وصايا إلي الكوادر العراقية

اشارة

اسم الكتاب: وصايا إلي الكوادر العراقية

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: وصيت

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللهُ عَمَلَكُمْ

وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

وَسَتُرَدُّونَ إِلي عالِمِ الْغَيْبِ

وَالشَّهادَةِ

فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

صدق الله العلي العظيم

سورة التوبة: 105

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم..

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض..

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع..

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته، وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته، في الحرية والأمن والسلام، وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

إن

مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التي بلغت المائة والستين مجلداً، حيث تعد أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية، مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي تتجاوز بمجموعها أل(1300) مؤلفٍ.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة الشريفة المروية عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك (الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية، وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية التي راجعها الإمام الراحل (أعلي الله درجاته)، وإلا فإن مجموع محاضراته بلغت آلافاً، وقد ألقاها سماحته في فترة زمنية تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لنشر ما يتواجد منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5951 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshi رحمة الله عليهazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة

علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

جزاء الصابرين

قال الله تعالي: ?كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ?().

إن الأخوة والأخوات المؤمنين الصابرين الذين هجروا من ديارهم وأوطانهم فصبروا.. وتشرفوا بزيارة مدينة قم المقدسة والسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ثم نزلوا ضيوفاً كراماً أحبة علينا، فأهلا وسهلاً بكم.

لقد جئتم إلي بيتكم الأول()، وليس بيتكم الثاني، وهذا ما نعتز به ونفخر فيه، خصوصاً وأن هنالك علائق ودّ وقربي وصداقات تربطنا بمن ابتلي بطغاة العراق، الذين ذاقوا مرارة التهجير() والحقد الطائفي والعنصري البغيض.

والأمل بالله العظيم كبير جداً في العودة إلي الأوطان سالمين غانمين إن شاء الله تعالي، بعد أن تنجلي ظلمة حزب الطغاة الحاكم في العراق عن أرض المقدسات؛ فإن الله سبحانه وتعالي وعد بالنصر، والله لا يخلف الميعاد، فقد قال تبارك وتعالي: ?إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ?().

وقال تبارك وتعالي في كتابه الكريم حاكياً كلام النبي موسي عليه السلام لقومه: ?عَسَي رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرْضِ?().

لكن نصرة الله تعالي لنا تتوقف علي مقومات وشروط، من أهمها مقدار سيرنا في الطريق الذي رسمه الله تعالي، وهو طريق الإسلام الحنيف بقوانينه الحيوية.

ومن الواضح أن باتباعنا لهذا الطريق فإن الله تعالي سيمن علينا بالنصر والظفر، فقد قال سبحانه وتعالي: ?فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًي فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَي? وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَي?().

إن المشاكل والصعوبات التي واجهت الأمة بتسلط هكذا حكم طاغٍ علي الشعب، وبالرغم مما فيها من المعاناة والآلام، إلا أن الله عزوجل لا يضيع أجر العاملين ويمنحهم الثواب العظيم؛ وذلك لحسن صبرهم وجهادهم، ثم إن الأتعاب والمشاكل والابتلاءات، إضافة إلي ما تعود به

علي الإنسان من نتائج من الجزاء الأخروي للصابرين عليها، فإنها أيضاً تنضج تجربته وخبرته، بل وتقوي عزيمته في الجهاد والنصر.

كما قال أحد الشعراء:

جزي الله الشدائد كل خير وإن جرعتني غصصاً بريقي

وما مدحي لها حباً ولكن عرفت بها عدوي من صديقي

صحيح أن بعض المشاكل والصعوبات تسبب ردود فعل سلبية واحباطات لذوي الإيمان الضعيف، ولكنها بالنسبة إلي أهل الفضل والمعرفة تبني الإنسان وتعزز قدراته أكثر وأكثر في مواجهة صعوبات وابتلاءات هذه الحياة، وقد جاء في القرآن الكريم: ?لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ?() يعني: أن ما تلاقونه من الأذي والصعوبات هو خير، وليس هو خيراً للآخرة فقط، وإنما هو خير للدنيا والآخرة معاً؛ فإن الأمة التي لم تواجه المشاكل والصعوبات، لا تتمكن من تحمل المسؤوليات الكبيرة عادة، أمّا الأمم التي تعيش حالة المعاناة والتناقضات فإنها تمر بمرحلة مخاض وستتجاوز الصعوبات، وتخرج أكثر عافية وتفاؤلاً، وقدرة علي النهوض بأعباء المسؤولية بإذن الله تعالي.

المؤمن مبتلي

عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: «المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة، إلا عرض له أمر يحزنه يذكّر به» ().

وقال عليه السلام: «إن الله جعل المؤمنين في دار الدنيا غرضاً لعدوهم» ().

وقال عليه السلام في حديث آخر : «.. لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر لتمني أن يقرض بالمقاريض» ().

إن الأخوة الذين تعرضوا للسجون والتهجير من العراق، أو من أي بلد كان، وهجّروا قسراً إلي بلاد أخري، قد ابتلوا بالامتحان ونجح الكثير منهم في هذا الامتحان، فأصبحت مأساة التهجير خيراً لهم، وهنالك روايات كثيرة تشير إلي أن المؤمن مبتلي ومعرّض للمشاكل والامتحان دائماً، لكن الله عزوجل سيعطيه الأجر الجزيل والثواب الكثير، في مقابل

صبره وجلده وجهاده.

عن الإمام الكاظم عليه السلام قال: «مثل المؤمن مثل كفتي الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه؛ ليلقي الله عزوجل ولا خطيئة له» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «نِعم جرعة الغيظ لمن صبر عليها، وإن عظيم الأجر مع عظيم البلاء، وما أحب الله قوماً إلا ابتلاهم» ().

إن العراق ومنذ دخول الاستعمار البريطاني أراضيه، بشكل الاحتلال غير المباشر أولاً، ثم الاحتلال المباشر ثانياً().

وبعد ذلك في أيام فيصل().

ثم غازي().

ثم فيصل الثاني().

وعبد الكريم قاسم().

وعبد السلام().

وعبد الرحمن().

والبكر().

وصدام التكريتي().

والي هذا اليوم يخرج من مأساةٍ، ويدخل في أخري. وقبل ذلك العثمانيون()، الذين حكموا العراق ما يقارب (500) سنة، وكانوا طغاة ظلمة واستعماريين بشكل أو بآخر، حيث اتبعوا سياسة التتريك في العراق وفي غيره من البلدان التي كانت تحت سيطرتهم، فقد كان من شروط الوالي أن يكون تركياً، أما أن يكون عربياً فلا، وكذلك القاضي.

وعلي أي حال، خرج العراق من الاحتلال التركي إلي الاحتلال البريطاني، وهكذا استمر الوضع أيام حكم الملكيين، فكان الوضع أكثر سوءاً، حيث ظل يتحكم الإنكليز بالشعب عن طريق تحريك الملك كيفما يشاءون، والي ذلك يشير أحد الشعراء وهو العالم الجليل السيد صالح الحلي() رحمة الله عليه مخاطباً فيصل الأول:

عش في رفاه ونعمي

والإنجليز المسمي

قل للمليك المفدي

فأنت للحكم أسمٌ

طريق الخلاص

إن الاستعمار، ومنذ خمسمائة سنة، قد عشعش في بلادنا، وتشعبت خطوطه في أكثر المجالات؛ لذا لابد من التخلّص منه، والمؤمنون المجاهدون هم طلائع هذا الهدف، فإذا وفروا شرائط النصر فسيكون الخلاص علي أيديهم إن شاء الله تعالي، وما ذلك علي الله بعزيز.

إن مسألة إنقاذ الشعب العراقي من الاستبداد والظلم، والتحرك في الساحة السياسية، يحتاج إلي إعداد العدّة، ويحتاج إلي الكادر الواعي المثقف لقيادة جماهير الأمة؛ لأن عملية بث

الوعي والإرشاد الفكري للأمة، من الأسس الرئيسية الكفيلة بالنهوض بمستوي الأمة وتحقيق شخصيتها وإدراكها لمكانتها ومسؤوليتها، وكل منا مسؤول في هذا الباب، إن الله تعالي يصف النبي إبراهيم عليه السلام بأنه كان أمّة، فقال تبارك وتبارك: ?إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً للهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? شاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ?() فقد كان عليه السلام معلماً للخير والسبب في ذلك هو رشده ووعيه، كما قال الله تعالي: ?وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ?() وهذا يدل علي أهمية الوعي والرشد.

الوعي والرشد

فاليوم نحن بحاجة إلي المستويات العالية من الوعي والرشد الفكري، لنواجه طواغيت العصر والمفسدين في الأرض وننهض بأمتنا نحو الحرية والاستقلال.

ولكي نبلغ مستوي الرشد هذا، علينا أن نعرف ما يجري في الساحة الدولية؟

وماذا يجري في العراق؟

وبمن يرتبط صدام وغيره؟

ولماذا تشريد الناس من بيوتهم؟

وهل حصل هذا من منطلق طائفي،أم هو من منطلق استعماري، أم هو من منطلق اقتصادي أو قومي؟

وعلي الإنسان أن يكون فطناً، لا يصفق لكل من جاء، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «المؤمن كيّس فطن حذر» ().

ففي الأيام الأولي لانقلاب البعثيين في العراق كما نتذكر كان قسم من الناس يصفقون لمجيء هؤلاء، وإن قسماً قليلاً من الذين يحملون وعياً سياسياً كانوا يقولون إن هؤلاء عملاء بريطانيا وإسرائيل، فلم يُخدعوا بأكاذيبهم.

وهذا هو الفرق بين الجهل والوعي، وبين الرشد والضياع.

وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «لا يصلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم، وسوف ينجب من يفهم، ويظفر من يعلم، والعلم جنة والصدق عز، والجهل ذل والفهم مجد، والجود نجح وحسن الخلق مجلبة للمودة، والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس إلي أن قال عليه السلام: ومن خاف

العاقبة تثبت فيما لا يعلم، ومن هجم علي أمر بغير علم جدع أنف نفسه، ومن لم يعلم لم يفهم، ومن لم يفهم لم يسلم، ومن لم يسلم لم يكرم» () فالإنسان الواعي غالباً ما يدرك جذور القضايا، ولا ينخدع بالمظاهر؛ ولذا فانه يكتشف بدايات خيوط المؤامرة ثم يسعي لإسقاطها أو اجتنابها.

لا بديل عن الإسلام

قال الله العظيم: ?وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ?().

لقد بات واضحاً أن ذلك العلاج علاج الأوضاع المنحرفة والمأساوية للأمة الإسلامية عامة وللعراق خاصة لا يكمن في الاطروحات القومية، أو في الديمقراطية علي الطريقة الغربية، أو في الشيوعية، أو ما أشبه، بل في الإسلام العظيم؛ قال سبحانه: ?أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ?().

وقال عزوجل: ?وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَي اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ?() فاللازم التسليم لعبادة الله ودينه الذي ارتضاه لعباده، والحكم السياسي يتم تنفيذه بيد الأمة عن طريق شوري المرجعية والتعددية السياسية.

أما الأطروحات البديلة الأخري غير الإسلام، فإن كلها مرتبطة بالاستعمار، أو تصب في مجراه. فكانت نتيجة هذه الأفكار المنحرفة التفرقة بين الناس والسيطرة عليهم، ثم سلب خيراتهم وثرواتهم، وهذا هو الانحراف عن سبيل الله الذي أمر به، ولا يمكن أن نقف بوجه هذه الأفكار والمبادئ غير الصحيحة إلا إذا كنا نمتلك رشداً فكرياً ووعياً لما يدور حولنا. ومن هنا ورد التأكيد علي أهمية الفكر.

قال الإمام الصادق عليه السلام: «العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس..» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «الفكر يوجب الاعتبار ويؤمن العثار ويثمر الاستظهار» ().

وقال عليه السلام: «الفكر في العواقب ينجي من المعاطب» ().

وحدة الصف

ويلزم علي المسلمين الواعين أن يكونوا يقظين دائماً، ولايسمحوا للآخرين بأن يندسوا فيما بينهم فيشقّوا صفوفهم أو يفرقوهم، كما أن عليهم أن لاينجرّوا لقتال بعضهم البعض؛ لأنهم يدركون أنهم الضحية، وهم المستهدفون لتعميق خلافاتهم.

كما أن القتال الذي دار ويدور بين البلاد الإسلامية بعضها مع بعض كلها تصب في مصلحة الأعداء والاستعمار.

ثم إن اللازم علي المتعاونين مع الطغاة أن يعرفوا عظيم ذنبهم، فان

رجال الأمن في نظام صدام ماذا فعلوا مع أبناء شعبهم؟ وهؤلاء في الحقيقة لا يعملون علي تحقيق الأمن كما قد يتوهمون أو يدعون بل علي العكس من ذلك، ولو كان لهم وعي، وكانوا راشدين، لما كانوا يضطهدون الشعب العراقي المسلم، فيعذبون الشباب الأبرياء في السجون؛ إذ لا معني لسلب أمن الشعب مقابل أن يعيش الظالم آمناً بعيداً عن الناس.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من عامل رعيته بالظلم أزال الله ملكه وعجل بواره وهلكه [وهلاكه]» ().

وكذلك الذين يقومون بإعدام الناس علي المشانق من أجل بقاء صدام وزمرته الظالمة، فهل هؤلاء رشيدون؟

كلا؛ فإنهم لو كانوا يملكون شيئاً من الرشد لما فعلوا هذا الإجرام بإخوانهم المؤمنين من أبناء بلدهم.

فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا كان يوم القيامة نادي مناد: أين الظلمة وأعوانهم، من لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيساً، أو مد لهم مدة قلم، فاحشروهم معهم» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «ألا ومن علق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من النار طوله سبعون ذراعاً يسلط عليه في نار جهنم وبئس المصير» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاث» ().

قصة من القرآن الكريم

قصة قابيل وهابيل هي المثال الحي الآخر لموضوع الوعي والرشد الفكري. فقابيل الأخ المنحرف وهابيل أخوه المؤمن، قال قابيل لهابيل: (لأقتلنك) فكان جواب هابيل: ?لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ?() وذلك لأن هابيل كان رشيداً وواعياً. وقابيل لم يكن له رشد فلم يعرف عواقب الجريمة؛ لذلك قتل أخاه ودخل النار().

وقد أجاب الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام، حينما سأله

أحد أصحابه قائلاً: ما العقل؟

فقال عليه السلام: «ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان».

قال: فالذي كان في معاوية؟

قال: «تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليست بعقل» ().

نعم، إن معاوية وقابيل وكل أعداء الله لا يملكون رشداً ولا وعياً، بل إنهم وضعوا عقولهم تحت أرجلهم، وتصرفوا وفق ما تمليه عليهم رغباتهم الشيطانية وغرائزهم غير الشرعية؛ ولذلك لاقت الأمة منهم ومن أمثالهم، أنواع الظلم والهوان.

بث الوعي في الأمة

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أخذ الله علي أهل الجهل أن يتعلموا حتي أخذ علي أهل العلم أن يُعلّموا» ().

إذن، من أولويات العمل للنهوض بحالة الأمة الضائعة إلي المستوي الذي يليق بها، هو أن تجعل عيونها مفتوحة لتبصر كل ما يجري حولها من الدسائس والمؤامرات التي تهدف إلي النيل منها وإبقائها تحت التبعية، ولكي نتمكن من ذلك لابد من بث الوعي والرشد الثقافي والسياسي بين الناس. وعندها ستقوي حصانة الأمة ضد كل المؤامرات التي تحاك ضدها.

ومن الطبيعي أن الذي يقوم بهذا الدور المهم، هم الطليعة المثقفة الواعية.

فعلي المؤمنين المجاهدين تعميق الوعي في نفوسهم أولاً، ونشر الوعي بين صفوف جماهير الأمة ثانياً، وبكل الوسائل الإعلامية المتاحة في عصرنا من تبليغ ونشر في المجلات والصحف، والنشرات والإذاعات وغيرها، فعندما يتعمق الوعي في نفوس أبناء الأمة ويدركون جيداً ما يدور حولهم، فإنهم سينهضون للمطالبة بحقوقهم والإطاحة بهؤلاء اللصوص الذين تربعوا وجثموا علي صدر العراق والعراقيين ناهبين ومضيعين ثرواته، بلا حساب ولارقيب.

أما إذا أصبحت الأمة فاقدة للوعي، فلا يستبعد أن يتحكم بمصيرها، أمثال قابيل، أو معاوية، أو صدام، أو غيرهم من الطغاة.

وفي الختام نسأل الله عزوجل أن يمن علينا بدولة كريمة، وأن يخلصنا من هؤلاء الطغاة.

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها

الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة» ().

من هدي القرآن الحكيم

كتاب يرشد إلي العقل

قال تعالي: ?إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?().

وقال سبحانه: ?كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ?().

وقال عزوجل: ?لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ?().

وقال جل وعلا: ?وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ?().

وقال سبحانه: ?إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?().

الدنيا دار تمحيص وابتلاء للمؤمن

قال تعالي: ?وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ?().

وقال سبحانه: ?يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَي مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ?().

وقال سبحانه: ?الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ?().

وقال عزوجل: ?وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ?().

كتاب الوعي والإرشاد

قال جل وعلا: ?اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ ? الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ?().

و قال تعالي: ?وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًي وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ?().

وقال سبحانه: ?ألم ? ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًي لِلْمُتَّقِينَ?().

وقال عزوجل: ?هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًي وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ?().

لا بديل عن الإسلام

قال جل وعلا: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ?().

وقال تعالي: ?قَدْ جَاءكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ? يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ?().

وقال سبحانه: ?يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ

عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?().

وقال عزوجل: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ?().

وقال تعالي: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَت اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَي شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ?().

بث الوعي في الأمة

قال سبحانه: ?ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ?().

وقال عزوجل: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَي بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ?().

قال جل وعلا: ?فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

وقال سبحانه: ?وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ?().

من هدي السنة المطهرة

القرآن كتاب يرشد إلي العقل

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن هذا القرآن هو النور المبين والحبل المتين والعروة الوثقي والدرجة العليا والشفاء الأشفي والفضيلة الكبري، والسعادة العظمي، من استضاء به نوره الله، ومن اعتقد به في أموره عصمه الله، ومن تمسك به أنقذه الله، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله، ومن استشفي به شفاه الله، ومن آثره علي ما سواه هداه الله، ومن طلب الهدي في غيره أضلّه الله، ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله، ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ومعوله الذي ينتهي إليه أداه الله إلي جنات النعيم والعيش السليم» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ثم أنزل عليه الكتاب، نوراً لا تطفأ مصابيحه وسراجاً لا يخبو توقده وبحراً لا يدرك قعره، ومنهاجاً لا يضل نهجه، وشعاعاً لا يظلم ضوءه، وفرقاناً لا يخمد برهانه وتبياناً لا تهدم أركانه..» ().

وقالت فاطمة الزهراء عليها السلام:

«كتاب الله، بينةٌ بصائره وآي منكشفة سرائره، وبرهان متجلية ظواهره، مديم للبرية استماعه، وقائد إلي الرضوان أتباعه، مؤدياً إلي النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج الله المنورة، ومحارمه المحدودة، وفضائله المندوبة، وجمله الكافية ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة، وبيناته الخالية..» ().

وقال الإمام السجاد عليه السلام في دعائه عند ختم القرآن: «اللَّهم، إنك أعنتني علي ختم كتابك الذي أنزلته نورا، وجعلته مهيمنا علي كل كتابٍ أنزلته، وفضلته علي كل حديثٍ قصصته.

وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرائع أحكامك وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا، ووحيا أنزلته علي نبيك محمدٍ صلواتك عليه وآله تنزيلا.

وجعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه، وشفاء لمن أنصت بفهم التصديق إلي استماعه، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه، ونور هدي لا يطفأ عن الشاهدين برهانه، وعلم نجاة لا يضل من أم قصد سنته، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته.

اللهم، فإذ أفدتنا المعونة علي تلاوته، وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلي الإقرار بمتشابهه، وموضحات بيناته.

اللهم، إنك أنزلته علي نبيك محمد صلي الله عليه وآله مجملا، وألهمته علم عجائبه مكملا، وورثتنا علمه مفسراً، وفضلتنا علي من جهل علمه، وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله.

اللهم، فكما جعلت قلوبنا له حملة، وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله، فصل علي محمد الخطيب به، وعلي آله الخزان له، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتي لا يعارضنا الشك في تصديقه، ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه.

اللهم، صل علي محمد وآله، واجعلنا ممن يعتصم بحبله، ويأوي من المتشابهات إلي حرز معقله، ويسكن في ظل جناحه، ويهتدي بضوء صباحه، ويقتدي بتبلج أسفاره، ويستصبح بمصباحه،

ولا يلتمس الهدي في غيره.

اللهم، وكما نصبت به محمداً علما للدلالة عليك، وأنهجت بآله سبل الرضا إليك، فصل علي محمد وآله، واجعل القرآن وسيلة لنا إلي أشرف منازل الكرامة، وسلما نعرج فيه إلي محل السلامة، وسببا نجزي به النجاة في عرصة القيامة، وذريعة نقدم بها علي نعيم دار المقامة.

اللهم، صل علي محمد وآله، واحطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار، وهب لنا حسن شمائل الأبرار، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار، حتي تطهرنا من كل دنس بتطهيره، وتقفو بنا آثار الذين استضاءوا بنوره، ولم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره.

اللهم، صل علي محمد وآله، واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مونسا، ومن نزغات الشيطان وخطرات الوساوس حارسا، ولأقدامنا عن نقلها إلي المعاصي حابسا، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا، ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا، ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا، حتي توصل إلي قلوبنا فهم عجائبه، وزواجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي علي صلابتها عن احتماله.

اللهم، صل علي محمد وآله، وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا، واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا، واغسل به درن قلوبنا وعلائق أوزارنا، واجمع به منتشر أمورنا، وأرو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا، واكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا … » ().

الدنيا دار تمحيص وابتلاء للمؤمن

قال أمير المؤمنين عليه السلام موصياً أصحابه: «اعلموا أن القرآن هدي الليل والنهار، ونور الليل المظلم، علي ما كان من جهد وفاقة، فإذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا أن الهالك من هلك دينه والحريب من حرب دينه، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة، ألا وإنه

لا غني بعد النار، لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله لفاطمة الزهراء عليها السلام عندما رآها تطحن بيديها وترضع ولدها: «يا بنتاه، تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة» ().

وقال أبو عبد الله عليه السلام: «الدنيا سجن المؤمن، والقبر حصنه والجنة مأواه، والدنيا جنة الكافر والقبر سجنه والنار مأواه» ().

وقال عليه السلام: «ما كان ولا يكون وليس بكائن مؤمن إلا وله جار يؤذيه، ولو أن مؤمناً في حزيرة من جزائر البحر لابتعث الله له من يؤذيه» ().

الوعي والرشد الفكري

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أربعة تلزم كل ذي عقل وحجي من أمتي».

قيل: يا رسول الله وما هي؟

قال صلي الله عليه و اله: «استماع العلم وحفظه والعمل به ونشره» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن معلم الخير يستغفر له دواب الأرض وحيتان البحر وكل ذي روح في الهواء وجميع أهل السماء والأرض، وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء يأتيان يوم القيامة كفرسي رهان يزدحمان» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «يا علي، ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الاقتار وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «رحم الله عبداً أحيا العلم».

فقيل: وما إحياؤه؟

قال: «أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الله عزوجل يقول: تذاكر العلم بين عبادي مما تحيا عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلي أمري» ().

لا بديل عن الإسلام

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالي أن أدعوكم إليه..» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والأمر الصادع، إزاحة للشبهات، واحتجاجاً بالبينات، وتحذيراً بالآيات وتخويفاً بالمثلات، والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري اليقين، واختلف النجر، وتشتت الأمر، وضاق المخرج، وعمي المصدر، فالهدي خامل والعمي شامل..» ().

وقال عليه السلام: «إن الله تعالي خصكم بالإسلام واستخلصكم له؛ وذلك لأنه اسم سلامة وجماع كرامة.. فيه شفاء المستشفي وكفاية المكتفي..» ().

بث الوعي في الأمة

قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: «جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: يا رسول الله ما حق العلم؟

قال: الانصات له.

قال: ثم مه؟

قال: الاستماع له.

قال: ثم مه؟

قال: ثم الحفظ.

قال: ثم مه يا نبي الله؟

قال: العمل به.

قال: ثم مه؟

قال: ثم نشره» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «رحم الله خلفائي»

فقيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟

قال: «الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله» ().

وقال صلي الله عليه و اله: «رحم الله خلفائي».

قيل: ومن خلفاؤك يا رسول الله؟

قال: «الذين يأتون بعدي ويروون سنتي ويحفظون حديثي علي أمتي، أولئك رفقائي في الجنة» ().

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أخذ الله ميثاقا من أهل الجهل بطلب تبيان العلم حتي أخذ ميثاقاً من أهل العلم ببيان العلم للجهال؛ لأن العلم قبل الجهل» ().

وقال الإمام الكاظم عليه السلام: « … من أوجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئاً ينفعه لا من دنياه ولا من آخرته» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر»

().

وقال صلي الله عليه و اله: «زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه» ().

وقال صلي الله عليه و اله أيضاً: «تصدقوا علي أخيكم بعلم يرشده ورأي يسدده» ().

ملحق

الصورة المستقبلية للعراق

أدناه نص جواب الإمام الراحل (أعلي الله درجاته) علي سؤال جماعة من المؤمنين عن آرائه حول الصورة المستقبلية للعراق:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام علي الأخوة المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

لقد سألتم عن العراق والصورة التي ينبغي أن يكون عليها في المستقبل بعد سقوط النظام الحالي بإذن الله تعالي، وسنشير ههنا إلي بعض البنود حسب ما يستفاد من الموازين الإسلامية المطابقة للموازين الإنسانية الفطرية، قال تعالي: ?فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها?.

1: يجب أن تكون الأكثرية هي الحاكمة كما يجب إعطاء الأقلية حقوقها، فإن الأكثرية كان لها الدور الأكبر في إنقاذ العراق مرارا عديدة في هذا القرن: مرة في ثورة العشرين، ومرة أخري في الحرب العالمية الثانية، حيث أفتي العلماء بوجوب إخراج المستعمرين من قاعدة (الحبانية) فتحرك الشعب العراقي بأسره حتي أخرجهم، ومرة ثالثة: إبان المد الأحمر الشيوعي .. وقد سجلت الكتب التاريخية تلك الحوادث بتفاصيلها.

وقد قال الله سبحانه وتعالي: ?وَأَمْرُهُمْ شُوري بَيْنَهُمْ?. وقال جل وعلا: ?وَشاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ?. وورد في الحديث الشريف: «لئلا يتوي حق امرئ مسلم».

2: من الضروري استناد الدولة إلي المؤسسات الدستورية حيث يلزم منح الحرية لمختلف التجمعات والتكتلات والفئات والأحزاب غير المعادية للإسلام في إطار مصالح الأمة، كما يلزم أن تكون الانتخابات حرة بمعني الكلمة، وأن توفر الحرية للنقابات والجمعيات ونحوها، كما يلزم أن تعطي الحرية للصحف وغيرها من وسائل الإعلام، ويلزم أن تمنح الحرية لمختلف أصناف المجتمع من المثقفين والعمال والفلاحين و… كما تعطي المرأة كرامتها وحريتها. كل ذلك في إطار الحدود الإسلامية الإنسانية، قال تعالي:

?لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ?. وقال تعالي: ?يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ?. وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً».

3: اللاعنف هو المنهج العام في الداخل والخارج، كما قال تعالي: ?ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً? فإنه هو الأصل ونقيضه استثناء.

4: يجب أن تراعي حقوق الإنسان بكل دقة حسب ما قرره الدين الإسلامي الذي يتفوق علي قانون حقوق الإنسان المتداول في جملة من بلاد العالم اليوم، فلا إعدام مطلقا إلا إذا حكم في كلية أو جزئية مجلس (شوري الفقهاء المراجع) إذ في صورة الاختلاف بينهم يكون من الشبهة و(الحدود تدرأ بالشبهات) ()، كما ينبغي تقليص عدد السجناء إلي أدني حد، حتي من الحد المقرر في العالم اليوم، كما لا تعذيب مطلقاً، وكذلك لا مصادرة للأموال مطلقا.

5: وبالنسبة إلي ما سبق يتمسك ب: ?عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ?، كما عفا الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله عن أهل مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وعن غير أهل مكة، وكما صنع ذلك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ويؤيده ما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام، إن حديث (الجب) أولي بالجريان بالنسبة إلي المسلمين من جريانه في حق غيرهم.

6: للأكراد والتركمان وأمثالهم كامل الحق في المشاركة في الحكومة القادمة وفي كافة مجالات الدولة والأمة فقد قال الله سبحانه: ?يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثي وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ?. وقال الرسول صلي الله عليه و اله: «لا فضل لعربي علي العجمي ولا لأحمر علي الأسود إلا بالتقوي … ».

7: ينبغي أن تتخذ الدولة القادمة سياسة (المعاهدة) أو (المصادقة) مع سائر الدول في إطار مصلحة الأمة، كما قام بذلك الرسول

الأكرم صلي الله عليه و اله مع مختلف الفئات غير الإسلامية حتي المشركين، ويستثني من ذلك عدة صور، منها: صورة احتلال الكفار والمشركين لبلاد المسلمين، كما حدث في فلسطين وأفغانستان، حيث يجب علي جميع المسلمين عندئذ الدفاع إذ «المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي».

8: المرجع الأخير في دستور الدولة الإسلامية القادمة في العراق، وفي رسم السياسة العامة والخطوط العريضة هو (شوري الفقهاء المراجع) حسب ما قرره الإسلام، قال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله: «المتقون سادة والفقهاء قادة». ومن الواضح أن الفقهاء المراجع يتعاونون مع الحوزات العلمية ومع المثقفين والأخصائيين في كافة الحقول الاختصاصية؛ فإن ذلك هو مقتضي المشورة والشوري، كما قال تعالي: ?وَشاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ? و?أَمْرُهُمْ شُوري بَيْنَهُمْ?.

9: يجب علي كافة المسلمين السعي لكي تتوحد بلاد الإسلام وتنصهر في دولة واحدة إسلامية..ذلك أن المسلمين أمة واحدة، كما قال تعالي: ?وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ?. وقد أسس الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله أساس الدولة العالمية الواحدة حيث توحدت في حياته صلي الله عليه و اله تسع دول تحت راية الإسلام علي ما ذكره المؤرخون وفي هذا القرن كانت الهند مثالاً لذلك، كما أن أوربا تحاول التوصل إلي ذلك. ومن الواضح أن تفكك الدول الإسلامية ووجود الحدود الجغرافية بينها من الأسباب الرئيسية في تخلف المسلمين من جهة وفي تناحرهم وتحاربهم من جهة أخري، وفي تفوق المستعمرين عليهم واستعمارهم من جهة ثالثة.

10: يلزم حث المجاميع الدولية كي تقوم بالضغوط الشديدة علي كل حكومة تريد ظلم شعبها؛ ذلك أن الإنسان من حيث هو إنسان لا يري فرقا بين ظلم أهل الدار بعضهم لبعض وبين ظلم

الجيران بعضهم لبعض. وهذا هو ما يحكم به العقل أيضاً، ولا يجوز في حكم العقل والشرع أن ندع أمثال موسيليني وهتلر وستالين يفعلون ما يشاؤون بشعوبهم تشريدا ومطاردة ومصادرة للأموال وقتلا للأنفس، بحجة أنها شؤون داخلية.. فإذا اشتكي أبناء بلد عند سائر الأمم كان عليهم أن يرسلوا المحامين والقضاة، فإذا رأوا صحة الشكوي أنقذوا المظلوم من براثن الظالم.

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك والقادة إلي سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة».

محمد الشيرازي

العراق ما بعد صدام

بما أن العراق مقبل علي تغيير كبير بإذن الله تعالي، في نظام الحكم؛ لذا رأينا من المناسب أن نلحق مختصر آخر محاضرة ألقاها الإمام الراحل (أعلي الله درجاته) حول العراق، حيث كان قد ألقاها علي جمع من المؤمنين قبل وفاته بخمسة أيام، أي في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام (10422ه).

ولا يخفي أن العراق كان موضع اهتمام وعناية خاصة من الإمام الراحل لما لهذا البلد من صفات وأهمية، فهو مسقط رأس الإمام الراحل رحمة الله عليه وفيه تربي وترعرع، وفيه نهل من علوم أهل البيت عليهم السلام وفيه تصدي للمرجعية بعد وفاة والده الميرزا مهدي الشيرازي رحمة الله عليه وفيه جاهد وقارع الاستعمار آبائه وأجداده من قبل وأقرانه من العلماء المجاهدين (رحمهم الله)، وفيه تصدي الأمام الراحل لمؤامرات عملاء الاستعمار ومروجي الأفكار الفاسدة والمضلة لشباب الأمة الإسلامية.

فقد ألف رحمة الله عليه العديد من الكتب وأصدر عشرات البيانات وألقي أكثر من مائة محاضرة حول العراق والشعب العراقي المظلوم، مضافاً إلي مواقفه البطولية في القضية العراقية. وقد عايش الإمام الراحل المشكلة العراقية منذ بداياتها، وتفاعل مع تطوراتها منذ

أكثر من خمسين عاما، فقد رأي أنظمة البؤس والديكتاتورية والتسلط تتسنم أزمة الحكم في العراق ورأي المؤامرات تلو المؤامرات تحاك ضد هذا البلد الغني بالثروات الطبيعية والبشرية، ورأي الانقلابات العسكرية المتوالية وهي تقوض حكم القانون والدستور علي علاته وتحطم العراق وتقطعه؛ لذلك بحث ونبه وتحرك بقوة، ثقافيا واجتماعيا وسياسيا.

طرح الإمام الراحل رحمة الله عليه في كتاباته الصورة المستقبلية للحكم في العراق، ورأي ضرورة تطبيق القوانين الإسلامية، كقانون (السلم واللاعنف)، وقانون (الأرض لله ولمن عمرها) وقانون (الإلزام)، وقانون (الناس مسلطون علي أموالهم وأنفسهم). علي أن يتم تطبيق القوانين الإسلامية بشكل شمولي لا أن يطبق بعضها ويترك البعض الآخر؛ إذ ان القوانين الإسلامية متداخلة.

ورأي ضرورة وجود الحريات الإسلامية حيث اعتبرها أساس تقدم الإنسان المسلم وتطوره، وقال بأن الإسلام أباح جميع الحريات الإنسانية ماعدا بعض المحرمات القليلة ().

وإليكم ما تفضل به سماحة الإمام الراحل (أعلي الله درجاته) علي جمع من المؤمنين فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

العراق والتغيير المرتقب

قال الله تعالي: ?وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ?().

إلي إخواننا العراقيين الأعزاء في شتي أنحاء العالم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا يخفي عليكم أن العراق معروف بالتبدل، والأوضاع الأخيرة في عراقنا الجريح توعز إلي أن الغرب يريد تبديل النظام الحاكم في العراق إلي نظام آخر، فصدام كان عبداً لهم وهم الذين جاءوا به واليوم يريدون تبديله بعميل آخر؛ إذ أن هذه سنتهم ودأبهم في إدارة سياسة العراق وغيره .

فعندما كنا في العراق() وفي بداية مجيء البعثيين إلي الحكم قال وزير الداخلية (علي صالح السعدي) في خطاب له: جئنا إلي العراق بقطار أنكلوأمريكي، وإثر سماعي

لكلامه قلت لمن كان حولي من الأصدقاء: إنه لم يذكر الحقيقة بكاملها، وأردفت معلقاً علي كلامه فقلت: بل أنهم جاءوا بقطار انكلوا أمريكي إسرائيلي.

ففي الواقع إن صدام ليس إلا عبداً للغرب جاءوا به لأمرين:

الأول: إذلال العراقيين لأنهم حاربوا بريطانيا في ثورة العشرين المعروفة.

الثاني: الاستيلاء علي خيرات العراق.

فقد كان أحمد حسن البكر هو الحاكم سابقاً، ثم جاء صدام، وفي المستقبل غير معلوم من سيكون حاكماً علي العراق.

وعلي كل حال، فالغرب كما تدل القرائن الكثيرة يريد تبديل النظام الحاكم في العراق إذ أن عمالة صدام أصبحت معروفة عند الجميع وهم يريدون وجوهاً غير معروفة.

فإذا حصل التغيير، فاللازم تطبيق خمسة أمور في العراق وإلا سيبقي العراق كما كان عليه، يتحكم بمصيره الظلمة والطغاة من عملاء الغرب.

أمور خمسة

أمور خمسة

أما الأمور الخمسة فهي:

حكم الإسلام

الأول: حكم الإسلام، والمراد بذلك أن تكون القوانين الإسلامية هي الحاكمة والسائدة في العراق كما كان ذلك محققاً قبل نحو ستين عاماً تقريباً ولو نسبياً فقد شاهدت شخصياً بعض تلك القوانين الإسلامية كقانون إحياء الأرض المستفاد من قوله صلي الله عليه و اله: «الأرض لله ولمن عمرها» ().

وهذا القانون ليس من عند البشر بل هو قانون إلهي، وطلبة العلوم الدينية يقرؤونه في الكتب الفقهية كالشرائع، وشرح اللمعة، والحدائق، والجواهر، ومصباح الفقيه، وغيرها من كتب الفقه الأخري التي تنص علي هذا القانون.

وكما جاء في التاريخ الصحيح أن في عهد رسول الله صلي الله عليه و اله كان كل شيء مباحاً، الماء، المعادن، الأرض، وغيرها.

والملفت للانتباه إنه قبل مجيء الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله لم يكن هذا القانون، بل كانت الأرض كما نحن عليه اليوم، ملكاً لأفراد معينين، ولكن رسول الله صلي الله عليه و اله ارتقي المنبر ذات يوم وخطب في الناس قائلاً: «الأرض لله ولمن عمرها» وأضاف إليه: «ثم إنها مني إليكم أيها المسلمون … » ().

والناس عندما سمعوا ذلك غمرهم السرور بهذا القانون، فأخذوا يعمّرون أطراف المدينة المنورة، فكل منهم جعل يحيي قسماً من الأرض، فهذا صنع داراً، وذاك أحيي لنفسه بستاناً، والآخر أعدّ لنفسه رحيً، وغير ذلك، حتي عمرت أطراف المدينة المنورة.

نعم، يلزم أن يعود هذا القانون إلي العراق، وإنّني أتذكر جيداً التطبيق النسبي لهذا القانون قبل نحو ستين عاماً في العراق().

فهذا القانون كان موجوداً في إيران والعراق، وقد ألغاه البهلوي الأول() في إيران، ثم فعلوا نفس ذلك تماماً قبل نحو خمسين عاماً تقريباً في العراق.

بالإسلام تعمر البلاد

ومن آثار هذا القانون الإسلامي هو ما شاهدته شخصياً عبر القصة التالية:

فقد دعاني في تلك

الأيام شيخ جليل أسمه (الشيخ فرج) إلي منزله للمشاركة في مجلس العزاء الذي عقده آنذاك، وقد كان منزله كبيراً ربما بلغت مساحته (800 متر)، وأتذكر أنّني سألته آنذاك قائلاً: كم كلفك بناء هذا المنزل.

فقال: 800 فلس: أي ما يعادل قيمته الشرائية آنذاك (800 رغيف) من الخبز، إذ أن رغيف الخبز كان حينذاك يباع بفلس واحد. ولما سألته كيف يمكن ذلك؟

أجاب: لأن الأرض أخذتها مجاناً، فقلت له: إذا كانت الأرض مجانية فلماذا الثمانمائة فلس؟

فأجاب: لقد أعددت شخصياً اللبن بكسر اللام وأعطيت للبنّاء حتي يرصف هذا اللبن.

هكذا كان عراقنا، فالمنزل الكامل البالغة مساحته (800 متر) قيمته ثمانمائة فلس، ولذا كان الجميع يمتلكون البيت.

وهناك قصة أخري تدل علي نفس المطلب، وهي: أن أحد أصدقائنا الفضلاء وهو الشيخ إبراهيم الحائريرحمة الله عليه () صنع منزلاً كاملاً بنفسه ودون مساعدة أي شخص آخر، وقد دعاني شخصياً مع سماحة الأخ السيد صادق() إلي منزله، فذهبنا آنذاك فشاهدت جدار داره غير مستقيم وحينما سألته عن ذلك أجاب قائلاً: أنا لا أجيد البناء وإنما شيّدت هذا المنزل بنفسي … !!

هكذا كانت الأرض لله ولمن عمّرها.

أما الآن فأكثر الشباب لما نسألهم: هل أنت متزوج؟

يجيبون: لا.

ولما نسألهم: لماذا؟

يجيبون: لأننا لا نملك بيتاً.

فعلي الأخوة الأعزاء إذا ذهبوا إلي العراق إن شاء الله تعالي أن يسعي كل واحد منهم لتطبيق هذا القانون الإلهي عبر اللسان والقلم.

قانون من سبق

وهناك قانون إسلامي آخر ضيّعه العملاء في العراق، فعلينا أن نسعي جاهدين من أجل إعادته، ألا وهو قانون السبق، ففي الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: «من سبق إلي ما لم يسبق إليه مسلم فهو له» ().

فمثلاً الإنسان الذي يسبق الآخرين إلي حيازة السمك يكون

له()، وكذا من يسبقهم إلي حيازة الملح أو المعدن أو النخيل وغيرها فهي كذلك تكون له. وهذا غير مقتصر علي ذلك الزمان، بل يشمل زماننا الراهن أيضاً، فحلال محمد صلي الله عليه و اله حلال إلي يوم القيامة وحرامه حرام إلي يوم القيامة().

ولا يخفي أن كل تغيير في قانون الله فهو يسبب الضنك في المعيشة، كما ينص علي ذلك القرآن الكريم، حيث قال: ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً?().

فمثلاً في العراق كانت هناك منطقتان يجلب منهما الملح، إحداهما: بحيرة الرزازة، والأخري قريب حصن الأخيضر، وقد شاهدتها شخصياً، وقد كنا نشتري منها الملح الذي يجلب من تلك المناطق وبكميات كبيرة بعشرة أفلس، أي ما يعادل قوته الشرائية عشرة أرغفة من الخبز. وإثر مجيء عبد الكريم قاسم أصبحت نفس هذه الكمية بدينار! أي ازدادت القيمة عما كانت عليه مائة ضعف.

وكذلك الحال بالنسبة إلي اصطياد السمك فقد كان مباحاً، فعلي سبيل المثال كربلاء المقدسة كانت لها ثلاثة أطراف يصطاد فيها السمك، أحدها: في قضاء طويريج، والآخر في السدّة، والثالث في الرزازة.

وقد كان الناس يصطادون الأسماك ويبيعونه للآخرين، فكنا نشتري السمك في يوم الأربعاء لعائلتنا المكونة آنذاك من عشرة أفراد من خان المخضر بعشرة فلوس، وعند مجيء عبد الكريم قاسم المدعي للوطنية منع صيد الأسماك، وفي الأسبوع الثاني اشترينا نفس السمك ونفس المقدار بمائتين وخمسين فلساً، أي ما يعادل خمسة وعشرين ضعفاً، ومع مضي الأيام وبعد أن أصبح عبد الكريم لا يخدم مصالح الغرب بشكل كامل قتلوه، حيث أنهم جاءوا به أمام الملأ العام وأردوه صريعاً برصاصاتهم..

الإسلام هو الحل

ولكي لا تتكرر هكذا تجارب مرة أخري في العراق ينبغي أن تحكم قوانين الإسلام، وإلا فانه إذا سادت القوانين غير

الإسلامية فإن مصيرنا في المستقبل ربما سيكون أشد مما نحن عليه اليوم، الأمر الذي يعود علينا بالويل، وعلي نفس الحكام الذين لا يحكمون بهذه القوانين الإسلامية بالضياع كما حصل للماضين منهم.

فهذا عبد الكريم قاسم تضرّر وأضرّ ضرراً جسيماً حتي قتلوه، كل ذلك لأنه لم يحكم بالقوانين الإسلامية، وكذلك بالنسبة إلي (أحمد حسن البكر)، و(عبد السلام عارف) و(عبد الرحمن عارف).

وكذلك الحال في إيران، فقد نفي (البهلوي الأول) إلي (موريس) ولما أراد البريطانيون إبعاده عبر البحر رمي بنفسه علي الشاطئ وأخذ يبكي ويتضرع إليهم إلا أن ذلك لم يجده شيئاً، فأركبوه السفينة ونفوه عن إيران، وكذا الشاه الثاني فقد نفوه ومات بمرض السرطان.

الحكومة الشيعية

الأمر الثاني: فالذي يلزم تطبيقه في مستقبل العراق هو: الحكومة الشيعية، أي يلزم أن تحكم العراق حكومة شيعية، إذ أن غالبية الشعب العراقي من الشيعة. وكما هو معلوم لدينا أن شيعة العراق هم 80 % من تعداد السكان، والبقية 11% من العامة و9% من المسيحيين واليهود واليزيديين وغيرهم().

فإذا كانت أكثرية العراق من الشيعة، فلماذا لا تكون لهم حكومة شيعية؛ لذلك فاللازم السعي الجاد والتبليغ لقيام حكومة شيعية في العراق، فان تبليغكم القوي سيكون مؤثراً.

الأحزاب الحرة

الأمر الثالث: اللازم مراعاته في العراق هو: الأحزاب الحرة، فماذا يعني أن العراق حتي عصرنا الراهن يحكمه حزب واحد وديكتاتور مستبد، فأغلب بلاد العالم اليوم تسودها الحرية والديمقراطية ولو نسبياً أما العراق فيحكمه مستبد اسمه صدام، ويا تري من هو صدام حتي يستولي علي البلاد ويتحكم في مصير العباد؟ إنه رجل ريفي من قرية في أطراف تكريت تدعي العوجة. وهو رجل جاهل، غير مثقف، ولا يعرف من الحياة سوي القوة والبطش اللذين يتحكم من خلالهما بمصير الناس في العراق.

وإنني أدركت شخصياً عهد تعدد الأحزاب في العراق، ورأيت بعض آثاره الإيجابية، ولعل القصة التالية هي خير شاهد علي ذلك، فقد ذهبنا في بعض الأيام مع السيد محمد علي الطباطبائي() إلي رئيس الوزراء السيد محمد الصدر() في منزله الواقع في بغداد، وقد كان المنزل متواضعاً جداً حيث لم يكن فيه سوي حصير قديم وسرير كان السيد ينام عليه، وكان السيد عندما زرناه مريضاً، وبعد أن جلسنا عنده وقد كان الجو بارداً في الشتاء، قال له السيد محمد علي الطباطبائي: لماذا تترك الباب مفتوحاً يا سيدنا؟ فأجاب: هناك هرّة قد أنجبت صغارها في هذه الدار وأنا أترك الباب مفتوحاً رأفة بها.

هكذا كانت حياة الحكّام

بسيطة لما كانت الأحزاب الحرة هي الحاكمة في العراق، أما عراقنا اليوم، فصدام قد شيّد لنفسه العشرات من القصور كل واحد منها تقدّر تكاليف بنائه بالمليارات، كل ذلك من أجل إشباع نهمه وإرضاء شهواته..

أجل، فالغرب لا يروق له أن تحكم العراق الأحزاب الحرة، وخير دليل علي ذلك هي القصة التي نقلها فؤاد عارف() وزير عبد الكريم قاسم حيث قال: ذهبت إلي لندن والتقيت بوزير الخارجية البريطاني وسألته: ماذا كانت مشكلة العراق حتي جعلتم عبد الكريم قاسم حاكماً عليه؟

فأجابني بكل صراحة: عندما كان الملكيون يحكمون العراق كنّا لأجل إصدار قانون بسيط ننتظر مدة طويلة، حيث كان النواب يتداولونه أولاً في المجلس، ثم يذهب بعد مدة طويلة إلي المجلس الأعلي، وبعد فترة ينشر في الإذاعة والصحف، فيبقي القانون ما يقارب ستة أشهر يتداول هنا وهناك، حتي يصل إلي الملك فيعدّله وتحصل فيه تغييرات كثيرة ثم يُقرر.

وبعد مجيء عبد الكريم قاسم أصبحنا في راحة من ذلك، فإننا بمجرد أن نتصل به ونخبره بالقانون الذي نريده، فإنه يمتثل مباشرة ويقرّ القانون دون أي تغيير أو تعديل.

ولا يخفي أنهم من أجل ذات القضية جاءوا بصدام.

ولكي يتخلص العراق من هكذا حكّام لابد أن تكون الأحزاب الحرة كما كانت في عهد الرسول صلي الله عليه و اله حيث أنه صلي الله عليه و اله جعل المهاجرين والأنصار أحزاباً، وهذا موجود بالنص في كتاب (السبق والرماية) وقد تطرق إليه الفقهاء في كتبهم الفقهية كالجواهر، والمسالك، وجامع المقاصد، وغيرها.

حرية الحوزات العلمية

الأمر الرابع: حرية الحوزات العلمية واستقلاليتها، ولكي يسترجع العراق عزته الأولي لا بدّ أن تعود الحرية إلي الحوزات العلمية كما كانت عليه في السابق، حيث كان بوسع الجميع أن يأتي ويلتحق بالحوزات العلمية دون أية

مضايقات وكان للعلماء والطلبة دورهم في إرشاد الناس وبيان الحكم الشرعي من دون مضايقة من الحكومات، ولا يخفي أن للحوزات العلمية فوائد جمة، منها الفائدة العلمية، والدينية، والاقتصادية، وغيرها.

وقد كان في الحوزة العلمية في عهد السيد الحكيم رحمة الله عليه إثنا عشر ألفاً من الطلبة، ولم يكن لأية حوزة أخري آنذاك هذا العدد الهائل، ومع الأسف الشديد جاء صدام وشتّت هذه الحوزة وشرد طلبتها، وسجن وقتل منهم الكثير، كل ذلك حتي يستبد بالحكم في العراق دون أن يتساءل منه أحد لماذا هكذا؟ والجدير بالذكر أن الاستعمار البريطاني يحمل حقداً كبيراً علي الحوزة العلمية، ويعمل ليل نهار من أجل تحطيمها؛ وذلك لأن رجالات الحوزة أخرجت الاستعمار البريطاني من العراق في ثورة العشرين وألحقت به الخسائر الفادحة.

وهنا ينبغي أن نذكر أن وجود الحوزات العلمية ليس نافعاً للمجتمع فقط، بل هو نافع حتي للسلطة أحيانا في قبال بعض الضغوطات الأجنبية.

فقد نقل لي أحد الأصدقاء: أن الشاه كان ينزعج كثيراً من السيد البروجردي، فشكي ذلك في أحد الأيام إلي بعض وزرائه، فقال له الوزير: حلّ هذه المشكلة سهل جداً.

فتساءل الشاه قائلاً: وكيف؟ فأجاب الوزير: إن السيد البروجردي يحب أن يذهب إلي العراق لزيارة العتبات المقدسة، وأنت تمنعه، فافسح له المجال ليذهب إلي هناك، وإذا ذهب امنعه عن الرجوع إلي إيران.

فقال الشاه: إنك لا تعرف ماذا يفيدنا البروجردي: فأي قانون يطلبه منّي البريطانيون ولا أريد تنفيذه أتذرع بأن السيد البروجرديرحمة الله عليه لا يقبل ذلك.

العتبات المقدسة

الأمر الخامس: والأمر الخامس اللازم مراعاته في مستقبل العراق: حرية العتبات المقدسة والاهتمام بها، فيلزم أن يفسح المجال للجميع لزيارة العتبات المقدسة بكل سهولة واختيار، وحرية وأمان … ففي السابق كان بوسع كل واحد أن

يزور العتبات المقدسة في العراق دون أية مزاحمة من السلطات..

???

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه، وما قصرنا عنه فبلغناه».

وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

ليلة 27 رمضان المبارك 1422ه

محمد الشيرازي

من مؤلفات الإمام الشيرازي رحمة الله عليه

حول العراق

1. إذا قام الإسلام في العراق

2. الأكثرية الشيعية في العراق

3. بعض ما فعله الشيوعيون في العراق

4. حياتنا قبل نصف قرن

5. تلك الأيام

6. مجموعة بيانات

7. كفاحنا

8. دعاة التغيير ومستقبل العراق

9. الشيعة والحكم في العراق

10. العراق.. ماضيه ومستقبله

11. محنة العراق

12. مستقبل العراق بين الدعاء والعمل

13. إنقاذ العتبات المقدسة

14. من عوامل الاستقرار في العراق

15. نظام البعث في العراق ومأساة الشعب

16. نظام الحوزات العلمية في العراق

17. النازحون من العراق

18. وصايا إلي الكوادر العراقية

19. إلي المجاهدين في العراق

20. كيف ولماذا أخرجنا من العراق

21. حكم الإسلام بعد نجاة العراق وأفغان

22. التهجير جناية العصر

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة البقرة: 249.

() أي: بيت الإمام الراحل (أعلي الله مقامه) الذي كان من أعظم النماذج لبيوت العظماء والقادة الحقيقيين للمجتمع، الذين نذروا أعمارهم وأعمالهم في خدمة الإسلام والمسلمين، وعلي كافة الأصعدة والمستويات، جاعلين الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة في سبيل الله ومتحملين كل المصاعب والمصائب لأجل إنقاذ المسلمين. وهو بيت متواضع في بنيانه المادي، قوي وعظيم في بنيانه الروحي والمعنوي، ولو قدر لحجارته القديمة للشهادة لشهدت بما ضم وجري في هذا البيت الشريف من أفكار وتطلعات وبث لشكوي وأحزان وآلام وآمال الأمة الإسلامية.. فقد كان إمامنا الراحل ? يستقبل زائريه من المؤمنين ومن كل المستويات في ذلك البيت المتواضع البناء، يستقبلهم مستفسراً عن أحوالهم وهمومهم، ومشخصاً العلاج لمشاكلهم، ومرشداً إلي ما فيه خيرهم وصلاح أحوال الأمة، محفزاً فيهم روح الجهاد في سبيل الله علي كافة الأصعدة والمستويات، فكم دخل عنده إنسان بطموح وآمال بسيطة فينفث فيه من فكره الوقاد فيشجعه علي الإقدام والدخول بمشاريع كبيرة، ويملأ قلبه طموحات وآمال عريضة تخص هموم الأمة الإسلامية جمعاء.

لمعرفة المزيد راجع شهادات الجميع

أصدقاء وخصوم تظهر لنا جانب من الحقيقة.

() جريمة التهجير: التهجير أو الترحيل جريمة بشعة دأب علي ارتكابها أغلب الحكام الذين حكموا العراق في العصر الحديث بعد إنشاء الدولة العراقية بكيانها الحالي، فبدءاً من حكومة عبد المحسن السعدون الذي قام بتهجير مجموعة من العلماء الكبار الذين وقفوا بوجه الاستعمار البريطاني وعملائه، مروراً بنوري السعيد، وانتهاءً بأتعس حاكم حكم العراق صدام التكريتي وزبانيته حيث باشروا وبكل حقد وشراسة بتنفيذ عملية الإبعاد القسري للمواطنين العراقيين، وذلك بحجج وادعاءات واهية، منها أنهم من أصول غير عربية، أو من أصول فارسية، وما أشبه من ذرائع وحجج غير حقيقية، مبطنة بأحقاد طائفية ونزعات عنصرية غير إنسانية، فسبب ذلك تشريد مئات آلاف من العراقيين وتجريدهم من أموالهم وممتلكاتهم ومن أبنائهم الشباب خصوصاً دون رادع من خوف ولا وازع من ضمير، وقد كانت أشرس هذه الحملات في الأعوام التي تلت عام (1979م) وما بعد حيث صدرت مجموعة قرارات بهذا الشأن نورد منها برقية وزارة الداخلية لنظام صدام المرقمة (2884) في (10/4/1980) ((تبدأ:

لوحظ وقوع أخطاء والتباسات عديدة من قبل أجهزتكم في التسفيرات وتحديد المشمولين بها والمستثنين من التسفير، توضيحا للتعليمات السابقة، أدناه الضوابط التي يجب العمل بموجبها في هذا الشان:

1- يسفر جميع الإيرانيين الموجودين في القطر وغير الحاصلين علي الجنسية العراقية وكذلك بمعاملات التجنس أيضا ممن لم يبت بأمرهم.

2- عند ظهور عائلة البعض منها حاصلين علي شهادة الجنسية تشملهم الضوابط، إلا إن البعض الآخر مشمولين، فيعتمد مبدأ (وحدة العائلة خلف الحدود!!) مع سحب الوثائق، أي الجنسية إن وجدت، والاحتفاظ بها لديكم ومن ثم إرسالها إلي الوزارة مع تزويد الوزارة بقوائم المشمولين بقرارنا هذا؛ ليتسني لنا إسقاط الجنسية عنهم إن مبدأ (وحدة العائلة خلف الحدود)

هذه نموذج بشع لإمضاء المزاج والهوي والحقد الدفين في تقدير مصائر الناس؛ فبأي سنة من سنن البشر، وشريعة من شرائع السماء، وبأي اعتبار من اعتبارات الأديان، إن كانوا يعتقدون بأي دين سماوي، أن يقرر صدام وأزلامه في حال ظهور عائلة البعض منها حاصل علي شهادة الجنسية، تشملهم الضوابط إلا إن البعض الآخر غير مشمول فيعتمد بالعمل وفق هذا المبدأ، أي: كل العائلة ترمي خلف الحدود مع سحب الوثائق كالجنسية والجواز والشهادات الجامعية، وأي وثائق مكتوبة تؤيد بأحقية هذا الإنسان في العيش علي الأرض العراقية؟!.

3- يجري تسفير البعض خاصة العوائل عن طريق القومسيرية، وفي حال عدم استلامهم يجري تسفيرهم من مناطق الحدود الاعتيادية. الاستثناءات:

أولاً: العسكريين علي مختلف الرتب يسلمون إلي الانضباط العسكري في بغداد للتصرف بهم من قبلها وحسب التعليمات المبلغة إليها.

ثانياً: عدم تسفير الشباب المشمولين بالتسفير المقيمين في القطر وتزود هذه الوزارة بقوائم تتضمن هوياتهم الكاملة وأعمالهم.

ثالثاً: النساء الإيرانيات المتزوجات من أشخاص عراقيين ترسل قوائم بأسمائهن إلي الوزارة.

رابعًا: عدم تسفير الشباب المشمولين بالتسفير الذين أعمارهم من 18- 28 سنة والاحتفاظ بهم في مواقف المحافظات إلي إشعار آخر.

خامساً: يستثني من التسفير الأرمن الإيرانيين المقيمين في القطر وتزود هذه الوزارة بقوائم تتضمن هوياتهم الكاملة وأعمالهم.

سادساً: لا يشمل التسفير اللاجئين السياسيين الإيرانيين.

سابعاً: يستثني العرب العربستانيين المقيمين في القطر من التسفير.

ثامناً: عند ظهور أية حالة من غير الواردة أعلاه إعلامنا هاتفيا قبل البت فيها.

نؤكد امرنا في فتح النار علي من يحاول العودة إلي الأراضي العراقية من المسفرين!!

انتهت. نرجو الاطلاع والعمل بموجبه. وزير الداخلية)).

لمعرفة المزيد عن جريمة التهجير راجع مؤلفات الامام الشيرازي ?: (كيف ولماذا أخرجنا من العراق)، و(النازحون من العراق)، و(التهجير جناية العصر) وغيرها.

() سورة محمد: 7.

() سورة الأعراف:

129.

() سورة طه: 123، 124.

() سورة النور: 11.

() الكافي: ج2 ص254 باب شدة ابتلاء المؤمن ح11.

() بحار الأنوار: ج64 ص240 ب12 ح64.

() بحار الأنوار: ج64 ص240 ب12 ح66.

() مستدرك الوسائل: ج2 ص436 ب65 ح2397.

() بحار الأنوار: ج64 ص240 ب12 ح63.

() دخلت الجيوش البريطانية الأراضي العراقية في (7 /تشرين الثاني/1914م) منطقة الفاو، وفي (11/ آذار/1917م) أذيع بيان الاحتلال البريطاني لبغداد من قبل الجنرال مود القائد العام للجيوش البريطانية. انظر الحقائق الناصعة في الثورة العراقية (1920م). وموسوعة العراق السياسية: ج2 ص16 وما بعدها.

() فيصل الأول (1883 - 1933م): ولد في الطائف، ابن الشريف حسين، ثار علي العثمانيين عام (1916م)، وقاد الجيش العربي في فلسطين، نودي به ملكاً علي سورية عام (1920م) وانسحب بعد دخول الجيش الفرنسي، ملك العراق عام (1921م).

() غازي الأول (1912 - 1939م) ملك العراق (1933م) خلفاً لوالده فيصل الأول، قتل بحادث سيارة مدبر.

() فيصل الثاني (1935-1958م) ابن غازي الأول، ملك العراق (1953م)، كان تحت وصاية خاله عبد الإله، قتل مع أغلب أفراد العائلة المالكة عقب انقلاب (14 تموز 1958م).

() عبد الكريم قاسم محمد بكر الزبيدي من مواليد بغداد عام (1914م) التحق بالكلية العسكرية في (1932م) وتدرَّج في الرتب العسكرية، انتمي لتنظيم الضباط الأحرار عام (1956م)، قام بانقلاب عسكري عام (1958م) وأطاح بالحكم الملكي، فقاموا بقتل كل من عثر عليه من أفراد العائلة الملكية بما فيهم الملك فيصل الثاني، وأعلن الحكم الجمهوري وشكل مجلس السيادة، وترأس مجلس الوزراء إضافة إلي وزارة الدفاع بالوكالة لثلاث دورات، ألغي المظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعددية الحزبية ما عدا الحزب الشيوعي الذي أضحي الحزب المحبب للسلطة، وألغي الحكم المدني وأضحت البلاد خالية من الدستور، تعرض خلال حكمه إلي عدة محاولات انقلابية،

أعدم رميا بالرصاص مع بعض رفاقه في دار الإذاعة بعد انقلاب عسكري دبره رفيقه السابق عبد السلام عارف مع مجموعة من الضبّاط البعثيين أمثال أحمد حسن البكر وصالح مهدي عمّاش وغيرهم، وذلك عام (1963م).

() عبد السلام محمد عارف، من مواليد مدينة الرمادي عام (1921م)، كان من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، اشترك مع عبد الكريم قاسم عام (1958م) في الإطاحة بالحكم الملكي، وبعد اختلافه مع قاسم أقصي من مناصبه، عيّن سفيراً في العاصمة الألمانية، ألقي القبض عليه وأودع السجن، وصدر حكم الإعدام عليه وعفي عنه بعد أن قضي أكثر من سنتين في السجن. أصبح رئيساً للجمهورية بعد الإطاحة بعبد الكريم قاسم في (8/ شباط/ 1963م) ومنح نفسه رتبة مشير. اتّسم حكمه بالكبت والإرهاب والعنصرية، وأهتم بتعيين الأقارب وأبناء العشيرة والبلدة كما هو شأن أغلب الطغاة في إسناد المناصب بغض النظر عن المؤهلات والقابليات والكفاءات. اشتهر بالتعصب المذهبي، يقول الدكتور سعيد السامرائي عن عبد السلام ما نصه: كان هذا الرجل لا يحتمل رؤية الشيعي، حتي أنه قطع زيارته لشركة التأمين الوطنية يوماً لأنه وجد أن مدراءها ورؤساء أقسامها وشعبها هم إما من الشيعة أو المسيحيين، والذين تبوءوا هذه المناصب بكفاءتهم في هذه المهنة التي لا تحتمل وضع غير الكفء فيها. انقلب علي رفاقه البعثيين في عام (1963م) وأقصاهم من وزارته وأصدر كتاباً ضدّهم سمّاه المنحرفون، وصمهم بكلّ قبيح من قبيل الشذوذ الجنسي والسرقة، وما إلي ذلك.

قتل مع عددٍ من الوزراء في عام (1966م) إثر سقوط طائرته قرب البصرة، وكان عملية مدبّرة نتيجة وضع قنبلة في الطائرة.

() عبد الرحمن محمد عارف، ولد عام (1916م)، انضم إلي تنظيم الضباط الأحرار أصبح رئيسا للجمهورية عام (1966م) بعد مقتل أخيه عبد

السلام. اتّسم حكمه بالتدهور الاقتصادي والمعاشي وبالتمييز الطائفي والعنصرية والقبيلية وكان يتأثر بالمحيطين به ويثق بهم، ويتبني عادة رأي آخر من يقابله.

نحي عن السلطة بعدما أوعزت المخابرات الأمريكية والبريطانية إلي عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداود وأحمد حسن البكر بتغيير السلطة في العراق إثر الانقلاب العسكري في (17 تموز عام 1968م) ونفي إلي تركيا.

() أحمد حسن البكر، من مواليد تكريت عام (1914م)، تقلّد منصب رئاسة الوزراء في حكومة عبد السلام عارف، ثمّ منصب رئيس الجمهورية عام (1968م) إثر انقلاب دبره علي عبد الرحمن عارف، ومنح نفسه رتبة مهيب مشير بعد الانقلاب، منح أقرباءه وأصهاره وأبناء عشيرته وبلدته رتباً عالية دون استحقاق، تحكمت الطائفية والعصبية في زمانه وتدهورت الزراعة وتردّت الصناعة وملئت السجون بالمجاهدين والأحرار. عرف بلؤمه وغدره حتي بأصدقائه راجع مذكرات حردان التكريتي نحي عن الحكم إثر انقلاب دبره عليه زميله في الإجرام صدام التكريتي بتاريخ (16 تمّوز عام 1979م) بعد أن حكم العراق 11 عاماً. قتله صدام بحقنة ترفع نسبة السكر لديه بواسطة الدكتور صادق علوش، وذلك عام (1982م).

() ابتلي العراق بأقسي نظام وأشرس طاغية ألا وهو نظام العفالقة بقيادة صدام التكريتي، الطاغوت الذي صاغه الغرب وفق متطلبات المنطقة وظروفها السياسية، وحافظ علي أمنه الشخصي في أدق الظروف وأحلك اللحظات، ولد عام (1939م) في قرية العوجة جنوب تكريت، انتمي إلي حزب البعث واشترك مع بعض عناصر الحزب في محاولة فاشلة في اغتيال عبد الكريم قاسم عام (1959م) هرب إلي سوريا ومنها إلي مصر، اشترك في انقلاب (17 تموز 1968م). وقام بنفسه بإقصاء عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداود اللذين كان لهما دوراً رئيسياً في نجاح الثورة وذلك بعد ثلاثة عشر يوماً من نجاح الإنقلاب، وفي عام

(1970م) أصبح صدام نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد، وفي عام (1979م) أصبح رئيساً للجمهورية بعد أن أقصي البكر عن الحكم ومنح نفسه رتبة مهيب ركن. وقام بتصفية مجموعة من رفاقه القياديين الذين حاولوا إزاحته عن السلطة. هاجم إيران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأولي واستمرت ثمان سنوات، احتل الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية، فقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد. انتفض الشعب فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية لا مثيل لها، فقد قدرت أعداد من قتلوا وأعدموا واختفوا ما يزيد علي (500 ألف وقيل مليون إنسان) عراقي علي بعض الإحصاءات.

() العثمانيون: سلالة السلاطين الأتراك، أسسها عثمان الأول عام (1281م) نشأت علي أنقاض الدولة السلجوقية ومدت سلطتها إلي البلقان والدول العربية وبلاد إفريقية، استولت الدولة العثمانية علي العراق عام (1658م) بعد القضاء علي الخلافة العباسية. احتل محمد الفاتح القسطنطينية سنة (1453م) وجعلها عاصمة وقضي علي البيزنطيين وانتقلت ما يسمي خلافة المسلمين إلي سليم الأول الذي أنهي حكم المماليك وسيطر علي سورية وفلسطين ومصر (1516م)، خلفه ابنه سليمان القانوني فوطد أركان الدولة وبسط نفوذه علي البلاد العربية والإسلامية حتي إفريقية، وقد بلغت الإمبراطورية في عهده في أوج قوتها، فأصبح لها جيش قوي وأسطول بحري من الانكشارية. بدأت الدولة بالانحطاط في أواخر القرن السابع عشر الميلادي وأخذ نفوذها يتقلص شيئاً فشيئاً وقويت شوكة الروس، ثم ظهرت الحركات الاستقلالية في القرن التاسع عشر في مصر واليونان التي تحررت وتبعتها رومانيا والصرب. تحالف العثمانيون مع الألمان في الحرب العالمية الأولي، فأدي انهزام ألمانيا إلي تفكك الإمبراطورية العثمانية وإعلان الجمهورية التركية بزعامة مصطفي كمال أتاتورك عام (1923م). للمزيد

راجع كتاب (تلخيص تاريخ الإمبراطورية العثمانية)و (موجز عن الدولة العثمانية) للإمام الشيرازي?.

() هو السيد صالح بن السيد حسين الحلي النجفي عالم فاضل وخطيب شهير. ولد في الحلة عام (1289ه) وقرأ مبادئ العلوم فيها، ثم هاجر إلي النجف الأشرف فأتم قراءة سطوح الفقه والأصول علي لفيف من العلماء وأهل الفضل، حضر علي الشيخ آغا رضا الهمداني والشيخ محمد طه نجف والشيخ محمد كاظم الخراساني (قدس الله اسرارهم).

ولع بالخطابة فامتهنها واستعان بتوجيه السيد باقر الهندي، فلم تمض سنوات إلا وهو أحد مشاهير الخطباء في العراق وأكابر رجال المنبر، وكان موهوباً قوي الأسلوب حسن البيان خشن اللسان متوقد الذكاء قوي الحافظة كثير الحفظ، عارض الاحتلال البريطاني فكان يحرّض الجماهير علي النفير العام ويهيج العشائر، ولما حدثت الثورة العراقية (1920م) قام بإثارة الرأي العام علي حكومة الاحتلال فأخذ يتنقل في الأرياف ويستنهض العشائر فأبعد إلي المحمرة فأواه أميرها الشيخ خزعل حتي انتهت الثورة فعاد وسكن الكوفة. توفي في الكوفة سنة (1359ه) فحمل إلي النجف الأشرف ودفن في وادي السلام قرب مقام الإمام المهدي عليه السلام. له ? شعر كثير في رثاء أهل البيت عليهم السلام. انظر (نقباء البشر في القرن الرابع عشر): ج1 ص883 ق2 الرقم1421.

() سورة النحل: 120-121.

() سورة الأنبياء: 51.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص297.

() تحف العقول: ص356 حكمه عليه السلام ودرر من كلامه.

() سورة آل عمران: 85.

() سورة المائدة: 50.

() سورة فصلت: 33.

() الكافي: ج1 ص27 كتاب العقل والجهل ضمن ح29.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص58 ق1 ب1 الفصل 5 ح589.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص58 ق1 ب1 الفصل 5 ح595.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص346 ق4 ب2 الفصل 7 ح7971.

() بحار الأنوار: ج72 ص372

ب82 ح17.

() بحار الأنوار: ج72 ص369 ب82 ضمن ح3.

() بحار الأنوار: ج72 ص377 ب82 ضمن ح35.

() سورة المائدة: 28.

() انظر تفسير القمي: ج1 ص165 قصة هابيل وقابيل، وانظر تقريب القرآن: ج6 ص77 سورة المائدة.

() الكافي: ج1 ص11 كتاب العقل والجهل ح3.

() نهج البلاغة، الحكم: 478.

() إقبال الأعمال: ص60 ق4 فقرة من دعاء الافتتاح.

() سورة يوسف: 2.

() سورة البقرة: 219.

() سورة الأنبياء: 10.

() سورة النحل: 44.

() سورة الزخرف: 3.

() سورة آل عمران: 141.

() سورة آل عمران: 154.

() سورة الملك: 2.

() سورة الأنبياء: 35.

() سورة العلق: 3 5.

() سورة النحل: 64.

() سورة البقرة: 1 2.

() سورة آل عمران: 138.

() سورة الأنفال: 24.

() سورة المائدة: 15-16.

() سورة الأعراف: 157.

() سورة الأنعام: 153.

() سورة آل عمران: 103.

() سور النحل: 125.

() سورة إبراهيم: 5.

() سورة التوبة: 122.

() سورة آل عمران: 187.

() تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص449 في فضائل القرآن وفضل تعلمه ح297.

() نهج البلاغة، الخطب: 198 من خطبة له عليه السلام يبين فضل الإسلام والقرآن.

() من لا يحضره الفقيه: ج3 ص567 باب معرفة الكبائر التي أوعد الله عليها ح4940.

() الصحيفة السجادية، من دعائه عليه السلام عند ختم القرآن.

() الكافي: ج2 ص216 باب سلامة الدين ح2.

() بحار الأنوار: ج43 ص85 ب4 ضمن ح8.

() الخصال: ج1 ص108 باب الثلاثة ح74.

() الكافي: ج2 ص251 باب ما أخذه الله علي المؤمن من الصبر … ح11.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص244 ب4 ح21236.

() بصائر الدرجات: ج1 ص3 ب2 ح1.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص360 باب النوادر ضمن ح5762.

() الكافي: ج1 ص41 باب سؤال العالم وتذاكره ح7.

() الكافي: ج1 ص40 باب سؤال العالم وتذاكره ح6.

() بحار الأنوار: ج18 ص191 ب1 ضمن ح27.

() نهج البلاغة، الخطب:

2 في خطبة له عليه السلام بعد انصرافه من صفين..

() نهج البلاغة، الخطب: 152 في صفات الله جل جلاله وصفات أئمة الدين.

() أمالي الطوسي: ص603 المجلس 27 ح1247.

() بحار الأنوار: ج2 ص25 ب8 ح83.

() غوالي اللآلي: ج4 ص64 الجملة الثانية ح19.

() بحار الأنوار: ج2 ص23 ب8 ح68.

() بحار الأنوار: ج2 ص75 ب13 ح52.

() بحار الأنوار: ج2 ص25 ب8 ح87.

() عدة الداعي: ص72 ب2 ق6.

() المصدر السابق.

() إشارة إلي حديث رسول الله (ص) حيث قال: «ادرءوا الحدود بالشبهات..» وسائل الشيعة: ج28 ص47 ب24 ح34179.

() طبعت هذه المحاضرة في إيران والكويت تحت عنوان (العراق بعد حزب البعث).

() سورة آل عمران: 178.

() هاجر الإمام الراحل ? من العراق عام (1391ه) مكرها. انظر كتاب (كيف ولماذا أخرجنا من العراق)، ط: مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر.

() الاستبصار: ج3 ص108 ب72 ح3.

() راجع غوالي اللئالي: ج1 ص44 الفصل4 ح58.

() راجع كتاب: (حياتنا قبل نصف قرن) لسماحته ? وكتاب (تلك الأيام).

() رضا خان بهلوي: أرمني من منطقة كرجستان، ولد عام (1878م) هاجر إلي إيران في زمن القاجار وسكن في إحدي القري. حكم إيران في عام (1925م) بعد انقلاب عسكري علي دولة القاجار، واستمر إلي عام (1941م) ولقب نفسه بالبهلوي إحياءً للفارسية القديمة. اتسم حكمه: بإحياء القومية الفارسية، ونشر المذهب البهائي، والقضاء علي المعالم الإسلامية، وهدم المساجد والمدارس والحسينيات، ومنع العلماء ورجال الدين من ممارسة أدوارهم في الحياة. ونشر الخمر والزني والقمار، ومنع النساء من ارتداء الحجاب، وحطم اقتصاديات البلاد، أقصاه الإنجليز عن الحكم بعد أن نصبوا ولده محمد رضا في شهر رمضان (1360ه).

() الشيخ محمد إبراهيم بن حسن بن علي بن حسين الكشميري الحائري.

() المرجع الديني آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي،

ولد عام (1360ه) في كربلاء المقدسة، له أكثر من 80 مؤلفاً في الفقه والأصول والثقافة والأخلاق، تحمل أعباء المرجعية بعد وفاة أخيه الأكبر من شوال 1422ه.

() مستدرك الوسائل: ج17 ص111-112.

() لا يخفي أن ذلك في المباحات العامة ولا يجري هذا القانون في الممتلكات الشخصية.

() إشارة إلي حديث الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: «حلال محمد حلال أبداً إلي يوم القيامة وحرامه حرام أبداً إلي يوم القيامة لا يكون غيره ولا يجيء غيره»، الكافي: ج1 ص58 ح19.

() سورة طه: 124.

() أجري السيد محمد الصدر رئيس وزراء العراق إحصاءً في أواخر الأربعينات جاء فيه: إن نسبة الشيعة في العراق 80%. راجع كتاب (تلك الأيام) للإمام الراحل ?.

() السيد محمد علي ابن السيد مهدي ابن السيد محمد علي الطباطبائي الحائري، ولد في مدينة كربلاء عام (1302ه)، ويعد من تلاميذ الميرزا جعفر الطباطبائي والسيد هادي الخراساني والشيخ محمد تقي الشيرازي (قدست أسرارهم). شارك مع الإمام الشيرازي في ثورة العشرين، وتعرض للاعتقال عدة مرات ونفي مع بعض رجالات الثورة إلي جزيرة هنجام، توفي عام (1381ه) ودفن في مقبرة العلامة المجاهد.

() السيد محمد حسن الصدر من مواليد مدينة سامراء عام (1887م)، أسس حزب حرس الاستقلال عام (1919م)، ولعب دوراً بارزاً في ثورة العشرين، فكان الرابط بين قيادة الثورة والعشائر المحيطة بلواء الدليم وسامراء، وهو الذي حرض تلك العشائر علي محاصرة القوات الإنجليزية. نفاه (السير بيرسي كوكس) المندوب السامي البريطاني، إلي خارج العراق عام (1922م) مع كوكبة من العلماء المجاهدين أمثال السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ محمد حسين النائيني والشيخ محمد جواد الجواهري والشيخ مهدي الخالصي والسيد هبة الدين الشهرستاني والسيد أحمد الخونساري والشيخ عبد الحسين الشيرازي والسيد حسن الطباطبائي والسيد عبد

الحسين الطباطبائي بتهمة الاحتجاج ضد الإنجليز، ثم رجع إلي العراق عام (1924م) انظر (تلك الأيام: ص99).

() كان متصرفاً للواء كربلاء عام (1958م).

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.