أحكام العتبات المقدّسة

اشارة

اسم الكتاب: أحكام العتبات المقدسة

المؤلف: حسيني شيرازي، صادق

الموضوع: فقه

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: ياس الزهراء

مكان الطبع: قم

تاريخ الطبع: 1429 ه

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة المؤسسة

قال الله تعالي في محكم كتابه الكريم: ?وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَي الْقُلُوبِ? وقال سبحانه: ?فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ?.

يختص هذا الكتاب ببيان أحكام الشرع في مجال زيارة العتبات المقدَّسة؛ ليس في أصل مشروعيتها فقط بل في الثواب العظيم والأجر الكبير المترتب عليها وفي بعض التفاصيل وموارد الابتلاء بها أيضاً.

وهو مساهمة متواضعة في نشر ثقافة القرآن الكريم في مجال تعظيم شعائر الله تعالي، لتعرّضه لشعيرة الزيارة وثقافة الوفادة إلي مراقد أولياء الله الذين هم عند الله أعظم حرمة من بيته الحرام من جهة، ورسالة عملية في بيان أحكام الله تعالي في هذا الجانب الروحي والمعنوي من الحياة من جهة أخري.

وإذ تقوم مؤسسة الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله بنشر هذا الكتاب مساهمة منها في تعظيم شعائر الله تعالي ونشر ثقافة الزيارة والوفادة إلي الله تعالي وإلي أوليائه، تتقدم بالشكر الجزيل للسيد جواد الرضوي الذي قام بطرح الأسئلة وقسم الاستفتاءات في بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه بمدينة قم المقدسة الذي أجاب عليها والإخوة العاملين في المؤسسة الذين أشرفوا علي إخراجه بهذه الحلّة القشيبة.

نسأل الله العلي القدير أن يسدد خطانا وخطي العاملين في هذا الطريق إنّه ولي ذلك. والحمد لله ربّ العالمين.

15 شعبان المعظّم 1428 للهجرة

قم المقدسة

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلّي الله علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين، وبعد:

لقد اهتمّ الشيعة تبعاً لأوامر القرآن الحكيم والرسول الأكرم صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم ومودّتهم علي جميع المسلمين بزيارة مراقدهم عليهم السلام حتي عُرفوا

بها وحوربوا عليها؛ مع أن المسلمين مجمعون علي مشروعية زيارة مراقد الأنبياء والأئمة والأولياء، وفي ذلك روايات كثيرة رواها المؤالف والمخالف؛ روي واعظ أهل الحجاز أبو عامر، عن الإمام الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام: «يا أبا الحسن: إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة، وعرصات من عرصاتها، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ إليكم، وتحتمل المذلّة والأذي فيكم، فيعمرون قبوركم، ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلي الله، ومودّة لرسوله صلي الله عليه و اله أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي، وهم زوّاري وجيراني غداً في الجنّة، يا علي! من عمّر قبوركم وتعاهدها، فكأنما أعان سليمان بن داود علي بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عَدَل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتي يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمّه، فابشر يا علي! وبشّر أولياءك ومحبّيك من النعيم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر علي قلب بشر ثم أضاف صلي الله عليه و اله قائلاً: ولكن حثالة من الناس يعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم كما تعيّر الزانية بزناها، أولئك شرار أمّتي، لا أنالهم الله شفاعتي، ولا يردون حوضي».

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «بينما الحسين عليه السلام قاعد في حجر رسول الله صلي الله عليه و اله ذات يوم إذ رفع رأسه إليه فقال: يا أبة. قال: لبّيك يا بنيّ. قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلا زيارتك؟ قال: يا بنيّ من أتاني بعد وفاتي زائراً لا يريد إلا زيارتي فله الجنة، ومن

أتي أباك بعد وفاته زائراً لا يريد إلا زيارته فله الجنة، ومن أتي أخاك بعد وفاته زائراً لا يريد إلا زيارته فله الجنة، ومن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلا زيارتك فله الجنة».

وعن زيد الشحام قال: «قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما لمن زار واحداً منكم (أي: من أهل البيت)؟ قال: كمن زار رسول الله صلي الله عليه و اله».

وعن الحافظ أبي العباس القسطلاني وهو من علماء العامة ما نصّه: «وينبغي للزائر له أي للنبيّ صلي الله عليه و اله أن يُكثر من الدعاء والتضرّع والاستغاثة والتشفّع والتوسّل به صلي الله عليه و اله فجدير بمن استشفع به أن يشفّعه الله فيه». ولم يشذّ في ذلك إلا معتنقو الوهابية وهم فرقة ضالّة بنصّ القرآن الحكيم القائل: ?وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَي إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا? فإنهم يخالفون نصّ القرآن وينسبون غيرهم من المسلمين إلي الشرك، إنهم يتبعون المذهب الحنبلي ويُقلّدون ابن تيمية في أفكاره التي قال كثير من علماء المسلمين بضلالها، والتي منها: ادعاء حرمة بناء المراقد للأئمة والأولياء وزيارتها، زاعماً خلافاً للأدلة وسيرة المسلمين منذ الصدر الأول حتي الآن أن ذلك من الشرك، والعياذ بالله.

ولهذا قام معتنقو الوهابية بهدم كلّ المراقد والمزارات، وتخريب جميع العتبات والآثار الإسلامية التي تربط الإنسان المسلم بتاريخه، في مكة والمدينة، سوي مرقد النبي صلي الله عليه و اله الذي كادوا أن يهدموه لولا مشيئة الله تعالي، ولولا خوفهم من أن يواجَهوا بردّة فعل عنيفة من قبل المسلمين.

لا نريد في هذه المقدمة أن نتعرض للأدلة علي استحباب هذه الشعيرة وأهميّتها وآثارها العقائدية والتربوية الفردية والاجتماعية وغيرها، ولا إلي إثبات بطلان مزاعم فرقة ضالّة أساءت أيَّما إساءة إلي الإسلام والمسلمين ورموزهم

وتاريخهم، إذ عمدت إلي إزالة الآثار التي تعيش في وجدان كلّ مسلم، وتخالط ضميره، وتربطه بجذوره، وبتاريخ عظمائه الأقدمين، ومجاهديه الأوائل، وقصدت محو كلّ ما يذكّر بأولئك الأبطال الأشاوس الذين أحكموا بدمائهم وتضحياتهم أساس هذا الدين وجذور هذا التاريخ واستمرار هذه الحضارة، ودافعوا عن الإسلام والمسلمين بكل ما أُوتوا من قوة حتي استشهدوا في سبيل الله، هذا في حين إن كلّ الشعوب لتفتخر برموزها وتعظّمهم، حتي لقد بلغ الحال ببعضهم أن أشاد رمزاً للجندي المجهول، تقديراً لأولئك الذين قُتلوا في الدفاع عن الوطن؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون …

ولكنا نريد أن نذكّر أنّ هذه المزارات إضافة إلي كونها مصداقاً لقوله تعالي: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ?، بل هي من أفضل مصاديقها للدور الذي تنهض به في بناء عقيدة المسلم وشدّه إلي أصوله وجذوره، وشدّ المؤمنين بعضهم إلي بعض وإشعارهم بوحدتهم وأخوّتهم، وأمور أخري كثيرة لا مجال لذكرها في هذه المقدمة الوجيزة، باتت اليوم مراكز إشعاع حضاريّ ومعاهد للتثقيف الديني، حيث يرجع الزائر إلي بلده مستلهماً من صاحب المرقد معاني الخير والرحمة، والسماحة والرفق، والتعاطف والتكاتف، والتعاون علي البرّ، والتفاني من أجل الفضيلة والحقّ، وقد شملت هذه الثقافة غالبية المسلمين، واشتاقوا جميعاً لارتياد هذه المزارات وزيارتها، وأصبح الزائرون اليوم يعدّون بالملايين ومن مختلف الأقطار، وبخاصة في المناسبات.

وبكلمة واحدة: أصبحت ظاهرة المزارات والزيارات ظاهرة اجتماعية متميزة لها مساس بحياة المؤمنين والمسلمين جميعاً، وقد يبتلون في موارد كثيرة منها بمسائل يحتاجون معرفتها؛ ولما كان للإسلام والشرع كلمة في كل موقف من مواقف الحياة (ما من مسألة إلا ولله فيها حكم) رأينا من الضروري اعداد رسالة عملية في هذا الخصوص

من خلال مجموعة أسئلة مبوّبة في هذا الشأن استفتينا بها سماحة المرجع الديني آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه، فكانت هذه الرسالة الشريفة «أحكام العتبات المقدّسة» التي نضعها بين أيدي المؤمنين والزّوار، راجين أن تسدّ فراغاً كنا نحسّ به في المكتبة الإسلامية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

مشروعية الزيارة

س1: ما هي مشروعية زيارة العتبات المقدسة؟

ج1: مشروعية زيارة العتبات المقدسة مستمدّة من القرآن الحكيم، ومن السنّة الشريفة، والإجماع، والعقل، وبناء العقلاء، وسيرة المسلمين.

أمّا القرآن الحكيم فآيات كريمة، منها قوله تعالي: ?وَابْتَغوا إلَيْهِ الْوَسيلَة? والزيارة من مصاديقها.

وأما السنّة الشريفة فروايات كثيرة، منها الرواية المذكورة في المقدّمة والتي جاء فيها عن النبي صلي الله عليه و اله صريحاً: « … ومن زار قبوركم عَدَل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام … ».

وأمّا الإجماع فقد قام إجماع العلماء الأعلام قديماً وحديثاً علي استحباب الزيارة وتأكّد استحبابها.

وأمّا العقل فإنّه يري زيارة العتبات المقدسة بعد مناسك الحجّ وزيارة مشاهدها، من شعائر الله التي قال الله في حقها: ?وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَي الْقُلُوبِ?.

وأمّا بناء العقلاء فقد استقرّ علي تعظيم العظماء، وتبجيل ما يرتبط بهم، وإحياء ذكرياتهم.

وأمّا سيرة المسلمين فقد قامت في عامّة الأعصار والأمصار، منذ عهد الرسالة حتّي هذا اليوم ما خلا شرذمة شاذّة في فترة قصيرة خالفت الكتاب، والسنّة، والإجماع، والعقل، وبناء العقلاء، والسيرة علي زيارة العتبات المقدسة، والتقرّب بذلك إلي الله تعالي، والتوسّل بالنبي وأهل بيته إليه سبحانه وتعالي تحقيقاً لقوله عزّ من قائل: ?وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ?.

فقد جاء في احد الصحف الصادرة في دولة الامارات:

«يتوسّل بعض الناس إلي الله تعالي بالأنبياء والصالحين، واختلفت الآراء حول مشروعية ذلك، لكن دائرة الشؤون الإسلامية والعمل

الخيري في دبي حسمت الأمر في موسوعتها «فتاوي شرعية» وقالت: «إنّه أمر جائز».

واستندت الفتوي إلي قوله تعالي في سورة الإسراء: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَي رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا?? فالوسيلة هي: القربة، وقيل: الدرجة، وقوله سبحانه: «أَيُّهُمْ أَقْرَبُ» معناه: ينظرون أيّهم أقرب إلي الله فيتوسّلون به، كما قال البغوي في تفسيره، وأيضاً ما أخرجه الترمذي وابن ماجه في سننهما عن عثمان بن حنيف: «إنّ رجلاً ضرير البصر أتي النبي صلي الله عليه و اله فقال: ادعُ الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء:

«اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيّك نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجّه بك إلي ربّي في حاجتي هذه لتقضي لي، اللهم فشّفعه فيّ».

قال عثمان بن حنيف: والله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتي دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضرّ قط».

والأدلّة في ذلك متضافرة من الكتاب والسنّة الصحيحة، ولا فرق في ذلك بين حياتهم ومماتهم؛ لأن التوسّل في الحقيقة ليس بذواتهم المجرّدة، وإنّما هو بما لهم من منزلة ومكانة وجاه عند الله سبحانه؛ وهو باقٍ بعد الممات كما كان في الحياة.

وأيضاً لعموم الآية السابقة وغيرها، كقوله سبحانه: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا? والمجيء والاستغفار واقعان في سياق الشرط، والفعل في سياق الشرط يدلّ علي العموم كما هي القاعدة الأصولية، لا نعلم في ذلك خلافاً.

وما يؤيّد ذلك: الحديث المتقدّم وهو: أنّ النبي صلي الله عليه و اله علّم الضرير الدعاء ولم يقيّده بزمن، أو يخصّصه بأحد، وهذا

ما صرّحت به رواية ابن أبي خيثمة الصحيحة: أنّ النبي صلي الله عليه و اله لمّا علّم الضرير الدعاء المذكور قال له: « … وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك». فهذا إذنٌ صريح من المعصوم صلي الله عليه و اله بالتوسّل في سائر الأحوال، وهذا الذي فهمه عثمان بن حنيف راوي الحديث، فقد علّمه صاحب حاجة إلي عثمان بن عفان في عصره كما روي الطبراني، ولو كان مقتصراً علي حياته كما قال بعض من خالف لما جاز لعثمان بن حنيف أن يعلّمه إياه بعد وفاة النبي صلي الله عليه و اله.

وهذا أيضاً ما فهمه الحفّاظ والمحدّثون، فإنّهم فيما اطّلعنا عليه من مصنّفاتهم الحديثية والفقهية يوردون هذه القصّة تحت باب «الدعوات والأذكار» غالباً.

وأمّا الأدلّة من الآثار فهي كثيرة، منها: توسّل عمر بن الخطّاب بالعباس عمّ النبي في الاستسقاء كما في صحيح البخاري، وقد قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» عقب هذه القصّة ما نصّه: «يستفاد من قصّة العباس: استحباب الاستشفاع بأهل الصلاح والخير وأهل بيت النبوة».

ومنها: مارواه الخطيب في «تاريخ بغداد» بسند صحيح إلي أحمد بن جعفر قال: «سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلاّل يقول: «ما همّني أمر، فقصدت قبر موسي بن جعفر يعني: الكاظم فتوسلّت به، إلا سهّل الله لي ما أحبّ» والخلاّل هذا هو شيخ الحنابلة.

وتوسّل المسلم بالأنبياء و الأولياء و غيرهم من صالحي المؤمنين، سواء أحياءً أم أمواتاً، إنما هو في الحقيقة توسّل بما لهم من عظيم المنزلة عند الله سبحانه، وأنه من قبيل التوسّل بالأعمال الصالحة، التي لاخلاف في جواز التوسل بها إلي

الله تعالي».

العتبات تشدّ إليها الرحال

س2: هل يمكن اعتبار العتبات المقدّسة من الأماكن التي تشدّ الرحال إليها؟

ج2: نعم، وقد صرّح بذلك النبي

صلي الله عليه و اله حيث قال: «يا أبا الحسن! إنّ الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة، وعرصات من عرصاتها، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ إليكم، وتحتمل المذلّة والأذي فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلي الله، ومودّة لرسوله صلي الله عليه و اله … ».

وكما في وسائل الشيعة عن النبي صلي الله عليه و اله أنّه قال لعلي عليه السلام: «يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة أن اخلّصه من أهوالها وشدائدها حتي اُصيّره معي في درجتي».

وكما في الوسائل أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «اذا حجّ أحدكم فليختم بزيارتنا، لأن ذلك من تمام الحج».

مراقد أبناء الائمة عليهم السلام

س3: هل يمكن اعتبار مراقد أبناء الأئمة وأحفادهم كمرقد أبي الفضل العباس ابن الإمام أمير المؤمنين، ومرقد القاسم ابن الإمام الكاظم، ومرقد السيد محمد ابن الإمام علي الهادي، ومرقد السيدة زينب الكبري بنت أمير المؤمنين، ومرقد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسي بن جعفر، ومرقد السيد عبد العظيم الحسني عليهم السلام من المشاهد التي يثاب فيها الزائر كما لو كان قد زار الأئمّة المعصومين عليهم السلام؟

ج3: نعم، هناك في الروايات ما يحثّ علي زيارة أبناء المعصومين عليهم السلام وذراريهم بالخصوص، أو بالعموم، كما أنّ لهم بالعموم مضافاً إلي ما لبعضهم من زيارات خاصة بهم زيارات عامّة مرويّة في بعض كتب الأدعية والزيارات، مثل كتاب: «الدعاء والزيارة» للإمام الشيرازي الراحل رحمة الله عليه، ومثل كتاب «مفاتيح الجنان» للمحدّث القمي رحمة الله عليه، وفي بعض الروايات الشريفة

تمّ التأكيد علي من لم يستطع زيارة المعصومين عليهم السلام بأن يقوم بزيارة أبنائهم وذراريهم وصالحي مواليهم وقد جاء في زيارة مرقد السيد عبد العظيم الحسني عليه السلام بأنها تعدل زيارة الإمام الحسين عليه السلام وأنّ من زاره، فكأنّما زار الإمام الحسين عليه السلام وزيارة السيدة فاطمة المعصومة? وعن الامام الرضا عليه السلام بحق فاطمة المعصومة? حيث قال: «من زار المعصومة بقم كمن زارني». عن الامام الجواد عليه السلام حيث قال: «من زار قبر عمتي بقم فله الجنة».

الزيارة والترفيه

س4: اذا سافر الزائر إلي إحدي المدن المقدّسة لزيارة قبر الإمام المعصوم عليه السلام الذي يرقد فيها، فما الحكم إذا ذهب إلي بعض الأماكن الترفيهية والتاريخية ونحوها، بعد أن يكمل مراسيم الزيارة؟

ج4: لا بأس بذلك، وخاصّة إذا كان من ذلك بهدف الاعتبار وتقوية الإيمان بالله واليوم الآخر، فيكون مشمولاً لقول الله تعالي: ?قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ?.

الأجر علي قدر المشقة

س5: إذا كان الزائر ميسور الحال، فسكن في أفخم الفنادق، وارتاد أرقي المطاعم طيلة فترة وجوده في المدينة المقدّسة، فما حكم زيارته؟ وما مقدار ثوابها؟

ج5: الزيارة صحيحة ويثاب عليها إن شاء الله تعالي بما وعد الله الزائرين من الثواب، علماً بأن الأجر والثواب كما ورد في الحديث الشريف علي قدر المشقّة.

دخول العتبات بدون وضوء

س6: ما حكم من يدخل العتبات المقدّسة بدون وضوء؟

ج6: ليس بحرام، ولكن ينبغي الدخول إليها بطهارة ووضوء، فإنّ الوضوء نور كما ورد في الحديث الشريف ويساعد علي استجابة الدعوات وإنجاز الطلبات والمهمّات.

الزيارة بدون وضوء

س7: ما حكم من يزور الأئمة الأطهار عليهم السلام بدون وضوء؟

ج7: إن من آداب الزيارة مضافاً إلي الاغتسال للزيارة الوضوء أيضاً، فينبغي الإتيان بهما، أو علي الأقلّ الإتيان بالوضوء وحده.

صلاة الزيارة

س8: ما حكم من يزور الأئمّة الأطهار عليهم السلام ولا يؤدّي صلاة الزيارة؟

ج8: الزيارة صحيحة، ولكنها تكون ناقصة، والأفضل لإكمال الزيارة، ولنيل الثواب كاملاً عند زيارة أحد المعصومين عليهم السلام الإتيان بصلاة الزيارة أيضاً.

الزيارة ثم صلاة الزيارة

س9: هل يصحّ الإتيان بصلاة الزيارة قبل تلاوة الزيارة؟

ج9: تقديم صلاة الزيارة بقصد القربة المطلقة يجوز، ولكن المأثور هو أن يأتي الزائر بصلاة الزيارة بعد الزيارة.

صلاة الزيارة في محلها

س10: إذا كانت صلاة الزيارة تؤدّي في وسط الزيارة كما في زيارة وارث فهل يجوز تأجيلها إلي ما بعد الانتهاء من الزيارة؟

ج10: نعم، يجوز تأجيلها ولكن الأفضل إتيانها في محلها.

صلاة الزيارة في المنزل

س11: إذا لم يكن الزائر متوضئاً للزيارة، فهل يصحّ أن يؤدّي صلاة الزيارة فيما بعد في المنزل مع الوضوء؟

ج11: نعم، يجوز له ذلك، ويصحّ منه إن شاء الله تعالي وإن كان الأفضل كما سبق أن يكون علي وضوء ويأتي بصلاة الزيارة عند المرقد الشريف.

الصلاة باتجاه الضريح

س12: إذا كان الضريح المقدس باتجاه القبلة تماماً، فما حكم أداء الصلاة الواجبة «أو صلاة الزيارة» باتجاه الضريح المقدس لأنّه باتجاه القبلة؟

ج12: الصلاة إنّما تكون باتجاه القبلة كما قال الله تعالي: ?وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ? وإنْ لازم اتجاه القبلة اتجاه المرقد الشريف والضريح المقدّس.

الصلاة أمام الضريح

س13: ما حكم أداء الصلاة الواجبة، أو صلاة الزيارة، والضريح المقدّس خلف المصلّي تماماً؟

ج13: لا يجوز جعل قبر المعصوم عليه السلام حال الصلاة خلف المصلي، وكذا لا يجوز علي الأحوط وجوباً أن يكون المصلي متقدماً علي القبر الشريف عند الرأس أو الرجل ولا مساوياً له، ويجوز غير ذلك.

النوم في العتبات المقدسة

س14: ما حكم النوم في العتبات المقدسة؟

ج14: يكره النوم داخل الحرم وفي المشهد الشريف والروضة المباركة من العتبات المقدسة.

الوصول إلي الضريح

س15: في كلّ مرقد شريف هناك حائر المرقد، وصحن المرقد، وحرم المرقد، والضريح المبارك، فهل يكفي الزائر أن يأتي إلي الحائر والصحن فقط، أم يلزم أن يصل الي الضريح المبارك؟

ج15: لا يلزم الوصول إلي الضريح المبارك، خاصّة عند كثرة الزائرين وازدحامهم، نعم هو أفضل مع الاحتراز عن مدافعة الآخرين.

أوقات الزيارة

س16: هل هناك أوقات معيّنة خلال ساعات الليل والنهار تستحبّ فيها زيارة العتبات المقدّسة؟

ج16: زيارة العتبات المقدّسة مستحبّة في كلّ وقت من الليل والنهار، نعم هناك ساعات متميّزة في آناء الليل وأطراف النهار، مثل: ساعة بين الطلوعين، والساعة المتأخّرة من الليل عند السحر، وأوقات الأذان من الفجر والزوال والمغرب هي أشدّ استحباباً، وأكثر ثواباً.

أيام الزيارة

س17: هل هناك أيّام أو ليالٍ معيّنة خلال شهور السنة تستحبّ فيها زيارة العتبات المقدّسة؟

ج17: زيارة العتبات المقدّسة مستحبّة في كلّ أيّام السنة ولياليها، ولكن وردت روايات بخصوص بعض الأيّام أو الليالي مما يشير إلي زيادة الفضل فيها وشدّة الاستحباب لها، مثل يوم الغدير، ويوم المبعث، ويوم ميلاد الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله في زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. ومثل ليالي الجمعة، وليالي القدر، وليالي العيدين: الفطر والأضحي، ويوم عرفة، وعاشوراء والأربعين، ونحوها في زيارة الإمام الحسين عليه السلام.

التدافع لتقبيل الأضرحة

س18: ما رأي سماحتكم بتدافع بعض الزوّار لتقبيل الأضرحة المباركة؟

ج18: ينبغي للزائر الكريم أن يتخلّق بأخلاق أهل البيت عليهم السلام من الرفق والرأفة، وخاصّة مع زوّار أهل البيت عليهم السلام وترك التدافع والمزاحمة لهم، وأن يعلم عند تقبيل الضريح ولثمه بأنّه يحاول استلهام الخير والعمل الصالح منهم عليهم السلام.

أصحّ الزيارات

س19: إذا تعدّدت زيارات الإمام المعصوم الواحد، فكيف نستدلّ علي أصحها؟

ج19: يمكن الاستدلال علي أصحّ الزيارات عبر أحد أمرين:

1. أن يكون الإنسان هو بنفسه عالم دين ويعرف مباني صحّة السند والحديث.

2. أن يرجع لمعرفة ذلك إلي عالم دين ويعتمد عليه ويأخذ بقوله، وإن كان الأولي أن يتناوب الإنسان علي قراءة الزيارات كلها؛ لما فيها جميعاً من أنواع الجمال الأدبي والبلاغي، وسلاسة التعبير والفصاحة، ومناهل العِبَر والعظات، ومعاني الخير والكمال.

الزيارة الحضورية

س20: تؤكّد الروايات وجود الثواب الكبير في زيارة الأئمّة الأطهار عليهم السلام، فهل يتحقّق هذا الثواب بالزيارة الحضورية، أم يتحقق أيضاً بالزيارة عن بعد؟

ج20: المنصرف من الزيارة المؤكَّد عليها في الروايات الشريفة وما ذكر فيها من الثواب المترتّب عليها هو الزيارة الحضورية، نعم لمن لا يستطيع الحضور، فهو مأجور علي الزيارة عن بُعد، ولا يُحرم الله تعالي أحداً لقصوره إن لم يكن مقصّراً.

اعتزال المجتمع

س21: ما الحكم اذا قرّر المؤمن في أواخر أيام حياته، مثلاً أن يعتزل المجتمع تماماً ويلتزم إحدي العتبات المقدسة ليل نهار طلباً للثواب والمغفرة؟

ج21: الاعتزال والانزواء والرهبانية ليست من الإسلام في شيء، قال الله تعالي: ?وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا? بل يؤكّد الإسلام أن يكون الإنسان اجتماعياً وأن لا يترك التفاعل والتعامل مع المجتمع بالتعليم والتعلّم، والتزاور والتعاون، والاكتساب وغير ذلك، وفي نفس الوقت يحافظ علي دينه وإيمانه، ويقوم بزيارة بيت الله الحرام، ومرقد الرسول الأكرم، ومراقد الأئمّة المعصومين، وأبنائهم وذراريهم الميامين عليهم السلام.

المشتاق للزيارة

س22: ما حكم الإنسان المؤمن المشتاق لزيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام ولكنه لم يزرهم حتي الآن؟

ج22: يثاب المؤمن المشتاق لزيارة المعصومين عليهم السلام علي قدر نيّته، وخاصّة لو كان معذوراً عن الحضور عند مراقدهم الشريفة والزيارة من قريب، ولكن يجتهد حتي يوفّقه الله لذلك، فإنّ فيها فوائد جمّة في الدنيا والآخرة، وفي الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام مايلي:

« … ومن كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسين عليه السلام، فمن كان للحسين عليه السلام زَوّاراً عرفناه بالحبّ لنا أهل البيت وكان من أهل الجنة، ومن لم يكن للحسين زَوّاراً كان ناقص الإيمان».

وقوع النظر علي النساء

س23: ما حكم وقوع نظر الزائر علي النساء الزائرات في العتبات المقدسة؟

ج23: وقوع النظر بلا تعمّد، ورفعه فوراً بلا إمهال ولا استمرار، لا إشكال فيه شرعاً، بل يكون للزائر الكريم مضافاً إلي ثواب الزيارة ثواب غضّ البصر عن محارم الله عزّ وجل الذي فيه ثواب كبير، وثواب الصبر علي الطاعة وترك المعصية أيضاً إن شاء الله تعالي.

اللمس والاحتكاك

س24: في أوقات الزيارة المخصوصة وبسبب الزحام الشديد، قد يحصل اللمس أو الاحتكاك بين الرجال والنساء، فما حكم ذلك؟

ج24: اللمس والاحتكاك اللاإراديّ بين الرجال والنساء أثناء الزيارة والذي هو غير مقصود ولا متعمّد ومن وراء الثياب ويكون من نتيجة كثرة الاجتماع والازدحام كما يتفق ذلك للحاجّ أثناء طوافهم ببيت الله الحرام، لا إشكال فيه.

إذن الدخول

س25: لكلّ مرقد شريف، إذن دخول خاصّ به، فهل يقرأ الزائر إذن الدخول عند حائر المرقد، أم قبل الدخول إلي الحرم، أم قبل الوصول إلي الضريح الطاهر؟

ج25: ما ورد في المأثور من إذن الدخول يكون في مراقد المعصومين عليهم السلام فقط، وكذا في مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام ويكون علي الباب عند الدخول في الروضة المباركة.

الترتيب أفضل

س26: هل يصحّ أن يقف الزائر في مكان واحد من المرقد المقدّس ويؤدي الزيارة كاملة في ذلك المكان، أم عليه أن يؤدّيها حسب الترتيب الوارد في كتب الأدعية؟

ج26: يصحّ للزائر الوقوف في مكان واحد من الروضة المباركة، بل ومن الصحن الشريف أيضاً، وأداء الزيارة كاملة، وخاصّة في أيام المناسبات المزدحمة بالزائرين، نعم الأفضل هو أداء الزيارة بحسب الترتيب المأثور والكيفية الواردة في كتب الزيارات.

طلب الحاجة من المعصومين عليهم السلام

س27: هل يتمّ طلب الحاجة من الأئمّة الأطهار عليهم السلام مباشرة، أم من الله تعالي بواسطتهم؟

ج27: طلب الحاجة يكون من الله تعالي بواسطتهم وشفاعتهم، كما يصحّ أيضاً طلب الحاجة من المعصومين عليهم السلام لأنّ الله تعالي أذن لهم في ذلك، وجعلهم الوسيلة إلي رضوانه، وسبباً لنزول رحمته علي عباده، وفي القرآن الحكيم ما يحرّض علي طلب الحوائج إلي الله تعالي وإلي رسوله الأكرم أيضاً، مثل قوله سبحانه: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ? وذلك جار في أوصياء الرسول صلي الله عليه و اله والأئمّة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام.

آداب الزيارة

س28: آداب الزيارة المذكورة لزيارة مراقد الأئمّة الأطهار عليهم السلام هل هي خاصّة بهم، أم تشمل أيضاً زيارة مراقد أبناء الأئمّة وأحفادهم مثل: مرقد العباس بن أمير المؤمنين، السيدة زينب الكبري ومرقد السيد عبد العظيم الحسني، ومرقد السيدة فاطمة المعصومة عليهم السلام؟

ج28: الآداب المذكورة لزيارة المعصومين عليهم السلام خاصّة بهم، ولكن لا بأس تأدّباً وبقصد الرجاء الإتيان بهذه الآداب في مراقد أبناء الأئمة عليهم السلام وذراريهم، وخاصّة من مثل مراقد المذكورين في السؤال.

دفن الميت في العتبات المقدّسة

س29: إذا تمّ دفن الميت المؤمن في إحدي العتبات المقدّسة، فهل يؤدّي ذلك إلي التخفيف من ذنوبه ورفع درجاته؟

ج29: الروايات الشريفة تشير إلي أنّ المؤمن يستفيد من هذه المجاورة بعد موته، فمن يدفن بجوار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يسقط عذاب القبر وحساب منكر ونكير عنه كما في كتاب: وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان إذا أراد لخلوة بنفسه أتي إلي طرف الغري فبينما هو ذات يوم هناك مشرف علي النجف وإذا برجل قد أقبل من البرية راكباً علي ناقة وقدامه جنازة فحين رأي علياً عليه السلام قصده حتي وصل إليه وسلم عليه تزد علي عليه السلام السلام وقال له: من أين؟ قال: من اليمن. قال: وما هذه الجنازة التي معك؟ قال: جنازة أبي أتيت لأدفنها في هذه الأرض. فقال له علي عليه السلام: لم لا دفنته في أرضكم؟ قال: أوصي إلي بذلك وقال إنه يدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة مضر. فقال له علي عليه السلام: أتعرف ذلك الرجل؟ قال: لا. فقال عليه السلام: أنا والله ذلك الرجل أنا والله ذلك الرجل أنا والله ذلك الرجل قم فادفن أباك تدفن أباه.

النظر إلي الأضرحة والقباب

س30: المعروف أنّ النظر إلي الكعبة المشرّفة عبادة، فهل النظر إلي ضريح الإمام المعصوم عليه السلام أو إلي القبّة والمنارة، عبادة أيضاً؟

ج30: في الحديث الشريف عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «في كل نظرة عبرة» ومعناه: أنّ نظر المؤمن هو نظر تفقّه واعتبار، ومن هذا المنطلق يكون كلّ نظر فيه نوع تفقّه واعتبار، وتقرّب إلي الله تعالي، وتقوية لروح الإيمان والعدل، والإحسان والقسط في الإنسان، هو نوع عبادة ويثاب عليه.

الصلاة عند الضريح

س31: في أيّ مكان يمكن أن تكون الصلاة أكثر ثواباً، عند الضريح المقدّس، أم في الحرم الطاهر، أم في الصحن الشريف؟

ج31: الصلاة عند الضريح المقدّس أكثر ثواباً إذا لم يكن مزاحماً للزائرين والوافدين.

إجتماع الزيارات

س32: إذا اجتمعت عدّة زيارات مخصوصة في ليلة واحدة (كمناسبة ليلة النصف من شهر شعبان وليلة الجمعة) فأيّ الزيارات يختارها الزائر، ولماذا؟

ج32: يختار الزائر في أمثال مفروض السؤال: الزيارة الخاصّة، كزيارة ليلة النصف من شعبان، فيثاب عليها وعلي زيارة ليلة الجمعة العامّة أيضاً.

المعصوم وثواب الزيارة

س33: في أيّة صورة يصل ثواب زيارة الزائر إلي الإمام المعصوم عليه السلام؟

ج33: إن الزائر عندما يزور المعصوم عليه السلام يكون بعمله هذا قد أصاب هدفين:

1. ثواب يحصل عليه الزائر.

2. درجات يضيفها الله تعالي إلي درجات المعصوم عليه السلام المزور.

وأمّا اذا أراد الزائر أن يشرّك أحد المعصومين عليهم السلام في ثواب زيارة معصوم آخر، استطاع وذلك مثلاً بأن يقرأ زيارة «أمين الله» ويزور بها أمير المؤمنين عليه السلام نيابة عن الإمام الحسين عليه السلام فيكون للإمام الحسين عليه السلام في هذا الفرض ثواب هذه الزيارة.

السلاح الشخصي

س34: ما حكم دخول المشاهد المشرَّفة بالسلاح الشخصي؟

ج34: إذا عُدّ ذلك هتكاً لحرمة الإمام المعصوم عليه السلام أو لقداسة المكان، فلا يجوز.

الضريح في ظهر الزائر

س35: إذا جلس الزائر في المرقد الشريف علي نحو أصبح ظهره علي الضريح المقدس، فهل يعتبر ذلك إهانة لقدسية المكان؟

ج35: نعم، إذا كانت المسافة قريبة، ولم يكن هناك حاجز بينه وبين الضريح المقدّس.

نذورات الزوار

س36: النذورات المالية والعينية التي يقدّمها الزوّار لمراقد الأئمّة الأطهار عليهم السلام لمن تعطي؟ وكيف تصرف؟

ج36: النذورات يصحّ أن تُصرف علي ما يحتاج إليه المرقد الشريف والروضة المباركة مادّياً: من تأسيس وتأثيث، ومعنوياً: من تبليغ وتثقيف بطبع الكتب التثقيفية مما توصل أهداف الإمام المعصوم عليه السلام وتبلّغه إلي الناس، وتعمّمه بينهم، وإن زاد عن ذلك شيء صرفت علي القيّمين أو الزوّار، أو المجاورين المحتاجين. وكل ذلك بإذن المتولّي الشرعي للروضة المباركة والمرقد الشريف.

المعايير الشرعية للتوسعة

س37: إذا قرّرت الجهة المشرفة علي إحدي العتبات المقدّسة تنفيذ مشروع التوسعة لتسهيل زيارة الزائرين، فما هي المعايير الشرعية في التعامل مع أصحاب البيوت والمحلاّت المحيطة بالصحن الشريف والتي ستتأثر بمشروع التوسعة؟

ج37: المعيار الشرعي لأمثال هذه الأمور المذكورة في السؤال هو قوله تعالي: ?تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ? فيجب الشراء وإرضاء أصحاب المساكن ونحوها.

بناء القبر المهدوم

س38: لو حدث لا سمح الله أن أُزيلت إحدي العتبات المقدّسة عن الوجود «بفعل ظالم، مثلاً» وبقي أثره مخفياً لعدّة أجيال، ثم قيّض الله بعض المؤمنين لإعادة بناء القبر المهدّم، فكيف يستدلّون علي المكان الصحيح والدقيق للمدفن الشريف؟

ج38: لقد حاول الظالمون إخفاء قبر الإمام الحسين عليه السلام مرّات وكرّات، وقضوا علي كلّ الآثار والعلامات الدالّة علي القبر الشريف، ولكن مع ذلك كلّه أراد الله له البقاء، فحار الماء، وتوقّفت الأبقار التي وظّفوها لحرث القبر الشريف وكرابه ولم تدنُ منه، فانقلبت هذه المحاولات اليائسة وأصبحت هي بنفسها بعض علامات للقبر الشريف، وقد كان قبر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مخفياً حتي زمان هارون العباسي، فلما رأي الظباء تلجأ إليه وكلاب الصيد لا تدنو منها أثار تعجّبه، فأجري تحقيقاً حول الموضوع، وصار ذلك سبباً لانكشاف القبر الشريف، هذا وقد قال الله تعالي في كتابه الحكيم: ?وَهُوَ يَتَوَلَّي الصَّالِحِينَ?.

نبش قبر المعصوم

س39: في مفروض السؤال السابق، إذا توقّف الاستدلال علي المدفن الشريف علي نبش القبر والاطّلاع علي الجسد الطاهر، فهل يجوز ذلك؟

ج39: لا يجوز ذلك، ولا يتوقّف علي مثله؛ لكرامة المعصومين علي الله تعالي ومنزلتهم عنده سبحانه.

ضريبة «قطع اليد» للزيارة

س40: لو تمّ حصار إحدي العتبات المقدّسة من قبل الظالمين لا سمح الله وأعادوا فرض ضريبة «قطع اليد» ونحوه علي كلّ من يزور ذلك المرقد، فماذا سيكون موقف الزائر، هل يزور الإمام مع قطع يده، أم يحجم عن الزيارة ليسلم؟

ج40: هذه المسألة من مصاديق باب التزاحم الشرعي، ويلاحظ الفقيه فيها الأهمّ، وقد يختلف بالملابسات المكتنفة، وقد ورد

في الصحيح من المأثور عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام الأمر بزيارة الإمام الحسين عليه السلام، أو التقرير لها في بعض الأزمنة مع وجود الأضرار والأخطار.

زيارة السافرات

س41: لو أجبر الظالم لا سمح الله النساء علي الدخول إلي المرقد الطاهر وهنّ سافرات، فماذا تفعل المرأة المؤمنة للمحافظة علي حجابها إذا أرادت الزيارة؟

ج41: المستحبّ لا يزاحم الحرام، فعلي المرأة المؤمنة حينئذ أن تزور الإمام المعصوم عليه السلام وهي في بيتها، ولا تخرج للزيارة المستحبّة مع ترك الحجاب المحرّم شرعاً.

الزائر بين السافرات

س42: في مفروض السؤال السابق، ماذا سيكون موقف الزائر المؤمن وسط نساء سافرات؟

ج42: لا يتعمّد النظر، ويجتنب الحرام من جهات أخري أيضاً.

الزيارة داخل الضريح

س43: لو قدّر للزائر أن يدخل إلي الضريح المقدّس للإمام المعصوم عليه السلام، فهل الزيارة والصلاة هناك أكثر ثواباً؟

ج43: الدخول إلي الضريح المقدّس يجب أن يكون بغاية التواضع، ونهاية الاحترام، والزيارة فيه أكثر ثواباً، وكذلك الصلاة بشرط أن لا تكون الصلاة موازية للقبر الشريف ولا متقدّمة عليه.

الضريح القديم

س44: لو تمّ استبدال الضريح «أو صندوق القبر» بضريح جديد، فأين وكيف يتم الاحتفاظ بالضريح القديم؟

ج44: ينبغي الاحتفاظ به في أحسن المتاحف العصرية المعدّة لمثل هذه النفائس الكريمة، والتحف الغالية والثمينة، التي تبرّكت بجثومها ردحاً من الزمن علي أقدس بقاع وأنفس قِطاع، واحتضانها برهة زمنية طويلة مراقد أشراف خلق الله تعالي، وأبرار بريّته، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

الأضرحة المتشابهة

س45: في بعض بلاد الهند وباكستان وربما في بلاد أخري توجد مشاهد ومراقد وأضرحة مطابقة تماماً في تصميمها وبنائها، وكيفيّتها وهندستها مشاهد ومراقد، ورياض وأضرحة الأئمة الأطهار عليهم السلام، والمؤمنون هناك يقصدونها للزيارة والدعاء والتبرك، فما رأي سماحتكم بهذا التوجّه والتصرّف؟

ج45: تلك المشاهد والأضرحة هي أمثال وأشباه لهذه المشاهد الحقيقية، والأضرحة الواقعية، وامتداد ونماذج لها، وإشعاع وانعكاس من معنوياتها وبركاتها في تلك الديار البعيدة، وهو أمر جيّد ولا بأس به، إذ هو نوع تعظيم لشعائر الله تعالي، ?وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَي الْقُلُوبِ??

التبرّك بالأضرحة المتشابهة

س46: في بعض الحسينيات توجد نماذج صغيرة من مراقد الأئمّة الأطهار عليهم السلام مصنوعة من الألمنيوم أو الذهب أو الفضّة، والمؤمنون يلقون النظر عليها ويتبرّكون بها، فما رأي سماحتكم بهذا التوجّه والتصرّف؟

ج46: إنّه توجّه ممدوح، وتصرّف مثاب عليه إن شاء الله تعالي، لأنّه نوع من التعبير عن المودّة التي أمرنا الله تعالي بها للنبي الكريم وأهل بيته المعصومين والتي جعلها الله تعالي أجر رسالة خاتم رسله محمدٍ صلي الله عليه و اله.

نموذج الضريح والتبرك به

س47: نجد في بعض الحسينيات نموذجاً كبيراً لضريح الإمام الحسين عليه السلام، والمؤمنون يجلسون حوله، يبكون ويلطمون، فما رأي سماحتكم بهذا التوجّه والتصرف؟

ج47: إنّه توجه حسن، وتصرّف جميل، وله أجر وثواب، إذ في إحيائه إحياء لأهداف الإمام الحسين عليه السلام النبيلة، وإظهار للمودّة والولاء لسيد الشهداء عليه السلام، وتجسيد للأخلاق والآداب، وتشييد للدين والإيمان، وتأييد للعزّ والإباء، وتعظيم للرسول وآله الأطهار.

زيارة الحرم النبوي الشريف

حدود الروضة النبوية الشريفة

س1: بعد توسعة المسجد النبوي الشريف، أين هي حدود الروضة النبوية المشرفة؟

ج1: حدود الروضة النبوية الشريفة: كلّ المسجد الشريف علي توسعته الحالية، بل وحتي المستقبلية أيضاً.

المسجد النبوي نفس الروضة المباركة

س2: الزائرون والوافدون علي الرسول الأكرم من حجّاج ومعتمرين وغيرهم، الذين يدخلون المسجد النبوي الشريف، هل يمكن أن يعتبروا أنفسهم بأنهم قد دخلوا الروضة النبوية الشريفة؟

ج2: نعم، لزائريه ووافديه من حجّاج ومعتمرين وغيرهم أن يعتبروا أنفسهم عند دخولهم المسجد النبوي الشريف أنهم في روضته المنوّرة، لأنّ مسجده صلي الله عليه و اله روضته مهما كبُر وتوسّع.

روضة من رياض الجنة

س3: ورد عن الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله أنه قال: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» فهل هناك تحديد أكثر لهذا المكان، وما المقصود بروضة من رياض الجنة؟

ج3: التحديد واضح المعالم، ويحتمل أن يكون المقصود بذلك: أن قبر سيّدتنا ومولاتنا ريحانة النبي صلي الله عليه و اله وبضعته الطاهرة: فاطمة الزهراء? هناك، ويحتمل غير ذلك.

الجفاء المحرم

س4: ورد في الروايات بأنّ ترك زيارة الحرم النبوي الشريف من قبل الحاجّ أو المعتمر وغيرهم، «جفاء محرّم» فما المقصود بهذه العبارة؟

ج4: الجفاء هو: الإعراض وغلظة الطبع والبُعد عن الآداب الصحيحة، فيكون المقصود منها: أنّ الحاج أو المعتمر وغيرهما التارك لزيارة النبي الأكرم صلي الله عليه و اله في المدينة المنوّرة، مع ما للنبي صلي الله عليه و اله من الفضل عليه بل علي البشرية كلّها جافٍ معرض عن نبيّه، بعيد عن آداب الشرع حيث إنّه لم يشكر عملاً من كان سبباً لهدايته إلي الإسلام وإلي كل خير مع ما تواتر من قول النبي صلي الله عليه و اله: «من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي».

وقوله صلي الله عليه و اله: «من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة».

كيف نزور الرسول صلي الله عليه و اله

س5: في الوضع الحالي للحرم النبوي الشريف، لا يستطيع المؤمنون قراءة زيارة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بالكيفية المأثورة في باب زياراته، فضلاً عن الإتيان بآدابها ومستحباتها، فماذا يفعلون عندما يدخلون الحرم ويمرّون من أمام الضريح؟

ج5: علي الزائر في مثل هذه الحال: أن يسلّم علي رسول الله صلي الله عليه و اله في حال مروره، ثم ينتحي إلي ناحية من المسجد الشريف والروضة النبوية المباركة ويجلس ويزور نبيّه الأكرم بما ورد عنه صلي الله عليه و اله وعن أهل بيته عليهم السلام من الزيارات المأثورة، ثم يدعو الله لنفسه ولإخوانه وأرحامه وللمؤمنين جميعاً ذكوراً وإناثاً بقضاء الحوائج، وتيسير الأمور، والتوفيق للسير بسيرة النبي صلي الله عليه و اله وانتهاج نهج أهل بيته الطاهرين عليهم السلام من رفق ورحمة، ونفع وخدمة، فإن خير الناس من نفع الناس، وسيّد

القوم خادمهم، وأن يدعو الله بغفران الذنوب خاصّة، فإنّه من مظانّ الإجابة، لكرامة النبي صلي الله عليه و اله علي الله تبارك وتعالي، وامتثالاً لقول الله عزّ وجل: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا?.

مرقد فاطمة الزهراء

أين مرقد السيدة فاطمة الزهراء?

س1: أين مرقد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء?؟

ج1: مرقد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء? معفوّ أثره ومخفيّ علينا مكانه وموقعه، هذا مع أنّها? الإبنة الوحيدة التي خلّفها النبي الأكرم صلي الله عليه و اله من بعده حيث إنّه صلي الله عليه و اله لم يترك أحداً سواها، والمرء يجب أن يُحفظ في ولده وذريته، وخاصّة مثل السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء? التي قال رسول الله صلي الله عليه و اله في حقّها: « … يرضي الله لرضاها ويغضب لغضبها».

إخفاء القبر لماذا؟

س2: لماذا عفي عن قبرها وأخفي مرقدها؟

ج2: لقد أوصت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء? بإخفاء قبرها، وإعفاء أثره احتجاجاً علي الذين ظلموها، وغصبوها فدكاً: نِحلة أبيها وبُلغة ابنيها، وغصبوا بعلها علياً عليه السلام حقّه في الخلافة، وأسقطوا جنينها الذي سمّاه رسول الله صلي الله عليه و اله محسناً، والذي أدّي إلي استشهادها? وهي بعدُ في عمر الورود، وسنّ الزهور، وجاء الإخفاء والإعفاء كذلك، حيث بقي رمزاً لمظلوميتها، وتنديداً بظلم ظالميها، وسلباً لمشروعيتهم في الخلافة، وفي الحديث: أنّه يبقي مخفيّاً إلي يوم القيامة بقاءً لمظلوميتها وكشف ظالميها إلي ذلك اليوم.

أين يتجه زائر السيدة فاطمة الزهراء?

س3: مع بقاء مرقد الزهراء? مخفيّاً، إلي أين يتّجه الزائر لزيارتها؟

ج3: قال السيد الجليل أبو جعفر محمد بن علي الطوسي المعروف بابن حمزة من أحفاد أبي الفضل العباس عليه السلام ومرقده الشريف علي مداخل كربلاء المقدّسة من جهة الشرق ومن ناحية الحلة الفيحاء في كتابه القيّم «الوسيلة إلي نيل الفضيلة»: «روي: أنّ قبرها? في بيتها، وروي: أنّه بين القبر والمنبر، وروي: أنّه في البقيع، والاحتياط: أن تزار في المواضع الثلاثة».

تعاهد القبر الشريف بالقرآن

س4: في وصيّتها أكّدت الزهراء? للإمام أمير المؤمنين عليه السلام بأن يتعهّد قبرها بتلاوة القرآن، فهل انقطع هذا التعهّد بوفاة الإمام، أم استمرّ في حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام، وأنّه مستمرّ حتي هذا اليوم عن طريق ولدها الإمام الحجة عليه السلام؟

ج4: لا يبعد استمرار هذا التعاهد لقبرها الشريف وعدم انقطاعه، وأنّه جار حتي في هذا الزمان، بل حتي لو لم يكن هناك من السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء? وصيّة بذلك، لاقتضي برّ الأئمة المعصومين عليهم السلام بأمّهم وحجّة الله عليهم كما في الحديث الشريف أن يتعاهدوا قبرها الشريف ومرقدها المبارك، المخفيّ علينا والمستور عنّا بالزيارة وتلاوة القرآن الحكيم.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام

السماء تبكي أمير المؤمنين دماً

س1: هل هناك ما يدلّ علي أنّ السماء والأرض بكتا علي أمير المؤمنين عليه السلام عند استشهاده؟

ج1: نعم، فقد روي عن النبي صلي الله عليه و اله أنّه قال لعلي عليه السلام: «وإنّ السماء والأرض ليبكيان عليك يا علي إذا قُتلت» قال ابن عباس: لقد قُتل أمير المؤمنين عليه السلام علي الأرض بالكوفة. فأمطرت السماء ثلاثة أيام دماً، وروي عن سعيد بن المسيب: أنّه لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام لم يرفع من وجه الأرض حجر إلاّ وُجد تحته دم عبيط، وفي «أربعين الخطيب» و «تاريخ النسوي»: أنّه سأل عبد الملك بن مروان، الزهري قائلاً: ما كانت علامة يوم قُتل عليّ عليه السلام؟ قال: ما رُفع حصاة من بيت المقدس إلاّ كان تحتها دم عبيط وكذلك كان يوم قتل الإمام الحسين عليه السلام.

الوصية بإخفاء القبر

س2: يقال إنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أوصي بإخفاء قبره، فإذا كان ذلك صحيحاً فمتي ظهر القبر ومن أظهره؟

ج2: روي أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان قد أوصي بإخفاء قبره فقد أمر ابنه الإمام الحسن عليه السلام أن يحفر له أربعة قبور في أربعة مواضع: في المسجد، وفي الرحبة، وفي الغريّ، وفي دار جُعدة بن هبيرة، وإنما أراد بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه من بني أمية والخوارج موضع قبره، ونفعه ذلك، فإنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي نبش مائة ألف قبر بحثاً عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فلم يجده، فبنو أمية كانوا يريدون أن يخرجوه كما أخرجوا جثمان زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام وصلبوه ثم أحرقوه ثم ذرّوا ماده للريح.

وفي الإرشاد: لم يزل قبره عليه السلام مخفيّاً حتي دلّ عليه الإمام الصادق

جعفربن محمد عليه السلام في الدولة العباسية، وزراره عند وروده إلي المنصور وهو بالحيرة، فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاك زيارته.

كيفية ظهور القبر الشريف

س3: هناك قصّة طريفة في كيفية ظهور قبر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فما هي تفصيلها؟

ج3: في التاريخ أنّ هارون العباسي كان قد خرج إلي الصيد كما هو المتعارف عند حكّام الجور الذين لا يهمّهم سوي اللهو والعبث وعدم التفكير بالشعب ومصالحه فأرسل الصقور والكلاب علي الظباء بجانب الغريّين، فجاولتها ساعة. ثم لجأت الظباء إلي الأكمة، فرجع الكلاب والصقور عنها فسقطت في ناحية، ثم هبطت الظباء من الأكمة فهبطت الصقور والكلاب ترجع إليها، فتراجعت الظباء إلي الأكمة، فانصرفت عنها الصقور والكلاب، ففعلن ذلك ثلاثاً، فتعجّب هارون وسأل شيخاً من بني أسد قائلاً: ما هذه الأكمة؟ فقال: لي الأمان؟ قال: نعم. قال: فيها قبر الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

القبر الذي ادّخره نوح عليه السلام

س4: يقال إنّ القبر الذي دُفن فيه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو القبر الذي أعدّه له نوح النبي، فما مدي صحّته؟

ج4: جاء في كتاب «فرحة الغري» مسنداً عن أمّ كلثوم بنت علي عليه السلام قالت: آخر عهد أبي عليه السلام إلي أخويّ عليهما السلام أن قال: يا بني إذا أنا متّ فغسّلاني ثم نشّفاني بالبردة التي نشّفتم بها رسول الله صلي الله عليه و اله وفاطمة? ثم حنّطاني وسجّياني علي سريري، ثم انظرا حتي إذا ارتفع لكما مقدّم السرير فاحملا مؤخّره، وإذا وضع المقدّم فضعوا المؤخّر … حتي إذا كنّا بظهر الغريّ ركز المقدّم فوضعنا المؤخّر، فتقدّم الحسن عليه السلام وأخذ المعول وضرب به ضربة فانشقّ القبر عن ضريح، فإذا هو بساجة مكتوب عليها سطران بالسريانية:

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا قبر ادّخره نوح النبيّ لعلي وصيّ محمّد قبل الطوفان بسبع مائة عام».

قرين الأنبياء

س5: جاء في بعض ما يزار به الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «السلام عليك وعلي ضجيعيك آدم ونوح عليهما السلام»، فما معني ذلك؟

ج5: لقد أشارت الروايات الشريفة المروية في هذا المجال

بأنّ هناك ثلة من الأنبياء العظام مثل: النبي آدم ونوح

وإبراهيم وثلاثمائة وسبعين نبياً وستمائة وصي، كلّهم مدفونون في النجف الأشرف وبجوار سيد الأوصياء الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

ثواب زيارة أمير المؤمنين عليه السلام

س6: ما هو ثواب من يشدّ الرحال إلي زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؟

ج6: ثواب زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كثير لا يحصي بحسب الروايات الشريفة. نشير إلي بعض منها، فقد جاء في الحديث الشريف عن ابن مارد أنّه قال لأبي عبدالله عليه السلام: «ما لمن زار جدك أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقال:

يا ابن مارد، من زار جدّي عارفاً بحقّه، كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة، والله يا ابن مارد ما تطعم النار قدماً تغبّرت في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ماشياً كان أو راكباً».

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إنّ إلي جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قطّ، فصلّي عنده ركعتين أو أربع ركعات إلاّ نفّس الله كربه، وقضي حاجته يعني به قبر أمير المؤمنين عليه السلام».

وفي حديث ثالث عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً أنّه قال: «نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلاّ شفاه الله وهو قبر أمير المؤمنين عليه السلام».

مراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام في البقيع الطاهر

هدم قبور البقيع

س1: متي تمّ هدم قبور الأئمّة الأطهار عليهم السلام في البقيع الطاهر في المدينة المنوّرة؟

ج1: تمّ هدم القبور الطاهرة، والقباب المنوّرة، والروضات المباركة لأئمّة البقيع: سبط الرسول الأكرم وريحانته: الإمام الحسن المجتبي، وذريّة النبي الأعظم وأحفاده: الإمام علي بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد بن علي الباقر، والإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ومراقد وقباب وروضات أخري من آل النبي صلي الله عليه و اله في عام (1344) هجرية، وبذلك أبدوا عدم التزامهم بآية المودّة في قربي الرسول وذريته، وأساءوا إلي المسلمين جميعاً، بل إلي البشرية عامّة، اذ من العرف السائد بين كلّ البشر أن يحترموا شخصياتهم

المتفوّقة، ومن هم في المقام والمنزلة دون النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام فكيف بخاتم الأنبياء وسيّد المرسلين وأهل بيته الطاهرين المعصومين عليهم السلام؟

أين يكون إذن الدخول

س2: يسأل زوّار البقيع الطاهر: أين نقرأ إذن الدخول، وأين نقف للزيارة، وأين نؤدّي صلاة الزيارة؟

ج2: ينبغي لزائر البقيع الطاهر، قراءة إذن الدخول علي الباب، ثم الوقوف علي مقربة من قبورهم الشريفة ومراقدهم المباركة وقراءة المأثور من زيارتهم عليهم السلام ثم صلاة ركعتي الزيارة لله تعالي عندهم مراعياً عدم المحاذاة لهم وعدم التقدّم عليهم، وإن لم يتمكّن الزائر قراءة الزيارة من قريب، سلّم عليهم، وقرأ الزيارة وهو علي الباب، أو انتحي ناحية ولو في المسجد النبوي الشريف والروضة المحمدية المباركة وزار ثم صلّي لله تعالي ركعتي الزيارة هناك.

إعادة بناء البقيع

س3: هل جرت محاولات لإعادة بناء قبور الأئمة عليهم السلام في

البقيع الطاهر؟

ج3: نعم، لقد جرت محاولات كثيرة من العلماء الأعلام، ومن الزعماء والرؤساء، لإعادة البناء وتشييد القباب، وخاصّة من

آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه وباهتمام من أخيه الأكبر الإمام الشيرازي الراحل رحمة الله عليه، وتأييد من السيد المرجع آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه غير أنّه لم يمهله الأجل، وأسرعت إليه رصاصات البعث الغادرة وأردته صريعاً وشهيداً دونما تحقيق هدفه المنشود من إعادة بناء القبور الشريفة، والقباب المباركة، والروضات الطاهرة، ونسأل الله تعالي أن يوفّق المسلمين وأن يقيّض في الغياري منهم من يتصدّي لإعادة بناء المراقد الشريفة لأئمة البقيع عليهم السلام وفاءً للرسول الأكرم وإكراماً له في ذرّيته، وإعلاناً عن مودّة قرباه، آمين ربّ العالمين.

البقيع والبناء الجديد

س4: الوضع الحالي لمراقد الأئمّة الأطهار عليهم السلام، هو وجود قبّة واحدة ومئذنتين علي مدفن ومرقد الإمام الواحد (كما هو الحال في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، ووجود قبّتين وأربع مآذن علي مدفن ومرقد إمامين (كما هو الحال في مدينة الكاظمية المقدّسة)، فإذا وفّق المسلمون لإعادة بناء قبور الأئمة الأطهار في البقيع الطاهر، فهل يكفي بناء قبة واحدة ومئذنتين، أم من الأفضل بناء قباب ومآذن متعددة؟

ج4: ينبغي أن يراعي في ذلك الملابسات المناسبة والإمكانات المتاحة حينذاك، وإن كان من شأن مراقد أئمة أربعة: قباب أربع ومآذن ثمان، وذلك بأن يكون لكل مرقد إمام معصوم من ذرية النبي الأكرم صلي الله عليه و اله قبّة خاصة به ومئذنتان.

أئمة البقيع غرباء

س5: مع استمرار الوضع الحالي لقبور الأئمة الأطهار عليهم السلام في البقيع الطاهر وعدم وجود مراقد وزائرين لهم، هل يمكن وصفهم ب «الغرباء» علي غرار الوصف الذي ورد لمرقد الإمام الرضا عليه السلام؟

ج5: نعم، يصحّ وصف أبناء رسول الله صلي الله عليه و اله وأوصيائه المعصومين عليهم السلام الأربعة: سبط رسول الله الأكبر وريحانته من الدنيا: الإمام الحسن بن علي المجتبي، ثم الإمام علي بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد بن علي الباقر، والإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام بالغرباء، كيف لا وقبورهم الشريفة مهدّمة، ومراقدهم المباركة لا زائر لها ولا ظلال عليها ولا ضياء فيها؟

ثواب زيارة أئمة البقيع

س6: هل ورد في المأثور ثواب خاصّ لمن زار مراقد

أئمّة البقيع؟

ج6: نعم، هناك روايات كثيرة وردت عن أهل البيت عليهم السلام في ثواب من زار مراقد أئمّة البقيع عليهم السلام وقد ذَكرتْ بعضها أجراً دنيوياً للزائر مضافاً إلي الثواب في الآخرة، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من زارني غُفرتْ له ذنوبه، ولم يمت فقيراً».

وعن زيد الشحام قال: «قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما لمن زار أحداً منكم؟ قال: كمن زار رسول الله صلي الله عليه و اله».

وعن الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام قال: «من زار جعفراً أو أباه، لم يشتك عينه، ولم يصبه سقم، ولم

يمت مبتلي».

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إذا حجّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا، لأنّ ذلك من تمام الحج».

وعن الإمام الصادق عن أبيه عليهما السلام: «إنّ الحسين بن علي عليه السلام كان يزور قبر الحسن بن علي عليه السلام كلّ عشية جمعة».

زيارة الإمام الحسين عليه السلام

مدفن الرأس الشريف

س1: أين دفن رأس الإمام الحسين عليه السلام، في كربلاء، أم في دمشق الشام، أم في مدينة حلب، أم في القاهرة؟

ج1: صريح بعض الروايات كما في وسائل الشيعة أنّ الرأس الشريف أُلحق بالجسد الطاهر في كربلاء المقدّسة، ألحقه به الإمام زين العابدين عليه السلام عند عودته مع الأسري من الشام إلي كربلاء وهم في طريقهم إلي المدينة.

أوّل من زار الإمام الحسين عليه السلام

س2: من هو أوّل من زار الإمام الحسين عليه السلام بعد دفنه؟

ج2: أوّل من زار الإمام الحسين عليه السلام وهو مضرّج بدمائه ليلة الحادي عشر من المحرّم هو: جدّه رسول الله صلي الله عليه و اله وأمّه فاطمة الزهراء? وأبوه أمير المؤمنين عليه السلام وأخوه الإمام المجتبي عليه السلام وذلك في هودج من نور نازل من السماء كما في بعض كتب المقاتل ولا عجب من ذلك فإنّهم سادة الشهداء الذين وصفهم الله تعالي: بأنّهم أحياء عند ربّهم يرزقون.

ثم زار الإمام الحسين عليه السلام الملائكة المقرّبون، وفي اليوم الثالث من مقتله زاره الإمام زين العابدين عليه السلام بعد أن واراه في مرقده الشريف، ثم زاره في يوم الأربعين جابر بن عبد الله الأنصاري، فكان جابر هذا أوّل زائر يزور الإمام الحسين في أوّل أربعين للإمام الحسين عليه السلام ثم زاره في نفس اليوم موكب أهل البيت عليهم السلام القادم من الشام وفيهم الإمام زين العابدين عليه السلام والسيدة زينب الكبري?.

اتخاذ كربلاء وطناً

س3: ورد عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّه نهي الزائرين من أن يتّخذوا من مرقد الإمام الحسين عليه السلام وطناً لهم، فلماذا ورد هذا النهي، وماذا عن الذين اتّخذوا كربلاء المقدسة وطناً لهم؟

ج3: قال العلامة المجلسي? في موسوعته الروائية الفريدة بعد نقله روايات الحثّ والتحريض علي مجاورة كربلاء والتوطّن بها، ونقله الرواية المرسلة المنفردة بالنهي : «لعلّ النهي عن اتخاذه وطناً محمول علي حال التقية والخوف كما كان الغالب في تلك الأعصار أو علي النهي عن التوقّف عند القبر الشريف، لا عن حواليه وجوانبه، لئلاّ ينافي الأخبار السالفة وما سيأتي من الدعاء للمقام عنده عليه السلام في كثير من الزيارات».

بين زيارة وارث وعاشوراء

س4: الزائر لحرم الإمام الحسين عليه السلام هل يقرأ زيارة وارث؟ أم زيارة عاشوراء؟

ج4: هناك للإمام الحسين عليه السلام نوعان من الزيارات المأثورة:

نوع مطلق يزار به الإمام عليه السلام في كل وقت وزمان.

ونوع خاص ورد الأمر بزيارته عليه السلام بها في أوقات مخصوصة وإن كانت أيضاً لا تختصّ بتلك الأوقات فزيارة وارث من الزيارات المطلقة، بينما زيارة عاشوراء من الزيارات الخاصة بيوم عاشوراء، ويجوز ويكون صحيحاً ومستحبّاً أيضاً زيارة الإمام الحسين عليه السلام بالنوعين من الزيارات في كلّ زمان ومكان.

عاشوراء غير المشهورة

س5: هناك زيارة عاشوراء مشهورة وأخري غير مشهورة، فلماذا أصبحت الثانية غير مشهورة رغم أنها تناظر الزيارة المشهورة المتداولة في الأجر والثواب؟

ج5: اشتهرت الزيارة الأولي دون الزيارة الثانية، لاشتهار الأولي عند المحدّثين والرواة واشتهار نقلها بينهم، بينما الثانية لم ينقلها إلاّ القليل، فقد نقلها الشهيد الأول رحمة الله عليه في مزاره، ثم نقلها منه البحار، ومستدرك الوسائل، وغيرهما.

زيارة عاشوراء وثوابها

س6: ورد في فضل زيارة عاشوراء وفضل الدعاء بعدها بأنّ الإمام الصادق عليه السلام ضمِن علي الله لكلّ من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء أنّ زيارته مقبولة، وسعيه مشكور، وسلامه واصل غير محجوب، وحاجته مقضيّة من الله تعالي، فما مفهوم هذا الضمان؟

ج6: مفهوم الضمان وبهذا التعبير الصريح؛ من قبول زيارته، وشكر سعيه، ووصول سلامه، وقضاء حوائجه، هو: الإفصاح عن أهميّة هذه الزيارة والدعاء بعدها، وصحّة سندها فقد قال خرّيت علم الحديث الحاج النوري صاحب المستدرك: إنّ زيارة عاشوراء من قبيل الحديث القدسي وليس من قبيل سائر الروايات ومتانة دلالتها، وعظيم شأنها عند الله تعالي، وتقرّب من يقرأها إلي الله سبحانه، بحيث يستوجب القارئ وبحسب ضمان الإمام عليه السلام من الله عزّ وجلّ أن يتقبّل منه زيارته، وأن يشكر سعيه، وأن يوصل سلامه، وأن يقضي حوائجه، كيف لا يكون كذلك وفيها التأكيد علي أصل البراءة من أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل البيت، وصبّ اللعن عليهم، والتبرّي منهم، كما أن فيها التأكيد أيضاً علي أصل الولاية لله ولرسوله ولأهل البيت والصلاة عليهم دون غيرهم، والتسليم لهم دون سواهم، علماً بأنّ ضمان المعصوم عليه السلام لا يكون إلاّ عن الله تعالي عبر النبي الأكرم كما قال عليه السلام: «روي جدنا عن جبرئيل عن الباري».

الإمام الحسين عليه السلام ومن يقيم شعائره

س7: ورد عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّ من يؤدّي الشعائر الحسينية وهو خائف، يعطيه الله تعالي ثلاثة أشياء يوم القيامة، منها: أنّ الإمام الحسين عليه السلام يكون محدّثه فبماذا يحدّث الإمام محبّيه يوم الفزع الأكبر؟

ج7: إنّ المهم هنا هو: نفس تحديث الإمام الحسين عليه السلام أولئك الزوّار في يوم القيامة، إذ يوم القيامة يوم خوف ورعب كما قال الله تعالي: ?إِنَّ

زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَي النَّاسَ سُكَارَي وَمَا هُم بِسُكَارَي وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ? والذي يحظي بمحادثة الإمام الحسين عليه السلام يكون في ظله آمناً من مخاوف يوم القيامة وأحزانها، وفزعها وشدّتها، وهو نوع جزاء موافق لعمل الزائر وحالته عند الزيارة، فمقابل خوفه في الدنيا من أجل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ينال الأمن في الآخرة ببركة حديث الإمام الحسين عليه السلام، وقد جاء في عبارات نفس الحديث الشريف: « … يا بن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً، أما تعلم أنّه من خاف لخوفنا أظله الله في ظلّ عرشه وكان محدّثه الحسين عليه السلام تحت العرش وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة … ».

الزيارة مع احتمال القتل

س8: في التاريخ الماضي، فرض بعض الظالمين عقوبات صارمة علي من يزور الإمام الحسين عليه السلام وصلت إلي حدّ قطع اليد وربما القتل، فهل التأكيد علي زيارة الإمام الحسين عليه السلام يصل إلي هذا الحدّ، أم أنّ التأكيد وارد ما لم يكن هناك ضرر بالغ أو نقص في أحد أعضاء الجسم؟

ج8: كانوا عليهم السلام كما في الأحاديث الشريفة يؤكّدون علي زيارة الإمام الحسين عليه السلام حتي مع احتمال نقص بعض أعضاء الجسم، بل حتي مع احتمال القتل أيضاً، ففي كامل الزيارات، قال: « … فما لمن قُتل عنده: جار عليه سلطان فقتله؟ قال: أوّل قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة … ».

إذا شئت النجاة

س9: هناك بيتان معروفان من الشعر نسمعهما دائماً وهما:

إذا شئت النجاة فزر حسيناً لكي تلقي الإله قرير عين

فإنّ النار ليس تمسّ جسماً عليه غبار زوّار الحسين

فما مدي مصداقية المعاني التي تضمّنها هذان البيتان؟

ج9: المعاني الواردة في هذين البيتين مطابقة للروايات الكثيرة الواردة في هذا المجال: من غفران ذنوب الزائر، ووجوب الجنة له، وأنّها تعدل الحجّ المستحب أضعافاً مضاعفة، وآلافاً مؤلّفة.

زيارة الأربعين

س10: كيف أصبحت زيارة الأربعين دون غيرها من الزيارات المخصوصة للإمام الحسين عليه السلام إحدي علامات المؤمن الخمس؟

ج10: إنّ في زيارة الأربعين تجديداً لذكري استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وإحياءً لمراسيم مرور أربعين يوماً علي شهادته، اذ في الحديث الشريف: زيارة الروح للجسد في اليوم الثالث والسابع وفي يوم الأربعين، واستحباب تعاهد القبر وخاصّة القبر الشريف، والمرقد الطاهر في هذه الأيام، ولعلّها أيضاً لأنّها أوّل مناسبة من مناسبات زيارة الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاده، ولغير ذلك.

هل تتكرّر معجزة الحائر

س11: حدث في التاريخ أنّ الماء حار حول قبر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة عندما أراد الظالمون محو آثار القبر الشريف، فهل يمكن أن يحار الماء مرة أخري إذا وقع لا سمح الله اعتداء آخر علي القبر الشريف؟

ج11: هذه معجزة، والمعجزة أمرها منوط بمشية الله تعالي، فقد تكون وقد لا تكون، ولذا فقد هدموا قبر الإمام الحسين عليه السلام أكثر من مرّة وأزالوا في بعضها أثر القبر الطاهر ولم تتحقّق معجزة ظاهرة وإن كانت المعجزة في بقائه رغم تلك المحاولات، فإنّ الله تبارك وتعالي أراد للإمام الحسين عليه السلام أن يبقي عزيزاً، وأن يبقي قبره الشريف ومرقده الطاهر شامخاً منيفاً، وذلك كما جاء في كلام السيدة زينب? لابن أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام وهي تسلّيه بحديث رسول الله صلي الله عليه و اله: «وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وطمسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً، وأمره

إلاّ علوّاً … ».

الزائر من بعيد

س12: إذا كان المؤمن يزور الإمام الحسين عليه السلام من بلده البعيد عن كربلاء المقدسة، فكيف يقرأ العبارة التالية الواردة في الزيارة: «يا أبا عبد الله، قصدتُ حرمك وأتيتُ إلي مشهدك» في حين إنه لم يقصد الحرم ولم يأت إلي المشهد؟

ج12: قال الشيخ المفيد رحمة الله عليه: «لا يقول: (أتيتك) بل يقول موضعه: (قصدتك بقلبي زائراً إذْ عجزتُ عن حضور مشهدك) وأمثال هذه العبارة وردت أيضاً في الاستئذان لدخول الحرم الشريف في زيارة الإمام الحسين عليه السلام وفي السرداب المقدس في زيارة مولانا بقية الله عليه السلام وفي غيرهما، فيمكن للزائر من بعيد أن لا يقرأ الاستئذان، إاذ لا موضوع حقيقيّ خارجيّ له، كما يمكن له أن يقرأ أمثال هذه العبارات ويقصد

الإتيان القلبي، والقصد النفسي، والدخول بالروح، كما يقصد من يقرأ في الأدعية المأثورة مثل هذه العبارات بالنسبة إلي الله تعالي الذي لا يمكن قصد الأمر الخارجي فيها: مثل ما جاء في هذا الدعاء الموجود في البحار القائل: «إلهي إليك قصدت راجياً».

الزيارة المطلقة والمخصوصة

س13: للإمام الحسين عليه السلام نوعان من الزيارات، النوع الأول: الزيارات المطلقة والتي لا تخصّ زماناً معيناً، والنوع الثاني: الزيارات المخصوصة والتي يزار بها في أوقات معيّنة، فلماذا لا يوجد لباقي الأئمة الأطهار عليهم السلام مثل هذين النوعين من الزيارات؟

ج13: للإمام أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً هذان النوعان المذكوران في السؤال من الزيارات، وهذا من امتيازات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام الدالّة علي أهميّة زيارتهما والتشرّف إلي روضتيهما المباركتين، في المناسبات الخاصّة بزيارات خاصة، وفي شتّي الأوقات بزيارات عامّة.

زيارة السيد عبدالعظيم الحسني

س14: ورد أنّ من زار قبر السيد عبد العظيم الحسني في بلدة «ري» في طهران «كان من كمن زار الإمام الحسين عليه السلام»، فكيف نفهم هذا المعني؟

ج14: نفهم من ذلك جلالة السيد عبد العظيم الحسني، ومنزلته الرفيعة عند الله تعالي وعند رسول الله صلي الله عليه و اله وعند أهل البيت عليهم السلام والمطّلع علي تاريخ هذا السيد الجليل عندما يزوره يتداعي في ذهنه موقفه المشرّف مع إمام زمانه الإمام الهادي عليه السلام حيث عرض عليه دينه ومعتقده: من توحيد الله وتصديق الرسول وإمامة الأئمة من أهل بيت الرسول، والموت والقبر، والقيامة والحساب، والجنّة والنار، فقال عليه السلام في جوابه ويكنّي بأبي القاسم : «يا أبا القاسم! هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبّتك الله بالقول الثابت في الدنيا والآخرة».

المسؤولية تجاه الزائرين

س15: إذا بلغ عدد زوّار الإمام الحسين عليه السلام عشرة ملايين نسمة في إحدي المناسبات (كمناسبة يوم الأربعين، مثلاً) فما هي المسؤولية الحقيقية تجاه هذا العدد الهائل من الزائرين، ومن هم المسؤولون؟

ج15: المسؤولية تجاه زوّار الإمام الحسين عليه السلام كبيرة جداً، حيث إنّه لا يعلم ثواب القيام بها إلاّ الله سبحانه، كما أنّه لا يعلم عقاب المهمل لها أو المعرقل لها إلاّ الله عزّ وجلّ، وهي مسؤولية كلّ من يقدر علي القيام بها وجميع من يستطيع أداء هذه المسؤولية، وليحمد الله علي أداء هذه المسؤولية من توفّق لها، فإنّه فوز عظيم، وشرف كبير، ومنزلة عالية، ووسام عزّ وشرف في الدنيا والآخرة.

الأئمة المعصومون وزيارة الإمام الحسين عليه السلام

س16: لماذا لم نسمع بكيفية زيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام للإمام الحسين عليه السلام في أيام حياتهم؟

ج16: جاء في كتاب الدعاء والزيارة للإمام الشيرازي الراحل رحمة الله عليه عند ذكر زيارات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المطلقة ما يلي: يقول المؤلف: ينبغي أن يزار الإمام الحسين عليه السلام عند رأس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: أنّه زار رأس الإمام الحسين عليه السلام عند رأس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الزيارة وصلّي عنده أربع ركعات، وهي هذه: «السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله … » وفي المصدر نفسه عند ذكر زيارة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء قال: «روي صفوان أنّ الإمام الصادق عليه السلام زار بهذه الزيارة الإمام الحسين عليه السلام من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام ثم صلّي ركعتين ثم أومأ إلي الإمام الحسين

عليه السلام بالسلام، منصرفاً بوجهه نحوه ودعا بهذا الدعاء: «يا الله يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرّين … » مضافاً إلي أنّ تعليم الأئمّة الأطهار عليهم السلام كيفية زيارة الإمام الحسين عليه السلام لمحبّيهم وشيعتهم يستدعي أن يكونوا هم عليهم السلام قد زاروا الإمام الحسين عليه السلام بهذه الكيفيات المنقولة والمأثورة.

بين الكعبة المشرفة وكربلاء المقدسة

أفضلية كربلاء

س1: ما الدليل علي أفضلية كربلاء المقدّسة علي الكعبة المشرّفة؟

ج1: الدليل علي أفضلية كربلاء المقدّسة: النصوص الخاصّة المرويّة في أفضلية كربلاء المقدّسة علي الكعبة المشرّفة، وأنّها تكون أفضل أرض في الجنّة.

فعن الإمام الباقر عليه السلام: «خلق الله كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدّسة مباركة، ولا تزال كذلك، وجعلها الله أفضل الأرض في الجنّة».

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني اللهُ بيته علي ظهري، ويأتيني الناس من كلّ فجّ عميق، وجُعلتُ حرم الله وأمنه؟ فأوحي الله إليها: أن كفّي وقرّي، فوعزّتي وجلالي، ما فضل ما فُضّلتِ به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غمست في البحر، فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولولا من تضمّنته أرض كربلاء لما خلقتك، ولا خلقت البيت الذي افتخرتِ به، فقرّي واستقرّي، وكوني ذنَباً متواضعاً، ذليلاً مهيناً، غير مستنكف ولا مستكبر، لأرض كربلاء، والاّ مسختك وهوَيتُ بك في نار جهنّم».

وقد نظم ذلك السيد الجليل السيد مهدي بحر العلوم رحمة الله عليه في ارجوزته المعروفة وقال فيما قال:

ومن حديث كربلا والكعبة لكربلا بَانَ علوّ الرتبة

أهمية الافضلية

س2: ما هي أهميّة هذه الأفضلية بالنسبة للزائر؟

ج2: أهميّة هذه الأفضلية بالنسبة للزائر أنّها تسبّب الإيحاء النفسي إلي كلّ زائر وتبعثه علي الشعور بالكرامة الربانية التي شملته، والتحفة السماوية التي وصلته ووفّقته للتشرّف بزيارة كربلاء وزيارة سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، فينصرف من الزيارة وهو يحمل في قلبه حرارة محبّة الإمام الحسين عليه السلام، وفي عقله رزانته، وفي جوارحه السعي والمثابرة لإحياء دين الله تعالي، وإسعاد البشر، وإغداق رحمة الإمام الحسين

عليه السلام التي هي رحمة الإسلام وحنانه عليهم.

الأفضلية وواجبنا تجاهها

س3: ما هو واجبنا تجاه هذه الأفضلية؟

ج3: ينبغي لنا تجاه هذه الأفضلية بعد التعرّف عليها أن نقوم بمستوي هذه المسؤولية: من أداء هذه الأمانة الكبري إلي من نستطيع الأداء إليه وبشتّي أنواع الأداء وكافّة وسائله، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام كجدّه رسول الله صلي الله عليه و اله ليس فقط رحمة لأفراد معدودين، بل هو رحمة للعالمين، وهذه الرحمة إنّما تعمّ البشر وتغطّي الكرة الأرضية إذا قام كلّ واحد منّا وفي حدود طاقته بمسؤوليته تجاهها.

ثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام

س4: لماذا تمّ وصف ثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة بثواب مئة حجّة وعمرة، وما هو وجه المقارنة؟

ج4: إنّ لأداء الحجّ وزيارة بيت الله الحرام ثواباً كبيراً، فأراد رسول الله صلي الله عليه و اله الذي هو ترجمان الوحي، وسفير السماء أن يخبر أمّته بمدي ثواب الله تعالي في زيارة سبطه الشهيد بكربلاء الامام الحسين عليه السلام فذكر أنّها تعدل ثواب المئات من الحجّ والعمرة المقبولتين عند الله تعالي، ووجه المقارنة هو كما يلي:

أولاً: بيان مقدار الثواب وقدر التفاضل بينهما.

وثانياً: بيان القدر الكبير الذي يحصل عليه الحاجّ من المعنويات، وقوّة العقيدة، ورسوخ الإيمان، وصحّة الفكر، واستقامة العمل من الحجّ، بأنّه سوف يحصل الزائر علي المئات من أضعاف ذلك إذا زار كربلاء، ولثمَ ضريح الإمام الحسين عليه السلام وقبَّله كما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من أتي قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كان كمن حجّ مائة حجة مع رسول الله صلي الله عليه و اله».

زوّار الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة

س5: ورد في أحاديث معتبرة بأنّ الله تعالي ينظر إلي زوّار قبر الإمام الحسين عليه السلام نظرة الرحمة في يوم عرفة قبل نظره إلي أهل عرفات، فما المقصود بهذا الحديث الشريف؟

ج5: لعلّ المقصود بهذا الحديث الشريف وهو كما في كامل الزيارات عن الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ الله تبارك وتعالي يتجلي لزوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم، ثم يأتي أهل عرفة فيفعل ذلك بهم» هو: أنّ زوّار الإمام الحسين عليه السلام هم أشدّ قرباً إلي الله تعالي من زوّار بيته الحرام، وأنّهم قد حضروا في مكان جعلهم يستحقّون رحمة الله تعالي وغفرانه بصورة

أسرع وأجدر مما يناله الحجيج في صحراء عرفات.

الإستشفاء بالتربة الحسينية

الشفاء في تربة الإمام الحسين عليه السلام

س1: المعروف أنّ الله تعالي جعفل الشفاء في تربة

الإمام الحسين عليه السلام، فهل الاستشفاء بالتربة الحسينية يخصّ الأمراض الجسمية فقط، أم يشمل أيضاً الأمراض النفسية والعقلية ونحوها؟

ج1: لا يختصّ الشفاء المودَع في تربة الإمام الحسين عليه السلام بالأمراض الجسمية فقط، بل يشمل الأمراض النفسية والعقلية وغيرها أيضاً، لإطلاق الدليل وعدم تقييده بشيء خاصّ كما في كامل الزيارات عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «في طين قبر الحسين عليه السلام الشفاء من كلّ داء، وهو الدواء الأكبر».

تربة كربلاء

س2: هل المقصود بالتربة الحسينية هو مطلق تربة كربلاء المقدسة، أم تربة الحائر الحسيني، أم تربة المقتل (المكان الذي استشهد فيه الإمام عليه السلام)؟

ج2: الأظهر أنّ المقصود بالتربة الحسينية هو مطلق تربة كربلاء المقدسة، وكلّما كانت أقرب إلي القبر الطاهر كانت أفضل وأقرب إلي الاحتياط، وقد جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: «طين قبر الحسين عليه السلام فيه شفاء وإن أُخذ علي رأس ميل» وفي حديث آخر: «حريم قبر الحسين عليه السلام خمسة فراسخ من اربع جوانب القبر».

الاستشفاء من جميع الأمراض

س3: هل الاستشفاء بالتربة الحسينية يخصّ أفراداً معيّنين وأمراضاً معيّنة، أم يشمل جميع الأفراد وكلّ الأمراض والأسقام؟

ج3: الاستشفاء بالتربة الحسينية ليس لأفراد معيّنين ولا خالصاً بأمراض معيّنة، بل الاستشفاء بها عامّ لكلّ الناس، وشامل لجميع الأمراض والأسقام، وذلك مع الاعتقاد به كما في الحديث الشريف: «والله لا يأخذه أحد وهو يري أنّ الله ينفعه به، إلاّ نفعه به».

مقدار تربة الشفاء

س4: ما هو مقدار التربة اللازمة للشفاء؟

ج4: جاء تحديد المقدار في بعض الروايات الشريفة بكونه بقدر رأس أنملة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: «لو أنّ مريضاً من المؤمنين يعرف حق أبي عبدالله عليه السلام وحرمته وولايته، أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة، كان له دواء».

وحدّد أيضاً بمثل الحمصة أو أقلّ يعني: بقدر عدسة، وقال المحدث القمي في مفاتيح الجنان: الأحوط أن يكون بقدر عدسة، وينبغي أن يجعل ذلك في فمه ويشرب عليه الماء ويقول: «اللهم اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاءً من كلّ داءٍ وسقم».

لماذا حالات الشفاء قليلة

س5: مع التأكيد الوارد علي الشفاء في التربة الحسينية، إلاّ أن حالات الشفاء قليلة كما هو الواقع وكما نري، فما هو السبب في ذلك؟

ج5: مقتضي الشفاء في التربة موجود، وعدم فعلية الشفاء إمّا لعدم وجود شرائطه، أو لوجود المانع منه، ففي كامل الزيارات رواية جاء فيها: «يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره، فلا يمرّ بأحد من الجنّ به عاهة، ولا دابّة ولا شيء به آفة إلا شمّه، فتذهب بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا، ولولا ما ذكرتُ لك ما يمسح به شيء ولا شرب منه شيء إلاّ أفاق من ساعته، وما هو إلاّ كالحجر الأسود، أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية، وكان لا يتمسّح به أحد إلا أفاق، وكان كأبيض ياقوتةٍ، فاسودّ حتي صار إلي ما رأيت، فقلت: جعلت فداك وكيف أصنع به؟ فقال: أنت تصنع به مع إظهارك إيّاه ما يصنع غيرك، تستخفّ به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه مما تريده، فقلت: صدقت جعلت فداك … فسقاني منه مرّتين، فما أعلم أنّي وجدت شيئاً مما كنت أجد».

وفي رواية أخري: إذا

أراد أحدكم أن يأخذ من تربة كربلاء فليتناولها بأطراف أنامله بقدر حمصة وليقبّلها ويضعها علي عينيه ويمرّها بجسده ويقول: «اللهم بحقّ هذه التربة، وبحقّ من حلّ بها، وثوي فيها، وبحق جدّه وأبيه، وأمّه وأخيه، والأئمّة من ولده، وبحقّ الملائكة الحافين به، إلاّ جعلتها شفاءً من كلّ داء، وبرءاً من كلّ مرض، ونجاة من كلّ آفة، وحرزاً مما أخاف وأحذر» ثم يتناولها.

وروي: قراءة سورة القدر علي التربة الحسينية تحفظها من أن يذهب بفائدتها شيء.

واذا تناولته أو سقيته لأحد فقل: «بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاءً من كلّ داء، إنّك علي كلّ شيء قدير».

بين التربة والأدوية

س6: اذا استفاد المؤمن التربة الحسينية والأدوية معاً وشفي من مرضه، فإلي أيّهما يمكن إرجاع سبب الشفاء، هل إلي التربة الحسينية؟ أم إلي الأدوية؟

ج6: يمكن إرجاع سبب الشفاء إلي التربة الحسينية، أو إلي الدواء، أو إلي كليهما، وذلك لأنّ الله تعالي هو الذي جعل لكلّ مرض دواءً، وقدّر أفضل الأدوية في التربة الحسينية المقدّسة.

بيع التربة وشراؤها

س7: ما رأي سماحتكم ببيع وشراء التربة الحسينية، وكذلك الغبار المجتمع علي شباك الضريح المقدس؟

ج7: ينبغي فيها الهبة والهديّة معوّضة بمال أو غير معوّضة، وإن كان البيع والشراء جائزين أيضاً.

التربة لأهداف أخري

س8: هل يجوز إخراج تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام، تحت أيّ عنوان؟

ج8: سبق أن استظهرنا بحسب الأحاديث الشريفة أنّ مطلق تربة كربلاء المقدّسة تكون شفاء وتؤخذ للاستشفاء، وعليه: فيجب أخذها من مكان لا يكون فيه هتك للقبر الطاهر وللمرقد الشريف، وتؤخذ ليس فقط للاستشفاء، بل مسجداً للصلاة، ومسبحة لذكر الله تعالي، وشفاء وأمناً، ونجاة وحرزاً.

زيارة الإمامين الكاظمين عليهما السلام

ثواب زيارة الإمام الكاظم

س1: هل ورد في المأثور ما يدلّ علي ثواب زيارة الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام؟

ج1: نعم، لقد ورد في المأثور الكثير ونحن نشير إلي بعض منها. فقد روي عن ابن سنان أنّه قال: «قلت للإمام الرضا عليه السلام: ما لمن زار أباك (يعني الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام)؟ قال: الجنّة، فزره».

وعن الحسن بن محمد القمّي قال: «قال لي الإمام الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد: كان كمن زار قبر رسول الله صلي الله عليه و اله وقبر أمير المؤمنين صلي الله عليه و اله إلاّ أنّ لرسول الله صلي الله عليه و اله ولأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما».

وعن الحسن بن علي الوشاء، عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «سألته عن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام هل هي مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام؟ قال: نعم».

وعن ابن عبدوس عن أبيه قال: «قلت للإمام الرضا عليه السلام: إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد فيها مشقّة، وإنما نأتيه فنسلّم عليه من وراء الحيطان، فما لمن زاره من الثواب؟ قال: والله مثل ما لمن أتي قبر رسول الله صلي الله عليه و اله».

ثواب زيارة الإمام الجواد

س2: نحن نعلم بأنّ في زيارة كلّ واحد من الأئمّة الهداة (أئمّة أهل البيت عليهم السلام) ثواباً كبيراً علي نحو العموم، لكن نسأل هل هناك في المأثور حديث في ثواب زيارة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام علي الخصوص؟

ج2: لقد ورد الحديث الشريف في هذا المجال بالمعنيين: العامّ والخاصّ معاً.

أمّا العامّ: فمثل ما جاء في حديث الأربعمائة عن علي عليه السلام أنّه قال: «ألمّوا برسول الله صلي الله عليه و اله

حجكم إذا خرجتم إلي بيت الله الحرام، فإنّ تركه جفاء، وبذلك أمرتم، وألمّوا بالقبور التي ألزمكم الله حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها».

وأمّا الخاصّ: فمثل ما عن إبراهيم بن عقبة قال: «كتبت إلي أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن زيارة أبي عبدالله الحسين وعن زيارة أبي الحسن (الكاظم) وأبي جعفر (الجواد) عليهما السلام؟ فكتب إليّ: أبو عبدالله عليه السلام المقدّم، وهذا أجمع وأعظم أجراً».

زيارة الإمام الرضا عليه السلام

غريب الغرباء

س1: ورد في زيارة الإمام الرضا عليه السلام عبارات مثل «المدفون بأرض الغربة» و «غريب الغرباء» و «غريب طوس» فأين وجه الغربة في مرقد الإمام الرضا عليه السلام مع ما يشاهد من كثرة الوفود والزوّار عنده؟

ج1: المراد من الغربة هنا كما في عبارة «المدفون بأرض الغربة»: «أنّ مدفنه عليه السلام في غربة، إذ موطن أهل البيت عليهم السلام ومسقط رأسهم مدينة جدّهم رسول الله صلي الله عليه و اله والفاصلة المكانية بين المدينة المنوّرة وبين طوس فاصلة كبيرة، مضافاً إلي أنّه عليه السلام لما نال الشهادة في طوس كان عليه السلام وحده ولم يكن أهله وعياله عنده، فإنّه وإن جاء إليه ولده الإمام الجواد عليه السلام عن طريق الإعجاز، لكنّه كان غريباً وفي أرض غربة.

زيارة الإمام الرضا والإمام الحسين عليهما السلام

س2: ورد في كتاب «الوسائل» وغيره استحباب اختيار زيارة الإمام الرضا عليه السلام علي زيارة الإمام الحسين عليه السلام وباقي الأئمة عليهم السلام، فما رأي سماحتكم بهذا الاختيار؟

ج2: إنّ ما ورد من استحباب اختيار زيارة الإمام الرضا عليه السلام علي زيارة الإمام الحسين عليه السلام وسائر الأئمّة المعصومين، إنّما كان لأجل التأكيد علي بطلان المذهب الواقفي وسلب شرعيّته، حيث إنّ بعض وكلاء الإمام موسي بن جعفر عليه السلام ولأجل منافعهم الشخصية، وقفوا علي إمامة الإمام الكاظم عليه السلام وأنكروا إمامة الإمام الرضا عليه السلام فأراد الأئمة الطاهرون بعد الإمام موسي بن جعفر عليه السلام إلغاء بدعتهم وإبطالها بمثل هذه الأمور، وإلا فإنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام وفقاً للروايات أكثر ثواباً من زيارة سائر المعصومين حتي الإمام الرضا عليه السلام.

زيارة الامام الرضا عليه السلام والعمرة المندوبة

س3: ورد أيضاً في كتاب «الوسائل» وفي كتاب «المستدرك»، استحباب اختيار زيارة الإمام الرضا عليه السلام علي الحجّ المندوب والعمرة المندوبة، والمعروف أنّ العمرة أصلاً مندوبة وليست واجبة، فلماذا وصفت هنا ب «العمرة المندوبة»؟

ج3: العمرة هي أيضاً كالحج واجبة في الأصل علي المستطيع لها مع الحجّ، مثل عمرة التمتّع لحج التمتّع، ومثل العمرة المفردة لحجّ الإفراد أو القِران، فإنّ من يأتي بحجّ الإفراد أو حجّ القِران يجب عليه أيضاً أن يأتي بعمرة مفردة قبله أو بعده، هذا وقد أفتي بعض الفقهاء بوجوب العمرة المفردة لوحدها إن كان الإنسان قد استطاع للعمرة وحدها دون الحج.

الإمام الرضا عليه السلام يتحف زائريه

س4: روي بسندين معتبرين عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «من زارني علي بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتي أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان» فهل يتحقّق هذا الوعد لكلّ زوار الإمام الرضا عليه السلام، أم لبعضهم، ولماذا؟

ج4: من القطع واليقين تحقّق هذا الوعد لكلّ من توفق لزيارة الإمام الرضا عليه السلام وزاره عارفاً بحقّه كما في عدد من الروايات فالزيارة إذا كانت مع المعرفة بحقّ الإمام الرضا عليه السلام وبقي ذلك الإنسان الزائر حتي الممات معتقداً بهذه المعرفة المستتبعة للاعتقاد بلوازمها، مضافاً إلي العمل بمستلزماتها من أداء الواجبات، وترك المحرّمات، والتخلّق بالأخلاق والآداب الإسلامية، استلزمت تحقّق الوعد المذكور حتماً وجزماً، اذ لكلّ أمر شروط تتوقّف نتائجه عليها.

ماذا يقال في زيارة الإمام الرضا عليه السلام

س5: ورد في الخبر بأنّ رسول الله صلي الله عليه و اله قال لأحد الصالحين عند ذكر الإمام الرضا عليه السلام: قل: صلّي الله عليه، قل: صلّي الله عليه، قل: صلّي الله عليه، ثلاثاً فأيّ العبارتين نختار: «صلّي الله عليه» أم «عليه السلام»؟

ج5: قال الله تعالي: ?وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ? فالصلاة في صريح الآية تشمل الذين يصبرون علي المصائب، وليس خاصّاً بالنبي صلي الله عليه و اله. نعم النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام هم سادة الصابرين، فيكونون أولي بالصلاة من غيرهم، فاختيار الصلاة لأجل أنّ الله تعالي يصلّي عليه يكون أفضل، وإن كان السلام أيضاً وارد، والأكمل جمعهما بأن يقول: عليه الصلاة والسلام مثلاً .

الإمام الرضا عليه السلام وحوائج زائريه

س6: في زيارة الإمام الرضا عليه السلام نقرأ عبارة: «ولا تردّني بغير قضاء حوائجي» ومع ذلك فإنّ الكثير من الزائرين لا تقضي حوائجهم، لماذا؟

ج6: الأئمّة المعصومون عليهم السلام هم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، والله تعالي قد لا يري صلاحاً في قضاء بعض الحوائج، لأنّه قد يضرّ بدنيا الانسان أو آخرته أو بكلتيهما مثلاً، لذلك يأتمر الأئمّة المعصومون عليهم السلام بأمر الله ولا يتوسّطون لقضاء حاجته المعيّنة التي لم ير الله فيها صلاحاً للزائر، ولكن لكرمهم وكرامتهم علي الله يعوّضون الزائر بقضاء حوائج اُخر في صالحه، كدفع بلاء كان من المقدّر النزول عليه وما أشبه ذلك.

كيف يزور المجاور الإمام عليه السلام

س7: في زيارة الإمام الرضا عليه السلام نقرأ، أيضاً، عبارة: «اللهم إليك صمدت من أرضي وقطعت البلاد رجاء رحمتك» فماذا يقول زائر الإمام الرضا عليه السلام الذي يسكن بجواره والذي لم يصمد من أرضه ولم يقطع البلاد لزيارته؟

ج7: قد لا يصدق مثل هذا التعبير علي الزائر المجاور، وقد يصدق عليه: أنّه صمد إليه من أرضه وقطع البلاد لزيارته لكن لا بالمباشرة بل بالواسطة، وذلك كما إذا كان أحد آبائه وأجداده ترك بلاده ومسقط رأسه، وقطع المسافات الشاسعة، واجتاز البلدان العديدة، حتي قدم إلي زيارة الإمام الرضا عليه السلام ثم بدا له أن يجاور الإمام عليه السلام ومن ثم عزم علي البقاء والمجاورة متحملاً كلّ أعباء المجاورة وتبعات الغربة، استيناساً ببركات مجاورة حرم الإمام الرضا عليه السلام.

بين جبلي طوس

س8: ورد في الروايات بأنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنّة، فهل المقصود بالقبضة مرقد الإمام الرضا عليه السلام تحديداً، أم الأرض الواسعة التي تقع بين الجبلين؟

ج8: المقصود بذلك هو بالتحديد: المكان الشريف الذي احتضن الجثمان الطاهر، وتشرّف بمجاورة الجسد المبارك، والذي صار روضة وحرماً للإمام الرضا عليه السلام وإن كان شرف ذلك المكان الكريم، وسنا تلك البقعة النيّرة قد غطّيا كلّ الأراضي المجاورة والمتّصلة بالحرم المبارك، والروضة الشريفة.

زيارة العسكريين عليهما السلام

ابتهاج زائر العسكريين وانشراحه

س1: إن في زيارة الإمامين الهمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء، يحسّ الزائر برحابة وانشراح، وخاصّة عندما يدخل باحة الصحن الشريف ثم الروضة المباركة، فما هو السرّ في ذلك؟

ج1: نعم. إنّ الزائر يحسّ عند زيارته للإمامين العسكريين عليهما السلام في روضتهما المباركة بسامراء برحابة وانشراح، واطمئنان وارتياح، ولعلّ السر في ذلك هو: أنّ الإمامين العسكريين عليهما السلام قد وُوري جثمانهما المبارك في بقعة من دارهما التي كانت لهما في سامراء، فقد أشبها جدهما الرسول الأكرم في هذه الخصوصية، فكما أنّ الرسول الأكرم وُوري في بقعة من حجرته الشريفة التي كان يملكها، فزاد مرقده الشريف حجرته المباركة بركة ونوراً، ومعنوية وروحانية، فكذلك الأمر في شأن الامامين العسكريين عليهما السلام حيث إنّهما وُوريا في بقعة مباركة من دارهما التي كانا يملكانها، فأضيف ما لدارهما الخاصّة بهما من بركة وخير، وقدس وبهاء، إلي ما لمرقدهما الشريف من خير وبركة، وبهاء وقدس، مما جعل الزائر يحسّ بقلبه ارتياحاً وانشراحاً، ورحابة واطئمنان غير قابله للوصف والتعبير.

ثواب زيارة العسكريين

س2: ما لمن زار الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء من الثواب والأجر عندالله تعالي؟

ج2: لقد جعل الله تعالي إكراماً لرسوله الخاتم وأهل بيته المعصومين الذين قال سبحانه في حقّهم: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا? ثواباً عظيماً، وأجراً كبيراً لمن زارهم بعد استشهادهم، والأحاديث بذلك جمّة، ففي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إن من زار إماماً مفترض الطاعة بعد وفاته وصلّي عنده أربع ركعات، كُتبت له حجّة وعمرة».

وعن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً قال: «من زار واحداً منّا كان كمن زار الحسين عليه السلام».

هذا مضافاً إلي ما روي عن أبي هاشم الجعفري من قوله: «قال لي

أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام: قبري بسر من رأي أمان لأهل الجانبين».

الدعاء عند العسكريين

س3: يقال إنّ هناك دعاءً علّمه الإمام الهادي علي بن محمد عليه السلام أحد أصحابه ليدعو به في مشهده المقدس، فما هو هذا الدعاء وما هي فائدته؟

ج3: نعم، هناك دعاء شريف مرويّ في مستدرك الوسائل يفيد من دعا به عند مرقد العسكريين عليهما السلام إجابة الدعاء وقضاء الحوائج، وإنجاح الطلبات وإنجاز المهمّات، ونصّ روايته ما يلي: «عن الفحّام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه قال: قلت للإمام علي بن محمد عليه السلام: علّمني يا سيدي دعاءً اتقرّب إلي الله عزّ وجلّ به، فقال لي: هذا دعاءٌ كثيراً ما أدعو به، وقد سألت الله عزّ وجلّ أن لا يخيّب من دعا به في مشهدي، وهو: يا عدّتي عند العُدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند، ويا واحد يا أحد، ويا قل هو الله أحد، أسألك اللهم بحقّ من خلقته من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً، صلّ علي جماعتهم، وافعل بي كذا وكذا» ويذكر الزائر حوائجه مكان «كذا وكذا» تُقضي له إن شاء

الله تعالي.

زيارة الإمام الحجة عليه السلام

سرداب الغيبة والزيارة

س1: هل يمكن اعتبار «سرداب الغيبة» في مدينة سامراء بالعراق بمثابة مكان لزيارة الإمام الحجة عليه السلام؟

ج1: نعم، فلقد جاء في كتاب «الدعاء والزيارة» للإمام الشيرازي الراحل رحمة الله عليه قوله: ذكر العلماء أنّه إذا فرغ الإنسان من زيارة الإمامين العسكريين عليهما السلام فليمض إلي «السرداب المقدّس» وليقف علي بابه وليقل: «إلهي إنّي قد وقفت علي باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله، وقد منعتَ الناس من الدخول إلي بيوته إلاّ بإذنه، فقلت: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم … »، وقد وردت زيارته عليه السلام في المزار المعروف للشيخ الجليل: محمد

بن المشهدي، الذي نسب في أوّل كتابه كلّ زياراته إلي رواية الثقات لها، قال: «قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات … مما اتصلت به من ثقات الرواة إلي السادات».

ويستفاد من التاريخ: أنّ حرم الإمامين العسكريين والسرداب المقدّس كلّه كان ضمن دار الإمامين العسكريين عليهما السلام وبعدهما دار الإمام المهدي عليه السلام وكان له برّاني ودخلاني، وبعبارة اُخري: كانت الدار علي قسمين قسم الضيوف وقسم العائلة، فلما اقتحم جلاوزة الحاكم العباسي قسم الضيوف وبرّاني دار الإمام المهدي عليه السلام لإلقاء القبض عليه، دخل الإمام عليه السلام قسم العائلة وخلاني داره واجتاز السرداب المقدّس وخرج من الباب الخلفية دون أن يعلم الجلاوزة به، وغاب عليه السلام بأمر الله تبارك وتعالي عن الأنظار ليؤدّي دوره في استمرار الإمامة وحفظ الاسلام والقرآن، والحقّ وأهل الحقّ، بعيداً عن سلطة الظالمين، كما تؤدّي الشمس دورها في استمرار الحياة وحفظ الزمان والمكان، والحركة والنشاط، من وراء السحاب، حتي يأذن الله له بالظهور فيملأ الارض بنور الإسلام والقرآن قسطاً وعدلاً إن شاء الله تعالي.

كيف سيرحل الإمام الحجة عليه السلام عن الدنيا

س2: كيف سيرحل الإمام الحجة عليه السلام عن الدنيا، هل سيرحل عنها مسموماً أم مقتولاً أم سيرحل عنها بالوفاة الطبيعية؟

ج2: في الحديث الشريف عن سبط الرسول الأكبر الإمام الحسن المجتبي عليه السلام أنه خطب بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال في خطبته: «لقد حدّثني حبيبي جدّي رسول الله صلي الله عليه و اله ان الأمر (أي: أمر الإمامة) يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته، ما منّا إلا مقتول أو مسموم» وهذا الحديث الشريف كما شمل رسول الله صلي الله عليه و اله سيّد المعصومين الأربعة عشر، وشمل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام سيد

الأوصياء، وشمل السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء? سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وشمل سائر الأئمة عليهم السلام كذلك يشمل آخر الائمة المعصومين من أئمة أهل البيت الطاهرين، وهو الإمام المهدي عليه السلام، إذ في الخبر أنّه عليه السلام يُقتل ويمضي إلي لقاء الله شهيداً.

الحياة السعيدة

س3: هل العالَم بعد ارتحال الإمام الحجّة عليه السلام عن هذه الدنيا سينتهي وتقوم القيامة، أم أنّ الحياة ستستمر، ولأيّة فترة؟

ج3: هناك روايات عديدة في هذا المجال تقول: بعد استشهاد الإمام الحجة عليه السلام لا ينتهي العالم، ولا تقوم القيامة، وإنّما سوف تستمر الحياة السعيدة لفترة طويلة جداً من الزمن، حيث يرجع فيها الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله ويرجع الأئمة المعصومون من أهل بيته عليهم السلام إلي الدنيا، وتكون أزمّة الأمور بأيديهم، والولاية التي خصّهم الله تعالي بها في حوزتهم، فينشرون العدل في الناس، ويعمّمون القسط بينهم، فيسعد الناس كلّ الناس في ظل ولايتهم الرحيمة، وحكومتهم العادلة، ورحمتهم الشاملة، وجاء في بعض الروايات: إنّ أول من تنشقّ الأرض عنه ويرجع إلي الدنيا هو الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

الإمام الحجة عليه السلام والدفن

س4: مَن سيقوم بمواراة الإمام الحجة عليه السلام وأين سوف يواري بعد ارتحاله عن الدنيا؟

ج4: في الروايات الشريفة ما معناه: أنّ الإمام الحسين عليه السلام يرجع إلي الدنيا، فإذا استشهد الإمام المهدي عليه السلام واراه جدّه الإمام الحسين عليه السلام في مرقده، وأنزله في قبره، ووسّده في ضريحه.

زيارة الإمام الحجة لأجداده المعصومين عليهم السلام

س5: كيف هي صفة زيارة الإمام الحجة عليه السلام لمراقد أجداده الطاهرين عليهم السلام، وهل يقرأ نفس الزيارات التي نقرؤها نحن؟

ج5: صفة زيارة الإمام المهدي عليه السلام لمراقد أجداده كصفة ما جاء في الخبر عن زيارة الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام للإمام أمير المؤمنين عليه السلام أو للإمام الحسين عليه السلام وقد يقرأ في زيارتهم عليهم السلام نفس الزيارات المأثورة عنهم، كزيارة أمين الله، وقد يقرأ في زيارتهم عليهم السلام ما ينشئه هو عليه السلام من الزيارات المتناسبة لمقامه ومقامهم عليهم السلام.

متي يزور الإمام الحجة مراقد أجداده

س6: بعض العتبات المقدسة تغلق أبوابها أثناء الليل، فهل يمكن القول بأنّ الإمام الحجة عليه السلام يزور العتبات في هذه الأوقات حيث لا يوجد أحد ولا يراه أحد؟

ج6: قد يزور الإمام المهدي عليه السلام مراقد أجداده الطاهرين بالليل حيث يسكن الناس فيه وتنام عيونهم عنه، ولكن لا مانع من أنه عليه السلام يقصدهم للزيارة في وضح النهار، وعلي مرأي من الناس ومسمع، خصوصاً مع أنّه لا يعرفه عامّة الناس بشخصه، ويؤيّد ذلك ما روي من أنّه عليه السلام عندما يظهر ويراه الناس يعرفه كثير منهم ويقول بعضهم لبعض ما مضمونه: لقد كنا نراه بيننا ولكن لم نكن نعرفه بشخصه، مما يدلّ علي أنّه عليه السلام في الناس، ولكن الناس لا يعرفونه.

برنامج زيارات الإمام الحجة

س7: هل للإمام الحجة عليه السلام برنامج خاصّ وثابت لزيارة مراقد أجداده الطاهرين؟

ج7: لا يبعد وجود برنامج خاصّ للإمام المهدي عليه السلام في زيارة مراقد أجداده الطاهرين عليهم السلام إذ في بعض الروايات أنّه عليه السلام يزور جده الإمام الحسين عليه السلام في كلّ ليلة جمعة بعد أن يزور جدّه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك يزورهما ويزور باقي آبائه وأجداده في المناسبات الخاصّة بزيارتهم مثل زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يوم المولود، ويوم الغدير، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء والأربعين، وغير ذلك من مناسبة الزيارات المخصوصة.

مراقد أبناء الأئمة وأحفادهم عليهم السلام

أبناء الأئمة وقبورهم المنتشرة في الأرض

س1: تنتشر في المدن المقدسة والأرياف وعلي سفوح الجبال وقممها مراقد أبناء الأئمة وأحفادهم عليهم السلام فما مدي صحة هذه القبور؟

ج1: جاء في دعاء الندبة: «فقُتل من قُتل، وسُبي من سُبي، وأقصي من أقصي» ونحوها، كما أنّ هناك لدعبل الخزاعي أبيات شعر يقول فيها:

لا أضحك الله سنّ الدهر ان ضحكت

وآل محمد مظلومون قد قُهروا

مشرّدون نفوا عن عقر دارهمُ

كأنهم قد جَنَوا ما ليس يُغتفرُ

فقد جسّد الدعاء وكذلك شعر دعبل تشتّت أهل البيت عليهم السلام وأبنائهم وأحفادهم في أدني الأرض وأقصاها، في المدن والنواحي والقري والأرياف والصحاري والبراري وفي سفوح الجبال وعلي قممها، وهذه الأضرحة والقبور التي نراها في الخارج مؤيّدة لذلك، ولا بُعد في صحّتها.

الحوائج عند أبناء الأئمة عليهم السلام

س2: يتوجّه بعض الناس إلي بعض مراقد أبناء الأئمة وأحفادهم «مثل مرقد السيد محمد في مدينة بلد في العراق، ومرقد يحيي بن زيد في مشهد» لقضاء حوائجهم، أكثر من توجّههم إلي العتبات المقدسة للأئمة المعصومين عليهم السلام فما رأي سماحتكم بهذا التوجه؟

ج2: التوجّه إلي أبناء الأئمة وأحفادهم الأخيار والتوسّل بهم وتوسيطهم إلي الله تعالي في قضاء الحوائج وبلوغ الأماني والآمال، هو امتداد للتوجه إلي الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام وخاصّة في مثل المراقد المذكورة أسماؤهم الذين جاء مدحهم علي لسان الأئمة المعصومين عليهم السلام وعُرفوا بأبواب الحوائج إلي الله تعالي.

المرقد الذي لم يثبت له أصل

س3: لو ثبت بالدليل التاريخي والقطعي بأنّ مرقد أحد أبناء الأئمة عليهم السلام ليس له أصل، بل شيّد علي أرض خالية، فهل يتمّ الإبقاء عليه رغم اليقين بأنه لا يمثّل شيئاً، أم يتمّ هدمه، أم ماذا؟

ج3: لو ثبت بالدليل القطعي الذي لا يتسرّب إليه احتمال الصحّة عدم صحّة وجود مرقد لأحد من أبناء الأئمة المعصومين عليهم السلام وأحفادهم في مكان معيّن، انتفت قدسيّة ذلك المكان وزالت حرمته، لأنّ شرف المكان إنّما هو بالمكين.

كرامات القبور الطاهرة

س4: يقال بأنّ إحدي علامات قبور أحفاد الأئمة عليهم السلام، هي أنّ الجرّافات تقف عن العمل عندما تصل إلي القبر الطاهر، فهل هذا دليل كاف علي صحّة مكان القبر؟

ج4: توقّف الجرافات وما أشبه ذلك عن العمل في هدم قبور الأئمة المعصومين عليهم السلام أو أحد أبنائهم وأحفادهم معجزة وخارقة للعادة، والمعجزة لا تتحقّق إلاّ في موارد خاصّة واستثنائية وهي تكون مرتبطة بالمصالح التي يعلمها الله في بعض الأحيان صالحة فيظهرها، وحين لا يعلمها صالحة لا يظهرها، لذلك اذا حصل توقّف من الجرافات فإنّه قد يكون قرينة علي صحّة مكان القبر، ولكن عدم حصوله ليس دليلاً علي عدم صحّة مكان القبر.

زيارة النوّاب الأربعة

بين أصحاب الإمام الحسين والنواب الأربعة

س1: الثابت أنّ الإمام الحسين عليه السلام قال في فضل أصحابه: «فإني لا أعلم أصحاباً أوفي ولا خيراً من أصحابي»، وقد ورد في كتب الأدعية بأن النوّاب الأربعة للإمام الحجة عليه السلام قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة عليهم السلام وخواصّهم مرتبة وفضلاً، فكيف نجمع بين قول الإمام الحسين عليه السلام وبين ما ورد في كتب الأدعية؟

ج1: قد يكون الجمع بينهما علي فرض اعتبار ما جاء في كتب الأدعية بالنسبة إلي النوّاب الأربعة بما يلي: إنهم فاقوا جميع أصحاب الأئمة من جهة النيابة الخاصة، النيابة الشخصية المنحصرة فيهم في عصر الغيبة الصغري دون سواهم، وهذه النيابة الخاصة ميّزتهم عن سائر أصحاب الأئمة عليهم السلام الذين كانوا قبلهم، لعدم حصول أحد من السابقين علي السفارة الخاصة، والنيابة الشخصية لأحد من الأئمة عليهم السلام، بينما أصحاب الإمام الحسين عليه السلام لم يمتازوا بسفارة خاصة ولكنهم ميّزتهم الشهادة في نصرة إمامهم مع العلم بها، وميّزهم الوفاء الكبير الذي كانوا يحملونه لقربي الرسول وذرّيته وسبطه

وريحانته من الدنيا: الإمام الحسين عليه السلام. وعليه فالنوّاب الأربعة فاقوا الجميع بالسفارة والوثاقة، وشهداء كربلاء فاقوا حتي النوّاب الأربعة بالشهادة والوفاء اللذين حُرم منهما النواب الأربعة، ومع ذلك فكلام الإمام الحسين عليه السلام يستفاد منه أن شهداء عاشوراء، أفضل من جميع الأصحاب علي الإطلاق.

النوّاب الأربعة بعد مماتهم

س2: المعروف أن النوّاب الأربعة كانوا في حياتهم سفراء الإمام الحجة عليه السلام في البلاد الإسلامية، وكان المؤمنون يراجعونهم في قضاياهم وحوائجهم، فهل الأمر كذلك بعد مماتهم وذلك بعرض القضايا والحوائج عليهم أثناء زيارة قبورهم المنتشرة في بغداد؟

ج2: لا يبعد ذلك بالنسبة إليهم لمقامهم الشامخ ومنزلتهم الرفيعة عند الله تبارك وتعالي، المنزلة التي أهّلتهم لأن ينتخبهم الإمام المهدي عليه السلام سفراء له من بين جميع المؤمنين المعاصرين لهم، مضافاً إلي ما ورد متواتراً عند العامّة والخاصّة عن النبي صلي الله عليه و اله من أنّه: «من مات علي حبّ محمد وآل محمد مات شهيداً» والشهداء كما في القرآن الحكيم أحياء عند ربهم يرزقون، ولذلك نري: أنّ قبورهم بقيت ولا تزال رغم مرور أكثر من ألف سنة مزاراً للمؤمنين وملاذاً لهم.

الحوائج والحسين بن روح

س3: لماذا اختصّ النائب حسين بن روح النوبختي دون غيره من النوّاب الأربعة بعرض الحوائج عليه حتّي الآن، ولماذا ترمي الحوائج المكتوبة الموجهة إليه في البئر، أو في النهر، أو في البحر؟

ج3: لعلّ الذي سبّب اختصاص الحسين بن روح من بين النوّاب الأربعة بعرض الكثير من المؤمنين الحوائج عليه حتي الآن هو: ما كان يتميّز به كما في كتب الرجال عن غيره بشدّة الإخلاص وكثرة السماح والرفق مع الناس، وبكبير تواضعه لله تعالي ولأوليائه المعصومين: النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، ولتوافق اسمه مع اسم ريحانة الرسول وسبطه، سيد شباب اهل الجنّة الامام الحسين عليه السلام.

ثم إنّ رمي الحوائج المكتوبة في البئر أو النهر هو ممّا ورد به النصّ وأشارت إليه الروايات الواردة في ذلك، ولعلّ فيه إشارة إلي أنّه كما أنّ الماء سبب الحياة مادياً، فكذلك الإمام المهدي عليه السلام هو سبب الحياة

معنوياً وروحياً.

معاني بعض الجُمل والكلمات من بعض الزيارات

الدرجة والوسيلة والمقام المحمود

س1: في زيارة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وردت عبارة: «اللهم أعطه الدرجة الرفيعة، وآته الوسيلة من الجنة، وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون»، فما المقصود من «الدرجة الرفيعة»، وما المقصود من «الوسيلة من الجنة»، وما المقصود من «المقام المحمود»؟

ج1: أما المقصود من «الدرجة الرفيعة» فهو علي ما في «مجمع البحرين» في الفضيلة، أو في الجنّة كما في الحديث الشريف القائل: «بشّرهم بدرجات الشهداء ما بين كلّ درجتين ما بين السماء والأرض»، فإنّه يحتمل الرفعة الحقيقية والمعنوية، والنبي صلي الله عليه و اله هو سيد سادات الخلق أجمعين من الشهداء والصديقين.

وأمّا «الوسيلة من الجنّة» فعلي ما في «مجمع البحرين» أيضاً: روي أنها أعلي درجة في الجنة، لها ألف مرقاة، ما بين المرقاة إلي المرقاة حُضْر الفَرَس الجواد مائة عام، وهي ما بين مرقاة جوهر إلي مرقاة ياقوت، إلي مرقاة ذهب، إلي مرقاة فضّةٍ، فيؤتي بها يوم القيامة حتي تُنْصَب مع درجة النبيين كالقمر بين الكواكب، فلا يبقي يومئذٍ نبيٌّ ولا صديق ولا شهيد إلاّ قال: «طوبي لمن كانت هذه الدرجة درجته» وفي حديث النبي صلي الله عليه و اله: «سلوا الله لي الوسيلة».

وأما «المقام المحمود» فهو علي ما في الروايات: أرفع مقامات الشفاعة. فإنّ أرفع مقاماتها التي يمنحها الله تعالي للشفعاء في يوم القيامة، يمنحها الله سبحانه لنبيّه الأكرم، ويخصّه بها في ذلك اليوم العظيم.

جوائز السائلين

س2: في زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة بزيارة «أمين الله» وردت عبارة: « … وجوائز السائلين عندك موفرة … »، فما هي هذه الجوائز، وما هي صورة توفيرها؟

ج2: «الجوائز» جمع جائزة، وهي بمعني: المنحة والعطيّة، و «موفّرة» يعني تامّة وكاملة وفي نفس

الوقت كثيرة، فيكون معني: «وجوائز السائلين عندك موفّرة» أي: العطايا التي تمنحها يا إلهي للسائلين، هي تامّة وكاملة وكثيرة، وفيها إشارة إلي أنّ الله سبحانه هو أجود الأجودين، وأنّ بيده خزائن السماوات والأرض، وأنّه هو وحده الذي لا يُردّ سائله ولا يخيّب آمله ولا يزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً، كما أنّ فيه اشارة أيضاً إلي ما ورد في الحديث الشريف من أنّ الله تعالي، يحبّ من عباده الدعّاء الكثير السؤال، الذي يلحّ في الدعاء والسؤال من الله تعالي ولا يملّ ولا يسأم منه.

منزلة السيدة فاطمة الزهراء

س3: في زيارة الصديقة الطاهرة، فاطمة الزهراء? وردت عبارة: «اللهم صلّ عليها صلاة تزيد في محلّها عندك، وشرفها لديك، ومنزلتها من رضاك»، والمعروف أنّ محلّها وشرفها ومنزلتها ثابتة عند الله تبارك وتعالي، فما المقصود بالزيادة في المحل والشرف والمنزلة الخاصّة بفاطمة الزهراء?؟

ج3: صحيح أنّ محل السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء? كبقية المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ثابت عند الله، وكذلك منزلتها وشرفها مسلّم لديه سبحانه، ولكن ليس معناه أنّه غير قابل للزيادة والارتقاء، والنموّ والارتفاع، بل إنّه بحسب الروايات في ارتقاء مستمرّ، وارتفاع دائم، مع كلّ عمل إنساني جميل، وهكذا كلّ فعل حسن وقول طيّب وخصال حميدة يتّصف بها أحد من الناس، أو يمارسها إنسان، فإنّها تسبب الرفعة في منزلتها والارتقاء في شرفها لأنّها كبقية المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، هي مصدر كلّ خير و حسن، وأساس كلّ إنسانية وعقلانية، مضافاً إلي أنّ دعاء المحبّين لهم وصلوات المؤمنين عليهم تزيد في منزلتها ودرجتها، وترفع من مقامها وشرفها كما تزيد في منزلة سائر المعصومين الأربعة عشر وترفع من مقامهم عليهم السلام.

أهل الدنيا رغبوا عنهم

س4: في زيارة الأئمة الأطهار المدفونين في البقيع الطاهر في المدينة المنوّرة، وردت علي لسان الزائر لهم عبارة: «فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا، واتخذوا آيات الله هزواً، واستكبروا عنها»، فما المقصود بهذه العبارة؟

ج4: المقصود بهذه العبارة التي هي محاورة بين الزائر والمزور، والتي هي في تلك الديار والأيام بل وحتي يومنا هذا أيضاً حقيقة خارجية ثابتة تقرّ كما قال الله تعالي: ?وَقَليل مِن عِبادي الشَّكور? بقلّة المؤمنين الصادقين، المذعنين بإخلاص لله ولرسوله ولأهل بيت الرسول عليهم السلام وبكثرة المخالفين والمنكرين لفضلهم عليهم السلام، والاّ لما كانت قبورهم مهدّمة وروضاتهم محطّمة، وزيارتهم ممنوعة والوفادة

إليهم محرّمة؟ وهو في الوقت نفسه استعطاف المزور، تمهيداً لتوسيطه إلي الله تعالي في قضاء حوائجه وإنجاز مهماته، فيبدأ ويقول: وفدت إليكم لزيارتكم مخلّفاً ورائي كلّ ما يرتبط بالدنيا وما يتعلّق بها، بينما المتعلّق بالدنيا وبهارجها مشتغل بدنياه ولا يوفّق للزيارة، مضافاً إلي البعض الذين لا يعتقدون بالزيارة، وإنما اتخذوا المزارات والمشاهد المشرفة هزواً وتمسخراً، وعيّروا الزائرين والوافدين إليها تعييراً منكراً، واستكبروا عن الإذعان بفضل النبي وأهل بيته عليهم السلام وبحرمة مراقدهم ومزاراتهم وكرامة وافديهم وزائريهم. فهذا كلّه رغم كونه حقيقة خارجية، هو نوع استعطاف وتمهيد لعرض الحوائج والمطالب علي المزور وتوسيطه إلي الله تعالي في قضائها وإنجازها وذلك عملاً بقوله سبحانه: ?وَابْتَغوا إلَيْهِ الوَسيلَة?.

وارث الانبياء والمرسلين

س5: في زيارة الإمام الحسين عليه السلام المعروفة بزيارة «وارث» تكررت عبارات الإرث من أنبياء بأسمائهم، وهم: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسي، وعيسي عليهم السلام، وكذلك رسول الله صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء والإمام الحسن عليهم السلام، فما الذي ورثه الإمام الحسين عليه السلام من كل واحد من هؤلاء؟

ج5: الذي ورثه الإمام الحسين عليه السلام من الأنبياء السابقين عليهم السلام ومن جدّه الرسول صلي الله عليه و اله ومن أبيه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ومن أمّه السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء? ومن أخيه الإمام الحسن عليه السلام هو: كل الفضائل والكمالات وجميع المكارم والمحاسن، وكلّ العلوم والمعارف التي كانت في الأنبياء السابقين، فإنّ جميعها صارت عند النبي الأكرم بعطاء الله تعالي له، ثم أمر الله نبيه باعطائها علياً وفاطمة عليهما السلام وأمر علياً وفاطمة عليهما السلام باعطائها ابنهما الإمام الحسن عليه السلام وأمر الحسن بإعطائه أخاه الحسين عليه السلام فهو إذَنْ وارث فضلهم وكمالاتهم ومحاسنهم ومكارمهم

وعلومهم ومعارفهم، الشاملة لكلّ العلوم والمعارف، الدينية والدنيوية جميعاً.

المستودع عند الإمام الكاظم عليه السلام

س6: في زيارة الإمام موسي الكاظم عليه السلام وردت عبارة: « … وحفظت ما استودعك»، فما الذي استودعه الله عند الإمام، وكيف حفظه الإمام؟

ج6: إن الله تعالي أودع عند الإمام موسي بن جعفر عليه السلام كما أودع عند بقية المعصومين الأربعة عشر دينه وشريعته، وكتابه وأحكامه، ليكون الحافظ له من الاندراس والانطماس، ومن التشويه والتمويه، ومن الزيادة والنقيصة، وكان عليه السلام كبقية المعصومين عليهم السلام كذلك، فقد وقي ما استودعه الله بنفسه بالسجن أولاً، إذ لم ينزل إلي طلب هارون العباسي من تأييد ظلمه وجوره، وتحريفه وتمويهه، ومماشاته ومداهنته، وفضّل السجن علي ذلك، وبالدم ثانياً وأخيراً، حيث استسلم للقتل بالسم واختار الشهادة ولم يداهنه في شيء مما يريده أبداً، حتي أنّه أرسل إليه في السجن من يقول له: ألا تعبت من السجن وتعذيبه، وأغلاله وقيوده، فلو اعترفت لنا وأمام الملأ بالذنب والتقصير لعفونا عنك وأطلقنا سراحك؟ ولكن اعتراف من لا ذنب له ذنب وتشويه لمعالم الدين، فلم يرض عليه السلام بذلك وفضّل الشهادة، فكان عليه السلام نعم الحافظ لما استودعه الله من الدين والشريعة.

العمي والهدي

س7: في زيارة الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام وردت عبارة: «لم تؤثر عمي علي هدي، ولم تمل من حقّ الي باطل»، فما المقصود ب «العمي» و «الهدي» و «الحقّ» و «الباطل» في هذه العبارة؟

ج7: جاء في الحديث الشريف ما أثبته التاريخ أنّ المأمون العباسي كان أدهي بني العباس وأظلمهم، وأشدّهم مكراً وتصنّعاً، وقد تزامن قسم من إمامة الامام الرضا عليه السلام مع حكومته، وكان المأمون بكلّ دهائه ومكره يخطّط قبل أن يقضي علي شخص الإمام للقضاء علي شخصيّته عليه السلام وذلك بأن يستهويه ويستقطبه، ويجعله واحداً من علماء البلاط،

أو واعظاً من وعّاظ السلاطين، مستخدماً لتحقيق هدفه الشيطاني هذا كلّ الوسائل المغرية، وجميع الطرق الملتوية، التي قد تنطوي علي أكثر الناس، لكن الإمام الرضا عليه السلام وببصيرة كاملة، ويقظة تامة، أبطل عليه كلّ مخططه، وفنّد له جميع طرقه الملتوية التي استخدمها ضدّه، لذلك حقّ علي الإمام الرضا عليه السلام وصدق فيه: أنّه لم يؤثر العمي الذي كان يتربّص به المأمون في حقّه علي هدي، ولم يمل من الحقّ الذي كان عليه إلي باطل المأمون وضلاله، علماً بأنّ كلّ الأئمة عليهم السلام يمتازون بمثل هذه الميزات الفريدة.

العيش السعيد

س8: ورد في زيارة الإمام محمد الجواد عليه السلام، عبارة: « … فعشت سعيداً» مع أنّ الإمام لم يكن سعيداً في الظاهر، بل كان مضيّقاً عليه من قبل الظالمين، فما المقصود بالعيش السعيد هنا؟

ج8: المقصود من العيش السعيد في هذه العبارة من زيارة الإمام الجواد عليه السلام هو: السعادة الروحية والمعنوية، وليست السعادة الجسمية والمادية وإن كان بينهما نوع ارتباط وتأثير، حيث إنّ سعادة الروح تؤثّر علي الجسم وتجعله سعيداً، حتي وإن كان مضيّقاً عليه من قبل الظالمين، فإنّ الانسان بروحه أكثر ممّا هو بجسمه، والسعادة الروحية والمعنوية تكون مضمونة بالإيمان الراسخ بالله تعالي والعمل الصالح، والإمام الجواد عليه السلام كان كسائر المعصومين القمّة بين أهل زمانه جميعاً في قوّة الإيمان بالله تعالي وخلوص العمل الصالح فكان لذلك أسعد الناس في زمانه.

المختصّ بكرامة الله

س9: ورد في زيارة الإمام علي الهادي عليه السلام عبارة: «والمختصّ بكرامة الله» فما هي هذه الكرامة، وكيف اختصّ بها الإمام الهادي عليه السلام دون غيره من الأئمة الأطهار عليهم السلام؟

ج9: المراد من الكرامة التي اختصّ بها الإمام الهادي عليه السلام كما في عبارة الزيارة وبقرينة ما بعدها من العبارات هي منزلة الإمامة التي أكرمه الله تعالي بها، فيكون اختصاصه بها ليس من بين الأئمة عليهم السلام بل من بين أهل زمانه جميعاً، فإنّه هو الإمام عليهم، ولا إمامة لأحد غيره قطّ ما دام هو عليه السلام حياً.

أو لعلّ الكرامة التي اختُصّ بها عليه السلام حتي من بين الأئمة هو ما صار سبباً لحمله لقب «الهادي» إذ كانت ظروفه تساعد علي ارتباطه عليه السلام بالناس وهداية الكثير من المنحرفين إلي الطريق المستقيم، مما جعله عليه السلام يحصل من بين الأئمة في أثر ذلك

علي لقب «الهادي» فإنّه عليه السلام وحده الذي لقّب بهذا اللقب مع أنّ كلّ الأئمة عليهم السلام هداة وقد وُصفوا بذلك وعليه: فتكون الكرامة التي اختصّ بها عليه السلام وحده دون غيره من الأئمة عليهم السلام هي كرامة حصوله علي وسام «الهادي».

التحية والسلام

س10: ورد في زيارة الإمام الحسن العسكري عليه السلام عبارة « … وبلّغه منا تحية وسلاماً» فما المقصود بالتحية والسلام؛ إذ قد يتبادر إلي الذهن بأن إبلاغ ثواب الصلاة والزيارة للإمام أهمّ من إبلاغ التحية والسلام؟

ج10: المراد من التحية كما في الحديث الشريف هو: السلام وغيره من البرّ، والمقصود من السلام هو: الدعاء للمخاطب بالحياة والبركة، فيكون معني «وبلّغه منّا تحيّة وسلاماً» أي: استجب لنا دعاءنا فيه وزده حياة ذا خير وبركة، علماً بأنّ خير الآخرة وبركتها هو: رفع الدرجات، وعلوّ المنزلة، وشموخ المقام عند الله تبارك وتعالي، فيكون إبلاغ التحية والسلام حينئذ مضاهياً لإبلاغ الصلاة والزيارة وموازياً له في المؤدّي والنتيجة.

السلام علي الإمام الحجة عليه السلام

س11: في زيارة الإمام الحجة عليه السلام نجد بأنّ كلمة «السلام» تتكرّر عليه، لتشمل جميع حركات الإمام وسكناته من: قيام، وصلاة، وقنوت، وركوع، وسجود، وتهليل، وتكبير. فلماذا اختصّ الإمام الحجة عليه السلام بهذا التعبير في زيارته؟

ج11: إنّ السلام منّا إذا تكرّر علي شخص، خاصّة إذا كان السلام كما في زيارته عليه السلام المعروفة بزيارة: «آل ياسين» موجَّهاً علي كلّ حركة من حركاته، وسكون من سكناته، يُفصح عن شدة العلقة والارتباط به، وعظيم المحبة والولاء له، كما ويكشف عن تعايش الذي يقوم بإبلاغ السلام عليه وأداء التحية إليه مع كل حركات الذي يقصده بالسلام وجميع سكنات الذي يخصّه بالتحية والإكرام، مضافاً إلي ما في ذلك من إيحاء نفسيّ يحلّق بالإنسان إلي أجواء التعايش معه، وفي رحاب الكون بفنائه وظلاله، وعدم نسيانه وإهماله، بل والاقتداء بحركاته وسكناته، والتعلم من أسلوبه وسلوكه، والتأسّي بأخلاقه وسيرته، من أداء الصلاة، وإيتاء الزكاة، والعمل بالطاعات، وممارسة العبادات والصالحات إن شاء الله تعالي.

هذا وقد ذكر القرآن الحكيم السلام في مدح

الأنبياء عليهم السلام ومنهم نبيّ الله عيسي عليه السلام بقوله سبحانه: ?والسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا?.

وربّما اختصّ الإمام الحجة عليه السلام بهذا التعبير في زيارته، لأنّه عليه السلام حي ويعيش في هذه الحياة الدنيا بين أظهرنا، ويقوم بما يقوم به وهو فيما بيننا: يؤدّي الواجبات، ويعمل الصالحات، ويأتي بالأذكار، ويزاول الحركات والسكنات بالفعل وعلي أرض الواقع وفي الخارج المُعاش: من ركوع وسجود، وقيام وقعود، وتهليل وتكبير، وغيرها.

الملائكة والعتبات المقدسة

الملائكة المحدقون بالعتبات المقدسة

س1: في معظم العتبات المقدسة، نسلّم علي الملائكة المحدقين بالقبور المشرفة والمقيمين فيها، فهل الملائكة محدقون حول الحرم المطهر، أم حول الصحن الشريف؟

ج1: الملائكة كما في التعبير الموجود في بعض الزيارات: «السلام عليك وعلي الملائكة المحدقين بك، والحافّين بقبرك» محدقون ومحيطون بالجسد الشريف، وحافون وطائفون بالقبر الطاهر، وحيث إنّهم أجسام لطيفة كالهواء لا يحسّ الزائرون بهم، ولا يدركونهم بحواسّهم، وهم ماكثون عند المرقد الشريف بلا ملل ولا سأم، ولا ارتحال ولا تنقل، لأنّهم يأنسون بخدمة المعصوم عليه السلام ويتبرّكون به، وهم لا يأكلون ولا يشربون، وبحسب الروايات لا ينامون ولا ينكحون، وإنّما يعيشون بنسيم العرش، وفي الروايات أيضاً: أنّ الملائكة أجسام لطيفة نورانية، كاملة في العلم، والقدرة علي الأفعال الشاقّة، شأنها الطاعات، ومسكنها السماوات، وهم رسل الله إلي الأنبياء، يسبّحون الليل والنهار لا يفترون، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

عدد الملائكة المحدقين بالمراقد الشريفة

س2: كم هو عدد الملائكة المحدقين بقبر الإمام المعصوم عليه السلام، هل يمكن أن يكون العدد بالآلاف أم بالملايين، أم بالمليارات، أم بما لا يمكن حصره؟

ج2: عدد الملائكة المحدقين بقبر المعصوم عليه السلام من حيث المجموع يتجاوز المليارات وربما يصل إلي ما لا يمكن حصره، لأنّ هناك بحسب الروايات الشريفة في هذا المجال قسمين من الملائكة الطائفين بقبر المعصوم عليه السلام:

فقسم ماكث وهو في بعض الروايات «أربعة آلاف ملك» ماكثون عند مرقد الإمام الحسين عليه السلام وقد نزلوا لنصرته فلم يدركوا النصرة أو لم يأذن لهم المعصوم بنصره، فمكثوا عنده يبكونه ويشهدون زوّاره مستقبلين لهم ومشيّعين، ومؤمّنين لهم علي دعائهم وداعين، وفي بعض الروايات أيضاً سبعون ألف ملك يمكثون عنده ويُصلّون عليه كلّ يوم شعثاً غبراً ويدعون لمن زاره، وفي

روايات أخري أعداداً غير ذلك يمكثون عنده أيضاً.

وقسم راحل وهو في بعض الروايات كلّ يوم سبعون ألف ملك ينزلون كلّ مساء ويعرجون قبل طلوع الشمس، ثم سبعون ألف ملك ينزلون كل نهار ويعرجون قبل غروب الشمس وفي رواية أخري: ما من ملك في السماء والأرض إلاّ وهم يسألون الله في زيارة قبر الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج وفي رواية أخري: وتحفّه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة يصلّون عليه وفي رواية أخري: «إنّ البيت يطوف به كلّ يوم سبعون ألف ملك، حتي إذا اُدركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتي الصباح، وإنّ الحسين لأكرم علي الله من البيت وإنّه في وقت كلّ صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلي يوم القيامة»، فالمجموع بحسب الروايات يتجاوز المليارات، بل لا يمكن حصره وعدّه.

أفواج الملائكة تتغير

س3: هل الملائكة المحدقون بقبر الإمام المعصوم عليه السلام هم أنفسهم علي مرّ السنين وحتي قيام الساعة؟ أم أنّهم أفواج يتغيّرون بين فترة وأخري بشكل منتظم؟

ج3: الملائكة المحدقون بقبور المعصومين عليهم السلام علي ما في الروايات الشريفة في هذا المجال وكما مرّ علي قسمين:

قسم لابث لا يرتحل ولا يتنقّل: وهو ما دلّت عليه بعض الروايات القائلة بنزول ملائكة لنصرة المعصوم، فلم يدركوا النصرة، أو لم يأذن لهم المعصوم بالنصرة، فهم عند قبره شعث غبر يبكون إلي يوم القيامة.

وقسم راحل متنقّل ومتحول: وهو ما دلت عليه أيضاً بعض الروايات القائلة بذلك، مثل ما عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما من شيء مما خلق الله أكثر من الملائكة، وإنّه ليهبط في كلّ يوم

أو في كلّ ليلة سبعون ألف ملك فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول الله صلي الله عليه و اله، ثم يأتون أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون عليه، ثم يأتون الحسين عليه السلام فيقيمون عنده، فإذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلي السماء، ثم لا يعودون أبداً».

التدخل الغيبي للملائكة

س4: إذا تعرّض قبر الإمام المعصوم عليه السلام لا سمح الله إلي اعتداء، فهل يمكن أن تتدخّل الملائكة غيبياً لوقف ذلك الاعتداء؟

ج4: لا يبعد أحياناً تدخّل الملائكة غيبياً لوقف الاعتداء وردّه، لأنّه حيث إنّ الدنيا دار امتحان واختبار فلا تكون المعجزة إلاّ نادراً، وقد قال شهود عيان: بأنّ في قضية شهداء الكاظمية المقدّسة في يوم ذكري استشهاد الإمام موسي بن جعفر عليه السلام عام 1426 للهجرة حيث كانت الجماهير الحاضرة في مواكب عزاء الإمام الكاظم عليه السلام بالملايين لولا تدخّل الأمر الغيبي، لكان الشهداء أكثر بكثير من هذا العدد، لان المخطط الإرهابي المقيت الذي قام به أذناب بني أميّة وبني العباس وعملاء الأجانب والمستعمرين كان بصورة شيطانية ومعدّ لحصد أرواح الآلاف من الزائرين والمعزّين لرسول الله صلي الله عليه و اله بابنه الكاظم المظلوم المقتول صبراً بسمّ هارون العباسي.

الملائكة وزوّار الائمة عليهم السلام

س5: هل تقتصر مهمّة الملائكة المحدقين بالإمام المعصوم عليه السلام نفسه، أم تشمل أيضاً زوّار الإمام المعصوم، وبأية صورة؟

ج5: لا تقتصر مهمّة الملائكة المحدقين بقبر المعصوم عليه السلام بالإمام المعصوم نفسه، بل إنّ مهمّتهم تشمل الزائرين والوافدين للزيارة أيضاً، كما في صريح الأحاديث الشريفة، فعن النبي صلي الله عليه و اله في حديث طويل: إنّ جبرئيل عليه السلام أخبره عن بعض ما يجري علي الإمام الحسين عليه السلام وقال: «وتحفّه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة، ويصلّون عليه، ويسبّحون الله عنده، ويستغفرون الله لزوّاره، ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أمّتك، متقرّباً إلي الله تعالي وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء. فإذا كان يوم القيامة سطع

في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشي منه الأبصار، يدلّ عليهم ويعرفون به … ».

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: «من زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقّه … استقبلته الملائكة، فإذا انصرف شيّعته إلي منزله، فإن مرض عادوه، وإن مات شيّعوه بالاستغفار إلي قبره … ».

وعنه عليه السلام أيضاً قال: «أربعة آلاف ملك عند قبر الإمام الحسين عليه السلام شعث غبر، يبكونه إلي يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا يموت إلا صلّوا علي جنازته، واستغفروا له بعد موته».

وعنه عليه السلام أيضاً قال: «وكّل الله تبارك وتعالي بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كل يوم، شعثاً غبراً ويدعون لمن زاره ويقولون: يا رب هؤلاء زوّار الحسين عليه السلام افعل بهم، وافعل».

وعنه عليه السلام أيضاً قال: «وكلّ الله بقبر الحسين بن علي أبي طالب عليه السلام سبعين ألف ملك شعثاً غبراً، يبكونه إلي يوم القيامة يصلّون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميّين، يكون ثواب صلواتهم وأجر ذلك لمن زار قبره».

مهمة الملائكة في العتبات المقدسة

س6: هل الملائكة المحدقون بالقبور المشرفة موجودون حولها منذ الأزل، أم أن مهمتهم بدأت بعد دفن الإمام المعصوم عليه السلام؟

ج6: الظاهر من متواتر الأحاديث الشريفة أنّ مهمة الملائكة المحدقين بقبر المعصوم عليه السلام بدأت بعد استشهاد الإمام المعصوم وبعد مدفنه، ولم تكن من الأزل.

نصائح أبوية

لكبار السدنة

س1: بماذا تنصحون كبار السدنة (الكليدار) وقوّام العتبات المقدسة؟

ج1: سدانة العتبات المقدسة لا تقلّ أهمية عن سدانة بيت الله الحرام فخراً وشرفاً، كما لا تقلّ عنها أمانة ومسؤولية، وهي نعمة كبري امتاز بها السدنة عن غيرهم، والنعمة يجب علي الإنسان شكرها، وشكر هذه النعمة الكبري يكون بالتواضع لله سبحانه، وبإطاعة الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين وبمعرفة حقّ صاحب العتبة المقدسة، وبإكرام مساعديه ومعاونيه، وباحترام الزائرين والوافدين، وباهتمامه بأمورهم وشؤونهم، وبصرف الموارد في مكانها ومحلّها، وبذل الزائد علي الزائرين والوافدين، والعمل من أجل التوسعة عليهم، والترفيه لهم، من حيث المكان والمنزل، ومن حيث الإمكانات والخدمات، وغير ذلك ممّا يساعد في إسعاف الزائرين، وفي توفير الراحة عليهم، والعمل علي رفع المستوي الثقافي للزائرين عن طريق إهداء الكتاب والمجلة، والكاسيت والسيدي، وما أشبه ذلك إليهم، مما يوقف الزائر علي معرفة صاحب المرقد الطاهر، ومعرفة أهدافه، ومعرفة منجزاته وإصلاحاته، وأخلاقه وسيرته، حتي يرجع الزائر وقد تزود مادياً ومعنوياً وجسمياً وروحياً من زيارته، وفي ذلك أجر كبير للزائر وللسادن، ولمن ساعده وآزره علي ذلك إن شاء الله تعالي.

لكبار المسؤولين

س2: بماذا تنصحون كبار المسؤولين في المدن المقدسة (المحافظ، مدير البلدية، مدراء الدوائر الرسمية)؟

ج2: المدن المقدسه مدن لا تختصّ بجماعة خاصّة، ولا بفئة معيّنة، ولا بعربيّ ولا عجميّ، ولا بأسود ولا أبيض، وإنّما هي لجميع المسلمين، بل ولكافّة أهل الأرض، وهذا يستدعي أن تكون المدينة المقدّسة متميّزة علي سائر المدن الأخري من حيث الأجهزة والمؤسسات، ومن حيث الإمكانات والخدمات، ومن حيث النظافة والجمال، ومن حيث الثقافة والأخلاق، بحيث تستطيع ضيافة أكبر عدد ممكن من الوافدين والزائرين برحب وسعة، وهذا يؤكّد علي كبار المسؤولين في المدن المقدسة، بل علي كلّ مسؤول وقاطن

في هذه المدن العمل من أجل تحقيق أجمل استضافة يستطيع أن يقدّمها أحد لأحد، كيف واستضافة الزائرين فيه أجر كبير، وثواب عظيم، وسعادة في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالي.

لسائقي السيارات والقطارات والطائرات

س3: بماذا تنصحون سائقي السيارات والقطارات وقائدي السفن والطائرات الذين ينقلون الزوّار إلي المدن المقدسة؟

ج3: خدمة الزائرين وسام عظيم لا يحصل عليه إلا النادر من الناس، والأوحدي منهم، والخدمة لا تختصّ بشيء معيّن، ولا بأمر خاصّ، وإنما تعمّ كلّ ما يوفّر الراحة للزائرين، وتشمل جميع ما يسهّل أمر الزيارة عليهم، والسائق وكذلك القائد وفي كل وسائل النقل الجديدة براً وبحراً وجوّاً، الذي يُوفَّق لنقل الزائرين إلي العتبات المقدسة، فإنّه يقدّم خدمة كبيرة للزائرين، ويحظي بحمل هذا الوسام العظيم؛ وسام خدمة الزائرين، وهذا يتطلّب منه أن يشكر الله تعالي علي هذا التوفيق، وأن يتعامل مع الزائرين معاملة إكرام وإكبار، وسماح وإرفاق، وأخلاق وآداب، ليشاركهم مضافاً إلي ما حصل عليه من وسام الخدمة في ثواب زيارتهم ووفادتهم أيضاً إن شاء الله تعالي.

لطلبة العلوم الدينية

س4: بماذا تنصحون طلبة العلوم الدينية الذين يدرسون في الحوزات العلمية المجاورة للعتبات المقدسة؟

ج4: طلبة العلوم الدينية وعلماء الدين الكرام هم أطبّاء الروح، كما أن الدكاترة هم أطباء الجسد في المجتمع، وأطباء الروح أكبر مسئولية وأعظم أجراً من أطباء الجسم، ومسؤليتهم تتطلّب منهم الاهتمام بتوجيه القاطنين في العتبات المقدسة وإرشادهم إلي ما يجب عليهم تجاه المدينة المقدسة، وتجاه العتبات المقدسة، وتجاه الزائرين لها، والوافدين عليها: من حسن الضيافة، وحسن الوفادة، وتيسير الأمور، وتوفير الإمكانات والخدمات، بانطلاق ورحابة، وبشر وابتسامة، كما ينبغي لهم مساعدة القاطنين في تحقيق هذه الواجبات تجاه المدينة والعتبات والزوّار.

للتربويين والمدرّسين

س5: بماذا تنصحون التربويين والمدرّسين والمعلّمين ومدراء المدارس في المدن المقدسة؟

ج5: التربويون والمدرّسون، وكذلك المعلمون ومدراء المدارس وكلّ من لهم نوع ارتباط بالتربية والتعليم، والتوجيه والتثقيف بشكل وآخر، عليهم أن يعرفوا بأنّهم يمتازون بمدينتهم المقدسة، وبالعتبات المقدسة علي سائر التربويين والمدرّسين، وكذلك علي سائر المعلمين ومدراء المدارس في بقية المدن، التي لم تنل شرف احتضان المراقد الطاهرة، ولم توفّق لاكتناف العتبات المقدسة، وامتيازهم هذا يحمّلهم المسؤولية الكبري علي تنشئة الجيل الصاعد تنشئة إسلامية وإيمانية، أخلاقية وعقائدية، اجتماعية وثقافية، مستلهمة من ثقافة القرآن الحكيم، وثقافة الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام، بحيث يترعرعون علي احترام الضيوف والوافدين، وإكرام الزوّار والقاصدين، ويشبّون علي معرفة مقام صاحب العتبة المقدّسة عند الله تعالي، ومعرفة منزلة زوّاره عنده، ويكبرون علي معرفة سيرة صاحب العتبة الكريمة ومعرفة أهدافه الراقية التي استشهد من أجلها، والسعي في اتّباع سيرته وتطبيق أهدافه علي أنفسهم ونشرها في المجتمع الإسلامي، بل في المجتمع البشري كلّه، إن شاء الله تعالي.

لأصحاب حلقات الدرس

س6: بماذا تنصحون طلبة العلوم الدينية الذين يعقدون حلقات الدرس والتدريس والمباحثة داخل أروقة العتبات المقدسة؟

ج6: طلبة العلوم الدينية الذين يعقدون حلقات البحث داخل أروقة العتبات المقدسة ينبغي لهم مضافاً إلي خفض الصوت وعدم إحداث ضوضاء يخلّ بهدوء المكان المقدس، أن يفسحوا المجال لو تضايق الزائرون الكرام من حيث المكان، وأن يفتحوا لهم باعهم ترحاباً بهم، وأن ينفتحوا عليهم لو كان لهم إليهم حاجة كأخذ الاستخارة مثلاً أو طرحوا عليهم سؤالاً شرعياً أو عقائدياً أو اخلاقياً، ويحاولوا بكلّ بشاشة وطلاقة وجه اقناعهم في الجواب وحسن الردّ، وذلك كله أداءً لما لصاحب العتبة من حقّ عليهم وعناية بهم مادّياً ومعنوياً.

لمسؤولي دور السينما والمسارح

س7: بماذا تنصحون القائمين علي دور السينما والمسرح ومحطات الإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية التي تتخذ من المدن المقدسة مقراً لها؟

ج7: القائمون علي دور السينما والمسارح ومحطّات الإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية في المدن المقدسة، علي عاتقهم تجاه هذه المدن والعتبات المقدسة مسؤولية كبيرة، ألا وهي ابلاغ الأهداف الإنسانية الراقية لصاحب العتبة المقدسة ليس للزائرين فقط، بل لكل من يصله صوتهم وبثّهم، علماً بأن أهدافهم عليهم السلام السامية تشكل أساس الأخلاق والانسانية، وجذور المكارم والمحاسن: من العدالة والحرية، والرقي والتقدم ورفض الظلم والعدوان، والاستعمار والاستعباد.

للقائمين علي صيانه العتبات

س8: بماذا تنصحون المهندسين وعمال البناء الذين يتولون الصيانة وأعمال الترميم وإعادة العمران للمشاهدة المشرفة؟

ج8: ينبغي للمشرفين علي صيانة مباني العتبات المقدسة من مهندسين وغيرهم أن يشكروا الله علي ما أنعم عليهم من نعمة مجاورة صاحب العتبة المقدسة ونعمة وسام الخدمة العمرانيّة، وأن يسعوا في إظهار هذه النعمة بحسن سلوكهم، وطيب معاشرتهم، والمدامة علي عملهم والمثابرة فيه، والقيام بإنشاء كلّ ما يحتاجه الزائرون الكرام في مدّة زيارتهم من توسعة وترميم، ودورات مياه، وأماكن للراحة والاستجمام وما أشبه ذلك.

لقرّاء القرآن والمؤذّنين

س9: بماذا تنصحون قرّاء القرآن والأدعية والمؤذّنين في المشاهد؟

ج9: المؤذّنون والقرّاء في المشاهد المشرفة مضافاً الي ما لهم من امتياز شامخ بسبب تخصّصهم في الأذان وفي تلاوة القرآن الحكيم، لهم امتياز وسام الخدمة في الروضة المباركة والمشهد الشريف أيضاً، وهذا ما يزيد في مسؤوليتهم تجاه عملهم، وتجاه الزائرين الكرام، وتجاه مجتمعهم وأسرتهم، كي يكونوا علي جانب كبير من الكياسة والسماحة، ومن الأخلاق والآداب، التي جاء بها القرآن الحكيم، وندب إليه فصول الأذان الكريم.

لقارئي الزيارة والمصائب

س10: بماذا تنصحون الذين يقومون بتلاوة الزيارة وقراءة بعض المصائب المختصرة وأخذ الاستخارة وتعبير المنام للزائرين في العتبات المقدسة؟

ج10: ينبغي لكل من له في عمله ارتباط ولو قليل جداً بالعتبات المقدسة والبقاع المشرفة، أن يعلو بنفسه، ويرقي بروحه، إلي مستوي الملائكة المقرّبين الذين يحيطون بالمرقد الشريف، ويمكثون عند الضريح المبارك، ويدعون للزائرين. ويؤمّنون علي دعائهم، ويستقبلونهم إذا وفدوا للزيارة، ويشيّعونهم اذا رحلوا إلي أوطانهم، ينبغي لهم لشبههم في تواجدهم عند الضريح الطاهر ومكثهم في المرقد الشريف بالملائكة المحدقين بالقبر الكريم، أن يكون تعاملهم مع الزائرين الكرام بل مع جميع الناس وخاصة ذويهم وأهليهم، كتعامل الملائكة الكرام مع الزائرين والوافدين، تعامل إكبار وإجلال، وإكرام وإحسان.

لأصحاب الفنادق

س11: بماذا تنصحون أصحاب الفنادق الذين يستقبلون زوّار العتبات المقدسة؟

ج11: ينبغي لكل مَن تأهّل ووفّقه الله لأن يكون من أصحاب الفنادق في العتبات المقدسة أن يستقبل الزائرين والقادمين إليها بكلّ أمانة وصيانة، وكلّ احترام وإجلال، وبالخلق الحسن والوجه البشوش: وأن يعاملهم بالمعاملة الطيبة والرفيعة، ويتساهل معهم في الأجور والقضايا المالية، بل في شتّي الأمور حتي يكون أهلاً لنيل رضي أهل البيت عليهم السلام بعد أن كان أهلاً لأن يكون حائزاً علي فندق ومسكن للزوّار الكرام.

لرجال الأمن والشرطة

س12: بماذا تنصحون أفراد الشرطة ورجال الأمن الذين يتولّون توفير الأمن لزوّار العتبات المقدسة؟

ج12: القائمون علي حفظ النظام في العتبات المقدسة ينبغي لهم أن يكونوا ذوي مهارة وخبرة، وحنكة وتجربة، وأن يكونوا إلي جانب ذلك ذوي خلق حسن وسيرة طيّبة مع الزائرين وغير الزائرين وأن يوفّروا الأمن والسلام، والدعة والاطمينان للمجاورين والزائرين وأن تكون أهدافهم من وراء هذه الخدمات أهدافاً سامية مباركة وذلك بأن تكون خالصة لله تعالي، كسباً لرضاه ورضي صاحب العتبة ورضي المجاورين والوافدين إن شاء الله تعالي.

لضباط الجوازات في المطارات والحدود

س13: بماذا تنصحون ضبّاط الجوازات في المطارات والمرافئ ومراكز الحدود الذين يقومون بإنجاز معاملات زوّار العتبات المقدسة؟

ج13: علي القائمين في المطارات والمرافئ ومراكز الحدود والموانئ لانجاز معاملات الجوازات والسفر، تسهيل أمر الزائرين والوافدين رجالهم ونسائهم، كبارهم وصغارهم، وتمشية أمورهم برفق وإكرام، وتيسير دخولهم وخروجهم بعطف واجلال، فإنّ للوافدين والزائرين عند الله وعند رسوله مقاماً كبيراً ومنزلة عظيمة، وإنّ للساعي في تسهيل أمورهم، وتسريع رحلاتهم ثواباً جزيلاً وأجراً كبيراً، فلا يحرموا أنفسهم من ذلك لا سمح الله بعرقلة أمرهم وتصدية سعيهم.

للعريسَين أثناء شهر العسل

س14: بماذا تنصحون العريس المؤمن والعروس المؤمنة اللذين ينويان قضاء «شهر العسل» في رحاب إحدي المدن المقدسة؟

ج14: ينبغي للزوجين الجديدين من العريس والعروس اللذين ينويان قضاء شهر العسل في رحاب العتبات الكريمة من إحدي المدن المقدسة، أن يراعوا الأحكام الشرعية من ستر وحجاب، وحياء وحشمة، وأن يحافظوا علي الأخلاق الإسلامية الرفيعة: من عفاف وكفاف، واتزان ووقار، وأن يجتنبوا المحرّمات الشرعية والأخلاق الذميمة ويتجنبوا المظاهر المزرية والمفاتن المفسدة حتي يكونوا نموذجاً للعروسين المؤمنَين الحائزين علي رضي الله ورضي النبي وأهل بيته عليهم السلام ورضي صاحب العتبة المقدسة.

للقاطنين في المدن المقدسة

س15: بماذا تنصحون القاطنين في المدن المقدسة؟

ج15: ينبغي للقاطنين في المدن المقدسة شكراً منهم علي الجوار المقدس الذي أنعم الله تعالي به عليهم أن يعرفوا قدر أنفسهم وقدر ما أنعم الله عليهم وأن يظهر ذلك علي سلوكهم وسيرتهم، فتكون أخلاقهم أخلاق مَن يجاورونه من الأئمة الأطهار عليهم السلام في الناس من مجاورين وزائرين معاً، وذلك بأن يحسنوا معاملة المجاورين والقاطنين وأن يكرموا الزائرين والوافدين، ويرفقوا بهم، ويحسنوا إليهم، ويبذلوا كل ما في وسعهم لخدمتهم احتراماً لهم، وإكراماً للمشاهد المشرفة.

لمن يريد تغيير مكان ولادته

س16: بماذا تنصحون من ينوي تغيير مكان ولادته في جواز سفره من المدينة المقدسة التي ولد فيها (كربلاء، مثلاً) إلي مدينة أخري (بغداد، مثلاً) وذلك نظراً للمضايقات التي يتعرض لها في الحدود والمطارات بسبب ذكر اسم المدينة المقدسة في جواز سفره؟

ج16: ينبغي لأمثال هؤلاء أن يفتخروا بمكان ولادتهم، وأن لا يعيروا لهذه المضايقات أهمية، ولا يسمحوا بأن يكون لها أثر سلبّي علي شخصيّتهم ونفوسهم، فإنّهم ولدوا بأشرف المدن عند الله تعالي، وعند رسوله الأكرم، وعند أهل بيته الأطهار، فلا يتنكروا لهذه الولادة وعليهم أن يوجّهوا العاملين في الحدود والمطارات، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالخلق الحسن الرفيع إلي أهداف ومباني أهل البيت عليهم السلام وإلي فضائلهم ومناقبهم، وثواب التسهيل علي زائريهم ووافديهم، وعقاب التشديد عليهم وعرقلة دخولهم و خروجهم، كي لا يتعرضوا لأحد بالأذي والمضايقات.

للمرضي الذين يستشفون بالأئمة عليهم السلام

س17: بماذا تنصحون المرضي الذين يرغبون في الحصول علي الشفاء من الأئمة الأطهار عليهم السلام في المشاهد المشرفة؟

ج17: ينبغي لهم بعد التوكل علي الله عزّ وجلّ والالتجاء إلي النبي الأكرم وأهل بيته الطيبين الطاهرين، أن يسرعوا بالذهاب إلي تلك المشاهد المشرفة والعتبات الطاهرة، فإنّها أبواب رحمة الله ومنافذ قربه تعالي وأن يتوسّلوا إليهم عليهم السلام ويستشفعوا بهم، ويجعلوهم الوسيلة إلي الله سبحانه في الشفاء والعافية، فقد ثبت لدي المسلمين أنهم عليهم السلام أزكي الخلق وأطهرهم وأقربهم إلي الله تعالي وقد قال عزّ من قائل: ?وَابْتَغوا إلَيْهِ الوَسيلَة?.

لمن يدفنون أمواتهم في العتبات المقدسة

س18: بماذا تنصحون الذين يرغبون في دفن أمواتهم بجوار العتبات المقدسة؟

ج18: هذا أمر جيد جداً ولكن يجب أن يراعي المتصدون لذلك جميع الأحكام الشرعية المرتبطة به، مثلاً يجب عدم صرف الإرث من سهم الورثة الصغار في هذا السبيل بل صرف ذلك من الثلث إن أوصي الميت بذلك، وإن لم يوصّ بشئ فمن إرث الورثه الكبار مع رضي كلّ فرد منهم بذلك، وغيرها من الأحكام الشرعية في هذا المجال.

للمتسوّلين في المدن المقدسة

س19: بماذا تنصحون الذين يأتون إلي المدن المقدسة لغرض التسوّل ومد اليد أمام الزائرين للحصول علي بعض الأموال؟

ج19: التسوّل أمر مرغوب عنه في الشريعة الإسلامية ومذموم ذماً شديداً فيما لو كان مع الحاجة الملحّة، ومع عدم الحاجة فحرام، وعليه فاللازم ترك ذلك، وعلي المؤمنين التعاون في نفي هذه الظاهرة المزرية بالطرق الشرعية بلين ورفق، وتهيئة وسائل الكسب للمحتاجين والقادرين علي العمل منهم، وإغناء غير القادرين علي العمل وحمل غير المحتاجين علي ترك ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

للذي يري أن الزيارة شرك

س20: بماذا تنصحون من يري بأن زيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام شرك، وبناء قبورهم بدعة؟

ج20: قال الله تعالي: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ?، وفي التفسير انه لما نزلت هذه الآية قال أحد الصحابة للرسول الأكرم وهو يشير إلي بيت علي وفاطمة عليهما السلام متسائلاً: وهل هذا البيت منها؟ قال صلي الله عليه و اله: نعم من أفضلها، وعليه: فهذه البيوت تذكّر المسلمين بالله وتهديهم إليه، ولذلك أراد الله تعالي لها الرفعة والشموخ، وهو يتمّ بإصلاحها وترميمها وتشييدها بلا فرق بين بيوت حلّوا فيها وهم أحياء أو حلّوا فيها وهم عند ربهم يرزقون، وقد ذكر أبو عامر واعظ أهل الحجاز بإسناده عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال لعلي عليه السلام ضمن حديث طويل: « … يا علي من عمّر قبوركم فكأنما أعان سليمان بن داود علي بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتي يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمّه … ».

لمن يرتكب المحرّمات في المدينة المقدسة

س21: بماذا تنصحون الذين يرتكبون المحرّمات ممن يسكنون في المدن المقدسة، أو من الزائرين لها؟

ج21: يجب علي كل مسلم أن لا يرتكب المحرّمات ويأتي بالواجبات وخاصة علي من يسكن هذه المدن المقدسة، أو يأتي إلي زيارتها والوفادة عليها، فإن عليه أن يراعي حرمة ساكن هذه البقعة الشريفة وأن لا يأتي بما لا يرضي الله ورسوله وأهل بيته وهذا كله أداءً لما لصاحب العتبة المقدسة من حق علي المجاورين والزائرين، وماله من عناية خاصة بهم مادياً ومعنوياً.

للذين يستهزئون بزوار العتبات المقدسة

س22: بماذا تنصحون الذين يستهزؤون بزوّار العتبات المقدسة وبمراسم الزيارة؟

ج22: ينبغي لهم أن يعرفوا مقام الرسول الأكرم والأئمة من أهل بيته وذريته عليهم السلام وأن يحترموا منزلتهم عند الله تعالي وأن يكفّوا عن هذا الاستهزاء الذي هو استهزاء بالقرآن الحكيم الذي فرض علي المسلمين جميعاً مودتهم وطاعتهم، وإجلالهم وإكرامهم، وقال: ?قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي? فقالوا: يا رسول الله ومن قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما» وأن يتوجهوا إلي الله سبحانه بأصحاب هذه البقاع المشرفة لنيل رضا الله ورضاهم، فإنهم الوسيلة إلي الله عزّ وجل، كما قال سبحانه: ?وَابْتَغوا إلَيْهِ الْوَسيلَة? وقد اشتهر أنّ لدي المسيحيين مقاماً يقولون إنّه لحافر حمار عيسي المسيح عليه السلام وقد بنوا عليه بنياناً ويزار من قبل المسيحيين إكراماً للسيد المسيح عليه السلام فكيف بذريّة النبي صلي الله عليه و اله وهم أشرف الخلق وأطهرهم، وأكرمهم علي الله ورسوله، ومن يتشرّف السيد المسيح عليه السلام بالاقتداء والائتمام بمهديّهم حين ظهور الإمام المهدي عليه السلام ونزول السيد المسيح عليه السلام إلي الأرض؟

للذي يريد الشر بالعتبات المقدسة

س23: بماذا تنصحون الذين يريدون الشر بالعتبات المقدسة ويسعون إلي خرابها؟

ج23: إرادة الشر ليس من صفات المسلم، لأن الرسول الأكرم كما عن أبي ذر قال: « … المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه … » فكيف بمن يريد الشرّ بالعتبات المقدسة والقبور الطاهرة التي حضّ الرسول الأكرم علي بنائها وإعمارها، واحترامها وإكرامها، وحذّر من هدمها وخرابها، وإهمالها وتوهينها؟ قال الله تعالي: ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً? وقال رسول الله صلي الله عليه و اله وهو يحدّث علياً عليه السلام: «يا علي من عمّر قبوركم فكأنما أعان سليمان بن داود علي بناء بيت المقدس

… فأبشر يا علي وبشّر أولياءك ومحبّيك من النعيم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر علي قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يُعيّرن زوّار قبوركم بزيارتكم كما تُعيّر الزانية بزناها، اولئك شرار أمّتي لا أنالهم الله شفاعتي ولا يردون حوضي».

للنساء المتبرجات في العتبات المقدسة

س24: بماذا تنصحون النساء المتبرجات اللاتي يذهبن إلي المدن المقدسة بكامل زينتهن دون اكتراث منهن بوجود الرجال الأجانب والفتنة التي تسببهن لهم؟

ج24: التبرّج من المحرّمات التي نهي عنه الشارع المقدس بصورة مطلقة، فكيف بما لو كان ذلك في المدن المقدسة وعند روضة الرسول الكريم صلي الله عليه و اله أو رياض أهل بيته المعصومين وذريته الميامين عليهم السلام، الذين أتوا بحرمة التبرّج من عند الله تعالي. ففي القرآن الحكيم يقول الله سبحانه: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَي? هذا من جهة الحرمة ومحاسبة الشرع عليه، ناهيك عن ما يسبّبه التبرّج من مفاسد في المجتمع الاسلامي، فالواجب عليهن المحافظة علي سترهن وحجابهن، كما يجب علي كل مسلم أن يقدّم اليهن النصح وأن يهديهن إلي الطريق المستقيم، طريق علي وفاطمة الزهراء وزينب الكبري عليهما السلام حيث العفاف والحجاب، والنزاهة والبراءة، والشرف والرقي.

للأثرياء الذين يعرضون عن الزيارة

س25: بماذا تنصحون الأثرياء الذين يسافرون إلي الدول الغربية لقضاء إجازاتهم ويتثاقلون عن زيارة العتبات المقدسة؟

ج25: السفر إلي الدول الغربية وغير الاسلامية للاعتبار من التقهقر الروحي والمعنوي وويلاته عندهم، وكذلك لإيصال الإسلام وتعاليمه الراقية، وأخلاقه وآدابه السامية إليهم، جيد وممدوح عند الله ورسوله وأهل البيت. وهذا مما يجب علي كلّ مسلم قادر عليه، نعم السفر إلي تلك الدول إذا لم يكن بهذا الهدف فهو سفر يجرّ الندم علي الإنسان لأنه يخسر بذلك ماله وعمره، بينما السفر إلي زيارة العتبات المقدسة يوفّر علي الإنسان أمواله فقد ذكرت الروايات الشريفة أنّ الله تعالي يخلف علي الزائر ما صرفه في طريق الزيارة ويعوّضه بأضعافها، ويزيد في عمر الإنسان أيضاً إذ في الأحاديث الكريمة أنّ ما تستغرقه الزيارة من وقت لا يحسب من عمر الإنسان، مضافاً إلي

ما يحصل عليه الزائر من خير الدنيا ونعيم الآخرة، ومن القرب إلي الله تعالي والوجاهة عند الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام.

للذين يقرؤون الفاتحة دون الزيارة

س26: بماذا تنصحون المسلم الذي يدخل العتبات المقدسة ويقرأ سورة الفاتحة فقط ولا يأتي بمراسم الزيارة الخاصّة وصلاتها؟

ج26: قراءة القرآن وخاصّة الفاتحة وإهداؤها إلي النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام، أمر محبوب ومطلوب، ولكن علي الإنسان المحنّك الفطن أن لا يفوته ثواب الزيارة ومعنوياتها الخاصة وآثارها التربوية علي النفس والروح، إذ تلك الزيارات مأثورة عن أهل بيت الوحي والعصمة، ومنقولة عنهم، وتحتوي علي قمة البلاغة والفصاحة، وذروة الأدب العربي والأدب الاسلامي، وغاية الذوق الإنساني والملائكي، ونهاية ما يمكن أن يقال في الأخلاق والآداب، وما تتطلع إليه النفوس وتهواه القلوب والألباب.

للذين لا يزورون العتبات المقدسة

س27: بماذا تنصحون المسلم الذي يسكن في إحدي المدن المقدسة ويفتخر بأنه لم يزر المشهد الشريف الموجود في المدينة حتي مرّة واحدة في حياته، ويكرر افتخاره بذلك؟

ج27: في زيارة النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين وذريتهم الميامين ما لا يعلمه إلا الله من الثواب الجزيل والأجر الكبير، كما أنّ فيها من السعادة الروحية والحياة المعنوية، ومن رغد العيش وسلامة البدن، ما لا يعرف قدره ولا يدرك مداه إلا من توفّق لزيارتهم، وأخلص في وفادتهم عليهم السلام، فالذي يسكن في إحدي المدن المقدسة ويكون في جوار المشهد الشريف والروضة المباركة ولا يأتي المرقد الطاهر ولا يتشرّف بزيارته فقد حرم نفسه من خير كثير، إذ جاء في ثواب زيارة بعضهم، كزيارة الإمام الحسين عليه السلام وزيارة الإمام الرضا عليه السلام ما يعادل مليون بل مليوني حجّ وعمرة مستحبة، وهكذا غيرهم من باقي المعصومين وذريتهم الطيبين، فينبغي للمجاور اغتنام جواره واغتنام فرصة العمر للحصول علي هذا الخير الكثير وعدم حرمان نفسه منه، وإلاّ فإنه سوف يتحسّر علي ما سيري من فوز الزائرين القادمين من البلدان النائية، والوافدين من

الأقطار البعيدة بالسعادة والهناء والجنة والنعيم بسبب زيارتهم ووفادتهم، مع أنّه كان في الجوار وأقدر منهم علي نيل ما نالوه بالزيارة والوفادة ومع ذلك حرم نفسه من كل ذلك.

للذين يزورون بعض الأئمة عليهم السلام

س28: بماذا تنصحون المسلمين الذين يزورون مراقد بعض الأئمة الأطهار عليهم السلام، (في النجف وكربلاء، مثلاً) ولا يزورون مشاهد البعض الآخر (في سامراء ومشهد، مثلاً)؟

ج28: إن أغلب الذين يزورون عن قصد المشاهد الشريفة في النجف وكربلاء ودمشق فقط ولا يزورون عن عمد مشاهد الكاظمية وسامراء وخراسان في الظروف العادية هم من الشيعة الإسماعيلية، أي: الذين ينفصلون عن الشيعة الإمامية من الإمام الصادق عليه السلام ولا يعتقدون بإمامة الإمام الكاظم موسي بن جعفر عليه السلام ومن بعده من أئمة أهل البيت الإثني عشر ولذلك لم يذهبوا لزيارتهم، فقبولهم الأئمة عليهم السلام إلي الإمام الصادق عليه السلام والتشرّف بزيارتهم أمر جيد وحسن ولكنّه في نفس الوقت ناقص ومبتور، فينبغي لهم إكماله وإتمامه بقبول باقي الأئمة المعصومين الذين عرّفهم الرسول الأكرم بأسمائهم وألقابهم وعيّنهم بأمر الله تعالي أئمة من بعده وأوصياء له إلي يوم القيامة، ثم القيام بزيارتهم والتشرّف بمراقدهم حتي يستكملوا عدة الأئمة المعصومين زيارة واعتقاداً وينالوا بذلك رضاهم المسبّب لرضا جدّهم الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله والداعي إلي رضا الله تعالي والجنة إن شاء الله تعالي، كما ينبغي للمؤمنين السعي في إرشادهم وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

للذين يزورون العتبات المقدسة كسواح

س29: بماذا تنصحون الذين يدخلون العتبات المقدسة كسائحين ويعتبرونها أماكن أثرية أو تاريخية؟

ج29: ينبغي للذين يدخلون العتبات المقدسة لا للزيارة والوفادة، ولا لتعاهد الولاء والمحبّة، التي فرضها الله علي عباده تجاههم، وإنما للسياحة والنزهة، ومشاهدة الأماكن الأثرية والتاريخية فقط، أن يراجعوا التاريخ وينبغي تقديم ما يبحث فيه تاريخياً شخصية صاحب العتبة المقدسة وعظمته، لهم ككرّاس مثلاً ويقرأوا فيه تاريخ الرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين وذريته الميامين، ليقفوا علي ما كانوا عليه من الشموخ والرفعة، ومن الرقي والعظمة، في

أنفسهم وأخلاقهم، وفي سلوكهم وسيرتهم، وفي كلّ سكون وحركة، وفي كلّ صغيرة وكبيرة ويعرفوا مكانتهم العالية، ومنزلتهم الراقية، فهم آباء العلم والمعرفة، وأساتذة الاخلاق والآداب، ومعلّمو الخير والعدل، و اُولو الفضل والإحسان، مما يجعلهم ومن دون اختيار يسلّمون لفضلهم، ويعترفون بقدرهم، ويهتمّون بزيارتهم إن شاء الله تعالي.

مسائل متفرقة

آثار الزيارة وانعكاساتها

س1: ثواب زيارة الأئمة عليهم السلام في الآخرة معروف، ولكن ما هي انعكاسات زيارتهم علي زائريهم في الدنيا؟

ج1: انعكاسات زيارة الرسول الأكرم والأئمة الأطهار عليهم السلام علي زائريهم في الدنيا كثيرة، منها بحسب الروايات الشريفة : إنّ المدّة التي يصرفها الزائر في سفر الزيارة ذهاباً وإياباً وكذلك المدّة التي يبقي فيها الزائر عند المرقد الشريف للزيارة لا تحسب من عمره، فلو كان من المقدَّر أن يعيش سبعين سنة مثلاً وقضي من عمره سنة في زيارة المعصومين عليهم السلام عاش إحدي وسبعين سنة، ومنها: أنّ الله تعالي يخلف عليه أضعاف ما أنفق من أموال في طريق الزيارة ويعوّضه عنها، ومنها: أنّ الله تعالي يقضي له حوائجه الدنيوية ببركة الزيارة ووساطة المزور ووجاهته عند الله سبحانه وتعالي، ومنها غير ذلك مما هو مذكور في «كامل الزيارات» لابن قولويه و «تحفة الزائر» و «بحار الأنوار» للعلامة المجلسي? وغيرها.

اهتمام الأئمة عليهم السلام بزائريهم

س2: كيف يشمل الإمام المعصوم عليه السلام زائريه برعايته الكريمة وهو في مرقده الشريف؟

ج2: المعصومون الأربعة عشر عليه السلام هم سادة المؤمنين وقادتهم، وقد قال الله تعالي في كتابه الحكيم: ?وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ?? فهم عليهم السلام بنصّ القرآن الحكيم الصدّيقون والشهداء وقال سبحانه في حقّ الشهداء: ?وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ? وهناك روايات كثيرة صريحة في أنّ الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين لا فرق بين موتهم وحياتهم، وأنّهم يشهدون زائريهم ويبصرونهم، ويسمعون سلامهم وكلامهم، ويردّون السلام عليهم ويشفعون إلي الله

في قضاء حوائجهم، فلا عجب مع ذلك كلّه أن يشمل الزائرين لطفهم وعنايتهم.

من زارهم وجبت له الجنة

س3: ورد في ثواب زيارة بعض الأئمة الأطهار عليهم السلام بأنّ من زارهم وجبت له الجنة، فهل يأتي الفوز بالجنة بهذه البساطة؟

ج3: للجنة طريق، كما أنّ للنار طريقاً أيضاً، ومن المعلوم أنّ من يسلك أحد الطريقين يصل بالنتيجة إلي المنتهي وهو واضح، والرسول الأكرم وأهل بيته المعصومون هم الأدلاّء علي الجنّة والهادون إلي سلوك طريقها، وزيارتهم طريق إليها، كيف لا وهم الذين فرض الله علي الناس محبّتهم وطاعتهم، وفي الحديث الشريف: «المرء مع من أحبّ» وزيارتهم تعبير حيّ عن محبّة الزائر ومودّته لهم والتزام صريح بأخلاقهم وسيرتهم عليهم السلام.

مرقد الإمامين الجوادين عليهما السلام

س4: ورد في بعض كتب الزيارات أنّ مرقد الإمام الكاظم عليه السلام كان منفصلاً عن مرقد الإمام الجواد عليه السلام وكان كلّ مرقد ينفرد بقبّة مستقلّة ومبني خاصّ به، فكيف تمّ دمج المرقدين الشريفين، ولماذا، ومتي؟

ج4: نعم، ذكر الشيخ الصدوق ذلك في بعض كتبه، ثم بعد ذلك من أجل الحاجة الملّحة الناتجة من كثرة الزائرين والوافدين تمّ توسيع الحرم الشريف ليشمل المرقدين الطاهرين في مكان واحد تسهيلاً علي الوافدين والزائرين، كما وتمّ أخيراً وبهمّة المؤمنين الموالين لأهل البيت عليهم السلام تجديد الضريح والشبّاك المقدّس وتوسعة الحرم الشريف توسعة أكثر بكثير من التوسعة السابقة والحمد لله ربّ العالمين.

هتك العتبات

س5: في فترات من التاريخ الغابر، تعرّضت بعض العتبات المقدّسة للهتك والتجاسر من قبل أعداء أهل البيت عليهم السلام وكان التصوّر لدي بعض المؤمنين بأن تصدر كرامات ومعاجز من الأئمة الأطهار عليهم السلام لوقف الهتك والتعرّض، فلماذا لم يحصل ذلك؟

ج5: عدم حصول ذلك يرجع إلي أمور كثيرة نشير إلي بعضها:

أ: كان ذلك امتحاناً للمؤمنين واختباراً لهم، وصقلاً لعقائدهم وجلاءً لولائهم ومحبّتهم.

ب: وإمهالاً للظالمين المتجرئين علي المؤمنين، وازدياداً في طغيانهم وظلمهم، وتشديداً لعقابهم وعذابهم.

ج: واعتباراً واتعاظاً للمعاصرين والقادمين من حسن عاقبة المؤمنين وسوء خاتمة المعتدين الظالمين، وغير ذلك، وقد أشار القرآن الحكيم إلي العديد من أمثال ذلك، ومنها قول الله تعالي: ?إنما نملي لهم يزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مهين? وقد قرأت سيدتنا زينب الكبري هذه الآية الكريمة ليزيد بن معاوية حين شمّتها بقتل أخيها الإمام الحسين عليه السلام.

باب المراد وباب الحوائج

س6: عرف عن الإمام الجواد عليه السلام بأنه «باب المراد» وعن الإمام الكاظم عليه السلام بأنه «باب الحوائج» فكيف اختصّ كلّ من الإمامين بهذه الصفة رغم أنّ جميع الأئمة الأطهار عليهم السلام يقضون حوائج الناس ويعطون مرادهم بأمر الله تعالي؟

ج6: إنّ النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام هم وحدهم الذين جعلهم الله الوسيلة إليه فقال سبحانه: ?وَابْتَغوا إلَيْهِ الْوَسيلَة?. وروي عنهم في تفسيره «الائمة هم الوسيلة الي الله تعالي»، إذن: فكلّهم باب المراد وباب الحوائج إلي الله عزّ وجل، إلاّ أنّه اختصّ من بينهم الإمام الكاظم عليه السلام بكونه باب الحوائج إلي الله سبحانه، والإمام الجواد عليه السلام بأنه باب المراد.

وذلك لأنّ الامام الكاظم عليه السلام مع كثرة عياله ووفرة أولاده ذكوراً وإناثاً كان قد حرمه العباسي هارون من العيش مع أسرته وذويه، وزجّ به في السجون،

وظلمات المطامير، وقيّده بالقيود وأثقله بالأغلال والسلاسل فيها، وذلك أعواماً عديدة، ودهراً طويلاً، ذكر بعض المؤرخين بأنها بلغت أربعاً وعشرين سنة، كلّ ذلك والإمام صابر محتسب علي طول الفراق وصعوبته، وضيق السجن ومشاقّه، فجازاه الله تعالي أن جعله باباً للحوائج، لم يقصده أحد بحاجة إلا ورجع مقضيّة حاجته إن شاء الله.

وكذا الإمام الجواد عليه السلام فإنّه اختصّ بلقب «باب المراد» لأنّه قد اغتيل بسقي السم علي يد المعتصم العباسي وهو في ريعان شبابه ومقتبل عمره وأيّامه، لا لشيء إلاّ لأنه بيّن حكم الله تعالي وأوضح حدّاً من حدوده، فعوّضه الله سبحانه عن ذلك بأن جعله باباً للمراد، لم يزره أحد إلاّ وبلغ مراده ببركته عليه السلام.

آية الله العظمي

س7: في زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام نقرأ: «السلام عليك يا آية الله العظمي» وكذا في زيارة الإمام الجواد عليه السلام نقرأ: «السلام عليك أيها الآية العظمي» وقد اصطلح علي إطلاق لقب «آية الله العظمي» علي أصحاب السماحة مراجع التقليد، فهل هناك توافق في الحالتين؟

ج7: الإمام أمير المؤمنين وكذا الإمام الجواد كبقية الأئمة من أهل البيت عليهم السلامفي عظمة الروح والأخلاق، وكبير الشأن والمقام، وحسن السيرة والفعال، ورفعة المكارم والمحاسن، آية عظمي، دلّت دلالة كبري علي الله تعالي وعلي جلاله وجماله، وعظمته وكماله، فهم في هذا اللقب الأصل والجذر، ومراجع التقليد فيه الغصن والفرع.

أين قبور الأنبياء

س8: المعروف أن عدد الأنبياء والمرسلين مائة وأربعة وعشرون ألف، فأين هي قبورهم ومراقدهم؟

ج8: هناك في الحديث الشريف ما يدلّ علي أن كلّ مسجد بني علي الأرض فهو موطيء قدم نبيّ أو وصي، فإذا كان لوطئ قدمهم هذا الأثر، فلا يبعد أن يقال: ربّما يكون كلّ مسجد حاوياً علي قبر لنبي من الأنبياء، ومحتضناًٍ لمرقد وصي من الأوصياء.

مراقد الأنبياء في بلاد الشام

س9: تنتشر في بعض بلاد الشام (سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين) قبور ومراقد بعض الأنبياء، فما مدي صحّة هذه القبور؟

ج9: لا بعد في صحّتها، وفي مفروض السؤال لا بأس بالزيارة رجاء، علماً بأنّ مثل هذه الأمور الشهرة فيها حجّة.

طول النبي شيث عليه السلام

س10: يوجد في بلدة «النبي شيث» بالقرب من مدينة بعلبك في لبنان مرقد النبي «شيث» ويبلغ طول القبر20 متراً، فهل كان النبي المذكور بهذا الطول؟

ج10: زيادة طول القبر لا يثبت لزوم طول الجسد، الذي يتضمّنه المرقد الشريف، مع ملاحظة ما ورد: من أنّ جسم الإنسان في الأزمنة القديمة كان أطول بالنسبة إلي طول الإنسان الفعلي في هذا الزمان.

مراقد في القطبين والمحيطات

س11: هل هناك احتمال بأن تكون قبور بعض الأنبياء في دول أفريقية أو أمريكية، أو في الجزر النائية في المحيطات، أو في القطب الشمالي أو الجنوبي؟

ج11: الإحتمال قائم، ولكن لا حجيّة فيه ما لم يثبت في هذا المجال شيء من ذلك بدليل قاطع.

صلاة الجماعة وعلاج مضايقة الزائرين

س12: في بعض العتبات المقدّسة تقام صلوات الجماعة. وفي هذه الحالة تكون المضايقة متبادلة، بمعني أن الزائرين يضايقون المصلّين، والمصلّون يضايقون الزائرين، فما هو المخرج من هذا الحرج؟

ج12: مع توسعة أطراف المراقد المقدسة والأروقة الشريفة يحصل المخرج من هذا الحرج، ويتمّ عبره راحة الزائرين، وسلامة المصلّين في كلّ من الصلاة والزيارة إن شاء الله تعالي.

عقد القِران في العتبات

س13: جرت العادة لدي البعض بأنّهم يعقدون قرانهم داخل إحدي العتبات المقدّسة بنية التبرّك، فما رأي سماحتكم؟

ج13: لا بأس بذلك، وهو يوجب البركة والسعادة إن شاء الله تعالي، وخاصة مع استلهام الزوجين من سيرة صاحب المرقد الشريف وأخلاقه الكريمة في الحياة الزوجية، من احترام متقابل، وتعامل كريم، وتحابب وتوادد، وتوافق وتفاهم.

التجارة في المدن المقدسة

س14: يتّجه البعض إلي المدن المقدسة (سواء كان زائراً أو مقيماً) وذلك بهدف التجارة والكسب المادّي، فما رأي سماحتكم؟

ج14: الإسلام دين الدنيا والآخرة، ودين الماديات والمعنويات، ودين الجسم والروح، ولذلك فإنّه كما يحرّض علي زيارة المعصومين والاقتباس من معنوياتهم فكذلك يحرّض علي التجارة والاكتساب بالحلال من الرزق، ويحبّذ الانسان المؤمن الذي يجمع بين الاثنين ويقول: ?وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ? وعليه فالتجارة والكسب بالحلال إلي جانب الزيارة أمر محبوب وجيّد. نعم، إن الإسلام يذمّ من يتغافل عن المعنويات وينهمك في طلب الماديات ويتناسي الزيارة علي حساب التجارة ويقول: ?فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ?.

الحوزات العلمية في مكة والمدينة

س15: إن معظم الحوزات العلمية قد أنشئت في المدن المقدّسة التي تحتضن مراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام فلماذا لا توجد حوزات علمية في مكّة المكرّمة حيث الكعبة المشرّفة، وفي المدينة المنوّرة حيث الحرم النبوي الشريف والبقيع الطاهر؟

ج15: أنشئت الحوزات العلمية بجوار مراقد الأئمة المعصومين وذراريهم عليهم السلام استمداداً من الله تبارك وتعالي بوجاهتهم ووساطتهم، واستشفاعاً إلي الله سبحانه بمنزلتهم ومقامهم، فإنّهم الوجهاء عند الله عزّ وجل، والشفعاء لديه، والوسيلة اليه، وإنّهم أبواب علم رسول الله صلي الله عليه و اله وأمناء سرّه، ومستودع حكمته، وذلك كما في الحديث الشريف المأثور عن النبي الأكرم: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها» وقد كانت حوزات علمية عامرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لكن المضايقات في عهد الوهابية قوّضتها، ويأمل الجميع بفضل الله تعالي وتوفيقة إقامة حوزات علمية كالتي في النجف الأشرف، وكربلاء المقدسة، وقم المشرفة، بجوار

حرم الله تعالي والكعبة المعظمة في مكّة المكرّمة، وبجوار حرم الرسول الأكرم ومرقده الشريف في المدينة المنوّرة، فنسأل الله أن يوفّق الجميع لإنشاء ذلك وتأسيسه وإدارته إن شاء الله تعالي.

المضائف في العتبات المقدسة

س16: علي غرار «المضيف» الموجود حالياً في صحن الإمام الرضا عليه السلام لإطعام الزائرين في ظهر كلّ يوم علي مدار السنة، لماذا لا توجد مضايف مماثلة في المشاهد المشرفة الأخري؟

ج16: في التاريخ وفي كُتب المقاتل أنّ الإمام الحسين عليه السلام عندما نزل بكربلاء اشتري الأرض من عشائر بني أسد المجاورة أربعة فراسخ في أربعة، وأجازهم التصرف فيها بشرط أن يضيّفوا زوّاره ووافديه، وأن يقوموا بإطعامهم ورعاية شؤونهم وهذا ممّا يحث علي إيجاد مضايف متعددة في كلّ الأعتاب المباركة، تقوم بتقديم الخدمات التبرعية والخالصة لكل الزائرين والوفدين فإنّه رغم وجود بعض المضايف للزائرين إلا أنّها قليلة وغير كافية، فينبغي تكثيرها وتعميمها إن شاء الله تعالي.

قبر الحوراء زينب

س17: أين مرقد الحوراء زينب?، هل هو في دمشق الشام أم في القاهرة، ولماذا يوجد لها مرقد في المدينتين المذكورتين؟

ج17: اختلفت الروايات في مدفن الحوراء السيدة زينب? علي أنّ مرقدها الطاهر وقبرها الشريف هل هو الموجود في دمشق الشام أو الموجود في مدينة القاهرة؟ غير أنّ المشهور والذي استقرّ عليه رأي بعض المحقّقين من الفقهاء والعلماء أنّه هو الموجود في دمشق الشام وقد ظهرت منه المعاجز والكرامات الكثيرة المؤيدة لذلك، وأنّ الموجود في القاهرة هو للسيدة زينب المعروفة بأمّ كلثوم.

قال الإمام الشيرازي الراحل رحمة الله عليه في كتابه «الدعاء والزيارة»: «ذكر بعض المطّلعين أنّه كان للإمام أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث بنات كلهن يسمّين بزينب ويلقّبن بأم كلثوم: الكبري دفنت في الشام، والوسطي دفنت في مصر، والصغري دفنت في المدينة، وقد توفّيت في زمان الإمام الحسين عليه السلام. ومن الجدير زيارة كلّ واحدة منهن».

صندوق القبر الشريف

س18: في داخل ضريح كلّ إمام معصوم عليه السلام يوجد الصندوق الموضوع علي القبر الشريف، فهل الجسد الطاهر داخل هذا الصندوق، أم تحته مباشرة، أم تحته بعدة أمتار؟

ج18: المكان الطاهر الذي يضمّ الجسد الشريف ويحتضنه في مراقد المعصومين وأبنائهم عليهم السلام يكون عادة تحت الصندوق بعدّة أمتار، وإنما جُعل الصندوق رمزاً له وعلامة عليه.

استبدال الموالين بالمخالفين

س19: إذا تم إخلاء المدن المقدسة من ساكنيها الموالين لأهل البيت عليهم السلام وحلّ محلهم أناس ينصبون العداء لأهل البيت عليهم السلام، فما هو موقف من يرغب في الزيارة من المؤمنين؟

ج19: لقد تكررت هذه التجربة المرّة في طول تاريخ الأعتاب المقدسة، والمراقد المطهرة، وحاول الحكام الظالمون طمس آثارها واعفاء معالمها، ومطاردة الموالين ونفيهم منها، والنكال بالزائرين وصدّهم عنها، وذلك بشتي الطرق، وبأقسي الأساليب القمعية، مع فرض عقوبات مادية وغيرها، وجعل ضرائب مالية ومعنوية، كما هو موجود الآن في بعض المدن المقدسة والأعتاب الطاهرة التي يحكمها الظالمون، ومع ذلك كان الأئمة الأطهار يحرّضون علي الزيارة وتحمل الأخطار ومواجهتها، وكان كذلك يفعلون ويفعل المؤمنون الموالون.

استبدال المسلمين بغير المسلمين

س20: إذا تمّ إخلاء المدن المقدسة من ساكنيها المؤمنين، وحلّ محلهم أناس من غير المسلمين، وصبغوا تلك المدن بالمظاهر الغربية، فماذا سيكون موقف المؤمنين؟

ج20: إنّ حزب البعث الكافر وعلي رأسه الطاغية صدام حاول طمس كلّ المعنويات الإسلامية، وإلغاء كل المظاهر الدينية للمدن المقدسة والعتبات المباركة، فجلب إليها الخمور والفجور، وفتح فيها النوادي والملاهي، وصبغها بالمظاهر الغربية، ومحا عنها الظواهر الإسلامية، وترصّدت عيونه وجواسيسه المتديّنين والمؤمنين، وكلّ من يزاول الطقوس الدينية والاسلامية، ويقوم بزيارة المراقد المطهّرة، والروضات المباركة وألقت القبض عليهم، وأودعتهم السجون والمطامير، وقضت علي كثير منهم بسبب التعذيب القاسي، وسقي السم المميت، ومع ذلك كان موقف المؤمنين موقف حزم وعزم، وموقف تحدٍّ ومجابهة، وموقف عز وشرف، حيث فضّلوا الموت بعزّة علي الحياة بذلّة، ولم يتركوا زيارة الإمام الحسين عليه السلام ولا سائر الأئمة المعصومين وأبنائهم الطاهرين، وكذلك يفعلون.

الزيارة بعد إزالة آثار القبر الشريف

س21: إذا تكرّر الظلم علي إحدي المدن المقدسة وقام الظالمون بتكرار ما فعله أسلافهم الإرهابيون: من إعفاء الآثار الدالّة علي القبر الشريف والمرقد الطاهر كما فعل ذلك هارون العباسي والمتوكّل بكربلاء المقدسة فما هو السبيل إلي زيارة الإمام المعصوم عليه السلام؟

ج21: جاء في التاريخ أنّ هارون العباسي قطع السدرة التي كانت علامة لمرقد الإمام الحسين عليه السلام فشمله حديث رسول الله صلي الله عليه و اله: «لعن الله قاطع السدرة» وإنّ المتوكّل العباسي دمّر كل أثر يدلّ علي قبر أبي عبد الله عليه السلام وأمر بحرث الأرض وكرابها، وبفتح الماء عليها وإغراقها، فلم تجترئ حيوانات الحرث والكراب علي الدنوّ من المرقد الطاهر، ولم يجسر الماء الطاغي والغزير علي غمر الأرض وطمسها. وعليه، فمحاولات تحويل الأرض المقدسة، والعتبة الطاهرة إلي مزرعة يضيع في ثناياها المرقد الطاهر، أو

بحيرة يعوم فوقها القبر الشريف، كانت قائمة وفاعلة ومع ذلك تحدّي المؤمنون طواغيت عصرهم وتصدّي الزائرون لمجابهة الموانع والحواجز، وأدّوا الزيارة رغم الأخطار والأضرار، ورغم الهواجس والمخاوف، وكذلك يفعل المؤمنون، ويعمل الزائرون لو تكررت تلك المحاولات اليائسة، والمناورات الفاشلة، وما عساها تتكرر، فقد ولّي عصر الجهل والاستبداد ونحن علي أعتاب عصر العلم وتكريم العلماء إن شاء الله تعالي.

زيارة الرؤساء للعتبات

س22: في العرف الدبلوماسي، جرت العادة أن يتمّ تنظيم برنامج رسميّ لزيارة الملك أو رئيس الجمهورية من قبل الدولة المضيّفة له، وفي بعض الحالات يتمّ إدراج زيارة المرقد المطهر للإمام المعصوم عليه السلام ضمن ذلك البرنامج، فما رأي سماحتكم في مثل هذا الطرح؟

ج22: إن إدراج زيارة المرقد الطاهر للإمام المعصوم أو أحد ذويه وأبنائه عليهم السلام في برنامج زيارة الرؤساء والزعماء والشخصيات العلمية والسياسية من طرف البلد المضيف موضوع جيّد، أليس من برنامجهم زيارة مؤسّس الدولة، أو مفجّر الثورة، أو الجندي المجهول، ووضع الزهور والأكاليل علي قبره أو فوق رمزه تعظيماً لشخصيته وتقديراً لإنجازاته؟ ومن هو أعظم شخصية من المعصوم عليه السلام وأكبر إخلاصاً منه، وأكثر خدمة وإنجازاً للبشرية؟ كيف لا وهم أئمّة الهدي، ومصابيح الدجي، وأعلام التقي، وذوي النُّهي، وأولي الحجي، وكهف الوري، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلي، والدعوة الحسني، وحجج الله علي أهل الدنيا والآخرة والأولي، بهم يفتح الله، وبهم يختم، وبهم ينزّل الغيث، وبهم يمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه، كلامهم نور، وأمرهم رشد، ووصيتهم التقوي، وفعلهم الخير، وعادتهم الإحسان، وسجيّتهم الكرم، وشأنهم الحق والصدق والرفق، وقولهم حكم وحتم، ورأيهم علم وحلم وحزم. إن ذكر الخير فهم أوله وأصله، وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه، وزائرهم يقتبس من نورهم. ويتنوّر بعلمهم وحكمتهم إن شاء الله

تعالي.

حال الجسد المبارك

س23: لاشكّ أن نبش القبر حرام وخاصّة قبر الإمام المعصوم عليه السلام ولكن لو فرضنا جدلاً بأنه قد تمّ نبش قبر أحد الأئمة الأطهار عليهم السلام فكيف سنجد حالة الجسد المبارك؟

ج23: في الحديث الشريف: «إن الله حرّم علي الأرض لحوم الأنبياء وأوصيائهم» فلا تخون الأرض أجسادهم، ولا تقربهم بسوء، لأنّهم الأمانة السماوية، والحجّة الربّانية، وقد تحقق معني هذا الحديث الشريف علي أرض الواقع مراراً وتكراراً بالنسبة إلي مواليهم ومحبّيهم كالحر الرياحي، والشيخ الكليني، والشيخ الصدوق، والعلامة المجلسي وغيرهم وغيرهم? فكيف بهم عليهم السلام؟ وكنموذج علي ذلك ومؤيّد لما نحن فيه: ما اشتهر أخيراً من ظهور جسد النبي «حيقوق» سالماً طرياً كأنه قد مات في ساعته، وذلك في قصّة معروفة.

الزائر وجواب السلام

س24: في زيارتنا للأئمة الأطهار عليهم السلام نسلّم عليهم مراراً وتكراراً، فهل يمكن أن نسمع الرد حسياً ولو لمرة واحدة؟

ج24: نعم، هناك في التاريخ قصص عديدة عن المؤمنين الذين ذهبوا إلي زيارة الإمام المعصوم عليه السلام، ومثلوا في روضته المباركة، ووقفوا عند المرقد الشريف، وقالوا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فتلقّوا الجواب من عند المعصوم وسمعوه بآذانهم، بل جاء في بعض النماذج من هؤلاء المؤمنين أنّهم كانوا يرون المعصوم بأمّ أعينهم، فيسلّمون عليه، ويسمعون الجواب منه، ويلمسون ترحيبه ولطفه، وتحيته وتكريمه.

زيارة أمين الله

س25: وُصفت زيارة «أمين الله» بأنّها أحسن الزيارات

متناً وسنداً، فهل يعني ذلك بأن باقي الزيارات المعروفة أضعف متناً وسنداً؟

ج25: «الأحسن» معناه: أن غيره «حسن» وذلك لأن التفضيل بمعني وجود المادة في الطرف، وليس «أحسن» مقابل الضعيف، وهذا واضح. وعليه: فالزيارات المأثور كلها «حسن» وهناك فيها ماهو «أحسن».

السرور لزائر سامراء

س26: ورد في معني كلمة سامراء بأنه «سرّ من رأي» فهل السرور هنا مادّي أو معنويّ، وهل السرور هنا خاصّ بمدينة سامراء فقط؟

ج26: لقد سمّيت البلدة الجديدة التي بناها المعتصم العباسي باسم «سرّ من رأي» كناية عن جمالها وجاذبيّتها، ثم خفّفت إلي «سامراء» وأمّا السرور الحاصل من رؤيتها فهو في نفسه روحي ومعنوي، إذ السرور أمر نفسيّ وإنّما عوامل هذا السرور هي التي قد تكون معنوية كالنظم والجمال، وقد تكون مادية كطيب الهواء واعتدال المناخ، وكانت سامراء تحتوي علي عوامل السرور بكل من قسميه: المادي والمعنوي، وذلك كما جاء في تصريح من الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام في وصف هذه البلدة: سامراء، حيث قال عليه السلام: «أخرجت إلي سر من رأي كرها، ولو أخرجت عنها أخرجت كرهاً … لطيب هوائها، وعذوبة مائها، وقلّة دائها» هذا السرور كلّه قبل أن تصبح سامراء مزار أئمّة ثلاثة معصومين: الإمام الهادي، والإمام العسكري، حيث يزار قبرهما الشريف، ومولانا بقية الله تعالي الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، حيث يزار سرداب غيبته، وأما بعد أن تشرّفت سامراء بهذه المزارات، فالسرور المعنوي بالزيارة فيها عظيم وعظيم جداً.

مزار الأنبياء في مسجد السهلة

س27: ورد في كتب الأدعية والزيارات بأنّ مسجد السهلة هو بيت النبي «إدريس»، والنبي «إبراهيم»، ومسكن النبي «الخضر»، فهل يمكن اعتبار هذا المسجد المبارك مزاراً لهؤلاء الأنبياء؟

ج27: نعم، إنّ مسجد السهلة مضافاً إلي أنّه من المساجد المعروفة والمعظّمة في الإسلام ولدي المسلمين هو مقام، بل مزار لهؤلاء الأنبياء العظام، لأنّ الأنبياء المذكورة أسماؤهم وغيرهم ممن لم تُذكر أسماؤهم إما قد مرّوا بهذا المسجد وصلّوا فيه، وإما قد رحلوا عن الدنيا ورقد بعضهم أو سوف يرقد فيه، وهذا مما يدلّ علي جواز

اتخاذ مقبرة الأنبياء والأولياء مسجداً، كما قال تعالي: ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً?.

زيارة المؤمنين لربهم

س28: يروي أهل الحديث بأنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنة. فما مدي صحّة هذا الحديث؟ وما المقصود بزيارة المؤمنين للربّ والذي يبدو في ظاهره مخالفاً للاعتقاد الحقّ القائل بأن الله تعالي ليس بجسم حتي لا يكون له حيّز أو جهة، ومكان أو منزل، فلا يعقل الإشارة إليه، كما لا يمكن رؤيته لا في الدنيا ولا في الآخرة؟

ج28: أجاب الإمام الرضا عليه السلام علي هذا السؤال، وقال في بيان معني الحديث الشريف ما يلي:

«قال أبو الصلت: قلت لعلي بن موسي الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنة؟ فقال: يا أبا الصلت إنّ الله فضّل نبيه محمداً صلي الله عليه و اله علي جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال: «من يطع الرسول فقد أطاع الله» وقال: «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله» وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله» ودرجة النبي صلي الله عليه و اله أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالي».

وبهذا الاسلوب الحكيم، والاستدلال المتين من كتاب الله العظيم، وسنة الرسول الأكرم، أجاب الإمام الرضا عليه السلام علي هذا السؤال، وأوضح غامضه، ورفع الإبهام عنه بما ينسجم مع الواقع المستقيم، ويتطابق مع الاعتقاد الحقّ. وهذا ما يذّكرنا بالحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم في حقّ أهل بيته المعصومين القائل: «لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم».

مستحدثات المسائل

الناقل الكهربائي للزوار

س1: يوجد في المطارات «الناقل الكهربائي المتحرّك» لنقل المسافرين والأمتعة، فهل يجوز

استحداث مثل هذا الناقل داخل العتبات المقدسة لتسهيل تنقل الزوّار وخاصّة كبار السن منهم والعجزة والمعاقين؟

ج1: يجوز وهو جيّد فيما إذا كان سبباً لتسهيل زيارة الزائرين وتيسير تنقّلهم في أروقة الروضات المباركة وأفنيتها المطهّرة، وخاصّة في الصحن الشريف والطرق المؤدّية إليه.

مهابط الطائرات

س2: في المباني العالية والمعروفة ب «ناطحات السحاب»، توجد عادة مهابط لطائرات الهليكوبتر، فهل يجوز استحداث مثل هذه المهابط علي أسطح البيانات المحيطة بالعتبات المقدسة؟

ج2: لا مانع من استحداث أمثال ذلك في المباني العالية التي تُبني في العتبات المقدسة كفنادق وأسواق ونحوهما فيما إذا لم يكن ذلك هتكاً لقداسة العتبات المقدسة، ولا مزاحماً للأجواء الهادئة المفروض توفّرها للحوزات العلمية المتواجدة فيها، اذ من المتعارف عند الأمم المتقدّمة حظر أجواء المدينة العلمية والروحية علي الطائرات تفادياً لأصواتها وأزيزها، كما أنهم يمنعون من وجود معامل أو شركات تُحدث الضوضاء والضجّة فيها، وكذلك لا يسمحون للسيارات والقطارات أن تستعمل داخل البلدة أبواقها.

طوابق عُلوية للزوّار

س3: هل يجوز بناء طوابق علوية متكررة أو تحت الأرض حول الأضرحة المشرفة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزائرين خاصة في المناسبات الدينية المختلفة؟

ج3: يجوز مع مراعاة الفاصلة اللازمة بين الضريح المقدّس وبين الطوابق المتعدّدة، المحاطة به والملتفّة حوله، وذلك بحيث يتناسب مع قدسية المكان وشرافة المحل، ويتلاءَم مع رفاه الزائرين وضمان أمنهم وسلامتهم.

الزيارة من الجوّ

س4: ما حكم زيارة الإمام المعصوم عليه السلام من طائرة هليكوبتر تحلّق حول الحرم المقدس؟

ج4: يجوز فيما لو كان ذلك بما يتناسب مع القدسية المذكورة ولا يخدش صفو الأجواء الروحية والعلمية المستوجبة للهدوء والسكون، وعدم الضوضاء والصخب.

زيارة الانسان الآلي

س5: إذا أرسل الزائر «إنساناً آلياً» لأداء مراسم الزيارة بالنيابة عنه في إحدي العتبات المقدسة، فهل يحصل علي ثواب الزيارة؟

ج5: الثواب يدور مدار الإرادة والشعور، والتوجه والانتباه، والخشوع والخضوع في الزيارة، وأمثال ذلك لا تحصل في الإنسان الآلي، نعم للإنسان ترغيب الآخرين في الزيارة وبذل مصارف الزيارة لهم، فإنه يشترك في ثواب زيارتهم إن شاء الله تعالي.

الاعتداء الظالم علي مرقد العسكريين عليهما السلام

الاعتداء لم يكن الأوّل

س1: الاعتداء الآثم الذي وقع علي مرقد «الإمامين العسكريين عليهما السلام» في مدينة سامراء المقدسة صباح يوم الاربعاء الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام من عام «1427 ه» هل كان الأوّل من نوعه، أم هناك اعتداءات أخري وقعت علي مدي التاريخ المنصرم؟

ج1: الإمامان الهمامان العسكريان عليهما السلام من ذرية رسول الله صلي الله عليه و اله وقرباه، وقربي الرسول الأكرم مفروض من الله تعالي مودّتهم واحترامهم علي جميع المسلمين، بل علي جميع الناس وكلّ البشر قاطبة:

أما علي جميع المسلمين: فلقول الله تعالي مخاطباً رسوله الكريم: ?قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي?? فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «لما نزلت: ?قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي?? قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما» والإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السلام من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ومن قربي الرسول.

وأما علي جميع الناس وكلّ البشر قاطبة: فلأنه قد تعارف بينهم أنّهم يحترمون الشخصيات المتفّوقة، ويكنّون المودة والولاء للعظماء العباقرة، الذين خدموا الناس والبشر جميعاً وذلك تقديراً لما قدّموا إليهم من خدمات علميّه وإنسانية، ومن هو أكبر خدمة وأعظم منّة من الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام علي الناس، إذ هم عليهم السلام

مصدر العلم وموئله، وموطن الإنسانية ومعدنها، وتلك آثارهم العلمية وخدماتهم الانسانية تدل علي ذلك دلالة الشمس في وضح النهار.

وعليه: فالاعتداء الآثم الذي وقع علي مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام وإن لم يكون هو الأوّل من نوعه، حيث كانت اعتداءات مشابهة وقعت من ذي قبل إلا أنه لا يمكن أن يكون من مسلم بل ولا من شخص له شيمة من الإنسانية.

معجزة دفع الاعتداء

س2: يتساءل البعض: لماذا تظهر معجزة أو كرامة من الإمامين عليهما السلام لدفع الاعتداء الآثم عن المرقد الشريف؟

ج2: ليس من قوانين الحياة ولا من سنن الكون التي أودعها الله تعالي فيهما: إظهار المعجزة والكرامة في كلّ حادثة وواقعة، اذ لو كان كذلك لكان نوعاً من إجبار الناس وإكراههم علي الصلاح، ولما بقي معني لكلمة «الاختيار» في الإنسان، بل لانسدّ طريق الامتحان والاختبار في وجوه الناس مع ان الله تعالي يقول: ?أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ?، أي: لا يمتحنون ولا يختبرون؟ وعليه: فليس من سنن الكون ظهور المعجزة والكرامة دائماً وأبداً، مضافاً إلي ما قيل: من أنّ المواد المتفجرة التي زرعها الآثمون في المرقد الشريف، والكيفية التي تمّ زرعها، كانت بحيث يمكنها هدم الروضة المباركة هدماً كاملاً وتسويتها بالتراب تسوية تامّة، فهذا الذي بقي من الروضة المباركة لا يخلو من معجزة.

ماذا وراء الاعتداء

س3: هل المقصود بالاعتداء الآثم كان مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، أم الهدف كان أبعد من ذلك وأكبر؟

ج3: لا شيء أكبر من الاعتداء علي حرمات الرسول وحرمات أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و اله، الذين نطق القرآن بطهارتهم وعصمتهم بقوله سبحانه: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا??، والذين أقرّ لهم التاريخ بالعظمة والشموخ، وخضع لهم الكون إجلالاً وإكباراً، فالاعتداء عليهم جريمة لا تغفر، وجريرة لا تُستر، وعنف قاسٍ، وإرهاب أسود، ووحشية وبربرية ليس فوقها وحشية وبربرية، والمقاصد الأخري المستهدفة من هذا الاعتداء الغاشم هي دونه في الآثار والأهمية.

الاستنكار والاحتجاج

س4: بعد وقوع الاعتداء الآثم علي المرقد الشريف، امتدّ الاستنكار والاحتجاج علي طول البلاد الاسلامية وعرضها، فهل كان ذلك كافياً، أم أن المسؤولية تجاه ذلك الاعتداء كان من المفروض أن تكون بصورة أخري، وكيف؟

ج4: استنكر الجريمة النكراء، واستبشع الأمر الفضيع من الاعتداء الغاشم والفعل الآثم، كل من له شمّة من الانسانية، وذرة من نزاهة الضمير وسلامة الوجدان، ولكن لم يكن الاستنكار وكذلك التنديد والاستبشاع رغم كونه واسعاً وممتداً، وقوياً وصارماً في مستوي الفاجعة، كيف وقد جاء الاعتداء لينال من عظمة أهل بيت الذين كتب الله تعالي لهم العظمة، وفرض علي الجميع لهم المحبّة والمودّة، والاتباع والطاعة، وجعلهم أسوة الخلق وقدوة الناس في المكارم والمحاسن بل هم أصلها ومعدنها، وأساس كل خير وبركة، وموطن العلم والفضيلة.

ما لم يكن متوقعاً

س5: لماذا برأي سماحتكم ارتفعت اصوات الاستنكار للاعتداء الآثم من رؤساء ومسؤولين كبار غير مسلمين في الدول غير الإسلامية، وهو أمر لم يكن متوقعاً؟

ج5: قلنا فيما سبق: إنّ كلّ من له شمّة من الإنسانية، وذرة من نزاهة الضمير وسلامة الوجدان وإن كان غير مسلم لا يستطيع الإقرار علي هذا الاعتداء الغاشم؛ ويندفع بفطرته السليمة، وطبيعته البرئية إلي استبشاعه واستنكاره والتقبيح لمرتكبيه والتنديد بمسببيه المنسلخين عن الإنسانية، والبعيدين عن الكرامة والشرف ولذلك جاء الاستنكار من الجميع وعبر كل الوسائل.

مع المراجع العظام

س6: في يوم الاعتداء الآثم، قمتم بزيارة أصحاب السماحة المراجع العظام في مدينة قم المقدسة، فما هي أهم الوصايا والتوجيهات التي خرج بها ذلك الاجتماع المبارك؟

ج6: المراجع العظام هم الوكلاء العامّون لخاتم أوصياء الرسول: الامام المهدي عليه السلام، فهم بعد الإمام المهدي عليه السلام، المعزّون بهذه الفاجعة الكبري، التي تطاولت علي قمم الإنسانية، وفخر البشرية، وهدمت أضرحة والد الإمام المهدي عليه السلام وجدّه، ومقام غيبته، فكان من الجدير تقديم العزاء إليهم، والاشتراك معهم في إعلان التنديد بالاعتداء الآثم، وتوصية الجميع بالصبر والتصابر، والتحلّم والتماسك، وذلك لإحباط مؤامرات الآثمين، ومخططات المعتدين، وإفشال أهدافهم الخبيثة، ونواياهم السيئّة، التي كانوا قد قصدوها من وراء اعتدائهم الغاشم واستهدفوها من جريمتهم الظالمة النكراء.

إعادة تعمير المرقد

س7: في موضوع إعادة تعمير المرقد الشريف المهدم، ماهو السبيل للتأكد من أن تمويل مشروع التعمير سيتمّ بأموال حلال خالصة، لا من أموال مشتبهة، فضلاً عن أموال حرام؟

ج7: كلّ أصحاب الضمائر الحرّة، وجميع ذوي الوجدان السليم، وقاطبة أهل التدِّين والصلاح، وجُلّ ملاّك الدخل الطيب والحلال، يتمنّون التشرّف في الاشتراك والمساهمة في إعادة بناء وتعمير مراقد ذرية الرسول الأكرم وقرباه المطهرين، الذين أمرالله تعالي بمودّتهم وطاعتهم، وإجلالهم وإكرامهم، في حال حضورهم وحياتهم، وكذلك بعد استشهادهم وارتحالهم، بتشييد البناء علي قبورهم الطاهرة، وإقامة القباب علي مراقدهم المباركة، وتعهّدها وزياتها، واستعدادهم لذلك وفي خالص أموالهم ليس فقط بتعمير وتشييد مراقد أهل البيت عليهم السلام في سامراء، بل حتي تجديد بناء واعادة قباب مراقد ورضات أئمة أهل البيت عليهم السلام في البقيع أيضاًً.

تبرعات غير المسلمين

س8: إذا تبرع المسؤولون غير المسلمين أو مؤسّسات وجميعات وهيئات غير إسلامية لإعادة تعمير المرقد الشريف أو المساهمة في هذا المشروع، فما هو الموقف الشرعي من هذا التبرع ومن هذه المساهمة؟

ج8: قال الله تعالي: ?مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله? وفي المؤمنين والمسلمين من فيه الكفاية للقيام بهذه الأمور، والاضطلاع في إنجازها وإتمامها.

الزيارة أثناء التعمير

س9: من المتوقع أن تستغرق عملية إعادة تعمير المرقد الشريف حوالي 5 سنوات. فإذا تمّ إغلاق المرقد الشريف لهذا الغرض، فما هو السبيل الأمثل لزيارة المؤمنين للمرقد الشريف خلال هذه الفترة؟

ج9: يمكن أن يتمّ التعمير بصورة متجزئة ومرحلية، وذلك بأن يقوم المهندسون والمعماريون بتخطيط شامل وكامل، لتجديد البناء وتعميره، ولكن مع وضع برنامج للبناء والتعمير التدريجي المرحلي، ولقطعة عقيب قطعة من الكلّ، وجزء وراء جزء من المجموع، والعمد إلي الباقي الذي قد شمله التخطيط العام ولم يشمله البرنامج التدريجي المرحلي للإنجاز فلم يخضع للبناء والتعمير، أو خضع وانتهي بناؤه وتعميره، فيعمد إلي مثله فيفتح أبوابه في وجوه الزائرين، ويفكّ مصراعيه أمام الوافدين، وبهذا الأسلوب وأمثاله يمكن الجمع بين تجديد البناء والتعمير، وبين استقبال الزائرين والوافدين.

أتباع اهل البيت وإدارة المرقد

س10: المعروف أنّ إدارة مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام ليست بأيدي أتباع أهل بيت عليهم السلام فهل من سبيل لتحقيق هذا الامل؟

ج10: نعم ينبغي أن يكون كذلك، وسوف يتمّ التصويت عليه في القانون بإذن الله تعالي.

الحوزات العلمية في كل مكان

س11: المعروف، تاريخياً أنّ مدينة سامراء المقدّسة، كانت قبل مائة عام أو أكثر مركزاً للحوزة العلمية بعد أن انتقل إليها من النجف الأشرف، المجدد الكبير، المرجع الديني الأعلي، المغفور له، الإمام السيد محمد حسن الشيرازي رحمة الله عليه ولا تزال آثار الحوزه العلمية ماثلة للعيان حتي يومنا هذا، فكيف يمكن إعادة الحياة إلي الحوزة العلمية في تلك المدينة المقدسة، إلي جانب إعادة تعمير المرقد الشريف؟

ج11: قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة رقم أربعين من نهج البلاغة: «لا بدّ للناس من أمير … يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلّغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القويّ، حتي يستريح برّ، ويستراح من فاجر». ونحن نسأل الله تعالي ونرجوه أن يقيّض للعراق الجريح والعراقيين المظلومين، حكومة برة عادلة، وقوية مقتدرة، توطّد الأمن في ربوع البلاد وتنشر العدل بين الناس، وتفتح أبواب الحرية الإنسانية والنشاطات الثقافية والتوعوية في وجوه الشعب المسلم، حتي يستطيع أتباع أهل البيت من نشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام المعبّرة عن ثقافة القرآن الحكيم، والمجسّدة لتعاليم الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله وفتح حوزات علمية في كلّ محافظات العراق وجميع مناطقها، في سامراء وغيرها، وبثّ ثقافة السلم والسلام، والتعارف والتعاون، واحترام الآخرين واكرامهم، وإكبار الشخصيات العلمية والدينية وإجلالهم، وفي مقدّمتهم الرسول الأكرم وأهل بيت عليهم السلام. والاهتمام بمراقدهم وروضاتهم، وبنائها وتشييدها، والاحتفاف بقاصديهم والآمّين

اليهم، والاهتمام بزائريهم والوافدين عليهم، من كل أقطار الارض وجميع فجاجها.

منع تكرّر الاعتداء

س12: كيف السبيل للتصدي لمحاولات اعتداء ممثالة قد يرتكبها الأعداء ضد مقدسات أهل البيت عليهم السلام؟

ج12: أفضل طريقة للتحصين، وأجمل سبيل للصدّ عن تكرار مثل هذه المحاولات الجبانة التي لا تصدر عمّن يتصف بذرّة من الإنسانية ناهيك عن كونه مسلماً هو: نشر ثقافة القرآن الحكيم الداعية إلي الدخول في السلم كافة، وإلي أنّ المسلمين أمّة واحدة، وأنّ المومنين إخوة بررة، وأيضاً نشر ثقافة الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين المستقاة من الوحي، والنابعة من القرآن الحكيم، الآمرة بالتحابب والتراحم، والتعاطف والتكاتف، والتعاون علي البرّ والتقوي، وعدم التعاون علي الإثم والعدوان، والمحرضّة علي توقير الشخصيات العلمية والدينية، وتقدير آثارهم المعنوية والمادية، واحترام بيوتهم ومزاراتهم، التي وصفها الله تعالي في كتابه الحكيم بقوله سبحانه: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ?? فإنّ نشر الوعِي والثقافة الصحيحة: ثقافة القرآن الحكيم والرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين كفيل لرفع المستوي الفكري للأمّة، وضامن للعيش جميعاً بسلم وسلام إن شاءالله تعالي.

پي نوشتها

() سورة الحج: الآية 32.

() سورة النحل: الآية 43.

() التهذيب: ج6 ص92 حديث189 طبعة دارالأضواء؛ والوسائل: ج14 ص383 حديث19434.

() الوسائل: ج14 ص329 حديث19327.

() الوسائل: ج14 ص571 حديث19842.

() توفّي عام 923ه.

() المواهب اللدنية، للحافظ أبي العباس القسطلاني، يراجع لذلك ولكثير من أقوال الحفّاظ في هذا المجال كتاب الغدير للعلامة الأميني، ج5 ص144، في جواز التوسل والاستشفاع والتبرك بمرقد النبي صلي الله عليه و اله.

() حزب سياسي ظهر في القرن الثاني عشر الهجري.

() سورة النساء: الآية 94.

() وقد استغلّ أذنابهم من الإرهابيين والتكفيريين من شذّاذ الآفاق، الأوضاع الخاصة والمأساوية التي يمرّ فيها العراق بسببهم، في هذه الأيام، فعمدوا إلي هدم مرقدي الإمامين العظيمين العسكريين من آل

رسول الله صلي الله عليه و اله في سامراء المشرفة بهما وبسرداب الغيبة لولي الله الأعظم عليه السلام.

() وما زالت هذه الفكرة الضالّة تخالج ضمائرهم الخالية من نور الاسلام والقرآن، وهم ينتهزون الفرص لتنفيذها سرّاً أو علناً.

() سورة النور: الآية 36.

() لقد ذكرت بعض التقارير الموثقة عدد زوار الإمام الحسين عليه السلام بأنه بلغ في عام (2007م) في مناسبة ذكري أربعينية استشهاده قرابة اثنا عشر مليون زائر.

() من قبيل: ما هو الحكم في التدافع لتقبيل الأضرحة؛ النظر غير المتعمد للنساء؛ الصلاة أمام الضريح أو خلفه؛ الزيارة والتجارة؛ إلي عشرات المسائل الأخري التي نهض بإثارتها هذا الكتاب.

() سورة المائدة: الآية 35.

() وسائل الشيعة: ج14، ص383 حديث19434.

() سورة الحج: الآية 32.

() سورة المائدة: الآية 35.

() سورة الإسراء: الآية 57.

() سنن الترمذي، كتاب الدعوات: ج13 ص80 81.

() سورة النساء: الآية 64.

() صحيح البخاري: ج2 ص16، أبواب الإستسقاء.

() فتح الباري: ج2 ص413.

() تاريخ بغداد: ج1 ص132، باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد.

() صحيفة الإمارات اليوم: الجمعة 2/12/2005.

() التهذيب: ج6 ص92 ح189 طبعة دارالاضواء.

() الوسائل: ج14 ص328 حديث19325.

() الوسائل: ج14 ص324 حديث19316.

() الوسائل: ج14 ص583 حديث19863.

() الوسائل: ج14 ص575 حديث19849.

() رياحين الشريعة، ج5، ص35.

() كامل الزيارات، باب106، فضل زيارة فاطمة بنت موسي، ص536.

() سورة العنكبوت: الآية 20.

() غرر الحكم: حديث4690.

() سورة البقرة: الآية 150.

() سورة الحديد: الآية 27.

() كامل الزيارات: ص356.

() سورة التوبة: الآية 59.

() ارشاد القلوب للديلمي: ج2 ص440. والبحار: ج97 ص226 الباب11 حديث127.

() عيون الحكم والمواعظ: ص355.

() سورة النساء: الآية 29.

() سورة الأعراف: الآية 196.

() سورة الحج: الآية 32.

() الوسائل: ج14 ص344 حديث19358.

() الوسائل: ج14 ص337 حديث19344.

() الوسائل: ج14 ص334 حديث19339.

() سورة النساء: الآية 64.

()

الاحتجاج: ج2 ص103.

() ص179.

() انظر: تفسير أطيب البيان: ج13ص226 وكتاب «الغرّاء في تفضيل الزهراء»، وكتاب الأسرار الفاطمية: ص37.

() البحار: ج42 ص308 حديث9 عن مناقب ابن شهر آشوب.

() البحار: ج42 ص214 حديث15 عن فرحة الغري.

() البحار: ج42 ص227 حديث39 عن ارشاد المفيد.

() البحار: ج42 ص223 حديث33 عن الخرائج.

() البحار: ج42 ص216 حديث17 عن فرحة الغري.

() انظر: الوسائل، ج14 ص284 حديث1943519441.

() الوسائل: ج14 ص376 حديث19421.

() الوسائل: ج14 ص378 حديث19424.

() الوسائل: ج14 ص377 حديث19423.

() الوسائل: ج14 ص543 حديث19784.

() الوسائل: ج14 ص543 حديث19783.

() الوسائل: ج14 ص543 حديث19785.

() الوسائل: ج14 ص324 حديث19316.

() الوسائل: ج14 ص408 حديث19475.

() انظر: وسائل الشيعة: ج14 ص403 حديث19462.

() عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إذا زرت ابا عبد الله عليه السلام فزره وأنت حزين، مكروب، شعث، مغبر، جائع، عطشان، فإنّ الحسين عليه السلام قتل حزيناً، مكروباً، شعثاً، مغبراً، عطشاناً، واسأله الحوائج وانصرف عنه، ولا تتخذه وطناً» ثواب الأعمال: ص89 والوسائل: ج14 ص528 حديث19751 .

() بحار الانوار: ج98 ص115 ح40.

() البحار: ج105 ص117.

() كامل الزيارات: ص243 الباب45.

() سورة الحج: آيات 1و2.

() كامل الزيارات: ص243 الباب45.

() كامل الزيارات: ص240 الباب44.

() انظر: كامل الزيارات: ص276 الباب58.

() روي عن الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنّه قال: «علامات المؤمن خمس: صلاة إحدي وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» (البحار: ج98 ص106 ب14 ح17 عن التهذيب، وعن مصباح الزائر).

() كامل الزيارات: ص445 الباب 88.

() المزار: ص214 باب 26 حديث1.

() البحار: ج94 ص281.

() روي ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الريّ عن الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام قال: دخلت عليه، فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسين عليه السلام

فقال: أما إنك لو زرت قبر عبد العظيم عليه السلام عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي? (كامل الزيارات: ص537 ب107 ح827).

() الوسائل: ج1 ص21 حديث20.

() الدعاء والزيارة للإمام الشيرازي الراحل: ص640 الزيارة الخامسة، طبعة دارالعلوم.

() الدعاء والزيارة للإمام الشيرازي الراحل: ص775 طبعة دارالعلوم.

() الوسائل: ج14 ص516 حديث19723.

() الوسائل: ج14 ص514 حديث19720.

() كامل الزيارات: ص304 الباب65 حديث7.

() كامل الزيارات: ص318 الباب70 حديث4.

() كامل الزيارات: ص462 الباب91 حديث4.

() كامل الزيارات: ص462 باب 91 حديث5.

() الوسائل: ج14 ص513 حديث19717.

() الوسائل: ج14 ص522 حديث19737.

() الوسائل: ج14 ص530 حديث19755.

() الوسائل: ج14 ص528 حديث19752.

() مفاتيح الجنان: ص474 آداب التربة المقدسة.

() كامل الزيارات: ص464 الباب91 ح7.

() الوسائل: ج14 ص522 حديث19740.

() الوسائل: ج14 ص522 حديث19738.

() الوسائل: ج14 ص545 حديث19788.

() الوسائل: ج14 ص545 حديث19787.

() الوسائل: ج14 ص544 حديث19786.

() الوسائل: ج14 ص547 حديث19795.

() الوسائل: ج14 ص324 حديث 19319.

() الوسائل: ج14 ص570 حديث19841.

() انظر: الوسائل، ج14 ص562 الباب85.

() انظر: الوسائل، ج14 ص564 الباب86.

() انظر: الوسائل، ج14 ص565 الباب87 ومستدرك الوسائل: ج10 ص358 الباب67.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص183 ح9.

() روي الصدوق في عيون اخبار الرضا عليه السلام عن رجل من الصالحين أنّه رأي في المنام رسول الله صلي الله عليه و اله فقال له: يا رسول الله، أيّاً من أبنائك ازور مع تفرّق مشاهدهم؟ قال: زر أقربهم إليك وهو مدفون بأرض الغربة. فقال: يا رسول الله، تعني بذلك الرضا عليه السلام؟ قال: قل: صلي الله عليه، قل: صلي الله عليه، قل صلي الله عليه، ثلاثاً عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج1، ص313 314 باب69 ح5.

() سورة البقرة: آيات 155157.

() كامل الزيارات: ص518 ب102 ح2.

() كامل الزيارات: ص518 ب102 ح2.

() روي الصدوق في كتاب «من لا يحضره

الفقيه» عن الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام أنه قال: «إنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنّة، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار» (من لا يحضره الفقيه: ج2، ص583 ب الزيارات ح3185).

() سورة الأحزاب: الآية 33.

() الوسائل: ج14 ص521 حديث19735.

() الوسائل: ج14 ص568 حديث19838.

() الوسائل: ج14 ص571 حديث19843.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص363 حديث12188.

() الدعاء والزيارة: ص841، فصل في زيارة الامام المهدي عليه السلام، الزيارة الاولي، طبعة دار العلوم.

() المزار للشيخ محمد بن المشهدي: ص27.

() البحار: ج27 ص217 الباب9 ح18و19.

() البحار: ج53 ص39 الباب29 ح1.

() البحار: ج53 ص115 الباب29 ح20.

() المزار للشيخ محمد بن المشهدي: ص578.

() البحار: ج44 ص392 الباب37.

() النوّاب الأربعة هم الذين فازوا بالنيابة عن الإمام الحجة عليه السلام والوساطة بينه وبين الناس (المؤمنين) علي مدي سبعين عاماً وهي فترة الغيبة الصغري للإمام، وهؤلاء النواب، هم:

1. أبو عمر، عثمان بن سعيد الأسدي. 2. أبو جعفر، محمد بن عثمان الأسدي.

3.أبو القاسم، حسين بن روح النوبختي. 4. أبو الحسن، علي بن محمد السمري.

وأما نواب الإمام الحجة في زمن الغيبة الكبري فهم الفقهاء لقول الإمام الحجة عليه السلام: «أما الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله» الوسائل: ج27 ص140 حديث33424 .

() البحار: ج23 ص233 عن الرازي في تفسيره نقلاً عن الكشاف: ج4 ص173.

() مصباح المتهجد: ص710.

() مجمع البحرين: ج2 ص20و21.

() مصباح المتهجد: ص739.

() إقبال الاعمال: ج3 ص166.

() كامل الزيارات: ص120 ب15.

() سورة السبأ: الآية 13.

() سورة المائدة: الآية 35.

() كامل الزيارات: ص328.

() البحار: ج99 ص15.

() المزار للشيخ محمد بن المشهدي: ص551.

() البحار: ج99 ص23.

() البحار: ج99 ص65.

() البحار: ج99 ص68.

() البحار: ج99 ص92.

() سورة مريم: الآية 33.

()

البحار: ج53 ص271.

() كامل الزيارات: ص171 الباب27 ح1.

() الوسائل: ج14 ص421 حديث19504.

() الوسائل: ج14 ص511 حديث19713.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص229 حديث11912.

() البحار: ج98 ص40 الباب22 حديث60.

() كامل الزيارات: ص171 172 الباب27 ح2.

() تفسير القمي: ج2 ص206. ومثله في الوسائل: ج14 ص375 حديث19419. وص421 حديث19504.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص229 حديث11912.

() الوسائل: ج14 ص375 حديث19419.

() الوسائل: ج14 ص409 حديث19476. ومثله ص410 حديث19477 وص420 حديث19501 وص427 حديث19523.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص240 حديث11930 وص256 حديث11960. ومثله في الوسائل: ج14 ص415 حديث19487.

() مستدرك الوسائل: ج10 ص244 حديث11936 وص242 حديث11932.

() سورة المائدة: الآية 35.

() سورة النور: الآية 36.

() تفسير مجمع البيان: ج7 ص253.

() تهذيب الأحكام: ج6 ص92 حديث189 طبعة دار الأضواء؛ والوسائل: ج14 ص383 حديث19434.

() سورة الشوري: الآية 23.

() شواهد التنريل للحاكم الحنفي الحسكاني: ج2 ص194.

() سورة المائدة: الآية 35.

() الوسائل: ج12 ص278 حديث16300.

() سورة الكهف: الآية 21.

() التهذيب: ج6 ص92 حديث189 طبعة دار الأضواء؛ والوسائل: ج14 ص383 حديث19434.

() سورة الاحزاب: الآية 33.

() انظر: الوسائل، ج14 ص319 600 ومستدرك الوسائل: ج10 ص181 402.

() انظر: الوسائل، ج14 ص319 600 ومستدرك الوسائل: ج10 ص181 402.

() كامل الزيارات: ص270 الباب56 حديث3.

() انظر: الوسائل، ج14 ص319600 ومستدرك الوسائل: ج10 ص181402.

() البحار: ج98 ص45.

() سورة الحديد: الآية 19.

() سورة آل عمران: الآية 169.

() البحار: ج97 ص257 الباب13 حديث 117 وج98 ص51 الباب26 حديث163.

() مصباح الشريعة: ص194 ورسائل الشهيد الثاني: ص319.

() سورة آل عمران: الآية 78.

() سورة المائدة: الآية 35.

() التفسير الاصفي: ج1 ص273.

() المزار للشيخ محمد بن المشهدي: ص206.

() البحار: ج99 ص21.

() الكافي: ج3 ص370.

() سورة البقرة: آيات 201202.

() سورة البقرة: الآية 200.

() الاحتجاج: ج1 ص102.

() مجمع البحرين: ج4 ص29.

() الدعاء والزيارة: ص911 طبعة دارالعلوم.

() البحار:

ج45 ص398 ح7.

() منهج الرشاد لمن اراد السداد، للشيخ جعفر كاشف الغطاء: ص564.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص25 حديث20643.

() سورة الكهف: الآية 21.

() الوسائل: ج14 ص325 حديث19320.

() صحيفة الامام الرضا عليه السلام: ص272.

() سورة الشوري: الآية 23.

() شواهد التنزيل للحاكم الحنفي النيسابوري: ج2 ص130.

() سورة العنكبوت: الآية 2.

() سورة الاحزاب: الآية 23.

() ورد خبر الزيارة في مجلة «النفحات» العدد 7 محرم وصفر 1427ه. وهؤلاء المراجع هم:

1: آية الله العظمي، الشيخ الوحيد الخراساني.

2: آية الله العظمي، السيد محمد الشاهرودي.

3: آية الله العظمي، السيد محمد تقي الطباطبائي القمي.

4: آية الله العظمي، الميرزا جواد التبريزي.

5: آية الله العظمي، الشيخ لطف الله الصافي.

6: آية الله العظمي، السيد صادق الروحاني.

() سورة التوبة: الآية 17.

() سورة النور: الآية 36.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.