الأخوة الإسلامية

اشارة

اسم الكتاب: الأخوة الإسلامية

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي للتحقيق و النشر

مكان الطبع: بيروت- لبنان

تاريخ الطبع: 1425 ق

الطبعة: اول

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام هذا الدين العظيم.. هذه العقيدة النورانية.. هذه الشريعة السمحاء … جاء بقوانين السماء لتنظيم أحوال بني البشر في مختلف النواحي المادية والمعنوية.

فالقوانين الإسلامية: تلاحظ العلائق الثلاث في هذا الوجود وتنظمها بشكل جميل وسلس وهي:

علاقة الإنسان بربه.

علاقته بنفسه وأهله.

علاقته ببني جنسه جميعاً.. (بأخيه الإنسان).

ويمكن لنا أن نضيف علاقة أخري: وهي علاقة الإنسان بالموجودات من حوله (البيئة والطبيعة) إلا أنها قد تكون عرضية خدمية للوجود الإنساني الذي هو خليفة الله علي الأرض.

والإسلام يشمل بتشريعاته وقوانينه جميع هذه العلاقات، بحيث ينظمها علي المحجة البيضاء والسبيل الوسط القويم.. وهذا هو (الوسطية) التي منَّ الله بها علي هذه الأمة بالآية الشريفة: ?جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً?().

فلا تميل قوانينها الناظمة إلي الإفراط، ولا التفريط، بل علي الصراط المستقيم الوسط الذي لا اعوجاج فيه أو له، من بدايته إلي نهايته.. وتلك هي التي تشكل جمالية الإسلام وحيويته، حيث الشمولية بجميع نواحي الحياة البشرية، وينظمها من قبل الولادة وحتي الموت والدفن..

فلكل شيء أو مرحلة من مراحل الحياة أدبه الخاص، وقانونه الذي يضمن له الكمال في هذه الحياة التي نعيش فيها.. لأن القانون وضعه حكيم عليم. والحكيم يضع الأمور في أماكنها اللائقة، والعليم هو الذي يعلم صلاحها من فسادها أولاً وأخيراً.. وهو الله سبحانه مشرع قوانين الإسلام وحافظها، باستمرار إلي أخر يوم في عمر الدنيا بإذن الله.

إن من أهم هذه القوانين الناظمة للعلاقة الثالثة أي علاقة الإنسان ببني نوعه هي علاقة الأخوة الإسلامية، ومن أجمل ما جاء فيها قول النبي الأعظم صلي الله عليه و اله:

? سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله، وذكر الله عز وجل علي كل حال?(). وقول الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر? حين ولاه مصر حيث جاء فيه: ?فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق?(). نعم، إن أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) يحثون المؤمن بأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به.. أي ينصف الناس من نفسه.. فهل هناك من البشر من يريد أو يحب أن يُظلم؟! بالطبع لا؛ ولذا علينا أن ننفي الظلم من أنفسنا لإخواننا المؤمنين أو نظائرنا من الخلق أجمعين.

وهذه القاعدة الذهبية التي أسسها الدين الإسلامي، ركز عليها (سلطان المؤلفين) الإمام الراحل المرجع الديني الكبير السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله مقامه) في الكثير من أبحاثه وطروحاته التي بثها في حنايا ومطاوي كتبة القيمة والكثيرة جداً.

فلا تكاد تقرأ كتاباً من كتبه أو أطروحة انقاذية لإصلاح المجتمع الإسلامي أو البشري، إلا وفيها تذكير وتأكيد علي الأخوة والتواسي والتكاتف والتعاضد فيما بين أفراد المجتمع؛ لأنه ? يراها أنها من أجمل وأكمل العلائق في هذه الدنيا.

وفي هذا الكتاب بلورة وشرح لمفهوم الأخوة مع شيء من التفصيل بعد إعطاء المعني اللغوي للكلمة، بجولة سريعة في كتب اللغة العربية، كما تطرق إلي فوائد الأخوة وأنواعها في القرآن، ولزومها وعواقب التخلي عنها.

وانطلاقا من مشروعنا الجاد بطبع ونشر تراث الإمام الراحل (أعلي الله مقامه) تعميماً للاستفادة من أطروحاته الفكرية كلها، قامت (مؤسسة المجتبي) بإخراج هذا الكراس راجين من الله أن ينفع به المسلمين، والبشر جميعاً، من هذه الأفكار الإنسانية السامية، التي طرحها الإسلام منذ قرون، وما زال بنو البشر يبحثون عن خلاص لمشكلاتهم والمسلمون كذلك يبحثون

والحل عندهم في دين الإسلام وقوانينه فقط.

فصاروا كقول الشاعر:

كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ

والماء فوق ظهورها محمول

فراحوا يبحثون عن الحلول في الغرب أو الشرق.. وحلول الشرق والغرب والوسط في الإسلام وقوانينه الخالدة.

أعادنا الله إلي المحجة البيضاء.. وشريعة السماء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

الأُخوّة وأقسامها

قال الله تبارك وتعالي: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?().

أي: إنهم إخوة في الإيمان، فكما أن الأخ الأبويني يحنو علي أخيه كذلك المؤمن يحنو علي المؤمن ?فَأَصْلِحُوا? أيها المؤمنون ?بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ? إذا حدث بينهما شقاق وشجار ?وَاتَّقُوا اللهَ? خافوه فلا تنازعوا، وإن تنازع اثنان منكم فلا تتركوهما أعداءً بل أصلحوا بينهما ?لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ? فإن المتقي لا يعلم هل يموت علي التقوي؟ وهل يبقي علي التقوي في مستقبل عمره؟ فكونه مرحوماً ليس مقطوعاً به، بل لعله يرحم. وإذ كان المؤمنون إخوة، فاللازم عليهم أن لا يفعل البعض ما يسيء إلي البعض الآخر ().

إذن، فقد بيّن الإسلام أنّ الأُخوّة عنده ليست قسماً واحداً، بل هي علي أقسام:

منها: الأُخوّة النسبية، وهي التي تنشأ بين أخوين لأبوين أو لأب أو لأم.

وقد أشارت إليها الآية الكريمة عند قوله سبحانه: ?وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ?().

وقوله عز وجل: ?لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ?().

وقوله تبارك وتعالي: ?فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ?().

وقوله سبحانه: ?وَقالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ?().

فالمراد من هذه الأُخوّة في هذه الآيات الكريمة هي الأُخوّة النسبية.

ومنها: الأُخوّة الرضاعية: التي ليست من أب وأم وإنما رضعوا من أم واحدة، ويشير لذلك قوله تعالي: ?وَأُمَّهاتُكُمُ اللاَّتِي

أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ? ().

ومنها الأخوة بالمشاكلة، قال تعالي: ?يا أُخْتَ هارُونَ?(). أي شبيهته في الزهد والصلاح، وكان رجلاً عظيم الذكر في زمانه. وقيل: كان لمريم ? أخ يقال له: هارون.

ومثل قوله سبحانه: ?إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ?() يريد المشاكلة؛ لأن الإخوَّة إذا كانت في غير الولادة كانت بالمشاكلة والاجتماع في الفعل.

ومنها: الأُخوّة القبلية أو العشائرية: وإليها يشير قوله سبحانه وتعالي: ?وَإِلي عادٍ أَخاهُمْ هُوداً?().

ولعل خطاب هود عليه السلام بالأخ لأنه كان من قبيلتهم فاختاره سبحانه بالرسالة من بينهم وأرسله إليهم. أو تنبيهاً علي إشفاقه عليهم شفقة الأخ علي أخيه().

ومنها: الأُخوّة الدينية والعقائدية: وإليها يشير قول الله سبحانه وتعالي: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ?().

وقوله عليه السلام: ?المؤمن أخ المؤمن?().

وقوله عليه السلام: ?المسلم أخ المسلم?().

وقال عليه السلام: ?المسلمون إخوة?().

فالمؤمنون والمسلمون بعضهم إخوة بعض من حيث الدين والعقيدة، ولأنهم إخوة في الدين فيلزم نصرة بعضهم بعضاً.

الأخوة في اللغة

أما (الأخوة) في اللغة فمعناه واضح، أخو: أخ وأخوان وإخوة وإخوان. وبيني وبينه أخوة وإخاء. وتقول: آخيته، و لغة طيء: واخيته. و هذا رجل من آخائي، بوزن أفعالي، وتقول: آخيت علي أصل التأسيس، ومن قال: واخيت، بلغة طيء أخذه من الوخاء، وتأنيث الأخ: أخت، وتاؤها هاء. وتقول: أخت وأختان وأخوات. ولفلان عند الأمير أخية ثابتة ().

وفي لسان العرب: الأَخُ من النسَب: معروف، وقد يكون الصديقَ والصاحِبَ، والأَخا، مقصور، الأَخُ أَصله أَخَوٌ، بالتحريك، لأَنه جُمِع علي آخاءٍ مثل آباء، والذاهب منه واو لأَنك تقول في التثنية: أَخَوان، وبعض العرب يقول: أَخانِ، علي النقْص، ويجمع أَيضاً علي إِخْوان، وعلي إِخْوة وأُخْوة.

وقوله عزوجلّ: ?وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ?()، يعني بإخوانهم: الشياطين لأَن الكفار إخوانُ الشياطين.

وقيل في الأنبياء: أخوهم وإن كانوا كَفَرة، لأنه إنما يعني أنه قد أتاهم

بَشر مثلهم من ولد أبيهم آدم عليه السلام، وجائز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم فيكون أفْهَم لهم بأَنْ يأْخذوه عن رجُل منهم. وقولهم: فلان أخُو كُرْبةٍ وأخُو لَزْبةٍ وما أشبه ذلك، أي: صاحبها. وقولهم: إخْوان العَزاء وإخْوان العَمل، إنما يريدون أَصحابه ومُلازِمِيه، وقد يجوز أن يَعْنوا به أنهم إخْوانه، أي إخْوَتُه الذين وُلِدُوا معه، وقيل: إِنَّما يَنْجَحُ إِخْوان العَمَلْ. يعني من دَأبَ وتحرَّك ولم يُقِمْ.

وأَكثرُ ما يستعمل (الإِخْوانُ) في الأَصْدِقاء و(الإِخْوةُ) في الولادة، وقد جمع بالواو والنون، فإن الإِخْوةُ إِذا كانوا لأَبٍ، وهم الإِخوان إِذا لم يكونوا لأَب. وآخَي الرجلَ مُؤَاخاةً وإِخاءً ووخاءً.

وعامَّة الناس تقول: وَاخاهُ، حكي: آخَيْتَ وواخَيتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ وواكَلْتَ.

وتأَخَّي الرجلَ: اتَّخذه أخاً أو دعاه أخاً ().

الاخوة في الحديث الشريف

ورد عن الأئمة المعصومين عليهم السلام أحاديث عديدة في باب (الأخوة) وحقوقها وآدابها وما يتعلق بها.

فعنهم عليهم السلام قالوا: ?لا يكمل عبد حقيقة الإيمان حتي يحب أخاه المؤمن?().

وعنهم عليهم السلام: ?شيعتنا المتحابون المتباذلون فينا?().

وقال عبد المؤمن الأنصاري: دخلت علي موسي بن جعفر عليه السلام وعنده محمد بن عبد الله الجعفري، فتبسمت إليه، فقال: ?أ تحبه؟?.

قلت: نعم، وما أحببته إلا لكم.

فقال عليه السلام: ?هو أخوك، والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر علي أخيه، ملعون ملعون من احتجب عن أخيه، ملعون ملعون من اغتاب أخاه?().

وعن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك، ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بي حتي يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي؟

فقال: ?نعم يا جابر، إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، وأجري

فيهم من ريح روحه، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، فإذا أصاب روحاً من تلك الأرواح في بلد ٍمن البلدان حزن حزنت هذه؛ لأنها منها?().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: ?المؤمن أخ المؤمن، وهو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه?().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: ?إن لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم علي نفسه بالحق، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله?().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ?أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر علي قضائها فرده عنها سلط الله عليه شجاعاً في قبره ينهش من أصابعه?().

الأخوة الإيمانية

ثم إن الأُخوّة الإيمانية تمتاز علي الأُخوّة الخالية من الإيمان؛ إذ قال الله سبحانه وتعالي: ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ?()، أي إن أكثركم ثواباً وأرفعكم منزلة عند الله أتقاكم لمعاصيه، وأعملكم بطاعته ()، لذا فمن أراد الرفعة عند الله فليجدّ في أن يكون أكثر تقوي من الآخرين ().

هذا ولا يخفي أن مقياس إنسانية الإنسان في الشريعة الإسلامية ليس باللون والانتماء القبلي أو القومي، ولا بالأموال والانتساب الملكي أو السلطوي، بل جميع الناس متساوون من هذه الجهة، كما قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?المؤمنون كأسنان المشط يتساوون في الحقوق بينهم، ويتفاضلون بأعمالهم … ?().

فكما أنّ المشط ليست في أسنانه ارتفاع وانخفاض عادة، بل كلها متساوية، فكذلك الناس من منظار الإسلام كلهم متساوون.

نعم، هناك في الإسلام معيار واحد للتفاضل وهو: التقوي، فيقيس الإسلام شخصيّة الإنسان بمقدار ما يتصف به من التقوي، ويكرمه بقدرها، ويفضله بحسبها، وذلك كما قال الله عزوجل: ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ?().

نعم، إن الإسلام ينظر إلي الناس كل الناس

بمنظار واحد، ويتعامل مع الجميع بصورة واحدة، فنظرته التصورية وتطبيقه العملي الخارجي متطابقان بالنسبة إلي الإنسان، فالنظرة نظرة واحدة، والتعامل تعامل واحد، لا تفاوت فيهما ولا تفاضل، وإلي هذا المعني يشير الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بقوله:

?أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، لافضل لعربي علي عجمي، ولا لعجمي علي عربي، ولا لأحمر علي أسود، ولا لأسود علي أحمر إلا بالتقوي، قال الله تعالي: ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ? ?().

فالتفاضل إنما هو بالتقوي، وفيما عدا ذلك فالناس فيه شرع سواء.

وبعبارة أخري: كما أن الناس بالنسبة إلي الشمس سواسية، بحيث إنّ كل من يتعرض لأشعتها يحصل علي نورها، وهكذا كل من يتعرض للأمور التكوينية الأخري فإنه يفوز بالنيل منها، فكذلك الناس بالنسبة إلي رحمة الإسلام وهدي القرآن وقوانين الشريعة سواسية وشرع سواء، كما إنهم أمام عدل الإسلام وحُكمه وفصل قضائه علي نحو سواء أيضاً.

ثم إن التقوي هو معيار مهم للتفاضل عند الله عزوجل، لا أمام القانون، فالناس مختلفون في الثواب بحسب امتثال أوامر الله تعالي ونواهيه، واتباع مناهجه وبرامجه، مع إزالة كلّ الفوارق الأخري، ولكنهم يتساوون أمام القانون، فلا فرق في ذلك بين المتقي وغيره.

ومن هنا دعي الإسلام جميع الناس إلي الأخوة، لأنه لا يعتقد بالنظام الطبقية بين البشر.

آية الأُخوّة والتدبّر فيها

وهنا لا بأس بأن نتوقف عند هذه الآية المباركة: (آية الأخوة) لنتدبّر في مفرداتها، قال تعالي: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ?().

فنقول: إن كلمة ? إِنَّمَا? الواردة في الآية الكريمة، تفيد الحصر في اللغة العربية، حيث ذكروا أن أبرز أدوات الحصر اثنتان هما: ?إنما?، و?ما? مع ?إلاّ? في جملة واحدة،كقوله تعالي: ?وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ?().

ومعني الحصر هنا؛ أنّه سبحانه يقول: إن المؤمنين ليسوا إلاّ إخوة بعضهم لبعض،

فلا يكونون متباغضين ولا متناحرين ولا متنازعين ولا غير مبالين بعضهم ببعض، بل إنهم إخوة متحابين متبارين كما في الحديث الشريف عن أبي عبد الله عليه السلام: ? اتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا، وتذاكروا أمرنا وأحيوه?().

وإذا كانت أخوتهم هذه في الله، فما أحراها أن تدوم، وما أجدرها أن تسلم من تقلبات الزمن.. كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: ?الإخوان في الله تعالي تدوم مودّتهم لدوام سببها?().

وأمّا (الفاء) في قوله: ?فَأَصْلِحُوا? فهي للتفريع، فيكون المعني إذا حصل اختلاف بين الأخوة فأصلحوا ذلك الاختلاف، واجعلوا الأخوة قائمة بينهم علي قدم وساق.

فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ? إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم?().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ? لئن أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين?().

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: ? صدقة يحبها الله، إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقريب بينهم إذا تباعدوا? ().

وربما يستفاد من هذه الآية الكريمة() أنه في الوقت الذي تكون فيه مشاريع المسلمين بصورة جماعية مترابطة، يلزم حل نزاعاتهم، وجمع شملهم؛ لأنهم إخوة، فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول في وصيته لكميل بن زياد: ?يا كميل، المؤمنون أخوة، ولا شيء آثر عند كلّ أخ من أخيه?().

والإمام الصادق عليه السلام يقول: ?إنما المؤمنون أخوة بنو أب وأم، وإذا ضرب علي رجل منهم عرق سهر له الآخرون?().

أخوّة المسلمين الأوائل

قال معلي بن خنيس لأبي عبد الله عليه السلام: ما حق المسلم علي المسلم؟

قال عليه السلام: ?له سبع حقوق واجبات، ما منها حق إلا هو واجب عليه، إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه نصيب?.

قلت

له: جعلت فداك، و ما هي؟

قال عليه السلام: ?يا معلي، إني عليك شفيق؛ أخاف أن تضيع ولاتحفظ، وتعلم ولا تعمل?.

قلت له: لا قوة إلا بالله.

قال عليه السلام: ?أيسر حق منها: أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.

والحق الثاني: أن تجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره.

والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك.

والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.

والحق الخامس: أن لا تشبع ويجوع، ولا تروي ويظمأ، ولا تلبس ويعري.

والحق السادس: أن يكون لك خادم، وليس لأخيك خادم، فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه ويصنع طعامه ويمهد فراشه.

والحق السابع: أن تبر قسمه وتجيب دعوته وتعود مريضه وتشهد جنازته، وإذا علمت أن له حاجة فبادره إلي قضائها، ولا تلجئه إلي أن يسألكها، ولكن تبادره مبادرة، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولايتك?().

ولقد جسد المسلمون الأوئل الأخوة الإسلامية بأسمي معانيها، حيث كان يشد بعضهم أزر البعض الآخر، يعطف ويعين ويساعد ويحنو، ويؤثر علي نفسه ولو كان به خصاصة وحاجة لما يعطي؛ وكان هذا كله من بركات الإسلام وتعاليمه السماوية، وقد أثمر ذلك انتشار الاسلام في بدايات الدعوة المباركة انتشارا سريعا حتي كان الناس يدخلون في دين الله أفواجاً افواجا، ووحدانا وزرافات.

فقد روي من قصص الإيثار والمعونة بين المسلمين ما ملأ بطون الكتب، وما لم نجد له مثيلا في عالم اليوم، وكان من أجلي مصاديق تلك الاخوة ما بينته روايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام.

الرسول صلي الله عليه و اله يؤاخي بين المسلمين

لقد آخي رسول الله صلي الله عليه و اله بين المسلمين مرتين()، مرة في مكة قبل الهجرة، ومرة في المدينة المنورة بعد الهجرة.

وفي كل مرة كان صلي الله عليه و اله يستخلص لاخوته أمير المؤمنين عليه السلام حتي

كان علي عليه السلام يقول: ?أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلا كذاب..? ().

ففي المؤاخاة الأولي والتي كانت قبل الهجرة، آخي صلي الله عليه و اله بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وبين الزبير وابن مسعود، وبين عبيدة بن الحارث وبلال، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص، وبين أبي عبيدة وسالم مولي أبي حذيفة، وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيد الله، وبين علي عليه السلام وبينه صلي الله عليه و اله.()

أما المواخاة الثانية فقد كانت بعد الهجرة إلي المدينة المنورة، حيث آخي رسول الله صلي الله عليه و اله بين المهاجرين والانصار علي المواساة والحق، فكانوا يتوارثون بالأخوة التي كانت بين المهاجري والانصاري إلي أن نزلت آيات أولي الأرحام في الإرث.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: ?إن رسول الله صلي الله عليه و اله لما هاجر إلي المدينة آخي بين أصحابه المهاجرين والأنصار، وجعل المواريث علي الإخوة في الدين لا في ميراث الأرحام، وذلك قوله تعالي:

?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ حَتَّي يُهاجِرُوا?() فأخرج الأقارب من الميراث وأثبته لأهل الهجرة وأهل الدين خاصةً، ثم عطف بالقول فقال تعالي: ?وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ?() فكان من مات من المسلمين يصير ميراثه وتركته لأخيه في الدين دون القرابة والرحم الوشيجة، فلما قوي الإسلام أنزل الله: ?النَّبِيُّ أَوْلي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا

إِلي أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً?()?().

وكانت المواخاة بعد بنائه عليه السلام المسجد، وقيل: كان ذلك والمسجد يُبني، وقيل: بعد قدومه صلي الله عليه و اله المدينة لخمسة أشهر().

وقد وصف المهاجرون مواساة الأنصار فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أحسن بذلا من كثير، كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ، حتي لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله؟

قال: ?لا ما أثنيتم عليهم ودعوتم لهم?.

وروي: لقد رأيتنا وما الرجل المسلم بأحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم().

نعم، استقبل الأنصار المهاجرين الذين خرجوا من مكة تاركين فيها أموالهم، علي الرحب والسعة حريصين علي مواساتهم، متنافسين في استضافتهم، حتي ذكر أنه ما كان ينزل المهاجري علي الأنصاري إلا بالقرعة، حتي قال تعالي واصفاً الأنصار: ? وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلي أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?().

وكان عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع لما آخي بينهما رسول الله صلي الله عليه و اله قال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتي إذا حلّت تزوجتها.

وقالت الأنصار لرسول الله صلي الله عليه و اله: اقسم بيننا وبينهم النخل.

قال صلي الله عليه و اله: ?لا، تكفونا المؤنة وتشركونا في التمر?.

قالوا: سمعنا واطعنا.

وقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله بعد معركة حنين: ?اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، يا معشر الأنصار، أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة والنعم وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله؟?.

قال: بلي رضينا.

فقال النبي صلي الله

عليه و اله: ? الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم اغفر للأنصار?().

وكانت الأخوة الإسلامية علي هذه الدرجة العالية، وبقيت كذلك إلي أن ترك المسلمون تعاليم الإسلام، وطبقوا قوانين الشرق والغرب، فحلت بنا الكارثة بل الكوارث.

الحدود المصطنعة بين الدول الإسلامية

إن أهم عامل يقوض الأخوة الإسلامية فيما بين المسلمين المنتشرين شرق الأرض وغربها، هو عامل الفرقة والتفريق بين الأمة، من خلال تأجيج النزعات القومية والقبلية والعرقية وما أشبه فيما بين المسلمين، حيث دأب أعداء الإسلام منذ زمن بعيد علي ذلك من خلال إنشاء أحزاب قومية، أو إيجاد خلافات علي حدود مصطنعة، إلي غير ذلك مما يرسخ الفرقة بين المسلمين أنفسهم.

إن هذه الحدود المصطنعة التي جاء بها الغرب وفرّق بها المسلمين من أهم أسباب ضياع الأخوة الإسلامية؛ ولذا من الواجب السعي لإزالة هذه الحدود المصطنعة وإرجاع الأمة الواحدة.

إن الحكام المرتبطين بالدوائر الاستعمارية والذين تسلطوا علي دفة الحكم في البلاد الإسلامية بالانقلابات العسكرية وما أشبه، عملوا كلّ ما بوسعهم لإيجاد وتعميق هذه الحدود بين البلاد الإسلامية، وهذه الحدود ليست الباعث في تزايد الاختلاف بين الأمة الإسلامية فقط، بل إنها تبعثر قوي المسلمين وقدراتهم وتشتت وحدتهم. هذا بالإضافة إلي زرع بؤر فتن واختلاف حول هذه البقعة من الأرض أو تلك وتشعل نيران الحرب بين فترة وأخري.

وقد ترسخ تقسيم البلاد الإسلامية عبر معاهدات واتفاقات ومؤتمرات استعمارية فرضت علي المسلمين من القوي الكبري عبر عملاء الاستعمار، ومن أشهر هذه الاتفاقيات اتفاقية سايكس بيكو() ومؤتمر سان ريمو() ووعد بلفور المشؤوم، وغيرها.

السبيل إلي الأخوة

قال الإمام علي عليه السلام: ? … فإياكم والتلون في دين الله، فإن جماعة فيما تكرهون من الحق خير من فرقة فيما تحبون من الباطل، وإن الله سبحانه لم يعط أحداً بفرقة خيرا ممن مضي، ولا ممن بقي?().

إذا أراد المسلمون أن يتمسكوا بدينهم ويسيروا بسيرة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، فإنه يلزم عليهم أن لا يعترفوا بهذه الحدود التي وضعت فيما بينهم لإبعادهم

عن دينهم وعقيدتهم، وتسهيل السيطرة عليهم، وأن يعملوا كلّ ما من شأنه إزالة هذه الحدود المصطنعة التي تهدف إلي تحجيمهم وإيجاد الفوارق القطرية والقومية والعرقية واللغوية بين أبناء الأمة الواحدة.

وقد قال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله كما مر : ?أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي علي عجمي ولا لعجمي علي عربي، ولا لأحمر علي أسود ولا لأسود علي أحمر إلا بالتقوي?().

فهذا هو معيار الأفضلية لا الحدود الجغرافية واللون ولا القومية، وما أشبه.

إن الاستعمار تنبه بشكل جيد إلي ما تعنيه هذه الآية حيث تركز الأخوة بين المسلمين، وتيقن أنه باتحاد وتماسك المسلمين تحت نهج الإسلام لن يتمكن من السيطرة عليهم وجعلهم خاضعين أذلاء تابعين له؛ ولذا درس وخطط وجرّب كل الطرق والمخططات الملتوية التي توصله إلي السيطرة علي مقدرات الأمة الإسلامية، فهو يعلم جيداً ما تمتلكه هذه الأمة من الطاقات البشرية والفكرية والمادية والمعنوية، ومنابع الثروة، فكان أول ما حاول تحقيقه هو بث الفرقة والتنافر وتجزأة الأمة والقضاء علي الإخوة الإسلامية.

ومنذ حوالي ما يزيد علي مائة سنة تراه قد أحكم وضع أسس التفرقة بين المسلمين بوضع الحدود غير الشرعية بينهم.

إنه لمن المؤسف جداً أن نري المسلمين اليوم تشتتوا وتفرقوا، فصار كل منهم يفتخر ببلده وقوميته وانتمائه، ناسيا أو متناسيا الأخوة التي شرفه الله بها، فأحدهم يقول: أنا عربي، والآخر: أنا أفغاني، والآخر: أنا إيراني، والآخر: أنا باكستاني، وكلٌّ يري نفسه أفضل من الآخر. في الوقت الذي نسوا قيم الإسلام ومعاييره في التفاضل، ونسوا قوله تعالي: ?إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?().

الحج والأخوة

لا شك أن أداء شعيرة حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول الأعظم صلي الله عليه

و اله والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين)، هو من أبرز من مظاهر الأخوة الإسلامية، ومن أحسن السبل إلي تعميق الروابط الايمانية بين المسلمين الذين يفدون إلي بيت الله الحرام والديار المقدسة من كل حدب وصوب. فإن من فوائد الحج هي مدارسة شؤون المسلمين، والعمل علي اتحادهم وتكاتفهم وتكافلهم.

وقد تفطن أعداء الإسلام إلي ما يجلب الحج للمسلمين من منافع وفوائد، فسعوا بكل ما أوتوا من قوة لمحو المفهوم الحقيقي للحج. ولذا تري هذه التعقيدات الكثيرة في سفر الحج والتقسيمات التي تعزل المسلمين بعضهم عن بعض، فمكان خاص للمسلمين الأتراك، ومكان خاص للإيرانيين، ومكان للباكستانيين، ومكان للأوربيين، ومكان للعرب، ولكل من العرب مكان معزول عن إخوانهم، وهكذا مما جعل المسلمين الوافدين من كل حدب وصوب لايتعرفون علي إخوانهم المسلمين، ولا يطلعون علي أوضاعهم ومشاكلهم. ومن هنا يلزم إرجاع الحج إلي ما كان عليه من روح الأخوة.

لورانس العرب()

إن من أبرز الاعداء الذين استطاعوا توجيه ضربة مهلكة لجسد الأمة الإسلامية وتشتيتها، وذلك قبل ما يقارب (80 سنة) كان المدعو (لورانس العرب)، والذي استطاع بعمله أن يمرر المخططات الغربية في بلاد المسلمين.

إنّ ضربات (لورانس) أدت إلي تمزيق وحدة المسلمين، وإلي تشتت أراضيهم، والذي أدي أخيراً إلي الضعف الشديد بالأمة الإسلامية كما هو واضح اليوم.

إنّ الإطلاع علي حياة أمثال هؤلاء الأشخاص ودراسة مخططاتهم الإستعمارية ضروري جداً؛ فإنهم استطاعوا في مقابل عمل الأنبياء عليهم السلام أن يصلوا إلي أهدافهم الشريرة.

ولنسأل أنفسنا: كيف وصل هؤلاء إلي أهدافهم؟ وما هي الظروف التي ساعدت علي ذلك؟

ولو كان المسلمون إخوة في الله متحدين مع بعضهم البعض، هل كان يصل مثل هؤلاء إلي مبتغاهم؟ وهل كانت تلك القوي الاستعمارية ومنفذوا مخططاتها يمتلكون هذه الإمكانات للتلاعب بمصير

المسلمين وزجّهم في خلافات ومشاكل فيما بينهم؟!

نعم، إن الأسباب الرئيسية لكل ذلك يعود إلي ابتعاد المسلمين أنفسهم عن معاني (الأخوة الإسلامية) التي نادي بها القرآن الكريم، وانحرافهم عن جادة الشريعة المقدسة، وابتعادهم عن الأوامر الإلهية التي تضمن قوتهم.

لذا فمتي ما سلك المسلمون طريق الأخوة والوحدة الإسلامية في ظل تعاليم القرآن الكريم وسيرة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام فإنهم سيتمكنون من الوقوف بكل ثبات أمام مخططات الشرق والغرب؛ لأن وحدتهم هي سبيل تقدمهم وعندها سيكونون سادة الدنيا بالتزامهم بمبادئ دينهم وتقدمهم في جميع المجالات، ويتمكنون من إنقاذ العالم الغارق في مشاكل المادية.

إلي متي هذه الفرقة؟

قال تبارك وتعالي: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلي شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ? … احذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلاث بسوء الأفعال وذميم الأعمال، فتذكروا في الخير والشر أحوالهم، واحذروا أن تكونوا أمثالهم. فإذا تفكرتم في تفاوت حاليهم فالزموا كل أمر لزمت العزة به شأنهم، وزاحت الأعداء له عنهم، ومدت العافية به عليهم، وانقادت النعمة له معهم، ووصلت الكرامة عليه حبلهم من الاجتناب للفرقة، واللزوم للألفة، والتحاض عليها، والتواصي بها. واجتنبوا كل أمر كسر فقرتهم، وأوهن منتهم، من تضاغن القلوب، وتشاحن الصدور، وتدابر النفوس، وتخاذل الأيدي.

وتدبروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء، ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء، وأجهد العباد بلاء، وأضيق أهل الدنيا حالاً، اتخذتهم الفراعنة عبيداً فساموهم سوء العذاب وجرعوهم المرار، فلم تبرح الحال بهم في ذل الهلكة وقهر الغلبة،

لايجيدون حيلة في امتناع ولاسبيلاً إلي دفاع، حتي إذا رأي الله سبحانه جدَّ الصبر منهم علي الأذي في محبته، والاحتمال للمكروه من خوفه، جعل لهم من مضايق البلاء فرجاً، فأبدلهم العز مكان الذل، والأمن مكان الخوف، فصاروا ملوكاً حكاماً وأئمة أعلاماً، وقد بلغت الكرامة من الله لهم ما لم تذهب الأمال إليه بهم.

فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء مجتمعة، والأهواء مؤتلفة، والقلوب معتدلة، والأيدي مترادفة، والسيوف متناصرة، والبصائر نافذة، والعزائم واحدة. ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين، وملوكا علي رقاب العالمين؟

فانظروا إلي ما صاروا إليه في آخر أمورهم، حين وقعت الفرقة، وتشتتت الألفة، واختلفت الكلمة والأفئدة، وتشعبوا مختلفين، وتفرقوا متحاربين، قد خلع الله عنهم لباس كرامته، وسلبهم غضارة نعمته، وبقي قصص أخبارهم فيكم عبرا للمعتبرين … ? ().

نعم، إلي أن يستيقظ المسلمون من نومهم وسباتهم.. وإلي أن يحس المسلمون فرداً فرداً بمسؤوليتهم، ويرجعوا الي رحمة الأخوة الإسلامية، ويضعوا أيديهم في أيدي البعض الآخر، فإن هذه التفرقات والنزاعات الحزبية والقومية موجودة وباقية، وكلنا سنكون تحت تسلط قوي الشرق والغرب.

ولكن فيما إذا توجه المسلمون يوماً للأخذ بأحكام وأهداف القرآن الكريم ومراعاة ذلك ومن أهمها (قانون الأخوة)، بالإضافة إلي مزج القول بالعمل والسير علي نهج الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وعترته الطاهرة عليهم السلام، ففي ذلك الوقت نصل بعون الله تعالي إلي النتيجة المطلوبة وهي بعث الأمة الإسلامية الواحدة، وتشكيل حكومتها العالمية بإذن الله تعالي، فإن من سنن الكون أن العاملين يصلون والذين لا يعملون لا يصلون الي أهدافهم، وهذا ما يُصرح به القرآن الكريم حيث قال تعالي: ?.. كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ..?() أي أنّ كلّ من يستفيد من قدراته وطاقاته بالنحو الأفضل

والأحسن فسنمده ونعطيه.

نعم، باليقظة والانتباه الكاملين للمسلمين في كلّ أنحاء المعمورة، وبالاتكال علي الله تعالي واستمداد العون منه، وبتعميق وترسيخ معاني الأخوة الإسلامية، سيصل المسلمون إلي هدفهم، إن شاء الله، وهو نجاة كلّ الأمة من قيود القوي الإستعمارية والسائرين في ركابها. قال تبارك وتعالي: ?وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ?().

«اللّهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة» ().

من هدي القرآن الحكيم

الأخوة النَسَبية

قال تعالي: ?وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ?().

وقال سبحانه: ?وَلَمَّا دَخَلُوا عَلي يُوسُفَ آوي إِلَيْهِ أَخاهُ?().

وقال عزوجل: ?وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّاً?().

وقال تبارك وتعالي: ?ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسي وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ?().

وقال عز من قائل: ?قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي?().

وقال سبحانه: ?أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي?().

الأخوة الرضاعية

قال تعالي: ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الأَخِ وَبَناتُ الأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ?().

الأخوة الدينية

قال سبحانه: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ?().

وقال تبارك وتعالي: ?وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ?().

وقال سبحانه: ?فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ?().

لا للفرقة

قال عزوجل: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلي شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ?().

وقال تعالي: ?فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلي?().

وقال سبحانه: ?وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ?().

من هدي السنّة المطهّرة

حقوق الأخوة الإسلامية

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?المؤمن مرآة لأخيه المؤمن ينصحه إذا غاب عنه، ويُميط عنه ما يكره إذا شهد، ويوسع له في المجلس» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ?ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله وعن يمينه: إن الله يحب المرء المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية..» () الحديث.

وقال الإمام الباقر عليه السلام: ?أحبب أخاك المسلم وأحبب له ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، إذا احتجت فسله، وإذا سألك فأعطه» ().

وقال

الإمام الصادق عليه السلام: ?المسلم أخو المسلم، وحق المسلم علي أخيه المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروي ويعطش أخوه، ولا يكتسي ويعري أخوه، فما أعظم حق المسلم علي أخيه المسلم» ().

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: ? إن للمؤمن علي المؤمن سبع حقوق، فأوجبها أن يقول الرجل حقاً، وإن كان علي نفسه أو علي والديه فلا يميل لهم عن الحق … » () الحديث.

وقال عليه السلام لخثيمة: ?يا خثيمة، اقرأ موالينا السلام وأوصهم بتقوي الله العظيم، وأن يعود غنيهم علي فقيرهم، وقويهم علي ضعيفهم، وأن يشهد أحياهم جنائز موتاهم? ثم رفع يده فقال: ?رحم الله من أحيا أمرنا» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكي شيئاً وجد ألم ذلك في سائر جسده، وإن روحهما من روح الله، وإن روح المؤمن لأشدّ اتصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها» ().

الأخوة الدينية

قال أبو عبد الله عليه السلام: ?إنما المؤمنون إخوة، بنو أب وأم، وإذا ضرب علي رجل منهم عرق سهر له الآخرون» ().

وقال الامام الباقر عليه السلام: ? المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمّه لأن الله عز وجل خلق المؤمنين من طينه الجنان، وأجري في روحهم من ريح الجنّة، فلذلك هم أخوة لأب وأم» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام:

عليك بإخوان الصفا فإنهم

عماد إذا استنجدتهم وظهور

وليس كثيراً ألف خلّ وصاحب

وإن عدواً واحداً لكثير()

وقال الإمام الصادق عليه السلام: ?من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة» ().

وقال عليه السلام: ?لا يكمل عبد حقيقة الإيمان حتي يحب أخاه المؤمن» ().

وعنهم عليهم السلام: ?شيعتنا المتحابّون المتباذلون فينا» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?لا تقطع أودّاء أبيك فيطفئ نورك»

().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ?أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم» ().

الأخوة في الله

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام عند وفاته: ?وآخِ الإخوان في الله وأحب الصالح لصلاحه» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنّة» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?لا يدخل الجنة رجل ليس له فرط? قيل: يا رسول الله ولكل فرط، قال: ?نعم إن من فرط الرجل أخاه في الله» ().

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ?من زار أخاه في الله ولله جاء يوم القيامة يخطر بين قباطي من نور، لا يمر بشيء إلا أضاء له، حتي يقف بين يدي الله عزوجل، فيقول الله عزوجل: مرحبا، وإذا قال الله له مرحبا أجزل الله عزوجل له العطية» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: ?من زار أخاه في بيته قال الله عزوجل له: أنت ضيفي وزائري، عليّ قراك، وقد أوجبت لك الجنة بحبك إياه» ().

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: ?إن العبد المسلم إذا خرج من بيته زائراً أخاه لله لا لغيره، التماس وجه الله، رغبة فيما عنده، وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلي أن يرجع إلي منزله: ألا طبت وطابت لك الجنة» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة البقرة: 143.

() الكافي: ج2 ص145 باب الإنصاف والعدل ح7.

() نهج البلاغة، الكتب: 53 من كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه علي مصر.

() سورة الحجرات: 10.

() تقريب القرآن إلي الأذهان: ج26 ص127 سورة الحجرات.

() سورة النساء: 12.

() سورة يوسف: 7.

() سورة يوسف: 63.

() سورة القصص: 11.

() سورة النساء: 23.

()

سورة مريم: 28.

() سورة الإسراء: 27.

() سورة الأعراف: 65.

() المفردات في غريب القرآن: ص69.

() سورة الحجرات: 10.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص332 ب13 ح9584. تحف العقول: ص296. عدة الداعي: ص187.

() بحار الأنوار: ج75 ص39 ب16 ح17. وتحف العقول: ص203.

() الكافي: ج1 ص403 ح1. وسائل الشيعة: ج29 ص75 ب31 ح35185.

() كتاب العين: ج4 ص319 مادة (أخو).

() سورة الأعراف: 202.

() انظر لسان العرب: ج14 ص19 مادة (أخو).

() مستدرك الوسائل: ج12 ص235 ب16 ح13977.

() عدة الداعي: ص187 ب4 ق2 الأمر الرابع عشر.

() بحار الأنوار: ج71 ص236 ب15 ضمن ح38.

() الكافي: ج2 ص166 باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض ح2.

() عدة الداعي: ص187.

() عدة الداعي: ص188.

() عدة الداعي: 190.

() سورة الحجرات: 13.

() تفسير مجمع البيان: ج9 ص138 سورة الحجرات.

() تقريب القرآن إلي الأذهان: ج26 ص131 سورة الحجرات.

() مستدرك الوسائل: ج8 ص327 ب10 ح9568.

() سورة الحجرات: 13.

() معدن الجواهر: ص21 باب ماجاء في واحد.

() سورة الحجرات: 10.

() سوة هود: 88.

() الكافي: ج2 ص175 باب التراحم والتعاطف ح1.

() غرر الحكم: ص422 ق6 ب2 ف5 ح9695.

() بحار الانوار: ج73 ص43 ب101 ح2.

() بحار الانوار: ج73 ص44 ب101 ح3.

() بحار الانوار: ج73 ص44 ب101 ح4.

() بدلالة الاقتضاء.

() مستدرك الوسائل: ج9 ص49 ب105 ح10165.

() بحار الأنوار: ج71 ص264 باب 16 ح4.

() الكافي: ج2 ص169 باب حق المؤمن علي أخيه وأداء حقه ح2.

() انظر الغدير: ج3 ص113 وص124.

() أمالي الشيخ الطوسي: ص726 المجلس44 ح1526.

() عيون الأثر: ج1 ص264 ذكر المواخاة.

() سورة الأنفال: 72.

() سورة الأنفال: 73.

() سورة الاحزاب: 6.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص151 ب1 ح21014.

() انظر عيون الأثر: ج1 ص265 ذكر المواخاة.

() عيون الأثر: ج1 ص264 ذكر المواخاة.

() سورة الحشر: 9.

() الإرشاد: ج1 ص145.

() تفاهم سري استعماري

بين بريطانيا وفرنسا، متمم لاتفاق رئيسي بين بريطانيا وفرنسا وروسيا لتقسيم تركة السلطة العثمانية والاستيلاء علي المشرق العربي في أعقاب دخول الأتراك الحرب إلي جانب ألمانيا، ولدت الاتفاقية عام 1916م، عقدت بين المندوبين الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس الذي كان عضواً في مجلس العموم البريطاني، وقد شكلت الاتفاقية الأساس الفعال لخطة تمزيق المشرق العربي، والحيلولة دون نيل العرب الوحدة والاستقلال. انظر موسوعة السياسة: ج3 ص120 حرف السين.

() مؤتمر دولي عقده الحلفاء الغربيون واليابان المنتصرون علي ألمانيا في الحرب العالمية الأولي في مدينة سان ريمو الايطالية عام (1920م) لبحث مصير السلطنة العثمانية ورسم معاهدة صلح مع تركيا الخاسرة للحرب، ولتقاسم وتقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا وتجزئته إلي دويلات تحت نفوذ الدول المنتصرة في الحرب، وفق خطة سايكس بيكو الاستعمارية. انظر موسوعة السياسة: ج3 ص107 حرف السين.

() نهج البلاغة، الخطب: 176 من خطبة له عليه السلام.

() معدن الجواهر: ص21 باب ماجاء في واحد.

() سورة الانبياء: 92.

() توماس ادوارد لورانس ولد عام (1888م) في مدينة ثرمادوك، اشتهر باسم (لورانس العرب) بعد نشره لمذكراته عن حرب الصحراء،تخرج من جامعة اكسفورد عام (1910م)، درس العربية في أكسفورد علي يد مستشرق مشهور يدعي (ديفد جورج هوغارث) الذي يعتبر من أشهر جواسيس الإنجليز.

ثم انتقل بعد ذلك إلي لبنان من أجل التدرب كجاسوس، منتحلاً شخصية عالم آثار، درس العربية علي يد مدرسة لبنانية مسيحية فاتقن اللغة العربية وعمل علي تعلم بعض اللهجات العربية كاللبنانية، وفي بداية الحرب العالمية الأولي انتقل إلي القاهرة والتحق بجهاز مخابرات الجيش البريطاني، وانضم سنة (1916م) إلي القوات العربية المحاربة ضد الدولة العثمانية، بقيادة فيصل الأول بن الشريف حسين.

لعب دوراً هاماً في تأجيج الثورة العربية علي الأتراك،

فقد قام بقطع الخط الحديدي الواصل بين المدينة ودمشق، وقاد الجيش العربي إلي احتلال ميناء العقبة ثم دخل مدينة دمشق سنة (1918م). رافق فيصل الأول إلي مؤتمر فرساي ولعب دوراً كبيراً في خداع العرب وتنفيذ سياسة الإنكليز في المنطقة العربية، وبعد أن فشل المؤتمر ونكثت بريطانيا وعودها للعرب رجع إلي بريطانيا وانضم إلي سلاح الجو البريطاني.

نشر مذكراته عن حرب الصحراء (ثورة الصحراء) عام 1927م، و(أعمدة الحكمة السبعة) وقد ضمنه تركيبته النفسية غير السوية.

للتفصيل انظر موسوعة السياسة: ج5 ص503 حرف اللام.

() سورة آل عمران: 103.

() نهج البلاغة، الخطب: 192 من خطبة له عليه السلام تسمي القاصعة.

() سورة الإسراء: 20.

() سورة الطلاق: 3.

() مفاتيح الجنان: من دعاء الافتتاح.

() سورة يوسف: 59.

() سورة يوسف: 69.

() سورة مريم: 53.

() سورة المؤمنون: 45.

() سورة المائدة: 25.

() سورة المائدة: 31.

() سورة النساء: 23.

() سورة الحجرات: 10.

() سورة الحجر: 47.

() سورة التوبة: 11.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة الحج: 78.

() سورة آل عمران: 105.

() بحار الأنوار: ج71 ص233 باب 15 ح 29.

() بحار الأنوار: ج71 ص226 باب 15 ح17.

() بحار الأنوار: ج71 ص222 باب 15 ح5.

() بحار الأنوار: ج71 ص221 باب 15 ح2.

() بحار الأنوار: ج71 ص223 باب 15 ح 8.

() بحار الأنوار: ج71 ص223 باب 15ح9.

() بحار الأنوار: ج71 ص277 ب17 ح9.

() بحار الأنوار: ج71 ص264 باب 16 ح 4.

() بحار الأنوار: ج71 ص271 ب16 ح11.

() وسائل الشيعة: ج12 ص17 ب7 ح15523.

() غوالي اللئالي: ج4 ص31 ح108.

() عدة الداعي: ص187 ب4 ق2 الأمر الرابع عشر.

() عدة الداعي: ص187 ب4 ق2 الأمر الرابع عشر.

() بحار الأنوار: ج71 ص264 باب 16 ح1.

() وسائل الشيعة: ج12 ص18 ب7 ح15527.

() وسائل الشيعة: ج12 ص233 ب132

ح16170.

() بحار الأنوار: ج42 ص203 ب127 ح7.

() وسائل الشيعة: ج12 ص16 ب7 ح15521

() وسائل الشيعة: ج12 ص17 ب7 ح15524

() الكافي: ج2 ص177 باب زيارة الإخوان ح8.

() وسائل الشيعة: ج14 ص584 ب97 ح19866.

() الكافي: ج2 ص177 باب زيارة الإخوان ح9.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.