اسم الكتاب: أم البنين(عليها السلام)
المؤلف: حسيني شيرازي، محمد
تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش
اللغة: عربي
عدد المجلدات: 1
الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)
مكان الطبع: بيروت لبنان
تاريخ الطبع: 1420 ق
الطبعة: اول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين
إياك نعبد وإياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين صدق الله العلي العظيم
سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: فاطمة
الأب: حزام بن خالد بن ربيعة الكلابي
الأم: ثمامة بنت سهل الكلابي
العشيرة: الكلبيّون، أو الكلابيون، عشيرة من العرب الأقحاح، شهيرة بالشجاعة والفروسية.
الكنية: أم البنين وأم العباس.
الولادة: علي الأرجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة.
الزوج: الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فقط.
الزواج: ليس هناك تاريخ محدد للأسف حسب التتبع الناقص، ولكن الأرجح أنه كان بعد سنة 24 للهجرة الشريفة، وذلك لأن الأمير عليه السلام تزوجها بعد إمامة بنت زينب.
الأولاد: العباس أبو الفضل، وعبد الله، وجعفر، وعثمان.. قتلوا جميعاً تحت راية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، حيث كانوا آخر من قتل، وآخرهم أفضلهم وهو أكبرهم أيضاً وهو العباس أبوالفضل عليه السلام حامل لواء أخيه الحسين عليه السلام، وساقي عطاشي كربلاء، وهو أشهر من نور علي جبل.
وقد ذكر التاريخ شيئاً مختصراً عن الشخصية المتكاملة لهذه السيدة الجليلة علماً وأدباً، حسباً ونسباً، عملاً وتقيً وعفّة، زهداً وإخلاصاً لوجه الله.. فقد كانت عارفة بحق أهل البيت عليهم السلام مُراعية لفضلهم، مفتخرة بأولادها وزوجها أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام علي أهل الدنيا وحقّ لها ذلك.
لقد ظلمها التاريخ وهذا شأنه مع أصحاب الرسالات، لأن التاريخ تاريخ حكام وملوك وبلاطات وظلمنا معها، لأننا لانستطيع أن نعرف الشيء الكثير عن هذه المرأة العظيمة، إلاّ قصة زواجها وإطراء عقيل لحسبها ونسبها، وبكائها علي الإمام الحسين
عليه السلام وأبنائها في المدينة المنورة بعد إستشهادهم عليهم السلام بكربلاء.
وقصة زواجها من أمير المؤمنين عليه السلام أنه أتي إلي أخيه عقيل وكان نسّابة أي كان عالماً بأنساب العرب وأخبارهم قائلاً: اختر لي امرأة ولدتها الفحولة من العرب، لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً يكون مع ولدي الحسين عليه السلام في كربلاء.. «فالعرق دساس كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام».
فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس منهم..
وبالفعل خطبها الإمام علي عليه السلام وتزوجها وأنجبت منه أربعة فرسان قتلوا مع أخيهم الإمام الحسين عليه السلام.
وعندما أتي الناعي بِشْر بن حذْلم حيث سبق ركب الإمام زين العابدين عليه السلام ونساء أهل البيت عليهم السلام فقد كانت أم البنين أول من خرجت لاستقباله، فسألته قبل كل شيء: عن الإمام الحسين عليه السلام؟
فدهش بشر حيث لم تسأله عن أولادها الأربعة.. فراح يعزيها بهم واحداً تلو واحد وهي تقول: يا هذا هل سمعتني أسألك عن أحدهم..؟
أخبرني عن ولدي الحسين عليه السلام.. إني أسألك عن الحسين عليه السلام فقد قطعت نياط قلبي، إن أولادي الأربعة ومن تحت السماء فداء لسّيدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام..؟!
وعندما أخبرها باستشهاده عليه السلام راحت تبكي وتندب وتُبكي كل من حولها من نساء ورجال المدينة المنورة.. فكانت تذهب كل يوم إلي البقيع وتخط أربعة قبور وتبكي بكاءاً شديداً وتنشد شعراً حزيناً عليهم عليهم السلام.
لا تستغرب هذا الوفاء وهذا الأدب من تلك العظيمة، فإنها تسأل عن الإمام الحسين عليه السلام وتسميه ولدها، وأنها غيّرت اسمها حفاظاً علي شعور أبناء فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين.
نعم.. وانطلاقاً من مبدأ الوفاء للأوفياء، وإحياء ذكري الأولياء..
انطلق سماحة المرجع الديني الأعلي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) لكي يصدر هذا الكرّاس عن هذه العظيمة المظلومة.
نسأل الله أن ينفعنا جميعاً ببركة أم البنين عليها السلام بهذا الكراس وأمثاله من الكتب الإسلامية الهادفة التي ما زال يفيضها سماحته، وقد تجاوزت الألف، ووفقنا جميعاً لمراضيه إنه نعم الموفَّق والمعين..
مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله للتحقيق والنشر
بيروت لبنان ص.ب: 5951/13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.
(أمُّ البنين) عنوان هذه الرسالة التي بين يديك، وقد كتبتها للإشارة بفضلها وسموّ مقامها بقدر معرفتنا القليلة بها، لأن التاريخ ساكت عنها إلاّ بقدر سمّ الخياط.
وهذا هو شأن تاريخ المعصومين عليهم السلام فكيف بذويهم، حيث أنه من زمن رسول الله صلي الله عليه و اله إلي زمن غيبة الإمام المهدي (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) كان المعصومون وذووهم عليهم السلام محارَبين من قِبَل من بيده السلطة والمال والسّلاح.
وهكذا شاء الله تعالي رعاية لقانون الأسباب والمسببات وقاعدة الامتحان وحتي يكون المتبع لهم عليهم السلام لا يريد إلاّ وجه الله سبحانه.
كما كان كذلك شأن الأنبياء السابقين من نوح وإبراهيم وموسي وعيسي وغيرهم (علي نبينا وآله وعليهم السلام)..
فإنا لا نعرف من (124) ألف نبي و(124) ألف وصيّ إلاّ القليل منهم حتي الإسم، وأما هؤلاء القلّة فلا نعرف عنهم أيضاً إلاّ شيئا قليلاً جداً، مما ذكر في القرآن الحكيم والسنّة المطهرة أو وصل إلينا بالقطع وذلك يسير.
بل لا نعرف عن نبي الإسلام صلي الله عليه و اله الذي هو نبيّنا وأقرب زماناً إلينا إلاّ النزر اليسير، حيث لا نعرف شيئاً عن سنيّه الأربعين قبل البعثة إلاّ الأقل من القليل مع أن مثل هذا
العظيم لابد وأن يكون له بهذه المدة الطويلة أحوالات تملأ الخافقين.
ومع الأسف إني لم أجد كتاباً عن أحوال النبي صلي الله عليه و اله بقدر الموسوعة التي ألّفت عن (غاندي) زعيم الهند، حيث كتبوا حوله (ثلاثمائة) مجلّد.
كما لم نجد الكتب التي ألفت حوله صلي الله عليه و اله بقدر ما كتب حول (الإقبال) المعروف، فقد كتبوا حوله خمسة آلاف كتاب ودراسة، فهل نعرف حوله صلي الله عليه و اله خمسة آلاف كتاب؟ وهو صلي الله عليه و اله لا يمكن أن يقاس بأحد أو يقاس به أحد!!
وعلي أي حال فما لا يدرك كلّه لا يترك كله، ومن هنا كتبت هذه الكراسة الصغيرة بقدر استطاعتي، لعلها تكون خدمة بالنسبة إليها عليها السلام، كما قال صلي الله عليه و اله: «من ورّخ مؤمناً فقد أحياه».
قم المقدسة
شعبان 1419ه
محمد الشيرازي
تزوّج أمير المؤمنين علي عليه السلام حسب وصية فاطمة (سلام الله عليها) ب (أمامة) بنت زينب أختها.
ولم نعرف شيئاً يذكر عن (أمامة) ولا عن زينب باستثناء قصة الهجرة وبضع قصص أخري قليلة مقتضبة جداً.
وبعدها تزوّج الإمام علي عليه السلام ب (أم البنين) حيث عرّفها له أخوه كما في قصة مشهورة، وبعد علي عليه السلام لم تتزوّج أم البنين (سلام الله عليها) بأحد، مع أنه كان من المتعارف في الإسلام زواج من مات زوجها بإنسان آخر.
نعم الرسول صلي الله عليه و اله كان مستثني عن هذه القاعدة بالنص، قال تعالي: ?وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا?، وهل كان أمير المؤمنين علي عليه السلام كذلك بما لم يصل إلينا، أو هي عليها السلام لم ترض بالزواج؟ لانعلم.
فقد شرَّع الإسلام تزويج كل امرأة وكل
رجل توفي أحدهما سواء كان ذلك في ابتداء أمرهما أو لم يكن
هذا شيء لم يكن قبل الإسلام ولا بعد مضي أيام عز المسلمين إلاّ القليل ممن استمرّ في الالتزام بالشريعة المقدسة، فإذا مات أو قتل أو طلق الزوج تزوجت ثانياً وهكذا.. كما ورد في جعفر عليه السلام..
وحمزة عليه السلام، وغيرهم.
..وقد قرأت عن (مصر) أن فيها اليوم خمسة عشر مليون شاباً وشابة في سن الزواج ولكنهم لم يتزوجوا بعد!، ونفوسها ستون مليوناً.. ولا نعلم كم عدد الأرامل ومن أشبه.
نعم قرأت عن بلد آخر أن فيه سبعة ملايين أرملة.
والله العالم عن كثرة الانحراف وعدد المنحرفين والمنحرفات من البنين والبنات مما يضرّ دينهم ودنياهم، فإن غير المتزوّج من الرجال والنساء يصاب بالأمراض المختلفة كما هو المشاهد وقد قرره الطب.
أما بالنسبة إلي عدم زواج زوجات الرسول صلي الله عليه و اله من بعده فمن المعلوم أهمية ذلك، وأنه من مختصاته صلي الله عليه و اله.
فكان عدم زواجهن أهم من زواجهن، والشارع المقدَّس يقدم الأهم كلما دار الأمر بينهما.
والظاهر أن أم البنين (سلام الله عليها) لم ترزق من أمير المؤمنين علي عليه السلام بإناث حسب ما سجله التاريخ.
الشيء القليل الذي نعرفه عن أم البنين عليها السلام مرتبط ببعض الماديات وما أشبه، كنسبها وزواجها بعلي أمير المؤمنين عليه السلام وأولادها الأربع وشيء عن أدبها الجم وبعض قضاياها بعد قصة كربلاء …
أما مقدار معنوياتها العالية، ومدي معرفتها وعلومها.. فلم نعلم منه شيئاً يذكر.
نعم يمكننا المعرفة الإجمالية عبر رؤية بعض الآثار..
فمثلاً ورد في أحوال السيدة المعصومة عليها السلام أن من زارها عارفاً بحقها وجبت له الجنة..
وهذا شيء لا تصل إلي معرفة كنهه عقولنا، فما كان لهذه السيدة العظيمة من الواقعية والمعنوية والقرب
من الله عز وجل حتي أنه سبحانه قرر الجنة لمن زارها؟!
نعم هذه الرواية وأمثالها تدلّنا علي مدي عظمتها ولو إجمالاً..
وهكذا بالنسبة إلي ما للسيدة الجليلة أم البنين عليها السلام من المعنوية العالية والمقام العظيم.. حيث يمكننا أن نحسّ بشيء من ذلك عبر ما نراه من الآثار المترتبة علي التوسل بها وجعلها شفيعة عند الله عزّوجل في قضاء الحوائج..
فإن النذر لها يحل المشاكل الكبيرة التي هي بحاجة إلي الإمداد الغيبي من الله سبحانه، كشفاء المرضي الذين لا شفاء لهم حسب الظاهر، وإعطاء الأولاد لمن لم يرزق ولداً، ودفع البلايا وغير ذلك..
وهذا مما عليه ألوف القصص من المشاهدات والمنقولات، والسبب لا يكون إلا معنوية رفيعة لهذه السيدة الجليلة يقصر ذهننا عن دركها.
ثم إنا لا نستوعب كثيراً من الماديات،ونحن منها …
فما هي الجاذبية؟.
وما هو الكهرباء؟
وما هو تأثير الإرادة القلبية في الأشياء؟
وألف شيء.. وشيء..
فكيف لنا بالمعنويات التي نحن بمعزل عنها، وحتي عن أولياتها؟
إن ذهاب الفلاسفة إلي العقول العشر، والمادية الديالكتيكية، وما أشبه.. من الأمور الواضحة البطلان، دليل بيِّن علي أن الإنسان لا يمكنه أن يستوعب الماديات الواضحة، فكيف بالمعنويات التي هي فوق طاقة الإنسان وقدرته؟.
ولعل في زمان ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) حيث يضاف (25) حرفاً علي ما بيد الإنسان اليوم من العلوم، فإنها لا تتجاوز الحرفين فقط يظهر بعض الأمور المعنوية بإذنه سبحانه.
لا شك في أن المرأة كالرجل إلاّ أن ?للرجال عليهن درجة? كما ذكره القرآن الحكيم.
أما ما نشاهده اليوم من تأخر المرأة.. سواء بإيقاعها في الفساد كما في الغرب، أو بحصرها في بيتها كما في بعض بلاد الإسلام، فهي نتيجة عدم جريان القانون الإلهي عليها، إما بسببها نفسها، أو بسبب الرجل، أو الأنظمة
الحاكمة، أو الاستعمار، أو ما أشبه..
ولذا نشاهد أن المرأة في أول الإسلام حيث طبق النبي صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين علي عليه السلام حكم الإسلام كانت تسير جنباً إلي جنب الرجل:
فالزهراء (سلام الله عليها) كانت تعمل لإدارة البيت مع المشاق الموجودة حينذاك من الكنس، والسقي، ومتح الماء، وخياطة الثياب، والخبز، والخطابة داخل البيت وخارجه لأجل إحقاق الحق، والعبادة، والتأليف، وتربية الأولاد، وجعل البيت مدرسة لتعليم النساء، وغيرها من الأعمال..
وكذلك كانت ابنتها زينب عليها السلام.
والسيدة أم البنين (سلام الله عليها) هي كذلك، فكانت مدرسة في مختلف أبعاد الحياة كما يظهر من التاريخ علي قلة ما ورد عنها وعدم استيعابه.
نعم لا إشكال في أن للمرأة بعض الخصوصيات والميزات، جعلها الله فيها بحكمته الدقيقة في سنن الحياة، فهي تمتاز علي الرجل في درجات العطف والحنان كما تختص بمراحل الحمل والرضاع، فإنها وإن اختلفت عن الرجل في بعض ما يرتبط بالخلق كأنوثتها وبعض أحكامها الخاصة، إلاّ أن القاعدة العامة بين الرجل والمرأة التساوي إلاّ ما خرج بالدليل، وقد حمّل الرجل الأمور الخشنة كالجهاد وما أشبه مما لا تناسب المرأة فإنها (ريحانة وليست بقهرمانه) كما ورد في الحديث الشريف.
وإني رأيت في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة حيث كنا قيام المرأة بكثير من الشؤون وفي مختلف جوانب الحياة.
فكان في النجف الأشرف (سوق النساء) وذلك قرب الصحن الشريف عند الطمّة وكان يشتري منها النساء والرجال.
وكان في كربلاء المقدسة أربعة أسواق لهن، في (الزينبية) و(باب الخان) و(السلالمة) و(شارع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام).
وكانت النساء تشترك مع الأزواج في رعي الأغنام وإدارة البساتين والغزل والخدمات البيتية والخدمات الخارجية مع محافظتهن علي الحجاب الإسلامي والشؤون الدينية.
هذا، ومن لاحظ تاريخ المرأة قبل الإسلام وقرأ
أحوال المرأة في الغرب والشرق إلي يومنا هذا، يري عظيم اهتمام الإسلام بالمرأة، وكيف أعطاها حرياتها وكرامتها وعزها وشرفها، وكيف أخذ بيدها إلي ما يمكنها من التقدم في مختلف مجالات الحياة، حتي قال رسول الله: (طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة).
وفي قصة كربلاء وقضية عاشوراء التاريخية قدمت ام البنين عليها السلام الي الله عزوجل أولادها الأربع، حيث استشهدوا بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
أما هي بنفسها (سلام الله عليها) فلماذا لم تأت إلي كربلاء؟
لم يذكر التاريخ السبب في ذلك حسب التتبع الناقص، فلعلها كانت مريضة كما حكي عن فاطمة الصغري أو مشتغلة برعاية أولاد بنيها، أو غير ذلك مما علمه عند الله سبحانه.
الإمام علي عليه السلام كان كفواً لفاطمة (سلام الله عليها) وفاطمة عليها السلام كانت كفواً لعلي عليه السلام، كما ورد في الأحاديث:
قال الإمام الصادق: «لولا أن الله خلق أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن لفاطمة كفؤ علي وجه الأرض آدم فمن دونه».
وفي بعض الروايات تساويهما في الفضيلة بعد الرسول صلي الله عليه و اله.
وهما (عليهما السلام) في المعنويات قبل الإمامين الحسن والحسينo، وبعدهما الإمام المهدي (عجّل الله تعالي فرجه الشريف)، وبعده الأئمة الثمانية (صلوات الله عليهم أجمعين).
هذه هي درجات الفضل حسب ما يستفاد من الروايات، والعلم عند الله.
وبعد أن تزوج أمير المؤمنين عليه السلام بكفوه فاطمة (سلام الله عليها)، كانت أمامة حفيدة الرسول صلي الله عليه و اله زوجة له عليه السلام، وإن كان بينها وبين الإمام علي عليه السلام بون شاسع.. فإنه عليه السلام أفضل الخلق بعد رسول الله صلي الله عليه و اله.
وبعدها جاءت فاطمة أم البنين (سلام الله عليها)، ولها من الفضل والرفعة المعنوية ما لا يسعنا علمه، وإن كانت دون المعصوم عليه السلام وحتي دون من لهم العصمة الصغري كالسيدة زينب والسيدة المعصومة والسيدة نرجس (عليهنَّ الصلاة والسلام).
ومسألة الكفؤ من أهم ما يلزم ملاحظته في الزواج، والمقصود به ما بينته الروايات مثل:
«إذا جاءكم من ترضون خلقه
ودينه فزوِّجوه».
والرسول الأعظم صلي الله عليه و اله حرّض كل رجل وامرأة بالزواج من الكفؤ الشرعي، باختيار كل واحد للآخر حسب الملاك المذكور: (ترضون خلقه ودينه).
وهذه القاعدة تجري في الطرفين: الزوج بالنسبة إلي الزوجة، والزوجة بالنسبة إلي الزوج، وقد ذكرنا تفصيل الكلام عنه في بعض كتبنا.
فكانت أم البنين (سلام الله عليها) قد بلغت درجة من الفضل والكمال حيث رضي أمير المؤمنين عليه السلام بخلقها ودينها، فأقدم علي الزواج منها.. أما العكس فهو أوضح من أن يذكر.
لا يقال: كيف يحرّض الرسول صلي الله عليه و اله علي ما تقدم وعلي البكارة، ثم لم يلتزم هو بما ذكره؟.
لأنه يقال: كان عمل الرسول صلي الله عليه و اله وفقا لقاعدة (الأهم والمهم)، ومن المعلوم أن تلك القاعدة مقدمة علي غيرها علي ما ذكروه في الأصول وقد أشرنا في (الفقه: كتاب النكاح) إلي وجه اختيار الرسول صلي الله عليه و اله أزواجه.
وكانت أم البنين (سلام الله عليها) في غاية الأدب والأخلاق، فقد قالت لعلي أمير المؤمنين عليه السلام، لا تسمني فاطمة!، لأن الحسن والحسين وزينب وام كلثوم عليهم السلام يتذكرون أمهم ويتأثرون بذلك، ولذا سمّاها عليه السلام ب (أم البنين) علي ما هي العادة عند العرب من الكنية لا باعتبار الانطباق الخارجي، بل باعتبار الانتخاب، والله سبحانه رزقها أربعة أولاد (مثل بدور الدجي) فصاروا مفخرة البشرية إلي يوم القيامة.
كانت دور الرسول صلي الله عليه و اله وعلي أمير المؤمنين عليه السلام وآلهما (صلوات الله عليهم أجمعين) بطبيعتها دورا للتزكية والتعليم والتربية للبشرية جمعاء.
وقد سجل التاريخ بعض ذلك.. كما وردت الروايات بالنسبة إلي الزهراء عليها السلام فكانت تعلم الأحكام الشرعية وما أشبه للنساء.
وهكذا بعض زوجات الرسول صلي الله عليه
و اله.
ومن الطبيعي أن تكون دار الإمام علي عليه السلام وفي حين وجود أم البنين (سلام الله عليها) فيها، مدرسة للتعليم والتزكية.
فإن الرسول صلي الله عليه و اله ربّي المسلمين ذكوراً وإناثاً علي ترك البطالة، والاشتغال الدائم في أمور الدنيا والآخرة..
حتي أن معاوية لما أبطأ في حضوره عند الرسول صلي الله عليه و اله عندما طلبه، قال صلي الله عليه و اله: «لا أشبع الله بطنه» حيث أخبر بأنه مشغول بالأكل والأكل..
وهل كانت أم البنين مع الإمام عليه السلام في الكوفة إلي حين استشهاده؟.
لا نعرف ذلك..
وربما يقال: إنها لم تكن مع الإمام عليه السلام وإلا لحدثنا التاريخ به، فعدم الوجدان في هكذا موارد دليل علي عدم الوجود.
فإذا لم تكن معه عليه السلام فما هو السر في ذلك، ولماذا لم يُحضرها الإمام عليه السلام معه؟ مع أنه قد اصطحب بعض أولادها كما ذكره التاريخ، فهل بقيت لتبقي دار الإمام بحضورها مدرسة لتعليم البنات وتربية النساء..؟
لا شك أن بيت الإمام عليه السلام كانت بحضورها كذلك.
إن التاريخ المدوًّن لم يذكر إلا جزء صغيرا جدا من أحوال أصحاب الرسول صلي الله عليه و اله رجالا ونساءً..
فلم يرد الكثير عن اللاتي كن في أطرافه صلي الله عليه و اله: في حجّه وعمرته، وحربه وسلمه، وسفره وحضره، كما لم يذكر التاريخ التفصيل عن حياتهن وأعمالهن وأدوارهن.
ومن الواضح أنه لم يذكر دور أم البنين عليها السلام وعملها بعد قصة كربلاء بالشكل الكامل، نعم إنما ذكر بكاؤها وندبتها علي أوجز وجه.
بل الأمر يتعداها إلي مريم الطاهرة عليها السلام، وخديجة الصديقة عليها السلام، وفاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام وغيرهن من النساء الصالحات المؤمنات..
ومع كل ذلك فقد بقي الشيء القليل القليل من أحوالهن
بما هو مذكور في بعض التواريخ أو الروايات، وفي هذا القليل: الكثير الكثير لمن أراد أن يتذكر أو يخشي.
ومما يستفاد من ذلك: إن الإسلام لم يخص عمل المرأة بالدار، كما يظهر مما ورد في قصة الزهراء (سلام الله عليها) وخطبتها في المسجد واحتجاجها، وإن كان قد ورد بالنسبة اليها عليها السلام القليل أيضاً وتفصيل الكلام في (الفقه).
قال الإمام الصادق عليه السلام: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).
إن إحياء ذكري أم البنين عليها السلام وذكري المعصومين عليهم السلام وذويهم ومن إليهم، كالعلماء والصالحين والصالحات، من أهم ما يلزم، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته.
فمثلاً في ذكري أم البنين (سلام الله عليها) تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة، الحافظة لنفسها، الذاكرة لله واليوم الآخر، المديرة لبيتها،المراعية لحقوق زوجها، المربية لأولاد صالحين و..
فتتعلم منها وتقتدي بها، فلا تكون مبعثرات ولاساقطات ولامهملات في الحياة الزوجية أوفي تربية الأولاد كما هو المشاهد في يومنا هذا.
وبذلك تسعد المرأة التي تلقت الدروس من مدرسة أم البنين عليها السلام واتبعتها، ويسعد بها غيرها من أولادها وذويها، فيكون الإحسان عائداً لنفسها قبل غيرها، قال سبحانه: ?إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها?.
ولا شك أن ذكري أم البنين عليها السلاموذكري العظماء رجالاً أو نساءً، موجب للأجر والثواب فقد ورد: «من ورّخ مؤمناً فقد أحياه»، فكما أن إحياء الإنسان يوجب الخيرات، كذلك إحياء ذكراه،قال تعالي: ? ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب?.
بالإضافة إلي أن ذكري الأخيار والخيّرات تملأ النفس الإنساني بالصحيح النافع والمنهج المسعد، والعكس بالعكس، وعندئذٍ تعكس النفس التي تلقت الذكري شيئا من تلك الأسوة.. إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وهذا تكليف علي كل
إنسان بقدر وسعه، قال سبحانه: ?لايكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها?.
وقال الشاعر:
وكل إناء بالذي فيه ينضح
وقد ذكر العلماء بأن حال النفس حال المعدة، فتملأ تارة بالطعام الصحيح وتارة بالفاسد، وملؤها بالصحيح يصلح لها الدين والدنيا، وملؤها بالفاسد يفسد عليها الدين والدنيا.. في الفرد والمجتمع.
فالذهن يجب أن يملأ بالعقيدة، إما الصحيحة وإما الفاسدة، فإذا لم يمتلأ بالعقيدة الصحيحة امتلأ بالباطلة، وهكذا حال العادة صحيحة كانت أو باطلة.
وعلي أي فسيرة العظيمات تربي العظيمات،، بل وحتي العظماء في الأمور المشتركة كالعبادة والزهد والتقوي، فسيرتهن تربية للرجال والنساء.. والبنين والبنات.. للبشرية جمعاء.
كان أولادها الأبطال أبناء أمير المؤمنين عليه السلام وقد استشهدوا جميعاً في نصرة أخيهم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء يوم عاشوراء.
أكبرهم وأفضلهم: (العباس) عليه السلام ويكنّي ب (أبي الفضل) وهو آخر من قتل من الأربعة، حيث قدَّمهم بين يديه فقتلوا جميعاً.
وقد كان للعباس عليه السلام عقب ولم يكن لأخوته الثلاثة، وكان رجلاً جميلاً حتي لقّب ب (قمر بني هاشم).. وكان شجاعاً جسيماً بحيث يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان الأرض خطاً، وكان لواء الإمام الحسين عليه السلام معه يوم استُشهد، ولقِّب ب (السقّاء) لأنه استسقي الماء من الأعداء لأخيه الحسين عليه السلام وعائلته ولكن قُتل قبل أن يوصل الماء إليهم، وكان قد جاء بالماء من نهر علقمة، وقد رأيت أنا هذا النهر قبل نصف قرن في طريق بغداد مبتعداً عن كربلاء بمقدار نصف فرسخ، كذا قالوا بأنه نفس ذلك النهر.
وقد ذكر أصحاب المقاتل شيئا عن بطولة أولاد أم البنين ومواساتهم للإمام الحسين عليه السلام وكيفية استشهادهم، فقالوا:
إنه لما رأي العباس عليه السلام كثرة القتلي في أهله وفي أصحاب الحسين عليه السلام بالنسبة إلي عددهم القليل قال لأخوته
الثلاثة من أبيه وأمه،عبد الله وجعفر وعثمان:
«يا بني أمي تقدموا للقتال، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيدكم حتي تستشهدوا دونه، وقد نصحتم لله ولرسوله».
فقاتل عبد الله وعمره خمس وعشرون سنة فقتل بعد قتال شديد.
ثم تقدم جعفر بن علي عليه السلام وعمره تسع عشرة سنة وقاتل قتال الأبطال حتي قتل.
ثم تقدم عثمان بن علي عليه السلام وعمره إحدي وعشرون سنة وقاتل قتالاً شديداً حتي قتل.
وكان الإمام الحسين عليه السلام يحملهم من أرض المعركة إلي الخيمة كما جرت العادة في ذلك اليوم، ولكنه عليه السلام لم ينقل العباس عليه السلام وتركه في مصرعه حيث ضريحه الآن، وذلك لأسباب مذكورة في مظانها.
وكان كل واحد من أولاد أم البنين يرتجز عند القتال بما هو مذكور في كتب المقاتل.
ولما وصل خبر استشهادهم إلي أمهم أم البنين في المدينة المنورة بكتهم بكاءً مرّاً، لكن كان بكاؤها لهم أقل من بكائها علي الحسين عليه السلام وذلك في قصة مشهورة.
وهذا الموقف المشرف من السيدة أم البنين عليها السلام يدلّ علي علوّ معرفتها بالإمام عليه السلام..
ورد في الحديث القدسي: (عبدي أطعني أجعلْك مثلي أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما امرتك تقول للشيء كن فيكون).
ومن هنا تنشأ معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء عليه السلام، والفرق بينهما أن الأولي علي سبيل التحدي، بخلاف الثانية فإنها علي سبيل إظهار فضل الوليّ أو ما أشبه.
وأم البنين (سلام الله عليها) صاحبة الكرامات الكثيرة التي نقلت عنها متواتراً وشوهدت كذلك، وذلك بالنذر أو التوسل بها لتشفع عند الله.. بإهداء ختمة أو قراءة القرآن الكريم لها أو ما أشبه.
وقد سمعت طيلة حياتي كثيراً من كراماتها المتواترة ولا يسع المقام لبيانها.
هذا ومن الواضح أن قوانين الكون وهي لا تعد ولا تحصي إنما
هي بأجمعها بإرادة الله سبحانه، والكرامة خارقة للقانون الكوني العام، وهي تدخل تحت قانون المستثنيات، فتكون أيضاً بإرادته تعالي، فالإرادة تشمل المستثني والمستثني منه كما لايخفي..
فمن جعل النار محرقة جعلها برداً وسلاماً..
ومن جعل الماء لازماً لتساوي السطوح جعله فرقاً فرقاً كل فرقة كالطود العظيم..
ومن جعل القلب حينما يتوقف تسقط الأعضاء وأجهزة البدن عن العمل، جعله يرجعه إلي التحرك.. بإحياء الموتي.
وهكذا في سائر المعجزات والكرامات.
من غير فرق بين أن يكون الفاعل نبياً أو وصياً، حياً كعيسي عليه السلام أو متوفياً كنبي الإسلام صلي الله عليه و اله.
وهكذا الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام والإمام المهدي (عجّل الله تعالي فرجه الشريف).وليس الأمر خاصاً بهم عليهم السلام، بل يشمل النساء الطاهرات، معصومة وغيرها أيضاً، كفاطمة الزهراء والسيدة زينب (عليهما السلام) بل وحتي العلماء ومن إليهم كما مرّ في الحديث القدسي.
ثم إنه ليس باختيار الإنسان نفسه أن يصبح نبياً أو إماماً وإنما ?الله أعلم حيث يجعل رسالته?.
أما أن يصبح ولياً من أولياء الله كالمقدَّس الأردبيلي (قدس سره)، والسيد بحر العلوم (قدس سره)، فهو باختيار الإنسان وذلك بتطبيقه ما تقدم من قوله تعالي في الحديث القدسي: (عبدي أطعني … ).
ولو سمح التوفيق لبعض الأفاضل ليؤلّف كتاباً حول كرامات أم البنين عليها السلام المذكورة، فمن غير البعيد أن يجمع أكثر من ألف كرامة بإذنه سبحانه؛ قال عزّ وجل: ?والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين?.
زيارة قبر أم البنين (سلام الله عليها) لها أجر وثواب عظيم فإن زيارة قبور المؤمنين والمؤمنات لها ثواب كثير، وقد ورد التأكيد علي ذلك في الروايات، فكيف بزيارة مثل قبرها.
وهي عليها السلام في المدينة المنورة في البقيع، ويلزم علي المسلمين بناء قبور أئمة البقيع
وقبور هؤلاء الصالحين والصالحات بأحسن ما يمكن ويناسب مقامهم العالي.
ومن الواضح أن تراب قبرها الطاهر له الأثر الخاص، طبعاً لاكأثر تراب قبور الأئمة المعصومين والأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، فإن مجرّد كونه تراباً لمثل قبرها له حيثية رفيعة كما هو واضح.
ولا يبعد بقاء جسدها عليها السلام في القبر.. وإن لم أجد لذلك نصاً، فإنه يعرف بالأشباه والنظائر:
فقد بقي جسد (بي بي حياة) المجاهدة مع الفتح الإسلامي في (يزد) إلي هذا اليوم.
وجسد حذيفة إلي زماننا في (بغداد) وذلك في قصة حدثت لقبره.
وغير ذلك مما هو كثير وكثير..
قال سبحانه عن السامري: ?فقبضت قبضة من أثر الرسول? مع أنه كان تراب حافر فرس جبرئيل عند بحر مصر في قصة مرور موسي عليه السلام..
فإذا كان ذلك التراب له هذا الأثر العظيم حتي جعل ?عجلاً جسداً له خوار? فمن الواضح أثر تراب قبرها عليها السلام (فإن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد).
وإذا انتهي دور هدم البقاع المتبركة في مكة المكرمة والمدينة المنورة بإذنه سبحانه، ولا يبعد أن يكون قريباً حسب القرائن والشواهد، يلزم بناء ضريح وقبة علي قبرها أيضاً كما كان قبل الهدم، بل بما يناسب اليوم.
ولو زارها عليها السلام الإنسان وإن لم أجد زيارة خاصة لها، وصلّي عند قبرها ركعات لا بعنوان الورود قربة إلي الله سبحانه وأهدي ثوابها لها، كان مشمولاً لما دلّ من إهداء أمثال الصلاة للمؤمنين والمؤمنات مما ورد به النص.
ويجري مثل ذلك في سائر قبور الطاهرات المؤمنات كأم النبي صلي الله عليه و اله، والسيدة خديجة عليها السلام، والسيدة زينب (سلام الله عليها) والسيدة نفيسة (سلام الله عليها) ومن أشبه.. والله ولي التوفيق.
مما يلزم علي الإنسان أن يتطلب الآخرة دائماً وذلك بابتغاء الوسيلة التي عينها الله تعالي كما قال سبحانه: ?وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا?.
فالدار الآخرة هي كل شيء، أما الدنيا فللإنسان فيها نصيب قليل قليل ?فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل?.
ومن الواضح أن تسميته قليلاً إنما هو بمنطقنا، وإلا فالدنيا بالنسبة إلي الآخرة لا شيء، كيف والدنيا خمسون سنة مثلاً، والقبر إلي القيامة ربما يكون أكثر من مليارات السنين كما ذكروا مثل ذلك في قدر عمر الشمس، والحشر فقط خمسون ألف سنة مما تعدّون، قال تعالي: ?تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة?.
وقال عزوجل: ?وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون?.
وقال سبحانه: ?ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدّون?.
فاللازم علي الإنسان أن يغتنم الحياة بكل جد لتحصيل الآخرة الفضلي بسببها وإلا كان خاسراً أعظم خسارة بما لا تقدّر:
?قل إن الخاسرين الذين خسروا
أنفسهم وأهليهم يوم القيامة?.
وفي الحديث: إنه لو أمكن للإنسان أن يموت في الآخرة لمات المذنب من الحسرة.
إن ما يمكننا مما يرتبط بالسيدة أم البنين عليها السلام كعمارة قبرها، ونشر فضائلها، والنذر من أجلها، وزيارتها، وإهداء قراءة القرآن والصلاة وسائر المقرّبات لها، والتأسّي بها، والإهتمام بشؤونها في كل الأبعاد، كلها مما يوجب الحصول علي ثواب الآخرة الذي لازوال له ولا اضمحلال، إذا عمل بها الإنسان خالصاً لله وللدار الآخرة، بالإضافة إلي الحصول علي ما يترتب عليها من الآثار الوضعية كاستجابة الدعاء وما أشبه.
وهذا صادق بالنسبة إلي سائر أولياء الله من الأنبياء والأوصياء وذويهم والعلماء والصالحين.
فعلي الإنسان أن يتخذ من الدنيا الطريقية إلي الآخرة وثوابها ويجعل ذلك ملكة لنفسه في كل أخذ وعطاء.. وقبول ورد.. وتحرك وسكون.. حتي لا يقول في الآخرة ?يا حسرتي علي ما فرّطت في جنب الله?.
فإن كل شيء لا يحصل الإنسان علي الأفضل منه بسبب أعماله ونواياه يكون حسرة عليه، وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (بأفضل ما عندكم من الأعمال).
وقبل ذلك قال سبحانه: ?وفي ذلك فليتنافس المتنافسون?.
وقال تعالي: ?سابقوا?.
وقال سبحانه: ?سارعوا?.
إلي غير ذلك من الآيات والروايات.
إن مؤامرات الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، تنال الكثير من الأشياء والأشخاص..
ومن هنا لا نعلم شيئاً عن سبب وفاة السيدة أم البنين عليها السلام، مع العلم بأنها كانت تفضح بني أمية الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام..
وقد أسس معاوية جند العسل وقتل به مالك الأشتر (رضوان الله عليه) وكثيراً من الأبرياء بالسم.. حتي صار عادة فيهم وفي العباسيين والعثمانيين من بعدهم.
فقد ورد في التاريخ أن هارون قتل السيد الإدريسي به، وهكذا قتل المأمون السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) كما رأيته في أحد التواريخ.
بل
أصبح ذلك مما تعارف واعتاد عليه الطغاة، كما يفعل (سينوهه) من قتل بعض الحكام، وكقتل بعض رجال البلاط للفتيات الجميلات بالسم وذلك بعد الزنا بهن، وقد قتلوا (شجرة الدر) في الحمام بوسائل غير إنسانية!!
وإني أحتمل أن السيدة زينب عليها السلام قتلها الأمويون بالسم، وإن لم أجده في تاريخ، لكنه يستفاد ذلك من مختلف الشواهد والقرائن غير الخفية علي من تأمل في ذلك.
نعم السيدة الجليلة فاطمة الزهراء عليها السلام ماتت شهيدة بلا شك، فإنها لم تمت إلاّ بنعل السيف وكسر الضلع ونحوه.. كما ورد عنهم عليهم السلام.
وقد شاهدنا في زماننا أمثال صدام وهدام يقتلون الناس بالسم!..
كما قتل صدام المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي، والسيد محمد الحيدري وغيرهما من الخطباء والعلماء بقهوة مسمومة أو لبن مسموم أو حنطة مسمومة أو ما أشبه، في قصص متواترة.
ولكن منهاج الأنبياء عليهم السلام كان علي خلاف ذلك تماماً، وهو عندهم من أشد المحرمات، حتي خائنة الأعين كما قاله الرسول صلي الله عليه و اله في قصة (حَكَم).
والبحث في هذا الباب طويل لسنا بصدده رعاية للمقام، وإنما أردنا الالماع إلي ما ذكرناه من الاحتمال ومن الفرق بين منهاج الأنبياء عليهم السلام ومن إليهم، ومنهاج الطغاة الذين لا يرعوون عن شيء في سبيل حكمهم ومالهم، بل وجنسهم..
قال الشاعر:
ملكنا فكان العفو منا سجية ولمّا ملكتم سال بالدم أبطح
بحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح
وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يوفقنا للتأسي بهؤلاء الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في مختلف الأمور الدينية والدنيوية، قال تعالي: ?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة?، فان قاعدة التأسي تجري فيه صلي الله عليه و اله، وهكذا في أهل بيته ومن يتعلق بهم من الأولياء الصالحين.
وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب، والله الموفق للصواب.
سبحان ربِّك ربّ العزة عما يصفون، وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.
قم المقدسة
28 شعبان 1419ه
محمد الشيرازي
• القرآن الكريم
• أسد الغابة/ ابن أثير
• أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين
• البقيع الغرقد / الإمام الشيرازي
• التهذيب / الشيخ الطوسي
• الحجاب الدرع الواقي / الإمام الشيرازي
• الحسين عليه السلام قتيل العبرة / الشيخ عبد الزهراء الكعبي
• الخرائج والجرائح / الراوندي
• السيدة زينب عالمة غير معلَّمة / الإمام الشيرازي
• الشباب / الإمام الشيرازي
• الكافي / الشيخ الكليني
• الكني والألقاب / المحدث القمي
• اللهوف في قتلي الطفوف / السيد بن طاووس
• المعجم الوسيط
• الموسوعة العربية الميسرة
• بحار الأنوار/ العلامة المجلسي
• تذكرة الخواص / ابن جوزي
• تفسير العياشي / العياشي
• ذيل المذيّل / الطبراني
• سفينة البحار / المحدث القمي
• شرائع الإسلام / المحقق الحلي
• عوالم العلوم / البحراني
• عيون أخبار الرضا عليه السلام / الشيخ الصدوق
• غوالي اللئالي / الاحصائي
• قرب الإسناد / الحميري.
• كشف الغمة / الإربلي
• كلمة الإمام الجواد عليه السلام / الشهيد الشيرازي
• كلمة السيدة زينب / الشهيد الشيرازي
• كلمة الله / الشهيد الشيرازي
• كمال الدين / الشيخ الصدوق
• مجلة (الرأي الآخر)
• مجموعة ورام (تنبيه الخواطر ونزهة النواظر)
• معالم الزلفي / السيد البحراني
• مقاتل الطالبيين / ابو الفرج الأصفهاني
• مقتل الإمام الحسين
عليه السلام / الخوارزمي
• مقتل الحسين عليه السلام / السيد المقرم
• منتهي الآمال / المحدث القمي
• موسوعة الفقه: كتاب القانون / الإمام الشيرازي
• موسوعة الفقه: كتاب النكاح / الإمام الشيرازي
• موسوعة الفقه: من فقه الزهراء عليها السلام / الإمام الشيرازي
• نقد الفلسفة الديالكتيكية / الإمام الشيرازي
- سَمّ الخياط: أي ثقب الإبرة، لأن السَمَّ هو الثقب والخياط بالكسر: الإبرة، راجع لسان العرب مادة (سمم).
- (مهاتما غاندي) دعا إلي تحرير بلاد الهند من الأجانب لا بالقوي المسلّحة ولكن بالمقاومة السلميّة، مات قتلاً سنة 1948م.
- محمد إقبال: (توفي سنة 1938م) شاعر وفيلسوف باكستاني.
- سفينة البحار: ج2 ص641 مادة (ورخ) وفيه: (من ورَّخ مؤمناً فكأنّما أحياه).
- راجع منتهي الآمال: ج1 ص270 الطبعة المعرّبة وفيه: «يا بن عم، أوصيك أولاً أن تتزوج بعدي بابنة أختي أمامة فإنها لولدي مثلي، فإن الرجال لابد لهم من النساء». وقد تزوّج الإمام عليه السلام بأمامة بعد تسعة أيام من وفاة الزهراء عليها السلام كما ذكر ذلك الشيخ المفيد (قده) وروي عنه الشيخ المجلسي (قده).
- قال الطبراني في (ذيل المذيّل): إن زينب توفيت في أول سنة 8 من الهجرة وكان سبب وفاتها: أنها لما خرجت من مكة إلي رسول الله صلي الله عليه و اله أدرجها هبّار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فيما قيل فسقطت علي صخرة فأسقطت فاهراقت الدم فلم يزل بها وجعها حتي ماتت. راجع ذيل المذيل: 3.
- كقضيّة أنها لما رأت رسول الله صلي الله عليه و اله والكفّار يؤذونه وهو يدعوهم إلي عبادة الله والإيمان، فلما ارتفع النهار وابتعد عن الناس أقبلت تحمل قدحاً ومنديلاً وقدمتهما لرسول الله صلي الله عليه و اله راجع: أسد الغابة: ج5 ص467.
- حيث قال
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لأخيه عقيل ذات يوم: أنظر لي امرأة قد ولدَّتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً، فقال له: تزوّج بنت حزام الكلابي فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها.
- سورة الأحزاب: 53.
- حيث ان أسماء بنت عميس كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب فولدت له في هجرتهم الي الحبشة محمد بن جعفر وعبدالله وعوناً، ثم هاجرت معه الي المدينة، فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر، ثم مات عنها فتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فولدت له يحيي بن علي.
- اختلف في زوجة حمزة فقيل انها (سلمي بنت عميس الخثعمية) وقيل (اسماء بنت عميس) وقيل (زينب بنت عميس) والأول أقوي، فولدت له أمة الله وقيل امامة، ثم تزوجها بعد قتل حمزة، شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد الله وعبد الرحمن.
وعن الصدوق في الخصال: ص363 ح55: (عن أبي جعفر عليه السلام: رحم الله الأخوات من أهل الجنة، فسماهن: أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن أبي طالب، وسلمي بنت عميس الخثعمية وكانت تحت حمزة… الحديث.
راجع أعيان الشيعة ج3 ص473، و306. والإصابة في تمييز الصحابة: ج4 ص332 الرقم 566، الطبقات الكبري لابن سعد: ج8 ص285.
- وفي سفينة البحار: ج1 ص35 مادة (امم): لما جرح أمير المؤمنين عليه السلام أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ان يتزوج أمامة بعده، فلما توفي أمير المؤمنين عليه السلام وقضت العدة، تزوجها المغيرة فولدت له يحيي وبه كان يكني، وتوفيت عنده.
- كالمطلقات، فقد اطلق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري صفارة الانذار حول معدلات الطلاق في مصر، اذ أكد المركز ان هناك 30
حالة طلاق بين كل مائة حالة زواج سنوياً، وترتفع في القاهرة الي 33% ففي السنة الماضية حصلت 681 الف حالة زواج في حين كان عدد حالات الطلاق قد بلغت 227 الف حالة. (الرأي الآخر: العدد 27 ص5 بتاريخ 1جمادي الآخرة 1419ه 22 /9/ 1998)
- انظر (شرائع الإسلام) المجلد الأول ص510 كتاب النكاح، خصائص النبي صلي الله عليه و اله، وراجع موسوعة الفقه: كتاب النكاح.
- أما ما رزقت من ذكور فهم: العباس، وعبد الله، جعفر، وعثمان عليهم السلام.
- راجع عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص267 ب67 ح2، وفيه: (من زارها فله الجنة). وانظر بحار الأنوار: ج48 ص316. وسفينة البحار: ج2 ص446. الطبعة القديمة.
- المادية الجدلية (أو الديالكتيكية): هو منهج في التحليل التأريخي، استخدمه ماركس وانجلس، وهو من أسس طريقة التفكير عند الإشتراكيين والشيوعيين. وللتفصيل الأكثر ومعرفة ما فيها من الاشكالات راجع كتاب (نقد المادية الديالكتيكية) للإمام المؤلف.
- راجع: الخرائج والجرائح للراوندي: ج2 ص841 ح59 عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتي اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتي يبثّها سبعة وعشرين حرفاً). وفي نسخة اخري بدل (الحرف): (الجزء) في الجميع.
- سورة البقرة: 228.
- فمثلاً: اكدت هيئة الاحصاء الحكومية الفرنسية في 7/1/1999 ان 2 من بين كل 5 مواليد جدد في فرنسا يولدون من سفاح، واضافت الهيئة ان اولاد السفاح يزدادون تزامنا مع انخفاض معدلات الزواج.
(الرأي الآخر: العدد 30 ص5 بتاريخ 1شوال 1419ه 18/1/ 1999)
وأكد معهد الاحصاء الايطالي ان ما لا يقل عن 4% من الايطاليات ما بين (14-59) عاماً هن ضحايا
للاغتصاب الجنسي، وان مجموع الايطاليات اللواتي تعرضن لعمليات تحرش ومضايقة جنسية يصل الي تسعة ملايين ايطالية.
وأضاف التقرير ان 29% من عمليات الاغتصاب ترتكب داخل البيوت المغلقة و5/10% داخل السيارات، وكشف التقرير ايضاً الي نحو 14 مليون ايطالية يخشين السير في الشوارع المظلمة والاماكن المهجورة من دون رجالهن.
(الرأي الآخر: العدد 27 ص5 بتاريخ 1رجب 1419ه 21 /10/ 1998)
- وفي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: (إنّ فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام: عمل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت، وضمن لها علي عليه السلام ما كان خلف الباب: نقل الحطب وان يجيء بالطعام). بحار الأنوار: ج14 ص197 ب16 ح4، نقلاً عن تفسير العياشي.
- مَتَحَ الماء: استخرجه، المعجم الوسيط.
- إشارة إلي خطبتها عليها السلام في المسجد احتجاجاً علي أبي بكر، والي خطبتها في بيتها للنساء من المهاجرين والأنصار. راجع للتفصيل كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام) ج2و3و4، وكتاب (عوالم العلوم) مجلد فاطمة الزهراء عليها السلام تحقيق وطبع مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام قم المقدسة.
- راجع كتاب (السيدة زينب عالمة غير معلَّمة) للإمام المؤلف،وكتاب (كلمة السيدة زينب) للشهيد الشيرازي.
- راجع غوالي اللئالي: ج3 ص311 ح139، وفيه: (فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة).
- راجع (الفقه القانون) وكتاب (الحجاب الدرع الواقي) للإمام المؤلف.
- مجموعة ورام: ج2 ص176.
- هي بنت الإمام الحسين عليه السلام وكانت مريضة عند خروجه من المدينة المنورة فبقيت هناك.
- سفينة البحار: ج2 ص484 مادة (كفأ)، بحار الأنوار: ج43 ص107، التهذيب: ج7 ص470 ب41 ح90، عوالم العلوم: مجلد فاطمة الزهراء عليها السلام ص52.
- راجع كتاب (من فقه الزهراء) ج1 ص27 و284، معالم الزلفي (للسيد البحراني):
- راجع كمال الدين ص416 ب40 ح9، وفيه: (عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق
جعفر بن محمد عليه السلام: الحسن عليه السلام أفضل أم الحسين عليه السلام فقال: الحسن أفضل من الحسين قال: قلت: كيف صارت الإمامة بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالي أحب أن يجعل سنّة موسي وهارون جارية في الحسن والحسين عليهما السلام، أما تري انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين في الإمامة، وإن الله عزّ وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسي وان كان موسي أفضل من هارون). راجع أيضاً من فقه الزهراء: ج1 ص11و17 و17 و284.
- غوالي اللئالي: ج2 ص 274 ح37.
- قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: «إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوّجوه ?إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير?. راجع بحار الأنوار: ج103 ص372 ح3، وفي حديث آخر عن الإمام الجواد عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه و?إلاّ تفعلوا … ?، كلمة الإمام الجواد عليه السلام ص95.
- راجع موسوعة الفقه: ج62-68 كتاب النكاح. و (الحجاب الدرع الواقي) و(الشباب).. للإمام المؤلف.
- راجع بحار الأنوار: ج 22 ص248 ب5 (بيان) وفيه: (وفي تاريخ البلاذري= =ان النبي صلي الله عليه و اله انفذ ابن عباس الي معاوية ليكتب له، فقال: انه يأكل، ثم بعث اليه ولم يفرغ من أكله، فقال النبي صلي الله عليه و اله: لا اشبع الله بطنه).
- راجع تذكرة الخواص: ص168 وكشف الغمة: ج1ص442.
- حيث قالت وهي ترثي أولادها:
لا تدعونيّ ويكِ أم البنين
تذكّريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعي بهم
واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعةٌ مثل نسور الربي
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
انظر مقتل الإمام
الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج2 ص209، مقاتل الطالبيين: 85.
- راجع موسوعة الفقه كتاب (من فقه الزهراء عليها السلام): ج12.
- قرب الإسناد: ص18.
- سورة الإسراء: 7.
- راجع سفينة البحار: ج2 ص641 مادة (ورخ) وفيه: (قد ورد عن سيد البشر صلي الله عليه و اله: من ورّخ مؤمناً فكأنّما أحياه).
- سورة الحج: 32.
- سورة الطلاق: 7.
- وهذا شطر من أبيات للشاعر أبي الصيفي المعروف بالحيص وبيص، وتمام البيت هو:
وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح
- انظر (الحسين عليه السلام قتيل العبرة) مقتل الشيخ عبد الزهراء الكعبي، ص106، و(مقتل السيد المقرم) و(اللهوف في قتلي الطفوف) و…
- فلما برز عبد الله بن علي عليه السلام أخذ يقول:
انا بن ذي النجدة والأفضال
ذاك علي الخير ذو الفعال
سيف رسول الله ذو النكال
في كل يوم ظاهر الأهوال
ثم برز بعده أخوه جعفر بن علي عليه السلام وهو يقول:
اني أنا جعفر ذو المعالي
ابن علي الخير ذي النوال
حسبي بعمي شرفا وخالي
ثم برز بعده أخوه عثمان بن علي عليه السلام وهو يقول:
اني انا عثمان ذو المفاخر
شيخي علي ذو الفعال الطاهر
هذا حسين خيرة الأخيار
وسيد الكبار والأصاغر
بعد الرسول والوصي الناصر
ولما برز العباس عليه السلام اخذ يقول:
انا الذي أعرف عند الزمجرة
بابن علي المسمي حيدرة
ولما دخل المشرعة واغترف من الماء غرفة ليشرب تذكر عطش الحسين عليه السلام وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين شارب المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني
ولا فعال صادق اليقين
ولما ملأ القربة وتوجه الي المخيم اخذ يقول:
لا ارهب الموت اذا الموت رقا
حتي أواري في المصاليت لقا
اني انا العباس اغدوا بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقي
نفسي لسبط المصطفي الطهر وقا
ولما قطعت يمينه قال:
والله ان قطعتم يميني
اني أحامي أبداً عن ديني
وعن امام صادق
اليقين
نجل النبي الطاهر الأمين
=ولما قطعوا شماله قال:
يا نفس لا تخشي من الكفار
وأبشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختار
قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا رب حر النار
راجع: مقتل الشيخ عبد الزهراء الكعبي (ره): ص107-112
- كلمة الله: ص140.
- إشارة إلي قوله تعالي في قصة إبراهيم عليه السلام: ?يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم? سورة الأنبياء: 69.
- إشارة إلي قوله سبحانه في قصة موسي عليه السلام ?فأوحينا إلي موسي أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم? سورة الشعراء: 63.
- وهكذا أمهات الأنبياء والأئمة ومن أشبه، كالسيدة نرجس والسيدة حكيمة والسيدة فاطمة المعصومة (صلوات الله عليهم وعليهن أجمعين).
- سورة الأنعام: 124.
- هو أحمد بن محمد الأردبيلي يلقب بالمقدس الأردبيلي.
- هو السيد مهدي بن السيد مرتضي بن السيد محمد البروجردي المعروف ببحر العلوم، المنتهي نسبه الشريف الي السبط الأكبر الحسن بن علي عليه السلام وهو من الذين تواترت عنه الكرامات ولقائه الحجة (صلوات الله عليه)، ولد في مشهد الحسين عليه السلام بكربلاء سنة 1155ه وتوفي في النجف الأشرف 1212ه.
سفينة البحار: ج1 ص59 مادة (بحر)
- كلمة الله: ص140.
- سورة العنكبوت: 69.
- راجع الكافي: ج3 ص228 ح1 وفيه: (عن أبي عبد الله عليه السلام في زيارة القبور قال: إنهم يأنسون بكم فإذا غبتم عنهم استوحشوا).
وفي سفينة البحار: ج2 ص395 مادة (قبر): عن داود الرقي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (يقوم الرجل علي قبر أبيه وقريبه وغير قريبه هل ينفعه ذلك؟ قال: نعم، ان ذلك يدخل عليه كما يدخل علي أحدكم الهدية يفرح بها).
وفي ص396: عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلي الله عليه و اله يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كل
عشية خميس الي بقيع المدنيين فيقول: السلام عليكم أهل الديار، ثلاثا، رحمكم الله، ثلاثاً.
- راجع كتاب (السيدة زينب عالمة غير معلمة) ص31.
- هو حذيفة بن اليمان أبو عبد الله، سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوماً، وقد ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الرسول صلي الله عليه و اله وفي أصحاب علي عليه السلام شهد بدراً وأحداً وهو أحد الأركان من الأصحاب، توفي في المدائن في 5 صفر سنة 36ه.
راجع أعيان الشيعة: ج4 ص592.
- انظر كتاب (السيدة زينب عالمة غير معلمة) ص33.
- سورة طه: 96.
- سورة طه: 88. وسورة الأعراف: 148.
- للتفصيل راجع كتاب (البقيع الغرقد) للإمام المؤلف (دام ظله).
- انظر ما ورد من استحباب الخيرات وإهداء ثوابها للأموات، راجع سفينة البحار ج2 ص 395-402 مادة (قبر).
- السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن المجتبي عليه السلام، توفيت بمصر وأراد= =زوجها وهو الاسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادقy نقلها الي المدينة ودفنها في البقيع، فسأله أهل مصر بتركها عندهم للتبرك، وبذلوا له مالا كثيراً، فلم يرض، فرأي النبي صلي الله عليه و اله فقال له: يا اسحاق لا تعارض أهل مصر في نفيسة، فان الرحمة تنزل عليهم ببركتها، وحكي عن الشعراني ان الشيخ ابا المواهب الشاذلي رأي النبي صلي الله عليه و اله فقال له اذا كان لك الي الله تعالي حاجة فانذر لنفيسة الطاهرة ولو بدرهم يقضي الله تعالي حاجتك، وفي اسعاف الراغبين انها كانت قد حفرت قبرها بيدها وصارت تنزل فيه وتصلي وقرأت فيه ستة آلاف ختمة، وانها ماتت بمصر في شهر رمضان سنة 208ه، ولما احتضرت وهي صائمة فالزموها الفطر، فقالت: واعجبا اني منذ ثلاثين
سنة اسأل الله تعالي ان القاه وأنا صائمة، افطر الان؟! هذا لا يكون ثم قرأت سورة الانعام فلما وصلت الي قوله تعالي: ?لهم دار السلام عند ربهم? ماتت.
انظر سفينة البحار: ج2 ص604 مادة (نفس)
- سورة القصص: 77.
- سورة التوبة: 38.
- سورة المعارج: 4.
- سورة الحج: 47.
- سورة السجدة: 5.
- سورة الزمر: 15.
- سورة الزمر: 56.
- راجع تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص88 ح45 عبارة علي عليه السلام وفيه: (انها الدار التي فيها جزاء الأعمال الصالحة بأفضل ممّا عملوه).
- سورة المطفّفين: 26.
- سورة الحديد: 21.
- سورة آل عمران: 133.
- هو مالك بن الحارث النخعي المجاهد في سبيل الله والسيف المسلول علي أعداء الله، وقد قال في حقه أمير المؤمنين y: (كان الأشتر لي كما كنت لرسول الله صلي الله عليه و اله)، استشهد عام 38ه بالسم بخدعة معاوية، حيث كان لمعاوية عين بمصر، فكتب اليه بهلاك الأشتر، فصحبه نافع مولي عثمان فخدمه وألطفه حتي أعجبه واطمأن اليه، فأحضر له شربة من عسل بسم فسقاها له فمات، وكان معاوية يقول: ان لله جنوداً من عسل. راجع الكني والألقاب: ج2 ص28-32.
- لقبت بعصمة الدين ملكة مصر، أصلها من جواري الملك بخ الدين أيوب. فقتلت بالقباقيب والنعال. الموسوعة العربية الميسرة: حرف الدال.
- رائد المنبر الحسيني الخطيب الكبير، ولد يوم ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ولذلك سمي بعبد الزهراء، وتوفي في يوم وفاتها مسموماً سنة 1394ه.
- من بيوتات العلم في الكاظمية المشرفة.
- للشاعر ابن صيفي الملقب بالحيص بيص.
- سورة الأحزاب: 21.