التيار الإصلاحي

اشارة

اسم الكتاب: التيار الإصلاحي

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1424 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ

وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة الحجرات: الآية 10

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد سعي الأنبياء جميعاً إلي بناء مجتمع سليم قائم علي الحق والعدل من خلال ما أنزل الله تعالي عليهم من تعاليم، كما قاموا هم بممارسات أخلاقية تعكس شكل وهدف هذا المجتمع.

فقد رسم القرآن المجيد باعتباره آخر الرسالات السماوية وأكملها، وكذلك السنة النبوية الشريفة، معالم هذا المجتمع وحدد أهدافه وعبر عنه بالبلد الطيب والمجتمع الصالح، قال تعالي: ?والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه?() وقال سبحانه: ?بلدة طيبة ورب غفور?().

وأما أفراده فقد وصفتهم الآيات القرآنية الشريفة بأنهم: ?أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل?()، وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا إخوة بررة كما أمركم الله» ().

إذن فهذا المجتمع الذي يريد بناءه الإسلام سمته الأساسية العدل، وميزان التفاضل فيه التقوي، القوي فيه ضعيف حتي يؤخذ الحق منه، والضعيف فيه قوي حتي يأخذ بحقه، فالكل فيه متساوون لا فضل لأحد علي غيره إلا بالتقوي، قال تعالي: ?يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير?().

يروي أن رجلاً استعدي عمر علي الإمام علي عليه السلام في قصة، وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام جالساً عند عمر، فالتفت إليه وقال له: قم يا أبا الحسن إلي محله، وقد بان التغير في وجهه عليه

السلام.

فقال له عمر: يا أبا الحسن ما لي أراك متغيراً، أكرهت ما كان؟

قال عليه السلام: «نعم».

قال عمر: وما ذاك؟

قال عليه السلام: «كنّيتني بحضرة خصمي، هلا قلت: قم يا علي فاجلس مع خصمك».

فقال عمر: بأبي أنتم، بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا من الظلمة إلي النور().

هذه الصورة الشفافة لهذا المجتمع، لا تأتي بالتمني والعيش علي الآمال والأحلام، ولا يكون لها واقع ما لم يسعَ الأفراد المؤمنون المخلصون للعمل والسعي الحثيث علي تطبيقها وإخراجها إلي حيز الوجود، والعمل لابد أن يكون أولاً في ميدان الذات وتربيتها وإعدادها إعداداً جيداً لتكون بمستوي المسؤولية، ومن ثم النزول والتوجه إلي الميدان الثاني وهو المجتمع.

فقد سعي النبي صلي الله عليه و اله خلال تواجده في مكة المكرمة قبل الهجرة إلي بناء وإعداد المسلمين بناءً يليق بالمهمة التي يريدون حملها والعمل من أجلها.

وبعد ما هاجر النبي صلي الله عليه و اله ومن ثم هجرة المسلمين فيما بعد نراهم علي قلة عددهم تمكنوا من بناء مجتمع سليم طاهر، قائم علي الحق والعدل، خلال فترة وجيزة، وشعت أنواره إلي كافة بقاع العالم، فتأثر به البشر علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، فأخذوا يدخلون في دين الله أفواجاً طائعين غير مكرهين.

إن العمل للإسلام وإعادته إلي الحياة يتطلب الإيمان الكامل به وبتكامله وقدرته علي إدارة الحياة وتلبية كافة متطلباتها واحتياجاتها، ومن ثم تطبيق جميع قوانينه التي جاء بها لإسعاد البشر كافة، ونبذ كافة القوانين الوضعية التي وضعها البشر لتدمير الحياة وجعلها نكداً علي البشر أنفسهم، فالقوانين الإسلامية تعتبر بمجموعها سلسلة من الحلقات يرتبط بعضها ببعض، ولا يمكن فصل بعضها عن بعض، أو العمل ببعض والإعراض عن البعض الآخر.

فقانون (الأمة الإسلامية الواحدة) ومبدأ (الأخوة الإسلامية) مثلاً شيئان متلازمان لا ينفكان

عن أحدهما الآخر، كحجرين لا يقوم أحدهما إلا بالاستناد علي الآخر، فلا أمة واحدة من دون أخوة ولا أخوة من دون أمة واحدة، وفي حالة فصلهم يصبحان لا معني لهما كما هو حال المسلمين اليوم، قال تعالي: ?أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردون إلي أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون?()، وبذلك يفقد المسلم مصداقيته في العمل وتكون النتيجة التعاسة في الحياة الدنيا والعذاب والخزي في الآخرة نعوذ بالله تعالي من ذلك.

إن موضوع إعادة الإسلام إلي الحياة وتحكيمه وتحكيم قوانينه المنسية كان الشغل الشاغل لسماحة الإمام الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله مقامه) وقد عالجه بإسهاب في الكثير من كتبه الفكرية والفقهية والسياسية وغيرها، وقد كتب في هذا الخصوص عدة كتب كان منها: (السبيل إلي إنهاض المسلمين) و(الإصلاح) و(حكم الإسلام.. مبادئ قيامه وأهدافه) و(الصياغة الجديدة) و(ممارسة التغيير) و(إلي حكم الإسلام) و(نريدها حكومة إسلامية) و(الحكم في الإسلام) و(الفقه: السياسة) و(الفقه: الدولة الإسلامية) و(الفقه: الاقتصاد) و(الفقه: الإدارة) وغيرها وهي

كثيرة.

كان (رضوان الله عليه) يري ضرورة العمل والسعي من أجل إعادة القوانين الإسلامية المنسية إلي الحياة من جديد كقانون الأمة الإسلامية الواحدة والأخوة الإسلامية والعمل بالمباحات والتعددية الحزبية وتطبيق مبدأ شوري الفقهاء وغيرها والتي أعرض عنها المسلمون بسبب ابتعادهم عن منابع الثقافة الإسلامية (القرآن وأهل البيت عليهم السلام) والذي أخبر عنهما الصادق المصدق صلي الله عليه و اله بتلازمهما إلي يوم الورود عليه علي الحوض، وكذلك بسبب هيمنة المستعمرين علي بلادهم وعملهم علي محاربة الإسلام وطمس معالمه والسعي لتخريب المجتمعات الإسلامية وصبغها بالطابع الغربي المادي البحت وكان يساعدهم في ذلك أذنابهم الذين

جاؤوا بهم وسلموهم مقاليد الحكم.

لقد كان سماحته (أعلي الله درجاته) يؤكد علي ضرورة تشكيل منظمة إسلامية عالمية هدفها توحيد الأمة ونبذ الحدود المصطنعة التي أوجدها الاستعمار فيما بين بلادهم من أجل تمزيقهم وحصرهم والحد من حركتهم ونشاطهم كي تسهل السيطرة عليهم وهكذا صار الأمر.

وهذا الكتاب (التيار الإصلاحي) يصب في سبيل توعية الأمة لكي تصلح أمرها، وقد قامت مؤسسة المجتبي بطبعه ونشره بمناسبة الذكري السنوية الأولي لرحيل الإمام الشيرازي (رضوان الله عليه) وفاءً لخدماته الجليلة في سبيل نهضة الإسلام والمسلمين، ومن أجل حفظ تراثه ونشره بين صفوف الأمة، سائلين المولي القدير أن ينفع به كما نفع بغيره، وأن يمن علي سماحة الإمام الراحل بالمغفرة والرضوان، إنه سميع مجيب والحمد لله أولاً وآخراً.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5955 / 13

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

التيار الإصلاحي: هو من مقومات إعادة الإسلام إلي الحياة وقطع سبيل المستعمرين الذين استولوا علي حياة المسلمين وبلادهم بمختلف الأسماء والعناوين، وكل واحد منهم اقتطع قسماً من بلادنا بشكل من الأشكال، وربطها بنفسه بصورة من الصور الاستعمارية، فألفا مليار مسلم كلهم يعيشون اليوم تحت الاستعمار العسكري، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو غير ذلك مما هو معروف.

وإنما يمكن التخلص من ذلك بتيار إصلاحي عام.

نسأل الله عزوجل أن يوفقنا للصلاح والإصلاح، إنه سميع مجيب.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

مقومات التيار الإصلاحي

مقومات التيار الإصلاحي

إن التيار الإصلاحي العام بحاجة إلي العديد من المنظمات بمختلف أساميها، والكثير من الأحزاب الحرة، كما هو بحاجة إلي مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، والمرئية وما أشبه، كالمنابر والدروس والمحاضرات، والجرائد والمجلات وحتي النشرات الجدارية، وكذلك الراديو والتلفزيون والانترنيت والكتب واللافتات الصغيرة والكبيرة وما أشبه ذلك.

وبهذه الوسائل يمكن تبليغ الإسلام إلي الناس، المسلمين وغير المسلمين منهم، وإنما قلنا غير المسلمين، لأنهم عرفوا عن الإسلام غير ما هو عليه، وذلك بسبب الدعايات المختلفة، فزعموا أنه دين القتل وسفك الدماء وهتك الحرمات ومصادرة الأموال كما كان يفعله الأمويون والعباسيون والعثمانيون ومن أشبههم، وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة.

وقد جرد الاستعمار حملةً عارمةً لإبادة المسلمين بالاسم أو بدون الاسم، حتي أن بعض شباب المسلمين أخذوا يتمنون أن لو كانوا كالغربيين.

الشباب والجو الفاسد

وقد ذكروا: أن ثمانية ملايين شيعوا ستالين() علماً بأن ذلك كان بالجبر وتحت ظل الجور والاستبداد.

وقد ذكروا أيضاً: أن ثمانية ملايين شيعوا المغنية المصرية التي توفيت قبل سنوات()، ولم يكن ذلك بالجبر وإنما كان حباً منهم لها وللأغاني.

وفي الآونة القريبة مشي ستة ملايين من الشباب والشابات في الغرب وراء جنازة امرأة اغتيلت في فرنسا ()، فإنهم ما كانوا يمشون وراء جنازتها للثواب والأجر أو بالجبر أو ما أشبه، بل إنما كانوا يمشون وراء أحلامهم، وكانوا يمشون وراء زعيمة جديدة جسدت شيئاً من هذه الأحلام، فإن (شبه الشيء منجذب إليه) كما قال الشاعر() قديماً.

فإن المرأة المذكورة كانت متمردة علي كل شيء، فخلعت عذارها ولم يعد تهمها تقاليد ولا أعراف ولا آداب عامة، ولا قوانين ولا أسرة ولا زوج، ولا دين ولا شريعة، ولا العرش الذي كان سينتقل إليها حسب المرتبة، وكانت امرأة أعطت نفسها لمن تحبه بالحب

غير المشروع، وكانت قد أعلنت علي شاشات التلفزيون وسائر وسائل الإعلام أنها خانت زوجها الأمير المرشح لوراثة العرش، وقد نشرت الصحف خياناتها إلي الملايين كما أصبحت صورها بطاقة دعوة بين الشباب والشابات، وأصبح حديثها حديث هؤلاء.

ومن الواضح أن بعض الشباب والشابات إنما يتمنون مثل ذلك، فكانت المغتالة صورة مثالية لهؤلاء، ومن الواضح أن مثل هذه الأمور مثاليات وأحلام بعض الشباب والشابات، فإنهم يريدون المال والترف والجنس والشهوة والتحلل وما أشبه فلا شيء حرام ولا شيء ممنوع ولا شيء ضار، ولا شيء مناف للعوائل وهادم للأسرة وموجب لعنوسة البنات والحرية اللامسؤولة إلي حدّ الإفراط المضر، بلا موانع ولا ضوابط.

وقد نسوا أن قواعد الحياة وسنن الكون التي جعلها الله سبحانه وتعالي هي الحاكمة علي الذين يعرضون عن ذكر الله، فجرت سنة منها عليها وعلي عشيقها أيضاً، فاخترق الحديد جسميهما وأصبحا هامدين.

والذين كانوا وراء الأحداث كانوا يمجدون ويهللون ويشيدون بسلوكية أرادوا تعميمها علي كل الشباب والشابات، لتكون مثالاً للجماهير الشابة، فيقام لها محراب في بعض القلوب.

وفي الأحاديث: إن الحق والباطل كالنور والظلام، إذا ذهب النور يأتي الظلام مكانه، وهكذا يكون الخير والشر، والاستقامة والانحراف وكل ما هو من هذا القبيل.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لن يجتمع الحق والباطل في قلب امرئ، قال الله تعالي: ?ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه?()» ().

وقال عليه السلام: «أعدوا لكل حق باطلاً ولكل قائم مائلاً» ().

وأمثال هذه المظاهر كثيرة في الغرب وما أشبهه، وفي مدرسة فرويد()..

وماركس()..

ومن أشبههما.

إلا الإسلام، والإسلام وحده فقط، فإنه مبدأ الطهارة.

من شروط حكومة الإسلام

ثم إن الإسلام إنما يأتي إلي الحكم إذا حدث هناك تيار مناسب له، نعم قال سبحانه: ?يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا? أي ليس باطنها ?وهم عن الآخرة

هم غافلون?() عن ظاهرها وعن باطنها.

ومن المعلوم أن ظاهر الحياة الدنيا وحده لا ينفع لا ديناً

ولا دنيا، فلا صحة ولا استقرار، ولهذا نشاهد أن الدنيا امتلأت بالفقر والمرض، والجهل والفوضي، وأكل القوي الضعيف، ومختلف أنواع الظلم والاستبداد وما أشبه ذلك.

قال سبحانه: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا? ونحن اليوم في الدنيا في معيشة الضنك ?ونحشره يوم القيامة أعمي ? قال رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا ? قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي?() نعوذ بالله تعالي من ذلك.

ثم لا يخفي إن التيار الإصلاحي الذي يكون مقدمة لقيام الإسلام إنما يتحقق بأمور، من أهمها نشر الفكر والثقافة والتوعية بين الأمة.

ومن مقوماته أيضاً الأمور التالية:

1 تحصين النساء بالأزواج

الأول: أن تكون كل امرأة متزوجة كما فعل رسول الله صلي الله عليه و اله فانه زوّج كل نساء المدينة، حتي أنه لما توفي لم تبق امرأة غير متزوجة، وإذا اتفق أن رجلاً مات أو طلق أو استشهد في غزوة، تتزوج المرأة حسب قوانين الإسلام بزوج ثان وكذلك بزوج ثالث.

كما نري ذلك في أسماء زوجة جعفر بن أبي طالب، فقد تزوجت بعد استشهاده بأبي بكر، ولما مات تزوجت بعلي أمير المؤمنين عليه السلام ().

وهكذا بالنسبة إلي خولة زوجة حمزة سيد الشهداء، حيث تزوجت بعد استشهاده علي ما ذكر ه المؤرخون().

إن زواج الفتيات يتحقق بأمور منها:

ألف: الحث والتشجيع علي الزواج المبكر.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته» ().

وعن نوح بن شعيب رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «كان علي بن الحسين عليه السلام إذا أتاه ختنه علي ابنته أو علي أخته بسط له رداءه ثم أجلسه ثم

يقول: مرحباً بمن كفي المئونة،وستر العورة» ().

ب: سهولة القوانين دون تعقيدها لا كما هو المشاهد اليوم في الحكومات.

قال صلي الله عليه و اله: «لتتضع المناكح» ().

ج: قلة المهور وما أشبه.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهنّ مهراً» ()، ولا يبعد أن يكون المراد بالأصبح وجهاً ذات الأخلاق الحسنة لا الجمال الجسدي.

وقد زوج رسول الله صلي الله عليه و اله ابنته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام بثلاثين درهماً حسب رواية الكافي() وحسب ما ورد من بساطة جهاز العرس المشتري لها بأمر رسول الله صلي الله عليه و اله.

عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «زوّج رسول الله صلي الله عليه و اله فاطمة عليها السلام علي درع حُطمية تسوي ثلاثين درهماً» ().

2 عدم عزوبة الشباب

الثاني: أن يكون كل شاب ذا زوجة فإذا بلغ السن الشرعي أو ما أشبه ذلك، زوّجوه بزوجة صالحة وبمهر قليل، ومن دون عرقلة ووضع الصعاب من قبل القوانين الوضعية أمام الزواج ومن دون مشاكل.

نقل الوالد() (رحمه الله) أن أخته السيدة مريم (رحمها الله) وهي عمتنا، تزوجت بالسيد عبد الهادي ?() وكان جهازها ثوباً واحداً فقط، وانتقلت في ليلة عرسها من غرفتها التي كانت تعيش فيها إلي غرفة الزوج، وبهذه البساطة يكون الزواج الشرعي.

عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تزوجوا وزوجوا، ألا فمن حظ امرئ مسلم إنفاق قيمة أيمة، وما من شيء أحب إلي الله عزوجل من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح» ().

وعن ابن القداح قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعةً يصليها

أعزب» ().

وعن كليب بن معاوية الأسدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من تزوج أحرز نصف دينه وفي حديث آخر فليتق الله في النصف الباقي» ().

وعن الأصم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «رذال موتاكم العزاب» ().

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «تزوجوا فإن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج» ().

3 السكن للجميع

الثالث: أن يكون لكل إنسان داراً يسكن فيها، وذلك إنما يمكن بالرجوع إلي القانون الذي صرح به رسول الله صلي الله عليه و اله: «الأرض لله ولمن عَمَرها» () وقوله مرة ثانية: «ثم إنها لكم مني أيها المسلمون» () كما ذكره الفقهاء في كتاب (إحياء الموات) وغيره.

ومن الواضح أن الإنسان يتمكن من بناء الدار البسيطة بشيء قليل من المال، فإذا كانت الأرض بلا ثمن، ولم تكن هناك حاجة إلي إجازة أو تصريح من الدولة، فالكل سوف يملك داراً يعيش فيها، وقد رأيت سهولة البناء في العراق، حيث اتسعت حركة بناء الدور بسبب بعض التسهيل في القانون الذي وضعته الحكومة، حيث باعوا كل ألف متر أو خمسمائة متر بعشرة دنانير وكانت القوة الشرائية لعشرة دنانير آنذاك ثلاثمائة كيلو من الخبز تقريباً وكل دار كانت تمتح الماء من البئر المحفور فيها، كما كانوا يزرعون في حديقة الدار ما يستفيدون منها من الخضروات والأشجار، وبذلك توسعت كربلاء المقدسة في ثلاث سنوات تقريباً، فرسخين في اتجاه مقام عون بن عبد الله()، وفرسخاً في اتجاه مقام الحر()، وفرسخين أو أكثر

في اتجاه مدينة النجف الأشرف، وثلاثة فراسخ في اتجاه مدينة طويريج، وهكذا حدث مثل ذلك في كل من مدينة النجف الأشرف والكاظمية المقدسة وبغداد والحلّة وغيرها من المدن مما رأيته أنا بنفسي.

هذا وقد ورد في الروايات استحباب سعة المنزل:

عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من السعادة سعة المنزل» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع» ().

وعن مطرف مولي معن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ثلاثة للمؤمن فيهن راحة: دار واسعة تواري عورته، وسوء حاله من الناس، وامرأة صالحة تعينه علي أمر الدنيا والآخرة، وابنة أو أخت يخرجها من منزله بموت أو بتزوج» ().

وعن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «العيش: السعة في المنازل، والفضل في الخدم» ().

وعن سعيد، عن غير واحد: أن أبا الحسن عليه السلام سئل عن فضل عيش الدنيا؟ قال: «سعة المنزل، وكثرة المحبين» ().

وعن علي بن أبي المغيرة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «من شقاء العيش: ضيق المنزل» ().

وفي رواية: شكا رجل من الأنصار إلي رسول الله صلي الله عليه و اله أن الدور قد اكتنفته. فقال النبي صلي الله عليه و اله: «ارفع صوتك ما استطعت، وسل الله أن يوسع عليك» ().

4 توفير فرص العمل

الرابع: عدم البطالة فيكون لكل أحد رجلاً كان أو امرأة عملاً مناسباً له؛ وذلك إنما يتوفر بالتشجيع علي امتلاك المباحات الأصلية وحيازتها كما قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من سبق إلي ما لا يسبقه إليه مسلم فهو أحق به» ()، من غير فرق بين

أن يستفاد من البحار كالأسماك وما أشبه، أو من المعادن كالنفط والملح والكبريت وغير ذلك نعم، يأخذ من المعدن الخمس كما قررته الروايات وذكره الفقهاء في كتاب الخمس().

وكذلك بالنسبة إلي الرعي والزراعة وغير ذلك من مختلف الأعمال الكثيرة المباحة، من غير فرق بين المستفيد من المباحات الشرعية رجلاً كان أم امرأة، مع حفظ الحجاب الشرعي وعدم الاختلاط المشين، بالإضافة إلي ضرورة عدم منع الدولة من حيازة المباحات، ومنح الحرية في مزاولة الأعمال، وعدم اشتراطها بأخذ الإجازة، ودفع الضريبة، وما أشبه كما هو المشاهد في بلادنا اليوم.

وقد قرأت في تقرير حول نيوزلندا () وهو بلد ذو مليونين ونصف، أنه يملك مائة مليون رأس غنم، وستة عشر مليوناً من الأبقار، وثمانية ملايين من الغزلان، هذا بالإضافة إلي سائر أعمالهم الكثيرة المتنوعة.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن في حكمة آل داود ينبغي للمسلم العاقل أن لا يري ظاعناً إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير ذات محرم. وينبغي للمسلم العاقل أن يكون له: ساعة يفضي بها إلي عمله فيما بينه وبين الله عزوجل، وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر آخرته، وساعة يخلي بين نفسه ولذاتها في غير محرم؛ فإنها عون علي تلك الساعتين» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إصلاح المال من الإيمان» ().

وعن ابن فضال عن داود بن سرحان قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يكيل تمراً بيده، فقلت: جعلت فداك لو أمرت بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك، فقال: «يا داود، إنه لا يصلح المرء المسلم إلا ثلاثة: التفقه في الدين، والصبر علي النائبة، وحسن التقدير في المعيشة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«إذا أراد الله عزوجل بأهل بيت خيراً رزقهم الرفق في المعيشة» ().

وعن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أحيا أرضاً مواتاً فهي له» ().

وعن علي الأزرق قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «وصي رسول الله صلي الله عليه و اله علياً عليه السلام عند وفاته. فقال: يا علي لا يظلم الفلاحون بحضرتك» ().

5 الأخلاق والآداب الإسلامية

الخامس: الاهتمام بالآداب الإسلامية، وهذا يختلف عن الأخلاق بالمعني الأخص، علي ما ذكره فقهاؤنا في مثل (البحار)() و(الوسائل)() و(المستدرك)() وغيرها، وذكرناه في كتاب (الآداب والسنن)() وكتاب (المستحبات والمكروهات)().

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إنا لنحب من كان عاقلاً فهماً، فقيهاً حليماً، مدارياً صبوراً، صدوقاً وفياً، إن الله عزوجل خص الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله علي ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرع إلي الله عزوجل وليسأله إياها». قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟. قال: «هن الورع والقناعة، والصبر والشكر، والحلم والحياء، والسخاء والشجاعة، والغيرة والبر، وصدق الحديث وأداء الأمانة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الله عز وجل ارتضي لكم الإسلام ديناً، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق» ().

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الإيمان أربعة أركان: الرضا بقضاء الله، والتوكل علي الله، وتفويض الأمر إلي الله، والتسليم لأمر الله» ().

6 المجتمع وحسن الخلق

السادس: أن يكون المنهاج العام في المجتمع ما قاله سبحانه: ?ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ? وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم?()، فإن المجتمع بالإضافة إلي احتياجه إلي ما سبق ذكره وما سيأتي يحتاج أيضاً إلي حسن الخلق، بالمعني الأعم للأخلاق، مما جاء ذكره في (جامع السعادات)()..

و(معراج السعادة) ()..

و(البحار)()..

و(الوسائل) ()..

و(المستدرك) ()..

وغيرها من الكتب والأبواب المعنية بهذا الشأن!

وقد ذكرناها في (الفضيلة الإسلامية) ().

و(الأخلاق الإسلامية)().

وغيرهما ().

في الحديث المروي عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه رأي من قال لأخيه المسلم: يا بن السوداء، فقال صلي الله عليه و اله: «أنك امرؤ فيك جاهلية» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر

عليه السلام قال: «إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً» ().

وعن عبد الله بن سنان، عن رجل من أهل المدينة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق» ().

وعن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «ما يقدم المؤمن علي الله عزوجل بعمل بعد الفرائض أحب إلي الله تعالي من أن يسع الناس بخلقه» ().

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار» ().

7 منهج اللاعنف

السابع: التمسك باللاعنف كمنهج في جميع الأمور، كما فعله رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون (صلوات الله عليهم أجمعين) وهناك روايات وردت بلفظ (لا عنف) ذكرناها في كتبنا المعنيّة بشأنه().

قال سبحانه: ?يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان?() فكل عدم دخول في السلم هو إتباع لخطوات الشيطان.

واللاعنف جارٍ في القول وفي الفعل، وهذا من أهم الأمور التي تحتاج إلي التربية، وإلا فكثيراً ما يجنح الإنسان للعنف في قبال العنف، ولا ينافي ذلك قوله سبحانه: ?وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن?() إلي آخر الآية؛ لأن الكلام في إنهاض المسلمين بحاجة إلي منهج اللاعنف. أما لو نهضوا وصارت لهم دولة مستقلة، فكل امرئٍ وما شاء من العفو أو التصالح أو المقابلة بالمثل، كما قال سبحانه: ?فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم?().

عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق، ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف» ().

وعن أبي

جعفر عليه السلام قال: «إن لكل شي ء قفلاً، وقفل الإيمان الرفق» ().

وقال أبو جعفر عليه السلام: «من قسم له الرفق، قسم له الإيمان» ().

وعن معاذ بن مسلم قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الرفق يمن والخرق شؤم» ().

8 حسن العفو

8 حسن العفو

الثامن: حسن العفو، قال سبحانه وتعالي في القرآن الحكيم: ?فاعفوا واصفحوا?().

وقد روي عن عيسي المسيح عليه السلام وهو من أكبر الناجحين في الحياة وإلي يومنا هذا، فهناك ثلاثة مليارات من المسيحيين والمسلمين الذين يعتقدون بنبوته أنه قال: «وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعطه الأيسر» () وقال: «إذا أخذ أحد عباءتك فقدم له قباءك»، إلي غير ذلك من الروايات الكثيرة في هذا الباب.

قال تعالي في آية أخري: ?وليعفوا وليصفحوا?().

والعفو عبارة عن الإغماض عن الذنب، والصفح عبارة عن عدم مواجهته بوجه مكفهر بل يصفح عنه.

قال الشيخ()..

في التبيان():

(وأصل العافي: التارك للعقوبة علي من أذنب إليه، والصفح عن الشيء أن يجعله بمنزلة ما مر صفحاً) ().

وذكرنا في التفسير(): ?وليعفوا? عنهم فيما اقترفوا من الذنب ?وليصفحوا? كأنهم يعطون صفح وجوههم إلي أولئك؛ فإن من يريد أن يري الطرف أنه لم ير ما صدر منه أمال وجهه عنه وجعل صفح وجهه إليه().

روايات العفو

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله في خطبته: «ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلي من أساء إليك، وإعطاء من حرمك» ().

وفي حديث آخر عن رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أدلكم علي خير أخلاق الدنيا والآخرة: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك» ().

وعن حمران بن أعين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك» ().

وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: سمعته يقول: «إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالي الأولين والآخرين في

صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة» ().

وعن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً، فتعافوا يعزكم الله» ().

وعن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الندامة علي العفو أفضل وأيسر من الندامة علي العقوبة» ().

وعن معتب قال: كان أبو الحسن موسي عليه السلام في حائط له يصرم، فنظرت إلي غلام له قد أخذ كارةً من تمر فرمي بها وراء الحائط، فأتيته وأخذته وذهبت به إليه، فقلت: جعلت فداك إني وجدت هذا وهذه الكارة. فقال للغلام: «يا فلان» قال: لبيك. قال: «أتجوع؟» قال: لا يا سيدي. قال: «فتعري؟» قال: لا يا سيدي. قال: «فلأي شيء أخذت هذه؟» قال: اشتهيت ذلك. قال: «اذهب فهي لك وقال: خلوا عنه» ().

وعن ابن فضال قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفواً» ().

وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي صلي الله عليه و اله فقال لها: ما حملك علي ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبياً لم يضره وإن كان ملكاً أرحت الناس منه. قال: فعفا رسول الله صلي الله عليه و اله عنها» ().

وعن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ثلاث لا يزيد الله بهن المرء المسلم إلا عزاً: الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من

حرمه، والصلة لمن قطعه» ().

9 الحكومة الصالحة

التاسع: ضرورة السعي لتشكيل الحكومات الصالحة، وعدم تأييد والتعاون مع الطغاة والظلمة، فإن بعض الأمور المذكورة في التيار الإصلاحي مرتبط بالحكام وبعضها بالفرد نفسه، فاللازم في الشق الأول السعي لأن يكون الحكم والحاكم صالحاً حسب موازين الإسلام.

ثم إن العمل الإسلامي نوعاً ما بيد الإنسان نفسه، وإن فرض انحراف النظام الحاكم أو المجتمع.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «الحكم حكمان: حكم الله، وحكم الجاهلية. فمن أخطأ حكم الله، حكم بحكم الجاهلية» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «القضاة أربعة: ثلاثة في النار وواحد في الجنة، رجل قضي بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضي بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضي بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضي بالحق وهو يعلم فهو في الجنة» ().

وعن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، والحكم عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا: «من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزوجل، ممن له سوط أو عصاً، فهو كافر بما أنزل الله عزوجل علي محمد صلي الله عليه و اله» ().

وعن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عزوجل فالشرك بالله، وأما الظلم الذي يغفره الله عزوجل فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزوجل، وأما الظلم الذي لا يدعه الله عزوجل فالمداينة بين العباد» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ?إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ?()، قال عليه السلام: «قنطرة علي الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة» ().

10 الحريات

العاشر: أن يكون الجميع أحراراً في جميع الأمور باستثناء

المحرمات فقط، وقد ذكرت ذلك الروايات.

وقد جمعنا ألفاً من الحريات التي قررتها الشريعة الإسلامية في كتاب:

(الحرية الإسلامية)()..

و(الحريات)()..

وغيرهما ().

قال الله سبحانه: ?ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم?() وقد فُسّرت الآية بالحريّة().

والحاصل: الأصل في الإسلام الحرية في كل شيء، وغير الحرية مستثني كالمحرمات وما أشبه ذلك.

عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن الناس كلهم أحرار، إلا من أقر علي نفسه بالرق وهو مدرك من عبد أو أمة، ومن شهد عليه شاهدان بالرق صغيراً كان أو كبيراً» ().

وفي نهج البلاغة: «ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا» ().

11 الانتخابات الحرة

الحادي عشر: يجب أن يكون الحكم بالنسبة إلي غير المعصوم عليه السلام المعين من قبل الله تعالي بالانتخابات الحرة، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «أن يختاروا» ().

وهذا هو المتعارف الآن في البلاد الديمقراطية.

وإنا نري لزوم إجراء الانتخابات في إدارة كل شيء، حتي في معمل أو شركة صغيرة أو ما أشبه ذلك فإنه يشمله قوله سبحانه: ?وأمرهم شوري بينهم?()؛ لأن الشوري إنما هي نتيجة الانتخابات أو أن الانتخابات هي نتيجتها.

عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «استشر العاقل من الرجال الورع، فإنه لا يأمر إلا بخير، وإياك والخلاف فإن مخالفة الورع العاقل، مفسدة في الدين والدنيا» ().

وعن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله، فإذا أشار عليك الناصح العاقل، فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب» ().

وعن المعلي بن خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ما

يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به، أن يستشير رجلاً عاقلاً له دين وورع ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه إذا فعل ذلك، لم يخذله الله بل يرفعه الله، ورماه بخير الأمور وأقربها إلي الله» ().

وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: «إن المشورة لا تكون إلا بحدودها الأربعة، فمن عرفها بحدودها وإلا كانت مضرتها علي المستشير أكثر من منفعتها، فأولها: أن يكون الذي تشاوره عاقلاً. والثاني: أن يكون حراً متديناً. والثالث: أن يكون صديقاً مؤاخياً. والرابع: أن تطلعه علي سرك، فيكون علمه به كعلمك، ثم يسر ذلك ويكتمه، فإنه إذا كان عاقلاً انتفعت بمشورته. وإذا كان حراً متديناً، أجهد نفسه في النصيحة. وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرك إذا أطلعته عليه، فإذا أطلعته علي سرك، فكان علمه كعلمك، تمت المشورة وكملت النصيحة» ().

12 مبدأ الاستشارة

الثاني عشر: أن يكون الأمر شوراً بينهم في كل مراحل الحياة وفي جميع التجمعات، من رأس الحكومة إلي إدارة المدرسة الابتدائية، وحتي المعمل والمصنع الصغير وغير ذلك، فإن قوله سبحانه: ?وأمرهم شوري?() يشمل هذه الأمور أيضاً، كما يشمل ما فوق ذلك.

قال تعالي مخاطباً الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: ?وشاورهم في الأمر?().

وقال جل جلاله في موضوع الرضا: ?وتشاور?().

إلي غير ذلك من الروايات الكثيرة في شأن الشوري().

عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: «قيل لرسول الله صلي الله عليه و اله: ما الحزم؟ قال صلي الله عليه و اله: مشاورة ذوي الرأي واتباعهم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «فيما أوصي به رسول الله صلي الله عليه و اله علياً عليه السلام قال: لا مظاهرة أوثق من

المشاورة، ولا عقل كالتدبير» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «في التوراة أربعة أسطر: من لايستشر يندم، والفقر الموت الأكبر، وكما تدين تدان، ومن ملك استأثر» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «استشيروا في أمركم الذين يخشون ربهم» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لن يهلك امرؤ عن مشورة» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام في كلام له: «شاور في حديثك الذين يخافون الله» ().

13 تقليل عدد الموظفين

الثالث عشر: الاهتمام بتقليل عدد الموظفين حسب ما أراده الإسلام وفصّلناه في بعض كتبنا ()، أما زيادة عدد الموظفين كما هو الحال في الغرب وتعلم منه الحكام المسلمون، فذلك تضييق للدين والدنيا وإعراض عن أحكام الله سبحانه، فقد قال الله سبحانه: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا?() كما ألمعنا إليه سابقاً.

وقد ورد في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام للأشتر النخعي لما ولاه مصر وأعمالها:

«ثم انظر في أمور عمالك، فاستعملهم اختباراً، ولا تولهم محاباةً وأثرةً؛ فإنهما جماع من شعب الجور والخيانة، وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام المتقدمة؛ فإنهم أكرم أخلاقاً، وأصح أعراضاً، وأقل في المطامع إشراقاً، وأبلغ في عواقب الأمور نظراً، ثم أسبغ عليهم الأرزاق؛ فإن ذلك قوة لهم علي استصلاح أنفسهم، وغنيً لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك، ثم تفقد أعمالهم، وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم؛ فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم علي استعمال الأمانة والرفق بالرعية» ().

14 تقليل السجون

الرابع عشر: أن لا يكون هناك سجن إلا بقدر ضئيل جداً وبالرفق الإسلامي، علي ما ذكرناه في بعض كتبنا ().

أما هذه الكثرة في السجون فليست من الإسلام إطلاقاً، وإن بررت بألف تبرير.

كما أن الشدة في السجن لم تكن من الإسلام، إن رسول الله صلي الله عليه و اله لم يكن له سجن إطلاقاً وإنما كان أحياناً يحفظ الإنسان المجرم أو المحتمل إجرامه في صورة الدعوي ضده، في غرفة لفترة قصيرة يوم أو عدة أيام.

وكذلك لم يكن سجن في زمن أبي بكر.

نعم، إن عمر استأجر داراً للسجن وكانت من الدور العادية.

ثم أصاب المسلمين الفوضي فاضطر الإمام أمير المؤمنين

علي عليه السلام لبناء سجن عادي في الكوفة.

أما الآن ففي كل قطر إسلامي تري عدّة سجون ضخمة في مدنه، فلكل مدينة سجن أو سجنان أو أكثر، وفي بعض البلاد الإسلامية وبعد قيام الثورة بني رئيس الحكومة مرة واحدة سبعين سجناً!.

ثم اللازم ألا تكون مدة السجن لفترة طويلة، كخمس سنوات أو عشر سنوات أو مدي الحياة أو نحو ذلك، مما جعله الغرب قانوناً وتبعه المسلمون، فإن المسلمين أخذوا باتباع الغرب في كل حركاتهم وسكناتهم بعد أن تركوا قوانين الإسلام.

عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان علي عليه السلام لا يحبس في السجن إلا ثلاثةً: الغاصب، ومن أكل مال اليتيم ظلماً، ومن أؤتمن علي أمانة فذهب بها، إن وجد له شيئاً باعه غائباً كان أو شاهداً» ().

وعن السكوني، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام: «أن علياً عليه السلام كان يحبس في الدين، ثم ينظر فإن كان له مال أعطي الغرماء، وإن لم يكن مال دفعه إلي الغرماء، فيقول لهم: اصنعوا به ما شئتم، إن شئتم فآجروه، وإن شئتم فاستعملوه» ().

وعن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن علي الإمام أن يخرج المحبسين في الدين يوم الجمعة إلي الجمعة، ويوم العيد إلي العيد، ويرسل معهم فإذا قضوا الصلاة والعيد ردهم إلي السجن» ().

15 الثقافة والعلم

الخامس عشر: يجب أن يكون العلم مباحاً للجميع، لا أن يكون في متناول الأغنياء دون الفقراء.

قال سبحانه: ?قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون?().

وقال تعالي: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ?().

وقال سبحانه: ?وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة» ().

ولا فرق

في ذلك بين علم الدين أو علم الدنيا، وقد ذكر الفقهاء إن تعلم الصناعات واجب كفائي().

عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «أيها الناس، اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به. ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال. إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وضمنه وسيفي لكم. والعلم مخزون عند أهله، وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه» ().

وعن أبي البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن العلماء ورثة الأنبياء. وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم. فمن أخذ بشيء منها، فقد أخذ حظاً وافراً، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه، فإن فينا أهل البيت، في كل خلف عدولاً، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» ().

وعن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «لا خير فيمن لايتفقه من أصحابنا، يا بشير، إن الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه، احتاج إليهم فإذا احتاج إليهم، أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم» ().

إلي غير ذلك من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة.

16 القضاء الإسلامي

السادس عشر: يجب أن يكون القضاء إسلامياً، كما قرر في الكتاب الكريم وفي الروايات الشريفة وذكره الفقهاء في كتبهم ك (الجواهر)() وسائر الكتب الفقهية()، فقد كان القضاء بسيطاً وبدون تعقيد.

وقد أمر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام القاضي أن يجلس في المسجد() ويقضي بين الناس ليشاهده الكل، وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام يقضي أيضاً في المسجد، كما كان قبله الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله ومن بعده الأئمة الطاهرون عليهم السلام وغيرهم، فقد كانوا يقضون في المسجد أمام الناس ومن يحب إطلاعه، وقد

قال صلي الله عليه و اله: «إنما أقضي بينكم بالأيمان والبينات» ()، فإن مثل هذا القضاء يوجب وصول الحق إلي صاحبه بسرعة.

أما تعدد المحاكم واختلاف القضاء والتعقيدات الغربية التي دخلت إلي بلاد الإسلام منذ أن دخل المستعمرون البلاد فليس لها في الإسلام عين ولا أثر، أما القضاء بهذا الأسلوب الذي نراه؛ فإنه يسبب تحريفاً كثيراً وعدم وصول الحق إلي أصحابه غالباً.

كما أن الحكم بالسجن لمدة طويلة كسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات فليس له في القانون الإسلامي عين ولا أثر.

وقد رأيت في العراق وبسبب هذه المحاكم، أن مشكلة كانت بين نفرين استمرت ثلاث عشرة سنة، حتي انتهي الأمر إلي موت أحدهما، فإن مثل هذه المحاكم توجب ضياع المال، وتضييع العمر في مراجعة المحاكم، وتأصيل العداوة وما أشبه ذلك.

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: «إياكم أن يحاكم بعضكم بعضاً إلي أهل الجور، ولكن انظروا إلي رجل منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإني قد جعلته قاضياً، فتحاكموا إليه» ().

وعن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اتقوا الحكومة، فإن الحكومة إنما هي للإمام العالم بالقضاء، العادل في المسلمين، لنبي أو وصي نبي» ().

وعن ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «من أفتي الناس بغير علم و لا هدي من الله، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه» ().

17 لا للتعذيب

السابع عشر: من الضروري اجتناب التعذيب مطلقاً، وقد نهي عنه الإسلام أشد النهي، ولم يدل دليل علي وجود تعذيب في الإسلام إطلاقاً. كما يجب أن يتجنب أشد الاجتناب عن دماء الناس وقتلهم.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من أعان علي قتل

مسلم ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله» ()، مع إن الله سبحانه قال: ?ورحمتي وسعت كل شيء?().

وفي حديث عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه رأي قتيلاً لم يعلم قاتله قال: «لو اشترك أهل السماوات والأرض في قتل هذا لعذبهم الله» ().

وقال تعالي: ?من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا?() وقد ذكرنا وجهه في التفسير الموضوعي() مما لا داعي إلي تكراره.

وعن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «قال الله عزوجل: ليأذن بحرب مني من آذي عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن» ().

وعن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا كان يوم القيامة، نادي مناد: أين الصدود لأوليائي؟. فيقوم قوم ليس علي وجوههم لحم. فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين، ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم، ثم يؤمر بهم إلي جهنم» ().

وعن معلي بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إن الله عزوجل يقول: من أهان لي ولياً، فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرع شي ء إلي نصرة أوليائي» ().

وعن فاطمة بنت علي بن موسي الرضا عن أبيها الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام قال: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً» ().

وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إن أقرب ما يكون العبد إلي الكفر، أن يؤاخي الرجل الرجل علي الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوماً ما» ().

وعن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و

اله: «يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يخلص الإيمان إلي قلبه، لا تذموا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في بيته» ().

18 لا للنفي عن البلاد

الثامن عشر: يجب ألا يكون هناك نفي وإبعاد عن البلاد إطلاقاً، إلا في موارد قليلة جداً ذكرها الشرع المقدس علي ما هو في كتاب الحدود().

أما ما تعارف عليه الآن في بلاد الإسلام مما أخذ من الغرب والشرق فليس له في الإسلام عين ولا أثر.

من غير فرق بين أن يكون النفي إلي مكان بعيد أو إلي مكان قريب، أو أن يكون لمدة طويلة أو قصيرة، فإن كل تصرف في الإنسان ينافي اختياره غير جائز، ف «الناس مسلطون علي أموالهم وأنفسهم» () حيث فهم الأنفس من قوله سبحانه: ?النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم?().

قال الإمام العسكري عليه السلام في تفسير قوله تعالي:

?وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ?: واذكروا يا بني إسرائيل، حين أخذنا ميثاقكم أي أخذنا ميثاقكم علي أسلافكم، وعلي كل من يصل إليه الخبر بذلك، من أخلافهم الذين أنتم منهم،?لا تَسْفِكُونَ دِماءكُمْ? لا يسفك بعضكم دماء بعض، ?وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ? ولا يخرج بعضكم بعضاً من ديارهم، ?ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ? بذلك الميثاق كما أقر به أسلافكم، والتزمتموه كما التزموه، ?وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ? بذلك علي أسلافكم وأنفسكم، ?ثُمَّ أَنْتُمْ? معاشر اليهود ?تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ? يقتل بعضكم بعضاً علي إخراج من يخرجونه من ديارهم ?وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ? غصباً وقهراً ?تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ? تظاهر بعضكم بعضاً علي إخراج من تخرجونه من ديارهم، وقتل من تقتلونه منهم بغير حق ?بِالإِثْمِ وَالْعُدْوانِ? بالتعدي تتعاونون وتتظاهرون ?وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ? يعني هؤلاء الذين تخرجونهم، أن تروموا إخراجهم وقتلهم ظلماً، إن يأتوكم ?أُساري? قد أسرهم

أعداؤكم وأعداؤهم ?تُفادُوهُمْ? من الأعداء بأموالكم ?وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ? أعاد قوله عزوجل إِخْراجُهُمْ ولم يقتصر علي أن يقول وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ لأنه لو قال ذلك لرأي أن المحرم إنما هو مفاداتهم، ثم قال عزوجل: ?أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ? وهو الذي أوجب عليكم المفاداة ?وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ? وهو الذي حرم قتلهم وإخراجهم. فقال: فإذا كان قد حرم الكتاب قتل النفوس والإخراج من الديار، كما فرض فداء الأسراء، فما بالكم تطيعون في بعض وتعصون في بعض، كأنكم ببعض كافرون وببعض مؤمنون. ثم قال عزوجل: ?فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ? يا معاشر اليهود ?إِلاّ خِزْيٌ? ذل، ?فِي الْحَياةِ الدُّنْيا? جزية تضرب عليه يذل بها ?وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلي أَشَدِّ الْعَذابِ? إلي جنس أشد العذاب، يتفاوت ذلك علي قدر تفاوت معاصيهم، ?وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? يعمل هؤلاء اليهود. ثم وصفهم فقال عزوجل: ?أُولئِكَ الَّذِينَ اشترَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخِرَةِ? رضوا بالدنيا وحطامها، بدلاً من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله ?فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ?() لا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب().

19 قلع جذور الفتنة والحرب

التاسع عشر: السعي لقلع جذور الفتنة والحروب من بلادنا، ولا يحصل ذلك إلا بتيار قوي يمتلك الأعصاب، ويتمتع بالقوة الإعلامية والحقوقية والوسائل التنظيمية التوعوية، ويعمل علي طبق ما أراده الإسلام متصفاً بالسلم واللاعنف منهجاً، كي يتمكن من قلع كل ما هو غير إسلامي في بلاد المسلمين، فلا تكون هناك معارك بين الصرب والكروات مع مسلمي البوسنة والهرسك، ولا مع مسلمي جامو وكشمير، ولا مذابح للمسلمين في الفيلبين ونيجيريا وإريتريا والصومال والسودان وأذربيجان وطاجيكستان والشيشان وغيرها، حيث أغرق الأجانب البلاد الإسلامية بهذه النزاعات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

ثم انظر كيف جاءوا بحركة طالبان() إلي

أفغانستان بعد ما كادت الفتنة تنتهي بخروج الروس من تلك البلاد.

وكيف امتلك هؤلاء المسمّون بالطلبة فجأةً مئات الدبابات، وعشرات الطائرات، وطوابير من المصفحات، والمدافع وملايين من الرصاص والقنابل، ومن أين لطلبة الشريعة! هذه المليارات من الدولارات يقتلون الأبرياء، وينهبون الأموال، ويحاربون الناس كيف ما شاء الغربيون، بعدما أوشك الأطراف علي الصلح، وأوشكوا أن يرجعوا إلي حالتهم الواحدة التي كانت قبل دخول روسيا في النزاع.

وقد حركوا صدام الذي جاءوا به، والذي فعل ما لم يفعله المجرمون السابقون، وأنا سمعت من وزير الداخلية (علي صالح السعدي)() أنه قال: (جئنا إلي العراق بقطار أنجلو أميركي)، ولم يذكر إسرائيل مع العلم أنهم جاءوا إلي العراق بقطار هؤلاء الثلاثة، وقد قام صدام بشن الحرب علي الكويت الآمنة إرضاءً لأسياده، وقد قرأت في تقرير: أن في سجون العراق نصف مليون إنسان معتقل بين رجل وامرأة، وهم يتعرضون لأشد أنواع التعذيب وأقساه، وبأساليب غربية لا إنسانية، أغرب مما كان يفعله الغربيون في القرون الوسطي.

وهكذا بالنسبة إلي تعامل الكيان الصهيوني مع الفلسطينيين وسائر المسلمين في الجولان ولبنان وغيرهما.

وإني كنت أسمع عبد الناصر ومن أشبهه يملئون العالم ضجيجاً بمحاربة إسرائيل لكنهم لم يفعلوا شيئاً، بل إنهم لم يتمكنوا حتي من صنع أبسط أنواع السلاح.

كما لم يساعدهم الغرب ولا الشرق الخادع لهم، بينما الكيان الصهيوني يزداد سلاحاً علي سلاح، فقد قرأت في تقرير: أن الكيان الصهيوني يمتلك ستمائة نوع من السلاح، هذا قبل سنوات وأما اليوم فلا أعلم، وهل يعقل أن من ينادي بالحرب طيلة خمسين سنة لا يملك السلاح ولا يصنع السلاح، وهو يملك عشرات المليارات وربما المئات كل عام، إني لا أدعو إلي الحرب إطلاقاً، وإنما ذكرنا لزوم السلام، كما قال سبحانه: ?وإن

جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله?()، بل المراد هو بيان أن هؤلاء الذين ملئوا العالم بالصراخ والضجيج كيف لا يعملون حتي أبسط الأشياء في سبيل الدفاع عن المسلمين.

20 الأمة الواحدة

العشرون: الاهتمام بأن تكون الأمة أمة واحدة، كما قال الله سبحانه: ?وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون?().

فالعربي والعجمي والهندي والتركي والأفغاني والباكستاني والأندونيسي والبنغلادشي وغيرهم كلهم أمة واحدة علي شكل واحد، وقد فعل ذلك رسول الله صلي الله عليه و اله في زمانه المبارك، حيث لم تكن الأمة أمة واحدة قبل الإسلام، وإنما كانت الأمم مقسمة بحسب العشائر المختلفة والمدن المختلفة واللغات المختلفة إلي غير ذلك، فجعلهم رسول الله صلي الله عليه و اله كلهم أمة واحدة.

روي الشيخ المفيد() (رضوان الله عليه) في كتاب (الاختصاص) وقال: بلغنا أن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) دخل مجلس رسول الله صلي الله عليه و اله ذات يوم، فعظموه وقدموه وصدروه إجلالاً لحقه وإعظاما لشيبته واختصاصه بالمصطفي وآله. فدخل عمر فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب. فصعد رسول الله صلي الله عليه و اله المنبر فخطب فقال: «إن الناس من عهد آدم إلي يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي علي العجمي، ولا للأحمر علي الأسود إلا بالتقوي، سلمان بحر لا ينزف وكنز لا ينفد، سلمان منا أهل البيت، سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان» ().

وذكر أيضاً وقال: جري ذكر سلمان وذكر جعفر الطيار، بين يدي جعفر بن محمد عليه السلام وهو متكئ، ففضل بعضهم جعفراً عليه وهناك أبو بصير، فقال بعضهم: إن سلمان كان مجوسياً ثم أسلم، فاستوي أبو عبد الله عليه السلام جالساً مغضباً، وقال: «يا أبا بصير، جعله الله علوياً بعد

أن كان مجوسياً، وقرشياً بعد أن كان فارسياً، فصلوات الله علي سلمان، وإن لجعفر شأناً عند الله يطير مع الملائكة في الجنة» أو كلام يشبهه().

21 الأخوة الإسلامية

الحادي والعشرون: يلزم إشاعة قانون الأخوة الإسلامية بين جميع المسلمين الرجال والنساء، كما فعل ذلك رسول الله صلي الله عليه و اله مرتين، مرة في مكة المكرمة ومرة في المدينة المنورة، فآخي بين الرجال وآخي بين النساء، فصار المسلم أخو المسلم فيما له وفيما عليه، والمسلمة أخت المسلمة، قال الله سبحانه: ?إنما المؤمنون إخوة?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «المؤمن أخو المؤمن» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن المسلم أخ المسلم» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه ولا يكذبه، ولايغتابه» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم، إذا ضرب علي رجل منهم عرق، سهر له الآخرون» ().

وعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «المؤمن أخو المؤمن، كالجسد الواحد إن اشتكي شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة» ().

وعن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن عبد الله ابن العباس قال: (لما نزلت?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ?()، آخي رسول الله صلي الله عليه و اله بين المسلمين، فآخي بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين فلان وفلان، حتي آخي بين أصحابه أجمعهم، علي قدر منازلهم، ثم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: «أنت أخي وأنا أخوك»)().

وعن سعد بن حذيفة بن اليمان عن أبيه قال: (آخي رسول الله صلي الله عليه و اله بين الأنصار والمهاجرين أخوة الدين. فكان يؤاخي

بين الرجل ونظيره. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: «هذا أخي». قال حذيفة: فرسول الله سيد المسلمين وإمام المتقين، ليس له في الأنام شبه ولا نظير، وعلي بن أبي طالب عليه السلام أخوه)().

والفرق بين الأمة الواحدة والأخوة الإسلامية هو:

أن الأمة الواحدة عبارة عن الأمة الإسلامية التي تعيش في البلاد الإسلامية حيث لا حدود تحد فيما بينهم، ولا موانع تعرقل حركتهم، ولا فوارق علي أساس القبيلة أو اللغة أو اللون أو العرق أو ما أشبه، فبلاد الإسلام كلها بلد واحد وإن اختلفت الحكام، كما كان الأمر كذلك قبل مجيء المستعمرين إلي بلاد الإسلام.

أما الأخوة الإسلامية فهي: أن يكون المسلم أخو المسلم فيما له وفيما عليه، من العمل والزواج وحيازة المباحات وغير ذلك، من غير فرق بين العراقي والإيراني والمصري والباكستاني والأندونيسي والماليزي وغيرهم.

22 حرية المعادن

الثاني والعشرون: أن تكون المعادن مباحة للجميع، وكذلك غير المعادن مما أباحه الله سبحانه كالنفط والقير والملح وغيرها، القديمة والحديثة كالألمنيوم وما أشبه ذلك. وإنما في المعادن الخمس فقط كما ذكره الفقهاء في كتاب الخمس().

نعم، يجب أن لا يتعدّي الناس بعضهم علي بعض في الأخذ من المعادن، وقد ذكرنا في (كتاب الاقتصاد)(): أن ذلك في إطار ما قاله سبحانه: ?لكم?() لا بالنسبة إلي المعادن فحسب، بل بالنسبة إلي كل شيء خلقه الله للجميع من الأرض والماء والشمس والهواء وغير ذلك.

روي بطرق عديدة: «ثلاثة أشياء الناس فيها شرع سواء: الماء والكلاء والنار» ().

وعن محمد بن علي بن أبي عبد الله، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عما يخرج من البحر، من اللؤلؤ والياقوت والزبرجد، وعن معادن الذهب والفضة، هل فيها زكاة؟. فقال عليه السلام: «إذا بلغ قيمته ديناراً ففيه

الخمس» ().

وعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الملاحة؟. فقال عليه السلام: «وما الملاحة؟». فقال: أرض سبخة مالحة، يجتمع فيها الماء، فيصير ملحاً. فقال عليه السلام: «هذا المعدن فيه الخمس». فقلت: والكبريت والنفط، يخرج من الأرض. قال: فقال عليه السلام: «هذا وأشباهه فيه الخمس» ().

وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن معادن الذهب والفضة، والصفر والحديد والرصاص؟. فقال: «عليها الخمس جميعاً» ().

وعن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن المعادن ما فيها؟. فقال عليه السلام: «كل ما كان ركازاً، ففيه الخمس» وقال: «ما عالجته بمالك ففيه ما أخرج الله سبحانه منه من حجارته مصفي الخمس» ().

23 الضرائب الشرعية فقط

الثالث والعشرون: أن لا تؤخذ الضرائب إلا بقدر ما قررّه الإسلام من حقوق وهي: الخمس، والزكاة، والجزية، والخراج فقط، وأما ما نراه اليوم من هذه الضرائب الكثيرة، فإنما هي لغرور الحكام وترفهم، ومخالفة لأحكام الشرع الحنيف.

عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الحلي أفيه زكاة؟ قال: «لا» ().

وعن رفاعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وسأله بعضهم عن الحلي فيه زكاة؟ فقال: «لا وإن بلغ مائة ألف» ().

وفي الحديث: «ليس في التبر زكاة، إنما هي علي الدنانير والدراهم» ().

وعن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هل في البغال شيء؟ فقال: «لا» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «وضع رسول الله صلي الله عليه و اله الزكاة علي تسعة أشياء: علي الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والذهب، والفضة، والإبل، والبقر، والغنم، وعفا عما سوي ذلك» ().

وعن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: «فرض الله عزوجل الزكاة مع

الصلاة في الأموال، وسنها رسول الله صلي الله عليه و اله في تسعة أشياء وعفا عما سواهن: في الذهب، والفضة، والإبل، والبقر، والغنم، والحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، وعفا رسول الله صلي الله عليه و اله عما سوي ذلك» ().

وعن علي بن مهزيار قال: قرأت في كتاب عبد الله بن محمد إلي أبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «وضع رسول الله صلي الله عليه و اله الزكاة علي تسعة أشياء: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والذهب، والفضة، والغنم، والبقر، والإبل، وعفا رسول الله صلي الله عليه و اله عما سوي ذلك» فقال له القائل: عندنا شيء كثير يكون أضعاف ذلك؟ فقال: «وما هو؟» فقال له: الأرز، فقال أبو عبد الله عليه السلام: «أقول لك: إن رسول الله صلي الله عليه و اله وضع الزكاة علي تسعة أشياء، وعفا عما سوي ذلك، وتقول عندنا أرز وعندنا ذرة، وقد كانت الذرة علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله» فوقع عليه السلام: «كذلك هو» ()، الحديث.

وعن محمد بن مسلم قال: سألته عن أهل الذمة ما ذا عليهم مما يحقنون به دماءهم وأموالهم؟ قال: «الخراج وإن أخذ من رؤوسهم الجزية فلا سبيل علي أرضهم، وإن أخذ من أرضهم فلا سبيل علي رؤوسهم» ().

وعن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «جرت السنة أن لا تؤخذ الجزية من المعتوه ولا من المغلوب علي عقله» ().

وفي الحديث: «كان أمير المؤمنين عليه السلام لا يأخذ علي بيوت السوق كراء» ().

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام، عن أبيه عليه السلام عن علي عليه السلام: «أنه كره أن يأخذ من

سوق المسلمين أجراً» ().

24 قانون من سبق

الرابع والعشرون: إرجاع قانون (من سبق) إلي الحياة.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من سبق إلي ما لا يسبقه إليه المسلم فهو أحق به» ().

فإن قانون (من سبق) يشمل جميع المباحات وكافة الأعمال، مثل السبق إلي صيد الأسماك والطيور والاستفادة من الغابات والأجمات والمياه والمعادن وغير ذلك.

ولا يحتاج ذلك إلي الإذن أو دفع الضريبة أو غير ذلك.

نعم مع مراعاة قانون ?لكم? كما قاله سبحانه() وذكرناه في كتاب (الاقتصاد)() وغيره علي ما سبق.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من سبق إلي موضع فهو أحق به» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلي مكان فهو أحق به إلي الليل» ().

25 المقومات الفردية للإصلاح

25 المقومات الفردية للإصلاح

الخامس والعشرون: الاهتمام بالمقومات الفردية للإصلاح، فإن ما يرتبط بالإنسان الفرد في التيار الإصلاحي أمور، منها:

عدم تأييد الظلمة

أن لا يكون الإنسان جزءً من هؤلاء الحكام الظلمة، ولا مؤيداً لهم، فإنه ركون إلي الظالمين قال الله سبحانه: ?ولا تركنوا إلي الذين ظلموا فتمسكم النار?().

وفي الحديث: «لا تلق لهم دواةً ولا تبر لهم قلما».

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ينادي يوم القيامة أين الظلمة وأعوانهم، حتي من لاق لهم دواةً، أو بري لهم قلماً، تجمعون في تابوت، فتلقون في النار» ().

وقد اعترض الإمام موسي بن جعفر عليه السلام علي الجمال الذي كان يكري جماله لهارون وجماعته وإن كان يذهب بها إلي الحج.

عن صفوان بن مهران الجمال قال: دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام فقال لي: «يا صفوان، كل شي ء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً».

قلت: جعلت فداك، أي شي ء؟.

قال عليه السلام: «إكراؤك جمالك من هذا الرجل» يعني هارون.

قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطرا،ً ولا للصيد ولا للهو، ولكني أكريته لهذا الطريق يعني طريق مكة ولا أتولاه بنفسي، ولكني أبعث معه غلماني.

فقال عليه السلام لي: «يا صفوان، أيقع كراؤك عليهم؟».

قلت: نعم، جعلت فداك.

قال: فقال عليه السلام لي: «أ تحب بقاءهم حتي يخرج كراؤك؟».

قلت: نعم.

قال عليه السلام: «من أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار».

قال صفوان: فذهبت فبعت جمالي عن آخرها.

فبلغ ذلك إلي هارون فدعاني، فقال لي: يا صفوان، بلغني أنك بعت جمالك.

قلت: نعم.

قال: ولم؟.

قلت: أنا شيخ كبير، وإن الغلمان لا يفون بالأعمال.

فقال: هيهات هيهات، إني لأعلم من أشار عليك بهذا، أشار عليك بهذا موسي بن جعفر.

قلت: ما لي ولموسي بن جعفر.

فقال: دع هذا عنك فو الله لولا حسن صحبتك لقتلتك().

وفي الحديث:

أنه دخل علي الإمام الصادق عليه السلام رجل فمت له بالأيمان أنه من أوليائه فولي عنه بوجهه، فدار الرجل إليه وعاود اليمين فولي عنه، فأعاد اليمين ثالثة، فقال له عليه السلام: «يا هذا من أين معاشك؟» فقال: إني أخدم السلطان وإني والله لك محب، فقال عليه السلام: «روي أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادي مناد من السماء من قبل الله عزوجل: أين الظلمة؟ أين أعوان أعوان الظلمة؟ أين من بري لهم قلماً؟ أين من لاق لهم دواة؟ أين من جلس معهم ساعة؟ فيؤتي بهم جميعاً، فيؤمر بهم أن يضرب عليهم بسور من نار، فهم فيه حتي يفرغ الناس من الحساب، ثم يرمي بهم إلي النار» ().

وعن وهب بن عبد ربه، وعبيد الله الطويل، عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إني لم أزل والياً منذ زمن الحجاج إلي يومي هذا، فهل لي من توبة؟. قال: فسكت ثم أعدت عليه. فقال عليه السلام: «لا، حتي تؤدي إلي كل ذي حق حقه» ().

وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة، ضمني إلي صدره ثم قال: يا بني، أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به، قال: يا بني، إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله» ().

وعن سعيد بن أبي الخضيب البجلي قال: كنت مع ابن أبي ليلي مزامله، حتي جئنا إلي المدينة. فبينا نحن في مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله، إذ دخل جعفر بن محمد عليه السلام

فقلت لابن أبي ليلي: تقوم بنا إليه. فقال: وما نصنع عنده؟. فقلت: نسائله ونحدثه. فقال: قم. فقمنا إليه فساءلني عن نفسي وأهلي، ثم قال عليه السلام: «من هذا معك؟». فقلت: ابن أبي ليلي، قاضي المسلمين. فقال عليه السلام: «أنت ابن أبي ليلي قاضي المسلمين». قال: نعم. قال عليه السلام: «تأخذ مال هذا فتعطيه هذا، وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه، لا تخاف في ذلك أحداً». قال: نعم. قال عليه السلام: «فبأي شي ء تقضي». قال: بما بلغني عن رسول الله صلي الله عليه و اله وعن علي عليه السلام وعن أبي بكر وعمر. قال عليه السلام: «فبلغك عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: إن علياً عليه السلام أقضاكم». قال: نعم. قال عليه السلام: «فكيف تقضي بغير قضاء علي عليه السلام، وقد بلغك هذا. فما تقول إذا جيء بأرض من فضة، وسماوات من فضة، ثم أخذ رسول الله صلي الله عليه و اله بيدك فأوقفك بين يدي ربك، وقال: رب إن هذا قضي بغير ما قضيت». قال: فاصفر وجه ابن أبي ليلي، حتي عاد مثل الزعفران. ثم قال عليه السلام لي: «التمس لنفسك زميلاً، والله لا أكلمك من رأسي كلمةً أبداً» ().

إلي غير ذلك من الروايات الواردة في هذا الباب.

التسهيل في أمر الزواج

ومن تلك الأمور المرتبطة بالفرد في إطار التيار الإصلاحي: أن لا يتشدد في أمر زواج ابنته أو ولده، بكثرة الشروط وصعوبتها والمهر الكثير وما أشبه ذلك.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً» (). وقال صلي الله عليه و اله: «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه» ().

وعن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت إلي أبي جعفر

عليه السلام أسأله عن النكاح، فكتب إليًّ: «من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته، فزوجوه ?إِلاًّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ?()» ().

وعن علي بن مهزيار قال: كتب علي بن أسباط إلي أبي جعفر عليه السلام في أمر بناته، وأنه لا يجد أحداً مثله، فكتب إليه أبو جعفر عليه السلام: «فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، وأنك لا تجد أحداً مثلك، فلا تنظر في ذلك رحمك الله، فإن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه، فزوجوه?إِلاًّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ?()» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله زوج المقداد بن الأسود الكندي، ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وإنما زوجه لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول الله صلي الله عليه و اله وليعلموا أن أكرمهم عند الله أتقاهم» ().

إلي غير ذلك من المفاهيم الإسلامية المذكورة في باب النكاح والزواج.

التعاون

ومنها: أن يتعاون الإنسان في الأمور التي تحتاج إلي التعاون، حتي في مثل صنع (السجاد) وبناء الدار والمدرسة والمسجد والحسينية وما أشبه ذلك، قال الله سبحانه: ?وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان?().

كما يلزم علي المسلم أن يتواصل مع إخوته المسلمين ويتعاطف معهم.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يحق علي المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون علي التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم علي بعض، حتي تكونوا كما أمركم الله عزوجل ?رحماء بينهم?()، متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم، علي ما مضي عليه معشر الأنصار علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله» ().

وعن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول

لأصحابه: «اتقوا الله وكونوا إخوةً بررةً، متحابين في الله متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «تواصلوا وتباروا وتراحموا، وكونوا إخوةً أبراراً كما أمركم الله عز وجل» ().

وعن عبد الله بن يحيي الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا» ().

العمل دائما

كما يلزم علي كل إنسان أن يعمل دائماً، من المرأة الكبيرة ولو الغزل بالمغزل، إلي الشاب وحتي الأولاد من البنين والبنات، بما يناسب شأن كل واحد منهم..

فقد أكد الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الأئمة عليهم السلام علي ضرورة العمل وذم البطالة، فقد كان الرسول صلي الله عليه و اله قبل بعثته الشريفة يعمل برعي الأغنام أحياناً، كما كان يذهب إلي الشام للتجارة أحياناً أخري.

والإمام علي عليه السلام بعد استيلاء القوم علي الخلافة وغصبها كان يزرع ويغرس الأشجار ويحفر الآبار والعيون مما آثاره باقية إلي يومنا هذا.

وأما فاطمة الزهراء عليها السلام فقد كانت تطحن وتخبز وتدير الرحي، وكانت تقوم بسائر الشؤون المنزلية كما كانت تقوم بالغزل أحياناً.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «من وجد ماءً وتراباً ثم افتقر فأبعده الله» ().

إلي غير ذلك من المفردات التي لو جمعت لصارت كتاباً ضخماً.

خاتمة

خاتمة

وفيها أمور:

الاكتفاء الذاتي

اللازم في إيجاد التيار الإصلاحي شرطاً وجزءً، الرجوع إلي ثرواتنا والاعتماد علي منابعنا، فإن العالم الإسلامي مليء بالمنابع والثروات، كالبحار والأنهار والغابات والأجمات والمعادن والأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة وغير ذلك؛ وذلك مقدمة للانتقال الذاتي، وإنما تمكن حزب المؤتمر الهندي() من الاستقلال بمقاطعة بضاعة الأجانب في قصة طويلة.

الثقافة والإعلام

كما إنه يحتاج في خلق التيار الإصلاحي، إلي سيل من الكتب وسائر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ويلزم أن يكون ذلك بالإضافة إلي لغات المسلمين، بلغات الغرب أيضاً كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والبلجيكية وغيرها، حتي لا يتمكن الذين يديرون تلك البلاد من إغفال شعوبهم بما ينافي فطرتهم ويخالف عقولهم، وقد ذكرنا في بعض الكتب الفرق بين الفطرة والعقل، فإن الفطرة شاملة للحيوان، أما العقل فخاص بالإنسان.

المنظمة الإسلامية العالمية

كما يحتاج التيار الإصلاحي إلي منظمة إسلامية عالمية، لحمل هذه الأفكار ونشر الكتب التوعوية والدعوة والإرشاد، لكي تصل إلي الغربيين وغيرهم.

ويلزم أن يحمل هذه الفكرة مسلمون صالحون، فإن كل فكرة ومبدأ بحاجة إلي الحملة الصالحين ولذا كان مع كل نبي حواريون مضافاً إلي كتاب إلهي ودستور رباني يبين المنهج، فكان مع موسي عليه السلام التوراة وأصحابه، ومع عيسي عليه السلام الإنجيل والحواريون، ومع إبراهيم عليه السلام الصحف وأصحابه، ومع محمد صلي الله عليه و اله القرآن وأهل بيته عليهم السلام.

إن التيار الإصلاحي بحاجة إلي سيل من الكتب الإسلامية، في مختلف بلاد الإسلام المغلوبة علي أمرها بسبب الغربيون والحكام الجهلة، وذلك بمختلف لغاتهم من أندونيسية وتركية وكردية وفارسية وعربية وغيرها، وإلي سيل من المنظمات الإسلامية في كل بلاد الإسلام، وإلي إيجاد الوعي الفكري وإلي التعددية السياسية في الانتخابات والأحزاب وما أشبه ذلك.

نسأل الله سبحانه أن يوفقنا للمساهمة في خلق هذا التيار الإصلاحي، الذي يوجب إعادة الحياة الكريمة في الدنيا إلي البشرية، بالإضافة إلي الآخرة التي هي الحيوان، وهو المستعان.

وهذا آخر ما أردناه في هذا الكتاب وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

شعبان المعظم 1420ه

محمد الشيرازي

پي نوشتها

() سورة الأعراف: 58.

() سورة سبأ: 15.

() سورة الفتح: 29.

() الكافي: ج2 ص175 باب التراحم والتعاطف ح2.

() سورة الحجرات: 13.

() راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج17 ص65 فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم.

() سورة البقرة: 85.

() ولد ستالين أي الفولاذ واسمه الأصلي (جوزف نيساريونوفتش دجوغشفيلي) في قرية غوري الجبلية الواقعة في مقاطعة جيورجيا سنة 1879م، كان والده فلاحاً من بلدة ديدو ليلو المجاورة، وأمه (إيكاترينا غيلانسه) وكان أجدادها من الأجراء في قرية غمبار يولي.

التحق ستالين بمدرسة غوري

الابتدائية ودورتها التعليمية أربعة سنوات وفي سنة 1894م حصل علي منحة للالتحاق بمعهد تفليس الديني الذي كان يقدم له الملابس والطعام والكتب مجاناً فضلاً عن التعليم ولكنه طرد بعد أربع سنوات فانصرف إلي النشاط الحزبي.

تزوج مرتين فأنجب من زوجته الأولي (إيكاترينا سفاندتسه) ابناً واحداً (ياشا يعقوب) وكان بليداً فعمل كهربائياً ميكانيكياً في القطارات الحديدية حتي بعد أن أصبح والده دكتاتور روسيا، كما أنجب من زوجته الثانية (ناديا اليلوييغا) ابناً سماه (فاسيلي) وابنة سماها (سفتلانا).

في سنة 1900م أصبح ستالين عضواً في الحزب الاجتماعي الديمقراطي وظل حتي سنة 1917م يعمل في مجالس الحزب الداخلية وقد أوقف ستة مرات ونجا في خمس مرات وفي المرة الأخيرة سنة 1913م نفي إلي سيبيريا حيث بقي حتي سقوط القيصرية.

كان ستالين عارفاً بأوضاع العمال في روسيا وكان يتمتع بعطف زعيم الحركة (لينين) وتقديره وقد بقي علي اتصال وثيق به بعد سنة 1917م وتسلم مفوضية الأجناس أربع سنوات ثم أصبح سكرتير الحزب الشيوعي، بموت (لينين) عام 1924م دب النزاع بين الزعماء علي القيادة فشرع (ستالين) في تعزيز منصبه فدبر في نيسان 1925م عزل (تروتسكي) من مفوضية الحزبية وفي الشهر نفسه انفصل عن (زينومينيف) و(كامينيف) واتحد مع أعضاء المكتب السياسي الآخرين (بوخارين) و(رايكون) و(تومسكي).

في شباط 1926م تم طرد (زينومينيف) من المكتب السياسي ثم من رئاسة سوفيات بطرسبرج، وأخيراً من رئاسة الأممية الثالثة، وفي 23 تشرين الأول تم طرد كل من (تروتسكي) و(كامينيف) من المكتب السياسي فتم بهذا الوضع الحد النهائي لأي مقاومة فعالة لستالين، وتلا ذلك فصل (زينومينيف) و(كامينيف) و(تروتسكي) من لجنة الحزب المركزية ثم شطب أسمائهم من الحزب، وفي سنة 1929م نفي (تروتسكي) إلي الخارج وأصبح (ستالين) في حزيران سنة 1930م دكتاتور روسيا

بلا منازع.

عندما هاجمت الجيوش الألمانية روسيا سنة 1941م قاد (ستالين) الجيش في حروبه الدفاعية والهجومية وقد أصبح قائداً عاماً للجيوش السوفياتية وفي سنة 1943م رقي إلي رتبة مارشال.

تميزت فترة حكمه بالاستبداد والدكتاتورية والقضاء علي المناوئين في محاكمات صورية، توفي في موسكو عام 1952م وفي عهد (خروشوف) تعرض لحملة عنيفة كشفت عن عورات حكمة وأدت إلي تحطيم تماثيله ونصبه التذكارية.

() إشارة إلي المغنية أم كلثوم واسمها فاطمة إبراهيم البلتاحي، ولدت عام 1898م بطماي الزهيرة (السنبلاوين)، ترددت هي وشقيقتها علي (كُتّاب) القرية ومالت منذ حداثتها إلي الغناء ثم اشتهرت بين المدن والأقاليم المجاورة فبدأت الغناء في الحفلات التي يقيمها الموظفون، جاءت إلي القاهرة سنة 1920م وشرعت في الغناء، كما مثلت في عدة أفلام، حصلت علي نوط الكمال وإحدي جوائز الدولة عام 1961م ولقبوها بكوكب الشرق وسيدة الغناء العربي توفيت بالقاهرة عام 1975م وقد حضر تشييعها الملايين.

() إشارة إلي (ديانا) ومقلتها، حيث دبروا لها حادثاً أودي بحياتها وحياة عشيقها (عماد الفايد) وسائق السيارة (هنري بول)، وذلك باصطدام السيارة التي كانت تقلهم بأحد أعمدة نفق يمر تحت جسر (ألما) في باريس يوم الحادي والثلاثين من شهر أغسطس آب من عام 1997م، ولم ينج من الحادث سوي الحارس الشخصي (تريفور ريس جونز) لكنه أصيب بإصابات بالغة. وقد ادعي محمد الفايد والد عماد: أن ديانا وعماد قتلا نتيجة مكيدة من تدبير المخابرات البريطانية.

وقال القضاة الفرنسيون: بأن الحادث يرجع أساساً إلي سكر السائق فضلاً عن السرعة الكبيرة التي كان يقود بها السيارة وقت وقوع الحادث. ووجد التحقيق المطول في الحادث أن السيارة المرسيدس كانت تتحرك بسرعة تناهز 120 كيلومتراً في الساعة حينما اصطدمت بالعمود. وأظهرت عينة دم للسائق احتواء دمه علي أكثر

من ثلاثة أمثال الكمية المسموح بها من الكحول وقت وقوع الحادث. كما وجد أيضا أنه كان يقود السيارة أثناء تعاطيه عقاراً مضاداً للاكتئاب.

وقد بذلت سيدة أمريكية من ولاية أوكلاهوما جهوداً حتي تمكنت من جمع مبلغ مليون دولار عبر البرامج التي ترعاها الشركات والتبرعات الخاصة والمنح من أجل بناء حديقة تذكارية للأميرة الراحلة ديانا علي مساحة قدرها ستة أفدنة.

كما تقرر إنشاء نافورة تتكلف 4.36 ملايين دولار في متنزه هايد بارك في لندن تخليداً لذكري الأميرة الراحلة ديانا. وأصدرت لجنة تخليد ديانا التي يرأسها وزير المالية (جوردون براون) تكليفاً بإنشاء التذكار. وقال وليام ويستون الرئيس التنفيذي لوكالة المتنزهات الملكية: إن التذكار لابد أن يعكس تجاوب الناس العاطفي مع ديانا.

وهكذا يجري في عصر الثقافة الكونية رسم مشهد كاريكاتوري للواقع، من خلال نفخ بعض وقائعه وتقزيم بعضها الآخر، إلي الحد الذي يجعل الناس يعقلون العالم علي غير حقيقته، جاهلين لكثير من الحقائق الكبري التي يصنع بعضها التاريخ، ولكثير من المآسي التي تحل بالشعوب وخصوصاً في جنوب المنظومة الكونية.

() أبو الطيب المتنبي (303-354ه) وعجز البيت: وأشبهنا بدنيانا الطغام، والبيت جزء من قصيدة اسمها: معدن الذهب الرغام.

() سورة الأحزاب: 4.

() بحار الأنوار: ج66 ص82 ب30 ح29 عن تفسير النعماني.

() نهج البلاغة، الخطب: 194 ومن خطبة له عليه السلام يصف فيها المنافقين.

() زيغموند فرويد (18561939م) عالم نفساني نمساوي، درس الطب في جامعة فيينا وتخرج منها سنة 1881م، قرر أن يتخصص في معالجة الأعصاب فذهب إلي باريس سنة 1885م للدراسة علي يد الأخصائي في أمراض الأعصاب (جان مارثان شاركو) الذي شجعه علي اتباع الطريقة في معالجة الهستيريا من الناحية النفسانية، أصيب بالسرطان حوالي عام 1923م وتوفي علي أثره. من أشهر مؤلفاته (تفسير الأحلام)

عام 1899م، و(مقدمة عامة للتحليل النفساني)، و(العقل الواعي وعلاقته بالعقل اللاواعي) و(دراسات في الهستيريا) عام 1895م. وإليكم بعض آرائه الفاسدة نقلناها من كتاب (نقد نظريات فرويد) للإمام الشيرازي (أعلي الله درجاته) ط1 عام 1418ه / 1997م، مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: يري فرويد: أن تصرفات البشر واتجاهاتهم وعواطفهم هي ثمرة الغريزة الجنسية. فالغريزة الجنسية هي التي تحرك الإنسان منذ ولادته إلي حين مماته، ثم يقول: إن الكاتب الذي يثور علي الأوضاع الفاسدة، فيكتب ناقداً للأمير الظالم والحاكم الغاشم، أن المحرك الأساسي فيه هو الجنس؛ وذلك لأن الأمير مستبد يشبه (أب الكاتب)، فكرهه لأبيه امتد إلي كرهه للأمير المستبد، ثم يقول: إن الإنسان يكره أباه؛ لأنه منعه من ممارسة الجنس مع أمه، لأن الطفل في حالة الرضاع يحب أمه حباً جنسياً، ويجد لذة جنسية في الرضاع، والالتصاق بجسم الأم.

ويري: بأن المرأة هي التي تحرك الإنسان وتحدد سلوكه، فالولد يختار زوجته من طراز أمه، في العين والملامح وقسمات الوجه، و ينتقي الدار والسيارة و.. التي يراها تلائم ذوق زوجته، و يأكل الطعام؛ ليقوي علي مزاولة العمل الجنسي مع زوجته.

وبالنسبة إلي سبب نشوء الحضارات ووجودها فإنه يقول: هو الجنس، فالحالة الجنسية هي التي تسبب نشوء الحضارات؛ لأن الطفل يرغب في ممارسة الجنس مع أمه، لكن الأب يمنعه من ذلك، فيكظم الطفل هذه الرغبة خوفاً أو حياءً. وهذا الكظم يدور دورات مختلفة، في نفس الشخص طوال حياته، فيفرج عنه بنشاط بدلي، فيتسامي به إلي إيجاد حضارة، وهكذا يتسامي به إلي إيجاد الثقافة والثقافة لون من ألوان الحضارة إذن فالحضارة من مواليد الجنس، والجنس سبب الحضارة.

ويري: أننا نحب ونكره، ونخاف ونشجع، ونشمئز ونقبل، ونفعل ونترك، بعواطف كمنت

فينا منذ الطفولة ولا ندري بها، إلا بعد التحليل الشاق. وأن الإنسان ينظر إلي رؤسائه نظره إلي أبيه (العدائي) حيث عادي أباه حال طفولته؛ لأن الأب كان يحول بين الطفل و بين الاستمتاع بالأم.

وأما سبب نشوء الدين، فهو كان رد فعل لجريمة شنعاء، فقد حدث في جيل من الأجيال الإنسانية الأولي، أن أحس الأبناء برغبة جنسية ملحة نحو أمهم التي ولدتهم، ولكن سطوة الأب كانت تمنعهم عن مزاولة هذه الرغبة مع الأم، فتآمر الأولاد علي قتل أبيهم، ليتخلصوا من سطوته ويستأثروا بأمهم. وفي ذات ليلة قتل الأولاد أباهم، فلما أصبحوا ندموا علي قتل أبيهم ندماً شديداً، فصمموا علي أن يقدسوا الأب كفارة لما ارتكبوه من الجريمة بالنسبة إليه، ثم امتزج ذكر الأب ببيض أنواع الحيوانات، فامتنعوا عن قتل ذلك الحيوان، بل بالعكس أخذوا يقدسونه، وهذا أول دين ظهر في العالم!. ونشأت من هذا الدين سائر الأديان، فالأديان كلها إنما جاءت لحل مشكلة إحساس الأبناء بالجريمة، فالأديان إذن رد فعل لحدث ذلك الإجرام.

ويري: أن النفس البشرية تطورت من نفس الحيوان الوحشي وإنسان الغاب، ولذا بقي في النفس البشرية بقايا وراثات من الوحش، ثم يقول: بأن حس العدالة نشأ من جهة (الجنس)؛ حيث أن الطفل كان يكره أباه الذي يمنعه ويصده عن الاستمتاع بأمه جنسياً، لذا نشأ منذ الطفولة حس مقاومة الظلم والاستبداد في هذا الطفل، فالذي يضرب إنساناً اعتباطاً، أو الذي يضرب بنفسه طفلاً لا ذنب له، تتحرك في ذلك الضارب حس الطفولة، الذي اختمر فيه من جراء الجنس.

ويري: بأن الذات البشرية مؤلفة من ثلاثة أقانيم وهي:

1- أقنوم الأيد: وهو طبيعتنا الحيوانية وغرائزنا البدائية الكامنة.

2- أقنوم الأيجو: وهو شخصيتنا الوجدانية الاجتماعية التي ندري بها

3- أقنوم السوبرايجي:

وهو ضميرنا وما نتطلع إليه من شرف وبر وفضيلة.

يقول فرويد: بأنه لا يمكن أن يظهر شعور واحد نظيف أبداً، فالإنسان مهما كان حزيناً لموت ولده أو أبيه أو زوجته أو المنعم عليه، لابد وأن يكون هناك شعور خفي بالفرح يخفيه الإنسان مخافة أهل بيته وذويه، ومهما كان هناك حب نحو ولد أو حبيب أو قريب، لابد وأن يكون هناك شعور خفي بالكراهية، يخفيها الإنسان للمصالح وللانتهازية.

أما الأحلام فيري فرويد: أنها بقية وراثة في النفس، كما أن الزائدة الدودية بقية وراثة في الجسم، ثم يقول: إن أسلافنا القردة!! كانت تعيش فوق الأشجار فكانت تخاف السقوط، كما كان يتفق أن تسقط أطفالها من أعلي الشجرة، وهذا الخوف هو الذي ورثته أطفالنا، ولذا كثيرا ما يري الطفل في المنام أنه يسقط من مكان عال أو هو مشرف علي السقوط. فالطفل ورث الأفكار، وتظهر الوراثة في المنام.

() كارل ماركس (1818-1883م) ولد في تريف بألمانيا وتلقي دروسه في جامعتي بون وبرلين، كان والده محام يهودي الأصل اعتنق النصرانية، فر إلي باريس عام 1843، وتعرف في باريس علي (فريد ريك انجلز) فتلازما طوال حياتهما، وفي سنة 1848 أصدرا معاً كتيباً عرف بالبيان الشيوعي، بعد ثورة 1848 عاد ماركس إلي ألمانيا لفترة وجيزة ثم غادرها إلي لندن عام 1849 حيث بقي هناك حتي توفي. ظهر المجلد الأول من كتابه (رأس المال) سنة 1868، أسس الحركة الاشتراكية، كان عنيفاً مشاكساً نزقاً سريع الغضب.

() سورة الروم: 7.

() سورة طه: 124-126.

() راجع بحار الأنوار: ج33 ص581 ب3 ح725.

() راجع شرح نهج البلاغة: ج16 ص174 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره.

() وسائل الشيعة: ج20 ص61 ب23 ح25036.

() الكافي: ج5 ص338 باب ما يستحب من تزويج النساء

عن بلوغهن وتحصينهن بالأزواج ح8.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص395 ب33 ح6.

() الكافي: ج5 ص324 باب خير النساء ح4.

() الكافي: ج5 ص378 باب ما تزوج عليه أمير المؤمنين عليه السلام فاطمة? ح4.

() وسائل الشيعة: ج21 ص250 ب5 ح27014.

() هو آية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي، كان من مشاهير الفقهاء المجتهدين ومراجع التقليد في زمانه، مزج العلم الإلهي بالعمل الصالح علي أحسن وجه فأعطي من نفسه خير صورة لما يجب أن يكون عليه عالم الدين حقاً.

والده الميرزا حبيب الله الحسيني الشيرازي بن السيد آقا بزرك بن السيد ميرزا محمود بن السيد إسماعيل، فوالد الميرزا مهدي هو ابن أخ المجدد الشيرازي الكبير، وأما والدته فهي منتسبة لبيته، كما إن زوجته كانت من حفيدات المجدد الشيرازي من كريمته السيدة الفاضلة آغا بي بي.

فقد أباه في طفولته فعني بنشأته وتربيته دينياً وإسلامياً شقيقه المرحوم الميرزا عبد الله الحسيني الشيرازي الشهير بالتوسلي.

ولد في مدينة كربلاء سنة 1304 وظل بها إلي سني شبابه الأولي، فدرس علي أساتذتها مقدمات العلوم من نحو وصرف وحساب ومنطق وسطوح الفقه والأصول، ثم سافر إلي سامراء واشتغل فيها بالبحث والتحقيق والتدريس لفترة طويلة، ثم توجه إلي مدينة الكاظمية فاشتغل بالبحث والدرس ما يقرب من سنتين، وسافر بعدها إلي كربلاء المقدسة وبقي فيها فترة من الزمن مواصلاً الدرس والبحث إلي أن انتقل إلي النجف الأشرف، وأقام بها ما يقرب من عشرين عاماً.

درس الخارج علي أيدي كبار العلماء والمراجع في عصره أمثال: السيد الميرزا علي آغا نجل المجدد الشيرازي، والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي، والعلامة الآغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه) والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب (العروة الوثقي) وغيرهم.

كان يحضر في كربلاء المقدسة بحثاً علمياً عميقاً

كان يسمي ببحث ال(كمباني) تحت رعاية المرحوم السيد الحاج آغا حسين القمي، وكان البحث يضم جمعاً من أكابر ومشاهير المجتهدين في كربلاء المقدسة.

بعد وفاة السيد القمي سنة 1366ه استقل ? بالبحث والتدريس، واضطلع بمسؤولية التقليد والمرجعية الدينية، ورجع الناس إليه في أمر التقليد.

في عهد حكومة عبد الكريم قاسم في العراق وفي أثناء فترة تنامي المد الشيوعي، بادر إلي استنهاض همم مراجع الدين الكبار في النجف الأشرف؛ لاتخاذ موقف جماعي قوي إزاء الخطر الإلحادي علي العراق، فالتقي بآية الله العظمي السيد محسن الحكيم وأصدر الأخير فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية.

توفي ? في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة 1380ه، وشيع جثمانه في موكب مهيب قلما شهدت كربلاء مثله، ودفن في مقبرة العالم المجاهد الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي في صحن الروضة الحسينية الشريفة، وأقيمت علي روحه الطاهرة مجالس الفاتحة والتأبين بمشاركة مختلف الفئات والطبقات واستمرت لعدة أشهر.

من مؤلفاته المخطوطة: شرح العروة الوثقي، المباحث الأصولية، رسالة في التجويد، رسالة حول فقه الرضا، كشكول في مختلف العلوم، الدعوات المجربات، هدية المستعين في أقسام الصلوات المندوبة، رسالة في الجفر، أجوبة المسائل الاستدلالية، وأما مؤلفاته المطبوعة فهي: ذخيرة العباد، الوجيزة، ذخيرة الصلحاء، تعليقة العروة الوثقي، تعليقة الوسيلة، بداية الأحكام، مناسك حج فارسي، أعمال مكة والمدينة، ديوان شعر، وقد طبع بعض أشعاره متفرقة.

() هو آية الله العظمي السيد عبد الهادي بن السيد ميرزا إسماعيل بن السيد رضي الدين الشيرازي النجفي، ولد في سر من رأي عام 1305ه في السنة التي توفي بها والده الحجة، وهو ابن عم آية الله العظمي الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره). هاجر إلي كربلاء وحضر علي بعض علمائها، تخرج علي الشيخ ملا محمد كاظم الآخوند الخراساني والميرزا محمد

تقي الشيرازي وشيخ الشريعة الأصفهاني. كان عالماً محققاً منقباً، ذا رأي صائب، قوي الحافظة، أديباً شاعراً، آلت إليه المرجعية الدينية بعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني، فكان من مراجع الشيعة الكبار. له مواقف مشرفة ضد الاستعمار البريطاني، اشترك مع الشيخ الشيرازي في ثورة العشرين، ووقف بوجه المد الشيوعي وأصدر فتواه الشهيرة بضلالتهم، توفي عام 1382ه.

من مؤلفاته: 1: كتاب الطهارة، 2: كتاب الصوم، 3: كتاب الزكاة، 4: رسالة في اللباس المشكوك، 5: رسالة في الاستصحاب، 6: رسالة في اجتماع الأمر والنهي، 7: دار السلام في فروع السلام وأحكامه، أنهاها إلي ألف فرع، 8: كتاب الحوالة، 9: رسالة في الرضاع، 10: الوسيلة، 11: الذخيرة، 12: تعليقة العروة الوثقي، 13: الرسالة العملية العربية، 14: الرسالة العملية الفارسية.

() الكافي: ج5 ص328 باب في الحض علي النكاح ح1.

() وسائل الشيعة: ج20 ص18 ب2 ح24913.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص383 باب فضل التزويج ح4342.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص239 ب22 ح2.

() وسائل الشيعة: ج20 ص17-18 ب1 ح24911.

() راجع الكافي: ج5 ص279 باب في إحياء أرض الموات ح2.

() راجع مستدرك الوسائل: ج17 ص112 ب1 ح20906، وفيه عنه صلي الله عليه و اله أنه قال: «عادي الأرض لله ولرسوله ثم هي لكم مني، فمن أحيا مواتاً فهي له».

() هو عون الأكبر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب استشهد يوم الطف في كربلاء مع الإمام الحسين عليه السلام، وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية.

() الحر بن يزيد الرياحي، من بني رياح بن يربوع، ومن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، استشهد يوم الطف في كربلاء مع الإمام الحسين عليه السلام، وقصته معروفة، وقد وقع التسليم عليه في زياريتي الناحية والرجبية.

() الكافي:

ج6 ص525 باب سعة المنزل ح1.

() وسائل الشيعة: ج5 ص300 ب1 ح6596.

() الخصال: ج1 ص159 باب الثلاثة ح206.

() الكافي: ج6 ص526 باب سعة المنزل ح4.

() وسائل الشيعة: ج5 ص300 ب1 ح6595.

() الكافي: ج6 ص526 باب سعة المنزل ح6.

() وسائل الشيعة: ج5 ص300 ب1 ح6597.

() غوالي اللآلي: ج3 ص480 باب إحياء الموات ح4.

() راجع الكافي: ج1 ص538 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه، ومن لا يحضره الفقيه: ج2 ص39 باب الخمس، ووسائل الشيعة: ج9 ص485 ب2، وبحار الأنوار: ج93 ص189 ب23 وغيرها.

() دولة مستقلة عضو في الكومنولث البريطاني، تقع في المحيط الهادئ الجنوبي الغربي علي بعد 1600 كيلومتر إلي الجنوب الشرقي من أستراليا، وتتألف من جزيرتين رئيسيتين، هما الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية وبعض الجزر الأخري، لغتها الرسمية الإنجليزية وديانتها النصرانية، ثروتها الحيوانية: الماشية والخراف، محاصيلها الزراعية: القمح والذرة والبطاطا والبصل والتبغ والفاكهة والخضر، منتجاتها: الصوف واللحوم ومشتقات الألبان والبيض والأخشاب. ثروتها المعدنية: الذهب والفضة والفحم الحجري والحديد والمنغنيز والنحاس والقصدير والبلاتين والكبريت والنفط والغاز الطبيعي، صناعاتها: الأجبان والمنسوجات والجلود والورق وتعليب اللحوم والفاكهة والخضر والملابس والأحذية والأسمدة الكيميائية، صادراتها: الزبدة والجبن والصوف والجلود والورق والبيض والأخشاب، اكتشفها الملاح الهولندي تسمان عام 1642م ثم زارها الملاح الإنجليزي الكابتن كول وراد سواحلها عام 1769م، أعلنت السيادة البريطانية عليها عام 1840م، أصبحت دومينيونا بريطانيا عام 1907م، خاضت الحربين العالميتين الأولي والثانية إلي جانب الحلفاء، وحدتها النقدية: الدولار النيوزيلندي، مساحتها 268،676 كيلومتراً مربعاً، سكانها 3،200،000نسمة، عاصمتها: ولينغتون.

() الكافي: ج5 ص87 باب إصلاح المال وتقدير المعيشة ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص166 باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ح3617.

() وسائل الشيعة: ج17 ص65 ب22 ح21996.

() الكافي: ج5 ص88

باب إصلاح المال وتقدير المعيشة ح5.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص152 ب11 ح22.

() وسائل الشيعة: ج19 ص62-63 ب20 ح24159.

() راجع بحار الأنوار: ج66 و67 و68 و69.

() راجع وسائل الشيعة: ج15 ص198 ب6.

() راجع مستدرك الوسائل: ج11 ص187 ب6.

() راجع موسوعة الفقه: ج94 و95 و96 و97.

() مخطوط يقع في ثلاثة مجلدات من ضمن (موسوعة الفقه) تناول سماحته المستحبات والمكروهات الشرعية مع بيان أدلتها، وهو الآن في حال الإعداد للطبع عند مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر بيروت / لبنان.

() الكافي: ج2 ص56 باب المكارم ح3.

() وسائل الشيعة: ج15 ص198 ب6 ح20269.

() بحار الأنوار: ج69 ص333 ب119 ح17.

() سورة فصلت: 34-35.

() جامع السعادات: للشيخ الجليل المولي محمد مهدي بن أبي ذر النراقي (1128 1209ه) أحد أعلام المجتهدين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر من الهجرة. ذكروا بأن السبب الذي حدا بالشيخ لتأليف هذا الكتاب هو طغيان التصوف من جهة، وطغيان التفكك الأخلاقي عند العامة من جهة أخري، فأراد أن يرشد الناس إلي الاعتدال في السلوك الأخلاقي المستقي من منابعه الشرعية.

من نسخ الكتاب الخطية: نسخة مخطوطة وقد نسخت سنة 1208ه كانت عند الشيخ (آغا بزرگ) صاحب الذريعة. ونسخة مخطوطة في مكتبة سپه سالار بطهران.

() معراج السعادة: باللغة الفارسية، في علم الأخلاق، للحاج المولي أحمد بن المولي مهدي بن أبي ذر الكاشاني النراقي (1185 – 1245ه). وهو مأخوذ من كتاب والده (جامع السعادات) ومرتب علي ترتيبه، بل هو ترجمة له. طبع بإيران مكرراً، وتوجد منه نسخاً خطية متعددة في إيران والعراق منها: نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامة في النجف الأشرف رقم 915 وكتابتها 1238ه، ونسخة عند عبد الحميد المولوي رقم 606 وكتابتها في 1265ه وقد نقلت إلي مكتبة كلية الإلهيات

في مشهد المقدسة، ونسخة في مكتبة آية الله الكلبايكاني في قم المقدسة رقم 656 وكتابتها 1257ه. وقد قام باختصاره المحدث الجليل الشيخ عباس القمي? تحت عنوان (المقامات العلية). كما ترجمه إلي اللغة الأردوية المير محمود علي المتخلص (لائق) الهندي تحت عنوان (عروج السعادة في ترجمة معراج السعادة) وطبع في حيدر آباد الهند.

() يقع الكتاب في مائة وعشر مجلدات وهو من تأليف العلامة المجلسي محمد باقر تقي بن مقصود علي الأصفهاني? المتوفي عام (1111ه). موسوعة كبري في الحديث تحوي جميع البحوث الإسلامية في التفسير والتاريخ والفقه والكلام وغير ذلك، حيث يحتوي بين دفّتيه روايات كتب الحديث في تنظيم منسّق وتبويب متكامل تقريباً. وقد اعتمد العلامة المجلسي في تفسير وشرح الأحاديث علي مصادر متنوعة في اللغة والفقه والتفسير والكلام والتاريخ والأخلاق وغيرها. كما اختار النسخ المعتبرة من هذه المصادر لكتابة موضوعات هذا الكتاب حيث توافرت له إمكانات ضخمة في ذلك. وفي الجملة فإن كتاب (بحار الأنوار) يعتبر مكتبة جامعة ضمّت الكتب المعتبرة في نظم و تنسيق خاصّين. ينقسم كتاب (بحار الأنوار) إلي كتب متعددة اختص كل كتاب منها في موضوع معين. وكل كتاب ينقسم أيضاً إلي أبواب عامة وضمّ كل باب عام أبواباً جزئية. وقد ضمت بعض الأبواب الجزئية عدة فصول. وقد أوجد العلامة بعض الأبواب والكتب لأول مرة مثل: (كتاب السماء و العالم) و (تاريخ الأنبياء والأئمة عليهم السلام)، وقد ذكر العلامة في الفصل الأول من مقدمته أسماء 375 مصدراً من مصادر الكتاب. بدأ العلامة بكتابة البحار منذ سنة 1070 ه واستمر حتي سنة 1103ه. وتم تنظيمه في 25 مجلداً. ولما صار المجلد الخامس عشر ضخما قسّم إلي مجلدين فأصبح عدد المجلدات 26 مجلداً. وقامت (دار

الكتب الإسلامية) بطبع هذه المجلدات الست والعشرين في 110 مجلدات، وتمثل الأجزاء 56 و55 و54 فهارس الكتاب.

() وسائل الشيعة: يقع في ثلاثين مجلداً وهو من تأليف الشيخ الحر العاملي محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين العاملي ?. يحوي روايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في الأحكام الشرعية في جميع أبواب الفقه. وقد اعتمد الشيخ الحر العاملي في هذا الكتاب بالإضافة إلي الكتب الأربعة علي أكثر من 180 كتاباً من الكتب الروائية المعتبرة عند الشيعة. ويعد كتابه هذا من أفضل الجوامع الروائية عند الشيعة.

فهو يحوي ما يقرب من 36 ألف رواية حول الأحكام الشرعية، الواجبات، المحرمات، المستحبات والآداب. وقد حظي هذا الكتاب منذ زمن تأليفه بعناية واهتمام علماء الشيعة وفقهائهم. ويعتبر في زماننا هذا من الأركان الأصلية لاستنباط الأحكام الشرعية والاجتهاد في الحوزات العلمية الشيعية، وفي جميع دروس البحث الخارج في الفقه حيث يستند عليه في نقل الروايات.

وقد رتب الشيخ الحر العاملي روايات هذا الكتاب بحسب ترتيب المسائل الشرعية في الكتب الفقهية، من كتاب الطهارة حتي كتاب الديات علي شكل أبواب مستقلة. وقد سعي لتخصيص باب مستقل لكل مسألة شرعية، وهذا جعل الحصول علي الروايات سهلاً جداً بحيث يمكن للمراجع أن يعثر علي الرواية المطلوبة بكل يسر. وزاد في أبواب الكتاب بما تساعده المسائل المودعة في الأخبار مع ترتيب مأنوس ونضد مرغوب.

وقد بذل الشيخ عشرين عاماً من عمره في كتابة هذا الكتاب، وهي خدمة كبيرة في طريق حفظ روايات وأقوال أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام. واستطاع الشيخ الحر العاملي تجديد النظر في هذا الكتاب مرتين وكتابته بتمامه والمرور علي ما فيه.

شروح وتعليقات الكتاب: 1 و 2 تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل

الشريعة. وتعليقة علي وسائل الشيعة. وكلاهما للشيخ الحر العاملي مؤلف الوسائل. 3 شرح وسائل الشيعة للشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ عبد النبي بن محمد بن سليمان بن المقابي المعاصر للشيخ يوسف البحراني. 4 شرح وسائل الشيعة للحاج المولي محمد رضا القزويني الذي استشهد في فتنة الأفاغنة. 5 مجمع الأحكام للشيخ محمد بن سليمان المقابي البحراني المعاصر للشيخ عبد الله السماهيجي. 6 شرح وسائل الشيعة للسيد أبي محمد حسن بن العلامة هادي آل صدر الدين موسي طاب ثراه. 7 الإشارات والدلائل إلي ما تقدم أو تأخر في الوسائل، لحفيد العلامة صاحب الجواهر الشيخ عبد الصاحب. 8 شرح وسائل الشيعة لآية الله السيد أبي القاسم الخوئي. ويتصدي هذا الكتاب لبيان المطالب التي يمكن استفادتها من الروايات والتي لم يشر إليها صاحب الوسائل إضافة إلي الروايات الأخري التي لم يذكرها الشيخ الحر العاملي. 9 مستدرك الوسائل للعلامة المحدث النوري. وقد تصدي فيه لذكر الروايات التي لم يأت بها الشيخ الحر العاملي وبحسب ترتيب وسائل الشيعة، وبالتوجه إلي مقدار هذه الروايات فإن حجم الوسائل يصبح ضعف ما عليه الآن.

خاتمة الكتاب: ذكر الشيخ في نهاية الكتاب أموراً مهمة في علم الحديث والرجال مثل مشيخة الشيخ الصدوق، والشيخ الطوسي، والشيخ الكليني، ومصادر الكتاب، وسند المؤلف إليها، وصحة واعتبار مصادر الكتاب، وأصحاب الإجماع، وقرائن الخبر، وصحة أحاديث الكتاب، والجواب علي الاعتراضات، والأحاديث المضمرة، وأحوال الرجال واصطلاحات الكتاب. كما أورد الشيخ أيضاً كتاباً رجالياً مختصراً للشيخ المفيد. وقد قام بتوثيق الكثير من الرواة معتمداً علي المصادر الرجالية المعتبرة.

فهرس الكتاب: كتب الشيخ الحر العاملي فهرساً لكتاب الوسائل تحت عنوان (من لايحضره الإمام). ويحوي هذا الفهرس جميع عناوين أبواب الكتاب، وحيث إن كتاب

الوسائل ذكر جميع المسائل الفقهية في أبواب مستقلة فإن هذا الفهرس أصبح بحد ذاته دائرة غنية للمعارف وجامعة للمباحث الفقهية ومختصراً لكتاب الوسائل، بل أصبح كما ذكر المؤلف نفسه كتاباً فقهيا يحوي جميع الفتاوي المنصوصة التي وردت فيها رواية.

خلاصة الكتاب: قام الشيخ الحر العاملي بتلخيص كتاب الوسائل تحت عنوان (هداية الأمة إلي أحكام الأئمة) ثم لخص هذا أيضاً تحت عنوان (بداية الهداية). وقد انتهي في كتاب البداية إلي أن واجبات الإسلام 1535 واجباً ومحرماته 1448 محرماً.

() مستدرك وسائل الشيعة، يقع في ثمانية عشر مجلداً وهو من تأليف المحدث النوري الميرزا حسين بن محمد تقي بن علي محمد بن التقي النوري النجفي ? المتوفي عام (1320ه). وهو يحوي روايات وأحاديث الأئمة الأطهار عليهم السلام في المسائل والأحكام الشرعية. وكتب هذا الكتاب استدراكاً علي (وسائل الشيعة) للشيخ الحر العاملي. وقد قام المحدث النوري بخدمة كبيرة في حفظ آثار وروايات أهل البيت عليهم السلام حيث جمع أكثر من 23 ألف رواية لم تذكر في (وسائل الشيعة).

كتب المحدث النوري كتاب المستدرك بنفس أسلوب كتاب الوسائل. فقد جعل ترتيب أبواب الكتاب مثل ترتيب أبواب الوسائل وبنفس العناوين ليسهل علي المراجع الحصول علي الروايات المطلوبة بسهولة، وعندما يخالف صاحب الوسائل في العنوان فإنه أيضاً يحاول التنسيق بين العنوانين حتي يبدو وكأن الكتابين لمؤلف واحد. كما عبر عن صاحب الوسائل في هذا الكتاب بالشيخ، وسمي كتاب الوسائل بالأصل.

شرع المحدث النوري بكتابة المستدرك في حدود سنة 1295 ه، في مدينة سامراء بجوار الحرم الشريف للإمامين العسكريين? حيث كان في خدمة أستاذه الميرزا الشيرازي. وفي سنة 1313ه أي بعد وفاة الميرزا الشيرازي بسنة واحدة، أتم القسم الأصلي من الكتاب. وفي سنة 1319ه. أتم القسم

الثاني وهو الخاتمة في النجف الأشرف. وبذل المحدث النوري 20 عاماً من عمره الشريف في جمع هذا الكتاب.

خاتمة المستدرك: كتب المحدث النوري (قدس سره) خاتمة لكتابه تعرض فيها إلي الكثير من المطالب الرجالية العالية، والمباحث العويصة المرتبطة بعلم الحديث مع العناية الفائقة في دراسة التوثيقات الرجالية العامة، واختلاف المشارب والمسارب فيها. علماً بأنه ركز في هذه الفوائد علي مناقشة المباني العلمية في التوثيقات الرجالية العامة.

وحجم خاتمة المستدرك تصل إلي 6 أضعاف حجم خاتمة وسائل الشيعة، وهي أعمق بحثاً منها، بل هي ناظرة إليها وإلي الكثير من كتب علم الحديث والرجال.

() (الفضيلة الإسلامية): 501 صفحة 24×17 وقد كتب الإمام الشيرازي ? هذا الكتاب في مدينة كربلاء المقدسة بتوصية من والده المعظم آية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره). وطبع في أربعة أجزاء مستقلة في العراق وإيران قياس20×14، ثم قامت مؤسسة الوفاء في بيروت بطبعه في مجلد واحد، وأعادت طبعه لجنة أهل البيت عليهم السلام الخيرية في الكويت.

وقد تناول سماحته في الجزء الأول المواضيع التالية: الروح والبدن، الفضيلة والرذيلة، العلم والجهل، المعلم والمتعلم، الشك واليقين، الخواطر والأفكار، المكر والخديعة، جبن وتهور، الرجاء، كبر النفس وصغرها، الغيرة، الإناء والعجلة، حسن الظن، الحلم والغضب، كظم الغيظ، الانتقام والعفو، رفق وعنف، المداراة، حسن الخلق، العداوة وفروعها، العجب، التكبر والتواضع، ترفيع النفس، الإنصاف، الرحمة، العفة والشرة، الدنيا، المال، الزهد، و …

وفي الجزء الثاني المواضيع التالية: الغني والفقر، السؤال، القناعة والحرص، الاستغناء والطمع، بخل وسخاء، الإيثار، الثروة، الزكاة، تزكية البدن، الخمس، الإنفاق علي العيال، الصدقات، الهدايا، الضيافة، حق الحصاد، القرض، طلب الحرام، التورع عن الحرام، الاكتساب، الأمانة، اللسان، الحسد، نصيحة المسلم، الاحتقار، العدل، سرور المؤمن، قضاء الحوائج.

وفي الجزء الثالث المواضيع

التالية: ترك الإعانة، الأمر بالمعروف، التآلف والتباعد، صلة الرحم، أمك وأبوك، حقوق الجار، العيوب، النمام، الإصلاح، الشماتة، المجادلة، الظرافة، الاغتياب، المدح، الكذب، الصدق، بين الكلام والصمت، الجاه.

وفي الجزء الرابع المواضيع التالية: الخمول، هل تحب أن تمدح، الإخلاص، النفاق، الغرور، الأمل، الحياء، العصيان، الرقابة، النية، حب الله والحب لله، العزلة، الرضا، التوكل، الشكر، الصبر.

وقد كتب الإمام الشيرازي ? في الخاتمة ما هذا نصه: «وقد فكرت ذات مرة إن كان للوقت متسع وللتوفيق سعة، لكان بالإمكان إنهاء أجزاء الكتاب إلي الخمسين، لما للفضيلة من عرض عريض، كما لا يخفي لمن راجع (الوسائل) و(المستدرك) و(البحار) و(جامع السعادات) و(مكارم الأخلاق) وغيرها».

() (الأخلاق الإسلامية): من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في كربلاء المقدسة. ويقع في 172 صفحة قياس 20×14، وقد تناول سماحته فيه المواضيع التالية: طهارة العين، طهارة اللسان، طهارة القلب، المسواك، أخلاق الفرد، الكسل، العلم، العائلة، بين الوالد وولده، الزوجين، الأقارب، حب الإنسان، الجار، الصديق، الصدق، خلف الوعد، النفاق، العدل والإنصاف، الغيبة، النميمة، المشورة، التواضع، و..، طبع الكتاب في النجف الأشرف عام 1379 ه، وفي إيران عدة مرات، كما ترجمه إلي اللغة الفارسية الشيخ علي الكاظمي تحت عنوان (أخلاق إسلامي)، وطبع مراراً،

() انظر كتاب (الإخلاص والمقامات العالية)، (الأخلاق المثالية)، (الارتباط بالله وجهاد النفس)، (التقوي والأخلاق)، (تهذيب النفس)، (تقريرات بحث الأخلاق)، (الزهد)، (محاسبة النفس ومحكمة الضمير)، (من مكارم الأخلاق) وغيرها من مؤلفات الإمام الشيرازي الراحل ?.

() راجع مستدرك الوسائل: ج9 ص112 ب131 ح10385.

() الكافي: ج2 ص99 باب حسن الخلق ح1.

() وسائل الشيعة: ج12 ص151 ب104 ح15916.

() بحار الأنوار: ج68 ص375 ب12 ح4.

() الكافي: ج12 ص100 باب حسن الخلق ح8.

() راجع كتاب (اللاعنف في الإسلام) و(اللاعنف منهج وسلوك) لسماحة

الإمام الراحل (أعلي الله مقامه) الناشر: مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر، بيروت لبنان.

() سورة البقرة: 208.

() سورة المائدة: 45.

() سورة البقرة: 194.

() الكافي: ج2 ص119 باب الرفق ح5.

() وسائل الشيعة: ج15 ص269 ب27 ح20479.

() بحار الأنوار: ج72 ص56 ب42 ح21.

() مستدرك الوسائل: ج11 ص293 ب27 ح13067.

() سورة البقرة: 109.

() مشكاة الأنوار: ص174 ب3 ف19 في الصدق والاشتغال عن عيوب الناس والنهي عن الغيبة.

() سورة النور: 22.

() الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، المعروف بشيخ الطائفة، ولد بطوس خراسان في شهر رمضان سنة 385 ه بعد وفاة الشيخ الصدوق بأربع سنين، درس أولاً في مدارس خراسان ثم هاجر إلي بغداد سنة 408 ه بعد وفاة السيد الشريف الرضي بسنتين وكان عمره آنذاك 23 سنة وبقي في العراق إلي آخر عمره. لازم الشيخ المفيد وتتلمذ عليه خمس سنوات،كما أدرك شيخه الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري المتوفي عام 411 هجرية. وتتلمذ علي أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد القمي الذي يروي عنه النجاشي، وفي عام 413 ه التحق الشيخ المفيد بالرفيق الأعلي، وانتقلت زعامة الطائفة إلي السيد الشريف المرتضي، فانضوي الطوسي تحت لوائه، واهتم السيد به غاية الاهتمام، وبالغ في إجلاله وتقديره والترحيب به، وكان يدر عليه من المعاش في كل شهر اثني عشر دينارا، فلم يكد ليغيب يوما واحدا عن درسه واستمرت الحال سنون متمادية حتي اختار الله للسيد المرتضي اللقاء به لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436 ه، فبقي الشيخ بعده ببغداد اثني عشر عاماً. في سنة 447 ه هجم السلاجقة الأتراك علي بغداد وأغار عبد الملك الوزير المتعصب لطغرل بيك في ذلك الوقت علي مناطق الشيعة

وقام بالقتل والنهب كما أنه هجم علي دار الشيخ ليقتله، ولما لم يجده في داره فقد أحرق ما فيها من أثاث وكتب. فانتقل الشيخ من بغداد إلي النجف الأشرف بعد هذه الحادثة المؤسفة فقام بتأسيس الحوزة العلمية هناك.

بعد وفاة السيد المرتضي علم الهدي انتقلت قيادة الشيعة إلي الشيخ الطوسي. وكان منزل الشيخ الطوسي آنذاك في محلة الكرخ ببغداد ملجأ ومقصداً للمسلمين. ولقد كان يقصده الكثير من العلماء من شتي أرجاء العالم الإسلامي لينتفعوا منه ويفتخروا بالتتلمذ عليه وينهلوا من العلم الإلهي الذي حباه الله به، فقد بلغ عدد تلامذته من الفقهاء والمجتهدين وعلماء الشيعة أكثر من 300، وقد حضر عنده أيضاً المئات من علماء أهل السنة.

اشتهر الشيخ الطوسي بعلمه وورعه وزهده وتقواه بحيث تعدت شهرته حدود العراق ووصلت إلي أقصي نقاط الدنيا، ووصل خبره إلي قصر الحاكم العباسي فأسند إليه كرسي التدريس في علم الكلام في مركز الخلافة. وكان هذا المنصب يحكي آنذاك عن المنزلة العالية والمقام الشامخ بحيث إنه لا يسند إلا لأفضل علماء البلاد. وهذه علامة علي أنه لم يكن في ذلك الزمان أعظم وأفضل من الشيخ الطوسي في بغداد والأراضي الإسلامية يليق بهذا المنصب.

إن العلماء عندما يطلقون لقب (الشيخ) في الفقه فإنهم يعنون به الشيخ الطوسي، وإذا قالوا (الشيخان) فإنهم يعنون بهما الشيخ المفيد والشيخ الطوسي.

لقد كانت أسرة الشيخ الطوسي حتي عدة أجيال من العلماء والفقهاء، فابنه الشيخ أبو علي الملقب بالمفيد الثاني فقيه جليل القدر، كما أن بنات الشيخ الطوسي أيضاً كن فاضلات وفقيهات.

مؤلفاته: ألف الشيخ الطوسي كتابين من كتب الشيعة الأربعة المشهورة وهما (تهذيب الأحكام) و (الاستبصار) وكلاهما في الروايات والأحاديث التي تتعلق بالفقه والأحكام. كما كتب في الفقه كتاباً

اسماه (النهاية) وكتاب (المبسوط) الذي دخل الفقه به مرحلة جديدة وكان في زمانه أكبر كتاب فقهي، وأما كتاب (الخلاف) فقد ذكر فيه آراء فقهاء الشيعة وأهل السنة، وله كتب فقهية أخري، كما ألف في الأصول والحديث والتفسير والكلام والرجال مؤلفات كثيرة. ومن مؤلفاته الأخري: عدة الأصول، الرجال، الفهرست، تمهيد الأصول، والتبيان.

وفاته: توفي الشيخ الطوسي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 460 هجرية عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً، وتولي غسله ودفنه تلميذه الشيخ الحسن بن مهدي السليقي والشيخ أبو محمد الحسن بن عبد الواحد العين زربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، ودفن في داره التي كان يقطنها بوصية منه، وهي الآن من أشهر مساجد النجف الأشرف ويعرف بمسجد الطوسي بالقرب من الحرم الشريف. وبوفاته فقد العالم الإسلامي واحداً من أعظم وأشهر الفقهاء والذي قل نظيره من حيث الشمولية التي امتاز بها، ولازال الفقهاء يستضيئون بنوره.

() التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، قال آية الله بحر العلوم في فوائده الرجالية في وصفه: (إن كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير، وشيخنا الطبرسي إمام التفسير في كتبه إليه يزدلف ومن بحره يغترف) نعم هو أول تفسير جمع فيه أنواع علوم القرآن وقد أشار إلي فهرس مطوياته في ديباجته، أوله (الحمد لله اعترافا بتوحيده، وإخلاصا لربوبيته، وإقرارا بجزيل نعمه) إلي قوله (فإن الذي حملني علي الشروع في عمل هذا الكتاب أني لم أجد في أصحابنا من عمل كتابا يحتوي علي تفسير جميع القرآن ويشتمل علي فنون معانيه) ثم ذكر اختلاف سيرة جمع من المفسرين في تأليف تفاسيرهم وأشار إلي جهة الاختلال فيها إلي

أن قال: (وأصلح من سلك في ذلك مسلكا جميلا مقتصدا، محمد بن بحر أبو مسلم الأصفهاني، وعلي بن عيسي الرماني، فإن كتابيهما أصلح ما صنف في هذا المعني، غير أنهما أطالا الخطب فيه، وسمعت جماعة من أصحابنا يرغبون في كتاب مقتصد يشتمل علي جميع فنون علم القرآن، من القراءة والمعاني والإعراب والكلام علي المتشابه والجواب عن مطاعن الملحدين فيه وأنواع المبطلين كالمجبرة والمشبهة والمجسمة وغيرهم، وذكر ما يختص أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه علي صحة مذاهبهم في أصول الديانات وفروعها، وأنا إن شاء الله أشرع في ذلك علي وجه الإيجاز وأقدم أمام ذلك فصلا يشتمل علي ذكر جمل لابد من معرفتها) ثم عقد فصلا بين فيه أن مجموع ما بين الدفتين المنتشر في الآفاق المعروف لدي كل أحد أنه كتاب الإسلام وحي منزل بجميع آياته وسوره وليس بين الدفتين شئ غير الوحي الإلهي وهو القرآن المعجز باتفاق جميع المسلمين وبلا خلاف بينهم في شيء من ذلك أبدا … طبع الكتاب في عشر مجلدات. وقد اختصره الشيخ محمد بن إدريس ويقال له مختصر التبيان.

() تفسير التبيان: ج7 ص422 تفسير سورة النور، الآية 22.

() (تقريب القرآن إلي الأذهان): 30 جزءً، وهو تفسير توضيحي مشتمل علي ميزات قلما توجد في تفاسير أخري، فلكل بسملة من القرآن تفسير خاص، وبين كل سورة وسورة وجه الربط، وكذلك بين الفقرات المختلفة في السورة الواحدة. من تأليف الإمام الشيرازي (أعلي الله درجاته) في كربلاء المقدسة بتاريخ 29 ربيع الأول 1383ه 1384ه. طبع في بيروت مؤسسة الوفاء عام 1400ه 1980م.

() تقريب القرآن إلي الأذهان: ج18 ص89 90، ط1 مؤسسة الوفاء بيروت.

() وسائل الشيعة: ج12 ص172 ب113 ح15993.

() الكافي: ج2 ص107 باب

العفو ح2.

() بحار الأنوار: ج68 ص399-400 ب93 ح3.

() وسائل الشيعة: ج12 ص172-173 ب113 ح15994.

() الكافي: ج2 ص108 باب العفو ح5.

() بحار الأنوار: ج68 ص401 ب93 ح6.

() الكافي: ج2 ص108 باب العفو ح7.

() وسائل الشيعة: ج12 ص169 ب112 ح15983.

() بحار الأنوار: ج16 ص265 ب9 ح62.

() الكافي: ج2 ص108-109 باب العفو ح10.

() دعائم الإسلام: ج2 ص529 كتاب آداب القضاة ح1878.

() الكافي: ج7 ص407 باب أصناف القضاة ح1.

() وسائل الشيعة: ج27 ص31 ب5 ح33136.

() الأمالي للصدوق: ص253 المجلس44.

() سورة الفجر: 14.

() ثواب الأعمال: ص272 عقاب من ظلم.

() (الحرية الإسلامية): من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في كربلاء المقدسة عام 1380ه. يقع الكتاب في 126 صفحة قياس 20×14. تناول سماحته فيه المواضيع التالية: الحريات العامة، شوري المراجع، تعدد الأحزاب، الحرية المسؤولة، الحرية في ظل الكفاءة، الديكتاتور لا يحترم القانون، الوعي والتنظيم، خرق القوانين، حرية المعارضة، خاتمة في احتجاجات النبي صلي الله عليه و اله والأئمة المعصومين عليهم السلام. قام بطبعه دار الفردوس بيروت لبنان عام 1409ه / 1989م، وكذلك مؤسسة الولاية بيروت لبنان، كما طبع في قم المقدسة بإيران مراراً. ترجم إلي الفارسية تحت عنوان (آزادي در إسلام) وطبع كراراً في إيران.

() (الفقه: الحريات): من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في قم المقدسة 10 رمضان 1412 ه. وهو من ضمن موسوعة الفقه، يقع الكتاب في 328 صفحة قياس 24 × 17. تناول سماحته فيه المواضيع التالية: حرية التجارة، حرية البيع، حرية الاشتراط في العقد، حرية القرض، حرية الرهن، حرية الدائن والمفلس، حرية الضمان، حرية الحوالة، حرية الكفالة، حرية الصلح، حرية الشركة، حرية المضاربة، حرية المزارعة، حرية المساقاة، حرية الإيداع، حرية الاستعارة، حرية الإجارة، حرية الوكالة،

حرية الوقف، حرية الصدقات، حرية السكني والعمري والرقبي والحبس، حرية الهبة، حرية السبق والرماية، حرية الوصية، حرية النكاح، تعدد الزوجات، حدود طاعة الزوجة، حدود النظر واللمس، المتعة، المهر، حرية الطلاق، حرية الخلع، حرية المباراة والظهار والإيلاء، حرية اللعان، حرية الإقرار، حرية الجعالة، حرية الأيمان، حرية الشفعة، حرية إحياء الموات، حرية اللقطة، حرية الصيد والذباحة، الحريات المتفرقة، حقيقة الحريات في البلاد غير الإسلامية، الحريات العبادية، حرية الطهارة، الحريات في باب القضاء، الحريات في باب الصلاة، الحريات في باب الصوم، الحريات في باب الحج، و…، قامت بطبعه مؤسسة الفكر الإسلامي بيروت لبنان عام 1414ه.

() انظر كتاب (الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام) من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في قم المقدسة. يقع الكتاب في 736 صفحة قياس 24×17. تناول سماحته فيه المواضيع التالية: الفصل الأول هل العالم سليم الصياغة، الفارق بين الإنسان وسائر الكائنات، الطفل بين عقلانية الأب وعاطفية الأم، فوارق بين الرجل والمرأة، أعمال لا تنسجم مع طبيعة المرأة. الفصل الثاني: الإيمان، القرآن أساس الحضارات الإسلامية، الأحاديث توجه الناس نحو الإيمان، الرسول صلي الله عليه و اله يدعو إلي الاقتصاص منه، بين يوسف وفرعون. الفصل الثالث: الحرية في الإسلام، حدود الحرية، الحرية للأديان الأخري، كلمة التوحيد رمز الحرية، نموذج للحريات الإسلامية. الفصل الرابع: السلام، حروب الرسول صلي الله عليه و اله كانت دفاعية، الحروب الحديثة لا تقل سوء، الإسلام يعتبر الحرب حالة استثنائية، القتل في منظار الإسلام. الفصل الخامس: من عوامل تقدم المسلمين عند ظهور الإسلام، التطبيق العملي للقرآن عند المسلمين الأولين، المسلمون قبل الإسلام وبعده، الإمام علي عليه السلام يصف المتقين، علائم الكافر في القرآن الكريم. الفصل السادس: الأسس الخمسة، الدولة الإسلامية،

الأمة الإسلامية، الأخوة الإسلامية، الشريعة الإسلامية، الحريات الإسلامية. الفصل السابع: من وحي السيرة النبوية، النبي صلي الله عليه و اله يعمل أجيراً وزارعاً وراعياً، كرمه صلي الله عليه و اله وتيسيره الأمور للناس، العدالة الاجتماعية، العفو العام. الفصل الثامن: أسباب تخلف المسلمين في القرون الأخيرة، انحراف الحكومات التي تدعي الإسلام، الحياة المترفة للقادة، العزلة عن الجماهير، محاربة العلماء. الفصل التاسع: الإعداد للصياغة الجديدة، ضرورة الإعداد، الصراع بين جبهة الحق وجبهة الباطل، كيف ننتصر في المعركة، أولاً: الإعداد النفسي، ثانياً: الإعداد البدني، ثالثاً: الإعداد التنظيمي. و … طبع عدة مرات في إيران ولبنان.

() سورة الأعراف: 157.

() راجع تفسير القرآن إلي الأذهان لسماحة الإمام الشيرازي ?: ج9 ص60 ط1 عام 1400ه 1980م، مؤسسة الوفاء بيروت / لبنان.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص141 باب الحرية ح3515.

() نهج البلاغة، الرسائل: 31 ومن وصية له عليه السلام للحسن بن علي كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين.

() مستدرك الوسائل: ج6 ص14 ب5 ح6309.

() سورة الشوري: 38.

() المحاسن: ج2 ص602 ب3 ص24.

() وسائل الشيعة: ج12 ص42 ب22 ح15595.

() بحار الأنوار: ج72 ص102 ب48 ح28.

() مكارم الأخلاق: ص318-319 ب10 ف4 في الاستخارة.

() سورة الشوري: 38.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة البقرة: 233.

() راجع وسائل الشيعة: ج12 ص41 ب22، ومستدرك الوسائل: ج8 ص343 ب21، وبحار الأنوار: ج72 ص97 ب48، والمحاسن: ج2 ص600 ب3 وغيرها.

() بحار الأنوار: ج72 ص100 ب48 ح16.

() وسائل الشيعة: ج12 ص39 ب21 ح15583.

() المحاسن: ج2 ص601 ب3 ح16.

() المحاسن: ج2 ص601 ب3 ح17.

() بحار الأنوار: ج72 ص101 ب48 ح20.

() وسائل الشيعة: ج12 ص42 ب22 ح15593.

() راجع كتاب (الدولة الإسلامية رؤي وآفاق) و(إذا قام الإسلام في العراق) لسماحة الإمام الراحل

(أعلي الله مقامه) الناشر: مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر، بيروت لبنان.

() سورة طه: 124.

() نهج البلاغة، الرسائل: 53 ومن كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه علي مصر وأعمالها.

() انظر كتاب (كيف ينظر الإسلام إلي السجين؟) للإمام الشيرازي ?: ص52 ط1، عام 1420ه 1999م، مؤسسة المجتبي بيروت / لبنان.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص299 ب92 ح43.

() الاستبصار: ج3 ص47 ب25 ح2.

() وسائل الشيعة: ج7 ص340 ب21 ح9523.

() سورة الزمر: 9.

() سورة المجادلة: 11.

() سورة طه: 114.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص244 ب4 ح21237.

() راجع وسائل الشيعة: ج17 ص85 ب2 ح22047، وفقه الرضا عليه السلام: ص301 ب52.

() الكافي: ج1 ص30 باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه ح4.

() وسائل الشيعة: ج27 ص78 ب8 ح33247.

() بحار الأنوار: ج1 ص220 ب6 ح59.

() راجع جواهر الكلام: ج40 ص7 كتاب القضاء.

() راجع (الكافي): ج7 ص406 كتاب القضاء والأحكام، و(وسائل الشيعة): ج27 ص5 كتاب القضاء، و(مستدرك الوسائل): ج17 ص235 كتاب القضاء، و(المقنعة): ص719 كتاب القضاء والشهادات والقصاص والديات.

() راجع مستدرك الوسائل: ج17 ص358 ب11 ح21578.

() الكافي: ج7 ص414 باب أن القضاء بالبينات والأيمان ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص2-3 باب من يجوز التحاكم إليه ومن لا يجوز ح3216.

() الكافي: ج7 ص406 باب أن الحكومة إنما هي للإمام عليه السلام ح1.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص223 ب87 ح23.

() مستدرك الوسائل: ج18 ص211 ب2 ح22528.

() سورة الأعراف: 156.

() راجع من لا يحضره الفقيه: ج4 ص97 باب تحريم الدماء والأموال بغير حقها ح5170.

() سورة المائدة: 32.

() مخطوط يقع في عشرة مجلدات من تأليف سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في مدينة قم المقدسة، يقوم مركز الجواد للتحقيق والنشر بإعداده حالياً.

() الكافي: ج2 ص350 باب من

آذي المسلمين واحتقرهم ح1.

() وسائل الشيعة: ج12 ص264-265 ب145 ح16264.

() المؤمن: ص69 ب8 ح185.

() وسائل الشيعة: ج12 ص271 ب147 ح16284.

() الكافي: ج2 ص355 باب من طلب عثرات المؤمنين وعوراتهم ح3.

() بحار الأنوار: ج72 ص218 ب65 ح21.

() راجع الكافي: ج7 ص174 باب الحدود، ومن لا يحضره الفقيه: ج4 ص23 كتاب الحدود، وتهذيب الأحكام: ج10 ص2 كتاب الحدود، ووسائل الشيعة: ج28 ص9 كتاب الحدود والتعزيرات.

() قاعدة فقهية صدرها رواية.

() سورة الأحزاب: 6.

() سورة البقرة: 84-86.

() تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص367-368 في مداراة النواصب ح257.

() ولدت طالبان في كنف كره شديد للاتحاد السوفييتي الملحد الذي غزا أفغانستان. وساهمت الأجهزة السرية المدعومة من قبل الغرب في بناء الحركة. ثم جاؤوا بأسامة بن لادن ضيفاً علي طالبان وزعيمها الملا محمد عمر في أفغانستان، فقد رحب الملا عمر به واتخذه صديقاً شخصياً له، وقامت بينهم علاقة مصاهرة. لقد لفتت حركة طالبان أنظار العالم باتخاذها سياسة العنف في تطبيق ما زعموه من الإسلام، وإلا فالإسلام بعيد كل البعد عن مثل هذه التصرفات العنيفة، فقد عاملت النسوة بقوة وأجبرن علي ارتداء البرقع وحرمن من التعليم. كما فرضت نظام منع التجول علي جميع السكان من التاسعة مساء وحتي شروق الشمس. وكان البعض يتعرض للضرب في الشوارع بسبب تأخره عن أداء الصلاة في مواعيدها. وأجبر الذكور جميعاً علي إطالة لحاهم. كذلك تم قطع أيدي اللصوص عقاباً لهم علي جرائمهم، كما قاموا بقتل الآلاف من الشيعة لمجرد كونهم من شيعة أهل البيت عليه السلام، إلي غير ذلك.

() ولد في بغداد عام 1928م من عائلة فلاحية، انتسب إلي كلية التجارة في مطلع الخمسينات، انضم إلي حزب البعث وتقدم في صفوفه القيادية، أصبح من القياديين الرئيسين بعد

ثورة 14 تموز 1958م، شارك في المؤتمر القومي الخامس حيث عارض اتجاه بعض القياديين البعثيين نحو الماركسية، أصبح أمين سر القيادة القطرية للحزب 19601963م وشارك في التخطيط لانقلاب 8 شباط 1963م ولكن ألقي القبض عليه قبل شهور من تنفيذ الخطة، عين وزيراً للداخلية ونائباً لرئيس الوزراء في وزارة البعث عام 1963م ولعب دوراً رئيسياً داخل القيادة القطرية آنذاك، اتهم بالإشراف علي التحقيق القاسي مع الشيوعيين، فصل من الحزب فحاول تشكيل تنظيمات سياسية منافسة ولكنه فشل، عين بعد انقلاب 17 تموز 1968م سفيراً في وزارة الخارجية، توفي في بغداد عام 1980م.

() سورة الأنفال: 61.

() سورة المؤمنون: 52.

() أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام العكبري الملقب بالشيخ المفيد، من أجل مشايخ الشيعة، ولد ? في عام 336ه، بأطراف بغداد، في أسرة عريقة في التشيع معروفة بالإحسان والطهارة، وقد أنهي دراساته الابتدائية في أسرته ومسقط رأسه، ثم سافر إلي بغداد واشتغل بتحصيل العلم عند الأساتذة والعلماء ليصبح بعد ذلك المقدم في علم الكلام والفقه والأصول، وكان من تلامذة ابن عقيل. وفضله أشهر من أن يوصف انتهت رئاسة الإمامية إليه في وقته. من أساتذته: ابن قولويه القمي، والشيخ الصدوق، وابن وليد القمي، وأبو غالب الزراري، وابن الجنيد الإسكافي، وأبو علي الصولي البصري، وأبو عبد الله الصفواني. ومن تلامذته: السيد المرتضي علم الهدي، والسيد الرضي، والشيخ الطوسي، والنجاشي، وأبو الفتح الكراجكي، وأبو يعلي جعفر بن سالار. وتبلغ مؤلفات الشيخ المفيد طبقاً لما ذكر تلميذه البارز الشيخ الطوسي 200 مؤلف منها: المقنعة، الفرائض الشرعية، أحكام النساء، الكلام في دلائل القرآن، وجوه إعجاز القرآن، النصرة في فضل القرآن، أوائل المقالات، نقض فضيلة المعتزلة، الإفصاح، الإيضاح. توفي الشيخ

المفيد في عام 413 ه ببغداد عن 75 عاماً قضاها بالعلم والعمل، ودفن في الحرم المطهر بجوار الإمام الجواد عليه السلام قريباً من قبر أستاذه ابن قولويه. وقد حظي بتعظيم الناس وتقدير العلماء والفضلاء. يذكر الشيخ الطوسي الذي حضر تشييعه بأن يوم وفاته كان يوماً لا نظير له لكثرة من حضر لأداء الصلاة علي جنازته والبكاء عليه من الصديق والعدو، حيث شيّعه ثمانون ألفاً وصلي عليه السيد المرتضي علم الهدي (رضوان الله عليهم أجمعين).

() كتاب الاختصاص: ص 341 بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه.

() كتاب الاختصاص: ص 341 بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه.

() سورة الحجرات: 10.

() جامع الأخبار: ص118 ف74 في الإخوان وزيارتهم.

() تحف العقول: ص203 وروي عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني.

() الكافي: ج2 ص166 باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض ح5.

() بحار الأنوار: ج71 ص264 ب16 ح4.

() مصادقة الأخوان: ص48 يج باب المؤمن أخو المؤمن ح2.

() سورة الحجرات: 10.

() الأمالي للطوسي: ص586-587 المجلس25 ح1214.

() بحار الأنوار: ج38 ص333-334 ب68 ح5.

() راجع (الكافي): ج1 ص538 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه، و(من لا يحضره الفقيه): ج2 ص39 باب الخمس، و(وسائل الشيعة): ج9 ص485 ب2، و(بحار الأنوار): ج93 ص189 ب23، و(الفقه كتاب الخمس): ج33 ص48 المسألة 5، ط4 عام 1409ه/1988م، دار العلوم بيروت لبنان وغيرها.

() موسوعة الفقه كتاب الاقتصاد: ج107 ص309 المسألة 34، ط4 عام 1408ه 1987م، طبع دار العلوم بيروت لبنان.

() سورة البقرة: 29.

() بحار الأنوار: ج63 ص446 ب1.

() وسائل الشيعة: ج9 ص493 ب3 ح12565.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص122 ب35 ح6.

() وسائل الشيعة: ج9 ص491 ب3 ح12561.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص122 ب35 ح4.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص8 ب2 ح9.

() الاستبصار: ج2 ص7

ب3 ح1.

() الكافي: ج3 ص518-519 باب أنه ليس علي الحلي وسبائك الذهب ونقر الفضة والجوهر زكاة ح9.

() وسائل الشيعة: ج9 ص78 ب16 ح11566.

() تهذيب الأحكام: ج4 ص3 ب1 ح6.

() الاستبصار: ج2 ص3 ب1 ح5.

() الكافي: ج3 ص510 باب ما يزكي من الحبوب ح3.

() وسائل الشيعة: ج15 ص150 ب68 ح20186.

() من لا يحضره الفقيه: ج2 ص52 باب الخراج والجزية ح1674.

() انظر الكافي: ج2 ص662 باب الجلوس ح7.

() وسائل الشيعة: ج17 ص406 ب17 ح22852.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص111-112 ب1 ح20905.

() سورة البقرة: 29.

() راجع موسوعة الفقه كتاب الاقتصاد: ج107 ص309 المسألة 34، ط4 عام 1408ه 1987م، طبع دار العلوم بيروت لبنان.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص110 ب52 ح11.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص199 باب السوق ح3752.

() سورة هود: 113.

() مستدرك الوسائل: ج13 ص135 ب35 ح14974.

() راجع وسائل الشيعة: ج17 ص182-183 ب42 ح22305.

() غوالي اللآلي: ج4 ص69 الجملة الثانية في الأحاديث المتعلقة بالعلم وأهله وحامليه ح31.

() بحار الأنوار: ج72 ص329 ب79 ح59.

() وسائل الشيعة: ج16 ص48 ب77 ح20945.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص220-221 ب87 ح13.

() الكافي: ج5 ص324 باب خير النساء ح4.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص394 ب33 ح2.

() سورة الأنفال: 73.

() وسائل الشيعة: ج20 ص77 ب28 ح25075.

() سورة الأنفال: 73.

() غوالي اللآلي: ج3 ص340 ق2 كتاب النكاح ح254.

() تهذيب الأحكام: ج7 ص395 ب33 ح6.

() سورة المائدة: 2.

() سورة الفتح: 29.

() الكافي: ج2 ص175 باب التراحم والتعاطف ح4.

() بحار الأنوار: ج71 ص401 ب28 ح45.

() وسائل الشيعة: ج12 ص216 ب124 ح16120.

() الكافي: ج2 ص175 باب التراحم والتعاطف ح3.

() وسائل الشيعة: ج17 ص40-41 ب9 ح21930.

() حزب المؤتمر الهندي تأسس عام (1885م) كحزب معارض للوجود البريطاني في البلاد، ثم قاد الهند نحو الاستقلال.

واستطاع الاستئثار بالسلطة فيها بشكل شبه متواصل منذ (1948م) وحتي مطلع الثمانينات من القرن الماضي. تشكل الحزب في البداية كجمعية وطنية عامة فعقد مؤتمره التأسيسي في بومباي عام (1885م) وذلك بهدف تعريف الأعضاء بعضهم علي بعض ورسم سياسة الحزب المقبلة. استلم غاندي قيادة الحزب بعد موت (كرفال ميها وبيلاك) وتعرض خلالها للاعتقال مرات عدة وذلك حتي استقلت الهند عام (1947م) فاغتيل من قبل أحد الهنود.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.