قتلة الإمام الحسين ع والجزاء الدنيوي

اشارة

اسم الكتاب: قتلة الإمام الحسين(ع) والجزاء الدنيوي

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: دوم

بسم الله الرحمن الرحيم

ولا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون

صدق الله العلي العظيم

سورة إبراهيم: 42

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

وبعد، فالكون بكامله من الذرة إلي المجرة محكوم بقانون النظم الإلهي، وفي أدق نظر الله سبحانه، سمعاً وبصراً، علماً وعملاً، قال تعالي: ?ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير?()، وقد ظهرت قدرته تعالي في مختلف مخلوقاته، ففي بعض التقارير أن الكمبيوتر قد يستوعب مليار معلومة في الدقيقة الواحدة، فكيف يكون خالق هذه القدرة لهذه الآلة ولغيرها، فإنه لا يعلم ذاته ولاخصوصياته إطلاقاً، تبارك وتعالي عما يصفه الواصفون.

وقد بث في بعض الوسائل البصرية والسمعية أن شابا يجيب علي نتيجة ضرب الأعداد بعضها في بعض ولو كانت عشرة أرقام في عشرة، وذلك فوراً ومن دون تأمّل يلحظ!، فمن خلق هذا المخ؟

إلي غير ذلك من مليار شيء ومليار، فإنها تكون محكومة بنظم دقيق، قال تعالي: ?إنا كل شيء خلقناه بقدر?().

وأين العلم منها، ولم يظهر إلي يومنا هذا الا القليل القليل من العلوم، حيث ورد في الحديث الشريف انه لم يظهر من العلم قبل ظهور الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إلا حرفين فقط، وستظهر البقية من (29) حرفاً عند ظهوره (صلوات الله عليه)، ولانعلم أية نسبة لعلم اليوم من العلم الممكن للبشر قبل ظهوره؟ وقطرات البحر التي ظهرت لموسي عليه السلام تدل علي نسبة بعيدة جداً مما لا يعلمها إلا الله تعالي.

ومن أدق قوانين الله

عزوجل، قانون الجزاء والعقاب، سواء في الدنيا أو في القبر أو في المحشر أو في الآخرة، وكذلك قانون الثواب، وقد يزعم الطغاة كما زعم قتلة الإمام الحسين عليه السلام أنهم لايؤاخذون بما عملوه من كبير الإجرام في الدنيا أو الآخرة، ولكن الله كما قال: ?إن ربك لبالمرصاد? () حيث لم تمر عليهم إلا ايام قليلة وثار المختار عليه السلام وانتقم منهم او عوقبوا بشكل آخر، هذا في الدنيا، والله يعلم عن سوء حالهم بعد قتلهم في عالم البرزخ والقيامة، فالعذاب مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر..

كما أن أصحاب الحسين عليه السلام في المقابل، رأوا مثل ذلك من الثواب والأجر العظيم، وقد جمعنا في هذا الكتاب بعض العقاب الدنيوي لقتلة الإمام الحسين عليه السلام حسب ما سجله التاريخ، ليكون عبرة وعظة لأولي الألباب، فإنه الله سبحانه وتعالي للظالم لبالمرصاد، ولا يمكن الفرار من حكومته، والمشكلة الكبيرة أن الإنسان لا يعاد إلي الدنيا ليتدارك ما فاته وإن ?قال رب ارجعونِ ? لعلي أعمل صالحاً فيما تركت? حيث يجاب: ?كلا … ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون?().

أما الصالحون المطيعون لله ولرسوله ولأولي الأمر من أهل البيت ? ?فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعلمون?() وذلك أعظم التشويق للمطيع، وأكبر التحذير للعاصي.

نسأل الله أن يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه حتي نكون من أفضل عبيده نصيباً عنده وأقربهم منزلة منه وأخصهم زلفة لديه، وهو الموفق المستعان.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

أبحر بن كعب

لما قتل سيد الشهداء عليه السلام، عمد أبحر بن كعب إلي الإمام عليه السلام، فكانت يداه بعد ذلك تتيبسان في الصيف كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً.

وفي رواية أخري:

كانت يداه تقطران في الشتاء دماً.

وبعد ما خرج إبراهيم بن الأشتر مع جيشه علي قتلة سيد الشهداء عليه السلام للانتقام وأخذ الثأر، أسر منهم جماعة، وكان فيهم: أبحر بن كعب، فلما قدموا إليه أبحر بن كعب، قال إبراهيم عليه السلام: يا ويلك ما فعلت يوم الطف؟

قال: أخذت قناع زينب عليها السلام من رأسها وقرطيها من أذنيها، فجذبت حتي خرمت أذنيها!.

فقال له إبراهيم وهو يبكي : يا ويلك ما قالت لك؟

قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله تعالي بنار الدنيا قبل نار الآخرة.

فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خجلت من الله تعالي؟! ولاراقبت من جدها رسول الله صلي الله عليه و اله؟! ولا أدركتك الرأفة عليها؟

ثم قال له: اطلع يديك فأطلع يديه، وإذا هما مقطوعتان، ثم قطع إبراهيم رجليه، ثم أحرق بالنار في ثورة المختار.

أبو الأشرس

كان أبو الأشرس من أعيان جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة) فلما خرج إبراهيم بن الأشتر عليه السلام مع جيشه للانتقام والأخذ بالثأر من قتلة سيد الشهداء عليه السلام وقع بين الجيشين قتال بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل فقتل فيها أبو الأشرس وبعث برأسه إلي المختار.

أخنس بن زيد

قال السدّي: أضافني رجل في ليلة كنت أحب الجليس، فرحبت به وقربته وأكرمته، وجلسنا نتسامر، فانتهي في سمره إلي طفّ كربلاء، وكان قريب العهد من قتل الحسين عليه السلام، فتأوهت الصعداء، وتزفرت كملاً.

فقال: ما بالك؟

قلت: ذكرت مصاباً يهون عنده كل مصاب، مصاب الحسين عليه السلام لأن جده صلي الله عليه و اله قال: «إن من طولب بدم ولدي الحسين عليه السلام يوم القيامة لخفيف الميزان».

قال: قال هكذا جده؟

قلت: نعم.

وقال صلي الله عليه و اله: «ولدي الحسين يقتل ظلماً وعدواناً، ألا ومن قتله يدخل في تابوت من نار، ويعذّب بعذاب نصف أهل النار، وقد غلت يداه ورجلاه وله رائحة يتعوذ أهل النار منها، هو ومن شايع وبايع أو رضي بذلك، ?كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب?()، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب جهنم».

قال: لا تصدق هذا الكلام يا أخي؟

قلت: كيف هذا؟ وقد قال صلي الله عليه و اله: «لا كذبت ولا كذّبت».

قال: تري قالوا: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قاتل ولدي الحسين لايطول عمره». وها أنا وحقّك قد تجاوزت التسعين، مع أنك ما تعرفني.

قلت: لا والله.

قال: أنا الأخنس بن زيد وقد حضرت قتله.

قلت: وما صنعت يوم الطفّ؟!

قال: أنا الذي أمرت علي الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطء جسد الحسين عليه السلام بسنابك الخيل، وهشمت أضلاعه وجررت نطعاً

من تحت علي بن الحسين عليه السلام وهو عليل، حتي كببته علي وجهه، وخرمت أذني صفية بنت الحسين عليه السلام لقرطين كانا في أذنيها.

قال السدّي: فبكي قلبي هجوعاً وعيناي دموعاً، وخرجت أعالج علي إهلاكه، وإذا بالسراج قد ضعفت..

فقام يزهرها، فاشتعلت به، ففركها في التراب فلم تنطف، فصاح بي: أدركني يا أخي..

فكببت الشربة عليها وأنا غير محب لذلك، فلما شمت النار رائحة الماء، ازدادت قوة..

فصاح بي: ما هذه النار وما يطفؤها؟!

قلت: ألق بنفسك في النهر.

فرمي بنفسه، فكلما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه، كالخشبة البالية في الريح البارح.

هذا وأنا أنظره، فوالله الذي لا إله إلا هو، لم تطفأ حتي صار فحماً، وسار علي وجه الماء.

أخنس بن مرثد

كان أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي من جيش عمر بن سعد (لعنه الله) فلما هجم القوم علي سيد الشهداء عليه السلام وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، سلب أخنس عمامته عليه السلام، فاعتم بها، فصار معتوهاً مجذوماً.

إسحاق بن حوية

لما قتل سيد الشهداء عليه السلام مال الناس إلي سلبه ينهبونه، وأخذ قميصه عليه السلام إسحاق بن حوية، فصار أبرص، ثم أخذه المختار وقتله ثم اُحرق بالنار.

أسماء بن خارجة

عزم المختار عليه السلام علي هدم دار أسماء بن خارجة الفزاري وإحراقها، لأنه عمل في قتل مسلم بن عقيل عليه السلام، فجعل المختار يقول: أما ورب السماء والماء، ورب الضياء والظلماء، لتنزلنّ نار من السماء حمراء دهماء سحماء ولتحرقن دار أسماء.

فبلغ ذلك أسماء، فقال: قد سجع أبو إسحاق بداري، فليس لي مقام هنا بعد هذا.

فخرج أسماء إلي البادية هارباً، وأرسل المختار إلي داره فهدمها.

أسود الأوسي

لما هجم القوم علي سيد الشهداء عليه السلام وسلبوا ما كان عليه عليه السلام يوم عاشوراء، أخذ نعليه عليه السلام أسود الأوسي، فقتله المختار ثم أحرق بالنار.

أسود بن حنظلة

لما هجم القوم علي الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، أخذ سيفه رجل من بني نهشل من بني دارم، يقال: الأسود بن حنظلة، فقتله المختار ثم اُحرق بالنار.

أم هجام

لما وصل أساري آل الرسول صلي الله عليه و اله إلي الكوفة، كانت امرأة تسمي ب (أمّ هجام) علي سطح دارها تشاهد الأساري، فلما وقع نظرها علي رأس سيد الشهداء عليه السلام المقدس وهو علي الرمح تجاسرت عليه.

فلما سمعت بذلك زينب عليه السلام دعت علي أم هجام..

فسقطت من سطح دارها إلي الأرض وهلكت.

ابن أبي جويرة المزني

كان ابن أبي جويرة المزني من عسكر عمر بن سعد (لعنه الله)، فجاء علي فرس له نحو الإمام الحسين عليه السلام، فلما نظر إلي النار تتقد حول مخيم الحسين عليه السلام صفق بيده، ونادي: يا حسين ويا أصحاب الحسين أبشروا بالنار، فقد تعجلتموها في الدنيا.

فقال الحسين عليه السلام: من الرجل؟!

فقيل: ابن أبي جويرة المزني.

فقال الحسين عليه السلام: اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا.

فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار، فاحترق.

ابن حوشب

كان ابن حوشب من أعيان جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة)، فلما خرج إبراهيم بن الأشتر عليه السلام مع جيشه علي قتلة سيد الشهداء عليه السلام للانتقام والأخذ بالثأر، وقع بين الجيشين معركة بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل، فما انجلت الحرب إلا وقد قتل ابن حوشب.

ابن ضبعان

كان ابن ضبعان في جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة) فلما خرج إبراهيم بن الأشتر عليه السلام مع جيشه علي قتلة سيد الشهداء عليه السلام للانتقام والأخذ بالثأر، وقع بين الجيشين قتال بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل، وحمل فيها أحوص بن شداد الهمداني علي ابن ضبعان وضربه ضربة شديدة فسقط قتيلاً.

ابن مالك

كان ابن مالك من جملة قتلة الإمام الحسين عليه السلام فبعث المختار إليه وإلي ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلي يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين عليه السلام ثم أمر بهم أن يخرجوا إلي السوق وتضرب أعناقهم.

أياس بن مضارب

لما خرج إبراهيم الأشتر بجيشه للانتقام ممن قتل الإمام الحسين عليه السلام، قال لإياس بن مضارب: يا عدو الله ألست من قتلة الحسين بن علي عليه السلام؟!

ثم التفت إبراهيم إلي رجل من أصحاب اياس يكني: أبا قطن الهمداني، فتناول رمحه من يده وطعن أياس طعنة في صدره نكسته عن فرسه.

ثم قال لأصحابه: انزلوا فخذوا رأسه.

فنزل بعض أصحابه فاجتز رأسه..

وفر أصحاب أياس هرباً علي وجوههم..

ثم أتي إبراهيم إلي المختار فقال: قم أيها الأمير، فقد كنا عزمنا علي أن نخرج ليلة الخميس، وقد حدث أمر لابد معه من الخروج الآن الساعة.

فقال المختار: وما الأمر رحمك الله؟!

فحدثه الحديث.

فقال المختار: بشرك الله بخير، فهذا أول الظفر.

بجدل بن سليم الكلبي

لما هجم القوم علي سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، أخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي.

ولما لم يتمكن من إخراج الخاتم قطع إصبعه الشريف مع الخاتم..

فأخذه المختار، فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتي هلك.

بحير بن عمرو الجرمي

لما هجم القوم علي سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، أخذ سراويله عليه السلام بحير بن عمرو الجرمي، فصار زمناً مقعداً من رجليه، فقتله المختار ثم اُحرق بالنار.

بسر بن أبي سمط

بعث المختار عبد الله بن كامل إلي عثمان بن خالد والي أبي أسماء بسر بن أبي سمط، وكانا ممن شهدا قتل الحسين عليه السلام واشتركا في سلبه.

فأحاط عبد الله ابن كامل عند العصر بمسجد بني دهمان، ثم قال: عليّ مثل خطايا بني دهمان منذ خلقوا إلي يوم يبعثون إن لم أوت بعثمان بن خالد وبسر، وإن لم أضرب أعناقهما.

فقالوا له: أمهلنا حتي نطلبهما.

فخرجوا مع الخيل في طلبه، فوجدوهما جالسين في الجبانة يريدان أن يخرجا إلي الجزيرة.

فأتي بهما عبد الله بن كامل، فضرب أعناقهما، ثم أحرقا بالنار.

وكانا ممن شهدا قتل الحسين عليه السلام واشتركا في دم عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه.

بشير بن مالك

جاء بشير بن مالك برأس الحسين عليه السلام إلي الكوفة، فلما وضع الرأس الشريف بين يدي عبيد الله بن زياد (لعنه الله) قال:

املأ ركابي فضة وذهبا مالكاً

أنا قتلت الملك المحجبا

ومن يصلي القبلتين في الصبي

وخيرهم أن يذكرون النسبا

قتلت خير الناس أماً وأبا

فغضب عبيد الله من قوله، ثم قال له: إذا علمت أنه كذلك، فلم قتلته؟! والله لا نلت مني خيراً ولألحقنك به..

ثم قدمه وضرب عنقه.

وفي رواية أن سنان بن أنس الأيادي جاء بالرأس، إلي آخر القصة.

تميم بن حصين

برز من عسكر عمر بن سعد في يوم عاشوراء رجل يقال له: تميم بن حصين الفزاري..

فنادي: يا حسين، ويا أصحاب الحسين! أما ترون إلي ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيّات؟! والله لا ذقتم منه قطرة حتي تذوقوا الموت عطشاً.

فقال الحسين عليه السلام: من الرجل؟

فقيل: تميم بن حصين.

فقال الحسين عليه السلام: هذا وأبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشاً في هذا اليوم.

فخنقه العطش حتي سقط عن فرسه فوطأته الخيل بسنابكها، فمات عطشاناً.

جابر بن يزيد الازدي

لما هجم القوم علي سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، أخذ عمامته جابر بن يزيد الازدي فاعتم بها..

فصار مجذوماً معتوهاً.

ثم أخذه المختار فقتله، ثم اُحرق بالنار.

أقول: ذكر حديث العمامة في أشخاص آخرين ولعله كانت للإمام عليه السلام عمامتين أو أكثر، أو أخذها أحدهم من الآخر واعتم بها.

جبيرة الكلبي

حفر أصحاب الحسين عليه السلام بأمر الإمام (صلوات الله عليه) حول الخيمة خندقاً وملؤوها ناراً حتي يكون الحرب من جهة واحدة.

فتقدم رجل من أهل الكوفة فقال: تعجلت يا حسين بنار الدنيا قبل نار الآخرة؟

فقال الحسين عليه السلام: تعيّرني بالنار؟! وأبي عليه السلام قاسمها وربي غفور رحيم.

ثم قال عليه السلام لأصحابه: أتعرفون هذا الرجل؟

فقالوا: هو جبيرة الكلبي.

فقال الحسين عليه السلام: اللهم أحرقه بالنار في الدنيا قبل نار الآخرة.

قال الراوي: فما استتم كلامه عليه السلام حتي تحرك ب (جبيرة) جواده. فطرحه مكباً علي رأسه في وسط النار، فاحترق.

فكبّر الأصحاب ونادي مناد في السماء: هنئت بالإجابة سريعاً يا بن رسول الله صلي الله عليه و اله.

قال عبد الله بن مسرور: لما رأيت ذلك، رجعت عن حرب الحسين عليه السلام.

جرير بن مسعود

لما هجم القوم يوم عاشوراء علي سيد الشهداء عليه السلام وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، أخذ القوس والحلل، جرير بن مسعود الحضرمي والرحيل بن خيثمة الجعفي وهانئ بن شبيب الحضرمي، فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.

جعوبة بن حوية

ولما سلب القوم الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاده، أخذ ثوبه عليه السلام جعوبة بن حوية الحضرمي ولبسه فتغير وجهه وسقط شعره وبرص بدنه.

وقتله المختار ثم اُحرق بالنار.

حارث قاتل أولاد مسلم

ولما قتل حارث ولدي مسلم بن عقيل عليه السلام دعا عبيد الله بن زياد بغلام له اسود يقال له: نادر..

فقال له: يا نادر دونك هذا الشيخ شد كتفيه، فانطلق به إلي الموضع الذي قتل الغلامين فيه، فاضرب عنقه وسلبه لك.

فانطلق الغلام به إلي الموضع الذي ضرب أعناقهما فيه.. فضرب عنقه ورمي بجيفته إلي الماء، فلم يقبله الماء ورمي به إلي الشط.

وأمر عبيد الله بن زياد أن يحرق بالنار.

ففعل به ذلك وصار إلي عذاب الله.

ثم إن ذلك الرجل أتي برأس ذلك اللعين فنصبه علي قناة في الكوفة وجعل الصبيان يرجمونه بالحجارة.

حرملة بن كاهل الأسدي

عن القاسم بن الأصبع المجاشعي قال: لما أتي بالرؤوس الشريفة إلي الكوفة، إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علق في لبب فرسه رأس شاب جميل كأنه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح، فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض.

فقلت له: رأس من هذا؟!

فقال: رأس العباس بن علي عليه السلام.

قلت: ومن أنت؟

قال: حرملة بن كاهل الأسدي.

قال: فلبثت أياماً وإذا بحرملة ووجهه أشد سواداً من القار.

فقلت له: لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجهاً منك؟! وما أري اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟!

فبكي وقال: والله منذ حملت الرأس وإلي اليوم ما تمر عليّ ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلي نار تأجج فيدفعاني فيها، وأنا أنكص، فصرت كما تري.

وفي رواية عن المنهال بن عمرو قال: حججت فلقيت علي بن الحسين عليه السلام.

فقال عليه السلام: ما فعل حرملة بن كاهل؟

قلت: تركته حياً بالكوفة.

فرفع عليه السلام يديه ثم قال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حر النار.

فتوجهت إلي الكوفة إلي المختار، فإذا بقوم يركضون ويقولون: البشارة أيها الأمير قد اُخذ حرملة.

وقد كان تواري عنه، فأمر

بقطع يديه ورجليه ثم اُحرق بالنار.

قال: فعند ذلك نزل المختار علي دابته فصلي ركعتين شكراً وحمد الله طويلاً.

ثم قال: وركب وسرنا راجعين فلما قربنا من داري قلت له: أيها الأمير أحب أن تشرفني وتتلمح بطعامي.

فقال: يا منهال أنت تعرف أن مولاي علي بن الحسين عليه السلام دعا بثلاث دعوات، استجابها الله علي يدي، ثم تأمرني أن آكل وأشرب، فهذا يوم أصوم فيه، شكراً لله علي توفيقه وحسن صنائعه، ثم مضي وتركني.

أقول: ربما يظهر من دعاء الإمام عليه السلام أن حرملة كان قد اشترك في إحراق الخيام أيضاً مما سبب نشوب النار إلي بعض النساء أو الأطفال.

ثم إن سائر ما نسب إلي المختار من الإحراق ونحوه فلا يعلم وجهه()، ولا شك أن المختار عليه السلام من الأخيار، وقد ترحّم عليه عدد من أئمة الهدي عليه السلام، كما يجده الإنسان في قواميس الرجال.

حصين

دارت بين جيش إبراهيم بن مالك الأشتر (عليه الرحمة) وجيش أهل الشام معركة وذلك للإنتقام من قتلة الإمام الحسين عليه السلام وكان عبيد الله بن زياد يترأس جيش اهل الشام، وكان فيهم جماعة من قتلة سيد الشهداء عليه السلام ممن كان المختار في طلبهم، فلما انتصر ابراهيم، أمر المختار بإحضار قتلة الإمام عليه السلام، وكان منهم: الحصين..

فقال المختار: الحمد لله الذي أمكنني منك..

ثم قتله..

ثم اُحرق بالنار.

حصين بن تميم

ورد انه لما اشتد عطش الإمام الحسين عليه السلام حاول عليه السلام أن يصل إلي الفرات ليشرب من مائه، فمنعوه عنه، حيث تمكن عليه السلام من دخول المشرعة فاغترف غرفة قربه من فمه المبارك، فرماه رجل يقال له: حصين بن تميم بسهم في حنكه فأثبته، فانتزعه الإمام الحسين عليه السلام من حنكه، ففار الدم.. فتلقاه عليه السلام بيديه، ثم رفعهما إلي السماء وهما مملوءتان دماً، ثم رمي عليه السلام به إلي السماء وقال عليه السلام: اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر علي الأرض منهم أحداً.

قال الراوي: فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيراً حتي صب الله عليه الظمأ، فجعل يسقي تارة الماء مبرداً وتارة يبرد له اللبن والماء جميعاً ويسقي، فلا يروي بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ.

قال: فوالله ما لبث إلا يسيراً حتي انقد بطنه انقداد بطن البعير ومات.

حصين بن نمير

مما جري في معركة نهر الخازر بين جيش إبراهيم بن الأشتر (عليه الرحمة) الذي خرج للانتقام من قتلة الإمام الحسين عليه السلام وجيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة):

انه حمل شريك علي الحصين بن نمير السكوني وهو يحسبه ابن زياد، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، ونادي شريك: اقتلوني وابن الزانية.

فقتل ابن نمير.

ثم أمر إبراهيم بن الأشتر عليه السلام برأس الحصين بن نمير السكوني.. ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها، وبعث بها إلي المختار..

فنصبها عند دار الإمارة، فأخذت الأطفال يلعبون بها ويرمونها بالحجارة.

حفص بن عمر بن سعد

أرسل المختار إلي دار عمر بن سعد فاستل (أبو عمرة) سيفه فضربه ضربة علي رأسه فسقط علي قفاه، فقال (أبو عمرة) لأعوانه: خذوا رأس عدو الله.

فأخذوا رأسه فجاءوا به حتي وضعوه بين يدي المختار، وابنه حفص واقف بين يدي المختار يريد الشفاعة لعمر.

فقال المختار: أتعرف هذا الرأس يا حفص؟!

قال: نعم هذا رأس أبي، ولا خير لي في العيش بعده.

قال له المختار: تفتخر بأن أباك قتل الحسين عليه السلام وحضرت معه كربلاء، فوالله لا تعيش بعده.

فضرب عنقه ثم وضع الرأس بين يديه، وقال: هذا بالحسين عليه السلام وهذا بعلي بن الحسين عليه السلام ولا سواء ورب الكعبة.

ثم صلب جسديهما منكسين.. ثم اُحرقا بالنار.

ولما أحرقوا الجسدين وبعث بالرأسين، أمر بإحراق داري عمر بن سعد وابنه حفص، فاُحرقا جميعاً.

وفي رواية: جاء حفص بن عمر بن سعد إلي المختار وسلّم عليه، وقال له: أيها الأمير أبي يقرؤك السلام ويقول لك: أتفي لنا بالأمان أم لا؟

فقال له: وأين أبوك؟!

فقال: ها هو في داره.

فقال له: أليس أبوك قد هرب البارحة وكان يريد الشام.

فقال: معاذ الله إن أبي في داره لم يتغيّب أبداً.

فقال: كذبت وكذب

أبوك، اجلس هنا حتي يأتي أبوك.

ثم إن المختار استدعي رجلاً من أنصاره وقال له: انطلق إلي عمر بن سعد وأتني برأسه.

فمضي مسرعاً فما لبث هنيئة إذ جاء وبيده رأس عمر بن سعد، فألقاه في حجر ابنه.

فقال حفص: إنا لله وإنا إليه راجعون.

فقال له المختار: يا حفص أتعرف صاحب هذا الرأس؟!

قال: نعم هذا رأس أبي، ولا خير والله في الحياة بعده.

فقال المختار: وإني لا أبقيك بعده، ثم أمر بقتله في الحال، وذلك لأن حفص حضر كربلاء وكان يظهر الفرح بقتل أبيه، الحسين عليه السلام، ووضع الرأسان بين يدي المختار …

حكيم بن طفيل الطائي

بعث المختار إلي الحكيم بن الطفيل الطائي وهو الذي أصاب سلب العباس بن علي عليه السلام ورمي الحسين عليه السلام بسهم فتعلق بسرباله، فكان يقول: إن السهم تعلق بسرباله وما ضرّه.

فقال له المختار: لنرمينّك بنبال تتعلق بثوبك، فانظر هل يضرك ما تعلق؟!

فرموه بنبال حتي سقط ميتاً، فصار كأنه قنفذ لما فيه من كثرة النبل، كما فعلوا بجسم العباس عليه السلام مثل ذلك.

حكيم بن طفيل السبيعي

قال موسي بن عامر: أول من بدأ بهم المختار الذين وطئوا الحسين عليه السلام بخيولهم، فأخذهم وأتي بهم وأنامهم علي ظهورهم وجعل سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم، وأجري الخيل عليهم حتي قطعتهم قطعاً، ثم اُحرقوا بالنار.

حمل بن مالك

وأتي المختار بحمل بن مالك المحاربي ومعه اثنان من الذين حاربوا الحسين عليه السلام، فقال لهم المختار: يا أعداء الله أين الحسين بن علي عليه السلام؟!

قالوا: اُكرهنا علي الخروج إليه.

قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟!

ثم أمر فقتلوا.

خولي بن يزيد

إن عبيد الله بن زياد (لعنه الله) بعد ما عرض عليه رأس الحسين عليه السلام دعا بخولي بن يزيد الأصبحي وقال له: خذ هذا الرأس حتي أسألك عنه.

فقال: سمعاً وطاعة..

فأخذ الرأس وانطلق به إلي منزله، وكان له امرأتان، إحداهما ثعلبية والأخري مضرية، فدخل علي المضرية فقالت: ما هذا؟

فقال: هذا رأس الحسين بن علي عليه السلام وفيه ملك الدنيا.

فقالت له: أبشر فإن خصمك غداً جده محمد المصطفي..

ثم قالت: والله لا كنت لي ببعل ولا أنا لك بأهل، ثم أخذت عموداً من حديد وأوجعت به دماغه.

فانصرف من عندها، وأتي به إلي الثعلبية، فقالت: ما هذا الرأس الذي معك؟!

قال: رأس خارجي خرج علي عبيد الله بن زياد، ثم تركه علي التراب وجعل عليه إجانة.

قالت: ومن هو؟

قال: الحسين بن علي عليه السلام.

فصاحت وخرّت مغشية عليها.

فلما أفاقت قالت: يا ويلك يا شر المجوس، لقد آذيت محمداً في عترته أما خفت من إله الأرض والسماء؟! حيث تطلب الجائزة علي رأس ابن سيدة نساء العالمين؟!

ثم خرجت من عنده باكية، وجاءت إلي الإجانة رفعت الرأس وقبلته ووضعه في حجرها وجعلت تقبله وتقول: لعن الله قاتلك، وخصمه جدك المصطفي.

ثم قالت لزوجها: ويلك طلقني فوالله لا جمعني وإياك بيت.

فقال: ادفعي لي الرأس وافعلي ما شئت.

فقالت: لا والله لا أدفعه إليك..

فقتلها وأخذ الرأس، فعجل الله بروحها إلي الجنة في جوار سيدة النساء عليها السلام.

وعند ما خرج المختار بعث معاذ بن هانئ وأبا عمرة إلي دار خولي بن يزيد

الأصبحي الذي حمل رأس الحسين عليه السلام إلي ابن زياد، فأتوا داره، فاستخفي في المخرج فدخلوا عليه فوجدوه قد أكب علي نفسه قوصرة.

فأخذوه وخرجوا به يريدون المختار.

فتلقاهم في ركب فردوه إلي داره وقتله عندها ثم اُحرق.

وفي رواية: قالت زينب عليها السلام بنت أمير المؤمنين عليه السلام: كنت في ذلك الوقت الذي قتل فيه أخي الحسين عليه السلام واقفة في الخيمة، إذ دخل رجل أزرق العينين هو الخولي فأخذ ما كان في الخيمة، ونظر إلي علي بن الحسين عليه السلام وهو علي نطع من الأديم وكان عليه السلام مريضاً فجذب النطع من تحته ورماه إلي الأرض، فما مضت الأيام حتي ظهر المختار يطلب بثأر الحسين عليه السلام في الكوفة فوقع ذلك الرجل بيده وهو خولي، فلما وقف بين يديه قال له: ما صنعت يوم كربلاء؟

قال: أتيت إلي علي بن الحسين عليه السلام فأخذت نطعاً من تحته، وأخذت قناع زينب عليها السلام بنت علي عليه السلام وقرطيها.

فبكي المختار وقال: فما قالت لك؟

قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله بنار الدنيا قبل نار الآخرة.

قال المختار: فوالله لأجيبن دعوة الطاهرة المظلومة عليها السلام.. ثم قدمه وقطع يديه ورجليه، ثم اُحرق بالنار.

راشد بن اياس

من جملة ما جري في وقعة نهر الخازر أنه جاء ابراهيم بن الأشتر عليه السلام، فلقي راشد بن أياس ومعه أربعة آلاف فارس.

فقال إبراهيم لأصحابه: لا يهولنكم كثرتهم، فلرب فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.

فاشتد قتالهم.

وبصر خزيمة بن نصر العبسي براشد وحمل عليه، فطعنه فقتله.

ثم نادي خزيمة: قتلت راشداً ورب الكعبة..

فانهزم القوم وانكسروا واجفلوا اجفال النعام.

ربيعة بن مخارق

ومما جري أيضاً في معركة نهر الخازر، انه أمر إبراهيم بن الأشتر عليه السلام برأس ربيعة ابن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلي المختار.

الرحيل بن خيثمة

لما هجم القوم يوم عاشوراء علي سيد الشهداء (صلوات الله تعالي عليه) وسلبوا ما كان عنده عليه السلام، أخذ القوس والحلل الرحيل بن خيثمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي …

فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.

رشيد

ومما جري في معركة نهر الخازر: بصُر عبد الرحمن بن الحصين برشيد قاتل هانئ بن عروة وهو مع عبيد الله بن زياد.

فقال الناس: هذا قاتل هانئ بن عروة.

فقال ابن عبد الرحمن بن الحصين: قتلني الله إن لم أقتله أو أقتل دونه.. فحمل عليه بالرمح فطعنه فقتله.

رقاد

كان رقاد من جملة قتلة الإمام الحسين عليه السلام فبعث المختار إليه وإلي ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلي يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين عليه السلام ثم أمر بهم أن يخرجوا إلي السوق وتضرب أعناقهم.

زحر بن قيس

وسبق زحر بن قيس برأس الإمام الحسين عليه السلام إلي دمشق حتي دخل علي يزيد.. فلم يصله بشيء.

زياد

كان زياد من جملة قتلة الإمام الحسين عليه السلام فبعث المختار إليه وإلي ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلي يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين عليه السلام ثم أمر بهم أن يخرجوا إلي السوق وتضرب أعناقهم.

زيد بن رقاد

زيد بن رقاد هو الذي رمي عبد الله بن مسلم بن عقيل، وكان يقول: لقد رميت فتي منهم بسهم وانه لواضع كفه علي جبهته يتقي النبل فأثبت كفه في جبهته، فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته! وإنه قال: اللهم انهم استقلونا واستذلونا، اللهم فاقتلهم كما قتلونا واذلهم كما استذلونا.

ثم إنه رمي الغلام بسهم آخر، فقتله.

فكان يقول: جئته ميتاً، فلم أزل انضنض السهم من جبهته حتي نزعته وبقي النصل مثبتاً في جبهته ما قدرت علي نزعه.

فبعث المختار خلفه عبد الله بن كامل الشاكري، فلما أتي داره أحاط بها واقتحم الرجال عليه، فخرج مصلتاً سيفه.

فقال ابن كامل: ارموه بالنبل وارجموه بالحجارة.

ففعلوا به ذلك حتي سقط وبه رمق ثم قتله عبد الله.

سنان بن أنس الأيادي

وأقبل سنان بن أنس الأيادي حتي أدخل رأس الحسين بن علي? علي عبيد الله بن زياد وهو يقول:

املأ ركابي فضة وذهبا مالكاً

أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أماً وأباً

وخيرهم إذ ينسبون نسباً

فقال له عبيد الله بن زياد: ويحك فإن علمت أنه خير الناس أباً وأماً لم قتلته إذن؟!

فأمر به، فضربت عنقه وعجل الله بروحه إلي النار.

سنان بن أنس النخعي

لما خرج المختار عليه السلام علي قتلة سيد الشهداء عليه السلام أسر جماعة كان سنان بن أنس النخعي من جملتهم، فقال له: يا ويلك صدقني، ما فعلت يوم الطف؟!

قال: ما فعلت شيئاً غير إني أخذت تكة الحسين من سرواله..

فبكي المختار وقتله، ثم اُحرق بالنار.

سنان بن أنس

في يوم عاشوراء نزل سنان بن أنس (عليه اللعنة) إلي الإمام الحسين عليه السلام فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول: والله إني لأحتز رأسك واعلم انك ابن رسول الله صلي الله عليه و اله وخير الناس أباً وأماً، ثم احتز رأسه الشريف.

وقد هرب سنان إلي البصرة، فهدم المختار داره، وأرسل إليه من أخذه وجاء به، فأخذه المختار فقتله.

وروي أنه قبل ذاك قد اعتقل لسانه وذهب عقله، فكان يحدث ويأكل عذرته.

شبث بن ربعي

لما خرج إبراهيم بن مالك الأشتر عليه السلام للانتقام من قتلة الإمام الحسين عليه السلام وسلطه الله علي شبث، قال لشبث: أصدقني ما فعلت يوم الطف؟

قال: ضربت وجهه الشريف بالسيف.

فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خفت من الله ولا من جده رسول الله صلي الله عليه و اله؟!

ثم قطع إبراهيم رأسه، وأحرقوا جثته بالنار.

شرحبيل

أمر المختار بإحضار من كان في واقعة نهر الخازر من الأساري الذين أصابهم ابراهيم الأشتر عليه السلام وكان فيهم جماعة ممن كان المختار في طلبهم، منهم: شرحبيل فإنه كان قد ضرب الحسين عليه السلام علي عارضه يوم كربلاء من خلفه.

فقال المختار له: الحمد لله الذي أمكنني منك.

فأمر به فقتل، ثم أحرق بالنار.

شمر بن ذي الجوشن الضبابي

دخل شمر علي يزيد يطلب منه الجائزة وهو يقول:

املأ ركابي فضة أو ذهبا مالكاً

قتلت خير الخلق أماً وأباً

فنظر إليه يزيد شزراً وقال: املأ ركابك حطباً وناراً، ويلك إذا علمت أنه خير الخلق أماً وأباً فلم قتلته وجئتني برأسه؟!، اخرج من بين يدي لا جائزة لك عندي.

فخرج شمر علي وجهه هارباً قائلاً: خسرت الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

وقد وجد شمر بن ذي الجوشن في ثقل الحسين عليه السلام ذهباً، فدفع بعضه إلي ابنته ودفعته إلي صايغ يصوغ لها منه حلياً، فلما أدخله النار صار هباءً فأخبرت شمراً بذلك.

فدعا بالصائغ، فدفع إليه باقي الذهب وقال: أدخله النار بحضرتي.

ففعل الصائغ، فعاد الذهب هباءً.

ولما قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلي الكتانية قرية من قري خوزستان..

ففجأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكن منه أبو عمرة فقتله.

وألقيت جثته للكلاب فأكلوها.

ثم أمر برأس الشمر فنصب في رحبة الحدائين إزاء المسجد الجامع، فمثل به الصبيان برمي الحجارة والقذارة عليه.

طارق

استدعي ابن زياد (عليه اللعنة) بحجام يقال له: طارق فأمر أن يقور الرأس الشريف ويخرج دماغه وما حول الدماغ من اللحم.

فهم الحجام بقطع اللحم الذي حول الرأس فيبست يداه وورمت عليه وانتفخت ووقعت فيها الآكلة

فقطعت يداه ومات فيها..

وكان له ولد يعيّرون به بعد ذلك.

عامر بن أبي ربيعة

وكان عامر بن أبي ربيعة من جملة رؤساء جيش أهل الشام وقادتهم من قتلة الإمام الحسين عليه السلام..

قال إبراهيم بن الأشتر: ظفرت به فجعلت السيف علي حلقه فذبحته، وأنا أقول: يا لثارات الحسين عليه السلام.

فأخذت رأسه وأخذت سيفه ورمحه وجئت بها إلي المختار..

وتفرق جيش عامر وأخذهم جيش المختار وغنموا أموالهم واستأسروهم وقتلوهم، وما أطلق منهم أحد..

وجمعوا رؤوس القتلي، وإذا هي من كثرتها لا تحصي ولا تعد، فحملوا بعضها علي الرماح وبعضها علي الجمال في العدول والجواليق والأموال والخيل، وحملوا الجميع إلي الكوفة وهم ينادون يا لثارات الحسين عليه السلام..

عبد الرحمن بن عثمان

مر أصحاب المختار بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فاقبلوا حتي دخلوا الدار.

فقتلوا جماعة ممن اشتركوا في قتل الإمام الحسين عليه السلام وكان منهم عبد الرحمن بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي.

عبد الرحمن بن صلخب

عن حميد بن مسلم قال: جاءنا سائب بن مالك في خيل المختار، فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري، وشغلوا بالاحتباس عليهما عني فنجوت وأخذوهما. ثم مضوا بهما حتي مروا علي منزل رجل يقال له: عبد الله بن وهب، فأخذوه فانتهوا بهم إلي المختار، فأمر بهم فقتلوهم في السوق.

عبد الله بن أسيد

ودل المختار علي نفر ممن قتل الحسين عليه السلام، منهم عبد الله بن أسيد ومالك بن السير البدي وحمل بن مالك المحاربي، فبعث إليهم أبا نمر مالك بن عمرو النهدي، وكان من رؤساء أصحاب المختار فأتاهم وهم بالقادسية فأخذهم، فأقبل بهم حتي أدخلهم علي المختار عشاءً.

فقال لهم المختار: يا أعداء الله وأعداء كتابه وأعداء رسوله وآل رسوله أين الحسين بن علي؟

أدّوا إلي الحسين!!..

قتلتم من أمرتم بالصلاة عليه في الصلاة؟!

فقالوا: رحمك الله بعثنا ونحن كارهون، فأمنن علينا واستبقنا.

قال المختار: فهلا مننتم علي الحسين ابن بنت نبيكم؟ واستبقيتموه وسقيتموه؟!

ثم قال المختار للبدي: أنت صاحب برنسه؟!

فقال له عبد الله بن كامل: نعم. هو هو.

فقال المختار: اقطعوا أيدي هذا ورجليه، ودعوه فليضطرب حتي يموت.

ففعل ذلك به وترك.. فلم ينزل ينزف الدم حتي مات.

وأمر بالآخرين فقدّما، فقتل عبد الله بن كامل: عبد الله الجهني، وقتل سعد بن أبي سعد: حمل بن مالك المحاربي.

عبد الله بن اياس

ودارت بين عبد الله بن اياس وبين إبراهيم بن مالك الأشتر معركة بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل، فكان عبد الله بن اياس السلمي من جملة من قُتل في تلك المعركة وبعث برأسه إلي الكوفة إلي المختار.

عبد الله بن الحصين

لما ورد كتاب ابن زياد (عليه اللعنة) إلي عمر بن سعد (لعنه الله) أن حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة.. بعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا علي الشريعة وحالوا بين الحسين عليه السلام وأصحابه وبين الماء حتي لا يستقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين عليه السلام بثلاثة أيام، ونادي عبد الله بن الحصين الأزدي بأعلي صوته: يا حسين ألا ترون إلي الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوقون منه قطرة حتي تموتوا عطشاً.

فقال الحسين عليه السلام: اللهم اقتله عطشاً ولا تغفر له أبداً.

قال حميد بن مسلم: فوالله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيته يشرب الماء حتي يبغر ثم يقيئه ويصيح: العطش العطش، ثم يعود فيشرب الماء حتي يبغر، ثم يقيئه ويتلظي عطشاً، فما زال ذلك دأبه حتي لفظ نفسه.

عبد الله بن حوزة

ان أصحاب الإمام الحسين عليه السلام قد حفروا بأمر من الإمام عليه السلام خندقاً حول الخيام وملؤوها ناراً، حتي يكون الحرب والقتال من جهة واحدة..

فجاء عبد الله بن حوزة ونادي الحسين عليه السلام فقال: يا حسين أبشر فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة؟!

قال عليه السلام: ويحك أنا؟

قال: نعم.

قال عليه السلام: ولي رب رحيم وشفاعة نبي مطاع كريم، اللهم إن كان عندك كاذباً فجرّه إلي النار.

قال الراوي: ما هو إلا أن ثني عنان فرسه فوثب فرمي به. وبقيت رجله في الركاب ونفر الفرس فجعل يضرب برأسه كل حجر وشجر حتي مات، فسجد الحسين عليه السلام.

وفي حديث: فشد عليه مسلم ابن عوسجة فضرب رجله اليمني فطارت وعدا به فرسه فضربت رأسه كل حجر وكل شجر حتي أدخله نار الخندق

فاحترق وعجل الله به إلي النار.

وفي رواية: لما هجم القوم علي الإمام الحسين عليه السلام خرج من أهل الكوفة رجل علي فرس له شقراء ذنوب، فأقبل علي الحسين عليه السلام يشتمه..

فقال عليه السلام له: من أنت؟

قال: ابن حويزة.

قال عليه السلام: اللهم حزّه إلي النار.

وكان بين يديه خندق نار، فذهب ليعبره فزالت إسته علي السرج فمر به فوقع جسمه في النار وما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه وإحدي خصييه في الركاب، وبذلك قتل بعضه بالنار وبعضه بالتقطيع..

ولما رآه جماعة من أهل الكوفة قال بعضهم لبعض: ارجعوا لا نشهد قتل هذا الرجل.

عبد الله بن رباح

سئل عبد الله الرباح القاضي الأعمي عن عمائه؟

فقال: كنت حضرت كربلاء وما قاتلت، فنمت فرأيت شخصاً هائلاً قال لي: أجب رسول الله صلي الله عليه و اله.

فقلت: لا أطيق.

فجرّني إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، فوجدته حزيناً وفي يده حربة وبسط قدامه نطع، وملك قبله قائم في يده سيف من النار يضرب أعناق القوم، وتقع النار فيهم فتحرقهم، ثم يحيون ويقتلهم أيضاً وهكذا.

فقلت: السلام عليك يا رسول الله، والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت سهماً.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: الست كثرت السواد؟

فسلمني وأخذ مني طست فيه دم، فكحلني من ذلك الدم، فاحترقت عيناي، فلما انتبهت كنت أعمي.

عبد الله بن صلخب

عن حميد بن مسلم قال: جاءنا سائب بن مالك في خيل المختار، فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري، وشغلوا بالاحتباس عليهما عني فنجوت وأخذوهما. ثم مضوا بهما حتي مروا علي منزل رجل يقال له: عبد الله بن وهب، فأخذوه فانتهوا بهم إلي المختار، فأمر بهم فقتلوهم في السوق.

عبد الله بن عروة

وطلب المختار رجلاً من خثعم يقال له: عبد الله بن عروة الخثعمي، كان يقول: رميت فيهم باثني عشر سهماً ضيعةً، ففاته ولحق بمصعب، فهدم داره.

عبد الله بن عقبة

وطلب المختار عبد الله بن عقبة الغنوي، فوجده قد هرب ولحق بالجزيرة، فهدم داره.

عبد المالك بن أبي زرعة

مر أصحاب المختار بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فاقبلوا حتي دخلوا الدار.

فقتلوا جماعة ممن اشتركوا في قتل الإمام الحسين عليه السلام، وافلتهم عبد المالك بن أبي زرعة بضربة في رأسه بدون أن يقتل.

عبد الله بن وهب

عن حميد بن مسلم قال: جاءنا سائب بن مالك في خيل المختار، فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري، وشغلوا بالاحتباس عليهما عني فنجوت وأخذوهما. ثم مضوا بهما حتي مروا علي منزل رجل يقال له: عبد الله بن وهب، فأخذوه فانتهوا بهم إلي المختار، فأمر بهم فقتلوهم في السوق.

عبيد الله بن زياد

عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين عليه السلام فاضطرم في وجهه نار.

فقال: هكذا بكمه علي وجهه.

فقال: هل رأيت؟

قلت: نعم.

فأمرني أن أكتم ذلك.

قال راوٍ آخر: رأيت ناراً قد خرجت من القصر، فولي عبيد الله بن زياد هارباً من مجلسه إلي بعض البيوت، وارتفعت النار وتكلم الرأس بصوت فصيح ولسان طلق حتي سمعه عبيد الله بن زياد وجميع من في القصر، وهو يقول: إلي أين تهرب إن عجزت عنك النار في الدنيا فما تعجز عنك في الآخرة هي مثواك يوم القيامة.

قال: فوقع كل من كان حاضراً علي ركبهم من تلك النار وكلام الرأس. فلطموا علي رؤوسهم لأجل ذلك.

فلما ارتفعت وسكت الرأس رجع عبيد الله بن زياد وجلس في مجلسه.

قال الراوي: في حرب ابراهيم ابن مالك الأشتر للانتقام من قتلة الإمام الحسين عليه السلام أقبل رجل في كبكبة كأنه بغل أقمر يفري الناس، لا يدنو منه أحد إلا صرعه.

فدنا مني، فضربت يده فأنبتها وسقط علي شاطئ النهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه فقتلته، وكان قد تعطر، وأظنه ابن زياد، فطلبوه فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله فإذا هو ابن زياد علي ما وصفه ابراهيم ابن الأشتر، فاحتز رأسه واستوقدوا عامة الليل بجسده.

قال أبو عمر البزاز: كنت مع إبراهيم بن

الأشتر لما لقي عبيد الله بن زياد بالجازر، فعددنا القتلي بالقصب لكثرتهم قيل: كانوا سبعين ألفاً، قال: وصلب ابن زياد قبل إحراقه منكساً، ثم أمر إبراهيم برأس عبيد الله بن زياد ورأس الحصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع ورأس ربيعة بن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلي المختار.

فلبس المختار نعله ووطأ به وجه ابن زياد، ثم رمي النعل إلي مولي له فقال: خذ هذا النعل واغسلها.

ولما صار رأس ابن زياد بين يدي المختار نظر إليه وبصق في وجهه.

قال عامر الكناني: وضعت الرؤوس عند السدة بالكوفة عليها ثوب أبيض فكشفنا عنها الثوب واذا حية تتغلغل في رأس عبيد الله ابن زياد.

ونصبت الرؤوس في الرحبة فكان الناس يرمونها بالحجارة ويبصقون عليها.

روي الترمذي: ان رأس ابن زياد لما قتل وضع موضع رأس الحسين عليه السلام وإذا حية عظيمة قد جاءت، فتفرق الناس عنها فتخللت الرؤوس حتي جاءت إلي رأس ابن زياد، فجعلت تدخل في فمه وتخرج من منخريه وتدخل من منخريه وتخرج من فمه فعلت ذلك مرتين أو ثلاث.

وبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد إلي علي بن الحسين عليه السلام فادخل عليه وهو عليه السلام يتغذي، فسجد عليه السلام شكراً لله تعالي وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي، وجزي الله المختار خيراً، فقد أدخلت علي عبيد الله بن زياد وهو يتغذي ورأس أبي عليه السلام بين يديه، فقلت: اللهم لا تمتني حتي تريني رأس ابن زياد.

قال الراوي: فسقطت منه حية من تحت لسانه فأخذت بأنفه فحركتها الريح أيضاً فخرجت حية أخذت بأنفه، هكذا مراراً عديدة، والناس ينظرون إليه ويلعنونه ويتعجبون من

ذلك.

ثم بعث الرأس إلي ابن الزبير فأمر ابن الزبير أن يلقوه في بعض شعاب مكة.

وفي رواية: أن المختار بعث برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد مع رسول من قبله إلي زين العابدين عليه السلام.. فلما رأي زين العابدين عليه السلام الرأسين.. خرّ ساجداً وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي وبلغني ثاري من قتلة أبي عليه السلام. ودعا عليه السلام للمختار وجزاه خيراً.

قال الإمام الصادق عليه السلام: ما اختضبت منا امرأة ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتي أتانا رأس عبيد الله بن زياد.

عثمان بن خالد

بعث المختار عبد الله بن كامل إلي عثمان بن خالد والي أبي أسماء بسر بن أبي سمط، وكانا ممن شهدا قتل الحسين عليه السلام واشتركا في سلبه.

فأحاط عبد الله ابن كامل عند العصر بمسجد بني دهمان، ثم قال: عليّ مثل خطايا بني دهمان منذ خلقوا إلي يوم يبعثون إن لم أوت بعثمان بن خالد وبسر، وإن لم أضرب اعناقهما.

فقالوا له: أمهلنا حتي نطلبهما.

فخرجوا مع الخيل في طلبه، فوجدوهما جالسين في الجبانة يريدان أن يخرجا إلي الجزيرة.

فأتي بهما عبد الله بن كامل، فضرب أعناقهما، ثم أحرقا بالنار.

وكانا ممن شهدا قتل الحسين عليه السلام واشتركا في دم عبد الرحمن ابن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه.

عمرو بن الحجاج

وخرج عمرو بن الحجاج الزبيدي هارباً إلي البادية لأنه كان ممن شهد قتل الحسين عليه السلام، وقدر رآه أصحاب المختار في الطريق انه قد مات من العطش، فجاءوا برأسه إلي المختار.

عمر بن حريث

ان المختار عليه السلام جمع أصحابه في منزل إبراهيم بن مالك الأشتر، فدبّروا في قتل عمرو بن حريق خليفة عبيد الله بن زياد وكان عمرو في أربعة آلاف وكان مع المختار مائتا فارس ومع إبراهيم ثلاثمائة فارس.

فقال المختار لإبراهيم: اركب أنت يا إبراهيم إن انتصف النهار وادخل علي ابن حريث وقل له: إن أهل البصرة قد هزموا عبيد الله بن زياد وإني خارج إلي نصرته، فماذا تأمر؟!

ثم إنك إن تمكنت منه فاقتله، ثم اضرب بطبله فكل من خرج من أعوانه وأصحابه، فضع السيف فيهم..

فلما انتصف النهار، ركب إبراهيم بن الاشتر في قومه حتي أتي قصر عمرو بن حريث، ثم دخل وعليه سلاحه فاستقبله الحاجب، فقال: ما شأنك في هذا الوقت؟ وفي هذا الزي؟

قال إبراهيم: إن أهل البصرة هزموا الأمير عبيد الله وأنا خارج لنصرته.

فأخبره الحاجب وكان نائماً في بيت الخيش.

فخرج عمرو بن حريث مغموماً متغيّر اللون، وعليه غلالة كتان منسوج بالذهب، وفي رجليه نعلان، فلما صار في صحن الدار اعتنقه إبراهيم وأخبره الخبر وجلسا يتحدثان، فنظر إبراهيم إلي رمح في وسط الدار مغشي بالديباج فسأله عنه؟

فقال عمرو بن حريث: هذا الرمح الذي حمل رأس الحسين من الطف إلي الشام، يفتخر به ابن زياد ومن يوالي آل سفيان.

فاستأذن إبراهيم، عمرو بن حريث أن يراه.

فقال عمرو بن حريث: يا غلام ائت به إلي إبراهيم.

فأخذه إبراهيم وهزه، ثم طعن به عمرو بن حريث، فأخرج السنان من وراء ظهره، واستلّ سيفه وقتله.

وقتل الحاجب والغلمان، وارتفعت الصيحة في الدار،

فلم يخرج إلي إبراهيم أحد إلا قتله.

ثم ضرب الطبل، فركب عسكر ابن حريث إلي القصر، فمن لقيه إبراهيم قتله، وأتي برؤوسهم إلي المختار، فسجد لله شكراً.

عمر بن سعد

جاء برير بن خضير الهمداني الزاهد العابد إلي الإمام الحسين عليه السلام وقال: يا بن رسول الله أتأذن لي أن أدخل إلي خيمة هذا الفاسق عمر بن سعد فأعظه، فلعله يرجع عن غيه.. وكان بينهما معرفة قبل ذلك.

فقال الحسين عليه السلام: افعل ما أحببت.

فأقبل برير حتي دخل علي عمر بن سعد، فجلس معه ولم يسلم عليه.

فغضب ابن سعد وقال له: يا أخا همدان ما الذي منعك من السلام عليّ؟! ألست مسلماً أعرف الله ورسوله؟!

فقال له برير: لو كنت مسلماً تعرف الله ورسوله ما خرجت إلي عترة نبيك محمد صلي الله عليه و اله تريد قتلهم وسبيهم، وبعد فهذا ماء الفرات يلوح بصفائه يتلألأ تشربه الكلاب والخنازير وهذا الحسين ابن فاطمة الزهراء عليها السلام ونساءه وعياله وأطفاله يموتون عطشاً؟! قد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوا منه؟! وتزعم انك تعرف الله ورسوله؟!

قال: فاطرق ابن سعد رأسه إلي الأرض ساعة، ثم قال: والله يا برير إني لأعلم علماً يقيناً أن كل من قاتلهم وغصب حقهم مخلد في النار لا محالة، ولكن يا برير أتشير عليّ أن أترك ولاية الريّ فتصير لغيري؟! والله ما أجد نفسي تجيبني إلي ذلك أبداً.

قال الراوي: فرجع برير إلي الحسين عليه السلام وقال له: إن عمر ابن سعد قد رضي بقتلك بولاية الري.

فقال الحسين عليه السلام: لا يأكل من برها إلا قليلاً، ويذبح علي فراشه.

وعن عبد الله قال: لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين بن علي عليه السلام ورتّبهم مراتبهم.. قال الحسين عليه السلام:

أين عمر بن سعد؟! ادعو لي عمر.

فدعي له..

فقال عليه السلام: يا عمر أنت تقتلني؟!

تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان؟!

والله لا تتهنأ بذلك أبداً عهداً معهوداً، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك علي قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضاً بينهم.

وبعد أن قتل الحسين عليه السلام جاء عمر بن سعد ودخل علي عبيد الله بن زياد.. يريد منه أن يمكّنه من ملك الريّ.

فقال له ابن زياد: آتني بكتابي الذي كتبته لك في معني قتل الحسين وملك الري؟!

فقال له عمر بن سعد: والله انه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو؟!

فقال له ابن زياد: لابد أن تجيئني به في هذا اليوم وان لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبداً.

فقال عمر بن سعد: فوالله يا بن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشر مما رجعت به أنا.

فقال له: كيف ذلك؟

فقال: لأني عصيت الله وأطعتك، وخذلت الحسين بن رسول الله ونصرت أعداء الله، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي فما عظم ذنبي ويا طول كربي في الدنيا والآخرة.

ثم نهض من المجلس مغضباً مغموماً، وهو يقول: وذلك هو الخسران المبين.

عمرو بن صبيح

وطلب المختار عليه السلام رجلاً يقال له: عمرو بن صبيح.. وكان يقول: لقد طعنت بعض أصحاب الحسين عليه السلام وجرحت فيهم، وما قتلت منهم أحداً.

فأتي ليلاً وهو علي سطحه لا يشعر، وذلك بعد ما هدأت العيون، وكان سيفه تحت رأسه، فأخذوه أخذاً وأخذوا سيفه.

فقال: قبحك الله سيفاً.

فجيء به إلي المختار، فحبسه في القصر فلما أن أصبح.. جيء به مقيداً..

فقال المختار: عليّ بالرماح، فأتي بها.

فقال: اطعنوه حتي يموت، فطعن بالرماح حتي مات.

قراد

كان قراد من جملة قتلة الإمام الحسين عليه السلام فبعث المختار إليه وإلي ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلي يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين عليه السلام ثم أمر بهم أن يخرجوا إلي السوق وتضرب أعناقهم.

قيس بن الأشعث

لما هجم القوم علي سيد الشهداء (صلوات الله تعالي عليه) وسلبوا ما كان عليه عليه السلام.. أخذ قطيفته قيس بن الأشعث الكندي..

فأخذه المختار وقتله، ثم اُحرق بالنار.

مالك بن الهيثم البدائي

وقبضوا علي مالك بن الهيثم البدائي من كندة، وجاؤوا به إلي المختار ومعه اثنان ممن كانا في جيش ابن زياد..

فقال لهم المختار: يا أعداء الله أين الحسين بن علي عليه السلام؟!

قالوا: اُكرهنا علي الخروج إليه.

قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟!

وقال للبدائي: أنت صاحب برنسه لعنك الله؟

قال: لا.

قال المختار: بلي.

ثم قال: اقطعوا يديه ورجليه ودعوه يضطرب حتي يموت، فقطعوه.

ثم أمر بالآخرين فضربت أعناقهما.

مالك بن نسر الكندي

لما ضعف الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء عن القتال، جاءه رجل من كندة يقال له: مالك بن نسر، فضربه بالسيف علي رأسه الشريف، وكان عليه عليه السلام برنس، فقطع البرنس وامتلأ دماً.

فقال له الحسين عليه السلام: لا أكلت بيمينك ولا شربت بها، وحشرك الله مع الظالمين.

ثم ألقي عليه السلام البرنس ولبس قلنسوة واعتم عليها، وقد أعيي عليه السلام وتلبد.

وجاء الكندي فأخذ البرنس وكان من خز، فلما قدم به بعد ذلك علي امرأته أم عبد الله لتغسله من الدم. قالت له امرأته: أتسلب ابن بنت رسول الله برنسه وتدخل بيتي؟ أخرج عني حشا الله قبرك ناراً.

ثم إنه يبست يداه وكانتا في الشتاء تنضحان دماً وفي الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان..

وفي رواية: فأقبل الكندي بالبرنس إلي منزله، فقال لزوجته: هذا برنس الحسين عليه السلام فاغسليه من الدم.

فبكت وقالت: ويلك قتلت الحسين عليه السلام وسلبت برنسه؟! والله لا صحبتك أبداً..

فوثب إليها ليلطمها، فانحرفت عن اللطمة فأصابت يده الباب التي في الدار، فدخل المسمار في يده، ثم صارت علي الوصف الذي ذكرناه.

مالك بن نسر

لما أقبل القوم يوم عاشوراء علي سلب الإمام عليه السلام أخذ مالك بن نسر الكندي درعه فصار معتوهاً.

ثم إن المختار أمر بإحضار مالك فاحضر فقتله في السوق.

محمد بن الأشعث

اقبل رجل من عسكر عمر بن سعد يقال له: محمد بن الأشعث فقال: يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليس لغيرك؟!

فتلا الحسين عليه السلام هذه الآية: ?إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين ? ذرية بعضها من بعض?().

ثم قال عليه السلام: والله ان محمداً لمن آل إبراهيم وان العترة الهادية لمن آل محمد صلي الله عليه و اله.

ثم قال عليه السلام: من الرجل؟!

فقيل: محمد بن الأشعث فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلي السماء، فقال عليه السلام: اللهم أر محمد بن الأشعث ذلاً في هذا اليوم لا تعزّه بعد هذا اليوم أبداً. فعرض له عارض، فخرج من العسكر يتبرز، فسلط الله عليه عقرباً فلدغته فمات بادي العورة.

وفي رواية اخري: التفت رجل من أصحاب المختار يقال له عبد الله بن عمرو النهدي، فقال: ويحكم أروني الموضع الذي فيه محمد بن الأشعث، فإنّه والله ممن قاتل الحسين عليه السلام وشرك في دمه وقال له: أي قرابة بينك وبين رسول الله؟

فقالوا له: هو في الكتيبة الحمراء علي فرس له أدهم.

فقال: بلي والله قد رأيته فذروني وإياه، ثم رفع عبد الله رأسه إلي السماء وقال: اللهم إني علي ما كنت عليه بصفين، اللهم وإني ابرأ ممن قتل آل بيت نبيك محمد صلي الله عليه و اله أو قاتلهم أو شرك في دمائهم.

وحمل عبد الله حتي خالط أصحاب مصعب، فجعل يضرب ويقتل فيهم، وهو مع ذلك يلاحظ الموضع الذي فيه محمد بن الأشعث حتي إذا أمكنته

الفرصة حمل عليه فضربه ضربة علي رأسه فجدله قتيلاً.

مرة بن منقذ

بعث المختار عليه السلام إلي قاتل علي الأكبر ابن الحسين عليه السلام وهو: مرة بن منقذ العبدي، وكان شيخاً.

فأحاطوا بداره فخرج وبيده رمح وهو علي فرس جواد، فطعن عبيد الله بن ناجية الشبامي فصرعه، ولم تضرّه الطعنة، وضربه ابن كامل بالسيف فأتقاها بيده اليسري، أشرع فيها السيف وتمطرت به الفرس، فأفلت وشلّت يده بعد ذلك.

ثم تعاورته أصحاب ابن كامل فقتلوه.

هانئ بن شبيب الحضرمي

لما هجم القوم يوم عاشوراء علي سيد الشهداء عليه السلام وسلبوا ما كان عليه عليه السلام، أخذ القوس والحلل، هانئ بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي والرحيل بن خيثمة الجعفي، فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.

هبياط بن عثمان

مر أصحاب المختار بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فاقبلوا حتي دخلوا الدار.

فقتلوا جماعة ممن اشتركوا في قتل الإمام الحسين عليه السلام وكان منهم الهبياط بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي.

الهجيمي الهذيلي

عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا قروة، قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا علياً عليه السلام ولا أهل هذا البيت. إن رجلاً من بني الهجيم قدم من الكوفة، فقال: ألم تروا إلي هذا (وأشار إلي الرأس الشريف) إن الله قتله يعني: الحسين بن علي عليه السلام .

قال الراوي: فرماه الله بكوكبين في عينه، وطمس الله بصره.

أقول: الظاهر أن المراد شظايا صاعقة أو نحوها.

يزيد بن معاوية

قال عبد الرحمن: فوالله لقد عوجل الملعون يزيد ولم يتمتع بعد قتله الإمام الحسين عليه السلام بما طلب، وقد أخذ علي أسف، وما بقي أحد ممن تابعه علي قتل الحسين عليه السلام أو كان في محاربته إلا أصابه جنون أو جذام أو برص.

قال أبو مخنف: وأما ما كان من أمر يزيد بن معاوية، فإنه ركب في بعض الأيام في خاصته في عشرة آلاف فارس يريد الصيد والقنص، فسار حتي بعد من دمشق مسير يومين، فلاحت له ظبية، فانطلق بجواده في طلبها، وجعل يطردها من واد إلي واد حتي انتهت به إلي واد مهول مخوف، فأسرع في طلبها، فلما توسط الوادي لم ير لها خبراً ولم يعرف لها أثراً.. وكضّه العطش فلم يجد هنا شيئاً من الماء..

وإذا هو برجل ومعه صحن ماء، فقال: يا هذا أسقني قليلاً من الماء.

فلما سقاه، قال: لو عرفت من أنا لازددت في كرامتي.

فقال له: ومن تكون؟

قال: أنا خليفة المسلمين يزيد بن معاوية.

فقال الرجل: أنت والله قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، يا عدو الله..

ثم نهض ليلزمه، فنفر الفرس من تحته فرمي به علي مستتر فعلقت رجله بالركاب، فجعل الفرس كلما رآه خلفه نفر، فلم يزل كذلك إلي أن مزقه وعجل الله بروحه إلي النار،

وقد صار وجهه أسود كمثل القار ولم يعلم له قبر.

يزيد وابن زياد

عن عبد الله بن بدر الخطمي عن النبي صلي الله عليه و اله قال: (من أحب أن يبارك في أجله وأن يمتع بما خوله الله تعالي، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، ومن لم يخلفني فيهم بتك عمره وورد عليّ يوم القيامة مسوداً وجهه).

قال: فكان كما قال رسول الله صلي الله عليه و اله: فإن يزيد ابن معاوية لم يخلفه في أهله خلافة حسنة، فبتك عمره، وما بقي بعد الحسين عليه السلام إلا قليلاً.

وكذلك عبيد الله بن زياد.

كتاب ابن عباس إلي يزيد

كتب ابن عباس بعد قتل سيد الشهداء عليه السلام كتاباً إلي يزيد (عليه اللعنة) جاء فيه:..

والله ما أنا بآيس من بعد قتلك ولد رسول الله صلي الله عليه و اله أن يأخذك الله أخذاً أليماً، ويخرجك من الدنيا مذموماً مدحوراً، فعش لا أباً لك ما استطعت، فقد والله ازددت عند الله أضعافاً واقترفت مأثماً عظيماً..

هند زوجة يزيد توبخه

لما أتي برأس سيد الشهداء (صلوات الله تعالي عليه) إلي يزيد (عليه اللعنة)، رأت هند زوجة يزيد الرأس الشريف بين يدي يزيد، قالت: ما هذا؟

فقال يزيد: رأس الحسين بن فاطمة.

فبكت هند وقالت: عزيز علي فاطمة أن تري رأس ابنها بين يديك، يا يزيد ويحك فعلت فعلة استوجبت بها النار يوم القيامة، والله ما أنا لك بزوجة ولا أنت لي ببعل، ويلك يا يزيد بأي وجه تلقي الله وجده رسول الله … ؟

فخرجت عنه وتركته..

الذين وطؤوا صدر الحسين عليه السلام

ولما نادي عمر بن سعد (لعنه الله) في أصحابه يوم عاشوراء: من ينتدب للحسين عليه السلام فيوطئ الخيل ظهره وصدره؟

انتدب منهم عشرة.

وهؤلاء أخذهم المختار، فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتي هلكوا، ثم اُحرقوا بالنار.

قال أبو عمر والزاهد: سبرنا أحوال هؤلاء العشرة، فوجدناهم أولاد الزنا.

الجمّال

عن سعيد بن المسيّب قال: دخلت علي علي بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني؟

فقال عليه السلام: امض علي نيتك وحج.

فحججت، فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين، وجهه كقطع الليل المظلم، وهو متعلق بأستار الكعبة، ويقول: اللهم رب هذا البيت الحرام، اغفر لي، وما أحسبك تفعل ولو تشفّع فيّ سكّان سماواتك وأرضك وجميع ما خلقت لعظم جرمي.

قال سعيد بن المسيب: فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتي حف به الناس واجتمعنا عليه.

فقلنا: يا ويلك! لو كنت إبليس ما كان ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله، فمن أنت؟ وما ذنبك؟

فبكي وقال: يا قوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وما جنيت.

فقلنا له: تذكره لنا؟

فقال: أنا كنت جمالاً لأبي عبد الله الحسين عليه السلام لما خرج من المدينة إلي العراق، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي. فأري تكّة تغشي الأبصار بحسن إشراقها، وكنت أتمناها تكون لي، إلي أن صرنا بكربلاء، وقتل الحسين عليه السلام وهي معه، فاختفيت في مكان من الأرض فلما جنّ الليل، خرجت من مكاني، فرأيت في تلك المعركة نوراً لا ظلمة، ونهاراً لا ليلاً، والقتلي مطروحين علي وجه الأرض..

فدنوت منه، وضربت بيدي إلي التكة لآخذها.

فإذا هو عليه السلام قد عقدها عقداً كثيرة.

فلم أزل أحلها حتي حللت عقده منها..

فمد عليه السلام يده اليمني وقبض علي التكّة..

فقطعت يده.

ثم نحيتها عن

التكة ومددت يدي إلي التكة لأحلها..

فمد عليه السلام يده اليسري فقبض عليها.

فلم أقدر علي أخذها، فأخذت قطعة السيف، فلم أزل أحزها حتي فصلتها عن التكة..

فسمعت قائلاً يقول: سود الله وجهك يا جمال في الدنيا والآخرة، وقطع الله يديك ورجليك، وجعلك في حزب من سفك دماءنا وتجرّأ علي الله.

فما استتم دعاؤه عليه السلام حتي شلت يداي، وحسست بوجهي كأنه ألبس قطعاً من الليل مظلماً، وبقيت علي هذه الحالة..

وقد أخذه المختار لما ظهر، وقطع ما بقي من يديه ورجليه وقتله، ثم اُحرق بالنار.

نجار في جيش ابن زياد

كان نجار في جيش ابن زياد الذين اجتمعوا لقتل الإمام الحسين عليه السلام، يقول: انه ذات ليلة رأي رسول الله صلي الله عليه و اله في الرؤيا، والملائكة عنده صلي الله عليه و اله.. فجاؤوا به إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، فسأله صلي الله عليه و اله مغضباً عما فعل؟

فقال: ما صنعت شيئاً.

فقال صلي الله عليه و اله: أما كنت نجاراً؟

قال: صدقت يا سيدي لكني ما عملت شيئاً إلا عمود الخيمة لحصين بن نمير، لأنه انكسر من ريح عاصف.

فبكي رسول الله صلي الله عليه و اله وقال: كثرت السواد علي ولدي؟

ثم قال: خذوه إلي النار.

قال: فأيقنت بالهلاك، فأخذوني فقدموني، فلما سحبوني إلي النار انتبهت، وحكيت لكل من لقيته رؤياي.

قال الراوي: وقد يبس لسانه ومات نصفه، وتبرأ منه كل من كان يحبه إلي أن مات فقيراً.

حاجب عبيد الله بن زياد

عن ابن عباس: إن أم كلثوم عليها السلام قالت لحاجب ابن زياد: ويلك هذه الألف درهم خذها إليك واجعل رأس الحسين عليه السلام أمامنا، واجعلنا علي الجمال وراء الناس ليشغل الناس بنظرهم إلي الرؤوس عنّا.

فأخذ الألف وقدم الرأس، فلما كان الغد أخرج الدراهم وقد جعلها الله حجارة سوداء، مكتوب علي وجه منها: ?وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون?()، وعلي الوجه الآخر ?وقودها الناس والحجارة?()، فأخذوها ورموا بها في ماء كان هناك، وأوصي بعضهم بعضاً أن لا يطّلع الناس علي ذلك.

رجل من بني دارم

روي عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال: رأيت رجلاً من بني أبان ابن دارم، أسود الوجه، وكنت أعرفه جميلاً شديد البياض، فقلت له: ما غير صورتك؟

قال: قتلت رجلاً من أصحاب الحسين عليه السلام، وما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني في منامي آت، فينطلق بي إلي جهنم، فيقذف بي فيها، حتي أصبح.

وفي رواية: قال: إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين عليه السلام بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتي يأتي بي إلي جهنم.

قال: فسمعت بذلك جارة له، فقالت: ما يدعنا ننام الليل من كثرة صياحه.

رجل من طي

عن أبي السدي عن أبيه قال: كنا غلمة نبيع البر في رستاق كربلاء بعد مقتل الحسين عليه السلام فنزلنا برجل من طي، فتذاكرنا قتلة الحسين عليه السلام ونحن علي الطعام، وانه ما بقي من قتلته إلا من أماته الله ميتة سوء أو قتله قتلة سوء..

والشيخ قائم علي رؤوسنا، فقال: هذا كذبكم يا أهل العراق والله إنني لمن شهد قتل الحسين وما بها أكثر مالاً مني ولا أثري.

فرفعنا أيدينا من الطعام والسراج تتقد بالنفط، فذهبت الفتيلة تنطفئ، فجاء يحركها بإصبعه، فأخذت إصبعه، فأهوي بها إلي فيه، فأخذت النار لحيته، فبادر إلي الماء ليلقي نفسه فيه، فلقد رأيته يلتهب حتي صار فحمة.

رجل من بني كلب

وفي يوم عاشوراء لما صاح الحسين بن علي عليه السلام: اسقونا ماءاً، رمي رجل بسهم، فشق شدقه.

فقال عليه السلام: لا أرواك الله.

فعطش الرجل إلي أن رمي نفسه في الفرات، فشرب حتي مات غرقاً وعطشاً.

رجل من لخم

ان يزيد (عليه اللعنة) أمر بإحضار السبايا، فأحضروا بين يديه فلما حضروا عنده جعل ينظر إليهن. ويسأل: من هذه؟ ومن هذا؟..

فوثب رجل من لخم وقال: يا أمير هب لي هذه الجارية من الغنيمة فتكون خادمة عندي.

يعني: سكينة بنت الحسين عليه السلام.

قال الراوي: فانضمت عليها السلام إلي عمتها أم كلثوم عليها السلام وقالت: يا عمتاه أترين نسل رسول الله صلي الله عليه و اله يكونون مماليك للأدعياء؟!

فقالت أم كلثوم عليها السلام لذلك الرجل: أسكت يا لكع الرجال، قطع الله لسانك وأعمي عينيك وأيبس يديك وجعل النار مثواك، إن أولاد الأنبياء لا يكونون خدمة لأولاد الأدعياء.

قال الراوي: فوالله ما استتم كلامها عليها السلام حتي أجاب الله دعاءها في ذلك الرجل..

فقالت عليها السلام: الحمد لله الذي عجّل لك العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.

شيخ من بني أسد

عن أبي حصين عن شيخ من قومه من بني أسد، قال الشيخ: رأيت رسول الله صلي الله عليه و اله في المنام وبين يدي طست فيه دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم، حتي انتهيت إليه..

فقلت: بأبي والله وأمي، ما رميت بسهم ولا طعنت برمح ولا كثرت.

فقال صلي الله عليه و اله لي: كذبت، قد هويت قتل الحسين عليه السلام.

قال صلي الله عليه و اله: فأومأ إلي بإصبعه، فأصبحت أعمي.

القتلة الهاربون

جاء عبد الله بن دباس إلي المختار عليه السلام فأخبره أن في القادسية فرساناً من قتلة الحسين عليه السلام هربوا من الكوفة..

فبعث إليهم المختار مالك بن عمرو النهدي وكان من رؤساء أصحابه..

فأتاهم وقبض عليهم، وجاء بهم عشاءً إلي المختار.

وكانوا: عبد الله بن النزال الجهني، ومالك ابن بشير البدي، وحمل بن مالك المحاربي، وكانوا فرسان عبيد الله بن زياد، فقال لهم المختار: يا أعداء الله وأعداء رسول الله وأعداء آل بيته، أين الحسين بن علي عليه السلام؟! أدّوا لي الحسين عليه السلام، قتلتم من أمركم الله بالصلاة عليه في صلواتكم؟!

قالوا: رحمك الله بعثنا عبيد الله بن زياد ونحن كارهون قتاله فامنن علينا واستبقنا.

فقال لهم المختار: فهلا مننتم علي الحسين عليه السلام واسقيتموه؟!

ثم قال لمالك بن بشير البدي: أنت صاحب برنسه؟

فقال عبد الله ابن كامل: نعم، هو صاحب البرنس.

فقال المختار: اقطعوا يديه ورجليه ودعوه فليضطرب حتي يموت. ففعل به ذلك، فلم يزل يضطرب حتي مات.

من أهان الرأس الشريف

وفي رواية: إن شخصاً علق الرأس الشريف في لبب فرسه، فرئي بعد أيام ووجهه أشد سواداً من القار، فقيل له: إنك كنت أنضر العرب وجهاً؟!

فقال: ما مرت علي ليلة من حين حملت ذلك الرأس، إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلي نار تأجج، فيدفعاني فيها وأنا انكص، فتصفعني كما تري. ثم مات علي أقبح حاله.

المنكر لجزاء القتلة

وروي أن رجلاً أنكر جزاء قتلة الإمام الحسين عليه السلام في الدنيا، فوثبت النار من غير نار ظاهرة هناك علي جسده فحرقته.

دراهم الراهب النصراني

قال رجل: كنت أنا أحد من كان في عسكر عمر بن سعد (عليه اللعنة) حين قتل الحسين عليه السلام، وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلي يزيد من الكوفة، فلما حملناه علي طريق الشام نزلنا علي دير للنصاري، وكان الرأس معنا مركوزاً علي رمح ومعه الأحراس، فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل فإذا بكفّ في حائط الدير تكتب:

أترجو أمّة قتلت حسيناً مالكاً

شفاعة جده يوم الحساب

قال: فجزعنا من ذلك جزعاً شديداً، وأهوي بعضنا إلي الكفّ ليأخذها فغابت.

ثم عاد أصحابي إلي الطعام، فإذا بالكف قد عادت تكتب:

فلا والله ليس لهم شفيع مالكاً

وهم يوم القيامة في العذاب

فقام أصحابنا إليها أيضاً فغابت.

ثم عادوا إلي الطعام فعادت تكتب:

وقد قتلوا الحسين بحكم جور مالكاً

وخالف حكمهم حكم الكتاب

فامتنعت عن الطعام وما هنأني أكله..

ثم أشرف علينا راهب من الدير فرأي نوراً ساطعاً من فوق الرأس، فبذل لعمر بن سعد ألف درهم، فأخذها ووزنها ونقدها.

ثم أخذ الراهب الرأس وبيته عنده، ليلته تلك، وأسلم علي يده وترك الدير، ووطن في بعض الجبال يعبد الله تعالي علي دين محمد صلي الله عليه و اله.

فلما وصل عمر بن سعد إلي قرب الشام طلب الدراهم.

فأحضرت إليه وهي بختمه، فإذا الدراهم قد تحولت خزفاً وعلي أحد جانبيها مكتوب:

?ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون?()، وعلي الجانب الآخر: ?وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون?().

فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، خسرت الدنيا والآخرة.

فكتم هذا الحال وأمرهم أن يكتموه.

???

وهذا بعض ما أردنا ذكره، والله المنتقم.

سبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون، وسلام علي المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله

الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

رجوع إلي القائمة

پي نوشتها

() سورة الملك: 14.

() سورة القمر: 49.

() سورة الفجر: 14.

() سورة المؤمنون: 99-100.

() سورة السجدة: 17.

() سورة النساء: 56.

() وربما لم يكن المختار هو الذي يأمر بحرقهم، بل أمر بقتلهم والناس أحرقوا جثثهم لشدة غضبهم علي قاتلي سيد الشهداء عليه السلام فلم يمنعهم المختار من ذلك، حيث كان لا يري حرمة لأجساد هؤلاء اللعناء.

() سورة آل عمران: 33-34.

() سورة الشعراء: 227.

() سورة البقرة: 24.

() سورة إبراهيم: 42.

() سورة الشعراء: 227.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.