لماذا اخترت مذهب الشيعه مذهب اهل البيت عليهم السلام

اشارة

سرشناسه : امين انطاكي، محمدمرعي

عنوان و نام پديدآور : لماذا اخترت مذهب الشيعه مذهب اهل البيت عليهم السلام/ بقلم محمدمرعي الامين الانطاكي.

مشخصات نشر : قم : انصاريان، 1433 ق.= 2012 م.= 1391.

مشخصات ظاهري : 320 ص.

شابك : 978-964-219-279-3

وضعيت فهرست نويسي : فيپا

يادداشت : عربي.

موضوع : شيعه -- دفاعيه ها و رديه ها

موضوع : شيعه -- عقايد

رده بندي كنگره : BP212/5/الف82ل8 1391

رده بندي ديويي : 297/417

شماره كتابشناسي ملي : 2766182

اهداء واعتذار

بسم الله الرحمن الرحيم إلي صاحب الرسالة سيدنا محمد خاتم النبيين صلي الله عليه وآله إلي صاحب الولاية، الخليفة من بعد الرسول علي أمير المؤمنين عليه السلام إلي أئمة الحق العترة الطاهرة من آلهما الميامين عليهم السلام إلي نوابهم المجدين المجتهدين من العلماء الأعلام العاملين إلي كل منصف حر، أديب أريب، غيور علي المذهب والدين مؤملا " قبوله منهم، راجيا " غض النظر عن هفوة قلم أو زلة قدم. إذ المرء مهما بلغ من التوغل في العلوم، ومهما دقق النظر فيما ألف وجمع، فلا يخلو من وجود ما يلف النظر، لخلوه عن العصمة الحافظة من الوقوع في الزلل إذ العصمة الله، ولمن عصمهم من بني الإنسان كالأنبياء والأوصياء، وأني لأرجو من الله جل وعلا الأجر الجزيل، وأن يتوفاني علي ولاية علي أمير المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، ويجعل كتابي هذا ذخرا " ليوم فقري وفاقتي (يوم لا ينفع مال ولا بنون - إلا من أتي الله بقلب سليم) المؤلف [ صفحه 10] تنبيه قال المؤلف في الطبعة الثالثة: نلفت أنظار قرائنا الكرام بأن كتابنا هذا قد طبعته بعض الأيادي الأثيمة، وأسقطت منه كثيرا " من المطالب النافعة الهامة، فجميع طبعاته غير معتبرة ما عدا هذه الطبعة التي كنا مشرفين

عليها عند طبع الكتاب والله المستعان. أقول: اعتمدنا في طبع هذا الكتاب علي تلك الطبعة الثالثة وعلي نسخة مصححة أتحفنا بها سماحة آية الله السيد العباس الكاشاني حفظه الله والتي أهديت إليه بخط المؤلف، وما التوفيق إلا من عند الله. [ صفحه 11]

المقدمة

الحمد لله الذي يهدي من يشاء إلي الصراط المستقيم، ويسدده للإيمان، ويرشده لاقتفاء الأثر السليم، وأفضل الصلاة وأزكاها، وأشمل السلام وأتمه علي خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، المبعوث بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون، الذي بين لأمته سبل النجاة، وأوضح لهم الطريق القويم. وعلي ابن عمه النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، وعنه يسألون، بل نفسه في (آية المباهلة) [1] وخليفته ووزيره ووصيه في (آية التبليغ) [2] ، وما تلاها من حديث الغدير الخالد [3] بمدلوله البليغ، وفي آية الإنذار [4] وما أعقبها في حديث الدار، باب مدينة [ صفحه 12] علمه وحكمته [5] ، الناطق بحجته، والداعي إلي شريعته، سيد الوصيين وأمير المؤمنين، أسد الله الغالب (علي بن أبي طالب عليه السلام)، وعلي أم الأئمة ووعاء الإمامة، ربيبة بيت الوحي ومهبط الرسالة، ومختلف الملائكة، أم أبيها، وفلذة كبده، وروحه التي بين جنبيه، وبضعته التي يغضبه ما يغضبها [6] ، ابنة المصطفي، وزوج المرتضي (فاطمة الزهراء عليها السلام)، وعلي فرعي الدوحة النبوية، وثمرتي الشجرة العلوية، ريحانتي الرسول، وقرة عين الزهراء البتول، سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الهمامين (الحسن والحسين عليه السلام)، وعلي الأئمة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام، أعلام الهدي، ونور الدجي، خزان العلم، ومنتهي الحلم، ورثة الأنبياء، وصفوة الأوصياء، أمناء الله وأحبائه وعباده وأصفيائه، الذين اختارهم الله علي علم علي العالمين، سيما خاتمهم مهدي الأمم، وجامع

الكلم، صاحب الزمان وملقن أحكام القرآن، (الحجة بن الحسن العسكري) صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، واللعنة علي أعدائهم إلي أبد الآبدين: وبعد. كثير هم أولئك الذين وجدت الحقيقة الساطعة، [ صفحه 13] والنصيحة الرائعة، والكلمة اللامعة طريقها إلي عقولهم فأنارتها، وإلي قلوبهم فغسلت ما علاها من رين، فسمت أرواحهم، وانشرحت صدورهم، واطمأنت نفوسهم، فشكروا الله جل جلاله إذ منحوا هذا اللطف، وحمدوه تعالي إذ ميزوا بهذا التوفيق. فالمتتبع للأخبار، والمتقصي للآثار، يقف علي شخصيات تبهر العقول بمقولاتها، وتسلب اللب بمواقفها، وكيفية معالجتها للموقف الذي يجدون أنفسهم في خضمه. ففي لحظة من لحظات عمرهم يستوقفهم نداء الضمير، ويستصرخهم الحق، فلا يجدوا بدا " من الوقوف لحظات لإعادة تقييمهم لما اعتنقوه من فكر، أو مارسوه من فعل، أو أدوه من عمل، فتهتز أرواحهم، وتغلي مشاعرهم، ويحتدم الصراع بين جنود الحق والباطل، وقوي الخير والشر الكامنة في نفوسهم، ثم تعلن ساعة الصفر، ويحدث الانقلاب معلنا " عن ولادة روح جديدة، طاهرة من الدنس، خالية من كل شائبة كانت قد علقت بسبب هذا المبدأ، أو ذاك الفعل. هذا إذا كان إيمانها مستندا " علي مبادئ رصينة، وواقفا " علي أرضية من القيم متينة، وإلا فإن أوضح الدلائل الصادقة، وأقوي البراهين اللائقة لا تجدي نفعا " إذا كانت القلوب - والعياذ بالله - قد غلفها الرين فإذا هي كالحجارة أو أشد قسوة (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون) [7] . [ صفحه 14] وتاريخنا الإسلامي المجيد حافل منها بمشاهدات جمة وتزهر صفحاته بصور زاهية عما تحكيه عن نماذج وجدت الكلمة

الطيبة والموعظة البالغة طريقها إلي نفوسهم، فتمردوا علي واقعهم عندما لاح لهم زيفه، وبدا ضعفه ووهنه، وظهر عدم جدواه ولغوه، أو عندما يتحقق لهم أن أساسه باطل، ويلمسوا انحرافه عن جادة الحق والصواب، وأنه لا طائلة منه سوي الظلم والتعسف والجور، وذلك لما يتحسسوا من صدق العقيدة، ووضوح المبدأ، وسلامة الفكرة فيما يلقي عليهم ويسمعوه، أو يشاهدوه ويلاحظوه، أو يقرؤوه ويعاينوه، لا بل إن بعضهم - ممن أنعم الله عليه بصفاء الوجدان وخلوص السريرة - تبلغ به الاستجابة للكلمة الحقة حدا " من التأثر إلي أن تسمو روحه وتتعالي حتي تفارق جسده، فهذا (همام) [8] وهو من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - كما يحدثنا التاريخ - طلب من ملك البلاغة وسلطان الفصاحة الإمام علي عليه السلام، أن يصف له المتقين حتي كأنه ينطر إليهم، فعندما شرع أمير المؤمنين عليه السلام برسم تلك اللوحة النفيسة بدأت ذات همام ومشاعره تتفاعل مع كل كلمة ينطقها الإمام وتتسامي مع كل [ صفحه 15] حرف يفوه به، حتي صعق صعقة كانت نفسه فيها. وهكذا حقا " تعمل الموعظة بأولياء الله إذا سمعوها [9] . وهذا (الحر بن يزيد الرياحي) قاد الجيوش ليحاصر (الحسين بن علي عليهم السلام) ومن معه من أهل بيته وأصحابه، ويمنعهم من الورود إلي نهر الفرات، إلا أنه لما شاهد ورأي من مواقف يمجها العقل، وترفضها الإنسانية أنكر ما هو عليه، وجاء إلي الإمام الحسين عليه السلام مطأطئا " رأسه، نادما " معتذرا "، مصمما " علي الانتقام من ذلك الواقع الفاسد، والجو المريض الذي كان يحياه، فكان رحمه الله أول من شهر السيف بوجه تلك الجيوش التي كان يقودها قبل

ساعات، ويسقط مضرجا " بدمه الشريف غاسلا " به درن تلك القيم الباطلة، وليكون بالفعل (حرا ") في الدنيا كاسمه، وسعيدا " في الآخرة كما قال له الإمام الحسين عليه السلام [10] . وهذا سلطان المغول (أولجايتو) الملقب ب (خدابنده) [11] لما اعتنق الإسلام، واختار المذهب الحنفي، اغتنم علماء الحنفية الفرصة، وأظهروا التعصب لمذهبهم، فكثرت المناظرات والمجادلات الدينية بين [ صفحه 16] أصحاب المذاهب الإسلامية، وبلغت حد الخصام والشتم والسباب، ومن ثم إلي إهانة الإسلام والمسلمين، ورميهم بشتي المطاعن والافتراءات، وراح الضلال والتشكيك ينشب براثنه في بنية المجتمع الإسلامي، وكادت الفتنة أن تقع، وارتد البعض عن الإسلام، حتي بلغ سمع (خدا بنده) اسم (الحسن بن يوسف بن المطهر) المعروف بالعلامة الحلي - نسبة إلي مدينة الحلة [12] التي كان العلامة يسكنها - فأرسل إليه يطلب منه أن يؤلف له كتابا " في أصول العقائد الإسلامية، معززة بالبراهين والأدلة العقلية والنقلية. فلبي العلامة الحلي (ره) دعوته، وألف له كتابه الموسوم ب (نهج الحق وكشف الصدق) وشفعه بكتاب آخر أسماء (منهاج الكرامة في باب الإمامة) وقصده مع ابنه فخر الدين الملقب ب (فخر المحققين). فلما استقبله السلطان، وقرأ كتابيه، ووقف علي مناظراته وبحوثه مع قاضي القضاة (الخواجة نظام الدين المراغي) بتلك العلمية والموضوعية والرصانة التي لم يعهد مثلها فيما رأي وسمع من مناظرات، تنور عقله، وسعد قلبه، وانجلي ما تراكم علي نفسه من شكوك وظنون. واستقبل مذهب التشيع بنفس مطمئنة، وتبعه علي ذلك العديد [ صفحه 17] من الأمراء والقادة، بلا إكراه، كما يحدثنا التاريخ بذلك [13] . ومؤلف هذا الكتاب الذي بين يديك أخي القارئ هو واحد من أولئك الأفذاذ، وشخصية فاضلة شجاعة، انتفضت علي واقعها،

وتمردت عليه عندما أدركت بطلانه، وتكشف أمامها شروره وعدوانه، فهو رحمه الله - كما ستري عزيزي القارئ - بمجرد قراءته لكتاب (المراجعات) للسيد شرف الدين الموسوي، ينقلب لديه كل ما كان قد تعلمه وتلقاه من مبادئ وموضوعات وما تحتويه من مفاهيم وقيم ودلالات بعد أن تتعري أمامه عما أسدل عليه من تمويهات وافتراءات، ويقتنع بذلك، فتصرخ أعماقه لجلال الحقيقة بصمت، ويعلوه صمت لهيبتها صارخ، ويستنجد بأخيه ليطلعه علي الموقف، وأيضا " ليطمئن علي سلامة اقتناعه، فيهتز هو الآخر لهول الحقيقة، ويتابعاها معا " بالبحث، ويتعهداها بالاستقصاء، وكم كانت المفاجأة سارة، إذ كلما توغلا في عمقها، كلما تكشفت لهم حقائق أخري، فهدأت أرواحهم، واطمأنت نفوسهم، فقد أدركوا أنهم إنما ينهلون الآن معين صاف، ويغرفون من بحر زلال لا ينضب، ويأخذون الحديث من أفواه طاهرة مطهرة، زقت [ صفحه 18] العلم زقا " من جدهم رسول الله صلي الله عليه وآله وكل منهم يقول: (حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله صلي الله عليه وآله، عن جبرئيل عليه السلام، عن الله جل جلاله) [14] فحملوا عن جدهم ما عن الله حمله، وعقلوا من أحكام الدين الحنيف ما عقله، ونقلوا، عنه ما عن الله نقله، فغدوا حقا " عدل كتاب الله [15] وقادة الأمة، وسادتها، وساستها ومرجعها، وأمانها من الاختلاف، فخير مؤلفنا رحمه الله نفسه بين أن يتفيأ بظلال شجرة النبوة، ويستقي من موضع الرسالة ومختلف الملائكة، ويطيب برحيق علوم أهل بيت الوحي فيلزمهم ليلحق، ولا يتأخر عنهم فيزهق، ولا يتقدمهم فيمرق، وبين أن يأخذ الكلام عمن سمع من سمعهم، أو تلمذ عليهم وادعي بلوغه القمة بما التقط من فتات موائد علومهم الغنية والخصبة، والعامرة!!! ولعل أدل دليل

علي رفضه للخيار الثاني، وتمسكه بالأول، هو هذا الكتاب الذي ستقرأه أخي القارئ، إذ يعلن فيه رأيه بمنتهي الصراحة والجرأة، لا تأخذ في الله لومة لائم، وهذا هو سبيل المؤمنين. وكذلك كتابه (الشيعة وحجتهم في التشيع) الذي جمع فيه عشرات الأحاديث التي تثبت أحقية علي عليه السلام بالخلافة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله علي لسان عمر بن الخطاب. [ صفحه 19] فهو رحمه الله بعد أن أدرك حقيقة معني قوله تعالي في: آية الولاية (إنما وليكم الله ورسوله.) [16] . وآية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس.) [17] . وآية المباهلة (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم.) [18] . وآية المودة (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة.) [19] . وآية الصلوات (إن الله وملائكته يصلون علي النبي.) [20] . وآية السلام (سلام علي إل ياسين) [21] . وآية التبليغ (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) [22] . وغيرها من عشرات الآيات المباركات المفسرة والمؤولة في حق علي وأبنائه المعصومين عليهم السلام [23] . وبعد أن قرأ ووعي قول الصادق المصدق صلي الله عليه وآله في حديث الدار - أو الإنذار -: (هذا علي أخي ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي) وذلك إثر نزول أمره تبارك وتعالي (وأنذر عشيرتك الأقربين) [24] . وأيضا " قوله صلي الله عليه وآله في حديث الثقلين: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي) [25] . [ صفحه 20] وقوله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام في حديث المنزلة: (أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي) [26] . وقوله صلي الله عليه وآله في حديث الغدير: (من كنت

مولاه فهذا علي مولاه) [27] . وقوله في حديث السفينة، وفي حديث النجوم، وحديث سد الأبواب، وباب حطة، والوصية، والمناجاة، والمؤاخاة، والكساء، والطائر المشوي، والاثني عشر خليفة وووو. وما إلي ذلك من العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي ستأتي في مطاوي هذا الكتاب، والتي تطفح بها كتب العامة فضلا " عن كتب الخاصة، انفتح له بصر الهدي، وتقشعت عنه سحائب العمي، وأميط له اللثام عن حقيقة الشيعة والتشيع، وأن الشيعة إنما سلكوا هذا الصراط السوي بهدي من كلام الله العزيز، واتباعا " لسنن نبيه سيد المرسلين وخاتمهم، فلم يجد بدا " من أن يعلن تشيعه وولاءه لأهل البيت عليهم السلام وأن يتجاوز طريقة الاعتقاد الآلي، منكرا " قول بعضهم (إنا وجدنا آباءنا علي أمة وإنا علي آثارهم مقتدون) [28] ، وأن يستخدم منطق العقل، ويتحرر من قيود الجهل، مستفيدا " من سؤال من هو أعلم منه تفقها " لا تعنتا "، وأن يثني عطفه، ويشمر عن ساعد الجد لتدوين ونشر ما أدركه [ صفحه 21] واستوعبه من أمور إحقاقا " للحق، وإزهاقا " للباطل، وتجسيدا " للإنصاف، وإبرازا " للعدل. ولله در الشاعر المسيحي (بولص سلامة) إذ يقول: لا تقل شيعة هواة علي++ إن في كل منصف شيعيا وأخيرا " تجدر الإشارة إلي أن مؤسسة بضعة المصطفي صلي الله عليه وآله، التي قامت بمساعي وجهود الخطيب المفوه حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الكريم العقلي دام عزه أخذت علي نفسها إحياء تراث آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ونشره تحقيقا " كان أم تأليفا "، وقد تصدي لهذه المهمة الخطيرة سماحة الشيخ حفظه الله تعالي يعضده بعض الأخوة الأكارم، رغبة في أن يشملهم قول المعصوم عليه

السلام (رحم الله عبدا " أحيا أمرنا) [29] والحمد لله أولا " وأخرا ". مؤسسة بضعة المصطفي صلي الله عليه وآله قم المقدسة 1416 ه. ق. [ صفحه 22]

كلمة المحقق

الحمد لله حمدا " نسعد به في السعداء، ونصير به في زمرة الشهداء، والصلاة والسلام علي النبي وآله صلاة تشحن الهواء وتملأ الأرض والسماء واللعن الدائم علي أعدائهم الأشقياء لعنا " بلا عد ولا إحصاء. وبعد: فإن من أهم الدعائم التي بني عليها الإسلام ولاية النبي والأئمة من بعده صلوات الله عليهم والإقرار بأنهم أولو الأمر الذين أمر الله عز وجل بطاعتهم، فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) والتسليم لهم، فإن الدرجات الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم. لذا وانطلاقا " من الشعور بالمسؤولية الكبري الملقاة علي عاتقنا (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) رأينا لزاما " أن نخوض اللجج ونبذل المهج للفوز برضي الأئمة الحجج عليهم السلام، وفي الحقيقة عزيزي القارئ، فإن هذا الكتاب هو ليس من الكتب المدرجة في ورقة عمل مؤسستنا إلا أن الهدف الأقدس الذي من أجله أنشأت المؤسسة، ألا وهو إحياء تراث (آل محمد) صلوات الله عليهم أجمعين ونشره تحقيقا " كان أم تأليفا "، هو الذي دفعنا للالتزام بتحقيقه ونشره بهذه الحلة الجديدة مع قصر الفترة الزمنية التي لا تبلغ أشهرها عدد أصابع اليد الواحدة، [ صفحه 23] ذلك أن أحد الإخوة المؤمنين الذين استهوتهم أحاديث أهل البيت عليهم السلام فانكبوا علي مطالعتها بشغف ولهفة قد اتصل بنا، وطلب منا إعادة قراءة هذا الكتاب في أشهر معدودات لضبط نصوصه، وتخريجها علي كتب السنة، وتصحيح ما خرجه المؤلف، لأن طباعة الطبعة السابقة غير جيدة، والأخطاء فيها كثيرة، وقد استجبنا له

مع إدراكنا المسبق بأن المدة المعينة هي محرجة وغير كافية، وتوكلنا علي الحق القوي، وشمرنا عن ساعد الجد، وحسبنا أن نوفق في تقديم خدمة بسيطة لتراثنا الإسلامي الزاهر، وأن نسعف طلب أخ في الله مؤمن لتشجيعه علي مواصلة هذا الدرب النير، وما التوفيق إلا من عنده سبحانه وتعالي. وليس لنا من الفضل في إخراج هذا الكتاب أكثر من جمع ما تفرق مما تناسب واتفق من تخريجات، وإرجاع النصوص الشريفة إلي الكتب المشهورة والمعتبرة التي روتها، مقتصرين علي كتب الأعلام من (أهل السنة) ليكون الدليل أقنع لهم، والحجة أقوي، ولما كان المؤلف رحمه الله قد خرج بعضا " منها، ارتأينا إبقاء تلك التخريجات في الهامش ووضعها بين لتمييزها عن تخريجاتنا. وقد تم تقسيم الكتاب إلي ثمانية فصول حسب موضوعاته، وتجدر الإشارة إلي أن السيد العباس الكاشاني حفظه الله قد أتحف المؤسسة بنسخة مصححة مزينة بخط المؤلف (ره) وقد قابلناها علي هذا الكتاب. ونلفت نظر القارئ الفاضل إلي مشكلة واجهتنا، بل وتواجه كل [ صفحه 24] من يسلك هذا السبيل، ألا وهي الطبعات المتعددة للكتاب الواحد، وبالتالي اختلاف أرقام الصفحات، وصعوبة وصول القارئ إلي بغيته بسهولة، وكنا قد عزمنا في بادئ الأمر علي اعتماد طبعة واحدة لكل كتاب - مع احتمالنا لعدم توفر تلك الطبعة في البلاد التي يسكنها القارئ - إلا أن كثرة التخريجات والمصادر فيما يتجاوز عددها - المئات، وصعوبة الحصول عليها، والوصول إليها مع قصر المدة المسموحة، اضطرنا إلي الاعتماد - في الأغلب - علي طبعات الكتب الجامعة لها كموسوعة إحقاق الحق (التي تشمل أصل الكتاب للشهيد الثالث رحمه الله وما أضيف عليه من استدراكات للفقيد الراحل والمرجع الكبير السيد المرعشي قدس سره) والإشارة

إلي بعض الطبعات ما كان إلي ذلك من سبيل. ونستميحك العذر أخي القارئ لنستوقفك مذكرين بواقع أن الأحاديث المتعلقة بتفسير أو تأويل آية مباركة يسهل الرجوع إليها في بطون الكتب لوحدة أرقام الآيات القرآنية المباركات، وأما باقي الأحاديث فقد سهل الرجوع إليها أيضا " لما أسدته التكنولوجيا الحديثة من خدمات في هذا المضمار ولما يلحق بالكتب الحديثية المحققة من فهارس علمية وموضوعية عديدة تعين القارئ، وتسهل للباحث أن يصل إلي ضالته بسهولة، وهذا ما يطمئن القارئ إذا ساوره التشكيك في لفظ أو معني أو سند أحدها. والمؤلف طيب الله نفسه ونور رمسه يورد أحيانا " في الهامش [ صفحه 25] تعليقات لطيفة، تركناها علي حالها، وصدرناها بعبارة (قال المؤلف) لفصلها عما قد نورده من تعليق بعدها مبتدئينه بكلمة (أقول). كما قد أوردنا شروحا " لغوية بسيطة لبعض المفردات، وترجمنا لبعض الأعلام والأماكن الواردة في المتن، وأتمنا بعض النصوص التي اختصرها المؤلف ووضعناه بين [30] وكذا الحال بالنسبة للكلمات أو العبارات التي نضيفها، وعلي كل فالمؤلف لم يأل جهدا " - في مؤلفه هذا - في إيراد كل ما من شأنه أن يوضح للقارئ سبب استبصاره بأسلوب بسيط واضح، فهو والحق يقال قد جد واجتهد، وأتعب نفسه لما اعتقد، فجزاه الله خير الجزاء، وجعل كتابه هذا نورا " في قبره وضياء، وحاجزا " بينه وبين لفح جهنم في يوم الجزاء. نأمل أن نكون قد وفقنا في الوصل إلي ما كان للمؤلف من اهتمام وإعادة طبع الكتاب بما يتناسب وما له من رفعة شأن وعلو مقام. ويسرنا أخي القارئ أن نخبرك بأن هذا الكتاب بما يحويه من مادة حيوية دسمة، قد استهوانا إلي التوسع في بحوثه، واستدراك

أحاديث أخري عليه ذات صلة بالبحث، مستقصين أسانيدها ومصادرها من كتب السنة فحسب، وإذ لم يتسني نشرها الآن للعجالة التي ذكرناها، نسأله تعالي أن يعيننا علي إعادة طبعه للمرة الخامسة في أكثر من مجلد، قريبا " إن شاء الله، ومنه تعالي نستمد العون والتوفيق. وأخيرا " وليس آخرا "، فلا نبغي من تصدينا لتحقيق ونشر هذا المؤلف - لا سامح الله - إلي تكريس الخلاف والطائفية بين الشيعة والسنة [ صفحه 26] بقدر ما هو خطوة جادة تتعاضد مع مثيلاتها التي انتهجها كلا الفريقين لردم الهوة وتقريب وجهات النظر وصولا " للأمنية الكبري وتحققا " للضالة المنشودة في اتحاد المسلمين ووحدة كلمتهم ليكونوا يدا " ضد عدوهم الذي أراد لهم هذا الخلاف. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين، إنك أنت المسدد للصواب، وإليك المرجع والمآب. شكر وتقدير: عرفانا " بجهودهم، وتثمينا " لأتعابهم، أسجل جزيل شكري، وعاطر ثنائي، ووافر امتناني لكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب، وأخص بالذكر منهم الأستاذ الكريم أبو علي، والأخ الأستاذ الفاضل جمال التميمي لما بذلوه من جهود صادقة، وما قدموه من أتعاب مشكورة، وإلي كافة الأخوة العاملين في مؤسسة (بضعة المصطفي صلي الله عليه وآله) جزاهم الله عن الإسلام، وعن نبيهم، وعن أئمتهم المعصومين عليهم السلام خير الجزاء، وكان الله شاكرا " عليما ". المفتاق إلي رحمة ربه الغني عبد الكريم العقيلي عش آل محمد وحرم أهل البيت عليهم السلام قم المقدسة 1416 ه. ق. [ صفحه 29] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين خالق الخلق أجمعين، باعث الرسل إلي خلقه لهدايتهم ودلالتهم علي معرفة

خالقهم، وليرشدوهم إلي العمل بما شرع الله لهم، ونصب لكل أوصياء لتثبيت ما شرع. والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين، ورضي عن أصحابه الميامين وصحبه المنتجبين. والعن اللهم أعداء رسولك وآل بيته الميامين الطيبين الطاهرين المعصومين، وأذقهم عذاب الجحيم، وخذهم أخذ عزيز مقتدر. وبعد: فلقد هدانا الله تعالي [31] وقدر لنا الأخذ بالمذهب الحق، مذهب أهل البيت عليهم السلام، مذهب حفيد رسوله: الإمام (جعفر بن محمد الصادق عليه السلام) الذي تفرعت منه واستقت عنه جميع المذاهب الأربعة، فهو أصل للمذاهب وهي الفروع. [ صفحه 30] إذ أول من أخذ عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام [32] هو أبو حنيفة نعمان بن ثابت، لما ثبت عنه حيث يقول: (لولا السنتان لهلك النعمان) [33] يريد بذلك السنتين اللتين حضر [ صفحه 31] فيهما عند الإمام الصادق عليه السلام، وأخذ العلوم عنه. ثم مالك [34] أخذ العلوم عن كتب أبي حنيفة. ثم الشافعي أخذ عن مالك ودرس عليه، ولقنه ما أخذه عن كتب أبي حنيفة، عن الصادق عليه السلام. ثم أحمد بن حنبل كذلك. إذن جميع المذاهب الأربعة تفرعت عن الإمام (جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، كما تقدم، وجميع المصادر التأريخية سنية كانت أم شيعية، متفقة علي ذلك. فما وجد في كتب المذاهب الأربعة موافقا " للمذهب الجعفري، فهو عن (جعفر بن محمد الصادق عليه السلام) وما كان مخالفا " فهو عن اجتهاد منهم. فلما اعتنقنا هذا المذهب الشريف وأعلنا ذلك، قامت الطامة الكبري، كما سيأتيك أيضا تفصيل ذلك قريبا ". فهناك جماعات كثيرة من مختلف البلاد، طلبوا منا أن نذكر الأسباب التي دعتنا إلي الأخذ بمذهب أهل البيت عليهم السلام، مع التطرق

إلي [ صفحه 32] ذكر نبذة من ترجمة حياتنا، فلبينا طلباتهم، وامتثلنا أوامرهم، وشرعنا بكتابة هذا الاملاء، مع أننا قد كتبنا قبل هذا وبعد الاستبصار، مؤلف عديدة، مفصلة ومختصرة، مطبوعة ومخطوطة، وقد انتشرت المطبوعات منها في البلاد الإسلامية، فأخذت حظها من الشهرة، وقد أثبتنا فيها ما يثبت مدعانا بحجج لا تكابر، كما سيأتي جملة منها في هذا الكتاب أيضا " إن شاء الله [ صفحه 33]

ترجمة المؤلف

اشاره

وإليك نبذة من ترجمة حياتي: كانت ولادتي سنة 1314 هجرية [35] في قرية من القري التابعة إلي أنطاكية [36] ، تبعد عنها ما يقرب من أربعة فراسخ تدعي (عنصو) وهي قرية جميلة، لطيف هواؤها، عذب ماؤها، تقع بمكان مرتفع، ذات أشجار كثيرة متنوعة، وأكثرها التين والعنب والزيتون، وفيها الجوز واللوز والرمان وغيرها. [ صفحه 34] وكان فيها شيخ يعلم القرآن والكتابة فقط وذلك للصبيان، فوضعني والدي عنده لأتعلم القرآن والكتابة. ثم بعد أن انتهيت من القرآن والكتابة ضمني والدي إليه، لأعينه في بعض الأعمال. ولما بلغت سن الرشد، وقع في نفسي حب أهل العلم والعلماء، فإذا رأيت عالما " قمت في خدمته بحسب وسعي، ثم ألقي في روعي حب طلب العلم، وكان حينئذ شيخ في قرية قرب قريتنا يدعي الشيخ (رجب) وهو من أهل العلم، فبدأت أنا وأخي الشيخ (أحمد) عنده، وبقينا ما يقرب من ثلاث سنين. ثم انتقلنا إلي أنطاكية ودخلنا المدرسة بواسطة شيخ يدعي الشيخ (نظيف) فأخذنا بالدراسة عنده، وعند والده الشيخ (أحمد أفندي الطويل) وبقينا فيها مدة سبع سنين تقريبا ". وفي أثناء هذه المدة أتي إلي أنطاكية شيخ عالم جليل يدعي الشيخ (محمد سعيد العرفي) من بلد دير الزور، وكان مبعدا " من قبل

الدولة الفرنسية أثناء احتلالها القطر السوري بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي سنة 1919 م، وقد أخذنا عنه أيضا مدة إقامته في أنطاكية.

في الجامع الأزهر

ثم ارتحلنا إلي مصر، وكان السابق إليها أخي، ودخلنا الجامع الأزهر للدراسة، وبعد مدة قليلة تقرب من شهر من دخولنا الجامع الأزهر، أتي الشيخ سعيد المذكور إلي مصر، وحصلت لنا منه بذلك فوائد كثيرة، وقد أخذنا في الجامع جل [ صفحه 35] العلوم عن عدة مشايخ من أعلام مصر.

اساتذتي في الأزهر

(1) العلامة الأكبر الشيخ مصطفي المراغي شيخ الجامع الأزهر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلي. (2) العلامة الكبير الشيخ محمد أبو طه المهني. (3) العلامة الكبير الشيخ رحيم. وغير هؤلاء من أعاظم مشيخة الأزهر ممن يطول الكلام بذكر أسمائهم.

حصول الشهادة

ولما فرغنا من التحصيل، وحصلت لنا شهادات راقية، وأردنا العودة إلي بلادنا، طلب منا بعض أعلام مصر أن نبقي فيها لنكون مدرسا " بالأزهر، غير أنا وجدنا بلادنا أحوج إلينا من بقائنا في مصر إذ أن مصر بلد العلم والفضيلة، وفيها العلماء الفطاحل، فهم في غني عنا، ولكن بلادنا خالية من العلماء المبرزين إلا قليلا "، سيما في الفقه والتفسير والحديث، كدت لا تري من يتقنها.

عودتنا إلي البلاد

فعدنا إلي البلاد، وأخذنا نمتهن إمامة الجماعة والجمعة والتدريس والإفتاء والخطابة مدة طويلة، نحو خمسة عشر عاما ". [ صفحه 36]

الخلاف بين المذاهب الأربعة

اشاره

وكنا في هذه المدة نتذاكر في شأن الخلاف بين المذاهب الأربعة: أنا، وأخي الشيخ (أحمد) ونتعجب منه، وإذ ذاك نجد في المسألة خلافا " في نفس المذهب، وفي كثير من المسائل الخلافية، فضلا " عن الخلاف الواقع بينه وبين المذاهب الثلاثة، حتي رأينا أن بعض المذاهب يحلل مسألة والآخر يحرم، وبعضا " يكره والآخر يسن، وهكذا دواليك. مثلا ": إن الشافعي يقول: إن لمس المرأة الأجنبية يوجب الوضوء [37] . والحنفي يقول بخلافه [38] . ويخالفهما مالك حيث يقول: إن اللمس إذا كان بشهوة، أو عن عمد، وجب الوضوء، وإلا فلا [39] !! أيضا ": الشافعي يجيز نكاح البنت من الزنا، ويخالفه الثلاثة [40] !! [ صفحه 37] والحنفي يقول بوجوب الوضوء من خروج الدم من البدن، ولو قليلا "، ويخالفه الثلاثة) [41] . أيضا ": الحنفي يجيز الوضوء بالنبيذ واللبن المشوب بالماء، ويخالفه الثلاثة [42] ! ويقول مالك بجواز أكل لحم الكلاب، ويخالفه الثلاثة [43] ! والشافعي يجيز أكل لحم الضبع والجري والثعلب [44] . وأبو حنيفة يحرم أكلها [45] . والقنافذ يحلها الشافعي، والآخرون يحرمونها [46] ! إلي كثير من هذا الخلاف الواقع بينهم من أول الفقه إلي آخره [47] . يا سبحان الله! أفهل كانت الشريعة ناقصة لم تتم حتي أتوا بما أتوا به من الخلاف الدائر بينهم، فهذا يحلل وذاك يحرم، والآخر يجيز، وذاك بالعكس؟! وقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال: (حلال محمد حلال إلي يوم القيامة، وحرام محمد حرام إلي يوم القيامة) [48]

. أما تري أن الشافعي نفسه قد ألف (مذهبه القديم) ونشره بين [ صفحه 38] المسلمين في العراق والحجاز واليمن والشام، ثم ارتحل إلي مصر لأمر ما وخالط المغاربة وأخذ عنهم، فعدل عن مذهبه القديم وألف مذهبا " آخر أسماه (المذهب الجديد) حتي لم يبق من المذهب الأول إلا مسائل!! أقول: فإن كان مذهبه الأول صحيحا "، فلماذا أتي بالثاني وبالعكس؟ وأيضا " نري أبا حنيفة يأتي بالقول في أحد المسائل مثلا "، ويأتي (أبو يوسف) [49] أو (محمد) [50] أو (زفر) [51] وهم ممن أخذوا عنه، وتلمذوا عليه ويخالفونه، فمرة يكون أحدهم معه والآخران عليه، وبالعكس، أو يخالفوه الثلاثة أو يوافقونه! وهكذا مالك وأحمد والخلاف دائر بينهم في جميع المسائل، وطبعا " هذا مما يوقع في الريب.

الوهابية

وكنا نسمع عن الوهابية [52] بأنهم يقيمون الحدود، ويجرون [ صفحه 39] الأحكام الشرعية تماما "، فهاجرنا إلي الحجاز وتخللنا بينهم مدة، فوجدنا الأخبار التي وصلتنا من القطر الحجازي كانت خلاف الواقع، فإنهم أضر علي الإسلام من كل شئ، وقد شوهوا سمعة الإسلام بأعمالهم وأفعالهم، وبسوء فتاوي علمائهم، وبسوء صنيعهم بالعترة الطاهرة الأئمة الصالحين وغيرهم، وذلك بهدم قبورهم. ولعمري لقد أرادوا هدم ضريح النبي المقدس صلي الله عليه وآله فعارضهم كثير من المؤمنين من شرق الأرض وغربها، فتركوه خوف الفتنة والإثارة، أنظر إلي غريب فتواهم!! [ صفحه 40]

يقول الوهابي

إذا وضع الحاج أو أي شخص يده علي القبر، فهو مشرك!! ويدانيه الشرطي، ويقول: (ارفع يدك يا مشرك)!! وإذا قال القائل: (يا رسول الله) فهو مشرك!! وإذا أخذ أحد الضرائح، أو قبله، أو تبرك به، فهو مشرك!! ويضربه الشرطي ويزجره، ويقول له: (لا تفعل يا مشرك)!! إلي غير ذلك من الآراء السخيفة التي لا تنطبق علي الشرع الإسلامي الشريف أصلا "، والتي تضحك الثكلي (وشر البلية ما يضحك). ثم والخطب الأفظع أنهم يوبخونه عن عمله المقدس بكلمة (يا مشرك)! (يا كافر)! وذلك في أول مرة، فإن قبل فيها وإلا فهو مباح الدم يجب قتله كما فعله الوهابيون في الحجاز وفي العراق وغيرهما، ولله در القائل: ومن عجب الدنيا حكيم مصفر++ وأعمش كحال وأعمي منجم وقارئنا تركي وهندي خطيبنا++ تعالوا علي الإسلام نبكي ونلطم [53] . وما عشت أراك الدهر عجبا [54] !++ [ صفحه 41] فماذا تقولون يا أيها المسلمون في شرق الأرض وغربها، بهذا المذهب المخترع الحادث القذر، الذي هو كل علي الإسلام والمسلمين! فإليك يا رب المشتكي منهم. وبالجملة لما رأينا ما رأينا منهم،

رجعنا إلي بلادنا، وعدنا إلي ما كنا نمتهن من ذي قبل، وطال بنا الحال، فحتي متي يا رب. إذ لا نزال في ريب مما نراه من الخلاف الداعي إلي القلق والاضطراب والتشويش إلي أن حدثت أسباب دعت إلي الاتصال بالطائفة الشيعية. من هم الشيعة؟ هم الطائفة الحقة المحقة، والخيرة من خلق الله، والفرقة الناجية التي تمسك بولاء الله ورسوله، والأئمة الأطهار من أهل بيته عليهم صلوات الله، وعرفت حق أئمتها حق المعرفة حسب الإمكان، وعرفت من عاداهم، فأعطت كلا منهم حقه. وهم يعبدون الله وحده لا شريك له ولا مثيل. ويؤمنون برسالة النبي الأعظم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله وبولاية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وبقية الأئمة الأحد عشر: الإمام الحسن المجتبي عليه السلام. الإمام الحسين الشهيد بكربلاء عليه السلام. الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام. [ صفحه 42] الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام. الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام. الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام. الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام. الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام. الإمام الحسن الزكي العسكري عليه السلام. الإمام الحجة المنتظر المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف) [55] . وسيظهر في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلا " وقسطا " بعد ما ملئت ظلما " وجورا ". [ صفحه 43] راجع كتب الفريقين لتعرف علة بقائه، وطول عمره [56] . وإنهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة والخمس، ويصومون ويحجون، ويجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، كما أمر الله ورسوله، ولا يخافون في الله لومة لائم. ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،

ويسارعون إلي الخيرات. ويأتون بجميع الواجبات، وينهون عن جميع المحرمات. [ صفحه 44]

الشيعة هم الناجون

السبب في نجاة هذه الطائفة بالإضافة إلي ما تقدم، هو امتيازها عن سائر الفرق الإسلامية التي جاء بها الحديث المتفق عليه: (ستفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة) [57] . وقد رأينا أن الأمة الإسلامية كلها تأتي بكلمة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فإن قلنا بنجاة الكل كذبنا الحديث. وإن قلنا بهلاك الكل أيضا " كذبنا الحديث. إذن فالفرقة الناجية هي كما قلنا التي أخذت بولاء آل بيت رسول ا الله صلي الله عليه وآله، والدليل علي نجاتها قيام الأدلة - كتابا " وسنة - الثابتة عند الطرفين [58] . إذن فلا بد أن تكون هذه الفرقة التي نجت قد امتازت عن سائر الفرق بشئ لم تأخذ به سائر الفرق وهو: الولاء، والبراء. وقولهم أيضا " بعصمة أئمتهم وساداتهم وقادتهم وشفعائهم. فبالله عليك أيها القارئ المنصف الكريم المؤمن، أيقال لمثل هؤلاء: كفرة مشركون، مرتدون، مهدوروا الدم؟!. [ صفحه 45] وينسب إليهم أنواع التهم الباطلة، والافتراءات المفتعلة، والأقاويل الكاذبة الشنيعة، كما أتي به ابن تيمية، وابن حجر، والقصيمي، والحفناوي، وموسي جار الله، وأحمد أمين، والجبهاني. وكالمجرم شيخ نوح الذي أفتي بكفر الشيعة وقتلهم، وسبي نسائهم، ونهب أموالهم، واسترقاق ذراريهم؟! وقد ختم فتواه الطويلة بقوله: تابوا أم لم يتوبوا!! أنظر إلي نص فتواه المشؤومة إلي كتاب (الفصول المهمة) للإمام شرف الدين، وذلك في الفصل التاسع، اللهم إليك المشتكي، وأنت المفزع في الملمات. وهل تعلم أيها القارئ اللبيب، ما هو ذنب الشيعة؟ هو عدم اعترافهم بالخلافة لغير أئمتهم كائنا " من كان، بل تقول: (إن الخلافة لهم

من أول البعثة إلي آخر الدنيا) فبربك قل: أهذا ذنب يورث الكفر والارتداد؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبعد الفحص الشديد عرفنا أن عدد الشيعة اليوم أكثر من مائة مليون بالضبط الدقيق، ولولا ما لاقوا من أعدائهم من القتل والعدوان، وما أصيبوا به من ألوان الظلم والاضطهاد خلال القرون الغابرة، لكان يبلغ عددهم اليوم بألف مليون علي الأقل. وهم منتشرون في كل العالم شرقة وغربه، شماله وجنوبه إلا أن [ صفحه 46] معظمهم في الدول الإسلامية، ولهم القدم السابقة، والقدح المعلي في بث الدعوة الإسلامية ونشرها من طريق مذهبهم، ولهم الخدمات الكبري والمواقف الإسلامية المشكورة، لم يزل ولا يزال يفتخر المسلمون بها، وقد ملأت الدنيا كتبهم، ولا تحصي عددها كثرة، وعليك بمراجعة كتاب الذريعة إلي تصانيف الشيعة [59] تأليف المجتهد الأكبر الشيخ آغا بزرك الطهراني (حفظه الله) فإنه فهرس لما عثر سماحته من مؤلفاتهم ومصنفاتهم، ومع ذلك هي القسم الضئيل القليل جدا " منها. وفيهم العلماء، والفقهاء، والحكماء، والفلاسفة، والمفكرون، والسلاطين والوزراء، والأدباء والشعراء والكتاب، والمنجمون والرياضيون والفلكيون، والمهندسون والأطباء، وأرباب الصنائع والمخترعات، والنوابغ والجهابذة والمشاهير، وقد ملأوا أرض الله الواسعة علما " وعملا ". ولهم أيضا " المدارس العلمية، والمعاهد الدينية، والمساجد الضخمة المعمورة بالمصلين جماعات وأفرادا "، وذلك في شرق الأرض وغربها، مدنها وقراها. [ صفحه 47] وهذا الإمام الأكبر فقيد الإسلام الراحل العظيم السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني [60] (ره) فإنه قد أسس المساجد والمعاهد في مختلف مناطق الدنيا. وهكذا الإمام البروجردي [61] (رحمه الله) أرسل دعاة مبشرين إلي أقصي بلاد الأرض، وبني هناك مساجد ضخمة جدا "، ومعابد معمورة، منها في: أمريكا، وألمانيا، ولندن، وباريس. [ صفحه 48] فهل عرفت

الشيعة أيها اللائم؟ ومع الأسف كله لم نجد لهم في كتب السير والتواريخ عند القوم، سوي المطاعن والشتم المقذع، بل التكفير الصريح، ولماذا؟ السبب يا رب لأنهم مشركون!! هكذا في الصواعق المحرقة لابن حجر، أحرق الله مؤلفه في الآخرة. وأيضا " أنهم لا يحضرون الجمعة ولا الجماعة) [62] ! وهنا الطامة الكبري. أفهل يجوز تكفير المسلم بترك الجمعة والجماعة أيها المسلمون؟! [ صفحه 49]

تشيعه

الاسباب التي دعتنا إلي الأخذ بمذهب

أهل البيت عليهم السلام هي أمور كثيرة، نذكر منها: أولا ": رأيت أن العمل بمذهب الشيعة مجز، وتبرأ به الذمة بلا ريب، وقد أفتي به كثير من علماء السنة من السابقين واللاحقين، وأخيرا " منهم الشيخ الأكبر زميلنا الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر بفتواه الشهيرة المنتشرة في العالم الإسلامي) [63] . [ صفحه 50] ثانيا ": ثبت عندي بالأدلة القوية، والبراهين القاطعة، والحجج الدامغة الرصينة الواضحة التي هي كالشمس الساطعة في ضاحية النهار، ليست دونها سحاب، أحقية مذهب أهل البيت عليهم سلام الله، وأنه هو المذهب الحق الذي أخذه الشيعة عن أئمة أهل البيت عن جدهم رسول الله صلي الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن الرب الجليل، وليس فيه دخيل، ولن يرضون عنه بديلا " حتي يلقوا الرب الجليل. وأخذه الثقاة عن الثقاة من يوم البعثة إلي يوم البعث لا يختلف آخرهم عن أولهم. ثالثا ": إن الوحي نزل في بيتهم، وأهل البيت أدري وأعرف بما في البيت من غيرهم. فجدير بالعاقل المتدبر أن لا يترك ما صح لديه من الأدلة منهم ويأخذ من الأجانب الدخلاء. رابعا ": كثير من الآيات الواردة في الذكر الحكيم والقرآن المجيد، دالة علي مدعانا، وسنبين جملة منها عن قريب إن شاء الله. [

صفحه 51] خامسا: كثير من الأحاديث المأثورة، والأخبار عن النبي الأعظم صلي الله عليه وآله دالة علي ذلك، وقد ذكرها الفريقان - السنة والشيعة - في كتبهم، وسنتعرض إلي ذكر جملة منها أيضا " قريبا " إن شاء الله، إلي غير ذلك مما لا يسعنا في هذا المختصر الإحاطة بها، وقد أتينا علي كثير منها في كتابنا (الشيعة وحجتهم في التشيع) فراجع هناك تجد ما فيه الكفاية، وراجع أيضا " (المراجعات) خصوصا " المراجعة الرابعة، تري فيه ما يقنعك إن كنت منصفا " وإلا فعذرك جهلك. مناظرات بيني وبين بعض علماء الشيعة: أيضا " من جملة الأسباب التي دعتنا إلي التشيع، هي وقوع كثير من المناظرات التي جرت بيني وبين بعض علماء الشيعة، وفي حال المناظرة كنت أجد نفسي محجوجا " معهم، غير أني أتجلد وأدافع دفاع المغلوب، مع ما أنا عليه بحمد الله تعالي من الاطلاع الواسع والعلم الغزير في المذهب السني الشافعي وغيره، إذ أنني تلمذت حوالي ربع قرن علي فطاحل العلماء والجهابذة علي مشيخة الأزهر حتي حصلت لي شهادات راقية، كما مر عليك قريبا ". وقد طالت المناظرات بيننا زمنا " طويلا "، لا يقل عن ثلاث سنين تقريبا "، وقد وقع في نفسي شئ من الريب في المذاهب الأربعة، لكثرة الخلاف فيها، وسيأتيك قريبا " جملة منها. [ صفحه 52]

الظفر بكتاب المراجعات

وأخيرا " عثرنا علي كتاب جليل لإمام عظيم، وهو كتاب (المراجعات) للمقدس فقيد الأمة الإسلامية آية الله العظمي المجاهد في سبيل الله بقلمه ولسانه طيلة حياته، الإمام الأكبر، والمجتهد الأعظم، سماحة السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي [64] قدس الله روحه الطاهرة وأسكنه فسيح جنته مع أجداده الطاهرين، فأخذت

الكتاب وبدأت أتصفحه، وأتدبر مقالاته بدقة وإمعان، فأدهشتني بلاغته، وسبك جمله، وعذوبة ألفاظه، وحسن معانيه التي قل أن يأتي كاتب بمثلها، فقمت أفكر في هذا الأثر القيم، والسفر العظيم، وما فيه من الحكميات والمحاكمات بين مؤلفه المفدي، وبين [ صفحه 53] الشيخ الأكبر الشيخ (سليم البشري) شيخ الجامع الأزهر، وذلك بأدلته القاطعة، وحججه البالغة، مما يفحم الخصم، ويقطع عليه حجته. وقد رأيت مؤلفه العظيم لم يعتمد في احتجاجه علي الخصم من كتب الشيعة، بل يكون اعتماد علي كتب السنة والجماعة، ليكون أبلغ في الرد علي الخصم، فبذلك زدت إعجابا " علي إعجاب مما جري به قلمه الشريف. هذا ولم يمض علي الليل إلا وأنا مقتنع تماما "، بأن الحق والصواب مع الشيعة، وأنهم علي المذهب الحق الثابت، عن رسول صلي الله عليه وآله، عن أهل بيته الطاهرين عليهم السلام، ولم يبق لي أدني شبهة البتة، واعتقدت بأنهم علي خلاف ما يقال فيهم من المطاعن والأقاويل المفتعلة الباطلة.

عرض المراجعات علي فضيلة الأخ

ثم في صبيحة تلك الليلة، عرضت الكتاب الشريف [65] علي أخي وشقيقي، فضيلة العلامة الفذ الحافظ الشيخ (أحمد أمين الأنطاكي) حفظه الله، فقال لي: ما هذا؟ قلت: كتاب شيعي، لمؤلف شيعي. [ صفحه 54] فقال: أبعده عني، أبعده عني، أبعده عني، ثلاثا " - فإنه من كتب الضلال وليس لي به حاجة، وإني أكره الشيعة وما هم عليه!! فقلت: خذه وأقرأه، ولا تعمل به، وماذا يضرك إن قرأته؟ فأخذ الكتاب ودرسه وطالعه بدقة وإمعان، وحصل له ما حصل لي من الاعتراف بأحقية المذهب الشيعي، وقال: إن الشيعة علي الحق والصواب، وغيرهم خاطئون، ثم تركت أنا وأخي المذهب الشافعي، واعتنقنا المذهب الشيعي الجعفري الإمامي، وذلك لقيام الأدلة الكثيرة

الواضحة، والبراهين الرصينة الناصعة، فاستراح ضميري بهذا التمسك بالمذهب الجعفري، وهو مذهب آل بيت النبوة عليهم صلوات الله وسلامه أبدا " ما دام الليل والنهار، لعلمي أني قد حصلت علي أقصي غاية ما أريد بأخذ مذهب العترة الطاهرة، وبذلك أعتقد يقينا " لا يشوبه شك أني قد نجوت من عذاب الله تعالي. وأحمد الله تعالي ثانيا " علي نجاة عائلتي كلها، وكثير من أقربائي وأصدقائي وغيرهم، وهذا فضل ونعمة من الله لا يقدر قدرها إلا هو، وهي ولاية آل الرسول، فإنه لا نجاة إلا بولايتهم. والحديث متفق عليه سنة وشيعة، وهو قول رسول الله صلي الله عليه وآله: (مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجي، ومن تخلف عنها غرق وهلك) [66] . وأسأل المولي جل وعلا أن يوفقنا لمرضاته بولايتهم وبحبهم إنه أكرم مسؤول، وولي الإجابة. [ صفحه 55]

تشيع جماعات معنا

وقد تشيع معي، وكذلك مع أخي، خلق كثير جدا " من إخواننا السنة، من سورية ولبنان وتركيا وغيرها من البلاد، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

اشتهار أمرنا

ثم اشتهر أمرنا في البلاد، وذاع وشاع وملأ الأسماع، حتي أخذ الناس يتراكمون علينا، يسألوننا عن السبب الذي دعانا إلي الأخذ بمذهب أهل البيت، مذهب الحق، وترك المذهب الشافعي، وكنا نجيبهم بأن الأدلة قامت لدينا، فمن أراد منكم أن نوضح له المذهب الحق، فليأت إلينا.

مراجعات الناس إلينا

وفي هذه الفترة القصيرة التي هدانا الله تعالي كانوا يأتون إلينا من كل حدب وصوب، من مختلف الطبقات من العلماء والأساتذة، والوجهاء والتجار، والكسبة والموظفين وغيرهم، فكنا نلقي عليهم الحقائق من المصادر الموثوقة من مصادرهم. فمنهم من يسمع ويقنع ويأخذ بالمذهب (مذهب أهل البيت عليهم السلام) ويرفض مذهبه السابق، ومنهم من يتعصب ويبقي علي مذهبه، وعذره جهله وتعصبه مع العلم أنه غير قادر علي الدفاع عن مذهبه. وهكذا طالت بنا الأيام، ونحن دائبون علي هذا السبيل، دعاة [ صفحه 56] للتبليغ ولا نزال، وقد كثر المستبصرون في سوريا، بل امتد إلي تركيا. والحمد لله.

مذاكرة بيني و بين أخي

هذا ولزيادة الاطمئنان، كنت أنا وأخي نتذاكر في خصوص المذهب الجعفري، فتارة يجعل نفسه من علماء الشيعة وأنا أكون من علماء السنة، ونباشر بالمناظرة. فألقي عليه مسائل فيجيبني عنها من الكتاب والسنة، بحيث أري نفسي مغلوبا " معه، وأري أن الحق مع الشيعة. وأخري أجعل نفسي شيعيا " وهو سني، فنتذاكر في مسائل أيضا "، فيضحك ويري نفسه مغلوبا "، ويقول: الحق الصحيح مع الشيعة. وهكذا مرارا " تتكرر المذاكرة بيننا بهذا الترتيب، ونجد أن الحق مع الشيعة لأن الحق يعلو ولا يعلي عليه. مثلا لما يجعل نفسه شيعيا " يطالبني بالدليل علي التمسك بأحد المذاهب الأربع قائلا ": ما دليلك علي أن تتعبد بالمذهب الشافعي أو الحنفي أو المالكي أو الحنبلي؟ أفتجد لك دليلا من آية في القرآن المجيد، كقوله تعالي: (وأن هذا صراطي مستقيما " فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) [67] . فانظر كيف يأمر الله المؤمنين بأن يأخذوا بصراطه المستقيم، وينهانا [ صفحه 57] عن الأخذ بطرق عديدة كي لا نضل عن سبيله. أو

تجد حديثا " مأثورا " يدل علي تمسك بأحد المذاهب؟ فأجيبه: الإجماع! فيردني: لا إجماع البتة، فإنهم يختلفون في المذاهب، فكيف يحصل الاجماع؟!. وإذا سألني وأنا أجعل نفسي جعفريا "، آتي له بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله، فأقول: جاء في الحديث، عن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا "، وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) [68] . وقال رسول الله صلي الله عليه وآله: (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجي، ومن تخلف عنها غرق وهوي) [69] . فيسلم ويذعن، ويقول: الحق معكم. فهكذا رأينا الحق ثابت بجانب أهل بيت رسوله الله صلي الله عليه وآله إلي غير ذلك من الأدلة التي تأخذ بعنق المؤمن فتمنعه عن وجهته.

اعلان التشيع

قد عرفت مما عليك متكررا " بأن الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة من كلا الطرفين طافحة في كتب الفريقين بأحقية الأخذ [ صفحه 58] بالمذهب الجعفري، إذ أنه سلسلة ذهبية متراصة حلقاتها بعضها ببعض لا تنفصم، إذ يقول جل شأنه: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها) [70] . وقد جاء في حديث معتبر مأثور، عن علي عليه السلام، عن النبي صلي الله عليه وآله، أنه قال (نحن العروة الوثقي) [71] . وجاءت رواية أخري: (نحن الصراط المستقيم، نحن السبل إلي الله) [72] وأمثال ذلك، وهي كثيرة جدا " أوضحت لنا السبيل إلي الدخول في المذهب الشيعي، فاعتنقناه بكل فرح وسرور، إذ لا مناص لنا من الأخذ

به طلبا " للنجاة، وفوزا " إلي الرشاد. هدانا الله وإياك إلي ما فيه رضاه، وهو الموفق والمرشد والهادي، ولله در شاعر أهل البيت الكميت رحمه الله: وما لي إلا آل أحمد شيعة++ وما لي إلا مذهب الحق مذهب [73] . [ صفحه 59] وقال الإمام الشافعي: ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم++ مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت علي اسم الله في سفن النجا++ وهم أهل بيت المصطفي خاتم الرسل وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم++ كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل إذا افترقت في الدين سبعون فرقة++ ونيف كما قد جاء في محكم النقل ولم يك ناج منهم غير فرقة++ فقل لي بها يا ذا التفكر والعقل أفي الفرق الهلاك آل محمد++ أم الفرق اللائي نجت منهم قل لي فإن قلت في الناجين فالقول واحد++ وإن قلت في الهلاك حدث عن العدل إذا كان مولي القوم منهم فإنني++ رضيت بهم لا زال في ظلهم ظلي فخلوا عليا " لي وليا ونسله وأنتم من الباقين في أوسع الحل [74] . [ صفحه 60] وقال الآخر: إذا شئت أن تبغي لنفسك مذهبا "++ ينجيك يوم البعث من لهب النار فدع عنك قول الشافعي ومالك++ وأحمد والمروي عن كعب أحبار ووال أناسا " قولهم وحديثهم++ روي جدنا عن جبرئيل عن الباري

المؤامرات التي حيكت ضدنا

فلما أعلنا التشيع وانتشر هناك، وفشا وأخذ الناس يدخلون فيه جماعات وأفرادا، فحينذاك تكتلت فئات ممن يناوئ مذهب أهل البيت عليهم السلام لجهلهم بمعرفة المذهب، والمرء عدو ما جهل، لذلك أتوا بما أتوا من سوء الأفعال والمعاملة، بحيث نستحي أن نذكره لقبحه وشناعته! ولقد حكم الكثيرون منهم علينا بالكفر والارتداد، فرشقونا بسهامهم، وقاموا يحرضون علينا سفهاءهم،

ويغرون صبيانهم، فيأذوننا بالكلام، ويرموننا بالحجارة والحصي قائلين لنا: يا عبدة (القرميدة)!! ويعنون بذلك التربة الحسينية. وأخذوا يحذرون الناس علي المنابر من معاملتنا بدعوي الكفر والارتداد، ويقطعون علينا أسباب المعاش ما أمكنهم، بحيث لو أردنا أن نستأجر دارا " للسكني أتوا إلي صاحبه ويهددونه، قائلين بأن هؤلاء [ صفحه 61] رفضة مشركون يشتمون الصحابة، وإياك أن تؤجرهم فإن فعلت آذيناك!! فيا للعجب كأنما خرجنا عن حظيرة الإسلام باعتناقنا مذهب أهل البيت عليهم السلام، فلا حول ولا قوة إلا بالله وإليه المشتكي. وأيضا " قامت طائفة من مشايخ حلب، وأسسوا جمعية أسموها (جمعية الدعوة المحمدية إلي الصراط المستقيم) ورجل حلبي يدعي (أمين عيروض) ألف كتابا " أسماه باسم تلك الجمعية، ويقول فيه أقوالا شنيعة كثيرة ضدنا، ومنها: يقول: إن التشيع قد فشا بحلب ونواحيها وضواحيها، وتخلل بها، وهو مخوف جدا "، فنحن نكافح تلك الطائفة الباغية التي تشيعت! فقامت له ضوضاء، ثم خمدت، فإن صوت الحق قد علا وارتفع، ولا يزال صداه يدوي حتي انتشر انتشارا "، فلا يمكن إسكاته ولو رجف المرجفون. وعلي كل حال نحن ثابتون كالجبل الأشم لا تحركه العواصف، والبحر الخضم لا يأبه بحر الهجير، مشمرين عن سواعدنا، آخذين بأذيال الحق، ندعو إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالمجادلة التي هي أحسن (ومن أحسن قولا " ممن دعا إلي الله، وعمل صالحا " وقال إنني من المسلمين) [75] وقد أخذ الله بأيدينا ببركة أهل البيت عليهم السلام في الأحوال كلها، ننتصر عليهم، وهم فاشلون خائبون خاسرون، وبصنع أعمالهم يوم القيامة مجزيون. [ صفحه 62]

نفثة مصدور

وقد رأيت أن أكتب عن هذا الموضوع المؤلم المخجل، الصادر عن الحمقي من أهل العمائم الذين لا

دأب لهم سوي التنقيب عن عيوب المسلمين المؤمنين الصالحين، خصوصا " عن عيوب الشيعة الأبرار الذين هم شيعة أهل البيت الأجلاء، وما أكثر هؤلاء وأعوانهم. ولله در من قال: شر الوري من بعيب الله مشتغل++ مثل الذباب يراعي موضع العلل وهؤلاء وأمثالهم هم جرثومة الفساد، وبؤرة النفاق، يسعون في الأرض فسادا "، إذ أنهم لا يعيشون في حالة تصافي الوقت بين الفرق الإسلامية وتضامن حقوقهم، بل ولا في أيام الهدنة، في كل أحوالهم يترقبون الفتن، ووقوع الاضطرابات بين صفوف المسلمين، ليتدخلوا في بث أسباب الفساد، ليصطادوا في الماء العكر، لينعم لهم العيش كأسلافهم، فكأني لما أخذت بمذهب آل بيت النبي صلي الله عليه وآله خرجت في نظرهم الفاسد عن حظيرة الإسلام رأسا "، فأكون حينذاك مباح الذمام، لا حرمة لي ولا احترام، ولو أنهم ثابوا إلي رأي صحيح، ووقفوا علي مذهب أهل البيت عليهم السلام لعلموا أن الشيعة علي حق وصواب، إذ أن الواقع في تدعيم هذا المذهب الكريم هو صاحب الرسالة محمد صلي الله عليه وآله، ومثبت دعائمها، وباني صرحها المشمخر هو علي وبنوه الذين طهرهم الله من الرجس، [ صفحه 63] ولطف بهم، فعصمهم عن ارتكاب أي ذنب صغيرا " كان أم كبيرا "، فحديثهم حديث ابن، عن أبيه، عن جده.، عن رسول الله صلي الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن الرب الجليل [76] . وهكذا شيعتهم أخذته يدا " عن يد، وثقة عن ثقة لا يختلف آخرهم عن أولهم كما تقدم [77] فيا للعجب. أيقتل المحق وينجي المبطل!! فهل علي من أخذ بهذا المذهب المقدس لوم، ويضلل من تعبد علي طريقتهم؟! أيكفر، ويشتم ويرمي بالزندقة، ويرشق بالحجارة، وتكال له الشتائم؟! أتسبي حريمه،

وتنهب أمواله، وتقتل أطفاله، ويمنع من المنافع كلها، وهو الشهم الكريم؟! أيقال له، وهو الذي عبد الله بحق وصدق ويقين: يا عابد الصنم؟! وهو قد عقد ضميره علي ولاية الله ورسوله والأئمة الأطهار (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) [78] . ولكن - واللعنة علي لكن - طبع الدهر علي رفع الوضيع ووضع الرفيع، انظر إلي ما صنع الأمويون مع الرسول والعترة الطاهرة، والصفوة من شيعتهم، فكان أبو سفيان للرسول الأعظم صلي الله عليه وآله، ومعاوية لأمير المؤمنين علي عليه السلام، ويزيد لسيد الشهداء عليه السلام، والمروانيون للشيعة الأبرار، [ صفحه 64] وهكذا دواليك حتي أتي اليوم الذي قطع الله فيه دابرهم، وحتي أتي اليوم الذي اخترنا فيه مذهب التشيع علي مذهب الشافعي، فقامت قيامتهم، وثارت ثورتهم علينا، كما مر عليك قريبا ". ونحن لا نلوم من كانت هذه أخلاقه، وهذا منشأه! أذناب أموية، وحثالات مروانية، سلسلة مرتبطة حلقاتها، لا يختلف آخرهم عن أولهم حتي يأتي اليوم الذي يأخذ فيه الظالم، وينجو المظلوم. (شنشنة أعرفها من أخزم) [79] .

موقف الإمام الأكبر

آية الله البروجردي منا لما رمي الدهر علينا كلاكله، وضاقت بنا الأحوال مادة ومعني، وصل خبرنا إلي الإمام شرف الدين (رحمه الله) واطلع علي ما نحن عليه من ضيق الحال، فرفع كتابا " إلي المرجع الأعلي لهذه الطائفة المحقة، آية الله العظمي، وحجته الكبري المجتهد الأعظم، سيدنا ومولانا المفدي [ صفحه 65] الإمام السيد الحسين الطباطبائي البروجردي [80] قدس الله روحه الطاهرة وأسكنه فسيح جنته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا " بمنه [ صفحه 66] وكرمه، فأخذ بأيدينا وساعدنا، وفي الحقيقة هو الذي كان عونا " وعضدا " لنا في

تبليغ المذهب الحق من الله ورسوله والعترة الطاهرة عليهم السلام، فالفضل كل الفضل له ولسيدنا شرف الدين رحمه الله. هذا وقد رأينا من الواجب المحتم علينا أن نعرج إلي العراق وإلي إيران، وذلك لأسباب اقتضت الحاجة إليها، وقد هيأ الله لنا الأسباب، فصممنا علي ذلك بعون الله وحسن توفيقه. [ صفحه 67]

رحلاته

رحلتي إلي العراق

وفي عام (1370) هجرية وفق الله تعالي هذا العبد لزيارة أصحاب الضرائح المقدسة، والقباب المنورة في العراق، وهم مواليي أئمة أهل البيت، العترة الطاهرة عليهم السلام، وللاتصال بعلمائه الأعلام وأئمته المجتهدين الكرام، ولقد شملني منهم ومن سائر إخواني العراقيين الأشاوس الأماجد علي اختلاف طبقاتهم حفاوة، يقصر التعبير عنها. مدينة بغداد العامرة: ففي بغداد حللت ضيفا " علي حضرة صاحب السماحة والفخامة بطل العراق المعظم والسياسي المحنك، العلامة الحجة السيد محمد الصدر [81] . رئيس الوزراء المعظم. [ صفحه 68] وقد اجتمعنا مدة إقامتنا فيها بثلة كبيرة من علماء بغداد الأعاظم، منهم سيدنا الفيلسوف الكبير، والحجة الشهير السيد صاحب السماحة والفضيلة معالي هبة الدين الشهرستاني، وسماحة العلامة الكبير، والحجة المجاهد الشهير، صاحب المؤلفات القيمة، فضيلة السيد علي نقي الحيدري عميد أسرة آل الحيدري وأمثالهما. كما وقد اجتمعت أيضا " في بغداد بمعالي الأستاذ الكبير والكاتب الإسلامي الشهير، رجل السياسة والعلم الأستاذ أحمد أمين صاحب المؤلفات القيمة (التكامل في الإسلام) وغيرها.

مدينة الكاظمية المشرفة

وقد اجتمعت أيضا " بعلماء الكاظمية الأعلام منهم: سيدنا العلامة الحجة الكبير السيد أحمد الكشوان، ومنهم سيدنا العلامة الكبير والحجة الشهير السيد علي الصدر، ومنهم سيدنا العلامة الحجة المؤلف الكبير السيد محمد المهدي الإصفهاني الكاظمي، ومنهم الشيخ العلامة الأكبر الحجة الشيخ ميرزا علي الزنجاني، وغير هؤلاء.

مدينة كربلاء المقدسة

وفي هذه المدينة المقدسة نزلت ضيفا " علي السيد المعظم صاحب السماحة والفضيلة العلامة الحجة المجاهد السيد العباس الكاشاني [82] . [ صفحه 69] وقد اجتمعنا أيام إقامتنا فيها بعلمائها الأبرار كسماحة المجتهد الكبير السيد ميرزا هادي الخراساني، وسماحة المجتهد الكبير السيد الحسن آغا مير، وسماحة المجتهد الكبير الشيخ محمد الخطيب، وسماحة المجتهد الكبير السيد مهدي الشيرازي، وسماحة المجتهد الكبير آية الله الإمام الشيخ محمد الرضا الأصبهاني الحائري) [83] وسماحة المجتهد النحرير [ صفحه 70] صاحب المناقب والمفاخر السيد محمد الطاهر البحراني، وسماحة العلامة الكبير الحجة المتبحر السيد المرتضي من آل طباطبا، وسماحة العلامة الكبير الحجة الشيخ محمد العلي من آل سيبويه، وسماحة العلامة الحجة المجاهد الألمعي السيد الميلاني، وسماحة الأستاذ الكبير والمدرس الشهير الحجة الشيخ جعفر الرشتي، وغير هؤلاء.

مدينة النجف الأشرف

ثم عرجت علي النجف الأشرف، وكنت فيها تحت رعاية سيدنا ومولانا المفدي آية الله العظمي وحجته الكبري، المرجع الديني العظيم حامي الشيعة، ومحي الشريعة الإمام المجاهد سيد الطائفة، السيد المحسن الحكيم الطباطبائي دام ظله الظليل [84] . وقد اجتمعنا مدة إقامتنا في النجف الأشرف - جامعة العلوم [ صفحه 71] الإسلامية الكبري - بطائفة كبيرة من أعلامه الأعاظم أئمة المجتهدين ورجال العلم والدين، منهم: سماحة المرجع الديني الكبير فقيه أهل البيت وهاديهم آية الله العظمي، وحجته الكبري الإمام المجاهد السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي، وسماحة المجتهد الكبير، والمرجع الشهير آية الله العظمي السيد محمود الشاهرودي، وسماحة المجتهد الكبير والمرجع الشهير آية الله العظمي، الإمام المجاهد السيد أبو القاسم الخوئي، وسماحة المجتهد الكبير، والمرجع الشهير آية الله العظمي الإمام السيد الحسين الحمامي، وسماحة المجتهد الكبير، والمرجع الشهير آية الله العظمي السيد آغا الإصطهباناتي، وسماحة المجتهد

الكبير، والمرجع الشهير الإمام المجاهد الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، وسماحة المرجع العظيم، آية الله الشيخ محمد الحسن المظفر (وشقيقيه الحجتين الآيتين محمد الحسين ومحمد الرضا) وسماحة آية الله المجاهد الشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب الموسوعة الكبري (الذريعة إلي تصانيف الشيعة) وسماحة الحجة الكبري بطل الجهاد الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني، وسماحة العلامة المجاهد، أبو الفضائل والمكارم شيخنا المبجل الحاج الشيخ نصر الله الخلخالي. وغير هؤلاء من زعماء الدين ومراجع المسلمين دامت بركاتهم، فإنهم جميعا " بالغوا في إكرامي وتعظيمي، ورفعوا منزلتي، وحفظوا شؤوني، ورجعت من عندهم مسرورا " فرحا ". [ صفحه 72]

رحلتي إلي إيران

ثم غادرت العراق وذهبت إلي بلاد إيران، وذلك لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وللاتصال بالمرجع العام للطائفة وعميد الأمة، الإمام الأكبر، صاحب الزعامة الدينية الكبري، والقيادة الروحية العظمي، الإمام المجاهد الأكبر آية الله العظمي، وحجته الكبري السيد (آغا حسين الطباطبائي البروجردي) وقد زرته في عاصمته مدينة قم - المدينة العلمية الدينية المقدسة - وقد رأيته ذا هبية ووقار لم أر مثله في علماء الإسلام قاطبة، وقد احترمني احتراما " يليق بمقامي، ورجعت من عنده مسرورا " فرحا " محبورا "، مع العلم أن كثيرا " من زعماء العالم ورؤساء الحكومات والشخصيات الفذة العالمية كانوا يقصدونه ويأتون إليه، ولم يسمح لهم بالدخول عليه فورا "، وذلك لانشغاله الدائم بمراجعات المسلمين، وقد منحني عند رجوعي من عنده من العطايا الكثيرة اللائقة بمقامه ومقامنا، فسلام عليه يوم ولد، ويوم مات ويوم يبعث حيا.

مدينة قم المقدسة

وقد اجتمعنا مدة مكثنا فيها بثلة كبيرة من علمائها الأعاظم، ومجتهديها الكرام، منهم: سماحة المرجع الديني الكبير آية الله السيد محمد الحجة، وسماحة المرجع الديني الكبير آية الله السيد صدر الدين الصدر (والد الحجة المجاهد السيد موسي الصدر في صور) وسماحة المرجع الديني الكبير [ صفحه 73] آية الله السيد محمد تقي الخوانساري، وسماحة آية الله الحجة النسابة السيد شهاب الدين آغا نجفي المرعشي، وسماحة آية الله الحجة السيد محمد رضا الگلپايگاني، وسماحة آية الله الحجة السيد آغا روح الله الخميني [85] ، وسماحة آية الله الحجة السيد الداماد، وغير هؤلاء من العلماء العاملين، والفقهاء المجتهدين، أدام الله ظلالهم، وقد لاقيت حفاوة تامة لائقة منهم، ومن جميع الطبقات هناك.

مدينة طهران المعمورة

ثم ارتحلت إلي طهران، وكنت فيها ضيفا " علي العلامة الكبير والحجة الشهير، صاحب المؤلفات القيمة آية الله السيد ميرزا حسن اللواساني، واجتمعت هناك أيضا " بطائفة من العلماء الأعلام والمجتهدين الكرام، منهم: السيد الأجل الأعظم، والطود الباذخ الأشم، صاحب المناقب والمفاخر، وارث المجد كابرا " عن كابر، سيد علماء الأمة وشيخ طائفتها، حامل لواء الشيعة ومختلفها، وقطب رحي الشريعة وموئلها، فقيه أهل بيت العصمة، المرجع العظيم في الفتوي والتقليد، آية العظمي وحجته [ صفحه 74] الكبري الإمام المجاهد السيد أحمد الموسوي الخوانساري [86] دام ظله، ومنهم سماحة المجتهد الأكبر، والسياسي الأشهر، علم الدين الخفاق وسيفه البتار، المجاهد الأكبر، والمصلح الأعظم رجل العلم والدهاء، صاحب الخدمات الإسلامية المشكورة والمواقف البطولية المشهورة ضد الاستعمار البريطاني في العراق وفي إيران، الداهية الدهماء، في فني السياسة والإدارة، ونابغة من أكبر نوابغ العالم الإسلامي آية الله العظمي الإمام السيد أبو القاسم الكاشاني [87] فقد خلقه الله شجاعا " [

صفحه 75] باسلا "، فارس ميدان الوغي، فأبي أن يكون خائفا " مضطرب القلب قلق الخاطر، ومنهم السيد صاحب السماحة والفضيلة، آية الله الحجة المجاهد السيد مير محمد البهبهاني، ومنهم الشيخ الأكبر آية الله الحجة الشيخ ميرزا أحمد الآشتياني، ومنهم الشيخ الأجل الحجة الكبير آية الله الشيخ محمد الغروي (حجت زاده) الكاشاني، ومنهم لسان الشيعة وترجمان الشريعة، مروج الدين والمذهب، العلامة الحجة المجاهد الكبير الشيخ (الفلسفي) العظيم، وغير هؤلاء من الفطاحل.

مدينة خراسان المعظمة

ثم عرجت علي خراسان لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وبعد مراسيم، الزيارة اتصلت هناك بطائفة من علمائها الأعاظم، وعلي رأسهم سماحة المجتهد الكبير، والمرجع الشهير آية الله العظمي وحجته الكبري، فقيه أهل البيت عليهم السلام وهاديهم، الإمام المجاهد علم الشيعة ومحي الشريعة، ومن ثنيت له الوسادة علي الوجه الأكمل وأتت له الرئاسة، وهو أهل لها ومحل لما فيه من الكفاءة التامة، مولانا السيد محمد الهادي الميلاني دام ظله. وقد رجعت من عندهم فرحا " مسرورا " شاكرا " لهم، لما قاموا بالحفاوة التامة اللائقة بمقامي، ورجعت إلي بلادي سوريا سالما " غانما " فرحا "، وقمت بخدماتي في ترويج الدين الحنيف والمذهب الشريف، [ صفحه 76] ولا زلت قائما بوظيفتي مع ما ألاقيه من أنواع الأذي والضغط المؤلم، وقد تقدم جملة منها، ولا بأس فإني قد فوضت أمري إلي الله، وهو حسبي ونعم الوكيل، نعم المولي ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [ صفحه 79]

الشيعة والكتاب والسنة النبوية

اشاره

أخذت الشيعة بعد النبي صلي الله عليه وآله أحكام دينها من الكتاب، والسنة النبوية: أما الكتاب فالمجتهد منهم يأخذ بنصوص آيات الأحكام منه، أو بما له ظاهر كالنص، وأما ما يحتاج إلي التفسير فيتوقف فيه حتي يرد فيه تفسير من العترة الطاهرة المعصومين عليهم السلام. وأما السنة النبوية فيأخذ بصحاح أحاديث النبي صلي الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام، وأفعالهم وتقريرهم علي ما هو مرسوم في الأصول، وغير المجتهد منهم إما أن يحتاط في أحكامه، أو يقلد مجتهدا " عادلا " علي شروط مذكورة في كتبهم، أهمها أن يكون ذلك المجتهد ممن يأخذ فقهه من النبي صلي الله عليه وآله وأهل بيته

عليهم السلام مع الكتاب المجيد والاستضاءة بنور العقل، ولهم في تدعيم مذهبهم حجج متينة، وبراهين رصينة منبثة في كثير من مؤلفاتهم المنشورة في كل عصر، وها أنا ذا أقدم لك أولا طائفة من الآيات القرآنية، ثم جملة من الأحاديث النبوية الدالة علي إثبات أحقيتهم ومدعاهم. [ صفحه 80]

الشيعة والقرآن

اشاره

جاء في القرآن المجيد آيات عديدة، تؤيد مدعي الشيعة، وقد فسرها علماء الفريقين وفقا " لما ذهب إليه الشيعة جمعاء، منها:

آية الولاية

وهي قوله تعالي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [88] . اتفق جميع أهل البيت عليهم السلام وعلماء التفسير والحديث من الشيعة بقضهم وقضيضهم [89] ، وكثير من مفسري السنة، بل جميعهم، علي أن هذه الآية الكريمة، نزلت في علي أمير المؤمنين عليه السلام عندما تصدق بخاتمه علي المسكين، وهو يصلي في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله حتي أن ذلك كان مسلما " عند الأصحاب في عهد النبي صلي الله عليه وآله والتابعين والشعراء السابقين، ونظموه في أشعارهم، وسنورد لك أيها القارئ اللبيب [ صفحه 81] بعض من نص علي ذلك من علماء السنة في هذا الكتاب: 1 - قال السيوطي في الدر المنثور: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس، قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فقال النبي صلي الله عليه وآله: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع. فأنزل الله: (إنما وليكم الله ورسوله) الخ [90] . 2 - وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه، عن عمار بن ياسر، قال وقف بعلي سائل، وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتي رسول الله صلي الله عليه وآله فأعلمه بذلك، فنزلت علي النبي صلي الله عليه وآله هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فقرأها رسول الله صلي الله عليه وآله علي أصحابه، ثم قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) [91] . 3 - وأخرج عبد

الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: (إنما وليكم الله [ صفحه 82] ورسوله) الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام. 4 - وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن عساكر، عن سلمة بن كهيل، قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت: (إنما وليكم الله ورسوله) [92] الآية. وأخرج ابن جرير، عن السدي، وعتبة بن حكيم، مثله. 5 - وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وآله في بيته: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) إلي آخر الآية، ف فخرج رسول الله صلي الله عليه وآله فدخل المسجد، والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم، فإذا سائل، فقال [له رسول الله صلي الله عليه وآله]: يا سائل! هل أعطاك أحد شيئا "؟ قال: لا، [إلا] ذاك الراكع - يعني عليا " عليه السلام - أعطاني خاتمه [93] . 6 - وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: أتي عبد الله بن سلام، ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلي الله عليه وآله عند الظهر، فقالوا: يا رسول الله! إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد [ صفحه 83] صدقنا الله ورسوله، وتركنا دينهم أظهروا العداوة، أقسموا أن لا يخالطونا، ولا يآكلونا فشق ذلك علينا، فبينا هم يشكون ذلك إلي رسول الله صلي الله عليه وآله إذ نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وآله: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الخ، ونودي،

بالصلاة، صلاة الظهر، وخرج رسول الله صلي الله عليه وآله إلي المسجد فرأي سائلا "، فقال: هل أعطاك أحد شيئا "؟ قال: نعم. قال: من؟ قال: ذلك الرجل القائم، قال: علي أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع. قال: وذاك علي بن أبي طالب عليه السلام. فكبر رسول الله صلي الله عليه وآله عند ذاك، وهو يقول: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) [94] . 7 - وأخرج الگنجي الشافعي في كفاية الطالب، عن أنس بن مالك أن سائلا أتي المسجد وهو يقول: من يقرض الملي الوفي؟ وعلي عليه السلام راكع يقول بيده [95] خلفه للسائل أن اخلع الخاتم من يدي، قال [فقال] رسول الله صلي الله عليه وآله: يا عمر! وجبت. قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده حتي خلعه الله من كل ذنب، ومن كل خطيئة. قال: فما خرج أحد من المسجد حتي نزل جبرئيل عليه السلام بقوله عز وجل: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية. [ صفحه 84] فأنشأ حسان بن ثابت، يقول: أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي++ وكل بطئ في الهدي [96] ومسارع أيذهب مدحي [97] [و] المحبر ضائعا "++ وما المدح في ذات [98] الإله بضائع وأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا "++ زكاة فدتك النفس يا خير راكع [بخاتمك الميمون يا خير سيد++ ويا خير شار ثم يا خير بايع] فأنزل فيك الله خير ولاية++ وبينها [99] في محكمات الشرائع [100] . [ صفحه 85] 8 - وممن روي نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي عليه السلام الفخر الرازي في تفسيره فإنه قال عند

ذكرها: روي عن عطاء، عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، روي أن عبد الله بن سلام قال: لما نزلت هذه الآية، قلت: يا رسول الله أنا رأيت عليا " تصدق بخاتمه علي محتاج وهو راكع، فنحن نتولاه [101] . 9 - وقال: أيضا ": وروي عن أبي ذر رحمه الله أنه قال: صليت مع رسول الله صلي الله عليه وآله يوما " صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلي السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله فما أعطاني أحد شيئا "! وعلي كان راكعا "، فأومأ إليه بخنصره اليمني، وكان فيها خاتم، فأقبل السائل حتي أخذ الخاتم بمرأي النبي صلي الله عليه وآله، فقال: (اللهم إن أخي موسي سألك، فقال: (رب اشرح لي صدري) إلي قوله (وأشركه في أمري) [102] فأنزلت قرآنا " ناطقا " (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ") [103] ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا " من أهلي، عليا " اشدد به ظهري). قال أبو ذر: فوالله ما أتم رسول الله صلي الله عليه وآله هذه الكلمة حتي نزل [ صفحه 86] جبرئيل عليه السلام، فقال: يا محمد (إنما وليكم الله ورسوله). 10 - وروي هذا الحديث الشبلنجي في (نور الأبصار) [104] مسندا " إلي أبي ذر. 11 - وممن روي نزولها في أمير المؤمنين علي عليه السلام: الواحدي في (أسباب النزول) [105] . 12 - وقد صرح الزمخشري بذلك أيضا " في تفسيره (الكشاف) فقال - عند ذكر هذه الآية -: وإنما

نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل، وهو راكع في صلاته، فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا " [106] . في خنصره، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته، إلي آخره [107] . 13 - وممن روي نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام ابن حجر العسقلاني في كتاب (الكاف الشاف في تخرج أحاديث الكاشف) في مقام تخريج الحديث قال ما لفظه: فقد رواه ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن كهيل، قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت (إنما وليكم الله ورسوله). ولابن مردويه من رواية سفيان الثوري، عن ابن سنان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كان علي عليه السلام قائما " يصلي، فمر سائل [ صفحه 87] وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت الآية [108] . 14 - وممن روي نزولها في علي عليه السلام أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي في كتاب (أحكام القرآن) فإنه أورد فيه عدة روايات دالة علي نزولها في حق علي عليه السلام تنتهي أسانيدها إلي مجاهد، والسدي، وأبي جعفر، وعتبة ابن أبي حكيم، وغيرهم [109] . 15 - وممن أوردها في علي عليه السلام القرطبي الأندلسي في كتابه (الجامع لأحكام القرآن) حيث نقل عن الإمام أبي جعفر باقر العلوم عليه السلام نزولها في حق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعن مجاهد، والسدي، وقال في آخر كلامه: (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) يدل علي أن صدقة التطوع تسمي الزكاة، فأن عليا " عليه السلام تصدق بخاتمه في الركوع، انتهي [110] . 16 - وذكر رشيد رضا المصري الموطن، الوهابي المذهب، في تفسيره (المنار) ما لفظه: ورووا من عدة طرق أنها نزلت في أمير المؤمنين علي المرتضي

كرم الله وجهه إذ مر به سائل، وهو في المسجد، فأعطاه خاتمه، انتهي [111] . 17 - وذكر شهاب الدين الآلوسي في كتابه (روح المعاني) رواية نزول الآية الشريفة في حق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بعدة طرق، ينتهي [ صفحه 88] بعضها إلي ابن عباس، وبعضها إلي عبد الله بن سلام [112] . 18 - وممن نص علي ذلك محب الدين الطبري في كتابه (ذخائر العقبي) وأورد روايات صحاحا " صراحا " في الباب [113] . 19 - وممن نص علي ذلك سبط ابن الجوزي في كتاب (التذكرة) [114] . 20 - وممن نص علي ذلك فخر الدين الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب) قال - نقلا عن جماعة -: إن هذه الآية دالة علي أن الإمام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله هو علي بن أبي طالب عليه السلام وتقريره أن نقول: كذلك وجب أن يكون ذلك الإمام هو علي بن أبي طالب عليه السلام [115] . 21 - وقد تعرض صاحب (غاية المرام) [116] للأحاديث الواردة في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي عليه السلام فأورد في ص 103 أربعة وعشرين حديثا " من طرق الشيعة. 22 - وأورد العلامة الأميني في (الغدير) أسماء ستة وستين شخصا " من أعاظم علماء السنة ممن ذكروا هذا الحديث، ونصوا علي أنها [ صفحه 89] نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام مع ذكر رواته [117] . أقول: هذا ما اقتضاه الحال ووسعه المجال، من ذكر كلمات القوم في الباب [118] ، وأما أصحابنا الإمامية، شيعة العترة الطاهرة، فقد [ صفحه 91] اتفقت كلمتهم في كتب الحديث والتفسير والكلام علي نزول الآية الشريفة في

حقه عليه السلام وأنه المعني بها، لم يخالف فيه أحد، بل قد يدعي التواتر في شأن نزولها، فإذن لا مسرح ولا مساغ للتشكيك والترديد إلا أن يكون الشخص مبغضا " ناصبا "، أو سوفسطائيا " [119] في البديهيات. أقول: فتعين بهذه الآية الكريمة أن يكون الإمام والخليفة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله هو علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قرن تعالي ولايته بولايته وولاية رسوله، ولفظة (إنما) تفيد الحصر باتفاق أهل العربية، فتكون الولاية محصورة بهم. والمراد بالولي هنا إنما هو الأولي بالتصرف، ولا يكون أولي إلا إذا كان خليفة وإماما "، وهذا المعني مشهور عند أهل اللغة والشرع [120] . [ صفحه 92] فإنهم قالوا: السلطان ولي من لا ولي له، وقالوا: ولي الدم، وولي الميت، وفلان ولي أمر الرعية، وفلان ولي القاصر، وقال النبي صلي الله عليه وآله: (أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل) [121] ، والمراد من الولي، في هذا كله وأمثاله هو الأولي كما قال المبرد في كتاب العبارة عن صفات الله: إن الولي هو الأولي، والولي وأن صح إطلاقه في اللغة علي الناصر والمحب إلا أنهما لا يناسبان المقام لأنهما عامان غير منحصرين فيمن أريد في الآية الكريمة، وهي قوله تعالي: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) [122] . فإن قيل: كيف يراد بالذين آمنوا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وحده، واللفظ للعموم؟ فنقول: الجواب: أولا ": إنه قد ورد كثير في كلام العرب إطلاق لفظ الجمع وإرادة الواحد منه مع القرينة، وبالعكس، وهذا شائع ذائع بينهم، وقد جاء في القرآن المجيد أيضا " ذلك كقوله تعالي: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا

لكم فاخشوهم) [123] والمراد منه نعيم بن مسعود الأشجعي وحده بإجماع المفسرين والمحدثين. ثانيا ": إن الله تعالي قد وصف الذين آمنوا في الآية الكريمة بوصف غير شامل للجميع، وهو: (يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). [ صفحه 93] ثالثا " إن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد علي سبيل التعظيم والتفخيم، كما ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآية من مجمع البيان، قال: إن النكتة من إطلاق لفظ الجمع علي أمير المؤمنين علي عليه السلام تفخيمه وتعظيمه، وذلك أن أهل اللغة [قد] يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد علي سبيل [التفخيم و] التعظيم، قال: وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلي الاستدلال عليه [124] . رابعا ": يلزم علي إرادة الجميع اتحاد الولي والمتولي، واللازم اختلافهما. قال الزمخشري في الكشاف [125] بعد التصريح بنزول الآية في أمير المؤمنين عليه السلام فإن قلت: كيف صح أن يكون لعلي (رضي الله عنه) واللفظ لفظ جماعة؟ قلت: جئ به علي لفظ الجمع، وإن كان السبب فيه رجلا " واحدا "، ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل ثوابه، ولينبه علي أن سجية المؤمنين يجب أن تكون علي هذه الغاية من الحرص علي البر والإحسان، وتفقد الفقراء حتي أن لزهم [126] أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه، إلي الفراغ منها. فإن قيل: إن أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا صلي يقبل علي ربه بقلبه بحيث لا يشعر بشئ خارج عن الصلاة، فكيف شعر بكلام السائل وفهمه؟ [ صفحه 94] فالجواب: إن فهمه كلام السائل لا ينافي ما كان عليه من الخشوع في صلاته إذ أنه عبادة، وما أحسن ما أجاب به أبو الفرج الجوزي حينما

سئل عن ذلك، فقال: يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته++ عن النديم ولا يلهو عن الكأس أطاعه سكره حتي تمكن من++ فعل الصحاة فهذا أوحد الناس وفي أسباب النزول عن الواحدي (ومن يتول) يعني يحب (الله ورسوله والذين آمنوا - يعني عليا " - فإن حزب الله) يعني شيعة الله ورسوله ووليه (هم الغالبون) يعني هم الغالبون، وفي نسخة: العالمون بدل الغالبون، وهو الظاهر [127] . وفي الحساب (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ووزنه محمد المصطفي رسول الله صلي الله عليه وآله وبعده المرتضي علي بن أبي طالب وعترته عليهم السلام وعدد حساب كل واحد منهما (ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانون). وفي الكافي: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليه السلام قال: لما نزلت (إنما وليكم الله ورسوله) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله في مسجد المدينة، وقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ قال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية كفرنا [ صفحه 95] بسائرها، وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب! فقالوا: قد علمنا أن محمدا " صادق فيما يقول، ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا " فيما أمرنا. قال: فنزلت هذه الآية: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب (وأكثرهم الكافرون) بالولاية [128] . وفي أمالي الصدوق: قال عمر بن الخطاب: والله لقد تصدقت بأربعين خاتما " وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام فما نزل [129] !! أقول: إذا عرفت مما قدمنا لك من الأدلة (سنة وشيعة) فنقول: لا يجوز تقديم غير علي علي علي

عليه السلام، كما لا يجوز تقديم أحد علي النبي صلي الله عليه وآله إذ أن الله جل وعلا جعل محمدا " وعليا " معه في الولاية. وأما المخالفون لنا وإن عرفوا أن الآية نازلة في علي عليه السلام قطعا " - كما تقدم - إلا أنهم ينحرفون في معناها حسب ما يقتضيه مذهبهم وأهواؤهم!! [ صفحه 96]

آية التطهير

وهي قوله تعالي: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") [130] . ففي تفاسير الشيعة أنها نزلت في أهل البيت عليهم السلام خاصة لا يشاركهم فيها أحد، وكذا جاء في تفاسير أهل السنة، غير أنهم يعترفون وينحرفون في معناها!! فمرة يخصونها بهم، وأخري يشاركون معهم نساء صلي الله عليه وآله، ومرة أخري يخصونها بهن [131] !! وهذا يخالف اللغة العربية قطعا "، لأنه لما خاطب الله جل وعلا نساء الرسول صلي الله عليه وآله أتي بضمير التأنيث قبل الولاية وبعدها، ولما أراد [ صفحه 97] سبحانه أن يذهب الرجس عن أهل البيت، أتي بضمير التذكير، وهو (عنكم) و (يطهركم) وهذا يعرفه صغار الطلبة، ومن له أقل شئ من العلم والأدب، بل أكثر العوام. وبعبارة أخري: لو أن الله تعالي أراد بالآية المباركة نساء النبي صلي الله عليه وآله جميعا " لأنث الضمير، ولقال عز من قائل (عنكن) و (يطهركن) كما أنث الضمائر المتقدمة والمتأخرة لما خاطب النساء بها، فتذكير الضمير أكبر دلالة علي خروج الأزواج من الآية الشريفة. وقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم [132] عن زيد بن علي عليه السلام أنه قال: إن جهالا " من الناس يزعمون أنه إنما أراد الله بهذا أزواج النبي صلي الله عليه وآله وقد كذبوا

وأثموا، وأيم الله لو عني بها أزواج النبي صلي الله عليه وآله لقال: (عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا) ولكان الكلام مؤنثا "، كما قال: (واذكرن ما يتلي في بيوتكن) [133] و (لا تبرجن) [134] و (لستن كأحد من النساء) [135] . إذن فلا يجوز أن تكون الآية في نساء الرسول صلي الله عليه وآله حتي ولا إشراكهن معهم، لأن الله قد هددهن قبل آية التطهير، بقوله تعالي: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا " جميلا " - وإن كنتن تردن الله ورسوله [ صفحه 98] والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا " عظيما " - يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك علي الله يسيرا ") [136] . وأيضا " هددهن الله بقوله: (إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير - عسي ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا " خيرا " منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ") [137] . هذا منطوق الآيات، وأما مفهومها فهكذا: يا نساء النبي! أنتن لستن بمؤمنات، ولا قانتات، ولا تائبات من ذنوبكن، ولا عابدات ولا سائحات. الخ، وذلك إن بقيتن علي إيذائه صلي الله عليه وآله [138] . وقد ورد أن النبي صلي الله عليه وآله قد هجرهن شهرا " لإيذائهن له صلي الله عليه وآله [139] ، راجع تفاسير السنة أجمع، ومن الواضح أن فيهن من حاربت عليا " والحسن والحسين عليهم السلام وحربهم حرب الله بنص من رسول الله [140] ، ولا

[ صفحه 99] تنسي أن عائشة لما قادت قوة مسلحة في تشييع الحسن عليه السلام لمنعهم من دفنه مع النبي صلي الله عليه وآله [141] ولو بقيت ليوم الحسين عليه السلام لربما انتدبها ابن ميسون لحرب الحسين عليه السلام لما يعلم من رأيها في الخروج لقتال أهل البيت عليهم السلام للإصلاح بين الأمة، لذلك خاطبها ابن عباس (رض) كما في الصوارم بقوله: تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت++ لك التسع من الثمن وبالكل تملكت [142] . أي تملكت حجرتك مع أن لك تسع ثمنها وباقي الثمن لزوجاته صلي الله عليه وآله وسبعة أثمانه لفاطمة عليها السلام، ثم لولدها عليهم السلام فإذا كان بعض نسائه سامحها الله هكذا، فكيف يدخلن في آية التطهير من الذنوب؟! وقد ورد أن عائشة قالت له مرة في كلام غضبت عنده: أنت الذي [ صفحه 100] تزعم أنك نبي الله [143] !! فبالله عليك أيقال مثل هذا لرسول الله صلي الله عليه وآله؟! أفيليق مع أفعالهن المخالفة لآداب الزوجية، فضلا " عن كونه رسول الله صلي الله عليه وآله أن يشركن أهل البيت في التطهير من الرجس وهن منغمسات فيه؟! ولو كانت شاملة لنساء النبي صلي الله عليه وآله خصوصا " عائشة، لطبلت وزمرت، وأسمعت الأحياء جميعا " حتي الموتي، ثم لو أريد الأزواج منها علي نحو الاختصاص أو الاشتراك مع الخمسة، لكانت أم سلمة أحق بالدخول لمنزلتها عند رسول الله صلي الله عليه وآله ونزول الآية في بيتها (فلما لم يردن) أخرجها رسول الله صلي الله عليه وآله بجذب الكساء [144] من يدها - وبقوله حينما سألته: ألست من أهلك؟ -: (لا، قفي مكانك وأنت إلي خير) كما أخرج عائشة وزينب

بمنعهما من الدخول معهم وأجابهما بمثل ما أجاب به أم سلمة. وما غشي رسول الله صلي الله عليه وآله عليا " وفاطمة والحسنان بالكساء، وألوي يده عليهم مخاطبا " لهم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") إلا ليفصلهم عن غيرهم من المسلمين أجمع، أزواجه وغيرهن. وقوله: (اللهم هؤلاء أهل بيتي، وفي رواية: أهلي) أي لا [ صفحه 101] غيرهم، فالمفسر للآية رسول الله صلي الله عليه وآله فأي تفسير يقبل بعد تفسيره؟ أيخرج نساءه من جاء بالقرآن، ويدخلهن من لا يعلم تأويله؟! وأيضا " أن أكبر دليل علي عدم كون نساء النبي صلي الله عليه وآله من أهل بيته عدم إخراجه لهن يوم باهل نصاري نجران، وكان قد وعدهم بإخراج نسائه علي ما حكاه القرآن بقوله: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) [145] . كما خطب سيد النصاري حزبه، فقال: إن خرج محمد صلي الله عليه وآله بأهل بيته، فلا تباهلوه، وإن خرج بأصحابه فباهلوه. وبإجماع من المفسرين والمؤرخين أن النبي صلي الله عليه وآله لم يخرج معه للمباهلة سوي (علي وفاطمة وابنيهما الحسنين عليهم السلام) فانجلي أنهم أهل بيته دون غيرهم، ولو وجد سواهم لأخرجه النبي صلي الله عليه وسلم يباهل به في أعظم موقف تنازع فيه الحق والباطل. فهؤلاء الذين باهل بهم النبي صلي الله عليه وآله نصاري نجران هم الذين أذهب الله عنهم الرجس في القرآن المجيد، علي أن المتبادر من لفظة (أهل البيت) عند إطلاقها: العترة الطاهرة عليهم السلام وهم: (علي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام) ولا دخل للأزواج فيها، ولذا أطلقها النبي صلي الله عليه وآله عليهم مذ أوصي بهم، وأبان فضلهم

في أحاديثه المتواترة المروية في صحاح المسلمين ومسانيدهم، ولم يحتمل أحد دخول الأزواج تحت تلك الأحاديث، [ صفحه 102] فمنها الحديثان العظيمان المعتبران، اللذان رواهما جمهور المسلمين: الأول: حديث (الثقلين) [146] وهو قول النبي صلي الله عليه وآله: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ") [147] . الثاني: حديث (السفينة) [148] وهو قوله صلي الله عليه وآله: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوي) [149] . هذا وقد أصبح ذلك أمرا " مفروغا " منه لدي المسلمين، فتراهم ينادون في محافلهم بمديح أهل البيت عليهم السلام، ويطلقونها عليهم، ولا يخطر ببالهم شمولها للأزواج. وقد نظم شعراء الفريقين أشعارا " في مدح أهل البيت عليهم السلام، وخصوها بالخمسة أهل الكساء ليس إلا، ولم نسمع شاعرا " واحدا " [ صفحه 103] أدخل في شعره غير هؤلاء الخمسة الأطهار. أنظر إلي تصريح الإمام الشافعي في قوله: يا أهل بيت رسول الله حبكم++ فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم++ من لم يصل عليكم لا صلاة له [150] . ويقصد من أهل البيت (علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام) وهكذا غيره من الألوف المألفة من أئمة السنة والجماعة، فإنهم صرحوا أيضا " بأن المقصود منها (عترة المصطفي، وسلالة المرتضي) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". نعم أتانا حثالة من حثالة القوم كعكرمة البربري، ومقاتل وغيرهما ممن عرفوا بالكذب علي صاحب الرسالة صلي الله عليه وآله ودسوا أحاديثا " مفتعلة كثيرة، فإليك يا رب المشتكي منهم، ولقد صح عنه صلي الله عليه وآله: (ستكثر علي الكذابة) [151]

وقال صلي الله عليه وآله: [ صفحه 104] من كذب علي متعمدا " فليتبوأ مقعده من النار) [152] . وظاهر أن اختصاص الأزواج أو إشراكهن مع أهل البيت في هذه الآية الكريمة مفتعل ضد أهل البيت عليهم السلام، وكثيرا " ما أتوا بما يضاد أهل البيت بالمفتعلات، والأمر واضح، فيجب حذف تلك الأحاديث المدخولة من الوضاعين الدجالين، وتطهير كتب السير والتواريخ منها. إذن يتحتم أن تكون (آية التطهير) وإذهاب الرجس عنهم خاصا " بأئمة الهدي من العترة الطاهرة عليهم السلام، الذين هم ذرية رسول الله صلي الله عليه وآله وريحانته، فهم أحق بها وأهلها، وتفيدنا أيضا " لفظة (إنما) المفيدة للحصر إيضاحا ". وقد ظهر أيضا " بوضوح أن هذه الآية الكريمة دالة علي تنزيه عترة النبي صلي الله عليه وآله الأدنين، وهم أهل بيته (علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام) من العيوب وعصمتهم من الذنوب، وسيأتي في كتابنا هذا أن الإمامة لا تليق إلا بمن كان نزيها " كذلك من كل عيب وذنب، فثبتت بذلك إمامة [ صفحه 105] علي عليه السلام وبنيه عليهم السلام قاموا بالأمر أم قعدوا لعدول الناس عنهم، كما ورد عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) [153] يعني أنهما منصوبان من قبل الله تعالي ومن كان كذلك لا يخدش بإمامته عدول الناس عنه، وتوليتهم الأمر لغيره، فإن الإمامة ليست بتولية الناس، بل بنص الله وتوليته. وقد أورد الإمام البحراني في (غاية المرام) أكثر من مائة وعشرين حديثا " في حصر أهل البيت عليهم السلام بهم دون نساء النبي صلي الله عليه وآله، ثلثها تقريبا " من طرق السنة، فراجع. وقد روي السيوطي في

تفسير الدر المنثور [154] علي أن نزول الآية في الخمسة (أهل الكساء) وذلك بعشرين طريقا ". كما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان) [155] بستة عشر طريقا "، وقد ذكر السيد الأجل آية الله النسابة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في تعليقاته علي إحقاق الحق للإمام السعيد الشهيد القاضي نور الله التستري رحمه الله روايات عديدة، وأحاديث كثيرة [156] ، كلها من طرق السنة والجماعة علي أنها نزلت في الخمسة أهل الكساء. [ صفحه 106] ورواها جل المفسرين والمؤرخين، وأهل السير، وعولوا عليها في تصريحاتهم باختصاص الآية الشريفة بالخمسة (أهل الكساء) ولزيادة الإيضاح وتتميما " للفائدة نذكر ما يتيسر لنا ذكره من تلك الأحاديث هنا إن شاء الله. أخرج الإمام أحمد في مسنده [157] عن أنس بن مالك أن النبي صلي الله عليه وآله كان يمر ببيت فاطمة عليها السلام ستة أشهر إذا خرج إلي الفجر، فيقول: (الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") انتهي. وأخرجه الواحدي في تفسير الآية من كتابه [158] . وأخرجه ابن جرير في تفسير الآية من تفسيره الكبير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والطبراني وغيرهم. وأخرج الترمذي، والحاكم وصححاه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه من طرق عديدة، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت هذه الآية، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين، فجللهم رسول الله صلي الله عليه وآله بكساء كان عليه، ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ") انتهي. وأخرج مسلم في باب فضائل أهل البيت عليهم السلام من صحيحه [159] عن [ صفحه 107] عائشة، قالت: خرج

رسول الله غداة، وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "). وهذا الحديث أخرجه أحمد من حديث عائشة في مسنده، وأخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم، وصاحب الجمع بين الصحيحين، وصاحب الجمع بين الصحاح الستة، ومن أراد المزيد فعليه ب (رشفة الصادي) لأبي بكر شهاب الدين، علي أن في هذا المقدار كفاية لأولي الألباب، ولسيدنا الشريف المفدي الإمام شرف الدين بيان وبرهان في اختصاص آية التطهير بالخمسة أهل الكساء في صفحة 12 من كتابه (الكلمة الغراء) فراجع. ولا بأس في هذا المقام أن نذكر نبذة من النصوص المصرحة بخروج نساء النبي صلي الله عليه وآله عن الآية الشريفة، ولا ينافي بين هذه النصوص والتي مضت في اختصاص الآية في الخمسة عليهم السلام وإنما أوردناها هنا لما فيها من تصريح النبي صلي الله عليه وآله في إخراج أزواجه منها: روي أحمد بن حنبل في مسنده [160] عن عبد الملك، عن عطاء بن أبي رياح، قال: حدثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبي صلي الله عليه وآله كان في [ صفحه 108] بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة [161] فدخلت بها عليه، فقال لها: (ادعي زوجك وابنيك). قالت: فجاء علي والحسن والحسين، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو علي منامة له علي دكان [162] ، وتحته كساء خيبري، قالت: وأنا أصلي في الحجرة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "). قالت: فأخذ فضل الكساء، فغشاهم

به، ثم أخرج يده، فألوي بها إلي السماء، ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ")، قالت: فأدخلت رأسي البيت، فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: (إنك إلي خير، إنك إلي خير). وقال أحمد بعد إيراده الحديث: قال عبد الملك: وحدثني أبو ليلي، عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. قال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف الجحاف، عن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواء. [ صفحه 109] وأورد هذا الحديث ابن كثير في تفسيره [163] . وأورده عن عطاء الواحدي في (أسباب النزول) [164] . وأورده عن الواحدي ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) [165] . وأورده في (الطرائف) ص 30 عن الثعلبي، ومسند ابن حنبل بتفاوت يسير في بعض ألفاظه. وقال السيوطي في الدر المنثور [166] : أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، عن أم سلمة (رض) زوج النبي صلي الله عليه وآله: أن رسول الله صلي الله عليه وآله كان في بيتها علي منامة له، عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: (ادعي لي زوجك وابنيك حسنا " وحسينا "). فدعتهم، فبينما هم يأكلون إذ نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "). فأخذ النبي صلي الله عليه وآله بفضلة إزاره، فغشاهم إياه، ثم أخرج يده من الكساء، وأومأ بها إلي السماء، ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ") قالها ثلاث مرات. قالت أم سلمة (رض): فأدخلت رأسي في الستر، فقلت: يا رسول الله صلي

الله عليه وآله وأنا معكم؟ فقال (إنك إلي خير) مرتين. وروي هذا الحديث سيدنا ومولانا الإمام الأكبر السيد المحسن [ صفحه 110] الأمين في (أعيان الشيعة) [167] عن أسد الغابة. وقال في الدر المنثور [168] أيضا ": أخرج الطبراني، عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: (آتيني بزوجك وابنيه)، فجاءت بهم، فألقي رسول الله صلي الله عليه وآله عليهم كساء فدكيا "، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: (اللهم إن هؤلاء أهل محمد - وفي لفظ: آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك علي آل محمد كما جعلتها علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد) قالت أم سلمة رضي الله عنها: فرفعت الكساء لأدخل معهم مجيد) قالت أم سلمة رضي الله عنها: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي، وقال: (إنك علي خير). وأورد هذا الحديث أحمد بن حنبل في مسنده [169] عن أم سلمة، وأورده أيضا " الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) [170] عن أحمد في وأورده الطبري في (ذخائر العقبي) [171] وقال بعد إيراده: أخرجه الدولابي في (الذرية الطاهرة). وأورد أيضا " هذا الحديث [المتقي الهندي] في (كنز العمال) [172] . وابن كثير في تفسيره [173] وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) [174] . [ صفحه 111] والترمذي في صحيحه [175] والقندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) [176] . والشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) [177] والشيخ محمد الصبان في (إسعاف الراغبين) بهامش نور الأبصار [178] وغير هؤلاء من أعاظم علماء السنة، ممن يطول الكلام بتعداد أسمائهم، وذلك بتفاوت يسير في بعض ألفاظ الحديث [179] . [ صفحه 112] ففي هذه النصوص الصحيحة المتواترة، المروية لدي عامة

المسلمين، دلالات واضحة، وحجج قاطعة، وبراهين ساطعة، علي خروج أزواج النبي صلي الله عليه وآله من الآية الشريفة، ونزولها في الخمسة: أصحاب الكساء دون غيرهم، ولا ينكر ذلك إلا متعصب لغير الحق. وما أوردناه هنا من خروج الأزواج من آية التطهير، ونزولها في الخمسة (أهل الكساء) عليهم السلام كاف في رد من زعم أنها في الأزواج علي نحو الاختصاص أو الاشتراك، وأن أردت المزيد علي ما قدمنا لك فعليك بمراجعة كتابنا (الشيعة وحجتهم في التشيع). أقول: فقد ثبت مما ذكرنا أن آية التطهير مختصة بالخمسة أصحاب الكساء، ودالة أيضا " علي عصمتهم من جميع الذنوب [ صفحه 113] والآثام، مما ينغمس فيه غيرهم من كبائر الذنوب وصغارها، وتحقق وثبت أيضا " أن الخليفة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل هو علي بن أبي طالب عليه السلام وبعده الحسن، ثم الحسين، ثم التسعة من ولد الحسين متتابعين حسب النصوص الثابتة لدي الفريقين، ودليلنا علي مدعانا أمران: الأمر الأول: العصمة، فهي شرط في الإمام عند الشيعة إذ أن الإمام الذي يقتدي به، ويؤخذ منه بعد النبي صلي الله عليه وآله إن لم يكن معصوما " لم يحصل الوثوق بقوله، ولا الاطمئنان بصدقه، وثبوت عصمة الإمام هو ثبوت عصمة النبي صلي الله عليه وآله. وقد دلت الآية علي عصمة الإمام أمير المؤمنين وولديه الحسنين عليهم السلام فتعين أن تكون الخلافة لهم دون غيرهم، وهم الأئمة والخلفاء بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وكل واحد منهم نص علي الإمام من بعده، وهكذا إلي الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه، فيجب الأخذ بقولهم، مع أن غيرهم ليس بمعصوم، وإذا انتفت العصمة ثبت الخطأ والصواب، فلا

يصح أن يكون خليفة يتصرف بشريعة الرسول صلي الله عليه وآله. الأمر الثاني: إن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد تكرر منه ادعاء الخلافة لنفسه في مواطن كثيرة في كتب التاريخ كما ثبت عنه في خطبته (الشقشقية) الثابتة لدي جمهور المسلمين إذ يقول فيها: لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل [ صفحه 114] القطب من الرحي، ينحدر عني السيل، ولا يرقي إلي الطير [180] . وأيضا " ادعي الخلافة لأمير المؤمنين علي عليه السلام بنت الرسول وبضعته الزهراء الطاهرة المطهرة الصديقة سيدة نساء العالمين، وابناها الحسن والحسين والتسعة من أولاد الحسين عليه السلام فيجب علي الأمة جمعاء تصديقهم لعصمتهم، ولا يجوز عليهم الكذب إذ أن الكذب رجس، وهو منفي عنهم بالآية الشريفة، فظهر بوضوح ثبوت الخلافة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام. هذا ولم تنحصر أدلة الخلافة بهذه الآية الشريفة فحسب، بل إنه قد استفاضت الأدلة، وتواترت الحجج والبراهين بكثرة لا تحصي حتي اعترف بها المناوئ لهم وعرفها القريب والبعيد، وألف فيها المؤالف والمخالف سلفا " وخلفا " كتبا " بكثرة لا تحصي. وقد جمع مولانا شيخ الشيعة، وإمام الشريعة، آية الله العظمي الإمام محمد بن يوسف بن المطهر المشتهر: بالعلامة الحلي) رحمه الله ألفي دليل بأن عليا " عليه السلام هو الخليفة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وذلك ألفا " من الأدلة العقلية، وألفا " من الأدلة النقلية، وأسماها (الألفين) فراجع. [ صفحه 115]

آية المباهلة

وهي قوله تعالي: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت

الله علي الكاذبين) [181] . فقد أجمع المفسرون علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم بنزولها في الخمسة الأطهار: محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام. فهناك رجال الصحابة برمتهم، فلم يدع أحدا " منهم غير علي والحسنين عليهم السلام من الرجال. ثم هناك أمهات المؤمنين، والهاشميات، فلم يدع منهن واحدة سوي بضعته الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام من النساء. ولا يخفي علي ذي بصيرة أن المراد من الأنفس هنا: هو أخو رسول الله صلي الله عليه وآله الذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام إذ جعله الله تعالي في هذه الآية الكريمة نفس محمد صلي الله عليه وآله. ولعمر الله إنها لفضيلة عظيمة، خصهم الله بها دون من سواهم من [ صفحه 116] الأمة، فقد ذكر ابن حجر في صواعقه رواية عن الدارقطني: أن عليا " يوم الشوري احتج علي أهلها، فقال لهم: أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلي رسول الله في الرحم مني، ومن جعله صلي الله عليه وآله نفسه وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: اللهم لا، الحديث [182] . وقال الشاعر في مدح الإمام عليه السلام: وهو في آية التباهل نفس ال++ مصطفي ليس غيره إياها ثم إن حديث المباهلة معروف مشهور، وقد ذكره المفسرون والمحدثون، وأهل السير والأخبار، وكل من أرخ حوادث السنة العاشرة للهجرة، وهي سنة المباهلة. قال الرازي بعد إيراده في تفسيره الكبير: واعلم أن هذه الرواية كالمتفق علي صحتها بين أهل التفسير والحديث. الخ [183] . وذكر الزمخشري في تفسيره (الكشاف) [184] : حول تفسير آية المباهلة، قال: وروي أنهم لما دعاهم إلي المباهلة، قالوا: حتي نرجع وننظر. فلما تخالوا، قالوا للعاقب [185]

، وكان ذا رأيهم: [ صفحه 117] يا عبد المسيح! ما تري؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصاري أن محمدا " نبي مرسل، وقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا " قط فعاش كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، فإن أبيتم إلا إلف دينكم، والإقامة علي ما أنتم عليه، فوادعوا الرجل، وانصرفوا إلي بلادكم. فأتي رسول الله صلي الله عليه وآله وقد غدا محتضنا " الحسين، آخذا " بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران [186] : يا معشر النصاري! إني لأري وجوها " لو شاء الله أن يزيل جبلا " من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقي علي وجه الأرض نصراني إلي يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم! رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك علي دينك، ونثبت علي ديننا. قال: فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم. فأبوا، قال: فإني أناجزكم، فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك علي أن لا تغزونا، ولا تخيفنا، ولا ترددنا عن ديننا علي أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة: ألف في صفر، وألف في رجب، وثلاثين درعا " عادية من حديد. [ صفحه 118] فصالحهم علي ذلك، وقال: والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلي علي أهل نجران، ولولا عنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا "، ولاستأصل الله نجران وأهله حتي الطير علي رؤوس الشجر، ولما حال الحول علي النصاري كلهم حتي يهلكوا). وعن عائشة: إن رسول الله صلي الله عليه وآله خرج وعليه مرط مرجل [187] من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله،

ثم جاء الحسين فأدخله، ثم فاطمة، ثم فاطمة، ثم علي، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") إلي أن قال بعد ذلك: وفيه دليل لا شئ أقوي منه علي فضل أصحاب الكساء عليهم السلام [188] . أقول: فيا لها من مكرمة تنبلج لها الصدور، ومنقبة عظيمة لم ينلها أحد قبلهم ولا بعدهم. [ صفحه 119] واعلم أن الأحاديث المعتبرة الواردة متواترة في نزول هذه الآية الشريفة، في شأن أهل البيت: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وذكرها المفسرون والمحدثون، وأهل السير والأخبار، وكل من أرخ حوادث السنة العاشرة للهجرة، وهي سنة المباهلة، وها أنا ذا أقدم لقارئنا الكريم - لزيادة الاطلاع - بعض من أورد ذلك من أئمة أهل السنة والجماعة، فمنهم: 1 - الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري في صحيحه: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد - وتقاربا في اللفظ - قالا: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا "، فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا " قالهن له رسول الله صلي الله عليه وآله فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم - إلي أن قال -: ولما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلي الله عليه وآله عليا " وفاطمة وحسنا " وحسينا "، فقال: اللهم هؤلاء أهلي [189] . 2 - ومنهم: أحمد بن حنبل في كتابه المسند [190] : حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي قال: حدثنا

قتيبة بن سعيد، [ صفحه 120] حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول له، وقد خلفه في بعض مغازيه - إلي أن قال -: ولما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلي الله عليه وآله عليا " وفاطمة وحسنا " وحسينا "، فقال: اللهم هؤلاء أهلي. 3 - ومنهم: الطبري في تفسيره فقد أخرج أحاديث كثيرة في ذلك من طرق عديدة، عن زيد ين علي، وعن السدي، وقتادة، وعن ابن زيد، وعن اليشكري [191] . 4 - ومنهم السيوطي في (الدر المنثور) عن جابر، وقال في آخره: قال جابر: (وأنفسنا وأنفسكم) رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي (وأبناءنا) الحسن والحسين (ونساءنا) فاطمة [192] . 5 - ومنهم: الواحدي في (أسباب النزول) وقال في آخره: قال الشعبي: (أبناءنا) الحسن والحسين (ونساءنا) فاطمة (وأنفسنا) علي بن أبي طالب رضي الله عنهم [193] . 6 - القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) من طرق شتي علي أن عليا " عليه السلام نفس رسول الله حسب نص الآية الكريمة [194] . [ صفحه 121] 7 - ومنهم: الشبلنجي في نور الأبصار [195] أن المراد بنسائنا فاطمة، وبأبنائنا الحسن والحسين، وبأنفسنا نفسه صلي الله عليه وآله وعلي عليه السلام. 8 - ومنهم: الطبري في ذخائر العقبي [196] . 9 - ومنهم: الگنجي الشافعي في كفاية الطالب [197] . 10 - ومنهم: الحاكم في المستدرك [198] . 11 - ومنهم: أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة [199] . 12 - ومنهم: البغوي صاحب معالم التنزيل [200] . 13 - ومنهم:

فخر الدين الرازي في تفسيره [201] . 14 - ومنهم: الذهبي في تلخيصه، ط. ذيل مستدرك الحاكم [202] . 15 - ومنهم الجزري الشهير بابن الأثير في كتاب أسد الغابة [203] . 16 - ومنهم: سبط ابن الجوزي في التذكرة [204] . 17 - ومنهم: القرطبي في الجامع لأحكام القرآن [205] . [ صفحه 122] 18 - ومنهم: البيضاوي في تفسيره [206] . 19 - ومنهم: ابن حجر العسقلاني في الإصابة [207] . 20 - ومنهم: الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول [208] فإنه قال ما لفظه: أما آية المباهلة، فقد نقل الرواة الثقات والنقلة الأثبات نزولها في حق علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، إلي آخر ما قال. ومنهم، ومنهم، ومنهم، إلي كثير وكثير مما لا يسعنا درج أسمائهم في مؤلفنا هذا، فإن هؤلاء جميعا " أثبتوا في مؤلفاتهم بطرق عديدة معتبرة أن هذه الآية الكريمة نزلت في الخمسة الأطهار عليهم السلام [209] . هذا وقد تعرض سيدنا الإمام البحراني في (غاية المرام) ص 300 لآية المباهلة، ونزولها في علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام، فأورد في [ صفحه 123] ذلك تسعة عشر حديثا " من طرق أهل السنة والجماعة، كما أورد خمسة عشر حديثا " من طرق الشيعة. وقد ذكر سيدنا الأجل آية الله الحجة، السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في تعليقاته علي إحقاق الحق للإمام السعيد الشهيد القاضي نور الله التستري رحمه الله كثيرا " من أئمة السنة والجماعة الذين تطرقوا إلي مدارك نزول آية المباهلة في شأن الخمسة الأطهار عليهم السلام فراجع [210] . [ صفحه 124] أقول: فظهر من هذه الآية الشريفة أن الخليفة يجب أن يكون بعد رسول الله صلي

الله عليه وآله هو علي بن أبي طالب عليه السلام حيث جعله الله نفس محمد صلي الله عليه وآله بعلمه وأخلاقه، وكرمه وشجاعته، وحلمه ووفور أخلاقه الحسنة، ومواهبه الكريمة، وعطفه علي الضعفاء، وشدته علي ذوي الظلم والطغيان، ومنزلته الرفيعة التي أقامه الله بها ما عدا النبوة بدليل قوله صلي الله عليه وآله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي من بعدي) [211] . فلا يجوز تقديم أحد عليه مطلقا "، لأن المتقدم عليه كالمتقدم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وهذا غير سائغ شرعا "، فتنبه وانصف. [ صفحه 125]

آية المودة

وهي قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " إن الله غفور شكور) [212] . فقد اتفق المفسرون من الشيعة جميعا " علي نزول هذه الآية الكريمة خاصة في أهل البيت عليهم السلام: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. وهكذا جاء في تفاسير السنة والجماعة، وصحاحهم ومسانيدهم لكنهم مع اعترافهم بنزولها في العترة الطاهرة، تري طائفة ضئيلة [213] . منهم يتعمدون الخلاف، ويفسرونها علي خلاف ما أنزل الله!! أما أهل البيت، فقد أجمعوا وكذا أولياؤهم قد اتفقوا في كل سلف وخلف علي أن القربي هنا هم قرابة رسول الله صلي الله عليه وآله (علي وفاطمة [ صفحه 126] والحسن والحسين عليهم السلام) فهم ألصق الناس برسول الله صلي الله عليه وآله. وأما الحسنة الواردة في الآية، إنما هي مودتهم وموالاتهم، وإن الله تعالي غفور شكور لأهل ولايتهم، وهذا متفق عليه عندنا لا يختلف فيه اثنان، وهو من الضروريات عندنا أيضا " المفروغ منها، وقد جاءت أحاديث معتبرة بذلك

عن العترة الطاهرة. وسنقدم لقارئنا الكريم طائفة من الأحاديث المأثورة عن غيرهم من أهل السنة والجماعة فقط. أخرج أحمد في المناقب، والطبراني، والحاكم، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - كما نص عليه ابن حجر في تفسير الآية 14 من الآيات التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه، قال: لما نزلت هذه الآية، قالوا: يا رسول الله! من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلي الله عليه وآله: (علي، وفاطمة، وابناهما) انتهي. وهذا الحديث أخرجه عن ابن عباس أيضا ": ابن المنذر، وابن مردويه [214] ، والمقريزي [215] ، والبغوي، والثعلبي، في تفاسيرهم، والسيوطي [216] في الدر المنثور، والحافظ أبو نعيم في حليته، والواحدي، وابن المغازلي في المناقب. [ صفحه 127] ورواه الزمخشري في الكشاف [217] ومحب الدين الطبري في الذخائر [218] ، والنيسابوري في تفسيره، والحمويني في الفرائد، وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول [219] وصححه، والرازي في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره (هامش تفسير الرازي) [220] ، والنسفي في تفسيره (هامش تفسير الخازن) [221] ، وأبو حيان في تفسيره [222] ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة [223] ، والحافظ الهيثمي في المجمع [224] ، والگنجي الشافعي في كفاية الطالب [225] ، والقسطلاني في المواهب، وقال: ألزم الله مودة قرباه كافة بريته، وفرض محبة جملة أهل بيته المعظم وذريته، فقال تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي). ورواه: الزرقاني في شرح المواهب [226] ، والشبلنجي في نور الأبصار [227] ، والصبان في الإسعاف بهامش نور الأبصار [228] ، وابن حجر في الصواعق [229] والسيوطي في إحياء الميت بهامش الإتحاف [230] . [ صفحه 128] وروي

البخاري في صحيحه [231] عن ابن عباس (رض)، أنه سئل عن قوله: (إلا المودة القربي) فقال سعيد بن جبير: قربي آل محمد صلي الله عليه وآله. وروي الطبري في نفسه [232] عن سعيد بن جبير في قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) قال: هي قربي رسول الله صلي الله عليه وآله. وروي ابن حجر العسقلاني في (الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) [233] قال: أخرج الطبراني، وابن أبي حاتم، والحاكم في مناقب الشافعي من رواية حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قيل: يا رسول الله! من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: (علي، وفاطمة، وابناهما). وروي القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، قال: أخرج أحمد في مسنده بسنده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه، نزول الآية في الخمسة [234] . وأخرج الطبراني في معجمه الكبير أيضا " نزول الآية في الخمسة. وأخرج ابن أبي حاتم أيضا " في تفسيره نزول الآية في الخمسة. [ صفحه 129] وأخرج الواحدي في الوسيط أيضا " نزول الآية في الخمسة. وأخرج الحاكم في المناقب أيضا " نزول الآية في الخمسة. وأخرج أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء أيضا " نزول الآية في الخمسة. وأخرج الثعلبي في تفسيره أيضا " نزول الآية في الخمسة. وأخرج الحمويني في فرائد السمطين أيضا " نزول الآية في الخمسة. وروي أبو بكر بن شهاب الدين الشافعي في كتابه (رشفة الصادي) [235] أخرج الملا في (سيرته حديث: (إن الله جعل أجري عليكم المودة في القربي، وإني سائلكم عنهم غدا "). وأخرجه أحمد في (المناقب) والطبراني في

(الكبير) وغيرهما، عن ابن عباس (رض) قال: لما نزلت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: (علي، وفاطمة، وابناهما). ونقل البغوي في تفسيره، والثعلبي وجزم به، عن ابن عباس (رض) قال: لما نزل قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) قال قوم في نفوسهم: ما يريد إلا أن يحثنا علي أقاربه!! فأخبر جبرئيل النبي صلي الله عليه وآله إنهم اتهموه، فأنزل: (أم يقولون افتري علي الله كذبا ") [236] فقال القوم: يا رسول الله! نشهد أنك صادق. فنزل (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) [237] . [ صفحه 130] أخرج الطبراني في الأوسط والكبير، عن أبي الطفيل خطبة الحسن عليه السلام وفيها: وإنا من أهل البيت الذين افترض الله سبحانه مودتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل علي محمد صلي الله عليه وآله: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي). وفي رواية: وإنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم علي كل مسلم، وأنزل فيهم (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ") واقترف الحسنة: مودتنا أهل البيت. وروي السدي، عن ابن عباس (رض) في قوله تعالي: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ") قال: المودة في القرآن لآل محمد صلي الله عليه وآله. وأخرج الحاكم في المستدرك [238] بحذف أسانيده عن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي بن الحسين، قال: خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثني عليه - إلي أن قال -:

وإنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وإنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم علي كل مسلم، فقال تبارك وتعالي لنبيه صلي الله عليه وآله: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ") فاقتراف الحسنة: مودتنا أهل البيت. [ صفحه 131] الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك [239] بهامش المستدرك أورد الحديث المذكور المتقدم عن المستدرك. وأخرج الزمخشري في تفسير الكشاف [240] قال: روي أنهما لما نزلت، قيل: يا رسول الله! من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: (علي وفاطمة وابناهما). وروي عن علي عليه السلام قال: شكوت إلي رسول الله صلي الله عليه وآله حسد الناس لي، فقال: أما ترضي أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين،. الخ. ورواه الكريمي، عن عائشة بسنده، عن علي عليه السلام. ورواه الطبراني من حديث أبي رافع، تخريج الكشاف. عن النبي صلي الله عليه وآله قال: (حرمت الجنة علي من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي) رواه الثعلبي من حديث علي عليه السلام تخريج الكشاف. وروي الخوارزمي في كتابه (مقتل الحسين) [241] نزول الآية في الخمسة، بعين العبارة المتقدمة. وروي ابن بطريق في (العمدة) [242] من (مسند أحمد) بحذف الأسانيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة بعين العبارة المتقدمة. [ صفحه 132] وروي محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) [243] قال ما لفظه: أما كونهم ذوي القربي، فقد صرح نقلة الأخبار المقبولة، وأوضح حملة الآثار المنقولة في مسانيد ما صححوه، وأساليب ما أوضحوه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: لما نزل

قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه) الخ قالوا: يا رسول الله! من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلي الله عليه وآله: (علي، وفاطمة، وابناهما). ومن جملة من نقل ذلك: الإمامان: الثعلبي، والواحدي، وكل واحد منهما رفعه بسنده، روي الثعلبي أن رسول الله صلي الله عليه وآله نظر إلي علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: (أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم). وروي الحجازي في تفسيره الواضح [244] قال ما لفظه: وقيل: هم علي وفاطمة وابناهما - إلي أن قال -: روي هذا المعني عن رسول الله وهو المبين عن الله عز وجل. وروي الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) [245] بحذف الأسانيد، عن جابر بن عبد الله، قال: جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال: يا محمد! أعرض علي الإسلام. فقال: (تشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا " عبده ورسوله). [ صفحه 133] قال: (لا، إلا المودة في القربي). قال: قرابتي أو قرابتك؟ قال: (قرابتي). قال هات أبايعك، فعلي من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنة الله. فقال النبي صلي الله عليه وآله: (آمين). إلي غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المتواترة الواردة من طرق السنة والجماعة، راجع كتبهم تجدها بكثرة مدهشة، وقد جمع سيدنا الشريف آية الله النسابة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في تعليقاته علي إحقاق الحق للإمام السعيد الشهيد القاضي نور الله التستري [246] . أحاديث كثيرة من مصادر القوم (السنة) مع ذكر رواتهم فراجع، وهكذا شيخنا الحجة المجاهد الكبير فخر الشيعة العلامة الأميني في كتابه الغدير [247] فراجع. [ صفحه 134] فلله در كتب القوم (السند) فإنها أثبت مدعي الشيعة منها لكثرة ما فيها من

الأحاديث المعتبرة المتواترة في أحقية علي وسائر أهل بيته عليهم السلام والحق ظاهر، والحمد لله. وبالجملة فقد تعين بهذه الآية الكريمة كون الإمام والخليفة بعد رسول الله عليه وآله بلا فصل هو الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام لظهور دلالة الآية الشريفة علي أن مودة علي عليه السلام واجبة بمقتضي الآية حيث جعل الله تعالي أجر الرسالة بما يستحق به الثواب الدائم مودة ذوي القربي، إذ [ صفحه 135] مع وقوع الخطأ منهم [248] يجب ترك مودتهم لقوله تعالي: (لا تجد قوما " يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) [249] وغير علي عليه السلام ليس بمعصوم بالاتفاق. إذن يكون هو الإمام بلا فصل ليس إلا. قال آية الله العظمي الإمام المجاهد الشهيد القاضي نور الله التستري في إحقاق الحق [250] : إن إقامة الشيعة للدليل علي إمامة علي عليه السلام علي أهل السنة غير واجب بل تبرعي، لاتفاق أهل السنة معهم علي إمامته بعد رسول الله صلي الله عليه وآله. غاية الأمر أنهم ينفون الواسطة، وأهل السنة يثبتونها، والدليل علي المثبت دون النافي كما تقرر في موضوعه، إلا أن يرتكبوا خرق الإجماع بإنكار إمامته مطلقا "، فحينئذ يجب علي الشيعة إقامة الدليل، والله الهادي إلي سواء السبيل [251] . [ صفحه 136]

آية الصلاة

وهي قوله تعالي: (إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ") [252] . اتفقت كلمة الشيعة أجمع علي أن هذه الآية الكريمة نزلت في حق النبي وآله الأطهار، وجري علي منهجهم كثير من علماء السنة، وإليك أيها القارئ الكريم ما ورد فيها من الروايات الثابتة من طريق المخالف عدا عن المؤالف: 1

- روي محمد بن إدريس الشافعي في مسنده، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال: يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ فقال: تقولون: (اللهم صل علي محمد وآل محمد كما صليت علي إبراهيم، وبارك علي محمد وآل محمد كما باركت علي إبراهيم وآل إبراهيم، ثم تسلمون علي) [253] . 2 - وروي ابن حجر في صواعقه، قال: صح عن كعب بن عجرة، قال: لما نزلت هذه الآية، قلنا: يا رسول الله، قد عرفنا [ صفحه 137] كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: (اللهم صل علي محمد وآل محمد) إلي أن قال: وروي عنه صلي الله عليه وآله أنه قال: (لا تصلوا علي الصلاة البتراء). فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: (اللهم صل علي محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل علي محمد وآل محمد) [254] . [ صفحه 138] 3 - وأورد القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) روايات كثيرة دالة علي لحوق الآل بالنبي صلي الله عليه وآله عند الصلاة عليه [255] . 4 - وأورد ابن العربي الأندلسي المالكي في كتابه (أحكام القرآن) عدة روايات تدل علي أنها نزلت في حق النبي صلي الله عليه وآله [256] . وغيرهم من أكابر علماء السنة، وللاختصار تركنا الروايات العديدة الواردة المعتبرة في كتب القوم وذلك لكثرتها. وقد ذكر جملة منها سيدنا الأجل آية الله النسابة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في تعليقاته علي إحقاق الحق للإمام السعيد الشهيد القاضي نور الله التستري فراجع [257] ، ونكتفي هنا بذكر بعض الرواة والمصادر، ونحيل القارئ إلي مظانها: فمن جملة من ذكر هذه الآية

الكريمة وقال: إنها نزلت في حق النبي صلي الله عليه وآله والآل: 1 - البخاري في صحيحه: 4 / 146 و ج 6 / 120 و ج 8 / 77 (ط الأميرية بمصر). 2 - الواحدي في أسباب النزول: 271 (ط. الهندية بمصر). 3 - البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن: 5 / 225 (ط. مصر). [ صفحه 139] 4 - الحاكم في المستدرك: 3 / 148 (ط. حيدر آباد الدكن). 5 - الفخر الرازي في تفسيره: 25 / 226 (ط. مصر). 6 - الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في أخبار أصبهان: 1 / 130 (ط. ليدن). 7 - الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد: 6 / 216 (ط. السعادة بمصر). 8 - ابن عبد البر الأندلسي في تجريد التمهيد: 185. 9 - النيسابوري في تفسيره: 22 / 30. 10 - الآلوسي في روح المعاني: 22 / 72 (ط. المنيرية بمصر). 11 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبي: 19 (ط. مصر 1356). 12 - النووي في كتابه رياض الصالحين: 455 (ط. مصر). 13 - ابن كثير في تفسيره: 3 / 506 (ط. مصطفي الحلبي بمصر). 14 - الطبري في تفسيره: 22 / 27 (ط. الميمنية). 15 - الخازن في تفسيره: 5 / 226 (ط. مصر). 16 - السيوطي الشافعي في الدر المنثور: 5 / 215 - 219 (ط. بمصر)، وفي بغية الوعاة: 442 (ط. مصر بتصحيح الشيخ الشنقيطي) حيث أورد عدة روايات مسندة مسلسلة بالعد. 17 - الشوكاني في فتح القدير: 4 / 293 (ط. مصطفي محمد بمصر). [ صفحه 140] 18 أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي: 29 و 34 (ط.

القاهرة). 19 - السيد إبراهيم نقيب مصر في كتاب (البيان والتعريف): 2 / 134 (ط. حلب 1329 ه). 20 - الشيخ محمد بن إدريس الحنفي في كتابه التعليق الصحيح في شرح المصابيح: 1 / 401 - 402 [عنه إحقاق الحق: 9 / 605]. أورد الحديث بأسانيد متعددة ومتون مختلفة كلها مشتملة علي كيفية الصلاة عليه وآله، إلي غير ذلك ممن يطول الكلام باستقصاء أسمائهم. أقول: فإفرادهم بالصلاة دون من عداهم، دليل واضح علي علو قدرهم، ورفعة مقامهم، فلا تصح صلاة مكلف بدونها كائنا " من كان، ولو كان صديقا " أو فاروقا "، أو ذا نورين، أو أنوارا "! قال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) [258] كفي شرفا " لآل رسول الله صلي الله عليه وآله وفخرا " ختم التشهد بذكرهم، والصلاة عليهم في كل صلاة [259] . وروي محب الدين الطبري في ذخائر العقبي عن جابر (رض) أنه كان يقول: لو صليت صلاة لم أصل فيها علي محمد وعلي آل محمد [ صفحه 141] ما رأيت أنها تقبل [260] . وأخرج القاضي عياض [المغربي] في الشفاء، [أنه قال: وفي حديث أبي جعفر عن] ابن مسعود [عن النبي صلي الله عليه وآله]: (من صلي صلاة لم يصل علي فيها وعلي أهل بيتي لم تقبل منه). [ثم قال: وقد روي من قبل ابن مسعود موقوفا " أيضا "] [261] . وقال ابن حجر في الصواعق: أخرج الدارقطني والبيهقي حديث (من صلي صلاة ولم يصل فيها علي وعلي أهل بيتي، لم تقبل منه) وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي: (إن الصلاة علي الآل من واجبات

الصلاة، كالصلاة عليه صلي الله عليه وآله) لكنه ضعيف، فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه (قولوا: اللهم صلي علي محمد وعلي آله محمد) والأمر للوجوب حقيقة علي الأصح [262] . وقال الرازي في تفسيره: إن الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وقوله: (اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد، وارحم محمدا "، وآل محمد) وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل علي أن حب آل محمد واجب. وقال: أهل بيته صلي الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة [263] . [ صفحه 142] فبجميع ما ذكرنا وغيرها مما لم نتعرض إليها ثبت وتحقق أن الصلاة عليهم مأمور بها في الصلاة، وفي المقام أخبار كثيرة، وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث. ولقد أخذني العجب، واعترتني الدهشة عندما وقفت علي هذه الأخبار الكثيرة، كيف ساغ للقوم تقديم غير أهل البيت علي أهل البيت عليهم السلام؟! وزادتني الدهشة والعجب من قول ابن أبي الحديد المعتزلي في أول كتابه شرح النهج إذ يقول: الحمد لله الذي قدم المفضول علي الفاضل!!! فكلامه هذا مخالف لكتاب الله وسنة الرسول إذ أن الله تعالي لا يرضي بتقديم المفضول علي الفاضل وكذا رسوله صلي الله عليه وآله، وكل ذي عقل سليم وضمير حر، علي أنه قبيح عقلا " ونقلا "، ثم كيف اجترأ القوم أيضا " علي الطعن في شيعة آل بيت الرسول صلي الله عليه وآله الذين هم تولوا الله ورسوله والذين آمنوا، وقد قال الله تعالي: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب

الله هم الغالبون) [264] والشيعة آخذين بكل ما جاء عن الله ورسوله لم يحيدوا عنه قيد شعرة؟! وصفوة القول: ثبتت خلافه علي عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله من هذه الآية الكريمة، إذ قرنه الله تعالي مع رسوله في ذكر الصلاة عليه كما تقدم، فعليه لا يجوز تقدم أحد عليه، كما لا يجوز تقدم أحد علي رسول الله صلي الله عليه وآله، فتأمل إن كنت حرا " أيها القارئ العزيز. [ صفحه 143]

آية التبليغ

اشاره

- أو حديث الغدير - وهي قوله تعالي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [265] . يأمر الله تعالي نبيه في غدير خم في تبليغ هذه الآية الكريمة، وقد أجمع المفسرون من السنة والشيعة علي أنها نزلت في غدير خم في شأن علي عليه السلام [266] في تحقيق أمر الإمامة، وأنها نص في الخلافة الإلهية العظمي، والزعامة الدينية الكبري، بحيث لا يرتاب فيه إلا من ارتكب [ صفحه 144] طرق الأهواء والميول، اتباعا " لهوي النفس، وتعصبا " منه إلي المذهب الذي يأخذ به، ومخالفا " للنصوص القرآنية، ومنكرا " للأحاديث النبوية المتواترة، المجمع علي صحتها وإلا من كان متعصبا "، قادته نفسه الأمارة إلي المهاوي السحيقة، فهلك وأهلك بإنكاره ما هو من الدين بالضرورة. قال العلامة الحجة السيد عباس الكاشاني في كتابه (مصابيح الجنان) [267] : يوم عيد الغدير الأغر، هو عيد الله الأكبر، وعيد آل محمد صلي الله عليه وآله وأعظم الأعياد وأشرفها عندهم، وهو اليوم الذي نصب فيه الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله عليا " عليه السلام إماما " وخليفة من

بعده، بحضرة تلك الأشهاد المجتمعة من أقطار المسلمين، وأمرهم بمبايعته، والتسليم عليه بإمرة [ صفحه 145] المؤمنين، وكان ذلك في حجة الوداع بموضع يدعي (غدير خم) [268] علي ثلاثة أميال من (الجحفة) [269] بناحية (رابغ) بعد رجوعه من الحج بين مكة والمدينة. وكان قد نزل عليه جبرئيل عليه السلام بذلك في (ضجنان) [270] فأشفق النبي صلي الله عليه وآله من مخالفة قومه فقال: يا رب! إن قومي حديثو عهد بالجاهلية، فمتي أفعل هذا يقولوا فعل بابن عمه وفعل. فنزل عليه جبرئيل مرة ثانية علي خمس ساعات مضت من النهار، فقال: يا محمد! إن الله يقرئك السلام ويقول لك: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - يعني عليا " - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) الآية. [ صفحه 146] وكان أوائل القوم، وهم مائة ألف أو يزيدون، فأمره أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، وأن يقيم عليا " علما " للناس، ويبلغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس. فلما بلغ (غدير خم) نادي مناديه: الصلاة جامعة، وكان في وقت الضحي، والحر شديد، بحيث لو طرح اللحم علي الأرض لانشوي، وأمر أن يعمدوا إلي أصل شجرتين، فيكنسوا تحتهما، وأن يضعوا الحجارة بعضها علي بعض كالمنبر، وأمر بثوب فطرح عليه، ثم صعد. فلما اجتمعوا خطب خطبته تلك العظيمة التي صدع بها، رافعا " صوته لتسمعه تلك الأشهاد المجتمعة من أقطار المسلمين [271] ، فبعد أن حمد الله وأثني عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة، ونعي الأمة نفسه، وقال: [ صفحه 147] (إني قد دعيت ويوشك أن أجيب، وقد حان مني خفوق من

بين أظهركم)، ثم أخذ بعضد علي عليه السلام فرفعها - حتي نظر الناس إلي بياض إبطي رسول الله صلي الله عليه وآله - قائلا ": (أيها الناس! ألست أولي بكم من أنفسكم)؟ قالوا: بلي يا رسول الله. قال صلي الله عليه وآله: (اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه، وأحب من أحبه، وأعز من أعزه، إنما أكمل الله لكم الدين بولايته وإمامته، لا يبغض عليا " إلا شقي، ولا يوالي عليا " إلا تقي. معاشر الناس، لا ترجعوا بعدي كفارا " يضرب بعضكم أعناق بعض، فإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض. أيها الناس! قد ضل من قبلكم أكثر الأولين، أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم أن تسلكوا الهدي إليه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق، إني قد بينت لكم وفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي. ألا وإني أدعوكم إلي مصافحتي علي بيعته، والإقرار له، ألا وإني قد بايعت الله، وعلي بايع الله، وإني لآخذكم بالبيعة له عن الله، فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه، ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا " عظيما "). [ صفحه 148] فإذا بعمر بن الخطاب قائلا " لعلي عليه السلام: هنيئا " لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة - وفي بعض الأحاديث - بخ بخ لك يا علي [272] . قال أبو سعيد الخدري: فلم ننصرف حتي نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت

عليكم نعمتي ورضيت لكم [ صفحه 149] الإسلام دينا ") [273] الخ، فقال النبي صلي الله عليه وآله: (الله أكبر علي إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضي الرب برسالتي، وبالولاية لعلي عليه السلام من بعدي). ثم قام حسان بن ثابت، فقال: ائذن لي يا رسول الله صلي الله عليه وآله أقول في علي أبياتا " لتسمعهن. فقال صلي الله عليه وآله: قل علي بركة الله. فقال حسان: يناديهم يوم الغدير نبيهم++ بخم وأسمع بالرسول [274] مناديا يقول: فمن مولاكم ووليكم؟++ فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا [275] . [ صفحه 150] إلهك مولانا وأنت ولينا++ ولم ترمنا في الولاية عاصيا [276] . فقال له قم يا علي فإنني++ رضيتك من بعدي إماما " وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه++ فكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه++ وكن للذي عادي عليا " معاديا [277] . ثم ذكر العلامة الكاشاني في مصابيحه قال: وقد ذكر مؤرخو المسلمين علي اختلاف مذاهبهم موقف النبي صلي الله عليه وآله يوم الغدير، ونصبه عليا " بالخلافة، وكفي لذلك اليوم التاريخي عظمة وإجلالا " عناية المؤمنين والكتاب والشعراء به، ومن العسير جدا " استقصاء ما جمع فيه من المجلدات الضخمة من التفاسير وكتب الصحاح والمسانيد والسير والتواريخ والحديث والموسوعات الأدبية، راجع تعرف، وفي كتابي (العقبات) و (الغدير) كفاية، انتهي. أقول: اتفق علماء الإسلام قاطبة علي نزول هذه الآية الكريمة وهي: (يا أيها الرسول بلغ) الخ، في شأن أمير المؤمنين علي عليه السلام [ صفحه 151] خاصة بتوطيد الخلافة له بذلك اليوم، وجاءت روايات حديث الغدير متواترة، رواه جميع المؤرخين والمحدثين من جميع الفرق الإسلامية بالاتفاق، وصححها أكابر المحدثين من كلا الطرفين

بحيث لا يخالف فيها إلا مكابر فاسد، أو معاند جاحد، فأورده بعضهم مطولا "، وآخرون مختصرا ". حتي أن رواته بلغوا عددا " لا يوجد في غيره من الأحاديث، إذ رواه علي ما يربو علي المائة والخمسين صحابيا " من بدري وغيره من أعاظم الصحابة، وأما من التابعين، فقد بلغ عدد رواته أربعة وثمانون راويا " [278] . ومن العلماء والمحدثين من علماء السنة والجماعة، فقد بلغ عدد رواته ثلاثمائة وستون شخصا "، هذا ما عثرت عليه من مصادر المؤرخين والمحدثين والمفسرين من كتب القوم (السنة). وأما حصر الرواة علي الضبط متعذر بل متعسر جدا ". ولعل ما غاب عنا من الرواة، ولم نعثر عليهم أكثر من ذلك بكثير، ومقتضي الحال ينبغي أن يكون رواة الحديث أضعاف المذكورين، لأن تلك الجموع المصغية إلي خطبة النبي صلي الله عليه وآله كان عددهم يربو علي مائة ألف، وبمقتضي الطبيعة أنهم حدثوا بالواقعة عند رجوعهم إلي أوطانهم، وهذا حال كل مسافر ينبئ عن الأحداث [ صفحه 152] العجبية والغربية التي شاهدها في سفره، كما قال الشاعر: واعلم بأن الضيف مخبر أهله++ بمبيت ليلته وإن لم يسأل نعم، فعلوا ذلك إلا طائفة ضئيلة لا يعتني بهم من ذوي الضغائن والأحقاد الكامنة في صدورهم، كتموه حسدا " وبغضا " [279] . وأما الشيعة، فقد أجمعت كلمتهم، وتصافقوا برمتهم علي تواتر لا يختلف فيه منهم اثنان، لكن لما ثبت حديث الغدير، وتحقق ثبوته بدرجة لا تدع إلي من في قلبه زيغ من أعداء أهل البيت عليهم السلام خدش الرواة والروايات، أخذ يتشبث بتأويل لفظة (المولي) حسب ما يقتضيه هواهم، فمرة فسره بمعني (المحب)، أخري بمعني (الناصر)، وثالثة بمعني (الأولي) وهكذا، إذ

لم يجد طريقا " لإيقاع الخلل والطعن في تفسير الآية ومعني الحديث، وتشبث أيضا " بأن النبي صلي الله عليه وآله إنما نزل في (غدير خم) وقام خطيبا " ليبين للناس مقام علي عليه السلام ويعرفهم بشأنه! أما قول المشكك في لفظة (الولي) بما ذكر، فهو وإن كان محتملا " لتلك المعاني التي أتي بها الخصم المكابر، فهي لا تحتمل إلا من هو أحق بالأمر، ولا يجوز لأحد تولي الأمر سواه، ودليلنا آية الولاية المتقدمة، [ صفحه 153] وهي قوله تعالي: (إنما وليكم الله) [280] . وحديث الغدير، وهو قوله صلي الله عليه وآله في خطبته الشريفة الطويلة: (أيها الناس! ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالها ثلاثا " وفي كل مرة يجيب القوم: بلي يا رسول الله فأخذ رسول الله صلي الله عليه وآله بعضد علي عليه السلام وقال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه). فالحديث مطابق للآية الشريفة سواء بسواء. وأما قول المخالف أيضا ": إنما نزل رسول الله صلي الله عليه وآله في ذلك المنزل ليبين للناس مقام علي! إلي آخر مفترياته، فكلامه باطل لا يمت إلي الحقيقة بصلة، فلا يعول عليه. كأن عليا " عليه السلام لم يعرف من ذي قبل حتي نزل رسول الله صلي الله عليه وآله في ذلك المنزل، في ذلك الوقت الرهيب، والحر الشديد - كما مر عليك قريبا " - علي أن عليا " عليه السلام أشهر من نار علي علم في غزواته، فقد شهد المواقف كلها، و [أما] جهاده فقد قام الدين بسيفه. ثم إن أقوي دليل علي صحة مدعانا، قيام علي خطيبا " علي منبر جامع (الرحبة) - وقد ذكره جميع المؤرخين - بعد أن

فاء إليه أمر الخلافة، وقال: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلي الله عليه وآله يقول يوم غدير خم [ صفحه 154] ما قال إلا قام فشهد بما سمع، ولا يقم إلا من رآه بعينه وسمعه بأذنيه [281] . فقام ثلاثون صحابيا "، فيهم اثنا عشر بدريا "، فشهدوا أنه أخذه بيده فقال للناس: (أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم)؟ قالوا: نعم. قال صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) الحديث [282] . ولا يخفي علي القارئ اللبيب أن تواطؤ ثلاثين صحابيا " علي الكذب مما لا يقره العقل السليم، فحصول التواتر بمجرد شهادتهم إذا " قطعي لا ريب فيه، وقد حمل هذا الحديث عنهم كل من كان في (الرحبة) من تلك المجموع، فبثوه بعد تفرقهم في البلاد، فطار كل مطير. قال الإمام شرف الدين (ره) في كتابه بعد نقله هذا الكلام: ولا يخفي أن يوم (الرحبة) [283] إنما كان في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام، [ صفحه 155] وقد بويع سنة خمس وثلاثين، ويوم الغدير إنما كان في حجة الوداع سنة عشر، فبين اليومين - في أقل الصور - خمس وعشرون سنة. كان في خلالها طاعون عمراس [284] ، وحروب الفتوحات والغزوات علي عهد الخلفاء [الثلاثة]، وهذه المدة - وهي ربع قرن - بمجرد طولها، وبحروبها وغاراتها وبطاعون عمواسها الجارف، قد أفنت جل من شهد يوم الغدير من شيوخ الصحابة وكهولهم، ومن فتيانهم المتسرعين - في الجهاد - إلي لقاء الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وآله حتي لم يبق منهم حيا " بالنسبة إلي من مات إلا قليل، والأحياء منهم كانوا

منتشرين في الأرض، إذ لم يشهد منهم الرحبة إلا من كان مع أمير المؤمنين عليه السلام في العراق من الرجال دون النساء، ومع هذا كله، فقد قام ثلاثون صحابيا "، فيهم اثنا عشر بدريا "، فشهدوا بحديث الغدير سماعا " من رسول الله صلي الله عليه وآله. ورب قوم أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهادة كأنس بن مالك [285] حيث قال له علي عليه السلام: ما لك لا تقوم مع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله فتشهد بما سمعته يومئذ منه؟! فقال: يا أمير المؤمنين كبرت سني ونسيت. [ صفحه 156] فقال علي عليه السلام إن كنت كاذبا "، فضربك الله ببيضاء لا تواريها العامة. فما قام حتي ابيض وجهه برصا "، فكان بعد ذلك يقول: أصابتني دعوة العبد الصالح انتهي [286] . ولو تهيأ " للإمام علي عليه السلام جمع كل من كان حيا " يوم ذلك من الصحابة رجالا " ونساء، ثم يناشدهم كما ناشد أصحاب (الرحبة) لشهد له أضعاف أضعاف [الأربعة و] الثلاثين، وكيف لو تهيأ له الأمر بالمناشدة في الحجاز قبل أن يمضي علي عهد الغدير ما مضي من الزمن؟ فأمعن النظر أيها القارئ المنصف، وتدبر هذه الحقيقة الراهنة، تجدها أقوي دليل واضح علي تواتر حديث الغدير. وسنورد عليك أيها القارئ الكريم بعض ما يتيسر لنا ذكره من أقوال المفسرين، وأئمة الحديث من أن آية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) إلخ، وآية (اليوم أكملت لكم دينكم) إلخ، وآية (سأل [ صفحه 157] سائل) [287] إلخ، وحديث: (من كنت مولاه، فعلي مولاه) وغيرها مما لها صلة بالموضوع نزلت في خصوص علي عليه السلام بخلافته العظمي، وإمامته الكبري، وذلك بعد

رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل في يوم غدير خم. وقد رواه أكابر علماء المسلمين، بما ثبت لديهم من الأحاديث الحاكية لقصة يوم الغدير، بسند متواتر معتبر علي أن المراد منها، وأنها نزلت بخصوص الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. فهذا الواحدي يقول في كتابه: إن آية (يا أيها الرسول) إلي آخر [الآية] نزلت في يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) [288] . وهذا السيوطي في كتابه يقول: وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري أن الآية: (يا أيها الرسول) إلخ نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب عليه السلام. [ صفحه 158] وقال أيضا ": أخرجه ابن مردويه، عن ابن مسعود، قال: كنا نقرأ علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - أن عليا " مولي المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [289] . وقال الرازي في تفسيره الكبير [290] : ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية وجوها "، إلي أن قال: (العاشر): نزلت هذه الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده، وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) فلقيه عمر فقال: هنيئا " لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس، والبراء بن عازب، ومحمد بن علي. وقال النيسابوري في تفسيره - المطبوع بهامش ابن جرير - [291] : إن هذه الآية نزلت في فضل

علي بن أبي طالب (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) يوم غدير خم. وذكر ما ذكره الرازي حرفا " بحرف. وقال الشوكاني في تفسيره [292] : وأخرج أبو الشيخ، عن الحسن أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا "، وعرفت [ صفحه 159] إن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغن أو ليعذبني، فأنزلت: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك). وقد ذكر ما ذكره السيوطي من نزولها يوم (غدير خم) في علي بن أبي طالب عليه السلام وأنهم كانوا يقرأون أن عليا " عليه السلام مولي المؤمنين. وقال القندوزي الحنفي في كتابه [293] : أخرج الثعلبي، عن ابن صالح، عن ابن عباس، وعن محمد الباقر (رضي الله عنه) قالا: نزلت هذه الآية في علي عليه السلام. وقال الآلوسي في تفسيره [294] ، وعن ابن عباس (رض) قال: نزلت هذه الآية في علي كرم الله تعالي وجهه، حيث أمر سبحانه وتعالي [النبي صلي الله عليه وآله] أن يخبر الناس بولايته، فتخوف رسول الله صلي الله عليه وآله أن يقولوا حابي ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه. فأوحي الله تعالي إليه هذه الآية، فقام بولايته يوم (غدير خم) وأخذ بيده فقال صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) وذكر ما ذكره السيوطي في الدر المنثور إلي آخره. وفي تفسير (المنار) المنسوب إلي الشيخ محمد عبده أنها نزلت يوم (غدير خم) في علي بن أبي طالب عليه السلام ذكره عن ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، ثم ذكر رواية ابن عباس، وأن الآية الشريفة نزلت عليه صلي الله عليه

وآله في (غدير خم) كما ذكرها الآلوسي [295] . [ صفحه 160] أما آية (اليوم أكملت لكم دينكم) الخ، ففي الدر المنثور من طريق ابن مردويه، وابن عساكر إلي أبي سعيد الخدري، قال: لما نصب رسول الله صلي الله عليه وآله عليا " عليه السلام يوم (غدير خم) فنادي له بالولاية هبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم) الخ. ومن طريقهما وطريق الخطيب إلي أبي هريرة، قال: لما كان يوم (غدير خم) وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، قال النبي صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) إلخ [296] . وفي (تاريخ بغداد) للخطيب بسند متصل بأبي هريرة وفيه: لما أخذ النبي صلي الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: (ألست ولي المؤمنين)؟ قالوا: بلي يا رسول الله. قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولي كل مسلم. فأنزل الله (اليوم أكملت لكم دينكم) [297] . وفي (فرائد السمطين) للحمويني الباب الثاني عشر بسنده المتصل بأبي سعيد أن رسول الله صلي الله عليه وآله دعا الناس يوم (غدير خم) إلي علي عليه السلام وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم، وذلك يوم الخميس. [ صفحه 161] فدعا عليا " عليه السلام فأخذ بضبعه، فرفعها حتي نظر الناس إلي بياض إبطي رسول الله صلي الله عليه وآله، ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم) الخ، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: (الله أكبر علي إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضي الرب برسالتي، وبالولاية لعلي

عليه السلام من بعدي). ثم قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله). وفي الباب المذكور أخرجه بألفاظه من طريق آخر. وأخرجه الخوارزمي في مناقبه [298] . وفي (تاريخ اليعقوبي): وقد قيل: إن آخر ما نزل عليه صلي الله عليه وآله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ") وهي الرواية الصحيحة الثابتة الصريحة، وكان نزولها - يوم النص - علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بغدير خم [299] . وهكذا ذكروا في شأن آية المعارج بأنها نزلت في حق علي عليه السلام. قال الشبلنجي في كتابه: ونقل الإمام الثعلبي في تفسيره: إن سفيان بن عيينة سئل عن قول الله تعالي: (سأل سائل بعذاب واقع)، فيمن نزلت؟ فقال للسائل: لقد سألتني عن مسألة ما [ صفحه 162] سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام [300] أن رسول الله صلي الله عليه وآله لما كان (بغدير خم) نادي الناس، فاجتمعوا، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فشاع ذلك في أقطار البلاد، وبلغ ذلك (الحارث بن النعمان الفهري) فأتي رسول الله صلي الله عليه وآله علي ناقته، فأناخ راحلته ونزل عنها وقال: يا محمد! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسوله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا " فقبلناه، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلناه، وأمرتنا، بالحج فقبلناه، ثم لن ترضي بهذا حتي رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا، فقلت: (من كنت مولاه فعلي مولاه)! فهذا شئ منك أم من

الله؟ فقال النبي صلي الله عليه وآله: (والله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله عز وجل) فولي الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا "، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إلي راحلته حتي رماه الله بحجر سقط علي هامته [ صفحه 163] [وخرج من دبره فقتله]، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج) [301] . وفي (فرائد السمطين) بسنده عن الإمام أبي الحسن الواحدي، قال: قرأت علي شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره أن سفيان بن عيينة سئل عن قول الله عز وجل إلي آخر ما ذكره في نور الأبصار [302] . وحكاه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة [303] وحكاه سبط ابن الجوزي في تذكرته، وفيه: فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وقد احمرت عيناه: (والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله، وليس مني) قالها ثلاثا " إلي آخر الحديث [304] . وقال أبو السعود في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الرازي: وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله صلي الله عليه وآله في علي عليه السلام (من كنت مولاه فعلي مولاه) إلي آخره [305] . [ صفحه 164] وفي نزهة المجالس للصفوري قال: رأيت في تفسير القرطبي في سورة (سأل) لما قال النبي صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) قال النضر بن الحارث لرسول الله صلي الله عليه وآله: أمرتنا بالشهادتين عن الله تعالي فقبلنا منك، وأمرتنا بالصلاة والزكاة، ثم لم ترض حتي فضلت علينا ابن

عمك! الله أمرك بهذا أم من عندك؟ فقال: (والله الذي لا إله إلا هو إنه من عند الله) الخ [306] . وأما حديث (من كنت مولاه) ففي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه وآله في سفر، فنزلنا بغدير خم فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلي الله عليه وآله تحت شجرتين، فصلي الظهر، وأخذ بيد علي عليه السلام فقال: (ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من نفسهم)؟ قالوا: بلي. قال: فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه). قال فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا " لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة [307] . وروي عن عطية العوفي، قال: سألت زيد أرقم فقلت له: إن ختنا " لي حدثني عنك بحديث في شأن علي عليه السلام يوم غدير خم، فأنا [ صفحه 165] أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم! فقلت له: ليس عليك مني بأس. فقال: نعم، كنا بالجحفة، فخرج رسول الله صلي الله عليه وآله إلينا ظهرا "، وهو آخذ بعضد علي عليه السلام، فقال: (يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم)؟ قالوا: بلي. قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه.) الحديث [308] . وروي أيضا " بسنده عن ميمون قريبا " منه [309] . وروي أيضا " في الجزء الأول من مسنده، أخرجه عن علي عليه السلام أن النبي صلي الله عليه وآله قال يوم غدير خم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [310] . وروي ابن ماجة في

سننه بطريقه إلي البراء بن عازب الحديث قريبا " مما تقدم [311] . وروي النسائي في خصائص علي عليه السلام بطريقه إلي سعد، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وفي تلك الصحيفة أيضا " أخرجه بسنده إلي زيد بن أرقم، قال: قام رسول الله صلي الله عليه وآله فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: (ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه)؟ قالوا: بلي، نشهد لأنت أولي بكل مؤمن من نفسه. قال: [ صفحه 166] (فإني من كنت مولاه فعلي مولاه) وأخذ بيد علي عليه السلام [312] . وروي ابن عبد ربه في العقد الفريد عند ذكر احتجاج المأمون علي الفقهاء في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام قال في جملة كلامه: فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) [313] . وروي السيوطي في كتابه قال: وأخرج الترمذي عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم، عن النبي صلي الله عليه وآله قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [314] . وروي أيضا " في كتابه حديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [315] . وفي (كنوز الحقائق) بهامش (الجامع الصغير) جاء هذا الحديث الشريف: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [316] . وفي (إسعاف الراغبين) بهامش (نور الأبصار) قال: وقال رسول الله صلي الله عليه وآله - يوم غدير خم -: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار). رواه عن النبي صلي الله عليه وآله ثلاثون

صحابيا "، وكثير من طرقه صحيح أو حسن [317] . [ صفحه 167] وفي (الرياض النضرة) للمحب الطبري قال: وعن عمر أنه قال: علي مولي من كان رسول الله صلي الله عليه وآله مولاه [318] . وفي تلك الصحيفة أيضا ": قال: وعن سالم، قيل لعمر: إنك تصنع بعلي عليه السلام شيئا " ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال: إنه مولاي. وفي مصابيح السنة عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [319] . وفي حلية الأولياء عن النبي صلي الله عليه وآله قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [320] . وفي (نثر اللئالي) قال في عداد فضائله: ومنها: قوله صلي الله عليه وآله في حقه: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) [321] . وفي الشرف المؤبد قال صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [322] . وفي تذكرة الحفاظ قال صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) [323] . وفي الجزء الثالث ص 231: وأما حديث - من كنت مولاه - فله طرق جيدة، وقد أفردت ذلك. وفي (تاريخ بغداد للخطيب) عن أنس قال: سمعت النبي صلي الله عليه وآله [ صفحه 168] يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) [324] . إلي غير ذلك من الأحاديث الواردة في كتب القوم، مما لا يمكن إحصاؤها عدا "، وسنذكر لزيادة التوضيح أسماء طائفة من الرواة مع ذكر المصادر، فممن ذكره: الواحدي في (أسباب النزول) [325] ، ومحمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول)، وفخر الدين الرازي في تفسيره

(مفاتيح الغيب) [326] ، والثعلبي في تفسيره [327] ، والسيوطي في (الدر المنثور) [328] ، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) [329] ، والترمذي في صحيحه [330] ، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم في المستدرك [331] ، وقال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين، ولم يعقبه الذهبي بشئ. وابن كثير في (البداية والنهاية) من طرق عديدة، وبسط القول فيه [332] . [ صفحه 169] واليعقوبي في (تاريخه) [333] ، وابن حجر في صواعقه قال: إنه حديث صحيح لا مرية فيه، ولقد أخرجه جماعة كالترمذي، والنسائي، وأحمد، وطرقه كثيرة جدا "، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا "، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلي الله عليه وآله ثلاثون صحابيا "، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته - كما مر عليك - وكثير من أسانيدها صحاح وحسان [334] . وقال ابن كثير في البداية والنهاية [335] : وقد اعتني بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير، والتاريخ، فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه، وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة. وقال القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة): حكي عن أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين أستاذ أبي أحمد الغزالي أنه كان يتعجب ويقول: رأيت مجلدا " في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر (غدير خم) مكتوبا " عليه (المجلدة الثامنة والعشرون) من طرق قوله صلي الله عليه وآله (من كنت مولاه، فهذا علي مولاه) ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون [336] ! [ صفحه 170] أقول: إن الأحاديث التي أوردنا في هذا الإملاء من الأحاديث المتعلقة بيوم الغدير هي قليلة جدا " بالنسبة إلي

ما ورد من الأحاديث الواردة في هذا الباب مما لا تحصي عدا ". وقد نقل الإمام الأكبر، والعلم الأوحد عز الشريعة، ورافع رأس الشيعة، آية الله العظمي مولانا المجاهد العظيم السيد حامد حسين النيسابوري ثم الهندي (ره) في جزء الغدير من عبقاته أسماء الرواة من الذين ذكروا حديث الغدير، وكلهم من أعاظم أهل السنة [337] . وهكذا سيدنا الحجة مولانا المجاهد السيد المرعشي النجفي في تعليقاته علي (إحقاق الحق) للإمام السعيد الشهيد القاضي نور الله التستري [338] . وهكذا شيخنا المفدي حجة الطائفة، الشيخ الأميني المجاهد العظيم في كتابه (الغدير) [339] . وكذلك سيدنا الأكبر آية الله الحجة الإمام المجاهد السيد (ابن طاووس) رحمه الله في كتابه الإقبال [340] ، فقد نقل عن جماعة من أعاظم أهل السنة أنهم رووا حديث الغدير وصححوه، فراجع. [ صفحه 171]

تهنئة القوم عليا بالخلافة

ولما خطب رسول الله صلي الله عليه وآله خطبته تلك العظيمة، أمر من حضر المشهد من أمته، ومنهم: (الشيخان) ومشيخة قريش، ووجوه الأنصار حتي أمهات المؤمنين بالدخول علي أمير المؤمنين عليه السلام وتهنئته علي تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصة الولاية، ومرتبع [341] الأمر والنهي في دين الله، وقد روي ذلك جماعة كبيرة من أعاظم علماء السنة والجماعة منهم: الطبري في كتابه (الولاية) أخرج حديثا " بإسناده عن زيد بن أرقم، وفي آخره: وكان أول من صافق النبي صلي الله عليه وآله وعليا " عليه السلام: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس إلي أن صلي الظهرين في وقت واحد، وامتد ذلك إلي أن صلي العشائين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ". ومنهم: الدارقطني، فقد أخرج عنه ابن حجر في الفصل الخامس

من الباب الأول من صواعقه أن أبا بكر وعمر لما سمعا الحديث، قالا للإمام علي عليه السلام: أمسيت يا بن أبي طالب مولي كل مؤمن ومؤمنة. [ صفحه 172] فقيل لعمر: إنك تصنع لعلي شيئا " لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلي الله عليه وآله؟ فقال: إنه مولاي. ومنهم: الحافظ أبو سعيد النيسابوري في كتابه (شرف المصطفي) بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري، ولفظه: ثم قال النبي صلي الله عليه وآله: (هنئوني هنئوني إن الله تعالي خصني بالنبوة، وخص أهل بيتي بالإمامة) فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، فقال: طوبي لك يا أبا الحسن! أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة. ومنهم: صاحب (روضة الصفا) فإنه قال فيه بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثم جلس رسول الله صلي الله عليه وآله في خيمة، وأجلس أمير المؤمنين عليا " صلي الله عليه وآله في خيمة أخري، وأمر [أطباق] الناس بأن يهنئوا عليا " في خيمته، ولما فرغ الناس من التهنئة له، أمر رسول الله صلي الله عليه وآله أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه [ففعلن] [342] . ومنهم: صاحب (حبيب السير) فإنه قال فيه: ثم جلس أمير المؤمنين علي عليه السلام في خيمة مخصوصة، تزوره الناس ويهنئونه، وفيهم: أبو بكر، وعمر، فقال عمر: بخ بخ لك يا بن أبي طالب! أصبحت مولاي، ومولي كل مؤمن ومؤمنة. ثم أمر النبي صلي الله عليه وآله أمهات المؤمنين أن يدخلن علي علي عليه السلام ويهنئنه [343] . [ صفحه 173] وممن روي ذلك: أحمد بن حنبل في مسنده: 4 / 281، والطبري في تفسيره: 3 / 428، وابن مردويه

في تفسيره، والثعلبي في تفسيره، والبيهقي، والخطيب البغدادي، وابن المغازلي في مناقبه، والغزالي في كتابه (سر العالمين) ص 16، والشهرستاني في الملل والنحل، وأبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي في مناقبه: ص 29، والرازي في تفسيره الكبير: 3 / 636 والگنجي الشافعي في (كفاية الطالب). ومحب الدين الطبري الشافعي في (الرياض النضرة): 2 / 169، والحمويني في (فرائد السمطين) في الباب الثالث عشر، وأبو الفداء ابن كثير الشافعي في (البداية والنهاية): 5 / 209، والمقريزي في (الخطط): 2 / 223، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 25، والسيوطي في (جمع الجوامع) كما في (كنز العمال) 6 / 397. والسمهودي في (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفي) 2 / 173، وابن حجر في (الصواعق) ص 26 إلي غير ذلك من أئمة الحديث، والتفسير، والتاريخ من رجال السنة ممن لا يسع درج أسمائهم في كتابنا هذا، فإنهم رووه بين راو مرسلا " له إرسال المسلم، وبين راو إياه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلي غير واحد من الصحابة، كابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وغيرهم [344] . [ صفحه 174] ولنعم ما قال الغزالي في كتابه (سر العالمين) في المقالة الرابعة بما لفظه: ولكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير علي متن علي متن الحديث من خطبة صلي الله عليه وآله في يوم (غدير خم) باتفاق الجميع وهو يقول: [ صفحه 175] (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي، ومولي كل مؤمن ومؤمنة. فهذا تسليم ورضي وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوي بحب الرئاسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهوي في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام

الخيول، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوي، فعادوا إلي الخلاف الأول، فنبذوا الحق وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا " قليلا "، فبئس ما يشترون، انتهي. أقول: الحمد لله الذي أنطق (الغزالي) بالصواب الذي فيه حجتنا، وإثبات مدعانا في كتابه (سر العالمين) [345] إذ أطلق الله لسانه بالحق، وأفصح عن الواقع مع ما يحكي عنه من العصبية واللجاج، والحق، ينطق منصفا " وعنيدا ". ومع الأسف - كل الأسف - رأينا القوم كل من أتي منهم بما يثبت مدعي الشيعة علي إثبات أحقية علي أمير المؤمنين عليه السلام وبنيه بالخلافة يتهمونه بالتشيع مع أنه رأيناهم متعصبين في مذهبهم، ويرشقون الشيعة بسهام الكذب والافتراء، إلا أن الله تعالي ينطق لسانه بالحق مختارا " أم غير مختار، فيتكلم عن الواقع إذا أن الحق يعلو ولا يعلي عليه، كما هو مأثور ومشهور. وأما الشيعة فإنهم رجال علم وصدق واجتهاد ملأوا أرض الله علما " وعملا " وصدقا في القول، وإن قال فيهم خصومهم ما قالوا كذبا " وافتراء. [ صفحه 176] تأمل أيها القارئ المنصف الحر، كيف أن الله أظهر حق الشيعة من كتب القوم، علي أن كلمة الحق وإن طال الزمان بها لا بد وأن تظهر، شاء القوم أم أبوا، والباطل لا بد أن يدحض أيضا " شاؤوا أم أبوا. ونحن قد قدمنا لك في إملائنا هذا جملة من الأحاديث المتعلقة بيوم الغدير إلا أن هناك الكثير الكثير مما أغمصه القوم حسدا " وبغضا " منهم لأمير المؤمنين عليه السلام، سيما يوم تولي معاوية أمر الخلافة، فهناك تري العجب العجاب مما أحدثه من الضغط الشديد علي كل من يروي حديثا " في حق أبي تراب، إلا أن الله تعالي

شاء أن يظهر حق أمير المؤمنين ويملأ الكون من فضائله وفواضله عليه السلام. وهنا نقتصر علي ما قدمنا مما يتعلق بموضوع الغدير الأغر لما فيه كفاية لأولي الألباب، ولو أردنا بسط القول في ذلك لملأنا كثيرا " من الكتب الضخمة، وهذا ينافي الاختصار الذي وعدنا به قارئنا الكريم. ومن أراد المزيد، فعليه بالكتب المطولة التي مر عليك ذكرها من ذي قبل، علي أن في ما قدمناه أدلة واضحة، وبراهين ساطعة، وحجج دامغة في أولوية علي أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة من غيره، لأن المراد من كلمة (المولي) هو الأولي بالتصرف، وذلك معروف في اللغة والاستعمال كما في القرآن المجيد (النار هي مولاكم) [346] أي أولي بك، وقال الأخطل: [ صفحه 177] فأصبحت مولاها من الناس بعده [347] . وقالوا: مولي العبد: أي الأولي في تدبيره والتصرف فيه، مع أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قد عين هذا المعني من كلمة (المولي) حيث صدر كلامه بقوله: (ألست أولي بكم من أنفسكم)؟ فصرح فيه بالأولوية، ثم عقبه من دون فصل بقوله: (من كنت مولاه، فهذا علي مولاه) أي من كنت أولي به من نفسه، فعلي أولي به من نفسه، فيكون علي عليه السلام أولي بالتصرف في أمورهم، ولا يكون أولي إلا إذا كان خليفة وإماما، وهذا نص صريح في إرادة رئاسته الدين والدنيا، إذ أن الأولي بنفس الأمة منهم هو النبي صلي الله عليه وآله والإمام عليه السلام كما مرت الإشارة إليه في تحقق الآية السابقة. وقد فهم هذا المعني من الفصحاء السامعين لذلك، العارفين بمدلولات الكلام العربي، وعمر بن الخطاب، وحسان بن ثابت، وحارث بن النعمان الفهري، وقد مرت عليك أقوالهم. إذا كما لا يجوز

تقدم أحد علي رسول الله صلي الله عليه وآله فلا يجوز أيضا تقدم أحد علي علي عليه السلام فتدبر. وأيضا مما دلنا علي أن المراد من (المولي) هو الأولي الذي يكون بمعني الإمامة والإمارة: تهنئة الصحابة لعلي عليه السلام كما تقدم، وليس الباعث لهم علي التهنئة المذكورة حينما سمعا من النبي صلي الله عليه وآله ما قال إلا فهما من المولي وهو الإمارة والإمامة، ذلك هو الأمر الذي يحق من [ صفحه 178] أجله أن يهنئا به عليا عليه السلام، لا معني الناصر والنصرة المعلوم لديهم، المحقق عندهم وعنده عليه السلام وأنه ليس مما يحسن ويجمل بأن يهنئه الصحابة بأمر متصف قبل ذلك به، ومن لوازمه وأوصافه. كما وأن الباعث لعمر بن الخطاب علي أن يصنع لعلي ما لا يصنعه لأحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله، وقوله: إنه مولاي [348] ، وهو ما فهمه وعلمه من معني الإمارة والإمامة، لا معني الناصر، فإنه يكون جوابا تافها، إذ معناه أنه ناصري! فمتي جهل السائل نصرة أصحاب النبي صلي الله عليه وآله بعضهم بعضا حتي يجيب عمر بن الخطاب بأن عليا ناصري؟! ولو كان ذلك المعني مقصودا للنبي صلي الله عليه وآله وفهمه عمر بن الخطاب فلماذا يتأثر ويستنكر، ويستكبر، ويتذمر عندما جاء إليه أعرابيان يختصمان، فقال لعلي عليه السلام: اقض بينهما يا أبا الحسن. فقال أحدهما متهكما: هذا يقضي بيننا! فاستكبر عمر ذلك من الأعرابي، فوثب إليه، وقال وهو غضبان: ويحك! ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة؟! وقد نازع عمر رجل في مسألة، فقال عمر: بيني وبينك هذا الجالس - وأشار إلي علي عليه السلام - فقال الرجل: هذا

الأبطن! فلما عرف [ صفحه 179] عمر من حال الرجل الانتقاص لعلي عليه السلام والاستهزاء به، والاستصغار له، نهض عمر عن مجلسه، وأخذ بتلبيبه [349] حتي رفعه من الأرض، ثم قال: أتدري من صغرت مولاي ومولي كل مسلم؟! تأمل أيها القارئ المنصف لما قال، فإنه قال له: أتدري من صغرت، مولاي ومولي كل مسلم؟! نقل ذلك محب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 170، وأخرجه الخوارزمي في مناقبه ص 97 بطرقه الصحيحة المعتبرة عن عمر [350] . فلو لم يفهم عمر من لفظ (مولي) الإمارة، لأجاب بأن هذا ناصري وناصر كل مسلم! فانظر لما دخل عمر من الانفعال والتأثر من قول خصمه في علي عليه السلام، وقل لي بشرف الحق: إن كان استكباره، واستنكاره، وانزعاجه، وتأثره من أعرابي همجي لأنه صغر ناصره، فأراد أن يعلم الرجل في ذلك الحال، بذلك النهوض بأن (من) لم يكن ناصر علي عليه السلام، فليس بمؤمن، أوليس بمسلم، (ثم) أهذا هو الذي أزعج عمر وأغضبه واستعظمه واستبشعه، [ صفحه 180] أم شيئا آخر وراء ذلك كان أحري بأن ينهض له عمر منزعجا عن مجلسه، وأجدر بأن يغضب من أجله؟ بلي وأيم الحق لم يزعجه ويغضب له ما كان يعلمه ويعهده في علي عليه السلام وأنه الأولي بالمؤمنين، فأراد من ذلك النهوض والاستعظام والاستنكار والتوبيخ لمن صغره أو استهان به، فأظهر حينذاك ما سمعه من النبي صلي الله عليه وآله وأكد عليه وعلي المؤمنين وقتئذ بحيث أقبل عليه، هو وجماعة المؤمنين، يهنئونه فيما حباه الله تعالي بأنه عليه السلام مولاه ومولي كل مسلم، وأن من لم يكن مولاه، فليس بمسلم، ولو لم يكن بغير ولاية النبي صلي الله عليه وآله فلا

مناسبة لذلك الحال من عمر، مع كون المراد من (المولي) هو الناصر، إذن فكيف يدور في الخلد، أو يقع في الوهم بأن المراد من (المولي) هو الناصر؟ أهكذا يفهم الكلام العربي، ويكون معني الكلام الفصيح والمنطق البليغ، وتلك هي المطابقة لمقتضي الحال؟! إضافة علي ذلك كله إن معني (المولي) بمعني الناصر يستلزم تكذيب قول رسول الله صلي الله عليه وآله الصادق الأمين - والعياذ بالله من ذلك - إذ كم وقع في الأمة بعه من انقلاب في الدين واختلال في النظام أسفر عنهما ظالم جائر، ومظلوم مقهور، ومرتد ناكث كل ذلك بمرأي من أمير المؤمنين علي عليه السلام ومسمعه وهو جليس داره ما ينيف علي عشرين سنة، لم يتمن من نصرة أحد حتي لمن في بيته، ويحدثنا التاريخ بنصرته أو انتصار الأمة به، إذا فأين قوله صلي الله عليه وآله: [ صفحه 181] (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) يعني ناصره؟ وأين نصرة علي عليه السلام في تلك المدة؟ ومن انتصر به وهو بذلك الحال؟ ثم إن ما أوله ذوي الأغراض الفاسدة، والأخلاق المرذولة، كابن حجر في صواعقه (الفصل الخامس) من الباب الأول، والقوشجي في شرح التجريد، ومن حذا حذوهما، من أن المراد هو المحب والناصر كما تقدم، فهو بديهي البطلان لمنافاته لما صدر به النبي صلي الله عليه وآله كلامه، مع أن الحب والنصرة من الأمور التي يعرفها جميع المسلمين، فهي غنية عن البيان لمزيد الآيات والأحاديث فيها. وقد جاء في القرآن المجيد قوله تعالي: (إنما المؤمنون إخوة) [351] (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) [352] (أشداء علي الكفار رحماء بينهم) [353] فلا يحتاج بيانها لأن ينزل الوحي مهددا لرسول الله صلي الله عليه وآله

بعدم تبليغ رسالته إن لم يبلغ ذلك، فيصدع الرسول صلي الله عليه وآله بما أمر، ويتحمل تلك المشقة العظمي، فينزل مائة وعشرين ألف صحابي أو أكثر في تلك الرمضاء، ويصعد رحال الإبل، ويخطب تلك الخطبة، ويأخذ بيد علي عليه السلام فيرفعها قائلا: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) فتحمل تلك المشاق دليل علي أن المقصود أمر عظيم محتاج إلي هذا البيان، ألا وهو الأولوية بأمور الناس. ثم إنه لو كان المقصود بيان الحب والنصرة، فلم نزلت آية إكمال [ صفحه 182] الدين وإتمام النعمة عند نزول الوحي بالإخوة بين المسلمين؟ أقول: ففي هذا كفاية لأولي الأبصار، وحجة تقطع علي الخصم الاعتراض علي دعوي الشيعة في مدعاهم بخلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل. ولنا أدلة كثيرة أخري علي إثبات مدعانا في أمر خلافة علي عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله مباشرة غير الذي ذكرنا، فنحيل القارئ إلي مظانها، فهناك طائفة كبيرة من علماء المسلمين من الفريقين، ألفوا كتبا جمة مطولة ومختصرة في موضوع الغدير الأغر، وأما ما ذكروه في ضمن موسوعاتهم، فهي مما لا تحصي كثرة، ولم تستقصي عدا. واعلم إنما قدمناه لك خمس آيات من القرآن المجيد وهي: (آية الولاية) و (وآية التطهير) و (آية المباهلة) و (آية المودة) و (آية التبليغ)، وهذه الآيات تدل علي اختصاص أمير المؤمنين علي عليه السلام بالخلافة فورا بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل بنص قاطع لا يدع لمنكر مساغا في الرد علينا بمدعانا في تثبيت علي عليه السلام، وقد انجلي بهذه الآيات الخمسة التي أوردها علماء الإسلام وصححها أكابر علماء السنة عدا

علماء الشيعة في أمر الخلافة لعلي عليه السلام. فينبغي لكل ذي ضمير حر، ووجدان صحيح أن يستسلم، ويدع المنابذة الكائنة بين الفريقين (الشيعة والسنة) إذ أن الشيعة لم يأتوا شيئا إدا، بل أثبتوا مدعاهم من القرآن والسنة جميعا، فأي لوم علي من أثبت مدعاه من كتاب الله وسنة نبيه، مع [ صفحه 183] انضمام أقوال كثير من فطاحل علماء مخالفي مذهبه؟ وزيادة علي ما قدمنا لك فقد ذكر الإمام السعيد الشهيد، المجاهد الأكبر في سبيل الله السيد القاضي نور الله التستري (رحمه الله) في المجلد الثالث من إحقاق الحق طبع (طهران) أربعا وثمانين آية أخري من الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي عليه السلام وسائر أهل البيت عليهم السلام وذكر مداركها من كتب العامة، فراجع هناك يغنيك عن تفصيلنا في هذا الاملاء [354] . [ صفحه 187] فبالله عليك أيها القارئ الكريم المنصف، أفيسوغ بعد هذا كله أن يشك أحد، أو يرتاب في أولوية علي عليه السلام بالخلافة ووصايته، اللهم إلا أن يكون مكابرا لنفسه، أو معاندا لوجدانه، ويغض الطرف عما أتينا مع أنها في الوضوح كالنار علي المنار، والشمس في رابعة النهار. ولعمر الله ما أدري أي معذرة أعدها القوم (السنة) ليوم الحساب الذي تشخص فيه الأبصار، يوم تبلغ فيه القلوب الحناجر؟! فإلي متي هذا الإعراض عن وقوفهم علي كتب الشيعة الأبرار؟! وإلي متي هذا اللجاج واللداد والعناد؟! وإلي متي هذا الاجحاف في حق رسول الله صلي الله عليه وآله ووصيه وخدنه أمير المؤمنين عليه السلام؟!. اللهم فاشهد إنا قد أتممنا الحجة، وأوضحنا المحجة، وسهلنا السبيل لإخواننا (السنة) [ صفحه 188] اللهم اهدهم كما هديتنا، وارشدهم كما أرشدتنا، فإنك الهادي والمرشد إلي سواء

السبيل، وقد قلت في كتابك: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) [355] وقلت: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) [356] . [ صفحه 189]

الشيعة والسنة النبوية

اشاره

الشيعة: هم الذين أخذوا بالسنة السنية، والطريقة النبوية التي جاء بها سيد الأنبياء صلي الله عليه وآله لم يحيدوا عنها قيد شعرة أبدا من يوم إعلان الدعوة حتي اليوم، وإلي ما بعد اليوم، متمسكين بعروتها الوثقي، سالكين صراطها المستقيم، آخذين عن أئمة أطهار معصومين عن الخطأ، سنة متبعة لا ريب فيها ولا ارتياب، قيمة لا عوج فيها ولا اعوجاج، لا يأخذون براوية إلا من طريق أئمتهم بسندهم الموثوق إمام معصوم، عن إمام مثله، عن رسول الله صلي الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن الرب الجليل ليس إلا. هذا ولم يرو لنا أصحاب السير والتواريخ أن أحدا من الأئمة الاثني عشر أخذ من صحابي أو تابعي أو غيره، فقد أخذ الناس العلم عنهم، ولم يأخذوه عن أحد. قال الإمام الصادق عليه السلام: عجبا للناس أنهم أخذوا علمهم كله عن رسول الله صلي الله عليه وآله فعملوا به واهتدوا، ويرون أنا أهل البيت لم نأخذ علمه، ولم نهتد به!! ونحن أهل بيته وذريته، في منازلنا نزل الوحي، ومن عندنا خرج العلم إلي [ صفحه 190] الناس، أفتراهم علموا واهتدوا، وجهلنا (نحن) وضللنا!؟ (إن هذا لمحال) [357] . وقال الإمام الباقر عليه السلام: لو كنا نحدث الناس برأينا وهوانا لهلكنا، ولكنا نحدثهم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلي الله عليه وآله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم [358] . وقال الإمام الصادق عليه السلام: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير

المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين، حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله [359] . وقال عليه السلام: من حدث عنا بحديث فنحن مسائلوه عنه يوما، فإن صدق علينا فإنما يصدق علي الله وعلي رسوله، وإن كذب علينا فإنما يكذب علي الله وعلي رسوله لأنا إذا حدثنا لا نقول قال فلان وفلان، إنما نقول: قال الله، وقال رسوله. [ صفحه 191] ثم إن الشيعة لم تعمل بأي حديث ورد عن أي محدث، أو رواية وردت عن أي راو إلا إذا كانت موافقة للروايات الواردة من طريقة أئمة الهدي من العترة الطاهرة عليهم السلام يصححها القرآن الكريم عند عرضها عليه. لأنهم يعلمون علم اليقين ما حديث في عصر بني أمية خصوصا في زمن الطاغية (معاوية) [360] العصر الذي صار فيه الحديث متجرا، يعطي الراوي أجرة علي حسب ما يكون وقع حديثه في النفوس، وتأثيره فيها مدحا أو قدحا كما في في رواية رواها ثقات معاوية: (الأمناء علي الدين ثلاثة: أنا وجبرئيل ومعاوية)!!! وكرواية جعله كاتب الوحي!!، وخال المؤمنين!. وكحديث يوم فتح مكة: (من دخل دار أبي سفيان كان آمنا)! كأنه صار حرما كحرم البيت الحرام!. الخطب الأفظع أنه كثرت الروايات في ذم الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام وشتمه، وشتم آله حتي شتم علي سبعين ألف منبرا!! وكيفية الشتم جاء في كثير من مصادر العامة غير أن قلمنا لم يطاوعنا في تسجيل اللفظ بعينه، والمشتكي إلي الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله [361] . [ صفحه 192] لهذا وغيره لا يقبلون الرواية عن مثل هؤلاء الرواة الوضاعين والدساسين الدجالين، وقد سمي معاوية نفسه ومواليه بأهل السنة والجماعة في ذلك العصر المظلم كيدا لشيعة علي عليه السلام،

فالشيعة في الحقيقة وفي الواقع هم السنيون إذ أنهم أخذوا السنة من منبعها العذب الصافي [362] ، استقاها أبرار ورواة أخيار، وكانوا يأخذون الحديث والسنة النبوية من أئمتهم وسادتهم وقادتهم، ويتلقون منهم كمن يتلقي عن سيد الأنبياء لأنهم يعتقدون أن ما عندهم عن الرسول من غير تصرف واجتهاد منهم، ولذا كانوا يأخذون منهم مسلمين من دون شك واعتراض، ويسألونهم عن كل شئ يحتاجون إليه فكان حديثهم المروي يجمع كل شئ. وهذا الإمام الصادق عليه السلام اجتمع عنده كثير من الفطاحل والنوابغ والجهابذة، وقد بلغوا من الكثرة ما يفوق حد الاحصاء حتي أن أبا الحسن الوشاء، قال لبعض أهل الكوفة: أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - أربعة آلاف شيخ من أهل الورع والدين كل يقول: [ صفحه 193] حدثني جعفر بن محمد عليه السلام. وسنورد عليك نبذة من الأحاديث والأخبار والسنن النبوية التي هي طافحة في إثبات مدعي الشيعة وأحقيتهم علي ما جاء عن صاحب الرسالة صلي الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام نذكرها من كتب السنة والجماعة، وإليك منها.

حديث الدار أو حديث الانذار

وهو قول النبي صلي الله عليه وآله: (هذا علي أخي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي من بعدي). أخرجه كثير من الحفاظ، وأئمة الحديث، وأهل السير والتواريخ من الفريقين في صحاحهم، ومسانيدهم، واعترفوا بصحته بخوعا بعظمته، وكثرة رواته، وتلقاه المؤرخون من الأمة الإسلامية وغيرها بكل قبول، ملقين إليه بسلاح النظر والتفكير، إذ أنه ظهر بين الرواة ظهورا واضحا لا غبار عليه، وأرسل في صحيفة التاريخ إرسال المسلم. وقد صدر هذا الحديث عن صاحب الرسالة في بدء الدعوة. ونص الحديث علي ما ذكره الطبري في تاريخه [363] عن أبي حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني

محمد بن إسحاق، عن عبد [ صفحه 194] الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمر، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الله بن العباس، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وآله (وأنذر عشيرتك الأقربين) [364] دعاني رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: يا علي! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت إني متي أبادئهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره، فصمت عليه حتي جاء جبرئيل، فقال: (يا محمد! إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك)! فاصنع لنا صاعا من الطعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتي أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب، حمزة، والعباس، وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلي الله عليه وآله جذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: خذوا بسم الله. فأكل القوم حتي مالهم بشئ حاجة، وما أري إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. [ صفحه 195] ثم قال: إسق القوم. فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتي رووا منه جميعا، وأيم الله، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله. فلما أراد رسول الله صلي الله عليه وآله أن يكلمهم، بدره أبو لهب إلي الكلام فقال: لقد سحركم صاحبكم!! فتفرق القوم،

ولم يكلمهم رسول الله صلي الله عليه وآله، فقال: (الغد يا علي، إن هذا الرجل سبقني إلي ما قد سمعت من القول)، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم إلي). قال: ففعلت، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام، فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتي مالهم بشئ حاجة، ثم قال: أسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتي رووا منه جميعا. ثم تكلم رسول الله صلي الله عليه وآله، فقال: (يا بني عبد المطلب! إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالي أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي ووصيي، وخليفتي فيكم)؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت - وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: (إن هذا أخي، ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا). قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: [ صفحه 196] قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. قال العلامة الحجة الأميني في كتابه الغدير [365] بعد ذكر هذا الحديث: وبهذا اللفظ أخرجه أبو جعفر الإسكافي المتكلم المعتزلي البغدادي المتوفي 240 في كتابه (نقض العثمانية) وقال: إنه روي في الخبر الصحيح [366] . ورواه الفقيه برهان الدين في (أنباء نجباء الأنباء) ص 44 - 48، وابن الأثير في الكامل ص 24، وأبو الفداء عماد الدين الدمشقي في (تاريخه) ج 1 ص 116، وشهاب الدين الخفاجي في (شرح الشفا) للقاضي عياض ج 3 ص 137 وبتر آخره، وقال: ذكر في دلائل البيهقي، وغيره

بسند صحيح. والخازن علاء الدين البغدادي في (تفسيره) ص 390، والحافظ السيوطي في (جمع الجوامع) كما في ترتيبه ج 6 ص 392 نقلا " عن الطبري، وفي ص 397 عن الحفاظ الستة: أبي إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي. وابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) ج 3 ص 254، وذكره المؤرخ جرجي زيدان في (تاريخ التمدن الإسلامي): ج 1 ص 31، والأستاذ محمد حسنين هيكل في (حياة محمد) ص 104 من الطبعة الأولي. [ صفحه 197] ورجال السند كلهم ثقات إلا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم فقد ضعفه القوم، وليس ذلك إلا لتشيعه، فقد أثني عليه ابن عقدة وأطراه، وبالغ في مدحه كما في (لسان الميزان) ج 4 ص 43 وأسند إليه، وروي عنه الحفاظ المذكورون، وهم أساتذة الحديث، وأئمة الأثر، والمراجع في الجرح والتعديل، والرفض والاحتجاج. ولم يقذف أحد منهم الحديث بضعف أو غمز، لمكان أبي مريم في إسناده، واحتجوا به في دلائل النبوة، والخصائص النبوية. وصححه أبو جعفر الإسكافي، وشهاب الدين الخفاجي كما سمعت، وحكي السيوطي في (جمع الجوامع) كما في ترتيبه ج 6 ص 396 تصحيح ابن جرير الطبري له، علي أن الحديث ورد بسند آخر رجاله كلهم ثقات كما يأتي، أخرجه أحمد في مسنده ج 1 ص 111 بسند رجاله كلهم من رجال الصحاح بلا كلام، وهم: شريك، الأعمش، المنهال، عباد. وليس من العجيب ما هملج به ابن تيمية من الحكم بوضع الحديث، فهو ذلك المتعصب العنيد، وأن من عادته إنكار المسلمات، ورفض الضروريات، وتحكماته معروفة، وعرف منه المنقبون أن مدار عدم صحة الحديث عنده هو تضمنه فضائل العترة الطاهرة!!! ثم ذكر العلامة الأميني

صورة ثانية فراجع، وقال: أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 1 ص 159 عن عفان بن مسلم الثقة المترجم له ج 1 ص 86 عن أبي عوانة الثقة المترجم له ج 1 ص 78 عن عثمان بن المغيرة [ صفحه 198] الثقة، عن أبي صادق مسلم الكوفي الثقة، عن ربيعة بن ناجذ التابعي الكوفي الثقة، عن علي أمير المؤمنين عليه السلام. وبهذا السند والمتن أخرجه الطبري في تاريخه ج 1 ص 217، والحافظ النسائي في الخصائص ص 18. وصدر الحافظ الگنجي الشافعي في الكفاية ص 89، وابن أبي الحديد في (شرح النهج) ج 3 ص 255، والحافظ السيوطي في (جمع الجوامع) كما في ترتيبه 6 ص 408، وذكر الحديث. صورة ثالثة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا بني عبد المطلب، وساق الحديث فراجع، ثم قال: أخرجه الحافظ ابن مردويه، بإسناده ونقله عنه السيوطي في (جمع الجوامع) كما في كنز العمال ج 6 ص 401. وذكر للحديث أيضا " صورة رابعة - بعد ذكر صدر الحديث -: ثم قال رسوله الله صلي الله عليه وآله: (يا بني عبد المطلب، إن الله بعثني إلي الخلق كافة، وإليكم خاصة، فقال: (وأنذر عشيرتك الأقربين) وأنا أدعوكم إلي كلمتين خفيفتين علي اللسان، ثقيلتين في الميزان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فمن يجيبني إلي هذا الأمر، ويؤازرني، يكن أخي، ووزيري، ووصيي، ووارثي، وخليفتي من بعدي). فلم يجبه أحد منهم، فقام علي، وقال: أنا يا رسول الله. قال: إجلس. ثم أعاد القول علي القوم ثانيا "، فصمتوا، فقام علي، وقال: أنا يا رسول الله. [ صفحه 199] فقال: إجلس. ثم أعاد القول

علي القوم ثالثا "، فلم يجبه أحد منهم، فقام علي، فقال: أنا يا رسول الله. فقال: (إجلس، فأنت أخي ووزيري، ووصيي، ووارثي، وخليفتي من بعدي). أخرجه الحافظان ابن أبي حاتم واليعقوبي، ونقله عنهما ابن تيمية في (منهاج السنة) ج 4 ص 80 وعنه الحلبي في سيرته ج 1 ص 304. ثم قال: صورة خامسة، في حديث قيس ومعاوية فيما رواه التابعي الكبير صادق الهلالي في كتابه عن قيس. ثم قال: صورة سادسة، أخرجه أبو إسحاق الثعلبي المتوفي سنة 427 المترجم ج 1 ص 101 في تفسيره (الكشف والبيان). رواه مسندا " وبهذا السند والمتن أخرجه صدرا الحفاظ الگنجي الشافعي في الكفاية ص 89. ثم قال: في صورة سابعة، أخرجه أبو إسحاق الثعلبي في (الكشف والبيان) عن أبي رافع، إلي قوله: وذكر الحديث عبد المسيح الأنطاكي المصري المسيحي في تعليقه علي (العلوية المباركة) ص 76 ولفظ ذيل الحديث فيه: (فمن يجيبني إلي هذا الأمر) وذكر الحديث نظما "، راجع الجزء الثاني من كتاب (الغدير) للعلامة الحجة الأميني ص 284. وقد قال الإمام الأكبر، فقيد الإسلام السيد عبد الحسين شرف الدين (رحمه الله) في كتابه (المراجعات) ص 119: [ صفحه 200] وهذا الحديث - أي حديث الدار المتقدم - أورده الكتاب الاجتماعي محمد حسنين هيكل المصري في الطبعة الأولي - من كتابه (حياة محمد صلي الله عليه وآله) لكنه لم يذكره في الطبعة الثانية والثالثة!! أقول: وقد قامت الضجة حول إثباته الحديث، وهو صريح في استخلاف علي أمير المؤمنين عليه السلام وحين قيام الضجة نشر في جريدته (السياسة المصرية) مصادر هذا الحديث، فراجع العمود الثاني من الصفحة الخامسة من ملحق (عدد) 2751 من جريدته (السياسة المصرية) الصادر

في 12 ذي القعدة سنة 1350 ه تجده مفصلا "، وإذا راجعت العمود الرابع من ص 6 من ملحق (عدد) 2785 من (السياسة) تجده ينقل الحديث عن كل من: مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند، وابن حجر الهيثمي في مجمع الفوائد، وابن قتيبة في عيون الأخبار، وابن عبد ربه في العقد الفريد، وعمرو بن بحر الجاحظ في رسالته، عن بني هاشم، والثعلبي في تفسيره. قلت: ونقل الحديث (جرجس) الإنجليزي في كتابه الموسوم (مقالة في الإسلام) وقد ترجمه إلي العربية ذلك الملحد البروتستاني الذي سمي نفسه بهاشم العربي!! والحديث تجده في ص 79 من ترجمة المقالة في الطبعة السادسة. ولشهرة هذا الحديث ذكره عدة من الإفرنج في كتبهم الفرنسية والإنجليزية، والألمانية، واختصره (توماس كارليل) في كتابه (الأبطال). [ صفحه 201] أقول: ففي هذا الحديث الشريف دلالة واضحة، وحجة قاطعة علي أن الخليفة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله هو علي بن أبي طالب عليه السلام لأن النبي صلي الله عليه وآله أصدر هذا الأمر في أول بدء الدعوة، واستوزر بها عليا " عليه السلام إذ لم يتصد لها غيره من القوم الذين حضروا الدار في المرات الثلاث، وفي كلها ينهض علي عليه السلام قائلا: أنا يا رسول الله. وفي آخرها قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنت أخي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا) [367] . [ صفحه 202] فبربك أيها القارئ الحر المنصف، هل يوجد هناك نص أصرح من هذا بخلافة علي عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله مباشرة؟! يا مسلمون! فلماذا هذا التعصب مع وجود النص الصريح الوارد في

كتب القوم (السنة) علي أن الخلافة فورية، وإرجاؤها دعوي تحتاج إلي دليل هناك؟! [ صفحه 203]

حديث الثقلين

وهو قول النبي صلي الله عليه وآله: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ") بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغني استطراد مصادره، فإنه قد رواه الفريقان، واعترفت به الفرقتان، وعرفه الخاص والعام، بل حفظه الصغير والكبير، والعالم والجاهل، فهو فاكهة الأندية وفي مذاق الأفواه حتي كاد أن يتجاوز حد التواتر. غير أن الرواة اختلفوا في نص هذا الحديث الشريف اختلافا كثيرا "، إلا أن الاختلاف الذي جاء فيه لا يغير مفاده، ولا يجعل منه منزعا " للتأويل الزائغ، ولا ذريعة للفرار عما ألزم به منطوقه. وهذا الاختلاف يشهد لما قيل من أن رسول الله صلي الله عليه وآله نطق بمفاد هذا الحديث الشريف في عدة مواطن، مراعيا " وحدة المعني والغرض، كما أن تعدد الرواة له، وتعدد الطرق لروايته ينبئنا عن تعدد تلك المواطن، ومن تلك المواطن: حجة الوداع، يوم عرفة عند مجتمع الناس، ومنها الغدير في خطبته، ومنها مرض موته عند وصاياه لأمته [368] . [ صفحه 204] وسنذكر لك أيها القارئ اللبيب بعض من أخرج هذا الحديث الشريف من أئمة أهل السنة قديما " وحديثا " في كتبهم من الصحاح، والسنن، والمسانيد، والتفاسير، والسير، والتواريخ، واللغة، وغيرها بأسانيد عديدة، وطرق شتي، وطرق شتي، وذلك لزيادة الإيضاح والاطمئنان، وتتميما " للفائدة. أخرج أحمد بن حنبل في مسنده [369] عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلي الله عليه وآله قال: (إني أوشك أن أدعي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي، كتاب

الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما). وأخرج أيضا " في نفس المصدر ص 26 عن أبي سعيد الخدري حديثا " آخر. وأخرج أيضا " في نفس المصدر ص 59 عن أبي سعيد الخدري حديثا " آخر. وأخرج في الجزء الرابع ص 367 عن زيد بن أرقم حديثا " آخر. وفي صحيح مسلم [370] قال النبي صلي الله عليه وآله: [ صفحه 205] (وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث علي كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي). وذكر مسلم أيضا " في صحيحه الجزء السابع ص 122 حديثا " آخر. وأخرج المتقي الهندي في كنز العمال [371] حديثا " يقرب من حديث مسلم المتقدم. وفي صحيح الترمذي [372] عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله في حجته يوم عرفة، وهو علي ناقته القصوي، يخطب فسمعته يقول: (يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي). قال الترمذي - بعد إيراده الحديث - وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد. وفيه أيضا ": عن زيد بن أرقم، قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتي يردا علي

الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما). [ صفحه 206] قال الترمذي - بعد إيراده الحديث -: هذا حديث حسن. وأخرج هذا الحديث الطبري في ذخائر العقبي ص 16. وأخرج الحاكم في المستدرك [373] عن زيد بن أرقم، أن النبي صلي الله عليه وآله قال في حجة الوداع: (إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالي، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض). وذكر الحاكم هذا الحديث أيضا " في ص 148 و 532 من مستدركه، وقال - بعد إيراده الحديث -: إنه صحيح علي شرط الشيخين. وقد أورد هذا الحديث الذهبي في تلخيص المستدرك. وقد أخرج القندوزي الحنفي حديث الثقلين في ينابيع المودة [374] . من طرق شتي. وأخرج ص 36 عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال في العترة: وهم الذين قال رسوله الله صلي الله عليه وآله: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيها الناس إنكم لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم). وأخرجه ابن كثير في تفسيره ج 3 ص 486. [ صفحه 207] وقد أخرج ابن حجر في صواعقه لحديث الثقلين طرقا " كثيرة، ففي الباب الحادي عشر منها بعد أن صرح بكثرة طرقه، قال: إعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا " كثيرة، وردت عن نيف وعشرين صحابيا "، ومر له طرق مبسوطة في الشبهة الحادية عشرة، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخري أنه قال بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخري أنه قال ذلك بغديرهم خم، وفي أخري أنه قال [ذلك]

لما قام خطيبا " بعد انصرافه من الطائف كما مر. ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما " بشأن الكتاب العزيز، والعترة الطاهرة [375] . وفي تاريخ اليعقوبي [376] قال النبي صلي الله عليه وآله: (أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون علي الحوض، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما). قالوا: وما الثقلان يا رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال: (الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله، وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي). إلي غير ذلك مما يطول الكلام باستقصاء ذكرهم كالطبري في ذخائر العقبي ص 16، والدارمي في سننه: ج 2 ص 432، والنسائي [ صفحه 208] في خصائصه ص 30، والگنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب الأول ص 11 في بيان صحة خطبته بماء يدعي خما "، قال بعد نقل الحديث: أخرجه مسلم في صحيحه. ورواه أبو داود، وابن ماجة القزويني في كتابيهما، وأيضا " في الباب الحادي والستين ص 130، وأبو نعيم الأصفهاني في حليته: ج 1 ص 355، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة: ج 2 ص 12 و ج 3 ص 147، وابن عبد ربه في العقد الفريد: ج 2 ص 346 و 158 في خطبة النبي صلي الله عليه وآله في حجة الوداع. وابن الجوزي في تذكرة الخواص الباب الثاني عشر ص 332 قال بعد نقل قول جده: وقد أخرجه أبو داود في سننه، والترمذي أيضا "، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح، والعجب كيف خفي عن جدي ما روي مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم، الخ. والحلبي

الشافعي في إنسان العيون: ج 3 ص 308. والثعلبي في الكشف والبيان في تفسير آية الإعتصام، وفي تفسير آية الثقلان، والفخر الرازي في تفسيره: ج 3 ص 18 تفسير آية الإعتصام، والنيسابوري في تفسيره: ج 1 ص 349 تفسير آية الإعتصام. والخازن في تفسيره: ج 1 ص 257 في تفسير آية الإعتصام، وفي الجزء الرابع ص 94 في تفسير آية المودة، وأيضا " في تفسير آية (سنفرغ [ صفحه 209] لكم أيها الثقلان) [377] ص 212. وابن كثير الدمشقي في الجزء الرابع ص 113 في تفسير آية المودة، وفي الجزء الثالث ص 485 في تفسير آية التطهير، وأيضا " في تاريخه في الجزء الخامس أو السادس في ضمن حديث الغدير، وابن أبي الحديد في شرح النهج الجزء السادس ص 130 في معني العترة. والشبلنجي في نور الأبصار ص 99. وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 25. والحمويني في فرائد السمطين بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، والبغوي الشافعي في مصابيح السنة ج 2 ص 205 و 206. قال الإمام شرف الدين (ره) في مراجعاته ص 42: والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا " متظافرة، وقد صدع بها رسول الله صلي الله عليه وآله في مواقف له شتي: تارة يوم غدير خم كما سمعت، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع، وتارة بعد انصرافه من الطائف، ومرة علي منبره في المدينة، وأخري في حجرته المباركة في مرضه، والحجرة غاصة بأصحابه إذ قال: (أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا " سريعا " فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، إلا إني مخلف فيكم كتاب الله عز وجل وعترتي أهل

بيتي)، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها، فقال: [ صفحه 210] (هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي لا يفترقان حتي يردا علي الحوض) الحديث، ثم قال: أخرجه الطبراني كما في أربعين الأربعين للنبهاني، وفي إحياء الميت للسيوطي. وأنت تعلم أن خطبته صلي الله عليه وآله يومئذ لم تكن مقصورة علي هذه الكلمة، فإنه لا يقال عمن اقتصر عليها أنه خطبنا، لكن السياسة كم اعتقلت ألسن المحدثين، وحبست أقلام الكاتبين، ومع ذلك فإن هذه القطرة من ذلك البحر، والشذرة من ذلك البذر كافية وافية والحمد لله، انتهي. وقد أخرج لحديث الثقلين العلامة الحجة الكبير السيد هاشم البحراني في غاية المرام ص 211 تسعة وثلاثين طريقا " من طرق الشيعة عن أهل البيت عليهم السلام!. هذا وقد ذكر هذا الحديث السيد الأجل المبجل، والإمام الأكبر نابغة الإسلام وحجتهم، زعيم الطائفة ووجيههم آية الله العظمي السيد مير حامد حسين النيسابوري، ثم الهندي (ره) في عبقاته. ورواه عن جماعة تقريب من المائتين من أكابر علماء المذاهب من المائة الثانية إلي المائة الثالثة عشرة، وعن الصحابة والصحابيات ص 154 أكثر من ثلاثين رجلا " وامرأة، كلهم رووا هذا الحديث الشريف عن النبي صلي الله عليه وآله. أقول: يقطع المنصف بصحة هذا الحديث الشريف الدال بدلالة [ صفحه 211] صريحة واضحة علي خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه الأئمة الأحد عشر المعصومين عليهم السلام لأن النبي الأمين صلي الله عليه وآله قرنهم بالكتاب المبين، والقرآن هو المرجع الأول للأمة الإسلامية بلا منازع من بدء الدعوة إلي منتهي الدنيا، وكذلك علي وأبناؤه الميامين الأئمة الأئمة الأحد عشر عليهم السلام ينهون الدنيا كالكتاب العزيز لجعلهما خليفتيه فيها، وأنهما لن يفترقا حتي

يردا عليه الحوض يوم القيامة، وجعل التمسك بهما شرطا " لعدم الضلال، فمن حاد عنهما هلك وهوي، ولأجل قرنه أهل بيته بكتاب الله المعجز، وأمره الأمة بالتمسك بهما معا "، فلا يجز التمسك بأحدهما دون الآخر، فلا بد لكل مكلف من أن يتمسك بالثقلين معا " لا بالكتاب وحده دون قرينه العترة، ولا بالعترة وحدها دون مصدرها الكتاب، وإنما يكون الأخذ بهما معا " مقترنين، وبعروتيهما معا " متفقين بل ما هما إلا عروة واحدة، لا يمكن التفكيك بين حلقها المتماسك، غير أن العترة اللسان الناطق للكتاب الصامت، فلا نقدر أن نتمسك بالكتب من دون طريقهم لأن معرفة ما فيه يكشف خفاياه، والتمييز بين محكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وما سوي ذلك لا يكون صحيحا " إلا من بيانهم وإيضاحهم. فالأخذ بهما معا " أخذ بحظ وافر، يرجي للآخذ بهما النجاة بلا ريب، وللمعرض عنهما أو عن أحدهما الهلاك والخسران، وأنه غير ناج إذ أن صاحب الشريعة المقدسة حرض علي الأخذ بهما معا "، [ صفحه 212] والرسول الأعظم صلي الله عليه وآله لا يأمر بشئ عبثا "، ولا ينهي عن شئ كذلك إذ أنه لا ينطق عن الهوي أن هو إلا وحي يوحي [378] فالواجب المقطوع به التمسك بكتاب الله والعترة الطاهرة لتحصيل النجاة من النار، والفوز العظيم بالنعيم الأبدي. قال الإمام شرف الدين في مراجعاته ص 43: علي أن المفهوم من قوله صلي الله عليه وآله (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي) إنما هو ضلال من لم يتمسك بهما معا "، كما لا يخفي. ويؤيد ذلك قول النبي صلي الله عليه وآله في حديث الثقلين عن الطبراني

(فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم). قال ابن حجر وفي قوله صلي الله عليه وآله: (فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) دليل علي أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما " علي غيره، إلي آخر كلامه [379] . [ صفحه 213] أقول: إنما سماها رسول الله صلي الله عليه وآله ثقلين لخطرهما، وعظم قدرهما حيث يعبر في اللغة لكل خطير عظيم (ثقلا ") لأن الأخذ عنهما، ودوام التمسك بهما ليس بالأمر السهل، أو لأن العمل بما أوجب الله تعالي من حقوقهما ثقيل جدا " كما ذكر ذلك جماعة من أعاظم علماء السنة منهم ابن حجر في صواعقه في باب وصية النبي صلي الله عليه وآله ومنهم السيوطي، فدل ذلك علي انحصار الخلافة والإمامة فيهم، ولله در القائل: ساووا كتاب الله إلا أنه++ هو صامت وهم الكتاب الناطق ويؤخذ من هذا الحديث [380] أيضا " عصمة أهل البيت عليهم السلام كعصمة [ صفحه 224] الكتاب الذي لا ريب في عصمته لأمر النبي صلي الله عليه وآله برجوع الأمة إليهم من بعده، ولا يتم ذلك إلا لمن عصمه الله من الخطأ والزلل، وبدلالتهم علي عصمتهم ثبتت خلافتهم وإمامتهم أيضا "، لكون العصمة شرطا " في الخلافة والإمامة، وغير هؤلاء الأئمة ليسوا بمعصومين بالإجماع. [ صفحه 225]

حديث المنزلة

وهو قول رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أما ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي) أجمع المسلمون علي صحة هذا الحديث الشريف، وأخرجوه في صحاحهم ومسانيدهم بأسانيد معتبرة عديدة، وطرق شتي، وسبب ورود

هذا الحديث المبارك علي ما ذكره المؤرخون، والمحدثون، وأهل السير: إن النبي صلي الله عليه وآله لما خرج إلي غزوة تبوك، استخلف عليا " عليه السلام في المدينة علي أهله، فقال علي عليه السلام: وما كنت أوثر أن تخرج في وجه إلا وأنا معك! فقال: (أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي). ولا يمكننا أن نورد في هذا الإملاء أسماء جميع من روي هذا الحديث المبارك الشريف، لكثرة رواته، وتعدد مصادره بطرق مختلفة، نعم نورد عليك بعض رواته من مشاهير علماء السنة تثبيتا " لحجتنا، وتتميما " للفائدة: [ صفحه 226] 1 - أخرج البخاري في صحيحه في ج 3 ص 54 في كتاب المغازي في باب غزوة تبوك، وفي ج 2 منه أيضا " ص 185 في كتاب بدء الخلق في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام. 2 - وأخرجه مسلم في صحيحه ج 2 ص 236 و 237 في كتاب فضل الصحابة، في باب فضائل علي عليه السلام. 3 - وأخرجه أحمد في مسنده ج 1 ص 98 و ص 118 و 119 في وجه تسمية الحسنين بالحسنين. 4 - وأخرجه الحاكم في (المستدرك) ج 3 ص 109، وصححه علي شرط الشيخين. 5 - وذكره ابن عبد البر في (الإستيعاب) ج 2 ص 473 في ترجمة علي عليه السلام. 6 - والمتقي الهندي في (كنز العمال) ج 6 ص 152 و 153. 7 - وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج 2 ص 507 ترجمة علي صلي الله عليه وآله. 8 - وابن حجر في (الصواعق المحرمة) ص 30 و 74. 9 - والشبلنجي في (نور

الأبصار) ص 68. 10 - والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 65. 11 - وابن عبد ربه في (العقد الفريد) ج 2 ص 194. 12 - والنسائي في خصائصه ص 7 و 15. 13 - والحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج 7 ص 196. [ صفحه 227] 14 - وابن هشام في (السيرة) ج 2 ص 520 15 - وأبو الفداء في (البداية والنهاية) ج 7 ص 339. 16 - والمحب الطبري في (ذخائر العقبي) ص 63. 17 - والقندوزي في (ينابيع المودة) ص 204. 18 - والخوارزمي في (المناقب) ص 79. 19 - وابن عساكر في تاريخه ج 4 ص 196. 20 - وابن الأثير في (أسد الغابة) ج 4 ص 26. 21 - وابن أبي الحديد في (شرح النهج) ج 2 ص 495. 22 - والگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 148. 23 - وأبو بكر البغدادي في (تاريخ بغداد) ج 11 ص 432. 24 - وابن الجوزي في (صفوة الصفوة) ج 1 ص 120. 25 - والسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 22. 26 - والذهبي في (تذكرة الحفاظ) ج 2 ص 95. 27 - وابن سعد في (الطبقات الكبري) ج 3 ص 24. 28 - والحمويني في (فرائد السمطين) (المخطوط). 29 - وابن المغازلي الشافعي في كتابه (مناقب أمير المؤمنين) عليه السلام (مخطوط). هذه طائفة من رواة القوم (السنة) البالغ عددهم 29 شخصا "، قدمناها لك ليتحقق لدي كل قارئ منصف صدق ما نحن عليه من [ صفحه 228] الولاية لأئمة الهدي عليهم السلام [381] . ثم إن هذا الحديث الشريف مما لا ريب في ثبوته بإجماع المسلمين علي اختلافهم في

المذاهب والمشارب، وقد اتفق الجميع علي صحته حتي صار ذلك إجماعا " منهم. هذا معاوية إمام الفئة الباغية، ناصب أمير المؤمنين عليه السلام وحاربه، ولعنه علي منابر المسلمين، وأمرهم بلعنه كما تقدم، ولكنه بالرغم من وقاحته في عداوته لم يجحد حديث المنزلة، وأجراه الله علي لسانه مختارا " أو غير مختار كما قلنا غير مرة: (الحق ينطق منصفا " وعنيدا "). ومن شدة بغض معاوية المجرم لعلي عليه السلام قال يوما " لسعد بن أبي وقاص: ما منعك أن تسب أبا تراب؟! فقال له سعد - مع ما هو عليه من البغض لعلي عليه السلام أيضا " -: أما ما ذكرت ثلاثا " قالهن رسول الله فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول وقد خلفه في بعض مغازيه: (أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي [ صفحه 229] بعدي) الحديث [382] . ولقد نقل حديث المنزلة كل من تعرض لغزوة تبوك من المحدثين، وأهل السير والتواريخ. وأيضا " نقله كل من ترجم للإمام أمير المؤمنين عليه السلام من أهل المعاجم في الرجال من المتقدمين والمتأخرين علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. ورواه كل من كتب في مناقب أهل البيت عليهم السلام، وفضائل الصحابة من الأئمة، وهو من الأحاديث المسلمة في كل خلف وسلف. أقول: فدلالة هذا الحديث الشريف علي أولوية أمير المؤمنين علي عليه السلام بالخلافة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله مباشرة واضحة جلية، لم تدع لمنكر مجالا " في الرد علي الشيعة الأبرار، شيعة أهل البيت عليهم السلام. قال الإمام شرف الدين (ره) في المراجعات: ولا يخفي ما في

هذا الحديث الشريف من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، علي أن عليا " ولي عهده، وخليفته من بعده، ألا تري كيف جعله النبي صلي الله عليه وآله وليه في الدنيا والآخرة؟ آثره بذلك علي سائر أرحامه، وكيف أنزله منه منزلة هارون من موسي؟ ولم يستثن من جميع المنازل إلا النبوة، واستثناؤها دليل العموم. وأنت تعلم أن أظهر المنازل التي كانت لهارون من موسي وزارته [ صفحه 230] له، وشد أزره به، واشتراكه معه في أمره، وخلافته عنه، وفرض طاعته علي جميع أمته بدليل قوله تعالي: (واجعل لي وزيرا " من أهلي - هارون أخي - اشدد به أزري - وأشركه في أمري) [383] . وقوله تعالي: (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) [384] . وقوله تعالي: (قد أوتيت سؤلك يا موسي) [385] . فعلي عليه السلام بحكم هذا النص خليفة رسول الله صلي الله عليه وآله في قومه، ووزيره في أهله، وشريكه في أمره - علي سبيل الخلافة عنه لا [علي] سبيل النبوة - وأفضل أمته، وأولاهم به حيا " وميتا "، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي صلي الله عليه وآله - بوزارته له - مثل الذي كان لهارون علي أمة موسي زمن موسي [ومن سمع حديث المنزلة فإنما يتبادر منه إلي ذهنه هذه المنازل كلها، ولا يرتاب في إرادتها منه]. وقد أوضح الأمر رسول الله صلي الله عليه وآله فجعله جليا " بقوله: (إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي) وهذا نص صريح في كونه خليفته بل نص جلي في أنه لو ذهب ولم يستخلفه كان قد فعل ما لا ينبغي أن يفعل، وهذا ليس إلا لأنه كان مأمورا "

من الله عز وجل باستخلافه كما ثبت في تفسير قوله تعالي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) [386] . [ صفحه 231] [ومن تدبر قوله تعالي في هذه الآية (فما بلغت رسالته)]. ثم أمعن النظر في قول النبي صلي الله عليه وآله: (إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي) وجدهما يرميان إلي غرض واحد كما لا يخفي، ولا تنس قوله صلي الله عليه وآله في هذا الحديث: (أنت ولي كل مؤمن بعدي) [387] فإنه نص في أنه ولي الأمر وواليه، والقائم مقامه فيه، كما قال الكميت رحمه الله: ونعم ولي الأمر بعد وليه++ ومنتجع التقوي ونعم المؤدب [388] . وقال العلامة الحجة الأميني في الغدير قوله: (أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي) هو يعطي إثبات كل ما للنبي صلي الله عليه وآله من رتبة وعمل، ومقام ونهضة، وحكم وإمارة وسيادة لأمير المؤمنين عليه السلام، عدا ما أخرجه الاستثناء من النبوة، كما كان هارون من موسي كذلك فهو خلافة عنه صلي الله عليه وآله، وإنزال لعلي عليه السلام منزلة نفسه لا محض استعمال كما يظنه الظانون، فقد استعمل صلي الله عليه وآله قبل هذه علي البلاد أناسا "، وعلي المدينة آخرين، وأمر علي السرايا رجالا " لم يقل في أحد منهم ما قاله في هذا الموقف، فهي منقبة تخص أمير المؤمنين عليه السلام فحسب، انتهي [389] . [ صفحه 232] أقول: وأيضا " دالة علي خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله علي الفور بلا فصل، وعلي العصمة كما كانت العصمة لهارون عليه السلام سواء بسواء سوي النبوة

كما علمت.

حديث السفينة

وهو قول النبي صلي الله عليه وآله: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوي) أجمع علماء الإسلام قاطبة علي صحة هذا الحديث الشريف، وأنه من الأحاديث المستفيضة التي كادت أن تبلغ حد التواتر، وقد أورده من أعلام الفريقين ما يربو عددهم علي المائة من الحفاظ، وأئمة الحديث، وأهل السير والتواريخ في مؤلفاتهم، ومجاميعهم، وصحاحهم ومسانيدهم استسلاما " لأهميته، وانقيادا " لعظمته، وجلالة قدره، وقد ذكره ونقله جل أصحاب السنن والمؤرخين، والمحدثين، وأهل السير من الأمة الإسلامية، وحتي غيرها، وتقبلوه بقبول حسن [390] . نص الحديث علي ما ذكره جماعة من أعلام القوم، منهم: [ صفحه 233] الحاكم في المستدرك بسنده عن حنش الكناني، قال: سمعت أبا ذر يقول - وهو آخذ بباب الكعبة -: من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق). هذا حديث صحيح علي شرط مسلم، انتهي [391] . وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم، مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له) [392] . وقال ابن حجر في صواعقه: جاء من طرق عديدة يقوي بعضها: بعضا " (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا - وفي رواية مسلم: ومن تخلف عنها غرق - وفي رواية: هلك - وإنما مثل أهل بيتي فيكم، مثل باب

حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له - وفي رواية غفر له الذنوب) [393] . وقال في موضع آخر: جاء من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضا ": [ صفحه 234] (مثل أهل بيتي - وفي رواية: إنما مثل أهل بيتي - وفي أخري: إن مثل أهل بيتي - وفي روايته: إلا إن أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق - وفي رواية: من ركبها سلم، ومن تركها غرق - وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له) انتهي. ثم قال بعد أن أورد هذا الحديث وغيره من أمثاله: ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا " لنعمة مشرفهم صلي الله عليه وآله وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان إلي أن قال: وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا " لها، انتهي [394] . وروي الحمويني في فرائد السمطين بحذف أسانيده [395] عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب: [ صفحه 235] (يا علي أنا مدينة الحكمة، وأنت بابها، ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك! لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة

نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم، كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة) [396] . وروي ابن المغازلي الشافعي في فضائله بسنده المعنعن عن هارون الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تأخر عنها هلك. إقرأ واعجب من صنيع هؤلاء بأهل البيت مع ما يروون من [ صفحه 236] فضلهم [397] ! وروي الشبلنجي في نور الأبصار: روي جماعة من أصحاب السنن عن عدة من الصحابة أن النبي صلي الله عليه وآله قال: (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك - وفي رواية: غرق - وفي أخري: زج في النار -) [398] . وقد تواتر هذا الحديث الجليل عند الشيعة أيضا " حتي صار من القطعيات. أقول: هذه نبذة مختصرة من أحاديث الباب قدمناها لك أيها القارئ اللبيب، وهناك أضعاف مما قدمناه لك تركناها طلبا " للاختصار، وسنعرض عليك أسماء بعض من أورد هذا الحديث الشريف من علماء السنة، فمنهم: مسلم في صحيحه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن جرير الطبري في تاريخه، والحاكم النيسابوري في مستدركه، والحمويني في فرائد السمطين، وأبو نعيم الإصفهاني في حليته، ودلائل النبوة، وابن عبد البر القرطبي في الإستيعاب، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة، والفخر الرازي في تفسيره، وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول، ومحب الطبري [ صفحه 237] الشافعي في الرياض النضرة وذخائر العقبي، وسبط ابن الجوزي في التذكرة، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة، والسيوطي

في الجامع الصغير، وابن حجر في صواعقه، والشبلنجي في نور الأبصار، والصبان المصري في الإسعاف [المطبوع] بهامش نور الأبصار، والقندوزي الحنفي في ينابع المودة، والگنجي الشافعي في كفاية الطالب، والسمهودي، وأبو المظفر السمعاني، والسخاوي، وغير هؤلاء من فطاحل علماء القوم [399] . [ صفحه 241] وممن صرح بصحته: الإمام الشافعي، وقد نسب إليه العجيلي في ذخيرة المآل الأبيات التالية: ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم++ مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت علي اسم الله في سفن النجا++ وهم وأهل بيت المصطفي خاتم الرسل إلي آخره، وقد مرت هذه الأبيات بطولها ص 59 من كتابنا هذا، فراجع ثم اعلم أيها القارئ اللبيب إن هذا الحديث الشريف الوارد عن صاحب الرسالة صلي الله عليه وآله قد أغلق السبل المتشعبة، فلم يدع سوي سبيل آل البيت الواضح كالشمس الضاحية في رائعة النهار قد أخذ بأعناق [ صفحه 242] المؤمنين، وقادهم إلي طريق الحق السوي الذي هو كالمحجة البيضاء، تذهب بسالكها إلي الجنان. وإن تمثيل النبي صلي الله عليه وآله أهل بيته بسفينة نوح صريح في وجوب اتباعهم، والاقتداء بأقوالهم وأفعالهم، وحرمة اتباع من خالفهم، وسائغ لتحقيق النجاة بهم، فراكبو السفينة إنما نجوا من الغرق لسلامة السفينة من العيب، فلو كان فيها خلل لهلك من فيها بلا شك، لأن أمواج الطوفان هائلة تتلاطم كالجبال كما حكي القرآن عن ذلك الهول الرهيب الهائل: (وهي تجري بهم في موج كالجبال - ونادي نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) فامتنع عنادا " عن الركوب: (قال سآوي إلي جبل يعصمني من الماء) فرد عليه نوح بقوله: (لا عاصم اليوم) شئ (من أمر الله) أبدا " (إلا

من رحم) الله بركوب السفينة، فأصر الكافر علي الخلاف تكبرا " وعتوا " (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) [400] الذين بقوا مصرين علي كفرهم، فاجتاحتهم أمواج الطوفان، فهلكوا وقطع الله دابرهم، والحمد لله علي هلاك أهل الكفر. وكذلك حال أئمة أهل البيت عليهم السلام مع هذه الأمة فمن لجأ إليهم، وسلك سبيلهم المستقيم، وتمسك بعراهم الموثوقة التي لن تنفصم، [ صفحه 243] ولن تتفكك حلقاتها المتراصة، وأخذ عنهم أصول دينه وفروعه، وتخلق بأخلاقهم العظيمة، وتأدب بآدابهم الحسنة، وثبت علي ولائهم صادقا " في محبتهم لا يقدم غيرهم عليهم، نجا من الغرق، وفاز بالحظ الأوفر، وأمن من عذاب الله واليوم الآخر بعهد من الله ومن النبي صلي الله عليه وآله. ومن تخلف عنهم، كان كمن لجأ وأوي يوم الطوفان إلي جبل ليعصمه من أمر الله، فأخذه الموج، وغرق وهلك، وكذلك هذا اجتاحته أمواج الفتن المتراكم يتلو بعضها بعضا "، مثل أمواج طوفان نوح سواء بسواء، لا فارق بينهما ينص الحديث، فأخذه الموج وغرق ثم هوي في جهنم علي أن ذلك غرق في الماء، وهذا في الحميم والعياذ بالله. ثم إن هذا الحديث الشريف إنما يأخذ بعنق المؤمن إلي أهل البيت عليهم السلام ويلجئه إلي الأخذ من أئمة الهدي حرصا " علي النجاة، وطلبا " للفوز بالنعيم الأبدي، وخوفا " من هول يوم الحساب. ولقد أجاد سيدنا الإمام الأكبر، علم الشيعة الخفاق وسيفه البتار، المجتهد المصلح، المجاهد السيد المحسن الأمين العاملي (ره) في الجزء الثالث من أعيان الشيعة ص 265 حيث قال عند ذكر هذا الحديث الشريف: وأي عبارة أبلغ في الدلالة علي ذلك من قوله (من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك أو غرق) فكما

أن كل من ركب مع نوح في سفينته نجا من الغرق، ومن لم يركب غرق وهلك، فكذلك كل من [ صفحه 244] اتبع أهل البيت أصاب الحق، ونجا من سخط الله، وفاز برضوانه، ومن خالفهم هلك ووقع في سخط الله وعذابه، وذلك دليل عصمتهم، وإلا لما كان كل متبع لهم ناجيا " وكل مخالف لهم هالكا ". وهذا عام مخصوص كما مر في حديث الثقلين، وليس المراد به إلا أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين وقع الاتفاق علي تفضيلهم، واشتهروا بالعلم والفضل والزهد، والورع والعبادة، واتفقت الأمة علي عدم عصمة غيرهم، وغير المعصوم لا يكون متبعه ناجيا " ومخالفه هالكا " علي كل حال، ولا يقصر عنه في الدلالة خبر تسميتهم بباب حطة الدال علي أن النجاة في اتباعهم، والخلاص من الذنوب والمعاصي بالأخذ بطريقتهم، انتهي. أقول: والقول الفصل: إن هذا الحديث الشريف حجة قاطعة، ودليل قوي علي مدعي الشيعة الأبرار، ومتبعي آل الرسول الأخيار عليهم السلام بإثبات الخلافة لعلي أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل، وبعده ذريته المنتجبين، وذلك لنص الحديث علي أن المتمسك بالعترة الطاهرة ناج، والمتخلف عنهم هالك، قولا " واحدا "، فلا مساغ لأحد أن يدحض حجتهم، ويأخذ عن غيرهم، ويدعي لنفسه النجاة، والله أسأل أن يرشد المسلمين إلي سواء السبيل، ويوحد كلمتهم علي اتباع الحق، ويلهمهم قول الصدق إنه ولي التوفيق، والهادي إلي أقوم الطريق. [ صفحه 245]

حديث مدينة العلم

وهو قول النبي صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) إن هذا الحديث الشريف العظيم من الأحاديث الثابتة لدي جميع علماء الإسلام قاطبة من حفاظهم ومؤرخيهم، وأرباب الحديث، وأصحاب السير، وقد تواتر

نقله عن الصحابة والتابعين، وأساطين الفن من علماء الإسلام علي اختلاف طبقاتهم، وتوالي العصور والأزمنة، طبقة بعد طبقة. أما الصحابة الذين رووا هذا الحديث الجليل، فهم جماعة كثيرة، منهم: الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. والإمام الحسن السبط عليه السلام. وعبد الله بن العباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن مسعود الهذلي، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك، وعمرو بن العاص، وغيرهم. وأما التابعون لهم بإحسان، فمنهم: الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وابنه الإمام محمد الباقر عليه السلام، وأصبغ بن نباتة، وجرير الضبي، والحارث بن عبد الله [ صفحه 246] الهمداني الكوفي، وسعد بن طريف الحنظلي الكوفي، وسعيد بن جبير الأسدي الكوفي، وسلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي، وسليمان بن مهران الأسدي الأعمش الكوفي، وعاصم بن حمزة السلولي الكوفي، وعبد الله بن عثمان بن خيثم القارئ المكي، وعبد الرحمن بن عثمان، وعبد الله بن عسيلة المرادي أبو عبد الله الصنايجي، ومجاهد بن جبير أبو الحجاج المخزومي المكي. وأما العلماء الذين حكموا بصحته أو بحسنه، فكثيرون، فمنهم: الطبري في تهذيب الآثار، والحاكم في المستدرك، والسيوطي في جمع الجوامع، والبيروني في أسني المطالب، والمتقي في كنز العمال، وفضل الله بن روزبهان الشيرازي في كتابه المسمي إبطال الباطل، والفيروز آبادي في نقد الصحيح. وابن حجر العسقلاني في بعض فتاواه علي ما حكي عنه السيوطي في اللئالئ المصنوعة، وجمع الجوامع، والسخاوي في المقاصد الحسنة، ومحمد بن يوسف الشامي في سبيل الهدي والرشاد في أسماء خير العباد، وابن الحجر في الصواعق المحرقة، والمنح المكية في شرح القصيدة الهمزية، والمناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير، وعبد الحق الدهلوي في

اللمعات، والصبان المصري في إسعاف الراغبين. هذا ما عثرنا عليه، ورواء ذلك أكثر من هؤلاء بكثير، وكلهم من [ صفحه 247] فطاحل القوم [401] . [ صفحه 252] وأما العلماء الذين أرجوا هذا الحديث، وأوردوه في جوامعهم ومسانيدهم ومؤلفاتهم، فهم كثيرون جدا "، وإليك بعض من ذكره فيمن مضي من القرون الخالية، محتجين به، مرسلين إياه إرسال المسلم، مدافعين عنه قالة المزيفين، وجلية المبطلين: ذكر الحاكم في مستدركه، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب). هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه [402] . وذكر الخطيب في تاريخ بغداد، قال: حدثنا يحيي بن علي الدسكري بحلوان، حدثنا أبو بكر محمد بن المقري بإصبهان، حدثنا أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق البغدادي، حدثنا أحمد بن [ صفحه 253] عبد الله أبو جعفر المكتب، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن عبد الرحمان بن عثمان، قال: سمعت جابر بن عبد الله (رض) يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب (رض) - وهو يقول: (هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب) [403] . وذكر القندوزي في ينابيع المودة، قال: وروي ابن عدي، والحاكم، عن جابر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة

العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب) [404] . وذكر ابن الحجر في صواعقه [405] قال: روي من طريق العقيلي وابن عدي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، وفي رواية: (فمن أراد العلم فليأت الباب). وذكر ابن كثير في (البداية والنهاية) [406] قال: رواه سويد بن سعيد، عن شريك، عن سلمة، عن الصنايجي، عن علي مرفوعا ": (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت باب المدينة). [ صفحه 254] وذكر المتقي في (كنز العمال) المطبوع بهامش المسند [407] ، قال: روي الحديث، عن علي بعين ما تقدم عن البداية والنهاية. وذكر ابن عبد البر في الإستيعاب [408] قال: روي عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت من بابه). وذكره محب الطبري في الرياض النضرة [409] . وروي الحديث من طريق أبي عمر بعين ما تقدم عن الإستيعاب. وذكره في ذخائر العقبي [410] وروي الحديث بعين ما تقدم عن الإستيعاب. وذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج [411] قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب). إلي غير ذلك مما رواه القوم في شأن هذا الحديث المبارك في مؤلفاتهم، وجوامعهم، ومسانيدهم: كابن الأثير الجزري في أسد الغابة ج 4 ص 22. والگنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 99. والحمويني في فرائد السمطين (مخطوط). [ صفحه 255] والذهبي في تلخيص المستدرك ج 3 ص 126. وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 1 ص 432. وفي تهذيب التهذيب ج 6 ص 320. والسخاوي

في المقاصد الحسنة ص 97. والنبهاني في الفتح الكبير ج 1 ص 276. والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 170. وفي الجامع الصغير ج 1 ص 364. وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 53. وغيرهم ممن لا يسعنا درج أسمائهم في هذا الاملاء، ومن أراد المزيد فعليه بالكتب المبسوطة من الفريقين. ولقد ذكر هذا الحديث الشريف سيدنا الأجل المجاهد السيد آغا نجفي المرعشي في تعليقاته علي إحقاق للإمام الأكبر آية الله العظمي المجاهد الشهيد السعيد السيد القاضي نور الله التستري رحمه الله ثم تعرض إلي ذكر كثير من أئمة السنة والجماعة الذين تصدوا إلي ضبط مدارك هذا الحديث الجليل، وذلك في الجزء الخامس ص 469 إلي ص 514. أقول: فإن كان هؤلاء القوم الذين رووا هذا الحديث الشريف كلهم قد افتعلوا علي رسول الله!! كما زعم بعض الدجالين المشاغبين المتهوسين، الذين دأبهم إيقاع الخلل والسعي في الافساد وإنكار الضروريات، فمنا علي الدين السلام. [ صفحه 256] نعم قد وجدنا كثيرا " ممن افتعل الحديث علي رسول الله صلي الله عليه وآله في فضائل الصحابة (رض) مأجورين أو غير مأجورين، ولما لم يجدوا في هذا الحديث المبارك المتواتر عند القوم وغيرهم مغمزا "، ولم يجدوا سبيلا " إلي إنكاره لتواتر أدخلوا فيه جملا " ليصرفوه عمن هو له أهل فنقلوه هكذا: (أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها)!!. وقد تفطن بعض علماء القوم (السنة) لبعض ما يلزم من الشناعة، فجعلوا عثمان سقفها، وقالوا: إن المدينة لا سقف لها، ولو أنهم عقلوا لعلموا أن معني (مدينة العلم) مجتمعة، فكيف يكون أبو بكر أساسها الذي عليه بنيت، وهو لا يعرف (التبن) كما نقل

عنه كثير من المفسرين من جميع طوائف المسلمين أنه لما سئل عن معني قوله تعالي: (وفاكهة وأبا) [412] أجاب: أما الفاكهة فعرفناها، وأما الأب فأي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله برأيي وأنا لا أعلم؟! وقد ثبت عنه أيضا " في مصادر عدة أنه قال: إن لي شيطانا " يعتريني، فإذا عثرت فقوموني. وأيضا كيف يكون عمر حيطانها، وهو القائل: كل الناس أفقه منك يا عمر، حتي المخدرات في الحجال؟! [ صفحه 257] والقائل أيضا " في كثير من المواطن: لولا علي لهلك عمر. والقائل أيضا ": لا أبقاني الله في معضلة ليس فيها أبو الحسن [413] . إلي كثير وكثير من أمثال ذلك من اعترافاته بجهله في الأمور، وعدم علمه بالأحكام، وبرب الكعبة لا ينفع القوم اعتذارهم عن عمر بأنه قال ما قال تواضعا " منه!! وهذا الاعتذار البارد غير مجد إذ لا سبيل للتواضع المزعوم، لأن المقام الذي نحن بصدده مقام خلافة عن نبي معصوم جاء بشريعة باقية حتي منتهي الدنيا وفناء من عليها، فلامكان للتواضع في مثل هذا المقام العظيم الثقيل العبء، فتأمل وانصف علي أن دعوي التواضع، دعوي تحتاج إلي دليل، ولا دليل هناك للقوم. ثم إن الظاهر من قول عمر، اعترافه بأفضلية علي عليه السلام علي كل حال، وكفي ذلك دليل للشيعة الأبرار. فبرك قل لي أيها المسلم المنصف: أفهل يليق بمثل عمر مع اعترافاته بجهله أن يكون خليفة لأمة متجددة قريبة عهد بالإسلام مع وجود من قال فيه رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنت يا علي وارث علمي، وزوج ابنتي، وقاضي ديني، [ صفحه 258] وخليفتي من بعدي) [414] ؟! وقد أشار أمير المؤمنين

عليه السلام يوما " علي منبر الكوفة إلي صدره الشريف ثلاثا " وقال: ها هنا صفة العلم، ها هنا لعلما " جما "، سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لو تسألوني عن طرق السماوات والأرضين لأخبرتكم بها، فإني أعلم بطرق السماوات من الأرض. وأمثال ذلك مما لا تحصي كثرة، فأين الثري من الثريا يا مسلمون!؟ وأيضا " جعلهم عثمان سقفا " للمدينة، مهزلة تضحك الثكلي، كجعلهم أبا بكر أساسا "، وعمر حيطانا " لها، وأنا لا أدري أي شيطان من شياطين الجن والإنس أوحي لواضع هذه الزيادة في الحديث الشريف؟ إذ أن الثابت المروي في الصحاح والمسانيد للقوم خلاف ذلك، لذلك لم نجد بعد التمحيص له سندا " يعتمد عليه، ليت القوم تنبهوا من غفلتهم، وأمعنوا النظر في هذا الحديث الشريف البالغ أعلي درجات البلاغة والفصاحة. علي أن وضع هذه الزيادات تحط من كرامة الخلفاء الثلاثة، وتستهزئ بهم إذ أن القاصد إلي المدينة لا يأتيها من أساسها ولا من حيطانها، ولا من سقفها، بل يأتيها من بابها، ومن المحقق أنها قد وضعت في زمن الطاغية معاوية الذي اتخذ الحديث متجرا "، كما [ صفحه 259] قدمنا، فإنه قد أوعز إلي عماله في جميع ممتلكاته بوضع الحديث في فضل الصحابة، وذم العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام، ولا سيما في حق أمير المؤمنين عليه السلام. وصفوة القول: قد تعين خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل من هذا الحديث الشريف المتواتر، وهو: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها) مضافا إلي ما تقدم من الأدلة القطعية العقلية منها والنقلية. إذ جعل رسول الله صلي الله عليه وآله عليا " بابا "

للمدينة التي يأتيها رواد العلم من كل حدب وصوب، ولم يوكل النبي صلي الله عليه وآله هذا الأمر إلي غير علي من الصحابة، لعدم وجود أهلية أحد منهم بذلك العبء الثقيل، لما فيه من الأهمية العظيمة المترتب عليها فوز الأمة إن انقادت وسلمت الأمر لمن هو له أهل، أو هلاكها إن خالفت وعصت أمر الآمر، ألا تري إلي قوله صلي الله عليه وآله: (من أراد العلم الباب) ومن أتي من غير الباب عد سارقا "، وصار من حزب إبليس!؟ وقد ذكر السيد الإمام الأكبر والمجاهد الأعظم، عز الشيعة ومعز الشريعة، سيد الطائفة، السيد مير حامد حسين النيسابوري، ثم الهندي في كتابه (عبقات الأنوار) [415] حديث (أنا مدينة العلم وعلي [ صفحه 261] بابها) ثم استدل به علي خلافة علي أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي صلي الله عليه وآله بلا فصل، وذلك بثمانين دليلا " من الأدلة القاطعة، والحجج البالغة، والبراهين الساطعة، فراجع العبقات. وبالجملة فإن الذي أوردناه في هذا الإملاء هي خمسة أحاديث مأثورة عن رسول الله صلي الله عليه وآله ثابتة عن كتب القوم (السنة) المتفق عليها [ صفحه 262] عندهم دالة صحة مدعانا في أولوية أمير المؤمنين علي عليه السلام بالخلافة بعد رسول الله بلا فصل وهي: 1 - حديث الدار [416] . 2 - حديث الثقلين [417] . 3 - حديث المنزلة [418] . 4 - حديث السفينة [419] . [420] - حديث المدينة [421] . قدمناها لك أيها القارئ اللبيب المنصف، وذلك بعد إيراد الآيات الخمس القرآنية، فهذه وتلك عشرة كاملة ثابتة من جميع الطرق، لم يخالف فيها أحد كائنا " من كان، إلا أن يكون قد أخذ به الهوي،

فهوي في هوة سحيفة، لا حد لها ولا قرار. فانجلي أمر الخلافة الفورية لعلي عليه السلام، وبهذه الأدلة العشرة الكاملة التي أثبتها علماء الإسلام، وصححها أكابر علماء السنة، فضلا " عن علماء الشيعة، طبقا " لما ذهب إليه الشيعة الأبرار، فلا عبرة ولا اعتبار لمنكر الخلافة الفورية لعلي عليه السلام لانحرافه عن جادة الصواب. وهناك نصوص متكاثرة، وروايات متضافرة، وأحاديث كثيرة ضاق عن إحصائهم القلم كتابا " وسنة نحيل القارئ إلي مظانها في الكتب المبسوطة. [ صفحه 263] فالأمل كل الأمل، والرجاء كل الرجاء، أن ينقاد إخواننا السنة إلي الحق، ويدعوا الطعن علي إخوانهم الشيعة إذ أنهم سلكوا سبيل آل بيت النبي صلي الله عليه وآله سواء بسواء، لم يعرجوا عنهم إلي غيرهم، ولم يحيدوا عنهم قيد شعرة، ولا ينسبون إليهم الأكاذيب الشنيعة، والمفتريات الرذيلة، والأقاويل المفتعلة، ولا يلصقون بهم التهم الباطلة، كما فعله بعضهم كابن تيمية، وابن حزم، وابن الحجر، وأحمد أمين المصري، وموسي جار الله، ومحمد ثابت المصري، والحفناوي، والجبهان. وكالشيخ نوح الذي أفتي بكفر الشيعة الأبرار، وقتلهم، وسبي نسائهم، واسترقاق ذراريهم، ونهب أموالهم تابوا أم لم يتوبوا!! وغير هؤلاء ممن سلك طريقهم الفاسد من بعض حثالات الأمويين وأذناب المروانيين. نعوذ برب العرش من فئة بغت علينا ظلما " وعدوانا "، جهلا " أو تجاهلا "، مأجورين أو متبرعين. وأيضا " نأمل من إخواننا السنة أن يأتوا في كتبهم بالحقائق عن الشيعة، ويدعوا المسبة وكل ما لا يرضي الله، ولا يسجلوا في كتبهم ما لا يوجد في مؤلفات الشيعة، ولا يكون من أصول مذهبهم، فإن العصر عصر نور، وقد ثبتت الحقائق لدي الجميع، وأخذ الناس من مختلف الأديان والمذاهب يدخلون في مذهب التشيع

أفواجا " أفواجا ". وإنما أتيت بهذه النصحية الثمينة لعلمي بما في مؤلفات القوم من [ صفحه 264] المطاعن الغليظة الشنيعة، والشتم المقذع مما تمجها النفس السليمة ويقذرها الأحرار. ويشهد الله وكفي به شهيدا "، إنني كنت قبل الأخذ بمذهب آل البيت عليهم السلام أنصح دائما " زملائي الأشاوس العلماء الأعاظم في القاهرة، ودمشق، وحلب، ومكة المعظمة، والمدينة المنورة وغيرها، خصوصا " أصحاب القلم، وأرباب التآليف [بالابتعاد] عن الطعن في هذه الفرقة الآخذة بمذهب أهل البيت عليهم السلام، قائلا ": الأجدر بكم أيها الإخوة الرد عليهم بالتي هي أحسن، وذلك بأدلة عقلية أو نقلية، لا بالشتم والتهم، وهو أليق بالآداب الإسلامية التي أتي بها الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وقد قال الله في كتابه: (وجادلهم بالتي هي أحسن) [422] . ألا ترون إلي ما في مؤلفات الشيعة من الحجج ما يثبت مدعاهم، ويمسكون عن السب والشتم والتهم الباطلة، بل يدعون لكم بقولهم: أصلح الله إخواننا!! هذه أخلاقهم التي استقوها عن أئمتهم، وتلك كتبهم قد ملأت أرض الله الواسعة، فعليكم بمراجعتها، والرد عليها إن وجدتم إلي ذلك سبيلا. علي أنني عثرت علي كثير من مؤلفات الشيعة، فوجدت الأمر [ صفحه 265] علي خلاف ما يقال فيهم، ولعمر الله إنهم فرقة مسلمة، وطائفة مؤمنة بكل ما جاء عن الله ورسوله من الأحكام الخمسة [423] مستمرين عليها من يوم البعثة إلي يوم البعث، غير أني لم أجد لهم ذنبا " سوي عدم تقديم غير أهل البيت علي أهل البيت عليهم السلام!!! وهل هذا يعد ذنبا " يا مسلمون؟! ولو أنهم وافقونا لما نالهم شئ من تلك المطاعن، ولكن ماذا يصنعون والأدلة قائمة من كلا الطرفين جميعا "

علي إثبات مدعاهم؟ وبعد تلك النصائح التي كنت أوجهها ويؤيد مقالتي، ومنهم من يقول: أنت منحرف عن مذهبك، ومائل إلي الرفض! فأجيبه بما أجاب به الإمام الشافعي: إن كان رفضا " حب آل محمد++ فليشهد الثقلان أني رافضي حتي أن هداني الله تعالي إلي التمسك بولاء آل بيت رسوله، واعتناق المذهب الشيعي الشريف، كما مر تفصيلا بيانه، والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، سائلا " من الله العلي القدير أن يرشد الأمة إلي ما فيه الهداية، إنه ولي الإجابة. [ صفحه 269]

النصوص الواردة في حصر النبي في اثني عشر

وقد رواها جمهور علماء المسلمين من أئمة الحديث، وأهل السير والتواريخ من الفريقين في صحاحهم ومسانيدهم، بطرق عديدة: أخرج أحمد بن حنبل في مسنده [424] عن الشعبي، عن مسروق قال: كنا جلوسا " عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! هل سألتم رسول الله صلي الله عليه وآله كم تملك الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله عليه وآله فقال: (اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل). [ صفحه 270] وأخرجه أيضا " في مسنده بطريق آخر [425] . وأخرج أيضا " عن جابر سمرة، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول في حجة الوداع: (لا يزال هذا الدين ظاهرا " علي من ناواه، ولا يضره مخالف ولا مطارق حتي يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا "، كلهم من قريش) [426] . وأخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي علي النبي صلي الله عليه وآله فسمعته

يقول: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة). قال: (ثم تكلم بكلام خفي علي، قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: (كلهم من قريش) وقد رواه من تسعة طرق [427] . وأخرج أيضا " في صحيحه عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (لا يزال الدين قائما " حتي تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر [ صفحه 271] خليفة، كلهم من قريش) [428] . وفي بعضها: (لا يزال أمر الناس ماضيا "، ما وليهم اثنا عشر رجلا "، كلهم من قريش) [429] . وفي بعضها: (لا يزال الإسلام عزيزا " إلي اثني عشر خليفة، كلهم من قريش) [430] . وفي بعضها: (لا يزال هذا الدين عزيزا " منيعا " إلي اثني عشر خليفة، كلهم من قريش) [431] . وعن سنن الترمذي مثل الحديث المتقدم بإبدال كلمة (خليفة) بأمير [432] . وفي صحيح البخاري عن جابر بن سمرة، أن النبي صلي الله عليه وآله قال: (يكون بعدي اثنا عشر أميرا ") فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: [ صفحه 272] (كلهم من قريش) [433] . وروي البخاري أيضا " في صحيحه بسنده عن النبي صلي الله عليه وآله: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان) [434] . وأيضا " روي البخاري في صحيحة عن النبي صلي الله عليه وآله: (إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله علي وجهه ما أقاموا الدين) [435] . وذكر المتقي في كنز العمال عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة) [436] . وذكر ابن الحجر في صواعقه قال: وأخرج الطبراني عن

جابر بن سمرة، أن النبي صلي الله عليه وآله قال: (يكون بعدي اثنا عشر أميرا " كلهم من قريش) [437] . وفي إرشاد الساري وعند أبي داود من طريق الشعبي، عن جابر ابن سمرة: (لا يزال هذا الدين عزيزا " إلي اثني عشر خليفة) [438] . [ صفحه 273] وعند أبي داود أيضا " من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة: (لا يزال هذا الدين قائما " حتي يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم تجتمع عليه الأمة) [439] . وأورد العلامة الحلي رحمه الله في كتابه (كشف الحق) من صحيح مسلم والبخاري في موضعين بطريقين، عن جابر وابن عيينة قال [ صفحه 274] رسول الله صلي الله عليه وآله: (لا يزال أمر الناس ماضيا " ما وليهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش). وفي الجمع بين الصحاح الستة في موضعين، قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش). وكذا في صحيح أبي داود، وكذا في الجمع بين الصحيحين. وذكر عن السدي صاحب التفسير ما قد نقله عنه صاحب الصراط المستقيم، ثم قال: وقد دلت هذه الأخبار علي إمامة اثني عشر إماما " من ذرية محمد صلي الله عليه وآله ولا قائل بالحصر إلا الإمامية في المعصومين، والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصي [440] . وذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن كتاب (مودة القربي) بسنده، عن جابر بن سمرة، قال: كنت مع أبي عند النبي صلي الله عليه وآله فسمعته يقول: (بعدي اثنا عشر خليفة) ثم أخفي صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفي صوته؟ قال: قال: (كلهم

من بني هاشم). وروي عن سماك بن حرب مثل ذلك. وروي عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، أنه عهد إلينا نبينا صلي الله عليه وآله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل. [ صفحه 275] وقال فيه أيضا " في نفس الباب: ذكر يحيي بن الحسن في كتاب (العمدة) من عشرين طريقا " أن الخلفاء بعد النبي صلي الله عليه وآله اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، في البخاري من ثلاثة طرق، وفي مسلم من تسعة طرق، وفي أبي داود من ثلاثة طرق، وفي الترمذي من طريق واحد، وفي الحميدي من ثلاثة طرق [441] . ثم قال بعد هذا بيسير: ذكر بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة علي كون الخلفاء بعده صلي الله عليه وآله اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أن مراد رسول الله صلي الله عليه وآله من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث علي الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن الاثني عشر، ولا يمكن أن يحمل علي الملوك الأمويين لزيادتهم علي اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير (بني هاشم) لأن النبي صلي الله عليه وآله قال: (كلهم من بني هاشم). وفي رواية عبد الملك، عن جابر، وإخفاء صوته صلي الله عليه وآله في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة (بني هاشم) ولا يمكن أن يحمل علي الملوك العباسيين لزيادتهم علي العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية: [ صفحه 276] (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) [442] . وحديث الكساء فلا بد

من أن يحمل هذا الحديث علي الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته صلي الله عليه وآله، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم، وأجلهم، وأورعهم، وأتقاهم، وأعلاهم نسبا "، وأفضلهم حسبا "، وأكرمهم عند الله، وكان علمهم عن آبائهم متصلا " بجدهم صلي الله عليه وآله وبالوراثة واللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق. وأهل الكشف والتوفيق، ويؤيد هذا المعني أي أن مراد النبي صلي الله عليه وآله الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته، ويشهده ويرجحه: حديث الثقلين، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيرها. انتهي كلام القندوزي الحنفي في ينابيع المودة راجعه في بابه [443] . وروي أيضا " في ينابيعه في نفس الباب، عن جابر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنا سيد النبيين، وعلي سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر: أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي) [444] . ورواه شيخ الإسلام الشافعي في فرائد السمطين، عن ابن عباس، عنه صلي الله عليه وآله [445] . والأحاديث النبوية التي تصرح بأنهم عليهم السلام أوصياء رسول الله صلي الله عليه وآله [ صفحه 277] في كتب أهل السنة كثيرة، تتجاوز حد التواتر [446] ، غير ما روته شيعتهم في ذلك. [ صفحه 278] وروي أيضا " في ينابيعه في نفس الباب، عن سلمان (رضي الله عنه) قال: دخلت علي النبي صلي الله عليه وآله فإذا الحسين عليه السلام علي فخذيه، وهو يقبل خديه، ويلثم فاه، ويقول: (أنت سيد ابن سيد أخو سيد، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام، وأنت حجة ابن حجة أخو حجة، أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم المهدي). وهو مروي عن مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي أيضا " [447] . وأخرج أيضا "

في ينابيعه عن كتاب مودة القربي في المودة العاشرة، وكذا أخرجه الحمويني الشافعي في فرائد السمطين، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (أنا، وعلي، والحسن، والحسين، وتسعة من ولد الحسين، مطهرون معصومون) [448] . وفيه أيضا "، عن ابن عباس، عنه صلي الله عليه وآله: (إن أوصيائي وحجج الله علي الخلق بعدي اثنا عشر، أولهم أخي، وآخرهم ولدي). قيل: يا رسول الله! من أخوك؟ قال: (علي)، قيل: من ولدك؟ [ صفحه 279] قال: (المهدي، الذي يملأ الأرض قسطا " وعدلا " كما ملئت جورا " وظلما "، والذي بعثني بالحق بشيرا " ونذيرا "، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله (عيسي بن مريم) فيصلي خلف ولدي، وتشرق الأرض بنور ربها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب) [449] . وفي ينابيع المودة أيضا " عن المناقب، بسنده إلي جابر عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (يا جابر! إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي: أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر، ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم جعفر بن محمد، ثم موسي بن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالي علي يديه مشارق أرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان). قال جابر: فقلت:

يا رسول الله! فهل للناس الانتفاع به في غيبته؟ فقال: (أي والذي بعثني بالنبوة، إنهم يستيضيئون بنور ولايته [ صفحه 280] في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن سترها سحاب، هذا من مكنون سر الله، ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن أهله) [450] . وفي ينابيع المودة أيضا "، عن المناقب بسنده عن جابر الأنصاري، قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسأله عن مسائل، ثم قال: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لا تمسك بهم؟ قال: (أوصيائي الاثنا عشر). قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة. وقال: يا رسول الله! سمهم لي. فقال صلي الله عليه وآله: (أولهم سيد الأوصياء، أبو الأئمة علي، ثم ابناه: الحسن والحسين، فاستمسك بهم، ولا يغرنك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي ابن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون أخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه). فقال جندل: وجدنا في التوراة، وفي كتب الأنبياء عليهم السلام: إيليا، وشبرا "، وشبيرا "، فهذه أسماء علي والحسن والحسين، فمن بعد الحسين؟ وما أسماؤهم؟ قال: (إذا انقضت مدة الحسين، فالإمام بعده علي، ويلقب بزين العابدين، فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعي بالصادق، فبعده ابنه موسي يدعي بالكاظم، فبعده ابنه علي يدعي [ صفحه 281] بالرضا، فبعده ابنه محمد يدعي بالتقي والزكي، وبعده ابنه علي يدعي بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعي بالعسكري، فبعده ابنه محمد يدعي بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا " وعدلا "، كما ملئت جورا " وظلما "، طوبي للصابرين في ي غيبته، طوبي للمقيمين علي محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه

وقال: (هدي للمتقين - الذين يؤمنون بالغيب) [451] . ثم قال: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) [452] . الخ [453] . وروي الحمويني في (فرائد السمطين) ونقله عنه في (ينابيع المودة) بسنده عن ابن عباس، قال: قدم يهودي يقال له (نعثل) فقال: يا محمد! أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت علي يديك. قال: (سل يا أبا عمارة). فسأله عن أشياء إلي أن قال: فأخبرني عن وصيك، من هو؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسي بن عمران أوصي إلي يوشع بن نون. فقال: (إن وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي: الحسن [ صفحه 282] والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين). قال: يا محمد! فسمهم لي. قال: (إذا مضي الحسين فابنه علي، فإذا مضي علي فابنه محمد، فإذا مضي محمد فابنه جعفر، فإذا مضي جعفر فابنه موسي، فإذا مضي موسي فابنه علي، فإذا مضي علي فابنه محمد، فإذا مضي محمد فابنه علي، فإذا مضي علي فابنه الحسن، فإذا مضي الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر.) إلخ. وفيه أنه أسلم، وأخبر أنه وجد ذكرهم في كتب الأنبياء السالفين، وفيما عهد إليهم موسي عليه السلام وهو طويل فراجعه [454] . وروي الحمويني في (فرائد السمطين) والخوارزمي الحنفي بسنده إلي أبي سليمان راعي إبل رسوله الله صلي الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (ليلة أسري بي إلي السماء، قال لي الجليل جل جلاله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه [455] فقلت: (والمؤمنون) [456] ! قال: صدقت [يا محمد! من خلفت لأمتك؟ قلت:

خيرها. قال علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم]. قال: (يا محمد! إني اطلعت إلي أهل الأرض اطلاعة فاخترتك [ صفحه 283] منهم، فشققت لك اسما " من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا وذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منهم عليا "، فسميته باسمي [فأنا الأعلي وهو علي]، يا محمد! خلقتك وخلقت عليا " وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري، وعرضت ولايتكم علي أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين. يا محمد! لو أن عبدا " من عبادي عبدني حتي ينقطع، أو يصير كالشن البالي، ثم جاءني جاحدا " لولايتكم ما غفرت له [أو يقر بولايتكم]، يا محمد! تحب أن تراهم)؟ قلت: نعم يا رب. فقال لي: (أنظر إلي يمين العرش). فنظرت، فإذا علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد المهدي بن الحسن كأنه كوكب دري بينهم، وقال: (يا محمد! هؤلاء حججي علي عبادي، وهم أوصياؤك والمهدي منهم الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنه المنتقم من أعدائي، والممهد لأوليائي) [457] . [ صفحه 284] وروي موفق بن أحمد الحنفي في مناقبه، عن سلمان، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال للحسين عليه السلام: (أنت إمام ابن إمام، أخوا إمام، أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم) [458] . وروي شهاب الدين الهندي في مناقبه بسنده عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (من ولد الحسين بن علي أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم) [459] . وروي الحمويني أيضا " في

(فرائد السمطين) بحذف أسانيده [460] . عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (من أحب أن يتمسك بديني، ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب، وليعاد عدوه، وليوال وليه، فإنه وصيي وخليفتي علي أمتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كل مسلم، وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي). ثم قال صلي الله عليه وآله: (من فارق عليا " بعدي لم يرني، ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليا " حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار، ومن خذل عليا " خذله الله يوم القيامة، يوم يعرض عليه، ومن نصر عليا " [ صفحه 285] نصره الله يوم يلقاه، ولقنه حجته عند المسألة). ثم قال صلي الله عليه وآله: والحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما، وسيدا شباب أهل الجنة، أمهما سيدة نساء العالمين، وأبو هما سيد الوصيين، ومن ولد الحسين تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم من ولدي، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، إلي الله أشكو منكري فضلهم، ومضيعي حرمتهم بعدي، وكفي بالله وليا " وناصرا " لعترتي وأئمة أمتي، ومنتقما " من الجاحدين حقهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [461] . [462] . وذكر الإمام الأكبر، زعيم الشيعة ومجدد الشريعة آية الله العظمي المجاهد الأعظم (محمد بن يوسف) المشتهر بالعلامة الحلي في كشف الحق [463] جملة من أحاديث الباب بطرق عديدة، فاعترف بها (الفضل بن روزبهان) الناصب الذي هو من أشد الناس بغضا " لأهل البيت عليهم السلام، في رده عليه [464] ، فقال: [ صفحه 286] ما ذكر من الأحاديث الواردة في شأن اثني عشر خليفة، فهو صحيح ثابت في الصحاح. إلي آخر

كلامه. أقول: وقد جاء ذكر الأئمة الاثني عشر عن النبي صلي الله عليه وآله في أحاديث كثيرة جدا " غير ما ذكرناه في هذه الكتب، وفي غيرها من كتب القوم (أهل السنة والجماعة) مثل (البيان) للحافظ الگنجي، و (فصل الخطاب) للخواجة پارسا الحنفي، و (أربعين) الشيخ أسعد بن إبراهيم الحنبلي، و (أربعين) ابن أبي الفوارس، وكتاب الحافظ ابن الخشاب، وغيرها غير ما ورد في طرق الشيعة، فإنها لا تعد ولا تحصي كثرة. وقد أورد المجتهد الأكبر السيد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) حديث (الاثني عشر) من ست وستين طريقا " بأسانيدها من طرق أهل السنة، من طرق سبعة، من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام للمغازلي الشافعي، وأخرجه من مسند أحمد بن حنبل، وعن صدر الأئمة عند أهل السنة الخوارزمي من اثني عشر طريقا " [465] . وأخرجه عن أبي نعيم الحافظ، وعن الخطيب في تاريخه مسندا "، وعن الحمويني من ثلاثة وعشرين طريقا "، ومن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، ومن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد من طريقين، [ صفحه 287] وأخرج البقية من مناقب الشيخ الفقيه أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين، عن شاذان من طرق العامة. أقول: وقد عثرت علي رسالة للخطيب العظيم، فقيد الإسلام الشيخ كاظم آل نوح (ره) وهي (طرق حديث الأئمة من قريش) ص 14 قال فيها: وقد أورد العلامة الإمام الكبير والحجة الشهير، المجاهد في سبيل الله السيد حسن صدر الدين في كتابه (الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية) حديث الاثني عشر خليفة من طرق أحمد بن حنبل من أربعة وثلاثين طريقا "، وذكر طرق مسلم والبخاري والحميدي، وطرق رواية رزين في الجمع

بين الصحاح الست، ورواية الثعلبي، ورواية أبي سعيد الخدري، وأبي بردة، وابن عمر، وعبد الرحمن بن سمرة، وجابر، وأنس، وأبي هريرة، وابن عباس، وعمر بن الخطاب، وعائشة، ورواية وائلة، وأبي سليمان الراعي. فأما رواية عمر بن الخطاب، فقد أسند علي بن المسيب إلي عمر [466] . قول النبي صلي الله عليه وآله (الأئمة بعدي - الحديث - منها مهدي هذه الأمة من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل الله). [ صفحه 288] وأسند الدوريستي [467] إلي ابن المثني [عن أبيه] قال: سألت عائشة: كم خليفة [يكون] لرسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقالت: أخبرني أنه يكون يكون بعده اثنا عشر خليفة. فقال: قلت: من هم؟ فقالت: أسماؤهم مكتوبة عندي بإملاء رسول الله صلي الله عليه وآله. فقلت لها: ما هي أسماؤهم؟ فأبت أن تعرفنيها [468] . ثم إن السيد بعد ذكر طرق الحديث، عد جملة من كتب أهل السنة التي ذكرت حديث (اثنا عشر خليفة) منها: مناقب أحمد بن حنبل، والنسائي، وتنزيل القرآن في مناقب أهل البيت لابن نعيم الحافظ الأصفهاني، وفرائد السمطين في فضائل المرتضي والزهراء والسبطين للحمويني الشافعي، ومطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي، وكفاية الطالب، وكتاب البيان للگنجي الشافعي، ومسند فاطمة للدار قطني، وكتاب فضائل أهل البيت للخوارزمي الحنفي، والمناقب لابن المغازلي الفقيه الشافعي، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، وجواهر العقدين للسمهودي المصري، وذخائر العقبي لمحب الطبري، وكتاب مودة القربي لعلي بن شهاب الهمداني الشافعي، والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي، والإصابة لابن حجر العسقلاني، وجامع [ صفحه 289] الأصول، ومسند أحمد بن حنبل، ومسند أبي يعلي الموصلي، ومسند أبي بكر البزاز، ومعاجم الطبراني والجامع الصغير للسيوطي، وكنز الدقائق للمناوي. أقول: إن هذه

الروايات المتعددة الواصلة إلينا من طرق القوم (السنة) لأقوي دليل، وأظهر حجة، وأسطع برهان علي أن الخليفة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل هو الإمام المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبعده ولده الأئمة الأحد عشر المعصومون خلفاء الرسول، وأئمة المسلمين، واحدا " بعد واحد إلي أن يقوم الناس لرب العالمين، وليس في وسع أحد كائنا " من كان إنكار هذه الأحاديث الثابتة المروية من طرق أعاظم علماء السنة، وأكابر محدثيهم، فضلا " عن طرق الشيعة، إلا أن يكون قد طفئت شعلة ذهنه، وجعل علي قلبه غشاوة وغلاف، فكان ممن قال الله فيهم: (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) [469] وقال فيهم: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له له شيطانا " فهو له قرين) [470] . وإن تدعهم إلي الهدي فلن يهتدوا إذا " أبدا ") [471] وذلك لإعراضه عما هو واضح من الدليل الباهر والنص الظاهر، ظهور نار القري ليلا " علي علم [472] تعصبا " منه وكفرا " وعنادا "، وقد اعترف أيضا " بصحة ما ذكرنا [ صفحه 290] (محمد بن إدريس الشافعي) أحد أئمة مذاهب أهل السنة الأربعة بقوله: ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم++ مذاهبهم في أبحر الغي والجهل وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم++ كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل إلي آخر أبياته المتقدمة في ص 59 من كتابنا هذا فراجع. فاعتراف الشافعي بأبياته هذه بأن عليا عليه السلام هو الإمام، ومن بعده ولده الأئمة الأحد عشر، لشهادة عظيمة من أحد أئمة المذاهب الأربعة، تقوم بها الحجة علي إمامة الأئمة الاثني عشر المعصومين من آل الرسول [473] ، فليقتد به في ذلك أتباعه إن شاؤوا [474]

. [ صفحه 293]

نبذة لطيفة من الأحاديث الواردة في فضائل أميرالمؤمنين و ذريته الطاهرة

اشاره

ذكر علماء الإسلام قاطبة علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم روايات كثيرة، وأحاديث عديدة في مؤلفاتهم ومسانيدهم وصحاحهم في فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام وذريته الطاهرة، نذكر ما يتيسر لنا منها:

لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز

روي ابن الحجر في (الصواعق المحرقة) له قال: روي ابن السمان أن أبا بكر قال له - أي لعلي عليه السلام -: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز) [475] . [ صفحه 294] أقول: ونقل هذا الحديث بعد نقله من سنن الدارقطني ما هذا نصه: إن عليا " عليه السلام قال للستة الذين جعل عمر الأمر شوري بينهم كلاما " طويلا " من جملته: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: (يا علي، أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري)؟ قالوا: اللهم لا. ومعناه ما رواه عنترة، عن علي الرضا عليه السلام أنه صلي الله عليه وآله قال له: (أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، وهذا لك) [476] . وأخرج الحديث الخوارزمي في مقتل الحسين بسنده عن الحسن البصري، عن عبد الله، قال رسول صلي الله عليه وآله: (إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن طالب علي الفردوس، وهو جبل قد علا علي الجنة، وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان، وهو جالس علي كرسي من نور، يجري [ صفحه 295] بين يديه التسنيم [477] فلا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف [علي الجنة] فيدخل محبيه الجنة، ومبغضيه النار) [478] . وأخرج هذا الحديث الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) [479] .

وأخرجه المحب الطبري الشافعي في (الرياض النضرة) [480] . وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه [481] . وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في كتابه (المناقب)، وأبو بكر بن شهاب الدين الشافعي في (رشفة الصادي)، وروي الحديث جماعة من الصحابة غير أبي بكر، كابن عباس، وابن مسعود [482] .

علي قسيم الجنة والنار

أخرج الخوارزمي الحنفي في مناقبه بحذف أسانيده [483] عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: [ صفحه 296] (يا علي إنك قسيم الجنة والنار، وإنك تقرع باب الجنة، فتدخلها بلا حساب) [484] .

لو اجتمع الناس علي حب علي ما خلق الله النار

أخرج القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن الهمداني الشافعي، عن عمر بن الخطاب، قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: (لو اجتمع الناس علي حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار) [485] . قال العلامة العسكري في كتابه (مقام الإمام أمير المؤمنين عند الخلفاء) [486] : أخرج هذا الحديث عن عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة الكرام جماعة من علماء السنة، منهم: الخوارزمي في كتابه (مقتل الحسين عليه السلام) فإنه أخرج هذا الحديث بسنده عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (لو اجتمع الناس علي حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار) [487] . ومنهم: محمد صالح الحنفي في كتابه (الكوكب الدري) عن [ صفحه 297] عمر بن الخطاب، قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: (لو اجتمع الناس علي حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار) [488] .

اقرب الناس من رسول الله علي

أخرج الخوارزمي الحنفي بسنده عن الشعبي، قال: نظر أبو بكر إلي علي بن أبي طالب مقبلا "، فقال: من سره أن ينظر إلي أقرب الناس من رسول الله صلي الله عليه وآله، وأجودهم منزلة، وأعظمهم عند الله عناء، وأعظمهم عليه، فلينظر إلي هذا - وأشار إلي علي بن أبي طالب - لأني سمعت رسول الله عليه وآله يقول: (إنه لرؤوف بالناس، وإنه لأواه حليم) [489] . أقول: وأخرجه المتقي الحنفي في (كنز العمال) [490] من مستدرك الحاكم، وأخرجه المحب الطبري الشافعي في (الرياض النضرة) [491] ، وغيرهما مع اختلاف يسير في اللفظ. [ صفحه 298]

قول النبي يا علي يدك في يدي، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل

أخرج المحب الطبري في (ذخائر العقبي) عن عمر أنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: (يا علي يدك في يدي، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل) [492] . وأخرجه المتقي في (كنز العمال) من (تاريخ ابن عساكر) ومن (فضائل الصحابة) لأبي نعيم، وأبو بكر الشافعي في (الغيلانيات) [493] . ولقد أخرج هذا الحديث، وما بمعناه جماعة من علماء السنة منهم: الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) وهذا لفظه يحذف السند: عن أنس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (يؤتي يوم القيامة بناقة من نوق الجنة يا علي فتركبها، وركبتك مع ركبتي، وفخذك مع فخذي حتي تدخل الجنة). ثم قال [أي الگنجي]: قلت: هكذا رواه الحافظ في فضائله. وأخرج حديثا " آخر بعد هذا الحديث عن عمر أيضا " وهذا نصه: بحذف السند عن سالم، عن ابن عمر، قال: لما طعن عمر، وأمر بالشوري، قال: [ صفحه 299] ما عسي أن يقولوا في علي! سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (يا

علي يدك في يدي يوم القيامة حتي تدخل حيث أدخل). ثم قال: قلت: هذا حديث حسن عال فيه فضيلة سامية، ورتبة عالية لعلي عليه السلام [494] . قال العلامة العسكري في كتابه (مقام الإمام) [495] : وردت أحاديث كثيرة بطريق علماء السنة في أن عليا " عليه السلام مع النبي صلي الله عليه وآله في الجنة، منها: ما في (ذخائر العقبي) عن زيد بن أرقم أن النبي صلي الله عليه وآله قال لعلي: (أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي)، ثم تلا: (إخوانا " علي سرر متقابلين) [496] . أخرجه أحمد في المناقب [497] . وفي (ذخائر العقبي) عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي: (أما ترضي أنك معي في الجنة، والحسن والحسين وذرياتنا خلف [ صفحه 300] ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا، وعن شمائلنا)؟ أخرجه أحمد في المناقب [498] .

قول النبي علي مني كمنزلتي من ربي

ذكر ابن الحجر في (الصواعق المحرقة) له قال: أخرج ابن السمان في كتابه (الموافقة) عن ابن عباس قال: لما جاء أبو بكر وعلي لزيارة قبر النبي صلي الله عليه وآله بعد وفاته بستة أيام، قال علي لأبي بكر: تقدم - أي في الدخول - إلي الحجرة التي فيها القبر الشريف. فقال أبو بكر: لا أتقدم رجلا " سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول فيه: (علي مني كمنزلتي من ربي) [499] . أقول: وأخرج هذا الحديث كثير من علماء السنة في كتبهم، منهم: المحب الطبري الشافعي في (ذخائر العقبي)، وفي (الرياض النضرة) [500] . [ صفحه 301]

قول النبي إن الله جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصي

روي الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) بسنده عن الصادق عليه السلام، عن علي بن الحسين، عن أبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (إن الله تعالي جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصي كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا " بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه [وما تأخر] ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلي فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلي كتاب [من] فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر) ثم قال: (النظر إلي أخي علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته، والبراءة من أعدائه [501] .

قول النبي أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة

أخرج الخوارزمي الحنفي بسنده عن يونس بن سليمان التميمي، عن أبيه، عن زيد [بن] يثيع قال: سمعت أبا بكر يقول: [ صفحه 302] رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله خيم خيمة، وهو متكئ علي قوس عربية، وفي الخيمة: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: يا معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة، وحرب لمن حاربهم، وولي لمن والاهم [وعدوه لمن عاداهم] لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردي الولادة). فقال رجل لزيد: يا زيد! أنت سمعت أبا بكر يقول هذا؟ قال: أي ورب الكعبة [502] . وقد أخرج الحديث عبد الله الحنفي في كتابه (أرجح المطالب) [503] . وقال: أخرجه المحب الطبري الشافعي في (الرياض النضرة). أقول: هذا الحديث يسمي بحديث الكساء، وقد روي بألفاظ مختلفة

عن جماعة من علماء السنة [504] .

قول النبي نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (مودة القربي) [ صفحه 303] للهمداني الشافعي فإنه أخرج بسنده عن أبي وائل، عن ابن عمر، قال: كنا إذا أعددنا أصحاب النبي صلي الله عليه وآله قلنا: أبو بكر، وعمر، وعثمان! فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن! فعلي ما هو؟ قال: علي من أهل بيت لا يقاس به أحد، هو مع رسول الله صلي الله عليه وآله في درجته، إن الله يقول: (الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) [505] . ففاطمة مع رسول الله صلي الله عليه وآله في درجته، وعلي معهما [506] . قال العلامة العسكري في كتابه (مقام الإمام) [507] : إن لقول ابن عمر: (علي من أهل بيت لا يقاس به أحد) شواهد ومؤيدات كثيرة من كلام النبي صلي الله عليه وآله ومن كلام غيره من علماء السنة والإمامية، منها ما في ذخائر العقبي للمحب الطبري الشافعي فإنه قال تحت عنوان: (إنهم لا يقاس بهم أحد) قال: وعن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد) [508] . وقد أخرج هذا الحديث عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) أخرج حديثا " نحو ما في (ذخائر العقبي) غير أنه قال: أخرجه ابن مردويه في [ صفحه 304] (المناقب وفيه أيضا ": قال: قال علي عليه السلام علي المنبر: نحن أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله لا يقاس بنا أحد. أخرجه الديلمي في (فردوس الأخبار) [509] . وفي (ينابيع المودة) بعد نقله الحديث المنقول عن ابن عمر، قال: سأل عبد الله بن حنبل أباه عن التفضيل، فقال:

أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم سكت! قال عبد الله: قلت: يا أبه! أين علي بن أبي طالب؟ قال: هو من أهل بيت لا يقاس به هؤلاء [510] . وأخرج الحديث المتقي الحنفي في (كنز العمال) من فردوس الأخبار للديلمي، قال: (نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد) [511] .

قول النبي هذا علي أخي، و خليفتي، و وارث علمي

روي الترمذي الحنفي في (الكوكب الدري) عن عمر أنه قال: لما عقد رسول الله صلي الله عليه وآله المؤاخاة بين أصحابه، قال: (هذا علي أخي في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهلي، ووصيي في أمتي، ووارث علمي، وقاضي ديني، ماله مني ومالي منه، نفعه [ صفحه 305] نفعي، وضره ضري، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني) [512] . وأخرج القندوزي الحنفي في ينابيعه [513] نحوه. أقول: إن عمر اعترف بأن عليا " وصي رسول الله في أمته، وخليفته في أهله، وقد روي بمضمون هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه وآله أحاديث كثيرة تزيد علي المائتين، وقد جمعنا كثيرا " منها في كتابا " (الشيعة وحجتهم في التشيع). فليت عمر مع اعترافاته الكثيرة المروية في كتب القوم لم يأت بأعمال تضر بالنبي صلي الله عليه وآله وآل بيته الميامين عليهم السلام كتهجمه علي بيت فاطمة عليها السلام، وجمعه الحطب لإحراقه، وإكراهه عليا " علي البيعة، وغير ذلك مما صدر عنه تعمدا " بحق من أوصي الله تعالي بهم بقوله: (قل لا أسألكم عليه أجرا " المودة في القربي) [514] . وكذا رسول الله صلي الله عليه وآله بقوله: (أوصيكم الله في أهل بيتي، فإنهم وديعتي فيكم) [515] ، أفيليق بعمر أن يأتي بمثل هذه الأعمال التي تسئ [ صفحه 306] إلي الله ورسوله علي

ما هم عليه من رفعة المقام، وعلو الشأن! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قول النبي علي أفضل من أتركه بعدي

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (مودة القربي) للهمداني الشافعي، عن ابن عمر، قال: مر سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلا "، ونحن [جلوس] في حلقة، وفينا رجل يقول: لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين الرجلين: أبي بكر وعمر. فسأل سلمان، فقال: أما والله لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين [الرجلين]: أبي بكر وعمر. ثم مضي سلمان، فقيل له: يا أبا عبد الله! ما قلت؟ قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو في غمرات الموت، فقلت: يا رسول الله هل أو صيت؟ قال (يا سلمان أتدري من الأوصياء)؟ [ صفحه 307] قلت: الله ورسوله أعلم قال: (كان آدم وكان وصيه شيث، وكان أفضل من تركه بعده من ولده، وكان وصي نوح سام، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي موسي يوشع، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي سليمان آصف بن برخيا، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي عيسي شمعون بن فرخيا، وكان أفضل من تركه بعده، وإني أوصيت إلي علي، وهو أفضل من أتركه [من] بعدي) [516] . أقول: وقد روي مثل هذا الحديث الترمذي الحنفي في الكوكب الدري [517] ، بل قد ورد مثل هذا الحديث في روايات عديدة مروية في كتب علماء السنة عن عمر، وعن ابن عمر، فراجع. فظهر من هذا الحديث، وغيره من الروايات العديدة التي قدمنا جملة منها، أن كل نبي من الأنبياء الماضين كان له وصي معين من قبل الله، ولا يجوز لنبي [قبل] أن

يموت، ولم يوص لأحد، ويترك شرعه مهملا " تتجاذبه الأهواء، وكذلك رسول الله صلي الله عليه وآله لا بد وأن يكون قد أوصي، ألا تري أنه قد استوزر عليا " يوم الإنذار، ويوم الغدير، وغيرهما من المواقف العديدة المسجلة في كتب التواريخ والسير، وحتي في مرض موته، دعا القوم لأن يكتب كتابا " لن يضلوا بعده أبدا، [ صفحه 308] فأبي عليه عمر بقوله: إن نبيكم ليهجر!! وقوله: عندنا كتاب الله حسبنا!! [518] فكأن الرسول لا يعلم أن الكتاب بينهم!!! ولو أن رسول الله صلي الله عليه وآله ترك الوصاية لكان مخالفا " لمن قبله من الرسل والأنبياء، انظر كيف عرف سلمان في هذا الحديث وغيره، أن تعيين الوصي للأنبياء كان واجبا "، ولذلك عينوا أوصياءهم بأمر الله تعالي، لا من عند أنفسهم، لأن النبي والوصي والإمام لا يجوز لأحد اختياره، لقصورهم عن معرفة من هو لها أهل، فاختيار النبي والوصي والإمام موكول إلي الله لا لغيره، لأنه العالم بالسرائر، وما تكن الصدور، لقوله تعالي: (وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا " أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [519] (ولكن) فيا لله وللصحيفة [520] !! فتأمل وانصف إن كنت حرا ". [ صفحه 309]

قول النبي لا تحصي فضائل أبي الحسن

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) من (مودة القربي) للهمداني الشافعي بسنده عن عمر بن الخطاب، رفعه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لو أن البحر مداد، والرياض أقلام، والإنس كتاب، والجن حساب، ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن) [521] . وأخرج الخوارزمي الحنفي في (المناقب)، والگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله:

(لو أن الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب) [522] .

قول النبي خير رجالكم علي بن أبي طالب

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (مودة القربي) للهمداني الشافعي بسنده عن ابن عمر، رفعه إلي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: [ صفحه 310] (خير رجالكم علي بن أبي طالب، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد) [523] . أقول: وقد أخرج علماء السنة هذا الحديث، أو ما بمعناه في كتبهم، وأخرج المتقي الحنفي في (كنز العمال) عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (علي خير البشر) [524] . وذكر محدث العراق ومؤرخه، عن زر، عن عبد الله، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (من لم يقل علي خير الناس كفر) [525] . وفي رواية عن حذيفة [526] ، قال سمعت النبي صلي الله عليه وآله يقول: (علي خير البشر، من أبي فقد كفر) هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ، عن الخطيب الحافظ، وزاد في رواية عن جابر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (علي خير البشر، فمن أبي فقد كفر). [ صفحه 311] وفي رواية محدث الشام: (لا يبغضه إلا كافر) وفي رواية لعائشة، عن عطاء، قال: سألت عائشة عن علي عليه السلام فقالت: (ذاك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر) [527] . ثم قال: قلت: هذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه في المجلد الخمسين لأن كتابه مائة مجلد، فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقب علي عليه السلام الخ [528] .

قول النبي من أحب عليا قبل الله منه صلاته و صومه

وكان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة)، و ([حب آل محمد يوما "] خير من عبادة سنة) أخرج الخوارزمي في مناقبه بسنده عن نافع، عن ابن

عمر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: [ صفحه 312] من أحب عليا " قبل الله منه صلاته وصومه وقيامه، واستجاب دعاءه، [ألا] ومن أحب عليا " أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة، ألا ومن أحب آل محمد أمن [من] الحساب والميزان والصراط، ألا ومن مات علي حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا " بين عينيه: آيس من رحمة الله) [529] . وروي محمد صالح الحنفي في كتابه (الكوكب) قال: روي عن عمر بن الخطاب، قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: (من أحبك با علي كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات يبغضك، فلا يبالي مات يهوديا " أو نصرانيا ") [530] . أقول: وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وآله أحاديث كثيرة ذكر فيها فوائد حب الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ومضار بغضه في (أرجح المطالب) لعبيد الله الحنفي، قال: روي ابن مسعود أنه صلي الله عليه وآله قال: (حب آل محمد يوما " خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة) [531] . [ صفحه 313] وفي (كنز العمال) للمتقي الحنفي قال نقلا من المعجم الكبير للطبراني، والتاريخ الكبير لابن عساكر، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاه تولاني، ومن تولاني تولي الله، ومن أحبه أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل) [532] .

إعلم أن المحبة الواردة في هذا الحديث وأمثاله، ليست بالمحبة المعلومة المتعارفة، إذ هي حاصلة لعلي وبنيه عليهم السلام كتابا " وسنة، بل المراد منها المحبة المقرونة بالولاية العامة، والظاهر أن من قدم علي محبوبه عدوه كانت محبته كاذبة فاسدة، وهذا واضح لا خفاء فيه لدي كل متدبر منصف، فالرسول الأعظم صلي الله عليه وآله لا يعني لهذا الحب الحب المتعارف فحسب، بل عني بالمحبة الواردة في هذا الحديث الحب المشفوع بالولاية، دليلنا علي تلك الأحاديث الكثيرة الواردة عن صاحب [ صفحه 314] الرسالة صلي الله عليه وآله في الحث والتحريض علي حب آل البيت وولائهم. فواجب عيني علي كل مكلف أخذه بأحكام أخذه بأحكام دينه، أصولا وفروعا "، عمن نص عليهم رسول الله صلي الله عليه وآله لعصمتهم، إذ غير المعصوم غير صالح لهذا الأمر العظيم والعب ء الثقيل، لثبوت الخطأ منه، لأن المقرر في علم الأصول: إذا انتفت العصمة ثبت الخطأ والصواب، ولربما أفتي بقضية واجبة بالعكس - كما حدث لعمر أيام خلافته غير مرة - وهذا لا يجوز التمسك به تمسكا " عاما "، وبهذا ثبت لدينا أن الإمام يجب أن يكون منصوصا " عليه من الله الذي يعلم السر وأخفي، والرسول المعصوم لا يوصي غير المعصوم لأنه مأمور عن الله تعالي ولا ينطق عن الهوي، وسيأتيك ما يثبت العصمة قريبا " إن شاء الله.

قول النبي لعلي أنت أخي و وزيري

أخرج المتقي في (كنز العمال) نقلا " عن (المعجم الكبير) للطبراني بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (ألا أرضيك يا علي؟ أنت أخي ووزيري، تقضي ديني، وتنجز موعدي، وتبرئ ذمتي، فمن أحبك في حياة مني فقد قضي

نحبه، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان، ومن أحبك بعدي ولم يرك [ صفحه 315] ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام) [533] . أقول: هذا حديث صحيح حسن لا شك فيه بتصريح الطبراني وغيره، وله شواهد في كتب علماء السنة (كحلية الأولياء) لأبي نعيم [534] ، (وكنز العمال) للمتقي الحنفي وغيرهما. وقد أخرج المتقي في (كنز العمال) حديثا " آخر بمعناه عن ابن عباس، وفيه زيادات مهمة نقلا " عن (المعجم الكبير) للطبراني، قال: قال رسول الله صلي عليه وآله: (من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا " من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنا لهم الله شفاعتي) انتهي [535] . إن هذا الحديث العظيم، المروي عن النبي صلي الله عليه وآله، المتفق علي صحته من طريق السنة والشيعة، بل ومن طريق غيرهما أيضا " يرشدنا إضافة [ صفحه 316] إلي الأمر بمحبة أهل بيته عليهم السلام أمره الأمة بالاقتداء بعترته وأهل بيته في أمور دينهم ودنياهم، ويذكر سبب أمره بذلك، وهو قوله صلي الله عليه وآله: (رزقوا فهمي وعلمي) فيثبت صلي الله عليه وآله أنهم عليهم السلام لائقون للأتباع والاقتداء بهم، لما حاوون له من فهم الرسول وعلمه، لا لأنهم عترته فحسب، فهذا الحديث مثل الأحاديث المعروفة بحديث الثقلين، وحديث السفينة اللذين صرح فيهما النبي صلي الله عليه وآله بأن الفوز والنجاة من الهلكات في

الدنيا والآخرة يتوقف علي التمسك بهم، وركوب سفينة النجاة باتباعهم لأنهم عليهم السلام خزان علمه، وورثة حلمه، وسائر ما يحتاج إليه الخليفة والإمام، فرسول الله صلي الله عليه وآله بين لأصحابه - ليصل الأمر إلي الأمة الإسلامية - ما ذكره لهم من طريق الرشاد، والفوز بالجنان، لينهجوا نهجهم، ويسلكوا سبيلهم السوي، ويسيروا علي محجتهم البيضاء التي ليلها كنهارها. ولم يدع النبي صلي الله عليه وآله أمته بدون نصب خليفة صالح للقيام بها، إذ لو أنه ترك الأمة بدون وصي، لكان مقصرا "، معرضا " أمته إلي الهلاك، حاشاه أن يغمض شيئا " من أمور دينه، وخصوصا " أمر الخلافة، مع رأفته ورحمته بأمته.

قال رسول الله النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي

روي ابن الحجر في صواعقه عن النبي صلي الله عليه وآله: [ صفحه 317] (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي) وقال [قبل إيراد الحديث]: رواه جماعة كلهم بسند ضعيف!! [536] . أقول: أنظر بإنصاف وتجرد إلي قوله: (بسند ضعيف) فإنه ينم علي سوء طويته إذ أن ما يأتي يقوي سند الحديث إذ يقول: (أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون) [537] . وفي رواية أخري لأحمد بن حنبل: (فإذا ذهب النجوم، ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي، ذهب أهل الأرض). وفي رواية صححها الحاكم علي شرط الشيخين: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف). فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا، وصاروا حزب إبليس. وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا ": (إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا) [538] . [ صفحه 318] وفي رواية مسلم: ومن تخلف عنه غرق)

وفي رواية: (هلك). وروي ابن الحجر: (إنما مثل أهل بيتي مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له) [539] . وفي رواية: (غفر له ذنوبه) [540] .

سد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي

روي النسائي في خصائصه - بحذف سنده - عن زيد بن أرقم أنه قال، كان لنفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: (سدوا الأبواب إلا باب علي) عليه السلام فتكلم الناس، فقام رسول الله صلي الله عليه وآله فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: (أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، وقال فيه قائلكم! والله ما سددته ولا فتحته، ولكن أمرت فاتبعته) [541] . [ صفحه 319] أقول: أورده الحاكم في مستدركه [542] بغير هذا الإسناد، واختلاف يسير في الحديث. وأورده الطبري في (ذخائر العقبي) [543] وغيرهما من أكابر علماء السنة والجماعة [544] .

علي مع القرآن، والقرآن مع علي

ذكر القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) في رواية أن النبي صلي الله عليه وآله قال في مرض موته: (أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا " سريعا "، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا أني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي أهل بيتي) ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال: (هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي، ولا يفترقا حتي يردا علي الحوض، فأسألكم ما تخلفوني فيهما) [545] . وروي الحمويني في (فرائد السمطين) بسنده عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: [ صفحه 320] (علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض)، ورواه بطرق ومضامين قريبة من هذا [546] .

علي سيد المسلمين

روي القندوزي الحنفي في (ينابيعه) أيضا " عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لأم سلمة: (يا أم سلمة! علي مني وأنا من علي، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسي. يا أم سلمة! اسمعي واشهدي هذا، علي سيد المسلمين) [547] .

علي سيد العرب

روي القندوزي أيضا " في (ينابيعه) عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (من سيد العرب؟ قالوا: أنت يا رسول الله. قال صلي الله عليه وآله: (أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب)

علي أحب الخلق إلي الله تعالي و رسوله

روي القندوزي أيضا " في (ينابيعه) عن أحمد بن حنبل بسنده عن سفينة - مولي النبي صلي الله عليه وآله - أنه قال: أهدت امرأة من الأنصار طيرين [ صفحه 321] مشويين بين رغيفين إلي رسول الله، فقال صلي الله عليه وآله: (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي رسولك). فجاء علي عليه السلام فأكل معه من الطيرين حتي كفيا [548] . أقول: وهذا هو الحديث المعروف بحديث (الطير المشوي) [549] .

علي مؤول القرآن

روي ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري، قال: كنا جلوسا " مع النبي صلي الله عليه وآله إذ قال: (ليضربنكم رجل علي تأويل القرآن كما ضربتكم علي تنزيله). فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: (لا، ولكن خاصف النعل). فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله صلي الله عليه وآله في حجرة عائشة فبشرناه. أقول: وقد ذكرها القندوزي في (ينابيعه)، والطبري في (ذخائر العقبي) باختلاف يسير فراجع [550] . [ صفحه 322]

تأييد الله تعالي نبيه بعلي

روي الطبري في (ذخائر العقبي) عن ابن الخميس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (لما أسري بي إلي السماء، فنظرت إلي ساق العرش الأيمن، فرأيت كتابا " فهمته: محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته به) [551] .

من أبغض عليا أكبه الله علي وجهه في النار

روي القندوزي الحنفي في (ينابيعه) عن الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) والسمعاني في (الفضائل) بسنديهما عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله بعرفات، فقال: (يا علي ضع كفك في كفي، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق [بغصن] من أغصانها دخل الجنة، يا علي لو أن أمتي صاموا حتي يكونوا كالحنايا، وصلوا حتي كانوا كالأوتار، ثم أبغضوك لأكبهم الله علي وجوههم [في] النار) [552] . [ صفحه 323]

علي أول من آمن بالنبي

روي القندوزي أيضا " في (ينابيعه) عن أبي ليلي الغفاري أنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه أول من أمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين) [553] .

علي وصي رسوله الله

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن أحمد بن حنبل أنه أسند إلي أنس بن مالك، أنه قال: قلنا لسلمان: سل النبي صلي الله عليه وآله عن وصيه. فقال سلمان: يا رسول الله من وصيك؟ فقال صلي الله عليه وآله: (يا سلمان! من وصي موسي؟) فقال: يوشع بن نون. قال صلي الله عليه وآله: (وصيي ووارثي يقضي ديني، وينجز موعدي علي بن أبي طالب) [554] . وروي ابن مردويه في مناقبه، عن سلمان قال: قلت لرسول الله صلي الله عليه وآله: عمن نأخذ بعدك؟ وبمن نثق؟ [ صفحه 324] قال: فسكت عني حتي سألت ذلك عشرا "، ثم قال: (يا سلمان! إن وصيي وخليفتي، وأخي ووزيري، وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب، يؤدي عني، وينجز موعدي) [555] . وأيضا " روي ابن مردويه في (مناقبه) وأبو نعيم في (حلية الأولياء) والگنجي الشافعي في (كفاية الطالب)، والخوارزمي (في مقتله) و (مناقبه) باختلاف يسير، واللفظ للأول، عن أنس - من حديث -: أن النبي صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: (أنت تبلغ رسالتي من بعدي، وتؤدي عني، وتسمع الناس صوتي، وتعلم الناس عن كتاب الله ما لا يعلمون) [556] . وروي ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) عن أبي جعفر الإسكافي في

حديث الدار قول النبي صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام عند نزول: (وأنذر عشيرتك الأقربين) [557] : (هذا أخي ووصيي، وخليفتي من بعدي) [558] . وروي المحب الطبري في (ذخائر العقبي) والخوارزمي في [ صفحه 325] (المناقب) عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (لكل نبي وصي ووارث، وإن عليا " وصيي ووارثي) [559] . والأحاديث الواردة عن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله الناصة علي أن عليا " وصية صلي الله عليه وآله بلا فصل لا تكاد تحصي [كثرة] في كتب الفريقين، فطالعها تري الحقيقة ناصعة لذي عينين، فلا عذر بعد البيان (ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي من حي عن بينة) [560] . روي الحاكم في المستدرك بحذف سنده عن أبي ذر الغفاري (ره) أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني) [561] .

من أحب عليا أحبه الله

أخرج الحاكم أيضا " في (المستدرك) عن ابن عباس أنه نطر النبي صلي الله عليه وآله إلي علي عليه السلام فقال: (يا علي أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن [ صفحه 326] أبغضك بعدي) [562] .

حب علي إيمان، و بغضه نفاق

أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن علي عليه السلام قال: عهد إلي النبي صلي الله عليه وآله أنه (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق). وذكره القندوزي في ينابيعه بطرق مختلفة [563] .

من علامات المنافق بغض علي

أخرج الحاكم في مستدركه عن أبي ذر (رض) أنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة، والبغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام [564] .

ثلاث خصال لأميرالمؤمنين

أخرج أحمد بن حنبل في مسنده، عن ابن عمر أنه قال: كنا نقول في زمن النبي صلي الله عليه وآله: رسول الله خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر!! ولقد أوتي ابن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لأن تكون [ صفحه 327] لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله صلي الله عليه وآله ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر [565] .

الله تعالي يفرض علي خلقه مودة علي

روي القندوزي أيضا " في ينابيعه، عن الخوارزمي بسنده، عن الإمام محمد الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد الله (رض) أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (جاءني جبرئيل بورقة آس خضراء من الجنة مكتوب عليها: إني أنا الله، افترضت مودة علي علي خلقي، فبلغهم يا حبيبي ذلك عني) [566] .

بيتوتة علي علي فراش رسول الله

أخرج الحاكم في المستدرك بحذف سنده عن ابن عباس أنه قال: شري علي نفسه، ولبس ثوب النبي صلي الله عليه وآله ثم نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلي الله عليه وآله، وقد كان رسول الله صلي الله عليه وآله ألبسه برده، وكانت قريش تريد أن تقتل النبي صلي الله عليه وآله، فجعلوا يرمون عليا "، ويرونه النبي، وقد لبس برده، وجعل علي عليه السلام يتضور، فإذا هو علي عليه السلام فقالوا: إنك للئيم! إنك لتتضور! وكان صاحبك لا يتضور، ولقد [ صفحه 328] استنكرناه منك!! وقيل: إنه عليه السلام قال عند مبيته علي فراش النبي صلي الله عليه وآله: وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا++ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله خاف أن يمكروا به++ فنجاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمنا "++ موقي وفي حفظ الإله وفي ستر وبت أراعيهم ولم يتهمونني++ وقد وطنت نفسي علي القتل والأسر [567] .

علي يكسر صنم الإلحاد الأكبر

أخرج الحاكم أيضا " في مستدركه بحذف سنده عن علي عليه السلام أنه قال: لما كانت الليلة التي أمرني رسول الله صلي الله عليه وآله أن أبيت علي فراشه، وخرج من مكة مهاجرا "، انطلق بي رسول الله صلي الله عليه وآله إلي الأصنام، فقال: إجلس، فجلست إلي جنب الكعبة، ثم صعد رسول الله صلي الله عليه وآله علي منكبي، ثم قال: انهض. فنهضت به، فلما رأي ضعفي تحته، قال: إجلس. فجلست [ صفحه 329] فأنزلته عني، وجلس لي رسول الله صلي الله عليه وآله ثم قال لي: (يا علي اصعد علي منكبي). فصعدت علي منكبه، ثم نهض بي رسول الله، وخيل إلي أني لو

شئت نلت السماء، وصعدت إلي الكعبة، وتنحي رسول الله صلي الله عليه وآله فألقيت صنمهم الأكبر، وكان من نحاس، موتدا " بأوتاد من حديد بالأرض. فقال لي رسول الله: عالجه فعالجته، فما زلت أعالجه ويقول رسول الله: إيه إيه. فلم أزل أعالجه حتي استمكنت منه، فقال صلي الله عليه وآله: دقة. فدققته، فكسرته ونزلت [568] . أقول: روي هذا الحديث الشريف جماعة كثيرة من أكابر علماء السنة والجماعة. وقد جمع نبذة من الأحاديث الواردة في فضل علي عليه السلام من مصادر القوم (السنة) من هو كولدي وقرة عيني، بل هو أعز علي من ذلك، المفجوع علي شبابه، فضيلة الأستاذ المغفور له الشيخ (محمد علي الطبسي) نجل الحجة الشيخ (محمد الرضا الطبسي) أسكنه الله فراديس جنته في كتاب أسماه (أحاديث المسلمين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام). وقد ذكر هذا الحديث أيضا "، وأتي بتعليقة موجزة لطيفة جميلة، [ صفحه 330] ولنعم ما أتي به، نذكرها إحياء لذكره. قال (رحمه الله): والمراد في قوله عليه السلام: فلما رأي ضعفي تحته، هو أن هذا الضعف ليس ضعفا " جسمانيا "، بل هو ضعف عن حمل ثقل مرتبة النبوة والرسالة، والدليل علي ذلك: عندما ركب علي منكبي الرسول محمد صلي الله عليه وآله علا بنحو لو أراد أن يتناول السماء لتمكن كما قال عليه السلام، وهذا مفاد قول رسول الله محمد صلي الله عليه وآله حيث قال له: (أنت مني بمنزلته هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي) انتهي.

علي يبلغ أهل مكة سورة براءة

روي أحمد بن حنبل في مسنده عن وكيع أنه قال: قال إسرائيل: قال أبو إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن أبي بكر: إن النبي صلي الله عليه

وآله بعثه ببراءة لأهل مكة - لا يخرج بعد العام [هذا] مشرك، ولا يطوف في البيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلي الله عليه وآله مدة فأجله إلي مدته فأجله إلي مدته، والله برئ من المشركين ورسوله - قال: فسار بها ثلاثا "، ثم قال صلي الله عليه وآله: لعلي عليه السلام: (الحقه فرد علي أبا بكر، وبلغها أنت). قال: ففعل. قال: فلما قدم علي النبي صلي الله عليه وآله أبو بكر بكي، وقال: يا رسول الله! حدث في شئ؟ قال صلي الله عليه وآله: (ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني) [569] . [ صفحه 331] وذكره جماعة كثيرة أيضا "، منهم: الطبري في (ذخائر العقبي) ص 69 مع اختلاف يسير، والترمذي في (صحيحه) ج 2 ص 461، والنيسابوري في (المستدرك للصحيحين) ج 2 ص 51، والمتقي في (كنز العمال) ج 1 ص 246 و ص 249، وابن حجر العسقلاني الشافعي في (الإصابة) ج 2 ص 509، وابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) له ص 19 [570] .

ترجيح النبي إيمان علي علي أهل السماوات والأرضين

أخرج الطبري في (ذخائر العقبي) بسنده عن عمر بن الخطاب أنه قال: أشهد علي رسول الله صلي الله عليه وآله لسمعته وهو يقول: (لو أن السماوات السبع، والأرضين السبع وضعت في كفة، ووضع إيمان علي في كفة، لرجح إيمان علي) [571] . أقول: أخرج هذا الحديث جماعة كثيرة من أعاظم علماء السنة، منهم: الطبري الشافعي في كتابه الآخر (الرياض النضرة) ج 2 ص 226، والقندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص 254، والخوارزمي الحنفي [ صفحه 332] في (المناقب) ص

78، والمتقي في (كنز العمال) ج 6 ص 156، والگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 129، والصفوري الشافعي في نزهة المجالس ج 2 ص 240، وغير هؤلاء من فطاحل القوم [572] .

اعتراف عمر بأفضلية علي

روي ابن الحجر في (الصواعق المحرقة) له في الفصل الذي ذكر [فيه] ثناء الصحابة لعلي عليه السلام قال: أخرج ابن سعد - أي في الطبقات [573] - بسنده عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا [574] . وروي الطبري في (الرياض النضرة) عن عمر بن الخطاب، قال: أقضانا علي بن أبي طالب [575] . وأخرج السيوطي في (تاريخ الخلفاء) نحو في الباب الذي ذكر فيه فضائل علي عليه السلام [576] . وأخرج ابن عبد البر في (الإستيعاب) عن سعيد عن بن المسيب أنه [ صفحه 333] قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن [577] . وذكر هذا الطبري في (ذخائر العقبي) [578] . وأخرج المتقي الحنفي في (كنز العمال) عن عمر أنه قال: اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلي جنبي) [579] . وأخرج الطبري في (ذخائر العقبي) مراجعة عمر إلي علي عليه السلام في قضاياه المشكلة، قوله: (اللهم لا تنزل بي عقيل، قال: كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي) [580] . قال: وعن أبي سعيد الخدري أنه سمعه يقول لعلي، وقد سأله عن شئ فأجابه: [ صفحه 334] أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن [581] . أقول: إن لعمر مع علي عليه السلام - عندما كان يفرج عنه - كلمات عديدة، وعبارات مختلفة، وقد ذكرنا بعضها في كتابنا (الشيعة وحجتهم

في التشيع). وروي الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) قال: روي سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر، قال: علي أقضانا. ثم قال عمر: أخذت ذلك من رسول الله، فلا أتركه أبدا " [582] . وأخرجه أيضا " ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) [583] . وأخرج الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) [584] - بعد أن قال: كان علي أعلم الصحابة -: قال: ويدل علي أن عليا " كان أعلم الصحابة من وجوه: الأول: قوله صلي الله عليه وآله: (أقضاكم علي) والقاضي محتاج إلي جميع أنواع العلوم، فلما رجحه صلي الله عليه وآله علي الكل في القضاء، لزم ترجيحه عليهم في جميع العلوم، أما سائر الصحابة فقد رجح كل واحد منهم [ صفحه 335] علي غيره في علم واحد كقوله صلي الله عليه وآله (أفرضكم زيد) و (وأقرأكم أبي) إلي أن قال: فلما ذكر النبي صلي الله عليه وآله لكل واحد فضيلة، وأراد أن يجمعها لابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام بلفظ واحد كما ذكر لأولئك ذكره في حقهم، وهو قوله صلي الله عليه وآله: (أقضاكم علي) انتهي.

قول عمر: لا يتم شرف إلا بولاية علي

روي ابن حجر في الصواعق المحرقة له [585] قال: أخرج ابن عبد البر في الإستيعاب، عن ابن المسيب، قال: قال عمر: تحببوا إلي الأشراف وتوددوا، اتقوا علي أعراضكم من السفلة، واعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي. وقد أخذ عمر كلامه هذا من قول الله صلي الله عليه وآله في الحديث المشهور الذي أخرجه جماعة من علماء السنة: كالحمويني الشافعي في فرائد السمطين ج 2 ص 49، وعبيد الله الحنفي في أرجح المطالب ص 320، والزمخشري في الكشاف وغير هؤلاء. ونذكر طبقا "

لما ذكره الزمخشري، أخرج بسنده وقال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: [ صفحه 336] من مات علي حب آل محمد مات شهيدا "، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات مغفورا " له، ألا ومن علي حب آل محمدا مات تائبا "، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات مؤمنا " مستكمل الإيمان، ألا ومن مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات علي حب آل محمد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها، ألا ومن مات علي حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلي الجنة، ألا ومن مات علي حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، [ألا ومن مات علي حب آل محمد مات علي السنة والجماعة، ألا ومن مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا " بين عينية: (آيس من رحمة الله)، ألا ومن مات علي بغض آل محمد مات كافرا "، ألا ومن مات علي بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة] [586] . وهل يتصور شرف فوق شرف محبي محمد وآل محمد؟ وهل يتم شرف بغير محبة محمد وآل محمد عليهم السلام، فقول عمر يطابق ما أخبر به النبي صلي الله عليه وآله من آثار حب آل محمد، وعلي أشرفهم وأفضلهم بتصريح النبي صلي الله عليه وآله في أحاديث عديدة. [ صفحه 337] أقول: إن الأخبار الواردة عن صاحب الشريعة صلي الله عليه وآله في حق علي أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين مما لا تحصيها أقلام الكتاب، وإن بذلوا قصاري جهدهم، وتطاولت بهم الأيام، وتكررت السنون والأحقاب، وانقضت أجيال وأجيال حتي نهاية

هذا النوع الإنساني، لذلك اقتصرنا بما فيه الكفاية لذوي الألباب الذين هم قد أخلصوا النية، وتجردوا عن العصبية المذهبية والنزعة الطائفية. أما من يبقي من قرائنا علي عناده، فلا تفيده الأحاديث المأثورة المتكثرة المتظافرة الواردة في كتب أهل السنة، فضلا " عن كتب الشيعة، وإن أتينا بألف دليل ودليل. فبربك قل لي: هل يبقي لمنصف حجة يحتج بها علينا بعد تلك النصوص الصريحة الصارخة بإثبات مدعانا؟ فاللبيب الأريب تكفيه الإشارة. وبربك قل لي أيضا " أيها المسلم المنصف: هل ورد في حق غير علي وأهل بيته من الصحابة أحاديث كهذه الأحاديث المعتبرة الواردة من طرق القوم؟ وهل تشرف أحد منهم بمثل الأحاديث كما تشرف بها أمير المؤمنين وأهل بيته؟ وهل وسم واحد منهم بمثل هذه الروايات الصريحة كما وسم بها أمير المؤمنين وعترته الطاهرين؟ وهل نال أحد منهم بمثل هذه الأخبار العظيمة كما نالها علي وأهل [ صفحه 338] بيته المنتجبين من هذه المكرمات التي جاءت في حقهم؟ ثم وهل أذهب الله الرجس عن أحد دونه وأهل بيته؟ وهل جاء في صحابي واحد آية: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) [587] سوي علي وأهل بيته عليهم السلام؟ وهل نزل في حق غيرهم آيات من القرآن المجيد [588] ؟ وهل أوصي بغيرهم من الصحابة سواهم؟ وهل، وهل.؟ كلا ورب الكعبة لم يحدثنا التاريخ بأن صحابيا " واحدا " وصف بما وصف به علي أمير المؤمنين وبنوه عليهم السلام إلا إذا كان مفتعلا "، وكثير ما جاءت أخبار مفتعلة موضوعة محضها علماء الإسلام، وعرف رواتها أهل الجرح والتعديل، مثل روايات أبي هريرة، وسمرة بن جندب [589] ، وأمثالها ممن عرف بالوضع، أفمن [

صفحه 339] الإنصاف بعد هذا أن يتقدم غير علي علي أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين الأخيار الأنجبين، وهم أصحاب الحق المنصوص عليهم كتابا " وسنة؟ اللهم إليك المشتكي، وإليك الملتجأ من أعداء محمد وأهل بيته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [ صفحه 341] الفصل الخامس أ - شهادة النبي صلي الله عليه وآله بأعلمية علي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ب - شهادة بعض العظماء بأعلمية علي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام [ صفحه 343] شهادة النبي صلي الله عليه وآله بأعلمية علي وأهل بيته عليهم السلام روي القندوزي الحنفي في ينابيع المودة [590] في غزارة علم علي عليه السلام عن فضائل ابن المغازلي الشافعي بسنده عن ابن عباس، قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: (لما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني، فما علمت شيئا " إلا علمته عليا "، فهو باب علمي). وروي أيضا " في ينابيعه [591] عن مودة القربي للهمداني الشافعي، عن ابن عباس عنه صلي الله عليه وآله: (قسم العلم عشرة أجزاء، فأعطي علي منها تسعة، وهو بالجزء العاشر أعلم الناس) [592] . [ صفحه 344] وروي القندوزي أيضا " في ينابيعه، بسنده، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال لأم سلمة: (يا أم سلمة! هذا علي، لحمه لحمي، ودمه دمي، وهو مني بمنزلته هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم! اسمعي واشهدي، هذا علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وهذا عيبة علمي، وهذا بابي الذي أؤتي منه، وهذا أخي في الدنيا والآخرة، وهذا معي في السنام الأعلي) [593] . وقد رواه بمضمونه الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين)، والگنجي الشافعي في

(كفاية الطالب)، والخوارزمي الحنفي في (المناقب) في الباب السابع في غزارة علمه عليه السلام وأنه أقضي الأصحاب [594] . وروي القندوزي أيضا " في ينابيعه عن الخوارزمي بسنده عن جابر الأنصاري، عنه صلي الله عليه وآله من حديث طويل في ذكر مناقب علي عليه السلام ومنه قوله صلي الله عليه وآله: (وأنت باب علمي) [595] . وعن شرح ابن أبي الحديد المعتزلي، عنه صلي الله عليه وآله: (علي خازن علمي) [596] . [ صفحه 345] وروي فيه أيضا " عن كتاب (مودة القربي) للهمداني الشافعي، عن أبي ذر (رض) قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (علي باب علمي، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة وعبادة) [597] . ثم قال: رواه أبو نعيم [598] ، وأخرجه أيضا " في ص 235 عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (علي باب علمي [ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة، ومودته عبادة] [599] . وروي فيه أيضا [600] ، عن مودة القربي، عن عمر بن الخطاب، قال: إن النبي صلي الله عليه وآله لما عقد المؤاخاة بين أصحابه، قال: هذا علي أخي [في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهلي، ووصيي في أمتي] ووارث علمي، [وقاضي ديني، ماله مني مالي منه، نفعه نفعي، وضره ضري، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني]. وروي فيه أيضا " عن كتاب (فضائل الصحابة) للسمعاني بسنده، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلي الله عليه وآله، قال من حديث في حق علي عليه السلام: (وهو أعظم المسلمين حلما "، وأكثرهم علما "،

وأقدمهم إسلاما "). [ صفحه 346] وروي مثله ابن أبي الحديد في (شرح النهج) والمحب الطبري في (ذخائر العقبي) عن أحمد، والخوارزمي في (المناقب) في حديث طويل وهو مروي عن (مقتل الخوارزمي) أيضا "، و (كنز العمال) و (كفاية الطالب) وغيرها [601] . وروي فيه أيضا ": عن (المناقب) بسنده عن جابر الأنصاري في حديث عن النبي صلي الله عليه وآله فيه ذكر الأئمة عليهم السلام بأسمائهم إلي أن قال جابر للإمام الباقر عليه السلام: يا مولاي! إن جدك رسول الله صلي الله عليه وآله قال لي: (إذا لقيته فاقرأه مني السلام وقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من أهل بيته بعده، أحكم الناس صغارا "، وأعلمهم كبارا ") وقال: (لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) [602] الخ. وروي الخوارزمي في مناقبه بسنده، عن ابن مسعود، قال: [ صفحه 347] كنت عند النبي صلي الله عليه وآله نسأل عن علم علي، فقال: (قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء، والناس جزءا " واحدا ") [603] . ورواه القندوزي في ينابيعه في باب 14 عن (مناقب ابن المغازلي). وعن كتاب (مودة القربي) وعن كتاب (الفردوس) وهو منقول بهذا المعني أيضا "، عن حلية الأولياء. ورواه كمال الدين الشافعي في (مطالب السؤول). وروي الخوارزمي أيضا " في مناقبه بسنده، عن سلمان (رض) عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب) [604] . ورواه عن الترمذي في شرح الرسالة الموسومة ب (الفتح المبين) ورواه الحمويني في (فرائد السمطين) عن سلمان أيضا "، عن النبي صلي الله عليه وآله [ صفحه 348] بلفظ: (أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب) [605]

. وروي أيضا " في مناقبه بسنده، عن أبي سعيد الخدري وسلمان قالا: قال النبي صلي الله عليه وآله: (إن أقضي أمتي علي بن أبي طالب) [606] . وروي الحمويني في فرائد السمطين، ورواه عنه القندوزي في ينابيعه بسنده، عن سلمة بن كهيل، قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: (أنا دار الحكمة وعلي بابها). ورواه المحب الطبري في (ذخائر العقبي) وأبو طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) عن مصابيح البغوي [607] . [ صفحه 349] وروي المحب الطبري في (ذخائر العقبي) عن النبي صلي الله عليه وآله: (من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي يحيي بن زكريا في زهده، وإلي موسي في بطشه، فلينظر إلي علي بن أبي طالب). وروي القندوزي الحنفي في ينابيعه، عن مسند أحمد بن حنبل، وصحيح البيهقي، وشرح ابن أبي الحديد المعتزلي، عن النبي صلي الله عليه وآله [أنه قال]: (من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في عزمه، وإلي إبراهيم في حمله، وإلي موسي في هيبته [فطنته / خ]، وإلي عيسي في زهده، فلينظر إلي علي بن أبي طالب). ورواه الحمويني في (فرائد السمطين)، والخوارزمي، وابن المغازلي في (مناقبهما)، وكمال الدين الشافعي في (مطالب السؤول) عن البيهقي، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) [608] . وروي أبو نعيم في (حلية الأولياء)، والگنجي في (كفاية [ صفحه 350] الطالب)، والخوارزمي في (مقتله)، وابن مردويه في (مناقبه) عن أنس أن النبي صلي الله عليه وآله قال في بيت أم حبيبة: (إنك تبلغ رسالتي من بعدي، وتؤدي عني، وتسمع الناس صوتي، وتعلم الناس من كتاب الله ما لا يعلمون). وروي

مضمونه أبو طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) [609] . أقول: هذه شذرات قليلة من الأحاديث الكثيرة الدالة علي أعلمية أمير المؤمنين وأهل بيته الميامين الذين جعلهم الله خزان علمه، وأمناءه علي عبادة بشهادة رسول الله صلي الله عليه وآله الناطق الأمين الذي لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي، ولا يخفي علي ذي مسكة أن هذه الأحاديث إنما رواها الثقات الأثبات من علماء أهل السنة والجماعة، وهناك أحاديث كثيرة جدا " لا تحصي عدا " ذكرها علماء الشيعة الأبرار، فراجع كتبهم تجد فيها ما يغنيك. [ صفحه 351]

شهادة النبي بأعلمية علي و أهل بيته الطاهرين

شهادة بعض العظماء بأعلمية علي وأهل بيته الطاهرين

اشاره

لم يزل أمير المؤمنين عليه السلام منذ بزوغ شمس الإسلام وبدء الدعوة إلي يومنا هذا موضع إعجاب الناس، واستعظامهم وإكبارهم، من مختلف طبقات الأمم جميعا " في كل عصر وزمان، فيراه الناس المثل الأعلي للإنسان الكامل، والذي قد حاز جميع صفات الفضل والكمال، وصورة رائعة للرجل المسلم الذي تتمثل به تعاليم الإسلام القيمة، وتتجسم فيه المثل الإنسانية العليا. لذلك نري زعماء الأمة وكبراءها ونوابغها يشيدون بفضله، ويعلنون للملأ الإنساني عظمته النادرة، وعبقريته الفذة، وتفوقه علي سائر أفراد الأمة في جميع الصفات الحسنة، فكان يرجع إليه الخلفاء الثلاثة: أبو بكر، وعمر، وعثمان في كل ما يحتاجون إليه في إدارة دفة الحكم، فهم في أمس الحاجة إليه، وهو في غني عنهم، وهذا أيضا " دليل آخر علي أنه إمام الكل. ألا تري إلي قول عمر بن الخطاب: [ صفحه 352] (لا أبقاني الله في معضلة ليس فيها أبو الحسن) [610] . وقوله: (لولا علي لهلك عمر) [611] وأمثال ذلك. ولقد قال فيه رسول الله صلي الله عليه وآله: (أنت كالكعبة تؤتي ولا تأتي) [612] . وما

قدمناه لك أيها القارئ اللبيب في كتابنا هذا هي شهادة الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله في أعلمية علي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، وأحقيتهم بالخلافة، وإليك نبذة من شهادات بعض عظماء البشر، ونوابغ العالم، ورجال الأمة الإسلامية وغيرها فيهم، بأنهم أعلم الناس، وأفضلهم، وأحقهم بالخلافة من غيرهم كتابا " وسنة، وقد عثرت حين تأليفي هذا الإملاء علي رسالتين ممتازين: إحداهما لسماحة العلامة الكبير والحجة الشهير المجاهد السيد علي نقي الحيدري نزيل بغداد أسماها (مذهب أهل البيت عليهم السلام). والأخري لسماحة العلامة الحجة الشريف المحقق المجاهد السيد العباس الحسيني الكاشاني نزيل كربلاء المقدسة أسماها (الشيعة والعترة [ صفحه 353] الطاهرة) وأعجبني ما فيهما من سبك العبارات، وانسجام الجمل، وعذوبة المنهل، وقد تطرقا فيهما إلي إيراد جمل من شهادات بعض عظماء الأمة وزعمائها في أهل البيت عليهم السلام بأعلميتهم، وأفضليتهم، وأحقيتهم بالخلافة علي من سواهم. وقد التقطت ما تيسر لي من هذين الكتابين الجليلين ما يناسب موضوعنا هذا بعين لفظه، فحيا الله السيدين العظيمين مواليي: السيد الحيدري، والسيد الكاشاني وأدامهما مع جزيل شكري إليهما.

شهادة أبي بكر

روي الإمام البحراني في غاية المرام [613] عن الترمذي، وهو من أعاظم علماء السنة، قال: أبو بكر: (أقيلوني فإن عليا " أحق مني بهذا الأمر). قال: وفي رواية كان الصديق يقول ثلاث مرات: (أقيلوني أقيلوني، فإني لست بخير منكم وعلي فيكم) [614] . ثم قال: وإنما ذلك لعلمه بحال علي كرم الله وجهه، ومرتبته في الخلافة الحقة الحقيقية الأصلية اليقينية تخلفا " وتحققا "، وتعقلا ". [ صفحه 354]

شهادة عمر

روي ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: والله لولا سيفه - يعني عليا " - لما قام عمود الإسلام، وهو بعد أقضي الأمة، وذو سابقتها، وذو شرفها) [615] . وروي أيضا " فيه، والخوارزمي الحنفي في (مناقبه) عن ابن عباس أنه قال: سمعت عمر وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلي الإسلام، فقال عمر: (أما علي، فسمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أن تكون لي واحدة منهن، كانت أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه، إذ ضرب النبي صلي الله عليه وآله [بيده] علي منكب علي (رضي الله عنه) فقال له: (يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا "، وأول المسلمين إسلاما "، وأنت مني بمنزلة هارون من موسي) [616] . وروي أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: [ صفحه 355] (لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثا "، لأن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم: زوجته فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد، يحل له ما يحل لرسول الله، والراية يوم خيبر) [617] . وذكر ابن حجر في الصواعق

المحرقة له في الفصول الذي ذكر فيه ثناء الصحابة لعلي عليه السلام قال: أخرج ابن سعد - أي في الطبقات - بسنده عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: (علي أقضانا) [618] . وروي المحب الطبري في (ذخائر العقبي) عن عمر بن الخطاب، قال: (أقضانا علي بن أبي طالب) [619] . [ صفحه 356] وأخرج السيوطي في تاريخ الخلفاء [620] نحوه في الباب الذي ذكر فيه فضائل علي عليه السلام وقال: أخرج ابن سعد، عن علي عليه السلام أنه قيل له: ما لك أنت أكثر أصحاب رسول الله حديثا "؟ قال: (إني إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني). ثم قال: وأخرج الحاكم عن ابن مسعود، قال: كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة علي [621] . وقال: عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن. أقول: إن تعوذه بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن علي عليه السلام ذكره جماعة كثيرة من فطاحل علماء السنة والجماعة كما تقدم [622] . [ صفحه 357]

شهادة عائشة

روي الحمويني في فرائد السمطين [623] مسندا "، أن عائشة قالت في علي عليه السلام: (هو أعلم بالسنة). وفي رواية الخوارزمي عنها: هو أعلم الناس بالسنة. وروي المحب الطبري في (ذخائر العقبي) قولها في علي عليه السلام: (أما إنه أعلم الناس بالسنة). وروي مثل هذا ابن عبد البر في الإستيعاب، وابن حجر في الصواعق المحرقة له، والمحب الطبري في (الرياض النضرة)، والخوارزمي في (المناقب)، وروي القندوزي الحنفي في ينابيعه، عن عائشة أنها قالت في علي: ذلك خير البشر لا يشك إلا كافر [624] . [ صفحه 358]

شهادة ابن عباس

روي القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن كتاب (الفصل الخطاب) روي قول ابن عباس: (إن القرآن نزل علي سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب علم الظاهر والباطن) [625] . وفيه أيضا " عن (الدر المنظوم) للحلبي الشافعي، عن ابن عباس أنه قال: (أعطي الإمام علي (رضي الله عنه) تسعة أعشار العلم، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي) [626] . وروي مثل هذا في (الإستيعاب) و (الرياض النضرة) و (مطالب السؤول). ورواه عن (شرح الفتح المبين) مثله إلي أن قال: كانت الصحابة (رض) يرجعون إليه - أي إلي علي عليه السلام - في أحكام الكتاب، ويأخذون عنه الفتاوي كما قال عمر بن الخطاب، في عدة مواطن: [ صفحه 359] (لولا علي لهلك عمر) [627] . ورواه المحب الطبري في (ذخائر العقبي) عن ابن عباس أيضا ". وعن شرح ابن أبي الحديد المعتزلي، عن ابن عباس حبر الأمة أنه قيل له: أين علمك من علم ابن عمك علي؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط [628] !! وعن كتاب (شفاء الصدور) للنقاش

ما يرويه عن ابن عباس، أيضا "، قال: إن عليا " علم علما " علمه رسول الله صلي الله عليه وآله ورسول الله علمه الله، فعلم النبي من علم الله، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي، وما علمي علم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة من سبعة أبحر [629] . ورواه القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن الكلبي، عن ابن عباس. وروي المحب الطبري في (ذخائر العقبي) عن ابن عباس أنه سئل عن علي (رضي الله عنه) فقال: [ صفحه 360] رحمة الله علي أبي الحسن، كان - والله - علم الهدي، وكهف التقي، وطود النهي، ومحل الحجي، وغيث الندي، ومنتهي العلم للوري، ونورا " أسفر في الدجي، وداعيا " إلي المحجة العظمي، مستمسكا " بالعروة الوثقي، أتقي من تقمص وارتدي، وأكرم من شهد النجوي بعد محمد المصطفي، وصاحب القبلتين، وأبا السبطين، وزوجته خير النساء، فما يفوقه أحد، ولم تر عيناي مثله، ولم أسمع بمثله [630] .

شهادة ابن مسعود

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) [631] عن (مودة القربي) للشافعي، عن ابن مسعود أنه قال: (قرأت سبعين سورة علي رسول الله صلي الله عليه وآله، وقرأت البقية علي أعلم هذه الأمة بعد نبيها صلي الله عليه وآله: علي بن أبي طالب)، وروي نحوه الخوارزمي الحنفي. وروي القندوزي أيضا " في (ينابيعه) [632] عن (فرائد السمطين) للحمويني بسنده، عن ابن مسعود، أنه قال: (نزل القرآن علي سبعة أحرف، له ظهر وبطن، وإن عند علي علم [ صفحه 361] القرآن ظاهره وباطنه). ورواه عن كتاب (فصل الخطاب) عن ابن مسعود أيضا " [633] . وروي الكراجكي في (كنز الفوائد) عن ابن مسعود، أنه قال:

(قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي عليه السلام تسعة أجزاء، والناس جزء واحد، وعلي أعلمهم بالواحد منها) [634] . وجاء في (الإستيعاب) عن ابن مسعود أنه قال: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب [635] .

شهادة الطاغية معاوية

روي أحمد بن حنبل في مسنده، عن معاوية أنه قال: (إن عليا " كان رسول الله يغره العلم غرا " - إلي قوله - وكان عمر إذا أشكل عليه أمر شئ يأخذ منه). ورواه الطبري في (ذخائر العقبي) بتفاوت يسير، ورواه الحمويني [ صفحه 362] في (فرائد السمطين) (ج 1 باب 68). وروايات أخذ عمر والصحابة منه العلم، وأنهم كانوا عيالا " عليه فيه مستفيضة [636] . وروي ابن أبي الحديد في شرح النهج، عن محفن ابن أبي محفن الضبي، لما قال لمعاوية: جئتك من أبخل الناس - يعني عليا " -!! فقال معاوية: ويحك! كيف تقول إنه أبخل الناس؟! وهو الذي لو ملك بيتا " من تبر وبيتا " من تبن لأنفق بيت تبره قبل تبنه، وهو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلي فيها، وهو الذي قال: يا صفراء! ويا بيضاء! غري غيري، وهو الذي لم يخلف ميراثا "، وكانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام [637] . ولما قال له جئتك من عند أعيا الناس!! قال له معاوية: [ صفحه 363] ويحك! كيف يكون أعيا للناس؟ فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره [638]

شهادة ضرار بين يدي الطاغية معاوية

روي ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) وابن الجوزي في (تذكرة الخواص) وغيرهما من مؤرخي أهل السنة والجماعة: إن ضرار بن ضمرة دخل علي معاوية، فقال له: صف لي عليا. فقال: أوتعفني؟ قال: لا أعفيك. فقال ضرار: أما إذا كان لا بد، فكان - والله - بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس الليل وظلمته كان - والله - غزير الدمعة، كثيرة الفكرة،

يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب. كان - والله - كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن - والله - مع قربه منا ودنوه إلينا لا نكلمه هيبة له، ولا نبتديه لعظمته، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم. يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه [ صفحه 364] ليلة، وقد أرخي الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا " علي لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه وهو يقول: (يا دنيا غري غيري، ألي تعرضت، أم إلي تشوقت؟! هيهات قد أبنتك ثلاثا " لا رجعة لي منك، فعمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق). قال: فذرفت دموع معاوية علي لحيته، فلم يملك ردها، وهو ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء. ثم قال معاوية: رحم الله أبا الحسن، فقد كان - والله - كذلك -، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ فقال: حزن من ذبح ولدها في حجرها، فلا ترق عبرتها، ولا يسكن حزنها [639] .

شهادة عمرو بن العاص

ذكر أصحاب السير والتواريخ والمناقب، منهم: الخوارزمي الحنفي في مناقبه: أن معاوية كتب إلي عمرو بن العاص كتابا " حتي أراد [ صفحه 365] إغواءه، والانضمام إليه لحرب الإمام عليه السلام فأجابه عمرو بكتاب طويل، يذكر فيه فضائل علي ومناقبه، ومما جاء فيه، قال: فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي، والتهور في الضلالة معك، وإعانتي إياك علي الباطل، واختراط السيف في وجه علي (رضي الله عنه) وهو أخو رسول الله صلي الله

عليه وآله ووصيه ووارثه، وقاضي دينه، ومنجز وعده. ثم صار يعدد كلمات رسول الله صلي الله عليه وآله في حق علي عليه السلام كقوله صلي الله عليه وآله يوم غدير خم: (ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله). وكقوله: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي وأكل معه). وكقوله: (علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله). وكقوله: (علي وليكم من بعدي). وكقوله: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي). وكقوله: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها) ثم ذكر عمرو بن العاص لمعاوية بعض الآيات النازلة في فضل علي، كقوله تعالي: (يوفون بالنذر) [640] . [ صفحه 366] وكقوله: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [641] . وكقوله: (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) [642] . ثم ذكر قول النبي صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي، سلمك سلمي، وحربك حربي، يا علي من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله الله الجند، ومن أبغضك أدخله الله النار). ثم قال لمعاوية: وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين، انتهي [643] . أنظر إلي إقرار هذا المماكر المخادع، واعترافه بالحق المغتصب مع إصراره علي الباطل، وخروجه علي إمام زمانه أمير المؤمنين علي عليه السلام تكالبا " علي الدنيا وحطامها.

شهادة معاوية الثاني

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) [644] عن ابن الجوزي، عن القاضي أبي يعلي في كتابه

[645] قال - بعد ذكر موبقات يزيد -: [ صفحه 367] إن معاوية ابن يزيد لما ولي العهد صعد المنبر، فقال: إن هذه الخلافة حبل الله تعالي، وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله، ومن هو أحق به منه، علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). ثم ذكر اغتصاب أبيه الحق من الحسين عليه السلام. الخ. وروي الدميري في حياة الحيوان، قال: إن معاوية بن يزيد قال علي المنبر في مجتمع أهل الشام: ألا إن جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من أولي به منه ومن غيره، لقرابته من رسول الله صلي الله عليه وآله وعظم فضله وسابقته: أعظم المهاجرين قدرا "، وأشجعهم قلبا "، وأكثرهم علما "، وأولهم إيمانا "، وأشرفهم منزلة، وأقدمهم صحبته، ابن عم رسول الله صلي الله عليه وآله وصهره وأخوه، زوجه ابنته فاطمة، وجعله لها بعلا "، باختياره لها، وجعلها له زوجة باختيارها له، أبو سبطيه سيدي شباب أهل الجنة، وأفضل هذه الأمة، تربية الرسول، وابني فاطمة البتول من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية. [646] إلي آخر كلامه. وروي الخوارزمي نظيره.

شهادة عمر بن العزيز

ذكر ابن الجوزي الحنفي في (تذكرة الخواص) عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال: [ صفحه 368] ما علمنا أن أحدا " من هذه الأمة بعد رسول الله أزهد من علي بن أبي طالب، ما وضع لبنة، ولا قصبة علي قصبة [647] . وروي ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) خبر المحاكمة الشهيرة التي وقعت عند عمر بن عبد العزيز في امرأة حلف زوجها عليها بالطلاق في أن عليا " عليه السلام خير هذه الأمة، وأفضلها بعد نبيها صلي الله عليه وآله وادعي أبوها أنها قد طلقت منه،

فجمع عمر بن عبد العزيز الهاشميين والأمويين عنده، وعرض عليهم الحكم، فقام هاشمي من بني عقيل، وقال: (بر قسمه). ولم تطلق زوجته، ثم احتج علي ذلك بما روي عن النبي صلي الله عليه وآله من تفضيله لعلي عليه السلام علي سائر الأمة، فقال عمر: صدقت وبررت يا عقيلي. ثم قال: والله يا بني عبد مناف ما نجهل ما يعلم غيرنا، وما بنا إلا عمي في ديننا!! والقصة مشهورة [648] . [ صفحه 369]

شهادة منصور الدوانيقي

روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (فصل الخطاب) لمحمد خواجة البخاري عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام وبعد الثناء العاطر عليه، ووصفه بالعلم الغزير، أنه قال: إئتني بجعفر الصادق حتي أقتله!! قال: قلت: هو رجل أعرض عن الدنيا، وتوجه لعبادة المولي فلا يضرك. قال المنصور: (إنك تقول بإمامته، والله إنه إمامك وإمامي، وإمام الخلائق أجمعين، والملك عقيم فأتني به) الخ [649] . وذكر في الرواية كرامة عظيمة للإمام عليه السلام. أقول انظر بعين الاعتبار إلي هذا السلطان الظالم الجائر، كيف أنطقه الله بالصواب مرغما "، وأجري الحق علي لسانه كما قدمناه غير مرة (الحق ينطق منصفا " وعنيدا ") فاعترف بإمامة الإمام الصادق عليه السلام علي جميع الخليفة من قبل الله تعالي، ثم يبادر إلي قتله بالسم! ثم يبكي عليه عند ورود نعيه عليه! ثم يسرع في الكتابة حالا " لواليه في المدينة المنورة بقتل من أوصي إليه الصادق عليه السلام! [ صفحه 370] وروي الخوارزمي في مناقبه [650] عن سليمان بن مهران، عن المنصور، أنه حدثه بكرامات جليلة لعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام - والحديث طويل جدا " راجعه، ففيه تبصرة لمن استبصر - وفي آخره: إن سليمان قال

للمنصور: لي الأمان؟ فقال: لك الأمان. فقال: ما تقول فيمن يقتل هؤلاء؟ قال المنصور: في النار لا أشك في ذلك. قال: فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟ قال: فنكس المنصور رأسه، ثم قال: يا سليمان! الملك عقيم.

شهادة هارون الرشيد

روي القندوزي الحنفي في ينابيعه عن كتاب (فصل الخطاب) لمحمد خواجة البخاري عند تعداد مناقب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام واحدا " بعد واحد، وذكر فضائلهم الجمة، وعلومهم الغزيرة حتي جاء إلي ذكر الإمام الكاظم عليه السلام، فقال - بعدما ذكر علمه وحمله وفضله وورعه وشيئا " من مناقبه وكراماته -: روي المأمون، عن أبيه الرشيد أنه قال لبنيه في حق موسي الكاظم: هذا إمام الناس، وحجة الله علي خلقه، وخليفته علي عباده، أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وأنه والله لأحق بمقام رسول الله صلي الله عليه وآله مني، ومن الخلق جميعا "، ووالله لو نازعني في هذا الأمر [ صفحه 371] لأخذت الذي فيه عيناه، فإن الملك عقيم. وقال الرشيد للمأمون - كما ذكره في نفس الباب -: يا بني هذا وارث علم النبيين، هذا موسي بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح تجده عند هذا. [651] . أقول: ولعمر الله إن هذا الاعتراف صريح صارخ بأحقية من نص عليهم رسول الله صلي الله عليه وآله كما مر عليك في كتابنا هذا غير مرة من مثل هذا السلطان الجائر المتغلب، ليرشد إلي أهل الحق والحقيقة حججا " ساطعة، وأنوارا " لامعة، وأدلة قاطعة تأخذ بهم إلي سواء السبيل، خصوصا " والراوي له أحد أعاظم علماء السنة، عن كتاب أحد كبار رواتهم، فراجع. والأسف كل الأسف ممن يدعي الخلافة مع اعترافه بحق الإمام، فقد

حبسه مرارا "، ودس له السم كرارا "، وأخيرا " أمر (السندي بن شاهك) الصهيوني بقتل الإمام بالسم، فقتله به في الحبس، كما ذكره المؤرخون من الفريقين [652] ، وهذا القتل العمد للإمام، ولا سيما هو حجة الله علي الخليفة، يوجب خلود الرشيد في نار جهنم، فليهنأ!! [ صفحه 372]

شهادة المأمون

روي القندوزي الحنفي في ينابيعه، كتاب المأمون إلي العباسيين حين حاولوا صرفه عن تولية ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام وهو طويل مذكور في كتب كثيرة نذكر لك نبذة منها: قال - بعد ذكر فضل علي عليه السلام وجملة من مناقبه وأنه أول من أسلم، وأفقههم في دين الله -: وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم [وفاتح خيبر، وقاتل عمرو بن عبد ود، وأخو النبي صلي الله عليه وآله حين أخي بين المسلمين، وهو صاحب الآية (ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا " ويتيما " وأسيرا ") [1] . وهو ابن رسول الله لما كفله ورباه]، وهو نفس النبي صلي الله عليه وآله يوم المباهلة [وإن الله تعالي قال: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) [2] ]، والله جمع المناقب والآيات المادحة فيه، ثم نحن وبنو علي عليه السلام كنا يدا " واحدة حتي قضي الله الأمر إلينا، ضيقنا عليهم وقتلناهم أكثر من بني أمية إياهم [653] . [ صفحه 373] ثم ذكر المهدي المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، طالعه ففيه تنوير للأفكار.

شهادة أبي حنيفة

عن كتاب (مناقب آل طالب) في أحوال الإمام الصادق عليه السلام عن مسند أبي حنيفة، قال: قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة، وقد سئل من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد عليهم السلام، لما أقدمه المنصور بعث إلي، فقال: يا أبا حنيفة! إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهئ له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت به

دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه، فأومأ إلي، فجلست. ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة. قال: نعم، أعرفه. ثم التفت إلي، فقال: يا أبا حنيفة الق علي أبي عبد الله من مسائلك. فجعلت ألقي عليه، ويجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعناكم، وربما تابعناهم، وربما خالفنا جميعا "، حتي أتيت علي الأربعين مسألة، فما أخل منها بشئ! [ صفحه 374] ثم قال أبو حنيفة: أليس إن أعلم الناس، أعلمهم باختلاف الناس [654] . ورويت هذه الشهادة من أبي حنيفة باختلاف يسير لا يغير المعني عن (جامع مسانيد أبي حنيفة) لقاضي القضاة الخوارزمي.

شهادة مالك بن أنس

أيضا " عن كتاب (مناقب آل أبي طالب) في أحوال الإمام الصادق عليه السلام قال: إنه روي عن الإمام مالك بن أنس أنه قال: ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر الصادق، فضلا " وعلما " وعبادة وورعا " [655] .

شهادة أحمد بن حنبل

روي محمد بن طلحة الشافعي في كتابه (مطالب السؤول) عن أحمد بن حنبل، أنه قال: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله من الفضائل ما جاء لعلي [656] . [ صفحه 375]

شهادة محمد بن إدريس الشافعي

روي غير واحد من أعاظم علماء أهل السنة والجماعة في مؤلفاتهم أنه سئل الشافعي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: ماذا أقول برجل أنكر أعداؤه فضله حسدا " وطعما "، وكتم أحباؤه فضله خوفا " وفرقا "، وفاض ما بين هذين ما طبق الخافقين [657] !! [ صفحه 376] وإليك بعضا " من أبياته في أفضلية علي عليه السلام وأهل بيته، منها: ما ذكره ابن الحجر في صواعقه، قال: قال الإمام الشافعي في مدح أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله: يا أهل بيت رسول الله حبكم++ فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم الفخر أنكم++ من لم يصل عليكم لا صلاة له [658] . ومنها ما ذكره ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) قال: قال الإمام الشافعي: يا راكبا " بالمحصب من مني++ واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا " إذا فاض الحجيج إلي مني++ فيضا " كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا " حب آل محمد++ فليشهد الثقلان أني رافضي [659] . وقال الشافعي أيضا ": إذا في مجلس ذكروا عليا++ وشبليه وفاطمة الزكية [ صفحه 377] هربت إلي المهمين من أناس++ يرون الرفض حب الفاطمية علي آل الرسول صلاة رب++ ي ولعنته لتلك الجاهلية [660] . وقال الشافعي: لو أن المرتضي أبدي محله++ لخر الناس طرا " سجدا " له ومات الشافعي وليس يدري++ علي ربه أم ربه الله وقال

الإمام الشافعي أيضا ": ألام ألام وحتي متي++ أعاتب في حب هذا الفتي وهل زوجت فاطم غيره++ وفي غير هل أتي هل أتي [661] . [ صفحه 378] إلي غير ذلك من أشعاره الكثيرة المصرحة في أفضلية علي وأهل بيته عليهم السلام وقد ذكرها علماء السنة والجماعة في مؤلفاتهم، فراجع [662] . هذه بعض شهادات عظماء البشر وقادتهم في فضل هذه الشخصية العظيمة، الفذة العالمية التي لم يسبقها عدا محمد صلي الله عليه وآله سابق، ولم يلحقها لا حق، إذ أن الذي ورد في أحقيته وتفضيله علي من سواه لم ترد في حق أحد من الصحابة أجمع بشهادة مناوئيه كما سمعت، وهذا غيض من فيض. ولو أردنا إرسال القلم في جمع هذا الموضوع، واستقصاء آراء عظما البشر، ونوابغ العالم ورجال الأمة الإسلامية، وغيرها في [ صفحه 379] فضل هذه الشخصية العالمية الكبري (الإمام علي عليه السلام) لملأنا المجلدات الضخمة، ولما استطعنا استيفاء ما ورد فيه [663] ، وفي القدر كفاية لمن [كان له قلب أو] ألقي السمع، وهو شهيد. [ صفحه 383]

مدح النبي شيعة علي وأهل بيته

وأنه [أنه صلي الله عليه وآله] الواضع الأول لاسم التشيع أول من وضع اسم الشيعة لأتباع علي أمير المؤمنين عليه السلام هو رسول الله وهو الواضع لحجرها الأساسي، وغارس بذرتها الأولي، والمثبت لها هو الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وكان الشيعة آنذاك يعرفون بشيعة علي بن أبي طالب عليه السلام. قال ابن خلدون: في مقدمته [664] اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من السلف والخلف علي أتباع علي وبنيه (رضي الله عنهم). وفي خطط الشام لمحمد كرد علي [665] ما يغنينا عن إقامة الدليل، فإنه

عد طائفة من الصحابة المعروفين بشيعة علي عليه السلام، قال: وأما ما قد ذهب إليه بعض الكتاب من أن أهل مذهب التشيع من [ صفحه 384] بدعة (عبد الله بن سبأ) المعروف بابن السوداء، فهو وهم وقلة معرفة في مذهبهم، ومعلوم أن محمد كرد علي غير شيعي، بل هو ممن يتحامل علي الشيعة الأبرار، لكن كما قلنا غير مرة (الحق ينطق منصفا " وعنيدا "). وإن الأحاديث الدالة علي ما ذكرنا، الواردة إلينا من طرق أكابر علماء السنة والجماعة، فضلا " عن طرق الشيعة، تقرب من حد التواتر، بل هي متواترة، ونحن نورد في هذا الإملاء بعض ما ورد من طرق القوم - السنة - إيضاحا " للحجة، وإتماما " للمحجة. روي ابن الحجر في الصواعق المحرقة له عن ابن عباس أنه قال: لما أنزل الله تعالي: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) [666] الخ. قال رسول الله لعلي عليه السلام: هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا " مقمحين. قال: من عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك [667] . [ صفحه 385] وأخرج الحاكم في كتابه بالإسناد إلي علي عليه السلام، قال: قبض رسول الله صلي الله عليه وآله وأنا مسنده إلي صدري، فقال: (يا علي ألم تسمع قول الله تعالي: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)؟ هم [أنت] وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، [إذا اجتمعت الأمم للحساب] تدعون غرا " محجلين) [668] . وروي الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) بسنده عن جابر، قال: كنا عند النبي صلي الله عليه وآله فأقبل علي عليه السلام فقال صلي الله عليه وآله (قد أتاكم أخي)

ثم قال: (والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، إنه أولكم إيمانا " معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية: وأعظمكم، عند الله مزية). قال: ونزلت فيه: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال: فكان أصحاب محمد صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام قالوا: قد جاء خير البرية، انتهي [669] . وروي مثله الخوارزمي الحنفي في مناقبه، عن جابر، عنه صلي الله عليه وآله [670] . وروي الخوارزمي أيضا " في مناقبه، عن المنصور الدوانيقي في [ صفحه 386] حديث طويل عنه صلي الله عليه وآله فيه: (وإن عليا " وشيعته غدا " هم الفائزون يوم القيامة بدخول الجنة) [671] . وروي أيضا فيه، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (يا علي! إن الله قد غفر لك، ولأهلك، ولشيعتك، ومحبي شيعتك [ومحبي محبي شيعتك]) [672] . وروي فيه أيضا "، عنه صلي الله عليه وآله أنه قال: (يا علي! إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم. فتري أين يؤمر بنا) [673] ! وروي أيضا " فيه بطرق عديدة في حديث طويل ذكر فيه فضل علي عليه السلام وأنه أعلم الناس علما "، وأقدم الناس سلما "، وأنه وشيعته هم الفائزون غدا [674] . وروي أيضا " في مناقبه قال: روي الناصر للحق بإسناده في حديث أنه لما قدم علي عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه وآله لفتح خيبر، قال صلي الله عليه وآله: (لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السلام

لقلت فيك اليوم مقالا " لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت [ صفحه 387] قدمك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسي، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك تبرئ ذمتي، وتقاتل علي سنتي، وأنك [غدا "] في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك أول من يرد علي الحوض، وأول من يكسي معي، وأول داخل في الجنة من أمتي، وأن شيعتك علي منابر من نور، وأن الحق علي لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك) [675] . أقول: ومضمون هذه الرواية مروي في (كفاية الطالب) للگنجي الشافعي، وتاريخ الخطيب البغدادي، و (مجمع الزوائد)، و (وسيلة المتعبدين) وغيرها من كتب أهل السنة والجماعة [676] . وروي الخوارزمي أيضا " في مناقبه - في حديث طويل - بسنده عن [ صفحه 388] ابن عباس يرفعه: إن جبرئيل أخبر أن عليا " يزف هو وشيعته إلي الجنة زفا " مع محمد صلي الله عليه وآله [677] . وروي ابن حجر في أول صواعقه المحرقة له عن علي عليه السلام فقال: قال إن خليلي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: (يا علي إنك ستقدم علي الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه أعداؤك غضبي مقمحين) - ثم جمع علي عليه السلام يديه إلي عنقه يريهم الإقماح -. وشيعته هم أهل السنة، ولا تتوهم الرافضة، والشيعة قبحهم الله!! إلي آخر ما أتي من مفترياته [678] . [ صفحه 390] وروي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن كتاب (مودة القربي) للهمداني الشافعي في المودة الثامنة عن أبي ذر، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (إن الله اطلع إلي

الأرض اطلاعة من عرشه بلا كيف ولا زوال فاختارني، واختار عليا " لي صهرا "، وأعطي له فاطمة العذراء البتول، ولم يعط ذلك أحدا " من النبيين، وأعطي الحسن والحسين ولم يعط أحدا " مثلهما، وأعطي صهرا " مثلي، وأعطي الحوض، وجعل إليه قسمة الجنة والنار، ولم يعط ذلك الملائكة، وجعل شيعته في الجنة، وأعطي أخا " مثلي وليس لأحد أخ مثلي. أيها الناس! من أراد أن يطفئ غضب الله، ومن أراد أن يقبل الله عمله، فليحب علي بن أبي طالب، فإن حبه يزيد الإيمان، وإن حبه يذيب السيئات كما تذيب النار الرصاص) [679] . وروي أيضا " في ينابيعه في نفس الباب - عن نفس الكتاب - في المودة الثامنة أيضا " عن أنس، عنه صلي الله عليه وآله قال: [ صفحه 391] (حدثني جبرئيل، وقال: إن الله يحب عليا "، لا يحب الملائكة مثل حب علي، وما من تسبيحة تسبح لله إلا ويخلق الله ملكا " يستغفر لمحبه وشيعته إلي يوم القيامة) [680] . وروي أيضا " في ينابيعه في نفس الباب من كتاب (الفردوس) عن أم سلمة، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة). ورواه عن كتاب (مودة القربي) [681] أيضا ". وروي أيضا " في ينابيعه في نفس الباب عن كتاب (مودة القربي) أيضا " في المودة السادسة عن عبد الله بن سلام - في حديث طويل - فيه قول النبي صلي الله عليه وآله [لما سأله ابن سلام] فمن يستظل تحت لوائك؟ قال صلي الله عليه وآله: (المؤمنون أولياء الله، وشيعة الحق وشيعتي ومحبيي، وشيعة علي ومحبوه وأنصاره، فطوبي لهم وحسن مآب، والويل

لمن كذبني في علي، أو كذب عليا " في، أو نازعه في مقامه الذي أقامه الله فيه) [682] . وروي ابن المغازلي الشافعي في (مناقبه) بسنده عن النبي صلي الله عليه وآله قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: (يدخلن من أمتي الجنة سبعون ألفا " لا حساب عليهم) ثم التفت إلي [ صفحه 392] علي عليه السلام فقال: (هم من شيعتك، وأنت إمامهم) [683] . ورواه الخوارزمي في (مناقبه) ولكن فيه: فقال علي عليه السلام: من هم يا رسول الله؟ قال: (هم شيعتك يا علي، وأنت إمامهم) [684] . وأخرج الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي صلي الله عليه وآله فأقبل علي بن أبي طالب فقال النبي صلي الله عليه وآله: (قد أتاكم أخي) ثم التفت إلي الكعبة، فضربها بيده وقال: (والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة). ثم قال: (إنه أولكم إيمانا "، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية). قال: ونزلت [فيه]: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية). قال: وكان أصحاب محمد صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية [685] . قال الگنجي الشافعي: هكذا رواه محدث الشام (ابن عساكر) [ صفحه 393] في كتابه المعروف (تاريخ ابن عساكر) بطرق شتي. أقول: وروي مثله الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين)، والخوارزمي الحنفي في مناقبه، وغيرهما من أكابر علماء السنة والجماعة [686] . وروي ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)، والشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) عن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية (إن الذين آمنوا وعملوا

الصالحات أولئك هم خير البرية) قال النبي صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا " مقحمين) [687] . وعن (وسيلة المتعبدين ونزيل السائرين) عن أم سلمة (رضي الله عنها)، قالت: [ صفحه 394] قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة). وروي هذا الحديث عن (كنوز الحقائق) للمناوي، وبمضمونه عن (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي [688] . وروي ابن المغازلي المالكي في مناقبه، عن ابن عباس، قال: سألت رسول الله صلي الله عليه وآله عن قوله تعالي: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) [689] الآية، فقال: (قال لي جبرئيل: ذلك علي وشيعته، هم السابقون إلي الجنة، المقربون من الله لكرامته). ورواه الخطيب أيضا " في تاريخه، وابن مردويه في المناقب [690] . وروي ابن الحجر في الصواعق المحرقة له، قال: [ صفحه 395] وأخرج أحمد في المناقب أنه صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا علي أما ترضي أنك معي في الجنة، والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا) [691] . ثم أخذ يروي أخر عن الديلمي: (يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولأهلك ولشيعتك، فأبشر فإنك الأنزع البطين) [692] . وكذا خبر: (يا علي أنت وشيعتك [تردون] علي الحوض رواء مرضيين مبيضة وجوهكم، وإن أعداؤك يردون علي الحوض ظماء مقمحين) [693] . [ صفحه 396] وروي ابن الحجر أيضا " في صواعقه المحرقة له، قال: أخرج الطبراني أنه صلي الله عليه وآله قال لعلي: (أول أربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذرياتنا [ صفحه 397] خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف

ذرياتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا) [694] . إلي كثير وكثير من الأحاديث النبوية التي أوردها أفاضل علماء السنة والجماعة في مؤلفاتهم ومسانيدهم وصحاحهم، وذلك في مدح شيعة علي وأهل بيته الأطهار، وهي تفوق حد الإحصاء. وقد جمع سيدنا الشريف الأجل، والعلامة المجبل حجة الإسلام والمسلمين السيد العباس الحسيني الكاشاني أيده الله جملة من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلي الله عليه وآله في مدح الشيعة، وقد بلغ عددها (مائة) حديثا " معتبرا " مأثورا "، كلها من طرق السنة والجماعة، وقد رأيتها في مكتبته حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة عام زيارتي لتلك التربة الطاهرة سنة 1370 ه، وأظن أن النسخة لا تزال مخطوطة مع كثير من مؤلفاته ومصنفاته. أتضرع إلي المولي العلي القدير أن يوفق مولانا الحجة السيد الكاشاني، وسائر علمائنا الأبرار لطبع كتبهم وآثارهم لانتفاع الأمة الإسلامية منها، إنه قريب مجيب. [ صفحه 401]

كارثة السقيفة

اشاره

كارثة السقيفة السقيفة وما أدراك ما السقيفة كل من جري قلمه في صفحات التاريخ، باحثا " فيه عن أحوال الأمم الماضية والقرون الخالية، تعرض إلي حادث السقيفة، وما جري فيها وبها من كوارث مؤلمة تقض المضاجع، وتندي الجبين. ولكن قل أن ينجو مؤرخ من الانحياز إلي أحد الطائفتين (الشيعة والسنة) [695] المتخاصمتين من ذلك اليوم إلي يوم الناس هذا، وإلي ما بعده. ولقد عالج هذا الحادث في كل قرن مضي كثير من المؤرخين، راجين قشع ما تلبد عليه من سحب، وما أحاط به من دخان، وإزالة ما وضع في سبيل الأمة من عقبات كؤود لا يجتازها عابرها إلا بشق الأنفس. وهيهات النجاة وكشف القناع عما وضعه الوضاعون، ودسه [ صفحه 402] الدساسون في القرن الأول، والقرن الثاني، وما

يليهما من القرون، وقصدهم بما وضعوه، وبما دسوه الستر علي من ارتكب الطرق الملتوية لئلا تتكشف عوراتهم البادية، وتعمية السبيل المستقيم علي سالكيه لهذا وذاك، عسر علي المحققين المنصفين مع بذلهم قصاري جهدهم للوقوف علي تمحيص الحقيقة آنذاك. لكن الله جلت قدرته لن يخلي زمنا " ما ممن يقذف بالحق علي الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق، والحمد لله رب العالمين. إذن فالكتابة عن يوم السقيفة وطوارئها، والبحث عن إدراك غوامضها ليس بالأمر السهل، إذ هو السبب القوي الداعي إلي انقسام الأمة إلي فرقتين في يومه، ثم إلي فرق تبلغ الثلاث والسبعين فرقة، كما جاء في الحديث كل فرقة تحمل علي من سواها حملة شعواء لا هوادة فيها، وتحملها أوزار الثقلين من الإنس والجن، ولا ينجو من تلك الفرق كلها سوي فرقة واحدة، بإخبار الرسول صلي الله عليه وآله [696] وهذا شئ عظيم يوجب إلفات النظر بدقة. أمة كبيرة طويلة المدي، لا ينجو منها سوي فرقة واحدة (الله أكبر) إذن يجدر بالإنسان أن يجهد جهده لإنقاذ نفسه، وإنقاذ عياله، ومن يلوذ به وأصدقائه، بل جميع الأمة إن استطاع ولا أراه بمستطيع. فالأمر أمر تضرب له آباط الإبل، انتبه!! [ صفحه 403] إذن، فأي فرقة هي الفائزة بالنعيم الأبدي في رضوان الجنان؟ لعمري ولعمر الدهر، لو أن الإنسان بات الدهر طاويا "، يفترش الغبراء، ويلتحف الزرقاء ونجي لما كان مغبونا " به. ولنبحث الآن عن:

الفرقة الناجية

وإن تكرر منا هذا الموضوع قبلا " [697] ، إنما هو لكل فائدة، لذلك أتينا بهذه الفقرات أيضا "، فنقول: إن صاحب الرسالة صلي الله عليه وآله وهو الرؤوف بأمته، الرحيم بها، أيقول لنا حديثا " [هو] من أهم الأحاديث الواردة

في الترغيب والترهيب، وفيه من الغموض ما لا يستطيع أعظم مفكر أن يكتشف غوامضه إلا أن يكون معصوما "، ويتركه علي الصدفة بدون أن يعلق عليه، فيوقع أمته مضطربة الأحوال، تتخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء؟! حاشاه من أن يغمض أمرا ذا بال، فيه لأمته النجاة أو الهلاك فأقول: إن الفرقة الناجية هي التي تمسكت بولاء الله وولاء الرسول والأئمة الأطهار الذين طهرهم الله من الرجس، وتبرأت ممن عاداهم عملا " بالحديث الثابت المتفق عليه من كلا الطائفتين (الشيعة والسنة) وهو قوله صلي الله عليه وآله: (من كنت مولاه، فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد [ صفحه 404] من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) [698] . وأما قول من قال: إن النبي صلي الله عليه وآله لما سئل عن الفرقة الناجية أيتها هي؟ فقال: (ما أنا وأصحابي عليه) فغير مسلم فيه إذ أن الصحابة ليسوا كلهم ممن يتمسك بهم، لأنه فيهم ممن ظهر منهم أفعال غير مرضية، مثل: مروان بن الحكم الطريد ابن الطريد، الملعون ابن الملعون، كما روي عن عائشة، عن رسول الله: (مروان فضض من لعنة الله ورسوله) [699] ، ومعاوية الطليق ابن الطليق، وعمرو بن العاص المشهور في المكر والخداع، وكالمجرم المغيرة بن شعبة، وكثير غيرهم. وقد قال الله سبحانه في سورة براءة: (ومن الأعراب منافقون من أهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) [700] . أما أنا فلي رأي في قوله تعالي: (لا تعلمهم) وهو أن النبي صلي الله عليه وآله يعلمهم تماما "، ولكن جاءت الآية للتهويل بهم لتمردهم في حرفة النفاق، كما تقول فيمن كثر إيذاؤه، وعظم ضرره وبلاؤه في الفساد والإفساد، فتمرد

بفنه تقول إذا أردت أن تعلم عنه أن هذا رجل كذا وكذا، وأنت تريد [أن] تعرفه لمن يعلم حاله تقول له: أنت لا تدري [ صفحه 405] ما فعل فلان من كذا وكذا من الأفعال مع علمه بحاله!؟ وهذا أمر شائع معروف حتي بين العوام، ويعرفه من له معرفة في علم البلاغة. وإن صح قوله صلي الله عليه وآله: (ما أنا وأصحابي عليه) ولا أراه بصحيح، فالمراد به أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم الله ورسوله قدوة لأولي الألباب، وأمر رسول الله صلي الله عليه وآله بالتمسك بهم، ونهي عن ترك التمسك بهم، كما أوردنا عليك الكثير من الروايات الواردة بهذا الشأن في كتابنا هذا، فراجع وتأمل، ولا تحملك العصبية. وهنا أقدم لك دليلا " غير هذا، وهو قد ورد في كتب الحديث، وكتب المواعظ وغيرهما: (من قال لا أله إلا الله دخل الجنة) [701] قلت: [ صفحه 406] نعم لكن بشرطها، فالأمة كلها تأتي بلا إله إلا الله، محمد رسول الله، الشيعة وغير الشيعة، ومع ورود ذلك، فقد حكم النبي صلي الله عليه وآله بنجاة فرقة واحدة لا غير. فالقول بنجاة الأمة جميعا "، رد للحديث المتفق علي صحته، والقول بهلاك الكل رد له أيضا " كما قدمنا [702] أيضا "، إذن فلا بد أن تكون الفرقة الناجية قد امتازت عن غيرها من الفرق بشئ لم تأخذ به بقية الفرق. وقد امتازت الشيعة عن غيرها بأمور اختصت بها، وهو قولهم بعصمة الأئمة عليهم السلام، واختصاص الخلافة بهم بأدلة تقطع علي الخصم حجته، فالخلافة لا تصلح لغيرهم، ولا يتم نظام الأمة بتولي الخلافة بغيرهم. ولو أن أصحاب الرسول صلي الله عليه وآله أخذوا بتعاليم نبيهم،

لما وقعوا فيما وقعوا به من القتل والنهب والسلب، ولكن خرجوا عن طاعة الله والرسول، فكان ما كان مما لا يخفي علي أحد، فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. [ صفحه 407] وقد أتينا بما فيه كفاية لمن كان له قلب، أو ألقي السمع وهو شهيد. ونختم القول بأن الشيعة فرقة مؤمنة أخذت بجميع ما جاء عن الرسول صلي الله عليه وآله عن ربه، فهي صاحبة الحق في كل مدعياتها، ولكن أهل الفساد ألصقوا بها عيوبا "، هي منها بريئة كبراءة ذئب يوسف من يوسف، راجع كتبها، وتتبع آثارها بإخلاص، تعرف صدقنا. وأقول: إن لفظة (شيعي) هو شرف عظيم، لأن القرآن جاء بمدحها، ألا تري إلي ما قال الله في كتابه حكاية عن الذي استغاث بموسي لما أراد القبطي السخرية منه (فاستغاثه الذي من شيعته علي الذي من عدوه فوكزه) [703] أي ي موسي وكز القبطي فقتله، دفاعا " عمن هو من شيعته. وقوله تعالي: (وإن من شيعته لإبراهيم) [704] يعني إن نوح من شيعة إبراهيم. وقد مر عليك كثيرا " قول رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أنت وشيعتك) فالشيعة هم حزب الله، وحزب الأنبياء والأوصياء، والحمد لله. [ صفحه 408]

طامة الشوري

قال المؤلف: اقتبست هذه الجملة من تظلم الإمام علي عليه السلام في خطبته الشقشقية التي يقول فيها: (يالله وللشوري). قلنا غير مرة: إن الله جل وعلا أرسل محمدا " صلي الله عليه وآله، وشرع له دينا " قيما " لا عوج فيه علي لسان جبرئيل، وأنزل عليه قرآنا " محفوظا " لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه. ونص الله ورسوله علي

وصيه علي عليه السلام من أول يوم أعلن الرسول الدعوة فيه فأمره الله بإنذار عشيرته الأقربين، واستوزر عليا " عليه السلام وما زال في كل مناسبة يرفع من شأن علي في أمر الخلافة، حسبما تقتضيه حكمته البالغة إلي أن جاء اليوم الذي أراد الله أن يتوفي فيه رسوله، ففي اليوم الذي قضي الرسول صلي الله عليه وآله فيه نحبه، وبينما كان علي ومن معه مهتمين في تجهيز رسول الله صلي الله عليه وآله، قام الأنصار واجتمعوا في سقيفتهم، ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة [705] . [ صفحه 409] وبينما هم في تبادل الرأي إذ كبسهم من المهاجرين ثلاثة: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، فدخلوا عليهم بغتة، ودار الحوار بين المهاجرين والأنصار، واحتدم النزاع، واشتد الجدال حتي كادت أن تقع الفتنة بينهم، فقام أبو بكر، وألقي خطابا " سياسيا " أتي فيه [ صفحه 410] بأسلوب جذاب أخذ بعاطفة الأنصار، فقسمهم شطرين، وبهذا أخذ بزمام القوم، فإنه ذكر فيه أولا " ما للمهاجرين من فضل وسابقة في الإسلام، بأنهم أول من عبد الله في الأرض، وآمن بالله وبالرسول، وأنهم أولياؤه وعشيرته، وأحق الناس بهذا الأمر - أي الخلافة - من بعده، وأن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش، وأنهم لا ينازعهم في ذلك إلا ظالم. ثم خاطب الأنصار، فلم يغمط حقهم وسابقتهم وجهادهم، لكن. لكن من غير استحقاق لهذا الأمر، وإذا استحقوا شيئا "، فإنما هي (الوزارة). ولغيرهم. (الإمارة)، فقال: وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلكم في الدين، ولا سابقتكم العظيمة في الإسلام، رضيكم الله أنصارا " لدينه ولرسوله، وجعل إليكم هجرته، وفيكم جلة أزواجه وأصحابه، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا

بمنزلتكم، فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء!! [706] . وفي البيان الشئ المدهش من إطفاء نار عواطفهم المتأججة ضد المهاجرين، وإشباع نهمة نفوسهم الفخورة المتطاولة بفضلهم وجهادهم ونصرتهم، وتقريبا إلي المهاجرين للاعتراف بفضلهم عليهم لأنه ليس [ صفحه 411] أقوي علي تخدير أعصاب الجماعة الهائجة من الذهاب مع تيار روحهم، المندفعين بها، فأعطي لهم ما يسألون بلسان حالهم من الاعتراف بالفضل والجهاد، وكل فخر يشعرون به متطاولين. حقا " لقد صدق وصدقوا، فإن لهم الفضل الذي لا ينكر، ولكنهم أخطأوا بزعمهم أن لهم بذلك حق الإمارة. وهنا نجد أبا بكر يريد أن يحولهم عن هذا الزعم، فيحذر أن يخدش عواطفهم بما ينقص منزلتهم، ويحط من مقامهم، فعدل عن التصريح بكلمة الخطأ أو ما ينسق عليها من معناها، واتبع أسلوبا " آخر من البيان، وإنه لمن السحر المأثور، فلم يزد علي كلمة: (فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء) وفيها تنبيه علي خطأهم من طرف خفي من دون التجاء إلي الكلمة التي بها تجرح عواطفهم، وتثير الحزازات، مع الثناء عليهم في نفس الوقت، ثم إثبات الوزارة لهم [707] .

نقاش المهاجرين والأنصار

بعد أن أنهي أبو بكر خطابه، لم يرد عليه إلا الحباب بن [ صفحه 412] المنذر [708] ، فقال: منا أمير، ومنكم أمير! وهنا جاء دور عمر بن الخطاب، فقال له: هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن، لا ترضي العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها لمن كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم، ولنا الحجة بذلك علي من أبي من العرب. فقام الحباب بعد عمر، فقال: يا معشر الأنصار! املكوا عليكم أمركم، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه، فيذهبوا بنصيبكم

من هذا الأمر، فإن أبوا عليكم ما سألتموه، فاجلوهم عن هذه البلاد، وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم - والله - أحق بهذا الأمر منهم، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين، إلي غير ذلك مما قال [709] . [ صفحه 413]

خلافة أبي بكر

وبعد اللتيا والتي تم الأمر جبرا " وكراهة من الأنصار، وكثير من المسلمين لأبي بكر، وخسر الأنصار، وما ذلك إلا انقسامهم علي أنفسهم، وقام أبو بكر بالخلافة سنتين وشهرين وبضع أيام [710] مع أن بيعته (كانت فلتة) علي حد تعبير عمر نفسه، إذ قال: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي الله المسلمين شرها [711] . [ صفحه 414] ونحن نقول: لا والله ما وقي الله شرها، بل ما زال شررها يلتهب، وضررها مستمر إلي الأبد، كأختها الشوري لأنها منبثقة عنها.

دور عمر

ثم جاء دور عمر، وذلك لما نزل بأبي بكر المرض، وظهرت عليه إمارات الموت تفتحت نفسه، ثم لما احتضر أبو بكر، قال للكتاب: أكتب، هذا ما عهد عبد الله بن عثمان [712] آخر عهده بالدنيا، وأول عهده بالآخرة في الساعة التي يبر فيها الفاجر، ويسلم فيها الكافر. ثم أغمي عليه، فكتب الكاتب: (عمر بن الخطاب)، ثم أفاق أبو بكر، فقال: أقرأ ما كتبت. فقرأ، وذكر اسم عمر، فقال: أني لك هذا؟ [قال:] ما كنت لتعدوه. فقال: أصبت، ثم: قال: تم كتابك. قال: ما أكتب؟ قال: أكتب: وذلك حيث أجال رأيه، وأعمل فكره، فرأي أن هذا الأمر لا يصلح [به] آخره إلا بما يصلح أوله، ولا يحتمله إلا أفضل العرب مقدرة، وأملكهم لنفسه، وأشدهم في حال الشدة، وأسلسهم في حال اللين، وأعلمهم برأي ذوي الرأي، لا يتشاغل بما لا يعينه، ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحي من التعلم، و [لا] يتحير عند البديهة، [ صفحه 415] قوي علي الأمور، ولا يجوز بشئ منها حده عدوانا " ولا تقصيرا "، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر. فلما فرغ من الكتاب دخل عليه قوم من

الصحابة، منهم طلحة، فقال له: ما أنت قائل لربك غدا "، وقد وليت علينا فظا " غليظا " تفرق منه النفوس وتنفض عنه القلوب [713] .؟!.

عمر والخلافة

ثم قام عمر بن الخطاب بأمر الخلافة مدة عشر سنين وشيئا " [714] ، فلا نتعرض له فيما حكم به في هذه المدة عدل أم لا، إذ أن علماء التاريخ أتوا بكل ما وقع منه في مدة خلافته، فنحيل القارئ إليها [715] . إذ نحن غرضنا هنا في جعله أمر الخلافة في ستة نفر، أحدهم علي بن أبي طالب عليه السلام فلننظر هل كان عمر علي صواب في ذلك، أم لا؟ فنقول: لما طعنه أبو لؤلؤة في المسجد، حملوه إلي منزله، وأجمع الناس عنده، فاستشار الحاضرين فيمن يولوه الأمر بعده، فأشاروا عليه بولده عبد عبد الله! فقال: لا ها الله إذن لا يليها رجلان من ولد الخطاب، حسب عمر ما احتقب، لاها الله لا أحتملها حيا " [ صفحه 416] وميتا "! ثم قال: إن رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش: علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد، وإني رأيت أن أجعلها شوري بينهم ليختاروا لأنفسهم! ثم قال: إن أستخلف، فقد استخلف من هو خير مني - يعني أبا بكر - وإن أترك فقد ترك من هو خير مني - يعني النبي -!!! ثم قال ادعوهم. فدعوهم، فدخلوا عليه، وهو ملقي علي فراشه يجود بنفسه، فنظر إليهم، فقال: أكلكم يطمع في الخلافة بعدي؟ فوجموا. فقال لهم ثانية، فأجابه الزبير وقال: وما الذي يبعدنا منها، وقد وليتها أنت، فقمت بها ولسنا دونك في قريش، ولا في السابقة؟! قال [الشيخ أبو عثمان] الجاحظ: والله لولا علمه

أن عمر يموت في مجلسه ذلك لم يقدم علي أن يفوه من هذا الكلام بكلمة، ولا أن ينبس منه بلفظة [716] . فقال عمر: أفلا أخبركم عن أنفسكم؟ قالوا: قل، فإنا لو استعفيناك لم تعفنا. فقال: [ صفحه 417] أما أنت يا زبير، فوعق لقس [717] ، مؤمن الرضا، كافر الغضب، يوما " إنسان ويوما " شيطان، ولعلها لو أفضيت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء علي مد من شعير. أفرأيت إن أفضيت إليك، فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا " [ومن يكون للناس يوم تغضب؟!]، وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمة وأنت علي هذه الصفة [718] . ثم أقبل علي طلحة، وكان له مبغضا " منذ قال لأبي بكر يوم موته ما قال في عمر [719] ، فقال له: أقول أم أسكت؟ قال: قل، فأنت لا تقول من الخير شيئا "! قال: أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد، و [البأو] [720] الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلي الله عليه وآله ساخطا " عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب [721] . قال الجاحظ: [الكلمة المذكورة] إن طلحة لما أنزلت آية [ صفحه 418] الحجاب، قال بمحضر من نقل عنه إلي الرسول صلي الله عليه وآله: ما الذي يغنيه حجابهن اليوم وسيموت غدا "، فننكحهن!! قال الجاحظ أيضا ": لو قال لعمر قائل: أنت قلت: إن رسول الله صلي الله عليه وآله مات وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة أنه مات صلي الله عليه وآله وهو ساخط عليك للكلمة التي قلتها؟! لكان قد رماه بمشقصه [722] ، ولكن من الذي كان يجسر علي عمر أن

يقول له ما دون هذا؟! قال: ثم أقبل علي سعد بن أبي وقاص، فقال له: [إنما] أنت صاحب مقنب [723] من هذه المقانب تقاتل به، وصاحب قنص وقوس وأسهم، وما زهرة [724] والخلافة وأمور الناس؟! [725] . ثم أقبل علي عبد الرحمن بن عوف، فقال: وأما أنت يا عبد الرحمن، فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك به، ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك، وما زهرة وهذا الأمر؟! ثم أقبل علي علي عليه السلام، فقال: [ صفحه 419] لله أنت، لولا دعابة فيك؟! أما والله لأن وليتهم لتحملنهم علي الحق الواضح، والمحجة البيضاء [726] . ثم أقبل علي عثمان، فقال: هيها " إليك، كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك، فحملت بني أمية وبني أبي معيط علي رقاب الناس، وآثرتهم بالفئ، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب، إلي آخر ما قال [727] . ثم أخذ بناصيته، فقال فإذا كان ذلك فاذكروا قولي، فإنه كائن. ثم قال عمر: ادعو لي أبا طلحة الأنصاري. فدعوه، فقال له: أنظر يا أبا طلحة، إذا عدتم من حفرتي، فكن في خمسين رجلا " من الأنصار حاملي سيوفكم، فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر، واجمعهم في بيت، وقف بأصحابك علي باب البيت ليتشاوروا ويختاروا، فإن اتفق خمسة وأبي واحد فاضرب عنقه، وإن اتفق أربعة وأبي اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثة التي [ صفحه 420] فيها عبد الرحمن فارجع إلي ما قد اتفقت عليه الثلاثة، فإن أصرت الثلاثة الأخري فاضرب أعناقها، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا علي أمر فاضرب أعناق الستة، ودع المسلمين يختارون لأنفسهم. [728] . قلت: نعوذ بالله من

هذا الحكم الجائر الصادر عن هذا الخليفة العادل، فإنه في بدء أمره وصف الستة بأنهم (مات رسول الله صلي الله عليه وآله وهو راض عنهم) فدعاهم فقال: ادعوهم لي. فدعوهم، فلما حضروا، وصم كل واحد منهم بعيوب لا تخوله أن يكون خليفة، بل مردود الشهادة لو طلب إليها، فضلا " عن أن يكون خليفة، ومع ما عابهم به بقي علي إدخالهم في الشوري! فلو فرضنا أنهم لم يتفقوا في ثلاثة أيام، وضرب أبو طلحة الأنصاري رقابهم، وهم علي ما زعموا أنهم من العشرة المبشرين بالجنة، فيا لله أي مسوغ سوغ لعمر إباحة دماء الستة من كبار الصحابة مع أن هناك نصوصا " صارخة في مواضع شتي بخلافة علي أمير المؤمنين عليه السلام أفهلا أرجعها له رأسا "، وأراح المسلمين من هذه المشكلة المعضلة!!. فليت شعري علي من تكون تبعتهم، وهو يلفظ نفسه الأخير، وتحرج من أن يتحملها حيا " وميتا "، انظر إلي هذا الحكم الذي صدر عنه، وتأمل منصفا "، هل يصدر هذا الحكم من رجل يخاف الله [ صفحه 421] ورسوله؟! كلا فيا ليته ترك الأمة تختار لنفسها، ولم يجعلها شوري، لكان خيرا " له وللأمة علي فرض أنهم لم يتفقوا. ثم انظر إلي قوله: فإن اختلف ثلاثة وثلاثة، فأرجع الأمر إلي عبد الرحمن بن عوف، تجد الأمر ظاهرا " جليا " في عداوته إلي علي عليه السلام ولم لم يرجعهم إلي علي عليه السلام رأسا "!؟ ولكن الأمر مدبر بليل كما قدمنا لك في كتابتهم صكا "، وذلك بعد رجوعهم من يوم الغدير، إذ أنهم تصافقوا علي إخراج علي منها، وإن أردت الوقوف علي الحقيقة أكثر مما ذكرنا، فراجع الكتب المؤلفة في

هذا الموضوع (كإحقاق الحق) (والصوارم المهرقة في الرد علي الصواعق المحرقة) للشهيد السعيد الإمام القاضي نور التستري و (تشييد المطاعن) [729] وعبقات الأنوار، وغاية المرام، والغدير، ومؤلفات الإمام شرف الدين (ره) وغيرها من الكتب المؤلفة في هذا الشأن. [ صفحه 423]

ثم جاء دور عثمان

قدمنا لك قريبا " أن عمر جعل أمر الخلافة في ستة، وأوصلها إلي عثمان بطريق خفي، وأسلوب دقيق، قال لعثمان ما سمعت بأنه سيحمل بني أمية وبني معيط علي رقاب الناس، وسيأتي جماعة من ذؤبان العرب ويذبحونه، وقال: إذا كان ذلك فاذكروا قولي، وحقا " صدقت فراسة عمر في عثمان!! ففي اليوم الذي استولي فيه علي دفة الحكم، اجتمع بنو أمية علي عثمان، فدخل علي ذلك الحشد الطاغي أبو سفيان، وقال: هل من عين علينا. قالوا: لا. فقال: يا بني أمية! تلقفوها تلقف الصبيان للكرة، فوالله ما من جنة ولا نار! ثم طلب أن يأخذ واحد بيده، لأنه كان قد عمي، فذهب [ صفحه 424] إلي قبر الحمزة، وركل القبر برجله، وقال: يا أبا عمارة! إن الأمر الذي تضاربنا عليه قد صار إلينا!! هذه أول بادرة بدرت من شيخ الأحزاب أبي سفيان. ولننظر الآن إلي ما يحدثه الخليفة الثالث عثمان. فأول ما أحدث من البدع: رده مروان الطريد ابن الطريد [730] الذي أبعده وأباه رسول الله صلي الله عليه وآله ولا زال مبعدا " مدة حياة الرسول صلي الله عليه وآله ثم مدة خلافة أبي بكر، فإنه قد كلم عثمان أبا بكر ليرده، فأبي عليه وقال له: لا أفعل أمرا " خلاف رسول الله صلي الله عليه وآله. ثم لما صارت الخلافة إلي عمر كلمه من أجل مروان فأبي عليه، وأغلظ له في

الكلام، ولما صارت الخلافة إلي عثمان رده فعوتب في ذلك، فقال: إنما هو من أرحامي، واحتج علي أنه كلم رسول الله صلي الله عليه وآله فوعده، كذا ذكر الحديدي. أقول: إنه اختلق هذه الدعوي ليخفف من اللوم عليه فيما ابتدع. ثم شرع في عزل من ولاهم عمر علي البلاد، وخلف من الأمويين مكانهم، ثم أخذ يرتكب من الأمور التي سببت له القتل، وهي كثيرة نلتقط من أمهاتها ما يتيسر لنا، ونحيل القارئ علي كتب التاريخ [ صفحه 425] المطولة، فإنه يجد أكداسا " مكدسة من أعمال بني أمية المنكرة التي هيجت الشعب علي عثمان. ومن أحداث عثمان إغداقه المال علي بني قومه: طلب منه عبد الله بن خالد صلة، فأعطاه أربعة آلاف درهم! وأعطي أبا سفيان مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمروان مائة ألف درهم، وزوجه ابنته واستوزره، كما تقدم. وجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدي عثمان وبكي، فقال له عثمان: أتبكي أن وصلت رحمي؟ قال: لا، ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا " عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلي الله عليه وآله وأنه لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا ". فغضب عثمان عليه، وقال: ألق المفاتيح يا بن أرقم، فإننا نجد غيرك. وأتاه أبو موسي بأموال من العراق جليلة، فقسمها في بني أمية. وأنكح ابنته الأخري للحارث بن الحكم، فأعطاه مائة ألف درهم من بيت المال أيضا " بعد أن صرف زيد بن أرقم. وانضم إلي هذه الأمور أمور أخري كثيرة نقم عليه المسلمون. وضرب ابن مسعود ضربا " مبرحا "، فكسر أضلاعه، وفتق فيه

فتقا "، وعلي أثرها مات! وأبعد أبا ذر الغفاري إلي الربذة وابنته وزوجته، فمات أبو ذر [ صفحه 426] غريبا " في تلك الأرض القاحلة! وأرسل كتابا إلي معاوية يأمره بقتل جماعة من المسلمين! إلي كثير وكثير جدا " مما هو ملئ في كتب السير والتاريخ لأعاظم علماء السنة، فراجع. أقول: أهكذا ينبغي أن يكون خليفة المسلمين!؟ وخلافة عثمان ومن تبعه نتيجة يوم السقيفة، وهي نتيجة عدم تقبلهم نصوص القرآن، ومخالفتهم أوامر الرسول صلي الله عليه وآله ولو أنهم سمعوا وأطاعوا لما وقعوا في مثل هذه الأحوال التي لا تليق بشرع النبي صلي الله عليه وآله. فالرسول الأعظم صلي الله عليه وآله ما ترك شيئا " يقرب الأمة من الجنة، وما ترك شيئا " يبعدهم من النار إلا بينه لهم، ولكن النفوس الخبيثة تأبي قبول الحق، وسمعت قول عمر عندما عاب علي الستة، قال لعلي عليه السلام: لله أبوك! أنت لولا دعابة فيك، أما والله لئن وليتها لتحملنهم علي الحق الواضح، والمحجة البيضاء. تأمل قول عمر لعلي عليه السلام: (فيك دعابة)! ليت شعري أي دعابة فيه؟! نعم كان الإمام سمحا " طلق الوجه، ذا بشاشة لا عيب فيه، سليما " من كل ما في غيره من الفظاظة والمماكرة، متواضعا " مستوفي الصفات الكاملة، كابن عمه سيد الأنبياء الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، لكن عمر لما لم يجد فيه ما يخدشه، عاب عليه بما هو من الكرم بمكان. [ صفحه 427] ثم لماذا جعلها شوري وعلي هو علي؟! فهل كان عمر لا يريد للأمة خيرا " حتي أتي بهذا الأسلوب ليصرفها عن علي ويسلمها إلي عثمان الأموي، حتي جني علي الأمة جناية باقية علي مدي الدهر،

فكانت سببا " قويا " تذرع بها معاوية حيث قتل عثمان، وهو لا يريد أن يثأر لعثمان، بل جعلها ذريعة لمخالفة علي فحسب؟! ونراه لما تدعم أمره، لم يطالب بما كان يطالبه من ذي قبل.

ثورة الشعب علي الخليفة

ثار الشعب علي الخليفة لما رأوا عثمان تجاوز الحدود من أهل المدينة، ومن البصرة، ومن مصر وغيرها، وحاصروه في داره، وطلبوا منه أن يخلع نفسه، أو يسلمهم مروان. وذلك أن واليه في مصر أخذ يجحف بأهلها، فتوسط بالحادث علي عليه السلام فأجابه عثمان علي عزله، ووضع محمد بن أبي بكر، فكتب كتابا " إلي عامله ابن أبي سرح: (إذا أتاك كتابي هذا، فاعزل نفسك). فركب محمد بن أبي بكر، ومعه وفد ساروا يريدون مصر، ولما ساروا مسافة ثلاثة أيام، فبينما هم سائرون، وإذا براكب ناقة يحث السير، فرأوه من بعيد يجانب عنهم، فقطعوا عليه الطريق، وإذا هو عبد عثمان، والناقة له، فقالوا له: إلي أين؟ قال: إلي مصر. قالوا: لماذا؟ [ صفحه 428] قال: أحمل كتابا " للخليفة. فأخذوا الكتاب منه، وإذا فيه: إذا أتاك محمد بن أبي بكر فاقتله!!! بدل كلمته [إلي] فاقتله علي ما رواه المؤرخون وأهل السير [731] ، فخافوا من ذلك، ورجعوا إلي المدينة، وعرضوا الكتاب علي الناس الذين كانوا محيطين بالدار، فلما أخذ علي الكتاب وقرأه، اغتاظ ودخل علي عثمان، وقال: ما هذا يا عثمان؟ فأنكر وحلف الأيمان بأنه لا علم له، فقالوا له: الخط خطك، والختم ختمك، والجمل جملك! فاعترف بكل ذلك، فقالوا: اعزل نفسك. فأبي وامتنع من أن يسلم مروان! هنا ثارت عليه ذؤبان العرب كما قال عمر، ولكن لله در أبي الحسن تدخل في الأمر فخفض من غلواء ثورة القوم، فجاء

عثمان الجامع، واكتظ الجامع بالناس مع وجود أمير المؤمنين عليه السلام فصعد عثمان المنبر، وأوعز إلي القوم ما شرط من تبديل عماله، وإعطاء الحقوق لذويها، إلي كثير مما كان، وأشهد علي نفسه بذلك، وعزم كل إلي الذهاب إلي بلده. دخل الخليفة داره، وإذا بمروان جالس ينتظره، فقال: ما كان من هذا الاجتماع؟ فأخبره بما كان، فقال له: [ صفحه 429] للموت أهون من إعطائك الدنيئة، وأنت الخليفة ونحن قومك، ارسل إلي ابن عمك معاوية، واطلب منه النصر. فنقض الخليفة التوبة، وسار علي رأي مروان صهره ووزيره. وكانت زوجة عثمان نائلة [732] تسمع ما قال مروان، وما عزم عليه الخليفة من الرجوع عما أعطي القوم من العهد والميثاق، فانبرت إلي مروان، وقالت: لا شك أنك قاتله، وميتم أولاده! فقال لها مروان: اسكتي إن أباك لا يصلح الوضوء. فأجابت مروان بجواب أزعجته به، ثم التفتت إلي زوجها وقالت له: إن أنت بقيت علي الأخذ بمشورة مروان، فاعلم أنك مقتول لا محالة. وانتظر الثوار طويلا "، فرأوه لم يف شيئا " مما أعطي لهم من المواعيد، وكان قد كتب إلي الطاغية معاوية أن ينصره علي الثوار، فأرسل معاوية جيشا "، أمر عليه أحد قواده وأوصاه أن لا يدخل المدينة، وأكد عليه، وقال: إياك أن تخالف ما أمرتك به! أقول: هكذا ينبغي أن يكون الخليفة، وهكذا أن يكون الوزير، وهكذا ينبغي أن يكون الناصر، ذرية أموية بعضها من بعض!! وقصد الطاغية معاوية بوصيته تلك أن يعلم الثوار بمجئ الجيش لنصرة الخليفة عثمان فيعجلوا بقتله، واجتمع الثوار، وأحاطوا [ صفحه 430] بالدار، ومنعوا عنه الماء، فأرسل إلي أبي الحسن أن يتدارك له الأمر، فأرسل إليه بالماء، ولم يأته إذ أنه

نصحه، فلم يصغ للنصيحة. ويقول المؤرخون: إن أمير المؤمنين عليه السلام أرسل الحسن والحسين والخادم قنبر أن لا يدعوا أحدا " يدخل عليه الدار، ولما طال الحال بهم، وسمعوا بمدد جاء من قبل الطاغية معاوية، تسلقوا الحائط، ونزلوا إلي الدار وقتلوه، فرمت زوجته نفسها عليه، فقطعت أصابعها فقتل الخليفة، ورجع الجيش حسبما أشار عليهم معاوية [733] .

الفتنة بمقتله

ثارت ثورة معاوية، وأخذ يحرض أهل الشام علي أخذ الثأر ويطلب من علي أن يسلمه قتلة عثمان الخليفة المظلوم! وحمل إليه قميصه وزوجته، فرفعوا القميص ليراه كل داخل. وأما الخليفة، فبقي ثلاثة أيام بغير دفن علي ما رواه الرواة حتي أكلت الكلاب فخذه، ودفنوه ليلا " في (حش كوكب) وهو مقبرة لليهود.

تحريض عائشة علي عثمان

وقد فاتنا أن نذكر تحريض عائشة علي عثمان، إذ سألت عن ذلك الحادث فقالت: اقتلوا (نعثلا) فقد كفر - تعني عثمان - وقالت: لو أني [ صفحه 431] تمكنت من مروان وعثمان، لجعلت في رجل كل منهما رحي، وقذفت بهما في البحر. ثم ركبت جملها، وأخذت عبدها، وذهبت إلي مكة تقصد العمرة، وبقيت هناك حتي بلغها قتل عثمان، فركبت وقصدت المدينة، فقابلها رجل في الطريق، وهو مقبل من المدينة، فقالت: ما وراءك؟ قال: قتل الخليفة عثمان. قالت: ثم ماذا؟ قال: تخلف علي بن أبي طالب. فقالت: ردوني، فوالله لو طبقت هذه علي هذه - تعني السماء علي الأرض - لكان أهون علي من قتل عثمان! [ صفحه 432]

الخلافة الحقة للإمام أميرالمؤمنين علي

فلما قتل عثمان، وانتهي دوره، ردت الخلافة إلي أهلها، أعني الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أخو رسول الله صلي الله عليه وآله، وخدنه ووارث علمه، وأبو ذريته، وقاضي دينه، والخليفة من بعده، الذي نص الله ورسوله عليه بالخلافة دون غيره في كثير من المواطن المشهورة. فبايعه الناس، وأول من بايع له طلحة، ثم الزبير، ثم انهال الناس عليه حتي وطئ الحسنان، وأعلن الإمام علي عليه السلام أن لا يكره أحد علي البيعة، وهذا صحيح لأنه هو الإمام، وإن لم يبايعه أحد، لأن الوصي كالرسول لقيامة مقامه سواء بسواء إلا النبوة، فيكون منصوصا " عليه من الله والرسول معصوما "، فلا تنعقد خلافة بأهل الحل والعقد [734] لعدم معرفتهم بمن يصلح لها فلا وزن لهم حتي ولا بالشوري ولا بالانتخاب. وقد رأينا في عصرنا الحاضر كثيرا " من الوقائع ما يدلنا علي الزمن الغابر، فالناس ناس، والزمان زمان، قديما " وحديثا "، وقد

رأينا من [ صفحه 433] كثير من الصحابة ممن تعرفهم [أتي] عملا "، فور وفاة الرسول صلي الله عليه وآله، لا يأتي به أوساط الناس في أي عصر وزمان، فتركوا النبي صلي الله عليه وآله مسجي علي فراشه - بأبي وأمي - وأخذوا يتراكضون علي الخلافة، كأنها سلعة ينالها من سبق إليها، مع علمهم بما رأوا وسمعوا من النصوص علي علي أمير المؤمنين عليه السلام. وهذا دليل علي عدم صحة مدعي القوم بعدالة الصحابة أجمعين، ونحن نقول فيهم العدل وغير العدل. وبالجملة فلما تم أمر الخلافة له عليه السلام أراد أن يقيم العدل بين الناس، فيجعل الضعيف يساوي القوي في العدل، لا فرق بينهما، وأن يقيم الحدود التي أنزلها الله في كتابه، وأمر بتنفيذها وأمثالها، غير أنه قامت عليه فرقة من المنافقين من حثالات الأمويين، وأذناب المروانيين، فأضرموا يوما " نار البصرة (الجمل) وأخري نار (صفين) وثالثة حرب (الخوارج). وهكذا رابعة وخامسة، فلم يجد - بأبي وأمي - راحة يدير دفة الحكم فيها، ويطبق نظام الإسلام، وقوانين القرآن بين المجتمع الإسلامي، ويحق الحق، ويبطل الباطل، ويحيي ما أماته غيره من الفرائض والسنن، فلم يتمكن - روحي فداه - من تنفيذ جميع ما أراده حتي يوم قتل بيد أشقي الأشقياء، ولحق بالرفيق الأعلي. [ صفحه 437]

حادثة طارئة

اشاره

وفي بعض الأيام بينما أنا مشغول بتأليف كتاب (التفسير) [735] إذ أتاني آت - وهو ممن قد استبصر علي يدنا، وذلك بعد الأخذ بمذهب الحق، مذهب الشيعة - رجل من قرية (حربنوش) يدعي (مصطفي عريش) وأخبرني أن رجلا " من قرية (الفوعة) التابعة إلي محافظة (أدب) يدعي الحاج (أحمد رشيد مندو) يقول: إن الشافعي.! فغاظني هذا الخبر، فاضطررت لمقابلته.

فاجتمعت معه في يوم من الأيام، وقلت له: أنت الذي تقول: إن الشافعي.؟ قال: لا، قلت: سبحان الله! إن فلانا أخبرني عنك أنك قلت ذلك! قال: أنتم تقولون! قلت: وكيف ذلك؟ قال: إنكم تقولون: بقي في بطن أمه أربع سنين! قلت: كذا يقولون، ويدعون إنها كرامة له. قال: وأي كرامة [ صفحه 438] هذه؟! والله لو بقي يوما " واحدا " لمات! ثم شرعنا بالبحث، ووقع بيننا جدال عنيف، واحتدم النزاع بيننا في أمر الخلافة، فلم يحصل لنا في مجلسنا هذا سوي اتساع شقة الخلاف، مع حقد في الصدور، وهكذا ثانية وثالثة، غير إني أجد في نفسي عجزا " عن الدفاع والمقاومة، إذ الحق يعلو ولا يعلي عليه. ومضت علينا مدة طويلة لم نجتمع، ثم أخبرني من أثق به أن رجلا " من قرية (بنش) وهي قرية قريبة من (الفوعة) يدعي الحاج (أحمد عبيد) هبط إلي (حلب) ونزل في فندق عند رجل شيعي يدعي السيد (عبد القادر الحاج موسي) وهو من السادة الأشراف من بني زهرة، وهو رجل جدلي، متعمق في الجدل حتي إذا أعجزه أمره، قال له: أنتم تقولون: تاه الأمين! قال له: لا نقولها، وحاشا مذهب الشيعة من هذه الخرافات والتهم الباطلة، وأنتم تنسبون كل ذلك للشيعة الأبرار كذبا " وعنادا " وتعصبا "! قال: بلي تقولون: تاه الأمين. فغضب الشيعي، وقال له مغضبا ": قم وانصرف من فندقي. فقام الرجل وانصرف، فغاظني هذا الخبر أيضا "، فعزمت علي الاجتماع به، ولما تمكنت من الاجتماع به، أتيته فوجدته بالفندق جالسا "، فبدأته بالسلام، فرد علي السلام بكل احترام، وأجلسني إلي جنبه. وأخذ معي بالبحث العلمي، وكلما أعترض عليه يردني بالحجج القوية، ويرد علي

السنة من كتبهم، وأقوال علمائهم، بحيث يفحمني [ صفحه 439] ويقنعني، إلي أن وصلنا إلي مقتل عثمان، فقال لي: أنتم تقولون: لعنة الله علي من قتله، ثم تقولون: رضي الله عنهم! كيف يجوز لعنهم والترضي عنهم في آن واحد؟! فسكت عن الجواب. فتركني وذهب إلي منزل السكني، وأتاني بكتاب، وإذا هو كتاب (المراجعات) وقال لي: خذ هذ الكتاب. قلت: وما هذا الكتاب؟ قال: كتاب من مؤلفات الشيعة. قلت: لا حاجة لي به فأعاد علي القول، فقلت له: إن الكتاب لا يقرأ في مجلس واحد! فقال: خذه معك عارية. وكان الوقت بعد العصر، فحملته وذهبت إلي منزلي، وبعد أن نام الأولاد وأمهم، خلوت بنفسي، وبدأت بالمطالعة، وهذا أول كتاب وصل إلي من كتب الشيعة، وما أن بدأت بقراءة المقدمة حتي أخذتني دهشة لما فيها من البلاغة، وتركيب الألفاظ، وسبك جملها. كما قدمنا قريبا "، وزادت دهشتي عند وصولي إلي (المراجعة الرابعة) إذ فيها القول الفصل لمن كان له عقل أو ألقي السمع وهو شهيد. ولم اقتصر عليها، بل أخذت كلما انتهيت من واحدة بدأت في الأخري، وهكذا إلي أن مضي علي أكثر من ثلثي الليل، وأنا لا أشعر بملل ولا كلل، لما وجدت فيه من حلاوة ألفاظه، وطلاوة عباراته، وحينئذ تفتحت أمامي أبواب الصدق والصواب الصائب الذي لا مرية فيه، ولست بمغال إن قلت: كأني صهرت في بودقة، وفقدت شعوري لأنه قد استدرجني الكتاب، وقادني إليه، فسرت معه مختارا " [ صفحه 440] أو غير مختار، فنمت قليلا "، وعند الصباح أتيت أخي، وكنا إذ ذاك في دار واحدة، فطرقت عليه الباب، وقلت له: خذ هذا الكتاب. إلي آخر ما ذكرناه [736] . ثم رجعت إلي

منزلي، وجعلت أفكر في هذا الأمر العظيم الشأن، فبينما كنا نعتقد أن الشيعة فرقة ضالة، وأن غيرها من الفرق علي الصواب، وإذا الأمر بالعكس، فعقدت الضمير علي التشيع، وهكذا أخي إذ أن الذي صرت إليه صار إليه سواء بسواء، فكان تشيعي ليلا "، وأخي صباحا "، وعند ذلك عزم أخي لمقابلة مؤلف هذا الكتاب العظيم (الإمام شرف الدين - ره -) وفعلا " ذهب إليه، وبقي عند سماحته ضيفا " بضعة أيام مكرما " معززا "، ولما عاد زوده بكتاب (أبي هريرة) وهذا كتاب ثان من كتب الشيعة. قلت: كيف وجدت هذا الرجل؟ فأجاب بما معناه أنه فوق ما نتصور، عالم كريم، سمح الخلق، يمت بالنسب إلي موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام. وعندئذ باشرنا في التبليغ، وتشيع معنا ثلة من ذوي الرأي، ثم ثلة وثلل كما تقدم منا قريبا " تفصيل ذلك، وقد ذكرنا أسماء المستبصرين في كتابنا (سبل الأنوار) ولما أخذنا بالمذهب الحق، واشتهر أمرنا أخذ يأتي إلينا الناس [ صفحه 441] جماعات وأفرادا "، فمنهم متبسما "، ومنهم متغيظا "، وذلك للاحتجاج والمناظرات وللاستفادة. وهناك مناظرات عديدة جرت بيننا وبين القوم، سنسجل جملة منها في كتابنا هذا تتميما " للفائدة، راجيا " من الله الثواب، ومن أصحاب العصمة آل بيت الرسول عليهم السلام الشفاعة يوم الحساب.

مناظراته بعد استبصاره

مناظرتي مع كبير علماء الشافعية

بعد اشتهار أمرنا بالتشيع، أتاني أحد أعاظم علماء الشافعية المشهورين بالعلم والفضيلة في مدينة حلب الشهباء، وسألني بكل لطف: لماذا أخذتم بمذهب الشيعة، وتركتم مذهبكم؟ وما هو السبب الداعي لكم، واعتمادكم عليه؟ وما هو دليلكم علي أحقية علي بالخلافة من أبي

بكر؟ فناظرته كثيرا "، وقد وقعت المناظرات فيما بيننا مرارا "، وأخيرا " اقتنع الرجل [737] . ومن جملة المناظرة أنه سألني عن بيان الأحقية في أمر الخلافة. هل أبو بكر أحق أم علي؟ فأجبته إن هذا شئ واضح جدا " بأن الخلافة الحقة لأمير المؤمنين [ صفحه 442] علي عليه السلام فور وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله ثم من بعده إلي الحسن المجتبي عليه السلام ثم إلي الحسين الشهيد بكربلاء عليه السلام ثم إلي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، ثم إلي محمد بن علي الباقر عليه السلام، ثم إلي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام [738] ، ثم إلي موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام، ثم إلي علي بن موسي الرضا عليه السلام، ثم إلي محمد بن علي الجواد عليه السلام ثم إلي علي بن محمد الهادي عليه السلام، ثم إلي الحسن بن علي العسكري عليه السلام، ثم إلي الحجة ابن الحسن المهدي الإمام الغائب المنتظر (عجل الله فرجه الشريف). [ صفحه 443] ودليل الشيعة علي ذلك: الكتاب الكريم، والسنة الثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وآله من الطرفين وكتبهم مليئة من الحجج والبراهين الرصينة، ويثبتون مدعاهم من كتبكم ومؤلفاتكم إلا أنكم أعرضتم عن الرجوع إلي مؤلفات الشيعة والوقوف علي ما فيها، وهذا نوع من التعصب الأعمي. أما الكتاب فقوله تعالي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [739] . وإن هذه الآية نزلت في ولاية (علي) بلا ريب بإجماع الشيعة، وأكثر علماء السنة في كتب التفسير، كالطبري، والرازي، وابن كثير، وغيرهم فإنهم قالوا بنزولها في علي بن أبي طالب عليه السلام. ومما

لا يخفي علي ذي مسكة بأن الله جل وعلا هو الذي يرسل الرسل إلي الأمم، لا يتوقف أمرهم علي إرضاء الناس، وكذلك الوصاية تكون من الله لا بالشوري، ولا بأهل الحل والعقد، ولا بالانتخاب أبدا "، لأن الوصاية ركن من أركان الدين، والله جل وعلا لا يدع ركنا " من أركان الدين إلي الأمة تتجاذبه أهواءهم، كل يجر إلي قرصه. بل لا بد من أن يكون القائم بأمر الله بعد وفاة النبي صلي الله عليه وآله منصوصا " عليه من الله، لا ينقص عن الرسل ولا يزيد، معصوما " عن الخطأ. [ صفحه 444] فالآية نص صريح في ولاية علي عليه السلام، وقد أجمعت الشيعة وأكثر المفسرين من السنة أيضا " أن الذي أعطي الزكاة حال الركوع هو (علي) بلا خلاف، فتثبت ولايته عليه السلام أي خلافته بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بهذه الآية: فأورد علي حجة يدعي بها تدعيم خلافة أبي بكر، فقال: إن أبا بكر أحق بالخلافة! إذا أنه أنفق أموالا " كثيرة قدمها إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وزوجه ابنته، وقام إماما " في الجماعة أيام مرض النبي صلي الله عليه وآله. فأجبته قائلا ": أما إنفاق أمواله، فدعوي تحتاج إلي دليل يثبتها، ونحن لا نعترف بهذا الإنفاق، ولا نقر به، ثم نقول: من أين اكتسب هذه الأموال الطائلة؟ ومن الذي أمره به؟ ولنا أن نسألك: هل الإنفاق كان في مكة أم بالمدينة؟ فإن قلت: في مكة، فالنبي صلي الله عليه وآله لم يجهز جيشا "، ولم يبن مسجدا "، ومن يسلم من القوم يهاجره [740] إلي الحبشة، والنبي صلي الله عليه وآله وجميع بني هاشم لا تجوز

عليهم الصدقة، ثم إن النبي صلي الله عليه وآله غني بمال خديجة كما يروون [741] . وإن قلت: بالمدينة، فأبو بكر هاجر ولم يملك من المال سوي [ صفحه 445] (600) درهم، فترك لعياله شيئا "، وحمل معه ما بقي ونزل علي الأنصار، فكان هو وكل من يهاجر عالة علي الأنصار، ثم إن أبا بكر لم يكن من التجار، بل كان تارة بزازا " يبيع - يوم اجتماع الناس - أمتعة يحملها علي كتفه، وتارة معلم الأولاد، وأخري نجارا " يصلح لمن يحتاج بابا " أو مثله. وأما تزويجه ابنته لرسول الله صلي الله عليه وآله فهذا لا يلزم منه تولي أمور المسلمين به. وأما صلاته في الجماعة - إن صحت - فلا يلزم منها تولي الإمامة الكبري والخلافة العظمي، فصلاة الجماعة غير الخلافة، وقد ورد أن الصحابة كان يؤم بعضهم بعضا "، حضرا " وسفرا "، فلو كانت هذه تثبت دعواكم لصح أن يكون منهم حقيق بالخلافة، ولو صحت لادعاها يوم السقيفة لنفسه لكنها لم تكن آنذاك، بل وجدت أيام الطاغية معاوية لما صار الحديث متجرا "، ثم حديث الجماعة جاء عن ابنته عائشة فقط! ولا ننسي لما سمع النبي صلي الله عليه وآله تكبيرة الصلاة، قال من يؤم الجماعة؟ فقالوا: أبو بكر. قال: احملوني فحملوه - بأبي وأمي - متعصبا " مدثرا "، يتهادي بين رجلين (علي، والفضل) حتي دخل المسجد. فعزل أبا بكر وأم الجماعة بنفسه، ولم يدع أبا بكر يكمل الصلاة، فلو كانت صلاة أبي بكر بإذن النبي صلي الله عليه وآله أو برضاه، فلماذا خرج بنفسه صلي الله عليه وآله وهو مريض وأم القوم؟! والعجب كل العجب من إخواننا أنهم

يقيمون الحجة بهذه الأشياء [ صفحه 446] التي لا تنهض بالدليل، ويتناسون ما ورد في علي عليه السلام من الأدلة التي لا يمكن عدها، كحديث يوم الإنذار [742] إذ جمع رسول الله صلي الله عليه وآله عشيرته الأقربين بأمر من الله: (وأنذر عشيرتك الأقربين) فجمعهم الرسول صلي الله عليه وآله وكانوا إذ ذاك أربعين رجلا "، يزيدون رجلا " أو ينقصونه، وصنع لهم طعاما " يكفي الواحد منهم، فأكلوا جميعهم حتي شبعوا، وبعد أن فرغوا، قال النبي صلي الله عليه وآله: (يا بني هاشم! من منكم يؤازرني علي أمري هذا؟ فلم يجبه أحد، فقال علي عليه السلام: أنا يا رسول الله، أوازرك، قالها ثلاثا "، وفي كل مرة يجيب علي: أنا يا رسول الله. فأخذ برقبته، وقال: أنت وصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا). وحديث (يوم الغدير) المشهور [743] وحديث (الثقلين) [744] وحديث (المنزلة) [745] وحديث (السفينة) [746] وحديث (باب حطة) [747] . وحديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) [748] وحديث (المؤاخاة) وحديث (تبليغ سورة براءة) و (سد الأبواب) (قلع باب خيبر) و (قتل عمرو بن عبد ود) و (زواج بضعة الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام) إلي كثير [ صفحه 447] وكثير من ذلك النمط مما لو أردنا جمعها لملأنا المجلدات الضخمة. أفكل هذه الروايات المتفق عليها لا تثبت خلافة علي عليه السلام وتلك الروايات المختلف فيها، المفتعلة، تثبت لأبي بكر تولي منصب الرسالة؟! وهذا شئ عجاب! ثم قال لي: أنتم لا تعترفون بخلافة أبي بكر. قلت: لا، هذا لا نزاع فيه عندنا، ولكن ننازع في الأحقية والأولية، هل كان أبو بكر أحق بها أم أمير المؤمنين عليه السلام؟ ها هنا النزاع، ولنا عندئذ

[أن] ننظر في هذا الأمر العظيم الذي جر علي الأمة بلاء، وفرق الأمة ابتداء يوم السقيفة إلي فرقتين بل إلي أربع فرق، فالأنصار انقسموا علي أنفسهم قسمين: قسم يريد عليا " - وذلك بعد خراب البصرة - والآخر استسلم وسلم الأمر إلي أبي بكر، وكذلك المهاجرون: منهم من يريد أبا بكر والآخر عليا "، ثم إلي فرق تبلغ الثلاث والسبعين، كل فرقة تحمل علي من سواها من الفرق حملة شعواء لا هوادة فيها، فجر الأمة الإسلامية إلي نزاع دائم عنيف، فكفر بعضهم بعضا "، ولا زالت الأمة تمخر في بحور من الدماء، من ذلك اليوم المشؤوم إلي يوم الناس هذا، ثم إلي يوم يأتي الله بالفرج، هذا الذي نحاول فيه. فالشيعة برمتهم يحكمون بما ثبت عندهم من الأدلة قرآنا وسنة وتاريخا "، ويحتجون من كتب خصومهم السنة، فضلا " عن كتبهم، [ صفحه 448] بالخلافة لعلي عليه السلام، ولبنيه الأئمة الأحد عشر عليهم السلام الذين تمسك الشيعة بإمامتهم. إلي غير ذلك من الأدلة التي أوردتها علي فضيلته، فسمع وقنع، وخرج من عندنا وهو في ريب من مذهبه، وشاكرا " لنا علي ما قدمناه له من الأدلة، وقد طلب مني بعض كتب الشيعة ومؤلفاتهم، فأعطيته جملة منها، وفيها من كتب الإمام الحجة المجاهد السيد (عبد الحسين شرف الدين). ولا بأس بأن نطالب في هذا المقام إخواننا السنة أن يقفوا علي كتب الشيعة ومؤلفاتهم بلا تعصب، ونرشدهم إلي جل من الكتب كمؤلفات سيدنا الإمام (شرف الدين) وكتاب (الغدير) للعلامة الأميني، وإحقاق الحق) و (الصوارم المهرقة) وكلاهما للشهيد السعيد الإمام (القاضي نور الله) و (عبقات الأنوار) للإمام السيد (حامد حسين الهندي) و (غاية المرام) للإمام (البحراني) و (السقيفة)

و (دلائل الصدق) للحجة العلامة (المظفر) و (أصل الشيعة وأصولها) للإمام (كاشف الغطاء) وغيرها فإن فيها ما فيه الكفاية لأولي الألباب المخلصين، المجردين عن العصبية المذهبية، وبالله التوفيق. شيعي وسنتي يترافعان عندي دخل علي يوما " في حلب نفران من أهل حمص: أحدهما شيعي مستبصر، والآخر سني مستهتر، وكانت بينهما مناقشة أولوية [ صفحه 449] علي عليه السلام بالخلافة، فقال لي الشيعي: يقول صاحبي هذا، وهو من أهل السنة: ليس هناك نص علي علي عليه السلام بأنه الخليفة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بلا فصل! فسألني السني هل هناك نص صريح؟ فأجبته: نعم، بل نصوص صريحة في كتبكم ومصادر كم، وأحلته علي تاريخ الطبري، وابن الأثير، والتفاسير أجمع، وذكرت له تفسير آية (وأنذر عشيرتك الأقربين) من تاريخ الكامل لابن الأثير، والحديث بطوله، وقد رواه ابن الأثير بزيادة ألفاظ علي ما رواه الطبري إلي أن انتهيت إلي قول النبي صلي الله عليه وآله: (أيكم يا بني عبد المطلب يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي ووصيي، وخليفتي من بعدي؟) وإجابة علي عليه السلام لما لم يجبه أحد منهم، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: (هذا أخي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا) [749] . ثم قلت له: أيها المحترم، أتطلب نصا " أصرح من هذا النص؟ فقال: إذا ما صنعوا؟ ففهمت من قوله (ما صنعوا) يشير إلي اجتماعهم في السقيفة، وتنازعهم فيمن يخلف رسول الله صلي الله عليه وآله أمهاجرون أم أنصار فقلت له: هذا ما وقع. فقال: عجبا "، عجبا "، وانتهي الأمر، وقال قولا في هذا المقام، ولا أريد ذكره، ثم استبصر وذهب حامدا " شاكرا ". [

صفحه 450] وقد بلغني من بعض الثقات أنه قام بالدعوة إلي المذهب الحق، فاستبصر علي يده جماعات. والحمد لله علي هذه النعمة، وهي نعمة الولاء والبراء.

مناظرة مع جماعة من أهل السنة

وفي الليلة الخامسة من شهر رمضان المبارك سنة 1371 ه بينما أنا مشتغل في مكتبتي بكتابة كتاب: (الشيعة وحجتهم في التشيع) إذ وفد علي جماعة يبلغ عددهم نحو خمسة عشر شخصا "، أو أكثر، وفيهم العلماء وغير العلماء فتلقيتهم بالترحاب، وبصدر رحب، وقلب ملؤه السرور، وما أن اطمأن بهم الجلوس حتي فاتحوني بالبحث العلمي، يريدون الإيضاح عن مذهب الشيعة، وعن اعتقادهم في الخلافة، وما يدور حولها. فبادرت إلي الجواب، وهم صامتون يصغون إلي ما أورد عليهم من الأدلة الواضحة، والحجج القاطعة، والبراهين الساطعة القائمة لدينا ولديهم حتي مضي علينا أكثر من ثلثي الليل، وبعد انتهائنا من البحث، قاموا: فمنهم الشاكر، ومنهم المنكر، ومن جملة ما أفدت عليهم، قلت: لا شك في أن النبي صلي الله عليه وآله كان يعلم أن أمته الجديدة القريبة العهد بالإسلام، وما هي عليه من الرغبة في الخلافة، ويعلم أنه سينقلب [ صفحه 451] الكثير منهم علي الأعقاب [750] ، ولا يسلم منهم إلا مثل همل النعم [751] . عند ورودهم علي الحوض - كما جاء في البخاري في حديث الحوض - ويعلم علم اليقين أن أصحابه كانوا يضمرون الشر لوصيه وخليفته من بعده علي عليه السلام، وأنهم فور موته يحدثون حدثا ". إذن، فلا بد أن يكون قد وضع للخلافة حلا " لها، يوقف من تدعوه نفسه إلي الخلافة. ولا يخفي عليه أمر أصحابه، إذ أنه قد سبرهم، وعرف المستقيم منهم والملتوي. وهو القائل لهم: (ستتبعون سنن من قبلكم شبرا " بشبر، وذراعا

" بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) [752] . وكان شيخنا العلامة الشيخ (أحمد أفندي الطويل الأنطاكي) يرويه لنا في أثناء الدرس، وعلي المنبر، ويقول في ختام الحديث: ولو جامع أحدهم امرأته في السوق لفعلتموه!! وهو القائل: (من لم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية) أي كفر [753] . [ صفحه 452] إذن، فلا بد أن يضع للخلافة حلا " يوقفهم عند حدهم. ونحن ما دمنا نعتقد أنه نبي مرسل من الله، ويعلم أنه الذي ختم الرسل [وأن رسالته] مستمرة إلي أخر الدنيا، فلا يبقي له أن يترك أمته فوضي مع علمه أنها ستفترق إلي ثلاث وسبعين فرقة كما في الحديث هذا ودعوي إيكال أمر الخلافة إلي الأمة باطلة لأمور: أولا: إن أهل الحل والعقد، أو الانتخاب، أو ذوي الشوري لا يتم [الأمر] بما أوكل إليهم إلي مدي الدهر، بل هو عين إيقاع الأمة في الفوضي التي توقع الأمة في هوة ساحقة لا حد لها ولا قرار، لهذا نري الأمة لا زالت تمخر في بحور من الدماء من ذلك اليوم إلي يومنا هذا، ثم إلي انتهاء حياة البشر يوم البعث والنشور. ثانيا ": مما لا خفاء فيه أن الناس مختلفون في معتقداتهم، ومتباينون في آرائهم، ونري أنه لا ينفق اثنان في الرأي، بل الإنسان نفسه لا يتفق له أن يستمر علي رأي دائم، بل يتقلب رأيه في كل لحظة، فكيف يمكن أن يكون الأمر موكولا " إلي أهل الحل والعقد؟! وهذا يأباه العقل والوجدان. ثالثا ": يستحيل أن يحصل الاتفاق بإيكال الأمر إلي أهل الحل والعقد، فلا بد من وقوع اضطرب شديد بين الشعوب والقبائل، ووقوع القتل والسلب والنهب وغيرها، مما هو موجود كما

هو موجود في كل عصر ومصر، ولم يمكن لرئيس أن يتم علي يده نظام حياة الإنسان إلا بالقوة القاهرة، وهذه مؤقتة زائلة، ومتي زالت رجع كل [ صفحه 453] واحد إلي ما كان عليه من الأعمال الضارة بالسكان. لهذا قلنا مكررا ": إن الله لا يدع أمرا " من أمور الدين للأمة تتجاذبه أهواءهم، بل لا بد من أن يوكل الأمر إلي أربابه ممن له أهلية، كاملة في العلم الغزير الذي كان عند الرسول صلي الله عليه وآله [754] والشجاعة، والحكم، والكرم، والزهد، والتقي، والفراسة، والإعجاز، وأهمها العصمة. وغير ذلك مما يكون الوصي الذي يقوم مقام الرسول في حاجة إليه في إدارة دفة الحكم، وهذا لا يمكن أن يتمكن منه أحد إلا الله العالم بما تكنه الصدور، ويعلم السر وأخفي، والرسول قد بين بصراحة في كل مناسبة أن الوصي والخليفة من بعده (علي) عليه السلام. كما وإن هناك أدلة كثيرة أخري ترشدك إلي ما تقوم به الحجة، زيادة علي ما قدمنا، مما هو ثابت لدنيا معاشر الشيعة، والكتاب والسنة بنيتا علي ذلك، ثم استحسن جميعهم ما أفدت عليهم، وطلبوا مني بعض مؤلفات الشيعة، فأعطيتهم بعض ما كانت عندي، فقاموا واستسمحوا الله تعالي علي هذه النعمة. [ صفحه 454]

مناظرة لطيفة بيني وبين بعض مشايخ الأزهر

في اليوم السابع من شهر ذي القعدة الحرام عام 1371 ه قبيل الظهر، أخبرني أحد وجهاء حلب، وهو الأستاذ (شعبان أبو رسول) بأن أحد مشايخ الأزهر، وهو علامة كبير، ومؤلف شهير يقصد زيارتكم، فمتي يأتكم؟ فقلت: يا أهلا وسهلا، فليشرف في هذا اليوم. فجاءني بعد العصر، ويعد أن بنا المجلس ورحبت به، سألني قائلا ": إنني قصدتك للاستفسار عن السبب الذي دعاكم علي الأخذ بالمذهب الشيعي،

وترككم المذهب السني الشافعي؟ فأجبته بكل لطف: الدواعي كثيرة جدا "، منها: رأيت اختلاف المذاهب الأربعة فيما بينهم، ومنها، ومنها، وقد أخذت أعدد له الأسباب التي دعتني إلي الأخذ بالمذهب الشيعي، ثم قلت: وأهمها أمر الخلافة العظمي التي هي السبب الأعظم في وقوع الخلاف بين المسلمين إذ لا يعقل أن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله يدع أمته بلا وصي عليهم يقوم بأمر الشريعة التي جاء بها عن الله كسائر الأنبياء، إذ ما من نبي إلا وله وصي أو أوصياء معصومون يقومون بشريعته، وقد ثبت عندي أن الحق مع الشيعة، إذ معتقدهم أن النبي صلي الله عليه وآله قد أوصي لعلي عليه السلام قبل وفاته، بل من [ صفحه 455] بدء الدعوة، وبعده أولاده الأئمة الأحد عشر، وأنهم يأخذون أحكام دينهم عنهم، وهم أئمة معصومون في معتقدهم بأدلة خاصة بهم، لهذا وأمثاله أخذت بهذا المذهب الشريف، ثم إنا لم نعثر علي دليل يوجب علينا الأخذ بأحد المذاهب الأربعة، بل ولا مرجح أيضا " غير إننا عثرنا علي أدلة كثيرة توجب الأخذ بمذهب أهل البيت عليهم السلام وتقود المسلم إلي سواء السبيل. ثم عرضت له كثيرا " من الأدلة القطعية الصريحة بوجوب الأخذ بمذهب أهل البيت عليهم السلام - وكلمه سمع يصغي إلي - إلي أن قلت: يا فضيلة الشيخ! أنت من العلماء الأفاضل، فهل وجدت في كتاب الله، وسنة الرسول صلي الله عليه وآله دليلا " يرشدك إلي الأخذ بأحد المذاهب الأربعة؟ فأجابني: كلا. ثم قلت له: ألا تعرف أن المذاهب الأربعة كل واحد منهم يخالف الآخر في كثير من المسائل [755] ، ولم يقيموا دليلا " قويا " وبرهانا " جليا " واضحا "

علي أنه الحق دون غيره، وإنما يذكر الملتزم بأحد المذاهب أدلة لا قوام لها، إذ ليس لها معضد من كتاب أو سنة، فهي كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار؟ مثلا لو سألت الحنفي: لم اخترت مذهب الحنفية دون غيره؟ ولم اخترت أبا حنيفة إماما " لنفسك بعد ألف عام من موته، ولم تختر [ صفحه 456] المالكي أو الشافعي، أو أحمد بن حنبل مع بعض مزاياهم التي يذكرونها؟ فلم يجبك بجواب تطمئن إليه النفس. والسر في ذلك إن كل واحد منهم لم يكن نبي، أو وصي نبي وما كان يوحي إليهم، ولم يكونوا ملهمين، بل إنهم كسائر من ينتسب إلي العلم، وأمثالهم كثير وكثير من العلماء. ثم إنهم لم يكونوا من أصحاب النبي صلي الله عليه وآله وأكثرهم، أو كلهم، لم يدركوا النبي صلي الله عليه وآله، ولا أصحاب النبي صلي الله عليه وآله فاتخاذ مذهب واحد منهم، وجعله مذهبا " لنفسه، والالتزام به وبآرائه التي يمكن فيها الخطأ والسهو - وكل واحد منهم ذوي آراء متشتتة يخالف بعضها بعضا " - لا يقره العقل ولا البرهان، ولا تصدقه الفطرة السليمة، ولا الكتاب، لا السنة، ولا حجة لأحد علي الله في يوم الحساب، بل لله الحجة البالغة عليها، حتي أنه لو سأل الله من التزم بأحد المذاهب الأربعة في يوم القيامة، بأي دليل أخذت بمذهب هذا؟ لم يكن له جواب سوي قوله: (إنا وجدنا آبائنا علي أمة وإنا علي آثارهم مقتدون) [756] ! أو يقول: (إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا) [757] ! فبالله عليك يا فضيلة الشيخ، هل يكون لملتزمي أحد المذاهب الأربعة يوم القيامة أمام الله الواحد القاهر جوابا

"؟ فأطرق رأسه مليا "، ثم رفع رأسه، وقال: لا. فقلت: هل يكون [ صفحه 457] أحد معذورا " بذلك الجواب؟ أجابني: كلا. ثم قلت: وأما نحن المتمسكين بولاء العترة الطاهرة - آل بيت رسول صلي الله عليه وآله - العاملين بالفقه الجعفري، فنقول في يوم الحساب عند وقوفنا أمام الله العزيز الجبار: ربنا إنك أمرتنا بذلك، لأنك قلت في كتابك: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [758] . وقال نبيك محمد صلي الله عليه وآله باتفاق المسلمين: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض) [759] . وقال صلي الله عليه وآله: (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق) [760] . ولا ريب لأحد أن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام من العترة الطاهرة، وعلمه علم أبيه، وعلم أبيه علم جده رسول الله صلي الله عليه وآله وعلم رسول الله من علم الله، هذا مضافا " إلي أن الإمام الصادق عليه السلام قد اتفق جميع المسلمين علي صدقه ووثاقته، وهناك طائفة كبيرة من المسلمين من يقول بعصمته وإمامته، وأنه الوصي السادس لرسول الله صلي الله عليه وآله وأنه حجة الله علي البرية، وأن الإمام الصادق عليه السلام كان يروي عن آبائه الطيبين الطاهرين، [ صفحه 458] ولا يفتي برأيه، ولا يقول بما يستحسنه، فحديثه حديث أبيه وجده [761] ، إذ أنهم منابع العلم والحكمة، ومعادن الوحي والتنزيل، فمذهب الإمام الصادق عليه السلام هو مذهب أبيه وجده المأخوذ عن الوحي، لا يحيد عنه قيد شعرة، لا بالاجتهاد كغيره ممن اجتهد. فالآخذ بمذهب جعفر

بن محمد عليه السلام ومذهب أجداده، آخذ بالصواب، ومتمسك بالكتاب والسنة، وبعد أن أوردت عليه ما سمعت من الأدلة أكبرني، وفخم مقامي، وشكرني، فأجبته: إن الشيعة لا يطعنون علي الصحابة جميعا "، بل إن الشيعة يعطون لكل منهم حقه، لأن فيهم العدل وغير العدل، وفيهم العالم والجاهل، وفيهم الأخيار والأشرار، وهكذا، ألا تري ما أحدثوه يوم السقيفة؟ تركوا نبيهم مسجي علي فراشه، وأخذوا يتراكضون علي الخلافة، كل يراها لنفسه، كأنها سلعة ينالها من سبق إليها مع ما رأوا بأعينهم، وسمعوا بآذانهم من النصوص الثابتة الصارخة عن الرسول صلي الله عليه وآله من اليوم الذي أعلن فيه الدعوة إلي اليوم الذي احتضر فيه مع أن القيام بتجهيز الرسول صلي الله عليه وآله أهم من أمر الخلافة علي فرض أن [ صفحه 459] النبي صلي الله عليه وآله لم يوص، فكان الواجب عليهم أن يقوموا بشأن الرسول، وبعد الفراغ يعزون آله وأنفسهم لو كانوا ذوي إنصاف، فأين العدالة والوجدان؟! وأين مكارم الأخلاق؟! وأين الصدق والمحبة؟! ومما يزيد في النفوس حزازة تهجمهم علي بيت بضعته فاطمة الزهراء عليها السلام نحوا " من خمسين رجلا "، وجمعهم الحطب ليحرقوا الدار علي من فيها حتي قال قائل لعمر: إن فيها الحسن والحسين وفاطمة! قال: وإن!!! ذكر هذا الحادث كثير من مؤرخي السنة [762] فضلا " عن إجماع الشيعة، وقد علم البر والفاجر، وجميع من كتب في التأريخ أن النبي صلي الله عليه وآله قال: (فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، ومن أغضبها فقد أغضبني، ومن أغضبني فقد أغضب الله، ومن أغضب الله أكبه الله علي منخريه في النار). ووقائع الصحابة الدالة علي عدم القول بعدالة الجميع كثيرة، [ صفحه

460] راجع البخاري ومسلم فيما جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله في حديث (الحوض) تعلم صحة ما ذهب إليه الشيعة، ومن نحا نحوهم من السنة، فأي ذنب لهم إذا قالوا بعدم عدالة كثير منهم؟ وهم الذين دلوا علي أنفسهم، وحرب الجمل وصفين أكبر دليل علي إثبات مدعاهم، والقرآن الكريم كشف عن سواء أحوال كثير منهم، وكفانا سورة براءة دليلا ". ونحن ما أتينا شيئا " إدا "، ألا تري ما أحدثه الطاغية معاوية، وعمرو بن العاص، ومروان، وزياد، وابن زياد، ومغيرة بن شعبة، [ صفحه 461] وعمر بن سعد الذي أبوه من العشرة المبشرة في الجنة علي ما زعموا!! وطلحة، والزبير اللذان بايعا عليا "، ونقضا البيعة، وحاربا إمامهما مع عائشة في البصرة، وأحدثوا فيها من الجرائم التي لا يأتي بها ذو مروءة!! فليت شعري، هل كان وجود النبي صلي الله عليه وآله بينهم موجبا " لنفاق كثير منهم، ثم بعد لحوقه بالرفيق الأعلي - بأبي وأمي - صار كلهم عدولا "؟! ونحن لم نسمع قط بأن نبيا " من الأنبياء أتي قومه، وصاروا كلهم عدولا "، بل الأمر في ذلك بالعكس، والكتاب والسنة بينتا ذلك، فماذا أنت قائل أيها الأخ المحترم؟ فأجابني: حقا لقد أتيت بما فيه المقنع، فجزاك الله عني خيرا ". ثم قلت: جاء في كتاب (الجوهرة في العقائد) للشيخ إبراهيم اللوقاني المالكي: فتابع الصالح ممن سلفا++ وجانب البدعة ممن خلفا قال: نعم هكذا موجود. قلت: أرشدني من هم السلف الذين يجب علينا اتباعهم؟ ومن الخلف الذين يجب علينا مخالفتهم؟ قال: السلف هم صحابة رسول الله صلي الله عليه وآله. قلت: إن الصحابة عارض بعضهم بعضا "، وجري ما جري

بينهم مما لا يخفي علي مثلكم. فتوقف برهة، ثم قال: هم أصحاب القرون الثلاثة. قلت له: إذا أنت في جوابك هذا قضيت علي المذاهب الأربعة، لأنهم [ صفحه 462] خارجون عن القرون الثلاثة! فتوقف أيضا "، ثم قال: ماذا تريد بهذا السؤال؟ قلت: الأمر ظاهر، وهو يجب علينا أن نتبع الذين نص عليهم رسول الله صلي الله عليه وآله بأن يكونوا قدوة للأمة. قال: ومن هم؟ قلت: علي بن أبي طالب، وبنيه: الحسن والحسين، وأبناء الحسين التسعة عليهم السلام، آخر هم المهدي عجل الله فرجه الشريف، قال: والخلفاء الثلاثة؟ قلت: الخلاف واقع فيهم، فالأمة لم تجتمع عليهم، وحدث منهم أعمال توجه عليهم النقد. قال: عجبا "! وهذا من رأي الشيعة؟ قلت: وإن يكن، هل وقع في الصحابة ما ذكرت لكم أم لا؟ قال: بلي. قلت: إذا " يجب علينا أن نأخذ بمن اتفقت عليهم الأمة، وندع المختلف فيهم، فالشيعة وهم طائفة كبيرة من الإسلام، يكثر عددهم علي مائة مليون، وهم منتشرون في الدنيا كما تقدم، وفيهم العلماء الأعاظم، والفقهاء الأكابر، والمحدثون الأفاضل. فلم يعترفوا بخلافة الثلاثة، ولكن أهل السنة والجماعة اعترفوا بخلافة أمير المؤمنين عليه السلام، فخلافة أمير المؤمنين مجمع عليه عند المسلمين عامة، وخلافة الثلاثة ليس بمجمع عليه. والخلافة بعد أمير المؤمنين علي إلي ولده الحسن، ثم إلي الحسين، ثم إلي ولده الأئمة التسعة عليهم السلام، خاتمهم قائمهم عجل الله [ صفحه 463] فرجه الشريف والنصوص في ذلك من كتبكم بكثرة [763] ، وجاءت الروايات من طرقكم بفضل أهل البيت، وتقدمهم علي غيرهم، وأهمها: العصمة. قال: نحن لا نقول بالعصمة! قلت: أعلم ذلك، ولكن الدليل قائم عند الشيعة علي ما قلت، وسأقدم لك كتابا

" يقنعك ويرضيك. قال إذا ثبت لدي عصمتهم انحل الإشكال بيني وبينك. فقدمت له الكتاب، وهو كتاب (الألفين) لأحد أعاظم مجتهدي الشيعة الإمام الأعظم (العلامة الحلي ره) فأخذ الكتاب يتصفحه في مجلسه، فأكبره، وأعجبه هذا السفر العظيم، ثم قال لي: هل تعلم أن فضيلتك أدخلت علي الريب في المذاهب الأربعة، وملت إلي مذهب أهل البيت عليهم السلام؟ لكن أريد منك تزويدي ببعض كتب الشيعة. فقدمت جملة منها له، ومنها كتاب الإمام شرف الدين، ودلائل الصدق، والغدير، وأمثالهما، وأرشدته إلي سائر كتب الشيعة. ثم ودعني وقام شاكرا " حامدا "، قاصدا " إلي محلة، وهو متزلزل العقيدة [بمذهبه] وذهب. ثم بعد أيام أتتني رسالة شكر منه من الأزهر الشريف، وأخبرني فيها، بأنه قد اعتنق مذهب أهل البيت عليهم السلام وصار شيعيا "، ووعدني أن يكتب رسالة في أحقية مذهب الشيعة. [ صفحه 464] وهو اليوم - سلمة الله - لا يزال مشغولا " بتأليف هكذا كتاب علي ما بلغني أيده الله والمسلمين جميعا " لخدمة الدين والمذهب، إنه سميع الدعاء.

مناظرة بيني وبين بعض الأعلام من أهل السنة والجماعة في شأن التربة الحسينية والتعازي

وفي اليوم الرابع عشر من شهر محرم الحرام سنة 1374 ه أتاني جماعة من علماء السنة، وبعضهم زملائي في الأزهر، حاملين علي حقدا " في صدورهم، لأخذي بمذهب أهل البيت، وتركي مذهب السنة. ودار البحث بيننا طويلا "، يقرب حوالي عشر ساعات تقريبا "، وذلك في كثير من المسائل، ومنها: انتقادهم علي الشيعة بأنهم يسجدون علي التربة الحسينية، فهم مشركون، وإجراؤهم التعازي علي الإمام الحسين عليه السلام وهو بدعة!! فقلت لهم: كلاهما أمر محبوب، محبذ إليه من الشارع المقدس، أما قولكم: إن الشيعة يسجدون علي التربة الحسينية، فهم مشركون! هذا غير صحيح، لأن السجود علي

التربة لا يكون شركا "، لأن الشيعة تسجد علي التربة لا لها، وإن كانت الشيعة تعتقد علي حسب مدعاكم وزعمكم - علي الفرض المحال - إن التربة هي أو في جوفها شئ يسجدون لأجله، فكان اللازم السجود لها لا السجود [ صفحه 465] عليها، لأن الشخص لا يسجد علي معبوده، لأن السجود يجب أن يكون للمعبود، وهو الله، يعني تكون الغاية من السجود والخضوع هو الله سبحانه، أما السجود علي الله! فهو كفر محض، فسجود الشيعة علي التربة ليس شركا ". فأجابني أحدهم، وهو أعلمهم قائلا: أحسنت يا فضيلة السيخ علي هذا التحليل اللطيف، ولنا أن نسألك ما سبب إصرار الشيعة علي السجود علي التربة؟ ولم لا تسجدون علي سائر الأشياء كما تسجدون علي التربة؟ فأجبته: ذلك عملا " بالحديث المتفق عليه بإجماع جميع فرق المسلمين، وهو قوله صلي الله عليه وآله: (جعلت لي الأرض مسجدا " وطهورا ") [764] . فالتراب الخالص هو الذي يجوز السجود عليه باتفاق جميع طوائف علي صحة السجود عليه. فسألني: وكيف اتفق المسلمون عليه؟ فأجبته: أول ما جاء رسول الله صلي الله عليه وآله إلي المدينة، وأمر ببناء مسجده فيها، هل كان المسجد مفروشا " بفرش؟ فأجابني: كلا، لم يكن مفروشا ". قلت: فعلي أي شئ كان يسجد النبي صلي الله عليه وآله والمسلمون؟ [ صفحه 466] أجابني: علي أرض المسجد المفروشة بالتراب. قلت: ومن بعد النبي صلي الله عليه وآله في زمن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأمير المؤمنين عليه السلام، هل كان المسجد مفروشا " بفرش؟ فأجابني أيضا ": كلا ". قلت: فعلي أي شئ كان المسلمون يسجدون في صلاتهم في المسجد؟ أجابني: علي أرض مفروشة بالتراب. فقلت:

إذن جميع صلاة رسول الله صلي الله عليه وآله كانت علي الأرض، وكان يسجد علي التراب، وكذلك المسلمون في زمانه وبعده كانوا يسجدون علي التراب، فالسجود علي التراب صحيح قطعا "، ومعاشر الشيعة إذ تسجد علي التراب تأسيا " برسول الله صلي الله عليه وآله فتكون صلاتهم صحيحة قطعا ". فأورد علي بأن الشيعة لم لا تسجد علي غير التربة التي يحملونها معهم من سائر مواضع الأرض، أو غيرها من التراب؟ فأجبته: أولا: إن الشيعة تجوز السجود علي كل أرض، سواء في ذلك المتحجر منها، أو التراب. ثانيا ": حيث إنه يشترط في محل السجود: الطهارة من النجاسة، فلا يجوز السجود علي أرض نجسة، أو التراب غير طاهر، لذلك يحملون معهم قطعة من الطين الجاف الطاهر، تفصيا " علي السجود علي ما لا يعلم طهارته من من نجاسته، مع العلم إنهم يجوزون السجود علي تراب، أو أرض لا يعلم بنجاستها. فأورد علي: إن كانت الشيعة يريدون بذلك السجود علي التراب [ صفحه 467] الطاهر الخالص، فلم لا يحملون معهم ترابا " يسجدون عليه؟ فأجبته: حيث إن حمل التراب يوجب وسخ الثياب، لأنه أينما وضع من الثوب، فلا بد أن يوسخه، لذلك تمزجه بشئ من الماء، ثم تدعه ليجف حتي لا يوجب حمله وسخ الثوب. ثم إن السجود علي قطعة من الطين الجاف أكثر دلالة علي الخضوع والتواضع لله، فإن السجود هو غاية الخضوع، ولذا لا يجوز السجود لغير الله سبحانه، فإذا كان الهدف من السجود هو الخضوع لله، فكلما كان مظهر السجود أكثر في الخضوع، لا شك إنه يكون أحسن، ومن أجل ذلك استحب أن يكون موضع السجود أخفض من موضوع اليدين والرجلين، لأن ذلك

أكثر دلالة علي الخضوع لله تعالي. وكذلك يستحب أن يعفر الأنف بالتراب في حال السجدة لأن ذلك أشد دلالة علي التواضع والخضوع لله تعالي، ولذلك فالسجود علي الأرض، أو علي قطعة من الطين الجاف، أحسن من السجود علي غيرهما مما يجوز السجود عليه لأن في ذلك وضع أشرف مواضع الجسد - وهو الجبهة - علي الأرض خضوعا " لله تعالي وتصاغرا " أمام عظمته. أما أن يضع الإنسان - في حال السجدة - جبهة علي سجاد ثمين، أو علي معادن كالذهب والفضة وأمثالهما، أو علي ثوب غالي القيمة فذلك مما يقلل من الخضوع والتواضع، وربما أدي إلي عدم التصاغر أمام الله العظيم. [ صفحه 468] إذن، فهل يمكن أن يعتبر السجود علي ما يزيد من تواضع الإنسان أمام ربه شركا " وكفرا "، والسجود علي ما يذهب بالخضوع لله تعالي تقربا " من الله؟! إن ذلك إلا قول زور. ثم سألني: فما هذه الكلمات المكتوبة علي التربة التي تسجد الشيعة عليها؟ أولا: إنه ليس جميع أقسام التربة مكتوبا " عليها شئ، فإن هناك كثيرا " من التربات ليس عليها حرف واحد. وثانيا ": المكتوب علي بعضها (سبحان ربي الأعلي وبحمده) رمزا " لذكر السجود، وعلي بعضها إن هذه التربة متخذة من تراب أرض كربلاء المقدسة، بالله عليك أسأل من فضيلتك: هل في ذلك بأس؟ وهل يعد ذلك شركا "؟ أو هل ذلك يخرج التربة عن كونها ترابا " جائز السجود عليه؟ فأجابني: كلا. ثم سألني: ما هذه الخصوصية في تربة أرض كربلاء، حيث إن أكثر الشيعة مقيدون بالسجود عليها، مهمها أمكن؟ قلت: السر في ذلك أنه ورد في الحديث الشريف (السجود علي التربة الحسينية يخرق

السماوات السبع. الخ [765] يعني إن السجود [ صفحه 469] عليها يوجب قبول الصلاة، وصعودها إلي السماء، وما ذلك إلا لإدراك أفضلية ليست في تربة غير [تربة] كربلاء المقدسة. فأورد علي: هل السجود علي تربة الحسين تجعل الصلاة مقبولة عند الله تعالي، ولو كانت الصلاة باطلة؟ فأجبته: إن الشيعة تقول بأن الصلاة الفاقدة لشرط من شرائط قد تكون مقبولة عند الله تعالي، وقد تكون غير مقبولة - أي لا يثاب عليها - فإذا كانت الصلاة الصحيحة علي تربة الحسين عليه السلام قبلت ويثاب عليها - فالصحة شئ، والقبول شئ آخر. فسألني: وهل أرض كربلاء المقدسة أشرف من جميع بقاع الأرض حتي من أرض مكة المعظمة، والمدينة المنورة حتي يكون السجود عليها أفضل؟ فقلت: وما المانع من ذلك؟ قال: إن تربة مكة التي لم تزل منذ نزول آدم عليه السلام إلي الأرض كعبة، وأرض المدينة المنورة التي تحتضن جسد الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله تكونان في المنزلة دون منزلة كربلاء؟ قال: هذا أمر غريب! وهل الحسين بن علي أفضل من جده الرسول صلي الله عليه وآله؟ قلت: كلا، إن عظمة الحسين من عظمة الرسول صلي الله عليه وآله وشرف الحسين من شرف الرسول، ومكانة الحسين عند الله تعالي إنما هي لأجل أنه إمام سار علي دين جده الرسول صلي الله عليه وآله حتي استشهد في ذلك، لا، ليست منزلة الحسين إلا جزءا " من منزلة الرسول صلي الله عليه وآله، ولكن حيث [ صفحه 470] أن الحسين عليه السلام قتل هو وأهل بيته وأنصاره في سبيل إقامة الإسلام، وإرساء قواعده، وحفظها عن تلاعب متبعي الشهوات، عوضه الله تعالي باستشهاده ثلاثة أمور: (1) استجابة الدعاء تحت

قبته. (2) الأئمة من ذريته. (3) الشفاء في تربته. فعظم الله تعالي تربته لأنه قتل في سبيل الله أفجع قتلة، وقتل معه أولاده، وإخوته، وأصحابه، وسبي حريمه، وغير ذلك من المصائب التي نزلت به من أجل الدين، فهل في ذلك مانع؟ أم هل في تفصيل تربة كربلاء علي سائر بقاع الأرض حتي علي أرض المدينة معناه أن الحسين عليه السلام أفضل من جده الرسول صلي الله عليه وآله؟ بل الأمر بالعكس، فتعظيم تربة الحسين تعظيم للحسين عليه السلام، وتعظيم الحسين عليه السلام تعظيم لله ولجده رسول الله صلي الله عليه وآله. فقام أحدهم عن مجلسه، وعليه آثار البشاشة والسرور، فحمدني كثيرا "، وطلب مني بعض مؤلفات الشيعة بعد أن قال: مولاي! إفاداتك هذه صحيحة، وإني كنت أتخيل أن الشيعة يفضلون الحسين حتي علي جده رسول الله صلي الله عليه وآله، والآن عرفت الحقيقة، وأشكرك علي هذه المناظرة اللطيفة، والإلفاتات الطيبة التي زودتنا بها، وسوف أحمل معي أبدا " قطعة من أرض كربلاء المقدسة لأسجد عليها أينما صليت، كما أني سأدع السجود علي غير التراب، [ صفحه 471] ومخصوصا " التربة الحسينية [766] . ثم قلت: وأما قولك إجراء الشيعة التعازي علي الإمام الحسين عليه السلام هو بدعة! فهذا كلام باطل فاسد، ولا أدري لماذا تنقمون علي الشيعة بإقامتهم التعازي علي شهيد الحق والإنسانية، الإمام ابن الإمام، حفيد الرسول صلي الله عليه وآله، وسلالة الزهراء البتول، سيد الشهداء، الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام في مصابه العظيم الذي زلزلت له أظلة العرش مع أظلة الخلائق، والحادثة المروعة التي لم يسبقها في العالم الإسلامي، ولا في غيره سابق، ولا يلحقها لاحق إذ أنه جلل عم خطبه

العظيم جميع الأمة الإسلامية حتي الجن والطير والوحش، راجع كتب (المقاتل) تعرف. وبعضكم يعترق علي الشيعة بأن الحسين عليه السلام قتل منذ زمن بعيد يربو علي 13 قرنا " فأي فائدة في البكاء عليه، واللطم علي الصدور، والضرب بالسلاسل بحيث يسيل الدم! فاعلموا إن عمل الشيعة هذا هو عين الصواب، أولا ": لو أنهم لم يستمروا علي إقامة ذكري سيد الشهداء لأنكرتموه [ صفحه 472] كما أنكرتم يوم الغدير وحديثه المشهور المعترف به المؤلف والمخالف، فرواه أكثر من مائة وثمانين صحابيا "، فيهم البدري وغير البدري، ومن التابعين أكثر فأكثر، فالشيعة لم يأتوا بشئ إدا ". ثانيا ": الشيعة اقتفوا أثر أئمتهم في ذكري (أبي عبد الله الحسين) عليه السلام، فلو وقفتم علي كتب الشيعة، لما أوردتم علينا نقدا "، وألفت نظر كم إلي كتاب (مقدمة المجالس الفاخرة) للإمام شرف الدين و (إقناع اللائم علي إقامة المآتم) للإمام السيد محسن الأمين العاملي رحمهما الله، ففيهما من الحجج ما يقنع الجميع، وانظروا أيضا " إلي ص 576 من (مصابيح الجنان) للحجة السيد الكاشاني إذ قال فيه: ينبغي للمسلمين إذا دخل شهر المحرم أن يستشعروا الحزن والكآبة، وأن يعقدوا المجالس والمآتم لذكري ما جري علي سيد الشهداء، وأهل بيته، والصفوة من أصحابه من الظلم والعدوان، وهو أمر مندوب إليه، ومرغب فيه علي أن في ذلك تعظيما " لشعائر الله تعالي، وامتثالا " لأمر رسول الله صلي الله عليه وآله واقتداء بالأئمة المعصومين، ويدل عليه ما ورد عن الرضا عليه السلام - وهو الإمام الثامن من أوصياء رسول الله صلي الله عليه وآله - أنه قال: كان أبي - وهو الإمام الكاظم الإمام السابع من أوصياء الرسول صلي

الله عليه وآله - إذا دخل شهر المحرم لا يري ضاحكا "، وكانت كآبته تغلب عليه. الحديث [767] ويستفاد منه رجحان كل ما له دخل في الحزن [ صفحه 473] والكآبة من غير أن يشتمل علي فعل محرم ثم قال: ويستحب البكاء، وإجراء التعازي علي سيد الشهداء، وإسالة الدموع عليه لا سيما في العشر الأول من المحرم، فإن، البكاء عليه من الأمور الحسنة المندوبة، ومن موجبات السعادة الأبدية، والزلفي إلي المهيمن سبحانه، ويكفي في رجحانه الأحاديث المعتبرة المروية عن الحجج الطاهرة، وهي كثيرة جدا " نحيلك علي مظانها. إلي أن قال: وأما الذين يعيبون الشيعة بذلك، فلا يعبأ بقولهم، إذ أنهم حائدون عن جادة الإنصاف، وقاسطون عن طريق الصواب، مع هذه النصوص الكثيرة المتواترة الواردة عن الأئمة السلف، خاصة عن أئمة العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام وهم أحد الثقلين الذين لا يضل المتمسك، بهما علي أن في ذلك من المواساة لرسول الله صلي الله عليه وآله ووصية أمير المؤمنين وابنته الصديقة فاطمة الزهراء. وقد اتفقت الطوائف الإسلامية علي اختلاف مذاهبها علي جواز التفجع لفقد الأحبة والعظماء، جرت عليها سيرتهم العملية وإجماعهم، وكان عليه السلف، تشهد بذلك الموسوعات الضخمة المشحونة بأقوالهم وأفعالهم، سواء في ذلك الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وغيرهم من سائر المسلمين، فمن راجع كتبهم يجد نصوصهم في هذا المورد بكثرة مدهشة. فنحن إذ نجد الأدلة النقلية والعقلية متوفرة، نجدد ذكري مصاب [ صفحه 474] سيد الشهداء، وريحانة الرسول: الإمام الحسين عليه السلام غير مكترثين بالتقولات الشاذة التي لا وزن لها، راجين بذلك من الله الثواب، ومن رسوله الشفاعة يوم الحساب. انتهي ما جاء في مصابيح الجنان للكاشاني. ثم أيها الإخوان

إن الشيعة مقتدون بسلفهم الصالح إذ جاء في حديث معتبر مأثور أن عليا " زين العابدين بن الحسين عليه السلام لما عاد من أسره هو ومن معه من أساري أهل البيت عليه السلام من دمشق، جعلوا طريقهم علي العراق، ولما وصلوا كربلاء أخذ هو ومن معه في البكاء يندبون الحسين عليه السلام. فأي بأس علي الشيعة في أمثال هذه الأعمال المقدسة المحبوبة عند الله ورسوله والصفوة من آله؟ لكن البأس كل البأس، والنقد الشديد موجه عليكم، وهو إنكم أخذتم ببدعة يزيد بن معاوية الطليق ابن الطليق، إذ أنه جعل في كل سنة في العشر الأول من المحرم عيدا " يقيم فيه الأفراح، وينصب الزينة، وتقام المهرجانات، ويسميه عيد النصر والفوز!! وأشفعه ببدعة أخري تدل علي خسته ودناءته! فإنه قد أتي بمومسة تشبه في صفتها جدته (هند بنت عتبة) فيجمع الأخساء من بني شجرته الملعونة، ويأتي بآلة الطرب والخمر، وكل ما يلزمه من الأشياء، وتعزف الموسيقي، وتقوم تلك المرأة ذات العهر والفجور للرقص. فأي الفريقين أحق بالأمن يا مسلمون؟! [ صفحه 475] فدعوا الشيعة وشأنهم، فإنهم هم الفرقة التي عناها رسول الله صلي الله عليه وآله من الثلاث والسبعين فرقة، لذلك اعتنقنا هذا المذهب الشريف، وتركنا المذهب السني. ولما وصلت إلي هنا شكرني جميع من في المجلس، ثم قالوا: كنا لا ندري أن مذهب الشيعة هكذا، بل كنا نسمع عنهم بأنهم ليسوا علي حق، بل هم كفرة فجرة مشركون! فقلت: لا، إنما هو كما أخبرتكم، وستعرفون مذهب الشيعة بعد وقوفكم علي كتبها، والذنب ذنبكم في تقصيركم عن الوقوف علي مؤلفات الشيعة، ولماذا؟ ثم إني أبين أن هذه التهم الموجهة إلي الشيعة الأبرار تبعة رسول الله صلي

الله عليه وآله وخدنه أمير المؤمنين علي وذريته العترة الطاهرة عليهم السلام ليس لها واقع، وإنما هي أكذوبات بحتة اختلفها عليهم الآثمون من أعداء المسلمين المسمين أنفسهم بالمسلمين، فعليكم أن تتحروا الحقيقة دائما "، ولا تعتنوا بكل ما تسمعون ضد الشيعة دون أن تبحثوا عن واقعه وحقيقته، وهذا ما أرجوه منكم. ثم قاموا وودعوني جميعهم، وذهب كل منهم إلي محله بعد أن جاءوا غضابا "، فرجعوا فرحين مسرورين، وأخيرا " بلغني من بعض من أثق به أن بعضهم اعتنق المذهب الشريف، مذهب أهل البيت، والحمد لله علي هذه النعمة الكبري، وهي ولاية أهل البيت عليهم السلام. [ صفحه 476]

حادثة الافتراء

وفي اليوم الخامس من شهر ربيع الأول عام 1373 ه - بينما أنا في مكتبتي الواقعة في منزلي، في مدينة حلب الشهباء، فإذا بشخصين قد استأذنا علي، فأذنت لهما، فدخلا علي، وبعد السلام والترحيب وبعد أن استقر بهما الجلوس، رأيت عليهما أثر الكآبة، فقلت: ما شأنكما؟ فقال أحدهما للآخر: قص علي فضيلة الشيخ. فقال أحدهما: لا يخفي علي فضيلتكم أنا تلميذ في الجامعة، وقد أخذت بمذهب أهل البيت منذ سنتين، وذلك عند وقوفي علي كتب الشيعة ومؤلفاتهم، خصوصا " كتاب (المراجعات) للإمام الفقيد شرف الدين (ره). ففي اليوم الماضي كنا نتلقي الدرس من الأستاذ في الجامعة، فأخذ يوجه المطاعن علي الشيعة، ويكيل لهم الشتائم، ويوجه إلي مذهب أهل البيت عليهم السلام نقدا "، تنكر علي الشيعة بشدة، وحمل عليهم حملة شعواء لا هوادة فيها - وهو لا يعلم أنني شيعي - فمما قال: إن أحاديث الشيعة كلها كذب وافتراء علي رسول الله صلي الله عليه وآله! ورمي الشيعة بالبهتان، فقال: إن الشيعة يجوزون الجمع بين

تسع نسوة، ويستدلون بالآية الشريفة: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع) [ صفحه 477] ويمسحون علي الأرجل في الوضوء بعد الغسل، فصلاتهم باطلة! ويتهمون عائشة بالزنا! ويتطاولون علي الصحابة جرأة منهم علي الله ورسوله! فأخذتني الدهشة، وأزعجني جدا " هذا النبأ المؤلم، وقلت: يا سبحان الله! ما هذا التعصب الأعمي من القوم (السنة) ولماذا يوجهون هذه الأكاذيب والافتراءات إلي الشيعة الأبرار، ويفضحون أنفسهم بها؟! ثم أخذت بالرد علي هذا الأستاذ الجاهل المعاند، وذلك علي سبيل الإيجاز، كتبت: أيها الأستاذ المرشد المتصدي لتهذيب الجيل الجديد، أهكذا تهذب طلابك، وتعلمهم بالأكاذيب، وتغذيهم بسوء الأخلاق الداعية للتفرقة بين المسلمين؟! بلغني أنك في اليوم الماضي في الجامعة - تعرضت في أثناء محاضراتك علي طلبتك - علي الشيعة الأبرار تبعة رسول الله صلي الله عليه وآله ووصيه من بعده علي أمير المؤمنين عليه السلام! وذلك جهلا " منك بالمذهب الشيعي الإمامي الشريف، فقلت: إن أحاديث الشيعة كلها كذب، وافتراء علي رسول الله صلي الله عليه وآله، ورميت الشيعة بالبهتان، فقلت: إن الشيع يجوزون الجميع بين تسع نسوة! ويستدلون بالآية (فانكحوا ما طاب) الخ ويمسحون علي الأرجل في الوضوء بدل الغسل فصلاتهم باطلة! ويتهمون عائشة بالزنا! ويتطاولون علي الصحابة جرأة منهم علي الله ورسوله! فالعجب كل العجب منك أيها الأستاذ، وأنت تدعي أنك المهذب [ صفحه 478] المرشد فما هذا التحامل الأعمي، والتطاول الشنيع علي مائة مليون مسلم من أتباع رسول الله وأهل البيت عليه السلام؟! فماذا عذرك عند ربك يوم تلقاه، وتبلغ القلوب الحناجر؟ ولماذا اغتبت واتهمت المسلمين بالأكاذيب؟ ولم فضحت نفسك بخرافاتك هذه؟ فإن العصر عصر نور، والكل يعلم بأنك كذبت وافتريت، فإليك الجواب عن فريتك

علي سبيل الاختصار. أما قولك إن أحاديث الشيعة كلها كذب علي رسول الله، لا يا أستاذ، ليس الأمر كما تزعم، بل الأمر بالعكس، فإن الشيعة أخذوا العلم واستقوه من نمير صاف زلال عن النبي صلي الله عليه وآله وعترته أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا "، ليس في مذهبهم دخيل، فكلما عبتم به عليهم، فهو فيكم، فإن رواتكم حالهم معلوم لدي الجميع كأبي هريرة، و (سمرة بن جندب) و (عمران بن حطان) رئيس الخوارج، و (عمرو بن العاص) [768] و (مروان) [769] و (المغيرة بن [ صفحه 479] شعبة) وغير هؤلاء من الكذابين. راجع كتاب (الغدير) للإمام الحجة المجاهد الشيخ (الأميني) العظيم، فإنه عرف الأمة عن أحوال هؤلاء الوضاعين. وأما قولك: إن الشيعة يجوزون نكاح تسعة نسوة عملا " بظاهر الآية، فالجواب: إن الشيعة أجل قدرا "، وأرفع مقاما " من أن يسفوا بعقولهم المنيرة إلي هذه الخرافة، فيعملون بحكم الآية الكريمة التي أباحت للأمة الإسلامية الزواج بأربعة من النساء عند الاستطاعة بالقيام بالعدل بين الزوجات، فإن لم يستطع فلا يجوز له أن يتزوج باثنين، وهكذا إلي الرابعة. ومعني الآية: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني أي اثنين، أو ثلاث أي ثلاثة، أو رباع أي أربعة، فلا يحل له أن يتزوج بالخامسة إلا إذا ماتت إحداهن أو طلق، وذلك بعد انقضاء عدتها، هذا ما عليه إجماع الشيعة. وأما قولك: بأنهم يمسحون علي الأرجل في الوضوء فصحيح، [ صفحه 480] وهو الواجب الذي أراده الله من عباده المكلفين، وعمل به الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله والأئمة من عترته عليهم السلام وعلي ذلك جري الشيعة الإمامية من يومهم إلي اليوم،

ثم إلي يوم يبعثون، لا يحيدون عن أئمتهم عليهم السلام وعملا " بالكتاب المقدس الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [770] . فآية الوضوء محكمة، والمحكم لا يكون فيه خلاف أبدا "، إلا من كان في قلبه علمان يخالف أحدهما الآخر، لأن حكم الله المنزل لا خلاف فيه، وإنما أحدث الخلاف من أخذ عن كل من دب ودرج، كحاطب ليل. والشيعة استقوا علومهم من بحور علوم آل بيت العصمة، من نمير صاف زلال، وما جاء مخالفا " لأقوال الأئمة يضربون به عرض الجدار، كائنا " من كان قائله، انظروا إلي قوله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين) [771] . يخاطب الله تعالي عباده المؤمنين آمرا " لهم أنهم حينما يقومون لأداء فريضة الصلاة، أن يتطهروا علي الكيفية التي قصها عليهم، فقال: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق) [ صفحه 481] فالآية ناصة بصراحة بغسل عضوين، وهما: الوجه، واليدان، ومسح عضوين، وهما الرأس والرجلان، وهي جملتان كل منهما علي حدة، لا علاقة لها بالأخري. الإعراب: (اغسلوا) فعل وفاعل. (وجوهكم) مفعول ومضاف إليه، والميم علامة الجمع (وأيديكم) عطف علي الوجوه، (وامسحوا) فعل أمر وفاعل علي نسق ما تقدم، و (برؤوسكم) الباء حرف جر، ورؤوس مجرور بها ومضاف أيضا "، والكاف مضاف إليه، والميم علامة الجمع، والأرجل معطوفة علي الرؤوس. فإن قرئ بالجر فيكون معطوفا " علي اللفظ، أو بالنصب فعلي المحل إذ أنه لو رفعت الباء لقرئ بالنصب ليس إلا. قال الشيخ إبراهيم الحلبي الحنفي صاحب (حلبي كبير) [772] أثناء تفسيره لهذا الآية ما هذا لفظه: قرئ

في السبعة بالنصب والجر، والمشهور أن النصب بالعطف علي الوجوه، والجر علي الجوار، قال: والصحيح أن الأرجل معطوفة علي الرؤوس في القراءتين، ونصبها علي المحل، وجرها علي اللفظ. قال: وذلك لامتناع العطف علي المنصوب، للفصل بين العاطف والمعطوف [عليه] بجملة أجنبية [هي (وامسحوا برؤوسكم)] [ صفحه 482] والأصل أن لا يفصل بينهما بمفرد، فضلا " عن الجملة. قال: ولم يسمع في الفصيح، نحو: ضربت زيدا "، ومررت بعمرو وبكرا "، بعطف علي (زيدا "). قال: وأما الجر علي الجواز، فإنما يكون علي قلة في النعت، كقول بعضهم: هذا جحر ضب خرب، بجر خرب، أو في التأكيد، كقول الشاعر: يا صاح ذوي الحاجات [773] كلهم++ أن ليس وصل إذا انحلت عري الذنب بجر (كلهم) علي ما حكاه الفراء. قال: وأما في عطف النسق، فلا يكون لأن العاطف يمنع المجاورة. هذا كلامه، راجع ص 15 والتي بعدها من كتابه المشهور بحلبي كبير، والمتملي في شرح المصلي في الفقه الحنفي. وإن شئت فراجع تفسير الرازي الكبير حول تفسير الآية، والطبري، والخازن وغيرها تجد صحة ما نقول، وكفي بذلك حجة علي وجوب مسح الأرجل دون غسلها في الوضوء [774] . [ صفحه 483] وروي ابن عباس [775] أن الوضوء غسلتان ومسحتان، وقال أيضا ": افترض الله الوضوء غسلتين ومسحتين، ألا تري أنه ذكر التيمم، فجعل مكان الغسلتين مسحتين، وترك المسحتين. وقال في مقام آخر: يأبي الناس إلا الغسل، ونجد في كتاب الله المسح [776] . وعن الشعبي [777] قال: أما جبريل، فقد نزل بالمسح علي القدمين. وعنه أيضا "، قال: نزل القرآن بالمسح علي القدمين [778] ، الحديث. وعن ابن عباس أنه حكي وضوء رسول الله صلي الله عليه

وآله فمسح علي رجليه. وأخرج الطبراني عن عباده بن تميم، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله يتوضي ويمسح علي رجليه [779] . أما ما روي عن سادة أهل البيت عليهم السلام في ذلك فأكثر من أن يحصي، فمن ذلك: [ صفحه 484] ما رواه الحسين بن سعيد الأهوازي، عن فضالة، عن حماد بن عثمان، وعن غالب بن هذيل، قال: سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام عن المسح علي الرجلين، فقال، هو الذي نزل به جبرئيل [780] . وعن أحمد بن محمد، قال: سألت أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السلام عن المسح علي القدمين كيف هو؟ فوضع بكفة علي الأصابع، ثم مسحها إلي الكعبين [781] . والأخبار في هذا متواترة عن سائر الأئمة من العترة الطاهرة، فنصوص الثقلين صريحة بوجوب المسح علي القدمين، وبها أخذ الإمامية من يوم وجوب الوضوء، ثم استمر الأمر عنهم وعن شيعتهم حتي اليوم. فإذا جاء ما يعارض ذلك، ضرب به عرض الجدار، كائنا " من كان راويه ولو وثقوه [782] . فالشيعة لا يأخذون برواية الوضاعين، والطلقاء وأبناء الطلقاء، والمجاهيل كأبي هريرة، وسمرة بن جندب، وعمران بن حطان، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن أمية، وعمرو بن العاص، ومعاوية، [ صفحه 485] ومروان وغيرهم ممن لا يوثق بهم لسوء سمعتهم، ولا تغتر بدعاية عدالة الصحابة من أولهم إلي آخرهم، فإن كلهم ليسوا بعدول كما تقدم. فإن رجعت إلي كتب الشيعة الأبرار متأملا " منصفا "، وجردت نفسك عن العصبية العمياء والطائفية، لعرفت أن الشيعة سلكوا سبيلا " مستقيما " لا عوج فيه ولا اعوجاج. لهذا كثرت المطاعن عليهم من أهل الأغراض، المتكالبين علي الدنيا. وأما الأخبار الواردة

في الغسل، فلا تخلو، إما أن تكون مفتراة وإما متوهم بها، فإن رسول الله صلي الله عليه وآله كان يتوضأ ويمسح، ثم يصب الماء علي قدميه تبردا "، ولم يثبت أنه غسل قدميه في الوضوء أبدا " طلية حياته. ونحن إذا أقمنا الحجة علي خصومنا، أخذوا يتعللون بالنظافة مرة وبالإسراف أخري، أو بالعموم والخصوص، فيقولون: كل غسل مسح ولا عكس! وهي حجج واهية، أوهن من بيت العنكبوت. فهل كان رسول الله صلي الله عليه وآله يأمر الناس بالمسح علي الأرجل القذرة النجسة؟! نعوذ بالله من الجهل، أو كان رسول الله صلي الله عليه وآله لا علم له بالعموم والخصوص، حتي أتانا قوم بعد ثلاثة قرون، فذهبوا مذاهب تضاربت فيها الأقوال، فيرشدون الأمة إلي أن النبي كان مخطئا " - نعوذ بالله - أو أنه ترك الدين ناقصا " فأكملوه، أو زاد فيه شيئا " فأصلحوه؟! نعوذ بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وأما حديث (ويل للأعقاب من النار) فإن صح - وهو لا يصح - [ صفحه 486] فهو حجة عليهم لا لهم، حيث يقول: (ويل للأعقاب من النار) ولم يقل: (ويل لم يغسل) فقد أرشدهم إلي أن المسح لا يجوز مع نجاسة الأرجل. ولنا نسأل الراوي لهذا الحديث - وهو عبد الله بن عمرو بن العاص المعروف حاله، وحال أبيه - فنقول له: من أين عرفت المسح لو لم يكن له سبق؟ لأنه يروي هكذا: وغزونا مع رسول الله صلي الله عليه وآله فسبقناه، فأرهقتنا صلاة العصر، فأخذنا نتوضأ ونمسح، فأدركنا رسول الله صلي الله عليه وآله، فقال: (ويل للأعقاب من النار) ثلاثا ". فالرواية ظاهر عليها الوضع من وجوه: الأول:

إن النبي صلي الله عليه وآله كان جانب عظيم من حسن الخلق، إذ قد وصفه الله سبحانه بقوله: (وإنك لعلي خلق عظيم) [783] ولم يكن فظا " غليظا "، فكيف يتوعدهم بالنار، ولم يكن لهم علم بالنسخ، حيث قالوا: إنه قد نزل عليه جبريل بالغسل؟! وهذا القول غير سديد لأنه حديث رواه واحد، وحديث الآحاد لا ينسخ القرآن، ولا سيما المحكم منه كآية الوضوء. الوجه الثاني: إن الراوي أتي بما سمعت أنه غزا مع الرسول، [ صفحه 487] وأخري أنه سافر مع الرسول، من مكة إلي المدينة، وروي الحديث! وهذا دليل علي أن الرواية مفتعلة. الوجه الثالث: هو إجماع الفرقة علي المسح، وكثير من علماء السنة قد وافقوا علي أن القرآن نزل بالمسح، فلا تترك العمل بالقرآن، وعمل أهل البيت لحديث مشكوك فيه، بل موضوع [784] . فهل فيما قدمناه لك أيها الأستاذ المرشد مقنع؟ وتسمح لنا أن نسألك: هل أنت من المصلين أم من التاركين؟ والثاني هو الغالب علي الظن! وهل تعرف مذهبك الذي تؤدي العبادة به إن كنت من أهلها أم تجهل؟ وهل تعرف الأحاديث الصحيح منها والمكذوب؟ وهل عندك علم الناسخ والمنسوخ؟ وأما قولك في عائشة: إنهم يتهمونها بالزنا! فهذه التهمة منكم لا من الشيعة، فالشيعة لا يتهمونها بالزنا حتي يبرؤونها، وهاك كتب الشيعة، ففي أي كتاب من كتب الشيعة رأيت ذلك؟ ومن أي عالم من علمائها سمعت! سبحانك اللهم! هذا وغيره بهتان عظيم علي الشيعة الأبرار. وأما قولك: إن الشيعة يتطاولون علي الصحابة جرأة منهم علي [ صفحه 488] الله ورسوله! فهذا قول زور، فإن الشيعة أعطوا الصحابة كل ذي حق حقه، إذ فيهم العالم والجاهل، والعدل وغير العدل، كما أخبر

الله تعالي عنهم: وفيهم المنافقون [785] . ثم أيها الأستاذ إن كنت عالما " بتاريخ الشيعة والتشيع، فما هذه الأكاذيب التي صدرت عنك، وعن أمثالك، ممن ليس لهم المروءة والإنصاف؟ وإن كنت جاهلا " في ذلك كله، فكيف تقدم علي الطعن في فرقة مؤمنة تدين الله بمذهب أهل بيت الرسول صلي الله عليه وآله وفيهم العلماء الأعلام، والفقهاء العظام، والحكماء والفلاسفة، وقد ملأوا أرض الله الواسعة علما وعملا "؟ ولكن نقول: ليس للكذوب حافظة. وفي الختام أقدم لك نصيحة خالصة أيها الأستاذ سامحك الله، اتق الله في نفسك، وكف عن الخوض في أعراض المسلمين، ودع كلا منهم يعمل بما يدين الله به من المذاهب، وحسابهم علي الله، ونحن في عصر عصيب، وخطب جلل، وإننا لفي أشد الحاجة إلي التماسك والتكاتف، كما قد سكتنا عن كثير من المشاغبين الذين لا يعرفون عن العلم والتاريخ شيئا "، ولا يدينون الله أبدا "، وليس له ضمير حر ومرؤة وإنصاف، وهم الذين وجهوا إلينا المطاعن والأكاذيب والتهم، وسكوتنا كان حرصا " منا علي حفظ بيضة [ صفحه 489] الإسلام، والسلام علي من اتبع الهدي. محمد مرعي الأمين الأنطاكي المعتنق مذهب أهل البيت عليهم السلام حلب - سورية 25 / ربيع الثاني / 1379 ه وقد أعطيت الرسالة إلي الشخصين المذكورين، وقلت لهما: أوصلاها إلي الأستاذ. فذهبا. وفي اليوم السابع والعشرين من ربيع الثاني، زارني الأستاذ المذكور في بيتي حجلا "، منفعلا " عما صدر عنه، واعتذر عن عدم اطلاعه وعلمه بالمذهب، وطلب مني بعض مؤلفات الشيعة، وذلك بعد مناظرات طويلة جرت بيننا، فأعطيته مؤلفات الإمام شرف الدين (ره) فاستسمح منا وودعنا، وذهب إلي محله، وبعد أسبوع أتانا ثانيا "

حامدا " شاكرا " لنا، وأعملنا عن أخذه بمذهب آل البيت عليهم السلام. ثم قال: لا يخفي علي سماحتكم أنني أخفي أمري وأكتم مذهبي مذهب العترة الطاهرة، ولم أعلن التشيع، وذلك لأمر ما إلا أنني أقوم بالدعوة والإرشاد حسب ما يرضي الله ورسوله والعترة الطاهرة، وقد أهديته قرآنا " خطيا " ثمينا ". تنبيه إنما لم نأت علي أسماء المناظرين معنا لأمر ما، كما هو معلوم لدي ذوي الألباب، والله العالم بحقائق الأحوال. [ صفحه 490]

خاتمة المطاف

إن ما قدمناه لقراء كتابنا هذا من الآيات القرآنية، والأحاديث الثابتة النبوية المروية في كتب القوم (السنة) وعنهم، فيها إثبات أحقية علي أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة الفورية بلا فصل لو أنصف المخالف. أنظر بدقة وإمعان، إلي ما أوردناه لك من الحجج والبراهين في هذا الكتاب، كيف تجلي الحق، واتضح السبيل لسالكيه الذين أخلصوا النية، وتجردوا عن العصبية المذهبية، والنعرات الطائفية العمياء المهلكة، أما من بقي مصرا " علي عناده، فلا تفيده الروايات وإن كثرت وكثرت، ولو قدمنا له ألف دليل ودليل. وأما من كان من ذوي الرأي السديد والعقل الرشيد، فيكفيه ما في طي هذا الكتاب مما لا شك في صحته وثبوته من كلا الطرفين (شيعة، وسنة). فليت شعري ماذا يقول أهل الخلاف بعد ذلك؟ ثم لا يظن القارئ أن ما في طيات هذا الكتاب من الأدلة لم يوجد غيرها، بل هناك أكداس مكدسة مما لا تحصيه أقلام الكتاب عدا "، وإن بذلوا قصاري جهدهم مع تطاول الأيام، وتعاقبت السنون وانقضت أجيال وأجيال، ثم نقول إلي من كان معاندا ": لو أتي النبي صلي الله عليه وآله بنفسه، وأرشدك لبقيت علي عنادك كما قال [ صفحه 491]

أحد المعاندين لفضيلة أخي: لو نزل جبرئيل ومعه محمد وعلي ما صدقك بقولك!! وذلك حينما طلب منه المناظرة، وقد أعطاه كتاب (المراجعات) لينظر فيه، فبقي عنده أكثر من شهر، ثم رده وقال: إنني لا أحب قراءة كتب الشيعة، لذلك ما قرأته أبدا "! نعوذ بالله مما تفوه به هذا الرجل [786] المصر علي عناده، ونحن ندعه إلي حاله، وعذره جهله. ثم نقول: إن كتابنا هذا سينتشر في أقطار الأرض الآهلة بالسكان، وتتلقفه أيدي القراء من عرب وعجم، مسلم وغير مسلم، علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، وتباينهم في الآراء والأذواق، وحيث إن الناس كالمعادن فيها الجيد الثمين، وفيها الوسط والردئ، فمن الصعب إرضاء الناس عامة، بل من المتعسر جدا "، بل من المستحيل، ولله در القائل الشاعر الفلسطيني علي الكيلاني: إذا كان رب الخلق لم يرض خلقه++ فكيف بمخلوق رضاهم مراجيا وصفوة القول: إن كتابنا هذا يكون في أيدي قرائنا الكرام، فمنهم من يثني عليه، ومنهم المنتقد، وإني لأرجو من قارئي اللبيب أن لا يتسرع حتي يأتي علي آخر الكتاب، ثم يحكم بعد ذلك بما يقتضيه الإنصاف، إما لنا أو [ صفحه 492] علينا، ولا أظنه إن كان فطنا "، منصفا "، غيورا " علي دينه أن يكون علينا، إذ أن ما قدمناه في كتابنا هذا إنما هو من موارد كتب القوم (السنة) خاصة فإن لم يقنع بما فيه، فليغضب علي قومه إذ لا ذنب لنا، ونحن ناقلون عنهم. ثم إن كان معتقدا " بعدالة أئمته وعلمائه، فنحن قد أخذنا عنهم كما تقدم، فعليه أن يتمسك بآرائهم وأقوالهم، ولا يكون علينا، وإلا فهو وشأنه. وفي الختام أقدم الشكر إلي من هو سبب لاستبصارنا، وعلي الأخص الإمامين الهمامين

الزعيمين العظيمين، نابغة الإسلام وأبي الأرامل والأيتام، زعيم هذه الطائفة ومرجعها الأكبر، حامي الشريعة والمذهب، وماحي البدع، حجة الإسلام الكبري، وآية الله العظمي: الإمام المجاهد السيد آغا (حسين الطباطبائي البروجردي) والعلامة الأوحد أبي الفضائل والمكارم، وارث المجد كابرا " عن كابر، فقيد الإسلام ومروج الأحكام، آية الله العظمي في الأنام: الإمام المجاهد السيد (عبد الحسين شرف الدين) فجزاهما الله عن الإسلام والمسلمين وعن هذا العبد خير جزاء المحسنين، وأختم الكتاب بهذه الأبيات: لماذا اخترت مذهب آل طه++ وحاربت الأقارب في ولاها [ صفحه 493] وعفت ديار آبائي وأهلي++ وعيشا " كان ممتلأ رفاها لأني قد رأيت الحق نصا "++ ورب البيت لم يألف سواها بالاستمساك بالثقلين حازت++ بأولاها وأخراها نجاها وصارت أعظم المخلوق قدرا "++ وأورثها الولا عزا " وجاها ولا أصغي لعذل بعد علمي++ بأن الله للحق اصطفاها ولا أهتم في الدنيا لأمر++ إذا ما النفس وافاها هداها فمذهبي التشيع وهو فخر++ لمن رام الحقيقة وامتطاها وفرعي من علي وهو در++ صفا والدهر فيه قد تباها وهل ينجو بيوم الحشر فرد++ مشي في غير مذهب آل طه؟! وقد فرغت من تسويد هذا الإملاء في اليوم التاسع والعشرين من [ صفحه 494] ذي الحجة الحرام عام 1380، في مدينة حلب الشهباء في خزانة كتبي، ومحل تدريسي وتأليفي. والحمد لله أولا " وآخرا "، وظاهرا " وباطنا ". أقول: تم الفراغ من تحقيق هذا الكتاب في غرة شهر ذي الحجة الحرام سنة 1416 ه. ق. في عش آل محمد عليهم السلام وحرم أهل البيت عليهم السلام قم المقدسة، داعيا " المولي سبحانه وتعالي أن يتغمد مؤلفه برحمته الواسعة، وأن يتقبل منا عملنا هذا بأحسن القبول إنه

هو السميع العليم والحمد لله أولا " وآخرا ". وكتب عبد الكريم العقيلي نزيل قم المقدسة

پاورقي

[1] سورة آل عمران: 61، أنظر ص 115.

[2] سورة المائدة: 67، أنظر ص 143.

[3] يأتي الحديث ص 143.

[4] سورة الشعراء: 214، أنظر ص 193.

[5] يأتي قوله صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم.) ص 245.

[6] روي البخاري في صحيحه: 5 / 36 بإسناده إلي رسول الله صلي الله عليه وآله (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني).

[7] سورة البقرة: 74.

[8] قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 10 / 134: همام المذكور في هذه الخطبة: هو همام بن شرح بن يزيد بن مرة بن عمرو بن جابر بن يحيي بن الأصهب. بن سعد العشيرة، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وأوليائه، وكان ناسكا " عابدا ".

[9] أنظر كتاب شرح نهج البلاغة للشيخ محمد عبده: ص 419 (منشورات الأعلمي طهران). [

[10] قصته معروفة، ذكرها كل من روي مقتل الإمام الحسين عليه السلام، وقبره في كربلاء مزار معروف، يتبرك به الناس، ويؤمه المسلمون جماعات لما ظهر له من الكرامات.

[11] كلمة فارسة تعني (عبد الله). وقد انتقل إليه عرش الملك بعد وفاة أخيه (غازان) سنة 703 ه وبقي في الحكم إلي أن أدركه الأجل سنة 716 ه.

[12] تقع في وسط العراق، وكانت في ذلك الوقت قبلة أنظار العلماء ومحط رحالهم.

[13] راجع مقدمة كتاب (نهج الحق وكشف الصدق) للعلامة الحلي (ط. دار الهجرة). والأمثلة في ذلك - عزيزي القارئ - كثيرة، وأكتفي بهذه الشواهد الثلاث التي تمثل حالات: السمع والمشاهدة والقراءة، وما أحدثته من انقلاب في ذات أصحابها.

[14] راجع الكافي: 1 / 53 ح 14 (ط. دار الكتاب الإسلامية).

[15] أنظر حديث الثقلين

ص 203.

[16] سورة المائدة: 5.

[17] سورة الأحزاب: 33.

[18] سورة آل عمران: 61.

[19] سورة الشوري: 23.

[20] سورة الأحزاب: 56.

[21] سورة الصافات: 130.

[22] سورة المائدة: 67.

[23] يأتي ذكرها ص 183.

[24] يأتي ص 193.

[25] يأتي ص 203.

[26] يأتي ص 225.

[27] يأتي ص 143.

[28] إشارة إلي قوله تعالي في سورة الزخرف 23.

[29] رواه في الكافي: 2 / 176 بإسناده إلي أبي جعفر الباقر عليه السلام ضمن ح 2، وفي ج 8 / 80 ضمن ح 37.

[30] قال المؤلف: وذلك لأسباب سيأتيك تفصيلها قريبا " إن شاء الله.

[31] قال المؤلف: ولقد أخذ العلوم عن الإمام الصادق عليه السلام كثير من العظماء والنوابغ، وناهيك عن منزله المبارك في المدينة والكوفة والحيرة، وأينما حل كانت كجامعة كبري تموج بالعلماء والفقهاء والحكماء والنوابغ، يلقي عليهم ويملي لهم من فيض علمه المستقي عن الوحي المحمدي من أحكام التشريع وأسرار الحكم والكون من سائر العلوم، كالفلك والطب والرياضيات والكيمياء والطبيعيات إلي غير ذلك من أنواع العلوم التي لا توجد عند غيره مما يعسر تعدادها، فكانت الشيعة تأخذ منه لاعتقادهم بإمامته وعصمته، وذلك بالنص العام والخاص الوارد في حقه. وأما سائر الفرق، فتخضع له إكبارا " لقدسيته، وإعظاما " لجلالة قدره، ولما وجدوا عنده من المزايا الفاضلة، والمواهب الإلهية، والمؤهلات والمقدرة والكفاءات، وسيأتيك أقوال العظماء من الشيعة وغيرهم في حقه عليه السلام.

[32] قال الآلوسي: هذا أبو حنيفة، وهو من أهل السنة يفتخر ويقول بأفصح لسان: (لولا السنتان لهلك النعمان) يعني السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام. كتاب التحفة الاثني عشرية: ص 8. أقول: وقد اشتهر عن أبي حنيفة قوله: (جعفر بن محمد أفقه من رأيته) ذكره الخوارزمي في جامع مسانيد

أبي حنيفة: 1 / 222، وفي مناقب أبي حنيفة: 1 / 173، وفي الجواهر المضيئة: 2 / 486. وذكر نعيم في الحلية: 3 / 198، والشافعي في مطالب السؤول: 81، والأفغاني في كتابه أئمة الهدي: 117، والشافعي في الإتحاف بحب الأشراف: 54 والدمشقي في الروضة الندية: 12، ومحمد بن محمد المخلوف في طبقات المالكية: 52، والمصري في (مالك) حياته وعصره، آراؤه وفقهه: 104، أهم الأعلام، التي روت عنه عليه السلام، فراجع.

[33] قال مالك بن أنس: ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا " وعلما " وعبادة وورعا ". (مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 248).

[34] أخبرنا سماحة السيد آية الله العباس الكاشاني دام عزه بأن وفاة الأنطاكي رحمه الله كانت في ذي القعدة الحرام سنة 1383 ه. ق.

[35] أنطاكية - بالفتح ثم السكون والياء مخففة -: مدينة، هي قصبة العواصم من الثغور الشامية، من أعيان البلاد وأمهاتها، موصوفة بالنزاهة والطيب والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه، وسعة الخير، بينها وبين حلب يوم وليلة، لها سور وفصيل، ولسورها ثلاثمائة وستون برجا "، وله خمس أبواب، يصعد إلي السور مع الجبل إلي أعلاه، ثم ينزل من الجهة الأخري ويحيط بها وبمزارعها، وفي الجبل من داخل السور قلعة كبيرة والجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية، وبها كانت مملكة الروم، وبها بيع كثيرة، ومشهد حبيب النجار فيها. (مراصد الاطلاع: 1 / 125).

[36] الشافعي في كتابه الأم: ج 1 ص 15.

[37] بدائع الصنائع: ج 1 ص 30، حلية العلماء: ج 1 ص 186.

[38] مالك في كتابه المدونة الكبري: ج 1 ص 13.

[39] الشافعي في كتابه الأم:

ج 7 ص 155.

[40] الحاوي الكبير: ج 1 ص 200.

[41] بدائع الصنائع: ج 1 ص 15، حلية العلماء: ج 1 ص 72.

[42] حلية العلماء: ج 3 ص 407، المجموع: ج 9 ص 16.

[43] حلية العلماء: ج 3 ص 406.

[44] المصدر السابق.

[45] المصدر السابق.

[46] أقول: راجع كتاب (الخلاف) للشيخ الطوسي، ففيه ما يغني البحث.

[47] الكافي: ج 1 ص 58 ح 19.

[48] هو يعقوب بن إبراهيم القاضي، ترجم له في لسان الميزان: 6 / 368.

[49] هو محمد بن الحسن الشيباني، ترجم له في لسان الميزان: 5 / 138.

[50] هو زفر بن الهذيل العنبري، ترجم له في لسان الميزان: 2 / 588.

[51] قال المؤلف: الوهابية: هم فئة ضئيلة، وفرقة ضالة مضلة، منسوبة إلي محمد بن عبد الوهاب المتولد عام 1111 والمتوفي عام 1206 وهو الذي آل أمره إلي اتباع الهوي، والاغترار بالأباطيل والمني، فاخترع مذهبا " خارجا " عن فرق الإسلام، بناه علي أنقاض ما أسسه ابن تيمية الحراني، وتلميذه ابن القيم، وقد تبعه حثالة من الناس. ومن مذهبهم تحريم الاحتفال بالموتي حتي الأنبياء والأئمة عليهم السلام، وتحريم البناء علي قبورهم، وزيارتهم والتوسل إلي الله والاستشفاع بهم، وسوق النذور والقرابين التي يتقرب بها إلي الله ويهدي ثوابها لهم، والصلوات في تلكم المراقد الشريفة ووجوب المنع عن جميع ذلك، وهدم البنايات القائمة علي القبور المقدسة، كما فعلته أياديهم الأثيمة المأجورة، وأنه يجب اتباع من شهر السيف منهم متسميا " بإمام المسلمين، وأن المتبع هو رأيه حسب مقتضيات الظروف والأحوال، ولا عبرة بقول ميت أبدا "، وقد بلغت به الجرأة حتي قال: (عصاي خير من محمد فإنها تنفع ومحمد لا ينفع)!! وهؤلاء يكفرون فرق المسلمين، وينبزونهم بالشرك والإلحاد، ويبيحون دماءهم

إلي آخر ما جاء في ص 388 من شهداء الفضيلة، ومن الغريب أن الوهابي المجرم ينسب إلي الشيعة أمورا " لا توجد في أصول مذهبهم، وليست في كتبهم.

[52] راجع كتاب الوهابية في الميزان: 6.

[53] مثل يقال في مقام التعجب، والمعني: أنه ما عشت من أيام عمرك أراك الدهر شيئا " لا يذهب غرابته مدة حياتك، أو تري كل يوم أمرا " عجبا " يتفرع علي الحوادث الغريبة.

[54] أقول: إن الاعتقاد بولاية وخلافه هؤلاء الأئمة الاثني عشر عليهم السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله ليس ببدعة أو وهم، وإنما هو أمر إلهي مفروض، نطق به - من لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي - خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، ورواه الجمهور بأسانيد صحيحة مستفيضة تصل حد التواتر بألفاظ مختلفة، وسيأتي ص 80 استقصاء لمصادرها: وتجدر الإشارة إلي أن أسماء الأئمة (الاثني عشر) صلوات الله عليهم قد وردت أيضا " في الكتب المقدسة والقديمة، وعند الشعوب والقبائل بأسماء مختلفة، منها: التوراة، الإنجيل، كتاب زند، كتاب انگليون، كتاب هندوان، إنجيل فرنكان، كتاب دير براهمه، التوراة علي لغة الجبل، راجع كتاب (تذكرة الأئمة) للمولي اللاهيجي، نسخته الخطية محفوظة في مكتبة المدرسة الفيضية في قم المقدسة. فقد ورد في التوراة مثلا ": علي بن أبي طالب عليه السلام: (برئ، إيليا، تقوبيث، بماد، شموعيل). الحسن بن علي عليه السلام: (مادايليا، شماعسحوا، نوفورست، قيذوا). الحسين بن علي عليه السلام: (قندوران، وهي پيرختي، قتل، دبيرا). علي بن الحسين عليه السلام: (ابربيل، ابثوابما، ايؤيل، مفسورا). محمد بن علي عليه السلام: (مشطور، يذئيم، آنقور، مسموعا). جعفر بن محمد عليه السلام: (عوشود، شموعا، دوموه). موسي بن جعفر عليه السلام: (وذورمود مشموذ، زومود،

بوليد بستم، مشبوا). علي بن موسي عليه السلام: (مسر، هذار، بشير العوي). محمد بن علي عليه السلام: (هداد، يثموا، شمويد، قوم لوم). علي بن محمد عليه السلام: (بطود، بطور، نشطور، كودوعان). الحسن بن علي عليه السلام: (يوقش، لامذبور، نوقس). الحجة بن الحسن عليه السلام: (دست ماشع، قيدموا، فيثمور، وهوسل).

[55] منها: إكمال الدين وإتمام النعمة للصدوق، الغيبة للنعماني، الغيبة للطوسي، وغيرها من المصادر الكثيرة.

[56] المستدرك علي الصحيحين للحاكم: 1 / 128، سنن أبي داود: 4 / 198، سنن ابن ماجة باب افتراق الأمم: 2 / 1321، وأخرجه في البحار: 28 / 2 - 36، في إحقاق الحق: 7 / 185 عن مصادر الفريقين.

[57] سيأتي في مطاوي هذا الكتاب وتعليقاته ما يبرهن علي إثبات هذه الحقيقة.

[58] وهي موسوعة ببلوغرافية رائعة، نافت مجلداتها علي العشرين كتابا "، أودع فيها مؤلفها الآغا بزرك رحمه الله أسماء عشرات الآلاف من المصنفات، ما بين مطبوع ومخلوط مما وقع عليه نظره الشريف، ومثلها أيضا " موسوعة (كشف الأستار) للصفائي الخوانساري، وغيرها.

[59] قال المؤلف: الإمام السيد أبو الحسن رحمه الله هو الزعيم الأكبر، والفقيه الأعظم الذي لم تسمح بمثله الأيام، سيد العلماء الأعلام ومولي فقهاء الإسلام، أعلم العلماء المتبحرين، وإمام المحدثين والمفسرين، علامة دهره وزمانه، وحيد عصره وأوانه، صاحب المقامات العالية، والكرامات الباهرة، يقصر الوصف عن استكناه فضله ونبله، وله أياد ناصعة علي الأمة الإسلامية جمعاء، وقد حاز بوقته مرجعية الشيعة الكبري، توفي ليلة عيد الأضحي عام (1365 ه) في بغداد، وقد شيع علي الأكف إلي النجف الأشرف، ولم يعهد تشييع ضخم مثله في الإسلام، حتي قيل: إن عدد المشيعين في بغداد بلغ إلي نصف مليون، وفيهم ممثل ملك العراق، وولي عهده، والوزراء

ورجال الجيش، وسائر الطبقات باختلاف ومذاهبهم وأديانهم، وقد قال الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء يوم وفاته مخاطبا " جثمانه: (رحمك الله يا أبا الحسن، لقد أنسيت الماضيين، أتعبت التالين) ولو أنك أردت تفصيل ترجمة سيدنا المفدي، فعليك بمراجعة كتب التراجم.

[60] ترجم له المؤلف: ص 65.

[61] أقول: وهذا افتراء بين، فحضورهم الجمعة والجماعة أمر ساطع لا ينكره إلا من أعمي الله بصيرته، وصلاة الجمعة اليوم في جمهورية إيران الإسلامية تؤمها الملايين من مختلف الأصقاع، والحمد لله.

[62] وإليك أخي القارئ نص فتواه - كما ذكرها الشيخ المظفر في عقائد الإمامية - في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية: أولا ": إن الإسلام لا يوجب علي أحد من أتباعه اتباع مذهب معين، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقالا " صحيحا "، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة. ولمن قلد مذهبا " من هذه المذاهب أن ينتقل إلي غيره - أي مذهب كان - ولا حرج عليه في شئ من ذلك. ثانيا ": إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعا " كسائر مذاهب أهل السنة. فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أم مقصورة علي مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالي، يجوز لمن ليس أهلا " للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررون في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات. شيخ الجامع الأزهر محمود شلتوت.

[63] قال المؤلف: الإمام شرف الدين هو فخر الطائفة، وهادي الأمة ونائب الأئمة، وعميد الفرقة الناجية في عصره، وبطلها

المجاهد، وإمامها الكبير، الذي كرس حياته الكريمة لخدمة الدين الإسلامي والمذهب الجعفري، وهو صاحب المؤلفات القيمة، والمصنفات الممتعة الرشيقة التي خدم بها مذهب أجداده الطاهرين، وقد يربو عددها علي أكثر من مائة مؤلف، إلا أن معظمها حرقها الاستعمار الفرنسي، وفي الباقي الكفاية، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ". راجع كتب التراجم تجد عبقرية هذا الإمام العظيم، وعظمته ونبوغه، ومواقفه المشكورة، وخدماته الباسلة في سبيل الدين والمبدأ والعقيدة بكثرة مدهشة، والشمس معروفة بالعين والأثر.

[64] قال المؤلف: إني لأقدم نصيحة خالصة لوجه الله لا يشوبها رياء، لكل واحد من إخواننا السنة، أن يرجع إلي كتاب (المراجعات) وغيره من كتب الشيعة الإمامية، وأن يطالعها بدقة وإمعان، ونظر وإنصاف، من أولها إلي آخرها، فإنه سيجد ما فيه المقنع إن شاء الله، ولا يبقي له أي عذر أو مجال ليتهم شيعة العترة الطاهرة بما هم بريئون منه، براءة ذئب يوسف من يوسف، إن كان حرا " من الأقاويل المفتعلة التي لم ترض الله ورسوله.

[65] يأتي الحديث ص 57 و 232 بتخريجاته.

[66] سورة الأنعام: 153.

[67] الحديث مشهور وفي مصادر الفريقين مذكور، يأتي ص 203.

[68] تقدم الحديث ص 54 وفيه: غرق وهلك. ويأتي ص 232.

[69] البقرة: 256.

[70] ينابيع المودة: 259 و 445، مودة القربي: 99.

[71] راجع ينابيع المودة: 22 وفيه: نحن الطريق الواضح، ونحن الصراط المستقيم إلي الله. ونحن السبيل لمن اقتدي بنا.

[72] راجع كتابنا (كرامات الأبرار) ص 37 ففيه ترجمة وافية.

[73] قال المؤلف: وسيأتيك نبذة من مناقب العترة الطاهرة نظما " ونثرا " من مصادر إخواننا السنة في هذا الكتاب إن شاء الله.

[74] اقتباس من قوله تعالي في سورة فصلت: 41.

[75] أنظر الكافي: 1 / 53 ح 14.

[76] في ص

50.

[77] اقتباس من قوله تعالي في سورة المائدة: 56.

[78] في حديث عمر، قال لابن عباس في كلام: شنشنة أعرفها من أخزم، أي فيه شبه من أبيه في الرأي والحزم والذكاء. الشنشة: السجية والطبيعة، وقيل: القطعة والمضغة من اللحم، وهو مثل، وأول من قاله أبو أخزم الطائي وذلك أن أخزم كان عاقا " لأبيه، فمات وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وأدموه. فقال: إن بني زملوني بالدم++ شنشنة أعرفها من أخزم ويروي نشنشة بتقديم النون. (النهاية لابن الأثير: 2 / 504).

[79] قال المؤلف: الإمام الأكبر البروجردي: هو عميد الفرقة الحقة المحقة، سيد الطائفة، وزعيم الشيعة، ومنار الشريعة، وعلم من أعلام الأمة، ونائب الأئمة، ونيقد من نياقد علماء المسلمين، وركن من أركان الدين، وطود من أطواد الطائفة، وممثل الكيان الهاشمي في العصر الحاضر، ويحق للشيعة أن تفتخر به وبعلمه المتدفق، وشرفه الوضاح، وورعه الراسخ، ومنطقه الذلق، ودعوته الناجعة، وقد اعترف بشخصيته وعظمته المؤالف والمخالف، وكفانا مؤنة التعريف به، شهرته الطائلة في ذلك كله، فقد تركته أجلي من أي تعريف، فما عسي أن يقول فيه المتشدق ببيانه، وكل ما يقوله دون أشواطه البعيدة، وصيته الطائر، وله في ترويج الدين والشريعة والمذهب بمواقفه البطولية، ونظراته العميقة، وأفكاره الذهبية، أياد بيضاء، وفي إزاحة البدع والمنكرات قدم راسخة، وقد وقف للدين والعلم موقف الأسد الباسل المناضل، وضرب الباطل بيد من حديد حتي عاد كحديث أمس الدابر، وذلك ما خلد له التاريخ من صحيفة ناصعة تضئ مع الشمس المنيرة. توفي رحمه الله عن عمر ناهز الثمانين في اليوم الثالث عشر من شهر شوال سنة 1380 ه وكان لفقده الطامة الكبري التي أرخت لها العيون دموعا " قانية، وتفطرت القلوب من عظم خطبه الفادح

وكربه الممض المرض. ولعمر الحق إنها لمصيبة كبدت الإسلام، وخسارة لا تتدارك، وأوسعته ثلمة لا تسد، ولم يثبت التاريخ نبأ زعيم ديني أكبر منه في القرون الإسلامية، وإن شئت ترجمة هذا الإمام الهمام، فراجع كتب التراجم، فسلام عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيا ".

[80] قال المؤلف: هو العلامة الكبير، والسياسي الشهير، صاحب المواقف البطولية المشهورة، والخدمات الإسلامية المشكورة، وهو أول عالم ديني تسنم كرسي رئاسة الوزارة في العراق الجيب، وذلك في عام 1367 ه وقد أرخ بعض الشعراء تاريخ جلوسه علي كرسي الرئاسة بقوله: ربح العراق وزارة++ ميمونة فله البشارة ورئيسها الصدر الزعيم++ (محمد) زان الصدارة ولئن شدي التاريخ قال++ ترأس الصدر الوزارة.

[81] قال المؤلف: السيد الكاشاني: هو العلامة الكبير، والمؤلف الشهير صاحب المؤلفات القيمة والآثار الخالدة، والمواقف المشهورة، وقد اجتمعت به لأول مرة قبل اثنتي عشرة سنة تقريبا " في مدينة حلب الشهباء، وله في تلك الديار مواقف إسلامية مشكورة، تقدره وتعظمه لحد الآن أهاليها، وقد زرته في كربلاء المقدسة أيضا "، وحللت في بيته العامر، ورأيت مؤلفاته القيمة، ومصنفاته الممتعة، منها الكتاب الضخم النفيس (طبقات الأعلام) في تراجم أعلام الطائفة في مجلدات عديدة مع آلاف من صورهم، الكتاب الذي يعجز القلم عن تعريفه، الكتاب الذي أخذ شهرته العالمية وحظه الأوفي قبل أن ينتشر، ولقد أدهشتني عظمة هذا السفر العظيم، وغيرها من مؤلفاته القيمة في مختلف العلوم وشتي الفنون التي خدم بها مذهب أجداده الطاهرين عليهم السلام، ولسيدنا المعظم في بيته العامر مكتبة شخصية ضخمة عامرة، يربو عدد كتبها علي أربعة آلاف كتاب ما بين مطبوع ومخطوط، ومن جملة أثاره (تأسيس دار المعارف الإسلامية) و (مكتبة أبي الفضل العباس عليه السلام العامة)

التي هي من أضخم مكتبات مدينة كربلاء المقدسة، وغيرها من المآثر الجليلة، وهو اليوم يؤم المسلمين في الروضة الحسينية المقدسة، وله حق عظيم علي محرر هذا الإملاء جزاه الله عنا أحسن الجزاء، ورفع الله به كلمة الإسلام والمسلمين ودامت فضائله وفواضله.

[82] قال المؤلف: العلامة الأصبهاني، هو فيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة، شيخ العلماء في كربلاء، وإمام الجمعة والجماعة والفتوي، وقد رأيت هذا المولي الهمام أعظم مما كنت أسمع عنه من علم واسع، وخلق عظيم، فله اليد الطولي في أكثر العلوم وشتي الفنون من فقه وأصول وفلسفة وحكمة وكلام وأدب وطبيعيات ورياضيات وغيرها، أمد الله في عمره الشريف.

[83] قال المؤلف: الإمام المحسن هو اليوم سيد العلماء الأعلام، وأشهر الفقهاء العظام، علم الشيعة ومعز الشريعة، الإمام الأكبر والمصلح الأعظم صاحب المواقف الإسلامية الكبري الذي كرس حياته الشريفة لخدمة الشريعة الغراء، وقد أنقذ العراق بإصدار فتواه الشهيرة ضد الشيوعيين الملحدين أمد الله في حياته العزيزة، ومتعنا بأيامه المجيدة ولا زال سراجا " وهاجا " في جبين الإسلام ومنارا " مبينا " في غرة التاريخ.

[84] وقد طبق صيته الخافقين، وذاع اسمه في المشرقين بقيادته لأعظم ثورة إسلامية عرفها تاريخنا المعاصر، وشخصيته الجليلة الفذة أكبر من أن نعرفها بهذه السطور، فرحمه الله يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

[85] قال المؤلف: الإمام الخوانساري: هو اليوم أحد مراجع التقليد وزعماء الشيعة، ثنيت له وسادة المرجعية بعد وفاة الزعيمين: العظيمين الإمام الأكبر السيد البروجردي العظيم، والإمام السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي، أمد الله في حياته العزيزة، ومتعنا بطول بقائه الشريف.

[86] قال المؤلف: الإمام الكاشاني: هو أجلي من أي تعريف، وشهرته العالمية تكفينا عن إطالة الوصف في حقه، ولما زرته كان حينذاك إضافة إلي

مرجعيته الدينية، رئيسا " للمجلس النيابي في إيران، وهو أول عالم روحي تسنم كرسي رئاسة المجلس غير أنه لم يحضر مدة رئاسته المجلس، بل كان مجلس النواب ينعقد في بيته العامر إجلالا " له وتفخيما " لشخصيته، وعلي أي حال رأيته من أعظم رجال العالم الإسلامي. توفي رحمه الله عن عمر ناهز الثمانين، قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين والمجتمع الإنساني، وذلك في اليوم الثامن من شهر شوال عام 1380 هجرية، وكان يوم وفاته يوما " مشهودا "، ونعته جميع الإذاعات، وأعلنت الحداد، وأغلقت الأسواق، وأبنته جميع البلاد الإسلامية وغيرها.

[87] سورة المائدة: 55.

[88] يقال: جاء القوم بقضهم وقضيضهم أي جميعهم، لسان العرب: 11 / 205.

[89] المجلد 2 ص 293 . قال المؤلف: وقد أورد السيوطي عدة روايات دالة علي نزولها في حق علي عليه السلام وتنتهي طرقها إلي ابن عباس وسلمة ابن كهيل وعمار، وغيرهم.

[90] رواه الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن علي الصائغ، عنه إحقاق الحق: 2 / 404. أقول منعا " للتكرار والإطالة نرشد القارئ العزيز إلي كتاب إحقاق الحق: 2 / 400 وما بعدها حيث أورد الأخبار الآتية بألفاظها وأسانيدها.

[91] أورد المؤلف في المتن آية التطهير: (إنما يريد الله) الآية، وهذا غير صحيح لنزول آية التطهير في موقف آخر، والصحيح ما أثبتناه.

[92] روي مثله الحاكم في علوم الحديث من رواية عيسي بن عبد الله بن عمر بإسناده إلي علي عليه السلام، عنه إحقاق الحق: 2 / 404.

[93] سورة المائدة: 56.

[94] قال بيده: أشار.

[95] (الهوي) خ.

[96] (مديحك) خ.

[97] (جنب) خ.

[98] (فأثبتها) خ.

[99] كفاية الطالب: ص 106 ب 61 (ط. النجف الأشرف). وروي أيضا " نزولها في علي عليه السلام في الباب 62 ص

122 من الكتاب المذكور، بإسناده عن ابن عباس، ثم ذيله بكلمات إلي أن قال: هكذا ذكره حافظ العراقيين في مناقبه، وتابعه الخوارزمي، ورواه الحافظ محدث الشام بطريقين، وذكر الخوارزمي عقيب شأن نزول هذه الآية ما لفظه: ولبعضهم في حق علي عليه السلام شعر: وافي الصلاة مع الزكاة فقاما++ والله يرحم عبده الصبارا إلي أن قال: من ذا بخاتمه تصدق راكعا "++ وأسرها في نفسه إسرارا راجع إحقاق الحق: 2 / 402 إذ أخرج الحديث عن كتاب المباهلة (مخطوط) نقلا " عن كتاب كفاية الطالب. [

[100] تفسير الفخر الرازي: 12 / 20 و 26، عنه إحقاق الحق: 3 / 505.

[101] سورة طه: 25 و 32.

[102] سورة القصص: 35.

[103] ص 105، عنه إحقاق الحق: 3 / 511.

[104] أسباب النزول: 148، عنه إحقاق الحق: 2 / 400.

[105] أي قلقا " غير ثابت.

[106] الكاشف: 1 / 649 و ص 347 ط. مصر، عنه إحقاق الحق 2 / 403.

[107] الكاف الشاف: 56، عنه إحقاق الحق: 2 / 404.

[108] أحكام القرآن: 2 / 543، عنه إحقاق الحق: 2 / 406.

[109] الجامع لأحكام القرآن: 6 / 221 (ط. مصر).

[110] المنار: 6 / 442 (ط. مصر).

[111] روح المعاني: 6 / 149 (ط. الثانية بالقاهرة).

[112] ذخائر العقبي: 102 ط. مصر.

[113] التذكرة: 18 ط. النجف.

[114] مفاتيح الغيب: 12 / 26.

[115] هو السيد هاشم البحراني.

[116] الغدير: 2 / 25 و ج 3 / 156 وللعلامة الفيروزآبادي في كتابه (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) والعلامة السيد شرف الدين في كتابيه (المراجعات) و (النص والاجتهاد) طائفة أخري من الكتب المعتبرة والمصادر المهمة عند القوم، فراجع.

[117] ونتحفك عزيزي القارئ بطائفة أخري من المصادر المعتبرة عند القوم، منها: جامع الأصول

9 / 478 عن الجامع بين الصحاح الستة، والطبري المكي في ذخائر العقبي: 88، والقاضي الشوكاني في تفسير فتح القدير الجامع بين فني الدراية والرواية من علم التفسير: 2 / 50، والغرناطي الأندلسي في تفسيره: 2 / 50 طبع مصر، والأندلسي في تفسيره البحر المحيط: 3 / 513، والطبري في التفسير: 6 / 165، والخطيب البغدادي في تفسيره: 1 / 475، والنسفي: 1 / 484 (المطبوع بهامش تفسير الخازن)، والبلخي القندوزي في ينابيع المودة: 1 / 114، ونظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري: 6 / 145، وابن كثير الدمشقي في تفسيره: 2 / 71، عنها الإحقاق: 2 / 399 - 410. ورواه الحاكم النيشابوري في كتاب معرفة علوم الحديث: 102، وصاحب ترجمان القرآن: 930، وصاحب تفسير فتح البيان: 3 / 80، والحقاني في تفسيره: 3 / 30، وأبو نعيم في نزول القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام (كما في كفاية الخصام: 178 من عدة طرق)، والعلامة رزين مؤلف كتاب الجامع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزائه الثلاثة، والبيضاوي في تفسيره: 2 / 156، والنيسابوري في تفسيره (المطبوع بهامش تفسير الطبري): 6 / 146، ومحيي الدين الأعرابي في تفسيره: 294، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة: 206، وخواند مير في حبيب السير: 2 / 12، والسيوطي في لباب النقول في أسباب النزول: 90، وفي الإكليل: 93، والهيثمي في مجمع الزوائد: 7 / 17، عنها إحقاق الحق: 3 / 502 - 512. ورواه أبو نعيم الأصفهاني في نزول القرآن: 106 (بإسناده إلي عمار بن ياسر وابن عباس وسلمة بن كهيل)، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1 / 165 و 167 و 173 و

174 و 177 و 181، والحمويني في فرائد السمطين: 105 مخطوط، والزرندي في نظم درر السمطين: 85 - 87، ومحمد بن محمد في أرجع المطالب: 40 و 79 و 169 و 443، والصفوري في المحاسن المجتمعة: 162، والشيباني في المختار في مناقب الأخبار: 4، وأبو علم في أهل البيت: 60 و 223، والنقشبندي في شرح وصايا أبي حنيفة: 177، والهروي في الأربعين حديثا ": 19 مخطوط، وأخطب خوارزم في المناقب: 177، 179، والبدخشي في مفتاح النجا (مخطوط):، والثعلبي في تفسيره علي ما في مناقب الشافعي: 114 (مخطوط)، والسيوطي في الحاوي للفتاوي: 1 / 119، وابن كثير الدمشقي في تفسير القرآن المطبوع بهامش فتح البيان: 3 / 367، وابن المغازلي الشافعي في المناقب: 104، ومحمد بن أبي الفوارس في الأربعين: 22، والحنفي في درر بحر المناقب: 109، ومحمد بن عثمان في المنتخب من صحيح البخاري ومسلم: 216 مخطوط، والقندوزي في ينابيع المودة: 218، والحبري في تنزيل الآيات: 9، والنيسابوري في معرفة علوم الحديث: 102، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: 7 / 357، والمتقي الهندي في كنز العمال: 15 / 146، عنها إحقاق الحق: 14 / 2 - 31. ورواه الشافعي في توضيح الدلائل: 157 - 158، والبازي في غاية المرام: 75، والحنفي في آل محمد صلي الله عليه وآله: 56، والبروني في الكوكب المضئ: 48، وصاحب كتاب مختار مناقب الأبرار: 18، والشجري في الأمالي: 1 / 137، والقيرواني في التحصيل لفوائد كتاب التفصيل: 172، والثعلبي في الكشف والبيان: 167، والكفوي في أعلام الأخيار: 124، وأبو رقيعة الحنفي في تعليقاته علي الاختيار لابن مودود: 4 / 176، والإسكافي في المعيار والموازنة: 228، عنها إحقاق الحق: 20

/ 2 - 20.

[118] السفسطة: هي الاستدلال والقياس الباطل أو الذي يقصد به تمويه الحقائق.

[119] قال المؤلف: راجع مادة (ولي) من الصحاح، أو من مختار الصحاح، أو غيرهما من معاجم اللغة. أقول: وراجع في معني (الولي) كتاب الشافي للسيد المرتضي: 2 / 258 - 325 ففيه ما يغني.

[120] عوالي اللئالي: 1 / 306 ح 7، ومسند أحمد بن حنبل: 6 / 66.

[121] سورة التوبة: 71.

[122] سورة آل عمران: 173.

[123] مجمع البيان: 2 / 211 (نشر المكتبة العلمية الإسلامية).

[124] المجلد الأول ص 649 (نشر أدب الحوزة).

[125] لزهم بالتشديد: أي اضطرهم .

[126] أسباب النزول: 148 (ط. مصر المطبعة الهندية).

[127] الكافي للكليني: 1 / 427 ح 77.

[128] أمالي الصدوق: 108 ذ ح 4.

[129] الأحزاب: 33.

[130] قال المؤلف: ورواية اختصاص الآية بهن من أغرب الغرائب، وأعجب العجائب، وقد ذكره ابن حجر في صواعقه عند ذكر آية التطهير، فراجع! أقول: ولعمري إنها لمهزلة، وشهادة أخري يدلي بها ابن حجر علي نفسه لإثبات عقم تفكيره وجهله، وقلة باعه في التفسير، وإن الحقد والعصبية قد أعميا قلبه عن كل حق وصحيح وعدل، وإلا فبرك أيها القارئ المنصف المدرك، ماذا ستقول له عندما ستقف - بعد قليل - علي عشرات المصادر المعتبرة - من تفاسير وصحاح ومسانيد وسنن - وفيها ما يؤكد علي اختصاصها بأهل البيت عليهم السلام ونزولها في حقهم؟.

[131] ص 531 .

[132] الأحزاب: 34.

[133] الأحزاب: 33.

[134] الأحزاب: 32.

[135] الأحزاب: 27 - 30.

[136] التحريم: 4 - 5.

[137] قال المؤلف: لا يخفي علي من تتبع سيرتهن أن المراد منهن مجموعهن لا جميعهن.

[138] أنظر تفسير الكشاف للزمخشري: 4 / 563 والتخريجات التي بهامشه.

[139] روي أحمد في مسنده: 2 / 442 بإسناده إلي أبي هريرة

قال: نظر النبي صلي الله عليه وآله إلي علي والحسن والحسين وفاطمة، فقال: (أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم).

[140] روي أبو الفداء في المختصر في أخبار البشر: 1 / 183 قول عائشة: البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه!! عنه إحقاق الحق: 11 / 179.

[141] الصوارم المهرقة: 158، جاء فيه:. مع أن احتمال ملكية الأزواج لبيوتهن مما أبطله إنشاد ابن عباس (رض) علي عائشة حين مجيئها راكبة علي بغلة لمنع أن يطاف بجنازة الحسن عليه السلام في حجرة النبي صلي الله عليه وآله وذكر البيت. وتجدر الإشارة إلي أن كتاب (الصوارم المهرقة) هو للعلامة المجاهد القاضي نور الله التستري الملقب (الشهيد الثالث)، ألفه ردا علي كتاب (الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيثمي، وهو أول رد علي (الصواعق) بأسلوب متين رصين يعضده قلمه رحمه الله البالغ قمة مراتب البلاغة وجودة التقرير، فهو والحق يقال سفر نفيس، ومؤلف نافع، وكتاب شريف، فلله دره وعليه أجره.

[142] أوردها الغزالي في الباب الثالث من الجزء الثاني من (إحياء العلوم) وفي الباب الرابع والتسعين من كتابه (مكاشفة القلوب) .

[143] أنظر حديث أم سلمة وذكرها لحديث (الكساء) ص 106 وما بعدها.

[144] سورة آل عمران: 61.

[145] يأتي بتمامه وتخريجاته ص 203.

[146] قال المؤلف: هذا الحديث أخرجه أكابر علماء السنة قديما " (2) وحديثا " في كتبهم من الصحاح، والسنن، والمسانيد، والتفاسير، والسير، والتواريخ، واللغة، وغيرها كصحيح مسلم: 7 / 122، وسنن الترمذي: 2 / 307، وسنن الدارمي: 2 / 332، ومسند أحمد بن حنبل: 3 / 14 و 17 و 36 و 59، وغيرهم.

[147] يأتي بتمامه وتخريجاته ص 232.

[148] قال المؤلف: رواه جماعة كثيرة من أعاظم علماء السنة منهم الحاكم في المستدرك: 3

/ 343.

[149] أورده الحنفي القندوزي في ينابيع المودة: 2 / 354 (انتشارات الشريف الرضي).

[150] قال المؤلف: إنما أتي النبي صلي الله عليه وآله بسين التقريب لعلمه أن سيكون ذلك فور موته. أقول: وهذا ما حدث بالفعل، بل وقبيل وفاته صلي الله عليه وآله ألقي (البعض) بذرة الفتنة والخلاف، وذلك ساعة قال رسول الله صلي الله عليه وآله قبيل رحيله: (ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتابا " لن تضلوا بعده). فقالوا: إن رسول الله يهجر!!! فمنعوه من تدوين الحقيقة. وهذا حديث مشهور، رواه البخاري في صحيحه: 2 / 85 و ج 6 / 11، ومسلم في المولي الهمام أعظم مما كنت أسمع عنه من علم واسع، وخلق عظيم، فله اليد الطولي في أكثر العلوم وشتي الفنون من فقه وأصول وفلسفة وحكمة وكلام وأدب وطبيعيات ورياضيات وغيرها، أمد الله في عمره الشريف.

[151] أورده ابن الأثير في النهاية: 1 / 159 عن النبي صلي الله عليه وآله. وقاله رسول الله صلي الله عليه وآله ضمن خطبته في حديث (غدير خم) علي ما رواه الشيخ الطوسي في آماليه ص 227 المجلس الثامن.

[152] روي الحمويني في فرائد السمطين (مخطوط) عنه إحقاق الحق: 5 / 56 بإسناده إلي رسول الله صلي الله عليه وآله قوله ضمن حديث (الحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيها، وسيدا شباب أهل الجنة).

[153] المجلد الخامس ص 198 .

[154] الجزء الثاني والعشرين ص 502 .

[155] المجلد الثاني: ص 502 .

[156] الجزء الثالث ص 259 .

[157] أسباب النزول: ص 267 .

[158] الجزء الثاني: ص 331 . ويأتي الحديث ص 118 بتخريجاته.

[159]

[160] آل عمران .

[161] الصواعق المحرقة: 154 (ط. عبد اللطيف بمصر).

[162] تفسير الرازي: 8 / 85 (ط. البهية بمصر).

[163]

الكشاف: 1 / 482 .

[164] العاقب: الذي يخلف السيد، وهو ثانية في الرتبة.

[165] قوله: (فقال أسقف نجران: يا معشر النصاري) أي حبرهم عبد المسيح، انتهي عن هامش التفسير.

[166] المرط: كساء من صوف أو خز كان يؤتزر به. قال في مجمع البحرين: 5 / 381: مرط مرحل: الموشي المنقوش عليه صورة رحال الإبل. وروي (مرجل) بالجيم: عليه صور المراجل، وهي القدور. ونقل عن كتاب العين في باب الحاء المهملة (المرحل): ضرب من برود اليمن سمي مرحلا " لأن عليه تصاوير الرحال وما يشبه، انتهي. والمرجل من الشعر: المسرح.

[167] تفسير الكشاف: 1 / 368 (نشر آداب حوزة). تقدم حديث الكساء ص 106 بتخريجاته، وقد أخرجه مسلم في صحيحه من طريق صفية بنت شيبة، عن عائشة، وغفل الحاكم فاستدركه.

[168] صحيح مسلم: 15 / 175 (ط. بيروت).

[169] مسند أحمد بن حنبل: 1 / 185 (ط. مصر).

[170] تفسير الطبري: 3 / 192 ط. مصر.

[171] الدر المنثور: 4 / 38 (ط. مصر).

[172] أسباب النزول: 74 (ط. الهندية بمصر).

[173] ينابيع المودة: 52 و 244 و 295 (ط. اسلامبول).

[174] ص 101 .

[175] ص 25 (ط. مصر سنة 1356 ه).

[176] ص 54 .

[177] ج 3 ص 150 (ط. حيدر آباد).

[178] ص 297 (ط. حيدر آباد).

[179] ج 1 ص 302، عنه إحقاق الحق: 3 / 50، ورواه العلامة المذكور في كتاب مصابيح السنة: 2 / 204 (ط. الخيرية) قال: من الصحاح عن سعد بن أبي وقاص، وذكر الحديث.

[180] 8 / 85 ط. البهية بمصر.

[181] ج 3 ص 150 (ط حيدر آباد).

[182] ج 4 ص 25 (ط الأول بمصر).

[183] ص 17 (ط. النجف).

[184] ج 3 ص 104 (ط. مصر).

[185] ج 2 ص 22 (ط. مصطفي محمد

بمصر).

[186] ج 2 ص 503 (ط. مصطفي محمد بمصر).

[187] ص 7 و 8 (ط. طهران).

[188] قال المؤلف رحمه الله: لا غرابة في نزول هذه الآية وغيرها في حق من خصهم الله بها، ولقد أجاد العلامة الحجة السيد الكاشاني في كتابه (مصابيح الجنان) حيث قال في ص 167: إن الخمسة أصحاب الكساء هم الذين طهرهم الله تعالي من الرجس، وعصمهم من الزلل، وجعلهم حججا " علي العالمين، وبعثهم إلي الخلائق أجمعين، وارتضاهم أئمة للمؤمنين، وقدوة للمسلمين، ولأجلهم خلق السماوات والأرضين، وجعلهم سبله وذرائعه، وأبوابه التي يؤتي منها، وأنواره التي يستضاء بها، وأمناءه علي بلاده، وحبله المتصل بينه وبين عباده.

[189] أخرج في كتاب إحقاق الحق: 3 / 46 - 75 و ج 9 / 70 - 91 و ج 14 / 131 - 148 و ج 18 / 389 و ج 20 / 84 - 87 عن جملة من كتب العامة التي أثبتت نزول هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقد ذكر المؤلف هنا قسما " منها. وإليك عزيزي القارئ قسما " آخر منها: أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن: 2 / 16، الثعلبي في تفسيره كما في العمدة لابن البطريق: 95، البغوي في مصابيح السنة: 2 / 204، الأندلسي المالكي في أحكام القرآن: 1 / 115، ابن الأثير في جامع الأصول: 9 / 470، الطبري في الرياض النضرة: 188، النسفي في تفسيره: 1 / 136، الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح: 568، والخازن في تفسيره: 1 / 302، وابن كثير الدمشقي في تفسيره: 1 / 370، وفي البداية والنهاية: 5 / 52، وابن الملك في مبارق الأزهار: 3 / 356، والكاشفي في

معارج النبوة: 1 / 315، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 115، والإكليل: 53، والحلبي في السيرة المحمدية: 3 / 35، والدهلوي في مدارج النبوة: 500، والترمذي في المناقب المرتضوية: 44، والشبراوي في الإتحاف بحب الأشراف: 5، والشوكاني في فتح القدير: 1 / 316، والآلوسي في تفسير روح المعاني: 3 / 167، والطنطاوي في تفسير الجواهر 2 / 120، والحضرمي في رشفة الصاوي: 35.

[190] يأتي الحديث: 225 بتخريجاته.

[191] سورة الشوري: 23.

[192] قال المؤلف: كابن تيمية، وابن كثير، ومن حذا حذوهما من مناوئي أهل البيت عليهم السلام، وحملة الروح الأموية لسوء صنيعهم، وكثرة فريتهم علي العترة الطاهرة، وسيلقون جزاءهم يوم الوقوف بين يدي الله ورسوله للحساب. أقول: وهل تعيق حصيات ابن تيمية وابن كثير وأمثالهم، السيل الجارف لأحاديث أعلام القوم الصحيحة والمشهورة - الآتية عن قريب - وتحول دون إروائه للنفوس الظمأي والمتعطشة للحقيقة؟! للمنصف أن يجيب.

[193] فيما نقله عنهما النبهاني في أربعينه .

[194] فيما نقله عنه النبهاني في الشرف المؤبد .

[195] فيما نقله عنه في الشرف المؤبد .

[196] المجلد الثاني ص 339 .

[197] ص 25 .

[198] ص 8 .

[199]

[200] سورة الأحزاب: 56.

[201] مسند الشافعي: 2 / 97 (ط. السعادة بمصر).

[202] الصواعق المحرقة: 144 (ط. المحمدية بمصر). قال المؤلف: لقد أتي ابن الحجر في صواعقه ما يثبت مدعي الشيعة في تفضيل آل محمد علي جميع الأمة لأن النبي صلي الله عليه وآله أقامهم مقام نفسه في الصلاة والسلام عليه، وفي كثير من حوالة صلي الله عليه وآله، ولكن مع الأسف أن أهل الحسد والبغضاء تصرفوا في الروايات حسب ما تشتهيه أهواءهم، فأفردوا بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وتركوا الآل، وهي التي نص الرسول صلي الله عليه

وآله عليها وسماها صلاة البتراء، وإذا ذكروا - في الصلاة عليه - الآل أتوا بأصحابه مرة، وبالأزواج والأصحاب أخري، وقد أتانا ابن الحجر هنا برواية فيها حذف الآل، والغرض من هذا كله جعل أهل البيت عليهم السلام كغيرهم تمويها " علي السذج من الناس ليدرؤوا عمن تقدم عليهم النقد، وهذا ظاهر لمن تجرد عن العصبية. وقد تعرضت لكثير من مناقضات ابن حجر وغيره في كتابي (الشيعة وحجتهم في التشيع) راجع هناك تجد فيها ما يغنيك، وقد قال الإمام الشافعي: يا أهل بيت رسول الله حبكم++ فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم++ من لم يصل عليكم لا صلاة له وقد نسب هذين البيتين إلي الشافعي الزرقاني في شرح المواهب ص 7، وجمع آخرون، وأخرجه أحمد في مسنده 6 / 323، وأخرجه ابن حجر في صواعقه باب 10.

[203] ج 14 ص 233 - 234 ط. القاهرة 1357 ه.

[204] ج 1 ص 184 ط. السعادة بمصر.

[205] إحقاق الحق: 3 / 252 - 274 و ج 9 / 524 - 605 و ج 18 / 290 - 310.

[206] سورة الشوري: 23.

[207] أخرجه في الغدير: 2 / 304 عن تفسير النيسابوري.

[208] ذخائر العقبي: 19 (ط. مصر).

[209] الشفاء: 2 / 55 (ط. مصر).

[210] الصواعق المحرقة: 139 و 232 (ط. عبد اللطيف بمصر) عنه الغدير: 2 / 303.

[211] تفسير الرازي: 7 / 391، عنه الغدير: 2 / 303.

[212] سورة المائدة: 56.

[213] المائدة: 67.

[214] وإليك عزيزي القارئ بعض المصادر المعتبرة - بعضها أوردها المؤلف - التي ذكرت نزول هذه الآية في حق أمير المؤمنين علي عليه السلام منها: الدر المنثور: 2 / 298، تفسير مفاتيح الغيب: 12 /

50، تفسير المنار: 6 / 463، تنزيل الآيات: 54، التهذيب في التفسير: 3 / 106، توضيح الدلائل: 158، حبيب السير: 2 / 12، مودة القربي: 55، ينابيع المودة: 20، الفصول المهمة: 23، و 74، فتح البيان: 3 / 89، شواهد التنزيل: 1 / 187 - 192، تفسير فتح القدير: 3 / 57، تفسير الثعلبي: 68، أمالي الشجري: 145، أسباب النزول: 135، أرجح المطالب: 67 و 203 و 566، وما نزل من القرآن في علي عليه السلام: 86.

[215] مصابيح الجنان ص 560. قال المؤلف: هو من أعظم الكتب المؤلفة في هذه الآونة الأخيرة في الأدعية والزيارات وأعمال السنة ووقائعها، ومناسك الحج وسائر الآداب والسنن، وما يحتاجه المسلم المتورع من حين الولادة إلي بعد الوفاة. ولعمري إنه ليتيمة الدهر، ومفخرة الأيام والشهور، ومصابيح مضيئة تأخذ بيد مقتنيه إلي الجنة، وهو أول كتاب ألف في هذا الموضوع بالشرح العربي، وكنا نأمل أن يصدر مؤلف قيم مثل هذا الكتاب الجليل قبل سنين وأعوام، حتي قيض الله سيدنا الشريف، الحجة المجاهد العباس الكاشاني الذي يمت هذا السفر القيم، والأثر الخالد الذي خدم به الإسلام والمسلمين، فحيا الله سيدنا الكاشاني المجبل وبياه، ورفع الله به كلمة الإسلام.

[216] غدير خم: بضم الخاء وتشديد الميم، اسم لما بين مكة والمدينة فيه غدير خطب عنده رسول الله صلي الله عليه وآله. قاله الطريحي في مجمع البحرين (مادة: خمم).

[217] قال الطريحي في مجمع البحرين: 5 / 31: الجحفة - بضم الجيم - هي مكان بين مكة والمدينة، محاذية لذي الحليفة من الجانب الشامي، قريب من رابغ بين بدر وخليص، سميت بذلك لأن السيل اجتحف بأهلها أي ذهب بهم، وكان اسمها قبل ذلك (مهيعة). وقال في

معجم البلدان: 2 / 111. بينها وبين المدينة ست مراحل وبينهما وبين غدير خم ميلان.

[218] ضجنان - بالتحريك ونونين -: قال أبو منصور: لم أسمع فيه شيئا " مستعملا " غير جبل بناحية تهامة يقال له (ضجنان). وقيل: جبل علي بريد من مكة، ولضجنان حديث في حديث الإسراء (معجم البلدان: 3 / 453).

[219] روي القوم خطبة الرسول صلي الله عليه وآله في أحاديثهم بالتقطيع والتشطير نحو: ابن المغازلي في المناقب: 16 (ط. المكتبة الإسلامية)، وابن الصباغ في الفصول المهمة: 23 (ط. النجف)، والقندوزي في ينابيع المودة: 7 (ط. اسلامبول)، والأمر تسري في أرجح المطالب: 338 و 560 (ط. لاهور)، والنسائي في الخصائص: 20 (ط. التقدم بمصر)، والحاكم في المستدرك: 3 / 109 (ط. حيدر آباد الدكن)، والخوارزمي في المناقب: 93 (ط. تبريز)، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 163 (ط. مكتبة القدسي بالقاهرة)، وكثير غيرهم يطول بهم المقام، راجع إحقاق الحق: 4 / 436 و ج 6 / 346، وتجدها بتمامها - أخي القارئ - في كتاب الإحتجاج للطبرسي: 1 / 66، وكتاب روضة الواعظين للنيسابوري: 109.

[220] روي حديث التهنئة العديد من علماء ورواة الفريقين في مصادرهم المعتبرة وبأسانيد صحيحة، قال ابن الجوزي في مناقبه: 29، بعد إيراده لحديث التهنئة: اتفق علماء السير علي قصة الغدير، انتهي. وحتي لا نطيل علي القارئ الكريم نشير إلي موسوعة الغدير: 1 / 275. وموسعة عبقات الأنوار: 7 / 167 و ج 10 / 294. وموسوعة إحقاق الحق: 5 / 79 و ج 6 / 361. وغيرها. المسند لأحمد بن حنبل، المسند الكبير للشيباني النسوي، المسند لأبي يعلي الموصلي، المصنف لابن أبي شيبة، التفسير للطبري، التفسير لابن مردويه الأصفهاني،

الساير الداير لنظام الدين القمي النيشابوري، التفسير الكبير للفخر الرازي، التفسير لعبد الوهاب البخاري، تفسير شاهي لمحمد محبوب العالم، من روي حديث الغدير للحافظ الدارقطني، الإبانة لابن بطة، الكشف والبيان للثعلبي، الفصول المهمة للحافظ البيهقي، الفصول المهمة لابن الصباغ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، فضائل للسمعاني، الملل والنحل للشهرستاني، النهاية لابن الأثير، أسد الغابة، الصواعق المحرقة، والخطط للمقريزي.

[221] المائدة: 3. أقول أخرج في عبقات الأنوار: 9 / 231 - 240 أحاديث وروايات من كتب الفريقين بشأن نزول هذه الآية في يوم الغدير، وإليك أخي القارئ عددا " من المصادر المعتبرة المذكور فيها نزول هذه الآية المباركة في حق أمير المؤمنين علي عليه السلام: تفسير ابن كثير 2 / 14، تفسير الثعلبي: 2 / 14، أرجح المطالب: 66، 67، 73، 566، 568، وأخرجه عن حلية الأولياء وشرح البخاري وتفسير الكبير وتفسير الواحدي والدر المنثور وغرائب القرآن، أمالي الشجري: 1 / 42، 146، البداية والنهاية: 5 / 213، توضيح الدلائل: 156، روح المعاني: 6 / 55، شواهد التنزيل: 1 / 156، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 143، مطلع الأقمار ومجمع الأنهار: 176، مناقب عبد الله الشافعي: 105، مناقب المغازلي: 18 ح 24، ينابيع المودة: 120 و 249.

[222] (وأكرم بالنبي) خ.

[223] (التعاديا) خ.

[224] (ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا) خ.

[225] راجع مناقب الخوارزمي: 80، فرائد السمطين: 1 / 76، نظم درر السمطين 112، وكثير غيرها تجدها في إحقاق الحق: 6 / 247 - 276.

[226] ذكر في كتاب عوالم العلوم المجلد الخاص بحديث الغدير: 479 رواة حديث الغدير من التابعين، فقد عد ممن روي هذا الحديث مائة وواحدا ".

[227] ولنعم ما قيل في أن حديث الغدير رواته كثيرون جدا "،

قليلون جدا "). فهم كثيرون جدا " لانفراده بذلك العدد الجم من الرواة، إذ ينعدم نظيره في تراثنا الإسلامي المجيد، وقليلون جدا " بالنسبة إلي الجماهير التي احتشدت في ذلك اليوم الخالد بما زاد علي المائة ألف.

[228] ذكر في كتاب عبقات الأنوار: 8 / 11 - 199 التفاسير السنية التي فسر فيها كلمة (مولي) بمعني - الأولي - وعد منها (43) تفسيرا ".

[229] راجع فضائل الصحابة: 2 / 682 ح 1167، خصائص النسائي: 124، والإصابة: 2 / 408 و ج 4 / 80، عنها الاحقاق: 2 / 438 و ج 6 / 323، وفضائل الخمسة: 1 / 377.

[230] أقول: ذكر في عوالم العلوم المجلد الخاص بحديث الغدير: 488، أربعة وثلاثين صحابيا " ممن شهد لأمير المؤمنين عليه السلام يوم الرحبة والركبان بحديث الغدير. وذكر في ص 486 مناشدات أمير المؤمنين عليه السلام، بالإضافة إلي يوم الرحبة والركبان، وهي مناشدته عليه السلام لأبي بكر، ومناشدته عليه السلام يوم الشوري، ومناشدته عليه السلام في المسجد أيام عثمان، ومناشدته عليه السلام يوم الجمل، ومناشدته عليه السلام يوم صفين.

[231] الرحبة: محلة بالكوفة، ورحبة المسجد: الساحة المنبسطة.

[232] في طاعون عمواس خمسة وعشرون ألفا " سوي من لم يحصر منهم.

[233] المراجعات: 325 (ط. دار الكتاب الإسلامي).

[234] ص 194 حيث ذكر (أنس) في أهل العاهات. ويشهد لها ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده: 1 / 119 (ط. الميمينة بمصر) حيث يقول: فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا، فأصابتهم دعوته. أقول: وممن كتم حديث الغدير - إضافة لأنس - فأصابته دعوة الإمام علي عليه السلام: 1 - البراء بن عازب. 2 - زيد بن أرقم. 3 - جرير بن عبد الله البجلي. 4

- يزيد بن وديعة 5 - عبد الرحمن بن مدلج. 6 - أشعت بن قيس الكندي. 7 - خالد بن يزيد البجلي.

[235] وإليك عزيز القارئ بعض المصادر التي روت نزول هذه الآية في مناوئ علي عليه السلام يوم غدير خم: أربعين الهروي (مخطوط)، أرجح المطالب: 568، تفسير الثعلبي (مخطوط)، تفسير القرطبي، شواهد التنزيل: 268، الفصول المهمة: 24، فيض القدير: 6 / 217، نزهة المجالس: 2 / 209، نظم درر السمطين: 93، نفحات اللاهوت: 27، نور الأبصار: 87، ينابيع المودة: 274 وغيرها. وممن روي نزول هذه الآية في يوم غدير خم: ابن عباس، أبو هريرة، حذيفة بن اليمان، سعد بن أبي وقاص، سفيان بن عيينة، وجعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي عليهم السلام وغيرهم.

[236] أسباب النزول: 150 (ط. مصر).

[237] الدر المنثور: 2 / 298 (ط. مصر).

[238] ج 3 ص 636، عنه الغدير: 1 / 219.

[239] ج 6 ص 194 .

[240] ج 2 ص 57 .

[241] ينابيع المودة: 120 (ط. الاسلامبول).

[242] ج 6 ص 172 .

[243] ج 6 ص 463، عنه الغدير: 1 / 223.

[244] الدر المنثور 2 / 259، عنه الغدير 1 / 231.

[245] تاريخ بغداد: 8 / 290 رواه بسندين صحيحين عنه الغدير: 1 / 232.

[246] فرائد السمطين: 1 / 72 من طريقين، ومناقب الخوارزمي: 80 (ط. تبريز) عنهما إحقاق الحق: 6 / 355 - 357.

[247] تاريخ اليعقوبي: 2 / 43 (منشورات الشريف الرضي).

[248] كذا، وفي أكثر المصادر هكذا: سألتني عن شئ ما سألني عنه خلق قبلك، لقد سألت جعفر بن محمد عليهم السلام عن مثل الذي سألتني عنه، فقال: أخبرني أبي، عن جده، عن أبيه، عن ابن عباس، فقال: لما كان يوم غدير

خم. وذكر الحديث. وتجدر الإشارة إلي أن سفيان بن عيينة هو ممن روي عن الإمام الصادق عليه السلام.

[249] نور الأبصار: 106 (ط. العثمانية بمصر). والآية من سورة المعارج: 1 - 3. ورواه الثعلبي في تفسيره: 4 / 234 (مخطوط) راجع إحقاق الحق: 3 / 582 و ج 14 / 443.

[250] فرائد السمطين الباب الثالث عشر، عنه الغدير: 1 / 242.

[251] ص 24 (ط. النجف).

[252] تذكرة ابن الجوزي: 19 بإسناده عن أبي إسحاق في تفسيره، عنه الغدير: 1 / 242 ح 6.

[253] ج 8 ص 292، عنه الغدير: 1 / 343.

[254] نزهة المجالس: 2 / 209 (ط. القاهرة).

[255] مسند أحمد: 4 / 281 (ط. الأولي بمصر).

[256] مسند أحمد: 4 / 281.

[257] مسند أحمد: 4 / 372.

[258] مسند أحمد: 1 / 84 (من 13 طريقا ") و ص 152 (ط. الأولي بمصر).

[259] سنن ابن ماجة: 1 / 55 و 56 (ط. الأولي بمصر) و ص 43 ح 116 (ط. دار إحياء التراث العربي).

[260] ص 22 (ط. القاهرة).

[261] العقد الفريد: 3 / 42، عنه الغدير: 1 / 210.

[262] تاريخ الخلفاء: 65 (ط. الميمنية بمصر).

[263] الجامع الصغير: 179 و 180 و 141 ح 5598 (ط. مصطفي محمد بمصر).

[264] كنوز الحقائق: 2 / 117 .

[265] إسعاف الراغبين: 151 .

[266] الرياض النضرة: 2 / 170 .

[267] ج 2 ص 220 .

[268] الجزء الرابع ص 23 .

[269] ص 166 .

[270] ص 111 .

[271] ج ص 10 .

[272] تاريخ بغداد: 7 / 377 (ط. القاهرة).

[273] ص 150 .

[274] ج 12 ص 50 .

[275] ص 120 .

[276] ج 2 ص 298 .

[277] ص 23 و 24 (ط. الغري).

[278] ج 2 ص 297 و ج

13 ص 165 (ط. الصاوي).

[279] ج 2 ص 109 و 110 (ط. حيدر آباد الدكن).

[280] ج 5 ص 212 وما بعدها وقبلها ط. مصر.

[281] ج 2 ص 93 .

[282] الصواعق المحرقة: 42 (ط. القاهرة).

[283] ج 5 ص 208 (ط. مصر).

[284] ينابيع المودة: 39 (انتشارات الشريف الرضي).

[285] راجع أيضا " خلاصة عبقات الأنوار: 9 / 343 - 359 (ط. منشورات قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة).

[286] راجع إحقاق الحق: 2 / 426 - 465 و ج 3 / 322 - 327 و ج 6 / 225 - 304.

[287] ج 1 / 73 - 151، وفيه أسماء الرواة لحديث الغدير مع تراجمهم.

[288] إقبال الأعمال: 663.

[289] المربع والمرتبع والمتربع: الموضع الذي ينزل فيه أيام الربيع، (لسان العرب: 5 / 117).

[290] رواه ابن خاوند شاه في روضة الصفا: 1 / 173، عنه الغدير: 1 / 271.

[291] رواه ابن خاوند شاه في روضة الصفا: 1 / 173، عنه الغدير: 1 / 271.

[292] ونذكر لك عزيزي القارئ بعضا منها، فقد رواه كل من: السيوطي في الحاوي: 79، عنه الإحقاق: 6 / 231 " قول عمر بن الخطاب لعلي عليه السلام بعد قوله - من كنت مولاه فعلي مولاه -: أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة. الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 8 / 290، والسمعاني النيسابوري في فضائل الصحابة. والثعلبي في تفسيره: 104 (علي ما فيه مناقب عبد الله الشافعي)، والخوارزمي في المناقب: 93 و ص 94، والبيهقي في الإعتقاد: 182، والطبري في ذخائر العقبي: 67، والزرندي الحنفي في نظم درر السمطين: 109. والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح: 565، ابن الصباغ في الفصول المهمة، والكرخي في نفحات اللاهوت: 27 و ص 92،

والشيخ محمد طاهر في مجمع بحار الأنوار: 3 / 465، والقندوزي في ينابيع المودة 206 و ص 249 و ص 31، والساعاتي في بدائع المنن: 2 / 503، والأمر تسري في أرجح المطالب: 67 و ص 567 و ص 568، بهجت أفندي في تاريخ آل محمد: 85، عنهم إحقاق الحق: 6 / 361 - 367. والحنفي الهندي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: 310 و ص 307 و ص 367، عنه إحقاق الحق 16 / 583. وأخرجه في إحقاق الحق: 20 / 172 - 174 عن الثعلبي النيسابوري في الكشف والبيان في تفسيره القرآن: 168، وابن بدر في التهذيب في التفسير: 3 / 106. وأخرج في الغدير: 1 / 172 - 283 تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر، عليا " أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير نقلا " عن ستين مصدرا ".

[293] ص 16، وتجهيز الجيوش: 292.

[294] الحديد: 15.

[295] (كلهم) خ. وعجز البيت هو: وأحري قريش أن تهاب وتحمدا.

[296] روي السمعاني في فضائل الصحابة (علي ما في إحقاق الحق: 6 / 368) بالإسناد عن سالم بن أبي الجعد، قال: قيل لعمر: إنك تصنع بعلي ما لا تصنعه بأحد من صحابة رسول الله صلي الله عليه وآله!، قال: لأنه مولاي.

[297] أي جمع ثيابه عند نحره - في الخصومة - ثم جره.

[298] راجع في ذلك الخوارزمي في المناقب: ص 97، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبي: ص 67 من طريق ابن السمان في كتاب (الموافقة) عن عمر، والأمر تسري في أرجح المطالب: 573، والقلندر في الروض الأزهر: 366 (بأسانيدهم وبألفاظ مختلفة عنها، إحقاق الحق: 6 / 367).

[299] الحجرات: 10.

[300] التوبة: 71.

[301] الفتح: 29.

[302] إتماما للفائدة، وإلقاء للحجة

نورد لك هذه الآيات المباركة الشريفة المذكورة في كتب القوم، وهي: سورة الشوري: 23 (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي). سورة البقرة: 207 (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). سورة آل عمران: 61 (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) سورة البقرة: 37 (فتلقي آدم من ربه كلمات). سورة البقرة: 124 (إني جاعلك للناس إماما) سورة مريم: 96 (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا). سورة الرعد: 7 (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد). سورة الصافات: 24 (وقفوهم إنهم مسؤولون). سورة محمد: 30 (ولتعرفنهم في لحن القول). سورة الواقعة: 10 (والسابقون السابقون أولئك المقربون). سورة التوبة: 19 (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام). سورة المجادلة: 12 (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة). سورة الزخرف: 45 (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا). سورة الحاقة: 12 (وتعيها أذن واعية). سورة الإنسان: 1 (هل أتي علي الإنسان حين من الدهر). سورة الزمر: 33 (والذي جاء بالصدق وصدق به). سورة الأنفال: 62 (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين). سورة الأنفال: 64 (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين). سورة الحديد: 19 (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون). سورة البقرة: 274 (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية). سورة الأحزاب: 56 (إن الله وملائكته يصلون علي النبي). سورة الرحمن: 19 (مرج البحرين يلتقيان). سورة الرعد: 43 (ومن عنده علم الكتاب). سورة العنكبوت: 1 - 2 (ألم - أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا). سورة التحريم: 8 (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا). سورة البينة: 7 (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم

خير البرية). سورة الفرقان: 54 (هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا). سورة التوبة: 119 (وكونوا مع الصادقين). سورة الحجر: 47 (إخوانا علي سرر متقابلين). سورة الأعراف: 172 (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم). سورة التحريم: 4 (وصالح المؤمنين). سورة المائدة: 3 (اليوم أكملت لكم دينكم) سورة النجم: 1 (والنجم إذا هوي). سورة العاديات: 1 (والعاديات ضبحا). سورة السجدة: 18 (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون). سورة الفتح: 29 (فاستوي علي سوقه). سورة الرعد: 4 (يسقي بماء واحد) سورة الأحزاب: 23 (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا عليه). سورة فاطر: 32 (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا). سورة يوسف: 108 (أنا ومن اتبعني) سورة الرعد: 19 (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق). سورة محمد: 32 (وشاقوا الرسول من بعدما تبين لهم الهدي). سورة هود: 3 (ويؤت كل ذي فضل فضله). سورة الزمر: 32 (فمن أظلم ممن كذب علي الله). سورة آل عمران: 173 (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل). سورة الأحزاب: 25 (وكفي الله المؤمنين القتال). سورة الشعراء: 84 (واجعل لي لسان صدق من الآخرين). سورة العصر: 1 - 2 (والعصر - إن الإنسان لفي خسر). سورة العصر: 3 (وتواصوا بالصبر). سورة التوبة: 100 (والسابقون الأولون). سورة الحج: 34 (وبشر المخبتين). سورة الأنبياء: 101 (إن الذين سبقت لهم منا الحسني). سورة الأنعام: 160 (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). سورة الأعراف: 44 (فأذن مؤذن بينهم). سورة الأنفال: 24 (إذا دعاكم لما يحييكم). سورة القمر: 55 (في مقعد صدق عند مليك مقتدر). سورة الزخرف: 57 (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون). سورة الأعراف:

181 (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون). سورة الفتح: 29 (تراهم ركعا سجدا). سورة الأحزاب: 58 (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا). سورة يونس: 2 (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق). سورة النساء: 59 (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). سورة التوبة: 3 (وأذان من الله ورسوله إلي الناس يوم الحج الأكبر). سورة الرعد: 29 (طوبي لهم وحسن مآب). سورة الزخرف: 41 (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون). سورة النحل: 76 (هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم). سورة الصافات: 130 (سلام علي آل ياسين). سورة الحجر: 47 (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا علي سرر متقابلين). سورة الفتح: 29 (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار). سورة النساء: 54 (أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله). سورة النور: 35 (كمشكاة فيها مصباح). سورة النساء: 29 (لا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما). سورة الفتح: 29 (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما). سورة المائدة: 54 (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه). سورة هود: 17 (أفمن كان علي بينة من ربه). سورة البقرة: 157 (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). سورة النحل: 43 (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). سورة النبأ: 1 - 2 (عم يتساءلون عن النبأ العظيم). سورة الأحزاب: 33 (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). سورة المائدة: 67 (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك). سورة المائدة: 55 (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وروي عن ابن عباس - في حديث مشهور -

أنه قال: ما نزلت آية وفيها (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي رأسها وأميرها. راجع حلية الأولياء: 64 وينابيع المودة: 126، وشواهد التنزيل: 1 / 52 وغيرها، وتجدر الإشارة إلي أن هذه الآية الشريفة وردت في القرآن الكريم في (89) موضعا.

[303] الإنسان: 3.

[304] الكهف: 29.

[305] رواه في بصائر الدرجات: ص 12 ح 3 بإسناده إلي الإمام الصادق عليه السلام.

[306] روي مثله الصفار في بصائر الدرجات: ص 299 باب 14 بألفاظ عديدة، وأسانيد شتي، فراجع.

[307] رواه الكليني في الكافي: 1 / 53 ح 14 بإسناده عن الصادق عليه السلام.

[308] يأتي بياننا في ذلك: 338 فراجع.

[309] قال المؤلف: أفيشتم مثل أمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته الميامين وقد مدحهم الله في قرآنه المبين، وأوصي الله ورسوله صلي الله عليه وآله بهم بقوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي). وقوله صلي الله عليه وآله في رواية أم سلمة: (من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه الله علي منخريه في النار)؟! أفيقال لمثل معاوية ومن حذا حذوه: (مسلم) يا منصفون؟! فلا وربك لاحظ لهم من الإسلام إلا ظاهرا، وليتهم بقوا علي ما كانوا عليه من الكفر لاتسع نطاق الإسلام أكثر مما هو عليه الآن.

[310] حبذا أيها القارئ العزيز أن ترجع إلي كتاب (الشيعة هم أهل السنة) للتيجاني، المحقق التونسي الذي هداه الله فاستبصر، وراح ينشر الحقائق التي أنارت ذهنه بعد أن كانت خافية عليه.

[311] ج 3 ص 560.

[312] سورة الشعراء: 214.

[313] ج 2 ص 279 .

[314] قال المؤلف: راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 263. أقول: وفيه يحكم الإسكافي بصحته جزما ".

[315] ونذكر لك

عزيزي القارئ مصادر أخري لأعلام القوم قد رووا هذا الحديث المبارك، منهم: أحمد في مسنده: 1 / 111 و ص 330، والحاكم في المستدرك: 3 / 123، والطبري في تفسيره: 19 / 68، عنها إحقاق الحق: 3 / 560. ورواه الثعلبي في تفسيره: 75 علي ما في مناقب عبد الله الشافعي، والطبري في تاريخ الملوك: 2 / 62، والخركوشي في شرف النبي: 70، وابن حسنويه في در بحر المناقب: 39 (مخطوط)، وسبط ابن الجوزي في التذكرة: 44، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة: 68، وفرائد السمطين: 1 / 85، والزرندي في نظم درر السمطين: 82، وابن سعد في الطبقات الكبري: 1 / 187، وأبو الفداء في تفسير (المطبوع بهامش فتح البيان: 7 / 193) وابن أبي بكر في مجمع الزوائد: 8 / 302 و ج 9 / 113، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال 5 / 41 (المطبوع بهامش المسند)، وبرهان الدين الحلبي في إنسان العيون المشهور بالسيرة الحلبية: 1 / 286، والقندوزي في ينابيع المودة: 105 عنها إحقاق الحق: 4 / 60 - 70. ورواه الخازن في تفسيره: 5 / 105، والبغوي في معالم التنزيل: 5 / 105، والأمر تسري في أرجح المطالب: 230، والنسائي في الخصائص: 18، والحنفي في حياة الصحابة: 1 / 81 و 155، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1 / 20، عنها إحقاق الحق: 14 / 423 - 430. ورواه الهندي في كنز العمال: 15 / 100، وابن الورد في تاريخه: 1 / 138، وأبو الفداء القرشي في السيرة النبوية: 1 / 459، عنها الاحقاق: 15 / 144 - 149، وفي ص 193 و 195 و 207 و 280 و 505

- 507 عن شرح النهج لابن أبي الحديد: 3 / 255، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 1 / 83 و 84، وأبو الفرج في الوفا بأحوال المصطفي: 1 / 279، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين: 244. ورواه الأنصاري في مختصر تاريخ دمشق: 17 / 120، ومحمد المكي في الغرر والدر: 124، وأبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه (النور المشتعل): 155، عنها إحقاق الحق: 20 / 119 - 130، وفي ص 224 و 231 و 238 و 381، عن الشافعي في تهذيب الآثار وتفصيل المعاني الثابت من رسول الله صلي الله عليه وآله: 1 / 57، والجرجاني في الكامل في الرجال: 2 / 588.

[316] قال المؤلف: أنظر إلي كتاب (الثقلان) للإمام الحجة الشيخ محمدا الحسين المظفر رحمه الله تجد ما ذكرناه وزيادة علي ذلك مما فيه الكفاية. أقول: ونطق به صلي الله عليه وآله في مسجد الخيف بعد انصرافه من الطائف أيضا ".

[317] ج 3 ص 17 .

[318] ج 2 ص 238 .

[319] ج 7 ص 112 .

[320] ج 2 ص 308 .

[321] ج 3 ص 109 .

[322] ص 25 .

[323] الصواعق المحرقة: 150 (مكتبة القاهرة).

[324] ج 2 ص 93 .

[325] سورة الرحمن: 31.

[326] إشارة إلي قوله تعالي في سورة النجم: 3 - 4.

[327] قال المؤلف: ثم قال الإمام شرف الدين (رحمه الله) في التعليق علي قول ابن حجر، قال: فراجعه في باب وصية النبي صلي الله عليه وآله بهم ص 135 من الصواعق، ثم سله لماذا قدم الأشعري عليهم في أصول الدين والفقهاء الأربعة في الفروغ؟! وكيف قدم

عليهم في الحديث عمران بن حطان وأمثاله من الخوارج؟! وقدم في التفسير عليهم مقاتل بن سليمان المرجئ المجسم؟! وقدم في علم الأخلاق والسلوك وأدواه النفس وعلاجها معروفا " وأضربه؟! وكيف أخر في الخلافة العامة والنيابة عن النبي أخاه ووليه الذي لا يؤدي عنه سواه ثم قدم فيها أبناء الوزغ علي أبناء رسول الله صلي الله عليه وآله! ومن أعرض عن العترة الطاهرة في كل ما ذكرناه من المراتب العلية والوظائف الدينية واقتفي فيها مخالفيهم، فما عسي أن يصنع بصحاح الثقلين وأمثالها، وكيف يتسني له القول بأنه متمسك بالعترة، وراكب سفينتها وداخل باب حطتها؟.

[328] أقول: ولما لهذا الحديث من مكانة خاصة، وأهمية متميزة، تعرف من نطق رسول الله صلي الله عليه وآله به في مواضع متعددة، ارتأينا استقصاء رواته ومصادره من كتب العامة فحسب - ما أمكننا ذلك - ليقطع القارئ العزيز بصحته دون منازع: فقد رواه من الصحابة والتابعين: 1 - الإمام علي عليه السلام: رواه بإسناده عنه الحمويني في فرائد السمطين: 1 / 147 ح 441، والقندوزي في ينابيع المودة: 34 و 39 و 116 من طرق مختلفة ورواه البزاز في مسنده: 1 / 75، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 163، والسيوطي في إحياء الميت: 247 ح 23، والمناوي في الجامع الأزهر: 8 / 491، والبلاذري في أنساب الأشراف: 1 / 315، وأبو القيظان الكازروني في شرف النبي صلي الله عليه وآله: 288 (مخطوط)، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: 1 / 114، وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال: 1 / 340، وحسن الزمان في الفقه الأكبر: 2 / 95، والأمر تسري في أرجح المطالب: 336 من طرق مختلفة، والحضرمي في وسيلة المآل:

57 (مخطوط). 2 - فاطمة بنت محمد عليها السلام: رواه بإسناده عنها: القندوزي في ينابيع المودة: 40. 3 - الإمام الحسن بن علي عليهما السلام: رواه بإسناده عنه القندوزي في ينابيع المودة: 20. 4 - عبد الله بن عباس: رواه بإسناده عنه: المغازلي في المناقب: 15 مخطوط، والخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 164، والقندوزي في ينابيع المودة 35. 5 - أبو ذر الغفاري: رواه بإسناده عنه: أبو التيسير عثمان في العدل الشاهد: 123، والطبراني في المعجم الكبير: 5 / 538، والعاصمي في زين الفتي في تفسير سورة (هل أتي) مخطوط نقله عنه المير السيد حامد الموسوي في عبقات الأنوار المجلد الأول من حديث الثقلين، والحضرمي في وسيلة المآل: 57، والسمهودي في فضل الأشراف: 34 (مخطوط)، والأمر تسري في أرجح المطالب: 527 وفي 337 من طريق الترمذي، وكذا القندوزي في ينابيع المودة: 39. 6 - أبو رافع مولي رسول الله صلي الله عليه وآله رواه بإسناده عنه: الأمر تسري في أرجح المطالب: 337، والحضرمي في وسيلة المآل: 58 (مخطوط) وأشار إليه الترمذي في جامعه. 7 - أبو سعيد الخدري: رواه بإسناده، عنه الطبراني في المعجم الصغير: 73، وفي المعجم الكبير: 1 / 131، والمناوي في الجامع الأزهر: 8 / 13 (المطبوع في آخر كتاب جامع الأحاديث)، وابن سعد في الطبقات الكبري: 2 / 194، وأحمد بن حنبل في المناقب: 76 ح 114، وفي مسنده: 3 / 14، 17، 26، 59، وابن الصبان في إسعاف الراغبين: 119، والقندوزي في ينابيع المودة: 31 و 32 و 36 و 241، وابن المغازلي في المناقب: 235. والحمويني في فرائد السمطين: 2 / 272 ح 538 من طرق مختلفة، والزرندي

في نظم درر السمطين: 232، والخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 104، والحافظ العسقلاني في المواهب اللدنية: 7 / 7، والمحاملي في أماليه: 3 / 38، وأبو يوسف البصري في المعرفة والتاريخ: 1 / 537، والقرطبي المالكي في التذكار في أفضل الأذكار: 612، والحضرمي في وسيلة المآل: 55، والسمهودي في الإشراف علي فضل الأشراف 32، والهمداني في مودة القربي: 35، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبي: 16، والسمعاني النيسابوري في الرسالة القوامية في مناقب الصحابة (مخطوط)، والنبهاني في الأنوار المحمدية: 435، وأبو البقاء العكبري في إعراب الحديث النبوي: 97. والمحدث أحمد الحنفي النقشبندي الگمشخانوي في راموز الأحاديث: 144، وأحمد زيني دحلان مفتي مكة المكرمة في السيرة النبوية: 3 / 330 (المطبوع بهامش السيرة الحلبية)، والبدخشي في مفتاح النجا: 51 من طرق مختلفة، والسيوطي في الدر المنثور: 2 / 60، وفي إحياء الميت في فضائل أهل البيت: 241 ح 8، و ص 269، والأمر تسري في أرجح المطالب: 336، والمتقي الهندي في كنز العمال: 1 / 342، والقندوزي في ينابيع المودة: 191 و ص 245. 8 - أبو هريرة: رواه بإسناده عنه: السيوطي في إحياء الميت: 247 ح 22، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 163، والأمر تسري في أرجح المطالب: 337، والمناوي في الجامع الأزهر: 8 / 483، وأخرجه في ينابيع المودة: 39 من طريق ابن عقدة، عن أبي رافع، عنه. 9 - أم سلمة: أخرجه من طريق ابن عقدة عنها: الأمر تسري في أرجح المطالب: 338. 10 - أم هاني: أخرجه عنها: الأمر تسري في أرجح المطالب: 337، والقندوزي في ينابيع المودة: 40، والحضرمي في وسيلة المآل: 59. 11 - جابر بن عبد الله

الأنصاري: رواه بإسناده عنه: الطبراني في المعجم الكبير: 137، والترمذي في صحيحه: 5 كتاب المناقب باب 22 ص 622 ح 3786 ومن طريقه أخرجه: ابن الأثير الجزري في جامع الأصول: 10 / 470، والسيوطي في إحياء الميت: 258 ح 40، والخطيب في مشكاة المصابيح: 569 (وفي طبعة أخري: 3 / 258)، والقارئ في مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح: 11 / 385، وفي كتاب السيف الماسح: 157، والبدخشي في مفتاح النجا: 9، وينابيع المودة: 30 و 41، والنبهاني في الفتح الكبير: 1 / 53 و ج 3 / 385، والشرف المؤبد: 18، والأمر تسري في أرجح المطالب: 336، وأحمد الحسني الإدريسي في رفع اللبس والشبهات: 11 و ص 15، والسيد محمد صديقي في الإدراك: 50، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول: 68 (علي ما نقله عنه في عبقات الأنوار: 1 / 114) ونقله عنه أيضا " خواجة بارسا البخاري في فصل الخطاب (مخطوط)، ورواه البغوي في مصابيح السنة: 206، الزرندي في نظم درر السمطين: 232، وابن كثير الدمشقي في تفسيره: 5 / 662 ح 3786، والسيد خواجة في علم الكتاب: 264، والكركي في نفحات اللاهوت: 86، وأمان الله الدهلوي في تجهيز الجيوش: 304، ومحمد بن يوسف التونسي في السيف اليماني المسلول: 10، وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال: 1 / 153 ح 872 من طريقين، والقندوزي في ينابيع المودة: 40. 12 - جبير بن مطعم: أخرجه عنه: الهمداني في مودة القربي: 40، عنه القندوزي في ينابيع المودة: 31 و ص 246. 13 - حذيفة بن أسيد الغفاري: رواه بإسناده عنه: الطبراني في المعجم الكبير: 137 و ص 157 (مخطوط)، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 164

و ج 10 / 363، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 8 / 442، والسيوطي في الجامع الصغير: 7 / 640، والحمويني في فرائد السمطين: 2 / 274 ح 539، وأبو نعيم في الحلية: 1 / 355، والنبهاني في الشرف المؤبد: 18، والحضرمي في وسيلة المآل: 118 (مخطوط) من طريق الطبراني، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: 7 / 348 من طريق ابن عساكر، والقندوزي في ينابيع المودة: 30 و ص 370 من كتاب نوادر الأصول. 14 - حذيفة بن اليمان: أخرج الحديث عنه: القندوزي في ينابيع المودة: 35 من كتاب المناقب. 15 - زيد بن أرقم: رواه بإسناده عنه: الحمويني في فرائد السمطين: 2 / 142 ح 436، والدارمي في سننه: 2 / 431، وعبد بن حميد في مسنده: 40، والطبراني في المعجم الكبير: 5 / 190 من طرق مختلفة، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور: 2 / 60، ورواه مسلم في الصحيح: 4 كتاب فضائل الصحابة باب 4 / 1873 ح 36 و 37 بعدة طرق، وأخرجه عنه عز الدين ابن الأثير في أسد الغابة: 2 / 12، وابن الصبان في إسعاف الراغبين: 117 (المطبوع بهامش نور الأبصار)، والسمهودي في الإشراف علي فضل الأشراف: 32، والقلندر في الروض الأزهر: 358، وشاه ولي الله الحنفي في إزالة الخفاء: 2 / 445، والتبريزي العمري في مشكاة المصابيح: 3 / 255، وعلي بن سلطان القارئ في مرقاة المفاتيح في شرح المصابيح: 11 / 375، والنبهاني في الشرف المؤبد: 17. والصديق الشافعي في دليل الفالحين لطرق رياض السالكين: 2 / 199، وابن محمد الياس الحنفي في حياة الصحابة: 2 / 428، والحضرمي في وسيلة المآل: 55، وولي الله اللكهنوي

في مرآة المؤمنين: 14، والقندوزي في ينابيع المودة: 29، والنابلسي الدمشقي في ذخائر المواريث: 1 / 215، والشبراوي الشافعي في الإتحاف بحب الأشراف: 6 من طريق الترمذي، وكذا الشيخ منصور في التاج الجامع للأصول: 3 / 308. ورواه الترمذي في الصحيح: 5 / كتاب المناقب باب 32 ص 663 ح 3788، العمري التبريزي في مشكاة المصابيح: 568 و 569، وأمان الله الدهلوي في تجهيز الجيوش: 141 و 304. وأخرجه من طريق الترمذي أيضا ": ابن الدبيغ الشيباني في تيسير الوصل: 1 / 16 و 2 / 161، والسمهودي في الإشراف علي فضل الأشراف: 31، وفي جواهر العقدين علي ما نقله عنه في ينابع المودة: 36، واللكنهوي في السيف الماسح: 157، وابن مسعود الشافعي في المنتقي في سيرة المصطفي: 198، والمتقي الهندي في كنز العمال: 1 / 153، وابن الأثير الجزري في جامع الأصول، ومحمد بن سليمان في جمع الفوائد من جامع الأصول، ومجمع الزوائد: 1 / 16. والقندوزي في ينابيع المودة: 30 و 36 و 91، ورواه الحافظ البيهقي في السنن الكبري: 2 / 148 و ج 7 / 30 و ج 10 / 113 وفي كتاب الإعتقاد: 164. ورواه الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين: 3 / 109 بطريقين و ص 148، وتبعه في ذلك الذهبي في تلخيصه المطبوع بهامشه. والسيوطي في إحياء الميت: 240 ح 6، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 55 (مخطوط) من طريق الحاكم بثلاث طرق، ومن طريق الترمذي والزرندي في نظم درر السمطين، وفي ص 56 من طريق الحاكم. والطبراني بطريقين، وأخرجه الأمر تسري في أرجح المطالب: 335 من طريق أحمد ومسلم والترمذي والحاكم، ورواه أحمد بن حنبل في المناقب: 60

ح 92، وفي مسنده: 4 / 366 و ص 371، أخرجه من طريقه: الأمر تسري في أرجح المطالب: 336، ومن طريق الطبراني، وكذا عبد الحفيظ الفهري المالكي في كتابه رياض الجنة: 1 / 2، وأخرجه في ينابيع المودة: 32 نقلا " عن زيادات المسند. ورواه الحافظ الحميدي الأندلسي في الجمع بين الصحيحين (مخطوط) بطريقين، وابن المغازلي في المناقب: 234 بطريقين، والمؤرخ ابن حيان في المقتبس: 167، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: 93 ح 73، والدمشقي في منتخب تاريخ ابن عساكر: 5 / 436، والعلامة البغوي في مصابيح السنة: 205 و 206، والبغوي المفسر في معالم التنزيل: 5 / 101، والبسوي: في المعرفة والتاريخ: 536 بأربعة أسانيد، والزرندي في نظم درر السمطين: 231 بطريقين وفي ص 233، والبدخشي في مفتاح النجا: 8 (مخطوط)، وأخرجه السيوطي في زوائد الجامع الصغير علي ما في جامع الأحاديث: 2 (ط. دمشق). وأخرجه في ينابيع المودة: 183 عن الجامع الصغير، ورواه القدوسي الحنفي في سنن الهدي: 565 وفي ص 38 (ملخصا ")، والنبهاني في الأنوار المحمدية: 435، وفي كتابه جواهر البحار في فضائل النبي المختار: 1 / 361، والحسني الإدريسي في رفع اللبس والشبهات: 52، والحضرمي في رشقة الصادي: 70، ومحمد مبين الهندي في وسيلة النجاة: 42، ومحمد معين في دراسات اللبيب: 231، والميبدي اليزدي في شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام: 188 (مخطوط)، واليماني اليزدي في ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق: 258، والسمهودي في الإشراف علي فضل الأشراف: 24، والتونسي في السيف اليماني: 10 بعدة طرق، والشيخ سعد الآبي الشافعي في أرجوزته: 307 (مخطوط)، والسيد علوي الطاهر الحداد في القول الفصل: 262

بعد طرق، وأحمد زيني دحلان الشافعي في السيرة النبوية: 3 / 330 (المطبوع بهامش السيرة الحلبية) وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: 226، وأبو العباس بن تيمية الحنبلي في منهاج السنة: 4 / 104، والأزدي في تفسيره التبيان: 177 (مخطوط) في تفسيره (قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربي) وابن طولون الدمشقي في الشذورات الذهبية: 53 و 66، والخواجة الحنفي الهندي في علم الكتاب: 254 و 264، وينابيع المودة: 191، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال: 5 / 95 (المطبوع بهامش المسند)، والنبهاني في الفتح الكبير: 1 / 252 و 451، وابن حمزة الحنفي الدمشقي في كتاب البيان والتعريف: 1 / 164، كلاهما من طريق أحمد ومسلم، وعبد بن حميد. وأخرجه ابن كثير الدمشقي في تفسيره: 9 / 114 (المطبوع بهامش فتح البيان) من طريق أحمد والترمذي. والكشفي الحنفي في المناقب المرتضوية: 97 نقلا " عن صحيح مسلم، والمصابيح والمشكاة، ومشارق الأنوار، وهداية السعداء. ورواه السيوطي في الخصائص الكبري: 2 / 266، وفي الجامع الصغير: 112. وأخرجه في الإكليل: 190 من طريق الترمذي وابن الأنباري في المصاحف. 16 - زيد بن ثابت: روي الحديث عنه: الطبراني في المعجم الكبير: 5 / 171 بطريقين، وفي ص 537 بطريقين، أخرجه عنه نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 170، والبدخشي في مفتاح النجا: 9 (مخطوط)، والنبهاني في الفتح الكبير: 1 / 451، والأمر تسري في أرجح المطالب: 335، والمناوي في الجامع الأزهر: 8 / 482 (المطبوع في آخر جامع الأحاديث). ورواه أحمد بن حنبل في المناقب: 102 ح 154، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 162، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 57 (مخطوط).

وأخرجه وفي ص 269 ح 56 من طريق أحمد، والطبراني، وكذا في الجامع الصغير: 1 / 353. وأخرجه زين الدين عبد الرؤوف في القدير لترتيب شرح الجامع الصغير: 2 / 63، وأخرجه السيوطي أيضا " في الدر المنثور: 2 / 60 ح 20، والمتقي الهندي في كنز العمال: 1 / 345 نقلا " عن ابن جرير والبدخشي في مفتاح النجا: 9 (مخطوط) من طريق الحافظين عبد بن حميد وأبي بكر الأنبار، ومن طريق الحاكم عن زيد بن أرقم وزيد بن ثابت. وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة: 38 من طريق ابن عقدة في الموالاة، وأورده مرسلا " في ص 183. وأخرجه الزبيدي في الاحقاق: 10 / 508 من طريق ابن عاصم في كتابه السنة، وأبو بكر بن أبي شيبة، والطبراني، والترمذي. 17 - سعد بن أبي وقاص، طلحة بن الزبير، وعبد الرحمان بن عوف: أخرج الحديث عنهم القندوزي في ينابيع المودة: 35. 18 - حمزة (ضمرة الأسلمي) أخرج الحديث عنه: الأمر تسري في أرجح المطالب: 563 من طرق ابن عقدة في الموالاة، والسمهودي في جواهر العقدين. 19 - عامر بن ليلي بن ضمرة، وحذيفة بن أسيد: أخرج الحديث عنهما: ابن الأثير في أسد الغابة: 3 / 92 من طريق المدائني، وابن حجر العسقلاني في الإصابة: 2 / 257، وأخرجه الأمر تسري في أرجح المطالب: 338 وفي ص 561 من طريق الحكيم الترمذي في نوادر الأصول. 20 - عبد الله بن حنطب: أخرج الحديث عنه: ابن الأثير في أسد الغابة: 3 / 147، والسيوطي في إحياء الميت: 260 و 436، والهيثمي في مجمع الزوائد: 5 / 195 21 - عمرو بن العاص: روي الحديث عنه: الخوارزمي في

المناقب: 130 (في كتاب كتبه عمرو جوابا " لكتاب معاوية بن أبي سفيان). 22 - محمد بن قلاد: أخرج الحديث عنه: الأمر تسري في أرجح المطالب: 341 من طريق السيد أبو الحسن يحيي بن الحسن في كتابة أخبار المدينة. 23 - نقل الحديث الشريف عن جماعة مرة واحدة: منهم: الساعاتي المصري الشافعي في كتابه بلوغ الأماني: 1 / 186 و ج 4 / 26 (المطبوع في ذيل الفتح الرباني) من طريق الترمذي، عن أبي ذر وجابر وحذيفة بن أسيد. وقال ابن حجر في الصواعق: 75 (لهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا ") ومثله الحضرمي في القول الفصل: 1 / 49، وأخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: 7 / 348 من طريق أحمد بن حنبل بإسناده عن زيد بن أرقم وعن أبي الطفيل بن وائلة. وأخرجه في ينابيع المودة: 36 عن أمير المؤمنين والحسن بن علي عليهم السلام، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، وأبي ذر وزيد بن ثابت، وحذيفة بن اليمان، وحذيفة بن أسيد، وجبير بن مطعم، وسلمان الفارسي. ونقل الحديث أيضا ": ابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 130 و 437 و ج 9 / 133، وابن الأثير الجزري في جامع الأصول: 10 / 102، وفي النهاية: 1 / 216 (مادة ثقل). والزمخشري في الفائق: 1 / 170، وابن منظور في لسان العرب: 11 / 88، والحافظ البغوي في معالم التنزيل: 7 / 6، والغرناطي ابن عطية في مقدمة تفسيره الجامع المحرر الصحيح الوجيزة: 257، والنويري في نهاية الإرب: 18 / 377، والقسطلاني في المواهب اللدنية: 7 / 6، وحسن النجار في

كتاب الأشراف: 18، ومحمد الزبيدي في تاج العروس: 7 / 245، القندوزي في ينابيع المودة: 38 و 153 و 285 و 296. والقلندر في الروض الأزهر: 201 و 295 و 345 و 358 و 379 و 380، والنبهاني في الشرف المؤبد: 18 و 24، وفي الأنوار المحمدية: 78، والحضرمي في رشفة الصادي: 17 و 70، والخواجة محمد في علم الكتاب: 257، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 226، والبدخشي في مفتاح النجا: 3 و 8 و 109، والكشفي الحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية: 99، وبهجت أفندي في تاريخ آل محمد: 45، ومحمد الأفغاني في كتابه أئمة الهدي: 148، وابن كثير الدمشقي في تفسيره: 9 / 113، والحداد الحضرمي في القول الفصل: 3، وأبو التيسير مدوخ في العدل الشاهد: 143، وابن عبد ربه في العقد الفريد: 2 / 111، والقاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفي: 2 / 250، وابن تيمية الحنبلي في منهج السنة: 2 / 250. والشعراني في لواقح الأنوار القدسية: 1 / 272، وسعدي الآبي في أرجوزته: 307 (مخطوط)، وأبو المحاسن الحنفي في المعتصر من المختصر للقاضي أبي الوليد الباجي المالكي: 2 / 330، ومحمد أمين بن فضل المحبي في كتابه جني الجنتين: 47، والعكبري: في شرح ديوان المتنبي: 4 / 347، والأزدي المالكي الأندلسي في بهجة النفوس: 1 / 5 و 41 و 108 و 135 و ج 3 / 227 و ج 4 / 49، ومحمد السمادي اليماني في رسالته: 90 (مخطوط)، والهمداني في مودة القربي: 10، والزبيدي في الإتحاف: 10 / 507، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 119 (مخطوط)، والقيرواني التلمساني في المدخل: 1 / 276 و ص 328. والمقريزي في

فضل آل البيت: 38، وأبو الهدي الرفاعي في ضوء الشمس: 99 و 122، والمولوي اللكهنوي في مرآة المؤمنين: 18 و 84، وشمس الدين هندوشاه النخجواني في دستور الكتاب: 1 / 364، والميرغني في الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة: 12 (مخطوط). وللاطلاع علي الحديث بكامل طرقه وأسانيده ومتونه راجع: عبقات الأنوار للمير سيد حامد الموسوي (مجلد حديث الثقلين)، وملحقات إحقاق الحق: 9 / 309 - 375 و ج 18 / 261 - 289.

[329] ولمعرفة المزيد من المصادر المعتبرة من كتب القوم، عليك أخي القارئ بمراجعة موسوعة إحقاق الحق: 18 / 560 و ج 20 / 128.

[330] قال المؤلف: أخرجه مسلم في صحيحه: ج 2 ص 234 في باب فضائل علي عليه السلام وأخرجه الحاكم أيضا " في أول ص 109 من الجزء الثالث من المستدرك وصححه علي شرط الشيخين، وأورده الذهبي في تلخيصه معترفا " بصحته علي شرط مسلم. أقول: تقدم الحديث في ص 225.

[331] سورة طه: 29 - 32.

[332] سورة الأعراف: 142.

[333] سورة طه: 36.

[334] سورة المائدة 67.

[335] تقدم الحديث بتمامه وتخريجاته ص 143.

[336] المراجعات: ص 214 المراجعة 26.

[337] الغدير: 3 / 199 (ط. دار الكتاب العربي).

[338] أنظر مصادر الحديث عنهم في آخر الباب.

[339] أخرجه الحاكم في المستدرك: 2 / 343 .

[340] أخرجه في الأوسط، قال: وهذا هو الحديث 18 من الأربعين الخامسة والعشرين من الأربعين، أربعين للنبهاني ص 216 من كتابه الأربعين أربعين حديثا " .

[341] الصواعق المحرقة: 153.

[342] الصواعق المحرقة: 152. قال المؤلف: قال الإمام شرف الدين في مراجعاته ص 42 (ط. دار الكتاب الإسلامي) عند ذكر هذا الحديث الشريف، وقد نقله عن ابن حجر، ثم رد علي هذا الكاذب الناصب

(ابن حجر) قال: راجع كلامه هذا، ثم قل لي: لماذا لم يأخذ بهدي أئمتهم في شئ من فروع الدين وعقائده، ولا في شئ من أصول الفقه وقواعده، ولا في شئ من علوم السنة والكتاب، ولا في شئ من الأخلاق والسلوك والآداب؟! ولماذا تخلف عنهم فأغرق نفسه في بحار كفر النعم، وأهلكها في مفاوز الطغيان؟! سامحه الله بكل ما أرجف بنا، وتحامل بالبهتان علينا.

[343] قال المؤلف: إنما حذفنا أسانيد هذا الحديث طلبا " للاختصار.

[344] فرائد السمطين مخطوط) عنه إحقاق الحق: 4 / 149. قال المؤلف: هذه الفقرة الأخيرة فيها دلالة علي بقاء الإمام المهدي صاحب الزمان، وإمام الإنس والجان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إلي يومنا هذا، ثم إلي أن يأذن الله له بالظهور، فيملأ الأرض عدلا " وقسطا " بعدما ملئت ظلما " وجورا ".

[345] أقول: هذا مصداق صارخ لقوله صلي الله عليه وآله (حب الدنيا رأس كل خطيئة) فقد استهوتهم الدنيا بزخرفها، وانغمسوا في لذاتها الفانية، وصاحبو الشيطان في رواحه ومقيله، فأنساهم ذكر ربهم وأخراهم.

[346] نور الأبصار: 126.

[347] أقول: وإليك أخي القارئ مصادر هذا الحديث الشريف، وقد ارتأينا تصنيفها تبعا " لرواته من الصحابة. الرواة والمصادر: الإمام علي عليه السلام: رواه عنه: محب الدين الطبري في ذخائر العقبي: 20، والحضرمي في وسيلة المآل: 63، والقندوزي في ينابيع المودة: 193. أبو ذر الغفاري (ره) رواه عنه: الطبراني في المعجم الكبير: 130 (مخطوط) و ج 1 / 139 و ج 5 / 538 بعدة طرق، وفي المعجم الصغير: 78، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: 1 / 104، وأخرجه السيوطي في إحياء الميت: 113 (المطبوع بهامش الإتحاف)، والمتقي الهندي في كنز العمال: 13 / 84 من

طريق الطبراني، ورواه الحاكم في مستدرك الصحيحين: 2 / 343 و ج 3 / 150، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 224، والحمويني في فرائد السمطين: 2 / 246 ح 519 من طريق الحاكم. وبهذا الطريق أخرجه: الهيثمي في الصواعق المحرقة: 184 في موضعين، والكمشخانوي في راموز الأحاديث: 391، والمتقي الهندي في كنز العمال: 3 / 82، والنبهاني في الفتح الكبير: 113 و 414، والتونسي في السيف اليماني المسلول: 9، والقندوزي في ينابيع المودة: 183، والحضرمي في رشفة الصادي: 79، ووسيلة المآل: 63، ورواه ابن المغازلي في المناقب: 132 - 134 بطريقين، ورواه ابن قتيبة في عيون الأخبار: 1 / 211، وفي المعارف: 86، والزرندي في نظم درر السمطين: 235، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 573، والصفوري في المحاسن المجتمعة: 188 (مخطوط)، والهمداني في مودة القربي: 110، والقندوزي الحنفي في سنن الهدي: 564 (مخطوط)، وأخرجه من طريق أحمد بن حنبل: الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح: 3 / 265، والقندوزي في ينابيع المودة: 27، والقارئ في مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح: 11 / 399، وعبد الحق في أشعة اللمعات في شرح المشكاة: 4 / 709، ومحمد أمير في الادراك: 51، والفرنگي في وسيلة النجاة: 45، ومن طريق ابن جرير والحاكم، وبهذا الطريق أخرجه السيد شاة تقي الحنفي في الروض الأزهر: 359، وأخرجه من طريق أبي يعلي والبزاز والحاكم: السيوطي في الخصائص الكبري: 2 / 266، والنبهاني في جواهر البحار في فضائل البزاز والطبراني، وابن كثير الحنفي في تفسير القرآن: 9 / 115 (المطبوع بهامش فتح البيان): 329 من طريق الحافظ أبي يعلي، وأخرجه الأمر تسري في أرجح المطالب: 329 من طريق الحاكم وأحمد في المسند، وأخرجه

البدخشي في مفتاح النجا: 9 (مخطوط) من طريق أحمد، والطبري والطبراني، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة: 28 من طريق الطبراني ي وأبو يعلي وأحمد. أبو سعيد الخدري: رواه عنه: الطبراني في المعجم الصغير: 2 / 22، والحمويني في فرائد السمطين: 2 / 242 ح 516، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 168، والحضرمي في رشفة الصادي: 79، وفي كتاب وسيلة المآل: 63 (مخطوط)، والأمر تسري في أرجح المطالب عليهم السلام: 33، وأخرجه السيوطي في إحياء الميت في فضائل أهل البيت عليه السلام: 113 (المطبوع بهامش الإتحاف) من طريق الطبراني في الأوسط، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة: 28 من طريق الحمويني، وأبي يعلي والبزاز والطبراني في الأوسط والأصغر. عبد الله بن عباس: رواه عنه: الطبراني في المعجم الكبير: 131 (مخطوط) وأبو نعيم في الحلية: 4 / 306، وابن المغازلي: 132 بطريقين، ومن طريقه أخرجه الكازروني في شرف النبي: 381 (مخطوط) وعبد الله الشافعي في المناقب: 32، ورواه الطبري في ذخائر العقبي: 20. وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير: 480، وفي كتابه إحياء الميت: 248 ح 25 المطبوع بهامش الإتحاف من طريق البزاز، وبهذا الطريق أخرجه أيضا " المتقي الهندي في منتخب كنز العمال: 5 / 92 (المطبوع بهامش مسند أحمد) والنبهاني في الفتح الكبير: 133، والتونسي في السيف اليماني المسلول: 9، وأورده أيضا " في ص 169 عن ابن عباس، وأخرجه نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 168 من طرق الطبراني والبزاز، ومن طريقها أبي نعيم أخرجه الحضرمي في وسيلة المآل: 63 (مخطوط)، والأمر تسري في أرجح المطالب: 330، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة: 187 من طريق الملا " في سيرته. أنس بن مالك:

روي الحديث عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 12 / 91 بإسناده عن أبان بن عياش عنه. عمار بن وائلة: رواه عنه الحافظ الدولابي في الكني والأسماء: 1 / 76. عبد الله بن الزبير: أخرج روايته الحافظ السيوطي في إحياء الميت: 113 وفي كتاب الجامع الصغير: 260 من طريق البزاز في مسنده، وبهذا الطريق أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 168، والبدخشي في مفتاح النجا: 9، والنبهاني في الفتح الكبير: 132، والأمر تسري في أرجح المطالب: 330، والمتقي الهندي في كنز العمال: 13 / 82، ومنتخبه: 5 / 92 (المطبوع بهامش مسند أحمد) والحضرمي في وسيلة المآل في عد مناقب الآل: 63 (مخطوط)، وأخرجه المالكي التونسي في السيف اليماني المسلول: 9 من طريق أبي داود، ونقله عن كتاب جمع الفوائد: القندوزي في ينابيع المودة: 27، وابن حجر الهيثمي في الصواعق: 184. سلمة بن الأكوع، عن أبيه عمرو بن الأكوع: رواه عنه ابن المغازلي في المناقب: 132 ح 174، والأمر تسري في أرجح المطالب: 330، والقندوزي في ينابيع المودة: 28. ونقل الحديث جماعة كبيرة منهم: ابن الأثير في النهاية: 2 / 298، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 1 / 73، والصفوري في نزهة المجالس: 2 / 222، والنبهاني في الشرف المؤبد لآل محمد: 28 من طريق جماعة من أصحاب السنن، واللكهنوي في مرآة المؤمنين: 7، والزمخشري في أساس البلاغة: 1 / 396، والسمهودي في الإشراف علي فضل الأشراف: 43 (مخطوط)، والمناوي في كنوز الحقائق: 141، ونقله عنه القندوزي في ينابيع المودة: 181، والصديقي في مجمع بحار الأنوار: 2 / 59، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 234، والنيشابوري الثعالبي في التمثيل والمحاضرة: 33، وفي كتاب

ثمار القلوب: 1 / 29، والمقدسي في البدء والتاريخ: 3 / 22، والخفاجي المصري في شفاء العليل: 220 و ص 253، والنجار المصري في الأشراف: 19، وعثمان مروخ في العدل الشاهد: 123 و 142، والحمزاوي في مشارق الأنوار: 109، وأبو الهدي في ضوء الشمس: 101، واليماني في درر الأحاديث النبوية: 51، والشبلنجي في نور الأبصار: 126، وابن الصبان في إسعاف الراغبين: 120 (المطبوع بهامش نور الأبصار)، والآلوسي في روح المعاني: 25 / 29، والكشفي الحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية: 100 نقلا " من مسند أحمد والمشكاة وشرف النبوة وهداية السعداء. وتجد الحديث بمختلف طرقه وأسانيده ومتونه في: إحقاق الحق: 9 / 270 - 293 و ج 18 / 311 - 322.

[348] سورة هود 42 - 43.

[349] ونجمل لك عزيزي القارئ فيما يلي بعضا " من أعلام القوم ممن أسند الحديث الشريف إلي بعض الصحابة، أو أخرجه مرسلا " في المصنفات المشهورة والمعروفة: فممن رواه عن الإمام علي عليه السلام: القندوزي في ينابيع المودة: 72، ابن المغازلي في المناقب: 81 ح 122، الشافعي في المناقب: 124 (مخطوط)، الخطيب في تاريخ بغداد: 1 / 48، والرياض النضرة: 2 / 193، الگنجي في كفاية الطالب: 220، والأمر تسري في أرجح المطالب: 458، والمغربي في فتح العلي: 7 و 22 و 23 من عدة طرق، والذهبي الدمشقي في الميزان الاعتدال: 1 / 436، والكشفي الحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية: 132، وعبد القادر الورديفي في كتاب سعد الشموس والأقمار: 210، وخواجة المحمدي في علم الكتاب: 266، والمحقق البهلول في تاريخ آل محمد صلي الله عليه وآله: 56، وابن كثير في البداية والنهاية: 7 / 358، ومحمد سليمان في مجمع الفوائد:

212، والدهلوي في كتاب قرة العينين في عدة مواضع، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 2 / 464 ح 984، و ص 479 ح 998، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1 / 334 ح 459، وأبو نعيم في فضائل الصحابة: 12 (مخطوط)، والمبرد في كتاب الفاضل: 3، والمتقي الهندي في كنز العمال: 12 / 12، وفي منتخب كنز العمال: 5 / 30 (المطبوع بهامش مسند أحمد). وأخرجه: ابن الدبيغ الشيباني في تمييز الطيب من الخبيث: 41، والسيوطي في الدرر المنتشرة: 12 من طريق الترمذي، وفي تاريخ الخلفاء: 66 من طريق الترمذي والحاكم، وبهذا الطريق أخرجه ابن الصبان في إسعاف الراغبين: 170 (المطبوع بهامش نور الأبصار)، وأخرجه ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 53 من طريق أحمد في الفضائل. وأخرجه الحضرمي في وسيلة المآل: 124 (مخطوط)، والقندوزي في ينابيع المودة: 210 من طريق أبي عمرو. وأخرجه العيني في مناقب سيدنا علي عليه السلام: 67 من طريق الترمذي، ومن طريق ابن حجر، وأخرجه في ص 69 و 73 من طريق الهروي والأنباري وأبي الحسن بن شاذان، وفي ص 72 من طريق السيوطي في القول الجلي في فضائل علي عليه السلام، ومن طريق أبي نعيم في المعرفة، وفي ص 70 من طريق الخطيب وفي ص 71 من طريق المغازلي وابن مردويه وابن النجار، وفي ص 282 من طريق البزاز والطبراني في الأوسط عن جابر، والطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي عليه السلام وبهذا الطريق أخرجه الشيخ رجب في وسيلة الأحمدية في شرح الطريقة الأحمدية (المطبوع بهامش البريقة المحمدية): 4 / 20. وأخرجه الأمر تسري في أرجح المطالب: 104 من طريق البزاز عن جابر والعقيلي وابن

عدي عن ابن عمر، والطبراني عن كليهما، والحاكم عن علي عليه السلام وابن، عمر والبغوي وأبو نعيم عن علي عليه السلام، ثم قال: ورواه جماعة وحسنة الحافظان العلائي وابن حجر العسقلاني. وأخرجه من بعض الطرق أعلاه: البدخشاني في كتابه نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار: 27، واللكهنوئي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل البيت سيد المرسلين: 67، والرازي في أرجح المطالب: 122، والبدخشي في مفتاح النجا: 55، والقرشي الهندي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: 350، والمغربي في كتابه فتح العلي: 3 بإسناد طويل عن ابن عباس وفي ص 41. وممن رواه عن عبد الله بن عباس: الحاكم في المستدرك: 3 / 126 والسيوطي في الدرر المنتثرة: 42، والجزري في أسني المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 14، والشيباني الشافعي في تمييز الطيب من الخبيث: 41، والقندوزي في ينابيع المودة: 183، والذهبي في تلخيص المستدرك: 2 / 126 (المطبوع بهامشه)، وفي الميزان الاعتدال: 1 / 114 و 193 و 388 و ج 2 / 250 من عدة طرق، وفي تذكرة الحفاظ: 4 / 28، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 466 - 474 الأحاديث 985 - 994 بإسناده من إحدي عشر طريقا "، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1 / 81، والحمويني في فرائد السمطين: 1 / 98 ح 67، والزرندي في نظم درر السمطين: 113، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: 1 / 432 و ج 2 / 123، وفي تهذيب التهذيب: 6 / 320، وابن المغازلي في مناقبه: 81 - 83 ح 121 - 124 بعدة طرق، والخوارزمي في مناقبه: 40، وفي

مقتل الحسين عليه السلام: 1 / 43، والگنجي في كفاية الطالب: 221، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة: 4 / 22، والخطيب في تاريخ بغداد: 2 / 172 و ج 11 / 48، والهروي في الأربعين حديثا ": 46، والسمعاني في الأنساب: 182. والشيرازي في الحديث: 16 من أربعينه، وابن كثير في البداية والنهاية: 7 / 358 بطريقين، وأبو التيسير في العدل الشاهد: 124 و 143، وصاحب كتاب الكامل ضمن ترجمة أحمد بن سلمة: 1 / 62، والسهمي في تاريخ جرجان: 24، والزركشي في فيض القدير: 3 / 46 و 47، والعيني في مناقب علي عليه السلام: 69 و 71 و 72، والبدخشي في مفتاح النجا: 55 (مخطوط)، والرازي في أرجح المطالب: 122، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 114، والهندي في كنز العمال: 12 / 212 و ج 15 / 129، والنبهاني في الفتح الكبير: 1 / 276، والحنفي في الإتحاف: 6 / 244، والسخاوي في المقاصد الحسنة: 97. وممن رواه عن جابر بن عبد الله: الديلمي في الفردوس في حرف الألف، والحاكم في المستدرك: 3 / 127، والخطيب في تاريخ بغداد: 2 / 377 و ج 4 / 219 ح 1915، وابن عساكر في ترجمة تاريخ الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 476 ح 996 و 997 والگنجي في كفاية الطالب: 221، وابن عدي في الكامل: 1 / 63، والسيوطي في اللآلي المصنوعة: 1 / 171، القندوزي في ينابيع المودة: 183 من طريق الحاكم و ص 254 عن جابر، وابن المغازلي في مناقبه: 80 ح 120 و ص 84 ح 125، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 51، والحنفي العيني

في مناقب سيدنا علي: 70، والعسقلاني في لسان الميزان: 1 / 197، والهروي في أربعينه: 46، والمغربي في فتح العلي: 24، والبدخشي في مفتاح النجا: 53، والرازي في أرجح المطالب: 122، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 170، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: 37، وابن الصبان في إسعاف الراغبين: 174 (المطبوع بهامش نور الأبصار)، وأخرجه المناوي في فيض القدير: 3 / 46 من طريق ابن عدي والحاكم. ورواه عن عمر بن العاص: الخوارزمي في المناقب: 130 (في كتاب كتبه جوابا " لكتاب معاوية). وممن رواه عن عبد الله بن عمر بن الخطاب: النقشبندي في كتابه مناقب العشرة: 23 (مخطوط)، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: 37 من طريق العقيلي وابن عدي، وبهذين الطريقين، ومن طريق الطبري والحاكم أخرجه: البدخشي في مفتاح النجا: 55، والرازي في أرجح المطالب: 122، وابن الصبان في إسعاف الراغبين: 170 (المطبوع بهامش نور الأبصار). وممن ذكر الحديث: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 9 / 165، والطبري في الرياض النضرة: 2 / 93، وفي ذخائر العقبي: 77، والدميري في حياة الحيوان: 1 / 55 والراغب الأصفهاني في مفردات القرآن: 64، الثعلبي في تفسير الكشف والبيان: 124 (مخطوط)، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: 1 / 337، المناوي في كنز الحقائق: 46، وفي الكواكب الدرية: 1 / 39، والحنفي في الروض الأزهر: 79، والبرزنجي في مقاصد الطالب: 11، والنبهاني في الشرف المؤبد: 111، والكشفي في المناقب المرتضوية: 78، والهروي في شرح كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة: 62، والخادمي في شرح وصايا أبي حنيفة: 177، وابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 461 و ج 3 / 38، والقلقشندي في صبح الأعشي: 10

/ 425، والقاوقجي في اللؤلؤ المرصوع: 25، والبشاري في أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم: 127، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 321، والحنفي الهندي في مناقب سيدنا علي عليه السلام: 73، والحنفي في روضات الجنان: 158، والهروي في الموضوعات الكبيرة: 40. والزمخشري في الفائق: 1 / 28، والأندلسي في بهجة النفوس: 2 / 175 و ج 4 / 78 و ص 243، والمالكي في الطبقات المالكية: 2 / 71، والزبيدي الحنفي في الإتحاف: 6 / 244، والهمداني في مودة القربي: 74، والشافعي في منال الطالب: 92، والحنفي في مرآة المقاصد في دفع المفاسد: 22، والبلوي الأندلسي في كتاب ألف باء: 1 / 222، والشافعي في السراج المنير في شرح الجامع الجامع الصغير: 2 / 63، وسالم الحنفي في حاشيته علي شرح الجامع الصغير للعزيزي: 2 / 63، والآلوسي في تفسيره روح المعاني في بحثه عن رؤية اللوح: 7 / 3، وأحمد الزيني في الفتوحات الإسلامية: 2 / 510، وقطب الدين في قرة العينين: 119، والقندوزي في ينابيع المودة: 65 و ص 407، والشنقيطي في كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب: 48. أقول: هذه بعض مصادر الحديث، ونحيل القراء الأعزاء إلي كتاب عبقات الأنوار للسيد مير حامد اللكهنوي المجلد الخامس الخاص بهذا الحديث الجليل، وإلي كتاب الغدير للأميني: ج 6 / 61 - 77، وإلي إحقاق الحق: 5 / 468 - 501 و ج 16 / 277 - 297.

[350] ج 3 ص 126 .

[351] ج 2 ص 377 .

[352] ص 183 طبع اسلامبول .

[353] ص 37 .

[354] ج 7 ص 358 .

[355] ج 5 ص 30 .

[356] ج 2 ص 461 .

[357] ج 2 ص 193

.

[358] ص 77 .

[359] ج 2 ص 236 .

[360] سورة عبس: 31.

[361] يأتي: 332 وما بعدها، أقوال عمر المتقدمة.

[362] تقدم ويأتي مثل هذا الحديث في كتابنا هذا.

[363] قال المؤلف: إن كتاب العبقات من أعظم الكتب وأهمها، درة من درر الزمن، ونادرة من نوادر الأيام، ومفخرة من مفاخر الدهر، لم يأت مؤلف بمثل هذا السفر القيم العظيم قبلا " ولا بعدا "، ولعمر الله يعجز القلم عن إحصاء وصف هذه الدرة اليتيمة التي قد هدي الله تعالي بها أقواما " جمة، وطوائف كثيرة ممن لا يمكن حصرهم في هذا الإملاء، وذلك في بلاد الهند وغيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، فاعتنقوا مذهب الشيعة الأبرار، مذهب آل بيت الرسول الأخيار عليهم السلام الذي لا غبار علي صحته وأحقيته. ولما عثرت علي بعض مجلدات هذا الأثر الخالد في مكتبة مولانا الحجة السيد العباس الكاشاني حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة أدهشتني عظمته، ولقد رأيته أعظم وأعظم بكثير مما كنت أسمع عنه لما فيه من الحكم البالغة، والحجج القاطعة، والبراهين الساطعة، والعبارات اللطيفة المنسجمة كانسجام الدرة في عقدها، ولم تدع للخصم مجال في الاعتراض. فيا له من كتاب عظيم قيم لا عوج فيه ولا إعوجاج، وقد بدأ بتأليفه فضيلة الإمام الأكبر، والمرجع الأعلي في عصرة آية الله العظمي وحجته الكبري، المجاهد في سبيل الله السيد مير حامد حسين النيسابوري ثم الهندي، الذي يمت بنسبه الشريف إلي الإمام الكاظم عليه السلام من أهل البيت عليهم السلام وألف عدة أجزاء منه، ثم وافاه الأجل المحتوم وقضي نحبه الشريف، فشرع بتكميله نجله الأكبر الإمام المجاهد، المرجع العظيم، آية الله الحجة السيد (ناصر حسين) وقد ألف عدة أجزاء أخر أيضا " حتي لبي

دعوة ربه. ثم جاء دور حفيده سماحة العلامة الحجة المجاهد لسان الشيعة وترجمان الشريعة، مولانا السيد (محمد سعيد، سعيد الملة) فأخذ بإتمام هذا الأثر العظيم الخالد حتي بلغ عدد مجلداته مائة مجلدا "، وذلك حسب التجزئة الثانية للطبعة الأخيرة. فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين، ومن حسن الحظ أن وفق الله تعالي هذا العبد المفتقر إلي رحمة ربه، وشفاعة مواليه الأئمة الأطهار من أهل البيت بالاجتماع بهذا المولي المبجل، والعلامة الأوحد في زيارتي للضرائح المقدسة لأئمة أهل البيت عليهم السلام في العراق، وذلك بضيافة مولانا سماحة العلامة الكبير الحجة المجاهد السيد العباس الكاشاني أدام الله حياته المباركة، في مدينة كربلاء المقدسة. ثم إني لأقدم نصيحتي الخالصة لإخواننا السنة أن يقفوا علي كتب الشيعة ومؤلفاتهم، متجردين عن العصبية المذهبية، والنزعات الطائفية، خصوصا " هذا الكتاب القيم، والسفر العظيم الخالد (عبقات الأنوار) وأعتقد أنهم إن قبلوا النصيحة، لم يبق لهم شك في صحة مذهب البيت عليه السلام. ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي++ فالنصح أغلي ما يباع ويوهب فإننا مع ما كنا عليه من العصبية، لما وقفنا علي كتب الشيعة ومؤلفاتهم خصوصا " كتاب المراجعات للإمام شرف الدين (ره) ظهر لنا الحق جليا " واضحا "، فتركنا مذهبنا السابق، المذهب السني، واعتنقنا المذهب الشيعي، مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي قد أسسه رسول الله صلي الله عليه وآله بنفسه الشريفة، كما هو موجود في كتب القوم (السنة). نسأل الله العلي القدير أن يهدي إخواننا أهل السنة إلي سواء السبيل، كما هدانا من ذي قبل، وأن يجمع كلمة المسلمين في جميع أقطار الأرض، تحت كلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إنه ولي الإجابة، والهادي للرشاد.

[364]

تقدم ص 193 بتمامه.

[365] تقدم ص 203 بتمامه.

[366] تقدم ص 225 بتمامه.

[367] تقدم ص 232 بتمامه.

[368] تقدم ص 245 بتمامه.

[369] تقدم ص 245 بتمامه.

[370] سورة النحل: 125.

[371] قال المؤلف: الأحكام الخمسة هي: الواجبات، والمحرمات، والمستحبات، والمكروهات، والمباحات.

[372] مسند أحمد ج 1 ص 398 .

[373] نفس المصدر: ص 406 . ورواه ابن شهرآشوب في مناقبه: 1 / 249 بإسناده إلي أبي يعلي الموصلي في مسنده، عن شيبان بن فروخ، عن حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، مثله.

[374] مسند أحمد ج 5 ص 89 .

[375] صحيح مسلم: 3 / 1452 ح 5، وروي ابن البطريق في العمدة: ص 218 من كتاب الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من سنن أبي داود، عن عامر بن سعد، عن جابر مثله.

[376] نفس المصدر في باب أن الناس تبع لقريش .

[377] رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1452 ح 6 بإسناده إلي جابر، ذكره في العمدة: ص 218 من الجمع بين الصحيحين للحميدي، عن ابن عيينة.

[378] رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1453 ح 7، وأحمد في مسنده: 5 / 90، والحمويني في فرائد السمطين: 2 / 149.

[379] رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1453، وأبو داود السجستاني في سننه: 2 / 421.

[380] ج 2 ص 35 .

[381] رواه البخاري في صحيحه: 9 / 101 بإسناده إلي جابر.

[382] صحيح البخاري في باب مناقب قريش، وفي باب الأمراء من قريش .

[383] أيضا " في البابين المذكورين .

[384] كنز العمال ج 6 ص 160 و 201 و 206 .

[385] الصواعق المحرقة: 187.

[386] أخرجه القسطلاني في إرشاد الساري: 10 / 328 من طريق مسلم.

[387] أخرجه عنه في إحقاق الحق: 2 / 353. قال

المؤلف: هذه الأحاديث لا تنطبق إلا علي مذهب الشيعة الإمامية لأنهم حاكمون باتصال خلفاء الله إلي ظهور المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ثم إلي يوم القيامة. وأما علي طريق غير الشيعة الإمامية، فلا يجزي بحال لأنهم يجيزون أن يقوم بالأمر غير قريش، ويوجبون طاعة من قام بالأمر، وإن كان من غير قريش! فادعاؤهم خلافة غير الأئمة باطلة عاطلة لمخالفتهم ما هو ثابت في شأن الأئمة الاثني عشر. وقد انحصر انطباق تلك الأحاديث علي أهل البيت فحسب، لأن عدد ملوك الأمويين والعباسيين ينوف علي الاثني عشر، فإن قيل: إن المراد صلحاؤهم. فالجواب: أولا: إن صلحاءهم علي زعمكم لا يبلغون الاثني عشر. ثانيا ": يلزم الفترة بين إمام وآخر، فيكون زمان خال من الإمام، وذلك لا يسوغ لما ورد عن النبي صلي الله عليه وآله: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) - أنظر إحقاق الحق: 13 / 85 - 86، ينابيع المودة: 1 / 137 - أخرجه الإمام الأكبر المجاهد السيد المحسن الأمين في أعيان الشيعة 3 / 70 عن الحميدي في الجمع بين الصحيحين، وأخرج أيضا " عن الحاكم وصححه عن النبي صلي الله عليه وآله: (من مات وليس عليه إمام، فإن موته ميتة جاهلية). وسيأتي: 275 بيان عن القندوزي في ينابيعه عما قريب إن شاء الله.

[388] نهج الحق وكشف الصدق: 230 و 231 (ط. دار الهجرة).

[389] ينابيع المودة: 2 / 533 (انتشارات الشريف الرضي).

[390] سورة الشوري: 23.

[391] ينابيع المودة: 2 / 535 (انتشارات الشريف الرضي).

[392] ينابيع المودة: 2 / 534.

[393] فرائد السمطين: 2 / 564 بإسناده إلي ابن بابويه، يرفعه إلي ابن عباس.

[394] أقول: هي والحق يقال كثيرة جدا "، فحديث

(جابر بن سمرة، عن رسول الله صلي الله عليه وآله لوحده مروي بأسانيد عدة، وطرق متعددة وألفاظ مختلفة، يطول بنا المقام إذا أتينا علي استقصائها، ولا بأس أخي القارئ أن نشير إلي بعضها، فقد رواه كل من: البخاري في صحيحه: 9 / 101، والترمذي في سننه: 4 / 501 ح 2223، والبخاري في التاريخ الكبير: ج 1 قسم 1 / 446 بطريقين، ومسلم في صحيحه: 3 / 1453، والطبراني في المعجم الكبير (نسخة جامعة طهران بثمانية طرق): ص 94 و 95 و 96 و 98 و 102 و 104 و 107 و 108، وأبو عوانة في المسند: 4 / 395 و 397 و 398 و 399، وأحمد بن حنبل في مسنده: 5 / 86 و 87 و 88 و 90 و 92 و 93 و 94 و 98 و 99 و 101 و 107. وأبو داود في سننه: 4 / 150، وفي مختصره: 6 / 856، والسيوطي في الحاوي للفتاوي: 85 من طريق أبي داود، وابن كثير في البداية والنهاية: 6 / 248، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري: 13 / 181 و 182، والطيالسي في المسند: 105 ح 767 و ص 108 ح 1278، والسجستاني في سننه: 2 / 421، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 1 / 334 (النسخة المصورة من مخطوط جامع السلطان أحمد الثالث في اسلامبول)، والخطيب البغدادي في الكفاية في علم الدراية: 73 (ط. حيدر آباد)، وأيضا " في تاريخ بغداد: 14 / 353. وكثير غيرها إضافة لما تقدم ويأتي في هذا الباب، راجع في ذلك إحقاق الحق: 13 / 1 - 48 و ج 19 / 628 - 632، وعوالم

العلوم في النصوص علي الأئمة الاثني عشر ففيها ما يفي بالغرض المطلوب.

[395] ينابيع المودة: 2 / 534، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1 / 146، وأخرجه في إحقاق الحق: 13 / 72 عن بعض مصادر العامة، يأتي ص 284.

[396] ينابيع المودة: 1 / 308، فرائد السمطين: 2 / 132 ح 430 و ص 311 ح 564، وأخرجه الهمداني في مودة القربي: 95، عنه إحقاق الحق: 13 / 61.

[397] فرائد السمطين: 2 / 312 بإسناده إلي ابن بابويه يرفعه إلي ابن عباس.

[398] ينابيع المودة: 2 / 593 باب 94.

[399] سورة البقرة: 2 - 3.

[400] سورة المجادلة: 32.

[401] ينابيع المودة: 2 / 530.

[402] فرائد السمطين: 2 / 133 ح 431، عنه ينابيع المودة: 2 / 529.

[403] سورة البقرة: 285.

[404] سورة البقرة: 285.

[405] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1 / 95، فرائد السمطين: 2 / 319 ح 571 بإسناده إلي الخوارزمي.

[406] تقدم ص 278 بتخريجاته.

[407] أخرجه في إحقاق الحق: 4 / 82، و ج 5 / 56، و ج 13 / 68 و 71 و 72 عن بعض مصادر العامة.

[408] قال المؤلف: إنما حذفنا أسانيده طلبا " للاختصار.

[409] إشارة إلي قوله تعالي في سورة الشعراء: 227.

[410] فرائد السمطين (مخطوط) عنه إحقاق الحق: 5 / 55، راجع أيضا ": 8 / 81.

[411] نهج الحق وكشف الصدق: 230.

[412] في كتابه (إبطال الباطل)!! وقد نقضه - أي كتاب روزبهان - بتمامه وأحاله ركاما "، العلامة المجاهد الشهيد القاضي السيد (نور الله الشوشتري) نور الله رمسه وطيب نفسه في كتابه الشهير (إحقاق الحق) الذي كان سببا " لقتله وشهادته علي أيدي لئام خلق الله الذين أعماهم نور الحق وأزعجهم في عهد جهانگير

شاه التيموري سنة 1019 ه.

[413] أخرجه في غاية المرام (ط. حجر): ص 27 ح 5، و ص 35 ح 21، و ص 194 ح 39، و ص 250 ح 2، و ص 691 ح 1 عن مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1 / 95، و ص 695 ح 27 عن فرائد السمطين: 2 / 319. ح 571.

[414] كذا، وروي ابن الخزاز في كفاية الأثر: 93 بإسناده إلي عائشة، عن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن عثمان بن عفان، قال: قال لي أبي، سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: (الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة، من تمسك من بعدي بهم، فقد استمسك بحبل الله، ومن تخلي منهم فقد تخلي من الله).

[415] هو الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي العبسي، وقد ذكر الحديث الآتي في كتابه (في الرد علي الزيدية) ولد سنة 380، وتوفي سنة 473.

[416] أخرجه في إعلام الوري: 385، عنه عوالم العلوم في النصوص علي الأئمة الاثني عشر ص 154 ح 107.

[417] سورة البقرة: 171.

[418] سورة الزخرف: 36.

[419] سورة الكهف: 57.

[420] قال المؤلف: هو عجز بيت من البردة للبوصيري. أقول: ولنا ترجمة وافية لهذا الشاعر في كتابنا (كرامات الأبرار) ص 203، فراجع.

[421] أقول: قال السيد ابن طاووس في كتابه الطرائف: 172 و 175 بعد إيراده عدة أحاديث من كتب العامة تنص علي إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ما لفظه: رأيت تصنيفا " لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش اسمه (مقتضب الأثر في إمامة الأئمة الاثني عشر) وهو نحو من أربعين ورقة، يذكر فيها أحاديث عن نبيهم

محمد صلي الله عليه وآله بإمامة الاثني عشر من قريش بأسمائهم. ورأيت أيضا " كتابا " تصنيف رجال الأربعة المذاهب ورواتهم، اسم التصنيف المذكور (تاريخ أهل البيت من آل رسول الله صلي الله عليه وآله) رواية نصر بن علي الجهضمي، يتضمن تسمية الاثني عشر من آل محمد عليهم السلام المشار إليهم. ورأيت كتابا " آخر من تصنيف رجال الأربعة المذاهب ورواتهم، ترجمة الكتاب المذكور (تاريخ مواليد ووفاة أهل البيت عليهم السلام وأين دفنوا) رواية ابن الخشاب الحنبلي النحوي، يتضمن تسمية الاثني عشر المشار إليهم، والتنبيه عليهم. ورأيت في كتبهم وتصانيفهم ورواياتهم غير ذلك مما يطول تعداده، تتضمن الشهادة للفرقة الشيعية بتعيين أئمتهم الاثني عشر وأسمائهم عليهم السلام.

[422] أقول: ومن لم يجعل الله له نورا " فما له من نور.

[423] الصواعق المحرقة: 126 (ط. مكتبة القاهرة). ورواه الطبري في ذخائر العقبي: 71 (ط. مكتبة القدس بمصر) قال: عن قيس بن أبي حازم، قال التقي أبو بكر وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فتبسم أبو بكر في وجه علي، فقال له: ما لك تبسمت؟ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله. وذكر الحديث، ثم قال في آخره: أخرجه ابن السمان في كتاب (الموافقة). وللاطلاع علي المزيد راجع إحقاق الحق: 7 / 114، و ج 17 / 158 - 162.

[424] الصواعق المحرقة: 126. قال القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة): 84 (ط. اسلامبول): وفي جواهر العقدين قد أخرج الدارقطني، عن أبي الطفيل عامر الكناني أنه قال. وذكر مثله.

[425] قال المؤلف: التسنيم: نهر في الجنة.

[426] مقتل الحسين عليه السلام: 39 (ط. الغري) ورواه في مناقبه أيضا " ص 42 (ط. تبريز).

[427] ج 1 الباب 54 عنه إحقاق الحق:

7 / 116.

[428] ج 2 ص 173 و ص 177 - 244 .

[429] ج 3 ص 161 .

[430] لزيادة الاطلاع، راجع إحقاق الحق: 7 / 114 - 121 و ج 17 / 158 - 162.

[431] قال المؤلف: وإنما حذفناها طلبا " للاختصار.

[432] رواه الخوارزمي في المناقب: 234 (ط. تبريز) بإسناده إلي علي عليه السلام. وتقدم في الحديث السابق ما يؤدي معناه. وأخرجه عن المصادر المعتبرة لأهل السنة في إحقاق الحق: 4 / 160، 259 - 264، 287، 379،، و ج 5 / 43، 75، و ج 7 / 172، و ج 13 / 71، و ج 15 / 185 - 190، و ج 18 / 396 و ج 20 / 395.

[433] ينابيع المودة: 251 (ط. اسلامبول).

[434] ص 45.

[435] مقتل الحسين عليه السلام: 37 (ط. الغري). ورواه أيضا " الخوارزمي في مناقبه: 39 (ط. تبريز).

[436] الكوكب الدري: 122 ، وراجع إحقاق الحق: 7 / 149 - 151، و ج 17 / 240.

[437] مناقب الخوارزمي: 97 (ط. تبريز) وقال في آخره: قال علي بن قارم: من أتاك بغير هذا عنهم فلا تقبل منهم.

[438] ج 6 ص 393 .

[439] ج 2 ص 163 ، أقول: راجع إحقاق الحق: 4 / 271.

[440] ص 89 ط. مكتبة القدسي بمصر.

[441] كنز العمال: 12 / 223 (ط. حيدر آباد)، وفي منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد: 5 / 35 (ط. الميمنية بمصر).

[442] كفاية الطالب: 181 (ط. دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام) والتخريجات التي بهامشه.

[443] ص 24.

[444] سورة الحجر: 47.

[445] ذخائر العقبي: 89 (ط. مكتبة القدسي بمصر)، فضائل أحمد: 106 (النسخة المخطوطة). راجع إحقاق الحق: 3 / 304، و ج

4 / 175.

[446] ذخائر العقبي: 90 (ط. مكتبة القدسي)، ورواه الطبري في (الرياض النضرة) ص 32 (ط. مكتبة الخانجي بمصر) وقال: أخرجه أحمد في المناقب، وأبو سعيد في شرف النبوة، راجع إحقاق الحق: 9 / 223.

[447] الصواعق المحرقة: 108 .

[448] رواه الطبري في ذخائر العقبي: 64 (ط. مكتبة القدسي) وقال: أخرجه السمان في كتاب الموافقة، راجع إحقاق الحق: 7 / 217.

[449] كفاية الطالب: 250 (ط. دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام)، راجع إحقاق الحق: 5 / 129 و ج 15 / 607 و ج 7 / 89 - 112.

[450] مناقب الخوارزمي: 296 ح 291 (ط. مؤسسة النشر الإسلامي).

[451] أرجح المطالب: 309.

[452] أقول: وجه تسميته بحديث الكساء بلحاظ من في الخيمة من أهل البيت عليهم السلام فحسب، وأما حديث الكساء المروي بسند معتبر عن جابر، وعن أم سلمة وغيرهما فقد أورده المؤلف ص 105 كما تقدم.

[453] سورة الطور: 21.

[454] ينابيع المودة: 301 (ط. انتشارات الشريف الرضي).

[455] ص 57 .

[456] ذخائر العقبي: 17: (ط. مكتبة القدسي).

[457] أرجح المطالب: 330 (ط. لاهور)، روي الحديث من طريق الملا والديلمي عن الفردوس: عن أنس، عنه إحقاق الحق: 9 / 379.

[458] ينابيع المودة: 302 (انتشارات الشريف الرضي).

[459] كنز العمال: 13 / 90 (ط. حيدر آباد الدكن)، عنه إحقاق الحق: 18 / 443.

[460] الكوكب الدري: 134 .

[461] ص 251. أقول: ورواه عن عمر في المناقب المرتضوية: 129 (ط. بمبئي)، وفي مودة القربي: 60 (ط. لاهور) راجع إحقاق الحق: 4 / 196، و ج 15 / 195.

[462] الشوري: 23.

[463] روي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش مسند أحمد): 5 / 93 (ط. الميمنية بمصر)، عن عبد الرحمن بن عوف قال:

قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (اللهم أهل بيتي، وأنا مستودعهم كل مؤمن)، راجع إحقاق الحق: 9 / 376 وما بعدها، ففيها ما يفيد البحث.

[464] ينابيع المودة: 301 (انتشارات الشريف الرضي).

[465] الكوكب الدري ص 133 ، ورواه الحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية ص 128 (ط. بمبئي)، عنه إحقاق الحق: 4 / 327.

[466] أقول: كان ابن عباس يقول بعد ذلك: إن الرزية كل الرزية ما حال بين: رسول الله صلي الله عليه وآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1259 ح 20، والبخاري في صحيحه: 2 / 85 و ج 6 / 11، وأحمد في مسنده: 1 / 222 وغيرهم.

[467] سورة الأحزاب: 36.

[468] أي الصحيفة الملعونة، وكان أول ما فيها النكث لولاية علي بن أبي طالب، وأن الأمر إلي أبي فلان وفلان وأبي عبيدة وسالم معهم، واستودعوا الصحيفة أبا عبيدة وجعلوه أمينهم عليها، وأمروا سعيد بن العاص الأموي فكتب هو الصحيفة، وكانت نسختها: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اتفق عليه الملأ من أصحاب محمد صلي الله عليه وآله. وكان ما فيها أن رسول الله صلي الله عليه وآله لم يستخلف أحدا ". راجع تمامها في البحار: 28 / 102، وسفينة البحار: 5 / 56.

[469] ينابيع المودة: 297 (انتشارات الشريف الرضي).

[470] مناقب الخوارزمي: 132 (ط. مؤسسة النشر الإسلامي)، وكفاية الطالب 123 (ط. الغري).

[471] ينابيع المودة: 294 (انتشارات الشريف الرضي).

[472] كنز العمال: 6 / 159 (ط. حيدر آباد)، وراجع في ذلك إحقاق الحق: 4 / 249.

[473] تاريخ بغداد: 3 / 192 (ط. السعادة بمصر)، وفي ج 7 / 421 من الطبع المذكور من طريق سفيان الثوري عن ابن المنكدر، عن

جابر، عن النبي صلي الله عليه وآله مثله.

[474] روي حديث حذيفة الهمداني في مودة القربي: 41 (ط. لاهور) والحنفي القندوزي في ينابيع المودة 293 (انتشارات الشريف الرضي). عنهما إحقاق الحق: 15 / 273.

[475] تاريخ دمشق لابن عساكر: 2 / 448 (ط. بيروت)، وينابيع المودة 293 نقلا " عن المودة الثالثة للهمداني (انتشارات الشريف الرضي).

[476] قال المؤلف: يوجد الجزء الذي يختص بترجمة حياة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر الكبير في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العامة في النجف الأشرف، يحتوي علي (160) ورقة، كل ورقة صفحتان، أخذ صورتها الفوتغرافية بعض السادة من أفاضل النجف الأشرف عن النسخة المخطوطة في المكتبة الظاهرية في دمشق، وقد رأيت نسخة أخري منها في كربلاء المقدسة، في مكتبة سماحة العلامة حجة الإسلام السيد العباس الكاشاني أدام الله تعالي أيامه.

[477] المناقب: 43 (ط. تبريز) ورواه أيضا " في مقتل الحسين عليه السلام: 40 (ط. الغري) والحديث مروي في العديد من مصادر العامة بأسانيد معتبرة.

[478] الكوكب الدري: 125 . ورواه القندوزي في ينابيع المودة: 300 (انتشارات الشريف الرضي)، والترمذي في المناقب المرتضوية: 117 (ط. بمبئي).

[479] أرجح المطالب: 319 (ط. لاهور)، ورواه القندوزي في ينابيع المودة: 240 و 245 و 397 (ط. اسلامبول)، والشبلنجي في نور الأبصار: 105 (ط. مصر)، والحضرمي في رشفة الصادي: 44 (ط. القاهرة).

[480] كنز العمال: 6 / 154 و ج 12 / 209 (ط. حيدر آباد الدكن)، ورواه ابن المغازلي في مناقبه: 230 (ط. طهران) وابن حسنويه في در بحر المناقب: 59 (مخطوط) والطبري في ذخائر العقبي: 65 (ط. مصر)، والرياض النضرة: 1 / 65 (ط. الخانجي بمصر)، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9

/ 108 (ط. مكتبة القدسي بالقاهرة).

[481] كنز العمال: 6 / 155، و ج 12 / 209 (ط. حيدر آباد الدكن). ورواه في مجمع الزوائد: 9 / 121 (ط. مكتبة القدسي) وقال: رواه الطبراني.

[482] ج 1 ص 86 .

[483] كنز العمال: 6 / 217، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 86 (ط. السعادة بمصر) وابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 450.

[484] الصواعق المحرقة: 235 (ط. مكتبة القاهرة). أقول: وكلام ابن حجر هذا مردود لكثرة من روي هذا الحديث بأسانيد حسنة وصحيحة، فقد رواه ابن عباس وأياس بن سلمة، وجابر بن عبد الله، ومحمد بن المنكدر، وأنس، وأبو سعيد الخدري، وأبو موسي الأشعري وغيرهم في مصادر معتبرة يطول بنا المقام لسردها، راجع إحقاق الحق: 9 / 294 - 308.

[485] رواه الحنفي القندوزي في ينابيع المودة: 21 و 22 من عدة طرق.

[486] تقدم الحديث بتمامه ص 232.

[487] الصواعق المحرقة: 236 (ط. مكتبة القاهرة).

[488] قال المؤلف: كذا جاء في الصواعق المحرقة لابن حجر!!! إن ابن الحجر يأتي بالروايات التي تنطبق علي الشيعة الذين تولوا الله ورسوله وعليا " والبضعة الطاهرة فاطمة عليهم السلام (أصحاب الكساء) الذين قد باهل صلي الله عليه وآله بهم نصاري نجران، والتسعة من ذرية الحسين عليهم السلام ثم يوجه المطاعن للشيعة ليوهم علي القارئ أنهم غير الشيعة الذين كانوا في الزمن الأول! ويدعي أنه هو وأمثاله من النواصب اللئام أنهم هم الشيعة، لأن الأحاديث مثلا " لم تنطبق علي الشيعة الآن!!!.

[489] خصائص النسائي: 12 (ط. التقدم بالقاهرة).

[490] ج 3 ص 125 (ط. حيدر آباد الدكن).

[491] ص 76 (مكتبة القدسي).

[492] أقول: إن حديث (سد الأبواب) هو أيضا " حديث مشهور، وفي كتب

الخاصة والعامة مذكور بشتي الأسانيد ومختلف الألفاظ، راجع إحقاق الحق: 5 / 540 - 586، وينابيع المودة: 99 باب 17.

[493] ينابيع المودة: 44 (انتشارات الشريف الرضي).

[494] فرائد السمطين باب 36.

[495] ينابيع المودة: ص 61 (انتشارات الشريف الرضي).

[496] ينابيع المودة: ص 62 (انتشارات الشريف الرضي).

[497] أقول: وحديث (الطير) أو (الطائر المشوي) هو من الأحاديث الصحيحة المشهورة التي استهوت المؤلفين والمحققين علي دراسته واستقصاء أسانيده وألفاظه، وفي طليعتهم صاحب كتاب (عبقات الأنوار) رحمه الله حيث أفرد له مجلدا " كاملا ".

[498] الإصابة: 2 / 292، ينابيع المودة: 68 (انتشارات الشريف الرضي) ذخائر العقبي: 76 (ط. مكتبة القدسي) ورواه ابن حجر في الصواعق: 123.

[499] ذخائر العقبي: 69 (ط. مكتبة القدسي بمصر) ورواه في الرياض النضرة: 2 / 172 (ط. محمد أمين الخانجي بمصر).

[500] ينابيع المودة: 104 (انتشارات الشريف الرضي).

[501] ينابيع المودة: 93 (انتشارات الشريف الرضي).

[502] ينابيع المودة 89 (انتشارات الشريف الرضي).

[503] راجع إحقاق الحق: 4 / 55.

[504] مناقب الخوارزمي: 329 ح 346 عن أبي سعيد الخدري وأنس (مؤسسة النشر الإسلامي) و ص 51 (ط. تبريز)، وحلية الأولياء: 1 / 63 (ط. السعادة بمصر).

[505] سورة الشعراء: 214.

[506] شرح النهج: 13 / 244 (ط. البابي الحلبي بمصر).

[507] مناقب الخوارزمي: 84 ح 74 (مؤسسة النشر الإسلامي)، ورواه الديلمي فردوس الأخبار: 3 / 382، وابن المغازلي في مناقبه: 200.

[508] إشارة إلي قوله تعالي في سورة الأنفال: 42.

[509] رواه الحاكم في المستدرك: 3 / 121 و 128 (ط. حيدر آباد الدكن).

[510] أخرجه الحاكم في المستدرك: 3 / 128، وكذلك رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 231، عن ابن عباس (ط. بيروت) والمغازلي في المناقب: 103

(ط. طهران) وأخرجه في إحقاق الحق: 15 / 43 - 54 عن جملة من مصادر القوم، فمن أحب فليراجع.

[511] مسند أحمد: 2 / 102 ، وينابيع المودة: 47.

[512] مستدرك الحاكم: 3 / 129 .

[513] مسند أحمد 7 / 20.

[514] ينابيع المودة: 78 ورواه الشافعي في توضيح الدلائل: 186، والحنفي في (آل محمد صلي الله عليه وآله): 226، عنها إحقاق الحق: 21 / 258.

[515] مستدرك الحاكم: 3 / 4 (ط. حيدر آباد الدكن)، وأخرجه أيضا " عن علي بن الحسين عليهما السلام عنه إحقاق الحق: 3 / 25، و ج 14 / 116 - 130 عن مصادر أخري.

[516] مستدرك الحاكم: 3 / 5، وأخرجه في إحقاق الحق: 5 / 73 - 74 و ج 8 / 679 - 691، و ج 18 / 162 والغدير: 7 / 9، عن مصادر معتبرة، فمن أراد زيادة الاطلاع فليراجع.

[517] مسند أحمد: 1 / 156 .

[518] أخرجه عن هذه المصادر ومصادر أخري في إحقاق الحق: 4 / 445 و ج 14 / 499 وأخرجه في العمدة لابن البطريق: 160 - 166 عن مسند أحمد من عدة طرق وصحيح البخاري: 1 / 78 و ج 6 / 64، والثعلبي في تفسيره وغيرها.

[519] ذخائر العقبي: 100 .

[520] أخرجه في إحقاق الحق: 5 / 613 - 618، و ج 16 / 406 - 410 و ج 21 / 580 - 585 عن هذه المصادر وغيرها، فراجع.

[521] الطبقات الكبري: 2 / 336 و 339 و 440 (ط. دار الصارف بمصر).

[522] الصواعق المحرقة: 126 (ط. القاهرة) أخرجه في إحقاق الحق: 8 / 60 - 66 عن عدة مصادر. يأتي ص 355.

[523] الرياض النضرة: 2 /

198 و 244 (ط. محمد أمين بمصر). يأتي ص 355.

[524] تاريخ الخلفاء: 1 / 66 و 170 (ط. السعادة بمصر).

[525] الإستيعاب: 3 / 39 (ط. مصطفي محمد بمصر). أنظر ص 356.

[526] ذخائر العقبي: 82 (مكتبة القدسي بمصر)، وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 193 - 200، و ج 17 / 436 - 440 عن مصادر عديدة من كتب العامة.

[527] كنز العمال: 3 / 53، يأتي مثله.

[528] ذخائر العقبي: 82 (ط. مكتبة القدسي بمصر)، وابن الجوزي في التذكرة: 157 (ط. الغري)، راجع إحقاق الحق: 8 / 212 - 215.

[529] رواه الحاكم في المستدرك: 1 / 457، والمتقي الهندي في كنز العمال: 5 / 93 (ط. حيدر آباد)، والمناوي في شرح الجامع الصغير: 248 (مخطوط) والعلامة الأمر تسري في أرجح المطالب: 122 (ط. لاهور) وغيرهم، راجع إحقاق الحق: 9 / 208 - 210.

[530] كفاية الطالب: 130 .

[531] الفصول المهمة: 17.

[532] كفاية الطالب: 104.

[533] ص 109 .

[534] الكشاف: 4 / 220.

[535] الشوري: 23.

[536] تقدم ذكر بعض الآيات في هامش ص 183 - 187.

[537] قال ابن أبي الحديد: قال أبو جعفر الإسكافي: وروي أن معاوية بذل لسمرة ابن جندب مائة ألف درهم حتي يروي أن هذا الآية نزلت في علي عليه السلام: (ومن الناس من يعجبك قوله) البقرة: 204، وأن الآية الثانية، وهي (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) البقرة: 207، أنزلت في ابن ملجم فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبل، فبذل أربعمائة ألف، فقبل. وروي ابن الأثير في الكامل: 3 / 229: أنه لما استخلف زياد (سمرة) علي البصرة أكثر القتل فيها، فقال ابن سيرين: قتل سمرة

في غيبة زياد هذه ثمانية آلاف، فقال له زياد: أتخاف أن تكون قتلت بريئا "؟ فقال: لو قتلت معهم مثلهم ما خشيت!!! وقال أبو السوار العدوي: قتل سمرة من قومي في غداة واحدة سبعة وأربعين، كلهم قد جمع القرآن!!! أقول: فبرك أخي القارئ أيطمأن لحديث ترويه هذه الشخصية الخبيثة، ويؤخذ بكلامه المأجور؟! راجع في ذلك شرح نهج البلاغة: 4 / 73.

[538] 1 / 79 الباب 14 .

[539] الباب 59 والباب 14 ص 80.

[540] قال المؤلف: يؤيد هذا الحديث حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) المروي عن رسول الله صلي الله عليه وآله. أقول: وتقدم هذا الحديث ومصادره ص 245.

[541] ينابيع المودة: 1 / 153.

[542] مناقب الخوارزمي: ص 86 و 77، وأخرج حسام الدين الحنفي في (آل محمد صلي الله عليه وآله): ص 562 و 563 (نسخة مكتبة الأشكوري) عن الخوارزمي مثله.

[543] مناقب الخوارزمي: 76 (ط. تبريز) عنه إحقاق الحق: 4 / 289.

[544] شرح ابن أبي الحديد: 9 / 156. راجع الغدير: 3 / 96، و ج 7 / 182.

[545] (رحمة) خ.

[546] ينابيع المودة: 1 / 302 باب 56.

[547] ينابيع المودة: 1 / 279، ثم قال: رواه صاحب الفردوس.

[548] ينابيع المودة: 1 / 299 باب 56.

[549] والحديث مشهور، وفي كتب القوم مذكور بألفاظ شتي وأسانيد عدة، فقد رواه أحمد في مسنده: 5 / 26، والجاحظ في كتابه (العثمانية) ص 289، وابن عبد البر في الإستيعاب: 460 (ط. حيدر آباد)، والخوارزمي في المناقب: 63، والجزري في أسد الغابة: 5 / 52، والطبري في ذخائر العقبي: 78، وفي الرياض النضرة: 2 / 193، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 101، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش

مسند أحمد: 5 / 38، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 65، وعشرات غيرهم، يطول بنا المقام إذا أتينا علي ذكرهم، نحيل القارئ العزيز إلي كتاب إحقاق الحق: 4 / 150 - 164 و ج 15 / 364 وما بعدها.

[550] ينابيع المودة: 2 / 593 باب 94.

[551] رواه الخوارزمي في مناقبه: 82 ح 68، وفي مقتل الحسين عليه السلام: 43 بإسناده إلي ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وذكر الحديث، عنه ينابيع المودة: 1 / 80، وعن مناقب ابن المغازلي، راجع الغدير: 2 / 44، و ج 3 / 96. يأتي ص 358. أقول: والحديث رواه جماعة من أعلام القوم بأسانيدهم إلي ابن مسعود نحو: أبو نعيم في حليته: 1 / 64، الثعلبي في تفسيره (علي ما في مناقب الكاشي): ص 81 مخطوط، الذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 58، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش أحمد: 5 / 32، ولزياد الاطلاع راجع إحقاق الحق: 5 / 516 - 521، و ج 16 / 310 - 314.

[552] مناقب الخوارزمي: 82 ح 67، راجع الغدير: 2 / 44 و ج 3 / 96 و ج 7 / 182.

[553] فرائد السمطين: الباب 18 (نسخة كلية العلوم بطهران)، ورواه بهذا اللفظ شيرويه الديلمي في فردوس الأخبار علي ما في مناقب عبد الله الشافعي: 26 (مخطوط)، وللاطلاع علي المزيد راجع إحقاق الحق: 4 / 318 وما بعدها، و ج 20 / 404.

[554] مناقب الخوارزمي: 81 ح 66 بإسناده إلي أبي سعيد الخدري، وأورده في ينابيع المودة: 1 / 85 عن أبي سعيد وسلمان، وفي ص 249 عن أنس، وللمزيد راجع إحقاق الحق: 4 / 321

- 323 و ص 382، و ج 15 / 366 - 374.

[555] أخرجه في ينابيع المودة: 1 / 81 عن الترمذي والحمويني بسنديهما عن سويد ابن غفلة الضباعي عن علي عليه السلام، وعن الحمويني من طريق آخر، عن سلمة ابن كهيل. والحديث مروي في كتب العامة بأسانيد عديدة، راجع في ذلك إحقاق الحق: 5 / 507 - 515، و ج 16 / 304 - 309، و ج 21 / 410 - 413.

[556] إن حديثه صلي الله عليه وآله في شباهة علي بالأنبياء عليهم السلام مروي في كتب القوم بألفاظ مختلفة، وأسانيد عديدة، يطول بنا المقام إذا أتينا علي ذكرها، وسنذكر - علي عجالة - بعضها " منها: فقد رواه الخوارزمي في مناقبه: 49 (ط. تبريز)، والقندوزي في ينابيع المودة: 1 / 142 باب 40 عن أحمد في مسنده، والبيهقي في صحيحه، عن أبي الحمراء عن الحمراء، عن النبي صلي الله عليه وآله، ثم قال: وقد نقل هذا الحديث في شرح المواقف والطريقة المحمدية، وانظر في ذلك أيضا " إحقاق الحق: 4 / 392 - 406 و ص 471 و 472، و ج 15 / 611 - 623.

[557] روي نحوه أبو نعيم في حليته: 1 / 63، والخوارزمي في مناقبه: 51، وابن طلحة في مطالب السؤول: 21، والدهلوي في تجهيز الجيوش: 344 (مخطوط)، عنها إحقاق الحق: 6 / 53.

[558] ذكره القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: 1 / 85 و 86، عن الخوارزمي من طريقين، وهذا القول مشهور عن عمر، ومروي بألفاظ عديدة، راجع إحقاق الحق: 8 / 211 - 212 و ج 17 / 435. تقدم ص 332.

[559] وهذا الحديث مشهور، قاله عمر في عدة مواقف،

وتناقلته كتب الفريقين بشتي الأسانيد، راجع في ذلك إحقاق الحق: 8 / 182 - 193 و 202، و ج 17 / 442 - 444.

[560] إحقاق الحق: 5 / 647 - 648، و ج 7 / 109، و ج 17 / 150.

[561] الباب 53 .

[562] راجع ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 31، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 58 و ج 4 / 166 و 169، وكنز العمال: 3 / 132 و 135 و 141.

[563] شرح نهج البلاغة: 12 / 82.

[564] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 3 / 331 بإسناده إلي ابن عباس مثله، وفي ج 1 / 117 من طريق آخر إلي ابن عباس نحوه، والمتقي الهندي في كنز العمال: 15 / 108 و 109، والحمويني في منهج الفاضلين: 180 مخطوطة (مثله)، راجع إحقاق: 15 / 353 - 356.

[565] رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء: 172، وقال في آخره: روي أحمد بسند صحيح في مسنده: 2 / 26 عن ابن عمر نحوه، والشيباني في المختار في مناقب الأخيار: 4، والهندي في كنز العمال: 15 / 101، والنقشبندي في مناقب العشرة: 33 (مخطوط)، والحضرمي في وسيلة المآل: 142 (مخطوط)، والأمر تسري في أرجح المطالب: 411 (ط. لاهور) وكثير غيرهم يطول ذكرهم، راجع إحقاق الحق: 15 / 644 - 647 و ج 4 / 433 - 436.

[566] ص 78 رواه البخاري في صحيحه باب التفسير، وابن سعد في الطبقات الكبري: 2 / 339 و 340، وابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 88 و 89، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 76، وكثير غيرهم، وعنها إحقاق الحق: 8 / 60 - 66. تقدم ص 332.

[567]

ج 2 ص 98 رواه ابن سعد في الطبقات: 2 / 336، وابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 88، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 1 / 288، ومصادر عديدة غيرها، راجع إحقاق الحق: 8 / 61 - 66. تقدم ص 332.

[568] ج 1 ص 66 رواه ابن سعد في الطبقات الكبري: 2 / 338، عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء: 66، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 37، والترمذي في صحيحه: 13 / 170، وكثير غيرهم ممن يطول بهم المقال، راجع إحقاق الحق: 6 / 518 - 24 و ج 17 / 50 - 52.

[569] رواه عن ابن مسعود جماعة من أعلام القوم منهم: ابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 89، والنيشابوري في المستدرك: 3 / 135، وابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 461، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 32، والطبري في الرياض النضرة: 2 / 198، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 66، وكثير يطول المقام بذكر أسمائهم، راجع إحقاق الحق: 8 / 57.

[570] تقدم في ص 332 - 335 وتجد عزيزي القارئ في إحقاق الحق: 8 / 193 - 200، و ج 17 / 436 - 438، العديد من أسماء العلماء الأعلام ممن روي هذه المقولة المشهورة.

[571] ج 1 باب 68 .

[572] ينابيع المودة: 1 / 293، ورواه ابن مردويه في المناقب: 30 (علي ما في الدر الثمين)، والبغدادي في تاريخ بغداد: 7 / 421 و ج 3 / 192، والحمويني في فرائد السمطين: 449 (مخطوط)، والرازي في نهاية العقول في دراية الأصول: 114، والعسقلاني في تهذيب التهذيب: 9 / 419، والحنفي في كنز العمال: 6 / 159، والحنفي الترمذي في المناقب

المرتضوية: 106، والمناوي في كنوز الحقائق: 98، والكمشخانوي في راموز الأحاديث: 442، والبدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العبا: 16 و 49 (مخطوط)، والدهلوي في تجهيز الجيوش: 308 (مخطوط)، عنها الاحقاق: 4 / 254 - 256.

[573] في الباب 65 .

[574] ينابيع المودة: 1 / 79، وروي ابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 462، والطبري في ذخائر العقبي: 78، وفي الرياض النضرة: 2 / 194، والجزري في أسد الغابة: 4 / 22، وابن طولون في الشذرات الذهبية: 51، والحنفي في محاضرة الأوائل: 62، والشافعي في شرح الأرجوزة (مخطوط)، والنبهاني في الشرف المؤبد: 59، والأمر تسري في أرجح المطالب: 105، والسيد أحمد في فتح العلي: 36، (مثله) عنها الإحقاق: 7 / 624 - 626.

[575] تقدم: 352 بتخريجاته.

[576] شرح النهج: ج 1 ص 19، وينابيع المودة: 1 / 80 عن رسالة الفتح المبين للترمذي، و ج 2 ص 448 عن فصل الخطاب.

[577] راجع كلمات ابن عباس في علم علي عليه السلام في إحقاق: 7 / 623 حيث أخرجها عن مصادر عديدة عن أعلام القوم يطول بنا ذكرها.

[578] روي مثله الأمر تسري في أرجح المطالب: 47 (ط. لاهور) عنه إحقاق الحق: 7 / 629.

[579] ينابيع المودة: 1 / 294 باب 56 .

[580] ينابيع المودة: 1 / 79 باب 14 .

[581] ينابيع المودة: 2 / 448.

[582] أخرجه في إحقاق الحق: 7 / 624 - 626 عن الإستيعاب: 2 / 462، وذخائر العقبي: 78، والرياض النضرة: 2 / 194، وشذرات الذهب: 51، وفصل الخطاب: 372 علي ما في ينابيع المودة، وغيرها بألفاظ شتي عن ابن عباس، تقدم ص 245.

[583] رواه ابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 461، والسيوطي

في تاريخ الخلفاء: 66، وابن حجر في الصواعق: 76، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 116 عنها إحقاق الحق: 8 / 57 - 60 وعن مصادر أخري بنفس اللفظ وألفاظ أخري.

[584] رواه ابن المغازلي: 34، والهندي في وسيلة النجاة: 109، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق: 1 / 339، واللكهنوي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين: 88، وابن الأثير في المختار: 7، والزرندي في نظم درر السمطين: 134. ورواه عن طريق أحمد في وسيلة المآل في مناقب الآل: 125، والأمر تسري في أرجح المطالب: 449، عنها إحقاق الحق: 1216 - 15.

[585] شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 6 (ط. مصر)، عنه إحقاق الحق: 8 / 578.

[586] شرح النهج: 1 / 24 (ط. قم).

[587] رواه ابن الصباغ في الفصول المهمة: 111، والقالي في الأمالي: 2 / 143، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 84، والقيرواني في زهر الآداب: 1 / 43، والزمخشري في ربيع الأبرار: 15 (مخطوط) وابن الجوزي في صفة الصفوة: 1 / 121، والشافعي في مطالب السؤول: 33، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 4 / 276 عنها إحقاق الحق: 4 / 425 - 432، وأخرجه في ج 8 / 272 - 274 و ص 598 - 600 و ج 15 / 638 - 644 عن مصادر أخري كثيرة.

[588] سورة الدهر: 7.

[589] سورة المائدة: 55.

[590] سورة الشوري: 23.

[591] رواه في المناقب: ص 125 و 199 (مؤسسة النشر الإسلامي)، عنه الاحقاق: 5 / 51.

[592] ينابيع المودة: 2 / 393 باب 60.

[593] وهو المعتمد في الأصول، بإسناده إلي صالح بن أحمد بن حنبل.

[594] حياة الحيوان: 1

/ 88.

[595] رواه الحنفي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: 326 عنه إحقاق الحق: 17 / 618. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 24، والخوارزمي في المناقب: 70، وابن كثير في البداية والنهاية: 8 / 55 بإسنادهم إلي سفيان (مثله)، عنها إحقاق الحق: 8 / 247.

[596] ذكر الخبر ابن أبي الحديد في شرح النهج: 20 / 222 بعد إيراده لقوله عليه السلام: (يهلك في رجلان: محب مفرط، وباهت مفتر) وقول الرضي رحمه الله تعالي: وهذا مثل قوله عليه السلام: (يهلك في اثنان: محب غال، ومبغض قال).

[597] ينابيع المودة: 2 / 458 باب 65.

[598] المناقب للخوارزمي: 284 ح 279 باب 19.

[599] ينابيع المودة: 2 / 460 الباب 65.

[600] أورده في الفصول المهمة: 220، وفي نور الأبصار: 166، والاتحاف بحب الأشراف: 150، والصواعق المحرقة: 122، وأئمة الهدي: 122، عنهم الاحقاق: 12 / 335 - 339، ورواه الطوسي في الغيبة: 21، والمفيد في الإرشاد: 335، وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين: 333، وغيرهم.

[601] سورة الإنسان: 8.

[602] سورة التوبة: 19.

[603] ينابيع المودة: 2 / 580 باب 92 نقلا " عن ابن مسكويه صاحب التاريخ في كتابه (نديم الفريد).

[604] مناقب آل أبي طالب: 4 / 25 طبع دار الأضواء.

[605] مناقب آل أبي طالب: 4 / 248. وتقدم الحديث ص 31.

[606] رواه الحاكم في المستدرك: 3 / 107، والثعلبي في تفسيره علي ما في مناقب عبد الله الشافعي: 112، وابن عبد البر في الإستيعاب: 2 / 466، والموفق بن أحمد في المناقب: 19، وأبو يعلي الحنبلي في طبقات الحنابلة: 1 / 319، وابن الأثير في الكامل: 300، والگنجي في كفاية الطالب: 125، والطبري في الرياض النضرة: 2 /

212، والذهبي في تلخيص المستدرك المطبوع بذيل المستدرك: 3 / 107، والزرندي في نظم درر السمطين: 80، والعسقلاني في تهذيب التهذيب: 7 / 339، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 72، والحلبي في السيرة الحلبية: 2 / 207، وابن الجوزي في المناقب أحمد بن حنبل: 163، عنها إحقاق الحق: 4 / 388 و ج 5 / 122 - 127 و ج 15 / 694 - 700 وعن مصادر أخري تركناها خوفا " من الإطالة.

[607] أخرجه الشيخ القمي في الكني والألقاب: 2 / 349. قال المؤلف: نظم هذا المعني السيد تاج الدين العاملي (ره) في بيتين وهما: لقد كتمت آثار آل محمد++ محبوهم خوفا " وأعداؤهم بغضا " فأبرز من بين الفريقين نبذة++ بها ملأ الله السماوات والأرضا أقول: قال إمام الأدب خليل بن أحمد في حقه عليه السلام، لما قيل له: لم لا تمدح عليا؟ قال: كيف أقدم في مدح من كتم أحباؤه فضائله خوفا "، وأعداؤه حسدا "، وظهر بين الكتمانين ما ملأ الخافقين. أخرجه في إحقاق الحق: 4 / 2.

[608] أرجه أحمد في مسنده: 6 / 323.

[609] أخرجه في الكني والألقاب: 2 / 349 عن الفصول المهمة.

[610] فرائد السمطين: 1 / 135.

[611] إشارة إلي قوله تعالي في سورة الدهر (هل أتي علي الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ") التي أجمع المفسرون علي نزولها بحق أمير المؤمنين عليه السلام، ولله در القائل: إن كنت ويحك لم تسمع مناقبه++ فاسمع مناقبه هل أتي وكفي راجع في ذلك إحقاق الحق: 18 / 343.

[612] قال المؤلف: أيها المسلمون رحمكم الله إني أوجه لكم نصيحة خالصة لوجه الله لقوله صلي الله عليه وآله: (الدين النصيحة) والمسلم

العاقل ينبغي له أنه إذا قدمت له نصيحة يقبلها، وإن كانت من جهة مخالفة أيضا " لما ورد: (خذ النصيحة ولو من أفواه الكافرين) فكيف بنا ونحن إخوة لكم في الدين، وتجمعنا كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وكلنا يأتي بما أتي به الشرع من صلاة وصوم وحج وزكاة. فما هذا التقاطع وشهادة أئمتكم (الأئمة الأربعة) في حق أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين الميامين عليهم السلام دالة دلالة واضحة علي أحقيتهم علي من سواهم، فما يضيرك أيها المسلم لو أنك أخذت بمذهب الحق، مذهب آل البيت عليهم السلام الذي جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله فإن كانت المذاهب الأربعة منجية، فهذا المذهب الحق أنجي وأنجي والسلام علي من اتبع الهدي.

[613] روي الخوارزمي في المناقب: 18 بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لو أن الغياض أقلام، والبحار مداد، والجن حساب، والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، عنه إحقاق الحق: 4 / 390. قال القندوزي في ينابيع المودة: 121 و 122 بإسناده عن ابن عباس: والذي نفس عبد الله بن العباس بيده، لو كانت البحار مدادا "، والأشجار أقلاما "، وأهلها كتابا "، فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ما أحصوها، عنه إحقاق الحق: 4 / 101، و ج 15 / 609 و 610.

[614] ص 130 .

[615] ج 5 ص 156 .

[616] سورة البينة: 7.

[617] الصواعق المحرقة: 128، يأتي 393 قال المؤلف: الحمد لله الذي أنطق ابن الحجر بالصواب إذ الحق يعلو ولا يعلي عليه، فأتي بهذه الحجة لنا غير مختار، ولنا أن نسأل هذا الناصب الكاذب عن الذي تبرأ

من علي عليه السلام ولعنه هل هو غير سيده معاوية الطاغية، ومن نحا نحوه؟ فهو الذي سن هذه السنة السيئة، فكان اللعن علي سيد الأوصياء تحت سبعين ألف منبر علي ما روي أهل السير والتاريخ، وقد مر عليك قريبا " بيان ذلك تفصيلا "، ولندع الآن ابن الحجر وصواعقه، والملتقي يوم الله قريب، كل يلقي الله بما قدمت يداه.

[618] رواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2 / 459 (ط. مجمع إحياء الثقافة الإسلامية.

[619] فرائد السمطين: 1 باب 31، يأتي ص 392.

[620] مناقب الخوارزمي: 111.

[621] مناقب الخوارزمي: 111.

[622] مناقب الخوارزمي: 294 فرائد السمطين: 1 / 308، مناقب ابن المغازلي: 40.

[623] مناقب الخوارزمي: 296.

[624] مناقب الخوارزمي: 290 ضمن ح 279 باب 19.

[625] مناقب الخوارزمي: 158 ح 188، وروي مثله في ص 128 من الكتاب المذكور ح 143.

[626] رواه ابن حسنويه في در بحر المناقب: 58 (مخطوط)، وابن معين في شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام: 19 والكاشي في المناقب (مخطوط)، والقندوزي في ينابيع المودة: 130، والحسيني البصري في انتهاء الأفهام: 208، عنها الاحقاق: 4 / 483. رواه ابن أبي حاتم في علل الحديث: 1 / 313، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: 45، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 449، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 131، والأمر تسري في أرجح المطالب: 454 عنها إحقاق الحق: 7 / 293، ورواه ابن المغازلي في المناقب: 237، عنه إحقاق الحق: 15 / 562.

[627] مناقب الخوارزمي: 322 ضمن ح 329 الفصل 19.

[628] الصواعق المحرقة: 152، راجع إحقاق الحق: 7 / 303، فقد أخرج مثله عن العديد من مصادر العامة. قال المؤلف: تعالوا يا مسلمون فاسمعوا وهلموا إلي الصواعق المحرقة

لابن الحجر أحرقه الله، وأمعنوا النظر إلي ما قاله من الخرافات والخزعبلات، وإلي ما يدعيه، فإنه يدعي هو وأنصاره من النواصب أنهم هم شيعة علي عليه السلام لأنهم يحبون عليا " وبنيه، فهذه دعوي أتانا بها الدهر من عجائبه وغرائبه، تعالوا نضحك تارة، ونبكي أخري، فإن مفتي الحرمين يريد أن يغير مجري التاريخ، ويقلب وجه الحقيقة تمويها " بلا خجل ولا حياء، رافعا " بها عقيرته، يسجلها في صواعقه، قائلا ": إنهم هم الشيعة، فكأنه لا يعلم أن من ورائه من يحاسبه حسابا " عسيرا " بالنقد والتمحيص بأنه جاء شيئا " إدا "، ولماذا يا هذا؟ قل لي بربك: ما الذي حملك علي هذه الدعوي التي تكلفك الشئ الكثير، ثم تخرج منها كصفر علي الشمال؟ وأنت تعلم يقينا " أن الدعوي إذا لم تدعم بحجة مردودة علي مدعيها قطعا ". ولماذا يا بن الحجر كأنت تعلم أن الشيعة علي الصواب، وأنهم هم المؤمنون حقا " بيد أنك لم تستطيع الاعتراف لأمرين: إما تعصبا " وبغضا " لأنهم لا يصالحوا سيدك معاوية ومن نحا نحوه، ولو صالحوه لكانوا هم عندك حزب الله الغالبون. أو خوفا " علي سمعتك، وحرصا " علي منصبك، وإلا فأي شئ؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا أس العداوة والبغضاء، فبالله عليك أيقال للسنة هم الشيعة وبالعكس؟ كلا ما أراك بقادر علي إثبات مدعاك أبدا "، فهذه كتب التواريخ والسير والتفسير والحديث وغيرها أمامنا وأمام كل منصف عربي لغوي عالم بأحوال الفرقتين (الشيعة والسنة) حر يدين الله بضمير حر أيضا ". ويا مفتي الحرمين!! إني أخالك أنك في بادية بيداء أو في ليلة حالكة ظلماء، وظننت أن أحدا " لم

ترض بحكمي عليه فاقرأ صواعقه تعرف بوائقه - أو كما تزعم أن الشيعة قوم جاهلون أغبياء!! لا وربك بابن الحجر ليس الأمر كما زعمت، بل الأمر بالعكس، ولنا أن نسألك بماذا صرتم شيعة؟ بموالاتكم لمن حارب عليا " عليه السلام، ودس السم للحسن عليه السلام، وقتل الحسين عليه السلام وسبي حريم رسول الله صلي الله عليه وآله وهدم الكعبة ومزق القرآن و و و. والخ؟! أم بترضيكم عن شاتمي علي عليه السلام علي المنابر وفي المعابر ما يربو علي ثلاثة أرباع القرآن؟! بماذا صرتم شيعة؟ بسلب أهل البيت عليهم السلام حقوقهم أم بتقديم غيرهم عليهم، وهو الضلال المبين وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (لا تقدموهم فتهلكوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم؟ بماذا صرتم شيعة؟ وقد أكثرت في صواعقك من روايات تكفير الشيعة، وهم المؤمنون حقا " كما تقدم؟! نعوذ برب العرش من فئة بغت، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون. وبالجملة فإن الشيعة علي خلاف ما تفتري عليهم النواصب والجواحد، ولو دققت النظر منصفا " لوجدت كلما عابوا به علي الشيعة هو في من عابهم، والشيعة منه براء إلا قليلا " مما نقموا عليهم به، ولو أنصفوا لاعترفوا، ولكن المستقبل يرينا الواجب، والمشتكي إلي الله. أقول: يا حبذا أخي القارئ بمراجعة كتاب (الشيعة هم أهل السنة) للتيجاني لتقف علي حقيقة هذه الطائفة المظلومة.

[629] ينابيع المودة: 1 / 303.

[630] ينابيع المودة: 1 / 305.

[631] ينابيع المودة: 1 / 306 عن ابن عباس (المودة التاسعة).

[632] ينابيع المودة: 1 / 300.

[633] مناقب ابن المغازلي: 79 (ط. طهران) عنه إحقاق الحق: 4 / 289، و ج 7 / 172، و

ج 18 / 518، وابن حسنويه في در بحر المناقب: 119، والأمر تسري في أرجح المطالب: 529 عنها إحقاق الحق: 7 / 172 و 173.

[634] مناقب الخوارزمي: 229 (ط. تبريز) عنه إحقاق الحق: 7 / 172.

[635] تقدم ص 385 مثله.

[636] كفاية الطالب: 118، الخوارزمي في المناقب: 120 (ط. مؤسسة النشر الإسلامي) و 66 (ط. تبريز)، والحمويني في فرائد السمطين ج 1 باب 31، والبصري في انتهاء الأفهام: 17 عنها إحقاق الحق: 4 / 217 و 252. ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2 / 361 من عدة طرق، والقندوزي في ينابيع المودة: 46، عنها إحقاق الحق: 14 / 258 - 260، ورواه الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل: 167، عنه إحقاق الحق: 20 / 269، وكذلك رواه الطبري في تفسيره: 30 / 171، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 66.

[637] الفصول المهمة: 105، ونور الأبصار: 102. وتقدم الحديث ص 384 عن ابن عباس مثله.

[638] رواه الديلمي في الفردوس علي ما في مناقب عبد الله الشافعي: 204 (مخطوط) والمناوي في كنوز الحقائق: 98، والبدخشي في مفتاح النجا: 61 (مخطوط) والقندوزي في ينابيع المودة: 180 و 237 بإسنادهم إلي أم سلمة، عنها إحقاق الحق: 7 / 299 وفي ص 301 عن التذكرة لابن الجوزي: 59 عن أبي سعيد الخدري.

[639] سورة الواقعة: 11.

[640] مناقب ابن المغازلي: 116، ورواه السيوطي في الدر المنثور: 6 / 154 من طريق ابن مردويه، عن ابن عباس، وكذا الشوكاني في فتح القدير: 5 / 184، والآلوسي في تفسير روح المعاني: 27 / 114، ورواه الكثير من أعلام القوم في مصادر هم المعتبرة، راجع في ذلك إحقاق الحق: 3 / 114، و ج 14 /

190.

[641] رواه الطبري في ذخائر العقبي: 90 (ط. مكتبة القدسي بمصر) من طريق أحمد، وفي الرياض النضرة: 32 (ط. مكتبة الخانجي بمصر) وقال: أخرجه أحمد في المناقب، وأبو سعيد في شرف النبوة. ورواه أيضا " الأمر تسري في أرجح المطالب: 332 و 529 (ط. لاهور) والترمذي في المناقب المرتضوية: 101 (ط. بمبئي) والقندوزي في ينابيع المودة: 212 (ط. اسلامبول) وغيرها. راجع إحقاق الحق: 9 / 223.

[642] رواه الحنفي المصري في تفسير آية المودة: 51، والسخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرق: 41، عنها إحقاق الحق: 20 / 561.

[643] تقدم ص 384 مثله. قال المؤلف: تري ابن الحجر بعد سرده الأحاديث يطلق لسانه بالشتم المقذع علي الشيعة الأطهار، ويجعلهم حزب إبليس، ويحذر منهم لأنهم ضالون جاحدون، ويقول بكل وقاحة: قاتلهم الله أني يؤفكون!! وهذا دليل علي سوء خلقه وأدبه، وقلة إيمانه وحيائه، وجهلة بمذهب أهل البيت عليهم السلام وتجاهله، فإن الشيعة كما تقدم فرقة مؤمنة تعبد الله تعالي، وتؤمن برسالة نبيه محمد صلي الله عليه وآله، ويتولون عليا " وبنيه الأئمة الأحد عشر، ويعترفون بأصول الدين وفروعه، ويخافون الله واليوم الآخر، ولا يرمون أحدا " بالأكاذيب والمفتعلات كما صنع هو ومن حذا حذوه من الذين أساؤوا السؤاي ولا يخافون من سطوة الله، فإن الشيعة هم حزب الله، وإن حزب الله هم الغالبون. وإليك يا بن الحجر ما روي عن النبي صلي الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت الباب) ومن أتي من غير الباب عد سارقا "، وصار من حزب إبليس، فالشيعة الإمامية برمتهم أجمعوا علي الأخذ من باب المدينة، لا يلجون غيره إلا إذا كان موافقا " طبق منهجهم الذي نهجوه،

أما من أخذ عن كل من دب ودرج، فيكون كحاطب ليل، وهو حزب إبليس، ونحن لا نستغرب من تطاول ابن الحجر علي الشيعة لأنه قد أخذ بقول كل من صحب النبي صلي الله عليه وآله ولو كان ممن قال سبحانه فيهم: (ومن الأعزاب منافقون ومن أهل المدينة مردوا علي النفاق) سورة التوبة: 101 كمعاوية الطليق وابن الطليق، ومروان الطريد وابن الطريد، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم وغيرهم ممن عرف بالنفاق، انتهي. أقول: وهذا خبر مشهور، مروي بألفاظ مختلفة وأسانيد عديدة، فقد رواه ابن حجر في الصواعق: 66، والطبراني في المعجم الكبير: 52، والخوارزمي في المناقب: 178، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 131، راجع إحقاق الحق: 7 / 321، و ج 17 / 273، و ج 21 / 668.

[644] رواه الطبراني في المعجم الكبير: 52 و 103، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 174، والگنجي في كفاية الطالب: 184، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: والمتقي الهندي في منتخب العمال المطبوع بهامش مسند أحمد: 945، وكثير غيرهم، راجع إحقاق الحق: 9 / 217 - 223.

[645] قال المؤلفات: الشيعة هم موجودون في حياة الرسول صلي الله عليه وآله وهو الذي وضع حجر الأساس لهم، والذي وضع حجر الأساس إلي المذهب السني ليكيد به الشيعة هو معاوية، فما أبعد ما بين الأساسين!!!.

[646] تقدم قوله صلي الله عليه وآله: (ستفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحد) ص 44 بمصادره.

[647] راجع ص 44.

[648] تقدم ص 143 فراجع.

[649] قال ابن الأثير في النهاية: 3 / 454: ومنه حديث عائشة: قالت لمروان: إن النبي صلي الله عليه وآله لعن أباك، وأنت فضض من لعنة الله.

أي قطعة وطائفة منها.

[650] سورة التوبة: 101.

[651] هذا الحديث مشهور، ومروي بألفاظ مختلفة، أشهرها ما هو مروي في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام: إذ قال عليه السلام بإسناده إلي النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: ويقول الله عز وجل: (لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي). قال الراوي: فلما مرت الراحلة نادانا - أي الإمام الرضا عليه السلام -: (بشرطها وشروطها وأنا من شروطها). أقول: فإذا نظرنا إلي الآيات المباركة التي يتوعد فيها سبحانه وتعالي بالنار، وإلي التي يعد فيها بالأمن من العذاب، والفوز بالنعيم لمن أسلم وآمن وعمل صالحا "، ثم نظرنا إلي الأحاديث الشريفة المبينة لما وجب وما حرم علي الإنسان، وإلي أحاديث دعائم الإسلام، والتي منها ولاية الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، وما كان شرطا " لقبول الأعمال، يبدو واضحا " ضرورة أن يقر المسلم بالتوحيد ويقول: (لا إله إلا الله) معتقدا " بنبوة حبيبه خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وآله ومتمسكا " بثقليه: كتاب الله وعترته، وهم خلفاءه حقا "، اثنا عشر إماما "، إماما " بعد إمام صلوات الله عليهم).

[652] ص 44 .

[653] سورة القصص: 15.

[654] سورة الصافات: 83.

[655] قال المؤلف: ولتجري هنا محاكمة مع الأنصار: من سوغ لهم الاجتماع لترشيح سعد للخلافة، والنبي صلي الله عليه وآله - بأبي وأمي - مسجي لم يبرد جسمه الشريف بعد؟ وأنتم الأنصار الذين آويتم ونصرتم، وتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وآله قد خلف عليا " عليه السلام يوم الغدير، وسمعتم بآذانكم ورأيتم بأعينكم، وبايعتم كما بايع الناس، هل كان الأمر منكم علي شك في الرسول صلي الله عليه وآله؟ أم ماذا؟ أم طمحت نفوسكم

إلي أن تكون الرئاسة فيكم وإن كنتم علي غير حق؟ فيا لله ويا للمسلمين!! هل مات رجل عادي من الناس من الذين لا يعبأ بهم حتي أتيتم بما أتيتم به؟! فكان الواجب عليكم أن تقوموا بتجهيز من كان سببا " لإنقاذكم من هوة الكفر إلي الإسلام، ورفع مكانتكم من الذل إلي أوج المجد، وكان علي الأقل أن تعزوا آله بموته، ثم تجتمعوا وتتشاوروا في أمر الخلافة علي فرض أن النبي صلي الله عليه وآله لم يوص!! ولكن تعلمون أن المهاجرين مصممون علي نقض العهد، وتعلمون أن الأمر إن لم تسبقوا إليه استولي عليه غيركم، وتحكم بكم، ولو أن الزعيم سعدا " انضم إلي علي عليه السلام ومعه من قومه من يوافقه، لما ذهبت الخلافة عن أهلها، وكان له حظ وفير من حسن السمعة، وأجر عند الله عظيم. ولكن قوله في السقيفة بعد فشله من الخلافة: لا تبايعوا إلا عليا "!! لا تمحو له ما اكتسب من الإثم شيئا "، وصدرت منه بعد اليأس وبعد خراب البصرة، ولما كان تحكم به عمر إذ تقابل هو وعمر يوما " فقال له: (كيف رأيت ما حل بك؟)، فأجابه: إني لم أحضر معكم في جماعة أبدا ". فطلب منه أن يهاجر من البلاد، فهاجر إلي البلاد الشامية، ومات في بلدة حمص. وقيل: قتله خالد بن الوليد غيلة. أقول: ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج: 10 / 111 قصة مقتله، وقال: إن أمير الشام يومئذ معاوية كمن له من رماه ليلا "، وهو خارج إلي الصحراء بسهمين، فقتله لخروجه عن طاعة الإمام.

[656] تاريخ الطبري: 3 / 208 ، قال المؤلف: إن الخليفة وإن وعد الأنصار بالوزارة غير أنه لم

يف إليهم بشئ من الوعد، وإنما أتي بما أتي به تخديرا " لأعصابهم وتسكيتا " لثورتهم، الله أكبر ما أدهاك يا ابن أبي قحافة!!.

[657] قال المؤلف: وإن أردت تفصيل ذلك بأسلوب رائع جذاب، فعليك بمراجعة كتاب (السقيفة) ص 126 - 132 للحجة فقيد الإسلام الشيخ محمد الرضا المظفر، ونحن أتينا بشئ يسير منها أيضا ".

[658] ترجم له أسد الغابة: 1 / 436 وفيه (شهد الحباب المشاهد كلها مع رسول الله صلي الله عليه وآله وهو القائل يوم السقيفة بني ساعدة عند بيعة أبي بكر: أنا جيذيلها عمر بن الخطاب.

[659] قال المؤلف: لا يخفي أن المهاجرين والأنصار جميعا " ليس لهم فيها حق أبدا " لما ورد عن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله في شأن علي عليه السلام في توطيد أمر الخلافة مما لا يحصي عدا "، كيوم الإنذار وغيره، وقد مر عليك فلا تغفل، فقيام الأنصار والمهاجرين يطلبونها لأنفسهم بغيا " وعدوانا "، ورئاسة وتزعما "، غرتهم الدنيا بزبرجها، فانقلبوا علي أعقابهم، فمنهم من أنكر الخلافة رأسا "، ومنهم من تبدل رأيه فيها، ومنهم ومنهم، وقد أخبر الله تعالي عنهم بقوله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسول أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا " وسيجزي الله الشاكرين) آل عمران: 144. فالآية تدلنا دلالة واضحة صريحة علي أن فور موت النبي صلي الله عليه وآله ينقلب أناس كثيرون بدليل قوله: (انقلبتم) بصيغة الماضي والخطاب، فهي تدل علي من كان حاضرا " في مدينة الرسول صلي الله عليه وآله، لا إلي من كان في البادية، ولا لمن يأتي في غابر الأزمان، إذ لوت كانت

في غير من في المدينة لقال (انقلبوا) بلفظ الغائب، ولو كانت في من يأتي في المستقبل لقال (ينقلبون) بلفظ المستقبل، وكلاهما لا يصح، وبقية الآية خاصة بمن كان حاضرا "، ولذا رأينا كلا " من المهاجرين والأنصار يتراكضون علي استيلاء الخلافة لعلي عليه السلام فتنازعهم فيها يوم السقيفة ظلم وجور.

[660] ذكره في حياة الحيوان: 1 / 71، وقال: (سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام).

[661] وقوله هذا مشهور نقله الفريقان بأسانيد شتي، فقد رواه البخاري في صحيحه (باب رجم الحبلي من الزنا): 10 / 44، وأحمد في مسنده: 1 / 55، وابن كثير في تاريخه: 5 / 246، والطبري في تاريخه: 3 / 200 - 205، وابن هشام في السيرة: 4 / 338، وكثير غيرهم.

[662] عثمان اسم أبي قحافة.

[663] راجع تفاصيل الخبر في شرح نهج البلاغة: 1 / 163.

[664] ذكره في حياة الحيوان: 1 / 75، وقال: (عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال) وقال غيره: (وثلاثة عشر يوما ").

[665] راجع علي سبيل المثال كتاب (من حياة الخليفة عمر بن الخطاب) لعبد الرحمن البكري (ط. الارشاد للطباعة والنشر).

[666] قال المؤلف: وهذا دليل واضح علي شدة عمر وغلظته، وعدم عدالته وحنانه ورأفته في الأمة.

[667] الوعق: الضجر، المتبرم. واللقس: من لا يستقيم علي وجه.

[668] قال المؤلف: إن شهادة عمر هذه في الزبير تنافي ما روي فيه بأنه مقطوع له بالجنة، وأنه من العشرة المبشرة، وكذا ما قاله في طلحة، ومن هنا ظهر لنا أن حديث العشرة المبشرين بالجنة فيه نظر، فتأمل.

[669] أقول: تقدم قول طلحة لأبي بكر في عمر ص 415.

[670] أي الكبر والفخر.

[671] قال المؤلف: تأمل أيها القارئ قول طلحة في عمر، وقول عمر في طلحة! يا لله ولرجال

المسلمين! فتنبه وانصف.

[672] المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا ".

[673] المقنب: جماعة الخيل.

[674] زهرة هي قبيلة سعد بن أبي وقاص.

[675] قال المؤلف: وقد أخرج عمر بهذه الجملة سعدا " من الستة، وكذا عبد الرحمن بن عوف.

[676] قال المؤلف: لله أبوك يا عمر ما أدهاك! فقد أخرجت أبا الحسن عليه السلام من الخلافة من طرف خفي، وهناك سر أخفي لا يدركه إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان. أقول: تأمل - أخي القارئ - كلام عمر وانصف، أيعاب علي من يحمل الناس علي الحق الواضح أن فيه (دعابة)؟!.

[677] قال المؤلف: من هنا ظهر لنا أن عمر أعطي الخلافة إلي عثمان بقضية مدبرة قبيل وفاة الرسول صلي الله عليه وآله كما يقال: أمر قد دبر بليل، وإن وراء الأكمة ما وراءها.

[678] شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 185.

[679] قال المؤلف: إن كتاب تشييد المطاعن لهو من أنفس الكتب وضعا "، وأجلها قدرا "، وأعظمها مكانة، ولعمر الله إنه لجوهرة قيمة، ودرة فريدة، ونادرة ثمينة، ويتيمة الدهر، ومعجزة العصر، ومفخرة الأيام، لم يأت مؤلف بمثله مؤلفا "، سبق فلم يسبق، وتقدم فلم يلحق، ولقد جمع فيه ما لم يوجد في غيره من المؤلفات الضخمة المشهود لها من كبار علماء الإسلام وفطاحلهم، لا يغبن من اقتناه، ولم يجهل من احتواه، وكم قد اهتدي بهذا السفر العظيم أقوام جمة، وطوائف عدة ممن لا يحصي عدهم في هذا الإملاء، وذلك في بلاد الهند وغيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية فاستبصروا، وأخذوا بمذهب الشيعة الأبرار، مذهب أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله الذي لا يرتاب أحد في أحقيته وصحته إلا مكابر معاند. ولقد طبع هذا الكتاب القيم منذ زمن يربو

علي قرن تقريبا " في مجلدين ضخمين جدا " كل مجلد تربو عدد صفحاته علي ألفي صحيفة تقريبا "، وذلك بالحجم الكبير، ولما طبع وانتشر آنذاك تلقفته أيدي العلماء والبلغاء وأرباب الفكر والقلم، وانهال عليه الناس من كل حدب وصوب حتي نفد، ولم يوجد منه في هذه الأيام سوي نسختين أو ثلاث أو أربع أو خمس علي الأكثر علي ما حدثني حفيد المؤلف سماحة العلامة الحجة المجاهد المولي السيد محمد سعيد (سعيد الملة) أسعده الله وحماه، ومن كل مكروه وقاه، ومن حسن التوفيق رأيت نسخة منه عام زيارتي للعتبات المقدسة لأئمة أهل البيت عليه السلام في مكتبة سماحة العلامة الحجة المجاهد السيد العباس الحسيني الكاشاني حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة، وقد رأيته أعظم وأعظم بكثير عما كنت أسمع عنه، فإنه جوهرة غالية لا قيمة لها. وقد حدثني بعض الأعلام من أهالي النجف الأشرف إن نسخة منه كانت في مكتبة المرجع الأعلي زعيم الإسلام الأكبر المغفور له الإمام السيد أبي الحسن الإصفهاني (ره) وبعد وفاته بيع قسم وافر من مكتبته قضاء لديونه التي تكبدها في سبيل إعلاء كلمة الدين الحنيف، وترويج المذهب، وأخيرا " انتقلت تلك النسخة القيمة إلي مكتبات أوربا، وقد عزم سماحة العلامة السيد الكاشاني أيده الله علي إعادة طبع هذا الأثر الخالد، وجعل المجلدين عشرين مجلدا " حسب الأسلوب الحديث مع تعليقات هامة نفيسة، فحيا الله سيدنا الحجة الكاشاني بهذه الخدمة الجليلة، والمشروع الحيوي الثقافي الإسلامي المقدس، وجزي عن الإسلام والمسلمين خيرا ". أما مؤلف هذا السفر القيم، فهو سماحة المجتهد الأكبر، والمجاهد الأعظم، عز الشريعة ورافع رأس الشيعة، سيد الطائفة وزعيمها آية الله العظمي، وحجتها الكبري، الإمام السيد محمد قلي الموسوي

النيسابوري، ثم الهندي والد سماحة المرجع الديني العظيم ونابغة المسلمين الإمام السيد (حامد حسين) صاحب الموسوعة الكبري (عبقات الأنوار) كان (ره) من أكابر علماء الإسلام وفطاحل نوابغ المسلمين، وله اليد الطولي في ترويج الدين والمذهب، وله خدمات مشكورة، ومؤلفات جليلة خدم بها مذهب أجداده الطاهرين عليه السلام ولد (ره) سنة 1188 ه، وتوفي في يوم التاسع من محرم الحرام سنة 1268 في بلدة لكهنو، وكان يوم وفاته يوما " مشهودا " وقبره اليوم هناك مزار يتبرك به، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ".

[680] قال المؤلف: ولم يكتف برده حتي زوجه ابنته واستوزره.!!.

[681] راجع تاريخ اليعقوبي: 2 / 175.

[682] هي نائلة بيت الفرافصة الكلبية.

[683] راجع نهج البلاغة: 2 / 157.

[684] قال المؤلف: إذ أن أهل الحل والعقد هم بؤرة الفساد، فكل منهم يجر النار إلي قرصه فتأمل.

[685] وذلك قبل استبصاره بقرينة ما يأتي.

[686] في ص 53.

[687] قال المؤلف: استبصر سلمة الله تعالي أيضا "، وأخذ بالمذهب الحق، المذهب الجعفري، وإنما لم نصرح باسمه لأمر ما، والله العالم.

[688] قال المؤلف: وهو الذي شهر المذهب، إذ سنحت له الفرصة يوم تكالبت الدولتان (الأموية والعباسية) علي الدنيا، فنهض الإمام الصادق عليه السلام ونشر المذهب حتي كان ما يربو عنده علي الأربعة آلاف طالب كلهم ملأ دلوه إلي غربه، فكان كل واحد منهم جدلي لا يماري، ولا يجاري، لا يدركه الباطل ولا يفوته الحق، وعلي الأقل كان أحدهم يحفظ ستين أو سبعين ألفا " من الحديث، أو أكثر، كهشام بن الحكم، وزرارة، وأبي بصير، وجابر بن حيان، وغيرهم. وأما أبو حنيفة، وإن كان قد أخذ عن الصادق عليه السلام سنتين كما يدعي هو لكنه انحرف أخيرا "، وألف لنفسه

مذهبا " خاصا "، خالف فيه بكثير أستاذه الصادق عليه السلام، وكان بينهما بونا " شاسعا "، وقد غضب عليه الإمام جعفر عليه السلام، ودعا عليه لارتكابه ما لا يرضي الله. فانصف بربك أيها المسلم واحكم بعدل وإخلاص، ودع العصبية، فإنك سوف تلاقي ربك، أمثل هذا يكون رئيسا " للمذهب؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله. وإن شئت أن تعرف حال أبي حنيفة، فراجع أي كتاب من كتب التواريخ خصوصا " تاريخ بغداد للخطيب البغدادي المجلد الثالث عشر ص 181.

[689] قال المؤلف: وقد تقدم القول في تفصيل هذه الآية الكريمة، وأنها نزلت في علي عليه السلام في ص 80.

[690] يعني يأمره بالهجرة.

[691] فإنفاق أبي بكر - علي ما يدعيه الخصم - وعدمه سواء بسواء أمام هذا الحديث المشهور، إذ لا أثر له في سير الرسالة المباركة، لا بل هو لا يعد بشئ إذا قيس بسيف علي عليه السلام ناهيك عن بيتوتة علي عليه السلام علي فراش رسول الله صلي الله عليه وآله وبذله مهجته وروحه وفاء له صلي الله عليه وآله والجود بالنفس أقصي غاية الجود، فتدبر، وانصف.

[692] تقدم في ص 193 فراجع .

[693] تقدم في ص 143 فراجع .

[694] تقدم في ص 203 .

[695] تقدم في ص 225 .

[696] تقدم في ص 232 .

[697] تقدم في ص 233 .

[698] تقدم في ص 245 .

[699] تقدم الحديث ص 193.

[700] قال تعالي في سورة آل عمران: 144: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا " وسيجزي الله الشاكرين).

[701] قال ابن الأثير في النهاية: 5 / 274: في حديث الحوض:

(فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم) الهمل: ضوال الإبل، واحدها هامل أي إن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة.

[702] راجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 9 / 286 (منشورات مكتبة المرعشي).

[703] راجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 242.

[704] قال المؤلف: كحديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها).

[705] راجع ص 36.

[706] إشارة إلي قوله تعالي في سورة الزخرف: 23.

[707] إشارة إلي قوله تعالي في سورة الأحزاب: 67.

[708] سورة الحشر: 7.

[709] تقدم الحديث بمصادره ص 203.

[710] تقدم الحديث بمصادره ص 232.

[711] روي الكليني في الكافي: 1 / 53 ح 14 بإسناده إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث لحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلي الله عليه وآله، وحديث رسول الله صلي الله عليه وآله قول الله عز وجل.

[712] قال المؤلف: أنظر في الإمامية والسياسة، والرياض النضرة، ومروج الذهب، وأنساب الأشراف، والإمام علي عليه السلام لعبد الفتاح عبد المقصود، وشرح النهج لابن أبي الحديد، وغيرها من مصادر القوم، تجد أنهم ذكروا هذه الحادثة المؤلمة. أما الشيعة فبرمتهم ذكروها حتي وقد ذكر المؤرخون أسماء الذين أتوا بهذه الجناية، قالوا، وكان ذلك برئاسة عمر - الشهم البطل المغوار - لكن لا في ساحة القتال. وبهذا المعني قال شاعرهم حافظ إبراهيم: وقولة لعلي قالها عمر++ أكرم بسامعها أعظم بملقيها حرقت دارك لا أبقي عليك بها++ إن لم تبايع وبنت المصطفي فيها ما كان غير أبي حفص يفوه بها++ أمام فارس عدنان وحاميها!! أقول: استقصينا في كتابنا (ظلامات الزهراء عليها السلام) جل مصادر الفريقين الذين رووا هذا الخبر

المؤلم حقا "، وقد أفردنا له بابا " خاصا "، والكتاب الآن تحت، الطبع، وسيصدر قريبا " ضمن منشورات مؤسسة (بضعة المصطفي صلي الله عليه وآله لا حياء تراث أهل البيت عليهم السلام) إن شاء الله.

[713] تقدم ذكرها في ص 269 في النصوص الواردة في حصر النبي صلي الله عليه وآله خلفاءه في اثني عشر خليفة.

[714] رووه في صحاحهم: البخاري: 1 / 91، مسلم 1 / 371، الترمذي 2 / 131، النسائي 1 / 210، وغيرهم.

[715] قال المؤلف: ذكره العلامة الكاشاني في (مصابيح الجنان) نقلا " عن (الكامل) لابن قولويه، وهو من أعلام المسلمين في القرن الثالث الهجري. أقول: روي الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) ص 511 عن معاوية بن عمار، عن الصادق عليه السلام أنه قال: السجود علي تربة الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبع. أخرجه في البحار: 98 / 135 ح 74 عن المصباح.

[716] أقول: راجع في ذلك كتاب (الأرض والتربة الحسينية) للمجتهد الأكبر محمد الحسين كاشف الغطاء (إصدار مكتبة نينوي الحديثة، طهران، ناصر خسرو). وكتاب (السجود علي التربة، والجمع بين الصلاتين) لمحمد إبراهيم الموحد القزويني (الطبعة الثانية 1401).

[717] رواه الصدوق في أماليه: المجلس 27 بإسناده إلي إبراهيم بن أبي محمود، عن الرضا عليه السلام عنه البحار: 44 / 285 ضمن ح 17.

[718] قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 1 / 113: قال شيخنا أبو القاسم البلخي رحمه الله:. وما زال عمرو بن العاص ملحدا "، ما تردد قط في الإلحاد والزندقة، وكان معاوية مثله، ويكفي من تلاعبهما بالإسلام حديث (السرار) المروي، وأن معاوية عض أذن عمرو. وقال في: 2 / 179 وأما معاوية، فكان فاسقا " مشهورا " بقلة الدين،

والانحراف عن الإسلام، وكذلك ناصره ومظاهره علي أمره عمرو بن العاص. راجع في ترجمته ومصادرها مفصلا " كتاب الغدير: 2 / 119 وما بعدها.

[719] أخرج الحاكم في المستدرك: 4 / 479 من طريق عبد الرحمن بن عوف، وصححه أنه قال: كان لا يولد لأحد بالمدينة ولد إلا أتي به إلي النبي صلي الله عليه وآله، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: هو الوزغ بن الوزغ، الملعون بن الملعون. وقال البلاذري في الأنساب 5 / 126 كان مروان يلقب (خيط باطل). راجع في ترجمته كتاب الغدير 8 / 260.

[720] إشارة إلي قوله تعالي في سورة فصلت: 42.

[721] سورة المائدة: 6.

[722] هو كتاب (غنية المتملي في شرح منية المصلي علي المذهب الحنفي) وله مختصر معروف ب (حلبي صغير).

[723] (الزوجات) خ.

[724] قال أبو الحسن الإمام محمد بن عبد الهادي المعروف بالسندي في تعليقته علي ما جاء في غسل القدمين: 1 / 88 من شرح سنن ابن ماجة - بعد أن جزم بأن ظاهر القرآن هو المسح -: وإنما كان المسح هو ظاهر الكتاب لأن قراءة الجر ظاهرة فيه، وحمل قراءة النصب عليها بجعل العطف علي المحل أقرب من حمل قراءة الجر علي قراءة النصب كما صرح به النحاة، قال: لشذوذ الجوار واطراد العطف علي المحل، قال: وأيضا " فيه خلوص عن الفصل بالأجنبي بين المعطوف عليه، فصار ظاهر القرآن هو المسح.

[725] كنز العمال: 5 / 310 .

[726] أخرجه ابن ماجة في سننه: 1 / 156 ح 458، والترمذي وأبو داود والنسائي في صحاحهم، وسعيد بن منصور في سننه، ورواه ابن أبي شيبة وغيره من أعاظم علماء السنة، وكذا جاء في: 5 / 103 من الكنز .

[727] كنز العمال:

5 / 104 .

[728] كنز العمال: 5 / 104 .

[729] كما في أواخر ص 19 من كتاب (المسح علي الجوربين) للشيخ محمد جمال الدين الدمشقي .

[730] وسائل الشيعة: 1 / 419 ح 4 باب 25، عن التهذيب: 1 / 63 ح 177، والاستبصار: 1 / 64 ح 189.

[731] وسائل الشيعة: 1 / 417 ح 4 باب 24، التهذيب: 1 / 91 ح 243، والاستبصار: 1 / 62 ح 184.

[732] قال المؤلف: بعض ما أوردناه لك في هذا الرسالة أخذناه من كتاب (أجوبة مسائل جار الله) للإمام شرف الدين (ره) ص 27، فراجع.

[733] سورة القلم: 4.

[734] أقول: لقد أشبع السيد (عبد الحسين شرف الدين الموسوي) رحمه الله هذا الموضوع بحثا " واستقصاء في مؤلفة (المسح علي الأرجل أو غسلها في الوضوء) فراجع واغتنم.

[735] قال تعالي في سورة التوبة 101: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا علي النفاق).

[736] قال المؤلف: وهو رجل يدعي العلم، ومدرس في الجامع الأموي بحلب.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.