حكومة الأكثرية

اشارة

اسم الكتاب: حكومة الأكثرية

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَأَمْرُهُمْ شُورَي

بَيْنَهُمْ

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ

يُنْفِقُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة الشوري: 38

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم..

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض..

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع..

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

ان مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم

ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 6080 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين().

المسؤوليات الاجتماعية

قال الله تعالي: ?لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ?().

تعد المسؤوليات الاجتماعية من المسؤوليات الصعبة والمهمة؛

لأنها تتطلب التضحية والبذل والعطاء؛ وليس الكل قادراً علي تفهمها، بل إن بعضهم ليس علي استعداد حتي لبحثها والخوض فيها، ولو كانوا مستعدين يوماً لتعلّم هذه المسائل، فهم غير مستعدين لإبداء نشاط إيجابي واضح وصحيح للعمل في هذا المجال؛ لذا نري أن تأخّر المسلمين في بعض المجالات وبالخصوص في مجالات (الحقوق، والسياسة، والاقتصاد أو التجارة، وشبهها) ناشئ من عدم أداء بعضهم للواجب الملقي علي عاتقهم بشكل صحيح ومتقن. والغريب أن البعض يعتقدون بأنهم متقدمون في هذا المجال، وحين تنكشف الحقيقة لهم بأنهم قد قصروا في أداء الواجب يلقون باللوم علي عاتق الآخرين، في حين أنهم جزء لا يتجزأ من أولئك الأفراد المتأخرين.

قال الإمام الرضا عليه السلام: «ان الله يبغض من عباده المائلين فلا تزلّوا عن الحق، فمن استبدل بالحق هلك وفاتته الدنيا وخرج منها ساخطاً» ().

فهناك أفراد في المجتمع مثلاً يدرسون من أجل أن يكونوا خطباء ويصعدون المنبر في النهاية، إلا أنهم لا يأتون بجديد سوي أنهم يعتبرون هذا العمل وظيفة شرعية أو للكسب، لا وظيفة اجتماعية وحيوية أيضاً، فلا يتعرضون لقضايا الأمة ومشاكلها؛ لأنهم لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم، وحينذاك تكون النتيجة أن يظل المسلمون في تأخرهم الذي هم عليه الآن، وتظهر المشاكل في ضياع حقوق الناس، وسيطرة الأقلية علي الأكثرية.

مشكلتان رئيسيتان

إن بحثنا يدور حول التحولات التي تجري في العراق، وقد طالعت الكثير عن ماضي العراق وحاضره، فوجدت أن فيه مشاكل قد تكون مشتركة في كل البلاد الإسلامية، وقد تكون خاصة به تبعاً لتركيبة الشعب أو لجغرافية منطقته، أو لتاريخه المليء بالأحداث الساخنة والمتميزة، إلا أن حقيقة الأمر هي أن مشكلتين رئيسيتين موجودتين في العراق:

أولهما: عدم الوعي والتخلف في ميادين السياسة والحقوق، وغيرها من

ميادين الحياة المهمة، وهذا التخلف جعل الكثير من أبناء الشعب لا يعرف ما يدور حوله من مكائد ومؤامرات استعمارية.

وثانيهما: سيطرة الأقلية علي الأكثرية.

فالمشكلة لا تقتصر علي سلب الحقوق ومصادرة تضحيات الأكثرية، بل تتعداهما إلي أن المستفيد من هذه التضحيات هم أناس بعيدون عن الجهاد والتضحية، سوي أنهم مرتبطون ببريطانيا، وقبلها كانوا يقتاتون علي الحكم العثماني، فهم يتحينون الفرص الملائمة ليضربوا أصحاب الحق. في حين أن الشيعة يشكلون نسبة 85% من مجموع الشعب(). وهم الذين وقفوا بوجه الاستعمار البريطاني ومن قبله العثمانيين وقدموا الشهداء والتضحيات الجليلة، ولكننا نراهم معزولين ومبعدين عن الحكم، ويعانون من الظلم والاضطهاد، فضلاً عن أن القانون الديمقراطي الذي يحكم أوسع رقعة جغرافية من العالم اليوم يقضي بأن الاتجاه السياسي والمذهبي للدولة يجب أن يختاره الشعب طبق ميزان التوزيع وحق الأكثرية، مع احترام حقوق الأقليات، فنسبة 85% هي التي يجب أن تحكم في العراق مع ضمان احترام حقوق الأقليات الأخري بقدر نسبتها التي أشرنا إليها.

سؤال

والسؤال هنا: لو كان هدف الطاغية صدام() هو العمل الحزبي السياسي فقط، وليس التعصب المذهبي، فلماذا كل هذه المحاربة للشيعة، لماذا هذا التبعيد؟ ولماذا كل هذه الضغوط علي الحوزات العلمية الشيعية؟ وليس هذا منحصراً في صدام وحده، بل كل الذين جاءوا إلي السلطة من ملكيين وبعثيين وقوميين وشيوعيين وغيرهم، مما يكشف عن كون حقيقة الحكم في العراق بشتي صوره وأصنافه راجع إلي الاضطهاد المذهبي والتعصب الطائفي.

نصب تأريخي

عبد المحسن السعدون () من الشخصيات التي يرد أسمها في تاريخ العراق الذي تسلّم منصب رئاسة الوزراء في العراق، وكان يتمتع آنذاك بقدرة عالية في تنفيذ أوامره، وكان عميلاً شديد الولاء لبريطانيا، وقد استفادت منه كثيراً في تمرير مؤامراتها علي العراق. ومن شنائع ما قام به هو إبعاد العديد من علماء الشيعة وبعض مراجعهم، ومنهم المرحوم السيد أبو الحسن الأصفهاني (قده)() إلي إيران، لكن مع كل ذلك فإن نصبه التذكاري لا يزال موجوداً في بغداد، وإن بعض الشيعة لا يسألون من هو هذا الشخص؟ وماذا كان؟ وكيف بقي تمثاله قائماً في شوارع بغداد إلي الآن؟

ولا يدرون أن هذا التمثال هو لذلك الشخص، الذي أبعد المراجع العظام، وزعماء الطائفة الشيعية الموقرة من العراق إلي إيران، والشيء العجيب أن الحكومات الملكية تأتي ثم الشيوعيون والديمقراطيون والجمهوريون، وهذا التمثال موجود من دون أن تتعرض له الحكومات المتعددة بسوء؛ وذلك لأن كل هذه الحكومات التي جاءت إلي السلطة كانت وما زالت تعمل ضد الشيعة، وهدفها قمع الشيعة وسحق حقوقها().

التعصب الشديد ضد الشيعة

في أيام الحكم الملكي في العراق قررنا أن نؤسس مدرسة باسم مدرسة الإمام الصادق عليه السلام، ولكن لأن السلطة كانت بيد السُّنة (الذين يشكلون 12% من الشعب)()، فإن الحكومة رفضت أن تمنحنا الإجازة لذلك؛ لأنها تعد ذلك تقوية للشيعة، وقالت: يجب أن تغيروا اسم هذه المدرسة إلي اسم آخر، إلا أننا بذلنا السعي الكثير ولمدة ستة أشهر حتي استطعنا أن نبقي اسم المدرسة (مدرسة الإمام الصادق عليه السلام)، أما لو كانت المدرسة تحمل اسماً لغير أئمة الشيعة عليهم السلام أو لا يرمز إلي التشيع لكانت الإجازة تمنح بفترة قليلة جداً وبلا صعوبة!

القيادة الرشيدة ووحدة الأمة

قام الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه () خلال قيادته لثورة العشرين ضد قوات الاحتلال البريطانية، بخطوات واسعة في سبيل تحقيق وحدة الأمة، وجعلها قوة موحدة متماسكة ضد الاحتلال، وإزالة الخلافات من خلال هذه الوحدة بين السنة والشيعة، في الحركة السياسية، فقد وجّه رحمة الله عليه عدة رسائل إلي شخصيات سُنية وشيعية، يطلب منها الاتحاد والتعاون.

ففي رسالة بعثها إلي جعفر أبو التمن، بتاريخ (3 رجب 1338ه) جاء فيها:

سرَّنا اتحاد كلمة الأمة البغدادية، واندفاع علمائها ووجوهها وأعيانها، إلي المطالبة بحقوق الأمة المشروعة، ومقاصدها المقدسة، فشكر الله سعيك ومساعي إخوانك وأقرانك من الأشراف، وحقق المولي آمالنا وآمال علماء وفضلاء حاضرتكم، الذين قاموا بواجباتهم الإسلامية.

هذا وإننا نوصيكم أن تراعوا في مجتمعاتكم قواعد الدين الحنيف، والشرع الشريف، فتظهروا أنفسكم بمظهر الأمة المتينة الجديرة بالاستقلال التام، المنزّهة عن الوصاية الذميمة، وان تحفظوا حقوق مواطنيكم الكتابيين الداخلين في ذمة الإسلام، وان تستمروا في رعاية الأجانب الغرباء، وتصونوا نفوسهم وأموالهم وأعراضهم، محترمين كرامة شعائرهم الدينية، كما أوصانا بذلك نبينا الأكرم صلي الله عليه و اله والسلام عليكم وعلي

العلماء والأشراف والأعيان.

وجاء في رسالة ثانية أرسلها بتاريخ (4 رجب 1338ه) إلي الشيخ أحمد الداود أحد علماء السنة في بغداد:

تلقيت بالابتهاج برقيتكم، فما وجدتها أعربت مقدراً، ولا أبرزت مستتراً، هذا ما أعتقده في عامة المسلمين أن يكونوا علي مبدأ القرآن، ومنهج الحق، وقول الصدق، فكيف بمن ربّي في حجر العلم.. ولا أري أنه يسرك أن تراني مقتنعاً بما عاهدت عليه الله وقد أخذ في ذلك عليك عهدك من قبل أن يبرأك … وليكن التوفيق رائدك في عمل الخير، وكن لساناً ناطقاً بالصواب، داعياً إلي الشرع الشريف أهله، سالكاً بهم محجته البيضاء …

ومن رسالة أخري أرسلها الميرزا الشيرازي رحمة الله عليه في (3 رجب) إلي الشيخ موحان الخير الله أحد رؤساء عشائر المنتفك جاء فيها:

.. إن جميع المسلمين إخوان، تجمعهم كلمة الإسلام، وراية القرآن الكريم والنبي الأكرم (صلي الله عليه وآله)، فالواجب علينا جميعاً الاتفاق والاتحاد والتواصل والوداد، وترك الاختلاف، والسعي في كل ما يوجب الائتلاف، وتوحيد الكلمة، وجمع شتات الأمة، والتعاون علي البر والتقوي، والتوافق في كل ما يرضي الله تعالي، فإنكم إن كنتم كذلك جمعتم بين خير الدنيا والآخرة، ونلتم الدرجة العلياء، والشرف الدائم والذكر الخالد …

ولكن حينما نستقرئ أحداث ثورة العشرين نري أن استجابة السنة لم تكن بنفس المستوي الذي تحرك فيه علماء الشيعة، وشيوخ العشائر بشكل خاص، والشيعة كأفراد بشكل عام، في مقاومة الإنكليز وعملائهم في الداخل، فقد ظل بعض شيوخ العشائر السنية وبعض علمائها يوالون الإنكليز.

والسبب في ذلك عدم انسجامهم مع فكرة تأسيس حكومة مستقلة في العراق، إذ أنهم كانوا يعلمون بأن من الطبيعي أن تكون الحكومة القادمة شيعية، باعتبار أن القائد العام للثورة كان شيعياً، بل ومرجعاً دينياً، وهو الإمام

الشيرازي رحمة الله عليه، ومعه علماء الشيعة، ومركز قوة المقاومة العشائرية بيد العشائر الشيعية، فمن الطبيعي أن تكون الحكومة شيعية أيضاً()؛ لذلك اتجه بعض السنة وقتها إلي موالاة الحكم البريطاني، ضد أبناء شعبهم ودينهم، ليحقق لهم مطامحهم في الحكم والخلاص من الشيعة بالرغم من حدوث التقارب الشيعي السني تحت مظلة الميرزا الشيرازي خلال التحضير للثورة ولكن موالاة بعض السنة للحكم البريطاني مكن الانكليز من تقييد ومحاصرة الثورة.

ضعف الوعي

من الأشياء العجيبة، والتي تشير إلي عدم وعي بعض الشيعة في العراق، هو أن الحكام الذين جاءوا إلي السلطة من فيصل الأول()، وفيصل الثاني() وعبد الكريم قاسم()، ثم إلي عبد السلام عارف()، وعبد الرحمن عارف()، وأحمد حسن البكر()، وصدام حسين، كانوا كلهم من السنّة، وان تلبسوا بلباس البعث ونحوه.

فأين ذهبت نسبة 85% الذين هم من الشيعة في العراق، فالالتزام الديني لا يعني ترك الحقوق وعدم الاشتغال بالسياسة وما أشبه.

إن بعض الشيعة ملتزمون بطقوسهم وعباداتهم التزاماً تاماً، وإن العتبات المقدسة ومراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام ملأي بالزائرين الشيعة، وكذلك الجيش غالبيته من الشيعة عدا كبار الضباط فانهم من السنة عادة وكل المحافظات العراقية عدا أربع محافظات، وهذه هي أيضاً يوجد فيها عدد كبير من الشيعة، ولكننا نراهم خلال الستين سنة الماضية أشبه شيء بكرة من طين تعبث بها الأيدي السنية دون رحمة.

لذا نقول: إن الشيعة في العراق لو استمروا علي هذه الحال، فإنهم سوف يبقون لا سمح الله علي التخلف والتأخر وضياع الحقوق!

وعلي هذا لو أن (نظام صدام) الحالي أزيل من السلطة، وجاء شخص آخر هو أيضاً ليس من الشيعة، فربّما سيقول بعض الشيعة: الحمد لله لقد انتهي عهد صدام، وجاء شخص جديد إلي الحكم هو أفضل منه، لكنه

بعد أن يحكم قبضته علي السلطة فانه يفعل ما فعله الذين سبقوه أيضاً؛ لأن الجوهر واحد في الحكومات السابقة وإن تبدّلت الصور.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «من لا يعقل يهن ومن يهن لا يوقّر» ().

وقال عليه السلام: «ضلال العقل يبعد من الرشاد ويفسد المعاد» ().

الطائفية في كل شيء

قطع الكهرباء

في أحد الأيام قمنا ببناء مسجد في العراق بين مرقد الشهيد الحر الرياحي (رضوان الله عليه) ومركز مدينة كربلاء المقدسة باسم (مسجد المتقين) وبينما كنت ذاهباً يوماً لزيارة المرقد المطهر للإمام الحسين عليه السلام، جاءني شخص وأنا في طريقي إلي حرم الإمام عليه السلام وقال لي: قطعوا التيار الكهربائي عن مسجد المتقين؛ بسبب عدم تسديد مبلغ ثمانية دنانير كمصرف كهرباء، طالباً مني تسديد هذا المبلغ.

فقلت له: اذهب وقل لذلك الشخص الذي قطع الكهرباء عن المسجد: كيف يصحّ أن تبنوا مسجداً للسنة في كربلاء بمبلغ (250.000) دينار، في حين أن كربلاء ليس فيها سنّة ليصلوا بهذا المسجد، لكن من أجل ثمانية دنانير تقطعون الكهرباء عن مسجد شيعي، يستفيد منه كثير من المصلين؟!

ألا يعبِّر هذا عن مدي الطائفية للحكومة؟!

الاعتقال من الحمام

نقل لنا سلطان الواعظين() صاحب كتاب (ليالي بيشاور) ()، أثناء زيارته لكربلاء، قال: في زمن عبد الكريم قاسم، ذهبت إلي حمام في الكاظمين()، وكنت وقتها مريضاً جداً، وأثناء ما كنت في الحمام كان عدد من الرجال يستحمون أيضاً، وفجأة قام جنودٌ من قبل السلطة بمداهمة الحمام وأخذونا منه، ثم نقلونا في سيارات مغلقة إلي وزارة الدفاع، وكان الهواء حينها بارداً جداً، وهناك وضعونا في مرآب() قذر متعفن، فوجدنا هناك الآلاف من الذين اعتبروهم إيرانيين، وقد وضعوا في حالة يرثي لها، وحينما حلّ وقت الظهر حيث كنا جياعاً جداً، جاءوا لنا (بالتمن والمرق) إلا أنهم وضعوه في عربات تدفع بالأيدي، تستخدم لنقل الطابوق والتراب عادة، وقالوا لنا تحرّكوا مجموعات مجموعات، كل مجموعة تقف علي عربة وتتناول الطعام وذلك زيادة بالتنكيل والإهانة لنا.

كان الوضع يجري هكذا في العراق، وكان رئيس الدولة هو عبد الكريم قاسم. رغم هذا وذاك شاهدنا بأعيننا

ذلك الشيعي الجاهل، الذي رسم صورة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وفي وسطها صورة عبد الكريم قاسم والي يساره صورة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو يربط سيفاً علي محزم عبد الكريم قاسم، وكانت الصورتان معلقتين علي باب الدخول لحرم الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام بأمر من الحكومة!!

المشكلة الثانية

كانت المشكلة الدائرة بين الدول الكبري هو تنافسها للاستيلاء علي أكبر مساحة ممكنة من العالم، ففي العراق كان الصراع قائماً بين أمريكا وبريطانيا. ففي حقبة من الزمن كانت أمريكا تدّعي بأنها تملك الحق في السيطرة علي العراق، ومرة أخري تتصدي بريطانيا لهذا الإدعاء وبقيت هاتان الدولتان تتعاقبان علي امتصاص ثروات العراق، وتدمير ما بقي من هذه الثروة.

وقد قرأت في إحدي المجلات، أن كيلو اللحم في العراق اليوم أصبح يباع بما يعادل أربعة آلاف تومان، في حين أتذكر جيداً، أن كيلو اللحم كان يباع سابقاً ب(24 فلساً)، أي ما يعادل (24) رغيف من الخبز، أما الآن فان كيلو اللحم يعادل ألف رغيف من الخبز، مع العلم أن المعروف عن العراق أنه كان من الدول المصدرة للحوم سابقاً، أما اليوم فقد أصبح مستورداً لها.

كيفية الخلاص

مما لا شك فيه أن حكومة البعث ستسقط باذنه تعالي، فقد روي في الروايات أن حبل الظالم قصير وان طال()، والذي يبدو للنظر أن هناك عدة مسائل يجب الاهتمام بها لحل مشاكل العراق مستقبلاً بعد سقوط حكومة البعث الحاكمة، منها:

1: إن الحكومة القادمة يجب أن تكون بيد الشيعة؛ لأنهم الأكثرية، وحتي لو قيل: إن هذا الحاكم الفلاني هو إنسان طيب ومسلم وملتزم حتي بالمستحبات، فلا ينبغي أن ننخدع بذلك()، بل يجب أن يكون حاكم البلاد شيعياً لأن الأكثرية في البلاد هم الشيعة، وإن القانون الإلهي والقانون المتعارف عليه دولياً يقرّ بذلك، نعم من الضروري أن نعطي للآخرين حقوقهم بقدر تمثيلهم في الشعب.

2: تصعيد الإعلام، وبيان ذلك لكل العالم بأن العراق يجب أن يكون حاكمه شيعياً، فينبغي أن يكون الطرح شجاعاً من غير خوف أو وجل وعلي مستوي واسع، فيطرح هذا الرأي علي البقال

والخباز والمهندس والموظف والعسكري وعلي غيرهم من شرائح المجتمع، وهؤلاء هم الذين يمثلون (الوحدة القاعدية) وهم جماهير الناس، وحين تكون لهم مطالبات دينية أو دنيوية فانها توجب الضغط علي القوي الكبري أو الدولة في سياستها خاصة، إيجاباً أو سلباً أو تعديلاً. وأسلوب ضغط الجماهير وان لم يكن بشكل خاص، إلا أنه بالنتيجة يؤثر علي الرأي العام ككل، وبالتالي الضغط علي أصحاب النفوذ والقوي، فإذا كانت الدولة استشارية تتفادي سخط الرأي العام وترضخ لمطالبه، وإذا كانت ديكتاتورية فهي تتجاهل الرأي العام وبالتالي ستكون نتيجتها السقوط الحتمي.

إن الإعلام والتأثير علي الرأي العام سوف يوجد تكاتفاً واسعاً في الرأي وسيكون بالنتيجة سدّاً بوجه القوي الكبري، التي تمنع من تحقيق ذلك.

وقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «من جهل وجوه الآراء أعيته الحيل» ().

ثمار ضغط الرأي العام

حينما أخذ المأمون السلطة من أخيه الأمين، في خديعة يذكر التاريخ مفرداتها بالتفصيل، ثم روّج حيلة معينة انطلت علي بعض الشيعة آنذاك بحيث صدّقوها()، لكنه حينما جاء إلي السلطة قام بقتل ذرية الرسول صلي الله عليه و اله ومن والاهم، وإن أكثر هذه القبور المتناثرة في إيران والعراق هي من فعل المأمون وجلاوزته، أخيراً عاد المأمون إلي بغداد وكأنه لم يفعل شيئاً.

وفي يوم من الأيام شاهد (يحيي بن أكثم) الذي كان وزيراً للمأمون أن المأمون يذرع القصر جيئة وذهاباً، وهو يقول: مالك يا جُعَل() أتحلل وتحرم؟ وكان المأمون يريد بخطابه الخليفة الثاني، ويقول له: هل لك حق التحليل والتحريم؟ يقول يحيي بن أكثم: فقلت للمأمون: ما هي المناسبة لكلامك هذا؟ فقال المأمون: يا ابن أكثم لماذا حرم الخليفة الثاني المتعة، في حين أن رسول الله صلي الله عليه و اله قد حللّها، أما الآن يا

ابن أكثم، فأصدر أمراً إلي المنادين، لينادوا بين الناس أنه من الآن فصاعداً قد أجزت حلية الزواج المؤقت.

يقول ابن أكثم: فقلت للمأمون: لا تفعل هذا أيها الخليفة، لأنك حينما قتلت الأمين صار لك معارضون (وهم أهل السنة)، ولو أنك فعلت اليوم هذا فإنهم سوف يؤلبون عليك الرأي العام ويثور الناس ضدك. بهذا استطاع ابن أكثم أن يخوّف المأمون حتي صرفه عن الرأي.

فالشاهد أن الرأي العام قادر علي أن يؤثر في القرارات المتخذة سواء كانت بحق أو باطل.

فعلينا أيضاً كسب الرأي العام، وقضيتنا قضية الحق أمام الباطل، فنحتاج في هذه المرحلة إلي الإعلام المركّز والصحيح().

لماذا الحكومة بيد الشيعة؟

يذكر الشيخ جعفر الرشتي رحمة الله عليه(): أنه قبل ثمانين سنة حيث لم تكن الجنسية التي جاء بها الاستعمار لبلادنا قد عرفت بين الناس كان هناك جسر علي طريق بغداد قبل الوصول إلي مدينة كربلاء بفرسخ واحد، وكذلك كان علي طريق (كربلاء النجف) مكان يدعي ب(خان الهندي)، وهو يبعد عن كربلاء فرسخاً واحداً أيضاً، يقول الشيخ الرشتي: وكان الزوّار في ذلك الزمان لكثرتهم ينامون علي هذا الطريق، أي من جسر الأبيض() حتي كربلاء، ومن كربلاء حتي خان الهندي في الطرف الآخر من المدينة، فانظر كم كان عدد الزائرين آنذاك؟

وهنا نتساءل: أين ذهبت تلك الأعداد من الزوار؟

والجواب: لما أحكمت الحكومات السنية قبضتها علي الشيعة، قامت بمنع كل هذه الجموع من الشيعة، ومنعتهم من زيارة إمامهم أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وسائر الأئمة، وذلك إما باستخدامهم القوة والبطش، أو بإدخال الأفكار المنحرفة غربية وشرقية إلي عقول بعض السذج لكي يصرفوهم عن سبيل أئمة الهدي عليهم السلام، إذ يروّجون لهم بأن هذه الأعمال والشعائر هي من الخرافات، وتقف حائلاً أمام التقدم والحضارة وغيرها

من الدعاوي الباطلة.

وما نراه في بعض الأحيان من السماح للزوار انما يكون لظروف طارئة وأغراض استدعت ذلك، كامتصاص للنقمة أو إيجاد قاعدة جماهيرية تمتدحهم علي خطوتهم فيجلبون رضي الشعب ويثبتون قواعدهم أكثر فأكثر، وإلا فالأصل عندهم هو المنع من جميع ذلك وبشتي الوسائل والطرق فلهذا وغيره يجب أن تكون الحكمة بيد الشيعة.

إيجاد الديمقراطية في العراق

كما يجب أن يكون الحكم في العراق قائماً علي أساس إعطاء الناس حقوقهم في إبداء الرأي بحرية، وأن يعمل بالشوري والمشورة، وأن تعطي للأحزاب الإسلامية حرية العمل والتنافس، وأن يكون لها الحق في نقد الحكومة، وحينذاك سوف لا تكون الحكومة قادرة حتي علي قتل خمسة أشخاص بالباطل، كما رأينا ذلك بأعيننا، حينما كانت التعددية الحزبية علي علاتها هي الحاكمة.

أما إذا انفردت بالسلطة حكومة دكتاتورية فسيؤول وضع العراق من سيئ إلي أسوأ.

«اللهم إنا نرغب إليك في دولةٍ كريمةٍ تُعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة» ().

من هدي القرآن الحكيم

نتائج الإعراض عن الحق

قال تعالي: ?فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ?().

وقال عزوجل: ?مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً?().

وقال سبحانه: ?أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ?().

إيثار الحق والعمل به

قال جل وعلا: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء للهِ وَلَوْ عَلَي أَنْفُسِكُمْ?().

وقال تعالي: ?رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ?().

التعصب الأعمي

وقال سبحانه: ?إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ?().

وقال جل وعلا: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ?().

وقال تعالي: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَي أَبْصَارَهُمْ ? أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَي قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?().

الدعوة إلي وحدة المجتمع الإسلامي

وقال عزوجل: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?().

وقال سبحانه: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا?().

من هدي السنة المطهرة

إيثار الحق والعمل به

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «السابقون إلي ظل العرش طوبي لهم»، قلنا: يا رسول الله ومن هم؟ قال: «الذين يقبلون الحق إذا سمعوه ويبذلونه إذا سُئلوه ويحكمون للناس كحكمهم لأنفسهم، هم السابقون إلي ظل العرش» ().

وقال صلي الله عليه و اله: « … يا علي، ثلاثة تحت ظل العرش يوم القيامة، رجل أحب لأخيه ما أحبّ لنفسه، ورجل بلغه أمر فلم يتقدم فيه ولم يتأخر حتي يعلم أن ذلك الأمر لله رضا أو سخط، ورجل لم يحب أخاه حتي يصلح ذلك العيب من نفسه، فإنه كلما أصلح من نفسه عيباً بدا له منها آخر..» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إن من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق وإن ضرّك علي الباطل وان نفعك، وأن لا تجوز منطقك علمك» ().

الشيعة مع الحق

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مؤدتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة علي من جاوروا سلم لمن خالطوا» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «انما شيعة علي الحلماء، العلماء، الذبل الشفاه، تعرف الرهبانية علي وجوههم» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «شيعتنا أهل الهدي، وأهل التقي، وأهل الخير، وأهل الإيمان وأهل الفتح والظفر» ().

المؤمنون أخوة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «..المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم وهم يد علي من سواهم، يسعي بذمتهم أدناهم» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «الإخوان في الله تعالي تدوم مودتهم لدوام سببها» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه» ().

الاهتمام بأمور المسلمين

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه» ().

وقال عليه السلام: «إنه من عظم دينه عظم إخوانه، ومن استخف بدينه استخف بإخوانه..» ().

الموعظة والإرشاد

قال رسول الله صلي الله عليه و اله لمعاذ بن جبل لما بعثه إلي اليمن: «..واتبع الموعظة، فانه أقوي لهم علي العمل بما يحب الله، ثم بثّ فيهم المعلمين، واعبد الله الذي إليه ترجع، ولا تخف في الله لومة لائم..» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() ألقيت هذه المحاضرة بتاريخ: 5/ربيع الأول/1411ه.

() سورة الزخرف: 78.

() فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص381 ب106.

() هذه إحصائية أجراها السيد محمد الصدر رئيس الوزراء العراق أواخر الأربعينيات. للتفصيل راجع كتاب تلك الأيام للإمام المؤلف (دام ظله) نشر مؤسسة الوعي الإسلامي للتحقيق والطباعة والنشر /بيروت لبنان.

() صدام التكريتي، الطاغوت الذي صاغه الغرب وفق متطلبات المنطقة وظروفها السياسية، وحافظ علي أمنه الشخصي في أدق الظروف وأحلك اللحظات، ولد عام (1939م) في قرية العوجة جنوب تكريت تبعد مائة ميل شمال بغداد، والده كان يعمل فراشاً في السفارة البريطانية، كانت أمه صبيحة (صبحة) طلفاح تستلم مخصّصات تقاعد زوجها من السفارة، تزوجت صبيحة من أربعة أزواج ثالثهم إبراهيم الحسن ورابعهم زبن الحسن وكان صدام يتنقل معها من بيت زوج إلي زوج آخر هذا عدا علاقاتها المشبوهة المعروفة لكل من ابتلي بمعرفتها تنامت لديه روح الانتقام، ابتدأ عمليات القتل وهو في السابعة عشر، اشترك مع بعض عناصر البعث في اغتيال عبد الكريم قاسم عام (1959م) هرب إلي سوريا ومنها إلي مصر، اشترك في انقلاب (17 تموز 1968م). وفي عام (1970م) أصبح صدام نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد. وفي عام (1979م) أصبح رئيساً للجمهورية بعد أن أقصي البكر عن الحكم ومنح نفسه مهيب ركن، هاجم إيران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأولي واستمرت ثمان سنوات، احتل

الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية واخرج الجيش العراقي منها، وقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية لا مثيل لها فقُدر أعداد من قتلوا وأعدموا واختفوا ما يزيد علي 300 ألف عراقي.

() تسلم عبد المحسن السعدون رئاسة الوزراء في العراق، في عهد الملك فيصل الأول عام 1922م بعد استقالة حكومة عبد الرحمن النقيب. كان السعدون متحمساً لأجراء انتخابات المجلس التأسيسي، والمعاهدة العراقية البريطانية، التي كانت من صنيعة بريطانيا، فوقفت بريطانيا إلي جانبه، ومعها الملك في سبيل ضرب المعارضة الدينية المتمثلة بالمراجع العظام، أمثال السيد أبي الحسن الأصفهاني، والميرزا النائيني، والشيخ مهدي الخالصي (قدهم) والعشائر العراقية، ومن أجل قمع المعارضة قام السعدون بتسفير الشيخ الخالصي وأولاده إلي (جدة) والسيد أبي الحسن والميرزا النائيني وجماعة من العلماء آنذاك إلي إيران، ويبلغ عددهم (26) عالماً.

راجع كتاب تاريخ العراق السياسي، لطفي جعفر فرج: ص87.

() هو السيد أبو الحسن بن السيد محمد بن السيد عبد الحميد الموسوي الأصفهاني ولد سنة (1284ه) في أصفهان ورد إلي النجف الأشرف أواخر القرن الثالث عشر، أقام في كربلاء مدة، وبعد وفاة السيد محمد كاظم اليزدي رحمة الله عليه رشح رحمة الله عليه للزعامة الدينية، وبعد وفاة الشيخ أحمد كاشف الغطاء رحمة الله عليه والشيخ الميرزا حسين النائيني رحمة الله عليه تهيأ له رحمة الله عليه الظهور بالمرجعية العامة. توفي (قده) في ذي الحجة عام (1365ه) في الكاظمية ونقل جثمانه إلي النجف ودفن في الصحن الغروي الشريف. أنظر معارف الرجال: ج1 ص46 الرقم 21.

() حتي كأن هذا التمثال يذكرهم بجرائم صاحبه فيستلهمون منه الإجرام والحقد علي الشيعة، إن خمدت جذوته في

نفوسهم.

() بموجب الإحصائية التي جرت في عهد رئيس الوزراء للسيد محمد الصدر رحمة الله عليه.

() هو الشيخ محمد تقي بن الميرزا محب علي بن أبي الحسن الميرزا محمد علي الحائري الشيرازي زعيم الثورة العراقية، ولد بشيراز عام (1256ه) ونشأ في الحائر الشريف، فقرأ فيه الأوليات ومقدمات العلوم، وحضر علي أفاضلها حتي برع وكمل، فهاجر إلي سامراء في أوائل المهاجرين، فحضر علي المجدد الشيرازي رحمة الله عليه حتي صار من أجلاء تلاميذه وأركان بحثه، وبعد أن توفي أستاذه الجليل تعين للخلافة بالاستحقاق والأولوية والانتخاب، فقام بالوظائف من الإفتاء والتدريس وتربية العلماء. ولم تشغله مرجعيته العظمي وأشغاله الكثيرة عن النظر في أمور الناس خاصهم وعامهم، وحسبك من أعماله الجبارة موقفه الجليل في الثورة العراقية، وإصداره تلك الفتوي الخطيرة التي أقامت العراق وأقعدته لما كان لها من الوقع العظيم في النفوس وقال فيها: إن المسلم لا يجوز له أن يختار غير المسلم حاكماً عليه. فهو رحمة الله عليه فدي استقلال العراق بنفسه وأولاده. وكان العراقيون طوع إرادته لا يصدرون إلا عن رأيه وكانت اجتماعاتهم تعقد في بيته في كربلاء مرات عدة. توفي رحمة الله عليه في الثالث عشر من ذي الحجة عام (1338ه) ودفن في الصحن الشريف ومقبرته فيه مشهورة. راجع طبقات أعلام الشيعة، نقباء البشر: ج1 ص261 الرقم 561، وراجع الأعلام لخير الدين الزركلي: ج6 ص64.

() وللأغلبية الساحقة في العدد كما مر سابقاً.

() هو فيصل ابن الشريف حسين، ولد في الطائف عام (1301ه 1883م)، عُيّن ملكاً علي العراق في عام (1339ه الموافق 1921م) من قبل الحاكم العسكري العام آرنولد ويلسن و لورنس، وبتزكية كرزون في مؤتمر القاهرة الذي عقد برئاسة ونستن تشرشل وزير المستعمرات آنذاك في عام

(1339ه 1921م). وكانت مهمة المؤتمر تحديد علاقة العراق ببريطانية ورسم الحدود بين الدول واختيار حكّام للعراق والأردن وفلسطين وبحث مسألة الأكراد في شمال العراق. وأولي فيصل جُلّ اهتمامه علي إرضاء الإنجليز وكسب ودّهم. استمر حكم فيصل إلي عام (1352ه 1933م) مات في سويسرا عن عمر يناهز 48 سنة ودفن في بغداد.

امتاز حكمه بالطائفية: يقول النقاش في كتابه شيعة العراق: أشارت بعض التقارير البريطانية بإن الملك فيصل كان متلهفاً بصفة خاصة علي إضعاف نفوذ العلماء الذين اعتبرهم غير مخلصين للإنجليز.أنظر كتاب تلك الأيام للإمام المؤلف (دام ظله).

() فيصل2 (1935-1985م) ابن غازي الاول، ملك العراق 1953، قتل في ثورة 14 تموز.

() عبد الكريم قاسم محمد بكر الزبيدي من مواليد (1914م) بغداد، التحق بالكلية العسكرية في عام (1932م). شارك في حرب فلسطين عام (1948م) في جبهة الأردن، انتمي لتنظيم الضباط الأحرار عام (1956م).

قام بانقلاب عسكري عام (1377ه 1958م)، أطاح بالحكم الملكي، قتل أغلب أفراد العائلة الملكية بما فيهم الملك فيصل الثاني، أعلن الحكم الجمهوري. ألغي المظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعددية الحزبية ما عدا الحزب الشيوعي الذي أضحي الحزب المحبب للسلطة، وألغي الحكم المدني. استمر حكمه قرابة أربع سنوات ونصف تقريباً. تعرض في عام (1963م) لانقلاب عسكري دبره عبد السلام عارف مع مجموعة من الضبّاط البعثيين أمثال أحمد حسن البكر وعبد الكريم فرحان وصالح مهدي عمّاش وغيرهم، أعدم رميا بالرصاص مع بعض رفاقه في دار الإذاعة في التاسع من شباط 1963م. للمزيد راجع كتاب عبد الكريم قاسم البداية والسقوط لجمال مصطفي مردان.

() عبد السلام محمد عارف، من مواليد عام (1339ه 1921م)، كان من أعضاء الضباط الأحرار، اشترك مع عبد الكريم قاسم عام (1377ه 1958م) في الإطاحة بالنظام الملكي، أصبح رئيساً

للجمهورية بعد الإطاحة بنظام قاسم في (14 رمضان 1382ه 8 شباط عام 1963م).

اتّسم حكمه: بالكبت والإرهاب والعنصرية وأهتم بتعيين الأقارب وأبناء العشيرة والبلدة في إسناد المناصب بغض النظر عن المؤهلات والقابليات والكفاءات. اشتهر بالتعصب المذهبي، إنقلب علي رفاقه البعثيين في عام 1963م وأقصاهم من وزارته. قتل مع عددٍ من الوزراء عام (1385ه، 1966م) إثر سقوط طائرته قرب البصرة، ويري البعض إنّ موته كان عملية مدبّرة نتيجة وضع قنبلة في الطائرة.

() عبد الرحمن عارف، ولد عام 1916م، انضم إلي تنظيم الضباط الأحرار. اصبح رئيسا للجمهورية عام (1966م) بعد مقتل أخيه عبد السلام. اتّسم حكمه بالتدهور الاقتصادي والمعاشي وبالتمييز الطائفي والعنصرية والقبيلية وكان يتأثر بالمحيطين به ويثق بهم ويتبني عادة رأي آخر من يقابله.

نحي عن السلطة بعدما أوعزت المخابرات الأمريكية والبريطانية إلي عبد الرحمن النايف وإبراهيم الداود وأحمد حسن البكر بتغيير السلطة في العراق إثر انقلاب عسكري في 17 تموز عام 1968م ونفي إلي تركيا.

() أحمد حسن البكر، من مواليد (1333ه 1914م) في تكريت، تقلّد منصب رئاسة الوزراء في حكومة عبد السلام عارف، ثمّ منصب رئيس الجمهورية في العشرين من ربيع الثاني 1388ه (17 تموز عام 1968م) إثر انقلاب دبره علي عبد الرحمن عارف ومنح نفسه رتبة مهيب مشير بعد الانقلاب، منح أقرباءه وأصهاره وأبناء عشيرته وبلدته رتباً عالية دون استحقاق. تحكمت الطائفية والعصبية في زمانه وتدهورت الزراعة وتردّت الصناعة وملئت السجون بالمجاهدين والأحرار. عرف بلؤمه وغدره حتي بأصدقائه وكان همه تحقيق هدفه بصرف النظر عن الوسيلة، نحي عن الحكم إثر انقلاب دبره صدام التكريتي بتاريخ 16 تمّوز عام 1979م بعد أن حكم العراق 11 عاماً. قتله صدام بحقنة ترفع السكر لديه بواسطة الدكتور صادق علوش، وذلك

عام 1982م.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص55 الفصل 4، آثار قلة العقل وفقده ح501.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص55 الفصل 4، آثار قلة العقل وفقده ح513.

() السيد محمد بن علي أكبر بن قاسم الموسوي الشيرازي المعروف بسلطان الواعظين، يصل نسبه إلي السيد إبراهيم المجاب ابن الأمير محمد العابد بن الإمام موسي بن جعفر عليه السلام توفي في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري عن عمر ناهز التسعين عاماً. ومؤلف كتاب (ليالي بيشاور) الذي يقع في أكثر من ألف ومائة وخمسين صفحة وطبع عدة مرات.

() وهو كتاب جمع فيه مجالس المناظرات التي عقدت في مدينة بيشاور لإظهار المذهب الحق. وقد اشترك فيها كبار علماء السنة مقابل آية الله السيد محمد سلطان الواعظين وقد استمرت هذه المناظرات ليالٍ عدة استغرقت عشرة مجالس نشرت حينها في الجرائد الهندية وصحفها وتلقاها الناس بالقبول والترحيب وقد وفق المؤلف رحمة الله عليه إلي جمعها في هذا الكتاب وحرض القارئين الكرام علي قراءته بدقة وبشكل كامل. وطبع الكتاب عدة طبعات.

() أي مدينة الكاظمية حيث يقع ضريح الإمامين موسي بن جعفر عليه السلام والإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام.

() مرآب: مكان لإصلاح السيارات وإيواءها.

() راجع الكافي: ج2 ص330 باب الظلم، ووسائل الشيعة: ج16 ص49 ب77 باب تحريم الظلم وب78 باب وجوب رد المظالم إلي أهلها، ومستدرك الوسائل: ج12 ص97 باب تحريم الظلم.

() قال أمير المؤمنين عليه السلام:» لا تغترن بمجاملة العدو فإنه كالماء وإن أطيل إسخانه بالنار لا يمتنع [لا يمنع] من إطفائها «. غرر الحكم ودرر

الكلم: ص334 الفصل 4 ح7689.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص443 الفصل 1 من استبد برأيه زل ح10109.

() وهي الإدعاء بالثورة لأجل إرجاع حق آل محمد

ذرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الخلافة.

() الجعل: كصرد دويبة كالخنفساء أكبر منها شديدة السواد في بطنه لون حمرة والناس يسمونه أبا جعران لأنه يجمع الجعر اليابس ويدخره في بيته. أنظر مجمع البحرين: ج5 ص338 مادة (جعل).

() لعل قضية تحرير الهند من بريطانيا علي يد غاندي من الأمثلة الجيدة في الوقت الحاضر.

() آية الله الشيخ جعفر الرشتي، ولد في مدينة رشت الإيرانية عام (1310ه/ 1892م) هاجر إلي العتبات المقدسة في العراق ودرس علي كبار علمائها، استوطن مدينة كربلاء المقدسة ودرس عند أساتذة الحوزة العلمية آنذاك مثل السيد حسين القمي والسيد الميرزا مهدي الشيرازي، كان رحمة الله عليه بارعاً في اللغة العربية حتي عده البعض أستاذ الفقهاء، توفي في كربلاء المقدسة عام (1394ه 1974م).

() ما يسمي اليوم عند أهالي كربلاء (القنطرة البيضة).

() البلد الأمين: ص195، دعاء لكل ليلة في شهر رمضان.

() سورة الأنعام: 5.

() سورة طه: 100.

() سورة البقرة: 75.

() سورة النساء: 135.

() سورة الأعراف: 89.

() سورة الفتح: 26.

() سورة البقرة: 206.

() سورة محمد: 23-24.

() سورة الأنبياء: 92.

() سورة آل عمران: 103.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص308 ب34 ح13118.

() تحف العقول: ص7 وصية النبي صلي الله عليه و اله لأمير المؤمنين عليه السلام.

() الخصال: ج1 ص53 باب الاثنين خصلتان من حقيقة الإيمان ح70.

() الكافي: ج2 ص236 باب المؤمن وعلاماته وصفاته ح24.

() الكافي: ج2 ص235 باب المؤمن وعلاماته وصفاته ح20.

() الكافي: ج2 ص233 باب المؤمن وعلاماته وصفاته ح8.

() تحف العقول: ص43 ما روي عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص422 الفصل 5 ج9695.

() وسائل الشيعة: ج12 ص205 ب122 ح16096.

() الكافي: ج2 ص163 باب الاهتمام بأمور المسلمين ح1.

() الكافي: ج2

ص164 باب الاهتمام بأمور المسلمين ح3.

() الأمالي للشيخ الطوسي رحمة الله عليه: ص98 المجلس 4 ح150.

() تحف العقول: ص26 وصيته صلي الله عليه و اله لمعاذ بن جبل لما بعثه إلي اليمن.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.