مؤتمرات الإنقاذ

اشارة

اسم الكتاب: مؤتمرات الإنقاذ

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه الوعي الاسلامي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1419 ق

الطبعة: اول

مقدمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الإمام الشيرازي في الكتاب:

تتسم كتابات الإمام السيد محمد الشيرازي «دام ظله» بأنها كتابات هادفة، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحقيقة والواقع، فعندما يمسك القلم يضع نصب عينيه، الواقع المحدد والهدف المعيّن الذي من أجله يسطّر الحروف.

مثلاً عندما يكتب الكراريس التي لا تتجاوز عدد صفحاتها الثلاثين أو عندما يكتب المجلّدات الضخمة التي جاوزت الحدّ المعتاد، والتي بلغت موسوعته الفقهية المائة والخمسين مجلّداً، لم يعدل عن الهدفيّة. فالكتابة عنده وسيلة وهدفها التربية والتعليم والتوعية والإرشاد، وهذه هي مسؤولية الأنبياء والصالحين علي مدار الحياة. ولم يقتصر في كتاباته هذه علي سنٍّ معيّن بل تشمل منهجيته جميع الأعمار صغاراً وكباراً.. فكتب للأطفال قصصاً يهدف من خلالها تقريب رسالة الأنبياء إلي الزهور والبراعم، وامتازت كتبه هذه بالبساطة والنعومة التي قد يعجز عن الإتيان بها الكثير من الكتّاب والمؤلفين.

كتب للشباب الكتب التوعويّة والتثقيفيّة والتفسير البسيط الذي يوضح من خلاله معاني القرآن الكريم.. وكتب للشيوخ والكهول بما يناسبهم.. وكتب للمرأة ما يتعلّق بها من أحكام وتوجيهات حتي في فن الطبخ بما يناسب الأسرة المسلمة ليبعدها عن شبح التبذير والإسراف.

كتب للجميع.. للمسلم وغير المسلم.. لطلاب المدارس الأكاديمية وطلاب الحوزات العلمية.

كتب للمبتدئين في الدراسة الحوزوية وكتب للمتخصّصين وطلاب الخارج الذين يتقدّمون لنيل درجة الاجتهاد، فكتب شرح المكاسب وشرح الكفاية وشرح الرسائل وشرح المنظومة حتي يسهّل للطالب الوصول إلي الحقائق الدينية والنكات العلمية، وكتب في الوقت نفسه أعمق الكُتُب في الفقه والأصول التي يحتاجها كل من يريد استنباط الأحكام الشرعية، فكانت الأجزاء الخمسة للبيع والثمانية للأصول.

وكتب الكرّاسات الصغيرة حول

الشيعة للتعريف بهذه الطائفة الإسلامية المظلومة، التي أصبحت هدفاً لحراب الأعداء وسمومهم الفكرية وشبهاتهم المغرضة.

والصفة الأخري التي نلمسها في كتاباته وتأليفاته الواقعية في المضمون والقالب، فعندما يكتب مثلاً «باقة عطرة» يكتبه لأهل الكويت بما يناسب احتفالات هذه الشريحة من المسلمين بالمولود النبوي الشريف.

وعندما يكتب للوكلاء والخطباء والمؤلفين، يكتب ما ينفع هذا الصنف من الناس، الذين يتحمّلون قسطاً كبيراً من مسؤولية التوعية للأمّة الإسلامية.

وقد آثر في كتاباته أن يتبنّي طرح المشروع الإسلامي في مواجهة التحدّيات الفكرية المعاصرة، فكتب عن أهم مشكلات العصر بثوب فقهي، مملوء بالمعلومات والرؤي والأفكار الحضارية.

كتب عن البيئة وعن الاقتصاد والحقوق والقانون وعلم النفس والإعلام والسياسة والمستقبل، وعن كل ما له تأثير علي حياة الإنسان، واستطاع بهذه الكتابات القيّمة أن يستوعب حضارة الإنسان، وأن يطرق أبواباً لم يطرقها علماؤنا السابقون (أعلي الله مقامهم).

واعتمد في تأليفاته علي أدب ملتزم ونزيه، ينظر إلي الأدب كوسيلة لتحقيق الغاية، وهي إيصال الفكرة بطريقة سهلة وقوية إلي المخاطب. لأجل هذا التزم بالأسلوب السهل المبسّط، ولم ينس في الوقت نفسه مستوي القارئ.. العالم وغير العالم، وهذه أهم قاعدة في البلاغة: أن يُحدّث الكاتب أو الخطيب الناس علي قدر عقولهم وإدراكهم وفهمهم للأمور.

وهكذا نجد أنفسنا أمام عبقرية فذّة ونادرة تستطيع أن تتوغّل إلي قلب البراعم الصغار لتوصل إليهم الحكمة والموعظة الحسنة في الوقت الذي تستطيع أن تصل إلي قلب مَن قضي نصف قرن من عمره في الدراسة الحوزوية.

وهكذا الإمام الشيرازي في جميع تأليفاته، كاتباً ملتزماً وعالماً معطاءاً وإنساناً صادقاً مع نفسه ومع غيره، إنساناً يحمل أهدافاً كبيرة لا يحيد عنها رغم زحمة الأفكار وتنوّعها ورغم ما يتعرّض له من مصاعب ومِحَن.

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام

علي محمد وآله الطاهرين، واللعنة علي أعدائهم أجمعين إلي يوم الدين.

وبعد.. سطرنا هذا الكراس لنضع بين يدي إخواننا العاملين وفقهم الله تعالي أفكاراً حول أهمية وضرورة عقد المؤتمرات، وبيان دورها في إنقاذ المسلمين من المشاكل التي تعاني منها البلاد الإسلامية منذ قرن، سيما في النصف الثاني من القرن الراهن، حيث الحدود الجغرافية المصطنعة قد فصلت بين المسلمين، وتبددت الأخوة الإسلامية، ولم يبق من الحريات التي جاء بها الإسلام إلا الأقل من القليل.

ولا وجود للشوري، لا في الحكم ولا في غيره، وحيث الاستبداد تفشي في مختلف المواقع والحقول، وليس من نصيب المسلمين سوي التأخر والانحطاط الحضاري، ويستوردون هم حتي اللحوم والألبان، ونصيبهم الفقر والمرض والجهل والفوضي.

ولا تجد عادة المكان الأمن في بلادهم، وهم مشردون عن مساكنهم، حتي إن أكثر من سبعين في المائة حسب بعض الإحصاءات من اللاجئين هم من المسلمين(1)، والسجون ممتلئة، والمقابر مليئة، والتعذيب في السجون قائم علي قدم وساق، والقواعد العسكرية الأجنبية منتشرة، وهي الحاكمة في الكثير من بلادهم، والحروب دائرة هنا وهناك مما لا تبقي ولا تذر.

والآن ونحن نسطّر هذه الكلمات، هناك عشرة من بلدان المسلمين(1) تعد من طليعة الدول التي تتري عليها النكبات، وتلفَّها الحروب الداخلية والخارجية المصطنعة، التي خلفها الاستعمار للتفريق بين المسلمين وتحطيمهم.

والعلاج الحقيقي بيد الله سبحانه، وإنما الواجب علينا تهيئة المقدمات الممكنة ?ثم اتبع سبباً?(2)، والتي منها «المؤتمرات»، حيث إنّ الاجتماع قوة، والتنظيم والتخطيط وتقسيم الأعمال وتحديد الأدوار هو أفضل السبل لتحقيق الهدف، ويستفاد من حديث أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا ترك المسلمون القرآن وَكَّلَهُم الله إلي أنفسهم، فإذا رجعوا إليه رجع الله إليهم)، ومشكلتنا الراهنة هي في ترك المسلمين للقرآن إلا جملة من أحكامه. ومن المعلوم إن

من أعرض عن ذكره سبحانه ?فإنّ له معيشةً ضنكاً …?(3)، ووعدُ اللهِ سبحانه صادقٌ، ولذا ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، فإذا عملنا علي تنظيم المؤتمرات في أعمالنا المهمة وبكل إخلاص، وجمعنا الكلمة بكل جديّة، ورجع المسلمون بسبب ذلك إلي أحكام القرآن الحكيم جميعاً كان المرجو أن يعيدَ اللهُ عليهم عزّهم وسيادتهم وسعادتهم الدنيوية، ويصلح آخرتهم بإذنه سبحانه.

وهو المستعان

محمد الشيرازي

يلزم أن يُلاحظ في المؤتمرات عدّة أمور:

أولاً: المؤتمر فرصة للتربية

يجب أن لا ننسي الجانب التربوي للمؤتمرات التي تمثل بحق ساحة من ساحات بلورة شخصيات العاملين.

ففي أروقة المؤتمر يتعلَّم العامل كيفية الحوار البناء، ويتعلم الصبر وتحمل النقد الهادف، وفي المؤتمرات تتطور الكفاءات الخطابية الإدارية والثقافية والتربوية.

فالمؤتمر هو محك طبيعي لبلورة الشخصيات في مجالاتها وحقولها المختلفة من ثقافية واقتصادية وسياحية وإدارية(1).

ثانياً: أقسام المؤتمرات

وهي علي أربعة أقسام:

1_ المؤتمرات المحلية الصغيرة، مثل مؤتمر بيروت ومؤتمر الكويت ومؤتمر القاهرة ومؤتمر النجف ومؤتمر كربلاء و….

2_ المؤتمرات القطرية الصغيرة، نحو مؤتمر كندا ومؤتمر أفغانستان ومؤتمر إيران ومؤتمر ألمانيا ومؤتمر الباكستان وهكذا.

3_ المؤتمرات الكبيرة: كمؤتمر الخليج ومؤتمر آسيا ومؤتمر أفريقيا وهلمّ جرّا.

4_ المؤتمرات العالمية لجميع المسلمين.

ثالثاً: مدة انعقاد المؤتمر

العمل علي إطالة أمد المؤتمر مهما أمكن كثلاثة أيام أو أسبوع أو شهر، فإن مؤتمر الهند الذي انتهي إلي تحرير الهند من الغربيين يعقد كل عام أربعة أشهر.

ومن الواضح إن الوقت القصير، لا يفي بمهام المؤتمر الإنقاذي، الذي يتناول مشاكل العالم الإسلامي من مختلف الجوانب والأبعاد.

رابعاً: كميّة المؤتمرين

ينبغي إن يحضر المؤتمر أكبر عدد ممكن من العاملين، لأنه الفرصة التي يجد فيها المؤتمرون أنفسهم واحداً إلي جنب الواحد الآخر، في نقاش وحوار هادف.

طبعاً هناك فئتان ستحضران المؤتمر:

الفئة الأولي: نخبة العاملين من ذوي الكفاءات والاختصاصات.

الفئة الثانية: جمهرة العاملين الذين يجدون في المؤتمر فرصة التعرف علي القيادات، ومن ثم تشخيص واجباتهم ومسؤولياتهم، وأيضاً تنمية مواهبهم وكفاءاتهم.

خامساً: شمولية الحضور

لا فرق في لزوم الحضور للمؤتمرين الكبير في السنّ والشاب، ورجل الدين، والجامعي، والكاسب، والموظف، والأستاذ، والتلميذ، والاقتصادي، والسياسي.

وكذا لا فرق بين من له رتبة عُليا وسابقة في الحركة، ومن له رتبة دُنيا لاحقة، إذا كان لكل منهم نوع كفاءة وخبرة، فإنّ لكل ذي فضل فضله.

كما كان يفعله الرسول الأكرم (صلي الله عليه وآله وسلم) والإمام علي (عليه السلام)، حيث إنّ من أسلم كان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم.

وكان الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) يستشيرهم جميعاً، وكذا أمرهم الإمام علي (عليه السلام) إن يشيروا عليه في الأمور.

وفي الحديث الشريف: (المسلمون إخوة، تتكافأ دماؤهم، ويسعي بذمّتهم أدناهم، وهم يدٌ علي مَن سواهُم …)(1)، وفي ذلك من الفوائد النفسية وإنماء الكفاءات وإعطاء الفرص والأدوار للآخرين، وتحريض الناس للوصول إلي الأهداف المرجوة، ما لا يخفي علي ذوي الألباب.

وإذا تصور الإنسان أو الجماعة عكس ذلك، بأن يعتقد أنه الرائد والقائد والأفضل والأقدم والأعلم والأفهم إلي غير ذلك من المزاعم المفرِّقة، فإن هذا التصور سيجلب للإنسان الأنانية والكبر، ويؤول إلي ابتعاد الناس عنه وعن الأهداف التي يصبوا لتحقيقها.

سادساً: لا شرط قبل المؤتمر

من الضروري أن لا تكون هناك شروط مسبقة لحضور المؤتمر في الحديث حول مواضع المؤتمر، وما أشبه ذلك.

فإنّ الشرائط المسبقة إنما تليق بغير مثل هذا الهدف الرفيع الذي يحتاج إلي كافة القطرات والطاقات من شتي الأنشطة.

وقد كان الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) يقبل إسلام كل من يقول الشهادتين سواء كان عطاؤه واحداً أم مائة.

سابعاً: التثقيف أولاً

الاهتمام بتثقيف المؤتمرين بالثقافة التي تساعدهم علي الوصول إلي الهدف، بسبب أشرطة الكاسيت والفيديو والكتب والنشرات والمنابر المعنية بهذا الشأن، وكذا الاجتماعات الجانبية، وما أشبه ذلك.

فكلَّما كانت ثقافة الإنسان أرفع يكون وصوله إلي الأهداف والغايات أقرب، فالثقافة الحيوية تهيئ الإنسان نفسياً وعملياً للسير إلي الهدف بخط مستقيم بشكل أسرع وأفضل.

ثامناً: صدق النوايا

ينبغي للقائمين علي المؤتمر أن يكونوا واقعيين وأن يكون هدفهم هو إنقاذ المسلمين في سبيل الله سبحانه، سواء كان المؤتمر منعقداً من قِبَل حزب واحد أو خاصاً بأعضائه أو من قبل أحزابٍ عديدة، أو من نشاط واحد أو عدة أنشطة، أو من كلا القسمين والقسم الثالث هو أفضل الأقسام إذ من المعلوم إن هناك أنشطة إسلامية مرجعية، وأنشطة إسلامية حزبية، وأنشطة إسلامية عامة، من قبيل: النشاط الإعلامي للقائمين ببرامج الإذاعات والتلفزيونات والصحف ودور النشر، ومن قبيل: النشاط الثقافي للمكتبات، ومن قبيل النشاط الاقتصادي وكذا التربوي العام، فالجامع بين كل الأقسام حصيلته أفضل وأحسن وأقرب للواقع والحقيقة(1).

تاسعاً: التقشف هو الشعار

يلزم أن يكون شعار المؤتمر التقشف في الإنفاق، والاكتفاء بالحدود الدنيا من المصروفات، ويجب تطبيق قاعدة الأدني فالأدني في مجال الإنفاق والصرف، فإنه بالإضافة إلي لزوم توفير المال قدر الإمكان للأهداف يحول دون أن يكون قلّة المال عائقاً عن انعقاد المؤتمر(1)، ناهيك عن إن قلّة الإنفاق علي وسائل النقل مثلاً يوجب توفير فرص وإمكانية أكثر للسياحة في مختلف البلاد والاتصال بالأمم والشعوب وكسب الأصدقاء والتعرف علي عاداتهم وتقاليدهم ونمط تفكيرهم، وطرق معيشتهم، وفي ذلك ما لا يخفي من الفائدة.

ويجب التقليل من المصروفات المتعلقة بمكان انعقاد المؤتمر، مثلاً يكون انعقاد المؤتمر في الحسينيات والمساجد والمخيّمات في الصحاري أو علي ضفاف الأنهار أو في الغابات أو ما أشبه، بدون حاجة إلي فنادق ودور سكن أو مراكز، وكذلك حال المصروفات من الأكل والشرب ووسائل التدفئة في الشتاء ووسائل التبريد في الصيف إلي غير ذلك.

وقد ورد في الحديث الشريف: (عزَّ من قنع وذلَّ مَن طمع)(1).

عاشراً: لجان الاختصاص

من الضروري أن توزَّع الأعمال في المؤتمر حسب الكفاءات والاختصاصات، وأن تتحمل كل طائفة عملاً خاصاً كالإعلام والثقافة والاقتصاد والتربية والتنظيم، وما أشبه ذلك.

فإنّ توزيع الأعمال وتقسيم الأدوار وإسناد كل عمل إلي ذوي الاختصاص، من أهم ما يوجب تقديم الأمة إلي الأمام، وفي القرآن الكريم: ?من كل شيء موزون?(1)، وفي كلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (ونظم أمركم)(2).

ومن الواضح أنّه لا منافاة بين ذلك وبين أن يجتمع المؤتمرون جميعهم علي مناقشة الأمور العامة، حالهم حال الوزراء حيث كل يعمل ضمن اختصاصه ولهم اجتماعات دورية للشؤون العامة.

الحادي عشر: اللاعنف

ينبغي إن يكون المؤتمر سلمياً بعيداً عن المشاحنات والمصادمات.

فاللازم الاجتناب حتي عن الكلمات النابية العادية، أو الكلمات الجارحة.

فعلي الخطيب اختيار ألطف الكلمات وأجملها، قال سبحانه: ?فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك …?(1)، وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إخواننا بغوا علينا)(2).

وجاء في القرآن الحكيم قبل ذلك: ?إخوان لوط?(3)، ?وإلي عادٍ أخاهم هوداً …? (1)، ?وإلي ثمود أخاهم صالحاً …? (2).

الثاني عشر: النيابة في المؤتمر

من الممكن اشتراك من ليس بمقدوره حضور المؤتمر لجهة سياسية أو مرضية أو لعمل أهم ونحو ذلك عبر اتخاذ الوكيل والنائب، بأن يكون صوته صوت الموكل في القرارات.

ومن الممكن أن يتصل الوكيل بموكله في الاستشارات المهمة إن أمكن الاتصال وبذلك ينتفع المؤتمرون، فإن (أعقل الناس من شارك الرجال في عقولها)(1)، وكذا ينتفع هو حيث يكون له التدرّج الصعودي في هذا البعد الإنقاذي، فإن الحياة تسير تدريجاً في أكثر أبعادها، ومنها البعد الفكري والتربوي والسياسي والعملي.

الثالث عشر: الإنتاجية

يجب أن يتحسس المؤتمرون بفائدة وجدوائية المؤتمر، وأن لا يتصوروا أنه مجرد مهرجان لإلقاء الكلمات الرنانة وطرح الموضوعات المجردة.

وكما يجب أن يكون المؤتمر منتجاً يضيف شيئاً إلي معلومات العاملين.. ويعطيهم المزيد من الأمل.. لأنه بدون الأمل لا يمكن القيام بأي عمل.

وليس المقصود الأمل بالحل السريع لمكانة المشاكل المستعصية، بل الأمل الحقيقي ولو علي مرّ الزمن.

الرابع عشر: اقتران القول بالعمل

قال تعالي في محكم كتابه: ?يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ? كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاً تفعلون?(1).

وأكثر ما يصيب المؤتمرات هو الفصام بين القول والعمل، إذ ينسي المؤتمرون ما قالوا داخل المؤتمر بمجرد أن يخرجوا منه. وهذا أمر غير صحيح دينياً وسياسياً واجتماعياً.

أمّا دينياً: فلقوله تعالي: ?وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون …?(2)، ولقول الإمام علي (عليه السلام): (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم)(3).

وأما سياسياً: لأن نجاح أية حركة وأي مؤتمر في ترجمة الأقوال والشعارات إلي العمل.

وأما اجتماعياً: لأن الناس ينتظرون نتائج المؤتمر لا في الكلام بل في العمل، وهم يقيسون النجاح والفشل بمقدار النتائج العملية التي تسفر عنها المؤتمرات.

وأخيراً لعل الله يوفِّق المسلمين لما فيه إنقاذهم بل إنقاذ البشرية كافة من هذه المآسي والويلات، التي لا يمكن حلَّها إلاّ بالسير علي خُطي الأنبياء والأئمة الأطهار (عليهم السّلام)، وما ذلك علي الله بعزيز.

وهو الموفِّق المستعان

سبحان ربّك ربِّ العزّة عمّا يصفون وسلامٌ علي المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

23/شوال/1414ه

* * *

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

(1) في إحصاء أجرته لجنة للولايات المتحدة اللاجئين استناداً إلي إحصائيات هيئة الأمم المتحدة ومصادر أخري، قدر عدد اللاجئين المسلمين في معظم إنحاء العالم نحو «70 مليون» و «800 ألف» لاجئ، ولا يشمل هذا الرقم اللاجئين الفلسطينيين ولاجئي أوربا الشرقية. وبلغت نسبة اللاجئين المسلمين في الإحصائية السابقة من مجموع اللاجئين في العالم كله «87./» لجئوا إلي بلدان أخري لأسباب عديدة، منها الحروب والكوارث الطبيعية وبطش الحكومات المعادية للإسلام،وخوفاً من الاضطهاد الديني والسياسي والعرقي. «أنظر جريدة العالم الإسلامي، صفر 1415».

(1) إشارة إلي الحروب الدائرة في بعض دول الخليج وإيران والباكستان والسودان والجزائر ومصر ولبنان وأفغانستان وما أشبه

ذلك.

(2) سورة الكهف: الآية 89 والآية 92.

(3) سورة طه: الآية 124.

(1) للمزيد راجع كتاب: «الوصول إلي حكومة واحدة الإسلامية» للإمام المؤلف «دام ظله».

(1) وسائل الشيعة: ج29 ص57 ب31 ح35185، وورد في البحار ج28 ص104 ب3 ح3 الرواية التالية: (أن ذمّة المسلمين واحدة يسعي بها أدناهم وكلّهم يدٌ علي من سواهم).

(1) تطرّق الإمام المؤلف «دام ظله» عن الواقعية في العمل والهدفية في التحرك في طيّات الكتب التالية: «الفقه: الاجتماع» و «الفقه: السياسة» و «السبيل إلي إنهاض المسلمين» و «الوصول إلي حكومة واحدة إسلامية».

(1) عن الاكتفاء الذاتي أنظر كتاب «السبيل إلي إنهاض المسلمين» و «الفقه: طريق النجاة» و «الفقه: آداب المال» و «لماذا تأخر المسلمون؟» للإمام المؤلف «دام ظله».

(1) نهج البلاغة: ج19 ص50 فصل في الحياء وما قيل فيه.

(1) سورة الحجر: الآية: 19.

(2) بحار الأنوار: ج42 ص256 ب127 ح58.

(1) سورة آل عمران: الآية 159.

(2) وسائل الشيعة: ج15 ص83 ب26 ح20032.

(3) سورة ق: الآية 13.

(1) سورة الأعراف: الآية 65، وسورة هود: الآية 50.

(2) سورة الأعراف: الآية 73، وسورة هود: الآية 61.

تحدث الإمام المؤلف «دام ظله» عن نظرية «اللاعنف» في طيّات الكتب التالية: «الفقه: السياسة» و «الفقه: الإدارة» و «الفقه: الدولة الإسلامية» و «الفقه: الاجتماع» و «الصياغة الجديدة» و «لماذا تأخر المسلمون؟» و «السبيل إلي إنهاض المسلمين».

(1) نهج البلاغة ج18 ص382 نبذ من الوصايا الحكيمة.

(1) سورة الصف: الآية 2-3.

(2) سورة التوبة: الآية 105.

(3) مشكاة الأنوار: ص46 الفصل الثاني عشر. وورد أيضاً: (كونوا دعاةً إلينا بالكف عن محارم الله) دعائم الإسلام: ج1 ص58 ذكر وصايا الأئمة (عليهم السلام). وورد أيضاً: (كونوا دعاة للناس إلي الخير بغير ألسنتكم) مجموعة ورام: ج11 ص12.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.