الخمر كليرا المجتمع

اشارة

اسم الكتاب: الخمر كليراالمجتمع

المؤلف: حسيني شيرازي، صادق

الموضوع: فقه

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: دارالقران الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الناشر

ما زالت الخمور والمواد المخدرة تنخر في جسم المجتمعات البشرية ومنها الإسلامية بالرغم من تحريم الأديان السماوية لها ونعتها بأشر النعوت مثل: (أم الخبائث) و(رأس كل شر) و(لعن عشرة فيها)، هذا بالإضافة إلي التقارير الطبية وتحذيرات منظمات الصحة العالمية حول الآثار السيئة لتناول الخمور والمواد المخدرة، ومع كل هذا تجد الإقبال عليها من قبل البعض. وهناك أسباب عديدة لهذه المعاصي نشير إلي البعض منها إشارة عابرة فقط:

1: إن الشيطان قد عرف كيف يزوق بضاعته ويروج لها، وينشرها في صفوف قطاعات كبيرة من البشر.

2: ضعف الوازع الديني لدي الكثير من الناس؛ نتيجة الترف والتطور الحاصل في الحياة اليوم، وعدم التفكير بأمر الآخرة، والاهتمام بأمر الدنيا فقط.

3: محاربة الفضيلة والقائمين عليها من قبل الأنظمة المتسلطة علي رقاب الناس، وسعيها الحثيث لنشر الرذيلة؛ كي يبقي الناس وسط مستنقع الرذيلة، فلا يفكرون بما يصلح شأنهم.

4: ضعف وقلة التبليغ الديني، والذي يكاد ينعدم أمام هذا الكم الهائل من دعايات النشر والترويج للباطل عبر وسائل الإعلام المختلفة.

5: بث الأفلام والمسلسلات وعلي مدار اليوم والليلة، والتي تظهر موائد الخمور والحفلات الماجنة في حيلة منها لجعل هذا الأمر ضمن الأتكيت اليومي للناس بحيث لا يمكن التخلي عنه.

6: سوء المناهج الدراسية التي تدرس اليوم، والتي لا تهتم إلا بالجانب العلمي فقط تاركة الجانب الأخلاقي وراءها غير آبهة به …

وهنا لابد من الإشارة إلي أن التشريعات الإلهية والنصوص الدينية لا يمكنها لوحدها فقط من تهذيب الناس وتوجيههم الوجهة الصحيحة ما لم تكن هناك قوة عليا تسعي لتطبيق هذه التشريعات الإلهية والنصوص الدينية تطبيقياً صحيحاً، وتضرب علي أيدي المخالفين والمتربصين

سوءً بالناس، والذين يسعون جادين في نشر الرذيلة في صفوف المجتمع.

وعليه يلزم علي المؤمنين العمل الجاد والسعي الحثيث من أجل توعية الناس، ونشر معالم الدين وتطبيق أحكامه، ومحاربة الفساد والمفسدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

ومن هنا جاء طبع كتاب (الخمر كوليرا المجتمع) الذي كتبه سماحة المرجع الديني آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه قبل أربعين عاماً، وذلك للحاجة الماسة إليه حيث تري انتشار الخمور في صفوف البعض بشكل يدعو للعجب، ونأسف أن نقول: إن القائمين علي أمرها في البلدان الإسلامية اليوم من الغارس إلي الشارب هم من المسلمين بعد إن كان هذا من عمل غيرهم.

نسأل من الله العلي القدير أن ينفع بهذا الكتاب ويجعله خير وسيلة لهداية الضالين، وينقذهم من أسر الخمر إلي عالم الإيمان والأمان، إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

كربلاء المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم إلي يوم الدين.

المقدمة

من الأسباب المهمة التي جعلت الإسلام يزداد طراوةً وحيوية كلما مر عليه الزمن وتعاقبت عليه الأيام، والتي جعل الله تعالي به الإسلام دينه الأبدي الخالد، وجعل حلال محمد حلالاً إلي يوم القيامة، وحرامه حراماً إلي يوم القيامة ().

.. هو أن العلم وتقدمه واكتشافاته كلها رهينة للإسلام، فما تقدم العلم يوماً ولا توصّل إلي كشف جديد إلاّ وكان أساسه في الإسلام، وكان الإسلام قد سبق العلم إلي تلك الحقيقة المكتومة المجهولة.

وهناك لذلك عشرات من الأدلة والشواهد عن ألسنة العلماء والمكتشفين والخبراء غير الإسلاميين بله الإسلاميين منهم تجدها مبثوثة هنا وهناك علي صفحات الجرائد والمجلات، وفي بطون الكتب، وعلي الأثير في الإذاعات، وملئ الشفاه..

والذي

نقصد الآن إلي تقديمه للقراء الكرام هي واحدة من تلك المسائل التي سبق الإسلام بها العلم والاكتشاف، فكان به للإسلام الفضل علي العلم والاكتشاف، وهي (الخمر).

فالإسلام وفقاً لنظامه العام في تحريمه كلّما يردي بحياة الإنسان أو بعضو من أعضائه، وتحقيقاً لمادة واحدة من هذا الحكم الشامل حرّم الخمر، ولعن فيها عشرة أشخاص، وحذّر منها وأوعد عليها العذاب.. وصاغ الحكم بالتحريم في قوالب مختلفة من التطميع والتخويف، والنصيحة وغيرها، ردعاً للناس عن هذه الآفة الموبقة والبلاء الفتاك.

وظلت القرون تتعاقب والمسلمون يكفون من استعمال الخمر إطلاقاً، ويمتنعون من صنعه وشرائه وبيعه وشربه، و … وإلخ، ولا يبيحون لمن عاهدهم من الكفار أن يعلنوا بشرب الخمر أو بيعه وشرائه أو صنعه في بلاد المسلمين، وإلا فسيعتبر ذلك نقضاً وخرقاً للوثيقة الموضوعة بين المسلمين وبين الكافرين. كل ذلك في حين كان الكفار والذين لا يدينون بالإسلام علي مختلف أديانهم وعقائدهم يسخرون من المسلمين هذا الزهد، وهذه السلبية في ملذات الحياة ومطايب الدنيا.

لكن كانت الظاهرة البارزة والفارق البين ما كان يتمتع به المسلمون من صحة وعافية في الجسم، وقوة في العقل، ونشاط في التفكير، بينما كان الكفار يرزحون تحت وطأة من الأمراض الفتاكة، ويئنون في ظل ضعف من العقل، وخمول من

التفكير.

مضت تلك الأدوار، وجاء دور العلم والتقدم، وظل الناس يتمتعون بعصر الاختراع، ويعيشون في ظلال الاكتشافات.

وتوصل العلم إلي أضرار خطيرة ومفاسد عظيمة كامنة في (الخمر).. آنذاك علم الناس الهدف الأسمي الذي كان الإسلام يبتغيه للمسلمين والعالم أجمع بتحريم الخمر، والنهي عنه، حيث أعلن القرآن الحكيم في آيات متعددة بلهجة لاذعة شديدة:

?يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ?().

?إِنَّمَا الْخَمْرُ … رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?().

?إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ

يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ?().

العلم كشف أمراضاً.. وأمراضاً من خطيرة الأمراض كان سببها الوحيد الخمر، أو كانت الخمر من أهم أسبابها.

وهذا الكراس محاولة عجلي سريعة لعرض (الخمر) علي مقياس الإسلام، ومقياس الطب الحديث، علّه يكون سبباً لانتشال البعض عن هوة إدمان الخمر إلي ذروة اجتنابها، والله الموفق وهو حسبي ونعم الوكيل.

كربلاء المقدسة

صادق مهدي الحسيني

مع الطب الحديث

مع الطب الحديث

لنقف الآن أمام الطب الحديث لنري ماذا يقرر عن الخمر، وعن مطلق المسكرات والكحول؟.

ولنعدّد بعض الآفات الفتاكة التي توجد في جسم الإنسان علي أثر (الخمر).

1: سرطان الفم

يقول الدكتور إبراهيم: أظهرت الدراسات الطبية الحديثة التي تدعمها التجارب العلمية المثبتة والأدلة الصريحة علي أن مادة الكحول تؤدي إلي ظهور أخطر الإصابات السرطانية الخبيثة في الأنسجة التابعة للفم والحنجرة، وقد صرّح اليوم الطبيب البروفيسور الأمريكي (ملتن تيريس) أستاذ الطب الوقائي في جامعة نيويورك، بأنه برهن بدراسته للإصابات السرطانية القاتلة التي تنتاب الأنسجة البشرية في الفم والحنجرة، أن حوادث الموت التي تسببها آفات السرطان في هذه الأنسجة تكون نسبتها عالية جداً عند الأشخاص الذين يتعاطون المسكرات والمواد الكحولية، بجانب انخفاض نسبة الوفيات التي تسببها آفات السرطان الخبيثة في هذه الأنسجة بين الأشخاص الذين لايتعاطون تناول هذه السموم الفتاكة بالجسم البشري الحساس.

وأن أسباب الموت بسرطان الأنسجة المذكورة ترجع إلي ما تحدثه إصابة السرطان في هذه المناطق من انتشار خطير إلي أجزاء الجسم عامة ليموت الإنسان بالتسمم السرطاني، أو قد تؤدي الإصابة السرطانية إلي انسداد مجري الهواء فيموت الإنسان بعملية الاختناق التي يولدها داء السرطان في المجاري العليا للجهاز التنفسي، وقد دلت الدراسات الطبية والبحوث العلمية الحديثة علي وجود تأثير خطير لمادة الكحول في عملية إظهار النوبة السرطانية الخبيثة في الأنسجة البشرية للفم والحنجرة، نتيجة ما تولده المادة من الحساسية المرضية في الأنسجة التي تلامسها.

هذا.. بالإضافة إلي أن هذه المواد المحرقة تسبب حدوث الالتهابات النسيجية المزمنة والتهيج والاحتقان الدموي الشديد، الذي يكون سبباً لظهور إصابات السرطان القاتلة في هذه المناطق المهمة الخطيرة من الجسم البشري.

2: سرطان الكبد

وأظهرت الإحصائيات الطبية العالمية الحديثة اليوم: بأن آلاف الأشخاص الذين يموتون بسرطان عضو الكبد كل عام في أنحاء الكرة الأرضية تتزايد نسبتهم باستمرار، حيث ارتفعت نسبة الوفيات في العالم مؤخراً من جراء سرطان الكبد إلي درجة كبري.

وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة في

العصر الحاضر مؤخراً: بأن الأشخاص الذين يصابون بسرطان الكبد هم

في الأغلب من هواة (الخمرة) وذوي إدمانها في معظم الحالات.

وقد دلت الأبحاث الطبية الحديثة في موضوع الإصابات السرطانية التي تغزو عضو الكبد، بأن الكحول لها أخطر الأثر في عمليات الهدم التي تتعرض لها الأنسجة الكبدية إلي جانب الحركة المعاكسة التي تولد تضخم الأنسجة الرابطة التي تحيط بالتلافيف والغصوص الكبدية ذات التعاريج المنتظمة، فتضايقها مؤدية إلي تقلصها النسيجي ثم إتلافها، الأمر الذي يؤدي إلي اضمحلال نسبة الأنسجة الكبدية وتفوق الأنسجة الليفية الرابطة التي تسيطر علي عضو الكبد سيطرة خطيرة تؤدي إلي تحويل عضو الكبد إلي مادة جامدة عاطلة مشلولة الفعالية والوظائف الحيوية نتيجة الإصابة بحادثة (التليف الكبدي) الخطيرة العواقب التي تنبثق من النوبة السرطانية، بعد أن تجعل الشخص المصاب يعاني من آلام وأتعاب (التليف الكبدي) زمناً طويلاً حيث تنقلب الإصابة إلي موقف أخطر بانطلاق النوبة السرطانية، وظهور إصابة السرطان.

ولمادة الكحول الأثر الفعال في توليد ليس إصابة سرطانية من نوع واحد فحسب في عضو الكبد الذي يعتبر من الأعضاء العصبية المهمة لإدامة جسم الإنسان حياً بل بإمكان هذه المادة الرهيبة توطيد أنواع مختلفة من الآفات السرطانية القاتلة في عضو الكبد بصورة خاصة.

وعندما تتلف آفة المرض عضو الكبد فإن جسم الإنسان لايستطيع أن يبقي علي قيد الحياة أكثر من ساعات عديدة.

3: التهاب المعدة

ومما كشفه الطب الحديث بعد مئات التجارب: هو أن استعمال الكحول يؤدي إلي التهاب المعدة المزمن، وعرقلة عملية الهضم فيها.

وغالباً ما تتأثر (الكبد) من الكحول فتصاب بمرض التصلب الذي يتلف قسماً منها، وتنبت فيها (نتوءات) أشبه بالتآكيل، وهذا ما يعرقل كثيراً جريان الدم في هذا العضو الهام، فيعود الدم إلي الأوردة التي تحمله إلي المعدة والأمعاء والطحال، فتتأثر

هذه الأعضاء أيضاً ويقع فيها الضرر، ويكون من جرّاء هذا الضغط علي الأوردة في البريتون أي غلاف الأمعاء أن ترشح (البلازما) من الدم إلي تجويف البطن حيث تتجمع بكميات كبيرة بعض الأحيان حتي أنه يصبح من اللازم استخراجها مراراً متعددة لتخفيف التمدد الناتج عنها في البطن، ويتزايد هذا المرض إلي أن ينتهي إلي الموت غالباً. وتدل البراهين والبينات علي أن الإصابات بهذا المرض بين المدمنين علي (الخمر) هي ثمانية أو تسعة أضعاف إصابات هذا المرض من جراء (السكر).

وانتشر بين الأطباء: إنه متي دخلت (الخمر) إلي الجهاز الهضمي بكميات كبيرة في الجرعة الواحدة فإنه يوجد سرعة في عمل القلب فوراً، وذلك علي أثر تهيج القناة الهضمية.

4: التأثير علي القوي الجنسية

ولا شك في أن للخمر تأثيراً علي القوي الجنسية؛ لأن انحطاط المراكز العليا في الجهاز العصبي من جراء استعمال (الخمر) يؤثر علي القوي العاقلة وضبط النفس والإرادة، فتصبح الشهوة الجنسية غير مقيدة بقيد كاف، وازدياد تعاطي (الخمر) يسبب انحطاط القوي في العصب الفقري فتضعف به القوي الجنسية، وكثيراً ما يؤدي الإدمان علي الخمر إلي مسخ الخصيتين وضمورهما، فتمحي القوي الجنسية تماماً.

5: التهاب الرئة

ومن عظيم آفات (الخمر) تأثيرها علي الرئة التي هي جزء حساس في الجسم الإنساني فالمدمنون علي (الخمر) يصابون بالتهابات الرئة، ثم التدرن الرئوي، ثم الموت خمسون بالمائة منهم، وما أكثر في المستشفيات من الخمارين الذين يشكون التدرن الرئوي. وقد أدلي مستشفي مقاطعة (كوك) في (شيكاغو) بالتصريح التالي:

تتلخص نسبة الوفيات بين مجموع الوفيات في 3422 من جراء الإصابة بذات الرئة.

78ر49% منهم هم بين المفرطين في شرب الخمر.

40ر34% منهم هم بين المتوسطين في شرب الخمر.

45ر22% منهم هم بين الذين يشربون مطلقاً، أو يشربون قليلاً.

ويماثل هذه الأرقام وهذه النسبة تصريح آخر لمستشفي (بلفيو) في ولاية (نيويورك).

ففي ألف إصابة بذات الرئة كان الخمسمائة منهم من المدمنين علي الخمر،بينما كان 24% منهم من الذين لايتعاطونها

وتؤكد التجارب الأخيرة علي أن هذه النسبة الفائقة من الخمارين في إصابات ذات الرئة إنما هي نتيجة منع (الخمر) من حركة الكريات البيض في الدم، وهذه الكريات البيض هي التي تقاوم الجراثيم والمرض، فإذا سكنت هذه الكريات اتسع مجال الجراثيم وتجمعها، وإلقاء الجسم في مختلف الأمراض الفتاكة.

6: تقليل العمر

ومما تهديه (الخمر) لك هو أنه يقلل من عمرك، فمثلاً لو كانت أجهزة جسمك صالحة لعيش مائة سنة بدون الخمر فإن (الخمرة) تجعلها خمسين سنة أو أقل، كما دلت علي ذلك عشرات الإحصائيات ومئات التجارب منذ أكثر من قرن حتي هذا اليوم.

وإليك إحصائية واحدة من بين العشرات، ننقلها لك من نشرة (جمعية مكافحة المسكرات):

إن تعاطي الكحول يقصر العمر أيضاً.

وهذه خلاصة أرقام مجموعة من 43 شركة أمريكية لضمان الحياة لمدة عشرين سنة من (1885-1905) وتتناول مليونين من المشتركين في هذه الشركات:

1: المعدل الأساسي لكل المشتركين بما فيهم المدمنون علي الشراب. 100

2: بين الذين يشربون كأسين من البيرة، أو كأساً واحدة

من الويسكي يومياً. 118

3: بين الذين كانوا يشربون كثيراً ثم أقلعوا عن الشرب

150

4: بين الذين كانوا يشربون أكثر من كأسين من البيرة، أو كأساً من الويسكي يومياً. 186

7: تقليل شهوة الطعام

ومما تحدثه (الخمر) هو تقليل شهوة الأكل والشرب، فتري الرجل الذي كان يأكل يومياً خمسة أرغفة بكل رغبة وشهوة مثلاً إذا أدمن الخمر لا يكاد يشتهي رغيفين في اليوم وإن أكل كان بلا اشتهاء.

وهذا يرجع إلي نقص في امتصاص وهضم الطعام المتناول علي أثر التغييرات الناتجة عن الخمر في القناة الهضمية، وفي الكبد، ويقول الأطباء: إن من أهم النتائج لهذا النقص في التغذية الذي يصيب المدمنين علي الخمر اثنتان:

1: مرض (البربيري) وهو يتناول الأعصاب التي تسيطر علي الساقين والذراعين، أو يتناول الدورة الدموية فينتج عنه ضعف القلب وتضخمه.

2: مرض (البلاكرا) وما يرافقه من تقرح اللسان وظهور بثور علي اليدين والرجلين والعنق وألم في البطن وإسهال واشتراكات في الدماغ.

8: أمراض عقلية

والخمر سبب مباشر لأمراض عقلية خطيرة، فإن السكر الشديد بالخمر في الحقيقة هو اختلاط في الدماغ، ولكن يظهر أن الأطباء القدامي كانوا يركزون جهودهم ويوجهون عنايتهم إلي بحث تأثير (الخمر) علي الأنسجة والتلافيف بعد تعاطيها مدة طويلة، لا علي تأثيرها الفوري علي الدماغ غب تعاطيها.

وهذا الضرر الذي تحدثه الخمر فوراً حين الشرب في الجهاز العصبي لا يقل عن الضرر الناتج عنها بعد مدة سنين من تعاطيها. إنما الفرق أن الأثر البعيد يكون واضحاً بيناً، بينما الأثر السريع لا يظهر بسرعة وعجل.

ولعل أعجب وأغرب إحصائية عن الأمراض العقلية نتيجة إدمان الخمر، هو ما يدلي به الدكتور الشهير (ديتون) بعد إجراء درس دقيق وفحص علي خمسة وستين ألفاً (000ر65) من المرضي الذين دخلوا مستشفيات الأمراض العقلية بولاية (مساتشوستس) والإحصائية كما يلي:

إن الإدمان علي الخمر سبب ظاهر لخُمس الإصابات التي تدخل إلي مستشفيات الأمراض العقلية في ولاية مساتشوستس.

وهذا يعني أن (000ر65) مصاباً بالأمراض العقلية كان20% منهم أي: ثلاثة عشر ألفاً

منهم (000ر13) أصيبوا بها علي أثر إدمان الخمر، والباقي كان لها مختلف الأسباب والعلل.

9: تضعيف الجهاز العصبي

وتعتبر (الخمر) عند درسها طبياً، مضعفة للجهاز العصبي. وهذا اعتقاد يناقض الاعتقاد الشائع بين العموم: (إن الخمر منبه للقوي الجسدية).

فالذي لا يُنكر: هو أن المتناول لقليل من الخمر يظهر من تصرفاته أنه متنبه فيكثر من الكلام والضحك بصوت عال لأقل نكتة، ولا يرتبك إذا أساء التصرف ولا يهمه التأثير الذي يتركه علي الآخرين.

غير أن هذه كلها مظاهر خداعة، إذ أن الخمر لدي التحليل الدقيق ظهرت دلائل واضحات علي أنها تؤثر علي العقل وعلي انحطاط وإضعاف مراكز الجهاز العصبي المتعلقة بالقوة العاقلة والإرادة وضبط النفس، وبكلمة واحدة إن للخمر تأثيراً عجيباً علي إرخاء الضوابط (الفرام) وهذا بسبب انطلاق العواطف في سيرها دون رادع.

وهذا الأثر هو ضرر بالنسبة لأهم مراكز جهاز الجسد وهو (المخ) مركز التوجيه العام للجسد.

10: التأثير علي الذاكرة

وقد دلت الأبحاث العديدة في المختبرات المختلفة علي تأثير الخمر علي القوة الحافظة (الذاكرة) تأثيراً كبيراً هاماً.

وتقول الأبحاث: إن الخمر تقلل استجابة فاعلية القوي الجسدية والعقلية الراجعة إلي (الذاكرة) 6% بعد شرب كل كأس ونصف من (الويسكي)، و34% بعد شرب ثلاثة كؤوس ونصف الكأس.

وقدر هذا التأثير لدي العلماء بأن شارب هذه الكمية من الخمر إذا كان سائق سيارة فإنه يحتاج إلي مسافة 17 قدماً لإيقاف سيارته فوراً بعد رؤية الخطر زيادة عن المسافة التي يوقفها فيه السائق الذي لا يشرب هذه الكمية من (الخمر).

11: حوادث السير

ومن أهم أضرار (الخمر) الخارجية الاجتماعية حوادث السير من الاصطدامات، والسقوط في الوديان، والتعثر بالمعثرات، وغير ذلك من حوادث السير الخطيرة.

وتقول الأبحاث الطبية والتجارب: إن في السائق الذي يتعاطي الخمر نقصاً في النظر والسمع والتوجه والالتفات، وضعفاً علي الاستجابة للخطر، بالإضافة إلي النقص والضعف في قوة التحكم والتمييز لدي مواقع الخطر، والاعتماد علي النفس والثقة بها فوق الدرجة المعتادة.

وهذه كلها من نتائج الخمر وآثارها، وهذه هي التي تدفع بالسواق الخمارين إلي تجسم أخطار لا يتجسمونها لو كانوا صاحين من السكر.

ويزيد ذلك غرابة وعجباً تصريح (مجلس الأمن الوطني) في الولايات المتحدة الأمريكية كما يلي: إن الكحول يسبب حادثة واحدة من كل أربع حوادث من حوادث السير القتالة.

12: التأثير في النسل

ومن التجارب التي توصل إليها العلم: هو أن شرب الخمر بالإضافة إلي تأثيراته السابقة في جسد الشارب وعقله يؤثر تأثيراً كبيراً في نسله، فمدمنو الخمر يكون 95% من أولادهم الذين صاروا بعد إدمانهم الخمر، يكون جسمهم وأعصابهم وعقولهم وحواسهم كلها معرضة للإصابات السريعة بالأمراض الوبيلة؛ لأن نفس التأثيرات التي تودعها الخمر في مدمنها تنتقل بلا استثناء إلي الولد المتكون منه، وبصورة أشد، إذ أنه يوجب تكون أعضاء الولد من أصله ضعيفة مستعدة لتقبل الأخطار.

13: مختلف الجنايات

ومن أهم مضار الخمر هي الحالة اللاشعورية التي توجدها في الشارب فتأهله لارتكاب مختلف الجرائم وشتي الجنايات، فتراه يرتكب جرائم القتل والجرح والسرقة والتخويف والزنا والاختلاس … وغيرها، من غير أن يعلم بذلك أو يشعر بما يفعل.

فكم تطالعنا الصحف والمجلات كل يوم ضمن أنبائها بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها شاربو الخمر في حال سكرتهم.

وننقل إليك فيما يلي إحصائيتين خطيرتين هما:

1: أجريت في (ألمانيا) قبل عدة سنين إحصائية تقول:

يساق إلي المحاكم من الرجال سنوياً مائة وخمسون ألفاً (000ر150) من المجرمين الذين كان إجرامهم من جراء شرب المسكر.

2: وتقول إحصائية أخري من (ألمانيا) أيضاً بشأن النساء:

حكمت المحاكم في عام 1878م أربعة وخمسين ألفاً وثلاثمائة وثمانية وأربعين (54348) حكماً علي النساء اللائي أجرمن، وكان المحرك في ذلك شرب المسكرات.

ثم تقول الإحصائية:

وقد بلغت هذه الأحكام بعد ستة وثلاثين عاماً أي في عام 1914م إلي ستين ألفاً وثلاثمائة وأحد عشر (60311) حكماً.

هذه هي الجنايات التي وصلت المحاكم وحكمت فيها، أما الإجرامات نتيجة (الخمر) التي لا تصل المحاكم أو لا تحكم فيها الصادرة من الشخصيات والتي يطويها ستار الرشوات، أو التي يخفيها خوف المجني عليه من بطش الجاني وظلمه أو غير ذلك فلعلها تكون أكثر وأكثر …

ويعلم الله

سبحانه عدد هذه الجنايات كلها في هذه السنين التي سهل فيها الحصول علي الخمر ونيلها والإدمان عليها لكل شخص وفي كل مكان، والتي كثر فيها مختلف أسباب الجناية والإجرام.

خلاصة

من هذه الصفحات وتلكم التصريحات والبحوث والتجارب عرفنا أن مما يجنيه الإنسان من الخمر (سرطان الفم) و(سرطان الكبد) و(التهاب المعدة) و(التهاب الرئة) و(التأثير علي القوي الجنسية) و(تقليل العمر) و(تقليل شهوة الطعام) و(إيجاد أمراض عقلية) و(تضعيف الجهاز العصبي) و(التأثير علي الذاكرة) و(حوادث السير الخطيرة) و(التأثير في النسل) و(مختلف الجنايات) وغير ذلك. وإذا لاحظنا أن كثيراً من البشر اليوم مصابون لا شك بواحدة من تلكم الآفات والبلايا، ولا ريب أنهم مئات الملايين من البشر اليوم فلا يبقي مجال الريب في أن (الخمر) تعتبر أخطر داء علي البشرية، في هذه الكثرة والإسراف والشيوع التي وصلت إليها في هذا العصر!

ولعلنا لم نكن مغالين إذا قلنا: إن الخمر أضر علي البشرية من (القنبلة الهيدروجينية)؛ وذلك لأن (القنبلة الهيدروجينية) لعلها لا تستعمل أبداً، ولعل السلام يخيّم علي العالم فلا تستعمل (القنبلة) ولا تؤثر شيئاً، أما (الخمر) هذا البلاء الفتاك جعل يبيد ملايين البشر في كل عصر، بما توجبه من آفات وأمراض التي ذكرناها.

مع الشريعة الإسلامية

مع الشريعة الإسلامية

والإسلام أشار إلي بعض هذه المضار والمفاسد التي ذكرناها في أحاديث وروايات عن النبي وأهل بيته الطاهرين (عليه وعليهم الصلاة والسلام) ننقل هنا حديثين منها:

قال عليه السلام: حرّم الله الخمر لفعلها وفسادها؛ لأن مدمن الخمر تورثه الارتعاش، وتذهب بنوره، وتهدم مروته، وتحمله علي أن يجسر علي ارتكاب المحارم، وسفك الدماء، وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يبث علي حرمه وهو لايعقل ذلك، ولا يزيد شاربها إلا كل شر ().

الحديث الثاني: روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال في حديث: وإن الله تعالي حرم الخمر لما فيها من الفساد، وبطلان العقول في الحقائق، وذهاب الحياء من الوجه. وأن الرجل إذا سكر فربما وقع علي أمه، أو قتل

النفس التي حرّم الله، ويفسد أمواله، ويذهب بالدين، ويسيء المعاشرة، ويوقع العربدة، وهو يورث مع ذلك الداء الدفين ().

1: لا يسقي الخمر أبداً

وإذا كانت الخمرة لها هذه الكثرة من المضار والمفاسد، فأجدر به أن تمنع الشريعة الإسلامية عن سقيها حتي لمن لم يجعل الله عليه تكليفاً كالصبي؛ لأن من الظلم أن يحرم شربها لمضارها ثم يجوز سقيها لغيره.

وأعظم من ذلك نهي الإسلام عن سقيها حتي لمثل الكافر الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي مدي إنسانية الإسلام وشمول عطفه.

أ: روي الصدوق رحمة الله عليه عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال في حديث:

ومن سقاها (أي الخمر) يهودياً، أو نصرانياً، أو صابئاً، أو من كان من الناس، فعليه كوزر من شربها ().

ب: وروي الكليني رحمة الله عليه بإسناده إلي الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال: من سقي مولوداً خمراً أو قال: مسكراً سقاه الله من الحميم وإن غفر له ().

ج: وعنه عليه السلام قال: يقول الله عزوجل: من شرب مسكراً، أو سقا صبياً لا يعقل، سقيته من ماء الحميم مغفوراً له أو معذباً ().

2: كل مسكر حرام

والآفات والأمراض والعواقب الوخيمة التي تلحق شارب الخمر إنما من أجل ذلك السكر الذي توجده الخمر، إذن فكلما كان عاقبته عاقبة الخمر له حكم الخمر من الحرمة، والتنديد في الشريعة الإسلامية بأي اسم كان وبأي لون.

روي الكليني رحمة الله عليه بإسناده عن الإمام موسي بن جعفر عليهما السلام، أنه قال: إن الله عزوجل لم يحرم الخمر لاسمها ولكنه حرمها لعاقبتها، فما كان عاقبته عاقبة الخمر فهو خمر ().

3: تنديدات بشرب الخمر

بعد ما وقفنا علي المضار السابقة الفتاكة لشرب الخمر والتي جعلت (الخمر) حقيقة شراً علي البشرية من (الكوليرا) ومن (القنبلة الهدروجينية)، لا تعجب إذا رأينا الإسلام يندد بشارب الخمر تنديدات بالغة، ويصيغ تحريم شربها في لهجات شديدة، وينزل صواعق التعبيرات بشأنها ليتم ترك هذا الوباء الفتاك والداء الساري، ولنأخذ لذلك أمثلة من الأحاديث الشريفة:

الأول: تحريم الأكل علي مائدة يُشرب فيها الخمر والنهي عن مجالسة شاربي الخمر.

أ: روي في كتاب (غوالي اللئالي) عن النبي صلي الله عليه و اله: أنه نهي عن الجلوس علي مائدة يشرب عليها الخمر ().

ب: روي الصدوق رحمة الله عليه عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: لا تجالسوا شراب الخمر؛ فإن اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس ().

ج: وفي (فقه الرضا عليه السلام): ولا تأكل في مائدة يشرب عليها بعدك خمر، ولا تجالس شارب الخمر. وقال عليه السلام:

ولا تجتمع معه في مجلس؛ فإن اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس ().

الثاني: لعن كل من يساعد علي الخمر بأية صورة كانت.

روي الكليني ? عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام، أنه قال: لعن رسول الله صلي الله عليه و اله في الخمر عشرة:

1: غارسها.

2: وحارسها.

3: وبائعها.

4: ومشتريها.

5: وشاربها.

6: والآكل ثمنها.

7: وعاصرها.

8: وحاملها.

9: والمحمولة

إليه.

10: وساقيها ().

الثالث: اعتبارها شر المعاصي.

واعتبر الإسلام الخمر شر المعاصي وأشد الجرائم.

أ: روي الكليني رحمة الله عليه بسنده عن أحدهما (يعني الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام): ما عُصي الله بشيء أشد من شرب المسكر، إن أحدهم يدع الصلاة الفريضة ويثب علي أمه وابنته وأخته وهو لا يعقل ().

ب: وقال أحدهما عليهما السلام: إن الله عزوجل جعل للمعصية بيتاً، ثم جعل للبيت باباً، ثم جعل للباب غلقاً، ثم جعل للغلق مفتاحاً، ومفتاح المعصية الخمر ().

ج: وروي الطبرسي رحمة الله عليه في كتاب (الاحتجاج): إن زنديقاً قال للإمام الصادق عليه السلام: ولِمَ حرم الله الخمر، ولا لذة أفضل منها؟. قال عليه السلام: حرمها لأنها أم الخبائث، ورأس كل شر. يأتي علي شاربها ساعة يسلب لبه، ولا يعرف ربه، ولايترك معصية إلا ركبها، ولا حرمة إلا انتهكها، ولا رحماً ماسة إلا قطعها، ولا فاحشة إلا أتاها. والسكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد، وينقاد حيث ما قاده ().

الرابع: مقاطعة شارب الخمر عن التزويج وغيره.

أ: روي الشيخ الكليني رحمة الله عليه بإسناده إلي الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:

من شرب الخمر بعد ما حرّمها الله عزوجل علي لساني فليس بأهل أن يُزوج إذا خطب، ولا يُشفع إذا شفع، ولا يُصدق إذا حدّث، ولا يُؤتمن علي أمانة ().

ب: وعنه صلي الله عليه و اله أنه قال:

شارب الخمر لا تصدقوه إذا حدّث، ولا تزوجوه إذا خطب، ولا تعوده إذا مرض، ولا تحضروه إذا مات، ولا تأتمنوه علي أمانة، فمن ائتمنه علي أمانة فاستهلكها فليس له علي الله أن يخلف عليه ولا أن يأجره عليها؛ لأن الله يقول: ?ولا تؤتوا السفهاء

أموالكم?()، وأي سفيه أسفه من شارب الخمر ().

4: عقابات أخروية شديدة

وجعل الله تعالي لشرب الخمر عقابات أخروية شديدة بالغة في الشدة ليكون أشد ردعاً، وأقوي في إقلاع الناس عن هذا الشراب الخبيث.

أ: روي الصدوق رحمة الله عليه بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام، عن النبي صلي الله عليه و اله، أنه قال: من شربها لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً، فإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقاً علي الله عزوجل أن يسقيه من طينة خبال، وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم، فيشربه أهل النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود ().

ب: وروي في كتاب (عقاب الأعمال): عن النبي صلي الله عليه و اله، أنه قال:

ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله من سم الأفاعي ومن سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذي به أهل الجمع حتي يؤمر به إلي النار، وشاربها وعاصرها ومعتصرها في النار، وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمول إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها، ألا و من باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله تعالي منه صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا اعتماراً حتي يتوب منها، وإن مات قبل أن يتوب كان حقاً علي الله تعالي أن يسقيه بكل جرعة شراب منها في الدنيا شربة من صديد جهنم ().

وأخيراً

ماذا جني شُرّاب (الخمر) منها؟.

هل جنوا الصحة والسلامة، والخمر من ألدّ أعداء الصحة؟!

أم هل جنوا العقل السليم والفكر المنشرح، والخمر مفسدة للعقل، مشوشة الفكر؟!

أم هل جنوا طول العمر، والخمر تنقص من العمر كثيراً؟!

أم هل جنوا الذاكرة الحادة، والخمر تقضي علي الذاكرة؟!

أم هل جنوا نسلاً حسناً وأولاداً صالحين، والخمر تؤثر عليهم أكثر مما

يؤثر علي مدمنها؟!

أم هل جنوا انتباهاً وتوجهاً للأمور، والخمر تشل قوي الانتباه لتجعل من نصيبها 20% من حوادث السير الخطيرة؟!

أم جنوا رضا الله تعالي، والنبي صلي الله عليه و اله يقول: من شرب الخمر في الدنيا سقاه من سم الأساود ومن سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها ().

أم هل جنوا تقدير المجتمع وتوقير الناس لهم، والخمر تجعل الشخص منفور الاجتماع مهاناً صغيراً عندهم؟!

إذن فلماذا يشربون الخمر؟!.

هل للسويعات التي يزعمون أنهم يستريحون فيها بشرب الخمر وينسون فيها الآلام والأتعاب، ثم يكون نتاجها تلك الكثرة من الموبقات ووبيل الأمراض والعاهات؟!

فالأفضل أن يستريحوا إلي مُتع الروح ولذات العقل من مطالعة الكتب واستفادة العلوم، والتنور الفكري في مختلف مجالات الحياة. أو يتمتعوا بلذات الجسم من المآكل والمشارب الطيبة اللذيدة المفيدة.

فلنجعل أنفسنا فكرياً مع قادة العالم، وشخصيات التأريخ والدنيا في ترك الخمر والاجتناب عنها، ولنجتنب أن نحشر أنفسنا مع رجال الشوارع، والسفلة من الناس بشربها وإدمانها.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

كربلاء المقدسة / صادق مهدي الحسيني 20/11/86 ه

خاتمة ()

? ذكرت دراسة طرحت مؤخراً في استراليا: أن التدخين والخمور والمخدرات تتسبب في وفاة مبكرة لحوالي سبعة ملايين فرد في العالم سنوياً. وقال مدير معهد أبحاث الإدمان بسويسرا أثناء وجوده في العاصمة الأسترالية كانبيرا: إن مخاطر الإصابة بالأمراض التي يسببها التدخين وشرب الخمور وتعاطي المخدرات هائلة. وأوضح: أن التبغ والكحوليات والمواد المخدرة المحظورة كانت سبباً في حوالي 9ر8% من إجمالي حالات الإصابة بالأمراض في العالم عام 2000م. واعتمدت دراسته علي بعض الأبحاث التي أجراها لصالح منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وأرجع حوالي 8ر1 مليون وفاة إلي شرب الخمور أي

حوالي 26% من إجمالي الوفيات ذات الصلة وزادت النسبة في الأمريكتين وأوروبا، وبرزت بشكل خاص مشكلة الخمور في روسيا. وقال: من أكثر النتائج إثارة للدهشة في هذه الدراسة هي أن الخمور أصبحت الخطر الأول في الدول النامية ذات الاقتصاديات الصاعدة مثل الصين وتايلاند علي مدي العقد الماضي متفوقة بذلك علي التبغ. وأضاف: علي الرغم من هذه الصورة القاتمة إلا أنه يأمل أن تستخدم الحكومات البحث لوضع سياسات لمكافحة الأمراض والوفيات التي يمكن منعها. وأشار: إلي أن رفع الضرائب علي الكحوليات والتبغ أثبت أنه طريقة فعالة لخفض معدلات شرب الخمور وتدخين السجائر والأمراض الناتجة عنهما أكثر من خدمات العلاج أو الرعاية الصحية.

? قال باحث بكلية الصحة العامة بجامعة بوسطن: إن الضرر الذي يلحقه الطلبة الجامعيون بأنفسهم وبغيرهم جراء الإفراط في تعاطي الكحوليات يفوق ما قد يتوقعه الكثيرون. وخلصت دراسات أخري إلي أن 40% من الطلاب يصابون بما يعرب بنوبة سكر، والتي تنتج عن تعاطي خمس كؤوس أو أكثر من الخمر للذكور، أو أربع كؤوس أو أكثر للإناث.

? ورد في تقرير: أنه تشترك كافة أنواع المخدرات في مجموعة صفات عامة من أبرزها صفة تخدير العقل والجسم التي من نتائجها التأثير السلبي المباشر والخطير علي الجهاز العصبي المركزي، وما يعكسه ذلك من انهيارات علي المستويين الفردي والمجتمعي في مجالات الأخلاق والصحة بدرجة رئيسية، حيث يقل إحساس الإنسان المدمن علي المخدرات بفقد شيء من رجاحة عقله، وسمو نفسه، وتدني نظرة الآخرين لآدميته التي يعجز عن مواجهتها، حيث الخمول يسيطر تماماً علي نفسية المدمن بسبب الخلل الحادث في سوية العمل الطبيعي للجهاز العصبي، وما يزيد الطين بلة أن الأفراد ذوي الدخل المحدود إذا ما ابتلوا بالإدمان علي المخدرات، فإن أول

ما ينعكس ذلك علي مستوي معيشة عوائلهم حيث يجردهم من حاجاتهم لمقومات عيشهم كالغذاء والملبس الكافيين، ويصاحب ذلك إحداث خلل في علاقاتهم الاجتماعية وما يسببه المدمن من إحراج لأفراد عائلته غير المدمنين أمام المجتمع، وربما يتسبب المدمن (من حيث يدري أم لا) بتفكك أواصر عائلته ويجعلها في مهب الريح.

? ورد في تقرير لجنة مكافحة المخدرات: إن الولايات المتحدة تفقد سنوياً منذ عام 1979م إلي عام 1983م ما يزيد عن 27000 مليون دولار في قطاع الإنتاج وحده، وتتضمن هذه التقديرات حجم (الفاقد) في الإنتاج الضائع، بسبب نقص قدرة العاملين علي الإنتاج، حسب المعدلات المفترضة لهم، بسبب ضعف معدل إنتاج وخدمات الفرد نتيجة: الغياب، والإهمال، والسرقات، والاختلاسات، والجرائم الأخري، وعدم الانضباط، وكلها نتيجة لتعاطي هؤلاء الأفراد المخدرات علي اختلاف أنواعها. وهذه بعض الإحصائيات الخطيرة للمجتمع الأمريكي:

كانت نسبة المدخنين للحشيش (المارجوانا) من البالغين من سن 18- 25 سنة 1962م لا تتجاوز 4% من مقدار المجتمع، فبلغت 64 % عام 1982م. وبالنسبة لمن تعاطوا الكوكايين في المدة نفسها زادت من نصف مليون إلي 22 مليوناً لمن زادت أعمارهم عن 26 سنة. كما ورد في الإحصاءات الأمريكية: إن 32% من حجم القوي العاملة الأمريكية تتعاطي المخدرات المختلفة، وهذا بخلاف من يعاقرون الخمر، وأن حجم تجارة الهيروين، والكوكايين، والحشيش تزيد علي 90000 مليون دولار، وهذا بخلاف حجم الخسائر الناتجة عن تراخي، وغياب، وإهمال العمال في إنتاجهم وخدماتهم.

? توصل العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية إلي وجود علاقة فعلية بين التدخين وشرب الكحول وبين زيادة خطر الإصابة بأمراض العيون المرتبطة بالشيخوخة. وقام الأطباء في دراستهم التي نشرتها المجلة الأمريكية لعلوم الوباء بمتابعة ثلاثة آلاف رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين 43 و86 عاماً لمدة

عشر سنوات، وتحليل الصور الملونة المأخوذة لخلفية العين بحثاً عن أي تغيرات متعلقة بالحالة المرضية التي تدعي بتحليل الطبقة الماكيولا العينية المصاحبة للشيخوخة (AMD) فلاحظوا أن شرب الكحول والإفراط فيه يوجب مرحلة متقدمة من هذا المرض العيني الذي يؤدي إلي العمي بنسبة أكبر.

? في دراسة نشرها المعهد القومي لإدمان المشروبات الكحولية: إن ربع طلبة الجامعات في أمريكا قادوا سياراتهم وهم مخمورون، وأن 500 ألف منهم أصيبوا بجروح بسبب سكرهم.

? هناك حوالي 10 ملايين مدمن للخمر في الولايات المتحدة وهم مسئولون عن أكثر من 20 ألف حالة وفاة، نتيجة حوادث المرور كل عام، وهم يشكلون تقريباً نصف المقبوض عليهم المشتبه في ارتكابهم جرائم العنف.

? أبلغ مسئول حكومي فرنسي وكالة رويتر للأنباء: إن المشروبات الكحولية هي السبب وراء 40 % من حوادث المرور سنوياً في فرنسا، أي: خمسة آلاف ضحية.

? في دراسة أجريت في أمريكا: إن إدمان الكحوليات يقتل 4100 طالب جامعي في الولايات المتحدة سنوياً، ويلعب دوراً مهماً في وقوع 70 ألف حالة للاعتداء الجنسي والاغتصاب داخل الحرم الجامعي.

? في تقرير لمنظمة الصحة العالمية كان قد صدر سنة 1998م تبين: إن حجم تجارة المخدرات علي مستوي العالم قد زاد علي 500 مليار دولار سنوياً، وأن عدد المدمنين المسجلين رسمياً في العالم قد تجاوز 190 مليون شخص من بينهم شباب ومراهقين، مما ينذر بكارثة عالمية تهدد مستقبل البشرية حيث يفوق عدد ضحايا المخدرات في العالم عدد ضحايا الحروب.

? 40% من جرائم القتل في أمريكا تتصل بالمخدرات.

? تؤكد السجلات الرسمية السعودية: إن مستخدمي المخدرات يدفعون أكثر من 60% من دخلهم للحصول عليها، وتزداد في كثير من الأحوال حتي تصل إلي 90% عند حالة الإدمان للحصول عليها.

? في الولايات

المتحدة وحدها هناك أكثر من عشرة ملايين مدمن علي شرب الكحول والكوكايين، وهناك أيضاً 25 ألف حالة قتل وانتحار بسبب سوء استخدام الكحول.

پي نوشتها

() راجع الكافي: ج1 ص58 باب البدع والرأي والمقاييس ح19.

() سورة البقرة: 219.

() سورة المائدة: 90.

() سورة المائدة: 91.

() وسائل الشيعة: ج25 ص305-306 ب9 ح31970.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص45-46 ب5 ح20693. و(الداء الدفين) معناه المرض المزمن، ولعله كناية عن بعض الأمراض الفتاكة التي سبق سردها مثل (سرطان الكبد) و (التهاب المعدة) و (تضعيف الجهاز العصبي) وغير ذلك.

() ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: ص285 عقاب مجمع عقوبات الأعمال.

() الكافي: ج6 ص397 باب شرب الخمر ح6.

() وسائل الشيعة: ج25 ص308 ب10 ح31975.

() الكافي: ج6 ص412 باب أن الخمر إنما حرمت لفعلها ح2.

() غوالي اللئالي: ج1 ص163 ف8 ح163.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص57 باب حد شرب الخمر ح5090.

() فقه الإمام الرضا عليه السلام: ص281 ب45.

() الكافي: ج6 ص429 باب النوادر ح4.

() وسائل الشيعة: ج25 ص313 ب12 ح31989.

() بحار الأنوار: ج76 ص139-140 ب86 ح46.

() الاحتجاج: ج2 ص346-347 احتجاج أبي عبد الله الصادق عليه السلام في أنواع شتي من العلوم الدينية.

() الكافي: ج6 ص396 باب شارب الخمر ح2.

() سورة النساء: 5.

() وسائل الشيعة: ج25 ص312 ب11 ح31988.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص8 باب جمل من مناهي النبي ? ح4968.

() ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: ص285 عقاب مجمع عقوبات الأعمال.

() وسائل الشيعة: ج25 ص376-377 ب34 ح32167.

() هذه الخاتمة ألحقت بالكتاب من قبل الناشر، وذلك دعماً لما ورد في الكتاب من معلومات وتقارير طبية.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.