تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار

اشارة

اسم الكتاب: تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1419 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن كان القرآن الكريم هو المصدر الأول في التشريع الإسلامي يأتي دور الحديث الشريف كي يمثل المصدر الثاني لذلك، والمقصود بالحديث كما فسره العلماء: هو قول المعصوم ? وفعله وتقريره.

ولكن هناك فرق بين المصدرين، فان القرآن قطعي الصدور ونقله متواتر بأعلي درجات التواتر، بينما لا يتجاوز كثير من الأحاديث الشريفة عن كونها خبراً واحداً أو مستفيضاً، وهذا لا ينافي كثرة الروايات المتواترة لفظاً أو معناً أو إجمالاً، وقد تكفل علم الأصول والحديث والدراية والرجال وما أشبه.. بتفصيل ذلك.

وللأهمية الكبري التي يمتلكها الحديث في مختلف مجالات الحياة اهتم المسلمون من صدر الإسلام الي يومنا هذا اهتماماً بالغاً بتدوين الأحاديث الشريفة ونقلها صدراً عن صدر، بالإضافة إلي بيان الصحيحة منها عن غيرها..

وذلك لدس بعض الأحاديث وتزويرها، كما انه قد منع تدوين الحديث بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لفترة غير قصيرة..

ومن هنا نري قوة الأسناد وصحتها في الحديث المروي عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) فهم رووا أباً عن جد عنه (صلي الله عليه وآله وسلم) مباشرة، وهم الورثة لعلمه (صلي الله عليه وآله وسلم) كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (حدثني رسول الله ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب) هذا بالإضافة الي مقام عصمتهم عن الخطأ.

وأما بالنسبة الي غيرهم فالأمر بحاجة الي تهذيب، قال رسول الله (صلي

الله عليه وآله وسلم): (فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف فدعوه).

ومن هنا جاء اهتمام العلماء الأعلام والفقهاء العظام بجمع الأحاديث الشريفة من مختلف المصادر، فظهرت الموسوعات الروائية: كالكتب الأربعة، وبحار الأنوار، ووسائل الشيعة، ومستدرك الوسائل و…

ومن جانب آخر فهنالك بعض الكتب التي تشتمل علي مبهمات فكرية وربما بعض الأخطاء كشفها التقدم الفكري، او تحتوي علي زيادات او تنتظر استخلاص مواضيع يستفيد منها أكثر الناس، فهذه الكتب تنتظر يد التطوير حتي تعود إليها حيويتها ونشاطها، او التهذيب أحياناً، وفكرة اختصار الكتب فكرة عريقة وأممية الي جانب كونها وجوبية..

والتلخيص كان من دأب كبار العلماء في طول التاريخ، فهذا المحقق الحلي (قدس سره) المتوفي عام 676ه لخص كتاب (الفهرست) للشيخ الطوسي (رحمه الله) وذلك بتجريده عن الكتب والأسانيد والاقتصار علي ذكر نفس المصنفين.

وهذا العلامة الحلي (رضوان الله عليه) لخص كتاب (الكشاف) لاحد كبار العلماء، وكذلك الخواجة نصير الدين الطوسي (قدس سره) لخص كتاب (المحصل) للفخر الرازي، وأيضا كتاب (تلخيص المعارف) تأليف ابن قتيبة، لخصه الشيخ شرف الدين يحيي البحراني. الي غير ذلك.. ويمكن لمعرفة بعض التفصيل مراجعة موسوعة (الذريعة الي تصانيف الشيعة) للآغا بزرك الطهراني.

ومن هذا المنطلق جاء هذا الكتاب القيم (تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار) فقد اختار المرجع الديني الأعلي الإمام الشيرازي (دام ظله) من كتاب (ربيع الأبرار) للزمخشري ما ورد عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين أو فيهم، بالاضافة الي بعض الروايات الاخلاقية العامة.

وقد قمنا بطبع هذا الكتاب الذي بين يديك لما يحتوي علي روايات هامة، وقد اقتصرنا علي أصل الحديث الشريف من دون ذكر السند عادة، كما أضفنا واو العاطفة فيها رعاية للتنسيق، راجين من المولي عزوجل ان

ينفع به المسلمين وان يوفقنا لنشر السنة الشريفة انه سميع مجيب.

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت لبنان. ص ب: 5951 / 13

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد، فهذا كتاب (تذكرة الأخبار) في تلخيص (ربيع الأبرار) جمعت فيه الأحاديث المروية عن الله سبحانه وعن الأنبياء وعن الأئمة (عليهم السلام)، والأكثر منه موجود في سائر الكتب وقليل منه لم أظفر به فيها… لعل الله ينفع به المؤمنين، ويكون ذخيرة ليوم الدين.

والله سبحانه المسؤول في الأجر والفائدة، انه ولي ذلك وهو المستعان.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

باب الأوقات وذكر الدنيا والآخرة

عن علي (عليه السلام): (اجموا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان).

وفي رواية: (إن هذه النفوس تمل، وهذه القلوب تدثر، فابتغوا لها طرائف الحِكَم وملاهيها).

وعن علي (عليه السلام): (من وسع عليه في دنياه ولم يعلم انه مكر به فهو مخدوع).

وعن علي (عليه السلام): (الدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب، إذا قربت من أحدهما بعدت من الآخر).

وعن علي (عليه السلام): (من وسع عليه في دنياه ولم يعلم انه مكر به فهو مخدوع في عقله).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (من أصبحت الدنيا همه وسدمه نزع الله الغني من قلبه، وصير الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبحت الآخرة همه وسدمه نزع الله الفقر من قلبه، وصير الغني نصب عينيه، وأتته الدنيا وهي راغمة).

و: (مثل الدنيا والآخرة مثل رجل له ضرتان، إن أرضي إحداهما أسخط الأخري).

وعن المسيح (عليه السلام): (أنا الذي كفأت الدنيا علي وجهها، فليس لي زوج تموت ولا بيت يخرب).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه).

وعن علي بن الحسين السجاد (عليه السلام): (الدنيا سبات، والآخرة يقظة ونحن بينها أضغاث).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا عظمت أمتي الدنيا نزع منها هيبة

الإسلام).

وعن الفضيل: (جمع الخير كله في بيت، جعل مفتاحه الزهد في الدنيا).

وفي الحديث: (قال الله تعالي: يا دنيا مرّي لعبدي المؤمن، ولا تحلولي له).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع).

وكان علي (عليه السلام) يتمثل:

ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض

علي الماء خانته فروج الأصابع

وعن ابن عيينة: أوحي الله إلي الدنيا: (من خدمك فأتعبيه، ومن خدمني فاخدميه).

وعن علي (عليه السلام): (الدنيا دار ممر إلي دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع نفسه فأوبقها، ورجل ابتاعها فاعتقها).

وعنه (عليه السلام): (انتم في هذه الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا، مع كل جرعة شرق، وفي كل أكلة غصص، لا تنالون منها نعمة إلا بفراق أخري).

وعن عيسي (عليه السلام): (من ذا الذي يبني علي موج البحر دارا؟ تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن، عليها يبلغ الخير، وبها ينجو من الشر).

وعن علي بن الحسين (عليه السلام): (من هوان الدنيا علي الله أن يحيي بن زكريا أهدي رأسه إلي بغي من بغايا بني إسرائيل في طست من ذهب، فيه تسلية لحر فاضل، يري الناقص الدنيء يظفر من الدنيا بالحظ السني، كما أصابت تلك الفاجرة تلك الهدية العظيمة).

وعن علي (عليه السلام): (وإن جانب منها اعذوذب وحلا، أمر منها جانب فأوبأ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (عرضت عليّ الأيام، فإذا يوم الجمعة كهيئة المرآة، وإذا فيها نكتة سوداء، فقلت لجبرئيل: ما هذه؟ قال: هي الساعة تقوم يوم الجمعة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا قال الرجل لعن الله الدنيا، قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه).

وعن الخدري انه قال: ما أطوله؟ فقال (صلي

الله عليه وآله وسلم): (والذي نفسي بيده انه ليخفف علي المؤمن حتي يكون أخف عليه من صلاته المكتوبة).

وعن علي بن أبي طالب (عليه السلام): (ساهل الدهر ما ذل قعوده).

وعن علي (عليه السلام): (الدنيا قد نعت اليك نفسها، وتكشفت لك عن مساوئها، فإياك أن تغتر بما تري من اخلاد أهلها إليها، وتكالبهم عليها، فانهم كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهر بعضها علي بعض، ويأكل عزيزها ذليلها، ويقهر كبيرها صغيرها، نعم معقلة، وأخري مهملة، قد أضلت عقولها، وركبت مجهولها).

وعن عيسي (عليه السلام): (إني أري الدنيا في صورة عجوز هتماء، عليها من كل زينة، قيل لها: كم تزوجت؟ قالت: لا أحصيهم كثرة، قيل: أماتوا عنك أم طلقوك؟ قالت: بل قتلتهم كلهم، قيل: فتعسا لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين، كيف لا يكونون منك علي حذر).

وعن علي (عليه السلام): (ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (ألا أدلكم علي ساعة من ساعات الجنة، الظل فيها ممدود، والرزق فيها مقسوم، والرحمة فيها مبسوطة، والدعاء فيها مستجاب؟ قالوا: بلي يا رسول الله. قال: ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، ويطلب شهواتها من لا فهم له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد من لا فقه له، ولها يسعي من لا يقين له).

وكان الحسن بن علي (عليه السلام) كثيرا ما ينشد:

يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها

ان اغتراراً بظل زائل حمق

وعن علي (عليه السلام): (مر النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)

بعائشة قبل طلوع الشمس وهي نائمة، فحركها برجله وقال: قومي لتشاهدي رزق ربك، ولاتكوني من الغافلين، إن الله يقسم أرزاق العباد بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالي بعد صلاة الغداة حتي تطلع الشمس أحب إليّ من أن أعتق نسمة من ولد إسماعيل).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (مالي وللدنيا، إنما مثلها ومثلي كمثل راكب قال في ظل شجرة في يوم صائف، ثم راح وتركها).

وورد: (انه توفيت خديجة (عليها السلام) وأبو طالب (عليه السلام) في عام واحد لسنة ست من الوحي، فسمي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ذلك العام عام الحزن).

وعن علي (عليه السلام): (وأحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة، وليست بدار نجعة، دار هانت علي ربها، فخلط خيرها بشرها، وحلوها بمرّها، لم يصفها لأوليائه، ولم يضنِ بها علي أعدائه).

وذم الدنيا رجل عند علي (عليه السلام)، فقال علي (عليه السلام): (الدنيا دار صدق لمن صدقها، دار نجاة لمن فهم عنها، دار غني لمن تزود منها، مهبط وحي الله، ومصلي ملائكته ومسجد أنبيائه، ومتجر أوليائه، رجوا فيها الرحمة، واكتسبوا فيها الجنة، فمن ذا الذي يذمها وقد آذنت ببنينها ونادت بفراقها ونعت نفسها، وشبهت بسرورها السرور، وببلائها البلاء، ترغيباً وترهيباً، فيا أيها الذام لها، المعلل نفسه، متي خدعتك الدنيا؟ ومتي استذمت إليك؟ أبمصارع آبائك في البلي، أم بمضاجع أمهاتك في الثري؟).

وعن علي (عليه السلام): (أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام).

وليلة الغدير: معظمة عند الشيعة، محياة فيهم بالتهجد، وهي الليلة التي خطب فيها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): بغدير خم علي اقتاب الإبل، وقال في خطبته: (من كنت مولاه فعلي مولاه).

وعن علي (عليه

السلام): (والله لدنياكم أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم).

وعن علي (عليه السلام): (ما أصف من دنيا.. أولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من استغني فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن، ومن ساعاها فاتته، ومن قعد عنها آتته، ومن أبصر بها بصرته، من أبصر إليها أعمته).

وعن عيسي (عليه السلام): (يا طالب الدنيا لتبر، تركك لها أبر).

وعنه (عليه السلام): (من بني علي موج البحر داراً، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً).

وعنه (عليه السلام): (من خبث الدنيا إن الله عصي فيها، وإن الآخرة لا تنال إلا بتركها).

ودخل عمر علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو علي حصير قد أثر في جنبه، فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشاً أوثر منه؟ فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): (مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها).

وعن علي (عليه السلام): (من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً أعطي عشرة أيام غرر زهر لا تشاكلهن أيام الدنيا).

وعلي (عليه السلام) قلما اعتدل به المنبر الا قال أمام خطبته: (أيها الناس اتقوا الله، فما خلق امرؤ عبثاً فيلهو، ولا ترك سدي فيلغو، وما دنياه التي تحسنت له بخلف من الآخرة التي قبحها سوء النظر عنده، وما المغرور الذي ظفر من الدنيا بأعلي همته، كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدني سهمته).

وسأل معاوية ضرار بن ضمرة الشيباني عن علي (عليه السلام) فقال: (أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخي الليل سدوله، وهو قائم في محرابه، قابض علي لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء العجول، ويقول: يا دنيا يا دنيا، إليك عني إليّ تعرضت، أم إليّ

تشوقت، لا حان حينك، هيهات هيهات، غري غيري، لاحاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد).

وعن علي (عليه السلام): (ألا وإن الدنيا قد ولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وإن الآخرة قد أقبلت، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن كل ولد سيحلق بأمه يوم القيامة، وإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل).

وعن علي (عليه السلام): (وأعلموا رحمكم الله انكم في زمان القائل فيه بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل، أهله معتكفون علي العصيان، مصطلحون علي ادهان، فاتهم عارم، وشايبهم آثم، عالمهم منافق، وقارئهم مماذق، لا يعظم صغيرهم كبيرهم، ولا يعول غنيهم فقيرهم).

وورد: (من سالت من عينه قطرة يوم الجمعة قبل الرواح، أوحي الله إلي الملك صاحب الشمال: اطو صحيفة عبدي، فلا تكتب عليه خطيئة إلي مثلها من الجمعة الأخري).

وقيل: (إياك وهم الغد، وارض للغد برب الغد).

وقال لقمان (عليه السلام) لابنه: (لا تدخل في الدنيا دخولاً يضر بآخرتك، ولا تتركها تكون كلاً علي الناس).

باب السماء والكواكب و…

عن علي (عليه السلام): (إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) رفع طرفه إلي السماء، فقال: تبارك خالقها ورافعها وممهدها وطاويها طي السجل، ثم رمي ببصره إلي الأرض فقال: تبارك خالقها، وواضعها وممهدها وطاحيها).

وأوحي الله الي عيسي (عليه السلام): (أن كن للناس في الحلم كالأرض تحتهم، وفي السخاء كالماء الجاري، وفي الرحمة كالشمس والقمر، فانهما يطلعان علي البر والفاجر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (بينا رجل مستلق ينظر إلي النجوم والسماء، فقال: والله إني لأعلم إن لك

خالقاً ورباً، اللهم اغفر لي، فنظر الله إليه فغفر له).

و خرج النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) علي أصحابه وهم يتفكرون في الخالق، فقال: (تفكروا في الخلق، ولا تفكروا في الخالق، فإنه لا يحيط به الفكر، تفكروا إن الله خلق السماوات سبعاً، والأرضين سبعاً، وثخانة كل أرض خمسمائة عام، وثخانة كل سماء خمسمائة عام، وما بين كل سماءين خمسمائة عام، وفي السماء السابعة بحر عمقه مثل ذلك كله، فيه ملك لم يجاوز الماء كعبه).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ربما يخرج من الليل، فينظر في آفاق السماء، فيقول: (سبحانك هجعت العيون، وغارت النجوم، وأنت الحي القيوم، لايواري عنك ليل ساج، ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد، ولا بحر لجي، ولاظلمات بعضها فوق بعض، تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل، اللهم فكما أولجت الليل في النهار والنهار في الليل فأولج علي وعلي أهل بيتي الرحمة، لاتقطعها عني ولا عنهم أبداً).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ).

واختلفوا في البيت المعمور وفي مكانه، فقال قوم:

هو البيت الذي بناه آدم (عليه السلام) أول ما نزل إلي الأرض، فرفع إلي السماء في أيام الطوفان، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، والملائكة تسميه الضراح بالضاد المعجمة لأنه ضرح عن الأرض إلي السماء، ومنه نية ضرح وطرح: بعيدة.

وقال ابن الطفيل سمعت علياً (عليه السلام) وسئل عن البيت المعمور، فقال (عليه السلام): (ذاك الضراح، بيت بحيال الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايعودون إليه حتي تقوم القيامة، ويقال له: الضريح أيضاً).

وعن علي (عليه السلام): (أنشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الأرجاء وسكاك الأهواء، فأجاز فيها ماء متلاطماً تياره، متراكماً زخاره،

حمله علي متن الريح العاصفة والزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلها علي شده، وقربها إلي حده، الهواء من تحتها فتيق، والماء من فوقها دفيق، ثم نشأ سبحانه ريحاً أعقم مهبها وأدام مربها، وأعصف مجراها، وأبعد منشاها، فأمرها بتصفيق الماء الزخار وإثارة موج البحار، فمخضته مخض السقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد أوله علي آخره، وساجيه علي مائره، حتي اعب عبابه، ورمي بالزبد ركامه، فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق، فسوي منه سبع سماوات، جعل سفلاهن موجاً مكفوفا، وسقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد يدعمها، ولادسار ينتظمها، ثم زينها بزينة الكواكب وضياء الثواقب، وأجري فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا، في فلك دائر وسقف سائر ورقيم مائر).

وعن علي (عليه السلام): (وكان من اقتدار جبروته، وبدائع لطيف صنعته أن جعل من ماء أليم الزاخر المتراكم المتقاصف يبساً جامداً، ثم فطر منه أطيافاً ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسكت بأمره، وقامت علي حده، يملها الأخضر المثعنجر، والقمقام المسخر، قد ذل لأمره، وأذعن لهيبته، ووقف الجاري منه لخشيته).

وعنه (عليه السلام): (يكره أن يسافر الرجل أو يتزوج في محاق الشهر، وإذا كان القمر في العقرب).

ويروي إن رجلاً قال له (عليه السلام): إني أريد الخروج في تجارة، وذلك في محاق الشهر، فقال (عليه السلام): (أتريد أن يمحق الله تجارتك؟ استقبل هلال الشهر بالخروج).

ويروي: (ان الشمس انكسفت يوم مات إبراهيم بن مارية، فقالوا انكسفت الشمس لموته، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تنكسفان لموت أحد ولا لحايته، فإذا رأيتم هذا فافزعوا إلي الصلاة والدعاء حتي تنجلي).

وأراد علي (عليه السلام) الخروج إلي الخوارج، فأراد تثبيطه ناظر في النجوم، فقال: (أيها الناس، إياكم وتعلم النجوم، إلا ما يهتدي

به في بر أو بحر، فإنها تدعو إلي الكهانة، المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا علي اسم الله، ورجع مظفراً).

وقرب إلي علي بن الحسين (عليه السلام) طهوره في يوم ورده، فوضع يده في الإناء ليتوضأ، ثم رفع رأسه فنظر إلي السماء والقمر والكواكب، ثم جعل يفكر في خلقها، حتي أصبح وأذن المؤذن، ويده في الإناء.

وعن قتادة: بلغني إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كان إذا رأي الهلال قال: (هلال خير ورشد، ثلاث مرات، آمنت بالذي خلقك، ثلاث مرات، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا).

باب السحاب والمطر و…

عن أنس: أصاب أهل المدينة قحط علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، فبينما هو يخطبنا يوم جمعة، إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلك الكراع وهلك الشاء، فادع الله ان يسقينا.. فمد يده ودعا، وان السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح وأنشأت سحابا ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتي أتينا منازلنا، فلم تزل تمطر إلي الجمعة الأخري، فقام إليه ذلك الرجل فقال: يا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، تهدمت البيوت، فادع الله أن يحبسه، فتبسم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ثم قال: حوالينا ولا علينا، فرأيت السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل).

وعن عائشة: انه (صلي الله عليه وآله وسلم) خرج حين بدا حاجب الشمس، فصعد علي المنبر، وكبر وحمد الله، ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلم): (إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر أبان زمانه، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم. ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلم): اللهم أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما

أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلي حين. فأنشأ الله سحاباً، فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتي سالت السيول، فلما رأي سرعتهم إلي الكن ضحك حتي بدت نواجذه، وقال: أشهد أن الله علي كل شيء قدير، وإني عبد الله ورسوله).

وروي انه قال في استسقاء: (اللهم اسقنا وأغثنا، اسقنا غيثاً مغيثاً، وحياً ربيعاً، وجداً طبقاً، غدقاً مغدقاً، مونقاً عاماً، هنيئاً مريئاً، مرياً مريعاً، مربعاً مرتعاً، وابلاً سابلاً، مسبلاً مجللاً، ديماً دراراً، نافعاً غيرضار، عاجلاً غير رائث، غيثاً اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغاً للحاضر منا والباد، اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا سكنها، اللهم: أنزل علينا من السماء ماء طهوراً، فأحي به بلدة ميتاً، واسقه مما خلقت لنا أنعاماً وأناسي كثيراً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (يوشك أن تظهر الصواعق، حتي أن الرجل ليأتي القوم فيقول: من صعق منكم؟ فيقولون: صعق فلان وفلان وفلان).

وعن أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مطر، فخرج فحسر ثوبه عنه حتي أصابه، فقلنا يا رسول الله: لم صنعت هذا؟ فقال: (لأنه حديث عهد بربه).

وعن ابن عباس: (المطر مزاجه من الجنة، فإذا كثر المزاج كثرت البركات وإن قل المطر، وإذا قل المزاج قلت البركات وإن كثر المطر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (مثل أمتي كالمطر، يجعل الله في أوله خيراً، وفي آخره خيراً).

وعن أبي هريرة: أمطر علي أيوب (عليه السلام) جراد من ذهب، فجعل يلتقط، فأوحي الله إليه: يا أيوب ألم أغنك؟ قال: بلي يا رب، ولا غني بي عن فضلك.

وعن علي (عليه السلام): (اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدائر السنين، وأخلفتنا مخايل الجود، فكنت الرجاء للمستيئس،

والبلاغ للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام، فانشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق، والربيع المغدق، والنبات المونق، اللهم سقيا منك تعشب بها نجادنا، وتجري بها وهادنا، وانزل علينا سماء مخضلة مداراً، يدافع الودق منها الودق،ويحفز القطر منها القطر).

باب الهواء والريح و…

عن محمد بن علي (عليه السلام): (ما هبت الريح ليلاً ولا نهاراً إلا قام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وقعد، وقال: اللهم إن كان بك اليوم سخط علي أحد من خلقك بعثتها تعذيباً له، فلا تهلكنا في الهالكين، وإن كنت بعثتها رحمة فبارك لنا فيها. فإذا قطرت قطرة قال (صلي الله عليه وآله وسلم): رب لك الحمد، ذهب السخط، ونزلت الرحمة).

وعن علي (عليه السلام): (توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق، وآخره يورق).

وعن عائشة: (ما رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مستجمعاً ضاحكاً حتي أري منه لهواته، إنما كان يبتسم، وكان إذا رأي غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه.. قلت: يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قوم بالريح، وقد رأي قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا).

وعن ابن عباس: (إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء، رحمة بالمساكين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): استعينوا علي قيام الليل بقائلة النهار، واستعينوا علي صيام النهار بسحور الليل، واستعينوا علي حر الصيف بالحجامة، واستعينوا علي برد الشتاء بأكل التمر والزبيب).

وعن الخدري عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إذا كان يوم حار، فإذا قال الرجل: لا إله إلا

الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله لجهنم: إن عبداً من عبيدي قد استجارني من حرك، وأنا أشهدك اني قد أجرته. وإذا كان اليوم شديد البرد، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد برد هذا اليوم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله لجهنم: ان عبداً من عبيدي استجارني من زمهريرك، واني أشهدك أني قد أجرته. قالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلم): بيت يلقي فيه الكافر يتميز من شدة برده).

وكان علي (عليه السلام) يخرج في الشتاء، والبرد شديد في ازار ورداء خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل لايبالي، فقيل له، فقال: قال (صلي الله عليه وآله وسلم) يوم خيبر حين أعطاني الراية وكنت أرمد، فتفل في عيني: اللهم اكفه الحر والبرد، فما آذاني بعد حر ولابرد.

باب النار وأنواعها وأحوالها

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار، فتنفس فأصابهم نفسه، لأحرق المسجد ومن فيه).

وقال نبي الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لجبريل: (مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إن أدني أهل النار عذابا الذي تجعل له نعلان، يغلي منهما دماغه في رأسه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ليلة أسري بي سمعت هذة، فقلت: يا جبريل ما هذه الهذة؟ قال: حجر أرسله الله من شفير جهنم، فهو يهوي منذ سبعين خريفا، بلغ قعرها الآن).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالي: ?وهم فيها كالحون?: (تشويه النار فتقلص شفته العليا حتي تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلي حتي تبلغ سرته).

وعنه

(صلي الله عليه وآله وسلم): (لو ضرب بمقمع من مقامع الحديد الجبل لفتت فعاد غباراً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (تقول جهنم للمؤمن: جز فقد أطفأ نورك لهبي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من أسرج في مسجد سراجاً لا تزال الملائكة تستغفر له، مادام في المسجد ضوء ذلك السراج).

وعن علي (عليه السلام): (لقد رأيت عقيلاً وقد أملق، حتي استماحني من بركم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم، كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكداً، وكرر عليّ القول مردداً، فأصغيت إليه سمعي، فظن اني أبيعه ديني، واتبع قياده مفارقاً طريقتي، فأحميت له حديدة، ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحرق من مسها، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسان للعبه، وتجرني إلي نار سجرها جبارها لغضبه، أتئن من الأذي ولا أئن من لظي).

وعنه (عليه السلام): (واعلموا انه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر علي النار، فارحموا نفوسكم، فانكم قد جربتموها في مصائب الدنيا، فرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه، والرمضاء تحرقه، فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيع حجر، وقرين شيطان، أعلمتم أن مالكا اذا غضب علي النار حطم بعضها بعضاً لغضبته، واذا زجرها توثبت بين ابوابها جزعا من زجرته. ايها اليفن الكبير، والذي قد لهزه القتير، كيف أنت اذا اقتحمت أطواق النار بعظام الأعناق، وتشبثت الجوامع حتي أكلت لحوم السواعد).

باب الأرض والجبال و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (تمسحوا بالارض فانهابكم برة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من أخذ أرضاً بغير حقها كلف ان يحمل ترابها في الحشر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (التمسوا الرزق في خبايا الأرض).

وعنه (صلي الله عليه

وآله وسلم): (اذا جار الحاكم قل المطر واذا غدر بالذمة ظفر العدو، واذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة).

وعن علي (عليه السلام): أنه قال لما زلزلت الأرض: (ما أسرع ما أخزيتم).

وفي دعاء رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي).

وعلي (عليه السلام): حين جاء نعي الأشتر: (مالك وما مالك! لو كان جبلاً لكان فندا لا يرتقيه الحافر ولا يوفي عليه الطائر).

باب الماء والبحار و…

وسئل عن علي (عليه السلام): (كيف كان حبكم لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)؟ قال (عليه السلام): (كان والله أحب إلينا من أموالنا، وآبائنا، وأمهاتنا، وأبنائنا، ومن برد الشراب علي الظمأ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من حفر بئر ماء شربت منها كبد حري من الأنس أو السباع أو الجن أو الطيور فله أجر ذلك إلي يوم القيامة، ومن بني مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتا في الجنة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (سبعة للعبد تجري بعد موته: من علم علما، أو أجري نهراً، أو حفر بئراً، أو بني مسجداً، أو أورث مصحفاً، أو ترك ولداً صالحاً يدعو له، أو صدقة تجري له بعد موته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري، حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلي ما يجري فيه الماء، فإذا أنا بمسك اذفر، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله).

وعن أم حرام: عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغرق له أجر شهيدين).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في بيت أم سليم،

فاستيقظ وهو يضحك، فقالت له أختها أم حرام: يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: رأيت قوماً ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك علي الأسرة. وروي: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثج هذا البحر ملوكاً علي الأسرة. فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، فتزوجها عبادة بن الصلت، فغزا في البحر، فحملها معه، فلما رجع قربت لها بغلة لتركبها، فاندقت عنقها، وذلك بقبرص زمن معاوية).

وأتي عامر بن كريز يوم الفتح رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بابنه عبد الله بن عامر، وهو غلام قد تحرك، ابن خمس أو ست، فقال: يا رسول الله حنكه، فقال: (إن مثله لا يحنك، وأخذه فتفل في فيه، فجعل يتسوغ ريق رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ويتلمظه، فقال(صلي الله عليه وآله وسلم): إنه لمسقي، فكان لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء، وله السقايات بعرفة، وله النباج، والجحفة، وبستان ابن عامر).

وعن علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم، وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء، وانا سيد ولد آدم ولافخر).

وكان الصاحب بن عباد يقول عند شرب الماء الجهد:

قعقة الثلج بماء عذب تستخرج الحمد من أقصي القلب

ثم يقول: اللهم جدد اللعن علي يزيد.

وعن علي (عليه السلام) في قوله تعالي: ?ثم لتسألن يومئذ عن النعيم? قال: (الرطب والماء البارد).

باب الشجر..والفواكه.. وذكر الجنة..

عن أسامة بن زيد: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول في ذكر الجنة: (الا مشتري لها! هي ورب الكعبة ريحانة تهتز، ونور يتلألأ، ونهر يطرد، وزوجة لا تموت، مع حبور ونعيم، ومقام الأبد).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان الله جل ذكره لما حوط

حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وغرس غرسها، قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال تعالي: طوبي لك منزل الملوك).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله تعالي: اتشتهون شيئاً فأزيدكم؟ قالوا: يا ربنا، وما خير مما أعطيتنا؟ قال: رضواني أكبر).

وقال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (يا أبا القاسم، تزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلم): نعم، والذي نفسي بيده أن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في الأكل والشرب، قال: فإن الذي يأكل تكون له الحاجة، والجنة طيب لا خبث فيها، قال (صلي الله عليه وآله وسلم): عرق يفيض من أحدهم كرشح المسك فيضمر بطنه).

ودخل داود (عليه السلام) غارا من غيران بيت المقدس فوجد حزقيل (عليه السلام) يعبد ربه، وقد يبس جلده علي عظمه، فسلم عليه، فقال (عليه السلام): اسمع صوت شبعان ناعم، فمن أنت؟ قال (عليه السلام): داود. قال: الذي له كذا وكذا امرأة، وكذا وكذا أمة؟ قال (عليه السلام): نعم، وأنت في هذه الشدة، قال (عليه السلام): ما أنا في شدة، ولا أنت في نعمة، حتي ندخل الجنة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (أكرموا عمتكم النخلة).

وعن علي (عليه السلام): (إن أول شجرة استقرت علي الأرض النخلة، فهي عمتكم أخت أبيكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (العجوة من الجنة وهي شفاء من السم).

وقال أبو هريرة: مر عليّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، ومعي اغراس، فقال: (الا أدلك علي اغراس أفضل منها، قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فليس منها كلمة تقولها إلا غرس الله لك بها شجرة).

وعن أبي أيوب الأنصاري،

عنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ليلة أسري بي مر بي إبراهيم (عليه السلام) فقال: مر أمتك أن يكثروا من غرس الجنة فإن أرضها واسعة، وتربتها طيبة، قلت: ما غرس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (نعم سحور المؤمنين التمر).

وقال عيسي (عليه السلام): (حين نزل دمشق الغوطة: إن تعدم الغني أن يجمع فيها كنزا، فلن تعدم المسكين أن يشبع منها خبزا).

وكسر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) سفر جلة، وناول منها جعفر بن أبي طالب وقال: (كل، فإنه يصفي اللون ويحسن الولد).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (ريح الملائكة ريح الورد، وريح الأنبياء ريح السفرجل، وريح الحور ريح الآس).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يحب الدباء.

وعن أنس: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فلم أزل احب الدباء بعد يومئذ.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لاتسموا العنب الكرم، فان الكرم الرجل المسلم ولكن قولوا: حدائق الأعناب).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (الحناء سيد رياحين الجنة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (سيد إدام الدنيا والآخرة اللحم وسيد رياحين أهل الجنة الفاغية وهي نور الحناء).

وعن أنس: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) تعجبه الفاغية، وأحب الطعام إليه الدباء.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (كلوا العنب حبة حبة، فإنه أهنأ وأمرأ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا طبختم فاكثروا القرع فإنه يسكن قلب الحزين).

وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (لما أسري بي إلي السماء، أخذ جبريل بيدي، فأقعدني علي درنوك من درانيك الجنة، ثم ناولني سفرجلة، فانا أقلبها إذا انفلقت، فخرجت منها جارية حوراء، لم أر احسن

منها، فقالت: السلام عليك يا محمد، قلت: من أنت؟ قالت: الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك، ووسطي من كافور، وأعلاي من عنبر، عجنني بماء الحيوان، قال الجبار: كوني، فكنت، خلقني لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب ?).

وعن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (كلوا التمر علي الريق، فإنه يقتل الديدان في البطن).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (كلوا الرمان فليس منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان أربعين يوماً).

وعن هند بنت الجون: (نزل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) خيمة خالتي أم معبد، فقام من رقدته، ودعا بماء فغسل يديه، ثم تمضمض ومج في عوسجة إلي جانب الخيمة، فأصبحنا وهي كأعظم دوحة، وجاءت بثمر كأعظم ما يكون، في لون الورس، ورائحة العنبر، وطعم الشهد، ما أكل منها جائع إلا شبع، ولاظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا بري، ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا در لبنها، فكنا نسميها المباركة، وينتابنا من البوادي من يستسقي بها، ويزود منها، حتي أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها، وصغر ورقها، ففزعنا، فما راعنا إلا نعي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، ثم انها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك من أسفلها إلي أعلاها، وتساقط ثمرها، وذهبت نضرتها، فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فما أثمرت بعد ذلك، فكنا ننتفع بورقها، ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط، وقد ذبل ورقها، فبينا نحن فزعين إذ أتانا خبر مقتل الحسين (عليه السلام)، يبست الشجرة علي أثر ذلك وذهبت). والعجب كيف لم يشهر أمر هذه الشجرة كما شهر أمر الشاة

في قصة هي من أعلام القصص.

وعن علي (عليه السلام) في وصيته: (وان لا تبيع من نخل هذه القري ودية حتي تشكل أرضها غراساً). قال الرضي: المراد إن الأرض يكثر فيها غراس النخل، حتي يراها الناظر علي غير الصفة التي عرفها بها، فيشكل عليه أمرها، ويحسبها غيرها.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (في كل ورقة من الهندباء وزن حبة من ماء الجنة، من أكل جرجيرا ثم بات، بات الجذام يتردد في جوفه).

وعن علي (عليه السلام): (ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها؟ انه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها).

وعنه (عليه السلام): (فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلي الناس من شهواتها ولذاتها وزخارف مناظرها، ولذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غيبت عروقها في كثبان المسك علي سواحل أنهارها، وفي تعليق كبائس اللؤلؤ الرطب في عساليجها وأفنانها، وطلوع تلك الثمار مختلفة في غلف أكمامها، تجني من غير تكلف فتأتي علي منية مجتنيها، ويطاف علي نزالها في أفنية قصورها بالاعسال المصفقة، والخمور المروقة، قوم لم تزل الكرامة تتمادي بهم حتي حلوا دار القرار، وآمنوا نقلة الأسفار).

وعن عبد الله بن جعفر: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يأكل القثاء بالرطب.

وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: (الكماة من المن، وماؤها شفاء للعين).

وعن جابر بن عبد الله: (كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بمر الظهران ونحن نجني الكباث، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): عليكم بالأسود منه، فقلنا: يا رسول الله كأنك رعيت الغنم، فقال: نعم، وهل نبي إلا وقد رعاها).

وعن الحسن بن علي

(عليهما السلام): (حباني رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بكلتا يديه ورداً وقال: أما انه سيد رياحين الجنة سوي الأس).

باب البلاد والديار والأبنية و…

عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (قال الله: إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته، ثم أخرب الدنيا علي اثره).

وبلغنا أن عيسي بن مريم (عليه السلام) تكون هجرته إذا نزل من السماء إلي المدينة، فيستوطنها حتي يأتيه الأمر من الله.

وروي عنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا أهبط الله عيسي من السماء فإنه يعيش في هذه الأمة ما شاء الله، ثم يموت بمدينتي هذه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (إن الإيمان ليأرز إلي المدينة كما تأرز الحية إلي حجرها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من مات في أحد الحرمين بعثه الله يوم القيامة آمنا).

وعن شعيا (عليه السلام) قال: (اصبري اوري شلم فإنه سيأتيك راكب يعني عيسي بن مريم، ثم يأتيك راكب البعير، يعني محمداً (صلي الله عليه وآله وسلم)، وهي أرض بيت المقدس).

وسأل عمر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) أي البقاع خير وأي البقاع شر؟ فقال: لا أدري، فسأل جبريل عن ذلك، فقال: لا أدري، فقال: سل ربك، فسأله، فقال: خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق).

ودخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) المسجد، فإذا فتية من الأنصار يذرعون المسجد بقصبة، قالوا: نريد أن نعمر مسجدك، فأخذ القصبة فرمي بها، وقال: (خشيبات وثمامات وعريش كعريش موسي والشأن أقرب من ذلك).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (أحب البلاد إلي الله مساجدها، وأبغضها إليه أسواقها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لكل شيء قمامة، وقمامة المسجد لا والله، وبلي والله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من علق

قنديلاً في المسجد صلي عليه سبعون ألف ملك حتي ينكسر ذلك القنديل، ومن بسط فيه حصيراً صلي عليه سبعون ألف ملك حتي يتقطع ذلك الحصير).

وعن مالك بن دينار: (إن المنافقين في المساجد كالعصافير في القفص).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من ألف المسجد ألفه الله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المسجد فيقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدنيا وحب الدنيا، فلا تجالسوهم، فليس لله بهم حاجة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): قال الله تعالي: (إن بيوتي في الارض المساجد، وان زواري فيها عمارها، فطوبي لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي، فحق علي المزور أن يكرم زائره).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان).

وفي الحديث: (الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش).

وعن علي (عليه السلام): (كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي، تعركين بالنوازل، وتركبين بالزلازل، واني لأعلم انه ما أراد بك جبار سوءاً إلا ابتلاه الله بشاغل ورماه بقاتل).

وعن علي (عليه السلام) لأهل البصرة: (أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء، خفت عقولكم، وسفهت حلومكم، وانتم غرض لنابل، وآكلة لأكل، وفريسة لصائل).

وعنه (عليه السلام): (كنتم جند المرأة، واتباع البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر فهربتم، أحلامكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وماؤكم زعاق، المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة ربه، وأيم الله لتغرقن بلدتكم.. كأني انظر الي مسجدها كجؤجؤ سفينة، أو نعامة جاثمة، قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): (يا أبا الحسن لاتسكن الرستاق، فإنها حظيرة من حظائر جهنم، صبيها

عارم، وشابها شاطر، وشيخها جاهل، والمؤمن عندهم كجيفة الحمار).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (سكان الكفور كسكان القبور).

وعن علي (عليه السلام): (واسكن الأمصار العظام، فإنها جماع المسلمين، واحذر منازل الغفلة والجفاء، وقلة الأعوان علي طاعة الله، وإياكم ومقاعد الأسواق، فإنها محاضر الشيطان، ومعاريض الفتن).

وعن علي (عليه السلام): (عاد العلاء بن زياد الحارثي فرأي سعة داره فقال: ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا، وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج، وبلي ان شئت بلغت بها الآخرة، تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت بلغت بها الآخرة).

وكان نوح (عليه السلام) في بيت من شعر ألفا وأربعمائة سنة، فكلما قيل له: يا رسول الله لو اتخذت بيتا من طين تأوي إليه، قال: (انا ميت غداً فتاركه)، فلم يزل فيه حتي فارق الدنيا.

وعن محمد بن واسع: قدمت مكة فسمعت سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (من دخل السوق فقال لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، ويحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو علي كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة). فقدمت خراسان فقلت لقتيبة بن مسلم جئتك بهدية، فحدثته بالحديث، فكان يركب في موكبه حتي يأتي السوق، فيقولها ثم ينصرف.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (إياكم والأسواق، فإن الشيطان قد باض بها وفرخ).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (سأله رجل عن الأشراط، فقال: تقارب الأسواق، قال: ما معني تقارب الأسواق؟ قال: ان يشكوا الناس بعضهم إلي بعض قلة

اصابتهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ليلة أسري بي إلي السماء رأيت في السماء الرابعة قصراً مزخرفا، حواليه قناديل من نور، فقلت: يا جبريل ما هذا المزخرف؟ قال: يا محمد هذا رباط تستفتحه أمتك بأرض خراسان حول جيحون، قلت: يا جبريل وما جيحون؟ قال: نهر يكون بأرض خراسان، من مات حول ذلك النهر علي فراشه قام يوم القيامة شهيداً من قبره، قلت: يا جبريل ولم ذاك؟ قال: يكون لهم عدو يقال لهم الترك، شديد كلبهم، قليل سلبهم، من وقع في قلبه فزعة منهم قام يوم القيامة شهيداً من قبره مع الشهداء).

وعن أبي هريرة: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (طوبي لمن بات ليلة في خوارزم. وطوبي لمن وقع عليه غبار خوارزم، وطوبي لمن صلي ركعتين في خوارزم).

ودخل نسوة من الشام علي عائشة فقالت: ممن أنتن؟ قلن: من الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟ قلن: نعم، قالت: أما اني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: (ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتك ما بينها وبين الله).

وعن أنس: رأي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قبة مشرفة، فسأل عنها، فقيل: لفلان الأنصاري، فجاء فسلم عليه، فاعرض عنه، فشكا ذلك إلي أصحابه، فقالوا خرج فرأي قبتك، فهدمها حتي سواها بالأرض، فاخبر بذلك فقال: (أما إن كل بناء وبال علي صاحبه إلا مالا إلا مالا).

وعن علي (عليه السلام): (ليس بلد بأحق بك من بلدك، خير البلاد ما حملك).

وفي الحديث المرفوع: (من سعادة العبد أن يقدر رزقه في بلده وحال سكونه، ومن شقاوته أن يجعل رزقه في غير بلده، أو في حال سياحة).

وقال رسول الله (صلي الله عليه

وآله وسلم) لرجل من أهل مكة: أتبيعني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضمنه لك في الجنة؟ فأعاد عليه، فأبي، فبلغ صحابي ذلك فلم يزل بالرجل حتي اشتري داره بعشرة آلاف دينار.

باب الملائكة والإنس والجن والشيطان وما ناسب ذلك …

كانت الملائكة تصافح عمران بن الحصين وتعوده، ثم افتقدها، فقال: يا رسول الله إن رجالاً كانوا يأتونني، لم أر أحسن وجوهاً ولا أطيب أرواحاً منهم، ثم انقطعوا عني، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (أصابك جرح فكنت تكتمه؟ فقال: أجل، ثم أظهرته، قال: كان ذلك، قال: أما لو أقمت علي كتمانه لزارتك الملائكة إلي أن تموت. وكان ذلك جرحاً أصابه في سبيل الله).

وعن أبي ذر، رفعه: (إني أري مالا ترون، واسمع مالا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، فما فيها موضع شبر إلا فيها ملك قائم أو راكع أو ساجد).

وعرج بعمل إدريس (عليه السلام) إلي السماء فغلب عمل جميع أهل الأرض، فاستأذن ملك من الملائكة ربه في مؤاخاته فإذن له، فقال له إدريس (عليه السلام): هل بينك وبين ملك الموت إخاء؟ فقال: نعم، ذاك أخي من بين الملائكة، والملائكة يتآخون كما تتآخي بنو آدم.

وروي: (ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك، واضع جبهته ساجد لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً).

وعن أنس بن مالك: قيل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (يا نبي الله من هؤلاء الذين استثني الله، فقال: جبريل وميكائيل وملك الموت، فيقول الله لملك الموت: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول: سبحانك ربي ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وميكائيل وملك الموت، فيقول: يا ملك الموت خذ نفس ميكائيل، فيأخذها، فيقع في صورته التي خلقه الله فيها مثل الطود العظيم، ثم يقول، وهو

أعلم: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول: سبحانك ربي ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل وملك الموت، فيقول: يا ملك الموت مت، فيموت، فيبقي جبريل، وهو من الله بالمكان الذي ذكر لكم فيقول: سبحانك ربي وبحمدك، أنت القائم الدائم الذي لا يموت، وجبريل الفاني الهالك الميت، فيأخذ الله روحه).

وعن علي (عليه السلام): (خلق سبحانه لإسكان سماواته، وعمارة الصفيح الأعلي من ملكوته، خلقاً بديعاً، ملأ بهم فروج فجاجها، وحشا بهم فتوق أجوائها، وبين فجوات تلك الفروج زجل المسبحين منهم في حضائر القدس، وسترات الحجب، وسرادقات المجد، ووراء ذلك الرجيج الذي تستك منه الأسماع، سبحات نور تردع الأبصار عن بلوغها، فتقف خاسئة علي حدودها، أنشأهم علي صور مختلفات، وأقدار متفاوتات، أولي أجنحة تسبح جلال عزته، لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه، ولا يدعون انهم يخلقون شيئاً معه مما انفرد به، بل عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، جعلهم فيما هناك أهل الأمانة علي وحيه، وحملهم إلي المرسلين ودائع أمره ونهيه، وعصمهم من ريب الشبهات، فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته، وامدهم بفوائد المعونة، واشعر قلوبهم تواضع اخبات السكينة، وفتح لهم أبواباً ذللاً تماجيده، ونصب لهم مناراً واضحة علي أعلام توحيده، لم تثقلهم موصرات الأثام، ولم ترتحلهم عقب الليالي والأيام، ولم ترم الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم، ولم تعترك الظنون علي معاقد يقينهم، ولا قدحت قادحة الأحن فيما بينهم، ولا سلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم، وما سكن من عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم، ولم تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها علي قلوبهم، منهم من هم في خلق الغمام الدلج، وفي عظم الجبال الشمخ، وفي قترة الظلام الأيهم، ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض

السفلي، فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء، وتحتها ريح هفافة تحبسها علي حيث انتهت من الحدود المتناهية، قد استفرغتهم اشغال عبادته، ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين معرفته، وقطعهم الايقان به إلي الوله إليه، ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلي ما عند غيره، قد ذاقوا حلاوة معرفته، وشربوا بالكأس الروية من محبته، وتمكنت من سويداء قلوبهم وشيجة خيفته، فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم، ولم ينفد طول الرغبة إليه مادة تضرعهم، ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة ربق خشوعهم، ولم يتولهم الاعجاب فيستكثروا ما سلف منهم، ولا تركت لهم استكانة الإجلال نصباً في تعظيم حسناتهم، ولم تجر الفترات فيهم علي طول دؤوبهم ولم تغض رغباتهم فيخالفوا عن رجاء ربهم، ولم تجف لطول المناجاة أسلات السنتهم، ولا ملكتهم الاشغال فتنقطع بهمس الجؤار إليه أصواتهم، ولم تختلف في مقاوم الطاعة مناكبهم، ولم يثنوا إلي راحة التقصير في أمره رقابهم، لا تعدو علي عزيمة جدهم بلادة الغفلات، ولا تنتضل في هممهم خدائع الشهوات، قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم، ويمموه عند انقطاع الخلق إلي المخلوقين برغبتهم، لا يقطعون أمد غاية عبادته، ولا يرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته، إلا إلي مواد من قولبهم غير منقطعة من رجائه ومخافته، لم تنقطع أسباب الشفقة منهم فينوا في جدهم، ولم تأسرهم الأطماع فيؤثروا وشيك السعي علي اجتهادهم، ولم يستعظموا ما مضي من أعمالهم، ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم، ولم يختلفوا في ربهم باستحواذ الشيطان عليهم، ولم يفرقهم سوء التقاطع، ولا تولاهم غل التحاسد، ولا تشعبتهم مصارف الريب، ولا اقتسمتهم اخياف الهمم، فهم أسراء إيمان لم يفكهم من ربقته زيغ ولا عدول، ولاوني ولا فتور، وليس في أطباق السماوات موضع

أهاب إلا وعليه ملك ساجد، أو ساع حافد، يزدادون علي طول الطاعة بربهم علماً، وتزداد عزة ربهم في قلوبهم عظما).

وعنه (عليه السلام): (فتق ما بين السماوات العلا، فملأهن أطواراً من ملائكته، منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولاغفلة النسيان، ومنهم أمناء علي وحيه، وألسنة إلي رسله، ومختلفون بقضائه وأمره). ومنهم الحفظة لعباده، والسدنة لأبواب جنانه، ومنهم الثابتة في الأرضين السفلي أقدامهم، والمارقة من السماء العلياء أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم، ناكسة دونه أبصارهم، متلفعون تحته بأجنحتهم، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة ولا يتوهمون ربهم بالتصوير، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين، لايحدونه بأماكن، ولا يشيرون إليه بالنظائر).

وعنه (عليه السلام): (اسكنتهم سماواتك، ورفعتهم عن أرضك، هم أعلم خلقك بك، وأخوفهم لك، وأقربهم منك، لم يسكنوا الأصلاب، ولم يضمنوا الأرحام ولم يخلقوا من ماء مهين، ولم يشتعبهم ريب المنون، وانهم علي مكانهم منك، ومنزلتهم عندك، واستجماع أهوائهم فيك، وكثرة طاعتهم لك، وقلة غفلتهم عن أمرك، لو عاينوا كنه ما خفي عليهم منك، لحقروا أعمالهم، ولأزروا علي أنفسهم، ولعرفوا انهم لم يعبدوك حق عبادتك، ولم يطيعوك حق طاعتك).

وبينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وجبريل يتحدثان، تغير وجه جبريل حتي عاد كأنه كركمة، وذلك من خشية الله.

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): (كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) معتكفاً فأتته صفية فحدثته، فلما انصرفت قام (عليه الصلاة والسلام) يمشي معها، فمر به رجلان من الأنصار فسلما ثم مضياً، فدعاهما فقال: إن هذه صفية بنت حيي، قالا: يا رسول الله وهل نظن

بك إلا خيراً؟ قال: فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وقد خشيت عليكما).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ما من رجل يخرج من بيته إلا وعلي بابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج في طاعة الله تبعه الملك برايته حتي يرجع إلي بيته، وإن خرج فيما يكره الله تبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان حتي يرجع).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتي يفك عنه لحيي سبعين شيطاناً).

وعن علي (عليه السلام) في وصف اختلاف الناس: (انما فرق بينهم مبادي صينهم، وذلك انهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزونة تربة وسهلها، فهم حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلي قدر اختلافها يتفاوتون، فتام الرواء ناقص العقل ماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان).

وعنه (عليه السلام): (جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها، وعذبها وسبخها، تربة سنها بالماء حتي خلصت، ولاطها بالبلة حتي لزبت، فجعل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول، أجمدها حتي استمسكت، وأصلدها حتي صلصلت، لوقت معدود، وأجل معلوم، ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنساناً ذا أذهان يجيلها، وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها، وأدوات يقلبها، ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل، وبين الأذواق والمشام، والألوان والأجناس، معجوناً بطينته الأولان المختلفة، والأشباه المؤتلفة، والأضداد المتعادية، والأخلاط المتباينة، من الحر والبرد، والبلة والجمود، والمساءة والسرور).

وعنه (عليه السلام): (تمور في بطن أمك جنيناً، لا تحير دعاء، ولا تسمع نداء، ثم أخرجت من عقرك إلي دار لم تشهدها، ولم تعرف سبيل منافعها، فمن هداك لاجترار الغذاء من ثدي أمك، وحرك

عند الحاجة مواضع طلبك).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا تقوم الساعة حتي تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتي تقاتلوا قوماً صغار الأعين، ذلف الأنف، كأن وجوههم المجان المطرقة).

وعن علي (عليه السلام) رفعه: (يقول الله: يا ابن آدم ما تنصفني، أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليّ بالمعاصي، خيري إليك منزل، وشرك إلي صاعد، ولايزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم الموصوف لأسرعت إلي مقته).

وعن علي (عليه السلام): (الناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، وسائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل راية الرضا والسخط، ويكاد أصلبهم عوداً تنكأ اللحظة، وتحليه الكلمة).

وعنه (عليه السلام) في ذكر إبليس: (اعترضته الحمية، فافتخر علي آدم بخلقه، وتعصب عليه لأصله، فعدو الله امام المتعصبين، وسلف للمتكبرين، الذي وضع أساس العصبية، ونازع الله رداء الجبرية، وادرع لباس التعزز، وخلع رداء التذلل، ألا ترون كيف صغره الله بتكبره، ووضعه بترفعه، فجعله في الدنيا مدحوراً، وأعد له في الآخرة سعيراً، ولو أراد الله أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه، ويبهر العقول رداؤه، وطيب يأخذ الأنفاس عرفه، لفعل، ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة، ولخفت البلوي فيه علي الملائكة، ولكن الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزاً بالاختبار لهم، ونفياً للاستكبار عنهم، وابعاداً للخيلاء منهم، فاعتبروا بما كان من فعل الله بابليس، إذ أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، ولاندري أمن سنيّ الدنيا أم من سنيّ الآخرة، عن كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد

إبليس يسلم علي الله بمثل معصيته؟ كلا ما كان الله ليدخل إلي الجنة بشراً بأمر أخرج به منها ملكاً، ان حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمي حرمة علي العالمين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس).

وكان يقال لعلي بن الحسين (عليه السلام) ابن الخيرتين، لأن أمه سلافة كانت من ولد يزدجرد.

باب الأنفة والإباء و…

لما فتح رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مكة، أراد أن يتألف أبا سفيان ويريه كرم القدرة فقال: (من دخل الكعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقال أداري يا رسول الله أداري؟ قال: نعم دارك).

وعن علي (عليه السلام): (من أحد سنان الغضب لله قوي علي قتل أشداء الباطل).

وعنه (عليه السلام): (من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان الله خلق الخلق أربعة أصناف: الملائكة والشياطين والإنس والجن، ثم جعل هؤلاء عشرة أجزاء فتسعة منهم الملائكة وجزء واحد الشياطين والجن والإنس، ثم جعل الجن والإنس عشرة أجزاء فتسعة منهم الجن وجزء واحد الإنس).

وعن علي (عليه السلام): (واكرم نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلي الرغائب، فإنك لا تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً).

وعن علي (عليه السلام): (ما زني غيور قط).

وعنه (عليه السلام): (غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل إيمان).

وكتب عثمان إلي علي (عليه السلام) يوم الدار: (أما بعد فقد بلغ السيل الزبي، وبلغ الحزام الطبيين، فاقبل إلي، كنت لي أم علي).

فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل الظلم

وإلا فادركني ولما أمزق

وعن رسول الله (صلي الله عليه

وآله وسلم): (من ذب عن عرض أخيه كان ذلك له حجاباً من النار).

ولما وجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لاستباحة أهل المدينة، ضم علي بن الحسين (عليه السلام) إلي نفسه أربعمائة منافية بحشمهن يعولهن إلي أن تقوض جيش مسلم، فقالت امرأة منهن: ما عشت والله بين أبوي مثل ذلك التريف.

باب الإخاء والمحبة و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (اكثروا من الإخوان، فإن ربكم حيي كريم يستحي أن يعذب عبده بين إخوانه يوم القيامة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من نظر إلي أخيه نظرة المودة، ولم يكن في قلبه عليه احنة لم يطرف حتي يغفر الله له ما تقدم من ذنبه).

وعن علي (عليه السلام): (من كان له صديق حميم فإنه لا يعذب، ألا تري كيف أخبر الله عن أهل النار: ?فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ?.

وعن علي (عليه السلام): (لا يكون الصديق صديقاً حتي يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته وغيبته ووفاته).

وعنه (عليه السلام): (أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم).

وعن الأصمعي: (دخلت علي الخليل وهو جالس علي حصير صغير، فأشار عليّ بالجلوس، فقلت: أضيق عليك، فقال: مه إن الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين، وإن شبراً في شبر يسع متحابين).

وقال محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (أيدخل أحدكم في كم صاحبه فيأخذ حاجته من الدنانير والدراهم؟ قالوا: لا قال: فلستم بإخوان اذن).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (صحبة عشرين يوما قرابة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (من أحب أخاه فليعلمه).

وعن علي (عليه السلام): (ينبئ عن كل امرئ دخيله).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً،

الموطأون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون).

وعن علي (عليه السلام): (الغريب من ليس له حبيب).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، إياك وصاحب السوء، فانه كالسيف يعجبك منظره ويقبح أثره).

وعن علي (عليه السلام) في وصيته: (احمل نفسك في أخيك عند صرامه علي الصلة، وعند صدوده علي اللطف، وعند جحوده علي البذل، وعند تباعده علي الدنو، وعند شدته علي اللين، وعند جرمه علي العذر، حتي كأنك له عبد، ولاتتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك، وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها، إن بدا لك يوماً، ولا تضيعن حق أخيك اتكالاً علي ما بينك وبينه، فإنه ليس بأخ من ضيعت حقه).

وعن لقمان (عليه السلام): (ثلاثة لا تعرفهم الا عند ثلاثة، الحليم عند الغضب، والشجاع عند الخوف، والأخ عند حاجتك اليه).

وعن علي (عليه السلام): (حسد الصديق من سقم المودة).

وعن علي (عليه السلام): (يهلك فيّ رجلان: محب مفرط، ومبغض مفرط).

وروي: (محب غال، ومبغض قال).

وعنه (عليه السلام) حين توفي سهل بن حنيف الأنصاري مرجعه من صفين، وكان من أحب الناس إليه: (لو أحبني جبل لتهافت).

وعنه (عليه السلام): (القلوب وحشية فمن تألفها أقبلت عليه).

وقال الله لموسي (عليه السلام): (يا موسي اعلم ان كل صديق لا يواتيك علي مسرتك فهو عدو لك).

وكان إبراهيم (عليه السلام) إذا ذكر زلته غشي عليه، وسمع اضطرابه من ميل، فقال له جبريل: يا خليل الله، الخليل يقريك السلام ويقول: هل رأيت خليلاً يخاف خليله؟ فقال: يا جبريل، كلما ذكرت الزلة نسيت الخلة.

وكان عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) رجل، فمر به رجل، فقال: (يا رسول الله إني لأحب هذا، قال أعلمته؟ قال: لا، قال: أعلمه، فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله

الذي أحببتني له).

وأبوذر: (قال يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال: أنت يا أباذر مع من أحببت، فأعادها أبوذر، فأعادها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)).

وعن أنس: رأيت أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه، قال رجل: يا رسول الله، الرجل يحب الرجل علي العمل من الخير يعمل به، ولا يعمل بمثله، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): (المرء مع من أحب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (حبك الشيء يعمي ويصم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

وروي: (فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم).

وروي: (فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (تفتح أبواب السماء كل يوم اثنين وخميس، فيغفر في ذلك اليوم لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا من بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتي يصطلحا).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (جار السوء في دار المقامة قاصمة الظهر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من جهد البلاء جار سوء معك في دار مقامة، ان رأي حسنة دفنها، وان رأي سيئة أذاعها وأفشاها).

وعن داود (عليه السلام): (اللهم إني أعوذ بك من مال يكون عليّ فتنة،

ومن ولد يكون عليّ ربا، ومن حليلة تقرب المشيب من قبل المشيب، وأعوذ بك من جار تراني عيناه وترعاني أذناه، ان رأي خيراً دفنه، وان سمع شراً طاربه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (والذي نفسي بيده لا يسلم العبد حتي يسلم قلبه ولسانه، ويأمن جاره بوائقه. قالوا: وما بوائقه؟ قال: غشمه وظلمه).

وعن لقمان: (يا بني حملت الحجارة والحديد، فلم أر أثقل من جار السوء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (الجيران ثلاثة: فجار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق. فأما الذي له حق واحد: فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان: فجار مسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق: فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم، وأدني حق الجوار ان لا تؤذي جارك بقتار قدرك الا أن تقتدح له منها).

وجاء رجل إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) يشكو جاره، فقال: اطرح متاعك علي الطريق، فطرحه، فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه، فجاء إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله ما لقيت من الناس؟ قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنونني، فقال: قد لعنك الله قبل الناس، قال: فإني لاأعود، فجاء الذي شكي إليه فقال: ارفع متاعك فقد كفيت).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: (اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة..).

وعن عيسي (عليه السلام): (تحببوا إلي الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إليه بالتباعد منهم، والتمسوا رضاه بسخطهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ما تحاب رجلان في الله قط إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه).

ورأي علي (عليه السلام)

قوماً حول داره، فسألهم، فقيل: (هؤلاء شيعتك، قال: مالي لا أري عليه سيماء الشيعة! قال: وما سيماء الشيعة؟ قال: خمص البطون من الطوي، يبس الشفاه من الظما، عمش العيون من البكي).

وقيل: (من كان يريد رضا ربه يسخط نفسه، ومن لم يسخط نفسه لم يرض ربه).

وعن علي (عليه السلام): (لو ضربت خيشوم المؤمن هذا بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحمأتها علي المنافق علي أن يحبني ما أحبني، وذلك انه قضي فانقضي علي لسان النبي الأمي: انه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق).

وعن دعبل الخزاعي:

بأبي وأمي سبعة احببتهم

لله لا لعطية أعطاها

بأبي النبي محمد وصفيه

والطيبان وابنة وابناها

وعن علي (عليه السلام): (أصدقاؤك ثلاثة، وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك،واعداؤك: عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك).

وعنه (عليه السلام): (يا بني إياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبتعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب، فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد، ويبعد عنك القريب).

وقال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (علمني شيئاً يحبني عليه الله والناس، قال: أما الذي يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا، وأما الذي يحبك الناس عليه فإن تنبذ إليهم ما في يدك).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (المؤمن مألفة، ولا خير فيمن لا يألف ولايؤلف).

وقال بنو إسرائيل لموسي (عليه السلام): (ان التوراة كبيرة فاختر لنا منها شيئاً ما يمكن حفظه، فقال: ما تحبون ان يصبحكم به الناس فاصحبوهم به). يعني ان هذه الكلمة هي الاختيار من التوراة.

وقال عمر بن عبد العزيز لأبيه: (يا أبت مالك إذا خطبت مررت فيها مستجفراً لا تكفف ولا توقف، حتي إذا

صرت إلي ذكر علي ? تلجلج لسانك وامتقع لونك واختلج بدنك. قال: أو قد رأيت ذلك يا بني!! أما أن هؤلاء الحمير لو يعلمون من علي ? ما نعلم ما اتبعنا منهم رجلان).

باب التعليم والتثقيف والسياسة و…

خطب علي (عليه السلام) أهل الكوفة، ودعا للجهاد، فقال أربد الفزاري: (والله لا نجيبك، فضربه قوم من همدان حتي مات.. فوداه علي من بيت المال).

باب البخت وذكر الإقبال والإدبار و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، الا تري ان آدم كان في الجنة في عيش رغد، فأخرج منها إلي الدنيا بالمعصية التي كانت منه).

وعن موسي (عليه السلام) قال في مناجاته: (يا رب لم ترزق الأحمق وتحرم العاقل؟ فقال: ليعلم العاقل انه ليس في الرزق حيلة لمحتال).

وعن علي (عليه السلام): (عيبك مستور ما أسعدك جدك).

وعنه (عليه السلام): (شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق، فإنه أخلق بالغني، واجدر بإقبال الحظ).

وعن أبي ذر عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (يوشك أن يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع).

وعن علي (عليه السلام): (الحرفة مع العفة خير من الغني مع الفجور).

و: (فلان يكالب الرزق، ويغالب القدر، وليس ينال إلا ما قدر له).

باب تبادل الأحوال واختلافها و…

عن عبد الله بن عمر عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (والذي نفسي بيده، لاتقوم الساعة حتي يكون عليكم امراء كذبة، ووزراء فجرة، وأعوان خونة، وعرفاء ظلمة، وقراء فسقة، سيماهم سيما الرهبان، وقلوبهم أنتن من الجيفة، أهواءهم مختلفة، يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة، فيتهوكون فيها كما تهوكت اليهود، فو الذي نفسي بيده لينتقضن الإسلام عروة عروة، حتي لا يقال لا إله إلا الله).

وعن علي (عليه السلام) في صفة فتنة: (تكيلكم بصاعها، وتخبطكم بباعها، قائدها خارج من الملة، قائم علي الضلة، فلا يبقي يومئذ منكم إلا ثفالة كثفالة القدر، أو نفاضة كنفاضة العكم، تعرككم عرك الأديم، وتدوسكم دوس الحصيد، وتستخلص المؤمن منكم استخلاص الطير الحبة البطينة من بين هزيل الحب).

وعنه (عليه السلام): (اذا غضب الله علي أمة غلت اسعارها، ولم تربح تجارها ولم تزك ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وغلبها شرارها).

وكانت ناقة رسول الله (صلي الله عليه

وآله وسلم) العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي علي قعود فسبقها، فاشتد علي الصحابة، فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان حقاً علي الله ان لا يرفع شيئاً من هذه الدنيا الا وضعه).

وعن أنس: (ما من يوم ولا ليلة، ولا شهر ولا سنة، الا والذي قبله خير منه، سمعت ذلك من نبيكم (صلي الله عليه وآله وسلم)).

وعن علي (عليه السلام): (ما قال الناس لشيء طوبي، الا وقد خبأ الدهر له يوم سوء).

وعن علي (عليه السلام): (وأيم الله ما كان قوم قط في خفض من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترموها، لأن الله تعالي ليس بظلام للعبيد، ولو ان الناس حين تنزل بهم النقم، وتزول عنهم النعم، فزعوا إلي ربهم بصدق من نياتهم، ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد، وأصلح لهم كل فاسد).

وعنه (عليه السلام): (لتعطفن الدنيا بعد شماسها، عطف الضروس علي ولدها، وتلا قوله تعالي: ?ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين?.

وعن علي (عليه السلام): (قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدباراً، والشر إلا إقبالاً، والشيطان في هلاك الناس إلا طمعاً، فهذا أوان قويت عدته، وعمت مكيدته، وامكنت فريسته، اضرب بطرفك حيث شئت فهل تنظر إلا فقيراً يكابد فقراً، أو غنياً بدل نعمة الله كفراً، أو بخيلاً اتخذ البخل بحق الله وفراً، أو متمرداً كأن بسمعه عن سمع الواعظين وقراً، أين خياركم وصلحاؤكم، وأين أحراركم وسمحاؤكم، وأين المتورعون في مكاسبهم، والمتنزهون في مذاهبهم؟ أليس قد ظعنوا جميعاً عن هذه الدنيا الدنية، والعاجلة المنغصة، وهل خلفتم إلا في حثالة، لا تلتقي بذمهم الشفتان، استصغاراً لقدرهم، وذهاباً عن ذكرهم، فإنا لله وانا إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغير،

ولا زاجر مزدجر، أ فبهذا تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه، وتكونوا أعز أوليائه عنده، هيهات لا يخدع الله عن جنته، ولا تنال مرضاته الا بطاعته.

باب الجزاء والمكافاة وما ناسب ذلك…

قدم وفد النجاشي علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، فقام يخدمهم، فقيل: يا رسول الله لو تركتنا كفيناك، قال: (هكذا كانوا يصنعون بأصحابي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (قام عيسي (عليه السلام) في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تظلموا، ولا تكافئوا ظالماً فيبطل فضلكم عند ربكم).

ووقف سائل عند علي (عليه السلام) فقال لأحد ولديه: (قل لأمك هاتي درهما من ستة دراهم، فقالت: هي للدقيق، فقال: لا يصدق إيمان عبد حتي يكون ما في يد الله أوثق مما في يده، فتصدق بالستة، ثم مر به رجل يبيع جملاً، فاشتراه بمائة وأربعين، وباعه بمائتين، فجاء بالستين إلي فاطمة (عليها السلام)، فقالت ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله علي لسان أبيك: ?من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها?.

وعن علي (عليه السلام): (عاقب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه).

وعنه (عليه السلام): (أزجر المسيء بثواب المحسن).

وعنه (عليه السلام): (من لم يعط باليد القصيرة لم يعط باليد الطويلة).

وعن علي (عليه السلام): (رد الحجر من حيث جاء).

وعن علي (عليه السلام): (ليس شيء بشر من الشر إلا عقابه، وليس بخير من الخير الا ثوابه، وكل شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه، وكل شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه).

وعنه (عليه السلام): (أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (تواضع للمحسن إليك وإن كان عبداً حبشياً، وانتصف ممن أساء إليك وإن كان حراً قرشياً).

وأمر الحسن بن علي (عليهما السلام) لرجل من جيرانه بألفي درهم، فقال:

جزاك الله خيراً يا ابن رسول الله، فقال: (ما أراك أبقيت لنا من المكافأة شيئاً).

باب الجهل والنقص و…

عن معاذ بن جبل عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (أنتم علي بينة من أمركم، ما لم يظهر منكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب الدنيا).

وعن علي (عليه السلام): (الناس أعداء ما جهلوا).

وعن علي (عليه السلام): (ربما أخطأ البصير قصده، وأصاب الأعمي رشده).

باب الجنون والحمق والسفه و…

عن أنس: مر رجل برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فقال رجل: يا رسول الله هذا مجنون، فاقبل عليه فقال: (أقلت مجنون؟ انما المجنون المقيم علي المعصية، ولكن هذا مصاب).

وعن عيسي (عليه السلام): (عالجت الأكمه والأبرص فأبرأتهما، وعالجت الأحمق فأعياني).

وعن علي (عليه السلام): (ليس من أحد إلا وفيه حمقة فيها يعيش).

باب الجوابات المسكتة و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا يعدي شيء شيئاً. فقال أعرابي: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): فما أجرب الأول).

ولما أخذ عمر في التوجه إلي الشام قال له رجل: أتدع مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فقال: أدع مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لصلاح أمة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، ولقد هممت أن أضرب رأسك بالدرة حتي لا تجعل الرد علي الأئمة عادة فيتخذها الأجلاف سنة!).

وعن علي (عليه السلام): قال له يهودي: ما دفنتم نبيكم حتي اختلفتم!! فقال له: انما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتي قلتم لنبيكم: اجعل لنا الهاً كما لهم آلهة).

ورفع رجل رجلاً إلي علي (عليه السلام) وقال: إن هذا زعم إنه احتلم علي أمي، فقال: (أقمه في الشمس فاضرب ظله).

وقال رجل لجعفر بن محمد (صلي الله عليه وآله وسلم): (ما الدليل علي الله؟ ولاتذكر لي العالم والعرض والجوهر، فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: هل عصفت بكم الريح حتي خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك ان ثم من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فإن ذاك هو

الله، قال الله تعالي: ?ضل من تدعون إلا إياه ? ?وإذا مسكم الضر فإليه تجأرون?.

وسئل علي (عليه السلام) عن مسافة ما بين الخافقين، فقال: (مسيرة يوم للشمس).

وسئل ابن عمر: هل كان يلتفت النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) في الصلاة؟ فقال: لا ولا في غير الصلاة.

وقيل لبلال: من سبق؟ قال: رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، قيل: سألناك عن الخيل، قال: وأنا أجيبكم عن الخير.

وقال علي (عليه السلام) لابن عباس بعثه إلي الخوارج: (لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن خاصمهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً).

وعن علي (عليه السلام): (إذا ازدحم الجواب خفي الصواب).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (أبغض الرجال إلي الله الألد الخصيم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا خير في المراء وإن كان في حق).

وفي وصية علي (عليه السلام): (إياك أن تجمع بك مطية اللجاج).

ورمي المتوكل عصفوراً فلم يصبه، فقال ابن حمدون أحسنت، قال: كيف أحسنت؟ قال: إلي العصفور.

وكتب قيصر إلي معاوية يسأله عن ثلاث: عن مكان بمقدار وسط السماء، وعن أول قطرة دم وقعت في الأرض، وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة، فلم يعلم ذلك إلا الحسن بن علي (عليه السلام)، قال: (ظهر الكعبة، وشَبَر حراء، وأرض البحر حين ضربه موسي عليه السلام).

وقال أبو طالب (عليه السلام) للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (أتدري ما يأتمر بك قومك؟ قال: نعم، قال: من أخبرك؟ قال: ربي، قال: نعم الرب ربك فاستوص به خيراً، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أنا أستوصي به خيراً. أراد الطاعة).

باب الجنايات والذنوب وما يتعلق بها…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (من لم يقبل من متنصل، صادقاً كان أو كاذباً، لم يرد

عليّ الحوض).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (تجافوا لذوي الهيآت عن زلاتهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان الله يحب أن يعفي عن زلة السري).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (يد الله مبسوطتان لمسيء الليل ليتوب بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل حتي تطلع الشمس من مغربها).

وقال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (إني أذنبت ذنباً، قال: استغفر ربك، قال: وإني أتوب ثم أعود، قال: كلما أذنبت فتب واستغفر ربك حتي يكون الشيطان هو الحسير).

وروي ان حبيب بن الحارث قال للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم): إني مقراف للذنوب، قال: (فتب إلي الله يا حبيب، فقال: إني أتوب ثم أعود، فقال: كلما أذنبت فتب، حتي قال: عفو الله أكبر من ذنوبك يا حبيب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (المؤمن مثل السنبلة يستقيم أحياناً ويميل أحياناً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان المؤمن ليذنب الذنب فيدخله الجنة، فقالوا: يا نبي الله، كيف يدخله الجنة؟ قال: يكون نصب عينيه، تائباً عنه، مستغفراً منه، حتي يدخل الجنة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ما من عبد أذنب ذنباً فقام فتوضأ فأحسن وضوءه وصلي واستغفر من ذنبه إلا كان حقاً علي الله ان يغفر له، لأنه يقول: ?ومن يعمل سوءً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله? الآية.

وعن علي (عليه السلام): (العفو زكاة الظفر).

وعنه (عليه السلام): (إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولايمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور).

وأوحي الله الي بعض أنبيائه: (اذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (اذا تاب العبد الي الله فتاب عليه أنسي الحفظة ما علموا

وقال للأرض ولجوارحه اكتمي عليه مساوءه ولا تظهري عليه أبدا).

وعن (صلي الله عليه وآله وسلم): (المستغفر باللسان دون القلب كالمستهزيء بربه).

وعن الربيع بن خثيم: (لو كانت الذنوب تفوح ما جلس أحد إلي أحد).

وعن علي (عليه السلام): (انفتر عن الواضحة وقد علمنا الذنوب الفاضحة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (عفو الملوك بقاء الملك).

وعن علي (عليه السلام): (أعظم الذنوب ما استخف به صاحبه).

وعن عيسي (عليه السلام): (راكبا الكبيرة والصغيرة سيان. قيل: كيف؟ قال: الجرأة واحدة وما عف عن الدرة من سرق الذرة).

وعن علي (عليه السلام): (ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك تجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني في عزلة عنه، الا ان تتجني، فتجن ما بدا لك، والسلام).

وعنه (عليه السلام): (إذا قدرت علي عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه).

وعنه (عليه السلام): (أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم).

ولما حل بداود (عليه السلام) الموت، وكان وسم خطيئة علي يده، رفعها الي بصره وهو يقول لملك الموت: اقبضني ويدي هكذا.

وبينا داود (عليه السلام) جالس علي باب داره جاء رجل، فاستطال عليه، فغضب له إسرائيلي كان معه، فقال: (لا تغضب، فإن الله انما سلطه عليّ لجناية جنيتها، فدخل فتنصل إلي ربه، فجاء الرجل يقبل رجليه، ويعتذر إليه).

وسمع جبريل إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) يقول: (يا كريم العفو، فقال: أو تدري يا إبراهيم ما كرم عفوه؟ قال: لا يا جبريل، قال: إن عفا عن السيئة كتبها حسنة).

باب الحياء والسكوت و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (الحياء شعبة من الإيمان).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

وعنه

(صلي الله عليه وآله وسلم): (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار).

وعن علي (عليه السلام): (من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (رحم الله امرأ ملك فضل لسانه، وبذل فضل ماله).

وعن علي (عليه السلام): (إذا تم العقل نقص الكلام).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (المؤمن من أمنه الناس).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (من ستر مخزاة علي المؤمن ستره الله يوم القيامة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (أعجب الناس اليّ منزلة رجل يؤمن بالله ورسوله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعمر ماله، ويحفظ دينه، ويعتزل الناس).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (ان أغبط الناس مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلابة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضاً في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، وكان عيشه كفافاً فصبر علي ذلك، ثم عجلت منيته فقل تراثه، وقلت بواكيه).

وصحب رجل الربيع بن خثيم فقال: (إني لأري الربيع لا يتكلم منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد، ولا يتكلم في الفتنة، فلما قتل الحسين (عليه السلام) قالوا: ليتكلمن اليوم، فقالوا له: يا أبا يزيد قتل الحسين (عليه السلام)، فقال: أوقد فعلوا، اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم سكت).

وكان يقول: ان العبد ان شاء ذكر ربه وهو ضام شفتيه.

وعن علي (عليه السلام): (وذلك زمان لا ينجو فيه الا كل مؤمن نومة، ان شهد لم يعرف وإن غاب لم يفتقد، أولئك مصابيح الهدي، وأعلام السري، ليسوا بالمسابيح، ولا المذاييع البذر، أولئك يفتح الله لهم أبواب رحمته، ويكشف عنهم ضراء نقمته).

وعنه (عليه السلام): (اختزن رجل لسانه، فإن هذا

اللسان جموح بصاحبه، والله ما أري عبداً يتقي تقوي تنفعه حتي يختزن لسانه، وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وإن قلب الكافر من وراء لسانه، لان المؤمن اذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شراً واراه، وان المنافق يتكلم بما أتي علي لسانه، ولايدري ماذا له وماذا عليه، وقد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): لا يستقيم إيمان عبد حتي يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتي يستقيم لسانه، فمن استطاع منكم ان يلقي الله وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم فليفعل).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه، فإنه يلقي الحكمة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (طوبي لمن امسك الفضل من قوله، وأنفق الفضل من ماله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (عجبت من ابن آدم، وملكاه علي نابيه، فلسانه قلمهما، وريقه مدادهما، كيف يتكلم فيما لا يعنيه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن كثرة الكلام في غير ذكر الله قسوة القلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: (عليك بالصمت إلاّ من خير فإنه مطردة للشيطان، وعون علي أمر دينك، وفي الصمت سلامة من الندامة، وتلافيك ما فرطت فيه من صمتك أيسر من إدراك ما فاتك من منطقك).

وعن علي (عليه السلام): (بكثرة الصمت تكون الهيبة).

وعن عمرو بن العاص: (الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل).

وعن لقمان: (يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (رأس التواضع أن تبدأ بالسلام

علي من لقيت، وان ترضي بدون المجلس، وإن تكره أن تذكر بالبر والتقوي، وإن تدع المراء وإن كنت محقاً).

وعن علي (عليه السلام): (طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وطوبي لمن لزم بيته، وأكل قوته، واشتغل بطاعته، وبكي علي خطيئته، فكان من نفسه في شغل، والناس منه في راحة).

وعنه (عليه السلام): (لا خير في الصمت عن الحكم، كما انه لا خير في القول بالجهل).

وأوحي الله إلي نبي من الأنبياء: (ان أردت ان تسكن حضيرة القدس، فكن في الدنيا وحيداً حزيناً وحشياً، كالطائر الفرد الذي يرعي في القفار، ويأوي إلي رؤوس الأشجار، إذا جنه الليل لم يأو مع الطير، استيناسا بربه، واستيحاشا من غيره).

وعن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام): (لم يردد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) طالباً عن شيء يملكه، ولا حمله الاستحياء علي ان يسمح في غير ذلك، حتي لقد قال له قائل، في كبة شعر من الفيء: يا رسول الله أخذت هذه لأخيط بها برذعة لجملي فقال (صلي الله عليه وآله وسلم) اما نصيبي منها فهو لك، فطرحها الرجل في المقسم).

وأعطي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كلا من أبي سفيان وعيينة بن حصن وسهيل بن عمرو مائة من الإبل، فقالوا: يا نبي الله تعطي هؤلاء وتدع جعيلاً؟ وهو رجل من بني غطفان، فقال: (جعيل خير من طلاع الأرض مثل هؤلاء، ولكني أعطي هؤلاء أتألفهم، وأكل جعيلا إلي ما جعله الله عنده من التواضع).

وعن الخدري: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان اذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.

وقال الله لموسي (عليه السلام): (هل تعرف لم كلمتك من بين الناس؟ قال: لا

يا رب، قال: لأني رأيتك تتمرغ في التراب بين يدي، كالكلب بين يدي صاحبه، تواضعاً فأردت ان أرفعك من بين الناس).

باب الاحتيال والكيد و…

عن كعب بن مالك: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إذا أراد غزوة وري بغيرها، وكان يقول: (الحرب خدعة).

ودليت من السماء سلسلة في أيام داود (عليه السلام) عند الصخرة التي في وسط بيت المقدس، فكان الناس يتحاكمون عندها فمن مد يده إليها وهو صادق نالها، ومن كان كاذباً لم ينلها، إلي ان ظهرت فيهم الخديعة، وذلك ان رجلاً أودع رجلاً جوهرة، فخبأها في عكازة له، وطلبها المودع فجحدها، فتحاكما، فقال المدعي: ان كنت صادقاً فلتدن مني السلسلة، فمسها، ودفع المدعي عليه العكازة إلي المدعي وقال: اللهم ان كنت تعلم اني رددت الجوهرة فلتدن مني السلسلة، فقال الناس: قد سوت السلسلة بين الظالم والمظلوم، فارتفعت السلسلة بشؤم الخديعة. وأوحي إلي داود (عليه السلام) ان أحكم بين الناس بالبينة واليمين، فبقي ذلك إلي الساعة).

باب الخير والصلاح و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (الخير عادة، والشر لجاجة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (عجباً لأمر المؤمن، ان أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، ان أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

وسئل علي (عليه السلام) عن الخير، فقال: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم عملك، وان تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وان أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات).

وفي وصيته (عليه السلام): (لقاء أهل الخيرات عمارة القلوب).

وعنه (عليه السلام): (من كانت فيه خلة من خلال الخير غفر الله له ما سواها لها).

وعنه (عليه السلام): (فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: (ان الله

ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة ألف بيت من جيرانه البلاء ثم قرأ (صلي الله عليه وآله وسلم): ?ولولا دفع الله الناس?).

وعن علي (عليه السلام): (أين الذين دعوا إلي الإسلام فقبلوه، وقرءوا القرآن فأحكموه وهيجوا إلي الجهاد فولهوا وله اللقاح إلي أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك، وبعض نجا.. لايبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن القتلي، مره العيون من البكا، خمص البطون من الطوي، ذبل الشفاه من الظما، صفر الألوان من السهر، علي وجوههم غبرة الخاشعين، أولئك إخواني الذاهبون، فحق أن نظما إليهم، وأن نعض الأيدي علي فراقهم).

وعنه (عليه السلام): (كان لي فيما مضي أخ في الله، كان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بذ القائلين، ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإن جاء الجد فهو ليث عاد، وصل واد، لا يدلي بحجة حتي يأتي قاضياً، وكان لايلوم أحدا علي ما لا يجد العذر في مثله حتي يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه، وكان يفعل ما يقول، ولا يقول ما يفعل، وكان إن غلب علي الكلام لم يغلب علي السكوت، وكان علي أن يسمع أحرص منه علي أن يتكلم، وكان إذا بدهه أمران نظر أيهما أقرب إلي الهوي فخالفه، فعليكم بهذه الخلائق فالزموها، وتنافسوا فيها).

وعنه (عليه السلام): (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذل شيء نفساً، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، سهل الخليفة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد).

وعنه (عليه السلام):

(رحم الله عبداً سمع حكماً فوعي، ودعي إلي رشاد فدنا، وأخذ بحجزة هاد فنجا، راقب ربه، وخاف ذنبه، قدم خالصاً وعمل صالحاً، اكتسب مذخوراً، ورمي غرضاً، وأحرز عرضاً، كابر هواه، وكذب مناه، جعل الصبر مطية نجاته، والتقوي عدة وفاته، ركب الطريقة الغراء، ولزم الحجة البيضاء، اغتنم المهل، وبادر الأجل، وتزود من العمل).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (يا علي إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذت ولدك بحجزتك، وأخذ شيعة ولدك بحجزهم، فتري أين يأمر بنا).

وعن نوف البكالي: سامرت علياً (عليه السلام) ذات ليلة، فاكثر النظر إلي السماء، ثم قال: يا نوف، أنائم أنت؟ قلت: لا، بل أرمقك بعيني يا أمير المؤمنين، قال: (يا نوف، طوبي للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا أرض الله بساطاً وماءها طيبا وترابها فراشاً، وجعلوا القرآن شعاراً، والدعاء دثاراً، ورفضوا الدنيا رفضاً علي منهاج عيسي بن مريم (عليهما السلام)).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم (عليهما السلام)، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب (عليهما السلام)).

وعن جميع بن عمير: (دخلت علي عائشة فقلت: من كان أحب الناس إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)؟ فقالت: فاطمة (عليها السلام)، فقلت: انما أسألك عن الرجال، قالت: زوجها، وما يمنعه؟ فو الله انه كان لصواماً قواماً، ولقد سالت نفس رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في يده، فردها إلي فيه. قلت: فما حملك علي ما كان؟ فأرسلت خمارها علي وجهها وبكت وقالت: أمر قضي عليّ).

وخرج عيسي (عليه السلام) علي الحواريين، وعليه العباء، وعلي وجوههم النور، فقال: (يا أبناء الآخرة ما تنعم المتنعمون

الا بفضل نعمتكم).

وعن أبي رائحة: صليت مع علي (عليه السلام)، حتي إذا كانت الشمس قيد رمح قلب يده ثم قال: والله رأيت أصحاب محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) فما رأيت اليوم أحداً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، بين أعينهم مثل ركب المعزي، لقد باتوا لله سجداً وقياماً يتلون كتاب الله، يراوضون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتي تبل ثيابهم، والله ما كان القوم غافلين، ثم نهض فما رؤي بعد ذلك كاشراً حتي ضربه ابن ملجم عدو الله).

وعن علي (عليه السلام): (لو ان السماوات والأرضين كانتا علي عبد رتقاً ثم اتقي الله لجعل له منهما مخرجاً).

وعن علي (عليه السلام): (واعلموا ان المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا بدنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت، فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون، واخذوا منها ما أخذه الجبارون المتكبرون، ثم انقلبوا منها بالزاد والمتجر المربح).

وعنه (عليه السلام): (اتق الله بعض التقي وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وان رق).

وعنه (عليه السلام): (اتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم).

وعنه (عليه السلام): (الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالي: ?لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم? ومن لم يأس علي الماضي، ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه).

وعن عيسي (عليه السلام): (الزهد ثلاث: المنطق، والصمت، والنظر، فمن كان منطقه في غير ذكر الله فقد لغا، ومن كان صمته في غير تفكر فقد لها، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها).

وعن علي (عليه السلام): (كانت العلماء والحكماء والأتقياء يتكاتبون بثلاثة

ليس معهن رابعة: من أحسن سريرته أحسن الله علانيته، ومن أحسن ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا).

واستأذن أبو ثابت مولي علي (عليه السلام) علي أم سلمة، فقلت: (مرحباً بك يا أبا ثابت، ثم قالت: يا أبا ثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطيرها؟ قال: تبع علياً (عليه السلام)، قالت: وفقت، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يتفرقا حتي يردا عليّ الحوض).

وعن علي (عليه السلام): (لا تقل الخير رياء، ولا تتركه حياء).

وعن ابن عباس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في غزوة الفتح: (ان بمكة لأربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو).

ومر أبوذر بالنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وجبريل معه في هيئة دحية يناجيه، فلم يسلم، فقال جبريل: (هذا أبوذر لو سلّم لرددنا عليه، فقال: أو تعرفه يا جبريل؟ فقال: (والذي بعثك بالحق لهو في ملكوت سبع السماوات أشهر منه في الأرض، قال: بم نال هذه المنزلة؟ قال: زهده في هذا الحطيم الفاني).

وقال معاوية لضرار بن ضمرة الكناني: صف لي علياً، فاستعفي، فالح عليه، فقال: (أما إذ لابد، فإنه كان والله بعيد المدي، شديد القوي، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، يستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة يقلب كفه، ويعاقب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما

جشب، كان والله يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقربه لنا، وقربه منا، لا نكلمه هيبة، ولا نبتدئه لعظمه، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فاشهد بالله لرأيته في بعض مواقفه، وقد أرخي الليل سدوله وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضاً علي لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني الآن اسمعه يقول: يا دنيا إليّ تعرضت، أم إليّ تشوقت؟ هيهات، هيهات، غري غيري، قد بتتك ثلاثاُ لارجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد ووحشة الطريق.

قال: فوكفت دموع معاوية ما يملكها علي لحيته، وهو يمسحها، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: رحم الله أبا حسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزني عليه والله حزن من ذبح ولدها في حجرها، فلا ترقأ عبرتها، ولاتسكن حرتها. ثم قام فخرج).

وخرج (عليه السلام) يوماً من منزله فإذا قوم جلوس، قال: (من أنتم؟ قالوا نحن شيعتك، قال: سبحان الله!! مالي لا أري عليكم سيما الشيعة؟ قالوا: وما سيما الشيعة؟ قال: عمش العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، علي وجوههم غبرة الخاشعين).

وكان داود (عليه السلام) إذا ذكر عذاب الله تخلعت أوصاله، فلا يشدها إلا الأسر، فإذا ذكر رحمة الله رجعت أوصاله.

باب الخلق وصفاتها و…

كان علي (عليه السلام) يقول في نعته (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لم يكن بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من الرجال، ولم يكن بالجعد المقطط ولابالسبط، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم، وكان في الوجه تدوير، أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، ششن الكف والقدمين،

دقيق المسربة إذا مشي تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً).

وعن أنس: كان (صلي الله عليه وآله وسلّم) أزهر، ليس بالادم ولا بالامهق.

وقالت أم معبد: (رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزره صقلة، وسيماً قسيماً، في عينيه دعج، وفي اشفاره وطف، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثافة، أزج أقرن، ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأجملهم من قريب، كأنما منطقه خرزات نظم ينحدرن، فصل لا نزر ولا هذر، ربعة لا يأس من طول ولاتقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين).

وروي ان علياً (عليه السلام) لبس درعاً فاستطالها، فقبض محمد باحدي يديه علي ذيلها، وبالأخري علي الموضع الذي حده له، ثم جذبها فقطعها.

ولقد زال المقام عن مكانه، فأراد الحجاج أن يرده برجله، فصاح به محمد، ثم أخذه بيده فرده، فقيل له: انتهز الحجاج وقد قتل ابن الزبير، فقال: والله لقد كنت عزمت ان رادني ان اجتذب عنقه فاقطعها.

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فوق الربعة، ولم يكن بالطويل المشذب، وكان إذا مشي مع الطوال طالهم.

وعن ابن عباس يرفعه: (من سعادة المرء خفة عارضيه).

وعن أنس: عرض رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي رجل من أصحابه التزويج، وكان في وجهه دمامة، فقال: اذن تجدني كاسداً، فقال: (انك عند الله لست بكاسد).

وعن ابن عباس رفعه: (من آتاه الله وجهاً حسناً، واسما حسناً، وجعله في موضع غير شائن له من الحسب فهو من صفوة خلقه).

وعنه (عليه السلام): (ما حسن الله خلق عبد وخلقه الا استحيا ان يطعم لحمه النار).

وقال للقمان الحكيم سيده: (اذبح لي شاة وائتني بأطيب مضغتين فيها،

فأتاه بالقلب واللسان، فسكت عنه ما سكت، ثم أمره بذبح شاة وقال: ألق أخبث مضغتين، فرمي بالقلب واللسان، وقال، انه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولاأخبث منهما إذا خبثا).

وأجارت أم هانئ بنت أبي طالب ? الحارث بن هشام يوم الفتح، فدخل عليها علي (عليه السلام)، فأخذ السيف ليقتله، فوثبت فقبضت علي يده، فلم يقدر أن يرفع قدميه من الأرض، وجعل يتفلت منها ولا يقدر، فدخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فنظر إليها فتبسم، وقال: (قد أجرنا من أجرت، ولا تغضبي علياً فإن الله يغضب لغضبه، وقال: يا علي أغلبتك امرأة؟ فقال: يا رسول الله، ما قدرت أن أرفع قدمي من الأرض، فضحك النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وقال: لو أن أبا طالب ولد الناس لكانوا شجعاناً).

وعن أبي مطر البصري النضري: خرجت من باب المسجد، وعلي إزار طويل، ربما عثرت به، وإذا بمن يناديني من خلفي: (أي بني أرفع ذيلك فإنه أبقي لثوبك، واتقي لربك، وخذ من شاربك إن كنت مسلماً فنظرت فإذا هو علي عليه السلام).

باب الأخلاق

والعادات الحسنة والقبيحة، والرفق والعنف و…

عن إبراهيم بن العباس: والله لو وزنت كلمة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بمحاسن الناس لرجحت، وهي قوله: (إنكم لن تسعوا بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك، والملك يجره إلي الخير، والخير يجره إلي الجنة، وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان، والشيطان يجره إلي الشر، والشر يجره إلي النار).

وعن الحسن بن علي (عليه السلام) يرفعه: (ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وانه ليكتب جباراً وما يملك

إلا أهله).

وعن الأشعري: بينما رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يمشي وامرأة بين يديه، فقلت: الطريق لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقالت: الطريق معترض، إن شاء أخذ يميناً، وإن شاء أخذ شمالاً.. فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): دعوها فإنها جبارة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (المؤمنون هينون لينون كالجمل الانف، ان قيد انقاد، وان انيخ علي صخرة استناخ).

وعن علي (عليه السلام): (من لان عوده كثف أغصانه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا تري إذا غضب حمرة عينيه وانتفاخ أوادجه، فمن وجد من ذاك شيئاً فليلصق خده بالأرض).

وعن لقمان (عليه السلام): (ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان، من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلي الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له).

وعن عيسي (عليه السلام): (يباعدك من غضب الله أن لا تغضب).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): (أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب).

وفي التوراة: (اذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت فاصبر وأرض بنصرتي، فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك).

وقال الرجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أي شيء أشد؟ قال: غضب الله، قال: فما يباعدني من غضب الله؟ قال: أن لا تغضب).

واهدي مطيع بن أياس إلي حماد عجرد غلاماً وكتب إليه: قد بعثت إليك بغلام تتعلم عليه كظم الغيظ!.

وعن أنس: (كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) من أحسن الناس خلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي

أن أذهب فخرجت حتي أمر علي صبيان وهم يلعبون، فإذا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قبض قفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: أنس أذهب حيث أمرتك، والله لقد خدمته تسع سنين، وروي عشر سنين. ما علمت قال لشيء صنعتُ: لِمَ فعلت؟ ولا لشيء تركت: هلا فعلت).

وعن أبي هريرة: (كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يجلس معنا في المجلس ويحدثنا، فإذا قام قمنا قياما واحداً حتي نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يوماً، فقمنا حين قام، فنظرنا إلي أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته، وكان رداؤه خشناً، فالتفت فقال له الأعرابي: احملني علي بعيري هذين فإنك لا تحملني من مالك ولا من مال أبيك. فقال: لا واستغفر الله، لا واستغفر الله، لا أحملك حتي تقيدني من جبذتك التي جبذتني، فكل ذلك يقول له الأعرابي: والله لا قيدكها، ثم دعا رجلاً فقال له أحمل له بعيريه هذين، علي بعير شعيراً وعلي الآخر تمراً).

وكان عيسي (عليه السلام) لا يمر بملأ من بني إسرائيل الا أسمعوه شراً وأسمعهم خيراً، فقال له شمعون في ذلك، فقال: (كل امرئ يعطي ما عنده).

وعن علي (عليه السلام): (أول غرض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره علي الجاهل).

وعن علي (عليه السلام): (تجرع الغيظ، فإني لم أر جرعة أحلي منها عاقبة، ولا ألذ مغبة).

وروي: (ما من جرعة أحمد عقباناً من جرعة غيظ تكظمها).

وسأل داود سليمان (عليه السلام) حين ترعرع عما هو أشد وقعاً من الجمر؟ فقال: (البهتان عند الغضب).

وعن عروة بن محمد: (كلمه رجل بكلام فغضب غضبا شديداً، فقام فتوضاً، ثم جاء فقال: حدثني أبي عن جدي عطية وكانت له صحبة: قال: رسول الله (صلي الله عليه

وآله وسلّم): ان الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الا ان بني آدم خلقوا علي طبقات: منهم بطيء الغضب سريع الطفئ، ومنهم سريع الغضب سريع الطفئ، ومنهم سريع الغضب بطيء الطفئ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ألا وان خيرهم البطيء الغضب السريع الفيء وشرهم السريع الغضب البطيء الفيء).

وكان يقول (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اتقوا الغضب فإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل).

وعن سعد بن أبي وقاص: (مر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بأناس يتجاذون مهراساً فقال: أتحسبون ان الشدة في حمل الحجارة، انما الشدة في أن يمتلئ أحدكم غيظاً ثم يغلبه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من كظم غيظاً وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله علي رؤوس الخلائق يوم القيامة حتي يخيره في أي الحور شاء).

وروي: (ملأه الله أمنا وإيماناً).

وعن معاذ بن جبل: استب رجلان عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فغضب أحدهما غضباً شديداً حتي خيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب، فقلت: وما هي يا رسول الله؟ قال: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم).

وعن عائشة: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يبدو إلي هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة، أرفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نزع من شيء قط إلا شانه).

وروي كانت معه (صلي الله عليه وآله وسلّم) في سفره، وكانت علي بعير صعب، فجعلت تصرفه

يميناً وشمالاً، فقال لها ذلك.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من رفق بأمتي رفق الله به، ومن شق علي أمتي شق الله عليه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (صل من قطعك، وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك).

وعن علي (عليه السلام): (إن لم تكن حليماً فتحلّم، فإنه قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم).

وعنه (عليه السلام): (الجود حارس الأعراض، والحلم فدام السفيه).

واستأذن رهط من اليهود علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقالوا: السام عليك، فقالت عائشة: بل عليك السام واللعنة، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله، فقالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا هممت بأمر فعليك فيه بالتؤدة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله عزوجل إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب رفق).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا عائشة إنه من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحاً، وببيت في أعلي الجنة لمن حسن خلقه).

وعن عائشة: كان النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: (ما بال أقوام يقولون؟).

وعن أنس: دخل رجل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعليه أثر صغرة، وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قل ما يواجه رجلاً في وجهه بشيء يكرهه، فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل ذا عنه).

وعن عائشة:

استأذن رجل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: بئس رجل العشيرة، فلما دخل ألان له القول: فقلت: يا رسول الله ألنت له القول وقد قلت ما قلت، قال: (إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه الناس لاتقاء فحشه).

وروي عنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (يا عائشة إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم).

وعن أنس: ما رأيت رجلاً التقم اذن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فينحي رأسه حتي يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رجلاً أخذ بيده فترك يده حتي يكون الرجل هو الذي يدع يده).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان من كمل الإيمان حسن الخلق).

وسئلت عائشة عن خلق رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)؟ فقالت: كان خلقه القرآن: ?خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين?.

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة).

وعنه (عليه السلام): (ما من شيء في الميزان أثقل من خلق حسن).

وعن علي (عليه السلام): (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه).

وعنه (عليه السلام): (سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): ما أكثر ما يُدخل الجنة؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): تقوي الله وحسن الخلق).

وعنه (عليه السلام): (قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): أحسن الناس إيماناً أحسنهم خلقاً وأحسنكم خلقاً ألطفكم بأهله، وأنا ألطفكم بأهله).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الحلم والتؤدة من النبوة، ومن عجل أخطأ).

وعن علي (عليه السلام): (التقي رئيس الأخلاق).

وعنه (عليه السلام): (بالسير العادلة يقهر المناوئ، وبالحلم عن السفيه يكثر الأنصار عليه).

و: (أول عوض الحليم

من حلمه إن الناس أنصاره علي الجاهل).

و: (كاد يتدرع ذلاً من فرط حلمه).

باب الدين وما يتعلق به…

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة، ثم قال: إخلاصها أن يخرجه مما حرم الله).

وعن علي (عليه السلام): (واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد، ولا يزال أبداً ولا يزول).

وعنه (عليه السلام): (إن الإيمان يبدو لمظة في القلب كلما أزداد الإيمان ازدادت اللمظة). واللمظة هي النكتة من الفرس الألمظ وهو الذي بجحفلته شيء من بياض.

وسئل علي (عليه السلام) عن التوحيد والعدل، فقال: (التوحيد ان لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه).

وعن علي (عليه السلام): (كل ما يتصور في الأوهام فالله بخلافه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) انه قال علي المنبر: (أشعر كلمة قالتها العرب: ألا كل شيء ما خلا الله باطل).

وقال يعقوب (عليه السلام) للبشير: (علي أي دين تركت يوسف؟ قال علي الإسلام، قال: الآن تمت النعمة علي يعقوب وعلي آل يعقوب).

وعن علي (عليه السلام): (ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، شهادتين تصعدان القول، وترفعان العمل، لا يخف ميزان يوضعان فيه، ولا يثقل ميزان يرفعان منه).

وعنه (عليه السلام): (وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة ممتحناً إخلاصها، معتقداً مصاصها، نتمسك بها أبداً ما أبقانا، ونذخرها لأهاويل ما يلقانا).

وعنه (عليه السلام)، ان ذعلب اليماني قال له: هل رأيت ربك؟ قال: (أ فأعبد ما لا أري؟ قال: وكيف تراه؟ قال: لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان).

و: (رأس الدين صحة اليقين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن لله علي كل

بدعة كيد بها الإسلام ولياً صالحا يذب عنه).

وعن علي (عليه السلام) في وصف الله تعالي: (لا يقال له متي، ولا يضرب به أمد بحتي، ولا يبصر بعين، ولا يحد بأين).

وعنه (عليه السلام): (ما يسرني أن مت طفلاً، وأني أدخلت الجنة ولم أكبر فاعرف ربي).

و: (من عرف ربه جل، ومن عرف نفسه ذل).

وعن علي (عليه السلام): (إن دين الله بين المقصر والغالي، فعليكم بالنمرقة الوسطي، فبها يلحق المقصر، وإليها يرجع الغالي).

وقال موسي (عليه السلام): (يا رب أين أجدك؟ قال: يا موسي إذا قصدت إليّ فقد وصلت).

وعن عيسي (عليه السلام): (لا يجد العبد حقيقة الإيمان حتي لا يحب أن يحمد علي عبادة الله عزوجل).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أخاف علي أمتي إلاّ ضعف اليقين).

وعن علي (عليه السلام) كنا عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (وهو نائم، فذكرنا الدجال، فاستيقظ محمراً وجهه، فقال: غير الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال، أئمة مضلون هم رؤساء أهل البدع).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي).

وعن السائب بن يزيد: ذهبت بي خالتي إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح (صلي الله عليه وآله وسلّم) رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت الي خاتمه بين كتفيه مثل

زر الحجلة.. وروي: بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسري وعليه خيلان كأمثال الثأليل.

ولما ظهر موسي (عليه السلام) قال سقراط: (نحن معاشر اليونانيين أقوام مهذبون لا حاجة بنا إلي تهذيب غيرنا).

وعن علي (عليه السلام): (شرع الإسلام فسهل شرائعه لمن ورده، وأعز أركانه علي من غالبه، فجعله أمنا لمن علقه، وسلما لمن دخله، وبرهاناً لمن تكلم به وشاهداً لمن خاصم به، ونوراً لمن استضاء به، وفهما لمن عقل، ولباً لمن تدبر، وآية لمن توسم، وتبصرة لمن عزم، وعبرة لمن اتعظ، ونجاة لمن صدق، وثقة لمن توكل، وراحة لمن فوض، وجنة لمن صبر، فهو أبلج المناهج، وأوضح الولائج، مشرف المنار، مشرق الجواد، مضيء المصابيح، كريم المضمار، رفيع الغاية، جامع الحلبة، متنافس السبقة، شريف الفرسان، التصديق منهاجه، والصالحات مناره، والموقف غايته، ولدينا مضماره، والقيامة حليته والجنة سيقته).

وعنه (عليه السلام): (القرآن فيه خبر من قبلكم، ونبأ من بعدكم، وحكم ما بينكم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أصفر البيوت جوف صفر من كتاب الله تعالي).

وعن أنس: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا بني لا تغفل عن قراءة القرآن إذا أصبحت وإذا أمسيت، فإن القرآن يحيي القلب الميت وينهي عن الفحشاء والمنكر).

وعن علي (عليه السلام): (وعليك بكتاب الله فإنه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك، والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقام، ولا يزيغ فيستعتب، ولا يخلقه كثرة الرد وولوج السمع، من قال به صدق، ومن عمل به سبق).

وعنه (عليه السلام): (إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفني عجائبه، ولاتنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به).

وعن علي (عليه السلام): (واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي

لا يكذب، ما جالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدي، أو نقصان في عمي).

و: (واعلموا انه ليس علي أحد بعد القرآن من فاقة ولا لاحد قبل القرآن من غني، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوه علي لأوائكم، فانه فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا اليه بحبه، ولاتسألوا به خلقه، انه ما توجه العباد الي الله بمثله، واعلموا انه شافع مشفع وقائل مصدق، وانه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فانه ينادي مناد يوم القيامة: ألا ان كل حارث مبتلي في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه واستدلوه الي ربكم، واستنصحوه علي أنفسكم، واتهموا عليه آرائكم واستغشوا فيه أهواءكم).

وعنه (عليه السلام): (من قرا القرآن فمات فدخل النار فهو ممن اتخذ آيات الله هزواً).

وقال الله تعالي لموسي (عليه السلام): (إنما مثل كتاب محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) في الكتب كمثل سقاء فيه لبن كلما مخضته استخرجت زبده).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من قرأ القرآن ثم رأي أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمه الله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله تعالي قرأ طه ويس قبل أن يخلق الخلق بألف عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبي لأمة ينزل عليهم هذا، وطوبي لأجواف تحمل هذا، وطوبي لألسنة تنطق بهذا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) عنه تعالي: (من شغلته قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، فقيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال:

تلاوة القرآن وذكر الموت).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الله أشد أذنا إلي قارئ القرآن من صاحب القينة إلي قينته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه).

وعن علي (عليه السلام): (من قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة فله بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأ وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة، ومن قرأ في غير صلاة وهو علي وضوء فخمس وعشرون حسنة، ومن قرأ علي غير وضوء فعشر حسنات).

وعن صالح المري: قرأت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في المنام، فقال لي: (يا صالح هذه القراءة فأين البكاء).

وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا).

وأمر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): عبد الله بن عمر أن يختم القرآن في سبع.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا قام أحدكم من الليل يصلي فليجهر بقراءته، فإن الملائكة وعمار الدار يستمعون لقراءته ويصلون بصلاته).

وعن علي (عليه السلام): (لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها).

وعن جعفر الصادق (عليه السلام): (والله لقد تجلي الله لخلقه في كلامه ولكنهم لم يبصروه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (علم الإيمان الصلاة، فمن فرغ لها قلبه وحاد عليها بحدودها فهو مؤمن).

وعن عائشة: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه.

وكان الحسن بن علي (عليه السلام): (إذا فرغ من وضوئه تغير لونه، فقيل له، فقال: حق علي من أراد أن يدخل علي ذي العرش أن يتغير لونه).

وأوحي الله الي داود (عليه السلام): (يا داود كذب من أدعي محبتي

وإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه).

وعن جابر: قيل يا رسول الله إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق. قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لعل قراءته ستنهاه).

وعن علي (عليه السلام): (لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ علي الصلوات الخمس، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في العظائم).

وقال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): ادع الله أن يرزقني مرافقتك في الجنة، فقال: (أعني بكثرة السجود).

وعن علي (عليه السلام): (تعاهدوا أمر الصلاة، وحافظوا عليها واستكثروا منها، وتقربوا بها، فإنها كانت علي المؤمنين كتاباً موقوتاً، ألا تسمعون إلي جواب أهل النار حين سئلوا: ?ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين?، وإنها لتحت الذنوب حت الورق، وتطلقها إطلاق الربق، وشبهها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بالحمة علي باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسي أن يبقي عليه من الدرن. وقد عرف حقها من المؤمنين لا تشغلهم زينة متاع، ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله تعالي: ?رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله?.

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نصباً بالصلاة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه: ?وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ? فكان يأمر أهله ويصبر عليها نفسه.

وكتب علي (عليه السلام) إلي أمراء الأجناد: (أما بعد فصلوا بالناس الظهر حين تفئ الشمس من مربض العنز وصلوا بهم العصر والشمس بيضاء حية في عضو من النهار حين يسار فيها فرسخان، وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاج، وصلوا بهم العشاء حين تتواري الشمس إلي ثلث الليل، وصلوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه، وصلوا بهم

صلاة أضعفهم ولا تكونوا فتانين).

وعنه (عليه السلام): (إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها علي النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها علي الفرائض).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا أذن المؤذن هرب الشيطان حتي يكون بالروحاء، وهي من المدينة علي ثلاثين ميلاً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (صلاة علي أثر سواك أفضل من خمس وسبعين صلاة بغير سواك).

وعن حذيفة: (كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك).؟؟؟

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خير خصال الصائم السواك).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو علم الناس ما في السواك لبات مع الرجل في لحافه).

وعن علي (عليه السلام): (أفواهكم طرق ربكم فنظفوها).

وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) لمن قال له: (أكل من نري ناس: ألق عنهم تارك السواك والمستمره من غير علة، والمنشعث من غير مصيبة والمتربع في المكان الضيق والمفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم، أولئك كالخلنبح يلشط لحاء عن لحاء حتي يعود إلي جوهره).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ثلاثة يوم القيامة علي كثيب من مسك أسود، لا يهمهم حساب، ولا ينالهم فزع حتي يفرغ مما بين الناس: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالي وأم قوماً وهم به راضون، ورجل أذن في مسجد ودعا إلي الله ابتغاء وجه الله تعالي، ورجل ابتلي برق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن عمل الآخرة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يد الله علي رأس المؤذن حتي يفرغ من أذانه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يغفر للمؤذن مدي صوته، ويشهد له ما سمعه من رطب ويابس).

وقال رسول الله (صلي

الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان يوم القيامة نادي مناد: معاشر الأنبياء، فنوافي بمن معنا من المؤمنين المحشر، فنحشر علي الدواب، ويحشر صالح علي ناقته، ويحشر بلال علي ناقة من نوق الجنة، ويحشر ابنا فاطمة علي ناقتي العضباء والقصواء، وأحشر أنا علي البراق خطوها عند أقصي طرفها، ينادي بلال بالأذان محضا وبالشهادة حقاً حقاً، حتي إذا بلغ أشهد أن محمداً رسول الله شهد بها جميع الخلائق من الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت، ردت علي من ردت عليه).

وعن علي (عليه السلام): (إذ مات العبد بكي عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (زكاة الجسد الصيام).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (للصائم فرحتان: فرحة عند الإفطار، وفرحة عند لقاء ربه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يحبه الصائم الطيب).

وعن علي (عليه السلام): (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أفطر يوماً في رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صيام الدهر).

وعن الزهري: (عجبا للناس تركوا الاعتكاف، وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يفعل الشيء ويتركه، ولم يترك الاعتكاف منذ دخل المدينة إلي أن فارق الدنيا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يوشك أن يأتي علي الناس زمان يشق علي الرجل أن يخرج زكاة ماله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما خالطت الزكاة مالاً قط إلا أهلكته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من كان عنده ما يزكي فلم يزك، ومن كان عنده ما يحج به فلم يحج سأل الرجعة. يعني قوله تعالي: ?رب ارجعون?.

وعن علي (عليه السلام):

(إن الله جل وعز افترض علي الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم، فإن جاعوا أو عروا أو جهدوا فبمنع الأغنياء، وحق علي الله أن يحاسبهم عليه ثم يعذبهم).

وسئل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أي الصدقة أفضل؟ قال: (أن تعطي وأنت صحيح شحيح، تأمل البقاء، وتخشي الفقر، ولا تمهل حتي إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا).

وعن أبي ذر قال: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: (جهد من مقل مشي به إلي فقير).

وعن علي (عليه السلام): (إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك، فيوافيك به حيث تحتاج إليه، فاغتنم حمله إياه، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه، فعلك تطلبه فلا تجده واستغنم من استقرضك في حال غناك، وقضاك في يوم عسرتك، فإن امامك عقبة كؤوداً، المخفف فيها أحسن حالاً من المثقل، والمبطئ عليها أقبح أمرا من المسرع، وإن مهبطك منها لا محالة علي جنة أو نار).

و: (الصداقة صداق الجنة).

وعشش ورشان في شجرة دار رجل، فلما همت فراخه بالطيران زينت له امرأته أخذها، ففعل ذلك مراراً، فشكا الورشان إلي سليمان (عليه السلام) فقال: يا رسول الله أردت أن يكون لي أولاد يذكرون الله من بعدي، فزجل الرجل، ثم أخذها بأمر امرأته، فأعاد الورشان الشكوي، فقال صح: إذا رأيتماه يصعد الشجرة فشقاه بنصفين. فلما أراد أن يصعدها اعترضه سائل، فذهب فأطعمه كسرة من خبز شعير، ثم صعد فأخذ الفراخ، فشكا الورشان، فقال للشيطانين. فقالا: اعترضنا ملكان فأخذا بعنقينا فطرحانا في الخافقين).

وأمر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عائشة أن تقسّم شاة، فقالت: يا نبي الله ما بقي منها إلا عنقها، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (كلها بقيت إلا عنقها).

وعن

النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الخلافة علي تركته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الصدقة تسد سبعين باباً من الشر).

وعن عيسي (عليه السلام): (من رد سائلا خائباً لم تغش الملائكة ذلك البيت سبعة أيام).

وكان نبينا (صلي الله عليه وآله وسلّم) لا يكل خصلتين إلي غيره: (كان يصنع غبره بالليل ويخمره بيده، وكان يناول المسكين بيده).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من مسلم يكسو مسلماً إلا كان في حفظ الله ما دامت عليه منه رقعة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (استفرهوا ضحاياكم فإنها مطاياكم علي الصراط).

وفي الحديث: (إن آدم (عليه السلام) لما قضي مناسكه لقيته الملائكة فقالوا: بر حجك يا آدم، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام).

وفيه: (إن الله ينظر في كل ليلة إلي أهل الأرض، فأول من ينظر اليه أهل الحرم، وأول من ينظر إليه من أهل الحرم أهل المسجد الحرام، فمن رآه طائفاً غفر له، ومن رآه مصلياً غفر له، ومن رآه قائماً مستقبل الكعبة غفر له).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله قد وعد هذا البيت أن يحجه كل سنة ستمائة ألف، فإن نقصوا أكملهم الله بالملائكة، وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة، وكل من حجها يتعلقون بأستارها، يسعون حولها، حتي تدخل الجنة فيدخلون معها).

وفي الحديث: (إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة).

وفيه: (أعظم الناس ذنباً من وقف بعرفة فظن أن الله تعالي لم يغفر له).

وفيه: (استكثروا من الطواف بالبيت، فإنه من أقل شيء تجدونه في صحفكم يوم القيامة، واغبط عمل تجدونه).

ولما بني آدم البيت قال: (يا رب إن لكل عامل أجراً فما أجر عملي؟ قال: إذا طفت به غفرت لك

ذنوبك، قال: زدني، قال: جعلته لأولادك قبلة، قال: زدني، قال: اغفر لكل من استغفرني من الطائفين به من أهل التوحيد من أولادك، قال: يا رب حسبي).

وعن علي (عليه السلام): (فرض عليكم حج بيته الذي جعله قبلة للأنام، يولهون إليه وله الحمام، وجعله علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزمه، واختار من خلقه سماعاً أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه وملائكته المطيفين بعرشه، يحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون موعد مغفرته، جعله الله للإسلام علماً وللعابدين حرما).

وعن علي (عليه السلام): (وما أعمال البر كلها عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي، وأفضل ذلك كله: كلمة عدل عند سلطان جائر).

وعن علي (عليه السلام): (إياكم والفرقة، فإن الشاذ من الناس للشيطان، كما أن الشاذ من الغنم للذئب، ألا من دعا إلي الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه. يريد شعار الخوارج).

وعنه (عليه السلام): (ان قوماً عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار).

وشكا نبي من الأنبياء في بيت المقدس إلي ربه فقال: يا رب لواني الجوع، وأضر بي البرد، وأهلكني القمل، فأوحي الله إليه: أما ترضي أن هديتك للإسلام حتي تشكو).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من مسلم يبيت علي ذكر طاهراً فيتعار من الليل فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه).

وعن الحسين بن علي (عليهما السلام): (الناس عبيد المال، والدين لعق علي ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا فحصوا بابتلاء قل الديانون).

ودفع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) مفتاح الكعبة إلي عثمان بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار، وإلي شيبة بن عثمان،

وقال: (يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم).

وعن محمد بن كعب القرظي: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: (لقد رأيتني وأنا أربط الحجر علي بطني في عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) من الجوع، وإن صدقتي اليوم أربعون ألف دينار).

وعن أبي الطفيل: رأيت علياً (عليه السلام) يدعو اليتامي فيطعمهم العسل، حتي قال بعض أصحابه: لوددت أني كنت يتيماً.

وعن محمد بن الحنفية: (جاء سائل إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: هل سألت أحداً من أصحابي؟ قال: لا، قال: فائت المسجد فسلهم، فسألهم فلم يعطوه شيئا، فمر بعلي (عليه السلام) وسأله وهو راكع، فناوله يده فأخذ خاتمه).

وعن عبد الله بن عباس: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيان، فعادهما رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومعه أبوبكر وعمر، فقال عمر: يا ابا الحسن، لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما، فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله، وكذلك قالت فاطمة، وقال الصبيان: نحن أيضاً نصوم شكراً، وكذلك قالت جاريتهم فضة.. فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً، وليس عندهم طعام فانطلق علي (عليه السلام) إلي جار له يهودي اسمه شمعون، فاخذ منه جزة صوف فغزلتها له فاطمة بثلاثة أصوع شعير فلما قدموا فطورهم جاء مسكين فآثروه به، فبقوا جياعاً ليالي صومهم وفيهم نزلت: ?ويطعمون الطعام علي حبه?.

وعن محمد بن الحنفية: (كان أبي يدعو قنبراً فيحمله دقيقاً وتمراً، فيمضي إلي أبيات قد عرفها ولا يطلع عليه أحداً، فقلت له: يا أبت، ما يمنعك أن يدفع إليهم نهاراً؟ قال: يا بني، صدقة السر تطفئ غضب الرب).

ورؤي الحسين بن علي (عليهما السلام) يطوف بالبيت، ثم صار إلي المقام فصلي، ثم وضع خده علي

المقام فجعل يبكي ويقول: (عبيدك ببابك، سائلك ببابك، مسكينك ببابك)، يردد ذلك مراراً، ثم انصرف، فمر بمساكين معهم فلق خبز يأكلون، فسلم عليهم، فدعوه إلي طعامهم، فجلس وقال: (لولا انه صدقة لأكلت معكم، ثم قال: قوموا إلي منزلي، فأطعمهم وكساهم، ثم أمر لهم بدراهم).

وغسل علي بن الحسين (عليه السلام) فرأوا علي ظهره مجولاً فلم يدروا ما هي، فقال مولي له: كان يحمل بالليل علي ظهره إلي أهل البيوتات المستورين الطعام، فإذا قلت له: دعني أكفك، قال: (لا أحب أن يتولي ذلك غيري).

وقيل لجعفر بن محمد (عليه السلام): الرجل تكون له الحاجة يخاف فوتها أيخفف الصلاة؟ قال: (أولا يعلم إن حاجته إلي الذي يصلي إليه؟).

وعن الحسن بن علي (عليه السلام): (إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلي بيته)، فمشي من المدينة إلي مكة عشرين مرة.

ولَبني إسرائيل أصابهم قحط فخرجوا إلي الاستسقاء فأوحي الله إلي عيسي (عليه السلام) أن قل لقومك: من كان منكم مذنباً فليرجع، فرجعوا غير رجل أعور، فقال له عيسي (عليه السلام): ألم تصب ذنباً قط؟ قال: لا، غير إني كنت رجلاً حمالاً، فاحملت فاعييت، فاسترحت ساعة، فنظرت فوقعت احدي عيني علي امرأة، فقلت لها لا تصحبيني وفيك طلبة، فنزعتها وطرحتها. فقال له عيسي (عليه السلام): ادع أنت فأؤمن أنا، ففعل فرفع الله عنهم القحط).

باب الذم والهجو والشتم والاغتياب وما شاكل ذلك

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع: (أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإياكم والغيبة، فإن الله حرم أكل لحم الإنسان، كما حرم ماله ودمه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من ذكر امرءاً بما ليس فيه ليعيبه حبسه الله في نار جهنم

حتي يأتي بنفذ مما قال فيه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم والغيبة.. أشد من الزنا).

ثم قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (إن الرجل يزني فيتوب، فيتوب الله عزوجل عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتي يغفر له صاحبها).

وسمع علي بن الحسين (عليه السلام) رجلاً يغتاب، فقال: (ويحك، إياك والغيبة فإنها ادام كلاب الناس، من كف عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة).

وأوحي الله إلي موسي (عليه السلام): (إن المغتاب إذا تاب فهو آخر من يدخل الجنة، وإن أصر فهو أول من يدخل النار).

وقال لقمان: (يا بني، قد دحرجت الحجارة، وقطعت الصخور، فلم أجد شيئا أثقل من كلمة السوء ترسخ في القلب كما يرسخ الحديد في الماء).

ومر المسيح (عليه السلام) في الحواريين علي جيفة كلب، فقال بعضهم: ما أشد نتن ريحه فقال: (هلا قلت: ما أشد بياض أسنانه).

وقال محمد بن حرب: أول من عمل الصابون سليمان، وأول من عمل القراطيس يوسف، وأول من عمل السويق ذو القرنين.

وعن علي (عليه السلام): (من نظر في عيوب الناس فأنكرها، ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه).

وعن علي (عليه السلام): رفعه: (من بهت مؤمناً أو مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله علي تل من نار حتي يخرج مما قال فيه).

وعن علي (عليه السلام): (الغيبة جهد العاجز).

ومنه أخذ المتنبي:

وأكبر نفسي عن جزاء بغيبة وكل اغتياب جهد من لا له جهد

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليلة أسري بي إلي السماء رأيت قوماً يأكلون الجيف، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من اغتيب غيبة غفر الله نصف ذنوبه).

باب الذل والهوان، والضعف والقلة، و…

عن علي (عليه السلام): (مسكين

ابن آدم! مكتوم الأجل، مكتوب العمل، تؤذيه البقة وتقتله الشرقة، تنتنه العرقة وتميته الغرقة).

وكلمت النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) جارية من السبي، فقال: (من أنت؟ قالت: بنت الرجل الجواد حاتم، فقال: ارحموا عزيزاً ذل، وغنياً افتقر، وارحموا عالماً ضاع بين جهال).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز يعز به الله الإسلام، وذل ذليل يذل الله به الكفر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم).

وسئل علي (عليه السلام) عن السفلة، فقال: (الذين إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا).

باب ذكر الله …

قيل لسفيان بن عيينة: ما حديث يروي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أفضل دعاء أعطيته انا والنبيون قبلي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، قال: ما تنكر من ذا؟ ثم حدث بقوله (صلي الله عليه وآله وسلّم): من تشاغل بالثناء علي الله أعطاه الله رغبة السائلين، ثم قال: هذا أمية بن أبي صلت يقول لابن جدعان:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني

حياؤك إن شيمتك الحياء

أذا اثني عليه المرء يوماً

كفاه من تعرضه الثناء

فهذا مخلوق يقوله لمخلوق، فما ظنك برب العالمين).

وعن ابن عمر: من دعائه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم ارزقني عينين هطالتين تشفيان القلوب بذروف الدموع، قبل أن يكون الدمع دماً والأضراس جمراً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك).

وعن مولي لأم معبد قال: لما كبرت أم معبد ذهب بصرها، فكنت أقودها، فكانت تكثر أن تدعو

بهذه الكلمات، وتقول: كان النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول ذلك: (اللهم طهر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء، وبصري من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).

وعن علي (عليه السلام): (ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لقد بارك الله للرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، واصلح لي دنياي التي فيها معاشي، واصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة في الخير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (بينما رجل ممن كان قبلكم إذ مر بجمجمة نظر إليها وقام يفكر، وقال: يا رب أنت أنت، وأنا أنا، أنت العواد بالمغفرة وأنا العواد بالذنوب، ثم خر ساجداً، فقيل له: ارفع رأسك، أنت أنت وأنا أنا، أنت العواد بالذنوب، وأنا العواد بالمغفرة، فغفر له).

وسمع موسي بن جعفر (عليه السلام) يقول في سجوده آخر الليل: (يا رب عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك).

طاووس: إني لفي الحجر لليلة، إذا دخل علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير، لأسمعن دعاءه، فسمعته يقول: (عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك) فما دعوت بهن في كربة إلا فرجت.

ودعاؤه (صلي الله عليه وآله وسلّم) للمتزوج: (علي اليمن والسعادة، والطير الصالح، والرزق الواسع، والمودة عند الرحم).

وعن ابن مسعود عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) من دخل المقابر فقال: (اللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية، والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا

وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً مني، كتب له بعدد من مات من لدن آدم إلي ان تتقدم الساعة حسنات).

وعن علي عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سلاح المؤمن الدعاء وعماد الدين ونور السماوات والأرض).

وفيما أنزل الله من الكتب: (إن الله يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، ويؤمن روعاتكم).

وقال جبريل لآدم: (قل: اللهم ألبسني العافية في الدنيا والآخرة حتي تهنأني المعيشة، ثم قل: اللهم اختم لي بالمغفرة، فقالها، فقال جبريل: وجبت).

وعن علي (عليه السلام): (جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته فما شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، واستمطرت مثابيب رحمته، فلا يقنطنك إبطاء إجابته، فإن العطية علي قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه، وأوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً، أو صرف عنك بما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته).

و: (رحب واديك، وعز ناديك، لا ألم بك ألم، ولا طاف بك عدم، سلمك الله ولا أسلمك).

وقال موسي (عليه السلام): (يا رب إنك لتعطيني أكثر من أملي، قال: انك تكثر قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك والكبرياء والعظمة والخلق والأمر والليل والنهار وما يسكن فيهما لله وحده لاشريك له، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحاً، وأوسطه فلاحاً، وآخره نجاحاً، وأسألك خير الدنيا وخير الآخرة، يا أرحم الراحمين).

وكان رسول

الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (اللهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال، وحسن الظن بك، وصدق التوكل عليك).

واعتمر علي (عليه السلام) فرأي رجلاً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل ولا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك، فقال علي (عليه السلام): (والذي نفسي بيده، لو قلتها وعليك ملء السماوات والأرضين من الذنوب لغفر لك).

وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتي يمسح بهما وجهه.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الإجابة فليقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ومن أبطأ عنه من ذاك شيء فليقل: الحمد لله علي كل حال).

وعن سلمة بن الأكوع: ما سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يستفتح الدعاء إلا قال: سبحان ربي الأعلي الوهاب.

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (في خطبته يوم الأحزاب: اللهم أكل سلاحهم، واضرب وجوههم، ومزّقهم في البلاد تمزيق الريح للجراد).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم صن وجهي باليسار، ولا تذل جاهي بالإقتار، فاسترزق طالبي رزقك، واستعطف شرار خلقك، وابتلي بحمد من أعطاني وافتتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك كله ولي الإعطاء والمنع).

وعن أنس: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا أكل قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وأشبعنا وأروانا، وكفانا وآوانا، فرب مكفي لا يجد مأوي ولا منقلباً، نعوذ بالله من التقلب إلي النار).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما انتهيت إلي الركن اليماني

قط إلا وجدت جبريل قد سبقني إليه يقول: قل يا محمد اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والفاقة، ومن مواقف الخزي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من الشك في الحق بعد اليقين وأعوذ بك من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك من شر يوم الدين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من شر عرق نعار، ومن شر حر النار). النعار هو الذي لا يرقأ.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (كم من نعمة لله في عرق ساكن).

وعن علي (عليه السلام): (العجب ممن يعطب ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن للقلوب صدا كصدأ النحاس، وجلاؤها الاستغفار).

وعن بعض أهل البيت (عليهم السلام): (نعوذ بالله من بيات غفلة، وصباح ندامة).

وعن الخضر (عليه السلام): (اللهم إني أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت، واستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك، واستغفرك لما أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك، واستغفرك للنعم التي أنعمت بها علي فتقويت بها علي معصيتك، واستغفرك يا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، من كل ذنب أو معصية ارتكبتها في ضياء النهار وسواد الليل، في ملأ أو خلأ، أو سر أو علانية، يا حليم).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لمسافر: (وجّهك الله في الخير وزوّدك التقوي، وجعلك مباركاً أينما كنت).

وعن أنس: عطس رجلان عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فسمت أحدهما، ولم يسمت الآخر، فقيل له، فقال: (إن هذا حمد الله، وإن هذا لم يحمد الله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس، فيطالبه به يوم القيامة، فيقضي له عليه).

وأوحي الله إلي موسي (عليه السلام):

(مر ظلمة بني إسرائيل أن يقلوا من ذكر الله، فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة حتي يسكت).

ومرّ سليمان (عليه السلام) والطير تظله والريح تقله، بعابد من بني إسرائيل، فقال: لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، فسمع ذلك فقال: (تسبيحة في صحيفة مسلم خير مما أعطي آل داود).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سبق المفردون، قيل وما المفردون؟ قال: المستهترون بذكر الله، يضع الذكر أثقالهم عنهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في الوسط الهشيم، وروي: كالمقاتل بين الفارين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله تعالي: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه).

وسئل (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أي الأعمال أفضل؟ فقال: أن تموت ولسانك رطب بذكر الله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أصبح أمس ولسانك رطب بذكر الله تصبح وتمس وليس عليك خطيئة).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله، ومن إعطاء المال سحا).

وعن داود (عليه السلام): (إذا رأيتني أجاوز مجالس الذاكرين إلي مجالس الغافلين فاكسر رجلي، فإنها نعمة تنعم بها علي).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من صلي علي صلت عليه الملائكة ما صلي عليّ، فليقلل عبد من ذلك أو ليكثر).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من صلي علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليس أحد يسلم عليّ إلا رد روحي حتي أرد عليه السلام).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني،

فان عدت فعد عليّ بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الالحاظ، وسقطات الالفاظ، وشهوات الجنان، وهفوات اللسان).

وعن انس: أخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) غصنا فنفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فانتفض، فقال: ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر تنتفض الخطايا كما تنتفض الشجرة ورقها).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله: لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (دعاء أطفال ذريتي مستجاب ما لم يقارفوا الذنوب).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم إن فههت عن مسألتي، أو عمهت عن طلبتي، فدلني علي مصالحي، وخذ بقلبي إلي مراشدي، اللهم احملني علي عفوك، ولا تحملني علي عدلك).

ورفع الله عن بني إسرائيل العذاب ستمائة سنة بقولهم: (ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل).

وقال موسي (عليه السلام): (يا رب ما علامة رضاك عني؟ فقال: ذكرك إياي يا ابن عمران).

ومر موسي (عليه السلام): (علي قرية من قري بني إسرائيل، فنظر إلي أغنيائهم قد لبسوا المسوح، وجعلوا التراب علي رؤوسهم، وهم قيام علي أرجلهم، تجري دموعهم علي خدودهم، فبكي رحمة لهم، فقال: إلهي هؤلاء بنو إسرائيل حنوا إليك حنين الحمام وعووا عواء الذئاب، ونبحوا نباح الكلاب، فأوحي إليه: ولم ذاك؟ ألئن خزائني قد نفذت أم لئن ذات يدي قد قلت؟ أم لست أرحم الراحمين؟ ولكن أعلمهم أني عليم بذات الصدور، يدفونني وقلوبهم غائبة عني مائلة إلي الدنيا).؟؟

وهبط جبريل (عليه السلام)

علي يعقوب (عليه السلام) فقال: (يا يعقوب إن الله يقول لك قل: يا كثير الخير يا دائم المعروف، رد عليّ ابني، فأوحي إليه: وعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتي وتقبح فيما أبطن لك سريرتي).

وعن نوف البكالي عنه (عليه السلام) انه قام من الليل فقال: يا نوف ان داود (عليه السلام) قام في مثل هذه الساعة فقال: (انها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له، إلا أن يكون عشاراً أو عريفاً أو شرطياً أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من قطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله تعالي من سبع أرضين يوم القيامة).

وعن علي بن الحسين (عليه السلام) عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من قال كل يوم مائة مرة: (لا إله إلا الله الحق المبين) كان له أماناً من الفقر، وأونس في وحشة القبر، واستجلب الغناء، واستقرع باب الجنة).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام): (ما المبتلي الذي اشتد بلاؤه بأحق بالدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء).

وعن أبي الطفيل: ولد لرجل غلام علي عهد النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فأتي به، فدعا له، وأخذ ببشرة جبهته فقال بها كذا وغمز جبهته، ودعا له بالبركة، فنبتت شعرة في جبهته كأنها هلبة فرس. فشب الغلام، فلما كان زمن الخوارج أحبهم، فسقطت الشعرة عن جبهته، فأخذه أبوه فقيده، ودخلنا عليه، فوعظناه، وقلنا له: ألم تر أن بركة دعوة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قد وقعت من جبهتك؟ فما زلنا به حتي رجع وتاب. فرد الله الشعرة في جبهته.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله

وسلّم): (من فتح نهاره بذكر الله تعالي، وختم ليله بالاستغفار غفر له ما بين ذلك).

باب الروائح وما جاء في الطيب …

عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انه بايع قوماً كان بيد رجل منهم ردع خلوق، فبايعه بأطراف أصابعه، وقال: خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) في صفة أهل الجنة: (ومجامرهم الالوة).

وعن سهل بن سعد رفعه: (إن في الجنة مراغاً مثل مراغ دوابكم هذه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) في صفة الكوثر: (ماؤه المسك، ورضراضه التؤام، أي حمأته).

وعن أنس: دخل علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.

وروي: فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه علي قطعة أديم علي الفراش، ففتحت عتيدها فجعلت تنشف ذلك العرق في قواريرها، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): ما تصنعين؟ قالت: عرقك أذوب به طيبي.

وروي: نرجو به بركة صبياننا

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): أصبت.

وقال الجاحظ: سألت بعض العطارين من أصحابنا المعتزلة عن شأن المسك، فقال: لولا ان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قد تطيب بالمسك ما تطيبت به.

ووجد رجل قرطاساً فيه اسم الله فرفعه، وكان عنده دينار، فاشتري به مسكاً فطيبه، فرأي في المنام كأن قائلاً يقول له: كما طيبت اسمي لأطيبن ذكرك.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تردوا الطيب، فإنه طيب الريح خفيف المحمل).

وفي الحديث المرفوع: (إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيباً).

وفيه: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن إذا خرجن تفلات،

أي غير متطيبات).

وعن أنس: كان للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) سكة يتطيب بها.

وكان أبو أيوب الأنصاري يصنع للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) طعاماً، إذا رد إليه سأل عن مواضع أصابعه فيتبعها، فصنع له طعاماً فيه ثوم، فلما رد إليه سأل عن مواضع أصابعه، فقيل: لم يأكل، ففزع، فقال: أحرام هو؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أيما امرأة استعطرت فخرجت ليوجد ريحها فهي زانية، وكل عين زانية).

باب الرسوم في معاشرة الناس…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أخلاق النبيين والصديقين البشاشة إذا تراءوا، والمصافحة إذا تلاقوا، والزائر في الله حق علي المزور إكرامه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا زار العبد أخاه في الله نادي مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك بوئت منزلاً في الجنة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله عز وجل: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة من غيره ثم لايحدث إلا بشر ما سمع مثل رجل أتي راعياً فقال له: اعطني شاة من غنمك، فقال: اذهب فخذ خيرها، فجاء فاخذ بأذني الكلب الذي مع الغنم).

وقال أنس: كنت عند الحسن بن علي (عليه السلام) فدخلت جارية بيدها طاقة ريحان فحيته بها، فقال لها: (أنت حرة لوجه الله تعالي، فقلت له: حيتك جارية بطاقة ريحان لا خطر لها فاعتقتها! فقال: كذا أدبنا ربنا الله، ?وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها? وكان أحسن منها اعتاقها).

وعن علي (عليه السلام): (توق من إذا حدثك كذبك، وإن حدثته كذبك، وإن ائتمنته خانك، وإن ائتمنك اتهمك).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انزلوا الناس

علي منازلهم، مع التغالب التحاب).

وعن عبد الرحمن بن عوف: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عاده فما تحوز له عن فراشه، أي ما تنحي.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انه لم يصافحه أحد فخلي يده يكون الرجل البادي، ولا جلس إليه أحد قط فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) حتي يقوم).

وقعد رجل في وسط الحلقة فقال لحذيفة بن اليمان: إن فلاناً أخاك مات. فقال: وأنت حقيق علي الله أن يميتك، سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (الجالس وسط الحلقة ملعون).

وعن جرير بن عبد الله: ما رآني النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الرجل أحق بمجلسه وبصدر دابته).

وعن علي (عليه السلام): (رسولك ترجمان عقلك).

وكان قوم من سفهاء بني تميم أتوا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقالوا: يا محمد، اخرج إلينا نكلمك، فغم ذلك رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وساءه ما ظهر من سوء أدبهم، فأنزل: ?إن الذين ينادوك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون ?.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تحقرن أحدا من المسلمين فان صغيرهم عند الله اكبر).

وعن أنس: لم يكن أحد أكرم علينا من رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وكنا إذا رأيناه لم نقم له لما نعلم من كراهته.

وعن أنس: ما رأيت أخرج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ركبته بين يدي جليس له قط، ولا ناول يده أحداً قط فيدعها حتي يكون هو الذي يدعها.

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني لا تبعث رسولاً جاهلاً، فإن لم تجد حكيماً فكن رسول نفسك).

وقال لقمان (عليه السلام) لابنه: (يا بني

إذا مررت بقوم فارمهم بسهم الإسلام وهو السلام، فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول يوم دخل المدينة: (أفشوا السلام، وأطيبوا الكلام، وأطعموا الطعام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

وعن معاوية: نكحت النساء حتي ما أفرق بين امرأة وحائط، وأكلت حتي ما أجد ما استمرئه، وشربت الأشربة حتي رجعت الي الماء، وركبت المطايا حتي اخترت نعلي، ولبست الثياب حتي اخترت البياض، فما بقي من اللذات ما تتوق اليه نفسي الا محادثة أخ كريم.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (المجالس أمانة).

وسأل يوسف (عليه السلام) جبريل (عليه السلام) عن حزن يعقوب (عليه السلام): فقال: (حزن سبعين ثكلي، قال: فماذا له من الأجر، قال: ما الله به عليم، قال: فهل تراني لاقيه؟ قال: نعم، قال: ما أبالي ما رأيت أن لقيته).

وعن علي (عليه السلام): (البشاشة حبالة المودة، والاحتمال قبر العيوب).

وعن أبي أمامة: خرج إلينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) متوكئاً علي عصا، فقمنا إليه، فقال: (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً).

ولما تزوج علي (عليه السلام) النهشلية بالبصرة قعد علي سريره، وأقعد الحسن (عليه السلام) عن يمينه، والحسين (عليه السلام) عن شماله، وأجلس محمد بن الحنفية بالحضيض، فخاف أن يجد من ذلك فقال: يا بني أنت ابني وهذان ابنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)).

ودخل علي علي (عليه السلام) رجلان، فألقي لهما وسادتين، فجلس أحدهما ولم يجلس الآخر، فقال له علي (عليه السلام): (اجلس فإنه لا يرد الكرامة الا حمار).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أيما رجل عرضت عليه كرامة فلا يدع يأخذ منها مما قل أو كثر).

وعن إسماعيل بن سالم عن حبيب: بلغني

قول رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان أفضل المؤمنين أحسنهم خلقاً).

وقال لقمان (عليه السلام) لابنه: (يا بني، إذا أتيت نادي القوم فأمرهم بسهم الإسلام، ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتي تراهم قد نطقوا، فإن رأيتهم قد نطقوا في ذكر الله فأجر سهمك معهم، وإلا فتحول من عندهم إلي غيرهم).

باب الأسماء والكني والألقاب و…

عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من رفع قرطاساً من الأرض مكتوباً عليه بسم الله الرحمن الرحيم اجلالاً له ولاسمه عن أن يداس، كان عند الله من الصديقين، وخفف عن والديه وإن كانا من المشركين).

وعن ابن عباس: (لم يرن إبليس مثل ثلاث رنات قط: رنة حين لعن فاخرج من ملكوت السماوات، ورنة حين ولد محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) ورنة حين أنزلت سورة الحمد وفي ابتدائها ?بسم الله الرحمن الرحيم ?).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم، فإن أمتي يأتون يوم القيامة وهم يقولون بسم الله الرحمن الرحيم، فتثقل حسناتهم في الميزان، فتقول الأمم: ما أرجح موازين أمة محمد؟ فتقول الأنبياء (عليهم السلام): إن ابتداء كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله، لو وضعت في كفة الميزان ووضعت سيئات الخلق في كفة أخري لرجحت حسناتهم).

وعن عكرمة: لما نزلت التسمية ضجت جبال الدنيا حتي سمع دويها، فقالوا: سحر محمد قد قيد الجبال.

وعن سعيد بن المسيب بن حزن: أتي جده رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال له: (أنت سهل؟ فقال له: بل انا حزن، ثلاثاً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من بيت فيه اسم محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلا وسع الله عليهم الرزق، فإذا سميتموهم فلا تضربوهم ولا تشتموهم، ومن

ولد له ثلاثة ذكور فلم يسم أحداً منهم أحمد أو محمداً فقد جفاني).

وروي محمد بن الحنفية عن علي (عليه السلام): (قلت: يا رسول الله، إن ولد لي بعدك ولد اسميه باسمك واكنيه بكنيتك؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): نعم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلي الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا سميتم فعبدوا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من حق الولد علي الوالد ان يحسن اسمه ويحسن أدبه).

وكان (صلي الله عليه وآله وسلّم) يغير بعض الأسماء، سمي أبا بكر عبد الله وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، وابن عوف عبد الرحمن، وكان اسمه عبد الحارث، وهشاماً وحزناً سهلاً، والمضطجع المنبعث، وأرضاً تسمي عفرة خضرة، وشعب الضلالة شعب الهدي، وبني الزنية بني الرشدة، وبني مغوية بني رشد، وبني الصماء بني السميعة..

وسألت زينب بنت أبي سلمة محمد بن عمرو بن عطاء ما سميت ابنتك؟ قال: برة، قالت: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نهي عن هذا الاسم، قال: (لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمي ملك الأملاك اسم الله الأعظم الحي القيوم، وقيل: ذو الجلال والإكرام).

وأما ذو النور فالطفيل بن عمرو الدوسي أعطاه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نوراً في جبينه ليدعو به قومه، فقال: يا رسول الله، هي مثلة، فجعله في طرف سوطه، فكان كالمصباح يضيء له الطريق بالليل.

وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت الأنصاري: روي إن رسول

الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) استقضاه يهودي ديناً، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أولم أقضك؟ فطلب البينة، فقال لأصحابه: أيكم يشهد لي؟ فقال خزيمة: أنا يا رسول الله، قال: وكيف تشهد بذلك ولم تحضره ولم تعلمه؟ قال: يا رسول الله نحن نصدقك علي الوحي من السماء، فكيف لا نصدقك علي انك قضيته؟ فانفذ شهادته وسماه بذلك، لأنه صيّر شهادته شهادتي رجلين).

وقتادة بن النعمان الأنصاري: أصيبت عينه يوم أحد فسقطت علي حذه فردها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فكانت أحسن وأصح من الأخري، كانت تعتل الباقية ولا تعتل المردودة، فقيل له ذو العينين، أي له عينان مكان الواحدة.

وذو الثدية وقيل ذو الخويصرة: حرقوص بن زهير باب الخوارج وكبيرهم الذي علمهم الضلالة، وجد يوم النهروان بين القتلي، فقال علي (عليه السلام): (ائتوني بيده المخدجة، فأتي بها فأمر بنصبها وقال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: خرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليست قراءتكم الي قراءتهم شيئاً، ولاصلاتكم الي صلاتهم شيئاً، ولا صيامكم إلي صيامهم شيئاً، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وآية ذلك ان فيهم رجلاً له عضد وليست له ذراع، علي عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعيرات بيض).

والمطيبون: بنو عبد مناف، وبنو أسد بن عبد العزي، وزهرة بن كلال، وتيم ابن مرة، والحارث بن فهر، غمسوا أيديهم في خلوق ثم تحالفوا.

والأحلاف: بنو عبد الدار، وبنو مخزوم، وبنو جمح، وبنو سهم، وبنو عدي، نحروا جزوراً وغمسوا أيديهم في دمائها وتحالفوا، فسموا لعقة الدم.

وقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) حين حاصر الطائف: (أيما عبد نزل إلي

فهو حر، فتدلي أبو بكرة من السور علي بكرة. فقال له النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أنت أبو بكرة، واسمه نفيع وأخوه نافع، وكانا مولي الحارث ابن كلدة).

وقالت عائشة: يا رسول الله كل صواحبي لهن كني، قال: فاكتني بابنك عبد الله ابن الزبير فكانت تكني أم عبد الله.

وعن أنس: كان لي أخ صغير وله نغر يلعب به فمات، فدخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فرآه حزيناً، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره الذي يلعب به، فقال: يا أبا عمير ما فعل النغير).

ومولي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): رباح، وقيل مهران، وكنيته أبو عبد الرحمن، كان معه في سفر، فكان كل من أعيي ألقي عليه بعض متاعه، فمر به رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: أنت سفينة، فلقب به.

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه، ووسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجهاً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فأدخلوه في مشورتهم إلا خير لهم).

و: (وما من مائدة وضعت فحضر عليها من اسمه احمد أو محمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين).

باب السفر.. والفراق.. والوداع…

عن الحسن بن يسار: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من فر بدينه من أرض إلي أرض، وإن كان شبراً من الأرض، استوجب الجنة، وكان رفيق أبيه إبراهيم (عليه السلام) ونبيه محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم)).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو يعلم الناس برحمة الله للمسافر لأصبح الناس علي ظهر سفر، إن الله بالمسافر رحيم).

ولما أخرج يوسف (عليه السلام) من الجب

واشتري قال لهم قائل: استوصوا بهذا الغريب خيراً، فقال لهم يوسف (عليه السلام): (من كان مع الله فليس عليه غربة).

وعن علي (عليه السلام) عند مسيره إلي الشام: (اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء النظر في الأهل والمال، اللهم أنت الصاحب في السفر، وأنت الخليفة في الأهل، ولا يجمعها غيرك، لأن المستخلف لا يكون مستصحباً، والمستصحب لا يكون مستخلفاً).

وقال (عليه السلام) لبعض من أنفذه: (سر البردين وغور بالناس ورفه بالسير، ولا تسر أول الليل فإن الله جعله سكناً، وقدره مقاما لا ظعناً، فأرح فيه بدنك وروح ظهرك، فإذا وفقت حين ينبطح السخر أو حين ينفجر الفجر فسر علي بركة الله).

وذكر لحوقه برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بعد هجرته فقال: فجعلت اتبع مأخذ رسول الله فأطأ ذكره حتي انتهيت إلي العرج. أراد كنت أعطي خبره حتي انتهيت إليه).

وعن علي (عليه السلام): (فقد الأحبة غربة).

وعن علي (عليه السلام): (ست من المروءة، ثلاث في الحضر وثلاث في السفر، وأما اللاتي في الحضر: فتلاوة كتاب الله، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الأخوان في الله، وأما اللاتي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير معاص).

وعن محفوظ بن علقمة: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لرجل من أصحابه: (أما انك ان ترافق غير قومك يكن أحسن لخلقك وأحق أن يقتفي بك).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوي بالليل ما لا تطوي بالنهار).

وعن كعب بن مالك قال: ما كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يخرج في سفر إلا يوم الخميس.

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يكره أن يسافر الرجل في غير رفقة. وقال: (الراكب شيطان،

والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم).

وعن قزعة: قال لي ابن عمر: هلم أودعك كما ودعني رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك).

وعن علي بن ربيعة: شهدت علياً (عليه السلام)، وأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: باسم الله، فلما استوي علي ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: ?سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون ?. ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله اكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يفعل كما فعلت، ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت؟ قال: إن ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري.

وكان نعيم النحام قديم الإسلام، ولقب بذلك لأن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال له: (دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فيها. وأقام بمكة حتي كان قبل الفتح، لأنه كان ينفق علي أرامل بني عدي وأيتامهم، فقال له قومه حين أراد الهجرة وتشبثوا به: أقم ودن بأي دين شئت. فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) حين قدم عليه: قومك يا نعيم كانوا خيراً من قومي لي.. إن قومي أخرجوني وأقرك قومك، فقال نعم، بل قومك

خير يا رسول الله، أخرجوك إلي الهجرة، وقومي حبسوني عنها).

باب الأسنان، وذكر الصبا والشباب والشيوخة والهرم و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (البركة مع أكابركم).

وعن أنس: جاء شيخ إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) في حاجة، فأبطئوا عن الشيخ ان يوسعوا له، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه: (جاء رجلان إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) شيخ وشاب، فتكلم الشاب قبل الشيخ، فقال: كبر كبر).

وبهذه الرواية: (من عرف فضل كبير لسنه فوقره أمنه الله من فزع يوم القيامة).

وعن علي (عليه السلام) عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان من حق إجلال الله إكرام ثلاثة: ذو الشيبة المسلم، وذو السلطان المقسط، وحامل القرآن غير الجافي عنه ولا الغالي فيه).

وقام وكيع بن الجراح إلي سفيان الثوري فأنكر عليه قيامه، فقال وكيع: حدثتني عن عمرو بن دينار عن أنس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم). فسكت سفيان وأخذ بيده فأجلسه إلي جانبه.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أكرم شاب شيخاً إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قال الله تبارك وتعالي: وعزتي وجلالي وفاقة خلقي إلي انه لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام أن أعذبهما. ثم بكي، فقيل له: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): أبكي ممن يستحي الله منه وهو لا يستحي من الله).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من بلغ ثمانين من هذه الأمة حرمه الله علي النار).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله يحب أبناء الثمانين).

وقال (صلي الله عليه

وآله وسلّم): (إذا بلغ المؤمن ثمانين سنة فإنه أسير الله في الأرض، تكتب له الحسنات وتمحي عنه السيئات).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أتت عليه مائة سنة بعثه الله وافداً لأهل بيته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: أطولكم أعماراً في الإسلام إذا سددوا).

وعن عبادة بن الصامت: قال جبريل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يؤمر الحافظان أن ارفقا بعبدي في حداثة سنه، فإذا بلغ الأربعين قال: احفظا وحققا).

وعن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام): (إذا بلغ الرجل أربعين سنة نادي مناد من السماء: دنا الرحيل فأعد زاداً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لكل شيء حصاد، وحصاد أمتي ما بين الستين إلي السبعين).

وعن حذيفة: قالوا: يا رسول الله، ما أعمار أمتك؟ قال: (مصارعهم ما بين الخمسين والستين. قالوا: يا رسول الله فأبناء السبعين؟ قال: قل من بلغها من أمتي، فرحم الله أبناء السبعين، ورحم الله أبناء الثمانين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أعمار أمتي في أعمار من مضي إلا كما بين مغيربان الشمس).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من عمر ستين سنة فقد أعذر إليه في العمر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خلق ابن آدم وإلي جنبه تسع وتسعون ميتة ان أخطأته وقع في الهموم حتي يموت).

وعن علي (عليه السلام): (بقية عمر المرء لا ثمن لها، يدرك بها ما فات، ويحيي بها ما أمات).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قال ملك الموت لنوح (عليه السلام): يا أطول النبيين عمراً كيف وجدت الدنيا ولذتها؟ قال: كرجل دخل بيتاً له بابان، فقام وسط البيت هنيئة ثم خرج من الباب الآخر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله

وسلّم): (من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة ما لم يخضبها أو ينتفها).

وروي: ان إبراهيم (صلوات الله عليه) أول من شاب ليتميز عن اسحاق، إذ كان من الشبه به بحيث لا يكاد يميز بينهما، فلما وخطه الشيب قال: يا رب، ما هذا؟ قال: هو الوقار، قال: يا رب، زدني وقاراً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله تعالي: الشيب نوري فلا جميل بي أن أحرق نوري بناري).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خياركم شبابكم وشراركم شيوخكم، فسألوه فقال: إذا رأيتم الشاب يأخذ بزي الشيخ العابد المسلم في تقصيره وتشميره فذلك خياركم، وإذا رأيتم الشيخ الطويل الشاربين يسحب ثيابه فذلك شراركم).

وعيسي ابن مريم (عليه السلام) كان إذا مر علي الشباب يقول: (كم من زرع لم يدرك الحصاد! وإذا مر علي الشيوخ قال: ما ينتظر بالزرع إذا أدرك إلا أن يحصد).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها، ويستقبل بشبابه طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً).

وعن علي (عليه السلام) لمن تكلم بما يستصغر مثله عن التكلم به: (لقد طرت شكيراً وهدرت سفياً).

باب الشوق والحنين إلي الأوطان و…

قدم علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أصيل الغفاري من مكة، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها والله قد أخصب جنابها، وأعذق اذخرها، واسلب ثمامها، وامشر سلمها. فقال: حسبك يا أصيل).

وروي أن أبان بن سعيد قدم عليه، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا أبان كيف تركت أهل مكة؟ قال: تركتهم وقد جيدوا وتركت الأذخر وقد اعذق، وتركت الثمام

وقد خاص، فاغرورقت عينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)).

باب الشر والفجور و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قبل قيام الساعة يرسل الله ريحاً باردة طيبة فتقبض روح كل مؤمن مسلم، ويبقي شرار يتهارجون تهارج الحمير، وعليهم تقوم الساعة).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، كذب من قال ان الشر يطفئ الشر، فإن كان صادقاً فليوقد نارين ثم لينظر هل تطفئ إحداهما الأخري؟ انما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار).

وفي الحديث: (إياك والمشارة، فإنها تميت العزة، وتحيي العرة).

وعن الحسن بن يسار: إن في معاوية لثلاث مهلكات موبقات: غصب هذه الأمة أمرها، وفيهم بقايا من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وولي ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنبور، وادعي زياداً وولاه العراق وقد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الولد للفراش وللعاهر الحجر)، وقتل حجراً وأصحاب حجر، ويل له من حجر وأصحاب حجر!.

وعن علي (عليه السلام): (احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن للإيمان سربالاً يسربله الله تعالي من شاء، فإذا زني العبد نزع الله منه سربال الإيمان، فإذا تاب رده الله عليه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن السماوات السبع والأرضين لتلعن العجوز الزانية والشيخ الزاني).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن لأهل النار صرخة من نتن فروج الزناة).

وفي حديث الإسراء عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ثم انطلق بي إلي رجال بين أيديهم لحم لم ير الناس أطيب ريحاً ولا أحسن منظراً منه، وبين أيديهم جيف منتفخة لم أر جيفاً أنتن ريحاً منها وهم يأكلون منها، فقلت: يا جبريل، من هؤلاء الذين يدعون الطيب ويعمدون إلي الخبيث ينهسونه؟ فقال: هؤلاء الزناة).

وعن جعفر

بن محمد (عليه السلام) عن آبائه عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يزداد المال إلا كثرة ولا يزداد الناس إلا شحاً، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الخلق).

وعن علي (عليه السلام) قال: (قلت اللهم لا تحوجني إلي أحد من خلقك، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): يا علي، لا تقولن هذا، فليس من أحد إلا وهو محتاج إلي الناس، فقلت: كيف أقول؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): قل (اللهم لا تحوجني إلي شرار خلقك). فقلت: يا رسول الله، ومن شرار خلقه؟ قال: الذين إذا أعطوا منوا، وإذا منعوا عابوا).

وعن علي (عليه السلام): (رد الحجر من حيث أتاك).

باب الشفاعة والعناية..

عن عوف بن مالك الأشجعي: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (شفاعتي يوم القيامة لكل مسلم).

وعن ابن عمر: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من زار قبري وجبت له شفاعتي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (رجلان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وغال في الدين مارق منه).

وعن عثمان عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من غش العرب لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي).

وعن أبي موسي الأشعري عنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (اشفوا إلي لتؤجروا وليقبض الله علي لسان نبيه ما شاء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر علي مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

وعن علي (عليه السلام): (الشفيع جناح الطالب).

وروي أن جبريل (عليه السلام) قال: (يا محمد،

لو كانت عبادتنا لله علي وجه الأرض لعلمنا ثلاث خصال: سقي الماء للمسلمين، وإعانة أصحاب العيال، وستر الذنوب علي المسلمين).

وعن الشقراني مولي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) خرج العطاء أيام أبي جعفر وما لي شفيع، فبقيت علي الباب متحيراً، فإذا أنا بجعفر بن محمد (عليه السلام)، فقمت إليه فقلت: جعلني الله فداءك، أنا مولاك الشقراني، فرحب بي، وذكرت له حاجتي، فنزل ودخل وخرج وعطائي في كمه، فصبه في كمي، ثم قال: (يا شقراني، إن الحسن من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح لمكانك منا)، وإنما قال له ذلك لأن الشقراني كان يصيب من الشراب.

باب الصبر والاستقامة وضبط النفس عند الشهوات

عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو كان الصبر من الرجال لكان كريماً).

وعن علي (عليه السلام) رفعه: (الصبر ثلاثة، صبر علي المصيبة، وصبر علي الطاعة، وصبر علي المعصية. فمن صبر علي المصيبة حتي يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجة إلي الدرجة كما بين السماء إلي الأرض، ومن صبر علي الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلي الدرجة كما بين تخوم الأرض إلي العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلي الدرجة كما بين الأرضين إلي العرش).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الحياء زينة، والتقي كرم، وخير المركب الصبر).

وعن أيوب (عليه السلام) قالت له امرأته: لو دعوت الله ان يشفيك، قال: (ويحك كنا في النعماء سبعين عاماً فهلمي نصبر علي الضراء مثلها، فلم ينشب إلا يسيراً أن عوفي).

وعن جابر بن عبد الله: سئل رسول

الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن الإيمان فقال: (الصبر والسماحة).

وعن علي (عليه السلام): (القناعة سيف لا ينبو، والصبر مطية لا تكبو، وأفضل عدة صبر علي شدة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الصبر عند الصدمة الأولي).

وعن علي (عليه السلام): (الصبر يناضل الحدثان والجزع من أعوان الزمان).

وسئل (عليه السلام): أي شيء أقرب إلي الكفر؟ فقال: (ذو فاقة لا صبر له).

وعن لقمان (عليه السلام): (الصبر عند مس المكاره من حسن اليقين).

وعن علي (عليه السلام): (أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الابل لكانت لذلك أهلاً، لا يرجون أحد منكم الا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحين أحد إذا سئل عما لا يعلم ان يقول لا أعلم، ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وبالصبر فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، لا خير في جسد لا رأس معه، ولافي إيمان لا صبر معه).

وعنه (عليه السلام): (لا يعدم الصبور الظفر وإن طال الزمان).

ولما كلم الله موسي (عليه السلام) اعتزل النساء وترك أكل اللحم، ولم يصبر هارون فتزوج وأكل اللحم. فقيل لموسي (عليه السلام)، فقال: لكني لا أرجع في شيء تركته لله أبداً.

وعن علي (عليه السلام): (أطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين).

وعنه (عليه السلام): (وإذا كنت جازعاً علي ما تفلت من يدك فاجزع علي كل ما لم يصل إليك).

وفي كتابه (عليه السلام) إلي عقيل: (ولا تحسبن ابن أبيك ولو أسلمه الناس متضرعاً متخشعاً ولا مقراً للضيم واهنا، ولا سلس الزمام للقائد، ولا وطئ الظهر للراكب المتقعد ولكنه كما قال أخو بني سليم:

فان تسألني كيف أنت فإنني

صبور علي ريب الزمان صليب

يعز علي أن تري بي كآبة

فيشمت عاداً ويساء حبيب

أوحي الله إلي داود (عليه السلام): (تخلق

أخلاقي، وان من أخلاقي إني أنا الصبور، فاصبر علي الأيام صبر الملوك).

باب الصناعات والحرف، و…

عن سهل بن سعد: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عمل الأبرار من الرجال الخياطة، وعمل الأبرار من النساء الغزل).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يخيط ثوبه ويخصف نعله، وكان أكبر عمله في بيته الخياطة.

وعن سعيد بن المسيب: كان لقمان الحكيم خياطاً.

وعن أنس: عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تلعنوا الحاكة فإن أول من حاك أبي آدم (عليه السلام)).

وخرج علي (عليه السلام) يوماً فقام علي القصابين فقال: (يا معشر القصابين، من نفخ شاة فليس منا).

روي: (إن أول من دل إبليس، حيث قال: ?هل أدلك علي شجرة الخلد?.

وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (جنبوا مساجدكم صناعكم).

وجاء في تفسير قوله تعالي: ?لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله? انهم كانوا حدادين وخرازين، فكان أحدهم إذا رفع المطرقة، أو غرز الأشفي فسمع الأذان لم يخرج الأشفي من المغرز، ولم يضرب المطرقة ورمي بها، وقام إلي الصلاة.

وفي الحديث: (أحل ما أكل العبد كسب يد الصانع إذا نصح).

وفيه: (إن الله يحب المؤمن المحترف).

وفيه: (إن الله يحب العبد يتخذ المهنة يستغني بها عن الناس، ويبغض العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة).

وفيه: (ويل للتاجر من لا والله، وبلي والله، وويل لعامل يد من غد وبعد غد).

ومر داود (عليه السلام) باسكاف فقال: (يا هذا، اعمل وكل فإن الله يحب من يعمل ويأكل، ولا يحب من يأكل ولا يعمل).

وسأل داود (عليه السلام) عن نفسه في الخفية، فقالوا: (يعدل، الا أنه يأكل من أموال بني إسرائيل، فسأل الله أن يعلمه عملاً، فعلمه اتخاذ الدروع).

وكان سليمان (عليه السلام) يعمل القفاف ويبيعها ويأكل من ثمنها.

باب الأصوات والألحان …

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن ولا

شراؤهن ولا التجارة فيهن، وثمنهن حرام، وما نزلت عليّ هذه الآية إلا في مثل هذا الحديث: ?ومن الناس من يشري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله?. ثم قال: والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرة صوته بالغناء إلا بعث الله عليه عند ذلك شيطانين، علي هذا العاتق واحد، وعلي هذا العاتق واحد، يضربان بأرجلهما في صدره حتي يكون هو الذي يسكت).

وعن العباس: (لما ولي الناس يوم حنين رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وما معه إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، آخذاً بثفر بغلته الشهباء فشجرتها بالحكمة وكنت رجلاً صيتاً، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) حين رأي من الناس ما رأي وانهم لا يلوون علي شيء: (يا عباس أصرخ: يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة)، فناديت، فاقبلوا كأنهم الابل إذا حنت إلي أولادها).

ولما بلغ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في هجرته ثنية الوداع، استقبلوه بهذه الأشعار:

طلع البدر علينا

من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داع

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سيجيء من بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم).

وعن أنس: وعظ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يوماً فإذا رجل قد صعق، فقال: (من هذا الملبس علينا ديننا؟ إن كان صادقاً فقد شهر نفسه، وإن كان كاذباً فمحقه الله).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة وعمار الدار يستمعون إلي قراءته ويصلون بصلاته).

وعن داود (عليه السلام) انه كان يخرج إلي صحراء بيت المقدس يوماً في الأسبوع ويجتمع الخلق فيقرأ الزبور تلك القراءة الرخيمة الشجية، وله جاريتان موصوفتان بالقوة

والشدة فيضبطان جسده ضبطاً خيفة ان تنخلع أوصاله مما كان ينتحب ويزفر، وتحتشد علي قراءته الوحوش والطير).

وعن مالك بن دينار: (بلغنا إن الله يقيم يوم القيامة عند ساق العرش فيقول: يا داود: مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم).

وعن جابر بن عبد الله يرفعه: (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله، فانهن يرين ما لا ترون).

وعن أبي موسي الأشعري: (كنت مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في سفر، فلما دنونا من المدينة كبر الناس ورفعوا أصواتهم، فقال: يا أيها الناس، انكم لاتدعون أصم ولا غائباً، ان الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم).

وعن أبي امامة عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من عبد يدخل الجنة إلا وهو يجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الأنس والجن، ليس بمزامير الشياطين ولكن بتحميد الله وتقديسه).

وكان (صلي الله عليه وآله وسلّم) يصف الجنة، فقال رجل: يا رسول الله أفيها سماع؟ قال: (نعم، والذي نفسي بيده إن الله ليوحي إلي شجرة الجنة ان اسمعي عبادي الذين شغلوا أنفسهم بذكري عن المعازف والمزاهر والمزامير، فتسمعهم أصواتاً ما سمع الخلائق مثلها قط بالتسبيح والتقديس).

باب الصدق والحق و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أملق تاجر صدوق).

وعن علي (عليه السلام): (إن الحق ثقيل مريء وإن الباطل خفيف وبيء).

وعنه (عليه السلام): (من صارع الحق صرعه).

وعنه (عليه السلام): (من تعدي الحق ضاق مذهبه).

وعنه (عليه السلام): (من أبدي صفحته للحق هلك).

وعنه (عليه السلام): (حق وباطل ولكل أهل، فلئن أمر الباطل لقديماً فعل، ولئن قل الحق فربما ولعل، ولقلما أدبر شيء فأقبل).

وعنه (عليه السلام): (التاجر الصدوق إن مات في سفره مات شهيداً وإن مات علي فراشه مات

صديقاً).

وعن عبد الله بن عمر: (جاء رجل إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله ما عمل أهل الجنة؟ فقال: الصدق، اذا أصدق العبد برّ، واذا برّ آمن، واذا آمن دخل الجنة، قال: يا رسول الله، ما عمل أهل النار؟ قال: الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الصدق يهدي الي البرّ، والبر يهدي إلي الجنة، وإن المرء ليتحري الصدق حتي يكتب صديقاً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليك بالصدق وان ضرك، وإياك والكذب وان نفعك).

وعن عائشة: سألت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): بم يعرف المؤمن؟ قال: (بوقاره ولين كلامه وصدق حديثه).

وقال موسي (عليه السلام): (أي عبادك أسعد؟ قال: من آثر هواك علي هواه، وغضب لي غضب النمر لنفسه).

قال رسطاليس الاسكندر: أنصر الحق علي الهوي تملك الأرض تملك استعباد.

وعن محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (إن الحق استصرخني، وقد حواء الباطل في جوفه، فبقرت عن خاصرته واطلعت الحق عن حجبه حتي ظهر وانتشر، بعد ما خفي واستتر).

وسلمة بن عباد ملك عمان وفد علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وقال:

رأيتك يا خير البرية كلها

نشرت كتاباً بالحق معلا

اقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه

وكان قديماً ركنه قد تهدما

وحج معاوية فطلب امرأة يقال لها دارمية الحجونية من شيعة علي (عليه السلام) وكانت سوداء ضخمة، فقال: كيف حالك يا بنت حام؟ قالت: بخير، ولست بحام أدعي، إنما أنا امرأة من كنانة).

باب الصحة والسلامة و…

عن علي (عليه السلام) في قوله تعالي: ?ثم لتسألن يومئذ عن النعيم?: (الأمن والصحة والعافية).

وعنه (عليه الصلاة والسلام): (كم من نعمة لله في عرق ساكن).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إليك انتهت الأماني

يا صاحب العافية).

ودخل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أعرابي ذو جثمان عظيم، فقال له: (متي عهدك بالحمي؟ قال: ما أعرفها. قال: فالصداع؟ قال: ما أدري ما هو. قال: فأصبت بمالك؟ قال: لا، قال أ فرزئت بولدك؟ قال: لا، قال إن الله ليبغض العفرية النفرية الذي لا يرزأ في ولده ولا يصاب في ماله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أصح بدنك وأروك من الماء البارد).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو لم يوكل بابن آدم إلا الصحة والسلامة لاوشكا أن يرداه إلي أرذل العمر).

وروي: (لكفي بهما داء قاتلاً).

وعن علي (عليه السلام): (العجب لغفلة الحساد عن سلامة الأجساد).

وعنه (عليه السلام): (صحة الجسد من قلة الحسد).

وعنه (عليه السلام): (ما المبتلي الذي قد اشتد به البلاء بأحوج إلي الدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء).

باب الطلب والاستجداء و…

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من فتح علي نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم، فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب).

وعن ثوبان، قال: رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من يتقبل لي واحدة أتقبل له الجنة؟ فقلت: أنا، فقال: لا تسأل الناس شيئاً. فكان ثوبان إذا سقط سوطه لايأمر أحداً يناوله وينزل هو فيأخذه).

وعن سمرة رفعه: (ان هذه المسائل كدوح يكدح بها المرء وجهه، إلا أن يسأل المرء ذا سلطان، أو في أمر لابد به).

وعن ابن عمر رفعه: لا تزال المسألة بأحدكم حتي يلقي الله يوم لا تسأل الناس شيئاً. فلما كان في خلافة عمر جعل عمر يعطي الناس ويعطي حكيم بن حزام فيأبي أن يأخذه، فيقول عمر: اشهدوا إني

أدعوه إلي عطائه فيأبي أن يأخذه، يقول: لا ارزأ أحد بعد رسول الله شيئاً.

وعن ابن عمر رفعه: (لا تزال المسالة بأحدكم حتي يلقي الله يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده من العري يجزه إيمانه أن يسأل الناس، منهم أويس القرني وفرات بن حيان).

وعن حعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام): (اني لأسارع الي حاجة عدوي خوفا من أن أرده فيستغني عني).

وفي الأثر: (من عظمت عليه نعمة الله عظمت عليه مؤونة الناس).

وقال أبو نواس لرجل وعده: دعني من الوعد فإنه أكثره كناية عن الرد.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان يوم القيامة نادي مناد: ألا ليقم بغضاء الله، فلا يقوم إلا سؤّال المساجد).

وفي الحديث: (اعتمد لحوائجك الصباح الوجوه، فإن حسن الصورة أول نعمة من الرجل).

وعن عبد الله: جاء رجل إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: إن بني فلان أغاروا علي أبلي وبقري وغنمي، فقال: ما أصبح عند آل محمد غير هذا المد، فسل الله. فرجع إلي امرأته فحدثها، فقالت: نعم المردود إليه. فرد الله نعمه إليه أوفر مما كانت. فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فحمد الله وأثني عليه وأمر الناس أن يسألوا الله إليه، ويرغبوا إليه وقرأ: ?ومن يتق الله يجعل له مخرجاً?.

وأوحي إلي موسي (عليه السلام): (لئن تدخل يدك في فم التنين إلي المرفق خير من أن تبسطها إلي غني قد نشأ في الفقر).

وعن علي (عليه السلام): (استغن عمن شئت فأنت نظيره، واحتج إلي من شئت فأنت أسيره، وامنن علي من شئت فأنت أميره).

وعنه (عليه السلام): (فوت الحاجة أهون

من طلبها إلي غير أهلها).

وعنه (عليه السلام): (لا تكثر علي أخيك الحوائج فإن العجل إذا أكثر مص ثدي أمه نطحته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سلوا الله حوائجكم حتي في شسع النعل، فإن الله إذا لم ييسره لكم لم يتيسر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من قضي لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله عمره).

وعن علي (عليه السلام): (اصطنع الخير إلي من هو أهله ومن ليس بأهله، فإن لم تصب أهله فأنت أهله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها في الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة (آل عمران) و(آية الكرسي) و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) و(أم الكتاب) فإن فيها حوائج الدنيا والآخرة).

وعن علي (عليه السلام): (لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم، وباستكتامها لتظهر، وبتعجيلها لتهنأ).

وعنه (عليه السلام): (يا كميل، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فو الذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا خلق الله له من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جري إليها كالماء في انحداره حتي يطردها عنه كما تطرد غريبة الأبل).

وعنه (عليه السلام): (ماء وجهك جامد يقطره السؤال، فانظر عند من تقطره).

وقال (عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: (يا جابر من كثرت نعمة الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب، عرضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء).

وعنه (عليه السلام): (من شكا الحاجة إلي مؤمن فكأنما شكاها إلي الله، ومن شكاها إلي كافر فكأنما شكا الله).

وأتي علياً (عليه السلام) أعرابي فقال: والله يا أمير المؤمنين ما تركت في بيتي

لاسبدا ولا لبداً، ولا ثاغية ولا راغية. فقال: والله ما أصبح في بيتي فضل عن قوتي. فولي الأعرابي وهو يقول: والله ليسألنك الله عن موقفي بين يديك. فبكي (عليه السلام) بكاء شديداً. وأمر برده واستعادة كلامه. ثم بكي فقال: يا قنبر آتني بدرعي الفلانية ودفعها للأعرابي وقال: لا تخدعن عنها كشفت بها الكرب عن وجه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ثم قال قنبر: كان يجزيه عشرون درهما. قال: يا قنبر والله ما يسرني ان لي زنة الدنيا ذهباً أو فضة فتصدقت وقبله الله مني وإنه سألني عن موقف هذا بين يدي).

وعن علي (عليه السلام): (إن لكل شيء ثمرة، وثمرة المعروف تعجيل السراح).

باب الطعام وألوانه و…

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن، حسب الرجل من طعمه ما أقام صلبه، أما إذا أبيت ابن آدم فثلث طعام وثلث شراب وثلث نفس).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من قل طعمه صح بطنه وصفا قلبه، ومن كثر طعمه سقم بطنه وقسا قلبه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلب يموت كالزرع بكثرة الماء).

وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: (أكلت يوماً ثريداً ولحماً سميناً، ثم أتيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وأنا أتجشأ، فقال: أحبس جشأك يا أبا جحيفة، إن أكثركم شبعاً في الدنيا أكثركم جوعاً في الآخرة. فما أكل أبو حجيفة ملء بطنه حتي قبضه الله).

وأكل علي (عليه السلام) من تمر دقل شرب عليه الماء، وضرب علي بطنه وقال: من ادخله بطنه النار فأبعده الله، ثم تمثل:

فإنك مهما تعط بطنك سؤله

وفرجك نالا منتهي الذم اجمعا

وكان علي (عليه السلام) يفطر ليلة عند الحسن

وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفر، لا يزيد علي اللقمتين أو الثلاث، فقيل له، فقال: انما هي ليال قلائل حتي يأتي أمر الله وأنا خميص البطن. فقتل في ليلته.

وعن عيسي (عليه السلام): (يا بني اسرائيل، لا تكثروا الاكل، فانه من اكثر الاكل اكثر النوم ومن اكثر النوم اقل الصلاة ومن اقل الصلاة كتب من الغافلين).

وكان سليمان بن داود (عليه السلام): (يأكل خبز الشعير ويطعم الناس الحواري).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما زين الله رجلاً بزينة أفضل من عفاف بطنه).

وقيل ليوسف (عليه السلام): مالك لا تشبع وفي يدك خزائن الأرض؟ فقال: (اني إذا شبعت نسيت الجائعين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أكرموا الخبز فإن الله أكرمه وسخر له بركات السماوات والأرض).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أكل وذو عينين ينظر إليه ولم يواسه ابتلي بداء لا دواء له).

وعن علي (عليه السلام): (إذا طرقك إخوانك فلا تدخر عنهم ما في المنزل، ولاتتكلف ما وراء الباب).

وعن عائشة: ما شبع رسول الله من هذه البرة السمراء حتي فارق الدنيا.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من لقط شيئاً من الطعام فأكله حرم الله جسده علي النار).

ووضع معاوية بين يدي الحسن بن علي (عليه السلام) دجاجة ففكها، فقال: هل بينك وبين أمها عداوة؟ فقال الحسن (عليه السلام): هل بينك وبين أمها صداقة؟.

وأراد معاوية أن يوقر الحسن مجلسه كما توقر مجالس الملوك، والحسن أعلم بالآداب والرسوم المستحسنة، ولكن معاوية كان في عينه أقل من ذاك وأحقر، وما عده معد نظرائه فضلاً أن يعتد بملكه ويعبأ بمجلسه، ولذلك قرعه بقوله الذي صك به وجهه، وهدم آبنه، وأراد انه ليس عنده بالمثابة التي قصدها وطمع

منه فيها ولاموقع لملك الباغي من سبط النبوة وسليل الخلافة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أكل من سقط المائدة عاش في سعة، وعوفي ولده وولد ولده من الحمق).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان من السرف أن تأكل كل يوم ما اشتهيت).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (استعيذوا بالله من الرغب).

وأراد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أن يشتري غلاماً فألقي بين يديه تمراً، فأكل فأكثر، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (كثرة الأكل شؤم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (فإن أصل كل داء البردة).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني لا تأكل شبعاً فإنك ان نبذته للكلاب كان خيراً لك من أن تأكله).

وعن ابن عباس: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يبيت طاوياً ليالي ما له ولا لأهله عشاء، وكان عامة طعامه الشعير.

وقالت عائشة: والذي بعث محمداً (صلي الله عليه وآله وسلّم) بالحق ما كان لنا منخل، ولا أكل النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) خبزاً منخولاً مذ بعثه الله إلي أن قبص. قلت: وكيف تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نقول: أف أف.

وعن أنس: ما رأي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) رغيفاً محوراً حتي لقي الله.

وعن أبي هريرة: ما شبع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وأهله ثلاثة أيام تباعاً من خبز حنطة حتي فارق الدنيا.

وعن عائشة: دخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فرأي كسرة ملقاة، فأخذها ومسحها وأكلها، ثم قال: يا عائشة اكرمي كريمتك فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (نعم الإدام الخل. وكفي بالمرء سرفاً أن يتسخط ما قرب إليه).

وعن أنس: أكل رسول الله (صلي الله عليه وآله

وسلّم) بشعاً، وليس خشناً، ليس الصرف واعتذي المخصوف.

وعن عائشة: ما كان يجتمع لونان في لقمة في فم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، إن كان لحماً لم يكن خبزاً، وإن كان خبزا لم يكن لحماً.

وعن مسروق: دخلت علي عائشة وهي تبكي، فقالت: ما أشاء أن أبكي إلا بكيت، مات رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ولم يشبع من خبز البر في يوم مرتين، ثم انهارت علينا الدنيا.

وعنها: ما شبع آل محمد (عليهم السلام) من خبز البر حتي قبضه الله، وما رفع من بين يدي نبي الله فضل خبز حتي قبضه الله.

وعن الأسود علقمة: دخلنا علي علي (عليه السلام) وبين يديه طبق من خوص، عليه قرص أو قرصان من شعير وإن أسطار النخالة لتبين في الخبز، وهو يكسره علي ركبته ويأكله بملح جريش، فقلنا لجارية سوداء اسمها فضة: ألا نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين! فقالت: أيأكل من المهنا ويكون الوزر في عنقي؟ فتبسم وقال: (أنا أمرتها أن لا تنخله. قلنا: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: ذلك أجدر أن يذل النفس، ويقتدي بي المؤمن، وألحق بأصحابي).

وكان يقال لإبراهيم (عليه السلام) أبو الضيفان، لأنه أول من قري الضيف، وسن لأبنائه العرب القري، وكان إذا أراد الأكل بعث أصحابه ميلاً في ميل يطلبون ضيفاً يؤاكله.

وقيل لإبراهيم الخليل (عليه السلام): بم اتخذك الله خليلاً؟ قال: (بثلاث: ما خيرت بين شيئين إلا اخترت الذي لله علي غيره، وما اهتممت بما تكفل الله لي به، وما تغذيت ولا تعشيت إلا مع ضيف).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): (تمام المروءة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم بنفسه وأهله، أما تسمع قوله: وامرأته قائمة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا

علي، ابدأ بالملح واختم به، فإن به شفاء من سبعين داء).

وروي إن نبيا من الأنبياء شكا إلي الله الضعف،فأمره أن يطبخ اللحم باللبن فإن القوة فيهما.

وعن علي (عليه السلام): (إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه، فإن الذروة فيها البركة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من تعود كثرة الطعام والشراب قسا قلبه).

وكتب علي (عليه السلام) إلي عثمان بن حنيف وهو عامله علي البصرة: (بلغني ان رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلي مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان، وما ظننت انك تجيب إلي طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو، فانظر إلي ما تقضمه من هذا المقضم فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه.. ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه.. ألا وان إمامكم قد اكتفي من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه.. ولو شئت لاهتديت الطريق إلي مصفي هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلي تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثي وأكباد حري؟ أو أكون كما قال:

وحسبك داء أن تبيت ببطنة

وحولك أكباد تحن إلي القد

أ أقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش، فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكثرش من أعلافها وتلهو عما يراد بها.. وكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازل الشجعان، ألا وان الشجرة البرية أصلب عوداً، والروائح الخضرة أرق

جلوداً.. وايم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلي القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من تعود كثرة الطعام والشراب قسا قلبه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الأكل في السوق دناءة).

وعن ام سلمة رفعته: (انهشوا اللحم فإنه أهنأ وأمرأ وأبرأ).

ورفعت: (لا تشموا الطعام كما تشمه السباع).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من دخل علي غير دعوة فكأنما دخل سارقاً وخرج مغيراً، ومن لم يجب الدعوة فقد عصي الله ورسوله).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا حضر العشاء والعشاء فابدءوا بالعشاء).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (أحب أخواني إلي أكثرهم أكلاً وأعظمهم لقمة، وأثقلهم علي من يحوجني إلي تعاهده في الأكل).

وعنه (عليه السلام): (تبين محبة الرجل لأخيه لجودة أكله في منزله).

وعن علي (عليه السلام): (لئن أجمع إخواني علي صاع من طعام أحب إلي من أن اعتق رقبة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أطعم أخاه حتي يشبعه، وسقاه حتي يرويه، أبعده الله من النار بسبعة خنادق، ما بين خندقين مسيرة خمسمائة عام).

وعن يونس النبي (عليه السلام): (إن إخوانه زاروه، فقدم إليهم كسراً وجز لهم بقلاً، وقال: كلوا ولولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من لقم أخاه لقمة حلواء صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (شر الطعام طعام الوليمة يدعي إليه الأغنياء دون الفقراء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن من سنة الضيف أن يشيع إلي باب الدار).

وعن أبي قتادة عنه: قدم وفد النجاشي علي

رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقام (صلي الله عليه وآله وسلّم) يخدمهم بنفسه، فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، فقال: (انهم كانوا لأصحابي مكرمين فأنا أحب أن أكافئهم).

وفي الحديث: (ترك الغداء مسقمة وترك العشاء مهرمة).

وعن ابن عباس رفعه: (إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده حتي يَلعَقها أو يُلعِقها).

وعن كعب بن مالك: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يلعق أصابعه الثلاث بعد الطعام.

وعن أسماء ذات النطاقين: أدخلت عائشة علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فأتينا بحلاب من لبن فشرب منه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، ثم ناوله عائشة، فأعرضت فقلت: خذي من رسول الله ثم ناولتني فشربت، وجعلت أدير الإناء إلي أن أصادف الموضع الذي شرب منه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): ثم ناولته امرأة معي، فقالت: لا اشتهيه، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): لاتجمعي كذباً وجوعاً).

ودخل السائب في يوم شات علي علي (عليه السلام)، فناوله قدحاً فيه عسل وسمن ولبن، فأباه فقال: أما انك لو شربته لم تزل شبعان دفآن سائر يومك.

وعن نافع بن أبي نعيم: كان أبو طالب يعطي علياً (عليه السلام) قدحاً من لبن يصبه علي اللات، فكان علي يشرب اللبن ويبول علي اللات حتي سمن، فأنكر ذلك أبو طالب حتي عرف القصة، فولي ذلك عقيلاً).

ودخل علي الحسن بن علي (عليهما السلام) ناس من أهل الكوفة وهو يأكل، فسلموا وقدوا. فقال: الطعام أيسر من أن يقسم عليه، فإذا دخلتم علي رجل منزله فقرب طعاماً فكلوا منه، ولا تنتظروا أن يقال لكم هلموا، فانما وضع الطعام ليؤكل).

ودخل داود (عليه السلام) غاراً فيه رجل ميت عند رأسه لوح مكتوب فيه:

انا فلان ملكت ألف عام، وبنيت ألف مدينة، وتزوجت ألف امرأة، وهزمت ألف جيش، ثم صار أمري إلي أن بعثت إلي السوق قفيزاً من الدراهم في رغيف فلم يوجد، فبعثت قفيزاً من الدنانير فلم يوجد، فبعثت قفيزاً من الجواهر فلم يوجد. فدققت الجواهر فاستففتها فمت مكاني. فمن أصبح وله رغيف وهو يحسب أن أحداً علي وجه الأرض أغني منه أماته الله كما أماتني.

باب الطمع والرجاء و…

عن علي (عليه السلام): (الطمع رق مؤبد).

وعنه (عليه السلام): (إياك أن ترجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة).

واجتمع الفضيل وسفيان وابن كريمة اليربوعي فتواصوا، فافترقوا وهم مجمعون علي ان أفضل الأعمال: الحلم عند الغضب، والصبر عند الطمع.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان الصفا الزلال الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) انه قال للأنصار: (انكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عن الطمع).

وعن علي (عليه السلام): (أكثر تصارع العقول عند بروق المطامع).

وعن أكثم: مصارع الألباب تحت ظلال المطامع.

وعن فيلسوف: العبيد ثلاثة: عبد رق، وعبد شهوة، وعبد طمع.

وعن عبد الله: سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن الغني، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اليأس مما في أيدي الناس. ومن مشي منكم إلي طمع الدنيا فليمش رويداً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر).

وعن ابن خبيق الأنطاكي: (من أراد أن يعيش حراً أيام حياته فلا يسكن الطمع قلبه).

وعن علي (عليه السلام): (الطامع في وثاق الذل).

وعن الخدري: (اشتري أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلي شهر، فسمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (ألا تعجبون من أسامة المشتري إلي شهر، ان أسامة لطويل الأمل).

وعن أنس: رأي رسول الله في نعل رجلاً شسعاً من

حديد، فقال: قد أطلت الأمل، وزهدت في الآخرة، وحرمت الحسنات، انه إذا انقطع قبال أحدكم فاسترجع كان عليه من الله صلاة.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يهرم ابن آدم ويشيب منه اثنتان الحرص والأمل).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يزال الكبير شاباً في اثنتين حب المال وطول الأمل).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، كن ذا قلبين، قلب تخاف الله به خوفاً لايخالطه تفريط، وقلب ترجو الله به رجاء لا يخالطه تغرير).

وعن علي (عليه السلام): (من بلغ أقصي أمله فليتوقع أدني أجله).

وعن علي (عليه السلام): (وإياكم والاتكال علي المني فإنها بضائع النوكي، مع تثبيطها من خير الدنيا والآخرة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عدة المؤمن كأخذ باليد).

وقال علي (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): (يا بني، خف الله خوفاً تري أنك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك، وارج الله رجاءً تري أنك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك).

باب الطاعة لله ولرسوله ولولاة المسلمين

عن علي (عليه السلام): (بعث رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) جيشاً وأمر عليهم رجلاً وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجج ناراً وأمرهم أن يقتحموا فيها فأبي قوم أن يدخلوها وقالوا: انما فررنا من النار، وأراد قوم أن يدخلوها، فبلغ ذلك النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: لو دخلوها لم يزالوا فيها، وقال: (لا طاعة في معصية الله، انما الطاعة في المعروف).

وروي: فهم القوم أن يدخلوه فقال لهم شاب: لا تعجلوا حتي تأتوا رسول الله فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها، فأتوا رسول الله، فقال لهم: (لو دخلتموها ما خرجتم منها أبداً، انما الطاعة في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

وقال: اسم الأمير (عبد الله بن محرز) وكانت فيه دعابة، فلما

هموا بالدخول قال اجلسوا فإني كنت أضحك وألعب، وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (السمع والطاعة علي المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يأمر بمعصية الله، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة).

وعن أبي هريرة عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصي الله. ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصي أميري فقد عصاني).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليك السمع والطاعة في عسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك).

وعن علي (عليه السلام): (إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة).

وعن علي (عليه السلام): (من أراد الغني بلا مال، والعز بلا عشيرة، والطاعة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلي عز طاعته، فإنه واجد ذلك كله).

وعن علي (عليه السلام): (فانهد بمن أطاعك علي من عصاك واستغن بمن انقاد معك عمن تقاعس عنك، المتكاره مغيبه خير من شهوده، وقعوده أغني من نهوضه).

باب الظن والفراسة والتهمة والشك و…

عن ابن عباس: نظر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي الكعبة فقال: (مرحباً من بيت، ما أعظمكِ وأعظم حرمتك، والله ان المؤمن أعظم حرمة عند الله منك، لأن الله حرم منك واحدة ومن المؤمن ثلاثاً: دمه، وماله وان يظن به ظن السوء).

وعن علي (عليه السلام): (من ظن بك خيراً فصدق ظنه).

وعنه (عليه السلام): (اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله تعالي جعل الحق علي ألسنتهم).

وعنه (عليه السلام): (إذا استولي الصلاح علي الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم، وإذا استولي الفساد علي الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر).

وعنه (عليه السلام): (ليس من العدل

القضاء علي الثقة بالظن).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان حسن الظن بالله من حسن عبادة الله).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (دع ما يريبك إلي ما لا يريبك، فمن رعي حول الحمي يوشك أن يقع فيه).

وكان ابن الزبير يقول: (لا عاش بخير من لم ير برأيه ما لم ير بعينه).

وقيل ليعقوب (عليه السلام): ان بمصر رجلاً يطعم المسكين ويملأ حجر اليتيم. فقال: (ينبغي أن يكون منا أهل البيت، فنظروا فإذا هو يوسف ?).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم والظن، فان الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): يقول الله تعالي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي عبدي ما شاء، وأنا مع عبدي اذا ذكرني).

وعن علي (عليه السلام): (من تردد في الريب وطأته سنابك الشياطين).

وعنه (عليه السلام): (ما أضمر أحد شيئاً الاّ ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه).

وعن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول قبل موته بثلاث: (لا يموت أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله).

باب الظلم وذكر الظلمة وما عليهم و…

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أوحي إلي يا أخا المرسلين، يا أخا المنذرين أنذر قومك فلا يدخلوا بيتاً من بيوتي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يغبطن ظالم بظلمه فإن له عند الله طالباً حثيثاً، ثم قرأ: ?كلما خبت زدناهم سعيرا?.

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم ودعوة المظلوم، فانما سأل الله حقه، وإن الله لا يمنع من ذي حق حقه).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله اشتد غضبي علي من ظلم من لا يجد ناصراً غيري).

ومر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) برجلين

يتشاجران، وكان أحدهما يتعدي ويتطاول، وصاحبه يقول: حسبي الله، حسبي الله، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا رجل، ابل من نفسك عذراً، فإذا أعجزك الأمر فقل حسبي الله).

وكان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول كلما ذر شارق: (اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أظلم، وأعوذ بك أن أبغي أو يبغي عليّ).

وعن علي (عليه السلام): (ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه، وهو له بالمرصاد علي مجاز طريقه، وبموضع الشجي من مساغ ريقه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو بغي جبل علي جبل لدك الباغي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أعجل الشر عقوبة البغي).

وعن علي (عليه السلام): (يوم المظلوم علي الظالم أشد من يوم الظالم علي المظلوم).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم والظلم فإنه يخرب قلوبكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الويل لظالم أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار).

وعنه (عليه السلام): (ألا وان الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب. فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله سبحانه: ?إن الله لايغفر أن يشرك به? وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً. القصاص هناك شديد ليس هو جرحاً بالمدي ولا ضرباً بالسياط ولكنه ما يستصغر ذلك معه).

وعنه (عليه السلام): (لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعي في مضرته ونفعك).

وعن أبي مخلد: في قوله تعالي: ?ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون? تعزية للمظلوم ووعيد للظالم.

وأبصر أبو هريرة رجلاً يعظ رجلاً. فقال آخر: دعه فإن الظالم لا يضر إلا بنفسه، فقال أبو هريرة: كذبت، والذي نفسي

بيده ليضر غيره، حتي إن الحباري لتموت في وكرها بظلم الظالم.

وجعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) لما قدم علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) من الحبشة، فسأله ما أعجب ما رأيت ببلاد الحبشة؟ قال: رأيت امرأة علي رأسها مكتل فيه دقيق، إذ مر فارس فزحمها فألقي المكتل فانصب الدقيق. فجعلت تجمعه وتقول: ويل لك من ديان يوم الدين إذا وضع كرسيه للقضاء: فأخذ للمظلوم من الظالم، فقال رسول الله: لا قدس الله أمة لا يأخذ فيها لضعيفها حقه غير متعتع).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله تعالي: إني حرمت الظلم علي نفسي وحرمته علي عبادي، فلا تظالموا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من مشي مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من مشي خلف ظالم سبع خطوات فقد أجرم).

وقال تعالي: ?إنا من المجرمين منتقمون?.

وعن علي (عليه السلام): (لان أبيت علي حسك السعدان مسهدا وأجر في الأغلال مصفدا أحب الي من ان ألقي الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيء من الحطام، وكيف اظلم أحداً لنفس يسرع الي البلي قفولها، ويطول في الثري حلولها.. والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها علي أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت وان دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها. ما لعلي ولنعيم يفني، ولذة لا تبقي، نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل).

وأوحي الله إلي موسي (عليه السلام): (يا موسي قل لظلمة بني إسرائيل يقلوا من ذكري، فاني أذكر من ذكرني منهم بلعنه حتي يسكت).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان يوم القيامة نادي مناد: أين الظلمة

وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة حتي من بري لهم قلماً أو لاق لهم دواة، فيجتمعون في تابوت حديدي ثم يلقي بهم في جهنم).

وعن علي (عليه السلام): (أوحي الله الي المسيح (عليه السلام) قل لبني إسرائيل لاتدخلوا بيتا من بيوتي الا بأبصار خاشعة، وقلوب طاهرة، وأيد نقية، وخبرهم أني لا أستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي لديهم مظلمة).

وخطب الحسن بن علي (عليهما السلام) فذكر مفاخرة.. فقال معاوية: عليك بالرطب، يعني انك لا تصلح للخطب أراد ان يخجله ويقطعه. فاستمر في خطبته. فقال معاوية: انك لترجو الخلافة ولست هناك. فقال: ان الخلافة لمن سار بسيرة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعمل بطاعة الله، وليست الخلافة لمن عمل بالجور وعطل الحدود، ومن لم يعمل بمثل سيرته (صلي الله عليه وآله وسلّم) كان ملكاً من الملوك يتمتع في ملكه فكان قد انقطع عنه وبقيت تبعته عليه، فهو كما قال الله تعالي: ?وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلي حين?.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله نظر إلي أهل عرفات فباهي بهم الملائكة، قال: انظروا إلي عبادي شعثاً غبراً قد اقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق. فاشهدوا إني قد غفرت لهم، إلا التبعات التي بينهم).

وقدم ابن أبي جهل المدينة، فجعل يمر في الطريق فيقول الناس: هذا ابن أبي جهل، فذكر ذلك لأم سلمة، فذكرته لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم). فخطب الناس وقال: (لا تؤذوا الأحياء بسبب الأموات).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخره فشكر الله له فغفر له).

وعن أبي برزة: قلت: يا رسول الله علمني شيئاً انتفع به، قال: (أعزل الأذي عن طريق المسلمين).

وحج سليمان بن عبد

الملك فلقيه طاووس، فقيل: حدّث أمير المؤمنين! فقال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن من أعظم الناس عذاباً يوم القيامة من أشركه الله في سلطانه فجار في حكمه. فتغير وجه سليمان).

وذكر هشام عند محمد بن كعب القرظي، وثم محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، فوقع فيه، فقال القرظي: (ليس بأسيافكم ترجون أن تنالوا ما تريدون).

وان ملكاً من ملوك بني اسرائيل عتا عليهم، فانطلق نفر الي خيرهم وقالوا: نخرج عليهم؟ فقال: ليس بأسيافكم ترجون أن تنالوا ما تريدون ولكن انطلقوا فصوموا عشراً ولا تظلموا فيها أحداً ولا تطئوا فيها امرأة.. فجاؤا بعد عشر، فقال: زيدوا عشراً أخري، فلم يزالوا حتي بلغوا أربعين. ثم قال لهم: اجتمعوا وادعوا الله أن يكفيكم، ففعلوا. فدعا الملك ببرذون له وأمر سائسه أن يسرجه، فتشاغب وامتنع البرذون، فغضب الملك فقام فأسرجه وركبه، فجمح به حتي ألقاه، فتقطع وهلك، فقال الحبر: هكذا إذا أردتم أن تقتلوا من ظلمكم.

وفي الحديث: إن الله يقول: (لا يذكرني عبدي الظالم حتي ينزع عن ظلمه، فإنه من ذكرني كان حقاً علي أن أذكره، وإني إذا ذكرت الظالمين لعنتهم).

باب العتاب والتثريب و…

عن أنس: خدمت النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) عشر سنين بالمدينة، وأنا غلام ليس كل أمري كما يشتهي صاحبي أن يكون عليه، فما قال فيها أف قط، وما قال لي: لم فعلت هذا؟ وألا فعلت هذا!.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا زنت خادم أحدكم فليجلدها الحد ولايثرب).

وروي: (ولا يعيرها).

وفي الإنجيل: (ان ظلمك أخوك فاذهب إليه فعاتبه فيما بينك وبينه فقط، فإن أطاعك ربحت أخاك، وإن هو لم يعطك فاستتبع رجلاً أو رجلين ليشهدا ذلك الكلام كله، فإن لم يستمع فإنه أمره إلي أهل

السعة، فإن هو لم يسمع من أهل السعة فليكن عندك كصاحب المكس).

وروي عن عيسي (صلوات الله عليه): (إذا كانت بينك وبين أخيك معاتبة فالقه فسلم عليه، واستغفر لك وله، فإن قبل فأخوك، وإن أبي فاشهد عليه شاهدين أو ثلاثة أو أربعة، فعلي ذلك تقوم شهادة كل شيء أو مجلس قومه فإن قبل فأخوك، وإن أبي فليكن كصاحب مكس، أو كمن كفر بالله).

باب العبيد والإماء والخدم و…

عن علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (أول من يدخل الجنة شهيد وعبد أحسن عبادة ربه ونصح لسيده).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلم): (إن العبد إذا نصح لسيده، وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين).

وكان زيد بن حارثة لخديجة (عليها السلام)، اشتري لها بسوق عكاظ، فوهبته لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فجاء أبوه يريد شراءه منه، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إن رضي بذلك فعلت، فسئل زيد فقال: ذل الرق مع صحبته أحب إلي من عز الحرية مع مفارقته. فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): إذاً اخترناه. فأعتقه وزوجه أم أيمن، وبعدها زينب بنت جحش.

وعن علي (عليه السلام): (كان آخر كلام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت إيمانكم).

وعن المعرور بن سويد: دخلنا علي أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد، وعلي غلامه مثله، فقلنا: لو أخذت برد غلامك إلي بردك فكانت حلة، وكسوته غيره. قال سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليكسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يقولن أحدكم عبدي

وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي، ولا يقل أحدكم أسق ربك، وأطعم ربك، وضئ ربك، ولا يقل أحدكم ربي، وليقل: سيدي ومولاي).

وعن أبي مسعود الأنصاري: كنت أضرب غلاماً لي، فسمعت من خلفي صوتاُ: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، إن الله أقدر عليك منك عليه. فالتفت فاذا هو النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال: (أما لو لم تفعل للفعتك النار).

وعن ابن عمر: جاء رجل الي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ ثم أعاد عليه، فصمت، فلما كانت الثالثة قال: (اعفوا عنه كل يوم سبعين مرة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (من قذف مملوكه بريئاً مما قال جلد له يوم القيامة حداً).

وعن هلال بن يساف: كنا نزولاً في دار سويد بن مقرن، وفينا شيخ فيه حدة، ومعه جارية، فلطم وجهها، فما رأيت سويداً أشد غضباً منه ذلك اليوم، قال: أعجز عليك حر وجهها، لقد رأيتني سابع سبعة من ولد مقرن، ما لنا إلا خادم، فلطم أصغرنا وجهها، فأمرنا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) بعتقها.

وعن زاذان: أتيت ابن عمر، وقد أعتق مملوكاً له، فأخذ من الأرض عوداً فقال: مالي من الأجر ما يساوي هذا، سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (من لطم مملوكاً أو ضربه فكفارته أن يعتقه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (مثل الذي يعتق عند الموت مثل الذي يهدي إذا شبع).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عاتبوا أرقاءكم علي قدر عقولهم).

وعن أبي اليقضان: إن قريشاً لم تكن ترغب في أمهات الأولاد حتي

ولدن ثلاثاً هم خير أهل زمانهم: علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله. وذلك إن عمر أتي بنات يزجرد بن شهريار بن كسري سبيات، فأراد بيعهن، فقال له علي (عليه السلام): إن بنات الملوك لا يبعن، ولكن قوموهن، فأعطاه أثمانهن، فقسمهن بين الحسين بن علي، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، فولدن الثلاثة.

وعن لقمان (عليه السلام): (لا تأمنن امرأة علي سر، ولا تطأ خادمة تريدها للخدمة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (بئس المال في آخر الزمان المماليك).

وعن علي (عليه السلام): (واجعل لكل إنسان من خدمك عملاً تأخذه به، فإنه أحري أن لا يتواكلوا في خدمتك).

وقال قرشي: سألني سعيد بن المسيب عن أخوالي، فقلت: أمي فتاة، فنقصت في عينه، فأمهلت حتي دخل عليه سالم بن عبد الله بن عمر، فقلت: من أمه؟ قال: فتاة، ثم دخل القاسم بن محمد بن أبي بكر، فقلت: من أمه؟ قال: فتاة، ثم دخل علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، فقلت: من أمه؟ قال: فتاة، ثم قلت: رأيتني نقصت في عينك لأني ابن فتاة، أفمالي بهؤلاء أسوة؟ فجللت في عينه).

باب العداوة والحسد و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أعدي عدو لك نفيستك بين جنبيك).

وعن داود (عليه السلام): (لا تشتر عداوة واحد بصداقة ألف).

وعن علي (عليه السلام) وذكر عثمان: (وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف وأرفق حداتهما العنيف). وأراد انهما كانا يجدان في عداوته.

وعنه (عليه السلام): (وجد علي عدوك بالفضل فإنه أحلي الظفرين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ألا أخبركم بشراركم، من أكل وحده وضرب عبده ومنع رفده، ألا أخبركم بشر من ذلك من يبغض الناس ويبغضونه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (استعينوا

علي أموركم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خير ما أعطي المؤمن خلق حسن، وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة).

وعن أبي حيان: قال لقمان (عليه السلام): (نقلت الصخر، وحملت الحديد، فلم أر شيئاً أثقل من الدين، وأكلت الطيبات، وعانقت الحسان، فلم أر ألذ من العافية)، وأنا أقول: لو مسح القفار، ونزح البحار، وأحصي القطار، لوجدها أهون من شماتة الأعداء، خاصة إذا كانوا مساهمين في نسب، أو مجاورين في بلد.

وقيل لأيوب (عليه السلام): (أي شيء كان عليك في بلائك اشد؟ قال: شماتة الأعداء).

وكتب علي (عليه السلام) إلي أهل البصرة: (فإن خطت بكم الأهواء المردية، والآراء الجائرة إلي منابذتي وخلافي فها أنا ذا قد قربت جيادي ورحلت ركابي ولئن ألجأتموني إلي المسير إليكم لأوقعن بكم وقعة لا يكون يوم الجمل إليها إلا كلعقة لاعق. مع إني عارف لذي الطاعة منكم فضله، ولذي النصيحة حقه، غير متجاوز متهما إلي بريء، ولا ناكثاً إلي وفي).

باب العدل والإنصاف و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (زين الله السماء بثلاث: بالشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بثلاث: بالعلماء والمطر وسلطان عادل).

وعن علي (عليه السلام): (أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله علي كل حال، ومواساة الأخوان بالمال، وإنصاف الناس من نفسك).

ووجه علي (عليه السلام) ابن عباس وعمار بن ياسر والحسن (عليه السلام) ابنه حين توجه إلي صفين، لعزل أبي موسي عن الكوفة، وحمل ما في بيت مالها إليه، فوجدوا فيه اثنين وخمسين ألف درهم. فقال: كيف اجتمع هذا كله للأشعري ولم يجتمع لمن قبله).

وقيل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): (ما بالك إذا سافرت كتمت

بنسبك عن أهل الرفقة؟ قال: أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطي مثله).

ونزل رجل بعلي (عليه السلام) فمكث عنده أياماً، ثم تغوث إليه في خصومة، فقال علي (عليه السلام): (أخصم أنت؟ قال: نعم، قال: فتحول عنا، فإن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نهي أن يضاف خصم إلا ومعه خصمه).

وعن عبادة بن الصامت: صلي بنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي بعير من إبل الصدقة، كما سلل تناول وبرة من البعير وقال: (ما لي فيما أفاه الله عليكم ولامثل هذه، الا الخمس والخمس مردود فيكم).

وعن أردشير: إذا رغب الملك عن العدل، رغبت الرعية عن الطاعة.

وعنه: لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل وحسن سياسة. ولم يكن بعد أردشير أعدل من أنو شيروان، وهو الذي ولد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لسبع خلت من ملكه. وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ولدت في زمن الملك العادل). وسائر الأكاسرة كانوا يستعبدون ويتسخرون الرعايا، ويستأثرون عليهم بكل شيء، فلا يجرأ أحد أن يطبخ سكباجا، أو يلبس ديباجا أو يركب هملاجا، أو يملك حسناء، أو يبني قوراء، أو يؤدب ولده، أو يمد إلي مرؤة يده، ويبنون الأمر علي قول عمرو من مسعدة للمأمون: كل ما يصلح للمولي علي العبد حرام.

وقدم عبد الله بن زمعة علي علي (عليه السلام) في خلافته، وكان من شيعته، فطلب منه مالاً، فقال: (إن هذا المال ليس لي ولا لك، وإنما هو فيء للمسلمين وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم كان لك مثل حظهم، وإلا فجناة أيديهم لا تكون بغير أفواههم).

وقال (عليه السلام) لعامله: (انطلق علي تقوي الله وحده لا

شريك له، ولاتروعن مسلماً، ولا تجتازن عليه كارها، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله، فإذا قدمت علي الحي فأنزل بمائهم، من غير أن تخالط أبياتهم، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتي تقوم بينهم فتسلم عليهم، ولا تخدج بالتحية لهم، ثم تقول: عباد الله، أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله تعالي في أموالكم فهل لله تعالي في أموالكم من حق لتؤدوه إلي وليه؟ فإن قال قائل: لا، فلا تراجعه.. وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة، فإن كانت له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه فإن أكثرها له، فإذا أتيتها فلا تدخلها دخول متسلط عليه ولا عنيف به، ولا تنفرن بهيمة، ولا تفزعنها، ولاتسوأن صاحبها فيها).

وقال (عليه السلام) للأشتر حين ولاه مصر: (اجعل لذوي الحاجات منك قسماً تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم فيه مجلساً عاماً، فتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك حتي يملك متكلمهم غير متعتع، فإني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول في غير موطن: لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع، ثم احتمل الخرق منهم والعي، ونح عنهم الضيق والأنف، يبسط الله عليك أكناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته).

باب العجز والتواني والكسل و…

عن سعد بن أبي وقاص: كنا عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط ألف خطيئة).

وعن علي (عليه السلام): (من أطاع

التواني ضيع الحقوق).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني إياك والكسل والضجر، فإن كسلت لم تؤد حقاً، وإذا ضجرت لم تصبر علي حق).

وعنه (عليه السلام): (كان إذا سئم تبدي).

وعن علي (عليه السلام): (إلي كم أغضي علي القذي، واسحب ذيلي علي الأذي، وأقول لعل وعسي:

ولو نشر الخليل له لعفت بلادته علي فطن الخليل

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أشد الناس حساباً يوم القيامة المكفي الفارغ).

وعن علي (عليه السلام): (عشر يورثن النسيان: كثرة الهم، والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد، وأكل التفاح الحامض، وأكل الكربزة، وأكل سؤر الفأر، وقراءة ألواح القبور، والنظر إلي المصلوب، والمشي بين الجملين المقطورين، وإلقاء القملة حية).

باب العفاف والورع و…

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتي يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس).

وعن علي (عليه السلام): (العفاف زينة الفقر).

وقال داود (عليه السلام) لبني إسرائيل: (اجتمعوا فإني أريد أن أقوم فيكم بكلمتين، فاجتمعوا علي بابه، فخرج إليهم فقال: يا بني إسرائيل، لا يدخل أجوافكم إلا طيب، ولا يخرج من أفواهكم إلا طيب).

وعن سليمان (عليه السلام): (إن الغالب لهواه أشد من الذي يفتح مدينة وحده).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله حرم الجنة أن يدخلها جسد غذي بحرام).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن قوما يحيون يوم القيامة لهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها الله هباءً، ثم يؤمر بهم إلي النار، فقال سلمان: حلهم لنا يا رسول الله. فقال: أما أنهم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون أهبة من الليل ولكن كانوا اذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه).

وعدمت زوج أبي ذر ما تكفّنه به فبكت، فقال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول

لنفر أنا فيهم: ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين. فأبصري الطريق. فإذا برجال.. أقبلوا ففدوه بآبائهم وأمهاتهم. فقالت: أنشدكم الله أن يكفنه رجل منكم كان عريفا، أو أميرا، أو شرطيا. فكفنه فتي أنصاري منهم بثوبين من غزل أمه).

وعن عائشة قالت: يا رسول الله من المؤمن؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (المؤمن من إذا اصبح نظر في رغيفيه من أين يكسبهما. قالت: يا رسول الله أما انهم لو كلفوه لتكلفوه، قال: أما انهم قد كلفوه، ولكن يعشقون الدنيا عشقا).

وعن عيسي (عليه السلام): (لا تكن حديد النظر الي ما ليس لك، فانه لن يري فرجك ما حفظت عيناك، فان استطعت أن لا تنظر الي ثوب المرأة التي لا تحل لك فافعل، ولن تستطيع ذلك الا باذن الله).

باب التعجب وذكر العجائب و…

عن علي بن ربيعة: (شهدت علياً (عليه السلام)، فأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوي علي ظهرها قال: ?سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلي ربنا لمنقلبون?، ثم قال: الحمد لله والله أكبر، ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين، من أي شيء تضحك؟ قال: رأيت النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فعل ما فعلت أنا ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله، من أي شيء تضحك؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي وهو يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن ربك يعجب من الشاب ليست له صبوة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عجب ربنا من

قوم يقادون إلي الجنة في السلاسل وهم كارهون).

وعن علي (عليه السلام): (عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغني الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء. وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة، وعجبت لمن شك في الله وهو يري خلق الله، وعجبت لمن نسي الموت وهو يري من يموت، وعجبت لمن أنكر النشأة الأخري وهو يري النشأة الأولي، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء).

وكانت في زمن بني إسرائيل جارية متعبدة، تسمي سوسن، تخرج إلي مصلي يليه شيخان، وكان بجنبه بستان تتوضأ فيه، فعلقها الشيخان، فراوداها عن نفسها، فأبت، فقالا: لئن لم تمكيننا من نفسك لنشهدن عليك بالزنا، فقالت: الله كاف شركما. ففتحا باب البستان وعيطا، فغشيهما الناس، فقالا وجدناها مع شاب يفجر بها وانفلت من أيدينا. وكانوا يقيمون الزاني للناس ثلاثة أيام، ثم يرجم. فأقاموها، وكانا يدنوان منها يضعان يديهما علي رأسها، ويقولان: الحمد لله الذي أنزل بك نقمته. فلما أريد رجمها تبعهم دانيال وهو ابن ثنتي عشرة أول ما تنبأ، فقال: لا تعجلوا، أنا أقضي بينهم، فوضع له كرسي، ففرق بين الشيخين، وهو أول من فرق بين الشهود، فقال لأحدهما ما رأيت؟ فذكر حديث الشاب، فقال: أي مكان من البستان: فقال: تحت الشجرة الكمثري. وسأل الآخر فقال: تحت الشجرة التفاح. وسوسن رافعة يديها تدعو بالإخلاص. فأنزل الله ناراً فأحرقت الشاهدين وأظهر براءتها.

باب العشق، وذكر من بلي به

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من عشق فعف وكتم ثم مات، مات شهيداً).

ولما أعتقت عائشة جاريتها بريرة، وكان زوجها حبشياً، اسمه مغيث، خيرت بين الإقامة معه وبين مفارقته، فاختارت المفارقة، فكانت إذا طافت بالبيت طاف مغيث خلفها، ودموعه تسيل.

فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) لعمه العباس: يا عم أما تري حب مغيث لبريرة؟ لو كلمناها أن تتزوجه! فدعاها وكلمها، فقالت: يا رسول الله ان أمرتني فعلت، قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): أما أمر فلا، ولكن اشفع. فأبت أن تتزوجه).

باب العقل والفطنة و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أودع الله عبداً عقلاً إلا استنفذه به يوماً ما).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (العقل نور في القلب يفرق به بين الحق والباطل).

وعن أنس: قيل يا رسول الله، الرجل يكون حسن العقل كثير الذنوب، قال: (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من آدمي إلا وله ذنوب وخطايا يقترفها، فمن كانت سجيته العقل، وغريزته اليقين، لم تضره ذنوبه. قيل: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنه كلما أخطأ لم يلبث أن تدارك ذلك بتوبة وندامة علي ما كان منه، فيمحو ذنوبه، ويبقي له فضل يدخل به الجنة).

وعنه: أثني قوم علي رجل عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) حتي بالغوا في الثناء بخصال الخير، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): كيف عقل الرجل؟ فقالوا: يا رسول الله، نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير، وتسألنا عن عقله! فقال نبي الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزلفي من ربهم علي قدر عقولهم).

وعن لقمان (عليه السلام): (غاية الشرف والسؤدد حسن العقل، فمن حسن علقه غطي عيوبه وأصلح مساوئه ورضي عنه مولاه).

وعن علي (عليه السلام): (العاقل من وعظته التجارب).

وقيل لعلي (عليه السلام): صف لنا العاقل، فقال: (هو الذي يضع الشيء مواضعه. قيل: فصف لنا الجاهل، قال: قد فعلت). يعني الذي

لا يضع الشيء مواضعه.

وعنه (عليه السلام): (الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك).

وعن ابن عيينة: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا أراد أمراً شاور فيه الرجال، وكيف يحتاج إلي مشاورة المخلوقين مَن الخالق مدبر أمره؟ ولكنه تعليم ليشاور الرجل الناس وإن كان عالماً.

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، إذا أردت أن تقطع أمراً فلا تقطعه حتي تستشير مرشداً).

وفي وصية علي (عليه السلام): (يا بني، إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي فقد نظرت في أعمارهم، وفكرت في أخبارهم، حتي عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهي إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلي آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره، واستخلصت لك من كل أمر نخيله، وتوخيت جميله، وصرفت عنك مجهوله).

وعن سليمان (عليه السلام): (يا بني، لا تقطع أمراً حتي تأمر مرشداً فإذا فعلت فلا تحزن).

وعن علي (عليه السلام): (خاطر من استغني برأيه).

وعن علي (عليه السلام): (ولا تدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جباناً يضعفك عن الأمور، ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتي يجمعها سوء الظن بالله تعالي).

وعنه (عليه السلام): (من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، شاور من جرب فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء، وأنت تأخذه بالمجان).

وفي الحديث: (ما أوتي أحد فضلاً ولا عقلاً إلا احتسب عليه من رزقه).

باب العمل والكد و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أفضل العمل أدومه وإن قل).

وعن عائشة: كان عمله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ديمة.

وعن علي (عليه السلام): (قليل مدوم عليه خير من كثير

مملول منه).

وعنه (عليه السلام): (أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه).

وعلي بن الحسين (عليه السلام) لما مات فغسلوه وجدوا علي ظهره محلاً مما كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل، ومما كان يحمل إلي بيوت المساكين من جراب الطعام.

وفي التوراة: (حرك يدك أفتح لك باب الرزق).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن ينفعكم الله بالعلم حتي تعملوا به، فإن العلماء همتهم الوعاية، وإن السفهاء همتهم الرواية).

وعن عيسي (عليه السلام): (ليس بنافعك أن تعلم ما لم تعمل، إن كثرة العلم لا يزيدك إلا جهلاً ما لم تعمل به).

وعن علي (عليه السلام): (جاء رجل إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال: العلم، قال: فما ينفي عني حجة العلم؟ قال: العمل).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها ثم تمني علي الله).

ورأي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فرجة في لبن قبر إبراهيم ابنه فأمر ان تسد: وقال: (أما انها لا تضر ولا تنفع، ولكن العبد إذا عمل عملاً أحب الله أن يتقنه).

وعن عبد الله بن السائب: (إن أعمال الأحباء تعرض علي أقاربهم من الموتي، فلا تحزنوا موتاكم).

وكان أبو أيوب الأنصاري يقول: اللهم إني أعوذ بك ان أعمل عملاً أخزي به عند عبد الله بن رواحة. وقد آخي بينهما رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومات ابن رواحة قبله.

وعن علي (عليه السلام): (كونوا بقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، فإنه لا يقل عمل مع التقوي، وكيف يقل عمل يتقبل).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن).

وقال عيسي (عليه السلام)

لرجل: (ما تصنع؟ قال: أتعبد، قال: فمن يعود عليك؟ قال أخي، قال: أخوك أعبد منك).

وعن علي (عليه السلام) حين أشير عليه بترك محاربة طلحة والزبير فقال: (والله لا أكون كالضبع تنام علي طول اللدم حتي يصل إليها طالبها، ويختلها راصدها، ولكني أضرب بالمقبل إلي الحق المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المريب، حتي يأتي علي يومي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوي، فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله، ومن كانت إلي دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلي ما هاجر إليه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقي واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقي عمله).

وأوحي الله إلي نبي: (قل لهم يخفوا إلي أعمالهم، وعلي أن أظهرها لهم).

باب العز والشرف و…

عن تميم الداري: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز يعز الله به الإسلام، وذل ذليل يذل الله به الكفر).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من نقله الله من ذل المعاصي إلي عز التقوي أغناه بلا مال، واعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس).

وقيل للحسن بن علي (عليهما السلام): فيك عظمة، قال: (لا بل فيّ عزة، قال الله تعالي: ?ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين?).

وعن علي (عليه السلام): (ما أري شيئاً أضر بقلوب الرجال من خفق النعال وراء ظهورهم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قدموا قريشاً ولا تتقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها).

وعن عبد الله بن عمر: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (إذا كان يوم القيامة

دعا الله بعبد من عباده، فيوقف بين يديه، فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (كفي بالمرء فتنة أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا).

باب العلم والحكمة والأدب والكتاب والقلم و…

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، ودراسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه عبادة، والبحث عنه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنة، والمؤنس في الوحشة، والمحدث في الخلوة، والجليس في الوحدة، والصاحب في الغربة، والدليل علي السراء، والمعين علي الضراء، والزين عند الاخلاء، والسلاح علي الأعداء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة، وفي الهدي أئمة، تقتص آثارهم، ويقتدي بأفعالهم، وينهي إلي رأيهم، وترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلاتها تستغفر لهم، ويصلي عليهم كل رطب ويابس، حتي حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها، والأرض وخزائنها، لأن العلم حياة القلب من الجهل، ونور الأبصار ومصابيحها في الظلمة، وقوة الأبدان من الضعف، وبالعلم يبلغ العبد منازل الأخيار في الدرجات العلي، ومجالسة الملوك في الدنيا، ومرافقة الأبرار في الآخرة، والفكر في العلم يعدل الصيام، ومذاكرته تعدل القيام، وبالعلم توصل الأرحام، وتفصل الاحكام، وبه يعرف الحلال والحرام، وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم يطاع ويعبد، والعلم إمام العقل هو قائده، يرزقه الله السعداء ويحرمه الأشقياء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يفضل أحدهما علي الآخر، ولغدوة في طلب العلم احب الي الله من مائة غزوة ولا يخرج أحد في طلب العلم إلا وملك موكل به يبشره بالجنة، ومن مات وميراثه المحابر والأقلام دخل الجنة).

وعن علي (عليه السلام): (أقل الناس قيمة أقلهم علماً).

وعنه (عليه السلام): (قيمة

كل امرئ ما يحسنه).

وعن موسي (عليه السلام): (قال: يا الهي من أحب الناس إليك؟ قال: عالم يطلب عالما).

وعن ابن عباس قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يأتيكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا، وألين أفئدة يريد أقوام أن يضعوهم، ويأبي الله إلا أن يرفعهم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (فضل العالم علي العابد كفضلي علي أدناكم رجلا).

وروي: (كفضل القمر ليلة البدر علي سائر الكواكب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (بين العالم والعابد مائة درجة، بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة).

وعن علي (عليه السلام): (الحكمة ضالة المؤمن، فالتقفها ولو من أفواه المشركين).

وقال يوسف بن أسباط: (رد أبو حنيفة علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أربعمائة حديث أو أكثر، قيل: ماذا؟ قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): للفرس سهمان وللرجل سهم، قال أبو حنيفة: لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن. وأشعر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه البدن، وقال أبو حنيفة: الأشعار مثلة. وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، وقال أبو حنيفة: إذا وجب البيع فلا خيار. وكان (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقرع بين نسائه إذا أراد سفراً، واقرع بين أصحابه، وقال أبو حنيفة: القرعة قمار).

وعن علي (عليه السلام): (من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أفضلكم أفضلكم معرفة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تعلموا العلم،

وتعلموا له السكينة والحلم، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليس الملق من أخلاق المؤمن إلا في طلب العلم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (هلاك أمتي في شيئين، ترك العلم، وجمع المال).

وسأل رجل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): عن أفضل الأعمال، فقال: (العلم بالله، والفقه في دينه، وكررهما عليه، فقال: يا رسول الله، أسألك عن العمل فتخبرني عن العلم؟ فقال: إن العلم لينفعك معه قليل العمل، وإن الجهل لا ينفعك معه كثير العمل).

وعن عيسي (عليه السلام): (من علم وعمل وعلم عد في الملكوت الأعلي عظيماً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من سلك طريقاً يلتمس علماً سلك به طريق الجنة).

وعن الخدري عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: يا نبي الله، وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر).

وعن عيسي (عليه السلام): (كيف يكون من أهل العلم من يسار به إلي آخرته وهو يقبل علي دنياه، وما يضره أشهي إليه مما ينفعه).

وأوحي الله إلي موسي (عليه السلام): (تعلم الخير وعلّمه، فإني منور لمعلمي الخير ومتعلميه قبورهم حتي لا يستوحشوا بمكانهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (شر الناس رجل فاجر يقرأ كتاب الله لا يرعوي علي شيء منه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن أخوف ما أخاف علي أمتي: زلات العلماء، وميل الحكماء، وسوء التأويل).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ثاني العلماء بركبتيك، ولا تمارهم فيمقتوك).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ألا أخبركم بأجود الأجواد؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الله أجود الأجواد، وأنا أجود ولد آدم، وأجودكم من بعدي رجل علم علماً فنشره، يبعث يوم القيامة أمة وحده، ورجل جاد

بنفسه في سبيل الله حتي قتل).

وعن عيسي (عليه السلام): (لا تطرحوا الدر تحت أرجل الخنازير).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفاً، وينجو العالم منها بعلمه).

وقال لقمان (عليه السلام) لابنه: (جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء).

وعنه (عليه السلام): (يا بني صر علمك كما تصر نفقتك، فلا تحدث به حتي تجد له موضعاً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطلبة العلم).

وعن علي (عليه السلام): (كفي بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا نسب إليه، وكفي بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه، ويغضب إذا نسب إليه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أتي الله أحداً علماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه أحداً).

وقال أعرابي لعلي (عليه السلام): رجحان النفوس في ضمائرها، فقال: (صدقت يا أعرابي، قيمة كل امرئ ما يحسنه).

وعنه (عليه السلام) عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أقل الناس قيمة، أقلهم علماً).

وجاء رجل من الأنصار إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله، إذا حضرت الجنازة وحضر مجلس عالم أيهما أحب إليك أن أشهده؟ قال: (إذا كان مع الجنازة من يتبعها ويدفنها فإن حضور مجلس العالم لأفضل من حضور ألف جنازة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (العالم والمتعلم في الأجر سواء، يأتيان يوم القيامة كفرسي رهان).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (علي باب الجنة شجرة تحمل ثماراً كثدي النساء، وتخرج من تحتها عين ماء يشرب منها العلماء والمتعلمون مثل اللبن الحليب، والناس عطاش).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ويل لأمتي من علماء السوء، يتخذون العلم

تجارة يبيعونها بيعاً، لا أربح الله تجارتهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أخلصوا الله أعمالكم، وأعزوا الإسلام. قالوا: يا رسول الله، وكيف نعز الإسلام؟ قال: بالحضور عند العلماء لتعلم العلم بالرد علي أهل الأهواء، فإن من رد عليهم وأراد به وجه الله فله عبادة أهل مكة منذ خلقت. قيل: يا رسول الله، فالمرائي يؤجر بعمله؟ قال: إن الله قضي علي نفسه أن من أعز الإسلام، أراد به وجه الله أو لم يرد، فقد حرم النار علي وجهه).

وعن علي (عليه السلام): (أوضع العلم ما وقف علي اللسان، وارفعه ما ظهر علي الجوارح والأركان).

و: للعلم دالة يتسحب بها الصغير علي الكبير، والمملوك علي المالك، الا تري ان الهدهد، وهو من محقرات الطير، قال لسليمان (عليه السلام)، وهو الذي أوتي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده: ? أحطت بما لم تحط به?.

وعلي (عليه السلام) قال لفتيان من قريش: (يا بني ويا بني أخي أنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع أن يحفظه فليكتبه).

وعن عيسي (عليه السلام): (لا تبثوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم).

وعن عيسي (عليه السلام): (ما أكثر الشجر! وليس كلها بمثمر، وما أكثر الثمار! وليس كلها بطيب، وما أكثر العلوم! وليس كلها بنافع، وما أكثر العلماء! وليس كلهم بمرشد).

وصنع عيسي (عليه السلام) للحواريين طعاماً، فلما أكلوا وصاهم بفعله، قالوا: يا روح الله، نحن أولي أن نفعله منك، قال: (إنما فعلت هذا لتفعلوه بمن تعلمون).

قال رجل من الأنصار للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): إني لأسمع الحديث ولاأحفظه، فقال: استعن بيمينك، أي أكتبه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من نظر في كتاب أخيه من غير أمره فإنما

ينظر في نار).

وعن علي (عليه السلام): (اعقلوا الخبر إذ سمعتوه، عقل رعاية، لا عقل رواية، فإن رواة العلم كثير، ورعاته قليل).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما نحل والد ولده نحلاً أفضل من أدب حسن).

و: (من قعد به حسبه نهض به أدبه).

و: (أحسن الأدب أن لا يفخر المرء بأدبه).

وقيل لمحمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام): متي يكون الأدب شراً من فقده؟ فقال (عليه السلام): (اذا كثر الأدب وقلت القريحة).

وعن علي (عليه السلام): (عز الشريف أدبه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (النظر في وجوه العلماء عبادة).

وسئل جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقال: (هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة، ومن كان علي خلاف ذلك فالنظر إليه فتنة).

وعن لقمان (عليه السلام): (أغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً، ولا تكن الخامس فتهلك).

ويروي عن علي (عليه السلام) كان يقول: (يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا ينبغي لجاهل أن يسكت علي جهله، ولا لعالم أن يسكت عن علمه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (العلماء أمناء الله علي عباد الله ما لم يخالطوا السلطان، ويداخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم).

وعن الحسن (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه ما لم يمالئ قراؤها، وما لم يزك صلحاؤها فجارها، وما لم يمن خيارها أشرارها، فإذا هم فعلوا ذلك رفع الله عنهم يده، ثم سلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب، ثم ضربهم بالفاقة والفقر).

وعن عيسي (عليه السلام): (مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت علي فم النهر، لا هي تشرب الماء،

ولا هي تترك الماء يخلص إلي الزرع).

وعن علي (عليه السلام): (الناس عالم ومتعلم، وسائر الناس همج لا خير فيهم).

وكان يقول يحيي بن الحسين الحسني في اسناد صحيفة الرضا (عليه السلام): (لو قرئ هذا الإسناد في أذن مجنون لأفاق).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أفتي الناس بغير علم لعنته السماء).

وعن علي (عليه السلام) قال لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: (ألق دواتك وأطل جلفة قلمك، وفرج بين السطور، قرمط بين الحروف، فإن ذلك أجدر بصباحة الخط).

وقال الخضر لموسي (عليهما السلام): (يا موسي، تعلم العلم لتعمل به ولا تعلمه لتعلمه، فيكون عليك بوره ولغيرك نوره)، ثم اختفي الخضر (عليه السلام) وبقي موسي (عليه السلام) يبكي.

وعن علي (عليه السلام): (لا تجعلن ذرب لسانك علي من أنطقك، وبلاغة قولك علي من سددك).

وعنه (عليه السلام): (العلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع).

وعنه (عليه السلام): (حمل الكتاب علي رأيه، وعطف الحق علي أهوائه، يؤمن من العظائم ويهون كثير الجرائم، يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول اعتزل البدع وبينها اضطجع، لا يعرف باب الهدي فيتبعه، ولا باب الهوي فيصد عنه، فذلك ميت الإحياء).

وقال علي (عليه السلام) للحسن (عليه السلام): (يا بني، جالس العلماء، فإن أصبت حمدوك، وإن جهلت علموك، وإن أخطأت لم يعنفوك، ولا تجالس السفهاء فإنهم خلاف ذلك).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام): (علي العالم اذا علم أن لا يعنف).

وقيل للقمان (عليه السلام): من أعلم الناس؟ فقال: (من ازداد من علم الناس إلي علمه).

وقال علي (عليه السلام): (من يشتري علماً بدرهم؟ فقام الحارث الأعور، فاشتري صحفاً بدرهم، فكان يكتب فيها، فقال علي (عليه السلام): يا أهل الكوفة غلبكم نصف رجل).

وعن جابر

بن عبد الله عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه فإن التراب مبارك، وهو أنجح للحاجة).

وروي عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنه كتب كتابين، فأترب أحدهما و لم يترب الآخر، فأسلمت القرية التي ترب كتابها. وكتب إلي النجاشي فأترب كتابه فأسلم، وكتب إلي كسري فلم يترب كتابه فلم يسلم. وكتب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) كتاباً لأكيدر دومة فلم يكن له يومئذ خاتم فختمه بظفره.

باب الغزو والقتل والشهادة و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه من بيته الا جهاد في سبيله وتصديق كلمته، بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلي مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر وغنيمة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ثلاثة حق علي الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمناكح يريد العفاف، والمكاتب يرد الأداء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من خير معاش الناس رجل يمسك عنان فرسه في سبيل الله يطير علي متنه، كلما سمع هيعة طار عليه يبتغي القتل والموت فناله، أو رجل في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، يعبد ربه حتي يؤتيه اليقين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الخير في السيف، والخير مع السيف، والخير السيف).

وعن علي (عليه السلام): (لابن الحنفية حين أعطاه الراية: تزول الجبال ولاتزول، عض علي ناجذك، أعر الله جمجمتك، تدفي الأرض قدمك، أرم ببصرك أقصي القوم، وغض بصرك، وأعلم إن النصر من عند الله).

وخوف (عليه السلام) بالغيلة فقال: (إن عليّ من الله جنة حصينة، فإذا جاء يومي انفرجت عني وأسلمتني فحينئذ لا يطيش السهم، ولا يبرؤ الكلم).

وعنه (عليه السلام): (ولقد

كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً، ومضياً علي اللقم وصبراً علي مضض الألم وجداً في جهاد العدو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا، فلما رأي الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتي استقر الإسلام ملقياً جرانه، ومتبوءا أوطانه، ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود، ولا أخضر للإيمان عود. وأيم الله لتحتلبنها دماً ولتبعنها ندماً).

وعن علي (عليه السلام) في صفين: (معاشر المسلمين، استشعروا الخشية، وتجلببوا السكينة، وعضوا علي النواجذ، فإنه أنبي للسيوف عن الهام، واكملوا اللامة، وقلقلوا السيوف في الأغماد قبل سلها، والحظوا الخزر، واطعنوا الشزر، ونافحوا بالظبا، وصلوا السيف بالخطا، واعلموا أنكم بعين الله، ومع ابن عم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فعاودوا الكر، واستحيوا من الفر، فإنه عار في الأعقاب، ونار يوم الحساب، وطيبوا عن أنفسكم نفساً، وامشوا إلي الموت سجحاً، وعليكم بهذا السواد الأعظم، الرواق المطنب، فاضربوا ثبجه، فإن الشيطان كامن في كسره، قد قدم للوثبة يداً، وأخر للنكوص رجلاً، فصمداً صمداً حتي يتجلي لكم عمود الحق وأنتم الأعلون، والله معكم، ولن يتركم أعمالكم).

واستطال علي (عليه السلام) درعاً، فقال: لينقص منها كذا حلقة، فقبض محمد ابن الحنفية بإحدي يديه علي ذيلها، وبالأخري علي فضلها، ثم جذبها، فقطعها من الموضع الذي حده له أبوه.

وعن علي (عليه السلام): (يا قنبر، لا تعر فراس أي: لا تسليم قتلاي من البغاة).

وأعطي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عبد الله بن جحش يوم أحد عسيباً من نخل،

فرجع في يده سيفاً.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من قطرة أحب إلي الله من قطرة دم في سبيله أو قطرة دمع في جوف الليل من خشيته).

وعن أنس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) حين انتهينا إلي خيبر: (الله أكبر، خربت خيبر، انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها).

وعن ابن مسعود رفعه: (أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلي تلك القناديل).

وعن أنس عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) إنه قال يوم بدر: (قوموا الي جنة عرضها السماوات والأرض، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض، قال: نعم، قال: بخ بخ. قال: فاخرج تمرات من قرابه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن حييت حتي آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمي بما معه من التمر، ثم قاتل حتي قتل).

وسمع رجل عبد الله بن قيس يقول: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الجنة تحت ظلال السيوف، فقال: يا أبا موسي أنت سمعت رسول الله يقوله؟ قال: نعم، فرجع إلي أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه، ثم مشي بسيفه إلي العدو فضرب به حتي قتل).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزوات علي شعبة حفير من نفاق).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم).

وعن عقبة بن عامر الجهني: (سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وهو علي المنبر يقول: ?وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة

?، ألا إن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي).

وعنه: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر جنته: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله.. فارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا).

و: (ليس من اللهو الا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنه نعمة كفرها).

وعنه: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) (من علم الرمي ثم تركه فليس منا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات علي فراشه).

وعن جابر: كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في غزاة فقال: (إن في المدينة رجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم المرض).

وعن أبي موسي: سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فذلك سبيل الله).

وعن عبد الله بن عمر رفعه: (ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة الا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقي لهم الثلث. وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (شر ما في الرجل شح هالع، وجبن خالع).

ولما قتل عبيد الله بن زياد الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله، قال أعرابي: انظروا إلي ابن دعيها كيف قتل ابن نبيها.

وعن عمر بن عبد العزيز: لو كنت في قتلة الحسين وقيل لي أدخل

الجنة لما فعلت، حياءاً أن تقع عيني علي عين محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم).

وجزعت عائشة حين احتضرت، فقيل لها، فقالت: (اعترض في حلقي يوم الجمل).

ولما توجه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي تبوك جاء أبو خيثمة، وكانت له امرأتان، وقد أعدت له كلتاهما من طيب ثمر بستانه، ومهدت له في ظل، فقال: ظل ممدود، وثمرة طيبة، وامرأة حسناء، وماء بارد، ورسول الله في الضح والريح؟ ما هذا بخير، فركب ومضي في أثره، فلما لاح لرسول الله شبحه قال: (اللهم اجعله أبا خيثمة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).

وعنه (عليه السلام): (من هدم بنيان الله فهو ملعون).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (زوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم).

ولما جاء نعي الحسين (عليه السلام) وسخط علي قاتله المدينة خرجت بنت عقيل بن أبي طالب وحفدتها يقولون:

ماذا تقولون ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

نصف أساري ونصف ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) بكربلاء ورأسه بالشام في مسجد دمشق علي رأس اسطوانة.

وعن علي (عليه السلام): (إياك والدماء وسفكها بغير حلها فإنه لا شيء أدعي لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحري بزوال نعمة وانقطاع مدة، من سفك الدماء بغير حلها).

و: (والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام، فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه، بل يزيله وينقله).

وعنه (عليه السلام): (إن أكرم الموت القتل، والذي نفس أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون من ميتة علي فراش).

وهبط جبريل (عليه السلام) علي رسول

الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (يا محمد، إن أصحابك الذين بمؤتة قد قتلوا جميعاً، وصاروا إلي الجنة، وإن الله قد جعل لجعفر جناحين أبيضين، قادمتاهما مضرجتان بالدماء، مكللتان باللؤلؤ والجوهر، يطير بهما مع الملائكة في الجنة).

وسبي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يوم حنين ستة آلاف بين غلام وجارية، وجعل عليهم أبا سفيان بن حرب.

باب الغدر والخيانة و…

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال هذه غدرة فلان).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ذمة المسلمين واحدة، فإن أجارت عليهم جارية فلا نخفرها فإن لكل غادر لواء يوم القيامة).

ومر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) برجل يبيع طعاماً، فسأله كيف تبيع؟ فأخبره، فأوحي إليه أن أدخل يدك فيه، فادخل يده فيه فإذا هو مبلول، فقال: (ليس منا من غش).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فبئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فبئست البطانة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (المكر والخديعة والخيانة في النار).

وعن علي (عليه السلام): (الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله).

وكتب (عليه السلام) إلي عامله: (فلما أمكنتك الشدة اسرعت الكرة، وعاجلت الوثبة، واختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الازل دامية المعزي فحملته رحيب الصدر بحمله، غير متأثم من أخذه، كأنك لا أبا لغيرك حدرت إلي أهلك تراثك من أبيك وأمك، فسبحان الله أما تؤمن بالمعاد؟ أو ما تخاف نقاش الحساب؟ كيف تسيغ شراباً وطعاماً؟ وأنت تعلم أنك تأكل حراماً، لأعذرن إلي الله فيك، لأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلا دخل النار).

وعنه (عليه السلام): (ومن استهان بالأمانة وقع في الخيانه، ومن لم ينزه

نفسه ودينه عنها فقد أحل بنفسه في الدنيا، وهو في الآخرة أذل وأخزي، وان اعظم الخيانة خيانة الأمة، أفظع الغش غش الأئمة. والسلام).

وعن خريم بن أوس: هاجرت إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) منصرفه من تبوك، وسمعته يقول: (هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشيماء بنت بقيلة علي بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود). فقلت: يا رسول الله، إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها بما تصف فهي لي؟ فقال: هي لك. ثم كانت الردة فدخلناها فكان أول من لقينا الشيماء كما قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي بغلة شهباء، معتجرة بخمار أسود، فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها لي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم). فدعا خالد بالبينة، فشهد لي محمد بن مسلمة ومحمد بن بشير الأنصاري، فدفعها إلي، وجاء أخوها عبد المسيح فقال لي: بعينها، فقلت: لا أنقصها من عشر مئات شيئاً، فأعطاني ألف درهم، فقيل لي: لو قلت مائة ألف درهم لدفعها إليك، فقلت: ما كنت أحسب ان عدداً أكثر من عشر مئات.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا فتك في الإسلام).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قيد الإسلام الفتك).

باب الغموم والمكاره و…

عن حذيفة: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (إن الله ليتعاهد عبده المؤمن كما يحمي أحدكم المريض الطعام).

وروي أبو عقبة عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه قالوا: وما اقتناؤه؟ قال: لا يترك له مالاً ولا ولداً. ثم قال: والذي نفسي بيده لسمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم).. فذكر الحديث).

ومر موسي (عليه السلام) برجل كان يعرفه مطيعاً لله، قد مزقت السباع لحمه وأضلاعه وكبده

ملقاة، فوقف متعجباً فقال: (أي رب، عبدك ابتليته بما أري؟ فأوحي إليه: أنه سألني درجة لم يبلغها بعمله، فأحببت أن أبتليه لأبلغه تلك الدرجة).

وعن علي (عليه السلام): (فكم من منعم عليه مستدرج بالنعم، ورب مبتلي مصنوع له بالبلوي).

ولم يزل زكريا (عليه السلام) يري ولده يحيي (عليه السلام) مغموماً باكياً مشغولاً بنفسه، فقال: (يا رب، طلبت منك ولداً انتفع به فرزقتنيه لا أنتفع به، قال عزوجل: طلبته ولياً، والولي لا يكون الاّ هكذا).

وعن فرقد السبخي: قرأت في التوراة التي لم تبدل: من ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والحاجة الموت الأكبر، والهم نصف الهرم).

وفي بعض كتب الله تعالي: (كانوا إذا طالت بهم العافية حزنوا ووجدوا في أنفسهم، فإذا أصابهم البلاء فرحوا، وقالوا: عاتبكم ربكم فاعتبوه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يود أهل العافية يوم القيامة ان لحومهم كانت تقرض بالمقاريض، لما يرون من ثواب الله تعالي لأهل البلاء).

و: (لما أتخذ الله تعالي إبراهيم خليلاً ألقي في قلبه الوجل، حتي ان خفقان قلبه ليسمع من بعد، كما يسمع خفقان الطير في الهواء).

وعن عيسي (عليه السلام): (هول لا تدري متي يغشاك، ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجاك).

وبكي نوح (عليه السلام) ثلاثمائة سنة لقوله: ?إن ابني من أهلي?.

ووصف عيسي بن مريم (عليه السلام) أولياء الله فقال: (كان يسقي زروعهم دموع أعينهم حتي أنبتوا وأدركوا الحصاد يوم فقرهم).

وذكر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) النار وبين يديه حبشي اشتد بكاؤه، فنزل جبريل (عليه السلام) فقال: (يا محمد، إن الله عزوجل يقول: وعزتي وجلالي وكرمي وسعة رحمتي لا تبكي عين عبد في الدنيا إلا أكثرت ضحكه في الآخرة).

وعن ثابت: اتخذ نبي الله داود (عليه السلام) تسع حشايا من

شعر وحشاهن بالرمل وبكي حتي أنفذهن بالدموع).

وفي وصية علي (عليه السلام): (اطردوا واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين).

وخطب النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فبكي رجل بين يديه، فقال: (لو شهدكم كل مؤمن كان عليه من الذنوب أمثال الجبال الرواسي، لغفر لهم ببكاء هذا الرجل، وذلك ان الملائكة، تدعو له رحمة الله، وتقول: اللهم شفع البكائين فيمن لا يبكي).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما اغرورقت عينا عبد من خشية الله إلا حرم الله جسده علي النار، فإن فاضت علي خده لم يوهن وجهه قتر ولا ذلة، ولو أن عبداً بكي في أمة من الأمم لأنجي الله ببكاء ذلك العبد تلك الأمة من النار، وما من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة فإنها تطفئ بحوراً من النار).

باب الفخر والكبر و…

عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الله قد أذهب عنكم غيبة الجاهلية وفخرها بالآباء، الناس بنو آدم وآدم من تراب، مؤمن تقي وفاجر شقي، لينتهين أقوام يفخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو فليكونن أهون علي الله من جعلان تدفع النتن بأنفها).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام)، عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) في وصية علي بن أبي طالب (عليه السلام): (يا علي الفقر أشد من الجهل، ولا وحشية أشد من العجب).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (بينما رجل يمشي إذ أعجبته جمعته وبراده، إذ خسفت به الأرض).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الذي يجر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة).

وعن علي (عليه السلام): (ضع فخرك، واحطط كبرك، واذكر قبرك).

وأتي وائل بن حجر النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فأقطعه أرضاً، وقال لمعاوية أعرض هذه الأرض

عليه واكتبها له، فخرج مع وائل في هاجرة شارية، ومشي خلف ناقته، وقال له: أردفني علي عجز راحلتك، قال: لست من أرادف الملوك. قال: فاعطني نعليك، قال: ما بخل يمنعني يا ابن أبي سفيان، ولكن أكره أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي، ولكن أمش في ظل ناقتي فحسبك بها شرفاً).

ونظر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي أبي دجانة يتبختر بين الصفين، فقال: (هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا المكان).

وعن عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

لقد علم السادات في كل بلدة

بأن لنا فضلاً علي سادة الأرض

وان أبي ذو المجد والسؤدد الذي

يساد به ما بين نشز إلي خفض

وجدي وآباء له اثلوا العلي

قديماً بطيب العرق الحسب المحض

ولما بلغ الحسن بن علي (عليه السلام) قول معاوية: إذا لم يكن الهاشمي جواداً، والأموي حليماً، والعوامي شجاعاً، والمخزومي تياهاً، لم يشبهوا آباءهم، قال: (إنه والله ما أراد بها النصيحة، ولكن أراد أن يفني بنو هاشم ما بأيديهم فيحتاجون إليه، وان تحلم بنو أمية فيحبهم الناس، وأن يشجع بنو العوام فيقتلوا، وأن يتيه بنو مخزوم فيمقتوا).

وافتخر العباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة وعلي بن أبي طالب (عليه السلام): فقال العباس: (أنا صاحب السقاية والقائم عليها. وقال طلحة: أنا صاحب البيت ومعي مفتاحه، فقال علي (عليه السلام): ما أدري ما تقولان، أنا صليت إلي هذه القبلة قبلكما وقبل الناس أجمعين لستة اشهر، فنزلت: ?أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله? الآية.

وتفاخر رجلان علي عهد موسي (عليه السلام)، فقال أحدهما: أنا ابن فلان حتي عد تسعة آباء من المشركين. وقال الآخر: أنا ابن فلان. وقال: لولا انه مسلم لما انتميت،

فأوحي إلي موسي (عليه السلام): (انه قد قضي قضاؤهما، أما الذي عد تسعة آباء مشركين فحق علي الله أن يجعله عاشرهم في النار، والذي انتمي إلي أب مسلم فحق علي الله أن يجعله مع أبيه المسلم في الجنة).

وعن علي (عليه السلام) في المنذر بن الجارود: (انه لنظار في عطفيه، مختال في شراكيه).

وعنه (عليه السلام): (الإعجاب يمنع من الازدياد).

وعنه (عليه السلام): (عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله).

وعنه (عليه السلام): (من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه).

وعنه (عليه السلام): (إياك والإعجاب بنفسك، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحو ما يكون من إحسان المحسن).

وقام داود (عليه السلام) ليلة، فكأنه أعجب بها، فأوحي الله إلي ضفدع ان كلميه، فقالت: يا داود، كأنك أعجبت بليلتك! هذا مقامي منذ عشرين ليلة، ما دخل جوفي قطرة ماء ولا خضرة، شكراً لله حين سلم بيضتي.

وسلمان الفارسي رضي الله عنه:

أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم

باب الفأل والزجر والطيرة و…

عن سليمان بن بريدة عن أبيه: ذكرت الطيرة عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، ولا حول ولا قوة إلا بالله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا عدوي ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح. قالوا: ما الفأل الصالح؟ قال: الكلمة الطيبة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انه كان يحب الفال الصالح، والاسم الحسن).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا ظننتم فلا تحقوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلي الله فتوكلوا).

وعن أبي هريرة: إن رسول الله (صلي

الله عليه وآله وسلّم) سمع كلمة فأعجبته، فقال: (أخذنا فالك من فيك).

وعن عروة بن عامر: ذكرت الطيرة عند النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقال: (أحسنها الفال ولا ترد مسلماً، فإذا رأي أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي الحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله).

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه: ان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) كان لايتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملاً سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورئي بشر ذلك في وجهه).

وعن قبيصة: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (العيافة والطيرة والطرق من الجبت).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أتي كاهناً فصدقه بما يقول، أو أتي امرأته حائضاً، أو أتي امرأته في دبرها فقد برئ مما أنزل علي محمد).

وعلي (عليه السلام): (كان يكره أن يسافر، أو تزوج النساء في محاق الشهر، وإذا كان القمر في العقرب).

وعن عائشة: كان إذا اشتكي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أتاه جبريل فقال: (بسم الله أرقيك من كل داء يشقيك، ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذي عين).

وعنها: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا اشتكي منا إنسان مسحه بيمينه، ثم قال: (اذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقماً).

وعنها: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت انفث عليه وامسحه بيد نفسه، لأنها أعظم بركة من يدي.

وعن

أم سلمة: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لجارية في بيتها رأي في وجهها سعفة بها نظرة فاسترقوا لها.

وعن جابر بن عبد الله: لدغت رجلاً منا عقرب، فقال رجل: يا رسول الله أرقي؟ فقال: (من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل).

وعن عوف بن مالك الأشجعي: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف تري في ذلك؟ فقال: (أعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك).

وعن أبي سعيد الخدري: إن ناسا من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب استضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا: هل منكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ، فقال رجل منهم: نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب. فبرئ، فأعطي قطيعاً من الغنم، فأبي أن يقبلها حتي يذكر لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فذكر ذلك له فقال: يا رسول الله، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: ما أدراني انها رقية؟ ثم قال: خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم.

وعن علي (عليه السلام): (الطيب نشرة، والغسل نشرة، والركوب نشرة، النظر إلي الخضرة نشرة).

وعن كعب: كانت الشجرة تنبت في محراب سليمان، وتكلمه بلسان ذلق: أنا شجرة كذا في دواء كذا، فيأمر بها فيكتب اسمها وصورتها ومنفعتها، وترفع في الخزائن، حتي كان آخر ما جاء الخروبة، فقال: (الآن نعيت إلي نفسي، وأذن في خراب بيت المقدس).

وعن عائشة: (كان يؤمر العاين فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين).

وقال كعب لابن عباس: ما تقول في الطيرة؟ قال: وما عسيت أن أقول فيها؟ لاطير إلا طير الله، ولا خير إلا خير الله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال كعب: إن هذه الكلمات

في كتاب الله المنزل، يعني التوراة.

باب التفاضل والتفاوت و…

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم) لابن علاثة: (ما كان بينك وبين عامر! قال: آمنت وكفر، ووفيت وغدر، وولدت وعقر، وعففت وفجر. فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): أنت خير منه).

وعن علي (عليه السلام) لمعاوية: (وأما قولك انا بنو عبد مناف فكذلك نحن، ولكن ليس أمية كهاشم، ولا حرب كعبد المطلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا الصريح كاللصيق، ولا المحق كالمبطل، ولا المؤمن كالمدغل، وفي أيدينا بعد فضل النبوة التي أذللنا بها العزيز أنعشنا بها الذليل. ولما أدخل الله العرب في دينه أفواجا وأسلمت هذه الأمة طوعاً وكرهاً، كنتم فيمن دخل في الدين اما رغبة واما رهبة علي حين فاز أهل السبق بسبقهم وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم).

وسئل علي (عليه السلام) عن قريش فقال: (أما بنو مخزوم فريحانة قريش، نحب حديث رجالهم، والنكاح في نسائهم، وأما بنو عبد شمس فأبعدها رأياً، وأمنعها لما وراء ظهورها، وأما نحن فأبذل لما في أيدينا، وأسمح عند الموت بنفوسنا، وهم أكثر وأمكر وأنكر ونحن أفصح وأصبح وأنصح).

وعنه (عليه السلام): (شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقي تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقي أجره).

وعنه (عليه السلام): (أو ليس عجباً أن معاوية يدعو الجفاة الطغام فيتبعونه علي غير معونة ولا عطاء، وانا أدعوكم، وأنتم تريكة الإسلام وبقية الناس إلي المعونة أو طائفة من العطاء فتفرقون عني).

وكان جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أشبه الناس برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) خلقاً وخلقاً، وكان الرجل يري جعفراً فيقول: السلام عليك يا رسول الله، يظنه إياه، فيقول: لست برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، أنا جعفر.

باب الفرج بعد الشدة و…

عن ابن عباس: كنت ردف رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)

فالتفت إلي فقال: (يا غلام، احفظ الله يحفظك، يا غلام، احفظ الله تجده امامك، وتعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم إن الخلائق لو اجتمعوا أن يعطوك أمراً منعكه الله لم يقدروا علي ذلك، واعلم ان النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، فإذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. إن مع العسر يسراً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو كان العسر في حجر لدخل عليه اليسر حتي يخرجه، ثم قرأ: ?إن مع العسر يسراً ?).

وعن علي (عليه السلام): (عند تناهي الشدة تكون الفرجة، وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء).

وقدم جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) من عند النجاشي، وقد افتتح خيبر، فلقاه واعتنقه وقبّل عينه، وقال: بأبي أنت وأمي، ما أدري بأيهما أنا أسرّ بفتح خيبر أو بقدوم جعفر).

باب القرابات والأنساب و…

عن أبي سعيد الخدري قلت: (يا رسول الله، أيولد لأهل الجنة؟ قال: والذي نفسي بيده، إن الرجل ليتمني أن يكون له ولد، فيكون حمله ووضعه وشبابه الذي ينتهي إليه في ساعة واحدة).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم وعقوق الوالدين، فإن ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جار أزاره خيلاء).

وعن علي (عليه السلام): (وأكرم عشيرتك فإنهم جناحاك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، وإنك بهم تصول، وبهم تطول، وهم العدة عند الشدة، أكرم كريمهم، وعد سقيمهم، وأشركهم في أمورك، ويسرعن معسرهم).

وعن مكحول عن معاذ بن جبل: إن الله تعالي كلم موسي (عليه السلام) ثلاثة آلاف وخمسمائة آية، فكان آخر كلامه: (يا رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، حتي قاله

سبع مرات ثم قال: يا موسي، ألا ان رضاها رضاي، وسخطها سخطي).

وقيل لمحمد بن الحنفية: كيف كان علي (عليه السلام) يقحمك في المأزق، ويولجك في المضايق دون الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ فقال: لأنهما كانا عينيه وكنت يديه، فكان يتقي بيديه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الولد ريحان من الجنة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (صلة الرحم منماة للولد، مثراة للمال).

وعن علي (عليه السلام) في آل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (هم موضع سره وملجأ أمره، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وحبال دينه، بهم أقام انحناء ظهره، واذهب ارتعاد فرائصه، هم أساس وعماد اليقين، إليهم يفئ الغالي، وبهم يلحق التالي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ألا يعدلن أحدكم عن القرابة يري بها الخصاصة ان يسدها بالذي لا يزيده ان امسكه، ولا ينقصه ان أهلكه، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض منه عنهم يدا واحدة، تقبض منهم عنه أيد كثيرة، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة).

ورأي علي (عليه السلام) الحسن (عليه السلام) يتسرع الي الحرب فقال: (املكوا عني هذا الغلام لا يهدني، فانني أنفس بهذين علي الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)).

وعنه (عليه السلام): (رب بعيد أقرب من قريب، وقريب أبعد من بعيد، والغريب من ليس له حبيب).

وقيل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): إنك من أبر الناس ولا تأكل مع أمك في صفحة واحدة.

وعن كعب بن مالك عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحما. يعني ان هاجر أم إسماعيل كانت قبطية، وأم إبراهيم مارية كذلك).

وقال: (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي).

وعن النبي (صلي الله عليه

وآله وسلّم): (لا يقبل الله تعالي صدقة من أحد وذو رحمه جائع).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أفضل الصدقة علي ذي رحم كاشح).

وسئل عيسي (عليه السلام): أي الناس أشرف؟ فقبض قبضتين من تراب، ثم قال: (أي هذين أشرف؟ ثم جمعهما وطرحهما، وقال: الناس كلهم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم).

وكان لإسحاق (عليه السلام) ثلاثة بنين: يعقوب، والعيص أبو الروم، وبارص وقيل فارص، وهو فارس أبو الفرس.

وكانت النابغة أم عمرو بن العاص أمة رجل من عنزه فسبيت، فاشتراها عبد الله بن جدعان، فكانت بغياً ثم عتقت. ووقع عليها أبو لهب، وأمية ابن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبوسفيان ابن حرب، والعاص بن وائل، في طهر واحد، فولدت عمراً.. فادعاه كلهم، فحكمت فيه أمه فقالت: هو للعاص لأن العاص كان ينفق عليها. وقالوا: كان أشبه بأبي سفيان. وفي ذلك يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت لنا فيك منه بينات الشمائل

وكان معاوية يعزي إلي أربعة: إلي مسافر بن أبي عمرو، وإلي عمارة بن الوليد، وإلي العباس بن عبد المطلب، وإلي الصباح مغن أسود كان لعمارة. قالوا: كان أبوسفيان دميماً قصيراً، وكان للصباح عسيفاً لأبي سفيان شاباً وسيماً، فدعته هند إلي نفسها.

وقالوا: إن عتبة ابن أبي سفيان من الصباح أيضاً، وإنها كرهت ان تضعه في منزلها، فخرجت إلي أجياد فوضعته هناك. وفي ذلك قال حسان:

لمن الصبي بجانب البط

حاء ملقي غير ذي سهد

نجلب به بيضاء آنسة

من عبد شمس صلتة الخد

قال الرشيد لموسي بن جعفر (عليه السلام): إني قاتلك، قال: (لا تفعل، فإني سمعت أبي يقول: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): إن العبد يكون واصلاً لرحمه وقد بقي من أجله ثلاث

سنين فيمدها الله له حتي ثلاثين سنة، ويكون العبد قاطعا لرحمه وقد بقي من اجله ثلاثون سنة فيقصرها الله حتي يجعلها ثلاث سنين).

وكتب علي (عليه السلام) إلي زياد بن أبيه وأراد معاوية أن يخدعه باستلحاقه: (وقد عرفت ان معاوية يستزل لبك ويستغل غربك فاحذره، فإنما هو الشيطان يأتي المؤمن من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ليقتحم غفلته، ويستلب غرته، وقد كان من أبي سفيان في زمن عمر بن الخطاب فلتة من حديث النفس، و نزغة من نزغات الشيطان، لايثبت بها نسب، ولا يستحق بها ارث والمتعلق بها كالواغل المدفع، والنواط المذبذب).

وعنه (عليه السلام): (ان أولي الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤا به، ثم تلا: ?إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه? الآية، ثم قال: إن ولي محمد من أطاع الله وان بعدت لحمته، وان عدو محمد من عصي الله وان قربت قرابته).

وعن علي (عليه السلام): (لا يكن أكثر شغلك بأهلك وولدك، فان يكن أهلك وولدك أولياء الله فان الله لا يضيع أولياءه، وان يكونوا أعداء الله فما همك وشغلك بأعداء الله).

وعنه (عليه السلام): (إن رجلا هنأ آخر بمولود في حضرته فقال: ليهنئك الفارس، فقال: لا تقل ذلك، ولكن قل: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، وبلغ أشده، ورزقت بره).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ملعون ملعون من انتمي الي غير ابيه، او ادعي غير مواليه).

وفي الحديث: (من كان له صبي فليستصب له).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إنكم لتجبنون، وإنكم لتبخلون، وإنكم من ريحان الجنة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أبرّ البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه).

وعن عبد الله بن دينار: (احذروا ثلاثا فانهن معلقات بالعرش: النعمة تقول يا رب كفرت، والأمانة

تقول يا رب أكلت، والرحم تقول يا رب قطعت).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (حق كبير الاخوة علي صغيرهم كحق الوالد علي ولده).

واتي رجل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: ان والدي يأخذ مني مالي وأنا كاره، فقال: (اما علمت انك ومالك لأبيك).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فانه لأقرب بالحرم اذا قطعت وان كانت قريبة، ولأبعد بها اذا وصلت وان كانت بعيدة).

وعن علي (عليه السلام): (لو علم الله شيئا من العقوق أدني من (أف) لحرمه، فليعمل العاق ما شاء ان يعمل فلن يدخل الجنة، وليعمل البار ما شاء فلن يدخل النار).

وعن عمر عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من كانت له بنت فهو متعب، ومن كانت له بنتان فهو مثقل، و من كان له ثلاث بنات فيا عباد الله أعينوه وأغيثوه، فانه معي في الجنة كهاتين، وجمع بين إصبعيه).

وجاءت فاطمة (عليها السلام) بابنيها الي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقالت: (يا رسول الله انحلهما، قال: فداك أبوك ما لأبيك مال فينحلهما، ثم أخذ الحسن (عليه السلام) فقبله وأجلسه علي فخذه اليمني وقال: أما ابني هذا فنحلته خلقي وهيبتي، وأخذ الحسين (عليه السلام) فقبله ووضعه علي فخذه اليسري، وقال: نحلته شجاعتي وجودي).

وقال محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام): (ما ولد فينا أحد أشبه بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من زيد).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (اما علمت ان صلة الرحم تخفف الحساب؟ وتلا قوله تعالي: ?والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب?.

ووعظ عيسي (عليه السلام) بني إسرائيل، فاقبلوا يمزقون الثياب، فقال: (ما ذنب الثياب؟ اقبلوا علي

القلوب فعاتبوها).

باب القضاء… والخصومات و..

عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا قدست أمة لا يقضي فيها بالحق).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من حكم بين اثنين، تحاكما إليه وارتضياه، فلم يقض بينهما فعليه لعنة الله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليس أحد يحكم بين الناس إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إلي عنقه، فكه العدل وأسلمه الجور).

واستعدي رجل عند عمر علي علي (عليه السلام)، وعلي (عليه السلام) جالس، فالتفت عمر إليه فقال: يا أبا الحسن، قم فاجلس مع خصمك، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا، وانصرف الرجل فرجع علي (عليه السلام) إلي مجلسه، فتبين عمر التغير في وجهه، فقال: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيراً؟ أكرهت ما كان؟ قال (عليه السلام): نعم، قال: وما ذاك؟ قال: كنيتني بحضرة خصمي، فألا قلت لي: يا علي قم فاجلس مع خصمك؟ فأخذ عمر برأس علي (عليه السلام) فقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنتم! بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا من الظلمات إلي النور).

وعن علي (عليه السلام) في معني الحكمين: (فاجمع رأي ملتكم علي أن اختاروا رجلين، فأخذنا أن يجعجعا عند القرآن، ولا يجاوزاه وتكون ألسنتهما معه، وقلوبهما تبعه، فتاها عنه، وتركا الحق وهما يبصرانه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الطير لتلقي ما في أجوافها من هول يوم القيامة وما عليها من حساب، وإن شاهد الزور يؤتي به يوم القيامة فما يتكلم بشيء حتي يقذف به في النار).

وعن علي (عليه السلام): (إن أبغض الخلائق إلي الله رجلان: رجل وكله الله إلي نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة، ورجل قمش جهلاً، موضع في جهال الأمة، غار في أغباش الفتنة، عم بما في عقد

الهدنة، قد سماه أشباه الناس عالماً وليس به، بكر استكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر، حتي ارتوي من آجن، واكتنز من غير طائل، جليس الناس قاضياً، ضامناً لتخليص ما التبس علي غيره، فإن نزلت به إحدي المبهمات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع به، فهو في لبس الشبهات في مثل بيت العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وان أخطأ رجا أن يكون أصاب، خباط جهالات، ركاب عشوات، لم يعض علي العلم بضرس قاطع، يذري الروايات اذراء الريح الهشيم تصرخ من جور قضائه الدماء، وتعج منه المواريث إلي الله تعالي).

وعن علي (عليه السلام): (من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر فيها ظلم ولايستطيع أن يتقي الله من خاصم).

قال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): أرأيت إن قتلت شهيدا فأين أنا؟ قال: (في الجنة. ثم قال: قال لي جبرئيل: إن لم يكن عليه دين).

وشهد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) جنازة رجل من الأنصار، فقال عليه دين؟ قالوا: نعم، فرجع (صلي الله عليه وآله وسلّم). فقال علي (عليه السلام): أنا ضامن يا رسول الله. فقال: (يا علي، فك الله رقبتك كما فككت عن أخيك المسلم، ما من رجل يفك عن رجل دينه إلا فك الله تعالي رهانه يوم القيامة).

وعن الزهري: ولم يكن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يصلي علي رجل عليه دين. ثم قال بعد: (أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، من مات وعليه دين فعليّ قضاءه، ثم صلي عليهم).

وجاء رجل إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يتقاضاه فأغلظ له. فهم به أصحابه. فقال: ألا كنتم مع الطالب؟ دعوه فإن

لصاحب الحق مقالاً، اشتروا له بعيراً، فلم يجدوا إلا فوق سنه، فقال: اشتروا له فوق سنه فاعطوه ثم قال: كذلك افعلوا، خيركم أحسنكم قضاء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا غم إلا غم الدين، ولا وجع إلا وجع العين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدي الله تعالي عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله تعالي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من تزوج امرأة بصداق ينوي ان لا يؤديه إليها فهو زان، ومن أدان ديناً ينوي أن لا يقضيه فهو سارق).

وعن علي (عليه السلام): (احلفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنه بريء من حول الله تعالي وقوته، فإنه إذا حلف بها كاذباً عوجل، وإذا حلف بالله الذي لا إله إلا هو لم يعاجل لأنه وحّد الله تعالي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تنصب يوم القيامة منابر من نور، ليجلس عليها من ولي القضاء فعدل في حكمه، فإذا انقضي حساب الخلائق أمر بهم إلي الجنة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (القضاة جسور للناس يمرون علي ظهورهم يوم القيامة).

وعن عائشة: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (يؤتي بالقاضي العدل يوم القيامة، فيلقي من شدة الحساب ما يتمني انه لم يقض بين اثنين في ثمرة قط).

وعن أبي ذر: قال لي رسول الله ستة أيام: (اعقل أباذر ما أقول لك، ثم لما كان اليوم السابع قال: أوصيك بتقوي الله في سريرتك وعلانيتك، وإذا أسأت فاحسن، ولا تسألن أحداً وان سقط سوطك، ولا تؤتمنن أمانة، ولا تتولين يتيماً، ولا تقضين بين اثنين).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من استعاذ بالله عاذه بمعاذ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (شكت البقاع إلي الله، فقالت: يا

رب، يطرح فينا نتن المشركين فقال: اسكتي وعزتي وجلالي لو طرح فيك نتن القضاة والولاة كان انتن وانتن).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن لشاهد الزور لعلماً يعرف به يوم القيامة، يبعثه الله عاضاً علي لسانه يقرضه بأسنانه، يلهث لهثان الكلب في الرعي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا ضن الناس بالدنانير والدراهم، وتبايعوا بالعينة، واخذوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد، أدخل الله عليهم ذلاً لا ينزعه منهم حتي يراجعوا دينهم).

باب الكذب والزور والبهتان و…

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا كذب العبد كذبة تباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلي الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار، وإن الرجل ليكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذاباً، وعليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلي البر، وإن البر يهدي إلي الجنة. وإن الرجل ليصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقاً).

وقال رجل للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أنا استسر بخلال أربع: الزنا، والسرق، وشرب الخمر، والكذب، فأيتهن شئت تركت لك يا رسول الله؟ قال: (دع الكذب). فلما تولي هم بالزنا، فقال: يسألني فإن جحدت نقضته ما جعلت له، وإن أقررت حددت أو رجمت. ثم هم بالسرق. ثم في شرب الخمر، ففكر في مثل ذلك، فرجع إليه فقال: قد أخذت علي السبيل، قد تركتهن أجمع.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الكذب مجانب للإيمان).

وفي وصية علي (عليه السلام): (ولا تحدثن إلا عن ثقة فتكون كذاباً).

ويقال للكاذب: هو قموص الحنجرة، زلوق اللبد لا يوثق بسيل تلعته.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لعن الله المثلث، فقيل له: من المثلث؟ فقال: الذي يسعي بصاحبه إلي سلطانه، فيهلك نفسه

وصاحبه وسلطانه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سيكون في آخر هذه الأمة أعاجم والسنة أعراب، يلقي الرجل أخاه فيخبره بغير ما في قلبه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يؤتي بابن آدم يوم القيامة يعتل كأنه بذج، وربما قال، كأنه جمل، فيقول له الله: يا ابن آدم أنا خير قسيم. فانظر عملك الذي عملت لي فأنا أجزيك، وانظر عملك الذي عملت لغيري فإنما أجره علي من عملت له).

وعن علي (عليه السلام): (قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): اني لاأخاف علي أمتي مؤمناً ولا مشركا، أما المؤمن فيمنعه إيمانه وأما المشرك فيقمعه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم كل منافق).

وعن لقمان: (إياك والكذب، فإنه شهي كلحم العصفور، وبعد قليل يقليه صاحبه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يدخل الجنة قتات).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): الرياء).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من مشي بالنميمة بين العباد قطع الله له نعلين من نار يغلي منها دماغه، مزرقة عيناه، يدعو بالويل والثبور).

باب الكرم والجود و…

عن أنس: أتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) رجل فسأله، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلي قومه فقال: أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء رجل لا يخاف الفاقة.

وعن جابر بن عبد الله: (ما سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) شيئاً فقال: لا).

وعن محمد بن أبي السري العسقلاني إنه رأي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في المنام، فسأله أن يستغفر له، فسكت عنه، فروي له هذا الحديث، فتبسم وقال: (اللهم اغفر له).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تجافوا عن ذنب السخي،

فإن الله يأخذ بيده كلما عثر).

وكتب الواقدي إلي المأمون رقعة فيها غلبة الدين عليه، فوقع في ظهرها: أنت رجل فيك خلتان: السخاء، والحياء. فأما السخاء فهو الذي أطلق ما في يدك، وأما الحياء فقد بلغ بك ما أنت عليه، وقد أمرنا لك بمائة ألف درهم، فإن كنا أصبنا أرادتك فازدد في بسط يدك، وإن كنا لم نصب إرادتك فجنايتك علي نفسك، وأنت حدثتني حين كنت علي قضاء الرشيد أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال للزبير: (يا زبير إن مفاتيح الرزق بإزاء العرش ينزل الله للعباد أرزاقهم علي قدر نفقاتهم، فمن كثر كثر له، ومن قلل قلل عليه). قال الوافدي: وكنت أنسيت هذا الحديث، فكانت مذاكرته إياي أعجب إلي من صلته.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الجواد من أصاب المال من حله، وأنفقه في حقه).

وأوحي الله إلي موسي (عليه السلام): (لا تقتل السامري فإنه سخي).

وروي مرفوعاً عن علي (عليه السلام): (الكرم أعطف من الرحم).

وعنه (عليه السلام): (الجود حارس الأعراض).

وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (إن لله وجوهاً من خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجود مجداً، والإفضال مغنماً، والله يحب مكارم الأخلاق).

وعنه (عليه السلام): (ما أنعم الله علي عبد نعمة فلم يحتمل مؤونة الناس الا عرض تلك النعمة للزوال).

ولما غسل علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) رأوا علي ظهره مجولاً فلم يدروا ما هو، فقال مولي له: كان يحمل علي ظهره إلي أهل البيوتات المستورين الطعام، فأقول له: دعني أكفك، فيقول: (لا أحب أن يتولي ذلك غيري).

وكان جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: (اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك).

وعن علي (عليه السلام): (كن سمحاً ولا

تكن مبذراً وكن مقدراً ولا تكن مقتراً).

وعنه (عليه السلام): (لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (نظرت في المعروف فوجدته لا يتم إلا بثلاث: تعجيله، وستره، وتصغيره. إنك إذا عجلته هنأته، وإذا سترته تممته، وإذا صغرته عظمته).

واستسرف الحسن والحسين عبد الله بن جعفر في الجود، فقال: بأبي أنتما وأمي، إن الله عودني أن يفضل عليّ، وعودته ان أفضل علي عباده، فأخاف أن أقطع العادة فينقطع مني.

وعن علي (عليه السلام): (السخاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم).

وخرج الحسنان (عليهما السلام)، وعبد الله بن جعفر، وأبو حبة الأنصاري من مكة إلي المدينة، فأصابتهم السماء، فلجئوا إلي خباء أعرابي، فأقاموا عنده ثلاثاً حتي سكت السماء، وذبح لهم، فلما ارتحلوا قال له عبد الله بن جعفر: إن قدمت المدينة فسل عنا. فاحتاج الأعرابي بعد سنين، فقالت له امرأته: لو أتيت المدينة فلقيت أولئك الفتيان، فقال: قد أنسيت أسماءهم، قالت: سل عن ابن الطيار. فأتاه. فقال: الحق سيدنا الحسن (عليه السلام)، فلقيه فأمر له بمائة ناقة بفحولتها ورعلها، ثم أتي الحسين (عليه السلام)، فقال: كفانا أبو محمد مؤونة الابل، فأمر له بمائة شاة. ثم أتي عبد الله فقال كفاني أخواي الابل والشاة فأمر له بمائة ألف درهم. ثم أتي أبا حبة فقال: والله ما عندي مثل ما أعطوك ولكن جئني بأبلك فأوقرها له تمرا. فلم يزل اليسار في أعقاب الاعرابي).

باب اللؤم والشح و…

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم والشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم).

وعن أبي هريرة: قتل رجل علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فبكت باكية، فقالت: وا شهيدها! فقال (عليه السلام): وما يدريك؟

لعله كان يتكلم بما لا يعينه، ويبخل بما لا يملك).

ومر علي (عليه السلام) علي مزبلة فقال: (هذا ما بخل به الباخلون).

وعنه (عليه السلام): (البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلي كل سوء).

وقيل لجعفر بن محمد (عليه السلام): (إن أبا جعفر المنصور لا يلبس منذ استخلف إلا الجشن، ولا يأكل الا الجشب!! قال: لم يا ويحه، مع ما مكن الله من السلطان وجبي إليه من الأموال؟ فقيل: بخلاً وجمعاً للمال. فقال: الحمد لله الذي حرمه من دنياه ما ترك له دينه).

باب الألوان والنقوش والوشم و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (البياض نصف الحسن).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أبيض أزهر، والخلص من ولد اسماعيل بيض.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان الله خلق الجنة بيضاء وان أحب الثياب الي الله البيض فليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): جاءته امرأة، فقالت: يا رسول الله، اتخذت غنماً رجوت نسلها ورسلها، وإني لا أراها تنمي. فقال: (ما ألوانها؟ قالت: سود. قال: عفري).

وروي: (ان الكبش الذي فدي به إسماعيل (عليه السلام) كان أبيض أعين أقرن، وكنا نتحري تلك الصفة في أضاحينا).

وفي حديث عيسي (عليه السلام): (تزوجوا الزرق فإن فيها يمنا).

وعن هلال بن عامر عن أبيه: رأيت النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يخطب علي بغله وعليه برد أحمر، وعلي (عليه السلام) أمامه يعبر عنه.

وعن البراء: (رأيته (صلي الله عليه وآله وسلّم) في حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه).

وعن عبد الله بن عمر: هبطنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) من ثنية، فالتفت وعلي ريطة مضرجة بالعصفر، فقال: (ما هذه الريطة عليك؟ ويروي: لو ان ثوبك هذا كان في تنور أهلك

أو تحت قدر أهلك كان خيراً لك. فأتيت أهلي وهم يسجرون تنوراً لهم فقذفتها فيه. ثم أتيته من الغد فقال: يا عبد الله، ما فعلت الريطة؟ فأخبرته، فقال: أفلا كسوتها أهلك؟ فإنه لا بأس بها للنساء).

وعن رافع بن خديج: خرجنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في سفر، فرأي علي رحالنا أكسية فيها خيوط عهن أحمر، فقال: (ألا أري هذه الحمرة قد علتكم؟ فقمنا سراعاً حتي نفر بعض ابلنا، فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تزوجوا الزرق فان فيها يمناً).

وعن عقبة بن عامر عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بالحناء فانه خضاب الاسلام، انه يصفي البصر، ويذهب بالصداع ويزيد في الباه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بالخضاب، فانه أهيب لعدوكم وأعجب لنسائكم).

باب اللباس والحلي و…

في وصية رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لأبي ذر: (البس الخشن من الثياب والصفيق منها تذللاً لله، عسي العز والفخر لا يجد فيك مساغاً، وتزين أحياناً في عبادة الله بالشارة الحسنة تعففاً وتكرماً وتجملاً، فإن ذلك لا يضرك، وعسي أن يحدث لك ذكراً).

وعن أنس: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وهو في عباءة له يهنأ بعيراً.

وعنه: رأيته (صلي الله عليه وآله وسلّم) يسم الغنم في آذانها، فرأيته مؤتزراً بكساء.

وكان كم قميص علي (عليه السلام) لا يجاوز أصابعه، ويقول: (ليس للكمين علي اليدين فضل. واشتري قميصاً فجاوز كمه أصابعه، فقطعه، وقال للخياط: خطه).

ورؤي علي (عليه السلام) وعليه إزار خلق مرقوع، فقيل له، فقال: (يخشع له القلب، وتذل به النفس).

وعن المبرد: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يشرع الشيء علي غير جهة التلذذ، ولكن علي جهة الاحلال والاستنان، الا تري

أنه لبس حلة كسري التي اشتراها له الأنصاري، فخطب فيها، ثم نزل فوهبها لأسامة. فيقال: إن أبا سفيان بن حرب لما رأي ذلك جعل ينكره ويقول: أحله كسري بن هرمز علي ابن الشاة؟ يعني أسامة، وذلك لأن أسامة ماتت أمه وهو صغير، فغذي بلبن شاة.

وقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (البس جديداً وعش حميداً).

وكان سليمان (عليه السلام) إذا لبس القميص حكته الشياطين واستهزءوا به، فقال لهم: اعملوا شيئاً ألبسه وأنا أنظر إليكم، فعملوا له القباء، فهو أول من لبسه.

وعن عائشة: كان النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يختتم في يمينه، وقبض (صلي الله عليه وآله وسلّم) والخاتم في يمينه.

وذكر السلامي: ان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) كان يتختم في يمينه والخلفاء بعده، فنقله معاوية إلي اليسار، فأخذ المروانية بذلك، ثم نقله السفاح إلي اليمين فبقي إلي أيام الرشيد فنقله إلي اليسار، فأخذ الناس بذلك.

وروي عن عمرو بن العاص انه سله يوم التحكيم من يده اليمني وجعله في اليسري، وقال: خلعت علياً (عليه السلام) من الخلافة كما خلعت خاتمي من يميني، وجعلتها إلي معاوية كما أدخلت خاتمي يساري.

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تختموا بخواتيم العقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه).

وقيل لعمر: لو أخذت حلي الكعبة فجهزت به جيوش المسلمين، وما تصنع الكعبة بالحلي؟ فسأل علياً (عليه السلام)، فقال: (إن القرآن أنزل علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) والأموال أربعة: أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض، والفيء فقسمه علي مستحقيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها. وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه الله علي حاله، ولم يتركه نسياناً، ولم

يخف عليه مكاناً، فأقره حيث أقره الله ورسوله)، فقال له عمر: لولاك لافتضحنا وتركه.

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (إن المؤمن ليتنعم بتسبيح الحلي عليه في الجنة، في كل مفصل من المؤمن في الجنة ثلاثة أساور من ذهب وفضة ولؤلؤ).

وحذا علي (عليه السلام) لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نعلين جديدين، فلما رآهما استحسنهما، فخر ساجداً ثم قال: (أعوذ بنور وجهك أن استحسن شيئاً مما أبغضت، فتصدق بهما ولم يلبسهما).

وعن جابر بن عبد الله: تختم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في يمينه.

وعن ابن عمر: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إذا أراد أن يذكر الشيء أوثق في خاتمه خيطاً.

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (كان خاتم علي (عليه السلام) من ورق، ونقشه: نعم القادر الله).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (ما افتقرت كف تختمت بفيروزج).

وبعث رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عبد الرحمن بن عوف إلي دومة الجندل، فتخلف عن الجيش، وغدا علي رسول الله عليه عمامة خز سوداء، فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما خلفك عن أصحابك؟ قال: أحببت أن أكون آخرهم عهداً بك. فأجلسه، فنقض العمامة، وعممه بيده وأسدلها بين كتفيه قدر شبر، وقال: هكذا فاعتم يا ابن عوف).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم، وعليكم بلباس الصوف تجدوا قلة الأكل، وعليكم بلباس الصوف تعرفوا به في الآخرة، فإن النظر في الصوف يورث في القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تجري مجري الدم. فمن كثر تفكره قل طعمه وكل لسانه، ومن قل تفكره كثر طعمه وقسا قلبه، والقلب القاسي بعيد من الله بعيد من الجنة، قريب

من النار).

باب اللهو واللعب و…

عن البراء قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (من قضي نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهواته في الآخرة، ومن مد عينه إلي زينة المترفين كان مقيتاً في ملكوت السماوات، ومن صبر علي القوت الشديد صبراً جميلاً أسكنه الله من الفردوس حيث شاء).

وعن معاذ بن جبل: بعثه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي اليمن، فقال: (إياك والتنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين).

وعن أبي هريرة رفعه: (شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسادهم).

وقيل لداود (عليه السلام): الا تتحول من الشمس؟ فقال: (إني لاستحي من ربي أن أنقل قدمي إلي ما فيه راحة بدني).

وأنزل الله تعالي في الخمر ثلاث آيات، أولها: ?يسألونك عن الخمر والميسر?، فكان المسلمون بين شارب وتارك، إلي ان شرب رجل ودخل في الصلاة فهجر، فنزلت: ?يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري?، فشربها من شرب من المسلمين، حتي شربها عمر فأخذ لحي بعير فشج رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد ينوح علي قتلي بدر بشعر الأسود بن عبد يغوث:

وكائن بالقليب قليب بدر

من الفتيان والشرب الكرام

وكائن بالقليب قليب بدر

من الشيزي المكلل بالسنام

أيوعدنا بن كبشة أن سنحيي

وكيف حياة أصداء وهام

أيعجز أن يرد الموت عني

وينشرني اذا بليت عظامي

الا من مبلغ الرحمان عني

بأني تارك شهر الصيام

فقل لله يمنعني شرابي

وقل لله يمنعني طعامي

فبلغ ذلك رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فخرج مغضباً يجر رادءه فرفع شيئاً كان في يده ليضربه، فقال: أعوذ بالله من غصب الله ورسوله. فأنزل الله تعالي: ?إنما يريد الشيطان?، إلي قوله: ?فهل أنتم منتهون?. فقال عمر: انتهينا).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من بات سكران بات للشيطان عروساً).

وعن عيسي (عليه السلام): (حب

الدنيا رأس كل خطيئة، والنساء حبائل الشيطان، والخمر داعية للشر).

وعن علي (عليه السلام): (الشطرنج ميسر العجم).

وعنه (عليه السلام) انه مر بقوم يلعبون الشطرنج، فقال: (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون).

وعن عمر وقد ذكر عنده الشطرنج: (إني لأعجب من ذراع في ذراع يدبرها الحكماء منذ وضعت لم يقفوا لها علي غاية).

وعن علي (عليه السلام): (أياكم وتحكيم الشهوات).

وقال الربيع بن زياد الحارثي لعلي (عليه السلام): أعدني علي أخي عاصم. قال: ما باله؟ قال: لبس العباءة يريد النسك. قال: عليّ به، فأتوا به مؤتزراً بعباءة مرتدياً بأخري، شعث الرأس واللحية، فعبس في وجهه وقال: ويحك! أما استحيت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أتري ان الله أباح لك الطيبات وهو يكره ان تنال منها شيئاً؟ بل أنت أهون علي الله، أما سمعت الله يقول في كتابه: ?والأرض وضعها للأنام? إلي قوله: ?يخرج منها اللؤلؤ والمرجان?؟ أفتري الله أباح هذا لعباده إلا ليبتذلوه ويحمدوا الله عليه فيثيبهم، وإن ابتذالك نعم الله بالفعل خير منه بالمقال).

قال عاصم: (فما بالك في خشونة مأكلك وخشونة ملبسك، فانما تزينت بزينتك، قال: ويحك. ان الله فرض علي أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس).

باب الأمراض والعلل و…

عن عبد الله بن أنيس عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): إيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟ قالوا: كلنا يا رسول الله، قال: أتحبون أن تكونوا كالحمير الصوالة؟ ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلايا وأصحاب كفارات، والذي بعثني بالحق إن الرجل لتكون له الدرجة في الجنة فيبلغها بشيء من عمله، فيبتليه الله ليبلغ درجة لا يبلغها بعمله).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من مسلم يمرض إلا حط الله به خطاياه، كما تحط الشجرة ورقها).

وكان النبي (صلي الله عليه وآله

وسلّم) إذا رأي علي جسده البثيرة ابتهل في الدعاء وقال: (إن الله إذا أراد أن يعظم صغيراً عظمه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ثلاثة في ظل العرش، عائد المرضي ومشيع الموتي ومعزي الثكلي).

وعن علي (عليه السلام): (ربما أخطأ البصير قصده وأصاب الأعمي رشده).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ثلاثة لا يعادون، صاحب الدمل والرمد والضرس).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (العيادة قدر فواق ناقة).

وحموا عند فتح خيبر، فشكوا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقال: (يا أيها الناس، إن الحمي رائد الموت، وسجن الله في الأرض، وقطعة من النار، فإذا وجدتم من ذلك شيئاً فبردوا لها الماء في الشنان، ثم صبوا عليكم فيما بين المغرب والعشاء، ففعلوا ذلك فذهبت عنهم).

وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (ثلاث قليلهن كثير، النار والفقر والمرض).

وعن أنس: دخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي شاب، وهو في الموت، فقال له: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله وأخاف ذنوبي، قال: هما لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف).

وعن موسي وداود (عليهما السلام): (لا مرض يضنيني، ولا صحة تنسيني، ولكن بين ذلك).

ودخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي قيس بن أبي حازم يعوده، فقال: (طهور، فقال: بل حمي تفور، في صدر شيخ كبير، تزيره القبور).

وبعض أهل البيت (عليهم السلام) كان إذا أصابته علة جمع بين ماء زمزم وماء السماء والعسل واستوهب من مهر أهله شيئاً. وكان يقول (عليه السلام): قال الله تعالي: ?ونزلنا من السماء ماء مباركاً?، وقال: ?فيه شفاء للناس?، وقال (عليه السلام): ماء زمزم لما شرب له، وقال تعالي: ?فإن طبن لكم

عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً?. فمن جمع بين ما بورك فيه، وما فيه شفاء، وبين الهنيء والمريء، يوشك ان يلقي العافية).

و: (نهي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن الحجامة في نقرة القفا فإنها تورث النسيان).

و: (أمر أن يستنجي بالماء البارد فإنه صحة من الباسور).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تداووا فإن الله لم يخلق داء إلا خلق له شفاء إلا السام).

وعن أسامة بن زيد رفعه: (إن الطاعون رجز أرسل علي بني إسرائيل، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع في أرض فلا تخرجوا فراراً منه).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من أتي أخاه المسلم يعوده مشي في خرافة الجنة حتي يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة).

وعن علي عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ادهنوا بالبنفسج فإنه بارد في الصيف حار في الشتاء).

وروي عنه (عليه السلام): (عليكم بالزيت فانه يكشف المرة، ويذهب البلغم، ويشد العصب ويذهب بالاعياء، ويحسن الخلق ويطيب النفس، ويذهب بالهم).

وروي عنه (عليه السلام): (إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة حجام، أو شربة من عسل).

وطعن في عين قتادة بن النعمان يوم أحد فندرت في وجنته، فردها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فكانت أحدّ عينيه نظراً وأحسنها، فقال الخرنق الأوسي:

ومنا الذي سالت علي الخد عينه فردت بكف المصطفي أيما رد

فعادت كما كانت لأحسن حالها فيا طيب ما عين و يا طيب ما يد

وقال علي (عليه السلام) لبعض أصحابه: (جعل الله ما كان من شكواك حطاً لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه، ولكن يحط السيئات ويحتها حت الأوراق، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام).

ودخل علي (عليه السلام) علي صعصعة بن صوحان عائداً،

فقال علي (عليه السلام) لصعصعة: (والله ما علمتك إلا خفيف المؤونة، حسن المعونة، فقال صعصعة: وأنت يا أمير المؤمنين، إن الله في عينك لعظيم، وإنك بالمؤمنين لرحيم، وإنك بكتاب الله لعليم. فلما قام ليخرج، قال (عليه السلام): يا صعصعة، لا تجعل عيادتي فخراً علي قومك، ف ?إن الله لا يحب كل مختال فخور?).

وروي: (لا تتخذها أبهة علي قومك، إن عادك أهل بيت نبيك).

وعن أبي هريرة: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: ليرعفن جبار من جبابرة بني أمية علي منبري هذا. فرؤي عمرو بن سعيد بن العاص يرعف علي منبر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، حتي سال رعافه علي درج المنبر.

باب المال والكسب والتجارة و…

عن ابن عباس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) والتفت إلي أحد: (ما يسرني انه لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل الله، لا أموت يوم أموت وعندي منه ديناران إلا أن أرصدهما لدين إن كان).

قال: فمات رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وما ترك ديناراً ولا درهما، ولا عبداً ولا أمة وترك درعه التي كان يقاتل فيها رهنا بثلث قفيز من شعير.

وعنه: يقول الله عزوجل: (ابن آدم أقبل إلي املأ قلبك غني، وأنزع الفقر من بين عينيك، واكف عليك ضيعتك، فلا تصبح إلا غنياً، ولا تمسي إلا غنيا، وإن توليت عني نزعت الغني من قلبك، وأنسيت عليك ضيعتك، فلا تصبح إلا فقيراً، ولا تمسي إلا فقيراً).

وعن عبد الله بن معقل: أتي رجل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: والله إني لأحبك في الله، قال: (إن كنت صادقاً فيسر للفقر تجفافاً، فالفقر إلي من يحبني أسرع من السيل إلي منتهاه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (صاحب

الدرهمين أشد حساباً يوم القيامة من صاحب الدرهم).

وأوحي الله إلي موسي (عليه السلام): (إذا رأيت الغني مقبلاً فقل: ذنب عجلت عقوبته، وإذا رأيت الفقر مقبلاً فقل: مرحبا بشعار الصالحين).

ولقمان (عليه السلام): كان إذا مر بالأغنياء قال: (يا أهل النعيم، لا تنسوا النعيم الأكبر، وإذا مر بالفقراء قال: إياكم أن تغبنوا مرتين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من باع داراً أو عقاراً فلم يردد ثمنه في مثله فذلك مال قمن أن لا يبارك الله فيه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يعجبنك امرؤ كسب مالاً حراما، فانه ان انفق لم يتقبل منه، وان أمسك لم يبارك فيه. وان مات وتركه كان زاده الي النار).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما عال من اقتصد).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين).

وعن علي (عليه السلام): (ماكس عن درهميك فإن المغبون لا محمود ولا مأجور).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أشقي الأشقياء من جمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (مثل الفقر للمؤمن كمثل فرس مربوط بحكمته إلي أخيه، كلما رأي شيئاً مما يهوي ردته حكمته).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله لملائكته: أدنوا أحبائي، فتقول الملائكة: سبحانك من أحباؤك؟ قال: أدنوا مني فقراء المسلمين).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إنما يخشي المؤمن الفقر مخافة الآفات علي دينه).

وعن عبد الرحمن بن شبل: سمعت النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (التجار هم الفجار، فقيل: أليس أحل الله البيع؟ قال: بلي، ولكنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون فيحنثون).

ومر علي (عليه السلام) في سوق الكوفة ومعه الدرة، وهو يقول: (يا معشر التجار خذوا الحق وأعطوا الحق تسلموا،

ولا تردوا قليل الحق فتحرموا كثيره، ما منع مال من حق إلا ذهبت في باطل أضعافه).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، قد أكلت الحنظل وذقت الصبر، فلم أر شيئاً أمر من الفقر، فإن افتقرت فلا تحدث به الناس كيما لا ينتقصوك، ولكن سل الله، فمن الذي سأل الله فلم يعطه أو دعاه فلم يجبه أو تضرع إليه فلم يكشف ما به؟).

وعن عيسي (عليه السلام): (المال فيه داء كبير، قيل يا روح الله: ما داؤه؟ قال: أن يمنع صاحبه حق الله، قيل: فإن أدي حق الله؟ قال: لن ينجو من الكبر والخيلاء، قيل: فإن نجا؟ قال: يشغله إصلاحه عن ذكر الله).

ونزل جبريل (عليه السلام) علي لقمان (عليه السلام) وخيّره بين النبوة وبين الحكمة، فاختار الحكمة، فمسح جبريل (عليه السلام) جناحه علي صدره، فنطق بها، فلما ودعه قال: أوصيك بوصية فاحفظها، يا لقمان، لئن تدخل يدك إلي مرفقك في فم التنين خير لك من أن تسأل فقيراً قد استغني).

وعن علي (عليه السلام): (إن المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام).

وعن علي (عليه السلام) في ذكر آخر الزمان: (ذاك حيث تكون ضربة السيف علي المؤمن أهون من الدرهم من حله).

وعنه (عليه السلام): (الفقر الموت الأكبر).

وعنه (عليه السلام): (يا ابن آدم، ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك).

وعنه (عليه السلام): (من أتي غنياً فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه).

وعنه (عليه السلام): (إذا أملقتم فتاجروا الله الصدقة).

وعنه (عليه السلام): (أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجار)، يعني يبتغون المال ولا يريدون الدين.

واشتري سلمان وسقاً من طعام وهو ستون صاعاً، فقيل له، فقال: النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت.

وعن علي (عليه السلام) قال لابن الحنفية: (يا بني

إني أخاف عليك الفقر، فاستعذ بالله منه، فإن الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت).

وعنه (عليه السلام): (إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما منع غني، والله سائلهم عن ذلك).

وعنه (عليه السلام): (العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغني).

وعنه (عليه السلام): (ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله! وأحسن منه تبه الفقراء علي الأغنياء اتكالاً علي الله).

وعنه (عليه السلام): (من مات تعباً من كسب الحلال مات والله عنه راض).

وعن أنس: غلا السعر علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقالوا: (يا رسول الله سعر لنا. فقال: إن الله الخالق القابض الرازق المسعر، وإني لأرجو أن ألقي الله وليس أحد يطالبني بمظلمة ظلمت بها من أهل ولا مال، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض).

ووقف علي (عليه السلام): (علي تمار، فاذا هو بخادم تبكي عنده، فقال لها: (ما يبكيك؟ قالت: باعني هذا تمراً بدرهم، فرده علي مولاي، فأبي أن يأخذه مني، وقال: أعطها درهمها وخذ تمرك فانها خادم ليس لها أمر. فدفعه التمار، فعرف أنه أمير المؤمنين، فصب التمر وأعطاها الدرهم. وقال: ارض عني يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أنا راض إن وفيت المسلمين حقوقهم).

وكان علي (عليه السلام) يمر في السوق علي الباعة، فيقول لهم: (أحسنوا، ارخصوا بيعكم علي المسلمين فإنه أعظم للبركة).

وكان جعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) يحب المساكين ويجالسهم، ويتحدث إليهم، فكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يكنيه: (أبا المساكين).

باب المدح والثناء و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)، قال العتبي: هو المدح بالباطل والكذب، أما مدح الرجل بما فيه فلا بأس به. وقد مدح أبوطالب

والعباس رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وحسان وكعب وغيرهم، ولم يبلغنا انه حث في وجه مادح تراباً، ومدح هو (صلي الله عليه وآله وسلّم) المهاجرين والأنصار، ومدح هو (صلي الله عليه وآله وسلّم) نفسه فقال: أنا سيد ولد آدم. وقال يوسف (عليه السلام): ?إني حفيظ عليم?.

وعن أبي بكرة عن أبيه: مدح رجل رجلاً عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقال: (ويحك قطعت عنق صاحبك، ثم قال: إن كان أحدكم مادحاً صاحبه فليقل: أحسب فلاناً ولا أزكي علي الله أحداً).

وأثني علي رجل عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (قطعتم ظهره، ولو سمعها ما أفلح بعدها).

وعن أبي خلف خادم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا مدح الفاسق اهتز العرش، وغضب الرب).

وعن علي (عليه السلام) في الأنصار: (هم والله ربوا الإسلام كما يربي الفلو، مع غنائهم بأيديهم السباط وألستتهم السلاط).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قال لي جبريل صلوات الله عليه: يا محمد، من أولاك يداً فكافه، فإن لم تقدر فأثن عليه).

وعن ابن عباس في علي بن أبي طالب (عليه السلام): (كان والله يشبه القمر الباهر، والأسد الخادر، والفرات الزاخر، والربيع الباكر، فأشبه من القمر ضوءه وبهاءه، ومن الأسد شجاعته ومضاءه، ومن الفرات جوده وسخاؤه، ومن الربيع خصبه وحياؤه).

وقال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): إني أحب أن أحمد، كأنه يخاف علي نفسه، فقال: (وما منعك أن تحب أن تعيش حميداً أو تموت فقيداً).

باب المزاح و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (المزاح استدراج من الشيطان، واختداع من الهوي).

وعن علي (عليه السلام): (ما مزح امرؤ مزحة إلا مج من عقله مجة).

وعنه (عليه السلام): (إياك أن تذكر من

الكلام ما كان مضحكاً وان حكيت ذلك عن غيرك).

ولقي يحيي عيسي (عليه السلام)، فتبسم عيسي في وجه يحيي، فقال: (ما لي أراك لاهياً كأنك آمن؟ فقال عيسي (عليه السلام): ما لي أراك عابساً كأنك قانط؟ فقال: لاتبرح حتي ينزل علينا الوحي، فأوحي الله عزوجل: أحبكما إلي أحسنكما بي ظنا. وروي: أحبكما إليّ الطلق البسام).

وقيل لسفيان الثوري: المزاح هجنة، فقال: بل هو سنة، لقول رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم) لامرأة من الأنصار: (ألحقي زوجك ففي عينيه بياض. فسعت المرأة إلي زوجها مرعوبة، فلما وافته قال لها: ما دهاك؟ قالت: إن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال: إن في عينيك بياضاً، قال: إن في عيني بياضاً لا لسوء).

وأتت عجوز أنصارية رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقالت: يا رسول الله، أدع لي بالمغفرة، فقال لها: (أما علمت إن الجنة لا تدخلها العجز، فصرخت، فتبسم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وقال: أما قرأت: ?إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً?.

وعن أنس: أتي رجل النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله أحملني، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انا حاملوك علي ولد ناقة. قال: وما أصنع بولد ناقة؟ قال: وهل تلد الإبل إلا النوق؟).

وذكر نعيمان، وهو بدوي وكان أولع الناس بالمزاح، عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وإنه يكثر المزاح والضحك، فقال: (يدخل الجنة وهو يضحك).

وخرج هو وسويبط بن عبد العزي مع أبي بكر في تجارة قبل وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بعامين، وكان سويبط علي الزاد، فاستطعمه نعيمان، فقال: حتي يجيء أبو بكر،

فمر ركب من نجران فباعه منهم علي انه عبد بعشر قلائص، وقال: انه ذو لسان ولغة، ولعله يقول: أنا حر، فقالوا: لا عليك فوضعوا عمامته في عنقه وذهبوا به، فأخبر بذلك أبو بكر، فرد القلائص وخلصه، وضحك رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه سنة.

ورأي نعيمان مع أعرابي عكة عسل فاشتراها منه، وجاء بها بيت عائشة في يومها، وقال: خذوها. فتوهم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) انه أهداها له، ومر نعيمان وترك الأعرابي علي الباب. فلما طال قعوده قال: يا هؤلاء، ردوها علي ان لم يحضر ثمنها. فعلم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بالقصة فوزن له الثمن. وقال لنعيمان: ما حملك علي ما فعلت؟ قال: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يحب العسل، ورأيت الأعرابي معه العكة. فضحك (صلي الله عليه وآله وسلّم) ولم يظهر له نكيراً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن الرجل ليتكلم بكلمة يضحك بها جليسه يهوي بها أبعد من الثريا).

باب الموت وما يتصل به …

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا مات لأحدكم الميت فحسنوا كفنه، وعجلوا إنجاز وصيته، وأعمقوا له في قبره، وجنبوه جار السوء. قيل: يا رسول الله وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ قال: هل ينفع في الدنيا؟ قالوا: نعم، قال: فكذلك في الآخرة).

وفي وصيته (صلي الله عليه وآله وسلّم) لأبي ذر: (زر القبور تذكر بها الآخرة، ولاتزرها بالليل، واغسل الموتي يتحرك قلبك، فإن الجسد الخاوي عظة بليغة، وصل علي الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله).

ومر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بمقبرة، فنادي: (يا أهل القبور، الا أخبركم بما حدث بعدكم، تزوج نساؤكم، وبيعت مساكنكم، واقتسمت أموالكم،

فهل أنتم مخبرون بما عاينتم؟ ثم قال: ألا انهم لو أذن لهم في الجواب لقالوا: وجدنا خير الزاد التقوي).

وكانت تعزية رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (آجركم الله ورحمكم).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما تغدون الرقوب فيكم؟ قالوا: الذي لايبقي له ولد: قال: بل الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا).

وفي الحديث المرفوع: (من يرد الله به خيرا يصب منه).

وعزي شبيب بن شيبة يهوديا: أعطاك الله علي مصيبتك أفضل ما أعطي أحدا من أهل ملتك.

وقيل لإبراهيم (عليه السلام): (كيف وجدت الموت؟ قال: كأن النفس تنزع بالسلا، قيل: قد رفقنا بك يا إبراهيم).

ودخل ملك الموت علي داود (عليه السلام): (قال من أنت؟ قال: من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشي، قال: فإذن أنت ملك الموت، ولم استعد بعد، قال: يا داود، أين فلان جارك؟ أين فلان قرينك؟ قال: مات، قال: أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد؟).

ولما بلغ معاوية موت الحسن بن علي (عليه السلام)، سجد معاوية وسجد من حوله شكراً، فدخل عليه ابن عباس فقال له: يا ابن عباس أمات أبو محمد؟ قال: نعم، وبلغني سجودك، والله يا ابن آكلة الكبود لا يسدن حسدك إياه حفرتك، ولايزيد انقضاء أجله في عمرك.

وعن عائشة: لما مات عثمان بن مظعون كشف النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) الثوب عن وجهه، فقبل ما بين عينيه، وبكي طويلاً، فلما رفع السرير قال: (طوباك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (مثل ابن آدم والي جنبه تسع وتسعون منية، فاذا انفعلت منها وقع في الهرم الي أن يموت).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو ان الطير والبهائم تعلم من الموت

ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا يتمنّ أحدكم الموت الا من وثق بعلمه).

وعنه (عليه الصلاة والسلام) إنه كان إذا تبع الجنازة أكثر الصمات، ورؤي عليه كآبة، وأكثر حديث النفس.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من شيع جنازة فأخذ بجوانب السرير الأربعة غفر له أربعون ذنباً كلها كبيرة).

ولما احتضر إبراهيم (عليه السلام) قال: (هل رأيت خليلاُ يقبض روح خليله؟ فأوحي الله إليه: هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله؟ قال: فاقبض روحي الساعة).

ووقف علي (عليه السلام) علي منبر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله إن الجزع لقبيح إلا عليك، وإن الصبر لجميل إلا عنك، وإن المصيبة بك لأجل، وإن ما بعدك وما قبلك جلل. ثم قال:

ما غاص دمعي عند نازلة

إلا جعلت للبكا سببا

فإذا ذكرتك سامحتك به

مني الجفون ففاض وانسكبا

إني أجل ثري حللت به

من ان أري سواه مكتئبا

ووقف رجل من ولد أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب علي قبر الحسن ابن علي (عليه السلام) فقال: أما إن أقدامكم قد نقلت وأعناقكم قد حملت إلي هذا القبر ولياً من أولياء الله، ليسر نبي الله بمقدمه، وتفتح أبواب السماء لروحه، وتبتهج الحور العين بلقائه، وتبشر به سيدات نساء الجنة من أمهاته، ويوحش أهل الحي والدين فقده، رحمة الله عليه، وعند الله تحتسب المصيبة).

وعن أم سلمة: قال لنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً فأن الملائكة تؤمن علي ما تقولون. فلما مات أبو سلمة أتيت النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فأخبرته، فقال: قولي اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقباً حسناً، فقلت ذلك، فأعقبني الله منه

من هو خير منه: رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (كسر عظم المؤمن بعد مماته ككسره في حياته).

ومات ابن للرضا (عليه السلام) فقال أبو العيناء: يا ابن رسول الله، أنت تجل عن عظتنا، وقدرك تقصر عنه صفتنا، وفي علمك بكتاب الله ما كفاك، وفي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ما عزاك، وفي ثواب الله ما أسلاك.

وعن علي (عليه السلام): (فاتقي عبد ربه، نصح نفسه، قدم توبته، غلب شهوته، فإن أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكل به، يزين له المعصية ليركبها، ويمنيه التوبة ليسوفها، حتي تهجم منيته عليه أغفل ما يكون عنها).

وعنه (عليه السلام): (لقد قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وإن رأسه لعلي صدري، ولقد سالت كفه في كفي فأمررتها علي وجهي، ولقد وليت غسله والملائكة أعواني، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هنيمة منهم، يصلون عليه، حتي واريناه في ضريحه).

وعنه (عليه السلام): (كانوا قوماً من أهل الدنيا وليسوا من أهلها، فكانوا فيها كمن ليس فيها، يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم، وهم أشد إعظاماً لموت قلوب أحيائهم).

وعنه (عليه السلام): (من ضرب يده علي فخذه عند مصيبته حبط أجره).

وعنه (عليه السلام): (الذي يوصي عند الموت كالذي يقسم ماله عند الشبع).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من حضرته الوفاة فأوصي، وكانت وصيته علي كتاب الله، كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته).

وعن الفضل بن عباس: جاء رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) موعكاً قد عصب رأسه، فأخذت بيده حتي جلس علي المنبر، ثم قال: ناد في الناس، فاجتمعوا، فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أما بعد فإنه قد دنا مني خفوق

من بين أظهركم، من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد مني، ومن كنت شتمت له عرضاً فليستقد مني، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يقل أحد أني أخشي الشحناء من رسول الله، ألا ان الشحناء ليست من طبيعتي ولا شأني، ألا وان أحبكم إلي من أخذ حقاً إن كان له، أو حللني فلقيت الله وأنا طيبة نفسي، وقد أري إن هذا غير مغن عني حتي أقوم فيكم مراراً).

وذكر أنه رجع (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال مثله، وان رجلاً ذكر ان له عليه ثلاثة دراهم فقضاها. وان عكاشة بن محصن قال: رفعت قضيبك الممشوق لتضرب العضباء، وأنا بقربك، فأصابني، فأتي به فقال: يا عكاشة فاقتص مني قبل القصاص يوم القيامة، فكرر قوله: فضوح الدنيا أهون من فضوح يوم القيامة، فقال: ضربتني وأنا عريان، فألقي جبة من صوف كانت عليه، فخر عليه يقبله ويمرغ عليه وجهه ويقول: أعوذ بهذا البطن من النار، فقال: (ياعكاشة أعاذك الله من النار. ثم قال عفوت عنك يا رسول الله، فقال: عفا الله عنك كما عفوت عن نبيه).

وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، قلنا: وثلاثة. قال: وثلاثة، قلنا: واثنان، قال: واثنان. ولم نسأله عن واحد).

وعن ثوبان: خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في جنازة فرأي ناسا ركوباً، فقال: ألاتستحيون؟ ان ملائكة الله يمشون علي أقدامهم وأنتم علي ظهور الدواب).

وعن أنس: شكا رجل الي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قسوة قلبه، فقال: (اطلع علي القبور، واعتبر بالنشور).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه).

وعنه (صلي الله عليه

وآله وسلّم): (القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج فما بعده شر منه).

وعن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي قال: أخبرني من شئت من رجال قومي ان جبريل (عليه السلام) أتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في جوف الليل معتجراً بعمامة من استبرق، فقال: يا محمد، من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش؟ فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يجر ثوبه مبادراً إلي سعد بن معاذ، فوجده قد قبض.

وقال جابر: ولما وضع سعد في قبره سبح رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فسبح الناس معه، ثم كبر فكبروا معه، فقالوا: يا رسول الله لم سبحت؟ قال: (هذا العبد الصالح لقد تضايق عليه قبره حتي فرجه الله عليه).

وروي أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) سئل عن ذلك، فقال: (كان يقصر في بعض الطهور من البول).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها لنجا سعد بن معاذ).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو أن بني آدم علموا كيف عذاب القبر ما نفعهم العيش في الدنيا، فنعوذ بالله من عذاب القبر).

وقيل لحسان: مالك لم ترث رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)؟ فقال: لأني لم أر شيئاً إلا رأيته يقصر عنه.

وعن أسماء بنت عميس: أنا لعند علي ابن أبي طالب (عليه السلام) بعد ما ضربه ابن ملجم، إذ شهق شهقة ثم أغمي عليه، ثم أفاق فقال: (مرحبا، مرحبا، الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة، فقيل له: ما تري؟ قال: هذا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وأخي جعفر وعمي حمزة (عليهما السلام)

وأبواب السماء مفتحة، والملائكة ينزلون يسلمون علي ويبشرون، وهذه فاطمة (عليها السلام) قد طاف بها وصائفها من الحور، وهذه منازلي في الجنة، لمثل هذا فليعمل العاملون).

ووقف علي قبره رجل من ولد حاجب بن زرارة فقال: لقد كانت حياتك مفتاح خير ومغلاق شر، ووفاتك مفتاح شر ومغلاق خير، ولو أن الناس قبلوك بقولك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا فانتقض الأمر كما ينتقض الحبل عن مزايره.

وجعل معاوية لجعدة بنت الأشعث امرأة الحسن (عليه السلام) مائة ألف حتي سمته، ومكث شهرين وإنه ليرفع من تحته كذا طستا من دم، وكان يقول: (سقيت السم مراراً ما أصابني فيها ما أصابني في هذا المرة، لقد لفظت كبدي فجعلت أقلبها بعود كان في يدي)، وقد رثته جعدة بأبيات منها:

يا جعد ابكيه ولا تسأمي

بكاء حق ليس بالباطل

إنك لن ترخي علي مثله

سترك من حاف ولا ناعل

وخلف عليها رجل من قريش فأولدها غلاماً، فكان الصبيان يقولون له: يا ابن مسممة الأزواج.

ولما كتب مروان إلي معاوية بشكاته، كتب إليه: ان أقل المطي إلي بخبر الحسن، ولما مات وبلغه موته سمع تكبير من الخضراء، فكبر أهل الشام لذلك التكبير، وقالت فاختة بنت قرط لمعاوية: أقر الله عينك يا أمير المؤمنين: ما الذي كبرت له؟ قال: مات الحسن، قالت: أعلي موت ابن فاطمة تكبر؟ قال: والله ما كبرت شماتة لموته، ولكن استراح قلبي وصفت لي الخلافة.

وكان ابن عباس بالشام، فدخل عليه وقال له يا ابن عباس هل تدري ما حدث في أهل بيتك؟ قال: لا أدري ما حدث إلا أني أراك مستبشراً ومن يطيف بك وقد بلغني تكبيرك وسجودك. قال: مات الحسن. قال: إنا لله، رحم أبا محمد، ثلاثاً. ثم قال: والله يا

معاوية انه لا يسد جسده حفرتك، ولا يزيد يومه في عمرك، ولئن كنا أصبنا بالحسن (عليه السلام) لقد أصبنا بإمام المتقين، وخاتم النبيين، فسكن الله تلك العبرة، وجبر تلك المصيبة، وكان الله الخلف علينا من بعده.

وقال (عليه السلام) لأخيه الحسين (عليه السلام): (إذا أنا مت فادفني مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إن وجدت إلي ذلك سبيلاً، وإن منعوك فادفني في بقيع الغرقد. فلبس الحسين (عليه السلام) ومواليه السلاح، وخرجوا ليدفنوه مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فخرج مروان في موالي بني أمية فمنعوه من دفنه مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم).

وكان لعلي بن الحسين (عليهما السلام) جليس مات له ابن فجزع عليه، فعزاه ووعظه، فقال: يا ابن رسول الله إن ابني كان من المسرفين علي نفسه، فقال: (لا تجزع إن من وراء ابنك ثلاث خلال، أما أولهن فشهادة أن لا اله إلا الله محمد رسول الله، والثانية شفاعة جدي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، والثالثة رحمة الله التي وسعت كل شيء، فأين يخرج ابنك من واحدة من هذه الخلال).

وقال آدم (عليه السلام) حين احتضر لابنه شيث: (يا بني، أوصيك ان تطلي جسدي بدهن و مر ولبان مما هبط به علي من الجنة، فإنه إذا طلي به الميت لم ينفصل شيء من أعضائه حتي يبعثه الله. وأوصيك أن يكون معك دهن ومر ولبان حيث ما ذهبت، فإن الشيطان لا يقربك، وأوصيك أن تجعل جسدي في تابوت، وتجعلني في مغارة في أوسط الأرض).

ومات (عليه السلام) يوم الجمعة، وصلي عليه في الساعة التي خرج فيها من الجنة في ست ليال خلون من نيسان، وعمره تسع مائة وستون سنة، وناحوا عليه مائة

وأربعين يوماً.

باب الملك والسلطان و…

قال الحسن للحجاج: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (وقروا السلاطين وبجلوهم، فإنهم عز الله وظله في الأرض إذا كانوا عدولاً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أيما راع استرعي رعيته فلم يحطها بالأمانة والنصيحة من ورائها فقد ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء).

وعن مالك بن دينار: وجدت في بعض الكتب يقول الله تعالي: (أنا ملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة).

وعن عمران الجويني: بلغنا انه إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار، وبكل من يخاف الناس شره وشدة بأسه، فيوثقون في الحديد، ثم أمر بهم إلي النار فأوصدها عليهم، فلا والله لا تستقر أقدامهم علي قرار أبداً، ولا والله لا ينظرون إلي أديم السماء أبداً، ولا والله لا تلتقي جفونهم علي غمض أبداً).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (كفارة عمل السلطان الإحسان إلي الإخوان).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سيكون أقوام من أمتي يقرؤون القرآن، ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان فيقول لهم: لو أتيتم السلطان فأصبتم من دنياهم، واعتزلتموهم بدينكم، ولا يكون ذلك، كما لا تجني من القتاد إلا الشوك كذلك لا تجني من قربهم إلا الخطايا).

وقال موسي (صلوات الله عليه): (يا رب، أنت في السماء ونحن في الأرض، فما علامة رضاك من سخطك؟ قال: إذا استعملت عليكم خياركم).

وعن علي (عليه السلام): (إن شر الناس إمام جائر ضل وضل به، فأمات سنة مأخوذة، وأحيي بدعة متروكة، وإني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتي بالإمام الجائر، وليس معه نصير ولا عاذر، فيلقي في جهنم، فيدور فيها كما تدور الرحي، ثم يرتبط في قعرها).

وعن

ابن المبارك: دخل أسقف نجران علي مصعب بن الزبير، فرماه بشيء فشجه، فقال له الأسقف: اجعل لي أماناً حتي أخبرك بما في الإنجيل، قال: لك ذلك. قال: فيه ما للأمير والغضب ومن عنده يطلب الحلم؟ وما للأمير والجور ومن عنده يطلب العدل؟ وما للأمير والبخل ومن عنده يطلب البذل؟.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ويل للأمراء، ويل للأمناء، ليتمنين أقوام لو أن ذوائبهم كانت معلقة في الثريا، يتذبذبون بين السماء والأرض، وإنهم لم يلوا عملاً).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن من أشراط الساعة إماتة الصلوات، واتباع الشهوات، واتباع الهوي، ويكون أمراء خونة، ووزراء فسقة. فوثب سلمان فقال: بأبي وأمي، إن هذا لكائن؟ قال: نعم، عند ما يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء، ولا يستطيع أن يغير. قال: أو يكون ذلك؟ قال: نعم يا سلمان إن أذل الناس يومئذ المؤمن، يمشي بين أظهرهم بالمخافة، إن تكلم أكلوه، وإن سكت مات بغيظه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ويل لديان الأرض من ديان السماء، إلا من أمر بالعدل وقضي بالحق، ولم يقض علي هوي ولا قرابة، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه).

وعن ربيعة الجرشي: سمعت رسول الله يقول: (اللهم إني أعوذ بك من رجل عظيم سلطانه، قليل وفاؤه، لدينه هضام، وعن آخرته نوام).

ونزل عيسي (عليه السلام) دمشق فوجد ملكها يطعم الناس الطعام في صحاف الذهب والفضة، فذهب هو وأصحابه إلي بردي، فأخرجوا كسراً معهم فأكلوا، وشربوا من الماء. ثم قال عيسي (عليه السلام): (لا تدخلوا علي الملوك، ولا تأكلوا من طعامهم ولا تعجبوا بما أوتوا، واعجبوا مما يفعل بهم يوم القيامة).

وعن لقمان (عليه السلام): (لا تقارب السلطان إذا غضب، ولا البحر إذا مد).

وعن

لقمان (عليه السلام): (ثلاث فرق يجب علي الناس مداراتهم: الملك المسلط والمرأة والمريض).

وعن أبي ذر: قلت يا نبي الله، كم كتاباً أنزل الله؟ قال: (مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله علي شيث خمسين صحيفة، وعلي إدريس ثلاثين صحيفة وعلي إبراهيم عشر صحائف، وعلي موسي عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قلت: فما كانت صحف إبراهيم؟ فذكر ان فيها ¬قد أفلح من تزكي إلي آخر السورة. وفيها: يا أيها الملك المسلط المبتلي المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلي بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لن أردها ولو كانت من كافر).

وعن علي (عليه السلام): (تباعد من السلطان الجائر، ولا تأمن خدع الشيطان فتقول متي أنكرت نزعت، فإنه هكذا هلك من كان قبلك، فإن أبت نفسك إلا حب الدنيا، وقرب السلاطين، وخالفتك عما فيه رشدك، فأملك عليك لسانك، فإنه لابقية للموت عند الغضب، ولا تسل عن أخبارهم، ولا تنطق بأسرارهم، ولا تدخل فيما بينهم).

وعن ابن عباس: دخلت علي علي (عليه السلام) بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: (ما قيمة هذه النعل؟ فقلت: لا قيمة لها، فقال: والله هي أحب إلي من إمرتكم، إلا أن أقيم حداً من حدود الله، أو أدفع باطلاً).

وقال للأشتر حين ولاه مصر: (وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة فانظر إلي عظم ملك الله فوقك، وقدرته منك علي ما لا تقدر منه علي نفسك، فإن ذلك يطامن إليك من طماحك، ويكف عنك من غربك، ويفئ إليك ما غرب عنك من عقلك.. وليكن أبعد رعيتك منك، وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس، فإن في الناس عيوباً الوالي أحق من سترها، فلا تكشفن عما غاب منها، فإنما

عليك تطهير ما ظهر لك، والله يحكم علي ما غاب عنك، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك. وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظره في استجلاب الخراج، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد، وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً).

وعنه (عليه السلام) ولقد لقيه دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه، فقال: (ما هذا الذي صنعتموه؟ قالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون به علي أنفسكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العذاب! وما أربح للراحة معها الأمان من النار).

وعنه (عليه السلام): (صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه، وهو أعلم بوضعه).

وعن علي (عليه السلام): (حق الوالي علي الرعية وحق الرعية علي الوالي فريضة فرضها الله لكل علي كل، فجعلها نظاماً لألفتهم، وعزاً لدينهم، فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة، ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية، فإذا أدت الرعية إلي الوالي حقه وأدي إليها حقها عز الحق بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت علي إذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان، وطمع في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء، وإذا غلبت الرعية واليها وأجحف الوالي برعيته اختلفت هناك الكلمة، وظهرت معالم الجور، وكثر الادغال في الدين، وتركت محاج السنن، فلا يستوحش لعظيم حق عطل، ولا لعظيم باطل فعل، فهنالك تذل الأبرار، وتعز الأشرار).

و: أسر مروان بن الحكم يوم الجمل، فكلم فيه الحسن والحسين (عليهما السلام) فخلاه علي (عليه السلام)، فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين، فقال: ألم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته، إنها كف يهودية، ولو بايعني بيده لغدر بسيفه،

أما أن له امرة كلعقة الكلب أنفه، وهو أبو الأكبش الأربعة، وستلقي الأمة منه ومن ولده يوماً أحمر).

وعن نوف البكالي: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة، وهو قائم علي حجارة نصبت له، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، وكأن جبينه ثفنة بعير، ثم قال: (أين أخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا علي الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا علي المنية وأبرد برؤوسهم إلي الجنة؟ ثم ضرب بيده إلي لحيته فأطال البكاء، ثم قال: أوه علي أخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة، وأماتوا البدعة..)، فما دارت الجمعة حتي ضربه الملعون ابن ملجم، فتراجعت العساكر فكنا كالأغنام فقدت تختطفه الذئاب من كل مكان).

ولما اشتدت شوكة العراق علي عبد الملك خطب فقال: إن نيران العراق قد علا لهيبها، وكثر حطبها، فجمرها ذاك، وزنادها وار، فهل من رجل ذي سلاح عنيد، وقلب شديد، يندب لها؟ فقال الحجاج: أنا أمير المؤمنين!، فجبهه مرات، ثم أعاد الكلام فلم يقم غيره، فقال: كيف تصنع ان وليتك؟ قال: أخوض الغمرات واقتحم الهلكات فمن نازعني حاربته ومن هرب طلبته ومن لحقت قتلته، أخلط عجلة بأناة وشدة بلين وتبسماً بازدراء، وعلي الأمير ان يجرب، فان كنت المطلي قطاعاً وللأرواح نزاعاً وللأموال جماعاً ولا استبدل بي، فقال عبد الملك: من تأدب وجد بغيته، اكتبوا كتابه.

وروي انه قال: علي بابن القرناء، فلما رآه قال: هذا غلام ثقيف الموصوف في كتاب دانيال. ليكشف عن صدره، فإذا هو بشامة سوداء في وسطها نكت حمر. فقال: هذا ورب موسي، يقتلن بعدد كل نكتة في شامته كذا وكذا، وهي النكتة التي يعطاها السفاكون.

وذكر

انه في الكتاب: شاب انزع بطين في اسمه حاء وجيمان.

وعن علي (عليه السلام): (إنما أمهل فرعون مع دعواه لسهولة إذنه وبذل طعامه).

وقال عمرو بن مرة الجهمي لمعاوية: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (ما من أمير ولا وال يغلق بابه من دون ذوي الحاجة والخلة والمسألة إلا أغلق الله أسباب السماوات دون حاجته وخلته ومسألته).

باب المنطق وذكر الخطب والشعر و..

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أنا أفصح العرب غير أني من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر).

ولما ردته حليمة السعدية إلي مكة نظر إليه عبد المطلب (عليه السلام) وقد نما نمو الهلال، وهو يتكلم بفصاحة، فامتلأ سروراً وقال:)(جمال قريش وفصاحة سعد وحلاوة يثرب).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سيكون بعدي أمراء يعظون الحكمة علي منابرهم، قلوبهم أنتن من الجيف).

وسمع النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) من عمه العباس، فقال له: (بارك الله لك يا عم في جمالك، أي في فصاحتك).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الجمال في اللسان).

وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم) لحسان: (قل، فوالله لقولك أشد عليهم من وقع السهام في غلس الظلام).

وسئل علي (عليه السلام) عن اللسان، فقال: (هو معيار أطاشه الجهل وأرجحه العقل).

قال علي (عليه السلام): (اللسان سبع ان خلا عقر).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لحسان: ما بقي من لسانك؟ فأخرج لسانه حتي ضرب بطرفه جبهته، ثم قال: والله ما يسرني به مقول من معد، والله لو وضعته علي صخر لفلقه، أو علي شعر لحلقه.

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الشعر جزل من كلام العرب يشفي به الغيظ، ويوصل به إلي المجلس، وتقضي به الحاجة).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، لا تقبل بحديثك علي من

لا يسمعه، فإن نقل الصخور من رؤوس الجبال أيسر من محادثة من لا يسمع).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): (إني أكره ان يكون مقدار اللسان من الرجل فاضلاً علي مقدار علمه، كما أكره أن يكون مقدار علمه زائداً علي مقدار عقله).

ومكتوب في التوراة: (لا يعاد الحديث مرتين).

وعن علي (عليه السلام): (وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه، ولم يكن من قبل ذلك كائناً، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً).

وسئل علي (عليه السلام) عن أشعر الشعراء، فقال: (إن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان ولابد فالملك الضليل).

ومر الزبير بمجلس من الصحابة وحسان ينشدهم من شعره، وهم غير نشاط لما يسمعون، فجلس معهم الزبير وقال: مالي أراكم غير أذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة؟ فلقد كان يعرض به رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فيحسن استماعه، ويحول عليه أثوابه، ولا يشتغل عنه بشيء.

وكان الحسين بن علي (عليه السلام) يعطي الشعراء، فقيل له، فقال: (خير مالك ما وقيت به عرضك).

وامتدح أبو أسماء علياً (عليه السلام) بصفين فقال:

وجدنا علياً إذ بلوناً فعاله

صبوراً علي اللأواء صلب المكاسر

هو الليث ان جربته وندبته

مشي حاسراً للموت أو غير حاسر

يجود بنفس للمنايا كريمة

علي إذا ما جاد كان مغاور

يصول علي حين يشتجز القنا

ويضرب رأس المستميت المساور

فقال له (عليه السلام): (رحمك الله أبا أسماء، وأسمعك خيراً وأراكه، فإنك من قوم نجباء أهل حسبة ووفاء، ووهب له مملوكاً).

ومدحه (عليه السلام) كعب زهير بشعر يقول فيه:

صهر النبي وخير الناس كلهم

فكل من رامه بالفخر مفخور

فأجازه بجائزة سنية، وكساه، ووهب له فرساً.

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يتمثل ويقول: (كفي الإسلام والشيب للمرء ناهياً. فقال أبو بكر: يا رسول الله، إنما قال

الشاعر: كفي الشيب والإسلام للمرء ناهياً، فجعل لا يطيقه، فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله. وتلا: وما علمناه الشعر وما ينبغي له).

باب النساء و

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو أن امرأة من نساء الجنة أشرفت إلي الأرض لملأت الأرض بريح المسك، ولأهبت ضوء الشمس والقمر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يسطع نور في الجنة، فإذا هي حوراء ضحكت في وجه زوجها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أخوف ما أخافه عليكم فتنة النساء، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: إذا لبسن ريط الشام، وحلل العراق، وعصب اليمن، وملن كما تميل أسنمة البخت، فإذا فعلن ذلك كلفن المعسر ما ليس عنده).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (استعيذوا بالله من شرار النساء، وكونوا من خيارهن علي حذر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اعروا النساء يلزمن الحجال).

وعن لقمان (عليه السلام): (لا تشهد العرسات فإنها ترغبك في الدنيا وتنسيك الآخرة، واشهد الجنائز فإنها تزهدك في الدنيا وترغبك في الآخرة).

وعن علي (عليه السلام): (إياك ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلي أفن، وعزمهن إلي وهن، واكفف أبصارهن بالحجاب، فإن شدة الحجاب خير لهن من الارتياب. وليس خروجهن بأضر من دخول من لا يوثق به عليهن. وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من أثرها ما جاوز نفسها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها فيما لغيرها. وإياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة إلي السقم، والبريئة إلي الريب).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أوثق سلاح إبليس النساء).

وعن علي (عليه السلام): (لا تطيعوا النساء علي حال وتأمنوهن علي مال، فإنهن ان تركن وما يردن أوردن المهالك وعصين المالك وأزلن الممالك،

ينسين الخير ويحفظن الشر، يتهافتن في البهتان ويتمادين في الطغيان).

وكانت كندة أغلي الناس مهوراً، ربما مهرت الواحدة ألف بعير، ولا يمهر بأقل من مائة بعير، فصارت مهور كندة مثلاً في الغلاء.

وقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (اللهم أهذب ملك غسان، وضع مهور كندة. وقال: (أعظم النساء بركة أحسنهن وجوهاً وأرخصهن مهراً).

وعن داود (عليه السلام): (امرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل علي الشيخ الكبير، والمرأة الصالحة له كالتاج المخوص بالذهب، كلما رآها قرت عينه).

ومر سليمان (عليه السلام) بعصفور يدور حول عصفورة، فقال: (هل تدرون ما يقول؟ يقول: زوجيني نفسك حتي أسكنك غرفة بدمشق، وكذب ما بدمشق غرفة، ولكن كل خاطب كاذب).

وقال داود لسليمان (عليهما السلام): (امش خلف الأسد ولا تمش خلف امرأة).

واستشار رجل داود (عليه السلام) في التزويج، فقال: (سل سليمان واخبرني بجوابه. فصادفه ابن سبع سنين يلعب مع الصبيان يركب قصبة، فقال: عليك بالذهب الأحمر، والفضة البيضاء، واحذر الفرس لا يضربك. فلم يفهم. فقال له داود: الذهب الأحمر البكر، والفضة البيضاء الشيب الشابة، ومن وراءهما كالفرس الرموح).

ولقي عيسي (عليه السلام) إبليس، وهو يسوق خمسة أحمرة عليها أحماله، فسأله، فقال: أحمل تجارة واطلب مشترين، أما أحدهما فالجور، قال: من يشتريه؟ قال السلاطين. قال: فما الثاني؟ قال: الكبر، قال فمن يشتريه؟ قال: الدهاقين. قال: فما الثالث؟ قال: الحسد، قال: فمن يشتريه؟ قال: العلماء. قال: فما الرابع؟ قال: الخيانة، قال: فمن يشتريها؟ قال: التجار. قال: فما الخامس، قال: الكيد، قال: فمن يشتريه؟ قال: النساء).

وتزوج الحسن بن علي (عليه السلام) امرأة، فبعث إليها مائة خادم، مع كل خادم ألف درهم).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (من ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر تواضعاً كساه الله حلة الكرامة، ومن زوج

لله توجه الله تاج الملك).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تسترضعوا الحمقاء ولاالعمشاء، فإن اللبن يعدي).

وعن علي (عليه السلام): (لا تهيجوا النساء بأذي وإن شتمن أعراضكم، وسببن أمراءكم، فإنهن ضعيفات القوي والأنفس والعقول، أن كنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات، وأن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالقهر والهراوة فيعير بها وعقبه من بعده).

وعنه (عليه السلام): (جهاد المرأة حسن التبعل).

وعنه (عليه السلام): (خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوة لم تمكن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها).

وكان (عليه السلام) في أصحابه فمرت امرأة جميلة فرمقوها، فقال: (إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلي امرأة تعجبه فيلمس أهله، فإنما هي امرأة كامرأته، فقال بعض الخوارج: قاتله كافراً ما أفقهه فوثبوا ليقتلوه، فقال: رويداً إنما هو سب بسب، أو عفو عن ذنب).

وعنه (عليه السلام): (المرأة الصالحة ليست من الدنيا، إنما هي من الآخرة، لأنها تفرغك لها، ولو كنت تطبخ وتسرح وتفرش لشغلك ذلك).

وتزوج الزبير عاتكة فكانت تخرج إلي المسجد بالليل فقال لها: لا تخرجي، فقالت: لا أزال أخرج أو تمنعني. وكان يكره أن يمنعها، لقوله (صلي الله عليه وآله وسلّم): لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، فقعد لها متنكراً في جوف الليل فقرصها، فتركت الخروج، فقال لها: ما بالك لا تخرجين؟ فقالت: كنت أخرج والناس ناس، ففسد الناس، فبيتي أوسع لي).

وعن علي (عليه السلام): (خير نسائكم العفيفة في فرجها، الغلمة لزوجها).

وبعث رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أم سليم تنظر إلي امرأة، فقال: (شمي عوارضها وانظري إلي

عقبيها).

وحضر أبو طالب (عليه السلام) نكاح رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) خديجة (عليها السلام)، ومعه بنو هاشم ورؤساء مضر، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وضئضئي معد وعنصر مضر، وجعلنا سدنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرما أمناً وجعلنا الحكام علي الناس.. ثم إن محمد بن عبد الله بن أخي، من لا يوزن به فتي من قريش إلا رجح به براً وفضلاً وكرماً وعقلاً، ومحتداً ونبلاً، وإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل ورزق حائل، قد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصدقات ما عاجله وآجله في مالي. وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل).

وقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) في الأشراط: (وتركب ذوات الفروج علي السروج).

ودخل الأشعث علي علي (عليه السلام) صبيحة بنائه علي بعض نسائه فقال: كيف وجد أمير المؤمنين أهله؟ قال: (كالخير من امرأة قباء جباء. قال: وهل يريد الرجال من النساء غير ذلك؟ قال: كلا، حتي تروي الرضيع، وتدفئ الضجيع).

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لعبد الرحمن بن عوف حين جهزه إلي دومة الجندل: (إن فتح الله عليك فتزوج بنت ملكهم، فتزوج تماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة بن جهضم، وكانت جميلة، وهي التي صولحت عن ربع ثمنها بثمانين ألف دينار).

وأتي الحسن بن علي (عليه السلام) في جارية زفت إلي بيت رجل فوثبت عليها ضرتها، وضبطها بنات عم لها فافتضتها بإصبعها. فاستفتي الحسن (عليه السلام) فقال: إحدي دواهيكم يا أهل الكوفة ولا علي لها اليوم فما ترون؟ قالوا: أنت أعلم، قال: فإني أري إن التي افتضتها زانية، عليها صداقها، وجلدها مائة. وأري اللائي ضبطنها مفتريات عليهن

جلد ثمانين).

وكتب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي النجاشي ليخطب له أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فبعث إليها امرأة كانت تقوم علي نسائه فبشرتها بذلك، فأعطتها سوارين وخواتيم من فضة، واستحضر من بالحبشة من المسلمين، وخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأنه النبي الذي بشر به عيسي بن مريم. أما بعد، فإن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بعث إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلي ما دعا إليه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) مع شرحبيل بن حسنة. وسمع بذلك أبو سفيان فقال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه.

وفي الحديث: (تنكح النساء علي أربع: الجمال، والنسب، والمال، والدين، فمن نكح للجمال عاقبه الله بالغيرة، ومن نكح للنسب عاقبه الله بالذل، فلا يخرج من الدنيا حتي يكسر جبينه ويشج وجهه وتخرق ثيابه وجيبه عليه، ومن نكح للمال لم يخرجه من الدنيا حتي يبتليه بمالها، ثم يقسي قلبها عليه فلا تعطيه قليلاً ولا كثيراً، ومن نكح للدين أعطاه المال والجمال والنسب، خير الدنيا والآخرة).

باب النصيحة والموعظة و…

عن جرير بن عبد الله: بايعنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي السمع والطاعة والنصح لكل مسلم.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه).

وعن علي (عليه السلام): (ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بلغت في إيلامه، فإن العاقل متعظ بالأدب، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب).

وعن

أنس: أتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قوماً يعودهم، فإذا امرأة تنسج برداً وعندها صبي لها، فتارة تضرب بحقها، وأحياناً تقبل علي صبيها، فقال أترون هذه ترحم صبيها؟ قالوا: نعم: قال الله أرحم بعباده من هذه بصبيها).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إذا مر أحدكم في مسجدنا وفي سوقنا، ومعه نبل، فليقبض علي نصالها بكفه، أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء).

وعن لقمان (عليه السلام): (إن الموعظة تشق علي السفيه، كما يشق الصعود الوعر علي الشيخ الكبير).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس).

وأوحي الله إلي داود (عليه السلام): (انك ان أتيتني بعد لي آبق كتبتك عندي جهبذا، ومن كتبته عندي جهبذا لم أعذبه بعدها أبداً).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، ارحم الفقراء لقلة صبرهم، وارحم الأغنياء لقلة شكرهم، وارحم الجميع لطول غفلتهم).

وفي وصية علي (عليه السلام): (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس ما ترضاه لهم من نفسك).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (قال الله تعالي: يا ابن آدم، لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك، ولا نعمة الناس عن نعمتك، ولا تقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك).

باب النعمة وشكرها و…

عن معاذ بن جبل: أتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة؟ فقال: (أتدري ما

تمام النعمة؟ قال: يا رسول الله دعوة دعوتها أريد بها الخير، قال: فإن تمام النعمة الفوز من النار ودخول الجنة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما عظمت نعمة الله علي أحد إلا عظمت مؤونة الناس عليه).

وقالوا للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يوم فتح مكة حين صفح: فعلوا بك وفعلوا، قال: (إني سميت محمداً لأحمد).

ولما بلغه (صلي الله عليه وآله وسلّم) هجاء الأعشي لعلقمة بن علاثة، نهي أصحابه أن يرووه، وقال: (إن أبا سفيان شعث مني عند قيصر فرد عليه علقمة وكذب أبا سفيان، قال ابن عباس: فشكر له ذلك).

وعن علي (عليه السلام): (احذروا نفار النعم، فما كل شارد مردود).

وعنه (عليه السلام): (إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر).

وعنه (عليه السلام): (إذا رأيت أخاك يتابع عليك نعمة فاحذره).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب ودين، كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب).

وعن علي (عليه السلام): (أقل ما يلزمكم لله أن لا تستعينوا بنعمه علي معاصيه).

وعن علي (عليه السلام): (وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل، فإنك مدرك قسمك، وآخذ سهمك، وإن اليسير من الله أعظم من الكثير من خلقه).

وعن عيسي (عليه السلام): (لو لم يعذب الله أحداً علي معصيته لكان ينبغي أن لا يعصي شكراً لنعمه).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (إني رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث: تعجيله وستره وتصغيره، فإنك إذا عجلته هنأته، وإذا سترته أتممته، وإذا صغرته عظمته).

وقال جعفر بن محمد (عليهما السلام):

يد المعروف غنم حيث كانت

تحملها كفور أو شكور

فعند الشاكرين لها جزاء

وعند الله ما كفر الكفور

وقيل: إن قائلهما عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الملقب

بقطب السخاء.

وعن عبد الأعلي بن حماد النرسي: دخلت علي المتوكل فقال: يا أبا يحيي، هممنا أن نصلك بخير فتدافعت الأيام. فقلت: بلغني عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (من لم يشكر الهمة لم يشكر النعمة)، وانشد:

لأشكرن لك معروفاً هممت به

إن اهتمامك بالمعروف معروف

ولا ألومك إن لم يمضه قدر

فالشيء بالقدر المحتوم مصروف

وعن علي (عليه السلام): (من امتطي الشكر بلغ به المزيد).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (النعم وحشية فاشكلوها بالشكر).

وعن داود (عليه السلام): (الهي كيف أشكرك لك وأنا لا أطيق الشكر إلا بنعمتك؟ فأوحي إليه: يا داود، ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني؟ قال: بلي يا رب، قال: فإني اقتصر علي ذلك منك شكراً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (انا شريك المكفرين، أي الذين تكفر نعمتهم).

وعن موسي (عليه السلام): (يا رب، دلني علي خفيّ نعمتك، فقال: النفسان، يدخل أحدهما وهو بارد، ويخرج الآخر وهو حار، ولولاهما لفسد عيشك، وهل تبلغ قيمة نفس منهما).

وعن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): (من أنعم عليه نعمة فأنعم علي الناس فقد أخذ أمانا من الذم، وخلع ربقة سوء العواقب من عنقه).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): (قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ان المؤمن ليشبع من الطعام. فيحمد الله فيعطيه من الأجر ما يعطي الصائم القائم، ان الله يحب الشاكرين).

وعن محمد بن علي (عليهما السلام): (ما أنعم الله علي عبد نعمة فعلم أنها من الله الا كتب الله له شكرها قبل ان يحمده عليها، ولا أذنب عبد ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه، وان شاء غفر له وان شاء آخذه به، الا غفر له قبل أن يستغفره).

وعن

علي (عليه السلام) عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما عظمت نعمة الله علي عبد الا عظمت عليه مؤونة الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤونة للناس عرض تلك النعمة للزوال).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام): (أحيوا المعروف بإماتته، فان المنة تهدم الصنيعة).

باب النوم والاحتلام والسهر والرؤيا و…

عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما من أحد ينام الا ضرب علي صماخه بجرير معقد، فان هو استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، فإن هو توضأ حلت عقدة أخري، فإن قام فصلي حلت العقد كلها، فإن هو لم يستيقظ ولم يتوضأ ولم يصل أصبحت العقد كلها كهيأتها، وبال الشيطان في أذنيه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل).

وقالت أم سليمان بن داود (عليهما السلام) لسليمان: (يا بني لا تكثر النوم، فإن صاحب النوم يجئ يوم القيامة مفلسا).

وعن علي (عليه السلام): (ينام الرجل علي الثكل ولا ينام علي الحرب)، يعني إنه يصبر علي قتل الولد ولا يصبر علي سلب المال.

ورأي علي بن الحسين (عليهما السلام) مكتوبا علي صدره: ?قل هو الله أحد?، فاستعبر سعيد فقال: بضعة من رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نعيت إليه نفسه.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الرؤيا علي جناح طائر ما لم تعبر، فإذا وقعت فلا تقصها إلا علي واد أو ذي رأي).

وجاء رجل إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: رأيت كأن رأسي قد قطع وكأني أنظر إليه. فضحك رسول الله وقال: بأية عينين كنت تنظر إلي رأسك، فلم يلبث رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أن توفي فأولوا رأسه بنبيه.

قال رجل لعلي بن الحسين (عليه السلام): (رأيت كأني أبول في يدي. فقال: تحتك محرم. فنظروا

فإذا بينه وبين امرأته رضاع).

ورأي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أسيد بن أبي العيص في الجنة بعد موته، فأولها لولده عتاب بن أسيد.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الرؤيا الصالحة بشارة للمؤمن بما له عند الله من الكرامة في الآخرة).

ورأي نوف البكالي صاحب علي (عليه السلام) كأنه يسوق جيشاً، ومعه رمح طويل في رأسه شمعة تضيء للناس، فتأولها بالشهادة، فخرج إلي الغزو، فلما وضع رجله في الركاب قال: اللهم أرمل المرأة وأيتم الولد وأكرم نوفاً بالشهادة، فوجدوه وفرسه مقتولين مختلطاً دمه بدم فرسه وقد قتل رجلين.

وعن جابر بن عبد الله: (كنا ننام في المسجد ومعنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فدخل علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال: (قوموا لا تناموا في المسجد، فقمنا لنخرج، فقال: أما أنت يا علي فنم، فإنه قد أذن لك).

باب الوفاء وحسن العهد و…

عن أبي بكر قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (يا أبا بكر: عليك بصدق الحديث، ووفاء بالعهد، وحفظ الأمانة، فإنها وصية الأنبياء).

ونزل ناس من محارب إلي جنب المدينة، فاشتري منهم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) جزورا بوسق من تمر، فلما ذهب بها وتواري في بيوت المدينة، قالوا: أعطينا رجلاً لا نعرفه. فقالت عجوز منهم: لقد رأيت وجه رجل ما كان ليلبسه غدرا. فما كان إلا أن أرسل إليهم فدعاهم، ثم أمر بالتمر فنثر علي نطع، ثم قال: كلوا، فأكلوا حتي شبعوا، ثم وفاهم ثمنهم. فقالوا: ما رأينا كاليوم في الوفاء.

وعن علي (عليه السلام): (الوفاء توأم الصدق، ولا أعلم جنة أوقي منه، وما يغدر من علم كيف المرجع، ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً، ونسبهم أهل الجهل فيه

إلي حسن الحيلة. مالهم قاتلهم الله؟ قد يري الحول القلب وجه الحيلة ودونها مانع من الله ونهيه فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا خريجة له في الدين).

وكان عدي بن حاتم مع علي (عليه السلام) في حروبه، وفقئت عينه يوم الجمل وهو القائل لمعاوية:

يجادلني معاوية بن حرب

وليس إلي الذي يبغي سبيل

يذكرني أبا حسن عليا

وحظي في أبي حسن جليل

قال لقمان (عليه السلام) لابنه: (إذا كان خازنك حفيظاً وخزانتك أمينة سدت في دنياك وآخرتك).

وأتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) التجار فقال: (يا معشر التجار، إن الله باعثكم يوم القيامة فجاراً إلا من صدق ووصل وأدي الأمانة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (خلق الله تعالي من الإنسان فرجه وقال: هذه أمانة استودعتكها. الفرج أمانة، والسمع أمانة، والبصر أمانة، واللسان أمانة، ولا إيمان لمن لا أمانة له).

ومكتوب في التوراة: (الأمين من أهل الأديان كلها عائش بخبير).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني كن أميناً تعش غنياً).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الأمانة غني).

(واتقوا النعمة أن تقول كفرت، والإزالة أن تقول اخفرت).

وقال حارث بن عوف بن أبي حارثة للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أجرني من لسان حسان، فلو مزج به البحر لامتزج، فحدث بذلك ابن عائشة فقال: أوجعه قوله:

وأمانة المري حيث لقيته مثل الزجاجة صدعها لا يجبر

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لقد شهدت في دار ابن جدعان حلفا لو دعيت إلي مثله اليوم لأجبت. وكانت صورة الحلف: والله القابل، إنا ليد علي الظالم حتي نأخذ للمظلوم حقه ما بل بحر صوفة).

ودعا معاوية قيس بن عبادة إلي مفارقة علي (عليه السلام) حين تفرق عنه الناس، فكتب إلي معاوية: (يا وثن بن وثن،

تدعوني إلي مفارقة علي بن أبي طالب والدخول في طاعتك، وتخوفني بتفرق أصحابه عنه، وانثيال الناس عليك واجفالهم إليك، فو الله الذي لا إله غيره لا سالمتك أبداً وأنت حربه، ولا دخلت في طاعتك وأنت عدوه ولا اخترت عدو الله علي وليه، ولا حزب الشيطان علي حزبه، والسلام).

وكان أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد الشمس، ختن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) علي بنته زينب، تاجراً تضاربه قريش بأموالها فخرج إلي الشام سنة الهجرة، فلما قدم عرض له المسلمون فأسروه، وقدموا به المدينة ليلاً، فلما صلوا الفجر قامت زينب علي باب المسجد فقالت: يا رسول الله، قد أجرت أبا العاص وما معه. فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): قد أجرنا من أجرت، ودفع إليه جميع ما أخذ منه، وعرض عليه الإسلام، فأبي وخرج إلي مكة، فدعا قريشاً وأطعمهم ثم دفع إليهم أموالهم، وقال: هل وفيت؟ قالوا: نعم قد أديت الأمانة ووفيت، قال: اشهدوا جميعاً إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وما منعني أن أسلم إلا أن تقولوا أخذ أموالنا، ثم هاجر فأقره رسول الله علي النكاح الأول، وتوفي سنة ثنتي عشرة.

باب الوقاحة والسفاهة و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت).

وعن علي (عليه السلام): (إذا هبت أمراً فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه).

وقال علي (عليه السلام) فيهم: (إذا اجتمعوا ضروا، وإن تفرقوا نفعوا، قيل: قد علمنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟ يرجع أصحاب المهن إلي مهنهم فينتفع الناس بهم، كرجوع البناء إلي بنائه، والنساج إلي منسجه، والخباز إلي مخبزه).

وعنه (عليه

السلام): (وأنتم معاشر أخفاء الهام، سفهاء الأحلام).

وأتي علي (عليه السلام) بجان ومعه غوغاء، فقال: (لا مرحبا بوجوه لا تري إلا عند سوءة).

باب الهدية والرشوة و…

أهدي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي عمر هدية فردها، فقال: يا عمر، لم رددت هديتي؟ قال: لأني سمعتك تقول: (خيركم من لم يقبل شيئاً من الناس. فقال: يا عمر، إنما ذاك ما كان عن ظهر مسألة، فأما ما أتاك من غير مسألة فإنما هو رزق ساقه الله إليك).

وقالت أم حكيم الخزاعية: قلت للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (أتكره رد اللطف؟ قال: ما أقبحه؟ لو أهدي إلي ذراع لقبلت، ولو دعيت إلي كراع لأجبت).

وقالت: وسمعته (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: (تهادوا فإنه يورث الحب، ويذهب بغوائل الصدر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ما أهدي المسلم لأخيه أفضل من كلمة حكمة، يزيده الله بها هدي، ويرده بها عن الردي).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (نعمت العطية ونعمت الهدية كلمة حكيمة، تسمها فتنطوي عليها، ثم تحملها إلي أخ لك مسلم تعلّمه إياها).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الهدية رزق من الله، فمن أهدي إليه شيء فليقبله).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (نعم الشيء الهدية أمام الحاجة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (تهادوا تحابوا).

وقدم غلام لعلي (عليه السلام)، فأهدي للحسن والحسين دون ابن الحنيفية. فتمثل علي (عليه السلام) بقول عمرو بن كلثوم:

وما شر الثلاثة أم عمرو بصاحبك الذي لا تصحبينا

فأهدي إليه.

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الهدية تجلب السمع والبصر والقلب).

وأهدي معاوية إلي الدؤلي هدية فيها حلوي، فقالت: ابنته: ممن هذا يا أبه؟ فقال: هذا من معاوية، بعث بها يخدعنا عن ديننا. فقالت:

أ بالشهد المزعفر يا ابن حرب

نبيع عليك أحساباً ودينا

معاذ

الله كيف يكون هذا

ومولانا أمير المؤمنينا

باب اليأس والقناعة و…

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لحبة وسواء ابني خالد: (لا تيأسا من روح الله ما تهزهزت رؤوسكما، فإن أحدكم يولد أحمر لا قشر عليه ثم يكسوه الله ويرزقه).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (القناعة مال لا ينفد).

وحدث الأعمش عن أبي وائل قال: ذهبت أنا وصاحب لي إلي سلمان الفارسي، فجلسنا عنده فقال: لولا أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) نهانا عن التكلف لتكلفت لكم، ثم جاء بخبز وملح ساذج لا أبزار عليه، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعتر، فبعث سلمان بمطرته فرهنها علي الصعتر. فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي أقنعنا بما رزقنا. فقال سلمان: لو قنعت بما رزقك الله لم تكن مطهرتي مرهونة.

وعن لقمان الحكيم (عليه السلام): (كفي بالقناعة عزاً، وبطيب النفس نعيماً).

وعن عيسي (عليه السلام): (اتخذوا البيوت منازل، والمساجد مساكن، وكلوا من بقل البرية، واشربوا من الماء القراح، واخرجوا من الدنيا بسلام).

وأوحي الله عزوجل إلي موسي (عليه السلام): (قل لعبادي المستخطين لرزقي: إياكم أن أغضب فأبسط عليكم الدنيا).

وفي التوراة: (يا ابن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني ما يصلحك).

وعن عيسي (عليه السلام): 0الشمس في الشتاء صلائي، ونور القمر سراجي، وبقل البرية فاكهتي، وشعر الغنم لباسي، أبيت حيث يدركني الليل، ليس لي ولد يموت، ولا بيت يخرب، أنا الذي كببت الدنيا علي وجهها).

وعلي (عليه السلام): أكل من تمر دقل، ثم شرب عليه الماء، وضرب علي بطنه، فقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله، ثم تمثل:

وانك مهما تعط بطنك سؤله وفرجك نالا منتهي الذم أجمعاً

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتي يبلغه آخر رزق

هو له، فأجملوا في الطلب، أخذ الحلال وترك الحرام).

عنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ليس أحد بأكيس من أحد، فقد كتب له النصيب والأجل، وقسم المعيشة والعمل، فالناس يجرون فيهما إلي منتهي).

وعن عيسي (عليه السلام): (انظروا إلي طير السماء، تغدو وتروح، وليس معها شيء من أرزاقها، لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها، فإن زعمتم أنكم اكبر بطوناً من الطير، فهذه الوحوش من البقر والحمر لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها).

وعن أنس: اهدي إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ثلاث طوائر، فاطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد أتته به، فقال لها: ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغد؟ فإن الله تعالي يأتي برزق كل غد.

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لقد أفلح من أسلم، ورزقه الله كفافاً، وقنعه الله تعالي بما آتاه).

وعن مالك بن دينار: لما بعث الله عيسي بن مريم (عليه السلام) كب الدنيا علي وجهها، ثم رفعها الناس حتي بعث الله تعالي محمداً (صلي الله عليه وآله وسلّم) فكب الدنيا علي وجهها، ثم رفعناها بعد، فما لقينا منها؟.

وعن سليمان (عليه السلام): (كل العيش قد جربنا لينه وشدته، فوجدنا يكفي منه أدناه).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، اجعل همك فيما خلقت له، ولا تجعل همك فيما كفيته).

وفي وصية علي (عليه السلام): (وألجئ أمورك كلها إلي الهك، فإنك تلجئها إلي كهف حريز ومانع عزيز).

وفيها: (واعلم علماً يقيناً أنك لن تبلغ أملك، ولن تعدو أجلك، فإنك في سبيل من كان قبلك، فأحسن في الطلب، وأجمل في المكتسب، فإنه رب طلب جر إلي حرب، وليس كل طالب بمرزوق، ولا كل مجمل بمحروم).

وفيها: (وقد يكون اليأس إدراكاً إذا كان الطمع هلاكاً).

وعن عائشة: قال رسول الله (صلي الله

عليه وآله وسلّم): (إن أردت اللحوق بي فيكفي من الدنيا كزاد الراكب. ولا تستخلعي ثوبا حتي ترقعيه، وإياك ومجالسة الأغنياء).

وجاء جبريل (عليه السلام) إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بخزائن الدنيا كلها علي بغلة شهباء، فقال له: (هذه الدنيا خذها، ولا ينقصك حظك عند الله بها شيئاً، فقال: يا جبريل، لا حاجة لي فيها، يا جبريل، جوعتين وشبعة).

وأوحي إلي موسي (عليه السلام): (أتدري لم رزقت الأحمق؟ قال: لا يا رب، قال ليعلم أن الرزق ليس بالاحتيال).

قال الله تعالي ليوسف (عليه السلام): (انظر إلي الأرض، فانفرجت فرأي ذرة علي صخرة معها الطعام، فقال: أتراني لم أغفل عنها وأغفل عنك وأنت نبي بن نبي بن نبي).

وقال عيسي (عليه السلام) للحواريين: (أنتم أغني من الملوك. قالوا: كيف؟ قال: لأنكم لا تطلبون وهم في الطلب).

ودخل علي (عليه السلام) المسجد، وقال لرجل: (أمسك علي بغلتي. فخلع لجامها وذهب به، وخرج علي (عليه السلام) وفي يده درهمان ليكافئه فوجدها عطلاً، فركبها ومضي، فأعطي غلامه الدرهمين ليشتري بها لجاماً، فوجد الغلام اللجام في السوق وقد باعه السارق بدرهمين، فأخذه بالدرهمين. فقال علي (عليه السلام): إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد علي ما قدر له).

وعنه (عليه السلام): (إن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل، فإنك مدرك قسمك، وآخذ سهمك، وإن اليسير من الله أكرم وأعظم من الكثير من غيره، ومرارة اليأس خير من الطلب إلي الناس).

وعنه (عليه السلام): (يا ابن آدم، لا تحمل يومك الذي لم يأتك علي يومك الذي قد أتاك، فإنه إن يكن من عمرك يأت الله فيه برزقك).

وقال علي (عليه السلام) لعمر: (إن سرك أن تلحق بصاحبك فاقصر الأمل، وكل

دون الشبع، وانكس الإزار، وارفع القميص، واخصف النعل، تلحق بهما).

وقيل لعلي (عليه السلام): (لو سدت علي رجل باب بيت وترك فيه من أين يأتيه رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله).

وعنه (عليه السلام): (ولقد كان في رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) كاف لك في الأسوة، ودليل علي ذم الدنيا وكثرة مساوئها، إذ قبضت عنه أطرافها، ووطئت لغيره أكنافها، وإن شئت ثنيت بموسي كليم الله (عليه السلام) إذ يقول: ?إني لما أنزلت إلي من خير فقير?. والله ما سأله إلا خبزاً يأكله، لأنه كان يأكل بقلة الأرض، ولقد كانت خضرة البقل تري من شفيف صفاق بطنه، لهزاله وتشذب لحمه. وإن شئت ثلثت بداود (عليه السلام) صاحب المزامير وقارئ أهل الجنة، فقد كان يعمل سفائف الخوص بيده، ويقول لجلسائه أيكم يكفيني بيعها؟ ويأكل قرص الشعير من ثمنها. وإن شئت قلت في عيسي بن مريم (عليه السلام)، فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن، وكان إدامه الجوع، وسراجه بالليل القمر، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوج تفتنه، ولا ولد يحزنه، ولا مال يلفته، ولا طمع يذله، دابته رجلاه، وخادمه يداه. فتأس بنبيك، عرضت عليه الدنيا فأبي أن يقبلها، وعلم أن الله أبغض شيئاً فأبغضه، وصغر شيئاً فصغره، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله، وتعظيمنا ما صغر الله لكفي به شقاقاً لله ومحادة عن أمره. ولقد كان (صلي الله عليه وآله وسلّم) يأكل علي الأرض ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العري، ويردف خلفه. ويكون الستر علي باب بيته فيه التصاوير، فيقول: يا فلانة غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها. فأعرض عن الدنيا بقلبه،

وأمات ذكرها عن نفسه، وأحب أن يغيب زينتها عن عينه. ولقد كان لك في رسول الله ما يدلك علي مساوئها وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه مع عظيم زلفته، فلينظر ناظر بعقله أ أكرم الله محمداً بذلك أم أهانه؟ فإن قال أهانه، فقد كذب والعظيم، وإن قال أكرمه فليعلم ان الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عن أقرب الناس إليه، خرج من الدنيا خميصاً، وورد الآخرة سليماً، ثم يضع حجراً علي حجر، فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم به علينا سلفاً نتبعه، وقائداً نطأ عقبه، والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتي استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟ فقلت: أغرب عني، فعند الصباح يحمد القوم السري).

قال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): أوصني، فقال: (عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لو أنكم توكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً).

قال أبو نيرز وهو من أبناء ملوك العجم، رغب في الإسلام وهو صغير، فأتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فأسلم، وكان معه، فلما توفي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) صار مع فاطمة وولدها (عليهم السلام): جاءني علي (عليه السلام) وأنا أقوم بالضبعين عين أبي بيزر والبغيبغة، فقال: هل عندك من طعام؟ قلت: طعام لا أرضاه لك، قرع من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخة، فقال: عليّ به، فقام إلي الربيع فغسل يده ثم أصاب منه شيئاً، ثم رجع إلي الربيع فغسل يده بالرمل، ثم ضم يديه فشرب بهما حس من الماء، وقال: يا نيرز، إن الأكف أنظف

من الآنية، ثم مسح ندي الماء علي بطنه، ثم قال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثم أخذ المعول فجعل يضرب بالمعول في العين، فأبطأ عليه الماء، فخرج وجبينه ينضح عرقاً وهو ينشفه بيده، ثم عاد فأقبل يضرب فيها وهو يهمهم، فانثالت كأنها عنق جزور، فخرج مسرعاً وقال: أشهد أنها صدقة، عليّ بدواة وصحيفة، فكتب: (هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي بيزر والبغيبغة علي أهل المدينة وابن السبيل، ليقي الله وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعان ولا ترهنان حتي يرثهما الله وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج الحسن والحسين فهما طلق لهما، وليسا لأحد غيرهما. فركب الحسن دين فحمل إليه معاوية بعين بيزر مائتي ألف دينار، فقال: إنما تصدق بها أبي ليقي الله بها وجهه حر النار، ولست بائعها بشيء).

باب الخيل.. والفروسية و..

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بإناث الخيل، فإن ظهورها حرز، وبطونها كنز).

وقيل للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أي المال خير؟ قال: (سكة مأبورة، ومهرة مأمورة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها، فإن معارفها أدفاؤها، وأذنابها مذابها، والخيل معقود بنواصيها الخير إلي يوم القيامة).

وعن جرير بن عبد الله البجلي: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يلوي ناصية فرس بإصبعه وهو يقول: (الخيل معقود بنواصيها الخير إلي يوم القيامة).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الخيل ثلاثة: أجر وستر ووزر، فأما الذي له الأجر فرجل حبس خيلاً في سبيل الله فما سنت له شرفا الا كان له أجر، ورجل استعف بها وركبها ولم ينس حق الله فيها فذلك الذي له ستر، ورجل حبس خيلاً فخراً ونواء

علي أهل الإسلام فذلك الذي عليه الوزر).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم) في صفة البراق: (يضع حافره منتهي طرفه).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها، وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار).

وعنه (صلي الله عليه وآله وسلّم): (إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله سخرها لكم لتبلغكم بلدا لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم).

والهدايا النفسية والطرف العجيبة التي أهدتها بلقيس إلي سليمان (عليه السلام) إنما كانت علي البغال الشهب.

وعن ابن عباس: نهي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أن ننزي حماراً علي فرس، ونهانا أن نأكل الصدقة، وأمرنا أن نسبغ الوضوء).

وعن أبي هريرة: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) كان يسمي الأنثي من الخيل فرساً.

وفي رسالة عبيد الله بن سليمان بن وهب: رأي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أبا سفيان مقبلاً علي حمار ومعه ابنه معاوية يقوده ويزيد يسوقه، فقال: (لعن الله الراكب والقائد والسائق).

وكان عيسي (عليه السلام) يسيح في الأرض، فقيل له: لو اتخذت حماراً، فقال: (أنا أكرم علي الله من أن يبتليني بحمار).

وقال موسي للخضر (عليهما السلام): (أي الدواب أحب إليك؟ قال: الفرس والحمار والبعير، لأن الفرس مركب أولي العزم من الرسل، والبعير مركب هود وصالح وشعيب ومحمد (عليهم السلام)، والحمار مركب عيسي وعزير (عليهما السلام). وكيف لا أحب شيئاً أحياه الله بعد موته قبل الحشر).

باب الإبل والبقر والغنم و…

عن عبد الله بن جعفر: دخل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأي رسول الله حن وذرفت عيناه، فأتاه فمسح ذفريه فسكت، فقال: لمن هذا الجمل؟ فجاء فتي من الأنصار فقال: لي يا رسول الله،

فقال: (ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياه! فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه).

وعن سهل بن الحنظلية: مر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ببعير قد لصق ظهره ببطنه، فقال: (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (امسحوا رغام الشاء، ونقوا مرابضها من الشوك والحجارة، فإنه ما من مسلم له شاة إلا قدس كل يوم مرة، فإن كانت له شاتان قدس كل يوم مرتين).

وعن أبي سعيد الخدري: (كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) يضحي بكبش أملح أقرن فحيل، ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد).

وعن علي (عليه السلام): (.. أثوار كنّ في غيضة، أسود وأحمر وأبيض ومعهن أسد، فكان إذا أراد واحداً منهن اجتمعن عليه فلم يطقهن، فقال للأسود والأحمر: إن هذا الأبيض يفضحنا في غيضتنا بياضه فخليا عني آكله، ففعلا، فلم يلبث أن قال للأسود، إن هذا الأحمر يفضحنا فلو خليتني آكله، فخلاه. ثم قال للأسود: إني آكلك، قال: خلني أصوت ثلاثة أصوات، فصاح ثلاثاً: ألا أنما أكلت يوم أكل الأبيض).

وكان لأبي الدرداء جمل اسمه دمون، فكان إذا أعاره لأحد قال: لا تحملوا علي جملي إلا كذا فإنما يطيق ذلك.

باب الوحوش من السباع وغيرها و…

لما تلا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): ?والنجم إذا هوي? قال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم. فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (سلط الله عليك كلباً من كلابه). فخرج مع أصحابه في عير إلي الشام، حتي إذا كانوا بمكان يقال له الزرقاء زأر الأسد، فجعلت فرائصه ترعد، فقالوا: من أي شيء ترعد فرائصك؟ فوالله ما نحن وأنت إلا سواء، فقال لهم: إن محمداً

دعا علي، ولا والله ما أظلت السماء من ذي لهجة أصدق من محمد. ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه، ثم جاء النوم فحاطوا أنفسهم بمتاعهم ووسطوه بينهم وناموا. فجاء الأسد يهمس يستنشي رؤوسهم رجلاً رجلاً حتي انتهي إليه فضغمه ضغمة كانت إياها، فسمع وهو بآخر رمق يقول: ألم أقل لكم إن محمداً أصدق الناس.

وعن داود (عليه السلام): (شوقي إلي المسيح مثل الأيل الذي أكل الحيات فاعتراه العطش الشديد، تراها كيف يدور حول الماء).

باب الطيور والبعوض والحشرات و…

عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (الديك الأبيض صديقي، وعدو عدو الله، يحرس دار صاحبه ويسمع أدؤر حواليه، وكان يبيته معه في البيت).

وسأل أعرابي جعفر الصادق (عليه السلام) عن التوحيد، فتناول بيضة بين يديه فوضعها علي راحته وقال: (هذا حصن مملق لا صدع فيه، ثم من ورائه عرقيء مستشف، ثم من ورائه دمعة سائلة، ثم من ورائها ذهب مائع، ثم لا تنفك الأيام والليالي حتي تنفلق عن طاووس ملمع. فأي شيء في العالم إلا وهو دليل علي أنه ليس كمثله شيء).

وعن علي (عليه السلام): (وإن شئت قلت في الجرادة، إذ خلق لها عينين حمراوين وأسرج لها حدقتين قمراوين، وجعل لها السمع الخفي، وفتح لها الفم السوي، وجعل لها الحس القوي، ونابين بهما تقرض، ومنجلين بهما تقبض، يرهبها الزارع في زرعهم، ولا يستطيعون ذبها ولو اجلبوا بجمعهم حتي ترد الحرث في نزواتها، وتقضي شهواتها، وخلقها لا تكون إصبعاً مستدقة).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): (لعن الله العقرب ما أخبثها! تلسع المؤمن والمشرك والنبي والذمي).

وعن علي (عليه السلام): (ألا تنظرون إلي صغير ما خلق الله كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وسوي له العظم والبشر، انظروا إلي النملة

كيف في صغر جثتها ولطافة هيأتها لا تكاد تنال بلحظ البصر، ولا بمستدرك الفكر، كيف دبت علي أرضها، وصبت علي رزقها، تنقل الحبة إلي جحرها وتعدها في مستقرها، تجمع في حرها لبردها، وفي وردها لصدرها، لا يغفلها المنان، ولا يحرمها الديدان، ولو في الصفا اليابس، والحجر الجامس. ولو فكرت في مجاري أكلها، وفي علوها وسفلها، وما في الجوف من شراشيف بطنها وما في الرأس من عينها وأذنها، لقضيت من خلقها عجباً، ولقيت من وصفها تعباً، فتعالي الذي أقامها علي قوائمها وبناها علي دعائمها، لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه علي خلقها قادر).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني لا تكونن الذرة أكيس منك تجمع في صيفها لشتائها).

???

وهذا آخر ما أردناه من التلخيص.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

پي نوشتها

- الكافي: ج8 ص146 ح123.

- الكافي: ج1 ص96 ح1.

- راجع الذريعة الي تصانيف الشيعة: ج4 ص425 الرقم 1872.

- راجع الذريعة الي تصانيف الشيعة: ج4 ص425 الرقم 1873.

- راجع الذريعة الي تصانيف الشيعة: ج4 ص426 الرقم 1880.

- راجع الذريعة الي تصانيف الشيعة: ج4 ص427 الرقم 1886.

- السدم: الحزن، والسدم مصدر سدم، يقال: سدم فلان، اذا أصابه هم أو غيظ مع حزن.

- الشرق: بفتحتين مصدر شرق كفرح، يقال: شرق فلان بالماء غص به.

- الغصص: بفتحتين مصدر غص: وقف في حلق فلم يكد يسيغه.

- يريد ما أطول يوم القيامة.

-قال يقيل قيلاً: نام وسط النهار، فهو قائل، والجمع قيل وقيال.

- عراق: هو العظم الذي أخذ عنه اللحم.

- الادهان: مصدر أدهن: أظهر خلاف ما أضمر وخدع وغش ولين في القول وقارب فيه.

- عارم: فاعل من عرم، يقال: عرم

فلان عرماً فهو عارم: خبث وكان شريرا، أي سيئ الخلق.

- طاح: فاعل من طحا الشيء يطحوه طحوا: دحاه وبسطه ووسعه.

- تياره والتيار: شدة جريان الماء.

- يقال: أربت الريح: دامت وأربت السحابة: دام مطرها. والمرب: المكان.

- الرقيم: الكتاب. والرقيم هنا: الفلك سمي به لرقمه بالكواكب. والمائر: فاعل من مار مورا: تحرك وتدافع.

- الأخضر المثعنجر: هو اكثر موضع في البحر ماءً، والميم والنون زائدتان والاصل ثعجر، يقال ثعجره: صبه فاثعنجر وهو مثعنجر أي مصبوب.. سائل.

- القمقام: هو البحر كله. قال الفرزدق: وغرقت حين وقعت في المقام.

- الكراع: اسم يجمع الخيل والسلاح.

- الشاء: جمع شاة وهي الواحدة من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام وحمر الوحش.

- عزالي: جمع عزلاء وهو مصب الماء من القربة ونحوها. وارسلت السماء عزاليها: انهمرت بالمطر.

- الكن: كل ما يرد الحر والبرد من الأبنية والغيران ونحوها وكل شيء يقي شيئاً ويستره.

- النواجذ: جمع ناجذ وهو الضرس، وضحك حتي بدت نواجذه: استغرق في الضحك.

- الجدا: المطر العام، والطبق: المساوي لغيره، والمطبق: الذي يغطي وجه الأرض ويعمه. والغدق: الماء الغامر الكثير. والمغدق: الكثير الماء المخصب. والمونق: المعجب، والمري: الذي يروي، والمريع: الذي يعجب، والمربع: الكثير، يقال: اربع الغيث: حبس الناس في رباعهم لكثرته، فهو مربع. المرتع: الذي ينبت ما ترتع فيه الماشية. والوابل: المطر الشديد الضخم القطر، المسبل: السائل، يقال: اسبلت العيون: سال دمعها. والمجلل: العام، يقال جلل الشيء، عمّ. الديم: جمع ديمة بالكسر، المطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق، او يدوم خمسة أيام او اكثر، ودرار: دائم لا ينقطع. والرائث: المبطيء.

- اعتكر: اشتد سواده والتبس. حدائر: جمع حادرة وهي فاعلة من حدر. يقال في المجاز حدرتهم السنة تحدرهم حدراً اذا حطتهم، ويقال: جاءت بهم

الي الحضر لجذب البادية. والمخايل جمع مخيلة: السحابة تخالها ماطرة لرعدها وبرقها. والسوام: الابل والماشية ترسل ترعي ولاتعلف المنبعق: المنشق بالمطر. والمغدق: اسم فاعل من أغدق يقال أغدقت الأرض أخصبت. والربيع المغدق: المخصب، والودق المطر: شديده وهينه ويحفزه: يدفعه من خلف بالسوق أو غيره.

- سورة (المؤمنون): 104.

- اليفن: بفتحتين الشيخ الفاني.

- لهزه القتير: اول ما يظهر من الشيب.

- قد وردت في تفسير الكوثر في قوله تعالي: ?انا اعطيناك الكوثر? روايات كثيرة، منها: (ان الكوثرفاطمة الزهراء عليها السلام)، ومنها هذه الرواية وما اشبه.. ولا مانع من الجمع، فتكون علي نحو المصاديق المختلفة).

- الظاهر انها اخت ام سلمة.

- سورة التكاثر: 8.

- العجوة: تمر بالمدينه، يقال هو مما غرسه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بيده.

- الدباء: القرع وقيل المستدير منه.

- الودية: واحدة الودي وهو صغار الفسيل من النخل.

- الهندباء: من احرار البقول وهو بقل زراعي حولي ومحول من الفصيلة المركبة، يطبخ ورقه او يجعل (سلطة).

- الجرجير: بقل معروف بالحرشا، اصغر الزهر خشن الورق كالخردل ومنه احمر الزهر يقرب من الفجل.

- العسلوج: ما لان واخضر من قضبان الشجر والكرم أول ما ينبت وعسلجت الشجرة: أخرجت عساليجها.

- مر الظهران: موضع علي مرحلة من مكة، ومر: القرية، والظهران: الوادي.

- الكباث: بالضم النضيج من ثمر الاراك.

- اوري شلم: اسم بيت المقدس.

- علي فرض الصحة فالمراد عدم علمه بحسب الظاهر، واما بعلم الغيب فكان (صلي الله عليه وآله وسلم) يعلم كل شيء وذلك بأمر من الله تبارك وتعالي.

- الظاهر ان ما ورد من ذم أهل البصرة وما اشبه فالمقصود بهم من كانوا يعاصرونه? حيث اخذوا يحاربونه في قصة جمل…

- أتباع البهيمة: يريد الجمل، وكان جمل عائشة راية عسكر اهل البصرة.

- الكفور:

جمع كفر بمعني القرية وكل قرية صغيرة بجنب قرية كبيرة.

- قد يكون ذلك بنحو المقتضي. والله العالم.

- راجع للتفصيل عن فتح مكة كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج 2 ص 61 - 92 للإمام المؤلف (دام ظله).

- التريف: عيش الريف، وهو السعة في المأكل والمشرب.

- سورة الشعراء: 101.

- الخلة: بالضم الصداقه والمحبة التي تخللت القلوب فصارت خلاله أي في باطنه.

- البوائق: جمع بائقة: الداهية والشر. والغشم: أشد الظلم.

- والقتار: ريح القدر وقد يكون من الشواء، وهو دخان ذو رائحة خاصة ينبعث من الطبيخ أو الشواء أو العظم المحرق أو البخور، واقتدح افتعل من قدح، يقال قدح القدر واقتدح منها: غرف مما فيها.

- مستجفرا: أي اتسع جنبه، ويقال استجفر الصبي اذا انتفخ لحمه وصارت له كرش واستعملها هنا مجازا بمعني امتلأ فمه كلاما ولم يتوقف.

- امتقع لونك: من حزن أو فزع أو مرض وافتلج بدنك: تحوك واضطرب.

- التهوك: التحير.

-الشماس: الجماح. والضروس من الابل: الناقة السيئة الخلق تعض من يقرب من ولدها كما تعض حالبها.

- سورة القصص: 5.

- الحثالة: ما سقط من بشر الشعير والارز والتمر وكل ذي بشارة، والمراد هنا لئام الناس وأراذلهم.

- هذا آخر الجزء الأول من كتاب (ربيع الأبرار).

-سورة الأنعام: 160.

- سورة الإسراء: 67.

- سورة النحل: 53.

- سورة النساء: 110.

- اي ضربة اللعين ابن ملجم.

- لا يخفي ان المعصوم (عليه السلام) لا تصدر عنه المعصية، والمراد بالخطيئة قد يكون ترك الاولي أو ما اشبه.

-سورة الحج: 40.

- سورة الحديد: 23.

- الممغط: المفرط الطول.

- ربعة: الوسيط القامة.

- الجعد من الشعر، المنقبض الملتوي. المقطط: القصير الشديد الجعودة.

- المطهم: السمين الفاحش السمن، والمنفتح الوجه وقيل هو النحيف الجسم الدقيقه والمكلثم من الوجوه: القصير الحنك الناتيء الجبهة المستدير

مع خفة اللحم.

- أدعج العينين: شديد سوادها وبياضها مع سعة.

- المشاش: ما برز من عظم المنكب. والكتد: مجتمع الكتفين.

- الششن: الغليظ، والمسربة: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر الي السرة.

- في تاج العروس: وفي صفته (صلي الله عليه وآله وسلّم) كان أزهر ولم يكن بالابيض الأمهق: الأمهق الأبيض، الشديد البياض لا يخالطه حمرة وليس بنير لكنه كالجص. يقول فليس هو (صلي الله عليه وآله وسلّم) كذلك بل انه كان نير البياض.

- الثجلة بالضم: عظم البطن. والصقلة: قلة اللحم.

- الوسيم: الحسن الوضيء. والقسيم: الجميل الذي أعطي كل شيء منه قسمه من الحسن فهو متناسب.

- الوصف: كثرة الشعر مع استرخاء وطول.

- سطع: طول.

- أزج: دقيق الحاجبين في طول. والقرن: التقاء الحاجبين.

- راده في الكلام: راجعه.

- سورة الاعراف: 199.

- المصاص: خالص كل شيء.

- الناغض من الانسان أصل العنق حيث يتحرك الرأس. وخيلان بكسر الخاء: جمع خال، شامة أو نكتة سواء في البدن. والثأليل: جمع ثؤلول وهو بثر صغير صلب مستدير يظهر علي الجلد كالحمصة أو دونها.

- اللأواء: الشدة.

- سورة المدثر: 42-43.

- الحمة بالفتح: كل عين تنبع بالماء الحار يستشفي بها من العلل.

- الدرن: الوسخ.

- سورة النور: 37.

- سورة طه: 132.

- المستمره: اسم فاعل من استمره وهو استفعل من مره الرجل اذا خلت عينه من الكحل.

- في لسان العرب: الخلنج: شجر.

- الضمير في يحبه يعود الي رمضان.

-سورة (المؤمنون): 99.

- الورشان: طائر من الفصيلة الحمامية.

- وفيه نزلت قوله تعالي: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

- سورة الانسان: 8.

- العرطبة: الطبل، الكوبة: الطنبور، وقيل علي العكس.

- الألوة: العود الذي يتبخر به.

- التؤم: الدر.

- قيل: هو بشر بن الحارث المشهور ببشر الحافي.

- سورة النساء: 86.

-

سورة الحجرات: 4.

- الي هنا تم الجزء الثاني من كتاب ربيع الأبرار.

- فإن يده كانت مقطوعة.

- نغر: فراخ العصافير، واحدته نغرة، مثال همزة.

- الدلجة: سير الليل وقيل الدلجة بالضم: سير السحر. والدلجة بالفتح: سير الله كله.

- سورة الزخرف: 14و15.

- أعذق اذخرها: صار له عذوق وشعب، وأسلب ثمامها: أخرج خوصه. وأمشر سلمها: خرج ورقه واكتسي به.

-جيدوا: أي مطروا مطرا جودا. ومطر جود واسع غزير لا مطر فوقه البتة، وخاص الثمام: أخرج خوصه.

- الهرج: كثيرة النكاح، والتهارج: التناكح والتسافد.

- يزيد بن معاوية.

- زياد بن ابيه.

- حجر بن عدي الكندي.

- سورة طه: 120.

- سورة نور: 37.

- سورة لقمان: 6.

- ثفر الدابة: السير الذي في مؤخر السرج.

- وشجرتها بالحكمة: أي طعنتها بالحكمة والحكمة بالتحريك، حديدة في اللجام تكون علي أنف الدابة وحنكها وتمنعها من مخالفة راكبها.

- السمرة: بفتح السين وضم الميم من شجر الطلح.

- اي يقيم رحمته، فان الله ليس بجسم كما هو ثابت في علم الكلام.

- مريء من مرأ الطعام مراءة فهو مريء، أي هنيء جيد العاقبة، ومعناه ان الحق وان ثقل الا انه جيد العاقبة، والباطل وان خف فهو وبيء وخيم العاقبة. يقال ارض وبيئة: كثيرة الوباء وهو المرض العام.

- سورة التكاثر: 8.

- سورة الطلاق: 2.

- التنين: ضرب من دواب البحر من أكبرها وأعظم ما يكون منها.

- الرغب: الضراعة والمسألة.

- البردة: التخمة وثقل الطعام علي المعدة.

- ان صح ذلك كان عمل أبو طالب (عليه السلام) تقية لحفظ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

- سورة الإسراء: 97.

- سورة النساء: 48.

- سورة إبراهيم: 42.

- سورة السجدة: 22.

- سورة الأنبياء: 111.

- الي هنا تم الجزء الثالث من الكتاب.

- سورة الزخرف: 13-14.

- الديمة: المطر الدائم في سكون، وشبهت عمله (صلي

الله عليه وآله وسلّم) في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر الدائم.

- سورة المنافقين: 8.

- سورة النمل: 22.

- استشعر: لبس الشعار وهو ما يلي البدن من الثياب. وتجلبب: لبس الجلباب وهما ما تغطي به المرأة ثيابها من جانبها بالاستشعار. والنواجذ: جمع ناجذ وهو أقصي الأضراس. والهام: جمع هامة وهي الرأس.

واللامة: الدرع، واكمالها أن يزداد عليها البيضة والسواعد ونحوها، وقلقلة السيوف في الأغماد قبل سلها مخافة أن تستعصي عن الخروج عند السل والخزر محركة النظر كأنه من أحد الشقين وهو علامة الغضب. والشزر بالفتح: الطعن في الجوانب يميناً وشمالا. ونافحوا: كافحوا وضاربوا. والضبا: بالضم جمع ضبة طرف السيف وحده. وصلوا: والسجح: بضمتين، السهل. المطنب: المشدود بالأطناب جمع طنب بضمتين حبل يشد به سرادق البيت. والثبج: شقه الأسفل.

- سورة الأنفال: 60.

- الشح: أشد من البخل، والهالع: من الهلع وهو الجزع وقلة الصبر، وقيل هو أسوأ الجزع وأقبحه، والخالع: الذي كأنه يخلع فؤاده لشدته.

- ولكن الظاهر ان الإمام زين العابدين ? ألحق الرأس الشريف بالبدن المبارك.

- سورة هود: 45.

- سورة التوبة: 19.

- سورة الشرح: 6.

- سورة آل عمران: 68.

- سورة الرعد: 21.

- القتات: هو الذي يتسمع احاديث الناس فيخبر اعداءهم.

- استسرف: نسبه الي السرف والاسراف.

- الي هنا انتهي الجزء الرابع من الكتاب.

- سورة البقرة: 219.

- سورة النساء: 43.

- سورة المائدة: 91.

- سورة الرحمن: 10.

- سورة الرحمن: 22.

- الفواق بفتح الفاء وضمها: الوقت بين الحلبتين والوقت بين قبضتي الحالب للضرع.

- سورة ق: 9.

- سورة النحل: 69.

- النساء: 4.

- سورة لقمان: 18.

- سورة يوسف: 55.

- إن صحت هذه الأحاديث حملت علي إنها قضية في واقعة أو ما أشبه.

- سورة الواقعة: 35-37.

- أي حسب الظاهر، والا فهو (ص) كان يعلم الغيب بإذن

الله عزوجل.

- وروي هذا الحديث في سوادة بن قيس، والظاهر انه أراد أن يقبل جسم رسول الله (ص) فقال ما قال، والا فالرسول (ص) لا يخطأ حتي في مثل ما ادعاه، لان العصمة تمنع عن الخطأ، ولعل= =الرسول (ص) لم يكذبه حتي لا يقول الناس ان النبي حيث اراد التخلص من القصاص كذبه. راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج2 ص 285-288 تحت عنوان (حقوق الناس).

- سورة الإخلاص: 1.

- أي في أهل السوق والضوضاء.

- سورة القصص: 24.

- سورة النجم: 1.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.