نظرية عدالة الصحابة في مدرسة أهل البيت

اشارة

مولف:مجمع العالمي لاهل البيت

المقدمة

نظرية عدالة الصحابة: يُراد بها أنّ كلّ من صحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) ولو لفترة قصيرة جدّاً فإنه عادل، ولا يكذب ولا يتعمد الخطأ، بل يجوز الاقتداء بما قاله أو رواه أو عمله ويعتبر حجّة علي من سواه. وقد نشأت هذه النظرية في ظرف سياسي خاص ولأهداف سياسية خاصّة تتلخّص في دعم سلطان الاُمويين وتبرير تصرّفاتهم وإسباغ نوع من الشرعية عليها. وتبنّي هذه النظرية بعض المتطرفين وعمل علي نشرها في أوساط الاُمة الإسلامية وجعلها بديلاً ومسوغاً لرفض موقف أهل البيت (عليهم السلام) الذين نطق الكتاب العزيز بعصمتهم حيث أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. وبالرغم من أنّ دعاة هذه النظرية حاولوا التماس أدلّة لدعمها وإسباغ طابع علمي عليها، فإنّ جمعاً غفيراً من علماء المسلمين رفضوا هذه النظرية، وناقشوا أدلّتها، ولم يلتزموا بنتائجها، كما أنّ دعاة هذه النظرية أنفسهم لم يلتزموا بها حينما أخذوا يبرّرون للخلفاء والحكّام تصرفاتهم إزاء بعض الصحابة الذين أدانوا سلطتهم. وللوقوف علي رأي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) حول نظرية عدالة الصحابة ومدي صحتها ننطلق من المعني اللغوي للصحبة، ثم نستعرض الموقف القرآني، ثم نورد نصوصاً لأهل البيت (عليهم السلام)ثم نعرض أدلة هذه النظرية ومناقشتها بنصوص الكتاب والسنة ثم نشير الي أسباب نشوء هذه النظرية.

المعني اللغوي للصحبة

قال الراغب الاصفهاني: الصاحب هو الملازم... ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن وهو الأصل والأكثر، أو بالعناية والهمة. ويقال لمالك الشيء: هو صاحبه، كذلك لمن يملك التصرف فيه. والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع، لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه، فكلّ اصطحاب اجتماع، وليس كل اجتماع اصطحاباً [1] . وورد في القرآن الكريم ما يؤيد المعني الذي تذكره قواميس اللغة، ضمن ألفاظ متعددة تشترك

كلها في معني متقارب، وهو المعاشرة والملازمة المتحققة بالاجتماع واللقاء واللبث، دون النظر الي وحدة الاعتقاد أو وحدة السلوك، فقد أطلقها القرآن الكريم في خصوص المعاشرة. والمتتبع لكلمات: «تصاحبني»، «وصاحبهما»، ««صاحبه»، وصاحبته و«أصحاب»، و«أصحابهم» في القرآن الكريم يجدها تكررت سبعة وتسعين مرة بهذا المعني المطلق. إذاً ليس هناك اختلاف بين المعني اللغوي الذي ذكره أصحاب اللغة، وبين معني الصحبة في القرآن الكريم. والسنة النبوية قد أطلقت لفظة الصحابي علي كلّ من صحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) من المسلمين، سواء كان مؤمناً به واقعاً وحقيقةً، أو ظاهراً، فكان لفظ الروايات _ التي سنذكرها _ للصحابي شاملاً للمسلم المؤمن وللمسلم المنافق. وحينما طلب عمر بن الخطاب من رسول الله (صلي الله عليه وآله) أن يقتل عبد الله بن اُبيّ ابن أبي سلول _ المنافق المشهور _ قال: (فكيف يا عمر اذا تحدّثَ الناسُ أنَّ محمداً يقتلُ أصحابه؟) [2] . وعندما طلب عبدالله بن عبدالله بن اُبيّ من رسول الله(صلي الله عليه وآله) أن يقوم بقتل والده أجابه (صلي الله عليه وآله): بل نترفّق به، ونحسن صحبته ما بقي معنا [3] . وخلاصة القول: إن السنة تذهب الي اطلاق لفظ الصحابي ليشمل حتي من اشتهر بنفاقهِ وفسقهِ كعبدالله بن أُبيّ ابن أبي سلول، فضلاً عن اطلاق لفظ الصحابي علي المستور نفاقهم، حيث قال(صلي الله عليه وآله): «إن في أصحابي منافقين» [4] .

الصحابة الصادقون

إنّ صحابة النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) الصادقين هم المسلمون الأوائل الذين رأوا النبي (صلي الله عليه وآله)وتشرفوا بكرامة الصحبة، وتحملوا جانباً مهماً من أعباء نشر الدعوة الاسلامية، كما بذل لفيفٌ منهم النفس والمال ايماناً بالرسالة والرسول، حتي عمَّ الاسلام بقاع المعمورة،

فلولا بريق سيوفهم وقوة سواعدهم وصبرهم لما قام للدين عمود. والمتأمل في الكتاب الكريم والسنّة الشريفة يجد ما يحضي به الصحابة الصادقون من ثناء وتكريم، قال تعالي: (محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوي علي سوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً) [5] واُولئك هم الذين نصروا الله ورسوله، وأحيوا دينه، وأقاموا دعائم دولة الاسلام، وأماتوا الجاهلية. وهناك آيات تمدح الصحابة وتثني عليهم أشد الثناء، فمن يتلو الآيات النازلة في مدح المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان، يغبطهم علي منزلتهم وعلوّ شأنهم، ومَنْ يستمع الي الآيات الواردة بحق الصحابة الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة، يرتعش قلبه شوقاً لتلك الثلة المؤمنة التي صدقت ما عاهدت الله عليه.

الامام علي يصف الصحابة الصادقين

قال (عليه السلام): «ولقد كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) نقتل آبائنا، وأبناءنا، وإخواننا، وأعمامنا، ما يزيدنا إلاّ إيماناً وتسليماً ومضيّاً علي اللّقم [6] وصبراً علي مضض الألم، وجدّاً في جهاد العدو... فلما رأي الله صِدْقَنا أنزل بعدونا الكبت [7] وأنزل علينا النصر حتي استقر الاسلام ملقياً جرانه [8] ومتبوءاً أوطانه. ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود، ولا اخضرّ للإيمان عود» [9] . وقال (عليه السلام) يصفهم ويذكّر بعظمة منزلتهم، ويأسف علي فقدهم: «لقد رأيت أصحاب محمد (صلي الله عليه وآله) فما أري أحداً يُشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثاً غُبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون علي مثل الجمر

من ذكر معادهم» [10] . وقال (عليه السلام) وهو يتحرق شوقاً اليهم: «أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا علي الحق؟ أين عمار؟ واين ابن التيهان؟ واين ذو الشهادتين؟ واين نظراؤهم من اخوانهم الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة وأماتوا البدعة دُعوا الي الجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه» [11] .

الامام علي بن الحسين يدعو للصحابة الصادقين

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) _ وهو يدعو لأصحاب الرسول(صلي الله عليه وآله): «اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا الي وفادته، وسابقوا الي دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأرواح والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به...» [12] .

عبدالله بن عباس يصف الصحابة الصادقين

سأل معاوية ذات يوم ابن عباس عن بعض الاُمور، ثم سأله عن شأن الصحابة، فقال ابن عباس: قاموا بمعالم الدين وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتي تهذبت طرقه وقويت أسبابه وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذلّ بهم الشرك وأزال رؤوسه ومحا معالمه وصارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلي [13] .

نظرية عدالة كل الصحابة

قالوا: إن الصحابي هو كل من لَقِي النبي (صلي الله عليه وآله) مؤمناً به، ولو ساعة من نهار ومات علي الاسلام. فإن جميع الصحابة عدول لا يتطرق اليهم الجرح، ومن انتقص منهم أحداً فهو من الزنادقة [14] ، وهذه النظرية تلتزم بصحة ما يرويه كل صحابي، ولا تجوّز تجريح أيّ صحابي. اتّفق أهل السنّة علي أن جميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلاّ الشذوذ من المبتدعة، وقال الخطيب في الكفاية: إنّهم كافة أفضل جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم. وقال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلّهم في الجنة قطعاً، ولا يدخل أحد منهم في النار لأنّهم المخاطبون بقوله تعالي: (إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسني اُولئك عنها مبعدون) [15] . وتري هذه النظرية أن جميع أفراد الطبقة الاُولي من الاُمويين مثلاً كأبي سفيان وأولاده وجميع المروانيين وحتي طريد رسول الله (صلي الله عليه وآله)وأولاده هم من عدول الصحابة.

ادلة نظرية عدالة جميع الصحابة

أولاً: استدل دعاة هذه النظرية بجملة من الآيات، منها قوله تعالي:(كنتم خير اُمة اُخرجت للناس) [16] ومنها قوله تعالي: (وكذلك جعلناكم اُمة وسطاً) [17] ومنها قوله تعالي: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم) [18] ومنها قوله تعالي: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) [19] . ثانياً: استدلّوا بالسنة النبوية، حيث جاء في عدّة نصوص ما يفيد عدالة كل الصحابة، ولم تستثنِ الأحاديث منهم أحداً، فقد روي عن النبي (صلي الله عليه وآله)أنه قال: «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم». «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم». «احفظوني في أصحابي». «لا تسبوا أصحابي» [20] .

نظرية عدالة الصحابة في الميزان

موقف القرآن الكريم من عدالة جميع الصحابة

من المؤكد أنّ الرأي الذي تتبناه نظرية عدالة كل الصحابة لا ينسجم مع منطوق القرآن، لأن الصحابة في القرآن علي أصناف، فلا يمكن اعتبارهم صنفاً واحداً وهو كونهم عدولاً جميعاً ; وذلك لأن منهم السابقين الأولين، والمبايعين تحت الشجرة، والمهاجرين، وأصحاب الفتح، كما يذكر القرآن أصنافاً اُخري في مقابل ذلك مثل المنافقين [21] ، والمنافقين المتسترين الذين لا يعرفهم النبي (صلي الله عليه وآله) [22] ، وضعفاء الايمان ومرضي القلوب [23] والسماعين لأهل الفتنة [24] ، والذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً [25] والمشرفين علي الارتداد حين تدور عليهم الدوائر [26] الفساق الذين لا يصدق قولهم فعلهم [27] ، والمسلمين الذين لم يدخل الايمان في قلوبهم [28] الذين يظهرون الاسلام ويتألفون بدفع سهم من الصدقة اليهم لضعف يقينهم [29] ، والمولّين أمام الكفار [30] . فهؤلاء الصحابة وان اختلفت مواقفهم وتقاطعت، إلاّ أن القرآن يتناولهم كأصحاب لرسول الله (صلي الله عليه وآله). وهناك نماذج من

الصحابة نزل القرآن بتوبيخهم، وأشار الي فسقهم وأنّهم من أصحاب النار، وأنّ منهم من افتري علي الله الكذب وحاول أن يحرّف القرآن، ومما ورد في الكتاب: 1 _ ما جاء في قوله تعالي: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون - أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوي نزلاً بما كانوا يعملون - وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها اُعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) [31] . فلو راجعنا التفاسير وكتب التاريخ لوجدنا أن الآيات تشير بأن المؤمن هو الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) والفاسق هو الوليد بن عقبة، وقد تولّي الكوفة لعثمان، وتولّي المدينة لمعاوية ولابنه يزيد [32] . 2 _ وجاء في قوله تعالي: (ومن أظلم ممن افتري علي الله كذباً أو قال اُوحيَ إليَّ ولم يوحَ إليه شيء...) [33] . نزلت هذه الآية في عبدالله بن أبي سرح وهو والي عثمان علي مصر، فهو الذي افتري علي الله الكذب، وأباح الرسول(صلي الله عليه وآله) دمه ولو تعلق بأستار الكعبة، وجاء به عثمان يوم الفتح يطلب الأمان له، ولما لم يقتل أعطاه الأمان، فهو الذي حاول أن يحرّف الكتاب وهو من أكثر الخلق ظلماً [34] . 3 _ وجاء في قوله تعالي: (يا أيّها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلي الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل - إلاّ تنفروا يعذّبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله علي كلّ شيء قدير) [35] . وهذه الآية صريحة أيضاً في أن بعض الصحابة تثاقلوا عن الجهاد

واختاروا الركون إلي الحياة الدنيا رغم علمهم بأنها متاع قليل، حتي استوجبوا توبيخ الله سبحانه وتهديده إياهم بالعذاب الأليم، وباستبدالهم بغيرهم من المؤمنين الصادقين. كما جاء التهديد بالاستبدال في العديد من الآيات مما يدل دلالة واضحة علي أنهم تثاقلوا عن الجهاد في مرات عديدة، قال تعالي: (وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) [36] . وهذه الآية وأمثالها تشير الي المواقف الخاطئة التي اتخذها بعض الصحابة واستحقوا بسببها التوبيخ، كما تؤكد عجز نظرية عدالة جميع الصحابة عن الانسجام مع المفهوم القرآني عبر الآيات النازلة بهذا الشأن.

موقف السنة الشريفة من عدالة جميع الصحابة

إذا أردنا أن نستنطق السنّة الشريفة حول مفهوم الصحابي نجد أنها تصرح باطلاق هذا المصطلح علي الصادق منهم وغير الصادق. فقد وردت روايات تمدحهم، وفي الوقت نفسه وردت روايات اُخري تذم بعضهم، فمن روايات المدح ما جاء عنه (عليه السلام): «اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم علي أعقابهم» [37] وقوله(صلي الله عليه وآله): «اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعبد» وقوله: «أثبتكم علي الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي ولاصحابي» [38] . أما روايات الذم فقد ورد عنه (صلي الله عليه وآله): «لا تكذبوا عليَّ فإنه من كذب عليَّ فليلج النار» [39] . وقال (صلي الله عليه وآله): «إني لست أخشي عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم» [40] . وقال (صلي الله عليه وآله): «أنا فرطكم علي الحوض، وساُنازع رجالاً فأغلب عليهم فلأقولنّ ربِّ أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» [41] . إذاً من الصحابة من كان يكذب علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومنهم مَن كان يسفك الدماء لأجل

الدنيا، ومنهم من ارتدّ بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فكيف يكون هؤلاء عدولاً؟! وقد أخبر رسول الله (صلي الله عليه وآله)أصحابه أيضاً بأنهم سيحرصون علي الإمارة حيث قال (صلي الله عليه وآله): «إنكم ستحرصون علي الإمارة وستصير ندامة وحسرة يوم القيامة فبئست المرضعة ونعمت الفاطمة» [42] . وهكذا كان... وصدق رسول الله. وطبيعي أن منطوق هذه النظرية يبرّر الأفعال والممارسات المخالفة لأوامر الله تعالي التي ارتكبها بعض الصحابة، وبالتالي فإن العناصر المنحرفة التي تولت السلطة فيما بعد تعاملت معهم النظرية المذكورة كثقات صادقين يؤُخذ عنهم حكم الله وتقبل ولايتهم رغم سفك البعض منهم للدماء ظلماً أو شربه للخمر أو أكله أموال المسلمين. علي أن الروايات التي استدل بها لإثبات نظرية عدالة الصحابة أكثرها ضعيفة السند فرواية «أصحابي كالنجوم...» [43] اسنادها ضعيف. وقد اعتبرها الاسفرايني وأبو حيان الاندلسي وتلميذه تاج الدين مكذوبة [44] . وأما رواية «ان الله اختارني واختار أصحابي فجعلهم أصهاري، وجعلهم أنصاري وانّه سيجيء في آخر الزمان قوم يتنقصونهم، ألا فلا تناكحوهم، ألا فلا تنكحوا إليهم ألا فلا تصلوا معهم، ألا فلا تصلوا عليهم، عليهم حلت اللعنة» [45] . ففي سندها بشير بن عبيد الله وهو غير معروف. بل قال ابن حبان: الحديث باطل لا أصل له [46] وقال الدكتور عطية بن عتيق الزهراني: (هذا الحديث لا يصح) [47] . و أمّا رواية «خير القرون قرني» فهي غير تامة السند كما شهد بذلك غير واحد من الأعلام منهم صاحب الكفاية [48] . و أما دلالتها علي أنّ كل ما حدث في قرن بعثة الرسول(صلي الله عليه وآله)فهو حق و مقبول وصحيح وإن كان فيه انتهاك حرمات الإسلام مثل قتل أميرالمؤمنين علي

بن أبي طالب(عليه السلام)،أو قتل سبطي الرسول(صلي الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام)، أو سبي آل الرسول (صلي الله عليه وآله) في واقعة كربلاء الأليمة، أو إباحة مدينة الرسول (صلي الله عليه وآله) في واقعة الحرّة التي انتهكت فيها أعراض المسلمين، وبقرت بطون الحوامل، وقتل فيها الصحابة و التابعون الأبرياء [49] فإن ذلك لا يرتضيه عاقل فضلا عن عالم، فكيف يصح نسبة ذلك الي الرسول العظيم(صلي الله عليه وآله)؟!

موقف التاريخ من عدالة جميع الصحابة

أثبت التاريخ كثيراً من الانحرافات والمخالفات التي ارتكبها بعض الصحابة لأوامر الله ورسوله سواء في حياته (صلي الله عليه وآله) أم بعد مماته. فمثلاً نجد بعضهم قد فرَّ في معركة أُحد وقعدوا في الخندق وخالفوا رسول الله (صلي الله عليه وآله). كما نجد أيضاً أن أغلب المهاجرين والأنصار قد خالف أمر رسول الله بالتوجه نحو غزو الروم تحت إمرة اُسامة بن زيد وكان علي رأسهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وآخرون [50] . ويذكر المؤرخون أحداثاً مؤسفة وقعت بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله) من قبل بعض الصحابة الذين أصبحوا فيما بعد اُمراء المؤمنين ; ابتداءً من حملهم الناس علي البيعة بالضرب والتهديد بالقوة، والهجوم علي بيت فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله)وانتهاءً بغصب حقها من النحلة والإرث وسهم ذي القربي حتي ماتت غاضبة عليهم. أما نفي أبي ذر الغفاري وطرده من مدينة رسول الله (صلي الله عليه وآله) الي الربذة، وضرب عمار بن ياسر وضرب عبدالله بن مسعود حتي كسرت أضلاعه، وعزل الصحابة المخلصين من المناصب وتولية الفاسقين، وسبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والخروج عليه في الجمل وصفين والنهروان وقتل سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين [51]

و ما وقع في حادثة (حرّة واقم) إذ بلغ عدد القتلي فيها عشرة آلاف منهم ثمانون من الصحابة وقد مات جميع أصحاب بدر بعد هذه المحنة فلم يبق بدري بعدها [52] . وتكميلا للبحث فإليك بعض النماذج: 1_ كان رجل يكتب للنبي (صلي الله عليه وآله)، و قد قرأ البقرة و آل عمران، فكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يملي عليه «غفوراً رحيماً»، فيكتب عليماً حكيماً فيقول له النّبي: «اُكتب كذا و كذا». فيقول: أكتب كيف شئت ويملي عليه «عليماً حكيماً» فيكتب سميعاً بصيراً و قال: أنا أعلمكم بمحمد، فمات ذلك الرجل فقال النبي (صلي الله عليه وآله): «الأرض لا تقبله». قال أنس: فحدثني أبو طلحة، أنه أتي الأرض الذي مات فيها الرجل، فوجده منبوذاً فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: دفناه مراراً فلم تقبله الأرض. قال إبن كثير: وهذا علي شرط الشيخين ولم يخرجاه [53] . 2_ وهذا الوليد بن عقبة بن أبي معيط الذي سماه الله فاسقاً حينما أرسله النبي (صلي الله عليه وآله) علي صدقات بني المصطلق فعاد وأخبر النبي (صلي الله عليه وآله) أنهم خرجوا لقتاله فأراد أن يجهز لهم جيشاً فأنزل الله فيه: (يا أيّها الذين آمنوا إن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة... الآية). فقد كان في عداد الصحابة فأين العدالة من الفاسق؟! [54] . 3_ و هذا الجد بن قيس أحد بني سلمة نزلت فيه: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا و إن جهنم لمحيطة بالكافرين) [55] . 4_ و هذا مسجد ضرار و ما أدراك ما مسجد ضرار! قد بناه قوم، وسموا بالصحبة يتظاهرون فيه بأداء

الصلاة في أوقات لا يسعهم الوصول إلي النبي (صلي الله عليه وآله) و لكن فضح الله سرهم وأبان أمرهم فهم منافقون. 5_ وأنزل الله فيهم: (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله و رسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلاّ الحسني والله يشهد إنهم لكاذبون) [56] وكانوا اثني عشر رجلا من المنافقين منهم خذام بن خالد بن عبيد، و من داره أخرج المسجد ومعتب بن قشير، وأبو حبيبة بن أبي الأزعر وغيرهم [57] . 6_ و هذا ثعلبة بن حاطب بن عمر بن اُمية ممن شهد بدراً واُحداً، فقد منع زكاة ماله، فأنزل الله فيه: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدّقن و لنكونّن من الصالحين فلمّا آتاهم الله من فضله بخلوا به وتولوا و هم معرضون) [58] . وكان ثعلبة هذا من الصحابة ملازماً لأداء الصلاة في أوقاتها و كان فقيراً معدماً، فقال لرسول الله(صلي الله عليه وآله): ادع الله لي أن يرزقني مالا فقال(صلي الله عليه وآله): «ويحك يا ثعلبة! قليل تشكره خير من كثير لا تطيقه» فقال ثعلبة: والذي بعثك في الحق نبياً لئن دعوت الله فرزقني مالا لاُعطين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «اللهم ارزق ثعلبة مالا»، فزاد وفره وكثر ماله، و امتنع من أداء زكاته فأعقبه نفاقاً إلي يوم يلقاه بما أخلف و عده و كان من الكاذبين. 7_ وهذا ذو الثُّدَيَّة كان في عداد الصحابة متنسكاً عابداً، وكان يعجبهم تعبده و اجتهاده فأمر النبي بقتله، وكان (صلي الله عليه وآله) يقول: «إنه لرجل في وجهه لسفعة من الشيطان» و أرسل أبا بكر ليقتله فلما رآه يصلي

رجع، و أرسل عمراً فلم يقتله، ثم أرسل علياً (عليه السلام) فلم يدركه [59] و هو الّذي ترأس الخوارج و قتله علي (عليه السلام) يوم النهروان. 8 _ و هؤلاء قوم وسموا بالصحبة كانوا يجتمعون في بيت سويلم يثبّطون الناس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) فأمر من أحرق عليهم بيت سويلم [60] . 9_ وهذا قزمان بن الحرث شهد اُحداً وقاتل مع النبي (صلي الله عليه وآله)قتالا شديداً، فقال أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله): ما أجزأ عنا فلان، فقال النبي (صلي الله عليه وآله): «أما إنه من أهل النار»، و لما أصابته الجراحة و سقط فقيل له: هنيئاً لك بالجنة يا أبا الغيداق، قال: جنة من حرمل والله ما قاتلنا إلا علي الأحساب [61] . 10 _ و هذا الحكم بن أبي العاص بن اُمية بن عبد شمس طريد رسول الله و لعينه و هو والد مروان و عم عثمان. حدث الفاكهي بسند عن الزهري و عطاء الخراساني أن أصحاب محمد(صلي الله عليه وآله) دخلوا عليه وهو يلعن الحكم فقالوا: يا رسول الله ما باله؟ فقال: «دخل عليّ شق الجدار و أنا مع زوجتي فلانة». ومرّ النبي (صلي الله عليه وآله) بالحكم فجعل الحكم يغمز النبي بإصبعه، فالتفت فرآه فقال: «اللهمّ اجعله وزغاً» فزحف مكانه [62] . ومن حديث عائشة إنّها قالت لمروان بن الحكم: اشهد انّ رسول الله لعن أباك وأنت في صلبه [63] . فكل ذلك وغيره يؤكد أن في صحابة الرسول (صلي الله عليه وآله) من تورّط بأعمال لايرضاها الله ولا الرسول، ومنهم من خالف الكتاب والسنّة. وإن القول بعدالة جميع من رأي رسول الله(صلي الله عليه وآله) ولو

يوماً واحداً، لا يبدو أمراً منسجماً مع طبيعة الرسالة الاسلامية التي تؤكد أن بعضاً من أصحاب وأبناء وأزواج الانبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا من غير المؤمنين بهم. فنظرية عدالة جميع الصحابة لا تنسجم مع نصوص القرآن والسنّة و التاريخ. [64] .

اسباب نشوء النظرية

لقد لعب الاُمويون دوراً كبيراً في تشويه التاريخ والسنة الشريفة، وهم الذين ركّزوا علي عقيدة عدالة كل الصحابة ودعوا إلي عدم انتقادهم، لكي لايصل النقد والتجريح اليهم، علي الأفعال الشنيعة التي مارسوها ضد الاسلام. وراحوا يطلقون علي من ينتقدهم من المسلمين اسم الكافر أو الزنديق، ويفتون بقتله، وكانوا إذا أرادوا قتل المعارض لحكمهم اتهموه بسبّ الصحابة ومعني سب الصحابة هو نقدهم وتجريحهم [65] . وقد تكاملت معالم هذه النظرية أيام الحكم الاُموي، لأنها تشكل حصانة قوية لحكمهم وتبرر كل الممارسات اللامشروعة، وعلي هذا، فإن معاوية حيث اعتبر نفسه خليفة لرسول الله (صلي الله عليه وآله)، لابدّ له وهو في هذا الموقع من وجود مبرّر شرعي يدعمه، وإن أفضل دليل هو نظرية عدالة جميع الصحابة الذين هو أحدهم، فما الذي يمنع من أن يكون معاوية خليفة لرسول الله (صلي الله عليه وآله)وولياً للمسلمين مادامت هناك آيات وروايات تشيرالي عدالته؟!! ونظرية عدالة جميع الصحابة تبرر كل ممارسات الاُمويين فسمُّ الحسن وقتل الحسين، وواقعة الحرة، وقتل كثير من المهاجرين والأنصار، وبطش بسر بن ارطأة وما فعله بطفلي عبيد الله بن عباس، هذه الأفعال تبررها نظرية عدالة الصحابة التي تصحح أفعال الاُمويين، لأن الصحابي عندما يقتل ظلماً لا يعني أنه قد ارتكب خطأً لأنه عادل علي الاطلاق، ولا يجوز للآخرين حتي الصحابة الاعتراض عليه.

المنهج الشيعي في معني الصحبة والصحابي

ومن المعارضين لنظرية عدالة جميع الصحابة أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، لذلك وصفوا بأنهم زنادقة، لأنهم ينتقصون بعض الصحابة أو يرمون بعضهم بالفسق، فقد روي عن أبي زرعة أنه قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله(صلي الله عليه وآله)فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله حقّ والقرآن حق، وما جاء به

حق، وإنما أدّي ذلك الينا كله الصحابة، وهؤلاء (أي الشيعة) يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولي وهم زنادقة) [66] . فأين هذا من قول الإمام علي (عليه السلام): «إن الحق والباطل لا يُعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من أتاه» [67] . من هنا تجد الشيعة أن لها الحق في أن تفتش عن كلمة الحق فتأخذها، وعن خطوة الحق فتقفو أثرها عند أي صحابي كانت. أما تهمة شتم وسبّ الصحابة التي يُرمي بها الشيعة من قبل مناوئيهم فلا صحة لها. إن الشيعة تضع جميع المسلمين في ميزان واحد لا يفرقون بين صحابي وتابعي ومتأخر، وأنّ الصحبة في حدِّ ذاتها ليست حصانة يتحصن بها الخاطئ عن النقد. وعلي هذا المنهج الذي يحكم به العقل الموضوعي أباح الشيعة لأنفسهم نقد الصحابة والبحث عن درجة عدالتهم بكل حيادية للوقوف علي من كان وفياً للنبي (صلي الله عليه وآله) في صحبته أو من انقلب علي عقبيه، وأراد الله استبداله بخير منه. كل ذلك من أجل التعرّف علي الصحابي الصادق فتؤخذ روايته، والصحابي الكاذب فتجتنب حديثه.

خلاصة رأي الشيعة في الصحابة

تري مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن حال الصحابة كحال غيرهم من حيث العدالة، ففيهم العادل وغير العادل، وليس كل من صحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان عادلاً، وليس للصحبة دور في عدالة الصحابي ما لم تتجسّد سيرة رسول الله(صلي الله عليه وآله) في سلوكه ومواقفه. فالملاك هو السيرة العملية ; وكل من تطابقت سيرته مع المنهج الاسلامي فهو عادل، ومن خالف المنهج الاسلامي فهو غير عادل، وهذا الرأي يتطابق مع القرآن الكريم والسنة الشريفة، فقد أشار القرآن الي أن من الصحابة من

هم مؤمنون حقاً، قد أثني عليهم، وأن فيهم المنافقين الذين أخبر الله عنهم بالافك، وفيهم من قصد اغتيال رسول الله في ليلة عقبة [68] . هذا هو رأي الشيعة الامامية في الصحابة الذي هو أوسط الآراء. إذ لم يفرطوا تفريط الغلاة، ولا أفرطوا إفراط الجمهور.

پاورقي

[1] مفردات الفاظ القرآن الكريم للراغب الاصفهاني: 275.

[2] السيرة النبوية، لابن هشام: 3 / 303، والسيرة النبوية لابن كثير: 3 / 299، واسباب النزول للواحدي: 452.

[3] السيرة النبوية لابن هشام: 3 / 2 _ 5، والسيرة النبوية لابن كثير: 3 / 301.

[4] مسند أحمد: 5 / 40، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: 2 / 399.

[5] الفتح: 48 / 29.

[6] اللقم: معظم الطريق أو جادته.

[7] الكبت: الاذلال.

[8] القاء الجران: كناية عن التمكن.

[9] نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح: 91 _ 92. [

[10] المصدر السابق: 97 _ 143.

[11] نهج البلاغة، صبحي الصالح: 182 _ 264.

[12] الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين: 43 _ 45، وهو كتاب يجمع أدعية الإمام السجاد علي بن الحسين.. لا يزال اتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) يتلون أدعيته في مواسم الدعاء.

[13] مروج الذهب للمسعودي: 3 / 66، 425، 426.

[14] الإصابة في تمييز الصحابة: 1/11.

[15] الإصابة في تمييز الصحابة: 1/10، والجرح والتعديل للرازي: 7 _ 9.

[16] آل عمران: 3 / 110.

[17] البقرة: 2 / 143.

[18] الفتح: 48 / 18.

[19] الاصابة في تمييز الصحابة: 9 _ 10، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: 1 / 399، والدر المنثور للسيوطي: 2 / 293.

[20] سنن الترمذي: ح2302، 2303، فتح الباري لابن حجر: 7/6 و 13/21، اتحاف السادة المتقين للزبيدي: 2/223، تلخيص الحبير لابن حجر: 4/204، البداية و النهاية لابن كثير: 6/286، تفسير ابن

كثير: 7/493، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 2/53.

[21] المنافقون: 63 / 10.

[22] التوبة: 9 / 101.

[23] الاحزاب: 33 / 11.

[24] التوبة: 9 / 45 _ 47.

[25] التوبة: 9 / 102.

[26] آل عمران: 3 / 154.

[27] الحجرات: 49 / 6. السجدة: 32 / 18.

[28] الحجرات: 49 / 14.

[29] التوبة: 9 / 60.

[30] الانفال 8 / 15 _ 16.

[31] السجدة: 18 _ 20.

[32] شواهد التنزيل للحاكم الحكاني الحنفي ح 445 و 453، 610، 626، وراجع علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 324 و 370 و 371، وتفسير الطبري: 21 / 107، الكشاف للزمخشري: 3/514، فتح القدير للشوكاني: 200، أسباب النزول للسيوطي مطبوع بهامش تفسير الجلالين: 550، أحكام القرآن لابن عربي: 3/1489، وراجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 4 / 80 و 6/292، وراجع كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 140، الدر المنثور للسيوطي: 5/178، ذخائر العقبي للطبري الشافعي: 88، المناقب للخوارزمي الحنفي: 197، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 92، تذكرة الخواص للسبط الجوزي الحنفي: 207، مطالب السؤول لابن طلحة الحنبلي: 6/340، وأنساب الأشراف للبلاذري: 2/148، ح 150، تفسير الخازن: 3/470 و 5/187، ومعالم التنزيل للبغوي الشافعي بهامش الخازن: 5/187، والسيرة الحلبية للحلبي الشافعي: 2/85، تخريج الكشاف لابن حجر العسقلاني مطبوع بذيل الكشاف: 3/514، الانتصاف في ما تضمنه الكشاف بذيل الكشاف: 3/244.

[33] الأنعام: 93.

[34] السيرة الحلبية: 3/81، باب فتح مكة، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: 7/39، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/249، فتح مكة.

[35] التوبة: 9 / 38 _ 39.

[36] محمد: 47 / 38.

[37] صحيح البخاري: 5 / 87 _ 88.

[38] السيرة النبوية لابن هشام: 2 / 279.

[39] صحيح البخاري: 1 / 38، وصحيح مسلم: 1 / 9.

[40] صحيح مسلم: 7/

68 كتاب الفضائل، باب اثبات حوض نبيّنا(صلي الله عليه وآله) وصفاته، السنن الكبري للبيهقي: 4 / 14، باب ذكر رواية.

[41] مسند أحمد: 2 / 35.

[42] المصدر السابق: 3 / 199.

[43] ميزان الاعتدال للذهبي: 1 / 413.

[44] التبصر في الدين: 179.

[45] صحيح مسلم: 4 / 1873، وسنن الترمذي: 5 / 662، ومسند أحمد: 3 / 14.

[46] مخالفة الصحابي للحديث النبوي عبد الكريم النملة: 83.

[47] السنة لأبي بكر الخلال: 1 / 483.

[48] الكفاية في علم الدراية: 47.

[49] تاريخ اليعقوبي: 2/250. والكامل في التاريخ: 4/111 _ 119، وتعجيل المنفعة للعسقلاني: 453 ترجمة يزيد بن معاوية.

[50] الكامل في التاريخ: 3 / 317.

[51] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 17 _ 45.

[52] الإمامة والسياسة: 1 / 215 _ 216، والمنتظم: 6 / 16.

[53] تاريخ ابن كثير: 6 / 170.

[54] تفسير ابن كثير: 4 / 212.

[55] سيرة ابن هشام: 2 / 332.

[56] التوبة: 9 / 107.

[57] سيرة ابن هشام: 1 / 341، تفسير ابن كثير: 2 / 388.

[58] الاستيعاب بهامش الاصابة: 1 / 201.

[59] الاصابة: 1 / 429.

[60] سيرة ابن هشام: 1 / 332.

[61] الإصابة: 3 / 235.

[62] الاصابة: 1 / 346.

[63] الامام الصادق و المذاهب الاربعة: 1 / 597.

[64] راجع للتفصيل: 1_ التاريخ والاسلام للعاملي. 2 _ أضواء علي السنة المحمديّة لمحمود ابوريّه. 3_ النص والاجتهاد لشرف الدين. 4_ احقاق الحق «الملحقات» للمرعشي النجفي. 5_ الفتنة الكبري لطه حسين. 6_ اعجاز القرآن للرّافعي. 7_ ابو هريرة لأبو ريّه. 8_ الأحاديث الموضوعة: حديث اصحابي كالنجوم. 9_ أنساب الأشراف اسماء المنافقين للبلاذري. 10_ تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة. 11_ شرح المقاصد للتفتازاني. 12_ النصايح الكافية لابن عقيل.

[65] تاريخ بغداد: 14

/ 7.

[66] الاصابة: 1 / 18.

[67] تاريخ اليعقوبي: 2 / 210. راجع نهج البلاغة، قصار الحكم، 262، بحار الانوار: 22/ 105 و ج 32 / 228.

[68] الفصول المهمة، عبد الحسين شرف الدين: 189.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.