نقد نظريات فرويد

اشارة

اسم الكتاب: نقد نظريات فرويد

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: جوابيه

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1418 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم

ولا الضالين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين

ولعنة الله علي اعدائهم اجمعين

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

قديماً استغل رجال الكنيسة واليهود ومن يدور في فلكهم الحرية الكبيرة الموجودة في الدولة الإسلامية، وتفرغ الحكام الي المسائل الجانبية والهامشية، أكبر استغلال، فقاموا ببث سمومهم وأفكارهم الباطلة، فترجموا كل الآراء والنظريات الضالة المنحرفة وأقحموها الي ساحات الفكر الإسلامي باعتبارها عقائد وعلوم جديدة.

وكانت النتيجة ان اخذ بعض المغفلين والساذجين ذلك الجديد لاعتبارات ودوافع عديدة فظهرت بذلك بعض فرق (التشكيك والزندقة والإلحاد و … ).

ولكن اذا كان البعض يحلو له عدم التدخل في هكذا أمور، لانها ليست من اهتماماته ودوائر شؤونه، وربما هناك قسم مساعد بصورة أو باخري علي ترسيخ هذه الأفكار، وهناك من اشترك في حبكتها وأشاعتها كما حدث في زمن المأمون العباسي. فان ذلك كان مخفراً لخط أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، ومثيراً لمدرستهم الخالدة للوقوف امام هذا الانحراف ومواجهته بمختلف الأشكال والصور، وعلي كافة المستويات، فكانت مجالس الحوار والنقاش لا تتوقف مع أهل التوراة والإنجيل والزبور ورؤوس الملاحدة والزنادقة، ولعل عصور الأئمة (الباقر والصادق والرضا والجواد) عليهم افضل الصلاة والسلام تميزت بمواجهة وردّ الفكر المستورد وانحرافات أهل الكتاب. وكتاب (الاحتجاج للطبرسي قدس سره) يشير الي جانب كبير مما نحن بصدده.

وحديثا استغلت الدوائر المسيحية والصهيونية الوضع المأساوي التي ينتاب الوطن الإسلامي وسيطرة بعض الدول الغربية علي مقدراته.. وتشعب وسائل الإعلام

وتنوعها لتقوم بعمل منظم ومدروس في مختلف الأصعدة والجوانب لتحريف عقائد المسلمين والتشكيك في مبادئهم. ومن ضمن الخطط والطرق التي ركزوا عليها هي اتباع السياسة القديمة التي سار عليها أسلافهم: من ترجمة كل ما هو جديد من أفكار ونظريات يهودية وغربية منحرفة والترويج لها بكل وسيلة متاحة حتي وان كانت هذه الآراء تخالف بعض مبادئهم، المهم عندهم إيقاع الفجوة بين المسلمين وعقائدهم.

فكانت الماركسية واللينينية والماوية والشيوعية والداروينية والوجودية والفرويدية والرأسمالية باعتبارها نظريات اقتصادية وسياسية وعقائدية حديثة!.

ومثلما وقف أئمة الهدي عليهم السلام امام مواجهات الانحراف والتشكيك في الماضي، يقف اليوم تلامذتهم وزعماء خطهم وعمالقة مدرستهم ورواد نهجم، وقفة صمود وتصدي لكل ما يطرح علي الساحة الإسلامية والعالمية من نظريات زائفة وآراء شاذة وأفكار بالية.

وسماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) يعد من أولئك القلائل الذين وقفوا كالطود الشامخ كأجداده للدفاع عن حريم العقيدة الإسلامية والتصدي لكل فكر ورأي شاذ ودخيل يخالف الشريعة والفطرة الإنسانية، فشخص جيداً عظم الداء وحذر منه، وأعطي بعناية الدواء الناجع وألح عليه.

فكتب (الفقه الاقتصاد) لعرض صورة الاقتصاد الإسلامي المتميز وردّ النظريات الاقتصادية الأخري كالرأسمالية والشيوعية. وكتب (مائة سوال حول الثالوث) و(ماذا في كتب النصاري) و(الصائبة في عقيدتهم وشريعتهم) و(كيف ولماذا اسلموا) لإبطال الأسس التي تبتني عليها هذه الأديان والمذاهب.

وكتب (القوميات في خمسين سنة) للوقوف امام الموجات العنصرية المتطرفة.

وكتب (مباحثات مع الشيوعين) و(ماركس ينهزم) لصد تيارات المد الأحمر.

وكتب (هؤلاء اليهود) و(هل سيبقي الصلح مع إسرائيل) و(احذروا اليهود) لتعريف المجتمع الإسلامي أساليب اليهود وخططهم في السيطرة والدعاية.

وكتب (البابية والبهائية) لفضح أساليب الاستعمار وأفكاره التي جاء بها.

وكتب (وقفة مع الوجوديين) لضرب آراء سارتر وتلامذته.

وكتب (الإنسان والقرد) لتفنيد فرضيات داروين.

وكتب (نقد نظريات فرويد) والذي هو بين يديك.

وهو كتاب

آخر ضمن سلسلة كتب سماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) الذي يرد بها علي بعض آراء فرويد ونظرياته، فكشف بطلانها وشخص عيوبها وأخطاءها بأسلوبه المعهود وطريقته المتميزة التي تتسم بالوضوح والبساطة كما تتسم بالقوة والحسم.

وسماحته رد فقط علي المهم مما جاء في نظريات فرويد، ولم يتطرق الي الجوانب والقضايا الأخري، والمتعلقة بسلوك فرويد وعلاقاته الشخصية والاجتماعية، لان سماحته اراد ان يواجه الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي وعدم الخوض في القضايا الجانبية، ولو اراد الخوض بها لربما قال البعض ان هذه امور شخصية وقضايا خاصة، مع انها تركت تاثيراً كبيراً علي كل ما جاء به فرويد من نظريات، فقد كشفت الدراسات الأخيرة بان فرويد كان يعاني من عقد نفسية عديدة، أثرت وبقوة عل كل ما طرحه في مجال الإباحة الجنسية، أهمها علاقاته الشاذة مع بعض رفاقه وارتباطاته المحرمة مع محارمه و …

وما قام به ويسير عليه علماؤنا الأعلام من تصدي ووقوف لكل ما هو منحرف وضال ومبدع وباطل ومستورد، لهو خير دليل علي ان مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) باقية علي الرغم من كل الظروف، وخطهم الأصيل ما زال يتمتع بوجود مكثف علي مختلف الأصعدة.

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت - لبنان

1418ه 1998م

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد و آله الطاهرين ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين الي قيام يوم الدين.

هذا الكراس اشارة الي بعض نظريات فرويد ونقدها، وبملاحظة امثال هذه النظريات يتبين عمق وعظمة النظرية الاسلامية وصحتها وتطابقها مع الفطرة، فان الاشياء تعرف باضدادها، كما في الحكمة.. والله المستعان.

كربلاء المقدسة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

1 السوفسطائيون

يشتط الشك بأناس الي (السفسطة)، وجعل ما في العالم، حتي نفس الشاك، خيالا، لاحقيقة له ولا واقع، وانما وهم محض، وخيال صرف، وفكر مجرد..

لكن اذا سألت عن هؤلاء: أين هذا الخيال..

وما مكانه..

وبماذا قام..

وكيف جاء..

وكيف يذهب..

وأسئلة اخري؟

قالوا: ان الحقيقة والواقع يحتاج الأسئلة، اما الخيال فليس بشيء حتي يثار حوله السؤال!!.

2 المتسرعون

ومن طرف آخر.. يشتط الظن بآخرين، الي ان يتصوروا ان أي شيء قام عليه (مثال) او (تجربة)، فهو الحق الذي لا مرية فيه، وغيره باطل وهراء، من دون التفات الي ان المثال بوحده لايكون دليلا، وتجربة واحدة لاتصلح مستندا، فاذا رأي هؤلاء زنجيا واحدا قالوا: كل زنجي حاله حال هذا الزنجي الذي نراه، في الشكل واللون والفهم والآداب، واذا رأوا ذات مرة ان دجاجة باضت بيضة ذات صفرتين، قالوا: كل دجاجة من هذا النوع تبيض كذلك.

3 منطق الدليل

وبين ذاك وهذا، وضع (علم المنطق) فالاول تفريط، والثاني افراط، والمنطق هو الوسط الذي قادت اليه الفطرة الانسانية، وانساق اليه العقل البشري..

فكلما قام عليه دليل برهاني (كما ذكر في مبحث الصناعات الخمس) فهو حجة، و يلزم القبول به.

وكلما لم يقم عليه مثل هذا الدليل، فاللازم ان لانقبله، ولاننفيه ايضا، الا اذا قام الدليل عليه او علي خلافه.

ومن هنا (لايمكن اثبات شيء ولانفيه الا بالدليل).

قال ابن سينا: (كلما قرع سمعك من غرائب الزمان، فذره في بقعة الامكان، مالم يدررك عنه واضح البرهان). فلا كون العالم بأسره خيالا، حقا، ولا كون التجربة او المثال بوحده دليلا، صحيحا.

4 استقراء ناقص

وهناك قسم ثالث من الناس _ لا السوفسطائي ولا المتسرع _ هم الذين يجعلون (الاكثرية) و(الاحصاء) دليلاً تاماً، فاذا اختار اكثر النواب والاعيان مطلبا، فهو الحق الذي يجب ان ينفذ.. و اذا دلت الاحصاءات علي شيء، فهو الواقع الذي لامرية فيه، ويكون ذاك حكما عاما علي كل شيء.

فاذا احصوا الف طفل في السنة الثانية من عمره يشرب كل يوم نصف لتر من الماء مثلاً قالوا: ان الاطفال يشربون كل يوم نصف لتر..

والمصيبة حينئذ بالنسبة إلي الآخرين من الاطفال، القسم الذي يحتاج إلي اكثر من نصف لتر والقسم الذي يكفيه اقل من نصف لتر ويضره الاكثر فرضاً، فان كلا القسمين سيقعان ضحية الاحصاء المزعوم.

ولنقل لهؤلاء: الم تكن الأكثريات _ الان_ أقليات، في زمان سابق؟ فإذا كانت الاقلية باطلة، فكيف قلتم بان نظريتهم حق، حين صارت نظرية الأكثرية؟

كما نقول لهم: الم تعلموا بان الاحصاء، يخرج عنه افراد كثيرون، فليس الاحصاء دليلا علي الحقية فيكف تحكمون حسب الاحصاء حكما عاما؟.

ومرة اخري نعرف هنا ايضا فائدة المنطق، وانه كيف وضع بميزان دقيق، و قواعد

مطردة، فقال: (الجزئي لا يكون كاسبا ومكتسبا) وقال: (الاستقراء الناقص لا يفيد علما ولا عملا).

هذا من ناحية..

5 التقليد الاعمي

ومن ناحية اخري، الناس عادة مجبولون علي اتباع اصحاب النفوذ، سواء كان النفوذ من جهة المال، او من جهة القوة، او من جهة العلم والثقافة، فكثير من الناس يحس في قرارة نفسه بالضعف، ولذا يريد ان يقوي نفسه بالاتصال الي جهات القوة والتي منها: (المال والسلاح والعلم)، لذا قال الشاعر:

رأيت الناس قد مالوا إلي من عنده مال

ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس قد ذهبوا إلي من عنده ذهب

ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا

ويقول المثل: (قوّ نفسك حتي احترمك).

وحين قوي الغرب، سلاحا ومالا وثقافة!!، انهال الناس عليه، يتبركون به، ويتمسحون بأعتابه، و يأخذون منه كل رطب ويابس، وغث وسمين، من دون ان يقفوا قليلا، حتي لا يحتطبوا بليل.

وهذا هو سبب ما نشاهده في بلادنا من التقليد الاعمي لكل ما يصدر عن هناك، حتي اذا كان الصادر، احتراف القتل والابادة، وامتهان البغاء و الشذوذ، والانسياق الي التوحش والهيبية.

وقد كان المجتمع الاسلامي قبل هذا القرن، يحرسه عقل في الادمغة. وايمان في القلوب، وقوة ضاربة بسبب حكومات المسلمين في البلاد، ومنطق فطري في المنهج، اما حين فتحت الأبواب لكل وارد، فلا عقل ولا ايمان ولا قوة ولا منطق..

وفي اثر ذاك انساق بعض شبابنا وتبعهم بعض الشيوخ – بحكم الظروف – الي كل فكر مستورد، وكل نظرية جوفاء مستجلبة، حتي كأنها وحي منزل، وكأن ما عداها خرافة وتأخر وانحطاط.

6 الدعاية الصهيونية

وساعدت في هذا المجال، قوة الدعاية، فقد قال احد زعماء الالحاد: (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتي يصدقك الناس).

وقال احد كبار التجار: (لو كان لي الف دينار، لصرفت تسعمائة وتسعة وتسعين منها في الدعاية، وابقيت دينارا واحدا بعنوان رأس المال).

والدعاية الغربية، خصوصا اليهودية منها، من أدهش

أنواع الدعايات وأمكرها، فقد يجعلون من الحبة قبة، ومن القبة حبة، فيلبسون الحق بالباطل، والباطل بالحق.

ومن الضحية؟

الافراد الجاهلون، والشباب غير الناضجين.

(ماركس) رجل يهودي..

و(فرويد) رجل يهودي..

و(داروين) خدم الافكار اليهودية حيث انهم يريدون تحطيم الاخلاق و الأديان، ليتسنّي لهم السيطرة علي العالم، حيث لايقف امامهم دين او خلق .

ولذا أخذت اليهود تنفخ وتضخم في هؤلاء، مع ما تحمل آراؤهم من الحلقات المفقودة، وربما اعتقاد راسخ لديهم بخطأ كل ما يطرحون من افكارهم ونظرياتهم ولكن نواياهم تقتضي ذلك.

واليهود – في هذا القرن – من ابرع و اشهر الناس في طبخ الدعاية المركزة، وجمع اطراف اهدافهم، بحيث يظن انه الحق، فمثلا اذا ارادوا دعم آراء ماركس، تراهم يدخلون ذلك في جميع مناحي الحياة، في (الاذاعات والتلفزة) وفي (الصحف و الجرائد) وفي (النوادي والسينمات) وفي (الكتب والكراسات) وفي (المدارس والمعاهد) و في(التاريخ والجغرافيا) وفي (السياسة و الاقتصاد) وفي (التربية والاجتماع) ويدخل حتي في (المبغي والملهي)..!

يقال: ان معاوية اذا اراد وضع حديث يصعب علي الناس قبوله، احكم الصنع في الوضع، فيطلب شخصاً من صنعاء، وآخر من المدينة، وثالثاً من الكوفة – مثلا – فيعلّم احدهم ان يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (لايعجبني كلام طلحة)، ويلقّن الآخر ان يقول: رأيت الرسول (ص) وحدثه طلحة بحديث فقطب وجهه!، وقال للثالث، قل: ان ابي سمع عن طلحة حديثا، فاستفسر الرسول (ص) عن صدق كلام طلحة، فقال الرسول (ص): (مالي ولطلحة الي كم يتقول عليّ).

فاذا انتشرت في بلاد الاسلام هذه الاحاديث اصعد معاوية خطيبه علي منبر الشام يقول: سمعت رسول الله (ص) قال: (اكذب الناس عليّ طلحة) و هكذا ينشر في بلاد الاسلام كذب طلحة، ولماذا؟..

لانه روي عن الرسول (ص) –مثلا-

حديث: (لا اشبع الله بطنه)..

و سواء صح هذا النقل عن اسلوب معاوية في خلق الاكاذيب ام لا، فان أسلوب اليهود الدعائي هو نفس هذا الاسلوب وأمكر.

فهم يفرغون الدعايات في قوالب براقة، تحت ميزان علم النفس الدقيق، ولذا تؤثر الدعاية في نفوس البسطاء، بل وربما في نفوس غير البسطاء ايضا..

و (فرويد) ونظرياته مما دعا اليها اليهود بكل حولهم و طولهم، وقد كانت نظريات فرويد مادة خصبة لهم، حيث انه اجتمع في نظرياته عوامل:

الاول: انه كان ممن طاردته النازية، فتمكن اليهود ان يجذبوا عواطف الناقمين علي النازية بهذا السبب.

الثاني: انه كان يدعو الي الاباحة الجنسية، وكان ذلك ربحا مزدوجا لليهود، حيث ان الشباب يقعون بهذا السبب في شباكهم، وانهم بذلك يتمكنون من تحطيم الاخلاق و الاديان، و هذا من اكبر اهدافهم.

الثالث: ان الناس بعد الحرب العالمية الثانية كانوا يلتمسون مأمنا نظريا كما كانوا يلتمسون سلاما حقيقياً فكانت نظريات فرويد التحليلية حين ما يمكن جلب بعض الناس المرهقين بالحروب، اليه.. و لهذه الاسباب وقع العالم ضحية هذه النظريات، التي هي أشبه بالخيال من كونها حتي مجرد فرضية ونظرية.

7 اعمل.. ثم اعمل

ان البعض في بلاد الإسلام وقع ضحية هذه النظرية (الفرويدية) وسائر النظريات المستوردة، وقد أدّت هذه النظريات مفعولها المرّ، فان هذه النظريات هي التي سلطت الاستعمار الحديث بكل اشكاله علي بلاد الإسلام، وهي التي كبتت الحريات واهدرت الكرامات، وهي التي قتلت عشرات الالوف من ابناء المسلمين، في جبال العراق، وفي سيناء، وفي القنيطرة، وفي الاردن، وفي جنوب لبنان، وفي اليمن، وفي غيرها..

أنها نظرية.. فسلوك.. فنتائج!

ان اللص اولا يفكر في السرقة..

ثم يسير اليها..

ثم يسرق.

وهكذا بالنسبة الي سائر الجرائم.

فماذا اذن؟

ان الضرورة الملحة تقتضي ان نفضح هذه النظريات، بالمنطق والبرهان كما قال تعالي:

(وجادلهم

بالتي هي احسن) حتي لاتبقي من فلوها حتي مقدار حفنة، اذا أردنا انقاذ بلاد الاسلام من الاستعمار ومن الويلات والمأسي..

ويجب ان نجعل قاعدتنا في الانطلاق قاعدة: (اعمل، ثم اعمل، ثم اعمل، حتي تنجح).

والنصر النهائي للاسلام ولحملته، لان هذه النظريات والافكار، بالاضافة الي انها لم تستند الي منطق او دليل، اثبتت فشلها، في كل الميادين، وانها لاتفيد الا شقاءاً و تعاسة..

نعم الدعاية والاغراء هما مطيتا هذه النظريات، فاللازم ابداء زيفها، وبيان معاكساتها بالمنطق والبرهان، واظهار بشاعتها ونتائجها الوخيمة، حتي ينفض المغترون عن حولها، ويرجعوا الي صوابهم ورشدهم، وبذلك يعيد خيرهم وسعادتهم، والله المستعان.

8 منطق الوجدان

الانسان له جهتان:

1: جهة الجسد، والغالب انه مسيّر في هذه الجهة، ولا اختيار له فيها، فقد يكون طويلا، وقد يكون قصيرا، جميلا او قبيحا، ابيض او اسود، هزيلا او سمينا، وهكذا…

2: جهة الروح، وللروح ناحيتان:

الاولي: ناحية التلوّن، وهي الناحية التي تلونت بواسطة (الوراثة)، (التربية)، (المحيط) وما اشبه.

الثانية: ناحية التمكن، وهي الناحية التي تبقي بإختيار الانسان مهما اراد وكيفما اراد.

والناحية الاولي خاضعة للناحية الثانية، مهما كان التلون قويا، ولذا نري الانسان يختار ما يريد، وان كان اختياره علي خلاف البيئة وعلي نقيض التربية والوراثة.

هذا هو منطق الوجدان في الانسان، و يؤيده القرآن الحكيم حيث يقول:

(انا هديناه السبيل اما شاكرا و اما كفورا) و: (وهديناه النجدين).

كما يؤيده منطق عقلاء العالم، فالسجون والقوانين والانظمة والحكومات، انما وضعت وقررت لأجل ان يكون الانسان حراً مختاراً فيما يفعل و فيما يترك.

وكما تري بشاعة قانون يقضي إدانة الانسان، لطوله او للونه الابيض _مثلا_ كذلك كان قانون ادانته لانه سرق اوقتل بشعا اذا كان الانسان مسيّرا ولم يكن مخيرا..

لكن عقلاء العالم يرون بونا شاسعا و فرقا كبيرا بين (بياض اللون

والطول) وبين (السرقة والقتل) فالاول لايستحق اللوم او العقوبة، بينما الثاني يستحق اللوم والعقاب.

لندع العقلاء..

ولنري اساتذة الغرب، ومعلمي شبابنا ماذا يقولون؟

1: ف (ماركس) يري ان عواطف البشر، واتجاهاتهم، وتصرفاتهم، انما هي ثمرة (العلائق الارتزاقية)، ومعني ذلك: انه (لا عدل ولا ظلم) و(لا صدق ولا كذب) و (لا امانة ولا خيانة) و(لا حسن ولا قبح) و هكذا.. بل هناك (علاقة الارتزاق) فقط، وهي التي تحدد الحسن والقبح وسائر الاعمال والأقوال.

فتارة تقتضي علاقة الارتزاق، كون الامانة حسنة، وتارة تقتضي كون الخيانة حسنة، وهكذا.. الي سائر الامثلة.

والفرق بين هذا الرأي في العلائق.. وبين رأي السوفسطائيين في الكون هو:

ان رأي ماركس في التشريعيات، ورأي السوفسطائي في التكوينيات، ماركس ينكر حقيقة الامور العقلية القائمة علي الموازين الثابتة، والسوفسطائي ينكر حقيقة الامور الكونية المستمرة بموازين لا تزحزح.

2: و(فرويد) يري ان تصرفات البشر، واتجاهاتهم، وعواطفهم، ثمرة (الغريزة الجنسية)، فالغريزة الجنسية هي التي تحرك الانسان منذ ولادته الي حين مماته.

ف (ماركس) يقول: بأن الاقتصاد هو الذي يحرك الانسان ويحدد سلوكه.

و(فرويد) يقول: بان المرأة هي التي تحرك الانسان وتحدد سلوكه.

ثم.. لنسأل الاساتذة الذين قالوا، والاتباع الذين قلّدوا: اية هذه الاقوال الثلاثة المتناقضة هي الصحيحة؟

هل كلها؟

وكيف يمكن؟

ام احدها؟

وما هو؟

واذا كان احدها صحيحا، فما ذا يكون جوابكم عن القولين الآخرين؟

وبالجواب الذي تجيبون عن القولين الآخرين نجيب عن هذا القول الذي اخترتموه.

9 الفطرة والواقع

الانسان _ كما عرفت في الفصل السابق _ مركب من عواطف واتجاهات، وقد ذكر في الاخبار الواردة عن النبي والائمة الطاهرين، صلوات الله عليهم اجمعين، ان الله خلق في الانسان العقل، وخلق له جنودا خيرة، وخلق في الانسان الجهل، وخلق له جنودا شريرة.. فالصدق والأمانة و الوفاء – مثلا – من جنود العقل المخلوقة في

الانسان، و الكذب و الخيانة و النكث – مثلا – من جنود الجهل المخلوقة في الانسان.

ثم ان الله تعالي أعطي الاختيار بيد الانسان، ان شاء رجح ما يأمر به العقل، فصدق (مثلا) وان شاء رجح ما يأمر به الجهل، فكذب (مثلا) فان رجح الاول كان له الاجر والثواب، وان رجح الثاني كان عليه الوزر والعقاب.

قال تعالي: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)

وقال سبحانه: (ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان أسأتم فلها).

ثم ان الوراثة و التربية والمحيط قد تمد جنود العقل، وقد تمد جنود الجهل.

والامور الثلاثة: (هواجس الخير والشر في الانسان)، (ارادة الانسان)، (امداد الوراثة والتربية والمحيط) كلها وجدانية فطرية..

فانا نجد في انفسنا تنازعا بين (ان نصدق او نكذب)، بين (ان نعدل او نظلم)، بين (ان نفي او ننكث)..

كما انا نري وجدانا: انا نملك زمام الارادة، سواء شئنا هذا او ذاك..

كما انا نري وجدانا: صعوبة ترك العادة و ترك ما خالف البيئة.

نقول: صعوبة ذلك، لا استحالته، والدليل علي عدم الاستحالة ما نشاهده بالالوف، من الذين يخالفون آباءهم وتربيتهم وبيئتهم، فيسيرون الي الصلاح من الفساد، ومن الفساد الي الصلاح.

لكن أساتذة الغرب، ومعلمي بعض شبابنا، يقولون ضمن بعض بنود (العلوم السيكولوجية) التي اقحموا فيها النظريات الشاذة.. وهل لهم دليل؟

كلا.. غير الادعاء.

والغريب ان كل واحد منهم يقول شيئا غير ما يقوله الآخر، وان كانوا في بعض الخطوط العريضة يتلاقون.

ف (فرويد) و(يونغ) و(ادلر) و(كوتشمر) و(بافلوف) وغيرهم من (السيكولوجيين) يقول كل واحد منهم رأيا يخالف رأي الآخر، ويخالف رأيهم مجموعا رأي الواقع والوجدان.

ف (مثلا) يقول فرويد: اننا نحب ونكره، ونخاف ونشجع، ونشمئز ونقبل، ونفعل ونترك، بعواطف كمنت فينا منذ الطفولة، ولا ندري بها، الا بعد التحليل

الشاق.

وهكذا يكون حال سائر الأساتذة السيكولوجيين، ممن تقدم اسمه او لم يتقدم.

10 للانسان مجموعة حالات

للإنسان معدة تجوع، فتحركه نحو طلب الطعام.

وحالة جنسية تجوع، فتحركه نحو الجنس.

وحالة انحرافية – هي المرض – اذا وجدت، تحركه نحو الطبيب والدواء.

وحالة وراثية تدفعه الي السير بذلك الاتجاه.

وحالة ذهنية تدفعه لمعرفة المبدء والمعاد، تحركه نحو الدين.

وحالة اجتماعية تحركه باتجاه المجتمع.

وحالة عقلية تحركه نحو العدل والحق.

وحالة طارئة – ايا كان نوعها من غضب او فرح، حزن او سرور، او غيرها – تدفعه الي مسير اندفاع تلك الحالة.

وحالة.. وحالة.. وحالة..

واتجاه الانسان يكون ثمرا ومفعولا، لهذه الحالات المتنوعة.

وهذا هو الذي يجده كل عاقل في قرارة نفسه، وهذا هو الذي يصدقه المنطق، وهذا هو الذي يصدقه المجتمع غير المنحرف، بافكار وآراء ونظريات أقحمت فيه اقحاما.

فكما انه اذا جاء انسان وقال: ان المسيّر للانسان (الدين) وحده، او (الغضب) وحده، او (المرض) وحده.. يكون كلامه موردا للنقد.

كذلك اذا جاء شخص وقال: ان الانسان يحركه (الارتزاق) فقط، او يحركه (الجنس) فقط، او يحركه (الاجتماع) فقط..

11 منطق الدعاية

يقول فرويد: ان النفس البشرية تطورت من نفسي الحيوان الوحشي وانسان الغاب، ولذا بقي في النفس البشرية بقايا وراثات من الوحش.

وما الدليل علي ذلك؟

هناك.. من لايحتاج في كلامه إلي الدليل!

انه يقول.. والابواق الدعائية هي الادلة.

قد كان (هتلر) يقول.: (ان القوة هي القانون، فمن كان اكثر قوة، كان عمله اكثر قانونية)..

وهنا كذلك فمن كان اكثر دعاية، فكلامه اكثر دليلا.

12 الوراثة والتربية

النفوس البشرية تختلف في الملكات، وان كان زمام الارادة بيد الانسان، فبعض النفوس تخلق شجاعة، وبعضها تخلق جبانة، وبعض النفوس تكون سخية، وبعضها تكون بخيلة، وهكذا..

وهذا امر وجداني، نشاهده حتي في الاطفال، و تبقي آثاره الي حالة الكبر.

فالصفات والملكات قد تكون شبيهة بأقسام الالوان، حيث تختلط بالارواح منذ الولادة، فمثلا لو جعلنا (البخل: بلون اسود) و(الكرم: بلون ابيض) و(الشجاعة: بلون احمر) و(الجبن: بلون اصفر) وهكذا.. فان الانسان الذي اختلط اللون الاسود بروحه _ بمقدار غرام _ يكون بخيلا، ومن اختلط اللون الاسود بروحه مقدار عُشر غرام، يكون اقل بخلا، وهكذا.. ولا مناقشة في الامثال.

نعم.. يبقي بعد ذلك زمام الإرادة بيد الانسان، فالبخيل فطرة يتمكن ان يهب الالوف، كما ان الكريم فطرة يتمكن ان يبخل، ف (الفطرة مقتضية، وليست علة تامة).

هذا ما قام عليه المنطق، ودل عليه الوجدان.

ثم.. يأتي دور التربية، فيجعل من (ابي ذر) البدوي، الراعي، الغليظ، المشرك.. أنسانا يشبه عيسي بن مريم عليهما السلام، حتي قيل: (ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء علي ذي لهجة اصدق من ابي ذر).

فرويد يري ان للسنين الاولي من عمر الطفل، أكبر الاثر في التوجيه الأخلاقي.

فان اراد تأثير التربية فلا كلام وان اراد غير ذلك فعليه الدليل.

13 منشأ السعادة والتعاسة!!

يقول فرويد:

هناك (وجدان)..

وهناك (عقل باطن).

فالوجدان هو (ما نجد).

والعقل الباطن (هو الباقي في روحنا من آثار الغاب والوحشية).

وبين هذا وذاك تدافع ومضادة، فكلما سيطر (الوجدان) كان الانسان يشعر بالسعادة والارتياح، واذا سيطر (العقل الباطن) الباقي من آثار الغاب، يشعر الانسان بالكآبة والتعاسة..

وذلك: لان العقل الكامن، خلاف الحضارة، والوجدان موافق للحضارة، والموافق للحضارة سعادة، والمخالف للحضارة شقاء وتعاسة.

ولنسأل:

1: من أين لنا (وجدان) و (عقل باطن) كل واحد منهما شيء خلاف الآخر؟

2: ثم من أين

كون (الوجدان) يوافق الحضارة و(العقل الباطن) خلاف الحضارة؟

3: ثم من اين ان (العقل الباطن) من وراثة الغاب؟

4: واخيراً كيف يعلل السعادة و التعاسة، بهذين الأمرين لا غير؟.

14 القوي المسيّرة

هناك عوامل متعددة تسيّر الإنسان:

الدين، الرزق، الجنس، العقيدة، الحب، العداوة، المنصب، الخوف، العادة.. الي غيرها.

وهذا ما يحكم به الوجدان.

نعم قد تكون بعض هذه العوامل اكثر تأثيرا في سلوك الانسان وسيرته، من البعض الآخر، فالمتدين الشديد التدين يسيّره الدين اكثر من غيره، و العدو اللدود الذي تشتعل نار العداوة في باطنه يسيّره العداء اكثر مما سواه، وهكذا.

اما (فرويد) فقد عرفت انه يرجع تسيير البشر الي الجنس، ويقول: انه القوة الكامنة التي تحدد سلوك البشر منذ الولادة الي حين الممات..

فهو يعتقد ان (العواطف الكامنة الموروثة) و(العواطف المغروسة منذ الطفولة) هما دفتا تسيير البشر. اما (الوجدان المعاصر) فلا أثر له، أو له اثر ضئيل جدا.

ولو صح القول: ان (قوة واحدة) تسيّر البشر، لكان اللازم ان نقول: ان القوة المسيرة هي (الوجدان المعاصر) فحسب، فانا نجد من انفسنا ان (سلوك المجتمع) و (الدروس) و(كيفية التربية) وما اشبهها هي التي تكون (الوجدان المعاصر) وهي التي تسيرنا، لا (العواطف الموروثة) ولا (العواطف المغروسة).

ومن أين جاء ان المسيّر هي (العواطف الموروثة و المغروسة) فقط؟.

15 البعد الواحد

(فرويد) يفسر كل شيء بالشهوة الجنسية.

انه يقول: الكاتب الذي يثور علي الاوضاع الفاسدة، فيكتب ناقدا للأمير الظالم والحاكم الغاشم، ان المحرك الاساسي فيه هو الجنس!!

وكيف؟

يقول: ان الامير مستبد، يشبه (اب الكاتب) فكرهه لأبيه امتد الي كرهه للأمير المستبد!!

وأي ربط بكره الاب، للجنس؟

يقول: ان الانسان يكره اباه، لانه منعه من مزاولة العمل الجنسي مع امه!!

وحين نسأل: وهل الطفل الصغير يريد مزاولة العمل الجنسي مع امه؟

يقول: نعم.. وفوق ذلك، ان الطفل في حالة الرضاع يحب أمه حبا جنسيا ويجد لذة جنسية في الرضاع و التمسح بجسم الام.

16 المحرك الأساسي…

فرويد يقول: الولد يختار زوجته من طراز امه، في العين والملامح وقسمات الوجه.

وينظر الي رؤسائه نظره إلي ابيه (العدائي) حيث عادي اباه حال طفولته، لان الاب كان يحول بين الطفل و بين الاستمتاع بالام.

و ينتقي الدار والسيارة و.. التي يراها تلائم ذوق زوجته.

و يأكل الطعام، ليقوي علي مزاولة العمل الجنسي مع زوجته.

و..و..

17 منشأ حس العدالة

لنفرض أنك ولدت في صحراء ولم تر اما ولا أبا ولا أحدا آخر، ثم حزت شيئا، فجاء انسان آخر فجأة، و أخذ هذا الشيء منك بالقهر والغلبة، فما ذا كان يحكم وجدانك؟

هل ان القاهر فعل حسنا، ام قبيحا؟

ثم لنفرض انك بوضعك السابق، جاءك إنسان و قدم اليك ما تشتهي بدون قصد جزاء او شكور، فماذا كان يحكم وجدانك؟

هل ان المعطي فعل حسنا او قبيحا؟

ان الانسان – بالفطرة – يري ان الشخص الاول القاهر لك، فعل قبيحا، والشخص الثاني المعطي لك، فعل حسنا.

وكذلك اذا انت رأيت طفلا يبكي، لألم ألم به، ثم اخذت الطفل وضربته ضربا مبرحا بلا سبب، أحسست في قرارة نفسك انك فعلت سيئا.

ولو أخذت الطفل الذي كان يبكي وأسكته وأعطيته ما فرّحه، احسست في قرارة نفسك انك فعلت حسنا.

فمن اين هذا الاحساس:

الاحساس بالعمل السيئ في الحالة الاولي، والاحساس بالعمل الحسن في الحالة الثانية؟

انه (نداء الفطرة) و(صوت الضمير) و(حس الوجدان).. لا يختلف في ذلك انسان القرية عن انسان البلد، و الجاهل عن المثقف، ولا المتدين عن من لا دين له.

اما (فرويد) يري ان حس العدالة، نشأ من جهة (الجنس) حيث ان الطفل كان يكره اباه الذي يزاحمه ويصد عن وصول الطفل الي امه وصولا جنسيا، ولذا نشأ منذ الطفولة حس مقاومة الظلم والاستبداد في هذا الطفل، فالذي يضرب انسانا اعتباطا، او الذي

يضرب بنفسه طفلا لا ذنب له، تتحرك في ذلك الضارب حس الطفولة، الذي اختمر فيه من جراء الجنس!!.

اما (يونغ) يري ان هذا الحس بالعدالة، روح كامن في الانسان نشأ من الحضارات الاولي، التي سادت ثم بادت، فالذي يكره الظلم نشأ في نفسه وراثة اثارة نهضة دينية، او حركة شعبية اصلاحية كبيرة.

و(ادلر) يري ان هذا الحس بالعدالة، نشأ لانه كان في طفولته يعاني نقصا في جسمه او تشويها في وجهه، وكان الخجل يحز في نفسه، ويبعثه للثورة علي المستبدين والذين يخجل منهم، يريد الانتقام، ارضاءا لما يعانيه من النقص!.

18 الاحلام عند فرويد

اما الاحلام فيري (فرويد) انها بقية وراثة في النفس، كما ان الزائدة الدودية بقية وراثة في الجسم.

فانا نحلم كما لو كنا نعيش قبل عشرين الف سنة، اي بنفسية تعيش في بيئة الوحوش، والغابات والكهوف المظلمة، ولذا نجد جملة من الاحلام غير مرتبطة ببيئتنا التي نعيش فيها، ولا مرتبطة بالكتب التي نقرؤها.

يقول فرويد:

ان اسلافنا القردة!! كانت تعيش فوق الاشجار، فكانت تخاف السقوط، كما كان يتفق ان يسقط اطفالها من أعلي الشجرة، وهذا الخوف هو الذي ورثته اطفالنا، ولذا كثيرا ما يري الطفل في المنام انه يسقط من مكان عال اوهو مشرف علي السقوط.. فالطفل ورث الافكار، وتظهر الوراثة في المنام.

اما من يري انه يطير، فانه ايضا بقايا حالة (الطير) فان (داروين) يري ان الانسان قبل ملايين السنوات كان طيرا، ثم تحول الي القرد، فالانسان..!.

اما من يري بانه يسبح في الماء، فانه ايضا بقايا حالة (السمك) فان (داروين) يري ان الانسان قبل ملايين السنوات كان سمكا في الماء، ثم تحول الي قرد، فالانسان..!.

19 أي تحرير!

قال رجل: شكوت الي ابي الحسن عليه السلام ابنا لي؟

فقال عليه السلام: لا تضربه، واهجره ولا تطل.

وهذا ما يلائم الواقع، فان الولد لا يتحمل الضرب، اذ لا يعمل ما يعمل عن علم وعمد وإدراك، كما يعمله الكبير، ولذا ورد في حديث آخر: (عمد الصبي خطأ تحمله العاقلة).

كما ورد حديث رفع القلم.

ثم ان الولد ليس كالجدار، لا يشعر بشيء، ولذا يلزم هجره اذا فعل قبيحا، هجراً لأجل التأديب. ثم يأتي دور أن نفس الطفل، لا تتحمل الهجر الطويل، اذ نفسه صغيرة، فربما أحدث الهجر الطويل رد فعل فيه، يسبب مرضا او عنادا او مفسدة اخري، ولذا نهي الإمام عليه السلام عن الهجر الطويل.

لكن (فرويد) يزعم

انه هو الذي حرر الاطفال عن القسوة، وانه بين كيف ان حالة الطفولة مرتبطة بحالة الشباب والكهولة، وانه كيف تنشأ الصعوبات والعقد النفسية وردود الفعل في المستقبل للطفل؟.

هنا مرحلتان:

1: مرحلة بيان ما للطفل وما علي الطفل.

2: مرحلة ان فرويد حرر الاطفال، فأين التحرير؟ ان سجون الاحداث وقوانين كبت الاحداث والمضايقات الاجتماعية علي الاحداث والتعديات المستمره علي القاصرين و..كلها نشأت بعد (فرويد) وفي زمان (فرويد).

اما مسألة ربط المستقبل للطفل بحالة طفولته، فان بعض ذلك صحيح، قاله الاسلام من قبل فرويد بعدة قرون، وبعضه ليس بصحيح، وقد بين (علم الوراثة) و (علم الاجتماع) و (علم النفس) زيفه، كما ان الوجدان يشهد بزيفه ايضا.

20 اقانيم فرويد!

في كامن الانسان، اي انسان كان، مزاجان:

مزاج الخير ومزاج الشر، وان شئت قلت: مزاج العقل ومزاج العاطفة والغرائز.

فالخير يقول للمرتشي: لا تأكل الرشوة، والشر يقول له: كلها..

والعقل يقول: اعدل في الحكم، والشر يقول: انحرف نحو الاهواء، وهكذا في كل حادثة و قضية.

والانسان قد يقوي مزاج الخير في نفسه، بالتفكر والتقليد والعادة وما اشبه، وقد يقوي مزاج الشر.. والذين يقوون مزاج الخير يجدون من انفسهم طمأنينة وارتياحا، بالعكس من الذين يقوون مزاج الشر، فانهم يجدون من انفسهم وخزا و تأنيبا.

أسمع الي قاتل الامام الحسين عليه السلام، كيف كان ينشد:

افكر في امري علي خطرين اأترك ملك الري والري منيتي

ام أرجع مأثوما بقتل حسين؟

هذا.. هو ما يعرفه كل انسان.

لكن فرويد يقول: الذات البشرية مؤلفة من ثلاثة اقانيم:

1: اقنوم (الايد) وهو طبيعتنا الحيوانية و غرائزنا البدائية الكامنة.

2: ثم اقنوم (الايجو) وهو شخصيتنا الوجدانية الاجتماعية، التي ندري بها.

3: ثم اقنوم (السوبرايجي) وهو ضميرنا، وما نتطلع اليه من شرف وبر وفضيلة.

هذا كلام فرويد..

ولو ان انسانا طالع الفلسفة الاسلامية الصحيحة، ورأي

فيها صحة التقسيمات، وقوة الادلة، ومطابقة القضايا المذكورة فيها للحقيقة والمنطق والوجدان.. ثم طالع مقالات فرويد ومن اليه، لرأي البون شاسعا، وانهم لم يصلوا بعد الي المستوي المطلوب.

21 حضارة فرويد!

قسم من الناس يفهمون الحقائق فهما عكسيا، فاذا رأي انسانا مستهترا، قال: ان التقوي حفزته علي الاستهتار، حيث ان التقوي سببت كبت نفسه فاحدثت رد الفعل بان صار متقيا!..

واذا رأي انسانا متقيا، قال: انه انسان عاص وكثرة عصيانه سببت انزعاجه فاحدثت له التقوي!..

واذا رأي ثريا، قال: ان الفقر حفزه علي التجارة..

واذا رأي فقيرا، قال: ان الثروة هي التي سببت فقره حيث اخذ يسرف في المال حتي افتقر.. وهكذا وهلم جرا.

صحيح انه قد يكون سبب بعض الامور رد الفعل، ولكن ليس ذلك كليا، فالمتقي قد يكون سبب تقواه رد فعل العصيان، وقد يكون سبب تقواه نزعته النفسية الخيرة، وقد يكون السبب بيئته، وقد يكون تربيته، وهكذا بالنسبة الي سائر الأمور.

اما فرويد، فانه يقول، في سبب تكون (الحضارات) ووجودها: انه هو (الجنس)، فالحالة الجنسية هي التي تسبب تكون الحضارات.. وكيف؟

يقول: ان الطفل يريد المزاولة الجنسية مع امه، لكن الاب يمنعه، ويكظم الولد (هذه الرغبة وهذا الكظم) خوفا او حياءا، وهذا الكظم يدور في دورات مختلفة، في نفس الشخص طوال حياته، فيفرج عنه بنشاط بدلي، فيتسامي به الي ايجاد حضارة.. وهكذا يتسامي به الي ايجاد الثقافة _ والثقافة لون من الوان الحضارة _.

اذن.. فالحضارة من مواليد (الجنس)، والجنس سبب الحضارة..

هذا كلام فرويد..

لكن الوجدان يشهد بعدم صحة هذا التحليل، ولو ان مثل هذا المنطق صار معيارا للثقافات، لكان كل شيء صالحا لان يكون سببا لكل شيء، ولم يبق للحقيقة والحق ميزان.

22 شعور نظيف

كل انسان يجد من نفسه ان الحالة النفسية له، امام شيء واحد قد تكون حالة واحدة، وقد تكون حالتين، مثلا: (الحب) قد يكون تجاه (انسان) خالصاً، كالانسان يحب (الصديق الوفي)، وقد يكون ممزوجا بشيء من الكراهية، كحب الانسان

لمعلمه، فانه احياناً ممزوج بشيء من الكراهية، فانه يحبه لانه علمه وهذبه، ويكرهه لما شاهد فيه من العنف والقساوة والاستبداد.

وكذلك (الحزن) قد يكون حزنا خالصا، كما لو مات ابن الانسان الصغير الذي عقد به الآمال، وقد يكون حزنا مشوبا بشيء من الفرح، كما لو مات (والد ولي العهد) حيث انه يحزن لموت والده، ويفرح لموته، حيث ان موته صار سببا لانتقال الملك اليه..

وكذلك في سائر الصفات النفسية.

لكن فرويد يقول: بانه لايمكن ان يظهر شعور واحد نظيف ابدا، فالانسان مهما كان حزينا لموت ولده او ابيه او زوجته او المنعم عليه، لابد وان يكون هناك شعور خفي بالفرح، يخفيه الانسان مخافة اهل بيته وذويه، ومهما كان هناك حب نحو ولد او حبيب او قريب، لابد وان يكون هناك شعور خفي بالكراهية، يخفيها الإنسان للمصالح وللانتهازية.. وهكذا، وهلم جرا!.

ان الانسان – كل انسان – يجد احيانا (حبا) بدون (كراهة)، او (حزنا) بدون (فرح)، او (صفة كذا) بدون ضدها، لكن فرويد لايقبل بذلك ويقول: لابد وانك تجد كل صفة مع ضدها.

23 احلام المستقبل

كثيرا ما يتفق ان الانسان يري حلما، ينبئ عن المستقبل، وهذا يتفق بالنسبة الي الاناس العاديين، ولا تخلو مدينة او قرية الا وفيها اناس متعددون رأوا مثل تلك الاحلام، والسبب: ان الروح متصلة بعالم آخر وسيع جدا، لها معلومات مستقبلية كما لها اطلاعات ماضية.

وان كان بالإمكان انكار الروح وسعتها وبقائها واتصالها بعالم آخر، في القرن الماضي، فانه لا يمكن انكار هذه الامور في هذا القرن، بعد ان فتحت مدارس للروح، وألفت فيها عشرات الكتب او مئاتها، وقام الخبراء (الدينيون و غير الدينيين) بإحضار ارواح الاموات والاحياء، مستفسرين منهم أشياء عن الماضي والمستقبل.

لكن فرويد يفسر الاحلام حسب التفسير

المادي، فانه لديه _ بصورة عامة انعكاسات عن المادة فقط، وكذا نري ان كل حلم ينبئ عن المستقبل (خرافة).

24 نشأة الدين عند فرويد

فرويد يقول: انه اول ما نشأ الدين، كان رد فعل لجريمة شنعاء، فقد حدث في جيل من الاجيال الانسانية الاولي، ان احس الابناء برغبة جنسية ملحة نحو امهم التي ولدتهم، ولكن سطوة الاب كانت تمنعهم عن مزاولة هذا العمل الجنسي مع الام، فتآمر الاولاد علي قتل ابيهم، ليتخلصوا من سطوته ويستأثروا بأمهم، وفي ذات ليلة قتل الاولاد أباهم، فلما اصبحوا ندموا علي قتل ابيهم ندما شديدا، فصمموا ان يقدسوا الاب _ كفارة لما ارتكبوه من الجريمة بالنسبة اليه _ ثم امتزج ذكر الاب ببيض انواع الحيوانات (لكن كيف امتزج؟!) فامتنعوا عن قتل ذلك الحيوان، بل بالعكس اخذوا يقدسونه، وهذا اول دين ظهر في العالم، ونشأت من هذا الدين سائر الاديان.. فالاديان كلها انما جاءت لحل مشكلة احساس الابناء بالجريمة، فالاديان رد فعل لحدث ذلك الاجرام.

من اين هذا؟

واليس الدين في الانسان فطرة؟

1: من اين هذه القصة؟

2: ولماذا لم يتوجه الابناء الي سائر النساء غير أمهم؟.

3: وفي اي عصر كان هذا العمل؟ وفي اية بقعة؟

4: ولماذا كان الاب يمنع الابناء من مزاولتهم العمل الجنسي مع امهم، والحال انه لم ينشأ بعد دين او مجتمع او تقليد او عادة _ كما يقول انها لم تنشأ بعد _؟

5: وكيف ندموا علي قتل الاب، وهل كان القتل في ذلك الوقت جريمة؟

6: ولماذا انتقل التقديس الي حيوان، لا الي حجر او شجر؟

7: ومن أين ان التقديس انتقل؟

8: وهل جريمة واحدة تسبب هذا الانعكاس الكبير، الذي ليس مثله انعكاس، والحال انا نري ان ملايين الجرائم الافظع والاكبر لا تسبب رد فعل اقل من

(الدين).

25 هذه النظرية

فرويد يعلل (المجتمع) و(الاخلاق) و(التقاليد) بانها قهر للنوازع الفطرية للبشر، ويري انه لولا هذه الثلاثة، لم يكن هناك مريض ولا معتوه ولا مجرم، فان المجرمين و المعتوهين و المرضي كلهم ضحايا المجتمع والاخلاق والاديان.

وكيف؟

يقول: ان الفرد يريد مزاولة ما يشاء من الاعمال الفطرية.. والدين والمجتمع والتقليد تقف له بالمرصاد، تحرم عملا وتحلل عملا، مما يسبب كبت الفرد، والكبت يسبب الانفجار، وطبيعي ان الانفجار قد يكون بالمرض، وقد يكون بمزاولة الجريمة.

وفي الختام

ان نظريات فرويد سلسلة طويلة من هذا القبيل، اردنا الإلماع اليها، والذي يريد الاطلاع الكامل عليها فيمكنه مراجعة كتبه وكتب تلامذته.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

كربلاء المقدسة

محمد

لمحة موجزة عن الامام الشيرازي (دام ظله)

ان الحديث عن الإمام الشيرازي ليس حديثاً عادياً عن شخصية عادية، بل هو حديث عن المرجع الديني الأعلي والقائد الذي تقلّده وتتبّعه في أحكام ومفاهيم الدين عشرات الملايين من الجماهير التي تنتشر في كثير من بقاع الارض، وتستلهم منه الرؤي والبصائر لتسير علي منهج الإسلام وتطبقه في مختلف مجالات الحياة.

قد قام الإمام الشيرازي(دام ظله) بتأسيس ورعاية الكثير من المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية والحوزات العلمية في مختلف البلاد.

ويمتاز بنظراته الثاقبة وإحاطته الشاملة بأمور المسلمين والتطلّع علي أوضاعهم وما يجري في بلادهم.

كما يتميز بفكره المعطاء، المختمر بالتجارب والمفعم بالنضج والنظرة الواقعية إلي الأمور.

ويؤمن بضرورة تحكيم الأخوة الإسلامية وإعادة الأمة الإسلامية وتوفير الحريات الإسلامية.

كما وانه يدعو الي الانفتاح والحوار والتعددية السياسية وشوري المراجع، وقد أسهب في الحديث عن هذه الأفكار في العديد من مؤلفاته.

ومن أبرز خصوصيات الإمام الشيرازي (دام ظله) هو تنوع مؤلفاته وشموليتها وتلبيتها لحاجة مختلف المستويات العلمية والاجتماعية، ومواكبتها لمتطلبات العصر.

فقد كتب في التفسير والحديث والعقائد والكلام والفلسفة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والإدارة والحقوق والتاريخ وغيرها.

وكتب بحوثاُ ودراسات معمقة ومفصّلة في الفقه والأصول.

كما كتب كراسات وكتيبات مبسطة للجيل الناشئ، وكتب للطالب الحوزوي كما كتب للشاب الجامعي.

وقد تجاوزت مؤلفاته في شتي الحقول 990 كتاباً ودراسة وكرّاساً.

ان الإنتاج العلمي للإمام الشيرازي (دام ظله) يفصح عن المكانة العلمية والسامية التي يتمتع بها، فتلك الإحاطة وهذا الإبداع السيال المتجدد لا يعبر الا عن تلك الاعلمية المتكاملة، فهذه موسوعة الفقه شاهد علي

ما نقول.

فموسوعة الفقه المبتكرة في كثير من أبوابها وعناوينها تقع في اكثر من مائة وخمسة واربعين مجلداً وتتجاوز السبعين ألف صفحة من القطع الكبيرة، وهي تتميز بكثرة التفريعات والمسائل المستحدثة، مقرونة باطلاع كبير علي الأشباه والنظائر واستنباطات جديدة مبتكرة عبر استيعاب دقيق للأدلة الشرعية و(الأعرفية بالمدارك والقواعد) و(الذوق العرفي الرفيع) الي جوار الدقة وعمق التحقيق والتي تجلت في الكثير من الجوانب.

وقد برزت قدرته العلمية وكفاءته القيادية والإدارية وهو في السنين الأولي من شبابه، ونتيجة لهذه المقدرة والكفاءة فإن آية الله العظمي السيد محسن الحكيم وآية الله العظمي السيد عبد الهادي الشيرازي وآية الله العظمي السيد احمد الخونساري (قدس الله أسرارهم) قد وكلوه إدارة الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة عام 1380-1382 هجرية بعد وفاة والده آية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره).

كما ان آية الله العظمي السيد محمد هادي الميلاني (قدس سره) صرح باجتهاده، وآية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي وآية الله العظمي السيد علي البهبهاني الرامهرمزي، شهدوا للسيد الشيرازي ببلوغه مرتبة سامية من الاجتهاد بين الأعوام 1379 الي 1392ه.

كما أشاد به العديد من الأعاظم منهم الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة، والعلامة الأميني في الغدير، وقد صرح العديد من كبار العلماء ومدرسي الخارج وأصحاب الرسائل العملية في الحوزات العلمية ب (أعلميته) وذلك نظراً لعبقريته وسعة اطلاعه وسمو مكانته العلمية والفقهية.

وللتفصيل الأكثر راجع كتاب (أضواء علي حياة الإمام الشيرازي) وكتاب (لمحات عن حياة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي).

مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر

بيروت _ لبنان

رجوع إلي القائمة

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.