وصايا إلي الشباب المسلم

اشارة

اسم الكتاب: وصايا إلي الشباب المسلم

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: وصيت

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ

وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَي أَرْذَلِ

الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً

إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ

صدق الله العلي العظيم

سورة النحل: 70

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر و بيان مفاهيم الإسلام و مبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه و جزئيات حياته و تتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ

الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

إن مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين

إلي قيام يوم الدين.

الدنيا والآخرة

قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الحكيم: ?وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ?().

أي أن من الناس من يسأل نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، ويتعوذ بالله تعالي من النار، وقد روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في معني الآية الكريمة انه قال: «رضوان الله والجنة في الآخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا» ().

كلنا نقرأ هذه الآية مرات عديدة، نطلب بها من الله عزوجل الخير في الدنيا والآخرة، وأن يبعد عنا الأذي والسوء وعذاب جهنم في الآخرة أعاذنا الله وإياكم منها .

ولما كانت الدنيا هي دار العمل والآخرة دار الجزاء، كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «إِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ ولا حِسَابَ وغَداً حِسَابٌ ولا عَمَلَ» () فإن حسنة الدنيا والآخرة هي حصيلة العمل في الدنيا.

ومن هنا لابد لنا من أن نعمل في مسيرين: عمل يرتبط بالدنيا، وآخر يرتبط بالآخرة، وليس المقصود فصل عمل الدنيا عن الآخرة، ليطغي حب الدنيا وزخارفها علي حياتنا أو أن نبيع الآجلة بالعاجلة، بل علينا أن نعمل لما يصلح عيشنا في الدنيا في الوقت الذي لا يفسد آخرتنا أيضاً.

يروي عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنا لنحب الدنيا، فقال لي: «تصنع بها ماذا؟» قال: قلت: أتزوج منها وأحج وأنفق علي عيالي وأنيل إخواني وأتصدق، قال لي: «ليس هذا من الدنيا، هذا من الآخرة» ().

وأنتم أيها الاخوة الأعزاء، تمثلون شريحة من الشباب المسلم الواعي في المجتمع؛ ولهذا نري أن من الضروري أن نلفت انتباهكم ونذكركم ببعض الأمور والمجالات التي تهمكم وتهم مجتمعكم، والتي ينبغي لكم أن تضعوها نصب أعينكم؛ لأن فيها صلاح

دينكم ودنياكم، يقول تعالي: ?وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَي تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ?()، وفي آية أخري يقول الحق سبحانه وتعالي: ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَي لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ?().

الشباب والثقافة الدينية

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لطالب العلم عز الدنيا وفوز الآخرة» ().

وقال عليه السلام: «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك إنما الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك» ().

إن طلاب العلوم الذين يدرسون في المدارس الحديثة أو الجامعات أو الدراسات العليا نراهم يبذلون جهودهم وطاقاتهم ويصرفون الوقت الكثير لمواصلة دراساتهم وأبحاثهم الأكاديمية، ومعلوم أن الذي يدفعهم إلي ذلك تحقيق مكانتهم وبناء مستقبلهم وخدمة مجتمعهم، وهذا الأمر جيد وينبغي تشجيعه، ولكن المطلوب منهم أن لا يغفلوا عن الجوانب الأخري أيضاً من الحياة، فعليهم أن يخصصوا جزءاً من وقتهم لممارسة شعائرهم الدينية، ولابد أن يفتشوا عن مجالاتها كالهيئات والمجالس التي تدرس فيها العلوم الدينية ويحضروا فيها، وأن يتناولوا الجوانب المختلفة التي تخص دينهم وشعائرهم كأن تكون لهم دروس في تفسير القرآن الحكيم أو في التأريخ، أو العقائد، أو ما شاكل ذلك.

الطموح

والذي نطمح إليه هو أن تكون هذه الدروس الدروس الدينية ضمن الدروس المنهجية في مختلف المستويات الدراسية، حتي يكون أبناؤنا وإخواننا علي اتصال دائم بمعالم دينهم، وأن تكون مستوياتهم في ثقافتهم الدينية لا تقل شأناً عن مستواهم العلمي إن لم تكن أكثر، وبذلك سنضمن حصانتهم الروحية والفكرية وإشباع الجانب الفطري الذي يدفع الإنسان إلي الدين.

قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: «كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل» ().

إن دافع الإنسان إلي الدين والعقيدة هو دافع فطري غريزي وقد سلم به حتي الذين لا يؤمنون بالدين. فإننا إذا لم نغذ إخواننا وأبنائنا من ثقافتنا الإسلامية الصحيحة فسوف نترك فراغاً كبيراً في حياتهم، يفسح المجال للمنحرفين للقيام بإشباعه بما يسوغ لهم من أفكار وأعمال منحرفة، وهكذا ترون أن الأنظمة الشيوعية مثلاً حرصت علي إدخال الثقافة المادية والنظريات

الوجودية في المناهج الدراسية المقررة لكافة الفروع والمستويات العلمية، خاصة الجامعية ضمن ما أسموه (الثقافة الأممية).

وفي بعض الدول الإسلامية التي تحكمها أنظمة تدّعي القومية نراهم يدخلون مبادئهم المنحرفة عن الإسلام الحنيف في المناهج الدراسية بعنوان درس الثقافة القومية، وهكذا بقية الأنظمة.

فنحن حتي نجابه هذه الأفكار ولأننا نقول: ?رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً?() لابد لنا أن نعمل باتجاهين: اتجاه لصلاح دنيانا في كافة المجالات ولمواكبة تطور الأمم المتقدمة، واتجاه آخر للفوز برضوان الله تعالي، ولكن أن نعمل للدنيا فقط ثم نطلب من الله عزوجل الدار الآخرة الحسنة فهكذا تصرف ليس صحيحاً، بل الفوز بالآخرة يتأتي من خلال عملنا وما نقدمه في الدنيا، من أعمال الخير يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «بالدنيا تحرز الآخرة» ().

وقال عليه السلام: «من رزق الدين فقد رزق خير الدنيا والآخرة» ().

وقال عليه السلام أيضاً: «حصنوا الدين بالدنيا ولا تحصنوا الدنيا بالدين» ().

فالذي نريده هنا هو ان الدروس التي تقرر في المناهج الدراسية، يجب أن تبحث في دنيا المسلم وفي آخرته معاً، لتفي بمتطلبات الإنسان والمجتمع وتسد كلا حاجتيه المادية والمعنوية، وتبعده عن طريق الانحراف وحتي يأخذ الشاب المسلم الدور اللائق به في المجتمع.

التدريب علي استخدام الأسلحة

قال الله تعالي: ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ?(). مما ورد في تفسير الآية الكريمة أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «الرمي» () وبعبارة أخري: انه يلزم تعلم استخدام الأسلحة وخصائصها، وقال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله: «إركبوا وارموا، وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا..» (). وقال صلي الله عليه و اله: «الرمي سهم من سهام الإسلام» ().

وعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام

عن رسول الله صلي الله عليه و اله انه قال:

«صَهَلَ فَرَسِي وَ عِنْدِي جَبْرَئِيلُ فَتَبَسَّمَ فَقُلْتُ لَهُ لِمَ تَبَسَّمْتَ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ وَ مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَبَسَّمَ وَ الْكُفَّارُ تَرْتَاعُ قُلُوبُهُمْ وَ تُرْعَدُ كُلَاهُمْ عِنْدَ صَهِيلِ خَيْلِ الْمُسْلِمِينَ».

وعنه عليه السلام قال: «إن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: كل لهو في الدنيا فهو باطل إلا ما كان من رميك عن قوسك و تأديبك فرسك و ملاعبتك أهلك فإنه من السنة» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله عزوجل ليدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنة: عامل الخشبة و المقوي به في سبيل الله والرامي به في سبيل الله» ().

من خلال الآية الكريمة والأحاديث الشريفة نستخلص الأمر الذي ينبغي أن يلتفت إليه الشباب المسلم و هو: أهمية تعلّم استخدام الأسلحة و التدرب علي طريقة استخدامها ومعرفة مواصفاتها وخصائصها، وان يلموا بالمعلومات التي تتعلق بها مما يراه الاختصاصيون ضرورياً في هذا المجال، حتي يكون شبابنا علي استعداد دائم للدفاع عن حرمة الأمة الإسلامية، و دفع الأعداء الذين يريدون سلب الدين و الدنيا من المسلمين متي اقتضي الداعي إلي ذلك.

السلام أصل دائم

إن الدعوة التي نوجهها إلي الشباب المسلم بضرورة التدرب علي السلاح لا تتنافي مطلقاً مع الطريق السلمي الذي أمر به الإسلام، فليس هناك أي اعتداء أو أطماع توسعية في الإسلام، وإنما الذي يقصد أن يبقي السلام كسياسة وأصل دائم نتعامل به مع الأصدقاء والأقرباء والخصوم في نفس الوقت الذي ننطلق فيه من مواقع القوة، وإذا اقتضت الضرورة لاستخدامه كما لو داهمنا عدو نكون جديرين به، لأن الحروب حالات استثنائية شاذة في الإسلام، والسلام هو الأصل.

من هنا، فالذي يتوجب علينا هو أن نكون علي استعداد

لمواجهة العدو، فأعداؤنا يتربصون بنا دائماً، وحتي نردعهم علينا أن نكون مهيئين لمواجهة الأخطار، وهذا التهيؤ تجري ترتيباته في وقت السلم حتي لا يفاجئنا الأعداء في عقر دارنا، ومن ضمن هذه الترتيبات التدريب علي استخدام الأسلحة للذين تشملهم أحكام الجهاد، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الجنة تحت ظلال السيوف» ().

هذا يعني أن المجاهدين الذين يطلق عليهم مجازاً (إخوة السلاح) هم الأقرب إلي الله تعالي؛ لأنهم أعدوا العدة للدفاع عن الإسلام والجهاد في سبيل الله عزوجل، وبالنتيجة فهم الذين ينالون مرضاته تعالي وجنته.

استغلال أوقات الفراغ

قال أبو جعفر الإمام الباقر عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله حتي يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته وجسدك فيما أبليته ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته وحبنا أهل البيت» ().

الأمر الثالث الذي نود الإشارة إليه هو أن الطلاب بصورة عامة يمتلكون أوقات فراغ أكثر من غيرهم عادة، فمثلاً لديهم ثلاثة أشهر متواصلة من العطلة الصيفية إضافة إلي أيام التعطيل العديدة التي تتخلل الأيام الدراسية، إذن فلابد للشباب أن يستغلّوا أوقات فراغهم هذه ويستثمروها، لما فيه الخير لهم وللآخرين.

فلابد أن يسعي الشاب مثلاً في إعانة والده، سواء كان كاسباً أم مزارعاً أم تاجراً أم غير ذلك، وسواء في مجال عمله أم في الواجبات الأخري التي كان بإمكانه تأديتها نيابة عن والده، وهكذا بالنسبة إلي إعانة أمهاتهم وعوائلهم في الأمور المنزلية، إذ أن الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله وهو خير الخلق يقول: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم» (). فكان ينقل العجين إلي خادمه

ويشتغل أحياناً في البيت، ويطحن مع الخادم إذا أعيي ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويحلبها.. ويخدم مهنة أهله ويقطع اللحم()، وهكذا كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فقد كان يساعد فاطمة الزهراء ? في الطحن، فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يحطب ويستسقي ويكنس وكانت فاطمة ? تطحن وتعجن وتخبز» () وغير هذا من الشواهد.

ثمار استغلال الفراغ

فممارسة هذه الأعمال في أوقات الفراغ تنطوي علي مدلولات وفوائد كثيرة: فهي استغلال للوقت الذي لا يمكن أن تفرط به الأمة التي تريد لنفسها التقدم والازدهار، ثم انه يعني رفع العبء الذي يثقل كاهل آبائكم وأمهاتكم وإخوانكم، وبالتالي تشعرون أنكم قدمتم شيئاً لخدمة عوائلكم وذويكم، خاصة لو كانت المساعدة في مجتمع زراعي كالقري والأرياف. أما في المجتمع الصناعي فانه يوفر وقتاً ثميناً للإنتاج كماً وكيفاً في المصانع والمعامل؛ لذا نري أن حصيلته تظهر في رفع مستوي البلاد الإسلامية في الجوانب الزراعية والصناعية والحقول الأخري، وبالتالي الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي للأمة، وهذه المسألة مهمة جداً إذ تعني أننا نستطيع أن نقترب من مستوي الاستغناء عن واردات وخبرات الأجنبي الذي يكبلنا بمختلف القيود والشروط جراء استمراره في تأديتها لنا، رغم ما ندفعه من أموال وثروات مقابل ذلك. يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «احتج إلي من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره وأفضل علي من شئت تكن أميره» ().

نحن نري اليوم أكثر الوسائل والأدوات التي نستخدمها في مصانعنا أو في بيوتنا من صنع أجنبي، في حين أن عقولنا وطاقاتنا ليست أقل من عقول وطاقات الآخرين، والفرق أنهم استغلوا جهودهم ووقتهم ووظّفوه من أجل تطور بلدانهم في حين اعتاد بعضنا علي الاستهلاك والتلقي من

الغير دون مبادرة أو إبداع.

المحصلة

هذه الوصايا التي تكلمنا بها تخص حياتكم وحياة مجتمعكم والتي لها علاقة بتطور المجتمع والأفراد في الحياة الدنيا، وهي في النتيجة النهائية تصب في الآخرة لنلقي ثواب أعمالنا عندما تكون نابعة من إطاعة الله سبحانه وتعالي وهدفها مرضاته ورفعة وتقدم الأمة الإسلامية.

الارتباط المباشر بالآخرة

حتي تكون أعمالنا الدنيوية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالآخرة، يلزمنا أولاً وقبل كل شيء أن نضع الآخرة والموت نصب أعيننا، فلابد لنا من أن نُحمل في يوم من الأيام إلي القبور ونقدم بين يدي الجبار.

فعلينا أن لا نغفل عن زيارة القبور لأنها تذكرنا وتجسد أمامنا النهاية والمصير المحتوم لكل البشر، فإذا ما ذهبنا إلي مقبرة البقيع في قم المقدسة مثلاً، فإننا نري آلاف القبور تضم أناساً كانوا مثلنا في الحياة، فكان منهم البقال والفلاح والعامل والمعلم وطالب العلم والكاسب والنجار والغني والفقير والعالم والجاهل والرئيس والمرؤوس و.. ولكن انتهي دورهم في هذه الدنيا وانتقلوا إلي دار الآخرة، وهذا ما سوف نصير إليه جميعاً شئنا أم أبينا، ولهذا السبب يدعونا الله سبحانه وتعالي إلي الاستعداد لهذا اليوم وما سيعقبه من يوم الحساب، حيث يقول الله عزوجل: ?وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَي اللهِ?() فربنا سوف يحاسبنا علي جميع الأعمال التي قمنا بها في هذه الحياة أن خيراً فخير وان شراً فشر.

جاء في تفسير القمي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «خرج داود يمشي علي قدميه ويقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لا يبقي حجر ولا شجر ولا جبل ولا طائر ولا سبع إلا يجاوبه حتي انتهي إلي جبل إلي قوله عليه السلام فقال له داود: يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط؟ قال: لا، قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عزوجل؟

قال: لا، قال: فهل ركنت إلي الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها؟ قال: بلي، ربما عرض ذلك بقلبي، قال: فما تصنع؟ قال: أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه، قال: فدخل داود عليه السلام الشعب فإذا بسرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام نخرة، وإذا لوح من حديد ومكتوب، فقرأه داود عليه السلام فإذا فيه: أنا أروي بن سلمة ملكت ألف سنة وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف جارية، وكان آخر أمري أن صار التراب فراشي والحجار وسادي والحيات والديدان جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا..» ().

جزاء الأعمال

جاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أقعد رجلٌ من الأحبار في قبره، فقيل له: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، فقال: لا أطيقها، فلم يزالوا يقولون حتي انتهي إلي واحدة فقالوا: ليس منها بد، قال: فبم تجلدونني؟ قالوا: نجلدك لأنك صليت صلاة يوماً بغير وضوء، ومررت علي ضعيف فلم تنصره، فجلدوه جلدة من عذاب الله فامتلأ قبره ناراً» ().

فنحن أيضاً قد نواجه مثل هذا اليوم، فإذا لم نعتن بصلاتنا وصيامنا الواجب، ونحاول أن نتخلص منه بأعذار مختلفة أو نتغافل عن أداء الواجبات الأخري ولا ننصر الضعيف والمظلوم فإننا سنلاقي الجزاء أيضاً فيجب أن نعلم سلفاً بأننا لابد أن نواجه يوماً عسيراً وشديداً نحاسب فيه علي كل ذنب اقترفناه كما يقول تعالي: ?فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ?().

فقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة: ?فَمَنْ يَعْمَلْ? في الدنيا ?مِثْقَالَ ذَرَّةٍُ? أي بمقدار ثقل ذرة وهي الهباءة التي تري في الشمس إذا دخلت من الكوة في المحل المظلم ?خَيْراً يَرَه? أي يري جزاء ذلك الخير في ذلك اليوم. ?وَمَنْ يَعْمَلُْ?

في الدنيا ?مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً? من الكفر والعصيان ?يَرَه? في ذلك اليوم.. ولا يظلم أحد شيئاً، إلا أن يدرك عامل الشر شفاعة، إن كان من أهلها، أو عامل الخير إحباطاً؛لأنه أتي بسيئة تحبط أعماله().

وسوف تعرض علينا أعمالنا كلها كشريط الفيلم في الآخرة ليري الإنسان جميع أعماله، يقول تعالي: ?أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ?().

أنواع العذاب

ولكم أن تتصوروا كيف ستكون العقوبة في الآخرة للمسيئين الذين يعصون الله جل وعلا، وهناك رواية تقول بأن الشاب الذي ينظر إلي أعراض الناس سوف يدق في عينيه مسماران كبيران من النار جزاء نظره المحرم هذا، وذلك فيما إذا لم يستغفر الله عزوجل ويتوب عن هذا العمل المحرم، والشخص الذي يسمع الغناء والموسيقي سوف تملأ أذناه من صهير الرصاص.

وأما الشخص الذي يغرس في قلبه النيات الفاسدة للآخرين، وينوي العدوان في قلبه، ويملؤه الحسد والحقد والأنانية فسوف تسلط النار علي قلبه، يقول الله تعالي: ?نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ ? الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَي الأفْئِدَةِ?().

وهكذا المنافق الذي يمدحك في حضورك، وعند غيابك يتناولك بفاحش الكلام، فهذا الشخص سوف يخرج من فمه لسانان أحدهما إلي الأمام والآخر من قفاه، وهما لسانان من نار يحترق بهما ويعذب عذاباً شديداً علي سوء عمله في الدنيا.

لهذا يجب علي كل إنسان أن يسعي في أداء الصالحات ويجتنب المحرمات، وعليه أن يتذكر دائماً أن مصيره إلي القبر يوماً ما ويبدأ حسابه وعقابه منذ ذلك اليوم.

يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ ووَهِلْتُمْ وسَمِعْتُمْ وأَطَعْتُمْ، ولَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا وقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الْحِجَابُ» ().

ويقول عليه السلام: «يا ذوي الحيل والآراء والفقه والأنباء، اذكروا مصارع الآباء فكأنكم بالنفوس قد

سلبت وبالأبدان قد عريت، وبالمواريث قد قسمت، فتصير ياذا الدلال والهيبة والجمال، إلي منزلة شعثاء ومحلة غبراء، فتنوم علي خدك في لحدك، في منزل قل زواره ومل عماله، حتي تشق عن القبور، وتبعث إلي النشور» ().

ويقول عليه السلام: «يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت القبر، فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته، وغربته،إن القبر يقول كل يوم أنا بيت الغربة أنا بيت التراب أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود والهوام … وان المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر» ().

وحتي نتذكر دائماً ثواب وعقاب الأعمال ونتذكر يوم الجزاء، علينا ان نطيل النظر والإمعان إلي كتاب الله عزوجل فنقرأه ونفكر فيه بتدبر آياته، لنعرف أنفسنا بشكل أكثر، ونعد العدة لما بعد الحياة الدنيا لنفوز بمرضاة الله، ونتجنب عقوبته تعالي في ذلك اليوم الذي قال عنه تعالي: ?فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ?().

خلاصة الكلام

إذن خلاصة الكلام أن هناك أمرين أمام الإنسان المسلم وهما: إصلاح دنياه بالعلم والعمل والجهاد والسعي المستمر لتحقيق مكانته المرموقة اللائقة، وخدمة مجتمعه بما يصبّ في تطور الأمة وازدهارها لتحتل مكانها المناسب لها بين الأمم.

والأمر الثاني: إصلاح آخرته بالعمل الصالح، وأداء الواجبات والطاعات التي فرضها الله تعالي علي المؤمنين من صلاة وصيام، وذهاب إلي محافل القرآن الكريم، والتحلي بالصفات والأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة وما إلي ذلك..

فإذا ما أصلحنا دنيانا وأُخرانا فسوف يشملنا الله تعالي بواسع رحمته ومغفرته وتوفيقه، ويقبل أعمالنا بأحسن قبوله، فإنه تعالي قال: ?أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَي?().

وأنتم أيها الأخوة الشباب المؤمنون قد خصكم الله عزوجل بعظيم الأجر والثواب كما جاء علي لسان رسوله الكريم

صلي الله عليه و اله.

حيث يقول صلي الله عليه و اله: «سبعة في ظل عرش الله عزوجل يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عزوجل..» ().

ويقول صلي الله عليه و اله: «ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً» ().

اللهم … أسألك أن تصلي علي محمد عبدك ورسولك، وأن توزعني من شكر نعمائك ما تبلغني في غاية رضاك، وأن تعينني علي طاعتك ولزوم عبادتك واستحقاق مثوبتك بلطف عنايتك، وترحمني بصدّي عن معاصيك ما أحييتني وتوفقني لما ينفعني ما أبقيتني، وان تشرح بكتابك صدري، وتحطّ بتلاوته وزري، وتمنحني السلامة في ديني ونفسي، ولا توحش بي أهل أنسي وتمم إحسانك فيما بقي من عمري كما أحسنت فيما مضي منه يا أرحم الراحمين().

من هدي القرآن الحكيم

حب الدنيا رأس كل خطيئة

قال تعالي: ?وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَي مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ?().

وقال سبحانه: ?وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ?().

وقال عزوجل: ?وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ?().

وقال جل وعلا: ? فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاَ قَلِيلٌ?().

عند الله ثواب الدنيا والآخرة

قال تعالي: ?فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ?().

وقال سبحانه: ?مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ?().

وقال عزوجل: ?مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ?().

وقال جل وعلا: ? وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ?().

القبر: المصير المحتوم

قال تعالي: ?وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ?().

وقال سبحانه: ?وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ?

عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ?().

وقال عزوجل: ?أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ? وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ?().

وقال جل وعلا: ? قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ? مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ? مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ? ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ? ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ?().

من هدي السنة المطهرة

مزرعة الآخرة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «وإِنَّ الْمَالَ والْبَنِينَ حَرْثُ الدُّنْيَا، والْعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ» ().

وقال عليه السلام: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا وَلا تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ!» ().

وقال عليه السلام أيضاً: «لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين، رجل يزداد كل يوم إحساناً ورجل يتدارك سيئته بالتوبة، وأني له التوبة؟ والله، لو سجد حتي ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن أول ما عصي الله عزوجل به ست: حب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة، وحب النساء» ().

العبرة لمن اعتبر

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان القبر أول منازل الآخر، فان نجا منه فما بعده أيسر منه، وان لم ينج من فيما بعده ليس أقل منه» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه ? عن علي عليه السلام: «كان ضحك النبي صلي الله عليه و اله التبسم فاجتاز ذات يوم بفتية من الأنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بملء أفواههم، فقال: يا هؤلاء، من غرّه منكم أمله وقصر به الخير عمله فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور واذكروا الموت فانه هادم اللذات» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ان للقبر كلاماً في كل يوم يقول: انا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، أنا القبر، أنا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران» ().

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: «.. كأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك وصرت إلي قبرك وحيداً

فرد إليك فيه روحك، واقتحم عليك فيه ملكان: ناكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك.

ألا وان أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه.

ثم عن عمرك فيما كنت أفنيته، ومالك من أين اكتسبته وفيما أنت أنفقته، فخذ حذرك وانظر لنفسك، واعد الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار..» ().

حجاب القلب

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ان المرء إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فان تاب ونزع فاستغفر صقل قلبه منها، وان زاد فذلك الرَّين الذي ذكره الله تعالي في كتابه ?كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَي قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ?()» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «..وَ مَنْ لَجَّ وَ تَمَادَي فَهُوَ الرَّاكِسُ الَّذِي رَانَ اللَّهُ عَلَي قَلْبِهِ وَ صَارَتْ دَائِرَةُ السَّوْءِ عَلَي رَأْسِهِ» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أربعة خصال من الشقاء: جمود العين وقساوة القلب وبعد الأمل وحب البقاء» ().

وقال الإمام الكاظم عليه السلام: «أوحي الله تعالي إلي داود عليه السلام: يا داود حذّر، وأنذر أصحابك من كل الشهوات، فان القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني» ().

الشباب وعلو شأنه

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «سبعة يظلهم الله عزوجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عزوجل» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لست أحب أن أري الشاب منكم إلا غادياً في حالين: إما عالماً أو متعلماً فان لم يفعل فرط، فان فرط ضيع، فان ضيع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «أصبح إبراهيم عليه السلام فرأي في لحيته شيباً شعرة بيضاء فقال: الحمد لله رب العالمين الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة البقرة: 201.

() معاني الأخبار: ص175 باب معني حسنة الدنيا وحسنة الآخرة ح1.

() نهج البلاغة، الخطبة: 42.

() مستطرفات السرائر: ص564.

() سورة الذاريات: 55.

() سورة ق: 37.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص43 الفصل2 ح90.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص43 الفصل2 ح91.

() بحار الأنوار: ج2 ص94 ب14 ح32.

() سورة البقرة: 201.

() بحار الأنوار: ج7 ص47 ب3 ح30.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص85 الفصل5 في الدين ح1384.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص85 الفصل5 في الدين ح1392.

() سورة الأنفال: 60.

() وسائل الشيعة: ج11 ص107 ب58 ح2.

() وسائل الشيعة: ج11 ص107 ب58 ح1.

() وسائل الشيعة: ج11 ص107 ب58 ح1.

() دعائم الإسلام: ج1 ص345 ذكر الرغائب في ارتباط الخيل.

() وسائل الشيعة: ج11 ص107 ب58 ح3.

() بحار الأنوار: ج33 ص456 ب28 ح673.

() تفسير القمي: ج2 ص19 في تفسير سورة بني إسرائيل.

() نهج الفصاحة: ص318 ح1520.

() أنظر المناقب: ج1 ص146 فصل في آدابه

ومزاحه ?.

() تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص79، وغوالي اللئالي: ج3 ص200 باب التجارة ح25.

() الإرشاد: ج1 ص303 كلامه عليه السلام في وصف الإنسان.

() سورة البقرة: 281.

() تفسير القمي: المجلد 2 ص232 تفسير سورة ص.

() المحاسن: ص78 ب1 عقاب من تهاون بالوضوء ح1.

() سورة الزلزلة: 78.

() تقريب القرآن إلي الأذهان: ج30 تفسير سورة الزلزلة.

() سورة المجادلة: 6.

() سورة الهمزة: 6.

() نهج البلاغة، الخطبة: 20 وفيها ينفر من الغفلة وينبه إلي الفرار لله..

() بحار الأنوار: ج74 ص373 ب14 ح35.

() بحار الأنوار: ج6 ص218 ب8 ح13.

() سورة يس: 54.

() سورة آل عمران: 195.

() الخصال: ص343 سبعة في ظل عرش الله يوم القيامة ح8.

() بحار الأنوار: ج74 ص86 ب4 ح2.

() مصباح الكفعمي: ص101 دعاء يوم السبت للسجاد عليه السلام.

() سورة البقرة: 204.

() سورة البقرة: 185.

() سورة الأنعام: 32.

() سورة التوبة: 38.

() سورة آل عمران: 148.

() سورة النساء: 134.

() سورة النحل: 97.

() سورة العنكبوت: 27.

() سورة الحج: 7.

() سورة الانفطار: 4.

() سورة العاديات: 9.

() سورة عبس: 17-21.

() نهج الفصاحة: ص334 ح1603.

() نهج البلاغة، الخطبة: 23 وتشتمل علي تهذيب الفقراء بالزهد وتأديب الأغنياء بالشفقة.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 391.

() أمالي الشيخ الصدوق رحمة الله عليه: ص668 المجلس95 ح2.

() الكافي: ج2 ص289 ح3.

() بحار الأنوار: ج6 ص242 ب8 ح64.

() بحار الأنوار: ج73 ص59 ب106 ح8.

() الكافي: ج3 ص242 ح2.

() الكافي: ج8 ص72 ح29.

() سورة المطففين: 14.

() مشكاة الأنوار: ص256 الفصل 3 في ذكر القلب.

() نهج البلاغة، كتاب: 58 كتبه عليه السلام إلي أهل الأمصار.

() مكارم الأخلاق: ص437 الفصل 3 في وصية النبي ? لعلي عليه السلام.

() التحصين في صفات العارفين لابن فهد: ص6 القطب الأول.

() الخصال: ص343 سبعة في ظل عرش

الله يوم القيامة ح7، ومثله ح8.

() تحف العقول: ص70 كتابه عليه السلام إلي ابنه الحسن عليه السلام، وأنظر نهج البلاغة الكتاب: 31 من وصية له عليه السلام للحسن عليه السلام.

() بحار الأنوار: ج1 ص170 ب1 ح22.

() علل الشرائع: ص104 ب95 ح2.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.