مكانة القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي

اشارة

اسم الكتاب: مكانة القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1424 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

لَوْ أَنزَلْنَا هََذَا الْقُرْآنَ عَلَيَ جَبَلٍ

لّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ اللّهِ

وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ

لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ

سورة الحشر: 21

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد خير الوري أجمعين، وعلي آله الغر الميامين.

القرآن الكريم كتاب هداية لإخراج الناس من الظلمات إلي النور. وقد وصي به النبي صلي الله عليه و اله في حديث الثقلين المشهور بين المسلمين جميعاً حيث قال النبي صلي الله عليه و اله: «معاشر الناس، إني راحل عن قريب ومنطلق إلي المغيب، فأودعكم وأوصيكم بوصية فاحفظوها: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» ().

وفي حديث آخر قال صلي الله عليه و اله: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، ومن أحب عترتي فليحب القرآن ومن أحب القرآن فليحب المساجد…» ().

وكان تأكيد النبي صلي الله عليه و اله علي هذه المسألة نابع من ضرورة إقامة امتداد رسالي من سنخ النبوة لأنه لا نبي بعد الرسول صلي الله عليه و اله وهو خاتم الأنبياء عليهم السلام. وهذا الامتداد متمثل بالقرآن الكريم الحاوي علي جميع مقومات التجارب الناجحة للمجتمعات البشرية علي مر العصور. والمبين لجميع أسباب الفشل والانحدار بكل مستوياتها، من خلال قوانين وسنن إلهية ثابتة لا تقبل التحدي.

وكان في عِدل القرآن الكريم: القرآن الناطق، وهم أهل البيت عليهم السلام الذين فسروا هذا القرآن وبينوا تأويله وموارد تنزيله وناسخه ومنسوخه، وليس بمقدور أحد غيرهم أن يؤدي ما فعلوه. حيث إنهم عليهم السلام توارثوا هذا المقام الإلهي

من رسول الله صلي الله عليه و اله الذي نزل عليه القرآن حتي وصل الأمر إلي صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي عليهما السلام.

وكان نزول القرآن الكريم آية إعجاز مع دعوة النبي صلي الله عليه و اله لاتفني عجائبه، لاحتوائه علي الحقائق في جوانب متعددة وكان جامعاً موجزاً بليغاً في كل ما تحتاجه البشرية في كل عصر ومصر، وهو في كل يوم غضٌ طريٌ عظيمٌ.

ولكن للأسف نري المسلمين اليوم لا يتعاملون مع القرآن بالشكل المطلوب؛ لأنهم ابتعدوا عنه، وتصوروا أن الحلول والإيديولوجيات الغربية والشرقية المستوردة لقضاياهم هي الأنجح، فكانوا بهذا أساري بيد القوي الأجنبية والاستعمارية.

والقرآن الكريم كما كان هو العلاج الصحيح لمشاكل الإنسانية في العصور المتقدمة، كذلك هو العلاج الناجح والحل الواقعي لمشاكل الإنسانية في العصر الحاضر والمستقبل.

وفي هذا السياق نطرح بين يديك عزيزي القارئ هذا الكتاب المعنون ب (مكانة القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي) الذي أفاد به المسلمين سماحة المرجع الديني الراحل الإمام الشيرازي (أعلي الله درجاته) الذي كانت له وقفات متنوعة علي شتي المواضيع الإسلامية، ملأ بها الفراغ الفكري للقارئ المسلم ولغيره.

فقد تناول الإمام الراحل (أعلي الله درجاته) الموضوع بشكل واقعي نابعاً من الضرورة التي يراها ? في جلب انتباه المسلمين لكتابهم المقدس ورفع الغفلة عنهم.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع الراحل (أعلي الله درجاته) والتي ألقاها ? في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..ثم راجعها وأضاف عليها ما يناسبها.

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لطبع ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها

وإخراجه إلي النور، لنتمكن من نشر سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة، تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5955/ 13

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

أهمية اتباع القرآن

قال تبارك وتعالي: ?إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً?().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن هذا القرآن هو النور المبين، والحبل المتين، والعروة الوثقي إلي أن قال صلي الله عليه و اله: من استضاء به نوّره الله، ومن اعتقد به في أموره عصمه الله، ومن تمسك به أنقذه الله، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله، ومن استشفي به شفاه الله، ومن آثره علي ما سواه هداه الله، ومن طلب الهدي في غيره أضله الله، ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله، ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ومعوّله الذي ينتهي إليه، أداه الله إلي جنات النعيم، والعيش السليم؛ فلذلك قال: ?هديً? يعني: هذا القرآن هُديً و?بُشْري لِلْمُؤْمِنِينَ?() يعني بشارةً لهم في الآخرة …» ().

وروي عن أمير المؤمنين ? أنه قال: «ترد علي أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد تلك القضية بعينها علي غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم تجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا، وإلههم واحد، وكتابهم واحد! أ فأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم علي إتمامه؟ أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا وعليه أن

يرضي؟ أم أنزل الله ديناً تاماً فقصّر الرسول صلي الله عليه و اله عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول: ?ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ?()وفيه تبيان كل شي ء، وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضاً، وأنه لا اختلاف فيه، فقال سبحانه: ?وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً?() وإن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لاتفني عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به» ().

وروي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «من قرأ القرآن وهو شابٌ مؤمن، اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عزوجل مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة، يقول: يا رب، إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي، فبلِّغ به أكرم عطاياك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلّتين من حلل الجنة، ويوضع علي رأسه تاج الكرامة، ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب، قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا، فيعطي الأمن بيمينه والخلد بيساره، ثم يدخل الجنة، فيقال له: اقرأ واصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول: نعم، قال: ومن قرأه كثيراً، وتعاهده بمشقة من شدة حفظه، أعطاه الله عزوجل أجر هذا مرتين» ().

لذا يجب تطبيق الفكر والعمل وفق تعليمات وإرشادات القرآن الكريم في كافة مجالات الحياة، مضافاً إلي التمسك بأهل البيت عليهم السلام فإنهم عِدل القرآن. ولا يصح العمل بالقياس() مثلاً كما كان يصنع أبو حنيفة، وهو مؤسس المذهب الحنفي القائل بالرأي والقياس()، وكان هذا الرجل يدعو الناس ضد المنصور الدوانيقي وقد قيل أنه بسبب ذلك قتل علي يد المنصور؛ ولهذا يعتبره أتباعه شهيداً، وأبو حنيفة هذا درس سنتين من عمره عند

الإمام الصادق عليه السلام حتي روي عنه قوله: «لولا السنتان لهلك النعمان» ()، وكان عندما يأتي إلي المدينة يذهب إلي زيارة الإمام الصادق عليه السلام مراراً وتكراراً.

الراسخون في العلم

قال تبارك وتعالي: ?بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ?().

وقال سبحانه: ?أَفَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءهُمْ?().

وعن بريد بن معاوية عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: ?وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم?(): «فرسول الله صلي الله عليه و اله أفضل الراسخين في العلم، قد علمه الله عزوجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله: ?يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا?() والقرآن خاص وعام، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، فالراسخون في العلم يعلمونه» ().

ودخل قتادة بن دعامة() علي أبي جعفر عليه السلام فقال له: «يا قتادة، أنت فقيه أهل البصرة؟».

فقال: هكذا يزعمون.

فقال أبو جعفر عليه السلام: «بلغني أنك تفسر القرآن؟».

فقال له قتادة: نعم.

فقال له أبو جعفر عليه السلام: «فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك إلي أن قال أبو جعفر عليه السلام ويحك يا قتادة، إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به» ().

احتجاج الإمام الصادق عليه السلام

وفي رواية أن الإمام الصادق عليه السلام قال لأبي حنيفة لما دخل عليه: «من أنت؟».

قال: أبو حنيفة.

قال عليه السلام: «مفتي أهل العراق؟».

قال: نعم.

قال عليه السلام: «بما تفتيهم؟».

قال: بكتاب الله.

قال عليه السلام: «وإنك لعالم بكتاب الله، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه؟».

قال: نعم.

قال: «فاخبرني عن قول الله عزوجل: ?وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ?()، أي موضع هو؟».

قال أبو حنيفة: هو ما بين مكة والمدينة.

فالتفت

أبو عبد الله عليه السلامإلي جلسائه وقال: «نشدتكم بالله، هل تسيرون بين مكة والمدينة ولا تأمنون علي دمائكم من القتل، وعلي أموالكم من السرق؟».

فقالوا: اللهم نعم.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: «ويحك يا أبا حنيفة، إن الله لا يقول إلا حقاً، أخبرني عن قول الله عزوجل: ?وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً?() أي موضع هو؟».

قال: ذلك بيت الله الحرام.

فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلي جلسائه وقال: «نشدتكم بالله، هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟».

قالوا: اللهم نعم.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: «ويحك يا أبا حنيفة! إن الله لا يقول إلا حقاً».

فقال أبو حنيفة: ليس لي علم بكتاب الله، إنما أنا صاحب قياس.

فقال أبو عبد الله عليه السلام:» فانظر في قياسك إن كنت مقيسا، أيما أعظم عند الله القتل أو الزنا؟».

قال: بل القتل.

قال عليه السلام: «فكيف رضي في القتل بشاهدين، ولم يرض في الزنا إلا بأربعة؟».

ثم قال له: «الصلاة أفضل أم الصيام؟».

قال: بل الصلاة أفضل.

قال عليه السلام: «فيجب علي قياس قولك علي الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، وقد أوجب الله تعالي عليها قضاء الصوم دون الصلاة».

قال له عليه السلام: «البول أقذر أم المني؟».

قال: البول أقذر.

قال عليه السلام: «يجب علي قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني، وقد أوجب الله تعالي الغسل من المني دون البول».

قال: إنما أنا صاحب رأي.

قال عليه السلام: «فما تري في رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة، فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة، ثم سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد وولدتا غلامين، فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين وبقي الغلامان، أيهما في رأيك المالك وأيهما المملوك؟ وأيهما

الوارث وأيهما الموروث؟».

قال: إنما أنا صاحب حدود.

قال: «فما تري في رجل أعمي فقأ عين صحيح، وأقطع قطع يد رجل، كيف يقام عليهما الحد؟».

قال: إنما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء.

قال: «فأخبرني عن قول الله تعالي لموسي وهارون حين بعثهما إلي فرعون: ?لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشي?()و(لعل) منك شك؟».

قال: نعم.

قال: «وكذلك من الله شك إذ قال: ?لَعَلَّهُ?؟».

قال أبو حنيفة: لا علم لي.

قال: «تزعم أنك تفتي بكتاب الله ولست ممن ورثه، وتزعم أنك صاحب قياس وأول من قاس إبليس لعنه الله، ولم يبن دين الإسلام علي القياس، وتزعم أنك صاحب رأي، وكان الرأي من رسول الله صلي الله عليه و اله صوابا ومن دونه خطأ؛ لأن الله تعالي قال: ?لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ?()، ولم يقل ذلك لغيره، وتزعم أنك صاحب حدود ومن أنزلت عليه أولي بعلمها منك، وتزعم أنك عالم بمباعث الأنبياء ولخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك، ولولا أن يقال: دخل علي ابن رسول الله فلم يسأله عن شي ء، ما سألتك عن شي ء، فقس إن كنت مقيسا».

قال أبو حنيفة: لا أتكلم بالرأي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس.

قال: «كلا؛ إن حب الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك» ().

وروي في حديث آخر عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه غلام كندة، فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها، فعرفت الغلام والمسألة، فقدمت الكوفة، فدخلت علي أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها، فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله عليه السلام، فقمت إليه فقلت: ويلك يا أبا حنيفة، إني كنت العام حاجا فأتيت أبا عبد الله عليه السلام مسلما

عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها، فأفتاه بخلاف ما أفتيته؟!

فقال: وما يعلم جعفر بن محمد! أنا أعلم منه؛ أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم، وجعفر بن محمد صحفي.

فقلت في نفسي: والله، لأحجن ولو حبوا. قال: فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة، فحججت، فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فحكيت له الكلام فضحك، ثم قال: «أما في قوله: إني رجل صحفي فقد صدق، قرأت صحف إبراهيم وموسي».

فقلت له: ومن له بمثل تلك الصحف؟ قال: فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان عنده جماعة من أصحابه، فقال للغلام: «انظر من ذا».

فرجع الغلام، فقال: أبو حنيفة.

قال: «أدخله» فدخل فسلم علي أبي عبد الله عليه السلام فرد عليه السلام، ثم قال أبو حنيفة: أصلحك الله، أتأذن لي في القعود، فأقبل علي أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه، ثم قال الثانية والثالثة، فلم يلتفت إليه، فجلس أبو حنيفة من غير إذنه، فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال: «أين أبو حنيفة؟».

فقال: هو ذا أصلحك الله.

فقال: «أنت فقيه أهل العراق؟».

قال: نعم.

قال: «فبما تفتيهم؟».

قال: بكتاب الله وسنة نبيه.

قال: «يا أبا حنيفة، تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟».

قال: نعم.

قال: «يا أبا حنيفة، ولقد ادعيت علما، ويلك، ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك، ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا صلي الله عليه و اله وما ورثك الله من كتابه حرفاً؛ فإن كنت كما تقول ولست كما تقول، فأخبرني عن قول الله عزوجل…? فسأله عليه السلام مسائل عجز عن جوابها، إلي أن قال الراوي: فقنع رأسه أبو حنيفة وخرج وهو يقول: أعلم الناس ولم نره عند عالم. الحديث().

إذن، لعل مراد الإمام ?

من هذا الحوار أن يظهر لأبي حنيفة وغيره بأنه لا يملك تلك المعرفة والإحاطة الكاملة بكتاب الله عزوجل، وأن القياس باطل لا يجوز الاعتماد عليه في الشريعة الإسلامية وأراد عليه السلام أن يبين أيضاً: أن وارث العلم بكتاب الله هو النبي الأعظم صلي الله عليه و اله ومن بعده هم أهل بيت النبوة عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. وهم الأولي بالاتباع من غيرهم حيث قال عزوجل: ?إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ?(). وقال تعالي: ?قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي?() فإنه تجب مودة أهل البيت عليهم السلام واتباعهم بنص القرآن الكريم. والمراد من قول الإمام الصادق عليه السلام لأبي حنيفة بأنك لم ترث حرفاً من القرآن، أي أنك لم تعرف جانباً واحداً من القرآن الكريم.

أما قوله سبحانه وتعالي: ?وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلي حَرْفٍ?().

فقد جاء في تفسير الآية: أي: علي ضعف في العبادة كضعف القائم علي حرف، أي: طرف حبل أو نحوه، عن علي بن عيسي قال: وذلك من اضطرابه في طريق العلم إذا لم يتمكن من الدلائل المؤدية إلي الحق، فينقاد لأدني شبهة لا يمكنه حلّها، وقيل: ?عَلي حَرْفٍ?، أي: علي شك، عن مجاهد. وقيل: معناه إنه يعبد الله بلسانه دون قلبه.()

فالجانب الواحد أوقع أبا حنيفة في الشبهة، في حين أن للقرآن الحكيم جوانب متعددة..

شمولية القرآن الكريم

إن القرآن الكريم له جوانب متعددة، فمن جانب: يتحدث القرآن الكريم عن أصول الدين من التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد، حيث قال تعالي في التوحيد: ?قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ? اللهُ الصَّمَدُ ? لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ? وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ?().

وفي عدله

عزوجل قال: ?إنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً?().

وفي إرسال الرسل والأنبياء عليهم السلام قال تعالي: ?قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ? إِنَّ اللهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَي الْعَالَمِينَ ? ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ?().

وقال سبحانه: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ?().

وقال تعالي: ? لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ?().

وقال سبحانه: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ? بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ?().

وفي الإمامة قال عزوجل: ? إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ?().

وقال عزوجل في تنصيب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ?يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ?().

وقال سبحانه في المعاد: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَي عَلَي الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ? إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ? ().

ومن جانب آخر: يتحدث عن فرع الدين فيبحث أهمية الصلاة والصوم والحج وأمثالها من الأعمال العبادية، فقال تبارك وتعالي في الصلاة: ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَي لِلذَّاكِرِينَ?().

وقال سبحانه: ?أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَي غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ

كَانَ مَشْهُوداً?().

وقال عزوجل في الصيام: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَي سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَي الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ? شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًي لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَي وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَي سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَي مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ?().

وقال تبارك وتعالي في الحج: ?إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًي لِلْعَالَمِينَ ? فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ?().

ومن جانب ثالث: يبحث عن موضوع السياسة والاقتصاد والاجتماع.

ومن جانب آخر: يبحث عن الحرب والصلح.

ومن جانب: يتحدث عن شؤون الفرد والمجتمع والأسرة وهكذا.

حتي يستوعب في بحثه كل جوانب حياة الإنسان المادية والمعنوية.

ثم إن هذه المواضيع التي تضمنها القرآن الكريم إنما يتحدث عنها بشكل مجمل مفيد. أما تفسيرها وتأوليها فعلمه عند رسول الله ? وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

وهذا من حقائق الإعجاز القرآني كونه جامعاً كل شيء، ومبيناً بياناً بليغاً موجزاً كل ما تحتاجه البشرية في كل عصر ومصر، فلو فصلت آية واحدة تفصيلاً كاملاً لنفدت البحار مداداً والأشجار أقلاماً وما نفدت كلمات الله. قال تعالي: ?قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً?().

قال أبو عبد الله عليه السلام: «إن الله

تبارك وتعالي أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتي والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد؛ حتي لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «أيها الناس، إن الله تبارك وتعالي أرسل إليكم الرسول صلي الله عليه و اله وأنزل إليه الكتاب بالحق، وأنتم أميون عن الكتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن أرسله، علي حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، وانبساط من الجهل، واعتراض من الفتنة، وانتقاض من المبرم وعمي عن الحق، واعتساف من الجور، وامتحاق من الدين، وتلظ من الحروب، علي حين اصفرار من رياض جنات الدنيا، ويبس من أغصانها، وانتثار من ورقها، ويأس من ثمرها، واغورار من مائها، قد درست أعلام الهدي، فظهرت أعلام الردي، فالدنيا متهجمة في وجوه أهلها، مكفهرة مدبرة غير مقبلة، ثمرتها الفتنة وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف ودثارها السيف، مزقتم كل ممزق، وقد أعمت عيون أهلها، وأظلمت عليها أيامها، قد قطعوا أرحامهم، وسفكوا دماءهم، ودفنوا في التراب الموءودة بينهم من أولادهم، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون من الله ثواباً، ولا يخافون والله منه عقاباً، حيهم أعمي نجس، وميتهم في النار مبلس، فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولي، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن، فاستنطقوه، ولن ينطق لكم، أخبركم عنه: إن فيه علم ما مضي وعلم ما يأتي إلي يوم القيامة، وحكم ما بينكم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلمتكم» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «قد ولدني رسول الله صلي الله عليه و اله وأنا أعلم كتاب الله، وفيه بدء الخلق وما هو

كائن إلي يوم القيامة، وفيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر الجنة وخبر النار، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر إلي كفي، إن الله يقول: فيه تبيان كل شيء» ().

القرآن الناطق

جعل الله (سبحانه وتعالي) الأئمة الأطهار عليهم السلام القرآن الناطق الذين فسّروا لنا القرآن وبيّنوا تأويله، الواحد تلو الآخر؛ فمثلاً: لم يتطرق أحد إلي تفصيل قصص أنبياء الله نوح وإبراهيم ويعقوب وسائر الأنبياء الآخرين عليهم السلام كما تطرق أئمتنا الأطهار عليهم السلام، وليس بمقدور أحد غيرهم البحث في تفصيل حياة هؤلاء المعصومين عليهم السلام وهذا التوضيح والتفسير لقصص الأنبياء أخذوه هم عليهم السلام من الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وتوارثوه الواحد تلو الآخر حتي وصل الأمر إلي الإمام صاحب العصر الحجة بن الحسن (روحي لمقدمه الفداء).

وهكذا بالنسبة إلي سائر علوم القرآن.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن الله تبارك وتعالي طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء علي خلقه وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله» ().

إذن، لا يمكن لأبي حنيفة وقتادة وغيرهما أن يعرفوا شيئاً من علوم القرآن ما لم يرجعوا إلي العترة الطاهرة أهل البيت عليهم السلام الذين هم العدل الثاني للقرآن وإنهم لا يفترقون عن القرآن حتي يردا الحوض معاً، وهذا ما جاء عن النبي صلي الله عليه و اله بقوله: «إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» ().

النبي الأعظم صلي الله عليه و اله وتلاوة القرآن

ذكر المؤرخون أن النبي الأعظم صلي الله عليه و اله كان يقرأ القرآن في وقت السحر غالباً حيث الناس نيام لم يستيقظوا بعد، وكان أيضاً يقرأ القرآن لأصحابه بصوت حزين وجذاب تميل إليه القلوب وتقشعر له الأجساد، ويبعث الروح الإيمانية في نفوسهم، فكان يسمعهم الآيات الإلهية، وكان يدعو أيضاً إلي

تعلم القرآن وتعليمه، فهناك آيات وروايات كثيرة تؤكد علي أهمية تلاوة القرآن والسعي إلي تعلمه وفهم معانيه().

سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً?() قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: بينه تبياناً، ولا تهذّه () هذّ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل؛ ولكن افزعوا به قلوبكم القاسية، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة» ().

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: «لقاح الإيمان تلاوة القرآن» ().

وقال النبي صلي الله عليه و اله: «يا سلمان عليك بقراءة القرآن فإن قراءته كفارة للذنوب.. وتنزل علي صاحبه الرحمة..» ().

ولهذا عندما سألوا من ابن هشام مؤلف كتاب (مغني اللبيب)() الذي يضم في طياته ثمانية أجزاء من القرآن الكريم تقريباً علي بعض الأقوال: لماذا لم تكتب أرقام الآيات والسور التي ذكرتها في كتابك؟ فأجاب متعجباً: وهل هناك من يقرأ كتاب (مغني اللبيب) ولم يحفظ القرآن الكريم؟!.

نبذ الكتاب

قال تعالي: ?فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً?().

النبذ بمعني الطرح، وهنا يراد به الترك وعدم الاعتناء، قال ابن عباس: نبذوه أي: رموا به ولم يعملوا به، وإن كانوا مقرين به(). فعندما ترك المسلمون القرآن قراءة وعملاً أصبحوا أساري بيد القوي الأجنبية والاستعمارية، فنري المسلمين اليوم لا يتعاملون مع القرآن بالشكل المطلوب وتركوا العمل بمنهجه القويم، والبعض وضع القرآن في بيته للزينة والتبرك ولا يفتحه إلا للاستخارة أو للفاتحة علي أرواح الموتي، في حين أن القرآن الكريم أرسل إلي الأحياء أولاً، لا لكي يُحصر بالقراءة علي الأموات فقط.

وقد جاء عن الإمام الجواد عليه السلام أنه قال: «وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه، وولاهم عدوهم حين تولوه، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه

ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية …» ().

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزواً» ().

وأمير المؤمنين عليه السلام أشار في خطبه إلي حالة المسلمين هذه، والمصير الذي سينتهون إليه نتيجة تركهم لكتاب الله (عزوجل)، وهذا ما نراه في المسلمين اليوم؛ إذ أنهم قد تأخروا وسيطر الأعداء والقوي الظالمة عليهم وهذا هو جزاء من عمل بغير كتاب الله سبحانه وتعالي، وإذا ما رجع المسلمون إلي القرآن الكريم، وعملوا به وفق أوامره ونواهيه وتعاليمه ومناهجه، فسوف تعود إليهم عزتهم ومكانتهم السامية بين الأمم مرة أخري.

قال الله سبحانه وتعالي: ?يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ ? يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ?().

فإننا برجوعنا إلي القرآن الحكيم سوف نستلهم الدروس والعبر التي من خلالها يمكن أن نأخذ بأيدي الأمة نحو التقدم والسعادة كما يكن بذلك كسر شوكة المستعمرين، إن القرآن الكريم يصف لنا أخلاق صاحب الرسالة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله والتي يجب التمسك بها رغم الفاصلة الزمنية البعيدة التي تفصلنا عنه.

فالمسلمون بهذه الطريقة يشعرون أن الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله حي بتعاليمه وأخلاقه ونهجه وسيدحرون القوي الباطلة الظالمة ويلبسونهم لباس الذل والهوان بإذن الله سبحانه وتعالي …

ربيع القرآن

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان» ().

ومع حلول شهر رمضان شهر الله العظيم الذي دعينا فيه إلي ضيافة الله العزيز، يجب علينا أن نجدد

النظر في أعمالنا وأفعالنا ومحاسبة أنفسنا، وهكذا نجدد علاقتنا بالقرآن الكريم من حيث السعي إلي معرفة المعاني وتفسير القرآن وتلاوته ومعرفة تجويده وتحسين قراءته مضافاً إلي الالتزام بالعمل بقوانينه.

قال تعالي: ?شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُديً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدي وَالْفُرْقانِ?().

القرآن الكريم ودرس التفسير

بحلول شهر رمضان المبارك علي الناس كانت تقام مجالس تعليم القرآن وتلاوته في أكثر مدن العراق وخاصة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، حيث يشرع العلماء والخطباء وأهل الفضل بدروس يومية يفسرون فيها القرآن الكريم ويبيّنون مفاهيمه إلي الناس.. وقد وفقت لذلك في كربلاء حيث كان لي درس في تفسير القرآن الكريم في (مدرسة بادكوبة)() وكان التفسير بشكل مجمل وسريع من باب التلميح والإشارة؛ وذلك لأجل أن يعرف بعض طلاب العلوم الدينية الذين هم دعاة ومرشدون وأدلاء علي طريق الإسلام شيئاً من معاني القرآن الكريم ولو بصورة إجمالية، فالقرآن هو مقوم أساسي لشخصية كل رجل دين.

وكانت تقام أنشطة جيدة لتشجيع الشباب والمتدينين لقراءة القرآن وتعلمه، حيث يتولي الحاج محمد حسن الكاتب (وهو أحد الأساتذة المقرئين للقرآن) تقديم الهدايا في شهر رمضان الكريم، وكانت هداياه عبارة عن نسخة نفيسة من كلام الله المجيد، وهذا عامل مشجع ومهم في هداية الناس إلي الارتباط بالقرآن الكريم أكثر، وعن هذا الطريق أيضاً كان ينشر كتاب الله بين المؤمنين ويرشدهم إليه.

القرآن وضرورة تعلمه

نقل أن أحد الطلاب وصل إلي مرحلة دراسيّة جيدة، ومن جملة ما قرأه كتاب (المطوّل)() في الأدب العربي والبلاغة، ولكن مع هذا لم يكن يدرس عن القرآن الكريم ولم يكن يعرف عنه إلا القليل جداً، وفي أحد الأيام وهو في طريقه إلي بيته رأي ورقة ساقطة علي الأرض رفعها ثم قرأها، فوجد الكلمات جميلة وفي قمة البلاغة والنظم، ولكنه لم يكن يعرف أنها آية من القرآن الكريم، فسأل أستاذه عن مضمون تلك الكلمات وفي أي كتاب هي؟

فأجابه الأستاذ: ويحك! إنها آيات من كتاب الله الحكيم وأنت عنها غافل؟!

نعم، هذه المأساة يجب أن تعالج حيث إن المسلمين ابتعدوا عن القرآن الكريم

تلاوة وفهماً وتطبيقاً، وحتي أن بعض الحوزات العلمية تراهم يصرفون أوقاتاً كثيرة في دراسة علوم شتي دون أن يجعلوا وقتاً خاصاً لدراسة وقراءة القرآن الكريم، وهو أمر خطير ولا تحمد عقباه؛ ولذا يلزم علي طلاب العلوم الدينية في مختلف مراحلهم الدراسية أن يجدّوا ويجتهدوا في تعلم القرآن الكريم والتدبر فيه، كما أن من الضروري جداً وضع دراسات القرآن ضمن المناهج الحوزوية الأصلية إلي جانب الفقه والأصول؛ لأن القرآن إمام ورحمة، ولأنه غني لا غني بعده، ولأن في القرآن علم الأولين والآخرين، فقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

«وفي القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم» ().

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:

«ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عزوجل، ولكن لا تبلغه عقول الرجال» ().

عمق القرآن الكريم

إن القرآن الكريم بحر لا ينضب وقد جعله الله تعالي لكل الأزمنة والعصور، ودعا الناس إلي الاغتراف منه والتفكر فيه بقوله عزوجل: ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها?().

أي يتفكرون فيه ويعتبرون به، وقيل أفلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق. و ?أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها? معني تنكير القلوب إرادة قلوب هؤلاء ومن كان مثلهم من غيرهم().

وقال الإمام الرضا عليه السلام يوماً في القرآن فعظم الحجة فيه والآية والمعجزة في نظمه فقال: «هو حبل الله المتين وعروته الوثقي، وطريقته المثلي، المؤدي إلي الجنة والمنجي من النار، لا يخلق علي الأزمنة، ولا يغث علي الألسنة؛ لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، والحجة علي كل إنسان، ?لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ?()» ().

فالقرآن بحر لا ينتهي أو ينفد، فهو كما كان العلاج

الصحيح لمشاكل الإنسانية في العصور المتقدمة كذلك هو العلاج الناجح والحل الواقعي لمشاكل الإنسانية في العصر الحاضر وكذلك المستقبل، لأنه برنامج متكامل صاغه الباري عزوجل وهو العالم باحتياجات الإنسان إلي يوم القيامة.

في رحاب سورة يوسف

كان أحد الخطباء الماهرين() يرتقي المنبر في مسجد الهندي في النجف الأشرف، وذلك في أيام شهر رمضان المبارك، وكانت مجالسه تتضمن علوم التفسير غالباً، وكان تفسيره آنذاك في سورة يوسف عليه السلام بشكل مفصل ودقيق، ولم ينته من تفسير هذه السورة المباركة رغم الوقت الطويل الذي قضاه في البحث فيها؛ وما ذلك إلا لعظمة هذه السورة كما باقي السور حتي أنه في إحدي السنين وفي آخر ليلة من شهر رمضان المبارك، قال هذه الكلمة علي المنبر عند ختمه المجلس: (بأننا وصلنا إلي الآية: ?فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ?(). وهي الآية المباركة التي تتحدث حول إدخال يوسف عليه السلام في البئر، وفي السنة القادمة سيكون الكلام بإذن الله عزوجل في الآية التي تليها: ?وَجاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلي دَلْوَهُ قالَ يا بُشْري هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ?() التي تتحدث عن كيفية خروج يوسف عليه السلام من البئر).

فهذا العالم قضي شهراً كاملاً بالتحدث حول جانب واحد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام، وفي مجلس يحضره العلماء والفضلاء من طلبة العلوم الدينية.

من معاجز القرآن

يذكر أن أحد المشايخ الفضلاء كان يعاني ضعفاً شديداً في النظر، فراجع طبيباً للعيون فشخّص له الطبيب درجة ضعف نظره وحذّره من أن عينه تتجه نحو المزيد من الضعف، فلابد له من الانتباه لهذا الأمر قبل فوات الأوان.

وبعد سنة قضاها في تدوين وترتيب تفسير القرآن الكريم راجع ذلك الطبيب نفسه مرة ثانية، فلما أجري الفحوص اللازمة علي عينه وجدها متحسّنة عما كانت عليه العام الماضي! فاندهش الطبيب وسأله: ماذا صنعت خلال العام الماضي؟ هل راجعت طبيباً آخر، أو استعملت أدوية

معينة؟

قال الشيخ: نعم راجعت القرآن الكريم، فقد صرت أقرأ في آيات وكلمات هذا الكتاب العظيم وأنا أعمل في كتاب تفسير للقرآن الكريم، وعندنا في الأحاديث المشرفة أن النظر إلي كتاب الله الحكيم يوجب جلاء البصر وقوة النظر وشفاء العين.

فأخذ الطبيب بيد الشيخ وجاء به إلي غرفة الانتظار وشرح للحاضرين هذه القصة وقال: إنها معجزة القرآن(). هذا مضافاً إلي أن القرآن الكريم وقراءته يؤثر إيجاباً حتي علي صحة الإنسان وسلامته().

التوفيق الإلهي

سئل طالب علم ذات يوم عن سبب تركه لتلاوة القرآن الكريم؟ حيث إن عادة بعض طلاب العلوم الدينية جرت علي تلاوة القرآن صباحاً في كل يوم، فقال: قد سلب مني التوفيق الإلهي بسوء تصرفي؛ والسبب في ذلك أنني كنت أملك قرآناً جميلاً من حيث الخط والتجليد وكان معي دائماً، وفي إحدي السنين سافرت إلي مكة المكرمة وفي يوم كنت مشغولاً بتلاوة القرآن في المسجد الحرام، وفجأة وقع نظري علي كتاب جميل ملون لفت انتباهي كثيراً، فقلت لصاحب الكتاب: ما هذا الكتاب الذي عندك؟

فقال: ديوان شعر ليزيد بن معاوية.

فقلت له: هل تبيع ذلك الكتاب؟

قال: كلا.

وبعد إصراري الشديد عليه، قال: إذا شئت ذلك، أبدله مع القرآن الذي عندك.

في بداية الأمر ترددت في ذلك، ولكن جاءتني الوساوس الشيطانية من كل جانب وأخيراً غلبتني، فأعطيت القرآن مقابل ديوان شعر يزيد! فبعد أن فرطت بكتاب الله (عزوجل) بهذه الصورة سلب مني التوفيق الإلهي لقراءة القرآن، وكلما أردت أن أقرأ القرآن كنت أتصور كأن شخصاً يأتي إليّ ويمنعني عن ذلك، ولهذا السبب لم أوفق لقراءة القرآن من ذلك اليوم إلي الآن.

وفي ظل الظروف العصيبة والمحن التي تمر بنا والفتن التي تكالبت علينا من كل جانب يتوجب علينا أن نكرس جهودنا لكتاب الله

المجيد، قراءة وتعلماً وفهماً لمعانيه؛ لأنه إمام ورحمة للعالمين، وإذا سلب منا التوفيق لذلك فإن في ذلك خسارتنا وخيبتنا، وسوف يتسلط علي رقابنا الظالمون ونخسر الدارين، نعوذ بالله من ذلك.

عظمة آيات الله عزوجل

قال الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام: «عليك بالقرآن؛ فإن الله خلق الجنة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضة، جعل ملاطها المسك وترابها الزعفران وحصبائها اللؤلؤ، وجعل درجاتها علي قدر آيات القرآن، فمن قرأ القرآن قال له: اقرأ وارق، ومن دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلي درجة منه ما خلا النبيين والصديقين» ().

أي: أن منزلتك ورقيك في الجنة بمقدار ما قرأت وحفظت من كتاب الله المجيد..

والفاصلة الموجودة بين درجة ودرجة في الجنة كما تنقل إلينا الروايات هي ما بين السماء والأرض، حتي أن الشخص يري الذي أعلي مرتبة منه كرؤية أحدنا إلي نجوم السماء. فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الجنة مائة درجة ما بين كل درجة منها كما بين السماء والأرض..» ().

من هنا نعرف عظمة الثواب والمنزلة التي يحصل عليها قارئ القرآن.

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اقرءوا القرآن واستظهروه فإن الله تعالي لا يعذب قلباً وعي القرآن» ().

لذا يلزم علي كافة المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي وخاصة طلبة العلوم الدينية، الذين بهم يقتدي إلي طريق الحق، الاهتمام بالقرآن وقراءته وتعلمه؛ لأنه نورٌ من العمي، وهدي من الضلال، وانتصار في كل جوانب الحياة، وفي نبذه الخيبة والخسران المبين.

«اللهم ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارحمني من تكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عني، وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه علي النحو الذي يرضيك عني. اللهم نوِّر بكتابك بصري، واشرح

به صدري، وفرِّح به قلبي، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني، وقوني علي ذلك وأعني عليه، إنه لا معين عليه إلا أنت، لا إله إلا أنت» ().

من هدي القرآن الحكيم

القرآن هدي وشفاء

قال تبارك وتعالي: ?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُديً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًي?().

وقال عزوجل: ?وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ?().

وقال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَ تْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُديً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ?().

التدبر في القرآن

قال عزوجل: ?أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها?().

وقال سبحانه: ?أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ?().

وقال تعالي: ?كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبابِ?().

لا يفسر القرآن بالرّأي

قال تبارك وتعالي: ?هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ?().

القرآن الناطق

قال جل وعلا: ?قُلْ كَفَي بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ?().

العلماء بالقرآن

قال عزوجل: ?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ?().

وقال عز من قائل: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ?().

تعليم القرآن وتعلمه

قال تعالي: ?كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ?().

آثار قراءة القرآن

قال عزوجل: ?وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَي رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ?().

وقال سبحانه: ?إِذَا تُتْلَي عَلَيْهِمْ ءايَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً?().

وقال تعالي: ?يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ?().

إبداع القرآن

قال تبارك اسمه: ?كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءايَاتُهُ قُرْءاناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ?().

وقال جل شأنه: ?كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ?().

وقال عزوجل: ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?().

القرآن إعجاز وتحد

وقال تعالي: ?أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ ? فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ?().

وقال

عزوجل: ?قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَي أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً?().

قال سبحانه: ?وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَي عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ?().

وقال عز من قائل: ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ?().

من هدي السنة المطهرة

القرآن شفاء نافع

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا سلمان، عليك بقراءة القرآن؛ فإن قراءته كفارة للذنوب، وستر من النار، وأمان من العذاب، ويكتب لمن يقرأ بكل آية ثواب مائة شهيد، ويعطي بكل سورة ثواب نبي مرسل، وتنزل علي صاحبه الرحمة، وتستغفر له الملائكة، واشتاقت إليه الجنة ورضي عنه المولي. وإن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله إليه بالرحمة، وأعطاه بكل آية ألف حور، وأعطاه بكل حرف نوراً علي الصراط. فإذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب ثلاثمائة وثلاثة عشر نبياً بلّغوا رسالات ربهم، وكأنما قرأ كل كتاب أنزل الله علي أنبيائه، وحرم الله جسده علي النار، ولا يقوم من مقامه حتي يغفر الله له ولأبويه، وأعطاه بكل سورة في القرآن مدينةً في جنة الفردوس، كل مدينة من درة خضراء، في جوف كل مدينة ألف دار، في كل دار مائة ألف حجرة، في كل حجرة مائة ألف بيت من نور، علي كل بيت مائة ألف باب من الرحمة، علي كل باب مائة ألف بواب، بيد كل بواب هدية من لون آخر، وعلي رأس كل بواب منديل من إستبرق خير من الدنيا وما فيها، وفي كل بيت مائة ألف دكان من العنبر، سعة كل دكان ما بين المشرق والمغرب، وفوق كل دكان مائة ألف سرير، وعلي كل سرير مائة ألف فراش،

من الفراش إلي الفراش ألف ذراع، وفوق كل فراش حوراء عيناء استدارة عَجِيزَتَها ألف ذراع، وعليها مائة ألف حلة، يري مخ ساقيها من وراء تلك الحلل، وعلي رأسها تاج من العنبر مكلل بالدر والياقوت، وعلي رأسها ستون ألف ذؤابة من المسك والغالية، وفي أذنيها قرطان وشنفان، وفي عنقها ألف قلادة من الجوهر، بين كل قلادة ألف ذراع، وبين يدي كل حوراء ألف خادم، بيد كل خادم كأس من ذهب، في كل كأس مائة ألف لون من الشراب، لا يشبه بعضه بعضاً، وفي كل بيت ألف مائدة، وفي كل مائدة ألف قصعة، وفي كل قصعة ألف لون من الطعام، لايشبه بعضه بعضاً، يجد ولي الله من كل لون مائة ألف لذة، يا سلمان، المؤمن إذا قرأ القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة، وخلق الله بكل حرف يخرج من فمه ملكاً يسبح له إلي يوم القيامة» () الخبر.

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «القرآن عهد الله إلي خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية» ().

آداب قراءة

قال الإمام الرضا عليه السلام عن أبيه، في تفسير قوله تعالي: «?فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ?():» ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر» ().

إبداع القرآن

قال الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): «وإن القرآن ظاهره أنيق() وباطنه عميق. لا تفني عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولاتكشف الظلمات إلا به …» ().

وفي دعاء للإمام السجاد عليه السلام قال: «اللهم، فإذ أفدتنا المعونة علي تلاوته، وسهّلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلي الإقرار بمتشابهه ومُوضَحَاتِ بيانه» ().

إعجاز القرآن

قال الإمام الباقر عليه السلام في بيان قول

النبي صلي الله عليه و اله: «أعطيت جوامع الكلم» قال: «القرآن» ().

فضل القرآن وعظمته

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «القرآن أفضل كل شيء دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقّر القرآن، فقد استخف بحرمة الله، وحرمة القرآن علي الله كحرمة الوالد علي ولده» ().

حافظ القرآن

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له: ارقأ واقرأ، لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «الحافظ للقرآن، العامل به، مع السفرة الكرام البررة» ().

مستمع القرآن

قال الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): «من استمع آية من القرآن، خير له من ثبيرٍ() ذهب» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «من استمع حرفاً من كتاب الله من غير قراءة، كتب الله له حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة» ().

تعليم القرآن

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «اقرءوا القرآن واستظهروه؛ فإن الله تعالي لا يعذب قلباً وعي القرآن» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه» ().

ترتيل القرآن

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً، وقرأ والله ?يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ?()» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالي: ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً?() قال: «هو أن تتمكث فيه، وتحسن به صوتك» ().

لا يفسر القرآن بالرأي

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إنما أتخوف علي أمتي من بعدي ثلاث خلال: أن يتأوّلوا القرآن علي غير تأويله، أو يتّبعوا زلة العالم أو يظهر فيهم المال حتي يطغوا ويبطروا، وسأنبئكم المخرج من ذلك: أما القرآن فأعملوا

بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما العالم فانتظروا فيئته ولا تتبعوا زلته، وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «فإياك أن تفسّر القرآن برأيك حتي تفقهه عن العلماء» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر وإن أخطأ كان إثمه عليه» ().

القرآن الناطق

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «هذا القرآن إنما هو خط مشطور بين الدفتين() لا ينطق بلسان، ولابد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال.. فإذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسنة رسول الله صلي الله عليه و اله فنحن أحق الناس وأولاهم بها» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوّهت الكتب ويستبين الإيمان..» ().

العلماء بالقرآن

قال الإمام الباقر عليه السلام: «إن من علم ما أوتينا، تفسير القرآن وأحكامه» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوّله إلي آخره» ().

پي نوشتها

() مستدرك الوسائل: ج11 ص372 ب49 ح13294.

() مستدرك الوسائل: ج3 ص355 ب1 ح3766.

() سورة الإسراء: 9.

() سورة البقرة: 97.

() تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ص449 في فضائل القرآن ح297.

() سورة الأنعام: 38.

() سورة النساء: 82.

() بحار الأنوار: ج2 ص284 ب43 ح1. وفي بيان العلامة المجلسي رحمة الله عليه لهذا الحديث قال: (هذا تشنيع علي من يحكم برأيه وعقله، من غير رجوع إلي الكتاب والسنة وإلي أئمة الهدي?؛ فإن هذا إنما يكون إما بإله آخر بعثهم أنبياء وأمرهم بعدم الرجوع إلي هذا النبي المبعوث وأوصيائه?، أو بأن يكون الله شرك بينهم وبين النبي صلي الله

عليه و اله في النبوة، أو بأن لا يكون الله عزوجل بين لرسوله صلي الله عليه و اله جميع ما تحتاج إليه الأمة، أو بأن بينه له لكن النبي حاشاه قصر في تبليغ ذلك ولم يترك بين الأمة أحداً يعلم جميع ذلك، وقد أشار ? إلي بطلان جميع تلك الصور، فلم يبق إلا أن يكون بين الأمة من يعرف جميع ذلك ويلزمهم الرجوع إليه في جميع أحكامهم.

() الكافي: ج2 ص603 باب فضل حامل القرآن ح4.

() القياس: هو أن ينتقل الذهن من حكم أحد الشيئين إلي الحكم علي الآخر لجهة مشتركة بينهما، وبعبارة أخري هو: إثبات الحكم في جزئي لثبوته في جزئي آخر مشابه له، وهو المسمي في عرف المناطقة بالتمثيل. وفي عرف الفقهاء بالقياس، الذي يجعله أهل السنة من أدلة الأحكام الشرعية، والإمامية ينفون حجيته، ويعتبرون العمل به محقاً للدين وتضييعاً للشريعة، انظر منطق المظفر: ج2 ص268 ب5 مباحث الاستدلال، التمثيل.

() أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي، وقيل: مرزبان، وقيل: طاووس بن كامكار بن يزدجرد بن شهريار، الكابلي الأصل، التيمي، وقيل السلمي بالولاء الكوفي. أحد الأئمة الأربعة عند العامة، وصاحب المذهب الحنفي، ضعف حديثه بعض العامة، وقالوا: عامة ما يرويه غلط وتصحيف وزيادات. ولد بالكوفة سنة (80ه) ونشأ بها، وكان خزازاً يبيع الخز وهو الحرير. تتلمذ علي الإمام الصادق عليه السلام ثم انحرف عنه عليه السلام، وابتدع مذهبا خاصا به عرف بالمذهب الحنفي نسبة إليه، ولم يوثقه كثير من العامة. وقيل أنه كان يفتي بإمامة إبراهيم ومحمد ابني عبد الله بن الحسن الحسني. طلبه عمر بن هبيرة حاكم العراقين للقضاء فامتنع، ثم أراده المنصور الدوانيقي العباسي بعد ذلك للقضاء ببغداد فامتنع أيضاً فحبسه الدوانيقي

إلي أن مات. له من التآليف كتاب (المسند)، و(المقصود)، وغيرها. توفي ببغداد سنة (150ه)، ودفن في مقبرة الخيزران.

() انظر الخلاف: ج1 ص49 عن تحفة الآلوسي: ص8.

() سورة الروم: 29.

() سورة محمد صلي الله عليه و اله: 14.

() سورة آل عمران: 7.

() سورة آل عمران: 7.

() الكافي: ج1 ص213 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة عليهم السلام ح2.

() هو أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري التابعي، من علماء العامة وحفاظهم، ولد أعمي، يروي عن أنس بن مالك وعبد الله بن سرجس وأبا الطفيل وابن المسيب والحسن وابن سيرين وغيرهم من التابعين، ولد في سنة (60) للهجرة وتوفي سنة (117) وقيل (118) للهجرة.

() الكافي: ج8 ص311 حديث الفقهاء ح485.

() سورة سبأ: 18.

() سورة آل عمران: 97.

() سورة طه: 44.

() سورة النساء: 105.

() الاحتجاج: ج2 ص360 احتجاج أبي عبد الله الصادق ? في أنواع شتي من العلوم الدينية علي أصناف كثيرة من أهل الملل والديانات.

() بحار الأنوار: ج2 ص292 ب34 ح12.

() سورة المائدة: 55.

() سورة الشوري: 23.

() سورة الحج: 11.

() مجمع البيان في تفسير القرآن: ج7 ص135 سورة الحج.

() سورة الإخلاص: 14.

() سورة النساء: 40.

() سورة آل عمران: 32 34.

() سورة النساء: 64.

() سورة الحديد: 25.

() سورة النحل: 43-44.

() سورة الرعد: 7.

() سورة المائدة: 67.

() سورة يونس: 3-4.

() سورة هود: 114.

() سورة الإسراء: 78.

() سورة البقرة: 183 185.

() سورة آل عمران: 96 97.

() سورة الكهف: 109.

() الكافي: ج1 ص59 باب الرد إلي الكتاب والسنة وأنه ليس شيء من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلا وقد جاء فيه كتاب وسنة ح1.

() الكافي: ج1 ص60 باب الرد إلي الكتاب والسنة وأنه ليس شيء من

الحلال والحرام بجميع ما يحتاج الناس إليه إلا وقد جاء فيه كتاب وسنة ح7.ٍ

() الكافي: ج1 ص61 باب الرد إلي الكتاب والسنة وأنه ليس شيء من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلا وقد جاء فيه كتاب وسنة ح8.

() الكافي: ج1 ص191 باب في أن الأئمة شهداء الله عزوجل علي خلقه ح5.

() وسائل الشيعة: ج27 ص179 ب13 ح33536.

() حديث الثقلين حديث متواتر متفق عليه من طرق أهل السنة والشيعة. وسائل الشيعة: ج27 ص33 ب5 ح33144.

() انظر وسائل الشيعة: ج6 ص165 أبواب قراءة القرآن ولو في غير الصلاة.

() سورة المزمل: 4.

() الهذ: سرعة القراءة، أي: لا يتسرع فيه كما يتسرع في قراءة الشعر، ولا تفرق كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل.

() الكافي: ج2 ص614 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ح1.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص112 ق1 ب4 ف4 ح1992.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص257 ب10 ح4637.

() كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لعله من أهم كتب النحو التي تدرَّس في الحوزات العلمية، كتبت عليه شروح عديدة مؤلفه أبو محمد جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري المصري المعروف بابن هشام النحوي ولد بمصر سنة (708ه) وفيها توفي عام (761ه).

() سورة آل عمران: 187.

() انظر التبيان في تفسير القرآن: ج3 ص74 سورة آل عمران.

() بحار الأنوار: ج75 ص359 ب27 ح2.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 228.

() سورة المائدة: 15 16.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص59 المجلس 14 ح5.

() سورة البقرة: 185.

() مدرسة البادكوبة وهي من مدارس كربلاء الشهيرة، تأسست سنة (1270ه) وتقع في زقاق الداماد (المهدم حالياً) كانت آهلة بحملة العلم ورجال الدين، تحتوي علي ثلاثين غرفة. وتضم مكتبة عامرة بالكتب القيمة،

صدرت عنها سلسلة (منابع الثقافة الإسلامية) حيث كانت تصدر كتاباً شهرياً لكل مؤلف. انظر تراث كربلاء: ص204.

() كتاب (المطول في البلاغة) لمؤلفه سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني (712793ه) وهو من أئمة العربية والبيان، من كتبه الأخري (تهذيب المنطق) و(مقاصد الطالبين) وغيرها.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 313.

() الكافي: ج1 ص60 باب الرد إلي الكتاب والسنة ح6.

() سورة محمد: 24.

() راجع تفسير مجمع البيان: ج9 ص174.

() سورة فصلت: 42.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص130 ب35 ح9.

() وهو الخطيب الشيخ مهدي الواعظي الخراساني رحمة الله عليه.

() سورة يوسف: 15.

() سورة يوسف: 19.

() انظر الأخلاق والآداب الإسلامية: ص77.

() ذكر في تقرير علمي أن سماع الإنسان للقرآن الكريم يعمل علي تنشيط الجهاز المناعي، سواء كان هذا الإنسان مسلماً أو غير مسلم، وذلك من خلال بحث حول كيفية تنشيط جهاز المناعة بالجسم للتخلص من أخطر الأمراض المستعصية والمزمنة، فوجد أن (79%) ممن أجريت عليهم البحوث بسماعهم لكلمات القرآن الكريم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وسواء كانوا يعرفون العربية أو لا يعرفونها، حيث ظهرت عليهم تغيرات وظيفية تدل علي تخفيف درجة التوتر العصبي التلقائي، وقد أمكن تسجيل ذلك كله بأحدث الأجهزة العلمية وأدقها.

إن من المعروف أن التوتر يؤدي إلي نقص مستوي المناعة في الجسم وهذا يظهر عن طريق إفراز بعض المواد داخل الجسم، أو ربما حدوث ردود فعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء، ويتسبب ذلك في إحداث خلل في التوازن الوظيفي الداخلي بالجسم؛ ولذلك فإن الأثر القرآني المهدئ للتوتر يؤدي إلي تنشيط وظائف المناعة لمقاومة الأمراض والشفاء منها؛ حيث تم إجراء بحوث دقيقة علي مرحلتين، الأولي: كانت من خلال استعمال أجهزة مراقبة إلكترونية مزودة بالكمبيوتر

لقياس أي تغير في النظام الفسيولوجي للجسم، حيث استمع المتطوعون لآيات من القرآن الكريم باللغة العربية، ثم تليت نفس معاني الآيات باللغة الإنجليزية علي عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير العربية، وكذلك علي عدد من غير المسلمين المتحدثين بالعربية أو غير المتحدثين بها، وثبت أن تأثير القرآن الكريم المهدئ للتوتر يرجع إلي افتراضيين:

الأول: هو صوت تلاوة الآيات القرآنية باللغة العربية بصرف النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أم لا، وبصرف النظر عن إيمانه بها أم لا.

أما الافتراض الثاني فهو معني الآيات التي تليت حتي ولو كانت مقتصرة علي الترجمة الإنجليزية، وليست الآيات القرآنية بالعربية، من هنا تم إجراء المرحلة الثانية والتي تناولت دراسات مقارنة عما إذا كان أثر القرآن المهدئ للتوتر وما يصحبه من تغيرات فسيولوجية، عائداً فعلاً إلي الآيات القرآنية في حد ذاتها، وهي التي تؤثر فسيولوجياً، بصرف النظر عما إذا كانت مفهومة لدي السامع أو غير مفهومة. ولتنفيذ هذه المرحلة استعملت أحدث المعدات الإلكترونية لرصد النتائج وتحليلها، فتم استخدام جهاز (ميداك 2002) لقياس ومعالجة التوتر المزود بالكمبيوتر، وهو من ابتكار المركز الطبي لجامعة بوسطن الأمريكية وهو يقيس ردود الفعل الدالة علي التوتر عن طريق الفحص النفسي المباشر، وكذلك قياس التغيرات الفسيولوجية في أعضاء الجسم وتسجيلها، بالإضافة إلي أجهزة أخري. فظهر من خلال النتائج أن التيارات الكهربائية في العضلات تزداد مع التوتر الذي يسبب ازدياد في انقباض العضلات، ومن المعروف أن التوتر يزيد من إفراز العرق وبالتالي زيادة التوصيل الكهربائي، وهذه التجارب أجريت (210) مرات علي متطوعين أصحاء متوسطي الأعمار من غير المسلمين، وتم ذلك خلال عدة جلسات علاجية تليت خلالها قراءات قرآنية باللغة العربية وقراءات عربية غير قرآنية، روعي فيها أن تكون

باللغة العربية المطابقة للقراءات القرآنية من حيث الصورة واللفظ والواقع علي الأذن، ولم يكن في استطاعة المتطوعين أن يميزوا بين القرآن وبين القراءات غير القرآنية، وكان الهدف معرفة واثبات ما إذا كان اللفظ القرآني له تأثير فسيولوجي علي من لا يفهم معناه أم لا، وكانت النتائج إيجابية، فالأثر المهدئ للقرآن الكريم علي المتوتر بنسبة (65%) وهذا الأثر المهدئ له تأثير علاجي، حيث أنه يرفع كفاءة الجهاز المناعي ويزيد من تكوين الأجسام المضادة في الدم.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص256 ب10 ح4635.

() بحار الأنوار: ج8 ص196 ب23 ح184.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص245 ب5 ح4608.

() الكافي: ج2 ص577 باب الدعاء في حفظ القرآن ح2.

() سورة فصلت: 44.

() سورة الاسراء: 82.

() سورة يونس: 57.

() سورة محمد: 24.

() سورة النساء: 82.

() سورة ص: 29.

() سورة آل عمران: 7.

() سورة الرعد: 43.

() سورة آل عمران: 7.

() سورة النحل: 43.

() سورة آل عمران: 79.

() سورة الأنفال: 2.

() سورة مريم: 58.

() سورة المائدة: 15.

() سورة فصلت: 3.

() سورة هود: 1.

() سورة يوسف: 2.

() سورة الطور: 33 34.

() سورة الاسراء: 88.

() سورة البقرة: 23.

() سورة هود: 13.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص257 ب10 ح4637

() وسائل الشيعة: ج6 ص198 ب15 ح7721.

() سورة المزمل: 20.

() تفسير مجمع البيان: ج10 ص169 سورة المزمل.

() أنيق: حسن معجب (بأنواع البيان) وآنقني الشيء: أعجبني.

() نهج البلاغة، الكتب: 18 من كتاب له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا.

() الصحيفة السجادية: 42 من دعائه عليه السلام عند ختم القرآن.

() راجع أمالي الطوسي: ص484 المجلس37 ح1059.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص236 ب2 ح4585.

() بحار الأنوار: ج89 ص22 ب1 ح22.

() أمالي الصدوق: ص59 مجلس 14 ح6.

() ثبير: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء: وهو

من أعظم جبال مكة سمي ثبيراً برجل من هذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به والأثبرة أربعة: تثبير غيني، وثبير آخر، وثبير مني، وثبير الأعرج هو المشرف. بمكة. معجم البلدان: ج2 ص72 باب الثاء والباء وما يليهما.

() جامع الأخبار: ص41 الفصل21.

() عدة الداعي: ص288 ب6.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص245 ب5 ح4608.

() وسائل الشيعة: ج6 ص167 ب1 ح7641.

() سورة فاطر: 1.

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص69 ب31 ح322.

() سورة المزمل: 4.

() وسائل الشيعة: ج6 ص207 ب21 ح7746.

() بحار الأنوار: ج89 ص108 ب10 ح5.

() التوحيد: ص264 ب36 ح5.

() تفسير العياشي: ج1 ص17 فيمن فسر القرآن برأيه ح2.

() دفتا المصحف: جانباه اللذان يكنفانه.

() نهج البلاغة، الخطب: 125 من كلام له عليه السلام في التحكيم.

() تفسير العياشي: ج1 ص5 في فضل القرآن ح9.

() الكافي: ج1 ص229 باب أنه لم يجمع كله إلا الأئمة عليهم السلام وأنهم يعلمون علمه كله ح3.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص334 ب13 ح21511.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.