مساوئ الفرقة

اشارة

اسم الكتاب: مساوئ الفرقة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 142 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً

وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ

عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً

فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ

بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً

صدق الله العلي العظيم

سورة آل عمران: 103

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبيق عملي وسلوكي للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ

وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

ان مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوّع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، آخذاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان /ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين().

من أساليب الاستعمار

قال الله تعالي:

?وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ?().

لقد خرج العراق من أيدي المسلمين الذين يشكل الشيعة (85%)() منهم ووقع بسبب الحوادث الأخيرة التي حدثت في الشرق الأوسط بيد الغربيين وهم الآن يديرونه ويحكمون قبضتهم عليه، ولكن بواسطة أذنابهم البعثيين المتسلطين علي الحكم.

ومن المعلوم أن مخطط الغربيين يبتني دائماً علي فرض الحاكم المتجبر حتي إذا لم يرضه الشعب المسلم؛ لأن المستعمرين يريدون من الحاكم في البلاد الإسلامية أن يكون لهم كالبقرة الحلوب؛ لذلك فانهم إذا ما شعروا يوماً بأن صداماً () كمثال لم يستطيع تنفيذ ما يخططون له فانهم امّا أن يقتلوه ويأتون بغيره، أو يقومون بواسطة أذنابهم الآخرين بانقلاب عسكري يقتلون من خلاله الحاكم العميل ويأتون بحكومة تغاير حكومته ولو كانت مائلة إلي الاعتدال نسبياً، كما قاموا بذلك في تركيا.

ومشاكل البلاد الإسلامية حالياً ازدادت بدرجة كبيرة، بحيث أصبحت القوانين والمقررات التي تحدد مسير الدولة داخلياً وخارجياً تأتي من الغرب، وبعض السبب في ذلك يقع علي عاتق المسلمين أنفسهم؛ لأنهم لا يهتمون بالتوعية والتثقيف وتنظيم أمورهم لكي يأخذوا بزمام إدارة بلادهم بأيديهم. ومن الواضح إذا لم يهتم الإنسان لحل مشاكله ويبدي جانب العجز في إدارة أموره سيعطي للآخرين الفرصة للتدخل في شؤونه وأخذ زمام الأمر من يده.

السقوط والانحطاط

هناك صفتان إذا اتصف بهما أي مجتمع فانه سيؤول إلي السقوط والانحطاط، وهاتان الصفتان قد اجتمعتا عند بعض المسلمين أخيراً.

الأولي: النزاع

لقد استفحلت هذه الظاهرة في بعض المجتمعات الإسلامية بشكل عجيب، بحيث لا تراهم إلا في نزاع دائم فيما بينهم، مما أدي ذلك إلي اتحاد الشرق والغرب ضد المسلمين، وصاروا يتلاعبون بهم ويحركونهم ذات اليمين وذات الشمال كسحاب الربيع الذي تتقاذفه الرياح وتفرقه هنا وهناك ويعملون في بلادهم ما شاؤوا من دون أي مانع أو رادع.

بذور التفرقة

ذات يوم كنا بصحبة المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمة الله عليه () ذاهبين لزيارة مرقد الشهيد الحر الرياحي (رضوان الله عليه) مشياً علي الأقدام، وذلك في الفترة التي كان زوار العتبات المقدسة يتوافدون بشكل مكثف من إيران وغيرها إلي العراق للزيارة، وفي أثناء ذلك مرت بجوارنا عربة يجرها اثنان من الخيول تحمل مجموعة من البدو، فصاح أطفال تلك المنطقة بصوت واحد (حاج عرب موش ميخورد) ومضمونها (العرب يأكلون الفئران) ثم مشينا مقدار من الطريق فمرت عربة أخري فيها مجموعة من الزائرين الإيرانيين، فصاح أطفال تلك المنطقة وأطلقوا كلاماً أيضاً مخالف وغير صحيح لإهانة الزائرين.

أنظر.. في هذه المسافة القصيرة كم تتحسس بذور التفرقة والنزاع بين المسلمين، إنها سياسة استعمارية لإثارة النعرات فقد بذرت بهذا الشكل في بلادنا وصار بعض أبناءنا وأطفالنا وسيلة لتنفيذها بسبب عدم الوعي والثقافة.. ومن الواضح أن هذا الكلام السيئ وإن كان قد صدر من أطفال إلا أنه من شأنه أن يثير حفيظة الآخرين وبسبب عدم الوعي أيضاً، وهكذا يبعثهم للمقابلة بالمثل وتستمر هذه التصرفات السيئة وتنعكس في جوانب أخري من الحياة حتي تتحول الأمة الواحدة التي رفع الإسلام الحواجز النفسية والأرضية منها إلي أمم مشتتة متفرقة البعض يتهجم علي البعض الآخر ويسخر منه وقد قال تعالي: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَي

أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَي أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الإسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?() ومعلوم أن هذا السلوك يؤدي إلي ضعف الأمة وانهيارها، ويوقعها لقمة سائغة في فم الاستعمار الذي ما فتئ يخطط لتنفيذ هذه الأساليب والخطط.

وقد قال تعالي: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً?().

الثانية: العنف والتهور

الناس بطبيعتهم لا يميلون إلي الأفراد العنيفين وسيئي الأخلاق ولا يجلّونهم بملء اختيارهم، وإذا حدث وأن استطاع بعض أصحاب القدرة والعنف استغفال وخداع مجموعة من الناس لفترة. فان أوراقهم سرعان ما تنكشف وينقلب الأمر عليهم وينفضّ الناس من حولهم إن لم ينقلبوا عليهم.

ونحن نري الإسلام الذي بقي لحد الآن، وسيبقي إلي أبد الدهر إنما هو بسبب مجموعة من الخصائص والسمات الفريدة، منها دعوته السليمة حيث استطاع النبي الأكرم صلي الله عليه و اله والأئمة الأطهار عليهم السلام أن يدخلوا الإسلام في قلوب الناس عن طريق الكلام اللين، ومكارم الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام حيث يقول تعالي: ?فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ?().

وقد جاء في بعض التفاسير عن لين وحسن خلق الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله:

«معناه ان لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم مع سجاحة أخلاقك وكرم سجيتك بالحجج والبراهين ?وَلَوْ كُنْتَ? يا محمد ?فَظّاً? أي جافياً سيئ الخلق ?غَلِيظَ الْقَلْبِ? أي قاسي الفؤاد وغير ذي رحمة ولا رأفة ?لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ? أي لتفرق أصحابك عنك ونفروا منك … » ().

ويقول الله تعالي في آية أخري: ?وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ

اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ?().

فيأمر النبي صلي الله عليه و اله بأن يلين جانبه ويتواضع لهم ويحسن معاملتهم، لأن تواضع القادة وحسن معاملتهم من شأنها أن تزيد محبة الناس وتشدّهم إليهم أكثر.

من سيرة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله

عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «ان يهودياً كان له علي رسول الله صلي الله عليه و اله دنانير فتقاضاه. فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك.

فقال: فاني لا أفارقك يا محمد حتي تقضيني.

فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتي صلي في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء والآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله يتهدّدونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله صلي الله عليه و اله إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟

فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟!

فقال صلي الله عليه و اله: لم يبعثني ربي عزوجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلي نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظّ ولا غليظ ولا سخاب ولا متزيّن بالفحش..» ().

هذا الحديث يعكس لمحة موجزة عن أخلاق وسيرة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله في اتباعه سياسة اللاعنف وعدم التهور في مواقفه الظاهرية والباطنية، وهذا اللين وانشراح الصدر هو أحد العوامل التي جذبت الناس إلي الإسلام من أهل الكتاب وغيرهم، وجعلت المسلمين أيضاً يتمسكون بالدين الإسلامي أكثر بإيمان عال ويعملون لنشره بين الناس بإخلاص وتفان، علي العكس من الذين يتبعون مبدأ العنف والتهور فعقائدهم تحجمت بل واندثرت وإن كان البعض يستبطن

العنف ويظهر العطف واللين في بعض الأحيان فإنه سرعان ما ينكشف وينتهي به المطاف ولا تبقي له نائرة فقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «ما أضمر أحد شيئاً إلا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه» () لذا نحن نري الإسلام باقياً بقاء الدهر؛ لأن مبادئه تعتمد علي أساس اللين وسعة الصدر واللاعنف وقادته الكرام النبي وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) جسّدوا هذه المبادئ السليمة بصدق وإخلاص الأمر الذي زاد من قوته وانتشاره في الأرجاء وخلوده.

من سيرة أمير المؤمنين عليه السلام

ابن الكوّاء هذا المنافق الخارجي، كان مشاكساً لأمير المؤمنين عليه السلام وهو في أوج حكومته الواسعة التي كانت ذلك اليوم أوسع حكومة علي وجه الأرض مساحة وعدداً، إضافة إلي أنه عليه السلام مفروض الطاعة من الله ورسوله، فقد كان ابن الكوّاء يؤذي الإمام بعناده واعتراضاته المتكررة في السوق والمسجد وبأسلوب خال من اللياقة، وفي رواية عن كتاب البحار للمجلسي رحمة الله عليه: «كان علي عليه السلام في صلاة الصبح فقال ابن الكوّاء من خلفه: ?وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ?() فأنصت علي عليه السلام تعظيماً للقرآن حتي فرغ من الآية ثم عاد في قراءته، ثم أعاد ابن الكوّاء الآية فأنصت علي عليه السلام أيضاً، ثم قرأ فأعاد ابن الكوّاء فأنصت علي عليه السلام ثم قال عليه السلام: ?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ?() ثم أتم السورة وركع» ().

أنظر.. مع أن الإمام عليه السلام كان الرئيس الأعلي للدولة، ويتمكن أن يتخذ موقفاً صارماً ضد ابن الكوّاء الذي كان مواطناً عادياً ولنفاقه ومشاكسته المتكررة للإمام عليه السلام أصبح منبوذاً في المجتمع، ومع استحقاقه للعقوبة الرادعة

إلا أن الإمام عليه السلام لم يبد أي موقف صارم أو شديد تجاهه. وهذا جانب بسيط من معاملة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والحاكم الأعلي للبلاد الإسلامية آنذاك، فقد تمتع عليه السلام بالحكمة والصبر وسعة الصدر ولين الجانب مع أعداءه من المشركين والمنافقين.

واستطاع (صلوات الله وسلامه عليه) بذلك أن يديم هذه العقيدة الإسلامية ويرسخها في القلوب والضمائر التي أثبت ركائزها رسول الله صلي الله عليه و اله وخاتم الأنبياء عليهم السلام بفعل أخلاقه وسيرته الكريمة وتعامله مع الناس باللين واللاعنف.

أسلوب القرآن

قال الله تعالي: ?وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَي وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ?().

نزلت هذه الآيات علي الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله حول مسجد ضرار الذي بناه المنافقون في مقابل مسجد الرسول ومسجد قباء، ومع ذلك فإن أسلوب القرآن الحكيم لم يتصف بالعنف فقد جاء الأمر هكذا بقوله تعالي: ?لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَي التَّقْوَي مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ?() وفي سبب نزول هذه الآيات وتفسيرها قال الطبرسي رحمة الله عليه: «قال المفسرون ان بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلي رسول الله صلي الله عليه و اله ان يأتيهم فآتاهم وصلي فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجداً فنصلّي فيه ولا نحضر جماعة محمّد وكانوا اثني عشر رجلاً، وقيل خمسة عشر رجلاً، منهم ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ونبتل بن الحرث، فبنوا مسجداً إلي جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلي الله عليه و اله وهو يتجهز إلي تبوك، فقالوا يا رسول الله

إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنّا نحب أن تأتينا فتصلّي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال صلي الله عليه و اله: «إني علي جناح سفر ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فيه، فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد». وفي معني الآية قال الطبرسي: «ثم ذكر الله سبحانه جماعة أخري من المنافقين بنوا مسجداً للتفريق بين المسلمين وطلب الغوائل للمؤمنين فقال تعالي : ?وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً? والمسجد موضع السجود في الأصل وصار بالعرف اسماً لبقعة مخصوصة بنيت للصلاة فالاسم عرفي فيه معني اللغة ?ضِرَاراً? أي مضارة يعني للضرر باهل مسجد قباء أو مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله ليقلّ الجمع فيه ?وَكُفْراً? أي ولإقامة الكفر فيه..?وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ? أي لاختلاف الكلمة وإبطال الإلفة وتفريق الناس عن رسول الله صلي الله عليه و اله ?وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ? أي أرصدوا ذلك المسجد واتخذوه وأعدّوه لأبي عامر الراهب. وهو الذي حارب الله ورسوله من قبل. وكان من قصته انه كان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح، فلما قدم النبي صلي الله عليه و اله المدينة حسده وحزب عليه الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلي الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلي الروم وتنصر … ?وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَ الْحُسْنَي? معناه أن هؤلاء يحلفون كاذبين ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسني من التوسعة علي أهل الضعف والعلة من المسلمين فأطلع الله نبيه علي فساد طويتهم وخبث سريرتهم فقال: ?وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ? وكفي لمن يشهد الله سبحانه بكذبه خزياً().

والخلاصة: إن أسلوب القرآن مع المنافقين والمتآمرين لم

يكن بدرجة من العنف، وإنما هو أسلوب فضح وخزي للمتآمرين، وأما الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله فلم يقم بالانتقام من القائمين علي بناء المسجد والمنافقين ولم يرسل إلي جلبهم لمحاكمتهم أو عقابهم، وحتّي أبو عامر الراهب الذي تقدمت قصته وهو رئيس المنافقين والمتآمر مع الروم لم يوجّه له الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله حكماً أو من يقتصّ منه وإنما اكتفي الرسول صلي الله عليه و اله بتهديم المسجد وفضح من بناه عن طريق الآيات القرآنية وامتناعه من الصلاة فيه.

والذي أثر في هؤلاء المنافقين أكثر أن النبي صلي الله عليه و اله عاملهم بلين وعطف دون أي عنف يذكر.

واقعنا المعاصر

في منطق القرآن الكريم جميع المسلمين بلغاتهم وقومياتهم وألوانهم المختلفة أمة واحدة حيث يقول تعالي: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?().

وقال تعالي: ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ?().

كما أن البلاد الإسلامية كلها بلد واحد، وقانون واحد، وحكومة واحدة في نظر الإسلام، وهذه الوحدة كانت متجسدة في حياة المسلمين لقرون عديدة، حتي إذا دخل الاستعمار بلادنا وأثار النعرات والتفريقات بين المسلمين فساقهم إلي التشتت لكي يعيش عليه.

حرمة التفرقة

إن أي تفريق بين المسلمين يعتبر من أشد المحرمات في الإسلام لأنه معاونة علي الإثم والعدوان الذي يهدفه الاستعمار هذا أولاً. وثانياً: انه تشتيت للأمة الواحدة وتسهيل لسيطرة الكفار علي بلاد الإسلام، سواءً كان التفريق بالأراضي ووضع الحدود الجغرافية بين بلاد المسلمين أو بالجنسيات المتعددة أو ما أشبه ذلك.

إننا نجد الآن العراقي خارج حدود العراق في البلاد الإسلامية الأخري يعتبر أجنبياً، ويعامل معاملة الأجانب، وكذلك المسلمون الآخرون يعتبرون داخل العراق من الأجانب، وهذا الأمر لا يختص بالعراقي بل ينطبق علي المصري والإيراني والأفغاني وسائر المسلمين، وهذا عمل لا يرتضيه الإسلام ولا ينطبق مع مبادئه الوحدوية.

فهذه الحدود الأرضية بين المسلمين وضعها الاستعمار من أجل تشتيتهم، والقضاء علي رابطة الأخوة والأمة الواحدة التي تجمعهم، لتسهل السيطرة عليهم ويكونوا مغنماً لبلد الكفر.

والأنكي من ذلك أن المستعمر الذي وضع هذه الحدود لم يكتف بترسيمها وتفريق جسد الأمة الواحدة، بل عمد إلي ترك مناطق حدودية محايدة ومساحة يكتنفها الغموض بين أغلب البلاد الإسلامية، حتي تكون هذه المناطق مادة للنزاع والخلاف وبؤرة للتوتر بين البلدان الإسلامية دائماً ليتمكن ساسة الغرب من إثارتها في أي وقت شاءوا، بل أحياناً نفس الدول الإسلامية متي ما أحسّت بشيء من القوة فانها سرعان ما تترجم

هذه القوة إلي نزاع حدودي وحرب طاحنة بينها وبين جارتها المسلمة، وتتوزع بقية الدول الإسلامية بين مناصر لهذا الطرف وذاك، ويكون الهم الأكبر لحكام أغلب الدول الإسلامية هو بناء القوة العسكرية علي حساب حتي رغيف الخبز لا لمواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة، وإنما لانتزاع بعض الأشبار من أرض البلد المسلم الجار ودون أي حساب للخسائر الحقيقية التي يتكبّدها الطرفان، والآثار القريبة والبعيدة المترتبة علي ذلك من امتصاص كل الطاقات المادية وتحطيم القيم المعنوية للمسلمين، فضلاً عن إيقاع المزيد من الخلاف والتشتت بينهم.

واجب المجتمع

وبسبب هذه المظاهر نحن مدعوون جميعاً لأن نسعي بكل جهودنا وطاقاتنا، بألسنتنا وأقلامنا للقضاء علي كل أسباب الخلاف ومظاهر العنف والفحش والتفرقة، والهمز واللمز في المجتمعات الإسلامية، وعلينا أن نهتم بأنفسنا فنهذبها، ونتمسك باللين والرفق ليكون هذا منطلقاً لما نأمل أن نحققه من التغيير في العالم الإسلامي، وهذا الطريق وإن كانت تحفّه المشاكل والصعاب والموانع الطبيعية والمصطنعة، إلا أنه الطريق الناجح للنجاة وبلوغ النصر والقضاء علي أسباب التأخر والانحطاط الذي أصاب المسلمين وإلا سنبقي نئن من وطأة ذلك (والعياذ بالله).

«اللهم صل علي محمد وآله، وحلني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل، وكظم الغيظ، واطفاء النائرة وضم أهل الفرقة، وإصلاح ذات البين، وافشاء العارفة، وستر العائبة، ولين العريكة، وخفض الجناح، وحسن السيرة … وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة ولزوم الجماعة … » ().

من هدي القرآن الحكيم

في ذم التفرقة

قال تعالي: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً?().

وقال سبحانه: ?أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ?().

وقال عزوجل: ?إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَي اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ?().

وقال جل وعلا: ?وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ?().

جزاء المنافقين

قال تعالي: ?إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً?().

وقال سبحانه: ?وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ?().

وقال عزوجل: ?إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً?().

اللين من محاسن الأخلاق

قال تعالي: ?فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ?().

وقال سبحانه: ?فَقُولا

لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَي?().

وقال عزوجل: ?أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ?().

من هدي السنة المطهرة

من كلمات لأمير المؤمنين عليه السلام في اللين والرفق:

1: «ألن كنفك فإن من يلين كنفه يستدم من قومه المحبة» ().

2: «من لانت كلمته وجبت محبته» ().

3: «أكبر البر الرّفق» ().

4: «من تلن حاشيته يستدم من قومه المحبّة» ().

5: «من لم يلن لمن دونه لم ينل حاجته» ().

6: «الرفق لقاح الصلاح وعنوان النجاح» ().

ومن كلماته عليه السلام في ذم التفرقة والعدوان:

1: «من زرع العدوان حصد الخسران» ().

2: «المؤمن منزه عن الزيغ والشقاق» ().

3: «المخاصمة تبدي سفه الرجل ولا تزيد في حقه» ().

4: «شر الناس من يبتغي الغوائل للناس» ().

5: «من بالغ في الخصام أثم ومن قصر عنه خصم» ().

6: «رأس الجهل معاداة الناس» ().

اللين من صفات المؤمن

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمناً، لإيمانه الناس علي أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم، من سلم الناس من يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر، من هجر السيئات، وما حرّم الله عليه، ومن دفع مؤمناً دفعة ليذلّه بها، أو لطمه لطمة، أو أتي إليه أمراً يكرهه لعنته الملائكة حتي يرضيه من حقه، ويتوب ويستغفر، فإياكم والعجلة إلي أحد فلعلّه مؤمن وأنتم لا تعلمون، وعليكم بالأناة واللين، والتسرع من سلاح الشياطين وما من شيء أحب إلي الله من الأناة واللين» ().

من مناهي النبي صلي الله عليه و اله

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة، وحشر مغلولاً حتي يدخل جهنم إلا أن يتوب» ().

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من آذي مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله عزوجل، ومن آذي الله فهو ملعون في التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وفي خبر آخر: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ().

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() ألقيت هذه المحاضرة بتاريخ: 27/ج2/ 1405ه.

() سورة آل عمران: 105.

() هذه النسبة خرجت بها الاحصائية التي قام بها السيد محمد الصدر الذي كان رئيساً للوزراء في العهد الملكي وقد نشرت في حينها في الصحف العراقية.

() صدام حسين التكريتي سياسي عراقي، ولد في تكريت (1937م) رئيس الجمهورية 1979م بعد تنحيته للبكر، هاجم إيران 1980م فاندلعت حرب الخليج الأولي واستمرت ثمان سنوات، احتل الكويت 1990م فاندلعت حرب الخليج الثانية واخرج الجيش العراقي منها، وقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية.

() الخطيب البارع الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي عليه السلام، ولد في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1339ه يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وبعد جهاد طويل سقوه السم في يوم شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام وتوفي مسموماً شهيدا عام 1393ه اشتهر عليه السلام بأسلوب خطابي مميز.

() سورة الحجرات: 11.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة آل عمران: 159.

() تفسير مجمع البيان: المجلد الأول ص527 تفسير سورة آل عمران.

() سورة الشعراء: 215.

() بحار الأنوار: ج16 ص216 ب9 ح5.

() نهج البلاغة، قصار الحكم: 26.

() سورة الزمر: 65.

() سورة الروم:

60.

() بحار الأنوار: ج41 ص48 ب104 ح1.

() سورة التوبة: 107.

() سورة التوبة: 108.

() تفسير مجمع البيان: المجلد 3 ص70 تفسير سورة التوبة.

() سورة الأنبياء: 92.

() سورة المؤمنون: 52.

() الصحيفة السجادية: ص104 من دعائه عليه السلام في مكارم الأخلاق.

() سورة آل عمران: 103.

() سورة الشوري: 13.

() سورة الأنعام: 159.

() سورة آل عمران: 105.

() سورة النساء: 140.

() سورة التوبة: 68.

() سورة النساء: 145.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة طه: 44.

() سورة المائدة: 54.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص250 ح5205 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص250 ح5207 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص250 ح5214 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص250 ح5209 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص250 ح5210 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص250 ح5212 الفصل الثاني موجبات عزة النفس.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص461 ح10572 الفصل الخامس في الخصومة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص461 ح10564 الفصل الخامس في الخصومة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص461 ح10565 الفصل الخامس في الخصومة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص461 ح10571 الفصل الخامس في الخصومة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص461 ح10574 الفصل الخامس في الخصومة.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص461 ح10570 الفصل الخامس في الخصومة.

() علل الشرائع: ص523 ب300 ح2.

() الأمالي للشيخ الصدوق: ص430 المجلس 66 ح1.

() بحار الأنوار: ج72 ص150 ب57 ح13.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.