المسلمون يتضررون

اشارة

اسم الكتاب: المسلمون يتضررون

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1420 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

ذلك بأن الله

لم يك مغيرا نعمة

أنعمها علي قوم

حتي يغيروا ما بأنفسهم

صدق الله العلي العظيم

سورة الأنفال: 53

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين واللعنة علي أعدائهم إلي يوم الدين.

وبعد: إن من مصائب الدهر، وعجائب الدنيا، أن تتضرر أمة كبيرة، تملك كل مقومات الربح والتقدم من مال وثروة، وفكر وثقافة، وعُدة وعِدة، وأبطال عباقرة، وقوانين وأنظمة، تضرراً كبيراً وفادحاً.. وتتحول علي إثره إلي أضعف الأمم وأذلها، إلي من كأنه ليس لهم كتاب قانون يتحدي كل القوانين البشرية علي تطورها وتقدمها، ومن ليس لهم شخصيات علمية يفتخر العلم والعلماء بالانتساب إليهم، ومن ليس لهم تعاليم اجتماعية وأخلاقية يذعن العالم بالاقتباس منها والاستضاءة بنورها، ومن ليس لهم الأرض بما فيها من معادن وثروات يفتقر كل الناس إلي قطرة قطرة منها.

نعم ان هناك أمة كبيرة، نفوس أفرادها ملياران نسمة، وهم يتربعون علي أكبر مساحة من الكرة الأرضية، ويمتلكون أكبر ثروات الأرض ومعادنها، وعندهم أغني الثقافات وأتقنها، وأقوي المعتقدات وأحكمها، وأجمل القوانين وأعدلها، وفيهم أعظم الشخصيات وأكبرها، وأذكي العقول وأكملها، وأوفر المؤهلات وأوسعها..

ومع ذلك كله تضرروا وتأخروا وصاروا يعيشون فقراء معدمين مادياً ومعنوياً، ويعانون من الكبت والظلم، والمرض والحرمان والجور والاستبداد ما لم يعانه أضعف الأمم وأوهنها.

ألا تعرف من هي تلك الأمة العظيمة واقعاً، والضعيفة ظاهراً وخارجاً؟

إنها هي الأمة الإسلامية التي تمتلك كل مقومات التقدم والسيادة، لكنها علي أثر عدم وعيها، وانشغالها بخلافاتهم الشخصية، وتركهم قوانين الإسلام العادلة، خسروا كل ثرواتهم المادية والمعنوية، وتضرروا تضرراً كبيراً وفادحاً.

وهذا الكتاب محاولة لتعميم

الوعي، وترك الخلافات والعمل بقوانين الإسلام في الأمة الإسلامية.. ليتقدموا ويسعدوا، ان شاء الله تعالي.

قم المقدسة

جمادي الأولي 1420ه

محمد الشيرازي

1 لماذا تضرر المسلمون؟

1 لماذا تضرر المسلمون؟

لقد تضرر المسلمون تضرراً كبيراً في مجال العلم والصنعة، بتركهم العمل بجملة من قوانين الإسلام الحكيمة، وتعاليمه الراقية، وذلك منذ قرنين من الزمان..

فقد تدرجت الحكومات الإسلامية منذ ذلك الزمان في الإعراض عن قوانين الله تعالي وعن الاهتمام بأمور المسلمين، فالحكومة العثمانية مثلاً، وكذلك الحكومة القاجارية علي اثر إعراضهم عن ذلك لم يهتموا في يومهم بتقديم العلم والصناعة بين الناس، وإنما اهتموا بأنفسهم ومصالحهم الشخصية مما أضروا بأنفسهم وشعبهم وسببوا تضرر المسلمين وتأخرهم.. في حين كان الغرب يتقدم بحكومته وشعبه إلي الأمام بخطوات سريعة علماً وصناعة.

وبعد سقوط تلك الحكومتين عادت الحكومات التي توالت علي البلاد الإسلامية إلي نفس منهج الحكومتين السابقتين من التأخر والتأخير بالنسبة إلي العلم والصنعة والإضرار بالمسلمين، بينما أخذ الغرب بالنسبة إلي التقديم والتقدم في مجال العلم والصنعة يهتم كثيراً..

حتي وصل المسلمون في هذا التسابق المعكوس إلي ما دون الصفر في العلم والصناعة، بينما ارتقي الغرب إلي مالا يتصور من التقدم في العلم والصناعة..

ثم انه أخذ هؤلاء في التأخر ومزيد من التأخر، وأخذ أولئك في التقدم ومزيد من التقدم إلي مجال العلم والصنعة.

وأما بالنسبة إلي النفوس والكثرة: فقد حاول اليوم المرتبطون بالغرب من الحكّام المسلمين وبشتي الوسائل تأخير المسلمين وتحديدهم في النسل أيضاً..

وهذا ما خططه (كيسنجر) وجملة من اليهود في أميركا منذ أكثر من عقدين من الزمان، وعلي أثره روج حكام المسلمين بين المسلمين تحديد النسل قانوناً، وتشويقاً، وتأسيساً لمراكز تقوم بأداء هذه المهمة مجانا!، وقد استدل الحكام المسلمون لعملهم هذا بأدلة وأدلة موجهين بذلك جناية (تحديد النسل) و(جريمة الاجهاض) كأنهم نسوا قول الله

تعالي: ? ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ان قتلهم كان خطئاً كبيراً?.

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «تناكحوا تناسلوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط».

بل وصل الأمر بهم إلي درجة بحيث ان أحد هؤلاء الحكام ومن حولهم من علماء البلاط ممن تسمي بالعالم وأقام في مركز من المراكز الدينية قال: ان هذا الحديث ليس بصحيح!..

فإنه وحيث لم يتمكن من أن يناقش في دلالة الحديث أخذ يناقش في سنده، كما فعلوا مثل ذلك بالنسبة إلي سائر قوانين الإسلام قانوناً قانوناً، حتي قانون تحريم الربا المنصوص علي حرمته في القرآن الحكيم، والذي قد عده القرآن حرباً مع الله ورسوله وذلك حيث يقول: ?وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين ? فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله?.

فإنهم جاءوا إلي الربا وتعاطوه مغلفاً بأغلفة ومغطي بأغطية لم يسمح الله تعالي بها، كما صنع أصحاب السبت حين نهاهم الله تعالي عن صيد الأسماك في السبت، وقد قص علينا القرآن الحكيم نتيجة تصرفهم هذا، قال عزوجل: ?ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين?.

والي غير ذلك من التصرفات والتوجيهات التي بموجبها منعوا عن قوانين الإسلام قانوناً قانوناً..

وقد ذكرنا في جملة من كتبنا كيفية اسقاطهم قوانين الإسلام ابتدائاً، فإنهم بدؤوا وبصورة تدريجية في مصر وذلك من أيام نابليون، وفي إيران أيضاً، وذلك من أيام البهلوي الأول، وهكذا في الباكستان حيث إنهم أسسوا هناك جمعية باسم: «جمعية القرآن» وادعوا: ان الحديث فيه اختلاف واضطراب، وضعف سند ودلالة، وقالوا: فاللازم ان نأخذ بالقرآن ونعمل به حسب فهمنا، فجاؤوا إلي الآية التي تأمر بإقامة الصلاة مثلاً فقالوا: نفهم من ?أقيموا

الصلاة? أن نقيم الصلاة بالجملة، ومن ?آتوا الزكاة? بأن نعطي شيئاً من المال، ومن ?حرم الربا? بأن لانتعاطاه أضعافاً مضاعفة، وأما تعاطيه بلا ان يكون أضعافاً مضاعفة فلا بأس به، وهكذا وهلم جرا.

النصوص الإسلامية لا تقبل الاجتهاد والتوجيه

ومن المعلوم أنه إذا انفتح هذا الباب باب توجيه النصوص الإسلامية وهو محرم تحريماً باتاً ومغلظاً في الشريعة لم يبق من القرآن الحكيم ولا من سنة الرسول صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام إلا الصورة والاسم فقط، وقد قال تعالي في تهديد كل من يفعل شيئاً من ذلك:

?ولو تقول علينا بعض الأقاويل ? لأخذنا منه باليمين ? ثم لقطعنا منه الوتين ? فما منكم من أحد عنه حاجزين?.

وهو توعد بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، وقد ذقنا الخزي وحل بنا الذل في الدنيا باتباع التقول علي الله في دينه، وعقاب الآخرة وعذابها بانتظارنا نعوذ بالله من عذابه .

مضافاً إلي ان هذا هو ما يتربصه بنا الاستعمار الغشوم، فإنه قد عرف مصدر عزنا وتقدمنا فجاء عبر أياديه، والحكومات المسيرة فسلبونا العمل بالقرآن والسنة المطهرة، وفتحوا فينا باب التقول علي الله، وزرعوا بيننا الاختلاف والفتنة، والشبهات والفرقة، فخسرنا بذلك ديننا ودنيانا.

وعلينا إذا أردنا العودة إلي عزنا وتقدمنا، العمل بالقرآن والسنة المطهرة تحت ظلال قيادة شوري المراجع الذي نصبهم الله للمرجعية، ممن لم يسمح لنفسه بالتقول علي الله في دينه، والذين يرجعون إلي أكثرية آراء الشوري في المسائل المختلفة فيها، ويحكموا أكثر الآراء.

والذين يوفرون الأجواء الصالحة للتعددية ووجود الأحزاب الحرة، المتنافسة بعضها مع بعض في سبيل البناء والتقدم، وفي طريق الخير والصلاح، وعلي نهج السلامة والصواب.

والذين يحاولون توحيد التاريخ الإسلامي وجعله الهجري القمري، وتعميم لغة القرآن وجعلها اللغة المشتركة واللغة المنتخبة

الواحدة للبلاد والأمة، وطرد التاريخ الغربي، واللغة المشتركة التي أرادها الاستعمار لنا.

والذين يطبقون حكم الله تعالي الذي أمر به المسلمين وأراده لهم من الأخوة الإسلامية، ويوفرون للناس عظيم الحريات التي قررها الإسلام لهم، وقد أشرنا إلي شيء منها في بعض كتبنا.

2 المسؤول عن تضرر المسلمين

2 المسؤول عن تضرر المسلمين

قال الله تعالي: ?وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها، فحق عليها القول فدمرناها تدميرا?.

المصداق الأول للمترفين في هذا الزمان هم الحكام والرؤساء في الحكومات الإسلامية حيث تتوفر لهم كل الإمكانات المالية والعسكرية ويعيشون الترف علي حساب فقر الشعب ومسكنته، وضره وفاقته..

فالمواطن إذا اراد السفر، أو أراد التجارة والعمل، أو الزراعة والعمران، أو غير ذلك، فأمامه ألف عقبة وعقبة.

بينما الحاكم تراه وكل شيء مسخر له، فالأموال يتصرف فيها بلا حساب، والخدمات بكل أنوعها من حشم وخدم، وسيارة وطائرة رهن إشارته، إلي غير ذلك مما هو مسخر للحكام، وهم يتحكمون فيها كما يشاؤون وبلا منازع، فأصبحوا بذلك المصداق الأول في زماننا هذا للمترفين الذين عنتهم الآية الكريمة، وزادهم مصداقية للآية فسقهم وعدم اهتمامهم بأحكام الله، وعدم رعايتهم لحقوق الناس، وليس هذا منا كلام بلا دليل، أو ادعاء بلا بينة، أو حديث بلا شاهد، فلقد كنا في العراق وكنا مطلعين علي بعض الأحوال الجارية فيها، وكنا قريبين من ايران ونري تردد الزائرين الإيرانيين إلي العراق لزيارة العتبات المقدسة، وتردد الزائرين العراقيين إلي إيران لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وكنا نسمع من الشعبين المسلمين علي حكامهم ما يوجب تأخير الصناعة والعلم في هذين البلدين الإسلاميين.

هذا مع عدم اطلاعي الكافي بمجريات الأمور في غير هذين البلدين من البلاد الإسلامية الأخري وذلك علي أثر ضعف الارتباطات ووهن الاتصالات وعدم تطور وسائل البث والنشر وبدائيتها في ذلك الزمان،

فإن كل ذلك كان يساعد علي عدم الاطلاع الكافي علي ما يجري فيها، غير انه يمكن قياسها علي ما يجري في هذين البلدين، لأن الطابع العام الذي كان يطبع البلاد الإسلامية كلها عربية وغير عربية كان طابعاً واحداً، وهو سيطرة الاستعمار علي البلاد الإسلامية وتقسيمها بينهم وزرع حكومات مسيّرة فيهم، تسومهم سوء العذاب وتذيقهم أشد ألوان الحرمان والفقر، والكبت والاضطهاد، مما سببوا بذلك تأخر المسلمين وتضررهم تضرراً فادحاً.

فإن الشعب إنما يتقدم ويربح إذا أعطيت حقوقه، ومنحت له الحريات الإسلامية، ويتضرر ويخسر إذا ما منعت عنه حقوقه، وصودرت حرياته، ومن جملة تلك الحريات المسلوبة حرية الابتكار والاختراع في مجال الصناعة، فقد كانت الحكومات المسيرة تحارب التقدم الصناعي أشد المحاربة، وتقضي علي المخترعين بألطف الوسائل وأعقدها.

الساعة المثالية

نعم إني أتذكر ان شاباً من شباب العراق استطاع ان يصنع ساعة دقيقة ومضبوطة تعمل بلا نابض ولا جهاز نابضي، فلما عرفت به الحكومة العراقية آنذاك، استدعته بحجة إنها تريد مكافأته عليها، فلما ذهب بالساعة إلي بغداد، أخذت الحكومة الساعة وعاقبت الصانع، ثم لم نسمع بعد ذلك عن الصانع الشاب شيئاً، وبالطبع إنه مات بحادث اصطدام مصطنع أو ما أشبه، دبرته له الحكومة للقضاء عليه وعلي صنعته.

المحرك بلا وقود

كما إني أتذكر أيضاً أستاذنا في العراق السيد الكاشاني ? فإنه صنع جهازاً محركاً يعمل بدون وقود، فعرضه علي الحكومة العراقية وطلب منها المعونة في تطويره وتكميله، فلم تعبأ به.

فاضطر إلي ان يكاشف به بعض البلاد الغربية ويطلب مساعدتها، لكن الحكومة العراقية منعت من مساعدته وضيّقت عليه حتي توفي رحمه الله تعالي وذلك قبل أربعين سنة تقريباً، فمات ومات علمه معه ودفن مع صاحبه تحت التراب.

طب الأعشاب والعقاقير

كما إني أتذكر أيضاً أن الحكومة العراقية كانت تحارب الطب القديم في العراق الذي كان قد اعتاده الناس ودأبت عليه المجتمعات في ذلك الزمان والذي كان يعالج الناس ببساطة وسهولة، ويعرض عليهم خدماته بلا تكلفة ولا مماطلة، فكانت تسجن الأطباء وتلقي بعقاقيرهم الطبية في الشارع.

كما كانت الحكومة تقضي علي (العلق) الدويبة التي تمتص الدم الزائد من الإنسان، بإدعاء إنها خرافة، بينما قرأت في بعض التقريرات الحديثة ان أميركا تشتري لمستشفياتها (العلق) من فرنسا وذلك بمبلغ عشرة دولارات لكل (علق) وفرنسا تشتري هي بنفسها (العلقة) من روسيا كل علقة بدولارين.

وكذلك كان الأمر في إيران، فقد كانت الحكومات الإيرانية هي الأخري أيضاً تمنع الطب القديم في إيران، مع ان إيران مهد صالح للأعشاب الطبية حتي ذكر خبراء طب الأعشاب في كتبهم الطبية: ان أرض إيران أرض صالحة لزراعة العقاقير وفيها ينبت مائة ألف قسم من الأعشاب الطبية النافعة.

وكان هناك زمن البهلوي الأول طبيباً حاذقاً يعالج المرضي بالعقاقير والأعشاب، ويصدر جريدة خاصة في هذا الشأن، فكانت الحكومة الإيرانية تلاحقه وتطارده حتي اختفي عن الأعين والأبصار، ولم يعلم هل أنها قتلته بحادث اصطدام مفتعل، أو بوسيلة أخري دبرتها له فقضت عليه.

هذا هو بعض ما اطلعنا عليه من عوامل تضرر المسلمين ووقفنا عليه من

أسباب تأخرهم صناعة وطباً في هذين البلدين، ولعل هناك من هو مطلع علي أكثر من ذلك وفي مختلف الأبواب والمجالات في هذين البلدين، وفي غيرهما من البلاد الإسلامية الأخري.

باكستان عندما انفصلت عن الهند

وفي باكستان مثلاً عندما انفصلت من الهند وصارت مستقلة لذاتها وشكلت حكومة إسلامية لنفسها، طلب رئيس حكومتها الرئيس محمد علي جناح من أحد أصدقائه المتخصصين في علم الاقتصاد، والذي كان قد غادر باكستان وسكن الغرب، ليعود إلي باكستان فيشاركه في حكومته الجديدة، ويشغل منصب وزارة المالية والاقتصاد.

فلبي الصديق المسلم، والمتخصص في علم الاقتصاد طلب صديقه القديم الرئيس محمد علي جناح، وعاد إلي باكستان بعد ان صفي أموره هناك في المهجر لكنه عندما هبطت به الطائرة في مطار باكستان فوجئ قبل نزوله من الطائرة بتسليم رسالة رسمية من الرئيس محمد علي جناح جاء فيها ما مضمونه:

صديقي العزيز! لقد تحملت عناء السفر والعودة إلي بلدك باكستان الإسلامية، فأهلاً ومرحباً بك، غير إني انصرفت عما كنت قد اقترحته عليك من اشغال منصب وزارة المالية والاقتصاد، وفضلت ان تكون مواطناً لنا كبقية المواطنين، ثم وقع تحته بالتوقيع التالي:

أخوك: الرئيس محمد علي جناح.

كانت هذه الرسالة كالصاعقة تنزل علي قلب هذا الصديق المسلم، والمتخصص في علم الاقتصاد، وكالعاصفة تعصف بروحه ونفسه، وتأخذ بهواجسه وعواطفه، وتدعوه إلي الرجوع في أرض المهجر، والعودة إلي بلاد الغرب، فرجع من حيث أتي، وهو متألم مما جري، ومتأسف علي ذلك، وأخذ يتحري عن الحقيقة الكامنة وراء دعوته، ويتطلع إلي الأسباب التي انتهت بالاعتذار منه، انه يعرف صديقه الرئيس جناح كاملاً، ويعلم بأنه وفي وشفيق، فلماذا دعاه للوزارة ثم اعتذر منه قبل ان يلتقي به؟ انه أمر مريب، يتطلب التحقيق والتعقيب، فعقب ذلك وواصل تحقيقاته عنه حتي وصل

إلي النتيجة التالية:

انه لما درس الاقتصاد في الجامعة وأكمل دراسته بنجاح قدم حينئذ للحصول علي شهادته الجامعية في الاقتصاد، تحقيقاً دقيقاً كتبه عن الاقتصاد الربوي وآثاره السيئة في المجتمعات، واضراره الفادحة علي الناس، وأثبت بالأرقام انه من الأسباب الرئيسية لسيطرة البلاد الاستعمارية علي البلاد الإسلامية، حيث ان المستعمرين يفقرون البلاد الإسلامية بسبب الحروب وغيرها، ويضطرونهم إلي أخذ السلفة من الدول الاستعمارية والاستقراض منها مع فوائد كبيرة وباهضة، وبمجرد الاستقراض يدخل البلد المستقرض بشعبه وثرواته في سيطرة البلاد المقرضة، ويكون من مستعمراته لكن مغلفاً وتحت ستار الاستقلالية، وذلك لما يفرض عليه من فوائد ضخمة وأرباح مضاعفة، وخاصة إذا تأخر موعد تسديد الديون، حيث تتضاعف الفوائد إلي عدة أضعاف مقدار أصل الدين.

ثم يري انه قد واصل بحثه في تحقيقه ذلك بقوله: ان الإسلام كان يعرف هذه الويلات التي تجرها الربا علي الشعوب، ولذلك حرمها وحرم التعامل بها، وجعل معاطيها معلناً للحرب علي الله ورسوله.

ثم انه بعد أخذ شهادته العالية في الاقتصاد، يقدم دراسته التحقيقية هذه، التي كتبها في فلسفة تحريم الإسلام الاقتصاد الربوي، التي تعرض فيها لبعض الأضرار والويلات الناجمة من تعاطي الربا، إلي الطبع والنشر.

فلما خرج إلي عالم النور وانتشر في الأسواق، وصلت نسخة منه إلي وزارة الاستعمارات البريطانية آنذاك، وذلك عبر أياديهم المتسللة في الأوساط الاجتماعية، والمنتشرة في كل البلاد الإسلامية حتي هذا اليوم، أو إلي وزارة الخارجية عبر السفارات المتواجدة اليوم في كل العواصم، فإنهم قد أوكلوا فيها من يبعث لهم كل كتاب جديد يصدر إلي الأسواق، وقد وصل بالفعل هذا الكتاب إلي وزارة الاستعمارات البريطانية، وبعد المطالعة والتعرف علي موضوعه الذي رأوه يناقض مصالحهم الاستعمارية خطوا عليه بالقلم الأحمر، وحذروا من وصول صاحب

الكتاب إلي منصب وزاري، أو مقام اقتصادي، خوفاً من تطبيق الاقتصاد الإسلامي الناهض للاقتصاد الربوي الاستعماري والذي يعرض منافعهم الاستعمارية وأطماعهم السياسة للخطر.

ولما أرسل الرئيس جناح، طلباً إليه، يدعوه لتصدي منصب وزارة الاقتصاد، اطلعت وزارة الاستعمارات البريطانية عبر أياديها المتسللة في الأوساط الحاكمة علي ذلك، فعملت وبكل جدية وخفاء وبواسطة عملائها المتسللين في صفوف القيادات العليا والمقدسين من كافة الطبقات وخاصة الحاكمة منها علي تغيير رأي جناح بالنسبة إلي صديقه، حتي استطاعت وبكل حذاقة وشيطنة، ومكر وخداع، من إقناع جناح علي إعلان انصرافه عما كان ينويه من تسليم حقيبة وزارة المالية والاقتصاد إلي صديقه المتخصص في الاقتصاد، وإبلاغ انصرافه وبسرعة فائقة إلي ذلك الصديق، وهو بعد لم ينزل علي أرض المطار ولم يواجهه بعد أو يلتق به.

وهكذا اكتشف هذا العالم الاقتصادي الذي كان صديقاً لجناح، أسرار المؤامرة الاستعمارية، التي استهدفته بالذات، وتمكنت من اقصائه عن استلام حقيبة وزارة المالية والاقتصاد في حكومة إسلامية يرأسها صديقه القديم جناح، فقضت السلطات الاستعمارية بذلك علي طاقاته بعد تجميدها، وحرمت الشعب الباكستاني المسلم من اصلاحاته الاقتصادية.

نعم، هكذا يخطط الاستعمار للاضرار بالمسلمين، وتضررهم، وللقضاء علي مواهبهم وطاقاتهم، وسلب أموالهم وثرواتهم، علماً بأن هذه قضية واحدة من آلاف القضايا المحاكة ضد المسلمين، والتي بقيت تحت الستار لم تكتشف بعد، فعلي المسلمين ان يكتشفوها ويفشلوها، وعليهم ان يعلموا بأن هذا الاخصائي الذي حرموه من التصدي لوزارة المالية، كان يهدد مصالح الاستعمار في مجال واحد، وهو مجال الاقتصاد لأنه كان عالماً اقتصاديا فكيف بمن يهددون كل المصالح الاستعمارية في كل المجالات، كمراجع الدين، والفقهاء الأعلام؟!

وهذا مما لا يمكن للمسلمين تداركه، إلا في ظل نظام شوري المراجع، ووجود التعددية، والمؤسسات الدستورية، والأخوة الإسلامية، والأمة

الواحدة، والحريات.

الهند تحت وطأة المحتلين

وفي الهند يوم كان المحتلون الإنجليز يسيطرون عليها، كانوا قد منعوا الناس عن مزاولة الطب القديم، كما ذكرنا انهم منعوا الناس عنه في إيران والعراق أيضاً، وذلك بأشد أنواع المنع، وفي قصة معروفة.

الطب قديمه وحديثه

وإني أتصور كما ذكرت في بعض مباحث الفقه من كتبنا الفقهية ان اللازم علي الحكومات فسح المجال أمام كل أنواع الطب وأقسامه، وتشجيعه وترويجه وذلك بتأسيس مستشفيات ذات ست شعب:

شعبة للطب اليوناني، المعالج بالأعشاب والعقاقير الطبية.

وشعبة للطب الصيني، المعالج بوخز الأبر.

وشعبة للطب الهندي القديم، المعالج حسب العناصر الأربعة.

وشعبة للطب الشعبي، المعالج بسبب الأدوية الشعبية المتعارفة بين أهل القري والأرياف من الكي وغير ذلك.

وشعبة للطب النفسي، المعالج بطريق علم النفس.

وشعبة للطب العصري، المعالج بسبب الأدوية المتطورة التي جاء بها الغرب.

واني قد قرأت جديداً ان حكومات بعض البلاد الغربية قامت بترويج الطب اليوناني القديم إلي جانب الطب العصري الحديث، فمن شاء ان يرجع إلي الطب اليوناني رجع اليه، ومن شاء ان يرجع إلي العصري رجع إليه أيضاً.

ثم انه كما فسح العرب المجال أمام النوعين من الطب في بلادهم، فكذلك فسح المجال أمام نوعين من اللحوم والفواكه والخضر في بلادهم أيضاً، فهناك نوعاً من اللحوم والفواكه والخضر، يكون للأسمدة الكيماوية والأغذية الصناعية دخل في انتاجها وتنشئتها، وتربيتها وتنميتها، فتباع بقيمة أقل وسعر أخفض، بينما هناك نوع آخر من اللحوم والفواكه والخضر، لم يكن للأسمدة الكيماوية ولا للأغذية الصناعية، دخل في انتاجها وتنميتها ولا في تنشئتها وتربيتها، بل نتجت هي حسب العوامل الطبيعية، ونشأت علي الأغذية المتعارفة، ونمت بسبب الهواء والشمس، والماء والتراب، فتباع هذه بقيمة أكبر وبسعر أغلي، وما ذلك إلا للفرق الكبير بين هذين النوعين في الخواص والفوائد، والآثار والنتائج.

3 الإضرار بدين المسلمين وعقيدتهم

3 الإضرار بدين المسلمين وعقيدتهم

لقد عمل الغرب إضافة إلي الإضرار بالمسلمين من حيث العلم والصنعة، ومن حيث تحديد النسل وتقليل عددهم، علي الإضرار بهم من حيث الدين والعقيدة، فسعي جاداً في تشويه الإسلام وتوجيه نصوصه وتأويل مسلماته وإلقاء الشبهات حوله، ولم

يكتف بذلك كله وإنما حاول سلخ المسلمين عن إسلامهم وقذفهم ولو إلي الإلحاد.

علي أثر ذلك رأينا في العراق كيف جاء الغرب وعملائهم بالمبادئ الإلحادية من الشرق تارة، ومن الغرب أخري، وكيف عمموا الانحلال والميوعة بين فتيان العراق وفتياته، مما سبب تحطيم العراق وتضرر شعبه، وكذلك فعلوا في مصر، وفي ايران، وفي تركيا، وفي كل البلاد الإسلامية الأخري.

الشيوعية

فتارة جاؤوا بالشيوعية الهدامة علي ما فيها من الإلحاد وإنكار الله تعالي علي ما تدعو إليه من الإباحية والبررية، والفوضي والدكتاتورية، وعلي ما تنطوي عليه من الارتجاع والتقهقر، والانتكاس والتأخر في كل مجالات الحياة، صناعة وزراعة وتجارة وثروة وغيرها.

وأول من أتي بهذا المبدأ اللانساني إلي العراق حسب اطلاعنا هو أحد جواسيس الاتحاد السوفيتي السابق العاملين في مؤسسة الأمن والاستخبارات والناقمين علي الإسلام والمسلمين وعلي البشرية والناس أجمعين فنظم أحد العراقيين كان يسمي بفهد وعهد إليه تنظيم شباب العراق وتجريدهم من إنسانيتهم ووجدانهم، وتبديلهم إلي وحوش ضارية، وسباع كاسرة، تفتك بالناس وتقتل الأطفال والأبرياء، وتهتك النواميس والأعراض، وتلتهم الأموال والثروات، وتتجاسر علي المحارم والمقدسات، وتهتف بالميوعة والتحلل والاباحية والفساد، كما رأينا ذلك في حكومة قاسم، مما أضر بالعراق وأخر العراقيين عن مواكبة الحياة.

القومية

وجاؤوا إلي العراق بالمبدأ القومي وأحيوا فيه القوميات، وأثاروا بينهم النعرات القومية والمدمرة، التي كانت من عادات الجاهلية وقد نهي الإسلام عنها وحاربها أشد محاربة، حتي قال فيها أمير المؤمنين عليه السلام: «من تعزي بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا».

ومن المعلوم ان الإسلام يدعو إلي السواسية، ويحارب القومية، وذلك علي تفصيل مذكور في الكتب المفصلة.

الوجودية

وجاؤوا إلي العراق مرة ثالثة بالمبدأ الوجودي الذي هو كالشيوعية في الاباحية والفساد، والميوعة والتحلل، والرجعية والتأخر، لكن هذا المبدأ لم يصل إلي الحكم في العراق بينما المبدئان السابقان: الشيوعية والقومية وصلا إلي الحكم في أيام (قاسم) و(عارف) وسيطرا علي العراق ودمراه، ولعل السر الكامن في عدم وصول المبدأ الوجودي الاباحي إلي الحكم في العراق هو: ان المبدأ الوجودي كان منبعثاً عن فرنسا، فوقف سائر المستعمرين المسيطرين علي العراق في ذلك اليوم دون شيوع هذا المبدأ، حتي لا

يكون منفذاً ينفذ عبره الفرنسيون إلي مشاركتهم لهم في التسلط علي العراق.

البعثية

وجاؤوا إلي العراق في المرة الرابعة بالمبدأ البعثي الذي هو كالشيوعية مضافاً إلي القومية، وكان منبعث هذا المبدأ الهزيل من عفلق الصليبي المشهور، فوصل إلي الحكم وفعل ما فعل بالعراق والعراقيين، مما لم يسبق له مثيل، لا في عهد الحجاج ولا في عهد جنكيز، مما أضر بالعراق وشعبه المسلم ضرراً كبيراً لا يمكن تداركه ولا جبره.

وأخيرا باسم الدين

وجاؤوا إلي العراق مؤخراً والي بعض البلاد الإسلامية الأخري أيضاً، بمبادئ هادمة وأحزاب ضالة تحمل في هذه المرة اسم الدين!، وتتسم بوسام الإسلام!، لتستهوي بها بسطاء الناس، وتشوه عبرها صورة الاسلام، وتموه بها معالم الدين..

لكن عراها عن واقعها وكشف عنها قناعها طريقة عمل المنتمين اليها، من ضرب المراجع والحوزات العلمية، وضرب الشعب بعضه ببعض، مما أضر بالمسلمين ضرراً بالغاً لا ينجبر ولا يمكن تداركه ولاتلافيه.

4 زرع مادة الإضرار في أوساط المسلمين

4 زرع مادة الإضرار في أوساط المسلمين

لم يكتف الغرب بما أورده علي المسلمين من الضرر بهم في مجال العلم والصنعة، والعدد والعدة، والدين والعقيدة، فقد عملوا إلي زرع اسرائيل في قلب المسلمين، وفي وسط البلاد الإسلامية، لتفرز دائماً الضرر والاضرار بالمسلمين.

فإني أتذكر جيداً كيف أنشأ الغرب دولة اسرائيل عن ست وخمسين ألف يهودي فقط، علي أرض فلسطين السليبة، وكيف أخذ اسرائيل بدعم من الغرب يتقدم ويتقدم في كل المجالات حتي وصل اليوم في مجال النفوس عدد اليهود فيها إلي ما يقارب من خمسة ملايين يهودي وذلك عن طريق جذب اليهود من كل أقطار العالم، ومنحهم جنسية اسرائيلة وتوفير ضروريات الحياة من شغل ودار ومرتب لهم، وعن طريق تشجيع التوالد والتناسل ومنح جوائز وهدايا وجعل حقوق ومرتب لكل يهودي ينتج أولاداً أكثر.

وفي مجال الصنعة والتقدم الصناعي إلي الاكتفاء الذاتي في كثير مما يحتاجون اليه، وفي مجال الدين والعقيدة إلي الحرية الكاملة في ممارسة طقوسهم الدينية، ومزاولة عقائدهم اليهودية، ونشرها وترويجها بينهم، بلا كبت ولا اضطهاد، ولا مضايقات ولامطاردات.

ومن المعلوم: ان فئة مدعومة من الغرب، وموفوراً لها كل الحريات، تكون علي عكس الأمة المحاربة من الغرب، والمحرم عليها كل الحقوق والحريات، فبدرجة تأخر هذه الأمة المحاربة يكون تقدم تلك الفئة المدعومة.

وما أريد ان أبرئ بذلك ساحة الأمة الإسلامية،

وأبرر تأخرها، إذ هم شاركوا الغرب في تنفيذ مخططاته التوسعية ومؤامراته الجهنمية، وإنما أريد بيان الحقيقة، والموقف العدائي من الغرب تجاه المسلمين.

وكيف كان: فإني كنت أذكر للأصدقاء في كربلاء المقدسة وذلك قبل نشوب الحرب بين اسرائيل من جهة، والعرب بقيادة عبد الناصر من جهة، بأن اسرائيل لابد وان تكون هي المنتصرة وعبد الناصر لابد وان يكون هو المنهزم، وذلك حسب ما كنت أشاهده من مقدمات العمل وكذلك كان، فإن إسرائيل قد حاربت العرب منذ تواجدها إلي اليوم أربع مرات، ولكن الأمر لم يزد اسرائيل في كل مرة إلا تقدماً ولم يزد المسلمين العرب إلا تأخراً.

موقف الرسول صلي الله عليه و اله من اليهود

هذا ولكن الذي نشاهده من تاريخ رسول الله صلي الله عليه و اله هو: ان الرسول صلي الله عليه و اله لما رأي ان المدينة المنورة قد أصبحت خانعة لسيطرة اليهود الذين كانوا يعيشون في قلاعهم الحصينة حول المدينة، وخاضعة لقدرتهم الاقتصادية من جهات، حرم الربا، فإن اليهود كانوا يأكلون أموال أهل المدينة قبل الإسلام، وكذلك بعد ان أسلموا بسبب الربا، فحرم رسول الله صلي الله عليه و اله بأمر من الله تعالي تعاطي الربا، حتي يوهن بذلك قدرة اليهود الاقتصادية ويقوي اقتصاد المسلمين وكان فعلاً كذلك.

بينما نري اليوم الربا في البلاد الإسلامية عربية وغير عربية قد شاع تعاطيه بكل صراحة فانهم أخذوا يتعاطونه أما بلفظه، واما بالباسه لفظ (المضاربة) وبذلك اشبهوا أصحاب السبت حيث نهاهم الله عن الصيد في السبت، فاصطادوا ولكن لا صريحاً بالشبك، بل بالباسه لباس الأحواض التي صنعوها كالفخاخ يقع فيها السمك يوم السبت، ويأخذونه يوم الأحد، فأنزل الله سبحانه عليهم العذاب وجعلهم قردة خاسئين ليكون ذلك عبرة لمن بعدهم فهل من معتبر؟

ثم ان رسول الله

صلي الله عليه و اله رأي ان السلاح أيضاً بيد اليهود، وهو مما يزيد في قوتهم، وإذا أرادوا الشراء منهم فيزيد في ثروتهم وقدرتهم الاقتصادية، ولذلك أمر صلي الله عليه و اله المسلمين بأن يصنعوا السلاح بأنفسهم، وأرسل كما في (ناسخ التواريخ) شابين مسلمين إلي اليمن كي يتعلموا صنع سلاح جديد ومتطور تقريباً وهي كانت تشبه الدبابة، لكن بأسلوب آخر، فرجع الشابان المسلمان وقد تعلما صنع السلاح الجديد، وعلماه للآخرين، فأصبح المسلمون بعد ذلك ينتجون ما يريدونه من الأسلحة التي يحتاجونها حتي المتطورة منها، فإزدادوا بذلك قوة وقدرة، وحصنوا بها أموالهم وثرواتهم وهكذا قطع رسول الله صلي الله عليه و اله احتياج المسلمين إلي يهود المدينة من جهة السلاح أيضاً حيث كانوا يبيعونهم إياها.

كما ان رسول الله صلي الله عليه و اله أمر المسلمين بأن يتاجروا بأنفسهم حيث كانت التجارة في المدينة قبل ذلك خاصة باليهود، وحكراً عليهم، فكانوا هم الذين يشتغلون بالتجارة وجلب البضائع إلي المدينة وأهل المدينة يحتاجون اليهم، فلما رأي رسول الله صلي الله عليه و اله ذلك أمر المسلمين بالتجارة وجلب ما يحتاجونه من بضائع إلي المدينة، فقام المسلمون يتاجرون بأنفسهم، ويجلبون البضائع التي يحتاجونها إلي بلدهم، فاستغنوا بذلك عن اليهود وعن بضائعهم وصاروا مستقلين لأنفسهم في الأمور التجارية، وبذلك قطع رسول الله صلي الله عليه و اله يد اليهود عن التجارة كما قطعها عن السلاح والمال.

المسلمون ومواقفهم السلبية

كان هذا نموذجاً مما فعله رسول الله صلي الله عليه و اله في مجال الاقتصاد والتجارة، والمال والسلاح، ليتعلم منه المسلمون ويخطون الخطوات اللازمة للوصول إلي الاكتفاء الذاتي في كل مجالات الحياة، ولكنهم ومع الأسف لم يتعلموا منه صلي الله عليه و اله وإنما

عكسوا كل تعليماته العالية، وتشبهوا باليهود في أكلهم السحت، وأخذهم الربا، وتعاطيه بينهم أضعافاً مضاعفة.

كما وتشبهوا باليهود في اختلاف بعضهم مع بعض وتنازعهم وتخاصمهم وقتل أنفسهم بأيديهم واخراج فريق من ديارهم، والمظاهرة عليهم بالاثم والعدوان، فأصبحوا من جراء ذلك فاشلين متضررين قد تقدم عليهم حتي الصهاينة واليهود، وفاقوهم في القدرة الاقتصادية والمالية، وعلوهم في القوة العسكرية والحربية، فالمسلمون بقوا لا يعرفون صناعة الأسلحة المتطورة وانتاجها، ولجأوا في شرائها إلي الدول الاستعمارية الكبري، بينما اليهود راحوا يصنعون السلاح بأنفسهم وبأيديهم وقد قرأت في تقرير رسمي قديم: ان اليهود في اسرائيل يصنعون ستمائة قسم من السلاح، ويقومون بتصدير كثير منها إلي الأسواق العالمية، كما ويقومون بتصدير كثير من منتجاتهم الصناعية الأخري، وكذلك بتصدير منتجاتهم الزراعية أيضاً إلي البلاد الغربية… أميركا وأوربا وحتي العربية أيضاً، وذلك علي تفصيل ذكروه.

فهل يمكن ان يحمل كل ذلك التقدم الذي حازه اليهود في مجال الاقتصاد والمال، والصناعة والزراعة، والتصدير والتجارة وكل هذا التأخر الذي وقع فيه المسلمون، إلا نتيجة تحرك اليهود واتحادهم، وتآلفهم وتعاونهم، وخمول المسلمين وتفرقهم، وتشتتهم وتنازعهم عرباً وغير عرب؟

موقف الهند من الاحتلال البريطاني

ولقد كان في قصة الهند وابتلائهم بالمحتلين البريطانيين وكيفية تخلصهم من سلطتهم الجائرة واحتلالهم المشين، عبرة لمن اعتبر، فإن البريطانيين كانوا قد احتلوا بلاد الهند مدة ثلاثمائة سنة ولم يتركوا الهنود يتقدمون في شيء من أبعاد الحياة، لكنهم لما استقلوا وذلك منذ خمسين سنة، نفضوا عن أنفسهم غبار الاحتلال والتبعية، وعملوا بجد واجتهاد حتي تقدموا في انتاج كل شيء، من الذرة إلي غيرها من الصناعات، وزرعوا كل شيء يحتاجون إليه من الأذرة إلي غيرها من المزروعات، وبلغوا في كل ذلك درجة الاكتفاء الذاتي، مع انهم أكثر من مليار من البشر

ومع انه قد صادرهم المستعمرون البريطانيون في هذه القرون الثلاثة التي كانوا يحتلون فيها بلادهم، كل خيراتهم ومواردهم الاقتصادية، حتي افتقروا أشد الفقر، لكنهم لما اهتموا وعملوا تمكنوا من التقدم وذلك بهذا الشكل من التقدم الهائل.

5 الإضرار عن طريق الإغفال والتضليل

5 الإضرار عن طريق الإغفال والتضليل

ذكرنا فيما سبق: ان الغرب خطط للاضرار بالمسلمين في كل مجالات الحياة، في العلم والصنعة، وفي العدد والعدة، وفي الدين والعقيدة، ولأجل مواصلة الإضرار بهم، زرع في قلب بلادهم، ووسط منطقتهم، اسرائيل الغاصبة لتخلق لهم البلابل والمشاكل باستمرار، وتسبب تضررهم دائماً وأبداً.

ولكنه لم يكتف الغرب بذلك كله حتي خطط لاغفال المسلمين والنوم عن مصالحهم، فان من مصلحة كل شعب وأمة ان توفر لنفسها وبيدها ضرورياتها وأوليات حياتها، حتي لا تحتاج فيها إلي غيرها، فإن الاحتياج إلي الغير يولد التبعية، ويفقد الاستقلالية وذلك كما قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام: «احتج إلي من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره» بعد ان قال عليه السلام: «افضل علي من شئت تكون أميره».

بينما أشاع الغرب في المسلمين ثقافة الكسل والضجر والتقاعس عن العمل، وروج بينهم هذا المنطق الكاذب، الذي يقول: (انا نحن المسلمين والعرب سادة وأشراف، والغرب عبيد واماء، فهم يعملون ويكدحون ويخترعون وينتجون، ونحن نستورد ونستهلك وبفضل أموالنا وثرواتنا فهم عمال ونحن تجار، وهم مستعطون ونحن متفضلون). وبهذا المنطق الخادع أضروا بالمسلمين ضرراً بالغاً، مما أدي إلي تبعيتهم للغرب في كل شيء، بحيث لو اغلق الغرب عليهم أبواب منتجاتهم الزراعية يوماً اختلت حياتهم، وماتوا جوعاً، وهل هناك ضرر يمكن للغرب ان يضر العرب والمسلمين به أكبر من هذا؟

نعم، ان المسلمين علي أثر هذه التبعية وعدم استقلاليتهم الناتجة عن اشاعة الغرب في أوساط المسلمين ثقافة الترهل والتقاعس، وترويج المنطق الكاذب: (انهم

الغربيون عمال ونحن تجار، وهم عبيد ونحن سادة وأرباب) تراجعوا في كل شيء، وتقهقروا من كل الجهات، واليك مثلاً علي ذلك:

تضرر البلاد العربية

ذكرت المنظمات العالمية تقريراً عن العلماء المعنيين بالبيئة يقول: ان البلاد العربية صالحة من حيث المناخ والمساحة والتربة والماء لأن تستوعب خمسة مليارات انسان، علي ان يعيش كل واحد منهم برغد ورخاء، وعائد سنوي كبير، ودخل يومي رفيع، يوفر عليه السكن المريح، والوسيلة الفارهة، والعيش الهنيئ، والرزق الوافر.

بينما اليوم علي أثر التضليل الغربي، والدعايات المضللة التي أشاعها الغرب في الأوساط العربية، لم يتجاوز نفوس العرب في البلاد العربية عن الثلاثمائة مليون نسمة، وكلهم سوي الطبقة الحاكمة وعشرة بالمائة من الناس، يعيشون عيشة مزرية، ويعانون من سوء التغذية، وعدم السكن، وقلة الرزق، ووعورة الحياة، ونقص الدخل عن مصروفهم اليومي، وغير ذلك من ضنك العيش وصعوباته.

خسارة دائمة ومستمرة

هذا مع ان هناك تقريرات رسمية أخري تقول: بان في مصر أياد عاملة كثيرة لكنها عاطلة عن العمل، وفي السودان أراض واسعة وتربة خصبة ومياه كثيرة، حيث النيل الفضفاض يسقي تلك الربوع المستعدة للزرع والضرع، ولكنها متروكة ومهجورة فإذا شغلنا تلك الأيادي العاملة العاطلة في مصر، علي زراعة الأرض الخصبة والمستعدة التي بقيت متروكة ومهجورة في السودان، استطعنا ان نوفر من القمح فقط ما يكفي طعاماً لكل البلاد العربية علي رمتها.

لكن تغافل العرب بل المسلمين كلهم ونومهم عن مصالحهم المخطط لهم هذا التنويم من الغربيين، وترك الأيادي العاملة عاطلة عن العمل، والأراضي الخصبة مهجورة عن الزراعة، وكانت النتيجة: ان أصبحت الشعوب العربية فقراء معدمين، تعساء محرومين، لا رزق لهم ولا طعام، ولا سكن ولا مقام، ولا سعادة ولا هناء.

كان هذا بعض ما وصلنا من التقارير الرسمية في خصوص البلاد العربية، وفي مجال طاقاته البشرية المعطلة، وأراضيها الخصبة المهجورة، ومياهها الكثيرة المهدورة، وفي مجال اعتدال مناخها، وسعة مساحتها، وقدرتها علي استيعاب خمسة

مليارات من البشر، المقصورة بدل ذلك علي ثلاثمائة مليون نسمة فقط. وما لم يصلنا من التقارير الرسمية في بقية المجالات الحيوية والهامة، بالنسبة إلي خصوص البلاد العربية، وكذلك بالنسبة إلي عموم البلاد الإسلامية، فهي أكثر بكثير مما وصلنا واطلعنا عليه، وان كان في الذي وصلنا لكفاية في قيام الحجة علينا، وانقطاع العذر منا أمام الله والناس، والتاريخ والأجيال، وذلك كما قال تعالي: ?قل فلله الحجة البالغة? فإنه يقال للعاصي يوم القيامة لم عصيت؟ فإذا قال: ما كنت أعلم، يقال له: لم لم تتعلم؟

6 من وسائل إضرار الغرب بالمسلمين

6 من وسائل إضرار الغرب بالمسلمين

لم يقنع الغرب بالأضرار التي ألحقها بالمسلمين عرباً وغير عرب في مختلف مجالات الحياة، كما لم يكتف بزرع اسرائيل في قلب منطقتهم، ووسط بلادهم، لتشغلهم بالمشاكل التي تخلقها لهم دائماً وباستمرار، حتي أشاع في الأوساط الإسلامية وبتخطيط مدروس وماكر، ثقافة الانحلال والابتذال، والميوعة والفساد، يعني: علي عكس ما يدعو الإسلام المسلمين إليه من ثقافة العفة والسداد والصلاح والرشاد، فان الإسلام يدعو باصرار إلي هذه الثقافة الانسانية والتقدمية، ويحذّر وبتأكيد من الثقافة الحيوانية والارتجاعية التي يروجها الغرب، ويسد كل الأبواب والمنافذ المؤدية اليها.

ان الإسلام بتعاليمه الحكيمة، وقوانينه الراقية، يفرض الحجاب علي النساء ويوجب غض البصر علي الرجال، كخطوة أولي في الحفاظ علي شخصية المرأة وعفتها، وصيانة اصلاح المجتمع وسداده، ثم يحرم المخالطة والمراودة، والمفاكهة والمصادقة، والنظر بخيانة علي كل من المرأة والرجل الأجنبيين، كخطوة ثانية في حراسة حقوق المرأة وتقوية شخصيتها، ورعاية سلامة نظام الأسرة وتحكيم روابطها، فان نظام الأسرة الذي رسمه الإسلام وأطّره بإطار النزاهة والقداسة، لهو خير نظام عرفه التاريخ، وتوصل إليه البشر، واكتشفه العلم الحديث فان العلم الحديث أثبت بالأرقام: بأن أفضل طريقة، وأجمل نظام، استطاع ان يسعد كلاً من

المرأة والرجل من حيث الروابط الجنسية والاستمتاعات الجسدية، والعلائق الودية والعاطفية، ومن حيث اشباع الرغبات النفسية والغرائز الجسمية وإرواء الروح والقلب بالحب والمودة، ومن حيث سلامة النسل وطيب الولادة، وإنجاب أولاد سالمين وموفقين، وناجحين وفائزين هو النظام الذي رسمه الإسلام للأسرة والاطار الذي أطرها به، حيث ان هذا النظام يجمع سلامة المجتمع وصلاحه وعفته وسداده، إلي جانب ارضاء كل فرد من أفراد المجتمع رجلاً وامرأة في عواطفه وأحاسيسه، واشباع غرائزه ورغباته، وارواء عطشه الجنسي والنفسي، والروحي والمعنوي إرضاءاً واملاءاً وكذلك إشباعاً وإرواءاً لا يتحقق مثله في أي نظام آخر.

الغرب وإضراره بنظام الأسرة

لكن الغرب رغم اعترافه بهذه الحقيقة الانسانية، وتأييده لهذه التجربة العلمية التي أثبتت صلاحية نظام الأسرة في الإسلام لهذا العصر وأفضليته لكل العصور المسطورة والأمصار المتحضرة، والبشرية المتقدمة، فإنه رغم كل ذلك، أشاع في أوساط المسلمين، وروج بينهم للإضرار بهم ثقافة الميوعة والانحلال، والفساد والابتذال، وذلك بشتي الوسائل، ولطائف الحيل، فحاربوا الحجاب، وشجعوا المرأة علي التبرج، وحرضوا الرجل علي محاربة الغيرة وتخليه عنها كخطوة أولي لإشاعة ثقافة الانحلال والابتذال.

ثم شجعوا كلاً من المرأة والرجل علي المصادقة والمفاكهة، وروّجوا بينهم التراود والاختلاط، وحملوهم علي تبادل النظرات المريبة والاستمتاعات المحرمة، كخطوة ثانية لتحطيم كيان الأسرة، وتضييع حق المرأة وإفساد النسل، وإهلاك الحرث، وقد تمكنوا من تحقيق أهدافهم الشريرة وتنفيذ مخططاتهم الشيطانية في المسلمين.

نعم لقد نجح الغرب من تنفيذ مخططه هذا، والحق أضراراً فادحة بالمسلمين، حيث ضعف أساس الأسرة، ووهن أركانها، عند المسلمين، فارتفع فيهم نسبة الطلاق، وتقلص بينهم نسبة الزواج، وفشي بينهم الروابط غير المشروعة، وانتشر في أوساطهم الأمراض التناسلية والإيدز وما أشبه ذلك، وشقوا في حياتهم، وخسروا دنياهم حيث تقهقروا في كل شيء وتقدم الغرب عليهم، وفاتتهم

آخرتهم، لأن (من لا معاش له لا معاد له).

الخ اتمة

الخاتمة

وهكذا تضرر المسلمون حين تركوا اتباع الإسلام الذي أراد لهم الخير والحياة، والسعادة والتقدم، واتبعوا الغرب الذي خطط للاضرار بهم ولتضررهم في كل شيء، في العلم والصنعة، وفي العدد والعدة، وفي الدين والعقيدة، وفي الثروة والقدرة.

وبكلمة واحدة: خطط للقضاء عليهم، وعلي آخر معالمهم وآثارهم.

هل هناك إضرار أكبر وأعظم من هذا الذي نواه الغرب تجاه المسلمين؟؟

كلا وألف كلا.

ولكن هل من معتبر؟؟

وهذا آخر ما أردناه في هذا الكتيب.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسة

جمادي الأولي 1420 ه

محمد الشيرازي

من مصادر التهميش

? القرآن الكريم

? البهجة المرضية للسيوطي

? القوميات في خمسين سنة

? المنجد في الأعلام

? تلخيص تاريخ الإمبراطورية العثمانية

? جامع الأخبار

? شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد

? موجز عن الدولة العثمانية

? موسوعة المورد

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

- راجع كتاب (موجز عن الدولة العثمانية) و(تلخيص تاريخ الإمبراطورية العثمانية) للإمام الشيرازي. أما العثمانيون فهم ملوك أتراك أسسها عثمان1 عام (1281م) ونشأت دولتهم في الأناضول علي أنقاض الدولة السلجوقية ومدت سلطتها إلي البلقان والدول العربية وأفريقية ثم أخذ نفوذها يتقلص.. إلي أن قضي عليها مصطفي كمال أتاتورك عام 1923م.

- سلالة حكمت إيران (1795 1925م) أسسها آغا محمد خان القاجار، وكان آخرهم (أحمد شاه) ثم جاءت حكومة البهلوي.

- سورة الاسراء: 31.

- جامع الأخبار: الفصل (58) ص101.

- سورة البقرة: 278 و279.

- سورة البقرة: 65.

- Napoleon (1769 1821م) ولد في أجاكيسو، من أسرة بونابرت، امبراطور فرنسا (1804 1815م)، قاد حملة علي مصر (1798 1799م) وانتصر في حركة الاهرام، جلب من الفاتيكان إلي مصر أول مطبعة عربية (بولاق) وذلك لنشر ثقافة الغرب في بلاد المسلمين.

- رضا خان بهلوي (1295 1363ه / 1878 1944م) شاه إيران (1343 1359ه / 1925 1941م) كان ضابطاً من ضباط الجيش الإيراني فأطاح بأسرة قاجار الحاكمة وأعلن نفسه شاهاً علي إيران عام 1925م، وحكم البلاد بالاستبداد، ثم اضطر إلي التنازل عن العرش لابنه محمد رضا بهلوي.

- سورة البقرة: 43.

- سورة البقرة: 43.

- سورة البقرة: 275.

- سورة الحاقة: 44 47.

- سورة الاسراء: 16.

- السيد زين العابدين الكاشاني، توفي عام 1375ه ودفن في قم المقدسة.

- جناح، محمد علي (1876 1948م) سياسي وأديب باكستاني، رئيس (الحلف الإسلامي) مؤسس دولة الباكستان وأول رئيس لها (1947م).

- عبد الكريم قاسم (1332 1382ه / 1914 1963م) ولد في

احدي محلات بغداد الفقيرة، ضابط عراقي قاد حركة الانقلاب ضد النظام الملكي في العراق، وأطاح به في 14 يوليو 1958م / 1377ه. انتهج في الحكم نهجاً استبدادياً، ثار في عهده الأكراد في شمالي البلاد، لقي= =مصرعه في الانقلاب الذي قاده ضده (عبد السلام عارف) فبراير 1963م / 1382ه.

- البهجة المرضية للسيوطي، وفي شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: ج13 ب238 ص147، عن رسول الله صلي الله عليه و اله.

- راجع كتاب (القوميات في خمسين سنة) للإمام المؤلف.

- عبد السلام عارف، (1921-1966م) ضابط عراقي قام بانقلاب عسكري اطاح به عبد الكريم قاسم، رئيس الجمهورية (1963م) قتل في حادث سقوط طائرة، خلف اخوه عبد الرحمان (1966م – 1968م) ثم اطاحه انقلاب عسكري بقيادة احمد حسن البكر.

- الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95ه /714م) ولد في الطائف ولاه عبدالملك ابن مروان أمره جيشه، وتولي مكة والمدينة والطائف والعراق وحكم بأشد الاستبداد والقتل والقمع…

- جنكيز خان (1167 1227م) فاتح شهير أنشأ الإمبراطورية المغولية وأخضع بالقهر والاستبداد جميع الدول بين الصين والبحر الأسود= =اسمه الأصلي (تيموجين بن يشوكي) اشتهر من سلالته: باتوخان وهولاكو وتيمورلنك.

- اشارة إلي قوله تعالي: ?فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين? سورة البقرة: 65.

- شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: ج20 ب4 ص255.

- سورة الأنعام: 149.

- فمثلا: تشير الإحصائيات إلي ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع السعودي حوالي (30) في المائة مما يشكل ظاهرة اجتماعية خطيرة، وفي آخر إحصائية رسمية لوزارة العدل السعودية بلغت الزيجات في مدينة الرياض خلال 1996م حوالي (8) آلاف و (600) حالة، يقابلها حوالي (3) آلاف حالة طلاق خلال الفترة نفسها، ما يعني إن نسبة الطلاق في ذلك العام بلغت حوالي (30) في المائة تقريباً

(زواج كل ساعة وطلاق كل ثلاث ساعات)، ويعتبر شهر حزيران (يونيو) من أكثر الشهور التي تتم فيه حالة الزواج في السعودية لمصادفته بدء الإجازة الصيفية، وتعتبر مشكلة الطلاق ظاهرة في المجتمع الخليجي، ففي الكويت تصل نسبة الطلاق (29) في المائة وفي البحرين (34) في المائة وفي قطر (38) في المائة، وتتعدد أسباب الطلاق في المجتمع الخليجي.

(النبأ: العددان 21و22 1419 ه ق ص 48)

? وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري في تقرير صدر حديثا أن هناك 30حالة طلاق تحدث بين كل 100زواج سنويا، أي أن هناك (227) ألف حالة طلاق سنويا من بين (681) حالة زواج، وترتفع النسبة في القاهرة لتصل إلي 33 %.

(الرأي الآخر/ السنة الثالثة العدد 22 1 ذو الحجة 1419ه)

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.