رعشات مذعورة

اشارة

الإمام الشهيد

السيد حسن الشيرازي

«قدس سره»

الطبعة الأولي

1420ه 1999م

بيروت لبنان ص.ب: 5951 / 13 شوران

رعشات مذعورة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد و إياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم

ولا الضالين صدق الله العلي العظيم

كلمة الناشر

الإرتعاش: هو الإرتجاف الخفيف في الجوانح والجوارح والناتج في كثير من الأحيان عن سبب مجهول.

والمذعورة: هي الخائفة، أو شدّة الخوف يقال له: ذعر..

ورعشات الخوف من الباري عزّوجل هي أعظم الرعشات وأنبلها وأكملها، ولا تحدث إلاّ لمن عاش لحظات حقيقية في ساحة القرب المقدسة، أو بحالة من الحضور العالي المستوي، أو القريب من الحبيب جلّت قدرته.

وهذا حال أهل الذَّوق والعلم والمعرفة بالله جلّ جلاله.

إلاّ أن رعشات شاعرنا الكبير لم تكتمل للأسف علي الورق، فنجد أن هناك بعض الذعر والارتعاش وأسبابهما.. وإننا بشوق لمعرفة أعمّ وأكمل وأشمل عن هواجس الشاعر..

وقديما قالوا: المعني في قلب الشاعر..

وهذا صحيح دوماً، لأنه لا أحد يستطيع أن يقرأ أفكار غيره إلاّ أنه ربما يفسرها ويشرحها الآخرون.. وربما يعطي البعض وجهة نظره حول القصيدة وأبياتها وموضوعاتها، لكنه قد يصيب وقد يخطئ لأن (المعني في قلب الشاعر..).

وخاصة إذا كان الشاعر مثل شاعرنا الكبير (السيد حسن) رحمه الله فهو الذي حوي ووعي الشيء الكثير من العلم والتقي والزهد والأدب.. وهو الذي أبدع في معظم المجالات المذكورة أجمل إبداع، وأعطي للأمة الإسلامية وللعالم عطاء في مختلف مجالات الحياة العلمية والعملية حتي أنه بذل روحه العالية ونفسه الزاكية عربون محبة ووفاء للعلم والعلماء فصار في عداد الشهداء..

فهذه الرعشات المذعورة، عميقة عمق تفكير الشاعر الشهيد..

عالية المعاني علوّ همّته..

رفيعة المباني رفعة درجته..

فالدنيا حلبة رقص.. وصراع الثيران..

إن لم نُفهم نحن فورة ثأر تسطع من دم يحيي.. وحسين ?..

من منتجع الأجيال بفكرة

بدر.. وحنين..

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت لبنان، ص.ب: 5951 / 13

المقدمة

شعر ذو أبعاد عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري أقصر أبعاده، علي الرغم من استطالته حتي علي الشمس.

أو ليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم، وتحليل الإسلام السهل الممتنع بالشكل السهل الممتنع.

وربما يكون فحوي رسالة الشعر، في دعاء الشعراء المسلمين الي:

تفهم الاسلام علي حقيقته..

وعرضه علي حقيقته..

في ثوب عصري جميل..

يضاهي جماله جمال الإسلام..

وتواكب عصرنته حيوية الإسلام السرمدية.

وأخيراً: معرفة هذا الشعر لا تكون الا عبر قراءته قراءة متأملة وخبيرة.

أما الشاعر: فلا يكشف عن كل أبعاده الا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط.

وأية محاولة أخري بهذا الصدد تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة..

المنسق

الحمد لله رب العالمين.

والصلاة.. والسلام.. علي محمد وآله الطاهرين.

واللعنة علي أعدائهم أجمعين، من الآن.. الي قيام يوم الدين.

رعشات مذعورة

يا ربِّ الراصد في وجدان الساعاتْ!

إعقد نزوات اللحظة فوق ربوع الحالاتْ

واْسمح للوالد أن يصطاد عقارب هذي اليفناتْ

فيشيع الظاعن في تجربة الليل أناةْ

أتري تاريخ العنقود يغالب ساقية السكرانْ؟

أم ينتفض الدرهم في حنجرة النهمانْ؟

حتماً.. فغُلات الموج سترتطم الساحل بالحيتانْ

وتبرّر شنق الساحر بالثعبانْ

ما أقرب تيّار الأنجم في الميزانْ!

ما أسهل مسري الطاعن في الميدانْ!

ما أكثر فرسان الليل علي الطغيانْ!

لكن النجم سيكبر بالدورانْ

ويموت الليل من الغليانْ

فالليل العاثر يستولد بوذيّهْ

والحركات الهوج علي الآبار يهوديّهْ

وقصاصات الأهرام تراقص صوفيّهْ

وصبابات الأوتار رسوليّهْ

يا هيستريا الإيقاعْ!

يا زمزمة الحقد المتوغّل في القاعْ!

يا سجوات الخيلاء علي مكر الإبداعْ!

مهلاً.. فالليل خبيثٌ.. والمتربّص خلف يراعْ..

يحبط في الفجر قناع الأنفاق.. وأنفاق قناعْ …

أمّا أنتَ.. فتمتصّ مفاجأة الحق بوجه الطاغوتْ

هذا الطاغوت يكرّر طالوتْ

في واقع جالوتَ.. وبرقع هاروتَ وماروتْ

ما بالكَ تجهر باللاّهوتِ.. وتهمس بالناسوتْ؟!

ما بالكَ توغل في الهبروتْ؟!

ما بالكَ تحيا وتموتْ؟!

فجذور النخلة من صلب النخلهْ

والنمر يرد العلّة بالعلهْ

والصلّ يرد السفح إلي القُلّهْ

ويعدّ

الكثرة بالقِلّهْ

أتظن الليل يغاوي عربدة السكرانْ؟!

ويناغم ثالوث الشيطانْ؟!

والفوضي في شهقات الغثيانْ؟!

بل تجربة الميدانْ

لولا زخم البركاتْ

وبتولة هذا الناسكِ في العصراتْ

ومناجاةٌ في السجفاتْ

لتفجّرت الظلماتْ

من ذا أنتَ؟ وماذا هذا العنوانْ؟

كم ذا تضرب في الرملِ؟! ولم ذاكَ الهميانْ؟!

حتّي مَ تغابيْ؟ وإلي مَ النزوانْ؟!

وتشدّ وجيب الأرضِ.. وتحلم بالطيرانْ؟!

يا قافلة الأجراس علي أكياس الرملْ!

يا قطع الأقفال علي سلطنة الجهلْ!

يا رائحة العذراءِ علي غطفات الوعلْ!

لا تمتشقي الفكر.. فإنك سيدة النحلْ

والنور يراوح وهجك في جبروت الحقلْ

ماذا تعني أصباغ الوجهِ.. وديكور الشَعرْ؟!

ماذا تعني خطب المهزوم عن النصرْ؟!

أَوَ هل يُغني كلّ عطور الدنيا عن رائِحة النحرْ؟!

أَوَ هل تجدي لهثات الفانوس إذا غاب الفجرْ؟!

لا يجدي الأيتامَ حنينُ الرمسْ

لا تجدي التوبة عند هبوب الزلزال من الشمسْ

لا يجدي الساحر في تغيير النحسْ

في ورشة هذا الكون الدائبة الدورانْ

هدمٌ.. وبناءٌ.. تدريجيّان ومتحدانْ

ما بين فناءِ الكلِّ.. وإيجاد الكلِّ.. يسير الحدثانْ

ويتمّ الأمرُ.. ولا تتذبذب عقربة الميزانْ

في غنوة طفلٍ يحبو فوق التسعينْ

وترهّل شيخٍ دون العشرينْ

تتفتّت فلسفة السكّينْ

وتردّ الأم طفولة أبناءٍ بلعوا التنّينْ

واْغتالوا ذنب المظلومية في المظلومينْ

غضبٌ.. كالقبضة تضرب عاتية القممِ

فتفور من العدم الكسلان ينابيعُ الهممِ

وتحاور منتجعاتِ الشمس مناخاتُ الظلمِ

فتطاردُ إرهاقاتِ الصحو بمقلات العدمِ

أرشيفُ الطاقات الكبري سرُّ ليالي القدرْ

يهتف في الفجر.. فتنعكس الأصداء جموعاً تزحف من قبرْ

تسكر أروقة الجبهات بحبّاتٍ من عرق النصرْ

من كلّ الألوانِ.. ومن كلّ الأكوانِ.. حواضر عيد النحرْ

يمسح أحزان الناس من القهوةِ.. والترياقْ..

ويسيِّج من سمِّ الحقدِ جَمالَ الآفاقْ

يعتقل النارَ.. ويستنفر آلام العشّاقْ

يفتح كلّ الأبوابَ علي الدول العظمي في الأعماقْ

أفكارٌ.. تتدفّق في قلق الحبِّ كطاقم سربْ

في دفءِ السرِّ تحالسه تربٌ من تربْ

وصلاةٍ يستنزفها إربٌ من إِربْ

فتوشوش أحلامَ زمانٍ نفرت فتراودها في إربْ

تتوثّبُ كالأنجمِ في الموج فيكمشها هوس الخربْ

نظراتٍ تتنفّس عجرفةً في حفلات الجازْ

وعذاباتٍ ظمأي.. كبراكينٍ تتقرقع في أكوازْ

تجمع أطفالَ العالم في قنِّينة

غازْ

وتبرّر أنواء خطاياها بصلاة الأخرازْ

كغبار القطعان يهرولُ.. كالإثمد في عين الذئبْ..

كسراب مسافاتٍ غامضة الرؤيةِ.. كالحزبْ..

تبتزّ الآمالَ المفتوحةَ كالأسطورةِ.. كالكذبْ..

وتلملم كلَّ جبال الألبِ.. فتقذفها كالإلبْ

وتصبُّ الأوقيانوس بحنجرة الذئبْ

وتراود عاطفة الأنثي في رجلٍ عِلْبْ

لخَّصتِ حواياكِ في نهدْ

ووعدتِ بتكريسكِ في وعدْ

وعهدتِ بأن لا تنفرطي عن عهدْ

ثم انسرحتْ أحشاؤكِ في بغدادَ ونجدْ

وبقيتِ خلاءاً ينزع مجدْ

أمّا بعد.. فمالكِ قبلُ ولا بعدْ

ماذا هذا البحر الحالم بالطلّ؟

ما هي هذي الشمس المحفورة في الظِلّ؟

أ رأيتَ الجبلَ الهاربَ من صِلّ؟

أ عرفتَ البدرَ المستوحش من غِلّ؟

ما هذا الحرم المحرم في الحِلّ؟

ما هذا.. حتّي يجتاح الكلّ؟

الفجر الأمرد يعشق شمطاء الليلْ

والنجم الأضحي يستشفي كربات الويلْ

فيفرّ الليل.. ويعتنق الويل السيلْ

ويشدّ وفاق الأضداد نقائض حربْ

يا زوبعةً.. تجتاح فتفني من قبلْ!

وتردّ الهجر بلا وصلْ

تضربُ.. فتعاني وقع النصلْ

محلاً، تمتصّ البحرَ.. وتبقي محلْ

عودي للأرضِ.. بلا بعد وبلا قبلْ

من حيرة حبّةِ دمعٍ تتغرغر في هامش عينْ

من فورة ثأرٍ تسطع من دم يحيي.. وحسينْ..

من منتجع الأجيال بفكرة بدرٍ.. وحنينْ..

يخترق المسجد جدران الملهي والمطعم بالدينْ

فالدنيا حلبة رقصٍ.. وصراع الثيرانْ..،

إن لم تتفتّحْ عن أحزان الجنّاتِ.. وجنّات الأحزانْ

إن لم تستوعب قفص الجسمِ.. وسجن الإمكانْ

إن لم تطرح نافلة التجديد لرسم زمانٍ ومكانْ..

العدلُ: غطاء العجز المكتومْ

والظلمُ: دفاع الطاغي المحرومْ

وهما ضدّانِ.. ودوريّانِ.. لدي الحاكمِ.. والمحكومْ..

فالشعب الظالم والحكم المظلومُ.. أو الحكم الظالم والشعب المظلومْ..،

من مانعة الجمع مع الخلأ المحتومْ

في ذبذبة الإيمانِ.. وغطرسة الصهباءْ..

في نبضات الصلحاءِ.. وفذلكة الشيطان علي الشعراءْ

في وهج الأضواء السوداءِ.. وظلمة هذي الشمس الشمطاءْ..،

تنمو أشياءُ.. وتفرز أشياءٌ عن أشياءْ..

وتقرّر معركة الأنواءْ

أتري هذا الليلَ.. بهيماً لا يحصي ذبذبة الأفكارْ؟!

أو تحسب حبّاتِ الرملِ.. زوائدَ أملاحِ بحارْ؟!

وتظن الفلكَ الدوّارَ.. مجرّدَ دولابٍ سحّارْ؟!

لا.. فالذرّةُ أرشيفُ الأسرارْ

والوحداتُ الكونيّةُ أقوي منكَ علي الإبحارْ

وتناغمُ أنظمةِ الكونِ.. ولا تعصي الملك الجبّارْ..

يا بشرَ الأرضِ.. ويا هيكلَ شتّي النزعاتْ..!!

يا

رعشةَ طينٍ تحلم بالهفواتِ.. وتقفز في الظلماتْ..!!

ما زلت تحاور شطآنَ الحلباتْ

وترتشفُ الحسراتْ

ملحوظة

كان الإمام الشهيد كما ظهر من بعض القرائن يعتزم إضافة مقاطع أخري إلي هذه الرعشات المذعورة، ولكن.. وا أسفاه!

المنسِّق

من قصائد الشهيد

1. النصير الأول للإسلام 1379ه

2. بطل الإسلام الخالد 1380ه

3. موقف الإسلام الفاصل 1383ه

4. ميلاد القيادة الاسلامية.

5. ميلاد القرآن وثورة الإسلام.

6. جذور الشرق. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

7. قلت اعمل. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

8. منابع الكلمة. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

9. أنا عندي. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

10. رسالة الصاروخ. طبع 1405ه 1985م مؤسسة الوفاء

11. طغاة العراق. طبع في ايران

12. قصة البدء. طبع 1419ه 1999م مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر.

13. أنا وانت. طبع 1419ه 1999م مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

14. أنت المظفر. طبع 1419ه 1999م مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

15. يا طموحي. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

16. شعاع من الكعبة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

17. تفجّر البراكين. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

18. رعشات مذعورة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

19. أين الانسان. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

20. نحن والقراصنة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

21. مناجاة. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

22. و…

وستصدر هذه المجموعة في ديوان واحد تحت عنوان (ديوان الشهيد الشيرازي) ان شاء الله تعالي.

[رجوع للقائمة]

پي نوشتها

- الخمر والغناء والفحشاء.

- طبعت هذه القصائد منفردة، كما طبعت منضمة في كتاب (مواقف بطولية).

- القيت بمناسبة عيد الغدير عام 1383ه في المهرجان الكبير الذي أقامته المدرسة الوطنية الجعفرية بالكويت. مطلعها:

قرآن فضلك كله آلاء فالحمد ما يتلو لك الشعراء

راجع كتاب (حضارة في رجل) ص178

- القيت في الكويت بمناسبة المولد النبوي الشريف في السبعينات الميلادية، مطلعها:

نادي فما برح الخلود يردد والارض تصغي والسماء تؤيد

حضارة في رجل: ص185.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.