نام كتاب: آية التطهير في مصادر الفريقين
نويسنده: العلامة السيد مرتضى العسكري
موضوع: اعتقادات و پاسخ به شبهات
زبان: عربي
تعداد جلد: 1
ناشر: نشر مشعر
مكان چاپ: تهران
نوبت چاپ: 1
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (الأحزاب/ 33)
ص:5
الوحدة حول مائدة الكتاب والسنّة
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد للَّه ربّ العالمين، والصَّلاة على محمّد وآله الطاهرين، والسلام على أصحابه البررة الميامين.
وبعد: تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرّق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر، وضعفنا عن الدفاع عن بلادنا، وسيطر الأعداء علينا، وقد قال سبحانه وتعالى: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (الأنفال/ 46).
وينبغي لنا اليوم وفي كلّ يوم أن نرجع إلى الكتاب والسنّة في ما اختلفنا فيه ونوحّد كلمتنا حولهما، كما قال تعالى:
«فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ» (النساء/ 59).
وفي هذه السلسلة من البحوث نرجع إلى الكتاب والسنّة ونستنبط منها ما ينير لنا السبيل في مسائل الخلاف، فتكون بإذنه تعالى وسيلة لتوحيد كلمتنا.
راجين من العلماء أن يشاركونا في هذا المجال، ويبعثوا إلينا بوجهات نظرهم على عنوان:
بيروت-ص. ب 124/ 24 العسكري
ص:6
ص:7
ص:8
ص:9
ص:10
ص:11
روى الحاكم في كتابه «المستدرك على الصحيحين في الحديث» عن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب أنّه قال: لما نظر رسول اللَّه (ص) إلى الرحمة هابطة قال: «أُدعوا لي، أُدعوا لي»، فقالتصفيّة: من يا رسول اللَّه؟ قال: «أهل بيتي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين»، فجي ء بهم فألقى عليهم النبي (ص) كساءه ثمّ رفع يديه ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء آلي فصلّ على محمّد وآل محمد» وأنزل اللَّه عزّ وجلّ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (الأحزاب/ 33) «(1)».
ص:12
قال الحاكم: هذا حديثصحيح الاسناد «(1)».
روى مسلم فيصحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في سننه الكبرى وكلّ من الطبري وابن كثير والسيوطي في تفسير الآية بتفاسيرهم واللفظ للأوّل عن عائشة قالت:
خرج رسول اللَّه غداة وعليه مرط مُرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء علي فأدخله، ثمّ قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
ص:13
ص:14
وفي حديث آخر عنها قالت: وغطّى عليهم عباءة ... «(1)».
رواه السيوطي في تفسيره وأشار إليه ابن كثير كذلك.
روى كلّ من الطبري وابن كثير في تفسيريهما والترمذي فيصحيحه والطحاوي في مشكل الآثار، واللفظ للأوّل عن عمر بن أبي سلمة، قال:
نزلت هذه الآية على رسول اللَّه (ص) في بيت أمّ سلمة: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ ...» فدعا حسناً وحسيناً وفاطمة فأجلسهم بين يديه ودعا عليّاً فأجلسه خلفه فتجلّل هو وهم بالكساء ثمّ قال: «هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» «(2)» «(3)».
ص:15
وفي رواية ابن عساكر بعده: قالت أمّ سلمة: اجعلني معهم، قال رسول اللَّه (ص): «أنتِ بمكانك وأنتِ على خير».
ص:16
وروى ذلك عن أمّ سلمة كلّ من الطبري وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهم والبيهقي في سُننه الكبرى وأحمد في مسنده.
في تفسير الآية بالدرّ المنثور للسيوطي عن أبي سعيد قال:
كان يوم أمّ سلمة أمّ المؤمنين فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...» قال: فدعا رسول اللَّه (ص) بحسن وحسين وفاطمة وعليّ فضمّهم ونشر عليهم الثوب، والحجاب على أُمّ سلمة مضروب، ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي اللّهمّ أذهب عنهم الرجس أهل البيت وطهّرهم تطهيراً» قالت أمّ سلمة (رض): فأنا معهم يا نبيّ اللَّه؟ قال:
ص:17
بتفسير الآية عند ابن كثير والسيوطي وسنن البيهقي وتاريخ بغداد للخطيب ومشكل الآثار للطحاوي واللفظ للأوّل عن أمّ سلمة قالت:
في بيتي نزلت «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...» وفي البيت فاطمة وعليّ والحسن والحسين، فجلّلهم رسول اللَّه بكساء كان عليه ثمّ قال: «هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» «(1)».
وفي رواية الحاكم بمستدرك الصحيحين- أيضاً- قالت (رض): في بيتي نزلت.
وفي باب فضل فاطمة منصحيح الترمذي «(2)»
ص:18
والرياض النضرة وتهذيب التهذيب قال رسول اللَّه (ص):
«اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» «(1)».
وفي مسند أحمد قالت أمّ سلمة: فأدخلت رأسي في البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول اللَّه؟ قال: «إنّك إلى خير، إنّك إلى خير».
وفي رواية أُخرى: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: «إنّك على خير» «(2)».
وفي رواية الحاكم بمستدركه: قالت أمّ سلمة: يا رسول اللَّه ما أنا من أهل البيت؟ قال: «إنّك إلى خير وهؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أهل بيتي أحقّ» «(3)».
ص:19
في تفسير السيوطي ومشكل الآثار واللفظ للأوّل:
قالت أمّ سلمة: نزلت هذه الآية في بيتي «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...» وفي البيت سبعة: جبريل وميكال وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (رض) وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول اللَّه! ألست من أهل البيت؟ قال: «إنّك إلى خير، إنّك إلى خير، إنّك من أزواج النبي» «(1)».
وفي رواية ابن عساكربعده: وما قال: «إنّك من أهل البيت».
في تفسيرالطبري عن أبي سعيد الخدري عن أمّ سلمة:
إنّ هذه الآية نزلت في بيتها «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» قالت: وأنا جالسة على باب البيت «(2)».
ص:20
وفي تفسير الطبري- أيضاً- عن أمّ سلمة، قالت:
فاجتمعوا حول النبي (ص) على بساط، فجلّلهم النبيّ بكساء كان عليه ثمّ قال: «هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط، قالت: فقلت: يا رسول اللَّه! وأنا؟
فواللَّه ما أنعم، وقال: «إنّك إلى خير» «(1)».
قال الراغب بمادّة «رود» من كتابه «مفردات القرآن»:
إذا قيل «أراد اللَّه» فمعناه حكم أنّه كذا أو ليس كذا، أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمةً.
وقال في مادة «الرجس»: الرجس الشي ء القذر.
وقال: الرجس يكون على أربعة أوجه: امّا من حيث الطبع، وامّا من جهة العقل، وامّا من جهة الشرع، وامّا من كلّ ذلك كالميتة والميسر والشرك- انتهى ملخّصاً.
ص:21
وفي تفسير الثعالبي الرّجس: اسم يقع على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسات والنقائص فأذهب اللَّه ذلك عن أهل البيت «(1)».
وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: «انَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالأزلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ» (المائدة/ 90).
وفي قوله: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ» (الحج/ 30).
وقوله: «إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ» (الأنعام/ 145).
وقوله: «كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ» (الأنعام/ 125).
وقوله: «فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ» للمنافقين في سورة (التوبة/ 95).
وقوله لقوم نوح: «قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ» (الأعراف/ 71).
وشأن (التطهير) في هذه الآية كشأنه في قوله تعالى:
«وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ
ص:22
عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ» (آل عمران/ 42).
و «الكساء» هنا في الحديث لباس كالعباءة يُلبس فوق الثياب.
في تفسير السيوطي عن ابن عباس، قال:
قال رسول اللَّه (ص): «إنّ اللَّه قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً» إلى قوله: «ثمّ جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...» فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب» «(1)» «(2)».
وفي حديث الضّحاك بن مزاحم بتفسير السيوطي:
إنّ النبيّ كان يقول: «نحن أهل بيت طهّرهم اللَّه من شجرة النبوّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم» «(3)» «(4)».
ص:23
وفي تفسير الطبري وذخائر العقبى للمحبّ الطبري واللفظ للأوّل عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه (ص): «نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي علي وحسن وحسين وفاطمة: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «(1)».
وفي مشكل الآثار «(2)» عن أمّ سلمة، قالت:
نزلت هذه الآية في رسول اللَّه (ص) وعليّ وحسن وحسين عليهما السلام: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...».
وسبق في الروايات الماضية شرح الآية وبيانها عن رسول اللَّه قولًا وعملًا.
وفيصحيح مسلم عن الصحابي زيد بن أرقم عندما سئل: من هم أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وأيم اللَّه إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلّقها فترجع إلى
ص:24
أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرّموا الصدقة بعده «(1)» «(2)».
وفي مجمع الزوائد للهيثمي عن أبي سعيد الخدري:
أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً فعدّهم في يده فقال: خمسة: رسول اللَّه (ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام «(3)».
وروى الطبري في تفسيره عن قتادة في قوله: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» قال: هم أهل بيت طهّرهم اللَّه من السوء واختصّهم برحمته «(4)» «(5)».
وقال الطبري- أيضاً- في تفسير الآية:
ص:25
«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» يقول: إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمّد ويطهّركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي اللَّه «(1)».
في مجمع الزوائد عن أبي برزة قال:
صلّيت مع رسول اللَّه سبعة عشر شهراً، فاذا خرج من بيته أتى باب فاطمة عليها السلام فقال: «الصلاة عليكم «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»» «(2)» «(3)».
وفي تفسير السيوطي عن ابن عباس قال:
شهدت رسول اللَّه (ص) تسعة أشهر يأتي كلّ يوم
ص:26
باب عليّ بن أبي طالب (رض) عند وقت كلّ صلاة فيقول:
«السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته أهل البيت «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»» كلّ يوم خمس مرّات «(1)».
وفيصحيح الترمذي ومسند أحمد ومسند الطيالسي ومستدرك الصحيحين وأُسد الغابة وتفاسير الطبري وابن كثير والسيوطي واللفظ للأوّل عن أنس بن مالك:
انّ رسول اللَّه (ص) كان يمرّ بباب فاطمة عليها السلام ستّة أشهر كلّما خرج إلىصلاة الفجر يقول: «الصلاة يا أهل البيت! «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»» «(2)» «(3)».
ص:27
وفي الاستيعاب وأُسد الغابة ومجمع الزوائد ومشكل الآثار وتفاسير الطبري وابن كثير والسيوطي واللفظ للأخير عن أبي الحمراء قال: «(1)» حفظت من رسول اللَّه ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرّة يخرج إلىصلاة الغداة الّا أتى باب عليّ (رض) فوضع يده على جنبتي الباب ثمّ قال: «الصلاة الصلاة، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»».
وفي لفظ رواية ستة أشهر، وفي أُخرى سبعة أشهر، وفي ثالثة ثمانية أشهر، وفي رابعة تسعة أشهر «(2)».
وفي مجمع الزوائد وتفسير السيوطي عن أبي سعيد الخدري مع اختلاف في لفظه وفيه: جاء النبي أربعينصباحاً إلى باب دار فاطمة عليها السلام يقول:
ص:28
«السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته الصلاة يرحمكم اللَّه، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» أنا حرب لمن حاربتم، أنا سلم لمن سالمتم» «(1)».
روى الحاكم في باب فضائل الحسن بن علي من مستدرك الصحيحين والهيثمي في باب فضائل أهل البيت:
أنّ الحسن بن عليّ خطب الناس حين قتل عليّ وقال في خطبته:
«أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصيّ وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى اللَّه باذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل الينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذي أذهب اللَّه
ص:29
عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» الخطبة «(1)».
وفي مجمع الزوائد وتفسير ابن كثير واللفظ للأول:
انّ الحسن بن عليّ حين قتل عليّ استخلف، فبينا هو يُصلّي بالناس إذْ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرّض منها أشهراً، ثمّ قام فخطب على المنبر فقال: «يا أهل العراق اتّقوا اللَّه فينا، فإنّا أُمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذي قال اللَّه عزّ وجلّ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»» فما زال يومئذٍ يتكلّم حتى ما ترى في المسجد الّا باكياً.
قال: رواه الطبراني ورجاله ثقات «(2)».
في مشكل الآثار للطحاوي عن عمرة الهمدانية قالت:
أتيت أمّ سلمة فسلّمت عليها، فقالت: من أنتِ؟
فقلت: عمرة الهمدانية.
ص:30
فقالت عمرة: يا أمّ المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحبّ ومبغض- تريد عليّ بن أبي طالب-.
قالت أمّ سلمة: أتحبّينه أم تبغضينه؟
قالت: ما أحبه ولا أبغضه ... «(1)» فأنزل اللَّه هذه الآية «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» وما في البيت الّا جبرئيل ورسول اللَّه (ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
فقلت: يا رسول اللَّه أنا من أهل البيت؟
فقال: إنّ لك عند اللَّه خيراً، فوددت أنّه قال: نعم، فكان أحبّ إليّ ممّا تطلع الشمس وتغرب «(2)».
في خصائص النسائي، عن عامر «(3)» بن سعد بن أبي
ص:31
وقاص قال:
أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟
فقال: ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول اللَّه (ص) فلن أسبّه، لئن يكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم:
سمعت رسول اللَّه (ص) يقول له وخلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: «يا رسول اللَّه أتخلّفني مع النساء والصبيان؟».
فقال رسول اللَّه: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى الّا أنّه لا نبوّة بعدي».
وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الراية غداً رجلًا يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله»، فتطاولنا إليها فقال:
«ادعوا لي عليّاً» فأُتيَ به أرمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه.
ولمّا نزلت: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» دعا رسول اللَّه (ص) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي» «(1)».
ص:32
وفي تفسير الآية عند ابن جرير وابن كثير ومستدرك الحاكم ومشكل الآثار للطحاوي واللفظ للأوّل:
قال سعد: قال رسول اللَّه (ص) حين نزل عليه الوحي، فأخذ عليّاً وابنيه وفاطمة وأدخلهم تحت ثوبه ثمّ قال: «هؤلاء أهلي وأهل بيتي» «(1)».
1- في تاريخي الطبري وابن الأثير واللفظ للأول:
لمّا قال عمر في كلامه لابن عباس:
هيهات ابت واللَّه قلوبكم يا بني هاشم الّا حسداً ما يحول وضغناً وعشّاً ما يزول.
قال له ابن عبّاس:
مهلًا يا أمير المؤمنين! لا تصف قلوب قوم أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بالحسد والغش، فانّ قلب رسول اللَّه من قلوب بني هاشم «(2)».
ص:33
2- في مسند امام الحنابلة أحمد، وخصائص النسائي، والرياض النضرة للمحبّ الطبري ومجمع الزوائد للهيثمي «(1)» واللفظ للأوّل:
عن عمرو بن ميمون «(2)».
قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن يخلونا هؤلاء، قال: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذٍصحيح قبل أن يعمى قال:
فابتدأوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر- إلى قوله- وأخذ رسول اللَّه ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين وقال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
ص:34
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
روى الطبري في تفسير الآية وابن حنبل في مسنده والحاكم في مستدركه وقال:صحيح على شرط الشيخين والبيهقي في سننه والطّحاوي في مشكل الآثار والهيثمي في مجمع الزوائد واللفظ للأوّل:
عن أبي عمّار «(1)» قال: إنّي لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليّاً فشتموه، فلمّا قاموا قال: اجلس حتّى أخبرك عن هذا الذي شتموا، إنّي عند رسول اللَّه (ص) إذ جاءه عليّ وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساء له ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» «(2)».
ورواه ابن عساكر في تاريخه بتفصيل أوفى.
ص:35
في أُسد الغابة عن شدّاد بن عبد اللَّه قال: سمعت واثلة ابن الأسقع وقد جي ء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه، فقام واثلة وقال: واللَّه لا أزال أحبّ عليّاً والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام بعد أن سمعت رسول اللَّه يقول فيهم ... «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» الحديث «(1)».
وعن أمّ سلمة أيضاً:
في مسند أحمد وتفسير الطبري ومشكل الآثار واللفظ للأول:
عن شهر بن حوشب «(2)» قال: سمعت أمّ سلمة زوج النبي (ص) حين جاء نعي الحسين بن عليّ فلعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم اللَّه، غرّوه وذلّوه لعنهم اللَّه، فانّي رأيت رسول اللَّه (ص)- إلى قولها- فاجتبذ كساء خيبرياً فلفّه النبيّ (ص) عليهم جميعاً وقال:
ص:36
«اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» «(1)».
روى كلّ من الطبري وابن كثير والسيوطي في تفسير الآية:
أنّ عليّ بن الحسين قال لرجل من أهل الشام: «أما قرأت في «الأحزاب»: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»».
قال: ولأنتم هم؟!
قال: «نعم» «(2)».
وتمام الخبر كما في مقتل الخوارزمي:
أنّه لما حمل السجاد مع سائر سبايا أهل البيت إلى الشام بعد مقتل سبط رسول اللَّه الحسين، وأوقفوا على مدرج جامع دمشق في محلّ عرض السبايا، دنا منه شيخ
ص:37
وقال: الحمد للَّه الذي قتلكم وأهلككم وأراح العباد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم.
فقال له عليّ بن الحسين: «يا شيخ هل قرأت القرآن».
قال: نعم.
قال: «أقرأت هذه الآية: «قُلْ لَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»» (الشورى/ 23).
قال الشيخ: قرأتها.
قال: وقرأت قوله تعالى: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» (الاسراء/ 26) وقوله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَإِنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى»» (الانفال/ 41).
قال الشيخ: نعم.
فقال: «نحن واللَّه القربى في هذه الآيات، وهل قرأت قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»».
قال: نعم.
قال: «نحن أهل البيت الذي خُصّصنا بآية التطهير».
قال الشيخ: باللَّه عليك أنتم هم؟!
ص:38
قال: «وحقّ جدّنا رسول اللَّه إنّا لنحن هم؟! من غير شكٍّ».
فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال:
اللّهمّ إنّي أتوب اليك من بغض هؤلاء، وإنّي أبرأ اليك من عدوّ محمد وآل محمّد من الجنّ والإنس «(1)».
***
نكتفي بهذا المقدار ما أردنا ايراده من روايات حديث الكساء «(2)»، ففيه كفاية لمن أراد أن يتمسّك بالقرآن ويأخذ تفسيره عن رسول اللَّهصلى الله عليه و آله.
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ» (سورة ق/ 37).
ص:39
«(1)»:
أ- عن شهر بن حوشب قال:
أتيت أمّ سلمة زوجة النبيصلى الله عليه و آله لأسلّم عليها، فقلت:
أما رأيتِ هذه الآية يا أمّ المؤمنين: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»؟
قالت: أنا ورسول اللَّه على منامة لنا تحت كساء خيبري، فجاءت فاطمة عليها السلام ومعها الحسن والحسين عليهما السلام،
ص:40
فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: «في البيت»، قال: «فاذهبي فادعيه»، فقالت: «فدعوته، فأخذ الكساء من تحتنا فعطفه، فأخذ جميعه بيده فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، وأنا جالسة خلف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقلت: يا رسول اللَّه بأبي أنت وأمّي فأنا؟ قال: «إنّك على خير»، ونزلت هذه الآية «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...» في النبيصلى الله عليه و آله وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
سند آخر للرواية:
نزلت هذه الآية في النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين بسند آخر عن أمّ سلمة «(1)»، قالت: في بيتي نزلت هذه الآية «إِنَّمَا ...»، وذلك أنّ رسول اللَّه جلّلهم «(2)» في مسجده «(3)» بكساء ثمّ رفع يده فنصبها على الكساء وهو يقول: «اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس كما
ص:41
أذهبت عن آل اسماعيل واسحاق ويعقوب، وطهّرهم من الرجس كما طهّرت آل لوط وآل عمران وآل هارون»، قلت: يا رسول اللَّه لا أدخل معكم؟ قال: «إنّك على خير وإنّك من أزواج النبي»، قالت بنته: سمّيهم يا أمة، قالت:
فاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام.
ب- عن أبي عبد اللَّه الجدلي «(1)»
، قال:
دخلت على عائشة فقلت: أين نزلت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...»؟
قالت: نزلت في بيت أمّ سلمة، قالت أمّ سلمة: لو سألت عائشة لحدّثتك انّ هذه الآية نزلت في بيتي، قالت:
بينما رسول اللَّهصلى الله عليه و آله إذ قال: «لو كان أحد يذهب فيدعو لنا عليّاً وفاطمة وابنيها»، قال: فقلت: ما أحد غيري، قالت:
قد قنعت «(2)» فجئت بهم جميعاً، فجلس عليّ بين يديه، وجلس الحسن والحسين عن يمينه وشماله، وأجلس
ص:42
فاطمة خلفه، ثمّ تجلّل بثوب خيبري ثمّ قال: «نحن جميعاً اليك- فأشار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاث مرّات: اليك لا إلى النار- ذاتي وعترتي أهل بيتي من لحمي ودمي»، قالت أمّ سلمة:
يا رسول اللَّه أدخلني معهم، قال: يا أمّ سلمة إنّك منصالحات أزواجي، فنزلت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
ج- عن عبد اللَّه بن معين مولى أمّ سلمة «(1)»
أنها قالت:
نزلت هذه الآية في بيتها: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، أمرني رسول اللَّهصلى الله عليه و آله أن أرسل إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فلمّا أتوه اعتنق عليّاً بيمينه والحسن بشماله والحسين على بطنه وفاطمة عند رجليه ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» قالها ثلاث مرّات، قلت: فأنا يا رسول اللَّه؟ فقال: إنّك على خير إن شاء اللَّه.
ص:43
د- بإسناد أخي دعبل «(1)»
، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ابن الحسين عليهم السلام، عن أمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، وكان رسول اللَّهصلى الله عليه و آله عندي، فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وجاء جبرئيل فمدّ عليهم كساءً فدكياً، ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمد؟ فقال النبي صلى الله عليه و آله: «وأنت منّا يا جبرئيل»، قالت أمّ سلمة: فقلت: يا رسول اللَّه وأنا من أهل بيتك؟ وجئت لأدخل معهم، فقال: «كوني مكانك يا أمّ سلمة إنّك على خير، أنت من أزواج نبيّ اللَّه»، فقال جبرئيل: اقرأ يا محمد:
«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
عن زيد «(2)» بن علي عن أبيه عن جدّه عليهم السلام قال:
ص:44
«كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بيت أمّ سلمة، فأتي بحريرة، فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأكلوا منها، ثمّ جلّل عليهم كساء خيبرياً، ثمّ قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، فقالت أمّ سلمة:
وأنا معهم يا رسول اللَّه، قال: «أنت إلى خير» «(1)».
أ- عن أبي سعيد الخدري «(2)»
، عن النبيّصلى الله عليه و آله في قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، أُنزلت في محمد وأهل بيته حين جمع رسول اللَّهصلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة والحسن والحسين، ثمّ أدار عليهم الكساء، ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، وكانت أمّ سلمة قائمة بالباب، فقالت: يا رسول اللَّه وأنا منهم؟ فقال: وأنتِ على
ص:45
خير.
ب- عن عطية:
سألت أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» قال:
نزلت في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام «(1)».
«(2)»:
في قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» قال: «نزلت هذه الآية في رسول اللَّهصلى الله عليه و آله وعليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وذلك في بيت أمّ سلمة زوجة النبيصلى الله عليه و آله، دعا رسول اللَّهصلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ثمّ ألبسهم كساءً له خيبرياً، ودخل معهم فيه ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فنزلت هذه الآية، فقالت أمّ
ص:46
سلمة: وأنا معهم يا رسول اللَّه؟ قال: أبشري يا أمّ سلمة فإنّك إلى خير».
«(1)»:
قال: كان النبي صلى الله عليه و آله يأتي باب علي أربعينصباحاً حيث بنى بفاطمة فيقول: «السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته أهل البيت «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» أنا حربٌ لمن حاربتم وسلمٌ لمن سالمتم».
«(2)»:
قال: خدمت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تسعة أشهر أو عشرة أشهر، فأمّا التسعة فلست أشكّ فيها، ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله يخرج من طلوع الفجر فيأتي باب فاطمة وعليّ والحسن
ص:47
والحسين عليهم السلام فيأخذ بعضادتي الباب فيقول: «السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، الصلاة يرحمكم اللَّه»، قال:
فيقولون: «وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته يا رسول اللَّه»، فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
وورد عن أبي الحمراء «(1)» بألفاظ أُخرى، وفي بعضها: أخذ بعضادتي الباب.
عن الحارث، عن عليّ عليه السلام «(2)» قال: «كان رسول اللَّهصلى الله عليه و آله يأتينا كل غداة فيقول: الصلاة رحمكم اللَّه الصلاة «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»».
ص:48
«(1)»:
عن أبيه عليه السلام- أي السجّاد عليه السلام- في قوله عزّ وجلّ:
«وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا» (طه/ 132)، قال: «نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يأتي باب فاطمة كل سحرة فيقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته، الصلاة يرحمكم اللَّه «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»».
لفظ آخر للخبر
في تفسير الآية «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا» قال فرات القمي «(2)»:
فانّ اللَّه أمره أن يخصّ أهله دون الناس، ليعلم الناس أنّ لأهل محمّدصلى الله عليه و آله عند اللَّه منزلة خاصّة ليست للناس، إذ أمرهم مع الناس عامة ثمّ أمرهم خاصّة، فلمّا أنزل اللَّه تعالى هذه الآية كان رسول اللَّهصلى الله عليه و آله يجي ء كلّ يوم عندصلاة
ص:49
الفجر حتى يأتي باب عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيقول: «السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته»، فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: «وعليك السلام يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته»، ثمّ يأخذ بعُضادتي الباب ويقول:
«الصلاة الصلاة يرحمكم اللَّه «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»» فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا، وقال أبو الحمراء خادم النبيصلى الله عليه و آله: أنا شهدته يفعل ذلك «(1)».
عن الصادق جعفر بن محمد «(2)»، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: «كان النبي صلى الله عليه و آله يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة عليهم السلام فيقول: الحمد للَّه المحسن المجمل المنعم المفضل، الذي بنعمته تتمّ الصالحات، سمع سامع بحمد اللَّه ونعمته وحسن بلائه عندنا، نعوذ باللَّه من النار، نعوذ باللَّه من
ص:50
صباح النار، نعوذ باللَّه من مساء النار، الصلاة يا أهل البيت «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «(1)».
وروى- أيضاً- أبو سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كلّصلاة فيقول: «الصلاة يرحمكم اللَّه «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: «أمره اللَّه تعالى أن يخصّ أهله دون الناس ليعلم الناس أنّ لأهله عند اللَّه منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة وأمرهم خاصّة» «(2)».
قال المجلسي «(3)»: ورواه ابن عقدة باسناده من طرق
ص:51
كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام وغيرهم، مثل أبي برزة وأبي رافع.
وورد بلفظ آخر عن الإمام الصادق عليه السلام «(1)»:
وكذلك ورد نظير ما سبق في تفسير الرازي وغيره بتفسير الآية الكريمة «وَأْمُرْ أَهْلَكَ ...».
«(2)»
عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ فضّلنا أهل البيت، وكيف لا يكون كذلك واللَّه عزّ وجلّ يقول في كتابه: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»؟ فقد طهّرنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فنحن على منهاج الحق».
ص:52
احتجّ بها الإمام الحسن في اليومين الآتيين:
أ- يوم بويع بعد شهادة أبيه الإمام علي عليه السلام حيث قال في خطبته:
«أيّها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن البشير النذير الداعي إلى اللَّه بإذنه والسراج المنير، أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرائيل ويصعد، وأنا من أهل البيت الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» «(1)».
ب- عندصلحه مع معاوية حين خطب بعد معاوية وقال في خطبته:
«وأقول معشر الخلائق فاسمعوا، ولكم أفئدة وأسماع فعوا، إنّا أهل بيتٍ أكرمنا اللَّه بالاسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا فأذهب عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً، والرجس
ص:53
هو الشك، فلا نشكّ في اللَّه الحق ودينه أبداً، وطهّرنا من كلّ أفن وغيّة مخلصين إلى آدم نعمة منه- إلى قوله:- وقد قال اللَّه تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، فلمّا نزلت آية التطهير جعلنا رسول اللَّهصلى الله عليه و آله أنا وأخي وأُمّي وأبي فجلّلنا ونفسه في كساء لأُمّ سلمة خيبريّ، وذلك في حجرتها ويومها فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، وهؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فقالت أمّ سلمة (رض): أدخل معهم يا رسول اللَّه؟ قال لها رسول اللَّهصلى الله عليه و آله: يرحمك اللَّه أنت على خير وإلى خير وما أرضاني عنك ولكنّها خاصّة لي ولهم.
ثمّ مكث رسول اللَّهصلى الله عليه و آله بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه اللَّه إليه، يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم اللَّه، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»» «(1)».
ص:54
في تفسير فرات والخصال وأمالي الصدوق والبحار واللفظ للأوّل: عن عمرة الهمدانية إبنة أفعى، قالت أمّ سلمة: أنت عمرة؟ قالت: نعم، قالت عمرة: ألا تخبريني عن هذا الرجل الذي أُصيب بين ظهرانيكم فمحبّ ومبغض؟ قالت أمّ سلمة: فتحبّينه؟ قالت: لا أحبّه ولا أبغضه- تريد عليّاً- قالت أمّ سلمة: أنزل اللَّه تعالى «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» وما في البيت إلّاجبرائيل وميكائيل ومحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وأنا، فقلت: يا رسول اللَّه أنا من أهل البيت؟ فقال: «منصالح نسائي»، يا عمرة فلو كان قال: نعم كان أحبّ إليّ ممّا تطلع عليه الشمس «(1)».
في أمالي الصدوق والاحتجاج للطبرسي واللهوف
ص:55
والبحار واللفظ للأوّل:
لمّا أدخل سبايا أهل البيت إلى الشام فأُقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا وفيهم عليّ بن الحسين عليه السلام وهو يومئذٍ فتى شاب، فأتاهم شيخ من أهل الشام فقال لهم: الحمد للَّه الذي قتلكم وأهلككم، وقطع قرن الفتنة فلم يألوا عن شتمهم، فلمّا انقضى كلامه، قال له عليّ بن الحسين: «أما قرأت كتاب اللَّه عزّ وجلّ؟» قال: نعم، قال:
«أما قرأت هذه الآية: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»» (الشورى/ 23) قال: بلى، قال: «فنحن أُولئك»، ثمّ قال: «أما قرأت «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ»» (الاسراء/ 26) قال:
بلى، قال: «فنحن هم، فهل قرأت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»؟» قال:
بلى، قال: «فنحن هم»، فرفع الشامي يده إلى السماء ثمّ قال:
اللّهمّ إنّي أتوب اليك- ثلاث مرّات- اللّهمّ إنّي أبرأ اليك من عدوّ آل محمد ومن قتلة أهل بيت محمد، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم «(1)».
ص:56
قال أبو الجارود: وقال زيد بن عليّ بن الحسين: إنّ جُهّالًا من الناس يزعمون إنّما أراد اللَّه بهذه الآية أزواج النبيصلى الله عليه و آله، وقد كذبوا وأثموا، وأيم اللَّه لو عنى بها أزواج النبيصلى الله عليه و آله لقال: ليذهب عنكنّ الرجس ويطهّركنّ تطهيراً، ولكان الكلام مؤنثاً كما قال: «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ» «وَلَا تبرجن» و «وَلَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ».