بعض ما فعله الشيوعيون في العراق

اشارة

اسم الكتاب: بعض ما فعله الشيوعيون في العراق

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1426 ق

الطبعة: اول

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

مرت علي العراق فترات عصبية منذ وجوده وكيانه وإلي يومنا هذا، ولقد عاني الشعب العراقي الأمرين من جراء تلك الفترات الخانقة، حيث الجوع والخوف والتشريد وعدم الأمن والسجن والتعذيب والقتل، كل هذه الأجواء أدت إلي أن يتسم العراق بطابع العنف، ويُصبغ بلون الدم وعدم الاستقرار والاضطراب، وأن تتسم شخصية قسم من شعبه بالعنف وسرعة الغضب.

وبالرغم من الإبداع الفكري والثقافي الذي بزر علي أرض الرافدين، والذي سجل أسبقية حضارية ومدنية علي بقية الأمم والشعوب التي كانت غارقة في الجهل والظلام، إلا أن ذلك لم يكن ليشفع من بروز حوادث وقصص دامية صبغت وجه العراق بالدم والعنف، فغطت علي تلك الصورة المشرقة لوجه العراق الذي غذي العالم بالفكر والثقافة.

كما أوغل الذين توالوا علي حكم العراق في الجريمة بحق العراق والعراقيين، فكانوا يصوبون نيران حقدهم الطائفي نحو الشعب باسم الشعب والدفاع عن الوطن. بدءً من سيطرة الأتراك علي العراق انتهاءً بالزمرة البعثية العفلقية والتي أذاقت العراق والعراقيين ألواناً من الذل والهوان، وإقحامه في حروب مدمرة مع جيرانه لا ناقة للشعب فيها ولا جمل، ولكن رغبة الحكام ونزواتهم في إذلال الشعب وامتهان كرامته سبب ذلك.

وفي الفترة ما بين 1958- 1963م وهي فترة حكم عبد الكريم قاسم، فقد أخذ المد الشيوعي يتنامي في العراق وقام الشيوعيون بأعمال خسيسة ودنيئة في حق الشعب العراقي يندي لها جبين الإنسانية، فمن أعمال القتل والسحل والتمثيل بالموتي إلي إقامة المجازر في كركوك والموصل، والاعتداء علي شرف النساء واغتصابهن، والاستهزاء بالدين ومحاربة العلماء والاعتداء عليهم، وغرس

الشبهات المادية والنقاشات المشككة حول الخالق، والاعتداء علي المصلين في المساجد، ورمي روث الحيوانات عليهم أثناء الصلاة وتهديدهم وضربهم، والأشد من هذا قيامهم بتمزيق القرآن الكريم في شوارع بغداد علناً، وغيرها.. وهي كثير لا يمكن عدها وحصرها.

لقد أقدم الشيوعيون في العام 1959م علي مجازر دموية في كركوك والموصل والبصرة والديوانية يندي لها جبين الإنسانية، فقد سفكوا دماء المواطنين وأسالوها في الشوارع ثم قاموا بسحلهم، والتمثيل بجثثهم، ومن ثم حرقهم، أو سحقهم بالمدحلة()، وهم يرددون شعارهم الدموي المعروف: (ماكو مؤامرة اتصير والحبال موجودة)، أو (إعدم إعدم، جيش وشعب يحميك من كل خائن).

وقد كتبت جريدة الحزب الشيوعي (اتحاد الشعب) بتاريخ

11/3/1959م عن مجزرة الموصل تقول: (وانتفض الجنود في كل مكان، أدرك الجنود الطيبون أن واجبهم المقدس يقضي بالدفاع عن الجمهورية، فلم يجدوا سبيلاً لهذا الدفاع إلا إخماد أنفاس المتآمرين، فصفوا الحساب معهم وكان السحل مصيرهم)().

ثم استمرت حملات القتل والسحل لتصل إلي مدن عراقية عديدة، فربما سحلوا من أوقعه حظه العاثر بلا ذنب منه بأيديهم أثناء تجوالهم في مدن العراق فيما إذا اشتبه به أحد المتظاهرين خلال المظاهرات، فكانوا يقتلون ويسحلون، ويعلقون بعضهم علي الأشجار وأعمدة الكهرباء من دون تمييز بين الرجال والنساء، ويقطعون بعضهم بالحراب والسكاكين، كما نهبوا البيوت الآمنة وهتكوا الأعراض.

لقد سادت البلاد موجة من الخوف والرعب العام، وكان علي الأفراد الذين يختلفون مع الشيوعيين أو يحاربون الشيوعية ممن يخشون علي حياتهم وأنفسهم، إلا أن يرسلوا برقيات التأييد لشخص الرئيس، والنقابات والمنظمات الشيوعية،لتذاع من إذاعة بغداد، ومن ثم نشرها في الصحف المحلية. كما اضطر الناس إلي حمل جريدة الحزب الشيوعي (اتحاد الشعب) مع إبراز عنوانها ظاهراً جلياً في حيلة منهم لإظهار التأييد لهم، بالإضافة إلي المشاركة في

المظاهرات التي كانت تجوب الشوارع باستمرار. وبذلك عاشت البلاد فوضيً وتراجعاً علي كافة الأصعدة المتعلقة بالعمران والتقدم، وتوقفت مسيرة التقدم المدني والحضاري، وراح نتيجة ذلك سيل من دماء الأبرياء من أبناء العراق.

وهذا ما سيلمسه القارئ في مطاوي هذا الكتاب (بعض ما فعله الشيوعيون في العراق) لسماحة الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه، حيث تعرض سماحته إلي تاريخ فترة عصيبة من تاريخ العراق، كان قد عاش تفاصيلها بكل دقة، بل كانت له آراؤه وأفكاره من خلال ما طرحه علي عبد الكريم قاسم أثناء مقابلته له من أجل التخفيف من معاناة الشعب العراقي والرجوع إلي حكم الله عزوجل، ولكنه كان يجابه بالأذن الصماء واللامبالاة من قبل المسئولين في ذلك الوقت.

ومؤسسة المجتبي يسرها أن تقوم بطبع ونشر هذا الكتاب القيم، لتكشف عن صفحات من تاريخ العراق الدامي، كان الإمام الراحل رحمة الله عليه فيها شاهداً حياً ينقل مجريات الأحداث بأمانة وإخلاص. وترجو من الله أن ينفع بهذا الكتاب كما نفع بغيره، وأن يمن علي سماحة الإمام الراحل بالمغفرة والرضوان إنه سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

كربلاء المقدسة ص ب 1094

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

هذا بعض ما رأيت من جرائم الشيوعيين في العراق إبان حكمهم.

أسأل الله عزوجل أن يمن علينا بدولة كريمة يعز بها الإسلام وأهله ويذل بها النفاق وأهله ويجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعته والقادة إلي سبيله ويرزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

شخصية عبد الكريم قاسم

عبد الكريم قاسم() والذي كان شخصاً شيوعياً في الظاهر، وعميلاً للإنجليز في الواقع في عهده قد فسح المجال للشيوعيين في العراق، حيث كنا قد عايشنا وشاهدنا تلك

الفترة.

ولقد تحدثت شخصياً مع عبد الكريم قاسم مفصلاً، ولكنه كان يعمل ضمن خطة مدروسة تقضي بدعم الشيوعيين في العراق، فكان يدعمهم ويدافع عنهم، حتي أن (عبد الملك) وكان مدير شرطة كربلاء المقدسة قال: لقد صدرت لنا الأوامر من بغداد فيما إذا تخاصم فرد مع أحد الشيوعيين، فما علينا إلا إطلاق سراح الشيوعي واحتجاز خصمه، سواء كان الحق معه أم مع خصمه.

لقد قام الشيوعيون في العراق بأعمال كثيرة يندي لها الجبين خلال تلك الفترة القصيرة، والتي استمرت من سنتين إلي ثلاث سنين. وبعد ما انتهي مرام عبد الكريم قاسم من الشيوعيين، وكشف عن أفعالهم وأضرارهم، قام بضربهم والتخلص منهم، لكنه لم يقض عليهم قضاءً مبرماً. وإنما بعد زوال عبد الكريم قاسم ومجيء عبد السلام عارف() عن طريق الانقلاب العسكري، فقد قام الأخير بضرب الشيوعيين ضربة حقيقية والتخلص منهم.

من أعمال الشيوعيين

قام الشيوعيون في العراق بجرائم كثيرة في مختلف المجالات، السياسية وغيرها، حتي فيما يرتبط بالأخلاقيات من الفساد وما أشبه، وأنا أتذكر قصصا عديدة في مختلف الأبواب، كنت رأيتها بعيني أو سمعتها بأذني من الثقات، أشير إلي بعضها.

1: ممارسة اللواط

إن الشيوعيين بما أنهم لا يعترفون بالله ولا بالقيم الأخلاقية كانوا يقومون بممارسة عمل اللواط مع الشباب، وربما كان ذلك بنحو الاغتصاب، أي من دون اختيار المفعول وبالإكراه، خصوصاً إذا كان الشاب جميلاً، وقد ذكر عبد الجبار أيوب مدير السجون في العراق قصة في هذا المجال، يمكن مراجعة كتابه.

وربما كان يقوم عدة منهم بشكل جماعي بممارسة هذا العمل الشنيع مع بعض الشباب المساكين.

وربما كان يقوم أحدهم بدعوة شاب لممارسة اللواط معه، وعندما يستجيب المدعو لطلب الداعي وينتهي من فعله، يقول الداعي له: والآن جاء دوري، فيصبح المفعول به فاعلاً.

وربما كان يحصل في اجتماعاتهم أن يجتمع عدة أشخاص منهم لغرض من الأغراض، ثم بعد الاجتماع يأخذ كل واحد منهم بيد الآخر ليقوده إلي غرفة من غرف ذلك المحل، في بيت أو خان أو ما أشبه، أو في الخيام الصيفية التي كانوا ينصبونها خارج المدن، ثم يمارسوا اللواط فيما بينهم. وهذا بحد ذاته كان فخاً من قبل الشيوعيين لصيد الشباب؛ لأن الشباب وخاصة من هو في عمر المراهقة يبحث عن طريقة لإفراغ شهوته، فكان يدعو أحدهم الآخر ليمارس اللواط معه، وبذلك كان يغتر الشاب المسكين، فإذا ما فعل به يقول له: والآن جاء دوري لأقضي شهوتي معك.

ومن القصص في هذا الباب: أنهم ألقوا القبض علي شاب فسجنوه أسبوعاً، وبعد ذلك أطلقوا سراحه، لكنه فقد بدت عليه آثار الشحوب والمرض، مما اضطر والداه لأخذه إلي المستشفي وقد كان أخبرهم بالسبب، وهو

أن عدة من الشيوعيين كانوا يمارسون معه اللواط كرهاً كل يوم مما أدي إلي حصول تمزق في دبره، فكانوا لا يعيرون بذلك أهمية بالرغم من شدة صراخه واستغاثته، وبعد ما خافوا موته وابتلائهم به أطلقوا سراحه، فأصبح هذا الشاب حينما خرج من السجن شاحب اللون مريضا، مما اضطر والداه لنقله إلي المستشفي.

2: إشاعة الزنا

2: إشاعة الزنا

والعمل الآخر من أعمال الشيوعيين هو إشاعة الزنا، وبشكل قبيح جداً، وذلك بفعل الأخوة مع الأخوات، أو الأبناء بالأمهات، أو مع النساء المتزوجات، بدعوي أن الحلال والحرام وما أشبه هي أوهام رجعية. وكانت هناك فتاة تدعي صبيحة الخطيب، وكان الشيوعيون يقولون: إن صبيحة الخطيب بالنسبة لنا أفضل وأهم من عدة من الشيوعيين؛ لأننا من خلالها نتمكن من كسب الشباب إلي صفوفنا.

ولا يخفي أن من أهم عوامل الفساد بين الشباب هي البطالة، وقد قام الحكام العملاء بإيجاد البطالة بين الشباب.

الحكام العملاء

فإن الحكام في بلادنا عادة هم عملاء للشرق أو الغرب، وقد قاموا بكل ما أمروهم به للقضاء علي الشعوب، فكان من ذلك أمور ثلاثة:

الأول: جعل الأراضي من أملاك الدولة، وأنه لا يحق لأحد من الشعب التصرف في الأرض وإحياؤها إلا بموافقة الدولة، علي خلاف قول رسول الله صلي الله عليه و اله حيث قال: ?الأرض لله ولمن

عمرها?().

الثاني: جعل المعادن والمباحات من ممتلكات الدولة، بما فيها الأسماك في البحار، والأنهار في الأودية، والحيوانات في الصحراء والغابات، والأشجار والفواكه وقصب السكر، والمعادن الأخري كالملح والنفط، وغير ذلك. مع أن القانون الإسلامي هو جواز الاستفادة من المباحات لكل شخص، مع رعاية حقوق الآخرين والموازين الشرعية.

الثالث: لا يسمح بالعمل إلا بإجازة من الدولة، مع وضع العراقيل العديدة أمام منح الإجازة، واستيفاء الرسوم الباهضة والضرائب الكثيرة في المقابل.

كل هذه الأعمال كانت السبب في عدم قدرة الشباب علي الإقدام علي الزواج من الفتيات زواجاً شرعياً، والتي أدت إلي ظهور وانتشار ظاهرة العهر والعنوسة والأولاد غير الشرعيين. كما أدت إلي زيادة الخيانة الجنسية وما أشبه.

3: إفساد النساء

3: إفساد النساء

في أيام عبد الكريم قاسم أنشئت جمعية نسائية في العراق، وكانت تشجع النساء علي الخيانة الزوجية والفساد الأخلاقي، وذلك عن طريق المنشورات وما أشبه، فكانت تدعو لأن تتخذ كل امرأة متزوجة رفيقاً يطلق عليه (خليل)، وكانت تقول: إن فائدة ذلك:

أولا: نوع ترفيه للمرأة، فباتخاذ الصديق ترفه عن نفسها.

ثانياً: إن من حق المرأة الحرية الجنسية المطلقة، فهي تضمن باتخاذ الصديق حقها الجنسي.

ثالثاً: الفائدة الاقتصادية، حيث إن ذلك الخليل يدفع لها الأموال.

رابعاً: إذا ما تخاصمت مع زوجها أو طلقها أو مات أو ما أشبه ذلك، فهي تملك زوجاً آخر يستعد لكي يستمر في الحياة معها.

ومن هنا فإن بعض النسوة

اللاتي دخلن في الحزب الشيوعي، وأصبحن شيوعيات، اتخذن لأنفسهن خليلا أو أكثر، وفي بعض الأحيان كان هذا الخليل علنياً.

الإسلام فقط هو الحل

نعم، إن العلاج الوحيد لهذه المشاكل فقط في قبول مناهج الإسلام حكومة وشعباً؛ فإن مقداراً من مشاكل الزواج تتعلق بالناس أنفسهم، إذ غالوا في المهور ووضعوا الشروط الصعبة في الزواج. ولذا فقد انتشر الفحشاء والمنكر في أيام الشيوعيين وفسدت طائفة من النساء حتي إن عبد الكريم قاسم استدعي مجموعة من الأطباء من موسكو للقيام بعمليات إسقاط الجنين لمن شاء ذلك.

ومما روج له عبد الكريم قاسم لأجل إفساد المجتمع، هو إقامة الحفلات الراقصة والماجنة مع ضباطه ووزرائه، وكانت تحيط بهم العاهرات، وذلك في ليالي الجمع وأمام عدسات التلفزيون.

وكان بعض الشباب يقول لي: بأنه كثيراً ما كان يجنب ويحتلم في ليالي الجمع نتيجة مشاهدته للتلفزيون.

4: الليالي الحمراء

ومن الأعمال الأخري: هو قيام سبعة إلي عشرة أشخاص من الشيوعيين المتزوجين بالاجتماع في أحد البيوت، وغالباً ما كانوا يقومون بهذا العمل ليلاً، ثم كانوا يقومون بخلط مفاتيح بيوتهم، أو مفاتيح الغرف، ثم يأخذ كل واحد منهم مفتاحاً ما من دون تعيين، فإذا أخذ المفتاح أخذ معه زوجة صاحب المفتاح، ودخل معها في البيت أو الغرفة ويمارسان الزنا.

5: الاعتقالات العشوائية

ومن أعمال الشيوعيين: أنهم كانوا يقتحمون بيوت الناس، ويلقون القبض علي الشباب أو الفتيات باسم المقاومة الشعبية، وذلك بحجة التحقيق معهم وبتهمة الاشتراك في المؤامرة، أو أنه يعلم بالمؤامرة أو ما أشبه ذلك، فكانوا يأخذونهم معهم إلي حيث المجهول. وربما كانوا يمارسون الجنس مع هؤلاء المساكين، ذكورا أو إناثا، بالاختيار أم بالإكراه، ليلاً أو نهاراً، وربما في الليل والنهار، وكثيراً ما كان يتعرض الشباب للأذي نتيجة شدة ممارسة اللواط معهم فينقلوهم إلي المستشفي للمعالجة.

ذكر أحد علماء بغداد ومن العلماء المرتبطين بالدولة قال: اقتحمت منزلنا مجموعة من أفراد المقاومة الشعبية أيام الشيوعيين، وطلبوا مني تسليمهم ابنتي.

فقلت: ولِمَ؟.

قالوا: إنها مشتركة في المؤامرة ضد الدولة!.

قلت: اصبروا قليلاً، لأني رأيتهم يحملون السلاح وربما قتلوني، فدخلت المنزل واتصلت هاتفياً برئيس الدولة، وأخبرته بالخبر.

فقال: اصبر قليلاً، وبعد مدة قليلة أرسل عدة سيارات مسلحة، فقامت بتفريقهم وإبعادهم عن منزلنا، ولولا اتصالي بالرئيس وعلاقتي به لأخذوا ابنتي إلي حيث المجهول.

6: المظاهرات المعادية للدين

ومن الأعمال الأخري التي قاموا بها: إخراج النساء في مظاهرات معادية للدين، ولقد شاهدت عدة من هذه المظاهرات، وغالباً ما كن سافرات بلا عباءة أو يرتدين عباءات غير ساترة، يعني: كانت وجوههن وصدورهن وأيديهن وأرجلهن بارزة، وكن يرددن هذا الشعر:

بعد شهر.. ماكو مهر

ونذب القاضي بالنهر()

وأحياناً كان يخرج الشباب مع الفتيات في المظاهرات باختلاط سافر، وهم يرددون الشعر المذكور.

وأحياناً كانوا يتفوهون بهذا الشعر:

عيني كريّم للأمام

ديمقراطي والسلام

يعني: يا عيني يا كريم، والمقصود بكريم هو: عبد الكريم قاسم().

7: ممارسة التعذيب الوحشي

ومن أعمال الشيوعيين: هو تعذيب الناس تعذيبا قاسياً بعيدا عن معاني الإنسانية.

أصبح أحدهم حاكم المسيب() ويدعي حسن الرقاع، وكان قبل مجيء الشيوعيين يعمل إسكافياً، ثم أصبح فيما بعد حاكم المسيب. فكان يأمر أصدقاءه بالذهاب بحثاً عن العقارب فيملؤون بها القناني، ثم يأتون بالشخص الذي يعتبرونه من أعدائهم، سواء كان رجل دين أم رأسمالياً أم من الملاكين أو من أشبه، فيعرونه من ملابسه ويلقونه أرضاً ثم يفرغون قناني العقارب علي جسده!، فكان البعض منهم يفارق الحياة نتيجة لدغات العقارب، وكان البعض منهم يصاب بأمراض شديدة.

وربما كان الشيوعيون يضعون عصا غليظة خازوق في دبر المعتقل المسكين! خصوصاً إذا كان من الملاكين والرأسماليين فيصاب بآلام شديدة، ثم يأمرونه بالسير وهو عار وبهذا الشكل المؤلم أمام الناس، وقد فعلوا هذا بأحد الأشخاص مما اضطره للذهاب إلي مستشفي في بغداد للعلاج.

8: نشر الأكاذيب والافتراءات ضد الأبرياء

ومن الأعمال التي كان يقوم بها الشيوعيون في العراق: هو توجيه سيل من الأكاذيب والافتراءات ضد الناس، فكانوا ينسبون أي كذب وافتراء بأي شخص يريدون، من أصحاب الأموال والتجار والعلماء والمؤمنين، وبما أنهم كانوا منظمين فقد كانت إشاعتهم تنتشر وبسرعة.

مثلاً: كانوا يتهمون العالم الفلاني بأنه قد زنا أو مارس اللواط، أو أكل أموال الناس، أو أن الرأسمالي الفلاني أو الملاك الفلاني أو الشيخ الفلاني قد قام بعمل قبيح.

ولم يكتفوا بنشر الكذب علي ألسن عملائهم فقط، بل كانت جرائدهم وصحفهم تنشر ذلك أيضاً، لكي يسقطوا ذلك الشخص من مركزه الاجتماعي، ويصبح لقمة سائغة لهم لاعتقاله وتعذيبه وإهانته والحكم عليه بالسجن أو الإبعاد أو مصادرة الأموال وأحياناً الإعدام.

9: تقطيع أوصال مخالفيهم

ومن الأعمال الأخري التي قام بها الشيوعيون في العراق: شق الشخص نصفين، وذلك بربط من كانوا يزعمونه بأنه من أعدائهم بسيارتين، رِجل بهذه السيارة، ورِجل بالأخري، ثم تسير كل منهما باتجاهين مختلفين تماما، واحدة إلي اليمين والأخري إلي اليسار، بحيث تتقطع أوصال الشخص بهذه الطريقة اللا إنسانية، فتصبح كل رجل معلقة بسيارة.

وهذه هي الطريقة التي كانت تقوم بها السلطات المستبدة قبل مائة عام في تشطير من يغضبون عليه إلي شطرين، فكان أحد الجلاوزة يمسك برجله اليمني والآخر برجله اليسري، ثم يُضرب بالساطور بقوة فيشطر إلي شطرين.

10: القرار بالتصفية الشاملة

كان الشيوعيون أحيانا يقررون بتصفية مخالفيهم تصفية شاملة. وإذا بهم في ليلة واحدة يهاجمون العديد من المؤمنين فيقتلونهم.

وفي أحد الليالي قرروا قتل أكثر من مائة نفر، وكنت أنا واحداً منهم، إذ قرروا قتلي في تلك الليلة، وكان والدنا رحمة الله عليه()، والمرحوم الشيخ عبد الزهراء رحمة الله عليه() من جملتهم، وكذلك السيد سعيد الزيني() والسيد سعيد الشروفي، وهكذا مجموعة أخري كنا نعرفهم.

وبما أن الخطر كان يهدد الجميع فإنهم باستثناء والدي وأنا كانوا يحملون السلاح معهم، للدفاع عن أنفسهم إذا ووجهوا بالخطر.

وكان الشيخ عبد الزهراء رحمة الله عليه يصر عليَّ بأن أحمل السلاح.

فكنت أقول: أنا من القائلين باللاعنف فلا أحمل السلاح.

قال: فاحمل معك خنجراً إذن.

فقلت: إن الخنجر سلاح أيضاً.

فقال: فاحمل معك علي الأقل مقصاً كبيراً سنجر فإذا ما هاجمك شخص تتمكن من الدفاع عن نفسك بهذا المقص.

قلت: هذا أيضاً قسم من السلاح.

وعلي كل حال فقد مرت الأزمة بخير ولم يحصل لنا شيء بحمد الله تعالي وببركة أهل البيت عليهم السلام.

11 و12: التمثيل بالموتي وحرق الجثث

في شفاته وهي قرية بالقرب من كربلاء المقدسة قام الشيوعيون بحرق البعض بعد قتلهم والتمثيل بجثثهم، بحيث إن أحد أصدقائنا ويدعي السيد صالح البهبهاني، وكان يعمل في المعارف، قد شاهد هذه الحادثة ونقلها لنا.

قال: قام الشيوعيون بقتل شخص، وجعلوه في غرفة، فأخذوا يدخلون عليه للتمثيل به، فكان يدخل في الغرفة منهم اثنان اثنان، فيضربانه بشدة حتي يدمي، وكانوا يقولون: (هذا جزاء من يعادي الشيوعيين)، وبعدما تقطعت جثته قطعة قطعة قاموا

بحرقها.

13: المقابر الجماعية

في زمان عبد الكريم قاسم قد أقيمت المقابر الجماعية، وذلك في بغداد والموصل وما أشبه..

فقاموا بقتل عدة أشخاص بذريعة المشاركة في المؤامرة أو بأي وجه آخر، ثم دفنوهم في قبر واحد.

14: إيجاد الرعب بين الناس

كان الشيوعيون يعملون لرعب الناس وتخويفهم بمختلف الوسائل، فمثلا: كانوا يتظاهرون في الموصل وبغداد وغيرهما ويرددون هذا الشعر:

ماكو مؤامرة اتصير.. ولحبال موجودة ()

15: الحبال للمخالفين

كانت الحبال من أساليب الشيوعيين في العراق بالنسبة إلي المخالفين، فكانوا يعتقلون الشخص الذي يعدونه من أعدائهم، ويلقونه أرضاً، ويربطون رجله أو رجليه بالحبل ثم يجرونه علي الأرض بكل قسوة حتي يموت نتيجة ذلك، وربما كانت تتقطع أوصاله.

وفي أحد المرات كادوا أن يقتلوا سماحة السيد مرتضي القزويني() بهذه الطريقة، إذ كنت أسير معه للذهاب إلي البيت في كربلاء المقدسة، فاتفق مرورنا من أمام أحد المظاهرات، فقال المتظاهرون: أمسكوا بالسيد مرتضي وجروه علي الأرض. لكن أحدهم قال: لا تفعلوا هذا الآن فإن الوقت غير مناسب.

وكان الوقت عصراً حيث كنا قد خرجنا من مدرسة الإمام الصادق عليه السلام واتجهنا نحو المنزل.

16: الموت غرقاً

ومن الأعمال الأخري التي قام بها الشيوعيون بها في بغداد، وربما في غير بغداد أيضاً، هو أنهم كانوا يلقون القبض علي الأفراد ويغرقونهم في نهر دجلة، وذلك بالإمساك علي رقبة الفرد وتغطيسه في النهر، حتي يمتلأ فمه بالماء ولا يمكنه أن يتنفس فيغرق

ويموت.

17: نفخ بطن المعتقل

ومن الأعمال الأخري: هو قيامهم بنفخ بطن الشخص، عن طريق دبره، وبواسطة منفاخ السيارة، حتي ينفجر بطنه ويموت.

18: الاستهزاء بالأنبياء عليهم السلام

وكانوا يستهزئون بالمقدسات، بالنبي الأعظم صلي الله عليه و اله، والسيد المسيح عليه السلام، والنبي موسي عليه السلام، وكذلك الأئمة المعصومين عليهم السلام، كالإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام.

فقد كانوا يقومون بهذا العمل بكل وقاحة وصراحة وفي مقابل أعين الناس، ومن دون مراعاة لمشاعرهم.

19: اليهود والحزب الشيوعي

كان اليهود سابقا هم الذين يديرون الحزب الشيوعي في بغداد، ولقد قال أحد الأصدقاء ليهودي كان يدير الحزب الشيوعي: إنهم ضد الرأسمالية وأنت رأسمالي، فكيف هذا؟!.

فأجابه اليهودي: إن قصدنا هو إفساد الأديان، والشيوعيون هم أفضل وسيلة لإفساد الأديان.

قال: حسناً، سيأتون بعد عدة أيام ويصادرون أموالكم؟.

قال اليهودي: لقد تعلمنا من الاتحاد السوفيتي أن لا ندع الشيوعيين يصلون إلي الحكم، إذن فلن يتمكنوا من مصادرة أموالنا.

20: مسخ اللغة العربية

ومن الأعمال الأخري: دعم اللهجات العامية للقضاء علي اللغة العربية الفصحي، حتي يبتعد الناس عن القرآن والروايات وما أشبه، فكانوا يستهزؤون باللغة العربية وإن كانوا هم أنفسهم من العرب، وكانوا مصرين علي التكلم باللهجة العامية.

والسر في ذلك هو أن الغربيين والشيوعيين يريدون أن لا تكون اللغة العربية لغة متعارفة بين المسلمين، ولهذا تراهم لا يسمحون لسائر الأمم أن يتعلموا اللغة العربية، وإذا ما كانت لغة البلاد العربية مثل العراق ومصر، فيسعون جادين لأن تكون اللهجة العامية هي السائدة، مثلاً: (قال) تلفظ (گال)، و (رحتُ) تلفظ

(رِحتِ) وما أشبه ذلك، ولهذا تري الكثير من العرب لا يعرفون لغة القرآن ولا يفهمونه، مضافا إلي أن البعض من العرب أصبح لايفهم لغة الآخرين من العرب أيضا. فالعراقي لا يفهم المصري وبالعكس.

21: تبعية الحزب الشيوعي

كان الحزب الشيوعي في العراق تبعا لدول أجنبية:

فبعض منهم كان تابعا للاتحاد السوفيتي ويطبق أوامر الاتحاد السوفيتي.

وقسم آخر كان تابعاً للصين ويطبق أوامر الصين.

والقسم الثالث كان تابعاً لكليهما ويقدس هؤلاء وهؤلاء. فكانوا يقولون لهم: إنهما مختلفان فيما بينهما. فيجيبون: فليكن، نحن نقبل ما يجمعهما وهو الشيوعية.

22: عدم الالتقاء بالعلماء

كان الحزب الشيوعي يمنع أفراده من الالتقاء بالعلماء الواعين والمباحثة معهم، وذلك لأن الناس عادة إذا عرفوا الحق اتبعوه، إلا إذا كان الشخص متعصبا معاندا.

وقد حصل العديد من اللقاءات مع بعض الشيوعيين، ودار الحديث في مسائل شتي، ذكرت قسما منها في كتاب (مباحثات مع الشيوعيين)().

كما كتبت كتاباً آخر تحت عنوان: (ماركس ينهزم)()، وتطرقت إلي الشيوعية ومبادئها وقصصها وما أشبه، في كتب أخري.

23: تنفيذ الأوامر

إن عبد الكريم كان عميلاً بريطانياً، وقد ذكر الكاتب هاني الفكيكي() ابن توفيق الفكيكي() في كتابه: إن شخصاً مسيحياً لبنانياً كان يدرّس في جامعة بغداد، وكان ينقل أوامر الإنجليز إلي عبد الكريم قاسم، بتفاصيل ذكرها في كتابه. فلما كان الإنجليز يريدون شيئا يبلغون هذا الأستاذ فيأتي فوراً إلي عبد الكريم ويبلغه بأمر أسياده.

24: لماذا الانقلاب علي الملكيين

أصبح فؤاد عارف() متصرفا لكربلاء المقدسة، وهو شخص كردي وكان من أعضاء انقلاب عبد الكريم قاسم، فنقل لنا وقال:

بعد الاختلاف الذي حصل بيني وبين عبد الكريم قاسم، سافرت إلي لندن، حيث كنت أسافر إلي لندن كل عام، وكنت صديقاً لوزير الخارجية البريطاني لعدة سنوات، فقلت له مرة: ما المشكلة التي كانت في الملكيين حتي قمتم بالانقلاب ضدهم، وجئتم بعبد الكريم قاسم بدلهم، وأفسدتم وضع العراق، بالرغم من أن الملكيين كانوا ديمقراطيين ولو بنسبة، وكان الناس يحبونهم، وكانوا يدارون الشعب، وكانت الزراعة والتجارة والصناعة حرة في زمانهم، وكان العراق في مختلف شؤونه علي ما يرام؟.

فقال وزير الخارجية لي: في الواقع إننا نريد عميلا ينفذ الأوامر فورا، أما في زمان الملكيين فإذا أردنا شيئا من العراق، كان المقرر أن نطلب هذا الأمر من مجلس الأمة، وبعد التصديق عليه في مجلس الأمة يذهب الأمر إلي مجلس الأعيان للمناقشة، ثم بعد التصديق عليه في مجلس الأعيان، كان يمرر إلي الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وبعد الإعلان عنه إلي الناس، كان يلزم قبول الناس به. فقال: كم تستغرق هذه العملية، ربما سنة أو سنتين، وربما لا يتم التصديق عليه بتعديل أوغير علي خلاف ما أردناه، ولكننا في زمان عبد الكريم قاسم لم نكن بحاجة إلي مثل هذه المقدمات، بل نتصل بسفيرنا في بغداد، والسفير بدوره يتصل بأحد عملائه ويقول

له: أخبر عبد الكريم قاسم بما نريد، وعندما كان يصل الأمر إلي عبد الكريم قاسم في الليل مثلا، كان يطرحه في صباح الغد بأمر قيادي وكان يصبح قانونا كما نريد، وكان عبد الكريم قاسم ينفذ الأمر فوراً، ونحن لا يمكننا أن نتحمل كل هذه المشقات في عهد الملكيين لكل قانون نريده، لذا فقد سهلنا الطريق علي أنفسنا.

طبيعة الانقلابات العسكرية

إن الانقلابات العسكرية التي حدثت في مختلف البلدان الإسلامية وغير الإسلامية كانت من هذا القبيل، فقد كان وراءها الشيوعيون باسم الاتحاد السوفيتي والصين، أو الغربيون مثل الإنجليز وأمريكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا وما أشبه.

إن الشخص الذي يلاحظ تاريخ الانقلابات العسكرية يراها من هذا القبيل، فهي لم تكن لخدمة الناس يوماً بل لخدمة الأسياد الأجانب، ولذلك فإن من سمات الانقلابات العسكرية هي القضاء علي التعددية، والقضاء علي حريات الناس، فإذا كانت في البلد هناك تعددية قبل الانقلاب، فلا تري لها أثرا بعده.

فالقانون والدستور والقضاء والمؤسسات التنفيذية والتشريعية كلها تكون بيد شخص واحد، كما يلاحظ ذلك في الحكومات الاستبدادية التي عمت بلادنا، وكما يري ذلك بوضوح في الوقت الحاضر في صدام() حيث يفعل ما يشاء من ظلم واستبداد وقهر وكبت واعتقال وتعذيب وقتل، وذلك من أجل الوصول إلي أهدافه وخدمة أسياده من المستعمرين، فكل من يبدي رأياً يكون جزاؤه السجن والقتل..

كما ذكرت ذلك في قصيدة (في بلادي)()، إذ قلت:

ولمن حاول أمراً

هيئوا سجناً وقبراً

هذا بالإضافة إلي مصادرة الأموال وهتك الأعراض

وما أشبه.

الطغاة علي وتيرة واحدة

إن ما ذكرناه بالنسبة إلي الشيوعيين من الظلم والاستبداد، لايختص بهم، فعادة تري الطغاة علي وتيرة واحدة، فمثلا تري مثل هذه الأمور وربما الأبشع منها في البعثيين، فصدام مثلا وزمرته الطغاة أناس شهوانيون، لا يخافون الله ولا يلتزمون بدين أو شرع أو قانون أو عرف أو تقاليد اجتماعية، فالمرأة الجميلة التي يرونها يغتصبونها، حتي إذا كانت متزوجة، نعم أحيانا ولكي يقللوا من جريمتهم ولكي لا يفضحوا أكثر كانوا يجبرون زوجها علي تطليقها ومن ثم يأخذونها، وربما أخذوها أولا ثم طلقوها طلاقاً صورياً، وربما دفعوا مقدارا من المال للزوج وذلك لغرض إسكاته، أو يبعدونه إلي مكان ما، أو يوظفونه

في دائرة، أو يبعثونه إلي سفارة ما، وربما دبروا له حادث اصطدام وقتلوه.

وفي بعض التقارير(): أن صدام تزوج بعض زوجاته بهذه الطريقة، وهذا غير خليلاته().

وكذلك بالنسبة إلي أولاد هؤلاء الطغاة، فأحيانا كانوا يمرون في شوارع بغداد ليختاروا بعض الجميلات للزنا بهن، فيسرقوهن لاغتصابهن، وفي هذا الباب قصص عديدة، وقد اغتصبوا عروسا كانت برفقة زوجها ثم قتلوها.

والحاصل إن الطغاة لا يعتنون بأي قانون من قوانين الله، ولا أي قانون من القوانين الإنسانية.

خاتمة: في ضرورة نشر الوعي الفكري

إن رفع هذه المشاكل الناجمة خصوصاً في بلاد الإسلام من سيطرة الطغاة شيوعيين وبعثيين وغيرهم بحاجة أولاً إلي الوعي الفكري العام بين أبناء الأمة، وذلك بثلاث مليارات من الكتب علي الأقل، وإيجاد الأحزاب الحرة، وإقامة التعددية السياسية والانتخابات النزيهة وما أشبه، علي ما ذكرنا تفصيله في كتاب (ثلاث مليارات من الكتب)() وغيره.

نسأل الله عزوجل أن يمن علي المسلمين بالخلاص من الطغاة الظلمة، إنه سميع مجيب.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

شوال 1420ه

پي نوشتها

() حصل هذا بالموصل عندما قاموا بقتل المحامي أمجد المفتي وعمر الشعار بتاريخ 9/3/1959م بإطلاق الرصاص عليهما، ومن ثم التمثيل بجثتيهما، ثم سكب النفط عليهما وحرقهما، وبعدها جيء بمدحلة سارت فوق جثتيهما إمعاناً في التمثيل.

() تاريخ العنف الدموي في العراق، لمؤلفه باقر ياسين: ص372، الطبعة الأولي عام 1999م، دار الكنوز الأدبية.

() عبد الكريم قاسم محمد بكر الزبيدي، ولد في بغداد عام 1914م. التحق بالكلية العسكرية في 1932م وتدرج في الرتب العسكرية. انتمي لتنظيم الضباط الأحرار عام 1956م. قام بانقلاب عسكري عام 1377ه،الرابع عشر من تموز عام 1958م، فأطاح بالحكم الملكي بعد أن قتل أغلب أفراد العائلة الملكية بما فيهم الملك فيصل الثاني. أعلن الحكم الجمهوري وشكل مجلس السيادة، وترأس مجلس الوزراء إضافة إلي وزارة الدفاع بالوكالة لثلاث دورات. ألغي المظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعددية الحزبية ما عدا الحزب الشيوعي. كما ألغي الحكم المدني وأضحت البلاد خالية من الدستور. تعرض خلال فترة حكمه إلي محاولة اغتيال فاشلة. أطيح بنظام حكمه عن طريق انقلاب عسكري دبره (عبد السلام عارف) مع مجموعة من الضباط البعثيين أمثال أحمد حسن البكر، وصالح مهدي عماش، وغيرهم.

وذلك في يوم الثامن من شباط عام 1963م، ثم اُعدم رمياً بالرصاص في اليوم التالي مع بعض رفاقه في دار الإذاعة ببغداد.

() ولد في مدينة الرمادي عام (1339ه / 1921م)، كان من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، اشترك مع عبد الكريم قاسم عام (1377ه / 1958م) في الإطاحة بالنظام الملكي، وبعد اختلافه مع قاسم أقصي من مناصبه، عين سفيراً في العاصمة الألمانية. ألقي القبض عليه وأودع السجن، وصدر حكم الإعدام عليه، وعفي عنه بعد أن قضي أكثر من سنتين في السجن. أصبح رئيساً للجمهورية بعد الإطاحة بنظام قاسم في 14 رمضان 1382ه / 8 شباط عام 1963م، فمنح نفسه رتبة مشير. اتسم حكمه: بالكبت والإرهاب والعنصرية، وأهتم بتعيين الأقارب وأبناء العشيرة والبلدة في إسناد المناصب بغض النظر عن المؤهلات والكفاءات. اشتهر بالتعصب المذهبي والطائفي، يقول الدكتور سعيد السامرائي عن عبد السلام ما نصه: كان هذا الرجل لا يتحمل رؤية الشيعي، حتي أنه قطع زيارته لشركة التأمين الوطنية يوماً لأنه وجد أن مدراءها ورؤساء أقسامها وشُعبها هم إما من الشيعة أو المسيحيين. انقلب علي رفاقه البعثيين في عام 1963م، فأقصاهم من وزارته، وأصدر كتاباً ضدهم تحت عنوان: (المنحرفون)، ووصمهم بكل قبيح من قبيل الشذوذ الجنسي والسرقة وما إلي ذلك. قُتل مع عددٍ من الوزراء في عام 1385ه / 1966م، إثر سقوط طائرته قرب البصرة، وكان موته عملية مدبرة نتيجة وضع قنبلة في الطائرة.

() الكافي: ج5 ص 279 باب في إحياء الأرض الموات ح2.

() وهو باللهجة العامية العراقية، ومعناه: بعد شهر سوف لن يكون هناك الزواج الشرعي ولا يكون هناك مهر، كما سنرمي بالقاضي الشرعي الذي يجري العقد في النهر. وهذا كناية عن الحث علي شيوع الفساد والزنا.

()

وهو باللهجة العامية العراقية، ومعناه: سر للأمام يا كريم، فنحن لا نريد سوي الديمقراطية، عزيزنا يا كريم.

() المسيب: مدينة صغيرة تقع ما بين بغداد وكربلاء المقدسة، يمر بها الفرات فيشطرها شطرين يوصل بينهما جسر حديدي يعد من معالمها الأثرية. تحيط بها مدينة الإسكندرية من الشمال، والحلة من الجنوب، وكربلاء المقدسة من الغرب، ومدينة القصر، قصر بن هبيرة التاريخية من الشرق. تبلغ مساحتها خمس كيلومترات مربعة تقريباً، وعدد نفوسها 150 ألف نسمة تقريباً. تضم المسيب مرقد السيد محمد والسيد إبراهيم ولدي مسلم بن عقيل عليه السلام علي بعد ثلاث كيلومترات منها، ومرقد السيد أحمد بن السيد إبراهيم المجاب عليه السلام ويعرف بأبي الجاسم علي بعد ثلاث كيلومترات منها تقريبا، ومرقد السيد أحمد بن هاشم علي بعد خمس كيلومترات منها، ومرقد الحسين بن الحسن الأحول ويعرف عند أهالي المسيب بأبي ورور علي بعد ثلاث كيلومترات منها، ومرقد ابن الكاظم داخل المدينة. تعرضت المسيب في العام 1411ه للاستباحة من قبل قوات الجيش العراقي علي أثر الانتفاضة الشعبانية المباركة، فهدمت بعض مساجدها والحسينية، واعتقل الكثير من رجالها وشبابها، ثم تمت تصفيتهم والقضاء عليهم ودفنهم في مقابر جماعية، وظل مصيرهم مجهولاً لسنوات عديدة حتي زوال نظام الطاغية في العام 1424ه واكتشاف حقيقة المقابر الجماعية، فكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً في المدينة. كما تعرضت المدينة بعد زوال نظام الطاغية صدام لعدة من هجمات الإرهابيين كان آخرها تفجير صهريج للغاز السائل ممزوج بمواد سامة قبيل غروب يوم السبت 9 /جمادي الآخرة/ 1426ه بقليل، استشهد علي أثره أكثر من مائة وعشرين شهيداً وجرح أكثر من مائتي جريح، وما زال عدد الشهداء يزداد يوماً بعد يوم علي أثر تسمم الجرحي بالغاز الممزوج بالمواد السامة.

()

هو آية الله العظمي السيد مهدي بن الميرزا حبيب الله بن السيد آقا بزرك بن السيد ميرزا محمود بن السيد إسماعيل الحسيني الشيرازي، من مشاهير الفقهاء المجتهدين ومراجع التقليد في زمانه.

ولد في كربلاء المقدسة سنة 1304ه، ودرس علي أساتذتها مقدمات العلوم، ثم سافر إلي سامراء فاشتغل فيها بالبحث والتحقيق والتدريس لفترة طويلة، ثم توجه إلي مدينة الكاظمية المقدسة وبقي فيها ما يقرب من سنتين، عاد بعدها إلي كربلاء المقدسة، وبقي فيها فترة من الزمن مواصلاً الدرس والبحث إلي أن انتقل إلي النجف الأشرف، وأقام بها ما يقرب من عشرين عاماً.

درس الخارج علي أيدي كبار العلماء والمراجع في عصره أمثال: السيد الميرزا علي آغا نجل المجدد الشيرازي، والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي، والعلامة الآغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه)، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب (العروة الوثقي) وغيرهم.

كان ? يحضر في كربلاء المقدسة بحثاً علمياً عميقاً يسمي ببحث ال (كمباني) تحت رعاية المرحوم السيد الحاج آغا حسين القمي، وكان البحث يضم جمعاً من أكابر ومشاهير المجتهدين في كربلاء المقدسة.

بعد وفاة السيد القمي سنة 1366ه استقل بالبحث والتدريس، واضطلع بمسؤولية التقليد والمرجعية الدينية، حيث رجع إليه الناس في أمر التقليد.

في عهد حكومة عبد الكريم قاسم في العراق، وفي أثناء فترة تنامي المد الشيوعي، بادر إلي استنهاض همم مراجع الدين الكبار في النجف الأشرف؛ لاتخاذ موقف جماعي قوي إزاء الخطر الإلحادي علي العراق، فالتقي بالسيد محسن الحكيم ? وأصدر الأخير فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية.

توفي ? في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة 1380ه، وشيع جثمانه في موكب مهيب قلما شهدت كربلاء مثله، ودفن في مقبرة العالم المجاهد الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي في صحن الروضة الحسينية الشريفة، وأقيمت

علي روحه الطاهرة مجالس الفاتحة والتأبين بمشاركة مختلف الفئات والطبقات واستمرت لعدة أشهر.

من مؤلفاته: ذخيرة العباد، الوجيزة، ذخيرة الصلحاء، تعليقة العروة الوثقي، تعليقة الوسيلة، بداية الأحكام، مناسك الحج (فارسي)، أعمال مكة والمدينة، ديوان شعر وقد طبع بعض أشعاره متفرقة.

() الشيخ عبد الزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي، ينتمي إلي أسرة كريمة عُرفت بالفضل والشرف، ينتهي نسبها إلي قبيلة بني كعب المنتهية إلي كعب بن لؤي بن غالب، والتي استوطنت كربلاء المقدسة في القرن الثاني عشر الهجري. ولد ? في مدينة كربلاء عام 1327ه، وصادف مولده يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ?، ثم انتهل العلوم والمعارف الإسلامية من معين مدارس كربلاء الدينية. درس عند الشيخ الرمّاحي، والشيخ محمد الخطيب، والشيخ جعفر الرشتي، والشيخ الواعظ. بلغ مكانة عالية في الخطابة الحسينية، وكان سلس البيان، شريف النفس، واسع الصدر، يتّصف بالكرم والأخلاق النبيلة. اشتهر في قراءته لمقتل الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وقد أذيع المقتل من إذاعة بغداد. توفي مسموماً يوم الخميس 14/ج1/1394ه المصادف يوم شهادة الزهراء ?، ودفن في مقبرة وادي كربلاء القديمة، ومن مؤلفاته: «الحسين عليه السلام قتيل العبرة».

() السيد سعيد بن أحمد بن جعفر بن حسين بن أحمد بن زين الدين الحسني الحائري، ينتمي إلي أسرة (آل زيني) التي يعود نسبها إلي الحسن المثني بن الإمام الحسن بن علي عليه السلام، كتبي مشهور، له مشاعر طيبة وروح لطيفة، محمود السيرة، وكان سياسياً واعياً وله علاقات مع بعض السياسيين وكان في نفس الوقت وكيلاً للسيد الحكيم ? ومن ثم وكيلاً للسيد الخوئي ? في مدينة كربلاء المقدسة، وكان من أنصار الإمام الشيرازي ?، توفي مساء الأربعاء

5 ج1 عام

1412ه 12/10/1991م.

() وهو باللهجة العامية العراقية، ومعناه: لا مؤامرة تحصل ما دامت حبال السحل والمشانق موجودة.

() آية الله السيد مرتضي بن السيد محمد صادق القزويني، ولد عام 1350ه، خطيب شهير وعلم من أعلام العلم والأدب والخطابة، قاوم المد الأحمر في العراق أثناء حكم قاسم عام 1958م، اعتقلته السلطات الظالمة في العراق عدة مرات، وعذب خلالها ونفي إلي شمال العراق، هاجر إلي الكويت ثم إلي إيران ثم إلي أمريكا، وبعد سقوط طاغية العراق رجع إلي وطنه ليخدم شعبه وهو الآن يؤم صلاة الجماعة في الصحن الحسيني الشريف ويرتقي المنبر في كل ليلة ليعظ الناس ويرشدهم إلي معارف أهل البيت ?، أسس العديد من المؤسسات الإسلامية في دول عديدة وخاصة في أمريكا.

() من تأليفات الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في كربلاء المقدسة. يقع الكتاب في 77 صفحة قياس 20×14، وقد تناول فيه سماحته المواضيع التالية: شيوعي من الحلة حول وجود الله، شيوعي من الحلة حول الإصلاح الزراعي، شيوعي من بغداد حول الله، شيوعي من كربلاء حول الله، شيوعي من النجف حول العلماء، شيوعي من البصرة حول عدل الله تعالي، شيوعيون مختلفون حول الاشتراكية، شيوعي من بغداد حول الرسول ?، شيوعي حول أن العلماء ليسوا بعملاء، شيوعي من المسيب حول الله، شيوعيون متسترون حول الله، شيوعيون حول أنصار السلام، شيوعي من الديوانية حول الإمام عليه السلام، شيوعيون حول رابطة الدفاع عن حقوق المرأة. قامت بطبعه هيئة شباب بنيد القار، في الكويت عام 1980م / 1400ه. ترجم إلي اللغة الفارسية تحت عنوان: (كفتكو با كمونيستها)، وطبع مكرراً في إيران. كما ترجم إلي الأردو مرتين تحت عنوان: (كميونستون سي كفتكو)، طبع لكهنو الهند، عام 1407ه / 1987م، وتحت عنوان: (كيمونستون

سي مناظري) طبع اداره باسبان اسلام، لاهور باكستان، عام 1987م، وط عام 2001م.

() من تأليفات الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في قم المقدسة. يقع الكتاب في 47 صفحة قياس 20×14، وقد تناول فيه سماحته المواضيع التالية: ماركس إلي الزوال، الإلهيون والماديون، الديالكتيك، التناقض، أمثلتهم للتناقض، المثلث الماركسي، المادة ليست مسرحاً لتز وآنتي تز وسنتز، كيف يتكامل العلم، ماركس وأصول ديالكتيكه، ماركس وأدوار الاجتماع، إيرادات علي الأصول الأربعة والأدوار الخمسة. وقد تنبأ سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في هذا الكتاب بانهيار الشيوعية قبل أن تنهزم في عام 1988م. قامت بطبعه دار القرآن الحكيم، قم المقدسة / إيران، عام 1400ه. كما ترجم إلي اللغة الفارسية تحت عنوان: (ماركسيسم در آستانه سقوط)، وطبع مكرراً في إيران.

() هاني الفكيكي، صاحب كتاب (أوكار الهزيمة)، وهو فضح لجرائم البعث في فترة استيلائهم علي السلطة عام 1963م.

() توفيق بن علي بن ناصر بن محمد سعيد بن عباس بن كريط الفكيكي، ولد في كرخ بغداد عام 1321ه. بعد أن أكمل دراسته الابتدائية دخل مدرسة دار المعلمين، وبعد أن تخرج منها امتهن التعليم مدة من الزمن، ثم درس العلوم الحقوقية في كلية الحقوق العراقية وتخرج منها عام 1926-1927م، فترك وظيفته في وزارة المالية وامتهن المحاماة. وفي سنة 1931م عين حاكماً قاضياً منفرداً، وفي أثناء مزاولته القضاء في سامراء درس أصول علم الفقه علي يد الشيخ كاظم الساعدي وبعض الدروس في علم المعاني والبيان علي يد الأستاذ السيد عبد الوهاب البدري. وفي بغداد درس بعض مباحث أصول الفقه والعقائد علي العلامة الشيخ شكر الله قاضي بغداد الجعفري. قاوم الاحتلال البريطاني وله مواقف وطنية معروفة، فاضطهدته السلطة وزجت به مع مجموعة من الثوار في سجن

الحلة، بسبب اتصاله بهم في ثورة العشرين. في عام 1943م ترك وظيفة القضاء وعاد إلي المحاماة والمعترك السياسي، فانضم إلي حزب الأحرار وبعده إلي حزب الاتحاد الدستوري، وبعد تعطيله واصل عمله السياسي مستقلاً، وفي عام 1954م انتخب نائباً عن قضاء الشطرة في المجلس النيابي العراقي. في عام 1927م أصدر جريدة (النظام)، وفي عام 1948م أصدر جريدة (الرعد)، وفي عام 1952م قام برئاسة تحرير جريدة (القبس)، كما كتب في العديد من المجلات مثل: الرسالة البيروتية، واليقين البغدادية،والاعتدال والغري والهاتف والبيان النجفيات، وغيرها. ألف العديد من المؤلفات القيمة منها وأشهرها: كتاب (الراعي والرعية) في شرح عهد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام إلي مالك الأشتر حين ولاه مصر، ويقع في جزئين. وكتاب (المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي)، وغيرها من الكتب.

() عندما جاء عبد الكريم قاسم إلي الحكم عزل جميع متصرّفي الألوية، ونصب محلّهم ضبّاطاً معروفين بولائهم وإخلاصهم له، ومن ضمن الضبّاط الذين عيّنهم فؤاد عارف، والذي أصبح متصرّفاً للواء كربلاء عام 1377ه /1958م، وكان من المقرّبين لعبد الكريم قاسم. استمر في منصبه سبعة عشر شهراً، ثم تقلّد بعد ذلك منصب وزير الدولة ووزير الثقافة والإعلام. في عهد عبد الرحمن عارف تقلّد منصب نائب رئيس الوزراء ووزير إعمار الشمال.

() ولد صدام حسين عام 1939م، في قرية العوجة جنوب تكريت التي تبعد مائة ميل شمال بغداد. كان والده يعمل فرّاشاً في السفارة البريطانية، وأما والدته صبيحة فقد تزوّجت بأربعة أزواج، وكان صدام ينتقل معها من بيت زوج إلي بيت زوج آخر. تنامت لديه روح الانتقام، ابتدأ عمليات القتل وهو في السابعة عشر من عمره. اشترك مع بعض عناصر البعث في محاولة فاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم عام 1959م، هرب

علي أثرها إلي سوريا ومنها إلي مصر. اشترك في انقلاب 17 تموز 1968م، وبعد سنتين أصبح نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد، ثم أصبح رئيساً للجمهورية في عام 1979م، بعد أن أقصي البكر عن الحكم ومنح نفسه رتبة مهيب ركن. هاجم إيران عام 1980م فاندلعت حرب الخليج الأولي، واستمرّت ثمان سنوات. احتل الكويت عام 1990م فاندلعت حرب الخليج الثانية، وأخرج الجيش العراقي من الكويت ذليلاً، فقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق، ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد. انتفض الشعب العراقي فقمع صدام انتفاضة الشعب بوحشية لا مثيل لها، فقد قدّرت أعداد من قتلوا وأعدموا واختفوا ما يزيد علي 500 ألف عراقي وقيل مليون. قامت أمريكا وحلفاؤها بالهجوم علي العراق عام 1424ه / 2003م، فاحتلت العراق، وسقط بذلك نظام حكمه الدموي في 9/4/2003م. ألقي القبض عليه يوم الأحد 14/12/2003م، قدم إلي المحاكمة يوم الخميس 1/7/2004م، بعد تحويل السيادة إلي الحكومة العراقية، وهو الآن رهن الاعتقال.

() قصيدة شعرية سياسية حول ما يجري في بلاد الإسلام، من تأليفات سماحة الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في طريق كربلاء المقدسة النجف الأشرف، ذهاباً وإياباً. طبعت القصيدة في 32 صفحة. وقد تناول فيها سماحته المواضيع التالية: الاستعمار والشر والكفر، الحكومات الإسلامية وقوانينها، من أنظمة الحكومات، في الوطن الإسلامي الكبير، الفقر، الجهل، المرض، الغلاء، المدارس، مفاسد النساء، سائر المفاسد، الوقوف أمام الإسلام وأحكامه، الإلحاد، الرذيلة. قامت بطبعها دار الكتب، بيروت / لبنان، عام 1382ه. ثم طبعت في قم المقدسة، عام 1402ه. ثم في بيروت مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر، عام 1424ه / 2003م. وطبعت أيضا كملحق لكتاب (العراق في شعر الشهيد الشيرازي).

() انظر مجلة (المجلة).

() ساجدة

هي الزوجة الأولي لصدام، وهي ابنة خاله خير الله طلفاح مسلط، وهو معلم ابتدائية وربيب علاء الدين الوسواسي، عينه قاسم بعد انقلابه بشهرين مديراً للمعارف ببغداد ثم أنزله إلي مفتش للتعليم الابتدائي، وكان قبل ذلك مربياً للأغنام والأبقار، وبعد انقلاب البعثيين عام 1388ه / 1968م أصبحت له اليد الطولي في الحكم، ونظراً لتعصبه المذهبي السني وقبليته الجاهلية أخذ ينكل بالآخرين، وله تاريخ مملوء بالجرائم، قتله صدام بعد أن قطع رجليه.

ومن زوجاته الأخري: سميرة الشابندر تزوجها صدام بعدما طلقها من زوجها، والثالثة ابنة شيخ عشيرة.

() من تأليفات الإمام الشيرازي (أعلي الله مقامه) في قم المقدسة، بتاريخ 11 محرم الحرام 1419ه. يقع الكتاب في 48 صفحة قياس 20×14، وقد تناول فيه سماحته المواضيع التالية: ضرورة الاهتمام بنشر الكتب، مواصفات الإسلام التقدمي، تأسيس منظمة إعلامية عالمية، إرسال المبلغين الواعين، اللاعنف، توعية المسلمين، الرد علي الاعتداءات الفكرية، الغرب والإسلام الحقيقي، أعداء ما جهلوا، الاستفادة من مختلف الوسائل، مشكلة تحريف الكتب، عالم الأرقام، الكتاب والأجر الأخروي، دور النشر العملاقة، من فوائد نشر الإسلام في الغرب، بين الإسلام الحقيقي وما نراه اليوم. قامت بطبعه هيئة آل ياسين للطباعة والنشر، بيروت / لبنان، عام 1419ه / 1998م. وهيئة محمد الأمين ? الكويت، عام 1422ه / 2001م. ترجم إلي اللغة الفارسية تحت عنوان: (سه مليارد كتاب) 48 صفحة 17×12، طبع في أصفهان / إيران، عام 1420ه.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.