أجاب عليها المرجع الديني الأعلي اية الله سيد محمد الحسيني الشيرازي
الطبعة الثانية
1421ه / 2001م
مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر
بيروت لبنان ص.ب: 6080 شوران
البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com
أجوبة الإمام الشيرازي
في المسائل الاعتقادية التي كثر السؤال عليها
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر
فصل لربك وانحر
إن شانئك هو الأبتر
صدق الله العلي العظيم
استفتاءات
حول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (دامت بركاته)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا سمحتم وتفضلتم بالإجابة علي الأسئلة التالية التي تطرح هذه الأيام في بعض المجتمعات ولكم جزيل الشكر:
س1: هل النبي صلي الله عليه و اله وابنته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) والأئمة الإثني عشر عليهم السلام معصومون؟
وما هي عصمتهم؟
وهل هي عن المعصية فقط، أم عنها وعن الخطأ والنسيان، أم عنها وعن النوم الغالب حتي يمضي وقت الصلاة؟
ج1: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النبي الأعظم وابنته فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والأئمة الأحد عشر من ذريتهما (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كلهم معصومون عن كل معصية وكل خطأ ونسيان وعن النوم الغالب حتي يمضي وقت الصلاة، بل إنهم معصومون حتي من ترك الأولي، وقد تحدثنا عن الأدلة العقلية والنقلية علي هذه العصمة في العديد من كتبنا في أصول الاعتقاد والفقه.
س2: هل نسبة العصمة عند المعصومين الأربعة عشر (عليهم الصلاة والسلام) واحدة أم مختلفة؟
ج2: درجات عصمتهم (عليهم الصلاة والسلام) بنسبة واحدة ومتساوية.
س3: ذكرتم في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) أكثر من مرة أن للزهراء عليها السلام مرتبة عالية، فما هي حدود هذه المرتبة؟ هل تفوق الأئمة عليهم السلام جميعاً، أم بعضهم، أم أن الأئمة عليهم السلام يفوقونها في المرتبة؟
ج3: نعم إن لفاطمة الزهراء عليها السلام مرتبة عالية لكن دون مرتبة أبيها رسول الله صلي الله عليه و اله وهي كفؤ لبعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفوق مرتبة بنيها الأئمة الأحد عشر (عليهم الصلاة والسلام).
س4: ذكرتم أيضاً في نفس المصدر بعض الحوادث التي حصلت بعد ارتحال رسول الله صلي الله عليه و اله، فما هو نظركم فيها؟
ج4: قد أخبر القرآن الكريم عن ذلك، حيث قال: ¬¬?أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم? ().
س5: هل أن فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) شهيدة؟ وقد ذكرتم في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) أنها استشهدت؟
ج5: نعم ورد ذلك في روايات صحيحة وقد ذكر في كتب التاريخ أيضاً.
س6: هل أنها عليها السلام كانت صديقة، كما قال القرآن الكريم عن مريم بنت عمران عليها السلام بأنها كانت صديقة؟
ج6: نعم ورد في الأثر المعتبر بأنها عليها السلام كانت صديقة، ولذا غسلها كفؤها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه السلام مع وجود امرأة كان يمكنها أن تقوم بذلك، حيث أن الصديق لا يتولي غسله إلاّ صديق، وهي عليها السلام أفضل من مريم الصديقة عليها السلام كما صرح بذلك المتواتر من الروايات الشريفة.
س7: ما هو تقييمكم للتواريخ التي ذكرت ضرب الزهراء عليها السلام، وغصب فدكها، وعصرها بين الحائط والباب، وإسقاطها محسناًعليه السلام، وأمثال ذلك؟
ج7: كل ذلك ثابت وصحيح.
س8: ما هو نظركم بالنسبة إلي الولاية التكوينية والتشريعية للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام بصورة عامة، ولفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بصورة خاصة، وقد نوهتم عنهما في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام)؟
ج8: دلت الأدلة المعتبرة المؤيدة بالموارد الكثيرة: أن فاطمة الزهراء وسائر المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) لهم جميعاً الولاية التكوينية والتشريعية معاً، وقد جاء في زيارة الإمام الحسينعليه السلام التي قال عنها الشيخ الصدوق عليه الرحمة: (إنها اصح زياراته عليه السلام رواية) ما يلي: (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم والصادر عما فصل من أحكام العباد) ().
س9: ما هو نظركم في الرجعة، أصلها، نسبتها، وإلي أي واحد من المعصومين عليهم السلام؟
ج9: الرجعة ثابتة بالأدلة المعتبرة، أصلها من القرآن الكريم ونسبتها لجميع المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام وتبدأ بعد ظهور الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف).
س10: هل الدليل علي إمامة المهدي عليه السلام يختلف عن دليل إمامة الأئمة الآخرين عليهم السلام أم لا؟
ج10: كلا.. لا اختلاف، فإن هناك أدلة مشتركة علي إمامة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام، وهي عشرات الآيات القرآنية المأولة حسب الروايات المعتبرة والمتواترة بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام ومتواتر الروايات ومختلف الأدلة العقلية القاطعة، كما أن هناك أدلة عقلية ونقلية خاصة علي إمامة كل واحد من الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وكذلك الإمام المهديعليه السلام فقد ورد بشأنه آلاف الروايات في مئات الكتب، إضافة إلي الأدلة العقلية القائمة علي إمامته (صلوات الله عليه).
س11: هل الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلي الله عليه و اله: (الأئمة بعدي إثنا عشر) متواتر عندكم؟ وهل هناك شبهة في ولادة الثاني عشر منهم، وهو الإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام)؟
ج11: الحديث متواتر ولا شبهة في ولادة الإمام الثاني عشرعليه السلام والأدلة عليها كثيرة، فإنه لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها، وإنه لو كان اثنان يعيشون علي الأرض لكان أحدهما الحجة، كما ورد بذلك متواتر الروايات بالدلالات المتعددة.
س12: ذكرتم في كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) اهتمامها (صلوات الله عليها) بالدفاع عن ولاية بعلها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبنيها الأئمة الأحد عشر عليهم السلام، فما هو حدود ذلك؟ وهل يجب علينا أيضاً ذلك في هذا الزمان؟
ج12: لقد كانت فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) المدافعة الأولي بعد أبيها النبي الأعظم صلي الله عليه و اله عن ولاية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفي هذا السبيل ضحت بنفسها وابنها المحسن ? وما تركت مجالا يمكن الانتصار من خلاله للإمام أمير المؤمنين عليه السلام وإثبات حقه إلاّ استفادت منه، والواجب علي المؤمنين الاقتداء بها (صلوات الله وسلامه عليها)، وذلك بما يناسب كل زمان ومكان وحسب الشروط الشرعية المذكورة في كتب الفقه، فإن كل قول وعمل وتقرير منها عليها السلام حجة شرعية.
س13: ذكرتم في المصدر نفسه أيضاً: استحباب رواية خطبة فدك، لرواية عدد من المعصومين عليهم السلام لها، فهل ترون أيضاً استحباب ذكر كل ما يتعلق بفاطمة الزهراء عليها السلام مما جري عليها بعد أبيها رسول الله صلي الله عليه و اله؟
ج13: نعم يستحب ذلك جميعاً، وكله لا يخلو من كونه من قولها عليها السلام أو فعلها أو تقريرها، وكلها حجة كما ذكرنا، وما خرج عن ذلك مما يتعلق بفضائلها ومناقبها (صلوات الله وسلامه عليها) فلا إشكال في استحباب ذكره ونقله ونشره، بل قد يجب ذلك إذا كان مصداقاً للواجب من الأمر بالمعروف والدعوة إلي الخير وترويج الدين الحنيف.
س14: ذكرتم في الجزء الأول من كتابكم القيم (من فقه الزهراء عليها السلام) أنها (صلوات الله عليها) كانت ممن فرض الله طاعتهم علي جميع الخلائق، واستندتم في ذلك إلي بعض الروايات، فهل هذه الروايات بنظركم الكريم معتبرة؟
يرجي من سماحتكم الجواب ولكم من الله جزيل الأجر والثواب.
ج14: نعم إن هذه الروايات معتبرة وقد أكدنا اعتبارها في الكتاب المذكور وذكرنا غيرها من الأدلة الأخري هناك أيضاً، كما وقد ذكرنا تفصيلاً لبعض المذكورات في كتابنا (الفقه: البيع) وفي العديد من كتبنا الأخري.
نسأل الله تعالي أن يجعلنا من زمرة المتمسكين بها وبأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ومن المتبرئين من أعدائهم، ومن الذاكرين لفضائلهم، والناشرين لآثارهم، والمروجين لتراثهم، والفائزين بولايتهم في الدنيا والآخرة، إنه قريب مجيب، والسلام عليكم وعلي جميع إخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
قم المقدسة
محمد الشيرازي
الختم الشريف
() سورة آل عمران: 144.
() الدعاء والزيارة: ص793، زيارة الإمام الحسين عليه السلام الزيارة الثانية.