العقل يري هذه القوانين

اشارة

اسم الكتاب: العقل يري هذه القوانين

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ اجِعُونَ

سو ة البقر ة 156

تلقينا بقلوب ملؤها الأسي والحزن وهذا الكتاب ماثل للطبع يوم الاثنين 2 شوال 1422 نبأ حيل الم جع الديني الأعلي الإمام السيد محمد الحسيني الشي ازي (قدس س ه) علي إث نوبة ألمت به، حيث فجع العالم الإسلامي والحوزات العلمية بفقده، وهو في عز عطائه، فإنا لله وإنا إليه اجعون.

بسم الله ال حمن ال حيم

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً

فِطْ تَ اللهِ

الَّتِي فَطَ النَّاسَ عَلَيْهَا

لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ

ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ

وَلَكِنَّ أَكْثَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

صدق الله العلي العظيم

سو ة الروم: الآية 30

كلمة الناش

بسم الله ال حمن ال حيم

ما ب حت ال سالات السماوية ومنها ال سالة الإسلامية خاتمة ال سالات، تواجه الاشكالات التي تثا حولها وت د الشكوك التي يثي ها المشككون وتفندها بأقوي الحجج والب اهين الواضحة مما تجعل المشكك في حي ة من أم ه لا يح ي أي جواب ولا تدع له إلا التسليم للحق.

وهذا الأم ليس بجديد ولا طا ئ ولا آخ، وانما هو حال جميع الدعوات الإلهية التي سبقت دعوة نبينا محمد صلي الله عليه و اله، ولقد أفصح الق آن عن موقف الأمم السابقة مع سلهم في التشكيك بهم وب سالاتهم وأثا وا الشبهات الواهية التي لا تصمد بحال من الأحوال أمام شمس الحقيقة، قال تعالي: ?وإننا لفي شك مما تدعونا إليه م يب?().

?وإنهم لفي شك منه م يب? ().

?وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه م يب?().

?قالت سلهم أفي الله شك فاط السماوات والأ ض? ().

?بل

هم في شك منها بل هم منها عمون?().

?إلاّ لنعلم من يؤمن بالآخ ة ممن هو منها في شك? ().

?إنهم كانوا في شك م يب? ().

?بل هم في شك من ذك ي?().

? فما زلتم في شك مما جاءكم به?().

?وإنهم لفي شك منه م يب?().

?وإن الذين أو ثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه

م يب?().

?بل هم في شك يلعبون?().

فهذا حال الأمم السابقة مع سلهم أنهم لم يكونوا مشككين فحسب، بل تأبي نفوسهم الإيمان والإنصياع لنداء الفط ة، وأي فط ة، إنها فط ة الله التي فط الناس عليها، إنها طبيعة واحدة و واية واحدة تتك علي مدي العصو والدهو.

والملاحظ في كل هذا أن عدم الإيمان وإثا ة الشبهات والاشكالات لم يكن ناتجاً عن تفكي وتدب، ولا عن حجة وب هان وإنما هو التقليد الأعمي لمن سبق من الآباء، وفي مقابل ذلك نجد صف الإيمان يقف صلبا قوياً يق ع التفكي الخاطئ والمنح ف بالحجة القوية والب هان الساطع مما يجعل الباطل يخو وينها س يعاً.

لقد منيت ال سالة الإسلامية كغي ها من ال سالات الإلهية بالمؤام ات الخبيثة بحاليها المعلن والمخفي، من أبناء عبدة الطاغوت وأعداء الإسلام التا يخيين، تلك المؤام ات التي انتهت بالغزو الاستعما ي بكافة أشكاله علي الأمة الإسلامية، والذي لم يكن له هدف سوي القضاء علي الإسلام وتباعد الأمة عن مبدئها الذي ابتغاه الله لخي الإنسان في الدنيا والآخ ة.

فالدين الإسلامي سالة عظيمة وهو وحده الكفيل بإخ اج الإنسان من ظلمات الجهل والضلالة وأزمته المعاص ة التي تؤدي به إلي الدما والضياع، وإحلال التوازن والاستقامة في كيانه الذي مزقته الدعوات والفلسفات الوضعية.

إن الذي ي يد أن يؤدي سالة الإسلام، عليه أن يعيشها قلباً وقالباً،

وفك اً و وحاً، وأن يؤديها كما أداها المسلمون الأوائل بأم من سول الله صلي الله عليه و اله وأمي المؤمنين عليه السلام فقد كان يحيون الإسلام أف اداً وجماعات، فكان كل واحد منهم إسلاماً حياً يسعي.

وفي هذا الكتاب الذي تقوم (مؤسسة المجتبي للتحقيق والنش) بنش ه وهو من كتب سماحة الم جع الديني الأعلي الإمام الشي ازي (قدس س ه) ن ي كيف يفند الإمام (أعلي الله مقامه) الشكوك والاشكالات المثا ة حول قضايا ما زالت تت دد علي الألسن من قبل أعداء الإسلام، مثل: مي اث الم أة وتعدد الزوجات وإقامة الحدود وغي ها، بأسلوب واضح بسيط وبعبا ات لا لبس فيها، يفهمها كل ف د، موضحاً فيها أي الش ع الحنيف من دون خوف أو وجل، ومحاباة أو مداهنة، بعد ما عاش الإسلام وش عه المقدس وحاً وفك اً وداعياً لتطبيقه كاملاً في كافة مجالات الحياة، وذلك لملائمته لفط ة الإنسان.

ختاماً نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخي، وأن يأخذ بيد الأمة لما فيها صلاحها، وي فع عنها الأغلال والآصا التي وضعها المستعم ون في أعناقها، إنه سميع مجيب والحمد لله أولا وآخ اً.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنش

بي وت لبنان ص.ب: 6080 / 13

المقدمة

بسم الله ال حمن ال حيم

الحمد لله ب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاه ين.

أما بعد: فإن من هوان الدنيا علي الله سبحانه، أن زعم البعض أن الإسلام الذي هو آخ صيغة لقوانين السماء لا يصلح لإدا ة العالم، وأثا حوله بعض الشبهات والإشكالات، وقد أحسن البعض الظن بي وتصو أني بمكان من الصلاحية بحيث أتمكن من جواب الإشكالات ودفع الشبهات التي يو دها هؤلاء الزاعمون عليه

أو غي هم من المنح فين والأعداء.

إنه ليس من الغ يب أن ن ي البعض في هذا الزمان يثي الشبهات حول الإسلام، ويخطط ويتآم للقضاء عليه، فقد تآم أعداء الله من ذي قبل علي المسيح بن م يم عليه السلام الذي يصفه الله بكونه آية حيث يقول في كتابه: ?وجعلنا ابن م يم وأمه آية?()، وقد ذك الشيخ البهائي: أنه عليه السلام شافي وبإذن من الله سبحانه وتعالي خمسين ألف معلول عجز الأطباء من معالجتهم كالأعمي والأع ج والأصم والأبكم، ومع كل هذه المعجزات الباه ات لم يتحمله أعداء الله، بل تآم وا عليه ليقتلوه، فألقي الله شبهه علي من وشي به، فقبض الأعداء علي شبهه، وساقوه إلي الصلب ظناً منهم بأنه هو المسيح، ولولا عناية الله به حيث فعه عن أيديهم كما قال تعالي في كتابه: ?وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم?() لأصابه ما أصاب كثي اً من أوليائه سبحانه من مختلف أنواع القتل.

ولعل من الس في فع الله سبحانه النبي عيسي عليه السلام إلي السماء: أن اليهود أ ادوا إح اق جسده بعد القتل وذ ماده في الهواء، لئلا يبقي حتي ماده.

وكذلك تآم الأعداء علي الإمام الحسين عليه السلام الذي هو أعظم مقاماً من السيد المسيح عليه السلام وقتلوه بتلك القتلة الفضيعة، وقد جاءت الملائكة التي نص ت جده سول الله صلي الله عليه و اله في بد، لنص ته فلم ي ض بذلك م اعياً الأهم الذي هو بقاء دين الله في الأ ض باستشهاده وقتله، حيث قال صلي الله عليه و اله: (إن الله شاء أن ي اك قتيلاً … قد شاء الله أن ي اهن سبايا)().

وعليه: فالتآم علي دين

الله وأوليائه ليس شيئاً جديداً، وإنما هو قديم بقدم الأديان والنبوات، نعم قد تتغي أساليبه وط قه، وكيفيته وصو ه..

وقد كتبت هذا الكتاب آملاً أن يكون جواباً لبعض ما أثا ه الجاهلون من شبهات حول بعض المسائل الف عية والأحكام الش عية التي جاء بها الإسلام العظيم الذي?لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه?() والذي قال الله سبحانه عنه: ?ومن يبتغ غي الإسلام ديناً فلن يقبل منه?().

وأسأله سبحانه أن يتفضل علينا بالسداد والصواب، والعون والتوفيق، إنه سميع مجيب وهو الموفق المستعان.

قم المقدسة

محمد الشي ازي

التقليد

س: لماذا تقليد عالم عادل طاه المولد؟

ج: التقليد هو مصد قلَّد يقلّد، ويقال: قلّده، يعني تبعه()، وبعبا ة أوضح: التقليد هو جوع مَن لا يعلم الشيء إلي الخبي بذلك الشيء، فالذي لا يعلم كيف يصلي، أو كيف يزكي، ي جع إلي الخبي بالصلاة والزكاة، مثل سائ جوع أ باب الحوائج إلي أهل الخب ة في حوائجهم.

وهذا عقلي عند كل الأمم قديماً وحديثاً، ولذا ت اهم ي جعون إلي الطبيب، وإلي المهندس، وإلي م كب الأسنان، وإلي غي هم من الخب اء في مجال خب تهم.

فهل يصح أن لا يذهب الم يض إلي الطبيب؟ مع أن نتيجة عدم م اجعة الطبيب هو: زيادة الم ض، وس عة الموت، وانتشا الج اثيم والمك وبات.

وهل يصح عدم ال جوع إلي المهندس الماه، الخبي بالبناء، لمن أ اد أن يبني لنفسه دا اً يسكن فيها؟ مع أنه إذا لم ي اجعه في ذلك، كانت النتيجة عدم استقامة غ ف الدا، وفوضي سائ م افقها، وأدّي أحياناً إلي انهدام السياج، أو انهيا السقف والجد ان علي ؤوس أهله، وإلي ما أشبه ذلك من المساوئ

والمخاط.

وهل يصح لمن نخ سنّه، وأسه ه ألمه، أن لا ي جع إلي م كب الأسنان؟ مع أن نتيجة عدم م اجعته في معالجتها أو قلعها إليه هو: الألم المتواصل والسه الدائم.

وهكذا بالنسبة إلي سائ م اجعات أ باب الحوائج العقلاء إلي أهل الخب ة.

إن الحياة بنفسها تحتاج إلي العقود والإيقاعات، والي النكاح والطلاق، والي تقسيم الإ ث وتأديب المج مين، والي عش ات وعش ات الحاجات التي تتطلب بيان أهل الخب ة فيها، وم اجعة أهل العلم وذوي الفن من المقنن والمش ع والمنفّذ وما إلي ذلك في إنجازها وإنجاحها، وهذا دأب كل إنسان في الحياة وإن كان يؤمن بالسوفسطائية فكيف بالعقلاء والمتمدّنين؟.

والإنسان المسلم الذي يؤمن بالإسلام العظيم، ويعتقد بأنه هو الدين الكامل، والش يعة الشاملة، التي أ ادها الله تعالي منهجاً للحياة، وب نامجاً للإنسان، وفيها كل الذي يحتاج إليه البش حتي أ ش الخدش، فهل لا يحتاج إلي م اجعة خبي عالم بالدين يأخذ منه الأحكام خصوصاً مع كث ة المسائل ووف ة الأحكام في الإسلام، مما لا يتمكن الناس جميعاً استقطابها واستيعابها، فإنها قد تصل أحياناً إلي مليون حكم أو أكث.

وأما اشت اط العدالة في العالم الذي يقلّده الإنسان ووجوب أن يكون م جعه في أحكام الدين عادلاً، فلأجل أن يثق المقلد بمن يأخذ عنه وبما يتلقاه منه.

وأما اشت اط طها ة المولد فيمن ي يد الإنسان تقليده وال جوع إليه في مسائل دينه، فهو تحجيم للفوضي في قضايا الجنس، وتأكيد علي سلامة المجتمع ونزاهته، فيكون بمنزلة احتماء الصحيح عن الم يض حتي وإن كان الم يض قد تم ض من دون اختيا ه، ومعه لا يقال: ما هو ذنب ولد

لزنا، كما لا يقال: ما هو ذنب الم يض؟

للذك ضعف الأنثي

س: لماذا الاختلاف بين سهم الذك والأنثي في الإ ث بالكيفية التي أم بها الق آن الك يم، حيث قال تعالي: ?للذك مثل حظ الأنثيين?() مع أن الق آن ي ي تساويهما في الأحكام كما قال سجانه: ?إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِ ينَ وَالصَّابِ اتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُ وجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِ ينَ اللهَ كَثِي اً وَالذَّاكِ اتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِ ةً وَأَجْ اً عَظِيماً?().

والجواب: إن هذا الف ق والاختلاف في السهم بين الذك والأنثي ليس هو دائماً كذلك، إذ قد يتساويان كما قال سبحانه: ?فهم ش كاء في الثلث?().

وكما قال تعالي: ?ولأبويه لكل واحد منهما السدس?().

وقد تكون حصة الم أة أكث من حصة ال جل، كما إذا خلّف ال جل الميت ابني عم وبنت عم واحدة، وكانت بنت العم هذه زوجة الميت، فإنه يكون حصة بنت العم هذه البنت (الزوجة) أكث من كل واحد من أخويها، إذ لها نصف كل واحد منهما بالق ابة، إضافة إلي أن لها ال بع من ت كة الميت أيضاً لأجل أنها زوجة، فإذا كان الإ ث عش ين دينا اً مثلاً فللزوجة منه خمسة دناني وهو بع ما ت ك، ولكل أخ ستة دناني منه، ولها أيضاً ثلاثة دناني منه لكونها أختاً، فيصي للم أة من مجموع العش ين دينا اً ثمانية دناني، بينما يكون نصيب كل من ال جلين منه ستة دناني فقط.

وهكذا يكون كلما اجتمع للم أة إ ثان ولل جل (أخوها) إ ث واحد أقل.

مضافاً إلي ذلك فإن هذا الاختلاف والف ق إنما هو في القيمة

الاقتصادية لا القيمة الإنسانية فليس هو بالنظ إلي ك امة الم أة وإنسانيتها، إذ في الواقع والحقيقة ي جع الإ ث وكذلك الدية وما أشبه ذلك إلي مسائل اقتصادية، وأحكام مالية ينتفي بالنظ إليها كل تبعيض وتفاوت.

مثلاً لو نظ نا إلي مكانة الم أة المسلمة التي ق ها الإسلام لها في المجتمع الإسلامي، وبصو ة خاصة مكانتها في الأس ة، حيث أم الإسلام الأب بكفالتها من جهة ال زق والمال، ومن ناحية النفقة والمصا ف المالية، ما دامت هي في بيته، وأم الزوج بكفالتها اقتصادياً إذا انتقلت إلي منزله، وكذلك أم اخوتها أو أولادها بكفالتها إن فقدت الأب والزوج، وإنما أم هم بذلك إك اماً لها، وإعزازاً بشخصيتها، ففي الحديث: (الم أة يحانة وليست بقه مانة)()، وال يحان يقام ب عايته وحفظه، بينما القه مان يُت ك للأعمال الاقتصادية الصعبة، والمما سات العملية والمالية القاسية.

هذا من جهة..

ومن جهة أخ ي ن ي أن الم أة ولطبيعتها العاطفية وال قيقة تكون أقل دخلاً في العائدات اليومية من ال جل، فإنها حيث لا تتمكن من مزاولة الأعمال الصعبة والقاسية كال جل يكون عائدها أقل ودخلها أضعف، ومن هنا ن ي أن في كثي من بلاد العالم أج ة الم أة أقل من أج ة ال جل.

ومع أخذ هذه الأمو بالحسبان، ن ي أن من العدالة الاقتصادية، والموازنة المالية، هو أن يكون للم أة نصف ما لل جل من الإ ث ومن الدية ومما أشبه ذلك، بل قد قال بعض علماء الاقتصاد: بأن هذا النصف زائد بالنسبة إليها من حيث المقايسات الاقتصادية، والمعادلات المالية، ولكن الله تبا ك وتعالي أ اد إعزاز الم أة وتك يمها، فلم يح مها

من الإ ث ولا من الدية، ولا مما أشبه ذلك تح يماً باتاً، وإنما ق لها ذلك لمحض التك يم والتبجيل، وإلا فإنسانيتها مثل إنسانية ال جل بل قد تفوق عليه أحياناً بتقواها.وعليه: فإن الم أة من هذه الجهة أعني: القيمة الاقتصادية تكون أقل من ال جل، ومن تلك الجهة أعني: القيمة الإنسانية فتكون مساوية مع ال جل، والي هاتين الجهتين أشا الق آن الحكيم معاً، لكن تا ة أشا إلي الجهة الأولي فقال: ?للذك مثل حظ الأنثيين?() وأخ ي أشا إلي الجهة الثانية فقال: ?إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات … ?()، وحيث يتساويان يكون أك مهما اتقاهما، فالم أة المتقية أك م من ال جل غي المتقي كما قال تعالي: ?إن أك مكم عند الله أتقاكم?().

ومما يدل علي ما ذك من أن الفا ق اقتصادي لا بط له بك امة الم أة، ما و د في كتاب علل الش ائع للشيخ الصدوق من ال وايات:

عن محمد بن سنان: أن أبا الحسن ال ضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: «علة إعطاء النساء نصف ما يعطي ال جال من المي اث، لأن الم أة إذا تزوجت أخذت وال جل يعطي، فلذلك وف علي ال جال، وعلة أخ ي في إعطاء الذك مثلي ما تعطي الأنثي، لأن الأنثي في عيال الذك إن احتاجت وعليه أن يعولها وعليه نفقتها وليس علي الم أة أن تعول ال جل ولا تؤخذ بنفقته إن احتاج، فوف علي ال جل لذلك، وذلك قول الله تعالي: ?ال جالُ قَوَّامُونَ عَلَي النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ وَ بِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ? ()» ().

وعن عبد الله بن سنان عن

أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: لأي علة صا المي اث للذك مثل حظ الأنثيين؟ قال عليه السلام: «لما جعل لها من الصداق» ().

وعن ابن أبي عمي عن هشام بن سالم أن ابن أبي العوجاء قال للأحول: ما بال الم أة الضعيفة لها سهم واحد ولل جل القوي الموس سهمان؟ قال: فذك ت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال: «إن الم أة ليس لها عاقلة ولا نفقة ولا جهاد وعد أشياء غي هذا وهذا علي ال جال فلذلك جعل له سهمان و لها سهم» ().

القصاص

س: هل القصاص أم لازم ولا محيص عنه؟

ج: لا يلزم ش عاً القصاص، بل المجني عليه مخي بين أمو تالية:

1 القصاص

2 العفو

3 المصالحة علي قد من المال، سواء كان بقد الدية وذلك بأن يأخذ من الجاني مقابل يده التي قطعها خمسمائة دينا ذهباً التي عيّنها الشا ع دية ليده، أم أكث من خمسمائة، أم أقل؟

4 السجن حيث يتم التصالح بينهما عليه.

5 التصالح علي شيء خاص، كإجازة الجاني تزويج بنته الباك للمجني عليه، أو مغاد ة الجاني بلده إلي بلد آخ، دائماً أو مدة معينة، أو طلاق الجاني زوجته وهي مثلاً أخت المجني عليه، أو غي ذلك مما يقع بينهما التصالح عليه فيما لم يكن ح اماً.

والظاه: أن ما يقع عليه اختيا المجني عليه مش وط في تنجّزه بأن ينال تأييد القاضي، وبأن ي ي الحاكم الش عي ذلك صلاحاً.

وأما أن تنجّزه مش وط ب ؤية الحاكم الش عي، فلأنه هو المسؤول عن إدا ة البلاد وتنظيم الأمو وشؤون العباد حتي لا يقع فساد أو اختلال، أو ظلم أو عدوان، ولذا جازي الإمام أمي المؤمنين علي عليه السلام ذلك

الذي صفع إنساناً ظلماً بأن صفعه ثم عفي عنه ولعله كان لأجل حسم مادة العدوان وقمع طبيعة الطغيان في النفوس من باب حق الوالي مما يسمي اليوم بالحق العام.

ولقد نفي النبي صلي الله عليه و اله ذلك السفيه الذي كان يستهزئ بالناس من المدينة المنو ة..

ولعل في هذا اليوم ي ي الحاكم الش عي ومن باب المهم والأهم تعويض القصاص مؤقتاً بشيء آخ لقول سول الله صلي الله عليه و اله: (لولا أن يقول الناس) وقوله صلي الله عليه و اله: (لولا قومكِ حديثو عهد بش ك)() وما أشبه ذلك مما يستفاد منه العليّة والملاك.

وفي بحا الأنوا عن جاب بن يزيد الجعفي عن جل من أصحاب أمي المؤمنين عليه السلام قال: دخل سلمان (ضي الله عنه) علي أمي المؤمنين عليه السلام إلي أن قال: قال سلمان: يا أمي المؤمنين لقد وجدتك في التو اة كذلك وفي الإنجيل كذلك بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان والله لولا أن يقول الناس وا شوقاه حم الله قاتل سلمان، لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس لأنك حجة الله الذي به تاب علي آدم وبك أنجي يوسف من الجب وأنت قصة أيوب وسبب تغي نعمة الله عليه، الحديث().

وفي التوحيد عن ز ا ة بن أعين قال: أيت أبا جعف عليه السلام صلي علي ابن لجعف عليه السلام صغي فكب عليه ثم قال: يا ز ا ة إن هذا وشبهه لا يصلي عليه ولولا أن يقول الناس إن بني هاشم لا يصلون علي الصغا ما صليت عليه، الحديث().

تعدد الزوجات

س: هل من العدل أن يحق لل جل التزويج بأ بع زوجات في وقت واحد، مضافاً إلي المتعة، بينما لا يحق للم أة

أن تتزوج في وقت واحد إلا ب جل واحد؟

قبل الإجابة علي هذا الإشكال، لابد أن نع ف أولاً معني العدل الذي جاء في متن الإشكال، فإن العدل يعني: إعطاء كل ذي حق حقه، وهو غي التساوي، والإسلام أعطي كلاً من ال جل والم أة حقه في الزواج، وإعطاء كل ذي حق حقه هو عين العدل ومحصن القسط.

أما أنه كيف يكون عدلاً تفضيل ال جل في تعدد الزوجات؟ فهو لما يلي:

أولاً: لقد أثبتت الإحصائيات ال سمية بأن عدد النساء يفوق عدد ال جال، فإن النساء غالباً أكث عدداً من ال جال، ومعه فهل تبقي الم أة في هذا العدد الفائض من النساء خلية، أو خليلة، أو مومسة، أو يطفي فو تها الجنسية حيوان، أو تكون زوجة ثانية؟

إن الأخي هو ما ي اه العقل قبل حكم الش ع.

ومن نظ إلي أغلب بلاد العالم اليوم، ي ي علي أث عدم تطبيق قانون تعدد الزوجات صفوفاً من العوانس، وكثي اً من المواخي، وطابو اً من الخليلات غي الش عيات، وجملة من المكتفيات بالبهائم والحيوان، كما ويشهد كث ة الخيانات، وزيادة الاعتداءات، وهي تفسد كل الأط اف، وجميع الجهات الإنسانية للمجتمع.

وأما ما يشاهد اليوم من عدم غبة الم أة في أن تكون زوجة ثانية ل جل متزوج، فس ه عدم عدالة الزوج كما قال سبحانه: ?فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة?() وقال تعالي: ?فإمساك بمع وف أو تس يح بإحسان?() وقال عز من قائل: ?ولهن مثل الذي عليهن بالمع وف?().

وتطبيقاً لقانون تعدد الزوجات وما فيه من محسنات اجتماعية وإنسانية، و د عن النبي صلي الله عليه و اله أنه كان يسأل عمن يلتقي به من النساء هل لها زوج أم لا؟

وذلك علي ما في كتاب (أسد الغابة) فإذا لم يكن لها زوج غّبها في الزواج، وسعي هو في تزويجها.

كما كان صلي الله عليه و اله يسأل كل شاب يلتقي به هل له زوجة أم لا؟ ويسأله هل له عمل أم لا؟

فإذا قال: بأنه لا زوجة له غّبه وسعي في زواجه، وإذا قال: بأنه لا عمل له، قال صلي الله عليه و اله: سقط من عيني..() تح يضاً علي التزويج والاكتساب.

وقال صلي الله عليه و اله لواحد من أصحابه يدعي: (عكاف) وكان لم يتزوج وليس له عذ في ذلك: إذن أنت من إخوان الشياطين و هبان النصا ي().

وبفضل قانون تعدد الزوجات، وتطبيق النبي صلي الله عليه و اله هذا القانون بنفسه، وفي مجتمعه، و د أنه لم يبق في زمانه (ص) عازباً ولا عازبة، فإنه صلي الله عليه و اله كان قد زوّج كل فتيات المدينة وفتيانها، وشبابها وشاباتها وكان إذا مات زوج ام أة، أو قتل في ساحة الح ب، أو طلقها زوجها، زوّجها صلي الله عليه و اله لآخ ثانياً، وأحياناً ثالثاً.

كما زوج صلي الله عليه و اله أسماء بأبي بك بعد جعف عليه السلام وتزوجت هي بعد موت أبي بك علياً عليه السلام.

وكذلك انتقلت زوجة (حمزة) إلي زوج ثان، ومن بعده إلي زوج ثالث.

ثانياً: لقد ثبت علمياً بأن ال جل ت جح فيه العقلانية، والقد ة علي إدا ة الأمو، لما وهبه الله تعالي من جحان العقل وزيادة وزن المخ، بينما أثبت العلم قلة وزن المخ في الم أة بالنسبة إلي مخ ال جل، و جحان عاطفتها علي عقلها، مما يؤهلها للقيام بشؤون الحمل، وتحمل الجنين في بطنها، وإ ضاعه بعد ولادتها، وحضانته

ايام إ ضاعها له، ومن حقها الطبيعي كل ذلك، فلا بد من احت ام حقها وتوفي ها عليه، وهو لا يتحقق كاملاً إلا علي حص حقها في الزوج الواحد، بينما الإدا ة المعتمدة علي العقل والعقلانية الموجودة في ال جل تؤهله لإدا ة أكث من زوجة، بلا تضييع حق له، أو للآخ ين.

ثالثاً: لقد ثبت في علم النفس وكذلك في علم الاجتماع: بأن أفضل ط يقة لمعاش ة ال جل والم أة وتقاسمها الحياة والمحبة هي الط يقة الش عية للمعاش ة كما أن أجمل أسلوب لتكوين الأس ة، والحصول علي أولاد سالمين نفسياً وبدنياً، وصحياً وأخلاقياً، هو أسلوب الزواج، وخاصة الط يقة التي جاء بها الإسلام في إنشاء الزواج وتكوين الأس ة، ونظام الأس ة الذي أثبت جدا ته لخلق مجتمع سالم من الآفات والأم اض، وآمن عن الخيانات والاعتداءات، لا يمكن تحققه إلا في ظل وحدة الزوج وعدم تعدده، وهو واضح، لأن الم أة التي يتقاسم حنانها وعاطفتها أزواج متعددون، لا تستطيع بعد ذلك استجماع عواطفها ومشاع ها لتص فه في تكوين أس متعددة، بل ولا في تكوين أس ة واحدة، بينما ال جل لا يعيقه تعدد الزوجات من استجماع عقله واستعمال عقلانيته عن تكوين أس ة واحدة مكونة من أعضاء متعددين وزوجات متعددات وهو أيضاً واضح، لأن الزوج يستطيع بحسن إدا ته، وفضل عقلانيته، أن يجمع في بيت واحد وأس ة واحدة، زوجات متعددات مع ما ينجبن من أولاد وبنات، ويشبعهم بحبه وحنانه، ويغدق عليهم عدله وإحسانه، والي غي ذلك.

وأما أنه كيف يكون من العدل حص حق الم أة في الزوج الواحد دون المتعدد؟ فهو لما يأتي:

أولاً: أن هذا الحص إنما هو ش ط

فيما إذا كان في وقت واحد، يعني: أنه ليس للم أة أن يكون لها في وقت واحد أزواج متعددون، أما أنه يمكن أن يكون لها أزواج متعددون في أوقات متعددة، وذلك بأن تعيش مع زوج مدة، ثم تتطلق منه وتعتد وبعد انتهاء عدتها تتزوج من زوج آخ، فإذا عاشت مع الثاني مدة، أمكنها أن تتطلق منه وتعتد حتي إذا انتهت عدتها تزوجت من ثالث، وهكذا.

ثانياً: أن الم أة إذا كان لها أزواج متعددون في وقت واحد، كان ذلك عاملاً مهماً في خلق النزاع والتشاج، وإثا ة البغضاء والشحناء، مما يسبب هدم الأس ة، وهدم الأس ة يؤدي إلي تفسخ المجتمع وتفتته، وتفسخ المجتمع وتفتته دما للإنسان وقضاء علي الإنسانية.

ثالثاً: أن ش افة الإنسان وك امته الإنسانية تستدعي: وضوح النسب وصحة الانتساب، وبها تمتاز حياة الإنسان عن حياة الغاب وعيشة الحيوان، إذ هي من أهم ميزات الإنسان، ومن الواضح أن تصبح حياة الإنسان إلي ما يشبه حياة الغاب، حيث تضيع فيه الأنساب وتمتزج النطف في الأ حام.

وقد و د في الحديث الش يف عن محمد بن سنان: أن ال ضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علة تزويج ال جل أ بع نسوة وتح م أن تتزوج الم أة أكث من واحد: «لأن ال جل إذا تزوج أ بع نسوة كان الولد منسوبا إليه، والم أة لو كان لها زوجان أو أكث من ذلك لم يع ف الولد لمن هو إذ هم المشت كون في نكاحها وفي ذلك فساد الأنساب والموا يث والمعا ف» ().

وقال محمد بن سنان: ومن علل النساء الح ائ وتحليل أ بع نسوة ل جل واحد، لأنهن أكث من

ال جال فلما نظ والله أعلم لقول الله تعالي: ?فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْني وَثُلاثَ وَ باع?() فذلك تقدي قد ة الله تعالي ليتسع فيه الغني والفقي فيتزوج ال جل علي قد طاقته وسع ذلك في ملك اليمين ولم يجعل فيه حدا لأنهن مال وجلب فهو يسع أن يجمعوا من الأموال، وعلة تزويج العبد اثنتين لا أكث إنه نصف جل ح في الطلاق والنكاح لا يملك نفسه ولا له مال إنما ينفق عليه مولاه وليكون ذلك ف قا بينه وبين الح وليكن أقل لاشتغاله عن خدمة مواليه().

الحدود والقوانين الجزائية

هناك إشكال يقول: بأن القوانين الجزائية والحدود التي أم الإسلام بإج ائها عقوبة للجناة ونكالاً بهم، قاسية غالباً، فهل هو كذلك؟

والجواب: إن هذا الإشكال علي قانون العقوبات في الإسلام، غي وا د جملة وتفصيلاً، وذلك للأمو التالية:

1 إن الش ائط التي يعتب الشا ع اجتماعها لإج اء الحد ش ائط صعبة ومن أصعب الأمو، حتي يحتمل أن الشا ع جعل الحدود للتخويف والتهويل فقط، وذلك لأن ش ائطها لا تجتمع إلا ناد اً وفي الأقل من القليل.

2 إن إثبات تلك الش ائط علي ف ض اجتماعها مشكل جداً.

3 إن للحاكم الش عي حق العفو، وذلك علي ما ذك ناه في (الفقه).

4 إن الحدود لا تطبّق إلا بعد أن يتم تطبيق سائ أحكام الإسلام، ولذا لم يطبّق الأئمة عليهم السلام الحدود الش عية حتي علي نطاق إمكانهم القليل.

5 أن لا يكون عدم التطبيق أهم، ولذا لم يج النبي صلي الله عليه و اله الحد الش عي علي حاطب بن بلتعة غم أنه كان قد عمل ح اماً عظيماً بتجسسه().

6 أن لا يكون هناك محذو، ولذا كان النبي

صلي الله عليه و اله يقول في موا د: «لولا أن الناس يقولون … » أو «لولا قومكِ حديثوا عهد بالإسلام».

7 أن لا يكون فاعل الح ام يجهل ح مة ما فعله، وذلك لقول النبي صلي الله عليه و اله: «فع عن أمتي تسع: ما لا يعلمون…» () ولقول أمي المؤمنين عليه السلام: فيمن ش ب الخم وأدّعي أنه لم يعلم ح متها: أع ضوه في الصلاة علي صفوف المهاج ين والأنصا ليُعلم هل ق أوا عليه آية تح يم الخم أم لا؟ فلما تبيّن أنه لم يق أها عليه أحد، أم بالعفو عنه().

8 أن لا يكون م تكب الح ام المستوجب للحد مشمولاً لقاعدة الجب، وهي قوله صلي الله عليه و اله: «الإسلام يجب عما قبله» () وذلك كما لو ا تكب ح اماً وهو كاف ثم أسلم، فإنه ي فع الحد عنه.

9 أن لا يكون وقوع الح ام قبل قيام الدولة الإسلامية، فإنه لو كان قبلها ثم قامت الدولة الإسلامية بعده، فإنه ي فع الحد عنه، كما دل عليه واية الإمام ال ضا عليه السلام المذكو ة في الوسائل، وقد نقلناها في بعض كتبنا.

10 أن لا يكون وقوع الح ام في دولة الكف وبين الكاف ين، فإنه لو كان كذلك ا تفع عنه الحد.

11 أن لا تكون هناك شبهة من أية جهة، لأن الحدود تد أ بالشبهات.

12 أن لا يكون هناك تيا فك ي عام علي خلاف الحكم كما ذك ناه في باب الا تداد، وذلك ل فع الإمام أمي المؤمنين علي عليه السلام الأحكام عن أهل الجمل والنه وان وصفين.

هذا وقد ذك نا بعض ما ي تبط بش وط حد الس قة

في كتاب (مما سة التغيي) حيث قد أنهيناها هناك إلي ثلاثة وأ بعين ش طاً، وننقل هنا نص ما ذك ناه هناك وهو كالتالي:

ش وط حد السا ق

أما ش وط قطع يد السا ق فهي علي أقسام بالنسبة إلي (السا ق) وبالنسبة إلي (المس وق منه) وبالنسبة إلي (الس قة) وبالنسبة إلي (الحاكم) وبالنسبة إلي (الشاهد) وبالنسبة إلي (الجو) وبالنسبة إلي (محل الس قة) وحيث لا ن يد التفصيل نلمع إلي الش وط إلماعاً فاللازم عدة أمو:

1 أن لا يكون السا ق طفلاً.

2 ولا مجنوناً.

3 ولا سفيهاً أعمالياً، أي: من حيث العمل.

4 ولا يكون مك هاً إك اهاً ف دياً.

5 ولا مك هاً إك اهاً أجوائياً.

6 ولا مضط اً.

7 ولا سك ان.

8 ولا غافلاً.

9 ولا ناسياً.

10 ولا جاهلاً بالحكم بأن لا يعلم بأنه ح ام.

11 ولا بالموضوع بأن لا يعلم أنه س قة، بل شك في كونه س قة أو ظن أنه ليس بس قة.

12 ولا يكون السا ق ش يكاً للمس وق منه.

13 ولا أباً.

14 ولا كاف اً لا ي ي هذا الحكم حيث يحكّم في حقه قانون الإلزام: «ألزموهم بما التزموا به» ().

15 ولا أن يكون قد أخذ المال من باب التقاص والمقابلة بالمثل.

16 ولا أن تكون هناك شبهة أو إدعاء الإك اه ونحوه.

17 ويجب أن تكون الس قة س اً لا جه اً.

18 وأن تكون الس قة بالمباش ة لا أن تكون بالواسطة.

19 وأن لا يكون المس وق منه مباح المال كالكاف الح بي.

20 وأن يكون المال بمقدا النصاب المعين في الإسلام، فما فوق، فإذا كان أقل من ذلك المقدا فلا يج ي القطع.

21 وأن يكون في الح ز.

22 وأن يكون الذي يج ي حد

القطع هو الحاكم الش عي.

23 وأن يكون هناك شاهدان عادلان، أو إق ا ان من نفس السا ق.

24 وأن يكون الجو إسلامياً وإلا فلا يج ي الحد في جو غي إسلامي علي ما ألمحنا إليه فيما سبق.

25 وأن لا يكون عام جوع ومخمصة.

26 وأن لا تكون الأ ض التي س ق فيها أ ض العدو فإنه

لا يج ي الحد في أ ض العدو.

27 وأن لا يلتجئ السا ق إلي الح م، وإلا فلا يحد في الح م.

28 وأن لا يكون هناك عفو من الحاكم.

29 وأن لا يظه السا ق لمال المسلمين، الإسلام بعد الس قة لا ف ا اً وإنما إقتناعاً بالإسلام فإن الإسلام يجبّ عما قبله.

30 وأن لا يتوب قبل الوصول إلي الحاكم لأنه إذا تاب فلا حد عليه.

31 وأن لا يوجب القطع الس اية والموت، وإلا فلا يقطع.

32 وأن يخ ج المال عن الح ز ويستصحبه معه لا ما إذا أكله مثلاً في نفس المكان.

33 وأن لا يكون مؤتمناً كالأجي، وإلا فلا قطع.

34 كما لا يقطع ال اهن.

35 ولا الموج.

36 وأن لا يكون المق له المس وق منه منك اً، كما إذا قال السا ق: س قت من زيد، وقال زيد: لم يس ق مني شيئاً.

37 وأن لا ينك السا ق س قته بعد الإق ا، فإن جماعة من الفقهاء ذك وا أنه لو أنك لا يقطع.

38 و39 وأن يكون كل واحد من السا ق والمس وق منه، ي ي ملكية المس وق أما إذا س ق الكاف الخم مثلاً من المسلم أو س ق المسلم الخم من الكاف فلا يقطع.

40 وأن لا تكون الس قة الثالثة أو ال ابعة حيث لا قطع

حينئذ.

41 وأن يكون للسا ق اليد فإذا لم تكن له يد فلا تقطع.

42 وأن لا يعفو صاحب الحق المس وق منه عن السا ق قبل الوصول إلي الإمام، وإلا فلا قطع.

43 وأن لا يسيء الحد سمعة الإسلام حيث يج ي الحاكم قانون الأهم والمهم فيبدل القطع إلي الغ امة والسجن أو نحوهما، فهذه أكث من أ بعين ش طاً يجب توف ها جميعاً حتي يمكن إج اء الحد وقطع يد السا ق، وكم تجعل هذه القيود والش وط الحد قليلاً، بل ومعدوماً، فإنه من المع وف (الشيء كلما زاد قيوده قل وجوده).

ولا يخفي أن ما ذك ناه في حد الس قة يتصادق بعضه مع ما ذك ناه هنا.

لماذا التملك في الإسلام

لماذا التملك في الح وب في زمن الإسلام؟

من الواضح: أن الأجزاء والش ائط، وكذلك المقدمات والمقا نات، والعلل والأهداف، تختلف باختلاف الأشياء، فل بما هناك شيء واحد لكن له صو تان، أحدهما صو ة حسنة، والأخ ي قبيحة، فالصدق الذي يؤدي إلي الاختلاف والتشاج بين اثنين، قبيح، بينما هو في ذاته حسن، والدخول في أ ض الغي بإجازته حسن، وبدون الإجازة قبيح، والكذب في نفسه قبيح، بينما هو في الإصلاح وز ع الألفة بين اثنين حسن، وهكذا.

ومن أجل ذلك قالوا: إن الأشياء نسبية، فالحسن والقبح، والضا والنافع، والزيادة والنقصان، وألف شيء وشيء تكون هكذا.

هذا ولكن هناك أمو ثابتة لا تتغي، مثلاً: لو ض بنا خمسة في خمسة كانت النتيجة دائماً وأبداً: خمسة وعش ين، من دون تغيي بش ط أو بمزية أو بمقا ن أو بملابس، وهكذا حال أضلاع الم بع والمسدس والمثمن وغي ها من الأشكال الهندسية والأمو ال ياضية، حيث أنها لا تختلف بما ذك ناه من

الأمو.

إذا اتضح ذلك ظه مغزي الس في صحة تملك الم أة عند الح وب في زمان الإسلام، وذلك لأن الهدف كان تغيي الوضع العام السائد في جميع الشؤون بتبديل السيئ حسناً، بينما الاغتصاب في الح وب الحالية الذي يما سه الفاتحون ضد الم أة، وي ون لأنفسهم الاستغلال والاستباحة، والاستثما والاستعما قبيح غاية القبح.

هذا مع أن الأم شيء واحد، لكنه يتغي حسناً وقبحاً من حالة إلي حالة، ومن صو ة إلي صو ة، حاله حال بعض الأمثلة المتقدمة التي ذك ناها آنفاً.

وقد ذك علماء الأخلاق الف ق بين الشجاعة والتهو الذين هما في مقابل الجبن، وبين الك م والإس اف الذين هما في مقابل البخل، مع أن الصو ة غالباً واحدة، و بما يصعب التمييز بين الأم ين إلا بدقة فائقة، وفي التا يخ و د الذم لمن حا ب لأجل الحصول علي ام أة جميلة، أو لأخذ غنيمة كما في قصة شهيد الحما أو ما أشبه، والمدح لمن حا ب لأجل إعلاء كلمة الله و فع الظلم عن المستضعفين، مع أن صو ة الح ب هي صو ة واحدة.

مضافاً إلي تفصيل يأتي في بحث العبيد والإماء الآتي إن شاء الله تعالي.

العبيد والإماء

العبيد والإماء

يقال: لماذا أق الإسلام مسألة العبيد والإماء، مع أنها تتنافي مع حقوق الإنسان؟.

والجواب من عدة وجوه تالية:

1 إن الإسلام لم يق مسألة العبيد والإماء بنحو مطلق، وإنما أق ها بنحو مقيد ومعقول، يعني: أن الإسلام لم يش ع قانوناً يسمح فيه لأحد بأن يستعبد إنساناً هو أضعف منه أو أقل مقد ة ومكانةً منه كما تفعله الطغاة والحكومات المتجب ة في هذا العص وإنما أجاز للحاكم الش عي فيما لو شنّ أعداء الإسلام ح

باً علي المسلمين، أن يستعبد من أس منهم في الح ب، وفي هذا علاج لمكافحة الح وب، وإفشاء لأم الصلح والسلام في الناس، مضافاً إلي ما في ذلك من محسنات أخ ي نتط ق لذك ها فيما بعد إن شاء الله تعالي.

2 إن محو الحياة قبل الإسلام كان يتم كز ويدو علي إدا ة السادة وعمل العبيد، يعني: كانت عجلة الحياة تدو علي أكتاف العبيد والإماء من حيث الأعمال والخدمات، بعد أن كان السادة هم الذي يدي ونهم ويش فون علي أعمالهم، وعليه: فإذا جاء الإسلام ب فض ما تمحو عليه ع ف الناس فضاً باتاً، لأصاب الناس عطل في حياتهم، واختلال في أم معاشهم، والشا ع المقدس حكيم ولا يفعل ما يسبّب عطل الحياة واختلال النظام، ولذلك لم يأت بال فض الكامل والمطلق، كما أنه لم يأت بالتأييد الكامل والمطلق، وإنما أتي بشيء من ال فض والقبول، ليسهل عليه فيما بعد، تطهي المجتمع الإسلامي من ظاه ة العبيد والإماء، كما أصبح عليه المجتمع الإسلامي اليوم حيث لم يكن فيه من يسمّون بالعبيد والإماء.

3 إن الشا ع المقدس وإن كان لحكمته العالية، لم ي فض مسألة العبيد والإماء بصو ة كاملة، كما أنه لم يؤيدها بصو ة كاملة، إلا أنه سنّ أحكاماً دقيقة تستوجب بالتالي القضاء علي ظاه ة العبيد والإماء في المجتمع الإسلامي، وتؤدي أخي اً إلي نهاية مسألة العبيد والإماء ومحوها من قاموس الحياة.

وبعبا ة واضحة: أق الإسلام مسألة العبيد والإماء ليبطلها أخي اً ويفنّدها نهاية، فلا يقال عند ذلك: إنها تنافي حقوق الإنسان فلماذا أق ها الإسلام، لأنه أق ها ليبطلها، لا ليبقيها أو يقوّيها.

ثم إنا قد ذك نا في مقدمة كتاب العتق من (الفقه)()

ما يتناسب ذك ه في المقام وهو كما يلي:

ماذا تفعل الدنيا بالمج م كالقاتل عمداً ونحوه؟

الجواب: أنها تعدمه، أو تسجنه في أحسن الأحوال، وحيث إن الإعدام إفناء، وهو أسوء شيء بالنسبة إلي الإنسان فلا كلام فيه، وإنما الكلام في السجن، فهل السجن المؤبّد أو ما أشبه، أحسن جزاءاً للمج م من جهة حقوق الإنسان، أو الاستعباد الذي ق ه الإسلام بصو ة مقيدة لأسوء المج مين، الذين يشنون الح ب علي الآمنين لف ض هيمنتهم عليهم؟ كالحكومات الجائ ة حيث إنها تعتدي علي شعوبها المغلوبة علي أم ها بجميع أنواع الاعتداء: ع ضاً ومالاً ونفساً، فإنها إن لم تت ك للناس ح ياتهم الأولية، ولم تحت م حقوقهم الإنسانية: حا بها الإسلام بإحدي صو تين:

أولاً: حا بها ح باً ابتدائية، لانقاذ المستضعفين كما قال سبحانه: ?وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين?().

ثانياً: حا بها ح باً دفاعية، وذلك فيما لو شنت حكومة ظالمة الح ب علي المسلمين، حيث يضط المسلمون للدفاع، فإن تلك الحكومة الظالمة بالإضافة إلي سيط تها الغاشمة علي شعبها، ت يد ف ض سيط تها علي المتح ين من الظلم والخ افة بغية إ جاعهم إلي الظلم والاضطهاد، وفي هذا الدفاع لو أس المسلمون أحداً من المحا بين استعبدوه في الجملة لا مطلقاً.

إذن: الاستعباد في الإسلام هو لأسوء المج مين.

وعلي هذا: فالاست قاق أفضل من السجن الطويل أو الأبدي بله الإعدام، لوضوح أن سلب جميع ح يات الإنسان أسوء من سلب جملة من ح ياته، ولذا إنك لو خي ت إنساناً حكم عليه بالسجن لمدة سنة أو عش ين سنة أن يسجن المدة المذكو ة أو أن يبقي ح اً في الخا

ج تحت قابة سيد ؤوف؟ لقدم الثاني علي الأول، لأن السجن يسلب أكث مائة من ح يات الإنسان، بينما الاست قاق لا يسلب إلا بعض الح يات حيث يجعله تحت إش اف السادة.

وقد أش نا في كتاب (الصياغة) إلي جملة من الح يات الإسلامية كح ية العبادة في أي مكان صلاةً وصوماً وطها ةً وذك اً لله وق اءة للق آن ودعاءً لله.

والح ية في البيع والش اء وال هن والضمان، واخت اع أي عقد جديد لم يمنع عنه الشا ع، والكفالة والصلح والتأمين والش كة والمضا بة والمزا عة والمساقاة وحيازة الأ ض وحيازة سائ المباحات والوديعة والعا ية والإجا ة والوكالة والوقف والصدقة والعطية والهبة والسكني والعم ي والسبق وال ماية والوصية والنكاح دواماً أو انقطاعاً، والطلاق لل جل إلا مع الش ط فيكون للم أة أيضاً، والخلع، وال ضاع والسف والإقامة وفتح المحل للكسب والتجا ة، والإق ا والجعالة والطباعة، وقد المه وسائ الخصوصيات الم تبطة بالنكاح.

وكذا الح ية في اتخاذ أية مهنة شاءها الإنسان.

والح ية في الثقافة وأن يطلب العلم النافع له وللبش وللحيوان والنبات وغي ذلك، وينتهي إلي أن يكون طبيباً أو مهندساً أو محامياً، أو خبي سياسة أو اقتصاد أو غي ذلك، أو أن يكون فقيهاً أو خطيباً أو مؤلفاً أو نحوهم.

والح ية في العهد واليمين والنذ وتناول الأطعمة المحللة بأي كيفية شاء وإحياء الموات والأخذ بالشفعة.

والح ية في الإ ث بأن يكون الإ ث للو ثة حسب الموازين الإسلامية، وقد قال صلي الله عليه و اله: «من ت ك ديناً أو ضياعاً فعليّ وإلي، ومن ت ك مالاً فلو ثته» () والم اد بالضياع العائلة التي لا كفيل

لها، بينما القوانين الوضعية تجعل جملة من الإ ث قد تصل أحياناً إلي تسعين في المائة من نصيب الحكومة.

والح ية في الم اجعة إلي أي قاض ش عي.

والح ية في الشهادة والاستشهاد.

والح ية في اختيا الدية أو القصاص أو العفو في الموا د المذكو ة في (كتابي: القصاص والديات).

والح ية في الز اعة والصناعة والعما ة.

والح ية في كون الإنسان يعيش منطلقاً بدون جنسية ولا هوية ولا ما أشبه من ال سوم المتعا فة الآن.

والح ية في إصدا الج يدة أو المجلة أو امتلاك محطة الإذاعة أو محطة التلفزيون للبث وما إلي ذلك من ح ية اقتناء الفيديو أو اللاسلكي أو المسجل أو نحو ذلك.

والح ية في العمل وإبداء ال أي والتجمع وتكوين النقابة وإنشاء الجمعية وإنشاء المنظمة وإنشاء الحزب.

والح ية في الانتخاب.

والح ية في الإما ة والولاية والسفا ة.

والح ية في انتخاب أية وظيفة من وظائف الدولة أو الأمّة.

والح ية من جهة عدم جواز قابة الحكومة علي الناس بأجهزة الإنصات وعلي التلفون أو ما أشبه من أساليب المباحث والش طة الس ية.

والح ية في إنجاب أي عدد من الأولاد شاء.

والح ية في عدد الزوجات إلي أ بع علي نحو الدوام أو أكث علي نحو الانقطاع.

والح ية في العقيدة وفي الفك، والقلم والبيان قال سبحانه: ?لا إك اه في الدين?().

والح ية في كيفية الأكل والش ب واللباس والمنام واتخاذ الدا وغي ذلك.

والح ية في الذهاب وال جوع من البيت والي البيت ومن الدكان إلي الدكان ومن المعمل إلي المعمل ليلاً أو نها اً، في قبال بعض البلاد التي لا ح ية للإنسان في السف فيها إلا بمقدا خاص أو ب خصة خاصة.

والح ية في بناء

المساجد والمدا س والحسينيات والمستشفيات والمستوصفات ودو النش ودو الثقافة والخانات والفنادق ودو الولادة ودو العجزة وفتح البنوك.

والح ية في الدخول في اتحاد الطلبة أو سائ المؤسسات الاجتماعية الخاصة أو العامة.

والح ية في الانتفاع بأي نوع من أنواع السيا ات وسائ وسائل النقل كالقطا ات والطائ ات والباخ ات والد اجات.

والح ية في كيفية المعاملة.

والح ية في الإق اض والاقت اض.

والح ية في إعطاء التولية في الوقف ونحوه لأي أحد.

والح ية في جعل الاسم لأي شخص أو لأي محل م تبط به، فلا ي تبط جعل الاسم بإجازة الدولة.

والح ية في فتح حقول الدواجن وحقل المواشي.

والح ية في تقليد أي م جع جامع للش ائط.

والح ية في انتخاب أي خطيب أ اد، وأي موجّه وأي معلم وأية مد سة وأية د اسة.

والح ية في تسجيل العقد ونحوه عند أي عالم، في مقابل عدم الح ية في ذلك بالنسبة إلي غالب الدول حيث يقيدون الإنسان بتسجيل عقده ونحوه عند دائ ة خاصة، إلي غي ها من الح يات الكثي ة الموجودة في الإسلام.

وقد ذك نا في ذلك: أن في قبال هذه الح يات ن ي الكبت في القوانين الوضعية في بلاد العالم مما يسمي بالبلاد الح ة وفي بلاد الإسلام التابعة لها وبقية العالم الثالث، أما في بلاد الشيوعيين فليس للح ية عين ولا أث، وقد ذك نا: أن الح يات الموجودة فيما يسمي بالعالم الح لا تكون إلا بقد العُش أو أقل من العُش من الح يات الممنوحة في الإسلام.

فلا ح ية عندهم في الإجا ة والعما ة والصناعة والز اعة والتجا ة كحيازة المباحات.

ولا ح ية للإنسان حيث يقيد بالجواز والهوية والجنسية ونحوها كما يقيد

أيضاً بتأشي ة الدخول والخ وج والاجازات بالنسبة إلي العمل وغي ذلك، وكذلك الجما ك والض ائب وقيود دفن الميت وتسجيل الولادات والأملاك والزواج، وأيضاً الدول تكبت الح يات بسبب أجهزة التجسس.

وكذلك لا ح ية بالنسبة إلي إنشاء المعامل إلا بقيود خاصة.

إلي غي ذلك من ألوف القوانين الكابتة لمعاملات الناس وتص فاتهم من هن ومضا بة وز اعة وغي ها.

هذا مع وضوح أن السجن لا ينتهي إلي الح ية المطلقة، بينما الاست قاق ينتهي الي الح ية المطلقة مع التخفيف علي ال قيق بالنسبة الي جملة من الأحكام، كالتخفيف عليهم في التكليف وفي العدة وفي الحدود والديات وما أشبه ذلك، مما لا يوجد مثل ذلك بالنسبة إلي السجن والسجين.

فأولاً: الاست قاق ناد جداً بينما السجن كثي جداً، إذ الاست قاق لجماعة خاصة من المج مين مع وجود بدائل أهون من الاست قاق، كالفداء وما أشبه، بينما السجن علي الأغلب لا بدائل له بهذا النحو.

ثم السجن للأعم من كل مج م يست ق، بينما الاست قاق لجماعة خاصة من المج مين، وذلك علي ما ع فت سابقاً.

مضافاً إلي أن كثي اً ممن يصطلح عليه بالمج م في القوانين الوضعية اليوم، ليس بمج م في منطق العقل والإسلام، فمن عاش في البلاد بغي جنسية،ن أو تاج بالاستي اد أو الإصدا بدون ت خيص، أو دخل البلاد بدون تأشي ة، أو أدخل بضاعته في البلد بدون إعطاء العشو والجما ك، أو اشت ي الدا والدكان والبستان ونحوها وليس من أهل البلد، إلي غي ذلك من ألوف أقسام الناس يعد مج ماً في القوانين، بينما في الإسلام ليس أحد من هؤلاء يُعدّ مج ماً، وإنما الإج ام خاص بالجنايات

ونحوها.

وثانياً: أن الاست قاق ينتهي إلي الح ية بأسباب م ددة بين الوجوب والاستحباب، والقه والاختيا، وليس السجن كذلك، والأسباب هي كالتالي:

الأول: العتق بأسباب واجبة

والأسباب الواجبة للعتق، التي توجب علي الإنسان أن يعتق مملوكاً في سبيل الله، كثي ة ككفا ة الظها، وكفا ة الدم، وكفا ة العهد واليمين، وغي ذلك.

كفا ة الظها

والظها هو: أن يقول الزوج لزوجته: ظه ك عليّ كظه أمي، فعن حم ان عن أبي جعف عليه السلام في حديث الظها قال: «وندم ال جل علي ما قال لام أته وك ه الله ذلك للمؤمنين بعد، فأنزل الله عزوجل: ?والذين يظاه ون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا?()، يعني ما قال ال جل الأول لام أته: أنت علي كظه أمي، قال: فمن قالها بعد ما عفا الله وغف لل جل الأول فأن عليه تح ي قبة ?من قبل أن يتماسا?() يعني مجامعتها» () الحديث.

وعن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ال جل يقول لام أته: هي عليه كظه أمه؟ قال: «تح ي قبة أو صيام شه ين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، وال قبة يجزئ عنه صبي ممن ولد في الإسلام» ().

وعن علي بن جعف عن أخيه موسي بن جعف عليه السلام قال: «سألته عن جل قتل مملوكاً، ما عليه؟ قال: يعتق قبة، ويصوم شه ين متتابعين، ويطعم ستين مسكيناً» ().

وعن الحسين بن سعيد، عن جاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال سول الله صلي الله عليه و اله: «كل العتق يجوز له المولود إلا في كفا ة القتل فإن الله تعالي يقول: ?فتح ي قبة مؤمنة?() قال: يعني بذلك مق ة قد بلغت الحنث ويجزي في

الظها صبي ممن ولد في الإسلام» ().

كفا ة الدم

عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «كفا ة الدم إذا قتل ال جل مؤمناً متعمداً (إلي أن قال) وإذا قتل خطئاً أدي ديته إلي أوليائه ثم اعتق قبة فإن لم يجد صام شه ين متتابعين فإن لم يستطع أطعم ستين مسكيناً مداً مداً» ().

وعن علي بن جعف، عن أخيه موسي بن جعف عليه السلام قال: سألته عن جل قتل مملوكاً، ما عليه؟ قال: «يعتق قبة ويصوم شه ين متتابعين ويطعم ستين مسكيناً» ().

كفا ة العهد واليمين

عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام: «في كفا ة اليمين، يطعم عش ة مساكين لكل مسكين مدّ من حنطة، أو مدّ من دقيق وحفنة، أو كسوتهم لكل إنسان ثوبان، أو عتق قبة، وهو في ذلك بالخيا، أي ذلك الثلاثة شاء صنع» ().

وعن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عمن قال: والله، ثم لم يفِ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: «كفا ته: إطعام عش ة مساكين مداً مداً، دقيق أو حنطة، أو كسوتهم، أو تح ي قبة، أو صوم ثلاثة أيام متوالية إذا لم يجد شيئاً» ().

وعن علي بن جعف، عن أخيه موسي عليه السلام قال: «سألته عن جل عاهد الله في غي معصية، ما عليه إن لم يفِ بعهده؟ قال: يعتق قبة، أو يتصدّق بصدقة، أو يصوم شه ين متتابعين» ().

كفا ة شق الجيب

عن خالد بن سدي أخي حنان بن سدي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جل شق ثوبه علي أبيه أو علي أمه أو علي أخيه أو علي ق يب له؟ فقال: «لا بأس بشق

الجيوب قد شق موسي بن عم ان علي أخيه ها ون، ولا يشق الوالد علي ولده، ولا زوج علي ام أته، وتشق الم أة علي زوجها، وإذا شق زوج علي ام أته أو والد علي ولده فكفا ته حنث يمين ولا صلاة لهما حتي يكف ا أو يتوبا من ذلك، فإذا خدشت الم أة وجهها أو جزت شع ها أو نتفته ففي جز الشع عتق قبة أو صيام شه ين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، وفي الخدش إذا دميت وفي النتف كفا ة حنث يمين، و لا شيء في اللطم علي الخدود سوي الاستغفا والتوبة ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات علي الحسين بن علي عليه السلام و علي مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب» ().

الثاني: العتق بأسباب مستحبة

والاستحباب هنا علي قسمين: استحباب خاص، واستحباب مطلق.

الاستحباب الخاص

أما الاستحباب الخاص فهو أن يكون العتق بسبب خاص، كما لو ض ب السيد عبده في أم، ثم أ اد إ ضاءه، وابتغي عفو الله، فكفا ته عتقه، وذلك كما في الحديث الش يف عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام: «أن جلاً من بني فهد كان يض ب عبداً له والعبد يقول: أعوذ بالله، فلم يقلع عنه، فقال: أعوذ بمحمد، فأقلع ال جل عنه الض ب، فقال سول الله صلي الله عليه و اله: يتعوذ بالله فلا تعيذه، ويتعوذ بمحمد فتعيذه، والله أحق أن يجا عائذه من محمد، فقال ال جل: هو ح لوجه الله، فقال: والذي بعثني بالحق نبياً لو لم تفعل لواقع وجهك ح النا» ().

الاستحباب المطلق

وأما الاستحباب العام والمطلق، فهو أن يكون العتق في سبيل الله و جاء ثوابه أي: من دون سبب خاص، وبه وايات

كثي ة، وفي بعضها تفصيل لبعض ما جعل الله للعتق من ثواب جزيل وأج كبي، وكان أهل البيت عليهم السلام السبّاقون علي كل الأمة في مجال العتق.

ففي الحديث عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: «ولقد اعتق علي عليه السلام ألف مملوك لوجه الله عزوجل وب ت فيهم يداه» ().

وعن الثقفي في كتاب الغا ات، عن عبد الله بن الحسن قال: «اعتق علي عليه السلام ألف أهل بيت مما مجلت يداه، وع ق جبينه» ().

وعن علي بن الحسين عليه السلام: أنه كان يعتق كل عام جملة من العبيد().

وعن محمد بن م وان، عن أبي عبد الله عليه السلام: «أن أبا جعف عليه السلام مات وت ك ستين ممملوكاً، فاعتق ثلثهم عند موته» ().

وعن محمد بن الجمهو، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: «إن فاطمة بنت اسد قالت ل سول الله صلي الله عليه و اله يوماً: إني أ يد أن اعتق جا يتي هذه، فقال لها: «إن فعلت اعتق الله بكل عضو منها عضواً منك عضواً منك من النا» ().

وعن أبي بصي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من اعتق نسمة مؤمنة بني الله له بيتاً في الجنة» ().

وعن ال اوندي في لب اللباب، عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «من اعتق قبة، اعتق الله قبته من النا» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يستحب لل جل أن يتق ب إلي الله عشية ع فة ويوم ع فة بالعتق والصدقة» ().

ويتأكد استحباب العتق بعد خدمة سبع سنين، كما عن أبي عبد الله عليه السلام: «من كان مؤمناً

فقد عتق بعد سبع سنين، اعتقه صاحبه أم لم يعتقه، ولا يحل خدمة من كان مؤمناً بعد سبع سنين» ().

الثالث: الح ية القه ية

والح ية القه ية بمعني: انعتاق المملوك من عبد أو أمة، علي مولاه قه اً، أي: من دون ان يكون للمولي حق الاختيا والامتناع عن ذلك وهي في موا د تالية:

1 إذا مات الح وليس له وا ث ح، وإنما له وا ث ق، فيجب مولاه علي بيعه بقيمة عادلة ويشت ي ويعتق ويوّ ث، وبذلك وايات.

2 إذا كان العبد المسلم عند مولي كاف، فإنه يشت ي من الكاف قه اً ويعتق عليه، وفيه وايات.

3 إذا ه ب عبد من الكفا إلي المسلمين، فإن ذلك يسبّب عتقه مع توف ش وطه، وقد فعله ال سول صلي الله عليه و اله في بعض ح وبه، وبه وايات.

4- إذا اعتق المولي بعض عبده، فإنه يس ي العتق إلي بقيته، وفيه وايات.

5 إذا ملك الإنسان مملوكاً بش اء وغي ه وكان المملوك أباه أو أمه أو ابنه أو بنته، أو أخته، أو خالته، أو عمته، فإنه ينعتق عليه قه اً وكذلك الم أة لو ملكت أباها، أو أمها، أو ابنها، أو بنتها، أو زوجها، وفي ذلك وايات.

6 إذا صا المملوك أعمي، أو مقعداً، أو مجذوماً، أو ما أشبه ذلك، فإنه ينعتق قه اً علي مولاه وبه وايات.

ال ابع: الح ية بسبب الجناية

والح ية بسبب الجناية يعني: أن المولي إذا جني علي عبده بجناية، كما لو مثّل به، أو نكّل به، فإنه ينعتق علي مولاه قه اً ويصبح ح اً.

وفي ذلك وايات كثي ة، فعن جعف بن محبوب، عمن ذك ه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كل عبد مثّل به فهو ح» ().

وفي الجعف يات بسند الأئمة إلي علي عليه السلام: «أنه قضي في جل جدع أنف عبده، فاعتقه علي عليه

السلام وعزّ ه» ().

وفي واية أخ ي قال: «قضي علي عليه السلام في جل جدع أذن عبده فاعتقه علي عليه السلام وعاقبه» ().

وفي واية ثالثة عنه عليه السلام: «جل أخصي عبده، فاعتق علي عليه السلام العبد وعاقبه وقال: من مثّل بعبده اعتقنا العبد مع تعزي شديد، فعزّ وا السيد» ().

الخامس: الح ية الاختيا ية

والح ية الاختيا ية تكون بسبب اختيا المملوك المكاتبة مع مولاه، فعلي المولي مكاتبته وهو مستحب وهي علي قسمين: مش وطة¬¬ ومطلقة، فالمش وطة يعني: متي ما سدّد المملوك ثمنه الذي كاتبه المولي عليه اعتق وأصبح ح اً، والمطلقة يعني: أنه ينعتق بقد ما يسدّده المملوك إلي مولاه تد يجياً، حتي إذا سدّد جميع ثمنه اعتق جميعه وصا ح اً كاملاً، وبذلك نطقت الآيات وال وايات.

فعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ?فكاتبوهم إن علمتم فيهم خي اً?() قال: «إن علمتم لهم مالاً وديناً» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام: «أنه سئل عن العبد يسأل مولاه الكتابة وليس له قليل ولا كثي؟ قال: يكاتبه وإن كان يسأل الناس، فإن الله ي زق العباد بعضهم عن بعض» ().

نحو الح ية

وهكذا وبشتي الأساليب والحجج يحاول الإسلام أن ينهي ملف العبيد والإماء نحو الح ية، وي جع الناس إلي أصالتهم الإنسانية، وهي الح ية التي خلقهم الله عليها، ومنحهم إياها، مضافاً إلي ما يأم به الإسلام من حسن معاملتهم، واحت امهم وإك امهم، حتي وي عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: «إخوانكم خولكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليكسيه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلّفه ما يغلبه فليبعه» ().

وزيادة في عاية مشاع ال قيق يقول صلي الله عليه و اله: «لا يقل أحدكم: هذا عبدي، وهذه أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي».

ويقول ل جل قد كب وت ك عبده يج ي خلفه: «احمله خلفك، فإنه أخوك و وحه مثل وحك».

بينما كانت الأمم الأخ ي كلها تعتب ال قيق جنساً آخ غي جنس السادة، خلقوا ليستعبدوا ويستذلوا، ومن هنا

لم تكن ضمائ هم تتأثم من قتل العبد وتعذيبه، وكيّه بالنا، وتسخي ه في الأعمال الشاقة والمنحطّة.

وكانت الإمب اطو ية ال ومانية تأتي بالعبيد عن ط يق الغزو، فكانت تغزو الناس المستضعفين الآمنين لتستعبدهم، كما كان الغ ب في الق ون الوسطي كذلك يغزون الناس المستضعفين الآمنين في أف يقيا ويستولون عليهم بالحديد والنا، ثم يأتون بهم إلي بلاد الغ ب ويبيعونهم علي السادة الأث ياء.

وكانوا يدأبون علي ذلك حتي انتش عدل الإسلام، وشاعت ثقافته الأخلاقية ال اقية، فتأث علماء الغ ب و جاله به، وطالبوا بحقوق الإنسان وقننوه في منظماتهم، مما جعل الغ ب يضط إلي تغيي ظاه الاستعباد العلنية، إلي الاستعباد المغلّف بغلاف الاستعما، والمحجوب بحجاب الهيمنة والعولمة وما أشبه ذلك مما هو في الواقع نوع استعباد للشعوب المستضعفة وبصو ة جماعية وبشكل أبشع من الاستعباد الف دي، ومع ذلك يثي ون الشبهات علي الإسلام ليغطوا بها مساوئهم ومظالمهم.

فصل بعض احتجاجات النبي صلي الله عليه و اله وآله الطاه ين ليهم السلام

من احتجاجات النبي صلي الله عليه و اله

من احتجاجات النبي صلي الله عليه و اله

ثم إن هذه الشبهات وأمثالها المثا ة حول الإسلام لم تكن شيئاً جديداً، وإنما كانت تثا منذ زمن سول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطها عليهم السلام وقد تصدوا عليهم السلام للإجابة علي تلك الشبهات وتلقوا الاحتجاجات وأجابوا عنها بصد واسع، ونشي إلي بعضها للنموذج.

سل عما بدا لك

وي أن أع ابياً أتي النبي صلي الله عليه و اله فقال: إني أ يد أن أسألك عن أشياء فلا تغضب.

قال: ¬ «سل عما شئت، فإن كان عندي أجبتك وإلا سألت جب ئيل».

قال: أخب نا عن الصليعاء، وعن الق يعاء، وعن أوّل دم وقع علي وجه الأ ض، وعن خي بقاع الأ ض، وعن ش ها؟

فقال: «يا أع ابي! هذا ما سمعتُ به، ولكن يأتيني جب ئيل فأسأله».

فهبط فقال: «هذه أسماء ما سمعت بها قط».

فع ج إلي السماء ثم هبط فقال: «أخب الأع ابي أن الصليعاء هي السباخ التي يز عها أهلها فلا تنبت شيئاً.

وأما الق يعاء فالأ ض التي يز عها أهلها فتنبت ههنا طاقة وههنا طاقة فلا ي جع إلي أهلها نفقاتهم.

وخي بقاع الأ ض المساجد، وش ها الأسواق وهي ميادين إبليس إليها يغدو.

وأن أول دم وقع علي الأ ض مشيمة حوّاء حين ولدت قابيل بن آدم» ().

وفي حديث علي عليه السلام: (إن أع ابياً سأل النبي صلي الله عليه و اله عن الصليعاء والق يعاء) الصليعاء تصغي الصلعاء: الأ ض التي لا تنبت، والق يعاء: أ ض لعنها الله، إذا أُنبت أو زُ ع فيها، نَبت في حافيتها ولم ينبت في متنها شيء.

ومعني (ما سمعت) أي: أن أحداً لم يتلفظ بهذه الألفاظ عند سول الله صلي الله عليه و اله قبل سؤال الأع ابي، و(ش

ها) لأن فيها الكذب والخيانة وما أشبه، لا أنها مك وهة بنفسها.

الق آن بكلام الع ب

جاء في الحديث أن قوماً أتوا سول الله صلي الله عليه و اله فقالوا له: ألست سولاً من الله تعالي؟

قال لهم: «بلي».

قالوا له: وهذا الق آن الذي أتيت به كلام الله تعالي؟

قال: «نعم».

قالوا: فأخب نا عن قوله: ?إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها وا دون?() إذا كان معبودهم معهم في النا فقد عبدوا المسيح، أفنقول: إنه في النا؟

فقال لهم سول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله سبحانه أنزل الق آن عليّ بكلام الع ب والمتعا ف في لغتها وعند الع ب: أن (ما) لما لا يعقل، و(من) لمن يعقل، و(الذي) يصلح لهما جميعاً، فإن كنتم من الع ب فأنتم تعلمون هذا، قال الله تعالي: ?إنكم وما تعبدون? ي يد الأصنام التي عبدوها وهي لا تعقل، والمسيح عليه السلام لا يدخل في جملتها، لأنه يعقل، ولو قال: (إنكم ومن تعبدون) لدخل المسيح عليه السلام في الجملة».

فقال القوم: صدقت يا سول الله().

بيني وبينكم التو اة

عن ابن عباس (ضي الله عنه) قال: خ ج من المدينة أ بعون جلاً من اليهود قالوا: انطلقوا بنا إلي هذا الكاهن الكذاب حتي نوبّخه في وجهه ونكذّبه فإنه يقول: أنا سول الله ب العالمين، فكيف يكون سولاً وآدم خي منه، ونوح خي منه، وذك وا الأنبياء عليهم السلام؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله لعبد الله بن سلام: التو اة بيني وبينكم، ف ضيت اليهود بالتو اة.

فقال اليهود: آدم خي منك لأن الله تعالي خلقه بيده ونفخ فيه من وحه.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: آدم النبي أبي، وقد أُعطيت أنا أفضل مما أُعطي آدم.

قالت اليهود: ما ذاك؟

قال: إن المنادي ينادي كل يوم خمس م ات: أشهد

أن لا إله إلا الله وأن محمداً سول الله، ولم يقل: آدم سول الله، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة وليس بيد آدم.

فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التو اة.

قال: هذه واحدة.

قوله: «ولم يقل» أي: لم يش عه الله في كل يوم.

قالت اليهود: موسي خي منك.

قال النبي صلي الله عليه و اله: ولم؟

قالوا: لأن الله عزوجل كلّمه بأ بعة آلاف كلمة ولم يكلّمك بشيء.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: لقد أُعطيت أنا أفضل من ذلك.

قالوا: وما ذاك؟

قال صلي الله عليه و اله: قوله تعالي: ?سبحان الذي أس ي بعبده ليلاً من المسجد الح ام إلي المسجد الأقصي الذي با كنا حوله?() وحملت علي جناح جب ئيل حتي انتهيت إلي السماء السابعة فجاوزت سد ة المنتهي عندها جنة المأوي حتي تعلّقت بساق الع ش، فنوديت من ساق الع ش: إني أنا الله لا إله إلا أنا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبا المتكبّ ال ؤوف ال حيم، و أيته بقلبي وما أيته بعيني، فهذا أفضل من ذلك.

قالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التو اة.

قال سول الله صلي الله عليه و اله: هذه اثنتان.

قالوا: نوح خي منك.

قال النبي صلي الله عليه و اله: ولمَ ذاك؟

قالوا: لأنه كب السفينة فج ت علي الجوديّ.

قال النبي صلي الله عليه و اله: لقد أُعطيت أنا أفضل من ذلك.

قالوا: وما ذاك؟

قال: إن الله عزوجل أعطاني نه اً في السماء مج اه تحت الع ش، عليه ألف ألف قص، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، حشيشها الزعف ان و ض اضها الد والياقوت، وأ ضها المسك الأبيض، فذلك خي لي ولأُمتي، وذلك قوله تعالي: ?إنا أعطيناك الكوث ?().

قالوا: صدقت يا

محمد وهو مكتوب في التو اة، وهذا خي من ذلك.

قال النبي صلي الله عليه و اله: هذه ثلاثة.

قالوا: إب اهيم خي منك.

قال: ولمَ ذاك؟

قالوا: لأن الله تعالي اتخذه خليلاً.

قال النبي صلي الله عليه و اله: إن كان إب اهيم عليه السلام خليله فأنا حبيبه محمد.

قالوا: ولمَ سمّيت محمداً؟

قال: سمّاني الله محمداً، وشقّ اسمي من اسمه هو المحمود وأنا محمد وأمتي الحامدون علي كل حال.

فقالت اليهود: صدقت يا محمد هذا خي من ذلك.

قال النبي صلي الله عليه و اله: هذه أ بعة.

قالت اليهود: عيسي خي منك.

قال صلي الله عليه و اله: ولم ذاك؟

قالوا: إن عيسي بن م يم كان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاءه الشياطين ليحملوه، فأم الله عزوجل جب ئيل عليه السلام أن اض ب بجناحك الأيمن وجوه الشياطين وألقهم في النا، فض ب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النا.

فقال سول الله صلي الله عليه و اله: لقد أُعطيت أنا أفضل من ذلك.

قالوا: وما هو؟

قال صلي الله عليه و اله: أقبلت يوم بد من قتال المش كين وأنا جائع شديد الجوع، فلمّا و دت المدينة استقبلتني ام أة يهودية وعلي اسها جفنة، وفي الجفنة جدي مشوي وفي كمّها شيء من سك، فقالت: الحمد لله الذي منحك السلامة، وأعطاك النص والظف علي الأعداء، وإني قد كنت نذ ت لله نذ اً إن أقبلت سالماً غانماً من غزاة بد لأذبحنّ هذا الجدي ولأشوينّه ولأحملنّه إليك لتأكله، فقال النبي صلي الله عليه و اله فنزلت عن بغلتي الشهباء، وض بت بيدي إلي الجدي لآكله فاستنطق الله تعالي الجدي فاستوي علي أ بع قوائم وقال: يا محمد لا تأكلني فإني مسموم.

قالوا: صدقت يا محمد هذا خي من ذلك.

قال النبي

صلي الله عليه و اله: هذه خمسة.

قولهم: عيسي عليه السلام مع أنهم لا يعت فون بعيسي لكنهم ذك وه لتصديق سول الله صلي الله عليه و اله له.

قالوا: بقيت واحدة ثم نقوم من عندك.

قال: هاتوا.

قالوا: سليمان خي منك.

قال: ولمَ ذاك؟

قالوا: لأن الله عزوجل سخّ له الشياطين والإنس والجن والطي وال ياح والسباع.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: فقد سخّ الله لي الب اق، وهو خي من الدنيا بحذافي ها، وهي دابّة من دواب الجنة، وجهها مثل وجه آدمي، وحواف ها مثل حواف الخيل، وذنبها مثل ذنب البق، فوق الحما ودون البغل، س جه من ياقوتة حم اء، و كابه من د ة بيضاء، مزمومة بألف زمام من ذهب، عليه جناحان مكللان بالد والجوه والياقوت والزب جد، مكتوب بين عينيه: لا إله إلا الله وحده

لا ش يك له، وأن محمداً سول الله صلي الله عليه و اله.

قالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التو اة هذا خي من ذلك، يا محمد نشهد أن لا إله إلا الله وأنك سول الله().

من احتجاجات فاطمة الزه اء عليها السلام

احتجاجها عليها السلام لما منعها القوم فدك

قالت فاطمة الزه اء عليها السلام في خطبتها في المسجد: أيّها الناس اعلموا أنّي فاطمة، وأبي محمّد صلي الله عليه و اله، أقول عودا وبدءا، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا ?لَقَدْ جاءكُمْ سُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَ يصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ ؤُفٌ حِيمٌ?()، فإن تعزوه وتع فوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي دون جالكم، ولنعم المعزي إليه صلي الله عليه و اله …

وأنتم تزعمون أن لا إ ث لنا ?أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?() أ فلا تعلمون بلي، تجلي

لكم كالشمس الضاحية أنّي ابنته أيّها المسلمون، أ أغلب علي إ ثيه.

يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب اللّه أن ت ث أباك ولا أ ث أبي لقد جئت شيئاً ف ياً، أفعلي عمد ت كتم كتاب اللّه ونبذتموه و اء ظهو كم إذ يقول: ?ووَ ثَ سُلَيْمانُ داوُدَ?() وقال: فيما اقتصّ من خب يحيي بن زك يا عليه السلام إذ قال: بّ ?فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ? يَ ثُنِي ويَ ثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ?() وقال: ?وَأُولُوا الأ حامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ?()، وقال: ?يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ?()، وقال: ?إِنْ تَ كَ خَيْ اً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ والأقْ بِينَ بِالْمَعْ وفِ حَقًّا عَلَي الْمُتَّقِينَ?().

وزعمتم ألاّ حظوة لي ولا أ ث من أبي ولا حم بيننا، أفخصّكم اللّه بآية أخ ج منها أبي صلي الله عليه و اله أم هل تقولون أهل ملّتين لا يتوا ثان، أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص الق آن وعمومه من أبي وابن عمّي، فدونكما مخطومة م حولة تلقاك يوم حش ك، فنعم الحكم اللّه، والزعيم محمّد، والموعد القيامة، وعند الساعة ما تخس ون، ولا ينفعكم إذ تندمون، و?لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَ ?() و?فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ ويَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ?() …

ثم مت بط فها نحو الأنصا فقالت: يا معاش الفتية وأعضاد الملّة، وأنصا الإسلام، ما هذه الغميزة في حقّي، والسّنة عن ظلامتي، أما كان سول اللّه صلي الله عليه و اله أبي يقول: «الم ء يحفظ في ولده»، س عان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة، ولكم طاقة بما أحاول، وقوّة علي ما أطلب وأزاول، أ تقولون مات محمّد صلي

الله عليه و اله، فخطب جليل استوسع وهنه، واستنه فتقه، وانفتق تقه، واظلمّت الأ ض لغيبته، وكسفت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الح يم، وأزيلت الح مة عند مماته، فتلك واللّه النازلة الكب ي، والمصيبة العظمي، لا مثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب اللّه جلّ ثناؤه في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم، هتافا وص اخا، وتلاوة وألحانا، ولقبله ما حلّ بأنبياء اللّه و سله، حكم فصل وقضاء حتم ?وَ ما مُحَمَّدٌ إلاّ سُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ ال سُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ ومَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُ اللَّهَ شَيْئاً وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِ ينَ?().

إيهاً بني قيلة أ أهضم ت اث أبي وأنتم بم أي منّي ومسمع، ومبتد ومجمع، تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخب ة، وأنتم ذا العدد والعدّة، والأداة والقوّة، وعندكم السلاح والجنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الص خة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، مع وفون بالخي والصلاح، والنجبة التي انتجبت، والخي ة التي اختي ت، قاتلتم الع ب، وتحمّلتم الكدّ والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم، فلا نب ح أو تب حون، نأم كم فتأتم ون، حتي إذا دا ت بنا حي الإسلام، ود حلب الأيام، وخضعت ثغ ة الش ك، وسكنت فو ة الإفك، وخمدت ني ان الكف، وهدأت دعوة اله ج، واستوسق نظام الدين، فأنّي ح تم بعد البيان، وأس تم بعد الإعلان، ونكصتم بعد الإقدام، وأش كتم بعد الإيمان ?أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وهَمُّوا بِإِخْ اجِ ال سُولِ وهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَ ةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ?().

ألا قد أ ي أن قد أخلدتم إلي الخفض، وأبعدتم من هو

أحقّ بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة، ونجوتم من الضيق بالسعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوّغتم، ف ?إِنْ تَكْفُ وا أَنْتُمْ ومَنْ فِي الأ ضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ?().

ألا وقد قلت ما قلت علي مع فة منّي بالخذلة التي خام تكم، والغد ة التي استشع تها قلوبكم، ولكنّها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخو القنا، وبثّة الصد، وتقدمة الحجّة، فدونكموها فاحتقبوها دب ة الظه، نقبة الخف، باقية العا، موسومة بغضب اللّه وشنا الأبد، موصولة ب ?نا اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ? الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَي الأفْئِدَةِ?() فبعين اللّه ما تفعلون ?وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ?()، وأنا ابنة ?نذي لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ?()

ف?اعْمَلُوا… إِنَّا عامِلُونَ ? وانْتَظِ وا إِنَّا مُنْتَظِ ونَ?().

ثم قالت في جواب أبي بك: سبحان اللّه ما كان سول اللّه صلّي اللّه عليه وآله عن كتاب اللّه صا فا، ولا لأحكامه مخالفا، بل كان يتّبع أث ه، ويقفو سو ه، أ فتجمعون إلي الغد اعتلالا عليه بالزو، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته، هذا كتاب اللّه حكما عدلا، وناطقا فصلا، يقول ?يَ ثُنِي ويَ ثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ?() ?ووَ ثَ سُلَيْمانُ داوُدَ?() فبيّن عزّ وجلّ فيما وزّع عليه من الأقساط، وش ع من الف ائض والمي اث، وأباح من حظّ الذك ان والإناث ما أزاح علّة المبطلين، وأزال التظنّي والشبهات في الغاب ين، كلا ?بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْ اً فَصَبْ جَمِيلٌ?() ?واللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلي ما تَصِفُونَ?()، ().

مع نساء المهاج ين والأنصا

قال سويد بن غفلة: لما م ضت فاطمة عليها السلام الم ضة التي توفيت فيها، دخلت عليها نساء المهاج ين والأنصا يعدنها، فقلن لها: كيف أصبحت من علتك يا ابنة سول الله؟

فحمدت الله

وصلت علي أبيها ثم قالت: أصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية ل جالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وسئمتهم بعد أن سب تهم، فقبحا لفلول الحد، واللعب بعد الجد، وق ع الصفاة، وصدع القناة، وختل الآ اء، وزلل الأهواء، ?لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون?()، لا ج م لقد قلدتهم بقتها، وحملتهم أوقتها، وشننت عليهم غا اتها، فجدعا وعق ا و ?بعدا للقوم الظالمين?().

ويحهم أني زعزعوها عن واسي ال سالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط ال وح الأمين والطيبين بأمو الدنيا والدين، ?ألا ذلك هو الخس ان المبين?() وما الذي نقموا من أبي الحسن عليه السلام نقموا والله منه نكي سيفه وقلة مبالاته لحتفه، وشدة وطأته ونكال وقعته، وتنم ه في ذات الله، وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة ل دهم إليها وحملهم عليها، ولسا بهم سي ا سجحا، لا يكلم حشاشه ولا يكل سائ ه ولا يمل اكبه، ولأو دهم منهلا نمي ا صافيا ويا تطفح ضفتاه ولا يت نق جانباه، ولأصد هم بطانا ونصح لهم س ا وإعلانا، ولم يكن يتحلي من الدنيا بطائل، ولا يحظي منها بنائل، غي ي الناهل وشبعة الكافل، ولبان لهم الزاهد من ال اغب، والصادق من الكاذب، ?ولو أن أهل الق ي آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم ب كات من السماء والأ ض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون?()، ?والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين?() ألا هلم فاسمع وما عشت أ اك الده عجبا، ?وإن تعجب فعجب قولهم?().

ليت شع ي إلي أي سناد استندوا، وإلي أي عماد اعتمدوا، وبأية ع وة تمسكوا، وعلي أية ذ ية

أقدموا واحتنكوا، ?لبئس المولي ولبئس العشي ?() و?بئس للظالمين بدلا?() استبدلوا والله الذنابي بالقوادم، والعجز بالكاهل، ف غما لمعاطس قوم ?يحسبون أنهم يحسنون صنعا?()، ?ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشع ون?().

ويحهم ?أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون?() أما لعم ي لقد لقحت فنظ ة يثما تنتج ثم احتلبوا مل ء القعب دما عبيطا وذعافا مبيدا هنالك ?يخس المبطلون?() ويع ف الباطلون غب ما أسس الأولون، ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا واطمأنوا للفتنة جاشا وأبش وا بسيف صا م وسطوة معتد غاشم وبه ج شامل واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا وجمعكم حصدا، فيا حس تي لكم وأني بكم وقد عميت ?عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كا هون?().

قال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها عليها السلام علي جالهن، فجاء إليها قوم من المهاج ين والأنصا معتذ ين وقالوا: يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن عليه السلام ذك لنا هذا الأم قبل أن يب م العهد ويحكم العقد لما عدلنا عنه إلي غي ه.

فقالت عليها السلام: إليكم عني فلا عذ بعد تعذي كم ولا أم بعد تقصي كم().

فاطمة بضعة مني

عن أبي بصي عن أبي عبد الله جعف بن محمد عليه السلام قال: ولدت فاطمة عليها السلام في جمادي الآخ ة في العش ين منه سنة خمس وأ بعين من مولد النبي صلي الله عليه و اله وأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عش سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما وقبضت في جمادي الآخ ة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدي عش ة من الهج ة، وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولي ال جل لكزها بنعل السيف

بأم ه فأسقطت محسنا وم ضت من ذلك م ضا شديدا، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها، وكان جلان من أصحاب النبي صلي الله عليه و اله سألا أمي المؤمنين أن يشفع لهما، فسألها فأجابت، ولما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت سول الله؟

فقالت: بخي بحمد الله.

ثم قالت لهما: أما سمعتما من النبي صلي الله عليه و اله يقول: «فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله؟»

قالا: بلي.

قالت: والله لقد آذيتماني.

فخ جا من عندها وهي ساخطة عليهما().

مع سلمان الفا سي

قال سلمان الفا سي: خ جت مع سول الله صلي الله عليه و اله ذات ليلة أ يد الصلاة، فحاذيت باب علي عليه السلام فإذا بهاتف من داخل الدا يقول: اشتد صداع أسي وخلا بطني ودب ت كفاي من طحن الشعي.

فمضني القول مضا شديدا، فدنوت من الباب وق عته ق عا خفيفا، فأجابتني فضة جا ية فاطمة عليها السلام وقالت: من هذا؟

قلت: سلمان.

قالت: و اءك يا أبا عبد الله، فإن ابنة سول الله صلي الله عليه و اله ق يبة من الباب عليها يسي من الثياب ف ميت بعباءتي داخل الباب فلبستها، ثم قالت: يا فضة قولي لسلمان يدخل، فإن سلمان منا أهل البيت.

فدخلت فإذا بفاطمة عليها السلام جالسة وقدامها حي تطحن بها الشعي وعلي عمود ال حي دم سائل قد أفضي إلي الحج، فحانت مني التفاتة فإذا بالحسن بن علي في ناحية الدا يتضو من الجوع، فقلت: جعلني الله فداك يا ابنة سول الله قد دب ت كفاك من طحن الشعي وفضة قائمة.

فقالت: يا أبا عبد الله أوصاني أبي أن تكون الخدمة يوما لي ويوما لها، وكان أمس يوم خدمتها

واليوم يوم خدمتي.

فقلت: جعلني الله فداك إني مولي عتاقة.

فقالت: أنت منا أهل البيت.

قلت: فاختا ي إحدي الخصلتين، إما أن أطحن لك الشعي، أو أسكت لك الحسن.

قالت: يا أبا عبد الله أنا أسكت الحسن فإني أ فق، وأنت تطحن الشعي.

فسمعت الإقامة فمضيت وصليت مع سول الله صلي الله عليه و اله ولما ف غت من الصلاة أيت عليا عليه السلام وهو علي ميمنة سول الله صلي الله عليه و اله فجذبت داءه وقلت: أنت هاهنا وفاطمة قد دب ت كفاها من طحن الشعي.

فقام وإن دموعه لتنحد علي لحيته وإن سول الله صلي الله عليه و اله لينظ إليه حتي خ ج من باب المسجد فلم يمكث إلا قليلا حتي جع يتبسم من غي أن تستبين أسنانه.

فقال سول الله صلي الله عليه و اله: «يا علي خ جت وأنت باك، و جعت وأنت مبتسم».

قال: دخلت الدا وإذا فاطمة نائمة مستلقية والحسن نائم علي صد ها وال حي تدو من غي يد.

فتبسم سول الله صلي الله عليه و اله ثم قال: «يا علي أما علمت أن لله ملائكة سائ ة في الأ ض يخدمون محمدا وآل محمد إلي أن تقوم الساعة» ().

مع ابن أبي قحافة

وفي ش ح نهج البلاغة(): عن أم هانئ: أن فاطمة عليها السلام قالت لأبي بك: من ي ثك إذا مت؟

قال: ولدي وأهلي.

قالت: فما لك ت ث سول الله صلي الله عليه و اله دوننا؟

قال: يا ابنة سول الله ما و ث أبوك دا ا ولا مالا ولا ذهبا ولا فضة.

قالت: بلي سهم الله الذي جعله لنا وصا فيئنا الذي بيدك.

خي للم أة

قال الحسن البص ي: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة عليها السلام كانت تقوم حتي تو م قدماها، وقال النبي صلي الله عليه و اله لها: «أي شي ء خي للم أة؟»

قالت: أن لا ت ي جلا ولا ي اها جل.

فضمها إليه وقال: ?ذ ية بعضها من بعض?()،().

من احتجاجات أمي المؤمنين عليه السلام

أسئلة في التوحيد

إن جلا جاء إلي أمي المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: أخب ني عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله؟

فقال: أما ما لا يعلمه الله فلا يعلم أن له ولدا، تكذيبا لكم حيث قلتم عزي ابن الله.

وأما قولك: ما ليس لله، فليس له ش يك.

وأما قولك: ما ليس عند الله، فليس عند الله ظلم العباد.

فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده و سوله وأشهد أنك الحق ومن أهل الحق وقلت الحق، وأسلم علي يده().

أين بك؟

عن جعف بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: كان ل سول الله صلي الله عليه و اله صديقان يهوديان قد آمنا بموسي سول الله وأتيا محمدا سول الله صلي الله عليه و اله وسمعا منه، وقد كانا ق ءا التو اة وصحف إب اهيم وموسي عليه السلام وعلما علم الكتب الأولي، فلما قبض الله تبا ك وتعالي سوله صلي الله عليه و اله أقبلا يسألان عن صاحب الأم بعده وقالا: إنه لم يمت نبي قط إلا وله خليفة يقوم بالأم في أمته من بعده، ق يب الق ابة إليه من أهل بيته، عظيم الخط، جليل الشأن.

فقال أحدهما لصاحبه: هل تع ف صاحب الأم من بعد هذا النبي؟

قال الآخ: لا أعلمه إلا بالصفة التي أجدها في التو اة وهو الأصلع المصف،

فإنه كان أق ب القوم من سول الله.

فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة… فأ شدا إلي علي عليه السلام.

فلما جاءاه فنظ ا إليه قال أحدهما لصاحبه: إنه ال جل الذي نجد صفته في التو اة أنه وصي هذا النبي وخليفته وزوج ابنته وأبو السبطين والقائم بالحق من بعده، ثم قالا لعلي عليه السلام: أيها ال جل ما ق ابتك من سول الله؟

قال: هو أخي، وأنا وا ثه ووصيه وأول من آمن به، وأنا زوج ابنته فاطمة.

قالا له: هذه الق ابة الفاخ ة والمنزلة الق يبة وهذه الصفة التي نجدها في التو اة، ثم قالا له: فأين بك عز وجل؟

قال لهما علي عليه السلام: إن شئتما أنبأتكما بالذي كان علي عهد نبيكما موسي عليه السلام وإن شئتما أنبأتكما بالذي كان علي عهد نبينا محمد صلي الله عليه و اله.

قالا: أنبئنا بالذي كان علي عهد نبينا موسي عليه السلام.

قال علي عليه السلام: أقبل أ بعة أملاك، ملك من المش ق وملك من المغ ب وملك من السماء وملك من الأ ض، فقال صاحب المش ق لصاحب المغ ب: من أين أقبلت؟

قال: أقبلت من عند بي.

وقال صاحب المغ ب لصاحب المش ق: من أين أقبلت؟

قال: أقبلت من عند بي.

وقال النازل من السماء للخا ج من الأ ض: من أين أقبلت؟

قال: أقبلت من عند بي.

وقال الخا ج من الأ ض للنازل من السماء: من أين أقبلت؟

قال: أقبلت من عند بي.

فهذا ما كان علي عهد نبيكما موسي عليه السلام، وأما ما كان علي عهد نبينا محمد صلي الله عليه و اله فذلك قوله في محكم كتابه: ?ما يكون من نجوي ثلاثة إلا هو ابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا

أدني من ذلك ولا أكث إلا هو معهم أين ما كانوا?() الآية().

من أس ا المع اج

لما توفي سول الله صلي الله عليه و اله دخل المدينة جل من ولد داود علي دين اليهودية، ف أي السكك خالية فقال لبعض أهل المدينة: ما حالكم؟

فقيل: توفي سول الله صلي الله عليه و اله.

فقال الداودي: أما إنه توفي في اليوم الذي هو في كتابنا.

ثم قال: فأين الناس؟

فقيل له: في المسجد، فأتي المسجد فإذا أبو بك وعم وعثمان وعبد ال حمن بن عوف وأبو عبيدة بن الج اح والناس قد غص المسجد بهم، فقال: أوسعوا حتي أدخل وأ شدوني إلي الذي خلفه نبيكم…

فقد جئت لأسأل عن أ بعة أح ف، فإن خب ت بها أسلمت…

فقالوا له انتظ قليلا، وأقبل أمي المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من بعض أبواب المسجد، فقالوا له: عليك بالفتي.

فقام إليه، فلما دنا منه قال له: أنت علي بن أبي طالب؟

فقال له علي: أنت فلان بن فلان بن داود.

قال: نعم…

قال: اسأل.

قال: ما أول ح ف كلم الله به نبيكم لما أس ي به و جع من عند به؟

وخب ني عن الملك الذي زحم نبيكم ولم يسلم عليه؟

وخب ني عن الأ بعة الذين كشف عنهم مالك طبقا من النا وكلموا نبيكم؟

وخب ني عن منب نبيكم أي موضع هو من الجنة؟

قال علي عليه السلام: أول ما كلم الله به نبينا صلي الله عليه و اله قول الله تعالي: ?آمن ال سول بما أنزل إليه من به?().

قال: ليس هذا أ دت.

قال: فقول سول الله صلي الله عليه و اله: ?والمؤمنون كل آمن بالله?().

قال: ليس هذا أ دت.

قال: ات ك الأم مستو ا.

قال: لتخب ني، أولست أنت هو؟

فقال: أما إذ أبيت

فإن سول الله صلي الله عليه و اله لما جع من عند به والحجب ت فع له قبل أن يصي إلي موضع جب ئيل ناداه ملك: يا أحمد، قال: إن الله يق أ عليك السلام ويقول لك: اق أ علي السيد الولي منا السلام، فقال سول الله صلي الله عليه و اله: من السيد الولي؟ فقال الملك: علي بن أبي طالب.

قال اليهودي: صدقت، والله إني لأجد ذلك في كتاب أبي.

فقال علي عليه السلام: أما الملك الذي زحم سول الله صلي الله عليه و اله فملك الموت، جاء به من عند جبا من أهل الدنيا، قد تكلم بكلام عظيم، فغضب الله فزحم سول الله ولم يع فه، فقال جب ئيل يا ملك الموت هذا سول الله أحمد حبيب الله صلي الله عليه و اله ف جع إليه فلصق به واعتذ وقال: يا سول الله إني أتيت ملكا جبا ا قد تكلم بكلام عظيم فغضبت ولم أع فك فعذ ه.

وأما الأ بعة الذين كشف عنهم مالك طبقا من النا، فإن سول الله صلي الله عليه و اله م بمالك ولم يضحك منذ خلق قط، فقال له جب ئيل: يا مالك هذا نبي ال حمة محمد، فتبسم في وجهه ولم يتبسم لأحد غي ه، فقال سول الله صلي الله عليه و اله م ه أن يكشف طبقا من النا، فكشف، فإذا قابيل ونم ود وف عون وهامان، فقالوا: يا محمد اسأل بك أن ي دنا إلي دا الدنيا حتي نعمل صالحا، فغضب جب ئيل فقال ب يشة من يش جناحه ف د عليهم طبق النا.

وأما منب سول الله صلي الله عليه و اله فإن مسكن سول الله صلي

الله عليه و اله جنة عدن وهي جنة خلقها الله بيده ومعه فيها اثنا عش وصيا، وفوقها قبة يقال لها قبة ال ضوان وفوق قبة ال ضوان منزل يقال له الوسيلة وليس في الجنة منزل يشبهه وهو منب سول الله صلي الله عليه و اله.

قال اليهودي: صدقت والله إنه لفي كتاب أبي داود يتوا ثونه واحد بعد واحد حتي صا إلي، ثم أخ ج كتابا فيه ما ذك ه مسطو ا بخط داود، ثم قال: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا سول الله وأنه الذي بش به موسي عليه السلام وأشهد أنك عالم هذه الأمة ووصي سول الله.

قال: فعلمه أمي المؤمنين ش ائع الدين().

أقول: إن أمي المؤمنين علي عليه السلام قد تكلم أولاً بما لم ي د أن يمدح به نفسه كما لا يخفي.

من احتجاجات الإمام الحسن عليه السلام

أسئلة ابن الأصف

وي محمد بن قيس عن أبي جعف محمد بن علي الباق عليه السلام قال: بينا أمي المؤمنين في ال حبة والناس عليه مت اكمون، فمن بين مستفت ومن بين مستعد، إذ قام إليه جل فقال: السلام عليك يا أمي المؤمنين و حمة الله وب كاته.

فقال: وعليك السلام و حمة الله وب كاته، من أنت؟

قال: أنا جل من عيتك وأهل بلادك.

فقال له: ما أنت ب عيتي وأهل بلادي، ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي.

فقال: الأمان يا أمي المؤمنين.

فقال: هل أحدثت منذ دخلت مص ي هذا.

قال: لا.

قال: فلعلك من جال الح ب.

قال: نعم.

قال: إذا وضعت الح ب أوزا ها فلا بأس.

قال: أنا جل بعثني إليك معاوية متغفلا لك، أسألك عن شيء بعث به ابن الأصف إليه، وقال له: إن كنت أحق بهذا الأم والخليفة بعد محمد فأجبني

عما أسألك، فإنك إن فعلت ذلك اتبعتك وبعثت إليك بالجائزة، فلم يكن عنده جواب، وقد أقلقه، فبعثني إليك لأسألك عنها.

فقال أمي المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الأكباد، وما أضله وأعماه ومن معه، حكم الله بيني وبين هذه الأمة، قطعوا حمي وأضاعوا أيامي ودفعوا حقي وصغ وا عظيم منزلتي وأجمعوا علي منازعتي، يا قنب علي بالحسن والحسين ومحمد، فأحض وا، فقال: يا شامي هذان ابنا سول الله، وهذا ابني، فاسأل أيهم أحببت.

فقال: أسأل ذا الوف ة، يعني الحسن عليه السلام.

فقال له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك.

فقال الشامي: كم بين الحق والباطل؟

وكم بين السماء والأ ض؟

وكم بين المش ق والمغ ب؟

وما قوس قزح؟

وما العين التي تأوي إليها أ واح المش كين؟

وما العين التي تأوي إليها أ واح المؤمنين؟

وما المؤنث؟

وما عش ة أشياء بعضها أشد من بعض؟

فقال الحسن عليه السلام بين الحق والباطل أ بع أصابع، فما أيته بعينك فهو الحق، وقد تسمع بأذنك باطلا كثي ا.

فقال الشامي: صدقت.

قال: وبين السماء والأ ض دعوة المظلوم ومد البص، فمن قال لك غي هذا فكذبه.

قال: صدقت يا ابن سول الله.

قال: وبين المش ق والمغ ب مسي ة يوم للشمس تنظ إليها حين تطلع من مش قها وتنظ إليها حين تغيب في مغ بها.

قال: صدقت، فما قوس قزح؟

قال: ويحك لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم الشيطان وهو قوس الله وهذه علامة الخصب وأمان لأهل الأ ض من الغ ق.

وأما العين التي تأوي إليها أ واح المش كين فهي عين يقال لها ب هوت.

وأما العين التي تأوي إليها أ واح المؤمنين فهي عين يقال لها سلمي.

وأما المؤنث فهو الذي لا يد ي أ ذك أم أنثي، فإنه

ينتظ به فإن كان ذك ا احتلم، وإن كان أنثي حاضت وبدا ثديها، وإلا قيل له بُل علي الحائط فإن أصاب بوله الحائط فهو ذك، وإن انتكص بوله كما ينتكص بول البعي فهي ام أة.

وأما عش ة أشياء بعضها أشد من بعض: فأشد شيء خلقه الله الحج، وأشد من الحج الحديد يقطع به الحج، وأشد من الحديد النا تذيب الحديد، وأشد من النا الماء يطفئ النا، وأشد من الماء السحاب يحمل الماء، وأشد من السحاب ال يح تحمل السحاب، وأشد من ال يح الملك الذي ي سلها، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، وأشد من الموت أم الله الذي يميت الموت.

فقال الشامي: أشهد أنك ابن سول الله حقا، وأن عليا أولي بالأم من معاوية، ثم كتب هذه الجوابات وذهب بها إلي معاوية، فبعثها إلي ابن الأصف.

فكتب إليه ابن الأصف: يا معاوية تكلمني بغي كلامك، وتجيبني بغي جوابك، أقسم بالمسيح ما هذا جوابك وما هو إلا من معدن النبوة وموضع ال سالة().

مع ملك ال وم

عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: لما بلغ ملك ال وم أم أمي المؤمنين عليه السلام ومعاوية، وأخب أن جلين قد خ جا يطلبان الملك، فسأل من أين خ جا؟

فقيل له: جل بالكوفة و جل بالشام.

فأم الملك وز اءه فقال: تخللوا هل تصيبون من تجا الع ب من يصفهما لي.

فأتي ب جلين من تجا الشام و جلين من تجا مكة فسألهم من صفتهما، فوصفوهما له، ثم قال لخزان بيوت خزائنه: أخ جوا إلي الأصنام، فأخ جوها فنظ إليها فقال: الشامي ضال والكوفي هاد.

ثم كتب إلي معاوية: أن ابعث

إلي أعلم أهل بيتك، وكتب إلي أمي المؤمنين عليه السلام: أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك، فأسمع منهما، ثم أنظ في الإنجيل كتابنا، ثم أخب كما من أحق بهذا الأم، وخشي علي ملكه.

فبعث معاوية يزيد ابنه، وبعث أمي المؤمنين عليه السلام الحسن عليه السلام ابنه.

فلما دخل يزيد علي الملك أخذ بيده فقبلها، ثم قبل أسه.

ثم دخل عليه الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) فقال: الحمد لله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نص انيا ولا مجوسيا ولا عابد الشمس والقم ولا الصنم والبق وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المش كين تبا ك الله ب الع ش العظيم والحمد لله ب العالمين، ثم جلس لا ي فع بص ه.

فلما نظ ملك ال وم إلي ال جلين أخ جهما ثم ف ق بينهما، ثم بعث إلي يزيد فأحض ه ثم أخ ج من خزائنه ثلاثمائة وثلاثة عش صندوقا فيها تماثيل الأنبياء وقد زينت بزينة كل نبي م سل فأخ ج صنما فع ضه علي يزيد فلم يع فه ثم ع ضه عليه صنما صنما فلا يع ف منها شيئا ولا يجيب منها بشيء، ثم سأله عن أ زاق الخلائق، وعن أ واح المؤمنين أين تجتمع، وعن أ واح الكفا أين تكون إذا ماتوا، فلم يع ف من ذلك شيئا.

ثم دعا الحسن بن علي عليه السلام فقال: إنما بدأت بيزيد بن معاوية كي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه، فقد وصف أبوك وأبوه، فنظ ت في الإنجيل ف أيت فيه محمدا سول الله صلي الله عليه و اله والوزي عليا عليه السلام ونظ ت في الأوصياء ف أيت فيها أباك وصي محمد.

فقال

له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك مما تجده في الإنجيل، وعما في التو اة وعما في الق آن أخب ك به إن شاء الله تعالي.

فدعا الملك بالأصنام، فأول صنم ع ض عليه في صفة القم، فقال الحسن عليه السلام: فهذه صفة آدم أبو البش.

ثم ع ض عليه آخ في صفة الشمس، فقال الحسن عليه السلام: هذه صفة حواء أم البش.

ثم ع ض عليه آخ في صفة حسنة، فقال: هذه صفة شيث بن آدم، وكان أول من بعث وبلغ عم ه في الدنيا ألف سنة وأ بعين عاما.

ثم ع ض عليه صنم آخ، فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عم ه ألفا وأ بعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.

ثم ع ض عليه صنم آخ، فقال: هذه صفة إب اهيم ع يض الصد طويل الجبهة.

ثم أخ ج إليه صنم آخ، فقال: هذه صفة إس ائيل وهو يعقوب.

ثم أخ ج إليه صنم آخ، فقال: هذه صفة إسماعيل.

ثم أخ ج إليه صنم آخ، فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إب اهيم.

ثم أخ ج صنم آخ، فقال: هذه صفة موسي بن عم ان، وكان عم ه مائتين وأ بعين سنة وكان بينه وبين إب اهيم خمسمائة عام.

ثم أخ ج إليه صنم آخ، فقال: هذه صفة داود صاحب الح ب.

ثم أخ ج إليه صنم آخ، فقال: هذه صفة شعيب.

ثم زك يا، ثم يحيي، ثم عيسي ابن م يم وح الله وكلمته وكان عم ه في الدنيا ثلاث وثلاثون سنة ثم فعه الله إلي السماء ويهبط إلي الأ ض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال.

ثم ع ض عليه صنم صنم، فيخب باسم نبي

نبي.

ثم ع ض عليه الأوصياء والوز اء، فكان يخب هم باسم وصي وصي ووزي وزي.

ثم ع ض عليه أصنام بصفة الملوك، فقال الحسن عليه السلام هذه أصنام لم نجد صفتها في التو اة ولا في الإنجيل ولا في الزبو ولا في الق آن، فلعلها من صفة الملوك.

فقال الملك: أشهد عليكم يا أهل بيت محمد أنكم قد أعطيتم علم الأولين والآخ ين وعلم التو اة والإنجيل والزبو وصحف إب اهيم وألواح موسي.

ثم ع ض عليه صنم يلوح، فلما نظ إليه بكي بكاء شديدا.

فقال له الملك: ما يبكيك؟

فقال: هذه صفة جدي محمد صلي الله عليه و اله كث اللحية، ع يض الصد، طويل العنق، ع يض الجبهة، أقني الأنف، أفلج الأسنان، حسن الوجه، قطط الشع، طيب ال يح، حسن الكلام، فصيح اللسان، كان يأم بالمع وف وينهي عن المنك، بلغ عم ه ثلاثا وستين سنة ولم يخلف بعده إلا خاتم مكتوب عليه: لا إله إلا الله محمد سول الله، وكان يتختم في يمينه، وخلف سيفه ذو الفقا، وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتس ول به لم يقطعه ولم يخطه حتي لحق بالله.

فقال الملك: إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق علي سبطيه، فهل كان ذلك؟

فقال له الحسن عليه السلام: قد كان ذلك.

فقال الملك: فبقي لكم ذلك.

فقال: لا.

فقال الملك: لهذه أول فتنة هذه الأمة عليها، ثم علي ملك نبيكم واختيا هم علي ذ ية نبيهم منكم القائم بالحق الآم بالمع وف والناهي عن المنك.

قال: ثم سأل الملك الحسن عليه السلام عن سبعة أشياء خلقها الله لم ت كض في حم؟

فقال الحسن عليه السلام: أول هذا آدم، ثم حواء، ثم كبش إب اهيم، ثم ناقة صالح،

ثم إبليس الملعون، ثم الحية، ثم الغ اب التي ذك ها الله في الق آن.

ثم سأله عن أ زاق الخلائق؟

فقال الحسن عليه السلام: أ زاق الخلائق في السماء ال ابعة تنزل بقد وتبسط بقد.

ثم سأله عن أ واح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا؟

قال: تجتمع عند صخ ة بيت المقدس في كل ليلة الجمعة وهو ع ش الله الأدني، منها يبسط الله الأ ض وإليه يطويها، ومنها المحش ومنها استوي بنا إلي السماء والملائكة.

ثم سأله عن أ واح الكفا أين تجتمع؟

قال: تجتمع في وادي حض موت و اء مدينة اليمن، ثم يبعث الله نا ا من المش ق ونا ا من المغ ب ويتبعهما ب يحين شديدتين فيحش الناس عند صخ ة بيت المقدس فيحش أهل الجنة عن يمين الصخ ة ويزلف المتقين ويصي جهنم عن يسا الصخ ة في تخوم الأ ضين السابعة وفيها الفلق والسجين فيع ف الخلائق من عند الصخ ة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النا دخلها، وذلك قوله: ?ف يق في الجنة وف يق في السعي ?().

فلما أخب الحسن عليه السلام بصفة ما ع ض عليه من الأصنام وتفسي ما سأله، التفت الملك إلي يزيد بن معاوية وقال: أشع ت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي م سل أو وصي مواز قد أك مه الله بمواز ة نبيه أو عت ة نبي مصطفي وغي ه المعادي فقد طبع الله علي قلبه وآث دنياه علي آخ ته أو هواه علي دينه وهو من الظالمين.

قال: فسكت يزيد وخمد.

قال: فأحسن الملك جائزة الحسن عليه السلام وأك مه وقال له: ادع بك حتي ي زقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت

بيني وبين ذلك وأظنه شقاء م ديا وعذابا أليما.

قال: ف جع يزيد إلي معاوية وكتب إليه الملك أنه يقال من آتاه الله العلم بعد نبيكم وحكم بالتو اة وما فيها والإنجيل وما فيه والزبو وما فيه والف قان وما فيه فالحق والخلافة له وكتب إلي علي ابن أبي طالب عليه السلام أن الحق والخلافة لك وبيت النبوة فيك وفي ولدك، فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك ثم يخلده الله نا جهنم، فإن من قاتلك نجده في الإنجيل أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعليه لعنة أهل السماوات والأ ضين().

أقول: بعض ما قاله عليه السلام كأنه هو علي حسب اعتقاد الملك، وقد و د في حديث: إن صو الأنبياء عليهم السلام في صخ ة في مسجد السهلة وسيظه ه الله عند قيام القائم عليه السلام().

من احتجاجات الإمام الحسين عليه السلام

ملك ال وم وأسئلته

جوابه عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك ال وم وذلك في خب طويل اختص نا منه موضع الحاجة:

سأله عن المج ة وعن سبعة أشياء خلقها الله لم تخلق في حم؟

فضحك الحسين عليه السلام، فقال له: ما أضحكك؟

قال عليه السلام: لأنك سألتني عن أشياء ما هي من منتهي العلم إلا كالقذي في ع ض البح، أما … سبعة أشياء لم تخلق في حم:

فأولها آدم، ثم حواء، والغ اب، وكبش إب اهيم عليه السلام، وناقة الله، وعصا موسي عليه السلام، والطي الذي خلقه عيسي ابن م يم عليه السلام.

ثم سأله عن أ زاق العباد؟

فقال عليه السلام: أ زاق العباد في السماء ال ابعة ينزلها الله بقد ويبسطها بقد.

ثم سأله عن أ واح المؤمنين أين تجتمع؟

قال: تجتمع تحت صخ ة بيت المقدس ليلة الجمعة وهو ع ش الله الأدني منها بسط الأ

ض وإليها يطويها ومنها استوي إلي السماء، وأما أ واح الكفا فتجتمع في دا الدنيا في حض موت و اء مدينة اليمن ثم يبعث الله نا ا من المش ق ونا ا من المغ ب بينهما يحان فيحش ان الناس إلي تلك الصخ ة().

من احتجاجات الإمام السجاد عليه السلام

مع قاض من قضاة الكوفة

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة علي علي بن الحسين عليه السلام فقال له: جعلني الله فداك، أخب ني عن قول الله عز وجل:

?وجعلنا بينهم وبين الق ي التي با كنا فيها ق يً ظاه ةً وقد نا فيها السي سي وا فيها ليالي وأياماً آمنين?().

قال له: ما يقول الناس فيها قبلكم؟

قال: يقولون: إنها مكة؟

فقال: وهل أيت الس ق في موضع أكث منه بمكة.

قال: فما هو؟

قال: إنما عني ال جال.

قال: وأين ذلك في كتاب الله؟

فقال: أوما تسمع إلي قوله عز وجل: ?وكأين من ق ية عتت عن أم بها و سله?() وقال: ?وتلك الق ي أهلكناهم?() وقال: ?وسئل الق ية التي كنا فيها والعي التي أقبلنا فيها?() أفيسأل الق ية أو ال جال أو العي؟

قال: وتلا عليه آيات في هذا المعني.

قال: جعلت فداك فمن هم؟

قال: نحن هم.

فقال: أوما تسمع إلي قوله: ?سي وا فيها ليالي وأياماً آمنين?() قال: آمنين من الزيغ().

من احتجاجات الإمام الباق عليه السلام

مع نص اني الشام

عن عم بن عبد الله الثقفي قال: أخ ج هشام بن عبد الملك أبا جعف عليه السلام من المدينة إلي الشام … فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظ إلي النصا ي يدخلون في جبل هناك، فقال: ما لهؤلاء ألهم عيد اليوم؟

فقالوا: لا يا ابن سول الله ولكنهم يأتون عالماً لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخ جونه فيسألونه عما ي يدون وعما يكون في عامهم.

فقال أبو جعف عليه السلام: وله علم؟

فقالوا: هو من أعلم الناس، قد أد ك أصحاب الحوا يين من أصحاب عيسي عليه السلام.

قال: فهل نذهب إليه.

قالوا: ذاك إليك يا ابن سول الله.

قال: فقنع أبو جعف عليه السلام أسه

بثوبه ومضي هو وأصحابه، فاختلطوا بالناس حتي أتوا الجبل، فقعد أبو جعف عليه السلام وسط النصا ي هو وأصحابه، وأخ ج النصا ي بساطاً، ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخ جوه ثم بطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعي، ثم قصد إلي أبي جعف عليه السلام فقال: يا شيخ أمنا أنت أم من الأمة الم حومة؟

فقال أبو جعف عليه السلام: بل من الأمة الم حومة.

فقال: أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟

فقال: لست من جهالهم.

فقال النص اني: أسألك أم تسألني؟

فقال أبو جعف عليه السلام: سلني.

فقال النص اني: يا معش النصا ي جل من أمة محمد يقول سلني إن هذا لملي ء بالمسائل، ثم قال يا عبد الله أخب ني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النها أي ساعة هي؟

فقال أبو جعف عليه السلام: ما بين طلوع الفج إلي طلوع الشمس.

فقال النص اني: فإذا لم تكن من ساعات الليل ولا من ساعات النها فمن أي الساعات هي؟

فقال أبو جعف عليه السلام: من ساعات الجنة وفيها تفيق م ضانا.

فقال النص اني: فأسألك أم تسألني؟

فقال أبو جعف عليه السلام: سلني.

فقال النص اني: يا معش النصا ي إن هذا لملي ء بالمسائل، أخب ني عن أهل الجنة كف صا وا يأكلون ولا يتغوطون، أعطني مثلهم في الدنيا؟

فقال أبو جعف عليه السلام: هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط.

فقال النص اني: أ م تقل ما أنا من علمائهم؟

فقال أبو جعف عليه السلام: إنما قلت لك ما أنا من جهالهم.

فقال النص اني: فأسألك أو تسألني؟

فقال أبو جعف عليه السلام: سلني.

فقال: يا معش النصا ي والله لأسألنه عن مسألة ي تطم فيها كما ي تطم الحما في الوحل.

فقال له:

سل.

فقال: أخب ني عن جل دنا من ام أته فحملت باثنين حملتهما جميعاً في ساعة واحدة وولدتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في قب واحد، عاش أحدهما خمسين ومائة سنة، وعاش الآخ خمسين سنة، من هما؟

فقال أبو جعف عليه السلام: عزي وعز ة، كانا حملت أمهما بهما علي ما وصفت ووضعتهما علي ما وصفت وعاش عزي وعز ة كذا وكذا سنةً، ثم أمات الله تبا ك وتعالي عزي اً مائة سنة، ثم بعث وعاش مع عز ة هذه الخمسين سنةً وماتا كلاهما في ساعة واحدة.

فقال النص اني: يا معش النصا ي ما أيت بعيني قط أعلم من هذا ال جل لا تسألوني عن ح ف وهذا بالشام دوني.

قال: ف دوه إلي كهفه، و جع النصا ي مع أبي جعف عليه السلام ().

أ بعون مسألة

وعن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالساً في مسجد ال سول صلي الله عليه و اله إذا أقبل جل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله؟

قلت: جل من أهل الكوفة.

فقلت: ما حاجتك؟

فقال لي: أتع ف أبا جعف محمد بن علي عليه السلام.

فقلت: نعم، فما حاجتك إليه.

قال هيأت له أ بعين مسألةً أسأله عنها، فما كان من حق أخذته وما كان من باطل ت كته.

قال أبو حمزة: فقلت له: هل تع ف ما بين الحق والباطل؟

قال: نعم.

فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تع ف ما بين الحق والباطل؟

فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون، إذا أيت أبا جعف عليه السلام فأخب ني.

فما انقطع كلامي معه حتي أقبل أبو جعف عليه السلام وحوله أهل خ اسان وغي هم يسألونه عن مناسك الحج، فمضي حتي جلس مجلسه وجلس ال جل

ق يباً منه.

قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس، فلما قضي حوائجهم وانص فوا التفت إلي ال جل فقال له: من أنت؟

قال: أنا قتادة بن دعامة البص ي.

فقال له أبو جعف عليه السلام: أنت فقيه أهل البص ة؟

قال: نعم.

فقال له أبو جعف عليه السلام: ويحك يا قتادة إن الله جل وعز خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً علي خلقه فهم أوتاد في أ ضه، قوام بأم ه، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلةً عن يمين ع شه.

قال: فسكت قتادة طويلا، ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضط ب قلبي قدام واحد منهم ما اضط ب قدامك؟

قال له أبو جعف عليه السلام: ويحك أ تد ي أين أنت، أنت بين يدي بيوت أذن الله أن ت فع ويذك فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، جال لا تلهيهم تجا ة ولا بيع عن ذك الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فأنت ثم ونحن أولئك.

فقال له قتادة: صدقت والله، جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت حجا ة ولا طين.

قال قتادة: فأخب ني عن الجبن؟

قال: فتبسم أبو جعف عليه السلام ثم قال: جعت مسائلك إلي هذا.

قال: ضلت علي.

فقال: لا بأس به.

فقال: إنه بما جعلت فيه إنفحة الميت؟.

قال: ليس بها بأس إن الإنفحة ليس لها ع وق ولا فيها دم ولا لها عظم، إنما تخ ج من بين ف ث ودم، ثم قال: وإنما الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخ جت منها بيضة فهل تؤكل تلك البيضة؟

فقال قتادة: لا ولا آم بأكلها.

فقال له أبو جعف عليه السلام ولم؟

فقال: لأنها من الميتة.

قال له: فإن حضنت تلك البيضة فخ

جت منها دجاجة أ تأكلها؟

قال: نعم.

قال: فما ح م عليك البيضة وحلل لك الدجاجة؟

ثم قال عليه السلام: فكذلك الإنفحة مثل البيضة، فاشت الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخب ك عنه().

من مسائل المي اث

جاء جل إلي أبي جعف عليه السلام فسأله عن ام أة ت كت زوجها وإخوتها لأمها وأختها لأبيها؟

فقال: للزوج النصف ثلاثة أسهم وللإخوة من الأم سهمان وللأخت من الأب سهم.

فقال له ال جل: فإن ف ائض زيد وف ائض العامة علي غي هذا، يا أبا جعف يقولون: للأخت من الأب ثلاثة أسهم هي من ستة تعول إلي ثمانية.

فقال له أبو جعف عليه السلام: ولم قالوا هذا.

فقال: لأن الله عز وجل قال: ?وله أخت فلها نصف ما ت ك?().

فقال أبو جعف عليه السلام: فإن كانت الأخت أخاً.

قال: ليس له إلا السدس.

فقال أبو جعف عليه السلام: فما لكم نقصتم الأخ إن كنتم تحتجون أن للأخت النصف بأن الله عز وجل سمي لها النصف، فإن الله سمي للأخ الكل، والكل أكث من النصف..

لأنه عز وجل قال في الأخت: ?فلها نصف ما ت ك?() وقال في الأخ: ?وهو ي ثها?() يعني جميع مالها ?إن لم يكن لها ولد?() فلا تعطون الذي جعل الله عزوجل له الجميع في بعض ف ائضكم شيئاً، وتعطون الذي جعل الله له النصف تاماً وتقولون في زوج وأم وإخوة لأم وأخت لأب فتعطون الزوج النصف والأم السدس والإخوة من الأم الثلث والأخت من الأب النصف تجعلونها من تسعة وهي ستة تعول إلي تسعة.

فقال: كذلك يقولون.

فقال له أبو جعف عليه السلام: فإن كانت الأخت أخاً لأب.

قال له ال جل: ليس له شيء، فما تقول أنت؟

فقال: ليس للإخوة

من الأب والأم ولا للإخوة من الأب مع الأم شيء ().

من احتجاجات الإمام الصادق عليه السلام

مع الثنوية والزنادقة

عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتي أبا عبد الله عليه السلام فكان من قول أبي عبد الله عليه السلام له: لا يخلو قولك إنهما اثنان، من أن يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويا والآخ ضعيفا، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتف د بالتدبي، وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخ ضعيف ثبت أنه واحد كما نقول، للعجز الظاه في الثاني، وإن قلت إنهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفت قين من كل جهة، فلما أينا الخلق منتظما والفلك جا يا واختلاف الليل والنها والشمس والقم دل صحة الأم والتدبي وائتلاف الأم علي أن المدب واحد، ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فلابد من ف جة بينهما حتي يكونا اثنين فصا ت الف جة ثالثا بينهما قديما معهما فيلزمك ثلاثة، فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتي يكون بينهم ف جتان فيكون خمسا، ثم يتناهي في العدد إلي ما لا نهاية في الكث ة.

قال هشام: فكان من سؤال الزنديق أن قال: فما الدليل عليه؟

قال أبو عبد الله عليه السلام: وجود الأفاعيل التي دلت علي أن صانعا صنعها، أ لا ت ي أنك إذا نظ ت إلي بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وإن كنت لم ت الباني ولم تشاهده.

قال: فما هو؟

قال: هو شيء بخلاف الأشياء ا جع بقولي شيء إلي إثبات معني وأنه شي ء بحقيقة الشيئية غي أنه لا جسم ولا صو ة، ولا يحس ولا يجس، ولا يد ك بالحواس الخمس، لا تد كه الأوهام ولا

تنقصه الدهو ولا يغي ه الزمان.

قال السائل: فتقول إنه سميع بصي.

قال: هو سميع بصي، سميع بغي جا حة، وبصي بغي آلة، بل يسمع بنفسه ويبص بنفسه، ليس قولي إنه يسمع بنفسه ويبص بنفسه أنه شيء والنفس شيء آخ، ولكن أ دت عبا ة عن نفسي إذ كنت مسئولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا، وأقول: يسمع بكله لا أن الكل منه له بعض ولكني أ دت إفهاما لك والتعبي عن نفسي وليس م جعي في ذلك إلا إلي أنه السميع البصي العالم الخبي بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعني.

قال السائل: فما هو؟

قال أبو عبد الله عليه السلام: هو ال ب وهو المعبود وهو الله، وليس قولي الله إثبات هذه الح وف ألف لام هاء ولكني أ جع إلي معني هو شيء خالق الأشياء وصانعها وقعت عليه هذه الح وف وهو المعني الذي سمي به الله وال حمن وال حيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جل وعز.

قال السائل: فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا.

قال أبو عبد الله عليه السلام: لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنا م تفعا، لأنا لم نكلف أن نعتقد غي موهوم، ولكنا نقول كل موهوم بالحواس مد ك فما تجده الحواس وتمثله فهو مخلوق ولابد من إثبات صانع الأشياء خا ج من الجهتين المذمومتين، إحداهما النفي إذ كان النفي هو الإبطال والعدم، والجهة الثانية التشبيه إذ كان التشبيه من صفة المخلوق الظاه الت كيب والتأليف، فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضط ا منهم إليه أثبت أنهم مصنوعون وأن صانعهم غي هم وليس مثلهم إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاه الت كيب والتأليف وفيما يج ي عليهم

من حدوثهم بعد أن لم يكونوا وتنقلهم من صغ إلي كب وسواد إلي بياض وقوة إلي ضعف وأحوال موجودة لا حاجة لنا إلي تفسي ها لثباتها ووجودها.

قال السائل: فقد حددته إذ أثبت وجوده.

قال أبو عبد الله عليه السلام: لم أحده ولكن أثبته إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة.

قال السائل: فله إنية ومائية؟

قال: نعم لا يثبت الشيء إلا بإنية ومائية.

قال السائل: فله كيفية؟

قال: لا، لأن الكيفية جهة الصفة والإحاطة ولكن لابد من الخ وج من جهة التعطيل والتشبيه لأن من نفاه أنك ه و فع بوبيته وأبطله، ومن شبهه بغي ه فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون ال بوبية، ولكن لابد من إثبات ذات بلا كيفية لا يستحقها غي ه ولا يشا ك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غي ه.

قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه؟

قال أبو عبد الله عليه السلام: هو أجل من أن يعاني الأشياء بمباش ة ومعالجة لأن ذلك صفة المخلوق الذي لا يجي ء الأشياء له إلا بالمباش ة والمعالجة وهو تعالي نافذ الإ ادة والمشية فعال لما يشاء.

قال السائل: فله ضي وسخط؟

قال أبو عبد الله عليه السلام: نعم، وليس ذلك ما يوجد في المخلوقين وذلك أن ال ضا والسخط دخال يدخل عليه فينقله من حال إلي حال وذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين وهو تبا ك وتعالي العزيز ال حيم لا حاجة به إلي شيء مما خلق وخلقه جميعا محتاجون إليه وإنما خلق الأشياء من غي حاجة ولا سبب اخت اعا وابتداعا.

قال السائل: فقوله ?ال حمن علي الع ش استوي?().

قال أبو عبد الله عليه السلام: بذلك وصف نفسه، وكذلك هو مستول علي الع ش بائن من خلقه من غي أن يكون الع

ش حاملا له ولا أن يكون الع ش حاويا له ولا أن الع ش محتاز له، ولكنا نقول هو حامل الع ش وممسك الع ش ونقول من ذلك ما قال ?وسع ك سيه السماوات والأ ض?() فثبتنا من الع ش والك سي ما ثبته ونفينا أن يكون الع ش والك سي حاويا له أو يكون عزوجل محتاجا إلي مكان أو إلي شيء مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه.

قال السائل: فما الف ق بين أن ت فعوا أيديكم إلي السماء وبين أن تخفضوها نحو الأ ض؟

قال أبو عبد الله عليه السلام: ذلك في علمه وإحاطته وقد ته سواء، ولكنه عز وجل أم أولياءه وعباده ب فع أيديهم إلي السماء نحو الع ش لأنه جعله معدن ال زق فثبتنا ما ثبته الق آن والأخبا عن ال سول صلي الله عليه و اله حين قال ا فعوا أيديكم إلي الله عز وجل وهذا يجمع عليه ف ق الأمة كلها.

قال السائل: فمن أين أثبت أنبياء و سلا؟

قال أبو عبد الله عليه السلام: إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيما لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسهم ولا يلامسوه ولا يباش هم ولا يباش وه ولا يحاجهم ولا يحاجوه، فثبت أن له سف اء في خلقه وعباده يدلونهم علي مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم، وفي ت كه فناؤهم، فثبت الآم ون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه، وثبت عند ذلك أن له معب ين وهم الأنبياء وصفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غي مشا كين للناس في أحوالهم علي مشا كتهم لهم في الخلق والت كيب مؤيدين من

عند الله الحكيم العليم بالحكمة والدلائل والب اهين والشواهد من إحياء الموتي وإب اء الأكمه والأب ص فلا تخلو أ ض الله من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقال ال سول ووجوب عدالته().

مع ابن أبي العوجاء

سأل ابن أبي العوجاء أبا عبد الله عليه السلام: لما اختلفت منيات الناس فمات بعضهم بالبطن وبعضهم بالسل؟

فقال عليه السلام: لو كانت العلة واحدة أمن الناس حتي تجيء تلك العلة بعينها، فأحب الله أن لا يؤمن حال().

ما اسمك؟

وجاء ابن أبي العوجاء إلي أبي عبد الله عليه السلام فقال عليه السلام له: ما اسمك؟

فلم يجبه.

وأقبل عليه السلام علي غي ه، فانكفأ اجعا إلي أصحابه، فقالوا: ما و اءك؟

قال: ش، ابتدأني فسألني عن اسمي، فإن كنت قلت عبد الك يم، فيقول: من هذا الك يم الذي أنت عبده، فإما أق بمليك وإما أظه مني ما أكتم.

فقالوا: انص ف عنه.

فلما انص ف قال عليه السلام: وأقبل ابن أبي العوجاء إلي أصحابه محجوجا قد ظه عليه ذلة الغلبة، فقال من قال منهم إن هذه للحجة الدامغة صدق وإن لم يكن خي ي جي ولا ش يتقي فالناس ش ع سواء، وإن يكن منقلب إلي ثواب وعقاب فقد هلكنا.

فقال ابن أبي العوجاء لأصحابه: أ وليس بابن الذي نكل بالخلق وأم بالحلق وشوه عو اتهم وف ق أموالهم وح م نساءهم().

يا مودع الأس ا

دخل أبو حنيفة علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: إني أيت ابنك موسي يصلي والناس يم ون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه؟

فقال أبو عبد الله عليه السلام: ادع لي موسي فلما جاءه قال: يا بني إن أبا حنيفة يذك أنك تصلي والناس يم ون بين يديك فلا تنهاهم؟

قال: نعم يا أبة، إن الذي كنت أصلي له كان أق ب إلي منهم يقول الله تعالي: ?ونحن أق ب إليه من حبل الو يد?().

قال: فضمه أبو عبد الله عليه السلام إلي نفسه وقال: بأبي أنت وأمي يا مودع الأس

ا.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا حنيفة القتل عندكم أشد أم الزنا؟

فقال: بل القتل.

قال: فكيف أم الله تعالي في القتل بشاهدين وفي الزنا بأ بعة، كيف يد ك هذا بالقياس؟

يا أبا حنيفة ت ك الصلاة أشد أم ت ك الصيام؟

فقال: بل ت ك الصلاة.

قال: فكيف تقضي الم أة صيامها ولا تقضي صلاتها، كيف يد ك هذا بالقياس؟

ويحك يا أبا حنيفة النساء أضعف عن المكاسب أم ال جال؟

فقال: بل النساء.

قال: فكيف جعل الله تعالي للم أة سهما ولل جل سهمين، كيف يد ك هذا بالقياس؟

يا أبا حنيفة الغائط أقذ أم المني؟

قال: بل الغائط. قال: فكيف يستنجي من الغائط ويغتسل من المني كيف يد ك هذا بالقياس؟ …

قال أبو حنيفة: جعلت فداك حدثني بحديث نحدث به عنك.

قال: حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام، عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام، عن أبيه علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين) قال: قال سول الله صلي الله عليه و اله: إن الله أخذ ميثاق أهل البيت من أعلي عليين وأخذ طينة شيعتنا منه ولو جهد أهل السماء وأهل الأ ض أن يغي وا من ذلك شيئا ما استطاعوه. قال: فبكي أبو حنيفة بكاء شديدا وبكي أصحابه ثم خ ج وخ جوا().

من احتجاجات الإمام الكاظم عليه السلام

من احتجاجات الإمام الكاظم عليه السلام

ما يدل علي نبوة محمد صلي الله عليه و اله

وي أن قوما من اليهود قالوا للصادق عليه السلام أي معجز يدل علي نبوة محمد صلي الله عليه و اله؟

قال: كتابه المهيمن الباه لعقول الناظ ين مع ما أعطي من الحلال والح ام وغي هما مما لو ذك ناه لطال ش حه.

فقال اليهود: كيف لنا أن نعلم أن هذا كما

وصفت؟

فقال لهم موسي بن جعف عليه السلام وهو صبي وكان حاض ا: وكيف لنا بأن نعلم ما تذك ون من آيات موسي أنها علي ما تصفون؟

قالوا: علمنا ذلك بنقل الصادقين.

قال لهم موسي بن جعف عليه السلام: فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخب طفل لقنه الله تعالي من غي تعليم ولا مع فة عن الناقلين.

فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا سول الله وأنكم الأئمة الهادية والحجج من عند الله علي خلقه.

فوثب أبو عبد الله عليه السلام فقبل بين عيني موسي بن جعف عليه السلام، ثم قال: أنت القائم من بعدي…، ثم كساهم أبو عبد الله عليه السلام ووهب لهم وانص فوا مسلمين().

مع أبي حنيفة

قال أبو حنيفة: حججت في أيام أبي عبد الله الصادق عليه السلام فلما أتيت المدينة دخلت دا ه فجلست في الدهليز أنتظ إذنه، إذ خ ج صبي يد ج فقلت: يا غلام أين يضع الغ يب الغائط من بلدكم؟

قال: علي سلك ثم جلس مستندا إلي الحائط، ثم قال: توق شطوط الأنها ومساقط الثما وأفنية المساجد وقا عة الط يق وتوا خلف جدا وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدب ها وضع حيث شئت. فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له: ما اسمك؟

فقال: أنا موسي بن جعف بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

فقلت له: يا غلام ممن المعصية؟

فقال عليه السلام: إن السيئات لا تخلو من إحدي ثلاث، إما أن تكون من الله وليست منه، فلا ينبغي لل ب أن يعذب العبد علي ما لاي تكب، وإما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك، فلا ينبغي للش يك القوي أن يظلم الش يك الضعيف، وإما أن تكون من العبد

وهي منه فإن عفا فبك مه وجوده وإن عاقب فبذنب العبد وج ي ته.

قال أبو حنيفة: فانص فت ولم ألق أبا عبد الله عليه السلام واستغنيت بما سمعت().

من احتجاجات الإمام ال ضا عليه السلام

مع سليمان الم وزي

عن الحسن بن محمد النوفلي قال:

قدم سليمان الم وزي متكلم خ اسان علي المأمون فأك مه ووصله، ثم قال له: إن ابن عمي علي بن موسي ال ضا عليه السلام قدم علي من الحجاز وهو يحب الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصي إلينا يوم الت وية لمناظ ته.

فقال سليمان: يا أمي إني أك ه أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقض عند القوم إذا كلمني ولا يجوز الاستقصاء عليه.

قال المأمون: إنما وجهت إليه لمع فتي بقوتك وليس م ادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط.

فقال سليمان: حسبك يا أمي، اجمع بيني وبينه وخلني والذم.

فوجه المأمون إلي ال ضا عليه السلام فقال: إنه قدم إلينا جل من أهل م وز وهو واحد خ اسان من أصحاب الكلام فإن خف عليك أن تتجشم المصي إلينا فعلت.

فنهض عليه السلام للوضوء وقال لنا: تقدموني وعم ان الصابي معنا، فص نا إلي الباب، فأخذ ياس وخالد بيدي فأدخلاني علي المأمون، فلما سلمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه الله تعالي؟

قلت: خلفته يلبس ثيابه وأم نا أن نتقدم، ثم قلت: يا أمي إن عم ان مولاك معي وهو علي الباب.

فقال: ومن عم ان؟

قلت: الصابي الذي أسلم علي يدك.

قال: فليدخل، فدخل ف حب به المأمون، ثم قال له: يا عم ان لم تمت حتي ص ت من بني هاشم.

قال: الحمد لله الذي ش فني بكم يا أمي.

فقال له المأمون: يا عم ان هذا سليمان الم وزي متكلم خ اسان.

قال

عم ان: يا أمي إنه يزعم واحد خ اسان في النظ وينك البداء.

قال: فلم لا تناظ ونه؟

قال: عم ان ذلك إليه.

فدخل ال ضا عليه السلام فقال: في أي شيء كنتم؟

قال عم ان: يا ابن سول الله هذا سليمان الم وزي.

فقال له سليمان أ ت ضي بأبي الحسن وبقوله فيه؟

فقال عم ان: قد ضيت بقول أبي الحسن في البداء علي أن يأتيني فيه بحجة أحتج بها علي نظ ائي من أهل النظ.

قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاج ا فيه؟

قال: وما أنك ت من البداء يا سليمان والله عزوجل يقول: ?أولا يذك الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً?() ويقول عز وجل: ?وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده?() ويقول: ?بديع السماوات والأ ض?() ويقول عز وجل: ?يزيد في الخلق ما يشاء?() ويقول: ?وبدأ خلق الإنسان من طين?() ويقول عزوجل: ?وآخ ون م جون لأم الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم?() ويقول عزوجل: ?وما يعم من معم ولا ينقص من عم ه إلا في كتاب?().

قال سليمان: هل ويت فيه من آبائك شيئا؟

قال: نعم، ويت عن أبي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن لله عز وجل علمين علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء وعلما علمه ملائكته و سله، فالعلماء من أهل بيت نبينا يعلمونه.

قال سليمان: أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عزوجل.

قال قول الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه و اله: ?فتول عنهم فما أنت بملوم?() أ اد هلاكهم ثم بدا لله تعالي فقال: ?وذك فإن الذك ي تنفع المؤمنين?().

قال سليمان: زدني جعلت فداك.

قال ال ضا عليه السلام: لقد أخب ني أبي عن آبائه عليهم السلام

عن سول الله صلي الله عليه و اله قال: إن الله عزوجل أوحي إلي نبي من أنبيائه أن أخب فلانا الملك أني متوفيه إلي كذا وكذا فأتاه ذلك النبي فأخب ه فدعا الله الملك وهو علي س ي ه حتي سقط من الس ي وقال: يا ب أجلني حتي يشب طفلي وقضي أم ي، فأوحي الله عزوجل إلي ذلك النبي أن ائت فلانا الملك فأعلم أني قد أنسيت في أجله وزدت في عم ه إلي خمس عش ة سنة، فقال ذلك النبي عليه السلام: يا ب إنك لتعلم أني لم أكذب قط فأوحي الله عز وجل إليه إنما أنت عبد مأمو فأبلغه ذلك والله لا يسأل عما يفعل.

ثم التفت عليه السلام إلي سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب.

قال: أعوذ بالله من ذلك وما قالت اليهود؟

قال: قالت اليهود: ?يد الله مغلولة?() يعنون أن الله تعالي قد ف غ من الأم فليس يحدث شيئا، فقال الله عزوجل: ?غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا?()..

ولقد سمعت قوما سألوا أبي موسي بن جعف عليه السلام عن البداء فقال: وما ينك الناس من البداء وأن يقف الله قوما ي جيهم لأم ه.

قال سليمان: ألا تخب ني عن ?إنا أنزلناه في ليلة القد ?() في أي شي ء أنزلت؟

قال: يا سليمان ليلة القد يقد الله عزوجل فيها ما يكون من السنة إلي السنة من حياة أو موت أو ي أو ش أو زق فما قد ه في تلك الليلة فهو من المحتوم.

قال سليمان: ألان قد فهمت جعلت فداك، فزدني.

قال: يا سليمان إن من الأمو أمو ا موقوفة عند الله عز وجل يقدم منها ما يشاء ويؤخ ما يشاء ويمحو ما يشاء، يا

سليمان إن عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان، فعلم علمه الله وملائكته و سله فما علمه ملائكته و سله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا سله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخ منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.

قال سليمان للمأمون: يا أمي لا أنك بعد يومي هذا البداء ولا أكذب به إن شاء الله، الحديث().

مع المأمون العباسي

عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح اله وي قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسي ال ضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ?وهو الذي خلق السماوات والأ ض في ستة أيام وكان ع شه علي الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا?().

فقال: إن الله تبا ك وتعالي خلق الع ش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأ ض، وكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالع ش والماء علي الله عز وجل، ثم جعل ع شه علي الماء ليظه بذلك قد ته للملائكة فيعلموا أنه علي كل شيء قدي، ثم فع الع ش بقد ته ونقله فجعله فوق السماوات السبع، وخلق السماوات والأ ض في ستة أيام وهو مستول علي ع شه، وكان قاد ا علي أن يخلقها في ط فة عين ولكنه عزوجل خلقها في ستة أيام ليظه للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شيء وتستدل بحدوث ما يحدث علي الله تعالي ذك ه م ة بعد م ة ولم يخلق الله الع ش لحاجة به إليه لأنه غني عن الع ش وعن جميع ما خلق، لا يوصف بالكون علي الع ش لأنه ليس بجسم، تعالي الله عن صفة خلقه علوا كبي ا.

وأما قوله عزوجل: ?ليبلوكم أيكم أحسن

عملا? فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا علي سبيل الامتحان والتج بة لأنه لم يزل عليما بكل شيء.

فقال المأمون: ف جت عني يا أبا الحسن ف ج الله عنك().

من احتجاجات الإمام الجواد عليه السلام

مع يحيي بن أكثم

لما أ اد المأمون أن يزوج أبا جعف محمد بن علي بن موسي عليه السلام ابنته أم الفضل اجتمع عليه أهل بيته الأدنين منه، فقالوا: يا أمي ننشدك الله أن تخ ج عنا أم ا قد ملكناه، وتنزع عنا عزا قد ألبسنا الله، فقد ع فت الأم الذي بيننا وبين آل علي عليه السلام قديما وحديثا.

فقال المأمون: اسكتوا فو الله لا قبلت من أحد منكم في أم ه.

فقالوا: يا أمي أ فتزوج ق ة عينك صبيا لم يتفقه في دين الله ولا يع ف ف يضة من سنة ولا يميز بين الحق والباطل ولأبي جعف عليه السلام يومئذ عش سنين أو إحدي عش ة سنة فلو صب ت عليه حتي يتأدب ويق أ الق آن ويع ف ف ضا من سنة.

فقال لهم المأمون: والله إنه أفقه منكم وأعلم بالله وب سوله وف ائضه وسننه وأحكامه، وأق أ لكتاب الله، وأعلم بمحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وتنزيله وتأويله منكم، فاسألوه فإن كان الأم كما قلتم قبلت منكم في أم ه، وإن كان كما قلت علمتم أن ال جل خي منكم.

فخ جوا من عنده وبعثوا إلي يحيي بن أكثم وأطمعوه في هدايا أن يحتال علي أبي جعف عليه السلام بمسألة لا يد ي كيف الجواب فيها عند المأمون إذا اجتمعوا للتزويج.

فلما حض وا وحض أبو جعف عليه السلام قالوا: يا أمي هذا يحيي بن أكثم إن أذنت له سأل أبا جعف عليه السلام

عن مسألة؟

فقال المأمون: يا يحيي سل أبا جعف عن مسألة في الفقه لننظ كيف فقهه؟

فقال يحيي: يا أبا جعف أصلحك الله ما تقول في مح م قتل صيدا؟

فقال أبو جعف عليه السلام: قتله في حل أو في ح م، عالما أو جاهلا، عمدا أو خطأ، عبدا أو ح ا، صغي ا أو كبي ا، مبدئا أو معيدا، من ذوات الطي أو غي ها، من صغا الصيد أو من كبا ها، مص ا عليها أو نادما، بالليل في وك ها أو بالنها عيانا، مح ما للحج أو للعم ة؟

قال: فانقطع يحيي بن أكثم انقطاعا لم يخف علي أهل المجلس وكث الناس تعجبا من جوابه ونشط المأمون فقال: تخطب يا أبا جعف؟

فقال أبو جعف عليه السلام: نعم.

فقال المأمون: الحمد لله إق ا ا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا لعظمته، وصلي الله علي محمد عند ذك ه، وقد كان من فضل الله علي الأنام أن أغناهم بالحلال عن الح ام، فقال: ?وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فق اء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم?() ثم إن محمد بن علي ذك أم الفضل بنت عبد الله وبذل لها من الصداق خمسمائة د هم وقد زوجت فهل قبلت يا أبا جعف؟

فقال أبو جعف عليه السلام: نعم، قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق.

ثم أولم عليه المأمون وجاء الناس علي م اتبهم في الخاص والعام.

قال: فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كلاما كأنه كلام الملاحين في مجاوباتهم فإذا نحن بالخدم يج ون سفينة من فضة فيها نسائج من إب يسم مكان القلوس والسفينة مملوءة غالية فضمخوا لحي أهل الخاص بها ثم مدوها إلي دا العامة فطيبوهم فلما تف

ق الناس قال المأمون: يا أبا جعف إن أيت أن تبين لنا ما الذي يجب علي كل صنف من هذه الأصناف التي ذك ت في قتل الصيد.

فقال أبو جعف عليه السلام نعم، إن المح م إذا قتل صيدا في الحل والصيد من ذوات الطي من كبا ها فعليه شاة، وإذا أصابه في الح م فعليه الجزاء مضاعفا، وإذا قتل ف خا في الحل فعليه حمل قد فطم، وليس عليه قيمته لأنه ليس في الح م، وإذا قتله في الح م فعليه الحمل وقيمته لأنه في الح م، فإذا كان من الوحوش فعليه في حما وحش بدنة، وكذلك في النعامة، فإن لم يقد فإطعام ستين مسكينا، فإن لم يقد فصيام ثمانية عش يوما، وإن كانت بق ة فعليه بق ة، فإن لم يقد فعليه إطعام ثلاثين مسكينا، فإن لم يقد فليصم تسعة أيام، وإن كان ظبيا فعليه شاة، فإن لم يقد فعليه إطعام عش ة مساكين، فإن لم يقد فصيام ثلاثة أيام، وإن كان في الح م فعليه الجزاء مضاعفا هدياً بالغ الكعبة، حقا واجبا عليه أن ينح ه، فإن كان في حج بمني حيث ينح الناس، وإن كان في عم ة ينح ه بمكة، ويتصدق بمثل ثمنه حتي يكون مضاعفا، وكذلك إذا أصاب أ نبا فعليه شاة، وإذا قتل الحمامة تصدق بد هم، أو يشت ي به طعاما لحمام الح م، وفي الف خ نصف د هم، وفي البيضة بع د هم، وكل ما أتي به المح م بجهالة فلا شيء عليه فيه إلا الصيد، فإن عليه الفداء بجهالة كان أو بعلم، بخطإ كان أو بعمد، وكل ما أتي العبد فكفا ته علي صاحبه بمثل ما

يلزم صاحبه، وكل ما أتي به الصغي الذي ليس ببالغ فلا شيء عليه فيه، وإن كان من عاد فهو ممن ينتقم الله منه ليس عليه كفا ة والنقمة في الآخ ة، وإن دل علي الصيد وهو مح م فقتل فعليه الفداء، والمص عليه يلزمه بعد الفداء عقوبة في الآخ ة، والنادم عليه لا شي ء عليه بعد الفداء، وإذا أصاب ليلا في وك ها خطأ فلا شيء عليه إلا أن يتعمده، فإن عمد بليل أو نها فعليه الفداء، والمح م للحج ينح الفداء بمني حيث ينح الناس، والمح م للعم ة ينح بمكة.

فأم المأمون أن يكتب ذلك كله عن أبي جعف عليه السلام، قال: ثم دعا أهل بيته الذين أنك وا تزويجه عليه فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب بمثل هذا الجواب؟

قالوا: لا والله، ولا القاضي.

ثم قال: ويحكم أهل هذا البيت خلوا منكم ومن هذا الخلق، أوما علمتم أن سول الله صلي الله عليه و اله بايع الحسن والحسين عليه السلام وهما صبيان غي بالغين ولم يبايع طفلا غي هما، أوما علمتم أن أباه عليا عليه السلام آمن بالنبي صلي الله عليه و اله وهو ابن عش ة سنة وقبل الله و سوله منه إيمانه ولم يقبل من طفل غي ه ولا دعا سول الله صلي الله عليه و اله طفلا غي ه إلي الإيمان، أوما علمتم أنها ذ يةً بعضها من بعض يج ي لآخ هم مثل ما يج ي لأولهم؟

فقالوا: صدقت يا أمي كنت أنت أعلم به منا.

قال: ثم أم المأمون أن ينث علي أبي جعف عليه السلام ثلاثة أطباق قاع زعف ان ومسك معجون بماء الو د جوفها قاع علي طبق قاع عمالات، والثاني

ضياع طعمة لمن أخذها، والثالث فيه بد، فأم أن يف ق الطبق الذي عليه عمالات علي بني هاشم خاصة والذي عليه ضياع طعمة علي الوز اء والذي عليه البد علي القواد ولم يزل مك ما لأبي جعف عليه السلام أيام حياته حتي كان يؤث ه علي ولده().

أسئلة تعجيزية

وفي البحا عن تحف العقول: قال المأمون ليحيي بن أكثم: اط ح علي أبي جعف محمد بن ال ضا عليه السلام مسألة تقطعه فيها.

فقال يحيي: يا أبا جعف ما تقول في جل نكح ام أة علي زنا، أ تحل له أن يتزوجها؟

فقال عليه السلام: يدعها حتي يستب ئها من نطفته ونطفة غي ه إذ لا يؤمن منها أن تكون قد أحدثت مع غي ه حدثا كما أحدثت معه، ثم يتزوج بها إن أ اد، فإنما مثلها مثل نخلة أكل جل منها ح اما، ثم اشت اها فأكل منها حلالا.

فانقطع يحيي، فقال له أبو جعف عليه السلام: يا أبا محمد ما تقول في جل ح مت عليه ام أة بالغداة، وحلت له ا تفاع النها، وح مت عليه نصف النها، ثم حلت له الظه، ثم ح مت عليه العص، ثم حلت له المغ ب، ثم ح مت عليه نصف الليل، ثم حلت له مع الفج، ثم ح مت عليه ا تفاع النها، ثم حلت له نصف النها؟

فبقي يحيي والفقهاء بلسا خ سا.

فقال المأمون: يا أبا جعف أعزك الله بين لنا هذا.

قال: هذا جل نظ إلي مملوكة لا تحل له، فاشت اها فحلت له، ثم أعتقها فح مت عليه، ثم تزوجها فحلت له، فظاه منها فح مت عليه، فكف للظها فحلت له، ثم طلقها تطليقة فح مت عليه، ثم اجعها

فحلت له، فا تد عن الإسلام فح مت عليه، فتاب و جع إلي الإسلام فحلت له بالنكاح الأول، كما أق سول الله صلي الله عليه و اله نكاح زينب مع أبي العاص بن ال بيع حيث أسلم علي النكاح الأول().

من احتجاجات الإمام الهادي عليه السلام

أسئلة في الق آن الك يم

قال موسي بن محمد بن ال ضا: لقيت يحيي بن أكثم في دا العامة فسألني عن مسائل، فجئت إلي أخي علي بن محمد، فدا بيني وبينه من المواعظ ما حملني وبص ني طاعته، فقلت له: جعلت فداك إن ابن أكثم كتب يسألني عن مسائل لأفتيه فيها؟

فضحك ثم قال: فهل أفتيته؟

قلت: لا.

قال: ولم؟

قلت: لم أع فها.

قال: وما هي؟

قلت: كتب يسألني عن قول الله: ?قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن ي تد إليك ط فك?()، نبي الله كان محتاجا إلي علم آصف؟

وعن قوله تعالي: ?و فع أبويه علي الع ش وخ وا له سجداً?()، أسجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟

وعن قوله: ?فإن كنت في شك مما أنزلنا إ ليك فسئل الذين يق ؤن الكتاب?()، من المخاطب بالآية، فإن كان المخاطب النبي صلي الله عليه و اله فقد شك، وإن كان المخاطب غي ه فعلي من إذاً أنزل الكتاب؟

وعن قوله تعالي: ?ولو أنما في الأ ض من شج ة أقلام والبح يمده من بعده سبعة أبح ما نفدت كلمات الله?()، ما هذه الأبح وأين هي؟

وعن قوله تعالي: ?فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين?()، فاشتهت نفس آدم أكل الب فأكل وأطعم فكيف عوقب؟

وعن قوله: ?أو يزوجهم ذك اناً وإناثاً?()، يزوج الله عباده الذك ان، فقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟

وعن شهادة الم أة جازت وحدها وقد قال الله: ?وأشهدوا ذوي عدل منكم?()؟

وعن الخنثي وقول علي

عليه السلام: (يو ث من المبال) فمن ينظ إذا بال إليه، مع أنه عسي أن يكون ام أة وقد نظ إليها ال جال، أو عسي أن يكون جلا وقد نظ ت إليه النساء وهذا ما لا يحل، وشهادة الجا إلي نفسه لا تقبل؟

وعن جل أتي إلي قطيع غنم ف أي ال اعي ينزو علي شاة منها فلما بص بصاحبها خلي سبيلها فدخلت بين الغنم كيف تذبح، وهل يجوز أكلها أم لا؟

وعن صلاة الفج لم يجه فيها بالق اءة وهي من صلاة النها، وإنما يجه في صلاة الليل؟

وعن قول علي عليه السلام لابن ج موز: بش قاتل ابن صفية بالنا، فلم لم يقتله وهو إمام؟

وأخب ني عن علي عليه السلام لم قتل أهل صفين وأم بذلك مقبلين ومدب ين وأجاز علي الج حي، وكان حكمه يوم الجمل أنه لم يقتل موليا ولم يجز علي ج يح ولم يأم بذلك وقال: من دخل دا ه فهو آمن، ومن ألقي سلاحه فهو آمن، لم فعل ذلك؟ فإن كان الحكم الأول صوابا فالثاني خطأ؟

وأخب ني عن جل أق باللواط علي نفسه أ يحد أم يد أ عنه الحد؟

قال: اكتب إليه.

قلت: وما أكتب؟

قال: اكتب بسم الله ال حمن ال حيم وأنت فألهمك الله ال شد أتاني كتابك وما امتحنتنا به من تعنتك لتجد إلي الطعن سبيلا إن قص نا فيها، والله يكافئك علي نيتك، وقد ش حنا مسائلك فأصغ إليها سمعك وذلل لها فهمك واشغل بها قلبك، فقد لزمتك الحجة والسلام.

سألت عن قول الله جل وعز: ?قال الذي عنده علم من الكتاب?() فهو آصف بن ب خيا ولم يعجز سليمان عن مع فة ما ع ف آصف لكنه صلوات الله

عليه أحب أن يع ف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان عليه السلام أودعه آصف بأم الله، ففهمه ذلك لئلا يختلف عليه في إمامته ودلالته، كما فهم سليمان في حياة داود عليه السلام لتع ف نبوته وإمامته من بعده لتأكد الحجة علي الخلق.

وأما سجود يعقوب وولده كان طاعة لله ومحبة ليوسف، كما أن السجود من الملائكة لآدم لم يكن لآدم وإنما كان ذلك طاعة لله ومحبة منهم لآدم، فسجد يعقوب عليه السلام وولده ويوسف معهم شك ا لله باجتماع شملهم، ألم ت ه يقول في شك ه ذلك الوقت: ? ب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث?() إلي آخ الآية.

وأما قوله: ?فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يق ؤون الكتاب?()، فإن المخاطب به سول الله صلي الله عليه و اله ولم يكن في شك مما أنزل إليه، ولكن قالت الجهلة كيف لم يبعث الله نبيا من الملائكة إذ لم يف ق بين نبيه وبيننا في الاستغناء عن المآكل والمشا ب والمشي في الأسواق، فأوحي الله تعالي إلي نبيه ?فسئل الذين يق ؤون الكتاب? بمحض الجهلة هل بعث الله سولا قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة، وإنما قال: ?فإن كنت في شك? ولم يكن ولكن للنصفة، كما قال تعالي: ?تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين?() ولو قال عليكم لم يجيبوا إلي المباهلة، وقد علم الله أن نبيه يؤدي عنه سالاته وما هو من الكاذبين فكذلك ع ف النبي صلي الله عليه و اله أنه صادق فيما يقول ولكن أحب أن ينصف

من نفسه.

وأما قوله: ?ولو أنما في الأ ض من شج ة أقلام والبح يمده من بعده سبعة أبح ما نفدت كلمات الله?() فهو كذلك لو أن أشجا الدنيا أقلام والبح يمده سبعة أبح وانفج ت الأ ض عيونا لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله وهي عين الكب يت وعين النم وعين الب هوت وعين طب ية وحمة ماسبذان وحمة إف يقية يدعي لسان وعين بح ون ونحن كلمات الله التي لا تنفد ولا تد ك فضائلنا.

وأما الجنة فإن فيها من المآكل والمشا ب والملاهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأباح الله ذلك كله لآدم والشج ة التي نهي الله عنها آدم وزوجته أن يأكلا منها شج ة الحسد عهد إليهما أن لا ينظ ا إلي من فضل الله علي خلائقه بعين الحسد فنسي ونظ بعين الحسد ولم نجد له عزماً.

وأما قوله ?أو يزوجهم ذك اناً وإناثاً?() أي يولد له ذكو ويولد له إناث، يقال لكل اثنين مق نين زوجان كل واحد منهما زوج، ومعاذ الله أن يكون عني الجليل ما لبست به علي نفسك تطلب ال خص لا تكاب المأثم ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إن لم يتب.

وأما شهادة الم أة وحدها التي جازت فهي القابلة جازت شهادتها مع ال ضا فإن لم يكن ضا فلا أقل من ام أتين تقوم الم أة بدل ال جل للض و ة، لأن ال جل لا يمكنه أن يقوم مقامها، فإن كانت وحدها قبل قولها مع يمينها.

وأما قول علي عليه السلام في الخنثي فهي كما قال، ينظ قوم عدول يأخذ كل واحد منهم م آة ويقوم الخنثي خلفهم ع يانة

وينظ ون في الم ايا في ون الشبح فيحكمون عليه.

وأما ال جل الناظ إلي ال اعي وقد نزا علي شاة فإن ع فها ذبحها وأح قها، وإن لم يع فها قسم الغنم نصفين وساهم بينهما فإذا وقع علي أحد النصفين فقد نجا النصف الآخ ثم يف ق النصف الآخ فلا يزال كذلك حتي تبقي شاتان فيق ع بينهما فأيها وقع السهم بها ذبحت وأح قت ونجا سائ الغنم.

وأما صلاة الفج فالجه فيها بالق اءة لأن النبي صلي الله عليه و اله كان يغلس بها فق اءتها من الليل.

وأما قول علي عليه السلام: بش قاتل ابن صفية بالنا فهو لقول سول الله صلي الله عليه و اله: وكان ممن خ ج يوم النه فلم يقتله أمي المؤمنين عليه السلام بالبص ة لأنه علم أنه يقتل في فتنة النه وان.

وأما قولك: إن عليا عليه السلام قتل أهل صفين مقبلين ومدب ين وأجاز علي ج يحهم وإنه يوم الجمل لم يتبع موليا ولم يجز علي ج يح ومن ألقي سلاحه آمنه ومن دخل دا ه آمنه، فإن أهل الجمل قتل إمامهم ولم تكن لهم فئة ي جعون إليها وإنما جع القوم إلي منازلهم غي محا بين ولا مخالفين ولا منابذين ضوا بالكف عنهم فكان الحكم فيهم فع السيف عنهم والكف عن أذاهم إذ لم يطلبوا عليه أعوانا، وأهل صفين كانوا ي جعون إلي فئة مستعدة وإمام يجمع لهم السلاح والد وع وال ماح والسيوف ويسني لهم العطاء ويهيئ لهم الأنزال ويعود م يضهم ويجب كسي هم ويداوي ج يحهم ويحمل اجلهم ويكسو حاس هم وي دهم في جعون إلي محا بتهم وقتالهم، فلم يساو بين الف يقين في

الحكم لما ع ف من الحكم في قتال أهل التوحيد، لكنه ش ح ذلك لهم، فمن غب ع ض علي السيف أو يتوب من ذلك.

وأما ال جل الذي اعت ف باللواط، فإنه لم تقم عليه بينة وإنما تطوع بالإقدا من نفسه، وإذا كان للإمام الذي من الله أن يعاقب عن الله كان له أن يمن عن الله، أما سمعت قول الله: ?هذا عطاؤنا?() الآية.

قد أنبأناك بجميع ما سألتناه فاعلم ذلك().

تكنية الكتابي

نادي المتوكل يوما كاتبا نص انيا أبا نوح، فأنك وا كني الكتابيين، فاستفتي فاختلف عليه، فبعث إلي أبي الحسن عليه السلام، فوقع عليه السلام: بسم الله ال حمن ال حيم ?تبت يدا أبي لهب?()، فعلم المتوكل أنه يحل ذلك لأن الله قد كني الكاف ().

من احتجاجات الإمام العسك ي عليه السلام

لا تناقض في الق آن

وي أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل: إن إسحاق الكندي كان فيلسوف الع اق في زمانه أخذ في تأليف تناقض الق آن وشغل نفسه بذلك وتف د به في منزله، وإن بعض تلامذته دخل يوما علي الإمام الحسن العسك ي عليه السلام فقال له أبو محمد عليه السلام: أ ما فيكم جل شيد ي دع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالق آن؟

فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعت اض عليه في هذا أو في غي ه؟

فقال له أبو محمد: أ تؤدي إليه ما ألقيه إليك؟

قال: نعم.

قال: فص إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته علي ما هو بسبيله، فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل: قد حض تني مسألة أسألك عنها، فإنه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا الق آن هل يجوز أن يكون م اده بما تكلم منه غي المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها، فإنه سيقول لك إنه من الجائز لأنه جل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يد يك لعله قد أ اد غي الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعا لغي معانيه.

فصا ال جل إلي الكندي وتلطف إلي أن ألقي عليه هذه المسألة، فقال له: أعد علي.

فأعاد عليه، فتفك في نفسه و أي ذلك محتملا في اللغة، وسائغا في النظ، فقال: أقسمت إليك إلا أخب تني من أين

لك؟

فقال: إنه شيء ع ض بقلبي فأو دته عليك.

فقال: كلا ما مثل من اهتدي إلي هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فع فني من أين لك هذا؟

فقال: أم ني به أبو محمد.

فقال: الآن جئت به وما كان ليخ ج مثل هذا إلا من ذلك البيت.

ثم إنه دعا بالنا وأح ق جميع ما كان ألفه().

في مصيبة فقد المعصوم عليه السلام

عن إسحاق بن إب اهيم بن الخضيب الأنبا ي قال كتب أبو عون الأب ش ق ابة نجاح بن سلمة إلي أبي محمد عليه السلام أن الناس قد استوهنوا من شقك ثوبك علي أبي الحسن عليه السلام؟

قال: يا أحمق ما أنت وذاك، قد شق موسي علي ها ون (علي نبينا وعليهما السلام) إن من الناس من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كاف ا ويحيا كاف ا ويموت كاف ا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كاف ا، وإنك لا تموت حتي تكف ويغي عقلك، فما مات حتي حجبه ولده عن الناس وحبسوه في منزله من ذهاب العقل والوسوسة وكث ة التخليط وي د علي أهل الإمامة وانتكث عما كان عليه().

من احتجاجات الإمام الحجة عليه السلام

أحكام ش عية

العلامة المجلسي عن الاحتجاج: في كتاب آخ لمحمد بن عبد الله الحمي ي إلي صاحب الزمان عليه السلام من جوابات مسائله التي سأله عنها في سنة سبع وثلاثمائة، سأل عن المح م يجوز أن يشد المئز من خلفه إلي عنقه بالطول وي فع ط فيه إلي حقويه ويجمعهما في خاص ته ويعقدهما ويخ ج الط فين الآخ ين من بين جليه وي فعهما إلي خاص ته ويشد ط فيه إلي و كيه فيكون مثل الس اويل يست ما هناك، فإن المئز الأول كنا نتز به إذا كب ال جل جملة يكشف ما هناك وهذا أست؟

فأجاب عليه السلام: جائز أن يتز الإنسان كيف شاء إذا لم يحدث في المئز حدثا بمق اض ولا إب ة يخ جه به عن حد المئز وغ زه غ زا ولم يعقده ولم يشد بعضه ببعض إذا غطي س ته و كبتيه كلاهما فإن السنة المجمع عليها

بغي خلاف تغطية الس ة وال كبتين، والأحب إلينا والأفضل لكل أحد شدة علي السبيل المع وفة للناس جميعا إن شاء الله.

وسأل: هل يجوز أن يشد عليه مكان العقد تكة؟

فأجاب عليه السلام: لا يجوز شد المئز بشيء سواه من تكة ولا غي ها.

وسأل: عن التوجه للصلاة أيقول: علي ملة إب اهيم ودين محمد، فإن بعض أصحابنا ذك أنه إذا قال علي دين محمد فقد أبدع، لأنا لم نجده في شيء من كتب الصلاة، خلا حديثا في كتاب القاسم بن محمد عن جده حسن بن اشد أن الصادق عليه السلام قال للحسن: كيف تتوجه، قال: أقول: لبيك وسعديك، فقال له الصادق عليه السلام: ليس عن هذا أسألك، كيف تقول: وجهت وجهي للذي فط السماوات والأ ض حنيفاً مسلما، قال الحسن: أقوله، فقال له الصادق عليه السلام: إذا قلت ذلك فقل: علي ملة إب اهيم ودين محمد ومنهاج علي بن أبي طالب والائتمام بآل محمد حنيفا مسلما وما أنا من المش كين.

فأجاب عليه السلام: التوجه كله ليس بف يضة والسنة المؤكدة فيه التي هي كالإجماع الذي لا خلاف فيه: وجهت وجهي للذي فط السماوات والأ ض حنيفاً مسلما علي ملة إب اهيم ودين محمد وهدي أمي المؤمنين وما أنا من المش كين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ب العالمين لا ش يك له وبذلك أم ت وأنا من المسلمين، اللهم اجعلني من المسلمين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان ال جيم بسم الله ال حمن ال حيم، ثم يق أ الحمد.

وسأله: عن القنوت في الف يضة إذا ف غ من دعائه أن ي د يديه علي وجهه وصد ه للحديث الذي وي أن الله عز وجل

أجل من أن ي د يدي عبده صف ا بل يملأها من حمته، أم لا يجوز فإن بعض أصحابنا ذك أنه عمل في الصلاة؟

فأجاب عليه السلام: د اليدين من القنوت علي ال أس والوجه غي جائز في الف ائض، والذي عليه العمل فيه إذا فع يده في قنوت الف يضة وف غ من الدعاء أن ي د بطن احتيه مع صد ه تلقاء كبتيه علي تمهل ويكب وي كع، والخب صحيح وهو في نوافل النها والليل دون الف ائض، والعمل به فيها أفضل.

وسأل: عن سجدة الشك بعد الف يضة، فإن بعض أصحابنا ذك أنها بدعة، فهل يجوز أن يسجدها ال جل بعد الف يضة وإن جاز ففي صلاة المغ ب هي بعد الف يضة أو بعد الأ بع كعات النافلة؟

فأجاب عليه السلام: سجدة الشك من ألزم السنن وأوجبها ولم يقل إن هذه السجدة بدعة إلا من أ اد أن يحدث في دين الله بدعة، وأما الخب الم وي فيها بعد صلاة المغ ب، والاختلاف في أنها بعد الثلاث أو بعد الأ بع فإن فضل الدعاء والتسبيح بعد الف ائض علي الدعاء بعقيب النوافل كفضل الف ائض علي النوافل، والسجدة دعاء وتسبيح، والأفضل أن يكون بعد الف ض، فإن جعلت بعد النوافل أيضا جاز.

وسأل: أن لبعض إخواننا ممن نع فه ضيعة جديدة بجنب ضيعة خ اب للسلطان فيها حصة وأك ته بما ز عوا حدودها وتؤذيهم عمال السلطان ويتع ض في الأكل من غلات ضيعته وليس لها قيمة لخ ابها وإنما هي بائ ة منذ عش ين سنة وهو يتح ج من ش ائها لأنه يقال إن هذه الحصة من هذه الضيعة كانت قبضت عن الوقف

قديما للسلطان فإن جاز ش اؤها من السلطان وكان ذلك صوابا كان ذلك صلاحا له وعما ة لضيعته وإنه يز ع هذه الحصة من الق ية البائ ة لفضل ماء ضيعته العام ة وينحسم عنه طمع أولياء السلطان وإن لم يجز ذلك عمل بما تأم ه إن شاء الله؟

فأجابه عليه السلام: الضيعة لا يجوز ابتياعها إلا من مالكها أو بأم ه و ضا منه.

وسأل: عن جل استحل بام أة من حجابها وكان يتح ز من أن يقع ولد فجاءت بابن فتح ج ال جل أن لا يقبله فقبله وهو شاك فيه ليس يخلطه بنفسه فإن كان ممن يجب أن يخلطه بنفسه ويجعله كسائ ولده فعل ذلك وإن جاز أن يجعل له شيئا من ماله دون حقه فعل؟

فأجاب عليه السلام: الاستحلال بالم أة يقع علي وجوه، والجواب يختلف فيها، فليذك الوجه الذي وقع الاستحلال به مش وحا ليع ف الجواب فيما يسأل عنه من أم الولد إن شاء الله.

وسأله: الدعاء له؟

فخ ج الجواب: جاد الله عليه بما هو أهله إيجابنا لحقه و عايتنا لأبيه حمه الله وق به منا بما علمناه من جميل نيته ووقفنا عليه من مخالطته المق بة له من الله التي ت ضي الله عزوجل و سوله وأولياءه عليهم السلام بما بدأنا نسأل الله بمسألته ما أمله من كل خي عاجل وآجل وأن يصلح له من أم دينه ودنياه ما يحب صلاحه إنه ولي قدي ().

???

وهذا آخ ما أ دنا بيانه في هذا الكتاب، والله الموفق للصواب.

قم المقدسة

محمد الشي ازي

جوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة هود: 62.

() سورة هود: 110.

() سورة إبراهيم: 9.

() سورة إبراهيم: 10.

() سورة النمل: 66.

() سورة سبأ: 21.

() سورة سبأ:

54.

() سورة ص: 8.

() سورة غافر: 34.

() سورة فصلت: 45.

() سورة الشوري: 14.

() سورة الدخان: 9.

() سورة المؤمنون: 50.

() سورة النساء: 157.

() بحار الأنوار: ج44 ص364 ب37.

() سورة فصلت: 42.

() سورة آل عمران: 85.

() وفي مجمع البحرين: ج3 ص132 مادة قلد: (التقليد في اصطلاح أهل العلم قبول قول الغير من غير دليل، سمي بذلك لأن المقلد يجعل ما يعتقده من قول الغير من حق وباطل قلادة في عنق من قلده).

() سورة النساء: 11.

() سورة الأحزاب: 35.

() سورة النساء: 12.

() سورة النساء: 11.

() نهج البلاغة، الرسائل: 31 ومن وصية له عليه السلام للحسن بن علي عليه السلام كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين.

() سورة النساء: 11.

() سورة الأحزاب: 35.

() سورة الحجرات: 13.

() سورة النساء: 34.

() علل الشرائع: ج2 ص 570 ب 371 ح1.

() علل الشرائع: ج2 ص 570 ب 371 ح2.

() علل الشرائع: ج2 ص 570-571 ب 371 ح3.

() انظر العمدة: ص317 ح532 وفيه: (قال سمعت عبد الله بن الزيبر يقول: حدثتني خالتي يعني عائشة، قالت: قال النبي صلي الله عليه و اله: يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين، باباً شرقيا وباباً غربيا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر، فإن قريشاً اقتصرتها حيث بنت الكعبة).

() بحار الأنوار: ج26 ص292 ب6 ح52.

() التوحيد: ص393 ب61 ح5.

() سورة النساء: 3.

() سورة البقرة: 229.

() سورة البقرة: 228.

() راجع مستدرك الوسائل: ج13 ص11 ب2 ح14581.

() راجع جامع الأخبار: ص101 الفصل 58 في التزويج.

() علل الشرائع: ج2 ص504 ب271 ح1.

() سورة النساء: 3.

() علل الشرائع: ج2 ص504 ب271 ح2.

() انظر بحار الأنوار: ج18 ص110 ب11 ح14.

() راجع الكافي: ج2 ص463 باب

ما رفع عن الأمة.

() راجع الكافي: ج7 ص250 باب من زني أو سرق أو شرب الخمر بجهالة لا يعلم أنها محرمة، ح4.

() مستدرك الوسائل: ج7 ص448 ب15 ح8625.

() راجع تهذيب الأحكام: ج9 ص322 ب29 ح12، وللتفصيل انظر موسوعة الفقه، كتاب القواعد الفقهية، قانون الإلزام.

() موسوعة الفقه: ج72 كتاب العتق.

() سورة النساء: 75.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص398 ب9 ح15718.

() سورة البقرة: 256.

() سورة المجادلة: 3.

() سورة المجادلة: 3.

() وسائل الشيعة: ج22 ص359 ب1 ح28785.

() الكافي: ج6 ص158 باب الظهار ح22.

() قرب الاسناد: ص112 باب الحدود.

() سورة النساء: 92.

() وسائل الشيعة: ج22 ص370 ب7 ح28808.

() تهذيب الأحكام: ج8 ص322 ب6 ح12.

() بحار الأنوار: ح93 ص334 ب45 ح1.

() الاستبصار: ج4 ص51 ب32 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص363 باب الأيمان والنذور والكفارات ح4285.

() مسائل علي بن جعفر: ص306 النذر واليمين ح772.

() وسائل الشيعة: ج22 ص402 ب31 ح28894.

() وسائل الشيعة: ج22 ص401 ب31 ح28893.

() وسائل الشيعة: ج23 ص10 ب1 ح28984.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص447 ب1 ح18795.

() بحار الأنوار: ج46 ص103 ب5 ح93.

() المحاسن: ج2 ص624 ب10 ح81.

() الكافي: ج1 ص453 باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام ح2.

() وسائل الشيعة: ج12 ص128 ب86 ح15843.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص449 ب1 ح18808.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص113 باب العتق وأحكامه ح3434.

() الكافي: ج6 ص196 باب نوادر ح12.

() وسائل الشيعة: ج23 ص43 ب22 ح29068.

() الجعفريات: ص123 باب القصاص بين الأحرار والعبيد.

() الجعفريات: ص124 باب القصاص بين الأحرار والعبيد.

() مستدرك الوسائل: ج15 ص463 ب19 ح18863.

() سورة النور: 33.

() الكافي: ج6 ص187 باب المكاتب ح10.

() دعائم الإسلام: ج2 ص311 فصل ذكر المكاتبين ح1172.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص58 باب العتاب.

() الخرائج والجرائح:

ج1 ص110-111 فصل في روايات الخاصة.

() سورة الأنبياء: 98.

() كنز الفوائد: ج2 ص186-187.

() سورة الإسراء: 1.

() سورة الكوثر: 1.

() الاحتجاج: ج1 ص48 احتجاجه صلي الله عليه و اله علي اليهود في جواز نسخ الشرائع وفي غير ذلك.

() سورة التوبة: 128.

() سورة المائدة: 50.

() سورة النمل: 16.

() سورة مريم: 5 – 6.

() سورة الأنفال: 75، سورة الأحزاب: 6.

() سورة النساء: 11.

() سورة البقرة: 180.

() سورة الأنعام: 67.

() سورة هود: 39.

() سورة آل عمران: 144.

() سورة التوبة: 13.

() سورة ابراهيم: 8.

() سورة الهمزة: 6-7.

() سورة الشعراء: 227.

() سورة سبأ: 46.

() سورة هود: 121122.

() سورة مريم: 6.

() سورة النمل: 16.

() سورة يوسف: 83.

() سورة يوسف: 18.

() بحار الأنوار: ج29 ص223232 فصل خطبتها عليها السلام في المسجد.

() سورة المائدة: 80.

() سورة هود: 44.

() سورة الزمر: 15.

() سورة الأعراف: 96.

() سورة الزمر: 51.

() سورة الرعد: 5.

() سورة الحج: 13.

() سورة الكهف: 50.

() سورة الكهف: 104.

() سورة البقرة: 12.

() سورة يونس: 35.

() سورة الجاثية: 27.

() سورة هود: 28.

() الاحتجاج: ج1 ص108109 احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام علي القوم لما منعوها فدك.

() دلائل الإمامة: 45 خبر الوفاة والدفن وما جري.

() دلائل الإمامة: 49 أخبار في مناقبها عليها السلام.

() شرح نهج البلاغة: ج16 ص218 الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم.

() سورة آل عمران: 34.

() المناقب: ج3 ص341 باب مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام فصل في سيرتها عليها السلام.

() بحار الأنوار: ج10 ص1112 ب1 ح6.

() سورة المجادلة: 7.

() التوحيد: ص180182 ب28 ح15.

() سورة البقرة: 285.

() سورة البقرة: 285.

() راجع الغيبة للنعماني: ص99101 ب4 ح30.

() الاحتجاج: ج1 ص267269 جوابه عن مسائل جاء من

الروم ثم من الشام الجاري مجرين الاحتجاج بحضرة أبيه عليه السلام.

() سورة الشوري: 7.

() بحار الأنوار: ج10 ص132136 ب9 ح2.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص37 ب10 ح20.

() تحف العقول: ص242243 جوابه عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم حين وفد إليه.

() سورة سبأ: 18.

() سورة الطلاق: 8.

() سورة الكهف: 59.

() سورة يوسف: 82.

() سورة سبأ: 18.

() الاحتجاج: ج2 ص313314 احتجاجه عليه السلام في أشياء شتي من علوم الدين..

() الكافي: ج8 ص122123، كتاب الروضة: حديث نصراني الشام مع الباقر عليه السلام ح94.

() الكافي: ج6 ص256257 كتاب الأطعمة باب ما ينتفع به من الميتة وما لا ينتفع به منها ح1.

() سورة النساء: 176.

() سورة النساء: 176.

() سورة النساء: 176.

() سورة النساء: 176.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص277279 كتاب الفرائض والمواريث، باب ميراث الإخوة والأخوات ح5623.

() سورة طه: 5.

() سورة البقرة: 255.

() التوحيد: ص243-250 ب36 ح1.

() المناقب: ج4 ص256 فصل في علمه عليه السلام.

() بحار الأنوار: ج10 ص202 ب13 ح5.

() سورة ق: 16.

() الاختصاص: ص189190 مناظرة أبي حنيفة مع أبي عبد الله عليه السلام.

() بحار الأنوار: ج10 ص244245 ب16 ح3.

() تحف العقول: ص411412 وروي عنه في قصار هذه المعاني.

() سورة مريم: 67.

() سورة الروم: 27.

() سورة البقرة: 117، سورة الأنعام: 101.

() سورة فاطر: 1.

() سورة السجدة: 7.

() سورة التوبة: 106.

() سورة فاطر: 11.

() سورة الذاريات: 54.

() سورة الذاريات: 55.

() سورة المائدة: 64.

() سورة المائدة: 64.

() سورة القدر: 1.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج1 ص179-182 ب13 ح1.

() سورة هود: 7.

() التوحيد: ص320321 ب49 ح2.

() سورة النور: 32.

() بحار الأنوار: ج10 ص381 – 384 ب22 ح1.

() بحار الأنوار: ج10 ص385 ب22 ح2.

() سورة النمل: 40.

() سورة يوسف: 100.

()

سورة يونس: 94.

() سورة لقمان: 27.

() سورة الزخرف: 71.

() سورة الشوري: 50.

() سورة الطلاق: 2.

() سورة النمل: 40.

() سورة يوسف: 101.

() سورة يونس: 94.

() سورة آل عمران: 61.

() سورة لقمان: 27.

() سورة الشوري: 50.

() سورة ص: 39.

() بحار الأنوار: ج10 ص386390 ب23 ح1.

() سورة المسد: 1.

() بحار الأنوار: ج10 ص391 ب23 ح4.

() المناقب: ج4 ص424 فصل في المقدمات.

() بحار الأنوار: ج79 ص8586 ب16 ح30.

() بحار الأنوار: ج53 ص159-162 ب31 ح3.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.