اسم الكتاب: رؤي عن نهضة الإمام الحسين(ع)
المؤلف: حسيني شيرازي، محمد
تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش
الموضوع: امام حسين(ع)
اللغة: عربي
عدد المجلدات: 1
مكان الطبع: قم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أمة لا تنظر إلي ما حواليها ولا تلتفت إلي أطرافها ولا تعي جذور مشاكلها لا يمكن أن يكتب لها التقدم في الحياة.
كما أن أمةً لا تتأسي بأعاظم شخصياتها ومؤسسي تاريخها وحضارتها الذين جعلهم الله تعالي قادة الأمم ولا تأخذ بتعاليمهم لا تري لوناً من ألوان السعادة ولا باباً من أبواب الخير في حياتها.
فإن أمّة تخلفت عن الالتحاق بأعظم سفن النجاة بعد أن اعتقدت بأن من ركبها نجي وأن من تخلّف عنها غرق وهوي واعتنقت الحياة المادية وانخدعت ببريقها وزخرفها لا يلوح لها إمارات النجاة من المهالك.
والآن وقد أحدق الخطر بهذه الأمة وغطّتها مشاكلها الكثيرة والكبيرة، كيف يمكن لها الخروج من هذا المأزق؟
وما هو العلاج لهذه الأزمات؟
خصوصاً وإن الأمة الإسلامية تختلف علي ما ذكر عن سائر الأمم، فإن كانت تلك الأمم لم تصل إلي طريق لعلاج مشاكلها، فإن الأمة الإسلامية توصلت لأفضل علاج، وجربته قروناً طويلة وذلك عبر ما قدمته لها شخصياتهم العظيمة: سفن النجاة ومصابيح الهدي من أنوار الهداية والعلاج، مما قد أضاء العالم بضيائها واقتبس الكون من أنوارها وتعلّق الأنبياء بحجزتها وحتي أن نوحاً عليه السلام شيخ الأنبياء وصاحب السفينة المعروفة لم يكن لينجو لولا أن ركن إليهم وتعلق بسفينة النجاة سفينة الحسين سيد الشهداء عليه السلام.
الحسين مصباح الهدي وسفينة النجاة.
وجدير بنا نحن المسلمين أن نتعلم درس الحرية من أبي الأحرار وقائد الأبرار سبط رسول الله صلي الله عليه و اله الحسين بن علي عليهما السلام ونقف علي أسرار نهضة الطف التي فجّرها ضد الاستبداد والاستعباد لنستلهم منها معاني
العزّة والإباء ومعني الحياة الحرة الكريمة.
وإن هذا الكراس وضع لبيان جوانب من أسرار هذه النهضة العظيمة وقد كتبه عَلم من أعلام الإسلام ومرجع كبير لهذه الأمة وطالما كتب وألّف الكثير والكثير بقلم واضح وفكر ثاقب ورأي سديد وقد ضمّن كتبه أطروحات تعالج مشاكل هذه الأمة وتدعو للتحرر من القيود والأغلال التي جاءت بها القوانين الوضعية والحكومات المستبدة، وقد تجاوزت مؤلفاته 1300كتاب وكراس تضمنت مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية وعقائدية وغير ذلك، مقتبسة كلها من القرآن الكريم وسنة النبي صلي الله عليه و اله وسيرة أهل بيته المعصومين عليهم السلام وإلي جانب تلك المواضيع كتب سماحته دورات فقهية وأصولية وقدم بحوثاً تهمّ الحوزات العلمية وكان من أشهر ما كتب في ذلك هي الدورة الفقهية الكبيرة (موسوعة الفقه) التي تضم 160مجلداً.
هذا ونحن نقدّم هذا الكراس القيم بين يدي القارئ الكريم علي أمل الاستفادة العامة للمسلمين ورجاء لمرضاة الله سبحانه وتعالي رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلي الأرواح التي حلّت بفنائك، عليك منّي سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد منّي لزيارتكم، السلام علي الحسين وعلي علي بن الحسين وعلي أولاد الحسين وعلي أصحاب الحسين عليهم السلام.
س: ماذا كان يهدف الإمام الحسين عليه السلام من وراء نهضته المباركة؟
ج: استهدف الإمام الحسين عليه السلام من نهضته الإصلاحية المباركة إحياء الدين الإسلامي، ذلك لأن الدين الإسلامي تعرض للخطر وكاد أن يندرس ويعفي أثره نتيجة الخطط الشيطانية التي كان يخططها بنو أميّة لإعادة الجاهلية ومحو الإسلام، وقد قام الإمام الحسين عليه السلام
بإرواء شجر الدين بدمه المبارك وبتبديد أهداف بني أميّة.
س: ما هو المقصود من الدين؟
ج: الدين هو السبيل والطريق الذي يؤدي إلي سعادة الناس في دنياهم وآخرتهم، وهو يشتمل علي أمور ثلاثة:
1: العقيدة.
2: القول.
3: العمل.
س: ماذا تعني (العقيدة)؟
ج: العقيدة تعني: الاقتناع وقبول أصول الدين الخمسة بالعقل والبرهان، وهي عبارة عن:
1 التوحيد.
2 العدل.
3 النبوّة.
4 الإمامة.
5 المعاد.
س: ما هو المقصود من القول؟
ج: المقصود من (القول) هنا: هو الإقرار والتلفظ بالشهادتين: الوحدانية لله سبحانه والرسالة النبوية لخاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه و اله وأيضاً الإقرار بإمامة الأئمة الطاهرين والذين هم:
1 الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2 الإمام الحسن المجتبي عليه السلام.
3 الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام.
4 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام.
5 الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.
6 الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
7 الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام.
8 الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام.
9 الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام.
10 الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام.
11 الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.
12 الإمام الحجة بن الحسن المهدي ?.
وكذلك الإقرار بالعصمة للسيدة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ? بنت رسول الله صلي الله عليه و اله.
س: ما هو المقصود من (العمل)؟
ج: العمل هو الالتزام العملي بالعقيدة والقول، وتطبيق القوانين والأحكام الإسلامية، وسيأتي بيان ذلك في المباحث الآتية إن شاء الله تعالي.
س: هل كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم حينما قام بنهضته ضد الظلم والطغيان باستشهاده يوم عاشوراء؟
ج: نعم كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم علماً قطعياً باستشهاده كما أشار إلي ذلك مراراً في خطبه وكلماته عليه السلام وذلك أثناء خروجه من مكة والمدينة، معلناً
عن توطين نفسه علي لقاء الله وعزمه علي بذل مهجته في سبيل الله ونصرة الحق وإحياء الدين الإسلامي، ونحن اليوم نلمس وبكل وضوح آثار استشهاده عليه السلام ومدي تأثيره في بقاء الدين الإسلامي وصيانته من كيد الأعداء بسبب موقفه التاريخي وتضحيته عليه السلام يوم الطف.
س: هل أن الإمام الحسين عليه السلام وصل إلي هدفه المنشود والمقدس وهو إحياء الإسلام وتثبيت دعائمه؟
ج: نعم، إن نهضة عاشوراء أزاحت الستار عن فضائح الأمويين وجرائمهم وأدّت إلي انقطاع واضمحلال السلسلة الأموية وغيرهم من أعداء الدين، وأبانت حقيقة الدين الإسلامي وأوضحت معالمه للجميع.
س: إذا كان الإمام الحسين عليه السلام قد وصل إلي أهدافه من نهضته فلماذا نجد المسلمين اليوم وهم علي بعض الإحصائيات ملياران يعيشون في أقسي ظروف الحياة وأتعس حالات الفقر والجهل، والمرض والفوضي وما أشبه ذلك، ولماذا تري الاستبداد والحروب قائمة في البلاد الإسلامية وتري أعداء الإسلام يتحكمون برقاب المسلمين؟
ج: يمكن أن نوجز أهداف الإمام الحسين عليه السلام في أمور:
أولاً: فضح الحكومة الأموية واجتثاث جذورها، وذلك لأن الأمويين كانوا قد تمادوا في طغيانهم وجبروتهم نتيجة ما توفّر عندهم من المال والسلاح والنفوذ والسلطان، فراحوا يفكرون بإنهاء الدين الإسلامي والقضاء عليه، ولم يكن المجتمع القائم حينها يسمح لنفسه بالتفكير في القضاء علي الأمويين لعظم سلطانهم وشدة استبدادهم، فجاءت نهضة الإمام الحسين عليه السلام لتفتح طريق الفكر والعمل علي الإطاحة بهم وبكل الظالمين، وكان كذلك، فلم يكن فضح الأمويين واجتثاث شجرتهم الخبيثة من فوق الأرض تجديداً لحياة الإسلام والمسلمين فحسب، بل كان فيه أعظم خدمة للبشرية جمعاء حيث تعلمت البشرية من الإمام الحسين عليه السلام عبر نهضته المباركة كيف تثور ضد الظلم والظالمين وتكشف زيفهم وتجتث أصولهم في كل عصر
وزمان.
ثانياً: تصحيح الاعتقادات الدينية للمسلمين، فإن من مفاسد الأمويين الذي كان مورداً لاهتمامهم هو قيامهم بعرض صورة مشوّهة من الإسلام والمعتقدات الدينية وذلك بغية إبعاد الناس من الخط الواقعي للإسلام والذي يمثله أهل البيت عليهم السلام، فكانوا يقومون من أجل توطيد حكمهم بجعل الأحاديث واختلاقها ونشر العقائد الباطلة، كالجبر والتفويض والتجسيم وما شابه ذلك مما يرسي قواعد حكومتهم غير الشرعية، فجاءت نهضة الإمام عليه السلام واستشهاده حجة قاطعة تعلن عن بطلان ذلك التحريف الأموي، وتكشف زيف تلك الانحرافات العقائدية التي أشاعها بنو أمية في المسلمين، ودليلاً رصيناً علي إبداء الصورة الناصعة للدين الإسلامي. وبذلك تجلّي الإسلام علي واقعه الذي أنزله الله تعالي علي رسوله صلي الله عليه و اله ولمع في مذهب أهل البيت عليهم السلام بعد أن غسل عليه السلام عنه غبار باطلهم.
وبسبب هذه النهضة المباركة انتشرت العقائد الصحيحة ومعارف الدين الإسلامي لدي مئات الملايين من المسلمين الشيعة وذلك من خلال الكتب والمنابر الحسينية وأشرطة الكاسيت وغير ذلك بلغات مختلفة وفي كل العالم. وترك ذلك الأثر الكبير في تعديل السلوك الإنساني لدي كل المسلمين، بل العالم كله، وساهم في خلاص البشرية من ظلم الاستبداد والطغيان.
ثالثاً: تصحيح سلوك الناس وتقويمه، بعد أن تلوّن سلوك الناس وأخلاقهم في ظل النظام الأموي بطابع العنف والاستبداد والوحشية والاستهتار مما لايتناسب مع الخلق الإسلامي والإنساني، فأعاد الإمام عليه السلام نهضته الشريفة مكارم الأخلاق التي بناها جدّه الكريم صلي الله عليه و اله وقدّمها إلي البشرية ودعا الناس للتخلق بها في كل مراحل الحياة.
وإننا إذ نلاحظ اليوم المشاكل والمآسي تحيط بالمسلمين في البلاد الإسلامية من كل جانب فما ذلك إلاّ لابتعاد المسلمين أنفسهم عن التعاليم الإسلامية وعدم تطبيق أحكام الإسلام
وقوانينه العادلة.
س: إذا كان الإمام الحسين عليه السلام قد قلع جذور الاستبداد فلماذا إذاً نلاحظ اليوم حكاماً مستبدين وطغاة جبارين يحكمون بعض البلاد الإسلامية وينهبون ثرواتها ويضيّعون الحياة علي أبناء الأمة الإسلامية؟
ج: إن نهضة الإمام الحسين عليه السلام كانت نبراساً لسائر النهضات التحررية في العالم ضد الظالمين، وكانت هي الانفجار العظيم الذي هزّ عرش كل الطغاة المستبدين، كما ومهّدت الطريق أمام الثورات الأخري وهيّئت الأسباب لقلع جذور دولة بني أمية وبني العباس وغيرهم ودفعت المجاهدين للدفاع عن المقدسات الإسلامية وعلّمتهم النضال ضد الحكّام المستبدين والاستقامة في مجاهدتهم حتّي يعيشوا في ظل جهادهم الحياة الحرة الكريمة، ويمكن الوقوف علي هذه الحقائق من خلال مراجعة التاريخ.
نعم، إن السبب من وراء كل هذه المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها والتي أحاطت بالمسلمين من كل جانب هم المسلمون أنفسهم حيث ابتعدوا من قوانين الإسلام، كما أن علاج هذه المشاكل كلها يكون بأيديهم أيضاً وفي ذلك يقول الشيخ البهائي ? ما معناه:
لا عيب في الدين الحنيف بذاته العيب عند المسلمين يكون
س: هل يمكن الإتيان بمثال لذلك:
ج: الأمثلة في هذا المجال كثيرة، فلو فرضنا أن طبيباً حاذقاً استطاع أن يشخّص المرض بدقّة كاملة ثمّ وصف الدواء اللازم لشفاء المريض، فهل بمجرد تشخيصه للمرض ووصفه للدواء يكفي العلاج وإن لم يعمل المريض بوصفة الطبيب أو لا يكفي ذلك؟ وعلي فرض أن المريض أعرض عن تعاليم الطبيب فأيهما يكون المقصّر، هل المقصّر هو الطبيب أو المريض؟
إن الإمام الحسين عليه السلام عبر نهضته المباركة دلّ الأجيال علي الطريق وأوضح عن السبيل لعلاج مشاكل المجتمع والحصول علي سعادة الدنيا وكرامة الآخرة، وحينما كان المجتمع الإسلامي يلتزم شيئاً ما بتلك التعاليم الإسلامية كان يعيش العزّة والسعادة والرفاه
والكرامة، ولم يكن يعرف شيئاً من هذه المشاكل الموجودة اليوم، كما يشهد التاريخ بذلك في أيام السيد المرتضي والشيخ المفيد والعلامة الحلي وفخر المحققين والمحقق الكركي والشيخ البهائي والعلامة المجلسي (قدس الله أسرارهم) حيث كان المجتمع يعيش العزة دون أن يبتلي بشيء من هذه المشاكل التي أُبتلي بها المسلمون اليوم، بل كان العكس فالذي كان يعيش هذه الأزمات والمشاكل كان هم أعداء الإسلام حيث غرقوا حينها في بحار من الجهل والتخلف وما إلي ذلك.
س: هل المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم قابلة للدفع والعلاج؟
ج: نعم، إن الدين الإسلامي لم يكن خاصاً بأمة من الأمم، كما أنه لم يكن لفترة معينة من الزمن، بل هو لكل الأمم ولكل الأزمنة، وقد تكفّل بوضع طرق العلاج لكل مشكلة يمكن لها أن تحدث في عصر من العصور، كما أنه تدارك حدوث المشكلات قبل تحققها بوضع الطرق الوقائية السليمة للحيلولة دون وقوعها.
س: فما هو العلاج الذي يلزم علي المسلمين العمل به ليستردوا سؤددهم ويسترجعوا عزّهم ويتخلصوا من مشاكلهم التي أحدقت بهم؟
ج: العلاج هو الالتزام بتطبيق هذه الأمور الأربعة:
1 الأمة الواحدة.
2 الأخوة الإسلامية.
3 الحريات.
4 الشوري.
أما الأول: وهي الأمة الواحدة، فإنه يجب علي كل مسلم أن يسعي لتحقيق (الأمة الواحدة) التي أشار إليها القرآن الكريم بقوله: وإن هذه أمتكم أمّة واحدة والتي أرسي النبي صلي الله عليه و اله قواعدها في المجتمع الإسلامي وقال صلي الله عليه و اله: الناس سواسية كأسنان المشط.
وبعد ذلك هل الأمة الإسلامية في يومنا هذا هي أمّة واحدة، أم هي منقسمة ومجزّأة إلي أممٍ متباعدة متباغضة.. بعضها أجنبي عن البعض الآخر؟!
س: ما هو المقصود من (الأمة الواحدة)؟
ج: المقصود من الأمة الواحدة ليس هو مجرد الاسم والشعار بل هو التطبيق العملي المتحقق خارجاً برفع الحدود والحواجز الجغرافية المصطنعة بين البلاد الإسلامية وتأسيس الدولة الإسلامية الموحدة والعظيمة.
س: تري هل بالإمكان تأسيس هكذا حكومة واسعة وكبيرة في ظل الأوضاع الراهنة التي نعيشها؟
ج: أن ووضع الشيء وتحققه في العالم الخارجي هو أول دليل علي إمكانه، وقد تحقق هذا الأمر في بلاد الهند والصين، حيث كانت الهند وكذلك الصين إلي قبل ما يقارب من نصف قرن تعيش التفرق والتمزق والانقسام إلي عشرات بل
إلي مئات الدول الصغيرة والحكومات المحلية الضعيفة ولكن مع وجود تلك الاختلافات الكثيرة في كل منهما من حيث العقيدة واللغة والآداب والأعراف وغير ذلك، قامت شعوبهما برفع الحدود الجغرافية فيما بينها وتأسيس الدولة الواحدة في الهند وكذلك في الصين رغم ذلك العدد الهائل والضخم من سكانهما حيث تشير بعض الإحصائيات إلي أن نفوس الهند بلغت المليار نسمة، ونفوس الصين المليار وثلاثمائة مليون نسمة.
هذا ما كان في الهند وفي الصين.
وأما اليوم ففي الغرب يسمع عن المحاولات الجادة المبذولة من أجل إيجاد الدولة الواحدة لأوروبا ورفع كل الحواجز الجغرافية بين شعوبها، وذلك رغم كل التناقضات العنصرية واللغوية والدينية الموجودة فيها.
إذن كيف استطاع الآخرون مع وجود الاختلافات الكثيرة فيما بينهم أن يلمّوا الشمل ويؤسّسوا الدولة الواحدة، ويلغوا كل هذه الحدود الجغرافية المصطنعة بين بلادهم والتي مزّقت البلاد وفرّقت الشعوب بل أنها عاقت عن تقدم مسيرة بلادهم، كيف يمكن لهم كل ذلك، ولا يمكن للأمة التي تعتقد بربّ واحد ونبيّ واحد وكتاب واحد ودين واحد وعاشت طوال قرون كثيرة أمة واحدة أن تتحد من جديد وتشكل الدولة الإسلامية الواحدة؟!
هذا مع أن الله سبحانه وتعالي وعدنا النصر حيث قال: إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم. وقال سبحانه أيضاً: إن ينصركم الله فلا غالب لكم. وطبعاً وعد الله حق وصدق قال تعالي: ومن أصدق من الله قيلاً وقال سبحانه: ومن أصدق من الله حديثاً.
وأما الأمر الثاني الذي يجب علي كل المسلمين العمل به لأجل رفع المشاكل التي تواجههم ولأجل الوصول إلي العزّة والعظمة التي سلبت منهم، فهو العمل من أجل تحقق (الأخوة الإسلامية)،كما يقول الله سبحانه: إنما المؤمنون أخوة.
ولكن وللأسف فإن المسلمين اليوم ليسوا فقط قد فقدوا أخوتهم الإسلامية فيما
بينهم وحسب، بل أن بعضهم راح يعتبر البعض الآخر أجنبياً عنه وغريباً بالنسبة إليه، وهذه هي المصيبة الكبري في الدين.
فعلي الجميع السعي لتحقيق (الأخوة الإسلامية) وإذا تحققت الأخوة الإسلامية بين كل فصائل المجتمع الإسلامي فإنه يمكن حينها لكل فرد في أي بلد كان من البلاد الإسلامية أن يحصل علي جميع المزايا الإسلامية والحريات الفردية والاجتماعية التي أقرّها الدين الإسلامي، ونشير إلي بعض النماذج:
1 أنه يحق له السفر إلي جميع البلاد الإسلامية في العالم دون أن يحتاج إلي وثيقة سفر أو تأشيرة دخول وما شابه ذلك من قوانين الهجرة والجوازات.
2 أنه يتمكن من التزوج من الفتاة المختارة أو تزويجها إلي الشاب المختار مع ملاحظة الموازين الشرعية المذكورة في باب النكاح دون أن تعوقه مسألة تابعيته أو تابيعة الفتاة إلي هذه الدولة أو تلك الدولة الأخري.
3 أنه يحق له الإقامة والسكني في أي بلد شاء من البلاد الإسلامية دون عائق يمنعه عن ذلك.
4 أن لا تكون هناك أية عوائق وحواجز تمنعه من التجارة أو الصناعة التي يختارها وما إلي ذلك في كل البلاد الإسلامية باستثناء المكاسب المحرمة.
5 أن يتمكن من شراء الأراضي والبيوت وسائر الأملاك في جميع البلاد الإسلامية.
6 أن لا يكون هناك أي مانع يمنعه من الزراعة أو الصناعة أو البناء في أي منطقة من مناطق العالم الإسلامي.
7 أن تكون له الحرية الكاملة في ممارسة النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، في جميع البلاد الإسلامية، فيحق له مثلاً أن يكوّن الأحزاب ويؤسس المؤسسات الإعلامية كالإذاعة والتلفزيون، ويقوم بنشر الصحف والمجلات، وله أن يمارس النشاط السياسي والإعلامي الذي يوصله إلي الهدف المنشود.
والحاصل: يلزم لكل مسلم أن تكون له الحقوق المساوية لكل حقوق المسلمين الآخرين وذلك علي ما هو
مقرّر في القانون الإسلامي القائل: بأن كل إنسان إذا دخل في الدين الإسلامي وأسلم تساوي حقه مع سائر المسلمين بل ويتساوي حقه حتي مع الحاكم والقائد الإسلامي، فإنه لم تكن اللغة واللون ومحل ولادة الإنسان في الإسلام سبباً لتمييزه عن الآخرين بل إن المسلمين كلهم تتساوي حقوقهم في ظل الحكم الإسلامي.
وأما الأمر الثالث الذي يجب علي كل المسلمين العمل به من أجل التخلص من المشاكل التي تحيط بهم ولأجل الوصول إلي السعادة التي صودرت منهم في الحياة فهو العمل لأجل تحقق (الحريات الإسلامية) كما يقول سبحانه وتعالي واصفاً مهمّة نبيّه صلي الله عليه و اله في رسالته إلي البشرية: ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.
ثم إن المقصود من الحريات الإسلامية هو أن يتوفر لكل مسلم في جميع البلاد الإسلامية كل الحريات الإسلامية المباحة أي باستثناء ما هو محرّم وهو محدود وقليل جداً.
فيتمكن الفرد المسلم أن يمارس بكل سهولة جميع النشاطات اليومية وأعماله الفردية والاجتماعية دون أن تعوقه مسألة أخذ إجازة، أو كسب موافقة، أو دفع ضريبة أو ما أشبه ذلك.
وعلي هذا فيتمكن كل المسلمين من مرافقة حقوقهم الأولية في الحياة، وممارسة حرياتهم الإسلامية مثل: حرية التجارة، الزراعة، الصناعة، السفر والإقامة، العمران والبناء، العمل والاكتساب، حيازة المباحات، حرية تأسيس المعامل والوحدات الصناعية الكبيرة والصغيرة، حرية النشاطات الثقافية من نشر الصحف والمجلات والكتب، حرية الاستفادة من المؤسسات العامة كالإذاعة والتلفزيون، حرية المشاركة في الانتقاد البنّاء، حرية الترشيح للانتخابات الحكومية، حرية التقليد من أي مرجع تتوفر فيه الشروط المعتبرة، وغيرها من الحريات الإسلامية الكثيرة والتي هي أكثر بكثير من الحريات الموجودة في بلاد الغرب، ولو أن الغرب كان قد وعي مغزي الحريات الإسلامية وطبقها في بلاده
لتقدم أكثر بكثير مما هو عليه الآن، كما بينّا ذلك في بعض كتبنا.
والحاصل: إن الإسلام لا يسمح لأي دولة أو فرد أو منظمة أو مؤسسة أو إدارة من الدوائر الحكومية أن تحول بين الناس وبين الحصول علي الحريات المشروعة لهم في الإسلام، كما لا يحق لها أن تشترط علي الناس أن يستجيزوها في عمل أو بناء، ولا أن تفرض عليهم دفع ضرائب ورسوم مالية ولو يسيرة بازاء عمل أو بناء أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يصح ذلك كله ويرفضه الإسلام رفضاً باتاً.
ولذلك يعتبر الإسلام المنع عن هذه الحريات والتي هي من الحقوق الشرعية المسلّمة للفرد المسلم عملاً محرماً ومن أشد المحرمات شرعاً، فإن من أشهر القوانين الفقهية في الإسلام والتي قد تعدّ من ضروريات الدين الإسلامي هو قانون: الناس مسلطون علي أموالهم وأنفسهم. أي لهم كامل الحريات باستثناء المحرم منها.
وأما الأمر الرابع الذي يجب علي كل المسلمين العمل من أجل تحققه لرفع هذه المشاكل المعاصرة وللوصول إلي السعادة والسيادة فهو: الشوري، وذلك بأن تكون طريقة الحكم في المجتمع الإسلامي استشارية وليست فردية واستبدادية.
قال الله عزّوجلّ: وأمرهم شوري بينهم.
يعني: أن من مواصفات الأمة الإسلامية هو التشاور فيما بينهم في كل شؤونهم وأمورهم العامة والخاصة.
وعلي هذا يحرم شرعاً أي نوع من الاستبداد والفردية وديكتاتورية الحزب الواحد وعدم الاعتناء بآراء الآخرين ومقترحاتهم، فإنه تضييع لحقوق المسلمين بل وخروج علي الآية الكريمة. كما يلزم أن تكون الأحزاب والتجمعات والهيئات وأصحاب المؤسسات العامة وكذلك جميع المفكرين والمثقفين أحراراً مستقلين للاستفادة من آرائهم وأفكارهم وخبراتهم.
ويلزم أيضاً أن تتعدد الأحزاب والتجمعات والمؤسسات الدستورية في البلاد من أجل حصول المنافسة الإيجابية والسليمة المؤدية إلي تقدم البلاد وترفيه العباد والمحصّنة من وقوع
الديكتاتورية والاستبداد.
ويلزم أن يكون شوري الفقهاء المراجع في قمة الحكم الإسلامي القائم، وتكون الانتخابات لرئيس الجمهورية خلال كل فترة، مثلاً أربع سنوات أو أكثر من ذلك أو أقل، حسب ما يراه شوري الفقهاء المراجع، وذلك بكامل الحرية والانفتاح الصادق علي الجماهير.
وأما ما نراه اليوم في أكثر البلدان الإسلامية من بقاء الحاكم في الحكم، معتمداً علي التزوير والتحوير، أو القمع والإرهاب من دون أن يفسح المجال للآخرين أو يتغيّر وينزاح من دفة الحكم فهو أمر غير جائز شرعاً.
س: كيف يمكن تطبيق هذه الأمور الأربعة في البلاد الإسلامية؟
ج: من أجل تطبيق هذه الأمور المذكورة وتحقيقها في أوساطنا يلزم علي كل فرد مسلم وكذلك علي الهيئات الدينية والمنظمات الإسلامية والأحزاب الحرة والتجمعات العامة إلي جانب شوري الفقهاء المراجع الذين هم المحور الشرعي للنشاطات الاجتماعية والأعمال الدينية أن تراعي الأمور التالية:
1 التحلي بالأخلاق الفاضلة وتثقيف المجتمع الإسلامي عليه، كما قال صلي الله عليه و اله: إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
ورأينا كيف استطاع النبي صلي الله عليه و اله والأئمة المعصومون عليهم السلام أن يهدوا المجتمع الإسلامي بأخلاقهم العظيمة ويثقفوهم بها.
2 التخلّي الكامل عن الخُرق والعنف، وعن الغلظة والقسوة في أمور الحياة، وذلك لأنه لا نتيجة من وراء العنف والقسوة سوي انزجار الناس وابتعادهم.
هذا وإن الدين الإسلامي هو دين الرفق والرحمة وليس هو دين الخُرق والعنف، وعلي هذا فلا يجوز شرعاً أي إعدام أو تعذيب أو مصادرة أموال أو غصب حق أو تجسس علي أحد من أفراد المجتمع أو تضييق علي أحد منهم، إلاّ في موارد قليلة ونادرة جداً في غاية القلّة والندرة استثناها الفقهاء في باب القصاص والحدود والتعزيرات.
3 السعي الجاد علي رفع المستوي الثقافي والوعي الديني لدي
المجتمع الإسلامي، وذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام العامة بدءً من الأقمار الصناعية ووكالات الأنباء وانتهاءً بالكتب والمجلات والصحف وأشرطة الكاسيت وما إلي ذلك، وأقل ما ينبغي توزيعه ونشره من الكتب التوعوية هو ما يقرب من ملياري نسخة كتاب، يعني ما يساوي عدد المسلمين اليوم في العالم الإسلامي.
4 الحرص الكبير علي الاستقامة والمداومة في العمل، بحيث تستمر النشاطات دائماً، كما يقول الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم: الذين قالوا ربّنا اله ثم استقاموا، حيث ثبت بالتجربة أن الأعمال المنقطعة والمؤقتة والتي تكون علي مستوي سطحي وبسيط وكذلك الأعمال الارتجالية غير المدروسة والمتقنة لا تكون لها تلك الثمرة الجذرية والمطلوبة.
5 السعي الحثيث علي جمع الكلمة، وذلك بالتجنب من كل عوامل التفرقة،ووضع كل الخلافات جانباً،كما قال سبحانه وتعالي: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا.
هذا ويلزم علي كل فرد فرد منا أن يسعي علي قدر الاستطاعة لإيصال الرسالة الإسلامية والتي هي رسالة الحياة إلي العالم كله وأن يحرص علي قدر الإمكان لإبلاغ أهداف الإسلام وكيفية سلوك النبي الأكرم صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرين عليهم السلام وخصوصاً الإمام الحسين عليه السلام وذلك بعد أن نطبقه أولاً في حياتنا اليومية حتي نتحرّر من هذه المشاكل والقيود التي كبّلت أيدينا وأرجلنا، ونصل إلي السعادة والعزة التي أرادها الله لنا.
س: ما هو واجبنا في الحال الحاضر تجاه الإمام الحسين عليه السلام؟
ج: واجبنا اليوم هو أن نتعرف علي عظمة شخصية الإمام الحسين عليه السلام، وعلي أهداف نهضته المباركة وأن نسعي للعمل بكل قوانين الحياة التي أتي بها جده رسول الله صلي الله عليه و اله وبيّنها أهل بيته عليهم السلام ورعاها هو عليه السلام بشهادته وسقاها بدمه الطاهر، ثم نعرض
صورتها وصورة الأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) بجمالها اللائق ونورها المتألق إلي العالم كله.
كما ويجب علينا أن نسعي جاهدين من أجل تعظيم شعائر الإمام الحسين عليه السلام بشكل أقوي وأفضل.
س: ما هو المقصود من شعائر الإمام الحسين عليه السلام؟
ج: إن كل أنواع العزاء المتعارف إقامته عند الشيعة والمحبين للإمام الحسين عليه السلام هو من مصاديق الشعائر الحسينية وتشملها الآية الكريمة: ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب.
هذا وقد أكّد الأئمة الطاهرون (صلوات الله عليهم أجمعين) في روايات كثيرة علي أهمية هذه الشعائر وعلي لزوم إقامة مجالس الحزن والعزاء وإحياء ذكريات عاشوراء وتجديد الحداد علي مصائب أبي عبد الله الحسين عليه السلام وبيّنوا ما لذلك من عظيم الأجر وجزيل الثواب عند الله تبارك وتعالي. قال الإمام الصادق عليه السلام: أحيوا أمرنا رحم الله من أحيي أمرنا.
ومن الشعائر التي يمكن أن يشار إليها هي مجالس العزاء الموسمية والأسبوعية التي تقام لإحياء مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام في المنازل وفي المحلات العامة وفي الهيئات والحسينيات وفي المساجد والعتبات، وذلك بكل أشكالها وكافة صورها وأنواعها، ولا يخفي أنه يلزم عدم الاقتصار فيها بما يقام عندنا، بل يجب إقامتها في كل العالم وبكل اللغات فإن في ذلك خدمة للعالم وللبشرية جمعاء، وذلك لأن الإمام الحسين عليه السلام وقضيته ليست خاصة بالمسلمين فحسب، بل هو للجميع وقضيته قضية كل البشرية علي طول التاريخ.
س: ما هو حكم الشعائر الحسينية من مثل مجالس التعزية واللطم علي الصدور، أو مواكب عزاء الزنجيل والضرب بالسلاسل علي الظهور، أو مواكب التطبير وشدخ الرؤوس بالسيوف والقامات وما إلي ذلك؟
ج: إن إقامة شعائر الإمام الحسين عليه السلام بأي نحو كان وبكل صوره المتعارفة في
أوساط الشيعة، أمر جائز علي ما هو المشهور بين الفقهاء، بل هو مستحب أيضاً، وقد اهتدي الملايين من الناس إلي الإسلام والتشيع بسبب إقامة هذه المجالس وهذه الشعائر المقدسة وببركة الإمام الحسين عليه السلام الذي وصفه جده رسول الله صلي الله عليه و اله بأنه: مصباح الهدي وسفينة النجاة.
س: إذا واجهت الشعائر الحسينية سخرية واستهزاءً من البعض فهل يتغيّر حكمها؟
ج: إن الحكم لا يتغير بسبب السخرية والاستهزاء، بل اللازم هو إرشاد أولئك البعض إلي مغزي هذه الشعائر وأهميتها.
س: لماذا يتخوف أعداء الإسلام وأعداء أهل البيت عليهم السلام علي طول التاريخ من إحياء شعائر الإمام الحسين عليه السلام ويسعون دائماً وبكل الوسائل للحيلولة دون إقامتها؟
ج: لأنهم علموا أن الشعائر الحسينية هي التي استطاعت عبر الأحداث التاريخية والأطماع السياسية، أن تحفظ الدين الإسلامي ومذهب أهل البيت عليهم السلام من الضياع والتحريف والاندراس والتشويه والإبادة والتدمير، علي مرّ التاريخ، هذا إضافة إلي أن الحكومات الظالمة تري في إقامة هذه الشعائر خطراً يهدد عروشها ويندد بكيانها، ولذلك لم تجد سبيلاً سوي الممانعة من إقامة هذه الشعائر المقدسة ومحاربتها بكل ما تستطيع من حول وطول،وبكل أساليب الخداع والمكر والاستهزاء والتهمة.
وفي الختام نسأل الله تعالي أن يوفقنا للمزيد من معرفة الإمام الحسين عليه السلام ولتطبيق أهدافه، ونحن علي أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يستنير فيه المسلمون وكل العالم من نور الإمام الحسين عليه السلام ويستضيئوا من مصباح هدايته، جادّين في تحقيق سيادتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.
والله الموفق والمستعان.
قم المقدسة
محمد الشيرازي
راجع بحار الأنوار: ج36 ص204 ب40 ح8: وفيه مصباح هدي وسفينة نجاة.
زيارة عاشوراء.
المؤمنون: 52.
بحار الأنوار: ج75 ص251 ب23 ح108 ط بيروت.
سورة محمد: 7.
سورة آل عمران:
160.
سورة النساء: 132.
سورة النساء: 87.
سورة الحجرات: 10.
سورة الأعراف: 157.
راجع (الصياغة الجديدة) للمؤلف رحمة الله عليه.
راجع موسوعة الفقه كتاب (القواعد الفقهية) للمؤلف رحمة الله عليه.
سورة الشوري: 38.
مستدرك الوسائل: ج1 ص187.
سورة فصلت: 30.
سورة آل عمران: 103.
الحج: 32.
راجع بحار الأنوار: ج71 ص351 ب21 ح20 ط بيروت وفيه: أحيوا أمرنا. وفي البحار: ج107 ص100: رحم الله من أحيي أمرنا.
راجع بحار الأنوار: ج36 ص204 ب40 ح8. وفيه: مصباح هدي وسفينة نجاة.
سورة الشعراء: 227.