فضل الإمام علي عليه السلام علي الصحابة

اشارة

فضل الإمام علي علي الصحابة

مولف:مجمع العالمي لاهل البيت

مقدمة

لم يتحدد الدليل الشرعي لإبراز أفضلية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بخصوص جهد الرسول (صلي الله عليه وآله) والكلام الذي كان يصدر منه بحق علي (عليه السلام) وإنّما رافق ذلك نزول الكثير من الآيات القرآنية التي تكفلت بظهور مناقب علي (عليه السلام). والملاحِظ لكل النصوص سيجد أنها من وجه قد سلّطت الضوء علي أفضلية علي (عليه السلام) علي الصحابة لا من باب عقد المقارنة فحسب، وإنّما تتسع النصوص لأكثر من هذا المعني فتشمل بمقصودها أن علياً بمؤهلاته القدسية هو الإنسان المُعد لتولّي الإمامة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) لا سواه. وبغضّ النظر عن العصمة والعلم الحضوري الذي يمتلكه الإمام أو المعاجز _ الكرامات _ التي كانت تظهر علي يديه، دون غيره، يبقي علي (عليه السلام) بقدراته وعلومه وصفاته الأفضل من الصحابة، حتي علي فرض مقياس مدرسة الخلفاء التي تنظر للإمام علي (عليه السلام) كصحابي ليس إلاّ. من هنا سنتناول موضوع أفضلية الإمام علي (عليه السلام) علي الصحابة ضمن عدة اُمور:

مظاهر من شخصية الإمام علي

اشاره

إنّ سلوك الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وملامحه الربّانية تشكل النموذج الإلهي والقدوة الحسنة. ولا يمكن أن نتوصل الي الأعماق والأسرار التي يحملها هذا النموذج عبر انتقاء بعض مظاهره العلمية أو السلوكية. لكن المشاهد حتي لو وقف علي بعض مظاهره لكفاه دليلاً علي أفضلية الإمام (عليه السلام) علي الصحابة لا في ميدان محدّد، بل وفي كل الميادين، بحيث لا يبقي مع ذلك أدني شك أن علياً لا يضاهيه أحد من الصحابة، وإليك بعض مظاهر شخصيته (عليه السلام):

مظاهر شخصية الإمام علي في الجانب العلمي

من الثابت أن الإمام عليّاً (عليه السلام) كان أعلم الصحابة، وقد بلغ الكمال العلمي عند علي (عليه السلام) الي درجة حتي قال عنه الرسول (صلي الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» [1] ولم يقل الرسول (صلي الله عليه وآله) مثل هذا القول لأحد من الصحابة. ويؤكد ذلك قوله (عليه السلام): «علمني رسول الله (صلي الله عليه وآله) ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب» [2] . وتفوّقُ علي (عليه السلام) بعلمه الإلهي الذي اختص به; دعاه أن يقول: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً» [3] . وتصريحه (عليه السلام) بأن العلم الذي يحمله كبير لا يقوي علي حمله أحد من الصحابة: «ها إنّ هاهنا لعلماً جمّاً لو أصبت له حملة _ وأشار الي صدره _» [4] . فهذه الأقوال تدل بكل وضوح علي أن عليّاً بلغ من العلم مرتبة لا يمكن لأحد من الخلق أن يبلغها سوي رسول الله (صلي الله عليه وآله). والي هذا أشار (عليه السلام) بقوله: «بل اندمجتُ علي مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي [5] البعيدة» [6] . وعن أبي

الطفيل قال: شهدت علياً يقول: «وسلوني، والله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل» [7] . وعن سعيد بن المسيب أنه قال: «لم يكن أحد من صحابة رسول الله يقول سلوني إلاّ علياً» [8] . وقد شهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وفي أكثر من مرّة بأفضلية «علي» وتفوقه العلمي علي كلّ الصحابة. قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لفاطمة الزهراء (عليها السلام): «أما ترضين أن اُزوّجك أقدم اُمّتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً» [9] . وقال (صلي الله عليه وآله): «أعلم اُمّتي من بعدي علي بن أبي طالب» [10] . وقال (صلي الله عليه وآله): «علي وعاء علمي ووصيي وبابي الذي اوتي منه» [11] . وقال (صلي الله عليه وآله): «علي باب علمي ومبين لاُ مّتي ما أرسلت به من بعدي» [12] . وقال (صلي الله عليه وآله): «أعلم اُ مّتي بالسنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب» [13] . وقال (صلي الله عليه وآله): «أنت تبيّن لاُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي» [14] . وقال (صلي الله عليه وآله): «ليُهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً» [15] .

مظاهر شخصية الإمام علي في الجانب الإيماني

هذه الصفحة من حياة الإمام علي (عليه السلام) قد منح فيها زخماً معنوياً ورسم فيها صورة عالية للأجيال، وسجل فيها الأسبقية علي الصحابة قاطبة. فقوة الإيمان ميزة ينفرد بها علي (عليه السلام) وقد تجسدت في صور شتي، ففي العبادة هو المثال، فقد جاء في تفسير قوله تعالي: (تراهم ركّعاً سُجّداً) [16] علي أنها نزلت في علي (عليه السلام) [17] . وقال

بهذا الصدد: «صليت مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) قبل الناس سبع سنين وأنا أوّل من صلّي معه» [18] . وقال (عليه السلام): «ما أعرف أحداً من هذه الاُ مّة عَبَدَ الله بعد نبيّنا غيري...» [19] . وقال (عليه السلام): «أسلمت قبل إسلام الناس وصليت قبل صلاتهم» [20] . فكان علي (عليه السلام) أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوماً، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد، وقيام النافلة، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته علي ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه وتمر علي صماخيه يميناً وشمالاً، فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتي يفرغ من وظيفته؟ وما ظنّك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده؟ [21] . وقيل لعلي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) _ وكان قد بلغ الغاية في العبادة _: أين عبادتك من عبادة جدك؟ قال (عليه السلام): «عبادتي من عبادة جدّي كعبادة جدّي من عبادة رسول الله (صلي الله عليه وآله)» [22] . أمّا في مظاهر الإيمان الاُخري فنجده (عليه السلام) القمّة في النزاهة والخلق الإلهي، وأنه المثل القرآني الذي ساقه لمعني الصدق، فقد قال تعالي: (والذين آمنوا بالله ورسله اُولئك هم الصديقون) [23] . وهذه الآية حسب رواية أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) [24] . وهناك آيات كثيرة تشهد بأن علياً (عليه السلام) هو النموذج الحي لمعني الإيمان فقد قال تعالي: (أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) [25] . هذه الآية وما بعدها نزلت في حقّ

«علي» لما افتخر طلحة ابن شيبة والعباس، فقال طلحة: أنا أولي بالبيت، لأن المفتاح بيدي، وقال العباس: أنا أولي، أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، فقال علي (عليه السلام): «أنا أوّل الناس إيماناً وأكثرهم جهاداً»، فأنزل الله تعالي هذه الآية لبيان أفضلية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عليهما [26] . وقال تعالي: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون) [27] المؤمن علي (عليه السلام) والفاسق الوليد [28] . بهذه الآية يقدم القرآن الكريم للناس نموذجه الإيماني المتمثل في علي (عليه السلام). (واُلوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) [29] . ذهب جملة من المفسرين علي أن الآية منطبقة في علي (عليه السلام) لأنه كان مهاجراً ذا رحم [30] . كما بيّن رسول الله (صلي الله عليه وآله) للناس وفي أكثر من موضع مدي تسليم علي للرسالة وتعاليمها، وسابقته في الإسلام، وأنه الإنسان القادر بقوة إيمانه علي حل المشكلات عند التباسها. روي عن أبي ذر، حيث قال: دخلنا علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقلنا: من أحبّ أصحابك إليك، إن كان أمر كنا معه، وإن كانت نائبة كنا من دونه؟ قال: «علي، أقدمكم سلماً وإسلاماً» [31] . نكتفي بهذا القدر من الأدلة الكاشفة عن قوة إيمان علي (عليه السلام) وأفضليته لنري جانبه الجهادي.

مظاهر شخصية الإمام علي في الجانب الجهادي

أما الجهاد عند علي (عليه السلام) فالخوض في إثباته يجري مجري إيضاح الواضحات وتقرير البديهيات، فإنه لا خلاف بين جميع المسلمين وغيرهم أن علياً في جهاده كان أشجع الصحابة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأكثرهم إقداماً، وإن كانت الشجاعة وحب الجهاد عند الصحابة ظاهرة بارزة في حياتهم، إلاّ أنها عند علي (عليه السلام)

تبدو قيمتها أكثر جلاءً في المهمات الصعبة وعند تراجع الآخرين وعدم قدرتهم علي تجاوزها، فيتقدم علي (عليه السلام) بتفوقه الإلهي لفك الطوق عن المسلمين، وهذا ما تشهد به المعارك التي خاضها ضد المشركين وأهل الكتاب في بدر والأحزاب وخيبر وحنين وغيرها. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم خيبر: «لأدفعن الراية الي رجل يحب الله ورسوله ويفتح الله عليه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ، فدفعها الي علي (عليه السلام) قال: قال: ولا تلتفت، فسار قريباً، قال: يا رسول الله علامَ نقاتل؟ قال (صلي الله عليه وآله): علي أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم علي الله تعالي» [32] . وفي غزوة الخندق: ضرب الإمام علي أروع مثال لنصرة الحق وتميز به عن غيره من الصحابة، وقد عزّز الرسول (صلي الله عليه وآله) قيمة هذا الحدث العظيم عندما صرح بأن الإمام يمثل جانب الحق كلّه، فقد روي الجمهور: أنه لما برز عمرو بن عبد ودّ العامري في غزوة الخندق، وقد عجز عنه المسلمون، قال النبي (صلي الله عليه وآله): «برز الإيمان كلّه الي الشرك كلّه» [33] . ونقل أحمد بن حنبل في مسنده، قال:: خطب الحسن (عليه السلام) فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يبعثه بالراية، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتي يفتح له» [34] . وروي الخوارزمي قال: حدثنا عبيدالله بن عائشة عن أبيه قال: «كان المشركون إذا أبصروا علياً في الحرب عهد بعضهم الي بعض» [35] .

وعن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول يوم الحديبية _ وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب _ يقول: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الدار; فليأت الباب» [36] . وعن ابن عباس قال: «كان المهاجرون يوم بدر: سبعة وسبعين رجلاً، وكان الأنصار: مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وكان صاحب راية رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد ابن عبادة» [37] . وعن ابن عباس قال: «إن راية المهاجرين كانت مع علي (عليه السلام) في المواقف كلها يوم بدر ويوم اُحد ويوم خيبر ويوم الأحزاب ويوم فتح مكة ولم تزل معه في المواقف كلها» [38] . ويحدثنا الإمام علي بن أبي طالب عن صحبته لرسول الله (صلي الله عليه وآله) عندما عزما علي كسر الأصنام التي كانت فوق الكعبة وقد صعد (عليه السلام) علي منكبي رسول الله (صلي الله عليه وآله): قال علي (عليه السلام): «إنطلقت مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي أتينا الكعبة، فصعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي منكبي ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلم): إنهض فنهضت _ فنهض به علي _ فلما رأي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ضعفي قال لي: إجلس فجلست، فنزل النبي (صلي الله عليه وآله) وجلس لي، وقال لي: إصعد علي منكبي، فصعدت علي منكبيه فنهض بي. فقال علي (عليه السلام): إنه يخيل إليّ أني لو شئت لنلت اُفق السماء، فصعدت علي الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس، فجعلت أعالجه لاُزيله يميناً

وشمالاً وقداماً ومن بين يديه ومن خلفه حتي استمكنت منه، فقال نبي الله: اقذفه، فقذفت به فكسرته كما يكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله (صلي الله عليه وآله) نستبق حتي توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد» [39] . وتتلخّص صورة سلوك الإمام علي بكل جوانبها الإلهية عندما يشبّهه رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالأنبياء (عليهم السلام) فقد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «من أراد أن ينظر الي آدم في علمه والي نوح في عزمه والي إبراهيم في حلمه والي موسي في هيبته والي عيسي في زهده; فلينظر الي علي بن أبي طالب» [40] .

مظاهر شخصية الإمام علي في الجانب السلوكي والأخلاقي

ولا يقتصر تفوق علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتميزه علي الصحابة في الجوانب التي ذكرناها، وإنّما أمسي عليّ بتجسيده لقيم الرسالة ومفاهيمها وأخلاقها النموذج والمثال الذي يثير العزيمة والهمم في نفوس الصحابة، مما كان موضع ثناء الحق سبحانه، وفيما يلي نقف علي مفردات من سلوكه وأخلاقه التي تميّزه عن غيره: 1 _ قال تعالي: (ومن الناس مَن يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) [41] . إنّها نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمّا خلفه الرسول، عندما هاجر (صلي الله عليه وآله) لقضاء دينه وردّ ودايعه، فبات علي فراشه، وأحاط المشركون بالدار، فأوحي الله الي جبرائيل، وميكائيل: إني قد آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كل منهما الحياة فأوحي الله إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد، فبات علي فراشه، يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ إهبطا الي الأرض، فاحفظاه من عدوّه، فنزلا فكان جبرائيل عند رجليه، فقال جبرائيل: بخ بخ، من مثلك يابن

أبي طالب، يُباهي الله بك الملائكة» [42] . 2 _ (ويُطعمون الطعام علي حُبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً- إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً) [43] . روي الجمهور: أن الحسن والحسين مَرِضا، فعادهما رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعامة العرب، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيام، وكذا اُمهما فاطمة (عليها السلام) وخادمتهم فضة، لئن برئا وليس عند آل محمد (صلي الله عليه وآله) قليل ولا كثير، فاستقرض أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثة أصوع من شعير، وطحنت فاطمة منها صاعاً، فخبزته أقراصاً لكل واحد قرص، وصلّي عليّ المغرب ثم أتي المنزل، فوضع بين يديه للإفطار، فأتاهم مسكين وسألهم، فأعطاه كل منهم قوته، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً. ثم صاموا اليوم الثاني، فخبزت فاطمة صاعاً آخر، فلما قدمته بين أيديهم للإفطار أتاهم يتيم، وسألهم القوت، فتصدق كل منهم بقوته. فلما كان اليوم الثالث من صومهم وقدم الطعام للإفطار، أتاهم أسير وسألهم القوت، فأعطاه كل منهم قوته، ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوي الماء. فرآهم النبي (صلي الله عليه وآله) في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع، وفاطمة (عليها السلام) قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عينُها فقال (صلي الله عليه وآله): واغوثاه يا الله! أهل محمد يموتون جوعاً؟ فهبط جبرئيل، فقال خذ ما هنّأك الله تعالي به في أهل بيتك فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه (هل أتي) [44] . 3 _ وسئل الإمام علي (عليه السلام) _ وهو علي المنبر في الكوفة _ عن قوله تعالي: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) [45] فقال: «اللهم غفراً هذه الآية

نزلت فيَّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب، فأما عبيدة فقضي نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضي نحبه شهيداً يوم اُحد، وأما أنا فانتظر أشقاها يخضب هذه من هذه وأشار بيده الي لحيته ورأسه، عهد عهدهُ اليَّ حبيبي أبو القاسم (صلي الله عليه وآله)» [46] . 4 _ قوله تعالي: (... فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) [47] فهذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب [48] . 5 _ قوله تعالي: (هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين) [49] . عن أبي هريرة قال: مكتوب علي العرش لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي أيّدته بعلي بن أبي طالب، وذلك قوله تعالي: (هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين) يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) [50] . 6 _ وقوله تعالي: (هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم) [51] عن ابن عباس أنه علي (عليه السلام) [52] . هذه الآية توضح صفة العدالة عند علي، وهي من الصفات التي تفوّق بها، فكانت العدالة عنده (عليه السلام) هي المعيار الذي يتحكم في علاقاته وسلوكه ومواقفه وبنفس المضمون: (وممن خلقنا اُمّة يهدون بالحق وبه يعدلون) [53] قال علي (عليه السلام): «هم أنا وشيعتي» [54] . 7 _ قوله تعالي: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرّاً وعلانية) [55] . رسم علي (عليه السلام) صورة الإنفاق وطبيعته الواعية والنزيهة والتي تلبّي الغرض الإلهي في طريقة العمل، فكانت ممارساته (عليه السلام) وعطاءاته للصدقات تراعي مقام المستحق من جهة، وتؤدي الي دعوة الناس للعمل بالإنفاق من جهة اُخري، لذا كانت موضع مدح القرآن له من هذه الناحية، فقوله تعالي: (الذين ينفقون

أموالهم بالليل والنهار سرّاً وعلانية) روي الجمهور أنها نزلت في علي (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم أنفق في الليل درهماً، وبالنهار درهماً، وفي السرّ درهماً، وفي العلانية درهما» [56] . 8 _ كما أنّ النبيّ (صلي الله عليه وآله) أمره الله تعالي بالتواضع للمؤمنين: (واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين) [57] . كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كأخيه رسول الله (صلي الله عليه وآله) مقتدياً بسيرته، إذ كان متواضعاً للمؤمنين في كلّ حالاته في قدرته وضعفه الظاهريين، وفي عزلته وحكومته، وفي حربه وسلمه... قال ابن أبي الحديد المعتزلي: عن صالح بيّاع الأكسية، إنّ جدّته لقيت علياً (عليه السلام) بالكوفة ومعه تمرٌ يحمله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطني _ يا أمير المؤمنين _ هذا التمر أحمله عنك الي بيتك؟ فقال (عليه السلام): «أبو العيال أحقّ بحمله». قالت: ثم قال لي: «ألا تأكلين منه؟». فقلت: لا اُريد. قالت: فانطلق به الي منزله، ثم رجع مرتدياً بتلك الشملة، وفيها قشور التمر، فصلي بالناس فيها الجمعة [58] . 9 _ عن عبدالله بن الحسين بن الحسن، قال: أعتق عليّ (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلي الله عليه وآله) ألف مملوك مما مجلت [59] يداه وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة وأتته الأموال، فما كان حلواه إلاّ التمر، ولا ثيابه إلاّ الكرابيس» [60] . 10 _ عن زاذان: أنه كان (عليه السلام) يمشي في الأسواق وحده وذاك يرشد الضال، ويعين الضعيف ويمرّ بالبياع والبقال، فيفتح عليه القرآن ويقرأ: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلوّاً في الأرض)» [61] [62] . 11 _ وفي الصبر نجده (عليه السلام) قد احتجّ يوم الشوري بالصبر علي ضياع حقّه. عن أبي الطفيل

عامر بن واثلة، قال: كنت علي الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليّاً (عليه السلام) يقول: «بايع النّاس أبا بكر، وأنا والله أولي بالأمر منه، وأحقّ به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف. ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولي بالأمر منه، وأحقّ منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف. ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان؟!! إذاً لا أسمع ولا اُطيع، وإنّ عمر جعلني من خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي، كلّنا فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم، ثم لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم ولا معاهد منهم ولا المشرك، ردّ خصلة منها لفعلت». ثمّ قال: «اُنشدكم الله _ أيها الخمسة _ أفيكم أحد هو أخو رسول الله (صلي الله عليه وآله)، غيري؟». قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله وأسد رسوله، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد له ابن عمّ مثل ابن عمّي رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) سيدة نساء هذه الاُ مّة؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطا هذه الاُ مّة ابنا رسول الله (صلي الله عليه وآله)، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد قتل مشركي قريش قبلي؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحدٌ وحّد الله قبلي؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحدٌ أمر

الله بمودّته، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد غسّل رسول الله (صلي الله عليه وآله) قبلي» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنباً، غيري؟». قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتي صلّي العصر، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد قال له رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين قرب إليه الطير فأعجبه: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجئت أنا لا أعلم ما كان من قوله، فدخلت عليه قال: وإليّ يا ربّ، وإليّ ياربّ، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كلّ شديدة تنزل برسول الله (صلي الله عليه وآله)، منّي؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد كان أعظم غناءً عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين اضطجعت علي فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجتي، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أمنكم أحد كان يأخذ الخمس، غيري وغير فاطمة (عليها السلام)؟» قالوا: لا. قال: «أفيكم أحد يأخذ الخمس سهماً في الخاصّ وسهماً في العامّ، غيري؟» قالوا: لا. قال: «أفيكم أحد يطهّره كتاب الله، غيري؟ حتّي سدّ النبي (صلي الله عليه وآله) أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه، حتي قام إليه عمّاه حمزة والعباس، وقالا: يا رسول الله، سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟!! فقال النبي (صلي الله عليه وآله): ما أنا فتحت بابه، ولا سددتُ أبوابكم، بل الله فتح بابه وسدّ أبوابكم». قالوا: لا. قال: «أفيكم أحد تمّم الله نوره من السماء، حتي قال: (فآت ذا القُربي حقّه)؟ [63] . قالوا: اللهمّ لا. قال: «أفيكم أحد ناجي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ست عشرة مرّة غيري، حين نزلت: (يا أيها الذين آمنوا إذا

ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة)؟ [64] . قالوا: اللهمّ لا. قال: «أفيكم أحد ولّي غمض رسول الله (صلي الله عليه وآله) غيري؟» قالوا: لا. قال: «أفيكم أحد كان آخر عهده برسول الله (صلي الله عليه وآله) حتّي وضعه في حفرته، غيري؟» قالوا: لا [65] . ومع وجود هذه الفضائل والمناقب فيه (عليه السلام) مع ذلك صبر لله وفي الله حتي لا يتشتّت أمر المسلمين، ولم يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، وهذا الصبر من أحسن الصبر، وله أجر غير ممنون. 12 _ وفي الحلم «كان (عليه السلام) أحلم الناس عن ذنب، وأصفحهم عن مسيء، ويحلم عند جهل الناس، وهو مثال للحلم، صدق رسول الله (صلي الله عليه وآله) حيث قال في خبر: «لو كان الحلم رجلاً لكان علياً (عليه السلام)» [66] . ونجده (عليه السلام) يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم _ وكان أعدي الناس له وأشدهم بغضاً _ فصفح عنه. وكان عبدالله بن الزبير يشتمه علي رؤوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة، فقال: أتاكم الوغد اللئيم علي بن أبي طالب!! وكان علي يقول: «مازال الزبير رجلاً منا أهل البيت حتي شبّ عبدالله» فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيراً، فصفح عنه وقال: «إذهب فلا أرينّك» لم يزده علي ذلك... [67] .

الآيات النازلة في حق الإمام علي و لم ينزل مثلها في حق غيره

نختار في هذه الفقرة بعض الآيات النازلة في حق علي (عليه السلام) والتي تبين أفضليته علي الصحابة، لا كل الآيات التي تبيّن فضله والتي نزلت في حقه مطلقاً، لأن هذه تحتاج الي بحث مستقل. فمن الآيات التي يمتاز بها علي (عليه السلام) ولا تنسحب علي غيره وبها تثبت أفضليته علي الصحابة، وتوضح من ثمّ مدي علاقة علي (عليه السلام)

بالقرآن: 1 _ ما عن ابن عباس أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: «ما أنزل الله آية فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلاّ وعلي رأسها وأميرها» [68] . 2 _ وعن ابن عباس أيضاً أنه قال: لما نزل (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربي) [69] ، قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «علي وفاطمة وابناهما» [70] . وبهذه الآية تصبح المودّة لعليّ واجبة علي غيره من الصحابة. 3 _ قوله تعالي: (واجعل لي وزيراً من أهلي) [71] فعن ابن عباس (رضي الله عنه) أ نّه قال: أخذ النبي (صلي الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) _ ونحن بمكة _ وبيدي، وصلّي أربع ركعات، ثم رفع يده الي السماء فقال: «اللهم إن موسي بن عمران سألك وأنا محمد نبيّك أسألك أن تشرح لي صدري وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي علي بن أبي طالب أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري» قال ابن عباس: «سمعت منادياً ينادي يا أحمد قد اُتيت ما سألت» [72] . 4 _ قال تعالي: (إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [73] . اعتمد القرآن الكريم في خصوص هذه الآية علي تبيان أفضلية الإمام علي غيره من الصحابة عن طريق ابراز الجانب السلوكي المصحوب بالتصريح بأن عليّاً هو الولي للمؤمنين. وقد أجمعوا علي نزول هذه الآية في علي بن أبي طالب لمّا تصدّق بخاتمه علي المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة. قال الزمخشري عن قوله (وهم راكعون): وقيل: هو حال من يؤتون الزكاة. بمعني يؤتونها

في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً [74] في خنصره، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته. فإن قلت: كيف صح لعليّ (عليه السلام) واللفظ جماعة؟ قلت: جيء به علي لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً، ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه، ولينبّه علي أن سجية المؤمنين يجب أن تكون علي هذه الغاية من الحرص علي البر والإحسان وتفقّد الفقراء، حتي إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة; لم يؤخروه الي الفراغ منها» [75] . 5 _ قال تعالي: (يا أيها الرسول بلّغ ما اُنزل إليكَ من ربّك...) [76] . صرّح أئمة التفسير والحديث أنها نزلت في بيان فضل علي (عليه السلام) يوم الغدير حيث أخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وادر الحق معه كيف مادار» [77] . وبهذا التنصيب الإلهي لعلي _ حسب هذا النص القرآني _ يثبت أنه (عليه السلام) هو الأفضل بعد الرسول (صلي الله عليه وآله) من غيره. 6 _ وقال تعالي: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [78] . إن الآية تنص علي حصر إرادة الله تعالي هنا في إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيراً كاملاً شاملاً، وهذا الحصر إنّما هو بالنسبة الي ما يتعلق بأهل البيت، وإلا فإن لله تعالي إرادات تشريعية وتكوينية، غيرها بالضرورة، فالمعني أن إرادة إذهاب الرجس والتطهير مختصة بهم دون غيرهم،

فتصير في قوة أن يقال: يا أهل البيت، أنتم الذين يريد الله أن يذهب عنكم الرجس ويطهركم من الأدناس. فالإرادة هذه تكوينية لا محالة، فإن الإرادة التشريعية للتطهير لا تختص بقوم دون قوم وبيت دون بيت. والإرادة التكوينية منه تعالي لا تنفك عن المراد. فتطهير أهل البيت من الرجس أمر واقع بإرادة الله تعالي، فهم المعصومون من الذنوب والآثام والاخطاء. هذا هو الظاهر من نفس الجملة بصرف النظر عما قبلها. وروايات نزولها في أهل البيت _ أهل بيت الوحي المطهّرين، النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين _ دون غيرهم كثيرة جداً تربو علي سبعين حديثاً من طرق الفريقين، وإذا لم يكن مثل هذه الروايات معتمداً عليها فبأي حديث بعده يؤمنون؟! وهذه الروايات التي روتها الشيعة بطرقهم عن أمير المؤمنين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وعلي بن موسي الرضا (عليهم السلام) عن اُم سلمة وأبي ذر وأبي ليلي وأبي الأسود الدؤلي وعمر بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص، وروتها السنة بأسانيدهم عن اُم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأصقع وأبي الحمراء وابن عباس وثوبان مولي النبي (صلي الله عليه وآله) وعبد الله بن جعفر وعلي بن أبي طالب والحسن بن علي (عليهم السلام)، كلها تدل علي أن الآية نزلت في الخمسة الطيبة: رسول الله وابن عمه علي وبنته فاطمة وسبطيه الحسنين (عليهم السلام)، وهم المرادون بأهل البيت دون غيرهم [79] . روي عبدالله بن أحمد بن حنبل في مسنده عن أبيه عن شداد أبي عمار، قال: دخلت علي وائلة بن الأصقع وعنده قوم فذكروا علياً، فلما قاموا قال: ألا اُخبرك بما رأيت من رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟

قلت: بلي، قال: أتيت فاطمة _ رضي الله تعالي عنها _ أسألها عن علي، قالت: توجّه، الي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فجلست انتظره حتي جاء رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومعه علي وحسن وحسين _ رضي الله تعالي عنهم _ آخذاً كل[ واحد ]منهما بيده حتي دخل، فأدني علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما علي فخذه، ثم لف عليهم ثوبه _ أو قال: كساءاً _ ثم تلا هذه الآية: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا) وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق» [80] . وبهذا يحوز الإمام علي ملكة العصمة والتي تكفي برهاناً علي أنه الأفضل علي من وجه الأرض دون رسول الله (صلي الله عليه وآله). 7 _ قوله تعالي: (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) [81] . يتضمن الأمر بدعوة الأبناء والنساء والأنفس _ بصيغ الجمع في الجميع _ وامتثال هذا الأمر يقتضي إحضار ثلاثة أفراد من كل عنوان لا أقل منها، تحقيقاً لمعني الجمع، لكن الذي أتي به النبي (صلي الله عليه وآله) في مقام امتثال هذا الأمر علي ما يشهد به صحيح الحديث والتاريخ لم يكن كذلك، وليس لفعله (صلي الله عليه وآله) وجه إلا انحصار المصداق في ما أتي به. فالآية بالنظر الي كيفية امتثالها بما فعل النبي (صلي الله عليه وآله) تدل علي أن هؤلاء هم الذين كانوا صالحين للاشتراك معه في المباهلة وأنهم أحب الخلق إليه، وأعزهم عليه، وأخص خاصته لديه، وكفي بذلك فخراً وفضلاً. ويؤكد

دلالتها علي ذلك أنه (صلي الله عليه وآله) كان له عدّة نساء ولم يأت بواحدة منهن سوي بنت له، فهل يحمل ذلك إلا علي شدّة اختصاصها به وحبه لها لأجل قربها الي الله وكرامتها عليه؟ كما أن انطباق عنوان «النفس» علي علي (عليه السلام) لا غير يدل علي أعظم فضيلة وأكرم مزية له (عليه السلام) حيث نزل منزلة نفس النبي (صلي الله عليه وآله) [82] . ويؤيده ما رواه الفريقان عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) حيث قال لعلي (عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أ نّه لا نبي بعدي» [83] وقوله «أنت مني وأنا منك» [84] . وقد احتجّ مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الفضيلة يوم الشوري واعترف بها القوم ولم ينكروا عليه. وقد بلغ الأمر من الوضوح مبلغاً لم يبق فيه مجال للإنكار من مثل ابن تيمية، فقد اعترف بصحة الحديث القائل: بأن نفس رسول الله (صلي الله عليه وآله) في الآية هو علي (عليه السلام)، إلا أنه جعل ملاك التنزيل هو القرابة، ولما التفت الي انتقاضه بعمّه العباس حيث إن العم أقرب من ابن العم قال: «إن العباس لم يكن من السابقين، ولا كان له اختصاص بالرسول (صلي الله عليه وآله) كعلي». فاضطر الي الإعتراف بأن مناط تنزيل علي (عليه السلام) منزلة نفس النبي [85] ليس هو القرابة فقط، بل سبقه الي الإسلام واختصاصه بالنبي (صلي الله عليه وآله)، وهل يكون اختصاصه به (صلي الله عليه وآله) إلا لأجل أفضليته من غيره وأقربيته الي الله سبحانه؟! [86] . ثم إن في قوله تعالي: (ندع أبناءنا...) إشارة الي أن لغيره (صلي الله عليه وآله) شأناً في الدعوة الي

المباهلة، حيث أضاف الأبناء والنساء الي ضمير المتكلم مع الغير، مع أن المحاجّة كانت معه (صلي الله عليه وآله) خاصة، كما يدل عليه قوله تعالي: (فمن حاجّك..). وهذا هو الذي يستفاد من قوله تعالي: (ويتلوه شاهد منه) [87] وقوله تعالي: (قل هذه سبيلي أدعو الي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني) [88] كما يؤيده ما ورد فيها من الروايات، وهو مقتضي إطلاق التنزيل في قوله (صلي الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسي». ويؤيد ذلك قوله تعالي: (فنجعل لعنة الله علي الكاذبين)، فإن المراد بالكاذبين هنا ليس كل من هو كاذب في كل إخبار ودعوي، بل المراد هم الكاذبون المغرضون في أحد طرفي المحاجّة والمباهلة، فلا محالة يكون المدعي في كلا الجانبين أكثر من واحد، وإلا لكان حق الكلام أن يقال مثلاً: «فنجعل لعنة الله علي من هو كاذب» حتي يصح انطباقه علي الفرد أيضاً. فالمشتركون مع النبي (صلي الله عليه وآله) في المباهلة شركاء له في الدعوي. وحيث إن المحاجّة إنّما وقعت بين النبي (صلي الله عليه وآله) وبين النصاري لا لمجرد الدعوي، بل لأجل دعوتهم الي الاسلام، وأن الحضور للمباهلة كان تبعاً لتلك الدعوي والدعوة، فحضور من حضر أمارة علي كون الحاضرين مشاركين له في الدعوي والدعوة معاً. والروايات التي صدرت من الصحابة في آية المباهلة كثيرة جداً، كرواية جابر بن عبدالله والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وعثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عباس، وأبي رافع مولي النبي (صلي الله عليه وآله) وغيرهم، ورواية جمع من التابعين عنهم كالسدي والشعبي والكلبي وأبي صالح، واطباق المحدثين والمؤرخين والمفسرين علي ايداعها

في موسوعاتهم، كمسلم والترمذي والطبري وأبي الفداء والسيوطي والزمخشري والرازي باتفاق الروايات وصحتها [89] . قال جابر: فيهم نزلت (ندع أبناءنا وأبناءكم) قال جابر: (أنفسنا) رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) و (أبناءنا) الحسن والحسين (عليهما السلام) و (نساءنا) فاطمة (عليها السلام) [90] . 8 _ قوله تعالي: (إن الذين آمنوا وعملوا الصّالحات اُولئك هم خير البريّة) [91] عن جابر بن عبدالله قال: «كنا عند النبي (صلي الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي (صلي الله عليه وآله): قد أتاكم أخي»، ثم التفت الي الكعبة فضربها بيده ثم قال: «والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ثم قال: «إنه أولكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية» قال: ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اُولئك هم خير البرية) قال: فكان أصحاب محمد (صلي الله عليه وآله) إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية» [92] .

تصاريح عامة من السنة النبوية تؤكد فضل علي علي الصحابة

ليس غرضنا استعراض كامل الروايات الصادرة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حق علي، أو التي يُكتشف منها عمق العلاقة بينهما وخصوصيتها، أو أن علياً ذلك النموذج الإلهي المختار لحمل الأمانة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، بل غرضنا انتخاب بعض النماذج الروائية التي أظهر أو أفرز فيها رسول الله (صلي الله عليه وآله) أفضلية علي (عليه السلام) علي الصحابة لا لشيء وإنما سعياً منه (صلي الله عليه وآله) لتبليغ الاُ مّة بما يريده الله سبحانه، فمن تلك الروايات: 1 _ عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أن النبي (صلي الله عليه وآله) جمع قريشاً

ثم قال: «لا يؤدّي أحد عنّي ديني إلاّ عليّ» [93] . 2 _ عن عبدالله قال: وطرق الإمام علي (عليه السلام) الباب علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في بيت اُم سلمة، حيث أمرها (صلي الله عليه وآله) في فتح الباب له معلقاً بأنّ الطارق رجل يحب الله ورسوله ولما دخل، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «يا اُم سلمة أتعرفونه؟» قالت: نعم يا رسول الله، هذاعلي بن أبي طالب، قال: «صدقت، سيد اُحبّه، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة بيتي اسمعي واشهدي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي، فاسمعي واشهدي، وهو قاضي عداتي، فاسمعي واشهدي، وهو والله يحيي سنّتي، فاسمعي واشهدي، لو أن عبداً عَبَدَ الله ألف عام، بعد ألف عام، وألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبّه الله علي منخريه يوم القيامة في نار جهنم» [94] . 3 _ ما روي عن علي (عليه السلام) أنه قال: «جاء النبي اُناس من قريش، فقالوا: يا محمد! إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنما فرّوا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه النبي (صلي الله عليه وآله) ثم قال لعمر: ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه النبي (صلي الله عليه وآله)، ثم قال: «يا معشر قريش! والله ليبعثن الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم علي الدين أو يضرب بعضكم». قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول

الله؟ قال: لا، ولكن الذي يخصف النعل. وقد كان أعطي عليّاً نعلاً يخصفها» [95] . 4 _ روي الزمخشري بإسناده فقال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمّة من ولدها اُمناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوي» [96] . وبهذا يصبحون (عليهم السلام) أفضل من يعتصم بهم، لأنهم يقودونه نحو الهداية، وبطريق أولي يكونون (عليهم السلام) أفضل من الذي يخالفهم من الصحابة، لأن الله ورسوله مع الذي يعتصم بهم لا مع الذي يتخلف عنهم، ومن المعلوم أن كثيراً من الصحابة لم يتخلف عنهم فحسب وإنّما قد شن الحرب عليهم، وعلي (عليه السلام) قد وضح موقفه من بعض الصحابة كما في الخطبة المعروفة بالشقشقية، وموقف الزهراء واضح أيضاً من خلال خطبتها في مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله) بعد وفاة أبيها حيث عكست صورة عن مدي مخالفة بعض الصحابة لخطّ علي (عليه السلام). 5 _ روي عن أبي سعيد الخدري أنه يقول: كنا جلوساً ننتظر رسول الله (صلي الله عليه وآله) فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها، فمضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا، معه فقال: «إنّ منكم من يقاتل علي تأويل هذا القرآن كما قاتلت علي تنزيله»، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال (صلي الله عليه وآله): «لا ولكنه خاصف النعل»، قال: فجئنا نبشّره (قال في أحدهما) وكأنه قد سمعه. وقال في الآخر: فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه [97] . وبهذا النمط من الروايات يكتسب علي (عليه السلام) الأفضلية

علي الصحابة، لأنه المتصدي لإثبات الحق في مرحلة ما بعد الرسول (صلي الله عليه وآله)،وعلي الصحابة أن يلتحقوا به. 6 _ جاء عن النبي من عدة طرق: «أن عليّاً مني وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن بعدي لا يؤدّي عني إلاّ أنا أو علي» [98] . 7 _ يكشف موقف رسول الله (صلي الله عليه وآله) من الخليفتين في مسألة تزويج فاطمة، عن مدي عناية الرسول (صلي الله عليه وآله) الخاصة بعلي (عليه السلام) دونهما. عن عبدالله بن يزيد عن أبيه، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إنّها صغيرة، فخطبها علي (عليه السلام) فزوّجها منه [99] . 8 _ قضية سد الأبواب باستثناء باب الإمام علي (عليه السلام): في مسند أحمد عن عدّة طرق: أن النبي (صلي الله عليه وآله) أمر بسد الأبواب إلاّ باب علي، فتكلّم الناس، فخطب رسول الله (صلي الله عليه وآله) فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: «أما بعد فإني اُمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته وإنّما اُمرت بشيء فاتبعته» [100] . 9 _ مؤاخاة النبي لعلي (عليه السلام): نجد أن النبي (صلي الله عليه وآله) آخي بين الناس، وترك عليّاً حتي بقي آخرهم، لا يري له أخاً، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال: «إنما تركتك لنفسي، أنت أخي، وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل: أنا عبدالله وأخو رسوله، لا يدعيهما بعدك إلاّ كذاب والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي» [101] . 10 _ ويلخص بعض ما تفرّد به علي (عليه السلام) من الفضائل ما جاء عن سعد ابن

أبي وقّاص حيث قال: والله لئن يكون لي واحدة من خلال ثلاث أحب اليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لأن يكون قال لي ما قال له حين ردّه من تبوك: «أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»، أحب اليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله علي يديه ليس بفرّار» أحب اليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ولأن يكون لي ابنته ولي منها من الولد ماله أحب اليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس» [102] .

انطباعات الصحابة عن شخصية الإمام علي

لقد ترك الدور الرساليوالجهد الربّاني الذي أبداه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أجل تحقيق الرسالة وإعلاء كلمة الحق منذ البعثة وحتي ختم الرسالة، من الآثار والانطباعات الايجابية المؤثرة في نفوس الصحابة، حيث شكّلت خطواته موقعاً للقوة والنهوض سواء في عصر الرسالة أو بعد وفاة الرسول (صلي الله عليه وآله)، فهو المرجع للخلفاء حيث تضيق بهم الصعاب وتعجز عقولهم عن إدراك أغراض الشريعة وحقائقها، وهذا الأمر لا يحتاج الي مزيد من الايضاح والتفصيل، حيث حفلت به كتب الصحاح والسِيَر. وعلي أي حال، فإن انطباعات الصحابة حول علي والنظرة إليه ما لا يمكن حصره في هذه الفقرة من البحث، لكننا نكتفي ببعض تصريحات الصحابة في حق علي (عليه السلام) وأفضليته علي الصحابة كما يلي: 1 _ الخليفة الأول: نجد الخليفة أبا بكر يرجع إلي الإمام في حل كثير من المعضلات، فعندما أراد أبو بكر غزو الروم شاور جماعة من أصحاب رسول الله (صلي الله

عليه وآله) وأخّروا، فاستشار علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأشار أن يفعل، فقال: فإن فعلت ظفرت. فقال: بشرت بخير فقام أبو بكر في الناس خطيباً وأمرهم أن يتجهزوا إلي الروم [103] . وفي مجال التفسير نجده يعترف بعدم قدرته علي تفسير آيات القرآن، فعن أبي مليكة، قال: سئل أبو بكر عن تفسير حرف من القرآن، فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني وأين أذهب وكيف أصنع إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد؟ [104] . وكان قد سئل عن قوله تعالي: (وفاكهة وأبّاً) [105] ولمّا بلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ما قاله في ذلك، قال: «يا سبحان الله ما علم أن الأبّ هو الكلاء والمرعي، وأن قوله تعالي: (وفاكهة وأبّاً) اعتداد من الله تعالي بانعامه علي خلقه بما غذاهم به، وخلقه لهم ولأنعامهم مما يحيي به أنفسهم وتقوم به أجسادهم» [106] . كما صرّح الخليفة الأول بأنه لا يقوي علي وصف الرسول (صلي الله عليه وآله) بالشكل الدقيق، ومازال الإمام علي بن أبي طالب هو الأقدر علي ذلك، لأنه الأكثر التصاقاً ومعرفة بأسرار الرسول والرسالة. عن ابن عمر: أن اليهود جاءوا إلي أبي بكر فقالوا: صف لنا صاحبك، فقال: معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كاُصبعيّ هاتين، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره، ولكن الحديث عنه شديد وهذا علي بن أبي طالب. فأتوا علياً فقالوا: يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك، فقال: «لم يكن رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالطويل الذاهب طولاً ولا بالقصير المتردد، كان فوق الربعة، أبيض اللون مشرباً حمرة، جُعْد الشعر ليس بالقطط يضرب شعره الي أرنبته، صلت الجبين، أدعج العينين

دقيق المسربة، برّاق الثنايا، أقني الأنف، كأن عنقه إبريق فضة، له شعرات من لبته الي سرته كأنهن قضيب مسك أسود ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن، وكان شثن الكف والقدم، واذا مشي كأنما يتقلع من صخر، واذا التفت التفت بمجامع بدنه، واذا قام يعتنقونه الناس، واذا قعد علا الناس، واذا تكلم أنصت الناس واذا خطب أبكي الناس، وكان أرحم الناس بالناس، لليتيم كالأب الرحيم وللأرملة كالكريم، أشجع الناس وأبذلهم كفاً وأصبحهم وجهاً، لباسه العباء وطعامه خبز الشعير وإدامه اللبن ووساده الأدم محشو بليف النخل، سريره أم غيلان مرمل بالشريف كان له عمامتان إحداهما تدعي السحاب والاُخري العقاب، وكان سيفه ذا الفقار ورايته الغراء وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور وفرسه مرتجز وشاته بركة وقضيبه الممشوق ولواؤه الحمد، وكان يعقل البعير ويعلف الناضح ويرقع الثوب ويخصف النعل» [107] . 2 _ الخليفة الثاني: فقد ترك الإمام علي (عليه السلام) في نفسه من الآثار حتي اشتهر كلامه في عدة مواضع: «لولا علي لهلك عمر» [108] . وقوله قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي يهدي صاحبه الي الهدي ويردّه عن الردّي» [109] . وعن محمد بن خالد الضبي، قال: خطبهم عمر بن الخطاب فقال: لو صرفناكم عما تعرفون الي ما تنكرون ما كنتم صانعين؟ قال: فسكتوا، فقال ذلك ثلاثاً، فقام علي (عليه السلام) فقال: يا عمر! إذن نستتيبك فإن تبت قبلناك، قال: فإن لم أتب؟ قال: إذن نضرب الذي فيه عيناك، فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الاُ مّة من إذا اعوججنا أقام أودنا [110] . ثم نجد الخليفة الثاني يستشير في الخمر وفي مقدار حدّها، فعن

ثور بن يزيد الديلي أن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل، فقال علي بن أبي طالب: «تري تجلده ثمانين فإنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذي وإذا هذي افتري» فجلد عمر في الخمر ثمانين [111] . وجاء عن اُذينة العبدي قال: أتيت عمر فسألته: من أين أعتمر؟ قال: إئت علياً فسله... 3 _ الخليفة الثالث: عثمان بن عفان فله مراجعات كثيرة للإمام في القضايا المعقّدة والتي لا يجد لها حلاًّ. فعن بعجة بن عبدالله الجهني قال: تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماماً لستة أشهر، فانطلق زوجها الي عثمان بن عفان فأمر برجمها، فبلغ ذلك علياً (عليه السلام) فأتاه فقال: ما تصنع؟ قال: ولدت تماماً لستة أشهر وهل يكون ذلك؟ قال علي (عليه السلام): أما سمعت الله تعالي يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) [112] فكم تجده بقي إلاّ ستة أشهر، فقال عثمان: (والله ما فطنت لهذا) [113] . وعن محمد بن يحيي بن حبان أنه كانت عند جده حبان بن منقذ امرأتان هاشمية وأنصارية، فطلّق الأنصارية وهي ترضع فمرت سنة لم تحض ثم هلك، فقالت: أنا أرثه لم أحض، فاختصما الي عثمان بن عفان فقضي لها بالميراث، فلامت الهاشمية عثمان ابن عفان فقال لها: (هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا، يعني علي بن أبي طالب) [114] . وعن مسند عثمان أن عثمان بن عفان أتي برجل فجر بغلام من قريش، فقال عثمان: أحصن، قالوا: قد تزوج بامرأة ولم يدخل بها بعد، فقال عليّ لعثمان: لو دخل بها لحل عليه الرجم، فأما إذا لم يدخل بها فاجلدوه الحد. فقال أبو أيوب: (أشهد أني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله)

يقول الذي ذكره أبو الحسن، فأمر به عثمان فجلد) [115] . 4 _ ابن عباس: قال (رضي الله عنه): «والله لقد اُعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر» [116] . وقال (رضي الله عنه): «علم النبي من علم الله، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي، وما علمي وعلم الصحابة إلاّ كقطرة في سبعة أبحر» [117] . وقال (رضي الله عنه): «العلم ستة أسداس، لعلي خمسة أسداس وللناس سدس، ولقد شاركنا في السدس حتي لَهو أعلم به منا» [118] . 5 _ ابن مسعود: قال (رضي الله عنه): «كنا نتحدث أنّ أقضي أهل المدينة علي» [119] . وقال أيضاً: قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فاُعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً، وعليّ أعلمهم بالواحد منها» [120] . وقال أيضاً: «أعلم بالفرائض علي بن أبي طالب» [121] . وقال أيضاً: «أفرض أهل المدينة وأقضاها علي» [122] . وقال أيضا: «إن القرآن اُنزل علي سبعة أحرف، ما منها إلا وله ظهر وبطن، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن» [123] . 6 _ عدي بن حاتم: في خطبة له: «والله لئن كان الي العلم بالكتاب والسنّة إنه _ يعني عليّاً _ لأعلم الناس بهما، ولئن كان الي الإسلام إنه لأخو نبي الله، والرأس في الإسلام، ولئن كان الي العقول والنحائر إنه لأشدّ الناس عقلاً وأكرمهم غيرة» [124] . 7 _ أبو سعيد الخدري: «أقضاهم علي (عليه السلام)» [125] . 8 _ عائشة: «علي أعلم الناس بالسنّة» [126] . 9 _ عطاء: «سئل عطاء: أكان في أصحاب محمد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه» [127]

. 10 _ سعيد بن المسيب: قال: «كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن!» [128] . 11 _ معاوية بن أبي سفيان: قال: «كان عمر اذا أشكل عليه شيء أخذه من علي» [129] . وجاء رجل الي معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم، قال: يا أمير المؤمنين! جوابك فيها أحب إليّ من جواب علي. قال: بئس ما قلت، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يغزره بالعلم غزراً، ولقد قال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي» [130] . 12 _ سعيد بن غفلة: دخلت علي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فوجدته جالساً، بين يديه صفيحة فيها لبن، أجد ريحه من شدّة حموضته وفي يده رغيف أري آثار قشار الشعير في وجهه وهو يكسره بيده أحياناً، فإذا أعيي عليه كسره بركبته وطرحه في اللبن، فقال: اُدنُ، فأصب من طعامنا هذا. فقلت: إني صائم. فقال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: «من منعه الصيام من طعام يشتهيه، كان حقّاً علي الله أن يطعمه من طعام الجنّة ويسقيه من شرابها» [131] . 13 _ ابن عمر: قال: «كان لعلي بن أبي طالب ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إليَّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة (سلام الله عليها) وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوي» [132] .

ما تفرد به الإمام علي عن غيره من الصحابة

اشاره

لقد تمتّع الإمام علي (عليه السلام) بمميزات اُخري قد منحته له يد الغيب، بغية أداء مهمة الإمامة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) كعلم الغيب الموهوب منه سبحانه، ولهذا نجده يخبر عن حوادث مستقبلية تحققت فيما بعد.

كما حُظي (عليه السلام) بنشاط من قبل رسول الله (صلي الله عليه وآله) قد ركّز فيه علي أهمية حماية خطّ علي (عليه السلام) من بعد وفاته (صلي الله عليه وآله) وبهذا الصدد نلاحظ جملة من الروايات تنصّب في تنبيهاتها علي مستقبل الرسالة وتركّز في الوقت نفسه علي ضرورة التمسك بخطّ علي (عليه السلام). ومن ثم نجد نشاطاً آخر قد قام به الرسول (صلي الله عليه وآله) وهو التصدي لأعداء علي (عليه السلام) ومبغضيه، وهذه العناية من قبل الله ورسوله لعلي (عليه السلام) لم نجدها قد مورست في حق غيره.

التصدي القرآني لأعداء علي

استخدم القرآن من خلال كشفه لصفات علي (عليه السلام) وسلوكه الإلهي سابق الذكر، اُسلوب ربط الناس حول علي (عليه السلام) لأنه المنقذ من الضلالة، وخطّه الإلهي هو الفصل بين الحق والباطل، وتمثل مواقفه القرآنية المعيار الحق الذي توزن به الأعمال. من هذا المنطلق يتوسع القرآن في طلبه في العلاقة مع علي لتكون أكثر من البعد الذهني والعقلي، فتمتد الي الإنشداد العاطفي والمحبة الصادقة كشرط ولائي يدفع الي العمل والتطبيق والإنضمام تحت خطّ علي (عليه السلام) لذا قال تعالي: (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربي) [133] . فعن ابن عباس، قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربي) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «علي وفاطمة، والحسن والحسين» [134] . وبالوقت الذي يؤكد فيه القرآن الكريم علي وجوب مودّة علي (عليه السلام) ومحبته يتصدي من جانب آخر لمن يبغض علياً ويقف منه موقف العداء حيث يصنفه في شريحة المنافقين، لأن الإمام هو الرمز الإلهي في الأرض الذي يمتحن الله فيه القلوب، ولا نجد من

تمتع بهذه الخصوصية غير علي (عليه السلام). فجاء عن ابن عباس في قوله تعالي: (وقفوهم إنّهم مسؤولون) [135] وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلي الله عليه وآله) قال: «عن ولاية علي بن أبي طالب» [136] . أ مّا قوله تعالي: (ولتعرفنّهم في لحن القول) [137] عن أبي سعيد الخدري، قال: (ببغضهم علياً (عليه السلام)) [138] . وتبين الآية الكريمة التالية مدي علاقة الإمام بالرسول حيث جعلت الموقف السلبي من علي يتضمن الموقف نفسه من رسول الله، ففي قوله تعالي: (وشاقّوا الرّسول من بعد ما تبيّن لهم الهدي) [139] . قال (صلي الله عليه وآله): «في أمر عليّ (عليه السلام)» [140] . وهكذا بقي القرآن الكريم يهاجم في كثير من آياته من كذّب رسول الله (صلي الله عليه وآله) في قضية قرب رسول الله من علي وتفرده بالخصوصيات والمهمات التي كان (صلي الله عليه وآله) يمنحها لعلي (عليه السلام) وكشف القرآن ذات الرسول وأذيته النفسية التي كان يتلقاها من مبغضي علي (عليه السلام). فجاء في قوله تعالي: (فمن أظلم ممّن كذب علي الله وكذّب بالصدق) [141] هو من ردّ قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) [142] . أما قوله تعالي: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً واثماً مبيناً) [143] تفضح مظالم المنافقين لعلي وتبين نزاهته فقد ورد أنها نزلت في علي (عليه السلام)، لأن نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه [144] . وتوضح الآية الكريمة التالية أيضاً علي أن الله ينتقم من أعدائه بعلي، وبهذا يستلزم أن كل من قاتل عليّاً (عليه السلام) هو عدو الله: (فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون) [145] . قال

ابن عباس: بعلي (عليه السلام) [146] . وعن أبي عبدالله الجدلي قال: قال لي علي (عليه السلام): «ألا اُنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة والسيئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار ولم يقبل منه عملاً؟ قلت بلي: ثم قرأ (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون- ومن جاء بالسّ_يّئة فكبّت وجوهم في النار) [147] ثم قال: يا أبا عبدالله! الحسنة حبّنا والسيئة بغضنا» [148] . ولحق الخطاب القرآني في تصديه لأعداء الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) نشاطُ الرسول (صلي الله عليه وآله) حيث ورد عدد من الروايات تصنف في دلالتها الناس الي من هو محب لعلي ومن هو مبغض له، ولا تفكك بين من يحب الرسول (صلي الله عليه وآله) ومن لا يحب علياً، وإنما الإيمان هو الحب لهما معاً لأن رسالتهما واحدة. جاء في مسند أحمد من عدة طرق أن النبي (صلي الله عليه وآله) قال: «من آذي عليّاً فقد آذاني» [149] و«أيها الناس من آذي علياً بُعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً» [150] . وفي مسند أحمد أيضاً: أن النبي (صلي الله عليه وآله) قال: «لا يُحبّك إلاّ مؤمن، ولا يُبغضك إلاّ منافق» [151] . وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله) مشيراً الي أمير المؤمنين: «أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبّه فإن علياً لا يدعو الي ضلالة، ولا يُبعد عن هديً فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم» [152] .

انشطة الرسول و حمايته المستقبلية لخط الإمامة

ركّز الرسول (صلي الله عليه وآله) في ذهن الاُ مّة أهمية دور الإمام علي (عليه السلام) وضرورة حماية خطّه ولزوم التمسك به الذي ينجي الاُ مّة ويحصنها من مزالق التيه

والإنحراف ولهذا أشار (صلي الله عليه وآله) لعمار: «ستكون في اُمتي بعدي هناة واختلاف، حتي يختلف السيف فيهم حتي يقتل بعضهم بعضاً، ويتبرأ بعضهم من بعض... يا عمار! من تقلّد سيفاً أعان به علياً علي عدوّه; قلده الله يوم القيامة وشاحين من دُرّ ومن تقلّد سيفاً أعان به عدوّه; قلّده الله وشاحين من نار، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني _ يعني عليّاً». [153] . فقد أشار القرآن الكريم الي المحن التي تتعرض لها الاُ مّة بعد الرسول، حيث تؤدي الي تشقق الاُمّة واختلاف كلمتها مما تكون نتيجة ذلك دخول كثير من الطوائف المتناحرة في النار ولا تنجو إلاّ الفرقة التي تتولي الإمام علي (عليه السلام) وتتبع خطّه، وبهذا يسجل الإمام أرقي قيمة في فضله علي الباقين من المسلمين. فقد جاء في قوله تعالي: (إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً) [154] قال زاذان أبو عمر: قال لي علي (عليه السلام): «أبا عمر! أتدري علي كم افترقت اليهود؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: افترقت علي إحدي وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة هي الناجية. أتدري علي كم تفترق هذه الاُ مّة؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تفترق الي ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة هي الناجية. أتدري علي كم تفترق فيَّ؟ قلت: وإنه لتفترق فيك؟ قال: نعم تفترق فيَّ اثنتي عشرة فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة هي الناجية وأنت منهم يا أبا عمر» [155] . وآية: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) [156] . تؤكد كون الإمام هو المرجع بعد الرسول في حالة إلتباس الاُمور وطغيان المحن وعدم معرفة الصحيح من الاستفهامات الطارئة والمستجدات، فقد جاء في تفسيرها عن

جابر الجعفي قال: لما نزلت (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، قال علي (عليه السلام): نحن أهل الذكر [157] وبهذا يكون عليّ الإمام للفرقة الناجية وهو المعلم لغيره من الصحابة، مخافة الانخراط من غير علم ضمن الفرق الضالة. عن أبي سعيد الخدري يقول: كنا جلوساً ننتظر رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي (عليه السلام) يخصفها، فمضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم من يقاتل علي تأويل هذا القرآن كما قاتلت علي تنزيله، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال (صلي الله عليه وآله): لا ولكنه خاصف النعل، قال: فجئنا نبشّره، قال في أحدهما وكأنه قد سمعه وقال في الآخر فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه [158] . وتمييزاً لخطّ الإمام عن غيره من الناحية المصداقية لتكون البيّنة آ كد ولا تبقي حجة بيد المناوئين للإمام، فقد قال (صلي الله عليه وآله) لعمار الموالي لعلي والمناصر له: تقتلك الفئة الباغية. عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولابنه علي: «انطلقا إلي أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، قال: فانطلقا فإذا هو في حائط له، فلمّا رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد، فأنشأ يحدثنا حتي أتي علي ذكر بناء المسجد، قال: كنّا نحمل لبنة لبنة وعمار ابن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسول الله (صلي الله عليه وآله) فجعل ينفض التراب عنه ويقول: يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك؟ قال: إني اُريد الأجر من الله، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلي الجنة ويدعونه

إلي النار، قال: فجعل عمار يقول: أعوذ بالرحمن من الفتن» [159] . ومن إشارات الرسول وتنبيهاته للحوادث المستقبلية، والتي تتضمن الكشف عن صفة الاندماج والاتحاد بين خطّ الإمام علي وخطّ الرسالة، وكونه الامتداد الشرعي لها، وتحقق في الوقت نفسه حصانة الاُمّة ووقايتها من ضرر شعارات الضلالة ودعوات الانحراف، فقد حذّر (صلي الله عليه وآله) من خطورة حركة الخوارج التي تظهر فيما بعد ومناوأتها لعلي (عليه السلام)، بهذا التنبيه يمثل الإمام علي خط الإمامة والمجسِّد للقيم الإلهية. أما باقي الدعوات فتتهاوي نحو الحضيض والإنحراف. فعن أبي سعيد الخدري قال: (بينما نحن عند رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهو يقسّم قسماً أتاه ذو الخويصرة _ وهو رجل من بني تميم _ فقال: يا رسول الله إعدل، فقال: ويلك ومن يعدل إذ لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر: يا رسول الله! أتأذن لي فيه فأضرب عنقه؟ قال: دعه فإن له اصحاباً يحقر صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية _ الي أن قال _ آيتهم رجل أسود إحدي عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر دراً ويخرجون علي خير فرقة من الناس. قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأشهد أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فاُتي به حتي نظرت اليه علي نعت النبي (صلي الله عليه وآله) الذي نعت به) [160] . وجاء عن الرسول (صلي الله عليه وآله) روايات اُخري تتجه نحو حماية الإمام علي (عليه السلام) وعلي نحو الاطلاق، أي

تبيّن أفضلية الإمام علي (عليه السلام) علي غيره، سواء من قد كان عاصره من المسلمين مع النبي (صلي الله عليه وآله) أو مَن يأتي مستقبلاً، وتوضح أيضاً أن سلوك الإمام ومواقفه لا تمثل حالة طارئة تنتزع عنه في ظرف آخر، وإنما تمسّك علي بالحق، أو علاقة علي بالحق والحق بعلي علاقة إتحاد المفهوم بالمصداق. فقد روي عن ثابت مولي أبي ذر قال: دخلت علي اُم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً (عليه السلام) وقالت: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: «عليٌّ مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض يوم القيامة» [161] . وجاء أيضاً عن النبي من عدة طرق: «إن علياً مني وأنا من علي، وهو وليُّ كل مؤمن بعدي، لا يؤدّي عني إلاّ أنا أو علي» [162] .

الاخبارات الغيبية والكرامات عند علي

لقد امتاز الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) علي باقي الصحابة بكرامات عديدة حتي شكلت إخباراته بالحوادث المستقبلية ظاهرة مشهودة في حياته، فمن ضمن ما أخبر به وتحقق خارجاً ما يلي: 1 _ إخباره (عليه السلام) بعمارة بغداد، وملك بني العباس وذكر أحوالهم وأخذ المغول منهم. قال (عليه السلام): «وما أدراك ما الزوراء! أرض ذات أثل، يُشيد فيها البنيان، ويكثر بها السكان يتخذها ولد العباس موطناً ولزخرفهم مسكناً تكون لهم دار لهو ولعب، ويكون بها الجور الجائر والحيف المحيف، والأئمّة الفجرة والقرّاء الفسقة والوزراء الخونة يخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بينهم بمعروف إذا عرفوه، ولا ينتهون عن منكر إذا نكروه...» [163] . 2 _ جاء رجلٌ الي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين! إني مررت بوادي القري، فرأيت خالد بن عرفطة قد مات، فاستغفر له.

فقال (عليه السلام): «إنه لم يمت ولا يموت حتي يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن جماز»، فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين! إني لك شيعة وإني لك محبّ. فقال: ومن أنت؟ قال: حبيب بن جماز. فقال (عليه السلام): «إياك أن تحملها ولتحملنّها فتدخل بها من هذا الباب»، وأومأ بيده الي باب الفيل. فلما مضي أمير المؤمنين (عليه السلام) ومضي الحسن ابنه من بعده، وكان من أمر الحسين (عليه السلام) ما كان; بعث ابن زياد بعمر بن سعد الي الحسين (عليه السلام) وجعل خالد بن عرفطة علي مقدمته، وحبيب ابن جماز صاحب رايته حتي دخل المسجد من باب الفيل [164] . 3 _ وروي عنه (عليه السلام) أنه لما توجه الي صفين لحرب معاوية، ووصل الي كربلاء; وقف (عليه السلام) ناحية من المعسكر، ثم نظر يميناً وشمالاً وقال: «هذا والله مناخ ركابهم، وموضع منبتهم»، وبكي بكاءً طويلاً. فقيل له: يا أمير المؤمنين! ما هذا الموضع؟ ومن هؤلاء؟ فقال (عليه السلام): «هذه كربلاء يُقتل فيها فئة من آل محمد ظلماً وعدواناً، ويقتل معهم قوم يدخلون الجنة بغير حساب». ثم سار (عليه السلام) وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتي كان من أمر الحسين (عليه السلام) ما كان [165] . 4 _ ولما خرج علي (عليه السلام) الي أهل النهر; أقبل رجل من أصحابه ممن كان علي مقدّمته يركض، حتي انتهي الي علي (عليه السلام) فقال: البشري يا أمير المؤمنين! قال: «ما بُشراك؟». قال: إنّ القوم عبروا النهر لمّا بلغهم وصولك، فأبشر، فقد منحك الله أكتافهم، فقال له: «الله أنت رأيتهم قد عبروا!» قال: نعم، فأحلفه ثلاث مرات، في كلّها يقول: نعم، قال

علي (عليه السلام): «والله ما عبروه ولن يعبروه، وإنّ مصارعهم لَدُون النطفة، والّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لن يبلغوا الأثلاث ولا قصر بَوازن، حتي يقتلهم الله، وقد خاب من افتري» [166] . قال: ثم أقبل فارس آخر يركض، فقال كقول الأوّل، فلم يكترث عليّ (عليه السلام) بقوله، وجاءت الفرسان تركض كلّها تقول مثل ذلك،[فقال: «فلا يبقي منهم إلاّ أقل من عشرة، ولا يقتل من أصحابي إلاّ أقل من عشرة» ]. فقام علي (عليه السلام) فجال في متن فرسه، قال: فيقول شاب من الناس: والله لأكوننّ قريباً منه، فإن كانوا عبروا النهر لأجعلن سِنانَ هذا الرمح في عينه، أيدّعي علم الغيب؟ فلمّا انتهي (عليه السلام) الي النهر; وجد القوم قد كسروا جفونَ سيوفهم وعرقَبوا خيلهم، وجَثوا علي رُكَبهم وحكّموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زَجل، فنزل ذلك الشاب فقال: يا أمير المؤمنين! إنّي كنت شككت فيك آنفاً، وإنّي تائب الي الله وإليك، فاغفر لي. فقال علي (عليه السلام): «إنّ الله هو الذي يغفر الذنوب، فاستغفره» [167] . 5 _ عن اسماعيل بن رجاء، قال: قام أعشي باهلة [168] _ وهو غلام يومئذ حدث _ الي علي (عليه السلام) وهو يخطب ويذكُر الملاحم فقال: يا أمير المؤمنين! ما أشبه هذا الحديث بحديث خِرافة! فقال علي (عليه السلام): «إن كنت آثماً فيما قلت يا غلام، فرماك الله بغلام ثقيف» ثمّ سكت، فقام رجال فقالوا: ومَن غلامُ ثقيف يا أمير المؤمنين؟ قال (عليه السلام): «غلام يملك بلدتكم هذه لا يتركُ لله حرمةً إلاّ انتهكها، يضرب عُنُق هذا الغلام بسيفه». فقالوا: كم يملُك يا أمير المؤمنين؟ قال: «عشرين إن بلغها». قالوا: فيُقتَلُ قتلاً أم يموت موتاً؟ قال: «بل يموت حتف

أنفه بداء البَطن، يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه». قال اسماعيل بن رجاء: فوالله لقد رأيتُ بعيني أعشي باهلة، وقد اُحضر في جملة الأسري الذين اُسروا من جيش عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث بين يدي الحجّاج فقرّعه ووبّخه. واستنشده شِعرَه الذي يحرّض فيه عبدالرحمن علي الحرب، ثم ضرب عنقه في ذلك المجلس [169] . ومن كراماته (عليه السلام) ما جاء في تفسير الفخر الرازي، في ذيل تفسير قوله تعالي: (أم حسبتَ أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجباً) [170] ، قال: وأمّا عليّ (عليه السلام) فيروي أنّ واحداً من محبّيه سرق وكان عبداً أسود. فاُتي به الي علي (عليه السلام) فقال له: «أسرقت؟» قال: نعم، فقطع يده. فانصرف من عند علي (عليه السلام) فلقيه سلمان الفارسي وابن الكوّاء، فقال ابن الكوّاء: ومن قطع يدك؟ قال: أمير المؤمنين، ويعسوب المسلمين، وختن الرسول، وزوج البتول. فقال: قطع يدك وتمدحه؟ فقال: ولِمَ لا أمدحه، وقد قطع يدي بحقّ وخلّصني من النار، فسمع سلمان ذلك، فأخبر به علياً (عليه السلام) فدعا الأسود ووضع يده علي ساعده وغطّاها بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتاً من السماء: ارفع الرداء عن اليد، فرفعناه فإذا اليد قد برئت بإذن الله تعالي وجميل صنعه [171] . وعن أبي ذرّ (رضي الله عنه) قال: بعثني رسول الله (صلي الله عليه وآله) أدعو عليّاً، فأتيتُ بيته فناديتُه، فلم يُجبني، فعدتُ فأخبرت رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال لي: «عُد إليه اُدعه فإنّه في البيت» قال: فعدت اُناديه، فسمعت رحيً تطحن فشارفتُ فإذا الرّحي تطحن وليس معها أحد، فناديتُه فخرج إليّ منشرحاً، فقلت له: إنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) يدعوك فجاء، ثم لم

أزل أنظر الي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وينظر اليّ، ثم قال: «يا أبا ذرّ ما شأنك؟». فقلت: يا رسول الله عجيب من العجب، رأيت رحيً تطحن في بيت علي (عليه السلام) وليس معها أحدٌ يرحي. فقال: «يا أبا ذرّ! إن لله ملائكة سيّاحين في الأرض وقد وكّلوا بمؤونة آل محمد (صلي الله عليه وآله)» [172] .

الخلاصة

ترك علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الانطباعات الخيّرة في نفوس الصحابة، ما جعل تصريحاتهم بأفضليته علي الصحابة تملأ كتب التفسير والحديث والتاريخ. كما أن عليّاً (عليه السلام) قد جسّد بسلوكه الإيماني، وطاقاته العلمية والجهادية والأخلاقية ما خطته الرسالة بما لا يخفي علي أحد، فكان المثل الأعلي في تطبيقها بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله)،في الوقت الذي يعجز باقي الصحابة عن الرقيّ إليها. وشهد القرآن الكريم وصرّحت أقوال الرسول (صلي الله عليه وآله) بفضل علي (عليه السلام) علي الصحابة، كما مرّ ذكره في أكثر من مناسبة. وكان (عليه السلام) هو المرجع للصحابة في حل المعضلات بشكل عام، وللخلفاء بنحو خاص. وعليه، يكون الإمام علي بن أبي طالب أفضل الصحابة علي الإطلاق بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) دون منازع.

پاورقي

[1] المستدرك علي الصحيحين: 3/126و 127، تاريخ بغداد: 11/49 و 50، جامع الاُصول: 9/473، ح 6489، اُسد الغابة: 4/22، البداية والنهاية: 7/372. وقد رواه الترمذي في سننه: 5/637 بلفظ: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».

[2] تفسير الرازي: 8/21 _ عندتفسير قوله تعالي: (إنّ الله اصطفي آدم ونحواً وآل ابراهيم...) آل عمران: 23، وكنز العمّال: 13/114 ح 36372.

[3] المناقب لابن شهر آشوب: 2/38، ارشاد القلوب: 2/14، بحار الأنوار: 40/153.

[4] نهج البلاغة، قصار الحكم: 147.

[5] الأرشية: جمع رشاء بمعني الحبل، والطوي جمع طوية وهي البئر البعيدة العميقة.

[6] نهج البلاغة: الخطبة 5.

[7] فتح الباري: 8/459 سورة الذاريات، كنزالعمال: 13/165 ح36502،الجرح والتعديل: 6/192، تهذيب الكمال:20/487،واُسد الغابة: 4/22،الرياض النضرة: 3/167. ترجمة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الترجمة رقم: 4089.

[8] الرياض النضرة: 3/166 وينابيع المودّة: 286 وذخائر العقبي: 83.

[9] مسند أحمد: 5/26. [

[10] المناقب للخوارزمي: 49 تحقيق المحمودي،

والمتقي في كنز العمال: 11 / 614 ح 32977.

[11] كفاية الطالب: 70 و 92 وشمس الأخبار:29.

[12] كنز العمال: 11/614، ح 32981، وكشف الخفاء: 1/204.

[13] الرياض النضرة: 2/194 وتفسير النيسابوري في سورة الأحقاف، ومناقب الخوارزمي: 48، وتذكرة الخواص: 87، وفيض القدير: 4/257.

[14] رواه الحاكم في المستدرك: 2/122.

[15] المناقب لابن المغازلي: 420، وتاريخ ابن عساكر: 2/498.

[16] الفتح: 29.

[17] شواهد التنزيل: 2 / 183، وتفسير الخازن وفي هامشه النسفي: 4/113، وتفسير الكاشف: 3/469، وروح المعاني: 16/117.

[18] تذكرة الخواص: 63.

[19] خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 46.

[20] شرح نهج البلاغة: 1/10.

[21] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/27.

[22] شرح نهج البلاغة: 1/9.

[23] الحديد: 19.

[24] رواه في كتاب الفضائل من فضائل علي (عليه السلام) في حديث 154 و 339 ومنهاج السنّة علي ما في تعليقة شواهد التنزيل: 2 /224، وفيه رواه الحسكاني بأسانيد متعددة، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «والصدّيقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب الثالث أفضلهم»، ورواه في الصواعق المحرقة: 123، والتفسير الكبير: 27/57، وذخائر العقبي: 56، والرياض النضرة: 2/153، وفيض القدير: 4/137، والدر المنثور: 5/262.

[25] التوبة: 19.

[26] تفسير ابن كثير: 2/241 وتفسير الطبري: 10/68، وجامع الاُصول: 9/477، والتفسير الكبير: 16/10، وأسباب النزول للواحدي: 139، الدر المنثور: 3/318، 319.

[27] السجدة: 18.

[28] تفسير الطبري: 21/68، وتفسير ابن كثير: 3/462، وفتح القدير: 4/247، وأسباب النزول: 263، وذخائر العقبي: 88، وشواهد التنزيل: 1/444، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/162، وتاريخ دمشق: 61/199.

[29] الأحزاب: 6.

[30] رواه ابن مردويه في كتاب المناقب، ونقله في إحقاق الحق: 3/419، عن الترمذي في مناقب المرتضوي: 62.

[31] علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي: ح 2664، مناقب المرتضوي للترمذي: 95، وروي في

كنز العمال: 13/122، ح36392 عن ابن عباس، قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «أنت يا علي أول المؤمنين إيماناً وأوّلهم إسلاماً».

[32] مسند أحمد: 3/86، ح 8764، مجمع الزوائد: 9/123، التاريخ الكبير للبخاري: 7/263، الطبقات الكبري لابن سعد: 2/110 باب غزوة رسول الله (صلي الله عليه وآله) خيبر، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للنسائي: 59.

[33] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/261 و 285، 19/61.

[34] مسند أحمد بن حنبل: 1/199.

[35] ابن المغازلي في مناقبه: 72، 106.

[36] تاريخ مدينة دمشق: 42/383.

[37] تاريخ الطبري: 2/138.

[38] تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة/ الإمام علي (عليه السلام): 1/142، الفصول المائة: 1/307.

[39] خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 113، ومستدرك الحاكم: 2/366، ومسند أحمد: 1/84، وكنز العمال: 6/407، والرياض النضرة: 2/200، وتاريخ بغداد: 13/302، وذخائر العقبي: 85.

[40] ينابيع المودّة للقندوزي، الباب: 40.

[41] البقرة: 207.

[42] اُسد الغابة: 4/25، وشواهد التنزيل: 1/98، ومستدرك الحاكم: 3/132، ونور الأبصار: 86، وينابيع المودّة: 92، والتفسير الكبير: 5/204، ومسند أحمد: 1/331، وتفسير الطبري: 9/140، والسيرة النبوية لدحلان في هامش السيرة الحلبية: 1/307. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: 4/439 وقيل: إن الآية نزلت في صهيب الرومي أقول: جعل هذه الرواية وأشباهها إنّما هو من أعداء أهل البيت (عليهم السلام)، وإلاّ فإنه يظهر بأدني تأمّل: أن الآية الكريمة إنما هي فضيلة من بذل النفس في سبيل الله، وليس هذا إلاّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الليلة التي بات فيها علي فراش رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ومدلول الرواية الواردة في صهيب الرومي ليس إلاّ بذل المال، وأين هذا من ذلك، فلا ربط بينها وبين الآية الكريمة؟.

[43] الإنسان: 8 _ 9.

[44] اُسد

الغابة: 5/530، وأسباب النزول للواحدي: 331، والدر المنثور: 6/299، وذخائر العقبي: 89 و 102، ونور الأبصار: 102، وروح المعاني: 29/157، وفتح القدير: 5/338، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/7، وتفسير البيضاوي: 4/235، وينابيع المودّة: 93، وشواهد التنزيل: 2/298، والتفسير الكبير: 30/244 نقلاً عن الكشاف.

[45] الأحزاب: 23.

[46] نور الأبصار للشبلنجي: 97، والصواعق المحرقة: 80.

[47] المائدة: 54.

[48] التفسير الكبير: 12/20، ومستدرك الحاكم: 3/132، وكنز العمال: 5/428 و 6/391 و 393 و 396.

[49] الأنفال: 62.

[50] النور المشتعل ما نزل من القرآن في علي للحافظ أحمد بن عبدالله الأصبهاني: 89.

[51] النحل: 76.

[52] شواهد التنزيل: 1/59 ورواه ابن مردويه في المناقب كما في كشف الغمة: 96.

[53] الأعراف: 181.

[54] ينابيع المودّة: 109، وشواهد التنزيل: 1/204.

[55] البقرة: 274.

[56] أسباب النزول للواحدي: 64، والتفسيرالكبير: 7/98، والدر المنثور: 1/363، وتفسير الكشاف: 1/164، وتفسير الخازن: 1/214، وذخائر العقبي: 88، واُسد الغابة: 4/25، والصواعق المحرقة: 87، ومجمع الزوائد: 6/334، ونور الأبصار: 70.

[57] الشعراء: 215.

[58] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/202.

[59] مجلت يداه: عملت.

[60] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/202.

[61] القصص: 83.

[62] المناقب لابن شهر آشوب: 2/104.

[63] الروم: 38.

[64] المجادلة: 12.

[65] فرائد السمطين: 1/319 رقم 251.

[66] المصدر السابق: 2/68 رقم 392.

[67] شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/22.

[68] النور المشتعل من كتاب «ما نزل في القرآن في علي» للحافظ أحمد بن عبدالله الأصبهاني: 26.

[69] الشوري: 23.

[70] خصائص الوحي المبين لابن بطريق: 81.

[71] طه: 29.

[72] خصائص الوحي المبين لابن بطريق: 245.

[73] المائدة: 55.

[74] كأنه كان مرجاً، أي قلقاً غير ثابت.

[75] الكشاف للزمخشري: 1/648 وتفسير ابن جرير الطبري: 6/186 والسيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالي: (انما وليكم الله ورسوله) في سورة المائدة قال: وأخرج

الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع، فقال النبي (صلي الله عليه وآله) للسائل: من أعطاك الخاتم؟ قال ذاك الراكع، فأنزل الله (إنما وليكم الله ورسوله).

[76] المائدة: 67.

[77] أخرج ذلك متواتراً أئمة التفسير والحديث والتاريخ، وكذا تواتر نزول الآية الكريمة في يوم الغدير، وخطبة النبي (صلي الله عليه وآله) في هذا اليوم، بمحضر من مائة ألف أو يزيدون ونقلوا احتجاج أهل البيت، وكثير من الصحابة، فنقتصر _ طلباً للاختصار _ علي ذكر أقل القليل من تلك المصادر منها شواهد التنزيل: 1/187 والدر المنثور: 2/298 وفتح القدير: 3/57 وروح المعاني: 6/168 والمنار: 6/463 وتفسير الطبري: 6/198 والصواعق المحرقة: 75.

[78] الأحزاب: 33.

[79] راجع الإمامة والولاية لجمع من العلماء: 150.

[80] مسند أحمد: 4/107، أجمع المفسرون علي نزول آية التطهير في فضل (أصحاب الكساء) في بيت أم سلمة وروي متواتراً عن أئمة أهل البيت، وكثير من الصحابة، وهذا انموذج من مصادره: الحافظ الكبير، الحنفي المعروف بالحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2/10 _ 192 بعدّة أسانيد، والحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور: 5/198 بطرق، وكذا الطحاوي في مشكل الآثار: 1/238 _ 332 والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/121 و 146 و 169 و 172 وأحمد بن حنبل في مسنده: 1/230 و 4/107 وابن حجر في الصواعق: 85 والطبري في تفسيره: 22/5 و 6 و 7 وابن الأثير في اُسد الغابة: 4/29 والنسائي في خصائصه: 4.

[81] آل عمران: 61.

[82] التفسير الكبير، للفخر الرازي: 8/81، تفسير الآية 61 من سورة آل عمران، المسألة الخامسة.

[83] قد أنهي البحراني الروايات الواردة عن النبي (صلي الله عليه وآله) والمشتملة علي هذه العبارة من طرق السنّة ال_ي مائة

حديث ومن طرق الشيعة الي سبعين حديثاً، فراجع غاية المرام: 109 _ 152.

[84] خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 88.

[85] سنن الترمذي: 5/596، حديث 3724.

[86] منهاج السنّة ابن تيمية: 4/33، البرهان التاسع.

[87] هود: 17.

[88] يوسف: 108.

[89] الإمامة والولاية لجمع من العلماء: 138.

[90] غاية المرام: 301 الحديث 7.

[91] البيّنة: 7.

[92] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 42/371. ترجمة علي بن أبي طالب (عليه السلام). روي الأعلام عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) بأن (خير البرية) علي وشيعته، منهم السيوطي في الدر المنثور: 6/379، وابن حجر في الصواعق: 96، 159، والشوكاني في فتح القدير: 5/464 والآلوسي في تفسيره: 30/207، والطبري في تفسيره: 3/171 والشبلنجي في نور الأبصار: 105، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2/356.

[93] تاريخ دمشق لابن عساكر: 42/47.

[94] تاريخ دمشق لابن عساكر: 42/470.

[95] تذكرة الخواص: 40، المستدرك: 2/137، كنز العمال: 13/127، ح36403، شرح معاني الآثار: 2/408 مناقب ابن شهر آشوب: 2/44.

[96] رواه الزمخشري في كتابه المناقب: 213 مخطوط، والشيخ جمال الدين الحنفي الموصلي في درر بحر المناقب: 116 مخطوط، والحافظ محمد بن أبي الفوارس في الأربعين: 14 مخطوط، وإحقاق الحق: 4/228 و 9/198، ورواه الشيخ سلميان في ينابيع المودّة: 82، والموثق الخوارزمي في مقتل الحسين: 59.

[97] مسند أحمد بن حنبل: 3/83، وبنفس المعني في حلية الأولياء لأبي نعيم: 1/67، واُسد الغابة لابن الأثير: 3/283.

[98] مسند أحمد: 4/164 و 165 بخمسة طرق، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 19 و20 بطريقين، وصحيح البخاري: 3/229، والصواعق المحرقة: 74، كنز العمّال، المتقي الهندي: 11/607، ح 32938، سنن الترمذي: 5/591، ح3712.

[99] السنن الكبري، النسائي: 3/265، ح 5329، وصحيح ابن حبان: 15/399، موارد الضمان، الهيثمي: 549، والمناقب لأبن شهر آشوب: 3/345 وتذكرة الخواص: 306. [

[100]

القول المسدد في مسند أحمد: 17، شرح نهج البلاغة: 9/173، كنز العمال: 11/598، ح 32877، و 618، ح 33004، فيض القدير: 1/120، مسند أحمد: 1/175 و 4/369، ومستدرك الحاكم: 3/4، 116 و 125، وخصائص النسائي: 13، وصحيح الترمذي: 2/301، والدر المنثور: 6/122، والصواعق المحرقة: 76.

[101] اُسد الغابة، ابن الأثير: 4/29، ترجمة علي بن أبي طالب، تهذيب الكمال: 5/ 126، والرياض النضرة: 2/168، وكنز العمال: 13/140، ح 36440، والتاج الجامع للاُصول: 3/335، ومصابيح السنّة: 2/199، وذخائر العقبي: 92، واُسد الغابة: 3/317، وخصائص النسائي: 18.

[102] مروج الذهب: 2/61، وسنن الترمذي: 2/300، ومسند أحمد: 1/185، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 116.

[103] تاريخ اليعقوبي: 2/111.

[104] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل: 5/396.

[105] عبس: 31.

[106] الارشاد للشيخ المفيد: 1 / 200. تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).

[107] الرياض النضرة في مناقب العشرة لأبي جعفر الطبري: 3/162.

[108] كنز العمال: 1/154 وذخائر العقبي: 82 وفيض القدير: 3/356 ومستدرك الحاكم: 1/457 والاستيعاب في هامش الاصابة: 3/39.

[109] الرياض النضرة للمحب الطبري: 3/189.

[110] مناقب الخوارزمي، موفق بن أحمد الحنفي: 98 تحقيق مالك المحمودي.

[111] كنز العمال: 3/100 وشرح الموطأ للزرقاني: 4/25.

[112] سورة الأحقاف: 15.

[113] الدر المنثور: 6/40.

[114] كنز العمال: 5/829 ح 14505، عن موطأ مالك وسنن البيهقي.

[115] كنز العمال: 5/469 ح 13642، عن المعجم الكبير للطبراني.

[116] الاستيعاب لابن عبدالبر: 3/41 والرياض النضرة: 2/149.

[117] ينابيع المودّة: 70.

[118] مناقب الخوارزمي: 55 وفرائد السمطين: 1/366.

[119] المستدرك: 3/41 وأسني المطالب للجزري: 14، والصواعق المحرقة لابن حجر: 76.

[120] كنز العمال: 5/156 و 401.

[121] الاستيعاب: 1/41، والرياض النضرة: 2/194.

[122] الرياض النضرة: 2/198، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 115.

[123] مفتاح السعادة: 1/400.

[124] جمهرة خطب العرب: 1/202.

[125] فتح الباري لابن حجر: 8/136.

[126] الاستيعاب: 3/40، والرياض

النضرة: 2/193، ومناقب الخوارزمي: 45، والصواعق: 76 وتاريخ الخلفاء: 115.

[127] الاستيعاب: 3/40، والفتوحات الاسلامية: 2/337.

[128] الاستيعاب لابن عبدالبر في هامش الاصابة: 3/39، وصفة الصفوة لابن الجوزي: 1/121 والاصابة: 2/509، والرياض النضرة: 2/194، والصواعق لابن حجر: 76 وفيض القدير للمناوي: 4/357.

[129] الرياض النظرة: 2/194 ومطالب السؤول: 30.

[130] الرياض النضرة: 3/162.

[131] راجع كشف الغمة: 1/163.

[132] تفسير الثعالبي (مخطوط): 254.

[133] سورة الشوري: 23.

[134] الدر المنثور: 6/7، وتفسير الطبري: 25/14 و 15، ومستدرك الحاكم: 2/444، ومسند أحمد: 1/199، وينابيع المودة: 15، والصواعق المحرقة: 11 و 12، وذخائر العقبي: 25.

[135] الصافات: 24.

[136] الصواعق المحرقة: 79،وشواهد التنزيل: 2/106، وكفاية الطالب: 247.

[137] سورة محمد: 30.

[138] الدر المنثور: 6/66، وروح المعاني: 26/71، وفتح الغدير: 5/39، واُسد الغابة: 4/29.

[139] سورة محمد: 32.

[140] تفسير البرهان: 4/189.

[141] سورة الزمر: 32.

[142] رواه ابن مردويه في كتاب المناقب، كما في كشف الغمة: 93، وتفسير البرهان: 4/76.

[143] الأحزاب: 58.

[144] تفسيرالقرطبي: 4/24، وأسباب النزول: 207 وشواهدالتنزيل: 2/93 وتفسير الخازن: 3/511.

[145] سورة الزخرف: 41.

[146] الدر المنثور: 6/18، وينابيع المودّة: 98، وشواهد التنزيل: 2/151، ومناقب ابن المغازلي: 274.

[147] سورة النمل: 89 _ 90.

[148] خصائص الوحي المبين لابن بطريق الحلي: 217.

[149] مسند أحمد: 3/483، وذخائر العقبي: 65، والصواعق المحرقة: 73.

[150] ميزان الاعتدال: 3/151، ولسان الميزان: 3/90 و 4/251، وارجح المطالب: 119. وينابيع المودة: 251.

[151] مسند أحمد: 1/84 و 95 و 128، وصحيح مسلم: 1 / 41، والتاج الجامع للاصول: 3/335 وصحيح الترمذي: 2/301، وسنن النسائي: 2/271، وخصائصه: 27، وذخائر العقبي: 43، وتاريخ الخلفاء: 170، والصواعق المحرقة: 74.

[152] ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: 2/225 / 730.

[153] ينابيع المودّة: 128، وبلفظ آخر لابن الأثير في اُسد الغابة: 5 /287، وتاريخ بغداد:

13/186، ومجمع الزوائد: 6/236، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة: 2/397.

[154] الأنعام: 159.

[155] خصائص الوحي المبين لابن بطريق: 214، وفي تاريخ دمشق: 18/4.

[156] النحل: 43.

[157] تفسير ابن جرير الطبري: 17/5.

[158] مسند الإمام أحمد بن حنبل: 3/83، وبنفس المعني في حلية الأولياء لأبي نعيم: ؤ1/67، واُسد الغابة لابن الأثير: 3/283.

[159] صحيح البخاري في كتاب الصلاة وصحيح مسلم في كتاب الفتن وسنن الترمذي: 5/628، باب 35 مناقب عمار بن ياسر، ح 3800، ومستدرك الصحيحين: 2/148 ومسند أحمد: 3/516، ح 11451 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 13/186.

[160] صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق وخصائص النسائي: 137، وميزان الاعتدال للذهبي: 2/263.

[161] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/321، والحاكم في مستدرك الصحيحين: 3/124 وصحيح الترمذي: 2/298.

[162] مسند أحمد: 4/164 و 165 بخسمة طرق، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 19 و20 بطريقين، وصحيح البخاري: 3 /229، والصواعق المحرقة: 74، وسنن البيهقي: 8 / 5.

[163] كشف اليقين: 80، ونحوه في نهج الحق: 244 باختصار.

[164] لاحظ كشف اليقين: 79، وإرشاد القلوب: 2/34، ونهج الحق: 243، والمناقب لابن شهر آشوب: 2/270 في إخباره بالبلايا والمنايا. وراجع شرح ابن أبي الحديد: 2/287.

[165] راجع كشف الغمة: 1/282 وكشف اليقين: 80 وارشاد المفيد: 175.

[166] بحار الأنوار: 33/348.

[167] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/271، وكشف الغمة باب المناقب: 1/375، اللفظ من ابن أبي الحديد وما بين المعقوفتين من كشف الغمة.

[168] أعشي باهلة، اسمه عامر بن الحارث.

[169] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/289.

[170] الكهف: 9.

[171] التفسير الكبير للفخر الرازي: 21 _ 22 / 88.

[172] الرياض النضرة: 3 / 202.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.