نحن والإمام أمير المؤمنين (ع)

اشارة

اسم الكتاب: نحن والإمام أمير المؤمنين(ع)

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

الموضوع: شيعه

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه الكلمه

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1420 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين

صدق الله العلي العظيم

سورة الفاتحة

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن والإمام علي عليه السلام

أين نحن من الإمام علي عليه السلام؟

بل أين نحن من أصحاب علي عليه السلام وشيعته الحقيقيين من أمثال سلمان المحمدي، وعمار بن ياسر، وابي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود؟ أولئك الكرام الذين عرفوا بعض المعارف عن إمامهم وأميرهم أمير المؤمنين علي عليه السلام فاشتاقوا إلي الجنة، وكانت الجنة بشوق لهم بشهادة من رسول الله الأعظم محمد بن عبد الله صلي الله عليه و اله.

وكم ناداهم أميرهم عليه السلام وتأسف عليهم، وتكلم عنهم بحرقة حيث يقول عليه السلام:

أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا علي الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟

وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا علي المنية، وأبرد برؤوسهم إلي الفجرة؟

فأين نحن من هؤلاء العظماء؟

سؤال وجيه يجب أن يوجهه كل منا إلي نفسه ليري ما عنده لأمير المؤمنين عليه السلام ليعرف ما له عند إمامه الحق وأميره بالصدق، إمام العالمين، وسيد الأوصياء والأولياء أجمعين من بداية الدنيا إلي قيام يوم الدين وقيام الناس لرب العالمين.

فالإمام علي عليه السلام هو الذي لم يعرفه إلا الله وابن عمه رسول الله صلي الله عليه و اله ولن يعرفه احد حقيقة مهما بلغ من العلم والحكم والذكاء والنباهة فأنّي للجرة أن تسع المجرة..!

فعلي الإنسان المؤمن أن يعي ويدرك هذه الحقيقة النورانية فان الأمير عليه السلام كان معجزة بحد ذاته «ولادة

في الكعبة» و «إسماً من الله» و «تربية عند رسول الله صلي الله عليه و اله» و «قوة من قوة الله» و «شجاعة وبطولة وكرماً وأدباً وحلماً وخلقاً..» فكل هذه الصفات بلغت عند الأمير عليه السلام الذروة وكلها إستثناء في العالمين.

وما أحوجنا اليوم وفي كل حين ويوم لزيادة التعرف والقرب وبالتالي الحب لأمير المؤمنين العظيم عليه السلام لنتخذ منه قدوة حسنة وأسوة مباركة طيبة تنير لنا الدرب وتقربنا من ساحة الرب..

وفي هذا السياق نتناول هذه المحاضرة الرائعة لسماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي حفظه الله التي ألقيت بمناسبة مولد الأمير عليه السلام قبل سبع سنوات أي في 12 رجب المرجب عام 1413 للهجرة.

وقد راجعها سماحة الإمام (دام ظله) وأضاف عليها بعض الإضافات،وتشرفنا بطبعها للتعلم والاقتداء والانارة بمنهجه وسيرته (عليه السلام) الذي شيد فيها معالم العدل والحرية واحترام حقوق الامة والاخاء والوفاء علي مهد المعمورة.

راجين من الله العلي القدير التوفيق للعمل بسيرته الحكيمة ونهجه الرشيدة، انه هو الموفق المتسعان.

مؤسسة الكلمة للتحقيق والنشر

بيروت لبنان، ص ب: 6080 شوران

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

مقاييس تقييم العظماء

قال الإمام أمير المؤمنين y:

«إنما مثلي بينكم مثل السراج في الظلمة يستضيء بها من ولجها».

إن التاريخ يعرض لنا نماذج من مختلف الأفراد هم يمثلون مدارس ومناهل معطاءة في الحق أو الباطل، إذ تكون حركاتهم وسكناتهم وكلماتهم ووجودهم تعليماً وتربية للإنسان في البعدين، فنماذج الشر تكون أسوة سيئة كقابيل وفرعون ومن أشبه، ونماذج الخير أسوة حسنة.. فهم يفيضون خيراً وفائدة في كل مجالات الحياة، ولكن ابرز المجالات التي يُمكن اعتبارها للاستفادة

من أولئك العظماء هي:

1: الدين.

2: الدنيا.

3: العلم.

4: القيادة.

وقد أشار الإمام أمير المؤمنين y إلي صفة الإيمان أيضاً بقوله: «فلقد كنا مع رسول الله صلي الله عليه و اله وان القتل ليدور علي الآباء والأبناء والإخوان والقرابات، فما نزداد علي كل معصية وشدة إلا إيماناً».

وعلي رأس هؤلاء النماذج الطيبة هم الأنبياء والأولياء خاصة رسول الإسلام وأهل بيته الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كما قال تعالي: ?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة?.

وقال الإمام علي عليه السلام: «ألا وان لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه».

مولد النور

ولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة المشرفة، وروي أن فاطمة بنت أسد u كانت تطوف بالبيت العتيق وهي حامل بعلي عليه السلام فضربها الطلق فلاذت ببعض جوانب البيت وتمسكت بأستار الكعبة وأنشأت تقول:

«رب إني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنه بني البيت العتيق، فبحق الذي بني هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت علي ولادتي».

يقول الراوي: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا.

وكانت ولادته عليه السلام في أسعد يوم من أشرف شهر في اشرف بقعة وأقدسها، وذلك في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب المرجب (شهر الله) داخل البيت الحرام، علماً أن أحداً لم يولد في البيت الحرام لا قبله ولا بعده، فقد تفرد عليه السلام بهذه المنقبة الباهرة.

ولذا فإن أبا طالب عليه السلام حينما سمع بخبر ولادة علي عليه السلام في الكعبة ذهب مسرعاً مهرولاً نحو البيت وهو ينادي: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله عزوجل وكان مسروراً به؛ لمعرفته بعظمته ومحبّته ونصرته لله ورسوله.

وتبعه رسول الله

صلي الله عليه و اله فأخذ عليا عليه السلام فكبر وأقام في أذنيه وضمّه إلي صدره.

هذا وأمير المؤمنين علي عليه السلام كان ينتقل بين الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة، فلم يكن في آبائه و امهاته كافر أو مشرك من آدم عليه السلام فمن دونه، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: «سألت رسول الله صلي الله عليه و اله عن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال صلي الله عليه و اله: آه آه لقد سألتني عن خير مولد ولد بعدي علي سنة المسيح عليه السلام ان الله تبارك وتعالي خلقني وعلياً من نور واحد، ثم نقلنا من صلب آدم في الأصلاب الطاهرات إلي الأرحام الطيبة، فلم نزل كذلك حتي أطلعني الله تعالي من ظهر طاهر وهو عبد الله بن عبد المطلب فاستودعني خير رحم وهي آمنة، ثم اطلع الله تبارك وتعالي علياً من ظهر طاهر وهو أبو طالب واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد».

ولقد كان ميلاده عليه السلام خيراً ورحمة للبشرية جمعاء، وقيل إن من بوادر هذه الرحمة أن اصبح الرسول صلي الله عليه و اله يسمع الهتاف من الأحجار والأشجار وكشف عن بصره أكثر من ذي قبل، فإذا به يشاهد أنواراً وأشخاصاً ربما ما كان يسمع أو يري مثل ذلك قبل هذا الميلاد السعيد وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يتيمن بتلك السنة وبولادة علي عليه السلام فيها ويسميها سنة الخير والبركة..

ولعل الحكمة هي أن ولد للدين ناصر وولي، وللرسول صلي الله عليه و اله أخ ووصي، وللمسلمين كهف وإمام يضيء لهم السبيل ويهديهم الصراط المستقيم.

الاسم الشريف والكنية المباركة

اشهر أسمائه عليه السلام: علي، وقد اختار الله له هذا الاسم، كما

ورد: (علي اشتق من العلي).

ورسول الله صلي الله عليه و اله كناه ب: أبي تراب في قصة معروفة.

ومن اشهر كناه: أبو الحسن وأبو الحسين، وأبو السبطين و…

وهناك رواية تقول: بأن أمه سمّته عليه السلام عند ولادته (حيدرة) ويؤيده قوله عليه السلام يوم خيبر: (أنا الذي سمتني أمي حيدرة).

وقالوا في وجه تسميته بعلي عليه السلام: انه عليه السلام اعتلي كتفي رسول الله صلي الله عليه و اله وكسر الأصنام، فهو (علي) من العلو والرفعة والشرف، والظاهر لأنه عليه السلام كان عليا في جميع الكمالات والمجالات الدينية والدنيوية وغيرها سماه الباري عزوجل بهذا الاسم المبارك.

اما حيدرة فإنها اسمٌ من أسماء الأسد.. وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام فهو أسد الله الغالب.

ومن أسمائه وألقابه أيضاً: (البطين) لانه كان بطينا من العلم.

وسُمّي (بالأنزع) لأنه أنزع من الشرك.

ويسمي أيضاً (بأسد الله وأسد رسوله).

وسمي بيعسوب الدين والمؤمنين، وقائد الغر المحجلين كذلك.

وقد سبق أن علياً مشتق من اسم الله الأعلي سبحانه، قال أبوطالب عليه السلام:

سميته بعلي كي يدوم له

عز العلو وفخر العز أدومه

وفي المناقب: انه لما ولد علي عليه السلام أخذ أبو طالب عليه السلام بيد فاطمة بنت أسد، وعلي عليه السلام علي صدره وخرج إلي الأبطح ونادي:

يا ربّ يا ذا الغسق الدجي

والقمر المبتلج المضي

بين لنا من حكمك المقضي

ماذا تري في إسم ذا الصبي

قال: …وإذا بلوح أخضر كتب فيه:

خصصتما بالولد الزكي

والطاهر المنتجب الرضي

فإسمه من شامخ علي

علي اشتق من العليّ

قال: فعلقوا اللوح في الكعبة، وما زال هناك حتي أخذه هشام ابن عبد الملك.

فيا له من مولود طاهر.. من نسل طاهر.. في موضع طاهر! فأني لغيره أن يحوز هذه الكرامة.

ولا عجب من تعدد الأسماء، في هذه الروايات، فانه دليل علي كمال المسمي.

من فضائله عليه السلام

وقد امتاز

أمير المؤمنين علي عليه السلام بصفات عديدة لا يسع المقام لبيانها ولو اجمالاً..

ونكتفي هنا بما أشار إليه رسول الله صلي الله عليه و اله في قوله: «من أراد أن ينظر إلي آدم في خلقه، والي نوح في حكمته والي إبراهيم في حلمه فلينظر إلي علي بن أبي طالب».

الإيمان بأمير المؤمنين عليه السلام

لماذا نؤمن بالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ونعتقد بولايته؟

وما هي فوائد الإيمان بذلك؟

عن أم سلمة أنها قالت: كان رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: «لا يحب علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق».

فأول فائدة في معرفة الإمام عليه السلام والاعتقاد به يعود للإنسان نفسه، فان أمير المؤمنين عليه السلام كلما تعرف عليه المجتمع البشري بشكل عام والمجتمع الإسلامي بشكل خاص كلما كان يعود بالنفع عليهم وان لم يكتسب هو عليه السلام من ذلك أية منفعة لنفسه، كما انه عليه السلام لايضره شيء حتي لو أساءت كل الدنيا إليه وهجرته.

فمعاوية عندما اخذ يسب ويلعن علياً عليه السلام علي المنابر وأمر بذلك جميع ولاته، لم يتضرر به الإمام أي ضرر، حيث انه عليه السلام مستغنٍ عن مدحنا له علي المنابر أو في المحافل العامة وانما تضرر معاوية وتضرر المسلمون وتضررت البشرية جمعاء وحتي الأجيال القادمة..

فالمسألة بالعكس تماماً، فنحن الذين ننتفع بمدحه عليه السلام ونستفيد من فضائله ومناقبه عليه السلام، ونتضرر إذا ابتعدنا عن نهجه وتكبّرنا عن الاقتداء به.. ومن هنا قال رسول الله صلي الله عليه و اله: (ذكر علي عبادة)، فان العبادة توجب التقرب إلي الله وتكامل الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، وهكذا يكون ذكر علي عليه السلام فانه يوجب السعادة الدنيوية والاخروية..

علما بان الذكر يشمل الذكر العملي أيضاً كما لا يخفي..

وقد أشار الإمام

أمير المؤمنين عليه السلام إلي ذلك بقوله: «وان ههنا لعلماً جماً وأشار إلي صدره ولكن طلابه يسير، وعن قليل تندمون لو فقدتموني».

ويمكن تقريب الصورة إلي الذهن بمثالٍ: فلو أن الناس احترموا الطبيب الذي يعيش بينهم والتفوا حوله، سوف تقل مرضاهم ولصدّ نوعا ما عن أمراضهم، وحافظوا علي سلامتهم وصحتهم..

أما إذا تركوا الطبيب ولم يلتفوا حوله بل أهانوه و… فستزداد أمراضهم، وتسلب راحتهم وتصبح سلامتهم وحالتهم البدنية

معرضة للآفات والأمراض، أما الطبيب نفسه فلا ينتفع بنفعهم ولايتضرّر بضررهم بشكل أساسي، بل هم المنتفعون إذا اهتموا بطبيبهم وأصغوا إلي نصائحه وتوجيهاته، وهم المتضررون إذا تخلوا عنه.

وأين الطبيب من أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي لا يمكن الاستغناء عنه في جميع مرافق الحياة، وكل مراحل العمر، وما ذكرناه آنفاً ليس إلا مثالاً لتقريب الصورة لا أكثر.

ومع كل هذا، رأينا كيف ظلم بعض الناس انفسهم وانفضوا من حول الإمام علي عليه السلام، ففروا من نوره الشعشاع إلي ظلماتهم الدامسة.

لقد كان عليه السلام يناديهم بين الحين والآخر بقوله: «أيها الناس إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم، وأديت إليكم ما أدت الأوصياء إلي من بعدهم… لله انتم! أتتوقعون إماماً غيري يطأ بكم الطريق ويرشدكم السبيل؟».

في حين أن علي الناس أن يختاروا الأفضل دائماً وقد عين رسول الله صلي الله عليه و اله الأئمة من بعده حيث قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر».

وقال: «أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم»، ولكن الناس اخّروا علياً فاخروا حظهم بذلك.

ولذلك نري المسلمين تخلفوا باتباعهم أمثال معاوية..

وكذلك المسلمون اليوم إذا لم يرجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام سيكون مصيرهم السقوط والتخلف، لأن أمير المؤمنين عليه السلام نور الهي يضيء الدرب لكل المجتمعات الانسانية إذا ما

علمت بقوله وآمنت به واقتدت بسيرته، فهو الذي يعطي العلماء علماً، وللمجاهدين قوةً، وللصابرين صبراً، وللمتقين روحاً وتقوي، وللمضحّين إخلاصاً، وللسياسيين درساً، وللاقتصاديين منهجاً، وللحكام برنامجاً، وللشعب تقدماً، وحتي لغير المسلمين رحمة وعطفاً..

وهو الذي يعطي جميع ما يحتاجه الناس في الدنيا والآخرة وقد قال الشاعر:

من ذا بخاتمه تصدق راكعاً

وأسرها في نفسه إسراراً

من كان بات علي فراش محمد

ومحمد أسري يؤم الغارا

من كان في القرآن سمي مؤمناً

في تسع آيات تلين غزارا

في حين اننا نري غيرنا يقتدون بأنبيائهم وأئمتهم ولو بنسبة رغم عقائدهم المنحرفة، فالمسيح عليه السلام نبي من أولي العزم، لكن المسيحيين عرفوه بشكل غير صحيح ودون مستواه الرفيع لا بواقعه الذي نعرفه نحن المسلمون، إنهم عرفوه باعتقادات منحرفة، ومع ذلك يعملون بتعاليمه التي أرادوها ويطبقونها ويسعون إلي التبشير بها، ويقولون: بانه المنقذ لهم في الدنيا والآخرة..

قال القرآن الحكيم: ?وان منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون علي الله الكذب وهم يعلمون?.

فلو عملنا - نحن المسلمون - أصحاب الاعتقاد الصحيح والرسالة المحمدية مثل ما يعمل المسيحيون أو غيرهم سنصل بأسرع وقت إلي قمة الحضارة من جديد وتأسيس حكومة المليار ونصف مليار مسلم، التي دعا إليها الإسلام وأئمة أهل البيت عليه السلام فقال تعالي: ?إن هذه أمتكم أمة واحدة?.

وقال سبحانه: ?إنما المؤمنون أخوة?.

وقال عزوجل: ?وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون?.

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: «من قصر في العمل ابتلي بالهم».

ميلاد المسيح عليه السلام

ميلاد المسيح عليه السلام

قبل عدة أيام مرت علينا مناسبة ذكري ميلاد المسيح عليه السلام، وفي هذه المناسبة تري انه كيف يهتم المسيحيون بذلك كباراً وصغاراً، نساءاً ورجالاً، دولاً وشعباً، رجال دين وغيرهم،

وفي مختلف أنحاء العالم، ويقومون بأشياء عجيبة حقاً، ولو أردنا مقايستها ببعض أعمالنا وأنشطتنا التي نقيمها في مناسباتنا الدينية فقد لا تقبل المقايسة، فإن إحدي البلدان المسيحية، صرفت بهذه المناسبة عشرة مليارات دولار، وهذا في دولة واحدة.

علما بأن هؤلاء المسيحيين ما عرفوا المسيح عليه السلام حق معرفته كما عرفه الإسلام، ولم يدركوا حقيقة المسيح عليه السلام في صورته الصحيحة، لكنهم يهتمون بذلك كثيراً، لأنهم عرفوا أن المسيح عليه السلام الذي بُعث لهم نبياً قبل حوالي ألفي سنة كان لهم منقذاً ومحرراً، ويعتقدون بانه عليه السلام ينقذهم ويحررهم في الدنيا والآخرة.

هذا وعلينا أن نهتم بقادتنا وأئمتنا عليهم السلام وخاصة أمير المؤمنين عليه السلام وأقل الواجب الاهتمام بمناسباتهم من المواليد والوفيات وما أشبه.

من بركاتهم عليهم السلام

إن العالم قبل بعثة رسول الله صلي الله عليه و اله كان غارقاً في الجهل والظلمات وكان مشرفاً علي الهلاك والفساد المطلق.. فلما بعث رسول الله صلي الله عليه و اله أنجي البشرية من ذلك، ومن بعده أمير المؤمنين عليه السلام استمر في نفس النهج القويم وبين للعالم بأجمعه طرق العدالة والتقدم..

فما نراه اليوم من بعض الرفاه والتقدم العلمي وما أشبه فهو من بركات رجال الله وأوليائه ووجودهم، ومن نعم وجود الرسول صلي الله عليه و اله وأمير المؤمنين علي عليه السلام ومن قبلهم ومن بعدهم من السيد المسيح والأئمة الطاهرين عليهم الصلاة والسلام جميعاً.

هؤلاء هم الذين جاءوا للدنيا بالنهج المستقيم، وهم الذين علّموا الناس كيف يعملون وكيف يتخلقون وكيف يعاشرون وكيف يتزوجون وكيف يتحلون بالآداب وغير ذلك، لأنهم (عليهم الصلاة والسلام) كانوا مدارس ومصانع إنسانية ضخمة تصنع الإنسان القويم، كما تصنع المعامل الدواء واللباس والأواني وما شابه، قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام

في بعثة الرسل وفضل أهل البيت عليهم السلام:

«بعث الله رسله بما خصّهم به من وحيه، وجعلهم حجّة له علي خلقه: لئلا تجب الحجة لهم بترك الأعذار اليهم، فدعاهم بلسان الصدق إلي سبيل الحق… أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدي، ويستجلي العمي…».

لذا يجب اكبر الاهتمام بهم عليهم السلام والاحتفال بذكراهم والاقتداء بسيرتهم؛ لأنهم قناديل الحياة ومشاعل الدروب ومصابيح الهدي وسفن النجاة والقادة إلي سعادة الدين والدنيا، فإن الرسل عليهم السلام كانوا صادقين في أعمالهم وكلماتهم وملاحظين للواقع البشري وما يحتاجه، لأن الذي بعثهم هو الله تعالي العالم بكل شيء، ولأنه أرسلهم بعد الإختيار والتعليم، فلم يكن هناك تقصير أو مخالفة من الأنبياء والأئمة عليهم السلام، ولكن الاختلاف والتقصير كان من المسلمين أنفسهم.

وأول الواجبات التي يجب علينا أن نرجع إليهم عليهم السلام ونعمل بما بينوه في هذا السبيل ونحيي معالمهم وذكراهم فانه إحياء معالم الدين..

وفي إحياء ذكري ولادة الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام احياء للاسلام وللقيم السامية التي جاء بها رسول الله صلي الله عليه و اله، فعلينا أن نقوم بأعمال كثيرة منها الأعمال التالية:

أولاً دراسة نهج البلاغة

يلزم علينا أن نتناول كتاب (نهج البلاغة) بالدرس والتحليل مثلما نولي اهتمامنا بشرح كتاب (المكاسب) و(الكفاية) وأمثالهما من كتبنا العلمية المهمة، ونجعل دراسته ضمن المنهج اليومي للحوزة العلمية المباركة، بل كل مدارسنا الأكاديمية والجامعية أيضاً.

فلا يمكن القول: ولا أتصور من يزعم ذلك بأن نهج البلاغة أقل من كتاب المكاسب أو كتب الاقتصاد أو الاجتماع أو السياسة التي تدرس في الجامعات العلمية.

فكما يجلس خمسمائة من الطلبة كل يوم ينهلون من كتاب المكاسب مثلاً عند أحد الأساتذة

الأفاضل، يجب أن يجلس عدد أكبر بكثير لدراسة نهج البلاغة عند أستاذ عالم أيضاً، فإن نهج البلاغة أكبر وأهم في المحتوي والتأثير من أي كتاب آخر سوي القرآن الحكيم، وقد وصفه السيد الرضي (قدس الله سره): ب «الكلام الذي عليه مسحة من العلم الالهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي».

ووصفه الشيخ محمد عبده في مقدمته لشرح نهج البلاغة بقوله: «… وأحياناً كنت أشهد أن عقلا نورانياً لا يشبه خلقاً جسدانياً فصل عن الموكب الإلهي واتصل بالروح الإنساني، فخلعه عن غاشيات الطبيعة وسما به إلي الملكوت الأعلي، ونما به إلي مشهد الفوز الأجلي…».

ويقول طه حسين: «انني لم اسمع أعظم من هذا الكلام».

فكلام أمير المؤمنين عليه السلام يمثل قمة البلاغة وقمة التقدم في مختلف مجالات الحياة، وفي ذلك يقول ابن أبي الحديد: «انظر إلي البلاغة كيف تنتظم فيها الكلمات… انه يتصرف بها فينظمها كالقلادة والعقد بياناً لبراعته وقوة تأثيره فيها…».

ومن كلام للشيخ الكليني (قدس الله سره) في الكافي:

«لو اجتمعت الجن والإنس علي أن يبينوا التوحيد بمثل ما أتي به علي عليه السلام بأبي وأمي لما قدروا عليه».

وهناك أقوال كثيرة وعديدة لعلماء كبار من مختلف المذاهب والقوميات، مسلمين وغير مسلمين، في بيان موقع نهج البلاغة من حياتنا.

ولكن من المؤسف جدا: أن الأمّة الإسلامية لم تستفد منه تمام الاستفادة، فاقتصرت معرفته علي طبقة معينة من المجتمع الاسلامي، في حين أن عامة الناس قد حرموا من هذا المنهل المبارك الذي هو اصل كل حركة فكرية وتقدمية ومصدر صاف لأفكار الإسلام واشعاعاته..

فلذلك يجب أن يدرّس نهج البلاغة في حوزاتنا العلمية وكذلك المدارس الأكاديمية، وتنشر مفاهيمه من خلال المنابر الحسينية، وفي مختلف الكتب وعبر الإذاعات والصحف والأقمار الصناعية وما أشبه كي يكون نهج

البلاغة نهج الفلاح ونهج النجاح والتقدم للأمة الإسلامية بل البشرية جمعاء كما هو الواقع في ذلك.

كتاب الحقائق الكونية والإنسانية

حينما كنا في الكويت كان هناك شخص علي مستوي جيد من العلم وكان استاذا في جامعة كامبرج في إنجلترا، وقد تسنّم منصباً حكومياً جيداً في الدولة، وله عدة مؤلفات منها: (في بيت فاطمةu).

وقد نقل لبعض أصدقائنا: انه حينما كنا ندرس بجامعة كامبرج دار هناك حديث أستاذنا حول نهج البلاغة، فقال الأستاذ: «كتاب نهج البلاغة هو كتاب لو أن الدنيا عملت به لساد السلام فيها»..

يعني أن هذه الحروب التي نشهدها اليوم ستزول من الدنيا، ويعم الرفاه وتتحقق السعادة بما لها من معني..

ثم أخذ يمدح ذلك الأستاذ نهج البلاغة كثيراً..

يقول الدكتور: فقلت لأستاذنا يا أستاذ، إذا كان الأمر هكذا فاللازم دعوة المسلمين للعمل بنهج البلاغة قبل غيرهم.

فقال بامتعاض: اتركهم!!

قلت له: لماذا؟

قال: إنهم لو عملوا بنهج البلاغة فستنتهي سيادتنا، فنحن أسياد العالم ما لم يعمل المسلمون بنهج البلاغة، ولو عمل المسلمون يوماً بنهج البلاغة سيكون ذلك اليوم هو النهاية المحتومة لسيادتنا علي العالم.

هذا هو الواقع لأن نهج البلاغة ليس كتاباً عادياً قام بتدوينه شخص عادي، فهو كتاب حقائق كونية تبدأ من معرفة الباري عزوجل وتنتهي بالجنة وما بينهما تشع مشاعل الحياة الحرة الكريمة.

فنهج البلاغة يحث الناس علي العدالة والمساواة والصبر والحكمة والتقدم وعدم الخضوع تحت الظلم و…

ويصلح أن يكون كتاباً للحياة.

ونهج البلاغة يقول: لا يسبقكم إلي صناعة الطائرة والصعود إلي القمر غيركم. حيث أشار إلي ذلك أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «ايها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض..».

والمراد بطرق السماء أعم من التي تنزل منها الملائكة، وتصعد فيها أعمال العبد، فتشملّ ما يمكن للإنسان أن يصعد

منها إلي السماء، أو يسير فيها من مكان إلي مكان، كما اكتشف أخيراً ان هناك في طبقات الجو تيارات هوائية وفراغات ممتدة إذا سارت الطائرة في بعضها أصابها العطب..

إن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يعلم بطرق السماء جيداً فكيف بالأرض؟

فان العالم بطرق السماء لابد وان يعلم بكل شيء في الأرض، وذلك لأن الذي أطلعه علي غيوب السماوات وأسرارها أطلعه أيضاً علي حقائق الأرض وأسرارها ?عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحداً? إلا من ارتضي من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً?.

فالله تعالي هو عالم بكل الغيوب وعلّمها إلي رسله وعلي رأسهم النبي الأعظم صلي الله عليه و اله وهو الذي علّمها لأمير المؤمنين عليه السلام وأمير المؤمنين علمها للأئمة من بعده..

فعلي عليه السلام بين الكثير من العلوم للناس بخطبه وأحاديثه ومواعظه التي جمعت في كتابه نهج البلاغة.

فنهج البلاغة لم يدع شيئاً في الأرض ولا في السماء إلا وقد بيّنه لنا ولو بنسبة أو اخري.

ثانياً التبليغ ونشر التعاليم الإسلامية

الواجب الثاني في احياء ذكري أمير المؤمنين عليه السلام هو الاهتمام بالتبليغ ونشر التعاليم الإسلامية.. فإننا حينما كنا يوماً مرتبطين بالاسلام عملاً لا انتساباً فقط، قمنا بفتح الدنيا فضمها الإسلام بين ذراعيه، وكان ذلك علي ضوء المنطق لا السيف.. نعم كان السيف للدفاع فقط..

لأن الإسلام حينما جاء قام بعمل مهم وهو تحكيم المنطق في الأمور، وفرض العدل كقانون عملي يتحكم بين الناس، وما كان حكم السيف إلا للمجرمين. وبهذا العمل انتشر الإسلام في الحجاز والي أقصي نقطة في العالم.

أما المسلمون اليوم فلم يبرحوا أماكنهم، ولم يعملوا شيئاً لنشر الإسلام، وذلك لابتعادهم عن الله سبحانه وتعالي ورسوله والأئمة المعصومين (عليهم الصلاة والسلام)، وانشغالهم بقضايا جانبية وبخلافات مفتعلة بينهم.. هنا

وهناك.

الشيعة والآخرون

اليوم هناك فئات دينية ودنيوية كثيرة تتسابق علي الساحة العالمية نذكر منها:

1 المسيحيين.

2 الوهابيين.

3 الشيعة.

ولا بأس بالمقايسة الاجمالية بين ما نعمله وما يعمله الآخرون رغم انحراف آرائهم ومذاهبهم، لكي نعرف إلي أي حدٍّ سبقونا في هذا المجال.. ولنشعر بالمسؤولية اكثر فأكثر.

انتشار الوهابية

انتشار الوهابية

في السنة الماضية دعا الوهابيون إلي مؤتمر عقد في إحدي الدول الغربية، لمدة عشرة أيام، وكان الغرض منه هو معرفة الطرق الكفيلة بترويج مذهب الوهابية ونشره في العالم، وكان عدد الذين حضروا المؤتمر من كافة أقطار العالم مائة وخمسون ألف شخص.

وقد عقدوا مؤتمراً آخر في (اسلام آباد) في الباكستان، حضره مائتا ألف شخص.

انظر كيف يتحرك الوهابيون؟

ونحن ماذا فعلنا؟

فكم عقدنا من مؤتمرات للبحث عن الشيعة وسبل تقدمها، بل لحلّ مشاكلها؟

والوهابية الآن أخذت تلتهم الدنيا بمبادئ خرافية فاسدة تصطدم بالعقل والمنطق والدين، ولكن؛ لأنهم يعملون وان كان علي باطلهم يتقدمون، لأن الله تعالي وضع في الكون قوانين للتقدم والتأخر فمن سلك قوانين التقدم تقدم ومن تخلي عنها تأخّر، وأولها العمل والهمة والإصرار علي تحقيق الهدف وما أشبه. نعم الموازين الإلهية في الآخرة لا ترجح فيها إلا كفة الصالحين والمؤمنين ?ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو انثي وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة?. فان الله سبحانه في عالم الدنيا يمد المؤمن والكافر معاً، اختباراً وامتحاناً لهما ولغيرهما، قال عزوجل: ?كلاّ نمد هؤلاء وهؤلاء?.

والله تعالي قادر علي أن يجعل يد شمر اللعين حينما تجرأ علي قتل الإمام الحسين عليه السلام كالخشبة اليابسة لكيلا يستطيع قطع رأس الحسين عليه السلام ولكنه سبحانه لم يفعل ذلك لحكم ومصالح أولها الاختبار.

والقاعدة أن الله سبحانه يمتحن ويبتلي الإنسان ويضع أمامه أسباب عمل الخير وأسباب عمل الشر ولو لم يخلقه قادر علي الشر، لأصبح الإنسان مجبراً وبطل فيه امتحان الدينا والحساب في الآخرة.

فيجب العمل بأحكام الإسلام بجد وهمة لنتقدم علي الآخرين الذين يتمتعون بنفس المواهب الإلهية ولكنهم بعملهم يتقدمون علينا، هذا وقد وعدنا الله بالنصر حيث قال: ?ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم?.

انتشار المسيحية

لقد قرأت قبل سنتين في جريدة عربية، خبراً مفاده أن البابا في الفاتيكان استطاع في مدة سنة واحدة، طبقاً للتقارير اليومية، أن يدخل ستين ألفاً من الناس في المسيحية.

تصوروا كم يمتلك هؤلاء من القدرة والقوة..

وفي الهند حيث يعيش (800) مليون كافر استطاعت المسيحية أن تجعل من بينهم عشرين مليوناً نصاري. ولقد شاهدت بنفسي حينما كنت في

الكويت، أن تعداد الشيعة كان (330) ألف نسمة، أي ما يقارب ثلث المليون، وما كانوا يمتلكون أكثر من (15) مسجداً في كل البلد، أما المسيحيون فكان عددهم في ذلك البلد حوالي مائة نفر فقط في حين أن كنائسهم كانت (21) كنيسة، كما كانت لهم عدة مدارس، وقد ذهب بعض الأصدقاء إلي إحداها، وهي مدرسة (فجر الصباح) في منطقة الفحاحيل وشاهدها عن قرب، واطلع علي محتواها وبرامجها.

كما كتبت الجريدة أن ما جمع هذه السنة من التبرعات لغرض العمل التبشيري يصل إلي (140) مليار دولار، وان البابا لديه من الكادر المخصص للتبشير أربعة ملايين مبشر، وقد وفرت لهم كل المستلزمات المطلوبة من وسائط النقل والتمويل والرواتب الكافية.

هذا ما يعمله الآخرون..

فما هو واجبنا وكيف ننشر الإسلام؟

كيف ننشر الإسلام؟

إذا أردنا أن ننشر الإسلام بالشكل المناسب يلزم وضع برنامج عالمي لغرض التبليغ ودعوة الناس إلي الإسلام؛ لأن العالم اليوم وبشكل عام صار يتقبل الحجة والدليل، والاسلام هو الحجة والدليل بكل معانيه المنطقية، إلا أن قسماً من الحكومات المسلمة تحول دون وصول الإسلام إلي الشعوب.

علماً بأن تقبل الشعوب للإسلام كبير جداً فكما يلتف الناس هنا في بلادنا حول العلماء ويتأثرون بتوجيهاتهم وإرشاداتهم فكذلك الأمر في كندا وبلجيكا وافريقيا واليابان و…، وهناك كثير من أصدقائنا في أماكن عديدة من العالم كلهم يؤيدون هذا الكلام ويؤكدونه، والناس يلتفون حولهم، لأن المذهب والدين والمبادئ التي يدعون إليها منسجم تماماً مع الفطرة. وكلما اقترب الناس من الدين الإسلامي والمذهب الشيعي واطلعوا علي آرائه ونظرياته يجدونه يتلاءم وينسجم مع فطرتهم?فطرة الله التي فطر الناس عليها?.

وجاء في بعض التفاسير: أن فطرة الله التي فطر الناس عليها هي الإيمان بشهادة «لا اله إلا الله محمد رسول الله علي أمير

المؤمنين ولي الله».

فلذلك تجد الإسلام والتشيع يلائم الفطرة لأنه دين الله الذي أراده للبشر.

وقد اعتاد البعض المهتمين بنشر الإسلام أن يرسل المبلغين إلي المدن القريبة فقط، في حين أن المسيحيين أخذوا يرسلون المبشرين حتي إلي المناطق البعيدة والنائية أيضاً. وكذلك الوهابيون فهم ذهبوا إلي نقاط مختلفة من فرنسا وأخذوا يديرون مائة مسجد للمسلمين هناك.

لماذا نهج البلاغة والتبليغ؟

وبعد الاشارة إلي هذين النقطتين عن أسباب دراسة نهج البلاغة، والعمل من اجل وصول المبلغين المسلمين إلي جميع أنحاء العالم، وبعد بيان الهمة والنشاط التي يبديها المسيحيون والوهابيون في مجال التبليغ، رغم انحراف عقائدهم ومذاهبهم، أقول:

لا شك أن هذا العمل التبليغي فيه كثير من التعب والمشقة ولكن يلزم علينا أن نتحملها برحابة صدر، وهذا أمر طبيعي، فإنه حتي النبي الأعظم صلي الله عليه و اله لاقي أكثر التعب أثناء التبليغ الرسالة الإسلامية حتي قال صلي الله عليه و اله: «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»، لأن كل هدف سام في الحياة بحاجة إلي طاقات وجهود وتحمل مشاق ومتاعب في سبيله، ولا تعتقدوا أن العمل التبليغي فقط هو العمل المتعب، بل ان الحياة بشكل عام متعبة حتي أن الحج فيه تعب، والذهاب إلي خراسان للزيارة فيه تعب ونصب لكن علي الإنسان أن يتحمله.

والحقيقة أننا حينما نعتقد بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام)، فان ذلك معناه أن بأيدينا شمساً تضيء لكل العالم وتزيح كل ظلام الوجود لكن علينا أن لا نحرم العالم من معرفة هذا النور.

عهد أمير المؤمنين عليه السلام

عهد أمير المؤمنين عليه السلام

لقد كان في عهد الدولة القاجارية رئيس للوزراء يدعي (عين الدولة) وقد حكم خمسين سنة، وفي عيد من أعياد النيروز بينما كان جالساً والناس يأتون إليه ويقدمون له الهدايا الثمينة، جاءه أحد طلاب العلوم الإسلامية وقدم لعين الدولة نسخة من (عهد أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر)، وكان العهد مخطوطاً بخط جميل جداً فرحب به عين الدولة وشكره كثيراً متظاهرا باعتزازه بهذه الهدية وقال له: إنك جئت بأفضل الهدايا، فان الهدايا الأخري هي هدايا مادية، لكن هديتك هذه هي هدية معنوية.

فقال الطالب لعين الدولة: لقد جئت لك بهذه

الهدية لكي تتخذ منها اسلوباً للعمل في حكومتك.

فلما أراد الطالب أن ينصرف، قال له عين الدولة: اجلس، وأخّره حتي الظهر ليتناول معه طعام الغداء، ولما ذهب جميع من في المجلس قال عين الدولة لخادمه: أن يغلق الأبواب ولا يسمح لأحد بالدخول.

ولما ذهب خادمه نظر عين الدولة مغضباً للطالب وقال: ما هذه الهدية التي جئتني بها؟

فقال له الطالب: وماذا فيها؟ فانك قد امتدحتها قبل قليل.

فقال عين الدولة مستهزءاً: إن علي بن أبي طالب في حياته لم يكن قادراً علي فعل شيء مما فيها (يريد الانتقاص بالإمام عليه السلام)، وأنت الآن بعد (1300سنة) جئتني بهذا (العهد) وتريد مني أن أعمل علي ضوئه!!

فقال له الطالب: لقد كنت أتصور انك تليق بمنصب رئيس الوزراء حقاً، لكني الآن عرفت أن فهمك أقل من فهم السُّذَّج من الناس وانك غير لائق لهذه الهدية العظيمة، ولكن لتعرف انه كيف حكم الإمام عليه السلام وسيطر علي العالم يكفيك موقفك هذا فانك الآن رئيس الوزراء وبينك وبين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ألف وثلاثمائة عام، إلا أنك تخاف من الإمام عليه السلام ومن محبيه فتمدحه في مجلسك أما م الملأ، ثم تأتي في هذه الغرفة بعيداً عن الناس وتغلق الباب لتورد علي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هذا الأشكال السخيف، لقد ظننت أنك تدرك الأمور لكن اتضح لي غير ذلك، ومن أين لنا برجل كعلي بن أبي طالب عليه السلام؟، صار سيد الدنيا قبل أن يكون سيد الآخرة هذا، بالاضافة إلي أن أمير المؤمنين عليه السلام جلب العزة لنفسه، وصار من أسياد الدنيا وسار علي نهجه الملايين، وبقي اسمه خالداً تذكره بالعظمة المآذن والمنابر عبر العصور والأزمان، بل وجعل أعداءه وهؤلاء الذين

لا ينتمون إليه بل ولا يؤمنون بدينه يمجدونه ويمدحونه بأعظم المدح.

كما أن علي بن أبي طالب عليه السلامخلف لذريته المكانة بين الناس، بحيث انهم حينما يدخلون المجالس فان الناس يرفعون أصواتهم بالصلاة علي محمد وآل محمد ترحيباً بهم.

كما انهم وحباً لعلي بن طالب عليه السلام، يعمرون قبور كل من ذريته عليه السلام. ويقيمون لهم الأضرحة والمراقد الشامخة المنيرة، ويجعلونها مزاراً ومحلاً للعبادة.

فخجل عين الدولة كثيراً واعتذر له وأعطاه الهدية.

وهذه قم المقدسة فانها لم تكن بهذا الشكل الذي هي عليه الآن لولا وجود قبر السيدة المعصومة (عليها السلام) وهي من ذرية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وتم دفنها بعد وفاتها بالسم وهي بعمر (18 عام) وقد نقل المرجع الديني المرحوم السيد المرعشي (قدس سره) قائلاً:

إن قبر السيدة معصومة u قد تهدم قبل خمسين عاماً، ولما أرادوا اعماره وحفروا قرب جسدها الشريف، رأيت جسدها لا يزال هو هو ولم يمسه شيء والي جانبه جسدان لاثنتين من النساء اللاتي كن يخدمن السيدة المعصومة وكأنهما نائمتان!.

فاستدل هذا الطالب بآثار من عظمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ليعيد الحاكم إلي صوابه ويفهمه أن الإمام عليه السلام كيف بقي حياً إلي اليوم وسيبقي إلي يوم القيامة.

قوة المنطق

نعم حجتنا نحن المسلمون والشيعة قوية جداً وليس علينا إلا بيان ذلك للعالم فإنها توافق المنطق وتدعمها أدلة كثيرة نلمسها مادياً ومعنوياً في حياتنا اليومية …

لو خطب علي عليه السلام

ثم انه لا يقاس بالامام علي بن أبي طالب عليه السلام احد، فانك حينما تصعد المنبر وتريد أن تتحدث عن أرسطو وأفلاطون وسقراط وابن سينا وعن الرازي وغيرهم من العظماء، تجد أن هؤلاء لا شيء أمام علي بن أبي طالب عليه السلام وقد لا يرغب الكثير بالسماع عنهم ولكنك لو جئت بكلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام من نهج البلاغة تجد أن جميع الناس يستمعون إليك.

وهذه حادثة رواها أحد المتصرفين في مدينة كربلاء، قال: عندما سافرت إلي دمشق دار حديث بيننا هناك، فقال البعض: لماذا تقدّس الشيعة علي بن أبي طالب إلي هذا الحد دون غيره من الصحابة؟

فقلت لذلك السائل: اني لست من الشيعة، واني أعمل حاكماً في إحدي المدن ومن أصحاب الشهادات.. وجواب هذا السؤال واضح وبأبسط دليل علمي ومنطقي، ففي دمشق الآن لو فرضنا أن هناك مسجدين، أحدهما مسجد كبير كالمسجد الأموي، والثاني مسجد صغير جداً، وقالوا: ان علي بن أبي طالب عليه السلام وغيره من الخلفاء، أو معاوية، أو هارون، أو المأمون عادوا احياءاً، وعلي بن أبي طالب عليه السلام هو الآن يقف خطيباً في ذلك المسجد الصغير، ومعاوية مثلاً، يتحدث من علي منبر المسجد الأموي الكبير، فأين سنذهب أنا وأنتم؟ إلي هذا المسجد الذي فيه علي عليه السلام أم الي ذلك المسجد الآخر؟

فقالوا: اننا سنذهب حتماً لنستمع إلي علي بن أبي طالب.

فقلت لهم: فان تقديس الشيعة نابع من أفضلية علي عليه السلام علي غيره، فمع انك لست بشيعي وربما تحمل في نفسك شيئاً

عليهم،رجحت الحضور إلي علي عليه السلام وان كان بعد مرور (1350) عام من شهادة الإمام عليه السلام، فكيف بالشيعة لا يقدسونه وهم يعرفونه تمام المعرفة ويرتبطون به ارتباطاً وثيقاً!!

وفي الحقيقة لم تكن كلمات أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة أمراً عادياً، ولم تكن بعيدة عن الواقع المعاصر، بل كانت منهجاً لكل المجتمعات. وواقع الحال يشير إلي ذلك، لأن الغرب عمل ببعضها وأبعدنا عنها فوصل إلي قمة تقدّمه الحضاري والتكنولوجي دوننا، فإن أمير المؤمنين علياً عليه السلام كالشمس بيننا يضيء للعالم أجمع، لكننا جئنا وحصرناه في مدينة واحدة واحتجبنا عنه وعن أنواره. فليس لنا بعد ذلك أن نتساءل بتعجب: لماذا صار العراق هكذا؟ أو أصبح أفغانستان كذا؟ ولماذا هدم مسجد بابري وقتل بسببه (23) ألف مسلم؟

فان الجواب هو: أن هذه المآسي كلها من تركنا للإسلام ولمنهج أمير المؤمنين عليه السلام وبتخطيط من الاستعمار فانهم عملوا علي استغلال أشعة الشمس كلها ووجهوا لنا أشعة كاذبة، أعدت كل ذلك بدراسة ودراية وأبعدتنا عن الشمس الحقيقة وأشعتها المضيئة أي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.. والحقيقة أن الشمس ملك لكل العالم، ليست للعراق وحده ولا لأفغانستان أو إيران أو الباكستان، فعلينا أولاً أن نتمسك بهذا النور الطاهر ثم نبينه للعالم أجمع.

كتمان الحقيقة

أما كتمان الحقيقة فمن اشد المحرمات وهذه الخصوصية ذكرها الله تعالي حيث قال: ?واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم?.

حيث انه بعد ما كذبت اليهود والنصاري الرسل أخبرنا الله تعالي بنقضهم الميثاق والعهود المأخوذة منهم.

والآية تشمل أيضاً من لديهم علم بشي من الكتب السماوية والعهد الذي أخذ عليهم بتبيان الحق، وهو نبوة الرسول الأعظم محمد صلي الله

عليه و اله، والدين الإسلامي، حيث ألزمهم أن لا يخفوه، ولكنهم ضيعوه وتركوه وراء ظهورهم فلم يعملوا به.

وان ما نراه اليوم هو استمرار لذلك النقض والتكذيب بكتمان حقيقة أمير المؤمنين عليه السلام، فتري كثيرا منهم يعرفون الحقيقة في قلوبهم ولا يبينونها، فعلينا أن نبين هذه الحقائق وعلي رأسها حقيقة أمير المؤمنين عليه السلام للعالم بأسره حتي يستضيئوا بنوره.

وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لذلك، انه سميع الدعاء.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

من مصادر التهميش

? القرآن الكريم

? نهج البلاغة

? إرشاد القلوب/ للديلمي

? الأمالي / للشيخ للمفيد

? الأمالي/ للشيخ الصدوق

? الاحتجاج/ للطبرسي

? الكافي/للكليني

? المناقب/ لابن شهر آشوب

? تذكرة الخواص/ لابن الجوزي

? تفسير القمي / للقمي

? جريدة القبس الكويتية

? روضة الواعظين/ للنيشابوري

? شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد

? علل الشرائع/ للصدوق

? عيون أخبار الرضا عليه السلام/ للصدوق

? كشف الغمة/ للاربلي

? لسان العرب/ لابن منظور

? معاني الأخبار/ للصدوق

پي نوشتها

- راجع الخصال: ص303 ح80 وفيه: (قال رسول الله p مخاطباً عليا عليه السلام: الجنة مشتاق إليك والي عمار والي سلمان وابي ذر والمقداد).

- نهج البلاغة: الخطبة 182.

- نهج البلاغة: الخطبة 187.

- نهج البلاغة: الخطبة 122.

- سورة الأحزاب: 21.

- نهج البلاغة: الكتاب 45.

- وهذا الشق موجود آثاره إلي يومنا هذا، وهو من معجزاته التي ظهرت حين ولادته، ولكن الوهابيين أرادوا محو ذلك الأثر بحجة تعمير مبني الكعبة.

- الأمالي للشيخ الصدوق: ص132 المجلس السابع والعشرون.

- المناقب: ج2 ص174.

- روضة الواعظين: ص77 مجلس في ذكر مولد أمير المؤمنين علي عليه السلام.

- راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج4 ص115 ب56، فصل في قول علي عليه السلام اني ولدت علي الفطرة.

- المراد بالاسم هنا ما يعم اللقب حسب المصطلح العرفي.

- انظر المناقب: ج2 ص174 فصل في آثار حمله وكيفية ولادته عليه السلام.

- علل الشرائع: ص156 ب125 باب العلة التي من أجلها كني رسول اللهp أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أبا تراب.

ومعاني الأخبار: ص120 باب معني أبي تراب.

والمناقب: ج3 ص106 فصل في تسميته بعلي والمرتضي وحيدرة وأبي تراب.

- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص12 القول في نسب أمير المؤمنين علي عليه السلام. والاحتجاج: ص206.

- المناقب: ج3 ص129 في غزوة خيبر حينما برز

الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام إلي مرحب ارتجز وقال:

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

ضرغام آجام ليث قسورة

علي الأعادي مثل ريح صرصرة

أكيلكم بالسيف كيل السندرة

اضرب بالسيف رقاب الكفرة

وانظر كشف الغمة: ج1 ص214، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص12 القول في نسب أمير المؤمنين علي عليه السلام.

- المناقب: ج2 ص138، وإرشاد القلوب: ص261.

- راجع لسان العرب: مادة (حدر).

- المناقب: ج3 ص259.

- عيون أخبار الرضا عليه السلام: ص49، وفيه قال رسول الله p لعلي عليه السلام: (يا علي إن الله تعالي قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك فابشر فانك الانزع البطين منزوع من الشرك بطينٌ من العلم).

- اليعسوب: أمير النحل وهو أحزمهم يقف علي باب الكوارة كلما مرت به نحلة شم فاها، فان وجد منها رائحة منكرة علم انها رعت حشيشة خبيثة فيقطعها نصفين، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام فهو يقف علي باب الجنة فيشم أفواه الناس فمن وجد منه رائحة بغضة ألقاه في النار. (تذكرة الخواص لابن الجوزي: ص4).

- شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد: ج19 ص224.

- كشف الغمة: ج1 ص87.

- انظر المناقب: ج2 ص174، فصل في آثار حمله وكيفية ولادته. والفضائل: ص57 مولد الإمام علي عليه السلام.

- أمالي المفيد: المجلس الثاني، ص14. وراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج9 ص154.

- الأمالي للشيخ الصدوق: ص 441، وانظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج8 ص119.

- كشف الغمة: ج1 ص109، والاحتجاج: ص293.

- العمدة: ص375.

- عيون أخبار الرضا عليه السلام: ص205.

-نهج البلاغة: الخطبة 182.

- الخصال: ص467.

- الأمالي للشيخ الصدوق: ص111.

- حسان بن ثابت.

- راجع تفسير القمي: ج1 ص255 في تفسير سورة الأنفال: الآية 2.

- سورة آل عمران: 78.

- بلغ عدد المسلمين المليارين حسب آخر الاحصاءات.

-

سورة الأنبياء: 92، والمؤمنون: 52.

- سورة الحجرات: 10.

- سورة التوبة: 105.

- نهج البلاغة: كلمات القصار 127.

- وهي اسبانيا.

- نهج البلاغة: الخطبة 144.

- راجع مقدمة السيد شريف الرضي (قدس سره) لنهج البلاغة تحقيق الدكتور صبحي صالح.

- مقدمة نهج البلاغة لمحمد عبده.

- الكافي: ج1 ص136.

- الكويت دولة خليجية مساحتها (37818 كم)، وسكانها 3مليون نسمة بين مواطن ومقيم، وعاش الإمام الشيرازي (دام ظله) فيها بعدما هاجر من العراق وذلك من سنة (1971م حتي 1979م) = (1391ه 1399ه).

- وهو الدكتور عبد الصمد التركي.

- نهج البلاغة: الخطبة 189.

- سورة الجن: 26و 27.

- عام 1412ه المصادف 1991م.

- وهي بلجيكا.

- سورة النساء: 124.

- سورة الإسراء: 20.

- سورة محمد: 7.

- جريدة القبس الكويتية.

- وقد عمل سماحة الإمام السيد الشيرازي (دام ظله) حينها جاداً حتي صار تعداد المساجد (24) مسجداً تقريباً كما تأسست الحسينيات هناك.

- مدرسة فجر الصباح مدرسة مسيحية في منطقة الفحاحيل في الكويت، وكان يدرس فيها ثلاثة آلاف طالب مسلم.

- سورة الروم: 30.

- تفسير القمي: ج2 ص254.

- المناقب: ج3 ص247.

- وهو المتصرف (احمد حامد الصراف).

- سورة آل عمران: 187.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.