كيف ولماذا أسلموا؟

اشارة

اسم الكتاب: كيف ولماذا أسلموا؟

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت

تاريخ الطبع: 1420 ق

الطبعة: دوم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الدين عند الله الإسلام

سورة آل عمران: 19

اليوم أكملت لكم دينكم

وأتممت عليكم نعمتي

ورضيت لكم الإسلام ديناً

سورة المائدة: 3

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام

سورة الأنعام: 125

فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ

سورة آل عمران: 20

صدق الله العلي العظيم

كلمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام عقيدة، ورسالة سماوية يدان بها..

والإسلام فكر عملاق ونظرية حضارية شاملة للكون كله وللحياة وتنوعاتها الكبيرة..

نعم.. الإسلام دين حضارة وتمدين، ولكن كيف لنا أن نوصله ونبلغه إلي الآخرين ممن يجهلون أي شيء عن الإسلام إلا الأباطيل والأراجيف والتهم الجائرة من قبل الآخرين الذين ما ادخروا جهداً في سبيل تشويه صورة الإسلام النقية الصافية صفاء الحقيقة.؟

كيف نوصل صوت القرآن إلي كل الآذان..؟

كيف ندعو إلي فكرتنا، ونقنع الآخرين بجدارة ديننا الإسلامي الحنيف بالبقاء والحياة علي طول الحياة وعرضها..؟

هناك طريق وأساليب كثيرة ومتشعبة إلا أن أجداها وأسهلها بالواقع هو الحوار والمناقشة وربما الجدال العلمي النافع الذي ينطلق من أصول علمية يتوق كلا الطرفين للوصول إلي الحقيقة وليس الجدل من أجل الجدل فقط فهذا طريق عقيم بلا شك..

وسبحانه وتعالي أشار إلي هذا النوع من الجدل النافع وأمر رسوله الكريم – وبالتالي الأمة الإسلامية- إلي اتباعه وذلك بقوله تعالي: ?وجادلهم بالتي هي أحسن…? (1)

والحوار عادة أجدي أساليب تلاقح الأفكار، وخاصة إذا انطلق من أسس موضوعية وكانت غايته الوصول إلي الحقيقة للأخذ بها..

وفي هذا الكراس نلتقي بعشرة محاورات عقائدية ناجحة أدت إلي دخول الجميع إلي الدين الإسلامي الحنيف بعد بيان الحجة بأحقيته، وتشرّف أولئك الشباب بالإسلام وأعلنوا إعتناقهم له بحمد الله

ومنّته.

وأدار الحوار عالم إسلامي جليل ومرجع متبحّر في علوم مدرسة أهل البيت الأطهار عليهم السلام وهو المرجع الإسلامي الأعلي سماحة الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي -دام عزه- وذلك حين كان في مقتبل العمر في أرض الرافدين العراق الجريح..

والكراس طبع قديماً، وترجم إلي الفارسية وطبع عدّة طبعات ونحن اليوم إذ نعيد طباعته وتقديمه إلي القراء الكرام، التماساً منّا للفائدة المرجوّة منه وهي تقديم هذه الأمثلة للعالم في هذا المعترك الثقافي حالياً.

راجين من الله التوفيق والسداد والرشاد لهذا الدين الحنيف ولهذه الأمة المرحومة، ولسماحة الإمام المؤلف، ولنا ولكم ولجميع طلاب الحق في العالم أجمع… وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله للتحقيق والنشر

بيروت- لبنان ص.ب: 5951/13

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

هذا الكتاب (كيف ولماذا أسلموا؟) مجموعة من محاورات دارت بيني وبين جماعة من المسيحيين الذين جاؤوا إليّ زائرين، أو مسترشدين، أو مستفسرين، ثم اهتدوا إلي الإسلام، و –غالباً- كنت ألتزم في الحوار الطريق المؤدي إلي هدايتهم، سواء كان طريقاً برهانياً، أو خطابياً، وربما جدلياً إذا انساق الطرف الآخر في الجدل، كما كنت غالباً أتجنب الزاوية الحادة.

والغريب في الأمر أني لم أجد في كل المحاورات التي دارت بيني وبين العشرات منهم معانداً واحداً حتي من حالة واحدة.

كما أن الظاهرة ذاتها كانت واضحة بيني وبين أصحاب المبادئ والمذاهب، فإني طوال خمس عشر سنة وبالأخص بعد انقلاب الرابع عشر من تموز () إلي حين خروجي من كربلاء المقدسة إلي الكويت () التي حاورت وناقشت فيها مئات من الناس من شتي الألوان: كالمسيحي والصابئي والمنحرف والشيوعي والبعثي والوجودي والملحد والزيدي والبهرة، لم أجد إلا حالة واحدة

فقط:

حيث حاورت مع شيوعي كان سكرتيراً للحزب في إحدي محافظات العراق، قاوم ذلك المحاور معه مقاومة عنادية.

أما المحاورات الكثيرة التي أجريتها مع الأفراد والفئات من الشباب حول العقيدة والشريعة ممن يحملون بعض الأفكار أو أخذوا ببريق الغرب أو الشرق، ولعلي لا أبالغ إذا قدرتهم بعشرة آلاف.

وكثيراً ما كنت أصطدم بالمعاند،أو المتعصب وأقصد ب (كثيراً) خمسة بالمائة أو أربعة بالمائة، لكني لم أجد في كل تلك الأحوال حتي حالة واحدة كان للمتعصب حجة وإنما كان الهدف الذي يتوخاه هو الذي يفرض عليه التشبث برأيه رغم انهيار مستنداته.

مثلاً: ذات مرة جاءني شاب شيعي جامعي ليأخذ رأيي في أحد المؤلفين؟

فقلت له: إني لا أرغب في هذا المؤلف، لأنه من المنحرفين عن علي أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول والعياذ بالله : أن ?لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري? () نزلت في علي حيث أنه –كما زعم- شرب الخمر فأكثر وصلّي فقرأ في صلاته: ?قل يا أيها الكافرون? أعبد ما تعبدون?!

قال الشاب: وليس من ذلك بأس، لأن المؤلف ينقل التاريخ.

قلت له: وهل أنت تقبل ذلك؟ وأي تاريخ روي ذلك، وما هو الدليل علي صحته؟

قال الشاب: ما كنت أظن أنك تجيب هكذا، ثم خرج وهو يهمس في أذن صديق له: لقد خاب ظني!

وناقشت أحد كبار علماء الزيدية، فقلت له: ما هو الميزان في معرفة الإمام؟ أليس النص والمعجز؟

قال: نعم.

قلت: فالدليل الذي يدل علي أن الحسن بن علي عليه السلام إمام، هو الدليل نفسه الذي يدل علي أن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام إمام.

فلم يحر جواباً، إلا أنه قال: من شروط الإمام أن يخرج بالسيف.

قلت له: وما الدليل الذي يدل علي أن من شروط الإمام أن يخرج بالسيف؟

فلم يحر جواباً، ورغم

ذلك جعل يقفز من كلام إلي كلام، وطالت المناقشة، واحتد حتي أنه قام من المجلس وخرج مهرولاً.

كما ناقشت أحد البُهرة من خريجي جامعة (صورت) الدينية الخاصة بالبهرة، والتي تخرج المبلغين لهم، فقلت له: إنك شاب جامعي مثقف، وإنك تعلم أن الطرفين الذين يناقشان علي شيء بالإثبات والنفي لابد وأن يكون أحدهما علي خلاف الحق؟

قال: نعم.

قلت: فلابد إما إن الذي يقول: الأئمة ستة لا أكثر، أو الذي يقول: إن الأئمة اثني عشر، أحدهما علي الباطل.

قال: نعم.

قلت: فما الدليل علي أن الأئمة ستة؟

قال: إني غير مستعد للمناقشة.

قلت: لم؟ قال: لا، لا، لأن البحث حرام.

قلت: فمن يقول إنك علي حق؟ وما جوابك عمن يقول: لاإله في الكون، أو لا رسول، ثم إذا أردت أن تناقشه..

قال: لا أناقش لأن المناقشة محرمة؟

فلم يحر جواباً، وإنما احمر وجهه وقام وخرج.

ومن المؤسف حقاً أني لم أتمكن من تسجيل المناقشات والبحوث وحفظ خصوصيات الوقائع، وإلا لكان كتاباً واسعاً فيه بعض الإفادة.

كما أن مما يثير استغرابي أني في طول المدة وكثرة المناقشات، واللقاءات التي تمت بيني وبين أصحاب المبادئ والأفكار، سواء منها ما تم صدفة، أو عن قصد (حيث كنت أوصي أصدقائي أن يأتوني بكل من يجدون من السواح وأصحاب المبادئ والأديان الذين يتحرون الحقيقة وكانوا يأتون إلي بكل رطب ويابس) لم أجد فيهم يهودياً واحداً، ولا بهائياً واحداً، أتمكن من مناقشته، ولا أعلم إن كان هذا من عدم حجة أو عدم استعداد أتباع هاتي الطريقتين لخوض المعارك الفكرية، أو عدم التقائي بهم كان بمجرد الصدفة.

وينبغي أن أقول تتميماً بهذا الصدد: إني لم أزل منذ سبع وعشرين سنة – منذ ألقت الرئاسة الدينية بأزمتها إلي يدي والدي?()بعد وفاة الآيتين المرحوم السيد أبو الحسن ()

والمرحوم الحاج السيد آقا حسين القمي () (رحمة الله عليهما) – ألتقي ببعض الوزراء والسفراء، والنواب وسائر الشخصيات السياسية، لمختلف البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وكان كثيراً ما تدور بيننا مناقشات حول المواضيع الإسلامية، فكان الوالد ? يدير الجانب الإسلامي وأنا في ظله أو كنت أنا أديره، وفي طول هذه المدة وكثرة هذه اللقاءات، لم أشعر بالعجز في الفكر الإسلامي، وكثيراً كنا نوفق لإقناع الآخرين بصحة رأي الإسلام ووجوب تطبيقه في الحياة، وأن الإسلام ككل أفضل الأنظمة والمبادئ المسعدة للبشر.

وإذا وفقني الله سبحانه في المستقبل، كتبت كتاباً يضم تلك المقابلات وما دارت فيها من المناقشات.

والمقصود من هذه المقدمة، الإشارة إلي أن الإسلام لا ولن يمكن أن يقهر في أي ميدان، وأنّ أصول الإسلام وفروعه لا يرقي إليها العجز حتي بمقدار جناح بعوضة، وأنه لا يمكن أن يكون أو يأتي دين يساير الحياة ويسعدها أفضل من الإسلام أو يساوي الإسلام في إسعاد البشر، وأن الناس لو علموا الإسلام كما أنزل، لتهافتوا علي اعتناقه، باستثناء المعاندين – وهم أقل من القليل- وهذا ما لمسته أنا عملياً طوال مناقشاتي، كما أدركته عملياً طوال دراساتي.

ولذا فإني أدعو رجال العلم كافة إلي أن يستعدوا لخوض هذا الميدان – ميدان المناقشة والحوار- ويجندوا أنفسهم لهذه الغاية النبيلة، لعل الله يرشد بهم إلي الحق وإلي صراط مستقيم أكثر فأكثر.والله الموفق وهو المستعان.

الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

1 إسلام دكتور أميركي

مدرس في كلية الطب ببغداد

كان من أصدقائنا من طلاب كليات جامعة بغداد ومن يحاور عن الإسلام، وذات يوم جاءني جماعة من طلاب كلية الطب، وقالوا: لنا أستاذ أميركي الجنسية، استخدمته الحكومة العراقية للتدريس، وهو رجل منصف، يتحري الحقيقة، ويسأل كثيراً عن الإسلام، وهو معجب بالحياة الإسلامية.

وطلبوا مني

موعداً لمقابلته –ولكنهم كانوا غير واثقين من اقتناعه بالإسلام- فعينت لهم موعداً قريباً وأردفت قائلاً: لعل الله يوفقه للإسلام، فضحكوا استغراباً من أن يسلم أستاذ أميركي.

قلت لهم: هل تستغربون لأن الإسلام غير قابل للقبول؟ أو لأنكم لا تثقون بقدرتي في بيان الإسلام وشرحه؟ أو أن الأميركي معاند لا يقبل، وإن ظهر له الحق؟

فسكتوا..إذ لم يكن في وسعهم أن يقولوا إن الإسلام غير قابل للقبول؟ أو يواجهوني: بأنك لا تقدر علي الإقناع، أو لا تعرف الإسلام؟ أو يقولون: إن أستاذهم متعصب معاند بعد أن وصفوه بأنه منصف؟

ولكنهم لم يعرفوا كيف يتسني لهم هم -وطلابه- أن يحملوه علي السفر من بغداد إلي كربلاء المقدسة(1). خاصة وهو لا يعتقد بالزيارة، فقلت: اعتبروها سفرة سياحية.

وصادف موعده يوم عيد، ولما جاء كان في حشد من المهنئين في المجلس، فرحبت به، وبعد المجاملات سألته عن الأوضاع في بلاده، وأنه كيف وجد بغداد؟ وكيف وجد المسلمين؟

انتهزت فرصة إطرائه وثنائه علي بغداد والمسلمين، فقلت له: إنك لم تر شيئاً عن الإسلام والمسلمين، وإلا لكنت أكثر إعجاباً.

قال: كيف؟

قلت: مثلاً، إن الإسلام يدفع إلي العلم دفعاً، حتي أنه يجعله فريضة علي كل مسلم ومسلمة ().

وذكرت له فضل العلم وثوابه في الإسلام، وأن الإسلام لم يدفع إلي العلم الديني فقط –كما يزعم البعض- بل حث علي كل علم، حتي أن العلماء قالوا بوجوب تعلم الصناعات وجوباً كفائياً.

وهذا الحديث أيضاً يؤيد هذا، حيث لم يذكر متعلق العلم، وقال أهل البلاغة: (حذف المتعلق يفيد العموم) فإنه صلي الله عليه و اله قال: صلي الله عليه و الهطلب العلم..? ولم يقل (طلب العلم الديني، أو طلب علم القرآن، أو طلب الهندسة).

ويؤيد ذلك قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: صلي

الله عليه و الهقيمة كل امرء ما يحسن? () وقبل قول الرسول صلي الله عليه و اله وقول علي عليه السلام، قال القرآن الحكيم: ?هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون? ()؟ فهل يستوي من يعلم القرآن ومن لا يعلم؟ أم هل يستوي من يعلم الطب.. الهندسة.. علم الفلك.. علم الذرة.. التاريخ.. السياسة.. ومن لا يعلم؟

فأبدي الدكتور بما قلت له أشد الإعجاب.

ثم قلت له: وأكثر من هذا فإن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يطلب من الناس أن يجوبوا أقطار الأرض، وآفاق السماء وأعماق البحار لأجل تحصيل العلم، فقد قال صلي الله عليه و اله: صلي الله عليه و الهاطلبوا العلم ولو بالصين?() وأنتم تعلمون أن السفر من المدينة إلي الصين في الأزمنة القديمة، كم كان شاقاً؟ وكم كان يتطلب من الزمان؟ سنة أو أكثر، ثم الصين لم يكن فيها الإسلام، وإنما الأديان السابقة والعلوم الدنيوية، أليس هذا من أكبر الشواهد علي أن الإسلام دين العلم، كل العلم، وأنه دين الحق؟ وإلا فلو كان باطلاً كان يحذر من العلم، كما إنك تجد أن كل باطل يحذر من النور ويركن إلي الظلام حتي لا ينكشف أمره..

ثم قلت: إن أول سور القرآن الحكيم (علي ما يذهب إليه جماعة من العلماء) هو سورة (العلق) المفتتحة بقوله تعالي: ?اقرأ باسم ربك الذي خلق… الذي علم بالقلم … ? () وفي هذه السورة ذكر الله سبحانه (القراءة.. والكتابة) وهما أساس العلم..

وأكثر من هذا فإن النبي صلي الله عليه و اله قال: صلي الله عليه و الهلو كان العلم في الثريا لناله رجال من فارس? () فلو فسرنا الفارس كل غير عربي و(أن العجم تقابل العرب) لكان في هذا

إشارة إلي ارتياد البشر الفضاء، ووصولهم إلي الثريا، وهي نجمة معروفة أبعد من القمر ومن الشمس ومن السيارات كلها، ويمكن أن نقول: إن كلام الرسول إنشاء في صيغة خبر، أي اذهبوا يا أهل العالم إلي الفضاء حتي تصلوا إلي الثريا، كما يقول علماء البلاغة: إذا قلت لولدي: تذهب غدا إلي المدرسة؟ كان معني ذلك: اذهب غداً إلي المدرسة، أو قال التاجر لصانعه: لو كان الربح في بلد العدو، لحصله ولدي، فإن معناه تحريض الولد بتحصيل الربح حتي من بلد العدو، وانه قابل لهذا الأمر.. ولذا نحن ننتظر أن يأتي يوم، يصل إليه البشر إلي الثريا.

وأنتم تعلمون أن بعض الروحانيين من المسيحيين رفعوا عقيرتهم بالاعتراض علي الروس حينما أرسلوا أول قمر لهم إلي الفضاء، بأن هذا تدخل في ملكوت الله تعالي، بينما رحب بذلك علماء المسلمين، ورأوه تحقيقاً لما أخبره الرسول صلي الله عليه و اله..

وقلت: ثم إن علياً عليه السلام وهو تلميذ الرسول صلي الله عليه و اله ووصيه والمسلمون يعتقدون بأنه الإمام الأعظم والخليفة الأكبر، قال علي منبر الكوفة صلي الله عليه و الهسلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض? ().

ألا يدل ذلك علي أن الإمام كان يعلم ذلك، وأنه وصل إلي ما وصل إليه البشر بعد أربعة عشر قرناً، في حال أن الفلاسفة، منذ خمسة آلاف سنة، كانوا يقولون باستحالة صعود الإنسان إلي الأفلاك، لأن الخرق والالتيام محالان عندهم..

وقد كان كل كلمة تقع في قلب الدكتور أشد الوقع، وكانت لها وقعة الصاعقة، وقد أخذت الكلمات بمجامع قلبه، وظهرت آثار الدهشة علي أسارير وجهه ومختلف حركاته..

ثم قلت: وفي القرآن آية تفسر بارتياد الفضاء، والغوص في أعماق البحار، والدخول في أعماق الأرض،

وهي قوله سبحانه: ?يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان? () ويفسرون السلطان بسلطان العلم.

ودامت الجلسة أكثر من ساعة، وأخيراً قلت له: ألا تقتنع بعد ذلك بأن الإسلام دين سماوي، وأن محمد بن عبد الله صلي الله عليه و اله نبي من عند الله تعالي؟

فأطرق الدكتور برأسه متفكراً، فاغتنمت عدم جوابه بالسلب، فقلت له، إني لأرجو أن تسلم وتزيد علي مفخرتك العلمية، مفخرة الإيمان، فقد قال: سبحانه: ?يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات? () وأنت بحمد الله مرتفع برفعة العلم، وبقي عليك أن ترتفع برفعة الإسلام والإيمان..

ثم أكّدت له أن لا ضير عليه من الإسلام، فلمحت عليه القلق والاضطراب، وأخذ يفكر كثيراً.

ثم قال: وكيف اُسلم؟

قلت: تقول: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) وتضيف علي ذلك: (أشهد أن علياً وأولاده الأحد عشر أولياء الله وخلفاء الرسول).

فأخذ يقول ذلك بلكنة مشوبة بالقلق والاندفاع – معاً - ثم طلب من أحد أصدقائنا وكان يقوم له بدور المترجم، أن يعين له ساعة في الأسبوع لتعليمه شرائع الإسلام ومزايا الدين، وهنأه الجميع علي إسلامه، ووزعنا الحلويات بهذه المناسبة الطيبة وانفض الجميع علي ترديد كلمة (الحمد لله ربِّ العالمين).

2 إسلام نسوة إيطاليات مثقفات

جاءني ذات يوم أحد البقالين من أصدقائي، وقال لي: إن لي زميلاً بقالاً له أخ درس الهندسة في إيطاليا هو واثنان من طلاب كربلاء، وقد تزوج المهندسون الثلاثة بإيطاليات مسيحيات، وقد حاول أخو البقال أن تسلم زوجته، لكنها رفضت وناقشت زوجها في صحة الإسلام فهي مثقفة بالثقافة العصرية والجامعية كزوجها المهندس، كما أنها مثقفة بالثقافة الدينية، حيث أن أباها من

علماء المسيحيين، وقال صديقي البقال: فهل تقبل أنت أن نأتيك بالزوجين، لعل الله يوفقهما للإسلام علي يدك؟

فعينت له موعداً، ولكنه أضاف قائلاً، إنها مثقفة بالثقافتين وقوية الحجة –كما يقول زوجها-؟

قلت: لعل الله يجري الحق علي لساني.

ثم قلت لصديقي البقال: لكن من الأفضل أن يأتي المهندسون الثلاثة بزوجاتهم، فنتكلم مع الفتيات كلهن.

قال: أحاول، لكني أستبعد ذلك، إذا أن ما حفز صديقي علي محاولته إسلام زوجته أنه إنسان متدين محافظ، بالإضافة إلي أن له والدة عجوزة هي تصر علي ذلك، أما الأخوان فهما ليسا بهذا المثابة.

قلت: ولكن حاول، وفي المثل: (حاول تنجح).

فقبل الصديق البقال أن يحاول بواسطة صديقه المهندس.

ذهب صديقي البقال، وجاء بعد أيام يقول لي: هل لك موعد هذه الليلة مع أحد حتي نؤخر موعدنا، أم نأتي بهم بعد صلاة العشاء؟

قلت: أهلاً ومرحباً، فليتفضلوا هذه الليلة.

وبعد صلاة العشاء ذهبنا إلي الدار، وجاء المهندسون الثلاثة مع زوجاتهم وصديقي البقال، وصديقه البقال الآخر الذي هو أخ للمهندس، وكان الأزواج واسطة في الترجمة.

قلت للفتيات: ما دينكن؟

قلن: نحن مسيحيات.

قلت: ولماذا صرتن مسيحيات؟

فانبرت الأولي، وأخذت هي دفة الكلام إلي الأخير لتقول: إن المسيح هو ابن الله.

قلت: ومن قال إنه ابن الله؟

قالت: كل الناس.

قلت: كلا، ألا تعلمين أن نفوس العالم أكثر من ثلاثة آلاف مليون، وأن المسيحيين –حسب ما يقال- ثمانمائة مليون فقط، فمعني هذا أن أكثر من ألفي مليون لا يعتقدون بأن المسيح ابن الله.

فسكتت الفتاة، ولم تحر جواباً.

ثم أردفتُ: إن المسيحيين لا يعتقدون كلهم بأن المسيح هو ابن الله، بل كثيرون منهم يقولون: إنه بشر.

قالت: وهل تتمكن أن تقول أن هذه الملايين من المسيحيين وفيهم العلماء، والزهاد، والرهبان، وأصحاب الفضيلة يكذبون في قولهم: إن المسيح ابن الله؟

قلت: وهل يمكن أن

نقول: إن أكثر من ألفي مليون بشر غير المسيحيين –وفيهم العلماء، والزهاد، وأصحاب الفضيلة والتقوي- كلهم يكذبون بأن المسيح ليس إبناً لله؟

فسكتت برهة، لكنها أردفت: حسناً فمن أين تثبت أن (محمداً) نبي، وتدعوني إلي اعتناق دينه؟

قلت لأنه أتي بالمعجزة، وادعي النبوة، ولم تكن دعواه خلاف العقل، لذا صدقنا به.

قالت: إشرح البنود الثلاثة.

قلت:

1: أما إنه ادعي النبوة فشيء واضح، وأنت أيضاً تعترفين بأن (محمدا) صلي الله عليه و اله ادعي النبوة.

قالت: نعم.

2: وأما أنه أتي بالمعجزة، فيكفيك القرآن الحكيم، الذي تحدي العالمين بأن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا.

قالت: ولماذا لم يقدروا؟

قلت: كما أن المسيح أحيي الموتي، ولم يقدر اليهود أن يأتوا بمثل ذلك.

قالت: القرآن كلام.

قلت: نعم، لكنه كلام فوق كلام الناس، ولذا لم يقدر الناس أن يأتوا بمثله، ولو لم يكن محمد صلي الله عليه و اله نبياً لم يتمكن أن يأتي بما هو فوق كلام الناس.

3: وأما أن دعواه لم تكن خلاف العقل، فلأنه قد يدعي إنسان شيئاً ويأتي بالخوارق، ولكن دعواه خلاف العقل فإنه دليل علي أن خارقه ليس شهادة من الله سبحانه.

مثلاً: إذا ادعي إنسان أن الشمس تولد البرودة، وأتي بخارق لإثبات دعواه، كما لو سبب إنكساف الشمس، لابد لنا أن نقول، إن كسفه للشمس ليس إعجازاً من الله سبحانه، بل إنه بسحر، أو تصرف في العين، أو عمل صناعي، ومن المعلوم أن دعوي الرسول صلي الله عليه و اله لم تكن خلاف العقل.

قالت الفتاة: وإذا لم يكن المسيح ابن الله فابن من كان؟

قلت: هل سمعت باسم آدم وحواء؟

قالت: نعم، إنهما أول الخليقة –كما في الكتاب المقدس-.

قلت: فمن هو والد آدم وحواء؟

قالت: لا والد لهما!

قلت: فكيف جاءا إلي الحياة؟

قالت بإذن الله تعالي.

قلت:

فالمسيح أيضاً جاء إلي الحياة –لا والد له- بإذن الله تعالي، فسكتت.

وحيث إن الكلام كان قد أثر فيهن، فكرت أن أعمل شيئاً عاطفياً، واتخذت الأسلوب من المحقق نصير الدين الطوسي () (قدس سره الشريف) حيث يحكي: إن المحقق كان يحبب الإسلام إلي الملك المغولي (هولاكو) بكل مناسبة، ويعظم الإسلام في نظره، وذات مرة قال الملك للمحقق، ائتني بكتابك (القرآن) لأري ما هو؟

قال المحقق: كتابي لا يؤتي به بهذا السهولة، إنه كتاب عظيم وسأكتب إلي المركز الذي يوجد فيه هذا الكتاب ليأتوا به.

قال الملك: فافعل.

فأمر المحقق أن يكتبوا (القرآن) علي ألواح ضخمة، بخط كبير حتي كملت الكتابة، وحملت الألواح علي مائة بعير.

قال المحقق للملك: لنخرج اليوم إلي خارج البلد لاستقبال الكتاب فخرج الملك، والقواد، والجيش إلي خارج البلد، وإذا بهم يرون قافلة من البعران عليها الألواح!

فلما رأي المحقق الكتاب ألقي بنفسه من راحلته إلي الأرض شاكراً لله تعالي، وأشار إلي الملك وحاشيته أن يفعلوا مثل ذلك.

وبهذا الأسلوب أدخل المحقق عظمة الإسلام في نفس الملك وحاشيته مما سبب تقليلهم من التعدي.

وإني أردت أن أعمل بنفس الأسلوب، فقلت للفتيات: إن الإسلام أتي ليعظم المسيح وأمه (مريم)، وأخذت اُثني علي مريم ثناءً بالغاً، ثم قلت: وما يمنعكن أن تدخلن في دين يعظم نبيكم ويعظم أمه؟

وواصلت الكلام بشكل عاطفي، وقد دهشن لقول: (إن الإسلام يعظم المسيح واُمه).

قلت: والآن أنا آتيكم بكتابنا العظيم (القرآن الحكيم) لتروا بأم أعينكم أن القرآن يعظم المسيح وأمه، حتي أن القرآن خصص سورة كاملة باسم (مريم الطاهرة).

ثم قمت: وأتيت بقرآن كبير الحجم –حسب أسلوب المحقق- وأخرجت (سورة مريم) وأريت السورة لهن، وأخذت أورق السورة ورقة ورقة، وأريهن فوق الصفحة حيث كتب (سورة مريم).

وهذا الأسلوب العاطفي –

بعد ذلك الاحتجاج- أدي إلي قبولهن الإسلام فلقنتهن: (أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن علياً وأولاده المعصومين خلفاء رسول الله).

وقلن الشهادات بلكنة، ثم قلن تفسيرها بلغتهن.

ثم وزعت الحلويات، ووجهت الأزواج علي تعليمهن معالم الإسلام، وقدمت لهن كتباً في أصول الدين، وفروعه كهدية.

وأظن أن الجلسة كانت ثلاث ساعات.

3 إسلام مسيحي مهندس

موظف في العراق

جاءني ذات يوم أحد أصدقائي من أهل العلم، وقال لي: إن هناك مهندساً مسيحياً، مستخدماً في العراق، صادقت معه بواسطة أحد أصدقائي وقد أراد المسيحي أن يناقشني حول الإسلام، لكني أحجمت عن البحث معه لأني لا أعرف من المسيحية شيئاً، ولم أطالع الردود، فأخشي أن أصاب بالفشل، وذلك يسبب أن يظن المسيحي أن الإسلام لا أساس له، فهل لك أن آتيك به لتناقشه؟

قلت: لا بأس بذلك.

وبعد أيام جاءني به ليلاً بعد الصلاة، وبعد التعارف قال لي: أنت تعتقد بالإسلام كدين؟

قلت: نعم.

قال: وتعتقد بمحمد نبياً من عند الله؟

قلت: نعم.

قال: وتعتقد أن دينه أفضل من المسيحية؟

قلت: نعم.

قال: وتعتقد أن من لم يؤمن بالإسلام دخل النار؟

قلت: الناس الذين لا يعترفون بالإسلام علي قسمين:

الأول: من لا يعتقد لأنه لا يعلم بالإسلام، وهؤلاء يجري عليهم الامتحان يوم القيامة، فان نجحوا في الامتحان دخلوا الجنة، وإن رسبوا في الامتحان دخلوا النار.

الثاني: من لا يعتقد –لا جهلاً به- وإنما عرف الإسلام ثم رفضه فهو معاند، ومصيره إن لم يتب إلي النار.

قال: فألف مليون مسيحي يدخلون النار؟

قلت: أنا لم أقل ذلك، بل قلت: أن المعاند منهم يدخل النار، أما القاصرون –وما أكثرهم- فامتحانهم يوم القيامة.

قال: أنا لم أسمع بهذا الكلام إلا منك، بل سمعت من جماعة أن كل المسيحيين يدخلون النار!

قلت: إن ما

قلت أنا هو رأي المسلمين، وقد ذكروه في كتبهم (الكلامية) و(الفلسفية).

قال: إذن يذهب جماعة من المسيحيين إلي الجنة؟

قلت: أما المسيحيون قبل ظهور الإسلام فكل مؤمن مطيع منهم يدخل الجنة، وأما المسيحيون بعد ظهور الإسلام، فمن نجح منهم في الامتحان يوم القيامة يدخل الجنة.

قال المسيحي: وهل أنت تعرف المسيحية؟

قلت: نعم.

قال: من أين تعرفها؟

قلت: بمطالعتي للكتب المسيحية، ومناقشتي مع العلماء حولها.

قال: وكيف لا تقبل المسيحية وأنت تعلم عظمة المسيح؟

قلت: إني أعلم عظمة المسيح، وأعظمية محمد صلي الله عليه و اله،ولذا أؤمن بالمسيح وأؤمن بمحمد بعد المسيح.

قال: إذن لا نختلف حول المسيح.

قلت: نعم.

قال: فمن أين لك أن تثبت نبوة محمد؟

قلت: الدليل الذي دل علي نبوة عيسي هو بنفسه دل علي نبوة محمد صلي الله عليه و اله.

قال: كلا، فإن المسيح ابن الله، ومحمد إبن عبد الله.

قلت: ماذا تعني بأن المسيح إبن الله؟ هل معني ذلك أن الله أولد المسيح عن طريق مريم كما يولد أي رجل إبنه عن طريق زوجته؟ أو تعني شيئاً آخر؟ وما هو ذلك الشيء الآخر؟

وهنا احمر وجه المهندس، وأطرق يفكر، وبعد دقائق رفع رأسه يقول: هذا فوق الفكر والعقل.

فقلت: كيف تؤمن أنت بدين لا يصل إليه عقلك!

والآن أضرب لك مثلاً: إذا جاءك إنسان وقال لك: أنا نبي من عند الله ويلزم أن تقبل كلامي، ولما طلبت منه الدليل، قال: دليلي فوق العقل ولا يصل إليه عقلك.

ألست تضحك منه؟

ثم أردفت قائلاً –يا أستاذ-: الإنسان لا يؤمن بما لا يصل إليه عقله.

قال: فكيف تؤمن بالإله، ولا يصل إليه عقلك؟

قلت: أعلم أن للكون إلهاً، ولا أعرف حقيقته، كما أؤمن بهذا الكهرباء –وأشرت إلي المصباح الكهربائي- ولا أعرف حقيقتها.

قال: كل المسيحيين يقولون: المسيح ابن الله.

قلت: (أولاً) لا يقول

كلهم بذلك. (وثانيا) ليس قولهم حجة، وإلا فكل المسلمين يقولون: المسيح ليس ابن الله!

قال: فأنت من أين تثبت أن المسيح نبي الله؟

قلت: لأن القرآن، والرسول صلي الله عليه و اله صدّقا نبوة المسيح، ولذا إني أؤمن به.

قال: فلنفترض أن محمدا والقرآن لم يصدّقا بنبوة المسيح، فهل كنت لا تعترف به.

قلت: قطعا ما كنت أعترف به.

قال: ولم؟

قلت: لأن الدليل علي نبوة المسيح إما قول المسيحيين: أو الإنجيل، وكلاهما لا يصلحان دليلا.

قال: ولماذا؟

قلت:

1- أما الإنجيل ففيه أشياء مخالفة للعقل، لا يمكن أن تكون كلام الله سبحانه.

قال: مخالفة للعقل؟

قلت: نعم!

قال: مثل ماذا؟

قلت: إني لا أحب أن أُجرح عاطفتك، لكن أنظر كتابي(ماذا في كتب النصاري) () لتري أن الكتاب ينسب المسيح إلي أنه من أولاد (الزنا)-والعياذ بالله-.

وهنا عض المسيحي المهندس إصبعه بأسنانه، وقال لا يكون هذا ابداً، فأخرجت (الكتاب المقدس!) وأريته ما قلت، فدهش!

ثم أردفت: وهناك أشياء وأشياء تطلع عليها في المستقبل إن شاء الله تعالي.

قلت: أرجو المعذرة من قسوة كلامي، فأنت اضطررتني إلي هذا الكلام، وإلا فالمسيح عندنا نبي من أولي العزم، طاهر صدّيق، يجب الإيمان به، كما يجب الإيمان بمحمد.

2- وأما قول المسيحيين فذلك لا يكون حجة لأن هناك أقوال أكثر من أقوال المسيحيين، تنكر نبوة المسيح.

مثل (اليهود) و(البوذيين) و(المجوس) (الكونفوشيوسيين) وغيرهم..

وإذا تضاربت الأقوال سقطت كلها.

وعليه: فإيماني بالمسيح عليه السلام من قول محمد، وشهادة القرآن.

قال: إذا فما تري؟

قلت: أري أنت وأنا لنفترض أننا ولدنا من جديد، ونطلب الدين، ونقلع عن سوابق تقاليدنا وأفكارنا لنري ما هو الدين الذين ينبغي اعتناقه.

قال: طيب، إذاً كيف نصل إلي الحق؟

قلت: هناك كتابان: أحدهما (الكتاب المقدس!) والثاني (القرآن الحكيم) والأول لا يصلح أن يكون كتاباً دينياً لما فيه من الأشياء المخالفة، فهو

إما من أصله غير صحيح، وإما كان أصله صحيحاً وإنما جرت فيه يد التحريف –علي كل حال- لا يصلح للاستناد.

إذاً: بقي القرآن الحكيم؟

قال: ولعل هناك دين آخر غير دين القرآن، فماذا الذي يقنعني أن القرآن صحيح حتي أؤمن به، وأؤمن بالنبي الذي جاء به؟

قلت: لقد أنصفت، فاسمع الدليل علي صحة القرآن:

إن القرآن قال في إحدي آياته: ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين?. ()

وقد كان العرب أهل فصاحة وبلاغة، ومحمد صلي الله عليه و اله أحدهم، ولم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة –حسب الظاهر- إذ لم يتعلم عند أحد، فلو كان إنساناً عادياً لتمكن العرب من معارضة القرآن، فعدم تمكنهم دليل علي عدم قدرة البشر عليها، وهذا يكفي للدلالة علي أنه من عند الله تعالي.

قال: لعل بعضهم جاء بمثل القرآن ولم يصل إلينا.

قلت: أن كان جاء بمثل القرآن لتحفظ عليه اليهود والنصاري، لتوفر داعيهم لذلك، حيث انهم كانوا يريدون نقض كلام الرسول صلي الله عليه و اله وهذا دليل علي عدم إتيانهم.

وفي المثل: (عدم الوجدان-في مورد الوجدان- دليل عدم الوجود).

أو المثل الآخر: (عدم الدليل، دليل العدم).

فأنك إذا لم تجد في هذه الغرفة إنساناً دليل عدم وجوده في هذه الغرفة.

قال: فماذا تري؟

قلت: أري أن تؤمن بمحمد صلي الله عليه و اله.

قال: فهل ينافي إيماني بمحمد إيماني بالمسيح؟

قلت: كلا، بل الإسلام يؤكد نبوة المسيح، ويجعله أحد خمسة أنبياء بعثوا إلي شرق الأرض وغربها،ويسمون ب (أولي العزم).

قال: من هم الخمسة؟

قلت: نوح، وإبراهيم، وموسي، وعيسي، ومحمد عليه السلام.

ثم أخذت اُشجعه، وقد وفقه الله سبحانه فأسلم، وأجري الشهادتين، وأردفهما بالشهادة لعلي وأولاده الأحد العشر عليهم السلام

بالولاية.

وطالت الجلسة ما يقارب الساعة والنصف.

4 إسلام فتاة ألمانية

في ظهر يوم من أيام شهر رمضان المبارك، رجعت بعد صلاة الجماعة إلي الدار وقد كنت في غاية الرهق والعنت، وحيث كنت قد جلست في الصحن المقدس بعد صلاة الظهر ما يقارب الساعة أجيب علي الأسئلة، وأتكلم مع الناس في مختلف الشؤون، وحاولت أن آخذ قسطاً من الراحة، فإذا بطارق يطرق الباب، ولم يكن أحداً حاضراً هناك.

ففكرت ألا أجيب الطارق، ثم قلت في نفسي لعل له حاجة أثاب في قضائها، وترددت ثانياً ثم تذكرت أنني علي موعد مع أحد المسؤولين من بغداد للبحث حول طلب كنت قد تقدمت به لاستيراد (إذاعة محلية) وفتح كلية باسم (كلية القرآن الحكيم) إلي سبعة مواد أخر، والساعة كانت تشير إلي قرب الموعد. وكنت لا أريد أن أقابله إلا بعد أن آخذ قسطي من الراحة، بالإضافة إلي أنه لم يأت بعد أحد من زملائي الذين أقابل معهم المسؤولين عادة –لأني لا أحب أن اجتمع بمسؤول رسمي إلا مع جماعة من الأصدقاء لأن لا يكون المجلس سرياً، بل علنياً وقد جرت عادتي غالباً أن لا اجتمع بمسؤول كبير إلا مع صديق أو أصدقاء.

علي كل حال قمت متثاقلاً، وفتحت الباب، فإذا رجل كهل عمره الستين، سلّم وقال: أنا وعائلتي قصدناك من الكاظمية، فهل لك أن تستقبلني في هذا الوقت؟

قلت: خيراً؟

قال: أن لي ابناً درس في ألمانيا، ومنذ مدة رجع ومعه زوجة مسيحية ألمانية، وقد تكلمنا نحن –أنا ووالدته- معها لتسلم، لكنها تقول: أقنعوني بأن الإسلام حق، وكلما نحاول إقناعها لا تقبل، ولا تناقش.

وأخيراً اتفقنا عليك، وقصدناك من (الكاظمية) حيث أن اليوم (جمعة) وعندنا عطلة.

فرحبت به، وقلت له: تفضلوا.

فذهب غير بعيد –حيث كان قد أوقف سيارته في

الشارع- وجاء هو وزوجته، وولده وزوجته الألمانية إلي الدار.

ثم قلت لها: تفضلي، فقدم الشاب نفسه كمترجم.

قالت: إن زوجي وأباه وأمه يدعونني إلي الإسلام، وأنا لم أر شرا من المسيحية حتي أبدل عن ديني، وأنا امرأة محافظة متدينة، قرأت الكتاب المقدس، وأحضر الكنيسة، عائلتي كلهم متدينون محافظون، فهل تري أنت أن اترك ديني وأدخل الإسلام؟ لم؟

ثم أردفت قائلة: هل أنت تبدل دارك إلي دار أخري، إذا كانت دارك جميلة لا عيب فيها؟

قلت لها (وأنا أتحري الكلام حسب مدركها، وبمنهاج مقنع لها): -أنا لا أدعوك أن تتركي دينك، بل أدعوك إلي أن تضيفي إلي جمال دينك جمالا آخر، وهو جمال الإسلام، كما لا أدعوك إلي أن تبدلي دارك إلي دار أخري، بل أدعوك لتضيفي إلي دارك طابقاً أعلي اقرب إلي الهواء، والدفء والضوء.

قالت-وهي مستغربة- أليس الإسلام والمسيحية عدوان لايجتمعان؟

قلت: كلا، بل مثال الدينين مثال (الابتدائية) و(الثانوية) فأنا أدعوك إلي إكمال دراستك (الثانوية) بعد أن أكملت دراستك (الابتدائية).

قالت: كيف أصدق كلامك، وقد تعلمت منذ صغري في البيت، وفي المدرسة، وفي كل المجتمع: أن الإسلام عدو المسيحية، وأن محمدا عدو المسيح، وأن المسلمين أعداء المسيحيين؟

قلت: إن كل ما سمعت بالعكس، فالإسلام صديق المسيحية، بدليل قول القرآن الحكيم: ? قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا … وما أوتي موسي وعيسي? ()و(محمد) صلي الله عليه و اله صديق المسيح، لأن القرآن الحكيم يقول: ?ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل? ().

والمسلمون أصدقاء المسيحيين، بدليل قوله تعالي: ?ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا أنا نصاري? ().

فهل بعد هذه الآيات الواردة في نص القرآن الحكيم يصح كلامك الذي سمعتيه، أم كلامي الذي تسمعينه الآن.

فاستغربت كلامي استغراباً شديدا، والطريف:

أن عائلة الزوج أيضاً استغربوا كلامي.

وقالوا: أنا لم نسمع بمثل كلامك إلا الآن، بل كنا نظن كما تقول هي.

قلت: هذا من ضعف تبليغنا نحن المسلمين في الداخل،والخارج، والله المستعان.

قالت: الآن صدقت كلامك، حيث جئت بالشاهد من القرآن نفسه، ولولا ذلك لكنت أقول: إن قولك لأجل دفعي إلي الإسلام وليس له أساس من الواقع، الآن بيّن لي كيف أن الإسلام بعد المسيحية كالثانوية بعد الابتدائية؟

قلت: أنت مسيحية، وتعلمين أنت أن المسيحية عبارة عن مجموعة من الأخلاقيات فقط.

قالت: نعم.

قلت: لكن الإسلام أضاف علي الأخلاقيات شؤونا أخري، كما أن الثانوية تزيد علي الابتدائية بعلوم أخري.

قالت: مثلا؟

قلت: السياسة، الاقتصاد، التربية، الجيش، المال، وغيرها.

قالت (وهي مستغربة): هل في الإسلام هذه الأمور؟

قلت: نعم، ولم لا؟

قالت: لأني كنت أسمع أن الإسلام مجموعة خرافات، وتحريفات لليهودية والنصرانية.

قلت: كلا بالعكس، فان الإسلام هذب المسيحية واليهودية عن الخرافات ولذا ورد في القرآن الحكيم ?مهيمنا عليه? ()أي حافظا عن التحريف والزيادة والنقيصة.

قالت: الآن حدث لي سؤالان:

قلت: ما هما؟

قالت:

الأول: ما هي الخرافات اليهودية والمسيحية؟ وهل في المسيحية خرافات؟

قلت: أنا لا أحب أن أخوض في هذا المجال، لأني لا أريد أن أجرح عاطفتك فلا نصل إلي نتيجة، لكن أذكر لك –من باب المثال-: إن المسيحيين يقولون بالتثليث، ويقولون: إن الثلاثة واحد، فهو ثلاثة وهو واحد- في عين الحال- فهل هذا يمكن؟

قالت: ما المانع منه؟

قلت –وقد أخذت ثلاثة كتب-: هذه ثلاثة أم واحد؟

قالت: ثلاثة.

قلت: إذا جاءك إنسان وقال: ثلاثة وواحد، فما موقفك منه؟ ألا تقولين له: كلا لا يمكن أن يكون الواحد ثلاثة؟

فتهلّلت أساريرها، وكأنها تسمع هذا الكلام لأول مرة.

قالت: وكيف يعتقد بهذا المسيحيون؟

قلت: سليهم، أنا لا أعلم، وإنما الذي اعلم أن هذا الكلام غير صحيح.

قالت: أما السؤال الثاني:

فقد ذكرت أن في الإسلام كل شيء، أليس الإسلام دين؟ وأي ربط بين الدين وبين السياسة والاقتصاد؟

قلت: الدين كل شيء، وإنما المسيحية حيث حرفت لم يبق منها إلا مجموعة تعاليم أخلاقية فقط.

قالت: فهل بإمكانك أن تمثل لي مثالاً واحداً فقط؟ حول أن الإسلام يشمل علي الاقتصاد مثلا (ولو كان لآمن بالإسلام كل الألمان.

قلت: خذي من القرآن الحكيم:

?واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه? ().

?إنما الصدقات للفقراء..? (2).

?وأحل لله البيع، وحرم الربا..? ().

?يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود? ()

ثم أخذت أشرح هذه الآيات شرحاً يلائم مستواها، مما يرتبط بكلامنا حول الاقتصاد.

قالت: إني اقتنعت بالإسلام، ولكن بقيت لي مسألة واحدة إن أجبت عليها أسلمت، وإلا لا أسلم مهما ظهر لي صدق الإسلام، وقد سألت زوجي وغيره عن هذه المسألة فلم يقنعني أحد بجوابه.

قلت: وما هي؟ (وحبست أنفاسي أن تكون مسألتها للتهرب وإضاعة الوقت).

قالت: أنا منذ دخولي في العراق يأمروني أهلي بالعباءة، فإذا كانت العباءة من الإسلام فأنا غير مستعدة لأن اسلم.

قلت: أ رأيت بائع المجوهرات كيف يحفظ مجوهراته في الصناديق والقاصات؟

قالت: نعم.

قلت: ولم ذا؟

قالت: خوفاً من اللصوص.

قلت: وهنا هو سر الحجاب عندنا نحن المسلمين، إنك فتاة، وتعلمين أن في كل مجتمع لصوص للأعراض مثل اللصوص للمجوهرات، فالإسلام يأمرك بالحجاب لأجلك، ولعفتك وشرفك.

قالت: هذا جواب مقنع، ولكن إذا كان كذلك فلماذا أري في التلفزيون نساءً سافرات، أليس هذا البلد بلد الإسلام؟

قلت: ألمانيا بلدكم مستقلة أو تحت الاستعمار؟

قالت: بعد الحرب العالمية الثانية وقعنا تحت نير الاستعمار!

قلت: فالمستعمرون يتركونكم وما تشاءون؟ من تقديم بلادكم وتطبيق أنظمتكم؟

قالت: كلا. وألف كلا.

قلت: ونحن منذ خمسين سنة واقعون تحت نير الاستعمار، ومناهجنا بأيديهم، بدون اختيار منا.

قالت: كلام صحيح.

ثم أظهرت الاسلام، واستشهدت الشهادات الثلاث،

واستبشر أفراد عائلتها لإسلامها.

وأرادوا أن يقدموا لي نقوداً (لا أعلم كم كانت) لكني أبيت القبول.

وقد استغرقت المقابلة ساعتين ونصف تقريباً.

5 إسلام شاب أمريكي

جاءني ذات يوم إنسان غربي في زي الهيبيين برفقة شاب كربلائي.

فسألته: أين التقيت بهذا الشاب الغربي؟

قال: أنه بنفسه طلب إليّ أن آتي به إلي عالم إسلامي، لأنه له أسئلة حول الإسلام، فجئت به إليك.

فرحبت بالشاب الغربي، وسألته عن اسمه وبلده وسبب زيارته للعراق ولكربلاء بالذات ومستواه الثقافي وعمله.

فأجاب بأنه شاب أمريكي درس الديانات كلها، وهو خريج إحدي الجامعات، وجاء إلي العراق سائحاً، وإلي كربلاء لأنها إحدي المدن العراقية، ثم أردف، أنه يحب الإسلام لأنه رآه أقرب الأديان إلي العقل، ولكن له أسئلة أن اقتنع بأجوبتها أعتنق الإسلام وترك المسيحية.

قلت: ولماذا تترك المسيحية؟

قال: أغلب الشباب في أمريكا لا يؤمنون بالمسيحية إيماناً عن الصميم، خصوصاً: أصحاب الثقافات العالية منهم، لأنهم يرون في المسيحية طقوساً فارغة، ويجدون بعض كبار رجال المسيحية أناساً لا خلاق لهم (وكان قاسي التعبير عن المسيحية والمسيحيين).

قلت: إذا كان ما تقول فلماذا لا يرفض الشباب المسيحية؟

قال: أولا: قد رفض كثير منهم المسيحية.

وثانياً: إن غير الرافض إنما بقي لأجل أحد الأمرين - علي الأغلب- إما لأجل التقليد واتباع طريقة الآباء، وإما لأجل تطويق الإلحاد حذراً من تغلب الشيوعية في البلاد، لأنهم يجدون في المسيحية العائق الوحيد في النفوس أمام تيار الإلحاد الذي يهددهم حكومة واقتصاداً وحرية ونظاما موروثا في البلاد.

قلت: فلماذا لا يقلبون بالإسلام ديناً؟

قال: لأنه مشوه عندهم وممسوخ، وليس هناك دعاة يحملونه إليهم في صورة صحيحة حتي يرو جماله.

قلت: وأنت تعترف بجمال الإسلام؟

قال: نعم، لكنه جمال مشوه.

قلت: وما هو التشويه فيه؟

قال: ولهذا جئتك أسألك عن مسائل.

قلت: وهل سبق لك أن سألت أحد علماء الإسلام؟

قال:

كثيراً، ولكن لم أقتنع بهم.

قلت: هل تعرفني من ذي قبل؟

قال: لا، لكني رأيت هذا الشاب (الكربلائي) يتابعني في الشارع، فسألته عما إذا كان لديكم عالم يتمكن من جواب الأسئلة، فأجاب بالإيجاب ولذا جئتك.

وكان الشاب الأمريكي يعرف اللغة العربية معرفة بدائية، ولذا كنت أجيب أنا بنفسي علي اسئلته، اللهم إلا ما لا يعرفه حيث يجيبه بعض الأصدقاء الموجودين ممن كانوا يعرفون الإنكليزية.

قلت: تفضل بالسؤال.

قال: بأي دليل تقولون أن الله موجود؟

قلت: بدليل الأثر، فإن كل أثر يدل علي المؤثر، ثم أردفت: إنك تعلم أن أمريكا خصصت ثلاثمائة ألف عالم لأجل الفضاء، وخصصت مئات الملايين من الدولارات لأجل الأقمار، فهل يمكن القول بأن القمر الأمريكي له صانع، ثم: تنكر أن القمر المنير الذي هو أعظم ملايين المرات من القمر الأمريكي، ليس له صانع؟

فاستحسن الجواب ثم قال: فلماذا لا نراه؟

قلت: وهل كل شيء موجود يري؟

قال: أنا مؤمن بالحس.

قلت: كلا، فإنك مؤمن بالحس والعقل معاً.

قال: كيف؟

قلت: أتؤمن بالعقل، وبالروح، وبالجاذبية، و..؟

قال: نعم.

قلت: وهل رأيت العقل؟ وهل رأيت الروح؟ وهل رأيت الجاذبية؟

قال: لا.

قلت: إذن أنت مؤمن بما لا يدركه حسك وإنما يدرك حسك آثاره.

قال: جواب حسن.

ثم قال: من أين تقول بنبوة محمد، وظاهر أنه ليس بنبي؟

قلت: وكيف تستدل بأنه ليس بنبي؟

قال: إنه قام بالسيف، ومن المعلوم أن الله الرحيم لا يسلط السيف علي عباده.

قلت: أولاً: هل تقول أنت بنبوة موسي عليه السلام؟

قال: نعم؛ قلت: فإنه –كما في العهد القديم ()- قام بأبشع من السيف، إذ أمره الله أن يحرق المدن التي يستولي عليها، ولا يبقي فيها حتي حيوان؛ قال: ولذا أنا جئت اطلب ديناً آخر لأني أري خرافة ما في العهدين.

ثم قلت:

ثانياً: وهل أنت طالعت حروب نبي الإسلام، حيث أن كلها

كانت دفاعية، ولم تكن للنبي حتي حرب واحدة هجومية؛ قال: لأول مرة أسمع هذا الكلام منك؛ قلت: راجع التاريخ الصحيح لتري أن هذا الكلام منذ أربعة عشر قرنا..، ثم أعطيته كتابي: (في ظل الإسلام) () حيث وردت فيه حروب رسول الله صلي الله عليه و اله بصورة مجملة، فأخذ يطالعها بإمعان، ويساعده المترجم.

وهنا: انصرفت إلي بعض المؤمنين الموجودين.. وبعد مدة، واستغراب منه كيف أن التاريخ مشوه لديهم؟!

قال: حتي لو اقتنعت بأن محمدا لم يقم بالسيف لكن أين أنه نبي؟

قلت: ومن أين تثبت أن المسيح نبي؟

قال: الحقيقة لا إثبات عندي، لأني لا أؤمن بالمسيح، وإنما عاطفتي وتقليدي يوجبان أن أؤمن بالمسيح، قلت: إذن فلنحدد ميزاناً لمعرفة من هو نبي ومن هو ليس بنبي.

قال –متلهفا-: وهذا سؤال أساسي لي.

قلت: من أين تعرف أن: (فلانا طبيب) و(فلانا مهندس)؟

قال: إما بما يحمل من الشهادات الصادرة من جامعة معترف بها، وإما بالتجربة، كما لو رأيت أنه يشفي المرضي بالأدوية، أو يصمم الخرائط الصحيحة للعمارات.

قلت: وكذلك النبوة: تعرف بشهادة الله تعالي أنه نبي من قبله.

قال: ومن رأي الله حتي نشهد أن محمدا نبي؟

قلت: شهادة الله عبارة عن إعطاء معجزة.

قال: كيف تكون المعجزة شهادة؟

قلت: لأن خرق نواميس الكون لا يتأتي إلا من قبل إله الكون فإذا أعطاه إله الكون لأحد، دل علي أن ذلك الإنسان رسول من قبل اله الكون.

قال: حسنا جدّا، فقد سألت هذا السؤال من عدة علماء مسيحيين ومسلمين فلم يجدوا الجواب الكافي والمقنع، قال: بعد هذا يأتي دور أنه كيف تثبت أن محمداً كان مزودا بالمعجزة؟

قلت: أثبته رؤية العين.

قال: وهل رأيت أنت معجزة محمد صلي الله عليه و اله.

قلت: نعم.

قال: وكيف؟

قلت: هذا القرآن –أظهرت القرآن- هو معجز محمد.

قال: كيف

هو معجز؟ قلت: لأنه دعا البشر أن يأتوا بمقدار سطر من مثله، فلم يقدر البشر علي ذلك منذ أربعة عشر قرناً وحتي الآن.

قال: ومن قال لك أنه دعاهم؟ ثم من قال لك انهم لم يقدروا؟

قلت: -وأخرجت الآية: ?فأتوا بسورة من مثله? ()- هذا قال لي بأنه دعاهم، أما البشر لم يقدروا علي أن يأتوا بمثله، فإنهم إن قدروا لنقل ذلك إلينا، وهل أنت سمعت عن دراستك الأديان بأن أحداً جاء بمثل القرآن؟

قال: لا.

قلت: إذن ثبت أن البشر لم يقدروا.

قال: إذا كان الإسلام حقاً فلماذا المسلمون متأخرون؟

قلت: لأنهم لا يعملون بالإسلام.

قال: وكيف وهم مسلمون؟

قلت: الأمريكان مسيحيون أم لا؟

قال: مسيحيون.

قلت: وهل إنهم يعملون بالمسيحية؟

قال: لا.

قلت: وكذلك المسلمون لا يعملون بالإسلام ولذا فهم متأخرون، وفي أول الإسلام حيث كانوا يعملون بالإسلام كانوا متقدمين.

قال: وكيف تدعوني أن أدخل في دين أهله متأخرون؟

قلت: إذا رأيت الشارع، ورأيت الناس ينحرفون عنه يميناً وشمالاً، فهل أنت تلتزم بالجادة؟

قال: التزم بالجادة ومالي وإياهم.

قلت: وهكذا أدعوك لتلتزم بجادة الإسلام، ولا يرتبط بك أن المسلمين متأخرون أو متقدمون.

قال: جواب جميل.

ثم قال: لي أسئلة حول بعض آيات القرآن، فهل تسمح لي بالسؤال؟

قلت: تفضل.

قال: في القرآن –وأخرج مفكرته ينظر إليها ليسترد الآيات- ?الله لطيف بعباده? () فما معني اللطيف، وقد سمعت أن المسلمين يقولون أن الله ليس بجسم؟

قلت: هذا تشبيه، فكما أن اللطيف من الأجسام (كالماء) ينفذ في كل شيء، إن الله ينفذ علمه في كل شيء، وتنفذ قدرته في كل شيء، وقد قال علماء الإسلام: (خذ الغايات، واترك المبادئ) ثم فسرت له هذه الجملة فأعجب بهذا الجواب.

قال: في سورة الفتح: ?ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر? () فهل يصلح المذنب أن يكون نبياً؟

قلت:

النبي كان مذنباً عند أهل مكة ذنوباً ارتكبها بحقهم قبل الفتح، فلما فتح الله عليه غفرت ذنوبه، فإن الإنسان إذا صار كبيراً معترفاً به لا ينظر الناس فيما يفعل، بينما أنه قبل ذلك يعدون بعض أعماله ذنباً، لذا قال سبحانه: ?إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً? ليغفر لك الله? فالفتح علة الغفران، وما ذكرته في تفسير الآية موجود في كتب المحققين من المفسرين، ولولا انك قلت بعدم إيمانك بالعهدين لأتيت إليك بأنبياء ينسب إليهم كتاب العهدين الذنب والكفر، قال: نعم، إني لا أؤمن بالعهدين.

ثم قال: هناك في أمريكا التقيت بأناس من: (المذهب القادياني) ودعوني إلي دينهم وقالوا: أن القاديانية دين بعد الإسلام جاء به رجل يسمي: (غلام أحمد القادياني) وادعي النبوة، فهل أنت تعتقد بذلك؟

قلت: كلا.

قال: ولم؟

قلت:

أولا: لأن نبي الإسلام قال: صلي الله عليه و الهلا نبي بعدي? () فكل من ادعي النبوة بعد نبي الإسلام دعواه باطلة، والإلزام أن يكون النبي كاذباً –والعياذ بالله- وإذا كان كاذباً لم يكن نبياً، وقد علمنا أنه نبي.

وثانياً: إن (غلام أحمد) مدعي النبوة فقط، وليست له معجزة، ولو ثبتت النبوة بمجرد الدعوي لكان في العالم آلاف الأنبياء، وغداً أنت وغيرك أيضاً تدعون النبوة، فهل تصبح بمجرد ادعاء النبوة نبياً؟ قال: -ضاحكاً- كلا، قال: لكن القاديانيين نشطون في الدعوة إلي مبدئهم، قلت: وهل النشاط دليل علي الحقيقة؟ فالنازيون، والفاشست والشيوعيون أيضاً نشطون في دعواتهم..

قال: في القرآن آية تقول أن الخير والشر كله لله حيث قال: ?قل كل من عند الله? () وإذا كان الشر من الله فلماذا يعاقب الناس عليه؟

قلت: المراد بالشر ما هو صعب للإنسان وخارج عن قدرته كالموت فجأة، والمرض الذي لم يسببه الإنسان، والقحط، والسيول، والعواصف المهلكة،

وما أشبه ذلك، لذا قال تعالي في آية أخري: ?ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك? ().

قال: قرأت في الجامعة أن المسلمين يؤمنون بالقضاء والقدر، وفسره الأستاذ بأنهم يقولون: كل شيء بالقضاء والقدر، وقال: لهذا لا يعمل المسلمون، وهو سبب تأخرهم، فهل هذا صحيح؟

قلت: كلا، إن (القضاء) بمعني الحكم، أي: حكم الله، والله يحكم بالأشياء التي فيها صلاح البشر وخيرهم، و: (القدر) بمعني: التقدير، وهندسة العالم وفق حكمته تعالي تماماً كالمخطط الذي يخطط للبناء، والقاعدة الكلية، أن كل شيء تحت اختيار الإنسان لا يكون بقدرة الله وتقديره، بل يأتي به الإنسان بمجرد اختياره إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وكل شيء خارج عن قدرة الإنسان فهو بتقدير الله تعالي، وليس علي الإنسان عقاب إذا ورد علي الإنسان، وأما قول الأستاذ: إن المسلمين يعتقدون بالقضاء والقدر ولذا لا يعملون،فقل له: لماذا عمل المسلمون السابقون –إذا كان كلامك صحيحاً-؟

وهنا: رفع الشاب الأمريكي يده، وطلب أن نعرفه بالإسلام حتي يسلم، فلقنته الشهادات الثلاث، وكان هو أيضاً يعرف ذلك من قبل، إلا أنه لم يكن يعرف علياً وأولاده عليهم السلام، فعرفتهم له، وأسلم.

وقد طالت الجلسة من الصباح إلي قريب المغرب باستثناء فترة الصلاة، ووجبة الغداء.

6 إسلام زوجين مسيحيين

زارني رجل وامرأة مسيحيان، والمرأة كانت سافرة، ولما عرفت أنهما مسيحيان جاءا للمناقشة حول الإسلام قلت لها: لابد وأن تتحجبين حتي أتمكن من الكلام معكما، فأبدت الانزعاج المقترن بالسخرية من هذه العادة، والتي قد سمعتها من قبل أيضاً فقلت لها: إن هذه عقيدتي، وأنت تعلمين أن العقيدة محترمة في كل العالم إلا في..

فقالت: نعم، واقتنعت بوجهة نظري.

قالا: إنهما من أصل اسكتلندي وعاشا في لندن، وحضرا بعض خطابات المسلمين في:

(هايد بارك)، واستغربا ما سمعا هناك أن الإسلام له فوق الخمسمائة مليون تابع.

فقلت: مقاطعاً لهما-: بل الإسلام له ثمانمائة مليون () تابع، فأبديا استغراباً أكثر، قلت: وما وجه الاستغراب؟

قال أحدهما: - وقد كان الكلام مقسماً بين الزوج تارة، والزوجة تارةً أخري- لأن الإسلام دين الوحشية، ولأنه قد انقضي دوره، ولما فيه من الخرافات، ومثل هذا الدين كيف يعتنقه أكثر من ثمانمائة مليون إنسان؟

قلت: ليس الإسلام كما قلت: ومن قال لك ذلك؟ وهل أنت رأيت كتب المسلمين، أو تقول ذلك تقليداً لبعض الناس الذين يرون الإسلام هكذا؟

قال: إني لم أناقش المسلمين، ولم أحضر بلادهم واجتماعاتهم إلا الآن، ولأول مرة أزور العراق وبعض البلدان العربية، ولم أطالع كتبهم، وإنما سمعت ما قلت من الآباء المسيحيين منذ صغري إلي الآن، ولا يعقل أن يقول الآباء كذباً.

قلت: وهل سمعتم منهم لماذا أن الإسلام دين الوحشية؟ وانقضي دوره، وما هي الخرافة التي في الإسلام؟

قال: نعم، أما أن الإسلام دين الوحشية: فلأن الإسلام قام بالسيف، والتغلب بالسلاح من شأن الوحش لا الإنسان الذي من شأنه التغلب بالمنطق والأخلاق؛ وأما أن الإسلام دين انقضي دوره؛ فلأن القرآن يمدح الخيل والحمير، ويحرم الخمر والموسيقي، وهذا كان صحيحاً في عصر البدو والبدائية، أما في عصر التمدن والصناعة والعلم فلا مجال لمثل هذا الدين؛ وأما ما فيه من الخرافات: فلأنه يعتقد أن السماوات سبع، والأرضين سبع، ويبيح التزوج بأربع نساء.

قلت: فقط هذه الأمور التي ذكرتها؟

قال: إني أذكر هذه الأمور فقط.

قلت: إني لا أحب أن أناقش المسيحية وإلا فالمسيحية تشتمل علي أكثر مما ذكرت وأكثر، لكن أكتفي بالجواب عما ذكرت.

قال: بالعكس إني أرحب بكل نقد للمسيحية، قلت، وعلي أي حال الأفضل أن أجيب عن الإشكالات.

قال: فما

جوابك علي أن الإسلام قام بالسيف؟

قلت: إن الإسلام قام بالأخلاق، وفي القرآن الحكيم: ?وإنك لعلي خلق عظيم? ()والإسلام إنما دافع عن كيانه بالسيف لا أنه حارب لأجل السيطرة بالسيف، ولذا في القرآن الحكيم: ?أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله علي نصرهم لقدير? ()وقال: ?فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم? () فقد أظهر الإسلام دعوته، وآمن به جمع، فطاردهم الكفار، فقد قتلوا منهم جماعة، وشردوا إلي الحبشة جماعة، ولما كثر اضطهاد الكفار للمسلمين هاجروا إلي المدينة، فضرب المشركون حولهم حصاراً اقتصادياً، فقابلهم المسلمون بالمثل حيث خرجوا يهددون أسطولهم البري الذي يمر من بر المدينة بين مكة والشام، فوقع القتال بين الجانبين مما أدي إلي انتصار المسلمين، فأخذ الكفار يجهزون الجيوش لمحاربة المسلمين، ويدافع المسلمون عن أنفسهم، حتي قوي واندحر الكفر –كما تجد ذلك في كل التواريخ –، فهل معني الدفاع عن النفس القيام بالسيف؟

قال: إذا كان ما تقول صحيحاً فإني أسحب كلامي.

فأريته بعض الكتب حول هذا الموضوع، وترجم له فاقتنع.

ثم تساءل قائلاً: لكن كيف تفسر ما يقول آباء الكنائس؟ وهل انهم يقولون كذباً؟

قلت: -مع احترامي لهم- إن الذي يقول إن الإسلام قام بالسيف إما جاهل أو متعصب، وإلا فالتاريخ موجود.

قال: فما جوابك عن أن الإسلام انقضي دوره؟

قلت: الإسلام يقول:

1 للكون إله، عادل، عالم، قادر، وللإله أنبياء جاؤوا لإرشاد البشر، وللأنبياء أوصياء، وإن البشر جميعاً يرجعون إليهم ليجزيهم فيدخل المحسن الجنات، والمسيء جهنم.

2 وانه تجب العبادة للإله، ويجب حسن المعاملة بين الناس، وقرر قوانين للنكاح، والطلاق، والإرث، وسائر ما يحتاج إليه الإنسان من ولادته إلي مماته.

3 وانه يوجب الصدق، والأمانة، والوفاء، والحياء، ويكره الكذب، والخيانة، والإجرام …، فهل هذا انقضي دوره؟

قال: لا.

قلت: أما

ما ذكرت من أن الإسلام يمدح الخيل والحمير، فهل أن الخيل والحمير مذمومان؟ وما ذنب الإسلام إذا مدح الشيء الحسن؟ أليس العالم الآن يمدح الخيل، ويستخدمه في بعض الحاجات؟ أليس كثير من الناس الآن يحملون أثاثهم علي الحمير؟

قال: صحيح ما ذكرت.

قلت: إذن فمدح الإسلام للخيل والحمير لا يدل علي البداوة.

قال: فما تقول في تحريم الإسلام للخمر والموسيقي؟

قلت: ثبت طبياً ونفسياً أن الخمر والموسيقي توجبان مختلف الأمراض الجسدية والعقلية، والإسلام وقاية للإنسان عن الأمراض فحرمهما –والوقاية خير من العلاج-.

قال: صحيح كلامك، وقد قرأت في المجلات والجرائد أضرار الخمر والموسيقي.. ثم قال: فما جوابك عن نظرية الإسلام بالسماوات السبع والأرضين السبع؟

قلت: السماء في اللغة بمعني: (المدار) والمدارات في منظومتنا الشمسية سبعة: (عطارد) و(المشتري) و(زحل) و(نبتون) و(أورانوس) والأرضون كما قال أحد أئمة المسلمين: (الإمام الرضا عليه السلام): هذه أرضنا وحولها سمائها، ثم أرض أخري وحولها سمائها، وهكذا إلي سبعة، ولعل المراد بها هي الكواكب السيارة في منظومتنا.

قال: عجيب جداً، إني لم أحلم بمثل هذا الجواب أبداً، وكنت أظن أن السماوات والأرضين من خرافات القدماء اتخذها الإسلام في قرآنه ليظهر نفسه بمظهر العالم بالكون، ثم قال: أشكرك شكراً بالغاً بما أنرت لي من حقائق الإسلام.

قال: بقي عليك أن تبين وجه تحليل الإسلام لتعدد الزوجات.

قلت: كم لك ولزوجتك من أخوات وقريبات بلغن سن الرشد وهن بعد عوانس؟

فضحكا وقالا: ماذا تريد؟ هل تريد التزويج بهن؟

قلت: لا، بل لأوضح لكم وجهة نظر الإسلام.

ففكرا ملياً، ثم قالا سبع عشر.

قلت: ولماذا بقين هؤلاء المسكينات عوانس؟ وأردفت: إن الإسلام كان حكيماً حين أباح التزويج بأربع، وذلك: رعاية للنساء حتي لا يبقين بلا سكن، ورعاية للرجال حتي لا تهدر طاقاتهم عبثاً، فان الرجل غالباً يستطيع القيمومة

علي أكثر من امرأة، فهل يترك الإسلام طاقة الرجل وطاقة المرأة تذهبا سدي، أم يجد لهما مصرفاً؟ ثم، إن الإسلام أباح ذلك، ولم يوجب، ولذا تري غالب المسلمين يكتفون بامرأة واحدة.

قالا: حقاً إننا لم نسمع بمثل هذه الكلمات طيلة أعمارنا.

قلت: لأنكم لم تناقشوا المسألة مع علماء المسلمين، وإلا فالكثيرون منهم يجدون هذه الأجوبة.

قالا: فإذا أسلمنا، ماذا تكون فائدة إسلامنا؟

قلت: إن الإنسان إذا أسلم نال خير الدنيا وخير الآخرة، لأن مناهج الإسلام تسعد الإنسان، واتباع الإنسان لهذه المناهج يوجب رضي الله سبحانه فيدخله الله تعالي في الآخرة جنات النعيم.

وطال الحوار، فأسلمت المرأة، وأخذ الرجل يتهيب.

قلت: ولم لا تسلم وقد أسلمت زوجتك؟ فسكت، فبينت بعض جوانب الإسلام ولكنه قال أخيراً: أفكر.

قلت: لا مجال للتفكير إذا ظهر لك صدق الإسلام.

قال: وهل أترك ديني ودين آبائي لأجل كلامك؟

قلت: بل إقبل الإسلام بالإضافة إلي اعتقادك بالمسيح عليه السلام لأجل ما ظهر لك من أن الإسلام حق.

فبدأت زوجته –المسلمة الجديدة- تشوقه للإسلام، فأسلم هو الثاني أيضاً ونصحتهما بأن يراجعا علماء المسلمين في لندن –إذا رجعا إليها- للتزود بالمعلومات الإسلامية أكثر فأكثر.

7 مسيحي إيطالي يسلم

جاءني ذات يوم سائح إيطالي مسيحي وهو في أشد حالات الهيجان، وكان عصبياً كما يبدو، وكان قد طلب من بعض الخدم في حرم الإمام الحسين عليه السلام أن يدله علي عالم ليسأل عن مسائل، فدله الخادم علي، وجاء به إلي دارنا، وكان ذلك وقت العصر قبل ثلاث ساعات من الغروب، وكان يحسن الإنكليزية، ولذا طلبت له أحد الأصدقاء ليقوم بدور المترجم.

قال الإيطالي: كنت أسمع أن المسلمين وحوش، لكن ما كنت أظن انهم وحوش إلي هذا الحد.

قلت: وهل رأيت جميع المسلمين؟

قال: لا.

قلت: إذن لا تقل إن كل المسلمين وحوش، فلعل بعضهم

وحوش.

قال: حسناً، الحق معك.

قلت: أتأذن لي أن أسألك قبل أن تظهر مسألتك؟

قال: تفضل.

قلت: من أين الأستاذ؟

قال: من إيطاليا.

قلت: وما دينك؟

قال: المسيحية.

قلت: وكم ثقافتك؟

قال: خريج جامعة (كذا).

قلت: تفضل بما تريد سؤاله.

قال: بعض المسلمين في هذا البلد متوحشون إلي أقصي الحدود.

قلت: ولم؟

قال: لأني أردت أن أدخل متحف الحسين فمنعوني، ولما سألت عن السبب قالوا: لأنك نجس فهل هذا منطق؟ الإنسان يمكن أن يكون نجساً؟

قلت: هون عليك، فهل الذي قال لك ذلك كان عالماً أم جاهلاً؟

قال: لابد وأنه جاهل.

قلت: أليس عندكم في إيطاليا أناس جهال؟

قال: نعم.

قلت: فلا يحتاج الأمر إلي هذه الفورة التي أجدها منك.

قال: حسناً، انك بصفتك عالم مطاع في هذا البلد آمر لي بأن أدخل المتحف (يريد: حرم الحسين عليه السلام).

قلت: لا أقدر.

قال: -متعجباً- ولماذا لا تقدر؟

قلت: لأن الإمام الحسين الذي نام في هذا المكان (وهو صاحب البيت) لا يأذن بدخولك.

قال –متعجباً-: ولماذا؟

قلت: لأنك من دين يتهجم أصحابه علي الإمام الحسين، وعلي جد الحسين، وعلي أقرباء الحسين عليهم السلام.

قال: المسيحيون يتهجمون؟

قلت: نعم.

قال: وكيف؟

قلت: لأن المسيحيين يعتبرون أن محمداً –جد الحسين- لما ادعي النبوة كان كاذباً في قوله، ولذا لا يؤمنون به نبياً بعد المسيح، وإنك إذا منعت إنساناً أن يدخل في بيتك لأنه يتهجم عليك، أ لك حق في ذلك أم لا؟

فأطرق الإيطالي يفكر تفكيراً طويلاً، ثم تنهد وقال لي: إنك قلت نفس ما قاله لي ذلك الإنسان حين قال: انك نجس، ولكنك غيرت الألفاظ، فكيف أتمكن أن أدخل المتحف؟

قلت: بأن تعترف بأن جد الحسين عليه السلام: (محمدا) صلي الله عليه و اله كان صادقاً في دعواه النبوة.

قال: حسناً ولكني كيف أؤمن بهذا ولا أملك الدليل؟

قلت: الآن وصلنا إلي المنطق، وكلامك حق، انك تطلب الدليل علي

نبوة محمد صلي الله عليه و اله.

ثم أردفت: الدليل علي نبوة محمد هو الدليل علي نبوة عيسي المسيح.

قال: الدليل علي نبوة المسيح أنه إبن الله.

قلت: بكل إيمانك تقول إن المسيح ابن الله؟ وهل أن الله ولَّد المسيح؟ أنت إنسان مثقف، فكيف تقول بهذا الكلام؟

قال: لا أريد إبن الله بالولادة، بل ابن الله بالشرافة، أي: أنه منسوب إلي الله.

قلت: حسناً، فمن نسبه إلي الله بالشرافة؟

قال: لأنه ولد من غير أب.

قلت: فلماذا لا تقول ل(آدم) ابن الله، لأنه ولد من غير أب ولا أم؟

فتفكر ولم يجد جواباً..

قال: أقول أن المسيح نبي لأنه أتي بالمعجزات.

قلت: فمحمد أيضاً أتي بالمعجزات.

قال: وما هي معجزة محمد؟

قلت: انشق القمر لأجله.

قال: أوه، هذه خرافة سمعتها من أحد الآباء في الكنيسة أن المحمديين يقولون أن القمر انشق ونزل، ودخل في كم محمد، فهل يعقل أن القمر الكبير يدخل في كم إنسان؟

قلت:

أولاً: أنا لم أقل دخل القمر في كم محمد صلي الله عليه و اله، بل أنت أضفت ذلك.

وثانياً: ما المانع أن الله الذي شق القمر، وفرق منه أجزاء في الفضاء، حتي إذا وصل إلي الأرض كان بالحجم الذي نراه، حتي أمكن أن يدخل في كم النبي صلي الله عليه و اله، ثم لما أرجعه إلي مكانه الحق به أجزائه المنفصلة حتي صار كالأول؟

قال: هذا تأويل، دعنا عن ذلك، أنه لا يعقل.

قلت: وهل يمكنك أن تقبل بكلام لا يعقل، ولا يمكنك أن تقبل بكلام يعقل؟

قال: وكيف ذلك؟

قلت: إن شق القمر، وما ذكرت من توجيه دخوله في كم النبي صلي الله عليه و اله، كلام معقول، لكن قولكم –معاشر المسيحيين- بأن الأقانيم: (ثلاثة وواحد) في الوقت نفسه، كلام لا يعقل، فهل يمكن أن تكون هذه الأصابع

(وأشرت إلي ثلاث من أصابعي) واحدة وثلاثة –في وقت واحد-؟

قال: هذا مثل: (المثلث) أنه ثلاثة أضلاع، ومثلث واحد.

قلت، يعني أن الله واحد، ولكن ذو ثلاثة أطراف؟

قال: لا.

قلت: فما معني التشبيه بالمثلث؟ فأطرق برأسه وقال: إن الآباء يقولون: إن التثليث فوق العقل.

قلت: إذن اتفقنا علي أن كلامكم غير معقول، فسكت.

قلت: إذن فالنبي محمد جاء بالمعجزة: (انشقاق القمر) كما جاء المسيح بالمعجزة.

قال: ومن يثبت أنه جاء بالمعجزة؟

قلت: القرآن الحكيم يقول: ?اقتربت الساعة، وانشق القمر?() ولو كان هذا الكلام كذباً لزم أن ينكره العالم المعاصر للرسول، فعدم إنكارهم دليل علي أنه وقع بالفعل.

قال: لا يمكنني أن أؤمن بالقرآن.

قلت: ولم؟

قال: لأنه يسبّ المسيحيين.

قلت: في أي مكان منه؟

قال: لأنه يسمينا كفاراً.

قلت: وهل تعلم معني الكافر؟

قال: سب.

قلت: الكافر هو الذي لا يؤمن بالله، أو بأحد الأنبياء، أو بالمعاد، وحيث أن المسيحيين لا يؤمنون بنبي الإسلام، يسمَّون كفاراً، وهذا ليس بسب وإنما حكاية عن واقع، ثم أردفت: إذا كان القرآن يسب المسيحيين فلم تؤمن به، فكيف تؤمن ب: (العهدين) وهو يسب المسيح نفسه؟

قال: الكتاب المقدس يسب المسيح؟

قلت: نعم.

قال: في أي مكان؟

قلت: حيث يقول: (بولس) لأهل غلاطية ما معناه: (إن المسيح ملعون) ().

قال: هذا كذب، الكتاب المقدس لا يقول ذلك.

قلت: نعم يقول، وأخرجت الكتاب المقدس: (العهدين) وأريته الموضع، وترجم له المترجم.

فاستغرب كثيرا، وقال: لم أسمع بهذا أصلاً.

ثم قلت: هل تطلب أنت من اليهود أن يؤمنوا بالإنجيل؟

قال: نعم.

قلت: إذا قال لك اليهود إنهم لا يؤمنون بكتاب يسبهم، لأن الإنجيل يسمي اليهود ب(أولاد الأفاعي) ()، فما جوابك عنهم؟ فلنفرض أن القرآن يسب المسيحيين لكن إذا كان القرآن علي حق فاللازم أن يعدل الإنسان خطته، لا أن يعاند ويترك الإيمان به.. إن محمداً صلي الله عليه

و اله نبي كالمسيح عليه السلام، فكما آمنت بالمسيح فاللازم أن تؤمن بمحمد.

ثم فصلت الكلام حول أخلاق الرسول، وعلومه، وجهاده في سبيل الله وفي سبيل الإنسان في كلام مفصل، وقد راعيت الجانب العاطفي الذي هز مشاعره فسالت دموعه.

قال: وإذا أسلمت ماذا أقول للناس الذين يسألونني عن سبب إسلامي؟

قلت: قل لهم: إني علمت أن محمداً نبي كما أن المسيح وموسي وغيرهم من الأنبياء، ولذا أسلمت له.

قال: هذا كلام لا يقنعهم.

قلت: الإنسان يجب أن يعمل بما اقتنع به ضميره لا بما يقنع به الناس، فهل إنك الآن مقتنع بأن محمداً نبي؟

قال: نعم.

قلت: إذن أؤمن وما عليك بالناس، فسكت، قلت: سمعت أن عندكم في إيطاليا حزب يسمي بالحزب الشيوعي؟

قال: نعم.

قلت: وهل الشيوعيون يؤمنون بالمسيح؟

قال: لا.

قلت: فإنك حين آمنت بالمسيح بماذا تجيب الشيوعيين؟ وهل كلامك يقنعهم؟

قال: لا.

قلت: إذن لا يهمك أمر الناس، بل اجعل همك رضي الله –أولاً- وقناعة ضميرك –ثانياً-.

ثم شجعته علي الإسلام فأسلم، وأهديت له قرآناً باللغة الإنكليزية، وعدداً من مجلة: (مبادئ الإسلام) – وهي مجلة باللغة الإنكليزية كانت تصدر عن كربلاء المقدسة- ثم قلت للخادم المرافق له: إذهب به إلي الحمام- احتياطاً لما يقوله جمع من الفقهاء- فإذا اغتسل إذهب به إلي الحضرة، فقام وخرج، وقد استغرقت المقابلة حتي وقت الغروب.

خاتمة

لقد ذكرت في هذا الكتاب إسلام عشرة من المسيحيين في سبع قصص، وقد ذكرت القصص علي علاتها بدون رتوش كما حدثت، كما حذفت الكلمات المكررة في بعض القصص، الكلام حول نبوة نبي الإسلام، ودليل أنه نبي، كرر في غالب القصص، لكني آثرت عدم التكرار.

كما أن القارئ يري كيف أن الحوار في بعض الأحيان كان تنازلاً لمستوي فهم المحاورة، وقد يصبح الأسلوب بدائياً جداً ولكن ذلك

ما حدث بالفعل ولم أشأ تغيير ما حدث.

كما ينبغي أن أقول:

إن الغالب أني كنت أغيِّر أسماء الذين يسلمون إلي أسماء إسلامية، وكنت أعقد عقد النكاح بين الزوجين من جديد احتياطاً وكنت أقدم لهم هدايا رمزية كالكتب، أو القرآن، أو ما أشبه ذلك.

وهذه القصص التي ذكرتها لو أخذت حجمها في محاورتي معهم لكانت خمسة أضعاف هذا أو أكثر، لكني نسيت قسماً، وعصرت قسماً، وتركت قسماً، لتلائم مكانة الكتاب.

والله الهادي إلي صوب الصواب، وهو الموفق المستعان.

كربلاء المقدسة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

مؤلفات حول الأديان والمذاهب

من مؤلفات الإمام الشيرازي في الحوارات عن الأديان والمذاهب والمبادئ ونقد النظريات.. وكذا في المباحثات والإحتجاجات مع الآخرين:

1 القرآن يتحدي مخطوط

2 نقد المادية الديالكتيكية

3 وقفة مع الوجوديين

4 إحذروا اليهود

5 الإنسان والقرد مخطوط

6 بين الإسلام ودارون

7 البابية والبهائية مخطوط

8 حوار حول تطبيق الإسلام

9 الصابئة في عقيدتهم وشريعتهم

10 كيف يمكن نجاة الغرب؟

11 مائة سؤال حول الثالوث

12 ماذا في كتب النصاري؟

13 ماركس ينهزم

14 مباحثات مع الشيوعيين

15 مفاسد اليهود مخطوط

16 نقد نظريات فرويد

17 هؤلاء اليهود

18 الاستنساخ البشري في رأي الإمام الشيرازي

19 الأفلام المفسدة في الأقمار الصناعية وقاية وعلاجاً

20 الجدال بالتي هي أحسن مخطوط

21 لماذا يحاربون القرآن؟

22 منطق الإستعمار

23-- أسئلة حول الحكومة الإسلامية والوضع الراهن في إيران

24 بحوث في الديكتاتورية

25 سقوط بعد سقوط

26 الصلح مع اليهود استسلام

27 من ضروريات المواجهة مخطوط

28 هل سيبقي الصلح بين العرب وإسرائيل؟

29 الغرب والحصار الاقتصادي علي المسلمين مخطوط

30 تحديد النسل فكرة غربية

31 تسعون مليار نسمة

32 التخلص من أغلال الغرب مخطوط

33 حل الإسلام لمشاكل الإنسان مخطوط

34 الإعلام المضاد مخطوط

مؤلفات حول الإسلام

بعض مؤلفات الإمام الشيرازي تفيد في التعرف علي الإسلام:

1 القرآن حياة مخطوط

2 حول القرآن الكريم

3 محمد والقرآن

4 العقائد الإسلامية

5 المعارف الإسلامية

6 في ظل الإسلام

7 ما

هو الإسلام؟

8 موقف الإسلام من الأحزاب المستوردة مخطوط

9 النظام الإسلامي والأنظمة المعاصرة

10 إحياء معالم الإسلام

11 إسلاميات

12 الإسلام هو الإسلام

13 بقايا حضارة الإسلام كما رأيت

14 التكامل والشمولية في الشريعة الإسلامية مخطوط

15 عبادات الإسلام

16 العالم الإسلامي العاصر مخطوط

17 المسلمون الأوائل مخطوط

18 المسلم

19 هذا هو النظام الإسلامي

20 الأخلاق الإسلامية

21 الزهد في الإسلام

22 الفضيلة الإسلامية (14)

23 كيف انتشر الإسلام؟ ج1

24 كيف انتشر الإسلام؟ ج2 مخطوط

25 موجز تاريخ الإسلام

26 ثلاثون سؤالا في الفكر الإسلامي مخطوط

27 العدالة الإسلامية

28 من مفاهيم الإسلام مخطوط

29 من واجبات المسلم مخطوط

30 أسئلة حول الحكومة الإسلامية والوضع الرهن في إيران

31 إلي حكم الإسلام

32 أول حكومة إسلامية في المدينة المنورة

33 حكم الإسلام.. مبادؤه، أهدافه، ماهيته مخطوط

34 حكومة الرسول صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام

35 الحرية الإسلامية

36 الحكم في الإسلام

37 الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عليه السلام

38 الدولة الإسلامية ج1،ج2

39 الشوري في الإسلام

40 اللاعنف في الإسلام

41 مقومات الدولة الإسلامية مخطوط

42 من أوليات الدولة الإسلامية

43 الاقتصاد الإسلامي المقارن

44 الاقتصاد الإسلامي في خمسين سؤالا وجواباً

45 الاقتصاد الإسلامي في سطور

46 لمحة عن البنك الإسلامي

47 من القانون الإسلامي في المال والعمل

48 الأخوة الإسلامية مخطوط

49 حل الإسلام لمشاكل الإنسان مخطوط

50 الإعلام الإسلامي مخطوط

51 هكذا الزواج في الإسلام

52 المرأة في المنظار الإسلامي مخطوط

53 المرأة في ظل الإسلام

54 احترام الإنسان في الإسلام مخطوط

55 حقوق الإنسان في الإسلام مخطوط

56 القضاء في الإسلام مخطوط

57 كيف ينظر الإسلام إلي السجين؟

58 إعرف الشيعة

59 أفكار الشيعة

60 الشيعة والشريعة

61 قصة الشيعة

62 قضية الشيعة

64 مقالة الشيعة

65 من هم الشيعة؟

66 نظرة الشيعة

67 نهج الشيعة

68 هكذا الشيعة

69 هوية الشيعة

70 واقع الشيعة

71 الزهد

مصادر التهميش

1 القرآن الحكيم

2 من لا يحضره الفقيه

3 وسائل الشيعة

4 بحار الأنوار

5 المنجد في اللغة والأعلام

6 الكتاب المقدس (العهد

القديم والعهد الجديد)

7 ماذا في كتب النصاري؟ (للإمام المؤلف)

8 في ظل الإسلام (للإمام المؤلف)

9 الفهرست (القائمة التفصيلية لكتب الإمام الشيرازي)

10 الكافي

11 المتخلفون مليارا مسلم (للإمام المؤلف)

(Kaifa Wa Limatha Aslamu?)

This book contains the dialogues that happened between AL-Imam AL-Shirazy and a group of Christians during his stay in holy Karbala in Iraq، these dialogues depend on faith discussion and the aim of this book is not just to present these discussions but to spread the Islamic religious in scientific method.

The result of these dialogues was that all of those debaters became Moslems.

Written by:

AL-Imam Mohammed AL-Husaini AL-Shirazi

Second edition: 1420 H –2000 A.C

AL-Rasool AL-adam center for research and publishing

Beirut – Lebanon P.O.BOX 13/5951/Shuran

E-mail: alrasool@shiacenter.com

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة النحل: 125.

() انقلاب عسكري قاده عبد الكريم قاسم وأطاح خلاله بالنظام الملكي وأقام الجمهورية العراقية في 14/ تموز/1958.

() في 18/شعبان/1391 خرج إلي لبنان ثم إلي الكويت.

() سورة النساء: 43.

() هو آية الله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي (1304-1380 ه) تصدي للمرجعية بعد وفاة السيد حسين القمي.

() السيد أبو الحسن محمد الموسوي الإصفهاني (1277-1356 ه) آلت إليه المرجعية منذ سنة 1355ه ثم توسعت مرجعيته فيما بعد حتي صار المرجع الأعلي للطائفة.

() آية الله العظمي السيد حسين القمي (1282-1366ه) رشح للزعامة الدينية بعد وفاة السيد أبو الحسن الإصفهاني.

() مدينة كربلاء المقدسة في جنوب غربي بغداد وعلي مسافة 102 كم.

() إشارة إلي الحديث النبوي الشريف حيث قال صلي الله عليه و اله: صلي الله عليه و الهطلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة?.

() من لا يحضره الفقيه: ج4 ص389 ب2 ح5834.

() سورة الزمر: 9.

() وسائل الشيعة: ج18 ص14 ب4 ح20.

() سورة العلق: 1-4.

()

بحار الأنوار: ج1 ص195 ب2 ح16 وفيه: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: صلي الله عليه و اله لو كان العلم منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس?.

() بحار الأنوار: ج39 ص108 ب76 ح13 وفيه: صلي الله عليه و الهسلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الأرض?.

() سورة الرحمن: 22.

() سورة المجادلة: 11.

() محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (597-672ه)، وكان أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والأحكام الشرعية.

() من تأليفات الإمام الشيرازي ويقع في 54 صفحة من القطع الكبير ويتطرق إلي بعض الخرافات الموجودة في الإنجيل الحالي المتداول عند المسيحيين وقد سبب هذا الكتاب أن يسلم الكثير من النصاري.

() سورة البقرة: 23.

() سورة البقرة: 136.

() سورة المائدة: 75.

() سورة المائدة: 82.

() سورة المائدة: 48.

() سورة الأنفال: 41. (2) سورة التوبة: 60.

() سورة البقرة: 275.

() سورة المائدة: 1.

() العهد القديم: سفر العدد ص205 سفر التثنية ص239.

() يقع هذا الكتاب في 196 صفحة من الحجم المتوسط، طبع في العراق ولبنان يبحث كما هو واضح من عنوانه عن حياة الإنسان في ظلال الحضارة الإسلامية.

() سورة البقرة: 23.

() سورة الشوري: 19.

() سورة الفتح: 2.

() الكافي: ج8 ص26 ح4.

() سورة النساء: 78.

() سورة النساء: 79.

() أما اليوم فقد ذكرت الإحصاءات: إن المسلمين بلغوا المليارين، كما وقد صدر مؤخراً للإمام المؤلف (دام ظله) كتاباً يحمل عنوان: (المتخلفون مليارا مسلم).

() سورة القلم: 4.

() سورة الحج: 39.

() سورة البقرة: 194.

() سورة القمر: 1.

() الكتاب المقدس؛ العهد الجديد، رسالة القديس بولس الرسول إلي كنائس غلاطيه: ص287.

() الكتاب المقدس: العهد الجديد،بشارة متي، رقم 3، ص6.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.