مفرحه الانام فی تاسیس بیت الله الحرام

اشارة

سرشناسه : حسینی کاشانی، زین العابدین بن نورالدین، قرن 11ق.

عنوان و نام پديدآور : مفرحه الانام فی تاسیس بیت الله الحرام/زین العابدین بن نورالدین الحسینی الکاشانی ؛ تحقیق عمارعبودی نصار، حیدر لفته مال الله.

مشخصات نشر : تهران: مشعر، 1386.

مشخصات ظاهری : 135 ص.:نمونه.

شابک : 9000 ریال :9789645400567

وضعیت فهرست نویسی : فیپا

يادداشت : عربی

یادداشت : کتابنامه: ص. 113 - 119؛ همچنین به صورت زیرنویس.

یادداشت : نمایه.

موضوع : مسجدالحرام، مکه

موضوع : کعبه -- تاریخ.

موضوع : زیارتگاههای اسلامی -- عربستان.

شناسه افزوده : نصار، عمار عبودی، محقق

شناسه افزوده : مال الله، حیدرلفته، محقق

رده بندی کنگره : DS248/م7 ح54

رده بندی دیویی : 953/8

شماره کتابشناسی ملی : 1101428

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ترجمة المؤلّف رحمه الله

ص: 5

أوّلًا: اسمه

هو العلّامة الأمير زين العابدين بن نور الدِّين بن مراد بن علي بن مرتضى الحسيني الكاشاني (1) مولداً والمكّي موطناً ومدفناً (2).

ثانياً: مشائخه

درس المؤلّف علوم الفقه والحديث على يد استاذه المولى محمّد أمين الاسترآبادي (3) وروى عنه (4).


1- افندي، رياض العلماء، مخطوط مصوّر، ج 2، ورقة 627، الأميني، شهداء الفضيلة، ص 180.
2- الأميني، شهداء الفضيلة، 180- 181؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 33، ص 342؛ الطهراني، طبقات أعيان الشيعة، ج 5، ص 238.
3- هو المولى الشيخ محمّد أمين بن محمّد شريف الإسترآبادي، كان فاضلًا ومحقّقاً ومدقّقاً، أجاد في علم الاصول والحديث، ووصف بأنّه كان اخباريّاً صُلباً، وهو أوّل من فتح باب الطعن على المجتهدين، ونسبهم إلى تخريب الدِّين، له مؤلّفات عديدة منها كتاب الفوائد المدنية و شرح تهذيب الأحكام و شرح الاستبصار و رسالة في طهارة الخمرة ونجاستها، جاور في المدينة المنوّرة ومكّة المشرّفة، وتوفّي بمكّة سنة 1033 ه. يُنظر: الإسترابادي منهج المقال، ج 1، ص 12 من مقدّمة التحقيق؛ الإسترابادي، الفوائد المدنية، ص 5- 15 من مقدّمة التحقيق؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 117- 119.
4- افندي، رياض العلما، ج 2، ورقة 627؛ الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 238.

ص: 6

ثالثاً: تلاميذهُ

أمّا الطلّاب الذين نهلوا عن المؤلّف علومه فلم تسعفنا المصادر إلّا بذكر اثنين هما:

1- الشيخ عبد الرزّاق المازندراني (1) الذي روى عن السيّد زين العابدين وأخذ إجازةً منه في رواية وتدريس العلوم الفقهيّة (2).

2- السيّد محمّد مؤمن بن دوست (3) الذي درس على يد المؤلّف، وكان مجازاً منه أيضاً (4)، وعن طريقه أخذ العلّامة المجلسي (5) يروي عن مترجمنا (6) ولمحمّد مؤمن (رسالة في إثبات الرجعة) (7) واخرى في


1- لم يصلنا من حياته شي ء سوى وصف استاذه السيّد زين العابدين له بقوله «المولى الأجلّ الفاضل المترقّي بحسن فهمه الثاقب إلى أعلى المراتب المتّسعة لتلقّي نتائج المواهب من الرحيم الواهب الشيخ عبد الرزّاق المازندراني بلغه اللَّه من الخير آماله...» يُنظر: الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 320.
2- يُنظر نصّ الإجازة في: المجلسي، بحار الأنوار، ج 107، ص 14.
3- هو السيّد العلّامة محمّد مؤمن بن دوست محمّد الحسيني الإسترابادي، صهر المولى محمدأمين الإسترابادي على ابنته وابن اخت المير فخر الدِّين السمباسي، معاصر الداماد، وقد وصف بأنّه مجتمع الفضائل وملتقى أنواع المكارم، عالم، ورع، تقي، نزيل مكّه والشهيد بها في سنة 1088 ه. يُنظر: الأميني، شهداء الفضيلة، ص 199؛ الإسترابادي، الرجعة، ص 13- 19 من مقدّمة التحقيق.
4- الأميني، شهداء الفضيلة، ص 199؛ بن دوست، الرجعة، ص 15 من مقدّمة التحقيق.
5- ذكر العلّامة المجلسي إجازته عن محمد مؤمن في بحار الأنوار، ج 110، ص 125- 128.
6- الأميني، شهداء الفضيلة، ص 199.
7- حقّق هذا الكتاب مؤخّراً الشيخ فارس حسون كريم، ونشرته: دار الاعتصام، ط 2 قم- 1417 ه.

ص: 7

(علم العروض).

رابعاً: ثناء العلماء عليه

لقد حظى السيّد الكاشاني لسعة علمه وتأسيسه لبيت اللَّه الحرام، بتقريض العديد من العلماء كالأميني الذي قال بحقّه: و «العلّامة الأمير زين العابدين... نزيل مكّة... والشهيد بها من عيون الطائفة وصدورها،... اختصّه المولى سبحانه على علمه الوافر، وفقهه الكامل، وشرفه المديد، ومجده المؤثل، بإقامة أكبر شعائر الإسلام، وتشييد أرفع بناية يقدّسها الدِّين الحنيف، ألا وهو تأسيسه البيت الحرام،... مكلّلًا بهذه الفضيلة الباهرة، والسؤدد الظاهر، وشاع بذلك أمره وبُعدَ صيته، ولم يزل نور فضله كلّ حين إلى النشور، وأشواطهِ البعيدة في العلم إلى الأمام» (1).

كما وصفه السيّد الأمين بقوله: «السيّد الجليل، العالم، العامل، الفاضل، الكامل، قدوة المحقّقين، وزبدة المدقّقين، ومجتهد زمانه الشريف، المقتول الشهيد مؤسّس بيت اللَّه الحرام العالم الربّاني...

طاب اللَّه ثراه وجعل الجنّة مثواه» (2).

خامساً: مؤلّفاته

تعدّ رسالة «مفرحة الأنام في تأسيس بيت اللَّه الحرام» (3) النصّ


1- شهداء الفضيلة، ص 180- 181.
2- أعيان الشيعة، ج 22، ص 342.
3- ينظر: افندي، رياض العلما، ورقة 627؛ الشيرازي، سلافة العصر، ص 65؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 22، ص 342؛ الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 238.

ص: 8

الوحيد الذي وصلنا عن المؤلّف، فلم تورد المصادر- التي ترجمت لحياته- مؤلّفاتٍ أُخرى له.

سادساً: استشهاده

الواقع أنّ المصادر لم تذكر لنا سنة وفاة السيّد زين العابدين، لكن الواضح أنّه اغتيل على يد جماعة من المخالفين النواصب من الذين نقموا عليه لتصدّيه للعمل في تأسيس بيت اللَّه الحرام لما وجدوه منه من تشيّعه وولائه الخالص لآل البيت عليهم السلام (1) وربما اردي قتيلًا بعد تشييد الكعبة المعظّمة بمدّةٍ وجيزة.

وقد دُفن السيّد زين العابدين في قبرٍ أعدّه لنفسه (2) بمقبرة المعلاة (3) بجوار قبور أُستاذه محمد أمين الاسترابادي، والميرزا محمّد الرجالي (4)


1- الأميني، شهداء الفضيلة، ص 181.
2- يُنظر: ص 75 من النصّ؛ الأميني، شهداء الفضيلة، ص 181؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 22، ص 342.
3- مقبرة المعلاة أو المُعلى: هي مقبرة أهل مكّة وبها قبور جمع من الصحابة حيث كان أهل مكّة في الجاهليّة وصدر الإسلام يدفنون موتاهم في شعب أبي ذئب قرب الحجون، حتّى تحوّلوا في دفن موتاهم إلى شعب المعلاة بعد أن أشار النبيّ صلى الله عليه و آله عليهم أنّه نِعْمَ الشعب ونِعْمَ المقبرة، وتقع قبالة الكعبة المعظّمة. يُنظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 284.
4- وهو السيّد السند الفاضل الكامل المحقّق المدقّق الميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الاسترابادي أصلًا الغروي ثمّ المكّي جواراً ومدفناً، عالم جليل، تتلمذ على يده العديد من علماء الطائفة وأهل الفضيلة مثل العالم المحقّق محمد أمين الاسترابادي والشيخ المحقّق الفقيه فخر الدِّين أبو جعفر محمد صاحب كتاب استقصاء الاعتبار وأبو الحسن الشيرازي وغيرهم، له مؤلّفات عديدة أهمّها: تلخيص المقال في معرفة الرجال وآيات الأحكام وحاشية على التهذيب ورسالة في أحوال زيد الشهيد وغيرها، توفّي في مكّة المكرّمة سنة 1028 ه. وقيل عن سلافة العصر أنّه توفّي سنة 1026 ه. يُنظر: الشيرازي، سلافة العصر، ص 491؛ الاسترابادي، منهج المقال، ج 1، ص 10- 21 من مقدّمة التحقيق.

ص: 9

والشيخ محمد سبط الشهيد الثاني (1).

سابعاً: التعريف بالرسالة وأهمّيتها

التعريف بالرسالة و اهميتها

تعدّ رسالة (مفرحة الأنام) النصّ الوحيد للمؤلّف- كما أسلفنا- وقد كتبها مؤلّفها بلغتين عربية وفارسية، كما أشار إلى ذلك الشيخ آغا بزرك الطهراني في مصنّفه (2).

أمّا منهجه في الكتابة، فقد اتّبع طريقة المحدّثين مقسّماً رسالته إلى تمهيد- وإن لم يُشر إلى هذه الكلمة في رسالته-، وثلاثة فصول وخاتمة، ركّز الأوّل والثاني منها على أبنية الكعبة وأحوالها، فيما درس الثالث منها المسجد الحرام وأحواله وصفاته، واختتم رسالته بوصف الأماكن المقدّسة بمكّة المعظّمة ناصحاً المؤمنين بضرورة زيارة هذه البقاع الشريفة والتزوّد منها (3).


1- هو الشيخ محمد بن حسن، سبط الشهيد الثاني، كان محقّقاً فاضلًا، اشتغل بالفقه وتبحّر فيه، وسافر إلى مكّة واجتمع مع الميرزا محمد صاحب الرجال وقرأ عليه الحديث واشتغل بالتدريس في العراق لا سيما في كربلاء، ثمّ سافر إلى مكّة وبقي فيها إلى أن مات ودفن بها. يُنظر: الموسوي، الروضة البهيّة، ص 73.
2- ينظر: الذريعة، ج 21، ص 362.
3- ينظر: ص 89- 90 من النصّ.

ص: 10

وفيما يتعلّق بعنوان المخطوطة فقد ذكرته جميع المصادر (1) التي ترجمت لحياة المؤلّف بنفس التسمية الموجودة على الورقة الاولى من مخطوطة الرسالة، وقد وجدنا من خلال عملناعلى تحقيق هذه المخطوطةأنّ عنوانها جاء مطابقاً لمحتوياتها بدليل أنّ تفاصيلهاكانت مطابقة لعنوانها الرئيسي.

أمّا ما يؤكّد صحّة نسب الرسالة إلى مؤلّفها فلعلّ وجود اسمه بين دفّتيها يشكِّل دليلًا على صحة نسبتها.

قاطعاً نسبتها إليه: فضلًا عمّا أورده أحد معاصري المؤلّف وهو المولى فتح بن المولى مسيح اللَّه الذي كتب رسالةً بعنوان أبنية الكعبة تناول فيها أحوال البناء المتعاقب ضمنها رسالة مفرحة الأنام بالعربية للسيّد زين العابدين مؤكّداً أنّها للمؤلِّف، وقد ألحقها في نهاية كتاب المصباح الكبير للشيخ الطوسي في بحث الحجّ والعمرة إتماماً للفائدة (2)، كما أشار إلى ذلك السيّد محسن الأمين بقوله «وهذا السيّد هو الذي وفّقه اللَّه تعالى لبناء بيت اللَّه الحرام بعدما انهدم في عصره وله رسالة لطيفة... في كيفيّة بنائه وشرح حال البناء الذي تعاقب على الكعبة...

ونحو ذلك، ألّفها بمكّة سمّاها مفرحة الأنام في تأسيس بيت اللَّه الحرام وفيها فوائد جليلة» (3).


1- افندى، رياض العلماء، ج 2، ورقة 627؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 22، ص 342؛ الطهرانى، طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 238.
2- افندى، رياض العلماء، ج 2، ورقة 628؛ الطهرانى، الذريعة، ج 1، ص 73.
3- ينظر: أعيان الشيعة، ج 33، ص 342.

ص: 11

وقد ذهب إلى ذلك الطهراني بقوله «زين العابدين الكاشاني...

الشهيد السعيد مؤسِّس بيت [اللَّه] (1) الحرام، بتفصيل ذكره في كتابه «مفرحة الأنام» (2).

وطبع النصّ الفارسي لهذه الرسالة بجهود الاستاذ رسول جعفريان في مجلّة (ميراث إسلامي) والتي تصدرها مكتبة المرعشي العدد 11.

تكتسب رسالة «مفرحة الأنام في تأسيس بيت اللَّه الحرام» أهمّية واضحة ذلك أنّها عالجت موضوع بناء الكعبة المعظّمة بعد السيل الذي أضرَّ بها سنة 1039 ه/ 1630 م، وإذا ما علمنا أنّ الذي كتبها هو أحد مشيّدي هذا الصرح العظيم، فضلًا عن ندرة الكتابات عن تشييد الكعبة في السنة المذكورة من ذوي الاختصاص والباحثين لأجل ذلك وجدنا أنّ هذه المخطوطة تحظى بأهمّية بالغة بالنسبة لنا، فقد حوت على تفاصيل حادث السيل الذي غمر المسجد الحرام والكعبة المشرّفة وأعمال البناء فيها، بعد إزالة الأجزاء المتضرّرة من الكعبة- على شكل يوميّات أرّخها المؤلِّف من خلال عمله ومشاهداته التي تبدأ من الصباح وحتّى المساء- مع تحديد المدّة التي انجز فيها العمل بدقّة، وما رافق ذلك من وصف دقيق للمواضع المختلفة في الكعبة المشرّفة والمسجد الحرام وما جاورها من أبنية. وتُعدّ المعلومات الواردة في هذه الرسالة مكمّلًا هامّاً لما أورده أصحاب المؤلَّفات في هذا الجانب بدليل


1- إضافة يقتضيها السياق.
2- طبقات أعلام الشيعة، ص 238.

ص: 12

أنّ العديد من العلماء والباحثين المتأخّرين نقلوا عن هذه الرسالة واعتمدوها في مصنّفاتهم (1).

يُضاف إلى ذلك إلى أنّ المصادر المعاصرة لم تتطرّق لها إلّابإشارة عابرة ووصف مقتضب (2).

وممّا لا شكّ فيه أنّ رسالة مفرحة الأنام تعدّ من النصوص الثمينة التي من شأنها أن تسدّ نقصاً مهمّاً في تسلسل الأخبار عن عمارات بيت اللَّه الحرام، وقد اعتمد فيها المؤلّف على مشاهداته الشخصيّة- كما ذكرنا- والتي ثبّتها في هذه الرسالة، فضلًا عن اعتماده على مصنّفات عديدة لعلمائنا الأوائل- لا سيما كتاب الاصول من الكافي للكليني- في


1- الشيرازي، سلافة العصر، ص 65؛ الأميني، شهداء الفضيلة، ص 181- 188؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 22، ص 342- 346.
2- ينظر ما كتبه السيّد رضيّ الدين العاملي عن أشراف مكّة والحوادث الجارية في سنواتهم في هذه الحادثة، إذ قال: «وفي هذه السنة نزل ليلة الأربعاء لأحد عشر بقين من شعبان مطر شديد، ونزل في خلاله برد مالح شديد الملوحة وسالت الأودية وخربت دور كثيرة، ودخل المسجد الحرام، وعلا الماء إلى أن وصل إلى طراز البيت وامتلأ المسجد من التراب ومات خلقٌ كثير نحو خمسمائة شخص، وتغيّر ماء زمزم... وفي ثاني يوم سقط البيت العتيق من جهة الحجر جميعاً، ومن جهة الشرق إلى الباب وثلاثة أرباع الجهة الغربية، ولم يبق غير جهته اليمنى، فانزعج الناس ذلك أشدّ انزعاج، ولم يقع البيت الشريف منذ عهد النبيّ صلى الله عليه و آله إلى عهدنا مثل هذا الانهدام، فجمع شريف مكّة العلماء وسألهم في حكم عمارة البيت فأجابوه بأنّه فرض كفاية على سائر المسلمين، وقد رفع الأمر إلى السلطان مراد خان، ووصل في سنة 1040 رضوان آغا المعمار من طرف السلطان مراد وابتدأ بالعمارة وأتمّها في السنة المذكورة». تنضيد العقود السنيّة، ورقة 105.

ص: 13

إيراد العديد من الأحاديث المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام ناهيك عن الأحداث التأريخيّة التي أرّخت لبناء الكعبة المعظّمة، كما اعتمد المؤلّف على بعض المصادر الحديثة والرجاليّة ممّا له علاقة بالكعبة والمسجد الحرام.

ثامناً:

لابدّ من الإشارة إلى أنّنا لم نعثر على نصّ يشير إلى سنة فراغ المؤلّف من كتابته لهذه الرسالة، لكن الواضح أنّه قام بكتابتها في مكّة المعظّمة سنة 1040 ه بعد الفراغ من تأسيس البيت الحرام وبنائه بمدّة قصيرة ذلك لأنّها تحوي على ذكر تفاصيل يوميّة لا يمكن لأحد أن يتذكّرها بعد مضيّ مدّة طويلة. علماً أنّ المؤلِّف كتب هذه الرسالة بنسختين أحدهما باللغة العربية وأُخرى باللغة الفارسية كما أشرنا قبل ذلك.

تاسعاً:

شرعنا بتحقيق هذه الرسالة حين تجمّعت لدينا ثلاث نسخ خطّية منها، إذ أنّ هذه الرسالة قد طُبعت مؤخّراً بجهود سماحة الشيخ محمّد رضا الأنصاري القمّي في مجلّة ميقات الحجّ، وذلك بعد أن اعتمد على نسخة خطّية واحدة من هذه الرسالة موجودة في مكتبة مجلس شورى، ولدى إجراء مقارنة بين النسختين اللتين بين أيدينا وما طُبع وجدنا اختلافاً وسقطاً كثيراً أشار إليه الشيخ القمّي للأمانة العلميّة قائلًا: «ويبدو أنّ ناسخ رسالتنا هذه لم يجد العربية، فقد وقع في هفوات

ص: 14

كثيرة»، وهو ممّا لم يستطع تلافيه فضلًا عن أنّ نشر الشيخ الأنصاري القمّي لهذا المخطوط كان محتاجاً إلى تعريف أكثر بالأماكن والرجال الموجودة فيه، ناهيك عن تلك التي أرّخت للحادثة وكيفيّة حصولها والأشخاص الذين قاموا بهذا العمل ودور السيّد في هذا العمل هل كان دوراً فيه تفخيم؟ أم أنّه شارك كما شارك الآخرون بشكل يتّسم بالمساهمة الجماعية؟

النسخ المعتمدة في التحقيق

اعتمدنا في التحقيق على ثلاث نسخ:

1- النسخة الاولى: وهي نسخة موجودة في مكتبة كاشف الغطاء بمدينة النجف الأشرف، قام بنسخها السيّد أحمد بن السيّد حبيب زوين الحسيني الأعرجي النجفي، وقد فرغ من كتابتها في مدينة (النجف الأشرف) سنة (1234 ه) ويبلغ عدد أوراقها (أربعة عشر) ورقة طول الواحدة 21 سم وعرضها 5/ 14 سم، وتحوي الصفحة الواحدة على واحدٍ وعشرين سطراً، كتبت عناوينها بمداد أحمر فيما كتب متنها وحواشيها بمداد أسود، والخط المستخدم فيها أقرب إلى النسخ منه إلى باقي الخطوط. وهي نسخة مقابلة ومصحّحة عن أصل أقدم؛ يدلّ على ذلك علامات التصحيح الموجودة في حواشي الرسالة، وهي نسخة واضحة على الرغم من التباعد بين زمانها والعصر الذي نُسخت فيه، إلّا أنّنا وجدنا أنّ هذه المخطوطة قد وقع فيها سقط أيضاً فمن خلال مقابلتها بنسخة القمّي ظهر لنا ذلك ولكن مع كلّ هذا نجدها نسخة

ص: 15

مترابطة بين عباراتها وفقراتها فضلًا عمّا جاء بها من معلومات متسلسلة، ناهيك عن وجود التعقيبات في أسفل صفحاتها والتي تدلّنا على تسلسل أوراقها بشكل مرتّب ومنظّم، لذا اعتمدناها كنسخة أصحّ من نسخة القمّي وإن وجد فيها هذا الخلل، وقد رمزنا لها بالحرف (ك).

2- النسخة الثانية: وهي نسخة مطبوعة على نسخة موجودة في (كتابخانه مجلس شوراى إسلامي) ضمن فهرست مخطوطات كتابخانه مجلس شورى اسلامي ج 12 ص 70 وتسلسلها من الورقة 42- 57، علماً أنّ تاريخ ومكان كتابة هذه النسخة لم يذكر في نهايتها. وقد كتبت بخط نستعليق، وقد نسبه الشيخ محمّد رضا الأنصاري القمّي إلى القرن الحادي عشر الهجري، لكن الظاهر أنّها كُتبت بعد هذا القرن فلو كانت أقرب إلى عصر المؤلّف لقلّت الأخطاء والسقطات فيها- كما ذكرنا ذلك سابقاً- كما أنّ اسم الناسخ غير موجود فيها فضلًا عن أنّها تفتقر إلى التعليقات والإيضاحات في أسفل صفحاتها، لذا اعتمدناها كنسخة مكمِّلة للُاولى ومصحّحة. وقد رمزنا لها ب (ق).

3- النسخة الثالثة: وهي نسخة مكتبة الفاضلي في خوانسار بإيران برقم 192، وتوجد منها مصوّرة في مكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي بقم في مجموع مرقّم ب (204)، وتقع هذه الرسالة في القسم الأوّل من هذه المجموعة من الصفحة 1- 40، وهذه النسخة مكتوبة سنة 1247 ه وهي ناقصة الأوّل بقدر أوراق عديدة لأنّ

ص: 16

ناسخها اعتمد على أصل ناقص وكما أشار إلى ذلك في مقدّمة نسخته، وهذه النسخة تمتاز بكونها تحفل ببعض العبارات التي لا توجد في النسختين السابقتين، إذ كانت هذه النسخة من مقتنيات ميرزا حسين النوري وعليها ختم ابن أخيه صفاء الدِّين النوري، وقياسها 13* 5/ 21 سم وتلي هذه الرسالة ترجمة فارسيّة لها. رمزنا لهذه النسخة ب (ف).

منهجنا في التحقيق

اتّضح لنا من خلال تصفّح أوراق هذه النسخ الخطّية لرسالة (مفرحة الأنام) أنّ ناسخيها قد اعتمدوا على أصلٍ مغاير لكلّ واحدٍ منها وهذا ممّا أوجد اختلافاً وسقطاً فيها. ممّا اضطرّنا إلى أن نكمل كلّ واحدةٍ بالاخرى، وإن كانت نسخة (ك) أكثر وضوحاً ورونقاً من نسخة (ق) التي لم تكن هويّتها معروفة كسابقتيها- كما ذكرنا في التعريف بهما- ناهيك عن عدم وضوح الكثير من كلماتها، وأوضح منهما النسخة (ف) ولكن السقط الحاصل فيها قد أخلّ بها.

ويتلخّص عملنا بالتحقيق- إضافة إلى ما تقدّم- بما يلي:

1- قمنا بتخريج الروايات الواردة الرسالة من مضانها الأصليّة التي اعتمدها المؤلِّف، وقد أشرنا في الهامش إلى بعض الروايات التي يكون فيها السند مقطوعاً تارةً، أو التي لا يكون فيها تسلسل الرواة دقيقاً في المتن فعكفنا على تصحيحها وترتيبها في الهامش بعد مقارنتها مع المصادر.

ص: 17

2- قمنا بتخريج الآيات القرآنية من القرآن الكريم.

3- شرعنا بإضافة بعض المفردات التي يشكِّل عدم وجودها خللًا في سياق الكلام مع حصرها بين قوسين معقوفين مع الإشارة إلى ذلك في الهامش.

4- عمدنا إلى إعطاء مرادف لبعض الكلمات العامّية التي وردت في المتن مع الإشارة إلى ذلك في الهامش مثل (حطيت، يخلون، تشيلوه) وغيرها.

5- عمدنا إلى تغيير بعض الكلمات التي كتبت بدون الهمزة مع الإشارة إلى ذلك في المتن مثل كلمة (بدو) وتعني (بدء) وكلمة (صفايح) وتعني (صفائح) وغيرها.

6- شرعنا بتصحيح بعض المفردات التي وردت مصحفةً في المتن مع الإشارة إليها في الهامش مثل كلمة (حتّى) وهي (حُسن) وكلمة (داعي الشرق) وهي (داعي الشوق) وكلمة (حروزه) وهي (حزوره) وغيرها.

7- قمنا بترجمة العديد من الشخصيات والمدن والمصطلحات التي وردت بين طيّات الرسالة في المتن وذلك من خلال توضيحها بالهامش.

8- الشروح التي ثبتناها في الهامش أشرنا في نهايتها إلى اسم المؤلّف، والمصدر والجزء والصفحة.

وفي الختام لابدّ لنا أن نقول: إنّ لكلّ عمل هفوات يقع بها المتصدّي

ص: 18

له شاء أم أبى وحسبنا ونحن نقدِّم هذا العمل أن نشير بأنّنا قد بذلنا غاية المجهود لإخراجه بهذه الصورة عسى أن تعمّ الفائدة للجميع راجين من أهل العلم الرضى ومن اللَّه سبحانه القبول واللَّه من وراء القصد.

المحقّقان

النجف الأشرف

غرة ذي الحجّة/ 1425 ه. ق.

ص: 19

صور المخطوط

صورة المخطوط 1

ص: 20

صورة المخطوط 2

ص: 21

صورة المخطوط 3

ص: 22

صورة المخطوط 4

ص: 23

صورة المخطوط 5

ص: 24

صورة المخطوط 6

ص: 25

هذه

مفرحة الأنام

مقدمة المصنف

في تأسيس بيت اللَّه الحرام

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

الحمد للَّه الذي جعل بيته الحرام بين جبال خشنة، وأمر عبادهُ بالحجّ (به) (1)؛ ليحيا من حي من المطيعين بمناسكهم الحسنة (عن بيّنة) (2)، ويهلك من هلك من المتمرِّدين بعقيدتهم الفاسدة عن بيّنة، (و) (3) صلّى اللَّه على سيّدنا (ونبيّنا) (4) محمّد المبعوث على حين فترةٍ من الرُّسل، في (تلك الأزمنة) (5)، وآله المعصومين الذين مَن تبعهم جعله اللَّه من أصحاب الميمنة.

أمّا بعد: كان إدخال السرور على المؤمنين من السعادة العظمى كما رويت (6) أحاديث كثيرة في أُصول الكليني (7) في باب إدخال السرور


1- سقطت من ك والصحيح أن يقول إليه.
2- سقطت من ك.
3- سقطت من ك.
4- سقطت من ق.
5- وردت في ق من الأزمنة.
6- وردت في ك روي.
7- ويعني به كتاب الكافي وهو من أجلّ الكتب الإسلاميّة وأهمّ مصنّفات الإماميّة، ألّفهُ الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي وأمضى في تأليفه عشرون سنة، وقد أشار إليه الإسترآبادي في محكي زوائده عن مشايخه بأنّه لم يصنّف مثل الكافي كتاب يوازيه أو يُدانيه، ينظر: القمّي، عبّاس، الكنى والألقاب، و 23 ص 103- 104.

ص: 26

على المؤمن (1)، وأنا أروي طرفاً منها، حدّثني سلطان المحقّقين والمدقّقين الشيخ محمّد أمين الإسترابادي (رحمه الله) (2) بأسانيده الصحيحة وطرقهِ المضبوطة في مضانّها، عن ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني (3)، عن عدّة من أصحابنا، (عن) (4) سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي (5) قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:

مَن سرَّ مؤمناً فقد سرّني، ومَن سرّني فقد سَرَّ اللَّه» (6)، وعن عبيد اللَّه


1- يُنظر: الأصول من الكافي، ج 2، ص 188- 192.
2- سقطت من ك.
3- هو الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي الملقّب ب ثقة الإسلام، يعدّ أحد علماء المذهب الإمامي المجدِّدين، له عدّة مؤلّفات أشهرها أُصول الكافي و الردّ على القرامطة، و رسائل الأئمّة عليهم السلام، توفّي ببغداد سنة 329/ 940 م ودفن عند باب الكوفة. للمزيد من التفاصيل ينظر: آل بحر العلوم، تحفة العالم، ج 2، ص 218- 219، القمّي، الكنى والألقاب، ج 3، ص 103- 104.
4- سقطت من ك.
5- أبو حمزة الثمالي: هو ثابت بن أبي صفيّة مولى آل المهلّب، كوفيٌ ثقة، لقى عليّ بن الحسين، وأبا جعفر، وأبا عبداللَّه، وأبا الحسن عليهم السلام وروى عنهم، وكان من خيار أصحابهم وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية حتّى قال عنه الصادق عليه السلام: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه» ينظر: النجاشي، رجال النجاشي: ص 115.
6- الكليني، الروضة من الكافي، ج 9، ص 66.

ص: 27

ابن الوليد الوصّافي (1) قال: سمعت أبا جعفر يقول: « (إنّ) (2) فيما ناجى اللَّه (عزّ وجلّ) (3) به عبده موسى عليه السلام قال: إنّ لي عباداً أُبيحهم جنّتي واحكّمهم (4) فيها.

(ف) (5) قال: ياربّ ومَن هؤلاء الذين تبيحهم جنّتك وتحكّمهم فيها؟

قال: مَن أدخل على مؤمن سروراً.

ثمّ قال: إنّ مؤمناً كان في مملكته جبّار فولع (6) (به) (7) فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجلٍ من أهل الشرك فأظلّهُ وأرفقهُ وأضافهُ فلمّا حضرهُ الموت أوحى اللَّه (عزّ وجلّ) (8) إليه: وعزّتي وجلالي لو كان [لك] (9) في جنّتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنّها محرّمةٌ على من مات بي مشركاً، ولكن يا نار هيديه (10) ولا تؤذيه، ويؤتى برزقه طرفي النهار،


1- أسند المؤلف الحديث مباشرة إلى عبيدالله بن الوليد الوصافى ولم يذكر سلسلة السند التى بتدأ من محمد بن يحى عنن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبدالله بن مسكان عن عبيدالله بن الوليد الوصافى. ينظر: الكلينى، الاصول من الكافى، ج 2، ص 188.
2- سقطت من ك.
3- سقطت من ك.
4- أحكمهم: أى أجعل لهم الحكم فيها. ينظر: الرازى، مختار الصاح، مادة حكم.
5- سقطت من ك.
6- ولع: استخف. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادة ولع.
7- وردت فى ك فيه.
8- سقطت من ك.
9- إضافة يقتضيها السياق.
10- هيديه: أي حرّكيه بهداوة وإصلاح. ينظر: الفراهيدي، العين، مادّة هيد.

ص: 28

قلت: من الجنّة؟،

قال: من حيث شاء اللَّه» (1).

وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن جمهور (2) قال: كان النجاشي- وهو رجلٌ من الدهاقين- (3) عاملًا على الأهواز (4) وفارس (5)، فقال (بعض أهل عمله) (6) لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّ في ديوان النجاشي عَليَّ خراجاً (7)، وهو مؤمن يدين بطاعتك، فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتاباً.

فقال: فكتب إليه أبو عبداللَّه عليه السلام: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم- سُرَّ


1- ينظر: الكليني، الأصول من الكافي، ج 2، ص 188- 189.
2- هناك قطع في تسلسل السند فقد ورد في الأصول من الكافي هكذا: عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن اليساري عن محمّد بن جمهور. يُنظر: ج 2، ص 188- 189.
3- الدهاقين: مفردها دهقان وهي لفظة فارسية معرّبة وتُطلق على كبير التجّار من مالكي الأراضي. يُنظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة دهقن.
4- الأهواز: جمع هوز وأصلها حوز فلمّا كثر استعمال الإيرانيّين لهذه الكلمة صحّفوها فأصبحت في كلامهم هاء، والأهواز اسم لكورة بأسرها، أمّا البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم فهو سوق الأهواز ويُنسب بنائها إلى الامبراطور الساساني سابور ذو الأكناف. للمزيد من التفاصيل يُنظر: ياقوت، أبو عبداللَّه الرومي الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 284- 286.
5- فارس: ولاية واسعة وإقليم فسيح، تحدّها من جهة العراق أرجان ومن جهة كرمان السيرجان ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مكران، وفارس اسم لبلد وليس لرجل. للمزيد من التفاصيل ينظر: ياقوت، معجم البلدان، ج 4، ص 226.
6- وردت في ك بعض عمّاله.
7- الخراج: هي الضريبة التي تُفرض على الأراضي الزراعيّة. للمزيد من التفاصيل ينظر: الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 186- 187.

ص: 29

أخاك يَسُرّك اللَّه».

قال: فلمّا (وردَ) (1) عليه [صاحب] (2) الكتاب [دخل عليه] (3) وهو في مجلسه، فلمّا خلى ناوله الكتاب (وقال) (4) له: هذا كتاب أبي عبداللَّه عليه السلام! فقبّله ووضعه على عينيه (وقال) (5) له: ما حاجتك؟

قال: خراجٌ عليَّ في ديوانك.

فقال له: وكم هو؟

قال: عشرة الآلاف درهم.

فدعا كاتبه (وأمره) (6) بأدائها عنه، ثمّ أخرجه منها وأمر أن يثبتها له (القابل) (7).

ثمّ قال له: هل سررتك؟

قال: نعم جُعلت فداك.

ثمّ أمر له بمركب وجارية وغلام وأمر له بتخت (8) ثياب، [وهو] (9) في كلّ ذلك يقول له: هل سررتك؟


1- في ك: أوردَ.
2- إضافة يقتضيها السياق.
3- سقطت من ك.
4- وردت في ك و ق فقال.
5- وردت في ك ثمّ قال.
6- وردت في ك وأمر.
7- وردت في ك القايل.
8- التخت: وعاء تصان فيه الثياب. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة تخت.
9- إضافة يقتضيها السياق.

ص: 30

فيقول له: نعم (جُعلت فداك) (1).

(فكلّما) (2) قال نعم زادهُ حتّى فرغ.

ثمّ قال له: احمل فراش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعت إليَّ كتاب مولاي الذي ناولتني فيه، وارجع إلى حوائجك.

قال: ففعل.

(وخرج) (3) الرجل (فصار) (4) إلى أبي عبداللَّه عليه السلام (بعد ذلك) (5) فحدّثه (الرجل بالحديث على جهته) (6) فجعل يُسر بما فعل.

فقال (له) (7) الرجل: يابن رسول اللَّه كأنّه قد سرّك ما فعل بي؟

فقال: اي واللَّه لقد سرَّ اللَّه ورسوله» (8).

وإظهار معجزة الأئمّة (9) المعصومين عليهم السلام (من المقصد الأقصى [ف] أردت أن أُدخل السرور على المؤمنين، وإظهار معجزاتهم التي ظهرت منهم صلوات اللَّه عليهم) (10).


1- سقطت من ك.
2- وردت في ك وكلّما.
3- وردت في ك وخرج.
4- سقطت من ك.
5- سقطت من ك.
6- سقطت من ك.
7- سقطت من ك.
8- ينظر: الكليني، الأصول من الكافي، ج 2، ص 190- 191.
9- سقطت من ق.
10- سقطت من ك.

ص: 31

(في) (1) سنة ألفٍ وأربعين في تأسيس الكعبة المشرّفة زيدت مهابتها فكتبت هذه الرسالة مشتملة على ثلاث فصول و خاتمة و سمّيتها ب (مفرحة الأنام في تأسيس بيت اللَّه الحرام) وأرجو من (كرم) (2) اللَّه أن يجعلها سبباً (لرضاه) (3) عنّي وعن جميع المؤمنين (بحقّ محمّد وآله الطاهرين) (4).

الفصل الأوّل: في سبب سقوط الكعبة المعظّمة- زادها اللَّه (شرفاً وتكريماً) (5) ومرتبةً وتعظيماً- وكيفيّة بنائها.

الفصل الثاني: في علّة بناء الكعبة في الأرض (وبدء) (6) الطواف بها وذكر صفة الكعبة المشرّفة وطولها وعرضها وارتفاعها من خارجها وداخلها وسقفها وأساطينها وغلظ جدارها وبابها وسلّميها الداخل والخارج والحجر (7) والميزاب (8) والحجر الأسود


1- سقطت من ق.
2- سقطت من ك.
3- وردت في ق لمرضاته.
4- وردت في ق بجاه محمّد وآله الطيّبين.
5- سقطت من ق.
6- وردت في ك وبدو.
7- الحجر: موضعه ما بين الميزاب وباب الحجر الغربي، وقد ورد عن عائشه فضل الصلاة عنددخول بيت اللَّه الحرام في موضع الحجر وأنّه كان جزءاً من البيت الحرام، ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 311.
8- الميزاب: يقع في منتصف الحائط الشمالي الغربي من الكعبة المعظّمة، وهو من عمل الوالي الحجّاج بن يوسف الثقفي 72- 76 ه وقد وضع في هذا المكان حتّى لا يتجمّع ماء المطر على سطح الكعبة، وقد غيّره السلطان العثماني سليمان القانوني بآخر من الفضّة سنة 959 ه/ 1551 م ثمّ أبدله السلطان العثماني أحمد سنة 1021 ه/ 1612 م وفي العام 1273 ه/ 1856 م أبدله السلطان العثماني عبد المجيد بميزاب من الذهب هو الموجود الآن. يُنظر: الحزبوطلي، تاريخ الكعبة، ص 186.

ص: 32

والحطيم (1) و (المستجار) (2) وكسوتها (الداخلة والخارجة) (3) وشاذروانها (4) ومطافها (5) والمقام (6) والمنبر (7).

الفصل الثالث: في ذكر المسجد الحرام وأبوابه (وأسمائها) (8)


1- الحطيم: هو جدار حجر الكعبة وهو بين الكعبة وزمزم والمقام ويظهر أنّه سمّي بذلك لأنّ العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فتبقى لتتحطّم من طول الزمان، ويُعتقد أنّه المكان الذي تتحطّم فيه آثام الحاجّ. يُنظر: البكري، المسالك والممالك، ج 1، ص 305؛ الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 197.
2- ورد في ك المسجار وهو المكان الذي يستجيرُ به العبد بربّه لرفع الذنوب عنه طالباً العفو والمغفرة. ينظر: شفاء الغرام، ج 1، ص 196.
3- ورد في ق الخارجة والداخلة.
4- الشاذروان: هو البناء المحيط بأسفل جدار الكعبة ممّا يلي أرض المطاف من جهاتها الشرقيّة والغربيّة والجنوبيّة، وشكله بناء مسنم بأحجار الرخام والمرمر، أمّا الجهة الشمالية فليس فيها شاذروان. ينظر: كرارة، الدين وتاريخ الحرمين، ص 60.
5- المطاف: هو موضع حول الكعبة، وفي الحديث ذكر أنّ الطواف بالبيت يعني الدوران حوله. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة طاف.
6- المقام: هو الحجر الذي وقف عليه نبيّ اللَّه إبراهيم الخليل عليه السلام حين بنى الكعبة، وقد أشار ابن عبّاس وسعيد بن جبير أنّ الخليل عليه السلام وقف عليه حين أذَّن للناس بالحجّ. ينظر: العلي، صالح أحمد، المعالم العمرانية، ص 47.
7- المنبر، هو المحلّ المرتفع الذي يرتقيه الخطيب أو الواعظ ليكلّم منه الجمع، وسمّي بذلك لارتفاعه. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة نبر.
8- وردت في ك وأسمائه.

ص: 33

وأساطينه وما فيه من القباب في صحن المسجد وفي رواقه وصفة زمزم (المكرّم) (1).

الخاتمة: في صفة الأمكنة المشرّفة بمكّة المعظّمة سوى ما ذُكِرَ مثل (المولد الشريف لسيّد المرسلين) (2) ومولد سيّدة نساء العالمين عليها السلام (3) (وموضع) (4) علامة مرفقه الشريف في الحجر المبني (على الجدار) (5) وذكر الجبانتين (6) (المعلى) (7) والشبيكة (8) وما في (المعلى) (9) من قبور أهل الصلاح من المؤمنين نثرها وسجعها يوم الأربعاء سابع شوّال عام ألف وأربعين (10) (والتمس) (11) من إخوان الصفا وخلّان الوفا (12) إذا


1- سقطت من ك.
2- وردت في ك مولد سيّد المرسلين.
3- وردت في ق صلوات اللَّه عليها.
4- سقطت من ق.
5- سقطت من ق.
6- الجبانتين: المقبرتين. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة جبن.
7- ينظر ص ج من مقدّمة التحقيق.
8- الشبيكة: هي مقبرة تقع أسفل مكّة دون باب الشبيكة وهي مشهورة بين الناس لما حوته من رفات أهل الخير فضلًا عن الغرباء، والظاهر أنّها ذاتها مقبرة الأحلاف. للمزيد من التفاصيل ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 284.
9- وردت في ك المعلي.
10- إشارة إلى تاريخ كتابة الرسالة.
11- وردت في ك والملتمس.
12- استعارة بلاغيّة فيها سجع، يقصد بها أهل العلم من ذوي الاختصاص. أمّا إخوان الصفا وخلّان الوفا فهو اسم لإحدى الجماعات الإسلاميّة السرّية التي ظهرت في العصر العبّاسي في القرن الرابع الهجري وكانت تهدف إلى الثورة عن طريق نشر الوعي الفكري في المجتمع ولهم ما يزيد على خمسون رسالة تبحث في هذا المجال. ينظر: عبد النور، اخوان الصفا، ص 5- 10، ص 15- 25.

ص: 34

نظروا فيها ورأوا (خللًا) (1) يصلحونه (ويذكرونني) (2) بالخير فإنّ الإنسان محلّ الخطأ والنسيان، إلّامَن عصمه اللَّه (في كلّ أُمّة) (3) وجلَّ مَن لا يكون (الخطأ في كلامه) (4) «حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ» (5).


1- وردت في ك خلالًا.
2- وردت في ك ويذكروني.
3- سقطت من ك.
4- وردت في ق فيه عيب وعذر.
5- آل عمران: 173.

ص: 35

الفصل الأوّل/ في سبب سقوط الكعبة- زيدت مهابتها ...

الفصل الأوّل

في سبب سقوط الكعبة- زيدت مهابتها- وكيفيّة بنائها

إعلم يا أخي وفّقك اللَّه وإيّاي (في الدارين) (1) إنّ نهار الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان المعظّم سنة تسعة وثلاثين بعد الألف (2) أمطرت السماء بمكّة المعظّمة- زادها اللَّه شرفاً وتعظيماً- ودخل سيل عظيم في المسجد الحرام وامتلأ المسجد إلى أن دخل الماء في جوف الكعبة طول إنسان مربوع القامة (3) وشبر وإصبعين مضمومتين وأنا الذي قست الماء بطولي حيث دخلت الكعبة بعد سقوطها «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» (4)

وخرَّب بيوتاً كثيرة وأهلك من الناس كبيرهم وصغيرهم [بلغوا نحو] (5) أربعمائة واثنين وأربعين نسمة (6)- واللَّه أعلم-


1- سقطت من ك.
2- أي في سنة 1629 م.
3- مربوع القامة: متوسّطالقامة لابالطويل ولابالقصير. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة ربع.
4- سورة هود، آية 7.
5- إضافة يقتضيها السياق.
6- هناك تضارب في الروايات حول عدد قتل السيل الذي ضرب الكعبة والمسجد الحرام سنة 1029 ه/ 1629 م فمنهم من قال إنّهم بلغوا 1000 ألفاً قضوا في هذا الحادث فيما أشار آخر أنّ عدد الموتى بلغ 4002 ألف شخص. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ملحق ج 1، ص 356؛ النوري، ميرزا حسين، دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام، طهران- د. ت، ج 2، ص 113- 117.

ص: 36

من جملتهم معلّم أطفال مع ثلاثين طفلًا في نفس المسجد (1) لأنّه كان في صُفةٍ مرتفعة في أصل جدار من جدرانه ولمّا دخل السيل (من) (2) أبواب المسجد على ما قدر على الخروج مع أطفاله ورجى نقصان السيل وآخر الأمر (ما) (3) قدر أحد من خارج المسجد [أن] (4) يصل إليهم حتّى غرقوا. (فنعوذ) (5) باللَّه من شرور أنفسنا، ثمّ فتحوا (درباً لخروج) (6) الماء من باب إبراهيم عليه السلام (7) وخرج السيل وبقي الماء حوالي البيت الشريف إلى (سُرّة) (8) الآدمي، ودخلت يوم الخميس نهار


1- كان المسجد في هذه الحقبة مكتضّاً بحلقات الدرس، إذ لا يكاد يخلو من ذلك طيلةالوقت، وإذا ما علمنا أنّ المسجد يشكّل المدرسة الفعلية والمركز الأساس الذي يستقي منه طلبة العلم معارفهم لتبيّن لنا الأسباب الموجبة لوجود الطلبة به على الدوام. يُنظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 338- 339.
2- سقطت من ك.
3- وردت في ك وما.
4- إضافة يقتضيها السياق.
5- وردت في ق نعوذ.
6- وردت في ق درب خروج.
7- باب إبراهيم: هو الباب الثاني في الجانب الغربي من المسجدالحرام وهوأكبر أبواب المسجد، سُمّي بذلك نسبة إلى خيّاط اسمه إبراهيم كان يُقيم عنده وليس كما أُشيع أنّه سمّي بذلك نسبةً إلى النبيّ إبراهيم الخليل عليه السلام. يُنظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 130- 131.
8- سقطت من ق.

ص: 37

عشرين من الشهر المذكور (1) ورأيت المطاف خالياً من الطائفين (بسبب) (2) ماء السيل الذي حواليه فدخلت في الماء وطفت بالبيت (الشريف) (3) سبعة أشواط فلمّا دعوت في الحطيم [و] (4) (أردت أن أُصلّي [و] (5) ما لقيت مكاناً أُصلّي فيه) (6) لأنّ كلّ واحد من مقام إبراهيم عليه السلام وحجر إسماعيل عليه السلام (7)، والمطاف كان ممتلئاً (8) من ماء السيل فطلعت المنبر فصلّيت (عليه ركعتي الطواف) (9)، ولمّا نزلت من المنبر سقطت الكعبة الشريفة تمام (العرض الشامي) (10)


1- أي شهر شعبان.
2- وردت في ك من سبب.
3- سقطت من ك.
4- إضافة يقتضيها السياق.
5- إضافة يقتضيها السياق.
6- وردت في ك أردت أن أُصلّي فيه.
7- حجر إسماعيل: هو في الأصل كان عريشاً بناه إبراهيم إلى جانب الكعبة ثمّ أصبح مرعاًلغنم إسماعيل عليه السلام، وقد قامت قريش عند بنائها الكعبة بإدخال أذرع من هذا الحجر ضمن البناء. للمزيد من التفاصيل ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 211.
8- ورد في ك ممتلياً.
9- ورد في ق ركعتي الطواف عليه وركعتا الطواف: من الركعات الواجبة على الذي يطوف حول البيت وله الحقّ في تأديتهما في أيّ وقتٍ يشاء من ذلك اليوم وأنّ فيهما ثواباً عظيماً فقد ورد أنّه يخرج من ذنوبه كما ولدته امّه كما أشار إلى ذلك رسول اللَّه محمّد صلى الله عليه و آله و سلم، ولا يرفع الحاج قدماً ولا يضع اخرى إلّاويُكتب له بأجر كلّ خطوة خمسمائة حسنة وحطّ خمسمائة سيّئة. للمزيد من التفاصيل ينظر: الكليني، أُصول الكافي، ج 1، ص 282.
10- وردت في ك عرض الشامي.

ص: 38

وطول وجه الكعبة إلى الباب تقريباً وطول ظهرها إلى قريب من النصف تخميناً، وكنت آخر طائف بالبيت الشريف (من أهل الايمان) (1) فتعجّبت وقلت في نفسي: سبحان اللَّه؟ هذه إشارة عجيبة من المعصومين عليهم السلام لأنّ (تجديد) (2) الأساس كان من سيّد العابدين والزاهدين عليّ بن الحسين (زين العابدين) (3) عليه السلام فكان انتهاء قيام جداره بطواف (عبد) (4) من عبيده زين العابدين بن نور الدِّين الحسيني (الموسوي) (5) والحمد للَّه وكنت قبل هذه القضيّة قرأت (في) (6) (كتاب الحجّ) من كتاب الكليني في باب ورود (تبع) (7) حديث تأسيس عليّ بن


1- سقطت من ق.
2- وردت في ك ابتداء.
3- تشير العديد من المصادر أنّ الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام 38- 95 ه/ 658- 713 م هو الذي أشرف على بناء الكعبة عقب انهيارها بفعل أحجار المنجنيق التي ضربت بها من الجيش الاموي بقيادة الحجّاج بن يوسف الثقفي ضدّ عبداللَّه بن الزبير الذي لاذ بها أي بالكعبة ولمّا أرادوا أن يعيدوا بنائها لم يتمكّنوا بسبب وجود أفعى تمنعهم من ذلك فسأل حينها الحجّاج عن الطريقة التي يُعاد بها بناء البيت الحرام بدون أذى فأشار إليه شيخ إلى الإمام زين العابدين عليه السلام الذي أمره أن يدعو الناس أن يعيدوا ما أخذوه من تراب الكعبة من أساسها فأعادوه ووضع الإمام الأساس وأمر البنّائين أن يقوموا بعملهم فاختفت الحيّة بكرامة من الإمام وتمّ رفع حيطان الكعبة وتشييدها بجهوده عليه السلام. للمزيد من التفاصيل ينظر نصّ الرواية في: الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 222؛ ابن شهرآشوب، رشيد الدِّين محمّد بن علي، المناقب، طهران- د. ت، ج 2، ص 281.
4- وردت في ك عبده.
5- سقطت من ق.
6- سقطت من ك.
7- وردت في ك تتبع.

ص: 39

الحسين عليهما السلام (1) الكعبة المشرّفة وخطرَ ببالي أنّ الشيعة (رضي اللَّه عنهم) (2) كانت تفتخر بأنّ مؤسّس الكعبة الشريفة بعد (النبي) (3) إبراهيم عليه السلام (وكان النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم) (4) (وبعد النبيّ صلى الله عليه و آله) كان) (5) عليّ بن الحسين عليهما السلام فإذا جاء رجل من عند سلطان الروم (6) وبنى الكعبة (الشريفة) (7) ينسدّ باب هذا الافتخار (عن) (8) الشيعة (ورأى رجل من المؤمنين في المنام أنّ تابوت الحسين عليه السلام وضع عند باب الكعبة وصلّى عليه النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مع جميع الأنبياء والأولياء وقال: ياسيّد زين العابدين خُذ التابوت وأدخل الكعبة وادفن الحسين عليه السلام في جوف الكعبة، فلمّا جاءالرجل وحكى لي هذه الرؤيا فقلت في نفسي يا زين العابدين دفن (المعصوم) (9) منصب (للمعصوم) (10) فهذه إشارة بأنّ المنصب المخصوص


1- ينظر صفحة 13 من النص، هامش 6.
2- وردت فى ك رحمهم الله.
3- سقطت من ق.
4- وردت فى ك نبينا صلى الله و عليه و آله.
5- وردت فى ك ثم بعده.
6- ويراد به السلطان العثمانى مراد الرابع 1032- 1049 ه/ 1622- 1639 م.
7- سقطت من ك.
8- وردت فى ك من.
9- وردت فى ك المعصو.
10- وردت في ك المعصر وقد ورد عن آل البيت عليهم السلام أنّ الإمام لا يليه إلّاإمام، وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى ذلك بقوله «الإمام لا يُغسله إلّاإمام». يُنظر: الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 97 في ردّ المصنّف على مذهب الواقفيّة.

ص: 40

بعليّ بن الحسين عليهما السلام أعطاك النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم [إيّاه] (1) وهو تأسيس الكعبة فقوي بهذا المنام قلبي) (2) واجتهدت اجتهاداً عظيماً و [كنت] (3) أقول عسى [أن] (4) (تبنى) (5) بدراهم المؤمنين بأيّ حيلةٍ تكون، (وأحاول) (6) مع شريف مكّة (7) حتّى (أُرضيه) (8) بأن نبنيها ظاهراً باسم سلطان الروم وباطناً بمال أخي في اللَّه (وسلطان) (9) العارفين صدر الدِّين علي الملقّب ب (مسيح الزمان) (10) (أطال اللَّه بقاءه وبلغه غاية ما يتمنّاه) (11)


1- إضافة يقتضيها السياق.
2- سقطت من ق.
3- إضافة يقتضيها السياق.
4- إضافة يقتضيها السياق.
5- وردت في ق تبني.
6- وردت في ك وادجادل
7- الشرافة منصب ديني وراثي يقوم بموجبه الشريف بالإشراف على الأماكن المقدّسة في مكّة والمدينة وكان آنذاك السيّد مسعود بن إدريس 1039- 1041 ه/ 1629- 1631 م شريفاً على مكّة وفي عهده غمر السيل المسجد الحرام والكعبة المعظّمة وهلك عدد من الناس، وقد عرف بكرمه وشجاعته وفراسته وحسن تدبيره ورعايته للعلم، توفّي في الثامن عشر من ربيع الثاني من العام المذكور ودفن إزاء قبر خديجة الكبرى رضى الله عنه. ينظر: ابن شدقم، تحفة الأزهار، ج 1، ص 534- 537؛ جارشلي، أُمراء مكّة المكرّمة، ص 111.
8- وردت في ك أرضيته.
9- وردت في ك سلطان.
10- لم نعثر على ترجمته في المصادر، والظاهر أنّه ذاته مسيح اللَّه والد فتح اللَّه مؤلِّف رسالة أبنية الكعبة وما جرى عليها من الهدم والبناء، وقد عبَّر عنه المؤلِّف ب مسيح الزمان كما أشار الطهراني إلى ذلك. يُنظر: طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 431.
11- سقطت من ك.

ص: 41

لحسن ظنّي به ويكون لي طريق إلى أساسها. وكلّما (أرضيه) (1) يجي ء (بعض) (2) الناس يخوّفونه من سلطان الروم حتّى وقف (عن) (3) البناء وأرسل الخبر إلى مصر و [ال] (4) قسطنطينيّة (5) فلمّا سمعوا أرسلوا رجلين وكيلًا من جهة السلطان ومباشراً وشرعوا يوم الثلاثاء (الثالث) (6) من جمادى الثاني (الآخرة) (7) سنة ألف وأربعين [للهجرة] (8) في هدم ما خرب من (بقيّة) (9) جدران البيت الشريف، فحثّني داعي (الشوق) (10)


1- وردت في ك أرضيته.
2- سقطا من ق.
3- وردت فى ق على.
4- إضافة تقتضيها استقامة اللفظ.
5- تظهر أهمية مصر والقسطنطينية لأن الاولى كانت محلا لصناعة كسوة الكعبة المعظمة و منها يرسل المحمل الذى يحمل الكسوة متوجها إلى مكة، أما الثانية فهى عاصمة الدولة العثمانية المسيطرة على بقاع عديدة من العالم الإسلامى لا سيما الأماكن المقدسة فى مكة و المدينة- المرتبطتان مباشرة بالخليفة العثمانى- و هى المشرفة على شؤون البلاد الواقعة تحت سيطرتها. و قد ذكر باسلامة أنه «لما وصل النبأ تهدم الكعبة إلى خارج أحدث هياجا شديدا، كما أن الموسم قد قرب، فرأى والى مصر محمد [على] باشا الألبانى أن لا ينتظر ورود الأمر السلطانى من القسطنطينية خوفا من ازدياد التصدع فى الكعبه، فأرسل رضوان آغا من حاشية البلاد العثمانى مندوبا ... إلى مكة المكرمة، و خوله صلاحيات تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة». ينظر: تاريخ الكعبة المعظمة، ص 103.
6- وردت في ك ثالث.
7- سقطت من ك.
8- إضافة يقتضيها السياق.
9- سقطت من ك.
10- وردت فى ك الشرق.

ص: 42

وغلبة الوجد ودخلت معهم في الشغل «وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ» (1)

وسألت اللَّه أن يمنحني (حسن) (2) الأدب في ذلك المحل العظيم ويلهمني ما (يستحقّه) (3) من الإجلال و (التعظيم) (4) وأن يرزقني منه القبول والرضى والتجاوز عمّا سلف ومضى، وكنت في بعض الأوقات أجلس في وسط الكعبة (المشرّفة) (5) وأتلو القرآن، فلمّا رآني الوكيل والمباشر (6) والبناؤون والفعلة (7) اعتقدوا فيَّ اعتقاداً عظيماً، ببركة المعصومين عليهم السلام وكلّ كلام أقوله لهم من جهة البيت الشريف يقولون:

سمعاً وطاعة، حتّى هدموا بقيّة جدران البيت إلّاالحجر الفوقاني (8)


1- سورة البقرة، آية 220.
2- وردت في ك حتّى.
3- وردت في ك أستحقّه.
4- وردت في ك التعظم.
5- وردت في ق الشريفة.
6- الوكيل هو السيّد محمّد أفندي المعمار الذي وصل إلى المدينة المنوّرة في ربيع الثاني سنة 1041 ه/ 1621 م ليستلم مهامّه متولّياً على قضاء المدينة المنوّرة ومشرفاً على الكعبة المشرّفة، أمّا المباشر فهو الآغا رضوان بك المعمار الذي قدم من مصر ليتولّى عمارة البيت الحرام وليكون مباشراً على ذلك في السابع عشر من شوّال سنة 1040 ه/ 1620 م. ينظر: ابن شدقم، تحفة الأزهار، ج 1، ص 536- 537.
7- الفعلة: هم عملة الطين والحفر. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة فعل.
8- الحجر الفوقاني: هو الحجر الذي يحيط بالحجر الأسود حفاظاً عليه من أيدي العابثين من الناس، وتأتي حرمة دوس الفعلة عليه بسبب ملاصقته للحجر الأسود. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 149- 150.

ص: 43

الذي (فوق) (1) الحجر الأسود والحجر الذي تحته، فرأيت الفعلة يدوسون بأرجلهم على الحجر الفوقاني الذي (فوق) (2) الحجر الأسود، فقلت للمباشر: الوقوف على الحجر الفوقاني وقوفٌ على الحجر الشريف بواسطة (3) (هذا غلط) (4) فينبغي أن يمنع الركن (الشريف) (5) من الدوس بأن تجعله خارجاً عن محطّ أقدام المشتغلة، فقال: بسم اللَّه فطلب (ألواحاً من الخشب) (6) (وجعلت الزاوية خارجةً) (7) عن محلّ تردّد الفعلة (فأسمرت) (8) الزاوية بخمسة ألواحٍ من الخشب عدد آل العبا عليهم السلام (9) فخطر ببالي أنّ (هذه) (10) إشارة من آل العبا عليهم السلام (11) بأنّهم يحفظون الحجر الأسود (وما يخلون (12) المخالفين يرفعونه من مكانه) (13) وذكرت لبعض الصالحين هذه الإشارة، وآخر الأمر صار كما خطر


1- وردت في ق على.
2- وردت في ق على.
3- لفظة استخدمت يُراد بها لأن.
4- سقطت من ق.
5- سقطت من ق.
6- وردت في ق ألواح خشب.
7- وردت في ق وجعلنا الزاوية خارجاً.
8- وردت في ق فانسترت.
9- سقطت من ك.
10- سقطت من ك.
11- سقطت من ك.
12- لفظة عامّية وردت في سياق الكلام وتعني ويمنعون.
13- سقطت من ق.

ص: 44

ببالي والحمد للَّه.

فلمّا فرغوا من هدم الجدران لقينا (أساس) (1) جدرانها الثلاثة في غاية الاستحكام ودخلوا في الأساس من جهة (العرض الشامي) (2) الذي فيه الميزاب قريب ذراع وربع وأخرجوا الصخور العظيمة والذي احتاج إلى التغيير (غيّروه) (3)، و [في] (4) ليلة الأحد الثاني (والعشرين) (5) من الشهر المذكور وقع القول بأنّ غداً الصبح يشرعون في التأسيس (6)، وكنت (أنا أفكّر) [في] (7) تلك الليلة وأقول في نفسي:

ياربّ وقت الصبح إذا (حضر) (8) أشراف مكّة (9) والقاضي (10) وشيخ الحرم (11) ووكيل السلطان والمباشر وعلماء مكّة (والخدّام وتقدّم


1- وردت في ك بأساس.
2- وردت في ك عرض الشامي.
3- وردت في ك غيّره.
4- زيادة يقتضيها السياق.
5- وردت في ك والعشرون.
6- قصد المؤلِّف وضع الأساس لعمليّة بناء الكعبة، وهنا نلاحظ أنّ المؤلّف أخذ بسرد حوادث البناء على شكل يوميّات منذ الصباح وحتّى المساء.
7- زيادة يقتضيها السياق.
8- وردت في ك حضروا.
9- ممّن قصد المؤلّف بقوله «أشراف مكّة» الشريف عبداللَّه بن أبي رميثة حسن بدر الدِّين الذي أعقب ابن أخيه الشريف مسعود، المتوفّى على سدانة الكعبة. ينظر: ابن شدقم، تحفة الأزهار، ج 1، ص 537؛ جارشلي، أُمراء مكّة، ص 111.
10- قاضي مكّة هو الأفندي حسين أروسي. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 104.
11- شيخ الحرم هو شمس الدِّين عتاقي أفندي، ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 104.

ص: 45

كلّ واحدٍ منهم) (1) [للمشاركة في بدء التأسيس] (2) كيف يكون حالي حين التأسيس؟ وأتضرّع إلى من له الحول والقوّة وأُناجي بهذه الأبيات:

(يارب) (3)

بالحرم الشريف بزمزم بالحجر والميزاب والأستار

بمقام إبراهيم (وما) (4) حوله بالركن (الأسحم) (5) سيّد الأحجار

بالمروة العظمى فضلًا بالصفابفضيلة المسعى وجري (الجار) (6)

بمنى (بجمع) (7) المشاعر كلّهابالواقفين بموقف الأخيار

بمحمّدٍ بوصيّه (وبنيّه) (8) (بأئمّة) (9) النجباء والأبرار


1- سقطت من ق.
2- إضافة يقتضيها السياق.
3- وردت في ق بالبيت.
4- وردت في ق مع ما.
5- سقطت من ق.
6- وردت في ك الجاري.
7- وردت في ق بجميع.
8- وردت في ك وببنته.
9- وردت في ك بالأيمّة.

ص: 46

أسألك أن تجعلني مؤسّساً لبيتك الحرام، وقمت سحر تلك الليلة، واغتسلت غسل دخول الكعبة (1)، ودخلت المسجد وصلّيت صلاة الليل وصلاة الصبح، فرأيت المباشر دخل الكعبة مع جماعة قليلة من البنّائين وليس معهم أحد من أهل المناصب حتّى الوكيل كأنّ اللَّه (سبحانه وتعالى) (2) قيّدهم «فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً» (3)

فدخلت معهم فقال (لي) (4) المباشر: يا سيّد زين العابدين إقرأ الفاتحة، فرفعت يديّ وقرأت الفاتحة (بعدها) (5) دعوت بالدّعاء المسمّى بدعاء سريع الإجابة (6) الذي رواه ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني في (أُصول الكافي) (7) في كتاب الدّعاء (8) وهو هذا:


1- غسل دخول الكعبة: من المناسك التي يجب على من يروم الدخول إلى الكعبة الالتزام بها، فقد أكّدت الأحاديث المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام وجوب العمل بهذا النسك وعدم التساهل فيه بجعله من مستحبّات الأعمال. ينظر: المفيد، المقنعة، ص 423؛ الحلّي، السرائر، ج 1، ص 614.
2- سقطت من ك.
3- سورة الحاقّة، آية 32.
4- سقطت من ق.
5- وردت في ك وبعد الفاتحة.
6- ورد في الأُصول من الكافي سلسلة أدعية تحت عنوان باب دعوات موجزات لجميع الحوائج في الدُّنياوالآخرة وعنى بهاالأئمّة عليهم السلام لقضاءحوائجهم. ينظر: ج 2، ص 582- 583.
7- وردت في ك أُصوله الكافي.
8- كتاب الدّعاء: هو أحد أبواب كتاب الأُصول من الكافي للكليني، وقد نهج المؤلِّفون في مصنّفاتهم إطلاق تسمية كتاب على الفصول التي يتضمّنها الكتاب كما جاء في المتن من تسمية فصل الدُّعاء ب كتاب الدّعاء، ينظر: الاصول من الكافي، ج 2، ص 466- 575.

ص: 47

«اللّهُمَّ إنّي أسألك باسمك العظيم، الأعظم، الأجلّ، الأكرم، المخزون، المكنون، النور، الحقّ، البرهان المبين، الذي هو (نورٌ مع نور) (1) ونورٌ من نور، (ونور) (2) في نور، ونورٌ على نور، ونورٌ فوق كلّ نور، (ونورٌ على كلّ نور) (3) ونور (يضي ءُ) (4) (به) (5) كلّ ظلمة، (ويكسر) (6) به كلّ شدّة، وكلّ شيطانٍ مريد، وكلّ جبّارٍ عنيد، ولا تقرُّ به أرض، ولا تقوم به سماء، (ويأمن به) (7) كلّ خائف، ويبطل به سحر كلّ ساحر، وبغي كلّ باغٍ، وحسد كلّ حاسدٍ، ويتصدّع لعظمته البرّ والبحر، (ويستقلّ) (8) به الفلك حين (9) يتكلّم به الملك فلا يكون (للموج) (10) عليه سبيل، وهو اسمك الأعظم (الأعظم) (11)، الأجلّ (الأجل) (12)


1- وردت فى ق نور مع نور فوق نور و فى ق نور على نور.
2- سقطت فى ك.
3- لم ترد فى الاصول من الكافى.
4- وردت فى ك تضى ء.
5- وردت فى ك فيه.
6- وردت فى ق ألواح خشب.
7- وردت فى ق و يا من يؤمن به.
8- وردت فى ق و يستقر.
9- وردت فى ك حتى.
10- وردت فى ك للموحى.
11- سقطت من ك و ق.
12- سقطت من ك و ق.

ص: 48

(الأكرم) (1) النور الأكبر الذي سمّيت به نفسك واستويت به على عرشك، وأتوجّه إليك بمحمّدٍ (وأهل بيته) (2) (و) (3) أسألك بك وبهم أن تصلّي على محمّد وآل محمّد» (4). (انتهى) (5).

ودعوت (للسلطان وقصدت المهدي) (6) وأخذت حجر الركن المبارك الغربي وهو الآن في داخل الأساس، وجاء رجل من المؤمنين اسمه محمّد حسين من أهل (أبرقوه) (7) بطاسٍ من (نورة) (8) وكبَّ (في الأساس) (9) وفرشت تلك النورة بيدي وقلت:

«بسم اللَّه الرحمن الرحيم: اللّهمَّ ثبّت دولة محمّد وآل محمّد، وعجِّل


1- لم ترد في الاصول من الكافي.
2- وردت في ك وأهل بيته.
3- سقطت من ق.
4- الكليني، الاصول من الكافي، ج 2، ص 582.
5- سقطت من ق.
6- أشار المؤلّف في هذا الموضع من المخطوطة أنّه دعى للسلطان العثماني مراد الرابع 1032- 1049 ه- الذي وقع في عهده السيل وعمارة البيت الحرام- ظاهراً، لكنّه قصد بالدّعاء الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإماميّة، وهو الإمام الغائب محمّد بن الحسن العسكري الملقّب بالمهدي عجّل اللَّه فرجه الشريف، وقد نهج المؤلّف هذا التصرّف من باب التقيّة.
7- ابرقوه: بلد مشهور بأرض فارس من كورة اصطخر قرب مدينة يزد وهي بليدة صغيرةبنواحي اصبهان. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 69.
8- النورة: نوع من الحجر يُحرَق ويعمل منه الكلس الذي يستخدم مادّة أساسيّة في البناء. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة نور.
9- وردت في ك على الأساس.

ص: 49

فرجهم»، (وحطيت) (1) ذلك الحجر في زاوية الركن الشريف الغربي في أساس إبراهيم عليه السلام والحمد للَّه.

وشرعت في البناء، وقلت (في) (2) أوّل شروعي:

«اللّهُمَّ إنّي أُشهدك (وأُشهد) (3) ملائكتك المقرّبين بأنّي أشركت معي جميع المؤمنين والمؤمنات، أحيائهم وأمواتهم، والذين في أصلاب الرجال، (وفي بطون الامّهات) (4) إلى يوم الدِّين في عملي هذا»، واغتنمت الفرصة، وللَّه درّ (مَن قال) (5):

تمتّع إن ظفرت بنيل قرب وحصّل ما استطعت من إدّخاري

فقد وسعت أبواب التداني وقد قربت للزوّار داري

وقد (هبت) (6) نسيمات بنجدٍ (فطب واشرب بكاساتٍ لباري) (7)

(فودّع أهل نجدٍ قبل بُعدٍفما نجدٌ ولم تحلل بدار) (8) (أقول لمن لم يمرّ بأرض نجدٍويظفر من رباها بالدِّيار) (9)


1- كلمة عامّية وردت في سياق الكلام ويُراد بها وضعت.
2- سقطت من ق.
3- سقطت من ق.
4- سقطت من ك.
5- استشهد الرواة بهذا الشعر- وإن اختلفوا في بعض كلمات أبياته- ولكن دون نسبةٍ لقائلها، ينظر: ابن الأثير، الكامل، ج 10، ص 110؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 462.
6- وردت في ق بنيت.
7- وردت في ك ويظفر من رباها بالدِّيار.
8- سقط من ك.
9- سقط من ك.

ص: 50

تزوّد من شميم (عرار) (1) نجدٍفما بعد العشيّة من عرار

واشتغلت إلى نصف النهار و (حطيتُ) (2) (أحجاراً) (3) كثيرة حتّى ارتفع تمام جدار (العرض الشامي) (4) من أصل الأساس قريب من ثلاثة أذرع (5)، فلمّا قضيت من ذلك الوطر ومتّعتُ عيني (من ذلك) (6) الأساس بالنظر لأتحف بوصفه المشتاقين، وأنشر من طيب أخباره في المحبّين، وقع الكلام (بين المخالفين، وتحرّك عرق حسدهم، وسمعت أنّ شيخ الحرم تكلّم في الخفية بين المخالفين) (7) بأنّ الذي أسّس الكعبة مجتهد الرافضة، فلمّا سمعتُ هذه الحكاية قلت [في نفسي] (8): « «مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ» ما لكم من علاج، قد كان ما كان» فقلّلت المدخل (9)، لأنّ


1- عرار: طيب الرائحة. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة عرر.
2- كلمة عامّية وتعني وضعت.
3- وردت في ك أحجار.
4- وردت في ك عرض الشامي.
5- أشار هنتس في كتابه أنّ الذراع الشرعيّة هي ذراع اليد المصرية وطولها 875/ 49 سم وتبلغ ذراع الحديد ذات الثمانية والعشرين إصبعاً والتي كانت تستعمل في الحجاز ومصر خلال القرن الخامس عشر الميلادي 76 ذراع اليد، فطولها إذن 187/ 58 سم بالضبط شأنها في ذلك شأن ذراع يد القاهرة والإسكندرية. ينظر: المكاييل والأوزان الإسلاميّة، ص 87- 90.
6- وردت في ك في ذلك.
7- سقطت من ق.
8- إضافة يقتضيها السياق.
9- قصد المؤلّف الدخول.

ص: 51

الذي يُفهم (من) (1) حديث عليّ بن الحسين عليه السلام الآتي ذكره نفس التأسيس فقط، (لا بناء) (2) الجدران، فأحضر بعض الأوقات وأغيب بعضها حتّى وصل العمل إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود يوم التاسع من رجب، هذا وأنا أتّقي وما أدخل معهم (في) (3) الشغل، فذكرت لبعض أشراف مكّة من بني حسن (4) وهو شريك سلطنتهم وقلت له احضر (في) (5) الكعبة عسى [أن] (6) تمنعهم من أن يرفعوا الحجر،


1- وردت فى ك فى.
2- وردت فى ك لإتمام.
3- وردت فى ك إلى.
4- تعاقبت على إمارة مكة المكرمة اربع أسر من الشرفاء أولها اسرة أولاد إخيضر وينتسبون إلى الإمام حسن عليه السلام، و قد تولوا إمارة مكة واليمامة اعتبارا من سنة 251 ه/ 865 م عهد إسماعيل بن الأخيضر و حتى سنة 360 ه/ 970 م عندما فرض القرامطة سيطرتهم على مكة المكرمة فى عهد آخر امرائهم الشريف محمد بن جعفر، و بعد انسحاب القرامطة من الحرم الشريف، تصدت اسرة موسى الجون- و تعود بنسبها إلى الإمام الحسن عليه السلام أيضالإمارة مكة لأكثر من 350 عاما و أول امرائها هو الشريف موسى بن عبدالله و آخرهم تاج المعالى الشريف أبو الفتوح و مدة إمارتهم 109 سنوات، و بعد وفاة أبوالفتوح لم يخلفه أحد، فانتقلت إمارة مكة إلى اسرة بنى هاشم المعروفين ب بنى فليطة وبقوا امراء عليها طيلة 138 عاما، ثم انتقلت الإمارة إلى اسرة أبو عزيز قتادة بن إدريس و هو إيضا حسنى نسب و بقيت هذه الإمارة إلى اسرة ابو عزيز قتادة بن إدريس و هو أيضا حسنى نسب و بقيت هذه الاسرة معتلية زعامة مكة على مدى سبعة قرون، و بعد ثورة الحسين بن على شريف مكة سنة 1916 م، ببضع سنوات آلت إمارة مكة إلى آل سعود بعد أن فرضوا سيطرتهم على الحجاز. ينظر: جارشلى، امراء مكةص 99.
5- سقطت من ق.
6- إضافة يقتضيها السياق.

ص: 52

وأُلهمت في ذلك اليوم بقراءة الدُّعاء السيفي المبارك (1)، فلمّا (قرأته) (2) (سبعاً) (3) وعشرين مرّة وصل إليَّ الخبر بأن لمّا اكتشفوا الحجر (الشريف نزل شريف مكّة والسادات من الأشراف والقاضي، والمفتي، وعلماء مكّة، إلى المسجد الحرام ليتشرّفوا ببناء البيت الحرام، فلمّا وصلوا إلى الحجر الشريف) (4) تخيّل لهم


1- ونصّه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ: رَبِّ أَدْخِلْنى فى لُجَّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ، وَطَمْطامِ وَحْدانِيَّتِكَ، وَقَوِّني بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ، حَتّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفى وَجْهى لَمَعاتُ بَرْقِ الْقُرْبِ مِنْ آثارِ حِمايَتِكَ، مَهيباً بِهَيْبَتِكَ، عَزيزاً بِعِنايَتِكَ، مُتَجَلِّلًا مُكَرَّماً بِتَعْليمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ، وَأَلْبِسْنى خِلَعَ الْعِزَّةِ وَالْقَبُولِ، وَسَهِّلْ لى مَناهِجَ الْوُصْلَةِ وَالْوُصُولِ، وَتَوِّجْنى بِتاجِ الْكَرامَةِ وَالْوَقارِ، وَأَلِّفْ بَيْنى وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ فى دارِ الدُّنْيا وَدارِ الْقَرارِ، وَارْزُقْنى مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِىَ الْقُلُوبُ وَالْأَرْواحُ، وَتَخْضَعُ لَدَىَّ النُّفُوسُ وَالْأَشْباحُ، يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ، وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ أَعْناقُ الْأَكاسِرَةِ، لامَلْجَأَ وَلا مَنْجى مِنْكَ إِلّا إِلَيْكَ، وَلا إِعانَةَ إِلّا بِكَ، وَلَا اتِّكاءَ إِلّا عَلَيْكَ، ادْفَعْ عَنى كَيْدَ الْحاسِدينَ، وَظُلُماتِ شَرِّ الْمُعانِدينَ، وَارْحَمْنى تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، أَيِّدْ ظاهِرى فى تَحْصيلِ مَراضيكَ، وَنَوِّرْ قَلْبى وَسِرى بالْاطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعيكَ. إِلهى كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ، وَقدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِكَ، وَكَيْفَ تُؤْيِسُنى مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَنى بِدُعائِكَ، وَها أَنَا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ، مُلْتَجِئٌ إِلَيْكَ، باعِدْ بَيْنى وَبَيْنَ أَعْدائى كَما باعَدْتَ بَيْنَ أَعْدائى، اخْتَطِفْ أَبْصارَهُمْ عَنى بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمُعْطى جَلائِلَ النِّعَمِ الْمُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ، بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا وَنَبيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ. ينظر: القمّي، مفاتيح الجنان.
2- وردت في ق قرأت.
3- وردت في ك سبعةً.
4- سقطت من ق.

ص: 53

كأنّه تِنّين (1) عظيم يريد أن يأكلهم، (ودخل) (2) السيّد علي بن بركات (3) (- أيّده اللَّه تعالى-) (4) وهو من أكابر أشراف مكّة ومنعهم (أيضاً) (5) وقال لهم لا (تشيلوه) (6) (مالكم قدرة عليه) (7)، فالحاصل منع المعصومون عليهم السلام (المخالفين عن) (8) أن يرفعوا الحجر الأسود وأعطانا اللَّه (ببركاتهم) (9) منصب التأسيس «هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (10) «وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» (11).

ويوم الثاني (والعشرين) (12) من رجب هذا (المذكور) (13)


1- التنين: ضرب من الحيات كأكبر ما يكون منها له أنياب كأسنة الرماح و هو طويل يخافه حيوان البر و البحر ينظر: الدميرى، حياة الحيوان الكبرى، ج 1 ص 517.
2- وردت فى ك فقال.
3- على بن بركات: هو على بن بركات بن أبى نمى محمد، كان أديبا، ظريفا، شاعرا، و عرف قاضيالآل أبى نمى مطاعا، و إليه مرجعهم فى جميع شؤونهم، له من الأولاد أربعة هم: الحسن و الحسين و بشر و بشير. ينظر: ابن شدقم، تحفة الأزهار، ج 1، ص 517.
4- سقطت من ك.
5- سقطت من ك.
6- لفظة عامية قصد بها المؤلف لا تعرفوه.
7- سقطت من ك.
8- سقطت من ك.
9- وردت فى ق بركاتهم.
10- سورة ص، آية 39.
11- سورة الروم، آية 47.
12- وردت فى ك والعشرون.
13- سقطت من ك.

ص: 54

علّقوا الباب الشريف (1) و (2) يوم الثالث عشر من شعبان بعد رجب (المذكور) (3) أدخلنا أعمدة سقف بيت اللَّه الحرام، ويوم الخامس عشر دخلت الكعبة ووضعت في باطن جدارها أربعة من الأحجار (وضعت) (4) حجراً (5) في نفس زاوية الحجر الأسود، وحجراً في الحطيم، وحجراً في مولد (6) ( (7) أمير


1- اختلفت الروايات حول أوّل من عمل باباً للكعبة المعظّمة فقيل إنّ آنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وقيل إنّ قبيلة جرهم العربية هي التي بنيت البيت ووضعت له باباً، وذكر أنّ تبع اليماني الثالث- هو أحد ملوك اليمن المتقدّمين على البعثة النبويّة الشريفة- هو الذي وضع للبيت باباً. ومهما يكن أوّل من وضعها فقد ورد أنّ الناصر محمّد بن قلاوون 692- 694 ه وضع باباً جديدة للكعبة سنة 733 ه/ 1332 م، ثمّ أبدلها الناصر حسن سنة 761 ه/ 1359 م ثمّ قلعت لعمل الحلية عليها واعيدت إلى مكّة سنة 781 ه/ 1379 م، وعندما انتهب الناس الفضّة الموجودة على أطرافها، عمل- فيما بعد- السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 961 ه/ 1552 م بتصفيحها بالفضّة وسمّرت بمسامير من الفضّة المموّهة بالذهب وبقيت كذلك حتّى وقوع سيل 1029 ه/ 1629 م حيث ركّب باب خشب بشكل مؤقّت بعدما قلع السيل الباب المذكور، وقد قام السلطان مراد الرابع في العام 1044 ه/ 1624 م بصنع باب جديد. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 184- 185.
2- سقطت من ك و ق.
3- سقطت من ق.
4- سقطت من ك.
5- في ك و ق خام باطن.
6- أورد الشيخ المحقّق محمد علي الأردوبادي مصنّفاً مستقلّاً أشار فيه إلى جميع النصوص والأخبار التي رواها علماء المسلمين في تأكيد المكان الذي ولد فيه الإمام عليّ عليه السلام في كتابه الموسوم علي وليد الكعبة. ينظر: ص 2- 128 من هذا الكتاب.
7- في ف ثمّ أعمل.

ص: 55

المؤمنين) (1) علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2) وهو بعيد عن زاوية الحجر (الأسود) (3) (بثلاثة) (4) أذرع من جهة الركن اليماني (5) تخميناً، (كذا سمع) (6) واللَّه أعلم. وحجراً (قرب) (7) زاوية الركن اليماني.

ويوم الثامن عشر من هذا الشهر أدخلنا ألواحاً بين أعمدة السقف وركّبتْ مع الأعمدة، ويوم (التاسع عشر) (8) من شعبان المذكور (المبارك) (9) ركّب ميزاب الرحمة (10)، ويوم الثاني من شهر رمضان (المعظّم) (11) بعد شعبان المذكور (المبارك) (12) شرعوا في عمل الرخام في


1- سقطت من ك، و سقطت من ف.
2- سقطت من ك.
3- سقطت من ك.
4- وردت فى ك و ف ثلاث.
5- ترجع أهمية الركن اليمانى لكثرة ما كان النبى محمد صلى الله و عليه و آله يقبل هذا الركن و يضع خده الشريف عليه، و قد أشار إلى ذلك ابن عباس بأن الرسول صلى الله عليه و آله كان يكثر من تقبيل هذا الركن، و قد وجه ابن عمر يزاحم الناس على الركنين و عندما سئل عن السبب قال: افعل ما سمعت رسول الله صلى الله و عليه و آله يقول عنهما إن الدعاء يستجاب فيه. ينظر: الأرزقى، أخبار مكة، ج 1، ص 225، 229.
6- سقطت من ق. و فى ف سمع كذا.
7- وردت فى ك و ف قريب.
8- وردت فى ك و ف التاسع و العشرون.
9- سقطت من ك.
10- ينظر هامش 8 ص 7.
11- سقطت من ك.
12- سقطت من ك و ق.

ص: 56

سطح الكعبة (الشريفة) (1)، ويوم التاسع منه ابتدأوا في شغل الرخام في (2) باطن جدران الكعبة وأرضها، (وفي يوم الأربعاء) (3) التاسع و (العشرون) (4) منه تمّ العمل (5)، و [في يوم] (6) (الجمعة) (7) آخر الشهر، أعني شهر رمضان المذكور، أُدخل الخلَق الكعبة والحمد للَّه.

فأوّل التأسيس إلى آخر البناء، ثلاثة أشهر وخمسة أيّام، (ولا يخفى على أهل العرفان أنّه إذا كان سلطنة الحرمين الشريفين بين المخالفين وناس كثير من أهل المناصب مجتمعون في مكّة المعظّمة (ويحط) (8) اللَّه (سبحانه وتعالى) أرجلهم «فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً» (9)

حتّى لايحضر وكيل السلطان أيضاً (10) في ساعة التأسيس) (11) وموافقة ابتداء


1- وردت فى ك الشريف.
2- سقطت من ف.
3- وردت فى ك و يوم.
4- وردته فى ق والعشرين.
5- سقطت من ف.
6- إضافة يقتضيها السياق.
7- وردت فى ك، ف جمعة.
8- لفظة عامية و تعنى ويضع.
9- سورة الحاقة، آية 32.
10- فى ف وافقه.
11- سقطت من ق.

ص: 57

هذا الأساس مع أساس عليّ بن الحسين (زين العابدين) (1) عليه السلام وهو أساس العرض الشامي الذي رماهُ الحجّاج (2) بالمنجنيق، لأنّ أساس الجدران الثلاثة (3) على حالها الأوّل، وموافقة (4) اسم العبد الذليل مع (الاسم الشريف) (5) (علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) (6) وكمال ضعفه وقلّة حيلته (بين هؤلاء المخالفين) (7) مع هذا يؤسّس بيت اللَّه الحرام، لا شكّ (في) (8) أنّ هذا معجزة (من) (9) معجزات المعصومين عليهم السلام لإدخال السرور على محبّيهم كي يفرحوا (ويؤرّخوا) (10) في التواريخ والتصانيف حتّى (يُسَّر) (11) بهذا (الحديث و) (12) الخبر من كان في


1- هو الحجاج بن يوسف الثقفى، كان واليا على العراقين 0 الكوفة و البصرة)، أسند إليه الخليفة الأموى عبدالمالك بن مروان مهمة قمع حركة عبدالله بن الزبير فى مكة و كان ذلك سنة 73 ه/ 692 م فالتحم الفريقان فى الطائف و عندما أحس ابن الزبير بالهزيمة هرب إلى مكة و لاذ بالكعبة الشريفة فسمى (العائذ بالبيت) عندها وضع الحجاج المنجنيق- و هو آلة حربية تستخدم لنقب الحصون بقذفها بالاحجاز الملتهبة- على جبل أبى قبيس، و قذف الكعبة الملتهبة فتهدم أحد أركانها و احترقت أستارها. للمزيد من التفاصيل ينظر: الطبرى، تاريخ الطبرى، ج 6، ص 187- 194؛ ابن الأثير، الكامل، ج 4، ص 38- 46.
2- فى ف ثلاثة.
3- فى ف واقفه.
4- ورد فى ق ف اسم شريفة.
5- وردت فى ك على بن الحسين عليه السلام زين العابدين عليه السلام.
6- سقطت من ق.
7- سقطت من ك.
8- وردت فى ك مع.
9- وردت فى ق ويعذيعوا.
10- سقطت من ق.
11- سقطت من ق و ف.
12- سقطت من ق.

ص: 58

أصلاب الرجال، (ويتيقّنوا) (1) بأنّ المعصومين عليهم السلام ليسوا (بغافلين) (2) عن حال رعيّتهم في كلّ أوان «وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» (3).

(ولنشرّف) (4) هذا الفصل بالحديث الشريف الذي فيه ذكر تأسيس علي بن الحسين عليه السلام، (روى) (5) ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني من كتاب الحجّ (من الكافي) (6) في (باب) (7) (ورود تُبّع) عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن (ابن أبي عمير) (8) عن أبي علي صاحب الأنماط عن أبان بن تغلب (9) قال:

«لمّا هدَّمَ الحجّاج الكعبة فرّق الناس (10) ترابها، فلمّا صاروا إلى


1- وردت في ك ويتيقّنون.
2- وردت في ق غافلين.
3- سورة التوبة، آية 105.
4- ورد في ق ونشرف.
5- ورد في ق رواه.
6- سقطت من ق.
7- سقطت من ك.
8- في ف ابن عمر.
9- هو أبان بن تغلب بن رباح أبو سعيد البكري الجريري من عشيرة بكر بن وائل، كان أباً مقدّماً في كلّ فنّ من الفنون، كالقرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو، له كتب منها تفسير غريب القرآن وكتاب الفضائل. ينظر: الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 19- 23.
10- سقطت من ق و ك.

ص: 59

بنائهافأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حيّة فمنعت الناس من البناء، حتّى هربوا فأتوا الحجّاج فأخبروه، فخاف أن يكون قد منع بناؤها، (فصعد) (1) المنبر ثمّ أنشد الناس وقال:

أنشد اللَّه عبداً عنده مَن ابتلينا به علم لما أخبرنا به.

قال: فقام إليه شيخٌ فقال: إن يكن عند أحدٍ علم فعند رجلٍ رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثمّ مضى.

فقال الحجّاج: مَن هو؟

(فقال) (2) عليّ بن الحسين عليه السلام.

فقال: (هو) (3) معدن ذلك، (فبعث إلى عليّ بن الحسين عليه السلام) (4) فأتاهُ فأخبره ما كان من منع اللَّه (إيّاهُ) (5) البناء.

فقال له عليّ بن الحسين عليه السلام: (يا حجّاج) (6) عمدت إلى بناء إبراهيم (وإسماعيل) (7)]« [ (8) فألقيته في الطريق (وانتهبته) (9) كأنّك ترى أنّه تراثٌ لك، إصعد المنبر وانشد الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئاً إلّاردّه.


1- وردت في ك فصد.
2- وردت في ك قال.
3- سقطت من ك.
4- سقطت من ك.
5- وردت في ك إيّاها.
6- وردت في ك أياحجّاج.
7- سقطت من ك.
8- إضافة يقتضيها السياق.
9- وردت في ق وأنميته، وفي ف أنهبته.

ص: 60

(قال) (1) ففعل وأنشد الناس أن لا يبقى (أحدٌ منهم) (2) (خذ منه شيئاً) (3) إلّاردّه فردّوه، فلمّا رأى جميع التراب عليّ بن الحسين عليه السلام فوضع الأساس وأمرهم أن (يحفروا) (4) فتغيّبت عنهم الحيّة، وحفروا حتّى انتهوا إلى مواضع القواعد، قال لهم: تنحّوا، فتنحّوا، فدنا منها فغطّاها بثوبه ثمّ بكى، ثمّ غطّاها بالتراب (بنفسه) (5) ثمّ دعى الفعلة فقال: ضعوا بناءكم، فوضعوا البناء، فلمّا ارتفعت حيطانها أمر بالتراب (فأُلقي) (6) في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعاً يُصعد إليه بالدرج» (7).


1- سقطت من ك.
2- وردت في ك و ق منهم أحد.
3- وردت في ق عنده شي ء.
4- وردت في ق يحفروا فيه.
5- وردت في ق بيد نفسه.
6- وردت في ق فقلب.
7- ينظر: الكليني، أصول الكافي، ج 4، ص 222.

ص: 61

الفصل الثاني/ في علّة بناء الكعبة المشرّفة وبدء الطواف بها ...

الفصل الثاني

في علّة بناء الكعبة المشرّفة وبدء الطواف بها ...

«في علّة بناء الكعبة المشرّفة، وبدء الطواف بها، وفضائلها، وذكر صفة الكعبة، و طولها و عرضها و ارتفاعها فى (1) خارجها و داخلها، وسقفها وأساطينها وغلظ جدارها، وبابها وسلّميها الداخل والخارج، والحجر، والميزاب، والحجر الأسود، والحطيم، و (المستجار) (2) و (كسوتيها) (3) الخارجة والداخلة، وشاذروانها، ومطافها، والمقام، والمنبر».

ولنزيّن هذا الفصل بأحاديث المعصومين عليهم السلام رواها (ثقة الإسلام) (4) محمّد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) (5) (وبسنده) (6) في أوّل كتاب الحجّ من (الكافي) باب (بدء البيت والطواف) (7) (عن) (8) أبي عبداللَّه عليه السلام عن


1- في ق و ك: في.
2- ورد في ك المسجار.
3- وردت في ك كسوتها.
4- سقطت من ق.
5- سقطت من ك.
6- سقطت من ق.
7- ورد في ك بدء الطواف والبيت. ينظر: الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 282.
8- وردت في ق بسنده عن.

ص: 62

أبيه عليه السلام (1) قال: «أمّا بدء هذا البيت فإنّ اللَّه (تبارك وتعالى) (2) قال للملائكة: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» (3)

فردّت الملائكة على اللَّه (تعالى) (4): «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» (5)

فأعرض عنها، فرأت إنّ ذلك من سخطه فلاذت بعرشه، فأمر اللَّه ملكاً من الملائكة أن يجعل له بيتاً في السماء السادسة يسمّى الضراح بإزاء عرشه فصيّره لأهل السماء يطوفون به (في كلّ يوم سبعون ألف ملك) (6) لا يعودون ويستغفرون، فلمّا أن هبط آدم إلى سماء الدُّنيا أمرهُ (بمرمّة) (7) هذا البيت وهو بإزاء ذلك فصيّرهُ (لآدم) (8) وذرّيته كما صيّر ذلك لأهل السماء» (9).

وعن أبي خديجة، عن (أبي عبداللَّه عليه السلام) (10) قال: «إنّ اللَّه


1- سقطت من ك.
2- سقطت من ك.
3- سورة البقرة، آية 30.
4- وردت في ق عزّ وجلّ.
5- سورة البقرة، آية 30. ولم ترد في ق و ك «وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ».
6- وردت في ق و ف سبعون ألف ملك في كلّ يوم.
7- وردت في ك بممرحة.
8- وردت في ك إلى آدم.
9- الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 187- 188.
10- سقطت من ف.

ص: 63

(عزّوجلّ) (1) أنزل الحجر لآدم عليه السلام من الجنّة، وكان البيت درّة بيضاء فرفعه اللَّه (عزّ وجلّ) (2) إلى السماء وبقى (أُسّه) (3) وهو بحيال هذا البيت يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبداً، فأمر اللَّه (عزّوجلّ) (4) إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) (5) ببنيان البيت على القواعد» (6).

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام «إنّ اللَّه (عزّ وجلّ) (7) دحى الأرض (8) من تحت الكعبة إلى منى، ثمّ دحاها (من منى إلى عرفات) (9)، ثمّ دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة» (10).

و (بسنده) (11) عن أبي عبداللَّه عليه السلام «إنّ اللَّه (تبارك وتعالى) (12) جعل (حول الكعبة) (13) مائة وعشرون رحمة، منها ستّون للطائفين وأربعون


1- سقطت من ك.
2- سقطت من ك.
3- سقطت من ك.
4- سقطت من ك.
5- سقطت من ق.
6- الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 188- 189.
7- سقطت من ك.
8- دحو الأرض، أي بسطها من تحت الكعبة. ينظر: الكفعمي، البلد الأمين، ص 246.
9- في ف تكرّر هذه الجملة مرّتين.
10- ينظر: الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 189.
11- سقطت من ك.
12- سقطت من ك.
13- سقطت من ك و ق.

ص: 64

والأحاديث في فضل الكعبة (المشرّفة) (1) كثيرة، فمَن أرادها فليرجع إلى كتاب الكليني (2) (رحمه اللَّه وأدام منفعته للمؤمنين إلى يوم الدِّين، بحقّ محمّد وآله الطاهرين) (3).

إعلم يا أخي أيّدني اللَّه وإيّاك، أنّ الكعبة (المعظّمة) (4)- زيدت مهابتها بعض جدرانها أطول من بعض (ولها) (5) طولان وعرضان (6):

أمّا الطول الأوّل: (فمن) (7) الركن العراقي- وهو الذي فيه الحجر الأسود (8)- إلى الركن الشامي، وهو (خمسة) (9) وعشرون ذراعاً (10)،


1- سقطت من ق.
2- ينظر: الفروع من الكافى، ج 4، ص 240.
3- سقطت من ك.
4- وردت فى ق المشرفة.
5- سقطت من ف.
6- ورد تأكيد على زيادة فى طول جدارنها و لكنها ليست بالزيادة الكبيرة، أما قياس الكعبة من الداخل و الخارج بالأذرع، فقد اتفقت الروايات لدى كل من الأزرقى و ابن جماعة و الفاسى حول قياسها على الرغم من اختلاف الأذرع و أنواعها من حيث أداة القياس؛ فقد استخدم الأزرقى ذراع اليد، فيما استخدم ابن جماعة و الفاسى ذراع الحديد المصرى الذى يستخدمه البزازون اليوم، و يظهر الفرق فى جزء بسيط من السنتيمتر. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظمة، ص 136- 137.
7- وردت فى ق ف.
8- بناء على أحد القولين و على القول الآخر فمن الركن الحجر الأسود إلى الركن العراقي.
9- وردت فى ك خمس.
10- اتّفق الأزرقي مع هذا القياس لأنّه استخدم ذراع اليد، لكن الفاسي بلغ عنده القياس إحدى وعشرون ذراعاً لأنّه استخدم ذراع القماش، ينظر: شفاء الغرام، ج 1، ص 111.

ص: 65

وهو (1) (وهو وجهها وفيه بابها) (2)، وأمّا الطول الثاني: فمن الركن اليماني إلى الركن الغربي، وهو (خمسة وعشرون ذراعاً، وهو) (3) ظهرها وفيه بابها المسدود) (4).

(وأمّا عرضها الأوّل: فمن الركن الشامي إلى الركن الغربي) (5)، وهو (إحدى) (6) وعشرون ذراعاً، وعليه الميزاب.

وأمّا عرضها الثاني: فمن الركن اليماني إلى الركن العراقي، وهو (إحدى) (7) وعشرون ذراعاً وشبراً (8).

وأمّا ارتفاعها في (الهواء) (9) فثلاثون ذراعاً (10) والسقف منها على كمال سبع وعشرون ذراعاً، وهو على ثلاثة أعمدةٍ غلاظ في (جدار) (11)


1- سقطت من ف.
2- ورد في ك بابان.
3- سقطت من ف.
4- سقطت من ك.
5- سقطت من ك.
6- وردت في ك أحد.
7- وردت في ك أحد.
8- لم ترد شبراً في ف، وورد في المصادر أنّه عشرون ذراعاً، يُنظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 290؛ الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 108.
9- وردت في ك الهوى.
10- أشارت المصادر أنّ ارتفاعها في الهواء كان سبعة وعشرون ذراعاً. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 289؛ الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 108.
11- وردت في ك جداري.

ص: 66

الطول، على (ثلاثة) (1) أساطين (2) مصطفة ما بين عرضيها، ولها سقط ثانٍ لكن ليس له عمل إلّا لربطأستارها (الباطنة) (3) (فقط) (4)، وأمّا الثلاثة أذرع الباقية سُمكهُ و هو غلظهُ إلّا قدر ثلثي ذراع لربط أستارها (الظاهرة).

وأمّا طولهامن داخلها: فالأوّل: هو الوجه فسبع (عشر) (5) ذراعاً.

(وأمّا الثاني: وهو الظهر فثمانية عشر ذراعاً) (6).

وأمّا عرضها (الأوّل وهو) (7) الشامي: (فخمسة عشر) (8) ذراعاً.


1- وردت في ق ثلاث.
2- أساطين: جمع اسطوانة وهي أعمدة من الخشب القوي السميك يُقدر قطر سمك الواحدة منها نحو نصف متر، ولون خشبهُ بين السمرة والصفرة، وقد تصدّع أسفلها في عام 1204 ه/ 1886 م وعمل لها في العام 1314 ه/ 1896 م دوائر خشبية في أسفلها على ارتفاع متر ونصف ويبدو أنّ هذه الأعمدة قد اقتلعت أثر سيول 1039 ه/ 1629 م وتمّ استخدام السليم منها وإبدال المتهشّم. ينظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 32.
3- وردت في ق الظاهرة.
4- تحوي الكعبة من الداخل على ستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب عليها بالنسيج الأبيض «لا إله إلّااللَّه محمّد رسول اللَّه، اللَّه جلّ جلاله» على شكل دال أو رقم ثمانية، وهناك ستارة تغشى سقف الكعبة وجدارها من الجوانب الأربعة عليها تغيّرات أثر تعاقب الأزمان، وعلى باب الدرجة المؤدّية إلى سطح الكعبة ستارة من الحرير الأسود مطرّزة بالقصب الفضّي المطلي بالذهب. يُنظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 142- 143.
5- وردت في ق عشرة وقد ورد أنّ طولها من داخلها من الوجه بلغ سبعة عشر ذراعاً وثُمن الذراع. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 134.
6- سقطت من ق.
7- سقطت من ك.
8- وردت في ق فخمس عشرة. وقد أشار الأزرقي أنّ العرض الشامي يبلغ تسعة عشر ذراعاً. ينظر: أخبار مكّة، ج 1، ص 291.

ص: 67

وأمّا (عرضها) (1) الثاني (وهو اليماني) (2) وهو (الظهر) (3) [ف] (4) (ستّة عشر ذراعاً) (5).

وأمّاارتفاعها في (الهواء) (6): (فسبعةوعشرون ذراعاً وربع ذراع) (7)، (فاثنان) (8) وعشرون ذراعاً إلى السقف الأوّل الذي عليه العمل (وخمسة وربع ذراع) (9) (إلى السقف) (10) الثاني الذي ليس عليه عمل (11).

وأمّا غلظ جدرانها الأصليّة الخالية من الرخام: فأربعة أشبار و (أربع) (12) أصابع مضمومة، (وفي) (13) بطن (الجدار) (14) في كلّ قامة لوح


1- سقطت من ق.
2- سقطت من ق.
3- سقطت من ك.
4- إضافة يقتضيها السياق.
5- وردت في ق ثمانية عشر ذراعاً وقد أشار الأزرقي إلى أنّ العرض اليماني كان يبلغ عشرين ذراعاً وتسعة عشر اصبع. ينظر: أخبار مكّة، ج 1، ص 291.
6- وردت في ك الهوى.
7- سقطت من ك و ف.
8- وردت في ق فاثنتان.
9- وردت في ك واثنان.
10- وردت في ك للسقف.
11- ورد أنّ السقف الأوّل يبلغ طوله في الهواء ثمانية عشر ذراعاً، وإلى السقف الثاني يبلغ الطول عشرون ذراعاً، فيكون الارتفاع عشرون ذراعاً. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 290.
12- وردت في ك وأربعة.
13- سقطت من ق.
14- وردت في ق الجدران.

ص: 68

من الخشب عريض متين لحفظ الجدار (في) (1) خمسة مواضع، وحجارته من الخارج منحوتة ضخمة على (عادة) (2) بناء الأقدمين (3).

وأمّا بابها: فطولهُ سبعة أذرع ونصف، مصفّح بالفضّة (المذهّبة) (4)، منقشٌ بنقش عجيب، وفيه أربعة حلقٍ من الفضّة، فالعليا منها (شمسيّة) (5) مشبّكة مستديرة مع بعض استطالة، وهي في العظم والغلظ (متوسّطة) (6) وأمّا (السفلى) (7) فكسائر الحَلَق مقدار غلظ الأصبع وبينهما قفل حديد مذهّب متوسّط الكبر له ثلاث (رزز) (8) فضّة


1- وردت في ك: وفي.
2- وردت في ك مادّة.
3- استعمل البنّاؤون الأحجار التي قطّعوها من الشبيكة، وهي من حجر الصوان، ويقع هذا الجبل عند مدخل حارة الباب من جهة جرول ويسمّى الجبل الآن بجبل الكعبة ويبلغ طول الحجر المستخدم في بناء الكعبة نحو ذراع ونصف وسمكهُ نحو ذراع، وقد عمل الحجارون في نحت هذه الحجار ليستخدمونها في البناء، كما عمل ذلك عبداللَّه بن الزبير ومن جاء بعده. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 366؛ باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 105.
4- وردت في ق مطلي بالذهب.
5- وردت في ق شمسه.
6- وردت في ق متوسّط.
7- وردت في ق السُلقي.
8- الرزز: تعني الحديد التي يدخل فيها القفل. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة رزة.

ص: 69

(غلاظ) (1) وعلى دوره (ألواح مصفّحة بالفضّة لها قطع ووصل عجيب) (2) وفي هذه الألواح) (3) حلق حديد ثمانية، أربعة في الشقّ الأيمن، وأربعة في الشقّ الأيسر، لربط الأستار التي حوله.

(وأمّا) (4) عتبته: (فحجر) (5) أزرق.

وأمّا (سلميها) (6) فالخارج سبعة أدراج (وهو) (7) من الخشب الصنوبري (8) محلّى (بصفائح) (9) النحاس والحديد، تجري على (أربع) (10) بكرات نحاس، وطوله على قدر ارتفاع الباب في الجدار وعرضه على قدر (عرضها) (11) أيضاً.

وأمّا الداخل: فهو عرضها الشامي قريباً من الركن، عليه جدار رخام يسترهُ له بابان: الأوّل من (أسفله) (12) إلى وسطه، والآخر من


1- وردت في ك غلاط.
2- هي لزمة كلاميّة استخدمها المؤلّف وأخذ يؤكّد على تكرارها أثناء وصفه لكسوة الكعبة- كما سنرى-.
3- سقطت من ق.
4- وردت في ك و.
5- وردت في ك حجر.
6- وردت في ق سلمها.
7- سقطت من ك.
8- الخشب الصنوبري: هو نوع من الخشب يمتاز بليونته ومطاوعته للعمل، أي أنّه قابل لأن يشكّل بأشكال مختلفة حسب ما تقتضيه الحاجة، تكثر زراعته في الغابات المدارية. ينظر: شرف، الجغرافيا المناخية والنباتية، ص 382- 383.
9- وردت في ك بصفايح.
10- وردت في ك أربعة.
11- وردت في ك عرضه.
12- وردت في ق أسفل.

ص: 70

(أعلاها) (1) إلى (سطحها) (2) (وسطحها مرخم أيضاً، وهو درج عود مستديرة ودراجهُ تسعٌ وعشرون درجة) (3).

وأمّا حجر إسماعيل (عليه السلام) (4) (فجداره قصير مستدير) (5) كنصف دائرة المقابل العرض الشامي، وفيه قبر هاجر امّ إسماعيل عليه السلام وشبّر وشبير إبني هارون بن عمران عليهما السلام كما وردت في الأحاديث (6) (الشريفة) (7) وارتفاع (جداره ذراعان ونصف الذراع، وعرض سعته من) (8) جدار عرض الكعبة إلى جدار (طرفي) (9) الحجر المقابل


1- وردت في ق أعلاه.
2- وردت في ك سحطها ويبدو أنّ الناسخ قد أخطأ في نسخ هذه الكلمة.
3- وردت في ق وعدد درجه: تسع وعشرون درجة مستديرة كالمنارة، وأمّا سحطها: فمرخّم أيضاً. ويذكر أنّ عدد مراقي درجات سلّم سطح الكعبة هي ستّة مراقي تدور دوران درج المنارة. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 366؛ باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 114.
4- تجدر الإشارة أنّ أوّل تجديد للحجر المذكور حصل في زمن السلطان العثماني مرادالرابع، خلال عمارته للبيت الحرام سنة 1029- 1040 ه/ 1629- 1630 م. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 216.
5- وردت في ق فالجدار القصير المستدير.
6- روي عن أبي عبداللَّه جعفر الصادق عليه السلام أنّ إسماعيل دفن امّه في الحجر، وحجر عليها لئلّايوطأ قبر امّ إسماعيل في الحجر، وفي حديث آخر للصادق عليه السلام قال «الحجر بيت إسماعيل وفيه قبرها وقبر إسماعيل» كما ورد عنه عليه السلام قوله: «وهذا مصلّى شبّر وشبير ابنا هارون». ينظر: الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 210- 214.
7- سقطت من ك.
8- سقطت من ك.
9- وردت في ك طرف.

ص: 71

(لجدار) (1) العرض الذي فيه الميزاب (ستّة عشر ذراعاً ونصف الذراع) (2) وعرض سعته من طرفه إلى طرفه الآخر عشرون ذراعاً (3) وله فجوتان وهما باباه، (وسعة) (4) كلّ (واحد) (5) منهما ذراعان ونصف (6) وهو مرخّم كلّه (- وجداره كذلك-) (7) برخام أبيض، وأكحل، وأحمر، وأخضر، قطع ووصل عجيب، وفي وسطه قريباً من جدار العرض حيث ينزل ماء الميزاب، رخامة خضراء، مائلة إلى الصفرة مستديرة كالمحراب وعن يمينها وشمالها محاريب إلى (طرفيها) (8) المتوازيين إلى (الركنين) (9) الشامي و (الغربي) (10).


1- وردت في ك الجدار.
2- وردت في ك ستة عشر و نصف ذراعا.
3- هناك تضارب حول قياسات الجدار فهناك من يشير أن ارتفاعه بلغ سبعة عشر ذراعا وسعته عشرون ذراعا فيما أشار آخر أن ارتفاعه بلغ خمسة عشر ذراعا وبلغت سعته سبعة عشر ذراعا ء قيراطان، و هذا القياس الأخير مطابق لقياس صاحب الرسالة مع فارق ضئيل لا سيما أن الفاسى يستخدم ذراع القماش و ليس ذراع البنائين. ينظر: شفاء الغرام، ج 1، ص 212.
4- وردت في ك وسعة.
5- وردت في ك واحدة.
6- ورد أن سعة باب الحجر الذى يلى المشرق مما يلى المقام خمسة أذرع و ثلاث أصابع، أما ذرع الباب الذى يلى المغرب فهو سبع أذرع بذارع اليد كما يشير الأزرقى، أما الفاسى فيذهب إلى أن سعة الباب من الجهة الشرقية خمسة أذرع و من الجهة الغربية خمسة اذرع و قيراط. ينظر: شفاء الغرام، ج 1، ص 216- 217.
7- وردت في ك و جداره كلها.
8- وردت في ك طرفيه.
9- وردت في ق الركن.
10- وردت في ق المغربي.

ص: 72

وأمّا ميزاب (الرحمة) (1): فهو قطعة خشب عليه صفائح الفضّة المذهّبة من أوّله إلى آخره وطوله أربعة أذرع ونصف، (وعرضه ثلثا) (2) ذراع، وارتفاعه مثل ذلك.

وأمّا الحجر الأسود: المغروز في الركن العراقي، فطوله في (الخارج) (3) نصف شبر وعرضه شبر، وارتفاعه في الجدار ثلاثة أذرع، وطوله الأصلي الذي في (داخل) (4) الجدار ثلثا ذراع (5) بذراع عمل البنّائين (6) وعلى عرضه (7) الذي في داخل الجدار وثائق (8) ثلاثة من


1- يُنظر هامش 2 ص.
2- وردت في ك و ف ثلثي، أشار الأزرقي أنّ طوله يبلغ ثلاثة أذرع ونصف، ينظر: أخبار مكّة، ج 2، ص 366.
3- وردت في ق الظاهر.
4- وردت في ق باطن.
5- روي أنّ طول الحجر الأسود في الجدار ثلاثة أذرع، فيما أشار البعض أنّ طوله في الأرض ذراعان وثلثا ذراع، أمّا بذراع القماش فطوله ذراعان وسدس ذراع، ويذكر أنّ قطره ثلاثين سنتيمتراً. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 195؛ الخربوطلي، تاريخ الكعبة، ص 186.
6- ذكر هنتس أنّ ذراع العمل المصريّة تعادل الذراع الهاشميّة، وقد بلغ متوسّط طولها وفق حساباتنا 5/ 66 سم، والذراع المعمارية تساوي ذراع النجّار المصري. ينظر: المكاييل والأوزان، ص 89- 90.
7- سقطت من ك و ق.
8- وردت في ك وثايق والوثائق: تعني الرباط التي يشدّ بها الحجر، ويرجع عملها إلى عبداللَّه بن الزبير، الذي قام ببناء الكعبة التي تضرّرت بعد أن احتمى بها من الجيش الاموي فأصابهاضرر بالغ بسبب مارُميت به من الأحجار الملتهبة، لا سيما الحجر الأسود، فتمّ شدّه بسيور من فضّة من ثلاثة مواضع، وفي عهد هارون الرشيد تمَّ إزالة سيور الفضّة وتمّت معالجة الجزء المتضرّر من الحجر بالماس من فوق الحجارة المحيطة بالسيور ومن تحتها وتمَّ إفراغ الفضّة فيها، وتوالت على الحجر الإصلاحات حتّى عُمل له طوق من الفضّة و أصبحت الفضّة محيطة بالحجر كما حاله اليوم. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 192- 194.

ص: 73

فضّة في ثلاثة مواضع، وعلى طوله الذي في الجدار دائرة من (فضّة) (1) لحفظ (الخدشة) (2) (الترقية) (3) (التي فيه) (4) وعلى طوله وعرضه في الخارج أيضاً (دائرة فضّة) (5).

وأمّا الحطيم: فهو ما بين الكعبة (و) (6) الحجر الأسود، وهو أفضل بقاع الأرض وفيه قبلت توبة آدم عليه السلام (7).

وأمّا (المستجار) (8): فهو في (مقابل) (9) (الحطيم) (10)، ظهر الكعبة،


1- وردت في ق الفضّة.
2- وردت في ق الخدش.
3- سقطت من ق و ف.
4- سقطت من ك، وفي ف الذي.
5- وردت في ق فضّة دائرة.
6- وردت في ق إلى.
7- سقطت من ك. وقد ورد في توبة آدم عن أبو بلال المكّي قوله: «رأيت أبا عبداللَّه عليه السلام طاف بالبيت ثمّ صلّى فيما بين الباب [باب الكعبة] والحجر الأسود ركعتين، فقلت له: ما رأيت أحداً منكم صلّى في هذا الموضع؟ فقال: هذا المكان الذي تيب على آدم فيه»، وتمّ إيراد قصّة توبة آدم في روايات عديدة عن الصادق عليه السلام. ينظر: الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 190- 195.
8- ورد في ك المسجار.
9- وردت في ك مقابلة.
10- سقطت من ك.

ص: 74

من (الباب) (1) المسدودإلى الركن اليماني. وأمّاكسوتها الخارجة المعظّمة (2)


1- وردت في ك باب.
2- يُذكر أنّ أوّل من كسا الكعبة هو تُبّع أبو كرب أسعد الملك الحميري، فقد كساهُ الوصائل وهي ثياب من حبره من عصب اليمن وتبعه خلفاؤه فقد كانوا يكسونها بالجلد والقباطي وهو قماش مصري وقد أخذ الناس يقدِّمون الهدايا إلى الكعبة من الكساوي ويلبسونها على بعضها فكان إذا بُليَّ ثوب الكعبة ألبسوها آخر، واستمرّ الحال هكذا حتّى أخذت قريش زمام إدارة امور الكعبة وكسوتها. أمّا في عهد الرسول صلى الله عليه و آله فقد كُسيت الكعبة بالبرود وهو ضرب من ثياب اليمن وكان ذلك في العاشر من المحرّم، وقد كساها أبو بكر وعمر وعثمان بالقباطي وكساها عثمان الديباج أيضاً. في عهد المأمون كسيت الكعبة بثلاث كسوات، وفي عهد الناصر لدين اللَّه كسيت الكعبة بالخضرة ثمّ كسيت بالسواد واستمرّ هكذا ويبدو أنّ مسح الحجّاج أيديهم بأستار الكعبة للتبرّك أثّر في لونها الأبيض فسعى الخلفاء لتغيير لون كسوتها. ولمّا ضعف أمر العبّاسيّين أخذت اليمن ترسل الكسوة تارةً وتارةً ترسلها مصر إلى أن استقرّت صناعة كسوة الكعبة فيها. فقد اختصّت بضاعة الكسوة الخارجيّة مع صناعتها أقمشة الكسوة الداخليّة حتّى العام 1118 ه/ 1706 م حيث أمر السلطان العثماني أحمد بن السلطان مراد الرابع بحياكة كسوة الكعبة الداخلية في اسطنبول. وتجدر الإشارة إلى أنّ يوم كسوة الكعبة أصبح في يوم النحر في كلّ عام إلّاأنّ الكسوة تسدل من أعلاها ولا تسدل حتّى تصل إلى شاذروانها إلّابعد يوم النحر، عندها يقوم سدنتها برفع ما بقي من كسوتها القديمة ويأخذون نصفها الأسفل في السابع عشر من ذي القعدة من كلّ عام ويأتي أمير الحج المصري في احتفالٍ مهيب ومعه كسوة الكعبة حتّى يدخل المسجد ثمّ تخرج كسوة الكعبة من جوفها وتُنشر في صحن المسجد ممّا يلي الشقّ اليماني وترفع الكسوة كلّ شقّ يرفعها أعوان الأمير والحجبة ويعملون على إسدالها من أعلى الكعبة إلى الشاذروان. ويُذكر أنّ السلطان سليمان القانوني قام بشراء عدّة قرى لصناعة الكسوة إضافة إلى بسوس، سندبيس، أبو الغيط، القليوبية وهي سلكة، قريش المجر، كوم رحان، بجام، وغيرها وتسلّم الكسوة إلى الشيبي سادن الكعبة بحضور العلماء وتوضع يوم النحر على الكعبة يوضع عليها حزامان وتعطى الكسوة القديمة إلى الشيبي فضلًا عن كسوة باب الكعبة. يُنظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 118؛ الخربوطلي، تاريخ الكعبة، ص 175- 177؛ العلي، المعالم العمرانية، ص 45- 49.

ص: 75

(فأربعة) (1) (أرباع) (2) وكلّ ربع من جدرانها الأربعة وكلّ ربع جزءآن (3) وأمّا ربع وجهها، جزء منه سبع شقق، وجزء منه (ثماني) (4) شقق. وأمّا ربع ظهرها فمثل ذلك. وأمّا ربع عرضها الشامي ففي كلّ جزء من (أجزائه) (5) أيضاً ست شقق، وعرض الشقّة ذراع و (ثلثا) (6) ذراع فجملة (شققها) (7) أربع وخمسون شقّة من الحرير الخالص الأسود مكتوب عليه «اللَّه ربّي لا إله إلّااللَّه، محمّد رسول اللَّه» محبرة (محابيراً) (8) شبه (الدال) (9) (والتحبير هو التخليط) (10) وعلى قدر ثلثي ارتفاعها طراز مخيط بخيوط الفضّة المذهّبة دائرة عليها كالمنطقة (11)


1- سقطت من ك.
2- وردت في ك فأرباع.
3- وردت في ك جزئين.
4- وردت في ك ثماني.
5- وردت في ق جزئه.
6- وردت في ك ثلثي.
7- وردت في ك شقتها.
8- وردت في ك محابر.
9- وردت في ق الدلل.
10- في ف التخطيط.
11- المنطقة: مفردها نطاق وتعني الحزام. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادّة نطق.

ص: 76

عرضه كعرض الشقة مكتوبٌ عليه «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ» (1)

(الآية) (2) وكلّ آيةٍ فيها ذكر البيت (3)، واسم السلطان، وتاريخ عملها (4). وهذه الأرباع والأجزاء مبطّنة بخامٍ أبيض يجمعها (أزاير من قطن بيضاء) (5) متوسّطة (الغلظة) (6) (و (كلّ شرائطها التي أُثقت) (7) من أعلاها وأسفلها.


1- قال تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ» سورة آل عمران، آية 96.
2- سقطت من ق والآية هي: قال تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاًوَهُدىً لِلْعَالَمِينَ» سورة آل عمران، آية 96.
3- كقوله تعالى: «وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ» سورة آل عمران، آية 97؛ وقوله تعالى: «جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْىَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ» سورة المائدة، آية 97؛ وقوله تعالى: «وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَاتُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» سورة الحج، آية 26؛ وقوله تعالى: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» سورة البقرة، آية 127.
4- ورد أنّ الكسوة الموجودة على الكعبة أبان حدوث السيل تعود لعهد السلطان العثماني أحمد خان ومؤرّخة بسنة 1020 ه/ 1611 م وقد تمّ رفع هذه الكسوة بعد إعادة بنائها في ولده السلطان مراد الرابع سنة 1039- 1040 ه، ووضعت كسوة جديدة للكعبة تحمل اسم السلطان مراد الرابع في العام المذكور. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 118- 119.
5- وردت في ق ازار من القطن الأبيض.
6- وردت في ك الغلظ.
7- سقطت من ق و ف.

ص: 77

وأمّا وثيقتها من أعلاها: ففي حلقٍ وخشب (مغروضة) (1) في ثلثي الذراع- الذي وصفناه فيما تقدّم-.

وأمّا (وثيقتها) (2) من أسفلها ففي حلق متوسّطة (الغلظة) (3) مغروزة على ظهر الشاذروان، وعددها سبعٌ وأربعون حلقة، وفي ربع الوجه البُرقع وهو الستر الذي على الباب، وهو (قطعتي) (4) حرير أسود (عرض) (5) الشقّة طوله من أعلى الباب إلى أسفل الجدار، عليه نقوش و (خواتم) (6) عجيبة ومحاريب وقناديل شغل الأبرة (مخيط) (7) بخيط الفضّة الخالصة (المذهّب وغير المذهّب) (8) حتّى (طمست) (9) الحرير ولم يظهر إلّاكأنّه منسوج، ومكتوب على حواشيه «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» (10)

و «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» (11)

وآية «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ


1- وردت في ق معرضته وفي ك معرضة.
2- وردت في ك وثايقها.
3- وردت في ك الغلظ.
4- وردت في ك قطعتين وفي ف قطعتا.
5- وردت في ك وعرض.
6- وردت في ق خواتيم.
7- سقطت من ق.
8- وردت في ق المذهّبة وغير المذهّبة.
9- وردت في ك وفي ف اضمحلّت.
10- قال تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» سورةالإخلاص، آية 1- 4.
11- قال تعالى: «لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» سورة قريش، آية 1- 4.

ص: 78

رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ» (1).

وأمّا كسوتها الباطنة في (تخريمتها) (2) وتبطينها وتزويقها وتوثيقها (كالظاهرة) (3) (عيدانها) (4) (غير أنّها) (5) ليست بموثّقة في أسفلها ولونها أبيض (وأحمر) (6) (وليس) (7) أسماء الصحابة مكتوبة عليها، وكسوة الأساطين والسقف مثلها.

وأمّا شاذروانها الأصلي (8) المحيط (بها) (9): فارتفاعه ثلثا شبر، وعرضه نصف ذراع، وفي كتب الشافعيّة (10) (قصّته


1- قال تعالى: «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ» سورة الفتح، آية 27.
2- وردت في ك تجزيتها.
3- وردت في ك كالظاهر.
4- سقطت من ف و ق.
5- سقطت من ك.
6- سقطت من ق.
7- سقطت من ق.
8- يذكر أنّ الشاذروان كان من أصل جدار الكعبة المعظّمة حينما كانت على قواعد إبراهيم الخليل عليه السلام وقد أنقضته قريش من عرض أساس جدار الكعبة المعظّمة حين ظهر على وجه الأرض كما هي العادة في البناء. ينظر: باسلامة، تاريخ الكعبة المعظّمة، ص 144- 145.
9- سقطت من ق.
10- أكّد هذه القصّة جمهور من علماء الشافعيّة وحتّى المالكيّة، فمن أبرز من أيّد هذه القصّةوأشار إليها الشيخ أبو حامد الاسفرائيني وابن الصلاح والنووي، وهناك من نقل عنهم كالمحبّ الطبري، وقد أشار الشافعي في كتاب الامّ أنّ من طاف على الشاذروان ينبغي أن يعيد طوافه، وقد ذهب الشافعي وأصحابه إلى وجوب الاحتراز من الشاذروان لأنّ الذي يطوف حوله- بحسب رأيهم- لا يصحّ طوافه. ينظر: الشافعي، كتاب الامّ، مج 2، ج 2، ص 150.

ص: 79

مذكورة) (1) وهي: (أنّ السيل هدم الكعبة قبل مبعث (النبيّ) (2) صلى الله عليه و آله بعشرين سنة، فأعادت قريش عمارتها على البنية التي (هي) (3) عليها اليوم، ولم يجدوا من الأموال الطيّبة ما يفي بالنفقة، فتركوا من جانب الحجر بعض البيت وأخّروا الركنين الشاميّين عن قواعد إبراهيم عليه السلام وضيّقوا عرض الجدار الذي بين الركنين (الأسود) (4) والشامي الذي يليه، وبقي من الأساس شبه الدكان (الذي كان) (5) مرتفعاً وهو (هذا) (6) الذي يسمّى شاذروان» وأنا لا أعتقد (بهذا) (7) القول لأنّ (الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رحمه الله) (8) روى في أوّل كتاب الحجّ (في) (9) كتاب (من لا يحضره الفقيه) عن


1- وردت في ق و ف مذكورة قصّته. تنظر القصّة: الشافعي، كتاب الامّ، ج 2، ص 151.
2- وردت في ك رسول اللَّه.
3- سقطت من ق.
4- وردت في ق الحجر الأسود.
5- سقطت من ك.
6- سقطت من ق.
7- وردت في ك في هذا.
8- وردت في ك الصدوق، والصدوق: هو شيخ الحفظة ووجه الطائفة وشيخ المحدِّثين فيما يروي عن الأئمّة الطاهرين، كان جليل القدر، بصيراً بالأخبار، ناقداً للآثار، عالماً بالرجال، وهو استاذ الشيخ المفيد، وله من المصنّفات، نحو ثلاثمائة مصنّف، ولد ببغداد سنة 355 ه/ 965 م وتوفّي بالري في إيران سنة 381 ه/ 991 م. ينظر: القمي، الكنى والألقاب، ج 1، ص 216- 217.
9- وردت في ق من.

ص: 80

المعصومين عليهم السلام هذه العبارة (الشريفة) (1) «وما في الحجر شي ءٌ من البيت ولا قلامة ظفر» (2) (انتهى) (3) وعلى ظهر شاذروانها جص مسند إلى (جدرانها) (4) (ارتفاعه) (5) (ذراع) (6) قد صفّت عليه ألواح رخام، طولها ذراع ونصف، فصار لأجل ذلك محدوباً كله (لا تثبت) (7) عليه رِجلٌ إلّاعند الباب (والحجر) (8).

وأمّا مطافها: فهو مفروشٌ بالرخام وعلى دوره (أساطين) (9) مستديرة (كاستدارته) (10) عددها (ثلاثة) (11) وثلاثون اسطوانة، وعلى كلّ (اسطوانة) (12) قبّة صغيرة وعلى (بعض) (13) القبّة هلال وكلاهما من صِفر وبين كلّ اسطوانتين ميل (حديد) (14)


1- وردت في ك هكذا.
2- ينظر: من لا يحضره الفقيه ج 2، ص 193.
3- سقطت من ق.
4- وردت في ق جدارها.
5- وردت في ق ارتفاع.
6- سقطت من ق.
7- فى ف يثبت.
8- لم ترد فى ق و ك.
9- وردت في ك أساطن.
10- وردت في ق لاستدارته.
11- وردت في ق ثلاث.
12- وردت في ق واحدة.
13- سقطت من ك و ف.
14- فى ق و ك واحد.

ص: 81

وطرفاه مغروزان في الاسطوانتين اللّتين على (طرفيه) (1) ومعلّق على هذا الميل سبعة قناديل تسرج في الليل (2).

(وأمّا) (3) وسعة دوره مائتان و (ثمانية) (4) عشر ذراعاً، (وأمّا) (5) سعته من الركن العراقي إلى طرفه (6) (المنتهي) (7) إلى قبّة زمزم سبعة وثلاثون ذراعاً (8)، (وسعته من الركن الشامي إلى طرفه الذي قرب المقام (ثلاث وثلاثون) (9) ذراعاً، وسعته من الركن الغربي إلى (المحيط) (10) المقابل له (أيضاً) (11) خمسٌ وثلاثون ذراعاً) (12).

وأمّا مقام إبراهيم (عليه السلام) (13) فحجر مربّع (طولاني) (14) طوله


1- وردت فى ق طرفه.
2- فى ف الليالى.
3- وردت فى ك سعة.
4- وردت فى ق و ف ثمان.
5- سقطت من ق.
6- فى ك و ف المنتهى.
7- في طرطه.
8- يذكر أن المسافة بين الركن الذى فيه الحجر الأسود الركن العراقى و حتى بئر زمزم يبغ نحو ستة و ثلاثون ذراعا و نصف ينظر: العلى، المعالم العمرانية، ص 51.
9- فى ف و ثلاثون.
10- فى ف محيط.
11- سقطت من ف و ك.
12- سقطت من ك.
13- ينظر ص 8 من النص.
14- وردت في ق طول.

ص: 82

(ذراعاً) (1) وعرضه قدر نصف ذراع، وارتفاعه قدر ثلثي ذراع فيه الآيات البيّنات (2) موضع قدمي (إبراهيم) (3) الخليل عليه السلام وهو مواجه لوجه البيت (بل مائل) (4) عن البيت إلى جهة اليمين للداخل قليلًا، وفي زمان إبراهيم عليه السلام كان لاصقاً بالكعبة (فحوّلته) (5) قريش، (وردّه) (6) رسول اللَّه صلى الله عليه و آله (إلى مكانه الأوّل) (7) فحوّله عمر في خلافته إلى مكان كفّار قريش (ومكانه موجود بحفرة تسمّى الآن بالمعجنة، واللَّه أعلم) (8) كما روى (رئيس الطائفة) (9) الشيخ الطوسي (10)


1- في ق و ك ذراع.
2- ورد تأكيد في القرآن الكريم على هذه الآيات منها قوله تعالى: «فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً» سورة آل عمران، آية 97، وقوله تعالى: «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً» سورة البقرة، آية 125، وقد روي أنّ مقام إبراهيم هو موقع بيت اللَّه الحرام، وأنّ ما بين الركن والمقام قبور تسعةٍ وتسعين نبيّاً. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 202.
3- سقطت من ك.
4- وردت في ك و ف مائلًا.
5- وردت في ك و ف فحوله.
6- وردت في ق فردّه.
7- سقطت من ق.
8- سقطت هذه العبارة من ق و ك.
9- سقطت من ك.
10- هو أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي، عماد الشيعة ورافع أعلام الشريعة، تتلمذ على يد الشيخ المفيد والسيّد المرتضى وغيرهم، ولد في سنة 385 ه/ 995 م بعد وفاة الشيخ الصدوق بأربع سنوات، وقدم إلى العراق سنة 408 ه/ 1017 م بعد وفاة السيّد الرضي، ثمّ هاجر إلى مشهد الإمام علي عليه السلام خوفاً من الفتنة التي تجدّدت في بغداد، توفّي سنة 460 ه/ 1067 م وقبره مزار يعرف بالمسجد الطوسي في النجف الأشرف. ينظر: الحكيم، الشيخ الطوسي، ص 62- 79.

ص: 83

(طاب ثراه) (1) في كتاب (التهذيب) (في) (2) زيادات الحجّ (بسنده) (3) عن عبداللَّه بن ميمون (القدّاح) (4)، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: «كان المقام لازقاً بالبيت، فحوّله عمر» (5) إنتهى (6).

ونحن مأمورون من المعصومين عليهم السلام بأن نصلّي صلاة (طواف) (7) الواجب (8) في المكان الذي فيه الآن حتّى يظهر المهدي عليه السلام.

وعليه قبّة من (صفائح) (9) الحديد طولها قدر ذراعين وثلثي ذراع، وعرضها قدر ذراعين ونصف، لها باب (صغير) (10) عليه قفل


1- سقطت من ك.
2- وردت في ك وفي.
3- سقطت من ك و ف.
4- سقطت من ك و ف عبداللَّه بن ميمون القداح: هو أحد حجج الأئمّة الإسماعيليّة في دورها الأوّل، ولقب بالقدّاح لأنّه كان كوالده يستخرج الماء من العين المتورّمة. ينظر: غالب، أعلام الإسماعيليّة، ص 345- 347.
5- ينظر: الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 5، ص 454.
6- سقطت من ق و ك.
7- وردت في ق الطواف.
8- وقد أشار الكليني أنّهما من الصلوات الواجبة وهما ركعتان تقرأ في الاولى التوحيد وفي الثانية «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» وللمكلّف بهما أن يصلّيهما في أيّ ساعة يشاء من طلوع الشمس وحتّى غروبها من ذلك اليوم. ينظر: الاصول من الكافي، ج 1، ص 282.
9- وردت في ك صفايح.
10- في ف صغيرة.

ص: 84

(من) (1) حديد، وعليها كسوة حرير منقوشة (أيضاً) (2) كنقش البرقع إلّا أنّها أخفّ نقشاً منه مكتوب على جوانبها «إنّ أوّل بيت وضع للناس» (3) (الآية) (4) وكلّ آية فيها ذكر البيت واسم السلطان، وهذه القبّة (في) (5) وسط قبّة اخرى منقوشة بالذهب وبين أساطينها شبابيك حديد (ولها) (6) هلال مذهّب عجيب، وعلى بابها رواق على اسطوانتين، وبابها أحد شبابيكها وهو في رواقها وعليه قفل وعلى الرواق صفةُ مزخرفة مذهّبة عجيبة، (وعلى سطحها) (7) وسطح الرواق ألواح من رصاص (و) (8) بين كلّ لوح ولوح ثالية ضلع مشغل عجيب متقن لم أرَ مثله، وارتفاع هذه القبّة ورواقها (ارتفاع جيد) (9) متوسّط، وطولها ستّة أذرع وعرضها (خمسة) (10) أذرع.

وأمّا المنبر (11) فعالٍ ضخم الهيكل من الرخام (الأبيض، عدد


1- سقطت من ك.
2- سقطت من ك.
3- قال تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا و هدى للعالمين سورة آل عمران، آية 96.
4- سقطت من ق.
5- سقطت من ق و ك.
6- سقطت من ق و ك.
7- سقطت من ك و ف.
8- سقطت من ق و ك.
9- فى ف و ارتفاع جيد.
10- ورد في ك خمس.
11- إنّ المنبر الذي يشير إليه صاحب المخطوطة، يرجع إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وقد بعثه إلى مكّة سنة 966 ه/ 1558 م، وهو مصنوع من الحجر والرخام المرمر البرّاق الناصع البياض وهو قائم بفناء المسجد الحرام أمام الكعبة المعظّمة. وعلى الرغم من طول المدّة التي مرّت على قبّته المموّهة بالذهب إلّاأنّها لم تفقد شيئاً من بريقها ولمعانها لكثرة ما طُليَ بها من الذهب، ويمتاز هذا المنبر بأنّ الشمس لا تصل إلى الموضع الذي فيه الخطيب وقد كُتِبَ عليه أنّه «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، صدق اللَّه جلَّ اسمه سنة 966 ه. وقد أرّخه القاضي صلاح الدِّين القريشي بقوله: إنّ ذا المنبر الذي قد حوى الحسن كلّه هاك تاريخه الذي شهد الخلق فضله لسليمان منبرٌ ب - الدُعا شاهد له يُنظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 116- 119.

ص: 85

درجاته (ستّة) (1) عشر درجة) (2)، وعلى جوانبه خواتم من نفس (الجنس) (3) وعلى درجته العليا قبّة عجيبة على أربع (اسطوانات) (4) على هيئة الشكل الصنوبري، مذهّبة وعلى رأس القبّة شبكة فيها (لفظي) (5) الجلالة [اللَّه أكبر] (6) و (محمّد) مشبّكة بشكل رأس الراية، وعلى (درجته) (7) السفلى باب من الصِفر عليه شراريف حسان من (الرخام) (8).


1- في ف و ك ست.
2- سقطت من ك.
3- وردت في ك الجسد وفي ف نقش الجسد.
4- في ف إسطوانة.
5- وردت في ق لفظتا وفي ف لفظتي.
6- إضافة يقتضيها السياق.
7- وردت في ق الدرجة.
8- وردت في ق الصِفر.

ص: 86

الفصل الثالث/ في ذكر صفة المسجد الحرام وأبوابه ...

(الفصل الثالث) (1) فى ذكر صفة المسجد الحرام وأبوابه

في ذكر صفة المسجد الحرام، وأبوابه (وأسمائها) (2) وأساطينه، وما فيه من القباب في صحن المسجد، و (ما) (3) على رواقه، وصفة زمزم (المكرّم) (4) والصفا والمروة.

(إعلم أيّها الأخ اللبيب (5)، جعلني اللَّه وإيّاك (والمؤمنين) (6) في جوار المعصومين (عليهم السلام) (7) أنّ المسجد الحرام أيضاً بعض جوانبه أطول من بعض وهو متّسع محصب (8) إلّاخلف المقام وحيث (توقف) (9) درج البيت والمنبر وبين يدي زمزم فإنّه مفروش مرخم (10)، وطوله أربعمائة


1- وردت في ك أما الفصل الثالث.
2- وردت في ك و اسمائه.
3- سقطت من ك و ف.
4- سقطت من ك.
5- فى ف البيت، و فى ك إعلم يا أخى.
6- سقطت من ك و ق.
7- وردت في ف صلوات الله عليهم اجمعين.
8- محصب: مفروش بالحصا. ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادة حصب.
9- وردت في ق يوقف.
10- مرخم: أى مبلط بالمرمر.

ص: 87

ذراع وعرضه (مائتين وسبعين) (1) ذراع (2) سوى الزيادتين الآتي ذكرهما وجدرانه عالية، وشراريفه (3) بادية، وفي كلّ ركن من (الأركان) (4) الأربعة منارةٌ طويلةٌ، وما بين جدار العرض الذي في مقابل وجه الكعبة أيضاً (منارتين) (5) وما بين جدار الطول الذي في مقابل (العرض الشامي) (6) الذي فيه الميزاب أيضاً منارة، والكعبة في (وسط المسجد) (7) كالعروس (وجملة عدد منائر المسجد سبع منائر) (8)، وفيه زيادتان خارجتان عن تربيعه:

فالأُولى في (طوله) (9) المقابل (للعرض الشامي) (10) و فيها منارة سابقة.


1- وردت فى ق مائتان و سبعون.
2- ذكر الأرزقى أن طول المسجد الحرام أربعمائة ذراع و أربعة أذرع، أما عرضه ثلاثمائة ذراع و أربعة أذرع بذراع اليد، فيما ذكر الفاسى أن طوله بذراع القماش ثلاثمائة ذراع و ستة و خمسين ذراعا أى ما يعادل أربعمائة ذراع و سبعة أذرع بذراع اليد، أما عرضه مائتى ذراع و ستة ستين ذراعا أى ما يعادل ثلاثمائة ذراع و أربعة أذرع بذراع اليد. ينظر: شفاء الغرام، ج 1، ص 230- 231.
3- فى ف شرارقة.
4- سقطت من ق.
5- وردت فى ق منارتان.
6- وردت فى ك عرضه الشامى.
7- وردت فى ك ف.
8- سقطت من ك و ف.
9- وردت فى ق الطول.
10- وردت فى ق العرض الشامى.

ص: 88

والثانية (1) في جانب عرضه لظهرها.

وأمّا أبوابه: فتسعة عشر باباً:

الباب الأوّل (2): باب السلام (3) وله ثلاثة منافذ.

(الباب) (4) الثاني: باب الدريبة (5) وله مدخل واحد.

(الباب) (6) الثالث: باب السويقة (7) (وهي) (8) الزيادة الأُولى (وله أيضاً) (9) مدخل واحد.

الباب الرابع: باب (المقصود) (10) وهو في الزيادة الأُولى (أيضاً) (11)


1- في ف وثانية.
2- في ف الأوّل باب.
3- باب السلام: ويُعرف قديماً بباب بني شيبة وكان يسمّى في الجاهلية عند أهل مكّة بباب بني عبد شمس بن عبد مناف. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 1، ص 87.
4- وردت في ك والباب.
5- وردت في ف الدرية باب الدريبة: ويقع على يمين الداخل إلى المسجد من باب السلام بالجانب الشامي. ينظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 130.
6- وردت في ك والباب.
7- باب السويقة: ويقع هذا الباب في صدر الزيادة الحاصلة على دار الندوة. ينظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 130.
8- وردت في ق و ف وهو.
9- وردت في ق له و ك وله.
10- وردت في ق الفهود ولم أجد في المصادر التي تتبّعتها باباً بهذا الاسم- من أبواب المسجد- وربّما يكون هذا الاسم لأحد الأبواب السابقة الذكر أو اللّاحقة، وربّما حصل خلط في إطلاق تسميتين على باب واحدة مع مرور الوقت وتقادم الزمن.
11- سقطت من ق.

ص: 89

(وله) (1) مدخل واحد.

الباب الخامس: باب العجلة (2)، وهو مشهور بباب (الباسطية) وله مدخل واحد.

الباب السادس: باب السدّة (3) وله مدخل واحد. وبجنبه (من جهة اليمين) (4) بيت الفقير (ومتّصل به مسكن) (5) وله شبابيك تجاه الكعبة (المشرّفة) (6) والحمد للَّه الذي جعلني من جيران بيته الحرام.

الباب السابع: باب العمرة (7) وله مدخل واحد.

الباب الثامن: باب إبراهيم (8) وهو في الزيادة الثانية وعليه قصرٌ


1- وردت في ك له.
2- باب العجلة: سمّي بهذا الاسم لوقوعه عند دار تسمّى قديماً بدار العجلة وهي من دور بني سهم كانت لآل سمير بن وهب السهمي وقد ابتاعها منه عبداللَّه بن الزبير وقد سمّيت بهذا الاسم لأنّه عجّل في بنائها فكان العمّال يشتغلون ليل و نهار لإكمالها، وقيل لأنّ حجارتها كانت تُنقل على عجل تجرّها البغال. ينظر: العلي، المعالم العمرانية، ص 64.
3- باب السدّة: اطلق عليه هذا الاسم لأنّه سُد ثمّ فتح، ويُعرف بدرب عمرو بن العاص. ينظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 130.
4- سقطت من ق و ك.
5- سقطت من ق و ك.
6- وردت في ق الشريفة.
7- باب العُمرة: وعُرف بهذاالاسم لأنّ المعتمرين من التنعيم يدخلون ويخرجون من هذا الباب في الغالب وقد ذكره الأزرقي ب باب بني سهم. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 239.
8- باب إبراهيم: سمّي بذلك نسبةٍ إلى خيّاط اسمه إبراهيم كان يجلس عنده، ينظر: أخبارمكّة، ج 2، حاشية ص 92 وقد توهّم ابن جبير بنسبة هذا الباب إلى نبيّ اللَّه إبراهيم الخليل عليه السلام. ينظر: رحلة ابن جبير، ص 74.

ص: 90

عال وله مدخل واحد.

الباب التاسع: باب حزورة (1) وعوام الناس يسمّونه (عزوره) بالعين المهملة، وهو غلط لأنّ (صاحب النهاية) ذكر في كتابه حزوره بالحاء المهملة (2). وذكر حديث عبداللَّه بن الحمراء (قال ومنه حديث) (3) أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو واقفٌ بالحزورة من مكّة- (وهو) (4) موضع عند باب الحنّاطين (5). (وروى) (6)رئيس الطائفة الشيخ الطوسي (رحمه الله) (7) في كتاب (تهذيب الأحكام) (8) (الحديث) (9) هكذا: (عن) (10) (الحسن) (11) بن سعيد، عن (فضالة) (12) عن عبداللَّه بن


1- وردت في ك حروزه وقد عرّفهُ الأزرقي بأنّه باب حكيم بن حزام وبني الزبير بن العوّام ويغلب عليه تسمية باب الحزامية لأنّه يلي خط الحزامية، وروي أنّ الحزورة هي الرابية الصغيرة، والحزورة أوّل الإسلام كانت كلّها سوقاً تقع في فناء دار امّ هاني بنت أبي طالب عند سوق الخيّاطين. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 2، ص 91؛ الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 238؛ العلي، المعالم العمرانية، ص 64.
2- ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الأثر، ج 1، ص 380.
3- سقطت من ق و ك.
4- وردت في ك هو.
5- ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الأثر، ج 1، ص 380.
6- وردت في ك و ف وذكر.
7- سقطت من ك.
8- وردت في ق التهذيب.
9- سقطت من ك.
10- سقطت من ك.
11- وردت في ك و ف الحسين.
12- سقطت من ق.

ص: 91

سنان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «خط إبراهيم عليه السلام بمكّة ما بين الحزورة إلى المسعى» (1) (2) وله مدخلان.

الباب العاشر: باب امّ هاني (3) وله مدخلان.

الباب الحادي عشر: باب الرحمة (4) وله مدخلان.

الباب الثاني عشر: باب (المجاهدية) (5) وله مدخلان.

الباب الثالث عشر: باب (اجياد) (6) وله مدخلان.

الباب الرابع عشر: باب الصفا (7) وله خمسة منافذ (ووقوع الباب


1- في ف السعي.
2- ينظر: تهذيب الأحكام، ج 5، ص 454.
3- باب امّ هاني: سمّي هذا الباب باسم امّ هاني لأنّ ما يلي الباب من المسجد كان داراً لُامّ هاني بنت أبي طالب واخت الإمام عليّ عليه السلام وزوجة هبيربن عمر المخزومي، ويسمّى هذا الباب أيضاً ب باب الملاعبة لأنّها بحذاء دار تنسب للقوّاد العسكريّين تسمّى الملاعبة، وعرّفه نزيل الحرمين الأقشهري ب باب الفرج ويُطلق عليه أيضاً باب الولوج، باب العروج، باب اجياد الكبير، باب أبي جهل وفي العهد العثماني اطلق عليه باب الحميد نسبةً إلى السلطان العثماني عبدالحميد الثاني 1876- 1909 م. ينظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 130.
4- باب الرحمة: وهو أحد أبواب بني مخزوم ويُقال له أيضاً باب المجاهدية لأنّه يقع عند مدرسة الملك المؤيّد المجاهد صاحب اليمن. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 238.
5- ورد في ك المجاهدين ويبدو أنّ هذا الباب هو ذاته باب الرحمة الذي سبق التعريف به وربما وقع المؤلِّف في لبس في هذا الجانب.
6- ورد في ك اجيادين ويسمّى هذا الباب ب باب اجياد الصغير لأنّه يقع على فم شعب اجياد وسمّاه ابن جبير ب باب الخلقيين. ينظر: رحلة ابن جبير، ص 73.
7- باب الصفا: وقد عرّفه أصحاب المناسك بأنّه باب مخزوم لأنّهم سكنوا في تلك الجهة، وموضعه في زقاق ضيّق يخرج منه من مضى من الوادي يريد الصفا، ويروى أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وطأ في موضعها حين خرج إلى الصفا، وتسمّى أيضاً باب بني عدي بن كعب لأنّ دورهم كانت ما بين الصفا إلى المسجد وموضع الخبيزة. ينظر: الأزرقي، أخبار مكّة، ج 2، ص 90.

ص: 92

الرابع عشر في الصفا فيه إشارة عجيبة) (1).

الباب الخامس عشر: باب البغلة (2) وله مدخلان.

الباب السادس عشر: باب بازان (3) وله مدخلان.

الباب السابع عشر: باب (أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، ويعسوب المسلمين، وقائد الغُرّ المحجّلين، قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، أسد اللَّه الغالب) (4) عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وله ثلاثة منافذ.

الباب الثامن عشر: باب العبّاس (5) وله (ثلاثة) (6) منافذ.


1- سقطت من ق و ف.
2- باب البغلة: يطلق عليه باب بني سفيان بن عبد الأسد، ولا يُعرف سبب هذه التسمية. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 238.
3- باب بازان: اطلق عليه هذا الاسم لأنّ عيناً بمكّة كانت معروفة ب عين باذان قرب هذا الباب، وقد أشار الفاسي أنّ باذان هو المحل الذي تجري به عين مكّة وينزل إليه بدرج وشكله مستطيل، ويمكن القول إنّ المحل سمِّي باسم العين من تسمية الحال باسم المحل، ويُسمّى أيضاً ب باب بني عائذ. ينظر: كرارة، الدِّين وتاريخ الحرمين، ص 132.
4- سقطت من ك و ف، وقد عرّفه الأزرقي ب باب بني هاشم وهو مستقبل الوادي ويقال له باب البطحاء في الزيادة التي أحدثها المهدي العبّاسي، ينظر: الأزرقي، تاريخ مكّة، ج 2، ص 88، وربّما سمّي ب باب عليّ عليه السلام لأنّ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كان يدخل ويخرج منه تحديداً فسمّي باسمه.
5- باب العبّاس: وسمّي بذلك نسبةً إلى العبّاس بن عبد المطّلب الذي يقع داره عندها وقد أطلق عليه ابن الساج في منسكه اسم باب الجنائز لا سيما عند وصفه السعي. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 238.
6- ورد في ك الجنايز، وقد أطلق عليه في البداية باب النبيّ صلى الله عليه و آله لأنّه كان يدخل ويخرج- منه وهو المنفذ إلى منزله حيث تقطن زوجهُ امّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان اللَّه عليها في زقاق العطّارين، ويُعرف ب باب الجنائز لأنّ الجنائز كانت تخرج منه في الغالب، ويُعرف أيضاً ب باب النساء لأنّ النساء كنَّ يدخلن منه إلى بيت اللَّه الحرام، ويقال له أيضاً باب الأفضلية لقربه من مدرسة الأفضليّة، و باب الحريريّين لأنّ الحرير يُباع قرب هذا الباب، و باب القفص لأنّ الصيّاغ كانوا يضعون الحلي في أقفاص لبيعها قرب الباب. ينظر: ملحس، أخبار مكّة للأزرقي، ج 2، حاشية ص 87- 88.

ص: 93

الباب التاسع عشر: باب الجنائز (وتسمّى باب النبيّ صلى الله عليه و آله) (1) وله مدخلان.

فجملة (منافذهُ ومداخله تسع وثلاثون) (2).

وأمّا أساطينه التي هي خارجة عن الجدار، فخمسمائة اسطوانة (3) ففي طوله المقابل لعرضها اليماني ثلاثة صفوف، وفي طوله المقابل (لعرضها) (4) الشامي- (وفيه) (5) الزيادة الأُولى كما تقدّم- (وفيه) (6) ثلاثة صفوف أيضاً، وفي بعضه أربعة، وفي عرضه المقابل لوجه الكعبة (ثلاثة) (7) صفوف أيضاً وفي عرضه المقابل لظهرها (ثلاثة


1- سقطت من ق.
2- وردت في ك فجملة منافذه تسع وثلاثون مدخلًا.
3- يُذكر أنّ عدد أساطين المسجد الحرام بلغت نحو أربعمائة وثمانون اسطوانة، وأصبح عددها أربعمائة وستّة وتسعون اسطوانة بعد الزيادات التي استحدثت في المسجد الحرام خلال الفترات المتعاقبة وصولًا إلى عمارة مراد الثالث الذي أتمَّ العمل فيه عام 984 ه/ 1547 م. ينظر: ملحس، تاريخ مكّة للأزرقي، ملحق ج 2، ص 306- 307.
4- وردت في ك لعرضه.
5- وردت في ك وفي.
6- سقطت من ق.
7- وردت في ك ثلاث.

ص: 94

صفوف أيضاً) (1).

فجملة الخمسمائة في هذه الصفوف (الاثنى) (2) عشر والتي غير خارجهُ تقرب من ستّين اسطوانة واللَّه أعلم.

وأمّا الذي في صحن المسجد من القباب (فثلاثة قبب) (3).

(أمّا) (4) القبّة الاولى: (فهي) (5) قبّة العبّاس (رضى الله عنه) (6) وهي مربّعة حسنة البناء، ولها شراريف (7)، ولها ستّة شبابيك حديد من جهاتها، وملصق إلى ظهرها قبّة صغيرة قد ضمّها (تربيعها) (8) حتّى صارتا كالقبّة الواحدة لم يفترقا إلّافي المدخل، وفي وسطها حوض مستدير متوسّط العظم من ألواح رخام مضلّعة بالرصاص، وفي (وسطه) (9) قصبة لدخول (الماء) (10).


1- وردت في ك ايضا ثلاث صفوف.
2- وردت في ق الاثنى.
3- وردت في ق فثلاث.
4- سقطت من ق.
5- سقطت من ق.
6- سقطت من ك.
7- فى ف شرايف.
8- وردت فى ق تربيعا.
9- وردت فى ك وسطها.
10- وردت في ك الماء إليها.

ص: 95

(وأمّا) (1) (القبّة) (2) الثانية: قبّة الفرّاشين (3) وهي مربّعة أيضاً، ولها ستّة شبابيك وفي زاويتها الشرقية حجر فيه أثر قدم النبيّ صلى الله عليه و آله واللَّه أعلم.

(وأمّا) (4) (القبّة الثالثة) (5): قبّة زمزم (6) وهي مربّعة عالية، ولها ثمانية شبابيك حديد (في) (7) جهاتها الثلاث، وسقفها منفرج وملصق إليها من جهتها التي تقابل باب الصفا (قبّة) (8) صغيرة مستطيلة لها (ثلاث) (9) شبابيك حديد وعلى سطح الكبيرة رواق مزخرف


1- سقطت من ق.
2- سقطت من ك.
3- يحتمل من خلال النصوص التي اطّلعنا عليها أنّها أحد القباب الموجودة في صحن المسجد الحرام والتي كان يأوي إليها الفرّاشين المكلّفين بالعناية بالمسجد. للتفاصيل ينظر: الفاسي، العقد الثمين، ج 2، ص 314.
4- سقطت من ق.
5- سقطت من ك.
6- يُذكر أنّ سليمان بن علي بن عبداللَّه بن عبّاس عمل قبّة على موضع جلوس ابن عبّاس في زاوية زمزم التي تلي الصفا والوادي، ثمّ عمل المنصور العبّاسي قبّة زمزم خلال خلافته للمسلمين، ويوصف المهدي العبّاسي بأنّه أوّل من بنى قبّةً ما بين زمزم وبيت الشراب وقد وضعت القبّة في الدوحة التي أنزل إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل عليه السلام وامّه هاجر تحتها، ثمّ اعيد بناؤها زمن المعتصم العبّاسي، ثمّ جدّدت في عهد السلطان العثماني مراد الرابع في العام 1072 ه/ 1758 م. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 251؛ العلي، المعالم العمرانية، ص 52.
7- ورد في ق من.
8- وردت في ق فيه فتحة.
9- وردت في ق ثلاثة.

ص: 96

(يؤذن) (1) فيه وعليه قبّة (لها) (2) هلال، وله درج أوّله عند الباب وآخره على عجز القبّة، وفي رأس الدرج باب صغير.

وأمّا بئر زمزم وهو في وسط هذه القبّة أي الكبيرة، وطوله أربعون ذراعاً وعليه (خرزة) (3) (الخرزة بالخاء المعجمة وتقديم الراء المفتوحة على زاء جدار مدوّر وعلى البئر منه) (4) من ألواح رصاص لها أضلاع بين كلّ ضلع منها والآخر لوح رخام وعلى (دوريها طوقان) (5) من حديد بينهما أميال (من) (6) حديد، بين كلّ ميلين لوح من نحاس مستديرة كاستدارتها وارتفاع هذه (الخرزة) (7) ذراع (وثلثا ذراع) (8) وعرضها شبر وثلاثة أصابع، ودورها عشرون ذراعاً، وهي عظيمة الهيكل (هائلة) (9) المنظر وعليه بكرات في الخشبتين المغروزتين أحد


1- وردت في ق و ف يؤذّنون.
2- وردت في ك له.
3- وردت في ك خرازة.
4- سقط هذا المقطع من ق و ك.
5- وردت في ك دورها طوقين.
6- سقطت من ك.
7- وردت في ك الخريزة.
8- سقطت من ف.
9- وردت في ك هايلة.

ص: 97

(طرفيها) (1) في جدار الباب (وطرفاها الآخران) (2) في الجدار المقابل له، الذي ينتهي إليه طرف المطاف وعلى الخشبتين (خشبتان أُخريان) لتعليق البكرات (3).

وأمّا (القباب) (4) اللاتي على رواق المسجد: مائة وعشرون قبّة، واللاتي على الزيادتين إحدى (وثلاثين) (5) قبّة، (ستّة) (6) عشر في الأُولى، (وخمسة عشر) (7) في الثانية.

وأمّا الأمكنة (المبتدعة) (8) لكلّ إمام (من الأئمّة الأربعة) (9) فلا حاجة إلى ذكرها (10).

وأمّا الصفا: (فهو الجبل الذي نزل عليه آدم عليه السلام ووجه تسميته بالصفا) (11) كما روي عن المعصومين عليهم السلام أنّ (المصطفى عليه السلام) (12) نزل عليه، (فقطع للجبل اسمٌ من اسم آدم عليه السلام) (13) لأنّ اللَّه


1- وردت في ق طرفيهما.
2- وردت في ق وطرفهما الآخر.
3- في ف لجريان التعليل البكرات.
4- وردت في ك قبب.
5- وردت في ق ثلاثون.
6- وردت في ق ست.
7- وردت في ق خمس عشرة، أمّا في ف وخمس.
8- وردت في ك التي.
9- يقصد بهم المؤلّف أئمّة المذاهب الأربعة الشافعي، الحنبلي، المالكي، الحنفي.
10- نلاحظ عدم موضوعيّة المؤلّف في هذا المورد من خلال عزوفه عن إيراده تفاصيل عن أماكن جلوس أئمّة المذاهب الأربعة- السابقة الذكر- مع علمه بها. وقد أشار إليها ابن جبير في رحلته. تنظر: ص 74.
11- سقطت من ق.
12- وردت في ك أنّ مصطفى، وفي ف إنّ المصطفى آدم.
13- سقطت من ق.

ص: 98

(تعالى) (1) قال في كتابه العزيز: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ» (2).

وعليه بيوت لأهل مكّة. وفي أصل الجبل (دكوك) (3) مبنيّة وثلاثة من العقود المتّصلة (بعضها إلى بعض) (4).

الدكّة الاولى: لها ثلاث دُرج.

والثانية: لها أربع دُرج.

والثالثة: لها أربع دُرج.

والرابعة: لها درجتان.

وأمّا المروة: أيضاً جبلٌ نزلت عليه (حوّاء) (5) (عليها السلام) (6) ووجه تسميته (بالمروة) (7) (هو) (8) أنّ المرأة نزلت عليه، كما روي أيضاً عنهم (عليهم السلام) (9)، وعليه أيضاً بيوت لأهل مكّة، وفي أصل الجبل دكّة


1- سقطت من ك و ف.
2- سورة آل عمران، آية 33.
3- وردت في ك دكوكت.
4- سقطت من ف.
5- وردت في ك حوى.
6- سقطت من ك.
7- سقطت من ق.
8- سقطت من ق.
9- ينظر: الكليني، الفروع من الكافي، ج 4، ص 190.

ص: 99

واحدة أرفع من أرض المسعى بدرجتين.

وبين الصّفا والمروة سوق العطّارين (1) وغيرهم، ليس عليه سقف، ومن وقف على الصفا يرى المروة وبالعكس.

ومن الصفا إلى المروة خمسمائة (وثلاثون) (2) خطوة (بخطوة) (3) إنسان معتدل القامة.


1- سوق العطّارين: هو أحد الأسواق الشهيرة بمكّة، كان مركزاً لتجمّع العلماء ومتجراً لهم يؤكّد ذلك بعض النصوص التي وصلت إلينا من دراسة حياة بعض العلماء وارتيادهم لهذا السوق في حقبة قريبة من عصر المؤلِّف. يُنظر: الفاسي، العقد الثمين، ج 2، ص 257.
2- وردت في ك وثلاثين.
3- سقطت من ق.

ص: 100

الخاتمة/ في ذكر صفة الأماكن الشريفة المطهّرة ...

(الخاتمة) (1) في ذكر صفة الأماكن الشريفة المطهّرة

(فهي) (2) (في) (3) ذكر صفة الأماكن الشريفة (المطهّرة) (4) غير المشاعر العظيمة، منها (مولد سيّد البشر والشفيع يوم الحشر) (5) (ومولد سيّدة نساء العالمين) (6) والحجر (7) الذي فيه (علامة


1- وردت في ك أمّا الخاتمة.
2- سقطت من ك.
3- وردت في ك و ف ففي.
4- سقطت من ك.
5- وردت في ق المولد الشريف لسيِّد البشر، والشفيع في المحشر. وكان مولده صلى الله عليه و آله في رباع بني عبد المطّلب ولا سيما في شعب ابن يوسف وهو في زقاق يسمّى زقاق الولد وكان عقيل بن أبي طالب قد أخذه عندما هاجر الرسول صلى الله عليه و آله من مكّة إلى المدينة ولم يستردّه الرسول صلى الله عليه و آله بعد فتح مكّة سنة 8 ه/ 629 م، لذا فإنّ أبرز المعالم العمرانية في هذه الأرباع مولد النبي. ينظر: العلي، المعالم العمرانية، ص 95، وكانت بقعة مولد النبيّ صلى الله عليه و آله من مزاراً يتبرّك به الناس سنويّاً حتّى آل الحكم إلى آل سعود فطمسوا هذا المعْلَم وحوّلوه إلى موقف للسيّارات ومزابل بعد أن قاموا بهدمه شأنه في ذلك شأن بيوت الصحابة. ينظر: العاملي، كشف الارتياب، ص 53.
6- وردت في ق المولد الشريف لسيّدة النساء. ولدت السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام في داروالدتها السيّد خديجة بنت خويلد رضوان اللَّه عليها بدار تقع في زقاق العطّارين ويُعرف اليوم في مكّة ب زقاق الحجر وتُعرف هذه الدار ب مولد فاطمة عليها السلام. ينظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 270- 272.
7- هو مسقط رأس السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام. يُنظر الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 270.

ص: 101

مرفقة) (1) صلى الله عليه و آله و (الجبانتان) (2) المعلى والشبيكة.

اعلم يا أخي هدانا اللَّه وإيّاك أنّ مولد سيِّد البشر والشفيع يوم المحشر (3) (صلى الله عليه و آله) (4) (هو) (5) روضة، (عالي) (6) البناء، (مزخرف) (7) له بابان وله محرابٌ في الركن القبلي، ومسقط رأسه صلى الله عليه و آله (قريبٌ) (8) منه، وهو حفرة صغيرة عليه قبّة (عود) (9) مربّعة صغيرة، مفرجة الجوانب، عليها (كسوة) (10) كتّان، شغل الأبرة، قطع ووصل عجيب.

وأمّا (مولد أمير المؤمنين، وإمام المتّقين (وقائد الغُرّ المحجّلين) (11) علي بن أبي طالب (عليه السلام) (12) في المكان الذي هو مشهور بمكّة (المعظّمة) (13) فغلط، لأنّ مولده الشريف (في) (14) نفس الكعبة


1- وردت فى ك مرفقه علامة.
2- وردت فى ك الجبانتين.
3- وردت فى ك إن مولد سيد البشر عليه السلام.
4- سقطت من ق.
5- وردت فى ك و هو.
6- وردت فى ك عالية.
7- وردت فى ك مزخرفة.
8- وردت فى ك قريبا.
9- سقطت من ك.
10- فى ق و ك كسوتان.
11- سقطت من ف.
12- وردت فى ك مولد أمير المؤمنين عليه السلام.
13- سقطت من ك.
14- سقطت من ق.

ص: 102

الشريفة (1) ذكرهُ (أبو منصور الطبري) (2) في كتابه (اعلام الورى) هكذا: «ولد أمير المؤمنين عليه السلام بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة (الثالث) (3) عشر من شهر اللَّه (الأصم) (4) رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة، ولم يولد قط في بيت اللَّه (الحرام) (5) مولودٌ سواه، لا قبله ولا بعده، وهذه فضيلة خصّهُ اللَّه (تعالى) (6) بها إجلالًا لمحلّه ومنزلته، وإعلاءً (لرتبته) (7).

وامّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وكانت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بمنزلة الامّ، ورُبيَّ في حجرها، وكانت من سابقات المؤمنات إلى الإيمان، وهاجرت معه إلى المدينة، وكفّنها (النبيّ صلى الله عليه و آله) (8)،


1- وقد أشار إلى ذلك جمع من علماء السنّة والشيعة، ينظر: الحاكم النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 550؛ الشبلنجي نور الأبصار، ج 1، ص 294؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 45.
2- ورد الاسم في الرسالة خطأً والصواب هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، وهو أحد علماء الإماميّة ومن المفسّرين المشهورين، ولد سنة 465 ه/ 1072 م وله باعٌ طويل في العلوم العقليّة والنقليّة، ترك لنا مصنّفات مهمّة أشهرها البيان في تفسير القرآن وكتاب اعلام الورى بأعلام الهدى، توفّي سنة 533 ه/ 1128 م. ينظر: البحراني، لؤلؤة البحرين، ج 2، ص 113.
3- ورد في ك ثالث.
4- وردت في ق الأعظم.
5- وردت في ق تعالى.
6- سقطت من ك.
7- وردت في ك لمرتبته.
8- سقطت من ق.

ص: 103

(بقميصه) (1) (ليدرأ) (2) به عنها هوام (3) القبر، وتوسّد في قبرها لتأمن بذلك من ضغطة القبر، ولقّنها (4) الإقرار بولاية إبنها- كما اشتهرت (به الرواية)- (5)، فكان أمير المؤمنين عليه السلام هاشميّاً من هاشميِّين، وأوّل من ولد هاشم مرّتين» (6).

وأمّا (مولد) (7) سيّدة نساء العالمين (البتول، العذراء، امّ الأئمّة النقباء النجباء) (8) فاطمة الزهراء عليها السلام فهو روضة، عليه (شراريف) (9) في قبلة الرواق، فيه محراب وفي مؤخّره قبّة عالية متوسّطة العظم، على رأسها هلال نحاس، بابها قبلي وفضلها مروي، يُقال لها (قبّة الوحي) (10)


1- وردت في ق في قميصه.
2- وردت في ق يدرأ.
3- هوام: المخوف من الحنش أي الأفاعي. ينظر: الرازي، مختار الصحاح، مادّة همم.
4- التلقين: من آداب دفن الميّت، وهي كلمات يقوم بقرائتها وليّ الميّت- أو مَن ينوب عنه- إلى الميّت في حالة دفنه من شهادة لا إله إلّااللَّه، محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، عليٌّ وليّ اللَّه عليه السلام، وهذا المسلك العبادي أكّد على وجوبه النبيّ صلى الله عليه و آله وآل بيته من بعده، وقد نقل لنا المحدِّثون أحاديث عديدة عن آل البيت في ثواب التلقين. ينظر: الكليني، الفروع من الكافي، ج 2، ص 121- 128، الصدوق، ثواب الأعمال، ص 195.
5- سقطت من ق.
6- ينظر: الطبرسي، أعلام الورى، ص 153.
7- سقطت من ك
8- سقطت من ك و ف.
9- وردت في ق راريق، وفي ف شرايف.
10- قبّة الوحي: هي القبّة المبنيّة على دار امّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان اللَّه عليها في سوق العطّارين، وتتوسّط هذه القبّة، القبّة التي بُنيت في موضع مولد فاطمة الزهراء عليها السلام ويُقال لهذا الموضع المختبي وهو المكان الذي كان فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يدعو الناس إلى عبادة اللَّه تعالى في بدء الدعوة الإسلاميّة مستخفياً عن الكفّار، وتمّت عمارة هذه القبّة قبّة الوحي بعد عام 801 ه/ 1398 م أي بعد موت الظاهر برقوق سلطان مصر وسمّيت بذلك لأنّها موضع نزول الأمين جبرائيل عليه السلام. يُنظر: الفاسي، شفاء الغرام، ج 1، ص 272- 273.

ص: 104

ومسقط رأسها عليها السلام في مخزن مستطيل عن يمين الداخل (للقبّة) (1)، (وهو) (2) حفرة صغيرة، وعليه قبّة أصغر من قبّة مسقط رأس أبيها صلى الله عليه و آله.

وأمّا علامة مرفقه صلى الله عليه و آله فأنوارهُ (لائحة) (3)، و (معجزاته) (4) للناظرين واضحة، وهو حفرة صغيرة في حجر قد بُنيَ في جدار دار، وارتفاعه (في الجدار) (5) ذراعان، و (كلّ ما وصفناه في رسالتنا هذه من الأذرع) (6) (وهو متوسّط) (7) ذراع الآدمي، إلّازمزم والحجر الأسود فإنّها بذراع العمل المتعارف (عليها) (8) (عند) (9) البنّائين.

أمّا المُعلى: (فهي) (10) جبانةٌ عظيمة قد دُفن فيها ما لا يُحصى من


1- وردت في ق إلى القبّة.
2- وردت في ق وهي.
3- وردت في ك لايحة.
4- وردت في ق معجزة.
5- سقطت من ق.
6- سقطت من ك.
7- وردته في ق فمتوسّط.
8- سقطت من ق.
9- وردت في ق بين.
10- سقطت من ق.

ص: 105

(أهل) (1) الكرامات والمقامات، من أهل البلد والآفاق. فالمشهور (بها) (2) اليوم من القبور التي عليها الاتّفاق: قبر (سيّدة النساء بعد إبنتها، وفريدة دهرها، والمعتنية للخيرات، المطمئنّة لقلب الرسول]« [ (3) حين أتاها مُفاجأً بأوّل النزول، وزوجة سيِّد المرسلين، امّ سيّدة نساء العالمين، جَدّة الأئمّة المعصومين عليهم السلام) (4) خديجة الكبرى (بنت خويلد) (5)عليها السلام.

والمشهور عندنا قبر جدّ (النبيّ) (6) صلى الله عليه و آله (سيّدنا) (7) عبد المطّلب وعمّه (ومعينه) (8) أبو طالب (عبد مناف) (9)- (رضي اللَّه عنهم) (10)- وقبر (سيِّد الصالحين) (11) نصير الدِّين حسين (12)، وقبر سلطان


1- سقطت من ك.
2- سقطت من ق.
3- إضافة يقتضيها السياق.
4- سقطت من ك.
5- وردت فى ك ام فاطمة الزهراء عليهما السلام.
6- وردت فى ق رسول الله.
7- سقطت من ك.
8- سقطت من ك.
9- لم ترد فى ق و ك.
10- سقطت من ك.
11- وردت فى ك السيد.
12- هو السيّد نصير الدِّين حسين بن إبراهيم بن سلام اللَّه بن عماد الدين بن مسعود بن صدر الدين محمدبن غياث الدين منصور الحسيني وهوأخونظام الدين أحمد جدّ علي خان المدني الدشتكي، تزوّج ببنت إبراهيم ميرزا ابن أخي الشاه طهماسب وكانت فاضلة عالمة، ورعة، وقد توفّي سنة 1023 ه ودُفن بمكّة. يُنظر: الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 167.

ص: 106

المحقّقين (والمدقّقين) (1) (استاذي) (2) في (فن الرجال والأحاديث النبويّة) (3) ملّا محمّد أمين الإسترابادي- (طاب ثراه)- (4) وميرزا محمّد الأسترابادي (رحمهم اللَّه تعالى) (5).

ومن تفضّلات ربّي (الرحيم) «6(6) » في هذه السنة لمّا توفّي (ثمرة فؤادي) (7) (ولدي) (8) (السيّد أبو جعفر محمّد الباقر) (9) مع والدته، (وأخوه عليَّ نزل من بطن امّه حيّاً ثمّ ماتت امّه- رحمهما اللَّه- بسبب عدم خروج المشيمة، ومات علي بعد امّه (رحمهم اللَّه وأسكنهم [الجنّة] بعلي وولده) (10) (جعلت) (11) (12) (ال) (13) ثلاثة (في القبور) (14)


1- سقطت من ك.
2- وردت في ق استاداي.
3- وردت في ك الفن.
4- وردت في ك رحمه اللَّه.
5- سقطت من ك هو ذاته محمد الرجالي. ينظر: ص ث من مقدّمة التحقيق.
6- سقطت من ك.
7- سقطت من ك.
8- سقطت من ق.
9- سقطت من ك.
10- سقطت من ك.
11- وردت في ق دفنتهم في.
12- سقط هذا المقطع من ف.
13- إضافة يقتضيها السياق.
14- وردت في ق من القبور.

ص: 107

(في) (1) الموضع الذي (يقف) (2) (الناس به) (3) ويقرأون الفاتحة لخديجة الكبرى عليها السلام قبال صندوقها، دفنت في واحد من القبور (الثلاثة) (4) امّ (ولدي) (5) (السيّد أبو جعفر سكينة بيگم- رحمها اللَّه-) (6) التي كانت معينتي في طلب العلم بمكّة (المعظّمة) (7).

وفي القبر الثاني: دفنت ثمرة فؤادي (سيّد أبو جعفر محمّد الباقر) (8)، الذي (في خمس سنين وتسعة أشهر من العمر قرأ القرآن) (9) إلى نصف سورة «إِنَّا فَتَحْنا» (10)

وقرأ الأمثلة وبعضاً من (التصريف للزنجاني) (11) (ما يقرب من نصفه) (12).

و (القبر) (13) الثالث: بنيتهُ لنفسي ودخلتُ فيه، وقرأتُ (فيه) (14)


1- وردت فى ق من.
2- وردت فى ك يقفون.
3- سقطت من ك.
4- سقطت من ك.
5- سقطت من ق و ف.
6- سقطت من ك.
7- سقطت من ك.
8- سقطت من ك.
9- وردت فى ق الذى قرأ فى مدة خمس سنين و تسعة [أشهر] القرآن.
10- تنظر: سورة الفتح، آية 1- 14. علما أن مجموع آياتها تسعا و عشرون آية.
11- وردت فى ك تصرفات الزنجانى.
12- وردت فى ق يقرب نصفه.
13- سقطت من ق.
14- سقطت من ق.

ص: 108

(التلقين) مع بعض سور (من) (1) القرآن، وأودعت فيه (وأرجو من اللَّه أن يجعل ذلك التلقين كافياً) (2) فإن (ظهر) سيّدنا ومولانا صاحب (العصر) (3) والزمان، (وخليفة الرحمن) (4)- (صلوات اللَّه عليه)- (5) فلا حاجة إلى ذلك القبر (أيضاً) (6)، «وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» (7).

وأمّا الشبيكة: فهي (أيضاً جبّانة عظيمة) (8) قد دُفِنَ فيها (جماعة كثيرة من الناس) (9) (ولكن) (10) ليس فيها من مشاهير القبور (المعتمدة) (11) عندنا (شي ء) (12).


1- سقطت من ك.
2- سقطت من ك.
3- سقطت من ك.
4- سقطت من ك.
5- سقطت من ك.
6- سقطت من ك.
7- سورة لقمان، آية 34.
8- وردت في ق جبّانة عظيمة أيضاً.
9- وردت في ق ناس كثير.
10- سقطت من ك.
11- سقطت من ك.
12- سقطت من ك.

ص: 109

(نصيحة: أيا المؤمنون أنصح نفسي وإيّاكم (للَّه تعالى) (1)، اجتهدوا بتعمير دار الآخرة بزيارة هذه الأماكن المشرّفة وغيرها من أفعال الخير، لأنّ الآخرة دار القرار، «وَ فِيها (ما تَشْتَهِيهِ اْلأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ اْلأَعْيُنُ)» (2)

والأنبياء والمرسلين (3)، والأولياء «وَالصَّالِحِينَ (4) وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» (5)

.

وذكر علي بن إبراهيم، عن الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني- رحمهما اللَّه- في تفسيره في سورة لقمان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام يُحدّث لحمّاد قال:

«فوعظ لقمان (لابنه) (6) بآثار حتّى تفطّر وانشق، وكان فيما وعظ به:

يا حمّاد إلى أن قال: يا بني إنّك منذ سقطت إلى الدُّنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة، فدارٌ أنت تسير إليها أقرب إليك من (دار) (7) أنت عنها متباعد» (8).

ولنختم الخاتمة بأسامي جماعة من المؤمنين الذين اشتغلوا في الكعبة [وهم] (9) محمّد الحسين المذكور (10)، وسيّد أحمد بن محمّد معصوم (11)،


1- سقطت من ك و ق.
2- سقطت من ق و ك؛ وهي من سورة الزخرف، الآية 71.
3- في ك و ف المرسلون.
4- في ك و ف الصالحين.
5- سورة النساء، آية 69.
6- سقطت من ف و ك.
7- سقطت من دار.
8- ينظر: المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 411.
9- إضافة يقتضيها السياق.
10- ورد ذكره في ص 57 من النصّ وكان من أهل ابرقوه.
11- سقط من ق، وأمّا سيّد أحمد بن محمّد معصوم، الظاهر من اسمه أنّه والد السيّد صدر الدِّين علي خان المدني صاحب كتاب سلافة العصر وكتاب الدرجات الرفيعة والسيّد أحمد كان تلميذاً للشيخ محمّد أمين الإسترابادي، وأنّ وفاته كانت في سنه 1086 ه. ينظر: النوري، خاتمة مستدرك الوسائل، ج 1، ص 244.

ص: 110

ومحمّد علي بن عاشور وأبوه (1)، وحسن بن عبداللَّه السمناني المكّي (2)، و درويش حيدر الكشميري (3)، و ميرزا خان الكشميري (4)، والحاج حسن علي الأردبيلي (5)، والحاج معصوم بيك التبريزي (6)، وحاجي محمد شفيع التبريزي وولده إبراهيم بيك (7)، والشيخ (طائف رفيع السيّد) (8) ولدي أبو جعفر (9) وإسماعيل بن شهيد أوغلي (10)، والشيخ عبد علي (11)


1- لم نجد ترجمةً لهما.
2- لم ترد المكّي في ف و لم ترد ترجمة لهذا الرجل باستثناء ورود إجازة للسيّد محمّد باقر الداماد مؤرّخة سنة 1020 ه لأبيه عبداللَّه السمناني. ينظر: الطهراني، الذريعة، ج 14، ص 178.
3- لم نجد ترجمةً له.
4- سقط من ف ولم نجد ترجمةً له.
5- لم نجد ترجمةً له.
6- لم نجد ترجمة لهذا الرجل والظاهر أنّه كان من الوجهاء والأعيان إذ ورد ذكر ابنه محمّد كاظم في بعض وقفيات الكتب التي أوردها الشيخ آغا بزرك في ثنايا سرده لمصنّفات الشيعة الإماميّة، ينظر: الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 285؛ ج 13، ص 213.
7- لم نجد ترجمة وافية لهذا الرجل وابنه باستثناء ورود اسمه في بعض مقدّمات الكتب التي أُلّفت باسمهِ، والظاهر أنّ الحاج شفيع كان مقرّباً من السلاطين الصفويّين لاسيما السلطان سليمان الصفوي 1077- 1105 ه. ينظر: الطهراني، الذريعة، ج 27 ص 91، ج 10، ص 77، ج 17، ص 245، ج 19، ص 25، ج 20، ص 157.
8- وردت في ق و ك طائف رفيع.
9- لم نعثر على ترجمة لهما.
10- لم نجد ترجمة له.
11- هو الشيخ عبد علي بن محمّد بن عزّ الدين الفقيه الأديب تلميذ صاحب المدارك وقد بيّض كتاب نهاية المرام في شرح مختصر شرائع الإسلام لُاستاذه صاحب المدارك بعد فراغ الاستاذ بيوم فقد فرغ الاستاذ من تأليفها يوم الخميس 19 رجب 1007 ه والشيخ فرغ من تبييضها يوم الجمعة 20 رجب من السنة المذكورة، وله أيضاً بخطّه «تلخيص الأقوال» للميرزا محمد الاسترابادي. ينظر: الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 331.

ص: 111

وعبدان للفقير [هما] (1) مفلح ونافع) (2).

وألهمني اللَّه (تعالى) (3) لتاريخ هذا التأسيس الشريف إقتباساً من الآية الشريفة: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ» (4)

(والتاريخ) (5) (هذا) (6) رفع اللَّه (تعالى) (7) قواعد البيت. (تمّ صورة ما كتب رحمه اللَّه تعالى) (8) (والحمد للَّه ربّ العالمين) (9) (الذي وفّقنا لإتمام هذه الرسالة الشريفة) (10) (والصلاة على محمّد وآله) (11) [الطيّبين الطاهرين] (12).


1- إضافة يقتضيها السياق.
2- سقطت من ك والظاهر أنّ مفلح ونافع عبدان كانا يعملان للسيّد زين العابدين وليسا أولاده.
3- سقطت من ك.
4- سورة البقرة، آية 127.
5- سقطت من ق.
6- وردت في ك هكذا.
7- سقطت من ك.
8- سقطت من ك.
9- وردت في ق والحمد للَّه.
10- سقطت من ق.
11- ذكر ناسخ النسخة ك في نهاية هذه الرسالة مانصّه «وقد فرغ من كتابة هذه الرسالة الشريفة اللطيفةبنفسه لنفسه أقلّ المشتغلين في المشهد المقدّس الغروي أحمد بن السيّد حبيب زوين الحسيني الأعرجي النجفي وفّقه اللَّه تعالى لحجّ بيته الحرام بحقّ محمّد وآله كما وفّقه لزيارة علي بن موسى الرضا عليه السلام، وكان ذلك في ذي الحجّة سنة 1234 ه والحمد للَّه ربّ العالمين».
12- إضافة يقتضيها السياق.

ص: 112

ص: 113

مصادر ومراجع التحقيق

1- خير ما نبتدأ به القرآن الكريم.

ابن أبي الحديد، عزّ الدين (656 ه)

2- شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب الإسلاميّة، ط 2، (مصر- 1960).

ابن جبير، أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي (ت 614 ه).

3- رحلة ابن جبير، دار التراث للنشر، (بيروت- 1388 ه).

ابن الأثير، عزّ الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد (ت 620 ه).

4- الكامل في التاريخ، تحقيق: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع (بيروت- 1422 ه).

ابن الأثير، مجد الدِّين أبي السعادات المبارك بن محمّد الجزري (ت 606 ه).

5- النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي، دار إحياء الكتب العربية، (مصر- 1383 ه).

الاردوبادي، محمد علي.

6- علي وليد الكعبة، مطبعة النجف، (النجف الأشرف- 1380 ه).

- الأزرقي، أبي الوليد محمد بن عبداللَّه بن أحمد (ت 211 ه).

7- أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار، تحقيق: رشدي الصالح ملحس، ط 3،

ص: 114

(بيروت- 1399 ه).

الأسترابادي، محمّد أمين (ت 1022 ه).

8- الفوائد المدنية والشواهد المكّية، تحقيق: مؤسّسة النشر الإسلامي، (قم- 1424 ه).

الأسترابادي، ميرزا محمد علي الإسترابادي (ت 1026 ه).

9- منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، (قم- 1422 ه).

الأسترابادي، الميرزا محمد مؤمن بن دوست الحسيني (ت 1088 ه).

10- الرجعة، تحقيق: فارس حسون كريم، نشر: دار الاعتصام، ط 2، (قم- 1417 ه).

ابن شدقم، ضامن بن شدقم الحسيني المدني (كان حياً سنة 1090 ه)

11- تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب الأئمّة الأطهار عليهم صلوات الملك الغفّار، تحقيق وتعليق: كامل سلمان الجبوري، (طهران- 1418 ه).

ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن أبي الكرم (ت 711 ه).

12- لسان العرب، دار صادر، (بيروت- د. ت).

الأمين، السيّد محسن الأمين العاملي (ت 1371 ه).

13- أعيان الشيعة، مطبعة الإنصاف، (بيروت- 1369 ه).

14- كشف الارتياب في اتباع محمّد بن عبد الوهاب، (بيروت- 1411 ه).

الأميني، عبد الحسين أحمد.

15- شهداء الفضيلة، مطبعة الغري، (النجف الأشرف- 1355 ه).

باسلامة، حسين عبداللَّه (ت 1364 ه).

16- تاريخ الكعبة المعظّمة- عمارتها وكسوتها وسدانتها-، تحقيق: عمر عبد الجبّار، ط 2، (القاهرة- 1384 ه).

ص: 115

البحراني، يوسف أحمد (ت 1186 ه).

17- لؤلؤة البحرين، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، (النجف الأشرف- 1287 ه).

بحر العلوم، السيّد جعفر.

18- تحفة العالم في شرح خطبة المعالم، مكتبة الصادق للنشر، ط 2، (طهران- 1401 ه).

البكري، أبي عبداللَّه بن عبد العزيز بن محمّد (ت 487 ه).

19- المسالك والممالك، حقّقه ووضع فهارسه، جمال طلبه، منشورات دار الكتب العلميّة، (بيروت- 1424 ه)

جارشلي، إسماعيل حقّي وآخرون.

20- امراء مكّة المكرّمة في العهد العثماني، ترجمة: خليل على مراد، (البصرة- 1406 ه).

الحاكم النيسابوري، محمد بن محمد (ت 405 ه).

21- المستدرك على الصحيحين، تحقيق: يوسف المرعشلي، دار المعرفة، (بيروت- 1406 ه).

الحكيم، حسن،

22- الشيخ الطوسي أبو جعفر محمد بن الحسن (385- 460 ه)، مطبعة الآداب، (النجف- 1395 ه).

الحلّي، ابن إدريس (ت 598 ه).

23- السرائر، تحقيق، جامعة المدرّسين، (قم- 1410 ه).

الخربوطلي، علي حسين،

24- تاريخ الكعبة، دار الجيل للنشر، ط 2، (بيروت- 1982 م).

الخوئي، أبو القاسم الموسوي (ت 1413 ه).

ص: 116

25- معجم رجال الحديث، مطبعة الآداب، (النجف- 1397 ه).

الدميري، كمال الدِّين، أحمد بن الحسن (863 ه)

26- حياة الحيوان الكبرى، مطبعة الاستقامة، (القاهرة- 1374 ه).

الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي الحنفي (ت بعد سنة 660 ه).

27- مختار الصحاح، أعدّه وقدّم له: محمد حلاق، دار إحياء التراث العربي، ط 24 (بيروت- 1426 ه).

الشافعي، أبو عبداللَّه محمد بن إدريس، (204 ه)

28- كتاب الامّ، المطبعة الأميرية الكبرى ببولاق، (مصر- 1321 ه).

شبّر، السيد عبداللَّه، (ت 1257 ه)

29- حقّ اليقين في معرفة أصول الدين، مطبعة العرفان، (صيدا- 1356 ه).

الشبلنجي، مؤمن بن حسين بن مؤمن،

30- نور الأبصار في مناقب آل النبيّ الأطهار، تحقيق: سامي الغريري، (قم- 1284 ه).

شرف، عبد العزيز طريح.

31- الجغرافيا المناخية والنباتية (الأُسس العامّة) ط 6 (مصر- 1974 م).

ابن شهرآشوب، رشيد الدين محمد بن علي (ت 588. ه.)

32- مناقب آل أبي طالب، (طهران- د. ت).

الشيرازي، السيّد صدر الدين علي خان المدني (1120)،

33- سلافة العصر في محاسن أعيان العصر، (طهران- د. ت).

الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه).

34- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، منشورات الرضي، ط 2، (قم- 1408 ه).

35- عيون أخبار الرضا، منشورات الرضي، (قم- 1388 ه).

36- من لا يحضره الفقيه، (طهران- د. ت).

ص: 117

الطبرسي، أبي الفضل بن الحسن (من أعلام القرن السادس).

37- إعلام الورى باعلام الهدى، منشورات المكتبة الحيدريّة، ط 3، (النجف الأشرف- 1390 ه).

الطبري، أبو جعفر محمّد بن جرير (ت 310 ه).

38- تاريخ الطبري المسمّى (تاريخ الرسل والملوك)، تحقيق: محمّد أبوالفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر (القاهرة- 1964 م).

الطوسي، أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت 460 ه).

39- تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد، تحقيق: حسن الموسوي الخرسان، (طهران- 1365 ه).

الطهراني، آغا بزرك محمّد بن محسن الرازي.

40- الذريعة إلى تصانيف الشيعة، دار الأضواء، ط 3 (بيروت- 1403 ه).

41- طبقات أعلام الشيعة، مؤسّسة مطبوعاتي إسماعيليّان، (قم- د. ت).

عبد النور، جبور.

42- اخوان الصفا، دار المعارف بمصر، (مصر- 1961 م).

العلي، صالح أحمد.

43- المعالم العمرانية في القرنين الأوّل والثاني، (بغداد- 1990 م).

غالب، مصطفى.

44- أعلام الإسماعيليّة، دار اليقظة العربية للنشر، (بيروت- 1964 م).

الفاسي، تقي الدِّين محمّد بن أحمد المكّي (ت 832 ه).

45- شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، تحقيق: لجنة من كبار العلماء والادباء، (بيروت- د. ت).

46- العقد الثمين من تاريخ البلد الأمين، تحقيق: محمّد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، (بيروت- 1981 م).

ص: 118

الفراهيدي، الخليل بن أحمد (ت 175 ه).

47- العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار الرشيد للنشر، (بغداد- 1981 م).

القمّي، الشيخ عبّاس (ت 1334 ه).

48- الكنى والألقاب، (النجف الأشرف- 1376 ه).

49- مفاتيح الجنان، مركز انتشارات الإمام المنتظر (عج)، (إيران- 1424 ه).

كراره، عباس.

50- الدين وتاريخ الحرمين الشريفين، ط 3، (القاهرة- 1384 ه).

الكفعمي، إبراهيم،

51- البلد الأمين، (طهران- د. ت).

الكليني، أبو جعفر محمّد بن يعقوب (ت 329 ه).

52- الاصول من الكافي، صحّحه وأخرجه: علي أكبر غفاري، (طهران- 1287 ه).

53- الفروع من الكافي، صحّحه وأخرجه: علي أكبر غفاري، (طهران- 1287 ه).

54- الروضة من الكافي، صحّحه وأخرجه: علي أكبر غفاري، (طهران- 1287 ه).

الماوردي، أبوالحسن علي بن محمّد بن حبيب البصري البغدادي (ت 450 ه).

55- الأحكام السلطانية والولايات الدينية، دار الكتب العلمية، (بيروت- د. ت).

المجلسي، محمد باقر (ت 1111 ه).

56- بحار الأنوار، (طهران- 1378 ه).

الشيخ المفيد، علي بن النعمان (ت 412 ه).

57- المقنعة، تحقيق: جامعة المدرّسين، (قم- 1410 ه).

الموسوي، محمد شفيع السيّد علي أكبر.

58- الروضة البهيّة في الطرق الشفيعيّة، طبع حجر، (إيران- 1308 ه).

ص: 119

النجاشي، أحمد بن علي، (ت 450 ه).

59- رجال النجاشي، تحقيق: موسى الشبيري، مؤسّسة النشر الإسلامي، (قم- 1996 م).

النوري، ميرزا حسين. (1320 ه)

60- خاتمة مستدرك الوسائل، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، (قم- 1415 ه).

61- دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام، (طهران- د. ت).

هنتس، فالتر.

62- المكاييل والأوزان الإسلاميّة وما يعادلها في النظام المتري، ترجمة: كامل العسلي)، (عمان- 1970 م).

ياقوت الحموي، شهاب الدِّين أبي عبداللَّه ياقوت بن عبداللَّه الرومي البغدادي (ت 626 ه).

63- معجم البلدان، دار صادر للنشر، (بيروت- 1955 م).

المخطوطات

افندي، عبداللَّه.

64- رياض العلماء وحياض الفضلاء، مخطوط مصوّر في مكتبة الإمام الحكيم العامّة، النجف الأشرف، رقم 112.

العاملي، رضيّ الدِّين بن محمّد بن علي آل نجم الدِّين الموسوي، توفّي قبل (1168 ه).

65- تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسنية، مخطوط مصوّر في مكتبة الدكتور عمّار نصّار (المحقّق) الشخصيّة عن نسخة المتحف الوطني العراقي.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.