القطرات والذرات

اشارة

اسم الكتاب: القطرات والذرات

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: مركز الرسول الاعظم(ص)

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1420 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

فمن يعمل

مثقال ذرة

خيرا يره

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

صدق الله العلي العظيم

تمهيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الذرّات: هي أصغر وحدة عضوية في المواد الصلبة وربما غير الصلبة إذا ذُهب إلي معناها الفيزيائي وهنا تعني الوحدات الصغيرة بل الغاية في الصِّغر..

والقطرات: هي أصغر وحدات مائية أو سائلة إن أريد بها الأوسع والأشمل..

فمن الذرات التي لا قيمة لها وحبَّات الرمال التافهة والمتجمعة في مكان ما تعطي صحاري وقفار وبيدٍ شاسعة يضيع الإنسان إذا دخل فيها بغير دليل ولا يستطيع العيش فيها حتي الحيوان إلاّ بعض الزواحف المتخصَّصة لمثل تلك المناطق.. وكذلك القطرات المتجمعة تعطي البحار المترامية الأطراف والمحيطات التي لا يعلم حجمها وما فيها من مواد وحيوانات إلاّ خالقها جلَّت قدرته..

فسنَّة الكون تقتضي أن يتعلم الإنسان من هذا الكون بالتفكر والتدبر والاعتبار، وربنا سبحانه يقول: ?ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار?.

ويقول الباري تعالي: ?إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس

وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثَّ فيها من كل دابة وتصريف الرِّياح والسَّحاب المسخَّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون?.

فالتفكّر في شؤون ونظام وتركيب ما يحيط بنا وتعقله يؤدي بنا إلي نتائج مهمة جداً علي كل الصُّعد الحياتية ماض وحاضر ومستقبل..

وسماحة المرجع الديني الأعلي الإمام السيد محمد الشيرازي (حفظه الله) استوحي بعض هذه العبر والدروس وأسماها (القطرات والذرّات) من أجل أن ينبِّه الأمة الإسلامية إلي تلك النقاط المهمة في

الحياة، إلاّ أننا لا نعيرها الاهتمام اللازم والكافي من أجل استثمارها بالشكل اللائق والاستفادة منها علي أتمِّ وجه..

وهذه عادة ودأب سماحة السيد الإمام - أدامه الله عزاً وذخراً للأمة - فإنه شديد الملاحظة وواسع الاهتمام في شؤون الأمة جمعاء.. فوجّه هذه الصّرخة من أجل الإيقاظ والتنبيه إلي ضرورة العمل الدؤوب والجَّاد وكأنه يقول: (من جدّ وجد) و(من سار علي الدَّرب وصل)..

وانطلاقاً من هذه الضرورة الحضارية وهذا الشعور المسؤول منا بضرورة نشر مثل هذه الدراسات التي تهتم بشؤون المسلمين - علي صغر حجمها -، ارتأينا تقديمها إلي القراء الأعزاء، داعين الله بالتوفيق والسَّداد للعلماء وللعاملين وللأمة كلها، إنه وليُّ كل خير، والحمد لله دائماً وأبداً..

مركز الرسول الأعظم p للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5951/13

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.

(القطرات والذرّات) اسم هذا الكتاب الذي بين يديك، كتبته للالماع إلي أن الأمور الكبيرة إنما تتكون من الصَّغائر..كالبحر المتكوّن من قطرات الماء، أو الصحراء المتكونة من الذرات وحبّات الرمال، وهكذا في الأعداد فيتكون العدد الكبير إلي ما لا يحصي وإن كان ذلك غير معقول في الممكن من الوحدات الصغيرة..

قال سبحانه: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره? أما إذا فرضنا أنه لم يكن خيراً أو شراً، فهو من السالبة بانتفاء الموضوع بالنسبة إلي الأثر.

وفي القصة المشهورة: أن رجلاً أسلم في زمانهp، فأمر النبيp بأن يعلّمه أحد المسلمين القرآن، فأخذ يعلّمه سورة الزلزال حتي وصل إلي هذه الآية المذكورة آنفاً، فقام المسلم الجديد قاصداً الانصراف، فقال له المعلّم: إلي أين؟ فإني لم أعلّمك بعد إلاّ سورة صغيرة من القرآن الحكيم!

قال: أخذت مقصودي من هذه الآية المباركة،

وهل بعد ذلك من حاجة؟.

والمراد ب (مثقال ذرة): ما يراها الإنسان في نور الشمس التي تدخل من الكوَّة في غرفة مظلمة، وهل هناك شيء محسوس بالحواس المجردة أصغر وأخف منها؟

وفي هذا تعليم دقيق لمن يريد التقدم أو يخاف التأخر، بأن يراكم الذرات والقطرات حتي يصل إلي الهدف، أو يتجنبها حتي لا يجتمع لديه ما يوجب له السقوط.

إن المسلمين حين تقدموا عملوا بمثل هذا العمل حسب تعليم القرآن الحكيم حتي وصلوا إلي ما وصلوا إليه من الرُّقي والتقدم..، ثم تركوا حتي الذرات والقطرات وتركوا.. وتركوا.. حتي انقلبت حالتهم إلي ما نشاهده اليوم من التأخر الذي ليس بعده شيء مع ملاحظة ما لهم من إمكانيات وطاقات هائلة!

فإذا أرادوا الرجوع إلي ما كانوا عليه بل أكمل وأوسع.. عليهم أن يعملوا كما عمل آباؤهم ولا يتركوا العمل في أيّ بعد من الحياة حتي إذا كان بقدر الذرة والقطرة، حتي ترجع حالتهم إلي ما كانت عليه.

والله المستعان ولا يأس من روح الله، قال عزّ وجل: ?لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون?.

قم المقدسة

23/ شهر رمضان المبارك/ 1419ه

محمد الشيرازي

1 المُدّ والصَّاع

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: (الوضوء بمد والغسل بصاع، وسيأتي أناس يستقلون ذلك فأولئكم ليسوا علي سنتي، والثابت معي علي سنتي في حظيرة القدس).

والشارع المقدّس قد لاحظ قانون (القطرات والذرات) سلباً وإيجاباً حتي في عدم الكثرة وترك الإسراف في استعمال الماء حتي للوضوء والغسل!، وقد أفتي بعض الفقهاء بحرمة ترك الأنبوب مفتوحاً إلي أن يتم الإنسان الوضوء لأن ذلك إسراف محرم.

إن الماء وإن كان دورياً من البحر ثم السحاب والمطر.. لكن يلزم التقليل من مصرفه وعدم الإسراف في ذلك، لأن الإتيان به

من النهر أو الغدير أو ما أشبه إلي الدار ونحوها تكليف.. يلزم ملاحظته خاصة في الوقت الحاضر حيث يصرف عليه ما يصفيه، بالإضافة إلي تخزينه أو رفعه إلي (الخزانات)، ومن ثم جريانه في شبكة الأنابيب حتي يسهل استعماله للمستهلك بعد كل تلك المقدمات المكلفة.. ومع كل ذلك قد نري قلَّة الموارد المائية أو عدم صلاحيتها للشرب أو ما أشبه، ولذا نشاهد تحريض بعض البلاد إلي قلة استعماله، فإن أزمة المياه أصبحت أزمة عالمية..

وقد ورد في الأحاديث: قلة الماء قبل ظهور الإمام المهدي?.

ونقل: إن الخبراء اعترضوا علي بعض الدول الإسلامية في استعمالهم الكثير للماء، حتي أن المياه الجوفية التي اختزنت لمدة سبعة آلاف سنة استعملت في أغراض غير ضرورية في الآونة الأخيرة..

هذا إذا كان حال الماء شرعاً وعقلاً.. وهو من المعادن والموارد الدورية الكثيرة الانتشار والسَّهلة التناول، فكيف حال غيره من المعادن غير الدورية كالنفط والغاز و.. و..؟ وقد نري كيف تنهب في زماننا!.

ولذا نجد تسرب القلة إليها في عزّها، فكيف الحال بعد مرور نصف قرن أو أكثر؟

إن البشر المعاصر ليس له إلاّ أن يصرف بقدره حسب قانون ?لكم? الوارد في القرآن الكريم، بحيث لا يضر الأجيال القادمة، وذلك بعد ملاحظة النسبة الدقيقة، وإلا كان ذلك إسرافاً.. وإضاعة للمال.. وتعدياً علي حقوق الآخرين.. وصرف ما يرتبط بالأجيال الآتية.

وهكذا يلاحظ الشرع والعقل جميع المواد بميزان دقيق لا إفراط فيه ولا تفريط.

وكان ما ذكرناه من مصاديق قاعدة (الذرات والقطرات).

2 ملاحظة القلة

ورد في الأحاديث: (لطع القصعة) و(لحس الأصابع) وربما لا يفهم الكثير كنه معني ذلك، فإنه أيضاً من مصاديق قانون (الذرات والقطرات)، لأن ما بقي فيهما من الذرات التي تتجمع، إما يستفاد منها أو لا، بل سرفها وتلفها، وهكذا ما

يتبقي في المائدة من بقايا الطعام.

وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله: (من أكل من سقط المائدة عاش في سعة، وعوفي ولده وولد ولده من الحمق).. ولا يخفي الدقة في التعبير حيث أشار صلي الله عليه و اله إلي الأجيال القادمة، فقال: (ولده وولد ولده).

وكما ورد في الحديث: (من لقط شيئاً من الطعام فأكله حرّم الله جسده علي النار)

ولاشك أن هذه البقايا لو اجتمعت في مدينة ذات مائة ألف أو أكثر إلي المليون، تكوِّن الأطنان!، ومن هنا ورد أن صبّ الماء الزائد من الإناء وإلقاء النواة من الإسراف.

وكذا ورد في دفن قلامة الظفر والمشيمة، لأن بقاءهما من الأوساخ.

وكذلك ورد عدم تبييت القمامة في الدار، لأنها محل تجمع الحشرات الضارة من ناحية.. ويوجب تلوّث الهواء بالرائحة الضارة، وما أشبه من ناحية أخري..

ولا يخفي إن الأشياء الصغيرة إنما يلاحظ مجموعها، ففي مدينة نفوسها مائة ألف مثلاً، إذا لم تدفن الأظفار والشعور، كم كانت كثيرة مما توجب الوساخة، وهكذا في كثير مما يري صغيراً لملاحظة نفسه بينما يكبر كثيراً إذا لوحظ المجموع.

إلي غير ذلك من الآداب الإسلامية التي هي من مصاديق قانون (الذرات والقطرات) مما هو كثير.

وإذا رأينا غالبية المسلمين لا يعتنون بمثل هذه الأمور، فلازمه - حسب قانون الأسباب والمسببات، والآثار الوضعية إضافة إلي التكليفية - أن نري الفقر المدقع في جملة من بلاد الإسلام، وهكذا فقر أفراد كثيرين وشعوب كبيرة في غالب البلاد.

إن رسول الله صلي الله عليه و اله ما كان يأكل لونين من الطعام علي مائدة واحدة ولو لبناً وعسلاً.

وأمير المؤمنين علي t قال لابنته: إرفعي أحد الطعامين اللبن أو الملح، لأن أحدهما يكفي إداماً للخبز.

مع العلم أنهما ? لو أرادا

أن يعيشا عيشاً متوسطاً لم يكن يظهر أثره علي بيت المال، بالإضافة إلي أنهما (صلوات الله عليهما) كان لهما الموارد الخاصة من الزَّرع وما أشبه.

قال الإمام علي t: (ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفي من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه).

إن الحياة دقيقة.. دقيقة.. فهي لبنة لبنة، وذرة ذرة، وقطرة قطرة، فالعمل فيها اعتباطاً ولو بمثل هذا القدر القليل ينتج النتائج السيئة.

فإن قوله سبحانه: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره? يشمل كل ما هو شبهه ولو بالملاك.

والعمل ذرةً ذرة وقطرة قطرة سلباً أو إيجاباً يؤثر في النتيجة كذلك، كما هو ثابت في الحكمة.

أمّا ما يقوله البعض من أن اللازم أن يعمل الإنسان إما عملاً كبيراً أو يترك كما أصبحت عادة كثير من الناس وحتي بعض العاملين فهو غير صحيح، فإنهم بقولهم: (أو يترك) أخّروا المسلمين كافة، لأن الحياة ذرات وقطرات.

3 قبل اغتصاب فلسطين

هناك الكثير من أعداء المسلمين أخذوا بقانون (الذرات والقطرات) فتقدموا علينا، فعلي سبيل المثال: كانت في كربلاء المقدسة محلّة يسكنها بعض اليهود، وحمام لليهود، وقد شجّع البريطانيون فتح سوق للدعارة في تلك المحلة ولا زالت بعض آثارها باقية إلي الآن وقبل نصف قرن مع ذهاب اليهود إلي فلسطين أغلق الجميع.

وإني أذكر أنه كان يأتي في كل أسبوع رجل من اليهود إلي أزقة كربلاء ومنها زقاقنا (زقاق المائية) وكان يصيح: أشتري الأشياء العتيقة (الخلقة)، فكان يشتري من كل بيت بيت.. علي اصطلاحه: (أبطال مكسّرة، لحفان مشكَشكَة، حصران عتيقة) وما إلي ذلك.. مما يلزم إلقاؤها في النفايات، وكان يشتريها بأسعار رخيصة جداً.

فكانت النساء في البيوت يحضرن كل تلك الأشياء العطبة والخلقة، ليوم

إتيان ذلك اليهودي فيبعنها له بأسعار زهيدة.

وربما كان يتساءل البعض: ما فائدة هذه الأشياء التافهة لذلك اليهودي؟.

والجواب: أنه كان في محلة اليهود إدارة لتحويلها إلي أشياء حسنة أو إلي ما يدرّ عليهم الأموال، فمثلاً (الحصران المشكَشكَه) كانوا يبيعونها للحمامات وقوداً لها، و(الأبطال المكسرة) يرسلونها إلي بغداد لصبها من جديد، و(اللحفان) بعد الغسل والتنظيف يجعلون لها أغطية جديدة، وما إلي ذلك..

وكان يهودي آخر يأتي إلي الأزقة بين مدة وأخري، لدق الجدري وكان يدقه بالعظم وبوسائل بدائية لكنها نظيفة وأدوية معقمة، ويأخذ شيئاً قليلاً مما يجعل الناس يقبلون عليه.

إن جمعهم للمال بهذه الوسائل المشروعة وغير المشروعة ك(سوق الدعارة) وحتي بأسلوب (الذرات والقطرات) جعل منهم أثرياء في البلد.

وهكذا كانوا يعملون في أيّ بلد يتواجدون فيه ويجمعون ذرة ذرة وقطرة قطرة، فلم يكن عندهم حتي فقير واحد، بل كان يعين بعضهم بعضاً حتي لا يظهرون بمظهر سيّء أمام المجتمع إطلاقاً، وهكذا عملوا في كل العالم وفي مختلف المجالات إلي أن غصبوا فلسطين.

4 المتسامح في الأسعار

كان نفران في بغداد يعملان في طرفي الجسر، وكان كل واحد منهما يبيع البيض، ولكن أحدهما كان مزدحماً بالمشترين دون الآخر.

يقول الراوي: وبعد مدة غير قصيرة مررت علي الجسر وإذا أري أحد البائعين دون الآخر، فسألت عن الآخر؟

فقالوا: ترك هذا العمل وذهب إلي السوق وأصبح تاجراً كبيراً، فتعجبت من ذلك وذهبت إليه لأسأل عن السبب؟.

فقال التاجر الجديد: أنا كنت أفهم موازين العمل وصديقي لم يكن يفهم، ولذا لا زال باقياً علي عمله ومستواه السابق.

قلت: وكيف؟

قال: كنت أشتري كل يوم عشرين صندوقاً من البيض مثلاً ومن اليوم الأول قررت أن لا أربح في البيض ولا لشروي نقير، وإنما أبيع بالثمن الذي أشتريه لا أزيد، وإنما كان ربحي من

بيع الصندوق نفسه فكنت أشتري كل بيضين بفلس وأبيعهما بفلس أيضاً، ثم أبيع الصناديق الفارغة بأربعة فلوس، بينما كان صديقي يشتري كل بيضين بفلس ويبيع ستة بيوض بأربعة فلوس؛ فيربح البيضين والصندوق، وحيث عرف الناس إني أبيع بالأرخص اجتمعوا حولي تدريجاً، بينما خفّ الازدحام حول صديقي..، وبعد عشر سنوات جمعت مالاً كثيراً وتمكنت بسببه من فتح هذا الدكان، وأخذت أتجر شيئاً فشيئاً حتي أصبحت هكذا.. بينما صديقي بقي في محلّه يبيع البيض.

وهكذا حال كل بائع أرخص من حيث التقدم والرقي.

وهذه القصة من مصاديق قانون (الذرات والقطرات).

5 الإتقان حتي في الذرات

إني أذكر قبل الحرب العالمية كانت البضائع اليابانية معروفة بعدم الإتقان ولذا لم يكن يرغب الناس فيها.

أما بعد أن جعلوا في بلادهم التعددية الحزبية، وانتهجوا منهج الإتقان في ذرة ذرة وقطرة قطرة من أمورهم حتي وصلوا اليوم إلي ما وصلوا إليه من الجودة في مختلف بضائعهم وأصبح الإقبال عليها والمشترون لها أكثر، وأحياناً حتي مما يصنعه الغرب.

وهكذا كله بسبب الإتقان في الأمور من الذرات والقطرات إلي غير ذلك.

6 هكذا عملوا

قال لي أحد علماء إيران: ذات يوم كنت أمرّ علي بحر بوشهر، فرأيت امرأة تفحص في محل جزر الماء، حتي جمعت كدساً من الخرق وأخذتها وذهبت، وفي يوم آخر كنت أتمشي في نفس المكان وكان البحر جزراً أيضاً، فرأيت نفس المرأة تجمع كدساً من الخرق.. فلما أرادت الإنصراف قلت لها: من أنت؟ ولماذا هذا العمل؟

قالت: إني امرأة يهودية ولا كفيل لي، فآتي أيام الجزر إلي هذا الموضع من البحر أبحث لأجد الخرق التي يأتي بها المد وأجمعها ثم أذهب فأغسلها وأنظفها ثم أبيعها إلي الكراجات لتنظيف السيارات وما أشبه وأجد بقيمتها لقمة العيش.

وفي بعض البلاد تبني علي البحر الأحواض الكبيرة، ثم يلقي فيها ماء البحر ليجف بحرارة الشمس، ويبقي ملحها في قاع الحوض فيبيعونها ويكتسبون بذلك.

وفي الهند في منطقة كبيرة فقيرة جداً، أخذت الحكومة تزرع أشجار التوت ثم زودت الأهالي بديدان القز.. حيث أخذت تأكل من الأوراق.. وذلك ليحصل الأهالي علي الحرير ويبيعونه ويكتسبون بذلك، فخرجوا من ذلك الفقر المدقع.

وكان رسول الله صلي الله عليه و اله يأكل التمر ويجمع نواته في كفه اليسري.. فمرت عنزة فأشار صلي الله عليه و اله إليها بالتقدم.. وأخذت تأكل النويات من كفه الكريمة.

إن هذه القصص وأمثالها مما تؤيد قاعدة الذرات

والقطرات، وتدل علي أنه يلزم علي الإنسان في الاكتساب أن يحصل الرزق حتي من القطرات.

وهذا دليل لما نحن بصدده من لزوم تجميع القطرات والذرات للوصول إلي الأهداف حتي إذا كان الهدف كبيراً، وهكذا سنّ الله الحياة وهو المستعان.

7 الحطب وقانون الذرات

كان رسول الله صلي الله عليه و اله ومعه أصحابه في صحراء خالية من الشجر ونحوها..، فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و اله: إجمعوا الحطب.

فقالوا: يا رسول الله هذه الصحراء مقفرة لا حطب فيها.

قال لهم رسول الله صلي الله عليه و اله: إفحصوا واجمعوا.

فأخذ رسول الله صلي الله عليه و اله وأصحابه في البحث والجمع، وبعد قليل جمعوا كدساً كبيراً من الحطب.

فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و اله: هكذا تجتمع الذنوب!.

نعم أراد الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بهذه القصة أن يمثل، كما أن الحطب المتناثرة تنتهي إلي كدس كبير إذا جمعت، كذلك سائر الأشياء من الذنوب وغيرها..

وهكذا تكون الحسنات، وسائر شؤون الحياة، وحتي أسباب الحب أو البغض أو المال أو العلم أو غيرها.

وقصة السكاكي وتحصيله العلم مشهورة.

فاللازم علي الإنسان أن يهتم بالصغائر من الأمور أيضاً مهما كانت صغيرة حتي تنتهي إلي الكدس، خيراً أو شراً، تقدماً أو تأخراً، إيجاباً أو سلباً.. فلا يقول: هذا قليل أو صغير وأيّ نفع فيه أو أيّ ضرر منه..؟

وقد قالوا في الشعر الفارسي ما مضمونه:

تجتمع قطرة قطرة

وإذا بها تصبح بحراً

تجتمع ذرة ذرة

وإذا بها تصبح براً

ونحن المسلمين إنما تأخرنا لذلك ولأسباب أخري مذكورة في محلها، فعدم الاعتناء بالأمة الواحدة، وعدم الاعتناء بالأخوّة الإسلامية، وعدم الاعتناء بهذه الحرية.. وهذه الحرية.. وهذه الحرية..، وعدم تزويج هذه الفتاة.. وهذه.. وهذه..، وعدم تزويج هذا الفتي.. وهذا الفتي.. وهذا الفتي..، وهكذا.. وهكذا..

وقد

قرأت في تقرير أن في مصر خمسة عشر مليون أعزب فتيً وفتاة، والله يعلم كم يستشري الفساد فيهم!، والله يعلم كم يصابون بمختلف الأمراض!.

8 بناء منارة السيد محمد t

كان الابن الأكبر للسيد القمي (قدس سره) وهو السيد محمد القمي (رحمه الله) قد اهتم لتعمير مرقد السيد محمد t ابن الإمام الهادي t، قرب سامراء، قبل خمسين سنة، فكان في كل أسبوع يأتي يوماً واحداً إلي بغداد ليجمع المال للبناء ويرجع إلي البقعة المباركة مشغولاً ببنائها، وبذلك وسّع الصحن الشريف أضعاف ما كان، وإني قد رأيتها قبل التعمير والتوسعة وبعدها، كما نصب ماكنة الماء وجعل شبكة الأنابيب للصحن الشريف، واشتري موِّلد الكهرباء مما سبب إنارة البقعة، ونصب ماكنة الطحن لتطحن حبوبات الأعراب في تلك النواحي وليحصل من ثمنها ما يلزم لإدارة الماكنتين السابقتين، وبني حماماً للرجال والنساء إلي غير ذلك..

والشاهد في الكلام: أنه (رحمه الله) عملاً بقاعدة الذرات والقطرات بني منارة جميلة للبقعة المطهرة وقد ارتقيت إلي سطحها، ولكن في ذلك اليوم لم تكن كاملة ثم كملت فيما بعد، ولها جمال ظاهري وجمال داخلي حيث بنيت بدرجين مدورين وهي أفضل بناءً من المنارات في كربلاء المقدسة حيث صعدت أنا فوقها أيضاً وقت المناجاة في شهر رمضان المبارك.

وقد قال لي السيد (رحمه الله): إني رأيت حداداً في بغداد وكان كل رأس ماله ثمانية دنانير، وقلت له: تبرع للمنارة، قال: إني أعطيك كل أسبوع ما أحصله من دكاني بعد إخراج مصارفي، قال السيد: وكل أسبوع كنت أذهب إلي بغداد وآخذ منه الزائد مما حصله في الأسبوع.. وقد كلفتني المنارة إلي الآن أكثر من أربعمائة دينار، وكل هذا المبلغ من تبرع ذلك الحداد (وفقه الله تعالي).

نعم: القطرات تتجمع، والذرات تتراكم، والقليلات تنتهي إلي

الكثيرات بإذنه سبحانه.

9 الذرّات الضارّة

من الضروري في تطبيق القاعدة التي ذكرناها قاعدة الذرات والقطرات أن لا تتجمع الأمور الصغيرة الضارة حتي تصير كبيرة لا تتحمل سواء في التكوينيات أو التشريعيات كصلاة القضاء، وصيام القضاء، والديون، والأخماس، والزكوات وما شابه، وهكذا المشكلات الصغيرة فبجمعها تكون كبيرة، وربما تصل إلي ما لا يقدر الإنسان قدرة طبيعية علي إنجازها أو التخلص منها.

كان أخوان متديّنان، أحدهما يخمّس كل سنة ما عليه ولم يكن إلاّ مقادير قليلة، والآخر لا يخمّس وكان بناؤه أن يخمّس.. وهكذا دارت الأيام والسنوات حتي ثقل عليه الخمس، وذات يوم وبعد أن عزم وجزم جاءني يريد تخميس أمواله، وكان الخمس كثيراً حيث اجتمعت لديه شياً فشيئاً في أكثر من عشرين سنة مئات الملايين من التوامين!، فوعد بتخميس أمواله ولكن الشيطان كان أقوي منه، حيث أنه لما عرف أن خمسه هذا المقدار، قال: سوف أعطيك أقساطاً، قلت: لا بأس..

ولكن اتفق أن تراءت له تجارة احتاجت إلي كل ذلك فصرفها فيها راجياً أن تربح فيأخذ لنفسه الربح ويعطي مقدار الخمس!.

ولكن التجارة خسرت ولم يحصل حتي علي رأس ماله.

وبعد مدة قليلة ضربه مرض كبير وأصيب بسببه بالشلل.

فذهب ماله وصحته ولم يؤد مما عليه حتي توماناً واحداً!.

قال t: (ولا تؤخر عمل اليوم لغد فإنك لا تدري ما اسمك غداً).

ولو بادر هذا الأخ كما كان يعمل أخوه في إعطائه خمس ماله كل سنة، لم يرزح تحت هذا الدين الإلهي الثقيل، ولعله أصيب بهذا المرض العضال من جرّاء تأخير حق الله سبحانه.

10 تيس أخفش

كان هناك شخص بليد إلي أبعد حدّ فأراد أن يدرس ويكتسب العلم، فذهب إلي المدرسة ليدرس الفقه، لكنه لكثرة بلادته لم يحفظ ما كان يلقي عليه من المسائل الفقهية البسيطة حتي يئس منه الأستاذ

والطلاب الآخرون فقرّروا طرده، وفي الامتحان الأخير علّمه الأستاذ مسألة: (قال الشيخ: جلد الكلب يطهر بالدباغة) وأمره أن يحفظها إلي الغد.

فجاء غداً وقد ادّعي حفظ المسألة، فقال له الأستاذ ما هي؟ قال: (قال الكلب جلد الشيخ يطهر بالدباغة) فطرد من الدرس فذهب حزيناً إلي الصحراء ليتنفّس من لوعته الشديدة وحزنه العميق، فمرّ علي بئر يستقي منها الرعاة، وإذا به يري أن حبل الامتحاء قد أثر في صخرة علي حافة البئر تأثيراً واضحاً، فأنشأ يقول:

أما تري الحبل بتأثيره

في الصخرة الصماء قد أثرا

وقال في نفسه: إن ذهني ليس أصعب من هذه الصخرة، فصار ذلك سبباً في رجوعه إلي المدينة وتوجهه إلي طلب العلم مرة ثانية ومزاولته المجدة في الدرس والحفظ، وهكذا فعل حتي صار من العلماء البارزين.

ويحكي عن الأخفش أنه لبلادته لم يقبل أحد الطلاب أن يتباحث معه، حتي أنه اشتري معزاً وكان يباحثه، وإذا قال مطلباً يراه صحيحاً، والتيس ساكت، كان يجرّ لحيته حتي ينكس رأسه دليلاً علي صحة مطلبه، ولذا اشتهر عند الطلاب (عنز أخفش) وأخيراً أصبح عالماً كبيراً.. اسمه مذكور في كثير من الكتب الأدبية.

وهكذا فإن التكرار زماناً، وجمع الذرات والقطرات عدداً، من أسباب الوصول إلي النتائج المطلوبة، فاللازم علي الإنسان أن يهتم بالقطرات فيجمعها ولو طال الزمان، كما قال الشاعر:

لابد من صنعا وإن طال السفر

فطوله يأتي بأفضل الأثر

11 أبو الجعل

كان أحد العلماء يكنّي ب(أبي الجعل) وهو قسم من الخنفساء وله اشتياق عجيب بالنور وعندما يطير يعطي صوتاً.

يقول العالم: كنت بليداً جداً، وذات ليلة كنت أطالع الكتاب عند فانوس كان موضوعاً علي محل مرتفع، ولكني لم أفهم المسألة علي رغم التعمق فيها حتي يئست، وفي هذه الأثناء جاء (جعل) يريد صعود ذلك المرتفع ليصل إلي

الضياء، وكلما أراد الصعود انزلق فأخذ يكرر الصعود وأخذت اُحصي صعوده وانزلاقه وطال الأمر إلي قرب السحر، فكان عدد صعداته سبعمائة مرة! وينزلق في كل مرة، فتعبت ولم يتعب، فقمت لأتهيأ لصلاة الليل فذهبت أتوضأ ولما رجعت رأيت (الجعل) واصلاً إلي قرب الضياء جالساً عنده، فقوّي ذلك عزمي علي الدراسة، وقلت في نفسي: وهل أنا أقل عزيمة من هذا الجعل؟ فأخذت أجدّ في طلب العلم حتي وصلت إلي ما أردت من درجات العلم..

ولذا لقب ب (أبي الجعل).

نعم إن جمع قطرات العلم وذرات الأوقات يأتي بالنتائج المطلوبة:

لا تقولنّ مضت أيامه

إن من سار علي الدرب وصل

اُطلب العلم بجدّ واجتهاد

فمن ارتاد علي العلم حصل

ولا يختص ما ذكرناه بتحصيل العلم بل هو جار في كل هدف يجدّ الإنسان في مقدماته.

فإنا نري حتي الزارع أو الفلاح يعطي الماء لبستانه طيلة تسعة أشهر، كل يوم مرة مثلاً حتي يحصل علي الثمر، مع قطع النظر عن سائر الأسباب الكونية من الهواء وغيرها.

وهذه القاعدة كما تجري في التكوينيات نجدها في التشريع أيضاً، كما يشاهد في ما ورد من ترتب بعض الآثار علي عمل أربعين يوماً أو سنة أو ما أشبه، فلا يقال إن كان العمل مؤثراً لم يحتج إلي أكثر من مرة وإلا لم يكن منتجاً، أما خصوصية أربعين يوماً أو عمل كذا عدداً فكنه الربط بينهما مخفي لنا، ولا يعلمه إلاّ علاّم الغيوب، فإن الارتباطات المعنوية كالارتباطات المادية لها تقديرات خاصة.

12 هيئة إطلاق السجناء

الهيئات من أفضل التشكيلات التي تتمكن من تقديم الحياة إلي الأمام في أبعاد كثيرة من أبعادها وهي من مصاديق الذرات والقطرات وكلما كثرت الهيئات المتنوعة تكون الحياة أكثر تقدماً.

إن حجراً كبيراً قد لا يتمكن زيد أو عمرو أو بكر من حمله،

أما إذا صاروا جماعة تمكنوا منه، ولذا ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله: (يد الله مع الجماعة).

وقد قرأت أن أحد البلاد الغربية مشتملة علي (250) ألف من الهيئات، بمختلف الأسماء من هيئة أو جماعة أو لجنة أو منظمة أو جمعية أو ما أشبه.

وقرأت أن بلداً آخر يحتوي علي مليون وألف منظمة وهيئة..

وقرأت أن أهالي البلاد الفلاني لا يعرفون ما معني (المشكلة)!

فلا حاجات لهم لا تقبل الحل وذلك لكثرة الهيئات التي تعني بمختلف مشاكل الحياة.

لذا من الضروري الاهتمام بهذا الجانب الحيوي لأجل إنقاذ المسلمين وتقديمهم إلي الأمام.

كانت في إيران قبل أكثر من ثلاثين سنة هيئات كثيرة، وكانوا إذا جاؤوا إلي كربلاء المقدسة يلتقون بي عادة، وكنت أجد نشاطهم وأعمالهم وخدماتهم.

ومن جملتهم: كانت (هيئة إنقاذ السجناء) وكانوا جماعة من التجار يجمعون المال علي طول السنة، ثم في أيام الأعياد كالفطر والأضحي والغدير وميلاد النبي صلي الله عليه و اله والمبعث وما أشبه يذهبون إلي سجن (أوين) أو غيره.. ويرون مدير السجن ويسألونه عن عدد السجناء الذين سجنوا لأجل المال ولعدم قدرتهم علي أداء ديونهم، أو ما أشبه كفرض الحكومة عليهم شيئاً لا يقدرون علي أدائه ولذا سجنوا، فكانوا بعد أن يعرفوا كم عددهم؟ ومن هم؟ وكم مطلوبية كل واحد منهم؟، يقدمون المبلغ من صندوقهم ذلك ويخرجون السجين من السجن، وكانوا يصطحبون مائة أو أكثر من السجناء ليذهبوا بهم إلي أهاليهم.

نعم جمع الأفراد فرداً فرداً، وجمع الأموال فلساً فلساً كان سبباً لإنجاز هذه الخدمة الإنسانية وإطلاق سراح هؤلاء المسجونين ورجوعهم إلي أهاليهم بكل فرح وسرور،

وكان يحصل لهؤلاء العاملين السمعة الطيبة والأجر الجزيل والذكر الدائم، قال تعالي: ?واجعل لي لسان صدق في الآخرين?.

???

وهذا آخر ما أردنا

إيراده في هذا الكتاب، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لمراضيه ويجنّبنا معاصيه، والله المستعان.

قم المقدسة

رمضان المبارك 1419ه

محمد الشيرازي

من مصادر التهميش

? القرآن الكريم

? نهج البلاغة

? إنشاء الجمعيات / للإمام الشيرازي

? الأمالي للشيخ الصدوق

? الجعفريات

? الخصال

? الصياغة الجديدة / للإمام الشيرازي

? الفصول المختارة

? الكافي

? الكني والألقاب

? المحاسن

? المهدي في القرآن

? بحار الأنوار

? تذكرة الأخبار / للإمام الشيرازي

? دعوات الراوندي

? روضة الواعظين

? سفينة البحار

? لماذا تأخر المسلمون / للإمام الشيرازي

? مسكن الفؤاد

? مكارم الأخلاق

? من مأساة بلاد المسلمين / للإمام الشيرازي

? موسوعة الفقه: الآداب والسنن / للإمام الشيرازي

? كمال الدين وتمام النعمة

بعض ما صدر للإمام الشيرازي (دام ظله)

من مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله للتحقيق والنشر

1. أجوبة المسائل الفرنسية

2. أجوبة المسائل المالكية

3. أفكار الشيعة

4. أم البنين

5. أول حكومة اسلامية في المدينة المنورة

6. احذروا اليهود

7. اذا قام الإسلام في العراق

8. اسبوع المولد الشريف

9. اعرف الشيعة

10. الإرث في الإسلام

11. الأزمات وحلولها

12. الاقتداء بالعلماء

13. الاقتصاد الإسلامي في سطور

14. البقيع الغرقد

15. البلاغة

16. التواضع والغرور

17. الحجاب الدرع الواقي

18. الحسين عليه السلام مصباح الهدي

19. الزهد

20. السيدة زينب عالمة غير معلمة

21. الشباب

22. الشيعة والشريعة

23. العدل أساس الملك

24. العقائد الإسلامية

25. العلماء اسوة وقدوة

26. الفقه طريق النجاة

27. الفقه: البيع ج4

28. الفقه: البيع ج5

29. الفقه: التجارة

30. الفقه: التجارة

31. الفقه: الخيارات ج1

32. الفقه: الخيارات ج1

33. الفقه: العقائد

34. الفقه: القانون

35. الفقه: القواعد الفقهية

36. الفقه: المسائل المتجددة

37. الفقه: المكاسب المحرمة ج1

38. الفقه: المكاسب المحرمة ج2

39. الفقه: طريق النجاة

40. القطرات والذرات

41. المتخلفون مليارا مسلم

42. المعارف الإسلامية

43. المنصورية في النحو والصرف

44. الي إخواني في الهند والباكستان وافغانستان

45. الي الوكلاء في البلاد

46. الي نهضة ثقافية اسلامية

47. باقة عطرة في أحوال خاتم النبيين صلي الله عليه و اله

48. تجارب في المنبر

49. تحطم الحكومات الاسلامية

بمحاربة العلماء

50. تحويل المعنويات الإسلامية

51. تذكرة الأخبار

52. ثلاثة مليارات من الكتب

53. ثمن العظمة

54. حياتنا قبل نصف قرن

55. رؤي عن نهضة الإمام الحسين عليه السلام

56. رسالة المساجد والحسينيات

57. رساله توضيح المسائل / بالفارسية

58. رساله مناسك حج / بالفارسية

59. رساله منتخب توضيح المسائل / بالفارسية

60. شروط الإنتصار

61. فاعتبروا يا أولي الأبصار

62. فضائل آل الرسول صلي الله عليه و اله

63. قصة الشيعة

64. قضية الشيعة

65. كيف يمكن نجاة الغرب

66. كيف ينظر الإسلام الي السجين

67. لماذا يحاربون القرآن

68. لنبدأ من جديد

69. ليحج خمسون مليونا كل عام

70. مائة سؤال حول الثالوث

71. متي جمع القرآن

72. مسائل جديد / بالفارسية

73. مسائل حديثة

74. مشهد الإمام الرضا عليه السلام والحضارة الإسلامية

75. مقالة الشيعة

76. مقتطفات من تاريخ المدينة المنورة

77. من أخلاق العلماء

78. من القانون الإسلامي في المال والعمل

79. من تقوي العلماء

80. من فقه الزهراء ج1

81. من فقه الزهراء ج2

82. من قصص التاريخ

83. من قصص العلماء

84. من قصص المستبدين

85. من مأساة بلاد المسلمين

86. من مسائل الحج

87. من نهج العلماء

88. من هم الشيعة

89. مناسك الحج

90. منتخب المسائل الإسلامية

91. موجز أحكام الصيام

92. موجز تاريخ الإسلام

93. موجز عن الدولة العثمانية

94. نظرة الشيعة

95. نقد نظريات فرويد

96. نهج الشيعة

97. هذا هو النظام الإسلامي

98. هكذا الشيعة

99. هل تعرف الصلاة

100. هوية الشيعة

101. واقع الشيعة

102. والدتي

103. ولأول مرة في تاريخ العالم ج1

104. ولأول مرة في تاريخ العالم ج2

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

- سورة آل عمران: 191.

- سورة البقرة: 164.

- سورة الزلزلة: 7و8.

- سورة يوسف: 87.

- راجع الجعفريات: ص16، وفيه: (قال رسول الله صلي الله عليه و اله: الوضوء بمد والغسل بصاع، وسيأتي أقوام بعدي يستقلون ذلك فأولئك علي خلاف سنتي، والآخذ بسنتي معي في حظيرة القدس).

- وهذا لا ينافي ما ورد من استحباب الإسباغ في الوضوء

كما ذكره الفقهاء.

- فاللازم غلق الأنبوب بعد أخذ الماء منه لأيّ من غسل الوجه أو اليدين.

- راجع (المهدي في القرآن)، ص14 وفيه: (عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادقt قال: إن قدّام القائم علامات بلوي من الله للمؤمنين، قلت: وما هي؟ قال: هذه الآية: ?ولنبلونكم بشيء من الخوف? من تلفهم بالأسقام، ?والجوع? بغلاء أسعارهم ?ونقص من الأموال? بالقحط ?والأنفس? بموت ذائع، ?والثمرات? بعدم المطر ?وبشر الصابرين? عند ذلك).

وكذا في (كمال الدين وتمام النعمة): ج2 ص588 ب57 ح3، في تفسير هذه الآية المذكورة: -إلي أن قال: - ونقص من الثمرات، قال: قلة ريع ما يزرع.

- وقد بيّن القرآن الكريم قاعدة ?لكم? في موارد وسور متعددة؛ البقرة: 29 ?هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً?. إبراهيم: 32 ?الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار?. النحل: 12 ?وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون?.

- راجع المحاسن: ص443، وفيه: (قال صلي الله عليه و اله: ومن لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها).

- راجع روضة الواعظين: ص311، وفيه: (قال الحسن بن علي?: في المائدة اثنتي عشرة خصلة يجب علي كل مسلم أن يعرفها: أربع منها فرض، وأربع منها سنّة، وأربع منها تأديب … وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس علي الجانب الأيسر، والأكل بثلاثة أصابع، ولعق الأصابع) الخبر.

وراجع سفينة البحار: ج2 ص506 مادة (لحس)، وفيه: (كان رسول الله صلي الله عليه و اله يلحس الصحفة ويقول: آخر الصحفة أعظم الطعام بركة).

- تذكرة الأخبار: ص131 باب الطعام وألوانه.

- تذكرة الأخبار: ص131 باب الطعام وألوانه.

- راجع

مكارم الأخلاق: ص103 الفصل الثاني، وفيه: (عن أبي عبد الله t قال: أدني الإسراف: هراقة فضل الإناء، وابتذال ثوب العون، وإلقاء النوي).

- الخصال: ص340 وفيه: (عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه و اله كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان الشعر والظفر والدم والحيض والمشيمة والسن والعلقة).

- راجع الأمالي للشيخ الصدوق: ص422 المجلس: 66 ح1، وفيه: (قال صلي الله عليه و اله: لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً فإنها مقعد الشيطان).

- راجع كتاب (الآداب والسنن): من موسوعة الفقه: ج94 97.

- وإليك هذه الأرقام التي تحكي عن عدم حسن استغلال الموارد الاقتصادية وسوء التصرف البشري لأنعم الله سبحانه التي سخرها لهم، علماً بأن هذه الإحصائيات قديمة وتعود لأكثر من عشر سنين، فكيف باليوم ونحن علي أعتاب القرن الواحد والعشرين الميلادي وقد تضاعفت الأرقام؟!:

* 175 مليار دولار ديون إفريقيا.

* 1.245 مليار دولار ديون العالم الثالث لعام 1988. (مجلة البنوك العدد 252 5/1988)

* 1.190 مليار دولار ديون الدول الفقيرة للدول الغربية وأمريكا. (الاتحاد الآسيوي العدد646 7/7/1988م).

* 1.072 تريليون دولار ديون الدول الفقيرة للمؤسسات اليابانية العامة والخاصة. (الاتحاد العدد5204 6/7/1988).

* 40 ألف طفل يموتون بالجوع في العالم يومياً.

* 360 طفلاً يموتون كل ساعة بسبب سوء التغذية.

* 500 مليون شخص يعانون من سوء التغذية وخطر المجاعة في العالم موزعون علي الشكل التالي: 300 مليون شخص في آسيا.

* 100 مليون شخص في أميركا الجنوبية.

* 100 مليون شخص في إفريقيا.

(تقرير منظمة الأغذية والزراعة الدولية، والمعهد الدولي للأبحاث السياسة الغذائية في واشنطن، ومجلس الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الفقرات: 1 و5 و6 و7).

- راجع بحار الأنوار: ج42 ص276 ب127 ح58.

- المصدر السابق.

- نهج البلاغة: الكتاب45 المقطع4.

- سورة الزلزلة: 7و8.

- وقد

قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: (من استوي يوماه فهو مغبون) بحار الأنوار: ج74 ص166 ب7 ح2.

- مدينة في جنوب إيران علي ساحل الخليج.

- الكافي: ج2 ص288 ح3.

- أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد الخوارزمي المعتزلي الحنفي الملقب سراج الدين، صاحب (مفتاح العلوم) في علوم اللغة العربية الذي لخص القسم الثالث منه خطيب دمشق وشرحه التفتازاني بالمطول والمختصر، توفي سنة (626ه – 1229م)، وقد ذكر السيد مجد الدين محمد الحسيني المعاصر للشيخ البهائي (953 – 1031ه) في كتابه (زينة المجالس) عنه حكاية في باب (حسن ثبات النية) مشهورة. راجع (الكني والألقاب): ج2 ص316.

- وأصله باللغة الفارسية:

قطره قطره جمع كَردد

كردد وانكهي دريا شود

ذره ذره جمع كردد

وانكهي صحرا شود

- راجع كتاب (لماذا تأخر المسلمون؟) و(الصياغة الجديدة) و(من مأساة بلاد المسلمين) و.. للإمام المؤلف (دام ظله).

- كان والده آية الله العظمي السيد حسين الطباطبائي القمي (1282 – 1366ه) مرجعاً دينياً كبيراً ذا مواقف قيمة لا تنسي، كما وله أخوة فقهاء مجاهدون كالمرجع الديني المعاصر آية الله العظمي السيد حسن الطباطبائي القمي المقيم في مشهد المقدسة، وآية الله العظمي السيد محمد تقي الطباطبائي القمي المقيم في قم المقدسة بإيران.

- كان للإمام علي الهادي t أربعة أولاد ذكور وبنت واحدة: الحسن والحسين وجعفر ومحمد وعليّة، فالسيد محمد المكنّي بأبي جعفر معروف بجلالة القدر وعظم الشأن، وكفي في فضله قابليته وصلاحه للإمامة، وكونه أكبر ولد الإمام الهادي t، فزعم بعض المسلمين أنه الإمام بعد أبيه لكنه توفي قبل أبيه، فقال الإمام الهادي t بعد وفاة محمد لابنه الحسن العسكريt: (يا بني أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً). ومزار السيد محمد يقع في مدينة (بلد الدجيل) علي

طريق بغداد إلي القرب من مدينة سامراء ب(44) كيلومتراً تقريباً، وهو صاحب كرامات متواترة عند المسلمين وأعراب البادية في تلك البقاع، فهم يخشونه كثيراً ولا يحلفون له يميناً كاذبة، ويجلبون النذور إلي قبره بل يقسم الناس بحقه في سامراء لفصل الدعاوي والشكايات.

- جمع (تومان): العملة الرسمية لإيران.

- راجع غرر الحكم: ج2 ص334 ح212 وفيه عن أمير المؤمنينt أنه قال: (لا تؤخر إنالة المحتاج إلي غد فإنك لا تدري ما يعرض لك وله في غد).

- راجع الفصول المختارة: ص237، وفيه: (إن النبي صلي الله عليه و اله قال: يد الله علي الجماعة).

- راجع كتاب (إنشاء الجمعيات) للإمام المؤلف(دام ظله).

- سورة الشعراء: 84.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.