يوم الحسين(ع)

اشارة

اسم الكتاب: يوم الحسين(ع)

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: يوم الحسين(ع)

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي للتحقيق والنشر

مكان الطبع: كربلاء القدسه

تاريخ الطبع: 1426 ق

الطبعة: اول

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ

الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ

الرّحْمَنِ الرّحِيمِ

مالِكِ يَوْمِ الدّينِ

إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ

اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

صِرَاطَ الّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم

وَلاَ الضّآلّينَ

صدق الله العلي العظيم

كلمة الناشر ()

بسم الله الرحمن الرحيم

تتسم كتابات المرجع الديني الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه بأنها كتابات هادفة، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحقيقة والواقع، فعندما يمسك القلم يضع نصب عينيه، الواقع المحدد والهدف المعيّن الذي من أجله يسطّر الحروف.

مثلاً عندما يكتب الكراريس التي لا تتجاوز عدد صفحاتها الأربعين، وعندما يكتب المجلّدات الضخمة التي جاوزت الحدّ المعتاد، لم يعدل عن الهدفيّة.

فالكتابة عنده وسيلة وهدفها التربية والتعليم والتوعية والإرشاد، وهذه هي مسؤولية الأنبياء عليهم السلام والعلماء والصالحين علي مدار الحياة.

وقد اعتمد سماحته في تأليفاته علي أدب ملتزم ونزيه، فهو ينظر إلي الأدب كوسيلة لتحقيق الغاية، وهي إيصال الفكرة بطريقة سهلة وقوية إلي المخاطب.

لأجل هذا التزم بالأسلوب السهل المبسّط، ولم ينس في الوقت نفسه مستوي القارئ.. العالم وغير العالم، وهذه أهم قاعدة في البلاغة: أن يُحدّث الكاتب أو الخطيب الناس علي قدر عقولهم وإدراكهم وفهمهم للأمور.

وهكذا نجد أنفسنا أمام عبقرية فذّة ونادرة تستطيع أن تتوغّل إلي قلب البراعم الصغار لتوصل إليهم الحكمة والموعظة الحسنة، في الوقت الذي تستطيع أن تصل إلي قلب مَن قضي نصف قرن من عمره في الدراسة الحوزوية.

وهكذا الإمام الشيرازي رحمة الله عليه في جميع تأليفاته، كاتباً ملتزماً، وعالماً معطاءً، وإنساناً صادقاً مع نفسه ومع غيره، إنساناً يحمل أهدافاً كبيرة لا يحيد عنها رغم زحمة الأفكار وتنوّعها ورغم ما يتعرّض له من مصاعب ومِحَن.

وهذا الكتاب كان

في الأصل محاضرة قيمة ألقاها الإمام الشيرازي رحمة الله عليه علي العلماء والأفاضل في بحث خارج الفقه، ثم راجعها رحمة الله عليه وأضاف عليها لتصبح كراسا تعم فائدته جميع المؤمنين.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الولادة المباركة

ولد الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة النبوية المباركة.

وفي الحديث: لما ولد الإمام الحسين عليه السلام هبط جبرئيل عليه السلام ومعه ألف ملك يهنئون النبي صلي الله عليه و اله بولادته. وجاءت به فاطمة عليها السلام إلي النبي صلي الله عليه و اله فسر وسماه حسينا ().

وعن إبراهيم بن شعيب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الحسين بن علي عليه السلام لما ولد أمر الله عزوجل جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله صلي الله عليه و اله من الله عزوجل ومن جبرئيل، قال: فهبط جبرئيل فمر علي جزيرة في البحر فيها ملك يقال له فطرس كان من الحملة بعثه الله عزوجل في شيء فأبطأ عليه فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله تبارك و تعالي فيها سبعمائة عام حتي ولد الحسين بن علي عليه السلام فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل أين تريد؟

قال: إن الله عزوجل أنعم علي محمد صلي الله عليه و اله بنعمة فبعثت أهنؤه من الله ومني.

فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا صلي الله عليه و اله يدعو لي.

قال: فحمله.

قال: فلما دخل جبرئيل علي النبي صلي الله عليه و اله هنأه من الله عزوجل ومنه، وأخبره بحال فطرس.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: قل له: تمسّح بهذا المولود وعد إلي مكانك.

قال: فتمسح فطرس بالحسين بن

علي عليه السلام وارتفع.

فقال: يا رسول الله أما إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافاة أن لايزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلّم عليه مسلّم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصلّ إلا أبلغته صلاته، ثم ارتفع ().

طهّره الله من عرشه

عن ابن عباس قال: لما كان مولد الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) وكانت قابلته صفية بنت عبد المطلب، فدخل عليها النبي صلي الله عليه و اله فقال: يا عمة ناوليني ولدي.

قالت: فداك الآباء والأمهات كيف أناولكه ولم أطهره بعد!

قال: والذي نفس محمد بيده لقد طهّره الله من علا عرشه.

فمد بيده وكفيه فناولته إياه، فطأطأ عليه برأسه يقبل مقلتيه وخديه ويمج لسانه كأنما يمج عسلا أو لبنا. ثم بكي طويلا صلي الله عليه و اله فلما أفاق قال: قتل الله قوما يقتلوك!

قالت صفية: فقلت: حبيبي محمد من يقتل عترة رسول الله صلي الله عليه و اله؟

قال: يا عمة تقتله الفئة الباغية من بني أمية().

تكريم العلم والعلماء

في ذكري مولد الإمام الحسين عليه السلام علينا أن نتعلم من مدرسته المباركة، ونقتدي بسيرته الطاهرة فإن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة، وخلاص للأمة من أزماتها ومشاكلها الكثيرة.

يروي أن الإمام الحسين عليه السلام أرسل أحد أولاده إلي عبد الرحمن السلمي()، ليعلمه القراءة والكتابة فعلّمه سورة الحمد، فلما عاد إلي المنزل، سأله عليه السلام: ماذا تعلمت؟.

قال: سورة الحمد.

فاستدعي (صلوات الله وسلامه عليه) عبد الرحمن السلمي وأعطاه ألف دينار، وألف حلة، وحشا فاه دراً.

فقيل له في ذلك، فقال عليه السلام: وأين يقع هذا من عطائه، يعني تعليمه().

وقد ذكرت هذه القصة في البحار()، وكذلك في المستدرك()، وفي كتب أخري أيضاً().

وإذا أردنا أن نعرف قيمة هذا العطاء، فإن ألف دينار يعني ألف مثقال من الذهب، والمثقال الشرعي من الذهب يعادل ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي.

يعني إذا كان المثقال الصيرفي يساوي 24 حمصة، فالمثقال الشرعي يساوي 18 حمصة. إذن ألف دينار يعادل سبعمائة وخمسين مثقالاً من الذهب اليوم، فإذا حسبنا قيمة كل مثقال من الذهب اليوم، يتبين

أن الإمام عليه السلام دفع له ما يعادل الملايين.

كما أن الإمام عليه السلام دفع له ألف حلة، وقيمة كل حُلة كانت تعادل ديناراً واحداً، فيعني أنه دفع من الحلل ما يعادل الملايين أيضا.

وأما بالنسبة إلي الدر حيث وحشا فاه دراً، فإنا لا نعلم حجم هذه الدرر، صغيرة كانت أم كبيرة؛ وما هي قيمتها، لأن الدر الصغير أقل قيمة من الدر الكبير، ولكن من الواضح أن هذه أيضا تعادل الملايين..

وهذا يعني أن الإمام عليه السلام كان قد أعطي هذا المعلم عشرات الملايين!.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا قام الإمام الحسين عليه السلام بهذا العمل؟.

هل لأنه كان كريماً فقط، نعم إنه عليه السلام كان في قمة الكرم، فالإمام عليه السلام كريم وشجاع، وعالم وتقي، وجامع لكل الصفات الحسنة والخصال الحميدة.

فهل كان هدف الإمام هو العمل بمصداق من الجود والكرم، ومجرد أن الكريم يعطي المال للناس؟!

أم كان القصد هو تشجيع العلم والعلماء؟ وبيان دورهم في الحياة؟

الظاهر أن قصد الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) هو تكريم العلم والعلماء، والتأكيد علي دور العلم والعلماء في بناء المجتمع وتقدمه وتطوره.

وهذا ما نفتقده اليوم.

فإذا فهم المسلمون أهمية العلم والعلماء، وظهرت عندهم قيمة ذلك تقدموا، فإنه لم يحصل ما حصل اليوم للعالم الإسلامي من التأخر والتخلف في جميع مناحي الحياة إلا بالابتعاد عن العلم والعلماء، حيث أصبحنا من الأمم التي هي في الدرجة الثانية أو الثالثة أو الأكثر تأخرا.

لماذا تقدم الغرب؟

أما الغربيون فتقدموا علينا في العديد من مجالات الحياة، لأنهم عرفوا مكانة العلم والعلماء، وقدّروا العلم والعلماء، فإنكم تلاحظون اليوم أن أغلب الصنائع وربما كلها التي نستعملها في حياتنا اليومية ليلاً ونهاراً فهي من صنعهم.

فالكهرباء منهم، والثلاجة التي في منازلنا منهم، وكذلك

الغسالة، والسيارة، وغيرها، وغيرها..

وإذا أراد أحدنا الذهاب إلي حج بيت الله، فالطائرة من صنعهم؟!

وإذا أردنا نشر المفاهيم الإسلامية عبر المذياع والتلفاز، فأيضا تعود إليهم.

وإذا ما مرض أحد لا سمح الله فعندما يذهب إلي المستشفي للمعالجة، فالدواء ووسائل العلاج والأجهزة الطبية منهم.

لماذا تقدموا وتأخرنا؟

لأنهم عملوا ببعض القوانين الإسلامية التي جاء بها رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام ومنهم الإمام الحسين عليه السلام، والتي منها تكريم العلم والعلماء، فتقدموا.

وتركنا نحن المسلمين القوانين الإسلامية التي وردت في القرآن الكريم، وجاءت علي لسان رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام فتأخرنا.

ومن تلك القوانين الحيوية، ما يستفاد من هذه القصة الصغيرة، حيث أكرم الإمام الحسين عليه السلام ذلك المعلّم بهذا التكريم الكبير.

ولكننا عند ما نقرأ هذا الحديث نعده مجرد فضيلة من فضائل الإمام الحسين عليه السلام وكرم من مصاديق جوده وكرمه، من دون أن نعرف ما الذي أراده الإمام الحسين عليه السلام بعمله هذا؟!

النبي صلي الله عليه و اله والتأكيد علي العلم

وهكذا كان القرآن الكريم والنبي العظيم صلي الله عليه و اله يؤكدون علي دور العلم والعلماء.

فبعد انتصار نبي الإسلام صلي الله عليه و اله في معركة بدر، وأسرِ عدد من المشركين، اقترح البعض بقتل الأسري، لكن الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله لم يقبل بذلك.

في التاريخ: إن عمر قال: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك فقدّمهم واضرب أعناقهم، ومكّن عليا من عقيل فيضرب عنقه، ومكن حمزة من عباس، ومكّني من فلان أضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر().

فقال صلي الله عليه و اله: إن الله يلين قلوب رجال حتي يكون ألين من اللبن، ويقسي قلوب رجال حتي يكون أشد من الحجارة مثلك.

هذا وكان المشركون قد أرسلوا

إلي رسول الله صلي الله عليه و اله من يتوسط لإطلاق سراح الأسري مقابل الفداء.

فاستشار رسول الله صلي الله عليه و اله أصحابه، فكان الرأي بأخذ الفداء وإطلاق سراح الأسري.

وقال صلي الله عليه و اله فيما قال: من كان منكم يعرف القراءة والكتابة، فليعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، ثم ليذهب إلي مكة وإن بقي كافراً مشركاً().

فماذا أراد النبي صلي الله عليه و اله بهذا العمل؟!

أراد أن يؤكد علي ضرورة تحلي المسلمين بالعلم، ودور العلم والعلماء في تطور المجتمع وتقدمه.

وقد قال صلي الله عليه و اله: طلب العلم فريضة علي كل مسلم

ومسلمة ().

وهذا ما قام به الغربيون بعد الحرب العالمية الثانية، حيث طالبوا ألمانيا بدفع الغرامات الحربية، وكانت الغرامة تسليم العلماء إليهم ليستفيدوا من علومهم في تطور بلادهم.

لقد كان هذا عمل نبينا صلي الله عليه و اله نحن المسلمين، فهل تعلمنا منه ذلك؟!

إن كل من يسير علي سنة الله في الكون وسيرة النبي صلي الله عليه و اله وأهل بيته عليهم السلام في الحياة سوف يتقدم، سواء كان مسيحياً أم يهودياً، فالله تعالي يقول في القرآن: ?كُلاًّ نُمِدُّ?()، أي نعطي الجميع مِنْ عَطَآءِ رَبّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبّكَ مَحْظُوراً وذلك للاختبار والامتحان، فإن الدنيا دار أسباب ومسببات.

مدرسة الإمام الحسين عليه السلام

إن علينا أن نتعلم في يوم الحسين عليه السلام سواء في يوم مولده الشريف، أو يوم استشهاده من مدرسته النيرة، وسيرته العطرة.

وقد أكد الإمام الحسين عليه السلام بسيرته وأقواله علي دور العلم والعلماء في المجتمع، كما مر في قصة تكريم المعلم الذي علم ولده سورة من القرآن.

فهذه القصة وكذلك قصة نبي الإسلام صلي الله عليه و اله في بدر، هي من أجل تعليمنا، لكننا لم نتعلم وتعلم غيرنا،

فأصبحوا سادة الدنيا، وعادوا يملكون كل شيء، وأصبحت بلادنا في أشد الفقر وأتعس حالات الحرمان.

قال الإمام الحسين عليه السلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان منزلة العلماء:

وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء، لو كنتم تشعرون ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام علي أيدي العلماء بالله الأمناء علي حلاله وحرامه فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق، واختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة، ولو صبرتم علي الأذي وتحملتم المئونة في ذات الله، كانت أمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر وإليكم ترجع، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم أمور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات، سلطهم علي ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم فمن بين مستعبد مقهور، وبين مستضعف علي معيشته مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداء بالأشرار وجرأة علي الجبار، في كل بلد منهم علي منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول، لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة علي الضعفة شديد، مطاع لايعرف المبدئ المعيد، فيا عجبا وما لي لا أعجب والأرض من غاش غشوم ومتصدق ظلوم وعامل علي المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا، اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان، ولا التماسا من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك، فإن لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم وعملوا في إطفاء نور نبيكم وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه

المصير ().

حركة الوهابيين

هذا بالنسبة إلي الغربيين وتقدمهم في مجالات الحياة، وكذلك الحال نسبيا بالنسبة إلي بعض الحركات المنحرفة كالوهابيين()، فإنهم علي رغم باطلهم يعملون ليل نهار لنشر أفكارهم ومبادئهم بين الناس.

الوهابيون مع أنهم قلة قليلة جدا، لكنهم أسسوا في العديد من بلاد العالم مؤسسات وجمعيات ومدارس كثيرة وكبيرة لتعليم مناهجهم العنيفة التي تخالف الشرع والعقل والفطرة، فتقدموا بقدر ما عملوا.

علي عكسنا، حيث لا نعمل فلا نتقدم.

وقد قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مخاطبا أصحابه:

فيا عجبا عجبا والله يميث القلبَ ويجلب الهمَّ من اجتماع هؤلاء علي باطلهم وتفرقكم عن حقكم، فقبحا لكم وترحا، حين صرتم غرضا يُرمي، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تَغزون، ويُعصي الله وترضون ().

وقال عليه السلام: والله إنكم لعلي حق، وإن القوم لعلي باطل، فلا يكونن أولي بالجد علي باطلهم منكم في حقكم ().

وقال عليه السلام: فلا يكونن أهل الضلال إلي باطلهم، والركون إلي سبيل الطاغوت، أشد اجتماعا علي باطلهم منكم علي

حقكم ().

وقال عليه السلام: ولا أري هؤلاء إلا ظاهرين عليكم لاجتماعهم علي باطلهم، وتفرقكم عن حقكم، وطاعتهم لإمامهم ومعصيتكم لإمامكم،،أدائهم الأمانة إلي صاحبهم، وخيانتكم إياي ().

وقال عليه السلام: فالعجب كل العجب، وكيف لا أعجب من اجتماع قوم علي باطلهم، وتخاذلكم عن حقكم ().

وفي نهج البلاغة:

إِنِّي وَاللَّهِ لأظُنُّ أَنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَي بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي الْحَقِّ، وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي الْبَاطِلِ، وَبِأَدَائِهِمُ الأَمَانَةَ إِلَي صَاحِبِهِمْ وَخِيَانَتِكُمْ، وَبِصَلاحِهِمْ فِي بِلادِهِمْ وَفَسَادِكُمْ، فَلَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَي قَعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلاقَتِهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، وَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي ().

وهكذا أصبحنا وأصبحوا..

حيث تفرقنا عن الحق، وتمسكوا بباطلهم.

هناك جمعية وهابية في الكويت تدعي: (جمعية

الإصلاح)، أسسها مجموعة من التجار الوهابيين، وهي موجودة لحد الآن، وتصدر لها مجلة، اسمها (المجتمع). وقد جاء في عددها ما قبل الأخير: بأن الوهابيين اجتمعوا وقرروا للعام الجديد الميلادي طبع وتوزيع مائة مليون كتاب في العالم.

ومن الواضح أن هذا العمل بحاجة إلي مبلغ خيالي من الأموال، لتهيئة الكتب وطبعها وتوزيعها بين الناس. ولكنهم قد رصدوا كل المبلغ لذلك.

هكذا يعملون لنشر ثقافتهم..

ونحن نتعجب كيف سيطر الوهابيون علي بلاد كثيرة؟!

أو كيف سيطر الغربيون علي الدنيا.

إنهم عرفوا سنن الحياة فاتبعوها.

إنها سنن ذكرها رسول الله صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرين عليهم السلام، ومن قبل بينها الله تعالي في القرآن الكريم، حيث قال عزوجل:

وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدّونَ إِلَيَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ().

وقال تعالي: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ لاَيَعْلَمُونَ إِنّمَا يَتَذَكّرُ أُوْلُو الألْبَابِ ().

وقال سبحانه: كُلاّ نّمِدّ هََؤُلآءِ وَهََؤُلآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبّكَ مَحْظُوراً ? انظُرْ كَيْفَ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَيَ بَعْضٍ ().

وقال جل جلاله: وَأَن لّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاّ مَا سَعَيَ? وَأَنّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَيَ ().

وخلاصة الأمر:

إنه راجع إلي العلم والعلماء والنشاط.

هذا وقد قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته الأخيرة ومن المعلوم أن الإنسان يؤكد في آخر وصاياه علي أهم ما يراه :

الله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم ().

وقد سبقنا غيرنا، فأصبح يملك العلم والصناعة والثروة والحكم وغيرها … ولم يبق للمسلمين شيء، وإن بقي فكان للوهابيين ومن أشبه، وأما نحن فلا.

حيث لم نتعلم من الإمام الحسين عليه السلام في الاهتمام بدور العلم والعلماء، ولم نأخذ بسيرته العطرة وسيرة أبيه وجده (صلوات الله عليهم أجمعين) في السير علي هديهم.

هناك في الأدب الفارسي

قصة تقول:

بأنه حصلت معركة في مكان ما، وانتصر القوم، وكانت هناك غنائم كثيرة، فأخذ كل نصيبه، وبقي شخص كان مهتما بتصفيف شعره، وتجميل صورته، وترتيب ملابسه، بعدها ذهب ليأخذ من الغنائم.. فلم ير شيئا، فعاد خائبا خاسرا، وقد سأله أحدهم: ما غنمت أيها الجميل في شعرك! فقال: لا شيء.. لاشيء ().

إننا أصبحنا كهذا الغافل، فلم نحصل علي أي شيء.

الاستثمار التبليغي

القصة الثانية أيضا من الوهابيين؛ حيث استغلوا فرصة الحج ووفود الملايين من المسلمين إلي بيت الله الحرام وزيارة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله لأجل تبليغ دينهم ونشر أفكارهم ومبادئهم.

فأنتم شاهدتم المسجد الحرام، وكذلك المسجد النبوي الشريف صلي الله عليه و اله، كيف عمروها ووسعوها وبرمجوا لها، حيث يتسع لمليون مصلٍ، وكم يوزعون علي الحجاج والزوار من الكتب والأشرطة والنشرات وما أشبه، وكم هناك من مبلغيهم يدعون الناس إلي عقيدة الوهابية وأفكارها.

ثم انظروا إلي حرم الإمام الرضا عليه السلام وحرم السيدة معصومة عليها السلام وسائر مشاهدنا المشرفة ومزاراتنا المقدسة، حيث إنها لا تسع لعدد كبير من الزوار، ولا تشتمل علي برامج تبليغية لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام من نشر الكتب وتوزيع الأشرطة وما أشبه. فالزائر يأتي ويزور ثم يذهب من دون أن يقدّم له أي شيء.

وربما احتج البعض وقال بأن هذه أماكن أثرية قديمة لا يمكن توسعتها، ولكن هل كونها من الأماكن الأثرية جزء من الأدلة الشرعية، بأن نجعل الناس في ضيق وشدة ولا نواكب التطور والتقدم العصري بسبب ذلك!.

فالقضية من باب الأهم والمهم، بالإضافة إلي أنه في كثير من الأحيان وعبر استشارة الأخصائيين والخبراء يمكن الاحتفاظ بالأماكن الأثرية القديمة مع إيجاد التوسعة المطلوبة.

لِمَ لا نتعلم من عمل النبي صلي الله عليه و اله!

إذ قام بتوسيع مسجده المبارك بنفسه().

وأنتم تنظرون اليوم الشدة والضيق التي يعاني منها الناس عند زيارتهم للمشاهد المشرفة، سواء في الحر والبرد، مضافا إلي مشاكل اختلاط النساء والرجال.

إذن يلزم علينا ونحن في يوم الحسين عليه السلام وفي ذكري ميلاده المبارك، أن نهتم أكبر الاهتمام بما يرتبط بأهل البيت عليهم السلام من المشاهد المشرفة والروضات المقدسة، وأن نعمل بواجبنا من تبليغ رسالة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله وتعاليم أهل البيت عليهم السلام.

قيل إنه قبل فترة أمر فهد() ببناء ثلاثة آلاف مكتبة في الدول التي تحررت من الإتحاد السوفيتي، وخصص لها المبالغ اللازمة وهي مبالغ كبيرة جدا.

فكم بنينا وكم خصصنا؟

هذا ما يعملون، ولكننا ما ذا نعمل؟

فكم مكتبة توجد في قم المقدسة؟!

وكم مؤسسة لإرشاد الزائرين، ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام إلي العالم؟

وكم من مكتبة بنيت في أنحاء العالم بتوجيه ودعم من الحوزة العلمية بقم المقدسة؟

لا شيء يذكر!

مع أن قم المقدسة تعتبر ومنذ ألف سنة مركزاً للعلم والدين والتقوي والفضيلة.

فانظروا كيف يفكر غيرنا، وكيف يعمل، وكيف ينشر فكره وعقيدته، ونحن في واد آخر.

فإذا رأيتم طالبين، أحدهما مجد يتعب نفسه ويسهر الليل في الدراسة والمطالعة والبحث والتحقيق، والآخر ينام الليل ولايتعب، فمن منهما يتقدم ويتطور؟

النتيجة واضحة.

وهكذا الحال بالنسبة إلي الأمم المتطورة والمتأخرة.

الإسلام يعلو

إن لبنان بلد صغير، ونفوسه ضعف نفوس قم المقدسة أو أكثر بقليل، وقد ذهبت إلي لبنان وشاهدته عن قرب، يوجد في لبنان ثلاثمائة وخمسون محطة إذاعية وتلفزيونية، مضافا إلي المئات من الصحف والنشرات والمجلات و …؛ وهذه القوة الإعلامية هي من أسرار تقدمهم وتطورهم، فإن كل شخص أو جهة أو حزب في لبنان حر في تأسيس محطة إذاعية وتلفزيونية، أو نشر صحيفة أو مجلة، من

دون أن تمنعه الدولة.

فإذا أردنا أن نقيس علي لبنان فيلزم أن تكون في قم المقدسة حيث الحوزة العلمية المرتبطة بالدنيا، وهي عش آل محمد عليهم السلام كما في الروايات() علي الأقل مائة وسبعون محطة إذاعية وتلفزيونية.

ولكن لا توجد حتي محطة واحدة.

فانظروا لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟

من الواضح أن الذي لا يعمل يبقي متخلفاً.

هذا من جانب، ولكن الذي يجعل المسؤولية أكبر وأثقل ما ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله من قوله: الإسلام يعلو ولا يعلي

عليه ().

فإن الذي يُلزمنا به هذا الحديث: أن علي الأمة الإسلامية، أن تكون أعلي من سائر الأمم وأكثر تطورا وتقدما. وهذا واجب شرعا للحفاظ علي قانون العلو.

ولكن إذا لم نكن أعلي من غيرنا، فعلي الأقل أن نكون كسائر الأمم ومثل باقي العالم، يعني أن تكون لنا صنعة كصنعتهم، وتكون لنا حريات كحرياتهم، وتكون لنا وسائل إعلام كوسائلهم من صحافة ومحطات إذاعية وتلفزيونية ودور نشر وما أشبه.

فأين نحن منهم؟

دور الطلبة والعلماء

إن للطلبة والعلماء والحوزات العلمية الدور الأكبر في تطوير الأمة وإرشادها نحو التقدم والرقي. فإن الطلبة في كل أمة هم الذين يرفعون من شأنها، أو يحطون من قدرها.

وإنني أقدر حتي أصغر الطلبة المبتدئين الذين يدرسون الأمثلة() وما أشبه، فإنه يمكن لهذا الطالب المبتدئ أن يؤدي دورا إيجابيا في تطوير الأمة.

فكيف بالذي تقدم أكثر كالذي يدرس (السيوطي)()، أو (شرح اللمعة)()؟!

أو مكاسب الشيخ()، أو يحضر بحث الخارج().

وكيف بكبار العلماء والخطباء والفضلاء.

فعلينا أن ننظر إلي غيرنا ممن تقدم لنعرف أسباب تقدمه ولانتأخر عن الركب، فإن الأشياء تعرف بأضدادها وبأمثالها، كما قيل في الحكمة.

حكام الجور من أسباب التأخر

بعد مراجعة التاريخ الإسلامي والتدقيق والتحقيق في مختلف مراحلها يتبين بوضوح أن من أحد أهم أسباب تأخرنا نحن المسلمين في العالم هم: بنو أمية وبنو العباس.

فالنبي الأعظم صلي الله عليه و اله وضع خطة محكمة ربما نفصّل ذلك في كتاب آخر لهداية الناس جميعا نحو الإسلام، ولكي تسلم الدنيا بأسرها، لكن السر في تأخر المسلمين وتخلفهم هو تغيير المنهج الصحيح بعد رسول الله صلي الله عليه و اله، قال تعالي: أَفإِنْ مّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَيَ أَعْقَابِكُمْ ().

فإن بني أمية وبني العباس ومن سبقهم ما أن وصلوا إلي الحكم حتي منعوا المسلمين من التقدم والتطور، بل كانوا يزجون بهم من حرب إلي حرب، ويقولون: إنها فتوحات. لم تكن فتوحات بل هو كذب محض، ربما نبحث عن ذلك في وقت آخر، فمقولة هارون عندما كان يخاطب السحاب: أينما تمطرين سيأتيني خراجكِ. كذب وتزوير للتاريخ وعدم إطلاع.

إن هؤلاء من هارون، والمأمون، والمتوكل، ومعاوية هم الذين وقفوا في وجه المسلمين وحدوا من نشاطهم وتقدمهم، ومما يدل علي ذلك القصتان التاليتان:

قسوة خالد بن عبد الله القسري

كان خالد بن عبد الله القسري() كالحجاج في سفك الدماء، وارتكاب الحرام، وانتهاك الحرمات، والحد من العلم، والضغط علي العلماء ومحاربة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم. فكان سوطاً من سياط بني أمية، وجلاداً من جلاديهم، وعاملاً مستبدا من عمالهم.

أما لماذا اشتهر الحجاج بالظلم والاستبداد وسفك الدماء ولم يشتهر خالد؛ فلأن الحجاج وكما يذكر الحاج المولي هاشم في (منتخب التواريخ)() ثار أكثر ضد علي أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته وفي وضح النهار، فأخذ يبحث عن قبر الإمام عليه السلام في الكوفة لينبشه ويخرج جثته الطاهرة ويحرقها بالنار!!، وقد نبش اثنين وعشرين ألف قبر لأجل ذلك ولكنه لم يعثر علي

قبر الإمام.

إن اشتهار الحجاج كجلاد لبني أمية جاء لكثير ظلمه في هذا الباب. أما خالد بن عبد الله القسري، والذي نريد نقل قصة عنه، فقد كان من ظلمه أنه اتخذ سياسة محاربة العلم والعلماء، لأن بني أمية وبني العباس كانوا يقضون علي العلم والعلماء ليقولوا: نحن السادة.

ففي أحد الأيام صعد خالد القسري المنبر في مسجد الكوفة ومسجد الكوفة آنذاك كان أكبر بكثير مما عليه المسجد الآن وكان عيد الأضحي، فخطب خطبته ثم قال: أيها الناس، اليوم يوم الأضحي، والأضحية فيه مستحبة، وكل منكم سيضحي بشاة أو بقرة أو ناقة، ولكني سأضحي بأضحية خاصة تختلف عن أضحياتكم.

فتوجهت أنظار الجميع إليه، ماذا سيفعل. وكان أحد العلماء في ذلك الوقت حاضراً في المسجد يدعي (جَعْد)()، وكانت العرب تطلق (جَعْد) علي الرجال، و(جُعْدة) علي النساء كجُعْدة التي كان زوجة للإمام الحسن عليه السلام وهي التي أودت بحياته الشريفة.

ثم أمر خالد جلاوزته وجلاديه بالقبض علي جَعْد لأنه كان مخالفاً لخالد بن عبد الله القسري، وكان يقول له: إن أعمالك هذه تخالف الشرع، كشرب الخمر والزنا وما أشبه، فقال خالد: عليَّ به. فقبضوا عليه، ثم قال: ألقوه أرضاً، ثم أخرج سكيناً وذبحه في المسجد().

فهل يمكن لهذه الأمة أن تتقدم!

الأمة التي تقطع رؤوس علمائها في المسجد؛ لأنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر! كيف يمكنها أن تتقدم؟

فهؤلاء (بنو أمية وبنو العباس ومن شاكلهم) وقفوا أمام العلم، وإلا لما كانت الأمة الإسلامية كما هي عليه الآن من التأخر والحرمان.

هذه هي القصة الأولي.

مقتل عبد الله بن المقفع

أما القصة الأخري فهي عن بني العباس وعمالهم، فقد كان شخص إيراني في العراق يدعي عبد الله بن المقفع()، وليس الكلام في تقييمه وبما قاله المؤرخون حوله؛ لأننا لسنا في صدد تحليل

شخصيته، فإن هناك خلافاً حول عبد الله بن المقفع، ولم يكن لي تحقيق في هذا الباب حتي أبينه. لكن عبد الله بن المقفع كان أديباً مرموقاً، ربما لا نملك اليوم أديباً مثله بين الإيرانيين.

لقد كان قمة في الأدب العربي، والدليل علي ذلك أن كتبه موجودة لحد الآن وتطبع في مصر وغيرها باستمرار، ومن كتبه (كليلة ودمنة)()، وهو كتاب أدبي رفيع المستوي في اللغة العربية، وقد ترجم إلي العربية من نسخة فارسية، علما بأن أصل الكتاب يعود إلي الهند في زمان (أنو شيروان) ()، فترجم إلي الفارسية من الهندية، ثم قام عبد الله بن المقفع بترجمته إلي العربية، لكن نسخته العربية رفيعة المستوي جداً، وقد طالعته مرتين ونصف.

لقد كان عبد الله بن المقفع رجلاً عالماً مشهورا في الأوساط، وقد جاء يوماً إلي منزل والي العباسيين في البصرة وكان اسمه سفيان بن معاوية فالمنصور العباسي كان حاكماً في بغداد، وله والٍ في البصرة فدخل عليه وترك فرسه عند غلامه في الباب، وكان منزل الوالي واسعاً جداً، والناس يدخلون ويخرجون. فبقي الغلام منتظراً ساعة وساعتين وثلاث ساعات، فلم يخرج عبد الله، فحل وقت الظهر وكذلك العصر، ولم يخرج عبد الله بن المقفع!.

فاستغرب الغلام وأحس بالشر، فعاد إلي أصدقائه وأخبرهم بأمره. فجاءوا إلي منزل الوالي، وقالوا له: أين عبد الله بن المقفع؟.

قال: لم يأت إليَّ أصلاً.

فقال الغلام: هذا فرسه وقد دخل إلي منزلكم.

فقال: لا علم لي به.

فذهبوا إلي المنصور العباسي في بغداد؛ لأن عبد الله كان شخصية مهمة، فلا يمكن أن يبقي حاله مجهولاً هكذا. فما الذي حدث له!!

فقال المنصور: لا علم لي بذلك.

فقالوا: أنت الحاكم وهذا واليك، فاسأل ماذا جري له.

فقال: سوف أسأل عنه.

ومر يوم ويومان وعشرة أيام،

ثم أسبوع وأسبوعان، وبعدها شهر وشهران. ثم ذهبوا إليه مرة أخري، فأنكر الحاكم علمه بالموضوع أصلاً.

فقالوا: لا يمكن أن يكون الحاكم بلا علم عن واليه بالبصرة، وما يجري علي العلماء والشخصيات.

والمسافة بين بغداد والبصرة لم تكن إلا أربعمائة كيلومتر.

فقال الحاكم: لا علم لي بالموضوع.

فقالوا: اسأل عنه.

قال: سأسأل عنه.

مر علي القصة يوم ويومان، ثم أسبوع وأسبوعان، وبعدها شهر وشهران، ولا يعلم ما حل بعبد الله بن المقفع، هل طار إلي السماء، أم غار في الأرض.

فأيس الناس وقاموا بالتحقيق بأنفسهم.

يقول الشاعر():

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفي علي الناس تؤذن

نعم لا يمكن للإنسان أن يخفي صفاته دائما، فإن الناس يوما ما سيطلعون عليها، وقد قال الله قبل هذا الشاعر: ?وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ?()، فإن المؤمنين يرون أعمال الناس.

وهذا ما يري في المجتمع فإن الناس عادة يعرفون بأن الشخص الفلاني عالم، والشخص الفلاني جاهل، والطبيب الفلاني أفضل، والطبيب الفلاني علمه أقل، وهكذا.

عند ما يئس الناس من الحاكم العباسي في تحقيق مصير عبد الله بن المقفع، حققوا بأنفسهم عنه، من مقربي الوالي، فتبين أن المنصور العباسي أمر واليه بالبصرة بقتل عبد الله بن المقفع شر قتلة()، وذلك لأن هذا الشخص كان عالماً، ومن البديهي أن العالم لا يرضي بمنكرات الحكام، فيقول: هذا ليس بصحيح، هذا ظلم لا يجوز، هذا اعتداء وزور، هذا قتل وسفك للدماء، و …

وكان الوالي يعلم بأن عبد الله بن المقفع يأتيه يوم كذا، فأمر بسجر تنور، فلما جاء ابن المقفع أمر بالقبض عليه، وتقطيع بدنه قطعة قطعة، وإلقائها في التنور حتي أتي علي جميع جسده بأمر الحاكم العباسي().

نعم هؤلاء الحكام من بني أمية وبني العباس كانوا السبب في تأخر الأمة الإسلامية

حيث حكموا بالظلم والاستبداد، وقضوا علي العلم والعلماء.

ولكن مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي مدرسة العلم والعلماء، ومن هنا نري الإمام الحسين عليه السلام ونحن في يومه المبارك، ذكري مولده الشريف، قام بتكريم المعلم الذي علم ولده سورة من القرآن أيما تكريم، تعظيما للعلم والعلماء.

الكتابة والتأليف

إننا نملك شيئين مهمين وهما بأيدينا:

الأول: الكتابة والتأليف.

الثاني: الخطابة والبيان.

وهما من أسس العلم ونشر الثقافة والوعي.

فعلينا أن نكتب عن الإمام الحسين عليه السلام وننشر فكره عليه السلام وعلومه في جميع العالم. فإن الله عزوجل خلق هؤلاء الأطهار عليهم السلام سفنا لنجاة الأمة، ومصابيح لهداية الخلق.

كما قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الحسين مصباح الهدي وسفينة النجاة ().

ولكن كم كُتب عن الإمام الحسين عليه السلام؟

نعم كتب عن الإمام الحسين عليه السلام أكثر من باقي الأئمة والأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ولكنه قليل، فقد كُتب عن إقبال اللاهوري() أكثر مما كتب عن الإمام الحسين عليه السلام!.

كان إقبال اللاهوري شخصاً عالماً وشاعراً، وأشعاره جميلة، وكان يدعو لاستقلال باكستان. فكتبوا عن شخصيته خمسة آلاف كتاب وكراس، ولكن هل تتمكنون من جمع خمسة آلاف كتاب حول الإمام الحسين عليه السلام منذ ألف وثلاثمائة سنة مضت وإلي الآن.

فهذا يعني أننا مقصرون!

فمن يتحمل عبء التقصير هذا؟

نحن لدينا القدرة علي الكتابة والتأليف، فليس من الصحيح أن ندع الكتابة والتأليف جانباً، بل علينا أن نكتب وننشر تعاليم أهل البيت عليه السلام وعلومهم للعالم، فنكتب حول الله عزوجل، وحول النبي صلي الله عليه و اله، وحول أمير المؤمنين عليه السلام وحول الإمام الحسين عليه السلام وحول الإمام الصادق عليه السلام وحول سائر الأئمة الطاهرين عليهم السلام وحول الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، وحول السيدة المعصومة

عليها السلام وهكذا..

كل شخص منا يلزم عليه أن يكتب كتاباً، ففي قم المقدسة وكما يقولون يوجد ثلاثون ألف رجل دين، فإذا كتب كل واحد منهم كتاباً يصبح لدينا ثلاثون ألف كتاب، ومن الواضح تأثير هذه الكتب في رفع المستوي الثقافي.

مكتبات في كل مكان

كما علينا أن نسعي لتأسيس المكتبات العامة والخاصة، ففي كل مكان وفي كل بيت مكتبة وهكذا.

كان أحد التجار في الكويت يدعي الحاج عبد الصمد، وكان يذهب إلي اليابان للتجارة. فسألته يوما: كيف تقدمت اليابان هذا التقدم الهائل في العلم والصناعة؟.

قال: إن الشعب الياباني مثقف وواع، وهذا ما شاهدته بعيني، حيث إنك تري في القطار الذي تسافر به مكتبة خاصة، وفي الحافلة التي تستقلها مكتبة، وفي الباخرة التي تسافر بها مكتبة، وفي جميع الأماكن العامة والخاصة مكتبة، فلا تري إنساناً لا يطالع، الكل مشغولون بالمطالعة والقراءة.

قال: والأعجب من هذا أنك إذا ما دخلت بيت الياباني، تجد في غرفة استقباله مكتبة، وفي غرفة نومه مكتبة، وفي غرفة الطعام مكتبة، وفي المدخل مكتبة. وحتي في المطبخ والحمام مكتبة وهكذا، فهذا هو من أسباب تقدمهم وتطورهم.

المكتبة المنزلية

نعم علينا أن نوجد في كل بيت من بيوت الناس مكتبة منزلية، فلا يقال هذا رجل قروي لا يقرأ ولا يكتب. فليكن قروياً لكن أبناءه يعرفون القراءة والكتابة وهم سيقرؤون الكتب.

أ تعلمون ماذا سيحدث لو وجدت في كل منزل مكتبة؟!

فلو كان في كل بيت عشرة أو عشرون أو خمسون كتابا علي الأقل فسوف يقرأ ويتعلم ويتثقف كل من هو في البيت أو يرتبط بهم، من الابن والبنت والأب والأم والصهر والضيف و … وهكذا يرتفع مستوي الثقافة.

عند ذلك يمكن أن نكون في مستوي التقدم العالمي.

علما بأنه لا يكفي ذلك إذ علي الأمة الإسلامية أن تكون الأعلي من سائر الأمم، حيث قال رسول الله صلي الله عليه و اله: الإسلام يعلو ولا يعلي عليه ().

عندما تحررت البلاد الإسلامية في الإتحاد السوفيتي قبل ثلاث سنوات، وحصلت فيها بعض الحرية، أرسل السعوديون لهم سبعة وستين مليون

نسخة من القرآن الكريم حسب ما ورد في بعض التقارير فكانت الطائرات تقلع بالمصاحف الشريفة لهم. وفي ذلك الوقت كان الأذربيجانيون الشيعة يأتون إلينا ويطلبون منا المصاحف فربما هيأنا لهم عشرين أو ثلاثين أو ما أشبه.

فانظروا كيف تقدم هؤلاء، وتأخرنا.

والدنيا دار العمل لمن أراد التقدم في الحياة، والمجال مفتوح لكل من يعمل، قال الله تعالي في القرآن المجيد: ?وَقُلِ اعْمَلُوا?()، فكل من يعمل يصبح سيداً، إذا عملنا نحن نصبح سادة العالم، وإذا عمل غيرنا فهو السيد لا محالة.

الخطابة والبيان

الأمر الثاني مما يمكننا العمل به في سبيل نشر الثقافة والوعي: هو البيان والخطابة، فعلينا أن نستفيد من هذه القوة لنشر معارف الإمام الحسين عليه السلام وعلومه وأهدافه، ومن مصاديق البيان، البث الإذاعي والتلفزيوني، حيث سبق أن مدينة قم المقدسة يلزم أن يبث منها مئات القنوات الإذاعية والتلفزيونية لنشر علوم الإسلام وعلوم أهل البيت عليهم السلام إلي العالم.

وعليه يلزم أن يكون لكل عالم، وكل مرجع تقليد، وكل خطيب مهم، محطة إذاعية أو تلفزيونية، يتكلم ويتحدث فيها عن الإسلام وأهله، والقرآن وحملته، وهذا ما يوجب رفع المستوي الثقافي عند الأمة، وهو من مقومات الوصول إلي ركب التقدم والحضارة.

قدرنا وقدرتنا

نحن متمكنون ببركة ما نملك من مقومات القوة والقدرة المعنوية، بواسطة الإمام الحسين عليه السلام والنبي الأعظم صلي الله عليه و اله وسائر الأئمة المعصومين عليهم السلام وببركة علومهم وباتخاذ الفضيلة والتقوي والأخلاق، أن نتقدم علي جميع الأمم بإذن الله تعالي.

وهذا ما نتعلمه من يوم الإمام الحسين عليه السلام في ذكري مولده الشريف، حيث مكانة العلم والعلماء عند الإمام عليه السلام.

اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز به الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة().

وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين، والحمد لله رب

العالمين.

قم المقدسة

3 شعبان ذكري مولد الإمام الحسين عليه السلام

إصدارات حديثة

للإمام الشيرازي الراحل رحمة الله عليه

1. في رحاب السيدة معصومة عليها السلام

2. إلي حكومة شيعية في العراق

3. صلاح الدين والتعصب الطائفي

4. صلح الإمام الحسن عليه السلام

5. ثورة الإمام الحسن عليه السلام

6. عدالة أمير المؤمنين عليه السلام

7. شهر رجب

8. شهر شعبان

9. شهر رمضان

10. احترام الإنسان في الإسلام

11. الأكثرية الشيعية في العراق

12. الأخوة الإسلامية

13. الارتباط بالله

وجهاد النفس

14. البلاد الإسلامية بين الحاجة والاستعمار

15. الحزب في النظرية الإسلامية

16. الفقه: السلم والسلام

17. لكي لا تتناعوا

18. الزواج وتشكيل الأسرة

19. السبيل إلي إنهاض المسلمين

20. الأخلاق الإسلامية

21. هل تعرف الصلاة

22. العقائد الإسلامية

23. الشوري في الإسلام

24. العراق بعد حزب البعث

25. الحجاب الدرع الواقي

26. الغرب والحصار الاقتصادي علي المسلمين

27. تحليل الأحداث ضرورة حياتية

28. حقائق عن الإمام المهدي عليه السلام

29. توصيات إلي العاملين للإسلام

30. اللاعنف في الإسلام

31. النضج وأثره في حياة الإنسان

32. موجز عن النهضة الحسينية

33. القرآن يتحدي

34. رؤي عن نهضة الإمام الحسين عليه السلام

35. الحسين عليه السلام مصباح الهدي

تحت الطبع

1. المرأة في المجتمع المعاصر

2. المرأة في المنظار الإسلامي

3. بعض ما فعله الشيوعيون في العراق

4. مواصفات القيادة الإسلامية

5. الاكتفاء الذاتي والبساطة في العيش

6. الشعور بالمسؤولية

پي نوشتها

() مقتبس من كلمة لمؤسسة الوعي الإسلامي، بيروت لبنان.

() مثير الأحزان: ص16.

() بحار الأنوار: ج43 ص 243-244 ب11 ح18.

() مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي القاضي: ج2 ص234 ح699.

() عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي، مقرئ الكوفة ومن أولاد الصحابة. ولد في حياة النبي صلي الله عليه و اله، قرأ القرآن وجوده ومهر فيه، فكان يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة. أخذ عنه القرآن: عاصم بن أبي النجود، ويحيي بن وثاب، وعطاء بن السائب، وعبد الله بن عيسي بن عبد الرحمن بن أبي ليلي، ومحمد بن أبي أيوب، والشعبي، وإسماعيل بن أبي خالد. وحدث عنه: عاصم، وأبو إسحاق، وعلقمة بن مرثد، وعطاء بن السائب، وعدد كثير. توفي في زمن الحجاج.

() راجع مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهر آشوب: ج4 ص66 فصل في مكارم أخلاقه عليه السلام.

() بحار الأنوار: ج44 ص191 ب26 ح3.

() مستدرك الوسائل: ج4 ص247 ب6

ح4613، والمستدرك: ج13 ص117 ب26 ح14938.

() راجع العوالم للشيخ عبد الله البحراني: ص64، ومستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي: ج2 ص305، ج4 ص513، ج7 ص359.

() بحار الأنوار: ج19 ص241 ب10 غزوة بدر الكبري. وغوالي اللآلي: ج2 ص100.

() راجع السنن الكبري، للبيهقي: ج6 ص125 كتاب الإجارة.

() بحار الأنوار: ج1 ص177 ب1 ح54 عن غوالي اللئالي.

() سورة الإسراء: 20.

() تحف العقول: ص238. وروي عن الإمام التقي السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام …

() وهم أتباع محمد بن عبد الوهاب الذي أخبرهم أنه من ذرية النبي صلي الله عليه و اله، وان اسمه كاسمه، وأنه يدعو إلي توحيد الله تعالي، وأن القرآن قديم يجب إتباعه دون الفروع المستنبطة، وأن محمداً رسول الله وحبيبه، ولكن لا ينبغي وصفه بأوصاف المدح والتعظيم، إذ لا يليق ذلك إلا بالقديم، وأن ذلك من قبيل الإشراك، وأن الله تعالي حيث لم يرض بهذا الشرك أرسله ليهدي الناس إلي سواء السبيل، فمن أجاب وإلا وجب قتله. كان أول أمره أن أذاع مذهبه سراً، فاتبعه جماعة ثم سافر إلي الشام فلم يتبعه أحد، فرجع إلي الحجاز بعد أن غاب عنها ثلاث سنين، فاتبعه سعود من مشائخ عرب نجد، فأعان هذا المذهب وقواه، فأخذ في الازدياد والانتشار، ودان به عرب نجد، فانتشر مذهب الوهابية في بادية نجد وما والاها وفي غيرها، وقد ابتدع الوهابيون في الدين وكفّروا من سواهم من طوائف المسلمين، فاستحلوا الدماء والأموال والأعراض، وخالفوا ضروريات دين الإسلام، وحاربوا مراراً ونهبوا البلاد، وأكثروا في الأرض الفساد.

() الكافي: ج5 ص4 باب فضل الجهاد ح6.

() بحار الأنوار: ج33 ص488 ب12 ح421.

() بحار الأنوار: ج33 ص563 ب30.

() بحار الأنوار: ج34 ص19 ب31.

() بحار

الأنوار: ج34 ص135 ب31.

() نهج البلاغة: الخطبة 27.

() سورة التوبة: 105.

() سورة الزمر: 9.

() سورة الإسراء: 20-21.

() سورة النجم: 39-40.

() نهج البلاغة: الخطبة رقم 47 من وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

() وأصل الشعر بالفارسية:

بكفتا كه: اي سُنبلت بيج بيج زيغما جه آورده اي؟ كفت: هيج هيج

() راجع الكافي: ج3 ص295-296 باب بناء مسجد النبي صلي الله عليه و اله ح1.

() فهد بن عبد العزيز آل سعود 1923 – 2005م، تسلم زمام الملك عام 1982 خلفاً لأخيه خالد بن عبد العزيز آل سعود. وقد تقلد عدة مناصب وزارية قبل تسلمه زمام الملك. لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين.، دعم الوهابية في مختلف دول العالم دعما منقطع النظير، استمر في عهده اضطهاد شيعة السعودية، وهم ثلث نفوسها.

() راجع بحار الأنوار: ج57 ص214 ب36 ح31.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص334 باب ميراث أهل الملل ح5719.

() كتاب الأمثلة لمحمد بن عبيد الله المسبحي الحراني المصري المتوفي عام 420ه، وهو في الصرف يدرس للمبتدئين بدراسة العلوم الحوزوية.

() وهو شرح الألفية في النحو لجلال الدين السيوطي المتوفي عام 911ه، وهو من الكتب الدراسية في الحوزة.

() الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، للشهيد السعيد زين الدين الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني، قُتل عام 965ه (رضوان الله عليه) علما بأن متن اللمعة هو للشهيد السعيد محمد بن جمال الدين مكي العاملي المعروف بالشهيد الأول ? قُتل عام 786ه، وقد درس هذا الكتاب منذ تأليفه إلي الآن مئات الألوف من طلبة العلم، وما زال يدرس في جيمع الحوزات العلمية.

() المكاسب للشيخ الأعظم الأنصاري في الفقه الإستدلالي، من أهم المواد الدراسية في الحوزات العلمية، وقد كتب

الإمام الشيرازي ? علي هذا الكتاب شرحا توضيحيا لا يستغني عنه الطلاب عادة. يقع الشرح في 16 مجلدا.

() مرحلة بحث الخارج هي المرحلة العليا من العلوم الحوزوية حيث يكون البحث خارجا عن التقيد بالكتاب، فتطرح المسائل وتبحث بصورة أكثر تحقيقا وتدقيقا وعمقا واستدلالا. ليصل الطالب إلي الرأي الصحيح عبر الاجتهاد في المسألة.

() سورة آل عمران: 144.

() خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري، من أهل دمشق، ولد عام 66ه. ولي مكة سنة 89 ه للوليد بن عبد الملك، فكان إذا خطب بها لعن علياً عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام. ثم ولاه هشام العراقين (الكوفة والبصرة) عام 105ه، فأقام بالكوفة وطالت مدة ولايته، فجار في حكمه، وأذاق الناس ألوان من الذل والهوان. وقد روي المؤرخون أنه حبس بعض التابعين، فأعظم الناس ذلك وأنكروه فبلغه ذلك، فخطب فقال: قد بلغني ما أنكرتم من أخذي عدو أمير المؤمنين ومن حاربه، والله لو أمرني أمير المؤمنين أن أنقض هذه الكعبة حجراً حجراً، لنقضتها! والله لأمير المؤمنين أكرم علي الله من أنبيائه!. وكان يرمي بالزندقة،كما كان يظهر العداء لأهل البيت عليهم السلام خصوصاً الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فكان يلعن علياً عليه السلام علي المنبر، فيقول: اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، صهر رسول الله علي ابنته وأبا الحسن والحسين. ثم يقبل علي الناس فيقول: هل كنيت!!. عزله هشام عام 120ه، وولي مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره بمحاسبته، فسجنه يوسف وعذبه بالحيرة، ثم قتله في أيام الوليد بن يزيد عام 126ه.

() الفاضل المحقق الحاج المولي هاشم بن محمد علي الخراساني، توفي ودفن في الروضة الرضوية المباركة عام 1340ه، من

مؤلفاته أيضا: رسالة في الميراث.

() الجَعْد بن درهم مولي سويد بن غفلة، من أهل الشام، سكن الجزيرة الفراتية. أخذ عنه مروان الحمار لما ولي الجزيرة في أيام هشام بن عبد الملك، ولهذا يقال له: مروان الجعدي، فنسب إليه. ومن أراد ذم مروان لقبه بالجعدي. ويعتبر الجعد شيخ الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية. طلبه هشام فظفر به، ثم سيره إلي خالد بن عبد الله القسري، فقتله يوم عيد الأضحي عام 124ه.

() راجع تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج12 ص421 باب القاف ذكر من اسمه القاسم.

() واسمه قبل إسلامه روزبه، ويكني أبا عمرو. فلما أسلم تسمي عبد الله واكتني بأبي محمد؛ وإنما تقفع لأن الحجاج بن يوسف ضربه بالبصرة ضرباً مبرحاً فتقفعت يده. ولد في العراق عام 109ه ونشأ بالبصرة، أصله من بلاد فارس. كان في نهاية الفصاحة والبلاغة،كما كان كاتباً وشاعراً فصيحاً، فكان يكتب أولاً لداود بن عمر بن هبيرة، ثم كتب لعيسي بن علي علي كرمان. قتله سفيان بن معاوية عامل المنصور بالبصرة في عام 143ه حرقاً بالنار بأمر المنصور، فلم يطلب بثاره وطل دمه. نقل عدة كتب إلي اللغة العربية، وأشهرها كتاب (كليلة ودمنة)، له كتاب (الأدب الكبير)، و(الأدب الصغير)، و(اليتيمة في الرسائل) و(الجوهرة الثمينة في طاعة السلطان).

() وهو كتاب في الأخلاق وتهذيب النفوس، وضعه بيدبا الفيلسوف الهندي لدبشليم ملك الهند، يشتمل علي قصص وحكايات ونوادر، وضرب أمثال علي ألسنة البهائم والطيور، لا يستغني عنها الملوك والوزراء، والأمراء والحكام، يتفهمها ذوو العقول ويتأدبون بها. ترجمه ابن المقفع، طبع قسم منه باعتناء هنري شولتنس في ليدن 1786م، ثم طبع مراراً في بلاد مختلفة.

() وتعني: ذو الروح الخالدة، من ملوك الأسرة الساسانية، ملك فارس

للفترة 531 – 579م. وسع رقعة الإمبراطورية، فامتدت حتي البحر الأسود وجبال القوقاز. أعاد تنظيم الحكومة والجيش، ورعي الحركة الثقافية. وبعد مضي اثنتين وأربعين سنة من ملكه كانت ولادة نبينا محمد صلي الله عليه و اله، فارتجس إيوانه فسقطت منه أربع وعشرون شرفة.

() وهو زهير بن أبي سلمي.

() سورة التوبة: 105.

() راجع سير أعلام النبلاء، للذهبي: ج6 ص209.

() راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج18 ص269 محنة المقفع.

() مدينة المعاجز، للسيد هاشم البحراني: ج4 ص52.

() شاعر وفيلسوف مسلم ولد عام 1875م في الهند، نظم باللغة الفارسية والأوردية، وكان أول من دعا إلي إنشاء دولة باكستان، أشهر آثاره الشعرية قصيدة طويلة عنوانها (أسراري خودي) أي: أسرار النفس عام 1815م، وأهم آثاره الفلسفية (إعادة بناء الفكر الديني في الإسلام) عام 1934، توفي عام 1938م.

() غوالي اللآلي: ج2 ص496 باب المواريث ح15.

() سورة التوبة: 105.

() الكافي: ج3 ص424 ح7.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.