اجوبه مسائل جارالله

اشارة

سرشناسه : شرف الدين، عبدالحسين، 1958 - 1873، شارح

عنوان و نام پديدآور : اجوبه مسائل جارالله/ عبدالحسين شرف الدين الموسوي؛ تحقيق عبدالزهراآ الياسري

مشخصات نشر : قم: المجمع العالمي لاهل البيت(ع): رابطه الثقافه و العلاقات الاسلاميه، 1416ق. = 1995م. = []1374.

مشخصات ظاهري : [130] ص

فروست : (المجمع العالمي لاهل البيت 31)

يادداشت : كتاب حاضر شرح "الو شيعه في نقد عقائد الشيعه" جارالله موسي است

يادداشت : كتابنامه به صورت زيرنويس

عنوان ديگر : الوشيعه في نقد عقائد الشيعه. شرح

موضوع : جارالله، موسي، 1949 - 1878. الوشيعه في نقد عقائد الشيعه -- نقد و تفسير

موضوع : شيعه -- دفاعيه ها و رديه ها

شناسه افزوده : جارالله، موسي، 1949 - 1878. الوشيعه في نقد عقائد الشيعه. شرح

شناسه افزوده : ياسري، عبدالزهرا، مصحح

شناسه افزوده : مجمع جهاني اهل بيت(ع)

شناسه افزوده : سازمان فرهنگ و ارتباطات اسلامي

رده بندي كنگره : BP212/5 /ج 2و50215 1374

رده بندي ديويي : 297/417

شماره كتابشناسي ملي : م 76-379

الخطبة

بسم الله الرحمن الرحيم وكفي بها جوابا عن مسائل موسي جارالله، ورداً علي كل مشاغب الحمد لله علي هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً صلي الله عليه وآله وسلّم عبده ورسوله جاء بالحق من عنده وصدّق المرسلين. وبعد فقد وردت عليّ مسائل موسي جارالله كما رُفعتْ إلي غيري من علماء الإمامية بواسطة جمعية الرابطة العلمية الأدبية النجفية أعزها الله تعالي مؤرخة في 21 ذي القعدة سنة 1353 ووردت عليّ من طريق آخر أيضاً. فما وقفت عليها حتي أوجست من مغازيها خيفة علي الوحدة الإسلامية أن تنفصم عروتها، وتتفرق جماعتها، إذ وجدتُ فيها من نبش الدفائن وإثارة الضغائن ما يشق عصا المسلمين ويمزقهم تمزيقاً، [

صفحه 5] والدور عصيب، والظروف حرجة، لا تسع النقض والإبرام ولا المشادَّة والمنافثة، فضلاً عن هذه المحاربة، التي ليس بعدها مصاحبة. وكان الواجب ترك هذه الغارات، ولا سيما بعد أن تركتنا فرائس الحشرات، فحتي مَ هذا الارجاف؟ وفيم هذا الاجحاف؟ أليس الله عز وجل وحده لا شريك له ربنا جميعاً؟ والاسلام ديننا؟ والقرآن الحكيم كتابنا؟ وسيد النبيين وخاتم المرسلين محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله وسلّم نبينا؟ وقوله وفعله وتقريره سنتنا؟ والكعبة مطافنا وقبلتنا؟ والصلوات الخمس، وصيام الشهر، والزكاة الواجبة، وحج البيت فرائضنا؟ والحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرماه، والحق ما حقّقاه، والباطل ما أبطلاه، وأولياء الله ورسوله أولياؤنا وأعداء الله ورسوله أعداؤنا، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور (ليجزي الذين أساؤوا بما علموا ويجزي الذين أحسنوا بالحسني) أليس الشيعيون والسنيون شرعاً في هذا كله سواءاً؟ (كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) [ صفحه 6] والنزاع بينهما في جميع المسائل الخلافية صغروي في الحقيقة ولا نزاع بينهما في الكبري عند أهل النظر أبداً، الا تراهما إذا تنازعا في وجوب شيء أو حرمته، أو في استحبابه أو في كراهته أو في اباحته، أو تنازعا في صحته وبطلانه، أو في جزئيته أو في شرطيته أو في مانعيته، أو في غير ذلك، كما لو تنازعا في عدالة شخص أو فسقه أو إيمانه أو نفاقه أو وجوب موالاته أو وجوب معاداته، فإنما يتنازعان في ثبوت ذلك بالأدلة الشرعية، وعدم ثبوته فيذهب كل منهما إلي ما تقتضيه الادلة الاسلامية، ولو علموا بأجمعهم ثبوت الشيء في دين الاسلام، أو

علموا جميعاً عدم ثبوته في الدين الاسلامي، أو شك الجميع في ذلك لم يتنازعوا ولم يختلف فيه منهم شخصان [1] وقد أخرج البخاري في صحيحه [2] عن كل من أبي سلمة [ صفحه 7] وأبي هريرة وعمرو بن العاص عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم قال: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر، اه_. ولذا قال العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي المعاصر في رسالته _ الجرح والتعديل _ بعد ذكر الشيعة واحتجاج مسلم بهم في صحيحه ما هذا لفظه: لأن مجتهدي كل فرقة من فرق الاسلام مأجورون أصابوا أم أخطأوا بنص الحديث النبوي ا ه_. وقال الشيخ رشيد رضا _ في ص44 من المجلد 17 من مناره _: إن من أعظم ما بليت به الفرق الاسلامية رمي بعضها بعضهم بالفسق والكفر مع أن قصد كل الوصول إلي الحق بما بذلوا جهدهم لتأييده واعتقاده والدعوة اليه، فالمجتهد وإن أخطأ معذور _ وقد اطال في اثبات ذلك حتي بلغ ص 50 _ وقال ابن حزم حيث تلكم فيمن يكفر ولا يكفر في ص247 من الجزء الثالث من كتابه _ الفِصَل في الملل والنحل _ ما هذا نصه: وذهبت طائفة إلي أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاده أو فُتياً وان كل من اجتهد [ صفحه 8] في شيء من ذلك فدان بما رأي أنه الحق فإنه مأجور علي كل حال ان أصاب فأجران وإن أخطأ فأجر واحد (قال): هذا قول ابن أبي ليلي وابي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود بن علي وهو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة

لا نعلم منهم خلافاً في ذلك أصلا إلي آخر كلامه. والذين صرّحوا بهذا ونحوه من أعلام الامة كثيرون فلاوجه إذن لهذا المشاغبات والله عز وجل يقول: (إنما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) ورسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم يقول: ذمة المسلمين واحدة يسعي بها ادناهم. وهم يد علي سواهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. كنت أري أن الاقتصار علي هذا المقدار في جواب مسائل موسي جارالله أولي من الاستقصاء في ردها، والامعان في مناقشته عليها، فإن هذا أقرب إلي السلام، وأبقي للوئام ولكنني رأيته يلح في تفصيل الجواب، حتي طرق في ذلك كل باب [3] فلم يبق بُدّ من إجابته، ولاسيما بعد أن كلفني [ صفحه 9] بها من لا تسعني مخالفتهم من الأجلاء وأفاضل العلماء، وقد رأيت أن أضرب صفحاً عن كلماته الجارحة، ولا اناقشه بشيء من مجازفاته الفاضحة، وما أولانا بالاعراض عن نحو قوله: إن جميع كتب الشيعة اجمعت علي امور لا تحتملها الامة واتفقت علي أشياء كثيرة لا ترتضيها الائمة، وقوله إنها جازفت في مسائل منكرة مستبعدة ما كان ينبغي وجودها في كتب الشيعة، إلي آخر ما جازف به من الأقاويل، التي لا يمكن أن يقوم عليها دليل، ونحن لا نأبه بما لا دليل عليه، وما أشد تهافته في الغرور إذ يقول: أما الامور التي أعُدّها منكرة لا تحتملها الامة، ولا ترتضيها الأئمة فهي مسائل عديدة، ثم استرسل في غروره فجاء بعشرين مسألة رغب في الجواب عنها فبلغ الغاية في ذلك، وأنا أذكرها في هذه العجالة مع ما لدي من الجواب عنها مسألة مسألة، ومن الله استمد الهداية إلي الصواب، واياه أرجو حسن

المآب، واليه ارغب أن يكون عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وان يهديني فيه الصراط المستقيم صراط [ صفحه 10] الذين انعم الله عليهم (غير المغضوب عليهم ولا الظالين).

كتب الشيعة تكفر عامة الصحابة كافة إلي آخر هذيانه في عدوانه

قال: كتُبٌُ الشيعة تكفِر عامة الصحابة كافة إلي آخر هذيانه في عدوانه. فأقول: نعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ومن كل معتد أثيم، ونبرأ اليه تعالي من تكفير المؤمنين؛ والسلف الصالح من المسلمين. لعل رأي في كتب الشيعة سنناً لم يفقهها، وحديثاً متشابهاً لم يعرف مرماه؛ فاضطره الجهل إلي هذا الارجاف وما أظن الذي رآه في جميع كتب الشيعة من تلك السنن إلا دون ما هو في صحيح البخاري وحده منها، فلِمَ يصم أهلُ السنة كتب الشيعة بهذا دون الصحاح الستة وغيرها؟ ولِمَ لم يتعذروا عن كتبنا بما اعتذروا به عن كتبهم؟ فإن الاشكال واحد، والجواب هو الجواب. واليك ما أخرجه البخاري في باب الحوض وهو آخر كتاب الرقاق ص 94 من الجزء الرابع من صحيحه بالاسناد إلي أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلّم قال: بينا انا قائم فإذا زمرة حتي إذا [ صفحه 11] عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم [4] قلت: اين؟ قال: إلي النار والله، قلت وما شأنهم، قال: انهم ارتدوا بعدك علي أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم، قلت: اين؟ قال: إلي النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال انهم ارتدوا بعدك علي ادبارهم القهقري؛ فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم [5] واخرج في آخر الباب المذكور عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قال النبي صلي الله عليه وآله وسلّم: أني علي الحوض حتي أنظر من

يرد عليّ منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي؟ فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون علي أعقابهم، فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم أنا نعوذبك أن نرجع علي اعقابنا أو نفتن عن ديننا. وأخرج في الباب المذكور ايضاً عن ابن المسيب انه كان [ صفحه 12] يحدث عن اصحاب النبي صلي الله عليه وآله وسلّم أن النبي قال: يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلاءون عنه فأقول: يا رب اصحابي، فيقول: انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري. وأخرج في الباب المذكور عن سهل بن سعد، قال: قال النبي صلي الله عليه وآله وسلّم: إني فرطكم علي الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردن عليّ اقوام اعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن ابي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم فقال: اشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها، فأقول: انهم مني، فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فأقول: سحقاً سحقاً لمن غير بعدي [6] . واخرج في الباب المذكور ايضاً عن أبي هريرة أنه كان يحدث ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلاءون علي الحوض، فأقول: يا رب [ صفحه 13] اصحابي، فيقول: انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا علي ادبارهم القهقري. واخرج في أول الباب المذكور عن عبدالله عن النبي صلي الله عليه وآله وسلّم قال: أنا فرطكم علي الحوض، وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجُن دوني، فأقول: يا رب أصحابي فيقال: انك لا تدري ما

أحدثوا بعدك، قال البخاري: تابعه عاصم عن ابي وائل وقال حصين: عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) واخرج أيضاً في باب غزوة الحديبية ص 30 من الجزء الثالث من صحيحه عن العلاء بن المسيب عن أبيه، قال: لقيت البراء بن عازب، فقلت له: طوبي لك صحبت النبي صلي الله عليه وآله وسلّم وبايعته تحت الشجرة، فقال: ياابن اخي انك لا تدري ما أحدثنا بعده. واخرج ايضاً في اول باب قوله تعالي (واتخذ الله ابراهيم خليلا) من كتاب بدء الخلق ص154 من جزئه الثاني، عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلّم قال من حديث: وان اناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم الحديث. [ صفحه 14] هذا بعض ما وجدناه في صحيح البخاري. اما ماهو من هذا القبيل في بقية الصحاح وسائر السنن فكثير وكثير جدا، ومن تتبعه وجده لا يقل عما هو في حديث الشيعة، وحسبك ما أخرجه الامام احمد من حديث ابي الطفيل في آخر الجزء الخامس من مسنده فليراجعه كل مناصب للشيعة، وليت موسي جارالله تدبر القرآن العظيم ليعلم ان كتب الشيعة التي انتقدها إنما تستقي من سائغ فراته، ولا تستضيء إلا بمصباح مشكاته (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا) (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها) نعوذ بالله من الجهل والغرور. (فصل) (رأي الشيعة في الصحابة اوسط الآراء) إن من وقف علي رأينا في الصحابة علم انه اوسط الآراء إذ لم نفرط فيه

تفريط الغلاة الذين كفروهم جميعاً، ولا افرطنا افراط الجمهور الذين وثقوهم اجمعين، فإن الكاملية ومن كان [ صفحه 15] في الغلو علي شاكلتهم، قالوا: بكفر الصحابة كافة، وقال أهل السنة: بعدالة كل فرد سمع النبي صلي الله عليه وآله وسلّم أورآه من المسلمين مطلقاً، واحتجوا بحديث كل من دب أو درج منهم اجمعين اكتعين ابصعين، أما نحن فإن الصحبة بمجردها وان كانت عندنا فضيلة جليلة؛ لكنها _ بما هي ومن حيث هي _ غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وهم عظماؤهم وعلماؤهم، وأولياء هؤلاء وفيهم البغاة؛ وفيهم أهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة، اما البغاة علي الوصي، وأخي النبي، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند، وابن النابغة، وابن الزرقاء [7] وابن عقبة، وابن ارطاة، وامثالهم فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم، ومجهول الحال نتوقف فيه حتي نتبين أمره، هذا رأينا في حملة الحديث من [ صفحه 16] الصحابة وغيرهم، والكتاب والسنة بينتنا علي هذا الرأي؛ كما هو مفصل في مظانه من اصول الفقه، لكن الجمهور بالغوا في تقديس كل من يسمونه صحابياً حتي خرجوا عن الاعتدال فاحتجوا بالغث منهم والسمين واقتدوا بكل مسلم سمع النبي أو رآه صلي الله عليه وآله وسلّم اقتداء اعمي، وانكروا علي من يخلفهم في هذا الغلو، وخرجوا في الانكار علي كل حد من الحدود، وما أشد انكارهم علينا حين يروننا نرد حديث كثير من الصحابة مصرحين بجرحهم أو بكونهم مجهولي الحال، عملا بالواجب الشرعي في تمحيص الحقائق الدينية، والبحث عن الصحيح من الآثار النبوية، وبهذا ظنوا بنا الظنونا، فاتهمونا بما اتهموتا، رجما بالغيب؛ وتهافتا علي الجهل، ولو ثابت اليهم احلامهم،

ورجعوا إلي قواعد العلم، لعلموا ان اصالة العدالة في الصحابة مما لا دليل عليه، ولو تدبروا القرآن الحكيم لوجدوه مشحونا بذكر المنافقين منهم، وحسبك من سُوَره، التوبة، والاحزاب، وإذا جاءك المنافقون، ويكفيك من آياته المحكمة (الاعراب اشد كفراً ونفاقا وأجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله علي [ صفحه 17] رسوله) (ومن أهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم [8] نحن نعلمهم) (لقد ابتغو الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حتي جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون) (وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) فليتني أدري أين ذهب المنافقون بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم وقد كانوا جرعوه الغصص مدة حياة، حتي دحرجوا الدباب [9] . [ صفحه 18] وصدوه عن الكتاب، وقد تعلمون أنه صلي الله عليه وآله وسلّم خرج إلي أحد بألف من أصحابه فرجع منهم قبل الوصول ثلاث مئة من المنافقين [10] وربما بقي معه منافقون لم يرجعوا خوف الشهرة أو رغبة بالدفاع عن أحساب قومهم، ولو لم كن في الألف إلا ثلاث مئة منافق، لكفي دليلا علي أن النفاق كان زمن الوحي فاشياً، فكيف ينقطع بمجرد انقطاع الوحي ولحوق النبي صلي الله عليه وآله وسلّم بالرفيق الاعلي؟ فهل كانت حياته سبباً في نفاق المنافقين؟ او موته سبباً في إيمانهم وعدالتهم وصيرورتهم أفضل الخلق بعد الانبياء وكيف انقلبت حقائقهم بعد وفاته صلي الله عليه وآله وسلّم فأصبحوا _ بعد ذلك النفاق _ بمثابة من الفضل لا يقدح فيها شيء مما ارتكبوه من الجرائم والعظائم، وما المقتضي للالتزام بهذه المكابرات؟ التي تنفر منها الاسماع والأبصار والأفئدة؟ وما الدليل علي هذه الدعاوي من كتاب

أو سنة أو اجماع أو قياس؟ وما ضرنا لو صدعنا بحقيقة اولئك المنافقين، فإن الامة في غني عنم بالمؤمنين المستقيمين من الصحابة، وهم أهل السوابق والمناقب، وفيهم الأكثرية [ صفحه 19] الساحقة، ولا سيما علماؤهم وعظماؤهم حملة الآثار النبوية، وسدنة الأحكام الالهية (وأولئك لهم الخيرات وألئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) وهم في غني عن مدحة المادحين بمدحة الله تعالي، وثنائه عليهم في الذكر الحكيم، وحسبهم تأييد الدين، ونشر الدعوة إلي الحق المبين. علي أنا نتولي من الصحابة كل من اضطر إلي الحياد _ في ظاهر الحال _ عن الوصي؛ أو النجأ إلي مسايرة أهل السلطة بقصد الاحتياط علي الدين، والاحتفاظ بشوكة المسلمين، وهم السواد الاعظم من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين فإن مودة هؤلاء لازمة والدعاء لهم فريضة (ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنو ربنا انك رؤوف رحيم).

للشيعة في تكفير الاول والثاني صراحة شديدة و مجازفات طاغية

قال: وللشيعة في تكفير الاول والثاني صراحة شديدة ومجازفات طاغية، إلي آخر ارجافه.

زعم أن لهم في لعنهما عبارات ثقيلة شنيعة، إلي آخر عدوانه

زعم أن لهم في لعنهما عبارات ثقيلة شنيعة، إلي آخر عدوانه. فأقول: ليس هذا الرجل أول من رمي الشيعة بهاتين المسألتين، ولا نحن أول من ناقش في ذلك، وقد أكل الدهر علي هذه الامور وشرب، فالتحريش بمثل هذه المسائل ليس إلا إيقاظاً للفتنة الراقده، وإيقاداً للحرب الخامدة، (وتفريقاً بين المؤمنين، وارصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفنَ إن أردنا إلا الحسني والله يشهد انهم لكاذبون) وأي فائدة للأمة في هذا البوق يجأر فيه المرجف بأنكر الاصوات؟ وأي عائدة من هذا الطنبور ونغمه المزعج، وقد تقطعت أوتاره بتقادم عهده؟ وطول ما وقعت عليه اجيال المرجفين، وقد كان لبني أبي سفيان وبني مروان وأوليائهم قدم في هذه الدعاية وهم أهل السطوة، وأهل الحول والقوة، وأهل الطول والثروة، وأهل المكر والنكرة، وأهل الخداع والحيلة، وقد سخروا كل ما ليدهم في تعريض هذه المسائل وتطويلها (فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) والشيعة كانوا حيال ذلك كالجبل الأشم لا يحفل بالعواصف، ولا يأبه بالقواصف، هذا والعصر مظلم، والحياة مهددة، أما اليوم فنور وحرية يأبيان ذلك كل الاباء، وما علي الشيعة لو جابهت النواصب بالحقيقة الناصعة، وأدلتها القاطعة، ولعل النواصب يضطروننا إلي هذا. رأيت الحلم دل علي قومي++ وقد يُجهل الرجل الحليم أستغفر الله، إن المسلمين إلي المسالمة أحوج منهم إلي الملاكمة، وما أغنانا عن استعراض مثل هذه المسائل المثيرة عونا في المعارك الفكرية التي لا تحمد عقباها، وقد اعذر من أنذر. علي أن هاتين المسألتين _ مسألتي التكفير واللعن _ مما لا وزن له عند أهل السنة لو رجعوا إلي اصول مذهبهم الاشعري، لأن الايمان

عندهم عقد بالقلب لا ينافيه شيء مما يلفظه اللسان، حتي شتم الله تعالي ورسوله، كما نص عليه ابن حزم في ص204 من الجزء 4 من كتابه الفِصَل حيث نسب إلي إمام أهل السنة ابي الحسن بن اسماعيل الاشعري واصحابه القول: بأن الايمان عقد بالقلب، وإن أعلن الفكر [ صفحه 22] بلسانه بلا تقية، وعبد الأوثان، أو لزم اليهودية أو النصرانية في دار الاسلام، وعبد الصليب، وأعلن التثليث في دار الاسلام، ومات علي ذلك فهو مؤمن كامل الايمان عند الله ولي لله من أهل الجنة، هذا كلامه بعين لفظه، وقال في اول ص206 من الجزء 4 من فِصَله ايضاً: وأما الأشعرية فقالوا: إن شتم من أظهر [11] الاسلام لله تعالي ولرسوله بأفحش ما يكون من الشتم وإعلان التكذيب بهما باللسان بلا تقية ولا حكاية، والاقرار بأنه يدين بذلك ليس شيء من ذلك كفراً، انتهي بعين لفظه. نقل في الصفحه نفسها عن الأشاعرة القول بأن من عرف الحق من اليهود والنصاري المعاصرين لرسول الله فأعتقد بأنه رسول الله حقا، ثم كتم ذلك وتمادي في الجحود، واعلان الكفر، فحارب النبي في خيبر وغيرها فهو مؤمن عند الله، ولي لله تعالي من أهل الجنة [12] . [ صفحه 23] قلت: ما عسي بعد هذا أن يقول المرجف بالشيعة مع علمه بما انعقدت عليه قلوبهم واعتقدته ضمائرهم، ولهجت به السنتهم ونبضت به شرايينهم، فخالط دمهم ومخهم، ونبت عليه لحمهم، واشتد عظمهم ودانت به جوارحهم من الايمان بالله وحده، والتصديق بما جاءت به رسله، وهبطت به ملائكته ونزلت به كتبه، ولو فرض أن في الشيعة جماعة يُكفرون أو يلعنون الذين ذكرهم هذا المرجف فإنهم انما نزلوا في ذلك علي حكم الادلة

الشرعية، وهبها شبهاً لكنها توجب العذر لمن غلبت عليه، لأنها لا تعدو الكتاب والسنة، وقد أو جبت لهم القطع الجازم لما صاروا اليه، فهم معذورون ومأجورون بحكم ما سمعته [13] من النص والفتوي، وقد قال ابن حزم _ في ص 227 من الجزء الثالث من الفصل _ ما هذه لفظه: وأما من سب أحداً من الصحابة فان كان جاهلا فمعذور، وإن [ صفحه 24] قامت عليه الحجة فتمادي غير معاند فهو فاسق كمن زني أو سرق، وإن عاند الله في ذلك ورسوله فهو كافر (قال): وقد قال عمر بحضرة النبي عن حاطب، وحاطب مهاجري بدري: دعني اضرب عنق هذا المنافق. فما كان بتكفيره حاطباً كافراً، بل كان مخطئاً متأولا. قلت: هذا رأي من لا تزدهفه العاطفة، ولا يستخفه في هذه المسألة غضب، من كل عالم معتدل لا يؤثر علي اتباع الأدلة شيئاً، وابن حزم لم يكن من هؤلاء المنصفين، لكن الله عز وجل غالب علي أَمره، والحق ينطق منصفاً وعنيداً. إن أدلة العقل والنقل، وشواهد الطبع والوضع لتثبت معذرة المتأولين في هاتين المسألتين وامثالهما كما فصلناه في فصولنا المهمة [14] . [ صفحه 25] وهو الذي صرح مجتهدو الامة [15] وقد كان الصحابة علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يتنازعون ويتشاتمون فلم يؤثر عنه في حقهم شيء سوي الصلح بينهم. وقد تشاتموا مرة امامه وتضاربوا بالجرائد والأيدي والنعال [16] فأصلح صلي الله عليه وآله وسلم بينهم، وتقاتل الاوس والخزرج علي عهده صلي الله عليه وآله وسلم واخذوا السلاح واصطفوا للقتال [17] فلم يروَ عنه صلي الله عليه وآله وسلم إلا اصلاح ذات البينهم. وتشاتم عمار بن ياسر وخالد بن الوليد بين يديه

صلي الله عليه وأله وسلم فأغلظ عمار لخالد فغضب خالد وقال: يا رسول الله اتدع هذا العبد يشتمني؟ فو الله لولا أنت ما شتمني، فقال رسول الله صلي لله عليه وآله وسلم: يا خالد كف عن عمار، فإنه من يسب [ صفحه 26] عماراً يسبه الله، ومن يبغض عماراً يبغضه الله، الحديث [18] وشتم رجل أبا بكر، والنبي جالس فجعل النبي صلي الله عليه وآله وسلم يعجب ويبتسم، فلما أكثر الشتم رد عليه ابو بكر بعض قوله فغضب النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقام منصرفاً من المجلس، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس؟ فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، الحديث [19] وليس فيه أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم فعل مع ذلك الرجل او قال له شيئاً اصلا. وتسور علي مقام ابي بكر أيام خلافته بالشتم رجل [ صفحه 27] آخر فقال ابو برزة الاسلمي [20] : يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه، فقال: اجلس ليس ذلك لأحد إلا لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم هذا حكم أبي بكر فيمن واجهه بالسب وتسور علي مقامه بالشتم، فمن اين نحكم بعده بالتكفير، او نفتي بالتعزيز؟؟ واقتدي به في ذلك عمر بن عبد العزيز إذ كتب اليه عامله بالكوفة يستفتيه في قتل رجل سب عمر بن الخطاب، فكتب اليه [21] : لا يحل قتل امرء مسلم بسب أحد من الناس، إلا رجلا [ صفحه 28] سب رسول الله فمن سبه صلي الله عليه وأله وسلم حل دمه. وأنت إذا نظرت في أحوال الصحابة بعد رسّول الله صلي الله عليه وآله وسلم وجدت حروبا تشب، وغارات تشن، وحرمات

مهتوكة ودماء مسفوكة، وشتماً وضربا، وهضما وسلباً، وحسبك: اقتلوا نعثلا فقد كفر، فحوصر وقتل، ثم كانت وقعة الجمل الاصغر فوقعة الجمل الأكبر فصفين، ثم كان معاوية وأوليائه ما كان مما طار في الأجواء، وطبق الأرض والسماء، فلينظر ناظر بعقله هل كان بين هؤلاء وبين الله عز وجل قرابة فيحابيهم بها؟ كلا ما كان الله ليثيب قوماً بأمر يعاقب عليه آخرين، إن حكمه في الأولين والآخرين لواحد، وما بينه عز وجل وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمي حرمه علي العالمين، فإذا كان التأول عذراً للأولين فهو عذر للآخرين (ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد). فصل إن في سيرة الصحابة نوادر تؤيد ما قلناه، من أن الصحبة بمجردها ليست بعاصمة، وحسبك ما كان من قدامة بن مظعون [ صفحه 29] الصحابي إذ شرب الخمر علي عهد الخليفة الثاني، وشهد عليه بذلك أبو هريرة الدوسي، والجارود العبدي، وهما يعلمان أنه أحد السابقين الأولين، وانه ممن هاجر الهجرتين، وانه من أهل بدر، فلم تمنعهما صحبته، ولا سابقته من الشهادة عليه ولا كان شيء من ذلك وازعاً للخليفة عن إقامة الحد عليه إذ جلده ثمانين [22] . وشهد أبو بكرة وهو من فضلاء الصحابة، ونافع بن الحرث وهو من الصحابة أيضاً، وشبل بن معبد [23] وزياد بن عبيد _ وهم اخوة لأم _ شهدوا جميعاً عند الخليفة الثاني علي المغيرة بن شعبة بالزني، في محصنة الحجاج بن عتيك الجشمي؛ [ صفحه 30] وهي أم جميل بنت عمرو، في قضية ثابتة [24] هي من أشهر الوقائع التاريخية، فما أنكر عليهم أحد بشهادتهم علي الصحابي بالفاحشة ولا رد الخليفة شهادتهم من حيث انها

توجب رجم الصحابي، وحين تلكأ الشاهد الرابع وهو زياد أمر الخليفة بجلد كل من الشهود الثلاثة، ثمانين جلدة، ولم تكن صحبة أبي بكرة ونافع وازعة للخليفة عن جلدهما حدّ القذف. وقال عمر لأبي هريرة مرة: يا عدو الله، وعدو كتابه سرقت مال الله، قال أبو هريرة: فقلت ما أنا بعدو الله، ولا عدُو كتابه ولكني عدو من عاداهما، ولا سرقت مال الله، قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف؟ قال. قلت خيلي تناسلت، وعطائي تلاحق، قال: فأمر بها أمير المؤمنين فقبضت. الحديث، أخرجه ابن سعد في ترجمة أبي هريرة من طبقاته. وقال ابن عبد ربه المالكي في أوائل الجزء الأول من عقده [ صفحه 31] الفريد [25] : دعا عمر أبا هريرة فقال له: هل علمت أني استعملتك علي البحرين، وانت بلانعلين، ثم بلغني انك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار، قال: كان لنا أفراس تناتجت، وعطايا تلاحقت قال: قد حسبت لك رزقك ومؤنتك، وهذا فضل فأده، قال: ليس لك ذلك، قال: بلي والله أوجع ظهرك، ثم قام إليه بالدرة حتي أدماه، ثم قال: إئت بها، قال: احتسبتها عند الله قال: ذلك لو أخذتها من حلال، وأديتها طائعاً، آجئت من أقصي حجر البحرين يجبي الناس لك لا الله ولا للمسلمين، مارجّعت [26] بك اميمة إلا لرعية الحمر، قال ابن عبد ربه وأميمة ام ابي هريرة، قال: وفي حديث ابي هريرة: لما عزلني عمر عن البحرين قال لي: يا عدو الله، وعدو كتابه سرقت مال الله، قال: فقلت: ما انا عدو الله، ولا عدو كتابه، ولكني عدو من عاداك، وما سرقت مال الله، قال: [ صفحه 32] فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف؟ قلت خيل تناتجت،

وعطايا تلاحقت، وسهام تتابعت، قال فقبضها مني فلما صليت الصبح استغفرت لأمير المؤمنين، قال لي بعد ذلك: اتعمل؟ قلت: لا، قال: قد عمل من هو خير منك يوسف عليه السلام، قلت: يوسف نبي، وانا ابن اميمة اخشي ان يشتم عرضي، ويضرب ظهري، وينزع مالي، اه_. قلت: لو كان أَمر الصحابة كما تعتقده العامة ما ضرب عمر ظهره، ولا شتم عرضه، ولا اخذ ماله. وقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة وهما صحابيان، ونكح خالد من ليلته [27] زوجة مالك ام تميم بنت المنهال، وكانت من اجمل نساء العرب ثم رجع إلي المدينة وقد غرز في عمامته اسهما، فقام إليه عمر فنزعها وحطمها، وقال له _ كما في تاريخ ابن الأثير وغيره _ قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت عن امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ثم قال لأبي بكر _ كما في ترجمة وثيمة بن موسي من وفيات ابن خلكان _: إن خالداً قد زني فارجمه، قال: ما كنت [ صفحه 33] لأرجمه، فإنه تأول فأخطأ، قال: انه قتل مسلماً فاقتله به، قال ماكنت لأقتله به، إنه تأول فأخطأ، و ودي مالكا من بيت المال، وفك الاسري والسبايا من آله [28] . وإن هذه العجالة لتضيق عن استقصاء ما كان من هذا القبيل من الحوادث الدالة علي ان الصحابة لم يثبتوا لأنفسهم من المنزلة ما أثبته لهم المجازفون.

نسب إلي الشيعة القول بتحريف القرآن باسقاط كلمات وآيات الخ

نسب إلي الشيعة القول بتحريف القرآن باسقاط كلمات [ صفحه 34] وآيات الخ. فأقول: نعوذ بالله من هذا القول، ونبرأ إلي الله تعالي من هذا الجهل، وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتري علينا، فإن القرآن العظيم، والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته، وسائر

حروفه وحركاته وسكناته، تواتراً قطعياً من أئمة الهديمن اهل البيت عليهم السلام، لا يرتاب في ذلك إلا معتوه، وأئمة أهل البيت كللهم أجمعون رفعوه إلي جدهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عن الله تعالي، وهذا أيضاً مما لا ريب فيه، وظواهر القرآن الحكيم _ فضلاً عن نصوصه _ أبلغ حجج الله تعالي، وأقوي أدلة أهل الحق بحكم الضرورة الأولية من مذهب الامامية، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار، ولا يأبهون بها عملا بأوامر أئمتهم عليهم السلام. وكان القرآن مجموعاً آيام النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره، وسائر كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان، ولا تقديم وتأخير، ولا تبديل ولا تغيير [ صفحه 35] وصلاة الامامية بمجردها دليل علي ذلك، لأنهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب _ في كل من الركعة الأولي والركعة الثانية من الفرائض الخمس _ سورة واحدة تامة غير الفاتحة من سائر السور [29] ولا يجوز عندهم التبعيض فيها، ولا القران بين سورتين علي الأحوط، وفقههم صريح بذلك، فلولا ان سور القرآن بأجمعها كانت زمن النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي ما هي الآن عليه من الكيفية والكمية ما تسني لهم هذا القول، ولا أمكن ان يقوم لهم عليه دليل. اجل ان القرآن عندنا كان مجموعاً علي عهد الوحي والنبوة مؤلفاً علي ماهو عليه الآن، وقد عرضه الصحابة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وتلوه عليه من اوله إلي آخره، وكان جبرائيل عليه السلام يعارضه صلي الله عليه وآله وسلم بالقرآن في كل عام مرة، وقد عارضه به

عام [ صفحه 36] وفاته مرتين، وهذا كله من الأمور الضرورية لدي المحققين من علماء الامامية، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم، كما لا عبرة بالحشوية من اهل السنة القائلين بتحريف القرآن والعياذ بالله فإنهم لا يفقهون، نعم لا تخلو كتب الشيعة وكتب السنة من احاديث ظاهرة بنقص القرآن، غير انها مما لا وزن لها عند الأعلام من علمائنا اجمع، لضعف سندها ومعارضتها بما هو اقوي منها سنداً، واكثر عدداً، واوضح دلالة، علي انها من اخبار الآحاد، وخبر الواحد إنما يكون حجة إذا اقتضي عملا، وهذه لا تقتضي ذلك، فلا يرجع بها عن المعلوم المقطوع به، فليضرب بظواهرها عرض الحائط، ولا سيما بعد معارضتها لقوله تعالي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن عرف النبي صلي الله عليه وآله وسلم في حكمته البالغة ونبوته الخاتمة، ونصحه الله ولكتابه ولعباده، وعرف مبلغ نظره في العواقب، واحتياطه علي امته في مستقبلها، يرَ أن من المحال عليه ان يترك القرآن منشوراً مبثوثا، حاشا هممه وعزائمه، وحكمه المعجزة من ذلك، وقد كان القرآن زمن النبي صلي الله عليه وآله وسلم يطلق عليه الكتاب قال الله تعالي: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين) [ صفحه 37] وهذا يشعر بأنه كان مجموعاً ومكتوبا، فإن ألفاظ القرآن إذا كانت محفوظة ولم تكن مكتوبة لا تسمي كتابا، وإنما تسمي بذلك بعد الكتابة كما لا يخفي، وكيف كان فإن رأي المحققين من علمائنا ان القرآن العظيم إنما هو ما بين الدفتين الموجود في ايدي الناس، والباحثون من اهل السنة يعلمون منا ذلك، والمنصفون منهم يصرحون به، وحسبك ممن صرح بهذا إمام اهل البحث والتتبع الشيخ رحمة الله الهندي فإنه نقل كلام كثير من

عظماء علماء الامامية في هذا الموضوع بعين الفاظهم فراجع ص 89 من النصف الثاني من سفره الجليل _ إظهار الحق _ فإن هناك كلام المعروفين من متقدمي علماء الامامية ومتأخريهم منقولا عن كتبهم المشهورة المنشورة التي يمكنكم بعد مراجعة إظهار الحق ان تراجعوها أيضاً بأنفسكم لتزدادوا بصيرة فيما نقول، وسترون هذا الشيخ الجليل بعد نقله كلام علماء الشيعة حول هذا الموضوع قد علق عليه كلمة تبين كنه مذهبهم فيه، حيث قال ما هذا لفظه: «فظهر أن المذهب المحقق عند علماء الفرقة الامامية الاثني عشرية ان القرآن الذي أنزله الله علي نبيه هو ما بين الدفتين وهو ما في ايدي الناس ليس [ صفحه 38] بأكثر من ذلك، وانه كان مؤلفاً في عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وحفظه ونقله الوف من الصحابة، وجماعة من الصحابة كعبدالله بن مسعود، وابي بن كعب، وغيرهما ختموا القرآن علي النبي عدة ختمات، ويظهر القرآن ويشهر بهذا الترتيب عند ظهور الامام الثاني عشر رضي الله عنه (قال): والشرذمة القليلة منهم التي قالت بوقوع التغيير فقولهم مردود عندهم ولا اعتداد به فيما بينهم (قال): وبعض الاخبار الضعيفة التي رويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحته (قال): وهو حق لأن خبر الواحد إذا اقتضي علماً ولم يوجد في الأدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده علي ما صرح به ابن المطهر الحلي في كتابه المسمي بمباديء الوصول الي علم الاصول وقد قال الله تعالي (إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) (قال): ففي تفسير الصراط المستقيم الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة أي إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان» انتهي كلامه بعين لفظه.

ونحن تعرضنا للبحث عن هذا الموضوع في الفصل 11 من [ صفحه 39] فصولنا المهمة وفاتنا ثمة النقل عن كتاب كشف الغطاء وهو من أجل الكتب الفقهية المشهورة المنشورة لمؤلفه امام المتبحرين وعيلم علوم المتقدمين والمتأخرين شيخنا الاكبر الشيخ جعفر رضي الله عنه فراجع منه كتاب القرآن تجده يقول في المبحث السابع من مباحثه: لا زيادة في القرآن من سورة ولا آية من بسملة وغيرها ولا كلمة ولا حرف، وجميع ما بين الدفتين مما يتلي كلام الله بالضرورة من المذهب بل الدين واجماع المسلمين واخبار النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام. وقال في المبحث الثامن: لا ريب في أن القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما ذل عليه صريح الفرقان واجماع العلماء في جميع الأزمان (قال): ولا عبرة بالنادر وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها، إلي آخر كلامه، زاد الله في شرف مقامه. هذا رأي علماء الشيعة في القرآن، من الصدر الأول إلي الآن، أخذوه _ وهو عين الصواب _ عن أئمتهم _ وعن اعدال الكتاب _ وقد شذ بعض الجامدين من الشيعة فقالوا بنقصان القرآن، محتجين بظواهر بعض الأحاديث التي لم [ صفحه 40] يفقهوا معناها، وهي بين ضعيف ومرخل ومأوّل كما شذمن قال بهذا القول من أهل السنة محتجين بما أخرجه البخاري [30] . وغيره عن عمر بن الخطاب إذ قال: إن الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل آية الرجم فقرأناها وعقلناها و وعيناها. رجم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ورجمنا بعده فأخشي إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضل

بترك فريضة أنزلها الله، إلي أن قال: ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفراً بكم ان ترغبوا عن آبائكم الحديث، وهو صحيح عندهم صريح في نقصان آية الرجم وآية الرغبة عن الآباء. [ صفحه 42]

زعم ان الشيعة تري حكومات الدول الاسلامية وقضاتها وكل علمائها طواغيت، إلي آخر كلامه

واخرج مسلم [31] وغيره عن أبي الاسود عن أبيه قال: زعم ان الشيعة تري حكومات الدول الاسلامية وقضاتها وكل علمائها طواغيت، إلي آخر كلامه. (فأقول): خلط الحابل بالنابل، والجائر بالعادل، كأنه لا يدري أن الطواغيت من الحكومات وقضاتها عند الشيعة إنما هم الظالمون الغاشمون المستحلون من آل محمد ما حرم الله ورسوله، الباذلون كل مالديهم من سطوة وجبروت في ان يبيدوا العترة الطاهرة من جديد الارض، وقد وازرهم علي هذا قضاة الرشوة، وعلماء التزلف المراؤون الدجالون فبلغوا في تسويد صحائف الشيعة كل مبلغ، وألصقوا بهم كل عائبة، إرجافاً بهم وافتراء عليهم، وجرأة علي الله تعالي، واستخفافاً بحرماته عز وجل، وتهجينا لمذهب أهل البيت، وتشويهاً للوجه الحق، وتصحيحاً لما كان يرتكبه الغاشمون من النهب [ صفحه 46] والسلب، والشتم والضرب، وتحريق البيوت، وتقطيع النخيل، وقتل الرجال، واصطفاء الأموال، فأي جناح علي من اعتبر تلك الحكومة اليزيدية وقضاتها وعلماءها طواغيت؟ وهل في الخارج أو الذهن مصاديق للطواغيت سوي امثالهم؟. أما غيرهم من حكومات الاسلام فإن من مذهب الشيعة وجوب موازرتهم في أمر يتوقف عليه عز الاسلام ومنعته، وحماية ثغوره وحفظ بيضته، ولا يجوز عندهم شق عصا المسلمين، وتفريق جماعتهم بمخالفته، بل يجب علي الأمة ان تعامل سلطانها القائم بأمورها والحامي لثغورها معاملة الخلفاء بالحق، وان كان عبداً مجدع الاطراف، فتعطيه خراج الأرض ومقاسمتها وزكاة

الانعام وغيرها، ولها ان تأخذ منه ذلك بالبيع والشراء وسائر أسباب الانتقال، كالصِلات والهبات ونحوها، ولا إشكال في براءة ذمة المتقبل منه بدفع القبالة اليه، كما لو دفعها إلي إمام الحق، هذا مذهبنا في الحكومات الاسلامية _ كما فصلناه في المراجعة 82 من مراجعاتنا _ لكن موسي جارالله واضرابه يريدون اغراء الحكومات الاسلامية بالشيعة ضرراً وبغياً (وتفريقاً بين المؤمنين وارصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسني والله يشهد انهم لكاذبون). [ صفحه 47]

صرحت كتب الشيعة ان كل الفرق الاسلامية كلها كافرة ملعونة خالدة في النار إلا الشيعة الخ

قال: صرحت كتب الشيعة ان كل الفرق الاسامية كلها كافرة ملعونة خالدة في النار إلا الشيعة الخ. (فأقول) نعوذ بالله من تكفير المسلمين، والله المستعان علي كل معتد اثيم، هماز مشاء بنميم، كيف يجوز علي الشيعة أن تكِفّر أهل الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج والايمان باليوم الآخر، وقد قال إمامهم أبو عبدالله جعفر الصادق عليه السلام _ في حديث سفيان بن الصمت _: الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس، شهادة أن لا إَله إلا الله، وإن محمداً رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان. ا ه_. وقال عليه السلام _ في حديث سماعة _: الإسلام شهادة ان لا إله إلا الله، والتصديق برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث. ا ه_. وقال الامام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام _ في صحيح حمران بن اعين _: والاسلام ماظهر من قول أو فعل، وهو [ صفحه 48] الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح، واجتمعوا علي الصلاة والزكاة؛ والصوم والحج، فخرجوا بذلك عن

الكفر، واضيفوا إلي الإيمان. ا ه_. ونصوص أئمتنا في هذا المعني متواترة، وعليه اجماع الشيعة. ولو فرض ان في بعض كتبهم المعتبرة شيئا من تكفير مخاليفهم، فليس المراد من التكفير هنا معناه الحقيقي، وإنما المراد إكبار المخالفة لأئمة أهل البيت، وتغليظها نظير ما ثبت في الصحاح من تكفير التارك للصلاة، والمقاتل للمسلم، والطاعن في النسب، والعبد الآبق، والنائحة علي الموتي. وكتب أهل السنة مشحونة بتكفير الشيعة، وتحقيرهم ونبزهم بالرفض تارة، وبالخشبية مرة، وبالترابية اخري، وبغير ذلك من ألقاب الضعة، ولا تسل عن الارجاف بهم، والافتراء عليهم، وبهتهم بالأباطيل، وحسبك ما تجده في باب الردة والتعزير من الفتاوي الحامدية من تنقيحها فإن هناك مالا تبرك الابل عن مثله [32] فهل أنكر عليه بهتانه منكر؟ [ صفحه 49] أو عذله عن ظلمه وعدوانه عاذل؟ فحتي م تصوبون علي اخوانكم _ الصواعق المحرقة _ وتنبزونهم بأهل البدع والزندقة، حتي كان _ منهاج السنة _ سبابا و _ نبراسها _ كذابا، و _ كرد _ الشام هو العربي الصريح، وارباب القلم وانصار السنة أضراب النصولي في كتاب معاوية بن أبي سفيان، والحصاني صاحب العروبة في الميزان؛ وموسي هذا الأرعن في مسائله، وابن عانة في معاميه ومجاهله، يتحكمون بجهلهم فيستحلون من الشيعة ما حرم الله عز وجل، بغياً منهم وجهلاً. والمسلمون بمنظر وبمسع++ لا منكر منهم ولا متفجع كأن الشيعة ليسوا بإِخوانهم في الدين، ولا بأعوانهم علي من أراد بهم سوءاً. (فصل) قال موسي جارالله في خاتمة هذه المسألة: يقول الامام _ يعني الباقر او الصادق _ في أئمة المذاهب الأربعة من هذه الامة: لا تأتهم! ولا تسمع منهم! لعنهم الله ولعن مللهم المشركة!. [ صفحه 50] (فأقول): لا طريق

لموسي جارالله وغيره في اثبات هذا القول عن أئمتنا أبداً، ولو فرضنا ثبوته فما هو إلا دون ما قد ثبت عن حجج أهل السنة، واعلام سلفهم المعاصرين للأئمة الأربعة كما يعلمه المتتبعون، وقد أخرج الخطيب في ترجمة ابي حنيفة من الجزء 13 من تاريخ بغداد احاديث كثيرة في هذا الموضوع لعل موسي جارالله لم يقف عليها، فنحن الآن نلفته اليها، وحسبه منها ما اخرجه بالاسناد إلي سفيان بن سعيد الثوري، قال: شمعت حماد بن ابي سليمان يقول [33] : أبلغوا أبا حنيفة المشرك اني من دينه بريء إلي أن يتوب. ا ه_. ثم اخرج بالاسناد إلي حماد أيضاً انه رأي أبا حنيفة مقبلا عليه، فقال: لا مرحباً ولا اهلا، ثم قال لأصحابه: ان سلم فلا تردوا عليه، وإن جلس فلا توسعوا له، فلما جاء أبو حنيفة اخذ حماد كفاً من حصي فرمي به في وجه أبي حنيفة. وأخرج الخطيب أيضاً بالاسناد إلي أبي بكر محمد بن عبدالله ابن صالح الأسدي الفقيه المالكي، قال: سمعت أبا بكر بن [ صفحه 51] ابي داود السجستاني يوماً وهو يقول لأصحابه: ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك واصحابه والشافعي واصحابه، والاوزاعي واصحابه، والحسن بن صالح واصحابه، وسفيان الثوري واصحابه، واحمد بن حنبل واصحابه، فقالوا له: يا أبا بكر لا تكون مسألة أصح من هذه، فقال [34] : هؤلاء كلهم اتفقوا علي تضليل ابي حنيفة. ا ه_. واخرج أيضاً [35] بسنده إلي ابي العباس احمد بن علي بن مسلم الأبار: ان القوم الذين ردوا علي ابي حنيفة، أيوب السجستاني، وجرير بن حازم، وهمام بن يحيي، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابو عوانة وعبد الوارث وسوار العنبري القاضي، ويزيد

بن زريع، وعلي بن عاصم ومالك بن انس، وجعفر بن محمد، وعمر بن قيس، وابو عبدالرحمان المقريء، وسعيد بن عبدالعزيز، والاوزاعي، وعبدالله بن المبارك، وابو اسحاق الفزاري، ويوسف بن اسباط، ومحمد بن جابر، وسفيان الثوري، وسفيان ابن عيينة، وحماد بن أبي سليمان، وابن أبي ليلي، وحفص [ صفحه 52] ابن غياث، وابو بكر بن عياش، وشريك بن عبدالله، و وكيع بن الجراح، ورقبة بن مصقلة، والفضل بن موسي، وعيسي بن يونس، والحجاج بن ارطاة، ومالك بن مغول، والقاسم بن حبيب وابن شبرمة. فهؤلاء خمسة وثلاثون إماماً قد اتفقوا علي الرد عليه. واخرج الخطيب ايضاً [36] بالاسناد إلي وكيع قال: اجتمع سفيان الثوري وشريك، والحسن بن صالح، وابن ابي ليلي فبعثوا إلي أبي حنيفة فأتاهم، فقالوا له: ما تقول في رجل قتل أباه، ونكح امه، وشرب الخمر في رأس أبيه، فقال: هو مؤمن، فقال له ابن أبي ليلي: لا قبلت لك شهادة أبداً، وقال له سفيان الثوري: لا كلمتك أبداً، وقال له شريك: لو كان لي من الأمر شيء لضربت عنقك، وقال له الحسن بن صالح: وجهي من وجهك حرام ان انظر إلي وجهك ابداً. ا ه_. واخرج الخطيب أيضاً [37] عن الامام مالك بن انس قال: ما ولد في الاسلام مولود أضر علي أهل الاسلام من أبي حنيفة. الخ. واخرج عنه ايضاً [38] . [ صفحه 53] قال: كانت فتنة أبي حنيفة اضر علي هذه الامة من فتنة ابليس. الخ. واخرج أيضاً [39] عن عبدالرحمان بن مهدي قال: ما أعلم في الاسلام فتنة بعد فتنة الدجال اعظم من رأي ابي حنيفة. ثم أخرج عن سفيان قال: ما وضع في الاسلام من الشر ما وضع أبو

حنيفة إلا فلان لرجل صلب. ثم اخرج عن شريك قال: لأن يكون في كل حي من الأحياء خمار خير من أن يكون فيه رجل من اصحاب أبي حنيفة. ثم أخرج عنه أيضاً قال: لو أن في كل ربع من أرباع الكوفة خماراً يبيع الخمر كان خيراً من أن يكون فيه من يقول بقول ابي حنيفة. ثم اخرج عن حماد بن زيد قال: سمعت أيوب وقد ذكر أبو حنيفة فقال: يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم ويأبي الله إلا ان يتم نوره. ثم أخرج عن سلام بن ابي مطيع قال: كان أيوب قاعداً في المسجد الحرام فرآه أبو حنيفة فأقبل نحوه، فلما رآه أيوب قد أقبل نحوه، قال لا صحابه: قوموا لا يعرنا بجربه، قوموا فقاموا فتفرقوا. ثم أخرج عن سليمان ابن حسان الحلبي قال: سمعت الاوزاعي ما لا احصيه [ صفحه 54] يقول [40] : عمد أبو حنيفة إلي عري الاسلام فنقضها عروة عروة. ثم اخرج عن سلمة بن كلثوم وكان من العابدين، قال: قال الاوزاعي لما مات ابو حنيفة: الحمد لله إن كان لينقض الاسلام عروة عروة. ثم أخرج عن ابن مهدي قال: كنت عند سفيان الثوري إذ جاء نعي أبي حنيفة فقال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عري الاسلام عروة عروة، ما ولد في الاسلام مولداً اشأم علي الاسلام منه. ا ه_. ثم استرسل الخطيب في نقل هذا القول ونحوه عن كل من الاوزاعي، والثوري، والامام الشافعي، وحماد بن سلمة، وابن عون، والبتي، وسوار، والامام مالك، وابي عوانة، وعبدالله ابن المبارك، والنضر بن شميل، وقيس بن الربيع، وعبدالله ابن ادريس، وأبي عاصم، والحميري، وعبد الرحمان بن مهدي، وعمر بن

قيس، وعمار بن زريق، وأبي بكر بن عياش، والأسود بن سالم، وعلي بن عثام، ويزيد بن هارون، والامام أحمد بن حنبل، وخالد بن يزيد بن أبي مالك، وابي مسهر، وابي الحسن النجاد، وابن أبي شيبة، وابراهيم الحربي، [ صفحه 55] وسريح بن يونس، وابن نمير، ويحيي بن سعيد القطان، وغيرهم، ومن شاء أن يقف علي كلام هؤلاء الأئمة الأثبات، فليراجع باب ما قاله العلماء في ذم رأي أبي حنيفة والتحذير منه ص394 وما بعدها إلي ص423 من الجزء 13 من تاريخ الخطيب. وقد اخرج بأسانيد متعددة، وطرق مختلفة عن كل من شريك وسليمان بن فليح المدني، وقيس بن الربيع، وسفيان الثوري، ويعقوب، ومؤمل بن اسماعيل، وسفيان بن عيينة، ويحيي بن حمزة، وسعيد بن عبدالعزيز، ويزيد بن زريع، وعبدالله بن ادريس، واسد بن موسي، وأحمد بن حنبل، إنهم جميعاً قالوا [41] : ان أبا حنيفة قد استتيب من الكفر والزندقة مرتين أو ثلاثا. وأخرج أيضاً [42] عن أبي مسهر قال: كان أبو حنيفة رأس المرجئة، ثم أخرج هذا ونحوه عن كل من عبدالله بن يزيد، وابن المبارك، بل أخرج عن ابي يوسف تلميذ أبي حنيفة قال: إن أبا حنيفة كان مرجئاً جهمياً حتي [ صفحه 56] مات علي ذلك، فقيل له: فأين أنت منه؟ قال: إنما كان مدرساً فما كان من قوله حسناً قبلناه، وما كان قبيحاً تركناه، وكان ابن أبي ليلي يتمثل بهذين البيتين: [43] . إلي شنئان المرجئين ورأيهم++ عمر بن ذر وابن قيس الماصر وعتيبة الدباب لا يرضي به++ وأبي حنيفة شيخ سوء كافر وأخرج الخطيب عن أبي صالح الفراء [44] قال: سمعت يوسف بن اسباط يقول: رد أبو حنيفة علي رسول الله

اربع مئة حديث أو أكثر، قال: وقال أبو حنيفة: لو ادركني النبي وأدركته لأخذ بكثير من قولي، وهل الدين إلا الرأي الحسن. وأخرج أيضاً عن وكيع، قال: وجدنا أبا حنيفة خالف مئتي حديث. وأخرج أيضاً عن حماد بن سلمة من طريقين، قال إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن فردها برأيه. ثم استرسل الخطيب في نقل هذا وأمثاله عن أبي حنيفة بالاساليب المعتبرة، عن كل من أبي عوانة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ووكيع، والحجاج بن ارطاة، وسفيان بن عيينة، [ صفحه 57] وغيرهم، وأخرج عن علي بن صالح البغوي، قال: انشدني أبو عبدالله محمد بن زيد الواسطي لأحمد بن المعدل. إِن كنتِ كاذبةً بما حدثتِني++ فعليكِ اثم ابي حنيفةَ أو زفر المائلينِ إلي القياس تعمداً++ والراغبينِ عن التمسك بالخبر وأخرج الخطيب عن أبي إسحاق الفزاري [45] قال: كنت آتي أبا حنيفة اسأله عن شيء من أمر الغزو، فسألته عن مسألة فأجاب فيها، فقلت له: انه يروي فيها عن النبي كذا وكذا، قال: دعنا من هذا، قال: وسألته يوماً آخر عن مسألة فأجاب فيها، فقلت له: انه يروي فيها عن النبي كذا وكذا؛ فقال: حك هذا بذنب خنزيرة! وعقد الخطيب فصلا لما حكي عن أبي حنيفة من مستشنعات الالفاظ والافعال فليراجعه موسي جارالله في ص386 وما بعدها إلي ص 394، واذا راجع ترجمة ابي حنيفة في ص323، إلي ص423 من المجلد 13 من تاريخ بغداد هانت عليه الكلمة التي نقلها عن الامام عليه السلام. [ صفحه 58] فصل وقد تكلم ابن أبي ذئب في مالك بن انس بكلام فيه جفاء وخشونة، قال بن عبد البر [46] : كرهت ذكره وهو مشهور عنه. (قال): وكان ابراهيم

بن سعد يتكلم في مالك ابن انس أيضاً (قال): وكان ابراهيم بن يحيي يدعو عليه (قال): وتكلم في مالك ايضاً _ فيما ذكره الساجي في كتاب العلل _ عبد العزيز بن ابي سلمة، وعبدالرحمان بن زيد بن اسلم وابن اسحاق وابن ابي يحيي وابن ابي الزناد، وعابوا أشياء من مذهبه (قال): وتكلم فيه غيرهم إلي أن قال: وتحامل عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسداً لموضع امامته [47] قال: وعابه قوم في انكار المسح علي الخفين في الحضر والسفر؛ وفي كلامه علي علي وعثمان [48] وفي [ صفحه 59] فتياه بإتيان النساء في الاعجاز، وفي قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله، ونسبوه بذلك إلي مالا يحسن ذكره ا ه_. قلت: وقد طعن محمد بن اسحاق في نسب مالك [49] فكان بينهما من القدح والجرح مالا يجمل ذكره وهو مشهور عنهما. وقد شك في الامام الشافعي بعض الأعلام من معاصريه وغيرهم، وصرح بعدم وثاقته، من لا يستطيع موسي جارالله إلا الخضوع لعدالته، كابن معين وحسبك به اماماً في الجرح والتعديل، وتصريحه بهذا ثابت عنه من طرق صحيحة [50] وما زال أهل المذاهب ينتقد بعضهم بعضاً، ويزري بعضهم [ صفحه 60] علي بعض، حتي قال الامام جارالله الزمخشري: اذا سألوا عن مذهبي لم ابح به++ وأكتمه كتمانه ليَ أسلم فإن حنفيا قلت، قالوا: بأنه++ يبيح الطُّلا وهو الشراب المحرم وان مالكيا قلت، قالوا: بأنني++ أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم وإن شافعيا قلت، قالوا: بأنني++ ابيح نكاح البنت والبنت تحرم وإن حنبليا قلت، قالوا: بأنني++ ثقيل حلوليّ بغيض مجسم الابيات [51] . وقد علم المتتبعون ما كان في مرو علي عهد

السلطان محمود بن سبكتكين، إذ جمع فقهاء الشافعية والحنفية، والتمس الكلام في ترجيح أحد المذهبين علي الآخر. فكان ماكان ممالست أذكره++ فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر [52] . واذا طرق موسي جارالله باب قول العلماء بعضهم في بعض من كتاب جامع بيان العلم وفضله للامام ابن عبدالبر [ صفحه 61] يجد فيه أقوال الصحابة، وأئمة التابعين بعضهم في بعض، ما ينهنه به عن وجده، ويصغر له قول امامنا في أئمته، علي أن ذلك القول غير ثابت عن امامنا عليه السلام، ولو ثبت فإنما هو دون ما تلوناه من الأقوال وأهون مما لم نتله، فإنا تركنا أكداساً كثيرة من مثل هذا الطويل العريض. وقبل الفراغ من هذه المسألة لابد ان نعلن أنا لم نقصد إلي شيء من نشر هذه الصفحات، لولا ما اضطرنا هذا الرجل إلي ذلك، فان الافاضة بالبحث قد تملك زمام القلم فلا يستطيع الباحث له رداً، ولا سيما إذا كان البحث فقيراً للدفاع بمثل هذا البيان، وعلي كل فإنا نكبر الأئمة الأربعة، ونحترم مذاهبهم ونعرف قدرهم، ونستعظم أمرهم، ونقدر جهودهم وبلاءهم رضي الله عنهم.

تتعلق بالجهاد

قال: تعتقد الشيعة أن جهاد الامم الاسلامية لم يكن مشروعاً وهو اليوم غير مشروع، إلي ان قال: الجهاد مع [ صفحه 62] غير الامام المفترض طاعته حرام عند الشيعة مثل حرمة الميتة، وحرمة الخنزير الي آخر كلامه. (والجواب): أن هذا الرجل في كل ما ينقله عن الشيعة كراكب عمياء، في ليلة ظلماء، فان الجهاد ينقسم من جهة اختلاف متعلقاته خمسة اقسام. احدها الجهاد لحفظ بيضة الدين إذا أراد أعداء الله مسّها بسوء، وهموا بأن يجعلوا كلمتهم أعلا من كلمة الايمان بالله، وان يكون الشرع باسمهم مناقضاً لدين

الله عز وجل. ثانيها الجهاد لدفع العدو عن التسلط علي دماء المسلمين بالسفك واعراضهم بالهتك. ثالثها الجهاد للدفاع عن طائفة من المسلمين التقت مع طائفة من الكفار فخيف من استيلائهم عليها. رابعها الجهاد لدفعهم عن ثغور المسلمين وقراهم وأرضهم أو لا خراجهم منها بعد تسلطهم عليها بالجور، أو لجبر بيضة المسلمين بعد كسرها، واصلاحها بعد فسادها، والسعي في انقاذ المسلمين وبلادهم من أيدي الكفرة بالله عز وجل. ويجب الجهاد في هذه الأقسام الاربعة _ باجماع الشيعة _ [ صفحه 63] وجوبا كفائياً علي معني انه يجب علي الجميع، إلي أن يقوم به منهم من فيه الكفاية، فيسقط عن الباقين سقوطاً مراعي باستمرار القائم به، إلي أن يحصل الغرض المطلوب شرعاً، وتختلف الكفاية بحسب الحاجة، بسبب كثرة العدو وقلته، وضعفه وقوته. ومن قتل في كل من هذه الأقسام الأربعة من المؤمنين فهو من الشهداء السعداء، وله في الآخرة _ مع الاخلاص في النية _ ما أعده الله للشهداء بين يدي خاتم الانبياء صلي الله عليه وآله وسلم من الدرجات الرفيعة، والمساكن الطيبة والحياة الدائمة والرضوان الخالد، ويسقط عن الأحياء وجوب تغسيله وتحنيطه وتكفينه، إذا لم يكن عاريا فيدفن في ثيابه ودمائه، ولا ينزع عنه شيء سوي الفرو والجلد، وما كان بقاؤه عليه مضراً في حال الوراث، هذا إذا قتل في المعركة، ولم يدركه المسلمون وفيه رمق من الحياة. ولا فرق في وجوب الجهاد في كل هذه الأقسام الأربعة، بين حضور الامام وغيبته، و وجود المجتهد وعدم وجوده، فيجب علي الحاضرين من المسلمين والغائبين _ إن لم يكونوا مرابطين في الثغور _ أن ينفروا للجهاد تاركين عيالهم وأشغالهم وسائر مهماتهم، ويجب علي من كان [ صفحه 64]

ذا مال أو جاه أو سلاح أو رأي أو تدبير أو حيلة أن يبذل مالديه من ذلك، وتجب في هذا المقام طاعة الرئيس الناهض بهذه المهمة، العارفب بتسريب العساكر وتدريب الحرب، وإن لم يكن اماماً، ولا نائباً خاصاً، ولا مجتهداً _ لتعذر رياستهم في هذه الأيام _ وله أن يأخذ من أموال المسلمين ما يتوقف عليه الأمر؛ ويجب القيام بهذه الرئاسة علي كل من له الأهلية لها، وجوبا عينياً إذا انحصر الأمر فيه، وإلا كان الوجوب عليه كفائياً، وفقه الامامية، وحديثهم صريحان بهذا كله [53] . الخامس من أقسام الجهاد، ابتداء الكفار بجهادهم في سبيل دعوتهم إلي الإيمان بالله عز وجل، وغزوهم لأجل ذلك في عقر ديارهم، وبحبوحة قرارهم، وهذا المقام عندنا من خواص النبي صلي الله عليه وآله وسلم أو الامام النائب عن رسول الله نيابة صحيحة، أو المنصوب الخاص من احدهما فلا يتولاه [ صفحه 65] المجتهدون النائبون عن الامام أيام غيبته ولا عيرهم. وقد اختلط الأمر علي موسي جارالله فلم يعلم ان الممنوع من الجهاد عندنا في هذه الأيام إنما هو القسم الخامس دون الأربعة فانها واجبة، بحكم الضرورة من الدين الاسلامي، والمذهب الامامي، وجوبا كفائياً كما سمعت. والحرب قد بانت لها الحقائق++ وظهرت من بعدها مصادق وشهدت يوم دارت رحاها العالمية، بآن علماء الامامية، كانوا في ساحتها من أرسخ المجاهدين قدماً، واعلاهم همما، وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة؛ قد لبسوا يوم القرنة في العراق لحرب لا متها وادّرعوا لها بدرعها، وكان في مقدمتهم الامامان المجاهدان الشيخ فتح الله المدعو شيخ الشريعة الاصفهاني، والشريف الوحيد السيد محمد سعيد الحبوبي الحسيني، وهما يومئذ من أجل مجتهد الشيعة في العراق، ومن أكبر شيوخ الاسلام علي

الاطلاق، وكان الشيخ قد أربي علي الثمانين، والسيد قد ذرف عليها، فلم يمنعهما ضعف الشيخوخة؛ ودقة عظمها، ورقة جلدها، عن قيادة ذلك الجيش اللهام، المحتشد من العلماء الاعلام، والفضلاء الكرام، والأبرار الأخيار [ صفحه 66] من أهل السوابق في نصرة الاسلام، وقد أبلوا في الجهاد بلاء حسناً لم يكن له نظير، حتي جاءهم من العدو مالا قِبَل لهم به، فتحرّفوا للقتال، وتحيزوا إلي فئتهم يستنفرونها للكفاح؛ فكان ما كان من سقوط العثمانيين وانجلائهم عن العراق، فقضي الشيخ والسيد نحبهما أسفاً ولهفا، وماتا وجداً وكمداً، فلحقا بالشهداء، وكانا من السعداء في دار البقاء، رفع الله درجتهما كما شرف خاتمتهما.

تتعلق بحديث أئمة العامة و حاله عند أئمتنا

قال: ادعت كتب الشيعة أن الأئمة كانت تنكر كل حديث يرويه إمام من أئمة العامة، وأن موسي بن جعفر قد أنكر كل حديث رواه مالك إمام المذهب، إلي أن قال: وكان الصادق يأمر بما خلاف أهل السنة والجماعة الخ. (الجواب): أن الشيعة تري أن الكذب علي أئمة أهل البيت كالكذب علي الله ورسوله، موبقة توجب دخول النار وهو عندهم من مفطرات الصائم في شهر رمضان، وحديثهم [ صفحه 67] وفقههم صريحان بذلك، فثقاتهم لاُيتّهمون في النقل عن ائمتهم أبداً، علي أن فيهم من الورع والعبقرية ما يسمو بهم عن كل دنية، إذا كانت أئمة العترة الطاهرة تنكر حديث من ذكرهم موسي جارالله فما ذنب الشيعة؟ وقد بلغه القدح في أئمته عن كثير من سلفه الصالح [54] فلم يره شيئاً نكراً، بل لعله بوسع الجارحين عذرا، فلما بلغه بعض الشيء عن أئمة أهل البيت مزّق كل فروة، وجبّ كل ذروة. والامام الكاظم أعرف الناس بمالك، كانا في بلد واحد، وعصر واحد، وقد انتهي اليه ميراث السنن عن

جده رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وتصافق الناس علي علمه و ورعه، وزهده وكظمه الغيظ، وتجاوزه عمن أساء اليه، وانقطاعه إلي الله مخلصاً له في العبادة، ناصحاً لعباده في الارشاد والافادة، فكان الواجب ان يستغرب الناس من الامام مالك عدم سماعه منه، فإن الموطأ خلو من حديثه عليه السلام [55] وأغرب من هذا ان مالكا [ صفحه 68] كان لا يروي عن الام الصادق علي ما قيل [56] حتي يُضم اليه أحد، والشيخان كلاهما لم يخرجا شيئا عن الكاظم، ولا عن الرضا، ولا عن الجواد، ولا عن الهادي، ولا عن الزكي الحسن العسكري [57] ولا عن الحسن بن الحسن، ولا عن الشهيد زيد بن علي بن الحسين، ولا عن يحيي بن زيد، ولا عن النفس الزكية محمد بن عبدالله الكامل بن الحسن الرضا بن الحسن السبط، ولا عن أخيه ابراهيم بن عبدالله، ولا عن الحسين شهيد فخ، ولا عن يحيي بن عبدالله بن الحسن، ولا عن أخيه ادريس ابن عبدالله، ولا عن محمد بن جعفر الصادق، ولا عن محمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن المعروف بابن طباطبا، ولا عن اخيه القاسم الرسي، ولا عن محمد بن محمد بن زيد بن علي، ولا عن محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف ابن زين العابدين صاحب الطالقان المعاصر للبخاري، ولا عن غيرهم من أعلام العترة الطاهرة، كعبدالله بن الحسن، [ صفحه 69] وعلي بن جعفر العريضي، واخرجه اسماعيل بن جعفر واسحاق ابن جعفر، وغيرهما من ثقل رسول الله، وبقيته في امته، صلي الله عليه وآله وسلم، حتي انهما لم يرويا شيئا من حديث سبطه الأكبر وريحانته من الدنيا الامام

أبي محمد الحسن المجتبي سيد شباب أهل الجنة. نعم رووا أباطيل مختلقة افتراء علي الامام زين العابدين وسيد الساجدين عن ابيه سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء وأنا أتلو عليك ما أخرجه البخاري من ذلك، فأقول: أخرج هذا الشيخ [58] عن الزهري من طريقين، قال: أخبرني علي ابن حسين، أن حسين بن علي؛ أخبره أن علي بن أبي طالب، قال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم طرقه وفاطمة، فقال لهم: الا تصلون؟ فقال علي: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حين قال له ذلك ولم يرجع اليه شيئا، ثم سمعه وهو مدبر يضرب فخذه، وهو يقول: وكان الانسان أكثر شيء جدلا، واخرج [ صفحه 70] الشيخ البخاري عن الزهري أيضاً [59] قال: أخبرنا علي بن حسين، أن حسين بن علي، أخبره أن عليا قال: كان لي شارفان من نصيبي من المغنم يوم بدر، فلما أدرت أن أبتني بفاطمة عليهما السلام واعدتُ رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بأذخر فأردت أن أبيعهما من الصواغين فنستعين بذلك علي وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفيّ من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلي جنب حجرة رجل من الأنصار، حتي جمعت ما جمعت، فإذا أنا بشارفيّ قد أجِبّت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت المنظر، قلت: من فعل هذا؟ قالوا: حمزة وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار، عنده قينة وأصحابه، فقالت القينة وأصحابه، فقالت القينة في غنائها: ألا ياحمز للشرف النواء، فوثب حمزة إلي السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما، قال علي. فانطلقت

حتي دخلت علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وعنده زيد بن حارثة، وعرف النبي الذي لقيتُ فقال: مالك؟ فقلت: يارسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة [ صفحه 71] علي نا قتيّ فأجب اسنمتهما وبقر خواصرهما، وهاهوذا في بيت معه شرب، فانطلق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يمشي حتي جاء البيت الذي فيه حمزة فطفق النبي يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه، فنظر إلي النبي، ثم صعّد النظر، فنظر إلي ركبتيه، ثم صعد النظر، فنظر إلي وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي الحديث. قلت: هذا هو العلم الذي يؤثره البخاري عن علي بن حسين عن حسين بن علي عن علي بن أبي طالب، وكأنه ماصح لديه عنهم سوي أن أخا الرسول وبضعته الزهراء البتول كانا ينامان عن الصلاة؛ وأن هارون هذه الامة وأبا شبرها وشبيرها ومشبرها كان مشبرها كان اكثر شيء جدلا، وان سيد الشهداء اسد الله واسد رسوله الذي خصه بسبعين تكبيرة عند الصلاة عليه كان يشرب الخمر، ويأكل الميتة من يد القينة، ويقول الهجر والكفر، نعوذ بالله من هذه الأضاليل؛ والله المستعان علي هذه الأباطيل، وقد استوفينا الكلام عليها في كتابنا _ تحفة المحدثين _ بما لا مندوحة للباحثين المدققين عن الوقوف عليه، وإني والله لأعجب من الشيخ البخاري يروي عن الف ومئتين.

تتعلق بتنزيل بعض الآيات و تأويلها

قال: في كتب الشيعة أبواب في آيات نزلت في الأئمة والشيعة؛ وآيات نزلت في كفر فلان وفلان؛ وكفر من اتبعهما، والآيات تزيد علي مئة، ثم سأل عن رأينا في تنزيلها وفي تأويلها [60] . (فأقول): أما ما نزل في فضل الأئمة من أهل البيت وشيعتهم فمسلم بحكم الضرورة من علم

التفسير بالمأثور من السنن، وبحكم ما ثبت في السنة المقدسة من أسباب النزول، وقد قال [ صفحه 77] ابن عباس: نزل في علي (وحده) ثلاث مئة آية [61] وقال غيره نزل فيهم ربع القرآن، ولا عجب فانهما الثقلان لا يفترقان ومن آثر التفصيل فعليه بكتاب غاية المرام المنتشر في بلاد الاسلام [62] وحسبه المراجعة 12 من مراجعاتنا، ويكفيه الفصل الأول من الباب 11 من الصواعق المحرقة لا بن حجر، ومن كان في قلبه مرض فعليه، بكلمتنا الغراء فانها الشفاء من كل داء. وأما نزول شيء من القرآن في كفر فلان وفلان، فانه مما نبرأ إلي الله منه، والبلاء فيه انما جاء من بعض غلاة المفوضة، وربما كان في كتبهم فرآه هذا الرجل فيها فرمي البريء بحجر المسيء، شأن الجهال، بحقائق الأحوال، ومن تدبر آيات المنافقين في الذكر الحكيم وجدها تعطفهم علي الكفار وتارة نحو قوله تعالي (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) وتعطف الكفار [ صفحه 78] عليهم تارة أخري، نحو قوله عز اسمه (وعد الله المنافقين والمنافقات نار جهنم خالدين فيها) [63] وهذا يشعر بتغايرهما، فالقرآن إذن لا يكفر المنافقين مع ما كانوا عليه من الايذاء لرسول الله، والسعي في اطفاء نور الله، وقد صدع بذمهم ولعنهم و وعيدهم، ومع هذا كله فقد فتح لهم بابا [64] إلي رحمته الواسعة إذ قال عز من قائل (ويعذب اللمنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً) [65] .

في التقية

قال: ولكتب الشيعة في حيلة التقية غرام قد شغفها حبا الخ. (فاقول): ان اخواننا من أهل السنة _ اصلح الله شؤونهم _ يستفظعون أمر التقية، وينددون بها، ويعدونها وصمة في الشيعة، مع أن العمل

بها عند الخوف علي النفس أو [ صفحه 79] العرض أو المال مما حكم بوجوبه الشرع والعقل، واتفقت عليه كلمة اولي الألباب من المسلمين وغيرهم، فالتقية غير خاصة بالشيعة وإن توهم ذلك بعض الجاهلين، وقد هبط بها الروح الأمين، علي قلب سيد النبيين والمرسلين صلي الله عليه وآله وسلم فتلا عليه [66] (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا آن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والي الله المصير) وتلا عليه مرة أخري [67] (من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب الله ولهم عذاب عظيم). والصحاح الحاكمة بالتقية عند الاضطرار اليها متواترة، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة، وحسبك ماصح علي شرط الشيخين، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن ابيه [68] . [ صفحه 80] قال: أخذ المشركون عماراً فلم يتركوه حتي سب النبي صلي الله عليه وآله وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلما أتي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: ما وراءك؟ قال: شر يارسول الله ماتُركت حتي نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، قال صلي الله عليه وآله وسلم: كيف تجد قلبك قال: مطمئن بالايمان، قال صلي الله عليه وآله وسلم: إن عادوا فعد، وصح علي شرط الشيخين ايضاً عن ابن عباس في تفسير قوله تعالي: (إلا أن تتقوا منهم تقاة) قال: التقاة التكلم باللسان، والقلب مطمئن بالايمان، فلا يبسط يده فيقتل الحديث [69] قلت هذا حكم الشرع كتابا وسنة، والعقل بمجرده حاكم بهذا لو كانوا ينصفون. وقد مني الشيعة بملوك الجور، وولاة الظلم، فكانوا يسومونهم

سوء العذاب يقطعون ايديهم وارجلهم، ويصلبونهم علي جذوع النخل، ويسملون أعينهم، ويصطفون أموالهم، [ صفحه 81] كانت سياستهم الزمنية تقتضي هذه الجرائم، وكانوا يعولون في ارتكابها علي الظن والتهمة، وكان قضاتهم من علماء السوء والتزلف، يتقربون اليهم بما يبيح لهم ما كانوا يرتكبون، فاضطرت الشيعة وأئمة الشيعة عندها إلي التقية مخافة الاستئصال جريا علي قاعدة العقلاء والحكماء والأتقياء في مثل تلك الشدائد، وكان عملهم هذا دليلا علي عقلهم وحكمتهم وفقههم، وماكان الله عز وجل ليمنعهم _ والحال هذه _ من التقية وهو القائل تبارك اسمه (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها) وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: بعثت بالحنيفية [70] السمحة السهلة. ولكن أهل البطر يعدّون التقية من مساوي الشيعة _ فويل للشجي من الخلي _ ولو ابتلوا بما ابتلي به الشيعة لأخلدوا إلي التقية، وقبعوا فيها قبوع القنفذ، كما فعل أهل السنة إذ اتقوا شر جنكيز خان وهلاكو حقناً لدمائهم، وما يصنع الضعيف العاقل [ صفحه 82] إذا ابتلي بالشديد الغاشم، ولما دعا المأمون إلي القول بخلق القرآن أجابه كثير من أبرار أهل السنة الي ذلك بألسنتهم، وقلوبهم منعقدة علي القول بقدمه، فأظهروا له خلاف مايدينون به تقية منه، كما يفعله المسلمون اليوم في الحجاز؛ حيث لايتظاهرون بالأقوال والأعمال التي لاتجوز شرعاً في مذهب الوهابية، كزيارة قبور الأولياء، وتقبيل الضريح النبوي الأقدس، والتبرك به وكالاستغاثة بسيد الأنبياء، والتوسل به الي الله عز وجل في غفران الذنوب، وكشف الكروب، فإن الحجاج وغيرهم من سنيين وشيعيين لا يتظاهرون بشيء منها تقية من

الفتنة وخوفاً من الأذي، بل لا يتظاهرون بالأدعية المستحبة عندهم في تلك المواقف الكريمة والمشاهد العظيمة، عملا بالتقية. وذكر ابن خلدون في الفصل الذي عقده لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة مذاهب أهل السنة، وانتشار مذهب أبي حنيفة في العراق، ومذهب مالك في الحجاز، ومذهب احمد في الشام وفي بغداد، ومذهب الشافعي في مصر، وهنا قال ما هذا لفظه: ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة وتداول بها فقه أهل البيت، وتلاشي من سواهم، [ صفحه 83] الي أن ذهبت دولة العبيديين من الرافضين علي يد صلاح الدين يوسف بن أيوب ورجع اليهم فقه الشافعي ا ه_. قلت: من تأمل بهذا علم ان أهلل السنة في مصر أخذوا بالتقية أيام الفاطميين أكثر مما أخذبها الشيعة أيام معاوية ويزيد وبني مروان والعباسيين والسلجوقيين والأيوبيين والعثمانيين وغيرهم، وشتان بين خوف اهل مصر من الفاطميين، وخوف الشيعة من تلك الدول، ولا سيما الدولة الاموية، فقد كان ملوكها وعمالها وعلماؤها ورؤساؤها والعامة بأجمعها لا يتحملون ولا يطيقون ذكر الشيعة، وكانت الكلمة متفقة علي سحقهم ومحقهم فلولا خلودهم إلي التقية مابقيت منهم هذه البقية، فأي مسلم أو غير مسلم يرتاب في جوازها لهم؟ ولا سيما بعد أن صدع القرآن بها، ونص في آيتين محكمتين علي اباحتها، ومن يشك في ذلك بعد أن قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعمار: ان عادوا فعد، واذا جاز لعمار ان يعود الي سب النبي تقية فأي شيء بعد هذا لا تبيحه التقية؟. علي أن النفوس بفطرتها مجبولة عليها في مقام الخوف، كما لا يخفي علي كل ذي نفس ناطقة وموسي جارالله ندد أولا بها ثم اعترف، فقال ما هذا [

صفحه 84] لفظه: نعم التقية في سبيل حفظ حياته وشرفه، وفي حفظ ماله وفي حماية حق من حقوقه واجبة علي كل احد إماما كان أو غيره. قلت: تعالوا وانظروا بمن ابتلاني، كأن الشيعة وأئمتهم يأخذون بالتقية حيث لا خوف علي حياتهم، ولا علي شيء من حقوقهم، الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به هذا الرجل من الحمق، ولو شاء لفعل. وأحمق من كلمته هذه تسوره علي مقام الأئمة من آل محمد اذ يقول: أما التقية بالعبادة بأن يعمل الامام عملا لم يقصد به وجه الله، وانما أتاه وهما خوفا من سلطان جائر، والتقية بالتبليغ بأن يسند الامام الي الشارع حكما لم يكن من الشارع، فإن مثل هذه التقية لا تقع أبداً أصلا من امام له دين، ويمتنع صدورها من امام معصوم، وحمل رواية الامام وعبادة الامام علي التقية طعن علي عصمته، وطعن علي دينه، الي آخر هذيانه في طغيانه، وكأنه وجد مما تؤآخذ عليه أئمة العترة في عملهم بالتقية أمرين. احدهما انهم كانوا يعملون أعمالا لايقصدون بها وجه الله [ صفحه 85] وانما يعملونها خوفاً من الجائر. والجواب: أن هذا خطأ واضح، فانهم عليهم السلام كانوا يقصدون وجه الله في كل ما يعملون، واخذهم بالتقية كان من افضل اعمالهم التي قصدوا بها وجه الله، لأنها السبب الوحيد في حياتهم وحياة شيعتهم، وبها كان إحياء امرهم، وانتشار دعوتهم، ولو قلنا لحضرة هذا _ الفيلسوف _ دلنا علي مورد من اعمالهم التي لم يقصد بها وجه الله لأحرجنا موقفه. الثاني انهم كانوا يسندون إلي الشارع علي سبيل التقية احكاماً لم تكن صادرة منه علي مذهبهم ومعتقدهم، وهذا مما لاتبيحه التقية لامام له دين. والجواب: ان هذا كسابقه

خطأ واضح، فإن أئمة أهل البيت أعدال الكتاب، وبهم يعرف الصواب، وكانوا ذوي مذهب تلقوه عن جدهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؛ وكان من مذهبهم ان التقية تبيح بالمسأئل الخلافية أن يفتوا اهل الخلاف لهم بما جاء عن أئمتهم، ويفتوا شيعتهم بمايرونه الحق في مذهبهم، فتعارض النقل عنهم بسبب ذلك، لكن العلماء من أوليائهم، العارفين بأسرارهم، محصوا تلك الأحكام المأثورة عنهم في [ صفحه 86] الأخبار المتعارضة، فعرفوا ما كان منها لمخالفيهم فصرحوا بحمله علي التقية، وما كان منها لأوليائهم فتعبدوا به. أما ما اقترحه موسي جارالله علي أئمة أهل البيت من السكوت عن الفتوي في مقام التقية ففي غير محله، لأن الله عز وجل أخذ علي امثالهم ان يصدعوا بأحكامه، ويبينوا للناس ما اختلفوا فيه من شرائعه، وقد فعلوا ذلك ببيانها لأوليائهم علي مايقتضيه مذهبهم، واضطروا الي بيانها لمن سألهم عنها من مخالفيهم علي ما تقتضيه مذاهب المخالفين لهم، ولو لم يؤثر عنهم الثاني لحلت بهم اللأواء، ونزل بهم البلاء، وإذا أباحت التقية لعمار ما أباحته من سب رسول الله وذكر الأوثان بخير كما سمعت، فبالأحري أن تبيح للامام افتاء مخالفيه بما تقتصيه مذاهبهم، وأي مانع من هذا يامسلمون؟. قال موسي جارالله: وعلي امير المؤمنين عليه وعلي اولاده السلام كان يحافظ علي الصلوات، ويراعي الأوقات، ويحضر الجماعات، ويصلي المكتوبات، ويصلي صلاة الجمعة مققتديا خلف الأول والثاني والثالث كان يقصد بها وجه الله فقط؛ ولم يكن يصلي صلاة إلا تقربا وتقوي واداء الخ. [ صفحه 87] قلت: حاشا امير المؤمنين ان يصلي الا تقربا لله واداء لما امره الله به، وصلاته خلفهم ماكانت الا لله خالصة لوجهه الكريم، وقد اقتدينا به عليه السلام

فتقربنا الي الله عز وجل بالصلاة خلف كثير من ائمة جماعة اهل السنة، مخلصين في تلك الصلوات لله تعالي، وهذا جائز في مذهب اهل البيت، ويثاب المصلي منا خلف الامام السني كما يثاب بالصلاة خلف الشيعي، والخبير بمذهبنا يعلم انا نشترط العدالة في امام الجماعة اذا كان شيعياً، فلا يجوز الائتمام بالفاسق من الشيعة ولا بمجهول الحال، اما السني فقد يجوز الائتمام به مطلقا.

في كتب الشيعة ان عليا امير المؤمنين طلق فلانه ثم نقل خبرين آخرين من هذا القبيل

قال: في كتب الشيعة ان عليا امير المؤمنين طلق فلانه ثم نقل خبرين آخرين من هذا القبيل. (فأقول): هذه الأخبار وامثالها لا أثر لها عندنا علما ولا عملاً، فهي غير معتبرة بالاجماع، ويوشك ان يكون هذا الرجل وجدها في حديث المفوضة، فإن البلاء فيها وفي امثالها انما جاء منهم، لكن النواصب أبوا إلاّ أن يحملونا من أوزار الغالية مايشاؤون أو يشاء ورعهم في النقل كما بيناه في فصولنا [ صفحه 88] المهمة [71] والله المستعان علي مايصفون.

تتعلق بعول الفرائض

وهو نقصان التركة عن ذوي السهام كأختين وزوج، فإن للأختين الثلثين، وللزوج النصف [72] . وقد التبس الأمر فيها علي الخليفة الثاني إذ لم يدر أيهم قدم الله فيها ليقدمه، وأيهم أخر ليؤخره، فقضي بتوزيع النقص علي الجميع بنسبة سهامهم، وهذه غاية مايتحراه من العدل مع التباس [ صفحه 89] الأمر عليه، لكن علماء اهل البيت ولا سيما الاثنا عشر من أئمتهم، عرفوا المقدم عندالله فقدموه، وعرفوا المؤخر فأخروه _ واهل البيت أدري بالذي فيه _ قال الباقر عليه السلام: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول: إن الذي أحصي رمل عالج ليعلم ان السهام لا تعول علي ستة [73] لو يبصرون وجهها وكان ابن عباس يقول: من شاء باهلته عند الحجر الأسود ان الله لم يذكر في كتابه نصفين وثلثا، وقال ايضا: سبحان الله العظيم أترون ان الذي احصي رمل عالج عدداً جعل في [ صفحه 90] مال نصفا ونصفا وثلثا؟ هذان النصفان قد ذهبا بالمال، فأين موضع الثلث؟ فقيل له: يا ابا العباس فمن اول من اعال الفرائض؟ فقال: لما التفت الفرائض عند عمر ودفع بعضها بعضا، قال: والله ما ادري أيكم قدم الله، وأيكم أخر،

وما اجد شيئاً هو أوسع من أن أقسم عليكم هذا المال بالحصص، قال ابن عباس: وأيم الله لو قدمتم من قدم الله، واخرتم من اخر الله، ما عالت الفريضة، فقيل له: ايها قدم الله وايها أخر؟ فقال: كل فريضة لم يهبطها الله إلا إلي فريضة فهذا ما قدم الله، واما ما أخر فكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يكن لها إلا مابقي، فتلك التي اخر (قال): فاما التي قدم فالزوج له النصف فإذا دخل عليه مايزيله عنه رجع إلي الربع لا يزيله عنه شيء، ومثله الزوجة والأم. «قال»: وأما التي أخر ففريضة البنات والاخوات لها النصف والثلثان فاذا ازالتهن الفرائض عن ذلك لم يكن لهن إلا مابقي، «قال»: فإذا اجتمع ما قدم الله وما أخر، بُديء بما قدم فأعطي حقه كاملا، فإن بقي شيء كان لما أخر، الحديث أورده شيخنا الشهيد الثاني في الروضة قال: وانما ذكرناه مع طوله [ صفحه 91] لا شتماله علي امور مهمة. قلت: واخرج الحاكم في كتاب الفرائض صفحة 340 من الجزء الرابع من المستدرك عن ابن عباس، أنه قال: أول من أعال الفرائض عمر، وأيم الله لو قدم من قدم الله وأخر من أخر الله، ما عالت فريضة، فقيل له: وايها قدم الله وأيها أخر؟ فقال: كل فريضة لم يهبطها الله عز وجل عن فريضة إلا إلي فريضة فهذا ماقدم الله عز وجل، وكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يكن لها إلا مابقي، فتلك التي أخر الله عز وجل كالزوج والزوجة والام، والذي أخر كالأخوات والبنات فإذا اجتمع من قدم الله عز وجل ومن اخر بديء بمن قدم فأعطي حقه كاملا، فإن بقي شيء كان لمن أخر،

الحديث. قال الحاكم بعد ايراده: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه، قلت: والذهبي لم يتعقبه إذا أورده في التلخيص إذعانا بصحته، وقد أجمع أهل البيت علي مفاده، وأخبارهم بذلك متضافرة، لكن موسي جارالله ممن لا يأبه بذلك، إذ يقول: وكتب الشيعة وإن ردّت القول بالعول وانكرت علي الامة [74] . [ صفحه 92] إعالة الفرائض إنها لم تنج من اشكال ابن عباس والامام الباقر: إن الذي أحصي رمل عالج لم يجعل في مال نصفاً وثلثين ولانصفاً ونصفاً وثلثاً مثلا فان إدخال النقص في المؤخر اخذ بقسم كبير من العول، ولا يدفع اصل الاشكال إلي آخر كلامه الملحق بالهذيان وكيف يكون إدخال النقص علي المؤخر عندالله عولا يامسلمون؟ أترون هذا الرجل يري ان من مصاديق العول تقديم الوارث شرعاً علي غير الوارث شرعاً؟ وإذاً فالعول مما لا بد منه ولا مناص عنه ابداً، ولو كان هذا الرجل من أولي الألباب لعلم ان من أخره الله في الارث لا حق له مع وجود من قدمه الله عليه في ذلك، وحيث لا معارضة بينهما فلا إشكال، والي هذا اشار ابن عباس بقوله رضي الله عنه: أترون الذي احصي رمل عالج عدداً جعل في مال نصفاً ونصفاً وثلثاً الخ. يعني انه انما فرض هذه الفرائض حيث لا تعارض، ومحال عليه ان يفرضها مع التعارض، والخليفة الثاني يعلم ذلك لكنه لم يعرف ايهم قدم الله ليقدمه، وايهم اخر ليؤخره، فلما التبس الأمر عليه قضي بتوزيع النقص علي الجميع بنسبة سهامهم كما صرح به فيما سمعته من كلامه، وقوله: والله ما أدري ايكم قدم الله [ صفحه 93] وايكم اخر؟ نص صريح بأن الله قدم في سورة التعارض بعضهم

واخر بعضا، وكفي بهذا دليلا علي عدم المعارضة فيما فرضه الله تعالي وحجة علي ان الله عز وجل لم يجعل في مال نصفاً ونصفاً وثلثاً، وانه إنما جعل هذه الفرائض لأربابها حيث لا تتعارض، اما مع التعارض فيقدم منهم من قدمه الله ويؤخر من اخره عز وجل، وحيث التبس المقدم والمؤخر علي الخليفة اضطر إلي العول، إذ وجده اقرب المجازات الي حقيقة العدل المتعذرة عليه. ولموسي جارالله هنا من الغلط والشطط ما يعرفه كل من وقف علي كلامه، وذلك حيث نقض علي الباقر وابن عباس في امرأة ماتت عن زوج وام واختين، قال: فالزوج فرضه بتسمية القرآن النصف، والاختان لهما بتسمية القرآن الثلثان [75] والام لها في حكم القرآن الثلث او [ صفحه 94] السدس (قال) والسهام في تسمية القرآن الكريم زائدة، والنقص في جميع السهام وهو العول العادل [76] او في سهم المؤخر فقط، وهو العول الجائر [77] ضروري اقتسمته [ صفحه 95] الامة والشيعة [78] (قال): والذي قسم المال وسمي السهام هو الذي احصي رمل عالج، بل وجميع ذرات جميع الكائنات [79] (قال): ويغلب علي ظني ان القول: بأن لا عول عند الشيعة قول ظاهري قيل بباديء الرأي عند بيان الاختلاف رداً لمذهب الامة [80] فإن العول هو النقص [81] فإن كان النقص في جميع السهام بنسبة متناسبة فهو العول العادل اخذت به الامة، وقد حافظت علي نصوص الكتاب [82] وان كان النقص [ صفحه 96] في سهم المؤخر فقط فهو العول الجائر، اخذت به الشيعة [83] وخالفت به نصوص الكتاب، «قال»: والاشكال الذي تحير فيه ابن عباس وانتحله الامام الباقر ثابت راس [84] «قال»: ولا اريد اليوم كما اراد ابن عباس في

يومه ان ابتهل او اباهل في المسألة احدا، وانما اريد ان تعلموني مما علمتم في ازالة الاشكال رشداً، هذا كلامه فأقول له متمثلا: لو كنت تعلم ما اقول عذرتني++ أو كنت أجهل ما اقول عذلتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني++ وعلمت أنك جاهل فعذرتكا [ صفحه 97] فصل قال هذا المسكين: أعجبني دين الشيعة في تحريم كل شراب يسكر كثيره، قليله حرام، حتي أن المضطر لا يشرب الخمر ساعة الاضطرار، إلي ان قال: ولم يعجبني فتواهم في جزيئات مسائل الربا، و وجدت ما طالعته من كتب الشيعة مقصرة في بيان مسائل الربا الخ. (فأقول): دين الشيعة إنما هو الاسلام الذي بعث الله به خاتم الرسل وسيد الأنام، محمداً عليه وآله الصلاة والسلام، فلا معني لقول هذا الرجل: أعجبني دين الشيعة (كبرت كلمة تخرج من افواهمم) وقد صدق فيها نقله عن الشيعة من تحريم كل شراب يسكر، غير انه اخطأ فيما نقله عنهم من حكم المضطر، إذ يجوز عندهم تناول المحرم عند خوف التلف بدون تناوله، أو حدوث المرض أو زيادته، او الضعف المؤدي الي التخلف عن الرفقة مع ظهور امارة العطب علي تقدير التخلف، او غير ذلك من سائر مصاديق الاضطرار، والظاهر عدم الفرق في هذا الحكم بين الخمر وغيرها من المحرمات، كالميتة والدم ولحم [ صفحه 98] الخنزير، وان كان هذا غير الخمر موضع وفاق، أما فيها فمحل خلاف، والظاهر جواز استعمالها عند الاضطرار لعموم الآية [85] الدالة علي جواز تناول المضطر، والأخبار المانعة من استعمالها مطلقاً محمولة علي تناولها لطلب الصحة لا لطلب السلامة من التلف، نعم يجب تقدير الضرورة بقدرها في الخمر وغيرها من المحرمات، ولو قام غير الخمر مقامها قدم عليها، وان

كان محرماً لاطلاق النهي الكثير عنها، والتفصيل في هذا كله موكول الي مظانه [86] من فقه الامامية. اما قول هذا الرجل: لم يعجبني فتواهم في جزئيات مسائل الربا، و وجدت ما طالعته من كتب الشيعة مقصرة في بيان مسائل الربا الخ. (فأقول) في جوابه: [ صفحه 99] والبدر تستصغر الأبصار رؤيته++ والذنب للطرف ليس الذنب للقمر ومن راجع فقه الاماامية وحديثهم، وجدهما لا يغادران صغيرة ولا كبيرة من مسائل الربا إلا أحصياها، وانا أحيل الباحثين عن ذلك علي مباحث الربا من باب التجارة من كتاب شرائع الاسلام وشروحه، كجواهر الكلام، وهداية الانام، ومسالك الافهام، وغيرها كقواعد العلامة، وشروحها مفتاح الكرامة، وجامع المقاصد، وغير ذلك من الالوف المؤلفة المنتشرة في بلاد الاسلام، وحسبه من كتب الحديث، وسائل الشيعة إلي أح شريعة.

تتعلق في البداء والمتعة والبراءة والمسح علي الخفين فهنا اربعة مباحث

«المبحث الأول» في البداء وقد زعم النواصب أنا نقول: بأن الله عز وجل قد يعتقد شيئاً ثم يظهر له أن الأمر بخلاف ما اعتقد، وهذا افك منهم وبهتان، وظلم لآل محمد وعدوان، [ صفحه 100] وحاشا أهل البيت وأولياءهم أن يقولوا بهذا الضلال المبين المستحيل علي الله عز وجل، فإن علم الله تعالي عين ذاته عندهم، فكيف يمكن دخول التغيير والتبديل فيه لو كان النواصب ينصفون؟ وحاصل ما تقوله الشيعة هنا: أن الله عز وجل قد ينقص من الرزق وقد يزيد فيه، وكذا الأجل والصحة والمرض والسعادة والشقاء، والمحن والمصائب والايمان والكفر وسائر الأشياء كما يقتضيه قوله تعالي (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب). وهذا مذهب عمر بن الخطاب وابن مسعود [87] وابي وائل وقتادة [88] وقد رواه جابر عن رسول الله وكان كثير من السلف الصالح يدعون ويتضرعون إلي الله تعالي

ان يجعلهم سعداء لا أشقياء، وقد تواتر ذلك عن أئمتنا [ صفحه 101] في أدعيتهم المأثورة، وورد في السنن الكثيرة ان الصدقة علي وجهها، وبر الوالدين، واصطناع المعروف، يحوّل الشقاء سعادة، ويزيد في العمر [89] وصح عن ابن عباس انه قال: لا ينفع الحذر من القدر، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر [90] . هذا هو البداء الذي تقول به الشيعة تجوزوا في اطلاق البداء عليه بعلاقة المشابهة، لأن الله عز وجل اجري كثيراً من الأشياء التي ذكرناها علي خلاف ما كان يظنه الناس فأوقعها مخالفة لما تقتضيه الامارات والدلائل، وكان مآل الامور فيها مناقضاً لأوائلها، والله عز وجل هو العالم بمصيرها ومصير الأشياء كلها، وعلمه بهذا كله قديم أزلي، لكن لما كان [ صفحه 102] تقديره لمصير الامور فيها يخالف تقديره لأوائلها، كان تقدير المصير أمراً يشبه البداء، فاستعار له بعض سلفنا الصالح هذا اللفظ مجازاً، وكأن الحكمة قد اقتضت يومئذ هذا التجوز، وبهذا رد بعض أئمتنا قول اليهود: إن الله قدر في الأزل مقتضيات الأشياء، وفرغ الله من كل عمل إذ جرت الاشياء علي مقتضياته، قال عليه السلام: بأن لله عز وجل في كل يوم قضاء مجدداً بحسب مصالح العباد لم يكن ظاهراً لهم، وما بدا لله في شيء إلا كان في علمه الأزلي. فالنزاع في هذه المسألة بيننا وبين اهل السنة لفظي، لأن ما ينكرونه من البداء الذي لا يجوز علي الله عز وجل تبرأ الشيعة منه، وممن يقول به براءتنا من الشرك بالله ومن المشركين، وما يقوله الشيعة من البداء بالمعني الذي ذكرناه يقول به عامة المسلمين، وهو مذهب عمر بن الخطاب وغيره كما سمعت، وبه جاء التنزيل (يمحو

الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) (يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن) أي كل وقت وحين يحدث أموراً ويجدد احوالاً من اهلاك وانجاء وحرمان واعطاء، وغير ذلك كما روي عن.

فلسفة اشترعها دستورا مكرما! لتوحيد كلمة الاسلام اليوم

فلسفة اشترعها دستوراً مكرماً! لتوحيد كلمة الاسلام اليوم. قال: كل يعلم وكلنا نعلم أن البيوت الاموية والهاشمية والعباسية كانت بينها تراث وثارات وعداوات قديمة وحديثة [ صفحه 140] لم تكن إلا خصائص بدوية عربية قد كانت، وضرت الاسلام ثم زالت بزوال أهلها، ووقعت بها فقط في تاريخ الاسلام أمور منكرة لم تقع في غيره، وليس فيها اثم ولا أثر لأهل الاسلام، ولا لأهل السنة. الي آخر كلامه، ثم استرسل في امور تاريخية كابر فيها صحاح التاريخ، وصادر فيها قواطع الأدلة [91] وتفلسف فلسفته المعلومة فأملي علي الشيعة ارادته السنية في توحيد الكلمة. وإنما أعرضنا عن بيانها إذ لم يأت بشيء غير ابداء رآيه واظهار مافي نفسه من المضمرات للشيعة، وايقاد نار الفتنة بين المسلمين بالافك والبهتان، والظلم والعدوان وهو مع ذلك يزعم أنه يعبد الطريق الوحيد الي توحيد كلمة الاسلام. أوردها سعد وسعد مشتمل++ ما هكذا تورد ياسعد الابل ان الطريق الوحيد إلي الوحدة الاسلامية بين طوائف المسليمن، انما هو تحرير مذاهبهم، والاكتفاء من الجميع بالمحافظة علي الشهادتين، والايمان باليوم الآخر، واقام الصلاة، [ صفحه 141] وايتاء الزكاة وحج البيت، وصوم الشهر، والتعبد بالكتاب والسنة هذا هو الطريق الوحيد إلي توحيد كلمة الاسلام اليوم، كما أوضحناه في المرجعة 8 من مراجعاتنا المصرية.

فيمن يدين بولاية الجور، و فيمن يدين بولاية العدل

والمروي عن أئمة أهل البيت أن لا ولاية لأئمة الجور الذين قال الله تعالي في أمثالهم (وجعلنا أئمة يدعون إلي النار) وأن الولاية إنما هي لأئمة العدل الذين عناهم الله تعالي بقوله (يهدون بالحق وبه يعدلون) والمآثور عنهم عليهم السلام، أن من دان بولاية امام جائر فعقد قلبه علي ولايته، كان كمن عناهم الله تعالي بقوله [92] سبحانه (ومن يتولهم منكم فانه

منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) وقوله تعالي [93] (ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) أما من دان بولاية إمام عادل فعقد قلبه علي ذلك فهو ممن عناهم الله تعالي بقوله [94] (ومن يتول الله ورسوله [ صفحه 142] والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) هذا مضمون ماروي في هذه المسألة عن أئمة أهل البيت، وفيه من الفوائد مالا يجحده جاحد؛ وحسبك أنه يوجد روح النهضة في الرعايا إلي موازرة العدل ومقاومة الجور، لكن موسي جارالله ينكر علي أئمة أهل البيت هذه التعاليم ويعدها من السنن السيئة. قال: يقول الباقر: إن الله قال: لأعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية امام جائر، وإن كانت الرعية في أعمالها برّة تقية [95] ولأعفون عن كل رعية في الاسلام دانت بولاية امام [ صفحه 143] عادل من الله وإن كانت الرعية ظالمة مسيئة [96] (قال موسي جارالله): ما الفائدة من أمثال هذه الكلمات [97] وفي أي أي كتاب يقول الله هذه الكلمات [98] . هذا كلامه فراجع ما علقناه عليه، وهذا أدبه مع باقر علوم العترة التي هي بمنزلة الكتاب، ومثلها مثل سفينة نوح، وباب حطة، وهي أمان الامة من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة كانت من حزب ابليس _ وكفي _. [ صفحه 144]

تتعلق بالنسيء

قال: ما النسيء الذي هو زيادة في الكفر، الذي قال الله تعالي فيه (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله). (قال): وهل كان له عند العرب قبل الاسلام نظام يدور عليه حساب السنين. (فأقول): النسيء مصدر كالنذير والنكير معناه التأخير، والمراد منه هنا تأخير الأشهر الحرم وغيرها من الأشهر القمرية عما رتبها

الله سبحانه عليه، فإن العرب علموا انهم لو رتبوا حسسابهم علي السنة القمرية فإنه يقع حجهم تارة في الصيف، وتارة في الشتاء، وكان يشق عليهم الاسفار، ولم ينتفعوا بها في المرابحات والتجارات؛ لأن سائر الناس من سائر البلاد ما كانوا يحضرون إلا في الأوقات اللائقة الموافقة فعلموا أن بناء الامر علي رعاية السنة القمرية يخل بمصالح الدنيا، فتركوا ذلك واعتبروا السنة الشمسية، ولما كانت السنة الشمسية زائدة عن السنة [ صفحه 145] القمرية بمقدار معين احتاجوا إلي الكبيسة، وحصل لهم بسبب تلك الكبيسة امران. أحدهما: انهم كانوا يجعلون بعض السنين ثلاثة عشر شهراً بسبب اجتماع تلك الزيادات. والثاني: انه كان ينتقل الحج من بعض الشهور القمرية إلي غيره، فكان الحج يقع في بعض السنين في ذي الحجة، وبعده في المحرم، وبعده في صفر، وهكذا في الدور، حتي ينتهي بعد مدة مخصوصة مرة أخري إلي ذي الحجة، فحصل بسبب الكبيسة هذان الامران الزيادة في عدة الشهور، وتأخير الحرمة الحاصلة لشهر إلي شهر آخر. هذا كله مما أفاده الامام فخر الدين الرازي [99] قال: والحاصل ان بناء العبادات علي السنة القمرية يخل بمصالح الدنيا، وبناءها علي السنة الشمسية يفيد رعاية مصالح الدنيا، والله تعالي أمرهم من وقت ابراهيم واسماعيل ببناء الأمر علي رعاية السنة القمرية، فهم تركوا امر الله في رعاية السنة القمرية، واعتبروا السنة [ صفحه 146] الشمسية رعاية لمصالح الدنيا، وأوقعوا الحج في شهر آخر سوي الاشهر الحرم، فلهذا السبب عاب الله عليهم وجعله سبباً لزيادة كفرهم وانما كان ذلك سبباً لزيادة الكفر، لأن الله تعالي امرهم بايقاع الحج في الأشهر الحرم، ثم انهم بسبب هذه الكبيسة اوقعوه في غير هذه الأشهر، وذكروا لأتباعهم أن

هذا الذي عملناه هو الواجب، وان إيقاعه في الشهور القمرية غير واجب فكان هذا انكاراً منهم لحكم الله مع العلم به، وتمرداً عن طاعته وذلك يوجب الكفر باجماع المسلمين، فثبت أن عملهم في ذلك النسيء يوجب زيادة في الكفر (قال الرازي): وأما الحساب الذي به يعرف مقادير الزيادات الحاصله بسبب تلك الكبائس فمذكور في الزيجات (قال): وأما المفسرون فانهم ذكروا في سبب هذا التأخير وجهاً آخر [100] فقالوا ان العرب كانت تحرم الشهور الاربعة، وكان ذلك شريعة ثابتة من زمن ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، وكانت العرب اصحاب حروب وغارات فشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يغزون فيها، وقالوا: ان توالت ثلاثة أشهر حرم [ صفحه 147] لا نصيب فيها شيئاً لنهلكن، وكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلي صفر فيحرمونه ويستحلون المحرم (قال): قال الواحدي واكثر العلماء علي آن هذا التأخير ما كان يختص بشهر واحد، بل كان ذلك حاصلا في كل الشهور (قال الرازي) هذا هو الصحيح علي ماقررناه (قال): واتفقوا انه عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يحج حجة الوداع عاد الحج إلي شهر ذي الحجة في نفس الامر، فقال عليه السلام: الا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً. أراد أن الأشهر الحرم رجعت إلي مواضعها، هذا كلام الرازي نقلناه علي طوله اما فيه من الفوائد، ولا منافاة بينه وبين ماقاله غيره من المفسرين كما لايخفي. (تنبيه) ان من أحاط علما بما نقلناه عن العرب من ترتيب حسابهم في نسيئهم علي السنة الشمسية دون القمرية يعلم الوجه في اتخاذ الأئمة الشهور الرومية في حساب تلك السنين، ولا يعجب منهم كما عجب موسي جارالله إذ يقول:

ذكر الوافي في الكتاب الخامس في ص45 إن حساب الشهور كان عند الأئمة روميا [ صفحه 148] (ثم قال): ما وجه اتخاذ الأئمة حساب الروم وشهورهم وسنيهم، وحساب العرب وتاريخ الهجرة كان عربياً ا ه_. ولعل هذا الرجل يراجع مانقلناه عن الرازي ليعلم الوجه في ذلك.

تتعلق في حج النبي

قال المغرور موسي جارالله: حج النبي صلي الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة حجة واحدة، ويقول الإمام الباقر والإمام الصادق قد حج النبي بمكة مع قومه حجات عشرين حجة، فهل كان يحضر في موسم الحج مع الناس؟ (فأقول): من أنت يا هذا لتنكر علي سادة آل محمد أقوالهم، وتنتقد أفعالهم، ألا تربع علي ضلعك، وتتأخر حيث أخرك القدر، إن الباقر والصادق اعرف الناس بهدي جدهما، وأعلم الناس بسنته، والقول قولهم علي رغم كل خارج عليهم، أو ناصب لهم كائناً من كان، سلمنا انه صلي الله عليه وآله وسلم ما حج بعد الهجرة إلا حجة واحدة _ هي حجة الوداع _ [ صفحه 149] فمن اخبرك يا مسكين بانه لم يحج قبلها مع قومه، وهو في مكة لتنكر علي الامامين قولهما بذلك، وما يدريك لعله حج وهو بمكة عشرين حجة أو اكثر، وقد كانت مدة إقامته فيها ثلاثا وخمسين سنة، وما احمق هذا الرجل إذ يقول: وهل كان يحضر في مواسم الحج مع الناس؟ وكيف يحج مع قومه ولا يكون حاضراً معهم؟ وما المانع من حضوره؟ نعوذ بالله من الخرف.

تتعلق بموسم الحج في السنة التاسعة للهجرة

قال هذا الرجل: حج ابو بكر وعلي امير المؤمنين مع الناس في السنة التاسعة (قال): وتقول كتب الشيعة ان حج التاسعة كان ذي القعدة في دور النسيء وكيف يصح ذلك، والكتاب سماه بيوم الحج الأكبر. (فأقول): ليس هذا القول مختصاً بكتب الشيعة، ومن ألمّ بكتب التفسير علم ذلك، فراجع منها تفسير قوله تعالي _ في سورة التوبة _ (ان عدة الشهور عند الله اثنا [ صفحه 150] عشر شهراً) يتضح لك الأمر قال الزمخشري في تفسيرها من الكشاف _ بعد أن ذكر خطبة النبي التي

أبطل بها النسيء في حجة الوداع _ ما هذا لفظه: وقد وافقت حجة الوداع ذا الحجة، وكانت حجة ابي بكر رضي الله عنه قبلها في ذي القعدة. وقال مجاهد [101] كان المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، وكذلك في الشهور، حتي وافقت الحجة التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة، ثم حج النبي في العام القابل حجة الوداع فوافقت في ذي الحجة، فذلك حين قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم وذكر في خطبته: ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرمٌ، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادي وشعبان «قال» أراد عليه السلام أن الأشهر الحرم رجعت إلي مواضعها، وعاد الحج إلي ذي الحجة وبطل النسيء. ا ه_. أما تسمية الموسم من السنة اللتاسعة بالحج الأكبر فلا يدل [ صفحه 151] علي وقوعه في ذي الحجة بأي معني كان من المعاني التي ذكرها المفسرون للحج الأكبر، فحجة موسي جارالله داحضة، نعم قد يقال كيف يوقع امير المؤمنين وابو بكر الحج في غير ذي الحجة، والجواب: ان هذا نظير استقبالهم بيت المقدس أولا، ثم نسخ باستقبال القبلة.

تتعلق بحفظ القرآن العظيم وقراءته

قال عفا الله عنه: لم أر بين علماء الشيعة، ولا بين أولاد الشيعة لا في العراق، ولا في الايران من يحفظ القرآن، ولا يقيمه بمن عض الاقامة بلسانه، ولا من يعرف وجوه القرآن اللغوية والادائية «قال» ما السبب في ذلك، إلي آخر ماشط به قلمه، فضل ضلالا مبيناً. «الجواب» اني علي بعد الدار عن العراق اعرف فيها

امام القراء والحفاظ السيد حسين ابن السيد علي رضا الحسيني الهندي المدراسي المولود والمتوطن في مشهد الكاظميين عليهما السلام، فإن له في حفظ القرآن وتجويد قراءته مكانة الامام [ صفحه 152] في ذلك، لا ينازعه فيها من الخاصة والعامة أحد، ونعم القارئان أخواه المتخرجان في ذلك علي يده السيد موسي والسيد كاظم، وحال شيعة العراق في حفظ القرآن وقرائته حال السنيين فيها لا يقلون عنهم، أما شيعة إيران فحالهم كحال السنيين من اهل البلاد الأعجمية [102] وعندنا في جبل عامل قراء وحفاظ لا يقلون عن قراء غيرنا ولا عن حفاظهم ولو شئنا لذكرنا منهم عدة وافرة، نعم لا يشق للمصريين _ في هذا الشأن _ غبار ولا يلحقهم فيه لا حق، فلهم السبق في هذه الفضيلة من حيث أنهم مصريون، لا من حيث انهم سنيون، وإلا فالشيعة والسنة سيان في سائر البلدان، ولعل السر في عدم اشتهار الشيعة في هذه الفضيلة رأيهم في الحان الغناء فإنها حرام عندهم مطلقاً، بل هي في القرآن أشد حرمة منها في غيره، فيا حضرة الأخ موسي جارالله الفاضل، هذا هو السبب الوحيد لا ما ذكرتموه، هداكم الله إذ جعلتموه من آثار انتظار الشيعة مصحف علي الذي غاب بيد قائم آل محمد بغيبته؛ إلي آخر ارجافكم بالمؤمنين، وبهتكم اياهم بالقول بنقصان [ صفحه 153] القرآن العظيم، وقد بينا لكم في المسألة الرابعة رأي الشيعة في القرآن الحكيم، ووفينا المقام حقه من كل النواحي [103] فلا حاجة بنا إلي الاعادة، (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا باذن الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألاّ نتوكل علي الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن علي ما آذيتمونا وعلي الله فليتوكل المتوكلون) [104]

.

خاتمة

إن أولي الالباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الامامية خلفاً عن سلف في أصول الدين وفروعه إلي أئمة العترة الطاهرة، فرايهم تبعاً لرأيهم في الفروع والاصول، وسائر مايؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع العلوم [105] فكتبهم مستودع علوم آل محمد [106] وقد استخف بها موسي جارالله فقشها [107] بعيبه، ورماها بحجره (يريدون أن [ صفحه 154] يطفئون نور الله بأفواههم ويأبي الله الا أن يتم نوره) ألا يربع هذا المسكين علي هفواته، ألا يلهو بمساويه وفرطاته. وقد اخرج البخاري ومسلم عن ابي هريرة، قال: جاء ملك الموت إلي موسي عليهما السلام، فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسي عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلي الله تعالي، فقال: إنك ارسلتني إلي عبد لك لايريد الموت ففقأ عيني؟ قال: فرد الله اليه عينه، وقال: ارجع إلي عبدي، فقل: الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك علي متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة الحديث [108] . [ صفحه 155] وانت تري ما فيه مما لا يجوز علي الله تعالي، ولا علي انبيائه، ولا علي ملائكته، أيليق بالحق تبارك وتعالي أن يصطفي من عباده من يبطش علي الغضب بطش الجبارين؟ ويوقع بأسه في ملائكة الله المقربين؟ ويعمل عمل المتمردين؟ ويكره الموت كراهة الجاهلين؟ وكيف يجوز ذلك علي موسي وقد اختاره الله لرسالته؟ وائتمنه علي وحيه؟ وآثره بمناجاته؟ وجعله من سادة رسله؟ وكيف يكره الموت هذا الكره مع شرف مقامه؟ ورغبته في القرب من الله تعالي والفوز بلقائه وما ذنب ملك الموت عليه السلام؟ وإنما هو رسول الله اليه، [ صفحه 156] وبما استحق الضرب والمثلة فيه بقلع

عينه؟ وما جاء إلا عن الله، وما قال له سوي اجب ربك، اي يجوز علي أولي العزم من الرسل اهانة الكروبيين من الملائكة حين يبلغونهم رسالات الله وأوامره عز وجل؟ تعالي الله وتعالت أنبياؤه وملائكته عن ذلك علواً كبيرا، ونحن لم برئنا من اصحاب الرس، وفرعون موسي، وابي جهل، وأمثالهم، ولعناهم بكرة واصيلا، أليس ذلك لأنهم آذوا رسول الله حين جاؤهم بأوامره؟ فكيف نجوز مثل فعلهم علي أنبياء الله وصفوته من عباده؟ حاشا لله. إن هذا لبهتان عظيم، ثم إن من المعلوم أن قوة البشر بأسرهم، بل قوة جميع الحيوانات منذ خلقها الله تعالي إلي يوم القيامة، لا تثبت امام قوة ملك الموت فكيف _ والحال هذه _ تمكن موسي عليه السلام من الوقيعة فيه؟ وهلا دفعه الملك عن نفسه مع قدرته علي ازهاق روحه وكونه مأموراً من الله تعالي بذلك؟ ومتي كان للملك عين يجوز أن تفقأ؟ ولا تنس تضييع حق الملك وذهاب عينه ولطمته هدراً إذلم يؤثر الملك من الله بأن يقتص من موسي صاحب التوراة التي كتب الله فيها (ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف [ صفحه 157] بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص) ولم يعاتب الله موسي علي فعله هذا، بل اكرمه إذ خيره بسببه بين الموت والحياة سنين كثيرة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور، وما أدري والله ما الحكمة في ذكر شعر الثور بالخصوص؟!! واخرج البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة ايضاً: قال: كانت بنو اسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلي سوأة بعض، وكان موسي عليه السلام يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسي أن يغسل معنا إلا انه آدر _ أي ذو فتق _

قال: فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه علي حجر ففر الحجر بثوبه! فجمع موسي بأثره يقول: ثوبي حجر ثوبي حجر، حتي نظر بنو اسرائيل إلي سوأة موسي، فقالوا: والله ما بموسي من بأس، فقام الحجر بعد حتي نظر اليه فأخذ موسي ثوبه، فطفق بالحجر ضربا فوالله ان الحجر ندبا [109] ستة أو سبعة الحديث [110] وفي الصحيحين عن ابي هريرة أن [ صفحه 158] هذه الواقعة خي التي أشار الله اليها بقوله عز من قائل (يا أيها الذين آمنو لا تكونوا كالذين آذوا موسي فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) ا ه_. وأنت تري ما في هذا الحديث من المحال الممتنع عقلا، فإنه لا يجوز تشهير كليهم الله بإداء سوأته علي رؤؤس الأشهاد من قومه، لآن ذلك ينقصه ويسقط من مقامه، ولا سيما إذا رأوه يشتد عاريا ينادي الحجر _ وهو لا يسمع ولا يبصر _: ثوبي حجر، ثوبي حجر، ثم يقف عليه وهو عاري أمام الناس فيضربه والناس تنظر اليه وإلي عورته! وأي أثر لضرب الجماد؟! وأي ذنب للحجر؟! وهذه الحركة لو صحت فإنما هي من فعل الله تعالي، فكيف يغضب منها كليم الله فيعاقب الحجر عليها؟ أتري ابا هريرة كان يظن ان موسي يجهل كون الحركة ضد طبيعة الحجر؟ وانه انما حركة الله عز وجل لأمر [ صفحه 159] يريده. ثم ان هرب الحجر بثياب موسي عليه السلام لا يبيح له ابداء عورته، إذ كان في امكانه ان يبقي في مكانه حتي يؤتي بثيابه، أو بساتر آخر كما يفعله كل ذي وقار، أو احتشام إذا ابتلي بمثل هذه القصة. علي ان هرب الحجر من المعجزات وخوارق العادات التي لا تكون إلا في

مقام التحدي، كمقام حنين الجذع، وانتقال الشجرة في مكة لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، ومن المعلوم ان مقام موسي عليه السلام حين كان يغتسل لم يكن مقام تحدي وتعجيز، ومحال عادة أن يقع فيه شيء من المعجزات كما هو مقرر في محله، ولا سيما إذا ترتب علي هذه المعجزة فضيحة نبي بإبداء سوأته للملأ من قومه علي وجه يستخف به كل من رآه أو سمع به، وأما براءته من الأدرة فليست من الأمور المهمة التي تبيح هتكه وتقدم علي تشهيره، وتصدر بسببها الآيات، علي ان يمكن الحكم ببراءته منها باطلاع نسائه عليه واخبارهن عنه، ولو فرض ابتلاؤه بالأدرة فأي بأس عليه بذلك؟ وقد أصيب شعيب عليه السلام ببصره، وايوب عليه السلام بجسمه، وأنبياء الله كافة تمرضوا وماتوا، ولا يجب انتقاء مثل هذه الأمور عن أنبياء الله ورسله [ صفحه 160] ومن ذا الذي قال: إن بني اسرائيل كانوا يظنون أن في موسي أدرة؟ وهل نقل هذا عنهم إلا في هذا الحديث _ المحترم _؟ وأما الواقعة التي اشار الله اليها بقوله تعالي في سورة الأحزاب (ياأيها الذين آمنوا لاتكونوا كالذي آذوا موسي فبرأه الله مما قالوا) فالمروي عن علي وابن عباس انها قضية اتهامهم اياه بقتل هارون وهو الذي اختاره الجبائي، وقيل هي قضية المومسة التي اغراها قارون بقذف موسي عليه السلام بنفسها فأنطقها الله بالحق، وقيل آذوه من حيث نسبوه إلي السحر والكذب والجنون بعد ما رأوا الآيات. والعجب من مسلم يذكر هذا الحديث والذي قبله في فضائل موسي من صحيحه؟ وما أدري أي فضيلة بضرب ملائكة الله المقربين عند ارادتهم انقاذ ما امرهم الله به؟ واي فضيلة بابداء السوأة للناظرين؟ إن

كليم الله ونجيه لأكبر من هذا، وحسبه ما صدع به الذكر الحكيم، والفرقان العظيم من خصائصه عليه السلام. وأخرج الشيخان فيما جاء في السهو من صحيحيهما، عن ابي هريرة أيضاً قال: صلي النبي احدي صلاة العشي، واكثر [ صفحه 161] ظني العصر ركعتين، ثم سلم ثم قام إلي خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها، وفيهم أبو بكر وعمر فهابا ان يكلماه، وخرج سرعان الناس، فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين [111] فقال: انسيت ام قصرت؟ فقال لم انس ولم تقصر، قال: بلي قد نسيت فصلي ركعتين، ثم سلم ثم كبر فسجد الحديث [112] وفيه كيفية سجود السهو. وانت تري ما فيه من الوجوه الحاكمة بامتناعه: احدها ان مثل هذا السهو الفاحش لا يكون ممن فرّغ للصلاة شيئا من قلبه، أو أقبل عليها بشيء من له، وانما [ صفحه 162] يكون من الساهين عن صلاتهم، اللاهين عن مناجاتهم، وحاشا انبياء الله احوال الغافلين، وتقدسوا عن اقوال الجاهلين، فان انبياء الله عز وجل، ولا سيما سيدهم وخاتمهم افضل مما يظنون، علي انه لم يبلغنا مثل هذا السهو عن احد، ولا اظن وقوعه إلا ممن يمثل حال القائل: اصلي فما ادري إذا ما ذكرتها++ اثنتين صليت الضحي أم ثمانيا وأَما وسيد النبيين، وتقلبه في الساجدين، ان مثل هذا السهو لو صدر مني لا ستولي عليَّ الحياء واخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي، ومثل هذا لا يجوز علي انبياء الله ابداً. الثاني ان الحديث قد اشتمل علي ان النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: لم انس ولم تقصر، فكيف يمكن ان يكون قد نسي بعد هذا؟ ولو فرضنا عدم وجوب عصمته عن مثل هذا السهو،

فان عصمته عن المكابرة والتسرع بالأقوال المخالفة للواقع مما لابد منه عند جميع المسلمين. الثالث ان ابا هريرة قد اضطرب في هذا الحديث وتعارضت اقواله، فتارة يقول: صلي بنا احدي صلاتي العشي، اما الظهر واما العصر _ علي سبيل الشك _ وأخري يقول: صلي لنا [ صفحه 163] صلاة العصر _ علي سبيل القطع بأنها العصر _ وثالثة يقول: بينما انا اصلي مع رسول الله صلاة الظهر _ علي سبيل القطع بانها الظهر _ وهذه الروايات كلها ثابتة في صحيحي البخاري ومسلم كليهما، وقد ارتبك فيها شارحو الصحيحين ارتباكاً دعاهم إلي التعسف والتكلف، كما تكلفوا وتعسفوا في الرد علي الزهري إذ جزم بأن ذا اليدين وذا الشمالين واحد لا اثنان كما او ضحناه في كتابنا _ تحفة المحدثين _. الرابع ان اشتمل هذا الحديث عليه من قيام النبي عن مصلاه و وضع يده علي الخشبة، وخروج سرعان الناس من المسجد وقولهم أقصرت الصلاة، وقول ذو اليدين انسيت ام قصرت، وقول النبي: لم انس ولم تقصر؛ فقال له: بلي قد نسيت، وقول النبي لأصحابه: احقٌ ما يقول؟ قالوا: نعم وغير ذلك مما نقله ابو هريرة [113] لمما يمحو صورة الصلاة بتاتا، [ صفحه 164] والمعلوم من الشريعة المقدسة يقينا بطلان الصلاة بكل ماح لصورتها، فلا يمكن مع هذا بناؤه صلي الله عليه وآله وسلم علي الركعتين الأوليتين لأنه يناقض الحكم المقطوع بثبوته عنه صلي الله عليه وآله وسلم فتأمل. الخامس ذا اليدين المذكور في الحديث انما هو ذو الشمالين [114] ابن عبد عمرو حليف بني زهرة، وقد استشهد في بدر، نص علي ذلك امام بني زهرة، وأعرف الناس بحلفائهم محمد بن مسلم الزهري كما في الاستيعاب

والاصابة وشروح الصحيحين كافة، وهو الذي صرح به الثوري في احدي الروايتين عنه، وابو حنيفة حين تركوا العمل بهذا الحديث، وافتوا بخلاف مفاده _ كما في اواخر باب السهو والسجود له من شرح النووي لصحيح مسلم [115] _ وحسبك ما رواه النسائي مما يدل علي ان ذا اليدين وذا الشمالين واحد، واليك لفظه قال _ كما في ص 267 من الجزء الثالث من ارشاد القسطلاني: فقال له ذو [ صفحه 165] الشمالين ابن عبد عمرو: أنقصت الصلاة أم نسيت؟ فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: ما يقول ذو اليدين، فصرح بأن ذا الشمالين هو ذو اليدين، ومثله بل اصرح منه ما اخرجه احمد من حديث ابي هريرة في ص 271 من الجزء الثاني من مسنده، عن ابي سلمة بن عبدالرحمان، وابي بكر بن سليمان بن ابي خيثمة، كليهما عن ابي هريرة قال: صلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الظهر أو العصر فسلم في ركعتين، فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو (قال) وكان حليفا لبني زهرة: اخففت الصلاة ام نسيت؟ فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: ما يقول ذو اليدين، قالوا: صدق. الحديث، واخرج ابو موسي من طريق جعفر المستغفري _ كما في ترجمة عبد عمرو بن نضلة من الاصابة _ بالاسناد إلي محمد ابن كثير عن الاوزاعي، عن الزهري، عن كل من سعيد بن المسيب، وابي سلمة، وعبيد الله بن عبدالله، عن ابي هريرة، قال: سلم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في الركعتين، فقام ابن عبد عمرو [116] بن نضلة رجل من خزاعة حليف لبني زهرة، فقال: [ صفحه 166] اقصرت ام نسيت؟ الحديث، وفيه قول النبي صلي

الله عليه وآله وسلم: اصدق ذو الشمالين، فهذه الاحاديث كلها صريحة في ان ذا اليدين المذكور في حديث ابي هريرة انما هو ذو الشمالين بن عبد عمرو حليف بني زهرة، ولا ريب في ان ذا الشمالين المذكور قتل يوم بدر، قبل ان يسلم ابو هريرة بأكثر من خمس سنين، وان قاتله اسامة الجشمي، نص علي ذلك ابن عبد البر، وسائر أهل الأخبار، فكيف يمكن ان يجتمع مع ابي هريرة في الصلاة خلف النبي يا أولي الألياي؟!. وقد اعتذر بعضهم بأن الصحابي قد يروي ما لا يحضره بأن يسمعه من النبي صلي الله عليه وآله وسلم أو من صحابي آخر، فموت ذي اليدين قبل اسلام ابي هريرة لا يمنع من روايته لهذا الحديث. وأنت تعلم ان هذا الاعتذار غلط لأن دعوي الحضور من ابي هريرة محفوظة من رواية ثقاتهم وحفاظهم، وحسبك ما اخرجه البخاري فيما جاء في السهو من صحيحه [117] عن آدم بن شعبة، [ صفحه 167] عن سعد بن ابراهيم، عن ابي سلمة، عن ابي هريرة، قال: صلي بنا النبي صلي الله عليه وآله وسلم الظهر أو العصر، وساق حديث ذي اليدين. واخرج مسلم في باب السهو في الصلاة والسجود له من صحيحه [118] عن محمد بن سيرين، قال: سمعت ابا هريرة يقول: صلي بنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم احدي صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر وساق الحديث، وقد ارتبك الامام الطحاوي في هذه الأحاديث لبنائه علي صحتها مع جزمه بما جزم به الإمام الزهري من ان ذا اليدين إنما هو ذو الشمالين حليف بن زهرة المستشهد في بدر قبل إسلام أبي هريرة بأكثر من خمس سنين، فلا يمكن اجتماعهما في

الصلاة أبداً، لذلك اضطر إلي التأويل فحمل _ كما في ص 266 من الجزء الثالث من إرشاد الساري للقسطلاني _ قول ابي هريرة في هذه الأحاديث صلي بنا علي المجاز، وان المراد صلي بالمسلمين. والجواب: أنه قد ثبت عن ابي هريرة النص الصريح بحضوره علي وجه لا يقبل التأويل أبداً، وحسبك ما اخرجه مسلم في باب السهو في الصلاة والسجود له من صحيحه [119] . [ صفحه 168] عن ابي هريرة، قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم صلاة الظهر سلم في الركعتين وساق الحديث، فهل يتأتي التجوز فيه، كلا بل (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدنا الله). وصلي الله علي خاتم رسله، وأهدي سبله محمد وآله الهداة الميامين وسلم تسليما كثيراً. تمت (والحمد لله) هذه الرسالة في مدينة صور من جبل عامل سلخ ربيع الاول سنة 1354 بيد مؤلفها الأقل الأحقر عبدالحسين بن يوسف بن الجواد بن اسماعيل بن محمد بن محمد ابن ابراهيم (شرف الدين) بن زين العابدين بن علي نورالدين بن نورالدين علي بن الحسين آل ابي الحسن الموسوي [120] العاملي عامله الله بالفضل والحسني وختم له ولموسي جارالله ولجميع المؤمنين والمؤمنات بما هو احمد في العقبي والله المسؤول ان يجمع كلمتنا علي الهدي انه السميع لمن دعا تبارك الله ربنا وتعالي.

پاورقي

[1] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وسلام علي عباده الذين اصطفي، هذا الكلام بمجرده كاف للرد علي موسي جارالله وامثاله ممن يبتغي السوء بالمؤمنين ويريد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم كما لا يخفي.

[2] راجع باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ وهو في أواخر كتاب

الاعتصام بالكتاب والسنة قبل كتاب التوحيد بأقل من ورقتين تجد الحديث ص 177 من الجزء الرابع من الصحيح.

[3] اذ رفع مسائله هذه إلي علمائنا الأعلام في إيران، وفي البصرة ثم رفعها إلي اعلام المجتهدين في الكاظمية المقدسة، ثم إلي شيوخ الاسلام في النجف الاشرف ثم الينا بواسطة الرابطة العلمية الأدبية النجفية كما بينا وكلف الجميع بالجواب.

[4] هلم في لغة اهل الحجاز يستوي فيها المفرد والمثني والجمع والمذكر والمؤنت نقول هلم يازيد وهلم يازيدان وهلم يازيدون وهلم ياهند وهلم ياهندات فهي اسم فاعل وفاعله ضمير مستتر تقديره في هذا الحديث انتم لأن المخاطبين بها إنما هم الزمرة.

[5] قال السندي في تعليقته علي صحيح البخاري همل النعم بفتح الهاء والميم الابل بلا راع اي لا يخلص منهم من النار إلا قليل.

[6] قال القسطلاني في شرح هذه الكلمة من ارشاد الساري ما هذا لفظه: لمن غير اي دينه لانه لا يقول في العصاة بغير الكفر سحقاً سحقاً بل يشفع لهم ويهتم بأمرهم كما لايخفي.

[7] هي الزرقاء بنت موهب مروان بن الحكم لأبيه وكانت من ذوات الرايات التي يستدل بها علي ثبوت البغاء فلذا كان الحكم وبنوه يذمون بها نص علي هذا كله ابن الاثير حيث ذكر صفة مروان ونسبه واخباره في حوادث سنة 65 للهجرة ص 57 من الجزء الرابع من تاريخه الكامل _ وصرح به غير واحد من أهل الأخبار.

[8] من يتدبر هذه الآية وغيرها من امثالها يحصل له العلم الاجمالي بوجود المنافقين في غير معلومي الايمان. وحيث ان الشبهة محصورة كان الاجتناب من حديث الجميع واجبا حتي يثبت الايمان والعدالة، ونحن في غني عن اطراف هذه الشبهة المحصورة بحديث معلومي العدالة من الصحابة وهم عظماؤهم وعلماؤهم

وأهل الذكر الذين امر الله بسؤالهم والصادقون الذين امر الله سبحانه بأن نكون معهم علي ان في حديث الأئمة من اهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل كفاية واي كفاية فهم اعدال الكتاب وبهم يعرف الصواب.

[9] كان قوم من الصحابة دحرجوا الدباب ليلة العقبة لينفروا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم ناقته فيطرحوه وكان صلي الله عليه وآله وسلّم إذ ذاك راجعا من وقعة تبوك التي استخلف فيها عليا، وحديث احمد بن حنبل في آخر الجزء الخامس من مسنده عن ابي الطفيل في هذه الطامة طويل وفي آخره ان رهطا من الصحابة لعنهم رسول الله يومئذ وهذا الحديث مشهور مستفيض بين المسلمين كافة. [

[10] نص علي هذا كل من ارخ غزوة احد من اهل السير والأخبار فراجع.

[11] اظن الصواب في هذه العبارة ان يقال: ان شتم من ابطن الاسلام كمالا يخفي ولعل الغلط من الناسخ.

[12] كان احمد بن زاهر السرخسي وهو اجل اصحاب الامام الاشعري يقول _ فيما نقله الشعراني عنه في اواخر المبحث 58 من يواقيته _: لما حضرت الشيخ ابا الحسن الاشعري الوفاة بداري في بغداد امرني بجمع اصحابه فجمعتهم له فقال: اشهدوا علي اني لا اكفر احدا من اهل القبلة بذنب لأني رأيتهم كلهم يشيرون الي معبود واحد، والاسلام يشملهم ويعمهم، هذا كلام امام السنيين وكفي به دحضا لا رجاف المرجفين.

[13] في خطبة هذه الرسالة فراجع منها الصفحه والتي بعدها.

[14] راجع منها الفصل 2 المعقود لبيان معني الاسلام والايمان، والفصل 3 المختص باحترام أهل القبلة، والفصل 5 المختص بنجاتهم، والفصل 6 المنعقد لبيان فتاوي علماء أهل السنة بايمان أهل القبلة كافة واحترامهم ونجاتهم جميعاً والفصل 7 المختص ببشائر السنة والشيعة،

والفصل 8 المختص بمعذرة المتأولين والفصل 9 المشتمل علي الفتوي بكفر الشيعة وتفصيل ما استدل به المفتي بذلك والرد عليه بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة فحقيق بكل بحاثة أن يقف علي تلك الفصول.

[15] كما بيناه في الدليل الخامس من الأدلة علي عدم كفر المتأولين في السب والتكفير ص148 من الطبعة الثانية من فصولنا المهمة في تأليف الأمة.

[16] هذا ثابت في الصحيحين فراجعه في أوائل كتاب الصلح من صحيح البخاري ص 74 من جزئه الثاني، وفي أواخر باب دعاء النبي إلي الله من كتاب الجهاد من صحيح مسلم.

[17] رواه جميع أهل الأخبار وحسبك مافي آخر ص107 من الجزء الثاني من السيرة الحلبية.

[18] أخرجه المحدثون وذكره المفسرون في تفسير قوله تعالي من سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وأورده الامام الواحدي في تفسير هذه الآية ص118 من كتابه أسباب النزول.

[19] أخرجه الامام أحمد من حديث أبي هريرة ص436 من الجزء الثاني من مسنده _ ورواه الشيخ نصر السمرقندي في باب كظم الغيظ من كتابه _ تنبيه الغافلين بأحاديث خاتم النبيين _ ص71.

[20] كما أورده القاضي عياض في الباب الأول من القسم الرابع من كتابه _ الشفا _ وأخرج نحوه الامام احمد من حديث ابي بكر في ص9 من الجزء الأول من مسنده. وكذا الحاكم في ص 355 وفي ص354 من الجزء الرابع من المستدرك بالسند الصحيح علي شرط الشيخين واورده الذهبي في التلخيص معترفاً بصحته علي شرطهما.

[21] كما في الباب الأول من القسم الرابع من كتاب _ الشفا _ واخرج محمد بن سعد في احوال عمر بن عبدالعزيز ص279 من الجزء الخامس من طبقاته بسنده إلي سهيل بن ابي صالح قال:

ان عمر بن عبدالعزيز قال: لا يقتل أحد في سب أحد إلا في سب نبي ا ه_.

[22] راجع ترجمة قدامة بن مظعون من كل من الاستيعاب والاصابة وغيرهما تجد القضية مفصلة وقد أخرجها الحاكم في ص 376 من الجزء 4 من المستدرك ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وصححه الذهبي إذ أورده في تلخيصه.

[23] ذكره العسقلاني في القسم الثالث من اصابته، وذكر الشهادة منه ومن اخوته علي المغيرة.

[24] فصلها ابن خلكان في أواخر ترجمة يزيد بن زياد الحميري. وأشار اليها كل من ترجم أبا بكرة ونافعا وشبلا والمغيرة بن شعبة وهي من حوادث سنة 17 للهجرة المشهورة لا يخلو منها كتاب يشتمل علي حوادث تلك السنة.

[25] حديث ذكر ما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم.

[26] الرجع والرجيع. الروث والمعني ما روثت بك امك لتكون والياً واميراً وإنما تغوطت بك لترعي الحمير ثم عزله.

[27] كما اعترف به ابن حجر الهيثمي وارسله _ في ص21 من صواعقه _ ارسال المسلمات والقضية مشهورة مسلمة.

[28] هذه الواقعة من المسلمات، لا ريب في صدورها من خالد، وقد ذكرها محمد بن جرير الطبري في تاريخه، وابن الاثير في كامله، و وثيمة بن موسي بن الفرات والواقدي في كتابيهما، وسيف بن عمر في كتاب الردة والفتوح، والزبير بن بكار في الموفقيات، وثابت بن قاسم في الدلائل وابن حجر العسقلاني في ترجمة مالك من اصابته، وابن الشحنة في روضة المناظر، وابو الفداء في المختصر، وخلق كثير من المتقدمين والمتأخرين.

[29] ولا يجوز في ضيق الوقت قراءة مايفوت الوقت بقراءته من السور الطوال، كما لا يجوز قراءة إحدي سورالعزائم الاربع لا ستلزامها زيادة سجدة في الصلاة أو المخالفة بترك سجود التلاوة، والأقوي اتحاد

سورتي الضحي وألم نشرح وكذا الفيل وقريش عندنا.

[30] في باب رجم الحبلي من الزني إذا احصنت وهو في كتاب الحدود والمحاربين من أهل الكفر والردة ص119 من الجزء الرابع من صحيحه فراجع.

[31] في باب لو ان لابن آدم واديين لا بتغي ثالثاً من كتاب الزكاة أول ص386 من الجزء الأول من صحيحه.

[32] نقلناه بعين لفظه في الفصل 9 من فصولنا المهمة ثم زيفناه بما لارد عليه ولا ريب فيه وقد أشرنا في الفصل 10 والفصل 11 إلي يسير مما نسبه المرجفون إلي الشيعة مع اثبات برائتهم منه فلا تفوتنكم تلك الفوائد وجدير بكل بحاثة ان لا تفوته الفصول المهمة.

[33] هذه الفاظه نجدها في السطر الأول من ص381 من الجزء 13 من تاريخ الخطيب.

[34] كما في السطر الأول من ص384 من الجزء 13 من تاريخ الخطيب.

[35] في اواخر ص369 من الجزء 13.

[36] في اول ص374 من الجزء المذكور.

[37] في ص 396 من الجزء المذكور.

[38] في ص396 ايضاً.

[39] في ص396 ايضاً.

[40] كما في السطر اللاول من ص398 من الجزء 13.

[41] راجع قولهم بعين الفاظهم في ص381 وص372 وص373 من الجزء 13 تجد التفصيل.

[42] في آخر ص374 من الجزء 13.

[43] فيما اخرجه الخطيب بالاسناد اليه في ص38 من الجزء 13.

[44] في ص390.

[45] راجع صفحة 387.

[46] في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض من كتابه (جامع بيان العلم وفضله) فراجع آخر صفحة 201 من مختصره والتي بعدها تجد كل ما نقلناه من كللامهم في الامام مالك.

[47] اراد ان يعتذر عن مالك فطعن في الشافعي وفي بعض اصحاب ابي حنيفة وكيف تجتمع العدالة مع التحامل علي الامام حسدا لموضع امامته.

[48] فان مالكا كان يري راي الخوارج في الصهرين وهذا

الرأي ثابت وهو من أشد الأمور التي نقموها عليه.

[49] كما صرح به غير واحد من الاعلام كابن عبدالبر في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض من كتابه _ جامع بيان العلم وفضله _ فراجع من مختصره ص192 ومن وقف علي ترجمة ابن اسحاق في ص223 وما بعدها من الجزء الآول من تاريخ بغداد وجد قدح كل من ابن اسحاق ومالك في الآخر و وجد القدح في مالك من ابن ابي ذئب وابن ابي حازم وعبدالعزيز الماجشون وغيرهم و وجد آن جماعة من اهل العلم عابوا مالكا باطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والصدق والأمانة.

[50] كما صرح به الام ابن عبدالبر في كتابه _ جامع بيان العلم وفضله _ فراجع من مختصره ص201.

[51] راجعها في ترجمة الزمخشري المطبوعة في الجزء الأخير من الكشاف.

[52] وإن سآلت عنه فراجعه في ترجمة محمود بن سبكتكين من الجزء الثاني من وفيات ابن خلكان تجده منقولا عن كتاب مغيث الخلق في اختيار الأحق لمؤلفه امام الحرمين ابي المعالي عبدالملك الجويني وقد راجعت انا بنفسي الصلاة المنقولة ثمة عن الامام ابي حنيفة فوجدتها في فقه اصحابه بتمامها.

[53] من اراد التفصيل فعليه بمباحث الجهاد من كتاب كشف الغطاء لامام الطائفة وشيخها الأكبر الشيخ جعفر وغيرها من الكتب الفقية وهي اكثر من ان تحصي.

[54] كما بيناه مفصلا في جواب المسألة السادسة فراجع من هذه الرسالة ص48 وما بعدها.

[55] والامام الشافعي كان أيضاً معاصراً للكاظم فلم يرو عنه، ومسنده كموطأ مالك خلو من حديثه عليه السلام.

[56] راجع أحوال جعفر الصادق من ميزان الذهبي. اما البخاري فلم يرو في صحيحه عن الصادق شيئا.

[57] وكان معاصراً للبخاري وقد توفي عليه السلام بعد وفاة البخاري بأربع

سنين.

[58] في باب قوله تعالي: وكان الانسان اكثر شيء جدلا من أواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة قبل انتهائه بورقتين تقريباً فراجع ص176 من الجزء الرابع من الصحيح.

[59] في كتاب المغازي ص8 من الجزء الثالث من صحيحه.

[60] نحيله في الجواب علي كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للامام الطبرسي الامامي فكل ما ينقله عن الشيعة في تنزيل الآيات وتأويلها حق، وقد طبع هذا السفر الجليل مرارا في ايران، وطبع في مطبعة العرفان بصيدا، فشكر الله العارف جهوده في سبيل نشره وطوبي لمن أنعم الله عليه بنسخة منه فان فيه علوماً جمة ولعمري إنه من أفضل ما أخرجته أقلام هذه الامة وقد نفدت نسخه وفي عزمه اعادة طبعه بمعونة الله تعالي.

[61] اخرجه ابن عساكر عن ابن عباس كما في الفصل 3 من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر ص76.

[62] ونسأل الله التوفيق لنشر كتابنا الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة فان فيه التفصيل.

[63] هذه الآية والتي قبلها في سورة التوبة.

[64] هو باب التوبة التي دعاهم في هذه الآية اليها.

[65] هذه الآية في سورة الأحزاب.

[66] من سورة آل عمران.

[67] من سورة النحل.

[68] فيما اخرجه الحاكم في تفسير الآية من سورة النحل من صحيحه المستدرك ص357 من جزئه الثاني وصرح بأنه صحيح علي شرط الشيخين وأورده الذهبي في تلخيصه مصرحاً بصحته علي شرطهما أيضاً.

[69] أخرجه الحاكم في تفسير الآية من سورة آل عمران من مستدركه ص291 من الجزء الثاني مصرحاً بصحته علي شرط الشيخين، واورده الذهبي في التلخيص مصرحاً بصحته علي شرطهما أيضاً.

[70] قال ابن الأثير عند ذكر هذا الحديث في مادة حنف من النهاية والحنيف عند العرب من كان علي دين ابراهيم.

[71] لا مندوحة هنا لكل بحاثة

عن مراجعة الفصل 10 من الفصول المهمة ومراجعة ما علقناه علي ص32 عند ذكر الفطحية في الفصل 6 من الطبعة الثانية.

[72] سمي هذا القسم عولا إما من الميل ومنه قوله تعالي (ذلك ادني ألا تعولوا) وسميت الفريضة عايلة علي اهلها بميلها بالجور عليهم بنقصان سهامهم، او من عال الرجل إذا كثر عياله لكثرة السهام فيها، أو من عال إذا غلب لغلبة اهل السهام بالنقص، او من عالت الناقة ذنبها إذا رفعته لا رتفاع الفرائض علي اصلها بزيادة السهام.

[73] كان الناس علي عهده عليه السلام يفرضون كل شيء ستة اجزاء كل جزء سدس كما يُفرض اليوم في عرفنا اربعة وعشرين قيراطا وعليه فيكون مراده عليه السلام انكم لو تبصرون وجوه السهام إذا تعارضت لم تتجاوز السهام عن الستة وحيث انكم لم تبصروا طرقها فقد تجاوزت عن الستة إذ انكم تزيدون علي الستة بقدر الناقص مثلا إذا اجتمع ابوان وبنتان وزوج فللأبوين اثنان من الستة وللبنتين اربعة منها فتمت الستة فتزيدون علي الستة واحدا ونصفا للزوج فتتجاوز السهام من الستة إلي سبع ونصف وهذا ممتنع ولا يجوز علي الله ان يفرضه ابدا.

[74] الشيعة نصف الامة فلا وجه لهذه النعرة.

[75] لاحق في هذه الصورة للاختين اصلا لأن مراتب الارث بالنسب عند أهل البيت وشيعتهم ثلاث، المرتبة الاولي الآباء والامهات دون آبائهم وامهاتهم، والابناء والبنات وإن نزلوا علي ماهو مفصل في محله، المرتبة الثانية الاخوة والاخوات والاجداد والجدات واولاد الاخوة والأخوات علي ماهو مبين في مظانه، المرتبة الثالثة الاعمام والعمات والاخوال والخالات فلا يرث احد من المرتبة التالية مع وجود احد من المرتبة السابقة (واولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله) هذا مذهب الأئمة من العترة الطاهرة وعليه

اجماع الشيعة فالاختان من اهل المرتبة الثانية فلا ترثان مع وجود الام لأنها من المرتبة الأولي نعم للزوج في الصورة المذكورة نصف ماتركت زوجته والباقي لامها فرضاً ورداً ولا محل للعول هنا اصلا.

[76] كيف يكون عادلا وقد تساوي فيه المقدم عند الله والمؤخر عند الله عز وجل.

[77] لا عول هنا اصلا لأن النقص في صورة التعارض انما يلحق الذي أخره الله تعالي فلم يجعل له حقاً اصلا لكن هذا الرجل يأبي إلا أن يكون الله عز وجل قد جعل في المال نصفا لشخص وثلثين لشخصين وثلثا لشخص رابع ذهولا منه تعالي عن زيادة هذه السهام علي أصل المال وأن ادخال النقص علي الجميع بالنسبة اصلاح لهذا الغلط تعالي الله عما يقول الظالمون علوا كبيراً.

[78] تري هذا الرجل يابي ان يكون الشيعة من الامة فأين دعواه بأن ضالته المنشودة في هذه المسائل إنما هي الوحدة الاسلامية.

[79] الذي احصي جميع ذرات الكائنات لا يخفي عليه ان المال لا يكون فيه نصف ونصف وثلثان فكيف يفرضها متعارضة يامسكين.

[80] هكذا الفلسفة والا فلا.

[81] بل هو الجور بنص اهل اللغة يقال: عال في الحكم يعول عولا إذا جار فيه ومال عن الحق فهو عائل اي جائر ومنه قول بعض العرب _ له شاهد من نفسه غير عائل _ واحكام الله لا جور فيها تعالي الله عن ذلك علوا كبيراً.

[82] لا يكون العول عادلا الا اذا كان الاكوس عريض اللحية، وحاشا كتاب الله ان يأمر بالعول وكيف يكون الآخذ به محافظا علي نصوص الكتاب إلا محافظة الجاهل بمفادها الاعمي عن مرادها.

[83] هذا المسكين لا يفهم معني المؤخر والمقدم وإلا فكيف يجعل النقص في سهم المؤخر عولا، ولعل ما ذكرناه آنفا لا

يكفي لفهمه فنقول له عوادا علي بدء: يا هذا ان تأخير من اخره الله في الارث عمن قدمه الله عليه لا يكون عولا ابدا، اتري لو مات رجل وله اولاد واولاد اولاد فقدمنا الاولاد علي اولادهم مثلا أيكون هذا عولا؟ كلا بل لو كان تقديم المقدم عولا جائراً كما يقول هذا المسكين لكان اختصاصه بميراث ابيه دوننا عولا _ فالرجل ممن لا يكادون يفقهون قولا.

[84] عرفت انه لا اشكال اصلا وحاشا ابن عباس من التحير. وما ظلمه موسي جارالله ولا ظلم الباقر بتسوره علي مقامهما بالبهتان (ولكن كانوا انفسهم يظلمون).

[85] هي قوله تعالي في سورة البقرة: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه). ومثلها آيتا سورة الانعام.

[86] فليراجعه طلابه في باب الأطعمة والاشربة من الكتب الفقهية.

[87] نقله عنهما فخر الدين الرازي في تفسير هذه الآية من سورة الرعد ص210 من الجزء الخامس من تفسيره الكبير؛ ونقل ثمة حديث جابر الذي أشرنا اليه.

[88] نقله عنهما وعن عمر وابن مسعود إمام المفسرين في معني الآية من مجمع البيان ص298 من مجلده الثالث طبع العرفان.

[89] اخرجه ابن أبي شيبة من حديث علي كما في ص251 من الجزء الاول من كنز العمال، واخرجه أيضاً ابن مردويه كما في آخر الصفحه المذكورة من الكنز.

[90] اخرجه الحاكم في تفسير سورة الرعد من المستدرك في اول ص 350 من جزئه الثاني، واخرجه الذهبي في تلخيصه مصرحين بصحته.

[91] ان شئت ان تعرف كنه مصادرته ومكابرته فعليك بالمراجعة 80 والمراجعة 82 من مراجعاتنا وما علقناه عليهما.

[92] في سورة المائدة.

[93] في سورة الممتحنة.

[94] في سورة المائدة.

[95] الرعية إذا تدينت بولاية امام

جائر يحكم بغير ما أنزل الله فتتعبد بحكمه لا ينفعها عملها إذ تكون ممن عناهم الله تعالي بقوله (وقدمنا إلي ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) وقد اجمعت الامة علي اشترط الايمان في قبول الأعمال _ انما يتقبل الله من المتقين _ بل اجمعت علي اشتراطه في صحة العمل كما يدل عليه قوله تعالي في سورة الاسراء (ومن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا).

[96] لأنها تكون بسبب تدينها بولاية الامام العادل مصداقاً لقوله تعالي (خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً عسي الله أن يتوب عليهم) فيكون قول الامام هنا نظير ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي ذر من بشارة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، بالجنة لكل موحد وان زني وإن سرق وإن شرب الخمر.

[97] عرفت انها تنفخ روح النهضة المباركة في الرعايا إلي موازرة العدل وأهله ومكافحة الجور واهله.

[98] ان صحت هذه الكلمات عن الامام فهي من الاحاديث القدسية التي رواها عن الله عز وجل بواسطة جده صلي الله عليه وآله وسلم. خسلم لقوم شأنهم في حديثهم++ روي جدنا عن جبرئيل عن الباري.

[99] في معني الآية من تفسيره الكبير ص434 من جزئه الرابع في تفسير سورة التوبة. [

[100] الوجهان وجيهان ولا منافات بينهما.

[101] كما في مجمع البيان.

[102] أمثال موسي جارالله.

[103] راجع من هذه الرسالة ص 34 وما بعدها إلي منتهي ص44.

[104] في سورة ابراهيم.

[105] حسبك في ايضاح ذلك المراجعة 110 من مراجعاتنا.

[106] كما بيناه في المرراجعة 14 والمراجعة 110 من مراجعاتنا.

[107] أي لطخها.

[108] اوردناه بلفظ مسلم وقد اخرجه _ عن ابي هريرة بطرق كثيرة _ في باب فضائل موسي من كتاب الفضائل من صحيحه صفحة 309 من جزئه

الثاني، واخرجه البخاري في باب وفاة موسي من كتاب بدء الخلق بعد حديث الخضر بأقل من صفحتين من صحيحه فراجع صفحة 163 من جزئه الثاني، واخرجه ايضا في باب من احب الدفن في الارض المقدسة من ابواب الجنائز من صحيحه فراجع صفحة 158 من جزئه الأول، واحرجه احمد من حديث ابي هريرة في صفحة 315 من جزئه الثاني وفيه ان ملك الموت كان يأتي الناس عياناً قال فأتي موسي فلطمه ففقاً عينه الحديث _ واخرجه ابن جرير الطبري من حديث ابي هريرة أيضاً وذلك حيث ذكر وفاة موسي في الجزء من تاريخه ولفظه عنده ان ملك الموت كان يأتي الناس عياناً حتي أتي موسي فلطمه ففقأ عينه وفي آخره أن ملك الموت جاء إلي الناس خفياً بعد موت موسي!!.

[109] الندب بوزن جمل أثر الجرح إذا يرتفع عن الجلد.

[110] أوردناه بلفظ مسلم إذ أخرجه عن أبي هريرة بطرق كثيرة فراجع باب فضائل موسي صفحة 308 من الجزء الثاني من صحيحه، واخرجه البخاري في الباب الذي هو بعد حديث الخضر من صحيحه صفحة 162 من جزئه الثاني، واخرجه الامام أحمد من حديث ابي هريرة طرق كثيرة فراجع ص 315 من الجزء الثاني مسنده.

[111] كذا في صحيح البخاري والصحيح ذا اليدين.

[112] نقلناه بلفظ البخاري في باب من يكبر في سجدتي السهو، واخرجه ايضا في كل من البابين المذكورين قبله بلا فصل فراجع ابواب ما جاء في السهو صفحة 145 من الجزء الأول من صحيحه، واخرجه ايضا في مواضع أخر كثيرة يعرفها المتتبعون _ اما مسلم فقد اخرجه في باب السهو من الصلاة والسجود له بطرق عديدة فراجع صفحة 215 من الجزء الاول من صحيحه.

[113] فإن من جملة ما

نقله في رواية اخري انه صلي الله عليه وأله وسلم دخل الحجرة ثم خرج ورجع الناس، وفي رواية انه سألهم فقال احق مايقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم، وكل هذه الروايات في الصحاح وغيرها فراجع.

[114] اسمه عمير ويقال عمرو كذا في الاصابة.

[115] في صفحة 235 من الجزء الرابع من الشرح وهو مطبوع في هامش ارشاد القسطلاني وتحفة زكريا الانصاري.

[116] كذا في الاصابة وقد عرفت انه قد قال ان اسم ذي الشمالين عبد عمرو.

[117] راجع الباب الثالث من ابواب ما جاء في السهو وهو باب إذا سلم في ركعتين او في ثلاث فسجد سجدتين مثل سجود الصلاة او أطول ص 145 من جزئه الأول.

[118] ص 215 من جزئه الأول.

[119] ص 216 من جزئه الأول.

[120] نسبة إلي جده الامام موسي الكاظم علي ما هو المصطلح عليه عند النسابين تمت التعليقة والحمد لله رب العالمين بيد مؤلفها الأقل الأحقر عبدالحسين شرف الدين الموسوي غفر الله ذنوبه وستر عيوبه وكان الفراغ من وضعها عند الفراغ من طبعها سابع ذي العقدة سنة 1355 في مدينة صيدا ولله الحمد.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.