حقوق المرأة في الإسلام

اشارة

اسم الكتاب: حقوق المرة؟ في الاسلام

المؤلف: حسيني شيرازي، صادق

الموضوع: حقوق

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: شجره طيبه

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة

• ثمّة أسئلة بشأن حقوق المرأة في الإسلام: لماذا للرجل ضعف نصيب المرأة من الإرث؟ ولماذا وضع الإسلام الطلاق بيد الرجل؟

إنّ الأمر ببساطة ووضوح يتناسب مع الأحكام المالية الأخري للمرأة في الإسلام مع أخذ عاطفة المرأة بنظر الاعتبار، لأنّ الإسلام يلاحظ العواطف أيضاً. فهذا يتطلّب ملاحظة أحكام الإسلام وتشريعاته في المجالات الأخري وعدم أخذ المسألة مجتزأة. ومن يراجع تشريعات الإسلام في الأبواب المختلفة يكتشف هذا الأمر.

• أمّا صيحة تحرير المرأة فليست سوي شعارات مزيّفة عندما تنبشها وتعرف حقيقتها والواقع الذي تعيشه المرأة المعاصرة في ظلّها، تكتشف أنّ فيها حثّاً علي ابتذال المرأة وإذلالها وليس حريّتها كما يزعمون.

وهذه بعض إفاضات سماحة آية الله العظمي السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظلّه في بعض محاضراته العامّة، ارتأينا طبعها في كرّاس مستقلّ؛ نظراً لما تمتاز به من أهمّية في أيّامنا هذه التي اشتدّ فيها الهجوم وإثارة الشبهات في وجه إسلامنا العزيز، ومن الله نستمدّ التوفيق.

مؤسسة الرسول الأكرم? الثقافية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين إلي يوم الدين.

حقوق المرأة في الإسلام

قال الله تعالي في كتابه الكريم:

ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهنّ درجة والله عزيز حكيم.

الشرح اللفظي للآية الكريمة

«لهن» أي للنساء، من الحقوق «مثل الذي» يجب «عليهنّ» تجاه الرجال. أي إنّ حقوق النساء علي الرجال مماثلة لحقوق الرجال علي النساء. وهذا حكم «بالمعروف» أي في إطار المعروف. «وللرجال عليهنّ درجة» فوق النساء «والله عزيز» في ذاته «حكيم» في أحكامه.

يتألف المجتمع الإنساني من شقين، الذكور والإناث. وهذه الظاهرة سارية في الحياة الحيوانية والنباتية أيضاً. فهكذا خلق الله هذا الخلق ذكوراً وإناثاً، ومن كلّ شيء خلقنا زوجين (). ولكن الذكور أقلّ عدداً

من الإناث غالباً، فالأنثي تمثّل النصف الأكبر عدداً في المجتمع. فما هو حكم الإسلام ونظرته لها؟

تحرير المرأة شعار خاوي المحتوي

هناك في العالم حقائق وواقعيات، وهناك ظواهر وشكليات. قد تري شخصاً يكلّمك عن موضوع ما كلاماً جميلاً ولكن هذا الكلام لا عمق له في قلبه لأنه لا يلتزم به. فمثلاً يدعوك إلي ترك شرب الخمر بينما هو رجل سكير، أو يدعو إلي الإسلام وهو أوّل المخالفين له.

وربما تري الرجل جالساً أمامك بوجه منطلق بشوش ولكن لو شقّ لك عن قلبه لرأيته مليئاً بالهموم والمشاكل. وهذا يعني وجود ظواهر وشكليات إلي جنب الحقائق والواقعيات المخالفة والمناقضة.

إلاّ أنّ مثقالاً من الواقع والحقيقة يؤثر أكثر من قنطار من الظواهر الخاوية. فلو أنّ بين يديك الآن آلاف بل ملايين من البشر لكنهم موتي بلا أرواح، لما كلّمك واحد منهم حتي حرفاً واحداً، ولكن لو كان طفل صغير عمره شهر واحد فقط لملأ لك البيت ضجيجاً. وما ذلك إلاّ لأن الطفل واقع وحقيقة، أما الموتي فلا أثر لهم وإن حدّثتهم لم تسمع لهم جواباً، لأنّه لا واقع للحياة فيهم.

هذه الدنيا صبغتها الظواهر. وعندما نأتي إلي قضية المرأة نلاحظ أنّ الشعارات التي تُرفع باسمها ليست سوي ظواهر مزيّفة وضجيج فارغ.

فتحرير المرأة مثلاً كلمة جميلة ولكن عندما تنبش قلب هذه الكلمة لكي تعرف حقيقتها والواقع الذي تعيشه المرأة المعاصرة في ظلها تكتشف أنّ فيها حثّاً علي ابتذال المرأة وإذلالها وليس حريتها كما يزعمون.

أما قول الله تعالي: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف فكلمة جميلة الظاهر عميقة المحتوي في آنٍ معاً؛ فلو بحثت التاريخ كلّه لما وجدت كلمة في جمال هذه الآية تجمع بين الواقع العميق وبين المظهر الجميل. إنها تتألف من أربع كلمات فقط

ولكن لو أُعطيت لأي عاقل ملتفت لقال إنها أحسن ما قيل في حق المرأة.

لو أردنا أن نوجز بتفكير وعمق كلّ ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات لما وجدنا أجمل ولا أجمع من هذه الكلمة. ولو عرضت هذه الكلمة علي عقلاء العالم وحكمائه فسيقولون لك كلّهم: إنها تعبر عن تقسيم عادل حكيم.

ولكنّا نريد في هذا البحث الإجابة علي سؤالين أو شبهتين تثاران اليوم كثيراً بخصوص أحكام المرأة في الإسلام، تقول الأولي: لماذا جعل الله حصة المرأة من الإرث نصف حصة الرجل؟ والثانية: لماذا جعل الطلاق في الإسلام بيد الرجل دون المرأة؟

قبل الإجابة علي السؤالين لابدّ من مقدمة:

الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر

لاحظوا بدن الإنسان وهيكله تجدونه مديناً في حركته إلي العظام والعضلات. فلو أنّ جسم الإنسان كان كلّه عظماً لما تمكن أن يدير رأسه ولا أن يرفع يده ولا أن يمشي بل سيكون مضطراً لأن يبقي ممدداً طيلة الوقت في حالة واحدة.

كذلك إذا كان بدن الإنسان كلّه عضلات ولا عظم في جسمه، فإنّه أيضاً لا يقوي علي الحركة بل سيظل كتلة ملقاة علي الأرض لا يتمكن أن يجلس أو يسير لأنّ قوة العظم وشدته هي التي تحمل الإنسان وتجعله يقوي علي القيام والقعود وحمل الأشياء و …

ومن ثم كان بدن الإنسان محتاجاً إلي العظم والعضل معاً ليكمل أحدهما الآخر في مهمة الحركة والقيام بأعباء الحياة.

إنّ مَثل الرجل والمرأة في الحياة مَثل العظم والعضل في بدن الإنسان، وثم مثل آخر نضربه لتوضيح الموضوع والأمثال كلّها من الطبيعة وكم لها من نظير وهو أنّ الحياة مزيج من العقل والعاطفة والشهوة، فإنّ الحياة لا تبني بالعقل وحده ولا بالعاطفة وحدها. فلو أنّ الحياة سُلب منها العقل عادت فوضي لا نظام فيها،

ولا وجدتَ مجلساً منعقداً بعض يتكلّم وبعض يستمع، فإنّ العقل هو الذي يحدد العاطفة ويؤطّرها.

كذلك لا تستقيم الحياة لو كانت خلواً من العاطفة وكانت كلّها عقلاً. ولا انعقد مجلس كمجلسنا هذا أيضاً، فلا أنا كنت مستعداً لأن أتكلّم في مجلس كهذا ولا أنتم كنتم مستعدين للحضور في مثل هذا المجلس والاستماع إليَّ. لأنّ كلاًّ منّا كان يفكر أنّه ينبغي أن يكون رئيساً أعلي لدولة كبيرة أو مرجع تقليد كبير؛ أو علي الأقل متحدثاً لجمهور كبير. فبالعاطفة المجرّدة عن العقل يبحث كلّ إنسان عن طريق يسود فيه ويفرض شخصيّته علي الملايين. لكن الحياة بقيت متوازنة بوجود العقل والعاطفة معاً.

ومَثل المرأة والرجل في الحياة كمثَل العاطفة والعقل، ولكن ذلك لا يعني أنّ المرأة عاطفة بلا عقل، وأنّ الرجل عقل بلا عاطفة، بل بمعني أنّ المرأة كيان عاطفي تترجّح فيه كفة تأثير العاطفة خلافاً للرجل في الغالب فهو كيان يتغلب فيه العقل علي العاطفة.

ومن الطبيعي أن تختلف واجبات المرأة عن واجبات الرجل بسبب الاختلاف الموجود في طبيعتهما كما تختلف واجبات العضل عن العظم. فاستقامة البدن بالعظام وحركته بالعضلات، ولو أردتَ أن تساوي بينهما فمعناه أنّك شللت البدن.

روي عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فإذا استووا هلكوا».()

أو مثَل آخر: لو أردتَ أن تساوي بين المرأة والرجل في كلّ الأمور تكون كمَن يحمّل أطناناً من الحديد في سيارة صغيرة، ويحمّل الشاحنات الكبيرة بضعة أجهزة دقيقة. فلا السيارة الصغيرة ستكون قادرة علي حمل تلك الأطنان، ولا الشاحنات استُفيد منها بالوجه الصحيح.

ومثال آخر والأمثلة كما قلت كثيرة: لو ساويت في الأكل الذي تقدّمه لببغاء صغير وفرس، فربما مات الببغاء تخمةً والفرس جوعاً.

ولذلك قال الله تعالي:

ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف أي بما يتناسب وطبيعة كلّ منهما. فإذا أردنا أن نُدخل النساء المعامل الثقيلة أو نُسكن الرجال البيوت للقيام بالمهام المنْزلية، فكلا الفرضين يحدث شللاً في الحياة. والدليل علي ذلك ما نلاحظه في الحياة الغربية. فمن أين جاءت هذه المشاكل مع أنّ البشر هم البشر والرجل هو الرجل والمرأة هي المرأة؟ الجواب: لأنّ واجبات المرأة أُخذت منها وخُوّلت للرجل، وواجبات الرجل أُخذت منه وأُعطيت للمرأة، لذلك حدث شلل في الحياة الأسرية ومشاكل، وبدأ الرجال يزدادون تنفراً من زوجاتهم، والنساء يزددن تنفراً من أزواجهن، وأخذت نسبة الطلاق تتزايد يوماً بعد يوم.

ولو نظرت إلي الدراسات التي أجريت علي إحصائيات نسبة الطلاق في أيّ بلد من البلاد الغربية المتمدنة منذ عام 1900م والعقود التالية لرأيت معدّلاتها في تصاعد مستمر، لأنّ كلاًّ تخلّي عن بعض واجباته وقام بواجبات الآخر، مع أنّه ليس كفئاً لها، والحياة حياة الأكفّاء، كما هو الحال في الحياة المادية. فالمهندس يدرس سنوات لكي يتخصص في مجال ما؛ ليعطيك رأيه في الخصائص التي ينبغي أن يتحلي بها سقف بناءٍ ما مثلاً لكي يتحمّل وزناً ما.

فإذا كان جانب صغير من الحياة المادية يحتاج لكلّ هذه الدراسة والكفاءة، أفيصحّ بعد ذلك أن يكون حال البشر المؤلَّف من المادّة والمعني، هكذا هملاً ومن دون تقدير.

لقد صعدوا بالمرأة من جانب ونزلوا بها من جانب آخر فتولدت المشاكل. إنّ المرأة مثال العاطفة في الحياة، فالأمور التي تحتاج إلي العاطفة مخوّلة للمرأة، بينما الرجل مثال العقل ولذلك أوكلت إليه الأمور التي تحتاج إلي عزم وتصميم، ومن هنا قال الله تعالي: وللرجال عليهنّ درجة.

قد يثار هنا سؤال هو: هل العقل يسيّر العاطفة أم العاطفة تسيّر العقل؟

نقول في الجواب: إنّ

العقل هو الذي يسيّر العاطفة. يقولون: إنّ كلّ الثورات التي تحدث في العالم تحتاج إلي أمل وألم.. بل كلّ حركة وراءها أمل وألم. فالألم يحرّك الإنسان والأمل مظهر العقل، والعقل يحدد الأبعاد، فمثلاً الإنسان الشبعان الذي لا يعاني من ألم الجوع لا يبالي بترك أيام من العمل. أمّا الإنسان الذي لا يجد غذاء يتناوله ويشبع بطنه إن لم يخرج للعمل، فهو لا يترك حتي يوماً واحداً من العمل وإن كان عمله عاديّاً جدّاً، فالألم هو الذي يحرّك الإنسان، ولكن الأمل هو الذي يضع إطاراً وحدوداً للحركة.

لماذا للرجل ضعف نصيب المرأة من الإرث؟

بعد عرض هذه المقدّمة الطويلة نسبياً نأتي إلي ذي المقدمة وهو قضية المرأة والإجابة علي السؤالين المتقدمين، وأوّلهما: لماذا جعل الله نصيب الرجل من الإرث ضعف نصيب المرأة؟

ليتضح الجواب، لابدّ من مراجعة أحكام الإسلام المالية فيما يخصّ الرجل والمرأة، فإنّ الإسلام جعل نفقات المرأة علي الرجل بنتاً كانت أم زوجة أم أمّاً. فحتّي أدوات التجميل يحقّ لها تقاضي ثمنها من الزوج بما يتناسب وشأنها، ناهيك عن الغذاء والمسكن والملبس والدواء والترفيه وحتي كفنها وماء غسلها وثمن الأرض التي تُدفن فيها وأجور الدفن و…، كلّ ذلك علي الزوج حتي إذا كانت الزوجة ثرية تملك الملايين والزوج معسراً، ولكن في حدود المعروف، كما قيَّدت الآية().

إذاً لو مات أب وخلّف أولاداً ذكوراً وإناثاً فالإناث لا مصارف عليهن لأنّ مصارفهن كلّها علي الرجال، أما الرجال فيتحملون مصارف أنفسهم ومصارف النساء التي تعود نفقتهن عليهم كالزوجة وهكذا الأخت والأم المعسرتين!

حقاً لولا لطف الإسلام ورفقه بالمرأة لاقتضي أن يجعل الإرث كلّه للرجل كما كان الأمر في الجاهلية قبل الإسلام وكما هو موجود في بعض الجاهليات الحديثة. ولو تُركنا وعقولنا ولم نستضئ بهدي الإسلام لبدا لنا

اختصاص الرجل بالإرث كلّه معقولاً، فلماذا نعطي مالاً للمرأة والرجل يصرف عليها كلّ ما تحتاجه؟ ولكن الإسلام لم يغفل أنّ المرأة قد تحتاج ولا تطلب من الرجل حياءً ولا يريد الإسلام للمرأة أن تبذل ماء وجهها، ولذلك فرض لها حصة من الإرث. هذا بالإضافة إلي أنّ في منحها حصة من الإرث نوعاً من تطييب نفسها سيما وهي مفجوعة أيضاً بموت قريبها.

أفيعدّ حكم الإسلام في إرث المرأة بعد هذا ظلماً في حقها وحطّاً من كرامتها أم أنّ الأمر ببساطة ووضوح يتناسب مع الأحكام المالية الأخري للمرأة في الإسلام مع أخذ عاطفة المرأة بنظر الاعتبار، لأنّ الإسلام يلاحظ العواطف أيضاً؟!

لماذا وضع الإسلام الطلاق بيد الرجل؟

أمّا السؤال الثاني وهو: لماذا وضع الإسلام الطلاق بيد الرجل دون المرأة؟

فنقول في الإجابة عليه: لما كان كلّ فكرين يصطدمان بطبعهما، حتي الأخوين قد يختلفان أو الأب والابن، فكذلك حال الرجل والمرأة فإنّ الاختلاف أمر طبيعي في الحياة، وإلاّ لو لم يكن الاختلاف فلماذا يحصل الطلاق؟ وهل يصح أن نقول للزوجين المختلفين: تفاهَما وقررا الطلاق معاً فهو بيدكما معاً وليس لأحد منكما دون الآخر؟ فكيف يتصوّر أن يتّفقا ويتفاهما وهما مختلفان؟ فأكثر حالات الطلاق إنما تنتج لأنّ الزوجين غير متناغمين، فالزوج قد يكون ثائراً إلي حد الرغبة بالطلاق أما الزوجة فغير ثائرة إلي ذلك الحد. وربما كان الأمر بالعكس، فكيف يتفقان علي الطلاق وهما مختلفان. إن التشاجر والنّزاع والصدام هو الذي يؤدي إلي الطلاق، فإذا كان هناك تشاجر ونزاع وصدام فكيف يتصور التفاهم وهو علي النقيض من تلك الحالات؟

إذن لابدّ أن يكون الطلاق بيد أحدهما أو بيد شخص آخر غيرهما ولا احتمال آخر. أمّا الاحتمال الأخير وهو أن يكون الطلاق بيد شخص أو جهة غيرهما، فهذا أمر

مرفوض بالكامل لأنّ أياً من الزوجين قد لا يبدي كلّ ما في قلبه تجاه الآخر للغير كما يبديه لزوجه، فكيف نترك شأن حياتهما المشتركة بيد شخص ثالث لا يعيش تجربتهما؟!

يبقي عندنا أحد احتمالين، إما أن يكون الطلاق بيد المرأة أو بيد الرجل وقدّمنا أنّ المرأة عاطفية أكثر من الرجل، وهذا التكوين العاطفي للمرأة قد يدفعها لاتخاذ قرار عاجل بالطلاق سرعان ما تندم عليه بعد زوال أسباب الإثارة، علي العكس من الرجل فطبيعته - في الغالب - لا تجعله يثور بسرعة وإذا ثار واتّخذ قراراً فلا يتراجع عنه بسرعة لأنّه لم يتخذه بتأثير عاطفي سريع الزوال؛ فثورة الرجل عن خلفية وامتداد أكثر، وإذا حدثت تعمقت وتجذرت، أما ثورة المرأة فكزبد البحر أو الرغوة التي تعلو غسيل الثياب، فلو وضع الإسلام الطلاق بيد المرأة لكان خلاف الحكمة ومصلحة العائلة.

انظر إلي نسب الطلاق المرتفعة في الغرب واستخلص منها العِبر، فحسب بعض التقارير أنّ 87? من النساء اللاتي يتّخذن قرار الطلاق في الغرب يُظهرن الندم في غضون شهر بعد الطلاق، ناهيك عن اللواتي لم يعلنَّ ذلك تجلّداً، أما الرجال فلم تبلغ النسبة من النادمين علي قرارهم بالطلاق 17?.

يتبين أنّ حكمة التشريع في وضع الطلاق بيد الرجل هو التقليل من حالات الطلاق ودعماً لأواصر المحبة بين الزوجين واستمراراً للحياة الزوجية.

هذا ولم يتجاهل الإسلام كرامة المرأة واختيارها حتي في هذا المجال، فقد ترك لها الإرادة كاملة قبل الزواج، والحرية في أن لا تتزوج إلاّ بشرط أن تكون وكيلة عن الزوج في الطلاق، فيصبح لها هذا الحقّ كما للزوج وكذا في بعض أحكام أخر، ولكنّه مع ذلك يشجّع في خطه العام علي الزواج، ويقول للمرأة: أنا أضع أمامك طريق الحياة السعيدة حتي

مع كون الطلاق بيد الرجل، ولكن في الوقت نفسه، ولكي لا تشعري بالإجبار والإكراه، لا أجبركِ علي شيء، وبإمكانك أن تضعي هذا الشرط قبل الزواج.

وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

پي نوشتها

() الذاريات: 49.

() أمالي الصدوق: 531 ح9 مجلس 68.

() قوله تعالي: (ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف …).

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.