اجوبة علي أسئلة بعض علماء الطالبان

اشارة

مؤلف: كوراني، علي1944- م.,kurani, Ali

أجوبة علي أسئلة بعض علماء الطالبان

مجله حوزه

المقدمة

وصلتنا رسالة علي شكل منشور من بعض علماء الوهابية في باكستان، تتضمن خمسين سؤالاً أو إشكالاً، وقد جمعوا فيها بعض الأحاديث والنصوص من مصادر مذهبنا، وبعض كلمات من مؤلفات لعلماء شيعة، وأكثرها مؤلفات غير معروفة، وأرادوا أن يثبتوا بها كفر الشيعة! وجعلوا عنوانها: هل الشيعة كفار..؟ أحكموا أنتم! وهذه إجابات عليها، تكشف ما ارتكبه كاتبها من كذب علي الشيعة، وبتر للنصوص، وتحريف للمعاني، وسوء فهم، وقد جمعنا الأسئلة في محاور، ليكون الجواب علي موضوعاتها، والله ولي القبول والتوفيق. وأصلها باللغة الفارسية وهذه ترجمتها بنصه هل الشيعة كفار.. أحكموا أنتم! حول التوحيد والعدل - في أصول الكافي:1/148 وهو أحد أصول الشيعة، فيه البداء، وأن الله يكذب. - في كتاب تاريخ الإسلام ص163، أن الله تعالي عندما يرضي يتكلم بالفارسية وعندما يغضب يتكلم بالعربية. - في أصول الشريعة في عقايد الشيعة ص423، أنه يكفي للمسلم إحدي الشهادتين؟! حول القرآن - في كتاب الشيعه وتحريف القرآن ص62 أن القرآن نزل في أربعة وأن القرآن الفعلي فيه ثلاثة أقسام فقط. - في فصل الخطاب ص64، أن الشيخين لم يقبلا القرآن الذي كتبه علي. - في كتاب البرهان في تفسير القرآن ص38، أن عنزة قد أكلت القرآن. - في الإحتجاج ص257، أن الذين جمعوا القرآن حرفوا فيه! - في الشافي:2/616 أن القرآن الواقعي 17 ألف آية. - في كتاب هزار تمهاري دس هماري ص553، أن القرآن الفعلي ملخص ومقتطف من القرآن، والقرآن الأصلي عند الإمام المهدي. -في كتاب هزار تمهاري دس هماري ص554، أن إسم باكستان كان موجوداً في القرآن الأصلي الصحيح، لكنه غير موجود في القرآن الفعلي!

حول الصحابة - في كتاب حق اليقين ص509، أن أبا بكر وعمر مستبدان أكثر من الشيطان. - في حق اليقين ص519، أن عمر وعثمان ومعاوية عباد أصنام وشر المخلوقات علي وجه الأرض. - في كتاب القرآن المجيد تأليف مقبول حسين دهلوي ص840، اتهم عائشة بارتكاب الفاحشة! - في كتاب قرآن مجيد توسط مقبول حسين دهلوي ص674، أن أبا بكر وعمر كانا تابعين للشيطان. - في كتاب حقيقت فقه حنفيه در جواب حقيقت فقه جعفري ص64، أن عائشة كانت امرأة أمريكية أو أوروبية. - في كتاب القرآن مجيد توسط مقبول حسين دهلوي/ص 551، أن الفحشاء أبو بكر والمنكر عمر والبغي عثمان، ومن يشط في ذلك فهو كافر! - في كتاب شيعه مذهب حق هي ج2 ص57، قبول وقوع التحريف في القرآن في كلمة الشهادتين. في كتاب جلاء العيون ص63، أن الذي يشك في كفر عمر فهو كافر. في كتاب حيات القلوب:2/726، أن عائشة كانت كافرة. وفي حيات القلوب ج2 ص900 أنها وحفصة منافقتان. وفي حيات القلوب ص867، أن عائشة منافقة. في حق اليقن ص500، أن أبا بكر وعمر في الطبقة السابعة من جهنم. في الأنوار النعمانية:2/278، نحن لا نقبل الإله الذي يقبل خلافة أبي بكر بعد النبي. في كتاب ترجمة القرآن المجيد تأليف مقبول حسين دهلوي ص479 أن الخلفاء شاربي الخمر حرفوا القرآن لمقاصدهم. في كتاب أسرار محمد ص30، أن الشيطان أول من بايع أبابكر في المسجد: في كتاب جلاء العيون ص118، اتهام عائشه وحفصة بأنهما قد سمَّتَا النبي. في كتاب أسرار محمد ص211، أن أبا بكر عند الإحتضار لم يستطع النطق بالشهادتين في الشافي ج2 ص108، وحياة القلوب ج2ص901، إذا قام القائم أحيا الله علي

يده الحميراء وأقام عليها الحد انتقاماً لفاطمة الزهراء. في أصول الكافي:1/145، أن الخلفاء الثلاثة وبقية الصحابة كفروا بإنكارهم ولاية علي بن أبي طالب وأن كل الناس بعد وفاة النبي ارتدوا إلا ثلاثة: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي(قرآن مجيد - مقبول حسين دهلوي رقم 134). في حق اليقين ص371، أن الإمام المهدي يأمر بإخراج بدن الشيخين من قبرهما، ثم يحييهما ثم يجازيهما. في كتاب جلاء العيون:2/66، الفرق بين الله وعلي. أتباع الصحابة في حق اليقين/527، أن الإمام المهدي سيقتل كافة علماء السنة. في الأنوار النعمانية:3/264، أن منكر خلافة علي بلا فصل بعد النبي بلا فصل فهو كافر. حول مقام الأئمة عليهم السلام في أصول الكافي:1/145، نحن عين الله في المخلوقات وآخر مرجع بين الناس. في أصول الكافي ج1/228، لايوجد أحد عنده علم القرآن إلا الأئمة. في جلاء العيون:2/66، أن علياً إله! في جلاء العيون ج2 ص85، أن الأئمة آلهة. في أصول الكافي:1/270 أن كل الأئمة من حيث الرتبة والمقام مثل النبي في كتاب جليل العيون ج1 ص29، أن أئمة الشيعة المعصومين الأربعة عشر أرباب الكائنات وانهم أفضل من الأنبياء والملائكة. في أصول الكافي:1/177 أن حجة الله لاتتم بدون الإمام. في أصول الكافي:1/258، أن الإمام يعرف وقت موته ولايموت إلا باختياره. في أصول الكافي ج1 ص260، أن الإمام في عقيدة الشيعة لايخفي عليه شئ وأن عنده علم الماضي والحاضر والمستقبل. في الأنوار النعمانية ج2 ص234، أن عبدالله بن سبأ هو الذي ادعي أن الإمامة واجبة وأن علياً إمام وأنه الله تعالي. في أصول الكافي:1/388، أن فضائل علي أكثر من فضائل النبي. في أصول الكافي ج1 ص226، أن البكاء سراً لظلامة الإمام من الجهاد.

حول التوحيد و العدل

السؤال 1-في أصول

الكافي:1/148 وهو أحد أصول الشيعة فيه البداء، وأن الله يكذب! الجواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين. هذا الكلام لا وجود له في كتاب الكافي، لا في المكان الذي زعمه الكاتب ولا في غيره! بل يوجد في الكافي:1/146-149: (باب البداء)، روي فيه الكليني رحمه الله ستة عشر حديثاً، ليس فيها شئ مما ذكره الكاتب! وهذه التهمة عجيبة لنا، لأنا عقيدتنا أن من ينسب الي الكذب أو الجهل أو العجز الي الله تبارك وتعالي، فهو كافر لم يعرف الله تعالي! ويظهر أن الكاتب لم يقرأ أحاديث الباب في الكافي ولا غيره من مصادرنا، فلو فعل لرأي فيها ما يرد افتراءه! وهذا نموذج منها: عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن الله لم يبد له من جهل). وعنه عليه السلام: (ما بدا لله في شئ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له). وفيها: (عن منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال: لا، من قال هذا فأخزاه الله! قلت: أرأيت ما كان وماهو كائن إلي يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال:بلي قبل أن يخلق الخلق). وفيها: أنه عليه السلام قال في تفسير هذه الآية: (يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(الرعد:39)فقال:وهل يمحي إلا ما كان ثابتاً وهل يُثبت إلا ما لم يكن؟). وآخر حديث فيها قوله عليه السلام: (علم وشاء وأراد وقدر وقضي وأمضي، فأمضي ما قضي، وقضي ما قدر، وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة، وبمشيئته كانت الإرادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الإمضاء، والعلم متقدم علي

المشيئة، والمشيئة ثانية، والإرادة ثالثة، والتقدير واقع علي القضاء بالإمضاء فلله تبارك وتعالي البداء فيما علم متي شاء، وفيما أراد لتقدير الأشياء، فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء، فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشيئة في المنشأ قبل عينه، والإرادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالإمضاء هو المبرم من المفعولات، ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذوي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من إنس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس فلله تبارك وتعالي فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء، والله يفعل ما يشاء، فبالعلم علم الأشياء قبل كونها، وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارها، وبالإرادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها، وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس أماكنها ودلهم عليها، وبالإمضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم.).انتهي. وليت الكاتب قرأ أو فهم ما في هامشه في شرح معني البداء، وأن البداء من الله تعالي ليس كالبداء الذي يحدث لنا ويكون عن جهل، فقد جاء فيه: (ومن المعلوم أن علمه تعالي بالموجودات والحوادث مطابق لما في نفس الأمر من وجودها، فله تعالي علم بالأشياء من جهة عللها التامة، وهو العلم الذي لا بداء فيه أصلاً، وله علم بالأشياء من جهة مقتضياتها التي موقوفة التأثير علي وجود الشرائط وفقد الموانع، وهذا العلم يمكن أن يظهر خلاف ما كان ظاهراً منه بفقد شرط أو وجود مانع، وهو المراد بقوله تعالي: يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ..الآية). انتهي. السؤال في كتاب تاريخ الإسلام/163، أن الله تعالي عندما يرضي يتكلم بالفارسية، وعندما يغضب يتكلم بالعربية. الجواب كتاب (تاريخ الإسلام)

ليس كتاباُ شيعياً، بل المشهور بهذاالإسم كتاب تاريخ الإسلام للذهبي، تلميذ ابن تيمية، ولم نجد هذا الحديث المزعوم فيه، بل روته مصادر السنة الأخري عن أبي هريرة وأبي أمامة! وبعض علمائهم سكت عنه، وأكثر علماء الجرح والتعديل ردوه وقالوا إنه موضوع! بينما لم يروه أي كتاب من مصادر الشيعة أبداً، فكيف نُتَّهمُ به وهو في مصادر غيرنا؟! ففي الموضوعات لابن الجوزي:1/111: (عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الله عز وجل إذا غضب أنزل الوحي بالعربية، وإذا رضي أنزل الوحي بالفارسية. هذا حديث موصول ففي طريقه الأول جعفر بن الزبير، وفي طريقه الثاني عمر بن موسي، قال يحيي بن معين: كلاهما ليس بثقة). وفي تذكرة الموضوعات للفتني/113: (وفي اللآلئ أبو هريرة: أبغض الكلام إلي الله تعالي الفارسية وكلام الشيطان الخوزية وكلام أهل النار البخارية، وكلام أهل الجنة العربية. موضوع. إن الله تعالي إذا رضي أنزل الوحي بالعربية وإذا غضب أنزل الوحي بالفارسية. باطل لا أصل له). وقال ابن القيم في المنار المنيف/59: (ومنها أن يكون الحديث باطلاً في نفسه فيدل بطلانه علي أنه ليس من كلام الرسول(ص)كحديث المجرة التي في السماء من عرق الأفعي التي تحت العرش، وحديث إذا غضب الله تعالي أنزل الوحي بالفارسية وإذا رضي أنزله بالعربية، وكحديث ست خصال تورث النسيان أكل سؤر الفأر وإلقاء القمل في النار وهي حية والبول في الماء الراكد وقطع القطار ومضغ العلك وأكل التفاح الحامض، وحديث الحجامة علي القفا تورث النسيان، وحديث يا حميراء لا تغتسلي بالماء المشمس فإنه يورث البرص، وكل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق، مثل يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا

وكذا، وحديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء). انتهي. (راجع أيضاً: الكامل لابن عدي:5/10، والأسرار المرفوعة/12، واللؤلؤ المرصوع/1، والوضع في الحديث/5. وراجع من مصادرنا: نفحات الأزهار للسيد الميلاني:2/356). السؤال في أصول الشريعة في عقايد الشيعة/423 أنه يكفي للمسلم إحدي الشهادتين؟! الجواب يظهر أن مقصود الكاتب أن يشكل علينا بأنه يوجد عندكم قولٌ لأحد علمائكم أو حديث، بأن من قال: (لاإله إلا الله دخل الجنة) فكيف يدخل الجنة بشهادة واحدة، ولم يشهد للنبي صلي الله عليه وآله بالنبوة؟ وكتاب (أصول الشريعة) المذكور في كلامه لا نعرفه، وقد يكون كتاباً لأحد علماء باكستان الشيعة، وكان مقتضي الأمانة أن يورد نص كلامه، ولكنه لم يفعل كعادته. وعقيدتنا أن الإسلام لايتحقق إلا بالشهادة لله سبحانه بالوحدانية ولمحمد صلي الله عليه وآله بالنبوة، وأن الإيمان الكامل لايتحقق إلا بشروط أولها الشهادتان، ثم الشهادة بالولاية لعترة النبي. صلي الله عليه وآله. ففي الكافي:2/18: (عن عجلان أبي صالح قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أوقفني علي حدود الإيمان، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وصلاة الخمس، وأداء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، وولاية ولينا وعداوة عدونا، والدخول مع الصادقين) انتهي. ومع ذلك وردت عندنا أحاديث تدل علي أن ثواب من قال (لاإله إلا الله) متيقناً بها، دخول الجنة، كالحديث الذي رواه في الكافي:2 /517: (عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ثمن الجنة لا إله إلا الله والله أكبر). ومثله ما رواه في الكافي:2/519: (عنه عليه السلام قال: من قال في كل يوم: لا إله إلا الله حقاً حقاً لا إله إلا الله عبودية ورقاً، لا إله إلا الله إيماناً

وصدقاً، أقبل الله عليه بوجهه، ولم يصرف وجهه عنه حتي يدخل الجنة). انتهي. ولكن هذه الأحاديث مشروطة بلا شك بالشهادة بالنبوة، كما نصت عليه أحاديث أخري، كقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة الوسيلة، وهي في الكافي:8/18: (وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خفَّ ميزان ترفعان منه، وثقل ميزان توضعان فيه، وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار، والجواز علي الصراط). انتهي. وثانياً، إن إعلان شهادة التوحيد مشروط بأن يكون صاحبها علي يقين بها، وإلا لم تنفعه، ففي الكافي:3/122: (عن أبي بكر الحضرمي قال: مرض رجل من أهل بيتي فأتيته عائداً فقلت له: يا ابن أخي إن لك عندي نصيحة أتقبلها؟ فقال: نعم، فقلت قل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فشهد بذلك فقلت: إن هذا لا تنتفع به إلا أن يكون منك علي يقين، فذكر أنه منه علي يقين فقلت قل: أشهد أن محمداً عبده ورسوله، فشهد بذلك، فقلت: إن هذا لا تنتفع به حتي يكون منك علي يقين، فذكر أنه منه علي يقين فقلت قل: إشهد أن علياً وصيه وهو الخليفة من بعده والإمام المفترض الطاعة من بعده، فشهد بذلك، فقلت له: إنك لن تنتفع بذلك حتي يكون منك علي يقين، فذكر أنه منه علي يقين ثم سميت الأئمة عليهم السلام رجلاً رجلاً فأقر بذلك، وذكر أنه علي يقين. فلم يلبث الرجل أن توفي فجزع أهله عليه جزعاً شديداً، قال: فغبت عنهم ثم أتيتهم بعد ذلك فرأيت عراءاً حسناً فقلت: كيف تجدونكم، كيف عزاؤك أيتها المرأة؟ فقالت: والله لقد أصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة فلان رحمه الله

وكان مما سخا بنفسي لرؤيا رأيتها الليلة، فقلت: وما تلك الرؤيا؟ قالت: رأيت فلاناً تعني الميت حياً سليماً، فقلت: فلان؟ قال: نعم، فقلت له: أما كنتَ متَّ؟ فقال: بلي، ولكن نجوت بكلمات لقنيها أبو بكر، ولولا ذلك لكدت أهلك). وثالثاً، يشترط في صاحب الشهادة بالتوحيد والنبوة والولاية، أن يموت عليها، وأن لا تسلب منه قبل موته، فإن كثرة المعاصي قد توجب أن يسلب الشخص شهادة التوحيد قبل موته، أعاذنا الله! ففي الكافي:3/123: (عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (ما من أحد يحضره الموت إلا وكل به إبليس من شيطانه أن يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتي تخرج نفسه! فمن كان مؤمناً لم يقدر عليه، فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول صلي الله عليه وآله،حتي يموت) انتهي. ورابعاً، يشترط أيضاً أن لاتسلب منه شهادة التوحيد يوم القيامة، فقد ورد عن الصادقين من أئمة العترة صلوات الله عليهم، أن شهادة التوحيد قد تسلب من صاحبها يوم القيامة بسبب معاصيه وانحرافه، فلا يذكرها ليقولها! ففي الكافي:2/520، (عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً وجبت له الجنة، قال: قلت له: إنه يأتيني من كل صنف من الأصناف، أفأروي لهم هذا الحديث؟! قال: نعم يا أبان، إنه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فتسلب لاإله إلا الله منهم، إلا من كان علي هذا الأمر). السؤال في كتاب(شيعه مذهب حق هي)/2:أن كلمة الشهادتين بدون علياً ولي الله باطلة. الجواب لانعرف الكتاب ولا صاحبه، وإنما يؤخذ المذهب من مصادره المعتبرة ولايصح النسبة

إليه والإشكال عليه إلا بنص منها، فأين النص الذي جاء به هذا الكاتب؟! علي أي حال، لقد خلط الكاتب بين الإعتقاد بالشهادة الثالثة، وبين قولها في الإذان والإقامة، ونحن نبين مذهبنا فيهما: أما الشهادة بها في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله) وما في معناها، فقد قال الشهيد الأول رحمه الله وهو من أكابر فقهائنا في كتابه الدروس الشرعية:1/162: أما الشهادة لعلي عليه السلام بالولاية وأن محمداً وآله خير البرية، فهما من أحكام الإيمان لا من ألفاظ الأذان). ونحوه في العروة الوثقي:2/412 , ومعني ذلك أنه لايوجد أحد من فقهائنا القدماء والمتأخرين يقول بوجوبها في الأذان ولا الإقامة، فكيف يدعي كاتب الإشكالات علينا أنا نقول إن الشهادة لله تعالي بالوحدانية ولنبيه صلي الله عليه وآله بالنبوة، باطلتان بدونها؟! فإن قيل: لماذا تقولونها في الأذان والإقامة إذن؟ فالجواب: أن أدلة ذلك كثيرة، نكتفي منها بدليلين: الأول: أنه ثبت عندنا عن النبي صلي الله عليه وآله أنه يستحب ذكر علي والعترة عليهم السلام كلما ذُكر رسول الله صلي الله عليه وآله! ومعناه أنه كما يستحب لك عندما تسمع الأذان أن تعقب بإخفات علي قول المؤذن(الله أكثبر)فتقول مثلاً: كبَّرتَ كبيراً لا يقاس وعظَّمتَ عظيماً لا تدركه بالحواس. وبعد قوله: (أشهد ألا إله إلا الله) أن تقول: شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي. فكذلك يستحب لك بعد قول المؤذن: (أشهد أن محمداً رسول الله) أن تقول: وأشهد أن علياً ولي الله، وأبناءه المعصومين حجج الله صلوات الله عليهم. فالذي يفعله الشيعة أنهم يجهرون بهذا المستحب الإخفاتي، بنية الإستحباب العام، وليس بنية أنه جزء من الأذان! روي في الإحتجاج:1/231: (عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال في

حديث في فضل علي عليه السلام: فإذا قال أحدكم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فليقل: علي أمير المؤمنين).(راجع أيضاً تعقيب الإمام زين العابدين عليه السلام علي الأذان في مجلس يزيد:2/ 38، والفتوح لابن الأعثم:5/133، والشهادة بالولاية في الأذان للسيد الميلاني/26). والثاني: روت أوثق المصادر عندهم أن المسلمين سألوا النبي صلي الله عليه وآله كيف نصلي عليك؟ فأمرهم بالصلاة عليه وعلي آله معاً وعلمهم صيغتها! وهذا نصها من البخاري: (4797: قِيلَ يَارَسُولَ اللهِ أَمَّا السَّلامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَعَلَي آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَي آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَي مُحَمَّدٍ وَعَلَي آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَي آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). (راجع أيضاً: الأحاديث: 3369، 3370، 6357، 6358، 4798، 6360). وتسمي الصلاة الإبراهيمية لأن فيها: كَمَا صَلَّيْتَ عَلَي آلِ إِبْرَاهِيمَ، وهي نص صريح في أن الله تعالي لايقبل الصلاة علي نبيه إلا إذا قَرَنَّا به آله صلي الله عليه وآله. ويسمي هذا الأسلوب النبوي في علم أصول الفقه (صيغة تعليمية) وهي أقوي أساليب التحديد في الدلالة، لأن النبي صلي الله عليه وآله في مقام البيان والتعليم. والسؤال فيها مطلق يشمل الصلاة عليه في الصلاة وغيرها: فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ فعلمهم، فالذي يسمع الشهادة للنبي صلي الله عليه وآله في الأذان يستحب له أن يصلي عليه ويقرن به آله الطاهرين عليهم السلام، فلماذا لا تكون الشهادة لهم بالولاية من هذا الباب؟! وأما الإعتقاد بالشهادة الثالثة: فإن مما نص عليه القرآن والسنة، وأجمع عليه المسلمون فريضة مودة أهل البيت عليهم السلام وولايتهم، وأن الله لايقبل من المسلم عمله إلا بولايتهم ومحبتهم. والشهادتان عملان، فيشملها شرط

ولاية أهل البيت عليهم السلام. ولاينافي ذلك أن تكون الشهادتان أفضل من الولاية فإن العمل الأفضل قد يكون مشروطاً بعمل أقل منه وقد رأينا اشتراط الله تعالي قبول الصلاة علي نبيه صلي الله عليه وآله بالصلاة علي آله معه. ونكتفي هنا ببعض مايدل علي ذلك، وتجد أحاديثه في حقوق أهل البيت عليهم السلام المفروضة علي الأمة: قال الأميني في الغدير:2/301: (عن ابن عباس في حديث عن النبي صلي الله عليه وآله: لو أن رجلاً صَفَنَ بين الركن والمقام فصلي وصام، ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد، دخل النار. أخرجه الحاكم في المستدرك:3/149 وصححه، والذهبي في تلخيصه. وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق أبي ليلي، عن الإمام السبط الشهيد، عن جده رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال: (إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لاينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا). وأخرج الخوارزمي في المناقب/39 عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال لعلي: (يا علي لو أن عبداً عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتي حج ألف عام علي قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ثم لم يوالك يا علي، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها). انتهي. وفي مستدرك الوسائل:1/149: (عن علي بن الحسين عليه السلام قال قام رسول الله صلي الله عليه وآله فحمد الله وأثني عليه ثم قال: ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم! والذي نفس محمد بيده لو

أن عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبياً ما قبل الله ذلك منه حتي يلقي الله بولايتي وولاية أهل بيتي)! ومثله الطوسي في أماليه:1/140 عن سعد بن سعيد، وقال في هامشه: كتاب سلام بن أبي عمرة/117. انتهي.

حول القرآن

السؤال في الشافي:2/616، أن القرآن الواقعي17 ألف آية. - في كتاب هزار تمهاري دس هماري/553، أن القرآن الفعلي ملخص ومقتطف من القرآن، والقرآن الأصلي عند الإمام المهدي. - في كتاب شيعه مذهب حق هي:2/57، قبول وقوع التحريف في القرآن في كلمة الشهادتين. - في كتاب الشيعة وتحريف القرآن/62، أن القرآن نزل في أربعة أقسام، وأن القرآن الفعلي فيه ثلاثة أقسام فقط! الجواب الكتب التي ذكرها السؤال غير معروفة لنا، إلا كتاب الشافي للسيد المرتضي قدس سره، ولا يوجد فيه ما ذكره الكاتب! لكن توجد في مصادرنا أخبار آحاد بوجود نقص في القرآن، وقد ردَّها علماؤنا، لأنا نعتقد بعصمة القرآن وسلامته من التحريف. بل إن مذهبنا كله مبني علي إطاعة وصية الني صلي الله عليه وآله باتباع القرآن والعترة ومعناه أن القرآن كان موجوداً مجموعاً من عهده صلي الله عليه وآله. لكن المشكلة أنه توجد في مصادر السنيين أخبار أكثر قد تزيد علي المئة حديث وأثر، وفيها الصحيح الصريح بنقص القرآن وزيادته! فلا بد لهم أيضاً أن يردوها لمخالفتها للمجمع عليه بين الأمة من سلامة القرآن من الزيادة والنقصان فمن غير الإنصاف أن ينظر الي ما يوجد في مصادرنا وقد ردَّه علماؤنا، وتُغمض العيون عما يوجد في مصادر غيرنا، وهو أكثر منه وأصح عندهم! وفيما يلي نذكر أحاديث من مصادر الطرفين، ونعتقد بأنه يجب ردها جميعاً: فأهم حديث في مصادرنا هو ما رواه في الكافي:2/634: (عن الإمام الصادق

عليه السلام أنه قال: إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلي محمد صلي الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية). انتهي. وقد فسره الصدوق رحمه الله بأن المقصود به ما جاء به جبرئيل عليه السلام من تفسير ووحي، قال في الإعتقادات في دين الإمامية ص84: (اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالي علي نبيه محمد صلي الله عليه وآله هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة وعندنا أن الضحي وألم نشرح، سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف، سورة واحدة ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب. وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن، وثواب من ختم القرآن كله، وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة، والنهي عن القرآن بين سورتين في ركعة فريضة، تصديقٌ لما قلناه في أمر القرآن، وأن مبلغه ما في أيدي الناس. وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كله في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام، تصديقٌ لما قلناه أيضاً. بل نقول: إنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن، ما لو جمع إلي القرآن لكان مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية وذلك مثل قول جبرئيل للنبي صلي الله عليه وآله: إن الله تعالي يقول لك: يا محمد، دارِ خلقي) ومثل قوله: (إتق شحناء الناس وعداوتهم) ومثل قوله: (عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وشرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كف الأذي عن الناس) ومثل قول النبي صلي الله عليه وآله: (ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك

حتي خفت أن أدْرَدَ وأحْفي، وما زال يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه، وما زال يوصيني بالمرأة حتي ظننت أنه لا ينبغي طلاقها، وما زال يوصيني بالمملوك حتي ظننت أنه سيضرب له أجلاً يعتق به).انتهي. وقال بعض علمائنا إنه وقع التصحيف في هذا الحديث، فأصله سبعة آلاف آية، فكُتبت سبعة عشر ألف آية، ويصح أن يعبَّر عن آيات القرآن التي تزيد عن ستة آلاف وخمس مئة، أنها سبعة آلاف. لكن المشكلة الأكبر في مصادرهم فأحاديث تحريف القرآن بنقصه وزيادته وآثارها من أقوال خلفائهم وعلمائهم كثيرة، منها: أن عمر بن الخطاب قال إن القرآن ضاع أكثرمن ثلثيه! فقد روي الطبراني في الأوسط:6/361: (حدثنا محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني، حدثني أبي، عن جدي آدم بن أبي إياس، ثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله(ص):القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين).انتهي. وبما أن عدد حروف القرآثلاث مئة ألف حرف وكسراً، فلا يبلغ ثلث العدد الذي قاله عمر، فيكون مقصوده ضياع أكثر من ثلثي القرآن!! قال السيوطي في الدر المنثور:6/422: (قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما كان قرآناً ونسخ رسمه، وإلا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة). (راجع ما قاله أيضاً في الجامع الصغير:2/264، والإتقان:1/70). ولا يمكن قبول تفسيرهم هذا لقول عمر، لأنه لو كان أكثر من ضعفي القرآن الفعلي منسوحاً لبان وشاع، هذا إذا كان يُعقل أن ينزل الله كتاباً ويكون المنسوخ منه أكثر من ضعفي القرآن الفعلي! أما سند حديث عمر، فرواته الثقاة عندهم،قال الهيثمي في مجمع الزوائد:7/163:

(رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس، ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث ولم أجد لغيره في ذلك كلاماً، وبقية رجاله ثقات). (ورواه كنز العمال:1/517، و:1/541، وقال: (الطبراني في الأوسط، وابن مردويه، وأبو نصر السجزي في الإبانة، عن عمر قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن، وفيه زيادة علي ما بين اللوحين، ويمكن حمله علي ما نسخ منه تلاوة مع المثبت بين اللوحين اليوم) انتهي. فقد صرح الهيثمي بأن أحداً قبل الذهبي لم يطعن أو يتكلم في شيخ الطبراني محمد بن عبيد بن آدم! وتضعيفات الذهبي لا قيمة لها عندهم، لأنه كثيراً ما يطعن براوٍ موثق بسبب متن حديث لم يعجبه، مع أنه راويه ليس مسؤولاً عنه! أما قول ابن حجر في لسان الميزان:5/276: (محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني: تفرد بخبر باطل، قال الطبراني..الحديث)، فإن أراد به أن معني الحديث باطل فهو صحيح، وإن أراد الطعن بمحمد بن عبيد فالتفرد ليس طعناً. ولذلك اعتبره السيد الخوئي قدس سره موثقاً، فقال في البيان/202: (وأخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف، بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار، وعليه فقد سقط من القرآن أكثر من ثلثيه). انتهي. ولو تنزلنا وقلنا إن الحديث ضعيف بمحمد بن عبيد، فشواهده الكثيرة ترفعه إلي درجة الصحيح عندهم. فمن شواهده: ما رواه عبد الرزاق:7/330: (عن معمر، عن ابن جدعان، عن يوسف بن مهران، أنه سمع ابن عباس يقول: أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادي أن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: يا أيها الناس لاتُخدعن

آية الرجم فإنها قد نزلت في كتاب الله عز وجل وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد (ص) وآية ذلك أنه(ص)قد رجم...).انتهي. وهذا السند مقبول عندهم، لأن جميع رواته موثقون حتي ابن جدعان الذي هو علي بن زيد بن جدعان، وليس لهم عليه مأخذ إلا أنه كان يتشيع! لكن التشيع ليس تضعيفاً عندهم! قال ابن حبان في الثقات:2/154: (علي بن زيد بن جدعان بصري، يكتب حديثه وليس بالقوي، وكان يتشيع وقال مرة لا بأس به).انتهي. وحتي الذين لايقبلون حديث ابن جدعان ويضعفونه، قبلوا روايته عن يوسف بن مهران! قال الرازي في الجرح والتعديل:9/229: (يوسف بن مهران مكي روي عن ابن عباس وابن عمر، روي عنه علي بن زيد بن جدعان، سمعت أبي يقول ذلك...ثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن يوسف بن مهران فقال: لا أعلم روي عنه غير علي بن زيد بن جدعان، يكتب حديثه ويذاكر به نا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن يوسف بن مهران فقال: مكي ثقة). وقال في هامش المجروحين:2/103: (علي بن زيد بن جدعان أحد علماء التابعين، اختلفوا فيه فقوي أمره جماعة كالجريري ومنصور بن زاذان وحماد بن سلمة، وتكلم فيه الأكثرون قال شعبة: كان رفاعاً، وقال مرة: حدثنا علي قبل أن يختلط وكان ابن عيينة يضعفه...)انتهي. وقال في هامش سير أعلام النبلاء:2/134، عن حديث آخر: (وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي(3206 في التفسير) وقال في:3/375: (وفي سند الطبراني محمد بن سعيد الأثرم وهو ضعيف، وفي سند البزار علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، لكن يتقوي كل منهما بالآخر فيحسن، وآخر من حديث ابن عباس عند ابن

عدي:89/2، وفي سنده حكيم بن جبير وهو ضعيف، فالحديث صحيح بهذه الشواهد)انتهي. فهذا الحديث أيضاً صحيح بشواهده عندهم، فضلاً عن صلاحيته كشاهد لحديث الطبراني عن عمر. ومن شواهده أيضاً ما رواه ابن عساكر: 7/265: (وأخبرنا أبو عبدالله البلخي أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي أحمد، حدثني أبو عثمان البغدادي ثقة، نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم يكن فيما يقرأ: قاتلوا في الله آخر مرة كما قاتلتم فيه أول مرة؟ قال: متي ذاك يا أبا محمد؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو مخزوم الوزراء. وقد روي هذا الحديث عن ابن أبي مليكة من وجه آخر: أخبرناه أعلي من هذا بأربع درجات أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عيسي بن علي، أنا عبد الله بن محمد، نا دواد بن عمرو، نا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل الله: جاهدوا كما جاهدتم أول مرة؟ قال: بلي. قال: فإنا لا نجدها؟! قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن! قال أتخشي أن يرجع الناس كفاراً؟ قال: ما شاء الله. قال: لئن رجع الناس كفاراً ليكونن أمراؤهم بني فلان ووزراؤهم بني فلان..). انتهي. وقال في الدر المنثور:1/106: (وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما

أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لانجدها؟! قال:أسقطت فيما أسقط من القرآن)!! (ورواه في كنز العمال:2/567 من مسند عمر وقال: في رواية أخري:.فرفع فيما رفع)! ومن شواهده: مارواه في الدر المنثور: 1/106: (وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، ما يدريه ما كله؟! قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه)!! انتهي. فهذه الشواهد، ومثلها كثير في هذا الباب، ترفع حديث عمر الي درجة الصحيح، وبعضها صحيح بنفسه كقول عمر:(ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد)!! وكذلك نصوصهم علي أن سورة الأحزاب ضاع منها أكثر من مئتي آية! وسورة براءة ضاع أكثرها! وهي جميعاً تدل بما لايقبل الشك علي أن قول عمر الأول صحيح، وأنه كان يري أن القرآن الموجود بين أيدينا أقل من ثلث القرآن المنزل، وأنه فُقد أكثر من ثلثيه بعد النبي صلي الله عليه وآله!! ولو قايسنا أحاديثهم هذه بجميع ما ورد في مصادرنا من أحاديث وآثار تقول إنهم حذفوا عددأً من الآيات في فضائل أهل البيت عليهم السلام ومطاعن قريش، لكانت رواياتنا شيئاً قليلاً يسيراً أمام أحاديثهم الكثيرة العجيبة!! وموقفنا أنه يجب ردَّ الجميع، لعصمة القرآن عن الزيادة والنقصان، فيجب عليهم أن يردوا نصوصهم جميعاً حتي لو كان سندها صحيحاً. ولا يتسع المجال لأن نورد بقية ما رووه في نقص القرآن! راجع ما ورد عندهم في نقص سورة الأحزاب وسورة البقرة وسورة براءة، في: الدر المنثور:5/180، وفتح القدير:4/259، وكنز العمال:2/480، من مسند عمر عن ابن مروديه وعن أبيّ، ومسند أحمد:5/132، والحاكم:2/415، و:4/ 359، وقال في الموردين: هذا حديث صحيح الإسناد

ولم يخرجاه والبيهقي في سننه: 8 /211، كما في رواية الحاكم الثانية. ومجمع الزوائد:5/302، و:7/28، والدر المنثور:1/105، و:3/208)!! السؤال في فصل الخطاب/64، أن الشيخين لم يقبلا القرآن الذي كتبه علي. الجواب يريد كاتب هذا الإشكال أن يقول إنكم تعتقدون أن القرآن الصحيح هو قرآن علي عليه السلام، وأن علياً عرضه علي أبي بكر وعمر فلم يقبلاه، فمعناه أن قرآن علي عليه السلام الذي تعتقدون به محرَّفٌ، وليس مثل القرآن الفعلي. وواقع القضية: أن علياً عليه السلام بعد أن أنهي مراسم تجهيز النبي صلي الله عليه وآله ودفنه كما أمره صلي الله عليه وآله، اعتكف في بيته وكتب القرآن كما أمره النبي صلي الله عليه وآله. وبعد أيام من أحداث السقيفة، وهجومهم علي بيت علي وفاطمة عليهما السلام، دخل علي عليه السلام الي المسجد وهم مجتمعون فوضع القرآن الذي كتبه في وسطهم وقال لهم إن النبي صلي الله عليه وآله أوصاكم بالكتاب والعترة فهذا الكتاب وأنا العترة، فقالوا لاحاجة لنا به! فأخذه وقال: لن تروه بعد اليوم)! ولا تدل هذه الرواية أن نسخة علي عليه السلام تختلف عن النسخة الفعلية، فقد يكون سبب ردهم لها أنها تشتمل علي تفسير القرآن! قال ابن جزي وهو من أكابر علماء السنة في كتابه التسهيل:1/6: (وكان القرآن علي عهد رسول الله(ص)متفرقاً في الصحف وفي صدور الرجال، فلما توفي رسول الله قعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيته فجمعه علي ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير، ولكنه لم يوجد) كما وصف ابن جزي تميز علي عليه السلام عن الصحابة في علمه بالقرآن/13قال: (واعلم أن المفسرين علي طبقات، فالطبقة الأولي الصحابة رضي الله عنهم وأكثرهم كلاماً

في التفسير ابن عباس... وقال ابن عباس: ما عندي من تفسير القرآن فهو من علي بن أبي طالب، ويتلوهما عبدالله بن مسعود وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمرو بن العاص وكلما جاء من التفسير من الصحابة فهو حسن). انتهي. وروي نحوه ابن عبد البر في الإستيعاب:3/974، وفيه: (قال ابن سيرين: فبلغني أنه كتب علي تنزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير). ورواه عبد الرزاق في مصنفه:5/450، وقال في هامشه: رواه البلاذري عن ابن سيرين موقوفاً مختصراً، راجع أنساب الأشراف 1: 587).انتهي. وقال ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب:1/319: (ومن عجب أمره في هذا الباب أنه لا شئ من العلوم إلا وأهله يجعلون علياً عليه السلام قدوةً، فصار قوله قبلةً في الشريعة، فمنه سمع القرآن، ذكر الشيرازي في نزول القرآن وأبو يوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عباس في قوله:لاتحرك به لسانك، كان النبي يحرك شفتيه عند الوحي ليحفظه، وقيل له لاتحرك به لسانك يعني بالقرآن لتعجل به من قبل أن يفرغ به من قراءته عليك: إن علينا جمعه وقرآنه، قال: ضمن الله لمحمد(ص)أن يجمع القرآن بعد رسول الله علي بن أبي طالب! قال ابن عباس: فجمع الله القرآن في قلب علي، وجمعه علي بعد موت رسول الله بستة أشهر. وفي أخبار ابن أبي رافع أن النبي(ص) قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي: يا عليُّ هذا كتاب الله خذه إليك، فجمعه عليٌ في ثوب فمضي الي منزله، فلما قبض النبي صلي الله عليه وآله جلس عليٌّ فألفه كما أنزله الله وكان به عالماً. وحدثني أبو العلاء العطار والموفق خطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد

عن علي بن رباح أن النبي صلي الله عليه وآله أمر علياً عليه السلام بتأليف القرآن، فألفه وكتبه. جبلة بن سحيم، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لو ثنيت لي الوسادة وعُرف لي حقي لأخرجت لهم مصحفاً كتبته وأملاه علي رسول الله صلي الله عليه وآله أبو نعيم في الحلية، والخطيب في الأربعين، بالإسناد عن السدي عن عبد خير عن علي عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتي أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي حتي جمعت القرآن. وفي أخبار أهل البيت عليهم السلام أنه آلي أن لايضع رداءه علي عاتقه إلا للصلاة حتي يؤلف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدة الي أن جمعه، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع التيه، فقالوا: لأمرٍ ما جاء أبو الحسن؟! فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهذا الكتاب وأنا العترة، فقام إليه الثاني فقال له: إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما! فحمل عليه السلام الكتاب وعاد به، بعد أن ألزمهم الحجة). انتهي. فهذا لايدل علي أن نسخة علي عليه السلام محرفة أو علي أن النسخة التي بأيدينا والمجمع عليها بين المسلمين، محرفة لا سمح الله. بل يدل علي أن علياً عليه السلام ورَّث نسخته التي تتضمن التفسير الي الأئمة من أولاده عليهم السلام. السؤال في كتاب البرهان في تفسير القرآن/38،أن عنزة قد أكلت القرآن. الجواب العنزة

التي أكلت آيات من القرآن ليست عنزتنا، ولا وردت روايتها في مصادرنا، بل هي عنزة عائشة حسب رواية مصادركم الصحيحة! وقد رووا قصتها في مسألة رضاع الكبير، وخلاصتها: أن عائشة كانت تبعث بعض الرجال الي أختها أو زوجة أخيها، ليرضعوا منهن ويصيرون محرماً عليها فيدخلن عليها! وقد اعترضت نساء النبي صلي الله عليه وآله علي عائشة، فقالت إن ذلك كان في القرآن في آية عندي مع غيرها من الآيات تحت سريري، لكن العنزة دخلت الي الغرفة وأكلتها! قال أحمد بن حنبل في مسنده:6/271: (كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها، وإن كان كبيراً خمس رضعات، ثم يدخل عليها! وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) أن يُدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس حتي يرضع في المهد). انتهي. أما بخاري فروي في صحيحه:3/150: (عن مسروق أن عائشة قالت دخل عليَّ النبي(ص) وعندي رجل قال: يا عائشة من هذا؟ قلت أخي من الرضاعة. قال: يا عائشة أنظرن مَن إخوانكن! فإنما الرضاعة من المجاعة). وفي صحيح بخاري:6/125: (دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه كره ذلك! فقالت: إنه أخي، فقال: أنظرن من إخوانكن...)! (ورواه أيضاً في:3 /149، ورواه النسائي:6/101). وروي عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه:7/458، نحو خمسين رواية تحت عنوان: باب رضاع الكبير، يتضح منها أن المسلمين كانوا يستنكرون ذلك! قال: (فكانت تأمر أم كلثوم ابنة أبي بكر وبنات أخيها يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال). انتهي. كما رووا استنكار نساء النبي صلي الله عليه وآله لهذا العمل، وأن عائشة قالت لهن: نزلت في ذلك آية وكانت عندي مكتوبة علي ورقة وضعتها تحت سريري فلما

انشغلنا بمرض النبي صلي الله عليه وآله وتركت غرفتي كان بابها مفتوحاً، فدخلت عنزة وأكلت هذه الآية مع غيرها، وروي ذلك مسلم في صحيحه:4/167: (عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله(ص) وهنَّ فيما يقرأ من القرآن!). انتهي. ورواه الدارمي في سننه:2/157، وابن ماجة:1/625، وروي بعده: (عن عائشة قالت: لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها). انتهي. ومعني الداجن: الحيوان الذي يربي في المنزل، وهو في المدينة الماعز! ومعني قولها: (فتوفي رسول الله(ص)وهنَّ فيما يقرأ من القرآن): أن هذا الحكم ثابت الي الآن، ولم تنسخ الآية حتي توفي النبي صلي الله عليه وآله. وفي كلامها دليل علي أن مرض النبي صلي الله عليه وآله ووفاته ودفنه، كان في غرفة استقباله التي تسمي غرفة فاطمة عليها السلام، ولم يكن في غرفة عائشة، كما قالوا، وإلا لما دخلتها السخلة! وهو بحث خارج عن موضوعنا. وروي النسائي في سننه:6/100: (عن عائشة قالت: كان فيما أنزل الله عز وجل، وقال الحرث فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرِّمْنَ ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله(ص) وهي مما يقرأ من القرآن!). وقال الترمذي في سننه:2/309: (قالت عائشة: أنزل في القرآن: عشر رضعات معلومات، فنسخ من ذلك خمس وصار الي خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله(ص)والأمر علي ذلك. وبهذا كانت عائشة تفتي وبعض أزواج النبي(ص)(فقط حفصة)وهو قول الشافعي، وإسحاق وقال أحمد بحديث النبي (ص): لا تحرِّم المصة ولا المصتان، وقال: إن ذهب ذاهب الي قول

عائشة في خمس رضعات فهو مذهب قوي! وجَبُنَ عنه أن يقول فيه شيئاً!! وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي(ص)وغيرهم: يحرم قليل الرضاع وكثيره، إذا وصل الي الجوف، وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، وأهل الكوفة). انتهي. ومعني كلام هؤلاء أن المصة الواحدة تكفي للتحريم، ولكن عائشة كانت تحتاط فتأمر أخواتها وزوجات إخوتها أن يرضعنهم خمس رضعات! أما في مذهب أهل البيت عليهم السلام، فلا رضاع بعد فطام، ويحرم علي الرجل أن ينظر الي ثدي المرأة الأجنبية، وأشد منه تحريماً أن يرضع منه، وإن عصي وفعل ذلك فلا يحصل بعمله أي تحريم في النسب! وقد روي أحمد في مسنده:1/432 مايؤيد مذهبنا، عن ابن مسعود قال: (قال رسول الله (ص): لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشر العظم). والنتيجة: أن رواية آيات العنزة صحيحة عندكم ولاتوجد عندنا! وهي تدل علي أن عائشة تقول بوقوع التحريف في القرآن، لأن تلك السخلة الملعونة أكلت آيات منه، وتركته ناقصاً الي يوم الدين! ولا يصح قول بعضهم إن ذلك كان نسخاً، لأن عائشة أكدت أن الآيات لم تنسخ أبداً، بل كانت مما يقرأ من القرآن حتي توفي النبي صلي الله عليه وآله! ولا نسخ بعده صلي الله عليه وآله! السؤال في الإحتجاج/257، أن الذين جمعوا القرآن حرفوا فيه! الجواب كتاب الإحتجاج للطبرسي قدس سره مطبوع في مجلدين، ولايوجد ما ذكره الكاتب في الصفحة المذكورة في أي من المجلدين! ولعله يقصد ما ورد في مصادرنا عن أئمة العترة النبوية عليهم السلام من أن الخلفاء والحكام قد حرفوا الكتاب، أي حرفوا تفسيره وتطبيقه وليس نصه ولفظه، وهو قول الإمام الباقر عليه السلام: (أقاموا

حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه)! وهذا صحيح نعتقد به ونثبته بالدليل. ففي الكافي:8/124: (عن علي بن سويد قال: كتبت إلي أبي الحسن موسي(الإمام الكاظم عليه السلام)وهو في الحبس كتاباً أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة، فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثم أجابني بجواب هذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغي من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتضادة، فمصيب ومخطئ، وضال ومهتدٍ، وسميع وأصم، وبصير وأعمي حيران، فالحمد لله الذي عرف ووصف دينه محمد صلي الله عليه وآله. أما بعد، فإنك أمرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة، وحفظ مودة ما استرعاك من دينه وما ألهمك من رشدك، وبصَّرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم، وبردك الأمور إليهم. كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقية، ومن كتمانها في سعة، فلما انقضي سلطان الجبابرة، وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلي أهلها، العتاة علي خالقهم، رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه مخافة أن يدخل الحيرة علي ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم، فاتق الله عز ذكره وخص بذلك الأمر أهله، واحذر أن تكون سبب بلية علي الأوصياء أو حارشاً عليهم بإفشاء ما استودعتك، وإظهار ما استكتمتك، ولن تفعل إن شاء الله. إن أول ما أُنهي إليك أني أنعي إليك نفسي في لياليَّ هذه، غير جازع ولا نادم، ولا شاك فيما هو كائن، مما قد قضي الله عز وجل وحتم، فاستمسك بعروة الدين، آل محمد والعروة الوثقي، الوصي بعد الوصي، والمسالمة لهم والرضا بما قالوا، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا

تُحبَّنَّ دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم! وتدري ما خانوا أماناتهم؟: ائتمنوا علي كتاب الله فحرفوه وبدلوه، ودُلوا علي ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم، فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون). انتهي. وقال السيد الخوئي قدس سره في تفسيره البيان/197: (ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله، فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته، وحمله علي غير معناه فقد حرفه وتري كثيراً من أهل البدع والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته علي آرائهم وأهوائهم وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعني، وذم فاعله في عدة من الروايات، منها رواية الكافي بإسناده عن الباقر عليه السلام أنه كتب في رسالته إلي سعد الخير: وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية). انتهي. يقصد رحمه الله الرواية في الكافي:8/52: وفيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أوصيك بتقوي الله فإن فيها السلامة من التلف، والغنيمة في المنقلب، إن الله عز وجل يقي بالتقوي عن العبد ما عزب عنه عقله، ويجلي بالتقوي عنه عماه وجهله، وبالتقوي نجا نوح ومن معه في السفينة وصالح ومن معه من الصاعقة، وبالتقوي فاز الصابرون ونجت تلك العصب من المهالك، ولهم إخوان علي تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة، نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات، حمدوا ربهم علي ما رزقهم وهو أهل الحمد، وذموا أنفسهم علي ما فرطوا وهم أهل الذم، وعلموا أن الله تبارك وتعالي الحليم العليم إنما غضبه علي من لم يقبل منه رضاه، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه، وإنما يضل

من لم يقبل منه هداه، ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات، دعا عباده في الكتاب إلي ذلك بصوت رفيع لم ينقطع، ولم يمنع دعاء عباده، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله، وكتب علي نفسه الرحمة فسبقت قبل الغضب فتمت صدقاً وعدلاً، فليس يبتدئ العباد بالغضب قبل أن يغضبوه، وذلك من علم اليقين وعلم التقوي، وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية! وكان من نبذهم الكتاب أن ولوه الذين لايعلمون فأوردوهم الهوي وأصدروهم إلي الردي وغيروا عري الدين، ثم ورثوه في السفه والصبا فالأمَة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك وتعالي وعليه يردون، فبئس للظالمين بدلاً ولايةُ الناس بعد ولاية الله، وثوابُ الناس بعد ثواب الله، ورضا الناس بعد رضا الله، فأصبحت الأمة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة علي تلك الضلالة، معجبون مفتونون فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدي بهم...الخ.) وسعد الخير هذا أموي، هداه الله الي ولاية أهل البيت عليهم السلام، وقد روي المفيد في الإختصاص/85: (عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل سعد بن عبد الملك وكان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان، علي أبي جعفر عليه السلام فبدأً ينشج كما تنشج النساء! قال فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما يبكيك يا سعد؟ قال وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن! فقال له: لست منهم، أنت أموي منا أهل البيت، أما سمعت قول الله عز وجل يحكي عن إبراهيم: فمن تبعني فإنه

مني).انتهي. السؤال في كتاب هزار تمهاري دس هماري/554، أن إسم باكستان كان موجوداً في القرآن الأصلي الصحيح، لكنه غير موجود في القرآن الفعلي! الجواب هذا الكتاب لانعرفه، وهذا الكلام واضح البطلان مردود علي قائله! ونتعجب ممن جعله إشكالاً علي الشيعة، ودليلاً علي كفرهم!

حول الصحابة (حول أبي بكر و عمر و عثمان)

السوال في كتاب جلاء العيون/63، أن الذي يشك في كفر عمر فهو كافر. - في أصول الكافي:1/145، أن الخلفاء الثلاثة وبقية الصحابة كفروا بإنكارهم ولاية علي بن أبي طالب. - وأن كل الناس بعد وفاة النبي ارتدوا إلا ثلاثة: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي (قرآن مجيد نوشته مقبول حسين دهلوي/ 134) - في الأنوار النعمانية:3/264، أن منكر خلافة علي بلا فصل بعد النبي بلا فصل فهو كافر. - في كتاب أسرار محمد/211، أن أبا بكر عند الإحتضار لم يستطع النطق بالشهادتين. - في كتاب أسرار محمد/30، أن الشيطان أول من بايع أبا بكر في المسجد. - في كتاب حق اليقين/509، أن أبا بكر وعمر مستبدان أكثر من الشيطان. - في كتاب قرآن مجيد توسط مقبول حسين دهلوي/674، أن أبا بكر وعمر كانا تابعين للشيطان. - في حق اليقين/500، أن أبا بكر وعمر في الطبقة السابعة من جهنم. - في الأنوار النعمانية:2/278، نحن لانقبل الإله الذي يقبل خلافة أبي بكر بعد النبي. - في كتاب ترجمة القرآن المجيد تأليف مقبول حسين دهلوي/479 أن الخلفاء شاربي الخمر حرفوا القرآن لمقاصدهم. -في حق اليقين/519، أن عمر وعثمان ومعاوية عباد أصنام وشر المخلوقات علي وجه الأرض. -في كتاب القرآن مجيد توسط مقبول حسين دهلوي/551، أن الفحشاء أبو بكر والمنكر عمر والبغي عثمان، ومن يشك في ذلك فهو كافر! الجواب أولا يجب معرفة الفرق في المنهج

بيننا وبينكم في النظرة الي الصحابة غير أهل البيت عليهم السلام، وفي الإعتقاد بهم، ونلخصه في الفروق التالية: الفرق الأول أننا نؤمن بحرية البحث العلمي في الصحابة , وأن المسلم له الحق الشرعي أن يعتقد في أي منهم ما يتوصل اليه اجتهاده أو تقليده بينه وبين ربه , وهو معذور إن عمل بشروط الاجتهاد والتقليد المتفق عليها بين المسلمين. بينما يريد المغالين في الصحابة تحريم البحث العلمي فيهم , وحتي البحث في تقييم بعضهم لبعض , أو تقييم الرسول صلي الله عليه وآله لهم , فكل ذلك عندهم حرام ومقفل عليه بأقفال!! الفرق الثاني أننا نحترم الصحابة ونحترم آراء المسلمين فيهم , لكن نقول إنهم حسب تعريفكم (كل من رأي النبي صلي الله عليه وآله ومات مسلماً)يبلغون مئتي ألفاً وأكثر، ويشملون حتي الكفار الذين حاربوا النبي صلي الله عليه وآله حتي عجزوا، ثم أسلموا تحت السيف! وعقيدتنا أنهم (ما عدا أهل البيت المنصوص عليهم صلي الله عليه وآله) فيهم المخلص المهاجر الصالح المجاهد، وفيهم المتوسط، وفيهم العادي فيجب أن نعطي للمسلم حرية البحث والإعتقاد فيهم بما يتوصل اليه بينه وبين ربه. الفرق الثالث روي بخاري وغيره أن المسلمين سألوا النبي صلي الله عليه وآله كيف نصلي عليك؟ يعني في الصلاة وغيرها، فعلمهم أن يقرنوا معه آله صلي الله عليه وآله، وهي صيغة توقيفية فلا يجوز لنا أن نقول (صلي الله عليه وعلي آله وصحبه أجمعين) لأنه استدراك علي رسول الله صلي الله عليه وآله! ومن جهة أخري ثبت أن النبي صلي الله عليه وآله أخبر عن ربه بأن العديد من أصحابه يمنعون من الورود علي حوض الكوثر يوم القيامة، ويؤمر بهم الي النار!! وهو الحديث

المعروف بحديث الحوض الصحيح , وفي بعض نصوصه أنه لاينجو منهم (إلا مثل همل النعم)!! (راجع صحيح بخاري:4/94 إلي99 وص156 و:3 /32، وصحيح مسلم:7/ 66 حديث الحوض، وفيها تعابير نبوية يكاد يشيب المسلم من هولها!) وهمل النعم: الأنعام المنفردة عن القطيع! فلا يجوز للمسلم شرعاً أن يقرن برسوله في الصلاة عليه جماعة فيهم من أهل النار!! نعم يجوز أن يترضي المسلم عن الصالحين من الصحابة عندكم وعندنا لكن بدون أن يقرنهم بالنبي صلي الله عليه وآله. الفرق الرابع يفضل غيرنا الصحابة علي العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام، وحجتهم أنهم صحابة وصاروا خلفاء! فتراهم يعرضون عن أهل بيت نبيهم صلي الله عليه وآله، في عقائدهم وفقههم، ويعرضون عن ذكر فضائلهم ومناقبهم، بل تراهم ينفرون أحياناً من ذلك!! مع أن أهل البيت عليهم السلام صحابة وأهل بيت وعترة!! أما نحن فنفضل أهل البيت عليهم السلام علي الصحابة، لكن ليس بسبب صحبتهم ولا بسبب نسبهم , بل لأن النبي صلي الله عليه وآله أمرنا بتفضيلهم واتباعهم من بعده، وذلك في عدة أحاديث متواترة أو صحيحة عندنا وعندكم، مثل حديث الثقلين الصحيح المتواتر عند الجميع، وحديث أن حب علي وبغضه ميزان للإيمان والنفاق، وحديث الكساء الذي حدد فيه من هم أهل بيته وآله وعترته وجعله مصطلحاً إسلامياً، وحديث المباهلة حيث اختارهم بأمر ربه وباهل فيهم النصاري، وهم علي وفاطمة والحسين والحسين عليهم السلام... وعشرات الأحاديث المتفق عليها بين الجميع، في مقامهم ووجوب مودتهم واتباعهم!! الفرق الخامس أن الله تعالي كلفنا بولاية أهل البيت النبوي الطاهرين عليهم السلام واتباعهم، ولم يكلفنا باتباع الصحابة، فالذي يسألنا الله عنه في حشرنا ونشرنا هو الكتاب والعترة كما نص النبي صلي الله

عليه وآله , ولانسأل عن رأينا في الصحابة وعقيدتنا فيهم إلا بمقدار مايتعلق بأهل البيت النبوي صلي الله عليه وآله، فلماذا نكلف أنفسنا أمراً لم يكلفنا إياه الله تعالي، ولا يسألنا عنه يوم القيامة؟!! إن الجميع متفقون أن صلاة المسلم لا تصح إلا بالصلاة علي محمد وآل محمد صلي الله عليه وآله. وهذا أعظم دليل علي أن الله تعالي يريدنا أن نصلي عليهم مع رسوله في كل صلاة. ولم يفت أحد من فقهاء المسلمين حتي الخوارج بوجوب الصلاة علي الصحابة! بل إن إضافة (وصحبه) في الصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله تبطل الصلاة! أما في غير الصلاة فهي حسب أصولكم بدعة لأنه لا يوجد فيها حتي حديث ضعيف! وإذا كان هذا حال جواز الصلاة عليهم , فلماذا لايترك للمسلم حرية الإعتقاد فيهم حسب ما يصل اليه رأيه أو رأي من يقلده , مع مراعاة مشاعر المحبين لهم المغالين فيهم!! ثانياً علي ضوء ما تقدم، كيف يجوز للمسلم أن يجعل الصحابة عصاً يرفعها في وجوه المسلمين، ويسلبهم حريتهم في البحث والإعتقاد، ويجبرهم علي أن يقلدوه فيعتقدوا بعدالتهم جميعاً؟! كيف يجوز لأحد أن يحاسب المسلمين علي نظرتهم الي مئتي ألف مسلم رأوا رسول الله صلي الله عليه وآله! ويجبرهم علي القول برأيه فيهم، ويصادر حريتهم، ويفتش عن قلوبهم، ولا يحملهم علي الأحسن ويعذرهم! ثالثاً لايصح أن يكون المسلمون ملكيين أكثر من الملك، فيقولون في الصحابة ويعتقدون فيهم ما لم يكونوا يعتقدونه في أنفسهم! فقد كان لبعض الصحابة آراء شديدة في بعضهم، وطعن بعضهم في بعض وشتم بعضهم بعضاً، وكفَّر بعضهم بعضاً، وقاتل بعضهم بعضاً، وقتله! وقد روي الجميع موقف سعد بن عبادة رحمه الله وهو صحابي

جليل وزعيم الأنصار، حيث اعترض عليهم في السقيفة وأدانهم، فأرادوا قتله، ولم يبايع أبا بكر ولا عمر، وكان يتكلم عليهم أغلظ الكلام ويتهمهم بأشد التهم! وقد روي الطبري:3/210، أن سعداً قال لهم: (لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم، حتي أعرض علي ربي! وكان لايصلي معهم)! وروي بخاري قصته مخففة:2/291، عن لسان عمر. ولما صار عمر خليفة قال لسعد: كرهت جوارك، ونفاه الي سوريا، وبعد مدة يسيرة قتل هناك فاتهموا عمر بقتله! وكذلك كان موقف علي وفاطمة عليهما السلام وكافة أهل البيت عليهم السلام وبني هاشم، من السقيفة خلافة أبي بكر، فقد قال علي لأبي بكر كما في تاريخ المسعودي:1:414: (أفسدت علينا أمورنا، ولم تستشر ولم ترع لنا حقاً)! وروي ابن قتيبة وهو من كبار علماء السنة، في كتابه الإمامة والسياسة:1/30، أن عمر جاء بمسلحين ومعهم حطب وهاجموا بيت علي وفاطمة ليجبروهم علي البيعة: (فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها علي من فيها! فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة! فقال: وإنْ!! فخرجوا فبايعوا إلا علياً، فوقفت فاطمة علي بابها فقالت: لاعهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقاً... فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلي صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة!). ثم روي ابن قتيبة محاولة أبي بكر وعمر أن ترضي فاطمة عنهما، ولكنها بقيت غاضبة تدعو عليهما بعد كل صلاة! قال ابن قتيبة: (فقال عمر لأبي بكر: إنطلق بنا إلي فاطمة فإنا قد أغضبناها فانطلقا جميعاً

فاستأذنا علي فاطمة فلم تأذن لهما، فأتيا علياً فكلماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلي الحائط، فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام! فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني متُّ ولا أبقي بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله، إلا أني سمعت أباك رسول الله يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة. فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله صلي الله عليه وآله تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم. فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضي فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول الله(ص)! قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه! فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالي من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي حتي كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها! ثم خرج باكياً فاجتمع إليه الناس فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه! لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي! قالوا: يا خليفة رسول الله، إن هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين. فقال: والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة! قال: فلم يبايع

علي كرم الله وجهه حتي ماتت فاطمة رضي الله عنهما، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمساً وسبعين ليلة). وأخيراً روي مسلم:5/152، مناقشة عمر لعلي والعباس في أوقاف رسول الله صلي الله عليه وآله وأنه قال لهما: (فلما توفي رسول الله(ص)قال أبو بكر أنا وليُّ رسول الله فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول الله(ص)ما نورث ما تركنا صدقة! فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً! والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق! ثم توفي أبو بكر وأنا وليُّ رسول الله(ص)ووليُّ أبي بكر، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق). (ورواه البيهقي في سننه: 6/298). انتهي. فكان طبيعياً إذن، أن يكون لبعضهم رأي سلبي في الآخر، كما رأيت من رأي سعد وعلي وفاطمة عليهما السلام والعباس.. ولم تقع السماء علي الأرض! رابعاً رويتم عن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: (سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحي الله إلي يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضها أضوأ من بعض، فمن أخذ بشئ مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي علي هدي). وقد أخرجه الخطيب في الكفاية/66، في باب في تعديل الصحابة، وعبد بن حميد في مسنده/250، بلفظ آخر عن ابن عمر، أن رسول الله قال: مثل أصحابي مثل النجوم يهتدي به، فأيهم أخدتم بقوله اهتديتم)، واخرجه الديلمي في مسنده:4/ 447، عن ابن عباس بلفظ: (أصحابي بمنزلة النجوم بأيهم أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة). انتهي. ومع أن علماء الجرح والتعديل ضعَّفوا هذا الحديث وحكموا بأنه موضوع، لكن علماءكم قبلوه واحتجوا به في

الفقه وأصول الفقه وغيرهما فيصح لنا أن نحتج به فنقول: مادام الصحابة كلهم نجوم هداية، وسعد بن عبادة رحمه الله مثلاً من كبارهم وخيارهم، فيصح أن نقتدي به، ويكون رأينا سلبياً في أبي بكر وعمر مثل رأيه، ونكون مهتدين مقبولين عند الله ورسوله صلي الله عليه وآله. خامساً الكتب التي اعتمد عليها الكاتب في إشكالاته، أكثرها ليست من مصادر مذهبنا الأساسية، كما أنه لم يورد أي نص منها! وهذا نقص في البحث العلمي والأمانة العلمية! وأهم الكتب التي اعتمد عليها هي: أصول الكافي للكليني رحمه الله، اعتمد عليه في عشرة موارد، والشافي للسيد المرتضي رحمه الله في موردين، وأسرار آل محمد وهو ترجمة كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمه الله في موردين، والإحتجاج للطبرسي رحمه الله في مورد واحد. بينما اعتمد في بقية إشكالاته علي كتب لعلماء متأخرين، بعضهم من كبار العلماء، وبعضهم غير معروف، ولم ينقل نص كلام أحد منهم! بل ادعي عليهم دعاوي ووضع عنوانها من عنده، وأعطي رقم صفحة في المصدر، وقد رأيت أنا لم نجد ما ادعاه في أكثر من مورد! فقد نقل عن كتاب جلاء العيون سبعة موارد، وعن حق اليقين خمسة موارد، وعن حياة القلوب أربعة موارد، وهذه الكتب الثلاثة للعلامة المجلسي رحمه الله. وعن كتاب الأنوار النعمانية للسيد الجزائري رحمه الله في ثلاثة موارد، وعن كتاب تفسير البرهان للبحراني رحمه الله في مورد واحد، وعن ترجمة القرآن لمقبول حسين دهلوي خمسة موارد، ويظهر أنه كتاب بلغة الأردو، وكذلك الكتب الأخري وهي: الشيعة وتحريف القرآن، وتاريخ الإسلام، وأصول الشريعة في عقايد الشيعة وفصل الخطاب، والشيعة مذهب حق، وحقيقة فقه الأحناف مقابل الفقه الجعفري، وكتب هزار تمهاري دس هماري! وهذا

يدل علي أن كاتب الإشكالات، ليس متضلعاً باللغة العربية، فهو يقرأ بالفارسية والأردو! وكان الأحري به أن يقرأ مصادر مذهب الشيعة العربية! والكتاب الذي سماه(جليل العيون)هو كتاب (جلاء العيون) للعلامة المجلسي قدس سره وهو باللغة الفارسية، مترجم الي الأوردية، وقال صاحب الذريعة الي تصانيف الشيعة رحمه الله:4/94: (جلاء العيون في تواريخ المعصومين عليهم السلام مصائبهم بالفارسية للعلامة المجلسي المولي محمد باقر المتوفي بأصفهان في1111، مرتب علي أربعة عشر باباً بعدد المعصومين عليهم السلام.. طبع بإيران مكرراً وجدد طبعه في النجف... ترجمة جلاء العيون... بلغة أردو طبع بالهند، للسيد محمد باقر الهندي المترجم المعاصر، وله ترجمة حق اليقين وعين الحياة وغيرها..). وقال في الذريعة:5/125: (جلاء العيون، الهندي، هو ترجمة الجلاء الفارسي بالأردوية، طبع بالهند في مجلدين، لبعض فضلائها). انتهي. وقال في الذريعة:8/264: (الدمع الهتون في ترجمة جلاء العيون، باللغة الأردوية، طبع بالهند، لبعض فضلائها). انتهي. وأما كتاب حق اليقين، فتوجد عدة كتب بهذا الإسم، لكن يظهر أن مقصوده كتاب (حق اليقين) للعلامة المجلسي رحمه الله وهو بالفارسية فرغ من تأليفه1109، كما في فهرس مخطوطات مكتبة السيد الكلبايكاني قدس سره:2/66والذريعة:7/40. ويظهر أنه منتشر في الهند وباكستان، فقد قال صاحب الذريعة الي تصانيف الشيعة رحمه الله:4/98: (ترجمة حق اليقين الفارسي في أصول الدين، تأليف العلامة المجلسي، بلغة أردو للسيد محمد باقر الهندي المترجم، مطبوع بالهند، وله ترجمة جلاء العيون، وعين الحياة، كما مر ويأتي ترجمة حق اليقين إلي العربية، اسمه: ترجمة شهادة الخصوم). انتهي. ويظهر أن الإشكالات عليه قديمة، فقد ذكر صاحب الذريعة رحمه الله:5/174إسم كتاب: (جواب اعتراضات بعض العامة علي مباحث الإمامة) من كتاب "حق اليقين"تأليف العلامة المجلسي كانت قد أرسلت الإعتراضات من بلاد الهند إلي إيران،

فأجاب عنها السيد أحمد الأصفهاني الخاتون آبادي المتوفي بمشهد خراسان 1161. قال الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل: إني رأيت الجواب بأحسن عبارة وأسلوب). انتهي. فلعل كاتب هذه الإشكالات أخذها ممن كتبها قبله، ولعله رأي أجوبتها بلغة أردو أيضاً، وأعرض عنها!! سادسا: نحن لانكفِّر الصحابة كما زعمو قال كاتب الإشكالات: - في أصول الكافي:1/145، أن الخلفاء الثلاثة وبقية الصحابة كفروا بإنكارهم ولاية علي بن أبي طالب. - وأن كل الناس بعد وفاة النبي ارتدوا إلا ثلاثة: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي (قرآن مجيد تأليف مقبول حسين دهلوي ص134) - في كتاب جلاء العيون/63، أن الذي يشك في كفر عمر فهو كافر. - في الأنوار النعمانية:3/264، أن منكر خلافة علي بلا فصل بعد النبي بلا فصل فهو كافر). الجواب راجعنا المكان المذكور من كتاب الكافي فلم نجد ما نسبه اليه الكاتب! لكن توجد في أماكن أخري في الكافي وغيره أحاديث متعددة عن النبي صلي الله عليه وآله وآله عليهم السلام تتحدث عن وقوع الإنقلاب والردة في هذه الأمة بعد نبيها صلي الله عليه وآله ولكنها ردة بالمعني اللغوي لأن النبي صلي الله عليه وآله لم يحكم بكفر أصحابها. ولبيان ذلك نقول: نحن نعتقد بأن الإمامة والخلافة ثابتة لعلي والأئمة من العترة النبوية عليهم السلام بنص النبي صلي الله عليه وآله بأمر الله عز وجل، وأنه بلغ ذلك للأمة في مناسبات عديدة أشهرها في خطبته في غدير خم في عودته من حجة الوداع. ومنها في مرض وفاته صلي الله عليه وآله عندما أمر الصحابة أن يأتوه بورق ودواة ليكتب لهم عهداً إن اتبعوه بعده لايضلون أبداً، فردوا عليه وعصوه في ذلك! فطردهم من بيته! وقد

روي ذلك بخاري بست روايات، منها في:1/36: (عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي(ص)وجعه قال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لاتضلوا بعده. قال عمر: إن النبي(ص)غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا! فاختلفوا وكثر اللغط! قال (ص): قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع. فخرج ابن عباس يقول: إن الرزيئة كل الرزيئة، ما حال بين رسول الله(ص) وبين كتابه)!! وقال بخاري:5/137: (لما حضر رسول الله(ص)وفي البيت رجال فقال النبي (ص): هلموا أكتب لكم كتاباً لاتضلوا بعده. فقال بعضهم: إن رسول الله (ص)قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله! فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده. ومنهم من يقول غير ذلك!فلما أكثروا اللغو والإختلاف قال رسول الله: قوموا). وقال بخاري:7/9: (باب قول المريض قوموا عني...عن ابن عباس قال: لما حُضِرَ رسول الله(ص)وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب...ورواه البخاري أيضاً: 8/160.... وفي مسلم:5/75: (عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس! ثم جعل تسيل دموعه حتي رأيت علي خديه كأنها نظام اللؤلؤ! قال قال رسول الله(ص): إئتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة) أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله(ص) يهجر)!! (عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله(ص)وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي(ص): هلم أكتب لكم كتاباً لاتضلون بعده! فقال عمر: إن رسول الله(ص)قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله...الخ). وفي مسند أحمد:3/346: (عن جابر أن النبي(ص)دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لايضلون بعده، قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتي رفضها)! (ورواه أحمد:1/ 324و336 و324) وفي مجمع الزوائد:9/ 33: وعن عمر بن الخطاب

قال: لما مرض النبي (ص)قال: أدعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتاباً لاتضلون بعدي أبداً! فكرهنا ذلك أشد الكراهة!! ثم قال: أدعوا لي بصحيفة أكتب لكم كتاباً لاتضلون بعده أبداً! فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون مايقول رسول الله(ص)؟! فقلت: إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله(ص)عصرتنَّ أعينكن، وإذا صح ركبتنَّ رقبته. فقال رسول الله: دعوهنَّ فإنهنَّ خيرٌ منكم)!! انتهي. فأحاديث ردة الصحابة في مصادرنا ناظرة الي معصيتهم للنبي صلي الله عليه وآله ومنعهم إياه تأمين أمته الي يوم القيامة! فالكفر فيها كفر نعمة الله تعالي بإمامة أهل البيت عليهم السلام.والدليل علي ذلك أن النبي صلي الله عليه وآله عندما عصوه ورفضوا أن يكتب عهده طردهم من بيته ولم يحكم بارتدادهم، مع أن الرد علي رسول الله كفر، وصاحبه مرتد عن الإسلام بإجماع المسلمين! نماذج من أحاديث ارتداد الأمة في مصادرنا في الكافي:1/420، عن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَي أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي: فلان وفلان وفلان، ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.قلت: قوله تعالي: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر؟ قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام علي محمد: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ (في علي عليه السلام)سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر، قال: دعوا بني أمية إلي ميثاقهم ألا يُصَيِّروا الأمر فينا بعد النبي صلي الله عليه وآله، ولايعطونا من الخمس شيئاً! وقالوا إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلي شئ ولم يبالوا أن يكون الأمر فيهم! فقالوا: سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا

إليه وهو الخمس ألا نعطيهم منه شيئاً وقوله: كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ، والذي نزل الله ما افترض علي خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام،وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم فأنزل الله: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ. أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ.. الآية.. (الزخرف:79-80). وفي الكافي:1/420: (عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً. (النساء:137) (و): إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ(آل عمران:90)؟قال: نزلت في فلان وفلان وفلان آمنوا بالنبي صلي الله عليه وآله في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي صلي الله عليه وآله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام، ثم كفروا حيث مضي رسول الله صلي الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم! فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شئ). وفي الإختصاص للمفيد رحمه الله /10: (عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر عليه السلام:ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر، و المقداد. قال: فقلت: فعمار؟ فقال: قد كان جاض جيضة ثم رجع. ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض، أن عند ذا يعني أمير المؤمنين عليه السلام إسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا؟! فلبب ووجئت في عنقه حتي تركت كالسلعة! ومرَّ به أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أبا عبد

الله هذا من ذاك بايع فبايع! وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم، فأبي إلا أن يتكلم فمرَّ به عثمان فأمر به! ثم أناب الناس بعد، فكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري، وأبو عمرة وفلان، حتي عقد سبعة، ولم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة). (راجع معجم رجال الحديث للسيد الخوئي رحمه الله:4/315). وفي الكافي:2/244: (عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ما أقلَّنا! لو اجتمعنا علي شاة ما أفنيناها! فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا، وأشار بيده، ثلاثة! قال حمران فقلت: جعلت فداك ما حال عمار؟ قال: رحم الله عماراً أبا اليقظان، بايع وقتل شهيداً. فقلت في نفسي: ما شئ أفضل من الشهادة. فنظر إليَّ فقال: لعلك تري أنه مثل الثلاثة، أيهات أيهات!!). انتهي. وقال في هامشه: (قوله: جاض، أي عدل عن الحق، وفي بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين وحاصوا عن العدو أي انهزموا، والمراد بالناس غير أهل البيت عليهم السلام، والإرتداد عن الإيمان لا عن الإسلام كما يفهم من الأخبار). وفي الكافي:8 /296:(عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس يفزعون إذا قلنا إن الناس ارتدوا، فقال: يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله أهل جاهلية! إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية: يا سعد أنت المرجي، وشعرك المرجل، وفحلك المرجم). وفي الكافي:2/440: (عن معاوية بن وهب قال: خرجنا إلي مكة ومعنا شيخ متأله متعبد، لا يعرف هذا الأمر، يتم الصلاة في

الطريق، ومعه ابن أخ له مسلم، فمرض الشيخ فقلت لابن أخيه: لو عرضت هذا الأمر علي عمك لعل الله أن يخلصه، فقال كلهم: دعوا الشيخ حتي يموت علي حاله فإنه حسن الهيئة، فلم يصبر ابن أخيه حتي قال له: يا عم إن الناس ارتدوا بعد رسول الله صلي الله عليه وآله إلا نفراً يسيراً وكان لعلي بن أبي طالب من الطاعة ما كان لرسول الله صلي الله عليه وآله،وكان بعد رسول الله الحق والطاعة له. قال: فتنفس الشيخ وشهق، وقال: أنا علي هذا، وخرجت نفسه! فدخلنا علي أبي عبد الله عليه السلام فعرض عليُّ بن السري هذا الكلام علي أبي عبد الله فقال: هو رجل من أهل الجنة، قال له علي بن السري: إنه لم يعرف شيئاً من هذا غير ساعته تلك!؟ قال: فتريدون منه ماذا؟ قد دخل والله الجنة). أقول: لا يصح حمل الكفر في هذه الروايات وأمثالها علي معناه المصطلح، وأكبر دليل علي ذلك كما ذكرنا أن النبي صلي الله عليه وآله لم يحكم بكفر من رفض ولاية علي والعترة عليهم السلام. وقد رووا وروينا أنه أمر علياً عليه السلام أن ينزلهم في ذلك بمنزلة فتنة، لابمنزلة ردة، وقد عاملهم علي عليه السلام معاملة المسلمين مع أنه كان يصرح بأن سنن الأمم السابقة قد جرت عليها بعد رسولها صلي الله عليه وآله كما قال تعالي: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ، وَآتَيْنَا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَلَوشَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ، وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ، وَلَوشَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ

مَا يُرِيدُ). (البقرة:253). وقال علي عليه السلام في جواب رجل سأله عن الفتنة فقال: (يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الفتنة وهل سألت رسول الله صلي الله عليه وآله عنها؟فقال عليه السلام: لما أنزل الله سبحانه قوله: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ.(العنكبوت:2)علمتُ أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلي الله عليه وآله بين أظهرنا. فقلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله تعالي بها؟! فقال صلي الله عليه وآله: يا علي إن أمتي سيفتنون من بعدي! فقلت يا رسول الله: أوليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة فشق ذلك علي، فقلت لي: أبشر فإن الشهادة من ورائك؟ فقال لي: إن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذاً؟ فقلت: يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشري والشكر. فقال: يا علي إن القوم سيفتنون بأموالهم ويمنون بدينهم علي ربهم، ويتمنون رحمته ويأمنون سطوته، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية فيستحلون الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية. والربا بالبيع! قلت: يا رسول الله بأي المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ فقال: بمنزلة فتنة). (نهج البلاغة:2/49). وفي مختصر بصائر الدرجات/203: (يا رسول الله فبأي المنازل أنزلهم إذا فعلوا ذلك؟ قال: بمنزلة فتنة، ينقذ الله بنا أهل البيت عند ظهورنا السعداء من أولي الألباب، إلا أن يدعوا لضلالة ويستحلوا الحرام في حرم الله، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر. يا علي: بنا ختم الله فتح الإسلام وبنا يختمه بنا). وقد روي الحاكم في المستدرك:3/140و142، بلفظين وصححهما: (عن علي رضي الله عنه قال: إن مما عهد إليَّ النبي صلي الله عليه وآله

أن الأمة ستغدر بي بعده.... عن حيان الأسدي سمعت علياً يقول قال لي رسول الله صلي الله عليه وآله: إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش علي ملتي وتقتل علي سنتي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا، يعني لحيته من رأسه).(ورواه الحارث في مسنده/296، والخطيب في تاريخ بغداد: 11/216، وأوردنا مصادره وصيغه المفصلة في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام:1/248رقم 154). ومما يؤكد قولنا إن الكفر في هذه الأحاديث كفر نعمة، ويثبت بطلان تهمة خصومنا لنا بأنا نكفر الصحابة، أن فقهاء مذهبنا يحكمون بإسلام من تشهد الشهادتين ولايستثنون أحداً إلا الغلاة الذين يؤلهون أهل البيت عليهم السلام أو يؤلهون أي مخلوق، وإلا النواصب الذين يعلنون بغضهم وعداوتهم لأهل البيت عليهم السلام، وذلك للحديث المتفق عليه عند الجميع: (ياعلي لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق). ويطول الكلام لو أردنا نقل كلماتهم رضوان الله عليهم، فراجع المصادر الفقهية في بحث تعريف الكافر، في باب الطهارة، وغيره. أبعد الناس عن تكفير المسلمين.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.