دعاة التغيير ومستقبل العراق

اشارة

اسم الكتاب: دعاة التغيير ومستقل العراق

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1423 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللهُ عَمَلَكُمْ

وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

وَسَتُرَدُّونَ إِلَي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ

فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة التوبة: 105

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة.

وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام؛ كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقد راجعها ? وأضاف عليها، فقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?() الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وإنذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ

أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

إن مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) تتسم بما يلي:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الحياة والإنسان، لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام العزيز..

فقد أفاض يراعه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، أخذاً من موسوعة الفقه التي بلغت المائة والستين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية، مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي تتجاوز بمجموعها (1250) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة؛ حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية، ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته ? لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية، وبشواهد من واقع الحياة التي نعيشها.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع ? التي راجعها وأضاف عليها، وإلا فمجموع محاضراته الإسلامية قد قارب (9000) تسعة آلاف محاضرة، ألقاها ? في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لنشر ما بقي منها، وإخراجه إلي النور؛ لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة مختصرة، تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر / بيروت لبنان

ص.ب: 5951/13 شوران

البريد الإلكتروني: almoj(ع)aba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم

أجمعين إلي قيام يوم الدين.

الأمانة في الاستخلاف

قال الله العظيم في كتابه الكريم: ?قَالَ عَسَي رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرْضِ?().

إن خلافة الإنسان، هي عبارة عن رعايته لما استؤمن عليه، مما خلق الله عز وجل، وأدائه الأمانة علي أحسن وجه أراده الله تبارك وتعالي منه؛ ليتم الهدف الذي من أجله خلق الله الدنيا، وجعل الإنسان خليفته فيها، فتكون الدنيا وسيلة للوصول إلي الدار الآخرة، والدرجات العالية.

فقد قال تعالي في القرآن الحكيم: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَي إِلَي السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ?().

وقال سبحانه: ?يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَي فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ?().

وقال عزوجل: ? وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ? ().

و قال رسول الله (ص): «كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع و هو المسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع و هو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» ().

لذا كان من واجب الإنسان أن يبني حياته الاجتماعية علي أساس من العدل والتآلف، والأخوّة والمحبّة؛ لتتحقق للمجتمعات سعادتها، فقد قال

الإمام الصادق عليه السلام: «إنما المؤمنون إخوة بنو أبٍ وأمٍّ، وإذا ضرب علي رجل منهم عرق سهر له الآخرون» ().

وعن جابر الجعفي قال: تقبَّضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك، ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بي حتي يتعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي؟

فقال عليه السلام: «نعم يا جابر، إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، وأجري فيهم من ريح روحه؛ فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، فإذا أصاب روحاً من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه؛ لأنها منها» ().

نعم، فهذا المؤمن أخو المؤمن وبالتالي يكون هذا الإنسان المؤتمن في مستوي الأمانة والاستخلاف. ولعل أوضح مثال للإنسان غير الصالح للاستخلاف طغاة العراق الذين ألبسوه ثوب الدمار والذلّ، قتلاً وتشريداً لخيرة أبنائه؛ بغية سلخ هذا الشعب وهذه الأمة عن دينها، والقضاء علي قيمها ومبادئها السامية(). إلاّ أن إرادة الشعب دائماً أقوي من إرادة أولئك الطغاة؛ لأن الشعب يستمد قوته من الإيمان بالله، والتوكل عليه، وطلب العون منه.

فرغم استمرار مأساة الشعب العراقي المظلوم، ورغم الوحشية والقسوة في قمع هذا الشعب نجد فيه من يقف كالطود في وجه هذا الكابوس الجاثم علي صدره، جادّاً في منعه من تحقيق أهدافه الخبيثة في سلب ثروات الشعب الضخمة. وهدف هؤلاء المخلصين هو تطبيق أحكام الإسلام وإعلانه ديناً ونظاماً لما تتضمن تلك الأحكام سعادة الإنسان ورفاهه وحريته في الدنيا والآخرة.

ولكي تكون هذه الحركة المضادة لمخططات النظام صحيحة ومتقنة، لا بد من الإشارة إلي بعض النقاط الواجب مراعاتها في العمل والتحرك، لكي تعطي الجهود أكلها وجناها، ولعل أهم هذه الأمور هي: المرتكزات السياسية بكافة مفرداتها وأشكالها.

الفهم السياسي

قال تبارك وتعالي: ?كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ

مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً?().

إن من أهم تلك المفردات السياسية التي يجب علي دعاة التغيير أن يتحلّوا بها هو: الفهم السياسي؛ إذ بدون الفهم المذكور لا يتمكن الإنسان من الشروع في العمل، وإن بدأ فإنه لا يتمكن من الاستقامة والاستمرار ومهما كان يملك من الجلد والمقاومة، فإنه سيعجز عن مواصلة السير إلي الهدف المنشود.

ومن الواضح، أن بعض المثقفين من المتدينين، أو غيرهم، لايعرفون السياسة ولا يفهمونها إلا فهماً سطحياً، فهماً مجرداً عن التجربة والتطبيق، فهم غالباً منشغلين بدراسة العلوم النظرية وغيرها؛ ولذا نري المسلمين يصب عليهم البلاء صباً، وهم عاجزون عن معرفة السبب الحقيقي، والمصدر الكامن وراء ذلك، وبالتالي يعجزون عن رفعه وعلاجه، ومن ثم الخروج من المأزق بسلام.

فمن اللازم دراسة السياسة دراسة مستوعبة، وممارستها في الواقع العملي، وحيث لا يمكن تجريد السياسة عن علمي الاجتماع والاقتصاد، فيتوجب علي دعاة التغيير من العاملين في الحقل السياسي دراستهما أيضاً.

ثم إنَّ الفهم السياسي بمفرده، مجرداً عن التجربة الميدانية، يعتبر نقصاً في شخصية العامل، فلا بد من النزول إلي الساحة السياسية بكل ميادينها، والإطلاع علي مستواها ونمطها، ومدي استعدادها لتقبل التغيير.

غاندي والاستقلال

حينما كان غاندي() منشغلاً بتحرير الهند سافر إلي إنجلترا لأمرٍ ما، وبينما كان جالساً في أحد المجالس قام إليه أحد الحاضرين، فسأله قائلاً: إن عيسي [علي نبينا وعلي آله وعليه السلام] ولأجل إصلاح الناس، قال: «إذا ضربك أحد علي خدّك الأيمن، فأدر له خدّك الأيسر» ()، فالشيء الذي جئت به لإصلاح الناس، لا أثر له سوي استنهاضك للشعب الهندي ضد بريطانيا.

قال غاندي: إن كلام المسيح عليه السلام حق، ولكنني أقول:

إنّ علي الإنسان أن يتحمل كل ما يعترضه من صعوبات، وأن يبقي مع الحق، والحق

يكمن في تخليص أبناء بلدي من أيدي المستغلين().

وهذا له الأثر الواضح في عملية الإصلاح علي مرّ التاريخ، وبشهادة الجميع سوي من عميت بصيرته، فإنه يري استنهاض الشعب عملاً غير مفيد؛ لأنه يؤدي إلي فقدان مصالحه.

قصة من الواقع المؤلم

نقل لي أحد الأفاضل: أن وزيراً قاجارياً() كان قد صادقه أيام زيارته للعراق، فنقل له هذه القصة:

كان في الجبال بين طهران وخراسان راهب مسيحي متبتّل متعبّد معروف في أوساط الناس بالزهد والانقطاع إلي الله تعالي، وكان في صومعة في الجبل، منذ أكثر من خمسين سنة، ولكني فوجئت ذات مرة بكتاب من الراهب يدعوني فيه لزيارته في يوم كذا؛ وحيث كنت أعرف زهده وتقواه، وكنت أجلّه واحترمه لبّيت دعوته، وحضرت عنده وإذا بي أجد عنده مجموعة من الناس تضم عدداً كبيراً من شخصيات البلد، وكلهم كانوا قد دعوا أيضاً، وبعد أن استقرّ بنا المجلس، قال الراهب: اعلموا أني لم أكن راهباً في يوم من الأيام وانما أنا من البريطانيين تلبّست بهذا الزيّ لخدمة وطني، وكنت أقوم في هذه المدة الطويلة بدور التجسس في إيران وأفغانستان؛ لغرض الحصول علي المعلومات عن طريق العملاء!! والآن وأنا أحسّ باقتراب موتي أتوب إلي الله مما عملته، وإني أظهر لكم إسلامي، وأرجو إذا متّ أن تجهزوني كما تجهزون المسلمين، ثم بدأ يبكي ليثير فينا أكبر قدر ممكن من الشفقة عليه والعاطفة، فهذه طريقتهم دائماً.

ولعل خطوته الأخيرة هذه أي: إخبارهم بأمره، وإعلان إسلامه، وبكائه، أيضاً كانت ضمن برنامجه الموجّه؛ لكي يبين لنا قوة دولته.

نعم، هكذا يتغلغل الاستعمار في بلادنا، يدسّ عملاءه في كل مجتمع من المجتمعات الإسلامية التي تغطّ في سبات وجهل عما يدور حولها، مما يسهل الأمر للاستعمار بالتدخل في شؤوننا.

لذا لابد أن لا ينخدع الإنسان

بالمظاهر، فليس المعيار ظاهر الإنسان، وإنما المعيار القلب السليم والعمل النابع من الإخلاص والإيمان.

وهذه الأمور من الأمور الخفية التي لا تنكشف للإنسان إلا إذا كان دعاة التغيير أصحاب فهم سياسي وبصيرة نافذة تري الأشياء علي واقعها، وكما في الحديث الشريف: «المؤمن ينظر بنور الإيمان» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «.. واقطع عمن ينسيك وصله ذكر الله، وتشغلك ألفته عن طاعة الله؛ فإن ذلك من أولياء الشيطان وأعوانه، ولا يحملنك رؤيتهم إلي المداهنة عند الحق، فإن في ذلك خسراناً عظيماً نعوذ بالله» ().

وقال لقمان لولده: «.. ولا تأمن من الأعداء؛ فإن الغل في صدورهم» ().

من أوليات الفهم السياسي

إن من أوليات الفهم السياسي: أن نعرف أن هناك ثلاثة أشياء ليست من الإسلام في شيء، وإن جاء المستغلّون لها بألف حجة ودليل، وهي:

1 إن كل شيء يهدّد وحدة المسلمين، ويفرقهم علي أساس من القومية أو الطائفية أو العنصرية، فهو ليس من الإسلام في شيء. والمفروض أن تذوب كل هذه التقسيمات من خلال وحدة الإسلام العظيم، الذي يري كل المسلمين سواسية، وأنهم أخوة تتكافأ دماؤهم. فقد قال سبحانه وتعالي: ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ?().

وقال رسول الله (ص): «إن الناس من عهد آدم إلي يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي علي العجمي، ولا للأحمر علي الأسود إلا بالتقوي» (). وأبرز مثال علي ذلك هو: الأخوّة التي عقدها النبي بين الأنصار والمهاجرين، حيث كان الإسلام فوق كل الفوارق الأخري، والتاريخ يشهد بقوة ذلك المجتمع من جرّاء وحدة القلوب، ومن ثم وحدة الصف().

2 إن كل من يصل إلي الحكم بلا استفتاء حرّ من الشعب، وبلا شوري منهم، ولا انتخاب واختيار، فهذه الصورة ليست من الإسلام في شيء، سواء كان

وصوله إلي الحكم بسبب العشيرة، أو القبيلة، أو بسبب الملكية الوراثية، أو بسبب الانقلاب العسكري، أو بغير ذلك.

3 إن كل بلد يُجهر فيه بالمعاصي والمحرمات، وهو علي مرأي ومسمع من الحكومة أو بتشجيع منها، فذلك دليل علي انحراف تلك الحكومات عن الإسلام وابتعادها عنه.ولربما محاربتها له. فعلي التيار الإسلامي الذي ينشد التغيير أن لا تغيب عنه هذه الأساليب والألوان، التي تقوم بها تلك الحكومات.

دائما مع الناس

إنّ علي الرجال المعنيين بقضية العراق أن يشخصوا العلاقات البارزة في مستقبله، وهذا التحرك يجب أن يكون مقترناً بالإخلاص التام، والتوكل علي الله عزّ وجل أولاً، وصمود الإرادة ثانياً، والابتعاد عن الاستبداد الحزبي ثالثاً.

فمن المغالطات في بعض التنظيمات الحزبية هو ابتعادها عن الناس، وعدم تفاعلها معهم، إلاّ في المواقف الحرجة التي تفرض عليهم أن يتعاملوا مع الناس، والناس لا يتفاعلون إلاّ مع من يتفاعل معهم، لا في قضاء الحاجات فحسب، بل في الآراء والأعمال أيضاً.

فإن الناس يريدون من هو منهم واليهم، وهم منه واليه، ولا يريدون جماعة تعمل خارج نطاقهم، وتتكبّر عليهم، وتستبد بالآراء دونهم؛ ولذا لا تتمكن أمثال هذه التنظيمات من تحريك الناس، فالواجب علي المنظمات الإسلامية وأشباهها، وعلي من يريد إنقاذ المسلمين في العراق، وفي غير العراق أمران هما: الإستشارة، والتواضع. كما يوصينا بذلك أمير المؤمنين (ع) بقوله: «الشركة في الرأي تؤدي إلي الصواب» ().

وقال عليه السلام: «لا تستصغرن عندك الرأي الحظير إذا أتاك به الرجل الحقير» ().

وقال الإمام الرضا (ع): «التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه» ().

وسئل عليه السلام: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً؟

فقال عليه السلام: «التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحب أن يأتي

إلي أحد إلا مثل ما يؤتي إليه، إن رأي سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس، والله يحب المحسنين» ().

تحمّل المصاعب

إنّ علي المعنيين بقضية العراق، وتحريره من الكابوس الجاثم علي صدره، أن يتحملوا الصعوبات والمشاقّ؛ فإن تحملها يسجل للإنسان التأريخ المشرق، ويدفع الأجيال إلي الأمام؛ وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إن الله عزوجل فرض الجهاد وعظمه وجعله نصره وناصره، والله ما صلحت دنيا ولا دين إلا به» ().

ولذا نري تحمل النبي (ص) المشاق الجسدية والروحية، حتي قال (ص): «ما أوذي نبي مثلما أوذيت» () وهكذا الأئمة المطهرون (سلام الله عليهم أجمعين) ومن سار علي نهجهم من الأولياء والمخلصين والعلماء.

التعددية الحزبية

قال تبارك وتعالي: ?وَأَمْرُهُمْ شُورَي بَيْنَهُمْ?().

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «اضربوا بعض الرأي ببعض يتولد منه الصواب» ().

من المفردات السياسية المهمة التي يجب أن يحملها الإنسان المغيّر، هي الإطلاع والمعرفة بفوائد التعددية الحزبية، والأضرار الناجمة عن نظرية الحزب الواحد، الذي عادة ما يؤدي إلي ظهور الدكتاتورية، بينما التعددية تعطي فرصة للشعب وللأفراد، واللّجوء إلي أيّ حزب أرادوا، وإعطاء صوتهم لأي حزب يرون أنه يخدم الشعب، ويحافظ علي وحدته.

ففي ظل التعددية يرتفع ستار الجبر والضغط علي الشعب، وتتوفر الحريات ضمن إطار الشرع المقدس، وبموجبها يعلن الفرد ويصرح عن رأيه.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «امخضوا الرأي مخض السقاء ينتج سديد الآراء» ().

الأحزاب في العراق

كان في العراق «44» حزباً كما أتذكر وكانت جميعها تعمل بحرّية نسبياً. وكان أكبر هذه الأحزاب أربعة منها، وهي: حزب الاستقلال،وحزب الدستور، والحزب الديمقراطي، وحزب الأمة(). فعلي الرغم من أن هذه الأحزاب لم تكن إسلامية، ولانقرّ بها؛ لأنّ الحزب في نظرنا يجب أن يستمد مبادئه من القرآن الكريم والسنة الشريفة، ويتّبع القيادة الرشيدة للمرجعية، إلاّ أنها كانت أحزاباً وطنية، وتقوم أحياناً علي خدمة الناس والبلاد، والدفاع عنهما، وحل مشاكل الأفراد؛ ولذلك كان الناس يعكسون احترامهم وتقديرهم لهذه الأحزاب. بينما في نظرية الحزب الواحد، غالباً ما تُفرض سياسة الحزب ورؤاه الخاصة علي الأمة، فيكون الأفراد مجبرين علي سياسة هذا الحزب، ولا خيار لهم، لخلو الساحة من أي منافس آخر.

المعالم الواضحة

قال رسول الله (ص): «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد» ().

وعن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: «أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟».

قلت: لا أدري.

قال: «وعد رجلاً فجلس حولاً ينتظره» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «من المروءة أن تقتصد فلا تسرف وتعد فلا تخلف» ().

من الضروري للعاملين والساعين نحو مستقبل العراق أن يوضحوا معالم طريقتهم وسياستهم ومفرداتها، وأن يحذروا الخوض في الوعود بلا ميزان للناس، سواء قبل الوصول إلي الحكم، أو بعد الوصول إليه، فإن الإنسان قد يحاول بسبب الوعود الخلاّبة أن يجتذب الناس حوله، بينما ذلك يأتي بعكس النتيجة، فإنه كثيراً ما لا يتمكن الإنسان من الوفاء بوعده، فينفضّ الناس من حوله، علي أنه ينبغي لنا جميعاً أن لا ندّخر وسعاً لتقويم كل اعوجاج، وللوقوف بوجه كل من يعمل ضد حرية الناس، وضد حقوق المسلمين، وغير المسلمين.

البرنامج المتكامل

إن وضوح المعالم لا يقتصر علي المفردات الداخلية للعمل السياسي، بل تشمل القضايا الإقليمية والدولية، فمثلاً: إن مسألة الجوار، وحسن التعامل والترابط من أهم المسائل في عالم اليوم، فلا بدّ من الإلتقاء مع الجيران وتنسيق الخطوات، ووضع نوع الروابط، التي يجب اختيارها مع هذه الدول المجاورة للعراق. وجعل هذه النقطة من الأسس الرئيسية التي تثبت في برنامج العمل المستقبلي. فلا بد من إيجاد صيغة للتفاهم مع الدول المجاورة.

كما أن البعض يتصور أن الحصول علي التأييد الشعبي الكبير بإلقاء الوعود الفارغة، وتحسين الصورة من قبل أتباعه، من أهم خطوات العمل. ولكن الأمر علي العكس تماماً؛ إذ أن الدخول في منافسات التأييد الشعبي مع الآخرين سوف يرهق الأموال والخزينة ويستنزفها، وبالتالي سيأتي يوم تسحب الجماهير منه تأييدها، بمجرد التقصير في أدني نقطة في

الحياة الاجتماعية ونظمها، وهذا سيؤدي إلي السقوط أو الضعف الواضح، الذي يؤدي هو بدوره إلي فتح جبهات مناهضة.

إن السير مع الجماهير بإخلاص تام، وخدمتهم بأكبر قدر ممكن، وعدم تجاهل أي منهم، وتوضيح خط سير الحركة الإسلامية التغييرية، وإعلان شعار واضح، وإبراز رجال لا تحوم حولهم الشبهات، كل ذلك هو المهم في عمل القادة والحركات؛ لأن الجماهير هي أساس الحكم، وليس شخص الحاكم أو الحركة، وكذلك بناء علاقات إنسانية مستقلة ومتينة مع الجيران، دون غموض أو تبعية، ورفع الحواجز والقيود التي وضعها المستعمرون في البلاد الإسلامية، من حدود ووثائق تُقيّد حرية الفرد والأمة.

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة. اللهم ما عرّفتنا من الحق فحمّلناه، وما قصرنا عنه فبلّغناه» () بحق محمّد وآله الطاهرين.

من هدي القرآن الحكيم

الأمانة

قال تبارك وتعالي: ?وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ?().

وقال سبحانه: ?إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً?().

وقال عزوجل: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ?().

وقال عز شأنه: ? إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَي أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً? ().

وقال سبحانه: ?فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ?().

الوعي

قال تعالي: ?قَدْ جَاءكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ?().

وقال سبحانه: ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَي اللهِ عَلَي بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ?().

وقال عزوجل: ?لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا

أُذُنٌ وَاعِيَةٌ?().

وقال عز اسمه: ?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاء اتَّخَذَ إِلَي رَبِّهِ سَبِيلاً?().

الإصلاح

قال جل وعلا: ?لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً?().

وقال عز اسمه: ?إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ? إِلاَ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً?().

وقال سبحانه: ?فَمَنِ اتَّقَي وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ?().

وقال تعالي: ?فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ?().

وقال عزوجل: ?إِنْ أُرِيدُ إِلاَ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَ بِاللَّهِ?().

الإخلاص

وقال سبحانه: ?إِلاَ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً?().

وقال عزوجل: ?وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ?().

وقال سبحانه: ?أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ?().

وقال عزوجل: ?وَمَا أُمِرُوا إِلاَ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء?().

وقال تعالي: ?وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ?().

من هدي السنة المطهرة

الأمانة

قال رسول الله (ص): أكفلوا لي ستاً أكفل لكم بالجنة: إذا حدّث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف..» ().

وقال (ص): «لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده وعداً فتخلفه» ().

وقال (ص): «لا تزال أمتي بخير، ما تحابوا وتهادوا وأدوا الأمانة واجتنبوا الحرام ووقروا الضيف وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين» ().

وقال أبو عبد الله (ع): «لا تنظروا إلي طول ركوع الرجل وسجوده؛ فإن ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلي صدق حديثه وأداء أمانته» ().

وقال عليه السلام: «عليك بتقوي الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار،

وكونوا دعاة إلي أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، وعليكم بطول الركوع والسجود، فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله، أطاع وعصيت، وسجد وأبيت» ().

وقال الإمام الكاظم (ع): «إن أهل الأرض لمرحومون ما تحابوا وأدوا الأمانة وعملوا بالحق» ().

الوعي

قال رسول الله (ص): «لا خير في العيش إلاّ لرجلين عالم مطاع، أو مستمع واع» ().

وقال أمير المؤمنين (ع) في خطبة يذكر فيها آل محمد(ص): «عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية()، لا عقل سماع ورواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل» ().

وقال عليه السلام لكميل بن زياد: «يا كميل إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم علي سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلي ركن وثيق. يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو علي الانفاق، وصنيع المال يزول بزواله..» ().

الإصلاح

قال رسول الله (ص) لأبي أيوب الأنصاري: «يا أبا أيوب ألا أخبرك وأدلّك علي صدقة يحبها الله ورسوله: تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا» ().

قال أمير المؤمنين (ع): «ثابروا علي صلاح المؤمنين» ().

وقال (ع): «من كمال السعادة السعي في صلاح [إصلاح] الجمهور» ().

قال الإمام الصادق (ع): «ما عمل رجل عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس، يقول خيراً ويتمني خيراً» ().

الإخلاص

قال رسول الله (ص) مخبراً عن جبرئيل عن الله عزوجل أنه قال: «الإخلاص سرّ من أسراري أستودعته قلب من أحببت من عبادي» ().

وقال أمير المؤمنين (ع): «عليك بالإخلاص فإنه سبب قبول الأعمال وأفضل الطاعة» ().

وقال عليه السلام: «من عري عن الهوي عمله حسن أثره في كل أمر» ().

وقال الإمام الباقر (ع): «ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً أو قال: ما اجمل عبد ذكر الله أربعين يوماً إلاّ زهّده الله تعالي في الدنيا وبصّره داءها ودواءها، وأثبت الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه» ثم تلا: ?إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ? «فلا يري صاحب بدعة إلا ذليلاً، ومفترياً علي عزوجل وعلي رسوله وأهل بيته صلي الله عليهم إلا ذليلاً» ().

وقال الإمام الصادق (ع): «الإخلاص يجمع فواضل الأعمال، وهو معني، مفتاحه القبول وتوفيقه الرضا، فمن تقبل الله منه ورضي عنه فهو المخلص وإن قلّ عمله ومن لا يتقبل الله منه فليس بمخلص وان كثر عمله اعتباراً بآدم عليه السلام وابليس عليه اللعنة» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة الأعراف: 129.

() سورة البقرة: 29-30.

() سورة ص: 26.

() سورة الأنعام: 165.

() غوالي اللآلي: ج1 ص129 الفصل 8 ح3.

() الكافي: ج2 ص165 باب أخوة المؤمنون بعضهم لبعض ح1.

() الكافي: ج2 ص166 باب أخوة المؤمنون بعضهم لبعض ح2.

() طغاة العراق اليوم يتمثلون بنظام صدام وزبانيته البعثيين الذين يجثمون علي صدور الشعب العراقي منذ عام 1968م بعد انقلاب قاموا به علي حكم عبد الرحمن عارف.

() سورة الإسراء: 20.

() (موهنداس كرامشاند) (1869 1948م): فيلسوف ومجاهد هندي، ولد في بور بندر، اشتهر بلقب «المهاتما» أي النفس السامية، دعا إلي

تحرير الهند من الإنكليز بالطرق السلمية والمقاومة السلبية بعيداً عن العنف. أدت جهوده إلي استقلال الهند عام 1947م. اغتاله براهماتي متعصب. يعد من أبرز دعاة السلام واللاعنف في العصر الحديث.

() انظر الكافي: ج8 ص138 حديث عيسي ابن مريم (علي نبينا وعلي آله وعليه السلام) ح103، وفيه: «.. وإن لطم خدك الأيمن فأعطه الأيسر».

() لمعرفة المزيد عن سيرة غاندي انظر كتاب (قصة تجاربي مع الحقيقة).

() قاجار: سلالة حكمت إيران (1795-1925م)، أسسها آغا محمد خان وتوالي عليها فتح علي شاه، ومحمد شاه، وناصر الدين شاه، ومظفر الدين شاه، وكان آخرهم أحمد شاه (1909-1925م) وبعده جاء رضا بهلوي.

() بحار الأنوار: ج7 ص323 ب16 ضمن ح16.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص353 ب27ح9460.

() بحار الأنوار: ج13 ص429 ب18 ضمن ح23.

() سورة المؤمنون: 52.

() مستدرك الوسائل: ج12 ص89 ب75 ح13598.

() انظر وسائل الشيعة: ج24 ص283 ب24 ح30551.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص441 ق6 ب4 الفصل 1 ح10061.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص441 ق6 ب4 الفصل1 ح10058.

() الكافي: ج2 ص124 باب التواضع ح13.

() الكافي: ج2 ص124 باب التواضع ح13.

() الكافي: ج5 ص8 باب فضل الجهاد ح11.

() المناقب: ج2 ص247 فصل في مساواته يعقوب ويوسف ?.

() سورة الشوري: 38

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص422 ق6 ب4 الفصل1 ح10063.

()غرر الحكم ودرر الكلم: ص422 ق6 ب4 الفصل1 ح10062.

() حزب الأمة: كان في كربلاء وكان من ضمن المتنافسين علي قيادته (عبد الحسين كمونه).

() وسائل الشيعة: ج12 ص165 ب109 ح15965.

() وسائل الشيعة: ج12 ص165 ب109 ح15967.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص252 ق3 ب2 الفصل 2 ح5292.

() البلد الأمين: ص195 دعاء في كل ليلة من شهر رمضان.

() سورة المؤمنون: 8.

() سورة الأحزاب: 72.

() سورة الأنفال: 27.

() سورة النساء: 58.

()

سورة البقرة: 283.

() سورة الأنعام: 104.

() سورة يوسف: 108.

() سورة الحاقة: 12.

() سورة المزمل: 19.

() سورة النساء: 114.

() سورة النساء: 145-146.

() سورة الأعراف: 35.

() سورة الأنفال: 1.

() سورة هود: 88.

() سورة النساء: 146.

() سورة الأعراف: 29.

() سورة الزمر: 3.

() سورة البينة: 5.

() سورة التوبة: 105.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص460 ب92 ح10007.

() غوالي اللآلي: ج1 ص190 الفصل 8 ح273.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص29 ب31 ح25.

() الكافي: ج2 ص105 باب الصدق وأداء الأمانة ح12.

() الكافي: ج2 ص77 باب الورع ح9.

() مشكاة الأنوار: ص52 ب1 الفصل 14.

() معدن الجواهر: ص25 باب ذكر ما جاء في اثنين.

() عقل الوعاية: حفظ في فهم. والرعاية: ملاحظة أحكام الدين وتطبيق الأعمال عليها وهذا هو العلم بالدين.

() نهج البلاغة، الخطب: 239 يذكر عليه السلام فيها آل محمد عليهم السلام.

() نهج البلاغة، الحكم: 147، من كلام له عليه السلام لكميل بن زياد النخعي.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص6.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص450 ق6 ب4 الفصل 13 ح10351.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص482 ق6 ب6 ح11128.

() إرشاد القلوب: ج1 ص165 ب49.

() منية المريد: ص133 ب1 ق1 الأمر الأول.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص155 ق1 ب6 الفصل 4 ح2915.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ق1 ب6 الفصل 4 ح2908.

() تفسير نور الثقلين: ج2 ص74 قوله تعالي: ?إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ? ح278.

() مستدرك الوسائل: ج1 ص99 ب8 ح86.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.