واجبنا تجاه القرآن والعترة

اشارة

محاضرة المرجع الديني

سماحة آية الله العظمي

السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه

تحقيق:

مؤسسة الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله / قم المقدسة

www.s-alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين().

قال الله تعالي في كتابه الكريم: ?وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْله الرُّسُلُ أَفَإن ماتَ أَوْ قُتلَ انقَلَبْتُمْ عَلَي أَعْقَابكُمْ وَمَن يَنقَلبْ عَلَي عَقبَيْه فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزي اللّهُ الشَّاكرينَ?().

إن الثامن والعشرين من صفر ذكري استشهاد نبيّ الإسلام محمّد بن عبد الله صلي الله عليه و اله، وقيل: يوم استشهاد الإمام الحسن المجتبي عليه السلام () أيضاً، وفي رواية أن التاسع والعشرين منه ذكري استشهاد الإمام الرضا سلام الله عليه(). فهذه أيام الرسول وعترته صلوات الله عليهم أجمعين، فمن المناسب أن نعرف ما هو واجبنا تجاه القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام.

وصية الرسول صلي الله عليه و اله

روي الشيخ المفيد رحمة الله عليه في «الأمالي»: أن أمير المؤمنين سلام الله عليه والعباس بن عبد المطّلب والفضل بن العباس دخلوا علي رسول الله صلي الله عليه و اله في مرضه الذي قُبض فيه، فقالوا: يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك، فقال صلي الله عليه و اله: وما يبكيهم؟ قالوا: يخافون أن تموت. فقال: أعطوني أيديكم. فخرج في ملحفة وعصابة حتي جلس علي المنبر، فحمد الله وأثني عليه ثم قال صلي الله عليه و اله: أمّا بعد أيّها الناس، فما تنكرون من موت نبيّكم؟ … ألا أني لاحقٌ بربي وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا: كتاب الله تعالي بين أظهركم تقرءونه صباحاً ومساءً فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا إخواناً كما

أمركم الله، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي ().

(ولم تكن المسافة بين بيت النبي صلي الله عليه و اله وبين المسجد طويلة، لأن بيته صلي الله عليه و اله كان لصيقاً بالمسجد، وكان للبيت باب ينفتح علي المسجد قبل أن يأتي الأمر الإلهي بسدِّ كل الأبواب المطلّة علي المسجد، إذ سُدّت جميعها بما فيها باب بيت النبي صلي الله عليه و اله، ولم يَستثنِ الرسول صلي الله عليه و اله كما أمر الله إلا باب بيت علي وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما. والسبب واضح؛ لأنه لم يكن كلّ الذين في بيت الرسول إلاّ هو صلي الله عليه و اله معصومين. فنساؤه لم يكنّ معصومات، ولذلك لم يُستثنَ بيته صلي الله عليه و اله من هذا الأمر الإلهي. أما بيت علي وفاطمة سلام الله عليهما فكان ساكنوه معصومين لايمسّهم دنس ولا يعتريهم حدث، ولذلك اُستثني، وكان البابَ الوحيد المسموح ببقائه مفتوحاً علي المسجد النبوي).

القرآن وأهل البيت عليهم السلام عدلان متكافئان

ولم يكن إيصاء الرسول الكريم صلي الله عليه و اله بالقرآن والعترة عليهم السلام مقتصراً علي الموقف الذي أشرنا إليه آنفاً حين قرب وفاته صلي الله عليه و اله بل تكرّر عنه في مواقف كثيرة، منها: أنه صلي الله عليه و اله جمع الناس في مسجد الخيف، بعد أن نزل قوله تعالي: ?إذا جاء نصر الله والفتح?() بمني في حجة الوداع، فقال: «أيّها الناس! إني تارك فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كإصبعي هاتين وجمع بين سبّابتيه ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبّابته والوسطي- فتفضل هذه علي هذه» ().

وهناك رواية عن

الإمام الصادق سلام الله عليه يفسّر فيها هذا الموقف من رسول الله صلي الله عليه و اله، مفادها أن الناس عادة إذا أرادوا وصف شيئين بأنّهما لن يفترقا، مثَّلا لهما بجمع السبّابة والوسطي، ولكنّا نلاحظ أنّ الرسول صلّي الله عليه وآله جمع بين سبّابتيه، فلماذا فعل ذلك؟

يفسّر الإمام سلام الله عليه ذلك ببيان مفاده أن النبي صلي الله عليه و اله أراد أن يبيّن أن القرآن والعترة عدلان متكافئان إضافة إلي أنهما لايفترقان فإن الوسطي أطول من السبابة قليلاً، ولكن حيث إن النبي صلي الله عليه و اله جمع سبّابتيه فهذا معناه أنه لا القرآن أطول من أهل البيت سلام الله عليهم ولا أهل البيت أطول من القرآن الكريم().

الإمام الحسين عليه السلام حَفَظ القرآن والعترة

والإمام الحسين سلام الله عليه له السهم الأكبر في حفظ الثقلين اللذين أوصي باتباعهما الرسول الاعظم صلّي الله عليه وآله. ولو لم تكن قضية الإمام الحسين سلام الله عليه وتضحياته في كربلاء وفي يوم عاشوراء لما بقي للإسلام ولا للرسول صلي الله عليه و اله اسم ولا أثر، كما دلّت علي ذلك الأخبار الكثيرة.

يقول الزبير بن بكّار في الموفّقيات: إن المطرف بن المغيرة بن شعبة قال: دخلت مع أبي علي معاوية … وكان أبي يأتيه فيتحدّث معه ثمّ ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يري منه. إذ جاء ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتمّاً؛ فانتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا، فقلت: مالي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟ فقال: يا بنيّ جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم!

قلت: وما ذاك؟

قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت سنّاً يا أمير، فلو أظهرت عدلاً وبسطت خيراً، فإنّك قد كبرت ولو نظرت إلي إخوتك من بني هاشم فوصلت

أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه وإنّ ذلك ممّا يبقي لك ذكره وثوابه.

فقال: هيهات هيهات … وإنّ ابن أبي كبشة() ليُصاح به كلّ يوم خمس مرّات: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فأيّ عمل يبقي وأيّ ذكر يدوم بعد هذا، لا أبا لك، لا والله إلاّ دفناً دفناً … ().

و قد روي عن الإمام الحسين سلام الله عليه: إنّي لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت أطلب الإصلاح في أُمّة جدّي محمّد أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، أسير بسيرة جدّي وسيرة أبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولي بالحقّ وهو أحكم الحاكمين().

ومن هنا يتضح أكثر معني قول رسول الله صلّي الله عليه وآله: «حسين مني وأنا من حسين» ().

أما كون الحسين سلام الله عليه من الرسول صلي الله عليه و اله فواضح، لأنه سبطه وابن بضعته، وأما كونه صلي الله عليه و اله من الحسين عليه السلام فيرشد إلي أن استمرار رسالته صلي الله عليه و اله مدينٌ للإمام الحسين سلام الله عليه، فنحن عندما نذكر اليوم اسم النبي صلّي الله عليه وآله فإنما هو بفضل دم الإمام الحسين سلام الله عليه.

لقد بعث الله تعالي مائة وأربعة وعشرين ألف نبيٍّ، فلم تبق حتي أسماؤهم سوي الذين ذكرهم القرآن الكريم، أما الباقون فنُسوا واندرس ذكرهم، وحتي الذين خلّد ذكرهم القرآن فإنهم مدينون للإمام الحسين سلام الله عليه لأنه لولا نهضته سلام الله عليه لما بقي القرآن أيضاً.

أجل إن الله تعالي هو الذي تعهّد بحفظ دينه وكتابه فقال:

?إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافظُونَ?()، ولكنه سبحانه قدّر أن يكون بقاء الإسلام والقرآن وأحكامه وذكر نبيه صلي الله

عليه و الهعن الطريق الطبيعي وليس بالمعجزة وحدها. والطريق الطبيعي الذي قدّره الله تعالي لذلك، قضية كربلاء الإمام الحسين سلام الله عليه.

وهكذا صار الإمام الحسين سلام الله عليه سبباً لبقاء الإسلام والقرآن وأحكام الله تعالي واسم نبيه الكريم وعترته الطاهرة؛ إذن فما هي مسؤوليتنا نحن اليوم إزاء ذلك؟

هل نحن عاملون بوصية النبي صلي الله عليه و اله؟

عندما أوصي النبي صلّي الله عليه وآله وهو في تلك الحالة وقد استعدّ للقاء ربّه، بأنه: «وقد خلّفت فيكم عترتي» لم يكن الحاضرون والسامعون عنده هم وحدهم المقصودين، بل إن كلامه وخطابه صلّي الله عليه وآله كان موجّهاً إلينا أيضاً، لأنه خطاب ووصية لكلّ المسلمين حتي قيام الساعة.

ومن هنا كان علينا أن نراجع أنفسنا دوماً لنلاحظ هل نحن منفذّون لوصية نبينا صلّي الله عليه وآله؟ وهل أعمالنا مطابقة لأوامر القرآن الكريم والعترة النبوية الطاهرة؟ إن عترة النبي صلّي الله عليه وآله هم خلفاؤه من بعده بدءاً بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه وانتهاءً بالإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالي فرجه الشريف، فإن الأرض لا تخلو من حجّة لله(). فمن كان عمله مطابقاً لأوامرهم كان ناجياً ومرضيّاً عند الله تعالي، وإلا فإنه خاسر، كائناً من كان؛ لأن معيار الحق والحقيقة هما القرآن الكريم وأهل البيت سلام الله عليهم فقط كما حددهما النبي صلّي الله عليه وآله.

لقد بذلتم أنتم الإخوة المؤمنين خلال الشهرين الماضين جهوداً كثيرة من أجل قضية الإمام الحسين سلام الله عليه كلّ حسب ظروفه ووسعه، ولكن هذا وحده لا يكفي، بل علينا في سائر أيام السنة كما هو الحال في شهري محرم وصفر أن ننظر إلي أعمالنا أمطابقة هي للقرآن الكريم وتعاليم أهل البيت سلام الله عليهم أم لا؟ وهل نحن طبّقنا

وصية الرسول صلي الله عليه و اله بالتمسك بهما؟ ليقرأ كلّ منا يومياً عدة آيات من القرآن الكريم بتأمّل ثم ينظر هل أعماله مطابقة لما يقرأ، وهل هو كما يريد القرآن الكريم؟

فمثلاً: عندما يقرأ الشاب قول الله تعالي: ?وبالوالدين إحساناً?() ينظر أهو كذلك أم لا؟ فإن كان كذلك شكر الله تعالي، وإن لم يكن صمّم علي أن يكون كذلك()، وليحذر من سخط والديه، لأن ذلك خلاف وصية رسول الله صلّي الله عليه وآله من التمسّك بالقرآن، كما علي الوالدين مراعاة حقوق الأبناء والعمل بالآية الكريمة: ?يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْليكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحجَارَةُ?().

فكما أن الأب الرؤوف يقي أولاده وأهله من الأمراض ونحوها ويسعي لأن تكون ظروف المعيشة لهم صحية وصحيحة، فكذلك عليه أن يقيهم من التلوّث بالمعاصي والوقوع فريسة الأمراض النفسية والمفاسد الاجتماعية، ويسعي لأن تكون أعمالهم موافقة للشرع المقدس، ولا يكتفي بأمرهم بذلك، بل يهيئ لهم الأجواء والظروف التي تساعدهم علي سلوك طريق الهداية والصلاح وتجنّب طرق الضلالة والغواية والشقاء.

وهكذا الجيران والأصدقاء والزملاء، عليهم مراعاة هذه الأمور، فعندما يقرأ أحدهم آيات القرآن ينظر أهو عامل بأحكامه في علاقته مع أهله وجاره وصديقه وزميله أم لا؟

نموذج من أخلاق الرسول صلي الله عليه و اله

يقول الله تعالي: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخرَ?()، فإذا كان أملنا ورجاؤنا بالله والآخرة فليكن رسول الله صلّي الله عليه وآله قدوتنا، ولنتعلّم من سيرته صلي الله عليه و اله. علينا أن نبحث في أخلاق الرسول صلي الله عليه و اله والعترة عليهم السلام لنعمل بهما.

نعرض فيما يلي نموذجاً واحداً من أخلاق الرسول صلّي الله عليه وآله للتأسيّ به.

روي العلامة المجلسي رحمة الله عليه أن محمد بن

إسحاق قال:

كان أبو العاص بن الربيع ختن (صهر) رسول الله صلي الله عليه و اله وزوج ابنته زينب، وكان من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة … وثبت أبو العاص علي شركه … حتي هاجر رسول الله صلّي الله عليه وآله إلي المدينة وبقيت زينب بمكة مع أبي العاص. فلما سارت قريش إلي بدر سار أبو العاص معهم فأصيب في الأسري يوم بدر، فأُتي به النبي صلي الله عليه و اله فكان عنده مع الأساري، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء بعلها أبي العاص بمال، وكان فيما بعثت به قلادة كانت خديجة سلام الله عليها أمّها أدخلتها بها علي أبي العاص ليلة زفافها عليه. فلما رآها رسول الله صلي الله عليه و اله رقّ لها رقّة شديدة، وقال للمسلمين:

إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها ما بعثت به من الفداء فافعلوا. فقالوا: نعم يا رسول الله، نفديك بأنفسنا وأموالنا. فردّوا عليها ما بعثت به، وأطلقوا لها أبا العاص بغير فداء ().

فالنبي صلّي الله عليه وآله مع ما له من الولاية علي المسلمين وحق التصرف في أموالهم الشخصية فضلاً عن العامة؛ بنصّ الآية الشريفة ?النبيّ أولي بالمؤمنين من أنفسهم?() وهذا من المسلّمات الفقهية والإسلامية تراه يستأذن المسلمين في إعادة فداء ابنته وهي القلادة التي أهدتها خديجة سلام الله عليها لابنتها زينب ليلة زفافها، وذلك إكراماً لخديجة عليها السلام، لأن خديجة سلام الله عليها تحظي بمكانة عظيمة عنده صلّي الله عليه وآله()، فإنها وإن لم تكن معصومة لكنها كانت من النساء العظيمات اللواتي لهن شأن، مثل اُم البنين (أم العباس ابن أمير المؤمنين) سلام الله عليهما والسيدة نرجس سلام الله عليها

(أم الإمام المنتظر عجّل الله تعالي فرجه الشريف)().

أجل، إن النبي صلي الله عليه و اله لم يستعمل ولايته ولم يتصرف في هذا الحق الذي منحه الله تعالي، وإنما ضرب مثلاً في الأخلاق عندما طلب الإذن من المسلمين ولم يقدم علي إرجاع القلادة إلاّ إذا سمحوا بذلك.

إن الدرس الذي نأخذه من هذا الموقف النبوي هو أن الولاية ليست من أجل أن يستفيد منها صاحبها كل آن؛ بل بإمكانه أن يصل إلي هدفه إن كان نبيلاً حتي من دون اللجوء إليها.

وههنا أوجّه كلامي للآباء والأمهات فأقول لهم: إن حقّكم وولايتكم علي أولادكم كبيرة جداً، ولكن اجتهدوا أن لاتُعملوها دائماً. فليس من الضروري أن تستعملوا ولايتكم في كل شيء، بل يمكنكم توجيههم حتي من دون أمر ونهي بل بالحبّ والأخلاق.

لنتعلّم من رسول الله صلّي الله عليه وآله ولنقتدِ به في إصلاح أبنائنا ولنعلم أن استعمال الأخلاق أولي من استعمال الولاية في بعض الأماكن، لأن الأخلاق لها القابلية علي جذب نفوس الناس غالباً، وإنّ من دواعي انتشار الاسلام أخلاق رسول الله صلّي الله عليه وآله. فبهذه الأخلاق استطاع الرسول صلّي الله عليه وآله أن يغيّر كثيراً من المنافقين ويحوّلهم إلي مسلمين صادقين، وبهذه الأخلاق نجح صلّي الله عليه وآله في أن يكسب حتي كثيراً من المشركين واليهود إلي نور الاسلام والهداية.

وأنتم أيها الأبناء لا تغفلوا بدوركم عن عظمة حقّ والديكم وولايتهم عليكم، وإن لم يستعملوهما معكم.

لنكن حسينيين أداءً لحق أهل البيت عليهم السلام

أما بالنسبة لحق أهل البيت سلام الله عليهم فإنني أعيد هنا وصية المرحوم الأخ() (أعلي الله درجاته) التي كان يوصيكم بها في مثل هذه المناسبات وهذا اليوم بالخصوص، وهي أنه وإن انتهي شهرا محرم وصفر لكن العمل لقضية الإمام الحسين سلام الله عليه

لا ينتهي ولايتوقّف.

لقد خصّص العلاّمة المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) باباً في فضل زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه أسماه باب (أن زيارته صلوات الله عليه واجبة مفترضة مأمور بها، وما ورد من الذم والتأنيب والتوعّد علي تركها، وأنها لا تُترك للخوف)(). في ذلك الباب أربعون رواية، منها الرواية التالية:

«عن عبد الله بن بُكير من ثقات أصحاب الإمام الصادق سلام الله عليه: قلت له أي للإمام سلام الله عليه: إني أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلي قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي مشفق وجل حتي أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح()؟

فقال له الإمام سلام الله عليه: يابن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع القيامة، يفزع الناس ولا يفزع، فإن فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة» ().

إن الحج من شعائر الإسلام العظيمة حتي عُدّ من تركه عمداً

وهو مستطيع كافراً، لقوله تعالي: ?وَللّه عَلَي النَّاس حجُّ الْبَيْت مَن اسْتَطَاعَ إلَيْه سَبيلاً وَمَن كَفَرَ فَإنَّ الله غَنيٌّ عَن الْعَالَمينَ?(). وفي الحديث يقال: لتارك الحج بلا موجب شرعي عند موته «فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً» ()، ومع ذلك يقول الفقهاء: لا يسوغ الحج مع الخوف، أما زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه فيقول الإمام الصادق سلام الله عليه لمن يخاف فيها السلطان وسعاته ومسالحه:

«أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً».

أي ينبغي لك أن تفرح إذا كنت تزور الإمام سلام الله عليه علي خوف، لأن الله تعالي سيضاعف أجرك لما يري من حبّك وتضحيتك في سبيل حبيبه وسبط حبيبه.

و قوله سلام الله عليه (فينا) مطلق لا يخصّ

الزيارة والذهاب إلي كربلاء، وكما يقول الفقهاء: (العبرة بعموم الوارد … ) أي كلّ مورد يراك الله خائفاً في أهل البيت سلام الله عليهم فهو محبوب.

ثم يعقّب الإمام سلام الله عليه أنه لو عمل الموالي عملاً أيّ عمل لأهل البيت عليهم السلام وكان فيه خوف فإن الله عزّوجل سيكافئه بثلاث مكافآت عظيمة يوم القيامة:

المكافأة الأولي: أن الله تعالي سيظلّه بظلّ عرشه، ومتي سيكون ذلك وأين؟ إنه في يوم المحشر وعرصاته في ذلك اليوم الذي يعضّ الظالم علي يديه، وقد يقطعهما حسرةً وهو غير ملتفت.

المكافأة الثانية: أن الإمام الحسين سلام الله عليه يكون محدّثه في ذلك اليوم.

المكافأة الثالثة: آمنه الله تعالي من أفزاع يوم القيامة، حين يفزع الناس، وإن فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة.

أجل يؤمنه الله في يوم وصفه تعالي بقوله: ?يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَات حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَي النَّاسَ سُكَارَي وَمَا هُم بِسُكَارَي وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ

شَدِيدٌ?(). فمن خاف في طريق الإمام الحسين سلام الله عليه في الدنيا فإنه سيكون آمناً في ذلك اليوم المهول.

فجدير بنا أن نقيم شعائر أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه ولاترهبنا تهديدات أعدائه، ولا نخاف في ذلك لومة لائم أو استهزاء مستهزئ مادمنا علي الحقّ ومراعين لأحكام الله تعالي وملتزمين بكتابه وسنّة نبيه صلي الله عليه واله وعترته الطاهرة سلام الله عليهم أجمعين، ولا يتوقف ذلك علي شهري محرم وصفر، بل ينبغي أن تبقي هذه الشعلة موقدة طيلة أيام السنة بالنحو المناسب.

لنتحمل مسؤوليتنا تجاه العراق

أما المسألة التي تشجي قلب كلّ مؤمن اليوم فهي قضية الأوضاع المفجعة التي ابتلي بها شعب العراق عموماً، والمؤمنون منهم خصوصاً، لاسيما الانتهاكات السافرة التي تمرّ بها كل من المدن الأربع المقدسة

(النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء)، فكلٌّ يتحمل المسؤولية بحسبه تجاه العراق لأنه بلد أهل البيت عليهم السلام، لذا علينا أن نسعي من أجل أن يكون العراق معافي ومصاناً يحثّ الخطي علي نهج أهل البيت سلام الله عليهم وتعاليم القرآن الكريم، كما أن علينا السعي لجعل هذا البلد المسلم الموالي لأهل البيت عليهم السلام آمناً، بالدعاء وباستثمار الطاقات، وهذه مسؤولية أخلاقية تنشر بظلالها علي الجميع.

إذا كان الناس اليوم يعدّون أن للجامعات حرمة وحصانة لأنها تمثّل مراكز للعلم، ولا يسوغ اقتحام الحرم الجامعي وهتك حرمته من قبل العسكر أو أي فئة اُخري، لأن المعاهد العلمية ينبغي أن تكون آمنة، فلماذا إذن نلاحظ اليوم انتهاك حرمة المدن المقدّسة (النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء) وهي حواضر علمية، إضافة إلي كونها مدناً مشرّفة تضمّ أجسام أطهر خلق الله تعالي أئمة آل البيت سلام الله عليهم؟! أفليس من الواجب أن يكون لهذه المدن المقدّسة ما يحول بينها وبين انتهاك حرمتها والنيل من حصانتها؟ فلماذا لا تراعي حرمتها اليوم؟ ينبغي أن تكون هذه المدن المقدسة بعيدة عن كلّ عنفٍ وشدة وتخريب لأنّ ذلك كله مرفوض ولا يسوّغه شيء علي الإطلاق؛ فلا القرآن والعترة يجيزان ذلك ولا العقل، و لاحتي قوانين العصر.

فمن واجبنا إذاً أن ندعو الله ونتضرع إليه من أجل إنقاذ العراق وشعبه المؤمن والمدن المقدسة؛ قال تعالي: ?قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم?() وأن نستثمر كلّ إمكاناتنا وطاقاتنا التي يمكن أن تؤثّر في هذا المجال؛ ولا يستهين أحد بجهوده وإن قلّت؛ فربّ قليل أثّر وانتهي إلي كثير؛ فلا يقولنّ أحد منكم: ما الذي يمكنني فعله؟ بل كل واحد يمكن أن يفعل شيئاً وإنه سيكون مؤثّراً مهما كان صغيراً، هذا إضافة إلي الدعاء

الذي يقدر عليه الجميع.

أسأل الله تبارك وتعالي ببركة الرسول الأعظم صلّي الله عليه وآله وأهل بيته لا سيما بقيّة الله المنتظر سلام الله عليه وعليهم أجمعين وعجّل الله تعالي فرجه الشريف أن يمنّ علينا بالفرج العاجل، وأن ينقذ المسلمين أينما كانوا لاسيّما مسلمي العراق، وخاصة المدن المقدسة الأربعة التي تضمّ مراقد الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.

وصلّي الله علي محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

من وصية النبي الأكرم صلي الله عليه و اله للإمام أمير المؤمنين عليه السلام

رَوَي حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو وَأَنَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه و اله أَنَّهُ قَالَ لَهُ: ()

يَا عَلِيُّ: أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَلاَتَزَالُ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي.

يَا عَلِيُّ: مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَي إمْضَائِهِ أَعْقَبَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْناً وَإيمَاناً يَجِدُ طَعْمَهُ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ لَمْ يُحْسِنْ وَصِيَّتَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ نَقْصاً فِي مُرُوءَتِهِ، وَلَمْ يَمْلِكِ الشَّفَاعَةَ.

يَا عَلِيُّ: أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.

يَا عَلِيُّ: شَرُّ النَّاسِ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ (وَرُوِيَ شَرِّهِ)..

يَا عَلِيُّ: شَرُّ النَّاسِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ، وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ لَمْ يَقْبَلِ الْعُذْرَ مِنْ مُتَنَصِّلٍ صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً، لَمْ يَنَلْ شَفَاعَتِي.

يَا عَلِيُّ: إنَّ اللهَ عَزَّوَجَلَّ أَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الصَّلاَحِ، وَأَبْغَضَ الصِّدْقَ فِي الْفَسَادِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ. يَا عَلِيُّ شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ. يَا عَلِيُّ شَارِبُ الْخَمْرِ لاَيَقْبَلُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ صَلاَتَهُ أَرْبَعِينَ يَوْماً، فَإنْ مَاتَ فِي الأَرْبَعِينَ مَاتَ كَافِراً.

يَا عَلِيُّ: جُعِلَتِ الذُّنُوبُ كُلُّهَا فِي بَيْتٍ وَجُعِلَ مِفْتَاحُهَا شُرْبَ الْخَمْرِ.

يَا عَلِيُّ: يَأْتِي عَلَي شَارِبِ الْخَمْرِ

سَاعَةٌ لاَ يَعْرِفُ فِيهَا رَبَّهُ عَزَّوَجَلَّ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ لَمْ تَنْتَفِعْ بِدِينِهِ وَلاَ دُنْيَاهُ، فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي مُجَالَسَتِهِ. وَمَنْ لَمْ يُوجِبْ لَكَ، فَلاَ تُوجِبْ لَهُ وَلاَ كَرَامَةَ.

يَا عَلِيُّ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْمُؤْمِنِ ثَمَانُ خِصَالٍ: وَقَارٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ، وَصَبْرٌ عِنْدَ الْبَلاَءِ، وَشُكْرٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَقُنُوعٌ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يَظْلِمُ الأَعْدَاءَ، وَلاَ يَتَحَامَلُ عَلَي الأَصْدِقَاءِ، بَدَنُهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.

يَا عَلِيُّ: أَرْبَعَةٌ لاَ تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ: إمَامٌ عَادِلٌ، وَوَالِدٌ لِوَلَدِهِ، وَالرَّجُلُ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، وَالْمَظْلُومُ؛ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لأَنْتَصِرَنَّ لَكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.

يَا عَلِيُّ: ثَمَانِيَةٌ إنْ أُهِينُوا فَلاَ يَلُومُوا إلاَّ أَنْفُسَهُمْ: الذَّاهِبُ إلَي مَائِدَةٍ لَمْ يُدْعَ إلَيْهَا، وَالْمُتَأَمِّرُ عَلَي رَبِّ الْبَيْتِ، وَطَالِبُ الْخَيْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ، وَطَالِبُ الْفَضْلِ مِنَ اللِّئَامِ، وَالدَّاخِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي سِرٍّ لَمْ يُدْخِلاَهُ فِيهِ، وَالْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ، وَالْجَالِسُ فِي مَجْلِسٍ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، وَالْمُقْبِلُ بِالْحَدِيثِ عَلَي مَنْ لاَ يَسْمَعُ مِنْهُ.

يَا عَلِيُّ: حَرَّمَ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَي كُلِّ فَاحِشٍ بَذِيٍّ لاَ يُبَالِي مَا قَالَ وَلاَ مَا قِيلَ لَهُ.

يَا عَلِيُّ: طُوبَي لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ.

يَا عَلِيُّ: لاَ تَمْزَحْ فَيَذْهَبَ بَهَاؤُكَ، وَلاَ تَكْذِبْ فَيَذْهَبَ نُورُكَ، وَإيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ الضَّجَرَ وَالْكَسَلَ؛ فَإنَّكَ إنْ ضَجِرْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَي حَقٍّ، وَإنْ كَسِلْتَ لَمْ تُؤَدِّ حَقّاً.

يَا عَلِيُّ: لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةٌ إلاَّ سُوءَ الْخُلُقِ، فَإنَّ صَاحِبَهُ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ ذَنْبٍ دَخَلَ فِي ذَنْبٍ.

يَا عَلِيُّ: أَرْبَعَةٌ أَسْرَعُ شَيْءٍ عُقُوبَةً: رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إلَيْهِ فَكَافَأَكَ بِالإحْسَانِ إسَاءَةً، وَرَجُلٌ لاَ تَبْغِي عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْغِي عَلَيْكَ، وَرَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَي أَمْرٍ فَوَفَيْتَ لَهُ وَغَدَرَ بِكَ، وَرَجُلٌ وَصَلَ قَرَابَتَهُ فَقَطَعُوهُ.

يَا عَلِيُّ: مَنِ اسْتَوْلَي عَلَيْهِ الضَّجَرُ رَحَلَتْ عَنْهُ الرَّاحَةُ.

يَا عَلِيُّ: اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةً يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَعَلَّمَهَا عَلَي الْمَائِدَةِ: أَرْبَعٌ مِنْهَا

فَرِيضَةٌ، وَأَرْبَعٌ مِنْهَا سُنَّةٌ، وَأَرْبَعٌ مِنْهَا أَدَبٌ. فَأَمَّا الْفَرِيضَةُ فَالْمَعْرِفَةُ بِمَا يَأْكُلُ، وَالتَّسْمِيَةُ وَالشُّكْرُ وَالرِّضَا. وَأَمَّا السُّنَّةُ فَالْجُلُوسُ عَلَي الرِّجْلِ الْيُسْرَي، وَالأَكْلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، وَأَنْ يَأْكُلَ مِمَّا يَلِيهِ، وَمَصُّ الأَصَابِعِ. وَأَمَّا الأَدَبُ فَتَصْغِيرُ اللُّقْمَةِ، وَالْمَضْغُ الشَّدِيدُ، وَقِلَّةُ النَّظَرِ فِي وُجُوهِ النَّاسِ، وَغَسْلُ الْيَدَيْنِ.

يَا عَلِيُّ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ مِنْ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَجَعَلَ حِيطَانَهَا الْيَاقُوتَ وَسَقْفَهَا الزَّبَرْجَدَ وَحَصَاهَا اللُّؤْلُؤَ وَتُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَالْمِسْكَ الأَذْفَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي. فَقَالَتْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، قَدْ سَعِدَ مَنْ يَدْخُلُنِي. قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ يَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلاَ نَمَّامٌ وَلاَ دَيُّوثٌ وَلاَ شُرْطِيٌّ وَلاَ مُخَنَّثٌ وَلاَ نَبَّاشٌ وَلاَ عَشَّارٌ وَلاَ قَاطِعُ رَحِمٍ وَلاَ قَدَرِيٌّ.

يَا عَلِيُّ: كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَشَرَةٌ: الْقَتَّاتُ وَالسَّاحِرُ وَالدَّيُّوثُ وَنَاكِحُ الْمَرْأَةِ حَرَاماً فِي دُبُرِهَا وَنَاكِحُ الْبَهِيمَةِ وَمَنْ نَكَحَ ذَاتَ مَحْرَمٍ وَالسَّاعِي فِي الْفِتْنَةِ وَبَائِعُ السِّلاَحِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَمَانِعُ الزَّكَاةِ وَمَنْ وَجَدَ سَعَةً فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ.

يَا عَلِيُّ: لاَ وَلِيمَةَ إلاَّ فِي خَمْسٍ: فِي عُرْسٍ أَوْ خُرْسٍ أَوْ عِذَارٍ أَوْ وِكَارٍ أَوْ رِكَازٍ، فَالْعُرْسُ التَّزْوِيجُ، وَالْخُرْسُ النِّفَاسُ بِالْوَلَدِ، وَالْعِذَارُ الْخِتَانُ، وَالْوِكَارُ فِي بِنَاءِ الدَّارِ وَشِرَائِهَا، وَالرِّكَازُ الرَّجُلُ يَقْدَمُ مِنْ مَكَّةَ.

يَا عَلِيُّ: لاَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ ظَاعِناً إلاَّ فِي ثَلاَثٍ: مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثٌ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَتَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ.

يَا عَلِيُّ: بَادِرْ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ أَرْبَعٍ: شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَصِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.

يَا عَلِيُّ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ بَنَي اللَّهُ تَعَالَي لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ: مَنْ آوَي الْيَتِيمَ، وَرَحِمَ الضَّعِيفَ، وَأَشْفَقَ

عَلَي وَالِدَيْهِ، وَرَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِنَّ فَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ: مَنْ أَتَي اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَمَنْ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ، وَمَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَي النَّاسِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثٌ لاَ تُطِيقُهَا هَذِهِ الأُمَّةُ: الْمُوَاسَاةُ لِلأَخِ فِي مَالِهِ، وَإنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ، وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَي كُلِّ حَالٍ، وَلَيْسَ هُوَ (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ)، وَلَكِنْ إذَا وَرَدَ عَلَي مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ وَتَرَكَهُ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثٌ مِنْ حَقَائِقِ الإيمَانِ: الإنْفَاقُ مِنَ الإقْتَارِ، وَإنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ الْعِلْمِ لِلْمُتَعَلِّمِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ عَمَلُهُ: وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَث فَرَحَات لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا: لِقَاءُ الإخْوَانِ، وَتَفْطِيرُ الصَّائِمِ، وَالتَّهَجُّدُ مِنْ آخِرِ اللَيْلِ.

يَا عَلِيُّ: أَنْهَاكَ عَنْ ثَلاَثِ خِصَالٍ: الْحَسَدِ وَالْحِرْصِ وَالْكِبْرِ.

يَا عَلِيُّ: أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاوَةِ: جُمُودُ الْعَيْنِ، وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ، وَبُعْدُ الأَمَلِ، وَحُبُّ الْبَقَاءِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثٌ دَرَجَاتٌ، وَثَلاَثٌ كَفَّارَاتٌ، وَثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلاَثٌ مُنْجِيَاتٌ.

فَأَمَّا الدَّرَجَاتُ: فَإسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، وَالْمَشْيُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إلَي الْجَمَاعَاتِ.

وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ: فَإفْشَاءُ السَّلاَمِ وَإطْعَامُ الطَّعَامِ وَالتَّهَجُّدُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.

وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ: فَشُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوًي مُتَّبَعٌ وَإعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ.

وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ: فَخَوْفُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَي وَالْفَقْرِ وَكَلِمَةُ الْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَالسَّخَطِ.

يَا عَلِيُّ: سِرْ سَنَتَيْنِ بَرَّ وَالِدَيْكَ، سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ، سِرْ مِيلاً عُدْ مَرِيضاً، سِرْ مِيلَيْنِ شَيِّعْ جَنَازَةً، سِرْ ثَلاَثَةَ أَمْيَالٍ أَجِبْ دَعْوَةً، سِرْ أَرْبَعَةَ أَمْيَالٍ زُرْ أَخاً فِي اللَّهِ، سِرْ خَمْسَةَ أَمْيَالٍ أَجِبِ الْمَلْهُوفَ، سِرْ سِتَّةَ أَمْيَالٍ

انْصُرِ الْمَظْلُومَ، وَعَلَيْكَ بِالاسْتِغْفَارِ.

يَا عَلِيُّ: لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: الصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ. وَلِلْمُتَكَلِّفِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: يَتَمَلَّقُ إذَا حَضَرَ، وَيَغْتَابُ إذَا غَابَ، وَيَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ. وَلِلظَّالِمِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ، وَمَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، وَيُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ. وَلِلْمُرَائِي ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: يَنْشَطُ إذَا كَانَ عِنْدَ النَّاسِ، وَيَكْسَلُ إذَا كَانَ وَحْدَهُ، وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ. وَلِلْمُنَافِقِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإذَا ائْتُمِنَ خَانَ.

يَا عَلِيُّ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ الْوَضِيعَ فِي قَعْرِ بِئْرٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَيْهِ رِيحاً تَرْفَعُهُ فَوْقَ الأَخْيَارِ فِي دَوْلَةِ الأَشْرَارِ.

يَا عَلِيُّ: الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَي أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ.

يَا عَلِيُّ: أَوْثَقُ عُرَي الإيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَي وَجْهِهِ فِي النَّارِ.

فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: وَمَا تِلْكَ الطَّاعَةُ؟

قَالَ: يَأْذَنُ لَهَا فِي الذَّهَابِ إلَي الْحَمَّامَاتِ وَالْعُرُسَاتِ وَالنَّائِحَاتِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ الرِّقَاقِ.

يَا عَلِيُّ: إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي قَدْ أَذْهَبَ بِالإسْلاَمِ نَخْوَةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا، أَلاَ إنَّ النَّاسَ مِنْ آدَمَ وَآدَمَ مِنْ تُرَابٍ، وَأَكْرَمَهُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاهُمْ.

يَا عَلِيُّ: مِنَ السُّحْتِ ثَمَنُ الْمَيْتَةِ وَثَمَنُ الْكَلْبِ وَثَمَنُ الْخَمْرِ وَمَهْرُ الزَّانِيَةِ وَالرِّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ وَأَجْرُ الْكَاهِنِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يُجَادِلَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيَدْعُوَ النَّاسَ إلَي نَفْسِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.

يَا عَلِيُّ: إذَا مَاتَ الْعَبْدُ قَالَ النَّاسُ: مَا خَلَّفَ؟ وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟

يَا عَلِيُّ: الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ.

يَا عَلِيُّ: مَوْتُ الْفَجْأَةِ رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ وَحَسْرَةٌ لِلْكَافِرِ.

يَا عَلِيُّ: أَوْحَي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَي إلَي الدُّنْيَا اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ.

يَا عَلِيُّ: إنَّ الدُّنْيَا لَوْ عَدَلَتْ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَي الْكَافِرَ مِنْهَا

شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ.

يَا عَلِيُّ: مَا أَحَدٌ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ إلاَ وَهُوَ يَتَمَنَّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ مِنَ الدُّنْيَا إلاَّ قُوتاً.

يَا عَلِيُّ: شَرُّ النَّاسِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِي قَضَائِهِ.

يَا عَلِيُّ: أَنِينُ الْمُؤْمِنِ تَسْبِيحٌ، وَصِيَاحُهُ تَهْلِيلٌ، وَنَوْمُهُ عَلَي الْفِرَاشِ عِبَادَةٌ، وَتَقَلُّبُهُ مِنْ جَنْبٍ إلَي جَنْبٍ جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإنْ عُوفِيَ مَشَي فِي النَّاسِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ.

يَا عَلِيُّ: لَوْ أُهْدِيَ إلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُهُ، وَلَوْ دُعِيتُ إلَي كُرَاعٍ لأَجَبْتُ.

يَا عَلِيُّ: الإسْلاَمُ عُرْيَانٌ، فَلِبَاسُهُ الْحَيَاءُ، وَزِينَتُهُ الْوَفَاءُ، وَمُرُوءَتُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَعِمَادُهُ الْوَرَعُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ أَسَاسٌ وَأَسَاسُ الإسْلاَمِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

يَا عَلِيُّ: سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَطَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثَةٌ يَزِدْنَ فِي الْحِفْظِ وَيُذْهِبْنَ الْبَلْغَمَ: اللُّبَانُ وَالسِّوَاكُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ.

يَا عَلِيُّ: السِّوَاكُ مِنَ السُّنَّةِ وَمَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ وَيَجْلُو الْبَصَرَ وَيُرْضِي الرَّحْمَنَ وَيُبَيِّضُ الأَسْنَانَ وَيَذْهَبُ بِالْحَفْرِ وَيَشُدُّ اللِّثَةَ وَيُشَهِّي الطَّعَامَ وَيَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ وَيَزِيدُ فِي الْحِفْظِ وَيُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ وَتَفْرَحُ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ.

يَا عَلِيُّ: مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيّاً إلاَّ وَجَعَلَ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ صُلْبِهِ، وَجَعَلَ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِكَ وَلَوْلاَكَ مَا كَانَتْ لِي ذُرِّيَّةٌ.

يَا عَلِيُّ: أَرْبَعَةٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ: إمَامٌ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُطَاعُ أَمْرُهُ، وَزَوْجَةٌ يَحْفَظُهَا زَوْجُهَا وَهِيَ تَخُونُهُ، وَفَقْرٌ لاَ يَجِدُ صَاحِبُهُ مُدَاوِياً، وَجَارُ سَوْءٍ فِي دَارِ مُقَامٍ.

يَا عَلِيُّ: أَعْجَبُ النَّاسِ إيمَاناً وَأَعْظَمُهُمْ يَقِيناً قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَمْ يَلْحَقُوا النَّبِيَّ وَحُجِبَ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ فَآمَنُوا بِسَوَادٍ عَلَي بَيَاضٍ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثَةٌ يُقْسِينَ الْقَلْبَ: اسْتِمَاعُ اللَّهْوِ وَطَلَبُ الصَّيْدِ وَإتْيَانُ بَابِ السُّلْطَانِ.

يَا عَلِيُّ: نَوْمُ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ.

يَا عَلِيُّ: رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا الْعَالِمُ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ يُصَلِّيهَا الْعَابِدُ.

يَا عَلِيُّ: لاَ تَصُومُ الْمَرْأَةُ تَطَوُّعاً إلاَ بِإذْنِ زَوْجِهَا.

يَا عَلِيُّ: فِي الزِّنَا سِتُّ خِصَالٍ؛ ثَلاَثٌ مِنْهَا

فِي الدُّنْيَا، وَثَلاَثٌ مِنْهَا فِي الآخِرَةِ. فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا: فَيَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ، وَيُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ. وَأَمَّا الَّتِي فِي الآخِرَةِ: فَسُوءُ الْحِسَابِ وَسَخَطُ الرَّحْمَانِ وَخُلُودٌ فِي النَّارِ.

يَا عَلِيُّ: دِرْهَمٌ رِبًا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ سَبْعِينَ زَنْيَةً كُلُّهَا بِذَاتِ مَحْرَمٍ فِي بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ مَنَعَ قِيرَاطاً مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَلاَ بِمُسْلِمٍ وَلاَ كَرَامَةَ.

يَا عَلِيُّ: تَارِكُ الزَّكَاةِ يَسْأَلُ اللَّهَ الرَّجْعَةَ إلَي الدُّنْيَا وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّي إذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ سَوَّفَ الْحَجَّ حَتَّي يَمُوتَ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً.

يَا عَلِيُّ: الصَّدَقَةُ تَرُدُّ الْقَضَاءَ الَّذِي قَدْ أُبْرِمَ إبْرَاماً.

يَا عَلِيُّ: صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ.

يَا عَلِيُّ: افْتَتِحْ بِالْمِلْحِ وَاخْتَتِمْ بِالْمِلْحِ فَإنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاءً.

يَا عَلِيُّ: الْعَقْلُ مَا اكْتُسِبَتْ بِهِ الْجَنَّةُ وَطُلِبَ بِهِ رِضَا الرَّحْمَانِ.

يَا عَلِيُّ: إنَّ أَوَّلَ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلُ فَقَالَ لَهُ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ، فَأَدْبَرَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْكَ، بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي وَبِكَ أُثِيبُ وَبِكَ أُعَاقِبُ.

يَا عَلِيُّ: لاَ صَدَقَةَ وَذُو رَحِمٍ مُحْتَاجٌ.

يَا عَلِيُّ: دِرْهَمٌ فِي الْخِضَابِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ خَصْلَةً: يَطْرُدُ الرِّيحَ مِنَ الأُذُنَيْنِ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُلَيِّنُ الْخَيَاشِيمَ، وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ، وَيَذْهَبُ بِالضَّنَي، وَيُقِلُّ وَسْوَسَةَ الشَّيْطَانِ، وَتَفْرَحُ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَيَسْتَبْشِرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ، وَيَغِيظُ بِهِ الْكَافِرُ، وَهُوَ زِينَةٌ وَطِيبٌ، وَيَسْتَحْيِي مِنْهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، وَهُوَ بَرَاءَةٌ لَهُ فِي قَبْرِهِ.

يَا عَلِيُّ: لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ إلاَّ مَعَ الْفِعْلِ، وَلاَ فِي الْمَنْظَرِ إلاَّ مَعَ الْمَخْبَرِ، وَلاَ فِي الْمَالِ إلاَّ مَعَ الْجُودِ، وَلاَ فِي الصِّدْقِ إلاَّ مَعَ الْوَفَاءِ، وَلاَ فِي الْفِقْهِ إلاَّ مَعَ

الْوَرَعِ، وَلاَ فِي الصَّدَقَةِ إلاَّ مَعَ النِّيَّةِ، وَلاَ فِي الْحَيَاةِ إلاَّ مَعَ الصِّحَّةِ، وَلاَ فِي الْوَطَنِ إلاَّ مَعَ الأَمْنِ وَالسُّرُورِ.

يَا عَلِيُّ: أَ لاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِي خُلُقاً؟ قَالَ: بَلَي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَأَعْظَمُكُمْ حِلْماً وَأَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ وَأَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إنْصَافاً.

يَا عَلِيُّ: حَقُّ الْوَلَدِ عَلَي وَالِدِهِ أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ وَأَدَبَهُ وَيَضَعَهُ مَوْضِعاً صَالِحاً. وَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَي وَلَدِهِ أَنْ لاَ يُسَمِّيَهُ بِاسْمِهِ، وَلاَ يَمْشِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ يَجْلِسَ أَمَامَهُ، وَلاَ يَدْخُلَ مَعَهُ فِي الْحَمَّامِ.

يَا عَلِيُّ: ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَسْوَاسِ: أَكْلُ الطِّينِ وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ بِالأَسْنَانِ وَأَكْلُ اللِّحْيَةِ.

يَا عَلِيُّ: لَعَنَ اللَّهُ وَالِدَيْنِ حَمَلاَ وَلَدَهُمَا عَلَي عُقُوقِهِمَا.

يَا عَلِيُّ: يَلْزَمُ الْوَالِدَيْنِ مِنْ عُقُوقِ وَلَدِهِمَا مَا يَلْزَمُ الْوَلَدَ لَهُمَا مِنْ عُقُوقِهِمَا.

يَا عَلِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَيْنِ حَمَلاَ وَلَدَهُمَا عَلَي بِرِّهِمَا.

يَا عَلِيُّ: مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا.

يَا عَلِيُّ: مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَاسْتَطَاعَ نَصْرَهُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ كَفَي يَتِيماً فِي نَفَقَتِهِ بِمَالِهِ حَتَّي يَسْتَغْنِيَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ.

يَا عَلِيُّ: مَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَي رَأْسِ يَتِيمٍ تَرَحُّماً لَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

يَا عَلِيُّ: لاَ فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلاَ مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلاَ وَحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ، وَلاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَي، وَلاَ حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَلاَ عِبَادَةَ مِثْلُ التَّفَكُّرِ.

يَا عَلِيُّ: آفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ، وَآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَآفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ، وَآفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلاَءُ، وَآفَةُ الْعِلْمِ الْحَسَدُ.

يَا عَلِيُّ: أَرْبَعَةٌ يَذْهَبْنَ ضَيَاعاً: الأَكْلُ عَلَي الشِّبَعِ، وَالسِّرَاجُ فِي الْقَمَرِ، وَالزَّرْعُ فِي السَّبَخَةِ، وَالصَّنِيعَةُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهَا.

يَا عَلِيُّ: مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ فَقَدْ أَخْطَأَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ.

يَا عَلِيُّ: لأَنْ أُدْخِلَ يَدِي فِي فَمِ التِّنِّينِ إلَي الْمِرْفَقِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ

أَسْأَلَ مَنْ لَمْ يَكُنْ ثُمَّ كَانَ.

يَا عَلِيُّ: تَخَتَّمْ بِالْيَمِينِ فَإنَّهَا فَضِيلَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ لِلْمُقَرَّبِينَ. قَالَ: بِمَ أَتَخَتَّمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِالْعَقِيقِ الأَحْمَرِ فَإنَّهُ أَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ تَعَالَي بِالرُّبُوبِيَّةِ وَلِيَ بِالنُّبُوَّةِ وَلَكَ بِالْوَصِيَّةِ وَلِوُلْدِكَ بِالإمَامَةِ وَلِشِيعَتِكَ بِالْجَنَّةِ وَلأَعْدَائِكَ بِالنَّارِ.

يَا عَلِيُّ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَشْرَفَ عَلَي أَهْلِ الدُّنْيَا فَاخْتَارَنِي مِنْهَا عَلَي رِجَالِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِيَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَي رِجَالِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ عَلَي رِجَالِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَي نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.

يَا عَلِيُّ: إنِّي رَأَيْتُ اسْمَكَ مَقْرُوناً بِاسْمِي فِي ثَلاَثَةِ مَوَاطِنَ فَآنَسْتُ بِالنَّظَرِ إلَيْهِ: إنِّي لَمَّا بَلَغْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فِي مِعْرَاجِي إلَي السَّمَاءِ وَجَدْتُ عَلَي صَخْرَتِهَا: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَنَصَرْتُهُ بِوَزِيرِهِ، فَقُلْتُ لِجَبْرَئِيلَ عليه السلام مَنْ وَزِيرِي؟ فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إلَي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَي وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَيْهَا: إنِّي أَنَا اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنَا وَحْدِي، مُحَمَّدٌ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَنَصَرْتُهُ بِوَزِيرِهِ، فَقُلْتُ لِجَبْرَئِيلَ عليه السلام: مَنْ وَزِيرِي؟ فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَلَمَّا جَاوَزْتُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَي انْتَهَيْتُ إلَي عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ جَلَّ جَلاَلُهُ فَوَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَي قَوَائِمِهِ: إنِّي أَنَا اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنَا وَحْدِي، مُحَمَّدٌ حَبِيبِي، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَنَصَرْتُهُ بِوَزِيرِهِ.

يَا عَلِيُّ: إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي أَعْطَانِي فِيكَ سَبْعَ خِصَالٍ: أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ مَعِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَقِفُ عَلَي الصِّرَاطِ مَعِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُكْسَي إذَا كُسِيتُ وَيُحَيَّا إذَا حُيِّيتُ، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَسْكُنُ مَعِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَشْرَبُ مَعِي مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ الَّذِي خِتَامُهُ مِسْكٌ.

www.s-alshirazi.com

پي نوشتها

() انظر العوالم، الإمام الحسين عليه السلام، للبحراني: ص104 ح1 باب2 ما ورد في إخبار

الله تعالي خصوص آدم عليه السلام (ط: مدرسة الإمام المهدي عليه السلام قم).

() إنّ الكعبة وسائر الأشياء التي تحيط بنا هي مخلوقات الله تعالي، وجميعها لها إحساس وشعور، لكن معظم البشر لا يستطيعون درك ذلك، وقد ورد في القرآن الكريم: (وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ وَلََكِن لاّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) سورة الإسراء: 44.

() كامل الزيارات: الباب 88، ص267، ح3، فضل كربلاء.

() كامل الزيارات: الباب 88، ص270، ح15.

() أي: كيف أزور الإمام الحسين عليه السلام مع الخوف من الأعداء وفي حال التقية منهم؟

() كامل الزيارات، لابن قولويه: ص244 ح4 باب45 مؤسسة¬ النشر الإسلامي قم.

() كامل الزيارات: ص262 الباب 88 ح1.

() سورة التوبة: 12.

() سورة القصص: 41.

() سورة الأنبياء: 73.

() انظر لسان العرب لابن منظور: ج12 ص24 (مادّة أمم).

() الموبد: صاحب معبد النار، والموبدان رئيسهم.

() الحاخام: رئيس الكهنة عند اليهود.

() الحبر: الرجل العالم.

() سورة المائدة: 44.

() راجع أسرار الشهادة، للرشتي: ج3 ص471-473 (ط دار ذوي القربي قم).

() قال الإمام الحسين سلام الله عليه في عظمة أصحابه: فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفي ولا خيراً من أصحابي … الإرشاد للمفيد: ج2 ص91.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص412 ح16، مقطع من زيارة يوم عاشوراء (كتاب الحج).

() مستدرك الوسائل: ج10 ص412 ح17 كتاب الحج.

() فإن الشعائر الحسينية من شعائر الله، والله تعالي يقول: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب سورة الحج: 32.

() مناقب آل أبي طالب: ج1 ص216.

() سورة الحاقة: 44.

() كامل الزيارات: ص265 باب88.

() بحار الأنوار: ج44 ص266 الحديث24.

() الكافي: ج4 ص162 الحديث3.

() بحار الأنوار: ج 44 ص329-330.

() بحار الأنوار: ج45 ص4.

() وسائل الشيعة: ج 16 ص 259 الحديث 21508.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص338.

() كما في الرواية: «وبذل

مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة». تهذيب الأحكام: ج6 ص113.

() سورة آل عمران: 144.

() سورة آل عمران: 144.

() راجع المناقب لابن شهر آشوب: ص 28 29 (ط: مؤسسة العلاّمة للنشر قم).

() انظر إعلام الوري للطبرسي: ص314 (ط: دار الكتب الإسلامية).

() الأمالي للمفيد: ص45 المجلس6.

() سورة الفتح: 1.

() تفسير القمّي: ج2 ص449 تفسير سورة النصر. (ط. مؤسسة الأعلمي).

() انظر بحار الأنوار: ج23 ص130.

() وكانوا يسمّونه بابن كبشة نسبة إلي أبي كبشة، الحارث بن عبد العزّي زوج ظئر النبي أو تشبيهاً بأبي كبشة الخزاعي وكان يخالف قريشاً في عبادة الأوثان، أو نسبة إلي وهب بن عبد مناف جدّ النبي صلي الله عليه و اله لاُمّه. قاله ابن شهر آشوب المازندراني في كتابه متشابه القرآن: ج2 ص25، (ط بيروت).

() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج5 ص129،أخبار متفرّقة عن معاوية.

() المناقب: ج4 ص89.

() كشف الغمّة للإربلي: ج2 ص 218 (ط. دار الكتاب الإسلامي بيروت).

() سورة الحجر: 9.

() انظر الكافي للكليني: ج1 ص178 - 179 كتاب الحجّة، باب أنّ الأرض لاتخلو من حجّة (ط. دار الكتب الإسلامية).

() سورة البقرة: 83.

() روي الحسن بن محبوب عن أبي ولاّد الحنّاط قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ ?وبالوالدين إحسانا? ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجون إليه وإن كانا مستغنيين، إنّ الله عزّوجلّ يقول ?لن تنالوا البرّ حتّي تنفقوا ممّا تحبّون? ثمّ قال عليه السلام: ?إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اُفّ? إن أضجراك ?ولا تنهرهما? ? ?إن ضرباك ?وقل لهما قولاً كريما? والقول الكريم أن تقول لهما: غفر الله لكما،

فذاك منك قول كريم. ?واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة? وهو أن لا تملأ عينيك من النظر إليهما وتنظر إليهما برحمة ورأفة وأن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولاتتقدّم قدّامهما. من لا يحضره الفقيه للصدوق: ح5883.

() سورة التحريم: 6.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية ?يا أيّها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً? جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا عجزت عن نفسي، كلّفت أهلي؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عمّا تنهي عنه نفسك. الكافي: ج5 ص62 ح1.

() سورة الأحزاب: 21.

() بحار الأنوار: ج19 ص348- 349، باب غزوة بدر الكبري.

() سورة الأحزاب: 6.

() عن عائشة قالت: كان رسول الله صلّي الله عليه وآله إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوّضك الله من كبيرة السنّ. قالت: فرأيت رسول الله صلّي الله عليه وآله غضب غضباً شديداً فسقطت في يدي، فقلت: اللهمّ إنّك إن أذهبت بغضب رسولك صلّي الله عليه وآله لم أعد لذكرها بسوء ما بقيت. قالت: فلمّا رأي رسول الله صلّي الله عليه وآله ما لقيت قال: كيف قلتِ؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورزقت منّي الولد حيث حرمتموه. قالت: فغدا وراح عليّ بها شهراً. رواه الإربلي في كشف الغمّة: ج2 ص38 في فضائل خديجة سلام الله عليها.

() راجع كتاب (اُمّهات المعصومين) للإمام الشيرازي الراحل ?.

() إشارة إلي المرجع الديني الراحل سماحة آية الله العظمي السيّد محمّد الحسيني الشيرازي قدّس الله سرّه.

() بحار الأنوار: ج98 ص1

- 11 كتاب المزار باب 18. ط بيروت.

() المسالح: جمع مسلحة بفتح الميم، وهي الحدود والأطراف من البلاد يرتّب فيها أصحاب السلاح كالثغور يوقون الحدود. مجمع البحرين للطريحي (مادّة سلح).

() كامل الزيارات لابن قولويه: ص125، عنه بحار الأنوار: ج98 ص10 ح39 باب أنّ زيارة الحسين عليه السلام واجبة مفترضة.

() سورة آل عمران: 97.

() راجع ثواب الأعمال، للصدوق: ص281 ح2 عقاب من ترك الحجّ.

() سورة الحج: 2.

() سورة الفرقان: 77.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص352 ح5762.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.