تزويج أم كلثوم من عمر

اشارة

سرشناسه : حسيني ميلاني، علي، - 1326

عنوان و نام پديدآور : تزويج ام كلثوم من عمر/ علي الحسيني الميلاني

مشخصات نشر : قم: مركز الابحاث العقائديه، 1421ق. = 1379.

مشخصات ظاهري : ص 35

فروست : (سلسله الندوات العقائديه 29)

شابك : 964-319-267-7 ؛ 964-319-267-7

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : عربي

يادداشت : كتابنامه به صورت زيرنويس

موضوع : ام كلثوم بنت علي(س)، - 54؟ق. -- سرگذشتنامه

رده بندي كنگره : BP52/2/الف 8ح 5

رده بندي ديويي : 297/979

شماره كتابشناسي ملي : م 79-16632

مقدمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم لا يخفي أننا لا زلنا بحاجة إلي تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والإفهام المناسب لعقائدنا الحقة ومفاهيمنا الرفيعة، مما يستدعي الالتزام الجاد بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الأمة وقيمها الحقة، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطور التقني الحديث. وانطلاقا من ذلك، فقد بادر مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني - مد ظله - إلي اتخاذ منهج ينتظم علي عدة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي علي أوسع نطاق ممكن. ومن هذه المحاور: عقد الندوات العقائدية المختصة، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكريها المرموقين، التي تقوم نوعا علي الموضوعات الهامة، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد [ صفحه 6] والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها، ثم يخضع ذلك الموضوع - بطبيعة الحال - للحوار المفتوح والمناقشات الحرة لغرض الحصول علي أفضل النتائج. ولأجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلي شبكة الإنترنت العالمية صوتا وكتابة. كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها علي المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتي أرجاء العالم. وأخيرا، فإن الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها علي شكل كراريس تحت عنوان سلسلة الندوات العقائدية بعد إجراء

مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنية اللازمة عليها. وهذا الكراس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحد من السلسلة المشار إليها. سائلينه سبحانه وتعالي أن يناله بأحسن قبوله. مركز الأبحاث العقائدية فارس الحسون [ صفحه 7]

تمهيد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين. بحثنا في هذه الليلة حول مسألة تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب، وهذه المسألة أيضا قضية تاريخية، ولكنها ليست قضية تاريخية محضة، بل إن لها مداليلها، ولها آثارها في العقائد، لأن القضايا يجب أن تنظر وتلحظ بدقة، ويستفاد منها أمور أخري ما وراء هذه القضايا. لقد ثبت عند الفريقين أن عمر بن الخطاب في سبيل خلافة أبي بكر اعتدي علي الزهراء (عليها السلام) وعلي بيتها، هذا موجود في المصادر عند الفريقين. ثم إنه خطب بنت أمير المؤمنين أم كلثوم، هذه الخطبة لماذا كانت؟ وما الغرض منها؟ [ صفحه 8] وهل تحقق هذا التزويج والتزوج أو لم يتحقق؟ إن لم يتحقق، فلماذا رده علي (عليه السلام)، ولم يزوجه ابنته؟ وإن كان قد تحقق هذا التزويج، فهل تحقق عن طوع ورغبة أو تحقق في ظروف خاصة وملابسات معينة؟ إن كان عن طوع ورغبة وميل ورضا من أهل البيت، فأين صارت تلك القضايا والاعتداءات علي البيت؟ وإن لم يكن هناك طوع ورغبة فإذن كيف كان هذا التزويج؟ فالقضية تاريخية، لكنها عندما تحلل تنتهي هذه القضية التاريخية إلي قضايا أخري، و يستكشف منها أمور أخري. ولذا نري أن علماء الفريقين يهتمون بهذه القضية، ولو كانت قضية تاريخية محضة، فأي تأثير لهذا التزويج أو عدم وقوع هذا التزويج، إن كان الخبر

صادقا أو لم يكن، إن كان الأمر واقعا أو لم يكن، فلماذا تؤلف هذه الكتب؟ ولماذا هذه المقالات، وهذه البحوث؟ وهذه الأسئلة والأجوبة منذ قبل زمان الشيخ المفيد وإلي يومنا هذا؟ ولماذا اشتهار هذا الخبر في كتب أهل السنة، من حديث وتاريخ وكتب تراجم الصحابة، وإلي غير ذلك؟ إذن، ليست القضية قضية تاريخية محضة ينظر إليها كخبر يحتمل الصدق والكذب، ولا يهمنا ما إذا كان صادقا أو كان كاذبا. [ صفحه 9]

البحث حول سند الخبر

رواة الخبر

هذه القضية موجودة في كتب أصحابنا وفي كتب السنة، من أشهر رواة الخبر من أهل السنة:1 - ابن سعد، في الطبقات [1] . 2 - أبوبشر الدولابي، في كتاب الذرية الطاهرة [2] . 3 - الحاكم النيسابوري، في المستدرك [3] . 4 - البيهقي، في السنن الكبري [4] . 5 - الخطيب البغدادي، في تاريخ بغداد. [ صفحه 10] 6 - ابن عبد البر، في الإستيعاب [5] . 7 - ابن الأثير، في أسد الغابة [6] . 8 - ابن حجر العسقلاني، في الإصابة [7] . فتلاحظون وجود الخبر في كتب الحديث، وفي كتب تراجم الصحابة، وفي كتب أخري. فلابد من البحث عن هذا الخبر بحثا علميا تحقيقيا، لا يكون فيه أي إفراط أو تفريط بأي نقطة أساسية موجودة في هذه الأخبار. قبل كل شئ، نلاحظ: أولا: هذا الخبر غير موجود في الصحيحين، وكم من خبر كذبوه لعدم كونه في الصحيحين. ثانيا: هذا الخبر غير موجود في شئ من الصحاح الستة، فقد اتفق أربابها علي عدم رواية هذا الخبر. ثالثا: هذا الخبر ليس في شئ من المسانيد والمعاجم الحديثية المعتبرة المشهورة، كمسند أبي يعلي ومسند أحمد [ صفحه 11] ومسند البزار، وكذا

معاجم الطبراني، وغير هذه الكتب، هذا الخبر غير موجود فيها. رابعا: إن كثيرا من أسانيد هذا الخبر تنتهي إلي أهل البيت أنفسهم، وهذا مما يجلب الانتباه، ولابد من التأمل في هذه الجهة. وأنا أذكر أولا روايات القوم عن أهل البيت، ثم أذكر رواياتهم عن غير أهل البيت.

رواية القوم هذا الخبر عن أهل البيت

أما رواية القوم عن أهل البيت: عن الصادق (عليه السلام)، رواه الحاكم النيسابوري، عن الصادق، عن أبيه، عن جده: وإن عمر خطب أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب وتزوج بها. يقول الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. أي البخاري ومسلم. لكن الذهبي يتعقب هذا الخبر فيقول: هذا منقطع. والبيهقي يقول: هذا مرسل. حينئذ لا يتم سنده. رواه البيهقي عن أبي عبدالله الحاكم صاحب المستدرك - وهو [ صفحه 12] شيخه - بسنده عن الصادق (عليه السلام)، وفي السند أحمد بن عبد الجبار، وهذا الرجل قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وأمسكت عن الرواية عنه، لكثرة كلام الناس فيه، قال مطين: كان يكذب، قال أبو أحمد الحاكم: ليس بقوي عندهم، تركه ابن عقدة، قال ابن عدي: رأيتأهل العراق مجمعين علي ضعفه [8] . الراوي الآخر في هذا السند عند البيهقي يونس بن بكير، عن أبي داود: ليس هو عندي بحجة، قال النسائي: ليس هو بقوي، وقال مرة: ضعيف، الجوزجاني يقول: ينبغي أن يتثبت في أمره، قال الساجي: كان ابن المديني لا يحدث عنه، قال أحمد: ما كان أزهد الناس وأنفرهم عنه، قال ابن أبي شيبة: كان فيه لين. قال الساجي: كان يتبع السلطان وكان مرجئا [9] . عن الإمام الباقر (عليه السلام)، رواه ابن عبد البر في الإستيعاب وابن حجر في الإصابة. لكن في سنده: عمرو

بن دينار، لاحظوا، الميموني يقول عن أحمد: ضعيف منكر الحديث، عن ابن معين: لا شئ ذاهب الحديث، ابن عدي يقول: ضعيف الحديث، أبو حاتم يقول: ضعيف [ صفحه 13] وعامة حديثه منكر، أبو زرعة يقول: واهي الحديث، البخاري: فيه نظر، أبو داود يقول: ليس بشئ، الترمذي يقول: ليس بالقوي، النسائي يقول: ليس بثقة، النسائي أيضا: ضعيف، الدارقطني: ضعيف، الجوزجاني: ضعيف، ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا علي جهة التعجب كان يتفرد بالموضوعات عن الأثبات، البخاري في الأوسط: لا يتابع علي حديثه، ابن عمار الموصلي: ضعيف،الساجي: ضعيف [10] . ويروون هذا الخبر عن الحسن بن الحسن المجتبي، يرويه عنه البيهقي بسنده في السنن الكبري. لكن في السند:سفيان بن عيينة، و فيه كلام [11] . ووكيع بن جراح، وفيه كلام لأسباب منها شرب المسكر و الفتوي بالباطل وغير ذلك [12] . وابن جريج، و فيه كلام كثير [13] . [ صفحه 14] وابن أبي مليكه، كان من الخوارج، و كان مؤذنا لابن الزبير بمكة و قاضيا له. هذا بتهذيب التهذيب [14] . فهذه رواياتهم عن أهل البيت، عن الصادق (عليه السلام)، وعن الباقر (عليه السلام)، وعن الحسن بن الحسن المجتبي (عليه السلام).

رواية القوم هذا الخبر عن غير أهل البيت

وأما عن غير أهل البيت، ننظر في أسانيد ما رووا عن غير أهل البيت: في إخبار ابن سعد في الطبقات، وعنه ابن حجر في الإصابة، فيه وكيع بن الجراح، وقد ذكرناه. و فيه أيضا هشام بن سعد قال أحمد: لم يكن بالحافظ، وكان يحيي القطان لا يحدث عنه، وقال ابن معين: ليس بذاك القوي، قال النسائي: ضعيف، قال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، الدوري عن ابن معين: ضعيف، أبو حاتم: لا يحتج

به، ذكره ابن عبدالبر فيمن ينسب إلي الضعف و يكتب حديثه، ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء، قال ابن سعد: كان يستضعف وكان متشيعا [15] . [ صفحه 15] في خبر رواه ابن عبدالبر وابن حجر عن أسلم مولي عمر، في سنده: عبدالله بن وهب، تكلم فيه ابن معين، قال ابن سعد: كان يدلس، قال أحمد في حديث ابن وهب عن ابن جريج شئ، وقال أبوعوانة: صدق لأنه يأتي بأشياء لا يأتي بها غيره، ذكره ابن عديفي الكامل في الضعفاء [16] . في رواية الخطيب في تاريخ بغداد عن عقبة بن عامر الجهني، في هذا السند: موسي بن علي اللخمي، هذا الرجل كان والي مصر من سنة 155 حتي سنة 161، قال ابن معين: ليس بالقوي، وكذا قال ابن عبدالبر فيما انفرد به، هذا الراوي الأول. والراوي الثاني أبوه علي بن رباح اللخمي، فهو أولا: وفد علي معاوية وكان من أصحابه، وثانيا: قال: لا أجعل في حل من سماني علي فإن اسمي علي، كان من المقربين عند عمر بن عبدالعزيز ثمعتب عليه، فأغزاه إفريقيا، فلم يزل بها إلي أن مات [17] . و الراوي الأخير عقبة بن عامر الجهني، أولا: هذا من ولاة معاوية، وهذا الشخص قاتل عمار بن ياسر في صفين، وهذا الشخص هو الذي ضرب عمار بأمر عثمان بن عفان - باشر ضرب [ صفحه 16] عمار - لاحظوا كتاب الأنساب في لقب الجهني، تهذيب التهذيب [18] ، حسن المحاضرة [19] ، طبقات ابن سعد [20] . رواية ابن سعد في الطبقات، عن عطاء الخراساني، وقد أورد البخاري عطاء الخراساني في الضعفاء، وذكره ابن حبان في المجروحين [21] ، والعقيلي في الضعفاء الكبير

[22] ، والذهبي أورده في الميزان، وأيضا أورده في كتاب المغني في الضعفاء، قال السمعاني: بطل الاحتجاج به. و روي ابن سعد وغيره هذا الخبر عن الواقدي محمد بن عمر الواقدي، و الواقدي قال أحمد عنه: كذاب، البخاري: متروك. أبوحاتم: متروك، النسائي: يضع الحديث، ابن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث، ابن معين: ليس بثقة، الدار قطني: فيه ضعف، السمعاني: تكلموا فيه، ابن خلكان: ضعفوه في الحديث و تكلموا فيه، اليافعي: أئمة الحديث ضعفوه، و الذهبي: مجمع علي تركه [23] . [ صفحه 17] في رواية يروونها في كتاب الإصابة و في الإستيعاب بسندهم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولي عمر بن الخطاب. في هذا السند: عبدالرحمن بن زيد، قال أحمد: ضعيف، ابن معين: ليس بشئ، البخاري وأبوحاتم: ضعفه علي بن المديني جدا، أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف، النسائي: ضعيف، أبوزرعة: ضعيف، ابن سعد: ضعيف جدا، ابن خزيمة: ليس ممن يحتج أهل العلم بحديثه، الساجي: منكر الحديث، الطحاوي: حديثه في النهاية من الضعف عند أهل العلم، أبونعيم: روي عن أبيه أحاديث موضوعة وهذا الحديث عن أبيه ابن الجوزي أجمعوا علي ضعفه. لاحظوا هذه الكلمات في تهذيب التهذيب [24] وقد حققت أسانيد هذا الخبر في جميع هذه الكتب التي ذكرتها، ولم أجد حديثا سالما عن طعن كبير، لربما تكون في بعض 20) الأخبار طعون طفيفة أو تجريحات في بعض الرجال يمكن الإغماض عنها، لكن أسانيد هذا الخبر في جميع هذه الكتب التي ذكرتها كلها ساقطة، وقد ذكرت لكم القسم الأوفر من الأسانيد. [ صفحه 19]

البحث حول متن الخبر

حينئذ ننظر في متون الخبر، ولم أقرأ لكم بعد شيئا من المتون، وهنا نقاط: النقطة

الأولي: يظهر من الأخبار أن الناس تعجبوا من خطبة عمر بنت علي، وإلحاح عمر الشديد علي أن يتزوج ابنة علي، وتعجبهم واضح وسيتضح أكثر، حتي صعد عمر المنبر وقال: أيها الناس والله ما حملني علي الإلحاح علي علي بن أبي طالب ابنته، إلا أني سمعت رسول الله يقول: كل سبب ونسب منقطع فأردت أن يكون لي منه نسب وصهر. في رواية الخطيب البغدادي: أكثر تردده إليه - أي إلي علي - وفي بعض الألفاظ: عاوده. [ صفحه 20] في رواية طبقات ابن سعد، و رواية الدولابي في الذرية الطاهرة: إنه هدد عليا. و الخطبة لا تحتاج إلي تهديد، إما تكون وإما أن لا تكون، ولا تحتاج إلي تهديد!! وفي رواية في مجمع الزوائد: لما بلغه - بلغ عمر - منع عقيل عن ذلك قال: ويح عقيل، سفيه أحمق [25] . وفي رواية الذرية الطاهرة، وفي مجمع الزوائد: التهديد بالدرة، هذه درة عمر المعروفة. لكن أبونعيم، لما ينقل الخبر في حلية الأولياء، يسقط من الخبر - بنفس السند - التهديد ومنع عقيل من هذا التزويج. راجعوا حلية الأولياء [26] وقارنوا بينه وبين رواية أبي بشر الدولابي في كتابه الذرية الطاهرة. النقطة الثانية: عندما خطب عمر ابنة علي، اعتذر علي بأشياء: أولا: إنها صغيرة أو إنها صبية. [ صفحه 21] لاحظوا طبقات ابن سعد والبيهقي. العذر الآخر: إني لأرصدها لابن أخي، أو إني حبست بناتي علي أولاد جعفر. هذا في الطبقات و في المستدرك. العذر الثالث: إن لي أميرين معي - يعني الحسن والحسين -، أميرين أي مشاورين (فماذا تأمرون) أي تشيرون. الأمر الآخر شاور عقيلا والعباس أيضا، هذه المشورات فالاعتذارات هذه لماذا؟ و التهديدات من عمر

لماذا؟ النقطة الثالثة: ذكر الواقدي كما في كتاب الطبقات وغيره: إن عليا أعطاها - أي البنت - بردة أو حلة، و قال لها: انطلقي بهذا إلي عمر، و كان قصده أن ينظر إليها، فلما رجعت البنت قالت لأبيها: ما نشر البردة ولا نظر إلا إلي. هكذا يصورون، أن عليا أراد أن ينظر إليها عمر بن الخطاب، فبهذا العنوان أرسلها إليه، وهذا ما استقبحه بعض علمائهم، ولذا لم يتعرض لنقله كثير منهم، إن عليا يرسل بنته وهي صبية صغيرة إلي عمر بهذا العنوان!! بعنوان أن ينظر إلي البردة - القطعة من القماش - [ صفحه 22] لكن في الأصل و في الواقع، يريد علي أن ينظر الرجل إلي ابنته أمام الناس! لاحظوا بقية الأقوال. النقطة الرابعة: في رواية الطبقات: أمر علي بأم كلثوم فصنعت، وفي رواية الخطيب عن عقبة بن عامر: فزينت، زينت البنت، فأعطاها القماش، بأن تحمل القماش إلي المسجد فينظر عمر إليها ليري هل تعجبه البنت أو لا؟ وفي رواية ابن عبدالبر وغيره عن الباقر (عليه السلام)! كشف عن ساقها، فلما أخذت القماش إلي المسجد أمام الناس، فبدل أن ينظر الرجل إلي القماش نظر إليها، و كشف عن ساقها. فجاء بعضهم، وهذب هذه العبارة: كشف عن ساقها، بنت علي في المسجد وعمر يفعل هذا! قال ابن الأثير: وضع يده عليها، و قال الدولابي: أخذ بذراعها، و في رواية أخري: ضمها إليه. أما الحاكم والبيهقي فلم يرويا شيئا من هذه الأشياء. وهنا يقول السبط ابن الجوزي: قلت: هذا قبيح والله، لو كانت أمة لما فعل بها هذا، ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية، فكيف ينسب عمر إلي هذا. [ صفحه 23] وهل كان لمسا

فقط كما يروون؟! النقطة الخامسة: قال عمر للناس في المسجد بعد أن وقع هذا التزويج، قال وهو فرح مستبشر: رفئوني رفئوني - أي قولوا لي بالرفاء والبنين. هذا في الطبقات وفي الإستيعاب وفي الإصابة وغيرها من الكتب. ثم إن هذا أي قول الناس للمتزوج بالرفاء والبنين، هذا من رسوم الجاهلية، وقد منع عنه رسول الله، والحديث في مسند أحمد [27] ، وهو أيضا في رواياتنا، لاحظوا كتاب وسائل الشيعة [28] . ولذا نري أن بعضهم يحور هذه الكلمة أو ينقلها بالمعني، لاحظوا الحاكم يقول: قال لهم ألا تهنئوني، وفي البيهقي: فدعوا له بالبركة. النقطة السادسة: علي فرض وقوع التزويج، فهل له منها ولد أو أولاد؟ [ صفحه 24] في بعض الروايات: ولدت له زيدا، أي ذكرا اسمه زيد. وفي رواية الطبقات: زيد ورقية. وفي رواية النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات: زيد و فاطمة. و في رواية ابن قتيبة في المعارف: ولدت له ولدا قد ذكرناهم إذن، أصبحوا أكثر من اثنين. النقطة السابعة: في موت هذه العلوية الجليلة مع ولدها في يوم واحد، هكذا يروون، إنها ماتت مع ولدها في يوم واحد، و شيعا معا، وصلي عليهما معا. ابن سعد يقول عن الشعبي: صلي عليهما عبدالله بن عمر، و يروي عن غير الشعبي: صلي عليهما سعيد بن العاص. و في تاريخ الخميس للديار بكري: صلي عليهما سعد بن أبي وقاص. وهي قضية واحدة. قالوا: ماتت في زمن معاوية، و كان الحسن والحسين قد اقتديا بالإمام الذي صلي عليهما، أي صليا خلفه. [ صفحه 25] لكن المروي حضور أم كلثوم في واقعة الطف وأنها خطبت، و خطبتها موجودة في كتاب بلاغات النساء لابن طيفور وغيره. ولذا

نري أنهم عندما ينقلون هذا الخبر في الكتب المعتبرة - كصحيح النسائي مثلا، أو صحيح أبي داود مثلا - يقول أبو داود: إن الجنازة كانت جنازة أم كلثوم و ولدها شيعا معا. لكن أي أم كلثوم؟ غير معلوم، وابنها من؟ غير معلوم، لا يذكر شيئا. وإذا راجعتم النسائي فبنفس السند ينقل عن الراوي: حضرت جنازة صبي و امرأة فقدم الصبي مما يلي الإمام إلي آخره. فمن المرأة؟ غير معلوم، ومن الصبي؟ غير معلوم، وهل بينهما نسبة؟ غير معلوم. النقطة الثامنة: إنهم يذكرون تزوجها بعد عمر بن الخطاب بأبناء عمها جعفر ابن أبي طالب، ولم أتعرض لما ذكروا في تزوجها بعد عمر، لكثرة الاضطرابات الموجودة فيما ذكروا، ولأنه إلي حد ما خارج عن البحث وبما ذكرنا ظهر أن جميع أسانيد الخبر ساقطة، متون الخبر [ صفحه 26] متعارضة متكاذبة، لا يمكن الجمع بينها بنحو من الأنحاء، وأما: أرسلها علي إلي عمر في المسجد، أخذ عمر بساقها، ضمها إلي نفسه، وأمثال ذلك، فكل هذه الأمور لا يمكن أن يصدق بها عاقل هذا فيما يتعلق بروايات السنة باختصار. [ صفحه 27]

روايات الشيعة حول هذا الموضوع

وأما رواياتنا حول هذا الموضوع، روايات أصحابنا حول هذا الموضوع تنقسم إلي ثلاثة أقسام: القسم الأول: يشتمل علي ما لا نصدق به، أو لا يصدق به كثير من الناس، و ذلك أن المرأة التي تزوج بها عمر كانت من الجن، أي: و لما خطب عمر أم كلثوم، الله سبحانه وتعالي أرسل جنية و سلمت إلي عمر، و كذا، هذه الأشياء لا يصدق بها كثير من الناس علي الأقل، إذن لا نتعرض لهذه الأخبار. القسم الثاني: ما روي في هذا الباب من طرقنا، إلا أنه ضعيف سندا

ولا نعتبره. القسم الثالث: ما هو صحيح سندا، وأنقل لكم ما عثرت عليه وهو صحيح [ صفحه 28] سندا، فقط من كتب أصحابنا. الرواية الأولي: عن أبي عبدالله (عليه السلام): لما خطب عمر قال له أميرالمؤمنين: إنها صبية، قال: فلقي العباس فقال له: ما لي؟ أبي بأس؟ قال: ما ذاك؟ قال: خطبت إلي ابن أخيك فردني، أما والله لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه، فأتاه العباس فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه فجعله إليه، فزوجها العباس. زوجها العباس بعد هذه المقدمات، أما في كتب القوم، فالتهديد كان موجودا، الإلحاح و المعاودة والتردد علي علي، كل هذا كان موجودا، إلا أن هذه القطعة نجدها في روايتنا عن الصادق (عليه السلام).هذه الرواية في كتاب الكافي، كتاب النكاح [29] . رواية أخري: عن سليمان بن خالد، سألت أباعبدالله (عليه السلام) عن امرأة توفي [ صفحه 29] زوجها أين تعتد؟ مسألة شرعية، المرأة زوجها يتوفي، يموت، فزوجته أين تعتد عدة الوفاة، في بيت زوجها تعتد، أو حيث شاءت؟ قال (عليه السلام): بلي حيث شاءت، ثم قال: إن عليا (عليه السلام) لما مات عمر أتي أم كلثوم فأخذ بيدها، فانطلق بها إلي بيته. لما مات عمر جاء علي إلي باب داره، وأخذ بيد ابنته وانطلق بها إلي بيته.هذا في كتاب الطلاق من الكافي [30] . رواية أخري: وهي الصحيحة الثالثة، عن أبي عبدالله (عليه السلام): في تزويج أم كلثوم فقال: إن ذلك فرج غصب منا، إن ذلك فرج غصبناه.هذا أيضا في كتاب النكاح [31] . وتلخص: إنه كان هناك تهديد من الرجل، بأي شكل من الأشكال، في روايتنا التهديد بالسرقة، في

رواياتهم ما كان تهديد بالسرقة لكن التهديد كان موجودا، وأعطيتكم المصادر فراجعوا. [ صفحه 30] إذن التهديد كان، وأميرالمؤمنين فوض الأمر إلي العباس، و لم يوافق أولا، إعتذر بأنها صغيرة، إعتذر بأنها صبية، إعتذر بأشياء أخري، ولم يفد اعتذاره، وإلي أن هدد، وفوض علي (عليه السلام) الأمر إلي العباس، فزوجها العباس، و ذلك فرج غصب منا، إلا أن الرواية تقول بأنه لما مات جاء علي و أخذ بيدها و انطلق بها إلي بيته، يظهر أنها قد انتقلت إلي دار عمر، لكنها بعد وفاته أخذ علي بيدها، أي شئ يستفاد منه، أخذ بيدها و انطلق بها إلي بيته، هذا ما تدل عليه رواياتنا المعتبرة، لا أكثر. أما أنه دخل بها، كان له منها ولد أو أولاد، لا يوجد عندنا في الأدلة المعتبرة. وأيضا: اشتركت رواياتنا ورواياتهم في التهديد، و في اعتذار علي، و في أن عليا أوكل الأمر إلي العباس، وأن عليا كان مكرها في هذا الأمر، وإذا كان علي (عليه السلام) يهدد و يسكت في مثل هذه القضية، فلا حظوا كيف كان التهديد فيما يتعلق بأمر الخلافة حتي سكت علي؟! أما أنها زينت، أرسلت إلي عمر، أرسلت إلي كذا وكذا، هذا غير موجود في رواياتنا أبدا، ومعاذ الله أن يتفوه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمثل هذه الأمور بالنسبة إلي ابنة أمير المؤمنين سلام الله عليه. [ صفحه 31]

خلاصة البحث

و تلخص: أني لو سئلت عن هذه القضية أقول: إن هذه القضية تتلخص في خطوط: خطب عمر أم كلثوم من علي، هدده واعتذر علي، هدده مرة أخري، وجعل يعاود و يكرر، إلي أن أوكل علي الأمر إلي العباس، و كان فرج غصب من أهل البيت،

فالعقد وقع، و البنت انتقلت إلي دار عمر، و بعد موته أخذها علي، أخذ بيدها وأخذها إلي داره. ليس في هذه الروايات أكثر من هذا، و هذا هو القدر المشترك بين رواياتنا و روايات غيرنا. أما مسألة الدخول، مسألة الولد و الأولاد، وغير ذلك، فهذا كله لا دليل عليه أبدا. و قد التفت علماء الفريقين إلي هذا الاستنتاج، وأذكر لكم كلمة من عالم شيعي، و كلمة من عالم من أهل السنة. [ صفحه 32] يقول النوبختي في كتاب له في الإمامة، النوبختي من قدماء أصحابنا له كتاب في الإمامة يقول هناك: إن أم كلثوم كانت صغيرة، و مات عمر قبل أن يدخل بها. و هذا ما نقله المجلسي في كتاب البحار عن كتاب الإمامة للنوبختي [32] . و يقول الزرقاني المالكي المتوفي سنة 1122 يقول: و أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب مات عنها قبل بلوغها.هذا في شرح المواهب اللدنية [33] . فلاحظوا كم كذبوا وكم افتروا و كم وضعوا في هذا الخبر؟ وكم زادوا في القضية؟ وليست القضية إلا خطبة و تهديدا و اعتذارا من علي، ثم إلحاحا و تهديدا من عمر، ثم إيكال الأمر إلي العباس، و وقوع العقد، و انتقال البنت إلي دار عمر، ولا أكثر من هذا. ولو أردت أن أذكر لكم نصوص ما جاء في كتبهم، و خاصة في كتاب الذرية الطاهرة، و في كتاب الإصابة، و الاستيعاب، و أسد الغابة، لو ذكرت لكم كل نصوص رواياتهم في هذه المسألة لطال بنا المجلس و انتهي إلي ليلة أخري أيضا، لكني لم أقرأ كل النصوص، [ صفحه 33] وإنما ذكرت لكم النقاط المهمة في تلك المتون بعد النظر في أسانيد تلك

الأخبار. وهنا فائدة، هذه الفائدة توضح لنا جانبا من الأمر كما أشرت من قبل: كان عمر يقصد من هذا أن يغطي علي القضايا السابقة، وهذا ما دعاه إلي الخطبة وإلي التهديد وإلي الإرعاب و إلي وإلي، و حتي وفق علي أثر التهديدات، و حتي أنه في بعض كلماته كما في روايات أهل السنة يصرح: والله إني لا أريد الباه، وإنما أريد أن يكون لي نسب بفاطمة. هذا موجود في مصادرهم. كل ذلك إسكاتا للناس، تغطية للقضية، ولئلا تنقل القضايا الأخري، ولهذا المعني الذي نستنتجه من هذا الخبر شاهد تاريخي أقرؤه لكم: يقول الشافعي محمد بن إدريس - الإمام الشافعي المعروف - يقول: لما تزوج الحجاج بن يوسف - هذا الثقفي - ابنة عبدالله بن جعفر، قال خالد بن يزيد بن معاوية لعبد الملك بن مروان قال: أتركت الحجاج يتزوج ابنة عبدالله بن جعفر؟ قال: نعم، وما بأس في ذلك؟ قال: أشد البأس والله، قال: وكيف؟ قال: والله يا أمير [ صفحه 34] المؤمنين، لقد ذهب ما في صدري علي الزبير منذ تزوجت رملة بنت الزبير، قال: فكأنه كان نائما فأيقظته، قال: فكتب إليه يعزم عليه في طلاقها، فطلقها [34] . فماذا تستفيدون من هذا الخبر؟ إن هكذا مصاهرات لها تأثيراتها، فالبنت مثلا تمرض في بيت زوجها، ولابد وأن يأتي أبوها، لابد وأن يمر عليها إخوتها، ولابد وأن يكون هناك ارتباطات واتصالات، المصاهرات دائما لها هذه التأثيرات الاجتماعية، وهم ملتفتون إلي هذا. يقول: لما تزوجت ابنة الزبير ذهب ما في صدري علي الزبير، ولو تزوج الحجاج ابنة عبدالله بن جعفر ذهب ما بقلب الحجاج من البغض بالنسبة إلي بني هاشم وآل أبي طالب. فلابد وأن يكتب

عبدالملك بن مروان إلي الحجاج بسرعة ليطلقها، و أن ينقطع هذا الارتباط والاتصال، ولا ينفتح باب للمراودة بين العشيرتين. وهذا ما كان يقصده عمر بن الخطاب من خطبته بنت أمير المؤمنين، بعد أن فعل ما فعل، وعلي امتنع من أن يزوجه، إلي أن [ صفحه 35] هدده واضطر الإمام إلي السكوت، وإيكال الأمر إلي العباس، وحصل الأمر بهذا المقدار، وهو وقوع العقد فقط، و لم يكن أكثر من ذلك، و لذلك بمجرد أن مات عمر جاء علي (عليه السلام) وأخذ بيدها و أرجعها إلي بيته. فلا يستفيدن أحد من هذه القضية شيئا من أجل أن يغطي علي ما كان، و أن يجعل هذه القضية وسيلة للتشكيك أو لتضعيف ما كان، وإنما هذه القضية كانت بهذا المقدار، وعلي أثر التهديد واضطرار أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ومن هنا نفهم كيف اضطر الإمام إلي السكوت عن أمر الخلافة و الولاية بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وذلك مما كان وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين.

پاورقي

[1] الطبقات الكبري 8 / 462.

[2] الذرية الطاهرة: 157 - 165.

[3] السنن الكبري 7 / 63 و 114.

[4] تاريخ بغداد 6 / 182.

[5] الإستيعاب 4 / 1954.

[6] أسد الغابة 5 / 614.

[7] الإصابة 4 / 492.

[8] تهذيب التهذيب 1 / 44.

[9] تهذيب التهذيب 11 / 382. [

[10] تهذيب التهذيب 8 / 27.

[11] تهذيب التهذيب 4 / 106.

[12] ميزان الاعتدال 4 / 336، تاريخ بغداد 13 / 472، تهذيب التهذيب 11 / 110.

[13] تهذيب التهذيب 6 / 359، ميزان الاعتدال 2 / 656، تقريب التهذيب 1 / 520.

[14] تهذيب التهذيب 5 / 268.

[15] ميزان الاعتدال 4 / 298، تهذيب التهذيب 11 /

37.

[16] ميزان الاعتدال 2 / 521، الكامل 4 / 124، تهذيب التهذيب 6 / 66.

[17] تهذيب التهذيب 7 / 280.

[18] تهذيب التهذيب 7 / 216.

[19] حسن المحاضرة 1 / 558.

[20] طبقات ابن سعد 3 / 259.

[21] المجروحين 2 / 130.

[22] الضعفاء الكبير: ترجمة رقم 1444.

[23] راجع: ميزان الاعتدال 3 / 662، المغني في الضعفاء 2 / 619، مرآة الجنان حوادث 207، تقريب التهذيب 2 / 194، طبقات السيوطي: 144، الأنساب: فيلقب الواقدي.

[24] تهذيب التهذيب 6 / 161.

[25] مجمع الزوائد 4 / 272.

[26] حلية الأولياء 2 / 34.

[27] مسند أحمد 3 / 451.

[28] وسائل الشيعة 14 / 183.

[29] الكافي 5 / 346.

[30] الكافي 6 / 115.

[31] الكافي 5 / 346.

[32] بحار الأنوار 42 / 91.

[33] شرح المواهب اللدنية 7 / 9.

[34] مختصر تاريخ دمشق 6 / 205.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.