ثمّ يرسل عليّ هذه الرسالة إلى أبي بكر .
يُصاب أبو بكر بهلع وخوف شديدين ؛ يتذكّر شجاعة علي .
نعم ، ذلكم علي مجندل فرسان العرب وساقي الأرض من دمائهم .
يأمر الخليفة الناسَ بالاجتماع في المسجد .
ياتُرى مالخبر ؟
يصعد الخليفة المنبر ويقول : أيّها الناس ، إنّي عزمت على إنفاق أموال فدك لإعزاز جند الإسلام ، إلاّ أنّ عليّا خالفني في ذلك وهدّدني !
ولكأنّه يعارض خلافتي .
ولقد كنت أتحاشاه احترازاً من كراهيته ، وهرباً من نزاعه178 .
لقد أوضح الخليفة بخطابه هذه عن شدّة خوفه وهلعه من علي ، ماذا يضير لو اعتزل الخلافة ؟
ستبوء عندها جميع المؤامرات بالفشل .
لابدّ من رفع معنوياته ، وإرشاده .
يجب أن أتحرّك بسرعة .
لو غفلتُ عنه ساعة لأفشل كلّ شيء .
كان هذا
عمر الذي يتكلّم مع نفسه . وإذا به ينهض قائلاً :
يا خليفة رسول اللّه ! ما أهلع فؤادك وأصغر نفسك ! كم سَهّلُت لك أمر الخلافة وأنخت لك رقاب العرب وثبّت لك إمارة أهل الإشارة والتدبير ، ولولا ذلك لكان ابن أبي طالب قد صيّر عظامك رميماً ، فاحمد اللّه على ما قد وهب لك منّي واشكُرْه على ذلك ، فإنّه من رقى منبر رسول اللّه كان حقيقاً أن يُحدِث للّه شكراً ، وهذا علي بن أبي طالب الصخرة الصماء التي لا ينفجر ماؤها إلاّ بعد كسرها، والحية الرقشاء التي لا تجيب إلاّ بالرقي ، نعم ، قتل سادات قريش فأبادهم، وألزم آخرهم العار ففضحهم ، فطِبْ عن نفسك نفساً، ولا تغرّنّك صواعقه ، ولا يهولنّك رواعده وبوارقه ، فإنّي أسدّ بابه قبل أن يسدّ بابك .
يهدأ أبو بكر وتطيب نفسه لهذا الكلام، وترتسم ابتسامة الارتياح على وجهه.
يوعده أن يهدّئ عليّا بأيّ وسيلة . كيف سيفعل ذلك ياترى ؟
هنا بيت الخليفة ، وكان يقلّب الفكر في كلام عمر الذي وعده بتهدئة علي ، كيف يا تُرى ؟
أبإرجاع فدك لفاطمة ؟
فهذا معناه إنهاء خلافته وإلى الأبد .
لم يُطقْ صبراً، فيرسل في طلب عمر .
انظر ، يسرع عمر الخُطى نحو بيت الخليفة .
ما أن يقع نظر الخليفة على عمر حتّى يبتدره قائلاً :
_ برأيك ما العمل ؟
_ أرى أن نقتل عليّا وننهي كلّ شيء !
_ نقتل عليّا ! كيف ؟ إنّ قتل علي ليس بالأمر السهل .
_ أعرف شخصاً يمكنه فعل ذلك .
_ ومن هذا الذي لم تلده أُمّه بعد! ؟
_ خالد بن الوليد .
يطرق الخليفة مليّاً ، هل هناك من حلّ آخر ، لابدّ
من اغتيال علي !
يرسلان في طلب خالد .
يَقْدم خالد مسرعاً .
انظر ، مَن هذه المرأه الواقفة خلف الباب ؟
يبدو أنّها أيضاً سمعت كلام هؤلاء الثلاثة واطّلعَت على نواياهم .
هل تعرفها ؟
إنّها أسماء زوجة أبي بكر ، هذه المرأة تختلف عن زوجها ما بين الأرض والسماء ، هذه المرأة كانت من محبّي علي وآل النبيّ179 .
_ يا أسماء ! ما لي أرى لونك قد خطف؟
_ ألا تسمع ما يقول هؤلاء الثلاثة ؟
فأحِدَّ السمع لمعرفة ما كانوا يقولون .
_ يا خالد ، نريد أن نحملك على أمر عظيم .
_ وما هذا الأمر ؟!
_ قتلُ علي !
_ وكيف أقتله ؟!
_ غداً أثناء إقامة صلاة الجماعة .
_ في صلاة الجماعة ؟!
_ نعم ، تقف بقرب علي ، وحينما تسمعني أسلّم تَشهر سيفك من فورك فتضرب به عليّا وتنهي الأمر .
ياإلهي ساعِدْها ، يجب عليها إخبار علي .
تنتفض أسماء كأنّما قد لدغتها عقرب، وتأخذ تذرع الغرفة جيئتاً وذهاباً، ماذا بوسعها أن تفعل؟ وفجأة.
تنادي على خادمتها وتقول لها : تذهبين من فورك إلى بيت علي وفاطمة وبعد أن تقرئين عليهما السلام ، اقرأي هذه الآية ، ثمّ عودي إليَّ مسرعة .
_ أيّة آية ؟
_ «إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّى¨ لَكَ مِنَ النَّ_صِحِينَ »180 .
تسرع الخادمة الخطى نحو بيت علي .
قارئي العزيز ، مضمون هذه الآية في حقّ موسى حينما عزم فرعون على قتله ، رآه أحدهم فأخبره بما عزم عليه فرعون من قَتلِه، فطلب الرجل من موسى الخروج .
تصل الخادمة بيت فاطمة ، تطرق الباب فيفتح لها علي ، فتقرأ عليه تلك الآية .
فيقول لها علي : قولي لمولاتك رحمها اللّه: إنّ اللّه يحول بينهم وما يريدون181 .
_
أيّها الكاتب ! انهض ، كم تنام ؟ ها هو أذان الصباح يصدع في الآفاق.
_ إنّي جدُّ تَعِب ، لم أنم ليلة أمس، كنت منشغلاً بالكتابة .
_ يجب أن نذهب إلى المسجد ، هل نسيت أنّ خالداً ينوي قتل مولانا ؟
_ يا إلهي ! نسيتُ تماماً .
نتحرّك نحو المسجد .
ولكن يبدو أنّا قد وصلنا متأخّرين قليلاً ، فقد قاربت الصلاة من الانتهاء ، يقف خالد قرب علي في الصف الأوّل ، لا نستطيع فعل شيء .
وأظنّك تعلم أنّ عليّاً ملزم على حضور صلاة جماعة الناس هؤلاء .
يجلس أبو بكر للتشهّد والتسليم ، وهذا وقت نطقه بالتسليم !
ولكن ، ما باله سكت ؟!
لا يدري ماذا ينبغي له أن يفعل !
هل يسلّم أم لا ؟ إذا ما سلّم فسوف يشهر خالدٌ سيفه !
كان أبو بكر يعلم بشجاعة علي ، وأنّ خالداً لا يمكنه تنفيذ هذه المهمّة الخطيرة .
فكان يحدّث نفسه في تشهّده : ماذا أفعل الآن ؟ ماذا دهاني فسمعتُ كلام عمر ؟!
تنصرم الثواني سريعة وأبو بكر ساكت لا يسلّم ، لا يفهم الناس ماذا يجري ، وهم يتساءلون : لماذا لا يسلّم أبو بكر ؟!
يصفرّ وجه أبي بكر ، وفجأةً يقرّر .
يقول قبل أن يسلّم : يا خالد! لا تفعلنّ ما أمرتك ، السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته !!
يتعجّب الجميع ، أيّ صلاة هذه ؟ ماذا عنى الخليفة بهذا الكلام ؟
نعم ، هذه صلاة الخليفة ، يمكنك قبل التسليم البوح بمكنون قلبك !
فيقوم علي من مكانه ملتفتاً نحو خالد :
_ يا خالد ، ماالذي أمرك به ؟
_ أمرني بضرب عنقك .
_ أوَ كنتَ فاعلاً ؟
_ أي واللّه ، ولولا أنّه قال لي: لا تقتله قبل التسليم
لقتلتك !
يأخذ علي بتلابيبه ويطرحه أرضاً ثم يأخذ بالظغط على حلقومه .
يستنجد خالد بالناس تخليصه من علي ورجلاه تضربان بالأرض فلا يجرؤ أحد، فمن يتجرّأ على الاقتراب من علي ؟
ماذا على أبي بكر أن يفعل ؟
سوف يُقتَل خالد ، وما أحوجنا إليه ، فهو سيف حكومتنا !
يجب إنقاذه بأية وسيلة .
يتوجّه عمر نحو العبّاس عمّ النبيّ يطلب منه أن يتوسّط عند علي ليُخلّي عن خالد .
يتقدّم العبّاس وينظر إلى علي، فيشير بيده إلى قبر النبيّ ويقول : يابن أخي، أُقسم عليك بحقّ صاحب هذا القبر لمّا خلّيتَ عن خالد .
يتذكّر علي وصيّة النبيّ .
لكأنّه ينظر إلى النبيّ وهو يقول له : حبيبي عليّ، اصبر مِن بعدي على جميع ما يجري عليك من مصائب وبلايا .
فيرفع عليٌّ يده عن رقبة خالد ، فيقفز خالد هارباً لا يلوي على شيء سوى الهروب من علي .
انظر ، يتقدّم العبّاس نحو علي فيضمّه إلى صدره ويقبّله في جبهته ويأخذ بالبكاء182 .
هال فاطمة ما سمعت من محاولة اغتيال الخليفة لبعلها وإمامها عليّ .
هؤلاء سلبوا حقَّ علي واستولَوا على فدك ، والآن يريدون تيتيم أطفالها !
لا يمكنها السكوت عن هذا بعد الآن ، قد حان وقت الصرخة .
صرخة بعظمة التاريخ ، منقوشة على جبينه لن تنمحي .
صرخة نصرة الحقّ وإبطال الباطل.
وليس يتمثّل الحقّ اليوم عند فاطمة إلاّ بعليّ ، وها هي قادمة لنصرة عليّ .
تشتمل فاطمة بجلبابها وتتوجّه نحو المسجد في لُمّة من نسوة بني هاشم .
يقترب وقت الصلاة ، والمسجد يغصّ بالمصلّين .
فيتساءل الناس متعجّبين : لأيّ شيء جاءت فاطمة إلى المسجد ؟!
تجلس فاطمة في زاوية وقد ضُربت لها ملاءة .
يخيّم السكون على جوّ المسجد .
فتأنّ فاطمة أنّة من
أعماق قلبها المكلوم .
لا أدري ما كانت هذه الأنّة التي جعلت جميع الناس يبكون لها .
انظر، الجميع يبكي بحرقة .
أنّة فاطمة هيّجت عواطف الناس وأراقت مدامعهم غزيرة .
هذه الأنّة عكست كلّ مظلومية فاطمة .
ثمّ تسكت فاطمة ، فيما ترتفع شهقات البكاء من كلّ مكان183 .
وبعد لحظات يخيم السكون على المسجد ، فتشرع فاطمة في خطبتها :
_ بسم اللّه الرحمن الرحيم ؛ الحمد للّه على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ... .
وأشهد أنّ أبي محمداً عبدُه ورسوله، قام في الناس بالهداية ، ثمّ قبضه ا للّه إليه ، ولقد استخلف عليكم كتاب اللّه الناطق والقرآن الصادق ، مؤدٍّ إلى النجاة استماعُه ، به تنال حجج اللّه المنورّة وفضائله المندوبة، ورخصه الموهبة، وشرائعه المكتوبة .
فجعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن الكِبر ، والصيام تثبيتاً للإخلاص ، والحجَّ تشييداً للدين ، وطاعَتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفُرقة .
أيّها الناس ، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمّد ... وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ونهزة الطامع، تشربون الطرق، وتقتاتون القد ، أذلّةً خاسئين تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم، فأنقذكم اللّه تعالى بأبي محمّد صلّى اللّه عليه وآله بعد اللُّتيّا والتي... .
وأعداء اللّه كلّما أوقدوا ناراً للحرب قذف أخاه ( أي عليّا ) في لهواتها، فلا ينكفئ حتّى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه .
كان (علي) مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون، تنكصون عند النزال، وتفرّون عند القتال .
فلمّا اختار اللّه لنبيّه دار أنبيائه ظهر فيكم حسيكة النفاق، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، ثمّ استنهضكم
فوجدكم خفافاً .
هذا والعهد قريب والجرح لما يندمل، والرسول لمّا يُقبَر . زعمتم خوف الفتنة، «أَلاَ فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَُمحِيطَةُ بِالْكَ_فِرِينَ » .184
ثمّ أخذتم تورون وقدتها، وتهيّجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغَويّ، وإطفاء أنوار الدين الجليّ، وإهماد سنن النبيّ الصفيّ185 .
سكتوا كأن على رؤوسهم الطير وهم يصغون السمع لما تقول فاطمة .
وتلتفت نحو الأنصار ( أهل المدينة ) ، فتقول لهم :
_ يا معشر الأنصار ! ما هذه الغَميزة في حقّي والسِّنَة عن ظُلامتي ؟! سرعان ما أحدثتم ، ولكم طاقّة بما أُحاول ، وقوّة على ما أطلب وأُزاول .
ألا وقد قلتُ ما قلت على معرفة منّي بالجذلة التي خامرتكم ، والعذرة التي استشعرَتْها قلوبكم ،ولكنّها فيضة النفس ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثّة الصدر .
وأنا ابنة نذير لكم بين يَدي عذاب شديد ، فاعملوا إنّا عاملون ، وانتظروا إنّا منتظرون «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ »186 ، 187.
وتُنهي خطبتها ، فيما يطرق الناس يعظّون على الأنامل يتلاومون فيما بينهم ، كيف كافؤوا نبيّهم بابنته ، وهذه كلمات النبيّ ليست بعيدة العهد : «فاطمة بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني » ، فما هذا الذي فعلناه ببضعة النبيّ ؟!
لازالت فاطمة جالسة في المسجد، لابدّ من فعل شيء ، أقلُّه الردّ عليها والتقليل من تأثير خطبتها على الناس .
فيقوم لها أبو بكر قائلاً :
يا بنت رسول اللّه ، يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء ، أنتِ صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقّك ، واللّه ِ ما عدوت رأي رسول اللّه ولا عملت إلاّ بإذنه ، واِني أُشهد اللّه وكفى به شهيداً ، أنّي سمعت رسول اللّه
يقول : نحن معاشرَ الأنبياء لا نُورّث ذهباً ولا فضّة ولا داراً ولا عقاراً ، وإنّما نورث الكتب والحكمة . وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل به المسلمون ويجاهدون الكفّار ، وذلك بإجماع المسلمين ، لم أنفرد به وحدي ، يا فاطمة، وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك لا نزوي عنك ولا ندّخر دونك ، فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك ؟ !188
سُرّ مؤيّدو الخليفة لهذا الخطاب ، وأخذوا يحدّثون أنفسهم قائلين : ما أحسن وأبرّ خليفتنا ، إنّه يريد إعطاء أمواله وثروته لفاطمة !
نعم ، يظنّ الناس أنّ الخليفة إنّما صادر فدكاً لتقوية جند الإسلام ، وحفظ حدود الدولة الإسلامية .
صحيح أنّ فاطمة بنت النبيّ ، ولكن على الخليفة أيضاً إطاعة حديث النبيّ ، وهذا هو الحديث المجعول الموضوع صريح بأنّ جميع ما ترك من الأموال هي مِلك للمسلمين وتعود إلى بيت المال .
يتبسّم أبو بكر فرحاً ، ظنّاً منه أنّه أفحم فاطمة بجوابه هذا .
لم يكن أحد يتصوّر أنّ بمقدور فاطمة أن تردّ على الخليفة .
ولكنّ فاطمة فضحت الخليفة .
رفيقي العزيز في هذا السفر ، هل تذكر أنّي قلت لك أنّ فدكا وهبها اللّه لرسوله، وبدوره وهبها الرسول لفاطمة ؟
قبل أيّام حينما جاءت فاطمة عند أبي بكر لاسترجاع فدك وطالبها أبو بكر بالشهود، فجاءت بأُمّ سلمة وعلي، فردّ شهادتهما .
والآن تدرك فاطمة أنّ أبا بكر لن يقبل شهادة أيّ شاهد ، لذا فقد جاءت من طريق آخر .
صرفت فاطمة النظر عن أنّ فدك ملكها منذ حياة النبيّ ، ونهضت في إثبات ملكيتها لفدك بطريقٍ آخر .
هل تستطيع تخمين ما فعلت فاطمة ؟
بوركت ! كان تخمينك صحيحاً ، عن طريق
الإرث .
انظر ، لو فرضنا أنّ النبيّ أصلاً لم ينحل فدكاً لفاطمة ، فإنّها طبقاً لقانون الإرث الإسلامي بعد وفاة النبيّ تكون إرثا لفاطمة.
لا يمكن لأيّ شخص إنكار أنّ فدك عطية اللّه للنبي ، الكلّ يقبل بذلك .
إذن، فدك مِلك النبيّ ، وحينما مات النبيّ لم يكن عنده سوى بنت واحدة وبضعة نساء .
وطبقاً للشريعة الإسلامية لن تحصل نساء النبيّ علي شيء من فدك ، إلاّ على بضعة نخيلاتٍ منها .
فتكون جميع فدك من حصّة فاطمة ، وطبعاً تُقيَّم أثمان تلك الأشجار فيعطى، ثُمْنُ قيمتها لنساء النبيّ .
إذن ، فهذا شرع الإرث الإسلامي ، والكلّ يقبل به .
ولكنّ أبا بكر اليوم ينقل حديثاً موضوعا عن النبيّ أنّ الأنبياء لن يتركوا خلفهم إرثاً .
طبقاً لهذا الحديث الموضوع فإنّ فدك تكون جزءاً من بيت مال المسلمين وليس لفاطمة حقّ فيها .
وصدّق الناس أنّ النبيّ حقّاً قال هذا الحديث ! وإذا بصوت فاطمة يدوّي في فضاء المسجد :
أنت تقول إنّ النبيّ قال: إنّ الأنبياء لا يورثون ، هل تقبل بالقرآن ؟
أليست هذه الآية من القرآن : «وَ وَرِثَ سُلَيْمَ_نُ دَاوُدَ »189 ، ألم يكن داوود نبيّاً ، فكيف إذن ورثه ابنُه سليمان ؟!
هل قرأت قول زكريا في القرآن ؟ : «فَهَبْ لِى¨ مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِى¨ »190 ، ألم يكن يحيى نبيّاً ؟
فهل يرث يحيى زكريا ، وسليمانُ داوودَ ولا أرث أنا من أبي شيئاً ؟!
هل تدري ما تقول ؟! هل كان نبيّك عن كتاب اللّه صادفاً، ولأحكامه مخالفاً ؟! كيف يصير أنّه يعمل بخلاف القرآن ؟
افعلْ ما بدا لك ، فسيحكم اللّه بيني وبينك191 .
يتحيّر الناس من خطاب فاطمة، فيغرقون في صمت عميق ، يا
لَلعجب ! قال نبيّهم أنّه سيكون بعدي قوم يَكذِبون علَيَّ !
وأوّل هؤلاء القوم خليفتهم المبجّل هذا !
ألم يقل النبيّ: «فما أتاكم عنّي فاعرضوه على القرآن ، فإذا خالفه فلا تقبلوه» .
أليس هذا واضحاً أنّ الخليفة ينسب إلى رسول اللّه مالم يقله ؟!
هل هناك فضيحة أشدّ من هذه يمكنك ذكرها لنا ؟
أيقظ خطاب فاطمة جميع من كان في المسجد .
نعم ، وصلت فاطمة إلى ماكانت تبغي إليه ، بواسطة فدك فضحت حقيقة هذه الحكومة أمام الناس ، ونجحت بذلك .
انتصرت فاطمة في معركتها هذه ، وسوف يظلّ صوتها وإلى الأبد يرنّ في أُذن التاريخ .
فكلماتها نوّرت طريق طلاّب الحقّ والحقيقة .
أصبحت صرخة فاطمة هذه شعار الأحرار في كلّ مكان وزمان .
وتلتفت نحو قبر أبيها وتتمثّل بهذه الأبيات:
قد كنتُ ذاتَ حِمىً بظلّ محمّدٍ / لا أختشي ضَميا وكان حِمىً لِيا
فاليوم أخشع للذليلِ وأتّقي / ضيمي، وأدفع ظالمي بِرِدائيا192
فيضجّ المسجد بالبكاء والنحيب ، ولم يُرَ الناس أكثر باكٍ وباكية منهم يومئذٍ193 .
وتترك فاطمة المسجد ، لقد أحقّقت الحقّ وأبطلت الباطل، وكشفت الأقنعة عن وجوه النفاق .
ويمضي يوم على أحداث صرخة الشمس ، الخليفة جالس في بيته مفكّراً في حالٍ لا يُحسَد عليها .
انظر ، يَقْدم عمر لرؤية الخليفة .
_ كما كان جيّداً لو تركتَني بحالي !
_ لماذا لا تصدّق أنّي أهتمّ بأمرك ؟
_ هل رأيتَ ما فعَلَت فاطمة بنا أمام الناس ؟
_ لا عليك ، ما هي إلاّ أيّام قلائل وينسى الناس كلّ شيء .
_ ولكنّي خائف ، ألم تسمعها تخوّفنا بيوم القيامة ؟
_ أيّها الخليفة المبجل ! أقم الصلاة وثبّت دين اللّه وأحسن إلى الناس ولا تقلق ، ألم تقرأ القرآن ؟
_ كيف ؟
_ يقول اللّه
: «إِنَّ الْحَسَنَ_تِ يُذْهِبْنَ السَّيِّ_ٔاتِ »194 ، آذيتَ فاطمة ، فهذا ذنب واحد ، ولكنّك حينما تقوم بأعمال خير كثيرة فسوف تمحو تلك السيّئة الواحدة .
فيضرب أبو بكر بيده على كتف عمر ويقول:
_ كم من كربة فرّجتها يا عمر .195
_ ليس الآن وقت هذا الكلام ، أرى أن تصعد المنبر وتوعد الناس وتحذّرهم التجاوز على حرمة الخلافة ، وسترى أنّ كلّ شيء سيتغيّر لصالحك .
_ لَنِعْمَ ما أشرت .
ويأمر الخليفة من ينادي بالاجتماع في المسجد .
ويغصّ المسجد مرّة أُخرى بالناس ، وهم ينتظرون صعود الخليفة المنبر ليخطب بهم .
وأخيراً يصعد الخليفة أعواد المنبر فيخاطبهم قائلاً:
_ أيّها الناس ، ما هذه الرِّعة إلى كلّ قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول اللّه ؟
ألا من سمع فَلْيَقل ، ومن شهد فليتكلّم ، إنّما هو ثُعالةٌ شهيدهُ ذَنَبُه ، مربٌّ لكلّ فتنة !
تستعينون بالضَّعَفة وتستنصرون بالنساء ، كأمّ طِحال أَحبُّ أهلها إليها البغي .
ألا إنّي لو أشاء أن أقول لقلت ، ولو قلت لبحت ، إنّي ساكت ما تُرِكت196 .
ياترى من كان يعني أبو بكر بكلامه هذا ؟
يا إلهي ؟
لا يكون مقصوده ... .
أطعني أيّها القلم الكليل ، ودعني أبوح بكلّ ما أدريه ، وإن تكن الحقيقة مُرّة ، فأنا واعدت أصدقائي بكتابة كلِّ ما أعرف عن حقائقَ حاوَلَ التاريخ طمسها وإخفاءَها عن الناس .
يا مولاي ! هل تسمح لي بكتابة هذه العبارة في هذا الكتاب ؟
أنت العارف بعشق هذا القلم لك .
إنّما أُريد أن أوضّح للناس كم أنت مظلوم يا مولاي .
صديقي العزيز ، يريد أبو بكر أن يقول أنّ عليّا لأجل إثارة الفتنة قدّم فاطمة أمامه ، وجعلها شاهد حقّه .
ولكن لا أدري
هل أحكي لك قصّة أُمّ طِحال أم لا ؟
أُمّ طحال امرأة في الجاهلية فاجرة معروفة بالفسق ، كانت ترغّب النسوة من بني قومها بالزنا .
وها هو أبو بكر يشبّه مولاك بهذه المرأة !!
معذرة إليك يا أمير المؤمنين ، إنّما كلّ همّي رواية مظلوميتك وشرحها للناس .
هذه ترجمة كلمات أبي بكر : يستعين عليٌّ بالنساء من أجل الوصول إلى هدفه ، كما تستعين أُمّ طحال بنساء قومها .
قد تُخطِّئني بذلك قارئي العزيز ، وتقول بأنّ أبا بكر لم يلمّح بكلامه الآنف لعلي وفاطمة؛ إذ كيف يُعقَل التجاسر مِن على منبر رسول اللّه على أعزّ الناس إليه ؟ !
أرجو أن يكون الحقّ معك .
اسمع ، صوت مَن هذا القادم ؟
إنّه صوت امرأة تصيح : يا أبا بكر ، ألِمِثل فاطمة يُقال مثل هذا الكلام ؟
هي واللّه الحوراء بين الإنس ، رُبّيَت في حجور الأتقياء وتناولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خير منشأ ، ورُبّيت خير مربأ .
هي خِيَرة النسوان، وأُمّ سادة الشبّان ، وعديلة ابنة عمران، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فواللّه قد كان يشفق عليها من الحرّ والقر ، ويوسّدها بيمينه ، ويلحفها بشماله رويداً ، ورسول اللّه بمرأى منكم وعلى اللّه تَرِدون غدا .
واهاً لكم فسوف تعلمون197 .
رفيقي في هذا السفر ، هل تعلم شخص القائل ؟
إنّها أُمّ سلمة زوجة النبيّ .
لم تستطع أن تسمع تعريض أبي بكر هذا بفاطمة وتقليله من احترامها وعلى منبر أبيها .
فأوضحت بكلامها هذا للناس مقام فاطمة المبجّل .
يأمر أبو بكر بحرمانها من عطائها تلك السنة198 .
صحيح أن أُمّ سلمة زوجة النبيّ ، ولكن بسبب حمايتها لفاطمة ووقوفها معها يجب أن تعاني الفقر والحرمان ، فقطع عطاءَها
سنةً كاملة !
نعم ، الآن يمكنك أن تفهم لماذا كان الناس في المسجد لا يردّون كلام الخليفة ولا يقفون في وجهه .
كانوا يحبّون الدنيا ، يحبّون الذهب ، كانوا يخافون أن يُمنع عطاؤهم من بيت المال .
نعم ، المال هو سرّ سكوت الناس ذاك .
يصل الخبر إلى فاطمة أنّ الخليفة يسيء إلى علي من على منبر أبيها .
يوجع ذلك الكلام قلب فاطمة ، فيستولي عليها الغمّ والألم .
ويزداد مرضها ، ويزداد بها الشوق للقاء أبيها .
لو ذهبتَ إلى بيتها وألقيت نظرة على مولاتك فاطمة ، لرأيت رأسها معصوباً دوماً .
كانت كلّما رأت الحسن والحسين يسيل دمعها مدراراً .
كانت رؤيتهما تهيّج بها الشوق للأيّام الخوالي ، والذكريات الحلوة .
حتماً تسأل أيّ ذكريات ؟
استمع إلى كلام فاطمة وستعرف .
_ أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرّةً بعد مرّة؟ أين أبوكما الذي كان أشدّ الناس شفقةً عليكما ؟ فلا يدعكما تمشيان على الأرض، ولا أراه يفتح هذا الباب أبداً، ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما199 .
وتنصرم الأيّام ، وتهيج الذكريات بفاطمة ، فتشتاق لسماع أذان بلال .
رحم اللّه تلك الأيّام !
حينما كان يؤذّن بلال للصلاة ينهض أبي من فوره إلى الوضوء ، ويتوجّه نحو المسجد للصلاة.
أشتهي سماع صوت مؤّن أبي بالأذان.
كان بلال مؤذن النبي قد امتنع عن الأذان بعد النبيّ .
بلغه رغبة فاطمة.
يجيء بلال إلى المسجد ويتهيّأ للأذان ، وذلك نزولاً عند رغبة فاطمة، فأحبّ أن يسعد قلبها المفجوع .
اللّه أكبر ، اللّه أكبر .
ذكرت أباها وأيّامه، فلم تتمالك نفسها عن البكاء .
ولمّا بلغ إلى قوله: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه ، شهقت وسقطت لوجهها وغُشي عليها ، فقال الناس لبلال: أمسكْ يا بلال
! فقد فارقت ابنة رسول اللّه الدنيا! وظنّوا أنّها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يُتمَّه200 .
تعبت فاطمة من هؤلاء الناس ، عصوا كلامها ووقفوا مع عدوّها .
جعلوها حبيسة بيتها ، قتلوا ولدها محسنا .
تعبت فاطمة من هذه الدنيا ، واستشرى بجسدها المرض .
ظلّت تبكي ليلها ونهارها .
صوت بكاء فاطمة يحكي مظلوميتها .
وتنعي دموعها أحقّيتها في الحياة!
تتوجّه نحو قبر أبيها .
تعال معي نرافقها، لنرى ماذا تفعل.
تسقط فاطمة فوق القبر محتضنة إيّاه ، ثمّ تزفر زفرة وتأنّ أنّة تكاد روحها تخرج لها، وتأخذ بمناجاة أبيها :
قلّ صبري وبان عنّي عزائي / بعد فقدي لخاتم الأنبياءِ
يا إلهي عجِّلْ وفاتي سريعاً / فلَقَد تنغّصت الحياة يا مولائي201
ويُغشى عليها فوق القبر .
وتبادر نساء المدينة إليها يصببن الماء على وجهها202 .
لماذا يجب على وحيدة النبيّ أن تبكي هكذا ؟!
يخاطبنَ نساء المدينة رجالهنّ : لماذا غُصِب حقّ فاطمة ؟ لماذا لا يقدم أحد منكم على نُصرة بنت النبيّ ؟!
الأطفال الشيوخ النساء، أخذوا يدركون مدى الظلم الذي لحق بفاطمة كلّما سمعوا بكاءها .
هذا البكاء يوجع كلّ قلب .
يجب كتم صوت هذا البكاء بأيّ وسيلة .
هذا البكاء يشكّل خطراً على هذه الحكومة أكثر من أيّ شيء آخر .
أمّا كيف يمكن تهدئة فاطمة أو إسكاتها!
لابدّ من التخطيط لذلك .
يقبل بعض الجار نحو عليٍّ يحدّثونه :
_ أنت تعلم مكانة فاطمة عندنا ، ولكن نحن بحاجة إلى الهدوء والراحة .
_ ماذا تريدون ؟
_ تعلم أنّ فاطمة عزيزة علينا ، ولكنّها تبكي الليل والنهار ، فلا أحد منّا يهنأ بالنوم، لا في الليل لنا قرار على فراشنا ولا في النهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا، وإنّا نخبرك أن تسألها، إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً !
_ حبّاً وكرامةً203 .
يجلس علي في بيته جانباً يفكّر مع نفسه كيف يوصل كلام الجيران
لفاطمة .
تنظر إليه فاطمة وتفهم ما يعتلج بداخله وأنّ عنده كلاما يريد أن يبوحه ، ولكنّه يخجل عن البوح به .
_ يا علي ، هل عندك شيء تريد أن تكلّمني به ؟
_ يا بنت رسول اللّه، إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك : إمّا تبكين أباك ليلاً وإمّا نهاراً.
_ يا أبا الحسن، ما أقلَّ مكثي بينهم، وما أقربَ مَغيبي من بين أظهرُهم204 .
نعم ، هكذا منعوا فاطمة حتّى من البكاء ، يجب أن لا تذهب بعد ذلك إلى قبر أبيها للبكاء .
إنّ صوت بكائها يؤذي الناس .
فتخرج من أوّل الصبح من بيتها ، إلى أين تذهب مع ما بها من مرض ؟
انظر ، إنّها تذهب إلى مقبرة البقيع .. فقد بنى لها عليٌّ بيتا يُسمّى «بيت الأحزان»، فكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين أمامها، تجلس في زاوية من المقبرة وتأخذ بالبكاء .
وكانت كلّما أحرقتها أشعة شمس المدينة الساخنة أخذت ظِلاًّ وجلست تحته .
وكانت هناك شجرة صغيرة تستظلّ بظلّها وتأخذ بالبكاء .
تُشرف الشمس على المغيب ، يأتي عليّ إليها فيُرجعها إلى البيت205 .
في الليل ينعقد مجلس في إحدى زوايا المدينة .
_ ذهبت فاطمة إلى البقيع للبكاء ، إنّ هذا يشكّل خطراً علينا !
_ نعم ، إلى حدّ أمس كانت فاطمة تبكي في بيتها ، ولكنّها اليوم ذهبت إلى البقيع ، لا ندري كيف ستسير الأُمور إذا ما فَهِم الناس .
_ ماذا يجب أن نفعل ؟
_ يجب قطع الشجرة التي تستظلّ بها فاطمة ، فتؤذيها حرارة الشمس فترجع إلى بيتها .
يتوجّه بعضهم نحو البقيع ومعهم فأساً، فيقطعون الشجرة .
وفي صباح اليوم التالي تأخذ فاطمة الحسن والحسين فتتوجّه بهما نحو البقيع كالعادة .
ترتفع الشمس في السماء ،
ولكن لا أثر لشجرة تستظلّ بها فاطمة .
انظر هناك ، يجيء عليٌّ ليطمأنّ على فاطمة ، فيراها جالسة تحت أشعة الشمس المحرقة .
فيرفع علي كُمَّ ثوبه .
_ ماذا تريد أن تفعل يا مولاي ؟
_ أُريد أن أصنع ظلاًّ لفاطمة .
رفيقي في هذا السفر ، هَلُمّ أنا وأنت نساعد مولانا ، تعالَ نجلب جذع نخلة .
هكذا تُصنع بيوت الأحزان .
مظلّة صغيرة لبكاء فاطمة .
يا فاطمة ، تعالَي واجلسي تحت هذه الظلّة206 .
وتمضي الأيّام والليالي ... .
ينتشر الخبر في المدينة أنّ المرض قد تفاقم على فاطمة ، فلا تستطيع الخروج من بيتها .
تدخل عليها نساء المدينة لعيادتها .
يجلسن بقربها فيسألنها عن حالها .
فتقول لهنّ : أصبحتُ واللّه ِ عائفةً لدنياكنّ، قاليةً لرجالكنّ ، فَقُبحاً لفلول الحدّ واللَّعِبِ بعد الجِدّ ، وبئسما قدّمت لهم أنفسهم أن سَخِط اللّه ُ عليهم وفي العذاب هم خالدون ، فجدعاً وسُحقاً وعقراً وبُعداً للقوم الظالمين207 .
فيبكين نساء المدينة لكلام فاطمة .
ويذهبن إلى أزواجهنّ فيُخبرنَهم أنّ فاطمة ساخطة عليهم .
أنتم سمعتم نبيَّكم يقول : «فاطمةُ بَضعةٌ منّي، مَن آذاها فقد آذاني» فاذهبوا إلى فاطمة واطلبوا رضاها208 .
ويسقط ما بيدِ رجال المدينة، فبالنتيجة يجب أن يستمعوا لكلام نسائهم .
انظر ، يتوجّه كبار المدينة إلى بيت فاطمة .
يريدون طلب المغفرة والسماح من فاطمة .
طرقات على الباب، يفتح علي .
يرى قوماً من كبار المهاجرين والأنصار جاؤوا لعيادة فاطمة .
فيجلسون قبالتها ويقولون لها : يا سيّدة النساء ، لو كان علي ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نُبرم العهد ونُحكم العقد، لما عدلنا عنه إلى غيره !
فقالت ممتعظة: إليكم عنّي! فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم.
نعم ، يريد هؤلاء إلقاء اللوم على علي لعدم
حضوره السقيفة !
ولكنّهم كانوا يعلمون أنّ عليّاً كان مشغولاً في تلك اللحظات بتغسيل النبيّ ، فهل من الوفاء أن يترك النبيَّ مسجّىً ليحضر السقيفة فينازع القوم فيها؟!
أليس هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين بايعوا عليّاً في غدير خمّ ؟ ماذا حصل فنقضوا عهدهم ؟!
ألم تتوجّه فاطمة ومعها بعلها وولداها بعد السقيفة بأيّامٍ ثلاثة إلى بيوت الناس تطرقها باباً باباً تطلب نُصرتَهم ووقوفهم إلى جانبها ؟ لماذا لم يجيبوها ؟!
هؤلاء الناس يتعلّلون بالأعذار لعدم وفائهم ، وهم أنفسهم يعلمون أنّ عذرهم هذا قبيح مثل ذنبهم !
فتلتفت فاطمة نحوهم وتقول لهم : إليكم عنّي، لا أُريد رؤيتكم ، ولا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم209 .
فيُطأطئ الجميع برؤوسهم إلى الأرض ؛ إقرارا بنكثهم وخزيهم الذي لا يُرحَض!
وتسوء حال فاطمة يوماً بعد آخر .
والكلّ يعلم أن هي إلاّ أيّام قلائل، فتنطلق روح فاطمة تاركةً دنياهُم الضيقّة، و محلّقةً في أُفق السماء الإلهيّة العالية.
والكلّ يعلم أيضاً أنّ فاطمة ساخطة على أبي بكر ، لذا يجب فعل شيء .
يصل الخبر إلى الخليفة أنّ فاطمة تعيش أيّامها الأخيرة ، فيقرّر عيادتها ، عسى أن ترضى عنه .
طرقات على الباب ، تفتح فضّة خادمة فاطمة ، فترى أبا بكر وعمر .
_ جئنا لعيادة فاطمة .
_ اصبرا حتّى أُخبرها بذلك .
تتوجّه فضّة إلى مولاتها ، يفرح الخليفة كثيراً ، يقول في قرارة نفسه : سوف أُرضي عنّي فاطمة ببضعة كلمات .
ترجع فضّة فتقول لهما : إنّ فاطمة لن تأذن لكما بالدخول .
فيظنّا أنّ أُموراً خاصّة تشغلها ، فيرجعانِ ويعودانِ من غدهم .
وهذه المرّة لم تأذن لهما أيضاً .
فيعودانِ مرّة ثالثة، ولكن لا فائدة .
_ ماذا نفعل الآن ؟
_ نكلّم عليّا ، ونأخذ
منه الإذن بالدخول .
قارئي العزيز ، هل سيفعل علي ذلك ؟
انظر ، يكلّم الخليفة عليّاً .
_ ياعلي ، متى تكفّ عن معاداتنا ؟
_ ماذا حصل ؟
_ نحن نعلم أنّك نوّهتَ لفاطمة أن لا تأذن لنا بالدخول عليها ، أليس لنا الحقّ في رؤية ابنة نبيّنا لنطلب رضاها ؟
_ سوف أُكلّم فاطمة بذلك .
ياتُرى هل ستأذن فاطمة للخليفة بالدخول هذه المرّة ؟
انظر ، يقف علي أمام فراش فاطمة وينظر إلى وجهها الشاحب ، لم يبق من فاطمة سوى مجموعة عظام .
تفتح فاطمة عينَيها فتجد عليّا واقفاً عند رأسها .
إنّها تعرف عليّا جيّداً ، تعرف أنّ نظرته هذه لها معنىً خاصّ .
_ يا علي ، هل تريد أن تخبرني بشيء ؟
_ يا بنت رسول اللّه، قد كان من هذينِ الرجلينِ ما قد رأيتِ، وقد تردّدا مراراً كثيرة ورددتِهِما ولم تأذني لهما، وقد سألاني أن أستأذن لهما عليكِ .
_ واللّه لا آذن لهما ولا أكلّمهما كلمةً من رأسي حتّى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه منّي.
_ فإنّي ضمنت لهما ذلك .
_ هل تحبّ أن آذن لهما ؟
_ نعم210 .
_ يا عليّ ، البيت بيتك، والنساء تتبع الرجال، لا أُخالف عليك بشيء، فأْذَنْ لمن أحببت .
انظر، كيف أنّ فاطمة تتنازل عن رأيها لإسعاد زوجها .
قسماً باللّه لم أرَ عشقاً أجمل من عشق فاطمة لعلي211 .
يخبر عليٌّ أبا بكرٍ أنّه يمكنه المجيء إلى بيته .
انظر ، يدخل أبو بكر وعمر بيت علي .
تردّ فاطمة جواب سلامهما ضعيفاً ، ولكنّها معرضة بوجهَها عنهما إلى الحائط212 .
ينظر عمر نحو أبي بكر فيطلب منه التكلّم.
يقول أبو بكر :
_ يا حبيبة رسول اللّه ، واللّه إنّ قرابة رسول اللّه أحبّ إليَّ من
قرابتي، وإنّك لأحبّ إليَّ من عائشة ابنتي213 .
فلا تجيب فاطمة . فينهضان .
ياترى إلى أين يذهبان ؟
لا يذهبان إلى مكان ، إنّما قاما ليجلسا قبالة فاطمة .
فتعرض بوجهها أيضاً عنهما!
فيعقّب أبو بكر : واللّه ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلاّ ابتغاء مرضاة اللّه ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت214 .
ياترى هل يقول أبو بكر الصدق ؟ لو كان حقّاً يُكنّ لهم كلّ هذا الاحترام الذي أبداه الآن فَلِم أمر بالهجوم على هذا البيت وأهله ؟
فتقول فاطمة وهي لا زالت معرضةً عنهما ساخطةً عليهما : وهل راعيتَ لنا حرمة حتّى أرضى عنك ؟!215
فينكّس أبو بكر رأسه إلى الأرض ، فليس له مِن جواب يقوله .
والآن حان الوقت لكي تسألهما فاطمة :
_ ماذا أردتما بمجيئكما هذا ؟
_ جئنا نعترف بخطئنا ونطلب رضاكِ .
_ نشدتكما باللّه، هل سمعتما رسول اللّه يقول: فاطمة بضعه منّي وأنا منها ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ؟
_ اللّهمّ نعم ، قد سمعناه من النبيّ .
_ الحمد للّه .
انظر ، ترفع فاطمة يَدَيها الضعيفتين إلى السماء وتقول : اللّهمّ أُشهدك، فاشهدوا يا من حضرني أنّهما قد آذياني216 .
ثمّ تقول : لا واللّه لا أرضى عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسولَ اللّه وأُخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما217 .
فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور، وقال: أنا عائذٌ باللّه من سخطه وسخطكِ يا فاطمة ، ليت أُمّي لم تلدني ولم أرَ مثل هذا اليوم !
فيقول له عمر غاضباً : عجباً للناس كيف ولَّوك أُمورهم ! وأنت شيخ قد خَرِفت ، تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها ؟ وما لمن أغضب امرأةً !218
ينصاع أبو بكر لزجر عمر فيتمالك نفسه قليلاً .
تسمع
فاطمة كلمات عمر فتقول له : واللّه لأدعُونّ اللّه َ عليك في كلّ صلاةٍ أُصلّيها219 .
فينتحب أبو بكر باكياً حتّى تكاد نفسه أن تزهق .
وأخيراً ينهضان خارجين من بيت فاطمة .
يجلس علي بقرب فاطمة ، كانت مسرورة أنّها لقّنت الغاصب درساً هو حُجّة عليه .
ثمّ تنظر إلى علي فتقول :
_ يا علي، قد صنعتُ ما أردَت ؟
_ نعم .
_ فهل أنت صانع ما آمرك ؟
_ نعم يا قرّة عيني .
_ فإنّي أُنشدك اللّه أن لا يصلّيا على جنازتي، ولا يقوما على قبري220 .
نعم ، كانت فاطمة تريد أن تترك رسالة مهمّة بيد التاريخ .
كلّ من يقرأ التاريخ سوف يتساءل لماذا لم يصلّي الخليفة على جسد وحيدة النبيّ ؟
يتوجّه الخليفة نحو المسجد ، وهو لايزال يبكي .
كان يفكّر مع نفسه: هل تساوي رئاسة أيّام قلائل ما فعله بفاطمة من إغضابها ؟!
يتعجّب الناس، الخليفة يبكي ؟! يقتربون منه يسألونه :
_ ماذا حصل أيّها الخليفة ، لماذا تبكي ؟
_ يبيت كلّ رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي .. أقيلوني، أقيلوني.
تصيب الناسَ الحيرة ، ماذا قالت فاطمة للخليفة حتّى تغيّر هكذا ؟
نعم ، خاف أبو بكر من دعاء فاطمة .
صحيح أنّ فاطمة طريحة الفراش ، ولكن ما كان في جسدها روح كانت تدافع عن الحقّ .
لم يدر الناس ماذا يفعلون ، وكيف يهدّؤون من حال خليفتهم .
وأخيراً قرّر جماعة الذهاب إلى الخليفة، فذهبوا وخاطبوه قائلين : يا خليفة رسول اللّه، إنّ هذا الأمر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنّه إن كان هذا لم يُقَم للّه دين .
وبهذه الطريقة يهدأ الخليفة221 . هَلُمّي إليّ يا
بُنيّة! وتسوء حال فاطمة لحظة بعد لحظة ، فتارةً يُغمى عليها وتارةً تُفيق .
إنّها مستعدّة الآن للتحليق نحو السماء ، تريد الذهاب لرؤية أبيها العطوف .
الليلة هي ليلة الثالث عشر من شهر جمادى الأُولى .
خلال هذه المدّة عانت ما عانت فاطمة من الألم والحزن والبلاء .
هل ترافقني الليلة لزيارة فاطمة ؟
يا إلهي !
يبدو أنّ شيئاً سيحصل الليلة في هذا البيت .
فاطمة طريحة المرض ، انظر! علي يحدّق في وجه زوجته .
تفتح فاطمة عينَيها ، فترى عليّا واقفاً بقربها ، تلتفت نحوه وتقول له :
_ عزيزي علي ، رأيت حُلماً .
_ ماذا رأيتِ ؟
_ رقدتُ الساعة، فرأيت حبيبي رسول اللّه في قصر من الدرّ الأبيض، فلمّا رآني قال: هَلُمّي إليَّ يا بُنيّة ، فإنّي إليكِ مشتاق .
_ ماذا قلتِ له ؟
_ قلت: واللّه إنّي لأشدُّ شوقاً منك إلى لقائك.
_ وماذا قال لك نبيُّ اللّه ؟
_ قال: أنتِ الليلةَ عندي222 .
تترقرق الدموع في مقلتَي عليّ ، لا يصدق أنّ هذه هي آخر ليالي عمر فاطمة .
يقع نظر علي على وجه فاطمة ، وإذا بفاطمة تقول : عليكم السلام .
يحدّث علي نفسه : هل دخل شخص الحجرة ؟
كلّما تنظر لن ترى أحداً .
على مَن سلّمت فاطمة ؟
تلتفت فاطمة نحو علي وتقول له : يابن عمِّ ، انظر ، قد أتاني جبرئيل مسلّماً، وقال لي: السلام يقرأُ عليكِ السلام يا حبيبة حبيب اللّه وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين بالرفيق الأعلى223 .
نعم ، إنّ سفر فاطمة أمر لابدّ منه ، تَحْدُث في السماء جلبة ، يتهيّأ الجميع لاستقبال فاطمة .
ليس هناك أفضل من هذا الوقت لتبدي فاطمة لواعجها لعلي .
يأخذ علي برأس فاطمة يضمّه إلى
صدره وهو ينحب .
بعض قطرات دموعه تنساب فوق وجهها .
فتفتح عينيها وتقول له :
_ يا علي، إنّ رسول اللّه عَهِد إليَّ وحدّثني أنّي أوّل أهله لحوقاً به، ولا بدّ ممّا لا بدّ منه ، فاصبر لأمر اللّه وارضَ بقضائه ، وقد حان الموعد224 .
يهدأ علي فيما يستمع إليها :
_ يابن عمّ ما عَهِدتَني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتُك منذ عاشَرْتَني .
_ مَعاذَ اللّه! أنتِ أعلم باللّه وأبرُّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من أن أوبّخك بمخالفتي .
_ يا علي، أُوصيك بولدَيَّ الحسنِ والحسين ، وأن تتزوّج بعدي بابنة أُختي أُمامة بنت أبي العاص؛ فإنّها أحنُّ على وُلدي .
_ يا فاطمة ، أنتِ ستشفين إن شاء اللّه وتتعافين .
_ لا يا علي ، ما أسرع اللحوقَ بأبي ، يا علي عندي وصيّة أُخرى225 .
_ أية وصيّة ؟
_ غسّلْني وادفنّي ليلاً ، أُنشدك باللّه وبحقّ محمّد رسول اللّه أن لا يصلّيَ علَيَّ أبو بكر ولا عمر226 .
_ نعم يا نور عيني ، أعِدُكَ أن لا يصلّي أحد من هذين عليك227 .
_ ياعلي، ولا تُعلم أحداً قبري228 .
_ نعم يا فاطمة .
_ إذا أنا متُّ فغسّلني بيدك، وحنّطني وكفنّي وادفنّي ليلاً وأنزلني في قبري، وألحِدْني وسوِّ التراب علَيَّ، واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثِرْ من تلاوة القرآن والدعاء، فإنّها ساعة يحتاج الميّت فيها إلى أُنس الأحياء229 .
_ يا فاطمة أُنفّذَ كلّ ما أوصيتِني به ، ولكن أنا أيضاً لي عندك وصايا .
_ ما هن يابن العمّ ؟
_ إذا حدث منّي... تقصير فاعفيه عنّي وامسحيه لي ، وإذا لقيت أباكِ فاعرضي عليه سلامي وبلّغيه تحيّتي .
ويغص بعبراته ، فيما تنتظر فاطمة أن يتمّ كلامه .
أعلمُ أنّك أيضاً متلهّف لسماع وصيّة
علي الثالثة :
_ يا فاطمة ، وإذا قدمت على أبيكِ فلا تشتكي منّي إليه .
ياإلهي ماذا أراد علي بهذا ؟!
نعم ، إنّه يغصّ بعبرته ، ودموعه تسيل على خدّيه فلا يستطيع الكلام .
علي يبكي ورأس فاطمة في صدره ، لقد كانت فاطمة أمانة اللّه عنده ، وهي جميع عشق علي .
ماذا فعل الأعداء بحبّ علي ؟
ضربوها بالسياط أمام مرأى علي ، صفعوها على وجهها ، كسروا ضلعها .
ولم يفعل علي شيئاً .
كان عليه الصبر لأجل حفظ الإسلام ، طلب منه النبيُّ الصبر على جميع البلايا والمحن .
ولقد عاهده عليٌّ على ذلك ، فكان لابدّ من الوفاء له .
ينظر علي إلى فاطمة فيراها تبكي .
ياترى مايبكي فاطمة ؟
فما أسرع ما ستتحرّر من قفص هذه الدنيا، فما الذي أجرى دموعها مرّة أُخرى ؟
يقول لها علي :
_ يا سيّدتي ، ما يبكيك ؟
_ أبكي لما تَلقى بعدي، أبكي لغربتك ومظلوميتك ، ولِما ستلقى من البلاء والمصائب .
_ لا تبكي يافاطمة ، فواللّه إنّ ذلك لصغير عندي في ذات اللّه 230 .
اليوم الثالث عشر من جمادى الأُولى ، بعد مضيّ خمسةٍ وسبعين يوماً على وفاة أبيها .
يقدم البعض لزيارة فاطمة ، ولكنّها طلبت أن لا يدخل عليها اليومَ أحد .
تريد أن تبقى وحدها في آخر يوم من حياتها231 .
سلمى بقرب فاطمة .
لا أدري هل تعرف هذه المرأة أم لا ؟
سلمى زوجة أبي رافع ، هذه المرأة زوجها من موالي آل النبيّ232 .
كانت تخدم في بيت النبيّ أيّام حياته ، وهي تتشرّف اليوم أن تقوم بخدمة فاطمة وتمريضها233 .
يجلس علي بقرب فاطمة ، وكانت فاطمة يُغمى عليها تارةً وتفيق أُخرى .
ويجلس الحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم
بقرب أُمّهم ، يُلقون عليها نظراتهم الأخيرة .
تنادي فاطمة على سلمى لتعينها على النهوض ، ومن ثَمّ الوضوء ، وبعد ذلك تلبس أحسن ما لديها من الملابس ، وتتعطّر .
نعم ، فاطمة عازمة على لقاء ربّها .
تطلب من سلمى أن تجلب لها وشاح الصلاة234 .
تجلب سلمى ثياب الصلاة فتناولها إيّاها .
لم يَحِن بعدُ موعد أذان الظهر .
فتسلّم وجهها نحو القبلة وتقول :
السلام على جبرئيل .
السلام على رسول اللّه .
اللّهمّ مع رسولك .
اللّهمّ في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام235 .
ثم تتمدّد نحو القبلة ، وتضع ثياب الصلاة على وجهها وتقول لسلمى: اتركيني وحدي ، ثمّ بعدها ناديني، فإذا لم أُجِبْكِ فاعلمي أنّي رحلتُ إلى أبي236 .
تضع فاطمة يدها تحت خدّها، والثياب على رأسها .
تخرج سلمى من الحجرة .
صوت يتناهى إلى أُذن فاطمة يناديها : بُنية فاطمة ، أقدمي237 .
اللّه أكبر ، اللّه أكبر .
أذان الظهر ، لأذهب وأوقظ فاطمة للصلاة .
تنادي سلمى على فاطمة ، فلم تجبها .
يابنت نبي اللّه ! فلم تجبها .
فتكشف الثوب عن وجهها، فإذا بها قد فارقت الدنيا ، فتقع عليها تقبّلها وهي تقول: يا فاطمة، إذا قدمتِ على أبيك رسول اللّه، فاقرأيه عنّي السلام238 .
ثمّ تأخذ سلمى بالبكاء .
وفي الأثناء يصل الحسن والحسين .
يسألان عن أُمّهما فاطمة .
فلم تجبهما سلمى، فيتوجّهان نحو أُمّهما .
وكلّما ناديا عليها لم تجبهما.
يقترب الحسن منها فينادي باكياً : أُمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني .
ويقبّل وجهها ولكن لا يسمع جوابا .
ويقترب الحسين ويقبلها وهو يقول : أُمّاه كلّميني فأنا ولدكِ الحسين .
تواسيهما سلمى وتطلب منهما الذهاب إلى المسجد وإخبار أبيهما .
فيخرجان إلى المسجد وهما يبكيان239 .
يسمع الناس بكاء الحسن والحسين ، ماذا جرى
؟
يصلان حيث أبيهما ويخبرانه بموت أُمّهما فاطمة .
فيقع علي مغشيّاً عليه .
لم يُطق علي خبر موت فاطمة .
فيرشّون عليه الماء .
يفيق وهو يقول : بمن العزاء يا بنت محمّد ؟ كنت بك أتعزّى ، ففيم العزاء من بعدك240 ؟
يتوجّه عليٌّ وولداه نحو المسجد .
فيضجّ الناس بعد سماع خبر وفاة فاطمة .
ويتصايحن نسوة المدينة بالبكاء والعويل .
مَن هذه المرأة القادمة ؟
هل تعرفها ؟
إنّها عائشة زوجة النبيّ ، تريد الدخول إلى بيت علي ، فتمنعها سلمى .
_ لا يمكنك الدخول إلى هذا البيت .
_ لِم ؟
_ أوصت فاطمة بعدم الدخول عليها .
نعم ، عائشة تلك التي نقلت الحديث المكذوب على النبيّ ، بمنع فاطمة إرثَ أبيها ، اليوم لا يحقّ لها الحضور عند جثمان فاطمة .
تغضب عائشة من سلمى وتعود أدراجها241 .
انظر ، يتوجّه الناس صوب بيت علي .
يخرج علي من البيت ، والحسن والحسين يتبعانه وهما يبكيان .
فيبكي الناس لبكاء الحسنين .
الكلّ ينتظر أن ينقل علي جثمان فاطمة إلى المسجد للصلاة عليها .
وكان البعض يقول : قد جنّ الليل فيجب التعجيل بمراسيم التشييع .
يكلّم علي أباذر، يطلب منه تكليم الناس .
يخرج أبو ذر فيقول للناس بصوت عال : أيّها الناس انصرفوا ؛ فإنّ ابنة رسول اللّه قد أُخِّر إخراجها في هذه العشية. فقام الناس وانصرفوا242 .
يظنّ الناس إنّما أَخّر علي تشييع فاطمة والصلاة عليها بسبب حلول الظلام ، فيتفرّقون على أمل المجيء صباح اليوم التالي .
يخيّم الظلام على المدينة ، ويغطّ أهلها في نوم عميق .
ولكنّ الجميع الليلة في بيت علي مُسهّر مُسَهَّد .
علي وسلمى وفضّة ويتامى فاطمة الأربعة .
يغسل علي جسد فاطمة ، يساعده آخرون .
أوصت فاطمة أن يغسلها علي بقميصها لا يكشفه عنها243 .
ثمّ يقوم بتكفينها بقماش الجنّة الذي أعطاه إيّاه رسول اللّه .
فيما يهمّ بعقد الرداء، تحين منه التفاتة إلى أولاده .
كانوا يريدون توديع أُمّهم ورؤيتها للمرّة الأخيرة .
فيناديهم قائلاً : يا أُمّ كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا
فضّة، يا حسن يا حسين، هلمّوا تزوّدوا من أُمّكم، فهذا الفراق واللقاء في الجنّة244 .
يتقدّم يتامى فاطمة نحو أُمّهم يودّعونها قائلين : السلام عليكِ يا أُمَّنا ، بلّغي سلامنا إلى جَدّنا محمّد .
مزقت أصواتُ بكائهم صمت تلك الليلة .
ياإلهي! ماذا أسمع ؟
إنّها أنّة فاطمة تلك التي تناهت إلى سمعي.
وإذا برداء الكفن يُفتح .
تفتح فاطمة يديها فتحضن أولادها .
ويختلط صوت بكاء فاطمة بأصوات بكاء أبنائها .
وتضجّ، السماء لذلك . وتضطرب الملائكة في السماء .
وإذا بهاتف من السماء : يا عليُّ ارفعْ يتامى فاطمة عن جسدها ؛ فلقد أبكَوا واللّه ِ ملائكة السماوات245 .
فيرفع علي يتامى فاطمة مِن على جسدها .
في جُنح الظلام يلتفت علي نحو وَلَده الحسن فيطلب منه الذهاب لإخبار أبي ذر أنْ قد حان وقت تشييع فاطمة .
نعم ، يريد علي دفن فاطمة ليلاً246 .
يذهب الحسن والحسين إلى بيت أبي ذر247 .
ويدور أبو ذر حول بيوت سلمان والمقداد وعمّار والعبّاس عمّ النبيّ وحُذيفة، يخبرهم بخبر علي248 .
يتوجّه هؤلاء الستّة تحت جنح الظلام نحو بيت علي .
أتوا للصلاة على جنازة فاطمة .
يقف علي أمامهم ، ويقف الأنفار الستّة خلفه ، ويقف معهم يتامى فاطمة وسلمى وفضّة ، يصلّون على فاطمة .
انظر ، تنزل الملائكة أفواجاً إلى بيت علي ، انظر جبرئيل ، جاؤوا للصلاة على جثمان فاطمة249 .
ويتهيّأ هؤلاء الثلاثة عشر نفر لتشييع فاطمة .
انتظر !
يريد علي صلاة ركعتين .
انظر مولاك يقف للصلاة .
يُنهي علي صلاته ثمّ يرفع يديه نحو السماء ويدعو250 .
ماذا ناجى ربّه ؟
ويوضع جسد فاطمة في تابوت صُنع بطلبها251 .
أمر علي بإشعال جريد نخل أمام الجنازة252 .
ويبدأ تشييع الجنازة .
يُسمع صوت : إليَّ إليّ .
إلهي ! من أين هذا الصوت ؟
إنّه صوت
قبر ستُدفَن فيه فاطمة .
انظر ، هناك قبر محفور .
يضعون التابوت عنده .
ينزلها علي في القبر فتخرج يد فتتناولها253 .
لا أحد يعلم تلك يدَ مَن كانت ؟!
يخاطب علي قبر فاطمة : أيّها القبر، أُسلّمك هذه الأمانة ، إنّها ابنة رسول اللّه .
يسلّم علي كلّ ما يملك إلى تراب القبر ، فيسمع نداءً : يا علي ، اعلم أنّي أرحمُ بفاطمة منك254 .
ولمّا وضع فاطمة في القبر، قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه وعلى ملّة رسول اللّه محمّد بن عبد اللّه صلّى عليه وآله ، سلّمتُكِ أيّتها الصدّيقة إلى مَن هو أولى بكِ منّي، ورضيت لكِ بما رضيَ اللّه تعالى لكِ .
تتعجّب الملائكة من صبر علي .
قد سلّم أمره إلى اللّه في كلّ ما جرى عليه من مصائب وأحزان .
يودّع علي فاطمة وإلى الأبد ، فيما يداه تسويان تراب القبر وعيناه تذرفان غزير الدمع .
ثمّ يقوم برشّ الماء على قبرها .
يجلس علي بقرب القبر باكياً .
ماذا يفعل ؟ أثقلَهَ حزن كبير ، دفن بيده توّاً ركنَه الثاني بعد رسول اللّه.
تجري دموعه على خديه فيما يغصّ بعبرته ، ويتأوّه بحرقة .
الآن لمن يبثّ همّه ويشكو لواعجه ؟
اسمع ، لكأنّ عليّا يناجي أحدا:
«السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك مِنِ ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك ، قَلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي ، قد استُرجِعَت الوديعة وأُخذت الرهينة واختُلست الزهراء، فما أقبحَ الخضراء والغبراء يا رسول اللّه ، وستُنْبئك بتظاهر أُمّتك علَيّ وعلى هضمها حقَّها ، فاستَخْبِرْها الحال255 .
نعم ، سلّم إلى النبيّ أمانته .
تذكّر ذلك اليوم الذي وضع فيه النبيّ يد فاطمة بيده وقال له : يا
علي، هذه وديعة اللّه ووديعة رسوله محمّد عندك، فاحفَظِ اللّه َ واحفظني فيها ، وإنّك لفاعله256 .
ويختنق بعبرته مرّة أُخرى ، ماذا سيقول للنبي لو سأله : يا علي ، حينما سلّمتك هذه الأمانة لم يكن ضلعها مكسوراً ولا كتفها مسودّاً! قلبي معك يا علي الكلّ وقوف ينظرون إلى علي بحزن.
يتقدّم أحدهم يأخذ بعضد علي ويرفعه عن قبر الزهراء .
ويأخذ العبّاس عمّ النبيّ بيد علي ينهضه257 .
فكان آخر ما قاله لها : فإن أنصرفْ فلا عن مَلالة، وإن أُقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصابرين ، الصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين علينا لجعلتُ المُقام عند قبرك لزاماً، والتلبّث عنده معكوفاً258 .
ثمّ يرفع بصره نحو السماء ويقول : اللّهمّ إنّي راضٍ عن ابنة نبيّك259 .
وبعد أن يرشّ على القبر الماء ، يغادر260 .
رفيقي في هذا السفر الحزين ، كفى بكاءً ، انهض ، فقد حان وقت العمل ، حيث يجب إكمال وصيّة فاطمة .
ألم نفعل ؟
لا ، لقد بَقيَت وصيّة واحدة .
أوصت فاطمة عليّاً أن يُخفيَ قبرها .
يجب إخفاء قبر فاطمة261 .
كيف ؟
تعالَ نُجري ذلك .
الليلة وحتّى صباح اليوم القادم سنحفر أربعين قبراً ثمّ نطمّها262 .
اسرعْ ! فليس عندنا مُتَّسعٌ من الوقت لذلك ، والناس سوف ينهضون لصلاة الصبح .
يُحفَر أربعون قبراً .
اسرعوا بالذهاب إلى بيوتكم .
إنّه صوت أذان الصبح : اللّه أكبر ، اللّه أكبر .
يستيقظ أهل المدينة من نومتهم .
ينتظر الخليفة في المسجد المجيء بجنازة فاطمة للصلاة عليها .
ويتوافد الناس إلى المسجد للمشاركة في الصلاة عليها .
يَشِيع بين الناس خبرٌ مفاده أنّ عليّا دفن فاطمة ليلة أمس !
يتوجّه الناس إلى البقيع لزيارة قبر فاطمة ، وإذا بهم يواجهون أربعين قبراً
جُدُدا .
ياتُرى مَن مِن هذه القبور قبر فاطمة ؟!
لا أحد يدري هل دُفنت فاطمة حقّاً في هذه المقبرة ؟ أو يكون أنّها دُفنت في مكان غير هذا المكان !
يتلاوم الناس فيما بينهم قائلين : لم تحضروا وفاة بنت نبيّكم ولا الصلاة عليها، ولا تعرفون قبرها فتزورونه، وحُرِمتُم حتّى من تشييعها263 .
يجتمع جمع غفير في البقيع .
يتساءلون لماذا دُفنت فاطمة سرّاً ؟ ولماذا لم يُعْلَم على قبرها بعلامة ؟!
هذا العمل كان يحمل طابعاً سياسياً مهمّاً ، إنّه موقف الاعتراض الكبير .
انظر ، الخليفة وعمر يَقْدمان إلى هنا .
يريدان زيارة قبر فاطمة .
ولكن أين القبر حتّى يزورانه ؟
يغضب عمر .
هو يعرف أنّ إخفاء قبر فاطمة سوف يبقى علامة سؤال كبيرة في التاريخ .
كلّ من يقرأ التاريخ سيتساءل : لماذ أُخفي قبر فاطمة ؟
والجواب عن هذا السؤال لن يكون إلاّ بفضيحة الخلافة المجعولة!
يريد محو علامة السؤال هذه وإلى الأبد .
يجب أن يصلّي الخليفة على جثمان فاطمة .
يصمّم عمر على نبشر هذه القبور وإخراج جسد فاطمة حتّى يصلّي عليه الخليفة264 .
وفي الأثناء يقع نظر عمر على المقداد فيتوجّه نحوه ويسأله :
_ متى دفنتم فاطمة ؟
_ ليلة أمس .
_ لماذا فعلتم هذا ؟ لماذا لم تصبروا حتّى نصلّي عليها نحن ؟
_ كانت وصيّة فاطمة أن لا تصلّي عليها أنت ولا صاحبك .
يغضب عمر بشدّة ، فيهجم على المقداد يضربه ويضربه حتّى يكلّ .
فينهض المقداد والدماء تسيل من رأسه ووجهه .
حان الوقت لكي يخاطب المقداد الناس قائلاً : خرجَتْ بنت رسول اللّه من الدنيا وظهرها وجنبها ينزفان بالدم لما طعنتموها بنصل السيف وضربتموها بالسياط265 .
نعم ، بعدما فعلتم بها كلّ هذا ، كيف تتوقّعون أنّها تجيز لكم حضور جنازتها وشهادة
دفنها ؟
يصل الخبر إلى علي في بيته أنّ عمر يريد نبش قبر فاطمة .
يهبّ عليٌّ واقفاً كالأسد الغضبان .
يتناول سيفه ذا الفَقار ، ويخرج من البيت وقد احمرّت عيناه.
فيتلقّاه عمر ومَن معه من أصحابه ويقول له : ما لك يا عليّ ؟ واللّه لننبشنّ قبرها ولنصلّينّ عليها .
فيضرب عليّ بيده إلى جوامع ثوب عمر فيهزّه، ثمّ يجلد به الأرض ويقول له: أمّا حقّي فقد تركته مخافةَ أن يرتدّ الناس عن دينهم ، وأمّا قبر فاطمة فَوالذي نفسُ عليّ بيده، لئن رُمت وأصحابك شيئاً من ذلك لَأسقينّ الأرض من دمائكم266 .
كان الجميع يعلم أنّ عليّا إذا أقسم برّ .
من يمكنه الوقوف أمام سيف علي ؟
يفكّر أبو بكر بطريقة لإنقاذ عمر ، كيف يمكن تهدئة علي ؟
يتقدّم إلى الأمام فيقول لعلي : يا أبا الحسن، بحقّ رسول اللّه وبحقّ من فوق العرش، إلاّ خلّيتَ عنه، فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
فخلّى عنه، وتفرّق الناس ولم يعودوا إلى ذلك .
نعم ، وَعَد علي فاطمة أن يبقى قبرها مخفيّاً إلى الأبد.
يهيج الحزن بعلي من جديد ، يشتاق إلى فاطمة .
طلبت منه فاطمة أن يجيئها عند قبرها يقرأ لها القرآن .
تترقرق الدموع في عين علي ، فقد ضاق صدره لفاطمة .
ولكن يجب عليه الصبر حتّى يجنّ الليل ويسدل الظلام أستاره، عندها سيذهب للقاء الحبيب .
وسوف يبثّها أحزانَه في خلوة من الليل .
ياتُرى ماذا سيقول لرفيقة سفره ؟
هل سيُحدّثها هكذا :
حبيبتي فاطمة ، عرفتُ كلَّ شيء ليلة أمس .
حينما غسلتك تحت جنح ظلام ليلة أمس ، تلمّسَت يدي ضلعاً من أضلاعك مكسوراً ، حرَّ قلبي ، لماذا لم تخبريني عن هذا ؟!
أم سيشكو لها لواعجَه /في صورة شِعر؛ قائلاً لها:
حبيبٌ
ليس يَعْدِلُه حبيبُ / وما لِسِواهُ في قلبي نصيبُ
حبيبٌ غاب عن عيني وجسمي / وعن قلبي حبيبي لا يغيبُ
أم سيخاطبُها يطلب منها أن تخاطبه:
ما لي وقفتُ على القبور مُسلِّما / قبرَ الحبيبَ فَلَم يَرُدَّ جوابي؟!
أحبيبُ ما لك لا تَردُّ جوابَنا / أنَسِيتَ بعدي خُلّةَ الأحبابِ؟!
وحقّا تخاطبه، ولكن من نفسه هو على لسانه:
قال الحبيب: وكيف لي بجوابِكم/ وأنا رهينُ جنادلٍ وتُراب؟!
فعليكُم منّي السلام، تقطّعَتْ/ عنّي وعنكم خُلّةُ الأحبابِ267
1 . الاحتجاج على أهل اللجاج ، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت 620 ه ) تحقيق: إبراهيم البهادري ومحمّد هادي به ، طهران : دار الأُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .
2 . الاختصاص ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الرابعة ، 1414 ه .
3 . اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .
4 . الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قم : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .
5 . الاستذكار لمذهب علماء الأمصار ، الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ القرطبي (ت 368 ه ) ، القاهرة : 1971 م .
6
. الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ، يوسف بن عبد اللّه القُرطُبي المالكي (ت 363 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى، 1415 ه .
7 . أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيبانيالمعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض وعادل أحمد ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .
8 . الإصابة في تمييز الصحابة ، أبو الفضل أحمد بن علي بن الحجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود ، وعلي محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .
9 . الأصفى في تفسير القرآن ، محمّد محسن الفيض الكاشاني (ت 1091 ه ) ، تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1376 ش .
10 . الأعلام ، خير الدين الزركلي (ت 1990 م ) ، بيروت : دار العلم للملايين ، 1990 م .
11 . إعلام الورى بأعلام الهدى ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : دارالمعرفة ، الطبعة الأُولى ، 1399 ه .
12 . أعيان الشيعة ، محسن بن عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي (ت 1371 ه ) ، إعداد: السيّد حسن الأمين ، بيروت : دارالتعارف ، الطبعة الخامسة، 1403 ه .
13 . الإفصاح فى إمامة أمير المؤمنين ، محمّد
بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد) (ت 413 ه ) ، قمّ : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
14 . الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة ، أبو القاسم علي بن موسى الحلّي الحسني المعروف بابن طاووس ( ت 664 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي الطبعة الاُولى ، 1414 ه .
15 . أمالي الصدوق ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الخامسة ، 1400 ه .
16 . أمالي الحافظ ، الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (ت 430 ه ) .
17 . أمالي الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : دارالثقافة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .
18 . أمالي المفيد ، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق: حسين أُستاد ولي وعلي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .
19 . الإمامة والتبصرة من الحيرة ، أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 329 ه ) ، تحقيق: محمّد رضا الحسيني ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى، 1407 ه .
20 . الإمامة والسياسة (تاريخ الخلفاء) ، أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، مكتبة الشريف الرضي قمّ ، الطبعة
الاُولى، 1413 ه .
21 . إمتاع الأسماع ، أحمد بن علي المَقريزي (ت 745 ه ) ، تحقيق وتعليق : محمّد عبد الحميد النميسي ، منشورات محمّد علي بيضون ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1420 ه .
22 . أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت 279 ه ) ، إعداد: محمّد باقر المحمودي ، بيروت : دار المعارف ، الطبعة الثالثة .
23 . الأنوار البهيّة في تواريخ الحجج الإلهيّة ، الشيخ عبّاس القمّي ( ت1359 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .
24 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت 1110 ه ) ، تحقيق : دار إحياء التراث ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
25 . البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : مكتبة المعارف ، بيروت : مكتبة المعارف .
26 . بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن علي الطبري (ت 525 ه ) ، النجف الأشرف :المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الثانية ، 1383 ه .
27 . بصائر الدرجات ، محمّد بن الحسن الصفّار القمّي (ت 290 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشى ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .
28 . بلاغات النساء ، أحمد بن أبي طاهر (ابن طيفور) (ت 280 ه ) ، قمّ : منشورات الشريف الرضيّ .
29 . بيت الأحزان ، الشيخ عبّاس
القمّي ( ت1359 ه ) ، قمّ : دار الحكمة ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
30 . تاريخ ابن خلدون ، عبد الرحمان بن محمّد الحضرمي (ابن خلدون) (ت 808 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .
31 . تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .
32 . تاريخ الطبري (تاريخ الأُمم والملوك) ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (310 ه ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار المعارف .
33 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه ) ، المدينة المنوّرة / بغداد :المكتبة السلفيّة .
34 . التاريخ الكبير ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، بيروت : دار الفكر .
35 . تاريخ مدينة دمشق ، علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي ( ت 571 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، 1415 ، بيروت : دارالفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
36 . تاريخ المدينة المنوّرة ، أبو زيد عمر بن شبّة النميري البصري (ت 262 ه ) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .
37 . تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم (مجموعة نفيسة) ، عبد اللّه بن النصر البغدادي (ت 567 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1406 ه .
38 . تاريخ اليعقوبي ، أحمد بن
أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح المعروف باليعقوبي (ت 284 ه ) ، بيروت : دار صادر .
39 . تحف العقول عن آل الرسول ، أبو محمّد الحسن بن علي الحراني المعروف بابن شعبة (ت 381 ه ) ، تحقيق: علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .
40 . تحفة الأحوذي، المباركفوري (ت 1282 ه )، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1410 ه .
41 . تذكرة الحفّاظ ، محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .
42 . تذكرة الفقهاء ، جمال الدين بن الحسن بن يوسف بن علي بن مطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت 726 ه )، منشورات المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، طبعة حجرية.
43 . تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمّة الأربعة ، أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر) (ت 852 ه ) ، تحقيق : أيمن صالح شعبان ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه .
44 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : عبد العظيم غيم ومحمّد أحمد عاشور ، ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار الشعب .
45 . . تفسير الآلوسي = روح المعاني في تفسير القرآن .
46 . تفسير البغوي (معالم التنزيل) ، أبو محمّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 516 ه ) ، بيروت : دار المعرفة .
47 . تفسير الثعلبي ، الثعلبي، (ت 427 ه)، تحقيق: أبو محمّد بن عاشور، بيروت : دار إحياء التراث العربي،
الطبعة الاُولى، 1422 ه .
48 . تفسير العيّاشي ، أبو النضر محمّد بن مسعود السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت 320 ه ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، طهران : المكتبة العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1380 ه .
49 . تفسير فرات الكوفي ، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (ق 4 ه ) ، إعداد : محمّد كاظم المحمودي ، طهران : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .
50 . تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد الرحمن المرعشلي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية، 1405 ه .
51 . تفسير القمّي ، علي بن إبراهيم القمّي ، تصحيح : السيّد طيّب الموسوي الجزائري ، النجف : مطبعة النجف .
52 . التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) ، أبو عبد اللّه محمّد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازي (ت 604 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .
53 . . تفسير الميزان = الميزان في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني .
54 . تفسير الميزان (الميزان في تفسير القرآن) ، محمّد حسين الطباطبائي (ت 1402 ه ) ، قمّ : طبع مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الثانية، 1394 ه
55 . . تفسير مجمع البيان = مجمع البيان في تفسير القرآن .
56 . تفسير نور الثقلين ، عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112 ه ) ، تحقيق: السيّد هاشم الرسوليالمحلاّتي ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة، 1412 ه
.
57 . تقريب التهذيب ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق : محمّد عوّامة ، دمشق : دار الرشيد ، الطبعة الرابعة ، 1412 ه .
58 . التلخيص الحبير في تخريج الرافعي الكبير ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، بيروت : دار الفكر .
59 . التمهيد لما في الموطّأ من المعاني والأسانيد ، يوسف بن عبد اللّه القرطبي (ابن عبد البرّ) (ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى العلوي ومحمّد عبد الكبير البكري ، جدّة : مكتبة السوادي ، 1387 ه .
60 . التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1398 ه .
61 . تهذيب الأحكام في شرح المقنعة ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، بيروت : دار التعارف ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .
62 . تهذيب التهذيب ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى، 1415 ه .
63 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبد الرحمن المزّي (ت 742 ه ) ، تحقيق: الدكتور بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى، 1409 ه .
64 . تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال ، محمّد علي الموحّد الأبطحي (معاصر) ، قمّ : ابن المؤلّف
، الطبعة الثانية ، 1417 ه .
65 . الثِّقات ، محمّد بن حِبّان البُستي ( ت 354 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، 1408 ه .
66 . جامع أحاديث الشيعة ، السيّد البروجردي ( ت 1383 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .
67 . جامع الرواة ، محمّد بن علي الغروي الأردبيلي (ت 1101 ه ) ، بيروت : دار الأضواء ، 1403 ه .
68 . الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر .
69 . جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، محمّد حسن النجفي (ت 1266 ه ) ، بيروت : مؤسّسة المرتضى العالمية .
70 . حاشية الشيرواني على تحفة المحتاج ، عبد الحميد الشيرواني ، بيروت : دار صادر .
71 . الحدائق الناضرة فى أحكام العترة الطاهرة ، يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 ه)، تحقيق : محمّد تقي الإيرواني ، النجف : دار الكتب الإسلامية ، 1377 ه .
72 . الخرائج والجرائح ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، قمّ : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .
73 . خصائص الأئمّة ، أبو الحسن الشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي (ت 406 ه ) ، تحقيق : محمّد هادي الأميني ، مشهد : العتبة الرضويّة المقدّسة
74 . الخصال ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ،
تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .
75 . الدُّرّ المنثور في التفسير المأثور ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .
76 . الدراية في تخريج أحاديث الدراية أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) .
77 . دلائل الإمامة ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق 5 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : مؤسّسة البعثة .
78 . ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، أبو العبّاس أحمد بن عبد اللّه الطبري الشافعي (ت 693 ه ) ، بيروت : دار المعرفة .
79 . روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (تفسير روح المعاني) ، أبو الفضل شهاب الدين السيّد محمود الآلوسي (ت 1270 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الرابعة، 1405 ه .
80 . روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن بن علي الفتّال النيسابوري (ت 508 ه ) ، تحقيق : حسين الأعلمي ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه .
81 . سبل الهدى والرشاد ، محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 ه ) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت: دار الكتب العلمية ، 1414ه .
82 . سعد السعود ، أبو القاسم علي بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه ) ، قمّ : مكتبة الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1363 ه .
83 . السقيفة وفدك ، أبو بكر أحمد بن عبد العزيز
الجوهري البصري البغدادي (ت 323 ه ) ، تحقيق : محمّد هادي الأميني ، بيروت : شركة الكتبي للطباعة والنشر ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .
84 . سنن ابن ماجة ، أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت 275 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه .
85 . سنن أبي داوود ، أبو داوود سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ه ) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبد الحميد ، دار إحياء السنّة النبويّة .
86 . سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279) ، تحقيق : أحمد محمّد شاكر ، بيروت : دار إحياء التراث .
87 . السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .
88 . السنن الكبرى ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، تحقيق : عبد الغفّار سليمان البنداري ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .
89 . سِيَر أعلام النبلاء ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة العاشرة، 1414 ه .
1355 ه .
90 . السيرة الحلبيّة ، علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي ( ت 11 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .
91 . السيرة النبويّة ، أبو محمّد عبد
الملك بن هشام بن أيّوب الحميري (ت 218 ه )، تحقيق : مصطفى سقا ، وإبراهيم الأنباري ، قمّ : مكتبة المصطفى ، الطبعة الاُولى ،
92 . الشافي في الإمامة ، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي المعروف بالسيّد المرتضى (ت 436 ه ) ، تحقيق : عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، طهران : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام ، الطبعة الثانية ، 1410 ه .
93 . شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد المصري (ت 363 ه ) ، تحقيق :السيّد محمّد الحسيني الجلالي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
94 . شرح أُصول الكافي ، صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي المعروف بملاّ صدرا (ت 1050 ه ) ، تحقيق : محمّد خواجوي ، طهران : مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى ، الطبعة الاُولى ، 1366 ه .
95 . شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبد الحميد بن محمّد بن أبي الحديد المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد (ت 656 ه ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1387 ه .
96 . الشمائل المحمّدية والخصائل المصطفوية ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 ه ) .
97 . شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه النيسابوري المعروف بالحاكم الحسكاني (ق 5 ه ) ،تحقيق: محمّد باقر المحمودي ، طهران : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .
98 . الصافي في تفسير القرآن (تفسير الصافي) ، محمّد محسن
بن شاه مرتضى (الفيض الكاشاني) (ت 1091 ه ) ، قمّ : مؤسّسة الهادي ، الطبعة الثانية ، 1416 ه .
99 . صحيح ابن حِبّان ، علي بن بلبان الفارسي المعروف بابن بلبان (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .
100 . صحيح البخاري ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة، 1410 ه .
101 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت 261 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
102 . الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم ، زين الدين أبو محمّد علي بن يونس النباطي البياضي (ت 877 ه ) ، إعداد: محمّد باقر المحمودي ، طهران : المكتبة المرتضويّة ، الطبعة الاُولى 1384 ه .
103 . الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي (ت 230 ه ) ، بيروت : دار صادر .
104 . الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، أبو القاسم رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني (ت 664 ه ) ، مطبعة الخيام ، قمّ ، الطبعة الاُولى ، 1400 ه .
105 . العقد الفريد ، أبو عمر أحمد بن محمّد بن ربّه الأُندلسي (ت 328 ه ) ، تحقيق : أحمد الزين وإبراهيم الأبياري ، بيروت : دار الأُندلس .
106 . علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق
(ت 381 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى، 1408 ه .
107 . عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار (العمدة) ، يحيى بن الحسن الأسدي الحلّي المعروف بابن البطريق (ت 600 ه ) ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .
108 . عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ، أبو محمّد بدر الدين بن محمّد العيني الحنفي ( ت 855 ه ) ، مصر : إدارة الطباعة المنيرية .
109 . عون المعبود (شرح سنن أبي داوود) ، محمّد شمس الحقّ العظيم الآبادي (ت 1329ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .
110 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : السيّد مهدي الحسيني اللاّجوردي ، طهران : منشورات جهان .
111 . عيون الأثر فى فنون المغازي والشمائل والسِّيَر (السيرة النبويّة لابن سيّد الناس) ، محمّد عبد اللّه بن يحيى بن سيّد الناس (ت 734 ه ) ، بيروت : مؤسّسة عزّ الدين ، 1406 ه .
112 . عيون المعجزات ، حسين بن عبد الوهّاب (ق 5 ه ) ، قمّ : منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .
113 . الغارات ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي (ت 283 ه ) ، تحقيق : السيّد جلال الدين المحدّث الأرموي ، طهران : أنجمن آثار ملّي ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه .
114 . غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام ، هاشم بن
إسماعيل البحراني (ت 1107 ه ) ، تحقيق : السيّد علي عاشور ، بيروت : مؤسّسة التاريخ العربي ، 1422 ه .
115 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبد الحسين أحمد الأميني (ت 1390 ه ) ، بيروت : دار الكتاب العربي ،الطبعة الثالثة، 1387 ه .
116 . فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر) (ت 852 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1379 ه .
117 . فتوح البلدان ، أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه أنيس الطباع ، بيروت : مؤسّسة المعارف ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .
118 . فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذرّيّتهم ، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد بن عبد اللّه الجويني الشافعي (ت 730 ه ) ، تحقيق: محمّد باقر المحمودي ، بيروت : مؤسّسة المحمودي ، الطبعة الاُولى، 1398 ه .
119 . الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ه) ، تحقيق : محمّد بن محمّد الحسين القائيني ، قمّ : مؤسّسه معارف إسلامي، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .
120 . فضائل الصحابة ، أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل (ت 241 ه ) ، تحقيق : وصيّ اللّه بن محمّد عبّاس ، جدّة : دار العلم ، الطبعة الاُولى، 1403 ه .
121 . فقه الرضا عليه السلام (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام) . تحقيق : مؤسّسة آل البيت: ، مشهد : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ،
الطبعة الاُولى ، 1406 ه .
122 . الفقيه = كتاب من لا يحضره الفقيه ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي .
123 . فيض القدير ، محمّد عبد الرؤوف المناوي (ق 10 ه ) ، بيروت : دار الفكر .
124 . فيض القدير شرح الجامع الصغير، محمّد عبد الرؤوف المناوي، تحقيق: أحمد عبد السلام، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1415 ه .
125 . قاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم ، محمّد تقي بن كاظم التستري (ت 1320 ه ) ، قمّ : مؤسّسه النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية، 1410 ه .
126 . قرب الإسناد ، أبو العبّاس عبد اللّه بن جعفر الحِمْيري القمّي (ت بعد 304 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .
127 . قصص الأنبياء ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه ) ، تحقيق: غلام رضا عرفانيان ، مشهد : الحضرة الرضويّة المقدّسة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .
128 . الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 329 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثانية ، 1389 ه .
129 . كامل الزيارات ، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت 367 ه ) ، تحقيق : عبد الحسين الأميني التبريزي ، النجف الأشرف : المطبعة المرتضوية ،
الطبعة الاُولى ، 1356 ه .
130 . الكامل في التاريخ ، أبو الحسن علي بن محمّد الشيباني الموصلي المعروف بابن الأثير (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى 1408 ه .
131 . كتاب الغَيبة ، الشيخ ابن أبي زينب محمّد بن إبراهيم النعماني (ت342 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : مكتبة الصدوق : 1399 ه .
132 . كتاب سُلَيم بن قيس ، سليم بن قيس الهلالي العامري (ت حوالي 90 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر الأنصاري ، قمّ : نشرالهادي ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .
133 . . كتاب من لا يحضره الفقيه = الفقيه .
134 . كشف الخفاء ومزيل الإلباس ، أبو الفداء إسماعيل بن محمّد العجلوني (ت 1162 ه ) ، بيروت : مكتبة دار التراث .
135 . كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، علي بن عيسى الإربلّي (ت 687 ه ) ، تصحيح : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، بيروت : دار الكتاب الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .
136 . كشف اللثام عن وجه قواعد الأحكام ، أبو الفضل بهاء الدين محمّد بن الحسن بن محمّد الإصفهاني المعروف بالفاضل الهندي (ت 1137 ه ) ، قمّ : منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي ، 1405 ه .
137 . كشف المحجّة لثمرة المهجة ، أبو القاسم رضيّ الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني (ت 664 ه )، تحقيق: محمّد الحسّون ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
138 . كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني
عشر ، أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي (ق 4 ه ) ، تحقيق: السيّد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري ، نشر بيدار، الطبعة الاُولى، 1401 ه .
139 . كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .
140 . كنز العمّال فى سنن الأقوال والأفعال ، علي المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 ه ) ، تصحيح : صفوة السقّا ، بيروت : مكتبة التراث الإسلامي ، 1397 ه ، الطبعة الاُولى .
141 . كنز الفوائد ، أبو الفتح الشيخ محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449 ه ) ، إعداد : عبد اللّه نعمة ، قمّ : دار الذخائر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .
142 . لباب النقول في أسباب النزول ، أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 ه ) ، تحقيق : أحمد عبد الشافي ، بيروت : دار الكتب العلمية .
143 . لسان الميزان ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعه الثالثة ، 1406 ه .
144 . اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء ، محمّد علي بن أحمد القراچه داغي التبريزي الأنصاري (ت 1310 ه ) ، تحقيق : دار فاطمة ، قمّ : دفتر نشر الهادي ، الطبعة الاُولى ، (1418 ه ) .
145 . مؤتمر علماء بغداد ، بين السنّة والشيعة ، تحقيق السيّد مرتضى الرضوي
، القاهرة : 1399 ه .
146 . المبسوط ، شمس الدين محمّد بن أحمد بن أبي سهر السرخسي (ت 483 ه ) ، تحقيق : جماعة من المحقّقين ، بيروت : دار المعرفة .
147 . مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض (النقض) ، نصير الدين عبد الجليل بن محمّد القزويني (1331 ه ) .
148 . مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي (ت 1085 ه ) ، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني ، طهران : مكتبة نشر الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الثانية، 1408 ه .
149 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد درويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .
150 . المجموع (شرح المهذّب) ، أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي ( ت676 ه ) ، بيروت : دار الفكر .
151 . المحبَّر ، محمّد بن حبيب الهاشمي البغدادي (ت 245 ه ) ، بيروت : دار الآفاق الجديدة ، 1361 ه .
152 . المحتضر، حسن بن سليمان الحلّي، ( ق 8 ه )، تحقيق: سيّد علي أشرف، انتشارات المكتبة الحيدرية، الطبعة الاُولى، 1424 ه .
153 . مختصر بصائر الدرجات ، حسن بن سليمان الحلّي (ق 9 ه ) ، قمّ : انتشارات الرسول المصطفى .
154 . المراجعات ، عبد الحسين شرف الدين العاملي (ت 1377 ه ) ، تحقيق : حسين الراضى ، قمّ : دار الكتاب الإسلامي .
155 . مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، الميرزا حسين النوري (ت 1320 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت، قمّ : مؤسّسة آل البيت
، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .
156 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري الشافعي (ت 405 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .
157 . المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق 5 ه ) ، تحقيق : أحمد المحمودي ، طهران : مؤسّسة الثقافة الإسلاميّة لكوشانبور ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .
158 . مسند أبي يَعلى الموصلي ، أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 ه ) ، تحقيق : إرشاد الحقّ الأثري ، جدّة : دار القبلة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .
159 . مسند أحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .
160 . مسند الشاميّين ، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى، 1409 ه .
161 . المصنّف ، أبو بكر عبد الرزّاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمان الأعظمي ، بيروت : المجلس العلمي .
162 . المصنّف في الأحاديث والآثار ، أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (ت 235 ه ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللّحام ، بيروت : دار الفكر .
163 . معالم المدرستين ،
السيّد مرتضى العسكري ، طهران : مؤسّسة البعثة ، 1412 ه .
164 . معاني الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1361 ه .
165 . المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : طارق بن عوض اللّه وعبد الحسن بن إبراهيم الحسيني ، القاهرة : دار الحرمين ، الطبعة الاُولى، 1415 ه .
166 . معجم البلدان ، أبو عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي (ت 626 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى، 1399 ه .
167 . معجم رجال الحديث، السيّد الخوئي (ت 411 ه)، الطبعة الخامسة، 413 ه ، طبعة منقّحة ومزيدة.
168 . المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ،بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .
169 . معرفة السنن والآثار ، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه ) ، مصر : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .
170 . مقاتل الطالبيّين ، أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (ت 356 ه ) ،171 . الملل والنحل ، أبو الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت 548 ه ) ، بيروت : دار المعرفة ، 1406 ه .
172 . مناقب آل أبي طالب، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (ت
588 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .
-173 . المناقب ، الحافظ الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي (ت 568 ه ) تحقيق : مالك المحمودي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .
174 . منتهى المطلب في تحقيق المذهب ، جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي المطهّر الحلّي المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت 762 ه ) .
175 . . من لا يحضره الفقيه = كتاب من لا يحضره الفقيه .
176 . الموطّأ ، أبو عبد اللّه مالك بن أنس الأصبحي (ت 179 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .
177 . ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر .
178 . نصب الراية ، عبد اللّه بن يوسف الحنفي الزيلعي (ت 762 ه ) ، القاهرة : دار الحديث ، 1415 ه .
179 . نظم درر السمطين ، محمّد بن يوسف الزرندي الحنفي (ت 750 ه ) ، أصفهان : مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، 1377 ه .
180 . نقد الرجال ، مصطفى بن الحسين التفرشي ( القرن الحادي عشر) ، قمّ : مؤّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .
181 . نوادر الراوندي ، فضل اللّه بن علي الحسيني الراوندي (ت 573 ه ) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدرية ، الطبعة الاُولى ، 1370 ه .
182 . نهج البلاغة ، ما اختاره أبو الحسن الشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي
من كلام الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام (ت 406 ه ) ، تحقيق : السيّد كاظم المحمّدي ومحمّد الدشتي ، قمّ : انتشارات الإمام علي عليه السلام ، الطبعة الثانية ، 1369 ه .
183 . نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار ، محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1255 ه ) ، بيروت : دار الجيل .
184 . الوافي بالوفيات ، خليل بن أيبك الصفَدي (ت 749 ه ) ، ويسبادن (آلمان) ، فرانْزشْتايْنر ، الطبعة الثانية ، 1381 ه .
185 . وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .
186 . وقعة صفّين ، نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ه ) ، تحقيق : عبد السلام محمّد هارون ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الثانية ، 1382 ه .
187 . الهجوم على بيت فاطمة، عبد الزهراء مهدي، بيروت: دار الزهراء، 1999 م .
188 . الهداية ، أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام الهادي ، قمّ : مؤسّسة الإمام الهادي ، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .
189 . الهداية الكبرى ، أبو عبد اللّه الحسين بن حمدان الخصيبي ( ت 334 ه ) ، بيروت : مؤسّسة البلاغ للطباعة والنشر ، الطبعة الرابعة ، 1411 ه .
190 . ينابيع المودّة لذوي القربى ، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 ه ) ، تحقيق : علي جمال أشرف الحسيني ، طهران : دار الأُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه
.
بإمكانكم الإتصال بالمؤف عن طريق موقع الانترنت:
وعن طريق البريد الالكترونى:
وشكراً جزيلاً
1 . ترسل لي اقتراحاتك ورأيك عبر البريد الإلكتروني Khodamian@Yahoo.com
او تراسلني على صندوق البريد: ( إيران _ 311/87415 ). 2 .أيّها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه، فإنّي لا أدري ، لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا...: جامع أحاديث الشيعة ج 26 ص 100 ، تفسير القمّي ج 1 ص 171 ، التفسير الصافي ج 2 ص 67 ، تفسير نور الثقلين ج 1 ص 655 ، تفسير الآلوسي ج 6 ص 197 ، تاريخ الطبري ج 2 ص 402 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 302 ، تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 58. 3 . قال أبو ذؤب الهذلي: قدمتُ المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلّوا بالإحرام ، فقلت: مه ؟ فقيل: قُبض رسول اللّه...: تاريخ دمشق ج 17 ص 55. 4 . «يا بن أبي طالب، إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني ، وأنقِ غُسلي وكفّني... ثمّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنودٍ من الملائكة لا يَحصي عددهم إلاّ اللّه عزّ وجلّ»: الأمالي للصدوق ص 732 ، روضة الواعظين ص 72 ، بحار الأنوار ج 22 ص 507. 5 . فجئتُ إلى المسجد فوجدته خالياً، فأتيت بيت رسول اللّه فأصبته مرتجّاً وقد خلا به أهله ، فقلت: أين الناس ؟ فقيل لي: هم في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار ... : تاريخ دمشق ج 17 ص 55 . 6 . سقيفة بني ساعدة بالمدينة ، وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها ، فيها بويع أبو بكر...: معجم البلدان ج 3 ص 228 ؛ هذا الحي من الأنصار قد اجتمعوا
في سقيفة بني ساعدة ... : السقيفة وفدك ص 58 ، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 6 ، بحار الأنوار ج 28 ص 256 . 7 . إذا هم عُكوف هنالك على سعد بن عُبَادة وهو على سريرٍ له مريض...: المصنّف للصنعاني ج 8 ص 571 ، كنز العمّال ج 5 ص 650 ، فقالوا : نولّي هذا الأمر بعد محمّد صلى الله عليه و آله وسلم سعد بن عُبَادة ، وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض ، فلمّا اجتمعوا قال لابنه...: تاريخ الطبري ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12 و 13 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21. 8 . فلمّا اجتمعوا قال لابنه أو بعض بني عمّه : إنّي لا أقدر لشكواي أن أُسمع القوم كلّهم كلامي ، ولكن تلقَّ منّي قولي فأسمِعْهم . فكان يتكلّم ويحفظ الرجل قوله ، فيرفع صوته فيُسمع أصحابه ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 1312 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21 ؛ إنّي لا أستطيع أن أُسمع الناس كلامي لمرضي، ولكن تلقَّ منّي قولي فأسمعهم. فكان سعد يتكلّم ويستمع ابنه ويرفع صوته ليسمع قومه: السقيفة وفدك ص 57 ، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 5 ، بحار الأنوار ج 28 ص 340. 9 . يا معشر الأنصار ، لكم سابقة في الدين ، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب ؛ إنّ محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم لبث بضع عشرة سنةً في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأنداد والأوثان ، فما آمن به من قومه إلاّ رجال قليل ... حتّى أثخن اللّه عزّوجلّ لرسوله بكم الأرض ، ودانت
بأسيافكم له العرب ، وتوفّاه اللّه وهو عنكم راض وبكم قرير عين ، استبِدّوا بهذا الأمر ؛ فإنّه لكم دون الناس : تاريخ الطبري ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12 و 13 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21. 10 . هذا الحي من الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، معهم سعد بن عُبَادة يدورون حوله ويقولون: يا سعدُ ، أنت المُرجّى ، ونجلُك المُرجّى...: السقيفة وفدك ص 54 _ 55 ، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 6 ، بحار الأنوار ج 28 ص 256 ، شرح أُصول الكافي ج 12 ص 416. 11 . بصائر الدرجات ص 97 ، قرب الإسناد ص 57 ، الكافي ج 1 ص 294 ، التوحيد ص 212 ، الخصال ص 211 ، كمال الدين ص 276 ، معاني الأخبار ص 65 ، كتاب من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 229 ، تحف العقول ص 459 ، تهذيب الأحكام ج 3 ص 144 ، كتاب الغيبة للنعماني ص 75 ، الإرشاد ج 1 ص 351 ، كنز الفوائد ص 232 ، الإقبال بالأعمال ج 1 ص 506 ، مسند أحمد ج 1 ص 84 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 45 ، سنن الترمذي ج 5 ص 297 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 110 ، مجمع الزوائد ج 7 ص 17 ، تحفة الأحوذي ج 3 ص 137 ، مسند أبي يعلى ج 11 ص 307 ، المعجم الأوسط ج 1 ص 112 ، المعجم الكبير ج 3 ص 179 ، التمهيد لابن عبد البرّ ج 22
ص 132 ، نصب الراية ج 1 ص 484 ، كنز العمّال ج 1 ص 187 و ج 11 ص 332 و 608 ، تفسير الثعلبي ج 4 ص 92 ، شواهد التنزيل ج 1 ص 200 ، الدرّ المنثور ج 2 ص 259. 12 . ثمّ إنّهم ترادّوا الكلام بينهم ، فقالوا : فإن أبت مهاجرة قريش ، فقالوا : نحن المهاجرون وصحابة رسول اللّه الأوّلون ، ونحن عشيرته وأولياؤه ، فعلامَ تنازعوننا هذا الأمر بعده ؟ فقالت طائفة منهم : فإنّا نقول إذا : منّا أمير ومنكم أمير ، ولن نرضى بدون هذا الأمر أبدا . فقال سعد بن عُبادة حين سمعها : هذا أوّل الوهن : تاريخ الطبري ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12 و 13 ، السقيفة وفدك ص 55، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21 نحوه . 13 . ... ولا تبعث الفتنة قبل أوان الفتنة، قد عرفت ما في قلوب العرب وغيرهم عليك...: الاحتجاج ج 1 ص 9 ؛ فما من هذه القبائل أحد إلاّ وهو يتخضّمه كتخضّم ثنية الإبل أوانَ الربيع...:بحار الأنوار ج 29 ص 144 ؛ يا عليّ، إذا متُّ ظهَرَت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك ويمنعونك حقّك: عيون أخبار الرضا ج 1 ص 72 ، كفاية الأثر ص 102 ؛ وقع بين عليٍّ وعثمان كلام ، فقال عثمان : ما أصنع بكم إن كانت قريش لا تحبّكم ! وقد قتلتم منهم يوم بدر سبعين ...: شرح نهج البلاغة ج 9 ص 22 . 14 . واجتمع المهاجرون يتشاورن فقالوا: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار: الشمائل المحمّدية للترمذي
ص 206. 15 . ولم يحضر دفنَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أكثر الناس ؛ لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة: الإرشاد ج 1 ص 189 ، بحار الأنوار ج 22 ص 519 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 444 . 16 . «وصلِّ علَيَّ أوّلَ الناس ، ولا تفارقني حتّى تواريني في رَمْسي ، واستعن باللّه تعالى...: الإرشاد ج 1 ص 186 ، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203 ، إعلام الورى ج 1 ص 267. 17 . إنّي أدفن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في البقعة التي قُبض فيها: فقه الرضا ص 189 ، جواهر الكلام ج 12 ص 103 ، كفاية الأثر ص 126 ، بحار الأنوار ج 22 ص 517. 18 . ثمّ قام على الباب فصلّى عليه، ثمّ أمر الناس عشرةً عشرةً يصلّون عليه ثمّ يخرجون: مستدرك الوسائل ج 2 ص 260 ، غاية المرام ج 2 ص 240 ، بحار الأنوار ج 22 ص 517. 19 . إذ جاء مَعن بن عَدي وعُوَيم بن ساعدة فقالا... باب فتنة ، إن لم يغلقه اللّه بك فلن يُغلَق أبداً... هذا سعد بن عُبادة الأنصاري في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يبايعوه...: بحار الأنوار ج 28 ص 332. 20 . فأخذ بيده فقال: قم ، فقال أبو بكر: أين نبرح حتّى نواري رسول اللّه؟ إنّي عنك مشغول ، فقال عمر: لا بدّ من قيام ، وسنرجع إن شاء اللّه. فقام أبو بكر معه...: السقيفة وفدك ص 57 ، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 7 ؛ وتخلّفت عنّا الأنصار بأجمعها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت
له: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا... حتّى جئناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمّل...: مسند أحمد ج 1 ص 56 ، صحيح ابن حِبّان ج 2 ص 148 ؛ قال عمر: فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤاء الأنصار حتّى ننظر ما هم عليه: السيرة النبويّة لابن هشام ج 4 ص 1071 ؛ لمّا توفّي النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار...: صحيح البخاري ج 5 ص 20 ، فتح الباري ج 7 ص 23 ، عمدة القاري ج 17 ص 118. 21 . وأنتم يا معشر الأنصار ! مَن لا يُنكَر فضلُهم في الدين ، ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام ، رضيكم اللّه أنصارا لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته ، وفيكم جلّة أزواجه وأصحابه ، فليس بعد المهاجرين الأوّلين عندنا أحد بمنزلتكم ، فنحن الأُمراء، وأنتم الوزراء ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12 و 13 عن أبي عَمرة الأنصاري ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21 نحوه ؛ ثمّ تكلّم أبو بكر فتكلّم أبلغ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأُمراء وأنتم الوزراء ...:صحيح البخارى¨ ج 3 ص 1341 ح 3467 ، الطبقات الكبرى ج 2 ص 269 ؛ نحن أولياء النبيّ وعشيرته وأحقّ الناس بأمره، ولا نُنازَع في ذلك، وأنتم لكم حقّ السابقة والنصرة، فنحن الأُمراء وأنتم الوزراء...: تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 64 ؛ ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل، ولن نعرف هذا الأمر إلاّ لهذا الحيّ من قريش، هم أوساط العرب نسباً
وداراً...: عمدة القاري ج 24 ص 8 ، كنز العمّال ج 5 ص 646. 22 . «عليّ أخي في الدنيا والآخرة»: الجامع الصغير ج 2 ص 176 ، كنز العمّال ج 11 ص 607 ، سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 297 ، ينابيع المودّة ج 1 ص 242 و ج 2 ص 77 ، و 96 و 289 ، الأمالي للطوسي ص 137 ، بحار الأنوار ج 18 ص 400 ؛ «يا عليّ، أنت أخي في الدنيا والآخرة» : المستدرك للحاكم ج 3 ص 14 ، تاريخ بغداد ج 12 ص 263 ، تفسير فرات الكوفي ص 366 ، تاريخ دمشق ج 42 ص 53 ، ينابيع المودّة ج 1 ص 179 ،الخصال ص 429 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 264 ، كشف الغمّة ج 1 ص 299. 23 . فقام الحبّاب بن المنذر بن الجُموح فقال : يا معشر الأنصار ! إملكوا عليكم أمركم ؛ فإنّ الناس في فيئكم وفي ظلّكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولن يصدر الناس إلاّ عن رأيكم ، أنتم أهل العزّ والثروة ، وأولو العدد والمنعة والتجربة، ذوو البأس والنجدة ، وإنّما ينظر الناس إلى ما تصنعون ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12 و 13 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21 ؛ يا معشر الأنصار، أمسكوا على أيديكم ولا تسمعوامقالة هذا الجاهل وأصحابه فيذهب بنصيبكم من هذا الأمر، فأنتم واللّه ِ أحقّ به منهم...: الاحتجاج ج 1 ص 91. 24 . فلمّا رأى بشير بن سعد الخزرجي ما
اجتمعت عليه الأنصار من أمر سعد بن عبد اللّه وكان حاسداً له وكان من سادة الخزرج، قام فقال: أيّها الأنصار، إنّا وإن كنّا ذوي سابقة، فإنّا لم نرد بجهادنا وإسلامنا إلاّ رضى ربّنا وطاعة نبيّنا...: شرح نهج البلاغة ج 6 ص 9 ، بحار الأنوار ج 28 ص 345. 25 . فقام زيد بن ثابت فقال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كان من المهاجرين وكنّا أنصار رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فنحن أنصار من يقوم مقامه...: مجمع الزوائد ج 5 ص 183 ، فتح الباري ج 7 ص 24 ، المعجم الكبير ج 5 ص 115 ، كنز العمّال ج 5 ص 654 ، سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 258 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 481. 26 . فقال أبو بكر: جزاكم اللّه خيراً من حيّ _ يا معشر الأنصار _ وثبّت قائلكم...: نفس المصادر السابقة. 27 . فقلت والجمع يسمعون: ألا أكبرنا سنّاً وأكثرنا ليناً: بحار الأنوار ج 30 ص 291 . 28 . فهلمّوا إلى عمر فبايِعُوه ، فقالوا: لا ، فقال عمر: فلِمَ ؟ فقالوا: نخاف الإثرة...: كنز العمّال ج 5 ص 652 ؛ فقال أبو بكر : هذا عمر وهذا أبو عبيدة ، فأيّهما شئتم فبايعوا ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12 و 13 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 21. 29 . فمن ذا ينبغي له أن يتقدّمك أو يتولّى هذا الأمر عليك ، ابسط يدك نبايعك : تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 1312 . 30 . فكثر اللّغط وارتفعت الأصوات ، حتّى فرقتُ
من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعتُه وبايعه المهاجرون ثمّ بايعته الأنصار ...: صحيح البخاري ج 6 ص 2505 ، مسند أحمد ج 1 ص123 ، صحيح ابن حبّان ج 2 ص 148 و ص 155 ، تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 205 ، السيرة النبويّة لابن هشام ج 4 ص 308 ، تاريخ دمشق ج 30 ص 281 و ص 284 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 11 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 23 ، أنساب الأشراف ج2 ص 265 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 4 ص 487 . 31 . فلمّا ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12. 32 . فناداه الحبّاب بن المنذر : يا بشير بن سعد ! عَقّتكَ عِقاقٌ ، ما أحوجك إلى ما صنعت ، أَنَفِستَ على ابن عمّك الإمارة ؟ ! فقال : لا واللّه ، ولكنّي كرهت أن أنازع قوما حقّا جعله اللّه لهم ...: الإمامة والسياسة ج 1 ص 21 . 33 . ولمّا رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد ، وما تدعو إليه قريش ، وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عُبادة، قال بعضهم لبعض _ وفيهم أُسَيد بن حُضَير وكان أحد النقباء _ : واللّه لئن وليتها الخزرج عليكم مرّةً، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ، ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا ، فقوموا فبايعوا أبا بكر . فقاموا إليه فبايعوه ، فانكسر على سعد بن عُبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له
من أمرهم : تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 218 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 12. 34 . وكانت الأوس والخزرج _ ابنا حارثة بن ثعلبة _ أهل عزّ ومنعة في بلادهم، حتّى كانت بينهم الحروب التي أفنتهم في أيّامٍ لهم مشهورة ... يوم بِعاث: تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 37 . 35 . فقتلوه، فوقعت الحرب بين الأوس والخزرج، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وكان الظفر يومئذٍ للخزرج : البداية والنهاية ج 3 ص 190 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 186 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 2 ص 188. 36 . عمر هو الّذي شدّ بيعة أبي بكر ووقم المخالفين فيها ، فكسر سيف الزبير لمّا جرّده ، ودفع في صدر المقداد ، ووطئ في السقيفة سعد بن عُبادة ، وقال : اقتلوا سعدا ، قتل اللّه سعدا ...: شرح نهج البلاغة ج 1 ص 174 . 37 . ثمّ قام على رأسه فقال: لقد هممت أن أطأك حتّى تندُرَ عضُدُك: بحار الأنوار ج 28 ص 336. 38 . المصدر السابق . 39 . فقال عمر: اقتلوه قتله اللّه! وتماسكا، فقال أبو بكر: مهلاً يا عمر ، الرفق هنا أبلغ. فأعرض عنه عمر...: تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 64 ، تاريخ الطبري ج 2 ص 459 ، الشافي في الإمامة ج 3 ص 190. 40 . أما واللّه لو أرى من قوّةٍ ما أقوى بها على النهوض، لسمعتم منّي بأقطارها وسككها زئيراً يحجُرُك وأصحابَك....: بحار الأنوار ج 28 ص 336. 41 . فقال له بشير بن سعد: إنّه قد لجّ وأبى ، فليس يبايعكم حتّى يُقتل ، وليس بمقتول حتّى
يُقتل معه ولده وأهل بيته...: بحار الأنوار ج 28 ص 336 ؛ فلم يزل مخالفاً لأبي بكر وعمر ، ممتنعاً عن بيعتهما...: الإفصاح ص 84 . 42 . إنّ أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبيّ، وكانا في الأنصار، فدُفن قبل أن يرجعا...: المصنّف لابن أبي شيبة ج 8 ص 52 ، كنز العمّال ج 5 ص 652. 43 . العنكبوت : 2 . 44 . جاء رجل إلى أمير المؤنين عليه السلام وهو يسوّي قبر رسول اللّه بمسحاةٍ في يده، فقال له: إنّ القوم قد بايعوا أبا بكر... قال: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ » : الإرشاد ج 1 ص 189 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 149 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 430. 45 . إنّ أبا سفيان جاء إلى عليّ فقال : يا عليّ، بايعوا رجلاً أذلَّ قريشٍ قبيلةً، واللّه لئن شئت لنصدّ عنها أقطارها...: كنز العمّال ج 5 ص 654 ؛ قال أبو سفيان لعليّ: ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش؟ واللّه لئن شئت لأملأنّها عليه خيلاً ورجالاً ! قال : فقال عليّ : يا أبا سفيان، طالما عاديتَ الإسلام...: تاريخ الطبري ج 2 ص 450. 46 . قال : أ رضيتم يا بني عبد مَناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم ؟ وقال لعليّ بن أبي طالب : أُمددْ يدك أُبايعك ، وعليٌّ معه قصيّ . وقال : بني هاشم لا تُطمعوا الناسَ فيكمُ ولا سيّما تيمَ بنَ مَرّةَ أو عَدِ¨فما الأمر إلاّ فيكمُ وإليكمُ وليس لها إلاّ أبو حسنٍ عليأبا حسن فاشدُدْ بها كفَّ حازمٍ فإنّك بالأمر الّذي يُرتجى
ملي
وكان خالد بن سعيد غائبا ، فقدم فأتى عليّا فقال : هلمّ أُبايعك ، فواللّه ما في الناس أحد أولى بمقام محمّد منك : الإمامة والسياسة ج 1 ص 30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 ح 38 . 47 . «إرجعْ يا أبا سفيان ، فواللّه ما تريد اللّه بما تقول، وما زلت تكيد الإسلام وأهله...»: بحار الأنوار ج 22 ص 520. 48 . «فإنّ هؤلاء خيّروني أن يأخذوا ما ليس لهم ، أو أُقاتلهم وأُفرّق أمر المسلمين» : الشافي فى الإمامة ج 3 ص 243 ، الصراط المستقيم ج 3 ص 111 بحار الأنوار ج 28 ص 392 ؛ «وأيم اللّه، فلولا مخافة الفُرقة بين المسلمين أن يعودوا إلى الكفر، لكنّا غيّرنا ذلك ما استطعنا» : الأمالي للمفيد ص 155 ح 6 ؛ «إنّ هؤلاء خيّروني أن يظلموني حقّي وأُبايعهم ، أو ارتدّت الناسُ حتّى بلغت الردّة أُحدا ! فاخترت أن أُظلم حقّي وإن فعلوا ما فعلوا» : بحار الأنوار ج 28 ص 392 ؛«فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا ...»: الطرائف ص 411 ، المناقب للخوارزمي ص 313 ، فرائد السمطين ج 1 ص 320 ؛ «وتخوّفا عليهم أن يرتدّوا عن الإسلام فيعبدوا الأوثان ، ولا يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ...»: الكافي ج 8 ص 295 ، علل الشرائع ص 149 ، الأمالي للطوسي ص 230. 49 . فإذا بقومٍ قد أقبلوا وهم يعترضون كلّ من رأوه فيقدّمونه يبايع ، شاء ذلك أم أبى : الهجوم على بيت فاطمة ص 82 نقلا من مثالب النواصب ص 130. 50 . واجتمعت بنو أُميّة إلى
عثمان بن عفّان ، واجتمعت بنو زهرة إلى سعد وعبد الرحمن ...: شرح نهج البلاغة ج 6 ص 11 ، بحار الأنوار ج 28 ص 347 ح 60 . 51 . لمّا استُخلف أبو بكر قال أبو سفيان : ما لَنا ولأبي فصيل، إنّما هي بنو عبد مناف، قال: فقيل له: إنّه قد ولّى ابنَك ، قال : وصلَتْه رَحِم: تاريخ الطبري ج 2 ص 449 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 430 ؛ لمّا اجتمع الناس على بيعة أبي بكر، أقبل أبو سفيان وهو يقول: واللّه إنّي لأرى عجاجة لا يطفئها إلاّ دم ! يا آل عبد مناف، فيما أبو بكر مِن أُموركم ؟ أين المستضعفان ؟ أين الأذلاّن ؟...: نفس المصدرين. 52 . فأقبل عمر إليهم وأبو عبيدة، فقال : ما لي أراكم ملتاثين ؟ قوموا فبايعوا أبا بكر ؛ فقد بايع له الناس ، وبايعه الأنصار : شرح نهج البلاغة ج 6 ص 11 ، بحار الأنوار ج 28 ص 347 ح 60 . 53 . فقام عثمان ومن معه ، وقام سعد وعبد الرحمن ومن معهما فبايعوا أبا بكر ...: السقيفة وفدك ص 62، الإمامة والسياسة ج 1 ص 18 ، الاحتجاج ج 1 ص 94. 54 . خطبهم أبو بكر، قال: إنّي لأرجو أن تشبعوا من الجبن والزيت...: كنز العمّال ج 5 ص 640. 55 . قسم قَسَمه أبو بكر للنساء، فقالت: أتراشوني عن ديني ؟... واللّه لا آخذ منه شيئاً أبداً...: كنز العمّال ج 5 ص 606 ، الطبقات الكبرى ج 3 ص 182 ، تاريخ دمشق ج 30 ص 276. 56 . قيل لأبي بكر: يا خليفة اللّه
، فقال: لستُ خليفه اللّه ، ولكنّي خليفة رسول اللّه، وأنا راضٍ بذلك...: كنز العمّال ج 5 ص 589 ، حواشي الشيرواني ج 9 ص 75 ، تفسير القرطبي ج 14 ص 455 ، الطبقات الكبرى ج 3 ص 183. 57 . لمّا أبطأ الناس عن أبي بكر، قال: مَن أحقّ بهذا الأمر منّي ؟ ألست أوّل من صلّى ...: كنز العمّال ج 5 ص 590 ، الطبقات الكبرى ج 3 ص 182 . 58 . أوّل من صلّى مع النبيّ عليّ : سنن الترمذي ج 5 ص 395 ، معرفة السنن والآثار ج 5 ص 39 ، نصب الراية ج 4 ص 356 ، الطبقات الكبرى ج 3 ص 21 ، تاريخ دمشق ج 42 ص 26 ، تاريخ الطبري ج 2 ص 55 ، البداية والنهاية ج 3 ص 36. 59 . مكث الإسلام سبع سنين ليس فيه إلاّ ثلاثة : رسول اللّه وخديجة وعليّ : شرح الأخبار ج 1 ص 178 ، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 291 ، بحار الأنوار ج 38 ص 231 . 60 . إنّ عمر احتزم بإزاره، وجعل يطوف بالمدينة وينادي: إنّ أبا بكر قد بويع له ، فهلمّوا إلى البيعة، فينثال الناس فيبايعون . فعَرَف أنّ جماعةً في بيوتٍ مستترون، فكان يقصدهم في جمع فيكبسهم ويحضرهم في المسجد فيبايعون...: الاحتجاج ج 1 ص 105 ، بحار الأنوار ج 11 ص 555 ؛ رأيت عمر بن الخطّاب وبيده عسيب نخل وهو يقول: اسمعوا لخليفة رسول اللّه: مجمع الزوائد ج 5 ص 184 ، وراجع مسند أحمد ج 1 ص 37 ، كنز العمّال ج 5
ص 658. 61 . قال له عمر: يا هذا ، ليس في يديك شيء منه ما لم يبايعك عليّ، فابعث إليه حتّى يأتيك، فإنّما هؤاء رعاع...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 66 ، بحار الأنوار ج 28 ص 227 ، موسوعة شهادة المعصومين ج 1 ص 162. 62 . فبعث إليه قنفذاً فقال له: اذهب فقل لعليّ: أجب خليفة رسول اللّه : نفس المصادر. 63 . وكان رجلاً فظّاً غليظاً جافياً من الطلقاء .: الاحتجاج ج 1 ص 108 ؛ كان قنفذ من أشراف قريش : المستدرك للحاكم ج 3 ص 479 . 64 . فذهب قنفذ، فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لي: ما خلّف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أحداً غيري ، لَسريعَ ما كذَبتم على رسول اللّه!...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 66 ، بحار الأنوار ج 28 ص 22 ؛ ما أسرع ما كذَبتم على رسول اللّه وارتددتم ، واللّه ِ ما استخلف رسولُ اللّه غيري ، فارجع يا قنفذ فإنّما أنت رسول فقل له: قال لك عليّ: واللّه ما استخلف رسول اللّه، وإنّك تعلم مَن خليفه اللّه»: كتاب سليم بن قيس ص 385 _ 386 ، الاحتجاج ج 1 ص 107 ، بحار الأنوار ج 28 ص 298 ، تفسير الآلوسي ج 3 ص 124. 65 . فوثب عمر غضبان فقال: واللّه إنّي لعارف بسخفه وضعف رأيه، وأنّه لا يستقيم لنا أمر حتّى نقتله ، فخلِّني آتك برأسه...: كتاب سليم بن قيس ص 386 ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ج 10 ص 180. 66 . فقال أبو بكر: اجلس ، فأبى، فأقسم عليه فجلس: كتاب سليم بن قيس ص 384
، بحار الأنوار ج 28 ص 298. 67 . يا قنفذ، انطلق إليه فقل له: أجِبْ أبابكر . فأقبل قنفذ فقال: يا عليّ، أجب أبا بكر... كتاب سليم بن قيس ص 386 ، بحار الأنوار ج 28 ص 298 ؛ ارجع إليه فقل: أجب؛ فإنّ الناس قد أجمعوا على بيعتهم إيّاه، وهؤاء المهاجرون والأنصار يبايعونه وقريش، وإنّما أنت رجل من المسلمين، لك ما لهم وعليك ما عليهم . وذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 66 ، بحار الأنوار ج 28 ص 227. 68 . «إنّ رسول اللّه أوصاني إذا واريتُه في حفرته أن لا أَخرج من بيتي حتّى أؤّف كتاب اللّه، فإنّه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 66 ، بحار الأنوار ج 28 ص 227. 69 . أيّها الناس، إنّي لم أزل منذ قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم مشغولاً بغُسله، ثمّ بالقرآن حتّى جمعتُه في هذا الثوب الواحد، فلم يُنزِل اللّه على رسوله آيةً منه إلاّ وقد جمعتها، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وعلّمني تأويلها...: الاحتجاج ج 1 ص 107 ، بحار الأنوار ج 28 ص 265 و ج 89 ص 40 ، غاية المرام ج 5 ص 316. 70 . فقال عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه...: نفس المصادر السابقة. 71 . فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجرّاح والمُغيرة حتّى دخلوا على العبّاس ليلاً ، فحمد أبو بكر اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ اللّه بعث محمّدا نبيّا ، وللمؤمنين وليّا ، فمنّ عليهم بكونه بين أظهرهم ، حتّى اختار
له ما عنده ، فخلّى على الناس أُمورا ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين ، فاختاروني عليهم واليا ، ولأُمورهم راعيا ، فوُلّيت ذلك ، وما أخاف بعون اللّه وتسديده وهنا ولا حيرةً ولا جبنا ، وما توفيقي إلاّ باللّه ، عليه توكّلت وإليه أُنيب ...: تاريخ اليعقوبى¨ ج 2 ص 124 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 32، وراجع شرح نهج البلاغة ج 2 ص 21 . 72 . فقال عمر بن الخطّاب : إي واللّه ، وأُخرى : إنّا لم نأتكم لحاجة إليكم ، ولكن كرها أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم : تاريخ اليعقوبي ج2 ص 124. 73 . فحَمِد العبّاس اللّه وأثنى عليه وقال : إنّ اللّه بعث محمّدا _ كما وصفتَ _ نبيّا ، وللمؤمنين وليّا ، فمنّ على أُمّته به ، حتّى قبضه اللّه إليه ، واختار له ما عنده ، فخلّى على المسلمين أُمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحقّ ، لا مائلين بزيغ الهوى ، فإن كنتَ برسول اللّه فحقَّنا أخذتَ ، وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم ، فما تقدّمنا في أمرك فرضا ، ولا حللنا وسطا ، ولا برحنا سخطا ، وإن كان هذا الأمر إنّما وجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إذ كنّا كارهين ...: تاريخ اليعقوبى¨ ج 2 ص 124 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 32 _ 33، وراجع شرح نهج البلاغة ج 2 ص 21 . 74 . أتى عمر بن الخطّاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 202 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 56
؛ بلغ أبا بكر وعمر أنّ جماعةً من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع عليّ بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول اللّه ، فأتوا في جماعة حتّى هجموا على الدار ...: الإمامة والسياسة ج 1 ص30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 ح 38 ؛ إنّ أبا بكر تفقّد قوما تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم اللّه وجهه ، فبعث إليهم عمرَ ...: نفس المصدرين . 75 . عن أبي بكر _ قبيل موته _ : ما آسى إلاّ على ثلاث خصال صنعتُها ليتَني لم أكن صنعتها ... وليتني لم أُفتّش بيت فاطمة بنت رسول اللّه وأدخله الرجال ولو كان أُغلق على حرب : تاريخ اليعقوبى¨ ج 2 ص 137 ، الخصال ص 171 ح 228 ، تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 430 ، تاريخ الإسلام ج 3 ص 117 ، الأموال ص 144 ح 353 وفيه «وددتُ أنّي لم أكن فعلت كذا وكذا لخلّة ذكرها» بدل «لم أُفتّش بيت فاطمة . . . الحرب» ، العقد الفريد ج 3 ص 279 ، تاريخ دمشق ج 30 ص 418و 419 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 46 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 36. 76 . وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة ، منهم: أُسيد بن حُضير ، وسلمة بن أسلم ...: شرح نهج البلاغة ج 6 ص 11 ، بحار الأنوار ج 28 ص 347 ح 60 . 77 . أتى عمر بن الخطّاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 202 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 56 ؛ وأقبل المقداد وسلمان وأبو
ذرّ وعمّار وبُريدة السُّلَمي حتّى دخلوا الدار أعواناً لعليّ، حتّى كادت تقع فتنة!..: كتاب سليم بن قيس ص 387 ، بحار الأنوار ج 28 ص 299. 78 . فجاء عمر ومعه قبس ، فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطّاب ! أتراك محرّقا علَيَّ بابي ؟ ! قال : نعم ! وذلك أقوى فيما جاء به أبوكِ: أنساب الأشراف ج 2 ص 268 ، بحار الأنوار ج 28 ص 389 ؛ فقال : واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 202 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 56 ؛ فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والّذي نفس عمر بيده ، لتَخرجُنّ أو لأحرقنّها على مَن فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ،إنّ فيها فاطمة ! فقال : وإن !: الإمامة والسياسة ج 1 ص 30 ، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 ح 38 ، بحار الأنوار ج 28 ص 356. 79 . وألقى عليه عيّاش كساءً له حتّى احتضنه وانتزع السيف من يده: الشافي 4: 173، المصابيح للسيّد أحمد بن إبراهيم الحسني 4: 171؛ أقبل الزبير مخترطاً سيفه... وشدّ على عمر ليضربه بالسيف، فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت قفاه وسقط السيف من يده...: بحار الأنوار ج 28 ص 229 ، الاختصاص ص 189 ، غاية المرام ج 5 ص 338. 80 . فانتزع السيف من يده، فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره...: الاحتجاج ج 1 ص 95 ، بحار الأنوار ج 28 ص 184 ؛ فقصد به حجراً فكسره: الشافي ج 4
ص 173، المصابيح للسيّد أحمد بن إبراهيم الحسني ج 4 ص 171. 81 . وأيم اللّه، ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤاء النفر عندك أن آمر بهم أن يُحرَّق عليهم الباب: المصنّف للصنعاني ج 8 ص 572 ، موسوعة شهادة المعصومين ج 1 ص 160. 82 . فخرجوا وخرج من كان في الدار ، وأقام القوم أيّاما ، ثمّ جعل الواحد بعد الواحد يبايع ...: تاريخ اليعقوبى¨ ج 2 ص 126 . 83 . ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتّى أتوا باب فاطمة ، فدقّوا الباب ...: الإمامة والسياسة ج 1 ص 30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 ؛ حتّى إذا مضى أيّام أقبل في جمع كثير إلى منزل عليّ عليه السلامفطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب...: الاحتجاج ج 1 ص 105 ، بحار الأنوار ج 28 ص 204. 84 . فدقّوا الباب ، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبتِ يا رسول اللّه ! ماذا لَقِينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحّافة ! : الاحتجاج ج 1 ص 207 . 85 . فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تتصدّع وأكبادهم تتفطّر، وبقيَ عمر ومعه قوم: الإمامة والسياسة ج 2 ص 19. 86 . فخرجت فاطمة عليهاالسلام فقالت : واللّه لتخرجنّ أو لأكشفنّ شعري وأعجّنّ إلى اللّه ...: تاريخ اليعقوبى¨ ج 2 ص 126 ؛ فخرجت فاطمة عليهاالسلام فقالت: يا أبا بكر، أتريد أن ترمّلني من زوجي ؟ واللّه لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ولأشقّنّ جيبي ولآتينّ قبر أبي ولأصيحنّ إلى ربّي . فأخذت بيد الحسن والحسين عليهماالسلام وخرجت تريد قبر النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم...: تفسير العيّاشي ج 2
ص 67 ، بحار الأنوار ج 28 ص 227 ؛ لئن لم تخلّوا لأنشرنّ شعري ولأضعنّ قميص رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على رأسي ولأصرخنّ إلى اللّه: خاتمة المستدرك ج 3 ص 288 ، المسترشد ص 387 ، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 118. 87 . فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال: لا أُكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه...: الإمامة والسياسة ج 1 ص 19 ، الغدير ج 5 ص 373 ، بحار الأنوار ج 28 ص 357. 88 . فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على دابّة ليلاً في مجالس الأنصار ؛ تسألهم النُّصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول اللّه ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أنّ زوجكِ وابن عمّك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فيقول عليّ كرّم اللّه وجهه : أفكنتُ أدَعُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في بيته لم أدفنه ، وأخرج أُنازع الناس سلطانه ؟ ! فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما اللّه حسيبهم وطالبهم: الإمامة والسياسة ج 1 ص 29 ، شرح نهج البلاغة ج6 ص 13. 89 . فَأْتوني غداً محلّقين...: بحار الأنوار ج 28 ص 259. 90 . فأمّا الذي لم يتغيّر منذ قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حتّى فارق الدنيا طرفة عين، فالمقداد بن الأسود، لم يزل قائماً قابضاً على قائم السيف، عيناه في عيني أمير المؤنين عليه السلام ينتظر متى يأمره فيمضي: الاختصاص ص 9 ، بحار الأنوار ج 28 ص 260 ؛ كان المقداد أعظم الناس إيماناً تلك الساعة : الاختصاص ص 11 ، معجم رجال الحديث ج
19 ص 346. 91 . فلمّا كان الليل حمل عليّ فاطمة على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين، فلم يدع أحداً من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمإلاّ أتاه في منزله، فناشدهم اللّه ودعاهم إلى نصرته... فلم يُوافِ منهم أحدٌ إلاّ أربعة، فإنّا حلقنا رؤسنا وبذلنا نصرتنا: كتاب سليم بن قيس ص 146 ، الاحتجاج ج 1 ص 107. 92 . فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنّه لم يبق أحد وقد بايع غيره...: كتاب سليم بن قيس ص 149 ، الاحتجاج ج 1 ص 108 ، بحار الأنوار ج 28 ص 268 ، غاية المرام ج 5 ص 317. 93 . أُخرجْ يا عليّ إلى ما أجمع عليه المسلمون، وإلاّ قتلناك: مختصر بصائر الدرجات ص 192 ، الهداية الكبرى ص 406 ، بحار الأنوار ج 53 ص 18 ؛ إن لم تخرج يا بن أبي طالب وتدخل مع الناس لأحرقنّ البيت بمن فيه: الهجوم على بيت فاطمة ص 115 ؛ واللّه لتخرجنّ إلى البيعة ولتبايعنّ خليفة رسول اللّه، وإلاّ أضرمت عليك النار...: كتاب سليم بن قيس ص 150 ، بحار الأنوار ج 28 ص 269. 94 . فجاء عمر ومعه قبس ، فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطّاب ! أ تراك محرّقا علَيّ بابي ؟ ! قال : نعم ! وذلك أقوى فيما جاء به أبوكِ: أنساب الأشراف ج 2 ص 268 ، بحار الأنوار ج28 ص 389 . 95 . ويحكَ يا عمر ! ما هذه الجرأة على اللّه وعلى رسوله؟! أتريد أن تقطع نسله من الدنيا وتطفئ نور اللّه ؟!...: الهداية الكبرى ص 407 ،
بحار الأنوار ج 53 ص 18 . 96 . كفى يا فاطمة ! فليس محمّد حاضراً ولا الملائكه آتية بالأمر والنهى والزجر من عند اللّه ، وما عليّ إلاّ كأحد من المسلمين ، فاختاري إن شئتِ خروجَه لبيعة أبي بكر، أو إحراقَكم جميعاً!..: الهداية الكبرى ص 407 ؛ فقالت فاطمة : يابن الخطّاب ! أ تراك محرّقا علَيَّ بابي ؟ ! : أنساب الأشراف ج 2 ص 268 ، بحار الأنوار ج 28 ص 389 ؛ فقال : واللّه لأُحرقنّ عليكم أو لتخرجُنّ إلى البيعة ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 202 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 56 ؛ فجاء فناداهم وهم في دارعليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والّذي نفس عمر بيده ، لتخرجُنّ أو لأُحرقنّها على مَن فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن ! !: الإمامة والسياسة ج 1 ص 30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 ح 38 ، بحار الأنوار ج 28 ص 356. 97 . فقالت وهي باكية: اللّهمّ إليك نشكو فقد نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتدادَ أُمّته علينا ...: بحار الأنوار ج 53 ص 19. 98 . قال سلمان: فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون ، ما فيهم إلاّ باكٍ، غير عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة ، وعمر يقول: إنّا لسنا من النساء ومن رأيهنّ في شيء: كتاب سليم بن قيس ص 152 ، بحار الأنوار ج 28 ص 270 ، غاية المرام ج 5 ص 317. 99 . لمّا حضرت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الوفاة، دعا الأنصار وقال: يا معشر الأنصار،
قد حان الفراق ، وقد دُعيت وأنا مجيب الداعي... احفظوني معاشر الأنصار فيأهل بيتي... فالعملُ الصالح طاعةُ الإمام وليِّ الأمر والتمسّكُ بحبله . أيّها الناس، أفهمتم ؟ اللّه َ اللّه َ في أهل بيتي ، مصابيح الظُّلَم ، ومعادن العلم ، وينابيع الحِكم ، ومستقرّ الملائكة... ألا إنّ فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه...: بحار الأنوار ج 22 ص 476. 100 . يا عمر، أما تتّقي اللّه عزّ وجلّ ؟! تدخل بيتي وتهجم على داري ...: كتاب سليم بن قيس ص 386 ، بحار الأنوار ج 28 ص 229 . 101 . فقال : واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجُنّ إلى البيعة ...: تاريخ الطبرى¨ ج 3 ص 202 ، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 56 ؛ والّذي نفس عمر بيده ، لتخرجنّ أو لأحرقنّها على مَن فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ! فقال : وإن ! !: الإمامة والسياسة ج 1 ص30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207. 102 . فرأتهم فاطمة وأغلقت الباب في وجوههم: تفسير العيّاشي ج 2 ص 67 ، بحار الأنوار ج 28 ص 227 ، موسوعة شهادة المعصومين ج 1 ص 163. 103 . وقلت لخالد بن الوليد: أنت ورجالك هلمّوا في جمع الحطب...: بحار الأنوار ج 28 ص 293 ، بيت الأحزان ص 120. 104 . كنتُ ممّن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع عليّ وأصحابه عن البيعة: بحار الأنوار ج 28 ص 339. 105 . فأمر بحطب فجُعل حوالَي بيته...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 308 ، بحار الأنوار ج 28 ص 231.
106 . فجاء عمر ومعه قبس ، فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يابن الخطّاب ! أ تراك محرّقا علَيّ بابي ؟ ! قال : نعم ! : أنساب الأشراف ج 2 ص 268 ، بحار الأنوار ج 28 ص 389 . 107 . فقال عمر بن الخطّاب: اضرموا عليهم البيت ناراً...: الأمالى¨ للمفيد ص 49 ، بحار الأنوار ج 28 ص 231 ؛ وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها. وما كان في الدار غير عليّ والحسن والحسين: الملل والنحل ج 1 ص 57. 108 . الأحزاب : 33 . 109 . فخشي أن يجمع عليٌّ الناس، فأمر بحطبٍ فجُعل حوالَي بيته...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 308 ، بحار الأنوار ج 28 ص 231. 110 . والذي نفس عمر بيده، لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ! قال: وإن ! : الغدير ج 5 ص 372 ، الإمامة والسياسة ج 1 ص 19. 111 . لمّا وُلّي أبو بكر ولّى عمرَ القضاء، وولّى أبا عبيدة المال: كنز العمّال ج 5 ص 640 ، وراجع فتح الباري ج 12 ص 108 ، الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج 2 ص 166 ، فيض لقدير ج 2 ص 126. 112 . فضرب عمر الباب برجله فكسره، وكان من سعف، ثمّ دخلوا، فأخرجوا عليّاً عليه السلام مُلبَّبا...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 67 ، بحار الأنوار ج 28 ص 227 . 113 . عصر عمرُ فاطمةَ بين الحائط والباب عصرةً شديدةً قاسية، حتّى أسقطت جنينها. ونبت مسمار الباب في صدرها وسقطت مريضة عليلة حتّى فارقت الحياة: مؤمر
علماء بغداد ص 181. 114 . صفَعَها عمر على خدّها حتّى أبرى قرطها تحت خمارها فانتثر...: الهداية الكبرى ص 407. 115 . وهي تجهر بالبكاء وتقول: يا أبتاه، يا رسول اللّه ، إبنتك فاطمة تُضرَب!!..: الهداية الكبرى ص 407 ؛ وقالت: يا أبتاه يا رسول اللّه، هكذا كان يُفعل بحبيبتك وابنتك...: بحار الأنوار ج 30 ص 294 . 116 . في علّة شدّة بغض الوليد عليّا عليه السلام : إنّ عليّا عليه السلام قتل أباه الحقيقي عُقبة بن أبي مُعَيط صبرا يوم بدر : شرح نهج البلاغة ج 2 ص 8 . 117 . وسلّ السيف ليضرب فاطمة، فحمل عليه عليٌّ بسيفه فأقسم على عليّ عليه السلام فكفّ...: كتاب سليم بن قيس ص 387. 118 . وقد ضربت يديها إلى ناصيتها لتكشف عنها وتستغيث باللّه العظيم ما نزل بها، فسبل عليّ على ملاته وقال لها: يا بنت رسول اللّه، إنّ اللّه بعث أباك رحمةً للعالمين، وأيم اللّه، لئن كشفت عن ناصيتك سائلة إلى ربّك ليُهلك هذا الخلق لأجابك حتّى لا يُبقيَ على الأرض منهم بشراً...: بحار الأنوار ج 28 ص 294. 119 . فإنّ هؤلاء خيّروني أن يأخذوا ما ليس لهم ، أو أُقاتلهم وأُفرّق أمر المسلمين : الشافي في الإمامة ج 3 ص 243 ، الصراط المستقيم ج 3 ص 111، بحار الأنوار ج 28 ص 392 ؛ وأيم اللّه، فلولا مخافة الفُرقة بين المسلمين أن يعودوا إلى الكفر، لكنّا غيّرنا ذلك ما استطعنا : الأمالي للمفيد ص 155 ح 6 ؛ إنّ هؤلاء خيّروني أن يظلموني حقّي وأُبايعهم ، أو ارتدّت الناس حتّى بلغت الردّة أُحدا ! فاخترت أن أُظلم حقّي وإن فعلوا ما فعلوا :
بحار الأنوار ج 28 ص 392 ؛ فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا ...: الطرائف ص 411 ، المناقب للخوارزمي ص 313 ، فرائد السمطين ج 1 ص 320 ؛ وتخوّفا عليهم أن يرتدّوا عن الإسلام فيعبدوا الأوثان ، ولا يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ...: الكافي ج 8 ص 295 ، علل الشرائع ص 149 ، الأمالي للطوسي ص 230. 120 . فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه، فألقَوا في عنقه حبلاً: كتاب سليم بن قيس ص 151 ، بحار الأنوار ج 28 ص 270 ؛ فسبقوه إليه، فتناول البعض سيوفهم فكثروا عليه فضبطوه، وألقوا في عنقه حبلاً أسود...: الاحتجاج ص 109 ، ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى المسجد...: بيت الأحزان ص 117 ، موسوعة شهادة المعصومين ج 1 ص 168. 121 . وحالت فاطمة عليهاالسلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط على عضدها، فبقي أثره من ذلك مثل الدملوج من ضرب قنفذ...: الاحتجاج ص 109 ، وراجع بحار الأنوار ج 28 ص 283. 122 . فأرسل إليه الثالثة رجلاً يقال له قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم تحول بينه وبين عليّ، فضربها: تفسير العيّاشي ج 2 ص 307 ، بحار الأنوار ج 28 ص 231 ؛ وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولي عمر لكزها بنعل السيف بأمره: دلائل الإمامة ص 134 ، ذخائر العقبى ص 160 ، بحار الأنوار ج 43 ص 170. 123 . وضربها عمر بها بسوط أبي بكر على عضدها حتّى صار كالدملج الأسود، وأنينها من ذلك...: الهداية الكبرى ص 40 ، بحار الأنوار ج 53 ص 19 ؛ هل تدري
لِمَ كفّ أي عمر عن قنفذ ولم يغرمه شيئاً ؟... لأنّه هو الذي ضرب فاطمة بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم...: بحار الأنوار ج 30 ص 302 ؛ فرفع عمر السيف وهو في غمده فوَجأ به جنبها المبارك، ورفع السوط فضرب به ضرعها، فصاحت: يا أبتاه...: تفسير الآلوسي ج 3 ص 124. 124 . قال الذهبي في ترجمة ابن أبي دارام: وقال محمّد بن حمّاد الحافظ: كان مستقيم الأمر عامّة دهره ، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب ، حضرتُه ورجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت محسناً: سير أعلام النبلاء ج 15 ص 578 ، وراجع ميزان الاعتدال ج 1 ص 139 ، لسان الميزان ج 1 ص 368 ؛ إنّ عمر ضرب بطن فاطمة عليهاالسلام يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها...: الملل والنحل ج 1 ص 57 ؛ وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب...: كامل الزيارات ص 548 ؛ خلّدْ في نارك مَن ضَرَبَ جَنْبَها حتّى ألقت وَلَدَها...: الأمالي للصدوق ، ص 176 ، المحتضر ص 197 . 125 . لكن حين نزل برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الأمر، نزلت الوصيّة من عند اللّه كتاباً مسجّلاً ، نزل به جبرئيل مع أُمناء اللّه تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل: يا محمّد، مر بإخراج مَن عندك إلاّ وصيّك ليقبضها منّا ، وتُشهدنا بدفعك إيّاها إليه ضامناً لها ، يعني عليّاً عليه السلام . فأمر النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم بإخراج من كان في البيت ما خلا عليّاً وفاطمة فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد، ربّك يُقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنتُ عَهِدتُ إليك وشرطت
عليك... فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أميرالمؤنين عليه السلام، فقال له: اقرأه، فقرأه حرفاً حرفاً ، فقال: يا عليّ، هذا عهد ربّي تبارك وتعالى إليَّ ، وشرطه علَيَّ وأمانته... يا عليّ، أخذتَ وصيّتي وعرفتها ، وضمنتَ للّه ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال عليّ عليه السلام: نعم بأبي أنت وأُمّي، عليَّ ضمانها ، وعلى اللّه عوني وتوفيقي على أدائها... يا عليّ، تفي بما فيها... على الصبر منك على كظم الغيظ ، وعلى ذهاب حقّك ، وغصب خُمسك ، وانتهاك حرمتك ، فقال: نعم يا رسول اللّه... يا محمّد، عرّفه أنّه يُنتهك الحرمة وهي حرمة اللّه ، وحرمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، وعلى أن تُخضّب لحيته من رأسه بدمٍ عبيط...: الكافي ج 1 ص 281 ، بحار الأنوار ج 22 ص 479 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 378. 126 . عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه: الأمالي للطوسي ص 440 ، كشف الغمّة ج 2 ص 80 ، ينابيع المودّة ج 2 ص 55 ، ذخائر العقبى للطبري ص 40 ، بشارة المصطفى ص 389 ، الغدير ج 3 ص 18 ، سنن أبي داوود ج 2 ص 522 ، سنن الترمذي ج 5 ص 361 ، فضائل الصحابة للترمذي ص 78 ، المستدرك للحاكم ج 3ص 154 ، 160 و ج 4 ص 272 ، وفيه قال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، السنن الكبرى للبيهقي ج 8 ص 101 ، فتح الباري ج 8 ص 103 ، عون المعبود ج
14 ص 86 ، السنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 96 و 391 ، صحيح ابن حبّان ج 15 ص 403 ، المعجم الأوسط ج 4 ص 242 ، الاستيعاب ج 4 ص 1896 ، نظم درر السمطين ص 180 ، نصب الراية ج 6 ص 156 ، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 127 ، تاريخ الإسلام ج 3 ص 46 . 127 . ثمّ ولاّه عمر بن الخطّاب مكّة في أوّل ولايته، ثمّ عزله وولّى قنفذ بن عمير: أُسد الغابة ج 4 ص 306 ؛ قنفذ بن عمير بن جدعان ، والد المهاجر ، له صحبة، قاله أبو عمر وولاّه عمر مكّة...: الإصابة ج 5 ص 346. 128 . تُقاد إلى كلّ منهم كما تُقاد الجمل المخشوش حتّى تُبايع وأنت كاره: شرح نهج البلاغة ج 15 ص 74 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 472 ، وقعة صفّين ص 87 ، بحار الأنوار ج 33 ص 108. 129 . وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة...: كتاب سليم بن قيس ص 151 ، الاحتجاج ص 109 ، بحار الأنوار ج 28 ص 270. 130 . فقال : إن أنا لم أفعل فَمَهْ ؟ قالوا : إذا واللّه الّذي لا إله إلاّ هو نضربُ عنقَك ...: الإمامة والسياسة ج 1 ص 30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 ؛ قال : فإن لم أفعل ؟ قال : واللّه الّذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك : مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 115 ، كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 593 ،المسترشد ص 378،
الاحتجاج ج 1 ص 213 و 215 ، بحار الأنوار ج 40 ص 180. 131 . فقال : إذا تقتلون عبد اللّه وأخا رسوله ، قال عمر : أمّا عبد اللّه فنعم ، وأمّا أخو رسوله فلا . وأبو بكر ساكت لا يتكلّم : الإمامة والسياسة ج 1 ص 30، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 207 . 132 . أتجحدون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم آخى بيني وبينه ؟ قال: نعم ، فأعاد عليهم ثلاث مرّات: كتاب سليم بن قيس ص 153. 133 . جاءه عليّ وعيناه تدمعان فقال: يا رسول اللّه، آخيتَ بين أصحابك ولم تؤخِ بيني وبين أحد، فسمعت رسول اللّه يقول: أنت أخي في الدنيا والآخرة: الفصول المهمّة لابن الصبّاغ ج 1 ص 219 ؛ يا عليّ ، أنت أخي في الدنيا والآخرة: الأمالي للمفيد ص 174 ، كنز الفوائد ص 282 ، الأمالي للطوسي194 ، بحار الأنوار ج 8 ص 185 و ج 22 ص 499 ، سنن الترمذي ج 5 ص 300 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 14 ، كنز العمّال ج 11 ص 598. 134 . ثمّ أقبل عليهم فقال: يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار ، أنشدكم اللّه، أسمعتم رسول اللّه يقول يوم غدير خمّ كذا وكذا، وفي غزوة تبوك كذا ؟ فلم يَدَع شيئاً قاله فيه رسول اللّه علانيةً للعامّة إلاّ ذكّرهم إيّاه...: كتاب سليم بن قيس ص 153 ، بحار الأنوار ج 28 ص 272. 135 . أنا أحقّ بهذا الأمر منكم ، لا أُبايعكم، وأنتم أولى بالبيعة لي: الاحتجاج ج 1 ص 95 ، بحار الأنوار ج 28 ص 185 . 136 . ألم تبايعني بالأمس
بأمر رسول اللّه ؟: كتاب سليم بن قيس ص 152 ، بحار الأنوار ج 28 ص 270 . 137 . أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول اللّه، فأعطَوكم المقادة وسلّموا إليكم الإمارة، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار...: الاحتجاج ج 1 ص 95 ، بحار الأنوار ج 28 ص 185 ، الغدير ج 5 ص 371 ، السقيفة وفدك ص 62 ، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 11. 138 . نهج البلاغة ج 4 ص 43 ، خصائص الأئمّة ص 111 ، بحار الأنوار ج 29 ص 609 ، عن نهج البلاغة: قال السيّد الرضيّ: ورُويَ له عليه السلام شعرٌ في هذا المعنى، وهو: فإن كنتَ... . 139 . وقالت جماعة من الأنصار: يا أبا الحسن، لو كان هذا الكلام سمعَتْه الأنصار منك قبل الانضمام لأبي بكر، ما اختلف فيك اثنان: الإمامة والسياسة ج 1 ص 19 ، بحار الأنوار ج 28 ص 186 ، وراجع الاحتجاج ج 1 ص 182 ح 36، والمسترشد ص 374 ح 123، وشرح نهج البلاغة ج 6 ص 6 _ 12. 140 . فقال له عليّ : يا هؤاء، أكنت أدع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم مسجّىً لا أواريه وأخرج أُنازعه في سلطانه ؟ !: المصادر السابقة نفسها. 141 . ولا علمتُ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ترك يوم غدير خمّ لأحدٍ حجّة ولقائلٍ مقالاً...: المصادر السابقة نفسها. 142 . فقام عمر فقال لأبي بكر...: ما يُجلسك فوق المنبر وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك، أو تأمر به فنضرب عنقه ؟!: كتاب سليم بن قيس ص 107 ، بحار الأنوار ج 28 ص 276.
143 . والحسن والحسين قائمان، فلمّا سمعا مقالة عمر بكيا، فضمّهما إلى صدره فقال: لاتبكيا، فواللّه ما يقدران على قتل أبيكما...: نفس المصدرين السابقين. 144 . فقال عمر: إنّك لست متروكاً حتّى تبايع طوعاً أو كرهاً: الاحتجاج ج 1 ص 95 ، بحار الأنوار ج 28 ص 185. 145 . فقال عليّ عليه السلام: احلب حلباً لك شطره ، اشدد له اليوم ليرد عليك غداً...: نفس المصدرين السابقين. 146 . أما واللّه لو أنّ أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في اللّه...: كتاب سليم بن قيس ص 155 ، بحار الأنوار ج 28 ص 275. 147 . فقام أبو عبيدة إلى عليّ فقال: يا ابن عمِّ ، لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك، ولكنّك حدث السنّ. وكان لعليٍّ يومئذٍ ثلاث وثلاثون سنة، وأبو بكر شيخ من مشايخ قومه...: نفس المصدرين. 148 . قال عمر لعبد اللّه بن عبّاس: قد أُعطي ما لم يُعطَه أحد من آل النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، ولولا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه ! قال ابن عبّاس: ما هنّ يا أمير المؤمنين ؟ قال : كثرة دعابته ، وبغض قريش له ، وصغر سنّه ! قيل لابن عبّاس : فما رددت عليه ؟ قال : داخلني ما يدخل ابن العمّ لابن عمّه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! أمّا كثرة دعابته : فقد كان النبيّ صلى الله عليه و آله وسلميداعب فلا يقول إلاّ حقّا...:فرائد السمطين ج 1 ص 334 ، نظم درر السمطين ص 132. 149 . وأقبلت أُمّ أيمن النوبية حاضنة رسول اللّه وأُمّ سلمة فقالتا: يا عَتيقُ ، ما أسرع ما أبديتم حسدكم لآل محمّد
. فأمر بهما عمر أن تُخرَجا من المسجد، وقال: ما لنا وللنساء: كتاب سليم بن قيس ص 389 ، بحار الأنوار ج 28 ص 301. 150 . الأعراف : 150 . 151 . فبلغ ذلك العبّاس بن عبد المطّلب، فأقبل مسرعاً يهرول، فسمعته يقول: ارفقوا بابن أخي ولكم علَيَّ أن يبايعكم. فأقبل العبّاس وأخذ بيد عليّ فمسحها على يد أبي بكر، ثمّ خلَّوه مغضباً...: تفسير العيّاشي ج 2 ص 68 ، بحار الأنوار ج 28 ص 229 ؛ فمسحوا عليه وهي مضمومة: بحار الأنوار ج 28 ص 309 . 152 . ورفع رأسه إلى السماء ثمّ قال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قد قال لي: إن أتمّوا عشرين فجاهدْهم: الاختصاص ص 187 ، تفسير العيّاشي ج 2 ص 68 ، بحار الأنوار ج 28 ص 229. 153 . قال السيّد ابن طاووس لولده: وقد وهب جدّك محمّد صلى الله عليه و آله وسلم أُمّك فاطمة عليهاالسلام فدكاً والعوالي من جملة مواهبه، وكان دَخْلها في رواية الشيخ عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري أربعة وعشرين ألف دينار في كلّ سنة، وفي رواية غيره سبعين ألف دينار: كشف المهجّة لثمرة المهجة ص 124. 154 . فدك: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان... وفيها عين فوّارة ونخيل كثير...: معجم البلدان ج 4 ص 238. 155 . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم: لأعطينّ الراية غداً رجلاً ليس بفرّار، يحبّه اللّه ورسوله، ويحبّ اللّه َ ورسوله، لا يرجع حتّى يفتح اللّه عليه: الخصال ص 555 ، شرح الأخبار ج 2 ص 192 ، الإرشاد ج 1 ص 64 ، الاحتجاج ج 2 ص 64 ، بحار الأنوار ج 21 ص 3 ، الغدير ج 3 ص 22
، مسند أحمد ج 4 ص 52 ، صحيح البخاري ج 4 ص 207 ، صحيح مسلم ج 5 ص 195 ، فضائل الصحابة للنسائي ص 16 ، فتح الباري ج 6 ص 90 ، عمدة القاري ج 14ص 213 ، المعجم الكبير ج 7 ص 36 ، كنز العمّال ج 10 ص 467 ، التاريخ الكبير للبخاري ج 2 ص 115 ، تاريخ بغداد ج 8 ص 5 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 3 ص 353. 156 . فقال عليّ عليه السلام: أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرة... وضرب رأس مرحب فقتله...: نيل الأوطار ج 8 ص 87 ، روضة الواعظين ص 130 ، مقاتل الطالبيّين ص 14 ، شرح الأخبار للقاضي النعمان ص 149 ، الإرشاد ج 1 ص 127 ، الأمالي للطوسي ص 4 ، الخرائج والجرائح ج 1 ص 218 ، مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 305 ، بحار الأنوار ج 21 ص 4 و 9 و 15 و 18 ، مسند أحمد ج 4 ص 52 ، صحيح مسلم ج 5 ص 195 ، المستدرك للحاكم ج3ص 39 ، فتح الباري ج 7 ص 376 ، صحيح ابن حبّان ج 15 ص 382 ، المعجم الكبير ج 7 ص 18 ، الاستيعاب ج 2 ص 787 ، شرح نهج البلاغة ج 19 ص 127 ، كنز العمّال ج 10 ص 467 ، تفسير الثعلبي ج 9 ص 50 ، تفسير البغوي ج 4 ص 195 ، تفسير الآلوسي ج 1 ص 312 ، الطبقات الكبرى ج 2 ص 112 ، تاريخ دمشق ج 42 ص 16 ، تاريخ الطبري
ج 2 ص 301 ، الكامل في التاريخ 2 ص 220 ، تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 409 ، البداية والنهاية ج 4 ص 213 ، المناقب للخوارزمي ص 37 ، كشف الغمّة ج 1 ص 214 ، ينابيع المودّة ج 1 ص 155. 157 . إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أسهم يوم خيبر: للفارس ثلاثة أسهم، وللفرس سهمان، وللراجل سهم: سنن ابن ماجة ج 2 ص 952 ، وراجع: تاريخ الطبري ج 2 ص 306 ، البداية والنهاية ج 4 ص 230 ، السيرة النبويّة لابن هشام ج 3 ص 810 ، عيون الأثر ج 2 ص 144. 158 . فلمّا سمع أهل فدك قصّتهم بعثوا محيصة بن مسعود إلى النبيّ يسألونه أن يسترهم بأثواب، فلمّا نزلوا سألوا النبيّ أن يعاملهم الأموال على النصف، فصالحهم: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 167 ، بحار الأنوار ج 21 ص 25 ؛ وكان رسول اللّه لمّا أقبل إلى خيبر... صالحهم رسول اللّه أن يخلّوا بينه وبين الأموال...: إمتاع الأسماع ج 1 ص 325 ؛ لمّا فرغ من خيبر قذف اللّه الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا إلى رسول اللّه فصالحوه على النصف من فدك: السقيفة وفدك ص 99 ، وراجع:عون المعبود ج 8 ص 175 ، الاستذكار لابن عبد البرّ ج 8 ص 246 ، فتوح البلدان ج 1 ص 36 ، كتاب الموطّأج 2 ص 893. 159 . الحشر : 6 . 160 . فقال جبرئيل: يا محمّد، انظر إلى ما خصّك اللّه به وأعطاكه دون الناس... وذلك قوله : «وَ مَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاَ رِكَابٍ
»...: نور الثقلين ج 5 ص 277 ؛ وفيها أمر فدك... وهي ممّا أفاء اللّه على رسوله بلا حربٍ ولا إيجاف خيل، وعامل أهلها معاملة أهل خيبر على النصف: كتاب المحبر ص 121 ؛ فكانت حوائط فدك لرسول اللّه خاصّاً خالصاً...: إعلام الورى ج 1 ص 209 ، بحار الأنوار ج 21 ص 23. 161 . كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إذا سافر، آخر عهده بإنسانٍ من أهله فاطمة، وأوّل من يدخل عليه إذا قَدِم فاطمة...: مسند أحمد ج 5 ص 275 ، سنن أبي داوود ج 2 ص 291 ، تفسير الثعلبي ج 9 ص 14 ، الدرّ المنثور ج 6 ص 43 ، تفسير الآلوسي ج 26 ص 23 ، كشف الغمّة ج 2 ص 78 ، ينابيع المودّة ج 2 ص 132 ، 140. 162 . أُمّ أيمن ، مولاة رسول اللّه وحاضنته، واسمها بركة... وكان زيد بن حارثة... وزوجه أُمّ أيمن بعد النبوّة، فولدت له أُسامة بن زيد: المستدرك للحاكم ج 4 63 ، الطبقات الكبرى ج 8 ص 223 ، البداية والنهاية ج 2ص 332 ؛ ما بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم زيد بن حارثة في سريّة إلاّ أمّره عليهم: عمدة القاري ج 8 ص 94. 163 . الإسراء : 26 . 164 . إنّ اللّه تبارك وتعالي لمّا فتح على نبيّه فدكا وما والاها... فأنزل اللّه على نبيّه : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ »، فلم يدرِ رسول اللّه مَن هم ؟ فراجع في ذلك إلى جبرئيل، وراجع جبرئيل إلى ربّه، فأوحى اللّه أن ادفع فدكا إلى فاطمة...: الكافي ج 1 ص 543 ، بحار الأنوار ج 48 ص 156 ،
جامع أحاديث الشيعة ج 8 ص 606 ، التفسير الصافي ج 3 ص 186 ؛ بأنّي كنت يوماً في منزل فاطمة ورسول اللّه جالس، فنزل جبرئيل وقال: يا محمّد...: اللمعة البيضاء: 290، عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت على رسول اللّه : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ »، دعا فاطمة فأعطاها فدكاً: شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 ص 441 ، الدرّ المنثور ج 4 ص 177 ، تفسير الآلوسي ج 15 ص 62 ، وراجع: مجمع الزوائد ج 7 ص 49 ، مسند أبي يعلى ج 2 ص 334 ؛ لمّا نزلت : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ »، قال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم: يا فاطمة، لكِ فدك: كنز العمّال ج 3 ص 767. 165 . لمّا نزلت : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ »، دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فاطمة فأعطاها فدكا...: مجمع الزوائد ج 7 ص 49 ، وراجع: مسند أبي يعلى ج 2 ص 334 ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 268 ، كنز العمّال ج 3 ص 767 ، شواهد التنزيل ج 1 ص 443 ، تفسير ابن كثيرج 3 ص 39 ، لباب النقول ص 136 ، ميزان الاعتدال ج 3 ص 135 ، الكافي ج 1 ص 534 ، الأمالي للصدوق ص 619 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 211 ، تحف العقول ص 430 ، تهذيب الأحكام ج 4 ص 148 ، الاحتجاج ج 1 ص 121 ، سعد السعود ص 102 ، تفسير العيّاشي ج 2 ص 287 ، تفسير القمّي ج 2 ص 18 ، 155 ، تفسير فرات الكوفي ص237 ، تفسير مجمع البيان
ج 6 ص 243 التفسير الأصفى ج 1 ص 677 ، بشارة المصطفى ص 353 ، قصص الأنبياء ص 345. 166 . لمّا ولي أبو بكر بن أبي قحّافة ، قال له عمر: إنّ الناس عبيد هذه الدنيا، لا يريدون غيرها ، فامنع عن عليّ الخُمس والفيء وفدكاً، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليّاً رغبةً في الدنيا...: مستدرك الوسائل ج 7 ص 290 ، بحار الأنوار ج 29 ص 194 ، جامع أحاديث الشيعة ج 8 ص 572. 167 . ادّعيت مجلسَ أبي وأنّك خليفته، وجلست مجلسه، ولو كانت فدك لك ثمّ استوهبتها منك لَوجب ردُّها علَيّ...: الاختصاص ص 185 ، بحار الأنوار ج 29 ص 192. 168 . فجاءت فاطمة عليهاالسلام إلى أبي بكر فقالت: يا أبا بكر ، لِمَ تمنعني ميراثي من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بأمر اللّه تعالى ؟! فقال: هاتي على ذلك بشهود...: الاحتجاج ج 1 ص 122 ، بحار الأنوار ج 29 ص 128 ، بيت الأحزان ص 133. 169 . فقالت: لا أشهدُ يا أبا بكر حتّى احتجّ عليك بما قال رسول اللّه ، أنشدك باللّه ألست تعلم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال: إنّ أُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة ؟ فقال: بلى...: الاحتجاج ج 1 ص 122 ، بحار الأنوار ج 29 ص 128 ، تفسير القمّي ج 2 ص 155 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 186 ، وراجع الروايات الواردة عن رسول اللّه بهذا اللفظ: مَن سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنّة فليتزوّج أُمّ أيمن...: الطبقات الكبرى ج 8 ص 224 ، تاريخ دمشق
ج 4 ص 302 ، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 224 ، الإصابة ج 8 ص 359 ، الاستعانة ج 1 ص 9 ؛ إنّ أُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة: الخرائج والجرائح ج 1 ص 113 ، وراجع : الكافي ج 2 ص 405 ، الاختصاص ص 183. 170 . فجاءت بأُمّ أيمن وعليّ عليه السلام، فقال أبو بكر: يا أُمّ أيمن، إنّك سمعتِ من رسول اللّه يقول في فاطمة؛... قالت: كنتُ جالسة في بيت فاطمة عليهاالسلام ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم جالس، حتّى نزل جبرئيل فقال: يا محمّد، فإنّ اللّه تبارك وتعالى أمرني أن أخُطّ فدكاً....: الاختصاص ص 183 . 171 . فكتب لها كتاباً ودفعه إليها...: الاحتجاج ج 1 ص 122 ، بحار الأنوار ج 29 ص 128 ، جامع أحاديث الشيعة ج 25 ص 116. 172 . قال: أوس بنُ الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول اللّه بأنّه قال: إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ، ما تركناه صدقة...: اللمعة البيضاء ص 310 ؛ ونُقل هذا الكلام عن أبي بكر في: السقيفة وفدك ص 103 ، فتح الباري ج 12 ص 6 ، عمدة القاري ج 14 ص 163 ، عون المعبود ج 8 ص 135 ، وراجع في تحقيق هذا الكلام كتاب الغدير ج 6 ص 190. 173 . فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب ؟ فقال: إنّ فاطمة ادّعت في فدك وشهدت لها أُمّ أيمن وعليّ فكتبتُه ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه، فخرجت فاطمة تبكي...: الاحتجاج ج ص 122 ، بحار الأنوار ج 29 ص 128 ، وراجع: شرح نهج البلاغة ج 16 ص 274 ، تفسير القمّي ج 2
ص 155 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 186. 174 . يا بنت محمّد ، ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت: كتاب كَتَب لي أبو بكر بردّ فدك ، فقال : هلمّيه إليَّ. فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله... ثمّ لطمها ، فكأنّي أنظر إلى قرطٍ في أُذنها حين نَقَفَ، ثمّ أخذ الكتاب فخرقه...: الاختصاص ص 185 ، بحار الأنوار ج 29 ص 192 ؛ فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب ؟ فقال: إنّ فاطمة ادّعت في فدك وشهدت لها أُمّ أيمن وعليّ فكتبتُه . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه، فخرجت فاطمة تبكي...: الاحتجاج ج 1 ص 122 ، بحار الأنوار ج 29ص 128 ، جامع أحاديث الشيعة ج 25 ص 116 ، تفسير القمّي ج 2 ص 155 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 186. 175 . الأحزاب : 33 . 176 . لمّا منع أبو بكر فاطمة فدكاً وأخرج وكيلها، جاء أمير المؤنين عليه السلام إلى المسجد وأبو بكر جالس وحوله المهاجرون والأنصار، فقال: يا أبا بكر ، لِمَ منعتَ فاطمة ما جعله رسول اللّه لها ووكيلُها فيه منذ سنين ؟ فقال أبو بكر: هذا فيء للمسلمين، فإن أتت بشهودٍ عدول وإلاّ فلا حقّ لها فيه...: علل الشرائع ج 1 ص 191 ، بحار الأنوار ج 29 ص 124 ، جامع أحاديث الشيعة ج 25 ص 118 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 272. 177 . انظر : الاحتجاج ج 1 ص 127 ، بحار الأنوار ج 29 ص 140 ، بيت الأحزان ص 138. 178 . معاشر المهاجرين والأنصار... وهو ذا يبرق وعيداً، ويرعد تهديداً، إيلاءً بحقّ نبيّه
أن يمضخها دماً ذعافاً ، واللّه لقد استقلتُ منها فلم أُقَل ، واستعزلتُها عن نفسي فلم أُعزل ، كلّ ذلك احترازاً من كراهية ابن أبي طالب وهرباً من نزاعه...: الاحتجاج ج 1 ص 129 ، بحار الأنوار ج 29 ص 143 ، بيت الأحزان ص 140. 179 . أسماء بنت عُميس الخثعمية ، صحابية ، تزوّجها جعفر بن أبي طالب ثمّ أبو بكر: تقريب التهذيب ج 2 ص 629 ، راجع تهذيب التهذيب ج 3 ص 281 ، لسان الميزان ج 7 ص 522 ، الإعلام للزركلي ج 1 ص 306. 180 . القصص : 20 . 181 . بعث أبو بكر إلى عمر فدعاه ثمّ قال له: أما رأيتَ مجلس عليّ معنا في هذا اليوم ، لئن قعد مقعداً مثله لَيُفسدنّ أمرنا، فما الرأي ؟ قال عمر: الرأي أن تأمر بقتله ، قال: فمن يقتله ؟ قال: خالد بن الوليد . فبعثا إلى خالد فأتاهم ، فقالا له: نريد أن نحملك على أمرٍ عظيم ، فقال: احملوني على ما شئتم ولو على قتل عليّ بن أبي طالب ، قال: فهو ذاك ، قال خالد: متى أقتله ؟ قال أبو بكر: احضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة...: الاحتجاج ج 1 ص 124 ، بحار الأنوار ج 29 ص 131 ، تفسير القمّي ج 2 ص 158 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 188 ، غاية المرام ج 5 ص 349. 182 . ثمّ التفت أبو بكر إلى خالد فقال: يا خالد، لا تفعلنّ ما أمرتك، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ، فقال أمير المؤنين عليه السلام: يا خالد ! ما الذي أمرك به ؟ فقال:
أمرني بضرب عنقك ، قال: أوَ كنت فاعلاً ؟ قال: إي واللّه ، لولا أنّه قال لي: لا تقتله، قبل التسليم لَقتلتك ، فأخذه عليّ عليه السلام فجلد به الأرض، فاجتمع الناس...: نفس المصادر السابقة. 183 . لمّا أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة عليهاالسلام فدكاً وبلغها ذلك ، لاثت خمارها على رأسها ، أو اشتملت بجلبابها وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، وتطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم. فنطيت دونها ملاءة ، فجلست ، ثمّ أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتجّ المجلس...: الاحتجاج ج 1 ص 131 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 315 ، بيت الأحزان ص 141. 184 . التوبة : 49 . 185 . الحمد للّه على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم... أيّها الناس: إعلموا أنّي فاطمة وأبي محمّد صلّى اللّه عليه وآله... وكنتم على شفا حفرةٍ من النار ، مُذقَةَ الشارب ونُهزة الطامع وقَبسة العَجلان وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق وتقتاتون الورق ، أذلّة خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم اللّه تبارك وتعالي بمحمّدٍ صلى الله عليه و آله وسلم بعد اللتيا والتي... فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللعزّة فيه ملاحظين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافاً،وأحمشكم فألقاكم غضاباً... ثمّ أخذتم تورون وقدتها وتهيّجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ، وإطفاء أنوار الدين الجليّ وإهماد سنن النبيّ الصفيّ...: بحار الأنوار ج 29 ص 220 ، بلاغات النساء ص 13 ، بيت الأحزان ص 143 ، وراجع دلائل الإمامة للطبري ص 30 ، كشف
الغمّة ج 1 ص 180 ، السقيفة وفدك ص 139 ، علل الشرائع ج 1 ص 248 ، كتاب من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 567 ، جامع أحاديث الشيعة ج 1 ص 475. 186 . الشعراء : 227 . 187 . ثمّ رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت : يا معشر الفتية وأعضاد الملّة وأنصار الإسلام ، ما هذه الغميزة في حقّي والسِّنَة عن ظُلامتي ؟... سرعان ما أحدثتم وعجلانَ ذا إهالة ، ولكم طاقّة بما أحاول، وقوّة على ما أطلب وأزاول.... فبِعينِ اللّه ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون...: بحار الأنوار ج 29 ص 227 _ 230 ، بيت الأحزان ج 1 ص 145. 188 . فأجابها أبو بكر فقال: يا بنت رسول اللّه، لقد كان أبوك بالمؤنين عطوفاً كريماً ، رؤفاً رحيماً... إنّي أُشهد اللّه وكفى به شهيداً ، أنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضّة ولا داراً ولا عقاراً ، وإنّما نورث الكتب والحكمة والعلم والنبوّة... وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل به المسلمون ويجاهدون الكفّار، ويجالدون المردة الفجّار، وذلك بإجماعٍ من المسلمين... وهذه حالي ومالي ، هي لكِ وبين يديكِ ! لا نزوي عنكِ ولا ندّخر دونكِ، وأنتِ سيّدة أُمّه أبيك، والشجرة الطيّبة لبنيك... فهل ترين أن أُخالف في ذلك أباكِ صلّى اللّه عليه وآله...: الاحتجاج ج 1 ص 141 ، بحار الأنوار ج 29 ص 230 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 317. 189 . النمل : 16 . 190 . مريم : 5 _ 6 . 191 . فقالت عليهاالسلام: سبحان اللّه ! ما كان أبي رسول اللّه
صلى الله عليه و آله وسلم عن كتاب اللّه صادفاً، ولا لأحكامه مخالفاً، بل كان يتبع أثره، ويقفو سورَه... هذا كتاب اللّه حكماً عدلاً وناطقاً فصلاً يقول: «يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ » ، ويقول: «وَ وَرِثَ سُلَيْمَ_نُ دَاوُودَ »...: الاحتجاج ج 1 ص 141 ، بحار الأنوار ج 29 ص 230 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 317 ؛ يا بن أبي قحافة، أفي كتاب اللّه أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟! لقد جئت شيئاً فريا ! أفعلى عمدٍ تركتم كتاب اللّه ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول:«وَ وَرِثَ سُلَيْمَ_نُ دَاوُودَ » ، وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا إذ قال: «فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ »...: شرح الأخبار ج 3 ص 36 ، دلائل الإمامة ص 117 ، الاحتجاج ج 1 ص 138 ، بحار الأنوار ج 29 ص 226 ، تفسير نور الثقلين ج 1 ص 450 ؛ فاطمة: أيَرِثُك أولادك ولا أرث أنا من رسول اللّه ؟ !: المبسوط للسرخسي ج 12 ص 30 ؛ إنّ فاطمة بنت النبيّ أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللّه ممّا أفاء اللّه عليه بالمدينة وفدك... فأبى أبو بكر أن يدفع منها شيئاً: مسند أحمد ج 1 ص 9 ، صحيح البخاري ج 5 ص 82 ، صحيح مسلم ج 5 ص 153 ، سنن الترمذي ج 2 ص 23 ، عمدة القاري ج 17 ص 257 ، صحيح ابن حبّان ج 11 ص 152 ، التمهيد لابن عبد البرّ ج 8 ص 152 ، كنز العمّال ج 5 ص 604. 192 . ثمّ التفتت إلى قبر أبيها وتمثّلت
بأبيات صفيّة بنت عبد المطّلب : قد كان بعدك أنباءٌ وهَنبثةٌ لو كنت شاهدها لم تَكثُرِ الخُطَبُ
دلائل الإمامة ص 118 ، وراجع: الكافي ج 8 ص 376 ، مختصر بصائر الدرجات ص 192 ، الهداية الكبرى ص 406 ، شرح الأخبار ج 3 ص 39 ، الأمالي للمفيد ص 41 ؛ وقالت الزهراء: قد كنتُ ذاتَ حمى بظلّ محمّدٍ لا أختشي ضَميما وكان حمىً ليافاليوم أخشعُ للذليلِ وأتّقي ضيمي، وأدفع ظالمي بِرِدائيا
راجع: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 208 ، الغدير ج 4 ص 418 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 323. 193 . فلم يُرَ الناس أكثر باكٍ ولا باكية منهم يومئذٍ...: السقيفة وفدك ص 101 ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 212. 194 . هود : 114 . 195 . فضرب بيده على كتف عمر وقال: رُبّ كُربةٍ فرّجتَها يا عمر ، ثمّ نادى الصلاة جامعة...: المصدر السابق . 196 . أيّها الناس، ما هذه الرِّعَة إلى كلّ قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول اللّه ؟ ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلّم ، إنّما هو ثُعالةٌ شهيدُه ذَنبُه ، مربٌّ لكلّ فتنة ، هو الذي يقول كَرّوها جَدَعةً بعدما هرمت، تستعينون بالضَّعَفة وتستنصرون بالنساء ، كأُمّ طِحالٍ أحبّ أهلها إليها البغي ، ألا إنّي لو أشاء أن أقول لقلت، ولو قلت لبُحت، إنّي ساكت ما تُركتُ . ثمّ التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معاشر الأنصار مقالة سفهائكم، وأحقّ من لزم عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنتم ، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، ألا وإنّي لست باسطاً يداً ولساناً على من لم يستحقّ ذلك
منّا . ثمّ نزل...: السقيفة وفدك 104 ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 215 ، بحار الأنوار ج 29 ص 326 ، قاموس الرجال ج 12 ص 323 ، وزاد في دلائل الإمامة «لعنه اللّه وقد لعنه رسوله مرّات» بعد «ثُعالة شهيده ذنبه»، راجع دلائل الإمامة ص 122. 197 . قالت لهم أُمّ سلمة: ألمثل فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يُقال هذا القول ؟ هي واللّه الحوراء بين الإنس والنفس للنفس ، رُبّيت في حجور الأتقياء، وتناولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خير منشاءٍ ورُبّيت خير مربأ... هي خيرة النسوان وأُمّ سادة الشبّان وعديلة ابنة عمران ، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فواللّه لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ ، ويوسدها بيمينه ويلحفها بشماله رويداً ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بمرأى منكم وعلى اللّه تردون، واهاًلكم! فسوف تعلمون . فحُرمت أُمّ سلمة عطاءَها في تلك السنة...: شرح نهج البلاغة ج 16 ص 215 ، بحار الأنوار ج 29 ص 328. 198 . فحُرمت أُمّ سلمة عطاءَها في تلك السنة...: نفس المصدرين. 199 . وروي أيضاً أنّها صلّى اللّه عليها ما زالت بعد أبيها مُعصّبة الرأس ، ناحلة الجسم ، منهدّة الركن ، باكية العين ، محترقة القلب ، يُغشى عليها ساعةً بعد ساعة، وتقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرّةً بعد مرّة، أين أبوكما الذي كان أشدّ الناس شفقةً عليكما ؟ فلا يدعكما تمشيان على الأرض، ولا أراه يفتح هذا الباب أبداً، ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما...: روضة الواعظين ص 150 ، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 137 ، بحار الأنوار ج
43 ص 181 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 319. 200 . إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤّن أبي بالأذان. فبلغ ذلك بلالاً وكان امتنع من الأذان بعد النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، فأخذ في الأذان ، فلمّا قال: اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، ذكرت أباها وأيّامه، فلم تتمالك من البكاء ، فلمّا بلغ إلى قوله: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه ، شهقت فاطمة عليهاالسلام وسقطت لوجهها وغُشي عليها ، فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال ، فقد فارقت ابنة رسول اللّه الدنيا، وظنّوا أنّها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمّه...: كتاب من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 297 ، منتهى المطلب ج 4 ص 436 ،بحار الأنوار ج 43 ص 157 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 319 . 201 . ثمّ زفرت زفرة وأنّت أنّهّ كادت روحها أن تخرج، ثمّ قالت: قلّ صبري وبان عنّي عزائي بعدَ فقدي لخاتمِ الأنبياءِيا إلهي عجّلْ وفاتي سريعاً فَلَقد تنغّصت الحياة يا مولائي
انظر : بحار الأنوار ج 43 ص 177 ، هامش سبل الهدى والرشاد ج 12 ص 287. 202 . فتبادرن النسوان إليها وصببن الماء على صدرها ووجهها...: الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ج 14 ص 26. 203 . أخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها، وهي لا ترقأ دمعتها ولا تهدأ زفرتها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤنين عليه السلام ، فقالوا له: يا أبا الحسن، إنّ فاطمة تبكي الليل والنهار ، فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فراشنا، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا، وأنّا نخبرك أن تسألها، إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً . فقال عليه السلام حبّاً وكرامةً...:
بحار الأنوار ج 43 ص 177 ، بيت الأحزان ص 165. 204 . يا بنت رسول اللّه، إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك: إمّا تبكين أباكِ ليلاً وإمّا نهاراً، فقالت : يا أبا الحسن، ما أقلّ مكثي بينهم، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم...: نفس المصدرين. 205 . وكانت عليهاالسلام إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين عليهماالسلام أمامها وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤنين عليه السلام إليها وساقها بين يديه إلى منزلها...: نفس المصدرين ؛ فلمّا منعوها البكاء خرجت إلى ظلّ شجرة تبكي تحت ظلّها وبيدها الحسن والحسين عليهماالسلام: مناقب آل أبي طالب 3: 322، بحار الأنوار 35: 36. 206 . ثمّ إنّه بني لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يُسمّى «بيت الأحزان»، وكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين أمامها وخرجت إلى البقيع باكية...: بحار الأنوار ج 43 ص 177. 207 . أصبحتُ واللّه ِ عائفةً لدنياكنّ، قالية لرجالكنّ ، لفظتُهم بعد أن عَجَمتهم، وشَنِئتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحدّ، واللعب بعد الجدّ، وقرع الصفات، وصدع القناة، وخطل الآراء، وزلل الأهواء، وبئسما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لا جرم لقد قلّدْتُهُم رِبقتَها، وحمّلْتُهُم أوقَتَها، وشَنَنتُ عليهم غاراتها، فجدعاً وسحقاً وعقراً وبعداً للقوم الظالمين 208 . فاطمةُ بضعةٌ منّي، يؤيني ما آذاها: مسند أحمد ج 4 ص 5 ، صحيح مسلم ج 7 ص 141 ، سنن الترمذي ج 5 ص 360 ، المستدرك ج 3 ص 159 ، أمالي الحافظ الإصفهاني ص 47 ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 272 ، تاريخ دمشق ج 3 ص
156 ، تهذيب الكمال ج 35 ص 250 ؛ فاطمة بضعةٌ منّي، يريبني ما رابها، ويؤيني ما آذاها: المعجم الكبير ج 22 ص 404 ، نظم درر السمطين ص 176 ، كنز العمّال ج 12 ص 107 ، وراجع: صحيح البخاري ج 4 ص 210 ، 212 ، 219 ، سنن الترمذي ج 5 ص 360 ، مجمع الزوائد ج 4 ص 255 ، فتح الباري ج 7 ص 63 ، مسند أبي يعلى ج 13 ص 134 ، صحيح ابن حبّان ج 15 ص 408 ، المعجم الكبير ج 20 ص 20 ، الجامع الصغيرج 2 ص 208 ، فيض القدير ج 3 ص 20 و ج 4 ص 215 و ج 6 ص 24 ، كشف الخفاء ج 2 ص 86 ، الإصابة ج 8 ص 265 ، تهذيب التهذيب ج 12 ص 392 ، تاريخ الإسلام للذهبي ج 3 ص44 ، البداية والنهاية ج 6 ص 366 ، المجموع للنووي ج 20 ص 244 ، تفسير الثعلبي ج 10 ص 316 ، التفسير الكبير للرازي ج 9 ص 160 و ج 20 ص 180 و ج 27 ص 166 و ج 30 ص 126 و ج 38 ص 141 ، تفسير القرطبي ج 20 ص 227 ، تفسير ابن كثير ج 3 ص 267 ، تفسير الثعالبي ج 5 ص 316 ، تفسير الآلوسي ج 26 ص 164 ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 262 ، أُسد الغابة ج 4 ص 366 ، تهذيب الكمال ج 35ص 250 ، تذكرة الحفّاظ ج 4 ص 1266 ، سير أعلام النبلاء ج
2 ص 119 و ج 3 ص 393 و ج 19 ص 488 ، إمتاع الأسماع ج 10 ص 273 و 283 ، المناقب للخوارزمي ص 353 ، ينابيع المودّة ج 2 ص 52 و 53 و 58 و 73 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 488 ، الأمالي للصدوق ص 165 ، علل الشرائع ج 1 ص 186 ، كتاب من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 125 ، الأمالي للطوسي ص 24 ، نوادر الراوندي ص 119 ، كفاية الأثر ص65 ، شرح الأخبار ج 3 ص 30 ، تفسير فرات الكوفي ص 20 ، الإقبال بالأعمال ج 3 ص 164 ، تفسير مجمع البيان ج 2 ص 311 ، بشارة المصطفى ص 119 بحار الأنوار ج 29 ص 337 و ج 30 ص 347 و 353 و ج 36 ص 308 و ج 37 ص 67. 209 . فأعادت النساء قولها على رجالهنّ ، فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين، وقالوا: يا سيّدة النساء ، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر مِن قبلِ أن نبرم العهد ونحكم العقد، لَما عدلنا عنه إلى غيره ! فقالت عليهاالسلام: إليكم عنّي، فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم...: بحار الأنوار ج 43 ص 161 عن أمالي الطوسي. 210 . فقال عليّ عليه السلام: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليكِ ، فقالت: إن تحبّ أن آذن له ، قال: نعم ، فأذِنَت، فدخل عليها يترضّاها...: عمدة القاري ج 15 ص 20 ، كنز العمّال ج 5 ص 605 ، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 121 ، تاريخ الإسلام للذهبي ج
3 ص 47 ، البداية والنهاية ج 5 ص 310 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 4 ص 575. 211 . علم الرجلان بذلك ، أتياها عائدَين واستأذنا عليها، فأبت أن تأذن لهما ، فأتى عمر عليّاً عليه السلام فقال له:... قد أتيناها غير هذه المرّة مراراً نريد الإذن عليها وهي تأبى أن تأذن لنا، فإن رأيتَ أن تستأذن لنا عليها فافعل ، قال : نعم . فدخل عليّ عليه السلام على فاطمة عليهاالسلام فقال: يا بنت رسول اللّه، قد كان من هذين الرجلين ما قد رأيت، وقد تردّدا مراراً كثيرة ورددتِهما ولم تأذني لهما، وقد سألاني أن أستأذن لهما عليكِ، فقالت: واللّه لا آذن لهما ولا أكلّمهما كلمةً من رأسي حتّى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه منّي ، قال عليّ عليه السلام : فإنّي ضمنت لهما ذلك، قالت: إن كنت قد ضمنت لهما شيئاً ، فالبيت بيتك والنساء تتبع الرجال، لا أخالف عليك بشيء، فَأْذَنْ لمن أحببت...: علل الشرائع ج 1 ص 187 ، بحار الأنوار ج 43 ص 203. 212 . فأذنت لهما، فدخلا عليها فسلّما فردّت ضعيفاً...: بحار الأنوار ج 29 ص 157 ، مصباح الأنوار 246 _ 247 ؛ وتقدّما فقعدا أمامها، فولّت وجهها عنهما إلى الحائط...: المصدر السابق. 213 . فتكلّم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول اللّه ، واللّه إنّ قرابة رسول اللّه أحبّ إليّ من قرابتي، وإنّك لأحبّ إليّ من عائشة ابنتي: الإمامة والتبصرة ج 1 ص 20 ، بحار الأنوار ج 28 ص 37 ، الغدير ج 7 ص 229 ، قاموس الرجال ج 12 ص 328 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 318 ، هامش مؤمر علماء بغداد
ص 186. 214 . ثمّ أقبل يعتذر إليها ويقول: إرضَي عنّي يا بنت رسول اللّه: بحار الأنوار ج 29 ص 32 ؛ فدخل عليها يترضّاها فقال: واللّه ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلاّ ابتغاء مرضاة اللّه ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت...: عمدة القاري ج 15 ص 20 ، كنز العمّال ج 5 ص 605 ، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 121 ، تاريخ الإسلام للذهبي ج 3 ص 47 ، البداية والنهاية ج 5 ص 310 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 4 ص 575. 215 . فقالت: يا عتيق ، أتيتنا من مأمنّا، وحملت الناس على رقابنا ...: بحار الأنوار ج 29 ص 157 عن: مصباح الأنوار: 255 . 216 . قالت: نشدتكما باللّه، هل سمعتما رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول: فاطمة بضعه منّي، فمن آذاها فقد آذاني ؟ قالا: نعم ، فرفعت يدها إلى السماء فقالت: اللّهمّ إنّهما قد آذياني، فأنا أشكوهما إليك...: كتاب سليم بن قيس ص 391 ، بحار الأنوار ج 28 ص 303 وج 43 ص 199 ؛ فاطمة بضعه منّي وأنا منها ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه.... قالا: اللّهمّ نعم ، فقالت الحمد للّه ، ثمّ قالت اللّهمّ أُشهدك فاشهدوا يا من حضرني أنّهما قد آذياني...: علل الشرائع ج 1 ص 187 ، بحار الأنوار ج 43 ص 203 . 217 . لا واللّه لا أرضى عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأُخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما...: كتاب سليم بن قيس ص 391 ، بحار الأنوار ج 28 ص 303 و ج 43 ص 199. 218 . فعند ذلك
دعا أبو بكر بالويل والثبور وقال: ليت أُمّي لم تلدني ! فقال عمر: عجباً للناس كيف ولَّوك أمورهم ! وأنت شيخ قد خَرِفْت ، تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها، وما لمن أغضب امرأةً ! وقاما وخرجا...: علل الشرائع ج 1 ص 187 ، بحار الأنوار ج 43 ص 203. 219 . فقال أبو بكر: أنا عائذٌ باللّه من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثمّ انتحب أبو بكر يبكي حتّى كادت نفسه أن تزهق ! وهي تقول: واللّه لأدُعونّ اللّه َ عليك في كلّ صلاةٍ أُصلّيها...: الإمامة والسياسية ج 1 ص 20 ، الغدير ج 7 ص 229 ، قاموس الرجال ج 12 ص 328 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 318. 220 . فلمّا خرجا قالت فاطمة عليهاالسلام لأمير المؤنين عليه السلام: قد صنعتُ ما أردت ؟ قال: نعم ، قالت: فهل أنت صانع ما آمرك ؟ قال: نعم ، قالت: فإنّي أُنشدك اللّه أن لا يصلّيا على جنازتي، ولا يقوما على قبري...: بحار الأنوار ج 29 ص 390 ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 281. 221 . فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم أبو بكر: يبيت كلّ رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي ، قالوا: يا خليفة رسول اللّه، إنّ هذا الأمر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنّه إن كان هذا لم يُقَم للّه دين...: الإمامه السياسة ج 1 ص 20 ، بحار الأنوار ج 28 ص 358. 222 . رقدتُ الساعة، فرأيت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في قصر من الدرّ الأبيض، فلمّا رآني قال: هلمّي إليَّ يا بُنيّة ، فإنّي
إليكِ مشتاق ، فقلت: واللّه إنّي لأشدّ شوقاً منك إلى لقائك، فقال: أنت الليلة عندي، وهو الصادق لما وعد والمُوفي لما عاهد...: بحار الأنوار ج 43 ص 179 ، اللمعة البيضاء ص 859 . 223 . فلمّا كانت الليلة التي أراد اللّه أن يكرمها ويقبضها إليه، أقبلت تقول: وعليكم السلام. وهي تقول لي: يابن عمِّ ، قد أتاني جبرئيل مسلّماً وقال لي: السلام يقرأُ عليكِ السلام يا حبيبة حبيب اللّه وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين بالرفيق الأعلى...: دلائل الإمامة ص 133 ، بحار الأنوار ج 43 ص 209. 224 . فاجتمعت لذلك تأمر عليّاً عليه السلام بأمرها وتوصيه بوصيتها وتعهد إليه عهودها ، وأمير المؤنين عليه السلام يجزع لذلك ويطيعها في جميع ما تأمره ، فقالت: يا أبا الحسن، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عهد إليَّ وحدّثني أنّي أوّل أهله لحوقاً به، ولا بدّ ممّا لا بدّ منه ، فاصبر لأمر اللّه وارضَ بقضائه...: بحار الأنوار ج 43 ص 201 ، بيت الأحزان ص 170. 225 . ثمّ قالت: جزاك اللّه عنّي خير الجزاء يا بن عمّ رسول اللّه. ثمّ أوصته بأن يتزوّج بعدها أُمامة بنت أُختها زينب...: بيت الأحزان ص 177 ؛ فكان أمير المؤنين عليه السلام يقول لها: يعافيك اللّه ويبقيك، فتقول: يا أبا الحسن، ما أسرع اللحاقَ باللّه. وأوصته أن يتزوّج أُمامة بنت أبي العاص، وقالت: بنت أُختي وتحنّن على وُلدي...: مستدرك الوسائل ج 2 ص 134 ، بحار الأنوار ج 43 ص 217 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 134. 226 . لا تُصلِّ علَيَّ أُمّةٌ نقضت عهد اللّه وعهد أبي... وأخذوا إرثي وكذّبوا شهودي..: بحار الأنوار ج 30 ص 348 ؛ واللّه لقد
أوصتني أن لا تحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها...: علل الشرائع ج 1 ص 189 ، بحار الأنوار ج 43 ص 205 ؛ دفنها ليلاً وسوّى قبرها، فعُوتب على ذلك فقال: بذلك أمرتني...: كشف الغمّة ج 2 ص 122 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 س 202 ؛ فهجرته ولم تكلّمه حتّى تُوفّيت، ولم يُؤَن بها أبو بكر يُصلّي عليها...: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 137 ، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 75 ، بحار الأنوار ج 31 ص 619 ؛ دفنها زوجها عليٌّ ليلاً، ولم يؤَن بها أبو بكر، وصلّى عليها...: صحيح البخاري ج 5 ص 82 ، فتح الباري ج 7 ص 378 ، عمدة القاري ج 17 ص 258 ؛ وأن لا يشهد أحد من أعداء اللّه جنازتي ولا دفني ولا الصلاه عليَّ: كتاب سليم بن قيس ص 392 ، مستدرك الوسائل ج 2 ص 360 ، بحار الأنوار ج 43 ص 199 ؛ إنّ لي إليك حاجةً يا أبا الحسن، فقال: تُقضى يا بنت رسول اللّه ، فقالت: أُنشدك باللّه وبحقّ محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أن لا يصلّي علَيَّ أبو بكر ولا عمر: بحار الأنوار ج 29 ص 113 ، مستدرك الوسائل ج 2 ص 290. 227 . فإنّكِ تجديني فيها أمضي كما أمرتِني، وأختار أمرك على أمري: بحار الأنوار ج 43 ص 192. 228 . ولا تدفنّي إلاّ ليلاً، ولا تُعْلِم أحداً قبري...: مستدرك الوسائل ج 2 ص 186 ، دلائل الإمامة ص 132 ، بحار الأنوار ج 43 ص 209 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 202. 229 . إذا أنا متّ فغسّلني بيدك، وحنّطني وكفنّي وادفنّي ليلاً...:
مستدرك الوسائل ج 2 ص 290 ، بحار الأنوار ج 78 ص 390 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 290 ؛ إذا أنا متّ فتولّ أنت غُسلي، وجهّزني وصلِّ عليَّ، وأنزلني في قبري، وألحدني وسوِّ التراب عليَّ، واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء، فإنّها ساعة يحتاج الميّت فيها إلى أُنس الأحياء، وأنا أستودعك اللّه تعالى وأوصيك في وُلدي خيراً...: كشف اللثام ج 11 ص 541 ، بحار الأنوار ج 79 ص 27 ،بيت الأحزان ص 177. 230 . لمّا حضرت فاطمةَ الوفاة بكت ، فقال لها أمير المؤنين عليه السلام : يا سيّدتي ، ما يبكيكِ ؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي، قال لها: لا تبكي ، فواللّه إنّ ذلك لصغير عندي في ذات اللّه...: بحار الأنوار ج 43 ص 218 ، الأنوار البهية ص 60 . 231 . توفّيت ولها ثمان عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً، وبقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً...: الكافي ج 1 ص 458 ، بحار الأنوار ج 43 ص 280 ، مجمع البحرين ج 3 ص 414 ؛ وبعد وفاه أبيها صلى الله عليه و آله وسلم خمسة وسبعين يوماً...: دلائل الإمامة ص 79 ؛ فأقامت بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً: كشف الغمّة ج 2 ص 77 ؛ وأقامت مع أمير المؤنين عليّ عليه السلام بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين...: تاريخ مواليد الأئمّة لابن خشّاب ص 10. 232 . سَلمى بفتح السين ، أُمّ رافع ، وهي مولاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وقيل مولاة صفية بنت عبد المطّلب، والصحيح المشهور الأوّل، وكانت سَلمى قابلة بني فاطمة وقابلة إبراهيم ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، وهي امرأة أبي رافع مولى رسول اللّه...: المجموع ج 5
ص 111 ، سَلمى أُمّ رافع مولاة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، امرأة أبي رافع...: الثقات لابن حبّان ج 3 ص 184 ، الوافي بالوفيات ج 15 ص 190 ؛ إنّ سَلمى هذه كانت مولاة رسول اللّه، وكانت قابلة لإبراهيم ابن رسول اللّه ، راجع :تهذيب المقال ج 1 ص 168 ، قاموس الرجال ج 11 ص 325 ، الطبقات الكبرى ج 1 ص 135 ، تاريخ دمشق ج 4 ص 252 ، أُسد الغابة ج 1 ص 38 ، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 87 ، تاريخ الطبري ج 2 ص 362 ، الوافي بالوفيات ج 6 ص 66 ، البداية والنهاية ج 4 ص 431 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 393 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 3 ص 710 ؛ عن سَلمى : إنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عند موتها استقبلت القبله ثمّ توسّدت بيمينها...: نيل الأوطار ج 4 ص 51 ، تلخيص الحبير ج 5 ص 108 ، وراحع: كشف الغمّة ج 2 ص 124 ، بحار الأنوار ج 43 ص 187. 233 . عن أُمّ سَلمى امرأة أبي رافع ، قالت: اشتكت فاطمة عليهاالسلام شكواها التي قُبضت فيها، وكنت أُمرّضها...: مسند أحمد ج 6 ص 461 ، مجمع الزوائد ج 9 ص 210 ، نصب الراية ج 2 ص 296 ، أُسد الغابة ج 5 ص 590 ، تعجيل المنفعة ص 562 ، البداية والنهاية ج 5 ص 350 ، مستدرك الوسائل ج 2 ص 135 ، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 138 ، بحار الأنوار ج 43 ص 183. 234 . فأصبحت يوماً أسكنَ ما كانت، فخرج عليّ عليه السلام
إلى بعض حوائجه ، فقالت: اسكُبي لي غُسلاً. فسكبت، فقامت واغتسلت أحسن ما يكون من الغُسل ، ثمّ لبست أثوابها الجُدد...: مسند أحمد ج 6 ص 461 ، مجمع الزوائد ج 9 ص 210 ، نصب الراية ج 2 ص 296 ، أُسد الغابة ج 5 ص 590 ، تعجيل المنفعة ص 562 ، البداية والنهاية ج 5 ص 350 ؛ حين توضّأت وضوءاً للصلاة: هاتي طِيبي الذي أتطيّب به، وهاتي ثيابي التي أُصلّي فيها، فتوضّأت ثمّ وضعت رأسها...:بحار الأنوار ج 43 ص 185 . 235 . إنّها لمّا احتضرت نظرت نظراً حادّاً ثمّ قالت: السلام على جبرئيل ، السلام على رسول اللّه ، اللّهمّ مع رسولك ، اللّهمّ في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام...: بحار الأنوار ج 43 ص 200 ، بيت الأحزان ص 178. 236 . هاتي الثياب التي أُصلّي فيها ...: بحار الأنوار ج 43 ص 185 . 237 . هذه مواكب أهل السماء ، وهذا جبرئيل ، وهذا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، ويقول: يا بُنيّة أقدمي ، فما أمامك خيرٌ لك ...: نفس المصدرين . 238 . ثمّ نادتها فلم تجبها ، فنادت: يا بنت محمّد المصطفى ، يا بنت أكرم مَن حملته النساء، يا بنت خير من وطئ الحصى ، يا بنت من كان مِن ربّه قاب قوسين أو أدنى. قال: فلم تجبها ، فكشفت الثوب عن وجهها، فإذا بها قد فارقت الدنيا ، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول: يا فاطمة، إذا قدمتِ على أبيك رسول اللّه فاقرأيه...: بحار الأنوار ج 43 ص 186. 239 . يا ابنَي رسول اللّه، إنطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبِراه بموت أُمّكما . فخرجا يناديان: يا
محمّداه، يا أحمداه ! اليوم جُدّد لنا موتك إذْ ماتت أُمّنا...: نفس المصادر. 240 . ثمّ أخبرا عليّاً عليه السلام وهو في المسجد، فغشي عليه حتّى رُشّ عليه الماء، ثمّ أفاق ، وكان عليه السلام يقول: بمن العزاء يا بنت محمّد ؟ كنت بك أتعزّى ، ففيم العزاء من بعدك ؟: نفس المصادر. 241 . فلمّا توفّيت جاءت عائشة تدخل ، فشكت إلى أبي بكر فقالت: إنّ هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول اللّه... فقالت: أمرَتْني أن لا يدخل عليها أحد...: السنن الكبرى للبيهقي ج 4 ص 34 ، الاستيعاب ج 4 ص 1897 ، كنز العمّال ج 13 ص 686 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 322. 242 . واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجّون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلّون عليها ، فخرج أبو ذرّ وقال: انصرفوا ؛ فإنّ ابنة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قد أُخّر إخراجها في هذه العشية، فقام الناس وانصرفوا...: روضة الواعظين ص 152 ، بحار الأنوار ج 43 ص 192 ، الأنوار البهيّة ص 62 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 321. 243 . قال عليّ عليه السلام: واللّه لقد أخذتُ في أمرها وغسّلتها في قميصها، ولم أكشفه عنها...: مستدرك الوسائل ج 2 ص 203 ، بحار الأنوار ج 43 ص 179 ؛ أنا مقبوضة، وقد اغتسلت، فلا يكشفنّي أحد: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 138 ، العمدة لابن البطريق ص 389 ، كشف الغمّة ج 2 ص 124 ، ذخائر العقبى ص 54 ، بحار الأنوار ج 43 ص 184 ؛ قالت: يا أُمّاه، إنّي مقبوضة الآن، وقد تطهّرت، فلا يكشفنّي أحد...: مسند أحمد ج 6 ص 461 ، مجمع الزوائد
ج 9ص 211 ، نصب الراية ج 2 ص 296 ، ينابيع المودّة ج 2 ص 141. 244 . ثمّ حنّطتُها من فضلة حنوط رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وكفّنتُها وأدرجتها في أكفانها ، فلمّا هممتُ أن أعقد الرداء ناديت: يا أُمّ كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضّة، يا حسن يا حسين، هلمّوا تزوّدوا من أُمّكم، فهذا الفراق واللقاء في الجنّة...: مستدرك الوسائل ج 2 ص 203 ، بحار الأنوار ج 43 ص 179. 245 . إنّي أُشهد اللّه أنّها قد حنّت وأنّت ومدّت يديها وضمّتهما إلى صدرها ملياً، وإذا بهاتفٍ من السماء ينادي: يا أبا الحسن، ارفعهما عنها ؛ فلقد أبكيا واللّه ِ ملائكةَ السماوات ، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب. قال عليه السلام: فرفعتُهما عن صدرها: نفس المصدرين. 246 . إنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم دُفنت ليلاً...: فتح الباري ج 7 ص 378 ، معرفه السنن والآثار للبيهقي ج 3 ص 161 ، الاستذكار ج 3 ص 56 ، الطبقات الكبرى ج 8 ص 29 ، تاريخ المدينة لابن شبة ج 1 ص 108 ؛ دفنها زوجها عليّ ليلاً ولم يؤَن بها أبو بكر، وصلّى عليها...: صحيح البخاري ج 5 ص 82 ، فتح الباري ج 7 ص 378 ، عمدة القاري ج 17 ص 258 ؛ لأنّه كان دفنها ليلاً: الأمالي للصدوق ص 580 ، روضة الواعظين ص 153 ؛ فلمّاتوفّيت دفنها عليّ ليلاً: صحيح البخاري ج 5 ص 82 ، صحيح مسلم ج 5 ص 154 ، السقيفة وفدك ص 107 ، عمدة القاري ج 17 ص 258 ، وراجع مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 137 ، صحيح
ابن حبّان ج 11 ص 153 ، مسند الشاميّين ج 4 ص 198 ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 218 ، نظم درر السمطين ص 204 ، كنز العمّال ج 13 ص 687 ، الطبقات الكبرى ج 8 ص 29 ، البداية والنهاية ج 5 ص 306 ، تاريخ المدينة لابن شبة ج 1 ص 196 ، السيرة النبويّة لابن كثير ج 4 ص 567 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 487. 247 . فلمّا جنّ الليل غسّلها عليّ عليه السلام ووضعها على السرير وقال للحسن: ادعُ لي أبا ذرّ، فدعاه...: بحار الأنوار ج 43 ص 215 ، موسوعة شهادة المعصومين ج 1 ص 244. 248 . ضاقت الأرض بسبعة، بهم تُرزقون وبهم تُمطرون، منهم: سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمّار وحُذيفة ، رحمة اللّه عليهم، وكان عليّ يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلّوا على فاطمة...: اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 33 ، نقد الرجال ج 3 ص 319 ، جامع الرواة ج 1 ص 182 ، معجم رجال الحديث ج 9 ص 195 ، أعيان الشيعة ج 7 ص 286 ، وراجع: الاختصاص ص 5 ، تفسير فرات الكوفي ص 570 ، وزاد الشيخ الصدوق في الخصال «عبد اللّه بن مسعود»بعد «حذيفة»، وذكر «شهدوا الصلاة» بدل «صلّوا»: الخصال 361 ، وراجع روضة الواعظين ص 280 ، بحار الأنوار ج 22 ص 326 ؛ شهد دفَنها سلمان الفارسي والمقداد... والعبّاس بن عبد المطّلب: بحار الأنوار ج 43 ص 200 ؛ فلمّا سوّى عليها التراب أمر بقبرها... فأخذ العبّاس بيده فانصرف...: كشف اللثام ج 2 ص 411 ، بحار الأنوار ج 79 ص 27 ، جامع
أحاديث الشيعة ج 3 ص 421. 249 . فكبّر جبرئيل تكبيرة والملائكة المقرّبون، إلى أن كبّر أمير المؤنين خمساً. فقيل له: وأين كان يُصلّى عليها ، قال: في دارها...: مستدرك الوسائل ج 2 ص 255 ، بحار الأنوار ج 78 ص 390. 250 . ثمّ صلّى ركعتين، ورفع يديه إلى السماء ونادى: هذه بنت نبيّك...: بحار الأنوار ج 43 ص 215 . 251 . ثمّ أوصته بأن يتزوّج بعدها أُمامة بنت أُختها زينب ، وأن يتّخذ لها نعشاً: مستدرك الوسائل ج 2 ص 134 ، بحار الأنوار ج 43 ص 217 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 134 ؛ ألا ترين إلى ما بلغت ، فلا تحملني على سرير ظاهر ، فقالت أسماء: لا لَعَمري ، ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يُصنع بالحبشة، فقالت: أرينيه . فأرسلت إلى جرائد رطبة... ثمّ جعلت على السرير نعشاً...: وسائل الشيعة ج 3 ص 221 ، بحار الأنوار ج 43 ص 189 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 368 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 162 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 321 ، كشف الغمّة ج 2 ص 146. 252 . أخرج عليّ عليه السلام الجنازة وأشعل النار في جريد النخل، ومشى مع الجنازة بالنار...: الحدائق الناضرة ج 4 ص 83 ، علل الشرائع ج 1 ص 188 ، وسائل الشيعة ج 3 ص 159 ، بحار الأنوار ج 43 ص 204 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 388 ؛ سُئل الصادق عليه السلام عن الجنازة يُخرَج معها بالنار ؟ فقال: إنّ ابنة رسول اللّه أُخرجت ليلاً ومعها مصابيح...: كتاب من لا يحضره الفقيه ج 1 ص
162 ، تذكرة الفقهاء ج 2 ص 55 ، جامع أحاديث الشيعة ج 2ص 832. 253 . إنّه لمّا صار بها إلى القبر المبارك، خرجت يد فتناولتها وانصرف: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 139 . 254 . فلمّا أراد أن يدفنها نُودي... إليَّ إليَّ ، فقد رفع تربتها ، فنظر فإذا بقبرٍ محفور، فحمل السرير إليه فدفنها: بحار الأنوار ج 43 ص 215 . 255 . فلمّا نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فقال: السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك... قَلّ يا رسول اللّه عن صفيتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي... قد استُرجعت الوديعة وأُخذت الرهينة واختُلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول اللّه ، أمّا حزني فسرمد...: الأمالي للمفيد ص 281 ، بحار الأنوار ج 43 ص 211 ، بشارة المصطفى ص 396. 256 . يا أبا الحسن، هذه وديعة اللّه ووديعة رسوله محمّد عندك، فاحفظ اللّه واحفظني فيها ، وإنّك لفاعله . يا عليّ، هذه واللّه ِ سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، هذه واللّه مريم الكبرى...: بحار الأنوار ج 22 ص 484. 257 . فلمّا سوّى عليها التراب أمر بقبرها فرُشّ، ثمّ جلس عند قبرها باكياً حزيناً، فأخذ العبّاس بيده فانصرف...: كشف اللثام ج 2 ص 411 ، بحار الأنوار ج 79 ص 27 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 421. 258 . فإن أنصرِفْ فلا عن ملالة، وإن أُقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصابرين ، الصبر أيمنُ وأجمل ، ولولا غلبة
المستولين علينا لجعلتُ المُقام عند قبركِ لزاماً، والتلبّث عنده معكوفاً: الأمالي للمفيد ص 283 ، الأمالي للطوسي ص 110 ، بحار الأنوار ج 43 ص 212 ، بشارة المصطفى ص 397 . 259 . الإمام الباقر عليه السلام: ...ولا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها ، ولمّا ماتت فاطمة عليهاالسلام ، قام عليها أمير المؤمنين عليه السلاموقال: اللّهمّ إنّي راضٍ عن ابنة نبيّك ، اللّهمّ إنّها قد أوحشت فآنسها ، اللّهمّ إنّها قد هاجرت فصلها ...: الخصال ص 588 ، وسائل الشيعة ج 20 ص 222 ، بحار الأنوار ح 78 ص 345 . 260 . فلمّا سوّى عليها التراب، أمر بقبرها فرُشّ عليها الماء: مستدرك الوسائل ج 2 ص 337 ، جامع أحاديث الشيعة ج 3 ص 421. 261 . أخرجها في الليل ومعه الحسن والحسين عليهماالسلام... وعَمّي موضع قبرها...: دلائل الإمامة ص 136 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 322 ، بحار الأنوار ج 43 ص 171. 262 . روي أنّه رشّ أربعين قبراً حتّى لا يبين قبرها من غيره من القبور...: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 138 ، بحار الأنوار ج 43 ص 183 ؛ فأُصنِع في البقيع ليلة دُفنت فاطمة عليهاالسلام أربعون قبراً جُدداً: بحار الأنوار ج 30 ص 349. 263 . لم تحضروا وفاة بنت نبيّكم ولا الصلاة عليها، ولا تعرفون قبرها فتزورونه...: بحار الأنوار ج 30 ص 349. 264 . واللّه لقد هممتُ أن أنبشها فأُصلّيَ عليها...: كتاب سليم بن قيس ص 393 ، بحار الأنوار ج 28 ص 305 و ج 43 ص 199 ؛ أنا أمضي إلى المقابر فأنبشها حتّى أُصلّي عليها...: علل الشرائع ج
1 ص 189 ، بحار الأنوار ج 43 ص 205 ؛ هاتوا من نساء المسلمين من تنبش هذه القبور حتّى نجد فاطمة فنصلّي عليها ونزور قبرها: عيون المعجزات ص 48 ، بحار الأنوار ج 31 ص 593. 265 . فأخذ عمر يضرب المقداد على رأسه ووجهه حتّى تعب عمر وخلّصه... فقام المقداد تجاه القوم وقال: خرجَتْ بنت رسول اللّه من الدنيا وظهرها وجنبها ينزفان بالدم لما ضربتموها بالسيف والسياط...: الهجوم على بيت فاطمة ص 321. 266 . فبلغ ذلك أميرَ المؤنين عليه السلام ، فخرج مغضباً قد احمرّت عيناه ودرّت أوداجه، وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كلّ كريهة، وهو متّكئ على سيفه ذي الفقار، حتّى ورد البقيع، فسار إلى الناس النذير، وقالوا: هذا عليّ بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه، يقسم باللّه لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعنّ السيف على غابر الآخر. فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: ما لك يا أبا الحسن ؟ واللّه لننبشنّ قبرها ولنصلّينّ عليها ! فضرب عليّ عليه السلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزّه، ثمّ ضرب به الأرض وقال له: يا بن السوداء، أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم ، وأمّا قبر فاطمة عليهاالسلام فوالذي نفس عليّ بيده، لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينّ الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض يا عمر...: الهداية الكبرى ص 180 ، بحار الأنوار ج 43 ص 171 ، أعيان الشيعة ج 1 ص 322 ؛ فقال له عليّ عليه السلام: واللّه لو ذهبتَ تروم من ذلك شيئاً وعلمتُ أنّك لا تصل إلى ذلك حتّى تندر عنك الذي فيه عيناك...: علل الشرائع ج 1 ص 189 ، بحار
الأنوار ج 43 ص 205 ؛ فخرج مغضباً قد احمرّت عيناه وقد تقلّد سيفه ذا الفقار، حتّى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيه ، فقال: لو نبشتم قبراً من هذه القبور لوضعتُ السيف فيكم...: عيون المعجزات ص 48 ، بحار الأنوار ج 31 ص 593. 267 . بحار الأنوار ج 43 ص 217 ح 48 عن الديوان المنسوب إليه عليه السلام. --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 1