اختيار معرفة الرجال

اشارة

عنوان : اختيار معرفة الرجال

----

پديدآورندگان : -1 شيخ الطائفه محمد بن حسن طوسي(460)(پديدآور)

جنس : نسخه خطي

زبان : عربي

وضعيت نشر : سده سيزدهم

يادداشت : , خط نسخ,عناوين نانويس،برگها الوان،روي برگ اول چند يادداشت متفرقه رجالي و از برگ سوم تا برگ هشتم مقداري از رساله غسالة بول الرضيع از سيد محمد رضوي كتابت ذي حجه 1218 آمده است،تصحيح شده و در حاشيه مطالبي جهت منبر آمده است در برگ پاياني فهرست برخي از مطالب وسائل الحائريه ديده مي شود.

المجلد-١

حقيقة الانسان وأنه مركب من جوهرين

6 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي " فلينظر الانسان إلي طعامه " قال: إلي علمه الذي يأخذه عمن يأخذه.

____________________

قوله رحمه الله: محمد بن مسعود هو العياشي الجليل القدر الواسع العلم الثقة من أهل سمرقند وكش. وعلي بن محمد هو ابن فيروزان القمي.

قال الشيخ في كتاب الرجال: انه كثير الرواية يكني أبا الحسن كان مقيما بكش (1).

قوله رحمه الله: عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه وهو أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي عمن ذكره. ومن طريق أبي جعفر الكليني في الكافي: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره الحديث بعينه (2).

قوله عليه السلام: علمه الذي يأخذه عمن يأخذه الانسان من جوهرين: نفس مجردة عاقلة فطرة جوهرها من عالم الامر، وموئل ذاتها ومصير أمرها إلي إقليم القدس ومستقر الحياة وهي الانسان الحقيقي الذي إليه الخطاب وعليه الحساب في النشأتين، فهيكل هيولاني طينة عنصره من عالم الخلق وصيور عمره المسير إلي مهواة الدثور والبوار في مفعات

الأجداث والارماس.

فهو بما هو الانسان الحقيقي أي بحسب جوهر نفسه المجردة، انما طعامه الروحاني وغذاه العقلاني بالذات وعلي الحقيقة حقائق العلم وأسرار الحكمة ودقائق المعارف ولطائف المعرفة، اقتداءا بملائكة الله المقرنين، من الأنوار العقلية والجواهر القدسية، فان طعامهم التسبيح والتحميد وشرابهم التقديس والتمجيد.

(١) رجال الشيخ: ٤٨٧ ٢) أصول الكافي ١ / 39

(١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، زيد الشحام (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، محمد البرقي (1)، الطعام (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

____________________

وأما طعام البدن الهيولاني الذي هو آلة أدوية لما هو الانسان حقيقة في تحريكاته وتصريفاته ما دامت له هذه الحياة الظاهرية البائدة من الأغذية الجسمانية والأطعمة الجرمانية، فربما يسند إليه بالعرض وبالمجاز العقلي إذ لم يعتبر في صحة الاتصاف بالعرض وتسويغ التجوز العقلي في الاسناد كون المسند إليه مما من شأنه في حد ذاته أن يتصف بالذات بذلك الوصف المسند إليه بالعرض.

ومن ثم يقال علي التجوز العقلي أنا جالس وأنا متحرك علي علم يكمون المعبر عنه بأنا هو النفس المجردة التي هي وراء إقليم القيام والقعود والحركة والسكون، فاما إذا اعتبر ذلك علي ما عليه السواد الأعظم من رؤوساء العلوم العقلية فلا يتصحح الاسناد بالعرض من غير تسامح وتوسع الا فيما لا يكون خارجا عن الجنس، كما في أسناد حركة السفينة إلي جالسها اسنادا بالعرض لاعلي سبيل التوسع والتسامح.

فاذن ان سير إلي المسلك المتوسع فيه صح في تأويل قول الله الكريم وتفسيره حمل طعام الانسان المأمور بالنظر إليه علي الأعم من الجسماني الذي هو طعام بدنه والروحاني الذي هو طعام جوهر ذاته وإن كان الأخير أبلغ وأولي وبالاعتبار أحق وأحري، وان صير إلي

المذهب الحق المعتبر علي جادة الحقيقة لامن سبيل التوسع تعين الحمل علي الأخير الذي هو الحق المحقوق بالاعتبار لاغير، فلذلك نص عليه مولانا أبو جعفر الباقر عليه السلام بالتعيين، فليتعرف وليتبصر.

ومن الحديث في هذا الباب: اغد عالما أو متعلما ولا تكن أمعة (1).

قال ابن الأثير في النهاية: الإمعة بكسر الهمزة و (تشديد) الميم الذي لا رأي معه، فهو تابع كل أحد علي راية، والهاء فيه للمبالغة، ويقال فيه إمع أيضا، ولا يقال للمرأة أمعة، وهمزته أصلية لأنه لا يكون أفعل وصفا، وقيل: (هو الذي) يقول لكل أحد أنا

(1) روي نحوه في البحار: 1 / 195

صفحه(١٤)

7 - أبو محمد جبريل بن محمد الفاريابي، قال حدثني موسي بن جعفر بن وهب، قال حدثني أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه، فال كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني وكتب أخوه أيضا بذلك فكتب ____________________

معك، ومنه حديث ابن مسعود لا يكونن أحد كم أمعه قيل وما الأمعة؟ قال: الذي يقول أنا مع الناس (1).

وقال أبو الحسين أحمد بن فارس في مجمل اللغة: الأمعة الذي يكون مع ضعف راية مع كل أحد وهو ضعيف الرأي، قال ابن مسعود: لا يكونن أحدكم أمعة.

وتأمع واستامع صار أمعة قاله في القاموس (2).

قوله رحمه الله: ماهويه بفتح الواو واسكان الياء المثناء من تحت علي الصوت، كما في سيبويه ونفتويه (3). وسيجئ ذكر أخيه في الغلاة وتخصيص الذم به دونه يدل علي استقامة عقيدة أبي الحسن أحمد وسلامته عن الطعن، وإياه يعنون حيث يقولون ابن ماهويه وهو كثير الرواية جدا.

قوله رحمه الله: وكتب أخوه أيضا أخوه فارس بن حاتم غال ملعون كان نزيل العسكر، وقد لعنة أبو الحسن

الهادي عليه السلام، وكذلك أخوه الاخر طاهرين حاتم غال كذاب انحرف عن السبيل وأظهر القول بالغلو بعد ما كان مستقيما صحيحا، روي عنه محمد بن عيسي بن عبيد في حال استقامته.

وفي كلام الشيخ والنجاشي وابن الغضايري أن لأخيه فارس أيضا حال استقامة ثم تغير وخلط وفسد، فهذه المكاتبة منه كانت في حال الاستقامة

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 67 وما بين المعوقين للمصدر.

2) القاموس: 3 / 2 3) وفي " م ": نفطوية

(١٥)

صفحهمفاتيح البحث: موسي بن جعفر (1)، إبن الأثير (1)

إليهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما علي مستن في حبنا وكل كثير القدم في أمرنا، فإنهم كافو كما أن شاء الله تعالي.

.____________________

قوله عليه السلام: مستن في حبنا علي اسم الفاعل افتعالا من السنن بالفتح بمعني الطريق، أو من السنة بمعني الطريقة، أو من استنت الطريق بمعني وضحت واستن المطر إذا كثر جري الوابل، وازداد السيل في مستنه أي محل جريانه وسيلانه، وسن الأمير رعيته أحسن سياستهم والقيام بالامر فيهم، وسن فلان ابله أرسلها في الرعي وأحسن القيام إليها حتي كأنه صقلها، وسن الماء علي وجهه صبه عليه وتعهد حسن استيعابه بالغسل.

والمعني: فاصمدا أي اعتمدا في دينكما علي مستن واضح الاستنان بسنة المعرفة وسنن الهداية في ولايتنا، وعلي كل كبير التقدم في سبيل الحق بطريق الأمم والصراط السوي في أمرنا.

وفي طائفة من النسخ (1) " علي مسن " بضم الميم وكسر السين علي اسم الفاعل من باب الافعال يقال: أسن إذا كبر بكسر الباء من باب علم أي طعن في السن وصار شيخا كبيرا في العمر والتجريب، أو بكسر الميم وفتح السين علي اسم الآلة استعارة من المسن وهو ما به يحدد السكين والسيف وغيرهما.

وكل

كثير القدم بالثاء المثلثة من قولهم لفلان قدم في هذا الامر أي سابقة وتقدم، وله قدم صدق أي رسوخ معرفة وثبات يقين واثرة حسنة.

قوله عليه السلام: فإنهم كافو كما علي اسم الفاعل للجمع (2) من الكفاية واسقاط نون الجمع بالإضافة إلي ضمير التثنية للخطاب.

(1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

2) وفي " ن ": الجمع منه الكفاية

(١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

____________________

قال في الصحاح: كفاه مؤنته كفاية وكفاك الشئ يكفيك واكتفيت به واستكفيته الشئ فكفايته (1)، وهذا رجل كافيك من رجل ورجلان كافياك من رجلين ورجال كافوك من رجال (2).

وفي عدة نسخ كافو تكما بالتاء المثناة من فوق بعد الواو علي وزن التابوت، وهو فاعول من الكفت بمعني الجمع والقبض والضبط. يقال كفت الراعي مواشية كفتا أي جمعها وضم بعضها إلي بعض ومنه في الحديث: اكفتوا صبيانكم بالليل. أي ضموهم إليكم عند انتشار الظلام. وكل ما ضممته إلي شئ فقد كفته. وفي رواية لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتي تذهب فحمة العشاء واللهم أكفته إليك أي اقبضه. والأرض تكفت (عند انتشار الظلام) (3) الناس أحياءا وأمواتا وهي كفاتهم أي تجمعهم قال عز من قائل " ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءا وأمواتا (4) " والكفت أيضا السوق الشديد. ورجل كفت أي سريع شديد.

وفي الحديث حبب إلي النساء والطيب ورزقت الكفيت. قال ابن الأثير: أي ما اكفت به معيشتي يعني أضمها وأصلحها (5).

لا فعلوه من الكوفة كما قد يتوهم يقال: تكوف القوم أي استداروا وأنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة.

وفي النهاية الأثيرية في حديث سعد: لما أراد أن يبني الكوفة قال: تكوفوا في هذا الموضع، أي اجتمعوا فيه وبه سميت الكوفة، وقيل: كان اسمها قديما

(١) في

المصدر: فكفانيه ٢) الصحاح: ٦ / ٢٤٧٥ ٣) الزيادة من " أآلهتنا ".

٤) المرسلات: ٢٥ 5) نهاية بن الأثير: 4 / 184

صفحه(١٧)

____________________

كوفان (1).

وأما التابوت أي الصندوق فليس بفاعول لقلته (2) نحو سلس وقلق، بل فعلوت من التوب الرجوع، فإنه لا يزال يرجع إليه ما يخرج منه، وصاحبه يرجع إليه فيما يحتاج إليه من مودعاته، لا فعلوت منه إذ أصله تابوة مثل ترقوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاءا علي مذهب الصحاح.

وفي الكشاف جعله فعلوتا قال: وأما من قرأ بالهاء فهو فاعول عنده الا فيمن جعل هاءه بدلا من التاء لاجتماعهما في الهمس، وأنهما من حروف الزيادة ولذلك أبدلت من تاء التأنيث. قيل: كان منحوتا من خشب الشمشاد مموها بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين (3).

فيه سكينة: أي حكمة.

وفي المفردات: انه عبارة عن القلب والسكينة وعما فيه من العلم، ويسمي القلب سفط العلم وبيت الحكمة وتابوته ووعاءه وصندوقه (4).

وفي أساس البلاغة: ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته، أي ما أودعت صدري علما فعدمته (5).

وقال الجوهري: قال القاسم بن المعن: لم تختلف لغة قريش والأنصار في شئ من القرآن الا في التابوت، فلغة قريش بالتاء ولغة الأنصار بالهاء (6).

(١) نهاية بن الأثير: ٤ / ٢١٠ ٢) وفي " أآلهتنا " لقلة.

٣) الكشاف: ١ / ٣٨٠ ٤) المفردات: ٧٢ ٥) أساس البلاغة: ٥٩ ٦) الصحاح: ١ / 92

صفحه(١٨)

8 - نصر بن الصباح البلخي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال قلت للأصبغ بن نباتة ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا كانت علي عواتقنا فمن أومي إليه ضربناه

بها،، وكان يقول لنا تشرطوا فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا ____________________

وفي عصبة من النسخ: كانوا نكما بنونين من حاشيتي الواو كقانون علي فاعول، أي ملاك صون دينكما وحفظ سركما وجمع شملكما، من كننت الشئ في كنه إذا صننته، وأكننت الشئ أخفيته وأضمرته في نفسي، والكنانة معروفة وهي التي تجعل فيها السهام، والكانون الموقد والمصطلي ويقال أيضا: الكانون للرجل الثقيل الذي يلازم كما قال الشاعر:

أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا علي المتحدثينا وكانون القوم الذي يكنون عنه الحديث علي ما في الصحاح ومجمل اللغة وأساس البلاغة (1).

قوله رحمه الله: الا أن سيوفنا بفتح الهمزة وتخفيف اللام علي حرف التنبيه والتحقيق، أو بالكسر والتشديد علي كلمة الاستثناء، أو بمنزلة الواو للعطف أو للحال.

قوله عليه السلام: تشرطوا التشرط والتشارط والاشتراط تفعل وافتعال من الشرطة.

قال في الأساس: وهؤلاء شرطة الحرب لأول كتيبة تحضرها، ومنه صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلي الشرطة والتحريك خطأ، لأنه نسب إلي الشرط الذي هو جمع (2).

وفي المغرب: الشرطة بالسكون والحركة خبار الجند وأول كتيبة تحضر

(1) أساس البلاغة: 552 2) أساس البلاغة: 326

(١٩)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن محمد بن عيسي (1)، إسماعيل بن بزيع (1)

لفضة وما اشتراطكم الا للموت، ان قوما من قبلكم من تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم حتي كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه، وانكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء.

9 - محمد بن مسعود العياشي، وأبو عمرو بن عبد العزيز، قالا حدثنا محمد ____________________

الحرب والجمع شرط، وصاحب الشرطة (في باب الجمعة (1)) يراد به أمير البلدة كأمير التجار، أو قيل هذا علي عادتهم لان أمور الدين والدنيا كانت حينئذ إلي صاحب الشرطة فأما الان فلا، والشرطي بالسكون والحركة

منسوب إلي الشرطة علي اللغتين لا إلي الشرط لأنه جمع.

قلت: فالشرط بضم الشين وفتح الراء جمع والشرطة بضمتين لغة في الشرطة بالضم والسكون، والنسبة إلي الشرطة بكل من اللغتين لا إلي الشرط الذي هو جمع ففي كلام الأساس التباس.

قوله عليه السلام: من تشارطوا بفتح الميم أي اضمامة تشارطوا.

وفي بعض النسخ مكان من من بني إسرائيل (2)، فما مات أحد منهم أي من المتشارطين الا وقد جعله الله تعالي بعد ذلك التشارط وقبل الممات نبيا، اما لقومه أي لبني إسرائيل جميعا أولا هل قريته فقط أو لنفسه خاصة، وانكم أنتم لبمنزلتهم فحق علي الله تعالي ان يجزل أجركم ويرفع ذكركم، غير أن النبوة ختم بمحمد صلي الله عليه وآله لا تحصل لاحد بعده، فلا يصح لكم أن تكونوا أنبياء.

قوله رحمه الله: وأبو عمرو بن عبد العزيز هو أبو عمرو الكشي صاحب هذا الكتاب نفسه، وذلك أن محمد بن نصير يروي عنه محمد بن مسعود العياشي أبو النضر السمرقندي لا بواسطة، ويروي عنه

(1) الزيادة من " أآلهتنا ".

2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الأشرف

(٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن مسعود العياشي (1)، عبد العزيز (1)، الموت (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن أبي الحسن العرني عن غياث الهمداني عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

.____________________

أبو عمرو الكشي بواسطة أبي النضر العياشي كثيرا، ويروي عنه أيضا تارات من غير واسطة كما ذكره الشيخ في كتاب الرجال. وهذا الحديث روياه جميعا عنه وحدثهما إياه معا، فسياق القول أن محمد بن مسعود العياشي وأبا عمرو الكشي رحمهما الله تعالي قالا جميعا حدثنا محمد بن نصير

رحمه الله.

فالطريق عالي الاسناد في الطبقة الأولي.

قال العلامة في الخلاصة محمد بن نصير بالياء بعد الصاد المهملة من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم وروي عنه أبو عمرو الكشي (1).

وهو حكاية قول الشيخ بعبارته.

وقال الحسن بن داود في كتابه: محمد بن نصير بضم النون والصاد المهملة المفتوحة من أهل كش لم جخ ثقة جليل القدر كثير العلم (2).

وما في بعض النسخ وأبو عمر بن عبد العزيز من غير واو، فاما ايهام من النساخ واما بناء علي تسويغ اسقاط واو عمرو في الكنية المضافة إلي المضمر أو المظهر وفي الاسم عند النسبة إليه، وكذلك اثبات واوي داود في الكنية بالإضافة وفي الاسم بالنسبة إليه، كما ربما يدعي ويظهر من شرح النواوي لصحيح مسلم.

قوله رحمه الله: عن أبي الحسن العرني ويقال بالتصغير من أصحاب أبي الحسن الثاني الرضا عليه السلام، اسمه محمد بن القاسم. ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام في باب من لم يسم عن فقال: أبو الحسين محمد بن القاسم العرني عن

(١) الخلاصة: ٧٣ ط الحجري ٢) رجال ابن داود ص ٣٣٨

(٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الحسن العرني (1)، محمد بن عيسي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

____________________

رجل من جعفي عن أبي عبد الله عليه السلام (1) ونسخ كتاب الرجال مختلفة فيه باهمال العين المضمومة والراء المفتوحة قبل النون واعجامه الغين والزاء، كما نسخ هذا الكتاب مختلفة كذلك، ولعل الاختلاف مبناه أن محمد بن القاسم من أصحاب الرضا عليه السلام مشترك بين رجلين ذكرهم الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه

السلام أحدهما محمد بن القاسم النوشجاني (2) بالنون قبل الواو والمعجمة قبل الجيم والنون بعد الألف نسبة إلي قبيلة.

وفي القاموس: النوشجان قبيلة أو بلد (3).

وهو أبو الحسين محمد بن القاسم العرني بالعين المهملة والراء الاددي بضم الهمزة ودالين مهملتين، أو الادي بالهمزة المضمومة واهمال الدال المشددة. وأدد كعمر مصروفا بمنزلة ثقب وبضمتين أبو قبيلة من اليمن من بجلية، واد بن طانجة بن الياس بن مضر أبو قبيلة اخري.

والاخر محمد بن القاسم البوسنجي بالموحدة قبل الواو والنون بين السين المهملة والجيم، أبو الحسن الغزني باعجام الغين والزاء نسبة إلي غزته بالتحريك (4).

قال في القاموس: بوسنج معرب بوشنك بلد من هراة (5).

وقال الفاضل البرجندي: فوشنج بضم الفاء وسكون الواو وكسر الشين المعجمة وسكون النون ثم جيم من بلاد خراسان كان معمورا فخرب وهو اليوم غير عامر.

(1) رجال الشيخ ص 341 وفيه الغرلي.

2) رجال الشيخ ص 387 3) القاموس: 1 / 209 4) رجال الشيخ ص 393 وفيه البوشنجي.

5) القاموس: 1 / 179

صفحه(٢٢)

اكتتبوا في هذه الشرطة فوالله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الامن عمل بمثل أعمالهم.

____________________

وفي بعض نسخ الكتاب الغزلي (1) باللام بعد الزاء.

قوله عليه السلام: اكتتبوا علي الافتعال من الكتبية، وفي نسخة اكتبوا من الكتب بمعني الجمع، أي اجمعوا شتاتكم واجتمعوا في هذه الكتيبة، فوالله لاغني بعدهم بالكسر مقصورا أولا غناء بعدهم بالفتح ممدودا، أي لا مغني ولا مجزأ ولا معدي ولا منصرف عنهم ينصرف إليه ويقام فيه الأشرطة النار، كما قال عز من قائل " فماذا بعد الحق الا الضلال (2) " اما من غني عنهم أي استغني عنهم، أو من غني فيهم يغني أي أقام فيهم وعاش، كلاهما من باب رضي.

قال في الصحاح:

غني به غنية، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا اي استغنت، وغني بالمكان أي أقام به، وغني أي عاش، وأغنيت عنك مغني فلان ومغناة فلان ومغني فلان ومغناة فلان أي أجزأت عنك مجزأه، ويقال: ما يغني عنك هذا أي ما يجدي عنك وما ينفعك (3).

وفي القاموس: وماله عنه غني ولا مغني ولا غنية ولا غنيان مضمومتين بد، وأغني عنه غناء فلان ومغناه ومغناته ويضمن ناب عنه وأجزاء مجزأه، وما فيه غناء ذاك أي اقامته والاضطلاح به وكرضي أقام وعاش وبقي، والمغني المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا أو عام، وغنيت لك مني بالمودة بقيت (4).

وفي طائفة من النسخ لا غناء لمن بعدهم.

(١) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

٢) سور يونس: ٣٢ ٣) الصحاح: ٦ / 2449 4) القاموس: 4 / 371 - 372

(٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

10 - وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال لعبد الله بن يحيي الحضرمي يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيي فإنك وأبوك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول الله صلي الله عليه وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس علي لسان نبيه عليه السلام.

____________________

قوله رحمه الله: لعبد الله بن يحيي الحضرمي كنيته أبو الرضا وهو من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام، ذكره البرقي في كتاب الرجال (1) أعني أحمد بن أبي عبد الله البرقي علي ما في فهرست الشيخ وكتاب النجاشي، لاعمه الحسن بن خالد البرقي كما توهمه بعض المتوهمين.

وذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (2).

والعلامة في الخلاصة ذكره في الأسماء في باب العين وروي هذا الحديث مزيدا فيه في السماء في قوله: والله سماكم في السماء شرطة

الخميس (3)، ثم في باب الكني أورد جماعة من أوليائه عليه السلام منهم أبو الرضا عبد الله بن يحيي الحضرمي (4).

قوله عليه السلام: أبشر يا ين يحيي فإنك في أكثر النسخ فأنت (5) وأبوك، وفي طائفة منها فإنك وأباك عطفا علي مدخول أن وهو ضمير الخطاب، وفي بعضها فإنك وأبوك عطفا علي المحل لاعلي المدخول، كما في " فأصدق وأكن من الصالحين " (6) بالجزم للعطف علي موضع الفاء وما بعده لاعلي مدخولها.

(1) رجال البرقي ص 3 2) رجال الشيخ: 47 وفيه عبد الله بن بحر الحضرمي يكني أبا الرضا 3) الخلاصة: 51 ط الحجري 4) الخلاصة: 93 5) كما في المطبوع منه 6) سورة المنافقين: 10

(٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن يحيي الحضرمي (1)، عبد الله بن بحر (1)، النفاق (1)

وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.

11 - وذكر هشام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي ____________________

وأبشر بفتح الهمزة علي القطع يقال بشره وأبشره وبشره فبشره وأبشر وتبشر واستبشر ثلاثة في المتعدي وأربعة في اللازم، ربما تضم الهمزة علي الوصل.

قال في المغرب: بشره من باب طلب بمعني بشره وهو متعد، وقد روي لازما الا انه غير معروف، وعلي هذا قوله أبشر فقد أتاك الغوث بضم الهمزة وانما الصحيح أبشر بقطع الهمزة.

قوله رحمه الله: وذكر أن شرطة الخميس علي ما لم يسم فاعله عطفا علي وروي علي صيغة المجهول، واللفظتان لأبي عمرو الكشي.

في القاموس في خ أآلهتنا: الخميس الجيش لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة

والميسرة والساقة. وفي ش ط: والشرطة بالضم ما اشترطت، يقال: خذ شرطتك، وواحد الشرط كصرد وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت، وطائفة من أعوان الولاة معروف، وهو شرطي وشرطي كتركي وجهني، سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها (1).

وقد أدريناك أن قوله وشرطي كجهني خطأ والصواب شرطي بضمتين نسبة إلي الشرطة (2) علي لغة من يضم فيها الشين والراء جميعا.

والرواية معناها: أن شرطة الخميس في جيش أمير المؤمنين عليه السلام الذين سماهم الله علي لسان نبيه صلي الله عليه وآله كانوا ستة أو خمسة آلاف رجل.

قوله رحمه الله: عن أبي خالد الكابلي أي الذي اسمه وردان ولقبه كنكر وهو أبو خالد الكابلي الأكبر.

(1) القاموس: 2 / 211 و 368 2) وفي " ن ": الشرط

(٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)

ابن أبي طالب عليه السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته إمامته.

سلمان الفارسي 12 - أبو الحسن أبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد ابن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال كان الناس أهل ____________________

قال الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام: وردان أبو خالد الكابلي الأصغر روي عنه وعن أبي عبد الله عليهما السلام والكبير اسمه كنكر (1).

وقال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: وردان أبو خالد الكابلي والأصغر روي عنهما عليهما السلام والأكبر كنكر (2).

وقال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: كنكر يكني أبا خالد الكابلي وقيل إن اسمه وردان.

قلت: وما يقال إن

الأكبر والأصغر يشتركان في وردان وكنكر اسما ولقبا وهم من غير مستند.

قوله عليه السلام: وحق معرفته إمامته أي بعد رسول الله صلي الله عليه وآله من غير فصل بينهما صلي الله عليهما بأحد أصلا علي حق اليقين.

قوله رحمه الله: أبو الحسن وأبو إسحاق الطريق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة ونونين من حاشيتي الألف وبالتخفيف وعالي الاسناد في الطبقة الأولي.

(1) رجال الشيخ: 139 2) رجال الشيخ: 328 3) رجال الشيخ: 100

(٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، دولة العراق (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، حنان بن سدير (1)، القتل (1)

ردة بعد النبي صلي الله عليه وآله الا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت ____________________

قوله عليه السلام: وأبو ذر الغفاري بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمة وتخفيف الفاء.

قال في المغرب: أصل الغفر الستر، وغفار حي من العرب إليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.

وقد صح عنه صلي الله عليه وآله عند العامة والخاصة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر (1).

وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتي علي سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش (2) وسيدهم، فأتي النبي صلي الله عليه وآله فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال:

يا اخوتاه

أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك.

قوله عليه السلام: ثم عرف الناس بعد يسير أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام بعد زمان يسير، وأزاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع إلي أمير المؤمنين عليه السلام، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

(1) راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.

2) وفي " أآلهتنا " أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ

(٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، المقداد بن الأسود (1)

تحقيق لطيف حول هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا

عليهم الرحا ____________________

قوله عليه السلام: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا فيه وجهان: الأول: أن يكون كناية عن شدة الملمة بهم وصعوبة الداهية عليهم، يعني أنهم كانوا في مضيق اعتداء المعتدين كأن الرحا تدور عليهم وتطحنهم، ومع ذلك فقد لازموا اتباع سبيل الحق ولم يبايعوا أمير الجور والعدوان.

الثاني: أن يرام أن هؤلاء هم الذين كانوا لملة الاسلام كالقطب والمدار عليهم تدور رحاها وبهم يستقيم أمرها، اتبعوا سبيل الحق ولم يبايعوا أهل الضلال.

يقال: دارت رحي الامر إذا قام عموده واستقام نظامه. ومنه في حديث نعت النبي صلي الله عليه وآله: تدور رحي الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحي الاسلام علي رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. علي ما حققناه في المعلقات علي زبور آل محمد الصحيفة الكريمة السجادية (1).

فدوران الرحا عليهم علي هذا السبيل معناه دورانها حولهم كما يكون دوران الرحا والفلك علي القطب والمحور. وما يقال: إن دوران الرحا إذا استعمل باللام كان للتنسيق

والتنظيم، وإذا استعمل بعلي كان للتهويش والتهويل خارج عن هذا الاستعمال.

فاذن ما قاله السيد المكرم الرضي أخ السيد المعظم المرتضي رضي الله عنهما في كتاب مجازات الحديث: دور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين: إحداهما مذمومة والاخري محمودة: فالمذمومة هي الحال التي بني عليها الاخبار عن ازعاج الامر عن مناطه وازحافه عن قراره، واما الحال المحمودة فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم وقوة أمرهم وعلو نجمهم يقال: دارت رحا بني فلان إذا اتفقت لهم هذه الأحوال المحمودة، فهذه حال كان دور الرحا فيهما محمودا لمن دارت له ومذموما لمن دارت عليه، وانما قالوا: دارت رحا الحرب لجولان الابطال

(١) راجع التعليقة علي الصحيفة السجادية المطبوع علي هامش نور الأنوار للجزائري:

ص 22. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع.

(٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الصحيفة السجادية (1)

وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتي جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام ____________________

فيها وحركات الخيل تحتها (1).

غير مستقيم علي اطلاقه.

قوله عليه السلام: وأبوا أن يبايعوا من الصحيح الثابت في الاخبار أن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الأنصاري من خلص أنصار رسول الله صلي الله عليه وآله ومن العشرة الذين نصروه صلي الله عليه وآله، ومن أصفياء أولياء أمير المؤمنين عليه السلام أيضا ممن لم يرتد ولم ينزعج ولم يبايع.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام:

قيس بن سعد بن عبادة وهو ممن لم يبايع أبا بكر (2).

وقال العلامة في الخلاصة: قيس بن سعد بن عبادة من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام وهو مشكور لم يبايع أبا بكر (3).

وسيجئ في الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشي: أن أنس بن مالك قال:

كان قيس بن سعد من النبي صلي الله عليه وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وما رواه في مصالحة أبي محمد الحسن عليه السلام ومعاوية لم يبايع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس معاوية قال له معاوية: قم يا قيس فبايع فالتفت إلي الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره فقال: يا قيس انه امامي يعني الحسن عليه السلام.

وكان قيس وأبوه سعد طولهما عشرة أشبار بأشبارهما، وقد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال إنه مثل ذراع أحدنا، وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والاسلام، وأبوه وأجداده لم يزل فيهم الشريف

(١) المجازات النبوية: ١٥٦ 2) رجال الشيخ: 54 3) الخلاصة: 136

(٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)

قضية بيعة الامام علي عليه السلام لأبي بكر

مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ____________________

وكان قيس ابنه مثله بعده (1).

ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أوفي سبعة محمول علي أنهم قصوي الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار علي متقمص (2) الخلافة ولص الإمامة.

قوله عليه السلام: مكرها فبايع يعني أظهر البيعة كرها، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فإنه جئ به عليه السلام مكرها فكثر اللفظ وضجت الأقوال وارتفعت الأصوات فقال الناس: انه بايع لا أنه قد وقعت منه عليه السلام المبايعة، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة، علي ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان.

أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة علي

أنه عليه السلام كان يقول: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به علي الأنصار، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز وجل (3).

وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري علي هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبي صلي الله عليه وآله أرسلت إلي أبي بكر تسأله ميراثها عن النبي صلي الله عليه وآله فيما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبي أبو بكر أن يدفع إلي فاطمة منها شيئا، فغضبت فاطمة علي أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتي توفيت، وعاشت بعد النبي صلي الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم

(1) راجع رجال الكشي: 110 ط جامعة مشهد 2) وفي " ن ": متغمص 3) روي نحوه العلامة المجلسي في البحار: 8 / 172

(٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال الكشي (1)، العلامة المجلسي (1)

أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم " الآية.

____________________

يؤذن بها أبا بكر وصلي عليها.

وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلي أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية ليحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، وقال أبو بكر: وما عسيتم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نري لقرابتنا من رسول الله صلي الله عليه

وآله نصيبا حتي فاضت عينا أبي بكر فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة.

فلما صلي أبو بكر الظهر رقي علي المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وتشهد وتشهد علي وقال: لا يحملني علي التخلف عن البيعة نفاسة علي أبي بكر ولا انكارا للذي فضله الله به، ولكنا كنا نري لنا في هذا الامر حقا، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلي علي قريبا حين رجع الامر إلي المعروف انتهي ما في صحيح البخاري (1). فلينظر علي جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لأبي بكر بالإمامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق علي أهله.

وقوله سبحانه: انقلبتم علي أعقابكم أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقري، كما فعل بنو إسرائيل بعد موت موسي علي نبينا وعليه السلام.

(1) ورواه مسلم في صحيحه: 3 / 1380 وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258 فراجع تغتنم.

(٣١)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، الموت (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)

13 - جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني، قال حدثني الحسن بن خرزاد قال ____________________

قوله رحمه الله: جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني وربما يقال الفريابي. قال الفاضل البرجندي فارياب بفاء بعدها ألف وسكون الراء المهملة ومثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغير قريب بلخ بينهما اثنان وعشرون فرسخا.

وفي القاموس: فرياب كجريال بلد ببلخ أو هو فيرياب ككيمياء أو فارياب كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون (1).

والبرناني بنونين من حاشيتي الألف نسبة إلي البرني أو إلي البرنية، وبياء مثناة من تحت قبل الف ثم النون علي اختلاف النسخ نسبة إلي

قرية بمرو أو إلي برين بن عبد الله الأنصاري.

قال في القاموس: يبرين أو أبرين موضع بحذاء الأحساء، وأبرينة وتكسر قرية بمرو، وبرين بالضم ابن عبد الله أبو هند الداري الصحابي (2).

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم: جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد كان مقيما بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (3).

وأورده الحسن بن داود كذلك في قسم الممدوحين من كتابه (4).

ومن ديدن الأصحاب أن المشيخة المذكورين في باب " لم " لا يعتبرون فيهم صريح التوثيق إليه، بل يكتفون فيهم بالمدح، وإذا لم يكن في أحدهم مطعن وغميزة كان حديثه معدودا من الصحاح عندهم.

قوله رحمه الله: الحسن بن خرزاد يشترك في هذا الاسم رجلان قمي وكشي، ذكر الشيخ في كتاب الرجال

(١) القاموس: ١ / ١١٢ ٢) القاموس: ٤ / ٢٠١ ٣) رجال الشيخ: ٤٥٨ ٤) رجال ابن داود: ٨٠

(٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

حدثني ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم ____________________

أحدهما في أصحاب أبي الحسن الهادي عليه السلام قال: السحن بن خرزاد قمي (1).

وربما يدعي أنه قد قيل فيه الرمي بالغلو ولست أعرف كذلك مستندا.

والاخر ذكره في باب لم: الحسن بن خرزاد من أهل كش (2). وهو هذا الرجل قوله رحمه الله: ابن فضال هو علي بن الحسن الفضال الفطحي الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا. والطريق به موثق.

قوله عليه السلام ضاقت الأرض بسبعة أي عجزت عن كفاية أمرهم والتوسعة عليهم مع أن نزول مطر الرحمة ومدد النصرة من السماء علي أهل الأرض بهم ولاجلهم، ومن

جهة دعائهم للخلق ودعوتهم إياهم إلي الحق، منهم هؤلاء الخمسة الذين هم أركان الأربعة علي اختلاف القولين.

قال الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في باب الجيم من أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن يكني أبا ذر أحد الأركان الأربعة (3).

وقال في باب السين: سلمان الفارسي مولي رسول الله صلي الله عليه وآله يكني أبا عبد الله أول الأركان الأربعة (4).

وقال في باب العين: عمار بن ياسر يكني أبا اليقظان حليف بني مخزوم

(1) رجال الشيخ: 413 2) رجال الشيخ: 463 3) رجال الشيخ: 36 4) المصدر: 43

(٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ثعلبة بن ميمون (1)

تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة (رحمة الله عليهم) وكان علي عليه السلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا علي فاطمة عليها السلام.

14 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال حدثني العباس ابن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصري بن المغيرة، قال سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد الله عليه السلام قال فلم يزل يسأله حتي قال له: فهلك الناس إذا؟ قال: أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون.

قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال، فقال: انها فتحت علي الضلال أي والله ____________________

وينسب إلي عبس بن مالك وهو مذحج بن أدد رابع الأركان (1).

وقال في باب الميم: المقداد بن الأسود الكندي وكان أسم أبيه عمرو البهرائي، وكان الأسود بن عبد اليغوث قد تبناه فنسب إليه يكني

أبا معبد ثاني الأركان الأربعة (2).

ومنهم من جعل حذيفة بن اليمان الأنصاري رابع الأركان مكان عمار، والشيخ رحمه الله تعالي قد نقل هذا القول في ترجمة حذيفة (3) واختاره العلامة رحمه الله في الخلاصة (4) والأشهر عند المتقدمين هو الأول.

قوله رحمه الله: عن الحارث النصري ابن المغيرة باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بني نصر بن معاوية، بصري روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وروي عن زيد بن علي، وهو مستقيم ثقة ثقة.

وسيرد عليك في الكتاب ما رواه الكشي في مدحه وفي ذمه والتعويل علي روايات المدح.

(1) المصدر: 46 2) المصدر 57: وفي النسخ " قد بيناه ".

3) المصدر: 37 4) الخلاصة: 60.

(٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، عبد الملك بن أعين (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، أبان بن عثمان (1)، الحارث النصري (1)، محمد بن مسعود (1)، الصّلاة (1)، الضلال (1)، الهلاك (1)

هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.

____________________

قوله عليه السلام: ولكن الا ثلاثة وفي نسخ عدة: هلكوا مكان ولكن.

قوله عليه السلام: ثم لحق أبو ساسان أبو ساسان الأنصاري اسمه الحصين بن المنذر.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام:

حصين بن المنذر يكني أبا ساسان اليرقاشي صاحب رايته عليه السلام (1).

وفي طائفة من النسخ " أبو سنان " مكانه وهو الأنصاري. وذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال (2) وهو من الأصفياء من أصحابه عليه السلام.

و" أبو عمرة الأنصاري "

اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشيخ في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة (3) وذكره بكنيته في أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام (4).

و" شتيرة " وفي بعض النسخ " شتير " من دون الهاء باعجام الشين المضمومة وفتح التاء المثناة من فوق واسكان الياء المثناة من تحت ثم الراء، علي ما ضبطه ابن الأثير في جامع الأصول حيث.

قال في ترجمة شكل: هو شكل بن حميد العبسي من بني عبس بن بغيض روي عنه ابنه شتير بن شكل لم يرو عنه غيره وعداده في الكوفيين، شكل بفتح الشين وفتح الكاف واللام وشتير بضم المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان، وبغيض بفتح الباء الموحدة وكسر الغين وبالضاد المعجمتين.

(1) رجال الشيخ: 39 2) المصدر: 63 3) المصدر: 12 4) المصدر: 63

صفحه(٣٥)

____________________

وقال في القاموس: شتير كزبير ابن شكل وابن نهار تابعيان (1).

وما قاله العلامة في الخلاصة: ومن خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر شبير بضم الشين المعجمة أولا والباء المنقطة تحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها والراء أخيرا ابن شكل العبسي بالباء المنقطة تحتها نقطة أبو عبد الرحمن (2). ضبط من غير مأخوذ من أصل.

فاما مواخذة الحسن بن داود عليه بقوله: وبعض المصنفين أثبت ستير بالسين المهملة. وهو وهم، وقد أثبته الشيخ أبو جعفر في باب الشين المجمعة (3). فزور واختلاق.

والشيخ في باب الشين المعجمة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال:

شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بني شريح قتلوا بصفين، كل واحد يأخذ الراية بعد الاخر حتي قتلوا (4)، وقد نقله بألفاظه في الخلاصة (5).

وأما " ستير " باهمال السين المضمومة من أصحاب

أمير المؤمنين عليه السلام من الأصفياء، فقد ذكره البرقي، (6) ولم يذكره الشيخ، وقد أورده في الخلاصة ناقلا عن البرقي (7).

(١) القاموس: ٢ / ٥٥ ٢) الخلاصة: ١٩٣ ٣) رجال ابن داود: ١٨٣ 4) رجال الشيخ: 45 وفيه سمير مكان شمير.

5) الخلاصة: 87 6) رجال البرقي: 3 والموجود في المتن هو " شبير " ولكن قال في الهامش وفي نسخة " ستير ".

7) الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقي: ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء.

(٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

15 - حمدويه، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام ما أقلنا لو اجتمعنا علي شاة ما أفنيناها!

قال، فقال: الا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قال، فقلت: بلي. قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا (وأشار بيده) الا ثلاثة.

16 - علي بن محمد القتيبي النيسابوري، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية استراباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزار عن رجل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام وفي رقبته حبل آل زريق، ضرب أبو ذر بيده علي الأخري، ثم قال: ليث السيوف ____________________

و" عمار " منسوب إلي مذحج - بفتح الميم واسكان الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة والجيم أخيرا - من قبائل الأنصار، ذكره المطرزي في المغرب في ذ - ج وهو الصواب، والجوهري في الصحاح أخطأ فأورده في م - ج، وكأنه ظن الميم أصلية.

وبالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبيلة فسمي باسمها.

قال الفيروزآبادي في القاموس في ذ - ج:

ومذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيبا أمهما عندها فسموا مذحجا، وذكر الجوهري إياه في الميم غلط وان أحاله علي سيبويه (1).

قوله رحمه الله: حدثنا أيوب هو أبو الحسين أيوب بن نوح، والطريق صحيح وعالي الاسناد في الطبقة الثالثة.

قوله عليه السلام: في رقبته حبل آل زريق الزرق باسكان الراء بين الزاء المفتوحة والقاف معروف.

قال في المغرب: وبتصغيره سمي من أضيف إليه بنو زريق وهم بطن من

(1) القاموس: 1 / 190

(٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، أبو عبد الله (1)، عمرو بن عثمان (1)، محمد بن الفضل (1)، جعفر بن محمد (1)، الضرب (1)

قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل، وقال سلمان:

مولانا أعلم بما هو فيه.

17 - محمد بن إسماعيل، قال حدثني الفصل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري؟

18 - محمد بن إسماعيل، قال حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلي علي عليه السلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك! فقال ____________________

الأنصار، إليهم ينسب أبو عياش الزرقي بضم الزاء وفتح الراء، وحبل آل زريق يتخذ مما ينبت من الأرض كلحاء شجر القنب وغير

ذلك وهو من أخشن الحبل وأغلظها.

قوله رحمه الله: محمد بن إسماعيل هو الذي يروي عنه أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه أيضا في الكافي، وكثيرا ما يجعله صدر السند في الطبقة الأولي، كما يروي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالي ويصدر به الاسناد يكني أبا الحسين نيسابوري فاضل.

وهو وعلي بن محمد القتيبي النيسابوري تلميذا الفضل بن شاذان، وحديث كل منهما يعد صحيحا، كما استمر عليه هجير العلامة في المختلف والمنتهي وشيخنا الشهيد في الذكري وشرح الارشاد.

ولقد أو ضحت الحال وحققنا المقال في الرواشح السماوية (1) وفي المعلقات علي الاستبصار (2) بما لا مزيد عليه.

(١) الرواشح السماوية: ٧٠ ٢) التعليقة علي الاستبصار: ٤. المطبوع في الاثني عشر رسالة للمؤلف.

(٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو بصير (2)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، أبو عمرة الأنصاري (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن إسماعيل (2)، وهيب بن حفص (1)

علي عليه السلام: ان كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم.

ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخري بعد ذلك، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فحلفوا فقال: ان كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فيهم عمار؟

فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع علي عليه السلام بعد.

19 - وروي جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك،

عن النصيبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان اذهب إلي فاطمة (عليها السلام) فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب إليها سلمان فإذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها يا بنت رسول الله اتحفيني؟ قالت: هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمي لسلمان، وقالت الأخري: أنا ذرة لأبي ذر، وقالت الأخري: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتني، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها.

20 - محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال حدثني ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عن النصيبي هو محمد بن سلمة البناني، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وقال: نزل نصيبين أصله كوفي أسند عنه (1).

وليس في رجالنا من أهل نصيبين الا هذا الرجل يروي عنه عبد الله بن محمد بن نهيك وعبيد الله بن أحمد بن نهيك، وهما شيخان صدوقان ثقتان جليلا القدر.

وآل نهيك - بفتح النون وكسر الهاء - بيت من أصحابنا بالكوفة، ويرويان أيضا عن درست بن أبي منصور الواسطي.

(1) رجال الشيخ: 288

(٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، عبد الله بن محمد بن نهيك (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، عبد الله بن بكير (1)، محمد بن قولويه (1)، القتل (1)

علي بن سليمان بن داود الرازي، قال حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم ____________________

قوله رحمه الله تعالي: علي بن سليمان بن داود الرازي نسبة إلي الري روي عنه سعد بن عبد الله،

وكأنه كان رقي الأصل.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام وقال:

علي بن سليمان بن داود الرقي (1).

وفي بعض النسخ " الروياني " نسبة إلي رويان - بضم الراء قبل الواو الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الألف والنون بعدها - بلد من طبرستان.

قال الفاضل البرجندي: بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا.

وفي القاموس: محلة بالري وقرية بحلب وبلد بطبرستان ومنه الإمام أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل وغيره (2).

وربما يظن أن الرجل هذا من بني أعين، وكان له اتصال بصاحب الامر عليه السلام وخرج (3) إليه توقيعات وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا ثقة وفقيها لا يطعن عليه في شئ.

ويقال: انه فاسد، فان الذي من بني أعين هو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الرازي، علي ما في كتاب النجاشي وغيره مكتوبا بخط السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس. وتبعه العلامة في الخلاصة (4).

والحسن بن داود حسبه وهما وزعم أن الصحيح أبو الحسن الزراري بالزاي

(1) رجال الشيخ: 433 2) القاموس: 4 / 230 3) وفي " أآلهتنا ": وخرجت 4) الخلاصة: 100

(٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن سليمان بن داود (1)، أسباط بن سالم (1)، علي بن أسباط (1)

قال: قال أبو الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام إذا كان يوم القيامة نادي مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر؟ ثم ينادي مناد أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي ____________________

المضمومة والراء قبل الألف وبعدها (1).

وكذلك ضبطه العلامة أيضا في الايضاح نسبة إلي زرارة بن أعين.

وذلك عندي منظور في صحته.

قوله

عليه السلام: ابن حواري محمد بن عبد الله رسول الله عليه السلام قال في الكشاف: حواري الرجل صفوته وخالصته، ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن وفي وزنه الحوالي وهو الكثير الحيلة (2).

قلت: واما الذي بمعني حول الشئ وجوانبه وأطرافه كما يقال: حوالينا وحواليكم وبين ظهر أنينا وبين ظهرانيكم، فعلي هيئة صيغة المثناة من غير إرادة معني التثنية لاعلي وزن الحواري ولا علي هيئة وزن الجمع. ومنه في حديث الاستسقاء:

اللهم حوالينا ولا علينا (3).

والمشهور أن الحواري أصله من الحور بمعني خلوص البياض، والتحوير بمعني التبييض، والخبز الحواري الذي نخل طحينه مرة بعد مرة. ومنه في الحديث:

الحواري من أمتي أي خاصتي من أصحابي وأنصاري.

والحواريون من أصحاب عيسي عليه السلام أول من آمن به من أصفيائه وخلصائه

(١) رجال ابن داود: ٢٤٥ قال: وبعض الأصحاب أثبته " الرازي " وهما، بناءا علي الوهم الأول. وقال في ص 41: وبعض فضلاء أصحابنا - وهو العلامة في الخلاصة - أثبته في تصنيفه " أبو غالب الرازي " وأن الإمام عليه السلام قال: " وأما الرازي " وهو غلط، وانما هو " الزراري " نسبة إلي زرارة بن أعين.

2) الكشاف: 1 / 432 3) رواه مسلم في صحيحه: 2 / 614

(٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يوم القيامة (1)، محمد بن عبد الله (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، زرارة بن أعين (1)

____________________

وكانوا اثني عشر رجلا قيل: كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها فسموا الحواريين، ثم صار هذا الاسم مستعملا فيمن أشبههم من الذين خلصوا من كل ريب ونقوا من كل عيب وأخلصوا

سرائرهم ونياتهم في نصرة الأنبياء والأوصياء والتصديق بهم.

وقيل: كانوا ا صيادين وقيل: كانوا ا ملوكا يلبسون البيض من الثياب قاله العزيزي في غريب القرآن وغيره.

وقال الراغب في المفردات: قال بعض العلماء: انما سموا حواريين لانهم كانوا يطهرون نفوس الناس بافادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله عز وجل " انما يريد الله ليذهب عنك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1). وقال: انما كانوا قصارين علي التمثيل والتشبيه، وتصور منه من لم يتخصص بمعرفة الحقايق المهنة المتداولة بين العامة. قال: وانما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة وقودهم إلي الحق (2).

وعندي أنه يجوز أن يعتبر أصل الحواري من الحور بمعني الرجوع، لان حواري الرجل يرجع إليه في أموره، وحواري النبي أو الوصي يرجع إليه في دينه لا إلي غيره.

ومنه المحاورة والتحاور: أي المراجعة في التكلم والتراجع في المخاطبة، وكلمته فلم يحر جوابا ولا أحار خطابا أي لم يرجع إلي كلاما، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، أي من الرجوع إلي النقصان بعد كمال الزيادة.

(١) سورة الأحزاب: ٣٣ 2) المفردات: 135

(٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الأحزاب (1)

محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيي التمار مولي بني أسد وأويس القرني.

قال ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلي الهمداني وحذيفة بن أسيد الغفاري. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي عليه السلام؟ فيقوم كل من استشهد معه ولم يتخلف عنه. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين عليه السلام؟ فيقوم جبير ابن مطعم ويحيي بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي

وسعيد بن المسيب. ثم ينادي المنادي أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو ____________________

قوله عليه السلام: فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي قال في القاموس: الحمق ككتف الخفيف اللحية وعمرو بن الحمق صحابي (1).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال ذكره في رجال أمير المؤمنين عليه السلام (2) وفي أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام (3).

وسيتكرر بعده في الكتاب مدحه.

قوله عليه السلام: جبير بن مطعم ويحيي بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي جبير بن مطعم بضم الجيم وفتح الموحدة علي صيغة التصغير، وضم الميم وفتح العين علي اسم المفعول من الاطعام.

ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله

(1) القاموس: 3 / 223 2) رجال الشيخ: 47 3) المصدر: 69

(٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، سعيد بن المسيب (1)، يحيي بن أم الطويل (1)، سفيان بن أبي ليلي (1)، أبو خالد الكابلي (1)، بريد بن معاوية (1)، زرارة بن أعين (1)، حذيفة بن أسيد (1)، محمد بن عبد الله (2)، محمد بن أبي بكر (1)، أويس القرني (1)، شريك العامري (1)، عمرو بن الحمق (1)، الحسن بن علي (1)، بنو أسد (1)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، محمد بن مسلم (1)، الشهادة (1)

____________________

من الصحابة قال في باب الجيم: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف يكني أبا محمد مات

سنة ثمان وخمسين (1).

وفي مختصر أبي عبد الله الذهبي: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ممن حسن اسلامه، عنه ابناه محمد ونافع وابن المسيب، سيد حليم وقور نسابة، مات سنة ستة وخمسين.

فمن العجب قول الحسن بن داود في كتابه جبير بن مطعم " كش " أنه من حواري " ين " ولم أره في كتب الشيخ رحمه الله (2).

وسيرد في الكتاب من طريق أبي عمرو الكشي عن الفضل بن شاذان مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام ثلاثة أبو خالد الكابلي ويحيي بن أم الطويل وجبير بن مطعم. وفي رواية يونس عن حمزة بن محمد الطيار مثله، وزاد فيه وجابر بن عبد الله الأنصاري، ثم إن الناس لحقوا وكثروا (3). وقد روي الفضل بن شاذان وغيره.

ونقله حسن بن داود في كتابه: أن يحيي بن أم الطويل أمه وشيكته كانت ظئر علي بن الحسين سيد الساجدين عليه السلام وكان عليه السلام يدعوها أما، وهي التي زوجها فعابه علي ذلك عبد الملك بن مروان بأنه زوح أمه توهما منه أنها والدته عليه السلام وكانت والدته عليه السلام شهربانوي قد توفيت وهو صغير السن (4).

قلت: فاذن قد ظهر أن يحيي بن أم الطويل أخو سيد العابدين عليه السلام من جهة الرضاع، وأمه من النسب أمه عليه السلام من الرضاعة.

(١) رجال الشيخ: ١٤ ٢) رجال ابن داود: ٨١ ٣) رجال الكشي: ١٢٣ ٤) رجال ابن داود: ٣٧١ - 372

(٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (2)

بصير ليث بن البختري المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جداعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين. ثم

ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهما السلام يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.

____________________

واستبان معني ما رواه أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه في جامعه الكافي:

أن علي بن الحسين عليه السلام كان له أخ من أمه.

وكذلك ما في كتاب المحاضرات للراغب: ان أم علي بن الحسين بن زين العابدين عليه السلام تزوجت في زمانه بعد أبيه الحسين عليه السلام سيد الشهداء وعابه علي ذلك عبد الملك بن مروان فليعلم (1).

قوله عليه السلام: عامر بن عبد الله بن جداعة بضم الجيم واهمال الدال علي ما قد ضبطه العلامة في الايضاح، وربما يضبط باعجام الدال بعد الجيم المضمومة.

و" حجر بن زائدة " باهمال الحاء المضمومة قبل الجيم الساكنة.

و" حمران بن أعين " بضم الحاء المهملة علي ما ضبطه الأكثر، وقيل: بكسرها أخو زرارة بن أعين باهمال العين الساكنة بين الهمزة والياء المثناة من تحت المفتوحتين، وهو من القراء المتقنين قرأ عليه حمزة، وعلماء العامة يعرفون جلالته ويطعون فيه بالرفض.

قال الذهبي في ميزان الاعتدال: حمران بن أعين كوفي روي عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، وكان يتقن بالقرآن. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود: رافضي. وروي حمزة عن حمران بن أعين أن النبي صلي الله عليه وآله قرأ: ان لدينا أنكالا وجحيما. فصعق.

قوله عليه السلام: فهؤلاء المتحورة أول السابقين علي التفعل من الحواري أي الجاعلون أنفسهم حواريين، فهذه الرواية معول

(١) راجع رجال ابن داود: ٣٧٢

(٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن أبي يعفور (1)، عامر بن عبد الله (1)، ليث بن البختري (1)، حجر بن زائدة (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

21 - جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عيسي،

عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال قال، رسول الله صلي الله عليه وآله: ان الله تعالي أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال علي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي.

22 - حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن عيسي. ومحمد بن مسعود، قالا حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن النضر بن سويد، عن محمد ابن بشير، عمن حدثه، قال ما بقي أحد الا وقد جال جولة الا المقداد بن الأسود فان قلبه كان مثل زبر الحديد.

____________________

عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحورين السابقين المقربين.

وقول بعض شهداء المتأخرين في حواشي الخلاصة (1) أن في طريقها علي بن سليمان وهو مجهول، لا تعويل عليه كما دريت ومرفوعة الحسين بن سعيد في ذم عامر وحجر غير صالحة للمعارضة، وسيستبين لك انشاء الله العزيز العليم.

قوله رحمه الله: جبرئيل بن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسي يعني به العبيدي اليقطيني قوله صلي الله عليه وآله: ان الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله قال: علي بن أبي طالب عليه السلام هذا الحديث ثابت الصحة عند العامة من طرقهم في صحاحهم وأصولهم ومصابيحهم ومشكاتهم بأسانيد غير محصورة.

قوله رحمه الله: ألا وقد جال جولة بالجيم أي انزعج في سره انزعاجة ما، وحاد قلبه عن سبيله حيدة ما.

(1) هو الشهيد الثاني رحمة الله عليه في حاشيته علي الخلاصة غير مطبوع.

(٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول

الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، المقداد بن الأسود (2)، علي بن أبي طالب (1)، ابن أبي نجران (1)، صفوان بن مهران (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (3)، نضر بن سويد (1)، محمد بن مسعود (1)، الشهادة (1)

طرق رواية ارتداد الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم

23 - طاهر بن عيسي الوراق، رفعه إلي محمد بن سفيان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: يا سلمان لو عرض علمك علي مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك علي سلمان لكفر.

24 - علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال ____________________

قال في المغرب: أصاب المسلمين جولة هي كناية عن الهزيمة ولا تستعمل الا في حق الأولياء، وأصلها من الجولان.

قوله رحمه الله تعالي: طاهرين بن عيسي الوراق هو أبو محمد من أهل كش من مشيخة الشيوخ.

قال الشيخ في كتاب الرجال: صاحب كتاب روي عنه الكشي، وروي هو عن أحمد بن جعفر الخزاعي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1).

وهذا الطريق بعد الرفع ضعيف بمحمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي بصير المكفوف يحيي بن القاسم، أو أبي القاسم.

قوله عليه السلام: لكفر بالتخفيف علي المجرد من الكفور بالشئ والكفران به، بمعني الجحود والانكار، أو بالتشديد علي التفعيل للنسبة من كفره تكفيرا، أي نسبه إلي الكفر.

قوله رحمه الله: علي بن الحكم عن سيف بن عميرة الطريق صحيح علي التعليق لان طريق أبي عمرو الكشي إلي علي بن الحكم

صحيح معروف.

وليعلم أن رواية ارتداد الناس الا القليل منهم بعد النبي صلي الله عليه وآله غير مختصة بطريق أصحابنا رضوان الله تعالي عليهم، بل أن حديث أنباء رسول الله صلي الله عليه وآله أنه ترتد

(1) رجال الشيخ ص 477 وفيه صاحب كتب

(٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، سيف بن عميرة (1)، محمد بن سليمان (1)، محمد بن سفيان (1)، علي بن الحكم (1)

____________________

الصحابة وترجع القهقري بعده عليه وآله السلام، عند علماء العامة صحيح ثابت في أصولهم الستة الصحاح وجامع أصولهم ومستدركهم ومسندهم ومصابيحهم ومشكاتهم وغيرها من كتبهم المعتبرة بأسانيدهم المتصلة ومسانيدهم المعتمدة من طرق متكثرة، تحكم في القدر المشترك بينها بالتواتر وفي كثير منها نصوص علي أن ذلك الارتداد انما هو في الإمامة والخلافة، لا بعبادة الأوثان والشرك بالله عز وجل (1).

فمن جملة ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يحدث أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقال: انه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (2).

عن ابن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلي الله عليه وآله أن النبي صلي الله عليه وآله قال:

يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلئون عنه فأقول: يا رب أصحابي فيقول:

انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (3).

عن أنس عن النبي صلي الله عليه وآله قال: ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتي إذا عرفتهم

اختلجوا دوني فأقول: أصحابي فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك (4).

أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: اني فرطكم علي الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل فقلت: نعم فقال: أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول:

(١) وقد أوردنا مصادر رواية الارتداد في ذيل كتاب الطرائف: ٣٧٦ ٢) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٨ ط دار الطباعة العامرة باستبول.

٣) نفس المصدر من البخاري.

٤) صحيح البخاري: ٧ / 207. وروي نحوه عن أنس مسلم في صحيحه: 4 / 1800

(٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، الإرتداد (1)

.____________________

انهم مني فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي (1).

عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل عن عبد الله عن النبي صلي الله عليه وآله قال: أنا فرطكم علي الحوض، وليرفعن معي رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك (2).

عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وآله قال: بينا أنا قائم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: أين؟ قال إلي النار والله قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: أين؟ قال: إلي النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري بعدك، فلا أراه يخلص فيهم الأمثل همل النعم (3).

عن

عقبة أن النبي صلي الله عليه وآله خرج يوما فصلي علي (أهل) أحد صلاته علي الميت ثم انصرف إلي المنبر فقال: اني فرطكم وأنا شهيد عليكم واني والله لا نظر إلي حوضي الان واني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض، واني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها (4).

ففي الصحيحين من المتفق عليه في باب الحرص علي الامارة عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وآله قال: انكم ستحرصون علي الامارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة (5).

(١) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٧ - ٢٠٨ وصحيح مسلم: ٤ / ١٧٩٣ ٢) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٦ وصحيح مسلم: ٤ / ١٧٩٦.

٣) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٨ - ٢٠٩ ٤) صحيح البخاري: ٧ / ١٧٣ و ٢٠٩. وصحيح مسلم: ٤ / 1795 5) جامع الأصول: 4 / 450 قال: أخرجه البخاري والنسائي

(٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح البخاري (4)، كتاب صحيح مسلم (3)

____________________

وفي صحيحي الترمذي والنسائي والمصابيح والمشكاة عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وآله: أعيذك بالله من امارة السفهاء قال: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: امراء سيكون بعدي من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم علي ظلمهم، فليسوا مني ولست منهم ولن يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم علي ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض (1).

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ قلت: أما والذي بعثك بالحق أضع سيفي علي عاتقي فأقاتلهم حتي ألقاك قال:

أولا أدلك علي خير من ذلك

تصبر حتي تلقاني (2).

وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله قال: انكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرء " كما بدأنا نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين " (3) وأول من يكسي يوم القيامة إبراهيم عليه السلام، وان ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول،: أصحابي، أصحابي فيقول: انهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم فأقول، كما قال العبد الصالح: " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب إلي قوله العزيز الحكيم (4) " قال أبو داود في السنن:

هذا حديث متفق علي صحته أخرجه مسلم من محمد بن مثني، وغيره عن محمد بن

(1) جامع الأصول: 4 / 460 2) جامع الأصول: 10 / 394 - 395. والفئ ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأملاكهم عن غير قتال وحرب. والاستئثار: الانفراد بالشئ والتخصص به 3) الأنبياء: 104 4) المائدة: 117 و 118

(٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)

أبو جعفر عليه السلام ارتد الناس: الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد قال: قلت فعمار؟

قال: قد كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض ان عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله ____________________

جعفر عن شعبة عن المغيرة (1).

و" الغرل " جمع أغرل وهو الا غلف، وقوله " لم يزالوا مرتدين ".

لم يرد به الردة عن الاسلام، انما معناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة.

قال ابن الأثير في النهاية وجامع الأصول: انهم كانوا يمشون بعدك القهقري قال الأزهري: معناه الارتداد عما كانوا عليه، وقد قهقر وتقهقر والقهقري مصدر (2)، فهذه نبذة مما في أصول

المخالفين وصحاحهم، ومن أحب الاستقصاء فعليه بما أوردناه في كتبنا (3).

قوله عليه السلام: قد كان جاض جيضة يروي بالجيم قبل الألف والضاد المعجمة بعدها يقال: جاض عن الحق جيضة أي عدل، وجاض في القتال إذا فر، وأصل الجيض الميل عن الشئ ويروي باهمال الحاء والصاد من حاشيتي الألف من حاص عن الشئ إذا حاد عنه، وحاص القوم في القتال حيصا وحيصة: أي جالوا جولة يطلبون الفرار، والمحيص: المحيد والمهرب.

وبعض القاصرين أهمل الحاء وأعجم الضاد من حيض النساء، وتحامل توجيهه بما لا يتفوه به ذو مسكة ما.

(١) صحيح مسلم: ٤ / 2195 كتاب الجنة. وغرلا جمع أغرل، وهو الذي لم يختن وبقيت معه غرلته وهي الجلدة التي تقطع في الختان.

2) نهاية ابن الأثير: 4 / 129.

3) ومن أحسن ما كتب المصنف في ذلك هو كتاب شرح تقدمة تقويم الايمان غير مطبوع

(٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، إبن الأثير (1)

الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا، فلبب ووجئت عنقه حتي تركت كالسلقة، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايع، فبايع، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن يأخذه في الله لومة لائم فأبي الا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام الا هؤلاء السبعة.

25 - حمدويه بن نصير، قال حدثنا أبو الحسين بن نوح، قال حدثنا صفوان ابن يحيي، عن ابن

بكير، عن زرارة، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أدرك سلمان العلم الأول والعلم الاخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت.

بلغ من علمه: أنه مر برجل في رهط فقال له: يا عبد الله تب إلي الله عز وجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة، قال: ثم مضي، فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك. قال: إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه الا الله وأنا.

وفي خبر آخر مثله، وزاد في آخره: ان الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة.

____________________

قوله عليه السلام: فلبب ووجئت عنقه كلتاهما علي ما لم يسم فاعله، اللبة: المنخر. واللبب: موضع القلادة من الصدر.

قال في الصحاح: لببت الرجل تلبيبا: إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جررته (1).

وفي النهاية الأثيرية: لببت الرجل لبا ولبيته تلبيا إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته، وأخذت بتلبيب فلان: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره، والتلبيب: مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل (2).

والوجئ: الضرب باليد أو بالسكين. يقال: وجأه في عنقه من باب منع،

(١) الصحاح: ١ / 216 2) نهاية ابن الأثير: 4 / 223

(٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، أبو سنان الأنصاري (1)، أبو الحسين بن نوح (1)، حمدويه بن نصير (1)، إبن الأثير (1)

____________________

ومنه ليس في كذا وكذا ولا في الوجاءة قصاص، والوجاء: بالكسر علي فعال نوع من الخصاء، وهو أن تضرب العروق بحديدة وتطعن فيها من غير اخراج البيضتين يقال: كبش موجوء إذا فعل به ذلك قاله في المغرب.

والسلقة: بالهاء واحدة السلق. باهمال السين المكسورة واسكان اللام قبل القاف،

وهو اسم لجنس النبت المعروف يؤكل يقال له في بلاد العجم " چقندر ".

قال في القاموس: السلق بالكسر مسيل الماء، والجمع كعثمان وبقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس نافع للنقرس والمفاصل، وعصيره إذا صب علي الخمر خللها بعد ساعتين، وعلي الخل خمره بعد أربع، وعصير أصله سعوطا ترياق وجع السن والاذن والشقيقة، وسلق الماء وسلق البر نباتان، والسلق أيضا أثرا التسع في جنب البعير، وكذلك السلق بالتحريك، وسلق فلانا طعنه وصرعه وألقاه علي ظهره وسلقه باللسان أذاه بالكلام وسلق اللحم عن العظم نحاه عنه (1).

ومعني الحديث: ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والاعتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الأعظم فليته يدعو الله عز وجل به عليهم، فإذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلي أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتي تركوا عنقه الموجوء.

وتأنيث الضمير العائد إليه باعتبار معني الرقبة، كأنه السلقة من فرط ما وجاؤها فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عز وجل علي ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له: يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم علي التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا علي ما جف به القلم في القضاء الأول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع.

(1) القاموس: 3 / 264

صفحه(٥٣)

26 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاد، قال حدثني أحمد بن علي وعلي بن أسباط، قالا: حدثنا الحكم بن مسكين، عن الحسن بن صهيب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال فقال أبو جعفر عليه السلام: مه لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن

قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منا أهل البيت.

____________________

وعلي نمط آخر: أنه عرض في قلبه العارض وتخالج في صدره الخاطر، ثم تنبه وأناب، فأخذ بتلبيبه فوجأ عنقه حتي تركها كالسلقة زجرا وعقوبة لنفسه، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له، هذا من ذاك وأن ذاك منك حيود ما عن السبيل، فاستأنف الإنابة وجدد البيعة فأناب إليه عليه السلام، وبايع علي تنقية السر من عوارض الشكوك وخواطر الأوهام.

قوله رحمه الله: جبرئيل بن أحمد قال: حدثني الحسن بن خرزاذ يعني بالحسن بن خرزاذ الذي هو من أهل كش من طبقات باب " لم " لا القمي المعدود من أصحاب أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، ذكر الشيخ الأول في باب " لم " (1) والثاني في أصحاب العسكري عليه السلام (2).

وقال النجاشي، الحسن بن خرزاد قمي كثير الحديث له كتاب أسماء رسول الله صلي الله عليه وآله وكتاب المتعة، وقيل: إنه غلا في آخر عمره، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن الوارث السمرقندي قال: حدثنا أبو علي بن الحسن بن علي القمي قال: حدثنا الحسن بن خرزاذ بكتابه (3).

قوله رحمه الله تعالي: الحكم بن مسكين قال النجاشي في كتابه: الحكم بن مسكين أبو محمد كوفي مولي ثقيف المكفوف روي عن أبي عبد الله عليه السلام، ذكره أبو العباس، له كتاب الوصايا كتاب

(١) رجال الشيخ: ٤٦٣ ٢) بل في أصحاب الهادي عليه السلام رجال الشيخ: ٤١٣.

٣) رجال النجاشي: ٣٥. ط طهران

(٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (3)، علي بن أسباط (1)، الحكم بن مسكين (1)، الإمام علي بن محمد الهادي عليه

السلام (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، مدينة طهران (1)

27 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي عليه السلام محدثا، وكان سلمان محدثا.

____________________

الطلاق كتاب الظهار، أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان (1) قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا الحسن بن موسي الخشاب عن الحكم بكتاب الطلاق والظهار (2).

وشيخنا الشهيد في الذكري نقل عن العلامة في المختلف في باب صلاة الجمعة أنه قال: في طريق رواية محمد بن مسلم " الحكم بن مسكين " ولا يحضرني الان حاله فنحن نمنع صحة السند، ثم اعترض عليه فقال قلت: الحكم ذكره الكشي ولم يعترض له بذم (3)، والرواية لا يطعن فيها كون الراوي مجهولا عند بعض الأصحاب (4).

ونحن نقول: نعم ذكر الكشي الرجل من دون أن يتعرض لنقل طعن فيه أو غميزة آية جلالة الرجل.

ولكن الحكم بن مسكين لا ترجمة له في كتاب الاختيار هذا للشيخ رحمه الله تعالي، ولا في كتاب اختيار السيد جمال الدين أحمد بن طاوس من كتاب الكشي، فكأنه قدس الله لطيفه قد وجده في أصل كتاب الكشي، أو كان رائما للنقل عن النجاشي فجري علي لسان قلمه الكشي والله سبحانه أعلم.

قوله عليه السلام: كان علي عليه السلام محدثا وكان سلمان محدثا بفتح الدال المشددة علي اسم المفعول من باب التفعيل، أما علي عليه السلام

(١) وفي المصدر: سفين ولعله هو سفيان كتب علي هذا النحو.

٢) رجال النجاشي: ١٠٥ 3) وفي المصدر: بذم في الرواية مشهورة جدا بين الصحاب لا يظهر فيها الخ.

4) الذكري: 231

(٥٥)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، علي بن فضال (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

28 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد ابن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحمن ابن أعين، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان سلمان من المتوسمين.

29 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني إسماعيل ابن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

سلمان علم الاسم الأعظم.

____________________

فمحدث علي المعني المصطلح عليه حقيقة، وأما سلمان فكان محدثا علي التجوز بمعني المفهم الملهم، وسيستبين لك شرح ذلك انشاء الله تعالي.

قوله رحمه الله تعالي: أحمد بن منصور الخزاعي هو الذي يقال له محمد بن منصور بن نصر الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام.

صرح بذلك الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال حيث ذكر في أصحاب علي بن موسي الرضا عليه السلام محمد بن منصور بن نصر الخزاعي، ثم كرر ذكره فقال:

محمد بن نصر الخزاعي، ويقال له: أحمد بن منصور (1).

قوله رحمه الله تعالي: عن محمد بن زياد يعني به محمد بن الحسن بن زياد العطار فإنه يقال له: محمد بن زياد أيضا، كما قاله النجاشي في أسناد طريقه إليه وقال: كوفي ثقة روي أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام (2).

قوله عليه السلام: كان سلمان من المتوسمين قال الراغب في المفردات: الوسم التأثير والسمة الأثر، قال تعالي " سيماهم

(١) رجال الشيخ: ٣٩١ و ٣٨٩ ٢) رجال النجاشي:

٢٨٥

(٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، حماد بن عثمان (1)، محمد بن زياد (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

30 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبان عن جناح، قال حدثني الحسن بن حماد، بلغ به، قال: كان.

____________________

في وجوههم من أثر السجود (1) " وقال: " تعرفهم بسيماهم (2) " وقوله تعالي " ان في ذلك لايات للمتوسمين (3) أي للمتبرين العارفين المتعظين، وهذا التوسم هو الذي سماه قوم الذكاء: وقوم الفطنة، وقوم الفراسة، وقال صلي الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن وقال: المؤمن ينظر بنور الله (4).

قوله رحمه الله تعالي: عن أبان عن جناح أبان الذي يروي عنه إسماعيل بن مهران هو أبان بن محمد البجلي ابن أخت صفوان بن يحيي، كان ثقة وجها في أصحابنا الكوفيين قاله النجاشي (5).

أو هو أبان بن عثمان الأحمر البجلي أحد من أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم.

و" جناح " الذي روي أبان عنه هو جناح بن عبد الحميد الكوفي، ويحتمل جناح بن رزين مولي مفضل بن قيس الأشعري، ذكرهما الشيخ في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام (6).

وما في بعض النسخ (7) أبان بن جناح مكان " عن " فمن تصحيف الناسخين.

(١) سورة الفتح: ٢٩ ٢) سورة البقرة: ٢٧٣ ٣) سورة الحجر: ٧٥ ٤) المفردات: ٥٢٤ ٥) رجال النجاشي: ١٢ 6) رجال الشيخ: 164 7) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد والنجف الأشرف

(٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن خرزاذ (1)، الحسن بن حماد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)،

كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، سورة البقرة (1)، سورة الفتح (1)، سورة الحجر (1)، الشهادة (1)

سلمان إذا رأي الجمل الذي يقال له عسكر يضربه، فيقال له يا أبا عبد الله ما تريد من هذا البهيمة؟ فيقول: ما هذا بهيمة ولكن هذا عسكر بن كنعان الجني، يا أعرابي لا ينفق جملك هاهنا ولكن اذهب به إلي الحوأب فإنك تعطي به ما تريد.

31 - جبريل بن أحمد، حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا.

.____________________

قوله رحمه الله: إذا رأي الجمل الذي يقال له عسكر يضربه كان هودج عائشة في وقعة الجمل علي جمل اسمه عسكر قاله المطرزي في المغرب في: ن ك.

وقال أبو الحسن المسعودي رحمه الله تعالي في مروج الذهب: انصرف عن اليمن عامل عثمان فأتي مكة، فصادف فيها عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم في آخرين من بني أمية، فكان ممن حرض علي الطلب بدم عثمان وأعطي عائشة وطلحة والزبير أربعمائة ألف درهم وكراعا وسلاحا وبعث إلي عائشة بالجمل المسمي " عسكرا " وكان شراؤه من اليمن بمأتي دينار انتهي (1).

قلت: فذلك كان يضربه سلمان رضي الله تعالي عنه.

قوله رحمه الله: لا ينفق جملك ها هنا أي لا يروج من النفاق بمعني الرواج، ولكن اذهب به إلي الحوأب بفتح الحاء المهملة واسكان الواو بعدها همزة مفتوحة ثم باء موحدة.

وفي طائفة من النسخ الحوب بتشديد الواو للقلب والادغام.

وفي الحديث المتواتر المشهور انه صلي الله عليه وآله قال: أيتكن صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب.

(1) مروج الذهب: 2 / 357 ط دار الأندلس

(٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام

محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

32 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حنان بن سدير، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: جلس عدة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله ينتسبون وفيهم سلمان الفارسي، وان عمر سأله عن نسبه وأصله؟ فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد، وكنت مملكوا فاعتقني الله بمحمد، فهذا حسبي ونسبي.

ثم خرج رسول الله صلي الله عليه وآله فحدثه سلمان وشكي إليه ما لقي من القوم وما قال لهم فقال النبي صلي الله عليه وآله: يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه، وأصله عقله، قال الله تعالي: " انا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ". يا سلمان ليس لا حد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوي الله، وإن كان التقوي لك عليهم فأنت أفضل.

33 - جبريل بن أحمد. قال حدثني أبو سعيد الادمي سهل بن زياد، عن منخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل أبو ذر علي سلمان وهو يطبخ قدرا له، فبيناهما يتحدثان إذا انكبت القدر علي وجهها علي الأرض، فلم يسقط من مرقها ____________________

قال ابن الأثير في النهاية وجامع الأصول: الحوأب منزل بين بصرة ومكة وهو الذي نزلته عائشة فنبحتها الكلاب لما جاءت إلي البصرة وفي وقعة الجمل (1).

قوله عليه السلام: فبينا هما يتحدثان إذا انكبت القدر اختلفت النسخ في " بينا " و" بينما " و" إذ " و" إذا

" و" انكبت " و" انكفأت " و المعني في ذلك كله واحد يزاد في بين ما أو الألف فيجعل بمنزلة حين، فيقال: بينما زيد يفعل كذا وبينا يفعل كذا، وإذ وقتية لما مضي من الزمان، وقد تكون للمفاجأة وهي التي بعد بينا وبينما.

وإذا تكون للمفاجأة وتكون ظرفا زمانيا للماضي، أو للمستقبل، أو للحال، وقد تكون ظرف مكان وتكون شرطية.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 456

(٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، حمدويه بن نصير (1)، سهل بن زياد (1)، حنان بن سدير (1)، محمد بن عيسي (1)، إبن الأثير (1)

ولا ودكها شئ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا، وأخذ سلمان القدر فوضعها علي وجهها حالها الأول علي النار ثانية، وأقبلا يتحدثان، فبيناهما يتحدثان إذ انكبت القدر علي وجهها، فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان، فبينا هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين عليه السلام قال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك من عند سلمان وما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان، يا أبا ذر أن سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا، وان سلمان منا أهل البيت.

34 - طاهر بن عيسي الوارق الكشي قال: حدثني

أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ____________________

وكببت الاناء فانكب وكفأته فانكفأ وقلبته فانقلب كلها بمعني واحد، والودك وسم اللحم وهو بالتحريك كالمرق.

قوله عليه السلام: وما الذي ذعرك باعجام الذال واهمال العين. وفي بعض النسح " أذعرك " من باب الافعال وهما بمعني يقال: ذعره يذعره ذعرا بالفتح فهو مذعور من باب منع خوفه، وذعره اذعارا فهو مذعر أيضا أخافه، كما فزعه يفزعه فزعا وأفزعه يفزعه افزاعا و" الذعر " بالضم الخوف، والفعل منه ذعر يذعر فهو ذاعر من باب فرح يفرح، والذعر بالتحريك الدهش والفعل منه أيضا من باب فرح.

قوله رحمه الله: أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي في نسخ كتاب أبي العباس النجاشي التي وقعت إلي جميعا " العاجز " أو (المعاجز) بالعين المهملة قبل الألف وبالجيم والزاء بعدها قال: جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي أبو سعيد يقال له ابن العاجز كان صحيح الحديث والمذهب روي

(٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، يوم عرفة (1)، طاهر بن عيسي (1)، جعفر بن أحمد (1)، القتل (1)

قال حدثني علي بن محمد شجاع عن أبي العباس أحمد بن حماد المروزي عن الصادق عليه السلام أنه قال في الحديث الذي روي فيه " ان سلمان كان محدثا " قال: إنه ____________________

عنه محمد بن مسعود العياشي، ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أن له كتاب الرد علي من زعم أن النبي صلي الله عليه وآله كان علي دين قومه قبل النبوة، طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عنه (1).

والذي رأيناه

في كتاب الكشي، وفي كتاب الاختيار منه للشيخ علي اتفاق النسخ، وفي الاختيار منه للسيد بن طاوس " التاجر " مكان " العاجز " بالتاء المثناة من فوق قبل الألف والراء بعد الجيم.

وكذلك قال الحسن بن داود: جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي يقال له:

ابن التاجر كذا رأيته بخط الشيخ (ره) (2).

وهو مطابق لما رأيناه مذ اشتغلنا بهذه العلوم إلي الان في نسخ كتاب الرجال للشيخ، لكن الموجود فيها بأسرها جعفر بن محمد بن أيوب يعرف ب " ابن التاجر " أو " المتاجر " من أهل سمرقند متكلم له كتب (3)، لا جعفر بن أحمد كما في كتاب الكشي والنجاشي.

قوله رحمه الله: علي بن محمد بن شجاع وهو الذي يقال له علي بن شجاع النيسابوري، ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام قال: علي بن شجاع نيسابوري (4)

(١) رجال النجاشي: ٩٣ - ٩٤ ط طهران.

٢) رجال ابن داود: ٨٢ 3) رجال الشيخ: 458 4) رجال الشيخ: 433

(٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، أحمد بن حماد المروزي (1)، علي بن محمد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، مدينة طهران (1)

كان محدثا عن امامه لا يجوز به لأنه لا يحدث عن الله عز وجل الا الحجة.

35 - طاهر بن عيسي قال: حدثني أبو سعيد قال: حدثني الشجاعي عن يعقوب ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن خزيمة بن ربيعة يرفعه قال: خطب سلمان إلي عمر فرده، ثم ندم فعاد إليه فقال: انما أردت أن اعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي.

36 - حمدويه بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسي العبيدي عن يونس

بن ____________________

قوله عليه السلام: لا يجوز به الباء للتعدية والعائد لكونه، محدثا، أي لا يتعدي بكونه محدثا ولا يعد به عن امامه إلي ملك يحدثه عن الله عز وجل، فان المحدثية علي هذا السبيل لا تكون الا للحجة وغير الحجة انما محدثيته بتوسط النبي، والحجة لاعن الله بواسطة الملك لاغير.

وفي بعض النسخ " لا عن ربه " وهو تصحيف لا يجوز به.

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثني الشجاعي الذي استبان لنا أن الشجاعي المتكرر وروده في الأسانيد اسمه الحسن بن طيب يروي عنه العاصمي ذكر أبو العباس النجاشي ذلك في كتابه، واستفدناه منه قال: الحسن بن طيب بن حمزة الشجاعي غير خاص في أصحابنا رووا عنه له كتاب ذوات الا جنحة، ثم أسند طريقه إليه وقال: أخبرنا محمد بن محمد عن أبي الحسن ابن داود قال حدثنا الحسين بن علان قال حدثنا العاصمي عنه بهذا الكتاب (2).

قوله عليه السلام: ثم ندم فعاد إليه يعني ثم سلمان ندم عن خطبته إلي عمر، فعاد إلي عمر فقال له ذلك.

قوله رحمه الله تعالي: قال حدثنا محمد بن عيسي العبيدي هذا هو الصحيح، وفي نسخ كثيرة " العنبري " مكان " العبيدي " وذلك من

(١) رجال النجاشي: ٣٦

(٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عيسي العبيدي (1)، ابن أبي عمير (1)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، الجهل (1)، الجواز (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

عبد الرحمان ومحمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله.

____________________

تحريفات الناسخين وتصحيفاتهم، وإن كان واردا في الأنساب نسبة إلي قربة باليمن، أو كناية عن خلوص النسب، وعنبري البلد مثل في الهداية، لان بني العنبر أهدي قوم قاله في القاموس (1)

وغيره.

قوله رحمه الله تعالي: عن الحسين بن المختار هو القلانسي الكوفي قال الشيخ في كتاب الرجال: واقفي له كتاب (2).

وقال النجاشي: أبو عبد الله كوفي مولي أحمس من بجلية وأخوه الحسن يكني أبا محمد ذكر ا فيمن روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسي وغيره (3).

وقال ابن عقدة: عن علي بن الحسن أنه كوفي ثقة (4).

وفي ارشاد شيخنا المفيد في باب النص علي الرضا عليه السلام: أنه من خاصة الكاظم وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته (5).

وروي أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه في جامعه الكافي أنه قال:

الحسين بن المختار قال لي الصادق عليه السلام رحمك الله، وقد روي جماعة من الثقاة عنه نصا علي الرضا عليه السلام.

قلت: فذلك يدافع كونه واقفيا، ولذلك لم يحكم به النجاشي ولا نقله عن أحد علي ما هو المعلوم من ديدن النجاشي، وبالجملة الرجل من أعيان الثقاة و عيون الاثبات والله سبحانه أعلم.

(١) القاموس: ٢ / ٩٦ ٢) رجال الشيخ: ١٦٩ و ٣٤٦ ٣) رجال النجاشي: ٤٣ 4) الخلاصة: 215 5) الارشاد: 304 ط بيروت وفيه من خاصته الخ

(٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، الحسين بن المختار (1)، محمد بن سنان (1)، عبد الرحمان (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، مدينة بيروت (1)

حقيقة الوحي والايحاء

عليه السلام قال: كان والله علي محدثا، وكان سلمان محدثا قلت: اشرح لي. قال: يبعث الله إليه ملكا ينقر في اذنه يقول كيت وكيت.

37 - جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسي عن حماد بن عيسي عن حريز عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: تروي ما يروي الناس ان عليا عليه

السلام قال في سلمان " أدرك علم الأول وعلم الاخر "؟ قلت: نعم قال: فهل تدري ما عني؟ قلت: يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي صلي الله عليه وآله. فقال: ليس هكذا يعني و لكن علم النبي وعلم علي وأمر النبي وأمر علي.

____________________

قوله عليه السلام: قلت: اشرح لي قال: يبعث الله إليه ملكا في الكافي رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني رضي الله تعالي عنه في كتاب الحجة باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث (1).

وهذا الباب من غامضات العلم وغوامض الحكمة، وقد شرحنا منهجه وأوضحنا سبيله في غير موضع واحد فنقول: قد استبان في علم ما فوق الطبيعة في باب الايحاءات والنبوات وفي العلم الطبيعي في كتاب النفس، وحقق شريكنا السالف في الرياسة في الهيات الشفاء وطبيعياته، ونحن في قبسات الحق اليقين وفي سدرة المنتهي وفي الرواشح السماوية:

ان ذا القوة القدسية الصائر باستكمال نفسه المجردة في مرتبة العقل المستفاد عالما عقليا مطابقا لعوالم الوجود، قوته العقلية كبريت، وروح القدس الذي هو العقل الفعال وواهب الصور بإذن ربه نار، وإذا صار من حزبه وانخرط في سلكه اشتعل ناره في كبريته دفعة وأحال نفسه إلي جوهر ذاته.

فالنفس المجردة العاقلة بحسب كمال هذه القوة شجرة يكاد زيتها يضئ و لو لم تمسسه نار نور علي نور، فمن كانت لشجرة نفسه القدسية ثلاث خاصيات بحسب استكمال قوي ثلاث كان نبيا، له ضروب النبوة الثلاثة من جهة كمال قوتيه

(١) أصول الكافي: ١ / 134

(٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الفضيل بن يسار (1)، جبرئيل بن أحمد (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي (1)، كتاب

أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

____________________

النظرية التي منها انبجاس مبادي الادراكات والعملية التي منها انبعاث مبادي التحريكات.

الأولي: ما بحسب كمال القوة العاقلة، وهي أن تكون علومه كلها بالحدس ونظريات العقلاء من المقتصات الفكرية بالنسبة إليه جميعها حدسيات، والمعجزات العقلية كلها من هذا السبيل.

والثانية: ما بحسب كمال القوة المتخلية وكمال القوة المشتركة المسماة عند الفلاسفة " بنطاسيا "، وهي أن يتيسر له الابصار والسماع في اليقظة، لامن سبيل الظاهر من ممر الجليدية وطريق الصماخ، بل من جنبته الباطن من سبيل الاتصال بعالم العقل والانخراط في سلك الصايرين إلي إقليم نور الله سبحانه، لشدة صقالة مرائي (1) القوي الحسية واستحكام شبهها بألواح الأذهان النقية المجردة العقلية، ولا يتصحح ذلك للناقصين الا في النوم.

فبحسب كمال هذه القوة فتشبح وتتمثل الابصار النبي بالرؤية البصرية في اليقظة فيبصرهم، وينتظم ويتركب لسماعه بالقوة السمعية كلام الله تعالي علي لسان الملك المتشبح له فيسمعه.

وهذا سبيل باب الوحي والايحاء وله من هذا السبيل المعجزات القولية و الاخبار بالمغيبات والا نذار بالعقوبات قبل وقوعها.

الثالثة: ما بحسب كمال قوة النفس في جوهر ذاتها باعتبار الفطرة الأولي الجبلية المفطورة علي استعدادها الفطري وتأكد علاقة الارتباط بجناب الله، والتخلق بأخلاق الله في الفطرة الثانية المكسوبة في استعدادتها الكسبية، وهي أن تكون له ملكة ولوج في ملكوت السماء ومصير إلي ذي الملك والملكوت بحسبها تطيعه

(1) المرائي جمع قلة للمراء وجمع الكثرة المرايا. قال في الصحاح: المراة بكسر الميم التي ينظر فيها وثلاث مراء والكثير مرايا " منه " 6 / 2349

صفحه(٦٥)

38 - علي بن محمد القتيبي قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان قال:

حدثنا ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد قال: قال سلمان: قال لي رسول الله صلي

الله عليه وآله إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام، ثم أخرج صرة من مسك فقال: هيه أعطانيها رسول الله صلي الله عليه وآله، قال: ثم بلها ونضحها حوله ثم.

____________________

هيولي عالم العناصر وتنقاد له صور الا سطقسات (1).

ومن هذا السبيل له المعجزات الفعلية، فالمرتبة المستجمعة لهذه الخاصيات في درجة النبوة بضروبها الثلاثة.

ثم إذا اشتعلت القوة واستعلت النبوة واختص النبي بسنة قائمة بالقسط وشريعة ناسخة للشرايع ارتفع إلي درجة الرسالة، فإذا قويت له هذه الشؤون واستحكمت هذه الملكات واشتدت أشعة الاتصال بنور الأنوار واستكملت الخاصيات الثلاث واستتم نصاب استكمال ضروب الثلاث جدا استحق خاتمية الأنبياء وسيدودة المرسلين، وصار بحيث لا تتصور في مراتب سلسلة العود مرتبة صعودية تتوسط بينه وبين جناب معاد الوجود ومنتهاه، كما لا تتصور في مراتب سلسلة البدو مرتبة هبوطية تتوسط بين جناب مبدء المبادي وغاية الغايات وبين مجعوله الأول.

وإذا كان ذو القوة القدسية انما يتهيأ في الاتصال بعالم الملكوت للسماع من سبيل الباطن فقط من دون أن يبصر شبحا متمثلا ويعاين صورة متشجحة فهو المحدث بالفتح علي صيغة المفعول، وهو الامام والحجة، وأما غيره فلا يكون محدثا علي الحقيقة بل انما علي سبيل التجوز والتوسع من باب المجاز فليعلم.

قوله رحمه الله: فقال: هيه أعطانيها رسول الله صلي الله عليه وآله هيه مبنية علي الكسر وأصلها " ايه " قلبت همزتها هاءا، ولقد تكررت في الحديث جدا علي الأصل وعلي القلب، وهي كلمة الاستزادة اسما لفعل هو فعل الامر أي زدني من كذا، أو فعل آخر يدل علي ابتغاء الزيادة وطلبها مثل ابتغي زيادة كذا وأريدها وأطلبها مثلا.

(1) في " أآلهتنا ": الاستقسات

(٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن

عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن محمد القتيبي (1)، ابن أبي عمير (1)، الفضل بن شاذان (1)، عمر بن يزيد (1)، الطعام (1)، الموت (1)

____________________

قال ابن الأثير في النهاية في حرف الهاء: في حديث أمية وأبي سفيان قال:

يا صخر هيه فقلت: هيها، هيه بمعني ايه فأبدل من الهمزة هاء، وايه اسم سمي به الفعل ومعناه الامر، تقول للرجل: ايه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، وان نونت استزدته من حديث غير معهود. لان التنوين للتنكير، فإذا سكته وكففته قلت: أيها بالنصب فالمعني ان أمية قال له: زدني من حديثك، فقال أبو سفيان كف عن ذلك (1).

وقال في باب الهمزة: فيه - أي الحديث - أنه عليه السلام أنشد شعر أمية بن أبي الصلت فقال عند كل بيت: ايه، هذه كلمة تراد بها الاستزادة وهي مبنية علي الكسر فإذا وصلت نونت فقلت: ايه حدثنا، وإذا قلت أيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت وقد ترد المنصوبة بمعني التصديق والرضا بالشئ. ومنه حديث ابن الزبير لما قيل له يابن ذات النطاقين فقال: أيها، أي صدقت ورضيت بذلك، ويروي ايه بالكسر أي زدني من هذه المنقبة (2).

وفي أساس البلاغة: ايه حديثا استزاده وأيها لا تحدث كف (3).

والجوهري زاد علي ذلك في الصحاح قال: ايه اسم سمي به الفعل تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: ايه بكسر الهاء، قال ابن السكيت: فان وصلت نونت فقلت: ايه حدثنا، إذا قلت ايه يا رجل فإنما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما كأنك قلت هات الحديث، فان قلت ايه بالتنوين فإنك قلت هات حديثا ما، لان التنوين تنكير، فإذا سكته وكففته قلت أيها عنا، وإذا أردت

التبعيد قلت، أيها بفتح الهمزة بمعني هيهات (4).

(١) نهاية ابن الأثير: ٥ / ٢٩٠ ٢) نهاية ابن الأثير: ١ / ٨٧ ٣) أساس البلاغة: ٢٦ ط دار صادر.

٤) الصحاح: ٦ / 2226

(٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (2)

قال لامرته: قومي أجيفي الباب فقامت وأجافت الباب فرجعت وقد قبض رضي الله عنه.

حكي عن الفضل بن شاذان أنه قال: ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي.

39 - أبو صالح خلف بن حماد الكشي قال: حدثني الحسن بن طلحة المروزي يرفعه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلي بابها عباءة، فقال سلمان ان في بيتكم هذا لمريضا أوقد تحولت الكعبة فيه فقيل: المرأة أرادت أن تستر علي نفسها فيه. قال: فما هذه الجارية؟ قالوا كان لها شئ فأرادت أن تخدم. قال إني سمعت رسول ل الله صلي الله عليه وآله يقول: أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أولم يزوجها ____________________

قوله رضي الله عنه: أجيفي الباب من الا جافة قال في الصحاح: أجفت الباب أي رددته (1).

وأصل الإجافة الايصال إلي الجوف يقال: جافه الطعن والداء إذا وصل إلي جوفه وأجافه الطاعن أوصله إلي الجوف وطعنة جائفة.

قوله عليه السلام: فقال سلمان: ان في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة أي في بيتكم مريض قد تخوفتم عليه فعطيتم علي الباب بهذه العباءة خوفا من وصول الهواء إليه، أو تحولت الكعبة من مكانها إلي موضع بيتكم فألبستموه لباس الكعبة.

و" العباية " بفتح العين كساء واسع مخطط. والعباءة بالمد والهمزة لغة فيها، والجمع عباء بالفتح قاله في المغرب.

(١)

الصحاح: ٤ / 1339

(٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عمر اليماني (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، الفضل بن شاذان (1)، حماد بن عيسي (1)، خلف بن حماد (1)

من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره، فان أقرضه الثانية كان برأس المال وآدي الحق إلي صاحبه أن يأتيه به في بيته أوفي رحله فيقول ها وخذه.

40 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن يزداذ الرازي، عن محمد بن ____________________

قوله صلي الله عليه وآله: وآدي الحق إلي صاحبه أن يأتيه به في بيته آدي بالمد علي صيغة أفعل التفضيل من الأداء، والضمير في يأتيه وبيته ورحله لصاحب الحق وفي " به " للحق، وهاء مبنيا علي الفتح: اما صوت يفهم منه خذ، واما من أسماء الافعال للواحد المذكر، وهاويا للمثني، وهاؤم للجمع.

والمعني: أوثق الناس في الأمانة وآداهم للحق إلي أهله من يأتي صاحب الحق بحقه في بيته أو في رحله فيقول له: خذ حقك الذي أتيتك به.

خذه علي التأكيد أوخذ استوف مني حقك، علي اجتماع عاملين متوجهين نحو معمول واحد، واعمال الأول منهما علي مذهب الكوفيين، والثاني طريقة البصريين، كما في قوله سبحانه " هاؤم اقرؤا كتابيه (1) " ونظيره " آتوني أفرغ عليه قطرا " (2).

واما اسقاط المد والهمزة من هاء وجعل الكلام ها خذه علي كلمة التنبيه و الاحضار، فحسبان واه، إذ هاء التنبيهية مسلكها تنبيه الطالب علي حضور مطلوبة و مبتغاه.

والحديث الكريم مغزاه: أن المرء انما يكون للحق آدي إذا أتي به صاحبه فأداه إليه من غير طلب منه فليعرف.

قوله رحمه الله تعالي: محمد بن يزداذ بالياء المثناة من تحت والزاء قبل الدال المهملة والذال المعجمة بعد الألف،

(١)

سورة الحاقة: ١٩ 2) سورة الكهف: 96

(٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن مسعود (1)، سورة الحاقة (1)، سورة الكهف (1)

علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ذكرت التقية يوما عند علي عليه السلام فقال: أن لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله وقد آخي رسول الله بينهما، فما ظنك بسائر الخلق.

41 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن عاصم بن حميد، عن إبراهيم بن أبي يحيي، عن أبي عبد الله عليه السلام الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفائه الله علي رسوله فهو في صدقتها، يعني صدقة فاطمة عليها السلام.

.____________________

ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام (1).

قال أبو عمرو الكشي: قال ابن مسعود: لا بأس به (2).

قوله رحمه الله: ابنا نصير الطريق صحيح عالي الاسناد في الطبقة الأولي وإبراهيم بن أبي يحيي الصواب فيه إبراهيم بن أبي البلاد يحيي. وكأنه ايهام من النساخ.

قوله عليه السلام: الميثب هو من الحوائط التي هي من أوقاف سيدة النساء عليها السلام وهي سبعة وقفتها صلوات الله عليها وأوصت بها، وهذا معني قوله عليه السلام فهو في صدقتها يعني صدقة فاطمة عليها السلام.

روي ذلك أبو جعفر الكليني في الكافي وأبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه (3).

و" المئثب " بكسر الميم والهمزة قبل الثاء المثلثة والباء الموحدة أخيرا، والميم فيه زائدة لامن جوهر الكلمة، ويروي الميثب بالياء المثناة من تحت مكان الهمزة.

(١) رجال الشيخ: ٤٣٦ وفيه بالدال المهملة أخيرا أيضا.

٢) رجال الكشي: ٥٣٠ ط جامعة مشهد و ٤٤٦ ط النجف الأشرف.

٣) الفقيه: ٤ / ١٨٠ وفروع الكافي: ٧ / 47

(٧٠)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، إبراهيم بن أبي يحيي (1)، أيوب بن نوح (1)، عاصم بن حميد (1)، مسعدة بن صدقة (1)، القتل (1)، التقية (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

42 - نصر بن الصباح وهو غال، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري وهو متهم، قال حدثنا أحمد بن هلال، عن علي بن أسباط، عن العلاء عن محمد بن حكيم قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدي، ان سلمان منا أهل البيت، انه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلي الأحاديث، وجدتم كتابا رقيقا حوسبتم فيه علي النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلي الأحاديث التي اتبعت عليكم.

____________________

قال في القاموس في أ - ب: المئثب: كمنبر المشمل والأرض السهلة والجدول وما ارتفع من الأرض، والماثب جمعه وموضع أو جبل كان فيه صدقاته صلي الله عليه وآله (1).

وقال في و- ب: الميثب بكسر الميم الأرض السهلة وما ارتفع من الأرض وماء لعبادة وماء لعقيل ومال بالمدينة إحدي صدقاته صلي الله عليه وآله وموضع بمكة عند غدير خم والجدول، وموثب كمجلس ومقعد موضع (2).

وقال الصدوق رضوان الله تعالي عليه في الفقيه: روي أن هذه الحوائط كانت وقفا، وكان رسول الله صلي الله عليه وآله يأخذ منها ما ينفق علي أضيافه ومن يمر به، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام فيها فشهد علي عليه السلام أنها وقف عليها.

المسموع من ذكر أحد الحوائط الميثب، ولكني سمعت السيد أبا عبد الله محمد بن الحسن الموسوي أدام الله توفيقه يذكر أنها تعرف بالميثم (3).

قوله

رحمه الله: إسحاق بن محمد البصري وهو متهم بضم الميم وفتح المثاة من فوق المشددة، كما يرد في الكتاب كذلك، ومنهم بالنون تصحيف.

(١) القاموس: ١ / ٣٦ ٢) القاموس: ١ / ١٣٦ ٣) من لا يحضره الفقيه: ٤ / 181

(٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أحمد بن هلال (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن حكيم (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)

43 - آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال حدثنا علي بن الحسين الدقاق النيسابوري، قال أخبرنا محمد بن عبد الحميد العطار، قال حدثنا ابن أبي عمير، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر سلمان علي الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا يا أبا عبد الله هذا الشاب قد صرع فو جئت وقرأت في أذنه! قال: فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه فقال: يا أبا عبد الله ليس منه شئ مما يقول هؤلاء، لكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرازب فذكرت قول الله تعالي " ولهم مقامع من حديد " قال: فدخلت في قلب سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا، فلم يزل معه حتي مرض الشاب، فجائه سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت. فقال:

يا ملك الموت ارفق بأخي، فقال: يا أبا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق.

44 - نصر بن صباح البلخي أبو القاسم، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن

الحسن بن منصور، قال قلت للصادق عليه السلام: أكان سلمان محدثا؟ قال: نعم. قلت: من يحدثه؟ قال:

ملك كريم. قلت: فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو؟ قال: أقبل علي شأنك.

____________________

قوله عليه السلام: وهم يضربون بالمرازب جمع المرزبة بكسر الميم وفتح الزاء وتخفيف الموحدة علي اسم الاله، ومنهم من شددها.

وقال ابن الأثير: المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحدادين، ومنه حديث الملك " وبيده مرزبة " ويقا لها الإرزبة أيضا بالهمزة والتشديد (1).

وكذلك في الصحاح: الإرزبة التي يكسر بها المدر، فان قلتها بالميم خففت قلت المرزبة (2).

(١) نهاية ابن الأثير: ٢ / ٢١٩ ٢) الصحاح: ١ / 135

(٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، محمد بن عبد الحميد العطار (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، علي بن الحسين الدقاق (1)، آدم بن محمد القلانسي (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، ابن أبي عمير (1)، الحسن بن منصور (1)، عمر بن يزيد (1)، محمد بن سنان (1)، نصر بن صباح (1)، الموت (2)، المرض (1)، الكرم، الكرامة (1)، إبن الأثير (1)

45 - علي بن الحسن، قال حدثني محمد بن إسماعيل بن مهران، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال حدثنا يوسف بن يعقوب، عن النهاش بن فهم، عن عمرو بن عثمان قال دخل سلمان علي رجل من أخوانه فوجده في السياق، فقال:

يا ملك الموت ارفق بصاحبنا! قال: فقال الآخر يا أبا عبد الله ان ملك الموت يقرئك السلام وهو يقول: ألا وعزة هذا البناء ليس إلينا شئ.

46 - أبو عبد الله جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي، قال حدثنا محمد بن حميد

الرازي، قال حدثنا علي بن مجاهد، عن عمرو بن أبي قيس، عن عبد الاعلي، عن أبيه، عن المسيب بن نجبة الفزاري، قال: لما أتانا سلمان الفارسي قادما، ____________________

وفي المغرب: المرزبة الميتدة، وعن الكسائي تشديد الباء.

وفي القاموس: الإرزبة والمرزبة مشددتان أو الأولي فقط عصية من حديد (1).

قوله رحمه الله: وهو يقول ألا وعزة هذا البناء ليس إلينا شئ ألا بالفتح والتخفيف كلمة استفتاح وتزيين الكلام: اما لتنبيه المخاطب، أو لتوجيه الخطاب نحوه، أو لتفهيمه سر الامر ومغزاه، واما للتحقيق والتأكيد والتسجيل علي الامر، واما للحث والتخصيص والتحريص علي الطلب، وقد تورد للتوبيخ والانكار وتكون أيضا للاستفهام علي النفي، وقد وردت في التنزيل الكريم علي وجوه الاستعمالات جمعيا.

والواو للقسم وعزة هذا البناء مقسم بها.

والمعني بهذا البناء بناء هيكل بدن العالم الصغير الذي هو الانسان، أو بناء هيكل بدن الانسان الكبير وهو العالم الأكبر بجملة نظام الوجود من البدو إلي الساقة.

والمعني: ليس لنا من الامر إلينا شئ، بل الامر كله بيد الله وانما نحن عباد مأمورون مطيعون

(1) القاموس: 1 / 73

(٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، إسحاق بن إبراهيم (1)، إسماعيل بن مهران (1)، النهاش بن فهم (1)، أبو عبد الله (1)، يوسف بن يعقوب (1)، علي بن الحسن (1)، عمرو بن عثمان (1)، مسيب بن نجبة (1)، جعفر بن محمد (1)، الموت (2)

تلقيته فيمن تلقاه فسار حتي انتهي إلي كربلاء، فقال: ما تسمعون هذه؟ قالوا كربلاء فقال: هذه مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دمائهم، قتل بها خير الأولين ويقتل بها خير الآخرين، ثم سار حتي انتهي إلي حروراء، فقال: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: حروراء. فقال: حروراء خرج بها

____________________

قوله رحمه الله: تلقيته فيمن تلقاه علي التفعل من اللقاء، أي استقبلته في جملة من استقبله، ومنه النهي عن تلقي الركبان في كتاب المتاجر.

قوله رضي الله تعالي عنه: وهذا مناخ ركابهم.

بضم الميم علي اسم المكان من باب الافعال فإنه يكون علي هيئة اسم المفعول، وركابهم بكسر الراء وهو اسم لجنس الإبل.

قال في القاموس: المناخ بالضم مبرك الإبل وقال: الركاب ككتاب الإبل واحدتها راحلة (1).

قوله رحمه الله: وهذا مهراق دمائهم بضم الميم وفتح الهاء علي مفعل، بالفتح أيضا اسم المكان من هراق الماء يهريقه، بفتح الهاء فيهما هراقة بالكسر، بمعني أراقه يريقه إراقة صبه، والهاء بدل من الهمزة وصارت بلزومها كأنها من نفس الحرف، فلذلك ربما يبني منه أهراق بفتح الهمزة يهريق بتسكين الهاء فيهما أهرياقا علي الجمع بين البدل والمبدل. وبسط القول فيه في المعلقات علي الفقيه وعلي الاستبصار.

قوله رضي الله تعالي عنه: قتل بها خير الأولين كأنه عني به هابيل وخير الآخرين هو أبو عبد الله الحسين عليه السلام.

قوله رحمه الله: إلي حرورا هي باهمال الهاء المفتوحة وضم الراء قبل الواو وبالقصر وبالمد قرية الخوارج

(1) القاموس: 1 / 272 و 75

(٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (2)، القتل (2)

شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين، ثم سار حتي انتهي إلي بانقيا وبها جسر الكوفة الأول، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: بانقيا، ثم سار حتي انتهي إلي الكوفة قال:

هذه الكوفة؟ قالوا: نعم. قال: قبة الاسلام.

47 - محمد بن مسعود، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أشكيب، قال أخبرني الحسن بن خرزاذ القمي، قال أخبرنا محمد بن حماد الساسي، عن صالح بن فرج، عن زيد بن المعدل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه

السلام قال: خطب سلمان ____________________

لعنهم الله.

قال ابن الأثير في النهاية: الحرورية طائفة من الخوارج نسبوا إلي حروراء وحرورا بالمد والقصر، هو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي كرم الله وجهه (1).

وفي القاموس: حروراء كجلولاء، وقد تقصر قرية بالكوفة وهو حروري (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: خرج بها شر الأولين شر الأولين هو عاقر ناقة صالح وشر الآخرين قاتل أمير المؤمنين عليه السلام عبد الرحمان ابن ملجم المراد ي ضاعف الله عليه العذاب واللعنة، والحديث بذلك عنه صلي الله عليه وآله مشهور متواتر عند العامة والخاصة.

قوله رحمه الله: حتي انتهي إلي بانقيا بالموحدة قبل الألف والنون المكسورة بعدها قبل القاف الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الألف.

قال في القاموس: نقيا - بالكسر - قرية بالأنبار منها يحيي بن معين وبانقيا قرية بالكوفة (3).

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 366 2) القاموس: 2 / 8 3) القاموس: 4 / 397

(٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، عبد الله بن سنان (1)، الحسين بن إشكيب (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، محمد بن حماد (1)، محمد بن مسعود (1)، إبن الأثير (1)

تفسير بليغ حول خطبة سلمان المحتوية علي الغوامض والاسرار

فقال الحمدلله الذي هداني لدينه بعد جحودي له: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا أو أثبت لها رزقا، حتي ألقي الله عز وجل في قلبي حب تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا متاع يجهزني ____________________

(خطبة سلمان رضي الله تعالي عنه المحتوية علي الغوامض والاسرار) قوله رضي الله تعالي عنه: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا أو أثبت لها رزقا ذكت النار والشمس تذكو اتقدت وأضاءت

وذكيتها تذكية، وذكاء اسم للشمس، وابن ذكاء للصبح، وذلك أن يتصور الصبح تارة ابن للشمس، وتارة حاجبا لها فيقال: حاجب الشمس، ومن هناك يعبر عن سرعة الادراك وحدة الفهم بالذكاء، وعلي ذلك قولهم فلان شعله نار وذكيت الشاة ذبحتها.

وحقيقة التذكية اخراج الحرارة الغريزية، لكن خصت في الشرع بابطال الحياة واذهاقها علي وجه دون وجه.

والاهلال أصله رفع الصوت عند رؤية الهلال، ثم استعمل لكل صوت، وبذلك شبه اهلال الصبي واستهلاله وقوله عز من قائل " وما أهل لغير الله به (1) " يعني ما ذكر عليه غير اسم الله، وهو ما كان يذبح لا جل الأصنام، وقيل: الاهلال والتهلل أن يقول: لا إله إلا الله.

ومن هذه الجملة ركبت هذه اللفظة، كما قولهم التبسمل والبسملة والتحولق والحولقة والتجعفل والجعفلة، بناء تركيبيا من قول الرجل " بسم الله الرحمن الرحيم " و" لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " و" جعلت فداك ".

ومنه الا هلال بالحج، وتهلل السحاب برقه أي تلألأ تشبيها له في ذلك بالهلال.

والمعني: كنت أهل للنار بما يكون للنيران من القرابين نصيبا، وأثبت وأحصل من ديوان السلطان من الارتزاق لبيوت النار طسقا ورزقا.

(١) سورة المائدة: ٣ وسورة النحل: 115

(٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: سورة المائدة (1)، سورة النحل (1)

ولا مال يقويني، وكان من شأني ما قد كان، حتي أتيت محمدا صلي الله عليه وآله فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذني به من النار فبنت من الدنيا علي المعرفة التي دخلت عليها في الاسلام.

الا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوا عني قد أتيت العلم كبيرا ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون وقالت طائفة أخري، اللهم اغفر لقاتل

سلمان.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: فبنت من الدنيا بكسر الموحدة واسكان النون من بان عن الشئ يبين بينا وبينونة وبينونا:

انفصل عنه وانقطع وانقلع، والبين أيضا الوصل فهو من الأضداد، والبون: الفضل والمزية: يقال بأنه يبينه وبيونه وباينه فاضله وفضل عليه، ومنها وبينها بون بعيد.

قال في الصحاح: والواو أفصح فأما في البعد فيقال: ان بينهما لبينا لا غير (1) قوله رضي الله تعالي عنه: علي المعرفة التي دخلت عليها علي بيانيه أو نهجية، أي بينونتي من الدنيا كانت علي المعرفة التي كان دخولي في الاسلام عليها.

قوله رضي الله تعالي عنه: قد أتيت العلم كبيرا علي صيغة المعلوم من أتاه يأتيه اتيانا، بمعني جاءه وحضره، و" كبيرا " منصوب علي الحال، أي أتيته علي الكبر، أو علي ما لم يسم فاعله منه، و" العلم " منصوب علي أنه منزوع الخافض، أي أتيت بالعلم علي الكبر.

ويروي (2) أتيت العلم كثيرا علي المجهول من الايتاء بمعني الاعطاء، اي قد أعطيت علما كثيرا.

(١) الصحاح: ٥ / 2082 2) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد

(٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الشهادة (1)

ألا أن لكم منايا تتبعها بلايا، فان عند علي عليه السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب علي منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله صلي الله عليه وآله أنت وصيتي وخلفيتي في أهلي بمنزلة هارون من موسي، ولكنكم أصبتم سنة الأولي وأخطأتم سبيلكم، ____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب المنايا الآجال جمع المنية، وهي الاجل المقدر للحيوان، من مناه يمنيه بمعني قدره، ومني له ألماني أي قدر، فالمنية سميت منية لأنها مقدرة لكل، ومن هناك سمي بها الموت.

وعلم الوصايا المراد به علم الشرايع.

وفصل الخطاب هو

الفارق بين الحق والباطل علي الفصل والقطع.

قوله رضي الله تعالي عنه: سنة الأولي علي اسم الإشارة، وإصابة الشئ ادراكه ونيله، والخطأ العدول عن الجهة، وكل من عدل عن سمت شئ ولم يصبه فقد أخطأه، قالوا: وجملة الامر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال: أخطأ، وان وقع منه كما أراده يقال أصاب، ويقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل يقال: أخطأ، ولهذا يقال: أصاب الخطأ وأخطأ الصواب وأصاب الصواب وأخطأ الخطاء.

و" أصبتم سنة الأولي " أي أصبتم طريقة أولئك الأقوام من بني إسرائيل الذين ارتدوا عن السبيل من بعد موسي عليه السلام، وأخطأتم سبيلكم ورجعتم في دينكم القهقري كما أنهم رجعوا وقد أنبأ عن ذلك التنزيل الكريم بقوله سبحانه " أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم (1) " والسنة المتواترة الصحيحة الثابتة عند العامة والخاصة من طرق متشعبة علي متون متلونة.

من ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وصحيحي النسائي والترمذي وفي

(١) آل عمران: ١٤٤

(٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، هارون بن عمران (1)

والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل القذة بالقذة.

____________________

سائر أصولهم وصحاحهم قال رسول الله صلي الله عليه وآله: انما الناس كالإبل الماية لا تكاد تجد فيها راحلة، وانكم لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قالوا: يا رسول الله اليهود والنصاري قال: فمن (1).

وفي رواية تكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله

ان أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع الأمير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل اقتباس من التنزيل الكريم (3) " لتركبن " هنا بضم الموحدة لا غير علي خطاب القوم.

فاما بالتنزيل فقد قرأ بالضم علي خطاب الجنس، وبالفتح علي خطاب الانسان في يا أيها الانسان، وبالكسر علي خطاب النفس، وقرأ بالياء للغيبة مكان تاء الخطاب علي فتح الباء علي لا يركبن الانسان.

و" طبقا " في التنزيل متعين النصب علي المفعول، فاما هنا فيحتمل أن يكون منصوبا علي المفعولية فيكون نصب سنة بني إسرائيل علي البدل عنه، أو علي نزع الخافض.

أي علي سنة بني إسرائيل وحذو طريقتهم، ويحتمل الحال من ضمير خطاب الجمع فتنصب سنة بني إسرائيل علي المفعول، أي لتركبنها طبقا عن طبق.

و" الطبق " ما طابق غيره يقال: ما هذا بطبق لذا أي ليس يطابقه، ومنه قيل للغطاء:

الطبق، والطباق الثري ما تطابق منه، ثم قيل للحال المطابقة لحال أخري في الشدة

(١) صحيح مسلم: ٤ / 2054 وكتاب الطرائف: 380 2) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1476 كتاب الامارة ح 52 3) سورة الانشقاق: 19

(٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (2)، سورة الإنشقاق (1)

أما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فابشروا ____________________

والصعوبة، أو في الكيفية والصفة، أو في المنزلة والمرتبة طبق، أو هو جمع طبقة وهي المرتبة من مراتب الشئ، يقال: الناس علي طبقات أي علي منازل ودرجات بعضها أرفع من بعض.

ومحل " عن طبق " النصب علي أنه صفة لطبقا أي طبقا مجاوز الطبق، أوحال من ضمير الجمع في لتركبن طبقا. أي مجاوزين لطبق.

فالمعني: لتركبن طبقا عن طبق أي

منزلة بعد منزلة، أو حالا بعد حال في الحيص والحيود عن سواء السبيل، أو أحوالا مختلفة هي طبقات ومراتب في الزيغ والعدول عن سبيل الحق، وأن ذلك الا سنة بني إسرائيل من قبل، أو لتر كبن سنة بني إسرائيل في الزيغ والحيود طبقا عن طبق أي منزلة بعد منزلة ومرتبة بعد مرتبة، أو طرقا متباينة وطبقات شتي هي مراتب مترتبة وأحوال مختلفة تحذونها حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.

وقد استفاضت رواية الحديث علي هذا الطريق في أصول العامة والخاصة (1).

و" القذة " بضم القاف واعجام الذال المشددة إحدي رياش السهم والجمع قذذ قال في الأساس: قذ الريش حذف أطرافه، ومنه القذة الريشة المقذوذة يقال: حذو القذة بالقذة، وألزق القذذ بالسهم ورجل مقذوذ الشعر مقصص حوالي قصاصه كله (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: اما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم أما بالفتح والتخفيف كلمة تنبيه وتحقيق وتأكيد وتسجيل، ولو وليتموها أي

(1) رواه في الكشاف: 1 / 616، ورواه أيضا العلامة المجلسي في البحار عن صحيح الترمذي: 28 / 30 وأيضا السيد ابن طاوس في الطرائف، 380 2) أساس البلاغة: 497

(٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: السيد إبن طاووس (1)، العلامة المجلسي (1)

بالبلاء واقنطوا من الرجاء ونابذتكم علي سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم ____________________

الخلافة، أو الأمة أي ولو جعلتم عليا متولي الخلافة وواليها وولي الأمة ومالك أمرها.

و" لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم " اقتباس من القرآن الكريم، أي لاتسعت عليكم الأرزاق الجسمانية من رزق البدن الهيولاني والأرزاق الروحانية من رزق النفس العاقلة المجردة، واتصلت أسبابها (1) السماوية والأرضية من السماء والأرض علي النصاب الكامل والسنة العادلة.

وقد روت العامة الحديث بذلك عن النبي صلي الله عليه

وآله في أصولهم من طرق كثيرة في المشكاة ومسند أحمد بن حنبل وغيرهما أنه صلي الله عليه وآله قال: إن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم.

قوله رضي الله تعالي عنه: ونابذتكم علي سواء اقتباس من قوله تعالي " فانبذ إليهم علي سواء (2) وهو القاء الشئ وطرحه لقلة اعتداد به.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث سلمان وان أبيتم نابذناكم علي سواء.

أي كاشفناكم وقاتلناكم علي طريق مستقيم مستوفي العلم في المنابذة منا ومنكم بأن تظهر لهم العزم علي قتالهم ونخبرهم به اخبارا مكشوفا، والنبذ يكون بالفعل والقول في الأجسام والمعاني ومنه نبذ العهد إذا نقضه وألقاه إلي من كان بينه وبينه (3).

وفي الكشاف: وقيل علي استواء في العداوة، والجار والمجرور في موضع الحال كأنه قيل: فانبذ إليهم ثابتا علي طريق قصد سوي، أو حاصلين علي استواء في العلم، أو العداوة علي أنها حال من النابذ والمنبوذ إليه معا (4).

(١) في " أآلهتنا ": أسباب.

٢) سورة الأنفال: ٥٨ 3) نهاية ابن الأثير: 5 / 7 4) الكشاف: 2 / 165

(٨١)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الأنفال (1)، إبن الأثير (1)

من الولاء.

أما والله لوأني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لو ضعت سيفي علي عاتقي ثم لضربت به قدما قدما. ألا اني أحدثكم بما تعلمون ومالا تعلمون فخذوها من سنة السبعين بما فيها.

ألا ان لبني أمية في بني هاشم نطحات. ألا ان بني أمية كالناقة الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجلها وتمنع درها.

ألا انه حق علي الله أن يذل باديها وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء وخسف ومسخ وسوء الخلق حتي أن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلي صلاة ____________________

قوله رضي

الله تعالي عنه: فيما بيني وبينكم من الولاء بفتح الواو بمعني المحبة والوداد، لا بكسرها بمعني الولاية والسلطنة.

قوله رضي الله تعالي عنه: نطحات بالنون وفتح الطاء والحاء المهملتين من تناطح الكباش وانتطاحها.

قوله رضي الله تعالي عنه: كالناقة الضروس الضرس كالضرب العض الشديد بالأضراس، والضروس بفتح الضاد وضم الراء علي فعول الناقة السيئة الخلق تعض حالبها بفيها.

وفي بعض النسخ " بنيبها " بكسر النون جمع الناب من الأسنان كالأنياب والانيب، وهي الأسنان التي تلي الرباعيات.

قوله رضي الله تعالي عنه: الا انه حق علي الله بالفتح والتخفيف علي كلمة التنبيه والتحقيق.

" أن يذل ناديها " بالنون وهو مجلس القوم ومجتمعهم ما داموا مجتمعين فيه، أو بالباء الموحدة أي يذل أعزتهم من البدو بمعني الظهور، وتعني به الغلبة والعزة، كما في قوله سبحانه " فأصبحوا " ظاهرين " (1).

(١) سورة الصف: ١٤

(٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: بنو أمية (2)، بنو هاشم (1)، العزّة (1)، الصّلاة (1)، سورة الصف (1)

فيمسخه الله قردا. ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا وكلب، والله لولا ما: لا ريتكم مصارعهم ألا وهو البيداء ثم يجئ ما تعرفون.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: فئتان تلتقيان بتهامة قال ابن الأثير في النهاية: ذات عرق أول تهامة إلي البحر وجدة وقيل: تهامة ما بين ذات عرق إلي مرحلتين من وراء مكة وما وراء ذلك من المغرب فهو غور والمدينة لا تهامية ولا نجدية فإنها فوق الغور ودون نجد (1).

قوله رضي الله تعالي عنه لولا ما لا ريتكم " لولا ما " من باب الاختصار والحذف في الكلام ليذهب الوهم فيه كل مذهب تنبيها علي نبالة الامر وجلالته.

والمعني: لولا ما أعلمه أو لولا ما ورد في النهي

عن افشاء سر الربوبية علي أشد! لتغليظ والتحذير، أو لولا ما أنكم لا تستطيعون حمل الاسرار وأسبال الأستار لأريتكم مصارعهم.

والاختصار باب شايع عند العرب، ومنه قوله ليس بالذي لابعد له، وربما يقال ليس لابعد له أصله ليس بعده غاية في الجودة أو الردائة، فاختصر فقيل ليس بعده، ثم ادخل عليه لا النافية للجنس واستعمل استعمال الاسم المتمكن، وكذلك قولهم في مقام المدح أو مقام الذم " أنه وانه " أي انه عالم وانه كريم وانه أمين وانه عفيف مثلا، أو أنه جاهل وأنه لئيم وأنه خائن وأنه فاجر.

ومن هذا الباب وهذا دليل علي أنه، وهذا اختصار دون الاختصار في قولهم أجنك فان ذا اختصار حذف وذاك اختصار بناء كبناء البلكفة والتبلكف من قولهم بلا كيف كما قال في الكشاف، وكذلك بناء البابأة للصبي مثلا من قولك له بأبي أنت وأمي.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 201

(٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع: فعليكم بآل محمد فانم القادة إلي الجنة ____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: الفتن كقطع الليل المظلم قد ورد ذلك عن النبي صلي الله عليه وآله في أخباره عليه السلام عن الفتن بعده، يروي بكسر القاف واسكان الطاء علي المفرد وفتح الطاء علي الجمع.

قال ابن الأثير في النهاية: قطع الليل طائفة منه وقطعة وجمع القطعة قطع، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها (1).

وقد ورد في تفسيرها قوله سبحانه " واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة (2) " وأن المراد بها فتنة الإمامة والخلافة بعده صلي الله عليه وآله.

وروي ذلك صاحب الاستيعاب يوسف بن عبد البر عن عبد الله بن

مسعود عنه عليه السلام. وأخرجنا في شرح التقدمة.

قوله رضي الله تعالي عنه، يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع الموضع بضم الميم وكسر الضاد علي اسم الفاعل من باب الافعال يقال:

وضع البعير وغيره أي أسرع في سيرة وأو ضعه راكبه.

قال ابن الأثير في النهاية: في حديث الحج وأوضع في وادي محسر، وضع البعير يضع وضعا وأوضع راكبه ايضاعا إذا حمله علي سرعة السير، وأوضعت بالراكب أي حملته علي أن يوضع مركوبه، ومنه حديث حذيفة بن أسيد شر الناس في الفتنة الراكب الموضع أي المسرع فيها، وقد تكرر في الحديث (3).

والمصقع بكسر الميم وفتح القاف علي البناء للمبالغة.

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 83 2) سورة الأنفال: 25 3) نهاية ابن الأثير: 5 / 196

(٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الهلاك (1)، سورة الأنفال (1)، إبن الأثير (2)

والدعاة إليها إلي يوم القيامة، وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاة مع ____________________

قال في النهاية: في حديث حذيفة بن أسيد " شر الناس في الفتنة الخطيب المصقع " أي البليغ الماهر في خطبته الداعي إلي الفتن الذي يحرض الناس عليها، وهو مفعل من الصقع رفع الصوت ومتابعته، ومفعل من أبنية المبالغة (1).

والرأس المتبوع علي صيغة المفعول من التباعة، أي كبير القوم الذي يتبعه قوم وهو يدعوهم إلي الفتنة.

قوله رضي الله تعالي عنه: فإنهم القادة إلي الجنة والدعاة إليها إلي يوم القيامة وقد صح ذلك عن رسول الله صلي الله عليه وآله بطرق متكثرة عند فرق المسلمين كلهم اتفاقا (2)، وفي صحاح العامة وأصولهم جميعا أن رسول الله قام خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر ثم قال: أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتيني

رسول ربي فأجيب، فاني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتي يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أذكر كم الله في أهل بيتي أذكر كم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي (3).

وحديث الاثني عشر خليفة إلي أن تقوم الساعة متكثر الطريق متنا مستفيض الاسناد سندا في أصولهم الصحاح (4).

ومن طرقه متنا وسندا في الصحيحين وغيرهما عن جابر بن سمرة أن النبي صلي الله عليه وآله قال: لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من

(١) نهاية ابن الأثير: ٣ / ٤٢ ٢) وقد أوردنا مصادر حديث الثقلين عن العامة في كتاب الطرائف: 114 - 122 3) رواه مسلم في صحيحه: 4 / 1873 وكذا أحمد في مسنده: 4 / 366 والبحار:

23 / 107 والسيد ابن طاوس بطرق متكثرة في الطرائف: 114.

4) وكذا أوردنا مصادره عن العامة في كتاب الطرائف: 168

(٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، حديث الثقلين (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن الأثير (1)

نبينا، فما بال القوم أحسد قد حسد قابيل هابيل، أو كفر فقد ارتد قوم موسي عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسي علي قتل ____________________

قريش (1).

وفي رواية قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: لا يزال الاسلام عزيزا إلي أثني عشر خليفة كلهم من قريش (2).

وفي رواية: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثني عشر رجلا كلهم من قريش، وعن عبد الله بن عمر عنه عليه السلام

مثله (3).

قوله رضي الله تعالي عنه: فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا بالولاء بكسر الواو و" مع نبينا " في حيز الحال من الضمير المجرور والعائد إلي علي عليه السلام، أو من ضمير المتكلم مع الغير في سلمنا أي حين كان عليه السلام مع نبينا، أو حين كنا مع نبينا عليه السلام.

وذلك أي النبي صلي الله عليه وآله نصب عليا عليه السلام يوم الغدير للامامة والخلافة بعد وقال:

ألست أولي منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلي يا رسول الله: قال: ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت نبيه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار.

ثم قال لا صحابه: سلموا علي علي عليه السلام بامرة المسلمين فسلموا عليه بالولاية والامارة، وفي المسلمين عليه بذلك أبو بكر وعمر وقال له عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن أصحبت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة (4). وفي المشكاة عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلي الله عليه وآله لما نزل

(١) رواه مسلم في صحيحه: ٣ / ١٤٥٣ وأحمد في مسنده ٥ / ٩٠ ٢) ذيل إحقاق الحق عن الجمع بين الصحاح الستة: ٧ / ٤٧٨ والطرائف عنه: ١٧١ ٣) رواه البخاري في صحيحه: ٩ / ٨١ ط أميريه وأحمد في مسنده: ٥ / ٩٢ ٤) رواه ابن المغازلي في المناقب، 19 والسيد ابن طاوس بطرق كثيرة في الطرائف: 147

(٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، البول (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن المغازلي (1)

هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم، ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وأمر

هذه الأمة كأمر بني إسرائيل.

____________________

بغدير خم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي قال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا:

بلي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ولقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة (1).

قال ابن الأثير في النهاية وفي جامع الأصول: كل من ولي أمر أو أقام به فهو مولاه ووليه، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق، والولاية بالكسر في الامر والولاء في العتق، والموالاة من والي القوم. ومنه الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه، قال الشافعي: يعني بذلك ولاة الاسلام لقوله تعالي " ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم " وقول عمر لعلي أصبحت مولي كل مؤمن أي ولي كل مؤمن.

وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلي لست مولاي انما مولاي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال عليه السلام: كنت مولاه فعلي مولاه، ومنه الحديث أيما امرأة نكحت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل، وفي رواية متولي أمرها انتهي كلام ابن الأثير (2).

وفي بعض النسخ فسمعنا مكان فسلما وذلك تصحيف من تحريف النساخ.

قوله رضي الله تعالي عنه: ثم بعثهم الله ضمير الجمع لبني إسرائيل المبعوثين بعد ذلك أنبياء مرسلين وغير مرسلين.

وقوله " وأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل " قد تواتر به الحديث عن النبي صلي الله عليه وآله من طرق العامة ومن طرق الخاصة اتفاقا.

(1) مشكاة المصابيح: 557 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 228 - 229

(٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

فأين يذهب بكم ما أنا وفلان وفلان ويحكم

والله ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون أم نسيتم أم تتناسون! أنزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة ____________________

قال: " فأين يذهب بكم " بضم الياء وفتح الهاء علي ما لم يسم فاعله، لان المقصود الذهاب بهم في تيه الضلال لا تعيين الذاهب بهم، أو لظهور كون الفاعل هو الشيطان.

وقوله " وفلان وفلان " اما المعني بهما أبو بكر وعمر أو المراد كل من لم يكن ولي الأمر من تلقاء الله ولا منصوصا عليه بذلك من قبل الله علي لسان رسوله الكريم.

قوله رضي الله تعالي عنه: ويحكم ويح كلمة ترحم ورحمة وويس كلمة استملاح ورأفة وويل كلمة عقوبة وعذاب وكذلك ويب في الأشهر.

قال في القاموس: أصله " وي " فوصلت بحاء مرد وبلام مرة وبسين برة وبباء مرة، وكل منها يستعمل بالإضافة يقال مثلا ويح زيد بالرفع علي الابتداء وبالنصب علي اضمار فعل، ويستعمل باللام علي الرفع أو علي النصب يقال: ويح لزيد وويحا له.

قال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلي الله عليه وآله قال لعمار: ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية.

ويح وويب وويس ثلاثتها في معني الترحم، وقيل: ويح رحمة لنازل به بلية وويس رأفة واستملاح، كقولك للصبي ويسه ما أملحه. وويب مثل ويح.

وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة، وعن الفراء: ان الويل كلمة شتم ودعاء سوء وقد استعملتها العرب استعمال قاتله الله في موضع الاستعجاب، ثم استعظموها فكنوا عنها بويح وويب وويس كما كنوا عن قاتله الله بقولهم قاتعه الله وكاتعه، وكما كنوا عن جوعا له (1) بجوسا وجودا، وانتصابه بفعل مضمر كأنه قيل ترحم ابن سمية أي أترحمه ترحما.

(1) وفي " ن " من جوعانه

صفحه(٨٨)

العينين من الرأس، والله لترجعن كفارا يضرب

بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد علي الناجي بالهلكة ويشد الناجي علي الكافر بالنجاة، ألا اني أظهرت ____________________

سمية كانت أمة أبي حذيفة بن المغيرة المخذومي زوجها ياسر، وكان حليفة فولدت له عمارا فاعتقه أبو حذيفة (1).

وقال ابن الأثير في النهاية في شرح حديثه عليه السلام لعمار: ويح كلمة ترحم وتوجع تقال: لمن وقع في هلكة لا يستحقها وقد تقال: بمعني المدح والتعجب، وهي منصوبة علي المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف، يقال: ويح زيد وويحا له وويح له وذكر في الحديث ويس ابن سمية وقال: ويس كلمة تقال ترحم وترفق به بمعني ويح وحكمها حكمها (2).

ونقل الجوهري في الصحاح: أنه قد يرد ويح بمعني ويل (3).

وكأن ذلك هو المراد ها هنا علي الأظهر.

قوله رضي الله تعالي عنه: لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولقد صح الحديث بذلك عن النبي صلي الله عليه وآله بهذه الألفاظ وما يجري مجراها عند الخاصة وعند العامة أيضا في صحيحهم وسائر صحاحهم ومستدركهم وجامع أصولهم ومصابيحهم ومشكاتهم وغيرها (4).

قوله رضي الله تعالي عنه: ألا اني بالفتح علي كلمة التنبيه. " وأسلمت بنبيي " بالباء علي تضمين الايمان.

والمعني: آمنت بربي وأسلمت له مؤمنا بنبي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم بأمر الله

(١) الفائق: ٤ / ٨٥ - ٨٦ ٢) نهاية ابن الأثير: ٥ /) ٢٣٥ ٣) الصحاح: ١ / 417 4) جامع الأصول: 10 / 428 أخرجه عن طرق مختلفة

(٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الضرب (1)، إبن الأثير (1)

أمري وآمنت بربي وأسلمت بنبيي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم.

بأبي أنت وأمي قتيل كوفان يا لهف نفسي لأطفال صغار، وبأبي صاحب الجفنة والخوان نكاح النساء الحسن بن علي، ألا ان نبي الله نحله البأس والحياء، ____________________

وقوله " بأبي

أنت وأمي قتيل كوفان " تبيين وتعيين لمولاي ومولي كل مسلم بأنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

والمعني: فديتك بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان.

قوله رضي الله تعالي عنه: بأبي صاحب الجفنة والخوان أي فديت بأبي صاحب الجفنة.

قال في الصحاح: الجفنة كالقصعة والجمع الجفان والجفنات بالتحريك، لان ثاني فعلة يحرك في الجمع إذا كان اسما، الا أن يكون ياءا أو واوا فإنه يسكن حينئذ (1).

و" الخوان " بكسر الخاء وفتح الواو: ما يؤكل عليه الطعام كالمائدة.

في الصحاح: انه معرب، وجمع القلة أخونة، وجمع الكثرة خون (2).

وفي القاموس: انه بالضم والكسر كغراب وكتاب (3). وهو من متفرداته " نكاح النساء " بالفتح والتشديد علي صيغة المبالغة و" الا أن نبي الله " بالفتح علي التنبيه.

" وظلم من بين ولده " علي ما لم يسم فاعله في حيز العطف علي نحل، والضمير المجرور المضاف إليه في ولده للنبي صلي الله عليه وآله.

" ويا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقتله " اقتحام في البين وويح كلمة الترحم

(١) الصحاح: ٥ / ٢٠٩٢ ٢) الصحاح: ٥ / 2110 3) القاموس: 4 / 220

(٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي (1)

ونحل الحسين المهابة والجود، يا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقلته وظلم من بين ولده وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد.

.____________________

وتقدير الكلام ومساقه: ألا النبي عليه السلام نحل السحن بن علي عليهما السلام البأس والحياء، ونحل الحسين بن علي عليهما السلام المهابة والجود، وظلم الحسين عليه السلام واختص بأرفع درجات الشهادة وأعلي مقامات السعادة من بين ولده.

ويا ويح من لم يعلم ذلك ولم يعرف أن اختصاصه عليه السلام من بين ولد رسول الله صلي الله عليه وآله بهذه المنزلة التي

هي قصوي المنازل وأقصي الغايات آية كونه المجتبي المنتصي المقدس المكرم من خلص أحياء الله وروقة محبوبية المظلومين في طريقه المذبوحين في سبيله.

فمن احتقره عليه السلام لضعف أمره وشدة مظلوميته ومقهوريته واستضعفه لقلة خيله ورجله وقلة أنصاره وأعوانه، فهو مرحوم في درجة عرفانه وايمان مكفوف بصر بصيرته وايقانه مشدوه (1) بالظاهر الذي (2) هو ظل زائل بائد مشغول عن الباطن الذي هو نور سرمد ونعيم خالد.

وفي هذا السياق ما قد قيل: المستحيل توسيط الحق مرحوم من وجه، فإنه لم يطعم لذة البهجة به فسيتطعمها، انما معارفته مع اللذات المخدجة في حنون إليها غافل عما وراء ها وما مثله بالقياس إلي العارفين الأمثل الصبيان بالقياس إلي المحنكين قوله رضي الله تعالي عنه: وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد يعني ظلم الحسين عليه السلام من ولد النبي صلي الله عليه وآله، وسفك دمه في سبيل الله، ولكن نور الحق في مشكاة العترة الطاهرة باق لا يطفأ إلي يوم القيامة، فكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد، والقائم بالامر من بعده الحسين عليه السلام محفوظا بحفظ الله معصوما بإذن الله، والثقلان اللذان هما تريكة رسول الله أعني القرآن والعترة الطاهر ة ناطقان

(1) في " أآلهتنا " مشروه.

2) في " ن " الزائل

(٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الجود (1)

- أيها الناس لا تكل أظفار كم عن عدوكم ولا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم، والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيد كم الا إشارة بحواجبكم، ثلاثة خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها.

بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالي وحمال الصبيان علي الرماح ومغلي الرجال في القدور، أما أني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريح دمه بين الركن والمقام المذبوح كذبح الكبش.

____________________

بالحق القائمان بالامر إلي قيام الساعة.

قوله

رضي الله تعالي عنه: لا تكل أظفار كم عن عدوكم " لا " للنهي. و" تكل " بفتح حرف المضارعة، وهو من أحسن الكنايات في التحريض علي معاداة الأعداء في الدين.

" ولا تستغشوا صديقكم " علي الاشتغال، أي لا تستغشوا صديقكم في الدين ولا تخوفوه في المخالة والمصادقة فيستحوذ الشيطان عليكم، أي يغلبكم ويستولي عليكم.

قوله رضي الله تعالي عنه: ثلاثة خذوها بما فيها.

يعني بها عليا والحسن والحسين عليهم السلام، والا خذ بسنن سنتهم والسلوك في مسير سيرتهم.

" وأرجوا رابعها وموافاها " أراد بالرابع السجاد زين العابدين عليه السلام، فان الثلاثة عليهم السلام موافوه وموازوه في ملمات المحن وصعوبات الفتن وشدائد المجاهدة في سبيل الله بما قد جري عليه عليه السلام من المصائب والنوائب يوم الطف وبعده، وان لم يقم هو بالجهاد من بعد، لفقدان الجنود والأعوان.

وقوله " بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالي " يعني به قائم أهل البيت المهدي الحجة صاحب الزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه.

" ومغلي الرجال " بالعين المعجمة في أكثر النسخ علي صيغة الفاعل من باب

صفحه(٩٢)

يا ويح لسبايا نساء من كوفان الواردون الثوية المستغدون عشية وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية ستسير موجئا هاتفا يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه ____________________

الافعال، وبالقاف في نسخ علي اسم الفاعل من باب التفعيل.

" في القدور " جمع القدر بالكسر، وهو معروف.

قوله رضي الله تعالي عنه: يا ويح لسبايا نساء من كوفان يعني بذلك حمل نساء أهل البيت مع سيد الساجدين علي طريقة السبايا من كوفان إلي دمشق. الواردون الثوية بالثاء المثلثة علي صيغة التصغير.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي الحديث ذكر الثوية بضم الثاء وفتح الواو (وتشديد الياء) موضع بالكوفة

به قبر أبي موسي الأشعري والمغيرة بن شعبة (1).

و" المستغدون عشية " باعجام العين واهمال الدال علي الاستفعال من الغداء بفتح الغين المعجمة وبالمد، وهو ما يتغذي به في وقت الغداة والعشاء بفتح العين المهملة ما يتعشي به في وقت العشاء بكسر العين، أي الذين تغدو ا عشية فكان غداؤهم عشاءهم من شدة الداهية عليهم وصعوبة النازلة بهم.

قوله رضي الله تعالي عنه: فتنة شرقية ستيسر بضم تاء المضارعة لتأنيث الفتنة التي هي الفاعل وتشديد الياء المثناة من تحت المكسورة بعد السين المهملة من التسيير علي التفعيل من السير.

" موجئا " بضم الميم وفتح الجيم بعد الواو الساكنة علي اسم المفعول من باب الافعال وبالتنوين نصبا علي المفعول، أو بفتح الجيم المشددة بعد الواو المفتوحة علي اسم المفعول من باب التفعيل والتنوين بالنصب علي المفعولية، من وجي كرضي وجاءا، فهو وج ووجي، وهي وجياء وأوجيته أنا ايجاء ووجيته توجيه.

قال صاحب الكشاف في أساس البلاغة،: وجي الماشي إذا حفي، وهو أن يرق القدم أو الفرس أو الحافر ويتشحج، وأصابه وجي، وفرس وج ودابة وجية

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 231

(٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

الله، وملحمة بين الناس إلي أن يصير ما ذبح علي شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان ____________________

وانه ليتوجي في مشيته، ومن المجاز أوجيته عني أبعدته كأنك سيرته مسافة طويلة قد وجي فيها قال الشاعر:

وكان أبي أوصي بكم أن أضمكم * إلي وأوجي عنكم كل ظالم (1) وفي القاموس: الوجاء الحفاء أو أشد منه، وجي كرضي وجاءا فهو وج ووجي وهي وجياء وتوجي وأوجيته (2).

وفي الصحاح: وجي الفرس بالكسر وهو أن يجد وجعا في حافرة وأوجيته أنا (3). أو بكسر الجيم والهمزة الأصلية المنونة بالنصب

للمفعولية علي اسم الفاعل من باب الافعال من الوجأة علي همزة الدخول والإصابة لا همزة التعدية، والمراد الموجوع من شدة الوجا.

قال في المغرب: الوجاء الضرب باليد، أو بالسكين يقال وجاءه في عنقه من باب منع.

" هاتفا يستغيث من قبل المغرب " أي صائحا يصيح ويستغيث ويستصرخ ويطلب مغيثا من قبل أهل المغرب.

قوله رضي الله تعالي عنه: وملحمة بين الناس الملحمة بفتح الميم وسكون اللام علي هيئة اسم المكان الوقعة العظيمة في الفتنة، قاله الجواهري (4) وغيره.

" إلي أن يصير ما ذبح علي شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان يوشك أن يبني جسرها " الضمير المتصل المجرور في شيبته عائد إلي " ما " والتذكير باعتبار

(١) أساس البلاغة: ٦٦٧ ٢) القاموس: ٤ / ٣٩٨ ٣) الصحاح: ٦ / ٢٥١٩ ٤) الصحاح: ٥ / 2027

(٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)

____________________

حال اللفظ، و" ذبح " بضم الذال المعجمة وكسر الباء الموحدة علي ما لم يسم فاعله والمقتول بظهر الكوفة، ويعني به زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام هو المفعول المقام مقام الفاعل، والضمير المنفصل المرفوع علي الابتداء أعني " هي " في " وهي " أيضا يعود إلي " ما " والتأنيث باعتبار حال المعني، وكذلك الضمير المتصل المجرور بالإضافة في جسرها عائد إليها، ويبني علي البناء للمجهول، والمقام مقام الفاعل جسر المرفوع المضاف إلي الضمير. و" الشيبة " بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحت والباء الموحدة بعدها جبل معروف.

قال في القاموس: الشيب بالكسر جبل وبهاء جبل باندلس (1).

والمراد بها الجودي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام وهو جبل كوفان.

والمعني: أن الملحمة تتمادي بين الناس ولا ينطفئ طميسها إلي أن

تصير كوفان التي علي شيبتها ذبح المقتول بظهر الكوفة عامرة يكاد ويوشك أن يبني جسرها قال في المغرب: الكناسة الكساحة وموضعها أيضا، وبها سميت كناسة كوفان وهي موضع قريب من الكوفة، قتل بها زيد بن علي.

" تنبي " بضم تاء المضارعة واسكان النون وفتح الموحدة قبل الألف، أي ترفع، منه النباوة بمعني الارتفاع.

" جنبتها " بالتحريك أي ناحيتها.

" حتي يأتي زمان لا يبقي (2) " أي لا يقيم مؤمن " الا بها أي فيها " أو يحن " أي يشتاق إليها من الحنين بمعني الشوق وتوقان النفس.

(1) القاموس: 1 / 91 2) وفي " ن " و " أآلهتنا " لا يغني.

صفحه(٩٥)

يوشك أن يبني جسرها وتنبي جنبتها حتي يأتي زمان لا يبقي مؤمن الا بها أو يحن إليها، وقينة مصبوبة نطافي خطامها لا ينهيها أحد، لا يبقي بيت من العرب الا دخلته.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: وقينة مصبوبة نطافي خطامها يعني وحتي تأتي قينة بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت قبل النون، أي فتاة مغنية أو أمة مغنية نطافي خطامها مصبوبة، وتقديم الخبر للاعتناء والاهتمام به.

" نطافي " بفتح النون قبل الطاء المهملة واسكان الياء المخففة أخيرا بعد الفاء، اما جمع نطفي بضم النون وتشديد الياء أخيرا كما الكراسي بالتخفيف جمع كرسي بالتشديد، أو جمع نطفية كما الأماني جمع أمنية والنجاتي جمع نجتية.

وأما جمع نطيفة علي القلب والأصل نطايف حولت الياء إلي حيز الفاء وعوملت معاملة الايامي في جمع أيم والاينق بالياء قبل النون في جمع ناقة، يقال: نطف الماء أو أي مايع كان ينطف من باب طلب، نطقا ونطافانا إذا سال، وأقبل فلان وسيفه ينطف دما وأتانا علي جبينه نطاف من العرق وسقاني

نطفة عذبة ونطفا ونطافا، وهي الماء الصافي قل أو كثر.

ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة " هذه النطفة (1) " يعني بها نهر الفرات، والنطفتان: بحر المشرق وبحر المغرب، وقيل: ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جدة أو بحر الروم.

والنطفة في الإداوة الوضوء بفتح الواو، والنطفة: ماء صلب الرجل الذي منه يتكون الولد، والناطف: القبيطي وليلة نطوف تمطر إلي الصباح.

قال في المفردات: وقد يكني عن اللؤلؤ ة بالنطفة، ومنه قيل: صبي منطف، إذا كان في أذنه لؤلؤة (2).

وفي الصحاح: النطفة بالتحريك القرط والجمع نطف وتنطفت المرأة: أي

(1) نهج البلاغة: 87 من خطبة عند المسير إلي الشام تحت رقم 48 2) المفردات: 496

(٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب نهج البلاغة (1)، الشام (1)

.____________________

تقرطت ووصيفة منطفة: أي مقرطة (1).

وتنطف بكذا أي تبدي به.

" والخطام " باعجام الخاء المكسورة قبل الطاء المهملة مستعار من خطام البعير وغيره، لما يوضع علي الانف من الحلقة ونحوها، أو علي الفم من نحو اللثام و النقاب. وانصباب نطافي خطامها عبارة: عن تقاطر العرق، منها الاهتزاز في النشاط والاسراع في المسير، أو تقاطر ما تستعمله من مايعات الطيب.

وفي نسخ معدودات " فتنة " (2) بالفاء المكسورة قبل المثناة من فوق الساكنة مكان " قينة " علي العطف علي ملحمة بين الناس وفتنة شرقية، فتكون مصبوبية نطافي الخطام إلي ارفضاض العرق لبعير الفتنة كناية أيضا عن شدة الاهتزاز في الملحمة واشتداد المسارعة إليها.

أو تكون مصبوبة صفة لفتنة لا متعلقة لما بعدها، ويكون ما بعدها تطافي (3) خطامها علي الفعل المضارع من وطي الشئ برجله يطأه وطيا، ووطي الأرض و الطريق بأقدامه والوطاءة موضع القدم علي مطابقة ما في نهج البلاغة من خطبة لأمير المؤمنين

عليه السلام " فتنة تطافي خطامها وتذهب بأحلام قومها ".

فهذه النسخة أرجح من جهة هذه المطابقة (4)، والنسخة الأولي أولي من جهة أنها ألزق بحيزها ومقامها وألصق، فإنها أوردت في حيز الاخبار بعمارة كوفان وبناء جسرها من بعد الخراب لا في حيز الانباء عن خراب الكوفة بالملاحم والفتن.

وقوله " لا ينهيها أحد " علي رواية " قينة " بالقاف والمثناة من تحت الأشهرية الأكثرية بفتح حرف المضارعة، والهاء قبل الألف المنقلبة عن الياء، من نهاه عن

(١) الصحاح: ٤ / 1434 2 - 3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الأشرف.

4) في " أآلهتنا " المطالبة

(٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

وأحدثك يا حذيفة أن ابنك مقتول، فان عليا أمير المؤمنين عليه السلام فمن كان، مؤمنا دخل في ولايته فيفتتح علي أمر يمشي علي مثله، لا يدخل فيها الا مؤمن ولا يخرج منها الا كافر.

أبو ذر 48 - أبو الحسن محمد بن سعد بن مزيد، ومحمد بن أبي عوف، قالا حدثنا محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي، رفعه، قال، أبو ذر الذي قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده، وهو الهاتف بفضائل ____________________

كذا ينهاه عنه نهيا، أي ردعه ومنعه وصرفه وزجره.

وعلي نسخة " فتنة " بالفاء والمثناة من فوق بضم ياء المضارعة وكسر الهاء قبل الياء الساكنة، من الانهاء بمعني الاعلام والأنباء والابلاغ والاخبار، يقال: أنهيت إليه كذا، أي أعلمته وأنبأته به وأبلغت إليه خبره، وعدم انهائها اما لمباغتتها، واما لكونها بصعوبة داهيتها خارجة عن الحد ووراء النهاية.

قوله

رضي الله تعالي عنه: فيفتتح علي أمر يمشي علي مثله من الافتتاح والاستمرار، أي برسوخ قدمه في الايمان والاستيقان يفتتح من الولاية علي أمر يستمر عليه ويستقيم فيه ويستديم ثباته.

وفي نسخة " فيصبح علي أمر يمسي علي مثله " من الاصباح علي أمر والامساء عليه.

في أبي ذر رضي الله تعالي عنه قوله عليه السلام: يعيش وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده أي بصدق التوكل في المقامات، ونصوح الاخلاص في الحالات، كلها يستغني بالله عمن عداه، وبفضله عن افضال غيره، وبرحمته عن رحمة من سواه،

(٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو علي المحمودي (1)، محمد بن أحمد بن حماد (1)، محمد بن أبي عوف (1)، محمد بن سعد (1)

أمير المؤمنين ووصي به رسول الله صلي الله عليه وآله واستخلافه إياه، فنفاه القوم عن حرم الله.

____________________

فحيث انه اعتزل عن غير الله فيعيش وحده، ويبعث وحده، ويدخل الجنة وحده.

قوله عليه السلام: ووصاية رسول الله صلي الله عليه وآله عطف علي فضائل، ثم استخلافه إياه معطوف عليها.

وربما كان في بعض السنخ " وصي رسول الله " علي عطف البيان لأمير المؤمنين، ثم عطف استخلافه إياه علي فضائل، أي هو الهاتف بفضائله عليه السلام وباستخلاف رسول الله صلي الله عليه وآله إياه.

قوله عليه السلام: فنفاه القوم وفي نسخ عديدة " فنفوه " من باب أكلوني البراغيث، وقد ورد في التنزيل الكريم مثله متكررا، ولقد تواتر أخبار النبي صلي الله عليه وآله أبا ذر بنفي القوم إياه من المدينة إلي ربذة عند الفرق كلهم من طرق شتي منها حديث لقا بقا علي التشديد من

المضاعف، ويروي لقا بقا بوزن عصا علي التخفيف من الناقص اليائي، والعامة رووه في صحاحهم وأصولهم جميعا وشرحه علماؤهم عن آخرهم.

قال علامة زمخشرهم في فائقه وكشافه: قال صلي الله عليه وآله لأبي ذر: مالي أراك لقا بقا؟

كيف بك إذا أخرجوك من المدينة؟ وروي: لقي بقي يقال: رجل لق بق ولقلاق (1) بقباق كثير الكلام مسهب فيه، وكان في أبي ذر شدة علي الامراء واغلاظ لهم وكان عثمان يبلغ (2) عنه إلي أن استأذنه في الخروج إلي الربذة فأخرجه.

لقي: منبوذا وبقي: اتباع. وعن ابن الأعرابي قلت لأبي المكارم: ما قولكم جائع نائع (3)؟ قال: انما هو شئ نتدبه كلامنا، ويجوز أن يراد مبقي حيث ألقيت ونبذت لا يلتفت إليك بعد. وقوله: أراك، حكاية حال مترقبة، كأنه استحضرها

(1) وفي " ن " ولقاق بقباق.

2) وفي " ن " بلغ عنه.

3) وفي " ن " تابع

(٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

كيفية قيام أبي ذر علي عثمان ونفيه إلي الربذة

وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام علي قتب بلا وطاء وهو يصيح فيهم قد خاب ____________________

فهو يخبر عنها يعني انه يستعمل فيما يستقبل من الزمان من تغلظ عليه وتكثر القول فيه.

ونحوه ما يروي عن أبي ذر قال: أتاني نبي الله وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله، وقال: ألا أراك نائما فيه قلت: يا نبي الله غلبتني عيني، فقال: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي؟ فقال: ألا أدلك علي ما هو خير لك من قولك وأقرب رشدا تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك (1) انتهي كلام الفائق بألفاظه.

وكذلك قال ابن الأثير في نهاية وجامع أصوله (2).

قوله عليه السلام: بعد حملهم إياه من الشام

علي قتب بلا وطاء كتب الأحاديث والاخبار جميعا متطابقة علي نقل ذلك من طرق غير محصورة، ولنورد أوثق الروايات وأخصرها.

قال الشيخ الجليل الثقة الثبت المأمون الحديث عند العامة والخاصة علي بن الحسين المسعودي أبو الحسن الهذلي (رحمه الله تعالي) في كتابه مروج الذهب:

ومن ذلك فعله - يعني عثمان - بأبي ذر وهو أنه حضر مجلسه ذات يوم فقال له عثمان:

أرأيتم من زكي (3) ماله هل فيه حق لغيره؟ قال كعب: لا يا أمير المؤمنين! فدفع أبو ذر في صدر كعب، وقال: كذبت يابن اليهوديين ثم تلي " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (4) " الآية.

فقال عثمان: أترون بأسا أن نأخذ مالا من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوب من أمرنا ونعطيكموه؟ فقال كعب: لا بأس بذلك، فرفع أبو ذر العصا فدفع بها في

(١) الفائق ٣ / ٣٢٦ ٢) نهاية ابن الأثير: ١ / ١٤٧ ٣) في النسخ: ذكي.

٤) سورة البقرة: ١٧٧

(١٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الشام (1)، إبن الأثير (1)، سورة البقرة (1)

.____________________

صدره، وقال: يابن اليهودي ما أجرأك في ديننا، فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي غيب وجهك عني فقد آذيتني.

فخرج أبو ذر إلي الشام، فكتب معاوية إلي عثمان ان أبا ذر تجتمع إليه المجموع ولا آمن أن يفسدهم عليك، فإن كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك، فكتب إليه فحمله علي بعير عليه قتب يابس معه خمسون من الصقالبة يطردون (1) به حتي أتوا به المدينة، وقد تسلخت بواطن أفخاذه، وكاد يقلت (3) فقيل: انك تموت من ذلك فقال: هيهات أن أموت حتي أنفي.

وذكر جوامع ما نزل به بعد ومن يتولي دفنه، فأحسن إليه في داره أياما ثم ادخل عليه فجثا عليه وتكلم بأشياء،

وذكر الخبر في ولد أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا، ومر في الخبر بطوله وتكلم بكلام كثير.

وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنضدت البدار حتي حالت بين عثمان وبين الرجل القائم، فقال عثمان: اني لأرجو لعبد الرحمن خيرا لأنه كان يتصدق ويقري الضيف وترك ما ترون، فقال كعب الأحبار: صدقت يا أمير المؤمنين، فشال أبو ذر العصا فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان به من الألم وقال: يابن اليهودي تقول لرجل مات وخلف هذا المال كله ان الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة وتقطع علي الله بذلك، وأنا سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: ما يسرني أن أموت فادع ما يزن قيراطا.

فقال له عثمان وأرعني وجهك قال أسير إلي مكة قال: لا والله قال: فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتي أموت قال: أي والله فقال: إلي الشام فقال: لا والله قال:

فالبصرة قال: لا والله، فاختر غير هذه البلدان قال: لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك

(1) وفي هامش النسخ: ينظرونه 2) أي يهلك

(١٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الهلاك (1)

القطار يحمل النار: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا. فقتلوه فقرا وجوعا وذلا ____________________

قال عثمان: أقد مروان قال: وما أقيده؟: ضربت بين أذني راحلته وشتمته فهو شاتمك وضارب بين أدني راحلتك، قال علي: أما راحلتي فهي تملك، فان أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل، فاما أنا فوالله لان شتمني لأشتمنك أنت بمثله بما لا أكذب فيه ولا أقول الا حقا، قال

عثمان: فلم لا يشتمك إذا شتمته، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه.

فغضب علي عليه السلام وقال: ألي تقول هذا القول وبمروان تعدلني، فأنا والله أفضل منك، وأبي أفضل من أبيك، وأمي أفضل من أمك، وهذه نبلي قد نبلتها وهلم فانبل نبلك.

فغضب عثمان واحمر وجهه وقام فدخل، وانصرف علي فاجتمع إليه أهل بيته ورجال من المهاجرين والأنصار، فلما كان من الغد واجتمع الناس إلي عثمان شكي إليهم عليا وقال: انه يعيبني، وبظاهر من يعيبني، يريد بذلك أبا ذر وعمارا وغيرهما، فدخل الناس بينهما حتي أصلحوا بينهما، وقال له علي: والله ما أردت بتشييعي أبا ذر الا الله انتهي كلام مروج الذهب في هذا الباب (1).

قوله عليه السلام: اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا رواها أكثر الصحابة عنه عليه السلام علي هذا النسق. دخلا وخولا بالتحريك و" دولا " بضم الدال وفتح الواو.

قال ابن الأثير في النهاية في د - خ: في حديث قتادة بن نعمان وكنت أري اسلامه مدخولا، الدخل بالتحريك العيب والغش والفساد يعني: ان ايمانه كان متزلزلا فيه نفاق، ومنه حديث أبي هريرة " إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين كان دين

(1) مروج الذهب: 2 / 339 - 342

(١٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

____________________

الله دخلا وعباد الله خولا " وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجربها السنة (1).

وقال في خ: والخول حشم الرجل وأتباعه واحدهم خائل، وقد يكون واحدا ويقع علي العبد والأمة، وهو مأخوذ من التخويل التمليك، وقيل من الرعاية، ومنه حديث أبي هريرة " إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولا "

أي خدما وعبيدا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم، وفيه " أنه كان يخولنا بالموعظة " أي يتعهدنا، من قولهم فلان خولي مال وخائل مال، وهو الذي يصلحه ويقيم به انتهي كلام النهاية (2).

وفي الصحاح: الخائل الحافظ للشئ ويقال: فلان يخول علي أهله أي يرعي عليهم، وخوله الله الشئ أي ملكه إياه، وقد خلت المال أخوله إذ أحسنت القيام عليه يقال: هو خال مال وخولي مال أي حسن القيام عليه، والتخول التعهد وفي الحديث " كان النبي صلي الله عليه وآله يتخولنا بالموعظة مخافة السامة " وخول الرجل حشمه الواحد خائل وقد يكون الخول واحدا وهواسم يقع علي العبد والأمة قال الفراء: وهو جمع خائل وهو الراعي، وقال غيره: هو مأخوذ من التخويل وهو التمليك (3).

و" الدول " بضم الدال وفتح الواو جمع الدولة بالضم يقال: جاء فلان بدولاته أي بدواهيه.

قال الراغب في المفردات: الدولة - بالفتح - والدولة - بالضم - واحدة وقيل:

الدولة بالضم في المال، والدولة بالفتح في الحرب والجاه، وقيل: الدولة اسم الشئ الذي يتداول بعينه، والدولة المصدر، قال الله تعالي " كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم (4) وتداول القوم كذا، أي تداولوه من حيث الدولة، وداول الله كذا بينهم

(١) نهاية ابن الأثير: ٢ / ١٠٨ ٢) نهاية ابن الأثير: ٢ / ٨٨ وفيه أخيرا: ويقوم به.

٣) الصحاح: ٤ / 1690 4) سورة الحشر: 7

(١٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (2)، سورة الحشر (1)

وضرا وصبرا.

49 - أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران القمي، قال حدثني الحسن بن ____________________

قال الله تعالي " وتلك الأيام نداولها بين الناس (1) " والدولول الداهية، والجمع الدآليل والدؤلات (2).

قوله عليه السلام: وصبرا الصبر في القتل وفي اليمين في الفقه.

والحديث

معروف في النهاية الاثنرية: في حديث الصوم " صم شهر الصبر " هو شهر رمضان وأصل الصبر الحبس: يسمي الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح، وفيه " أنه نهي عن قتل شئ من الدواب صبرا هو أن يمسك من ذوات الروح شئ حيا ثم يرمي بشئ حتي يموت، ومنه الحديث " نهي عن المصبورة ونهي عن صبر ذي الروح " ومنه الحديث " في الذي أمسك رجلا وقتلوا آخرا اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي أحبسوا الذي حبسه للموت حتي يموت كفعله به، وكل من قتل في معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه متقول صبرا، ومنه حديث ابن مسعود " أن " رسول الله صلي الله عليه وآله نهي عن صبر الروح " وهو الخصاء والخصاء صبر شديد، وفيه " من أحلف علي يمين مصبورة كاذبا " وفي حديث آخر " من حلف علي يمين صبرا " أي ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، وقيل:

لها مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور، لأنه انما صبر من أجلها أي حبس فوضعت بالصبر وأضيفت إليه مجازا (3).

قوله رحمه الله تعالي: أبو علي أحمد بن علي السلولي في القاموس: سلول فخذ من قيس (4).

(١) سورة آل عمران: ١٤٠ 2) مفردات الراغب: 174 3) نهاية ابن الأثير: 3 / 8 4) القاموس: 3 / 397

(١٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن علي (1)، إبن الأثير (1)، سورة آل عمران (1)

حماد، عن أبي عبد الله البرقي، ____________________

وفي الصحاح: سلول قبيلة من هوازن وهم بنو مرة بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وسلول اسم أمهم نسبوا إليها، منهم عبد الله بن همام

الشاعر السلولي (1).

ثم في طائفة من النسخ في هذا الموضع " سعدان القمي " بالسين والعين والدال المهملات قبل الألف والنون أخيرا، وذلك تصحيف وتحريف من النساخ (2)، والصواب ما يتكرر من بعد في الأسانيد علي اتفاق عامة النسخ وهو " شقران " بضم الشين المعجمة قبل القاف الساكنة والراء بعدها قبل الألف ثم النون أخيرا، والرجل معروف كثير الرواية.

وذكره الشيخ في كتاب الرجال قال في باب لم: أحمد بن علي السلولي المعروف بالشقران القمي المعروف بالشقران القمي المقيم بكش، وكان أشل دوارا (3).

وفي بعض نسخ كتاب الرجال التيملي مكان السلولي.

قوله رحمه الله: قال حدثني الحسن بن حماد قد سبق مثله في الأسانيد السابقة، والذي يستبين أنه من غلط الناسخ، والصحيح خلف بن حماد بالخاء المعجمة ثم اللام والفاء أخيرا، فهو الذي يروي عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، ويتكرر في الأسانيد كثيرا، وهو من الشيوخ.

ذكره الشيخ في باب الخاء المعجمة لم قال: خلف بن حماد مكني أبا صالح من أهل كش (4).

(١) الصحاح: ٥ / 173 2) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد والنجف الأشرف.

3) رجال الشيخ: 439 والموجود فيه القمي بدل السلولي.

4) رجال الشيخ: 472

(١٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله البرقي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم، عن أبي خديجة الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل أبو ذر علي رسول الله صلي الله عليه وآله ومعه جبريل، فقال جبريل: من هذا يا رسول الله؟

قال أبو ذر: قال أما أنه في السماء أعرف منه في الأرض وسأله عن كلمات يقولهن إذا أصبح قال، فقال يا أبا ذر

كلمات تقولهن إذا أصبحت فما هن؟ قال أقول ____________________

وأبو عبد الله البرقي يروي عن خلف بن حماد الأسدي علي ما في الفهرست (1).

قوله رحمه الله تعالي عنه: عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم في النسخ علي التصغير، وفي كتب الرجال محمد بن الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام مكبرا (2).

وعبد الرحمن بن محمد من أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام، ويقال: ربما روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

قوله رحمه الله تعالي عنه: عن أبي خديجة الجمال هو سالم بن مكرم علي ما يستبين فيما سيرد في الكتاب انشاء الله العزيز، وهو الذي صرح الشيخ بتوثيقه في بعض المواضع، وثني توثيقه النجاشي (3).

وزعم الحسن بن داود أن ذاك هو أبو خديجة الرواجني، وذا أبو خديجة الجمال وهما اثنان ولا توثيق في ذا من أحد (4).

وذلك وهم منه فاسد، قد أوضحنا فساده في المعلقات علي الخلاصة، وعلي كتابة، وعلي كتاب النجاشي، وعلي غيرها من كتب الرجال، وفي الرواشح السماوية، وفي المعلقات علي الفقيه، وعلي الاستبصار.

(١) الفهرست: ٩٢ ٢) رجال الشيخ: ٣٠٦ وفيه محمد بن أبي الحكم الخ.

٣) رجال النجاشي: ١٤٢ ٤) رجال ابن داود: ١٦٥

(١٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، محمد بن أبي الحكم (1)

يا رسول الله: اللهم إني أسلك الايمان بك والعافية من جميع البلايا والشكر علي العافية والغني عن الناس.

50 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، عن عمرو بن سعيد، قال حدثنا عبد

الملك بن أبي ذر الغفاري، قال بعثني أمير المؤمنين عليه السلام يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: ادع أباك! فجاء أبي إليه مسرعا، فقال: يا أبا ذر أتي اليوم في الاسلام أمر عظيم، مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق علي الله أن يسلط الحديد علي من مزق كتابه بالحديد. قال، فقال له أبو ذر: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله.

____________________

قوله عليه السلام: اللهم إني أسئلك دعاء أبي ذر رضي الله تعالي عنه معروف في كتب الدعاء وفيما أو اظب عليه في ورودي " اللهم إني أسئلك الايمان بك، والرضا بقضائك، والغنا عن الناس والعافية من جميع البلاء، والشكر علي العافية يا ولي العافية ".

قوله رحمه الله تعالي: حمدويه وإبراهيم ابنا نصير إلي اخره الطريق نقي صحيح علي الأصح، فان عمرو بن سعيد المدايني ثقة من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام قد وثقه النجاشي (1)، ولم يذكر غميزه فيه ولا طعنا في مذهبه وانما روي أبو عمرو الكشي عن نصر بن الصباح أنه فطحي، ولكن قال نصر: لا اعتمد علي قوله لا وأبو بصير هو ليث المرادي، كما هو المستبين من الطبقة.

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثنا عبد الملك بن أبي ذر الغفاري هو في الاستقامة علي طريقة أبيه رضي الله تعالي عنهما.

(١) رجال النجاشي: ٢٢١

(١٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، أبو بصير (1)، أيوب بن نوح (1)، عاصم بن حميد (1)، عمرو بن سعيد (1)، الشكر (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

أهل الجبرية ومن هم؟

يقول: أن أهل الجبرية من بعد موسي قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم

فقتلوهم زمانا ____________________

قوله عليه السلام: ان أهل الجبرية (1) بالتحريك، وربما يقال: الجبرية بكسر الجيم والباء، ويعني عليه السلام بهم المجوس وهم لا يقولون بقدرة وإرادة للانسان في فعله أصلا، بل يثبتون للعالم الأكبر بنظامه الجملي مبدئين: يسمون أحدهما يزدان واليه يسندون الخيرات بأسرها، والاخر أهرمن واليه يضيفون الشرور بأسرها علي الاطلاق.

وعلي طريقتهم الأشاعرة في نفي تأثير قدرة العبد وارادته في افعاليه مطلقا، فإنهم يسندون أفا عيله من الخيرات والشرور جمعيا إلي قدرة الله سبحانه وارادته ابتداء، من غير مدخلية للعبد ولا لممكن ما من الممكنات في ذلك بجهة من جهات التأثير والعلية والتقدم العقلي بالذات أصلا، بل علي مجرد المقارنة الاتفاقية المعبر عنها عندهم بالكسب لا غير.

ومن هناك استتبت علاقة التشبيه في الحديث المشهور بالمتواتر عنه صلي الله عليه وآله:

القدرية مجوس هذه الأمة (2).

أليس كل من علي ساهرة إقليم العقل وفي دائرة ملة السلام يعلم بالبرهان انه مامن ممكن ذاتي عينا كان أو فعلا، وجوهرا كان أو عرضا، الا ولا منتدح له في ترتب سلسلة السببية والمسببية من الانتهاء إلي مسبب الأسباب من غير سبب علي الاطلاق، والاستناد إلي قدرته الحقة القيومية وارادته الربوبية الوجوبية باخرة، وإن كان الفاعل المباشر قريبا، والأخير من أجزاء العلة التامة لفعل العبد قدرته وأرادته المنبعثتان عن القدرة التامة الواجبة والإرادة الحقة الفعالة فاذن ليس يصح التشبيه من حيث اثبات مبدئين، إذ ليس يقول بذلك أحد من المعتزلة والامامية والحكماء الإلهيين المثبتين للحيوان قدرة مباشرة للفعل، وأرادة

(1) وفي المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد. أهل الحبرية بالحاء المهملة.

2) رواه الطرائف: 344. وهناك مقالات حول عقائد المجبرة فراجع.

(١٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

____________________

مقدمة عليه تقدما بالطبع،

فقد انصرح أن ملاك التشبيه سلب الفعل عن العبد ونفي قدرته واختياره علي سبيل العلية كما قالته المجوس، وانما ذلك مذهب الأشعرية في هذه الأمة فهم القدرية في قوله عليه السلام القدرية مجوس هذه الأمة لا غيرهم.

وما تحمله امام المتشككين فخر الدين الرازي ومتابعوه في تصحيح كون المعتزلة هم القدرية مما ليس له مساق إلي سبيل الصحة ومعاد إلي طريق الصواب، وان أحببت بسط القول فيه فعليك بكتابنا الايقاضات قال الجوهري في الصحاح: الجبر أن تغني الرجل عن فقر أو تصلح عظمه من كسر، يقال: جبرت العظم جبرا وجبر العظم نفسه جبورا، أي انجبر واجتبر العظم مثل انجبر، يقال: جبر الله فلانا فاجتبر أي سد مفاقره، والجبر خلاف القدر، قال أبو عبيد: هو كلام مولد والجبرية بالتحريك خلاف القدرية (1).

وقال الراغب في المفردات: أصل الجبر اصلاح الشئ بضرب من القهر، يقال: جبرته فانجبر واجتبر، وقد قيل: جبرته فجبر لقول الشاعر:

" قد جبر الدين الا له فجبر " هذا قول أكثر أهل اللغة وقال بعضهم: ليس قوله فجبر مذكورا علي سبيل الانفعال، بل ذلك علي سبيل الفعل، وكرره ونبه بالأول علي الابتداء باصلاحه وبالثاني علي تتميمه، فكأنه قال قصد جبر الدين وابتدأ به فتمم جبره، وذلك أن فعل تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ عنه، وتجبر يقال: اما لتصور معني الاجتهاد، أو المبالغة، أو لمعني التكلف، وقد يقال: الجبر في الاصلاح المجرد نحو قول علي عليه السلام يا جابر كل كسير ومسهل كل عسير، تارة في القهر المجرد نحو قوله صلي الله عليه وآله لا جبر ولا تفويض، والجبر في الحساب الحاق شئ به اصلاحا لما يريد اصلاحه، وسمي السلطان جبرا لقهره الناس علي

ما يريده، أو لا صلاح أمورهم

(١) الصحاح: ٢ / 607 - 608

صفحه(١١٠)

____________________

والاجبار في الأصل حمل الغير علي أن يجبر الاخر، لكن تعورف في الاكراه المجرد فقيل: أجبرته علي كذا، كقولك أكرهته وسمي الذين يدعون أن الله تعالي يكره العباد علي المعاصي في تعارف المتكلمين مجبرة، وفي قول المتقدمين جبرية (1).

أي بالتحريك وبكسر الجيم والباء، كما نقلناه عن الصحاح.

وقال في القاموس: الجبرية خلاف القدرية، والتسكين لحن، أو هو الصواب، والتحريك للازدواج، والجبار الله تعالي لتكبره، والمتكبر الذي لا يري لاحد عليه حقا، فهو بين الجبرية والجبرياء بمكسورتين، والجبرية بكسرات والجبرية والجبروة والجبروتي والجبروت محركات (2).

وقال في أساس البلاغة: وقوم جبرية، وهو كذا ذراعا بذراع الجبار أي بذراع الملك، وفي الحديث: دعوها فإنها جبارة وما كانت نبوة الا تناسخها ملك جبرية.

أي الا تجبر الملوك فيها (3).

قلت: قول النبي صلي الله عليه وآله في هذا الحديث: ان أهل الجبرية من بعد موسي قاتلوا أهل النبوة تنصيص علي أن أهل الجبرية مقابل أهل النبوة، وهم الكفرة من المجوس الذين قاتلوا بني إسرائيل فظهروا، أي غلبوا عليهم فقتلوهم، واستمروا في عتوهم وغلبتهم عليهم زمانا طويلا، وحديثه عليه وآله الصلاة والسلام: القدرية مجوس هذه الأمة. ناص علي أن المجبرة القائلين بالقدر علي سبيل محوضة الاجبار وصرافة الالجاء من غير مدخلية لاختيار العبد في فعله أصلا، منزلتهم في هذه الأمة منزلة المجوس الجبرية الذاهبين إلي أن فعل الانسان مطلقا انما فاعله التام علي الاجبار

(1) مفردات الراغب: 85 - 86 2) القاموس: 1 / 384 - 385 3) أساس البلاغة: 81

صفحه(١١١)

طويلا، ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلي غبر آبائهم فقاتلهم فقتلوهم، وأنت بمنزلتهم ____________________

البحت يزدان أو أهرمن.

فاذن قد استبان أن الجبرية والقدرية

واحدة وجعلهما متقابلين، كما ذهبت إليه علماء الأشاعرة في الصدر الأول، ثم جري عليه كلام أهل اللغة، والمتأخرون بنوا عليه الاصطلاح أخيرا لا أصل له يركن إليه ولا ر كن يعتمد عليه.

ثم كيف يسوغ اثبات نسبة نفاة أمر إليه وسلب القول به عن مثبتيه. ويقال:

ان تبالغهم في النفسي والانكار مصحح الاسناد والنسبة. ليس يستحق الاصاخة له والاصغاء إليه.

قوله عليه السلام: ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلي غبر آبائهم في أكثر النسخ " فتية " بكسر الفاء واسكان المثناة من فوق قبل المثناة من تحت المفتوحة علي جمع فتي بالتشديد، كماصبية في جمع صبي، يعني شبابا.

قال في المغرب: الفتي من الناس الشباب القوي والجمع فتية وفتيان.

وفي نسخة " فئة " بكسر الفاء وفتح الهمزة واحدة فيئين.

و" غبر " باعجام الغين قبل الباء الموحدة، اما محركة بمعني التراب والأرض أي إلي ديار آبائهم، أو بضم الغين وتسكين الباء أو تشديدها مفتوحة بمعني بقية آبائهم ومن بقي منهم، والغبر والغبر بقية اللبن في الضرع وغبر المرض بقاياه، وكذلك غير الليل والغابر من كل شئ الباقي منه قاله في الصحاح (1).

وقال في القاموس: غبر غبورا مكث وذهب ضد، وهو غابر من غير كركع، وغبر الشئ بالضم بقيته كغبره، والجمع أغبار (2).

(١) الصحاح: ٢ / 765 2) القاموس: 2 / 99

صفحه(١١٢)

يا علي. فقال علي: قتلتني يا أبا ذر. فقال أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك.

51 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن عاصم بن حميد الحنفي، عن فضيل الرسان، قال حدثني أبو عبد الله عن أبي سخيلة، قال حجبت أنا وسلمان بن ربيعة، قال فمررنا بالربذة، قال فأتينا

____________________

قوله عليه السلام: قتلتني يا أبا ذر يعني أخبرت بقتلي فقال أبو ذر: نعم قد علمت أنه سيبدأ في العترة الطاهر ة بك يا أمير المؤمنين.

قوله رحمه الله تعالي: حمدويه وإبراهيم ابنا نصير الطريق حسن بفضيل الرسان، وهو الفضيل بن الزبير الأسدي مولاهم الكوفي الرسان، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهما السلام بالتصغير (1)، وكذلك في كتاب أبي عمرو الكشي (2).

والحسن بن داود أورده في كتابه مكبرا (3).

وأبو عبد الله هذا الذي روي عنه الفضيل الرسان هو أبو عبد الله البجلي الكوفي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من اليمن، ذكره العلامة في الخلاصة (4)، والشيخ في كتاب الرجال (5). أو أبو عبد الله الجدلي بفتح الجيم والدال من أوليائه عليه السلام وخواصه من مضر، كما أورده في الخلاصة، واسمه عبيد بن عبد.

قال في الخلاصة: قيل: إنه كان تحت راية المختار، ويقال: اسمه عبد الرحمن ابن عبد ربه (6).

(١) رجال الشيخ: ١٣٢ و ٢٧٢ ٢) رجال الشكي: ٣٣٨ ط مشهد و ٢٨٧ ط نجف.

٣) رجال ابن داود: ٢٧١ 4) الخلاصة: 194 5) رجال الشيخ: 63 6) الخلاصة 127

(١١٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، سلمان بن ربيعة (1)، أيوب بن نوح (1)، عاصم بن حميد (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الشهادة (1)

أبا ذر فسلمنا عليه، قال فقال لنا: إن كانت بعدي فتنة وهي كائنة فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يقول: علي أول من آمن بي وصدقني، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو ____________________

وذكره الشيخ في كتاب

الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ثم أورده في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وقال: عبد الرحمن بن عبد ربه الخزرجي (1). طعنوا عليه بالرفض.

وقال ابن حجر في التقريب: عبد أو عبد الرحمن بن عبد أبو عبد الله الجدلي ثقة، رمي بالشيخ من كبار الثالثة.

. " أبو سخيلة " بضم السين المهملة وفتح الخاء المعجمة، كما قال في الخلاصة ناقلا عن البرقي (2)، وذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (3).

قوله رضي الله تعالي عنه: وهي كائنة يعني ألا وهي كائنة لا محال من غير امتراء، لما قد أخبرنا به رسول الله صلي الله عليه وآله.

قوله صلي الله عليه وآله: علي أول من آمن بي وصدقني والعامة رووا الحديث من طرق عديدة غير طريق أبي ذر (4).

أورد أبو عبد الله الذهبي مع شدة عناده ونصبه في ميزان الاعتدال أنه ذكر العقيلي بالاسناد عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال لام سلمة: ان عليا لحمه من لحمي وهو مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي، قال ابن عباس، ستكون فتنة فمن أدركها فعلية بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي طالب، فاني سمعت

(1) رجال الشيخ: 50 و 76 2) الخلاصة: 195 3) رجال الشيخ: 65 4) وقد أوردنا مصادر هذا الحديث عن طرق العامة والخاصة في كتاب الطرائف: 18

(١١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، الصدق (1)

الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة.

52 - وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان، قال

حدثني أبو عمر، عن حذيفة ابن أسيد، قال سمعت أبا ذر، يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة، أنا جندب بن جنادة لمن عرفني وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني، اني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يقول:

____________________

رسول الله صلي الله عليه وآله يقول وهو آخذ بيد علي: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو خليفتي من بعدي وفي ميزان الاعتدال أيضا: أن سليمان بن عبد الله روي عن معاذة عن علي:

أنا الصديق الأكبر قال مذكور في كتاب العقيلي (1):

قوله عليه السلام: وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة أي يجتمع علي اتباعه والتمسك به قلوب المؤمنين، كما علي التمسك بالمال قلوب الظلمة.

قال في الصحاح: واليعسوب ملك النحل، ومنه قيل للسيد: يعسوب قومه والياء فيه من الزوائد لأنه ليس في الكلام فعلول غير صعفوق (2).

قوله رحمه الله تعالي: وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان قال: حدثني أبو عمر عن حذيفة بن أسيد أبو عمر هو زاذان الفارسي بالزاء قبل الألف والذال المعجمة بعدها والنون بعد الألف الثانية، أورده في الخلاصة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من مضر (3)، وذكر الشيخ في باب الزاء من أصحابه عليه السلام زاذان يكني أبا عمر الفارسي زياد بن

(١) ميزان الاعتدال: ٢ / ٢١٢ ط السعادة بمصر و ١ / ٤١٧ ٢) الصحاح: ١ / 181 3) الخلاصة: 192 وفيه أبو عمرو الفارسي.

(١١٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الفضيل الرسان (1)، الباطل، الإبطال (1)، أبو عمرو الفارسي (1)

من قاتلني في الأولي والثانية

فهو في الثالثة من شيعة الدجال انما مثل أهل بيتي ____________________

الجعدة (1).

و" حذيفة " ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن روي عن النبي عليه السلام من الصحابة قال: حذيفة بن أسيد الغفاري أبو سريحة صاحب النبي صلي الله عليه وآله وهو ابن أمية (2).

ثم ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن عليه السلام فقال: حذيفة بن أسيد الغفاري (3) وقد تقدم في الكتاب في حديث الحواريين أنه من حواري الحسن بن علي عليهما السلام.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين المهملة وبالدال المهملة. وأبو سريحة بفتح السين المهملة وكسر الراء بالحاء المهملة.

وقال الحسن بن داود: وفي نسخة من كتاب الرجال للشيخ أبو سرعة (4).

قلت: ولا تعويل عليه.

قوله صلي الله عليه وآله من قاتلني في الأولي والثانية وهو في الثالثة من شيعة الدجال في الأولي والثانية، وفي نسخة وفي الثانية خبر من قاتلني.

والمعني: من قاتلني ففي الطبقتين الأولي والثانية، يعني بالطبقة الأولي من بارزه صلي الله عليه وآله بالمقاتلة في زمانه، وبالطبقة الثانية من قاتل عليا عليه السلام بعده صلي الله عليه وآله.

لقوله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي حربك حربي.

(١) رجال الشيخ: ٤٢ وزياد بن الجعدة رجل آخر غير زاذان الفارسي ولعل وقع سهوا من المؤلف.

٢) رجال الشيخ: ١٦ وفيه أبو سرعة.

٣) المصدر: ٦٧ ٤) رجال ابن داود: ١٠١

(١١٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

طرق حديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح

في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لجة البحر من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

ألا هل بلغت.

____________________

ولقوله: منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت أنا علي تنزيله (1).

وعني به عليا، فمن قاتل عليا عليه السلام فهو كمن بارز النبي صلي الله عليه

وآله بالمقاتلة، وأما من قاتله صلي الله عليه وآله في الطبقة الثالثة فهم الذين يقاتلون المهدي من آل محمد عليه السلام في آخر الزمان، وهم من شيعة الدجال.

ففي الصحيفة المكرمة الرضوية بأسناده عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله وتسليماته: من قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتلنا للدجال.

قال الأستاذ أبو القاسم الطائي: سألت علي بن موسي الرضا عمن قاتلنا في آخر الزمان قال: من قاتل صاحب عيسي بن مريم وهو المهدي عليه السلام.

قوله صلي الله عليه وآله: انما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح هذا الحديث عنه صلي الله عليه وآله متشعب الطريق متنا وسندا من طريق أبي ذر رضي الله تعالي عنه ومن طريق غيره عند العامة والخاصة (2).

(١) رواه جماعة من أعلام العامة بطرق مختلفة منهم أحمد بن حنبل في مسنده: ٣ / ٣٣ ط ميمنية بمصر والنسائي في الخصائص: ٤٠ والحاكم في المستدرك: ٣ / ١٢٢ ط حيدر آباد الدكن وأبو نعيم في حلية الأولياء: ١ / ٦٧ ط مصر والطبري في رياض النضرة: ٢ / ١٩١ ط محمد أمين بمصر وابن كثير في البداية والنهاية: ٦ / ٢١٧ والسيوطي في تاريخ الخلفاء.

١٧٣ وغيرها مما يطول ذكرها.

٢) واما من طريق الخاصة فرواه السيد بن طاووس عن عدة طرق في كتاب الطرائف:

١٣٢ و، وابن بطريق في المعدة: ١٨٧، والعلامة المجلسي في البحار: ٢٣ / ١٢٤ واما من طريق العامة فرواه ابن قتيبة في عيون الاخبار: ١ / ٢١١ ط مصر، والحاكم في المستدرك: ٣ / ١٥٠ ط دكن، وابن المغازلي في المناقب: ١٣٢ - ١٣٤. والخوارزمي في مقتل الحسين، والذهبي في ميزان الاعتدال: ١ / 224 ط مصر

والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 573، والقندوزي في ينابيع المودة: 28 ط اسلامبول.

(١١٧)

صفحهمفاتيح البحث: السفينة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن المغازلي (1)، العلامة المجلسي (1)، الخوارزمي (1)

53 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال حدثني أبي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

أرسل عثمان إلي أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما انطلقا بها إلي ____________________

وفي الصحيفة المكرمة الرضوية باسناده المكرم عن آبائه الطاهرين عن أمير المؤمنين عليه وعليهم السلام قال رسول الله صلي الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زخ في النار (1).

وكذلك رواه كثير من العامة صاحب المشكاة وغيره، وفي المشكاة ومسند أحمد بن حنبل عن أبي ذر أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: ألا ان مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (2).

قال ابن الأثير في النهاية في باب الزاء مع الخاء المعجمة: في الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمي يقال: زخه يزخه زخا (3).

وقال صاحب الكشاف في أساس البلاغة: زخه في وهدة دفعه فيها، وفي الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وزخ

في النار وزخ في قفاه (4).

قوله رحمه الله تعالي: جعفر بن معروف ذكره الشيخ في باب لم، وقال: يكني أبا محمد من أهل كش وكيل وكان مكاتبا (5).

(1) صحيفة الرضا: 22 2) رواه بهذه الألفاظ الطبراني في المعجم الصغير: 78 ط الدهلي 3) نهاية ابن الأثير: 2 / 298.

4) أساس البلاغة: 268 5) رجال الشيخ: 458

(١١٨)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، جعفر بن معروف (1)، الطبراني (1)، إبن الأثير (1)

أبي ذر فقولا له: ان عثمان يقرئك السلام وهو يقول لك هذه مائتا دينار فاستعن بها علي ما نابك، فقال أبو ذر هل أعطي أحد من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا لا. قال:

فإنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين قالا له: أنه يقول هذا من صلب مالي وبالله الذي لا اله الا هو ما خالطها حرام ولا بعثت بها إليك الا من حلال. فقال:

لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغني الناس. فقالا له عافاك الله وأصلحك! ما نري في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به؟ فقال: بلي تحت هذه ____________________

وليس هو جعفر بن معروف السمرقندي الذي ذكره أحمد بن الحسين الغصائري وقال: كنية أبو الفضل يروي عنه العياشي كثيرا.

والحسن بن علي بن النعمان صحيح الحديث له كتاب كثير الفوائد قاله النجاشي (1)، وفي طبقته من يروي عنه الصفار وأحمد بن أبي عبد الله البرقي. وأبوه علي ابن النعمان الا علم أبو الحسن النخعي مولاهم الكوفي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة ثبت وجه صحيح الحديث واضح الطريقة، وهو الوارد في أسناد زبور آل محمد وإنجيل أهل

البيت الصحيفة الكريمة السجادية، يروي عنه كتابه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن أبي عبد الله.

وعلي بن أبي حمزة الثمالي لا البطائني لكون علي بن النعمان الا علم أكثري الرواية عنه.

وأبو بصير هو ليث بن البختري المرادي ويقال له: أبو بصير الأصغر لا يحيي بن القاسم المكفوف، لرواية ابن أبي حمزة الثمالي عنه، فالطريق نقي حسن بعلي بن أبي حمزة، بل صحيح علي ما ستعلمه انشاء الله العزيز.

قوله رضي الله عنه: تحت هذه الأكاف أكاف الحمار بكسر الهمزة معروف. وفي القاموس: وبالضم أيضا (2)،

(١) رجال النجاشي: ٣١ 2) القاموس: 3 / 118

(١١٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال النجاشي (1)

الأكاف التي ترون رغيفا شعير قد أتي عليهما أيام فما أصنع بهذه الدنانير، لا والله حتي يعلم الله اني لا أقدر علي قليل ولا كثير، ولقد أصحبت غنيا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وكذلك سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول، فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا، فرداها عليه وأعلماه أنه لا حاجة فيها ولا فيما عنده، حتي ألقي الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه.

54 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال حدثني الفضل بن شاذان، قال حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن موسي بن بكر، قال قال أبو الحسن عليه السلام قال أبو ذر: من جزي الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدي بأحدهما وأتعشي بالآخر، وبعد شملتي صوف أتزر باحديهما وأرتدي بالأخري.

____________________

والأكاف: صانعه. والجمع الأكف بضمتين.

قال في المغرب: والسرج الذي علي هيئته هو ما يجعل علي مقدمة شبه الرمانة، والوكاف لغة ومنه أو كف

الحمار وأكفه ايكافا ووكفه توكيفا أي شد عليه الأكاف، وأما أكف الأكاف تأكيفا فمعناه اتخذه.

قوله رحمه الله تعالي: عن موسي بن بكر الواسطي ذكره الشيخ في أصحاب أبي السحن الكاظم عليه السلام وقال: أصله كوفي واقفي له كتاب يروي عن أبي عبد الله عليه السلام (1).

واني لست استثبت وقف الرجل، ولا شيخنا أبو العباس النجاشي تعرض لنقله، وستطلع علي ما رواه أبو عمرو الكشي في مدحه مما ينصرح به أن أسناد الوقف إليه اختلاق عليه، فاذن الطريق حسن علي الأصح.

قوله رضي الله تعالي عنه: من جزي الله عنه الدنيا يعني من كان شئ من الدنيا عنده مشكورا محمودا مرغوبا إليه يستحق أن يقال: جزاه الله عني خيرا فأنا علي خلاف سيرته، فإن كان ما في الدنيا مذموم مقبوح

(1) رجال الشيخ: 359

(١٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، الفضل بن شاذان (1)، علي بن الحكم (1)، موسي بن بكر (1)

قال، وقال: ان أبا ذر بكي من خشية الله حتي اشتكي عينيه فخافوا عليهما، فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك؟ فقال: اني عنهما لمشغول وما عناني أكبر. فقيل له: وما شغلك عنهما؟ قال: العظيمتان الجنة والنار. قال: وقيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك؟ قال علمي. قالوا انا نسألك عن الذهب والفضة؟ قال ما أصبح فلا أمسي وما أمسي فلا أصبح لنا كندوج ندع فيه حر متاعنا، سمعت حبيبي رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: كندوج المرء قبره.

____________________

منحي عن الخير لا يستحق الا أن يقال: جزاه الله عني مذمة وبعادا عن

الرواء والنضارة بعد رغيفي شعير اتخذ أحدهما لي غذاء به أتغذي والاخر عشاء به أتعشي وبعد شملتي صوف أتخذ لي أحدهما ازارا وبها أتزر والاخري رداء ا بها أرتدي.

قوله رضي الله تعالي عنه: وما عناني أكبر بالتشديد علي التفعيل من العناء باهمال العين المفتوحة قبل النون وبالمد المشقة والشدة والأذي والألم، عنا يعنيه تعنية فتعني وهو يتعاني الشدائد والمشاق والآلام.

قوله رضي الله تعالي عنه: ما أصبح فلا أمسي وما أمسي فلا أصبح علي سياقه الدعاء عليه، والهمزة للدخول أي ما أنه أصبح ودخل في الصباح فلا أبقاه الله إلي الامساء وما منه أمسي ودخل في المساء فلا أبقاه الله إلي الاصباح والدخول في الصباح، " لنا كندوج " أي وعاء نضع فيه " حر متاعنا " حر كل شئ باهمال الحاء المضمومة قبل الراء المشددة نجيبه ونفيسه وطيبه وصميمه، وأرض حرة لا سبخة فيها، وطين حر لا رمل فيه، ورملة حرة طيبة النبات ونزل في حر الوادي أي في وسطها قاله في الأساس (1).

قوله صلي الله عليه وآله كندوج المرء قبره الكندوج بالضم علي وزن صندوق شبه المخزن

(1) أساس البلاغة: 121

(١٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)، القبر (1)

55 - محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي، قالا حدثنا إبراهيم بن.

____________________

قال في القاموس: معرب كندو (1).

قوله رحمه الله تعالي: ومحمد بن الحسن البراثي في طائفة جمة من النسخ بالباء الموحدة قبل الراء والثاء المثلثة بعد الألف.

قال في القاموس: قرية من نهر الملك، أو محلة عتيقة بالجانب الغربي، وجامع براثا معروف، وأحمد بن محمد بن خالد وجعفر بن محمد وأبو شعيب البراثيون محدثون (2).

وقال شيخنا الشهيد في الذكري:

مسجد براثا في غربي بغداد، وهو باق إلي الان رأيته وصليت فيه (3).

وفي بعض النسخ البراني بالراء المشددة بعد الباء الموحدة والنون بعد الألف.

قال الشيخ في باب لم: محمد بن الحسن البراني يكني أبا بكر كاتب له رواية (4).

قلت: وكأنه محمد بن الحسن بن روزبه أبو بكر المدايني الكاتب نزيل الرحبة الوارد في أسناد الصحيفة الكريمة السجادية.

وفي القاموس: البرة موضع قتل فيه قابيل هابيل، والبرانية قرية ببخارا منها سهل بن محمود البراني الفقيه والنجيب محمد بن محمد البراني المحدث (5).

ولقد حققنا القول فيه في المعلقات علي الصحيفة الكريمة (6).

(١) القاموس: ١ / ٢٠٥ ٢) القاموس: ١ / ١٦٢ ٣) الذكري: ١٥٥ ٤) رجال الشيخ: ٤٩٧ ٥) القاموس: ١ / ٣٧١ ٦) التعليقة علي الصحيفة السجادية المطبوع علي هامش نور الأنوار للجزائري: 26 والكتاب سيطبع قريبا يتحقيقنا وتعليقنا عليه

(١٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسن البراثي (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب الصحيفة السجادية (1)

محمد بن فارس، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب.

____________________

وفي نسخة عتيقة كأنها أصح النسخ " البرناني " بنونين من حاشيتي الألف وهذا هو الصحيح في هذا الاسناد.

قال الشيخ في باب لم: محمد بن الحسن البرناني روي عنه الكشي (1).

وقد أسلفنا تصحيح النسبة فيه، وضبطه بعضهم " البرثاني " بضم الباء الموحدة والثاء المثلثة بعد الراء نسبة إلي قبيلة برثن.

قال في الصحاح: وبرثن حي من بني أسد (2).

قوله رحمه الله تعالي: قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس هو النيسابوري من أصحاب أبي الحسن الثالث وأبي محمد العسكريين عليهما السلام ذكره الشيخ في

أصحابهما (3).

قال في الخلاصة: لا بأس به في نفسه ولكن بعض من يروي هو عنه (4).

قلت: وهذه بعينها عبارة محمد بن مسعود العياشي علي ما روي عنه الكشي (5) وسيجئ في الكتاب، فقول بعض شهداء المتأخرين (6) في حاشيته علي الخلاصة في كتاب الكشي ثقة في نفسه نقل لا أصل له.

قوله رحمه الله تعالي: عن الحسين بن المختار هو القلانسي وقد أوضحنا لك فيما سبق استقامته وثقته.

(١) رجال الشيخ: ٥٠٩.

٢) الصحاح: ٥ / 2078 3) رجال الشيخ: 410 و 428 4) الخلاصة: 7 5) رجال الكشي: 446 ط نجف.

6) هو الشهيد الثاني في حاشيته علي الخلاصة غير مطبوع

(١٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، الحسين بن المختار (1)، زيد الشحام (1)، محمد بن سنان (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

تحقيق شافي حول قول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ان عيني تنامان ولا ينام قلبي

أبو ذر رسول الله صلي الله عليه وآله فقيل له انه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه، فأراد ان يستبري نومه من يقظته فأخذ عسيبا يابسا فكسره ليسمعه صوته فسمعه رسول الله صلي الله عليه وآله فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر تخدعني أما علمت أني أري أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي ان عيني تنامان ولا ينام قلبي.

____________________

قوله عليه السلام: فأخذ عسيبا يابسا.

باهمال العين المفتوحة وكسر السين المهملة وتسكين المثناة من تحت قبل الياء الموحدة، أي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة.

قوله صلي الله عليه وآله: ان عيني تنامان ولا ينام قلبي قال السيد المكرم الرضي أخو السيد المعظم المرتضي رضي الله تعالي عنهما في كتاب مجازات الحديث: ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام تنام عيناي ولا ينام قلبي. وهذا القول عند المحققين من العلماء

مجاز، لأنه عليه السلام لو كان قلبه لا ينام علي الحقيقة كقلوب الناس لكان ذلك من أكبر معجزاته وأبهر آياته، ولوجب أن تتظاهر الاخبار بنقله، كما تظاهرت بنقل غيره من أعلامه ودلالته.

ومما يحقق قولنا ما رواه عبد الله بن عباس رحمهما الله من أنه صلي الله عليه وآله نام ونفخ فصلي ولم يتوض، فقيل له عليه الصلاة والسلام في ذلك فقال: ليس الوضوء علي من نام قاعدا انما الوضوء علي من نام مضطجعا، وفي بعض الروايات أو متوركا فإنه إذا نام كذلك استرخت مفاصله.

فبين عليه الصلاة والسلام أنه لو نام مضطجعا للزمه الوضوء لاسترخاء مفاصله، فلو كان قلبه لا ينام لما وجب عليه الوضوء إذا نام مضطجعا، كما لا يجب عليه إذا نام قاعدا، وقد يجوز أن يكون المراد بقوله عليه السلام: تنام عيناي ولا ينام قلبي. أنه لا يعتقد في حال نومه من الرؤيا الفاسدة والمنامات المتضادة ما يعتقده غيره من سائر البشر، فيكون في حكم المستيقظ وبمنزلة المتحفظ (1) انتهي كلامه رفع مقامه.

(١) المجازات النبوية: ١٧٥ - 176

(١٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، النوم (1)

عمار 56 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال حدثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن سنان، عن أبي خالد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام، قال قلت: ما تقول في عمار؟ قال: رحم الله عمارا، ثلاثا قاتل مع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه وآله) وقتل شهيدا. قال: قلت في نفسي ما تكون منزلة أعظم من هذه المنزلة؟ فالتفت إلي، فقال لعلك تقول مثل الثلاثة! هيهات! قال، قلت: وما علمه انه يقتل في ذلك اليوم؟ قال: إنه

لما رأي الحرب لا تزداد الا شدة والقتل لا يزداد الا كثرة ترك الصف وجاء إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال:

ارجع إلي صفك، فقال له ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يقول له ارجع إلي صفك، فلما أن كان في الثالثة قال له نعم. فرجع إلي صفه وهو يقول: اليوم ألقي الا حبة محمدا وحزبه.

____________________

في عمار بن ياسر رضي الله عنه هو أبو اليقظان سماه النبي صلي الله عليه وآله بالطيب المطيب شهد بدرا، ولم يشهدها ابن من المؤمنين غيره، وشهدا أحدا والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وآله والجمل وصفين مع أمير المؤمنين، وقتل بصفين شهيدا ودفن هناك سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.

قوله رحمه الله: عن أبي خالد يعني به الكابلي وقد فصلنا القول فيه سابقا.

قوله عليه السلام: فقال يا أمير المؤمنين هو هو؟ يعني يومنا هذا هو يومي الذي خبرني رسول الله صلي الله عليه وآله أنه تقتلني فيه الفئة الباغية.

(١٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن سنان (1)، الصّلاة (1)، القتل (3)، الحرب (1)

قول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان

57 - محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري ومحمد بن سعد بن مزيد الكشي قالا حدثنا أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه وآله وقد ألقته قريش في النار: يا نار كوني بردا وسلاما علي عمار كما كنت بردا وسلاما علي إبراهيم، فلم تصله النار ولم يصله منها مكروه

وقتلت قريش أبويه ورسول الله صلي الله عليه وآله يقول: صبرا آل ياسر موعدكم الجنة، ما تريدون من عمار؟ عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان، عمار ____________________

قوله رحمه الله تعالي: محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري ومحمد ابن سعد (1) بن مزيد الكشي قد مر ذكرهما وتحقيق القول فيهما في صدر الكتاب.

قوله: فلم تصله النار بفتح التاء المضارعة وتسكين الصاد المهملة، أي لم تشوه ولم تحرقه، يقال:

صلي اللحم يصليه صليا شواه وألقاه في النار للاحراق، والصلا بالفتح والقصر، والصلاء بالكسر والمد النار أو الوقود أو الشواء، ولم يصله بفتح الياء وكسر الصاد من الوصول.

وفي طائفة من النسخ " فلم يصبه " منها مكروه بالباء الموحدة بعد الصاد من الإصابة.

قوله صلي الله عليه وآله: عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان هذا الحديث عنه صلي الله عليه وآله صحيح ثابت الصحة عند العامة والخاصة من غير طريق واحد، وكذلك " واهدوا هدي عمار " متفق عليه لدي الجميع، يروي بفتح الهاء وكسرها واسكان الدال.

قال ابن الأثير في النهاية: الهدي السيرة والهيئة والطريقة، ومنه الحديث:

واهدوا هدي عمار. أي سيروا بسيرته وتهيؤا بهيئته، يقال: هدي هدي فلان إذا

(1) وفي " ن " و " أآلهتنا ": سعيد

(١٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن أحمد بن أبي عوف (1)، أحمد بن حماد المروزي (1)، أبو علي المحمودي (1)، محمد بن سعد (1)

____________________

صار بسيرته (1).

ورووا: إذا سلك الناس واديا وعمار واديا فاسلكوا مسلك عمار.

قلت: وذلك كله اخبار منه صلي الله عليه وآله بأن فيما يقع بعده من الأثرة يكون العمار مع علي عليه السلام متبعا له متبرءا عمن

يستأثر عليه صلوات الله عليه بحقه، كالمقداد وأبو ذر وسلمان وغيرهم من السابقين، كما قد سبق في الكتاب.

قال المسعودي في مروج الذهب: وقد كان عمار حين بويع عثمان بلغه قول أبي سفيان صخر بن حرب في دار عثمان في الوقت الذي بويع فيه عثمان، ودخل داره ومعه بنو أمية، قال أبو سفيان: أفيكم أحد من غير كم؟ وقد كان أعمي قالوا:

لا قال: يا بني انكم تلقفتموها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان لتصيرن إلي صبيانكم وراثة، فانتهره عثمان وساءه ما قال، ونمي هذا القول إلي المهاجرين والأنصار وغير ذلك:

فقام عمار في المسجد وقال: يا معشر قريش أما إذ صرفتم هذا الامر من أهل بيت نبيكم هاهنا مرة وهاهنا مرة، فما أنا بآمن أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله.

وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل الذي أو ذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وما أنت وذلك يا مقداد بن عمرو فقال: اني والله لا حبهم بحب رسول الله صلي الله عليه وآله إياهم، وأن الحق معهم وفيهم يا عبد الرحمن، أعجب من قريش، وانما تطولهم علي الناس بفضل أهل هذا البيت، قد أصفقوا علي نزع سلطان رسول الله صلي الله عليه وآله بعده من أيديهم، أما وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد علي قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع رسول الله صلي الله عليه وآله يوم بدر (2).

(1) نهاية ابن الأثير، 5 / 253 2) مروج الذهب: 2 / 342

(١٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، إبن الأثير (1)

جلدة بين عيني وانفي تقتله الفئة الباغية، وقال وقت قتلهم إياه:

اليوم ألقي الأحبة محمدا وحزبه، يدعوهم إلي الجنة ويدعونه إلي النار.

58 - حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم ابن حميد، عن فضيل الرسان، قال سمعت أبا داود، وهو يقول حدثني بريدة الأسلمي ____________________

قوله صلي الله عليه وآله وسلم: عمار جلدة بين عيني وأنفي وفي بعض النسخ جلدة ما بين عيني وأنفي، وهذا أشهر في الرواية في أصول العامة والخاصة، وذلك كناية عن شدة الاتصال والاختصاص. الجلد: قشر البدن، وجمعه الجلود.

قال في الصحاح: الجلد واحد الجلود، والجلدة أخص منه (1).

ومتن الحديث منتظما: تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلي الجنة ويدعونه إلي النار.

وأما " قال وقت قتلهم إياه اليوم ألقي الأحبة محمدا وحزبه " فكلام الراوي نقلا لقول عمار وقع في البين اقحاما.

قوله رحمه الله تعالي: عن عاصم بن حميد عن فضيل الرسان الطريق حسن بالفضيل الرسان، وعالي الاسناد في الطبقة الأولي، وأبو داود من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال (2).

وسيرد في الكتاب حديثه عن عمران بن حصين: أن رسول ل الله صلي الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا - يعني أبا بكر وعمر أن يسلما علي علي عليه السلام بأمره المؤمنين الحديث.

وبريدة الأسلمي أخوه لامه وهو أيضا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام قاله العلامة في الخلاصة (3) وسيرد في الكتاب

(١) الصحاح: ١ / 455 2) رجال الشيخ: 32 3) الخلاصة: 27 وفيه بريد الأسلمي

(١٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: أيوب بن نوح (1)، القتل (2)، بريد الأسلمي (1)

تفسير جليل حول آية الغار

قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: إن الجنة تشتاق إلي ثلاثة قال فجاء أبو

بكر، فقيل له: يا أبا بكر أنت الصديق وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار، فلو سألت رسول ____________________

من ذي قبل انشاء الله العزيز.

وذكر الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام بريدة الخصيب الأسلمي الخزاعي وقال: مدني عربي (1).

وقيل: بريدة أبو الخصيب.

الصواب فيه ضم الحاء وفتح الصاد المهملتين علي التصغير كزبير كما في جامع الأصول والقاموس (2) والمغرب، وضبطه المصحفون باعجام الخاء المفتوحة واهمال الصاد المكسورة بعدها ويقال باعجام الضاد.

قوله: أنت الصديق بكسر الصاد والدال المشددة المهملتين علي فعيل بناء للمبالغة في التصديق.

ونحن نقول: يستبين من فزعه وحزنه في الغار، وهو مع النبي الكريم الموعود من السماء بالنصر والتأييد والامن والغلبة، وقوله " ان تصب اليوم ذهب دين الله " أنه كان ضعيف اليقين جدا في الوثوق بالله والتصديق لرسول الله صلي الله عليه وآله، فهو بذلك خارج عن استحقاق اسم التصديق.

قوله: وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار بسكون الياء ارتفاعا علي الخير، أي أنت أحد اثنين إذ هما في الغار، وأما في التنزيل الكريم فثاني اثنين عبارة عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال الله تعالي " الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينة عليه وأيده بجنود لم تروها (3) " الضمائر كلها لرسول

(1) رجال الشيخ: 35 2) القاموس: 3 / 55 3) سورة التوبة: 40

(١٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الصدق (1)، سورة البراءة (1)

.____________________

الله صلي الله عليه وآله باتفاق المفسرين.

قال في الكشاف: وأسند الاخراج إلي الكفار كما أسند إليهم في قوله " من قريتك

التي أخرجتك " لانهم حين هموا باخراجه أذن الله له في الخروج فكأنهم أخرجوه " ثاني اثنين " أحد اثنين، كقوله ثالث ثلاثة، وهما رسول الله صلي الله عليه وآله وأبو بكر وانتصابه علي الحال وقرئ ثاني اثنين بالسكون و" إذ هما " بدل من إذ أخرجه، والغار نقب في أعلي ثور، وهو جبل في يمين مكة علي مسيرة ساعة مكثا فيه ثلاثا.

" إذ يقول " بدل ثان قيل: طلع المشركون فوق الغار فاشفق أبو بكر علي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: ان تصب اليوم ذهب دين الله، فقال صلي الله عليه وآله: ما ظنك باثنين الله ثالثهما وقيل: لما دخل الغار بعث الله حمامتين فباضتا في أسفله والعنكبوت فنسجت عليه فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: اللهم أعم أبصار هم: فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون قد أخذ الله أبصارهم عنه " سكينه " ما ألقي في قلبه من الامنة التي سكن عندها وعلم أنهم لا يصلون إليه، والجنود الملائكة يوم بدر والأحزاب وحنين (1).

قلت: سياق (2) الآية الكريمة بلسان بلاغتها تنطق بوجوه من الطعن في جلالة أبي بكر:

الأول: أن همه وحزنه وفزعه وانزعاجه وقلقه حين إذ هو مع النبي الكريم المأمور من تلقاء ربه الحفيظ الرقيب بالخروج والهجرة، والموعود من السماء علي لسان روح القدس الأمين بالتأييد والنصرة، مما يكشف عن ضعف يقينه وركاكة ايمانه جدا.

الثاني أن انزال الله سكينته عليه صلي الله عليه وآله فقط لا علي أبي بكر ولا عليهما جمعيا، مع كون أبي بكر أحوج إلي السكينة حينئذ لقلقه وحزنه علي أنه لم يكن

(1) الكشاف: 2 / 190 2) وفي " أآلهتنا " ساقة آية الكريمة

(١٣١)

صفحهمفاتيح البحث:

الكرم، الكرامة (1)

____________________

أهلا لذلك.

وتحامل احتمال أن يرجع الضمير في عليه علي أبي بكر كما تجشمه البيضاوي مع أن فيه خرق اتفاق المفسرين وشق عصاهم خلاف ما تتعاطاه قوانين العلوم اللسانية والفنون الأدبية، أليس ضمير " أيده " و" عليه " في الجملتين المطوفة والمعطوفة عليها يعودان إلي مفاد واحد، وضمير " وأيده " بجنود لم تروها " في الجملة المعطوفة للنبي صلي الله عليه وآله بلا امتراء، فكذلك ضمير عليه في الجملة المعطوف عليها، أعني " فأنزل الله سكينته عليه ".

الثالث: أن أسلوب " إذ يقول لصاحبه لا تحزن " في العبارة عن أبي بكر يضاهي أسلوب " يا صاحبي السجن (1) " في سورة يوسف " فقال لصاحبه وهو يحاوره (2) " في سورة الكهف، فلا تكونن عن ديدن القرآن الحكيم وهجيراه في رموزه وأسراره من الغافلين.

ثم اني أقول: يا سبحان الله ما أبعد البون وأبين البعد درجة أبي بكر في اليقين والثقة بالله ورسوله حين كان مع النبي في الغار، وبين درجة مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام ليلة المبيت علي فراش رسول الله صلي الله عليه وآله وحده، فاديا إياه بنفسه، باذلا مهجته في سبيل ربه ويقينه وثقته بالله، كجبل رأس لا تزلزله الرياح العواصف ولا تزعجه الرماح القواصف، وقد نزل فيه التنزيل الكريم " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد (3) ".

قال علامة علماء العامة وامام المتشككين منهم فخر الدين الرازي في التفسير الكبير: في سبب النزول روايات:

(١) سورة يوسف: ٣٩ 2) سورة الكهف: 34 3) سورة البقرة: 207

(١٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: سورة البقرة (1)، سورة الكهف (1)، سورة يوسف (1)

وجه تسمية عمر بالفاروق

الله صلي الله عليه وآله من

هؤلاء الثلاثة؟ قال إني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو تيم، قال، ثم جاء عمر، فقيل له: يا أبا حفص ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن الجنة تشتاق إلي ثلاثة وأنت الفاروق الذي ينطق الملك علي لسانك فلو سألت رسول الله ____________________

إحداها: أنها نزلت في الذين عذبوا في الله عمار وأبويه ياسر وسمية وبلال وصهيب وخباب.

والرواية الثانية: أنها نزلت في رجل أمر بمعروف ونهي عن منكر.

والرواية الثالثة: أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله تعالي عنه بات علي فراش رسول ل الله صلي الله عليه وآله ليلة خروجه إلي الغار يروي أنه لما نام علي فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجله وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ونزلت الآية انتهي كلامه (1).

وكذلك في تفسير العلامة الأعرج النيسابوري وفي سائر التفاسير.

قوله: فتعيرني بذلك بنو تيم عجبا يابن أبي قحافة جعلت مخافتك الانحطاط عن هذه الدرجة من حيث تعيير بني تيم إياك، لامن حيث ألم الحرمان عنها.

قوله: وأنت الفاروق يروون في وجه تسميتهم إياه فاروقا ما تستشم منه رائحة الموضوعية.

فلنذكر ما في تفسير البيضاوي في ذلك فعليه يدور كلامهم جميعا " ألم تر إلي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلي الطاغوت (2) " عن ابن عباس أن منافقا خاصم يهوديا، فدعاه اليهودي إلي النبي صلي الله عليه وآله، ودعاة المنافق إلي كعب بن الأشرف، ثم احتكما إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فحكم لليهودي فلم يرض المنافق وقال: تعال نتحاكم إلي عمر فقال اليهودي لعمر:

(١) التفسير الكبير: ٥ / ٢٠٤

وهو من المتفق عليه عند الخاصة والعامة.

٢) سورة النساء: ٦٠

(١٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سورة النساء (1)

____________________

قضي لي رسول الله فلم يرض بقضائه وخاصم إليك فقال عمر للمنافق: أكذلك؟

قال: نعم، فقال: مكانكما حتي أخرج اليكما، فدخل عمر فأخذ بسيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتي برد وقال، هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت وقال جبرئيل عليه السلام: ان عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق.

والطاغوت علي هذا كعب بن الأشرف، وفي معناه من يحكم بالباطل ويؤثر لأجله سمي بذلك لفرط طغيانه أو لتشبيه بالشيطان، أو لا ن التحكم إليه تحاكم إلي الشيطان من حيث أنه الحامل عليه كما قال " وقد امروا أن يكفروا وبه ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " وقرئ أن يكفروا بها علي أن الطاغوت جمع لقوله " أولياءهم الطاغوت يخرجونهم ".

" وإذ قيل لهم تعالوا إلي ما أنزل الله والي الرسول " وقرئ تعالوا بضم اللام علي أنه حذف لام الفعل اعتباطا، ثم ضم اللام لواو الضمير " رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " وهو مصدر أو اسم للمصدر الذي هو الصد، والفرق بينه وبين السد أنه غير محسوس والسد محسوس، ويصدون في موضع الحال.

فكيف يكون حالهم " إذا أصابتهم مصيبة " كقتل عمر المنافق أو النقمة من الله " بما قدمت أيديهم " من التحاكم إلي غيرك وعدم الرضا بحكمك " ثم جاؤوك " حين يصابون للاعتذار، عطف علي أصابتهم وقيل: علي يصدون وما بينهما اعتراض، " يحلفون بالله " حال " ان أردنا الا احسانا وتوفيقا " ما أردنا الا الفصل بالوجه الأحسن والتوفيق بين الخمصين

ولم نرد مخالفتك، وقيل: جاء أصحاب القتيل طالبين بدمه وقالوا: ما أردنا بالتحكم إلي عمر الا أن يحسن إلي صاحبنا ويوفق بينه خمصه انتهي (1).

قلت: يا قوم أليس ما قدمت أيديهم الذي جاءوا أصحاب القتيل للاعتذار عنه

(1) نقل القصة بتمامه الزمخشري في الكشاف مع تفاوت يسير: 1 / 536

(١٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الزمخشري (1)

____________________

وهو التحاكم إلي عمر باعترافكم هو التحاكم إلي الطاغوت الذي عليه المعاتبة في الآية الكريمة، وعنه اعتذروا أصحاب القتيل الطالبون بدمه بأنه انما أرادوا بذلك الاصلاح والتوفيق بين الخصمين، لا القضاء والحكم لمن له الحق علي خصمه، والعدول عن رسول الله بالتحاكم إليه حتي يستحق القتل ويكون دمه هدرا.

فكيف يستقيم قولكم؟ والطاغوت علي هذا كعب بن الأشرف بل المستبين علي هذا أن يكون الطاغوت ها هنا هو عمر أو عمرو كعب بن الأشرف جميعا.

وبالجملة كل من يراد أن يتحاكم إليه لا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فليس يصح لكم في التوجيه الا أن تقولوا سمي عمر بذلك (كما سمي به كعب بن الأشرف علي المجاز المرسل) لان التحاكم إليه كان تحاكما إلي الطاغوت، أي الشيطان، لان الشيطان كان الحامل عليه، أو لما كان فيه من الفظاظة والغلظة فسمي ذلك " طغيانا " والفظ الغليظ " طاغوتا " وإذا كان الطاغوت جمعا كما قلتم وهو الصواب لقوله سبحانه " أوليائهم الطاغوت " فلا يصح حمله علي كعب بن الأشرف فقط.

فاذن ما أسندتموه إلي جبرئيل عليه السلام من القول وجعلتموه سببا لتسميتكم عمر ب " الفاروق " غير مناسب لمشرع المقام ومنهل البلاغة.

ثم أقول: قد روي مفسر وكم ومحدثو كم أن قوله سبحانه وتعالي " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا

خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم (1) " نزل في عمر فحديث التهوك في ذلك مستفيض مشهور متلون المتن متشعب الطريق في أصولكم الصحاح وشرحه شراح الحديث من علمائكم.

قال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلي الله عليه وآله قال له عمر: انا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفتري أن نكتب بعضها فقال: أمتهو كون أنتم؟ كما تهوكت اليهود

(١) سورة البقرة: ٢٠٨ - 209

(١٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: سورة البقرة (1)

.____________________

والنصاري، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسي حيا ما وسعه الا اتباعي. تهوك وتهور أخوان في معني وقع في الامر بغير روية، قال الأصمعي: المتهوك الذي يقع في كل أمر وأنشد الكسائي:

رآني امروءا لا هذرة متهوكا ولا واهنا شراب ماء المظالم وقيل: التهوك والتهفك: الاضطراب في القول وأن لا يكون علي استقامة، الضمير في بها للملة الحنفية. انتهي كلام الفايق (1).

وقال ابن الأثير في النهاية: في الحديث أنه صلي الله عليه وآله قال لعمر في كلام: أمتهو كون أنتم كما تهوكت اليهود والنصاري لقد جئت بها بيضاء نقية، التهوك كالتهور وهو الوقوع في الامر بغير رؤية، والمتهوك الذي يقع في كل أمر وقيل: هو المتحير، وفي حديث آخر أن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب فغضب وقال:

أمتهو كون فيها يابن الخطاب. انتهي ما في النهاية (2).

وأيضا اعتراض عمر علي النبي صلي الله عليه وآله يوم الحديبية وشكه في الامر وقوله:

ما شككت في ديني منذ أسلمت الا يومي هذا (3). من الصحيح الثابت في صحاحكم الستة، وكذلك خطأه في كثير من أقضيته وأحكامه في زمن خلافته، فهو ليس يستحق اسم الفاروق.

بل أن الصديق الأكبر

والفاروق الأعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي هو ديان هذه الأمة بعد نبيها، أي قاضيها، ورباني هذه الأمة، وذو قرنيها، وباب حطة هذه الأمة، وأقضي الناس في هذه الأمة، ومثله في الناس كمثل قل هو الله أحد في القرآن، وهو مع الحق والحق معه يدور معه حيث ما دار، وقد صح وثبت

(1) الفائق: 4 / 116 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 282 3) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1411 والسيد بن طاوس في الطرائف: 441

(١٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن الأثير (1)

من هؤلاء الثلاثة؟ فقال اني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو عدي ثم جاء علي عليه السلام فقيل له: يا أبا الحسن ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن الجنة مشتاق إلي ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة؟ فقال أسأله ان كنت منهم حمدت الله وان لم أكن منهم حمدت الله، قال، فقال علي عليه السلام يا رسول الله انك قلت إن الجنة لتشتاق إلي ثلاثة فمن هؤلاء الثلاثة؟ قال: أنت منهم وأنت أولهم، وسلمان الفارسي فإنه قليل الكبر وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك، وعمار بن ياسر شهد معك مشاهد غير واحدة ليس منها الا وهو فيها، كثير خيره، ضوي نوره، عظيم أجره.

____________________

واستبان واستفاض جميع ذلك في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله برواية أثبته الثقاة عند العامة والخاصة (1)، وسيان في الاعتراف بذلك كله والعدو والولي واللاج الجدلي والمتقن المبتغي لسواء السبيل فليتبصر.

قوله: فتعيرني بذلك بنوا عدي اقتدي بأبي بكر في مخافة التعيير وعدم الاكتراث للانحطاط عن هذه الدرجة.

قوله صلي الله عليه وآله: أنت منهم

وأنت أولهم وفي المشكاة وصحيح الترمذي وغيرهما من صحاح العامة وأصولهم عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: الجنة تشتاق إلي ثلاثة علي وعمار وسلمان (2).

قوله: ضوي نوره بتشديد الياء، وأصله ضوئ بالهمزة علي فعيل للمبالغة من الضوء والضياء، قلبت الهمزة ياءا وأدغمت الياء، في الياء كما تقلب وتدغم همزة الملي بمعني الغني المقتدر علي فعيل من الملاءة، فيقال: ملي بتشديد الياء.

وفي بعض النسخ " وضئ " بتقديم الواو علي الضاد اما نقلا مكانيا فيكون أيضا

(١) روي جميع ذلك عن طرق مختلفة في إحقاق الحق المجلد الرابع إلي السابع فراجع.

٢) رواه الحاكم في المستدرك: ٣ / ١٣٧ وابن الأثير في أسد الغابة: ٢ / ٣٣٠ والذهبي في ميزان الاعتدال: ١ / 116 وابن حجر في الصواعق المحرقة: 75

(١٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، عمار بن ياسر (1)، الشهادة (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن الأثير (1)

59 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد، قال حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري والعمركي بن علي البوفكي النيسابوري، عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي وعمار يعملون مسجدا فمر عثمان في بزة له يخطر فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أرجز به فقال عمار:

____________________

فعيلا من الضوء، واما علي أنه فعيل من الوضاءة وهي الحسن والبهجة والبهاء والنضرة.

وفي

النهاية الأثيرية: الوضاءة الحسن والبهجة، يقال وضأت فهي وضيئة، وهي أوضأ منك، أي أحسن (1).

وفي المغرب: الوضئ الحسن النظيف، وقد وضأ وضاءة وتوضأ وضوءا حسنا بوضوء طاهر، بالضم المصدر، وبالفتح الماء الذي يتوضأ به، والميضأة والميضاءة علي مفعلة ومفعالة المطهرة التي يتوضأ فيها أو منها.

قوله رحمه الله: حمدان بن سليمان النيسابوري والعمركي بن علي البوفكي السند جليل جدا، وعالي الاسناد في الطبقة الثانية، وصحي بيونس بن عبد الرحمن عن رجل، وإن كان المرسل عن رجل هو علي بن عقبة، لا يونس بن عبد الرحمن فليعلم.

قوله عليه السلام: فمر عثمان في بزة له يخطر بكسر الموحدة وتشديد الزاء، أي في ثوب تجمل، يقال: خرجوا وعليهم الخزوز والبزوز أي الثياب الجياد قاله في الأساس (2).

وقال في المغرب: البزة بالهاء وكسر الباء الهيئة من قولهم رجل حسن البزة

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 195 2) أساس البلاغة: 38

(١٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله الحجال (1)، العمركي بن علي (1)، محمد بن عيسي (1)، علي بن عقبة (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، إبن الأثير (1)

لا يستوي من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا ومن تراه عاندا معاندا * عن العباد لا يزال حائدا ____________________

وقيل: هي الثياب والسلاح.

وفي القاموس: البز الثياب، أو متاع البيت من الثياب ونحوها، وبايعه البزاز وحرفته البزازة والسلاح كالبزة بالكسر (1).

و" يخطر " بفتح ياء المضارعة وكسر الطاء المهملة بعد الخاء المعجمة، أي يهتز ويرفع يديه في مشيته، وناقة خطارة تحرك ذنبها إذا نشطت في السير قاله في الأساس والقاموس وغيرهما (2).

وفي

الصحاح: خطران الرجل اهتزازه في المشي وتبختره، وخطر الرمح يخطر اهتز، ورمح خطار ذو اهتزاز، ويقال: خطران الرمح ارتفاعه وانخفاضه (3).

قوله رضي الله تعالي عنه: يظل فيها راكعا وساجدا ظل يفعل كذا يظل بالكسر في الماضي والفتح في المضارع من باب علم.

قال في القاموس: ظل نهاره يفعل كذا وليله سمع في الشعر يظل بالفتح ظلا وظلولا وظللت بالكسر وظلت كلست وظلت كملت، وأصله ظللت (4).

وفي الصحاح: ومنه قوله تعالي " فظلتم تفكهون " يكسر ويفتح وأصله وظللتم تفكهون، فهو من شواذ التخفيف ومنه قولهم: مست الشئ يحذفون منه السين الأولي ويحولون كسرتها إلي الميم، ومنهم من يذر الميم علي حالها مفتوحة (5).

(١) القاموس: ٢ / ١٦٦ ٢) أساس البلاغة: ١٦٨ والقاموس: ٢ / ٢٢ ٣) الصحاح: ٢ / ٦٤٨ ٤) القاموس: ٤ / ١٠ ٥) الصحاح: ٥ / 1756

(١٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الظل، التظليل، الظلالة (1)، السجود (1)

قال، فأتي النبي صلي الله عليه وآله فقال ما أسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا! فقال رسول الله صلي الله عليه وآله أفتحب أن تقال؟ فنزلت آيتان " ينمون عليك أن أسلموا " الآية، ثم قال النبي صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: اكتب هذا في صاحبك: ثم قال النبي صلي الله عليه وآله: اكتب هذه الآية: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله.

60 - جعفر بن معروف، قال حدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أبيه، عن صالح الحذاء، قال لما أمر النبي صلي الله عليه وآله ببناء المسجد قسم عليهم المواضع وضم إلي كل رجل رجلا، فضم عمارا إلي علي عليه السلام قال فبينا هم في علاج البناء إذ خرج عثمان من داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وعرض بوجهه، قال،

فقال علي عليه السلام لعمار إذا قلت شيئا فرد علي قال، فقال علي عليه السلام:

لا يستوي من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا كمن يري عن الطريق عائدا.

____________________

قوله صلي الله عليه وآله: أفتحب أن تقال أي أن تذكر عند الناس بهذه المقالة وينسب إليك هذا القول، أو أن تكون مكتوبا عند الله بها وتكتبها الكتبة عليك وتثبتها في صحيفة عملك.

قوله صلي الله عليه وآله: اكتب هذا في صاحبك أي في عمار، وهذا إشارة إلي ما أمر بكتبته وهو " انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله (1) " أوفي عثمان فيكون هذا إشارة إلي " يمنون عليك أن أسلموا (2) " والمعني: اكتب يمنون عليك أن أسلموا في عثمان وانما المؤمنون الذين آمنوا في عمار.

قوله عليه السلام: فتمنع بثوبه أي تأبه وتعزز، وتفعلا من المنعة بالتحريك، أو بالتسكين أيضا بمعني العز،

(١) سورة الحجرات: ١٥ 2) سورة الحجرات: 17

(١٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الحسن بن علي (1)، صالح الحذاء (1)، جعفر بن معروف (1)، الظل، التظليل، الظلالة (1)، السجود (2)، سورة الحجرات (2)

قال: فأجابه عمار كما قال: فغضب عثمان من ذلك فلم يستطيع أن يقول لعلي شيئا. فقال لعمار يا عبد يا لكع! ومضي. فقال علي عليه السلام لعمار رضيت بما قال لك، ألا تأتي النبي صلي الله عليه وآله فتخبره، قال، فأتاه فأخبره، فقال يا نبي الله ان عثمان قال لي يا عبد يا لكع، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله من يعلم ذلك؟ فقال علي. فدعاه وسأله، قال، فقال له كما قال عمار، فقال لعلي

عليه السلام فقال له حيث ما كان يا عبد يا لكع أنت القائل لعمار يا عبد يا لكع، فذهب علي عليه السلام فقال له ذلك ثم انصرف.

61 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن حسين بن أبي حمزة، عن أبيه أبي حمزة، قال والله اني لعلي ظهر بعيري بالبقيع إذ جاءني رسول فقال: أجب يا أبا حمزة، فجئت وأبو عبد الله عليه السلام جالس، فقال اني لأستريح إذا رأيتك، ثم قال: إن أقواما يزعمون أن عليا عليه السلام ____________________

و" عرض بوجهه " بالتشديد، أي أعرض علي التفعيل بمعني الافعال، وفي بعض النسخ " أعرض ".

قوله عليه السلام: فقال لعمار: يا عبد يا لكع في الصحاح: رجل لكع أي لئيم، ويقال: هو العبد الذليل النفس، وامرأة لكاع مثل قطام، تقول في النداء: يا لكع للاثنين يا ذوي لكع (1).

قوله رحمه الله تعالي: جعفر بن معروف قال: حدثني السند صحيح نقي، ومحمد بن الحسن هو ابن أبي الخطاب، وجعفر بن بشير هو قفة العلم، وحسين بن أبي حمزة هو ابن أبي حمزة الثمالي، عن أبيه أبي حمزة ثابت بن دينار أبي صفية.

قوله عليه السلام: ان أقواما يزعمون يعني عليه السلام بهم الزيدية المشرطين في الإمامة الخروج بالسيف.

(١) الصحاح: ٣ / 1280

(١٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مقبرة بقيع الغرقد (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن الحسن (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (1)

لم يكن إماما حتي شهر سيفه، خاب إذا عمار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة، وقد خرج يومئذ

صائما بين الفئتين بأسهم فرماها قربي يتقرب بها إلي الله تعالي حتي قتل، يعني عمارا.

____________________

قوله عليه السلام: حتي شهر سيفه في الصحاح وغيره: شهر سيفه يشهره شهرا: أي سله (1).

وفي المغرب: أشهره بمعني شهره غير ثبت.

قوله عليه السلام: خاب اذن عمار خزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة وكذلك أبو ذر وسلمان والمقداد وحذيفة وغيرهم من السابقين، إذ كان علي عليه السلام امامهم حين إذ لم يشهر سيفه.

قوله عليه السلام: وقد خرج يومئذ صائما بين الفئتين بأسهم أي قائما واقفا ثابتا للقتال، من الصوم بمعني القيام والوقوف يقال: صام الفرس صوما أي قام غير اعتلاف، وصام النهار صوما إذا قام قائم الظهيرة واعتدل، والصوم ركود الريح، ومصام الفرس ومصامته موقفه.

والصوم أيضا الثبات والدوام والسكون والسكوت وماء صائم ودائم وقائم وساكن بمعني.

والباء في بأسهم للملابسة والمصاحبة. أو خرج بين الفئتين وكان صائما من الصوم المصطلح بمعني الصيام الشرعي، والباء أيضا للملابسة.

أو من الصوم بمعني البيعة، أي خرج مبايعا علي بذل المهجة في سبيل الله، أو خرج بين صفي الفئتين راميا بأسهم، من قولهم صام النعام أي رمي بذرقه وهو صومه، فالباء أيضا للصلة أو للدعامة، فقد جاء الصوم بهذه المعاني كلها في الصحاح وأساس البلاغة والمعرب والمغرب والقاموس والنهاية (2).

(١) الصحاح: ٢ / 705 2) أساس البلاغة: 365 ونهاية ابن الأثير: 3 / 61

(١٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: خزيمة بن ثابت (1)، إبن الأثير (1)

62 - ومن طريق العامة: خلف بن محمد الملقب بمنان الكشي، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن سلمة، عن مجاهد، قال رآهم وهم يحملون حجارة المسجد فقال رسول الله صلي الله عليه وآله مالهم ولعمار يدعوهم إلي الجنة ويدعونه

إلي النار، وذاك دار الأشقياء الفجار.

63 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد بن حميد، قال حدثنا هاشم بن القاسم، قال حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال سمعت قيس بن أبي حازم، قال، قال عمار بن ياسر: ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم.

64 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد بن حميد قال أخبرنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن حبيب، عن أبي البختري، قال: أتي عمار يومئذ بلبن، فضحك، ____________________

قوله: رآهم يعني رآهم رسول الله صلي الله عليه وآله وهم يحملون حجارة المسجد فأعجبه اهتراز عمار واخلاصه في العمل، فكأنه صلي الله عليه وآله استذكر ما كان يعلمه بالوحي من أمر الخلافة بعده وما يصيب عمارا في قتال الفئة الباغية فاستحضر الحال فقال: مالهم ولعمار يدعوهم إلي الجنة ويدعونه إلي النار، يعني بهم الفئة الباغية من القاسطين.

قوله رحمه الله تعالي: عن حبيب قال أبو عبد الله الذهبي من علماء العامة في ميزان الاعتدال: حبيب بن أبي ثابت من ثقاة التابعين.

وقال في مختصرة في الرجال: حبيب بن أبي ثابت الأسدي عن ابن عباس وزيد بن أرقم، وعنه شعبة وسفيان وأمم، كان ثقة مجتهدا فقيها مات 119.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي البختري اسمه سعيد بن فيروز علي الأشهر، ذكره البرقي في أصحاب علي عليه السلام من

(١٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ أبو نعيم (2)، إسماعيل بن أبي خالد (1)، هاشم بن القاسم (1)، عمار بن ياسر (1)، محمد بن حميد (1)، خلف بن محمد (3)، السجود (1)

ثم قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وآله آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن حتي تموت.

____________________

اليمن

(1) ونقله عنه في الخلاصة (2).

وقال الشيخ في كتاب الرجال في باب السين المهملة من أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: سعد بن عمران ويقال سعد بن فيروز كوفي مولي، كان خرج يوم الجماجم مع ابن الأشعث يكني أبا البختري (3).

وقال أبو عبد الله الذهبي: أبو البختري بفتح الموحدة والمثناة من فوق بينهما معجمة ساكنة سعيد بن فيروز الطائي مولاهم الكوفي، قال: حبيب بن أبي ثابت كان أعلمنا وأفهمنا توفي 83.

قوله صلي الله عليه وآله: مذقة من لبن الميم فيها أصلية من جوهر الكلمة مضمومة أو مفتوحة، علي فعلة بالضم أو علي فعلة بالفتح، من المذق بمعني الخلط والمزج واللبن الممذوق هو الممزوج المخلوط بالماء، والممذوق ممتزج المختلط.

قال في الفائق: المذقة الشربة من اللبن الممذوق وقال: أمذقه اللبن اختلط بالماء، ومنه رجل الممذق المتزج المختلط.

وقال في أساس البلاغة: مذق اللبن بالماء يمذقه ومذق الشراب مزجه فأكثر ماءه ولبن مذيق وسقاني مذقا ومذقة قال أعرابي:

أذا ما أصبنا كل يوم مذيقة * وخمس تميرات صغار خوانز فنحن ملوك الأرض خصبا ونعمة * ونحن اسود الغيل عند الهزاهز

(1) رجال البرقي: 7 ط جامعة طهران 2) الخلاصة: 194 والظاهر منها التعدد بين أبي البختري وسعيد بن فيروز 3) رجال الشيخ: 43 4) الفائق: 3 / 354 وفيه: أمذقر اللبن: اختلط بالماء، ومنه رجل ممذقر: مخلوط النسب

(١٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)، مدينة طهران (1)، سعيد بن فيروز (1)

وفي خبر آخر: أنه قال له: آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن.

65 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن أبي قيس الأودي،

عن الهزيل، قال للنبي صلي الله عليه وآله ان عمارا سقط عليه جدار ____________________

ومن المجاز: فلان يمذق الود ووده ممذوق وهو ممذوق الود (1).

وفي النهاية الأثيرية: المذق المزج والخلط، يقال، مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء والمذقة الشربة من اللبن الممذوق انتهي (2).

وفي القاصرين من يحسب الميم زائدة، والصيغة مأخوذة من ذاق الشئ يذوقه ذوقا ومذاقا، وذلك حسبان فاسد فساده غير خاف علي المتمهر.

قوله صلي الله عليه وآله: في خبر آخر ضياح من لبن بفتح الضاد المعجمة والياء المثناة من تحت واهمال الحاء بعد الألف، وهو اللبن الرقيق الممزوج، وكذلك الضيح بالفتح، وضيحت اللبن تضييحا وضوحته تضويحا مزجته بالماء حتي صار ضيحا وضياحا، وضيحت فلانا وضوحه سقيته الضيح والضياح.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي قيس الأودي عن الهزيل:

بضم الهاء وفتح الزاء علي تصغير الهزل.

قال الذهبي في مختصره: عبد الرحمن بن ثروان أبو قيس الأودي عن شريح وسويد بن غفلة وعنه صفوان وشعبة ثقة توفي 125.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هزيل هو هزيل بن شرحبيل الأودي الكوفي سمع عبد الله بن مسعود، روي عنه أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان وطلحة بن مصرف وغيرهما، هزيل بضم الهاء وفتح الزاء. وشرحبيل بضم الشين المعجمة

(1) أساس البلاغة: 586 2) نهاية ابن الأثير: 4 / 311

(١٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، خلف بن محمد (1)، إبن الأثير (1)

فمات، فقال إن عمارا لن يموت.

66 - خلف، قال حدثنا فتح بن عمرو الوارق، قال حدثنا يحيي بن آدم، قال حدثنا إسرائيل وسفيان، عن أبي إسحاق، ____________________

وفتح الراء. وثروان بفتح الثاء المثلثة وبالنون ومصرف بضم الميم وفتح الصاد المهملة

وتشديد الراء المكسورة.

وفي القاموس: هزيل كزبير ابن شرحبيل تابعي (1).

قوله صلي الله عليه وآله: ان عمارا لن يموت يعني عمارا لا يموت بل يقتل في سبيل الله تقتله الفئة الباغية، أو أنه لن يموت أبدا لقوله سبحانه " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله " (2).

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثنا إسرائيل في مختصر الذهبي وفي ميزان الاعتدال: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أحد الاعلام، عن جده وزياد بن علاقة وآدم بن علي، وعنه يحيي بن آدم ومحمد بن كثير وأمم، قال: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ سورة من القرآن، وقال أحمد بن حنبل: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق توفي 162.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي إسحاق هذا هو أبو إسحاق السبيعي اسمه عمرو بن عبد الله يروي عنه سفيان.

قال الكرماني في شرح صحيح البخاري: عمرو بن عبد الله بفتح المهملة الكوفي (3).

(1) القاموس: 4 / 69 2) سورة آل عمران: 169 3) شرح صحيح البخاري للكرماني: 25 / 184

(١٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: يحيي بن آدم (1)، الموت (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، سورة آل عمران (1)

عن هاني بن هاني، قال: قال علي عليه السلام استأذن عمار النبي صلي الله عليه وآله فعرف صوته ____________________

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي رأي عليا وابن عباس وأسامة بن زيد وابن عمر، وسمع برآء بن عازب وزيد بن أرقم، روي عنه منصور والأعمش وشعبة والثوري، وهو تابعي مشهور كثير الرواية، ولد لستين من خلافة عثمان ومات سنة تسع وعشرين

ومائة وقيل: سنة سبع وعشرين، السبيعي بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة وبالعين المهملة.

وفي القاموس: السبيع كامير ابن سبع أبو بطن من همدان، منهم الإمام أبو إسحاق عمرو بن عبد الله محلة بالكوفة منسوبة إليهم أيضا (1).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال قال في باب الكني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو إسحاق الهمداني (2).

وفي باب الكني من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: أبو إسحاق الهمداني، أبو إسحاق السبيعي (3).

قلت: والظاهر المستبين أنهما واحد.

وفي باب العين من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال:

عمر بن عبد الله بن علي أبو إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي (4).

قلت: ولعل اسقاط الواو من عمرو من تلقاء الناسخين لامن تلقاء الناسخين لامن قلم الشيخ.

قوله رحمه الله تعالي: عن هاني بن هاني عده البرقي من أصحاب أمير المؤمنين من اليمن (5).

(1) القاموس: 3 / 36 2 رجال الشيخ: 64 3) المصدر: 71 4) المصدر: 246 وفيه عمرو بن عبد الله الخ 5) رجال البرقي: 7

(١٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمرو بن عبد الله (1)

____________________

وكذلك ذكره الشيخ في كتاب الرجال قال في باب الهاء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: هاني بن هاني الهمداني كان يروي أبو إسحاق عنه (1). يعني به أبا إسحاق السبيعي (2).

وقال الحسن بن داود في كتابه: وبخط الشيخ المرادي كان أبو إسحاق يروي عنه (3).

وربما ينقل ايراده في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام، ولست أجده هناك في نسخ عتيقة مصححة.

قال الذهبي في مختصره: هاني

بن هاني عن علي، وعنه أبو إسحاق، قال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هاني بن نيار هو أبو بردة هاني بن نيار وقيل: هاني بن عمرو نيار وقيل: اسمه الحارث بن عمرو، وقيل: مالك بن هبيرة، والأول أشهر ما قيل فيه فهو هاني بن نيار بن عمرو بن كلاب بن غنم بن هبيرة بن هاني البلوي (4)، وفي نسبه خلاف، حليف بني حارثة بن خزرج من الأنصار، كان عقبيا شهد العقبة الثانية مع السبعين وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد وهو خال البراء بن عازب، ولا عقب له مات في أول زمن معاوية بعد شهوده مع علي حروبه كلها، روي عنه البراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن أبي بكر بن أبي الجهم.

بردة بضم الباء الموحدة وسكون الراء، وهاني بكسر النون وبعدها همزة، ونيار بكسر النون وتخفيف الياء بعدها تحتها نقطتان وبالراء انتهي كلام جامع الأصول.

(١) رجال الشيخ: ٦٢ وفيه المرادي مكان الهمداني ٢) رد علي من زعم أنه أبو إسحاق النحوي ثعلبة بن ميمون ٣) رجال ابن داود: ٣٦٦ 4) قال في القاموس: البلي قبيلة وهو بلوي " منه " 4 / 305

(١٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)، أبو إسحاق النحوي (1)، ثعلبة بن ميمون (1)

فقال: مرحبا ائذنوا للطيب ابن الطيب.

67 - خلف، قال حدثنا حاتم بن نصير، قال حدثنا حاتم بن يونس، عن أبي بكر، قال حدثنا أبو إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي عليه السلام قال استأذن عمار علي النبي صلي الله عليه وآله فقال من هذا؟ قال عمار قال: مرحبا بالطيب المطيب.

68 - خلف قال حدثنا حاتم، قال سمعت أحمد بن يونس،

قال سمعت أبا بكر بن عياش، في قوله عز وجل " أمن هو قانت آناء الليل (قال ساعات الليل) ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه (قال: عمار) هل يستوي الذين يعلمون (قال:

عمار) والذين لا يعلمون " مواليه بنو المغيرة.

69 - خلف، قال حدثنا حاتم، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا شعبة، قال ____________________

قلت: يستبين من ذلك أن هاني بن هاني هو أبو بردة هاني بن نيار.

وذكره الشيخ في أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله (1).

ويسار في اسم أبيه بالمهملة بعد المثناة من تحت علي ما في نسخ عديدة من كتاب الرجال تصحيف، وجده الأقدم هاني فنسب إليه فقيل هاني بن هاني فاعلم فلا تكونن من الغافلين.

وقال الشيخ في باب الكني: أبو بردة الأزدي (2).

وفي مختصر الذهبي: أبو بردة بن نيار البلوي هاني، ويقال الحارث، وقيل:

مالك، من كبار الصحابة، روي عنه براء وجابر، مات عام الجماعة.

قوله صلي الله عليه وآله: مرحبا ائذنوا للطيب بن الطيب وفي المشكاة عن علي عليه السلام قال: استأذن عمار علي النبي صلي الله عليه وآله فقال: ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب رواه الترمذي (3).

(1) رجال الشيخ: 31 وفيه هاني بن يسار أبو بردة.

2) المصدر: 63 3) رواه ابن الأثير عن الترمذي في جامع الأصول: 10 / 28

(١٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أحمد بن يونس (1)، عمرو بن مرزوق (1)، إبن الأثير (1)، هاني بن يسار (1)

حدثنا سلمة بن كهيل، قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن ابن زيد، عن الأشتر، قال كان بين عمار وخالد بن

الوليد كلام فشكي خالد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال إنه من يعادي عمارا يعاديه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن سبه سبه الله. قال سلمة: هذا أو نحوه.

70 - خلف، قال حدثنا أبو حاتم، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا الليث بن سعد، عن عمر مولي غفرة، قال: حبس عمار فيمن حبس وعذب، قال ____________________

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثنا سلمة بن كهيل أورده البرقي في خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر (1)، وذكره الشيخ في أصحابه عليه السلام، وفي أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهما السلام، وقال: سلمة بن كهيل بن الحصين أبو يحيي الحضرمي الكوفي تابعي (2).

وسيرد ذكره في الكتاب في عداد البترية.

قال الذهبي في مختصره: سلمة بن كهيل أبو يحيي الحضرمي من علماء الكوفة رأي زيد بن أرقم، وعنه سفيان وشعبة، ثقة له مائتا حديث خمسون حديثا.

قوله: فشكي خالد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وفي المشكاة عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فرفع النبي صلي الله عليه وآله رأسه، وقال: من عادا عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله.

قوله: قال: حدثنا الليث بن سعد عن عمرو مولي غفرة في مختصر الذهبي: الليث بن سعد أبو الحارث الامام ثبت من نظراء مالك وفيه عمر بن عبد الله مولي غفرة يقال: أدرك ابن عباس وسمع أنسا، وثقه ابن سعد، وضعفه النسائي.

(1) رجال البرقي: 4 2) رجال الشيخ: 43 و 91 و 124 و 211 علي ترتيب المتن.

(١٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله

عليه وآله (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، خالد بن الوليد (1)، أحمد بن يونس (1)، سلمة بن كهيل (1)، البغض (1)

فانفلت فيمن انفلت من الناس فقدم علي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: أفلح أبو اليقظان!

قال ما أفلح ولا أنجح لفتنة لانهم لا يزالون يعذبونه حتي نال منك، ____________________

قوله: فانفلت فيمن انفلت قال في المغرب: الانفلات خروج الشئ فلتة أي بغتة، وكذا الافلات والتفلت، ومنه الدابة إذا فلتت من المشرك وليس لها سائق ولا قائد: أي خرجت من يده ونفرت، وروي انفلتت وأجبر القصار إذا انفلتت منه المدقة أي خرجت من يده.

قوله رضي الله تعالي عنه: ما أفلح ولا أنجح لفتنته الفلح محركة الفلاح والفوز والنجاة والبقاء في الخير، والنجاح بالفتح والنجح بالضم الفوز والظفر بالشئ، وأفلح فلان وانجح صار ذا فلاح وذا نجح.

يعني فتنة التي ألمت به وفدحته من تعذيب المشركين إياه فوق الطاقة حجزته وأبعدته عن أن يفلح وينجح.

وفي بعض النسخ " لنفسه " (1) مكان لفتنته، أي لم يدخل في فلاح ونجاح لنفسه بما أصابته من داهية تعذيب المشركين إياه للاتيان بكلمة الكفر.

قوله رضي الله تعالي عنه: لانهم لا يزالون يعذبونه حتي نال منك من النيل فإنه إذا استعمل بمن كان بمعني الاضرار والشتم، أي حتي وقع فيك وعابك وسبك.

قال في المغرب، ونال من عدوه أضربه ومنه قوله تعالي " لا ينالون من عدو نيلا " (2) وباسم الفاعلة منه سميت نايله بنت الفرافصة الكلبية، تزوجها عثمان علي نسائه وهي نصرانية.

(1) كما في المطبوع من الرجال 2) سورة التوبة: 120

(١٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو اليقظان (1)، سورة البراءة (1)

قال إن سألوا

من ذاك فزد.

____________________

وفي الأساس: نال من عدوه ونيل فلان قتل (1).

وفي القاموس: ونال من عرضه سبه (2).

ومن هناك قال في الفائق في و- ذ: بينا هو يخطب ذات يوم - يعني عثمان - فقام رجل فنال منه، فوذأه ابن سلام فاتذأ فقال له رجل: لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته، وذاءه: زجره، واتذأ مطاوعه. كان يشبه عثمان برجل من أهل مصر اسمه نعثل لطول لحيته. وقيل: من أهل أصبهان، والنعثل الضبعان والشيخ الأحمق (3).

وفي المغرب: نعثل اسم رجل من مصر أو من أصبهان كان طويل اللحية فكان عثمان إذا نيل منه شبه بذلك الرجل لطول لحيته.

وقال ابن الأثير في النهاية: كان أعداء عثمان يسمونه نعثلا تشبيها برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل، وقيل: النعثل الأحمق، وذكر الضباع، ومنه حديث عائشة اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا تعني عثمان، وهذا كان منها لما غاضبته وذهبت إلي مكة انتهي كلامه (4).

قوله صلي الله عليه وآله: ان سألوا من ذاك فزد وفي نسخة من ذلك فزدهم. يعني لا عليك مما صدر منك من غير اختيارك من شئ أصلا، فان لحمك ودمك مسوط بالايقان، وصدرك وقلبك منشرح بالايمان، فان عادوا إلي تعذيبك وسألوك شيئا من ذاك وعذبوك في ذلك فزدهم منه ولا تبال، فنكال ذلك ووباله عليهم لا عليك، وانما أنت مفلح بايمانك منجح بايقانك، فيا طوبي

(1) أساس البلاغة: 662 2) القاموس: 4 / 62 3) الفائق: 4 / 52 4) نهاية ابن الأثير: 5 / 80

(١٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

71 - خلف، قال حدثنا الفتح بن عمرو الوراق، قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب: قال أخبرني أسود بن

مسعدة، عن حنظلة بن خويلد العنزي، قال: اني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول.

____________________

لعمار قال له النبي الكريم: أفلح أبو اليقظان ونزل فيه التنزيل الحكيم " وقلبه مطمئن بالايمان " (1).

قال في الكشاف: روي أن ناسا من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الاسلام بعد دخولهم فيه، وكان فيهم من أكره فاجري كلمة الكفر علي لسانه وهو معتقد للايمان منهم عمار وأبواه ياسر وسمية وصهيب وبلال وخباب وسالم عذبوا، فأما سمية فقد ربطت بين بعيرين ووجأ في قبلها بحربة وقالوا انك أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل ياسر وهما أول قتيلين في الاسلام، وأما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فقيل: يا رسول الله ان عمارا كفر؟ فقال: كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلي قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه، فأتي عمار رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يبكي فجعل رسول الله صلي الله عليه وآله يمسح عينيه فقال: مالك ان عادوا فعد بما قلت انتهي ما في الكشاف (2).

قوله: أخبرنا العوام بن حوشب في مختصر الذهبي: العوام بن حوشب الواسطي أحد الاعلام، عن إبراهيم ومجاهد، وعنه شعبه ويزيد بن هارون وخلق وثقوه، له نحو مأتي حديث توفي 148 قوله: العنزي (3) في جامع الأصول: العزي بفتح العين وفتح النون وبالزاء منسوب إلي عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، واسم عنزة عامر النعزي مثل الذي قبله الا أن نونه ساكنة منسوب إلي عنز بن وائل بن قاسط، وقد تقدم باقي النسب في العجلي.

(١) سورة النحل: ١٠٦ 2) الكشاف: 2 / 430 3) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: العنبري

(١٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: أسود بن مسعدة

(1)، سورة النحل (1)، الشهادة (1)

كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو:

____________________

قوله: فقال عبد الله بن عمرو في جامع الأصول: هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد عبد الله بن عمرو ابن العاص بن وائل بن هاشم سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ابن لوي السهمي القرشي، أسلم قبل أبيه وكان أبوه أكبر منه بثلاث عشرة سنة، وقيل: باثنتي عشرة سنة، وكان عابدا عالما حافظا، قرأ الكتب واستأذن النبي صلي الله عليه وآله في أن يكتب حديثه فأذن له.

وقد اختلف في وفاته وقيل: مات في ليالي الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة ثلاث وسبعين وقيل: مات بفلسطين سنة خمس وستين، وقيل:

مات بمكة سنة خمس وستين وهو ابن اثنين وسبعين سنة، وقيل: مات بالطائف سنة خمس وخمسين، وقيل: مات بمصر سنة خمس وستين.

سعيد بضم السين وفتح العين وسكون الياء وهصيص بضم الهاء وفتح الصاد المهملة الأولي وسكون الياء.

روي عنه مسروق وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة ابن الزبير، وحميد بن عبد الرحمن، وخلق كثير سواهم انتهي كلام جامع الأصول.

وهو في المشهور من العبادلة.

قال في المغرب: العبادلة الثلاثة ابن مسعود وابن عباس وابن عمر. هذا رأي الفقهاء وأما في عرف المحدثين فالعبادلة أربعة ابن عمر وابن عباس وابن عمرو وابن الزبير، ولم يذكر فيهم ابن مسعود، لأنه من كبار الصحابة. وعن طاوس في الاقعاء رأيت العبادلة يفعلون ذلك عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير، وهي اما جمع عبدل في معني عبد كزيدل في زيد، أو اسم جمع غير مبني علي واحده.

وقال في القاموس: عبدل بن حنظلة المعروف بالنهاس كان شريفا ومزيد

(1)

(1) فمزيد كمحمد اسم رجل ومحارب اسم قبيلة من فهر قاله في الصحاح " منه " 1 / 109 و 477

(١٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عمرو (1)، القتل (1)

ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول تقتله الفئة الباغية، فقال معاوية ألا تغني عنا مخبرتك يابن عمرو فما بالك معنا؟ قال إني معكم ولست ____________________

المحاربي والحكم الكوفي ابنا عبدل شاعران، والعبادلة من الصحابة مأتان وعشرون، وإذا اطلقوا أرادوا أربعة ابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وابن الزبير، وليس منهم ابن مسعود كما توهم الجوهري (1).

قوله: ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه " نفسا " نصب علي التمييز يعني لتطيب نفس أحدكم بذلك لصاحبه، بأن يكون قاتل عمار صاحبه لا هو.

وفي نسخة عتيقة " بصاحبه " بالباء مكان اللام، فيكون الكلام علي سياق التهكم والباء للبدل أو للمجاوزة كما " عن "، أي ليكن أحدكم طيب النفس بأن يكون هو قاتل عمار بدل صاحبه، أو بأن يكون سابقا علي صاحبه ومجاوزا إياه في قتل عمار، وصرح بأنه انما قال ذلك تهكما بقوله " فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: تقتله الفئة الباغية ".

قال في القاموس في عد معاني الباء: وللبدل فليت لي بهم قوما إذ ا ركبوا شنوا الاغارة فرسانا وركبانا، وللمقابلة اشتريته بألف وكافأته بضعف احسانه، وللمجاوزة كعن وقيل: تختص بالسؤال " فاسئل به خبيرا " أولا تختص نحو " ويوم تشقق السماء بالغمام " وما غرك بربك الكريم " (2).

قوله: ألا تغني عنا مخبرتك يا بن عمرو " تغني " بضم حرف المضارعة للخطاب علي الافعال من غني بالمكان كفرح فهو غان، أي أقام

به فهو مقيم فيه، وهمزة الافعال للإزالة والسلب، والمعني اما تصرف وتنحي عنا.

(1) القاموس: 4 / 11 2) القاموس: 4 / 408 والآيات علي الترتيب سورة الفرقان: 59، و 25، سورة الانفطار: 6

(١٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القتل (1)، سورة الفرقان (1)، الترتيب (1)

____________________

قال ابن الأثير في النهاية: في حديث عثمان " أن عليا أرسل (1) إليه بصحيفة فقال للرسول: أغنها عنا " أي اصرفها وكفها كقوله تعالي " لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه " أي يكفه ويكفيه، يقال: أغن عني شرك أي اصرفه وكفه، ومنه قوله تعالي " ولن يغنوا عنك من الله شيئا " وفي حديث علي " ورجل سماه الناس عالما ولم يغن في العلم يوما سالما " أي لم يلبث في العلم يوما تاما، من قولك غنيت بالمكان أغني إذا أقمت به (2) وقال المطرزي في المغرب: الغناء بالفتح والمد الاجزاء والكفاية، يقال:

أغنيت عنك مغني فلان ومغناته إذا أجزأت عنه ونبت منابه وكفيت كفايته، ويقال:

أغن عني كذا، أي نحه عني وبعده، وعليه حديث عثمان في صحيفة الصدقة التي بعثها علي علي يد محمد بن الحنفية " أغنها عنا " وهو في الحقيقة من باب القلب كقولهم عرض الدابة علي الماء.

قلت: علي ما حققناه يستقيم الحمل علي الحقيقة من غير تجشم الارجاع إلي باب القلب، علي أنه إذا أخذ من الغني بمعني ضد الفقر والاجزاء والكفاية كما ارتكبه لم يكن يستجدي فيه باب القلب أيضا فليتعرف.

و" المخبرة " بفتح الميم واسكان المعجمة وفتح الموحدة أو ضمها والراء قبل الهاء، بمعني الخبر بالضم ويقال: بالكسر أيضا وهو العلم، وكذلك الخبرة.

قال الجوهري في الصحاح: الخبر

واحد الاخبار: وأخبرته بكذا وخبرته بمعني، والاستخبار السؤال عن الخبر، وكذلك التخبر، والمخبر خلاف المنظر وكذلك المخبرة والمخبرة أيضا وهو نقيض المرآة، ويقال أيضا: من أين خبرت هذا الامر؟ أي من أين علمت؟ والاسم الخبر بالضم وهو العلم بالشئ والخبير العالم (3).

(١) وفي المصدر: بعث ٢) نهاية ابن الأثير: ٣ / ٣٩٢ ٣) الصحاح: ٢ / 641

(١٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

أقاتل، ان أبي شكاني إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال لي رسول الله صلي الله عليه وآله أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل.

____________________

وفي القاموس: الخبر والخبرة بكسرهما ويضمان، والمخبرة والمخبرة العلم بالشئ كالاختبار والتخبر (1).

وقال الراغب في المفردات: الخبر العلم بالأشياء، وأخبرت أعلمت بما حصل لي من الخبر، وقيل: الخبرة المعرفة ببواطن الأمور (2).

فالمعني: ألا تصرف علمك وتنحيه عنا. ولا يبعد أن تحمل المخبرة هنا علي اسم المكان، ويعني بها الصدر فإنه مكان العلم.

فيكون المعني: ألا تولي عنا وجهك وتصرف عنا صدرك وترينا ظهرك، أي تنصرف عنا وتتنحي عن معسكرنا، فما خطبك تكون مع الفئة الباغية.

قوله فأنا معكم ولست أقاتل صريح هذا الكلام من عبد الله بن عمرو بن العاص أنه لم يكن يقاتل، ولم يخرج في معسكر معاوية بقصد القتال، بل انما أطاع إياه، فكان معهم إطاعة لأبيه لا مقاتلة لحرب الحق وذويه، ولم يعلم أن إطاعة الوالد في معصية الله معصية لله، وان تكثير سواد الضلال ضلال، والانخراط في سلك الفئة الباغية بغي.

وعلامة زمخشر في بعض كتبه ليس يصدقه في هذا المقال أيضا فقد ذكر حديثه " سيأتي علي جهنم زمان ينبت من قعرها الجرجير " ثم أنكر عليه أشد الانكار، وقال:

أني له الحديث عن رسول الله

صلي الله عليه وآله وقد كان مع معاوية يقاتل علي بن أبي طالب بسيفين ويبارز أعلام المهاجرين والأنصار برمحين.

وقال في الكشاف: وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله، لما روي لهم بعض النوابت عبد الله بن عمرو بن العاص " ليأتين علي جهنم يوم تصفق فيه أبوابها، ليس فيها أحد

(1) القاموس: 2 / 17 2) مفردات الراغب: 141

(١٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)

____________________

وذلك بعدما يلبثون أحقابا.

وبلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار، وهذا ونحوه والعياذ بالله من الخذلان المبين، زادنا الله هداية إلي الحق ومعرفة بكتابه، وتنبها علي أن نغفل عنه.

ولئن صح هذا عن ابن ابن العاص فمعناه، أنهم يخرجون من حر النار إلي برد الزمهرير فذلك خلق جهنم وصفق أبوابها، وأقول: أما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله تعالي عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث (1) انتهي قول الكشاف.

ولكن السواد الأعظم من النقلة الثقاة وحملة الاخبار والروايات قد أطبقوا علي هذا النقل عن ابن ابن العاص مثل ما رواه أبو عمرو الكشي جزاه الله عن دين أهل البيت خير الجزاء.

قال المسعودي رحمه الله تعالي في مروج الذهب: وتقدم عمار فقاتل ثم رجع إلي موضعه فاستسقي فأتته امرأة من نساء بني شيبان من مصافهم بعس فيه لبن فدفعته إليه، فقال: الله أكبر الله أكبر اليوم ألقي الأحبة تحت الأسنة صدق الصادق وبذلك أخبرني الناطق، هذا اليوم الذي وعدت فيه.

ثم قال: أيها الناس هل من رايح إلي الله تحت العوالي، والذي نفسي بيده لنقاتلنكم علي تأويله كما قاتلنا كم علي تنزيله، ويقدم وهو يقول:

نحن ضربناكم علي تنزيله فاليوم نضربكم علي تأويله.

فتوسط القوم واشتبكت علية الأسنة، فقتله أبو العادية العاملي وابن جون السكسكي، واختلفا في سلبه فاحتكما في سلبه علي عبد الله بن عمرو بن العاص فقال:

اخرجا عني فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول أو قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: وولعت

(1) لم أظفر عليه في الكشاف

صفحه(١٥٨)

____________________

قريش لعمار ما لهم ولعمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم الجنة ويدعونه إلي النار، وكان قتله عند المساء وله ثلاث وتسعون سنة وقبره بصفين وصلي عليه علي عليه السلام ولم يغسله انتهي كلام مروج الذهب (1) وقال أيضا في مروج الذهب وقتل بصفين سبعون ألفا من أهل الشام خمسة وأربعون ألفا، وكان المقام بصفين مائة يوم وعشرة أيام، وقتل بها من الصحابة، فمن كان مع علي عليه السلام خمسة وعشرون رجلا، منهم عمار بن ياسر أبو اليقظان المعروف بابن سمية وهو ابن ثلاث وتسعين سنة انتهي كلامه.

في حذيفة بن اليمان رضي الله تعالي عنه حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله أحد الأركان الأربعة علي قول، من كتاب أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله، ومن السابقين من أنصار أمير المؤمنين عليه السلام، أنصاري سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوما قاله الشيخ (ره) في كتاب الرجال (2).

وأبو الحسن المسعودي في مروج الذهب بعد ذكر شهادة عمرا بن ياسر وهاشم ابن عتبة المرقال قال: واستشهد في هذا اليوم صفوان وسعد ابنا حذيفة بن اليمان، وقد كان حذيفة عليلا بالكوفة في سنة ست وثلاثين، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي عليه السلام فقال: أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة، فوضع علي المنبر فحمد الله وأثني عليه وصلي

علي النبي وعلي آله.

ثم قال، أيها الناس ان الناس قد بايعوا علي بن أبي طالب فعليكم بتقوي الله وانصروا عليا ووازروه، فوالله أنه علي الحق آخرا وأولا وأنه لخير من مضي بعد

(1) مروج الذهب: 2 / 381 2) رجال الشيخ: 16

(١٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

حذيفة 72 - حدثنا ابن مسعود، قال أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ابن فضال، قال حدثني محمد بن الوليد البجلي، قال حدثني العباس بن هلال.

____________________

نبيكم ومن بقي إلي يوم القيامة، ثم أطبق يمينه علي يساره، ثم قال: اللهم اشهد أني قد بايعت عليا.

وقال: الحمد لله الذي أبقاني إلي هذا اليوم، وقال لابنيه صفوان وسعد:

احملاني وكونا معه، فستكون له حروب كثيرة يهلك فيها خلق من الناس فأجتهد ا أن تستشهدا معه، فإنه والله علي الحق ومن خالفه علي الباطل، ومات بعد هذا بسبعة أيام وقيل: بأربعين يوما انتهي كلام مروج الذهب (1).

قوله رحمه الله: محمد بن الوليد البجلي هو أبو جعفر محمد بن الوليد البجلي الخزاز الكوفي.

قال النجاشي رحمه الله تعالي: ثقة عين نقي الحديث، ذكره الجماعة بهذا، روي عن يونس بن يعقوب وحماد بن عثمان ومن كان في طبقتهما، وعمر حتي لقيه محمد بن الحسن الصفار وسعد، له كتاب نوادر (2):

ولم يذكر كونه فطحيا، وسيجئ في الكتاب ذكره في عداد الأجلة الفقهاء العدول الكوفيين من الفطحية.

قوله رحمه الله تعالي: العباس بن هلال في كتاب النجاشي: عباس بن هلال السايي روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، يروي عنه محمد بن الوليد الخزاز (3).

(١) مروج الذهب: ٣٨٤ ٢) رجال النجاشي: ٢٦٥ ٣) رجال النجاشي: ٢١٧ وفيه الشامي بدل السايي

(١٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الوليد البجلي (1)، علي بن

الحسن بن علي (1)، عباس بن هلال (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر أن حذيفة لما حضرته الوفاة وكان آخر الليل، قال لابنته أية ساعة هذه قالت: آخر الليل قال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أوال ظالما علي صاحب حق ولم أعاد صاحب حق، فبلغ زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث، فقال: كذب والله لقد والي علي عثمان، فأجابه بعض من حضره ان عثمان والله يا أخا زهرة والحديث منقطع.

____________________

قلت: السايي بالمهملة قبل الألف والمثناة من تحت بعدها قبل ياء النسبة المشددة نسبة إلي سايه، وهي قرية بمكة أو واد بين الحرمين: كما ذكرناه في أول الكتاب في علي بن سويد السايي، والقاصرون يصحفون الياء بالباء الموحدة.

وفي كتاب الرجال للشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: العباس بن هلال الشامي (1).

بالميم بعد الألف والشين المعجمة قبلها، علي ما في عامة ما وقعت إلينا من النسخ، وذلك أيضا تصحيف، كأنه من النساخ لامن الشيخ.

قوله رحمه الله تعالي: الحديث منقطع الانقطاع علي أن عثمان والله يا أخا زهرة، من باب الاختصار بالحذف كما في أنه وانه، وقد أسلفنا بيانه في لولا ما، أي أن عثمان والله يا أخا زهرة جائر وظالم وعات ومنحرف عن السبيل ومستأثر بالحق علي أهله.

في سهل بن حنيف رضي الله تعالي عنه سهل بن حنيف باهمال الحاء المضمومة قبل النون المفتوحة واسكان المثناة من تحت قبل الفاء، ابن واهب أبو ثابت الأنصاري العقبي البدري الأحدي، من النقباء الاثني عشر.

عده البرقي وأخاه عثمان بن حنيف من شرطة الخميس (2)

(1) رجال الشيخ: 382 2) رجال البرقي: 4

(١٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن

موسي الرضا عليهما السلام (1)، الكذب، التكذيب (1)

.____________________

وقال الفضل بن شاذان: انه من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال أورده في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة (1).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سهل بن حنيف أنصاري عربي، وكان واليه علي المدينة، يكني أبا محمد (2).

وقال الذهبي من العامة في مختصره: سهل بن حنيف الأوسي بدري جليل، عنه ابن أبي ليلي وأبو وائل، مات 38، وكبر عليه علي عليه السلام ستا.

قلت: وذلك بعد الرجوع من صفين. في صحيح البخاري بأسناده عن أبي حصين قال: قال أبو وائل: لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبر فقال:

اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد علي رسول الله صلي الله عليه وآله أمره لرددته والله ورسوله أعلم، ما وضعنا أسيافنا علي عواتقنا لأمر يفظعنا الا أسهلن (3) بنا إلي أمر نعرفه قبل هذا الامر، ما نسد منه (4) خصما الا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له.

وفيه بأسناده عن حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أبا وائل أسأله فقال: كنا بصفين فقال رجل: ألم تر إلي الذين يدعون إلي كتاب الله فقال علي: نعم فقال سهل ابن حنيف: اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين النبي صلي الله عليه وآله والمشركين، ولو نري قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا علي الحق وهم علي الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟

(1) رجال الشيخ: 20 2) رجال الشيخ: 43 3) سهل الامر بنا إلي كذا أقضي إليه " منه ".

4) وفي خ ل

منها

صفحه(١٦٢)

سهل بن حنيف 73 - محمد بن مسعود: قال حدثني أحمد بن عبد الله العلوي، قال حدثني علي بن محمد، عن أحمد بن محمد الليثي، عن عبد الغفار، عن جعفر بن محمد عليهما السلام أن عليا عليه السلام كفن سهل بن حنيف في برد أحمر حبرة.

____________________

قال: بلي قال: فبم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا، فقال:

يابن الخطاب اني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا، فرجع متغيظا فلم يصبر حتي جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا علي الحق وهم علي الباطل؟ قال: يابن الخطاب انه رسول الله صلي الله عليه وآله ولن يضيعه الله أبدا. فنزلت سورة الفتح (1) انتهي ما في صحيح البخاري هاهنا.

وزاد فيه أكثرهم من طرق عديدة فقال عمر: والله ما شككت في ديني منذ أسلمت الا يومي هذا. وعلي هذه الزيادة أورده علامتهم الشهرستاني في كتاب الملل (2) والنحل.

قوله رحمه الله تعالي: عن عبد الغفار هو أبو مريم الأنصاري عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن قيس بن قهد، بفتح القاف واسكان الهاء، الثقة من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. لا عبد الغفار بن حبيب الطائي الجازي، بالجيم والزاء، من أهل الجازية قرية بالنهرين الثقة أيضا من أصحاب الصادق عليه السلام.

والحسن بن داود قال في كتابه: ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال عبد الغفار بن حبيب الحارثي بالحاء المهملة والراء والثاء المثلثة (3).

قوله عليه السلام: في برد أحمر حبرة يستحب التكفين في القطن الأبيض الا الحبرة، فان المستحب فيها أن تكون

(١) صحيح البخاري: ٦ / ٤٦ ٢) لم أظفر عليه مع التفحص التام ولعله صحف وأسقط منه.

٣) رجال ابن داود: ٢٢٦

(١٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن

محمد الصادق عليهما السلام (1)، عبد الله العلوي (1)، سهل بن حنيف (2)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب صحيح البخاري (1)

74 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن عبد الله العلوي، قال حدثني علي بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن زيد، أنه قال: كبر علي بن أبي طالب علي سهل بن حنيف سبع تكبيرات، وكان بدريا، وقال لو كبرت عليه سبعين لكان أهلا.

75 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال كبر علي عليه السلام علي سهل بن حنيف وكان بدريا خمس تكبيرات، ____________________

بردا أحمر قاله في الذكري، وقال أيضا: يستحب عندنا أن يزاد الرجل والمرأة حبرة - بكسر الحاء وفتح الباء - يمنية عبرية منسوبة إلي موضع باليمن أو جانب واد، لقول أبي مريم الأنصاري سمعت الباقر عليه السلام يقول: كفن رسول الله صلي الله عليه وآله في ثلاثة أثواب: برد حبرة أحمر وثوبين صحاريين. وقال: ان الحسن بن علي عليه السلام كفن أسامة بن زيد في برد أحمر، وأن عليا عليه السلام كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة (1).

وقال المحقق في المعتبر وابن إدريس في السرائر: الحبرة من التحبير وهو التحسين والتزيين، ويمنية منسوبة إلي اليمن، وعبرية منسوبة إلي العبر، وهو باهمال العين المكسورة أو المضمومة واسكان الباء الموحدة شط النهر وجانب الوادي (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: سبع تكبيرات أي سبع صلوات كل منها بخمس تكبيرات فتكون جميعها خمسا وثلاثين تكبيرة.

(1) الذكري: 47 - 48 2)

المعتبر: 76

(١٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله العلوي (1)، ابن أبي عمير (1)، الحسن بن زيد (1)، علي بن الحسن (1)، سهل بن حنيف (2)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (1)

كيفية الصلاة علي سهل بن حنيف

ثم مشي به ساعة ثم وضعه ثم كبر عليه خمس تكبيرات أخر، فصنع به ذلك حتي بلغ خمسا وعشرين تكبيرة.

.____________________

قوله عليه السلام: ثم مشي به ساعة ثم وضعه ثم كبر عليه خمس تكبيرات السيد جمال الدين أحمد بن طاوس قدس الله نفسه الزكية في اختياره من كتاب أبي عمرو الكشي ذكر هذا الحديث وقال: الطريق علي بن الحكم عن سيف ابن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام. ووافقه العلامة في الخلاصة (1) والطريق في كتاب الاختيار للشيخ وهو المعروف في هذا الاعصار بكتاب الكشي في عامة النسخ علي هذه الصورة: محمد بن مسعود عن محمد بن نصير قال:

حدثني محمد بن عيسي عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كبر علي عليه السلام علي سهل بن حنيف الحديث.

ورواه رئيس المحدثين في جامعه الكافي (2) والصدوق في الفقيه (2)، والشيخ في التهذيب (3) من طرق مختلفة.

قال العلامة في نهايته: وصلي علي عليه السلام علي سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة، اما لتعظيمه واظهار شرفه، أو لتلاحق من لم يصل (4).

وقال شيخنا الشهيد في الذكري: وفي الحسن عن الحلبي عن الصادق عليه السلام قال: كبر أمير المؤمنين عليه السلام علي سهل بن حنيف وكان بدريا خمس تكبيرات، ثم مشي به ساعة، ثم وضعه وكبر عليه خمس تكبيرات أخري يصنع ذلك

حتي كبر

(١) الخلاصة: ٨١ ٢) فروع الكافي: ٣ / ١٨٦ ٣) من لا يحضره الفقيه: ١ / ١٠٢ ٤) تهذيب الأحكام: ٣ / ٣١٧ والاستبصار: ١ / 476 5) نهاية الاحكام: 259 مخطوط وتوجد نسخة منها في مكتبتنا

(١٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)

____________________

عليه خمسا وعشرين تكبيرة.

وفي خبر عقبة أن الصادق عليه السلام قال: أما بلغكم أن رجلا صلي عليه علي عليه السلام فكبر عليه خمسا حتي صلي عليه خمس صلوات، وقال: انه بدري عقبي أحدي من النقباء الاثني عشر، وله خمس مناقب فصلي عليه لكل منقبة صلاة.

وفي خبر أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: كبر رسول الله صلي الله عليه وآله علي حمزة سبعين تكبيرة، وكبر علي عليه السلام عند كم علي سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة كلما أدركه الناس قالوا: يا أمير المؤمنين لم ندرك الصلاة علي سهل، فيضعه ويكبر حتي انتهي إلي قبره خمس مرات.

فتبين رجحان الصلاة بظهور الفتوي وكثرة الاخبار. وقال الفاضل: ان خيف علي الميت كره تكرار الصلاة والا فلا (1) انتهي كلام الذكري.

وما عده حسن الطريق عن الحلبي فهو صحيح الطريق عندي، والفتوي عندي علي استحباب التكرار لشرف الرجل، أو تلاحق من لم يدرك الصلاة علي الجنازة والجواز علي كراهية عند فقد السبب والتحريم إذا خيف علي الميت ظنا قويا يتأخم علما عاديا.

ومن طريق العامة: أن عليا عليه السلام كرر الصلاة علي سهل بن حنيف ستا (2).

قلت: كل منها بخمس تكبيرات فيكون علي هذه الرواية قد كبر عليه السلام عليه ثلاثين تكبيرة، وقوم من علماء العامة يحملونها علي أربع وعشرين، زعما منهم أن كلا منها كانت بأربع تكبيرات.

قال

في الذكري: تجب فيها خمس تكبيرات لخبر زيد بن أرقم أنه كبر علي جنازة خمسا وقال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله يكبرها أوردها مسلم وأكثر المسانيد، ولفظ كان يشعر بالدوام والأربع وان رويت فالاثبات مقدم علي النفي، وجاز أن يكون راوي

(1) الذكري: 56 2) راجع جامع الأصول وذيله: 7 / 143

صفحه(١٦٦)

____________________

الأربع لم يسمع الخامسة أو نسيها. قال بعض العامة الزيادة ثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وآله والاختلافات المنقولة في العدد من جملة الاختلافات في المباح والكل سائغ، وفي كلام بعض شراح مسلم انما ترك القول بالخمس لأنه صار علما للتشيع، وهذا عجيب وأما الأصحاب فمتفقون علي ذلك وبه أخبار كثيرة.

قلت: عني ببعض العامة ابن شريح من الشافعية وكذلك الرافعي فإنه قال:

الأكثر علي أن الزيادة لا تبطل لثبوتها عن رسول الله صلي الله عليه وآله الا ان الأربع استقر أمر الصحابة عليها، وكلام النواوي أيضا قريب من ذلك.

وعني ببعض شراح مسلم المازري وهو شيخهم الفقيه الامام المتقدم أبو عبد الله محمد بن علي التميمي المازري قال في شرح صحيح مسلم: ان النبي صلي الله عليه وآله كبر يكبرها وقد قال به بعض الناس، وهذا المذهب الان متروك، لان ذلك صار علما علي القول بالرفض.

وفي الاخبار من طريق الأصحاب عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام ومن طريقهم عن أم سلمة كان رسول الله صلي الله عليه وآله إذا صلي علي ميت كبر وتشهد ثم كبر وصلي علي الأنبياء ودعا، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة ودعا للميت، ثم كبر وانصرف، فلما نهاه الله عن الصلاة علي المنافقين كبر وتشهد، ثم كبر فصلي علي النبيين، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة

وانصرف ولم يدعو للميت (1).

قال في الذكري: وفي خبر عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام ان هبة الله صلي علي أبيه آدم وكبر خمسا، وانها سنة جارية في ولده إلي يوم القيامة، وروي هشام بن سالم عنه عليه السلام كان رسول ل الله صلي الله عليه وآله يكبر علي قوم خمسا وعلي قوم أربعا، فإذا كبر علي رجل أربعا اتهم يعني بالنفاق، ومثله روي إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام،

(١) جامع أحاديث الشيعة: ٣ / 294

صفحه(١٦٧)

____________________

وروي إسماعيل بن سعد الأشعري عن الرضا عليه السلام، أما المؤمن فخمس تكبيرات وأما المنافق فأربع، فهذا جمع حسن بين ما رواه العامة لو كانوا يعقلون إلي هنا كلام الذكري (1).

أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد، ذكره المسعودي في مروج الذهب، والعلامة في الخلاصة (2)، وهو أنصاري مشكور من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام وسيجئ في ذكر السابقين ومن الذين شهدوا لأمير المؤمنين عليه السلام أنهم سمعوا رسول الله صلي الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وسيجئ في ترجمة البراء بن عازب وأنس بن مالك، وقد نزل رسول الله صلي الله عليه وآله منزله بالمدينة أول قدومه في الهجرة.

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة:

خالد بن زيد الأنصاري (3).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: خالد بن زيد مدني عربي خزرجي يكني أبا أيوب الأنصاري من الخزرج (4).

وقال الحسن بن داود: أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري في ي جخ كش:

عظيم الشأن (5).

وقال الذهبي في مختصره: خالد بن زيد أبو أيوب أنصاري

بدري جليل، عنه جبير بن نفير وأبو سلمة وعروة، وفد علي ابن عباس البصرة فقال: اني أخرج

(١) الذكري: ٥٨ ٢) الخلاصة: ٦٥ ٣) رجال الشيخ: ١٨ ٤) رجال الشيخ: ٤٠ ٥) رجال ابن داود: ٣٩٢

(١٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

أبو أيوب الأنصاري 76 - روي الحارث بن حصيرة الأزدي، ____________________

عن مسكني لك كما خرجت عن مسكنك لرسول الله صلي الله عليه وآله، فأعطاه ذلك بما حوي وعشرين ألفا وأربعين عبدا، مات 51.

قوله رحمه الله تعالي: روي الحارث بن حصيرة الأزدي في أكثر النسخ (1) " نصير " بالنون قبل الصاد، وهو تصحيف من غلط الناسخين ولم يتفطن القاصرون لفساد ذلك مع شدة ظهوره من وجوه عديدة.

والصواب الحارث بن حصيرة بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين والراء بعد الياء المثناة من تحت والهاء أخيرا، وربما يذكر باسقاط الهاء.

وهو أبو نعمان الأزدي الكوفي التابعي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وبقي إلي زمن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق وروي عنهما عليهما السلام، ثقة جليل مطعون عند العامة بالتشيع والرفض.

قال في القاموس في ح ص ر: والحارث بن حصيرة محدث (2).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال قال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الحارث بن حصيرة (3).

وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: الحارث بن حصير - بغير هاء - الأزدي تابعي أبو النعمان كوفي (4) وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: الحارث بن حصيرة - باثبات الهاء - أبو النعمان الأزدي كوفي تابعي (5).

(1) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد.

2) القاموس: 2 / 9 3) رجال الشيخ: 39 4) رجال الشيخ: 118 وفيه حصين بدل حصير.

5) رجال الشيخ:

178

(١٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو أيوب الأنصاري (1)، الحارث بن حصيرة (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

عن أبي صادق، ____________________

وقال أبو عبد الله الذهبي من العامة في ميزان الاعتدال: الحارث بن حصيرة الأزدي أبو النعمان الكوفي، عن زيد بن وهب وعكرمة وطائفة، وعنه مالك بن مغول وعبد الله بن نمير وطائفة.

قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال يحيي بن معين: ثقة خشبي ينسبون إلي خشبة زيد بن علي لما صلب عليها. وقال النسايي ثقة وقال ابن عدي:

يكتب حديثه علي ضعفه، وهو من المتحرفين بالكوفة في التشيع. وقال ربيح: سئلت جريرا أرأيت الحارث بن حصيرة؟ قال: نعم رأيته شيخا كبيرا طويل السكوت يصر علي أمر عظيم (1).

عباد بن يعقوب الرواجني حدثنا عبد الله بن عبد الملك المسعودي عن الحارث ابن حصيرة عن زيد بن وهب سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها بعدي الا كذاب.

وروي الحارث عن أبي سعيد عقيصا عن علي عن النبي صلي الله عليه وآله قال: مهما ضيعتم فلا تضيعوا الصلاة: وقال أبو حاتم الرازي هو من الشيعة العنق (2) لولا الثوري روي عنه لترك انتهي كلام الذهبي.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي صادق أبو صادق هذا هو كيسان بن كليب الحرمي، ويقال له: أبو عاصم وهو من أصحاب أمير المؤمنين وأبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين عليهما السلام، ذكره البرقي في عداد أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من اليمن (3) وأورده العلامة في الخلاصة نقلا

(1) أي علي سب الشيخين.

2) العنق بضمتين اما بالنون بمعني الرؤساء الكبار، أو بالتاء المثناة من فوق جمع العتيق بمعني القديم " منه " 3) رجال البرقي: 6

(١٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: السب (1)

____________________

عنه قال: وأبو صادق

كليب الحرمي بالحاء المهملة والراء والميم (1).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال قال في باب من عرف بكنيته أو بقبيلته من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو صادق، وهو أبو عاصم بن كليب الحرمي عربي وكوفي (2).

وقال في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام: كيسان بن كليب يكني أبا صادق (4).

في جامع الأصول: كيسان بفتح الكاف وسكون الياء تحتها نقطتان وبالسين المهملة.

ولنا أيضا في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو صادق الأزدي عبد خير بن ناجد، وفي أصحاب أبي عبد الله الحسين من أصحاب أمير المؤمنين عليهما السلام، أبو صادق بشر بن غالب الأسدي الكوفي.

ذكرهما الشيخ أيضا في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام:

ربيعة بن ناجد بن كثير أبو صادق الكوفي، روي عنه وعن أبي عبد الله عليهما السلام (5). وفي أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: ربعية بن ناجد الأسدي الأزدي عربي كوفي (6).

وفي مختصر الذهبي: أبو صادق الأزدي مسلم. وقيل: عبد الله بن ناجد،

(1) الخلاصة: 194 2) رجال الشيخ: 63 وفيه الجرمي بدل الحرمي 3) رجال الشيخ: 70 4) رجال الشيخ: 79 5) رجال الشيخ: 121 6) رجال الشيخ: 41

صفحه(١٧١)

عن محمد بن سليمان قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له، فأتيناه فأهدينا له، قال، قعدنا عنده فقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله صلي الله عليه وآله ثم جئت تقاتل المسلمين؟ فقال: ان النبي صلي الله عليه وآله أمرني بقتال القاسطين ____________________

عن علي وأخيه ربيعة، وعنه الحكم وشعيب بن جنحاب وثق، وقيل - لم يلق عليا.

واما عبد خير الخيواني الهمداني من خواص أمير المؤمنين عليه السلام فهو غير عبد خير

أبي صادق الأزدي.

وقد ذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال (1).

وفي ترجمته قال في جامع الأصول: يقال: أدرك زمن النبي صلي الله عليه وآله الا انه لم يلقه وصحب عليا، وهو من كبار أصحابه ثقة مأمون سكن الكوفة، يقال: أتي عليه مائة وعشرون سنة.

وقال الذهبي: عبد خير الهمداني عن أبي بكر وعلي، وعنه أبو إسحاق وحصين ثقة محضرم (2).

قوله رحمه الله تعالي: عن محمد بن سليمان وهو محمد بن سليمان الذي يروي عن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف.

قال في جامع الأصول: واسم أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني سمع أباه، روي عنه مالك بن أنس.

وذكره الذهبي في مختصره وقال: وثق.

وأبو امامة هذا من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وهو صحابي قال الشيخ في كتاب الرجال: أبو أمامة له صحبة، وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلا يهرب إلي علي عليه السلام (3).

(1) رجال الشيخ: 53 وفيه الخيراني بالراء المهملة.

2) أي سكن حضرموت 3) رجال الشيخ: 65

(١٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو أيوب الأنصاري (1)، محمد بن سليمان (1)، القتل (1)

والمارقين والناكثين، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين، وأنا نقاتل انشاء الله بالمسعفات بالطرقات بالنهروانات، ____________________

وفي طبقته محمد بن سليمان بن أبي جثمة.

ذكره الذهبي أيضا وقال: عن أبيه وعمه سهل، وعنه ابن إسحاق وغيره وثق.

وفي بعض النسخ عن محمد بن سلمة، وليس بصحيح لبعد طبقته عن أبي صادق، فإنه لو كان لكان محمد بن سلمة الحراني لكونه أقرب من غيره، وهو أيضا بعيد الطبقة منه.

قال الذهبي: في معناه سمع ابن عجلان وابن إسحاق، وعنه أحمد قال ابن سعد: ثقة عالم له فضل ورواية وفتوي مات

192.

قوله رضي الله تعالي عنه: وانا نقاتل انشاء الله بالمسعفات بالطرقات بالنهروانات باء بالمسعفات ظرفية بمعني في، أي في أراضي القري المسعفات، وهي في أكثر النسخ بالميم المضمومة ثم السين المهملة الساكنة قبل العين المهملة المكسورة ثم الفاء، علي اسم الفاعل من باب الافعال الغير المتعدي في معني الأصل المجرد، أي المصقبات الدانيات من الطرقات، علي استعمال الباء في معني " من " الاتصالية أو الابتدائية أو التبعيضية، كما في التنزيل الكريم، عينا يشرب بها عباد الله " (1) " وامسحوا برؤوسكم " (2) قال في أساس البلاغة: أسعفته بحاجته قضيتها له وأسفعت الحاجة حانت وأسعفت الدار بفلان أصقبت وهو يساعدني علي ذلك ويسافعني به، وفلان قد ساعده جده وساعفته الدنيا وتقول: الدنيا لك شاعفة الا انها غير مساعفة (3).

(١) سورة الانسان: ٦ 2) سورة المائدة: 6 3) أساس البلاغة: 297

(١٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الإنسان (الدهر) (1)، سورة المائدة (1)

____________________

وقال: صقبت داره صقبا دنت: وفي الحديث. المرء أحق بصقبه وأصقب الله داره أدناها، وأصقبت داره بمعني صقبت، وداره صقب مني وداره أصقب من داره، وأتي علي رضي الله عنه بقتيل وجد بين قريتين فحمله علي أصقب القريتين إليه، وصاقبه صقابا قاربه وواجهه (1).

وفي القاموس: سعف بحاجته كمنع وأسعف قضاها له وأسعف دنا وله الصيد أمكنه وباهله ألم، والتسعيف تخليط المسك ونحوه بأقاويه الطيب وساعفه ساعده أو وأتاه في مصافاة ومعاونة، ومكان مساعف قريب (2).

و" الطرقات " بضمتين جمع الجمع للطريق والجمع الأطرقة والطرق.

و" النهروانات " هي مواضع وقري قريبة من بلدة نهروان.

قال في القاموس: والنهروان بفتح النون وتثليث الراء وبضمهما ثلاث قري أعلا وأوسط وأسفل هي بين واسط وبغداد (3).

وفي الصحاح: ونهروان - بفتح النون والراء

- بلد، والمنهرة فضاء يكون بين أفنية القوم يلقون فيها كناستهم (4). وفي كتاب المساحة والبلدان للفاضل البيرجندي: نهروان بفتح النون سكون الهاء وضم الراء وواو بعدها ألف ونون بلد قديم قريب بغداد منه إلي دجلة أربعة فراسخ.

وقال في المغرب: في الحديث " تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " هم الذين نكثوا البيعة أي نقضوها واستزلوا عائشة وساروا بها إلي البصرة علي جمل اسمه عسكر، ولهذا سميت الوقعة يوم الجمل، والقاسطون معاوية وأشياعه لانهم قسطوا

(١) أساس البلاغة: ٣٥٨ ٢) القاموس: ٣ / ١٥٢ ٣) القاموس: ٢ / ١٥٠ ٤) الصحاح: ٢ / 840

صفحه(١٧٤)

____________________

أي حاروا حين حاربوا امام الحق، والوقعة تعرف بيوم صفين، واما المارقون فهم الذين مرقوا أي خرجوا من دين الله واستحلوا (1) القتال مع خليفة رسول الله، وهم عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي المعرف ب " ذي ثدية " وتعرف تلك الوقعة بيوم النهروان، وهي من أرض العراق علي أربعة فراسخ من بغداد انتهي كلام المطرزي بعبارته.

وفي نسخ معدودات " بالسعفات " أي في أرض ذات السعفات بالتحريك جمع السعف محركة، والبا آت كلهما للظرفية.

قال في المغرب: السعف ورق جريد النخل الذي تسف منه الزبل والمراوح وعن الليث أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت رطبة فهي الشطبة، وقد يقال للجريد نفسه سعف الواحد سعفة.

وفي الصحاح: السعفة بالتحريك غصن النخل والجمع سعف (2).

ويعاضد هذه النسخة أن الخوارج لعنهم الله كانوا بالرميلة إذا أشرف أمير المؤمنين عليه السلام فقاتلهم وقتلهم ثم عسكر عليه السلام بالنخيلة، كلاهما علي التصغير.

قال في القاموس: كجهينة موضع بالبادية وموضع بالعراق فيه قاتل علي عليه السلام الخوارج (3).

قال المسعودي رحمه الله تعالي في مروج الذهب:

ان رسول الخوارج إلي علي عليه السلام أخبر أن القوم قد عبروا نهر طخارستان (4) و، هذا النهر عليه قنطرة تعرف بقنطرة طخارستان إلي هذا الوقت بين حلوان وبغداد من جادة طخارستان، فقال علي عليه السلام: والله ما عبروا ولا يقطعونه حتي نقتلهم بالرميلة دونه.

(١) أي استحلوا مقاتلته عليه السلام " منه " ٢) الصحاح: ٤ / 1374 3) القاموس: 4 / 55 4) وفي المصدر كلها طبرستان

(١٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)

وما أدري أني هي.

____________________

ثم تواترت عليه الاخبار بقطعهم هذا النهر وعبورهم هذا الجسر، وهو يأبي ذلك ويحلف أنهم لم يعبروه وأن مصارعهم دونه، ثم قال: سيروا إلي القوم فوالله لا يفلت منهم الا عشرة ولا تقتل منكم الا عشرة فسار علي عليه السلام فأشرف عليهم وقد عسكروا بالموضع المعروف بالرميلة علي حسب ما قال لا صحابه.

فلما أشرف عليهم قال: الله أكبر صدق الله ورسوله صلي الله عليه وآله فتصاب القوم فوقف عليهم عليه السلام بنفسه فدعاهم إلي الرجوع والتوبة، فأبوا ورموا أصحابه، ثم بعد ذكر القتال وقتلهم عن آخرهم الا عشرة منهم وقتل مخدج وصفته ووقوع كل ما أخبر به علي عليه السلام علي طباق ما قد أخبر به عليه السلام.

قال: فعسكر عليه السلام بالنخيلة فجعل أصحابه يتسللون ويلحقون بأوطانهم، فلم يبق معه الا نفر يسير (1).

قوله رضي الله عنه: وما أدري أني هي أني بفتح الهمزة وتشديد النون المفتوحة بعدها ظرفية، أي ما أدري أين تكون هذه المسعفات الصاقبات من الطرقات أو أين تكون هذه السعفات أي جرائد النخل بالطرقات.

وفي بعض النسخ " أي هي " بالياء المشددة المنونة بالرفع بعد الهمزة المفتوحة أي ما أدري مكان هي.

في مروج الذهب: ان أول من قاتل

من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يوم النهروان أبو أيوب الأنصاري حمل علي زيد بن حصين من الخوارج فقتله (2)،

(1) مروج الذهب: 2 / 405 - 407 2) مروج الذهب: 2 / - 406

(١٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)

77 - وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وقتاله مع معاوية المشركين؟ فقال: كان ذلك منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه انما يعمل عملا لنفسه يقوي به الاسلام ويوهي به الشرك وليس عليه من معاوية شئ كان معه أولم يكن ____________________

قوله رحمه الله تعالي: كان ذلك منه قلة فقه " كان " اما ناقصة و" قلة فقه " نصب علي الخبر، أو تامة، ونصب " قلة فقه " علي التمييز.

و" غفلة " منونة بالنصب عطفا علي قلة فقه، اما علي الخبر بعد الخبر، أو علي التميز، أو الواو بمعني أو، أي وقع ذلك منه اما من جهة قلة الفقه أو من جهة الغفلة.

و" ظن أنه " الخ جملة فعلية بيانا للغفلة وقلة الفقه.

و" يوهي " بضم ياء المضارعة وكسر الهاء علي البناء للفاعل من باب الافعال يقال: وهي يهي وهيا أي ضعف، وأوهاه غيره يوهيه ايهاءا أي أضعفه.

وفي نسخة " يوهن " بالنون من الوهن بمعني الضعف أيضا يتعدي ولا يتعدي يقال: وهن إذا وهي وضعف، وأوهنتهم الحمي، ووهنتهم أيضا أي أوهنتهم وأضعفتهم.

في ابن مسعود وحذيفة ومنزلتهما هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود من كبار الصحابة، ذكر نسبه بما فيه من الأقوال في جامع الأصول ثم قال: وكان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن زهرة، وكان اسلام عبد الله قديما في أول الاسلام قبل

دخول النبي صلي الله عليه وآله دار الأرقم وقبل عمر بزمان، وقيل: كان سادسا في الاسلام ثم ضمه إليه رسول الله صلي الله عليه وآله وكان من خواصه، وكان صاحب سر رسول الله صلي الله عليه وآله وسواكه ونعليه وظهوره في السفر، هاجر إلي الحبشة وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد، وصلي إلي القبلتين وشهد له رسول الله صلي الله عليه وآله وقال رسول الله صلي الله عليه وآله: رضيت لامتي ما رضي لها ابن

(١٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الفضل بن شاذان (1)، خالد بن زيد (1)، الظنّ (1)

حذيفة وعبد الله بن مسعود 78 - وسأل عن ابن مسعود وحذيفة؟ فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود ____________________

أم عبد، وسخطت لها ما سخط لها ابن أم عبد (1).

وكان خفيف اللحم قصيرا شديد الأدمة، يكاد طوال (2) الرجل يوازيه جلوسا ولي القضاء بالكوفة وبيت مالها لعمر وصدرا من خلافة عثمان، ثم صار إلي المدينة فمات بها سنة اثنين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وله بضع وستون سنة.

حذيفة بن يمان أبو عبد الله العبسي من عظماء الصحابة ومن الأركان الأربعة في الاستقامة مع علي عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله علي قول، وقد أسلفنا ترجمته وما ينبغي أن يذكر في معناه (3).

واليمان اسمه حسيل بن جابر بن ربيعة العبسي، حسيل بضم الحاء وفتح السين المهملتين واسكان الياء المثناة من تحت واللام أخيرا، حالف بني عبد الأشهل فسماه قومهم يمان، لأنه حالف اليمانية، فحذيفة يعد من حلفاء الأنصار.

وخرج حذيفة هو وأبوه فأخذهما كفار قريش فقالوا: إنكما تريد ان محمدا فقالا: ما نريد الا المدينة، فأخذوا منهما عهد الله ان لا يقاتلا مع النبي صلي الله عليه وآله وأن ينصرفا إلي

المدينة.

فأتيا النبي صلي الله عليه وآله فأخبراه وقالا: ان شئت قاتلنا معك قال: بل نفي ونستعين الله عليهم ففاتتهما بدر، وشهد حذيفة أحدا وما بعدها، ومات بعد قتل عثمان بأيام يسيرة بعد أن بايع أمير المؤمنين عليه السلام وهو بالكوفة وعلي عليه السلام بالمدينة وقد بويع له.

قوله رحمه الله تعالي: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود لان حذيفة كان ركنا بضم الراء واسكان الكاف قبل النون، أي كان ركنا من

(١) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب: ٢ / 319 2) أي الطويل من الرجال قال في القاموس: طال طولا بالضم امتد كاستطال فهو طويل وطوال كغراب وهي أي يقال للمؤنث طويله بالهاء - بهاء " منه " 4 / 9 3) أي في شأنه وأمره أو معناه اللغوي

(١٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن مسعود (1)

لان حذيفة كان ركنا وابن مسعود خلط ووالي القوم ومال معهم وقال بهم، وقال أيضا:

____________________

الأركان الأربعة بالاستقامة في موالاة علي بن أبي طالب عليه السلام ومتابعته ومطاوعته إياه بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وهذا أحد القولين، وقد نقله الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال (1) والقول الأشهر أن رابع الأركان عمار بن ياسر مكان حذيفة بن يمان رضي الله تعالي عنهما.

قوله رحمه الله تعالي: وابن مسعود خلط ووالي القوم ومال معهم وقال بهم " خلط " بتشديد اللام من التخليط، " ووالي القوم " أي أظهر موالاتهم، " ومال معهم " أي حاص معهم عن طريق الحق، وحاد عن سواء السبيل، كما حاصوا وحادوا " وقال بهم " أي أذعن لهم وانقاد في ظاهر الامر.

وقد ورد الاخبار وصح أن ابن مسعود قد رجع عما وقع منه وتندم وتظاهر بالتندم

عليه.

ومن ذلك ما رواه الحاكم صاحب المستدرك علي الصحيحين وشواهد التنزيل والحافظ أبو نعيم صاحب حلية الأولياء وابن عبد البر صاحب الاستيعاب وأبو بكر ابن مردويه وأبو عبد الله بن السراج ورهط غيرهم بأسانيد معتبرة عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلي الله عليه وآله يابن مسعود انه قد نزلت في علي آية " فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة (2) " وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة، لكن لا أقول واعيا وعني له مؤديا، من ظلم عليا مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي.

فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمن أسمعت هذا من رسول الله صلي الله عليه وآله؟! قال:

نعم قلت له: وأتيت الظالمين، قال: لا جرم جليت عقوبة عملي وذلك أني

(1) رجال الشيخ: 37 2) سورة الأنفال: 25

(١٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الأنفال (1)

____________________

لم استأذن امامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان وأنا أستغفر الله وأتوب إليه (1).

ولهذا الحديث طرق متظافرة عن غير ابن مسعود من طريق ابن عباس ومن طريق عمار بن ياسر ومن طريق أبي ذر ومن عداهم من كبار الصحابة رضي الله تعالي عنهم، قد أوردناها ونقلناها عن العامة والخاصة في كتاب شرح التقدمة.

و" أتيت " من المواتاة بمعني المجازات والمماشاة والمساعفة والمساعدة.

و" جليت بضم الجيم وتشديد اللام المكسورة علي البناء للمفعول، وأصله جللت بلامين مشددة مكسورة وأخري بعدها ساكنة فاجتمعت ثلاث لامات فقلبت الأخيرة منها ياء، كما في التظني والتقضي ومشاكلتهما.

و" عقوبة عملي " منصوبة علي أنها منزوعة الخافض.

والمعني: غطيت بعقوبة عملي فشملتني وعمتني عقوبة ذلك، كما يشمل الثوب البدن ويغطيه ويعمه.

قال في أساس البلاغة: وجلله غطاه، وتجلل بثوبه تغطي به، ومن المجاز تجلله الهم

والمرض (2).

وفي الصحاح: وجلل الشئ تجليلا أي عم، والمجلل السحاب الذي يجلل الأرض بالمطر أي يعم، وتجليل الفرس أن تلبسه الجل، وتجلله أي علاه، وتجلله أي أخذ جلاله (3).

(١) شواهد التنزيل: ١ / ٢٠٦ رواه عن طرق مختلفة، والطرائف: ٣٦ والبحار ٣٨ / ١٥٥ ٢) أساس البلاغة: ٩٨ ٣) الصحاح: ٤ / 1660

(١٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)

ان من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام أبو الهيثم بن التيهان ____________________

السابقون الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكر منهم خمسة عشر رجلا بأسمائهم.

قوله رحمه الله تعالي: أبو الهيثم بن التيهان بالهاء المفتوحة والمثناة من تحت الساكنة ثم المثلثة المفتوحة قبل الميم، اسمه في المشهور مالك بن تيهان بالمثناة من فوق قبل المثناة من تحت المشددة المفتوحتين وقيل: بكسر الياء المشددة البلوي، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وخواصه من الصحابة، ذكره الشيخ في كتاب الرجال (1)، والعلامة في الخلاصة (2). والأصح أنه من شهداء أصحابه عليه السلام بصفين.

قال في المغرب: علي كرم الله وجهه قال لابن عباس: انك رجل تايه: أما علمت أن النبي صلي الله عليه وآله حرم لحوم الحمر. التيه: التحير والذهاب عن الطريق القصد، يقال: تاه في المفازة، وانما خاطبه بهذا حيث اعتقد أنه استحل ما حرم رسول الله، فجعله كالتارك للقصد والمايل عنه.

و" تيهان " فيعلان - بالفتح من تاه، وبه سمي والد أبي الهيثم مالك بن تيهان وهو من الصحابة.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: أبو الهيثم مالك بن التيهان بن مالك، وقيل: اسم التيهان مالك بن عمرو بن زيد، وفي نسبه خلاف فمنهم من يجعله أنصاريا من الأوس، ومنهم من يجعله بلويا من بلي

بن الحاف بن فضاعة، ويقال: انه حليف بني عبد الأشهل، شهد العقبة الأولي والثانية مع السبعين، وكان أحد الستة الذين لقوا رسول الله صلي الله عليه وآله قبل ذلك بالعقبة فيما زعم بنو عبد الأشهل، وهو أحد النقباء الاثنا عشر، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، روي عنه أبو هريرة، وقيل: مات في

(1) رجال الشيخ: 63 2) الخلاصة: 189

(١٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو الهيثم بن التيهان (1)

وأبو أيوب وخزيمة بن ثابت وجابر بن عبد الله وزيد بن أرقم ____________________

خلافة عمر سنة عشرين بالمدينة، وقيل: قتل مع علي عليه السلام بصفين سنة سبع وثلاثين وقيل: غير ذلك.

الهيثم بفتح الهاء وسكون الياء وبالثاء المثلثة، والتيهان بفتح التاء فوقها نقطتان وتشديد الياء تحتها نقطتان وكسرها وبالنون، وبلي بفتح الباء الموحدة وكسر اللام وتشديد الياء، والحاف بالحاء المهملة وكسر الفاء. انتهي كلام جامع الأصول (1).

قوله رحمه الله تعالي: وأبو أيوب قد سبق القول فيه في ترجمته.

قوله رحمه الله تعالي: وخزيمة بن ثابت وجابر بن عبد الله وكل منهما سيأتي ما في معناه في ترجمته.

قوله رحمه الله تعالي: وزيد بن أرقم ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في عداد من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة.

وذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال زيد بن أرقم الأنصاري عربي مدني خزرجي.

وذكره أيضا في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام.

وفي أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام (2).

وقال البرقي رحمه الله: هو الذي أظهر نفاق المنافقين من بني الخزرج (3).

يعني به ما حكاه التنزيل الكريم من قول عبد الله بن أبي رئيس المنافقين " لئن

(١) الفوائد الرجالية

من جامع الأصول غير مطبوع وهو يقع بعد الاجزاء الاثني عشر المطبوع 2) رجال الشيخ: علي الترتيب: 2 و 41 و 68 و 73 3) رجال البرقي: 2

(١٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: جابر بن عبد الله (1)، خزيمة بن ثابت (1)، زيد بن أرقم (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، الترتيب (1)

وأبو سعيد الخدري وسهل بن حنيف والبراء بن مالك ____________________

رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " (1) قال ذلك وعني بالأعز نفسه، فسمع بذلك زيد بن أرقم وهو حدث فقال: أنت والله الذليل القليل المبغض في قومه، ومحمد في عزة من الرحمن وقوة من المسلمين فقال عبد الله: أسكت فإنما كنت ألعب، فأخبر زيد رسول الله صلي الله عليه وآله.

وقال الذهبي في مختصره: زيد بن أرقم الخزرجي بالكوفة، عن أسبع عشرة مرة، عن طاوس وأبو إسحاق، وكان من خواص علي، توفي 68، وقيل 66.

وليعلم أن والد زيد بن أرقم هو أرقم بن زيد بن قيس الأنصاري، وفي كنية زيد بن أرقم أقوال أربعة: أبو عمر وأبو عامر وأبو أنية (2)، وأما الذي كان النبي صلي الله عليه وآله يسكن داره بمكة صدر الاسلام فهو الأرقم بن أبي الأرقم، واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله عمر بن مخزوم: كانت داره علي الصفا بمكة وهي التي دخلها النبي صلي الله عليه وآله، أول زمان النبوة وكان يكون فيها، ففيها دعي الناس إلي دين الاسلام وفيها أسلم خلق كثير، وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرا واحدا والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وسلم ومات سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو ابن بضع وثمانين سنة.

قوله رحمه الله تعالي: وأبو سعيد الخدري، وسهل بن

حنيف قد تقدمت ترجمة سهل بن حنيف، وأبو سعيد الخدري سيجئ ما في معناه في ترجمته.

قوله رحمه الله تعالي: والبراء بن مالك قال الشيخ رحمة الله في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة: البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك، شهد أحدا والخندق، وقتل يوم تستر (3).

(١) سورة المنافقون: ٨ 2) في " ن " أبو أنيسه 3) رجال الشيخ: 8

(١٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، البراء بن مالك (1)، سهل بن حنيف (1)، سورة المنافقون (1)

وعثمان بن حنيف ____________________

وفي جامع الأصول وغيره: البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم أخو أنس لأبيه وأمه، وشهد أحدا وما بعدها مع النبي (ص) وكان شجاعا، روي أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم علي الله للأبره، منهم البراء بن مالك (1). فلما كان يوم تستر انكشف الناس فقالوا: يا براء أقسم علي ربك فقال: أقسم عليك أي رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك فاستشهد.

قوله رحمه الله تعالي: وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف، عثمان بن حنيف بن واهب أبو عبد الله الأنصاري ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال:

عثمان ابن حنيف الأنصاري عربي (2).

وذكر المسعودي في مروج الذهب مسير عثمان بن حنيف الأنصاري إلي البصرة علي خراجها من قبل علي عليه السلام قال: وسار القوم نحو البصرة في ست مائة راكب، فانتهوا في الليل إلي ماء لبني كلاب يعرف بالحوأب عليه أناس من بني كلاب، فعوت كلابهم علي الركب، فقالت عائشة: ما اسم هذا الموضع؟ فقال لها

السائق لجملها: الحوأب فاسترجعت وذكرت ما قيل لها في ذلك وقالت: ردوني إلي حرم رسول الله لا حاجة لي في المسير.

فقال الزبير: بالله ما هذا الحوأب ولقد غلط فيما أخبرك به، وكان طلحة في ساقة الناس فحلقها فاقسم أن ذلك ليس بالحوأب، وشهد معهما خمسون ممن كان معهم فكان ذلك أول شهادة زور أقيمت في الاسلام، فأتوا البصرة فخرج إليهم عثمان ابن حنيف فما نعم وجري بينهم قتال إلي آخر ما ذكره (3).

(1) جامع الأصول: - 10 / 61 2) رجال الشيخ: 47 3) مروج الذهب: 2 / 357 - 358

(١٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: عثمان بن حنيف (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

وعبادة بن الصامت، ثم ممن دونهم قيس بن سعد بن عبادة ____________________

قوله رحمه الله تعالي: وعبادة بن الصامت ممن أسلم قديما وثبت في الايمان مستقيما، وهو السبب في اسلام كعب بن عجرة، وقد كانت بينهما صداقة.

ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال فيمن روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة (1).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: عبادة بن الصامت ابن أخي أبي ذر ممن أقام بالبصرة وكان شيعيا (2).

وفي جامع الأصول: عبادة بضم العين وتخفيف الباء الموحدة. وقال الدارقطني وأبو بكر البرقي وغيرهما من العامة: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم ابن فهر بن ثعلبة، يكني أبا الوليد شهد العقبة مع السبعين، وهو أحد النقباء الاثنا عشر، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وآله، وكان يعلم أهل الصفة القرآن، وله من الولد الوليد ومحمد، ومات بالرملة من أرض الشام، وقيل: بيت المقدس سنة أربع وثلاثين، وهو ابن اثنتين وسبعين، وقيل: بقي حتي توفي في

خلافة معاوية (3).

قوله رحمه الله: قيس بن سعد بن عبادة قد أسلفنا ذكره في حديث المتحورين من السابقين، وهم الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام وأبوا أن يبايعوا فلانا وفلانا، وسيعاد ما في معناه مبسوطا في ترجمته

(1) رجال الشيخ: 23 2) رجال الشيخ: 47 3) مخطوط لم أظفر عليه

(١٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبادة بن الصامت (1)، سعد بن عبادة (1)

وعدي بن حاتم وعمرو بن الحمق وعمران بن الحصين ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عدي بن حاتم عدي بالمهملتين المفتوحة ثم المكسورة قبل الياء المشددة ابن حاتم بن عبد الله أبو طريف الطائي.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في الصحابة، وفي أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (1).

وفي مختصر الذهبي: عدي بن حاتم عبد الله بن سعد الطائي الجواد بن الجواد، أسلم سنة سبع، عنه الشعبي وأبو إسحاق وسعيد بن جبير، نزل قرقيسا منعزلا قال ابن سعد: مات 68 عن مأة وعشرين سنة.

قوله رحمه الله: وعمرو بن الحمق سيورد أمره في ترجمته من ذي قبل.

قوله رحمه الله تعالي: وعمران بن الحصين هو أبو نجيد بضم النون وفتح الجيم علي التصغير، عمران بن الحصين - باهمال الصاد المفتوحة بعد الحاء المهملة المضمومة - ابن عبيد بن خلب بن عبد نهم - بفتح النون واسكان الهاء - الخزاعي الأزدي.

ذكره الشيخ رحمه الله في الصحابة (2).

قال أكثر علماء الحديث والرجال من العامة، أسلم قديما، وغزا مع النبي صلي الله عليه وآله غزوات، ولم يزل في بلاد قومه، ثم تحول إلي البصرة إلي أن مات بها في خلافة معاوية، وكان به مرض، فكانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوي انقطع التسليم ثم عاد إليه.

وقال الذهبي: منهم عمار بن حصين الخزاعي أبي نجيد أسلم مع أبي

هريرة، وكانت الملائكة تسلم عليه مات 52.

(1) رجال الشيخ: 23 و 49 2) رجال الشيخ: 32

(١٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: عدي بن حاتم (1)، عمرو بن الحمق (1)

وبريدة الأسلمي ____________________

وفي جامع الأصول: أسلم هو وأبوه عام خيبر، وسكن البصرة إلي أن مات بها سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاث، وكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، وسئل عمران بن الحصين عن متعة النساء فقال: أتانا بها كتاب الله وأمرنا بها رسول الله صلي الله عليه وآله ثم قال فيها رجل برأيه ما شاء فلا يتبع قوله، ولو لم ينه عنه مازني الا شقي.

يعني به عمر بن الخطاب ونهيه عنها برأيه في مقابلة نص الكتاب والسنة.

قوله رحمه الله تعالي: وبريدة الأسلمي هو أخو أبي داود لامه، وقد سبق في ترجمته أبي داود في حديث أبي داود في حديث عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلي الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا أن يسلما علي علي عليه السلام بأمرة المؤمنين. وهو أبو عبد الله الأسلمي بريدة - بضم الموحدة وفتح الراء واسكان المثناة من تحت ثم الدال المهملة والهاء أخيرا - ابن الحصيب - بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين علي التصغير - ابن عبد الله بن الحارث.

وفي القاصرين من يصحف غالطا فيعجم الخاء ويفتحها ويكسر الصاد المهملة بعدها.

قال في القاموس في ح ص ب: بريدة بن الحصيب كزبير صحابي ومحمد بن الحصيب حفيده (1).

وفي المغرب: البردة بالهاء كساء مربع أسود صغير وبها كني أبو بردة بن نيار صاحب الجذعة واسمه هاني، وبتصغيرها سمي بريدة بن الحصيب وابنه سليمان بن بريدة، يروي عن أبيه وعنه علقمة.

والشيخ رحمه الله في كتاب الرجال ذكره في عدد الصحابة قال: بريدة بن الحصيب الأسلمي، وقيل: أبو

الحصيب (2)، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام

(1) القاموس: 1 / 55 2) رجال الشيخ: 10 وفيه الخصيب بالخاء المعجمة

صفحه(١٨٧)

وبشر كثير.

____________________

وقال: بريد بن الحصيب الأسلمي الخزاعي مدني عربي (1).

وفي مختصر الذهبي: بريدة بن الحصيب الأسلمي شهد خيبر، عنه ابناه والشعبي وعدة، توفي 62.

قوله رحمه الله تعالي: وبشر كثير أي كثير من الناس من أعيان الصحابة ومن خيار التابعين، فهذه عبارة شائعة معروفة دائرة علي ألسن العلماء من العامة والخاصة، لا سيما في علم الرجال فكثير ا ما يذكرون رجلا ويقولون: روي عنه بشر كثير، أو خلق كثير، أو أمم، أو طائفة أو جماعة كثيرة.

ومن عجائب التحريفات والأغاليط ما قد وقع فيه بعض من يتمهر من القاصرين حيث (2) حرف بشر كثير إلي بشر بن كثير ثم لم يقنع بذلك، بل بني عليه أن بشر ابن كثير رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن السابقين الذين رجعوا إليه، وتمسك في ذلك بقول أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي، ولم يعرف أنه ليس في الرجال من يقال له بشر به كثير في شئ من كتب الرجال، ولم يحر له ذكر في شئ من الطرق والأسانيد أصلا، فلا تكونن من الجاهلين.

(1) رجال الشيخ: 35 2) تعريض إلي الرجالي الشهير الميرزا محمد الأستر آبادي في كتابه منهج المقال حيث قال: بشر بن كثير عن الفضل بن شاذان أنه من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)

(١٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الفضل بن شاذان (1)، بشر بن كثير (1)

____________________

بلال رضي الله تعالي عنه وصهيب موليان بلال بن رباح بالموحدة بعد الراء المفتوحة والمهملة بعد الألف، واسم امه حمامة مولاة

بني جمح، وكان يعذبه قومه ويذكرون اللات والعزي، وهو يذكر الله سبحانه ويقول: أحد أحد، شهد مع النبي صلي الله عليه وآله بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وهو أول من أذن لرسول الله صلي الله عليه وآله، وكان يؤذن له حضرا وسفرا، وكان خازنه علي بيت ماله، وهو سابق الحبشة، فلما توفي رسول الله صلي الله عليه وآله لم يؤذن لاحد، خرج من المدينة فذهب إلي الشام، ومات بدمشق وقيل: مات بحلب سنة عشرين وقيل: ثماني عشرة، ودفن هنالك، وكان نحيفا طوالا شديد الأدمة.

ذكره الشيخ في الصحابة وقال: بلال مولي رسول الله صلي الله عليه وآله شهد بدرا، وتوفي بدمشق في الطاعون، سنة ثماني عشرة، كنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو عمرو، ويقال:

أبو عبد الكريم. وهو بلال بن رياح مدفون بباب الصغير بدمشق (1).

" صهيب " يكني أبا يحيي، وهو ابن سنان بن مالك بن عبد عمرو النميري، بفتحتين نسبة إلي نمر بن قاسط، بكسر الميم بعد النون المفتوحة، سبي وهو غلام صغير كانت منازلهم بأرض الموصل فيما بين دجلة والفرات وأغارت الروم علي تلك الناحية فسبته صغيرا فنشأ بالروم، فأبتا عته منهم كلب ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي فاعتقه.

ويقال: انه لما كبر في الروم وعقل وهرب منهم وقدم مكة، فحالف عبد الله بن جدعان، بضم الجيم واسكان الدال المهملة واهمال العين، فأقام معه إلي أن هلك وبعث النبي صلي الله عليه وآله، فأسلم قديما بمكة.

قال في جامع الأصول يقال: إنه أسلم هو عمار بن ياسر في يوم واحد ورسول الله صلي الله عليه وآله بدار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين المعذبين في الله

(1) رجال الشيخ: 8

صفحه(١٨٩)

بلال وصهيب

موليان 79 - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، قال حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، ____________________

ثم هاجر إلي المدينة بعد هجرة النبي، صلي الله عليه وآله شهد بدرا والمشاهد كلها: وهو سابق الروم. مات بالمدينة سنة ثمان وثلاثين عن سبعين سنة، وقيل: سنة تسع وثلاثين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ودفن بالبقيع.

ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في عداد الصحابة (1)، ولم يزد علي مجرد ذكره بقوله: صهيب بن سنان شيئا.

والحسن بن داود أورده في كتابه قسم الضعفاء وقال: صهيب مولي رسول الله صلي الله عليه وآله (2).

قوله رحمه الله تعالي: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم هو محمد بن إبراهيم الوراق من أهل سمرقند، ذكره الشيخ رحمه الله في باب لم (3).

فأما محمد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب الذي كان يتفقه علي مذهب الشافعي ظاهرا، ويري رأي الشيعة في الباطن، وكان ففيها علي المذهبين، وله في المذهبين كتب: فهو وإن كان في هذه الطبقة يروي عنه ابن عبدون، الا أنه ليس هذا الذي روي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله، وكنيته أبو الحسن ويعرف بأبي بكر الشافعي، لا أبو عبد الله.

قوله رحمه الله: علي بن محمد بن يزيد القمي في بعض النسخ " بريدة " مكان يزيد

(١) رجال الشيخ: ٢١ ٢) رجال ابن داود: ٤٦٢ 3) رجال الشيخ: 497

(١٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن يزيد (1)، محمد بن إبراهيم (1)، أبو عبد الله (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

قال حدثني عبد الله بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عبد الله بن محمد بن عيسي عبد الله بن محمد

هذا هو أخو أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري القمي، ولقبه بنان، كما سيذكره أبو عمرو الكشي رحمه الله في مقامه من ذي قبل، فيورد في الأسانيد بلقبه فيقال: عن بنان بن محمد.

وبعض شهداء المتأخرين رفع الله درجته كأنه لم يعثر علي ذلك فكثيرا ما في شرح الشرائع يحكم علي الحديث بعدم الصحة، بأن في طريقه بنان بن محمد وهو مجهول، فنحن في المعلقات علي الاستبصار وعلي التهذيب وفي كتاب ضوابط الرضاع قد نبهنا علي فساد قوله وأوضحنا حال الرجل.

وفي الكافي في بعض أبواب كتاب الصوم، محمد بن يحيي عن بنان بن محمد عن أخيه عبد الرحمن بن محمد (1).

وعلي هذا فيكون أحمد وبنان وعبد الرحمن ثلاثة أخوة، وهم أبناء محمد بن عيسي.

ومن أعا جيب الأوهام تحامل (2) احتمال الواو مكان " ابن " في قول الشيخ في الاستبصار في باب الجهر ب " بسم الله الرحمن الرحيم " فأما ما رواه سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير (3). ونفي البعد عن كون محمد هو محمد ابن محمد بن عيسي، فيكون أخا أحمد بن محمد بن عيسي.

فلم يبلغني عن أحد فيما وقع إلي إلي الان أن لمحمد بن عيسي ابنا يقال له:

محمد، فلا تكونن من المتوهمين.

(١) الكافي: ٤ / ١٧٤ باب الفطرة ح ٢٢ ٢) تحامله صاحب المنتقي " منه " ٣) الاستبصار: ١ / 312

(١٩١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، ابن أبي عمير (1)، هشام بن سالم (1)

عبد الله عليه السلام قال كان بلال عبدا صالحا وكا ن صهيب عبد سوء كان يبكي علي عمر.

أسامة بن زيد 80 - حدثنا محمد بن مسعود، قال

حدثني علي بن محمد قال حدثني محمد ____________________

قوله عليه السلام: وكان بلال عبدا صالحا وروي الصدوق أبو جعفر ابن بابويه رضوان الله تعالي عليه في الفقيه عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: إن بلالا كان عبدا صالحا فقال: لا أؤذن لاحد بعد رسول الله صلي الله عليه وآله فترك يومئذ " حي علي خير العمل " (1).

وفي الفقيه أيضا: روي منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هبط جبرئيل عليه السلام بالاذان علي رسول الله صلي الله عليه وآله وكان رأسه في حجر علي عليه السلام فأذن جبرئيل عليه السلام وأقام، فلما انتبه رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يا علي سمعت؟ قال: نعم يا رسول الله فقال: حفظت؟ قال: نعم قال: ادع بلا لا فعلمه، فدعا بلا لا فعلمه (2).

أسامة بن زيد قال الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في باب الصحابة: أسامة بن زيد بن شراحيل مولي رسول الله صلي الله عليه وآله أمه أم أيمن اسمها بركة مولاة رسول الله صلي الله عليه وآله كنيته أبو محمد، ويقال: أبو زيد (3).

شراحيل بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة.

وقال في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أسامة بن زيد بن حارثة مولي رسول الله صلي الله عليه وآله، والأصل من كليب ونسبه معروف (4).

(١) من لا يحضره الفقيه: ١ / ١٨٤ ٢) من لا يحضره الفقيه: ١ / 183 3) رجال الشيخ: 3 4) رجال الشيخ: 34

(١٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: أسامة بن زيد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (2)

ابن أحمد، عن سهل بن زاذويه، عن أيوب بن نوح،

عمن رواه، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الحسن بن علي عليه السلام كفن أسامة بن زيد في برد أحمر حبرة.

____________________

وقال ابن عبد البر: أبو محمد أسامة بن زيد بن حارثة الحب بن الحب، أمه أم أيمن، وهاجر مع رسول الله صلي الله عليه وآله، وكان النبي يحبه حبا شديدا، واستعمله وهو ابن ثماني عشرة سنة (1).

وفي مختصر الذهبي: أسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله صلي الله عليه وآله وابن حبه، مات 54، الحب بالكسر المحبوب.

وفي الصحاح والقاموس: شراحيل لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة، لأنه بزنة جمع الجمع، وعند الأخفش ينصرف في النكرة فإذا حقرته انصرف عندها لأنه عربي، وفارق السراويل لأنها أعجمية (2).

فقد علم مما ذكرنا أن والد أسامة بن زيد زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي - وليس هو زيد بن حارثة الأوسي الأنصاري.

ذكره الشيخ أيضا في باب الصحابة وقال: وليس بأبي أسامة بن زيد (3).

قوله رحمه الله تعالي: عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري وهو عبد الغفار الجازي، وقد سبق في ترجمة سهل بن حنيف.

والشيخ رحمه الله في التهذيب روي هذا الحديث عن أيوب بن نوح عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري، كما رواه أبو عمرو الكشي، ورواه أيضا بسند متصل صحيح عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن علي بن

(١) الاستيعاب: ١ / ٥٧ المطبوع علي هامش الإصابة ٢) الصحاح: ٥ / 1734 والقاموس 3 / 400 3) ذكره في أصحاب علي (عليه السلام) قال: زيد بن حارثة وليس بأبي أسامة بن زيد، الرجال ص 42

(١٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)،

الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أسامة بن زيد (2)، أيوب بن نوح (1)، زيد بن حارثة (1)

81 - محمد بن مسعود، قال أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن سلمة بن محرز، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ألا أخبركم بأهل ____________________

نعمان عن أبي مريم الأنصاري قال: سمعت أبا جعفر يقول الحديث (1).

قوله رحمه الله تعالي: أحمد بن منصور عن أحمد بن الفضل محمد بن منصور بن نصر الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له: أحمد بن منصور، وقد نقلنا ذلك فيما سبق عن الشيخ في كتاب الرجال.

وأحمد بن الفضل الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام واقفي قاله الشيخ أيضا في كتاب الرجال (2).

فالطريق به ضعيف ولو لاه لكان الطريق قويا بأحمد بن منصور وبسملة بن محرز (3) القلانسي الكوفي أيضا، وهو من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام.

وأما محمد بن زياد وهو محمد بن الحسن بن زياد العطار يقال له: محمد بن زياد ثقة (4).

قال العلامة في الخلاصة: قال الكشي: روي أنه رجع ونهينا أن نقول الا خيرا في طريق ضعيف، ذكرناه في كتابنا الكبير، ثم قال: والأولي عندي الوقف في روايته (5).

قلت: لابل الأولي قبول روايته لصحيحة أبي مريم الأنصاري من طريق التهذيب في تكفين مولانا أبي محمد الحسن عليه السلام إياه (6)، وسائر الروايات المتعاضدة

(١) تهذيب الأحكام: ١ / ٢٩٦ ٢) رجال الشيخ: ٣٤٤ ٣) بضم الميم واسكان الحاء المهملة وكسر الراء والزاء أخيرا " منه " ٤) راجع رجال النجاشي: ٢٨٥ ٥) الخلاصة: ٢٣ ٦) تهذيب الأحكام: ١ / 296

(١٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام

محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أحمد بن الفضل (1)، محمد بن زياد (1)، سلمة بن محرز (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (2)

الوقوف، قلنا: بلي. قال أسامة بن زيد وقد رجع فلا تقولوا الا خيرا، ومحمد بن مسلمة، وابن عمر مات منكوبا.

____________________

في أن أمير المؤمنين عليه السلام قد عذره في الوقوف علي متابعته ومبايعته ودعوة الناس إليه، واظهار أن الحق فيه ومعه وفيما قد وقع منه من الممايلة والمسايرة مع أولئك الأقوام والمواتاة لهم والمجازات والمماشاة معهم، ونقض الميثاق الذي قد أخذه منهم رسول الله صلي الله عليه وآله يوم الغدير، ومراعاة العهد الذي كان جري بينه وبينهم بعده.

ولان الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال أورده في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (1) ولم يطعن (2) له أصلا.

ولتظافر الاخبار في أنه كان حب رسول ل الله صلي الله عليه وآله وابن حبه (3).

ومن الصحيح الثابت عند نقلة الاخبار وجملة الروايات أن أسامة بن زيد لم يبايع أبا بكر حتي مات وقال: رسول الله صلي الله عليه وآله أمرني عليك فمن أمرك علي.

قوله عليه السلام: ومحمد بن مسلمة وابن عمر مات منكوبا يعني محمد بن مسلمة أيضا رجع بعد الوقوف كما أسامة، فلا تقولوا فيه الا خيرا، وابن عمر من أهل الوقوف ولم يرجع ومات منكوبا.

أو يعني كل منهما مات منكوبا - بالنون قبل الكاف والباء الموحدة بعد الواو - أي معد ولا به عن طريق الحق وعن سبيل الاستقامة.

يقال: نكب عن الطريق إذا عدل عنه: ونكب به عنه غيره ونكبه عنه تنكيبا إذ أحرفه وأزاغه عنه، وطريق منكوب علي غير قصد واستقامة.

محمد بن مسلمة ذكره

الشيخ رحمه الله تعالي في باب الصحابة (4).

(1) رجال الشيخ: 34 2) وفي " ن " فيه 3) رواه في جامع الأصول: 10 / 26 و 27 4) رجال الشيخ: 27

(١٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: أسامة بن زيد (1)، الموت (1)

____________________

وفي جامع الأصول: هو أبو عبد الله وقيل: أبو عبد الرحمن محمد بن مسلمة ابن خالد بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن ملك بن أوس الأنصاري الحارثي الأشهلي، وقيل: في نسبه غير ذلك.

شهد المشاهد كلها الا في تبوك، وكان من فضلاء الصحابة، وكان من الذين أسلموا علي يد مصعب بن عمر بالمدينة، ومات بها سنة ثلاث، وقيل: ست، وقيل:

سبع وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وفي نسبة خلاف غير ما قيل أولا.

مجدعة بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الدال المهملة.

وفي مختصر الذهبي: محمد بن مسلمة الخزرجي بدري جليل، مات في عشر ثمانين بالمدينة سنة 43.

" ابن عمر " هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ذكره الشيخ رحمه الله في الصحابة (1).

وفي جامع الأصول: أسلم مع أبيه بمكة وهو صغير، وقد ذهب قوم إلي أنه أسلم قبل أبيه ولم يصح، ولم يشهد بدرا واختلفوا في شهوده أحدا.

والصحيح أن أول مشاهده الخندق وقيل: إنه استصغر يوم بدر وأجازه النبي صلي الله عليه وآله يوم أحد، وروي نافع أنه رده يوم أحد لأنه كان ابن أربع عشر سنة، وشهد ما بعد الخندق من المشاهد، وكان من أهل الورع والعلم والزهد شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتياه.

ولد قبل الوحي بسنة، ومات بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر وقيل: بسنة أشهر، ودفن بذي طوي في مقبرة المهاجرين، وقيل: دفن بفخ، وله أربع وثمانون سنة، وقيل: ستة وثمانون، روي

عنه خلق كثير، منهم ابناه سالم وحمزة ونافع مولاه انتهي كلام جامع الأصول.

(1) رجال الشيخ: 22

صفحه(١٩٦)

82 - قال أبو عمرو الكشي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني، قال حدثني جعفر بن محمد المدايني، عن موسي بن القاسم العجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهما السلام قال: كتب علي عليه السلام إلي والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا، فأما أسامة بن زيد ____________________

ومن تعاجيب الأوهام الفاسدة لبعض من أدرك عصرنا حسبانه أن ابن عمر في هذا الحديث هو الذي تقدم أنه قال لمعاوية يوم قتل عمار بن ياسر رضي الله تعالي عنه: اني معكم ولست أقاتل ان أبي شكاني إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال لي رسول الله صلي الله عليه وآله " أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه " فأنا معكم ولست أقاتل (1).

فيا عجبا لهذا المتوهم كيف اعتراه هذا الحسبان، ولم يعلم أن ذاك عبد الله بن عمرو بن العاص كان في معسكر معاوية مع أبيه، وذا عبد الله بن عمر بن الخطاب فارق معسكر معاوية إذ شاهد قتل عمار، لقول النبي صلي الله عليه وآله: تقتله الفئة الباغية. ولم يرجع إلي أمير المؤمنين عليه السلام بل خرج من عند معاوية منصرفا إلي الحجاز وأقام بمكة إلي أن توفي بها.

قوله رحمه الله تعالي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني وهو محمد بن أحمد بن نعيم النيسابوري الشاذاني - بالمعجمتين والنون - من أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام، أنفذ بما اجتمع عنده من مال الغريم إليه عليه السلام وزاده من ماله، فورد عليه الجواب منه عليه السلام

قد وصل إلي ما أنفذت إلي من خاصة مالك وهو كذا وكذا تقبل الله منك.

قوله عليه السلام: لا تعطين سعدا ولا ابن عمر ومن الفئ شيئا يعني سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر.

قال المسعودي في مروج الذهب: حدث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري،

(1) القائل هو الرجالي الميرزا محمد الاسترآبادي في كتاب منهع المقال: 209

(١٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، موسي بن القاسم العجلي (1)، أبو عمرو الكشي (1)، أسامة بن زيد (1)، جعفر بن محمد (1)

____________________

عن محمد بن حميد الرازي، عن أبي مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، قال: لما حج معاوية طاف بالبيت ومعه سعد، فلما فرغ انصرف معاوية إلي دار الندوة وأجلسه معه علي سريره ووقع في علي عليه السلام وشرع في سبه، فزحف سعد.

ثم قال: أجلستني معك علي سريرك، ثم شرعت في سب علي، والله لا ن تكون لي خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، والله لان أكون صهر رسول الله صلي الله عليه وآله وأن لي من الولد ما لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

والله لا يكون رسول الله صلي الله عليه وآله قال لي ما قال له يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا ليس بفرار يفتح الله علي يديه " أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

والله لان يكون صلي الله عليه وآله قال لي ما قال له في غزوة تبوك: " ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه

لا نبي بعدي " أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، وأيم الله لا دخلت لك دارا ما بقيت ثم نهض.

ووجدت في وجه آخر من الروايات أن سعدا لما قال لمعاوية هذه المقالة ثم نهض ليقوم قال له معاوية: فهلا نصرته؟ ولم تكن قعدت عن بيعته.

وكان سعد وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة ممن قعد عن بيعة علي بن أبي طالب، وأبوا أن يبايعوه، وغيرهم مما ذكرنا من القعود عن بيعته، وذلك أنهم قالوا: إنها فتنة انتهي كلام مروج الذهب (1).

وقد ذكر قبل هذا الكلام نقلا عن أبي مخنف لوط بن يحيي وغيره أن هؤلاء المتخلفين قد رجعوا إليه أخيرا وبايعوه عليه السلام جميعا

(1) مروج الذهب: 3 / 14

(١٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه.

____________________

قوله عليه السلام: فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه يقال: عذرته وأعذرته فهو معذور ومعذر، يعني عليه السلام قبلت عذره وصدقته في اليمين التي كانت عليه في ذلك فقد أتي فيه بما كان يجب عليه وحلف علي وجه يستوجب القبول والتصديق.

قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث " يمينك علي ما يصدقك به صاحبك " أي يجب عليك أن تحلف له علي ما يصدقك به إذا حلفت له (1).

قوله عليه السلام: فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه وهي يمينه بعد قتله مرداس والمعاتبة علي ذلك التنزيل الكريم ان لا يقتل من بعد من يقول " لا إله إلا الله " أبدا.

وبيانه: أن رجلا كان يقال له مرداس من أهل فدك أسلم ولم يسلم من قومه غيره، فبعث رسول الله صلي الله عليه وآله

سرية يغزوهم، فهربوا وبقي مرداس ولم يكن من الهاربين متكلا علي اسلامه، وإذ رأي الخيل ألجأ غنمه إلي عاقول في الجبل وصعد فلما تلاقوا وكبروا كبر ونزل وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد واستار غنمه فأخبروا بذلك رسول الله صلي الله عليه وآله فوجد عليه وجدا شديدا وقال: قتلتموه ابتغاءا لما معه وطمعا فيه.

فنزل قوله سبحانه وتعالي " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا " (1) الآية فحلف أسامة أن لا يقتل رجلا يقول لا إله إلا الله، وبذلك اعتذر أمير المؤمنين عليه السلام حيث تخلف عنه في وقعة الجمل وقتال الناكثين.

وهذا مدخول غير مقبول لوجوب طاعته عليه السلام علي أنه كان قد سمع

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 302 2) النساء: 94

(١٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

____________________

رسول الله صلي الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام حربك حربي وسلمك سلمي وأنك تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين، وغير ذلك مما سد علي المتخلفين باب الاعتذار، ولكن العذر عند كرام الناس مقبول، ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وتسليماته عليه أعلم بالقضايا والاحكام فليعلم (1) أبو سعيد الخدري ذكره الشيخ رحمه الله في الصحابة قال: سعد أبو سعيد الخدري (2)، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: سعد بن مالك الخزرجي يكني أبا سعيد الخدري الأنصاري العربي المدني (3).

وأبو الحسن المسعودي أورده في عداد الذين قعدوا وتثبطوا عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام، ثم ذكر أنهم رجعوا إليه عليه السلام واعتذروا وبايعوا جميعا.

" الخدري " بضم الخاء وسكون الدال المهملة منسوب إلي

خدرة، واسمه الأبحر ابن عوف بن حارث، وقيل: خدرة أم أبحر والأول أشهر، وهم بطن من الأنصار كذا في جامع الأصول.

وفي المغرب: خدرة بالسكون حي من العرب إليهم ينسب أبو سعيد الخدري.

قال ابن عبد البر: أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة الخدري، قال أبو سعيد: عرضت يوم أحد علي النبي صلي الله عليه وآله وأنا ابن ثلاث عشرة فجعل أبي يأخذ بيدي فيقول: يا رسول الله انه عبل العظام وإن كان مؤدنا أي قصيرا، وجعل النبي صلي الله عليه وآله يصعد في ويصوب.

(1) هذه التعليقة توجد في نسخة " م " فقط، بخط السيد الداماد رحمه الله.

2) رجال الشيخ: 20 3) رجال الشيخ: 43

صفحه(٢٠٠)

أبو سعيد الخدري 83 - حمدويه، قال حدثنا أيوب، عن عبد الله بن المغيرة، قال حدثني ذريع عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ذكر أبو سعيد الخدري، فقال: كان من أصحاب رسول الله ____________________

ثم قال: رده فردني فخرجنا نتلقي رسول الله حين أقبل من أحد، فنظر إلي فقال: سعد بن مالك؟ قلت: نعم يأبي وأمي، فدنوت فقبلت ركبته، فقال: آجرك الله في أبيك وكان قتل يومئذ شهيدا.

توفي أبو سعيد في يوم الجمعة سنة أربع وسبعين ودفن بالبقيع، وهو ابن أربع وتسعين (1).

قال الذهبي: سعد بن مالك أبو سعد الخدري من أصحاب الشجرة فقيه، عنه ابن المسيب وأبو بصيرة، توفي 74.

قلت: أبو سعيد الخدري كان علي الاستقامة ومات علي الاستقامة، شهد الجمل والصفين والنهروان، وهو ممن يروي حديث المارقة الخوارج، ووصف المخدج ذي الثدية منهم، وقتله يوم النهروان علي صفته التي كان يخبر بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله رحمه الله تعالي: قال حدثني ذريح هو أبو الوليد ذريح

- باعجام الذال المفتوحة وكسر الراء واسكان الياء المثناة من تحت واهمال الحاء أخيرا - ابن محمد بن يزيد المحاربي عربي من بني محارب بن خصفة.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الصادق عليه السلام (2). وقال في الفهرست: ثقة له أصل (3).

(١) الإستيعاب لابن عبد البر مطبوع علي هامش الإصابة: ٤ / ٨٩ ٢) رجال الشيخ: ١٩١ ٣) الفهرست: ٩٥

(٢٠١)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (2)، عبد الله بن المغيرة (1)

وكان مستقيما، قال: فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلي مصلاه فمات فيه.

84 - محمد بن مسعود، قال حدثني الحسين بن أشكيب، ____________________

والعلامة في الخلاصة نقل عن الشيخ توثيقه (1)، ولست أجد في الاخبار لتوثيقه مستندا.

والنجاشي لم يوثقه وقال: روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ذكره ابن عقده وابن نوح له كتاب يرويه عدة من أصحابنا (2) وانما ذلك ضرب من المدح.

قال السيد جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره من كتاب الكشي: لم أجد فيه ما يوصف به من مدح له طائل أو ذم في هذا الكتاب.

قلت: وسنتلو عليك حق القول فيه حيث يحين حينه في ترجمته انشاء الله العزيز، والآن نقول طريق هذا الحديث صحيح أو حسن بذريح المحاربي.

قوله عليه السلام: وكان مستقيما أي كان حنيف الدين مستقيم المذهب قويم الاعتقاد، واشتد عليه النزع ثلاثة أيام فغسله أهله.

اما بالتخفيف أي غسلوه من الاقذار أي وضؤوه تولوا وضوءه، أي تولوا وضوءه، تعبيرا عن الوضوء بالغسل الذي هو أول أجزائه.

واما بالتثقيل من التغسيل، أي تولوا ما كان عليه من غسل الجنابة، ثم حملوه إلي مصلاه، وذلك من السنن المأثورة، فمات رضي الله تعالي عنه.

قوله رحمه الله تعالي: قال حدثنا الحسين بن

اشكيب الحسين بالتصغير، وأشكيب بالاعجام بعد الهمزة، وقيل: بالاهمال، والحسين هو خادم القبر.

(١) الخلاصة: ٧٠ ٢) رجال النجاشي: ١٢٤

(٢٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن إشكيب (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

قال أخبرنا محمد بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الامر، وأنه اشتد نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلي مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا فما لبث أن هلك.

____________________

قوله رحمه الله تعالي: أخبرنا محمد بن أحمد هكذا في نسخ كثيرة وهو اما محمد بن أحمد حماد أبو علي المحمودي المروزي من أصحاب أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام وهو الاظهر.

أو محمد بن أحمد بن إسماعيل بن بزيع، من أصحاب أبي الحسن الأول الكاظم، وأبي الحسن الثاني الرضا، وأبي جعفر الثاني الجواد عليهما السلام، وابن أخي محمد بن إسماعيل بن بزيع.

أو محمد بن أحمد بن قيس بن غيلان من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام والمحمدون كلهم ثقاة، فالطريق صحي علي كل حال بأبان بن عثمان وفي طائفة من النسخ " محسن " مكان " محمد "، وهو أبو أحمد البجلي محسن ابن أحمد القيسي من موالي قيس بن غيلان، يروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكره الشيخ (1) والنجاشي (2) والطريق به حسن.

قوله عليه السلام: كان قد رزق هذا الامر أي دين التشيع والولاية لأهل البيت عليهما السلام، واشتد نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلي مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا فما لبث أن هلك.

وفي الحديث: عن أنه قال عند موته: ائتوني بثياب جدد سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: " يحشر المرء في

ثيابه التي مات فيها " وكأنه صلي الله عليه وآله أراد بها ثياب الروح النورية الملكوتية من العلوم والاعتقادات والأخلاق والملكات، لاثياب البدن الظلماني الهيولاني من البرد والصوف والقطن والكتان.

(١) رجال الشيخ: ٣٩٣ ٢) رجال النجاشي: ٣٣١

(٢٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، أبان بن عثمان (1)، محمد بن أحمد (1)، الهلاك (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

85 - حمدويه، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين ابن عثمان، عن ذريح، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهما السلام ____________________

ومعني الحديث: أن مدار السعادة في النشأة الآخرة علي حسن الخاتمة في هذه النشأة، فالمرء يحشر في ثيابه الروحانية التي هي خاتمة حال نفسها المجردة بحسب العقيدة والعمل.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث الخدري لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها، ثم ذكر عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: " ان الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ".

قال الخطابي: أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث علي ظاهره، وقد روي في تحسين الكفن أحاديث قال: وقد تأوله بعض العلماء علي المعني وأراد به الحالة التي يموت عليها من الخير والشر وعمله الذي يختم له به.

ويقال: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبرائة من العيب، وجاء في تفسير قوله تعالي " وثيابك فطهر " أي عملك فاصلح.

ويقال: فلان دنس الثياب إذا كان خبيث الفعل والمذهب، وهذا كالحديث الاخر يبعث العبد علي ما مات عليه قال الهروي: وليس قول من ذهب به إلي الأكفان بشئ، لان الانسان انما يكفن بعد الموت انتهي كلام النهاية (1).

قوله رحمه الله تعالي: قال حدثنا يعقوب بن يزيد الطريق صحيح علي

المشهور، وحسن بذريح المحاربي علي ما يستبين حاله من الاخبار، بل صحي للاجماع علي تصحيح ما يصح عن ابن أبي عمير، فكلما صح الطريق إليه ولم تكن روايته عن محكوم عليه بالضعف كان السند صحيا، سواء عليه أكان أرسل أم أسند عن ثقة غير أمامي، أو امامي ممدوح لا تصريح فيه بالتوثيق،

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 227 - 228

(٢٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، ابن أبي عمير (1)، يعقوب بن يزيد (1)، إبن الأثير (1)

اشتراك جابر بن عبد الله بين اثنين

يقول: اني أكره للرجل أن يعافي في الدنيا ولا يصيبه شئ من المصائب، ثم ذكر أن أبا سعيد الخدري كان مستقيما نزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حمل إلي مصلاه فمات فيه.

جابر بن عبد الله الأنصاري 86 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ____________________

أو عن امامي لامدح فيه ولا ذم أصلا، علي ما قد حققناه في الرواشح السماوية (1).

- قوله عليه السلام: اني لا كره للرجال أن يعافي الدنيا شئ من المصايب وذلك لان المصيبة كفارة للذنب، والبلية مجلبة للاجر ومنقصة للمثوبة.

وفي الخبر من طريق رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني وغيره: المؤمن لا يخلو من قلة أو علت أو ذلة وربما اجتمعت الثلاث (2).

قوله عليه السلام: ان أبا سعيد الخدري كان مستقيما نزع ثلاثة أيام يعني عليه السلام انه ابتلي لذلك لزيادة التمحيص ولجزالة المثوبة.

جابر بن عبد الله الأنصاري ليعلم ان جابر بن عبد الله الصحابي الأنصاري مشترك بين الاثنين، وقد التبس الامر فيهما علي غير واحد ممن لم يتمهر في المعرفة بأحوال الرجال، بل علي بعض من تمهر أيضا، فها أبو عبد الله الذهبي من العامة

قد وقع في هذا الالتباس، وكذلك بعض من الخاصة.

أحدهما: الصحابي المشهور الكبير العظيم الشأن من عظماء الصحابة، وهو الذي نحن في ترجمته وبيان حاله، جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة

(١) الرواشح السماوية: ٤٠ ٢) روي نحوه في الكافي: ٢ / 190

(٢٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، جابر بن عبد الله (1)، أيوب بن نوح (1)

____________________

الأنصاري العقبي، شهد العقبة مع السبعين وكان أصغرهم، كنيته أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن قاله ابن عبد البرقي كتاب الصحابة (1)، وابن الأثير في جامع الأصول وعلو مرتبته في صحة العقيدة واستقامة الطريقة وخلوص الانقطاع عن الأقوام إلي أهل البيت صلي الله عليهم مما لا امتراء فيه.

قال الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في باب الصحابة: جابر بن عبد الله بن عمر بن حزام نزل المدينة شهد بدرا وثمانية عشر غزوة مع النبي صلي الله عليه وآله، مات سنة ثمان وسبعين (2).

حزام باهمال الحاء المكسورة قبل الزاء قاله في القاموس (3) وغيره، وهو الصحيح، وضبطه بعضهم بالراء بعد الحاء المفتوحة.

وقال الشيخ في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: جابر بن عبد الله الأنصاري العرني الخزرجي (4). بالراء المفتوحة بين العين المهملة المضمومة والنون نسبة إلي العرنة، وقيل: إلي العرنية بطن من بحلية.

في المغرب: عرنة واد بحذاء عرفات، وبتصغيرها سميت عرينية، وهي قبيلة ينسب إليها العرنيون.

وفي القاموس: العرينة كجهينة، منهم العرنيون المرتدون، وبطن عرنة كهمزة بعرفات، وليس من الموقف (5).

وقال الشيخ في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام: جابر بن عبد الله

(١) الاستيعاب: ١ / 221 وفيه حرام بالراء المهملة 2) رجال الشيخ: 12 3) القاموس: 4 / 96 4) رجال الشيخ: 38 وفيه

العربي بدل العرني 5) القاموس: 4 / 247

صفحه(٢٠٦)

____________________

الأنصاري (1).

وكذلك في أصحاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام (2).

وقال في أصحاب سيد الساجدين أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله (3).

وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهما السلام: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام أبو عبد الله الأنصاري صحابي (4).

وقال رحمه الله تعالي في مصباح المتهجد في زيارة الأربعين وهو العشرون من صفر: في يوم العشرين منه كان رجوع حرم سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام من الشام إلي مدينة الرسول صلي الله عليه وآله، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله ورضي عنه من المدينة إلي كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وكان أول من زاره من الناس، وتستحب زيارته عليه السلام وهي زيارة الأربعين (5).

قلت: ما قاله الشيخ رحمه الله أنه رضي الله تعالي عنه شهد بدرا هو الأصح.

وقال ابن عبد البر: وأراد جابر شهود بدر فخلفه أبوه علي أخواته وكن تسعا وخلفه أبوه يوم أحد أيضا وشهد ما بعد ذلك، وكان له من الولد عبد الرحمن ومحمد وحميد وميمونة وأم حبيب، ومات سنة ثمان وسبعين وهو ابن أربع وتسعين.

وقال أبو الحسن المسعودي في مروج الذهب: مات جابر بن عبد الله الأنصاري في أيام عبد الملك بن مروان بالمدينة، وذلك في سنة ثماني وسبعين، وقد ذهب بصره

(١) رجال الشيخ: ٦٦ ٢) رجال الشيخ: ٧٢ ٣) رجال الشيخ: ٨٥. وفيه حرام بالراء المهملة ٤) رجال الشيخ:

١١١ ٥) مصباح المتهجد 730

صفحه(٢٠٧)

____________________

وهو ابن نيف وتسعين سنة، وقد كان قدم إلي معاوية بدمشق فلما اذن له قال يا معاوية:

أما سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: " من حجب ذا فاقة وحاجة حجبه الله، يوم فاقته وحاجته، فغضب معاوية وقال: وأنت قد سمعته يقول: " انكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتي تردوا علي الحوض " فهلا صبرت.

قال: ذكرتني ما نسيت، وخرج فاستوي علي راحلته، ومضي فوجه إليه معاوية بستمائة دينار، فردها وقال لرسوله: قل يابن آكلة الأكباد: والله لا وجدت في صحيفتك سنة أنا سببها أبدا انتهي كلام مروج الذهب (1).

وفي الكشاف: في قوله عز سلطانه آخر سورة يونس " واتبع ما يوحي إليك واصبر حتي يحكم الله وهو خير الحاكمين " وروي أنها لما نزلت جمع رسول الله صلي الله عليه وآله الأنصار فقال: انكم ستجدون بعدي أثره فاصبروا حتي تلقوني، يعني أمرت في هذه الآية بالصبر علي ما سامتني الكفرة فصبرت فاصبروا أنتم علي ما يسومكم الامراء الجورة.

قال أنس: فلم نصبر، وروي ان أبا قتادة تخلف عن تلقي معاوية حين قدم المدينة وقد تلقته الأنصار، ثم دخل عليه فقال له: مالك لم تتلقنا؟ فقال: لم يكن عندنا دواب فقال: أين النواضح؟ قال: قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر.

وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله يا معشر الأنصار انكم ستلقون بعدي أثرة، قال معاوية فماذا قال؟ قال: فاصبروا حتي تلقوني قال: فاصبروا، قال: اذن نصبر فقال عبد الرحمن ابن حسان:

الا أبلغ معاوية بن حرب * أمير الظالمين نثا كلامي بأنا صابرون فمنظروكم * إلي يوم التغابن والخصام انتهي كلام الكشاف (2).

(1) مروج الذهب: 3 / 115 2) الكشاف: 2

/ 256 - 257

(٢٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

ابن يحيي، عن عاصم بن حميد، عن معاوية بن عمار، عن أبي الزبير المكي، قال سألت جابر بن عبد الله، فقلت أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال:

____________________

وثانيهما جابر بن عبد الله بن رآب السلمي الأنصاري.

وذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في عداد الصحابة بعد جابر ابن عبد الله بن عمرو بن حزام فقال: جابر بن عبد الله بن رئاب السلمي سكن المدينة، روي عن أنس حديثين كنيته أبو ياسر (1). رئاب بالراء المكسورة والهمزة بعدها.

في القاموس: رأب الصدع كمنع، أصلحه وأشعبه كأرتابه، ورئاب ككتاب، والد هارون بن رئاب الصحابي البدري، ورئاب بن عبد الله المحدث، وجد جابر ابن عبد الله الصحابي، وجد زينب بنت جحش رضي الله تعالي عنهم (2).

والسلمي باهمال السين المفتوحة وكسر اللام.

في المغرب: السلمة - بفتح السين وكسر اللام - الحجر، وبها سمي بنو سلمة بطن من الأنصار.

قوله رحمه الله: عن أبي الزبير المكي الطريق إلي أبي الزبير صحيح، وأبو الزبير المكي معروف الرواية عن جابر رضي الله تعالي عنه، ومعاوية بن عمار معروف الرواية عنه، وكذلك فضيل بن عثمان.

قال الذهبي في مختصره: جابر بن عبد الله السلمي عقبي، عنه بنوه محمد وعبد الرحمن وعقيل وابن المنكدر وأبو الزبير وخلق، مات 78.

وقال معاوية بن عمار الدهني، ودهن بالضم حي من بحيلة، ويقال: دهن بالتحريك، عن أبي الزبير وجعفر بن محمد، وعنه معبد بن راشد وقتيبة، ثقة

(1) رجال الشيخ: 12 2) القاموس …

(٢٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، جابر بن عبد الله (1)، معاوية بن عمار (1)، عاصم بن حميد (1)

طرق حديث كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا عليه السلام

فرفع حاجبيه عن عينيه وقد كان سقط

علي عينيه، قال، فقال ذاك خير البشر أما والله ان كنا لنعرف المنافقين علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله ببغضهم إياه.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: ان كنا لنعرف المنافقين ان بكسر الهمزة واسكان النون علي المخففة من المثقلة ويبطل التخفيف عملها وتدخل علي الجملة الاسمية مثل ان زيد لمنطلق، وعلي الجملة الفعلية إن كان زيد لكريما.

والفعل الذي تدخل عليه ان المخففة يجب أن يكون مما يدخل علي المبتدأ والخبر، واللام لازمة لخبرها، وهي التي تسمي " الفارقة " لأنها تفرق بين ان المخففة وان النافية.

وتكون أيضا ان زائدة في الكلام للتحبير والتزيين، إذا لم يكن مستعملة مع اللام.

وروي أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا عن أبي الزبير قال: قلت لجابر كيف كان علي فيكم؟ قال: ذاك خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم إياه (1).

وروي مرفوعا إلي أبي ذر رضي الله تعالي عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي يا علي من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك فقد فارقني (2).

وعن أبي سعيد الخدري مسندا قال: كنا نعرف المنافقين علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله ببغضهم عليا (2).

وعن زيد بن أرقم: ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم عليا (4).

(١) رواه الخوارزمي في المناقب: ٢٣١ والطبري في ذخائر العقبي: ٩١ ٢) رواه الحاكم في المستدرك: ٣ / ١٢٣ و ١٤٦ والذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٣٢٣ ٣) رواه الترمذي في صحيحه: ١٣ / ١٦٨ وابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٣٢ ٤) أحمد بن حنبل في مسنده: ٦ / ٢٩٦ ومسلم في صحيحه: ١ / ٨٦ وذخائر العقبي: ٩١ والنسائي في خصائصه: 37 والطرائف للسيد ابن طاوس: 69

(٢١٠)

صفحهمفاتيح

البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، النفاق (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، كتاب ذخائر العقبي (2)، الخوارزمي (1)

____________________

وروي البغوي في المصابيح من الصحاح: أن عليا عليه السلام قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني الا مؤمن، ولا يبغضني الا منافق (1).

ورواه مسلم في صحيحه عن زربن حبش عن علي عليه السلام (2).

وفي صحاح أصولهم ومسانيدهم بأسانيد متشعبة وطرق شتي أنه صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق (3).

وقال: لولا أنت لم يعرف حزب الله.

وقال صلي الله عليه وآله من زعم أنه آمن بما جئت به وهو يبغض عليا، فهو كاذب ليس بمؤمن (4).

وانه صلي الله عليه وآله كان جالسا فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: كذب من زعم أنه تولاني وأحبني وهو يعادي هذا ويبغضه، والله لا يبغضه ويعاديه الا كافر أو منافق ولد زنية (5).

وقال: من تولاه فقد تولاني ومن تخلاه فقد تخلاني (6).

وأنه صلي الله عليه وآله قال: علي مع الحق والحق مع علي، يدور معه حيث ما دار (7).

قال: يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة (8).

(١) مصابيح السنة للبغوي: ١ / ٢٠١ ط الخيرية بمصر ٢) صحيح مسلم: ١ / ٦٠ ٣) راجع الطرائف: ٦٩ المطبوع بقم، ورواه أحمد في مسنده ٦ / ٢٩٢ ٤) رواه الخوارزمي في المناقب: ٤٥ ط تبريز ٥) روي نحوه أحمد بن حنبل في مسنده: ١ / ٨٤ ط مصر ٦) رواه ابن

المغازلي في المناقب: ٢٣١ ٧) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢١ ٨) رواه الترمذي في المناقب المرتضوية: 113 ط بمبئي وابن الجوزي في التذكرة: 59

(٢١١)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، الخوارزمي (1)

____________________

يقرء " بسم الله الرحمن الرحيم " ولم يكبر عند الخفض إلي الركوع والسجود.

فلما سلم ناداه المهاجرين والأنصار يا معاوية! سرقت من الصلاة، أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير عند الركوع والسجود؟ ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير.

قال الشافعي: ان معاوية كان سلطانا عظيم القوة شديد الشوكة، فلولا ان الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار، والا لما قدروا علي اظهار الانكار بسبب ترك التسمية.

الحجة الخامسة: روي البهيقي في السنن الكبير عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله يجهر في الصلاة ب " بسم الله الرحمن الرحيم " ثم إن البيهقي روي الجهر عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن الزبير.

وأما أن عليا عليه السلام كان يجهر بالتسمية، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدي في دينه بعلي بن أبي طالب عليه السلام فقد اهتدي، والدليل قوله صلي الله عليه وآله: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار انتهي كلامه بعبارته (1).

ثم قال: وأقول: ان أنسا وابن المغفل خصصا عدم ذكر بسم الله الرحمن الرحيم للخلفاء الثلاثة، ولم يذكرا عليا، وذلك يدل علي اطباق الكل علي أن عليا عليه السلام كان يجهر ب " بسم الله الرحمن الرحيم ".

وأيضا هاهنا تهمة أخري وهي أن عليا عليه السلام كان يبالغ في الجهر ب " بسم الله الرحمن الرحيم فلما وصلت

الدولة إلي بني أمية بالغوا في (المنع عن الجهر سعيا في ابطال آثار علي عليه السلام، فلعل أنسا خاف منهم، ولهذا السبب اضطربت أقواله فيه.

ونحن ان شككنا في شئ، فانا لا نشك أنه مهما وقع التعارض بين قول أنس

(1) التفسير الكبير: 1 / 204

صفحه(٢١٣)

____________________

وابن المغفل، وبين قول علي عليه السلام، والذي بقي عليه طول عمره فان الاخذ بقول علي عليه السلام أولي، وهذا جواب قاطع في هذه المسألة.

ثم هب أنه حصل التعارض بين راويكم وراوينا، الا أن الترجيح معنا من وجوه: الأول راوي أخباركم أنس وابن المغفل، وراوي قولنا علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس، والثاني ان الدلائل العقلية موافقة لنا وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا، ومن اتخذ عليا عليه السلام إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقي (1). انتهي كلام امام المتشككين في التفسير الكبير في هذه المسألة بألفاظه.

قلت له: يا امام قومك وعلامة أصحابك ما أحبر عقباك، وأكرم مثواك، وأحسن خاتمتك، وأسعد عاقبتك لو كنت مهتديا لسواء السبيل بالاقتداء بعلي بن أبي طالب عليه السلام في ساير أبواب الدين علي العموم، كما اقتديت واهتديت به عليه السلام في هذه المسألة بخصوصها.

ويحك ما خطبك علماؤكم ومحدثو كم وحملة أخباركم ونقلة آثاركم وأنت معهم مطبقون قاطبة علي أن عليا عليه السلام لم يبايع أبا بكر إلي ستة أشهر، وهي مدة بقاء البتول الزهراء عليها السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، مدعيا ان الخلافة حقه والإمامة منصبه، محتجا علي الأقوام بقوله عليه السلام: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم، واني احتج عليكم بمثل ما احتججتم به علي الأنصار يا أبا بكر قد استبدت علينا واستأثرت بحقنا وأخرجت سلطان محمد

صلي الله عليه وآله من بيته.

والشيعة مجمعون علي أن ابائه عليه السلام عن البيعة لم يكن متخصصا بستة أشهر، وانه لم يبايع أحدا ابدا، بل انما قعد عن القيام بمطالبة حقه، وترك الجهاد في محاولة الاستواء علي سرير منصبه، لعدم مساعدة الزمان وقلة الأنصار والأعوان، وذلك أمر مكشوف ظاهر كالشمس في الهاجرة، مستبين من صحيحكم وأصولكم ومسانيدكم

(1) التفسير الكبير: 1 / 207

صفحه(٢١٤)

____________________

كما قد نقلناه سابقا وكنا قد فصلنا القول فيه في كتاب نبراس الضياء.

فأنت إذا كنت من المستيقنين ان الحق مع علي صلوات الله عليه دائر معه حيث دار، وان المقتدي به عليه السلام في دينه مستمسك بالعروة الوثقي في يقينه، فهلا كنت قد استمسكت به مصدقا في دعواه، مؤثرا إياه في اتخاذه إماما لدينك علي من عداه ومثل هذه الحجة يجري علي حجة اسلامكم الشيخ الغزالي حيث يقول في كتابه احياء العلوم: لم يذهب ذو بصيرة إلي تخطئه علي قط. ويقول في رسالته اللدنية العاقل يقتدي بسيد العقلاء علي بن أبي طالب فليتبصر.

عبد الله أبو جابر وجابر أيضا في الترجمة، علي ما في طائفة جمة من النسخ عبد الله بن جابر بن عبد الله وجابر أيضا وهو الصواب.

وأبو جابر عبد الله بن عمرو بن حزام - باهمال الحاء المكسورة والزاء وقيل: حرام بفتح الحاء المهملة والراء ضد الحلال - الأنصاري، كان من النقباء الاثنا عشر ليلة البيعة، ومن السبعين في بيعة العقبة، شهد بدرا وهو من شهداء أحد.

وابنه جابر بن عبد الله أنصاري كان من السبعين ولم يكن من النقباء الاثنا عشر رضي الله تعالي عنهما، ذكر ذلك أصحاب الحديث من أصحابنا ومن العامة جمعيا.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: عبد الله بن عمرو

بن حرام الأنصاري السلمي والد جابر بن عبد الله، وقد تقدم تمام نسبه عند ذكر ابنه جابر، وعبد الله شهد العقبة مع السبعين، وهو أحد النقباء وشهد بدرا وقتل يوم أحد، قال النبي (صلي الله عليه وآله) لجابر:

ان الله أحيا أباك وكلمة كفاحا انتهي كلامه.

وقال ابن عبد البر: عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة أبو جابر، شهد العقبة مع السبعين وهو أحد النقباء عشر، وشهد بدرا واحدا، وقتل يومئذ (1).

(١) الاستيعاب: ٢ / 339

صفحه(٢١٥)

____________________

ثم إن بعض النسخ الحديثة السقيمة الغير الملتفت لغتها قد صحف أبو بابن في الترجمة وفي متن الحديث، فبعض من لم يتمهر من أبناء هذا العصر توهمه صحيحا وحسبه صوابا، وزعم من هناك ان عبد الله بن جابر بن عبد الله الأنصاري المشهور من الرجال ومن النقباء الاثنا عشر ومن السبعين، واما أبوه أبو جابر فهو من السبعين لامن الاثنا عشر (1).

ومن له قدم معرفة في الاخبار والأحاديث يعلم أن ذلك من ضعف قوة النظر ونقص رأس مال التتبع وقلة بضاعة التحصيل، وانه لم يكن لجابر بن عبد الله الأنصاري المشهور رضي الله عنه ابن مذكور في كتب الرجال اسمه عبد الله، ولو فرضنا صحته فكيف يستقيم كونه من الاثنا عشر ومن السبعين، وأبوه من السبعين لامن الاثنا عشر ثم لو صح ذلك لكان يذكر جابر بن عبد الله وعبد الله بن جابر أيضا بالعكس، وكان هذا الحاسب المتوهم انما منشأ حسبانه مسبار توهمه انه رأي في كتب الرجال عبد الله بن جابر الأنصاري، فالتبس الامر عليه فحسب أنه ابن جابر بن عبد الله الأنصاري المعروف وليس كذلك.

قال في جامع الأصول: عبد الله بن جابر هو عبد الله بن جابر

البياضي الأنصاري قال ابن مندة: ان البياضي الذي روي عنه أبو حازم التمار، وهو الذي جاء حديثه في الجهر بالقراءة في الصلاة، وأخرجه الموطأ فقال: ان اسمه عبد الله بن جابر وقال: سماه أبو عبيد عن إسحاق بن عيسي عن مالك. حازم بالحاء المهملة والزاء.

والتمار بتاء فوقها نقطتان انتهي كلام جامع الأصول.

فتثبت ولا تكونن من الغالطين.

(1) ذكره الرجالي الميرزا محمد الاسترآبادي في كتابه منهج المقال: 200 و 77، ولكن قال في عبد الله بن جابر: وفي بعضها - أي بعض نسخ الكشي - عبد الله أبو جابر بن عبد الله وهو الصحيح انتهي. وعلي هذا فلا يستحق هذه الطعون عليه

(٢١٦)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله أبو جابر (1)، عبد الله بن جابر (1)

87 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد بن يزيد بن القمي، قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسي القمي، عن ابن فضال، عن عبد الله بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان عبد الله أبو جابر بن عبد الله من السبعين ومن الاثني عشر، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر.

88 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد بن عيسي، عن محمد بن سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب، قال حدثني أبو عبد الله عليه السلام قال: إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عن ابن فضال عن عبد الله بن بكير هو الحسن بن علي بن فضال، وهو في عداد الذين علي تصحيح ما يصح عنهم الاجماع علي قول، كما سيأتي في مقامه، وهو من ثقاة

الفطحية وأجلة عدولهم.

وعبد الله بن بكير ثقة جليل فقيه ممن أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنه والاقرار بالفقه والفضل والثقة.

قوله عليه السلام: كان عبد الله أبو جابر هذا هو الصحيح كما قد علمت وفي نسخ غير مصححة " ابن " مكان " أبوه "، وهو تصحيف غلط بني عليه ولم يتفطن علي فساده بعض القاصرين، فلا تكونن من الغافلين.

قوله رحمه الله: محمد بن سنان عن حريز ورواه بعينه رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي في جامعه الكافي في كتاب الحجة بهذا السند، ولكن باسقاط حريز من البين علي هذه الصورة:

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت الحديث بتمامه (1).

(١) أصول الكافي: ١ / 390 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام

(٢١٧)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله أبو جابر (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، أبو عبد الله (1)، أبان بن تغلب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

وكان يعقد في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله وهو معتم بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر، فكان يقول لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول

الله صلي الله عليه وآله يقول: انك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلي ما أقول، قال، فبينا جابر يتردد ذات ____________________

وحديث جابر هذا عن رسول الله صلي الله عليه وآله مروي عند العامة والخاصة من طرق شتي وطرائق مختلفات، والقدر المشترك بينهما متواتر بالاتفاق لدي الجميع.

قوله عليه السلام: وهو معتم بعمامة سوداء الاعتمام افتعال من العمامة، بمعني اتخاذها ولفها علي الرأس، وهي بكسر العين وتخفيف الميم واحدة العمائم، وفي الكافي معتجر (1) مقام معتم، والاعتجار أيضا لف العمامة علي الرأس قال قي المغرب: الاعتجار الاختمار والاعتمام أيضا، وأما الاعتجار المنهي عنه في الصلاة، وهو لي العمامة علي الرأس من غير إدارة تحت الحنك كالاقتعاط عن الغوري والأزهري، وتفسير من قال هو أن يلف العمامة علي رأسه ويبدي الهامة أقرب لأنه مأخوذة من معجر المرأة، وهو ثوب كالعصابة تلفها المرأة علي استدارة رأسها، وفي الأجناس عن محمد المعتجر المنتقب بعمامته وقد غطي أنفه.

قوله عليه السلام: كان ينادي يا باقر العلم قال الجوهري في الصحاح: بقرت الشئ بقرا فتحته ووسعته، ومنه قولهم أبقرها عن جنينها أي شق والتبقر التوسع في العلم والمال، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الباقر لتبقره في العلم (2).

قوله عليه السلام: يقولون جابر يهجر قال في المغرب: الهجر بالفتح الهذيان ومنه قوله تعالي " سامرا تهجرون " الهجر

(١) أصول الكافي: ١ / ٣٩٠ ٢) الصحاح: ٢ / 594

(٢١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، العقد (1)، السجود (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

قول عمر ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله

____________________

بالضم الفحش اسم من أهجر في

منطقه إذا أفحش، ومنه قول عمر للنبي صلي الله عليه وآله ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله، أو أهجر علي اختلاف الرواية في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما (1).

قال ابن الأثير في النهاية: يقال أهجر في منطقة يهجر اهجارا إذا أفحش، وكذلك إذا كثر الكلام فيما لا ينبغي، والاسم الهجر بالضم، وهجر يهجر هجرا بالفتح إذا خلط في كلامه وإذا هذي.

ومنه الحديث: إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا، روي بالضم والفتح من الفحش والتخليط، ومنه حديث مرض النبي قالوا: ما شأنه أهجر؟ أي اختلف كلامه بسبب المرض علي سبب الاستفهام، أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض، هذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل اخبارا، فيكون اما من الفحش أو الهذيان، والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك (2) انتهي قول النهاية.

وقال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلي الله عليه وآله قال في مرضه أتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا فقالوا: ما شأنه أهجر أي أهذي يقال:

هجر يهجر إذا هذ ي وأهجر أفحش (3) انتهي كلامه.

ونحن نقول: وأيم الله ان الاستفهام والاخبار هناك من الكفر والنفاق لبمنزلة واحدة، فمن المستبين ان استناد الفحش أو الهذيان إلي سيد الأنبياء والمرسلين اخبارا كان أو استفهاما والرد عليه عنادا كان أو اجتهادا لا يجامع الايمان أصلا.

وأما ما تجشمه الكرماني في شرح صحيح البخاري ان عمر أراد بذلك الهجرة المهاجرة (4)، فمما لا يكاد يصح، وانما كان يكون له وجه بعيد في الاستقامة لو كان

(1) مسلم في صحيحه: 3 / 1257 كتاب الوصية، والبخاري في صحيحه 5 / 127 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 246 3) الفائق: 4 / 93 4)

شرح صحيح البخاري للكرماني: 16 / 235

(٢١٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، إبن الأثير (1)، الوصية (1)

يوم في بعض طرق المدينة: إذا هو بطريق في ذلك الطريق كتاب فيه محمد بن علي ابن الحسين عليه السلام، فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل! فاقبل ثم قال أدبر! فأدبر، فقال:

شمائل رسول الله صلي الله عليه وآله والذي نفس جابر بيده، يا غلام ما اسمك؟ فقال اسمي محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأقبل عليه يقبل رأسه، وقال:

____________________

قال: هاجر مكان هجر، كما قد فصلنا ه في الرواشح السماوية (1) فليعلم.

قوله عليه السلام: في ذلك الطريق كتاب الكتاب بضم الكاف وتشديد التاء بمعني المكتب، أي مكان الكتابة علي فعال في معني مفعل.

قال في القاموس: الا كتاب تعليم الكتابة، كالتكتيب والاملاء، والكتاب كرمان المكتبة (2).

وقال في المغرب: وكتبه علمه الكتابة، ومنه وسلم علامة إلي مكتب أي إلي معلم الخط، روي بالتخفيف والتشديد. أما المكتب والكتاب فمكان التعليم، وقيل: الكتاب الصبيان.

وليكن من المعلوم عندك أن الأئمة الحجج المعصومين صلوات الله وتسليماته علي نفوسهم المقدسة وأجسادهم المطهرة معلمهم الله ورسوله، وأنهم مستغنون بتأييد روح القدس بإذن الله سبحانه عن الأساتذة والمعلمين الا عن آبائهم الطاهرين، وحضور أبي جعفر الباقر عليه السلام الكتاب لحكم ومصالح ليس يدافع ذلك، فلا تكونن من الممترين.

(١) الرواشح السماوية ص ١٤٠ 2) القاموس: 1 / 121

(٢٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن الحسين بن علي (1)، محمد بن علي (1)

بأبي أنت وأمي رسول الله صلي الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك،

ويقول لك، قال، فرجع محمد بن علي عليه السلام إلي أبيه علي بن الحسين وهو ذعر، فأخبره الخبر، فقال له: يا بني قد فعلها جابر؟ قال: نعم. قال: يا بني ألزم بيتك ____________________

قوله عليه السلام: بأبي أنت وأمي رسول الله صلي الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك ويقول لك علي التكرير يعني يقول لك كذا، وفي الكافي يقول لك (1). مرة واحدة من غير تكرير أي يقول لك كذا وكذا.

و" يقرئك السلام " بضم حرف المضارعة من باب الافعال أي يبلغك سلامه، فيحملك ان تقرأ السلام وترده عليه.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي الحديث: ان الرب عز وجل يقرئك السلام.

يقال: اقرأ فلانا السلام وأقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله علي أن يقرأ السلام ويرده، وإذا قرأ الرجل القرآن أو الحديث علي الشيخ يقول، أقرأني فلان أي حملني علي أن أقرأ عليه، وقد تكرر في الحديث (2).

وقال الجوهري: قرأ عليه السلام وأقرأ السلام بمعني (3).

وفي القاموس قرأ عليه السلام أبلغه كأقرأه، ولا يقال أقرأه الا إذا كان السلام مكتوبا (4).

فأما صاحب المغرب فقد قال: وأقرأ سلامي علي فلان وأقرأه سلامي عامي.

قلت عليه: كلا أقرأه سلامي ليس بعامي، بل عربي صميم، متكرر في الحديث وكذلك اقرأ عليه سلامي، وانما العامي المولد أقرأه مني السلام.

(١) أصول الكافي: ١ / ٣٩١ وفيه يقرئك السلام ويقول ذلك ٢) نهاية ابن الأثير: ٤ / ٣١ ٣) الصحاح: ١ / 65 4) القاموس: 1 / 24

(٢٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن الحسين (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، إبن

الأثير (1)

قال فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله، فلم يلبث أن مضي علي بن الحسين عليهما السلام فكان محمد بن علي يأتيه علي وجه الكرامة لصحبته لرسول الله صلي الله عليه وآله قال، فجلس يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا قال: فلما رأي ما يقولون حدثهم عن رسول الله، قال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدث عمن لم يره، قال: فلما رأي ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله فصدقوه، وكان جابر والله يأتيه يتعلم منه.

____________________

كما قال علامة زمخشر، وهو شيخ صاحب المغرب في أساس البلاغة:

واقرأ سلامي علي فلان، واقرأه سلامي، ويقال: أقرأه مني السلام (1).

هذا قوله ولكن قد تكرر في الحديث أقرأه السلام أيضا فليتثبت.

قوله عليه السلام م: فجلس يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا بالهمزة علي أفعل التفضيل من الجرئة، حسب أنه عليه السلام كان يحدث عن الله سبحانه فيقول: قال الله عز وجل، لأنه كان قد أخذ عن آبائه الطاهرين عن رسول الله ورسول الله عن جبرئيل عن الله عز وجل.

وفي الكافي قال: فجلس يحدثهم عن الله تبارك وتعالي، فقال أهل المدينة:

ما رأينا أحدا أجرء من هذا (2)، بزيادة " تبارك وتعالي " واسقاط " قط " وابدال " هذا " من " ذا ".

ومن أغلاط القاصرين الناظرين في كتاب الكشي لم يهتدوا في المرام فسقموا علي زعم الصحيح وصحفوا عن الله بعن أبيه (3)، أعاذنا الله من الجهل بعد العلم،

(١) أساس البلاغة: ٤٩٩

وفيه ولا يقال أقرئه مني السلام انتهي. ولعل كلمة " لا " محذوفة من نسخة الأساس عند السيد. فلا يرد عليه ما أورده.

٢) أصول الكافي: ١ / 391 3) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد

(٢٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن علي (1)، الكذب، التكذيب (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، الشهادة (1)

89 - حدثني أبو محمد جعفر بن معروف، قال حدثنا الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن عاصم الحناط، عن محمد بن مسلم، قال قال لي أبي عبد الله عليه السلام: ان لأبي مناقب ما هن لآبائي ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال لجابر بن عبد الله الأنصاري انك تدرك محمد بن علي فاقرأه مني السلام، قال: فأتي جابر منزل علي بن الحسين عليهما السلام فطلب محمد بن علي، فقال له علي عليه السلام هو في الكتاب أرسل لك إليه، قال:

____________________

ومن الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدي.

قوله رحمه الله: حدثني أبو محمد جعفر بن معروف قد علمت فيما سبق أن أبا محمد جعفر بن معروف الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي هو الذي من أهل كش، وكان وكيلا مكاتبا لا مطعن (1) فيه.

فهذا الطريق من عاصم بن الحناط - بالنون المشددة بعد المهملة المفتوحة - عن محمد بن مسلم بن رباح بالباء الموحدة، وقيل: بالياء المثناة من تحت الثقفي صحيح.

وفي نسخة: حدثني أبو محمد جعفر بن معروف، عن محمد بن مسلمة قال:

قال لي أبو عبد الله عليه السلام. وذلك من غلط

الناسخ.

" محمد بن مسلمة " بفتح الميم واسكان السين علي اسم المكان.

قال أبو العباس النجاشي رحمه الله: كوفي ثقة، له كتاب يرويه علي بن الحسن الطاطري وغيره (2).

ولم يذكر أحد أنه روي عن أبي عبد الله عليه السلام، وأيضا لقاء أبي محمد جعفر بن معروف إياه لا يخلو من بعد.

قوله عليه السلام: فاقرأه مني السلام ما يقال: أقرأه مني السلام عامي مولد وليس بعربي صميم، لا تعويل عليه،

(١) وفي " ن " لا يطعن فيه ٢) رجال النجاشي: ٢٨٦

(٢٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، جابر بن عبد الله (1)، علي بن الحسين (1)، الحسن بن علي (1)، عاصم الحناط (1)، جعفر بن معروف (1)، محمد بن علي (2)، محمد بن مسلم (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

لا ولكني أذهب إليه، فذهب في طلبه فقال للمعلم: أين محمد بن علي؟ قال: هو في تلك الرفقة أرسل لك إليه؟ قال: لا ولكني أذهب إليه، قال: فجائه فألتزمه وقبل رأسه وقال إن رسول الله صلي الله عليه وآله أرسلني إليك برسالة أن أقرئك السلام! قال: عليه وعليك السلام، ثم قال له جابر: بأبي أنت وأمي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيمة، قال:

فقد فعلت ذلك يا جابر.

90 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال حدثني إدريس بن أيوب القمي، عن الحسين بن سعيد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جابر يعلم، وأثني عليه خيرا، قال، فقلت له: وكان من أصحاب ____________________

لتكرره في الحديث.

قوله عليه السلام: قال هو في تلك الرفقة الرفقة بضم الراء واسكان

الفاء الجماعة المترافقون، والجمع رفاق بالكسر قاله في المغرب.

وفي الصحاح: الرفقة بالضم الجماعة، ترافقهم في سفرك، والرفقة بالكسر مثله، والجمع رفاق، تقول منه: رافقته وترافقنا في السفر (1).

قوله رحمه الله: أحمد بن علي القمي السلولي هو المعروف بشقران المقيم بكش، وقد تقدم غير مرة.

قوله رحمه الله تعالي: عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي يعني به الحسن بن محبوب. وعبد العزيز العبدي قال النجاشي كوفي روي عن أبي عبد الله عليه السلام ضعيف ذكره ابن نوح (2).

وأما أن رواية الحسن بن محبوب عنه ضرب توثيق له، علي ما قاله شيخنا

(١) الصحاح: ٤ / ١٤٨٢ ٢) رجال النجاشي: ١٨٤

(٢٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أحمد بن علي القمي (1)، عبد العزيز العبدي (1)، الحسين بن سعيد (1)، محمد بن علي (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

تفسير حكمي حول آية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد

علي عليه السلام قال: كان جابر يعلم قول الله عز وجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد.

____________________

الشهيد قدس الله تعالي نفسه في شرح الارشاد في رواية الحسن بن محبوب عن أبي الربيع الشامي، فيكون الطريق صحيا للاجماع علي تصحيح ما يصح عن الحسن ابن محبوب، فإنما كان يستقيم لو لم يكن عبد العزيز العبدي محكوما عليه بالضعف، كما الامر في أبي الربيع الشامي، فليعرف.

قوله عليه السلام: كان جابر يعلم قول الله عز وجل " ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد " (1) الآية الكريمة منطوية في مطاوي بطونها الإشارة إلي سلسلتي البدو والعود في نظام الوجود ومراتب الموجودات، والموازات العقلية بين المراتب في الموجودات، والموازات العقلية بين المراتب في السلسلتين، وأن الله

سبحانه هو المبدء في سلسلة البدو، والمعاد في سلسلة العود، فهو مبتدء الوجود ومنتهاه، ومبدء كل موجود ومعاده.

والإشارة إلي برهان التناسب من السبيل اللمي علي اثبات العقل في سلسلة البدو، والي برهان التوازي من السبيل اللمي علي تجرد النفس الناطقة العاقلة الانسانية في سلسلة العود، وأن منزلة خاتم الأنبياء في سلسلة العود منزلة العقل الأول في سلسلة البدو، وأن وصي خاتم النبوة يتلوه في منزلته في السلسلة العودية، كما العقل الأول يتلوه العقل الثاني في منزلته في السلسلة البدوية.

فلنشر إلي هذه الاسرار إشارة اجمالية ثم نكر فنبين معني الحديث ومغزاه

(١) لا يخفي جواز أن يكون المراد بذلك المعاد هو الرجعة في أوان ظهور قائم أهل البيت عليهم السلام، وأنه صلي الله عليه وآله يعاد أيضا، كما نطق به الاخبار، فالباري الحق تعالي مجده قد وعده صلي الله عليه وآله بأن الذي يعني الباري جل مجده فرض عليك القرآن يردك إلي معاد، وأن جابر كان يعلم تفسير ذلك فتدبر " سيد أحمد صهر المؤلف "

(٢٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، القرآن الكريم (2)، الجواز (1)

____________________

فنقول اذن: ان هناك مسائل:

المسألة الأولي: قال المفسرون: الذي فرض عليك أحكامه وفرائضه، وأوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه، لرادك بعد الموت إلي معاد، وتنكيره لتعظيمه، كأنه قال إلي معاد وأي معاد، وهو المقام المحمود الذي وعدك أن يبعثك فيه ليس لأحد من البشر غيرك مثله.

أو الذي فرض عليك التخلق بخلق القرآن، وأوجب لك في بداية الامر بحسب قضائه الأول، ولوح الاستعد التام الكامل المفطور الفطري الذي هو العقل القراني الفرقاني، الجامع لقوة استجماع جميع كمالات النظر والعمل، وجوامع الكلم والحكم في الفطرة الأولي، لرادك

في نهاية استتمام عقلك المستفاد واستكمال كمالك الممكن المكسوب الموهوب الا لهي في الفطرة الثانية، إلي معاد عظيم بهي ما أعظمه وأبهاه، لا يبلغ كنهه ولا يقدر قدره، وهو الفناء المحض في الله في أحدية الذات والبقاء الحق به علي التحقيق في جميع الأخلاق والصفات.

وقيل: المعاد مكة زادها الله شرفا وتعظيما، والمراد رده صلي الله عليه وآله إليها يوم الفتح المسألة الثانية: من المنصرح لدي العقل الصراح أنه ما لم تكن بين ذات العلة التامة وخصوصية ذات معلولها المنبعث عن نفس ذاتها بذاتها، مناسبة ذاتية، لا تكون بينها وبين غيره من سائر الأشياء تلك المناسبة، لم يكن يتعين ذلك المعلول بخصوصه من بين جملة الأشياء بالترتب (1) عليها، والانبعاث عنها دون غيره من الأشياء بالضرورة الفطرية.

وإذ الباري الأول جل سلطانه ذاته الأحدية الحقة الواجبة بالذات من كل جهة كمالية تامة وفوق التمام، في أعلي مراتب المجد والكمال والعز والجلال والقدس والبهاء والعلو والكبرياء، فيجب أن يكون مجعوله الأول الصادر عن نفس ذاته بذاته

(1) في " أآلهتنا " بالترتيب

صفحه(٢٢٦)

____________________

واليه النهاية.

المسألة الرابعة: أخيرة المراتب العودية في ازاء أولي المراتب البدوية، وهي مرتبة نوع الانسان، فوجوب التوازي بين مراتب البدو ومراتب العود برهان تجرد النفس الناطقة الانسانية من طريق اللم، وتقريره من سبيلين:

الأول: أليس من المستبين أنه يجب أن يكون مبدأ المبادي تعالي كبريائه أولا في ترتيب البدو وآخرا في ترتيب العود؟ فكما المرتبة الأولي في ترتيب البدو تبتدأ في جهة التنازل من الجناب الحق القيومي الوجوبي، ولا شئ فوقها في مرتبة الكمال الا ذاته الواجبة الا حدية الحقة، إذ كان من المستحيل انبجاس الناقص النذل من الكامل الحق المتعال في أقصي الكمال قريبا، وانبعاثه عن ابتداء ا

لا بواسطة ما هو أكمل منه في المرتبة، الا فيما يكون ذاته تحت الكون ووجوده مرهونا بالامكان الاستعدادي بتة.

فكذلك المرتبة الأخيرة في ترتيب العود الموازية للمرتبة المبتدءة في ترتيب البدو، تنتهي في جهة التصاعد إلي جنابه الا علي الربوبي، ولا شئ ورائها في مرتبة الكمال لا ذاته التامة القيومية، إذ كان يستحيل الناقص الجراح (1)، وانتهاؤه في ترتيب الشرف والكمال إلي الكامل التام الحق من كل جهة، واتصاله بجنابه من دون توسط ما هو أشرف مرتبة وأتم كمالا في البين.

فاذن وجب في الأصول البرهانية بالضرورة العقلية، أن يكون النفوس الانسانية التي هي آخر ترتيب في التصاعد جواهر مجردة عاقلة، صايرة في استكمال مرتبة العقل المستفاد علي أعلي النصاب الممكن، عالما عقليا مطابقا لنظام الوجود كله من الصدر إلي الساقة مضاهيا وموازيا لعالم الأنوار المفارقة العقلية التي هي أول ترتيب البدو في التنازل، فليتعرف.

الثاني: مقتضي الحكمة البالغة التامة الربوبية، والعناية الأولي السابغة الكاملة

(1) في " ن " الحذاح

صفحه(٢٢٨)

____________________

الإلهية تنسيق المراتب واتساق النظام علي الوجه الأكمل، ووجوب الموازاة من مراتب البدو ومراتب العود في السلسلتين علي التعاكس بالتنازل والتصاعد، فذلك مبدأ استيجاب هذه المرتبة العقلية الأخيرة العودية في نظام الوجود علي أقصي النصاب الممكن في الكمال والشرف ازاءا لتلك المرتبة العقلية الأولي البدوية.

فاذن يجب لا محالة وجود النفس الناطقة المجردة العاقلة الانسانية واستكمال قصوي الغاية واستتمام نصاب الشرف والكمال في مرتبة عقلها المستفاد في آخر ترتيب العود بإزاء مرتبة العقول النورية المفارقة في أول ترتيب البدو، والا لانتقصت تمامية الحكمة التامة وانتقصت كمالية العناية الكاملة فليثبت.

المسألة الخامسة: مراتب سلسلة البدو في التنازل في البسائط وهي خمس والمتقدمة فيها أكمل وأشرف من المتأخرة، ومراتب سلسلة العود بالتصاعد في

المركبات، وهي أيضا خمس والمتأخرة فيها أشرف وأكمل من المتقدمة.

أما مراتب السلسلة الطولية البدوية فأولها: مرتبة عالم العقول النورية المفارقة ولها عرض عريض في الكمال (1) من العقل الأول إلي العقل الأخير، وهذا العالم أتم ضربي عالم الامر، وأفضل ضروب ملائكة الله المقربين، ولهذا العالم من الحروف حرف " ب ".

وثانيتها: مرتبة عالم النفوس المجردة السماوية، ولها أيضا في الشرف والكمال عرض عريض من نفس الفلك الأقصي إلي نفس فلك القمر، وهذا العالم ضرب آخر من عالم الامر من الملائكة الفاضلة المجردة والأنوار العاقلة المدبرة، وحرفا هذا العلم " ج - ز ".

وثالثتها: مرتبة عالم النفوس المنطبعة السماوية علي عرض عريض باختلاف درجات الكمال، وهذا العلم أتم ضروب الملائكة الجسمانية وأعلاها.

(1) وفي " أآلهتنا " في اكمال

صفحه(٢٢٩)

____________________

منزلة العقل الأولي في عرض المرتبة الأولي من مراتب طول السلسلة البدوية، كما هناك ليس تتصور درجة رتبة كمالية نزولية تتوسط بين المبدأ الحق جل عزه وبين درجة العقل الأول، كذلك ها هنا لا يتصور درجة رتبة كمالية صعودية تتوسط بين درجة خاتم النبوة وبين معاد الحق علا كبريائه.

ومن ثم كان العقل الأول نور نفس خاتم النبوة، لما بينهما من أتم المناسبة والموازاة، وأشد المشابهة والمضاهاة بحسب الدرجة. فقال صلي الله عليه وآله في حديث: أول ما خلق الله العقل، وفي حديث آخر: أول ما خلق الله نوري.

المسألة السابعة: براهين وجوب بعث النبي وارسال الرسول والسنة الإلهية والعناية الربوبية، ناهضة الحكم علي وجوب اثبات وصي للرسول يقوم مقامه، وينوب عنه منابه، يكون خليفة وبمنزلة نفسه، بواسطته يفيض الفيض، وينبث الدين ويقوم العدل، وينبسط النور، ويستوي الهدي، كما النفس خليفة العقل في ايصال الفيض إلي عوالم الوجود: والقلب خليفة النفس، والدماغ

خليفة القلب في انبثاث القوي المدركة والقوي المحركة علي جوانب البدن، والنخاع خليفة الدماغ علي سائر الأعضاء.

فكذلك النبي الرسول كالقلب في بدن العالم، ووصيه وخليفته كالدماغ والنخاع فاذن وصي خاتم الأنبياء والمرسلين خليفته علي جميع الخلق، وفي منزلة نفسه بحسب الدرجة، فيكون لا محالة مساهمة في رتبة درجته في عرض المرتبة الأخيرة في طول السلسلة العودية، فيشبه أن يكون درجته في عرض هذه المرتبة درجة العقل الثاني في عرض المرتبة الأولي البدوية.

فالعقل الأول نور خاتم الأنبياء، والعقل الثاني نور سيد الأوصياء، بل العقل الأول نورهما معا، لأنهما كنفس واحدة.

قال صلي الله عليه وآله: أنا وعلي من نور واحد (1).

(1) رواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 52 والقندوزي في ينابيع المودة 256 ط اسلامبول.

(٢٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)

____________________

وقال عليه وآله الصلاة والتسليم: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتي (1).

وقال صلي الله عليه وآله: ان الله جل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب (2).

وقال عليه وآله صلوات الله تسليماته: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ولعن الله من عق أباه.

وإذا تحققت ما تلوناه عليك: فاعلمن أن قوله سبحانه " ان الذي فرض عليك القرآن " إشارة إلي المبدأ الباري الأول عز سلطانه، إذ كل حقيقة وكمال حقيقة وكل وجود وكمال وجود من صنعة وجوده، وكل علم وحكمة وحياة وبهاء من فيضه ونوره، والي ترتيب البدو النازل في نظام الوجود من لدنه ودرجة العقل في أول مراتب السلسلة البدوية.

إذ العقل الفعال الذي هو واهب الصور بإذن ربه واسطة إفاضة الفيض، وتنزيل الوحي علي

النفس نسبة اشراقه إلي ادراك البصيرة العقلية نسبة اشراق الشمس إلي أبصار الباصرة الحسية، كما قال في القرآن الكريم " نزل به الروح الأمين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين (3) " وقال " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (4) "، وقوله تعالي " لرادك " إشارة إلي المعاد الحق لكل وجود موجود والي ترتيب العود الصاعد في انسياق النظام العائد إليه، ودرجة خاتم النبيين وسيد

(١) رواه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٤١ والخوارزمي في المناقب: ٨٦ وابن حجر في الصواعق المحرقة ١٢١ والذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٢ ٢) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / 172 3) سورة الشعراء: 194 4) سورة مريم: 17

(٢٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، سورة الشعراء (1)، سورة مريم (1)، الخوارزمي (1)

91 - أحمد بن علي، قال حدثني إدريس، عن الحسين بن بشير، قال حدثني هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم وزرارة، قالا: سألنا أبا جعفر عليه السلام عن أحاديث فرواها عن جابر، فقلنا: مالنا ولجابر؟ فقال: بلغ من ايمان جابر أنه كان يقرء هذه الآية - ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد.

____________________

الوصيين في أخيرة مراتب السلسلة العودية.

والي رجوع النفس الصايرة بكمالها عالما فعليا في آخر منازل سفر الاستكمال في درجات العرفان ومقامات خلع البدن بالإرادة في هذه النشأة، ومصيرها في أول أطوار طعن الروح ورفض الجسد بالطبيعة في النشأة الآخرة إلي جنابه البهي الأحدي الحق.

فاذن فقد استبان سبيل قول أبي جعفر الباقر عليه السلام في هذا

الحديث وهو أن جابرا كيف لا يكون من أصحاب علي عليه السلام وقد كان يقرأ قول الله عز وجل " ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد (1) " ويعرف معناه ومغزاه ويعرف تفسيره وتأويله.

قوله رحمه الله: عن الحسين بن بشير ذكر الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام الحسن بن بشير مكبرا وقال: مجهول (2).

وقال العلامة في الخلاصة: انه من أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام (3). وأما الحسين بن بشير بالتصغير، ففي كتاب أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي في عامة النسخ.

قوله عليه السلام: بلغ من ايمان جابر أنه يقرأ هذه الآية أي يقرأها ويتدبرها ويعرف سرها ويعلم باطنها.

(١) سورة القصص: ٨٥ 2) رجال الشيخ: 374 3) الخلاصة: 212

(٢٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الحسين بن بشير (1)، هشام بن سالم (1)، أحمد بن علي (1)، محمد بن مسلم (1)، القرآن الكريم (1)، سورة القصص (1)

92 - أحمد بن علي القمي شقران السلولي، قال حدثني إدريس، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال؟ قلت مالنا ولجابر تروي عن؟ فقال: يا زرارة ان جابرا كان يعلم تأويل هذه الآية - ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد.

93 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الشقري، عن علي بن الحكم، ____________________

قوله رحمه الله تعالي: شقران السلولي الشقران بضم الشين المعجمة واسكان القاف لقب أحمد بن علي القمي.

قال في القاموس: الشقران كعثمان وشقران مولي النبي صلي الله عليه

وآله (1).

يروي عن عبيد الله بن أبي رافع وكان حبشيا، يقال: شهد بدرا قاله الذهبي وغيره.

و" سلول " باهمال السين وفتحها، وربما قيل: بالضم، فخذ من قيس، وهم بنو سمرة بن صعصعة، وسلول اسم أمهم منهم عبد الله بن همام الشاعر السلولي، وأم عبد الله بن أبي المنافق، قاله في القاموس (2).

وفي الصحاح: سلول قبيلة من هوازن، وهم بنو مرة بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن (3).

قوله عليه السلام: ان جابرا كان يعلم تأويل هذ ه الآية قد تلونا عليك بإذن الله سبحانه ظاهر هذه الآية وباطنها وتفسيرها وتأويلها، يعني عليه السلام: أن جابرا رضي الله تعالي عنه قد كان يعلم ويستيقن ذلك كله.

قوله رحمه الله: قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيي عن محمد بن الشقري في أكثر النسخ " الشقري " باعجام الشين قبل القاف محركة نسبة إلي قبيلة في

(١) القاموس: ٢ / ٦٢ ٢) القاموس: ٣ / ٣٩٧ ٣) الصحاح: ٥ / 1731

(٢٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن علي القمي (1)، أحمد بن يحيي (1)، محمد بن إسماعيل (1)، محمد بن الشقري (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، القرآن الكريم (1)

عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير، قال: رأيت جابرا متوكأ علي عصاه وهو يدور ____________________

بني ضبة.

قال في القاموس: شقرة بن الحارث بن تميم، أبو قبيلة من ضبة، والنسبة شقري بالتحريك (1).

وقال في جامع الأصول: الشقري بفتح الشين وفتح القاف وبالراء، منسوب إلي شقرة بكسر القاف وبالراء، منسوب إلي شقرة - بكسر القاف - ابن الحارث بن تميم بن مرة، وقيل: شقرة اسمه الحارث بن تميم، وقيل: هو معاوية بن الحارث ابن تميم، قلبت كسرة

القاف في النسبة فتحة علي القياس.

وفي بعض النسخ " السفري " (2) بالسين المهملة والفاء، اما بالتحريك نسبة إلي عبد الله بن أبي السفر الهمداني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أو باسكان نسبة إلي سفر ابن نسير بضم النون واهمال السين المفتوحة التابعي.

قال في القاموس: الأسماء بالسكون والكني بالحركة. وقال: أبو السفر محركة سعيد بن محمد كيعلم من التابعين، وعبد الله بن أبي السفر من أتباعهم (3).

وفي نسخة عتيقة " محمد بن المنقري " بكسر الميم واسكان النون وفتح القاف نسبة إلي منقر بن عبيد، وهو أبو بطن من تميم، منهم سليمان بن داود المنقري.

وبالجملة فحيث أن أبا جعفر محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله، لم يذكر محمدا هذا في عداد من استثناه من رجال نوادر الحكمة، فيكون رواية محمد بن أحمد بن يحيي عنه مما يركن إليه ويعتمد عيه، فليعلم.

قوله رحمه الله: عن فضيل بن عثمان، عن أبي الزبير وهو أبو الزبير المكي، وقد أسلفنا نقلا عن الذهبي أن معاوية بن عمار وفضيل

(1) القاموس: 2 / 61 2) كما في المطبوع من الكشي في جامعة مشهد.

3) القاموس: 2 / 49

(٢٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

طرق حديث علي خير البشر فمن أبي فقد كفر

في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر، يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي فمن أبي فلينظر في شأن أمه.

____________________

ابن عثمان يرويان عنه.

قوله رضي الله تعالي عنه: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر وروي الصدوق أبو جعفر بن بابويه رضوان الله تعالي في أماليه بأسناده عن أبي الزبير المكي قال: رأيت جابرا متوكأ علي عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم، وهو يقول عن النبي صلي الله عليه وآله: علي خير

البشر فمن أبي فقد كفر، يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي بن أبي طالب، فمن أبي فانظروا في شأن أمه (1).

وروي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من وجد برد حبنا أهل البيت علي قلبه فليشكر أمه فإنها لم تخن أباه (2).

عن طريق العامة بأسانيدهم المعتبرة عن أبي الزبير المكي وعتبة العوفي، قال كل منهما: رأيت جابر بن عبد الله الأنصاري يتوكأ علي عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم، ويقول: قال النبي صلي الله عليه وآله: علي خير البشر، من أبي فقد كفر، ومن رضي فقد شكر، ثم يقول: معاشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي بن أبي طالب فمن أبي فلينظر في شأنه أمه (3).

وعن وكيع ويوسف القطان والأعمش بأسانيدهم أنه سئل جابر وحذيفة عن علي بن أبي طالب، فقالا: علي خير البشر لا يشك فيه الا كافر (4).

(١) أمالي الصدوق: ٦٨ ط نجف الأشرف ٢) أمالي الصدوق: ٥٤٦ ٣) رواه المتقي في كنز العمال ١٢ / ٢٢١ والعسقلاني في لسان الميزان ٢ / ٢٥٢ ٤) رواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي 96 والقندوزي في ينابيع المودة 246

(٢٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب أمالي الصدوق (2)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، محب الدين الطبري (1)

____________________

وعن عائشة مثله (1)، ورواه الطبري وسالم عن جابر من إحدي عشرة طريقة.

وعن جابر رضي الله تعالي عنه قال: وكان رسول الله صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي يقول:

جاء خير البرية (2).

قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من لم يقل علي خير البشر فقد

كفر (3).

وعنه صلي الله عليه وآله: من لم يقل علي خير الناس فقد كفر (4).

وفي حديث آخر: وكان أصحاب محمد صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية (5).

وروي الدارمي باسناده عن عائشة، وكذلك الديلمي في الفردوس في الولاية وأحمد بن حنبل في الفضائل وفي المسند، والا عمش عن أبي وائل وعن عطيه العوفي عن عائشة، وعطاء أيضا عن عائشة جمعيا عن النبي صلي الله عليه وآله قال: علي خير البشر من أبي فقد كفر، ومن رضي فقد شكر (6).

وأورده امامهم العلامة فخر الدين الرازي في نهاية العقول وفي كتاب الأربعين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر من أبي فقد كفر (7).

وفي مسانيدهم بأسانيدهم المعول عليها عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: علي خير البرية (8).

(١) رواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي ٢ / ٤٤٨، وابن شهاب الدين الهمداني في مودة القربي ٤٠ ٢) رواه الخوارزمي في المناقب: ٦٦ ٣) رواه المتقي الحنفي في منتخب كنز العمال المطبوع علي هامش المسند ٥ / ٣٥ ٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ١٩٢ ٥) رواه العسقلاني في لسان الميزان: ١ / ١٧٥ ٦) راجع في جميع ذلك إحقاق الحق ٤ / ٢٤٩ ٧) أورده عنه في إحقاق الحق ٤ / ٢٥٥ ٨) رواه الخوارزمي في المناقب: ٦٦ والعسقلاني ي لسان الميزان ١ / 175

(٢٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، إبن عساكر (1)، المودة في القربي (1)، الخوارزمي (2)

____________________

ومن المتفق عليه لدي الجميع أن رسول

الله صلي الله عليه وآله قال في المخدج ذي الثدية يقتله خير الخلق والخليفة، وفي رواية يقتله خير هذه الأمة (1).

وفي روايات جمة عن عائشة قالت: سمعت النبي صلي الله عليه وآله يقول: هم - أي المخدج وأصحابه - شر الخلق والخليقة، يقتله خير الخلق والخليقة، وأقربهم إلي الله وسيلة (2).

ومن طرق عديدة عنها عنه صلي الله عليه وآله، هم شر الخلق والخليفة يقتلهم سيد الخلق والخليقة، وفي أخبار كثيرة أنه صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: وانك أنت قاتله يا علي (3).

ثم قد أطبقت الأمة علي أن عليا عليه السلام قد قتله يوم النهروان وأخبر الناس بذلك وقد كان عليه السلام يخبر به وبصفته من قبل، ثم استخرجه من تحت القتلي فوجدوه علي ما كان يذكر فيه من صفته، فكبر الله وقال: صدق الله ورسوله وبلغ رسوله.

وفي صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من صحاحهم (4) أن النبي صلي الله عليه وآله قال فيه: ان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤن الكتاب لا يجاوز طراقيهم، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يخرجون علي خير فرقة من الناس.

وكان أبو سعيد الخدري يقول، أشهد اني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلي الله عليه وآله وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وقتلهم وأنا معه، ثم من بعد القتال استخرجوا من بين القتلي من هذه صفته فجاؤوا به إليه، فشاهدت فيه تلك الصفات

(١) رواه القاضي عضد الدين الإيجي في المواقف ٢ / ٦١٥ ٢) رواه الحافظ نور الدين في مجمع الزوائد ٦ / ٢٣٩ ٣) راجع في ذلك إحقاق الحق: ٨ / 475 - 522 4) مسلم في صحيحه

3 / 112 ط محمد علي وأحمد بن حنبل في مسنده 3 / 56 والبخاري في صحيحه 4 / 200 ط الأميرية. والنسائي في الخصائص: 43 ط مصر

(٢٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب صحيح مسلم (1)

____________________

التي قد كان يخبرنا بها رسول الله صلي الله عليه وآله.

وروي أبو بكر بن مردويه في كتابه مرفوعا إلي حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر.

ورواه أيضا مسندا عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر ومن أبي فقد كفر (1).

وروي أبو بكر البيهقي أن الأنصار كانت تقول: انا كنا نعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب (2).

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله:

بوروا أولادكم بحب علي بن أبي طالب، فمن أحبه فاعلموا أنه لرشدة، ومن أبغضه فاعلموا أنه لغية (3).

رشدة بكسر الراء وبفتحها أي نكاح صحيح، وغية أيضا بكسر الغين المعجمة وفتحها وتشديد الياء المثناة من تحت، أي لزنية وطي من غير نكاح صحيح.

ولبعض المتوهمين القاصرين من المعاصرين في ضبط هذه اللفظة عثرة، تستعاذ بالله من خذيها وفضيحتها، أوردناها في الرواشح السماوية (4).

وروي الهروي في الغريبين عن عبادة: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة (5).

وقال ابن الأثير في النهاية: في الحديث أن داود سأل سليمان عليهما السلام وهو يتبار

(١) المناقب لابن مردويه غير مطبوع ٢) رواه الصفوري في نزهة المجالس ٣ / ٢٠٨ والحكم في المستدرك: ٣ / ١٢٩ ٣) راجع

إحقاق الحق: ٧ / ٢٦٦ ٤) الرواشح السماوية: ٨١ ٥) روي إحقاق الحق عنه: 7 / 266

صفحه(٢٤٠)

البراء بن عازب ____________________

علمه أي يختبره ويمتحنه، ومنه الحديث " وكنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب " وحديث علقمة الثقفي حتي والله ما نحسب الا أن ذلك شئ يبتار به اسلامنا (1).

وقال: وفي حديث جعفر الصادق " لا يحبنا أهل البيت كذا وكذا ولا ولد الميافعة " أي ولد الزنا يقال: يافع الرجل جارية فلان إذا زني بها (2).

وقال فيه: وفي حديث أهل البيت " لا يحبنا اللاكع ولا المحبوس " (3).

لكع عليه الوسخ كفرح لصق به ولزمه، ولكع بضم اللام وفتح الكاف اللئيم الخسيس الوسخ الدنس، وأصل الخسيس الخلط، وذلك عن خبث الطينة واختلاط النطفة وعدم طيب الولادة.

وفي النهاية الأثيرية أيضا: في حديث الصادق " لا يحبنا أهل البيت ذو رحم منكوس " قيل: هو المأبون لانقلاب شهوته إلي دبره (4) انتهي كلام النهاية.

البراء بن عاز ب هو أبو عامر أو أبو عمار، البراء - بالباء الموحدة والراء المخففة المفتوحتين وبالمد كسماء - بن عاز ب باهمال العين قبل الألف والزاء بعدها.

في القاموس: أنا براء منه لا يثني ولا يجمع ولا يؤنث، أي برئ والبراء أول ليلة، أو يوم من الشهر، أو آخرها، أو آخره، كابن البراء وأبراء دخل فيه واسم،

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 161 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 299 3) نهاية ابن الأثير: 4 / 9 26 4) نهاية ابن الأثير: 5 / 115

(٢٤١)

صفحهمفاتيح البحث: البراء بن عازب (1)، إبن الأثير (4)

94 - قال الكشي: روي جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرمي، وأبان ابن تغلب، والحسين بن أبي العلاء، وصباح

المزني، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ____________________

وابن مالك وعازب وأوس والمعرور الصحابيون (1).

قال الشيخ رحمه الله في باب الصحابة: البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي كنيته أبو عامر (2).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: البراء بن عازب الأنصاري (3) وقال صاحب كتاب الصحابة: البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن خيثم بن مجذعة يكني أبا عمارة، غزي مع رسول الله صلي الله عليه وآله خمس عشرة غزوة، واستصغره النبي يوم بدر فلم يشدها، واجازه يوم الخندق وهو ابن خمس عشر سنة، فنزل البراء الكوفة وتوفي بها في أيام مصعب بن الزبير (4).

وفي مختصر الذهبي: عنه عدي بن ثابت، وأبو إسحاق، وخلق، وشهد أحدا، ومات بعد التسعين.

قوله رحمه الله تعالي: روي جماعة من أصحابنا لم يذكر طريقته في الاسناد عن الجماعة، وعني أنه من الصحيح الثابت عنهم وكذلك كلما أرسل ارسالا جاريا مجري التعليق، قال في صدر الطريق روي، وأسقط الاسناد من البين، كما سبق في ترجمة أبي الأنصاري: روي الحارث بن حصيرة.

قوله رحمه الله تعالي: منهم أبو بكر الحضرمي الخ أبو بكر عبد الله بن محمد الحضرمي، قد بينا في المعلقات علي الاستبصار

(١) القاموس: ١ / ٨ ٢) رجال الشيخ: ٨ ٣) رجال الشيخ: ٣٥ ٤) الاستيعاب: ١ / 139 وفيه جشم بن مجدعة

(٢٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن أبي العلاء (1)، أبو بكر الحضرمي (1)، صباح المزني (1)

عليهما السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك، تخف علينا العبادة، فلما أتبعناك ووقع حائق الايمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا. قال أمير المؤمنين عليه السلام: فمن ثم

يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير وتحشرون فرادي فرادي يؤخذ بكم إلي الجنة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما بدا لكم! مامن أحد يوم القيامة الا وهو يعوي عواء البهائم أن اشهدوا واستغفروا لنا، فنعرض عنهم فما هم بعدها بمفلحين.

____________________

توثيقه وصحة حديثه.

وأبان بن تغلب ظاهر الجلالة في الفضل والثقة.

والحسين بن أبي العلاء الحفاف الأزدي وأخواه علي وعبد الحميد وجوه ثقاة أذكياء، قد أوضحنا حالهم وحال أبيهم في المعلقات علي الاستبصار وعلي الفقيه وأبطلنا ما توهمه المتوهمون في أبي العلاء، وسيستبين الامر في ذلك كله حيث يحين حينه انشاء الله العزيز.

وصباح بن يحيي - باهمال الصاد المفتوحة وتشديد الباء المفتوحة - أبو محمد المزني - بضم الميم وفتح الزاء قبل النون - كوفي ثقة.

في القاموس: مزينة كجهينة قبيلة، وهو مزني (1).

قوله عليه السلام: للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟

قال له ذلك في زمن خلافته إذ كان عليه السلام بالكوفة، يعني كيف وجدت هذا الذين معي بعد ما كنت مع المتقمصين للخلافة قبلي؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة، أي كنا تائهين في الجهالة، مستخفين بالعبادة، مضيعين لحدودها وأركانها، غير خاشعين في مناسكها آدابها، فلما أتعبناك انبسط نور المعرفة في صدورنا، ووقع حقائق الايمان في قلوبنا، فتثاقلت العبادة في جوار حنا وأجسادنا، وألذت واحلولت مع ذلك في نفوسنا وأرواحنا.

(1) القاموس: 4 / 271

(٢٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، يوم القيامة (2)، أبو عبد الله (1)

قال أبو عمر والكشي: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السلام فيما روي من جهة العامة.

____________________

روي البخاري في صحيحه بأسناده عن مطرف قال: صليت أنا وعمران خلف

علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما سلم أخذ عمران بيدي، فقال: لقد صلي بنا هذا صلاة محمد (صلي الله عليه وآله) أو قال: لقد ذكرني هذا صلاة محمد صلي الله عليه وآله (1).

وروي الصدوق عروة الاسلام أبو جعفر بن بابويه وغيره من أشياخنا وأصحابنا رضوان الله تعالي عليهم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وتسليماته عليه تطويل القراءة في صلاة الكسوف بمثل الأنبياء والكهف.

قال في الفقيه: وانكسفت الشمس علي عهد أمير المؤمنين عليه السلام، فصلي بهم حتي كان الرجل ينظر إلي الرجل قد ابتل قدمه من عرقه (2).

قوله رحمه الله: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين (ع) فيما روي من جهة العامة وقد غلط الحسن بن داود في شرح هذه العبارة، فظن أن معناتها أن اصابته دعوته عليه السلام إياه فيما روي من جهة العامة لامن طريق الخاصة.

قال في كتابه: البراء بن عازب " ل - ي - جخ - كش " شهد عليه السلام له بالجنة بعد أن روت العامة أنه عليه السلام دعا عليه لكتمانه الشهادة بيوم غدير خم فعمي (3).

فذلك ظن فاسد، فان دعائه عليه السلام عليه واضابته دعوته إياه من الثابت، بل من المتواتر من طريق الخاصة ومن طريق العامة جميعا، وروي الكشي ذلك من طريق الخاصة بعد هذا الكلام.

(١) صحيح البخاري ١ / ١٩١ ط عامرة استبول ٢) من لا يحضره الفقيه: ١ / ٣٤١ ٣) رجال ابن داود: ٦٤

(٢٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب فقيه من لا

يحضره الفقيه (1)، كتاب صحيح البخاري (1)

95 - روي عبد الله بن إبراهيم، قال أخبرنا أبو مريم الأنصاري، عن المنهال ابن عمرو، ____________________

بل معني العبارة: أن ما قاله عليه السلام في هذا الحديث له، وشهد له بقوله: " فيؤخذ بكم إلي الجنة " روي من جهة العامة (1)، أنه كان بعد ان أصابته دعوته عليه السلام وعمي قوله رحمه الله: روي عبد الله بن إبراهيم (2) أرسل اسناده عن عبد الله بن إبراهيم هذا، وهو عبد الله بن إبراهيم أبي عمر أبو محمد الغفاري، حليف الأنصار سكن المزينة بالمدينة، فتارة يقال له: الغفاري، وتارة الأنصاري، وتارة المزني، ويقال له أيضا: المدني، يروي عن أبي مريم الأنصاري عبد الغفار الجازي ومن في طبقته، وعند الحسن بن علي بن فضال، ومحمد ابن عيسي وذكر في الفهرست عبد الله بن إبراهيم الأنصاري وأسند طريقه في رواية كتابه إلي محمد بن عيسي عنه (3)، ثم ذكر عبد الله بن إبراهيم الغفاري وطريقه في رواية كتابه بالاسناد الأول عن محمد بن عيسي عنه، ويظهر من ذلك التعدد، والصحيح أنهما واحد.

قوله رحمه الله تعالي: عن المنهال بن عمرو قال الشيخ رحمه الله - في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام: المنهال بن عمرو الأسدي.

وكذلك قال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: المنهال بن عمرو الأسدي.

(١) يعني ان قوله فيما روي متعلق بقوله بعد ان أصابته، لا أنه متعلق بقوله أصابته دعوته ٢) والعجب من المصحح لرجال الكشي المطبوع في جامعة مشهد حيث زعم أنه من العامة لأنه رتب النسخة كذا: ٩٥ - فيما روي من جهة العامة: روي عبد الله بن إبراهيم

الخ ٣) الفهرست: ١٢٧

(٢٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن إبراهيم (2)، أبو مريم الأنصاري (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

عن زربن حبيش، قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا.

فقال علي عليه السلام من هيهنا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جمعيا أنهم سمعوا رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال علي عليه السلام لأنس بن مالك، والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما.

____________________

وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: منهال بن عمرو الأسدي مولاهم.

وقال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: منهال بن عمرو الأسدي مولاهم كوفي، روي عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام (1).

وفي مختصر الذهبي: المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، عن ابن الحنيفة وزر، وعنه الأعمش، وشعبة ورواية عنه في " أآلهتنا " ثم تركه بآخرة، وثقه ابن معين.

قوله رحمه الله: عن زر بن حبيش زر بالزاء المكسورة والراء المشددة، وحبيش بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة واسكان الياء المثناة من تحت واعجام الشين أخيرا، علي ما في جامع الأصول والقاموس وغيرهما من الكتب المعتبرة.

وقال العلامة في الخلاصة: بالسين المهملة (2).

فاعترض عليه الحسن بن داود بالتصحيف والتوهم (3).

(١) رجال الشيخ علي الترتيب: ٧٩، و ١٠١، ١٣٨، ٣١٣

٢) الخلاصة: ٧٦ ٣) رجال ابن داود: ١٥٧

(٢٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، ذو الشهادتين (1)، خزيمة بن ثابت (1)، البراء بن عازب (1)، أنس بن مالك (1)، سعد بن عبادة (1)، خالد بن زيد (1)، غدير خم (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الترتيب (1)

فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدا، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله؟ فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة.

____________________

فبعض شهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة (1) رجح كلام ابن داود، بأنه في نسخة معتبرة لكتاب الرجال للشيخ وجد ذلك مضبوطا بالشين المعجمة، ولم يتعرض للتصريح بذلك في الأصول المعول عليها في هذا الباب، كأنه لم يتبعها أصلا.

وبالجملة زر بن حبيش من أفاضل رجال أمير المؤمنين عليه السلام.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: زر بن حبيش وكان فاضلا (2).

وفي مختصر الذهبي: زر بن حبيش أبو مريم الأسدي، عاش مائة وعشرين سنة، مات سنة 82.

قوله عليه السلام: وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله أي بعد أن أصابته ودعوة أمير المؤمنين عليه السلام وعمي، فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة، ولعل قوله هذا قبل ما قد سبق من حديث شهادة أمير المؤمنين عليه السلام له بالجنة.

(1) التعليقة علي الخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع.

2) رجال الشيخ: 42

(٢٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، البراء

بن عازب (2)، أنس بن مالك (2)

عمرو بن الحمق 96 - جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن الحسن بن محبوب، عن أبي القاسم وهو معاوية بن عمار (إن شاء الله) رفعه، قال:

____________________

عمرو بن الحمق عمرو بن الحمق - باهمال الحاء وفتحها وكسر الميم - صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله كان قتلة عثمان، وشهد مع أمير المؤمنين عليه السلام مشاهده كلها، وروي أبو عمرو الكشي - رحمه الله تعالي: أنه من حواري أمير المؤمنين عليه السلام.

قال الشيخ - رحمه الله - في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: عمرو بن الحمق الخزاعي (1).

وكذلك قال في أصحاب أبي محمد الحسين بن علي عليهما السلام: عمرو بن الحمق الخزاعي (2).

وفي مختصر الذهبي: عمرو بن الحمق الخزاعي صحابي، عنه جبير بن نفير، ورفاعة بن شداد، وجماعة، قتل بالموصل سنة 51 بعثمان.

قوله رحمه الله تعالي: جبريل بن أحمد الفاياربي قد تقدم تحقيق حاله، والطريق هذا ضعيف بمحمد بن عبد الله بن مهران وهو غال كذاب.

وفي القاموس: فراب كسحاب قرية قرب سمرقند، ذكر تارة بأصفهان، وكحربال بلد ببلخ، أو هو فيرياب ككيمياء، أو فاريات كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون (3).

(1) رجال الشيخ: 47 2) رجال الشيخ: 69 3) القاموس: 1 / 112

(٢٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عبد الله بن مهران (1)، معاوية بن عمار (1)، الحسن بن محبوب (1)، عمرو بن الحمق (1)

أرسل رسول الله صلي الله عليه وآله سرية، فقال لهم: انكم تضلون ساعة كذا من الليل فخذوا ذات اليسار، فإنكم تمرون برجل في شأنه فتستر شدونه، فيأبي أن يرشدكم حتي تصيبوا من طعامه فيذبح لكم كبشا فيطعمكم ثم يقوم فيرشد كم،

فاقرأوه مني السلام واعلموه أني قد ظهرت بالمدينة.

فمضوا فضلوا الطريق، فقال قائل منهم: ألم يقل لكم رسول ل الله صلي الله عليه وآله تياسروا ففعلوا فمروا بالرجل الذي قال لهم رسول الله صلي الله عليه وآله فاسترشدوه؟ فقال لهم الرجل لا أفعل حتي تصيبوا من طعامي، ففعلوا، فأرشدهم الطريق. ونسوا ان يقرأوه السلام من رسول الله صلي الله عليه وآله.

قال، فقال لهم وهو عمرو بن الحمق (رضي الله عنه) أظهر النبي عليه السلام بالمدينة فقالوا: نعم. فلحق به ولبث معه ما شاء الله.

ثم قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: ارجع إلي الموضع الذي منه هاجرت فإذا تولي أمير المؤمنين عليه السلام فاته.

فانصرف الرجل حتي إذا تولي أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة، أتاه وأقام معه بالكوفة، ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام قال له ألك دار؟ قال: نعم. قال: بعها واجعلها في الأزد، فاني غدا لو غبت لطلبك، فمنعك الأزد حتي تخرج من الكوفة متوجها إلي حصن الموصل، فتمر برجل مقعد فتقعد عنده، ثم تستقيه فيسقيك، ويسألك عن شأنك فأخبره وادعه إلي الاسلام فإنه يسلم، وأمسح بيدك علي وركيه فان الله يمسح ما به وينهض قائما فيتعبك.

وتمر برجل أعمي علي ظهر الطريق، فتستسقيه فيسقيك، ويسألك عن شأنك فأخبره وادعه إلي السلام فإنه يسلم، وأمسح يدك علي عينيه فان الله عز وجل يعيده بصيرا فيتبعك، وهما يواريان بدنك بدنك في التراب، ثم تتبعك الخيل فإذا صرت قريبا من الحصن في موضع كذا وكذا رهقتك الخيل، فأنزل عن فرسك ومر إلي الغار، فإنه يشترك في دمك فسقة من الجن والإنس.

(٢٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد

الله صلي الله عليه وآله (4)، مدينة الكوفة (3)، عمرو بن الحمق (1)، الطعام (1)

ففعل ما قال أمير المؤمنين عليه السلام قال، فلما انتهي إلي الحصن قال للرجلين: اصعدا فانظرا هل تريان شيئا؟ قالا نري خيلا مقبلة، فنزل عن فرسه ودخل الغار وعار فرسه فلما دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه، وجاءت الخيل فلما رأو ا فرسه عايرا قالوا هذا فرسه وهو قريب، فطلبه الرجال فأصابوه في الغار فكلما ضربوا أيديهم إلي شئ من جسمه تبعهم اللحم، فأخذوا رأسه، فأتوا به معاوية، فنصبه علي رمح، وهو أول رأس نصب في الاسلام.

97 - قال الكشي: روي أن مروان بن الحكم كتب إلي معاوية وهو عامله علي المدينة: أما بعد. فان عمرو بن عثمان ذكر أن رجلا من أهل العراق ووجوه أهل ____________________

قوله: وعار فرسه باهمال العين قبل الألف والراء بعدها. قال في المغرب: عار الفرس يعير ذهب هنا وهنا من نشاطه: أوهام علي وجهه لا يثنيه شئ، ومنه قوله فيما لا يجوز بيعه كذا وكذا. والفرس العاير والعاند من العناد تصحيف، ويقال: سهم عاير لا يدري من رماه.

قوله: ضربه أسود سالخ باهمال السين قبل الألف واللام بعدها واعجام الخاء أخيرا.

قال في القاموس: والسالخ اسم الأسود من الحيات والأنثي أسودة، ولا توصف بسالخة وأسود وأسودان سالخ، وأساود سالخة وسوالخ (1).

قوله أن رجلا من أهل العراق بفتح الراء واسكان الجيم علي جمع راجل، أو بالزاء المضمومة والجيم المفتوحة، أي جماعات علي جمع الزجلة بالضم وهي الجماعة، أو بالزاء المفتوحة

(1) القاموس: 1 / 261

(٢٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مروان بن الحكم (1)، عمرو بن عثمان (1)، الضرب (1)

الحجاز يختلفون

إلي الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلي برأيك في هذا، والسلام.

فكتب إليه معاوية: أما بعد: فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإياك أن تعرض للحسين في شئ واترك حسينا ما تركك، فانا لا نريد أن تعرض له في شئ ما وفي ببيعتنا ولم ينز علي سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته، والسلام.

____________________

والجيم الساكنة، بمعني ارسال الحمام للاختبار والاستخبار.

قوله عليه وعلي شجرته الملعونة الخبيثة أصلا وفصلا أشد اللعن والعذاب: ما لم ينز علي سلطاننا بفتح حرف المضارعة واسكان النون وضم الزاء، من نزا علي الشئ ينزو نزوا ونزوانا: أي وثب وثوبا وثبانا، وقلب فلان ينزو إلي كذا ينازع ويتوق إليه، والتنزي التوثب والتسرع.

وفي مجمل اللغة: التنزي تسرع الانسان إلي الشر، وما نزاك علي كذا أي ما حملك عليه، يقال: بالتشديد وبالتخفيف، ورجل منزو بكذا مولع به.

قوله: فاكمن عنه ما لم يبدلك صفحته من كمن له كمونا، بمعني تواري واستخفي.

قال في المغرب: ومنه الكمين من حيل الحرب، وهو أن يستخفوا في مكمن لا يفطن لهم، وكمن عنه كمونا أي اختفي.

وفي القاموس: ان الفعل منه من بابي نصر وسمع، ويقال: في المشهور من بابي ضرب ونصر (1).

(1) القاموس: 4 / 263

(٢٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن علي (1)

98 - وكتب معاوية إلي الحسين بن علي عليه السلام بن علي عليه السلام أما بعد - فقد انتهيت إلي أمور عنك. إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله ان من أعطي الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء وإن كان الذي بلغني باطلا

فإنك أنت أعذل الناس لذلك وعظ نفسك فاذكره ولعهد الله أوف، فإنك متي ما أنكرك تنكرني ومتي أكدك تكدني فاتق شقك عصا هذه الأمة وان يردهم الله علي يديك في فتنة، وقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد صلي الله عليه وآله ولا يسخفنك السفهاء والذين لا يعلمون.

99 - فلما وصل الكتاب إلي الحسين عليه السلام كتب إليه: أما بعد - فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب وأنا لغيرها عندك جدير فان الحسنات لا يهدي لها ولا يرد إليها الا الله، وأما ما ذكرت أنه انتهي إليك عني فإنه انما رقاه إليك الملاقون المشاؤن بالنميم، وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا، وأيم الله اني لخائف لله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون الاعذار فيه إليك وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين.

ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ____________________

و" يبد " بضم حرف المضارعة من باب الافعال.

و" صفحة الشئ " وجهه وجانبه، أي ما لم يظهر لك وجهه وجانبه، ولم يتكافح ولم يتظاهر لك بالمعاندة والمعاداة.

قوله: فإنك أنت أعذل الناس لذلك باعجام الذال بعد العين المهملة، من العذل بمعني الملامة، يقال: عذلت الرجل إذ ا لمته، وعذلنا فلان فاعتذل أي لام نفسه وأعتب، يعني أنت أحق الناس بأن تكون عاذ لا لمثل ذلك لائما عليه مستنكرا إياه، فخليق بك أن لا ترتكبه أبدا.

قوله عليه وعلي شجرته الطيبة المقدسة المبارك أصلها وفرعها صلوات الله التامات وتسليماته الناميات: ألست القاتل حجر بن عدي أخا كنده حجر بن عدي الكندي من خواص أمير المؤمنين عليه السلام وأصفياء

أصحابه.

(٢٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم عرفة (1)، حجر بن عدي الكندي (1)، القتل (1)

ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لاثم؟ ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بأحنة تجدها في نفسك.

أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعدما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة علي ربك واستخفافا ____________________

وأولياءه، وذكره بعضهم في عداد الصحابة.

وفي القاموس: حجر - بالضم - والد امرء القيس وجده الاعلي، وابن عدي وابن ربيعة وابن يزيد صحابيون، وابن العنبس تابعي (1).

وقال يوسف بن عبد البر والحافظ أبو نعيم: حجر بن عنبس وقيل: ابن قيس الكندي وحجر بن عدي الأدبر، ذكرا فيمن روي عن النبي صلي الله عليه وآله، ولا تثبت لأحدهما صحبته (2).

والشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال قال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام حجر بن عدي الكندي وكان من الابدال (3) ثم ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السلام وقال: حجر بن عدي الكندي الكوفي (4).

قلت: وايراده في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام كان خطأ لقول سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام لمعاوية في هذه الرواية: ألست القاتل حجر بن عدي أخا كنده.

وقال أبو الحسن المسعودي -

رحمه الله تعالي - في مروج الذهب: وفي

(١) القاموس: ٢ / ٥ ٢) الاستيعاب: ١ / 359 3) رجال الشيخ: 38 4) رجال الشيخ: 67

(٢٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، عمرو بن الحمق (1)، القتل (2)، الظلم (1)، الإبداع، البدعة (1)

____________________

سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وهو أول من قتل صبرا في الاسلام، حمله زياد من الكوفة ومعه تسعة عشر نفرا من أهل الكوفة وأربعة من غيرها.

فلما صار إلي مرج عذراء علي اثني عشر ميلا من دمشق تقدم البريد بأخبارهم إلي معاوية، فبعث إليهم برجل أعور، فلما أشرف علي حجر وأصحابه، قال رجل منهم: ان صدق الرجل (1) فإنه سيقتل منا النصف وينجو الباقون فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: أما ترون الرجل المقبل مصابا في أحدي عينيه.

فلما وصل إليهم قال لحجر: ان أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان والمتولي لأبي تراب، الا ان ترجعوا عن كفركم وتلعنوا أصحابكم وتتبرؤا منه.

فقال حجر وجماعته ممن كان معه: ان الصبر علي مر (2) السيف لا يسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم علي الله وعلي نبيه وعلي وصيه أحب إلينا من دخول النار وأجاب نصف من كان معه إلي البراءة من علي.

فلما قدم حجر ليقتل قال: دعوني أصلي ركعتين فطول في صلاته، فقيل له:

أجزعا من الموت؟ قال لا، ولكني ما تطهرت للصلاة قط الا صليت، وما صليت قط أخف من هذه، وكيف أجزع وأني لأري قبرا مفتوحا وسيفا مشهورا وكفنا منشورا ثم قدم فنحر: والحق به من وافقه علي قوله من أصحابه.

وقيل: إن قتلهم كان في سنة خمسين، وذكر أن عدي بن حاتم الطائي دخل علي معاوية: فقال

له معاوية: أما أنه قد بقيت قطرة من دم عثمان لا يمحوها الا دم شريف من أشراف اليمن.

(1) وفي المصدر: الزجر 2) وفي المصدر: حد

صفحه(٢٥٤)

بذلك العهد، أو لست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنه ابن أبيك وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت سنة رسول الله صلي الله عليه وآله تعمدا وتبعت هواك بغير هدي من الله.

____________________

فقال عدي: والله ان قلوبنا التي أبغضناك فيها لفي صدورنا وان سيوفنا التي قاتلناك بها لعلي عواتقنا، ولئن أدنيت إلينا شبرا لندلي إليك من الشر شبرا، وان حرجمة (1) الحلقوم وحشرجة الحيزوم لاهون علينا من أن نسمع المساءة في علي عليه السلام فسل السيف يا معاوية يبعث السيف.

فقال معاوية: هذه كلمات حكم فاكتبوها، وأقبل علي عدي محادثا كأنه ما خاطبه بشئ انتهي كلام مروج الذهب (2).

وسيأتي في أصل الكتاب تمام القول في ترجمة حجر بن عدي انشاء الله العزيز العليم سبحانه.

قوله عليه السلام أو لست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك.

قال المسعودي في مروج الذهب: أن معاوية ادعي ذلك وأدخله في نسبه بشهادة أبي مريم السلولي، وكان أخبر الناس ببدو الامر، وذلك أنه جمع بين أبي سفيان وسمية أم زياد في الجاهلية علي زنا، وكانت سمية من ذوات الرايات بالطائف تؤد الضريبة إلي الحارث بن كلدة سمية، فقال: أتيني بها علي ذفرها وقذرها فقال له زياد: مهلا يا أبا مريم! انما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما، فقال أبو مريم: نعم لو كنت أعفيتموني لكان أحب إلي وانما شهدت بما عاينت ورأيت، والله لقد أخذ بكور (3) درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت

دهشانا، فلم ألبث أن خرج

(1) وفي المصد ر: حز 2) مروج الذهب: 3 / 3 - 5 3) كار الشئ يكور كورا دار وكورل العمامة دورها (منه) وفي المصدر: بكم درعها

(٢٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

ثم سلطته علي العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم علي جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك.

أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية انهم كانوا علي دين علي عليه السلام؟ فكتب إليه ان اقتل كل من كان علي دين علي فقتلهم ومثلهم ودين علي عليه السلام سر الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.

____________________

علي يمسح جبينه فقلت: مه يا أبا سفيان فقال: ما أصبت مثلها يا أبا مريم لولا استرخاء من ثديها وذفر من مرفقيها.

فقام زياد فقال: أيها الناس هذا الشاهد قد ذكر ما سمعتم ولست أدري حق ذلك من باطله، وانما كان عبيد أبا مبرورا ووليا مشكورا، والشهود أعلم بما قالوا.

فقام يونس بن عبيد أخو صفية بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفي، وكانت صفية مولاة سمية، فقال: يا معاوية قضي رسول الله صلي الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضيت أنت الولد للعاهر وأن الحجر للفراش، مخالفة لكتاب الله وانصرافا عن سنة رسول الله بشهادة أبي مريم علي زنا أبي سفيان.

فقال معاوية: والله لتنتهين يا يونس أو لأطيرن بك طيرة بطيئا وقوعها، فقال يونس: هل الا إلي الله ثم أقع؟

فقال عبد الرحمن بن أم الحكم في ذلك:

ألا أبلغ معاوية بن حرب * مغلغلة عن الرجل اليماني أتغضب

أن يقال أبوك عف * وترضي أن يقال أبوك زان فاشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان (1) قوله عليه السلام: لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين الرحلة - بالكسر - الارتحال، الرحلة - بالضم الوجهة التي يقصدها المرتحل

(1) مروج الذهب: 3 / 806

(٢٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الضرب (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

وقلت فيما قلت " انظر لنفسك ولدينك ولامة محمد واتق شق عصا هذه الأمة وان تردهم إلي فتنة " واني لا أعلم فتنة أعظم علي هذه الأمة من ولايتك عليها ولا أعظم نظرا لنفسي ولديني ولامة محمد صلي الله عليه وآله وعلينا أفضل من أن أجاهدك، فان فعلت فإنه قربة إلي الله، وان تركته فاني أستغفر الله لديني وأسأله توفيقه لارشاد أمري.

وقلت فيما قلت " أني ان أنكرتك تنكرني وان أكدك تكدني " فكدني ما بدا لك فاني أرجو أن لا يضرني كيدك في، وأن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك، علي أنك قد ركبت بجهلك تحرصت علي نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط.

ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والايمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم الا لذكر هم فضلنا وتعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.

فأبشر يا معاوية بالقصاص وأستيقن بالحساب واعلم أن الله تعالي كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ا لا أحصاها، وليس الله بناس لا خذ ك بالظنة وقتلك أوليائه علي ____________________

في مسيره.

ويعني عليه السلام بالرحلتين: رحلتي قريش بالشتاء والصيف، للامتيار والاتجار، كان

لاشرافهم الرحلة في الشتاء إلي اليمن وفي الصيف إلي الشام، فيمتارون ويتجرون وذلك قصاري جاههم وشرفهم.

فدين الاسلام وهو دين رسول الله صلي الله عليه وآله ودين علي بن أبي طالب عليه السلام علاهم وشرفهم ورفع قدرهم وأعلا منزلتهم، وجعل الله سبحانه استقرار ذلك منوطا بسيف علي عليه السلام، ولذلك كان ضربة علي عليه السلام يوم الخندق توازي عمل الثقلين وأفضل من عبادة الجن والإنس وأفضل من عمل الثقلين علي اختلاف الروايات.

(٢٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، القتل (3)

مثالب يزيد بن معاوية

التهم ونقل أوليائه من دورهم إلي دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب، ____________________

قوله عليه السلام: ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر ويلعب بالكلاب قال في مروج: وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وقرود وفهود، ومنادمة علي الشراب، وعن يمينه ابن زياد وغلب علي أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب.

وكان له قرد يكني بأبي قيس يحضره مجلس منادمته، ويطرح له متكأ، وكان قردا خبيثا، فكان يحمله علي أتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة.

فجاء في بعض الأيام سابقا فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل، وعلي أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر وعلي رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق، وعلي الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملون بأنواع من الألوان.

وعامله الذي استعمله علي جيشه المبعوث من الشام إلي المدينة قاتل في الموضع المعروف بالحرة خلقا من بني هاشم، وسائر قريش وأنصار، وغيرهم من خيار الناس وأفاضلهم وقتلهم.

وأخاف المدينة وألهبها وقتل

أهلها وبايعهم علي أنهم عبيدا ليزيد، وسماها " نتنة " وقد سماها رسول الله " طيبة " وقال: من أخاف المدينة أخافه الله.

وليزيد وغيره من بني أمية أخبار عجيبة ومثالب كثيرة: من شرب الخمور، وقتل ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله ولعن الوصي، وهدم البيت واحراقه وسفك الدماء المحقونة، والفسق والفجور، وغير ذلك مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله انتهي ما في مروج الذهب (1).

(1) مروج الذهب 3 / 67 - 72

(٢٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك وأخرجت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لأجلهم - والسلام.

فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما اشعر به.

فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشئ فعله قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال وما هو؟ قال: فاقرأه الكتاب، فقال وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه؟ وانما قال ذلك في هوي معاوية، فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأي؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد أصاب يزيد.

فقال معاوية أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتي ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس لم يخول به صاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عيست أن أعيب حسينا، والله ما أري للعيب فيه موضعا وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده

وأتهدده ثم رأيت ألا أفعل ولا أفعله.

____________________

قوله عليه السلام: لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك " خسرت " باهمال السين المشددة بعد الخاء المعجمة، أي أهلكتها من التخسير بمعني الاهلاك.

و" تبرت " بتشديد الباء الموحدة بعد التاء المثناة من فوق، من التتبير تفعيلا من التبر - بفتح التاء المثناة من فوق واسكان الباء الموحدة - بمعني الكسر والاهلاك، والتبار - بالفتح أيضا - الهلاك.

وأيم الله لقد بلغ معاوية من خسارة نفسه وتبار دينه وغشه رعيته إلي خيانته إياهم في الدين أمد الاحد فوقه.

(٢٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عمرو بن العاص (1)، الباطل، الإبطال (1)، المنع (1)، الجهل (1)

خزيمة بن ثابت وكيفية تلقبه بذي الشهادتين

خزيمة بن ثابت ____________________

قال المسعودي في مروج الذهب: ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أن صلي بهم في مسيرهم إلي صفين الجمعة يوم الأربعاء.

وسبط ابن الجوزي في الخصائص والمناقب قال: قال المسعودي: لقد بلغ من طاعة أهل الشام لمعاوية أنه صلي بهم الجمعة يوم الأربعاء، وغيره يقول: يوم السبت وقال: كان لنا بالأمس عذر.

وكذلك قال جده أبو الفرج بن الجوزي في المنتظم.

خزيمة بن ثابت هو أبو عمارة الأنصاري ذو الشهادتين، خزيمة - بالخاء المعجمة المضمومة والزاء المفتوحة والياء الساكنة والميم والهاء أخيرا - ابن ثابت بن الفاكة، من عظماء أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) شهد معه بدرا وما بعدها، ومن أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، شهد معه جمل والصفين، وقتل بصفين شهيدا.

ذكره الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في باب الصحابة قال:

خزيمة بن ثابت (1).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: خزيمة بن ثابت (1) ذو الشهادتين (2).

ولقد أطبقت العامة والخاصة علي أن رسول

الله صلي الله عليه وآله سماه ذو الشهادتين وأقامه وحده في باب الشهادة مقام شاهدين.

والسيد المرتضي علم الهدي ذو المجدين - رضي الله تعالي عنه - في كتاب الانتصار في مسألة قضاء القاضي بعلمه: وأن قول أبي علي بن الجنيد بخلاف ذلك خرق الاجماع الامامية، ومسبوق وملحوق بانعقاده سابقا ولاحقا قبل ابن الجنيد وبعده، أورد قضية رسول الله صلي الله عليه وآله في ابتياعه الناقة من الأعرابي من طريقين.

(1) رجال الشيخ: 19 2) رجال الشيخ: 40

(٢٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: خزيمة بن ثابت (1)

____________________

ونقل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي - رضي الله تعالي عنه في كتابه المعروف بمن لا يحضره الفقيه قوله: هذان الخبران غير مختلفين لأنهما في قضيتين.

ثم قال: ورووا أيضا - يعني العامة والخاصة - حديث خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين لما شهد للنبي عليه السلام علي الأعرابي فقال النبي صلي الله عليه وآله: كيف شهدت بذلك وعلمته؟ قال: من حيث علمت أنك رسول الله (1).

قلت: حديث خزيمة بن ثابت كان ابتياع الفرس الفي ابتياع الناقة، والصدوق - رضوان الله تعالي عليه - في الفقيه روي القضايا الثلاث جميعا، الأولي منهن بالارسال والأخيرتين بالاسناد.

قال: جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه وآله فادعي عليه سبعين درهما ثمن ناقة باعها منه فقال: قد أوفيتك، فقال: اجعل بيني وبينك رجلا يحكم بيننا.

فأقبل رجل من قريش فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: أحكم بيننا فقال للاعرابي: ما تدعي علي رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال: سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يا رسول الله؟ قال: قد أوفيته، فقال للاعرابي: ما تقول: قال: لم يوفني، فقال لرسول

الله صلي الله عليه وآله: ألك بينة علي انك أوفيته؟ قال: لا، قال للاعرابي: أتحلف أنك لم تستوف حقك وتأخذه؟ فقال نعم، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: لاتحاكمن مع هذا إلي رجل يحكم بيننا بحكم الله عز وجل.

فأتي رسول الله صلي الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه الأعرابي، فقال علي عليه السلام مالك يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: احكم بيني وبين هذا الأعرابي فقال علي عليه السلام: يا أعرابي ما تدعي علي رسول الله؟ قال: سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه فقال ما تقول يا رسول الله؟ قال قد أوفيته، ثمنها، فقال: يا أعرابي أصدق رسول الله صلي الله عليه وآله

(١) الانتصار: ٢٤٠ ط النجف

(٢٦١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)

____________________

أعظم من هذا. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فأول من رد شهادة المملوك رمع انتهي كلام من لا يحضره الفقيه (1).

قلت: رمع قلب عمر، ويعني أبو جعفر عليه السلام عمر بن الخطاب.

وهذا كما في الحديث عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ولد سابع. كناية عن بني العباس مقلوبا، اما للتقية، أو للاستحقار، أو لان الكناية أبلغ، وربما يقال: إن عباس كان سابع أولاد عبد المطلب.

ثم إن قول أمير المؤمنين عليه السلام يا شريح ان امام المسلمين يؤتمن، معناه أن الجور من هذه الوجوه الثلاثة فيما لا يكون المدعي ولا الشاهد معصوما. ولسماع قول المدعي من غير بينة صور معدودة في الفقه، قد أحصي طائفة منها شيخنا الشهيد في غاية المراد في شرح الارشاد.

فاما إذا كان المدعي معصوما فلا يجوز طلبه البينة منه علي دعواه ولا احلافه ولا استحلافه فيما ادعاه، وكذلك إذا كان

الشاهد الواحد معصوما، فلا يسوغ طلب شاهد آخر معه، وذلك لان البينة العادلة معه لا تفيد الا ظنا، وقول المعصوم يعطي علما قطعيا.

واذن فقد استبان أن شريحا في تلك القضية قد قضي بجور من جهة الجهل بخمس مرات، ولقد وقع مثل هذا الجور والجهل من أبي بكر أيضا فوق مرة واحدة.

قال السيد المرتضي في الانتصار: وكيف يخفي اطباق الامامية علي وجوب الحكم بالعلم، وهو ينكرون توقف أبي بكر بن عن الحكم لفاطمة عليها السلام بنت رسول صلي الله عليه وآله بفدك لما ادعت انه عليه السلام نحلها أبوها، ويقولون: إذا كان عالما بعصمتها وطهارتها وأنها لا تدعي الا حقا، فلاوجه لمطالبتها بإقامة البينة، لان البينة لا وجه لها مع القطع

(١) من لا يحضره الفقيه: ٣ / 60 - 64

(٢٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)

100 - روي عن الفضل بن دكين، قال حدثنا عبد الجبار بن العباس الشامي، ____________________

بالصدق. فكيف خفي علي ابن الجنيد هذا الذي لا يخفي علي أحد (1).

قوله رحمه الله تعالي: روي عن الفضل بن دكين يقال له الحافظ أبو نعيم الملابي، والحافظ أبو نعيم المشهور ليس هو إياه بل هو أحمد بن عبد الله الأصفهاني صاحب حلية الأولياء واحصاء الصحابة وغيرهما.

قال في جامع الأصول: هو أبو نعيم الفضل بن دكين، ودكين لقب واسمه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم مولي آل طلحة بن عبيد الله التيمي من أهل الكوفة وسمع سليمان الأعمش، ومشعر بن كدام، وابن أب ي ليلي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وشبعة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وحماد بن كثير (2).

سمع منه عبد الله بن المبارك، وروي عنه أحمد

بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وزهير بن حرب، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وخلق كثير من الأئمة.

قدم بغداد وحدث بها، وكان مزاحا ذا دعابة مع فقهه ودينه وأمانته، وكان غاية في الاتقان والحفظ وهو حجة.

ولد سنة تسع وعشرين ومائة وقيل: سنة ثلاثين. ومات سنة ثماني عشرة ومأتين في آخرها، وقيل: سنة تسع عشرة في أيام المعتصم بن الرشيد.

" دكين " بضم الدال المهملة وفتح الكاف وسكون الياء وبالنون، و" كدام " بكسر الكاف وتخفيف الدال المهملة، و" راهويه " بالراء وفتح الهاء وفتح الواو وسكون الياء تحتها نقطتان وكسر الهاء الآخرة.

(١) الانتصار: ٢٣٨ 2) في " أآلهتنا " وجماعة كثيرة

(٢٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الجبار بن العباس (1)، الفضل بن دكين (1)، الجماعة (1)

عن أبي إسحاق قال: لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عنه سلاحه ثم شن عليه الماء فاغتسل، ثم قاتل حتي قتل.

____________________

وفي مختصر الذهبي: الفضيل بن دكين الحافظ أبو نعيم الملابي مولي آل طلحة، عن الأعمش، وزكريا بن أبي زايدة، وأمم، وعنه " خ " وأبو زرعة. مات 219 في سلخ شعبان بالكوفة.

قلت: وأما الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، فمتأخر الطبقة عن الحافظ أبو نعيم هذا أمدا بعيدا، ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة بأصفهان. قاله صاحب المشكاة أبو محمد الحسين بن عبد الله الطبي في خلاصته في فن دراية الحديث.

قوله رحمه الله: عن أبي إسحاق يعني السبيعي بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة، وقد تقدم ذكره فيما تقدم. قوله: وطرح عنه سلاحه وذلك لما قد تاقت نفسه تشوقا إلي الشهادة، واشتدت لو عته شوقا إلي نعيم النشأة الخالدة، حيث

إذ شاهد أن عمارا - رضي الله تعالي عنه - قد فاز بذلك بقتل الفئة الباغية إياه بين يدي امامه الوصي الصفي المضطهد المبغي عليه في مسنده المغصوب منه حقه صلوات الله وتسليماته علي روحه وجسده، لا أنه متشككا في أمره فلما شاهد قتل عمار استتم بصره، واستقامت بصيرته، فان حال خزيمة في الاستقامة والاستيقان أجل.

قوله ثم شن عليه الماء فاغتسل " شن " باهمال السين أو باعجام الشين قبل النون المشددة، فإنهما كليهما بمعني واحد، يقال: سن الماء علي وجهه يسن - بالضم في المضارع - سنا بالسين

(٢٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: خزيمة بن ثابت (1)، القتل (3)

101 - وروي أبو معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال:

ما زال جدي بسلاحه يوم الجمل ويوم الصفين حتي قتل عمار، فلما قتل عمار سل سيفه وقال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: عمار تقتله الفئة الباغية فقاتل حتي قتل رحمة الله عليهما.

____________________

المهملة من باب طلب، أي صبه صبا سهلا قاله في المغرب.

ويقال: شن الماء يشنه شنا باعجام الشين من باب طلب أيضا إذا صبه متفرقا قاله في المغرب.

قوله رحمه الله تعالي: أبو معشر هو أبو معشر المدني قال النجاشي في باب الكني: أبو معشر المدني أحمد ابن كامل قال: حدثنا داود بن محمد بن أبي معشر المدني، قال: حدثنا أبي، قال:

حدثنا أبو معشر بكتابه. (1) قوله رضي الله تعالي عنه: حتي قتل فسل سيفه (2) يعني فاذن اشتد شوقه إلي لقاء الله سبحانه والاتصال بالنفوس الطاهرة و العقول الماحضة، كما قال عمار - رضي الله تعالي عنه اليوم ألقي الأحبة محمدا وحزبه، فسل سيفه ونزع سلاحه وقاتل حتي قتل، ولحق بنبيه وأحبته، فليعلم.

(١) رجال

النجاشي: ٣٥٥ 2) وفي النسخ كلها: فلما قتل عمار سل سيفه

(٢٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمارة بن خزيمة (1)، القتل (5)، كتاب رجال النجاشي (1)

ابنا فلان 102 - روي محمد بن عيسي بن عبيد، عن محمد بن سنان، ابنا فلان.

____________________

يعني به العباس بن عبد المطلب، وبابنيه عبد الله وعبيد الله، وسيأتي في أصل الكتاب حيث يحين حينه انشاء الله العزيز أن مولانا أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام بعد أبيه عليه السلام جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس علي مقدمة الجيش.

فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم؟ فمر بالراية، ولحق بمعاوية، وبقي العسكر بلا قائد ورئيس، فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب الناس.

وقال: أيها الناس لا يهولنكم ذهاب عبيد الله هذا لكذا وكذا، فان هذا وأباه لم يأتيا قط بخير، ثم قام بأمر العسكر.

والشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، لحق بمعاوية. (1) فأما عبد الله بن العباس أمره في الجلالة والاستقامة مستبين فستطلع انشاء الله تعالي.

قوله رحمه الله تعالي: روي محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد بن سنان قال السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس - قدس الله نفسه الزكية -:

طريق هذا الحديث ضعيف بمحمد بن عيسي العبيدي، وبمحمد بن سنان.

وتبعه علي ذلك بعض شهداء المتأخرين.

والأصح عندي أن محمد بن عيسي العبيدي اليقطيني ثقة صحيح الحديث، فقد وثقه أبو عمرو الكشي، وأبو العباس النجاشي وغيرهما، ولذلك كثيرا ما يستصح

(1) رجال الشيخ: 69

(٢٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عيسي بن عبيد (1)، محمد بن سنان

(1)

عن موسي بن بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال، سمعته يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم العن ابني فلان، وأعمم أبصارهما، كما عميت قلوبهما الأجلين في رقبتي واجعل عمي أبصارهما دليلا علي عمي قلوبهما.

.____________________

العلامة في المنتهي والمختلف روايته وإن كانت عن يونس، واستثناء محمد بن الحسن بن الوليد إياه من رجال نوادر الحكمة ومن أصحاب يونس بن عبد الرحمن، لا يدل علي ضعفه، وقد أوضحنا الحال في المعلقات علي الاستبصار بما لا مزيد عليه.

نعم محمد بن سنان ضعيف علي الأصح، وإن كان قد وثقه الشيخ المفيد والشيخ الأعظم في بعض مواضعه، وحديثه عند العلامة معدود من الصحاح، وسيتضح الامر ي جملة ذلك من ذي قبل انشاء الله العزيز العليم.

قوله رحمة الله تعالي: عن موسي بن بكر الواسطي قيل: إنه واقفي، ولم يثبت كما قلناه في كتاب ضوابط الرضاع، وإن كان الشيخ قد حكم به في كتاب الرجال (1)، فان أبا عمرو الكشي وأبا العباس النجاشي لم يرويا ذلك أصلا، والأصح انه ممدوح وحديثه حسن.

قوله عليه السلام: الأجلين في رقبتي بالألف الممدودة قبل الجيم واللام المفتوحة قبل الياء المثناة من تحت الساكنة والنون أخيرا علي صيغته التثنية، المثيرين الشر والمهيجين الفتنة علي، والجانبين الساعين باثارة الشر تهييج الفتنة في رقبتي، والفعل منه من بابي نصر وضرب. قال في القاموس: أجل الشر عليهم يأجله ويأجله جناه، أو أثاره وهيجه (2).

وفي الصحاح: أجل عليهم شرا يأجله أي جناه وهيجه (3).

(١) رجال الشيخ ص ٣٥٩.

٢) القاموس: ٣ / ٣٢٧.

٣) الصحاح: ٤ / 1621

(٢٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)،

موسي بن بكر الواسطي (1)، الفضيل بن يسار (1)

عبد الله بن عباس.

____________________

وفي مجمل اللغة: أجل الرجل شرا علي أهله يأجل أجلا إذا جناه.

وسيعاد هذا الحديث بعينه سندا ومتنا في الجزء الثاني في ترجمة عبيد الله بن العباس. وهناك الكاف مكان الجيم في هذه اللفظة (1).

اما بالمد علي تثنية اسم الفاعل من أكل يأكل أكلا، أي الاكل بمعني المستأكل، أو بفتح الهمزة وتشديد اللام علي تثنية أفعلة الصفة من الكل بمعني الثقل.

وكون الرجل محارفا بفتح الراء أي منقوص الحظ منجوس البخت، حيث ما توجه لا يرجع بسعادة وخير، وهو ضد المبارك، أو من الكلال خلاف الحدة والشحاذة أي الاعياء عن الامر والطلبة والحرمان عن الخير والبغية، وسنفصل هناك القول في تحقيق معناه انشاء الله العزيز العليم.

عبد الله بن العباس ذكره الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في باب الصحابة (2).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وعد أيضا أبوه العباس من أصحابه (3).

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو أبو العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ابن عم النبي صلي الله عليه وآله وأمه لبابة بنت الحارث من بني عامر بن صعصعة، أخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي صلي الله عليه وآله.

ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي النبي صلي الله عليه وآله وله ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة، وقيل عشر. وذلك قبل خروج بني هاشم من الشعب، وهم

(1) رجال الكشي: 113 ط جامعة مشهد 2) رجال الشيخ: 22 3) رجال الشيخ: 46

(٢٧١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، كتاب رجال الكشي (1)

103 - جعفر بن معروف، قال حدثنا يعقوب

بن يزيد الأنباري، عن حماد ابن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتي رجل أبي عليه السلام فقال: ان فلانا يعني عبد الله بن العباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت.

____________________

ان يأخذ الله من عيني نورهما * ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير مدخل * وفي فمي صارم كالسيف مأثور وقد كان النبي صلي الله عليه وآله دعا له حين وضع له الماء الطهور في بيت خالته ميمونة زوج النبي صلي الله عليه وآله، فقال: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل (1).

قوله رحمه الله تعالي: جعفر بن معروف، عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني قال السيد جمال الدين أحمد بن طاوس: في الطريق ضعف من جهة إبراهيم ابن عمر اليماني، فان ابن الغضائري قال: إنه ضعيف.

وبعض شهداء المتأخرين قد تبعه علي ذلك، واستضعف كثيرا من الاخبار، وكثيرا بأسانيد المتفق علي صحتها عند أفاخم الأصحاب، لكون إبراهيم بن اليماني في الطريق.

ونحن نقول: إبراهيم بن عمر اليماني قد وثقه وشيخه النجاشي علي البت، ثم نقل اتفاق ابن نوح وغيره علي ذلك.

قال: إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني شيخ من أصحابنا ثقة روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، ذكر ذلك أبو العباس وغيره له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسي وغيره (2).

والشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إبراهيم بن

(١) مروج الذهب: ٣ / ١٠١.

٢) رجال النجاشي: ١٦

(٢٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)،

إبراهيم بن عمر اليماني (1)، الفضيل بن يسار (1)، يعقوب بن يزيد (1)، جعفر بن معروف (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

قال: فسله فيمن نزلت " ومن كان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلا " (1) وفيم نزلت " ولا ينفعكم نصحي ان أردت أنصح لكم " (2) وفيم نزلت " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " (3).

فأتاه الرجل وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسائله، ولكن سله ما العرش ومتي خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلي أبي فقال له ما قال، فقال:

وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا.

____________________

عمر الصنعاني اليماني له أصول رواها عنه حماد بن عيسي (4).

وفي الفهرست: له أصل رواه عنه حماد بن عيسي، وابن نهيك، والقاسم بن إسماعيل القرشي جميعا (5) فاذن تضعيف ابن الغضائري - وهو أبو الحسن أحمد بن الحسين لا أبوه أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله - إياه لا يوجب ضعفه.

ولذلك قال العلامة: الأقوي قبول روايته (6). ويعني بذلك صحته حديثه.

وما يقال: إن الجرح مقدم علي التعديل لكونه شهادة بأمر وجودي، بخلاف التعديل، فقد أبطلناه في الرواشح السماوية (7) بأن التعديل أيضا شهادة بأمر وجودي بناءا علي أن العدالة علي التحقيق هي ملكة اجتناب الكبائر لا مجرد عدم ارتكابها.

وبالجملة هذا الحديث الشريف طريقه صحيح علي الأصح، ومسائل الغامضة من الحكمة منطوية في متنه.

(١) سورة الإسراء: ٧٢ ٢) سورة هود: ٣٤ ٣) سورة آل عمران: ٢٠٠ ٤) رجال الشيخ: ١٠٣ ٥) الفهرست: ٣٢ ٦) الخلاصة: ٦ ٧) الرواشح السماوية: ١٠٤

(٢٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الصبر (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الإسراء (1)، سورة هود (1)

قال: ولكني أجيبك

فيها بنور وعلم غير المدعي والمنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط.

فأما ما سألت عنه: فما العرش: فان الله عز وجل جعله أرباعا لم يخلق قبله شيئا الا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك، النور الأخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر خلقت منه الصفرة، ونور أحمر احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار ومنه ضوء النهار.

ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلي أسفل السافلين، وليس من ذلك طبق الا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة ولو سمع واحدا منها شئ بما تحته لانهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار وأهلك وما دونه.

له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة مالا يحصي عدتهم الا الله يسبحون الليل والنهار ولا يفترون، ولو حس حس شئ مما فوقه أقام لذلك طرفة عين، بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم العلم، وليس وراء هذا مقال لقد طمع الخائن في غير مطمع.

أما أن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقوام من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه، وستصبغ الأرض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتي يحكم الله وهو خير الحاكمين.

104 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن زياد قال: جاء رجل إلي علي بن الحسين عليهما السلام وذكر

نحوه.

105 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب: قال حدثني

(٢٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، أحمد بن محمد بن زياد (1)، محمد بن أبي عمير (1)، محمد بن مسعود (1)

حمدان بن سليمان أبو الخير، قال حدثني أبو محمد بن عبد الله بن محمد اليماني، قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي، عن أبيه الحسين، عن طاووس قال: كنا علي مائدة ابن عباس، ومحمد بن الحنفية حاضر، فوقعت جرادة فأخذها محمد، ثم قال هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها؟ قالوا الله أعلم. فقال:

أخبرني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان مع النبي صلي الله عليه وآله ثم قال: هل تعرف يا علي هذا النقط السود في جناح هذه الجرادة؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم.

فقال عليه السلام: مكتوب في جناحها أنا الله رب العالمين، خلقت الجراد جندا من جنودي أصيب به من أشاء من عبادي، فقال ابن عباس: فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون أنهم أعلم منا، فقال محمد: ما ولدهم الا من ولدني.

قال: فسمع ذلك الحسن بن علي عليه السلام فبعث إليهما وهما في المسجد الحرام، فقال لهما: أما أنه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأما أنت يا ابن عباس ففيمن نزلت هذه الآية " فلبئس المولي ولبئس العشير " (1) في أبي أوفي أبيك؟ وتلي عليه أيات من كتاب الله كثيرا.

ثم قال: أما والله لولا ما نعلم لا علمتك عاقبة أمرك ما هو وستعلمه، ثم انك بقولك هذا مستنقص في بدنك، ويكون الجرموز من

ولدك، ولو أذن لي في القول لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه.

106 - حمدويه وإبراهيم، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي عن عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد، عن عبد الله بن عبد يا ليل رجل من أهل الطائف، قال أتينا ابن عباس (رحمة الله عليهما) نعوده في مرضه الذي مات فيه قال، فأغمي عليه في البيت فاخرج إلي صحن الدار، قال، فأفاق.

فقال: ان خليلي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: اني سأهجر هجرتين وأني سأخرج من هجرتي: فهاجرت هجرة مع رسول الله صلي الله عليه وآله وهجرة مع علي عليه السلام، وأني سأعمي: فعميت، وأني سأغرق: فأصابني حكة فطرحني أهلي في البحر فغفلوا عني.

(١) سورة الحج: ١٣

(٢٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (4)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن محمد اليماني (1)، صفوان بن يحيي (1)، حمدان بن سليمان (1)، أيوب بن نوح (1)، سلام بن سعيد (1)، عاصم بن حميد (1)، مسجد الحرام (1)، المرض (1)، الموت (1)، البول (1)، سورة الحج (1)

فغرفت ثم استخرجوني بعد.

وأمرني أن أبرأ من خمسة: من الناكثين وهم أصحاب الجمل، ومن القاسطين وهم أصحاب الشام، ومن الخوارج وهم أهل النهروان، ومن القدرية وهم الذين ضاهوا النصاري في دينهم فقالوا لاقدر، ومن المرجئة الذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا الله أعلم.

قال ثم قال: اللهم إني أحيي علي ما حيي عليه علي بن أبي طالب وأموات علي

ما مات عليه علي بن أبي طالب، قال: ثم مات فغسل وكفن ثم صلي علي سريره، قال: فجاء طائران أبيضان فدخلا في كفنه فرأي الناس، انما هو فقهه فدفن.

107 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن جريح، عن أبي عبد الله عليه السلام ان ابن عباس لما مات واخرج: خرج من كفنه طير أبيض يطير ينظرون إليه يطير نحو السماء حتي غاب عنهم.

فقال: وكان أبي يحبه حبا شديدا، وكانت أمه تلبسه ثيابه وهو غلام، فينطلق إليه في غلمان بني عبد المطلب، قال فأتاه بعدما أصاب بصره فقال: من أنت، قال:

أنا محمد بن علي بن الحسين، فقال: حسبك من لم يعرفك فلا عرفك.

108 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسين بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن معاذ بن مطر، قال سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال حدثني بعض أشياخي، قال: لما هزم علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الجمل، بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس (رحمة الله عليهما) إلي عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلة العرجة.

قال ابن عباس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة قال: فطلبت الاذن عليها، فلم تأذن، قد خلت عليها من غير اذنها، فإذا بيت قفار لم يعد لي فيه مجلس فإذا هي من وراء سترين.

قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة، قال: فمددت

(٢٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (3)، الحسين بن علي بن النعمان (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، علي بن أبي طالب (2)، إسماعيل بن الفضل (1)، مدينة البصرة (1)، محمد بن

الحسين (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (2)، معاذ بن مطر (1)، الشام (1)، الخوارج (1)، اللبس (1)، الموت (3)

الطنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر: يا ابن عباس أخطأت السنة دخلت بيتنا بغير اذننا، وجلست علي متاعنا بغير اذننا، فقال لها ابن عباس (رحمه الله عليهما):

نحن أولي بالسنة منك ونحن علمناك السنة، وانما بيتك الذي خفك فيه رسول الله صلي الله عليه وآله فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتية علي ربك عاصية لرسول الله صلي الله عليه وآله فإذا رجعت إلي بيتك لم ندخله الا باذنك ولم نجلس علي متاعك الا بأمرك، ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعث إليك يأمرك بالرحيل إلي المدينة وقلة العرجة.

فقالت: رحم الله أمير المؤمنين ذلك عمر بن الخطاب، فقال ابن عباس: هذا والله أمير المؤمنين وان تزبدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس، أما والله لهو أمير المؤمنين، وأمس برسول الله رحما، وأقرب قرابة، وأقدم سبقا، وأكثر علما، وأعلي منارا، وأكثر آثارا من أبيك ومن عمر، فقالت: أبيت ذلك.

فقال: اما والله إن كان آباؤك فيه لقصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشؤم بين النكل، وما كان آباؤك فيه الا حلب شاة حتي صرت لا تأمرين ولا تنهين ولا ترفعين ولا تضعين، وما كان مثلك الا كمثل ابن الحضرمي بن نجمان أخي بني أسد، حيث يقول:

ما زال اهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب حتي تركتهم كأن قلوبهم * في كل مجمعة طنين ذباب قال: فأراقت دمعتها، وأبدت عويلها، وتبدي نشيجها، ثم قالت: أخرج والله عنكم فما في الأرض بلد أبغض إلي من بلد تكونون فيه، فقال ابن عباس رحمة الله:

فوالله ماذا بلاءنا عندك

ولا بضيعتنا إليك، انا جعلناك للمؤمنين أما وأنت بنت أم رومان، وجعلنا أباك صديقا وهو ابن أبي قحافة.

فقالت: يا ابن عباس تمنون علي برسول الله، فقال: ولم نمن عليك بمن لو كان منك قلامة منه مننتنا به، ونحن لحمه ودمه ومنه واليه، وما أنت الا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده لست بأبيضهن لونا، ولا بأحسنهن وجها، ولا بأرشحهن

(٢٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (5)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، بنو أسد (1)، الصدق (1)

عرقا، ولا بأنضرهن ورقا، ولا بأطرأهن أصلا، فصرت تأمرين فتطاعين، وتدعين فتجابين، وما مثلك الا كما قال أخو بني فهر:

مننت علي قومي فأبدوا عداوة * فقلت لهم كفوا العداوة والشكرا ففيه رضا من مثلكم لصديقه * وأحج بكم أن تجموا البغي والكفرا قال: ثم نهضت وأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته بمقالتها وما رددت عليها، فقال: أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك.

109 - قال الكشي: روي علي بن يزداد الصائغ الجرجاني، عن عبد العزيز بن محمد بن عبد الاعلي الجزري، عن خلف المحرومي البغدادي عن سفيان بن سعيد، عن الزهري، قال: سمعت الحارث يقول: استعمل علي عليه السلام علي البصرة عبد الله بن عباس، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليه السلام، وكان مبلغه ألفي ألف درهم.

فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي، فقال: هذا ابن عم رسول الله صلي الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه، اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير

عاجز ولا ملول.

110 - قال الكشي: قال شيخ من أهل اليمامة، يذكر عن معلي بن هلال، عن الشعبي، قال: لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به إلي الحجاز.

كتب إليه علي بن أبي طالب: من عبد الله علي بن أبي طالب إلي عبد الله بن عباس أما بعد: فاني قد كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان علي ابن عمك قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد خربت، وهذه الأمور قد قست، قلبت لابن عمك ظهر المجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوء خذلان الخاذلين.

فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن علي بينة من ربك، وكأنك انما كنت تكيد أمة محمد صلي الله عليه وآله علي دنياهم، وتنوي غرتهم، فلما أمكنتك الشدة في

(٢٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن أبي طالب (2)، مدينة البصرة (2)، سفيان بن سعيد (1)، عبد العزيز (1)، محمد بن عبد (1)، الحرب (1)، الأمانة، الإئتمان (1)، الهلال (1)

خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الأزل رمية المعزي الكسير.

كأنك لا أبالك، انما جررت إلي أهلك تراثك من أبيك وأمك، سبحان الله، أما تؤمن بالمعاد؟ أو ما تخاف من سوء الحساب؟ أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد؟

أردد إلي القوم أموالهم فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني

الله منك لاعذرن الله فيك، فوالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل ما فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة حتي آخذ الحق وأزيح الجور عن مظلومها، والسلام.

قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس، أما بعد - فقد أتاني كتابك، تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة: ولعمري أن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت، والسلام.

قال: فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام اما بعد - فالعجب كل العجب من تزيين نفسك، أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين:

فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الاثم، ويحل لك ما حرم الله عليك، عمرك الله أنك لانت العبد المهتدي إذا.

فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة والطائف، تختارهن علي عينك، وتعطي فيهن مال غيرك، وأني لاقسم بالله ربي وربك رب العزة: ما يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا، فلا غرو وأشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدا وعرضت علي ربك والمحل الذي يتمني الرجعة والمضيع للتوبة كذلك وما ذلك ولات حين مناص - والسلام.

قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس، اما بعد - فقد أكثرت علي فوالله لان ألقي الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحب إلي أن القي الله بدم رجل مسلم.

(٢٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة البصرة (1)، الباطل، الإبطال (1)

محمد بن أبي بكر 111 - حدثني محمد بن قولويه،

والحسين بن الحسن بن بندار القميان، قالا:

حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني الحسن بن موسي الخشاب، ومحمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من قريش خمسة نفر، وكانت ثلاثة عشر قبيلة مع معاوية.

فاما الخمسة: فمحمد بن أبي بكر رحمة الله عليه أتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس، وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال.

وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي، وكان أمير المؤمنين عليه السلام خاله وهو الذي قال له عتبة بن أي سفيان انما لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و الخامس سلف أمير المؤمنين ابن أبي العاص بن ربيعة، وهو صهر النبي صلي الله عليه وآله أبو الربيع.

112 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب، عن صفوان، عن معاوية بن عمار وغير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان عمار بن ياسر ومحمد ابن أبي بكر لا يرضيان أن يعصي الله عز وجل.

113 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد القمي، قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن زحل عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن ____________________

محمد بن أبي بكر قوله رحمه الله تعالي: عن زحل عمر بن عبد العزيز عمر بن عبد العزيز لقبه " زحل " بالزاء المضمومة والحاء المهملة المفتوحة واللام أخيرا، وكنيته أبو حفص، يروي عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن

عيسي،

(٢٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، ابن أبي العاص بن ربيعة (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، محمد بن أبي حذيفة (1)، عبد الله بن سنان (1)، معاوية بن عمار (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، الحسين بن الحسن (1)، جعدة بن هبيرة (1)، محمد بن أبي بكر (2)، هاشم بن عتبة (1)، محمد بن قولويه (1)، عمار بن ياسر (1)، علي بن أسباط (1)، الحسن بن موسي (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الحرب (1)

حمزة بن محمد الطيار، قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام رحمه الله وصلي عليه.

قال لأمير المؤمنين عليه السلام يوما من الأيام: أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟

قال: بلي، فبسط يده، فقال: أشهد أنك امام مفترض طاعتك، وأن أبي في النار.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان انجابه من قبل أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لامن قبل أبيه.

114 - حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسي، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام أن محمد بن أبي بكر بايع عليا عليه السلام علي البراءة من أبيه.

115 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عبد الحميد، قال: حدثني أبو جميلة، عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بايع محمد

بن أبي بكر علي البراءة من الثاني.

116 - حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ____________________

وأبو عبد الله محمد بن خالد البرقي، وهو متكرر الذكر في هذا الكتاب في الأسانيد وسيجئ في الجزء الخامس ذكره في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام وسلامته عن الغلو وفساد المذهب وإن كان فيه غمز بأنه يروي المناكير.

وذكره النجاشي رحمه الله تعال ورماه بالتخليط (1). والشيخ - رحمه الله تعالي - أورده في الفهرست (2) وفي كتاب الرجال أيضا في باب " لم " (3). ولم يطعن فيه أصلا.

وفي طائفة سقيمة من النسخ: عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز وذلك من أغلاط الناسخين وتحريفاتهم.

(١) رجال النجاشي: ٢١٨ ٢) الفهرست: ١٤١ 3) رجال الشيخ: 486

(٢٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ميسر بن عبد العزيز (1)، محمد بن أبي عمير (1)، أسماء بنت عميس (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن أبي بكر (2)، عمر بن أذينة (1)، محمد الطيار (1)، محمد بن عيسي (2)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

موسي بن مصعب، عن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت يقول: ما من أهل بيت الا ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء، منهم محمد ابن أبي بكر. مالك الأشتر 117 - حدثني عبيد بن محمد النخعي الشافعي السمرقندي، عن أبي أحمد الطرسوسي، قال حدثني خالد بن طفيل الغفاري، عن أبيه، عن حلام بن أبي ذر الغفاري وكانت له صحبة، قال

مكث أبو ذر رحمه الله بالربذة حتي مات.

فلما حضرته الوفاة قال لا مرأته: إذ بحي شاة من غنمك واصنعيها، فإذا نضجت فاقعدي علي قارعة الطريق، فأول ركب ترينهم قولي يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله قد قضي نحبه ولقي ربه فأعينوني عليه وأجيبوه، فان رسول الله صلي الله عليه وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة علي رجال من أمتي صالحون.

118 - محمد بن علقمة بن الأسود النخعي، قال: خرجت في رهط أريد الحج منهم مالك بن الحارث الأشتر، وعبد الله بن الفضل التيمي، ورفاعة بن شداد البجلي حتي قدمنا الربذة، فإذا امرأة علي قارعة الطريق، تقول: يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه.

قال: فنظر بعضنا إلي بعض وحمدنا الله علي ما ساق إلينا، واسترجعنا علي عظيم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتي خرج من بيننا بالسواء ثم تعاونا علي غسله حتي فرغنا منه، ثم قدمنا مالكا الأشتر فصلي بنا عليه ثم دفناه.

فقام الأشتر علي قبره ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغير ولم يبدل، لكنه رأي منكرا فغيره بلسانه وقلبه، حتي جفي ونفي وحرم واحتقر، ثم مات وحيدا غريبا، اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسولك صلي الله عليه وآله قال، فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا آمين ثم قدمت الشاة التي صنعت، فقالت: انها قد أقسم الا تبرحوا حتي تتغدوا، فتغدينا وارتحلنا.

قال الكشي: ذكر أنه لما نعي الأشتر

مالك بن الحارث النخعي إلي أمير المؤمنين عليه السلام تأوه حزنا، وقال: رحم الله مالكا، وما مالك عز علي به هالكا، لو كان

(٢٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، رفاعة بن شداد البجلي (1)، عبد الله بن الفضل (1)، مالك بن الحارث (2)، مالك الأشتر (1)، موسي بن مصعب (1)، محمد بن علقمة (1)، عبيد بن محمد (1)، الموت (2)، الصّلاة (2)، القبر (1)، الغسل (1)، الحزن (1)، الهلاك (1)

صخرا لكان صلدا، ولو كان حبلا لكان قيدا. وكأنه قد مني قدا.

زيد بن صوحان 119 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني موسي بن معاوية بن وهب، قال:

وحدثني علي بن سعد، عن عبد الله بن عبد الله الواسطي، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما صرع زيد بن صوحان رحمة الله عليه يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتي جلس عند رأسه، فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة.

قال: فرفع زيد رأسه إليه وقال: وأنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فوالله ما علمتك الا بالله عليما، وفي أم الكتاب عليا حكيما، وأن الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك علي جهالة، ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وآله تقول سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فكرهت والله أن اخذ لك فيخذلني الله.

120 - علي بن محمد القتيبي، قال، قال الفضل بن شاذان:

ثم عرف الناس بعده فمن التابعين ورؤسائهم وزهادهم زيد بن صوحان.

وروي أن عائشة كتبت من البصرة إلي زيد بن صوحان إلي الكوفة: من عائشة زوج النبي إلي ابنها زيد بن صوحان الخالص، أما بعد: فإذا أتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك، واخذل الناس عن علي بن أبي طالب حتي يأتيك أمري.

فلما قرأ كتابها، قال: أمرت بأمر وأمرنا بغيره، فركبت ما أمرنا به، وأمرتنا أن نركب ما أمرت هي به، أمرت أن تقر في بيتها، وأمرنا أن نقاتل حتي لا تكون فتنة، والسلام. صعصعة بن صوحان 121 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو جعفر حمدان بن أحمد، قال: حدثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن النصر، قال: كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام قال:

ولا أعلم الا قام ونفض الفراش بيده، ثم قال لي يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فقال، يا صعصعة ولا تتخذ عيادتي لك أبهة علي قومك.

(٢٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، موسي بن معاوية بن وهب (1)، عبد الله بن عبد الله (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن سنان (1)، واصل بن سليمان (1)، الفضل بن شاذان (1)، مدينة البصرة (1)، صعصعة بن صوحان (2)، زيد بن صوحان (5)، محمد بن مسعود (1)، المرض (1)

قال: فلما قال أمير المؤمنين لصعصعة هذه المقالة، قال صعصعة: بلي والله أعدها منة

من الله علي وفضلا، قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ان كنت ما علمتك لخفيف المؤنة حسن المعونة، قال، فقال، صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك الا بالله عليما وبالمؤمنين رؤفا رحيما.

122 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد ابن أحمد بن يحيي، عن العباس بن معروف، عن أبي محمد الحجال، عن داود ابن أبي يزيد، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقه الاصعصعة وأصحابه.

123 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن علي الخزاعي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خالد العطار، قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار، عن أبي بكر بن أبي عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عمن شهد ذلك، أن معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي عليه السلام وكان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمين بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وكان فيهم صعصعة.

فلما دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة: أما والله أني كنت لأبغض أن تدخل في أماني، قال: وأنا والله أبغض أن أسميك بهذا الاسم، ثم سلم عليه بالخلافة.

قال فقال معاوية: ان كنت صادقا فاصعد المنبر فالعن علينا! قال: فصعد المنبر وحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره وأخر خيره وأنه أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله فضج أهل المسجد بآمين.

فلما رجع إليه فأخبره بما قال ثم قال: لا والله ما عنيت غيري ارجع حتي تسمية باسمه، فرجع وصعد المنبر، ثم قال: أيها الناس أن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوا من لعن

علي بن أبي طالب قال: فضجوا بآمين، قال، فلما خبر معاوية قال: لا والله ما عني غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد، فأخرجوه.

(٢٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، علي بن أبي طالب (2)، محمد بن علي بن خالد (1)، أبو عبد الله (1)، أحمد بن يحيي (1)، العباس بن معروف (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)، السجود (1)

جندب بن زهير وعبد الله بن بديل وغيرهما 124 - قال الفضل بن شاذان: فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم جندب ابن زهير قاتل الساحر، وعبد الله بن بديل، وحجر بن عدي، وسليمان بن صرد، والمسيب بن نجبة، وعلقمة والأشتر، وسعيد بن قيس، واشباههم كثير، أفناهم الحرب ثم كثروا بعد، حتي قتلوا مع الحسين عليه السلام وبعده.

محمد بن أبي حذيفة 125 - حدثني نصر بن صباح، قال حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أمير بن علي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال، كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول، ان المحامدة تأبي أن يعصي الله عز وجل.

قلت: ومن المحامدة؟ قال محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد ابن أبي حذيفة، ومحمد بن أمير المؤمنين عليه السلام، أما محمد بن أبي حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة، وهو ابن خال معاوية.

126 - وأخبرني بعض رواة العامة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجل من خيار

المسلمين، فما توفي علي عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلي هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته، ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.

فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقاله له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وأن عليا هو الذي دس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه؟

(٢٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، محمد بن أبي حذيفة (5)، حجر بن عدي الكندي (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن بديل (2)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن أبي بكر (1)، أمير بن علي (1)، إسحاق بن محمد (1)، محمد بن إسحاق (1)، مسيب بن نجبة (1)، جندب بن زهير (1)، سعيد بن قيس (1)، نصر بن صباح (1)، محمد بن جعفر (1)، الشام (1)، القتل (5)، الظلم (1)

رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجلا من خيار المسلمين، فلما توفي علي عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلي هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة

فنكبته، ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.

فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه، وأن عليا هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟

قال محمد بن أبي حذيفة: انك لتعلم اني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك، قال: أجل.

قال: فوالله الذي لا اله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان وألب عليه غيرك لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والأنصار ان يعزلك فأبي، ففعلوا به ما بلغك، ووالله ما أحد أشرك في قتله بدئيا ولا أخيرا الا طلحة والزبير وعائشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة وألبوا عليه الناس، وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا، قال: قد كان ذاك.

قال: والله اني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والاسلام لعلي خلق واحد ما زاد الاسلام فيك قليلا ولا كثيرا، وان علامة ذلك فيك لبينة تلومني علي حبي عليا كما خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وأنصاري، وخرج معك أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء، خدعتهم عن دينهم، وخدعوك عن دنياك، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت، وما خفي عليهم ما صنعوا، إذا حلوا أنفسهم بسخط الله في طاعتك، والله لا أزال أحب عليا لله، وأبغضك في الله وفي رسوله ابدا ما بقيت.

قال معاوية، واني أراك علي ضلالك بعد، ردوه، فردوه وهو يقرء في السجن

(٢٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام

(1)، المهاجرون والأنصار (1)، محمد بن أبي حذيفة (4)، علي بن أبي طالب (1)، الشام (1)، القتل (4)، الظلم (1)، الجهل (1)، الشهادة (1)

" رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " (1) فمات في السجن.

قنبر 127 - محمد بن مسعود قال: أخبرنا محمد بن يزداد الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عليا عليه السلام قال:

لما رأيت أمرا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا 128 - محمد بن الحسن وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: بينما علي عليه السلام عند امرأة له من عنزة وهي أم عمر إذ أتاه قنبر فقال له: ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم قال: أدخلهم، قال: فدخلوا عليه.

فقال لهم: ما تقولون؟ فقالوا: نقول: انك ربنا وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي ترزقنا، فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا انما أنا مخلوق مثلكم، فأبوا وأعادوا عليه ثم ساق الحديث إلي أن قذفهم في النار ثم قال علي عليه السلام:

اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا 129 - إبراهيم بن الحسين الحسيني العقيقي، رفعه، قال: سئل قنبر مولي من أنت؟ فقال: أنا مولي من ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلي القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا مولي صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وخير الوصيين، وأكبر المسلمين.

ويعسوب المؤمنين، ونور المجاهدين، ورئيس البكائين، وزين العابدين، وسراج الماضين، وضوء القائمين، وأفضل القانتين، ولسان رسول رب العالمين،

(١) سورة يوسف: ٣٣

(٢٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن

ابي طالب عليهما السلام (2)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، إبراهيم بن الحسين (1)، عبد الله بن شريك (1)، موسي بن يسار (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن يزداد (1)، مسعدة بن صدقة (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، الضرب (1)، الصّلاة (1)، الوضوء (1)، سورة يوسف (1)

وأول المؤمنين من آل ياسين، المؤيد بجبريل الأمين، والمنصور بميكائيل المتين، والمحمود عند أهل السماوات أجمعين، سيد المسلمين والسابقين، وقاتل الناكثين والقاسطين.

والمحامي عن حرم المسلمين، والمجاهد أعدائه الناصبين، ومطفي نيران الموقدين، وأفخر من مشي من قريش أجمعين، وأول من حارب واستجاب الله أمير المؤمنين، ووصي نبيه في العالمين، وأمينه علي المخلوقين، وخليفة من بعث إليهم أجمعين.

سيد المسلمين والسابقين، وقاتل الناكثين والقاسطين ومبيد المشركين، وسهم من مرامي الله علي المنافقين، ولسان كلمة العابدين، ناصر دين الله، وولي الله، ولسان كلمة الله، وناصره في أرضه، وعيبة علمه، وكهف دينه، امام الأبرار، من رضي عنه العلي الجبار.

سمح، سخي، حي، بهلول، سنحنحي، زكي، مطهر، أبطحي، باذل، جري، همام الصابر، صوام، مهدي، مقدام، قاطع الأصلاب، مفرق الأحزاب، عالي الرقاب أربطهم عنانا، وأثبتهم جنانا، وأشدهم شكيمة، بازل، باسل، صنديد، هزبر، ضرغام حازم، عزام، حصيف، خطيب، محجاج، كريم الأصل، شريف الفضل، فاضل القبيلة، نفي العشيرة زكي الركانة، مؤدي الأمانة، من بني هاشم.

وابن عم النبي صلي الله عليه وآله والامام مهدي الرشاد، مجانب الفساد، الأشعث الحاتم، البطل الجماجم، والليث المزاحم، وبدري، مكي، حنفي، روحاني، شعشعاني، من الجبال شواهقها، ومن الهضاب رؤوسها، ومن العرب سيدها، ومن الوغاء ليثها، البطل الهمام، والليث المقدام، والبدر التمام، محك المؤمنين، ووارث المشعرين، وأبو السبطين الحسن والحسين، والله

أمير المؤمنين حقا حقا علي بن أبي طالب عليه من الله صلوات الزكية والبركات السنية.

130 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن قيس القوميني،

(٢٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، بنو هاشم (1)، علي بن قيس (1)، محمد بن مسعود (1)، النفاق (1)، الصّلب (1)، الصّلاة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الأمانة، الإئتمان (1)

قال: حدثني أحكم بن يسار، عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام ان قنبرا مولي أمير المؤمنين عليه السلام دخل علي الحجاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب؟ فقال: كنت أوضئه، فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟

فقال: كان يتلو هذه الآية " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين " (1) فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا، قال:

نعم، فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك؟ قال: إذا أسعد وتشقي، فأمر به.

رشيد الهجري 131 - حدثني أبو أحمد ونسخت من خطة، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران؟ عن وهب بن مهران، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد بن عبد الله الحناط، عن وهيب بن حفص الجريري، عن أبي حيان البجلي، عن قنواء بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: أخبريني ما سمعت من أبيك؟ قالت:

سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك، قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلي الجنة؟ فقال:

يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.

قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتي أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلي البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبي ان يبرأ منه، فقال له الداعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟

فقال له: أخبرني خليلي انك تدعوني إلي البراءة مه فلا أبرء فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني، فقال والله ح لأكذبن قوله فيك.

(١) سورة الأنعام: ٤٥

(٢٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، محمد بن علي الصيرفي (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن عبد الله (2)، بنو أمية (1)، رشيد الهجري (2)، وهيب بن حفص (1)، الضرب (1)، الموت (2)، سورة الأنعام (1)

قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه، فحملت أطراف يديه ورجليه فقلت: يا أبت هل تجد ألما لما أصابك؟ فقال: لا يا بنية الا كالزحام بين الناس، فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله، فقال: أيتوني بصحيفة ودوات أكتب لكم ما يكون إلي يوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتي يقطع لسانه، فمات رحمة الله عليه في ليلته.

قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا، وكان قد ألقي إليه علم البلايا والمنايا، وكان حياته إذا لقي الرجل قال له: فلان أنت تموت بميتة كذا، وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا، فيكون كما يقول رشيد.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنت رشيد البلايا، أي تقتل بهذه القتلة، فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.

132 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال:

حدثني أحمد بن النضر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال:

خرج أمير

المؤمنين عليه السلام يوما إلي بستان البرني، ومعه أصحابه، فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة، فلقطت فأنزل منها رطب فوضع بين أيديهم، قالوا فقال رشيد الهجري:

يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب؟ فقال: يا رشيد أما أنك تصلب علي جذعها، فقال:

رشيد: فكنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها.

ومضي أمير المؤمنين عليه السلام قال: فجئتها يوما وقد قطع سعفها: قلت اقترب أجلي ثم جئت يوما فجاء العريف فقال أجب الأمير: فأتيته فلما دخلت القصر فإذا الخشب ملقي، ثم جئت يوما آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقا يستقي عليه الماء، فقلت ما كذبني خليلي فأتاني العريف فقال: أجب الأمير فأتيته.

فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقي فإذا فيه الزرنوق، فجئت حتي ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت: لك غذيت ولي انبت ثم أدخلت علي عبيد الله بن زياد، فقال: هات من كذب صاحبك: فقلت: والله ما أنا بكذاب ولا هو، ولقد أخبرني

(٢٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، عبد الله بن يزيد (1)، رشيد الهجري (1)، أحمد بن النضر (1)، الكذب، التكذيب (1)، القتل (2)، الموت (1)

أنك تقطع يدي ورجلي ولساني، قال: إذا والله نكذبه اقعطوا يده ورجله وأخرجوه.

فلما حمل إلي أهله أقبل يحدث الناس بالعظايم، وهو يقول: أيها الناس سلوني فان للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخل رجل علي ابن زياد فقال له: ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث الناس بالعظايم؟ قال: ردوه وقد انتهي إلي بابه، فردوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه.

حبيب بن مظاهر 133 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله

بن مهران، قال:

حدثني أحمد بن النصر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال:

مر ميثم التمار علي فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدثا حتي اختلف أعناق فرسيهما.

ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلح ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق، قد صلب في حب أهل بيت نبيه عليه السلام، ويبقر بطنه علي الخشب.

فقال ميثم: واني لأعرف رجلا أحمر له صفيدتان يخرج لينصر ابن بنت نبيه فيقتل ويجال برأسه بالكوفة.

ثم افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحدا أكذب من هذين، قال: فلم يفترق أهل المجلس حتي أقبل رشيد الهجري، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما؟

فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا.

فقال رشيد: رحم الله ميثما نسي: ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مائة درهم، ثم أدبر فقال القوم: هذا والله أكذبهم.

فقال القوم: والله ما ذهبت الأيام والليالي حتي رأيناه مصلوبا علي باب دار عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين عليه السلام ورأينا كل ما قالوا.

(٢٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (3)، عبد الله بن يزيد (1)، رشيد الهجري (1)، بنو أسد (1)، عمرو بن حريث (1)، الكذب، التكذيب (2)، القتل (1)، البيع (1)، الصّلب (1)، النسيان (1)

وكان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين عليه السلام ولقوا جبال الحديد، واستقبلوا الرماح بصدورهم تم، والسيوف بوجوههم، وهم يعرض عليهم الأمان والأموال فيأبون، ويقولون: لا عذر لنا عند رسول الله صلي الله عليه وآله ان قتل الحسين ومنا

عين تطرف حتي قتلوا حوله.

ولقد مزح حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له يزيد بن خضير الهمداني وكان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك، قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور، والله ما هو الا أن تميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين.

قال الكشي. هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخر الكوفة والبصرة.

ميثم التمار 134 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم ابن حميد، عن ثابت الثقفي، قال: لما مر بميثم ليصلب، قال رجل: يا ميثم لقد كنت عن هذا غنيا، قال: فالتفت إليه ميثم، ثم قال: والله ما نبتت هذه النخلة الا لي ولا اغتذيت الا لها.

135 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد الهندي، عن العباس بن معروف، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن صالح ابن ميثم، قال: أخبرني أبو خالد التمار، قال: كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان.

قال: فخرج فنظر إلي الريح فقال: شدوا برأس سفينتكم ان هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة، قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبد الله ما الخبر؟ قال: الناس علي أحسن حال توفي أمير المؤمنين وبايع الناس يزيد، قال: قلت أي يوم توفي؟ قال: يوم الجمعة.

136 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال حدثني الحسن بن علي ابن بنت الياس الوشاء، عن عبد الله بن

(٢٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله

(1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (2)، مدينة الكوفة (1)، نهر الفرات (1)، الحسن بن علي ابن بنت إلياس (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، أبو خالد التمار (1)، العباس بن معروف (1)، أيوب بن نوح (1)، يعقوب بن شعيب (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الشام (1)، القتل (2)، السفينة (1)

خراش المغربي، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل الرسان، عن حمزة بن ميثم، قال خرج أبي إلي العمرة، فحدثني قال: استأذنت علي أم سلمة (رحمة الله عليها) فضربت بيني وبينها خدرا، فقالت لي: أنت ميثم؟ فقلت: أنا ميثم. فقالت: كثيرا ما رأيت الحسين بن علي ابن فاطمة (صلوات الله عليهم) يذكرك، قلت: فأين هو؟ قالت خرج في غنم له آنفا، قلت: أنا والله أكثر ذكره فاقرأيه السلام فاني مبادر.

فقالت: يا جارية اخرجي فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتي ببان، فقلت: أما والله لئن دهنتها لتخضبن فيكم بالدماء، فخرجنا فإذا ابن عباس (رحمة الله عليهما) جالس، فقلت يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فاني قرأت تنزيله علي أمير المؤمنين عليه السلام وعلمني تأويله، فقال: يا جارية الدواة وقرطاسا، فأقبل يكتب.

فقلت: يا ابن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم بالمطهرة، فقال لي: وتكهن أيضا خرق الكتاب، فقلت: مه احتفظ بما سمعت مني، فان يك ما أقول لك حقا أمسكته، وان يك باطلا خرقته قال: هو ذاك.

فقدم أبي علينا فما ليث يومين حتي أرسل عبيد الله بن زياد، فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم إلي المطهرة، فرأيت الرجل الذي جاء إليه ليقتله وقد أشار

إليه بالحربة، وهو يقول: أما والله لقد كنت ما علمتك الا قواما، ثم طعنه في خاصرته فأجافه فاحتقن الدم فمكث يومين، ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب انبعث منخراه دما، فخضبت لحيته بالدماء.

137 - قال أبو النصر محمد بن مسعود: وحدثني أيضا بهذا الحديث علي ابن الحسن بن فضال، عن أحمد بن محمد الأقرع. عن داود بن مهزيار، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل، عن عمران بن ميثم. قال علي بن الحسن: هو حمزة بن ميثم خطأ وقال علي: اخبرني به الوشاء بأسناده مثله سواء غير أنه ذكر عمران بن ميثم.

138 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه عن جده، قال لي ميثم التمار ذات يوم: يا أبا حكيم اني أخبرك بحديث وهو

(٢٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، عبد الله بن عباس (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، داود بن مهزيار (1)، علي بن إسماعيل (1)، الحسين بن علي (1)، الحسن بن فضال (1)، عمران بن ميثم (2)، حنان بن سدير (1)، علي بن الحسن (1)، حمزة بن ميثم (2)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، الطهارة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

حق، قال: فقلت يا أبا صالح بأي شئ تحدثني؟ قال: اني أخرج العام إلي مكة فإذا قدمت القادسية راجعا أرسل إلي هذا الدعي ابن زياد رجلا في مائة فارس حتي يجئ بي إليه، فيقول

لي: أنت من هذه السبائية الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودها، وأيم الله لا قطعن يدك ورجلك.

فأقول: لأرحمك الله فوالله لعلي كان أعرف بك من حسن حين ضرب رأسك بالدرة، فقال له الحسن: يا أبه لا تضربه فإنه يحبنا ويبغض عدونا، فقال له علي عليه السلام مجيبا له اسكت يا بني فوالله لأنا أعلم به منك، فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة انه لولي لعدوك وعدو لوليك.

قال: فيأمر بي عند ذلك فأصلب فأكون أول هذا الأمة ألجم بالشريط في الاسلام فإذا كان يوم الثالث فقلت غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخر اي دما علي صدري ولحيتي. قال: فرصدناه فلما كان يوم الثالث فقلت: غابت الشمس أولم تغب ابتدر منخراه علي صدره ولحيته دما.

قال: فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتعدنا لحمله فجئنا إليه ليلا والحراس يحرسونه، وقد أوقدوا النار فحالت بيننا وبينهم، فاحتملناه بخشبته حتي انتهينا به إلي فيض من ماء في مراد فدفناه فيه، ورمينا بخشبته في مراد في الخراب، وأصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا.

قال، وقال يوما: يا أبا حكيم تري هذا المكان ليس يودي فيه طسق. والطسق أداء الاجر، ولئن طالت بك الحياة لتؤدين طسق هذا المكان إلي رجل في دار الوليد بن عقبة اسمه زرارة. قال سدير: فأديته علي خزي إلي رجل في دار الوليد ابن عقبة يقال ه: زرارة.

139 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمي، قال سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال: كيف أنت يا ميثم إذا

(٢٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام

(2)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، يوسف بن عمران الميثمي (1)، محمد بن علي الصيرفي (1)، الوليد بن عقبة (1)، علي بن محمد (1)، الضرب (1)، البغض (1)

دعاك دعي بني أمية ابن دعيها عبيد الله بن زياد إلي البراءة مني؟ فقال يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك، قال: إذا والله يقتلك ويصلبك، قلت، أصبر فذاك في الله قليل، فقال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.

قال، وكان ميثم يمر بعريف قومه، ويقول: يا فلان كأني بك وقد دعاك دعي بني أمية ابن دعيها فيطلبني منك أياما، فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتي يقتلني علي باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا، وكان ميثم يمر بنخلة في سبعة فيضرب بيده عليها، ويقول: يا نخلة ما غذيت الا لي وما غذيت الا لك، وكان يمر بعمرو بن حريث ويقول: يا عمرو إذا جاورتك فأحسن جواري، فكان عمرو يري أنه يشتري دارا أو ضيعة لزيق ضيعته، فكان يقول له عمرو:

ليتك قد فعلت.

ثم خرج ميثم النهرواني إلي مكة فأرسل الطاغية عدو الله بن زياد إلي عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنه بمكة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنك، فأجله أجلا، وخرج العريف إلي القادسية ينتظر ميثما، فلما قدم ميثم قال: أنت ميثم؟ قال: نعم أنا ميثم قال: تبرأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا التراب، قال: تبرأ من علي بن أبي طالب، فقال له: فان أنا لم أفعل؟ قال: إذا والله لا قتلك.

قال: أما لقد كان يقول لي انك ستقتلني وتصلبني علي باب عمرو بن حريث فإذ ا كان يوم الرابع ابتدر

منخراي دما عبيطا، فأمر به فصلب علي باب عمرو بن حريث.

فقال للناس: سلوني (وهو مصلوب) قبل أن أقتل فوالله لأخبرنكم بعلم ما يكون إلي أن تقوم الساعة وما يكون من الفتن، فلما سأله الناس حدثهم حديثا واحدا، إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد فألجمه بلجام من شريط، وهو أول من ألجم بلجام وهو مصلوب.

140 - وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه، عن آبائه (صلوات الله عليهم) قال أتي ميثم التمار دار أمير المؤمنين عليه السلام فقيل له انه نائم فنادي بأعلي صوته

(٢٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، بنو أمية (2)، عمرو بن حريث (4)، الضياع (1)، الصّلاة (1)

انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك.

فقال: صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتقطعن النخلة التي بالكناسة فتشق أربع قطع، فتصلب أنت علي ربعها وحجر بن عدي علي ربعها، ومحمد ابن أكثم علي ربعها، وخالد بن مسعود علي ربعها.

قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: ان عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أي ورب الكعبة كذا عهده إلي النبي صلي الله عليه وآله، قال، فقلت: لم يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليأخذنك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد.

قال: وكان عليه السلام يخرج إلي الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي: يا ميثم ان لك ولها

شانا من الشأن، قال: فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فتخرق، فتطير من ذلك فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع قطع.

قال ميثم: فقلت لصالح ابني فخذ مسمارا من حديد فأنقش عليه اسمي واسم أبي ودقه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلما مضي بعد ذلك أيام أتاني قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلي الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا ويولي علينا غيره.

قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلم؟ قال: من هو؟ قال ميثم التمار الكذاب مولي الكذاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوي جالسا فقال لي ما تقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الأمير، بل أنا الصادق مولي الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا فقال لي: لتبرأن من علي، ولتذكرن مساويه، وتتولي عثمان، وتذكر محاسنه، أو لا قطعن يديك ورجليك ولأصلبنك، فبكيت، فقال لي، بكيت من القول دون الفعل،

(٢٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، حجر بن عدي الكندي (1)، علي بن أبي طالب (2)، خالد بن مسعود (1)، عمرو بن حريث (1)، الصدق (2)

فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل، ولكن بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي ومولاي، فقال لي: وما قال لك؟

قال، فقلت: أتيت الباب فقيل لي: أنه نائم، فناديت انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال:

صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتصلبن، فقلت: ومن يفعل ذلك بي؟ يا أمير المؤمنين فقال: يأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد.

قال: فامتلأ غيظا ثم قال لي،: والله لأقطعن يديك ورجليك ولأدعن لسانك حتي أكذبك وأكذب مولاك، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثم أخرج فأمر به أن يصلب فنادي بأعلي صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب.

قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا:

ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب، تقال: فانصرف مسرعا فقال:

أصلح الله الأمير بادر فابعث إلي هذا من يقطع لسانه، فاني لست آمن أن يغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلي حرسي فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه.

قال، فأتاه الحرسي فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه وتشحط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال صالح فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب علي الربع الذي كنت دققت فيه المسمار.

عبد الله بن شداد الهاد 141 - وجدت في كتاب محمد بن شاذان بن نعيم بخطه، روي عن حمران بن

(٢٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو طالب عليه السلام (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن شاذان بن نعيم (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن شداد (1)، عمرو بن حريث (1)، الموت (1)، الصّلب (1)، الجماعة (1)

أعين،

أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يحدث عن آبائه (عليهم السلام) أن رجلا كان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام مريضا شديد الحمي، فعاده الحسين بن علي عليه السلام فلما دخل باب الدار طارت الحمي عن الرجل، فقال له قد رضيت بما أوتيتم به حقا حقا والحمي تهرب منكم.

فقال: والله ما خلق الله شيئا الا وقد أمره بالطاعة لنا يا كناسة قال: فإذا نحن نسمع الصوت ولا نري الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألا تقربي الا عدوا أو مذنبا لكي تكون كفارة لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي.

الحارث الأعور 142 - حمدويه وإبراهيم، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي عمر البزاز، قال: سمعت الشعبي، وهو يقول: وكان إذا غدا إلي القضاء جلس في مكاني فإذا رجع جلس في مكاني، فقال لي ذات يوم: يا أبا عمر أن لك عندي حديثا أحدثك به؟ قال قلت له: يا أبا عمرو ما زال لي ضالة عندك، قال، قال لي: لا أم لك فأي ضالة تقع لك عندي، قال، فأبي أن يحدثني يومئذ.

قال: ثم سألته بعد فقلت: يا أبا عمرو حدثني بالحديث الذي قلت لي؟ قال:

سمعت الحارث الأعور وهو يقول: أتيت أمير المؤمنين عليا عليه السلام ذات ليلة فقال:

يا أعور ما جائك؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك، قال، فقال: أما اني سأحدثك لشكرها، اما أنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتي يراني حيث يحب ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتي يراني حيث يكره. قال، ثم قال لي الشعبي بعد: أما

أن حبه لا ينفعك وبغضه لا يضرك.

143 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير،

(٢٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، عبد الله بن شداد بن الهاد (1)، الحارث الأعور (2)، أيوب بن نوح (1)، محمد بن الحسين (1)، عاصم بن حميد (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (1)، الموت (2)، الكراهية، المكروه (1)، البول (1)

عن أبان بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهرام، عن علي عليه السلام قال قال لي الحارث: تدخل منزلي يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: علي شرط أن لا تدخرني شيئا مما في بيتك ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك، قال: نعم.

فدخل يتحرق ويحب أن يشتري له وهو يظن أنه لا يجوز له، حتي قال له أمير المؤمنين عليه السلام: يا حارث، قال: هذه دراهم معي ولست أقدر علي أن أشتري لك ما أريد، قال: أوليس قلت لك: لا تكلف ما وراء بابك فهذه مما في بيتك.

تم الجزء الأول، ويتلوه حديث نعيم بن دجاجة الأسدي، والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين الطيبين.

(٣٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، نعيم بن دجاجة الأسدي (1)، أبان بن عثمان (1)، محمد بن زياد (1)، الطهارة (1)، الظنّ (1)، الصّلاة (1)، الجواز (1)

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي تحقيق السيد مهدي الرجائي مؤسسة آل البيت عليهم السلام

(٣٠١)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)،

كتاب رجال الكشي (1)، كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (1)

بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما نعيم بن دجاجة الأسدي 144 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب: عن رجل: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث علي بن أبي طالب عليه السلام إلي بشر ابن عطارد التميمي في كلام بلغه عنه، فمر به رسول علي إلي بني أسد، فقام إليه نعيم ابن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه علي بن أبي طالب عليه السلام فأتوا به فأمر به أن يضرب ____________________

نعيم بن دجاجة الأسدي قوله عليه السلام: فمر به رسول علي (عليه السلام) الضمير المجرور لبشر، والباء بمعني " مع " فقام إليه أي إلي رسول علي عليه السلام نعيم فافلته أي بشرا من الرسول، فبعث إليه علي عليه السلام أي إلي نعيم بن دجاجة ليؤتي به، فأتوه به الفاعل بنو أسد.

والضمير المنصوب لعلي عليه السلام، والباء في " به " للتعدية، أو بمعني " مع " والضمير المجرور " بها " لنعيم.

أي فأتوا بنو أسد عليا عليه السلام بنعيم بن دجاجة فأمر علي نعيم بأن يضرب فقال نعيم لعلي عليه السلام.

(٣٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، نعيم بن دجاجة الأسدي (1)، حمدويه بن نصير (1)، بنو أسد (1)، محمد بن عيسي (1)، الضرب (1)، الطهارة (1)

فقال له نعيم: أما والله أن المقام معك لذل وان فراقك لكفر.

قال: فلما سمع ذلك علي عليه السلام قال له قد عفوت عنك ان الله تعالي يقول " ادفع بالتي هي أحسن السيئة " (1) أما قولك ان

المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها، وأما قولك ان فراقك لكفر حسنة اكتسبتها، فهذه بهذه.

الأحنف بن قيس 145 - قيل: للأحنف انك تطيل الصوم؟ قال: أعده لشر يوم عظيم، ثم قرأ " ويخافون يوما كان شره مستطيرا " (2).

وروي أن الأحنف بن قيس وفد إلي معاوية وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي علي أمير المؤمنين عثمان، وخاذل أم المؤمنين عائشة، والوارد الماء علي علي بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين من ذاك ما أعرف، ومنه ما أنكر.

أما أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة، وقد حصره المهاجرون، والأنصار عنه بمعزل، وكنتم بين خاذل وقاتل.

وأما عائشة: فاني خذلتها في طول باع ورحب سرب، وذلك أني لم أجد في ____________________

الأحنف بن قيس قوله: طول باع ورحب سرب الباع قدر مد اليدين وما بينهما من البدن وبسط اليد بالمال، وكذلك البوع وطول الباع كناية عن المقدرة والميسرة والاقتدار والشوكة قاله صاحب الفائق والأساس والقاموس والنهاية (3).

(١) سورة المؤمنين: ٩٦ ٢) سورة الانسان: ٧ ٣) أساس البلاغة ص ٥٤ والقاموس ٣ / ٧ والنهاية 1 / 174

(٣٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، المهاجرون والأنصار (1)، جارية بن قدامة (1)، الأحنف بن قيس (2)، الصيام، الصوم (1)، سورة الإنسان (الدهر) (1)

كتاب الله الا أن تقر في بيتها.

وأما ورودي الماء بصفين: فاني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا، فقام معاوية وتفرق الناس.

ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم ولا صحابه بصلة، وقال للأحنف حين ودعه: حاجتك؟ قال: تدر علي الناس عطياتهم وارزاقهم، فان سألت المدد أتاك منا رجال سليمة الطاعة

شديدة النكاية.

وقيل: إنه كان يري رأي العلوية. ووصل الحباب بثلاثين ألف درهم وكان يري رأي الأموية، فصار الحباب إلي معاوية وقال يا أمير المؤمنين تعطي الأحنف ورأيه رأيه خمسين ألف درهم وتطعيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم؟

فقال يا حباب اني اشتريت بها دينه، فقال الحباب: يا أمير المؤمنين تشتري مني أيضا ديني! فأتمها له والحقه بالأحنف، فلم يأت علي الحباب أسبوع حتي مات ورد المال بعينه إلي معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب:

____________________

وقال في الصحاح: الرحب بالضم السعة، تقول منه: فلان رحب الصدر، والرحب بالفتح الواسع تقول منه: بلد رحب وأرض رحبة (1).

وقال: السرب بالفتح الإبل، والسرب أيضا الطريق وفلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه، وفلان واسع السرب أي رخي البال (2).

وفي المغرب: السرب بالفتح في قولهم خل سربه أي طريقه، ومنه قوله إذا كان مخلي السرب، أي موسعا عليه غير مضيق عليه لا يعني: اني لم أخذلها وهي محتاجة إلي الانتصار، بل خذلتها وهي في طول باع ورحب سرب، أي في مندوحة فسيحة عن القتال وتجهيز الجيش، بأن تقر في

(١) الصحاح: ١ / ١٣٤ ٢) الصحاح: ١ / 146

(٣٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة الأموية (1)، الشاعر الفرزدق (1)، الموت (1)

أتأكل ميراث الحاب طلامة * وميراث حرب جامد لك ذايبه أبوك وعمي يا معاوي أورثا * تراثا فيختار التراث أقاربه ولو كان هذا الدين في جاهلية * عرفت من المولي القليل حلايبه ولو كان هذا الامر في غير ملككم * لاديته أو غص بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوي لم يكن * أبوك الذي من عبد شمس يقاربه 146 - وروت بعض العامة، عن الحسن البصري، قال حدثني الأحنف، ان عليا عليه السلام كان

يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم، قال، فلما كتب إليه معاوية ان كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم.

فقال له رجل منهم: انزح هذا الاسم نزحه الله، قالوا: فان كفار قريش لما كان بين رسول الله صلي الله عليه وآله وبينهم ما كان، كتب هذا ما قضي عليه محمد رسول الله أهل مكة كرهوا ذلك وقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فيكف إذا؟

____________________

بيتها، موقرة مكرمة، رحبة الصدر، رخية البال، واسع السرب.

لأنها لم تكن مأمورة بالمسير إلي البصرة وتجهيز الجيش والمطالبة بدم عثمان ومقاتلة علي بن أبي طالب عليه السلام علي ذلك، ولا مضطرة إلي شئ من ذلك، بل كانت في سعة عن ذلك كله.

ومع ذلك فإنها كانت في طول باع من الشوكة والمقدرة، واجتماع الجيوش وكثرة الأعوان والأنصار والعدد والعدد.

وأيضا خذلتها لاني لم أجد في كتاب الله الا أن تقر في بيتها إذ قال عز من قائل " وقرن في بيوتكن " (1).

قوله أو غص بالماء شاربه غصن بفتح الغين المعجمة واهمال الصاد المشددة، وشاربه بالرفع علي الفاعلية

(١) سورة الأحزاب: ٣٣

(٣٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، يوم عرفة (1)، بنو هاشم (2)، الحسن البصري (1)، الوراثة، التراث، الإرث (3)، الحرب (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الجهل (1)، سورة الأحزاب (1)

قالوا: أكتب هذا ما قضي عليه محمد بن عبد الله أهل مكة فرضي. فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي أيها الرجل والله مالك ما قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنا ما حابيناك في بيعتنا، ولو نعلم أحدا

في الأرض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك معه، أقسم بالله ان محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس إليه وبايعتم عليه لا يرجع إليك أبدا.

أبو عبد الله الجدلي وأبو داود 147 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن السحن بن علي بن فضال قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي داود، عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت علي أمير المؤمنين عليه السلام قال: أحدثك بسبعة أحاديث قبل أن يدخل علينا داخل، قال فقلت افعل جعلت فداك.

قال، فقال: ما أنف الهدي وعيناه؟ فقلت: يا أمير المؤمنين قال: وحاجبا الضلالة ومنخرها تبدو مخازيهما في آخر الزمان، قال، قلت: أظن والله يا أمير المؤمنين قال: والدابة وما الدابة عدلها وموضع صدقها، والحق بينها والله يهلك ظالمها.

والرابعة: يقتل هذا وأنت حي لا تنصره، قال، فضرب بيده علي كتف الحسين عليه السلام قال، قلت والله ان هذه لحياة خبيثة، ودخل داخل.

____________________

وباء بالماء للتعدية.

في النهاية الأثيرية: يقال: غصصت بالماء أغص غصصا، فأنا غاص وغصان إذا شرقت به، أو وقف في حلقك فلم تقدر تسيغه (1).

قوله: فرضي أي فرضي علي عليه السلام بما قال ذلك الرجل الهاشمي.

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 370

(٣٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو عبد الله الجدلي (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، محمد بن عبد الله (1)، العباس بن عامر (1)، أبان بن عثمان (1)، آخر الزمان (1)، علي بن فضال (1)، محمد بن

مسعود (1)، الهلاك (1)، الفدية، الفداء (1)، القتل (1)، إبن الأثير (1)

148 - وبهذا الاسناد: عن أبان، عن فضيل الرسان، عن أبي داود، قال:

حضرته عند الموت وجابر الجعفي عند رأسه، قال، فهم أن يحدث فلم يقدر، قال، ومحمد بن جابر أرسله، قال، فقلت يا أبا داود حدثنا الحديث الذي أردت؟.

قال: حدثني عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلي الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا أن يسلما علي علي عليه السلام بأمره المؤمنين، فقالا: من الله ومن رسوله؟ ثم أمر حذيفة وسلمان فسلما، ثم أمر المقداد فسلم، وأمر بريدة أخي وكان أخاه لأمه.

فقال: انكم قد سألتموني من وليكم بعدي، وقد أخبرتكم به وقد أخذت عليكم الميثاق، كما أخذ الله تعالي علي بني آدم: ألست بربكم؟ قالوا بلي، وأيم الله لئن نقضتموها لتكفرن.

عامر بن واثلة 149 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال حدثني عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن شهاب بن عبد ربه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف أصبحت جعلت فداك؟ قال: أصبحت أقول، كما قال أبو الطفيل عامر بن واثلة:

وان لأهل الحق لاشك دولة * علي الناس إياها أرجي وأرقب ____________________

عامر بن واثلة ذكره الشيخ في كتاب الرجال في باب الصحابة وقال: عامر بن واثلة أبو الطفيل (1)، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: عامر بن واثلة يكني أبا الطفيل أدرك ثماني سنين من حياة النبي صلي الله عليه وآله ولد عام أحد (2).

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله

(1) رجال الشيخ: 25 2) رجال الشيخ: 47

(٣٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير

المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، شهاب بن عبد ربه (1)، عامر بن واثلة (2)، أبان بن عثمان (1)، أبو الطفيل (1)، عمران بن حصين (1)، جابر الجعفي (1)، محمد بن جابر (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (1)

قال: أنا والله ممن يرجي وسيرقب، وكان عامر بن واثلة كيسانيا ممن يقول بحياة محمد بن الحنفية، وله في ذلك شعر، وخرج تحت راية المختار بن أبي عبيدة وكان يقول: ما بقي من السبعين غيري، ويقول عامر بن واثلة:

وبقيت سهما في الكنانة واحدا * سترمي به أو يكسر السهم كاسره وكان أبو الطفيل رأي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو آخر من رآه موتا، وهو القائل:

ويدعونني شيخا وقد عشت حقبة * وهن من الأزواج نحوي نوازع وما شاب رأسي من سنين تتابعت * علي ولكن شيبتني الوقايع بنو ذودان 150 - حدثنا محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن بني ذودان الذين في الحديث؟ قال: هم قوم من الفرس بزازون.

قيس 151 - حدثني محمد بن مسعود، قال أخبرنا علي بن الحسين، قال حدثني معمر ابن خلاد قال، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان رجلا من أصحاب علي عليه السلام يقال له:

قيس كان يصلي فلما صلي ركعة أقبل أسود سالخ فصار في موضع السجود، فلما نحي ____________________

ابن عمير بن جابر، من بني سعد بن ليث الليثي الكناني، ويقال: اسمه عمرو غلبت عليه كنيته، أدرك من حياة النبي صلي الله عليه وآله ثماني سنين: ومات سنة مائة واثنتين بمكة.

وهو

آخر من مات من الصحابة في جميع الأرض، روي عنه الزهري وأبو الزبير وجابر بن يزيد، واثلة بكسر الثاء المثلثة.

قيس قوله عليه السلام: أسود سالخ قال في الصحاح: السالخ: الأسود من الحيات يقال: أسود سالخ غير

(٣٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، المختار بن أبي عبيدة الثقفي (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، عامر بن واثلة (2)، علي بن الحسين (1)، أبو الطفيل (1)، محمد بن مسعود (2)، السجود (1)

جبينه عن موضعه تطوق الأسود في عنقه، ثم أنساب في قميصه.

وأني أقبلت يوما من الفرع، فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلي ثمامة، فلما صليت ركعة أقبل أفعي نحوي، فأقبلت علي صلاتي لم أخففها ولم ينتقص منها شئ ____________________

مضاف، لأنه يسلخ جلده كل عام، والأنثي أسودة، ولا توصف بسالخة (1).

وفي القاموس: والأنثي أسودة، ولا توصف بسالخة، وأسود وأسودان سالخ، وأساود سالخة وسوالخ وسلخ وسلخة (2).

قوله عليه السلام: ثم أنساب السيوب مجري الماء، وانسابت الحية انسيابا خرجت قاله في مجمل اللغة.

وفي الصحاح: ساب الماء يسيب أي جري، والسيب بالكسر مجري الماء، وأنساب فلان نحو كم رجع، وانسابت الحية جرت (3).

ويكون أيضا بمعني الاسراع في المشي. وهو المراد هاهنا.

قوله عليه السلام: من الفرع الفرع بالتحريك اسم موضع بين البصرة والكوفة علي ما في الصحاح والقاموس (4).

والفرع - بالضم والاسكان - اسم موضع بين الحرمين الشريفين.

قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث ذكر الفرع وهو بضم الفاء وسكون الراء موضع معروف بين مكة والمدينة (5).

(١) الصحاح:

١ / ٤٢٣ ٢) القاموس: ١ / ٢٦١ ٣) الصحاح: ١ / ١٥٠ ٤) القاموس: ٣ / ٦٢ والصحاح: ٣ / 1258 5) نهاية ابن الأثير: 3 / 437

(٣١٠)

صفحهمفاتيح البحث: الصّلاة (1)، إبن الأثير (1)

فدنا مني ثم رجع إلي ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم أخفف دعائي: دعوت بعضهم معي فقلت: دونك الأفعي تحت الثمامة، ومن لم يخف الا الله كفاه.

قال أبو عمرو محمد بن عمر الكشي: في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أربعة نفر وأكثر يقال لكل واحد قيس فلا أعلم أيهم هذا، أول الأربعة قيس بن سعد بن عبادة وهو أمير هم وأفضلهم، وقيس بن عباد البكري وهو خليق أيضا بهذا إن كان، وقيس بن قرة بن حبيب غير خليق به، لأنه هرب إلي معاوية، وقيس بن مهران أيضا خليق ذلك له، فكل هؤلاء صحبوا أمير المؤمنين عليه السلام ولا أدري أيهم أراد أبو الحسن الرضا عليه السلام.

المرقع بن قمامة الأسدي 152 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسي قال حدثنا عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن أبان الأزدي، قال: حدثني مطهر، عن عبد الله ابن شريك العامري، عن المرقع بن قمامة الأسدي، قال: إذا هز محمد بن علي الراية المعلية بين الركن والمقام لوددت أني في ظلها مجزوم الانف والأذنين ذاهب البصر لا شئ يسددني، قال قلت: ان هذا الخطر عظيم! قال، فقال مرقع: اني سمعت عليا عليه السلام يقول: إن تلك العصابة نظراء لأهل بدر. هذا الخبر يدل علي أنه كان كيسانيا.

عوف العقيلي 153 - حدثني طاهر بن عيسي، ذكره عن جعفر بن أحمد بن سعد، أو غيره، عن صالح بن سلمة أبي الخير الرازي، عن ابن أبي

نجران، عن أبي عمران، عن ____________________

عوف العقيلي قال الشيخ - رحمه الله تعالي - في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: عوف العقيلي (1).

(1) رجال الشيخ: 54

(٣١١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، المرقع بن قمامة الأسدي (2)، إسماعيل بن أبان (1)، ابن أبي نجران (1)، الحسين بن موسي (1)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، شريك العامري (1)، قيس بن مهران (1)، عوف العقيلي (1)، صالح بن سلمة (1)، عمرو بن عثمان (1)، قيس بن عباد (1)، قيس بن قرة (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن علي (1)، قيس بن سعد (1)، محمد بن عمر (1)، الأكل (1)

فرات بن أحنف، قال: العقيلي كان من أصحاب علي عليه السلام وكان حمارا، ولكنه يؤدي الحديث كما سمع.

____________________

وفي جامع الأصول: العقيلي بضم العين المهملة وفتح القاف، منسوب إلي عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.

قوله: وكان حمارا باهمال الحاء وتشديد الميم، والحمار في رجال الحديث وأسانيد الاخبار متكرر الذكر غير محصور في رجل واحد، ومن أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام داود بن سليمان أبو سليمان الحمار الكوفي الثقة. ذكره أبو العباس النجاشي - رحمه الله تعالي - في كتابه (1)، والشيخ - رحمه الله تعالي - في الفهرست (2) وفي كتاب الرجال (3).

وضبطه العلامة - رحمه الله في الايضاح فقال: الحمار بالحاء المهملة والميم والمشددة والراء أخيرا.

وكذلك الحسن بن داود قال في كتابه: الحمار بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم (4).

وفي الصحاح: الحمارة أصحاب الحمير في السفر الواحد حمار مثل جماز وجمال

وبغال (5).

ومن العجائب أن القاصرين من أهل هذا العصر يصحفون الحاء المهملة بالخاء المعجمة (6)، ويتوهمون أن العقيلي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كان يشرب

(١) رجال النجاشي: ١٢٢ ٢) الفهرست: ٩٤ ٣) رجال الشيخ: ١٩٠ ٤) رجال ابن داود: ١٤٤ ٥) الصحاح: ٢ / 637 6) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد

(٣١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الشهادة (1)

الزهاد الثمانية 154 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: سئل أبو محمد الفضل بن شاذان، عن الزهاد الثمانية؟ فقال: الربيع بن خثيم، وهرم بن حيان، ____________________

الخمر، والخمار في اللغة بياع الخمر، نعوذ بالله من هذه الأوهام الفاسدة والجهالات المضلة.

ثم إن الحسن بن داود رحمه الله قال في كتابه: العقيلي (ي - جش) جماز الحديث يرويه كما سمعه (1).

بفتح الجيم وتشديد الميم والزاي أخيرا. والجماز من الانسان والبعير السريع الشديد، المسرع في السير والعدو والكلام والحديث والنقل وغير ذلك، فذلك غير بعيد من مسلك الاستقامة.

وفي بعض النسخ (2) ترجمان الحديث وهو أيضا. مستقيم.

ولكن الصحيح في كتاب الكشي علي ما في عامة النسخ " وكان حمارا " باهمال الحاء المهملة وتشديد الميم والراء أخيرا علي ما قد ضبطناه فليتثبت.

الزهاد الثمانية قوله رحمه الله: وهرم بن حيان هرم - ككتف - ابن حيان قاله في القاموس (3)، وعده صحابيا في آخرين.

وقال في المغرب: الهرم كبر السن من باب لبس وباسم الفاعل منه سمي هرم ابن حيان قال القتيبي: وانما سمي هرما لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين.

وفي جامع الأصول: هرم بفتح الهاء وكسر الراء، وحيان بفتح

الحاء المهملة وتشديد الياء تحتها نقطتان وبالنون

(١) رجال ابن داود: ٢٣٥ وفيه العقيلي ي جخ ترجمان الحديث يرويه كما سمع. ٢) أي نسخ رجال ابن داود وهو كما في المطبوع منه بجامعة طهران.

3) القاموس: 4 / 189

(٣١٣)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن قتيبة (1)، الفضل بن شاذان (1)، هرم بن حيان (1)، ربيع بن خثيم (1)، كتاب رجال ابن داود (2)، مدينة طهران (1)

وأويس القرني، وعامر بن عبد قيس، وكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه وكانوا زهادا أتقياء.

وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا، وكان صاحب معاوية، وهو الذي كان يحث الناس علي قتال علي عليه السلام، وقال لعلي عليه السلام: ادفع إلينا الأنصار والمهاجرين حتي نقتلهم بعثمان، فأبي علي عليه السلام ذلك، فقال أبو مسلم: الان طاب الضراب، انما كان وضع فخا ومصيدة.

____________________

قوله رحمه الله: وأويس القرني القرن بفتحتين حي من اليمن إليهم ينسب أويس القرني.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: القرني - بفتح القاف وفتح الراء وبالنون - منسوب إلي قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد. ردمان بفتح الراء وسكون الدال المهملة، وناجية بالنون والجيم والياء تحتها نقطتان.

قلت: وأما ميقات أهل نجد فهو القرن بالتسكين، يقال له: قرن المنازل، وهو جبل مشرف علي عرفات.

ولقد وقع الجوهري في الصحاح هنالك في الغلط مرتين إذ قال: القرن بالتحريك موضع وهو ميقات أهل نجد ومنه أويس القرني (1). فلا تكن من الغافلين.

قوله رحمه الله: وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا أبو مسلم الفاجر المرائي هذا اسمه أهبان، أورده الشيخ - رحمه الله - في باب الصحابة وقال: أهبان بن صيفي أبو مسلم سيئ الرأي في علي عليه السلام (2).

وفي القاموس: أهبان كعثمان صحابي (3).

(١)

الصحاح: ٦ / 2181 2) رجال الشيخ: 5 3) القاموس: 1 / 37

(٣١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، عامر بن عبد قيس (1)، أويس القرني (1)، القتل (1)

وأما مسروق فإنه كان عشارا لمعاوية، ومات في علمه ذلك بموضع أسفل من واسط علي دجلة يقال: الرصافة وقبره هناك.

والحسن كان يلقي أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنع للرياسة، وكان رئيس القدرية وأويس القرني مفضلا عليهم كلهم، قال أبو محمد: ثم عرف الناس بعد.

أويس القرني 155 - روي يحيي بن آدم، عن شريك، عن ابن أبي زياد، عن ابن أبي ليلي عبد الرحمن، قال: خرج رجل بصفين من أهل الشام، فقال: فيكم أويس القرني؟

قلنا نعم. قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: خير التابعين، أو من خير التابعين أويس القرني، ثم تحول إلينا.

156 - وروي الحسن بن الحسين القمي، عن علي بن الحسن العرني، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال كنا مع علي عليه السلام بصفين، فبايعة تسعة وتسعون رجلا، ثم قال: أين تمام المائة لقد عهد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل.

قال: إذ جاء رجل عليه قباء صوف متقلدا بسيفين، فقال: أبسط يدك أبايعك قال علي عليه السلام: معلي ما تبايعني؟ قال: علي بذل مهجة نفسي دونك، قال: من أنت؟

قال: أنا أويس القرني، قال: فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتي قتل فوجد في الرجالة.

وفي رواية أخري، قال له أمير المؤمنين عليه السلام: كن أويسا، قال: أنا أويس، قال: كن قرنيا قال: أنا أويس القرني، وإياه يعني دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها علي نزار،

وينقض علي الكميت بن زيد قصيدته التي يقول فيها: الا حييت عنا يا مدينا * أويس ذو الشفاعة كان منا فيوم البعث نحن الشافعونا أويس ذو الشفاعة كان منا * فيوم البعث نحن الشافعونا

(٣١٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الأصبغ بن نباتة (1)، الكميت بن زيد (1)، الحسن بن الحسين (1)، يحيي بن آدم (1)، أويس القرني (6)، الحسن العرني (1)، دعبل بن علي (1)، الشام (1)، البعث، الإنبعاث (2)، القتل (2)، الشراكة، المشاركة (1)

وكان أويس من خيار التابعين لم ير النبي صلي الله عليه وآله ولم يصحبه، فقال النبي صلي الله عليه وآله عليه السلام ذات يوم لأصحابه: أبشروا برجل من أمتي يقال له: أويس القرني فإنه يشفع لمثل ربيعة ومضر.

ثم قال لعمر: يا عمران أنت أدركته فاقرأه مني السلام، فبلغ عمر مكانه بالكوفة فجعل يطلبه في الموسم لعله أن يحج، حتي وقع إليه هو وأصحاب له وهو من أحسنهم هيئة وأرثهم حالا، فلما سأل عنه أنكروا ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين تسأل عن رجل لا يسأل عنه مثلك، قال: فلم؟ قالوا: لأنه عندنا مغموز عليه في عقله، وربما عبث به الصبيان، قال عمر: ذاك أحب إلي.

ثم وقف عليه فقال: يا أويس ان رسول صلي الله عليه وآله أودعني إليك رسالة وهو يقرأ عليك السلام، وقد أخبرني أنك تشفع لمثل ربيعة ومضر، فخر أويس ساجدا ومكث طويلا ما ترقي، له دمعة حتي ظنوا أنه قد مات، فنادوه يا أويس هذا أمير المؤمنين، فرفع رأسه.

ثم قال: يا أمير المؤمنين أفاعل ذلك؟ قال: نعم يا أويس فادخلني في شفاعتك

فأخذ الناس في طلبه والتمسح به، فقال: يا أمير المؤمنين شهرتني وأهلكتني، وكان يقول كثيرا ما لقيت من عمر، ثم قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي طالب عليه السلام 157 - وروي من جهة العامة: عن يعقوب بن شيبة، قال حدثنا علي بن الحكيم الأودي، قال حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: لما كان يوم صفين خرج رجل من الشام علي دابته، قال: أفيكم أويس؟ قلنا: نعم ____________________

أويس القرني قوله: أفاعل ذلك؟

يعني أربي عز وجل فاعل ذلك بي؟ أيجعلني من أهل الشافعة؟ ويشفعني في مثل ربيعة ومضر؟

(٣١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة الكوفة (1)، يزيد بن أبي زياد (1)، يعقوب بن شيبة (1)، أويس القرني (1)، الشام (1)، الظنّ (1)، القتل (1)، الموت (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الحج (1)، الإختيار، الخيار (1)

ما تريد منه؟ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: أويس القرني خير التابعين باحسان، قال: فعطف دابته فدخل مع علي عليه السلام.

قال شريك: وقتل أويس في الرجالة مع علي عليه السلام.

158 - وقال يعقوب بن شيبة، حدثنا يزيد بن سعيد، قال: حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلي، قال: سئل أشهد أويس صفين؟ قال: نعم.

علقمة وأبي والحارث بنو قيس 159 - روي يحيي الحماني، قال حدثنا شريك، عن منصور، قال قلت لإبراهيم: أشهد علقمة صفين؟ قال: نعم وخضب سيفه دما، وقتل أخوه أبي بن قيس يوم صفين، قال: وكان لأبي بن قيس خص من قصب ولفرسه، فإذا غزي أهدمه

وإذا رجع بناه.

وكان علقمة فقيها في دينه قاريا لكتاب الله، عالما بالفرائض شهد صفين وأصيبت إحدي رجليه فعرج منها، وأما أخوه أبي فقد قتل بصفين، وكان الحارث جليلا فقيها وكان أعور.

____________________

علقمة وأبي والحارث بنو قيس قوله رحمه الله: روي يحيي الحماني هو يحيي بن عبد الحميد الحماني باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم والنون بعد الألف، له كتاب المناقب ذكره النجاشي (1) والشيخ في الفهرست (2) وفي باب لم من كتاب الرجال (3).

وسيأتي في أصل الكتاب في ترجمة المفضل بن عمر أنه قال أبو عمرو

(١) رجال النجاشي: ٣٤٧ ٢) الفهرست: ٢٠٦ 3) رجال الشيخ: 517

(٣١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يزيد بن أبي زياد (1)، ابن أبي ليلي (1)، يحيي الحماني (1)، يعقوب بن شيبة (1)، أويس القرني (1)، يزيد بن سعيد (1)، أبي بن قيس (2)، الشهادة (3)، القتل (3)، الشراكة، المشاركة (3)، كتاب رجال النجاشي (1)

عبد الرحمن بن أبي ليلي 160 - روي يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا خالد بن أبي يزيد العرني، قال حدثنا ابن شهاب، عن الأعمش، قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلي، وقد ضربة الحجاج حتي أسود كتفاه، ثم أقامه للناس علي سب علي عليه السلام والجلاوزة معه يقولون سب الكذابين، فجعل يقول: العن الكذابين علي وابن الزبير والمختار.

قال ابن شهاب: يقول أصحاب العربية سمعك ____________________

الكشي: قال يحيي بن عبد الحميد الحماني في كتاب المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام قلت لشريك إلي آخر ما قاله (1).

فقد ظهر أن يحيي بن عبد الحميد الحماني هو الذي يروي عن شريك، والحماني نسبة

إلي حمان بالتشديد.

قال في الصحاح: وحمان - بالفتح - اسم رجل.

وفي القاموس: وحمان بالكسر - حي من تميم. (2) عبد الرحمن بن أبي ليلي قوله: والجلاوزة معه الجلواز - بكسر الجيم واسكان اللام - الشرطي والجمع الجلاوز بالفتح قاله صاحب الصحاح والقاموس. (3) قوله: سمعك بالنصب علي تقدير العامل المحذوف عن اللفظ، لاعن النية، أي ألق سمعك.

(١) رجال الكشي: ٣٢٤ ط مشهد تحت رقم ٥٨٨.

٢) القاموس: ٤ / ١٠١ ٣) القاموس: ٢ / ١٦٩ والصحاح: ٢ / 866.

(٣١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يعقوب بن شيبة (1)، السب (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

تعلم ما يقول، لقوله علي أي هو ابتداء الكلام.

حجر بن عدي الكندي 161 - يعقوب، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا طاوس، عن أبيه، قال أنبأنا حجر بن عدي، قال، قال لي علي عليه السلام: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال العني ولا تبرأ مني فاني علي دين الله.

قال ولقد ضربه به محمد بن يوسف، وأمره أن يلعن عليا، وأقامه علي باب مسجد صنعاء، قال فقال: ان الأمير أمرني أن العن عليا فالعنوه لعنة الله، فرأيت مجواذا من الناس الا رجلا فهمهما، وسلم.

رميلة 162 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه ____________________

قوله: تعلم بالجزم علي جواب الامر المقدر المنوي والتاء اما للخطاب أو لتأنيت السمع بمعني الاذن.

حجر بن عدي الكندي قوله: فرأيت مجواذا من الناس.

النسخ مختلفة في هذه اللفظة ففي عضة منها " فرأيت محوذا " بضم الميم وتسكين الحاء المهملة والذال المجمعة أخيرا علي اسم الفاعل من الباب الافعال.

وفي طائفة منها "

محواذا " بكسر الميم، علي مفعال من أبنية المبالغة، والحوذ والاحواذ السوق السريع والمحافظة علي الشئ، والحواذ - بالكسر - البعد والتباعد وأحوذ ثوبه جمعه للتنحي والتباعد.

وفي نسخة اعجام الخاء من المخاوذة بمعني المخالفة.

(٣١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، حجر بن عدي الكندي (2)، محمد بن يوسف (1)، جعفر بن معروف (1)، الضرب (2)

قال حدثني الشامي أحور بن الحسين، عن أبي داود السبيعي، عن أبي سعيد الخدري عن رميلة، قال: وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي خفة يوم الجمعة، فقلت: لا أصيب شيئا أفضل من أن أفيض علي من الماء وأصلي خلف أمير المؤمنين عليه السلام ففعلت، ثم جئت المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر عاد علي ذلك الوعك.

فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام دخل القصر ودخلت معه، فالتفت إلي أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا رميلة مالي رأيتك وأنت منشبك بعضك في بعض؟ فقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني علي الرغبة في الصلاة خلفه.

فقال لي: يا رميلة ليس من مؤمن يمرض الا مرضنا لمرضه، ولا يحزن الا حزنا لحزنه، ولا يدعو الا آمنا له، ولا يسكت الا دعونا له، فقلت: يا أمير المؤمنين جعلت فداك هذا لمن معك في المصر، أرأيت من كان في أطراف الأرض؟ قال: يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا غربها.

163 - جبريل بن أحمد الفاريابي، قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن علي بن قيس، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا، عن رميلة، وكان رجلا من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام

وذكر مثله.

الأصبغ بن نباتة 164 - طاهر بن عيسي الوراق، قال: حدثنا جعفر بن أحمد التاجر، قال:

حدثني أبو الخير صالح بن أبي حماد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قلت للأصبغ ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ فقال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا علي عواتقنا فمن أومي إليه ضربناه بها.

____________________

وقوله رجلا فهمها وسلم أي فهم أن ضمير المفعول في فالعنوه ولعنه الله للأمير الفاجر، فتنطق بلعنه وقال: لعنه الله وسلم من الشر والأذي.

(٣٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، أبو سعيد الخدري (1)، أبو الخير صالح بن أبي حماد (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، الأصبغ بن نباتة (2)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن النعمان (1)، علي بن قيس (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن سنان (1)، الحزن (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)

165 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن، عن مروك بن عبيد قال: حدثني إبراهيم بن أبي البلاد، عن رجل، عن الأصبغ، قال: قلت له كيف سميتم شرطة الخميس يا أصبغ؟ قال: انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح، يعني أمير المؤمنين (صلوات الله عليه).

المهدي مولي عثمان 166 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا عباس ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام أن المهدي مولي عثمان، أتي فبايع أمير المؤمنين، ومحمد بن أبي بكر جالس، قال: أبايعك علي أن الامر كان لك أولا وأبرأ من فلان وفلان وفلان، فبايعه.

سليم

بن قيس الهلالي 167 - حدثني محمد بن الحسن البراثي قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان، عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، قال: هذا نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي، دفعه إلي ابان ابن أبي عياش وقراه، وزعم ابان انه قرأه علي علي بن الحسين عليهما السلام قال: صدق سليم رحمة الله عليه هذا حديث نعرفه.

محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال قلت لأمير المؤمنين عليه السلام اني سمعت من سلمان ومن مقداد ومن أبي ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الرواية عن النبي صلي الله عليه وآله وسمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله عليه السلام أنتم تخالفونهم وذكر الحديث بطوله.

قال ابان: فقدر لي بعد موت علي بن الحسين عليهما السلام اني حججت فلقيت أبا

(٣٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، إبراهيم بن أبي البلاد (1)، إبراهيم بن عمر اليماني (1)، الحسن بن علي بن كيسان (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، مهدي مولي عثمان (1)، محمد بن أبي بكر (1)، أبان بن عثمان (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن الحسن (2)، سليم بن قيس (3)،

مروك بن عبيد (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (2)، القرآن الكريم (1)، الصّلاة (1)، الذبح (1)

جعفر محمد بن علي عليهما السلام فحدثت بهذا الحديث كله لم أخط منه حرفا فاغر ورقت عيناه.

ثم قال: صدق سليم قد أتي أبي بعد قتل جدي الحسين عليه السلام وانا قاعد عنده فحدثه بهذا الحديث بعينه، فقال له أبي صدقت قد حدثني أبي وعمي الحسن عليه السلام بهذا الحديث، عن أمير المؤمنين عليه السلام فقالا لك: صدقت قد حدثك بذلك ونحن شهود، ثم حدثاه انهما سمعا ذلك من رسول الله، ثم ذكر الحديث بتمامه.

جون بن قتادة وجارية بن قدامة السعدي 168 - طاهر بن عيسي الوراق وغيره، قالو حدثنا أبو سعيد جعفر بن أحمد ابن أيوب التاجر السمرقندي، ونسخت من خط جعفر، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن يحيي بن الحسن، قال جعفر: ورايته خيرا فاضلا، قال: اخبرني أبو بكر محمد بن علي بن وهب، قال: حدثني عدي بن حجر، قال قال الجون بن قتادة العبسي، في جارية بن قدامة السعدي حين وجهه أمير المؤمنين عليه السلام إلي أهل نجران عند ارتداهم عن السلام:

تهود أقوام بنجران بعد ما * أقروا بآيات الكتاب وأسلموا قصدنا إليهم في الحديد يقودنا * أخو ثقة ماضي الجنان مصمم خددنا لهم في الأرض من سوء فعلهم * أخاديد فيها للمسيئين منقم جويرية بن مسهر العبدي 169 - حدثنا معروف، قال أخبرني الحسن بن علي بن النعمان، قال:

حدثني علي بن النعمان، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن جويرية بن ____________________

سليم بن قيس الهلالي قوله: لم أخط (1) منه حرفا اما بضم الهمزة وكسر الطاء بعد الخاء الساكنة أفعالا من الخطأ علي

حذف

(1) وفي المطبوع من الرجال: " لم أحط " بالحاء المهملة

(٣٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، محمد بن يحيي بن الحسن (1)، محمد بن علي بن وهب (1)، جارية بن قدامة (2)، جويرية بن مسهر (1)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن النعمان (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن سنان (1)، التصديق (1)، القتل (1)

مسهر العبدي، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: أحب محب آل محمد ما أحبهم فإذا أبغضهم فأبغضه، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، فإذا أحبهم فأحبه، وأنا أبشرك وأنا أبشرك وأنا أبشرك ثلاث مرات.

عبد الله بن سبأ 170 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، قال: حدثني أبي، عن أبي جعفر عليه السلام ان عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله (تعالي عن ذلك).

فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله؟ فأقر بذلك وقال نعم أنت هو، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبي فحبسهه أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: ان الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك.

171 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن

عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعي من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: انه لما ادعي ذلك فيه استتابه أمير المؤمنين عليه السلام فأبي أن يتوب فأحرقه بالنار.

____________________

الهمزة الأخيرة بعد الطاء للتخفيف، من قولهم أخطأ السهم الرمية إذا عدل عنها ولم يصبها.

واما بفتح الهمزة وضم الطاء من الخطوة، أي لم أتجاوز حرفا علي خطوته بعني أخطيته وتخطيته، أي وتعديته وتجاوزته، استعمالا للافتعال في معني التفعل

(٣٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، عبد الله بن سنان (1)، عبد الله بن سبأ (3)، ابن أبي عمير (1)، سعد بن عبد الله (2)، محمد بن قولويه (2)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عيسي (1)

172 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسي، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله عبد الله بن سبأ أنه ادعي الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا وأن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلي الله منهم نبرأ إلي الله منهم.

173 - وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير.

وأحمد بن محمد بن عيسي، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم،

عن أبي حمزة الثمالي، قال، قال علي بن الحسين عليهما السلام لعن الله من كذب علينا، اني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعي أمرا عظيما ماله لعنه الله، كان علي عليه السلام والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله، ما نال الكرامة من الله الا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله الا بطاعته لله.

174 - وبهذا الاسناد عن محمد بن خالد الطيالسي، عن ابن أبي نجران عن عبد الله، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام انا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلي الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البرية، وكان مسيلمة يكذب عليه.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري علي الله الكذب عبد الله بن سبأ.

الكشي وذكر بعضي أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالي عليا عليه السلام، وكان يقول وهو علي يهوديته في يوشع بن نون وصي موسي بالغلو، فقال في اسلامه بعد وفات رسول الله صلي الله عليه وآله في علي عليه السلام مثل ذلك.

وكان أول من شهر بالقول بفرض امامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم، فمن هيهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية.

(٣٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، يوشع بن نون عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)،

محمد بن خالد الطيالسي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عبد الله بن سبأ (4)، فضالة بن أيوب (1)، ابن أبي نجران (1)، علي بن مهزيار (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، سعد بن عبد الله (1)، أبان بن عثمان (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (2)، الحسين بن سعيد (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عيسي (1)، الكذب، التكذيب (3)، الكرم، الكرامة (2)

في السبعين رجلا من الزط الذين ادعوا الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام) 175 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، وعبد الله بن محمد بن عيسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبو ب، عن صالح بن سهل، عن مسمع بن عبد الملك أبي سيار، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عليا عليه السلام لما فرغ من قتال أهل البصرة: أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه وكلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم.

وقال لهم: اني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق، قال، فأبوا عليه وقالوا له أنت أنت هو، فقال لهم: لئن لم ترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلي الله تعالي لأقتلنكم.

قال: فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا، فأمر أن تحفر لهم آبار فحفرت، ثم خرق بعضها إلي بعض ثم فرقهم فيها ثم طم رؤسها ثم ألهب النار في بئر منها ليس فيها أحد فدخل الدخان عليهم فماتوا.

قيس بن سعد بن عبادة 176 - جبريل بن أحمد وأبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالوا:

حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، عن يونس

بن يعقوب، عن فضيل غلام محمد بن راشد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: يقول: إن معاوية كتب إلي الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) ان أقدم أنت والحسين وأصحاب علي.

فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وقدموا الشام، فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء، فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع، ثم قال للحسين عليه السلام قم فبايع فقام فبايع، ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلي الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره، فقال يا قيس انه امامي يعني الحسن عليه السلام.

(٣٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن عبد الحميد العطار (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، الحسين بن الحسن (1)، مدينة البصرة (1)، مسمع بن عبد الملك (1)، يونس بن يعقوب (1)، سعد بن عبادة (2)، صالح بن سهل (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن راشد (1)، الشام (1)، القتل (1)

177 - حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن ذريح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس علي معاوية، فقال له معاوية بايع! فنظر قيس إلي الحسن عليه السلام، فقال: أبا محمد بايعت؟ فقال له معاوية: أما تنتهي أما والله أني، فقال له قيس: ما شئت أما والله لان شئت لتناقصن، فقال، وكان مثل البعير جسيما، وكان خفيف اللحية، قال،

فقام إليه الحسن فقال له: بايع يا قيس فبايع.

____________________

قيس بن سعد بن عبادة قوله: وكان مثل البعير جسيما قال ابن الأثير في جامع الأصول: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي وقد تقدم تمام نسبه عند اسم أبيه في حرف السين، كان من كرام أصحاب النبي صلي الله عليه وآله وكان أحد الفضلاء الجلة، وأحد دهاة العرب، وأهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والبسالة.

وكان شريف قومه غير مدافع هو وأبوه وجده، وكان لرسول الله صلي الله عليه وآله لما قدم مكة مكان صاحب الشرطة من الامراء وأعطاه الراية يومئذ لما انتزعها من أبيه.

وكان واليا لعلي بن أبي طالب علي مصر، ولم يفارق عليا إلي أن قتل، ومات هو بالمدينة سنة ستين وقيل: سنة تسع وخمسين.

روي عنه أنس بن مالك، وثعلبة بن مالك، والشعبي، وأبو نجيح، وميمون ابن أبي شبيب، وكان قيس وعبد الله بن الزبير وشريح القاضي والأحنف ليس في وجوههم شعر، ولا لا حدهم لحية، وكانت الأنصار تقول: لوددنا أن نشتري لقيس ابن سعد لحية بأموالنا وكان مع ذلك جميلا.

نجيح بفتح النون وكسر الجيم وبالحاء المهملة. وشبيب بفتح الشين المعجمة

(٣٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن الحسين (1)، سعد بن عبادة (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (1)

ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه: أنه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد كلهم قد نصر رسول الله صلي الله عليه وآله، وفيهم قيس بن سعد بن عبادة، وكان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي صلي الله عليه وآله من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال: أنه ذراع أحدنا،

وكان قيس وسعد أبوه طولهما عشرة أشبار بأشبارهما.

ويقال: انه كان من العشرة خمسة من الأنصار، وأربعة من الخزرج كلها، ورجل من الأوس.

وسعد لم يزل سيدا في الجاهلية والاسلام، وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف، وكان سعد يجير فيجار ذلك له السوددة، ولم يزل هو وأبوه أصحاب اطعام في الجاهلية والاسلام، وقيس ابنه بعد علي مثل ذلك.

سفيان بن ليلي الهمداني 178 - روي عن علي بن الحسين الطويل: عن علي بن النعمان، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له: سفيان بن ليلي وهو علي راحلة له، فدخل علي الحسن عليه السلام وهو محتب في فناء داره، قال: فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين.

____________________

وكسر الباء الموحدة الأولي انتهي كلام جامع الأصول.

وقد كنا ذكرنا من قبل أن قيس بن سعد بن عبادة كان ممن لم يبايع أبا بكر وكان في بيعة علي عليه السلام أولا وآخرا رضي الله تعالي عنه.

سفيان بن ليلي الهمداني قوله عليه السلام: وهو محتب بضم الميم واسكان الحاء المهملة والتاء المثناة من فوق المفتوحة والباء الموحدة من الاحتباء افتعالا من الحباء.

(٣٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن النعمان (1)، علي بن الحسين (1)، سعد بن عبادة (2)، الجهل (2)، العصر (بعد الظهر) (1)

فقال له الحسن عليه السلام، انزل ولا تعجل، فنزل فعقل راحلته في الدار، وأقبل يمشي حتي انتهي إليه، قال، فقال له الحسن عليه السلام: ما قلت؟ قال: قلت السلام

عليك يا مذل المؤمنين، قال: وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلي أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله.

قال، فقال له الحسن عليه السلام: ما خبرك لم فعلت ذلك قال: سمعت أبي يقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله لن تذهب الأيام والليالي حتي يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فلذلك فعلت.

____________________

والفناء - بكسر الفاء والنون والألف الممدودة - متسع أمام الدار والاحتباء والحبوة في القعود معروف، وقد ورد النهي عن ذلك في المسجد يوم الجمعة والامام يخطب.

قال في القاموس: هو أن يجمع بين ظهره وساقيه بعمامته أو يديه (1).

وفي المغرب: الاحتباء أن يجمع بين ظهره وساقيه بثوب أو غيره، ومنه يقعد كيف شاء محتويا أو متربعا.

وفي النهاية الأثيرية: الاحتباء هو أن يضم الانسان رجليه إلي بطنه يجمعها به مع ظهره ويشد عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب (2).

قوله عليه السلام: ما خبرك لما فعلت ذلك بضم المعجمة وسكون الموحدة بمعني العلم، أي ما علمك ومعرفتك لم فعلت ذلك، انما فعلته لاني سمعت أبي عليه السلام يقول: إن رسول الله صلي الله عليه وآله قد أخبر بأن ذلك مما قد جري به قلم القضاء والقدر.

وفي عضة من الروايات أنه عليه السلام ذكر 7 لسفيان بن ليلي حديث نعسة النبي صلي الله عليه وآله علي المنبر.

(1) القاموس: 4 / 315 2) نهاية ابن الأثير: 1 / 335

(٣٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الأكل (1)، إبن الأثير (1)

ما جاء بك؟ قال: حبك قال الله قال الله قال،

فقال الحسن عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم الا نفعه الله بحبنا، وأن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم، كما تساقط الريح الورق من الشجر.

عبيد الله بن العباس 179 - ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: ان الحسن لما قتل أبوه عليه السلام خرج في شوال من الكوفة إلي قتال معاوية، فالتقوا بكسكر وحاربه ستة أشهر، ____________________

وأوردها امام علماء العامة فخر الدين الرازي في التفسير الكبير، ونحن نقلناه عنه في نبراس الضياء.

قوله عليه السلام: قال: الله علي النصب بتقدير فعل الذكر، أو فعل القسم.

قوله عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ومن طريق العامة قال أبو عبد الله الذهبي في ميزان الاعتدال: سفيان بن الليل الكوفي، روي عنه الشعبي قال العقيلي: وكان ممن يغلو في الرفض، عن الشعبي حدثني سفيان بن الليل قال: لما قدم الحسن بن علي - رضي الله عنهما - من الكوفة إلي المدينة أتيته فقلت: يا مذل المؤمنين فقال: لا تقل ذاك فاني سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتي يملك رجل وهو معاوية ثم قال: وقال أبو الفتح الأزدي: سفيان بن الليل له حديث لا تمضي الأمة حتي يليها رجل واسع البلعوم قال: وفي لفظ آخر واسع الصوم يأكل ولا يشبع.

وفي الحديث الأول من طريق الشعبي وسمعت أبي يقول: سمعت رسول ل الله صلي الله عليه وآله يقول: من أحبنا بقلبه وأعاننا بيده ولسانه كنت أنا وهو في عليين، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكف يده فهو في الدرجة التي تليها، ومن أحبنا بقلبه وكف عنا لسانه ويده فهو في الدرجة التي تليها.

(٣٢٩)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، شهر شوال المكرم (1)، عبيد الله بن العباس (1)، الفضل بن شاذان (1)، القتل (2)

وكان الحسن عليه السلام جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس علي مقدمته، فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم فمر بالراية ولحق بمعاوية وبقي العسكر بلا قائد ولا رئيس.

فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب الناس وقال: أيها الناس لا يهولنكم ذهاب عبيد الله هذا لكذا وكذا، فان هذا وأباه لم يأتيا قط بخير، وقام بأمر الناس.

ووثب أهل عسكر الحسن عليه السلام بالحسن في شهر ربيع الأول فانتهبوا فسطاطه وأخذوا متاعه، وطعنه ابن بشير الأسدي في خاصرته، فردوه جريحا إلي المدائن حتي تحصن فيها عند عم المختارين أبي عبيدة.

180 - وروي محمد بن عيسي العبيدي، عن محمد بن سنان، عن موسي بن بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما، كما عميت قلوبهما الآكلين في رقبتي، واجعل عمي أبصارهما دليلا علي عمي قلوبهما.

عمرو بن قيس المشرقي 181 - وجدت بخط محمد بن عمر السمرقندي، وحدثني بعض الثقات من أصحابنا، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران القمي قال: حدثني محمد بن ابن إسماعيل عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن أبي جارود، عن عمرو بن قيس المشرقي، قال: دخلت علي الحسين بن علي عليهما السلام أنا وابن عم لي، وهو في قصر بني مقاتل فسلمت عليه.

____________________

عمر بن قيس المشرقي ضبطه العامة (1) بالقاف.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: المشرقي بكسر الميم وفتح الراء وبالقاف منسوب إلي بطن من همدان وقيل: مشرق موضع

باليمن.

(1) وفي " م ": العلامة

(٣٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، عمرو بن قيس (2)، محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران (1)، عبيد الله بن العباس (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، شهر ربيع الأول (1)، محمد بن عمر السمرقندي (1)، الفضيل بن يسار (1)، ابن إسماعيل (1)، سعد بن عبادة (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن سنان (1)

فقال له ابن عمي: يا أبا عبد الله هذا الذي أري خضاب أو شعرك؟ فقال: خضاب والشيب إلينا بني هاشم أسرع عجل، ثم أقبل علينا فقال: جئتما لنصرتي؟ فقلت له أنا رجل كبير السن كثير العيال وفي يدي بضايع للناس ولا أدري ما يكون وأكره أن تضيع أمانتي، فقال له ابن عمي مثل ذلك.

فقال: أما لي فانطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سوادا، فإنه من سمع واعيتنا أو رأي سوادنا، فلم يجبنا واعيتنا كان حقا علي الله أن يكبه علي منخر يه في نار جهنم.

حبابة الوالبية 182 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمر كي عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عنبسة بن مصعب، وعلي ابن المغيرة، عن عمران بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي علي امرأة من بني أسد يقال لها: حبابة الوالبية، فقال لها عباية: تدرين من هذا الشاب الذي معي؟

قالت: لا، قال: مه ابن أخيك ميثم. قالت: أي والله أي والله.

____________________

قوله عليه السلام: فلا تسمعا لي واعية الواعية الصراخ والصوت لا الصارخة قاله

في القاموس قال: ووهم الجوهري (1) قلت: قال الجوهري: الوعي بالتحريك الجلبة والأصوات، والواعية الصارخة (2).

والحق ان الوعي بالتحريك الصراخ والصوت والواعية الجلبة والأصوات والواعية الصارخة أيضا، فالواعية يقال تارة: للصارخة، وتارة لأصواتهم المختلطة قال في أساس البلاغة: الواعية الصراخ، وواعية القوم أصواتهم (3).

وقال في مجمل اللغة: الواعية الصارخة.

(١) القاموس: ٤ / ٤٠٠ ٢) الصحاح: ٦ / 2526 3) أساس البلاغة: 683

(٣٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي بن فضال (1)، حبابة الوالبية (2)، عباية الأسدي (1)، بنو هاشم (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، ابن المغيرة (1)، عمران بن ميثم (1)، جعفر بن أحمد (1)، عنبسة بن مصعب (1)، محمد بن مسعود (1)

ثم قالت: ألا أحدثكم بحديث سمعته من أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قلنا بلي، قالت: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: نحن وشيعتنا علي الفطرة التي بعث الله عليها محمدا صلي الله عليه وآله وسائر الناس منها براء، وكانت قد أدركت أمير المؤمنين عليه السلام وعاشت إلي زمان الرضا عليه السلام علي ما بلغني. والله أعلم.

183 - حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن ابن أبي نجران، عن إسحاق بن سويد الفراء، عن إسحاق بن عمار، عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي علي حبابة الوالبية، فقال لها: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا، ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي صلي الله عليه وآله، فقلت: بلي.

قالت: دخلت عليه وسلمت فرد السلام ورحب ثم قال: ما بطأ بك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟ قلت: ما بطأني الا علة عرضت، قال: ما هي؟

قالت: فكشفت خماري عن برص.

قالت: فوضع يده علي البرص ودعا فلم يزل يدعو حتي رفع

يده، وكشف الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة أنه ليس أحد علي ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا، ومن سواهم منها براء.

سعيد بن المسيب 184 - قال الفضل بن شاذان: ولم يكن في زمن علي بن الحسين عليه السلام في أول أمره الا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمد بن جبير ابن مطعم، يحيي بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر، سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام، وكان حزن جد سعيد أوصي أمير المؤمنين عليه السلام.

185 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد بن خالد الكوفي، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال:

ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقا مولي لبني أمية نزل ذا المروة عاملا علي

(٣٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، سعيد بن المسيب (3)، سعيد بن جبير (1)، يحيي بن أم الطويل (1)، محمد بن الوليد بن خالد (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، أبو خالد الكابلي (1)، حبابة الوالبية (1)، ابن أبي نجران (1)، بنو أمية (1)، الفضل بن شاذان (1)، إسحاق بن عمار (1)، الحسين بن علي (1)، عباس بن هلال (1)، صالح بن ميثم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن جبير (1)، محمد بن مسعود (1)، الحزن (1)، الوصية (1)

المدينة، فلقيه بعض بني أمية، وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثني عليه، وأخبره طارق أنه

أمر بقتله، فأعلم سعيد بذلك وقال له تغيب، وقيل له: تنح عن مجلسك فإنه علي طريقه، فأبي.

فقال سعيد: اللهم ان طارقا عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري واسمي، فلما عزل طارق عن المدينة لقبه الذي كان كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة، فقال، كلمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت فيه غيري، فقال: والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتي عدت إليك.

وروي عن بعض السلف، أنه لما مر بجنازة علي بن الحسين عليه السلام انجفل الناس فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب، فوقف عليه خشرم مولي أشجع فقال أبا محمد: ألا تصلي علي هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ فقال سعيد:

أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي أنت أصلي علي هذا الرجل الصالح في البيت الصالح.

186 - وروي عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد، قال: قلت لسعيد بن المسيب انك أخرتني أن علي بن الحسين النفس الزكية، وانك لا تعرف له نظيرا؟ قال:

كذلك وما هو مجهول ما أقول فيه والله ما رأي مثله.

قال علي بن زيد: فقلت والله ان هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد، فلم لم تصل علي جنازته؟ فقال: ان القراء كانوا لا يخرجون إلي مكة حتي يخرج علي بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب، فلما صرنا بالسقيا نزل فصلي وسجد سجدة الشكر فقال فيها.

187 - وفي رواية الزهري: عن سعيد بن المسيب، قال: كان القوم لا يخرجون من مكة حتي يخرج علي بن الحسين سيد العابدين، فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلي ركعتين فسبح في

سجوده فلم يبق شجر ولا مدر الا سبحوا معه

(٣٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، سعيد بن المسيب (4)، بنو أمية (2)، علي بن الحسين (2)، علي بن زيد (2)، السجود (3)، الركوع، الركعة (2)، الجهل (1)، القتل (1)، الصّلاة (2)

ففزعنا فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يابن رسول الله فقال: هذا التسبيح الأعظم، حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال: لا يبقي الذنوب مع هذا التسبيح، فقلت: علمنا.

188 - وفي رواية علي بن زيد: عن سعيد بن المسيب، أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة الا سبحت بتسبيحه، ففزعت من ذلك وأصحابي.

ثم قال: يا سعيد ان الله جل جلاله لما خلق جبريل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم، وهواسم الله عز وجل الأكبر.

يا سعيد، أخبرني أبي الحسين، عن أبيه، عن رسول الله صلي الله عليه وآله عن جبريل عن الله جل جلاله أنه قال: مامن عبد من عبادي آمن بي وصدق بك وصلي في مسجدك ركعتين علي خلا من الناس الا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين عليه السلام حيث حدثني بهذا الحديث.

فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثني عليه الصالح والطالح، وانهال الناس يتبعونه حتي وضع الجنازة، فقلت: ان أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم، وفلم يبق الأرجل وامرأة ثم خرجا إلي الجنازة.

ووثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض فأجابه تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت علي وجهي فكبر من في السماء سبعا

وكبر من في الأرض سبعا وصلي علي علي بن الحسين عليه السلام.

ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة علي علي بن الحسين عليه السلام فقلت: يا سعيد لو كنت أنا لم أختر الا الصلاة علي علي بن الحسين عليه السلام ان هذا لهو الخسران المبين، قال، فبكي سعيد ثم قال: ما أردت الا الخير ليتني كنت صليت عليه فإنه ما رأي مثله.

والتسبيح هو هذا: سبحانك اللهم وحنانيك، سبحانك اللهم وتعاليت، سبحانك

(٣٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، سعيد بن المسيب (1)، علي بن الحسين (1)، علي بن زيد (1)، الشهادة (2)، الموت (1)، السجود (1)، الصّلاة (4)، الصدق (1)، الجنازة (2)، الركوع، الركعة (2)

اللهم والعز ازارك، سبحانك اللهم والعظمة رداؤك، ويقال سربالك، سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك، سبحانك من عظيم ما أعظمك، سبحانك سبحت في الأعلي، سبحانك تسمع وتري ما تحت الثري.

سبحانك أنت شاهد كل نجوي، سبحانك موضع كل نجوي، سبحانك حاضر كل ملا، سبحان عظيم الرجاء، سبحانك تري ما في قعر الماء، سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار، سبحانك تعلم وزن السماوات، سبحانك تعلم وزن الأرضيين.

سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر، سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور، سبحانك تعلم وزن الفئ الهواء، سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة سبحانك قدوس قدوس قدوس، سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك، سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العلي العظيم.

189 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن محمد بن عمر، قال: أخبرني أبو مروان،

عن أبي جعفر، قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: سعيد ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه.

سعيد بن جبير 190 - أبو المغيرة، قال: حدثني الفضل، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليه السلام وكان علي عليه السلام يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له الا علي هذا الامر، وكا ن مستقيما.

وذكر أنه لما دخل علي الحجاج بن يوسف قال له: أنت شقي بن كسير، قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت أهلها لعلمت من فيها، وان دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها.

(٣٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، سعيد بن جبير (3)، القاسم بن محمد الأصفهاني (1)، سليمان بن داود المنقري (1)، ابن أبي عمير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، أبو المغيرة (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عمر (1)، القتل (1)، الشهادة (1)

قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، قال أيهم أحب إليك قال: أرضاهم لخالقي، قال: وأيهم أرضي للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم، قال: أبيت أن تصدقني، قال: بلي لم أحب أن أكذبك.

أبو خالد الكابلي 191 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أشكيب قال: حدثني محمد بن أورمة، عن الحسين بن سعيد، قال: حدثني علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن ضريس، قال قال

لي أبو خالد الكابلي: أما أني سأحدثك بحديث ان رأيتموه وأنا حي فقلت صدقني، وان مت قبل أن تراه ترحمت علي ودعوت لي.

سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن اليهود أحبوا عزيزا حتي قالوا فيه ما قالوا فلا عزيز منهم ولاهم من عزيز، وأن النصاري أحبوا عيسي حتي قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسي منهم ولاهم من عيسي.

وانا علي سنة من ذلك ان قوما من شيعتنا سيحبونا حتي يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزيز، وما قالت النصاري في عيسي بن مريم، فلاهم منا ولا نحن منهم.

192 - الكشي: وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الحناط، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا وما كان يشك في أنه امام.

حتي أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك ان لي حرمة ومودة وانقطاعا، فأسألك بحرمة رسول الله وأمير المؤمنين الا أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعته علي خلقه، قال فقال: يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين عليه السلام علي وعليك وعلي كل مسلم.

فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية جاء إلي علي بن الحسين

(٣٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (2)، أبو بصير (1)، علي بن محمد بن عبد الله (1)، أبو خالد الكابلي (3)، الحسين بن إشكيب (1)، محمد

بن عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، علي بن النعمان (1)، الحسين بن سعيد (1)، علي بن الحسين (1)، محمد بن أورمة (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

عليه السلام فلما استأذن عليه فأخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه دنا منه قال:

مرحبا بك يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكر لله تعالي مما سمع من علي بن الحسين عليه السلام فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتي عرفت فقال له علي: وكيف عرفت امامك يا أبا خالد؟ قال: انك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني، وقد كنت في عمياء من أمري ولقد خدمت محمد ابن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك الا وأنه امام.

حتي إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أمير المؤمنين فأرشدني إليك وقال: هو الإمام علي وعليك وعلي خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك سميتني باسمي الذي سمتني أمي فعلمت أنك الامام الذي فرض الله طاعته علي وعلي كل مسلم.

ابن مهران والحسن وأبوه كلهم كذا روي.

193 - ووجدت بخط جبريل بن أحمد: قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعه يقول: خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين عليهما السلام دهرا من عمره.

ثم إنه أراد أن ينصرف إلي أهله فأتي علي بن الحسين عليه السلام فشكي إليه شده شوقه إلي والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجلا من أهل الشام له قدر

ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، ويريد ون أن يطلبوا معالجا يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه: فأته وقل له أنا أعالجها لك علي انني أشترط عليك أني أعالجها علي ديتها عشرة آلاف درهم فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم.

فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان رجلا من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟ فقال هل أبو خالد: أنا أعالجها علي عشرة آلاف درهم، فان أنتم وفيتم وفيت لكم علي ألا يعود إليها أبدا، فشرطوا ان يعطوه عشرة آلاف درهم.

(٣٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (3)، يوم عرفة (2)، محمد بن عبد الله (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن علي (1)، الشام (2)

ثم اقبل إلي علي بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: أني لاعلم: أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسري ثم قل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين أخرج من هذه الجارية ولا تقعد.

ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، فطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا، قال له علي بن الحسين عليه السلام مالي أراك كئيبا يا أبا خالد؟ انهم يغدرون بك دعهم فإنهم سيعودون الكي، فإذا لقوك فقل لهم لست أعالجها حتي تضعوا المال علي يدي علي بن الحسين عليه السلام فعادوا إلي أبي خالد يلتمسون مداواتها، فقال لهم اني لا أعالجها حتي تضعوا ألما ل علي يدي علي بن الحسين فرجع أبو خالد إلي الجارية وأخذ

بأذنها اليسري ثم قال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين عليهما السلام أخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها الا بسبيل خير، فإنك ان عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة، فخرج منها ولم يعد إليها، ودفع المال إلي أبي خالد فخرج إلي بلاده.

يحيي بن أم الطويل 194 - محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي عن صفوان، عمن سمعه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام الا ثلاثة أبو خالد الكابلي، ويحيي بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا.

وروي يونس، عن حمزة بن محمد الطيار، مثله وزاد فيه وجابر بن عبد الله الأنصاري.

195 - حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثنا الحسين بن يزيد النوفلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر الأول عليه السلام قال:

أما يحيي بن أم الطويل: فكان يظهر الفتوة. وكان إذا مشي في الطريق وضع الخلوق علي رأسه ويمضغ اللبان ويطول ذيله، وطلبه الحجاج فقال: تلعن أبا تراب وأمر

(٣٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (4)، يحيي بن أم الطويل (3)، عمرو بن أبي المقدام (1)، أبو خالد الكابلي (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، جابر بن عبد الله (1)، الحسين بن يزيد (1)، علي بن الحسين (1)، أحمد بن علي (1)، جعفر بن عيسي (1)، محمد الطيار (1)، محمد بن عيسي (1)، جبير بن مطعم (1)، محمد بن نصير (1)، القتل (1)

- بقطع يديه ورجليه وقتله.

وأما سعيد بن المسيب فنجا، وذلك أنه كان يفتي بقول العامة، وكان آخر أصحاب رسول الله صلي

الله عليه وآله فنجا.

وأما أبو خالد الكابلي: فهرب إلي مكة واخفي نفسه فنجا.

وأما عامر بن واثلة: فكانت له يد عند عبد الملك بن مروان فلهي عنه.

وأما جابر بن عبد الله الأنصاري: فكان رجلا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله فلم يتعرض له وكان شيخا قد أسن.

وأما أبو حمزة الثمالي وفرات بن أحنف، فبقوا إلي أيام أبي عبد الله عليه السلام وبقي أبو حمزة إلي أيام أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام.

القاسم بن عوف 196 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن أحمد الرازي الخواري من قرية استراباد، عن محمد بن خالد أظنه البرقي عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن القاسم بن عوف، قال:

كنت أتردد بين علي بن الحسين عليه السلام وبين محمد بن الحنفية، وكنت آتي هذا مرة وهذا مرة.

قال: ولقيت علي بن الحسين، قال، فقال لي: يا هذا إياك ان تأتي أهل العراق فتخبرهم انا استودعناك علما، فانا والله ما فعلنا ذلك وإياك ان تترايس بنا فيضعك الله، وإياك أن تستأكل بنا فيزيدك الله فقرا، واعلم أنك ان تكن ذنبا في الخير خير لك من أن تكون رأسا في الشر.

واعلم أنه من يحدث عنا بحديث سألناه يوما فان حدث صدقا كتبه الله صديقا وان حدث وكذب كتبه الله كذابا، وإياك أن تشد، راحلة ترحلها فإنما هيهنا يطلب العلم حتي يمضي لكم بعد موتي سبع حجج، ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة عليهما السلام ينبت الحكمة في صدره كما ينبت الطل والزرع.

(٣٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (2)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما

السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري (1)، سعيد بن المسيب (1)، أبو خالد الكابلي (1)، أبو حمزة الثمالي (1)، جابر بن عبد الله (1)، عامر بن واثلة (1)، أبو عبد الله (1)، زياد بن المنذر (1)، القاسم بن عوف (2)، علي بن الحسين (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن خالد (1)، محمد بن سنان (1)، البعث، الإنبعاث (1)، القتل (1)

قال: فلما مضي علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) حسبنا الأيام والجمع والشهور والسنين، فما زادت يوما ولا نقصت حتي تكلم محمد بن علي بن الحسين (صلوات الله عليهم) باقر العلم.

المختار بن أبي عبيدة 197 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب، عن ابن أبي عمير. عن هشام بن المثني عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال علي العسرة.

198 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان المختار يكذب علي علي بن الحسين عليهما السلام 199 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين، عن موسي بن يسار، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك، قال: دخلنا علي أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ، وقد أرسل إلي الحلاق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من

أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال من أنت؟ قال: أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان متباعدا من أبي جعفر عليه السلام فمد يده إليه حتي كاد يقعده في حجره بعد منعه يده.

ثم قال أصلحك الله ان الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك قال: وأي شئ يقولون؟ قال: يقولون كذاب، ولا تأمرني بشئ الا قبلته.

فقال: سبحان الله أخبرني أبي والله ان مهر أمي كان مما بعث به المختار، أولم يبن دورنا؟ وقتل قاتلنا؟ وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله.

وأخبرني والله أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش، ويثني لها الوسائد ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند أحد الا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا.

(٣٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، المختار بن أبي عبيدة الثقفي (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، عبد الله بن الزبير (1)، الحكم بن المختار (1)، هشام بن المثني (1)، ابن أبي عمير (1)، فاطمة بنت علي (1)، موسي بن يسار (1)، عثمان بن حامد (2)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يزداد (2)، محمد بن الحسن (2)، القتل (3)، الصّلاة (1)

200 - جبرئيل بن أحمد، حدثني العنبري، قال: حدثني محمد بن عمرو، عن يونس بن يعقوب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتب المختار بن أبي عبيد إلي علي بن الحسين عليهما السلام وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا علي باب علي بن الحسين دخل الاذن يستأذن لهم، فخرج

إليهم رسوله فقال أميطوا عن بابي فاني لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم.

فمحوا العنوان وكتبوا المهدي محمد بن علي، فقال أبو جعفر: والله لقد كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا انما كتب إليه يابن خير من طشي ومشي، فقال أبو بصير، فقلت لأبي جعفر عليه السلام اما المشي فانا أعرفه، فأي شئ الطشي؟ فقال أبو جعفر عليه السلام الحياة.

201 - جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العنبري، قال حدثني علي بن أسباط عن عبد الرحمن بن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ، قال رأيت المختار علي فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس.

202 - إبراهيم بن محمد الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال، حدثني الحسن بن علي الكوفي، عن العباس ابن عامر، عن سيف بن عميرة، عن جارود بن المنذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتي بعث إلينا المختار برؤس الذين قتلوا الحسين عليه السلام.

203 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي علي الخزاعي، قال حدثني خالد بن يزيد العمري المكي، قال الحسن بن زيد بن علي ابن الحسين، قال: حدثني عمرو بن علي بن الحسين، ان علي بن الحسين عليه السلام لما اتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد، قال: فخر ساجدا وقال الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزي الله المختار خيرا.

204 - محمد بن مسعود، قال حدثني ابن أبي علي الخزاعي، قال خالد بن

(٣٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين

عليهما السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، دولة العراق (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن إدريس القمي (1)، الحسن بن علي الكوفي (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، علي بن أبي علي (1)، إبراهيم بن محمد (1)، جارود بن المنذر (1)، جبرئيل بن أحمد (2)، يونس بن يعقوب (1)، علي بن أسباط (1)، علي بن الحسين (1)، خالد بن يزيد (1)، سيف بن عميرة (1)، الحسن بن زيد (1)، علي بن حزور (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن علي (1)، محمد بن عمرو (1)

يزيد العمري، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي، أن المختار أرسل إلي علي ابن الحسين عليه السلام بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنا بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت، قال: ثم أنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعد ما ظهر الكلام الذي أظهره، فردها ولم يقبلها.

والمختار هو الذي دعا الناس إلي محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية وسمعوا الكيسانية وهم المختارية وكان لقبه كيسان، ولقب بكيسان لصاحب شرطه المكني أبا عمرة وكان اسمه كيسان.

وقيل، انه سمي كيسان بكيسان مولي علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الذي حمله علي الطلب بدم الحسين عليه السلام ودله علي قتلته وكان صاحب سره والغالب علي امره.

وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين عليه السلام انه في درا أو في موضع الا قصده، فهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما هدمها، وأهل

الكوفة يضربون بها المثل، فإذا افتقر انسان قالوا دخل أبو عمرة بيته، حتي قال فيه الشاعر:

إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك ويطغيك ولا يطغيك كسرة شعيب مولي علي بن الحسين (عليه السلام) 205 - حدثني أبو الحسن عمر بن علي التفليسي، قال: حدثني محمد بن سعيد ابن أخي سهل بن زياد الادمي، عمن ذكره، عن يونس بن عبد الرحمن عن داود الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شعيب مولي علي بن الحسين عليهما السلام وكان ما علمناه جبارا.

عبد الله البرقي 206 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه. حدثني

(٣٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، عقيل بن أبي طالب عليه السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله البرقي (1)، الحسين بن زيد (1)، سهل بن زياد (1)، داود الرقي (1)، عمر بن علي (2)، القتل (2)

علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن عبد الله البرقي المعرف بالكسري عن أبيه، قال: سألت علي بن الحسين عليهما السلام عن النبيذ؟ فقال: قد يشربه قوم، وحرمه قوم صالحون، فكان شهادة الذين منعوا بشهادتهم شهواتهم أولي بأن تقبل من الذين جروا بشهادتهم شهواتهم.

عبد الله البرقي هذا عامي، الا أن هذا حديث حسن قريب الاسناد.

الفرزدق 207 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني أبو الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، قال: حدثنا العلاء بن محمد بن زكريا بالبصرة، قال: حدثنا

عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال حدثني أبي، ان هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك والوليد، فطاف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام.

فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه ازار ورداء، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ إلي موضع الحجر تنحي الناس عنه حتي يستلمه هيبة له واجلالا، فغاظ ذلك هشاما.

فقاله رجل من أهل الشام لهشام، من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة وأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا أعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أعرفه، فقال الشامي من هذا يا أبا فراس؟ فقال:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت تعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا علي رسول الله والده * أمست بنو ر هداه تهتدي الأمم إذا رأته قريش قال قائلها * إلي مكارم هذا ينتهي الكرم ينمي إلي ذروة العز الذي قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم

(٣٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الشاعر الفرزدق (2)، علي بن إبراهيم بن هاشم (1)، الحسين بن عبد الله البرقي (1)، هشام بن عبد الملك (1)، عبيد الله بن محمد (1)، عبد الله البرقي (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن جعفر (1)، الشام (3)، العزّة (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الشهوة، الإشتهاء (2)، الشهادة (1)، الكرم، الكرامة (1)

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما

جاء يستلم يغضي حياء ويغضي من مهابته * فلا يكلم الا حين يبتسم ينشق نور الهدي عن نور غرته * كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم بكفه خيزران ريحها عبق * من كف أروع في عرنينه شمم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * حلو الشمائل يحلوا عنده النعم هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا الله فضله قدما وشرفه * جري بذاك له في لوحه القلم من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم عم البرية بالاحسان وانقشعت * عنها العماية والاملاق والعدم كلتا يديه غياث عم نفعهما * تستوكفان ولا يعروهما العدم سهل الخليقة لا تخشي بوادره يزينه خصلتان الخلق والكرم لا يخلف الوعد ميمون نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعتزم من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجي ومعتصم يستدفع السوء والبلوي بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل يوم ومختوم به الكلم ان عد أهل التقي كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم لا يستطع جوا د بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وأن كرموا هم الغيوث إذا ما أزمه أزمت * والأسد أسد الشري والناس محتدم يأبي لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندي هضم لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك ان اثروا وان عدموا أي الخلائق ليست في رقابهم * لاولية هذا أوله نعم من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم

(٣٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)

قال: فغضب هشام

وأمر بحبس الفرزدق، فحبس بسعفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم، وقال: أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها عليه وقال: يابن رسول الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزي عليه شيئا، فردها عليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها، فقد رأي الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس فكان مما هجا به قوله.

أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها فبعث إليه فأخرجه.

زرارة بن أعين 208 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال:

حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف، قلت: نعم جعلت فداك اسمي عبد ربه ولكني لقبت بزرارة.

209 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال:

حدثني محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير: عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: اسمع والله بالحرف من جعفر بن محمد عليه السلام من الفتيا فازداد به ايمانا.

210 - حدثني جعفر بن محمد بن معروف، قال، حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن تغلب، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان أباك حدثني أن الزبير والمقداد وسلمان الفارسي حلقوا رؤسهم

ليقاتلوا أبا بكر، فقال لي: لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي عليه السلام ستذهب.

(٣٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو بصير (1)، الشاعر الفرزدق (2)، عبد الله بن أحمد الرازي (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، جعفر بن محمد بن معروف (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، أبان بن تغلب (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن أحمد (1)، بكر بن صالح (1)، جعفر بن بشير (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)

211 - حدثني حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب السراد، عن العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة قد روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه لا يرث مع الام والأب والابن والبنت أحد من الناس شيئا الا زوج أو زوجة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فلا يجوز أن ترده.

وأما في الكتاب في سورة النساء فان الله عز وجل يقول " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوة فلأمه السدس " (1) يعني اخوة الأب وأم أخوة الأب، والكتاب يا

يونس قد ورث هيهنا مع الأبناء، فلا تورث البنات الا الثلثين.

212 - محمد بن مسعود، عن الخزاعي عن محمد بن زياد أبي عمير، عن علي بن عطية، عن زرارة، والله لو حدثت بكلما سمعته من أبي عبد الله عليه السلام لانتفخت ذكور الرجال علي الخشب.

213 - حدثني إبراهيم بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن أبي الصهبان أو غيره عن سليمان بن داود المنقري، عن ابن أبي عمير، قال: قلت لجميل بن دراج، ما أحسن محضرك وأزين مجلسك؟ فقال: أي والله ما كنا حول زرارة بن أعين الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم.

214 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، وعبد الله بن محمد بن عيسي أخوه، والهيثم بن أبي مسروق، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسين بن محبوب، عن

(١) سورة النساء: ١١

(٣٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، سليمان بن داود المنقري (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، محمد بن أبي الصهبان (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، العلاء بن رزين (1)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن إدريس (1)، علي بن عطية (1)، محمد بن الحسين (1)، سورة النساء (2)، الحسن بن محبوب (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن زياد (1)، محمد

بن مسعود (1)، الزوج، الزواج (2)، الجواز (1)

العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة، وذكر مثل الحديث الذي رواه حمدويه بن نصير، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب 215 - حدثني حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أحب الناس إلي أحياء وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والأحول وهم أحب الناس إلي أحياء وأمواتا.

216 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل تأولها أبو عبد الله عليه السلام فقال له الفيض: جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟

فقال له الفيض: اني لا جلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم، حتي أرجع إلي المفضل بن عمر، فيوقفني من ذلك علي ما تستريح إليه نفسي، ويطمئن إليه قلبي.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أجل هو كما ذكرت يا فيض، ان الناس أولعوا بالكذب علينا ان الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره واني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتي يتأوله علي غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وانما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعي رأسا، أنه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله، وما من

عبد وضع نفسه الا رفعه الله وشرفه.

فإذا أردت بحديثنا فعليك بهذا الجالس وأومي بيده إلي رجل من أصحابه، فسألت أصحابنا عنه فقالوا: زرارة بن أعين.

217 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، ومحمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد

(٣٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، الحسين بن أبي الخطاب (2)، الفيض بن المختار (1)، محمد بن أبي عمير (1)، بريد بن معاوية (1)، الفضل بن عبد الملك (1)، القاسم بن عروة (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (3)، سعد بن عبد الله (1)، العلاء بن رزين (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (2)، محمد بن الحسين (1)، المفضل بن عمر (2)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسلم (1)، الفدية، الفداء (1)

وغيره، قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام.

218 - حدثني الحسين بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله تعالي " والسابقون السابقون أولئك المقربون " (1).

219 - حدثني حمدويه: قال حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الاقطع، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما أجد

أحدا أحيي ذكرنا وأحاديث أبي عليه السلام الا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا.

هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي عليه السلام علي حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.

220 - حدثني محمد بن قولويه والحسين بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدائني عن جميل بن دراج، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله عليه السلام من أهل الكوفة من أصحابنا.

فلما دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام قال لي. لقيت الرجل الخارج من عندي؟

فقلت بلي هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال لا قدس الله روحه ولا قدس مثله انه ذكر أقواما كان أبي عليه السلام ائتمنهم علي حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري أصحاب أبي عليه السلام حقا، إذا أراد الله.

(١) سورة الواقعة: ١٠

(٣٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، أبو بصير (2)، علي بن سليمان بن داود (1)، محمد بن عبد الله المسمعي (1)، محمد بن أبي عمير (1)، بريد بن معاوية (1)، زرارة بن أعين (2)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، سعد بن عبد الله (1)، أبان بن عثمان (1)، سليمان بن خالد (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن سالم (1)، جميل بن دراج (1)، علي بن حديد (1)، محمد بن مسلم (2)، سورة الواقعة (1)

بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم

شيعتي أحياء ا وأمواتا يحيون ذكر أبي عليه السلام بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين، ثم بكي.

فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وأمواتا، بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم، أما أنه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل إلي قريب، قال جميل: فوالله ما كان الا قليلا حتي رأيت ذلك الرجل ينسب إلي أصحاب أبي الخطاب، قلت: الله يعلم حيث يجعل رسالاته، قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم.

221 - حدثني حمدوية بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد قال:

حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن زرارة.

ومحمد بن قولويه والحسين بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني هارون بن الحسن بن محبوب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين، عن عبد الله بن زرارة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام اقرأ مني علي والدك السلام.

وقل له: اني انما أعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون إلي كل من قربناه وحمدنا مكانه لادخال الأذي في من نحبه ونقربه، يرمونه لمحبتنا له وقربة ودنوه منا، ويرون ادخال الأذي عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن وأن نحمد أمره.

فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا ولميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر لمودتك لنا ولميلك إلينا، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك يقول الله جل وعز " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا "

(1).

(١) سورة الكهف: ٧٩

(٣٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، محمد بن عبد الله بن زرارة (1)، هارون بن الحسن بن محبوب (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عبد الله بن زرارة (2)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن مسلم (1)، الصّلاة (1)، القتل (1)، السفينة (2)، سورة الكهف (1)

هذا التنزيل من عند الله صالحة، لا والله ما عابها الا لكي تسلم من الملك ولا تعطب علي يديه، ولقد كانت صالحة ليس للعيب منها مساغ والحمدلله.

فافهم المثل يرحمك الله، فإنك والله أحب الناس إلي، وأحب أصحاب أبي عليه السلام حيا وميتا، فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، أن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدي ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها.

فرحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا، ولقد أدي إلي ابناك الحسن والحسين رسالتك، حاطمها الله وكلاهما ورعاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين.

فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي عليه السلام وأمرتك به، وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه الا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به.

ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق، ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي أمرناكم به، فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها، والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه، وهو اعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها لتأمن من فسادها وخوف عدوها في آثار ما يأذن الله، ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج من عنده.

عليكم بالتسليم والرد

إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم، ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض، كما أنزله الله علي محمد صلي الله عليه وآله لأنكم أهل البصائر فتكم ذلك اليوم.

____________________

زرارة بن أعين قوله عليه السلام: لأنكم (1) أهل البصائر لام التعليل الداخلة علي أن باسمها وخبرها علي ما في أكثر النسخ متعلقة

(1) وفي المطبوع من الرجال: لأنكر أهل البصائر فتكم ذلك اليوم الخ

(٣٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (1)، القرآن الكريم (1)، السفينة (1)

انكار شديدا.

ثم لم تستقيموا علي دين الله وطريقه، الا من تحت حد السيف فوق رقابكم،.

____________________

باستيناف التعليم.

و" فتكم " بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة من فوق جملة فعلية علي جواب لو. و" ذلك اليوم " منصوب علي الظرف، و" انكار شديد " مرفوع علي الفاعلية.

والمعني: شق عصاكم، وكسر قوة اعتقادكم، وبدد جمعكم، وفرق كلمتكم.

قال في أساس البلاغة: فتات المسك وهو كسارته وسقاطته وكذلك فتات الخبز وفتات العهن، وهذا مما يفت كبدي، وفت عضدة إذا كسر قوته وفرق عنه أعوانه (1).

وفي النهاية الأثيرية: يقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك قد افتات عليك فيه، وفلان يفتات عليه في كذا (2).

قلت: وذلك افتعال من الفوت لامن الفت.

وفي القاموس: الفت الدق والكسر بالأصابع والشق في الصخرة، وفت في ساعده أضعفه، والفتات ما تفتت وأهل بيت فت مثلثة الفاء منتشرون (3).

وفي بعض النسخ " انكارا شديدا " نصبا علي التمييز، أو علي نزع الخافض وذلك اليوم بالرفع علي الفاعلية.

وربما يوجد في النسخ: لأنكر، بفتح اللام، للتأكيد، وأنكر علي الفعل من الانكار، وأهل البصائر بالرفع علي الفاعلية، وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها

بأهل البصائر للظرفية، أو بمعني منكم، وذلك اليوم بالنصب علي الظرف، وانكارا شديدا منصوبا علي المفعول المطلق، أو علي التمييز فليعرف.

(1) أساس البلاغة: 461.

2) نهاية ابن الأثير: 3 / 477.

3) القاموس: 1 / 153

(٣٥١)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

ان الناس بعد نبي الله عليه السلام ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شئ عليه الناس اليوم الا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب رحمك الله من حيث تدعي إلي حيث تدعي، حتي يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا، وعليك بالصلاة الستة والأربعين، وعليك بالحج أن تهل بالافراد، وتنوي الفسخ إذا قدمت مكة وطفت وسعيت، فسخت ما أهللت به.

وقلبت الحج عمرة أحللت إلي يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلي مني وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلي الله عليه وآله وهكذا أمر أصحابه ان يفعلوا: ان يفسخوا ما أهلوا به ويقبلوا الحج عمرة، واما أقام رسول الله صلي الله عليه وآله علي احرامه لسوق الذي ساق معه، فان السائق قارن والقارن لا يحل حتي يبلغ هديه محله، ومحله المنحر بمني، فإذا بلغ أحل، فهذا الذي أمرناك به حج المتمتع.

فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك، والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدي وخمسين، والا هلال بالتمتع بالعمرة إلي الحج وما أمرنا به من أن يهل بالتمتع فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ولا يخالف شئ من ذلك الحق ولا يضاده، والحمدلله رب العالمين.

222 - حدثني محمد بن قولويه، قال حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن محمد ابن عبد الله المسمعي، وأحمد بن محمد بن عيسي،

عن علي بن أسباط، عن الحسين ابن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله عليهما السلام: ان أبي يقرأ عليك السلام ويقول لك جعلني الله فداك أنه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران أنك ذكرتني وقلت في فقال: اقرأ أباك السلام، وقل له أنا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.

223 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: دخل زرارة علي أبي

(٣٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، سعد بن عبد الله (2)، محمد بن قولويه (2)، علي بن أسباط (1)، علي بن رئاب (1)، الحسن بن محبوب (1)، الحج (6)، الفدية، الفداء (1)، الصّلاة (1)، الهلال (1)

عبد الله عليه السلام فقال يا زرارة متأهل أنت؟ قال: لا، قال: وما يمنعك من ذلك؟ قال: لاني لا أعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا؟

قال: فكيف تصبر وأنت شاب؟ قال أشتري الإماء، قال: ومن أين طاب لك نكاح الإماء؟ قال: لان الأمة ان رابني من أمرها شئ بعتها، قال: لم أسألك عن هذا، ولكن سألتك من ابن طاب لك فرجها؟ قال له: فتأمرني أن أتزوج؟ قال له: ذاك إليك.

قال: فقال له زرارة هذا الكلام ينصرف علي ضربين: اما أن لا تبالي أن أعصي الله إذ لم تأمرني بذلك، والوجه الاخر أن تكون مطلقا لي، قال: فقال عليك بالبلهاء قال فقلت: مثل التي تكون علي رأي الحكم بن عيينة

وسالم بن أبي حفصة؟

____________________

قوله (عليه السلام): عليك بالبلهاء في حديث الزبرقان بن عمرو (1) أمية الضميري: خير أولادنا الأبله العقول و خير النساء البلهاء وقال: ولقد لهوت بطفلة مياله بلهاء تطلعني علي أسرارها.

قال ابن الأثير في النهاية: يريد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو عقول، وقال في الحديث " ان أكثر أهل الجنة البله " جمع الأبله، وهو الغافل عن الشر المطبوع علي الخير، وقيل: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس، لانهم أغفلوا من دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها، وأقبلوا علي اخرتهم، وشغلوا أنفسهم بها، فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة، فاما الأبله وهو الذي لاعقل له فغير مراد في الحديث (2).

قوله رحمه الله: علي رأي الحكم بن عيينة الحكم بن عيينة كان أستاذ زرارة من قبل، فانقطع عنه واتصل بأبي جعفر عليه السلام كما ذكره أبو عمرو الكشي في الجزء الثالث من الكتاب.

(1) وفي " م ": عمرو بن أمية 2) نهاية ابن الأثير: 1 / 155

(٣٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: سالم بن أبي حفصة (1)، الحكم بن عيينة (1)، الصبر (1)، المنع (1)، إبن الأثير (1)، عمرو بن أمية (1)

قال: لا، التي لا تعرف ما أنتم عليه ولا تنصب، قد زوج رسول الله صلي الله عليه وآله أبا العاص ابن الربيع وعثمان بن عفان، وتزوج عايشة وحفصة وغيرهما، فقال: لست أنا بمنزلة النبي عليهم السلام الذي كان يجري عليهم حكمه وما هو الا مؤمن أو كافر قال الله عز وجل " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " (1).

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فأين أصحاب الأعراف؟ وأين المؤلفة قلوبهم؟

وأين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؟ وأين الذين لم يدخلوها وهو يطمعون؟

قال زرارة: أيدخل النار

مؤمن؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا يدخلها الا أن يشاء الله قال زرارة: فيدخل الكافر الجنة؟ فقال أبو عبد الله: لا، فقال زرارة: هل يخلو أن يكون مؤمنا أو كافرا؟.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: قول الله أصدق من قولك يا زرارة، يقول الله أقول، يقول الله خ ج " لم يدخلوها وهم يطمعون " (2) لو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار، قال: فماذا؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أرجهم حيث أرجاهم الله أما أنك لو بقيت لرجعت عن هذا الكلام ولحللت عقدك قال، وأصحاب زرارة يقولون لرجعت عن هذا الكلام وتحللت عنك عقد الايمان.

قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين، فقد أدرك أبا عبد الله عليه السلام فإنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام بشهرين أو أقل وتوفي أبو عبد الله عليه السلام وزرارة مريض مات في مرضه ذلك.

____________________

قوله (عليه السلام): خ ج رمز خ ج مسمي الخاء المعجمة أولا ومسمي الجيم أخيرا، إشارة إلي قول الله عز وجل " وآخرون مرجون لأمر الله " (3).

(١) سورة التغابن: ٢ 2) سورة الأعراف: 46 3) سورة التوبة: 106

(٣٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (6)، المرض (1)، الموت (2)، الأكل (1)، سورة البراءة (1)، سورة الأعراف (1)، سورة التغابن (1)

224 - حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني بنان بن محمد بن عيسي عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن أبي عمير، قال: دخلت علي أبي عبد

الله عليه السلام فقال كيف تركت زرارة؟ قال: تركته لا يصلي العصر حتي تغيب الشمس، قال: فأنت رسولي إليه فقل له فليصل في مواقيت أصحابه فاني قد حرقت، قال: فأبلغته ذلك فقال: أنا والله أعلم أنك لم يكذب عليه ولكني أمرني بشئ فأكره أن أدعه.

225 - حدثني محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسي وعلي بن إسماعيل بن عيسي، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن يحيي بن محمد بن عيسي أبي حبيب، قال: سألت الرضا عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العبد إلي الله من صلاته؟ فقال: ست وأربعون ركعة فرائضه ونوافله، فقلت: هذه رواية زرارة، فقال: أتري أن أحدا كان أصدع بحق من زرارة.

226 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن القاسم بن عروة عن ابن بكير، قال: دخل زرارة علي أبي عبد الله عليه السلام قال: انكم قلتم لنا في الظهر والعصر علي ذراع وذراعين، ثم قلتم أبردوا بها في الصيف، فكيف الابراد بها؟

وفتح ألواحه ليكتب ما يقول، فلم يجبه أبو عبد الله عليه السلام بشئ، فأطيق ألواحه فقال: انما علينا أن نسألكم وأنتم أعلم بما عليكم.

وخرج ودخل أبو بصير علي أبي عبد الله عليه السلام فقال إن زرارة سألني عن شئ فلم أجبه وقد ضقت فاذهب أنت رسولي إليه، فقل صل الظهر في الصيف إذا كان ظلك مثلك والعصر إذا كان ضللك مثليك، وكان زرارة هكذا يصلي في الصيف، ولم أسمع أحدا من أصحابنا يفعل ذلك غيره وغير ابن بكير.

227 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمر، عن ابن أذينة، عن زرارة،

قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وحمران، فقال له حمران:

(٣٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، علي بن إسماعيل بن عيسي (1)، محمد بن إبراهيم الوراق (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن أبي عمير (1)، القاسم بن عروة (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، هشام بن سالم (1)، يحيي بن محمد (1)، محمد بن عيسي (3)، محمد بن يزيد (1)، عمرو بن سعيد (1)، الصّلاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

ما تقول فيما يقول زرارة فقد خالفته فيه؟ قال: فما هو؟ يزعم أن مواقيت الصلاة مفوضة إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو الذي وضعها، قال: فما تقول أنت؟ قال: قلت أن جبريل عليه السلام أتاه في اليوم الأول بالوقت الأول وفي اليوم الثاني بالوقت الأخير ثم قال جبريل: يا محمد ما بينهما وقت.

فقال أبو عبد الله عليه السلام يا حمران ان زرارة يقول: انما جاء جبريل مشيرا علي محمد عليه السلام، صدق زرارة، فجعل الله ذلك إلي محمد عليه السلام فوضعه وأشار جبريل عليه.

228 - حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال:

حدثني العبيدي محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، قال:

سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر واما جعفر فان في قلبي عليه لعنة! فقلت له:

.____________________

قوله رحمه الله: فان في قلبي عليه لعنة (1) بفتح اللام للتأكيد واهمال العين مفتوحة أو مضمومة وتشديد النون، أي أن في قلبي عليه لعنة، أي أن في قلبي لعارضا واعتراض عليه، عن للنفس وعرض للقلب

وهجس في الصدر وخطر في الضمير معتنا معترضا.

أو أن في قلبي شدة وملاجة وهيجانا في المعانة والاعتنان أي المعارضة والاعتراض.

والعنن أي اللجاج والمحاجة والمؤاخذة عليه أو لعارضة وغايلة عليه فجأة لست أدري ما سببها، من قولهم: أعننت بعنة ما أدري ما هي، أي تعرضت لشئ ما أعرفه قال في مجمل اللغة: ولقيته عين عنة، أي فجاءة. والعنن شبه الحجاج.

وفي بعض النسخ اعجام الغين المضمومة اما علي الاستعارة من الغنة للمستور في حجاب القلب المكنون في كنان الضمير، أو بمعني الغلظة.

قال في المغرب: الغنه صوت من اللهاة والأنف مثل نون منك وعنك، لأنه لاحظ لا في اللسان، والخنة أسد منها، قال أبو زيد: الغن الذي يجري كلامه في

(1) وفي المطبوع من الرجال: لفتة

(٣٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: مواقيت الصلاة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، التصديق (1)

وما حمل زرارة علي هذا؟ قال: حمله علي هذا؟ قال: حمله علي هذا لان أبا عبد الله عليه السلام أخرج مخازيه.

229 - حدثني حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا العبيدي، عن هشام ابن إبراهيم الختلي وهو المشرقي، قال قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس فذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو الخطا؟

فقلت: لا، ولكنه بأبي أنت وأمي ما يقول زرارة في الاستطاعة، وقول زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك، وقال الآخرون بالجبر ونحن منه براء وليس من دين آبائك.

قال: فبأي شئ تقولون؟ قلت بقول أبي عبد الله عليه السلام وسأل عن قول الله عز وجل ____________________

لهاته، والأخن الساد الخياشم، والغنمة أيضا ما يغتري الغلام

عند بلوغه إذا غلظ صوته.

وقال في مجمل اللغة: وآداغن ملتف فتري الريح تجري ولها غنة ويقال: بل ذلك لكثرة ذبانه.

ثم إن السيد جمال الدين بن طاوس كأنه علي ما يستذاق من كلامه ويستشم من سياقه، قد صحف النون بالياء المثناة من تحت بعد العين المهملة، من العي - بالكسر وهو الجهل وخلاف البيان، والغين المعجمة - بالفتح - وهو الجهل و خلاف الرشد كما في مجمل اللغة وغيره.

وذلك لأنه قال في اختياره من كتاب الكشي في الجواب عن هذا الحديث والطعن فيه بهذه العبارة: وقد روي من طريق محمد بن عيسي عن يونس ان زرارة استقل علم الصادق عليه السلام.

وما أبعد هذا من الحق وهل يشك مخالف أو مؤالف في جلالة علم مولانا الصادق عليه السلام ولقد أكثر محمد بن عيسي من القول في زرارة حتي لو كان بمقام عدالة كادت الظنون تسرع إليه بالتهمة، فكيف وهو مقدوح فيه انتهي كلامه.

وقد أسمعناك من قبل أن محمد بن عيسي غير ساقط الدرجة عن مقام العدالة

(٣٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: أبو الحسن الخراساني (1)

ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا (1) ما استطاعته؟ قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام صحته وماله فنحن بقول أبي عبد الله عليه السلام نأخذ قال: صدق أبو عبد الله عليه السلام هذا هو الحق.

230 - حدثني طاهر بن عيسي الوراق، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن ابن أبي نجران عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم قلت: ما هو؟

قال: هو والله ما أحدث زرارة وأبو حنيفة وهذا الضرب قال: قلت: الزنا معه؟ قال: الزنا ذئب.

231 - حدثني محمد بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حفص مؤذن علي بن يقطين يكني أبا محمد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم؟ قال: أعاذنا الله وإياك يا أبا بصير من ذلك الظلم ذلك ما ذهب فيه زرارة وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه.

232 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن حمزة، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغني أنك برئت من عمي يعني زرارة؟ قال، فقال: انا لم أبرأ من زرارة لكنهم يجيؤن ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت عنه الزمونيه، فأقول من قال هذا فأنا إلي الله منه برئ.

233 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الوشاء عن ابن خداش، عن علي بن إسماعيل عن ربعي، عن الهيثم بن حفص العطار قال سمعت حمزة بن حمران، يقول حين قدم من اليمن: لقيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له بلغني أنك لعنت عمي زرارة قال: فرفع يديه حتي صك بها صدره، ثم قال: لا والله ما قلت ولكنكم تأتون عنه بأشياء فأقول من قال هذا فأنا منه برئ.

قال قلت فأحكي لك ما يقول؟ قال نعم قال قلت: ان الله عز وجل لم يكلف العباد

(١) سورة آل عمران: ٩٧

(٣٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (3)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، الهيثم بن حفص العطار (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، محمد بن عيسي بن

عبيد (1)، صالح بن أبي حماد (1)، ابن أبي نجران (1)، علي بن إسماعيل (1)، ابن أبي حمزة (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن يقطين (1)، حمزة بن حمران (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، التصديق (1)، الزنا (2)، الظلم (1)، الحج (1)، السكوت (1)، سورة آل عمران (1)

الا ما يطيقون، وأنهم لن يعملوا الا أن يشاء الله ويريد ويقضي، قال: هو والله الحق.

ودخل علينا صاحب الزطي فقال له يا ميسر ألست علي هذا؟ قال: علي أي شئ أصلحك الله أو جعلت فداك؟ قال: فأعاد هذا القول عليه كما قلت له، ثم قال:

هذا والله ديني ودين آبائي.

234 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه، قال: حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله المعروف بماجيلويه، عن زياد بن أبي الحلال، قال: قلت لأبي عبد الله ____________________

قوله: حدثني أبو جعفر إلي قوله حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله المعروف بما جيلويه طريق هذا الحديث صحيح بلا امتراء اتفاقا.

ومن العجب كل العجب من السيد جمال الدين بن طاوس إذ قال: الذي يظهر أن الرواية غير متصلة، لان محمد بن أبي القاسم كان معاصرا لأبي جعفر محمد ابن بابويه، ويبعد أن يكون زياد بن أبي ي الحلال عاش من زمن الصادق حتي لقيه محمد بن أبي القاسم معاصر أبي جعفر بن بابويه.

وكيف خفي عليه أن المعاصر لأبي جعفر بن بابويه محمد بن علي ما جيلويه لا محمد بن أبي القاسم، وكثيرا ما في الفقيه وفي سائر كتبه يقول في الأسانيد: حدثني محمد بن علي ما جيلويه

عن عمه محمد بن أبي القاسم.

ويظهر من النجاشي أن محمد بن أبي القاسم جد محمد بن علي ما جيلويه المعاصر لأبي جعفر محمد بن بابويه، فإنه ذكر في كتابه ان محمد بن أبي القاسم الملقب ما جيلويه صهر أحمد بن أبي عبد الله علي ابنته وابنه محمد بن علي منها.

ثم قال أخبرنا اي علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين يعني به أبي جعفر بن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه قال: حدثنا أبي علي بن محمد عن أبيه محمد بن أبي القاسم (1) فتدبر.

(١) رجال النجاشي: ٢٧٣

(٣٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: زياد بن أبي الحلال (1)، محمد بن أبي القاسم (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

القول المنسوب إلي زرارة وأصحابه في الاستطاعة

عليه السلام ان زرارة روي عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه، وقد أحببت أن أعرضه عليك، فقال: هاته، قلت: فزعم أنه سألك عن قول الله عز وجل " ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " من ملك زادا وراحلة، فقال: كل من ملك زادا وراحلة، فهو مستطيع للحج وان لم يحج؟ فقلت نعم.

____________________

قوله: روي عنك في الاستطاعة شيئا.

القول المنسوب إلي زرارة وأصحابه، وقد قال مولانا الصادق عليه السلام أنه برئ منه، وأن ذلك ليس من دينه ودين آبائه صلوات الله عليهم، هو تفويض الفعل و اسناده إلي قدرة العبد وارادته علي الاستقلال بالذات من غير استناد إلي الله وارادته تعالي سلطانه أصلا الا بالعرض، وفريق جم من العامة يسمون أصحاب هذا القول بالقدرية.

ولعل من في إقليم العقل والبرهان يعلم أنه من الممتنع أن يتصحح للممكن الذاتي (1) تحقق بالفعل من

دون الاستناد إلي الواجب الحق بالذات.

وفي ازاء هذا القول قول الجبرية بالتحريك وأولئك هم القدرية علي التحقيق واياهم عني النبي صلي الله عليه وآله " القدرية مجوس هذا الأمة " كما قد أسلفنا بيانه، وهو اسناد أفعال العباد إلي الله سبحانه ابتداء ونفي مدخلية قدرة العبد وارادته في فعله مطلقا، وكان ذا العقل الصريح والذهن الصراح ليس يحتاج في ابطال ذلك إلي مؤنة تجشم.

والطريق الوسط الذي هو القول الفصل والدين الحق والكلمة السواء أنه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين الامرين، فان المبادي المترتبة المنبعث عنها فعل العبد مبتدأة في جهة التصاعد من القدرة الحقة الوجوبية والإرادة الحقيقية الربوبية، ومنتهية في جهة التنازل إلي قدرة العبد وارادته المنبعث عنهما فعله، والجميع في نظام الوجود مستند إلي الذات الأحدية الحقة التي هي في حد نفسها عين العلم المحيط

(1) في " أآلهتنا ": الذاتية

(٣٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الحج (3)

فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت: كذب علي والله كذب علي والله لعن الله زرارة لعن الله زرارة، لعن الله زرارة انما قال لي من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج؟ قلت: وقد وجب عليه الحج، قال: فمستطيع هو؟ فقلت: لا حتي يؤذن له، قلت: فأخبر زرارة بذلك؟ قال: نعم. قال زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله عليه السلام وسكت عن لعنة، فقال: اما أنه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم، وصاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال.

____________________

التام، والقدرة الحقيقية الواجبة، والإرادة الحقة القدوسية.

فهذا دين مولانا الصادق وآبائه الصادقين صلوات الله عليهم أجمعين وهو دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده المؤمنين فليثبت.

قوله (ع): قلت: وجب عليه الحج مولانا الصادق عليه السلام حيث

فسر الاستطاعة للحج بالصحة البدنية والسعة المالية انما رام بها الاستطاعة المترتبة عليها وجوب الحج واستقرار التكيف به في ذمة المكلف.

فزرارة لم يفهم ذلك، فمن سوء فهمه حسب أنه عليه السلام أراد بها الاستطاعة المنبعث عنها فعل الحج وايقاعه.

ولم يعلم أن تلك الاستطاعة انما هي إرادة العبد المستندة إلي إرادة الله تعالي ومشيته، كما يقول القرآن الحكيم " وما تشاؤن الا أن يشاء الله " (1) فالعبد مختار غير مجبور في فعله.

ضرورة أن فعله منبعث عن ارادته واختياره، وإن كانت المبادي والأسباب المترتبة الموجبة لإرادته واختياره مستندة إلي إرادة الله تعالي واختياره، فلا يريد و لا يختار الا أن يؤذن له في قضاء الله سبحانه وقدره، والثواب والعقاب من لوازم

(١) سورة الانسان: ٣٠

(٣٦١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أبو عبد الله (1)، الحج (2)، الكذب، التكذيب (2)، سورة الإنسان (الدهر) (1)

235 - قال أبو عمر ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي: وحدثني أبو الحسن محمد بن بحر الكرماني الدهني الترماشيري قال: وكان من الغلاة الحنقين قال: حدثني أبو العباس المحاربي الجزري، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال حدثنا فضالة بن أيوب، عن فضيل الرسان، قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة يدعي أنه أخذ عليك الاستطاعة؟ قال: لهم عقرا كيف أصنع بهم، وهذا المرادي بين يدي وقد أريته وهو أعمي بين السماء والأرض فشك وأضمر أني ساحر، فقلت:

.____________________

ماهيات الافعال ومترتبان علي استحقاق العبد لهما من جهة ارادته واختياره.

وبسط القول هنالك علي ذمة كتاب الايقاضات وعلي ذمة كتاب قبسان الحق المبين.

قوله رحمه الله: الدهني بضم الدال نسبة إلي بني دهن.

قال في القاموس: بنودهن بالضم حي منهم معاوية بن عمار الدهني (1).

قوله: من الغلاة الحنقيين

بفتح الحاء المهملة وكسر النون قبل القاف، أي المتعصبين المعاندين المتغبظين علي أهل الحق.

قال في الصحاح: الحنق الغبظ، والجمع حناق كجبل وجبال وقد حنق عليه بالكسر أي اغتاظ فهو حنق (2).

قوله (ع): لهم عقرا (3) يقال عقرا لفلان بفتح العين المهملة والتنوين وهو دعاء عليه بالقطع والهلاك والاستيصال.

(1) القاموس: 4 / 224 2) الصحاج: 4 / 1465 3) وفي المطبوع من الرجال: عفرا

(٣٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عمر بن عبد العزيز (1)، فضالة بن أيوب (1)، يعقوب بن يزيد (1)، محمد بن بحر (1)

اللهم لو لم تكن جهنم الا اسكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن، قيل: فحمران؟ قال حمران ليس منهم.

قال الكشي: محمد بن بحر هذا غال، وفضالة ليس من رجال يعقوب. وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.

.____________________

قال في مجمل اللغة: وجدعا وعقرا لفلان، وللمرأة حلقي وعقري أي عقر الله جسدها وأصابها بداء في حلقها.

وفي أساس البلاغة: ويقال في الدعاء: جدعا له وعقرا وعقري حلقي وأن بني فلان عقروا مراعي القوم إذا قطعوها وأفسدوها (1).

وفي المغرب: ولا تعقرن شجرا مأي لا تقطعن وفي حديث صفيه عقري حلقي علي فعلي، وقيل: الألف للوقف، وفيه دعاء بقطع الرجل والحلق أو بحلق الرأس وعن أبي عبيد عقر جسدها وأصيبت بداء في حلقها.

قوله: الا أسكرجة في النهاية الأثيرية في الحديث " لا أكل في سكرجة " هي بضم السين والكاف والراء والتشديد - اناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الأدم، وهي فارسية معربة وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها (2).

وربما يقال: الاسكرجة اناء صغير لا يسع من الماء أكثر من خمسة مثاقيل.

قوله رحمه الله: مزاد فيه بضم الميم علي البناء للمجهول كما في مغير عن وجهه، فان الزوادة

بالواو كالزيادة بالياء سيان في المعني، فصح في البناء للمفعول المزاد فيه والمزيد فيه بمعني واحد.

(1) أساس البلاغة: 430 2) نهاية ابن الأثير: 2 / 384

(٣٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: أعين بن سنسن (1)، محمد بن بحر (1)، إبن الأثير (1)

236 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبان عن عبد الرحيم القصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ايت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي ابتدعتماها؟ اما علمتما أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة.

قلت له: اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام، فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر، فاما بريد فقال:

لا والله لا أرجع عنها أبدا.

237 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن الله زرارة.

238 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد ابن عيسي، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

ذكر عنده بنو أعين: فقال والله ما يريد بنو أعين الا ان يكونوا علي غلب.

239 - محمد بن مسعود، قال حدثني جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن يونس، عن هارون بن خارجة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزو جل.

____________________

وذلك لان اليائي يتعدي ولا يتعدي يقال: زاد مال فلان زيادة، أي ازداد، أو زاد هو في علمه أو ماله أي ازداد

فيه، وزاده الله خيرا أو علما علي خلاف الامر في الواوي، فلا يقال: الا أزاده إياه زوادة.

والمزادة بالفتح والمزادة بالضم كلاهما في الأصل أسم المكان، الأول من الزيادة والثاني علي هيئة اسم المفعول من باب الافعال من الزوادة والجمع المزاود وصاحب القاموس نسب الجوهري هناك إلي الوهم وهو وهم (1).

(1) هذه الزيادة في " م " فقط بخط السيد الداماد (ره)

(٣٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إسماعيل بن عبد الخالق (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عبد الرحيم القصير (1)، هارون بن خارجة (1)، أبو عبد الله (2)، جبرئيل بن أحمد (1)، عمر بن أبان (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (3)، مسمع كردين (1)، الغلّ (1)، الإبداع، البدعة (1)

" الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم " قال: هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة.

240 - وبهذا الاسناد: عن يونس، عن خطاب بن مسلمة، عن ليث المرادي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة الا تائها.

241 - وبهذا الاسناد: عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن عمران الزعفراني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: يا أبا بصير وكني أثني عشر رجلا ما أحدث أحد في الاسلام ما أحدث زرارة من البدع، لعنه الله، هذا قول أبي عبد الله.

242 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن عمار ابن المبارك، قال: حدثني الحسن بن كليب الأسدي، عن أبيه كليب الصيداوي، أنهم كانوا جلوسا، ومعهم عذافر الصيرفي، وعدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله عليه السلام قال، فابتدأ أبو عبد الله عليه السلام من غير ذكر لزرارة، فقال

لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن الله زرارة ثلاث مرات.

243 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حريز قال: خرجت ____________________

قوله: عن خطاب بن مسلمة خطاب ابن مسلمة - بفتح الميم واسكان السين - الكوفي من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام ثقة، يروي كتابه عدة من أجلة أصحابنا منهم أبي عمير قاله النجاشي (1) وغيره.

قوله: عن عمران الزعفراني عمران بن إسحاق الزعفراني الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام ذكره الشيخ في كتاب الرجال (2).

قوله: كني بفتح الكاف وتشديد النون من التكنية، أي خاطب اثني عشر رجلا بالكنية

(١) رجال النجاشي: ١١٨ 2) رجال الشيخ: 257

(٣٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، إبراهيم المؤمن (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (1)، عمران الزعفراني (1)، كليب الأسدي (1)، خطاب بن مسلمة (1)، ابن المبارك (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الإبداع، البدعة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

إلي فارس، وخرج معنا محمد الحلبي إلي مكة، فاتفق قدومنا جميعا إلي حزين، فسألت الحلبي فقلت له أطرفنا بشئ، قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في الاستطاعة؟ فقال: ليس من ديني ولا دين آبائي.

فقلت: الان ثلج عن صدري، والله لا أعود لهم مريضا، ولا أشيع لهم جنازة ولا أعطيهم شيئا من زكاة مالي، قال: فاستوي أبو عبد الله عليه السلام جالسا وقال لي كيف قلت؟ فأعدت عليه الكلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي عليه السلام يقول أولئك قوم حرم الله وجوههم علي النار، فقلت: جعلت فداك فكيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة

وأشباهه.

244 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني موسي بن جعفر بن وهب، عن علي بن القصير، عن بعض رجاله، قال: استأذن زرارة ____________________

أو كني اثني عشر رجلا بأبي بصير وناداهم بتلك الكنية.

قوله: فاتفق قدومنا جميعا إلي حزين (1) بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي كفعيل ماء بنجد.

وحزن بضم الحاء وفتح الزاي كصرد الجبال الغلاظ الواحد حزنة بالضم قاله في القاموس (2) وغيره.

قوله: عن علي بن القصير في أكثر نسخ هذا الكتاب علي بن القصير، وهواما ابن عبد الرحمن القصير أو ابن عبد الرحيم القصير.

والشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: علي القصير (3). باسقاط ابن وهذا أظهر.

(1) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: حين، والمصحح للمطبوع وقع هنا في تحير عجيب.

2) القاموس: 4 / 213 3) رجال الشيخ: 268

(٣٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، موسي بن جعفر بن وهب (1)، أبو عبد الله (2)، جبرئيل بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد الحلبي (1)، الكراهية، المكروه (1)، الفدية، الفداء (1)، الزكاة (1)، الشهادة (1)

ابن أعين وأبو الجارود علي أبي عبد الله عليه السلام قال: يا غلام أدخلهما فإنهما عجلا المحيا وعجلا الممات.

245 - حدثني محمد بن مسعود، قال جبرئيل بن أحمد، عن موسي بن جعفر، عن علي بن أشيم، قال حدثني رجل، عن عمار الساباطي، قال: نزلت منزلا في طريق مكة ليلة فإذا أنا برجل قائم يصلي صلاة ما رأيت أحد صلي مثلها ودعا بدعا ما رأيت أحدا دعا بمثله.

فلما أصبحت نظرت إليه فلم أعرفه، فبينا أنا عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ دخل الرجل فلما نظر أبو عبد الله عليه

السلام إلي الرجل، قال: ما أقبح بالرجل ان يتمنه رجل من اخوانه علي حرمة من حرمته فيخونه فيها.

.____________________

قوله (عليه السلام): عجلا المحيا وعجلا الممات بكسر العين المهملة واسكان الجيم تثنية العجل عجل السامري، يعني عليه السلام ان الناس يتذللون ويختضعون لهما، ويعتدون بهما ويسيرون علي طريقهما، ويأخذون بقولهما في محياهما وفي مماتهما، كما بنو إسرائيل تعبدت وتذللت واختضعت للعجل فهما عجلا شيعتنا في المحيا والممات.

وكيف يسعك أن لا تأذن لهما بالدخول؟ أدخلهما، وهذا صريح في أنه عليه السلام كان مغتاظا عليهما في دين الله.

ولكن طريق هذا الخبر علي القصير عن بعض رجاله، وهو غير معلوم. وأيضا انما أنكر عليه السلام عليهما في خصوص مسألة القضاء والقدر بقولهما بالاستطاعة، كما قد تضمنه خبر الحلبي وغيره من الاخبار، فليعلم.

قوله (عليه السلام) أن (1) يتمنه بتشديد التاء المثناة من فوق بعد ياء المضارعة افتعالا من الأمانة بقلب الهمزة تاءا وادغام التاء في التاء كما في تتخذه مثلا.

(1) وفي المطبوع من الرجال: يأتمنه

(٣٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، عمار الساباطي (1)، أبو عبد الله (1)، أبو الجارود (1)، جبرئيل بن أحمد (1)، علي بن أشيم (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)

قال: فولي الرجل، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمار أتعرف هذا الرجل؟

قلت: لا والله الا أني نزلت ذات ليلة في بعض المنازل، فرأيته يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلي مثلها، ودعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فقال لي هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه فقال: وقد منا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا.

246 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن

ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن عبد الله الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وسأله انسان قال:

اني كنت أنيل التيمية من زكاة مالي حتي سمعتك تقول فيهم، أفأعطيهم أم أكف؟

قال: لابل أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر علي النار.

247 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن حمران، عن الوليد بن صبيح، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فاسقبلني زرارة خارجا من عنده، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام يا وليد أما تعجب من زرارة يسألني عن اعمال هؤلاء، أي شئ كان يريد؟ أيريد أن أقول له لا، فيروي ذلك عني؟ ثم قال: يا وليد متي كانت الشيعة تسأل عن أعمالهم، انما كانت الشيعة ____________________

قوله: أنيل التيمية في أكثر النسخ " التيمية " وهم بني ضبة نسبة إلي تيم بن ضبه، لامن بني تيم بن مرة رهط أبي بكر فليعلم.

قوله: حدثني حمدويه قال حدثني محمد بن عيسي الطريق صحيح علي ما هو الأصح في محمد بن عيسي العبيدي.

قوله (عليه السلام): يا وليد متي كانت الشيعة تسأل يعني عليه السلام أن الشيعة قاطبة يعلمون بتة أن الإمامة والخلافة منصب العترة الطاهرة وحق الذرية الطيبة عليهما السلام، وأن بني أمية وبني العباس وعمالهم المقلدين لا عمالهم كالولاة والقضاة من قبلهم، ظلمة وجورة غصبة لمسند من له الحكم و

(٣٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله الحلبي (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (2)، هشام بن سالم (1)، وليد بن صبيح (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن حمران (1)، الصّلاة (1)، الزكاة (1)

تقول: من أكل من طعامهم

وشرب من شرابهم، واستظل بظلهم، متي كانت الشيعة تسأل عن مثل هذا.

248 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني الحسن بن علي علي الوشاء، عن أبي خداش، عن علي بن إسماعيل عن أبي خالد.

وحدثني محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن ابن الريان عن الحسن بن راشد، عن علي بن إسماعيل عن أبي خالد، عن زرارة قال: قال لي زيد بن علي عليه السلام وأنا عند أبي عبد الله عليه السلام ما تقول يا فتي في رجل من آل محمد استنصرك؟ فقلت إن كان مفروض الطاعة نصرته، وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن أفعل ولي أن لا أفعل، فلما خرج قال أبو عبد الله عليه السلام: أخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا.

249 - وروي عن زرارة بن أعين: قال جئت إلي حلقة بالمدينة فيها عبد الله ابن محمد وربيعة الرأي، فقال عبد الله: يا زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم؟

فقلت: ان الكلام يورث الضغائن، فقال لي ربيعة الرأي: سل يا زرارة.

____________________

الولاية بالحق، فاحاد الشيعة لا يسألون عن ذلك أحدا، لكونه من المعلوم المستبين عندهم، فضلا عن زرارة ونظائره.

انما الذي يتجه السؤل عنه عند الشيعة هو قبول جوائز هؤلاء الظلمة الجورة وعطاياهم والاكل من طعامهم والشراب من شرابهم والاستظلال بظلهم.

فسؤال زرارة إياي عن عمالهم وأعمالهم تفوح منه رائحة أنه يريد أن يسمعني أقول في الجواب أنهم ظلمة جورة غصبة لمنصب الولاية ومسند الحكم، فيروي ذلك عني فيبلغهم أني أقول منهم كذا وكذا فليعرف.

قوله: ربيعة الرأي أبو عبد الرحمن ربيعة بن

عبد الرحمن المدني الفقيه، يقال له ربيعة الرأي.

(٣٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، علي بن إسماعيل (2)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، ربيعة الرأي (2)، ابن الريان (1)، الحسن بن راشد (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الأكل (1)

قال قلت: بم كان رسول الله صلي الله عليه وآله يضرب في الخمر؟ قال بالجريد والنعل، فقلت لو أن رجلا أخذ اليوم شارب خمر وقدم إلي الحاكم ما كان عليه؟ قال: يضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط، قال: فقال عبد الله بن محمد: يا سبحان الله يضرب رسول الله صلي الله عليه وآله بالجريد ويضرب عمر بالسوط، فيترك ما فعل رسول ل الله صلي الله عليه وآله ويأخذ ما فعل عمر.

250 - حدثني حمدويه قال: حدثني أيوب، عن حنان بن سدير قال: كتب معي رجل أن أسأل أبا عبد الله عليه السلام عما قالت اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا: هو مما شاء أن يقولوا؟ قال: قال لي ان ذا من مسائل آل أعين ليس من ديني ولا دين آبائي، قال، قلت ما معي مسألة غير هذه.

____________________

قال الذهبي في ميزان الاعتدال وقد احتج به أصحاب الكتب كلها وقد قال سور بن عبد الله القاضي: ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي قيل له ولا الحسن ولا ابن سيرين وقال: ولا الحسن ولا ابن سيرين.

وأما ربيعة بن محمد أبو قضاعة الطائي فقد قال في ميزان الاعتدال: انه الذي روي عن ذي النون، عن ملك بن غسان، عن ثابت، عن

أنس انقض كوكب وقال رسول الله صلي الله عليه وآله: انظروا فمن انقض في داره فهو الخليفة بعدي، فنظرنا فإذا هو في منزل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال جماعة، قد غوي محمد في حب علي فنزلت " والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي " (1).

وربيعة بن ناجذ في ميزان الاعتدال: أنه روي علي أخي ووارثي، ورواه عنه أبو صادق.

قوله: مما شاء أن يقولوا في حيز الانكار يعني ما قالت اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا كيف يسوغ أن يكون مما شاء الله أن يقولوا، ولو لم يكن القول بالاستطاعة هو

(١) وقد رواه المغازلي في المناقب: ٣١٠ والبحار: ٣٥ / ٢٨٣ والعمدة: ٣٨ والطرائف: 22.

(٣٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن محمد (1)، حنان بن سدير (1)، الضرب (2)

251 - حدثني محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه أحمد بن علي، عن أبيه علي بن يقطين، قال، لما كانت وفاة أبي عبد الله عليه السلام قال الناس بعبد الله بن جعفر.

واختلفوا: فقائل قال له، وقائل قال بأبي الحسن عليه السلام فدعا زرارة ابنه عبيدا فقال: يا بني الناس مختلفون في هذا الامر: فمن قائل بعبد الله فإنما ذهب إلي الخبر الذي جاء ان الإمامة في الكبير من ولد الامام، فشد راحلتك وامض إلي المدينة حتي تأتيني بصحة الامر، فشد راحلته ومضي إلي المدينة.

واعتل زرارة فلما حضرته الوفاة سأل عن عبيد، فقيل إنه لم يقدم، فدعا بالمصحف فقال: اللهم إني مصدق بما جاء نبيك

محمد فيما أنزلته عليه وبينته لنا علي لسانه، وأني مصدق بما أنزلته عليه في هذا الجامع، وان عقيدتي وديني الذي يأتيني به عبيد ابني وما بينته في كتابك، فان أمتني قبل هذا فهذه شهادتي علي نفسي واقراري بما يأتي به عبيد ابني وأنت الشهيد علي بذلك.

فمات زرارة، وقدم عبيد، فقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذي قصده فأخبرهم ان أبا الحسن عليه السلام صاحبهم.

252 - حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد قال: حدثني علي ____________________

الحق للزم ذلك، فقال مولانا الصادق عليه السلام ان ذا من مسائل آل أعين من ديني ودين آبائي.

والتحقيق أنه يلزم من ابطال القول بالاستطاعة دخول ذلك وأمثاله من الشرور في قضاء الله سبحان بالعرض، وأن متعلق إرادة الله تعالي ومشيته بأمثال ذلك بالعرض من حيث هي لوازم الخيرات الكثيرة في نظام الوجود لا بالذات من جهة ما هي شرور.

وتمام القول هنالك في كتاب القبسات وفي كتاب الايقاضات فليتعرف.

(٣٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، علي بن يقطين (1)، عثمان بن رشيد (1)، أحمد بن علي (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)

ابن حديد، عن جميل بن دراج، قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، انا كنا نختلف إليه فما نكون حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضي أبو عبد الله عليه السلام وجلس عبد الله مجلسه: بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليعرف الخبر ويأتيه بصحته، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل ان يوافيه عبيد.

فلما

حضرته الوفاة دعا بالمصحف فوضعه علي صدره ثم قبله، قال جميل:

فحكي جماعة ممن حضره أنه قال: اللهم إني ألقاك يوم القيامة وامامي من ثبت في هذا المصحف إمامته، اللهم إني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، علي ذلك أحيي وعليه أموت إن شاء الله.

253 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي ابن موسي بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن أبي يحيي الضرير، عن درست ابن أبي منصور الواسطي، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن زرارة شك في إمامتي فاستوهبته من ربي تعالي.

254 - حدثني بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر أبي الحسن عليه السلام فجائه الموت قبل رجوع عبيد إليه فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه.

وقال: ان الامام بعد جعفر بن محمد من اسمه بين الدفتين في جملة القرآن منصوص عليه من الذين أوجب الله طاعتهم علي خلقه، أنا مؤمن به قال: فأخبر بذلك أبو السحن الأول عليه السلام فقال: والله كان زرارة مهاجرا إلي الله تعالي.

255 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج وغيره، قال: وجه زرارة عبيدا ابنه إلي المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن أبي عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد.

(٣٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، يوم القيامة (1)، عبد الله بن أبي

عبد الله (1)، محمد بن عبد الله المسمعي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (1)، محمد بن عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن هلال (1)، علي بن أسباط (1)، الحسن بن علي (1)، جميل بن دراج (2)، موسي بن جعفر (1)، أحمد بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، القرآن الكريم (1)

قال محمد بن أبي عمير، حدثني محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلي المدينة، فقال أبو الحسن: اني لأرجو ا أن يكون زرارة ممن قال الله تعالي " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره علي الله ".

256 - حدثني محمد بن مسعود، قال: أخبرنا جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن نصير بن شعيب عن عمة زرارة، قالت: لما وقع زرارة واشتد به: قال: ناوليني المصحف فناولته وفتحته فوضعه علي صدره، وأخذه مني ثم قال: يا عمة أشهدي أن ليس لي امام غير هذا الكتاب.

257 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال:

حدثني العبيدي عن يونس، عن ابن مسكان، قال تدارأنا عند زرارة في شئ من أمور الحلال والحرام، فقال قولا برأيه، فقلت أبرأيك هذا أم براية؟ فقال: اني اعرف، أوليس رب رأي خير من أثر.

____________________

قوله: حدثني محمد بن مسعود قال حدثني جبريل بن أحمد هذا الحديث صحيح السند علي التحقيق.

قوله: تدارأنا عند زرارة تدارأنا بالهمزة تفاعلا من الدراء، وهو الدفع أي

تناظرنا وتدافعنا فدفع كل منا كلام الاخر، أو تدارينا بالياء من الدراية بمعني العلم والمعرفة.

وفي نسخة " تذاكرنا " من الذكر والمذكرة والأصح الأول.

قوله: اني أعرف.

أعرف علي صيغة أفعل التفضيل، أي أني أعلم بما قلت ما علي ولا عليك من ذلك من شئ، سواء علي أكان برأي أم برواية. وقوله " أوليس رب رأي من أثر " حق لا معدي عنه، وذلك لأنه ربما كان

(٣٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم المؤمن (1)، محمد بن أبي عمير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن حكيم (1)، محمد بن مسعود (2)، الموت (1)

258 - حدثني أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال قال لي زرارة بن أعين: لا تري علي أعوادها غير جعفر، قال: فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام أتيته فقلت له أتذكر الحديث الذي حدثتني به؟ وذكرته له، وكنت أخاف ان يجحدنيه، فقال: اني والله ما كنت قلت ذلك الا برأيي.

259 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن الوشاء، عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن جوائز العمال؟ فقال:

لا بأس به، قال ثم قال: انما أراد زرارة أن يبلغ هشاما اني أحرم أعمال السلطان.

____________________

رأي نتيجة برهان عقلي يقيني والأثر ظني، فاليقين خير من الظن.

وربما كان اثر بصريح منطوقه مدافعا للأصول العقلية والقوانين اليقينية، وإن كان سليم الاسناد صحيح الطريق فيجب تأويله، وان لم يكن محتملا للتأويل وجب طرحه فليعلم.

قوله لا يري علي أعوادها غير جعفر لا يري اما بضم ياء المضارعة علي البناء للمجهول، أو بفتح التاء للخطاب علي صيغة المعلوم، أو بالنون

للمتكلم مع الغير. " علي أعوادها " جمع عود أي علي عيدان سرير الإمامة والولاية ومنبر الوصاية والخلافة غير جعفر عليه السلام.

يعني أنه عليه السلام هو المهدي القائم الموعود لخاتم الأئمة، فلما توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أتيت زرارة فقلت له: أتذكر الحديث الذي حدثني به أبي أنه لا يري علي أعواد سرير الإمامة والوصاية غير جعفر بن محمد عليهما السلام وذكرت الحديث له وكنت أخاف ان يجحد نيه فلم يجحده ولا أسنده إلي الرواية عن أحد.

بل قال: اني والله ما كنت قلت ذلك الا برأي مني، لا برواية عن جعفر بن محمد ولا عن أحد غيره، فتبين اني كنت مخطئا في رأي، وهذا يدل علي جلالة قدر زرارة في الثقة والديانة جدا.

(٣٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، هشام بن سالم (2)، محمد بن عيسي (1)، خلف بن حماد (1)

260 - محمد بن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال:

حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، قال: حدثني زرارة قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام حدث عن بني إسرائيل ولا حرج قال: قلت جعلت فداك والله ان في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال: وأي شي هويا زرارة؟ قال:

فاختلس من قلبي فمكثت ساعة لا أذكر ما أريد قال لعلك تريد الهفتية قلت نعم قال فصدق بها فإنها حق.

____________________

قوله: الهفتية (1) بالهاء المفتوحة ثم الفاء ثم التاء المثناة من فوق ثم ياء النسبة المشددة أي ملمة تتهافت منها القلوب فتتساقط العقائد ويهتاج منها تهاوش الوساوس في الصدور

وتثاور الشكوك في الاعتقادات.

وفي بعض النسخ " الهفية " بكسر الفاء واسكان الياء المثناة من تحت قبل التاء المثناة من فوق علي الفعيلة بمعني الفاعلة.

قال في مجمل اللغة: التهافت تساقط الشئ شيئا شيئا، وتهافت الفراش في النار تساقط، وكل شئ انخفض واتضع فقد هفت وانهفت، ووردت هفيتة من الناس أقحمتها السنة اي ساقطة.

وفي الصحاح: هفت الشئ هفتا وهفاتا، اي تطاير لخفته، وكل شئ انخفض واتضع فقد هفت وانهفت، والتهافة التساقط التساقط قطعة قطعة ويقال، وردت هفيته من الناس للذين أقحمتهم السنة (2).

وفي القاموس: المفهوت المتحير (3).

والهفتية أو الهفتية في هذا الحديث هي غيبة القائم المنتظر عليه السلام غيبة طويلة

(١) وفي المطبوع من الرجال: الغيبة ٢) الصحاح: ١ / 270 3) القاموس: 1 / 160

(٣٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، محمد بن حمران (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

261 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد: قال حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن ابن مسكان، قال سمعت زرارة يقول: اني كنت أري جعفر اعلم مما هو، وذاك أنه يزعم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل من أصحابنا مختفي من غرامه، فقال أصلحك الله ان رجلا من أصحابنا كان مختفيا من غرامه فإن كان هذا الامر قريبا صبر حتي يخرج مع القائم، وإن كان فيه تأخير صالح غرامه؟

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يكون فقال زرارة، يكون إلي سنة؟ فقال أبا عبد الله عليه السلام:

يكون انشاء الله، فقال زرارة: فيكون إلي سنتين؟ فقال أبو عبد الله: يكون انشاء الله، ____________________

وحيرة

تتوحر منها الصدور في الاستيقان وتنزلق منها الاقدام عن الاستقامة، وتتحير في تماديها الأحلام والبصائر، كما قد ورد في اخبار كثيرة جمة أوردن طائفة منها في كتاب شرعة التسمية.

قوله: فقال زرارة تكون إلي سنتين قلت: غفر الله لزرارة وثقف بصيرته وانعم باله ما أسوء فهمه الاسرار وأسخف تدربه في معرفة الأساليب، أليس حيث سأله عليه السلام عن خروج القائم قال عليه السلام في الجواب، يكون: ولم يقرنه بالاستثناء ايذانا بأن ذلك أمر كائن واقع بتة، لا يعتريه ريب ولا يتطرق إليه امتراء أصلا.

ثم إذ سأل عن التأجيل إلي سنة أجاب عليه السلام بقوله يكون انشاء الله، يعني ان الامر في ذلك إلي علم الله تعالي ومشيته.

ثم ازداد في الاجل وقال: إلي سنتين، أعاد عليه الجواب بقوله يكون إن شاء الله تنبيها علي أن ذلك أمر موكول إلي علم الله ومفوض إلي مشيته.

وهو سر من اسرار الله لا يعلم وقته الا الله سبحانه، فكل من وقت وجعل لذلك أمدا مضروبا ووقتا معلوما وأجلا معينا، فقد أخطأ وكذب علي الله وعلي الرسول والأئمة عليه وعليهم السلام.

وقد ورد في أحاديثهم عليه السلام " كذب الوقاتون ".

ولست اشعر كيف لم يوطن نفسه إلي أن يكون إلي سنة، ثم تجشم توطين النفس

(٣٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (2)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الصبر (1)

فخرج زرارة فوطن نفسه علي أن يكون إلي سنتين فلم يكون فقال ما كنت أري جعفر الا أعلم مما هو.

262 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلينا الفضل، يذكر عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسي بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام و يعقوب الأحمر، قالوا: كنا جلوسا عند أبي

عبد الله عليه السلام فدخل عليه زرارة فقال إن الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام انا تأملته ما قال أبي هذا قط كذب الحكم علي أبي، قال: فخرج زرارة وهو يقول: ما أري الحكم كذب علي أبيه.

____________________

علي سنتين مع أنه عليه السلام لم يزد في الجواب أولا وأخيرا علي قوله يكون انشاء الله شيئا وليعرف.

قوله: ما كنت أري جعفرا علي صيغة المجهول بمعني أظن، وفي الحديث عن النبي صلي الله عليه وآله: البر ترون بهن.

علي البناء للمجهول، أي تظنون بهن البر والخير.

قول: الا أعلم مما هو أي مما هو عليه في العلم، وقد استبان لك ان هذا الكلام من زرارة انما نشأ من سوء فهمه لكلام الإمام عليه السلام.

قوله (ع): أنا تأملته سيرد هذا الحديث في ترجمته حكم بن عيينة، وفيه بأيمان ثلاثة، وهو الصحيح، يعني قال أبو عبد الله عليه السلام: والله والله والله ما قال أبي هذا قط.

فاما في هذا الموضع ففي أكثر النسخ " انا تأملته " من تأملت الشئ إذا نظرت إليه مستبينا له ثم إن هناك ختم الحديث علي قوله عليه السلام كذب الحكم علي أبي، ولم يذكر

(٣٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد الحميد (1)، عيسي بن أبي منصور (1)، الحكم بن عيينة (1)، ابن أبي عمير (1)، يعقوب الأحمر (1)، محمد بن مسعود (1)، الكذب، التكذيب (2)، الصّلاة (1)

236 - محمد بن يزداد، قال: حدثني محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان قوم يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم يوم القيامة المعارون، أما أن زرارة بن أعين

منهم.

264 - حمدان بن أحمد: قال حدثنا: معاوية بن حكيم، عن أبي داود ____________________

ما بعد ذلك، وهو قال وخرج زرارة وهو يقول: ما أري الحكم كذب علي أبيه.

لكن الاسناد هناك إلي إبراهيم بن عبد الحميد حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا الحسن بن موسي الخشاب الكوفي عن جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد، فالرواية ليست بمضطربة المتن، بل روايتان باسنادين مختلفين.

ولعل مرام زرارة ما أظن الحكم كذب علي أبيه عليه السلام، بل انما التبس علي الحكم ما قاله أبو جعفر عليه السلام وانما دعا زرارة إلي هذا القول إن الحكم بن عيينة كان أستاذ زرارة من قبل انقطاعه إلي أبي جعفر عليه السلام. فأحب أن يذب عنه بقوله هذا.

والسيد جمال الدين بن طاوس في الجواب من هذه الرواية ما زاد علي قوله:

إبراهيم بن عبد الحميد واقفي ضال لا يثبت بروايته القدح في مثل زرارة شيئا.

قلت: إبراهيم بن عبد الحميد الذي هو من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام ثقة له أصل، يروي عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيي، قاله الشيخ في كتاب الرجال (1) وغيره، ولو كان ضعيفا كان ضعفه في هذا الحديث منجبرا برواية ابن أبي عمير إياه عنه، فكيف وهو ثقة بشهادة المشيخة الثقاة، فالمصير في الجواب عنه إلي ما قلناه فليتبصر قوله: حمدان بن أحمد اسمه محمد ويقال له حمدان وهو ابن خاقان النهدي القلانسي، وسيجئ في الكتاب توثيقه.

(1) الرجال للشيخ: 146

(٣٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن يزداد (1)، محمد بن علي (1)

المسترق قال: كنت قائد أبي بصير في بعض جنائز أصحابنا، فقلت له هو ذا زرارة

في الجنازة قال لي: اذهب بي إليه، قال، فذهبت به إليه، قال، فقال له السلام عليك أبا الحسين فرد عليه زرارة السلام، وقال له: لو علمت أن هذا من رأيك لبدأتك به، قال، فقال له أبو بصير: بهذا أمرت.

265 - يوسف: قال: حدثني علي بن أحمد بن بقاح، عن عمه عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد؟ فقال: اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات فلما خرجت قلت إن لقيته لأسألنه غدا فسألته من الغد عن التشهد، فقال كمثل ذلك قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات، قلت: ألقاه بعد يوم لأسألنه غدا فسألته عن التشهد: فقال كمثله، قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت لا يفلح ابدا.

____________________

قوله: ان هذا من رأيك اسم الإشارة والضمير المتصل المجرور للمجئ والتسليم، يعني لو كنت أعلم أن المجئ إلي والتسليم علي من رأيك ومن عند نفسك لبدأتك بالتسليم، ولكني ظننت أنك في ذلك مأمور من قبل مولاك عليه السلام، فقال له أبو بصير: نعم الامر كما ظننت فأني قد أمرت بهذا.

قوله: يوسف ابن السخت وهو ضعيف.

قوله التحيات والصلوات ظن زرارة أن تقريره عليه السلام إياه علي التحيات من باب التقية، مخافة أن يروي عنه زرارة أنه ينكر التحيات في التشهد، فقال: لئن لقيته غدا لا سألنه لعله يفتيني بالحق من غير تقية.

فلما سأله من الغد وأجابه بمثل ما قد كان أجابه وقرره أيضا علي التحيات

(٣٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، علي بن أحمد (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الجنازة (1)، الشهادة (3)

266 - علي بن محمد بن قتيبة،

قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد ابن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال: مررت في الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني، فالتفت فإذا انا بزرارة، فقال لي: استأذن لي علي صاحبك؟ قال: فخرجت من المسجد فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته الخبر فضرب بيده علي لحيته، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تأذن له لا تأذن له، لا تأذن له فان زرارة يريدني علي القدر علي كبر السن، وليس من ديني ولا دين آبائي.

267 - محمد بن أحمد: عن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: متي عهدك بزرارة؟ قال، قلت ____________________

كما قد كان قرره، حمل زرارة ذلك أيضا علي التقية وقال سألقاه بعد اليوم فلا سألنه عن ذلك مرة أخري، فلعله يترك التقية ويجيبني علي دين الإمامية، فلما سأله من الغد ثالثا وأجابه عليه السلام وقرره علي قوله والتحيات بمثل ما قد أجابه وقرره بالأمس والأمس، علم أنه ليس يترك التقية مخافة منه.

وقال: فلما خرجت ضرطت في لحيته فقلت: لا يفلح أبدا. والضمير عائد إلي من يعمل بذلك ويعتقد صحته، أي في لحية من يعتقد لزوم التحيات في التشهد، كما عند المخالفين من العامة، ويعمل بذلك ويحتسبه من دين الإمامية، لا يفلح من يأتي بذلك علي اعتقاد أنه من الدين أبدا.

قوله: عليه السلام يريدني علي القدر اطلاق القدر في هذا الحديث علي التفويض والاستطاعة، والقدرية علي المفوضة القائلين وبالاستطاعة، بناءا علي ما قد كان شاع في زمن مولانا الصادق عليه السلام من اصطلاح العامة علي ذلك.

واما علي التحقيق فالقدرية هم الجبرية

الذاهبون إلي القدر، أعني أسناد أفعال العباد إلي قضائه وقدره من غير علية ومدخلية لقدرة العبد وارادته في فعله أصلا، كما قد أدريناك فيما قد سبق غير مرة واحدة.

(٣٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد الحميد (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، أبو عبد الله (1)، وليد بن صبيح (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن أحمد (2)، السجود (1)

فيصل القول في زرارة

ما رأيته منذ أيام، قال: لا تبال وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته قال، قلت زرارة؟ متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة، زرارة شر من اليهود والنصاري ومن قال إن مع الله ثالث ثلاثة.

268 - علي، قال: حدثني يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور، عن فضالة بن أيوب، عن ميسر، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت جارية في جانب الدار علي عنقها قمقم قد نكسته، قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما ذنبي ان الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذا الجارية هذا القمقم.

269 - محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن عثمان بن عيسي عن حريز، عن محمد الحلبي، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه.

____________________

قوله عليه السلام: انما أعني بذلك فيصل القول في زرارة أن الاخبار في مدحه وذمه متعارضه، لكنها جميعا مطابقة علي أنه ثقة صحيح الحديث متدين متورع في رواية الحديث، مستقيم علي دين الإمامية إلي حين مماته.

وانما الذم في حقه من جهة خطأه في مسألة القضاء والقدر، وقوله بالتفويض والاستطاعة، لشبهة عويصة عوصاء تصعب الفصية عنها، ومن جهة أساءته في

الأدب بالنسبة إلي الصادق عليه السلام اتكالا علي ارتفاع منزلته عنده وشدة اختصاصه به.

ثم عمدة التعويل في صحة حديث زرارة عند الأصحاب، انعقاد الاجماع علي تصحيح ما يصح عنه والاقرار له بالفقه في آخرين، كما نقله أبو عمرو الكشي وغيره وسيرد عليك في أصل الكتاب فلا تكونن من الممترين.

(٣٨١)

صفحهمفاتيح البحث: فضالة بن أيوب (1)، أبو عبد الله (1)، يوسف بن السخت (1)، عثمان بن عيسي (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن نصير (1)، محمد الحلبي (1)، الموت (1)، الشهادة (1)، المرض (1)

في اخوة زرارة حمران وبكير وعبد الملك وعبد الرحمن بني أعين.

270 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، وحدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا: محمد بن عيسي ابن عبيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، قال: حدثني المشايخ: ان حمران وزرارة وعبد الملك وبكيرا و عبد الرحمن بني أعين كان مستقيمين، ومات منهم أربعة في زمان أبي عبد الله عليه السلام وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وبقي زرارة إلي عهد أبي الحسن فلقي ما لقي.

____________________

في اخوة زرارة حمران في ميزان الاعتدال في ترجمة حمران: حمران بن أعين الكوفي، روي عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، كان يتقن القرآن. قال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود: رافضي.

وفي ترجمة زرارة بن أعين الكوفي أخو حمران: يترفض عن ابن السماك قال: حجبت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية وقال: ان لي لك حاجة وعظمها فقلت:

ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد فاقرأه مني السلام وسله أن يخبرني أنا من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فأنكرت ذلك عليه فقال

لي: انه يعلم ذلك ولم يزل بي حتي أجبته.

فلما لقيت جعفر بن محمد أخذته بالذي كان منه فقال: هو من أهل النار، فوقع في نفسي مما قال جعفر فقلت: من أين علمت ذاك؟ فقال: من ادعي علي هذا فهو من أهل النار.

فلما رجعت لقيني زرارة فأخبرته بأنه قال لي انه من أهل النار، فقال: كل لك من جراب النورة قلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية. ولم يذكر ابن أبي

(٣٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)

271 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله، قال، قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ؟ قال: أولئك أصحاب أبي، يعني ولد أعين.

محمد بن مسلم الطائفي الثقفي 272 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال، يقول: كان محمد بن مسلم الثقفي كوفيا وكان أعور طحانا.

273 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال حدثنا: أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن العلاء بن رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انه ليس كل ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم، ويجئ الرجال من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني

عنه، قال: فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي، فأنه قد سمع من أبي و كان عنده وجيها.

____________________

حاتم في ترجمته سوي ان قال: روي عن أبي جعفر يعني الباقر انتهي كلام الذهبي في ميزان الاعتدال.

محمد بن مسلم الطائفي الثقفي ذكر أبو عبد الله الذهبي في مختصره: محمد بن مسلم الطائفي، عن عمر بن دينار وابن أبي يحيي، وعنه ابن مهدي ويحيي بن أبي يحيي، فيه لين وقد وثق له في " م " حديث واحد توفي 177.

قوله: قال شهد أبو كريب الأزدي قال ابن الأثير في جامع الأصول في حرف الكاف: اسم أبي كريب بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وبالياء الموحدة، محمد بن العلاء الهمداني بسكون الميم وبالدال المهملة.

(٣٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، عبد الله بن أبي يعفور (1)، عبد الله بن محمد الحجال (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسلم الطائفي (1)، محمد بن مسلم الثقفي (2)، حمدويه بن نصير (1)، العلاء بن رزين (1)، ربيعة الرأي (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، علي بن الحسن (1)، علي بن فضال (2)، محمد بن مسعود (1)، المنع (1)

274 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: شهد أبو كريبة الأزدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض، فنظر في وجوههما مليا، ثم ____________________

وقال في حرف الميم: محمد بن العلاء هو أبو كريب الهمداني الكوفي، سمع أبا بكر بن عياش وعمر بن عبيد، روي عنه البخاري ومسلم وغيرهما، مات

سنة ثمان وأربعين ومأتين.

" كريب " بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وبالباء الموحدة.

قلت: أبو كريب الهمداني الذي ذكره في جامع الأصول كأنه غير أبي كريبة الأزدي المذكور في الكتاب، وربما يزعم أنهما واحد.

وفي القاموس: أبو كريب كزبير محمد بن العلاء بن كريب شيخ للبخاري (1) والذهبي في مختصره وصفه بالأزدي وحكم عليه بالجهالة، ولعل ذلك من جهة تشيعه.

قوله: عند شريك قال في ميزان الاعتدال: شريك بن عبد الله النخعي أبو عبد الله الكوفي القاضي الحافظ الصادق أحد الأئمة، وروي عن ابن معين أنه صدوق ثقة، الا أنه يغلط ولا يتقن. وعن القطان أن في أصول شريك تخليطا.

وأنه قيل ليحيي بن سعيد: زعموا أن شريكا خلط باخرة فقال: ما زال مخلطا، ثم يطعن فيه بأنه كان يتشيع. قال: وروي أبو داود الرهاوي أنه سمع شريكا يروي ويقول: (علي خير البشر فمن أبي فقد كفر (2) وروي شريك (لكل نبي وصي ووراث وأن علي وصيي ووارثي (3)

(١) القاموس: ١ / ١٢٣ ٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٤٢١.

٣) رواه ابن المغازلي في المناقب: ٢٠١

(٣٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: أبو كريبة الأزدي (1)، عبد الله بن بكير (1)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن فضال (1)، محمد بن عيسي (1)، الشهادة (1)، الشراكة، المشاركة (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، إبن المغازلي (1)

قال: جعفريان فاطميان! فبكيا، فقال لهما: ما يبكيكما؟ قالا له: نسبتنا إلي أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من اخوانهم لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتنا إلي رجل لا يرضي بأمثالنا ان يكونوا من شيعته، فان تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل، فتبسم شريك، ثم قال: إذا كانت

الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد اجزهما هذه المرة قال فحججنا فخبرنا أبا عبد الله عليه السلام بالقصة فقال: ما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار.

275 - حدثني حمدويه، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، قال: أني لنائم ذات ليلة علي السطح إذ طرق الباب طارق فقلت: من هذا؟ فقال: شريك يرحمك الله، فأشرفت فإذا امرأة فقالت:

لي بنت عروس ضربها الطلق، فما زالت تطلق حتي ماتت والولد يتحرك في بطنها ويذهب ويجئ فما اصنع؟ فقلت: يا أمة الله سأل محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام عن مثل ذلك، فقال: يشق بطن الميت ويستخرج الولد، يا أمة الله افعلي مثل ذلك، أنا يا أمة الله رجل في ستر، من وجهك إلي؟!

____________________

ثم ذكر أن عبد الله بن إدريس قال: والله ان شريكا لشيعي. وروي أن قوما ذكروا معاوية عند شريك فقيل: كان حليما فقال شريك: ليس بحليم من سفه الحق وقاتل عليا.

ثم قال: وقد كان شريك من أوعية العلم حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث قال النسائي: ليس به يأس.

قوله: يا وليد أجزهما بفتح الهمزة واسكان الزاي بعد الجيم المكسورة، علي الامر من الإجازة أي أجز شهادتهما واكتبها مقبولة هذه المرة. أو أخرهما بكسر الخاء المعجمة المشددة واسكان الراء، من التأخير أو أخر قبول شهادتهما هذه المرة حتي ننظر في شأنهما. والصحيح هو الأول.

(٣٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسلم (1)، الشراكة، المشاركة (2)، الموت (1)

قال، قالت لي: رحمك الله جئت إلي أبي حنيفة صاحب الرأي فقال ما عندي فيها شئ، ولكن عليك

بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبر، فمهما أفتاك به من شئ فعودي إلي فاعلمينيه فقلت لها: امضي بسلام فلما كان الغد خرجت إلي المسجد و أبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت فقال: اللهم عقرا دعنا نعيش.

276 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن ياسين الضرير البصري، عن حريز، عن محمد بن مسلم، قال: ما شجر في رأيي شئ قط الا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتي سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ستة عشر ألف حديث.

____________________

قوله: ما شجر في رأيي أي ما وقع اختلاف الرأي في شئ قط الا سألته عليه السلام ومنه في التنزيل الكريم " حتي يحكموك فيما شجر بينهم " (1).

قال في مجمل اللغة: شجر بين القوم إذا اختلف الامر بينهم، واشتجروا أو تشاجروا تنازعوا وتناظروا.

وفي نسخة ما " شجرني " أي ما تخالجني أمر، ولم يختلج في صدري رأي في شئ قط الا سألته عنه، وكل والج في شئ فهو مشاجر فيه.

قال في المفردات: وشجرة بالرمح أي اوجره (2) الرمح، وذلك أن يطعنه به فيتركه فيه (3).

وفي مجمل اللغة: ان كل متداخلين متشاجران وبذلك سمي المشجر مشجرا وهو المشجب، وتشاجروا بالرمح تطاعنوا.

وفي أساس البلاغة: اشتجر وتشاجروا اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما

(١) النساء: ٦٥.

2) وفي المصدر: طعنه بالرمح 3) مفردات الراغب: 256

(٣٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسلم (1)، السجود (1)

277 - حدثنا محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال:

حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن

فضال، عن أبي كهمس، قال دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يشهد محمد بن مسلم الثقفي القصير عند ابن أبي ليلي فيرد شهادته؟ فقلت: نعم، فقال إذا صرت إلي الكوفة فأتيت ابن أبي ليلي، فقل له أسألك عن ثلاث مسائل تفتيني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا.

ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الأوليين من الفريضة، وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله، وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات فتسقط منه واحدة كيف يصنع، فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له يقول لك جعفر بن ____________________

بينهم، وشجرته بالرمح طعنته وتشاجروا بالرماح تطاعنوا (1).

قوله: عن أبي كهمس قال في جامع الأصول: كهمس بفتح الكاف وسكون الهاء وضم الميم وبالسين المهملة.

وأبو كهمس بن عبد الله قال شيخنا أبو العباس النجاشي - رحمة الله - في كتابه هيثم بن عبد الله أبو كهمس كوفي عربي له كتاب، ذكره سعد بن عبد الله في الطبقات (2) وقال الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: الهيثم بن عبيد الشيباني أبو كهمس الكوفي أسند عنه (3).

وكذلك رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه، قال في جامع الكافي في باب من حفظ القرآن ثم نسيه، عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام (4).

(١) أساس البلاغة: ٣٢١ ٢) رجال النجاشي: ٣٤٠ ٣) رجال الشيخ: ٣٣١ ٤) أصول الكافي: ٢ / 445

(٣٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، ابن أبي ليلي (2)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)،

البول (1)، الشهادة (2)، الركوع، الركعة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

محمد ما حملك علي أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك واعلم بسيرة رسول الله صلي الله عليه وآله منك.

قال أبو كهمس: فلما قدمت أتيت ابن أبي ليلي قبل أن أصير إلي منزلي، فقلت له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتيني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا، قال هات! قال، قلت ما تقول في رجل شك في الركعتين الأوليين من الفريضة؟

فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: هذا شرطي عليك الا تقول قال أصحابنا، فقال ما عندي فيها شئ.

فقلت له: ما تقول في الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: له هذا شرطي عليك، فقال: ما عندي فيها شئ.

فقلت: رجل رمي الجمار بسبع حصيات فسقطت منه حصاة كيف يصنع فيها فطأطأ رأسه ثم رفعه، فقال: قال أصحابنا، فقلت أصلحك الله هذا شرطي عليك، فقال ليس عندي فيها شئ.

فقلت: يقول لك جعفر بن محمد ما حملك أن رددت شهادة رجل اعرف منك بأحكام الله وأعرف بسنة رسول الله صلي الله عليه وآله منك؟ فقال لي: ومن هو؟ فقلت: محمد بن مسلم الطائفي القصير، قال، فقال: والله ان جعفر بن محمد قال لك هذا؟ قال، فقلت والله أنه قال لي جعفر هذا، فأرسل إلي محمد بن مسلم فدعاه فشهد عند بتلك الشهادة فأجاز شهادته.

278 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبيه، قال: كان محمد بن مسلم من أهل الكوفة، يدخل علي أبي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر بشر المخبتين، وكان

محمد بن مسلم رجلا موسرا جليلا فقال أبو جعفر عليه السلام: تواضع، قال: فأخذ قوصرة من تمر فوضعها علي باب المسجد وجعل يبيع التمر، فجاء قومه فقالوا: فضحتنا! فقال: أمرني مولاي بشئ

(٣٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، ابن أبي ليلي (1)، محمد بن مسعود (1)، جعفر بن محمد (2)، محمد بن مسلم (3)، البول (1)، البيع (1)، الشهادة (3)، التمر (1)، الركوع، الركعة (1)

فلا أبرح حتي أبيع هذا القوصرة، فقالوا: أما إذا أبيت الا هذا فاقعد في الطحانين، ثم سلموا إليه رحا، فقعد علي بابه وجعل يطحن.

قال أبو النصر: سألت عبد الله بن محمد بن خالد، عن محمد بن مسلم؟ فقال:

كان رجلا شريفا موسرا، فقال له أبو جعفر عليه السلام: تواضع يا محمد فلما انصرف إلي الكوفة أخذ قوصرة من تمر مع الميزان وجلس علي باب مسجد الجامع، وجعل ينادي عليه، فاتاه قومه فقالوا له فضحتنا، فقال إن مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه ولن أبرح حتي أفرغ من بيع باقي هذا القوصرة، فقال له قومه: إذا أبيت الا لتشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحانين! فهيأ رحي وجملا يطحن، وقيل: إنه كان من العباد في زمانه.

279 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل شاذان قال: حدثنا أبي، عن غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن حكيم وصاحب له، قال أبو محمد: قد كان درس اسمه في كتاب أبي، قالا: رأينا شريكا واقفا في حائط من حيطان فلان، قد كان درس اسمه أيضا في الكتاب.

قال أحدنا لصاحبه

هل لك في خلوة من شريك؟ فأتيناه فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، فقلنا يا أبا عبد الله مسألة! قال: في أي شئ؟ فقلنا: في الصلاة، فقال: سلوا عما بدا لكم؟ فقلنا لا نريد ان تقول قال فلان وقال فلان انما نريد ان تسنده إلي النبي صلي الله عليه وآله، فقال عليه السلام أليس في الصلاة؟ فقلنا بلي، فقال سلوا عما بدا لكم.

قلنا في كم يجب التقصير، قال: كان ابن مسعود يقول: لا يغرنكم سوادنا هذا وكان يقول فلان، قال، قلت: انا استثنينا عليك الا تحدثنا الا عن نبي الله صلي الله عليه وآله قال:

والله انه لقبيح لشيخ يسئل عن مسألة في الصلاة عن النبي صلي الله عليه وآله لا يكون عنده فيها شئ وأقبح من ذلك أن أكذب علي رسول الله صلي الله عليه وآله قلنا فمسألة أخري! فقال أليس في الصلواة؟ قلنا بلي قال: فسلوا عما بدا لكم.

قلنا: علي من تجب الجمعة؟ قال: عادت المسألة جذعة ما عندي في هذا عن رسول الله صلي الله عليه وآله شئ، قال: فأردنا الانصراف، فقال: انكم لم تسألوا عن هذا الا

(٣٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، محمد بن حكيم (1)، محمد بن مسلم (1)، الكذب، التكذيب (1)، السجود (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الصّلاة (3)، البيع (1)، القصر، التقصير (1)

وعندكم منه علم، قال قلت نعم، أخبرنا محمد بن مسلم الثقفي عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وآله، فقال الثقفي الطويل

اللحية؟ فقلنا نعم.

قال: أما أنه لقد كان مأمونا علي الحديث، ولكن كانوا يقولون إنه خشبي ثم قال ماذا روي؟ قلنا روي عن النبي صلي الله عليه وآله ان التقصير يجب في بريدين، وإذا اجتمع خمسة أحدهم الامام فلهم أن يجمعوا.

____________________

قوله صلي الله عليه وآله: فلهم أن يجمعوا أن يجمعوا بالتشديد من باب التفعيل، أي يأتوا بصلاة الجمعة.

قال في الصحاح: وجمع القوم تجميعا، اي شهدوا الجمعة وقضوا الصلاة فيها (1) وفي المغرب: وجمعنا أي شهدنا الجمعة أو الجماعة وقضينا الصلاة فيها.

وفي النهاية الأثيرية: وفي حديث الجمعة " أول جمعة جمعت بعد المدينة بجواثي " جمعت بالتشديد اي صليت، ويوم الجمعة سمي به لاجتماع الناس فيه.

وفي حديث معاذ " انه وجد أهل مكة يجمعون في الحجر فنهاهم عن ذلك " اي يصلون صلاة الجمعة، وانما نهاهم لانهم كانوا يستظلون بفئ الحجر قبل ان تزول الشمس، فنهاهم لتقديمهم في الوقت، وقد تكرر ذكر التجميع في الحديث انتهي كلامه (2).

جواثي - بضم الجيم وتخفيف الواو والثاء المثلثة - اسم حصن بالبحرين، والمسجد الجامع المسجد الذي انعقدت فيه صلاة الجمعة.

وقال الجوهري: والمسجد الجامع وان شئت قلت مسجد الجامع بالإضافة كقولك الحق اليقين وحق اليقين، بمعني مسجد اليوم الجامع وحق الشئ اليقين، لان إضافة الشئ إلي نفسه لا تجوز الا علي هذا التقدير، وكا ن الفراء يقول: العرب تضيف الشئ إلي نفسه لاختلاف اللفظين (3).

(١) الصحاح: ٣ / ١٢٠٠ ٢) نهاية ابن الأثير: ١ / ٢٩٧ ٣) الصحاح: ٣ / 1199

(٣٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، محمد بن علي (1)، القصر، التقصير (1)، إبن الأثير (1)

280 - قال محمد

بن مسعود، حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل علي أبي جعفر عليه السلام يسأله، ثم كان يدخل علي جعفر بن محمد يسأله، قال ابن أحمد: فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج، وحماد بن عثمان يقولان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم.

قال، فقال محمد بن مسلم: سمعت من أبي جعفر عليه السلام ثلاثين ألف حديث ثم لقيت جعفرا ابنه فسمعت منه أو قال: سألته عن ستة عشر الف حديث أو قال:

مسألة.

281 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال:

حدثني العمركي بن علي قال: أخبرني محمد بن حبيب الأزدي، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن مديح، عن محمد بن مسلم، قال:

خرجت إلي المدينة وأنا وجع ثقيل.

فقيل له محمد بن مسلم وجع، فأرسل إلي أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطي بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنه قد أمرني الا أرجع حتي تشربه، فتناولته فإذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام يقول لك إذا شربت فتعال، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر علي النهوض قبل ذلك علي رجلي.

____________________

قوله: إذا شربت فتعال بفتح اللام علي الامر بالاتيان والمجئ من تعالي يتعالي تعاليا.

قال في الصحاح: التعالي الارتفاع، تقول منه إذا أمرت: تعال يا رجل بفتح اللام، وللمرأة تعالي، وللمرأتين تعالي، وللنسوة تعالين، ولا يجوز ان يقال منه تعاليت والي اي شئ أتعالي (1).

(١) الصحاح: ٦ / 2437

(٣٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد

بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن أحمد الرازي (1)، محمد بن حبيب الأزدي (1)، ابن أبي عمير (1)، العمركي بن علي (1)، هشام بن سالم (1)، حماد بن عثمان (1)، جعفر بن أحمد (1)، بكر بن صالح (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، محمد بن مسلم (5)، الطعام (1)

تفسير قوله عليه السلام ان المؤمن في هذه الدار غريب

فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي: صح الجسم أدخل أدخل، فدخلت وأنا باك فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت جعلت فداك ابكي علي اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة علي المقام عندك والنظر إليك.

فقال لي: أما قلة المقدرة: فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ذكرت من الغربة: فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات.

وأما ما ذكرت من بعد الشقة: فان المؤمن في هذه الدار غريب، وفي هذا الخلق المنكوس حتي يخرج من هذه الدار إلي رحمة الله.

وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر علي ذلك: فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه.

____________________

وكذلك قال في القاموس: التعالي الارتفاع إذا امرت منه قلت تعال بفتح اللام ولها تعالي (1) قوله (عليه السلام): فان المؤمن في هذه الدار غريب يعني عليه السلام بالمؤمنين العارف المستيقن، فإنه يعلم أن جوهر ذاته العاقلة من عالم الامر والفيض، ومستوطن نفسه المجردة في إقليم الحياة والبهجة، فهو لا محالة انما يري طائر روحه القدسي غريبا في أقفاص هذه الدار البائدة البائرة المضلمة الموحشة، التي هي ناحية الاقذار والأخباث وحاشية الأرماس والاجداث، ودارة غسق الطبيعة وكورة ظلمة الهيولي.

وقوله عليه

السلام " المنكوس " اما بالجر علي صفة هذا الخلق، والواو العاطفة للعطف علي في هذا الدار.

أي في هذا الخلق المنكوس غريب؟ سمي هذا الخلق منكوسا لانصرافهم عن

(1) القاموس: 4 / 366

(٣٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: نهر الفرات (1)، الفدية، الفداء (1)

282 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد ابن عيسي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان امرأتي تقول بقول زرارة ومحمد بن مسلم في الاستطاعة وتري رأيهما؟ فقال: ما للنساء وللرأي والقول لها، انهما ليسا بشئ في ولاية، قال: فجئت إلي امرأتي فحدثتها، فرجعت عن ذلك القول.

____________________

الاستقامة في سمك العالم الاعلي الروحاني إلي الانتكاس في سجن العالم الا سفل الظلماني.

واما بالرفع علي الخبر، وتعريفه باللام لإفادة الحضر، أو ليكون الحمل حملا أولياء ذاتيا لا حملا شايعا متعارفا، كما هو مفاد تنكير الخبر والعاطف لعطف الجملة علي الجملة.

اي والمؤمن العارف في هذا الحق وبين ظهرانيهم هو المنكوس، حتي يخرج من هذه الدار إلي دار رحمة الله وطوار بهاء الله وجوار ملائكة الله.

فان هذا الدار هاوية التسفل ودارة الانتكاس، فالعارف منتكس متسافل فيها بالضرورة الطبيعية إلي أن يخرج إلي دار الحياة والبهجة ويطأ أرض القرار والاستقامة وإن كان في دار البوار قد طار بجناح الموت الارادي في قضاء أوج الحياة الحقيقة.

فأما غير العارف من جملة الخلق فحيث أنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فهم بنسيان جوهر ذاتهم وموطن قرارهم قد استأنسوا بهذه الدار الباطلة وأهلها المنتكسين المنكوسين بالإرادة وبالطبيعة فليعلم.

قوله (عليه السلام): انهما ليسا بشئ في ولاية أي انهما في القول بالاستطاعة ليسا علي شئ من ديننا، ولا

في شئ من ولايتنا.

(٣٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: عامر بن عبد الله بن جذاعة (1)، سيف بن عميرة (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن مسلم (1)

كيفية علم الله تعالي بالأشياء

283 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله صلي الله عليه وآله يقول: يا أبا الصباح هلك المتربسون في أديانهم منهم زرارة وبريد ومحمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي، وذكر آخر لم أحفظ.

284 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن عيسي بن سليمان وعدة، عن مفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن مسلم كان يقول إن الله لا يعلم الشئ حتي يكون.

.____________________

قوله (عليه السلام): لعن الله - إلي قوله - حتي يكون تفصيل القول أن هناك شكا معضلا (1) عويصا، هو مزلقة الاقدام ومدحضة الافهام، وذلك أن العلم بالشئ: اما حصولي انطباعي بوجود المعلوم في ذهن العالم وجودا ظليا، وتمثل صورته فيه تمثلا ارتساميا. واما حضوري انكشافي بحضور جوهر ذات المعلوم بوجوده الأصيل العيني عند العالم منكشفا عليه غير عازب عنه.

وإذ قد استبان بالبرهان أن الله سبحانه بنفس حقيقته الحقة القيومية عين الوجود الحق الأصيل المتأصل المتأكد العيني، فهو بعلو كبريائه متأبه ومتنزه عن الظلية والتمثل مطلقا، فلا له وجود ظلي تمثلي في ذهن مامن الأذهان، ولا لشئ من الأشياء فيه جود ذهني وتقرر ظلي انطباعي أصلا، بل أن له التأصل الحق والحقية المحضة من كل جهة.

فاذن علمه بكل شئ يجب أن يكون علما حقا حضوريا بحضوره بجوهر ذاته عنده منكشفا

متكشفا، ظاهرا غير عازب ولا متستر ولا محتجب أبدا، فعلمه تعالي بالأشياء قبل وجودها وتقررها في الأعيان مما تكل عن بيانه ألسنة العقول والأذهان، وتحار في سبيله أبصار الأحلام والبصائر.

(1) في " أآلهتنا " مفصلا

(٣٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: عيسي بن سليمان (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن مسلم (2)، الهلاك (1)

.____________________

فمحمد بن مسلم كأنه قد اعتراه هذا الشك، ولم يجد عنه مخرجا ومحيصا فوقع فيما وقع.

ونحن قد يسرنا الله بفضله العظيم لتحقيق المعضلات وتبيين المهمات، حققنا في كتاب التقديسات، وفي كتاب تقويم الايمان، وكتاب قبسات حق اليقين، وفي شرح كتاب التوحيد من كتاب الكافي (1): أن الجاعل التام الذي من كنه ذاته ينبعث وينبجس جوهر ذات المجعول، فان ظهور كنه ذاته وحضور سنخ حقيقة أقوي في إفادة انكشاف المجعول، وظهوره من حضور عين هويته ووجود جوهر ذاته.

فالله سبحان حيث أنه بنفس ذاته الأحدية هو المبدع الصانع الجاعل التام لنظام الكل، من الصادر الأول إلي أقصي نظام الوجود علي الترتيب السبي و المسببي، النازل منه والعائد إليه جل سلطانه طولا وعرضا.

وهو ظاهر بذاته لذاته أتم الظهور، وعالم بذاته ولوازم ذاته من نفس ذاته علي أكمل الوجوه، وهو تعالي مجده ينال الكل من نفس ذاته ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، من غير أن يكون لوجود الأشياء مدخلية ما في تصحيح ظهورها لديه وانكشافها عليه أصلا.

فعلمه التام سبحانه بكل شئ قبل وجود الأشياء ومع وجودها علي سبيل واحد ليس يزداد بوجود الأشياء علما ولا يستفيد من كونها خبرا، فهذا سبيل الحق وسنن البرهان.

وإذ كان المختلفون إلي مولانا الصادق عليه السلام ينسبون إلي محمد بن مسلم أنه يقول: إن الله عز وجل انما يعلم الشئ

حين هو كائن لاقبل أن يكون، فهو عليه السلام قال: لعن الله

(1) وهو كتاب " التعليقة علي الكافي! المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتصحيحنا و تعاليقنا عليه

صفحه(٣٩٥)

في أبي بصير ليث بن البختري المرادي.

____________________

من كان يقول: إنه سبحانه لا يعلم الشئ الا حين كونه، لاقبل كون الأشياء رأسا فليعرف.

في أبي بصير ليث بن البختري المرادي ليث بن البختري المرادي الضرير هو أبو بصير الأصغر، وكان يكني أيضا أبو محمد. وشيخنا المعول عليه في معرفة أحوال الرجال أبو العباس النجاشي - رحمه الله تعالي لم يوثقه ولا زاد في ترجمته علي أن قال: ليث بن البختري المرادي أبو محمد وقيل: أبو بصير الأصغر، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، له كتاب يرويه جماعة منهم أبو جميلة المفضل بن صالح (1).

وانما وثق أبا بصير الأسدي يحيي بن القاسم وقيل: يحيي بن أبي القاسم المكفوف.

قال في ترجمته: يحيي بن القاسم أبو بصير الأسدي وقيل: أبو محمد ثقة وجيه، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وقيل: يحيي بن أبي القاسم، واسم أبي القاسم إسحاق، وروي عن أبي الحسن موسي عليه السلام، له كتاب يوم وليلة - وذكر طريقه إليه - ثم قال: ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة (2).

والشيخ - رحمه الله تعالي أيضا لم يوثقه ولا ذكر له مدحا في الفهرست و لا في كتاب الرجال، بل اقتصر علي مجرد ذكره في أصحاب أبي جعفر الباقر وفي أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام.

وقال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: الليث بن البختري المرادي أبو يحيي ويكني أبا بصير، وأسند عنه (3).

(١) رجال النجاشي: ٢٤٥.

٢) رجال النجاشي: ٣٤٤ وفيه سنة خمس ومائة وهو

غلط.

3) رجال الشيخ: 278

(٣٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، ليث بن البختري (1)، كتاب رجال النجاشي (2)

285 - روي عن ابن أبي يعفور، قال: خرجت إلي السواد أطلب دراهم لنحج.

____________________

وقال أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبد الله الغضائري رحمه الله تعالي وكان أبو عبد الله عليه السلام يتضجر به ويتبرم، وأصحابه يختلفون في شأنه، ثم قال: و عندي أن اللعن انما وقع علي دينه لاعلي حديثه، وهو عندي ثقة (1).

وسيذكر أبو عمرو الكشي - رحمه الله تعالي في الكتاب أن الذي هو ممن أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم قيل: هو أبو بصير المرادي ليث بن البختري الضرير، وقيل: أنه أبو بصير الأسدي يحيي بن القاسم المولود مكفوفا (2).

ثم إن الحسن بن داود في باب الكني من كتابه قال: إن أبا بصير مشترك بين أربعة: المرادي ليث بن البختري وهو ثقة عظيم الشأن. والأسدي المكفوف يحيي ابن أبي القاسم. ويوسف بن الحارث البتري. وعبد الله بن محمد الأسدي (3).

فشاع من ذلك عند المتأخرين الا حدثين أن الثقة من هؤلاء الأربعة انما هو أبو بصير المرادي، وأما أبو بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم فحديثه ضعيف. وهذا وهم ليس له أصل.

بل الحق أن أبا بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف ثقة ثبت صحيح الحديث، كما سيظهر عليك من ذي قبل حق الظهور، نعم علي بن أبي حمزة البطائني الذي يروي عنه أكثر يا واقفي ضعيف فليعلم.

قوله: خرجت إلي السواد أي إلي سواد العراق. قال في المغرب: وسمي سواد العراق لخضرة أشجاره وزرعه، حده طولا من حديثه الموصل إلي عبادان، وعرضا من العذيب

(١) راجع جامع الرواة: ٣ / ٣٤.

٢) رجال الكشي: ٢٣٨ ط جامعة مشهد.

٣)

رجال ابن داود: ٣٩٢ - 393

(٣٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: ابن أبي يعفور (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب جامع الرواة لمحمد علي الأردبيلي (1)، الشهادة (1)

ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قال: قلت له يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك فأنك ذو مال كثير فقال: اسكت فلو ان الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه.

286 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بشر المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير بن ليث البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله علي حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست.

287 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن محمد بن ____________________

إلي حلوان، وهو الذي فتح علي عهد عمر، وهو أطول من العراق بخمسة و ثلاثين فرسخا.

قوله: اسكت فلو أن الدنيا يعني اسكت فان المال الكثير من مكتسب حلال لا بأس به ولا مطعن فيه، فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك من طريق الدين لاشتمل عليها بكسائه.

والسيد جمال الدين بن طاوس في اختياره قال في الجواب عنه: ان الطريق إلي ابن يعفور غير متصل فلا عبرة بالحديث، ثم من صاحبك المشار إليه في الحديث.

قلت: وفي جوابه من الوهن ما لا يخفي عنه.

قوله: لولا هؤلاء انقطعت روي الشيخ - رحمه الله - في الصحيح عن محمد بن مسلم قال: صلي بنا أبو بصير في طريق مكة فقال وهو ساجد، وقد ضاعت ناقة لهم: اللهم رد علي فلان ناقته، قال محمد: فدخلت علي أبي عبد الله فأخبرته فقال: وفعل؟

فقلت: نعم قال:

فسكت، قلت أفأعيد الصلاة؟ قال: لا.

والظاهر أن أبا بصير الذي صلي بهم هو ليث المرادي.

(٣٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (3)، بريد بن معاوية (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن مسلم (1)، الحج (1)

عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي علي غير تأويله، اني امرت قوما أن يتكلموا، ونهيت قوما فكل تأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله، فلو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه، أن أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا وأمواتا، أعني زرارة ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي، وهؤلاء القوامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون.

288 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن أبي الحسن المكفوف، عن رجل، عن بكير، قال: لقيت أبا بصير المرادي قلت: أين تريد؟ قال: أريد مولاك قلت: أن أتبعك، فمضي معي فدخلنا عليه، وأحد النظر إليه وقال: هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب؟! قال:

أعوذ بالله من غضب الله وغضبك فقال: أستغفر الله ولا أعود.

وروي ذلك أبو عبد الله البرقي عن بكير.

____________________

قوله: وأحد النظر إليه أحد - بفتح الهمزة وتشديد الدال - من الحداد بمعني التحديد والتحديق:

كأنه نظر إليه وهو غضبان فهذا الحديث فيه مطعن ما في أبي بصير المرادي، ولكنه ليس يوجب القدح فيه، فلعله يومئذ لم يكن يعلم أن مشهد المعصوم في الحياة

وبعد الوفاة حكمه حكم المسجد.

والسيد بن طاوس أجاب عنه في اختياره بأن في الطريق ضعفا، ثم أنه ما قال من المدخول عليه.

قلت: وهذا الجواب ركيك سخيف كما تري، والحق ما قلناه فلا تكن من المتكلفين.

(٣٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، أبو عبد الله البرقي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، داود بن سرحان (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسلم (1)، الجدال (1)، الأكل (1)، الجنابة (1)

289 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، وعبد الله بن محمد الأسدي، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي عبد الله السلام فقال لي: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت نعم، وأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك قال: صدق.

قال فبكيت ثم قلت: جعلت فداك فمالي ألست كبير السن الضعيف الضرير البصير المنقطع إليكم؟ فاضمنها لي، قال: قد فعلت، قال: اضمنها علي آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال قد فعلت، قلت: فاضمنها لي علي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: قد فعلت، قال: قلت فاضمنها لي علي الله تعالي، قال: فأطرق ثم قال: قد فعلت.

290 - الحسين بن أشكيب، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وأبي العباس، قال: بينا نحن عن أبي عبد الله إذ دخل أبو بصير فقال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكو أصحابنا العام، قال هشام:

فظننت انه يعرض بأبي بصير.

291 - حمدويه، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما

احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن نسأله قال عليك بالأسدي، يعني أبا بصير.

____________________

قوله: فظننت أنه يعرض يعرض بالتشديد علي صيغة المضارع المعلوم من التعريض.

قوله: يعني أبا بصير كلام شعيب العقرقوفي، وهو ابن أخت أبي بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف، ثقة عين ممدوح جليل المنزلة، من أصحاب أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الكاظم عليهما السلام فهذا الحديث واضح المتن صحيح الطريق اتفاقا.

وقد اعترف بذلك السيد المكرم جمال الدين بن طاوس في اختياره.

(٤٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (3)، عبد الله بن محمد الأسدي (1)، محمد بن خالد البرقي (1)، الحسين بن إشكيب (1)، ابن أبي عمير (3)، أبو عبد الله (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن سالم (1)، شعيب العقرقوفي (1)، محمد بن مسعود (1)، التصديق (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (1)

292 - حمدان، قال حدثنا معاوية، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها؟ قال: ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل.

قال شعيب: فدخلت علي أبي الحسن عليه السلام فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج قال: ترجم المرأة ولا شئ علي الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت له: اني سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ علي الرجل، قال: فمسح علي صدره وقال: ما أظن صاحبنا تناهي حكمه بعد.

____________________

وهو أول النصوص علي جلالة أبي بصير الأسدي المكفوف في الثقة والفقه والعلم وصحة الحديث وارتفاع المرتبة.

وبالجملة قول رهط من المتأخرين في رميه بالضعف والوقف مما لا يأخذ له أصلا، وهو المرادي

كلاهما ثقتان صحيحا الحديث، وسيجئ في الكتاب نقل الاجماع علي تصحيح ما يصح عنهما والاقرار لهما بالفقه.

بل الحق أن الأسدي أحق باستصحاح حديثه من المرادي، لشهادة النجاشي له بأنه ثقة وجيه. وعدم توثيقه للمرادي، ولسلامته عن الذم في الروايات والاخبار فلا تكن من الغافلين.

قوله: من شعيب العقرقوفي عن أبي بصير أي المرادي كما يصرح به في الحديث الآتي.

قوله: فظهر عليها أي فعلت زوجها عليها أثبت عند الحاكم زوجتها له.

قوله: فمسح علي صدره انما مسح علي صدره عند قوله: هذا، لان الصدر موضع العلم.

قوله: تناهي حكمه بعد اما بكسر الحاء المهملة واسكان اللام بمعني العلم، أو بضم الحاء وتسكين

(٤٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، أبو بصير (2)، شعيب العقرقوفي (1)، الزوج، الزواج (2)

293 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن صفوان، عن شعيب بن يعقوب العقرقوفي، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل تزوج امرأة ولها زوج ولم يعلم؟ قال: ترجم المرأة وليس علي الرجل شئ إذا لم يعلم، فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي، قال: قال لي والله جعفر ترجم المرأة ويجلد الرجل الحد، وقال بيده علي صدره يحكها: أظن صاحبنا ما تكامل علمه.

394 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان ____________________

الكاف بمعني كمال العلم والحكمة كما في " رب هب لي حكما " (1).

وحيث أن هذا الحديث كان في زمان الصادق عليه السلام وأبو الحسن عليه السلام، لم يكن يومئذ إماما، وعلم الإمام انما يتكامل فيضانه من المبدء الفياض علي قلبه حين ما تصل نوبة الإمامة إليه.

فمعني كلام أبي بصير: ان صاحبنا أبا الحسن عليه

السلام إذ ليس هو الامام اليوم لم يتناه علمه ولم يبلغ نهاية الكمال واتمام بعده، بل انما يبلغ النهاية عندما تنتقل إليه الإمامة.

ويرد عليه أن الامر وإن كان كذلك الا أن ملكة العصمة عاصمة للنفس بإذن الله تعالي عن الوقوع في الخطأ.

فالحق أن يقال: إن قول أبي الحسن عليه السلام فيما إذا كان الرجل المتزوج بها لم يعلم رأسا أن لها زوجا، وقول أبي عبد الله عليه السلام فيما إذا كان يعلم ذلك ثم عقد عليها ونكحها من غير أن يثبت عند الحاكم موت زوجها ببينة شرعية، فالقولان غير متدافعين.

والسيد بن طاوس في الجواب عن الحديث تجشم القدح في الطريق لمطالبه (2) باتصال السند واعتباره، وفيه مالا يخفي علي الممارس المتمهر.

(١) سورة الشعراء: ٨٣ 2) وفي " م " بالمطالبة

(٤٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، محمد بن أحمد بن الوليد (1)، شعيب بن يعقوب (1)، حماد بن عثمان (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (2)، الزوج، الزواج (1)، سورة الشعراء (1)

قال: خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلي الحيرة أو إلي بعض المواضع فتذاكرنا الدنيا، فقال أبو بصير المرادي: أما أن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، قال: فأغفي فجاء كلب يريد أن يشغر عليه فذهبت لا طرده، فقال لي ابن أبي يعفو ر: دعه قال:

فجاء حتي شغر في أذنه.

____________________

قوله: إلي الحيرة أو إلي بعض المواضع قال في المغرب: الحيرة بالكسر مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر وهي علي رأس ميل من الكوفة.

وفي القاموس: ان الحيرة بالكسر كربلا أو موضع بها (1).

وفي النهاية الأثيرية: الحيرة بكسر الحاء البلد القديم بظهر الكوفة (2).

قوله:

لو ظفر بها لاستأثر بها الكلام فيه نظير ما سبق في " لاشتمل عليها بكسائه " وقال السيد بن طاوس: مقتضاه أن الصادق عليه السلام لو ظفر بالخلافة لاستاثر بها وان لم يصرح بالصادق عليه السلام لكن الظاهر هذا. ثم قال: أقول إن هذا حديث حسن السند، وانما القول في متنه حسب ما أسلفت.

قلت: سنده صحيح ومحمد بن أحمد بن الوليد، هو محمد بن الوليد البجلي أبو جعفر الكوفي الحداد الثقة النقي الحديث، وقد أسلفنا تحقق حاله في الحواشي.

قوله: فأغفي فجاء كلب يريد أن يشغر عليه غفي غفوا نام أو نعس، وكذلك أغفي اغفاءا. وشغر الكلب يشغر بالفتح فيها من باب منع رفع رجله فبال.

(1) القاموس: 2 / 16 وفيه وحيران 2) نهاية ابن الأثير: 1 / 467

(٤٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، ابن أبي يعفور (1)، إبن الأثير (1)

295 - حمدويه وإبراهيم قال: حدثنا العبيدي، عن حماد بن عيسي، عن الحسين ابن مختار، عن أبي بصير، قال: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، قال:

فمازحتها بشئ، قال فقدمت علي أبي جعفر عليه السلام، قال، فقال لي: يا أبا بصير اي شئ قلت للمرأة؟ قال: قلت بيدي هكذا، وغطا وجهه، قال، فقال لي: لا تعودن إليها.

296 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير فقال: وكان اسمه يحيي بن أبي القاسم، فقال: أبو بصير كان يكني أبا محمد وكان ____________________

وفي القاموس: رفع إحدي رجليه ليبول بال أو لم يبل (1) قوله: فقال: وكان اسمه يحيي بن أبي القاسم قلت: وقيل: اسم أبيه القاسم، وأما يحيي بن القاسم الأزدي الحذاء فهو رجل آخر غير أبي بصير الأزدي المكفوف يحيي بن القاسم، وهو

أيضا من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام. وقيل فيه: انه كان واقفيا.

والشيخ ذكر هما كليهما في كتاب الرجال (2) وليا من غير فصل، وكذلك السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في كتابه واختياره.

وأبو عمر والكشي روي عن حمدويه أنه ذكر عن بعض أشياخه أن يحيي بن القاسم الحذاء الأزدي واقفي، وأنه روي عن أبي بصير الأسدي يحيي بن القاسم المكفوف عن الصادق عليه السلام.

وروي الكشي أيضا في حديث آخر أن يحيي بن القاسم الحذاء الأزدي رجع عن الوقف، وأوردهما السيد بن طاوس في اختياره.

ثم إن رهطا من المتأخرين توهم اتحاد الرجلين، كأنهم عن ذلك كله من الذاهلين، فبناءا علي وهمهم الكاذب هذا زعموا أنه قد قيل أبي بصير الأسدي

(1) القاموس: 2 / 60 2) رجال الشيخ: ص 364

(٤٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو بصير (4)، يحيي بن أبي القاسم (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، القرآن الكريم (1)

رفع اتهام الغلو والوقف عن أبي بصير

مولي لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو: فلا لم يتهم، ولكن كان مخلطا.

____________________

المكفوف أنه واقفي، وان هو الا زور واختلاق، ولذلك لم يورد أبو الحسن أحمد ابن الغضائري فيه طعنا وغميزة فليعلم.

قوله: وسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: اما الغلو فلا قلت: كما من الاختلاق اتهامه بالغلو فكذلك من التكاذيب نسبته إلي الواقفة أليس قد قال النجاشي: أن أبا بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف مات سنة خمسين ومائه (1)؟

وكذلك الشيخ في كتاب الرجال قال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام يحيي بن القاسم أبو محمد يعرف بأبي بصير الأسدي مولاهم كوفي تابعي مات سنة

خمسين ومائه بعد أبي عبد الله عليه السلام (2)؟

وقال في الفهرست يحيي بن القاسم يكني أبا بصير، له كتاب مناسك الحج، رواه علي بن أبي حمزة، والحسين بن أبي العلاء عنه (3) ومات سنة خمسين ومائة ومولانا أبو عبد الله الصادق عليه السلام قبض بالمدينة في شوال، وقيل: في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمان وأربعين ومائة.

وقبض مولانا أبو الحسن الكاظم عليه السلام مسموما ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وقيل: لخمس خلون من رجب سنة إحدي وثمانين ومائة.

فيكون أبو بصير يحيي بن أبي القاسم قد توفي بعد الصادق عليه السلام لسنتين وقبل الكاظم عليه السلام بثلاث وثلاثين سنة أو إحدي وثلاثين سنة

(١) رجال النجاشي: ٣٤٤ ٢) رجال الشيخ: ٣٣٣ ٣) الفهرست: ٢٠٧

(٤٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: بنو أسد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

297 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن حماد الناب، قال: جلس أبو بصير علي باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الاذن، فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لاذن، قال: فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف ما هذا؟ قال جليسه. هذا كلب شغر في وجهك.

____________________

في علم الرجال، وكفاه ما رواه الكشي عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن شعيب العقرقوفي قال قلت: لأبي عبد الله عليه السلام ربما احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن نسئل؟ قال: عليك بالأسدي يعني أبا بصير.

وروايات ضمان الصادق عليه السلام له، فلا تكونن من الممترين.

قوله: لو كان معنا طبق لاذن في القاموس: الطبق محركة غطاء كل شئ والذي يؤكل عليه، ومن

الناس والجراد الكثير، أو الجماعة كالطبق بالكسر ومنه " لتركبن طبقا عن طبق " (1).

وفي مفردات الراغب: ذلك إشارة إلي أحوال الانسان من ترقيه في أحوال شتي. وقيل: لكل جماعة متطابقة في أمر طبق (2)، وقيل: الناس طبقات (3).

وفي الصحاح: الطبق واحد الاطباق، ويقال: أتانا طبق من الناس وطبق من الجراد، أي جماعة وطبقات الناس منازلهم في مراتبهم (4).

وفي مجمل اللغة: الطبق الحال.

قال ابن الأثير: وقيل: الطبق المنزلة والطبقات المنازل والمراتب (5)

(١) القاموس: ٣ / ٢٥٥ والآية سورة الانشقاق: ١٩.

٢) وفي المصدر: لكل جماعة متطابقة هم في أم طبق.

٣) مفردات الراغب: ٣٠١ ٤) الصحاح: ٤ / 1512 5) نهاية ابن الأثير: 3 / 114

(٤٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، حماد الناب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، إبن الأثير (1)، سورة الإنشقاق (1)

298 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن الحكم، عن مثني الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام قلت: تقدرون أن تحيوا الموتي وتبرؤا الأكمه والا برص؟ فقال لي: بإذن الله.

.____________________

ويوم مطبق إذا أطبق الغيم السماء وطبقها وغطاها، والطبق أيضا ما توضع عليه الفواكه ونحوها.

وكلام أبي بصير يحتمل الحمل علي أكثر هذه المعاني، فمعناه لو كان معنا جماعة لاذن لنا، أولو كان معنا حال أو منزلة لاذن لنا، أولو كان معنا من يكون مغطي علي أمره متهما في دينه لاذن لنا من باب التقية والخوف.

وأما أنا فحيث أني رجل ضرير مسكين غير مطبق بضم الشك في ديني فلم يؤذن لي.

فهذا فيه حزازة من سوء الأدب غير مفضية إلي الخروج عن سبيل الدين.

فأما إذا

أريد به لو كان معنا طبق موضوع عليه شئ من الهدايا لاذن لنا، فهو كما قال السيد بن طاوس في اختياره: ما أبعد هذا من الحق والحجة (1) من القول، أين مناسبة هذا القول لعلو مكان مولانا الصادق عليه السلام وجلالة قدره، نعوذ بالله من اتباع الهوي والوقوع في الفتنة ونستعين.

قوله: عن مثني الحناط الذي يظهر من الكتاب في هذا الموضع ومما قد سبق في ترجمة زرارة أن أبا بصير هذا هو الليث المرادي الضرير: والمشهور أنه الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف، وعندي أن القصة وقعت لهما كليهما.

وقال علي بن أحمد العقيقي: يحيي بن القاسم الأسدي مولاهم ولد مكفوفا،

(1) وفي نسخة " م " وأسمجه من القول

(٤٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن الحسن (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الموت (1)

ثم قال اذن مني فمسح علي وجهي وعلي عيني، فأبصرت السماء والأرض والبيوت، فقال لي: أتحب أن تكون كذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أم تعود كما كنت ولك الجنة الخالص؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح علي عيني فعدت.

في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي 299 - طاهرين بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد الشجاعي، عن محمد ابن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مسألة في القرآن؟ فغضب وقال: انا رجل تحضرني قريش وغيرهم وانما تسألني عن القرآن، فلم أزل أطلب إليه وأتضرع حتي رضي، وكان عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه.

فقعدت عند باب البيت علي بثي

وحزني، إذ دخل بشير الدهان فسلم وجلس عندي، وقال لي سله عن الامام بعده؟ فقلت: لو رأيتني مما قد خرجت من هيئة لم تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله عليه السلام حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا وانما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم.

في عبد الملك بن أعين أبي الضريس 300 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن أبي نصر، عن ____________________

رأي الدنيا مرتين، مسح أبو عبد الله عليه السلام علي عينيه وقال: انظر ما تري؟ فقال: أري كوة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك.

في عبد الملك بن أعين أبي الضريس أبو الضريس بضم الضاد المعجمة علي التصغير.

قال في القاموس. كزبير علم (1).

(1) القاموس: 2 / 225

(٤٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، أبو بصير (2)، عبد الله بن محمد الأسدي (1)، أحمد بن الحسن الميثمي (1)، عبد الله بن وضاح (1)، عبد الملك بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، بشير الدهان (1)، محمد بن عيسي (1)، جعفر بن أحمد (1)، القرآن الكريم (2)

الحسن بن موسي، عن زرارة، قال: قدم أبو عبد الله مكة، فسأل عن عبد الملك ابن أعين؟ فقال: مات؟ قيل نعم فقال: لا ولكن صلي هيهنا، ورفع يديه ودعا له واجتهد في الدعاء وترحم عليه.

____________________

والصدوق أبو جعفر بن بابويه - رضوان الله تعالي عليه في مسنده كتاب من لا يحضره الفقيه في ذكر أسناده عن عبد الملك بن أعين قال: وكنيته أبو ضريس وزار الصادق عليه السلام قبره بالمدينة مع أصحابه (1).

وذلك أدل دليل علي علو مرتبته وارتفاع منزلته فليعرف.

قوله: قال قدم أبو عبد الله مكة قلت: الظاهر أن

لفظة " من " سقطت هاهنا من قلم الناسخ، فان عبد الملك بن أعين مات بالمدينة وقبره هناك وأبو عبد الله عليه السلام لما قدم من مكة زار قبره بالمدينة مع أصحابه، كما قد نقلناه عن الصدوق في مسندة الفقيه فليعلم.

قوله: فقال لا، ولكن صلي هاهنا ولكن صلي اما أنه تتمة كلام الإمام عليه السلام، ورفع يده أول كلام زرارة، وصلي بمعني تلا السابق في السابقة: وهو مأخوذ من الصلا بالفتح والقصر أي الظهر من الانسان. أو من كل ذي أربع، أو ما انحدر من الوركين، أو ما عن يمين الذئب وشماله، وهما صلوان، والمصلي تالي السابق مطلقا.

أو في الفرس علي الحقيقة، وفي الانسان علي الاستعارة، يقال: صلي الفرس المصلي، وهو الذي يتلو السابق، لان رأسه عند صلا الفرس الأول.

يعني عليه السلام أن عبد الملك بن أعين لم يمت، بل هو من الاحياء المرزوقين الفرحين عند ربهم رزقا قدسيا روحانيا، وفرحا أبديا عقلانيا، ولكنه بموته الظاهري

(١) من لا يحضره الفقيه: ٤ / 97

(٤١٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن موسي (1)، الموت (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)

301 - علي بن الحسن، قال: حدثني علي بن أسباط، عن علي بن الحسن بن عبد الملك بن أعين، عن ابن بكير، عن زرارة، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام بعد موت عبد الملك بن أعين: اللهم ان أبا الضريس كنا عنده خيرتك من خلقك، فصيره في ثقل محمد صلي الله عليه وآله يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله: أما رأيته يعني في النوم؟

فتذكرت فقلت: لا، فقال: سبحان الله مثل أبي الضريس لم يأت بعد.

.____________________

الجسداني هاهنا.

وفي نسخ عديدة

" ماهنا " بالميم مكان الهاء، أي في النشأة البائدة البائرة صلي، أي تلا من سبقه في السباق إلي الحياة الحقيقية العقلية والبهجة الحقة الإلهية.

وفي بعض النسخ " صلي هنئة هنا " أي تلا السابق في السباق هنا شيئا يسيرا، واما أنه أول كلام زرارة وصلي هاهنا أي أتي هاهنا بالصلاة.

والمعني أنه عليه السلام قال بلسانه لا: أي لم يمت عبد الملك ولكنه عليه السلام صلي في هذا الموضع ورفع يده بعد الصلاة ودعا لعبد الملك واجتهد في الدعاء له، وترحم عليه كما يترحم علي الميت ويدعي له، فعلم من فعله عليه السلام أنه انما عني بقوله لأنفي الموت الحقيقي واثبات الحياة الأبدية الحقيقية، ولم يعن به نفي الموت الظاهر الجسماني، فليفقه.

قوله عليه السلام: فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه ثقل الرجل - بالتحريك - حشمه أي قرابته وعياله ومن يغضب له ويذب عنه، إذا أصابه أمر ونزلت به ملمة، وثقل المسافر متاعه وأهل حزانته.

يعني عليه السلام: ان أبا ضريس كان يعتقد أنا خيرتك من خلقك، فاجعله من حشم محمد صلي الله عليه وآله وأهل حزانته صلواتك عليه وآله، وصيره يوم القيامة في زمرتهم ومن جملتهم (1).

(1) وفي " ن " جماعتهم

(٤١١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، عبد الملك بن أعين (2)، أبو عبد الله (2)، علي بن أسباط (1)، علي بن الحسن (2)، النوم (1)

302 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي ابن عطيه قال قال أبو عبد الله عليه السلام لعبد الملك بن أعين: كيف سميت ابنك ضريسا؟

فقال: كيف سماك أبوك جعفرا؟ قال: إن جعفرا نهر في

الجنة وضريس اسم شيطان.

في حمران بن أعين 303 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن الحكم، عن حجر بن زايدة عن حمران بن أعين، قال قلت لا بي جعفر عليه السلام اني أعطيت الله عهدا، لا اخرج من المدينة حتي تخبرني عما أسئلك، قال، فقال لي: سل قال، قلت: أمن شيعتكم أنا؟ قال: نعم في الدنيا والآخرة.

304 - محمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن زياد القندي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حمران: انه رجل من أهل الجنة.

محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، قال: روي عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، كان يقول: حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا.

305 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال قال حمران بن أعين: ان الحكم بن عيينة، ____________________

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لزرارة: أما رأيته؟ يعني أبا ضريس في النوم، قال زرارة فتذكرت من حالي فقلت: لا فقال عليه السلام: سبحان الله مثل أبي الضريس لم يأت بعد؟! وهو تعريض لزرارة.

في حمران بن أعين قوله: أن الحكم بن عيينة الدائر علي الألسن في المشهور مطابقا لما في المغرب والقاموس وغير هما من

(٤١٢)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسين بن علي (1)، عبد الملك بن أعين (1)، الحكم بن عيينة (1)، ابن أبي عمير (3)، أبو عبد الله (1)، العباس بن عامر (1)، الفضل بن شاذان (1)، أبان بن عثمان (1)، يعقوب بن يزيد (1)، حجر

بن زائدة (1)، زياد القندي (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن مسعود (1)

يروي عن علي بن الحسين عليه السلام أن علم علي عليه السلام في أية مسأله فلا يخبرنا.

قال حمران: سألت أبا جعفر عليه السلام؟ فقال: ان علينا عليه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسي ولم يكن نبيا ولا رسولا، ثم قال: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث، قال فعجب أبو جعفر.

____________________

كتب اللغة " عيينة " بيائين مثناتين من تحت بعد العين المهملة المضمومة ثم النون.

وقال العلامة - رحمه الله تعالي - في الايضاح والخلاصة (1) وطابقه الحسن ابن داود في كتابه (2): " الحكم بن عتيبة " بالتاء المنقطة فوقها نقطتين بعد العين والياء المنقطة تحتها نقطتين والباء المنقطة تحتها نقطة، وكذلك ضبطه بعض علماء العامة أيضا.

قوله: يروي عن علي بن الحسين عليهم السلام يعني قال حمران بن أعين: ان الحكم كان يروي عن علي بن الحسين عليهما السلام أن علم علي عليه السلام في أية مرتبة ومنزلة يصح أن يسأل عنها ويستخبر عن درجتها، ولكن كان لا يخبرنا بذلك.

فسألت أبا جعفر عليه السلام عن حقيقة الامر، فقال عليه السلام: ان عليا عليه السلام لم يكن رسولا ولا نبيا بل كان محدثا، منزلته في هذه الأمة في العلم المنزل علي قلبه بإذن الله سبحانه منزلة آصف بن برخيا صاحب سليمان، وخضر صاحب موسي عليهما السلام في الأمم السابقة، وإن كان علي عليه السلام منزلته أعلي من منزلتهما وأعظم، ثم قال عليه السلام في تأويل ما في التنزيل الكريم " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث الآية " (3).

ثم قال حمران: وإذ ذكرت ذلك لأبي

جعفر عليه السلام تعجب أبو جعفر عليه السلام من أمر الحكم بن عيينة.

(١) الخلاصة: ٢١٨ ٢) رجال ابن داود: ٤٤٩ 3) سورة الحج: 52

(٤١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، كتاب رجال ابن داود (1)، سورة الحج (1)

306 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن الحارث، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن حمران كان يقول نمد الحبل، من جاوزه من علوي وغيره برئنا منه.

307 - حدثني محمد بن الحسن البرناني، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن العلاء بن رزين القلا، عن أبي خالد الأخرس، قال قال حمران بن أعين، لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك أني حلفت ألا أبرح المدينة حتي أعلم ما أنا، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: فتريد ماذا يا حمران؟

قال: تخبرني ما أنا؟ قال: أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة.

308 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: قدمت المدينة وأنا شاب أمرد، فدخلت سرادقا لأبي جعفر عليه السلام بمعني، فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه أحد ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم، فعرفت برأيي أنه أبو جعفر عليه السلام فقصدت نحوه فسلمت عليه، فرد السلام علي، فجلست بين يديه والحجام خلفه.

فقال: امن بني أعين أنت؟ فقلت، نعم أنا زرارة بن أعين، فقال: انما عرفتك بالشبه، أحج حمران؟ قلت: لا وهو يقرئك السلام، فقال:

انه من المؤمنين حقا لا ____________________

ويحتمل أن يكون أبو جعفر كنية للحكم أيضا، وإن كان يكني أبا محمد فيكون المعني: ان ذكرت قول أبي جعفر عليه السلام للحكم فعجب منه، والله سبحانه أعلم.

قوله: نمد الحبل من جاوزه يعني نحن نمد حبل الدين الحنيف القويم والصراط السوي المستقيم، من لدن رسول الله ووصيه علي بن أبي طالب، ثم الأئمة الأوصياء الطاهرين من ولده إلي الإمام الثاني عشر المهدي القائم الموعود، فمن جاوز هذا الحبل علويا كان أو غير علوي تبرأنا منه.

(٤١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، يوم عرفة (1)، محمد بن الحسن البرناني (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (1)، حمدويه بن نصير (1)، العلاء بن رزين (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

يرجع أبدا، إذا لقبته فاقرئه مني السلام، وقل له: لم حدثت الحكم بن عيينة عني أن الأوصياء محدثون لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث.

فقال زرارة: فحمدت الله تعالي وأثنيت عليه فقلت: الحمد لله، فقال هو الحمد لله ثم قلت أحمده وأستعينه، فقال: هو أحمد وأستعينه، فكنت كلما ذكرت الله في كلام ذكره كما أذكره حتي فرغت من كلامي.

309 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال: حدثنا عبد الله الحجال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: لوددت أن كل شئ في قلبي في قلب أصغر انسان من شيعة آل محمد صلي الله عليه وآله.

310 - وبهذا الاسناد: عن الحجال، عن صفوان، قال: كان يجلس حمران مع أصحابه فلا يزال معهم

في الرواية عن آل محمد صلي الله عليه وآله فان خلطوا في ذلك بغيره ردهم إليه، فان صنعوا ذلك عدل ثلاث مرات قام عنهم وتركهم.

311 - إسحاق بن محمد قال: حدثنا علي بن داود الحداد، عن حريز بن عبد الله، قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء، فلما خرجا قال: أما حمران فمؤمن، وأما جويرية فزنديق لا يعلم أبدا، فقتل هارون جويرية بعد ذلك.

312 - يوسف بن السخت قال: حدثني محمد بن جمهور، عن فضالة بن أيوب، ____________________

قوله: حدثني محمد بن جمهور قال النجاشي - رحمه الله تعالي - في كتابه: محمد بن جمهور أبو عبد الله القمي ضعيف الحديث فاسد المذهب وقيل فيه أشياء الله أعلم بها من عظمها، روي عن الرضا عليه السلام (1).

وكذلك الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن

(١) رجال النجاشي: ٢٦٠

(٤١٥)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، علي بن داود الحداد (1)، عبد الله الحجال (1)، عبد الله بن بكير (1)، فضالة بن أيوب (1)، الحكم بن عيينة (1)، الحسين بن الحسن (1)، يوسف بن السخت (1)، إسحاق بن محمد (1)، محمد بن جمهور (1)، الوصية (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

عن بكير بن أعين، قال: حججت أول حجة فصرت إلي مني، فسألت عن فسطاط أبي عبد الله عليه السلام فدخلت علية، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوهم فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال: هلم إلي! ثم قال: يا غلام أمن بني أعين أنت؟ قتل: نعم جعلني الله فداك قال: أيهم أنت؟ قلت: أنا بكير بن أعين، قال

لي: ما فعل حمران؟ قلت: لم يحج العام علي شوق شديد منه إليك، وهو يقرأ عليك السلام، فقال: عليك وعليه السلام، حمران مؤمن من أهل الجنة لا يرتاب أبدا لا والله لا والله لا تخبره.

إلي هنا انتهي الجزء الثاني ويتلوه في الجزء الثالث حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمدلله رب العالمين وصلواته علي سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين.

____________________

الرضا عليه السلام قال: محمد بن جمهور العمي عربي بصري غال (1).

وقال في باب لم: محمد بن الحسن بن جمهور العمي، روي سعد عن أحمد ابن الحسين بن سعيد عنه (2).

وهذا يدل علي التعدد، ولكن في الفهرست قال، محمد بن الحسن بن الجمهور العمي البصري له كتب، جماعة منها كتاب الملاحم، وكتاب صاحب الزمان وله الرسالة الذهبية عن الرضا عليه السلام، وله كتاب وقت خروج القائم عليه السلام. ثم ذكر طريقه إليه بالاسناد عن العمر كي بن علي عن محمد بن جمهور (3).

فبين من ذلك أن محمد بن الحسن بن جمهور ومحمد بن جمهور واحد، وهو العمي البصري. وايراده مرة أخري في باب لم لان حديثه عن الرضا عليه السلام من غير واسطة قليل، والله سبحانه أعلم.

(١) رجال الشيخ: ٣٨٧ ٢) رجال الشيخ: ٥١٢ ٣) الفهرست: ١٧٢

(٤١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، بكير بن أعين (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، القتل (1)، الحج (2)، الفدية، الفداء (1)، الطهارة (1)

المجلد-٢

تفسير قوله عليه السلام ان التقية تجوز في شرب الخمر

كبارنا بسبهما والبرائة منهما.

364 - نصر بن الصباح، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني جعفر بن محمد بن الفضيل، قال: حدثني جعفر بن علي الهمداني، قال:

حدثني درست بن أبي منصور، قال:

كنت عند أبي الحسن موسي عليه السلام وعنده الكميت ابن زيد، فقال للكميت أنت الذي تقول: فالآن صرت علي أمية والأمور إلي مصائر؟

قال: قد قلت ذاك فوالله ما رجعت عن أيمان واني لكم لموال ولعدوكم لقال ولكني قلته علي التقية، قال: أما لئن قلت ذلك أن التقية تجوز في شرب الخمر.

____________________

الجمع بين العوض وهي الهاء والمعوض عنها وهي الهمزة واسكان الهاء لغة نقلها الجوهري (1) وغيره.

و" محجمة من دم " مرفوعة علي الإقامة مقام الفاعل.

وهنا لك تفصيل أوردناه في المعلقات علي الفقيه، وفي المعلقات علي الاستبصار.

قوله (ع): ان التقية تجوز في شرب الخمر روايات أصحابنا وأقوالهم في جواز التقية في شرب الخمر وعدمها مختلفة، فالصدوقان رضوان الله تعالي عليها قالا: بالمنع، فعندهما لا تقية في شرب الخمر، ولا في المسح علي الخفين، ولا في متعة الحج، كما لا تقية في الدماء، والشيخ و أتباعه رحمهم الله تعالي قالوا بالجواز عند مخافة القتل.

قال شيخنا الشهيد في الذكري: قال الصدوقان: عن العالم عليه السلام ثلاث لا أتقي فيهن أحدا، شرب المسكر والمسح علي الخفين ومتعة الحج، وهو في الكافي و التهذيب بسند صحيح عن زرارة قال: قلت له: أفي مسح الخفين تقية؟ قال: ثلاث لا أتقي فيهن أحدا: شرب المسكر ومسح الخفين ومتعة الحج، وتأوله زرارة - رحمه الله - بنسبته إلي نفسه عليه السلام، ولم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا، وتأوله

(١) الصحاح: ٤ / 1570

(٤٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، شرب الخمر (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، درست بن أبي منصور (1)، محمد بن الفضيل (1)، جعفر بن علي (1)، التقية (2)، الجواز (1)

365 - حدثني محمد بن

مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر القصباني، وجعفر بن محمد بن حكيم، قال: حدثنا أبان بن عثمان، عن عقبة بن بشير الأسدي، عن كميت بن زيد الأسدي، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فقال: والله يا كميت لو أن عندنا مالا أعطيناك منه، ولكن لك ما قال رسول الله صلي الله عليه وآله لحسان: لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا.

____________________

الشيخ بالتقية لأجل مشقة يسيرة لا تبلغ إلي الخوف علي النفس أو المال، لما مر من جواز ذلك للتقية.

قلت: ويمكن أن يقال: إن هذه الثلاث لا يقع الانكار فيها من العامة غالبا، لانهم لا ينكرون متعة الحج وأكثرهم يحرم المسكر، ومن خلع خفه وغسل رجليه فلا انكار عليه، والغسل أولي منه عند انحصار الحال فيهما، وعلي هذا يكون نسبته إلي غيره كنسبته إلي نفسه عليه السلام في أنه لا تقية فيه، وإذا قدر خوف ضرر نادر جازت التقية انتهي كلام الذكري (1).

قلت: فاذن قول أبي الحسن عليه السلام للكميت يحتمل أن يكون علي وجوه ثلاثة:

الأول: علي مذهب الصدوقين أنه عليه السلام قال له: انك إذا قلت ذلك علي التقية وجازت التقية في زعمك في ذلك فيلزمك أن يكون عندك أنه تجوز التقية في شرب الخمر فان ذلك أكبر اثما عند الله وأعظم مفسدة في الدين من شرب الخمر.

الثاني: علي مسلك الذكري كأنه عليه السلام يقول: كما لا يصح أن التقية يجوز في شرب الخمر، إذ من المعلوم أنه ليس يقتل أحد أحدا علي اجتناب شرب الخمر كذلك لا يصح جواز التقية فيما قلت، فإنك لو كنت لم تقل ما قلت ولم تمدح بني أمية بما مدحت لم يكن أحد

يقتلك علي ذلك أو يأخذ منك مالا، فقوله عليه السلام " ان التقية تجوز في شرب الخمر " علي هذين الوجهين مصبوب في قالب الانكار، أو الاستفهام الانكاري.

(1) الذكري: 90

(٤٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الكميت بن زيد الاسدي (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، أبان بن عثمان (1)، علي بن الحسن (1)، عقبة بن بشير (1)، محمد بن مسعود (1)

366 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حنان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، قال: دخل الكميت بن زيد علي أبي جعفر عليه السلام وأنا عنده، فأنشده: من لقب متيم مستهام، فلما فرغ منها قال للكميت: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا.

____________________

الثالث: علي قول الشيخ وأتباعه يعني عليه السلام: انك إذ قلت ذلك علي التقية فلا جناح عليك، فان التقية تجوز في شرب الخمر إذا ما خيف علي النفس أو المال وكذلك تجوز فيما قلته، وعلي هذا فالكلام في سياق الاثبات والتقرير دون الانكار والتعيير، وهذا أبعد الوجوه فليعرف.

قوله: من لقلب متيم مستهام هذا أول مصراعي المطلع ووزن تقطيعه فاعلاتن مفاعلن، فتجب مراعاتها في سائر الأبيات علي ما قد وقعت فيه من الزحافات.

و" المتيم " بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الياء المثناة من تحت علي اسم المفعول من باب التفعيل، يقال: تيمه الحب وتامه أيضا.

قال في الصحاح: معني تيم الله عبد الله، وأصله من قولهم تيمه الحب أي عبده وذلله، فهو متيم ويقال: أيضا تامته (1).

وفي أساس البلاغة: هو تيم الله أي عبد الله، ومن المجاز تامت فلانة قلبه وتيمته

وهو متيم، وقرأت شعر المتيمين (2).

و" المستهام " اسم المفعول من باب الاستفعال من هام يهيم هيما وهيمانا إذا تحير من الحب والعشق.

في القاموس: والهيام بالضم كالجنون من العشق وقلب مستهام هايم (3).

(١) الصحاح: ٥ / 1879 2) أساس البلاغة: 66 3) القاموس: 4 / 193

(٤٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الكميت بن زيد (1)، حمدويه بن نصير (1)، عبيد بن زرارة (1)، محمد بن عيسي (1)

367 - علي بن محمد بن قتيبة، قال. حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا أبو الشيخ عبد الله بن مروان الجواري، قال: كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين، وكان راوية شعر الكميت يعني الهاشميات، وكان سمع ذلك منه، وكان عالما بها، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وانشاده ثم عاد فيه، فقيل له:

ألم تكن زهدت فيها وتركتها؟ فقال: نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلي العود فيه.

فقيل له: وما رأيت؟ قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة، قال أبو محمد: فقلت لأبي الشيخ: وما المجلة؟ قال: الصحيفة، قال: فنشرتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب، قال: فنظرت في السطر الأول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم، ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك، ونظرت في السطر الثالث أو الرابع فإذا فيه والكميت ابن زيد الأسدي، قال: فذلك دعاني إلي العود فيه.

في الحكم بن عيينة 368 - حدثني أبو الحسن وأبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا:

حدثنا الحسن بن موسي الخشاب الكوفي، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسي بن أبي منصور،

وأبي أسامة، ويعقوب الأحمر قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زرارة بن أعين، فقال له: ان الحكم ابن عيينة روي عن أبيك أنه قال له: صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام بأيمان ثلاثة: ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم بن عيينة علي أبي عليه السلام.

____________________

وفي الأساس: رجل هيمان عطشان وقوم هيمي، وقد هام يهيم، وابل هيام عطاش وبها هيام، ومن المجاز وهو هايم بفلانه ومستهام، وقد هام بها وتهيمته، وبه هيام وهو الجنون من العشق (1).

(1) أساس البلاغة: 709

(٤٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد الحميد (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، عيسي بن أبي منصور (1)، عبد الله بن مروان (1)، علي بن أبي طالب (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، الحكم بن عيينة (2)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، الحسن بن موسي (1)، يعقوب الأحمر (1)، زيد الأسدي (1)، الكذب، التكذيب (1)، الصّلاة (1)

369 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن فيروزان القمي، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يحيي، عن العباس بن معروف، عن الحجال، عن أبي مريم الأنصاري، قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام: قل لسلمة بن كهيل والحكم ابن عيينة شرقا أو غربا لن تجدا علما صحيحا الا شيئا خرج من عندنا أهل البيت.

370 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا أتجوز؟ قال: لا، فقلت:

ان الحكم

بن عيينة يزعم أنها تجوز، فقال: اللهم لا تغفر ذنبه، قال الله للحكم " انه لذكر لك ولقومك " (1) فليذهب الحكم يمينا وشمالا، فوالله لا يوجد العلم الا في أهل بيت نزل عليهم جبريل عليه السلام.

وحكي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال: كان الحكم من فقهاء العامة، وكان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: إنه كان مرجيا.

في أبي الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن 371 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن محمد بن فيروزان، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة بكل لون.

____________________

في أبي الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن قوله: سدير عصيدة بكل لون يحتمل الحمل علي المدح وعلي الذم، والعصيدة في الأصل رقيق يلت بالسمن ويطبخ قاله ابن الأثير في النهاية (2).

(١) سورة الزخرف: ٤٤ 2) نهاية ابن الأثير: 3 / 246

(٤٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، أبو بصير (1)، علي بن محمد بن فيروزان (2)، محمد بن أحمد بن يحيي (2)، علي بن الحسن بن فضال (2)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، الحكم بن عيينة (1)، العباس بن عامر (1)، أبان بن عثمان (1)، العباس بن معروف (1)، سلمة بن كهيل (1)، عمرو بن عثمان (1)، سدير بن حكيم (1)، محمد بن عذافر (1)، محمد بن مسعود (3)، الزنا (1)، الشهادة (1)، الجواز (1)، إبن الأثير (1)، سورة الزخرف (1)

372 - حدثنا علي بن محمد القتيبي،

قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، قال: وزعم لي زيد الشحام، قال: اني لأطوف حول الكعبة وكفي في كف أبي عبد الله عليه السلام فقال: ودموعه تجري علي خديه، فقال: يا شحام ما رأيت ما صنع ربي إلي، ثم بكي ودعا، ثم قال لي: يا شحام اني طلبت إلي الهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلي سبيلهما.

____________________

وقال ابن فارس في مجمل اللغة: وسميت بذلك لأنها تعصد أي تلفت وتلوي، ومنه قيل: للذي يلوي رأسه عاصد.

قوله: وزعم لي زيد الشحام من الزعامة بمعني الضمان والكفالة، أي وضمن وتكفل لي صحة ما يرويه ومنه في حديث علي عليه السلام " ذمتي رهينة وأنا به زعيم " أي كفيل.

أو من الزعم بمعني التكلم والتحدث علي سبيل الظن أو الشك دون الجزم واليقين، أي وحدثني به وهو شاك في أنه في سدير وعبد السلام أو في حق غيرهما، أو يعلم أن أحدهما سدير وليس يستيقن أن الاخر منهما عبد السلام بن عبد الرحمن أو غيره.

(٤٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد القتيبي (1)، الفضل بن شاذان (1)، زيد الشحام (1)، بكر بن محمد (1)

في معروف بن خربوذ المكي 373 - ذكر أبو القاسم نصر بن الصباح، عن الفضل بن شاذان، قال: دخلت علي محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده، قال: كيف ولو رأيت جميل بن دراج؟ ثم حدثه أنه دخل علي جميل بن دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا فلما رفع رأسه: قال محمد بن أبي عمير أطلت السجود، فقال: لو رأيت معروف بن خربوذ.

374 - طاهر

بن عيسي، قال: وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسن، عن إسماعيل بن قتيبة، عن أبي العلاء الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا وجه الله أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الاخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه، فقال معروف بن خربوذ: ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو.

375 - جعفر بن معروف، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن ____________________

في معروف بن خربوذ المكي قوله: جعفر بن معروف الطريق صحي بعبد الله بن بكير، فإنه وإن كان فطحيا فهو من اجتمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم، فما قاله السيد بن طاوس من القداح في الطريق بابن بكير لفطحيته وبجعفر بن معروف، لطعن ابن الغضائري فيه لا تعويل عليه.

وقد أسمعناك فيما سلف أن جعفر بن معروف الذي قال ابن الغضائري أن في مذهبه ارتفاعا، هو أبو الفضل السمرقندي يروي عنه العياشي، وجعفر بن معروف هذا الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي، هو أبو محمد من أهل كش كان وكيلا مكاتبا، وهو من المشيخة الاجلاء لا غميزة فيه أصلا.

(٤٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، إسماعيل بن قتيبة (1)، محمد بن أبي عمير (2)، الفضل بن شاذان (1)، طاهر بن عيسي (1)، محمد بن الحسين (1)، جميل بن دراج (1)، معروف بن خربوذ (2)، محمد بن الحسن (1)، سبيل الله (1)، جعفر بن معروف (1)، السجود (3)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، الجنابة (1)

بشير، عن ابن بكير، عن محمد بن مروان، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا ومعروف بن خربوذ، فكان ينشدني

الشعر وأنشده ويسألني وأسأله وأبو عبد الله عليه السلام يسمع، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لان يمتلي جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلي شعرا، فقال معروف: انما يعني بذلك الذي يقول الشعر فقال: ويلك أو ويحك قد قال ذلك رسول الله صلي الله عليه وآله.

376 - طاهر قال: حدثني جعفر، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن سلام بن بشير الرياني، وعلي بن إبراهيم التيمي، عن محمد الأصبهاني، قال: كنت قاعدا مع معروف بن خربوذ بمكة ونحن جماعة، فمر بنا قوم علي حمير معتمرون من أهل المدينة، فقال لنا معروف: سلوهم هل كان بها خبر؟

فسألناهم فقالوا: مات عبد الله بن الحسن، فأخبرناه بما قالوا.

قال، فلما جاوزوا مر بنا قوم آخرون، فقال لنا معروف: فسئلوهم هل كان بها خبر فسألناهم فقالوا: كان عبد الله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق، فأخبرناه بما قالوا.

فقال: ما أدري ما يقول هؤلاء وأولئك، أخبرني ابن المكرمة - يعني أبا عبد الله عليه السلام - ان قبر عبد الله بن الحسن وأهل بيته علي شاطئ الفرات، قال فحملهم أبو الدوانيق فقبروا علي شاطئ الفرات.

في الفضيل بن يسار 377 - حدثنا حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن إبراهيم ابن عبد الله، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأي الفضيل بن يسار قال: بشر المخبتين ____________________

قوله: عن محمد بن مروان هو محمد بن مروان البصري من ولد أبي الأسود الدؤلي علي ما ستعرفه في ترجمته من ذي قبل.

(٤٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن الحسن (ع) (3)، مدينة

مكة المكرمة (1)، نهر الفرات (2)، علي بن إبراهيم (1)، الفضيل بن يسار (2)، أبو عبد الله (3)، محمد بن مروان (1)، محمد بن عيسي (1)، معروف بن خربوذ (2)، القبر (1)، الطهارة (1)، الموت (1)

من أحب أن ينظر رجلا من أهل الجنة فلينظر إلي هذا.

378 - إبراهيم بن محمد بن عباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس المعلم القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن عثمان، قال:

قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الأرض لتسكن إلي الفضيل بن يسار.

379 - الحسين، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن سالم، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يمنعني من لقائك الا اني ما أدري ما يوافقك من ذلك؟ قال، فقال: ذلك خير لك.

380 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن خلف بن حماد عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام إذا دخل عليه الفضيل ابن يسار يقول: بخ بخ بشر المخبتين، مرحبا بمن تأنس به الأرض.

حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، ومحمد بن مسعود، قال: كتب إلي الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال:

كان أبو عبد الله عليه السلام إذا نظر إلي الفضيل بن يسار مقبلا قال: بشر المخبتين. وكان يقول: إن فضيلا من أصحاب أبي، وأني لأحب الرجل أن يحب أصحاب أبيه.

381 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن علي الهمداني،

عن علي بن إسماعيل التيمي، قال: حدثني ربعي بن عبد الله، قال:

حدثني غاسل الفضيل بن يسار، قال: اني لأغسل الفضيل بن يسار وأن يده لتسبقني إلي عورته، فخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال لي: رحم الله الفضيل بن يسار، وهو منا أهل البيت.

382 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل البصري، عن أبي غيلان، قال: أتيت الفضيل بن يسار، فأخبرته أن محمدا وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن قد خرجا، فقال لي: ليس أمرهما بشئ قال:

(٤٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، علي بن إسماعيل التيمي (1)، غاسل الفضيل بن يسار (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، محمد بن خالد البرقي (1)، ربعي بن عبد الله (1)، إبراهيم بن محمد (1)، إسماعيل البصري (1)، الفضيل بن يسار (5)، ابن أبي عمير (3)، عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (2)، العباس بن عامر (1)، الفضل بن شاذان (2)، أبان بن عثمان (1)، أحمد بن إدريس (1)، الفضيل بن يسار (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن علي (1)

فصنعت ذلك مرارا، كل ذلك يرد علي مثل هذا الرد.

قال، قلت: رحمك الله قد أتيتك غير مرة أخبرك فتقول ليس أمرهما بشئ أفبرأيك تقول هذا؟ قال، فقال: لا والله، ولكن سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن خرجا قتلا.

في محمد بن مروان البصري 383 - حكي العباسي عن علي بن الحسن بن فضال، قال: كان محمد

بن مروان يسكن البصرة وكان أصله الكوفة، وليس هو الذي روي تفسير الكلبي، ذلك يسمي محمد بن مروان السدي.

وقال حمدويه: حدثني بعض من رأيته قال: محمد بن مروان من ولد أبي الأسود الدؤلي.

____________________

في محمد بن مروان البصري محمد بن مروان البصري ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الباقر، وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهما السلام وقال: حدث عنه أسيد بن زيد (1).

والذهبي في مختصره قال: محمد بن مروان الذهلي الكوفي، أبو جعفر عن أبي حازم الأشجعي، وعنه أبو أحمد الزبيري وأبو نعيم، وذكر أيضا محمد بن مروان بن قدامة أبو بكر العقيلي العجلي البصري، عن يونس بن عبيد.

قوله: من ولد أبي الأسود الدؤلي الدؤلي - بضم الدال وفتح الهمزة - نسبة إلي دئل بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها في النسبة من تغييرات النسب، واسم أبي الأسود الدئلي في الأشهر عند الأكثر ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب إلي الدؤل بن عبد مناة بن كنانة.

(1) رجال الشيخ: 136 و 301

(٤٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، محمد بن مروان البصري (1)، محمد بن مروان السدي (1)، مدينة البصرة (1)، محمد بن مروان (1)

____________________

قال في المغرب: أبو حاتم سمعت الأخفش يقول: الدؤل بضم الدال وكسر الواو المهموزة، دويبة صغيرة شبيهة بابن عروس، قال: ولم أسمع بفعل في الأسماء والصفات غيره، وبه سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي، وانما فتحت الهمزة استثقالا للكسرة مع ياءي النسب كالنمري في نمر.

والدول بسكون الواو غير مهموز الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب، واليهم ينسب الدولي.

والديل بكسر الدال في تغلب وفي عبد القيس أيضا، واليهم ينسب ثور بن يزيد الديلي، وسنان بن أبي سنان الديلي، وكلاهما في السير.

وفي نفي الارتياب سنان بن أبي سنان الدولي، وفي متفق الجوزقي كذلك، وفي كتاب الكني للحنظلي أبو سنان الدولي ويقال الديلي (1) انتهي كلام المغرب.

وفي جامع الأصول: هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل: ظالم ابن عمرو بن جندل بن سفيان، وقيل: ظالم بن سارق، وقيل: سارق بن ظالم، وقيل: عمرو بن ظالم الدؤلي، وقيل: الديلي، من سادات التابعين وأعيانهم، سمع عمرو عليا، روي عنه ابنه أبو حرب وعبد الله بن بريدة، شهد مع علي بن أبي طالب صفين وولي البصرة لابن عباس، وهو أول من تكلم في النحو بعد علي، مات بالبصرة في الطاعون الجارف سنة سبع وستين، وكان قد أسن.

وفي الصحاح: ولا نعلم اسما جاء علي فعل غير هذا، والي المسمي بهذا الاسم نسب أبو الأسود الدؤلي، الا أنهم فتحوا الهمزة علي مذهبهم في النسبة، استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياءي النسب، كما قالوا في النسبة إلي نمر نمري.

وربما قالوا: أبو الأسود الدولي قلبوا الهمزة واوا، لان الهمزة إذا انفتحت

(1) المغرب: 1 / 173

صفحه(٤٧٥)

في سعد الإسكاف 384 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال:

حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن حفص بن محمد المؤذن، عن سعد الإسكاف قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام اني أجلس فأقص وأذكر حقكم وفضلكم، قال: وددت أن علي كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك.

قال حمدويه: سعد الإسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحدا. قال نصر: وقد أدرك علي بن الحسين، قال حمدويه: وكان ناووسيا وفد علي أبي عبد الله عليه السلام.

____________________

وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة، كما قالوا في

جؤن جون وفي مؤن مون.

وقال ابن الكلبي هو أبو الأسود الديلي فقلب الهمزة ياءا حين انكسرت الدال لتسلم الياء، كما تقول: قيل وبيع.

قال: واسمه ظالم بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنانة، قال الأصمعي: أخبرني عيسي بن عمر قال: الديل بن بكر الكناني انما هو الدئل فترك أهل الحجاز الهمزة انتهي كلامه (1).

وبالجملة أبو الأسود الدؤلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد عليهم السلام وأجلائهم.

في سعد الإسكاف الإسكاف بالكسر في أساس البلاغة: هو اسكاف من الأساكفة وهو الخراز وقيل: كل صانع (2).

(١) الصحاح: ٤ / 1694 2) أساس البلاغة: 303

(٤٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي بن يقطين (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن الحسين (1)، سعد الإسكاف (3)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن نصير (1)، سعد الخفاف (1)، الأذان (1)

في عبد الله وعبد الملك ابني عطاء 385 - قال نصر بن صباح: وولد عطاء بن أبي رياح تلميذ ابن عباس عبد الملك وعبد الله وعريفا، نجباء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام.

386 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحام، عن عبد الله بن عطاء، قال: أرسل إلي أبو عبد الله عليه السلام وقد أسرج له بغل وحمار، فقال لي: هل لك أن تركب معنا إلي مالنا؟

قال، قلت: نعم.

قال: أيهما أحب إليك أن تركب؟ قلت: الحمار، قال: فان الحمار أوفقهما لي، قلت: انما كرهت أن أركب البغل وأن تركب أنت الحمار قال: فركب الحمار وركبت البغل، ثم سرنا حتي خرجنا من المدينة، فبينا هو يحدثني إذا نكب علي السرج مليا،

فظننت أن السرج آذاه أو ضغطه، ثم رفع رأسه.

قلت: جعلت فداك ما أري السرج الا وقد ضاق عنك، فلو تحولت علي البغل فقال: كلا ولكن الحمار اختال، فصنعت كما صنع رسول الله صلي الله عليه وآله ركب حمارا يقال له: عفير، فاختال فوضع رأسه علي القربوس ما شاء الله ثم رفع رأسه ثم قال:

يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي.

في عكرمة مولي ابن عباس 387 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني ابن ازداد ابن المغيرة، قال:

حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن ____________________

وفي القاموس: أو الإسكاف كل صانع سوي الخفاف فإنه الا سكف بالفتح، أو الإسكاف النجار وكل صانع بحديدة، وموضعان أعلي وأسفل بنواحي النهروان من عمل بغداد نسب إليهما علماء والحاذق بالامر (1).

(1) القاموس: 3 / 153

(٤٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (2)، عطاء بن أبي رياح (1)، عبد الله بن عطاء (1)، هارون بن خارجة (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، حمدويه بن نصير (1)، حماد بن عيسي (1)، ابن المغيرة (1)، محمد بن عيسي (1)، زيد الشحام (1)، محمد بن مسعود (1)، نصر بن صباح (1)، عبد الحميد (1)، الفدية، الفداء (1)

زرارة، قال، قال أبو جعفر عليه السلام: لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته، قيل لأبي عبد الله عليه السلام: بم ذا ينفعه؟ قال: كان يلقنه ما أنتم عليه، فلم يدركه أبو جعفر عليه السلام ولم ينفعه.

قال الكشي: وهذا نحو ما يروي لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا، لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب

ضده.

في مالك بن أعين الجهني 388 - حمدويه بن نصير، قال: سمعت علي بن محمد بن فيروزان القمي، يقول: مالك بن أعين الجهني هو ابن أعين، وليس من أخوة زرارة وهو بصري.

في ناجية بن عمارة الصيداوي 389 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن لجية؟ قال: هو نجية واسم آخر أيضا ناجية بن أبي عمارة الصيداوي، قال:

____________________

في ناجية بن عمارة الصيداوي الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام قال. ناجية بن أبي عمارة (1).

والحسن بن داود أيضا نقل عن خط الشيخ ناجية بن أبي عمارة الصيداوي (2).

وهو يكني أبا حبيب وإياه يعنون حيث يقولون في الأسانيد عن أبي حبيب الأسدي، قد أسندت ذلك من الصدوق أبي جعفر بن بابويه - رضوان الله تعالي عليه - في مسندة الفقيه (3) والرجل معروف عندهم بجلالة القدر.

وقد حققنا حاله في المعلقات علي الاستبصار (4) في باب الرعاف ينقض الوضوء

(١) رجال الشيخ: ١٣٨ ٢) رجال ابن داود: ٣٥٨ ٣) مشيخة الفقيه: ٤ / 62 4) التعليقة علي الاستبصار المطبوع في اثني عشر رسالة للسيد: 7.

(٤٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، ناجية بن أبي عمارة (1)، مالك بن أعين الجهني (2)، علي بن محمد بن فيروزان (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

وأخبرني بعض ولده أن أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: انج نجية فسمي بهذا الاسم.

____________________

أم لا.

والذين أدركوا عصرنا جميعا كانوا عن ذلك من الغافلين، فإذا تلي عليهم أبو حبيب الأسدي وقيل: من هو،

ظلوا فيه من الجاهلين.

قوله (ع): انج نجية انج بهمزة الوصل المضمومة من نجي ينجو نجاءا بالمد، بمعني أسرع يسرع اسراعا، أو بهمزة القطع المفتوحة من باب الافعال للصيروة والدخول وفي نسخة " نج " بالتشديد من باب التفعيل للمبالغة لا للتعدية، أي كن سريعا مسرعا ذا اسراع ومسارعة شديدة ومسابقة تامة إلي الخير، ويقال للبعير السريع:

ناج، وللناقة السريعة: نجية.

قال في الصحاح: نجوت نجاءا ممدودا، أي أسرعت وسبقت، والناجية والنجية الناقة السريعة تنجو بمن ركبها والبعير ناج، وبنو ناجية قوم من العرب، والنسبة إليهم ناجية، تحذف منه الهاء والياء، ونجوت فلانا إذا استنكهته (1).

أو من نجوت من كذا أنجو نجاءا بالمد ونجاة بالقصر بمعني خلصت منه خلاصا والصدق منجاة ومخلص، ومنه نوح عليه السلام " نجي الله " فعيل بمعني مفعول، ومعناه من أنجاه الله، أي كن ناجيا من الناجين وفائزا من الفائزين يا نجية، والتاء فيه للمبالغة.

فهذا الحديث يدل علي حسن حال ناجية الصيداوي أبي حبيب الأسدي وارتفاع منزلته، وأيضا من المقرر عندهم أن أبا عمرو الكشي إذا ذكر أحدا من الرجال ولم يرو فيه ذما ولانقل فيه طعنا، فذلك آية جلالة الرجل ودليل تزكيته، قاله شيخنا الشهيد في الذكري في الحكم بن مسكين وقد أوردناه فيما قد سلف.

(١) الصحاح: ٦ / 2501

صفحه(٤٧٩)

حمدويه بن نصير: قال: الصيدا بطن من بني أسد، قال: وكان رجل من أصحابنا يقال له: نجية القواس، وليس هو بمعروف.

____________________

قوله: كان رجل من أصحابنا يقال له نجية القواس يعني أن نجية القواس علي أن يكون رجلا آخر غير ناجية بن عمارة الصيداوي ليس هو بمعروف، كيف وقد قال فيما سيأتي من بعد في ترجمة نجية بن الحارث طي أصحاب الكاظم عليه السلام،

حمدويه قال محمد بن عيسي: نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق علي بن يقطين (1).

وفي التهذيب وغيره من أصول كتب الاخبار في باب العمرة: نجية عن أبي جعفر عليه السلام (2)، وفي باب الخمس نجية القواس قد استأذن عليه - أي علي أبي جعفر عليه السلام - فاذن له فدخل فجثا علي ركبتيه ثم قال: جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسألة، والله ما أريد بها الافكاك رقبتي من النار فكأنه رق له، فاستوي جالسا فقال: يا نجية سلني فلا تسألني اليوم عن شئ الا أخبرتك به الحديث (3).

وقد أخرجه متنا جدي المحقق أعلي الله مقامه في رسالته الخراجية، وفي باب الخمس أيضا في الكافي والتهذيب وسائر الأصول عن ابن أبي عمارة وهو ناجية ابن أبي عمارة الصيداوي الأسدي عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام.

وبالجملة هو معروف الرواية مكثار الحديث عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليه السلام، وعن عبيد بن زرارة وعمن في طبقته عن أبي عبد الله عليه السلام.

فقد استبان من أصول الحديث ومن كتب الرجال أن ناجية الصيداوي أبا حبيب الأسدي ونجية القواس ونجية بن الحارس القواس جميعا رجل واحد، روي عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليه السلام وعن غير واحد من رجالهما، وأنه هو الشيخ الكوفي

(١) رجال الكشي: ٤٥٢ ط جامعة مشهد و ٣٨٤ ط النجف الأشرف ٢) الاستبصار: ٢ / ٣٢٥ ٣) التهذيب ٤ / 145

(٤٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: حمدويه بن نصير (1)، نجية القواس (1)، بنو أسد (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

في عبد الله بن شريك العامري 390 - حدثنا أبو صالح خلف بن حماد الكشي،

قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني علي بن الحكم، عن علي بن المغيرة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذوابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف مكرون ومكرورون.

391 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبي، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخري، أنه يكون ____________________

الصادق صديق علي بن يقطين.

وقد ذكره الشيخ أيضا في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام (1) وفاقا لأبي عمرو الكشي في كتابه.

فاما قول الحسن بن داود: نجبة - بالنون والجيم المفتوحتين والباء المفردة - ابن الحارث " لم - كش " كوفي صادق صديق علي بن يقطين (2). فمن باب الغلط في الضبط والتغبيب في الفحص.

ونحن قد فصلنا حق القول في المعلقات علي الفقيه، وفي المعلقات علي الاستبصار، فليتثبت.

في عبد الله بن شريك العامري قوله (ع): في لحف الجبل اللحف - بالكسر - أصل الجبل قاله في القاموس (3).

(١) رجال الشيخ: ٣٦٢ ٢) رجال ابن داود: ٣٥٨ 3) القاموس: 3 / 195

(٤٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن شريك العامري (2)، الحسن بن علي الوشاء (1)، علي بن المغيرة (1)، عبد الله بن محمد (1)، سهل بن زياد (1)، علي بن الحكم (1)، خلف بن حماد (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

أول منشور في عشرة من أصحابه، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه.

392

- طاهر بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف بابن التاجر، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن عقبة بن بشير، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: لما هزم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الناس يوم الجمل، قال: لا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا علي جرحي، ومن أغلق بابه فهو آمن.

فلما كان يوم صفين قتل المدبر واجهز علي الجرحي، قال أبان بن تغلب:

قلت لعبد الله بن شريك: ما هاتان السيرتان المختلفتان؟ فقال: ان أهل الجمل قتل طلحة والزبير وان معاوية كان قائما بعينه وكان قائدهم.

في إسماعيل بن الفضل الهاشمي 393 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، أن إسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة.

____________________

قوله (ع): ولا تجهزوا علي جرحي في المغرب: أجهز علي الجريح إذا أسرع قتله وجرحه رجل، وأجهز عليه آخر عبارة عن اتمام القتل (1).

وفي القاموس: جهز علي الجريح كمنع، وأجهز أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه (2).

(1) المغرب: 1 / 101 2) القاموس: 2 / 171

(٤٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، علي بن الحسن بن علي (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، إسماعيل بن الفضل (2)، عبد الله بن شريك (3)، طاهر بن عيسي (1)، مدينة البصرة (1)، نوفل بن الحارث (1)، أبان بن تغلب (1)، عمرو بن عثمان (1)، عقبة بن بشير (1)، محمد بن عذافر (1)، محمد بن مسعود

(1)، محمد بن علي (1)، القتل (1)

في ثوير بن أبي فاختة 394 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال حدثني محمد بن عباد بن بشير، عن ثوير بن أبي فاختة قال: خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاص، وابن قيس الماصر، والصلت بن بهرام، وكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا: أنظر الان فقد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها، عن ثلاثين كل يوم، وقد قلدناك ذلك.

____________________

وفي بعض النسخ " فلا تجيزوا " و" أجاز " (1) مكان ولا تجهزوا وأجهز والمعني واحد.

في ثوير بن أبي فاخته قوله رحمه الله: عمرو بن ذر القاص (2) في مختصر الذهبي: عمرو بن ذر الهمداني، عن أبيه وسعيد بن جبير ومعاذ، وعنه ابن مهدي وأبو نعيم والفريابي، ثقة بليغ واعظ صالح، لكنه مرجئ مات سنة 156.

و" ابن قيس " اسمه عطية ذكره الذهبي أيضا.

وفي جامع الأصول: الصلت بن زييد بن أخي كثير بن الصلت الكندي، روي عن سليمان بن يسار، وروي عنه مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة.

الصلت بفتح الصاد وسكون اللام وبتاء فوفها نقطتان، وزييد بضم الزاي وفتح الياء تحتها نقطتان وسكون ياء أخري مثلها، وكثير ضد قليل ويسار بالسين المهملة.

قوله: فقد حزرنا (3) باهمال الحاء المفتوحة وتخفيف الزاي والراء أخيرا من الحزر وهو التقدير

(1) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد.

2) وفي المطبوع من الرجال: القاضي.

3) وفي المطبوع من الرجال: حررنا باهمال الرائين.

(٤٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، ثوير بن أبي فاختة (2)، محمد بن قولويه (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

قال ثوير: فغمني ذلك حتي إذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا علي أبي جعفر عليه

السلام، فقلت له: جعلت فداك ابن ذر، وابن قيس الماصر، والصلت صحبوني، وكنت أسمعهم يقولون: قد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها فغمني ذلك.

فقال أبو جعفر عليه السلام: ما يغمك من ذلك فإذا جاؤوا فاذن لهم، فلما كان من غد دخل مولي لأبي جعفر عليه السلام فقال: جعلت فداك بالباب ابن ذر ومعه قوم، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثوير قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا، فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر عليه السلام يستفتيهم الأحاديث واقبلوا لا يتكلمون.

فلما رأي ذلك أبو جعفر عليه السلام قال لجارية له يقال لها سرحة: هاتي الخوان، فلما جاءت به فوضعته، فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمد لله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتي أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده؟ قال: إذا وضع ذكر الله وإذا رفع حمدا لله.

قال: ثم اكلوا، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: اسقيني فجائته بكوز من أدم فلما صار في يده، قال: الحمدلله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتي أن لهذا الكوز حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده؟ قال يذكر اسم الله عليه إذا شرب ويحمد لله إذا فرغ، ولا يشرب من عند عروته ولامن كسران كان فيه.

قال: فلما فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلمون، فلما رأي ذلك أبو جعفر عليه السلام قال: يا ابن ذر ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ قال: بلي يا ابن رسول الله، قال: أني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله وأهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا.

____________________

والتخمين، أي أربعة آلاف علي

التخمين.

قوله (ع): هاتي الخوان الخوان بالكسر ككتاب ما يؤكل عليه الطعام، والجمع خون واخونة.

(٤٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (7)، حديث الثقلين (1)، الفدية، الفداء (2)

بيان حول حديث الثقلين

فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ابن ذر فإذا لقيت رسول الله صلي الله عليه وآله فقال ما خلفتني في الثقلين فماذا تقول له؟ قال: فبكي ابن ذر حتي رأيت دموعه تسيل علي لحيته، ثم قال: أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر فقتلناه.

فقال أبو جعفر عليه السلام: اذن تصدقه يا ابن ذر، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتي يسأله عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.

قال: فقاموا وخرجوا، فقال أبو جعفر عليه السلام لمولي له أتبعهم فانظر ما يقولون، قال: فتبعهم ثم رجع، فقال: جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر: علي هذا خرجنا معك؟ فقال: ويلكم ما أقول، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز.

____________________

قاله في المغرب وفي القاموس (1)، وبالضم أيضا كغراب.

قوله (ع): ما خلفتني في الثقلين باللام المخففة بعد الخاء المعجمة، أي كيف كنت خلافي وبعدي في رعاية التمسك بهما وتأدية حقوقهما؟ أكنت لي فيهما خلفا بالتحريك أو خلفا بالتسكين؟

وفي حديث: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض، قال صلي الله عليه وآله: فانظروا كيف تخلفوني فيهما (2).

قال شارح المشكاة: ومعني التمسك بالقرآن العمل بما فيه وهو الايتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم، وفي قوله " اني تارك فيكم " إشارة إلي أنهما بمنزلة التوأمين الخليفين عن رسول الله صلي الله

عليه وآله وأنه يوصي الأمة بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما علي أنفسهم، كما يوصي الأب المشفق الناس في حق أولاده.

(1) القاموس: 4 / 220 2) رواه أحمد في مسنده: 5 / 181 والترمذي في صحيحه 13 / 200 والطرائف: 113

(٤٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)

في أبي هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.

395 - حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: حدثني أبو هارون، قال:

كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين، فلما علم انقطاعي إلي أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أخرجني من داره.

قال: فمر بي أبو عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا هارون بلغني أن هذا أخرجك من داره؟ قال: قلت نعم، جعلت فداك، قال: بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالي، والدار إذا تلي فيها، كتاب الله تعالي كان لها نور ساطع في السماء تعرف من بين الدور.

____________________

ويعضده الحديث السابق في الفصل الأول: أذكر كم الله في أهل بيتي، كما يقول الأب المشفق: الله الله في حق أولادي، ومعني كون أحدهما أعظم من الاخر أن القرآن هو أسوة للعترة وعليهم الاقتداء به، وهم أولي الناس بالعمل بما فيه.

ولعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن وايجاب محبتهم لائح من معني قوله تعالي " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي " (1) فإنه تعالي جعل شكر انعامه واحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم علي سبيل الحصر، فكأنه

صلوات الله عليه يوصي الأمة بقيام الشكر، وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران.

فمن أقام العمل بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة فيهما لن يفترقا فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتي يردا الحوض، فيشكرا صنيعه عند رسول الله صلي الله عليه وآله فحينئذ هو بنفسه يكافيه، والله تعالي يجازيه بالجزاء الأوفي.

ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه علي العكس، وعلي هذا التأويل

(١) سورة الشوري: ٢٣

(٤٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، علي بن الحسن بن علي (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن الحسين (1)، جعفر بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)، سورة الشوري (1)

في محمد بن فرات 396 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه حدثني الحسن ابن احمد المالكي، عن جعفر بن فضيل، قال: قلت لمحمد بن فرات، لقيت أنت الأصبغ؟ قال: نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا، قال له أبي: حدثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: سمعته يقول: علي المنبر:

أنا سيد الشيب وفي سنة من أيوب وليجمعن الله لي شملي كما جمعه لأيوب، قال:

فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الأصبغ بن نباتة، قال: فما مضي بعد ذلك الا قليل حتي توفي رحمة الله عليه.

____________________

حسن موقع قوله " فانظروا كيف تخلفوني فيهما " والنظر بمعني التأمل والتفكر أي تأملوا واستعملوا الروية في استخلافي إياكم هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء انتهي كلام شرح المشكاة بألفاظه.

في محمد بن فرات قوله: طوالا طال طولا بالضم امتد فهو طويل، وطوالا أيضا بالضم كغراب قاله في القاموس (1).

قوله (ع): أنا سيد الشيب الشيب بكسر الشين واسكان الياء المثناة من تحت والباء الموحدة

أخيرا علي الجمع.

قال في المغرب: الشيب بياض الشعر عن الأصمعي وغيره، والرجل أشيب علي غير قياس والجمع شيب (2).

(1) القاموس: 4 / 9 2) المغرب: 1 / 294

(٤٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، الأصبغ بن نباتة (1)، أحمد المالكي (1)

قال: محمد بن فرات: رأيت عباية بن ربعي، وهو يحدث قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا قسيم النار، أقول هذا لك وهذا لي، قال، قلت لمحمد ابن فرات: ابن كم كنت ذلك اليوم؟ قال: كنت غلاما ألعب بالكرة مع الصبيان.

397 - محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسين بن أحمد المالكي، وعلي ابن إبراهيم بن هاشم، وعلي بن الحسين بن موسي، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن فرات، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزو جل " وتقلبك في الساجدين " (1) قال: في أصلاب النبيين، وفي رواية الحسن ابن أحمد قال: من صلب نبي إلي صلب نبي.

في أبي هارون المكفوف 398 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسي بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا بعض أصحابنا، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام زعم أبو هارون المكفوف أنك قلت له ان كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد، وان كنت تريد الذي خلق ورزق فذاك محمد بن علي، فقال: كذب علي عليه لعنة الله، والله مامن خالق الا الله وحده لا شريك له، حق

____________________

وفي الأساس: شيبه الحزن وأشابه وبدأ فيه الشيب والمشيب وشاب شيبة ورجل أشيب وقوم شيب ويقال: شيب شائب، ومن المجاز شابت رؤس الا كأم، ورأيت الجبال شيبا، يريد بياض الصقيع (2) والثلج (3).

وفي التنزيل الكريم " فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا " (4).

(١) سورة الشعراء: ٢١٩ 2) الصقيع البرد الشديد المحرق للنبات " منه قدس سره ".

3) أساس البلاغة: 342 4) سورة المزمل: 17

(٤٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، الحسين بن أحمد المالكي (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أبو هارون المكفوف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، محمد بن أبي عمير (1)، الحسين بن موسي (1)، عباية بن ربعي (1)، الحسين بن الحسن (1)، يعقوب بن يزيد (1)، محمد بن الوليد (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن علي (1)، الكذب، التكذيب (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الصّلب (2)، سورة الشعراء (1)، سورة المزمل (1)

علي الله أن يذيقنا الموت، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية.

في المغيرة بن سعيد 399 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبي يحيي زكريا بن يحيي الواسطي. حدثنا محمد ابن عيسي بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسي وأبو يحيي الواسطي، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان المغيرة بن سعيد يكذب علي أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد.

400 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، والحسن بن

موسي، قالا:

حدثنا صفوان بن يحيي، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب علي أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.

401 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا:

حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث، وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك علي رد الأحاديث؟

فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالي وسنة نبينا صلي الله عليه وآله فانا إذا حدثنا، قلنا قال الله عز وجل، وقال رسول الله صلي الله عليه وآله.

قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها

(٤٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، السنة النبوية الشريفة (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، دولة العراق (1)، زكريا بن يحيي الواسطي (1)، أبو يحيي الواسطي

(1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، صفوان بن يحيي (1)، المغيرة بن سعيد (4)، الحسين بن الحسن (1)، سعد بن عبد الله (2)، محمد بن قولويه (2)، هشام بن الحكم (1)، الحسن بن موسي (1)، جعفر بن عيسي (1)، محمد بن الحسن (1)، القرآن الكريم (1)، الهلاك (1)، الموت (1)، الشهادة (1)

من بعد علي أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام.

وقال لي: ان أبا الخطاب كذب علي أبي عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الا حديث إلي يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، انا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت اعلم وما جئت به، فان مع ____________________

في المغيرة بن سعيد قوله (ع): يدسون الدس الدفن والاخفاء يقال: دس الشئ في التراب، كل شئ أخفيته تحت شئ وأدرجته في مطاويه فقد دسسته فيه، واندس الشئ اندفن واختفي.

قوله (ع) فيتناقض كلامنا كما قد قال عز من قائل في تنزيله الكريم " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " (1).

قوله (ع): ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا فهم صلوات الله عليهم جميعا في منزلة نفس واحدة وأحاديثهم وخطبهم وأدعيتهم علي سبيل واحد، سيروي الكشي رحمه الله في الجزء السادس توقيعا خرج من أبي محمد

عليه السلام لإسحاق بن إسماعيل من مدارج البلاغة في أقصاها، ومن مراتب الحكمة علي قصياها، كأنه بعينه كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي هو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.

(١) سورة النساء: ٨٢

(٤٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، القرآن الكريم (2)، الكذب، التكذيب (1)، سورة النساء (1)

كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان.

402 - وعنه عن يونس، عن هشام بن الحكم، انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول:

كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب علي أبي، ويأخذ كتب أصحابه وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلي المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلي أبي ثم يدفعها إلي أصحابه ويامرهم ان يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم.

403 - وبهذا الاسناد: عن الحسن بن موسي الخشاب، عن علي بن الحسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة ابن سعيد، ولعن يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق.

ان المغيرة كذب علي أبي عليه السلام، فسلبه الله الايمان، وأن قوما كذبوا علي، مالهم أذاقهم الله حر الحديد، فوالله ما نحن الا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر علي ضر ولانفع وان رحمنا فبرحمته، وأن عذبنا فبذنوبنا، والله مالنا علي الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وانا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون، وموقوفون، ومسئولون، ويلهم مالهم لعنهم الله فلقد آذوا الله وآذوا رسوله صلي الله عليه وآله في قبره

وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي (صلوات الله عليهم).

____________________

قوله (ع): ويأمرهم أن يبثوها بفتح ياء المضارعة وضم الباء الموحدة وتشديد الثاء المثلثة من البث: النشر والتفريق.

قوله (ع): ولا معنا من الله براءة براءة بالمد أي خط وسند وصك للنجاة والفوز، ومنه في كتب الفروع بيع البراءات أي الخطوط والتوقيعات الديوانية للوظائف والارتزاقات، وتقال لليلة

(٤٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، المغيرة بن سعيد (1)، أبو عبد الله (1)، هشام بن الحكم (1)، علي بن الحسين (1)، الحسن بن موسي (1)، الكذب، التكذيب (2)، القبر (1)

وها انا ذا بين أظهر كم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت علي فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون علي فرشهم، وأنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلي الله مما قال في الا جدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف؟

وهم يروني خائفا وجلا، استعدي الله عليهم وأتبرأ إلي الله منهم.

أشهدكم اني امرؤ ولدني رسول الله صلي الله عليه وآله وما معي براءة من الله، ان أطعته رحمني وان عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه.

404 - محمد بن الحسن، عن عثمان بن حامد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان للحسن عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسين عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان المختار يكذب علي علي بن الحسين عليه السلام، وكان

المغيرة بن سعيد يكذب علي أبي.

____________________

النصف من الشعبان: ليلة البراءة، إذ فيها تكتب الآجال والأرزاق.

قال في المغرب: بري من الدين والعيب براءة، ومنها البراءة لخط الابراء والجمع البراءات بالمد، والبروات عامي، وأبرأته جعلته بريئا من حق لي عليه، وبرأه الله من كذا أي صحح وأظهر برائته منه.

قوله (ع): أبرء إلي الله قول القائل: برئت إليك من كذا، مطوية فيه من الابتدائية، فكأنه مصبوب في قالبه، بدأت البراءة من كذا مني وانتهت إليك، ونحوه أحمد الله إليك أي أنهي إليك حمدا لله، وكذلك أبرأ إلي الله من كل حول وقوة غير حول الله وقوته.

قوله (ع): لو ابتلوا بنا بضمات ثلاث في همزة الوصل وتاء الافتعال واللام لصيغة الجمع علي ما لم يسم فاعله.

(٤٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، المغيرة بن سعيد (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يزداد (1)، بنو أسد (1)، حبيب الخثعمي (1)، محمد بن الحسن (1)، الخوف (1)، البلاء (1)

405 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: حدثني علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ومعه رجل ممن يقول: إن الأرواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي، فرجعت إلي أبي ولم أمض، فقال: يا بني لقد أسرعت، فقلت: يا أبة اني رأيت المغيرة مع فلان.

فقال أبي: لعن الله المغيرة قد حلفت أن لا يدخل علي ابدا. وذكرت

ان رجلا من أصحابه تكلم عندي ببعض الكلام؟ فقال هو: اشهد الله ان الذي حدثك لمن الكاذبين، واشهد الله ان المغيرة عند الله لمن المدحضين.

ثم ذكر صاحبهم الذي بالمدينة: فقال: والله ما رآه أبي، وقال: والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي، وذكرت لهم ان فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا، قال، ثم قال: ألا يأتوني فأخبرهم.

____________________

والمعني: انا لو أمرناهم بمثل ذلك - علي فرض المحال - فكانوا هم مبتلون بذلك ممنوين، اما بمخالفتنا والرد علينا، واما بقبوله منا والوقوع في البدعة وفي ادخال ما ليس من السنة في السنة، لكان من الواجب عليهم أن لا يقبلوه منا.

فكيف؟ وانا نحن لفي استعاذة بالله تعالي من أمثال ذلك، وفي تبرئ إلي الله سبحانه من أمثالهم وأشباههم، وهم يروننا خائفين وجلين مرعوبين من الله عز وجل مستعدين الله عليهم فيما يكذبون علينا ويسندون إلينا من الاستعداء بمعني طلب الانتقام والإعانة.

قال في المغرب: استعدي فلان الأمير علي من ظلمه، أي استعان به، فأعداه الأمير عليه أي أعانه ونصره، ومنه فمن رجل يعديني، والعدوي اسم من الاستعداء والأعداء، فعلي الأول طلب المعونة والانتقام، وعلي الثاني المعونة نفسها.

وفي المغرب:

ونستعدي الأمير إذا ظلمنا * فمن يعدي إذا ظلم الأمير

(٤٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: مقبرة بقيع الغرقد (1)، الحسين بن أبي العلاء (1)، علي بن النعمان (1)، محمد بن عيسي (1)

406 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي خالد القماط، عن سليمان الكناني، قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: هل تدري ما مثل المغيرة؟

قال، قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم، قلت: ومن بلعم؟ قال: الذي قال الله عز وجل " الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان

فكان من الغاوين " (1).

407 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا ابن المغيرة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال قال، يعني أبا عبد الله عليه السلام: ان أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب.

أما المغيرة: فإنه يكذب علي أبي - يعني أبا جعفر عليه السلام - قال: حدثه أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلاة، وكذب والله، عليه لعنة الله: ما كان من ذلك شئ ولاحدثه.

وأما أبو الخطاب: فكذب علي، وقال اني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتي يروا كوكب كذا يقال له: القنداني، والله أن ذلك لكوكب ما أعرفه.

408 - قال الكشي: كتب إلي محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثني الفضل، قال حدثني أبي، عن علي بن إسحاق القمي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يدخل المغيرة وأبو الخطاب الجنة الا بعد ركضات في النار.

في الزيدية 409 - حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن عمر، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة علي الناصب وعلي الزيدية؟ فقال: لا تتصدق عليهم بشئ، ولا تسقهم من الماء ان استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب.

(١) سورة الأعراف: ١٧٥

(٤٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن أحمد بن شاذان (1)، ابن أبي عمير (1)، الفضل بن شاذان (1)، يعقوب بن يزيد (1)، علي بن إسحاق (1)، ابن المغيرة (1)، محمد بن الصباح (1)، عمر بن يزيد (1)، محمد بن عذافر (1)، محمد

بن مسعود (1)، محمد بن عمر (1)، الصّلاة (1)، سورة الأعراف (1)

410 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حكي منصور، عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء.

411 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب.

412 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أحد أجهل منهم يعني العجلية، ان في المرجئة فتيا وعلما، وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم.

في أبي الجارود زياد بن المنذر الأعمي السرحوب 413 - حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا، ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية، سماه بذلك أبو جعفر عليه السلام، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمي يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمي أعمي القلب.

414 - إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال:

حدثني موسي بن بشار الوشاء، عن أبي بصير، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل إن كان قلب قلب أبا الجارود، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي.

415 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما

فعل أبو الجارود! أما والله لا يموت الا تائها.

416 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف،

(١) سورة الغاشية: ٣

(٤٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، أبو بصير (1)، موسي بن بشار الوشاء (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أبو علي الفارسي (1)، الحسين بن المختار (1)، علي بن إسماعيل (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، العباس بن معروف (1)، زياد بن المنذر (1)، يعقوب بن يزيد (1)، أبو الجارود (2)، أيوب بن نوح (1)، حماد بن عيسي (1)، داود بن فرقد (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن الحسن (2)، محمد بن أحمد (2)، علي بن محمد (3)، محمد بن علي (1)، الخوارج (1)، الصدق (1)، الموت (1)، سورة الغاشية (1)

عن أبي القاسم الكوفي، عن الحسين بن محمد بن عمران، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام كثير النواء، وسالم بن أبي حفصة، وأبا الجارود، فقال: كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله، قال قلت: جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معني مكذبون؟ قال: كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك، ويسمعون حديثنا فيكذبون به.

____________________

في أبي الجارود زياد بن المنذر الأعمي قوله: عن أبي القاسم الكوفي حيثما أطلق أبو القاسم الكوفي في الأسانيد، فهو سعيد بن أحمد بن موسي الغراء الصدوق الثقة، وقد يقال: أبو القاسم الكوفي ويراد به حميد بن زياد، ولكن لا يكاد يسعهما هذا الاسناد، لتقدم العباس بن معروف عليهما في الطبقة جدا.

فقد ذكره الشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام وقال: العباس بن معروف

قمي ثقة صحيح الحديث مولي جعفر بن عمران بن عبد الله الأشعري (1).

وكثيرا ما يقول أبو عمرو الكشي في هذا الكتاب أبو القاسم الكوفي، ويعني به معاوية بن عمار الدهني البجلي، وبه تستقيم هذه الطبقة فهو المتعين في هذا الاسناد.

والشايع في الكافي والتهذيب والاستبصار في التعبير عنه بالتكنية أبو القاسم البجلي أو أبو القاسم مجردا عن التوصيف والتقييد.

و" الحسين بن محمد بن عمران " هذا ليس هو الحسين بن محمد بن عامر ابن عمران الأشعري القمي الثقة الذي هو أحد أشياخ أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه، يروي عنه ويجعله صدر السند في جامعة الكافي كثيرا، وذلك أمر ظاهر وإن كان يخفي علي غير الممارس، ويلتبس علي غير المتمهر.

بل هو الحسين بن محمد بن عمران الكوفي، ذكره الشيخ رحمه الله تعالي

(1) رجال الشيخ: 382

(٤٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، سالم بن أبي حفصة (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن محمد (1)

417 - حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا:

حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله المزخرف، عن أبي سليمان الحمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي الجارود بمني في فسطاطه رافعا صوته يا أبا الجارود وكان والله أبي امام أهل الأرض حيث مات لا يجهله الا ضال، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك.

قال: فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له أليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله عليه السلام مرتين؟ قال: انما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام.

في هارون بن سعد العجلي ومحمد بن سالم بياع القصب 418 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن

محمد بن خالد، قال:

حدثني الحسن بن علي الخزار، عن علي بن عقبة، قال: حدثني داود بن فرقد قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي إلي ربي تعالي حاجة، فهجرت فيها إلي المسجد، وكذلك كنت أفعل إذا عرضت لي الحاجة، فبيناها أنا أصلي في الروضة إذا رجل علي رأسي، فقلت: ممن الرجل؟ قال: من أهل الكوفة، قال، فقلت ممن الرجل؟ فقال: من أسلم، قال، قلت: ممن الرجل؟ قال: من الزيدية.

قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قال، قلت: يا أخا أسلم رأس العجلية، اما سمعت الله عز وجل يقول " ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا " (1) ____________________

في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام (2).

قوله: عن أبي سليمان الحمار باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم، اسمه داود بن سليمان، ذكرناه سابقا

(١) سورة الأعراف: ١٥٢ 2) رجال الشيخ: 170

(٤٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، محمد بن سالم بياع القصب (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، أبو عبد الله (1)، سليمان الحمار (1)، هارون بن سعد (2)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن زياد (1)، داود بن فرقد (1)، علي بن عقبة (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الحاجة، الإحتياج (1)، سورة الأعراف (1)

وانما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب.

419 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني وكتب به إلي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو

يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية، قال: أخبرنا عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية، عن أبي الجارود وكان رأس الزيدية، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ أقبل زيد بن علي عليه السلام فلما نظر إليه أبو جعفر عليه السلام قال: هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم، ومنزل عمرو ابن خالد كان عند مسجد سماك، وذكر ابن فضال أنه ثقة.

____________________

في ترجمة عوف العقيلي.

في هارون بن سعد قوله (ع): بأوتارهم جمع الوتر بتاء المثناة من فوق بين الواو والراء بمعني الموتور، وهو من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وترا وترة، ويقال أيضا: وتره حقه بمعني نقصه، وفي التنزيل الكريم " ولن يتركم " (1) أي لن ينقصكم في أعمالكم قاله في الصحاح والقاموس (2).

وفي المغرب: وترته قتلت حميمه وأفردته منه. ويقال: وتره حقه إذا نقصه ومنه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله بالنصب.

وبالمعنين في زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشورا " والوتر الموتور " والمراد من الطلب بأوتارهم المطالبة بدمائهم وبحقوقهم والقيام بثاراتهم، أي يقتل قتلتهم.

(١) سورة محمد (ص): ٣٥ ٢) الصحاح: ٢ / 843 والقاموس: 2 / 152.

(٤٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو عبد الله الشاذاني (1)، محمد بن سالم بياع القصب (1)، أبو يعقوب المقري (1)، عمرو بن خالد (1)، محمد بن مسعود (1)، السجود (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

في سعيد بن منصور 420 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت جالسا عند الحسن

بن الحسين، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما تري في النبيذ فان زيدا كان يشربه عندنا؟ قال: ما أصدق علي زيد أنه يشرب مسكرا، قال: بلي قد شربه قال: فإن كان فعل فان زيدا ليس بنبي، ولا وصي نبي، انما هو رجل من آل محمد يخطي ويصيب.

في أبي الضبار 421 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن عاصم بن عمار، عن نوح بن دراج، عن أبي الضبار، وكان من أصحاب زيد بن علي عليهما السلام.

في البترية 422 - حدثني سعد بن صباح الكشي، قال: حدثنا علي بن محمد، قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن فضيل، عن أبي عمر سعد الحلاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلي المغرب، ما أعز الله بهم دينا.

والبترية هم أصحاب كثير النوا، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد.

وهم الذين دعوا إلي ولاية علي عليه السلام، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر، ويثبتون لهما إمامتهما، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير، ويرون الخروج مع بطون ولد علي ابن أبي طالب، يذهبون في ذلك إلي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه الإمامة.

(٤٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، حمدان بن أحمد القلانسي (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، الحسن بن صالح بن

حي (1)، الحكم بن عيينة (1)، الحسن بن الحسين (1)، ثابت الحداد (1)، أبو المقدام (1)، سلمة بن كهيل (1)، كثير النوا (1)، حنان بن سدير (1)، سعيد بن منصور (2)، نوح بن دراج (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، العزّة (1)

في سالم بن أبي حفصة 423 - محمد بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن علي القمي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن زرارة، عن سالم ابن أبي حفصة، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: عند الله يحتسب مصابنا برجل كان إذا حدث قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله قال أبو عبد الله عليه السلام قال الله تعالي: ما ____________________

في سالم بن أبي حفصة قوله: عند الله يحتسب مصابنا اما بياء المضارعة المضمومة علي البناء لما لم يسم فاعله، أو بنون المتكلم مع الغير من الاحتساب بمعني الاعتداد به في الاجر، وجعله مما يدخر أجره ومثوبته، وكأنه عني بالرجل الذي إذا حدث قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله أبا جعفر الباقر عليه السلام.

قال في المغرب: احتسب بالشئ اعتد به وجعله في الحساب، ومنه احتسب عند الله خيرا إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر عند الله.

ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا اي صام وهو مؤمن بالله ورسوله ويحتسب صومه عند الله (1).

وكلام أبي عبد الله وذكره عليه السلام الحديث القدسي مغزاه أن الصدقة التي يتلقفها تعالي بيده تلقفا، أعم من الصدقة القولية أو الفعلية أو المالية، ومما في العلم والدين أو في العمل والدنيا.

ومنه في الحديث عنه صلي الله عليه وآله لمن كان يصلي منفردا " من

يتصدق عليه " يعني بالايتمام به في صلاته، بل إن أعظم الصدقة وأفضلها ما يكون في العلم والدين.

فالعالم الذي ينشر العلم والحديث ويحدث ويقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله هو أكرم المتصدقين عند الله عز وجل، فيكون المصاب به والدعاء له من أفضل ما يحتسب عند الله فليعرف.

(1) المغرب: 1 / 122

(٥٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، سالم بن أبي حفصة (1)، محمد بن إبراهيم (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن علي (1)

من شئ الا وقد وكلت به غيري الا الصدقة فاني أتلقفها بيدي لقفا، حتي أن الرجل والمرأة ليتصدق بتمرة أو بشق تمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه أو فصيله، فيلقاه يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد.

424 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن عيسي، عن ابن أبي بصير، عن الحسن بن موسي، عن زرارة، قال: لقيت سالم بن أبي حفصة، فقال لي: ويحك يا زرارة ان أبا جعفر قال لي: أخبرني عن النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو معترضا؟ قال: فأخبرته أنه ينبت قائما. قال:

فأخبرني عن ثمر كم حلو هو؟ وسألني عن حمل النخل كيف يحمل؟ فأخبرته.

____________________

قوله تعالي: فاني أتلقفها بيدي لقفا لقفه كسمعه، ولقفا بالتسكين ولقفانا محركة تناوله بسرعة قاله في القاموس (1) والتلقف تفعل منه.

وفي المغرب: تلقفت الشئ إذا أخذته من يد رام رماك به، ومنه تلقف من فيه كذا إذا حفظه.

قوله تعالي: كما يربي الرجل فلوه في المغرب: الفلو المهر والجمع أفلاء، كعدو وأعداء وفي الصحاح: الفلو بتشديد الواو

المهر، لأنه يفتلي أي يفطم، وقد قالوا للأنثي: فلوة كما قالوا عدو وعدوة، والجمع أفلاء مثل عدو وأعداء، وفلاوي أيضا مثل خطايا وأصله فعائل وقد ذكرناه في الهمزة، ويقال أيضا فلوته إذا ربيته (2).

وربما يقال للصبي أيضا فلو كما قال في القاموس: فلا الصبي والمهر فلوا وفلاءا عزله عن الرضاع أو فطمه كافلاه وافتلاه، والفلو بالكسر كعدو وسمو

(١) القاموس: ٣ / ١٩٦ ٢) الصحاح: ٦ / 2456

(٥٠١)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، يوم القيامة (1)، أبو بصير (1)، سالم بن أبي حفصة (1)، الحسن بن موسي (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، التصدّق (1)

وسألني عن السفن تسير في الماء أو في البر؟ قال: فوصفت له انها تسير في البحر ويمدونها الرجال بصدورهم، فأتم بامام لا يعرف هذا، قال: فدخلت الطواف وأنا ____________________

الجحش والمهر فطما أو بالغا السنة، جمع افلاء وفلاوي (1) والفصيل ولد الناقة إذا فصل عن أمه، والجمع فصلان بالضم وفصال بالكسر (2).

قوله: فأتم في طائفة من النسخ " تأتم " علي المضارع للخطاب من الايتمام، وفي عضة منها " أتأتم " بهمزة الاستفهام قبل الفعل، وفي بعضها " فأتم " علي صيغة الامر منه وادخال الفاء عليها.

قلت: ولعمر الحبيب أن سالم بن أبي حفصة في البلادة وكلال الفطانة لعريض القفا، لم يحم حول سر كلام أبي جعفر عليه السلام ومعناه، ولم يهتد لسمت سبيله ومغزاه.

" فالنخل عندكم بالعراق " تعبير عن أهل العراق، لما بين الانسان والنخل من كمال المناسبة وشدة المشابهة.

ومن هناك في الحديث: أكرموا عمتكم النخلة.

و" نباتة قائما أو معترضا " كناية عن نشوء المرء مستقيما في الدين أو معوجا في الاعتقاد.

وثمركم، عبارة عن أبنائكم

وأولادكم، كما قد ورد في تفسير قوله عز من قائل " ونقص من الأولاد والأنفس والثمرات " (3).

و" حلو " هو سؤال عن حلاوة المذهب والسلامة عن مرارة فاكهة السيرة وبشاعة طعم العقيدة.

(1) القاموس: 4 / 375 2) القاموس: 4 / 30 3) سورة البقرة: 155

(٥٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الطواف، الطوف، الطائفة (1)، سورة البقرة (1)

مغتم لما سمعت منه، فلقيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بما قال لي، فلما حاذينا الحجر الأسود، قال: اله عن ذكره فإنه والله لا يؤل إلي خير أبدا.

____________________

و" السفن " بضمتين أو باسكان الفاء بعد السين المضمومة جمع السفينة، المراد الأئمة الحجج صلوات الله عليهم، لقوله صلي الله عليه وآله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح (1).

والسؤال عن " سيرها في الماء أو في البر " معناه أنهم عليهم السلام عندكم أهل العراق مطاعون في الحكم، أو معطلون عن الاتباع والاطاعة.

قوله: وأنا مغتم لما سمعت منه كان زرارة رحمه الله تعالي أيضا كان طفيف القسط من توقد الفطنة والتفطن لدخلة الاسرار والا فما وجه الاغتمام لذلك.

قوله (ع): اله بكسر همزة الوصل وسكون اللام وفتح الهاء علي صيغة الامر، من لهي عن الشئ يلهي عنه، كرضي يرضي، لهيا ولهيانا، إذا غفل عنه وسلا وترك ذكره، وألهاه عن كذا شغله عنه، ولهي بالشئ يلهي به كرضي به يرضي، إذا أحبه وشده به عن غيره.

قال في الصحاح: تقول: اله عن الشئ أي اتركه، وفي الحديث في البلل بعد الوضوء اله عنه، وكان ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد لهي عن حديثه أي تركه وأعرض عنه، الأصمعي: اله عنه ومنه بمعني، وأما لهوت بالشئ ألهو لهوا فمعناه لعبت به وتلهيت به مثله، وفلان لهو بتشديد الواو

علي فعول (2).

وقوله عليه السلام " والله لا يأول " أي لا يرجع سالم إلي خير أبدا، من آل إلي كذا أولا إذا رجع والمال المرجع.

(١) رواه ابن المغازلي في المناقب ١٣٢ وراجع كتاب الطرائف: ١٣٢.

٢) الصحاح: ٦ / 2487

(٥٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، إبن المغازلي (1)

425 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال، قيل لأبي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، ان سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تكلم علي سبعين وجها لك من كلها المخرج؟ قال، فقال: ما يريد سالم مني أيريد أن أجئ بالملائكة فوالله ما جاء بها النبيون، ولقد قال إبراهيم اني سقيم، والله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال إبراهيم: بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ولقد قال يوسف: انكم لسارقون، والله ما كانوا سارقين وما كذب.

426 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن حكيم، وعباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، قال: سالم بن أبي حفصة كان مرجيا 427 - وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني العبيدي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن فضيل الأعور، قال: حدثني أبو عبيدة الحذاء، قال: أخبرت أبا جعفر عليه السلام بما قال سالم بن أبي حفصة في الامام، فقال: ويل سالم يا ويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام، ان منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون.

428 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، قال:

حدثني فضيل الأعور، عن

أبي عبيدة الحذاء، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان سالم ابن أبي حفصة يقول لي: ما بلغك أنه من مات وليس له امام كانت ميتته ميتة جاهلية؟

فأقول بلي. فيقول من امامك؟ فأقول أئمتي آل محمد عليه وعليهم السلام. فيقول:

والله ما أسمعك عرفت إماما، قال أبو جعفر عليه السلام: ويح سالم وما يدري سالم ما منزلة الامام، منزلة الامام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون.

وحكي عن سالم: أنه كان مختفيا من بني أمية بالكوفة، فلما بويع لأبي العباس خرج من الكوفة محرما فلم يزل يلبي: لبيك قاصم بني أمية لبيك، حتي أناخ بالبيت.

في سلمة بن كهيل وأبي المقدام وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء 429 - سعد بن جناح الكشي، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي

(٥٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، أبو بصير (1)، يوم عرفة (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، سالم بن أبي حفصة (4)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، إسماعيل بن بزيع (1)، بنو أمية (2)، أبان بن عثمان (2)، أيوب بن نوح (1)، سلمة بن كهيل (1)، منصور بن يونس (1)، علي بن الحسن (2)، سعد بن جناح (1)، جعفر بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (3)، الموت (2)، الجهل (1)

عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان الرواسي، عن سدير، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء، وجماعة معهم، وعند أبي جعفر

عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهم السلام فقالوا لأبي جعفر عليه السلام نتولي عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعداهم! قال: نعم.

قالوا: نتولي أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم! قال: فالتفت إليهم زيد بن علي قال: لهم أتتبرؤن من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية.

في عمر بن رياح 430 - عمر قيل، انه كان أولا يقول بامامة أبي جعفر عليه السلام ثم إنه فارق هذا القول وخالف أصحابه، مع عدة يسيرة بايعوه علي ضلالته، فإنه زعم أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد الية في عام آخر وزعم أنه سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول.

فقال لأبي جعفر عليه السلام: هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي، فذكر أنه قال له ان جوابنا خرج علي وجه التقية، فشك في امره وامامته.

فلقي رجلا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام يقال له: محمد بن قيس، فقال اني سألت أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابني فيها بجواب، ثم سألت عنها في عام آخر فأجابني فيها بخلاف الجواب الأول، فقلت له: لم فعلت ذلك؟ قال: فعلته للتقية وقد علم الله أني ما سألته الا وأنا صحيح العزم علي التدين بما يفتيني فيه وقبوله والعمل به، ولا وجه لاتقائه إياي، وهذه حاله.

فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه، فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من الحالين غيري، لا، ولكن كان جوابه جميعا علي وجه التبخيت ولم يحفظ ما ____________________

في عمر بن رياح قوله: علي وجه التبخيت علي التفعيل من البخت بتوحيد الباء واعجام الخاء وتثنية التاء من فوق،

(٥٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر

عليه السلام (5)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الحسين بن عثمان الرواسي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، سالم بن أبي حفصة (1)، فضالة بن أيوب (1)، الحسين بن سعيد (1)، ثابت الحداد (1)، أبو المقدام (1)، سلمة بن كهيل (1)، عمر بن رياح (1)، محمد بن قيس (2)، الضلال (1)، التقية (1)

أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله، فرجع عن إمامته.

وقال: لا يكون امام يفتي بالباطل علي شئ من الوجوه ولا في حال من الأحوال، ولا يكون إماما يفتي بتقية من غير ما يجب عند الله، ولا هو مرخي ستره ويغلق بابه، ولا يسع الامام الا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمال إلي سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير.

____________________

بمعني الجد بفتح الجيم وتشديد الدال وهو الحظ والاقبال في الدنيا والغناء والعظمة.

قال في المغرب: البخت الجد والتبخيت والتبكيت، وان تكلم خصمك حتي تنقطع حجته عن صاحب التكملة، وأما قول بعض الشافعية في اشتباه القبلة إذا لم يمكنه الاجتهاد صلي علي التبخيت فهو من عبارات المتكلمين، ويعنون به الاجتهاد [الاعتقاد] الواقع علي سبيل الابتداء من غير نظر في شئ (1).

وفي الأساس: رجل مبخوت وبخيت مجدود (2) ورجل مجدود وجد ذو جد وهو أجد من فلان، ويقال: أعطي فلان جدا، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضا، وجد في عيني عظم (3).

وفي القاموس: البخت الجد معرب والبخيت والمبخوت المجدود (4).

قلت: ويقال للحاصل لاعن منشأ معلوم وسبب ظاهر: الكائن بالبخت والاتفاق، والتبخيت أي التبكيت علي الخرص والتخمين من غير أصل يقيني وقانون برهاني تفعيل منه، وأما التحنيت بالتاء المثناة من فوق والنون والحاء المهملة علي التفعيل من

النحت فاحتمال تصحيفي وتحامل تحريفي فليعلم.

(1) المغرب: 1 / 27 2) أساس البلاغة: 30 3) أساس البلاغة: 84 4) القاموس: 1 / 141

(٥٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1)، الباطل، الإبطال (1)

في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

431 - قال الكشي: أجمعت العصابة علي تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستة:

زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري.

في بريد بن معاوية 432 - حدثنا الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد، وعلي بن أسباط، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين.

433 - وبهذا الاسناد: عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط ____________________

في تسمية الفقهاء قوله: اجتمعت العصابة هذا الاجماع الذي نقله أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالي هو الحجة المعول عليها عند الأصحاب في استصحاح هؤلاء الستة والحكم بثقتهم وجلالتهم، والمتعين فيه أبو بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف.

وانما بعضهم قال مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي ليث بن البختري فليتني أشعر ما بال فرق من المتأخرين يعتكسون في باب الأسدي ويقولون فيه بالتضعيف من غير مستند يركن إليه، فلا تكونن من

المتعنتين.

(٥٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو بصير (3)، محمد بن عبد الله المسمعي (2)، عبد الله بن أبي خلف (1)، محمد بن مسلم الطائفي (1)، بريد بن معاوية (2)، الفضيل بن يسار (1)، زرارة بن أعين (1)، ليث بن البختري (2)، الحسين بن الحسن (1)، علي بن أسباط (2)، جميل بن دراج (1)، معروف بن خربوذ (1)، علي بن حديد (1)، محمد بن مسلم (1)

عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

اني لا حدث الرجل بحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله تعالي، وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي علي غير تأويله، اني أمرت قوما، أن يتكلموا ونهيت قوما، فكل يتأول لنفسه يريد المعصية لله تعالي ولرسوله، فلو سمعوا وأطاعوا لاودعتهم ما أودع أبي عليه السلام أصحابه.

ان أصحاب أبي عليه السلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا، أعني زرارة، ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القائلون بالصدق، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون.

434 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن أبي محمد القاسم بن عروة، عن أبي العباس البقباق، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، والأحول، أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم.

قال: فلما كان من قابل، قال: أنت الذي تروي علي ما تروي في زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والأحول؟ قال، قلت: نعم، فكذبت عليك؟ قال: انما ذلك إذا كانوا صالحين، قلت: هم صالحون.

435 - حدثني محمد بن مسعود، عن جبريل بن أحمد، عن محمد بن

عيسي، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا أبا الصباح هلك المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، وإسماعيل الجعفي وذكر آخر لم أحفظه.

436 - بهذا الاسناد: عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت ____________________

في بريد بن معاوية قوله (ع) هلك المتريسون المتريسون علي التفعل من الرياسة، وفي بعض النسخ " المتربسون " علي التفاعل.

(٥٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: بريد بن معاوية (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، داود بن سرحان (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن مسلم (3)، مسمع كردين (1)، الجدال (1)، الأكل (1)

أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن زرارة.

437 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبان عن عبد الرحيم القصير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: أئت زرارة وبريدا، وقل لهما ما هذه البدعة اما علمتم أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة؟ فقلت له: اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي، فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام. فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة، وما شعروا ما يريد، فقال: والله لا أرجع عنها أبدا.

438 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، بريد العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والأحول.

في أم خالد وكثير النواء وأبي المقدام 439 - علي بن

الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الحكم ابن عيينة وسلمة وكثيرا وأبا المقدام والتمار يعني سالما، أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء، وانهم ممن قال الله عز وجل: " ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين " (1).

440 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: اللهم إني إليك من كثير النواء برئ في الدنيا والآخرة.

441 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءت أم خالد التي كان قطعها

(١) سورة البقرة: ٨

(٥٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو بصير (2)، علي بن الحسن بن فضال (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عبد الرحيم القصير (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (3)، العباس بن عامر (2)، أبان بن عثمان (2)، يعقوب بن يزيد (1)، سيف بن عميرة (1)، علي بن الحسن (1)، علي بن الحكم (1)، عمر بن أبان (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (2)، جعفر بن محمد (1)، محمد بن مسلم (1)، الضلال (1)، الإبداع، البدعة (1)، سورة البقرة (1)

يوسف تستأذن عليه، قال، فقال أبو عبد الله

عليه السلام: أيسرك أن تشهد كلامها؟ قال، فقلت: نعم جعلت فداك، فقال: اما لا فأدن، قال: فأجلسني علي الطنفسة، ثم دخلت فتكلمت فإذا هي امرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان، فقال لها: توليهما! قالت:

____________________

في أم خالد وكثير النواء وأبي المقدام قوله (ع): أما لا من باب الحذف للاختصار، أي أما أنا فلا يسرني مخاطبتها ومكالمتها، أو أما إذا كان لابد من ذلك فادن مني.

وانما مثل هذا الحذف لكون سياق الكلام متضمنا للدلالة عليه، لان اما فيها معني الشرط والتفصيل، ولذلك وجب التزام الفاء في جوابها.

قوله: الطنفسة في النهاية الأثيرية: قد تكرر في الحديث ذكر " الطنفسة " وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما وبكسر الطاء وفتح الفاء، البساط الذي له حمل رقيق، وجمعه طنافس (1).

وفي القاموس: والطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس واحدة الطنافس، للبسط والثياب ولحصير من سعف عرضه ذراع (2).

قوله (ع): توليهما قوله عليه السلام " توليهما " كأنه من تولي بمعني ولي أي أدبر، يقال: تولاه وولاه وتولي عنه وولي عنه، إذا أدبر وأعرض عنه وتركه وتخلاه، ومنه في التنزيل الكريم " أفرأيت الذي تولي " (3) يعني به عثمان بن عفان.

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 140 2) القاموس: 2 / 227 3) سورة النجم: 33

(٥١٠)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، إبن الأثير (1)، سورة النجم (1)

فأقول لربي إذا لقيته انك أمرتني بولايتهما، قال: نعم. قالت: فان هذا الذي معك علي الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب إليك؟

قال: هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النواء وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون،

ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون، فلما خرجت، قال: اني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة، اللهم إني إليك من كثير النوا برئ في الدنيا والآخرة.

442 - حدثني محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، قال: يوسف بن عمر هو الذي قتل زيدا، وكان علي العراق، وقطع يد أم خالد وهي امرأة صالحة علي التشيع، وكانت مائلة إلي زيد بن علي عليهما السلام.

وروي عن محمد بن يحيي، قال، قلت لكثير النواء: ما أشد استخفافك بأبي جعفر عليه السلام قال: لاني سمعت منه شيئا لا أحبه أبدا، سمعته يقول: إن الأرض السبع تفتح بمحمد وعترته.

____________________

قال في الكشاف: تولي المركز يوم أحد (1).

وفي الأساس: ولي عني وتولي (2).

وفي القاموس: ولي تولية أدبر كتولي والشئ، وعنه أعرض أو نأي (3).

قوله: قالت فان هذا الذي معك يظهر من اعادته السؤال وقولها فان هذا الذي معك إلي قولها فأيهما أحب إليك، أنها تشككت في قوله عليه السلام توليهما أنه بمعني ولايتهما ومحبتهما، أو بمعني التخلي والاعراض عنهما.

(1) الكشاف: 4 / 33 2) أساس البلاغة: 689 3) القاموس: 4 / 402

(٥١١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن يحيي (1)، كثير النوا (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، القتل (1)

في ميسر وعبد الله بن عجلان 443 - جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن أخويه:

محمد وأحمد. عن أبيهم، عن ابن بكير، عن ميسر بن عبد العزيز، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: رأيت كأني علي جبل،

فيجئ الناس فيركبونه، فإذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل، فينتثرون عنه فيسقطون، فلم يبق معي الا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الأحمر، يعني عبد الله بن عجلان.

444 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

رأيت كأني علي رأس جبل، والناس يصعدون عليه من كل جانب، حتي إذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء، وجعل الناس يتساقطون عنه من كل جانب حتي لم يبق عليه منهم الا عصابة يسيرة، يفعل ذلك خمس مرات، وكل ذلك يتساقط الناس عنه وتبقي تلك العصابة عليه، أما أن ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان في تلك العصابة، فما مكث بعد ذلك الا نحوا من سنتين حتي هلك صلوات الله عليه.

445 - حدثني خالد بن حامد الكشي، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني ابن أبي عمير، قال: حدثني يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر، عن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام.

وحدثني ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا:

قلنا لأبي عبد الله عليه السلام ان عبد الله بن عجلان مرض مرضه الذي مات فيه، وكان يقول:

اني لا أموت من مرضي هذا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيهات أيهات ان ذهب ابن عجلان لا عرفه الله قبيحا من علمه، ان موسي بن عمران اختار قومه سبعين رجلا، ____________________

ثم قوله عليه السلام في الجواب ثانيا هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير

النوا وأصحابه كالتنصيص علي المعني المقصود فليعلم.

(٥١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، يوم عرفة (1)، علي بن الحسن بن فضال (2)، عبد الله بن عجلان (4)، ميسر بن عبد العزيز (2)، ابن أبي عمير (1)، يحيي بن عمران (1)، أبو عبد الله (2)، أيوب بن الحر (1)، حمدويه بن نصير (1)، أبان بن عثمان (1)، موسي بن عمران (1)، سهل بن زياد (1)، خالد بن حامد (1)، محمد بن عيسي (1)، جعفر بن محمد (1)، المرض (2)، الموت (1)، الصّلاة (1)، الهلاك (1)

فلما أخذتهم الرجفة كان موسي أول من قام منها، فقال: يا رب أصحابي قال: يا موسي اني أبدلك بهم خيرا، قال: رب اني وجدت ريحهم وعرفت أسمائهم، قال ذلك ثلاثا فبعثهم الله أنبياء.

446 - وقال علي بن الحسن: ان ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا وكان ثقة.

447 - ابن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن ميسر، عن أحدهما، قال، قال لي: يا ميسر اني لا ظنك وصولا لقرابتك، قلت: نعم جعلت فداك لقد كنت في السوق وأنا غلام وأجرتي درهمان، وكنت أعطي واحدا عمتي وواحدا خالتي، فقال: أما والله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر.

448 - إبراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن يونس، عن حنان وابن مسكان، عن ميسر، قال، دخلنا علي أبي جعفر عليه السلام ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة، فقال أبو جعفر عليه السلام أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك.

في بسام 449 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير،

قال حدثنا محمد بن عيسي، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن حديد، قال: حدثني عنبسة ____________________

في ميسر وعبد الله بن عجلان قوله: فذكروا صلة الرحم هذا الحديث والذي قبله وما في معناهما من أحاديث باب البداء، وتحقيق القول هنالك في كتاب نبراس الضياء وفي قبسات حق اليقين وفي الرواشح السماوية وشرح أصول كتاب الكافي (1).

(1) التعليقة علي كتاب الكافي: 359 المطبوع أخيرا بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.

(٥١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، يوم عرفة (1)، إبراهيم بن علي الكوفي (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، إسحاق بن إبراهيم (1)، صلة الرحم (1)، ميسر بن عبد العزيز (1)، الحسن بن سعيد (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، علي بن حديد (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، الفدية، الفداء (1)

العابد، قال: كنت مع جعفر بن محمد عليه السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة، حين أتي ببسام وإسماعيل بن جعفر بن محمد، فادخلا علي أبي جعفر قال: فأخرج بسام مقتولا، وأخرج إسماعيل بن جعفر بن محمد قال، فرفع جعفر رأسه إليه، قال: أفعلتها يا فاسق أبشر بالنار.

في محمد بن إسماعيل بن بزيع 450 - علي بن محمد، قال: حدثني بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يأمر لي بقميص من قمصه أعده لكفني، فبعث به إلي، قال، فقلت له: كيف أصنع به جعلت فداك؟ قال:

انزع ازرارة.

في أبي طالب القمي 451 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب القمي، قال: كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام بأبيات شعر، وذكرت

فيها أباه، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس:

قد أحسنت فجزاك الله خيرا.

في عبد الله بن ميمون القداح المكي 452 - حدثني حمدويه، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن أبي خالد، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم أنتم بمكة؟ قلت: نحن أربعة، قال: انكم نور في ظلمات الأرض.

في عبد الله بن أبي يعفور 453 - حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: ما وجدت أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري، الا عبد الله بن أبي يعفور.

(٥١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، عبد الله بن أبي يعفور (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (2)، إسماعيل بن جعفر بن محمد (2)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، عبد الله بن ميمون (2)، صفوان بن يحيي (1)، محمد بن عبد الجبار (1)، علي بن مهزيار (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، أيوب بن نوح (1)، علي بن محمد (2)، الفدية، الفداء (1)

454 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن: ان ابن أبي يعفور ثقة، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام سنة الطاعون.

455 - محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن شيخ من أصحابنا لم يسمه، قال: كنت عند أبي

عبد الله عليه السلام فذكر عبد الله بن أبي يعفور رجل من أصحابنا فنال منه، فقال: مه، قال: فتركه وأقبل علينا.

فقال: هذا الذي يزعم أن له ورعا، وهو يذكر أخاه بما يذكره قال: ثم تناول بيده اليسري عارضة فنتف من لحيته حتي رأينا الشعر في يده، وقال: انها لشيبة سوء ان كنت، انما أتولي بقولكم وأبرئ منهم بقولكم.

456 - محمد بن الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق، قال: تدارء ابن أبي يعفور ومعلي بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء أبرار أتقياء، وقال ابن خنيس: الأوصياء أنبياء، قال: فدخلا علي أبي عبد الله عليه السلام قال: فلما استقر مجلسهما، قال: فبداهما أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله أبرأ ممن قال أنا أنبياء.

____________________

في عبد الله بن أبي يعفور قوله: فنال منه من النيل بفتح النون واسكان الياء المثناة من تحت، يقال: نال من فلان نيلا إذا وقع فيه وعابه وذكر بعض مساويه ومثالبه.

وفي المغرب: نال من عدوه أضربه ومنه قوله تعالي " ولا ينالون من عدو نيلا (1) ".

قوله: تدارأ بالهمز علي التفاعل من الدرء بمعني الدفع، أي أنهما تناظرا وتدافعا في المناظرة.

(١) سورة التوبة: ١٢٠

(٥١٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن أبي يعفور (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، ابن أبي يعفور (3)، أبو عبد الله (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يزداد (1)، علي بن الحسن (2)، محمد بن مسعود (2)، الموت (1)، الوصية (2)، سورة البراءة (1)

457 - حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن صفوان، عن حماد الناب، قال:

قلت

لأبي عبد الله عليه السلام عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال: وعليه السلام.

458 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال:

حدثني الحسن الوشاء عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: شهدت جنازة عبد الله بن أبي يعفور؟ قلت: نعم، وكان فيها ناس كثير قال: أما أنك ستري فيها من مرجئة الشيعة كثيرا.

459 - ووجدت في بعض كتبي، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن عثمان بن عيسي، عن ابن مسكان، عن ابن أبي يعفور، قال: كان إذا أصابته هذه الأرواح فإذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ فسكن عنه، فدخل علي أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه، وانه إذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه، فقال له: لا تشربه، فلما أن رجع إلي الكوفة هاج وجعه، فأقبل أهله فلم يزالوا به حتي شرب، فساعة شرب ____________________

قال في المغرب: الدرء الدفع، ومنه كان بين عمر ومعاذ بن عفراء درء أي خصومة وتدافع (1).

وفي أساس البلاغة: دارأه دافعه وتدارؤا تدافعوا وتدارؤا في الخصومة وادارؤا (2).

وأما تدارا بألف منقلبة عن الياء من التداري، فتفاعل من الدراية بمعني العلم وهو هاهنا تصحيف.

قوله: الحسو بفتح الأولي المهملتين وتشديد الواو اسم لما يتحساه الانسان من الماء والشراب والمرق ونحوها، والحسوة الشئ القليل قاله في القاموس (3).

(1) المغرب: 1 / 176 2) أساس البلاغة: 185 3) القاموس: 4 / 317

(٥١٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن أبي يعفور (2)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، ابن أبي يعفور (1)، عبد الله بن محمد (1)، حماد الناب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود

(1)

منه سكن عنه.

فعاد إلي أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يابن أبي يعفور لا تشربه فإنه حرام، انما هذا شيطان موكل بك فلو قد يئس منك ذهب.

فلما أن رجع إلي الكوفة هاج به وجعه أشد ما كان، فأقبل أهله عليه، فقال لهم: لا والله لا أذوق منه قطرة أبدا، فآيسوا منه، وكان يهم علي شئ ولا يحلف، فلما سمعوا أيسوا منه، واشتد به الوجع أياما ثم أذهب الله به عنه، فما عاد إليه حتي مات رحمة الله عليه.

460 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثنا محمد نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن سعيد بن جناح، عن عدة من أصحابنا. وقال العبيدي: حدثني به أيضا عن ابن عمير أن ابن أبي يعفور ومعلي بن خنيس كانا بالنيل علي عهد أبي عبد الله عليه السلام فاختلفا في ذبايح ____________________

وفي الصحاح: حسوت المرق حسوا، ويوم كحسو الطير أي قصير، والحسو علي فعول طعام معروف، وكذلك الحساء بالفتح والمد، تقول: شربت حساءا وحسوا ويقال أيضا: رجل حسو للكثير الحسو، وقد حسوت حسوة بالضم أي قدر ما يحسي مرة واحدة (1).

قوله: كانا بالنيل كان النهر بالكوفة يسمي بالنيل، لأنه كان يمر علي قرية يقال لها النيل.

قال في المغرب: النيل نهر مصر وبالكوفة نهر يقال له النيل أيضا.

وفي القاموس: النيل بالكسر نهر مصر وقرية بالكوفة وأخري بيزد وبلد بين بغداد وواسط (2).

(١) الصحاح: ٦ / 2312 2) القاموس: 4 / 62

(٥١٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (2)

اليهود، فأكل معلي ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا إلي أبي عبد الله عليه السلام

أخبره، فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلي في أكله إياه.

461 - حمدويه، عن الحسن بن موسي، عن علي بن حسان الواسطي الخزاز قال: حدثنا علي بن الحسين العبيدي، قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلي المفضل بن عمر الجعفي حين مضي عبد الله بن أبي يعفور: يا مفضل عهدت إليك عهدي كان إلي عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه، فمضي صلوات الله عليه موفيا لله عز وجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله، وقبض صلوات الله علي روحه محمود الأثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه، فولادتي من رسول الله صلي الله عليه وآله ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولامامه منه.

فما زال كذلك حتي قبضه الله إليه برحمته وصيره إلي جنته، مساكنا فيها مع رسول الله صلي الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام أنزله الله بين المسكنين مسكن محمد وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) وإن كانت المساكن واحدة فزاده الله رضي من عنده ومغفرة من فضلة برضاي عنه.

462 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين الثقفي، قال: حدثني أبو حمزة معقل العجلي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:

قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله ____________________

قوله (ع): مساكنا فيها مع رسول الله (ص) " مساكنا " بضم الميم علي اسم الفاعل من باب المفاعلة تقول: ساكنتك إذا شاركته في المأوي والمسكن.

قال في أساس البلاغة: وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها (1).

(1) أساس البلاغة: 304

(٥١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير

المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن أبي يعفور (3)، علي بن حسان الواسطي (1)، ابن أبي يعفور (2)، أبو عبد الله (1)، علي بن الحسين (1)، الحسن بن موسي (1)، الحكم بن مسكين (1)، محمد بن الحسين (1)، المفضل بن عمر (1)، الصّلاة (3)، الأكل (2)

رحمك الله.

463 - أبو محمد الشامي الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

ما أحد أدي إلينا ما افترض الله عليه فينا الا عبد الله بن أبي يعفور.

464 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن الفضيل، عن أبي أسامة، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام لا ودعه، فقال لي: يا زيد مالكم وللناس قد حملتم الناس علي أبي، والله ما وجدت أحدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا رحمه الله عبد الله بن أبي يعفور، فاني امرته وأوصيه بوصيته فاتبع أمري واخذ بقولي.

في معتب قال الشيخ: هو مولي الصادق عليه السلام.

465 - حدثني حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عبد العزيز بن نافع، انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: هم عشرة يعني مواليه، فخيرهم وأفضلهم معتب، وفيهم خائن فاحذروه وهو صغير.

466 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، لا اعلمه الاعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: موالي عشرة، خيرهم معتب، وما يظن معتب الا اني اسحر من الناس.

(٥١٩)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، عبد الله بن أبي يعفور (2)، زياد بن أبي الحلال (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عبد العزيز بن نافع (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، إسحاق بن عمار (1)، أيوب بن نوح (1)، محمد بن الفضيل (1)، الحسن بن محبوب (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (1)، الظنّ (1)

في جميل بن دراج ونوح أخيه 467 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا محمد بن حسان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يتلوا هذه الآية " فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " (1) ثم أهوي بيده إلينا، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره، فقلنا: أجل والله جعلت فداك لا نكفر بها.

468 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد ____________________

في جميل بن دراج قوله: ثم أهوي إلينا بيده أي مد يده أو رفعها مشيرا إلينا، فكأنه عليه السلام قال لنا: أنتم ذلك القوم وكلكم الله بها ولستم بكافرين، وهؤلاء الذين يكفرون بها هم عامة النابذين أهل بيت رسول الله عليه وعليهم السلام وراء ظهورهم.

قال في المغرب: هوي من الجبل وفي البئر سقط هويا بالفتح من باب ضرب، ومنه فأقبل يهوي حتي وقع في الحصن أي يذهب في انحدار، والأهواء التناول باليد، ومنه أهوي بيده أي جافي يده ورفعها إلي الهواء، أو مدها حتي بقي بينها وبين الجنب هواء أي خلاء، ومثله أهوي

بخشبة فضربها.

وفي الصحاح: وأهوي بيده إليه ليأخذه قال الأصمعي: أهويت بالشئ إذا أومأت به ويقال: أهويت له بالسيف (2).

(١) سورة الأنعام: ٨٩ ٢) الصحاح: ٦ / 2538

(٥٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن عبد العزيز (1)، أيوب بن نوح (1)، جميل بن دراج (3)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن حسان (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، سورة الأنعام (1)

الله عليه السلام قال، قال لي: يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوك.

قال محمد بن مسعود: سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي، عن نوح ابن دراج؟ فقال: كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة، فقيل له: لم دخلت في أعمالهم فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتي سألت أخي جميلا يوما، فقلت له: لم لا تحضر المسجد؟ فقال: ليس لي ازار.

وقال حمدان: مات جميل عن مائة الف.

وقال حمدان: كان دراج بقالا وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس، قال: وكان يكتب الحديث وكان أبوه يقول:

____________________

قوله: فقال لم أدخل في أعمال هؤلاء حتي سألت أخي يعني فدخلت في أعمال هؤلاء لتكون لي مقدرة فأصل أخي جميلا، أو لئلا أفتقر كما افتقر أخي جميل.

قوله: فقال ليس لي ازار وذلك يتضمن الدلالة علي مدح جميل، فإنه لم يتول القضاء ولم يدخل في أعمال هؤلاء مع شدة احتياجه وفقره، وأغناه الله تعالي من خزائن فضله وجوده حتي مات عن مائة ألف.

قوله: وكان نوح مخارجه مخارجه بضم الميم علي اسم الفاعل من باب المفاعلة، أي كان نوح مخارج أبيه دراج في الذين.

وفي طائفة من النسخ " من الذين يقتتلون " أي يتعاركون ويتشاجرون في العصبية التي تقع بين الشركاء والخصماء في المجالس، فيعارضهم

ويساهمهم ويصالحهم علي المساهمة من قبل أبيه.

(٥٢١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)

لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان ثقة.

469 - نصر بن الصباح، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: دخلت علي محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدثه انه دخل علي جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود فقال: كيف لو رأيت معروف بن خربوذ.

في معاذ بن مسلم الهراء النحوي 470 - حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا يعقوب بن يزيد، ____________________

وأصل المخارجة في اللغة: المناهدة، أي المناهضة بالحرب والمناهدة أي المساهمة بالأصابع، وذلك أن يخرج هذا من أصابعة ما يشاء والاخر أيضا ما يشاء.

والتخارج التناهد وهو اخراج كل واحد من الفرقة نفقة علي قدر نفقة صاحبه قاله في الصحاح والقاموس (1).

وفي المغرب: عبد مخارج وقد خارجه سيده إذا اتفقا علي ضريبة يردها عليه عند انقضاء كل شهر (2).

قوله: لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان أي لو فوض إليه القضاء وترك له أي كارجل كان، بالانتصاب علي خبر كان أي كان أي رجل، يعني لكان نعم الرجل في القضاء والحكومة والمحاكمة بين الناس.

ثم قوله " ثقة " من كلام حمدان، فكأنه قال: كان نوح من الشيعة، وكان قاضي الكوفة، وهو مع ذلك ثقة.

في معاذ بن مسلم الهراء النحوي معاذ بن مسلم الهراء بفتح الهاء وتشديد الراء وبالمد النحوي، ذكره الشيخ

(١) الصحاح: ١ / 310 والقاموس: 1 / 185 2) المغرب: 1 / 154

(٥٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: معاذ بن مسلم الهراء النحوي (1)،

محمد بن أبي عمير (2)، الفضل بن شاذان (1)، يعقوب بن يزيد (1)، جميل بن دراج (1)، معروف بن خربوذ (1)، السجود (2)

عن ابن أبي عمير، عن حسين بن معاذ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي ____________________

في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام (1).

ثم في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: معاذ بن مسلم الهراء الأنصاري النحوي الكوفي أسند عنه (2)، وذكر أيضا معاذ بن مسلم الفراء النحوي.

وفي الكشاف: في قوله سبحانه وتعالي في سورة مريم " أيهم أشد علي الرحمن عتيا (3) ": وأيهم أشد بالنصب، عن طلحة بن مصرف وعن معاذ بن مسلم الهراء أستاذ الفراء (4).

قال صاحب الكشف: قيل له الهراء لأنه كان يبيع الثياب الهروية، ونقل عن الأنباري أنه كان من موالي محمد بن كعب القرطي، أخذ عنه الكسائي وأخذ الفراء عن الكسائي.

وفي الصحاح: وانما قيل معاذ الهراء لأنه كان يبيع الثياب الهروية (5).

وفي القاموس: هراة بلد بخراسان، وقرية بفارس، والنسبة هروي محركة، ومعاذ الهراء لبيعه الثياب الهروية (6).

وقال صاحب المغرب في كتابيه: وتوب هروي بالتحريك ومروي بالسكون منسوب إلي هراة ومرو، وهما قريتان معروفتان بخراسان، وعن خواهر زاده هما علي شط الفرات، ولم يسمع ذلك لغيره، وفي الاشكال سوي هراة خراسان هراة أخري هي بنواحي إصطخر من بلاد فارس انتهي كلامه.

(١) رجال الشيخ: ١٣٧ ٢) رجال الشيخ: ٣١٤ ٣) سورة مريم: ٦٩ ٤) الكشاف: ٢ / ٥٢٠ ٥) الصحاح: ٦ / 2535 6) القاموس: 4 / 403

(٥٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: ابن أبي عمير (1)، معاذ بن مسلم (1)، سورة مريم (1)

عبد الله عليه السلام قال لي: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس، قال، قلت:

نعم وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، أني أقعد في المسجد فيجئ الرجل يسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك، قال، فقال لي: اصنع كذا فاني كذا أصنع.

معاذ وعمر ابنا مسلم كوفيان.

في عمار بن موسي الساباطي 471 - كان فطحيا، وروي عن أبي الحسن موسي عليه السلام أنه قال: استوهبت عمارا من ربي تعالي فوهبه لي.

نصر بن الصباح، قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة، قال: حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار الساباطي، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أحب أن تخبرني باسم الله تعالي الأعظم.

فقال لي: انك لا تقوي علي ذلك، قال، فلما ألححت قال: فمكانك إذا، ثم قام فدخل البيت هنيهة، ثم صاح بي أدخل، فدخلت، فقال لي: ما ذلك؟ فقلت:

أخبرني به جعلت فداك، قال: فوضع يده علي الأرض فنظرت إلي البيت يدور بي وأخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحكت، فقلت: جعلت فداك حسبي لا أريد ذا.

الفطحية 472 - هم القائلون بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد، وسموا بذلك: لأنه قيل إنه كان أفطح الرأس، وقال بعضهم: كان أفطح الرجلين، وقال بعضهم: انهم نسبوا إلي رئيس من أهل الكوفة يقال له: عبد الله بن فطيح.

(٥٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، الحسن بن علي بن أبي

عثمان (1)، عمار بن موسي الساباطي (1)، عبد الله بن فطيح (1)، الفدية، الفداء (3)، السجود (1)

والذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا إلي هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم عليه السلام أنهم قالوا: الإمامة في الأكبر من ولد الامام إذا مضي، ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام لم يكن عنده فيها جواب، ولما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن يظهر من الامام.

ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون الا شذاذا منهم عن القول بإمامته إلي القول بامامة أبي الحسن موسي عليه السلام ورجعوا إلي الخبر الذي روي:

أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليه السلام، وبقي شذاذ منهم علي القول بإمامته، وبعد أن مات قال بامامة أبي الحسن موسي عليه السلام.

وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لموسي يا بني: ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الإمامة بعدي، فلا تنازعه بكلمة فإنه أول أهلي لحوقا بي.

473 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن أصحابي أولو النهي والتقي فمن لم يكن من أهل النهي والتقي فليس من أصحابي.

474 - ابن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، عن أبي الصباح الكناني، قال:

قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا نعير بالكوفة فيقال لنا: جعفرية! قال: فغضب أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إن أصحاب جعفر منكم لقليل، انما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه.

(٥٢٥)

صفحهمفاتيح

البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، صفوان بن يحيي (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، أيوب بن نوح (1)، داود بن فرقد (1)، محمد بن حمران (1)، الموت (2)

في أبي محمد هشام بن الحكم 475 - قال الفضل بن شاذان: هشام بن الحكم أصله كوفي، ومولده ومنشؤه بواسط، وقد رأيت داره بواسط، وتجارته ببغداد في الكرخ، وداره عند قصر وضاح في الطريق الذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج، وعلي بن منصور من أهل الكوفة، وهشام مولي كندة، مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد.

____________________

في أبي محمد هشام بن الحكم قوله: عند قصر وضاح في القاموس والصحاح: الوضاح بالتشديد ككتان الأبيض اللون الحسنة والنهار، ولقب جذيمة الأبرش ومولي بربري لبني أمية، واليه نسبت الوضاحية (1) جذيمة الأبرش هو جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس من الأزد كان ملك الحيرة.

قوله: في بركة بني زرزر في أكثر النسخ " بني زرزر "، وفي بعضها ابن زرزر (2)، وهو بزاي مضمومة قبل راء ساكنة ثم راء أخري مضمومة أيضا قبل الراء.

في القاموس: زرزر بن صهيب بالضم محدث، والزرازرة البطارقة: جمع زرزار وزربران قرية ببغداد، والزرزار أيضا نبات يصبغ به، والزرزور طائر، وزرزر صوت والرجل دام علي أكله (3).

قوله: والخلنج " الخلنج " باسكان اللام بين الخاء المعجمة والنون والجيم أخيرا.

(١) القاموس: ١ / ٢٥٥ والصحاح: ١ / 416 2) وفي المطبوع من الرجال بالنجف: بني ذر.

3) القاموس: 2 / 38 -

39.

(٥٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، الفضل بن شاذان (1)، هشام بن الحكم (2)، الموت (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

476 - وقال أبو عمرو الكشي: روي عن عمر بن يزيد: كان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن دخله علي أبي عبد الله عليه السلام ليناظره، فأعلمته أني لا أفعل ما لم أستأذنه فيه، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنته في ادخال هشام عليه، فاذن لي فيه.

فقمت من عنده وخطوت خطوات فذكرت ردائته وخبثه، فانصرفت إلي أبي عبد الله عليه السلام فحدثته ردائته وخبثه، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمر تتخوف علي، فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت، فخرجت مستحيا إلي هشام، فسألته تأخير ____________________

في الصحاح شجر فارسي معرب قال الشاعر:

" لبن البخت في قصاع الخلنج " والجمع الخلانج ومثله في القاموس (1).

وفي جامع البغدادي: خلنج شجر عظيم وديسيقور يدوس، وعلماء المغرب يقولون: انه كالطرفاء عظما، وصغيرة بقدر القامة، وكأنه يعظم في بلاد الصين والروس وبلغار، بحيث يعمل منه أواني وجفان وتحمل إلي البلاد، والنشاب المعمول منه في غاية الجودة.

ويسمي الخلنج باليوناني أريقي، وأوراقه، كورق الطرفاء هدبي (2) معتدلة بين الخشونة والليونة، ولها زهر صغير أحمر وأغبر، يخلف حبا كالخردل، ومنه صنف له زهر أبيض، وبالجملة فالشجرة حارة محللة يابسة، ثم ذكر مالها من الخواص والمنافع.

قوله: كان ابن أخي هذا قول عمر بن يزيد وهو عم هشام يقول: وكان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية.

(١) الصحاح: ١ / 312 والقاموس: 1 / 186.

2) الهدب بالتحريك كل ورق ليس له عرض كورق السرو، والطرفاء وهدب الشجر كفرح طالت أغصانه وأوراقه وتدلت وكذلك أهدبت فهي

هدباء " منه ".

(٥٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عمرو الكشي (1)، أبو عبد الله (1)، عمر بن يزيد (1)

دخوله وأعلمته أنه قد أذن له بالدخول عليه.

فبادر هشام فاستأذن ودخل فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه سأله أبو عبد الله عن مسألة فحار فيها هشام وبقي، فسأله هشام أن يؤجله فيها، فاجله أبو عبد الله عليه السلام فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أيامه فلم يقف عليه، فرجع إلي أبي عبد الله عليه السلام فأخبره أبو عبد الله عليه السلام بها، وسأله عن مسالة أخري فيها فساد أصله وعقر مذهبه، فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال، فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي.

قال عمر بن يزيد: فسألني هشام أن أستأذن له علي أبي عبد الله عليه السلام ثالثا، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا انشاء الله إذا راح النهار، قال عمر: فخرجت إلي هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه إلي الموضع الذي سماه.

____________________

قوله: وسأله عن مسألة أخري أي فسأل عليه السلام هشاما عن مسألة أخري فيها فساد أصل هشام وعقر مذهبه.

باسكان القاف بين المهملة المفتوحة والراء، بمعني قطعه وهدمه وابطاله ونقضه.

وفي نسخة " فسأل أجله وعقد مذهبه " (1) أي فهشام سأله عليه السلام أجله الذي أجله إياه في المسألة الأولي، وعقد مذهبه وعدم نقضه وابطاله إلي ذلك الاجل، وكأنه تصحيف فاسد.

قوله (ع): إذا راح النهار أي إذا زالت الشمس.

في القاموس: الرواح العشي أو من الزوال إلي الليل (2).

وأكثر النسخ (3) مصحفة النون بالياء والراء بالواو تسقيما وتحريفا.

(1) وفي المطبوع من الرجال: فساد أصله وعقد مذهبه.

2) القاموس:

1 / 225 3) كما في المطبوع من الرجال.

(٥٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (4)، عمر بن يزيد (1)

ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله عليه السلام إلي الموضع الذي كان سماه له فبينا هو، إذا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل علي بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني: هالني منظره وأرعبني حتي بقيت لا أجد شيئا أتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من مناطقته.

ووقف علي أبو عبد الله عليه السلام مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا وتحيرا، فلما رأي ذلك مني ضرب بغلته وسار حتي دخل بعض السكك في الحيرة.

وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عز وجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل.

قال عمر: فانصرف هشام إلي أبي عبد الله عليه السلام وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كلهم، والحمدلله.

____________________

قوله: هالني منظره من الهول يقال: أمر هائل، وقد هالني يهولني هولا وهولني تهويلا، وهول الامر عندي جعله هائلا، وفلان ركب أهوال البحر وتهاويله وأرعبني بهمزة القطع أفعال من الرعب، وهو الخوف والفزع والدهش.

قوله: مليا أي زمانا طويلا غير قصير.

قوله: وتيقنت أن ما أصابني من هيبته ويقرب من ذلك أن أبا عبد الله الذهبي مع شدة عناده وكمال تبالغه في العتو والعصبية قال في ميزان الاعتدال وفي مختصره: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الصادق أبو عبد الله، أحد الأئمة الاعلام، بر صادق كبير الشأن، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد.

(٥٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، الضرب (1)

قال: فاعتل هشام بن الحكم علته التي

قبض فيها، فامتنع من الاستعانة بالأطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فأجابهم إليه، فادخل عليه جماعة من الأطباء، فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ: سأله فقال يا هذا هل وقفت علي علتي؟ فمن بين قائل يقول لا، وبين قائل يقول: نعم، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها، فإذا أخبره كذبه ويقول علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول: علتي قرح القلب مما أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه فأقرح قلبه ذلك حتي مات رحمه الله.

477 - أبو عمرو الكشي قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي، قال: أخبرني محمد بن همام البغدادي أبو علي، عن إسحاق بن أحمد النخعي، قال:

حدثني أبو حفص الحداد وغيره، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: كان يحيي بن خالد البرمكي قد وجد علي هشام بن الحكم شيئا من طعنه علي الفلاسفة، وأحب أن يغري به هارون ويضريه علي القتل.

____________________

قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه منه وقد دخلني له من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور في موكبه، مات " 148 " وله ثمان وستون سنة انتهي كلامه.

قوله: قد وجد علي هشام بن الحكم شيئا أي غضب عليه يقال: وجد علي فلان موجدة ووجدانا أيضا بمعني غضب واشتد عليه في الغضب.

و" شيئا " مفعول مطلق لامن بابه، أي شيئا من الموجدة غير طفيف، و" من " الابتدائية بمدخولها متعلقة بقد وجد.

أي كانت موجدته علي هشام من جهة أن هشاما كان يطعن علي الفلاسفة.

قوله: ويضريه باعجام الضاد من باب الافعال، أو من باب التفعيل، يقال: أضراه بكذا أو عليه اضراءا، وكذلك ضراه به أو عليه تضرية، إذا أغراه به أشد الاغراء، أي أولعه

(٥٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن همام البغدادي (1)، أبو

عمرو الكشي (1)، أبو حفص الحداد (1)، هشام بن الحكم (2)، أحمد بن محمد (1)، الموت (1)، القتل (1)، الخوف (1)، الطب، الطبابة (2)

قال: وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيي بن خالد في أرث النبي صلي الله عليه وآله فنقل إلي هارون فأعجبه، وقد كان قبل ذلك يحيي يشرف امره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من آذائه، ____________________

به غاية الولوع، ويقال: سبع ضار وقد ضري الكلب بالصيد وعلي الصيد ضراوة تعوده، وأضراه صاحبه اضراءا وضراه تضرية.

قال في أساس البلاغة: ومن المجاز ضري فلان بكذا أو علي كذا لهج به، وأضريته به وضريته عليه (1).

وروي الصدوق أبو جعفر بن بابويه في الفقيه في باب ركوب بدنة الهدي وحلابها عن أبي عبد الله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: إن ضلت راحلة رجل ومعه بدنة ركبها غير مضر ولا مثقل (2).

بتسكين الضاد المعجمة وتخفيف الراء من الاضراء، أو بالضاد المفتوحة والراء المشددة من التضرية.

وقد فصلنا القول فيه في المعلقات علي الفقيه وفي المعلقات علي الدروس.

قوله: يشرف أمره بالراء المشددة والفاء علي التفعيل من الشرف، وهو الرفعة والعلو أي يرفعه ويعليه ويفخمه ويعظمه، أو بالقاف من الشروق بمعني الظهور والطلوع والإضاءة والإنارة، أي يظهره ويكشفه ويجليه ويبينه.

قوله: يعزم عليها من اذائه مدخول " من " المبينة أو المبعضة أو الاتصالية إذا تعلقت بالأشياء المعزوم عليها أو الابتدائية إذا تعلقت بالعزم عليها.

(١) أساس البلاغة: ٣٧٦ ٢) من لا يحضره الفقيه: ٢ / 300

(٥٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يحيي بن خالد (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه

(1)

فكان ميل هارون إلي هشام أحد ما غير قلب يحيي علي هشام ____________________

أما " أذاته " بفتح الهمزة قبل الذال المعجمة وتثنية التاء من فوق بعد الألف علي المصدر أو علي الاسم كالإنائة، يقال: اذاه يؤذيه أذي وأذاة وأذية.

قال في القاموس: ولا تقل ايذاء (1).

وأما أذائه بالهمزة مكان التاء والمد أولا وأخيرا علي أفعال في جمع أذي بالفتح، كما الأمعاء في جمع معي، والاناء في جمع أني، بالفتح عند الأخفش.

قال في المغرب: الأذي ما يؤذيك وأصله المصدر، وقوله تعالي " عن المحيض قل هو أذي " (2) أي هو شئ يستقذر (3)، كأنه يؤذي من يقربه نفرة وكراهة، والتأذي أن يؤثر فيه الأذي (4).

وفي الصحاح: وآناء الليل ساعاته، قال الأخفش: واحدها اني مثال معي قال: وقال بعضهم: واحدها اني وانو، يقال: مضي انيان من الليل وانوان (5).

وفي القاموس: المعا بالفتح وكالي من أعناج البطن، وقد يؤنث، جمع أمعاء. (6).

قوله: وكان ميل هارون إلي هشام يعني أن ميل هارون إلي هشام وانعطاف قلبه إليه أحد الأمور التي غيرت قلب يحيي علي هشام، حسدا عليه مخافة أن يستعمله هارون في الوزارة وتعدية " غيرت " ب " علي " لتضمين معني الحقد والضغن إياه.

(١) القاموس: ٤ / ٢٩٨ ٢) سورة البقرة: ٢٢٢ ٣) في المصدر: مستقذر ٤) المغرب: ١ / ١٢ ٥) الصحاح: ٦ / 2273 6) القاموس: 4 / 391.

(٥٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: سورة البقرة (1)

فشيعه عنده، وقال له: يا أمير المؤمنين اني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم ____________________

قوله: فشيعه (1) باعجام الشين وتشديد الياء واهمال العين من باب التفعيل والتشديد للنسبة، أي نسبه إلي التشيع ورماه بالرفض عند هارون.

وفي طائفة من النسخ " فشيئه "

بالهمزة مكان العين، يقال: شيئا الله وجهه إذا دعوت عليه بالقبح، قاله في مجمل اللغة.

وفي أساس البلاغة: غلام مشيأ مختلف الخلق كان فيه من كل شئ شيئا، وشيئا الله خلقه (2).

وأما شيئا الله كذا فمن تشئ الشئ، أي أبدعه وخلقه وجعله شيئا، وقولهم شيأه علي كذا معناه حمله علي الاقدام به.

في القاموس: المشيأ كمعظم المختلف الخلق المختلة، وشيأته علي الامر حملته عليه، والله وجهه قبحه (3).

وفي نسخة عتيقة " فسيئه " باهمال السين تفعيلا من السئ علي ظاهر اللفظ، وإن كان أصله سيوءا علي فيعل كما في حيز وصيب، لا فعلا كبيع وخير.

قوله: قد استبطنت أمر هشام أي تعرفت باطن أمره واستكشفت دخلة سره، ويقال: بطنت هذا الامر عرفت باطنه، واستبطنت بمعناه، وفي أسماء الله الحسني " الباطن " قيل: هو العالم بما بطن، وقيل: المحتجب بكبرياء عزه وجلاله عن أبصار الخلائق وأوهامهم، فلا يدركه البصر ولا يحيط به عقل ولا يبلغ إلي طوار جنابه وهم وفطانة.

(1) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: فسبه، وبالنجف: فشنعه.

2) أساس البلاغة: 342 3) القاموس: 1 / 20

(٥٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

أن لله في أرضه إماما غيرك مفروض الطاعة، قال: سبحان الله، قال: نعم، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج، وانما كنا نري أنه ممن يري الالباد بالأرض.

فقال هارون ليحيي: فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهم، لا يفطنون بي، ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي، قال: فوجه يحيي فاشحن المجلس من المتكلمين، وكان فيهم ضرار بن عمرو، وسليمان بن جرير، وعبد الله بن يزيد الأباضي، وموبذان موبذ، ورأس الجالوت.

قال، فتسألوا وتكافوا وتناظروا وتناهوا إلي شاذ من مشاذ الكلام، كل يقول لصاحبه لم تجب

ويقول قد أجبت، وكان ذلك من يحيي حيلة علي هشام، إذ لم يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك لعله كان أصابها هشام بن الحكم.

____________________

قوله: وانما كنا نري أنه ممن يري الخ أي كنا نظن أن هشاما ممن رأيه الالباد بالأرض، يقال: ألبد بالمكان البادا أقام، وألبد الرجل لا يفارق منزله، وكذلك لبد بالأرض لبودا، قاله في مجمل اللغة.

وفي القاموس: لبد كنصر وفرح لبودا ولبدا أقام ولزق كالبد (1).

والمراد هنا القعود عن الخروج والمجاهدة ولزاق المقام ولزامه وأما الباد البصر في الصلاة فمعناه الزامه موضع السجود من الأرض، فان ذلك امارة خشوع القلب.

قوله: وتناهوا إلي شاذ من مشاذ الكلام مشاذ الكلام بفتح الميم واعجام الشين وتشديد الذال المعجمة، تقال: لشواذ الأقوال ونوادرها، كما تقال: مداق النكات لدقايقها وغوامضها.

تقول: كلمة شاذة وقول شاذ ورواية شاذة، إذا كانت مخالفة لما تقتضيه الأصول والقوانين، ويذهب إليه السواد الأعظم من العلماء المراجيح.

(1) القاموس: 1 / 334

(٥٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن يزيد (1)، هشام بن الحكم (1)، ضرار بن عمرو (1)

فلما أن تناهوا إلي هذا الموضع، قال لهم يحيي بن خالد: ترضون فيما بينكم هشاما حكما؟ قالوا: قد رضينا أيها الوزير فاني لنا به وهو عليل، قال يحيي: فأنا أوجه إليه فأسأله أن يتجشم المجيئ، فوجه إليه فأخبره بحضورهم، وأنه انما منعه أن يحضره أول المجلس اتقاء عليه من العلة، فان القوم قد اختلفوا في المسائل والأجوبة، وتراضوا بك حكما بينهم، فان رأيت أن تتفضل وتحمل علي نفسك فافعل.

فلما صار الرسول إلي هشام: قال لي: يا يونس قلبي ينكر هذا القول، ولست آمن أن يكون هيهنا أمر لا أقف عليه، لان هذا الملعون يحيي بن خالد قد تغير علي لأمور شتي، وقد

كنت عزمت ان من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص إلي الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم المسجد، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون - يعني يحيي بن خالد -.

قال: فقلت: جعلت فداك لا يكون الا خيرا، فتحرز ما أمكنك، فقال لي:

يا يونس أتري أتحرز من أمر يريد الله أظهاره علي لساني أني يكون ذلك، ولكن قم بنا علي حول الله وقوته.

فركب هشام بغلا كان مع رسوله، وركبت أنا حمارا كان لهشام، قال: فدخلنا المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين، قال: فمضي هشام نحو يحيي فسلم عليه وسلم علي القوم وجلس قريبا منه، وجلست أنا حيث انتهي بي المجلس.

قال: فأقبل يحيي علي هشام بعد ساعة، فقال: ان القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر، لا لان تناظر بل لان نأنس بحضورك إذ كانت العلة تقطعك عن المناظرة وأنت بحمد الله صالح ليست علتك بقاطعة عن المناظرة، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم.

____________________

وفي عضة من النسخ " مقال الكلام " (1) بتشديد اللام من القل بالكسر، بمعني النواة التي تنبت ضعيفة منفردة، والاقلال بمعني قلة الجدوي والجدة.

(1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد.

(٥٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، يحيي بن خالد (3)، الفدية، الفداء (1)، السجود (1)، الشهادة (1)

قال: فقال هشام للقوم: ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض علي بعض، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها علي هشام.

قال: ثم إن يحيي بن خالد قال لهشام: انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم، ولكن ان رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لامام، وان الإمامة في آل الرسول دون غيرهم؟

قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا يعترض فيكتسب المناظرة والخصومة.

____________________

قوله: انا قد غرضنا من المناظرة باعجام الغين المفتوحة وكسر الراء قبل الضاد المعجمة من باب فرح، من الغرض بالتحريك بمعني القلق والضجر والملال أي تضجرنا ومللنا وتبرمنا من المناظرة والمجادلة.

ومن لم يعلم ذلك صحفها باهمال العين، ثم حرفها بادخال همزة القطع عليها فضبطها " أعرضنا " (1) من باب الافعال، فغشي هذا التسقيم في طائفة من النسخ.

قال في المغرب: وأما ما في المنتقي، رجل قالت له امرأته أبغضتك وعرضت منك، فالصواب غرضت بالغين المعجمة وكسر الراء، من قولهم: غرض فلان من كذا، إذا مله وضجر منه، قال أبو العلاء:

اني غرضت من الدنيا فهل زمني * معط حياتي لغر بعد ما غرضا والجوهري في الصحاح والفيروز آبادي في القاموس حسبا أنه قد جاء الغرض بمعني الشوق أيضا، فيقال غرضت إليه بمعني اشتقت إليه، كما يقال: غرض بالمقام يغرض غرضا، إذا مل وتضجر وقلق (2).

(١) كما في الرجال المطبوع بالنجف الأشرف.

٢) الصحاح: ٣ / 1093 والقاموس: 2 / 338.

(٥٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: يحيي بن خالد (1)، سليمان بن جرير (1)، الإختيار، الخيار (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

فقال: ان اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل عليه أن يتحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها إلي فراغك ولا يقطع عليك كلامك، فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال، واختصرنا منه موضع الحاجة.

فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للامام، قال يحيي لسليمان بن جرير: سل أبا محمد عن شئ من هذا الباب، فقال سليمان لهشام:

أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة؟ فقال هشام: نعم. قال: فان أمرك

الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه؟ فقال هشام: لا يأمرني. قال: ولم إذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن تطيعه؟ قال هشام: عد عن هذا فقد تبين فيه الجواب.

قال سليمان: فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟ فقال هشام: ويحك لم أقل لك أني لا أطيعه فتقول ان طاعته مفروضة، انما قلت لك لا يأمرني.

قال سليمان: ليس أسألك الا علي سبيل سلطان الجدل ليس علي الواجب أنه لا يأمرك، فقال هشام: كم تحول حول الحمي، هل هو الا أن أقول لك ان أمرني فعلت، فينقطع أقبح الانقطاع، ولا يكون عندك زيادة، وأنا أعلم بما تحت قولي ____________________

قلت: وليس بصحيح بل الصواب ما قاله علامة زمخشر في أساس البلاغة:

غرضت إلي لقائك عدي ب " إلي " لتضمينه معني اشتقت وحننت (1).

والتقدير ضجرت وقلقت مشتاقا إلي لقائك.

قوله: فلم يأمرك في حال تطيعه الظرف اما متعلق ب " لم "، أي لم هو يأمرك وأنت في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه، أي مرة تطيعه ومرة لا تطيعه، وهو عندك مفروض الطاعة في الحالين جميعا.

أو بيأمرك أي لم يأمرك في الحالين وما فائدة الامر في حال لا تطيعه.

(1) أساس البلاغة: 448

(٥٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، سليمان بن جرير (1)، الجدال (1)، الإختيار، الخيار (1)، الحاجة، الإحتياج (1)

وما إليه يؤل جوابي، قال، فتمعر هارون، وقال هارون: قد أفصح.

وقام الناس، واغتنمها هشام فخرج علي وجهه إلي المدائن.

قال: فبلغنا أن هارون قال ليحيي: شد يدك بهذا وأصحابه، وبعث إلي أبي الحسن موسي عليه السلام فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب، وانما أراد يحيي ان يهرب هشام، فيموت مختفيا ما دام لهارون سلطان، قال:

ثم صار هشام إلي الكوفة وهو بعقب علته، ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه الله.

قال، فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون، فقال النوفلي: تري هشاما ما استطاع أن يعتل؟ فقال ابن ميثم: بأي شئ ____________________

قوله: فتمعر هارون وفي نسخة " فتمغر وجه هارون " وهو اما باهمال العين يقال معر وجهه كذا غيظا فتمعر قاله في القاموس والصحاح (1) ومجمل اللغة تمعر لونه عند الغضب تغير.

واما بالغين المعجمة أي احمر وجهه غضبا وغيظا، والمغرة بالتسكين وبالتحريك الطين الأحمر، والأمغر الأحمر الشعر، والجلد علي لون المغرة والذي في وجهه حمرة في بياض.

وفي القاموس: المغرة محركة والمغرة بالضم لون ليس بناصح الحمرة أو شقرة بكدرة (2).

قوله: ما استطاع أن يفتك [أن يعتل خ ل يفتك بالفاء والكاف المشددة افتعالا من الفك، أي ما استطاع إلي الافتكاك عن عقدة الاعضال سبيلا.

أو " يعتل " باهمال العين وتشديد اللام علي الافتعال من العلة والاعتلال بالامر،

(١) الصحاح: ٢ / 818 2) القاموس: 2 / 135 وفيه ليس بناصع.

(٥٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، محمد بن سليمان النوفلي (1)

يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله؟ قال: يعتل بان يقول الشرط علي في إمامته أن لا يدعو أحدا إلي الخروج حتي ينادي مناد من السماء، فمن دعاني ممن يدعي الإمامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام، وطلبت من أهل هذا البيت ممن لا يقول أنه يخرج ولا يأمر بذلك حتي ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق.

فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة، ومتي كان هذا في عقد الإمامة، انما يروي هذا في

صفة القائم عليه السلام وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، علي أنه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته أنت، انما قال: إن امرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلانا دون فلان، كما تقول: ان قال لي طلبت غيره فلو قال هارون له وكان المناظر له: من المفروض الطاعة؟ فقال له أنت، لم يمكن أن يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به.

____________________

والتعلل به، عبارة عن اتخاذه علة لتحقيق المطلب المقصود اثباته، أو لابطال القول المطلوب نقضه فليعرف.

قوله: وطلبت من أهل هذا البيت " من " مبعضة، أي وطلبت بعض أهل هذا البيت ممن لا يقول الخ.

قوله: هذا من حديث الخرافة اما بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء علي الجمع كالحطابه والحمارة، أي حديث أصحاب الخرف، وهو فساد العقل من الهرم أو من علة وآفة.

أو بضمها والراء المخففة قالوا: خرافة كثمامة اسم رجل من عذرة، وهي قبيلة في اليمن كان في عهد النبي صلي الله عليه وآله قد استهوته الجن، كما تزعم العرب، فلما رجع كان يحدث بما رأي منها، فكذبوه حتي قالوا لما لا يمكن حديث خرافة، واتخذوه مثلا من الأمثال.

(٥٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)

قال: ثم قال علي بن إسماعيل الميثمي: انا لله وانا إليه راجعون علي ما يمضي من العلم ان قتل، فلقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا.

478 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه القمي قال: حدثني بعض المشايخ ولم يذكر اسمه، عن علي بن جعفر بن

محمد عليه السلام، قال: جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر يسألني أن أسال أبا الحسن موسي عليه السلام أن يأذن له في الخروج إلي العراق، وأن يرضي عنه ويوصيه بوصية، قال: فتجنبت حتي دخل المتوضأ وخرج، وهو وقت كان يتهيأ لي أن أخلوا به وأكلمه.

قال: فلما خرج قلت له: ان ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج إلي العراق وأن توصيه، فاذن له عليه السلام فلما رجع إلي مجلسه: قام محمد بن إسماعيل وقال: يا عم أحب أن توصيني فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، فقال: لعن الله من يسعي في دمك.

____________________

ويروي عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: " وخرافة حق " يعني ما يحدث ويخبر به عن الجن.

قلت: وهاهنا ليس يتأتي الوجه الأخير، بل المتعين هو الأول لمكان الألف واللام.

قال في الصحاح: والراء فيه مخففة، ولا تدخله الألف واللام لأنه معرفة، الا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل (1).

قوله: انا الله وانا إليه راجعون علي ما يمضي من العلم ان قتل يعني ان قتل هشام يمضي معه العلم ويموت بموته، فانا لله وانا إليه راجعون علي ما يمضي معه من العلم ويفوت بفواته ان قتل أو مات، فلقد كان عضدنا وشيخنا واستاذنا.

وذلك لان علي بن إسماعيل الميثمي كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه، كما كان يونس بن عبد الرحمن أيضا خريجه وتلميذه.

(١) الصحاح: ٤ / 1349

(٥٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، دولة العراق (2)، علي بن إسماعيل الميثمي (1)، إسماعيل بن جعفر (1)، محمد بن إسماعيل (2)، محمد بن قولويه (1)، القتل (1)،

الوصية (1)

ثم قال: يا عم أوصني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، قال، ثم ناوله أبو الحسن عليه السلام صرة فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها محمد ثم ناوله أخري فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها، ثم أعطاه صرة أخري فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده، فقلت له في ذلك واستكثرته فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته.

قال: فخرج إلي العراق، فلما ورد حضرة هارون أتي باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل، واستأذن علي هارون، وقال للحاجب، قل لأمير المؤمنين أن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب، فقال الحاجب: انزل أولا وغير ثياب طريقك وعد لأدخلك إليه بغير أذن، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت، فقال: أعلم أمير المؤمنين اني حضرت ولم تأذن لي.

فدخل الحاجب واعلم هارون قول محمد بن إسماعيل فأمر بدخوله، فدخل، وقال، يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسي بن جعفر بالمدينة يجبي له الخراج وأنت بالعراق يجبي لك الخراج، فقال: والله، فقال: والله، قال: فأمر له بمائة ألف درهم، فلما قبضها وحمل إلي منزلة، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات، وحول من الغد المال الذي حمل إليه.

____________________

قوله: أخذته الذبحة هي باعجام الذال المضمومة وفتح الباء الموحدة واهمال الحاء، داء أو ورم في الحلق من الدم يهلك سريعا.

وفي النهاية الأثيرية: الذبحة بفتح الباء، وقد تسكن، وجع يعرض في الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس فتقتل (1).

وفي القاموس: الذبحة كهمزة وعنبة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقل (2).

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 154 2) القاموس: 1 / 220

(٥٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي

عليهما السلام (1)، دولة العراق (2)، إسماعيل بن جعفر بن محمد (1)، محمد بن إسماعيل (1)، موسي بن جعفر (1)، النوم (1)، إبن الأثير (1)

وروي موسي بن القاسم البجلي: عن علي بن جعفر، قال: سمعت أخي موسي عليه السلام قال: قال أبي لعبد الله: أخي، إليك ابني أخيك فقد ملآني بالسفه فإنهما شرك شيطان يعني: محمد بن إسماعيل بن جعفر، وعلي بن إسماعيل، وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمه.

479 - وحدثني محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني محمد بن عيسي العبيدي، عن يونس، قال: قلت لهشام انهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم، فأبيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف كان سبب هذا؟ وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أولا؟ وهل تكلمت بعد نهيه أياك؟

فقال هشام: انه لما كان أيام المهدي شدد علي أصحاب الأهواء، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب علي الناس، فقال يونس: قد سمعت هذا الكتاب يقرأ علي الناس علي باب الذهب بالمدينة، ومرة أخري بمدينة الوضاح.

فقال إن ابن المقعد صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتي قال في كتابه:

وفرقة منهم يقال لهم الزرارية، وفرقة منهم يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة يقال لها اليعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الاقطع، وفرقة يقال لها الجواليقية.

قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم هشام ليونس ان أبا الحسن عليه السلام بعث إليه فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فان الامر شديد، قال هشام: فكففت عن الكلام حتي مات المهدي وسكن الامر، فهذا الذي كان من أمره وانتهائي إلي

قوله.

480 - وبهذا الاسناد: قال: وحدثني يونس، قال: كنت مع هشام بن الحكم في مسجده بالعشي، حيث أتاه سالم صاحب بيت الحكمة، فقال له: ان يحيي ابن خالد يقول: قد أفسدت علي الرافضة دينهم، لانهم يزعمون أن الدين لا يقوم الا

(٥٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، موسي بن القاسم البجلي (1)، محمد بن إسماعيل بن جعفر (1)، محمد بن مسعود العياشي (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، علي بن إسماعيل (1)، عمار الساباطي (1)، هشام بن الحكم (1)، علي بن جعفر (1)، السجود (1)، الموت (1)

بامام حي، وهم لا يدرون أن امامهم اليوم حي أو ميت، فقال هشام عند ذلك: انما علينا أن ندين بحياة الامام انه حي حاضرا كان عندنا، أو متواريا عنا حتي يأتينا موته، فما لم يأتنا موته فنحن مقيمون علي حياته، ومثل مثالا.

فقال: الرجل إذا جامع أهله أو سافر إلي مكة أو تواري عنه ببعض الحيطان فعلينا أن نقيم علي حياته حتي يأتينا خلاف ذلك، فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا الكلام، فقصه علي يحيي بن خالد، فقال يحيي: ما ترانا صنعنا شيئا، فدخل يحيي علي هارون فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر فلم يلبث الا شهرين أو أكثر، حتي مات في منزل محمد وحسين الحناطين.

فهذا تفسير أمر هشام، وزعم يونس: ان دخول هشام علي يحيي بن خالد وكلامه مع سليمان بن جرير بعد أن أخذ أبو الحسن عليه السلام بدهر، إذ كان في زمن المهدي، ودخوله إلي يحيي بن خالد في زمن الرشيد.

481 - حدثني إبراهيم الوراق السمرقندي، قال: حدثني علي

بن محمد القمي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: قولوا لهشام يكتب إلي بما يرد به القدرية، قال: فكتب إليه يسأل القدرية أعصي الله من عصي لشئ من الله، أو لشئ كان من الناس، أو لشئ لم يكن من الله ولا من الناس؟؟.

قال: فلما دفع الكتاب إليه، قال لهم: ادفعوه إلي الجرمي، فدفعوه إليه، فنظر فيه ثم قال: ما صنع شيئا، فقال أبو الحسن عليه السلام: ما ترك شيئا.

قال أبو أحمد: وأخبرني أنه كان الرسول بهذا إلي الصادق عليه السلام.

____________________

قوله: إذا جامع أهله أو سافر عطف علي جامع، أي إذا كان الرجل مجتمعا مع أهله أو سافر إلي مكة أو تواري عنا ببعض الحيطان.

(٥٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، مدينة مكة المكرمة (1)، عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، ابن أبي عمير (1)، يحيي بن خالد (3)، سليمان بن جرير (1)، هشام بن سالم (1)، علي بن محمد (1)، الموت (2)

482 - حدثني حمدويه، قال، حدثني محمد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي عن علي بن يونس بن بهمن، قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ان أصحابنا قد اختلفوا! فقال: في أي شئ اختلفوا فيه احك لي من ذلك شيئا؟ قال: فلم يحضرني الا ما قلت، جعلت فداك من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال زرارة: ان الهواء ليس بشئ وليس بمخلوق، وقال هشام: ان الهواء شئ مخلوق، قال، فقال لي: قل في هذا بقول هشام، ولا تقل بقول زرارة.

483 - وحدثني

حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي العبيدي، قال: حدثني جعفر بن عيسي، قال: قال موسي بن الرقي لأبي الحسن الثاني عليه السلام:

____________________

قوله: قال موسي بن الرقي قال ابن الأثير في جامع الأصول: موسي بن مروان الرقي البغدادي، نزل الرقة وحدث بها عن المعافي بن عمران الموصلي وأبي معاوية الضرير، روي عنه عبد الله بن يزيد القطان الرقي وغيره، مات بالرقة سنة ست وأربعين ومأتين.

وفي مختصر الذهبي: موسي بن مروان البغدادي، عن أبي المليح والمعافي ابن عمران، وعنه الفريابي، صدوق مات " 246 ".

وفي القاموس: الرقة كل أرض إلي جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد، ثم ينضب، جمع رقاق، وبلد علي الفرات، واسطة ديار ربيعة وأخري غربي بغداد، وقرية أسفل منها بفرسخ، وبلد بقوهستان وموضعان آخران (1).

وفي بعض نسخ الكتاب " المرقي " مكان رقي (2).

في القاموس: المرق بالتحريك قرية بالموصل (3).

وفي أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام في الجزء السادس من الكتاب جري

(1) القاموس: 3 / 237 2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد.

3) القاموس: 3 / 283

(٥٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، علي بن يونس بن بهمن (1)، حمدويه بن نصير (1)، موسي بن الرقي (1)، هشام بن الحكم (1)، جعفر بن عيسي (2)، محمد بن عيسي (1)، الفدية، الفداء (2)، الشهادة (1)

جعلت فداك روي عنك … وأبو الأسد انهما سألاك عن هشام بن الحكم؟ فقلت: ضال مضل شرك في دم أبي الحسن عليه السلام فما تقول فيه يا سيدي نتولاه؟ قال: نعم فأعاد عليه نتولاه علي جهة الاستقطاع؟ قال: نعم تولوه نعم تولوه، إذا قلت لك فاعمل به ولا ____________________

ذكر

موسي بن صالح وأبي الأسد خصي علي بن يقطين، والموسوم في أصحاب مولانا الرضا عليه السلام جماعة، ولكن الرقي هو موسي بن مروان البغدادي فليعلم.

قوله: روي عنك البياض ها هنا في عامة النسخ مكان صالح، لما في الجزء السادس من ذي قبل ان صالحا وأبا الأسد سألا أبا الحسن الرضا عليه السلام.

قوله: وأبو الأسود سيرد عليك في الجزء السادس من الكتاب أبو الأسد خصي علي بن يقطين من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام (1). الخصي بفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الياء علي فعيل، والمخصي بفتح الميم واسكان المعجمة علي اسم المفعول معناهما واحد، أي أحد خصيان علي بن يقطين وعبيده ومواليه.

وختن مكان خصي تصحيف بعض الجاهلين.

قال في المغرب: الخصية واحدة الخصي، وتثنيتها خصيان بغير تاء، وقد جاء خصيتان وخصاه، نزع خصيته يخصيه خصاءا علي فعال، والا خصاء في معناه خطأ، وأما الخصي في حديث الشعبي علي فعل فقياس وان لم نسمعه، والمفعول خصي علي فعيل والجمع خصيان (2).

وفي القاموس: خصاه خصاءا سل خصيته فهو خصي ومخصي جمع خصية وخصيان (3).

(1) رجال الكشي: 498 ط جامعة مشهد 2) المغرب: 1 / 159 3) القاموس: 4 / 324

(٥٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، هشام بن الحكم (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب رجال الكشي (1)

تريد أن تغالب به، اخرج الان فقل لهم قد امرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه وهو يسمع: ألم أخبركم أن هذا راية في هشام بن الحكم غير مرة.

484 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال: محمد بن عيسي، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، قال: كان أبو الحسن عليه السلام إذا أراد شيئا من الحوائج لنفسه

أو مما يعني به أموره، كتب إلي أبي يعني عليا: اشتر لي كذا وكذا واتخذ لي كذا وكذا، وليتول ذلك لك هشام بن الحكم، فإذا كان غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما الا فيما يعني به من امره.

وذكر انه بلغ من عنايته به وحاله عنده، انه سرح إليه خمسة عشر ألف درهم وقال له: اعمل بها وكل أرباحها ورد إلينا رأس المال، ففعل ذلك هشام رحمه الله ____________________

قوله: فقال المشرقي لنا بين يديه المشرقي هذا هو هشام بن إبراهيم العباسي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له: المشرقي، علي ما قاله الكشي رحمه الله تعالي في الجزء السادس.

وذكر النجاشي ان اسمه هاشم، ويقال له: المشرقي (1).

وليس هو بعباسي وانما قيل له عباسي لما ستطلع عليه في الجزء السادس (2).

وقال رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني - رضوان الله تعالي عليه - في كتاب التوحيد من كتاب الكافي في ذيل باب الإرادة: ان حمزة بن الربيع يقال له:

المشرقي (3).

وبعض القاصرين من أهل العصر صحف الربيع بالمرتفع وأياما كان فالذي هنا ليس هو إياه ولا هو غير هشام بن إبراهيم الخلتي.

(١) رجال النجاشي: ٣٤٠ ط طهران ٢) رجال الكشي: ٥٠٠ ط جامعة مشهد ٣) أصول الكافي: ١ / 86 وفيه المرتفع مكان الربيع

(٥٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، حمدويه بن نصير (1)، هشام بن الحكم (3)، محمد بن عيسي (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، مدينة طهران (1)

وصلي علي أبي الحسن.

485 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن

يونس، قال، قلت لهشام: أصحابك يحكون أن أبا الحسن عليه السلام سرح إليك مع عبد الرحمن ابن الحجاج، أن أمسك عن الكلام والي هشام بن سالم؟

قال: اتاني عبد الرحمن بن الحجاج، وقال لي يقول لك أبو الحسن عليه السلام أمسك عن الكلام هذه الأيام، وكان المهدي قد صنف له مقالات الناس، وفيه مقالة الجواليقية هشام بن سالم، وقرأ ذلك الكتاب في الشرقية، ولم يذكر كلام هشام، وزعم يونس أن هشام بن الحكم قال له: فأمسكت عن الكلام أصلا حتي مات المهدي، وانما قال لي هذه الأيام فأمسك حتي مات المهدي.

486 - حدثنا حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، قال: حدثني زحل عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن هشام بن الحكم؟ قال، فقال لي: رحمه الله كان عبدا ناصحا أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له.

____________________

قوله: زحل عمر بن عبد العزيز عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار بفتح الموحدة وتشديد المعجمة، لقبه زحل بضم الزاي وفتح المهملة واللام، علي اسم سابع السيارات، وكنيته أبو حفص.

ذكره أبو عمرو الكشي رحمه الله في أصحاب أبي الحسن الأول عليه السلام، وروي بسنده عن الفضل بن شاذان أنه قال: أبو حفص زحل عمر بن عبد العزيز يروي المناكير وليس بغال (1).

قال الشيخ في الفهرست: عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل له كتب، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،

(1) رجال الكشي: 451 ط جامعة مشهد

(٥٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، سليمان

بن جعفر الجعفري (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، هشام بن الحكم (2)، هشام بن سالم (2)، محمد بن عيسي (2)، الموت (1)، الصّلاة (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

487 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، قال:

حدثني زحل، عن أسد بن أبي العلاء، قال: كتب أبو الحسن الأول عليه السلام إلي من وافي الموسم من شيعته في بعض السنين في حاجة له، فما قام بها غير هشام ابن الحكم، قال: فإذا هو قد كتب صلي الله عليه، جعل الله ثوابك الجنة، يعني هشام بن الحكم.

488 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن النعمان، عن أبي يحيي وهو إسماعيل بن زياد الواسطي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سمعته يؤدي إلي هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن عليه السلام قال: لا تتكلم فإنه قد أمرني أن آمرك أن لا تتكلم، قال: فما بال هشام يتكلم وأنا لا أتكلم، قال، أمرني أن آمرك أن لا تتكلم ____________________

عن عمر بن عبد العزيز (1).

وقال في كتاب الرجال في باب لم: عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل، روي عنه أحمد بن محمد بن عيسي، وأبو عبد الله البرقي (2).

وقال أبو العباس النجاشي رحمه الله تعالي: عمر بن عبد العزيز عرني بصري مختلط، له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن عيسي عنه بكتابه (3).

ولقد تكرر ذكر زحل هذا في الأسانيد فيما سبق.

وفي طائفة من نسخ الكتاب " سنان " بالمهملة والنون مكان بشار بالموحدة والمعجمة.

فأما ما في بعض النسخ المسقمه " رجل " بالراء والجيم " عن عمر بن عبد العزيز " فمن

أغلاط الجهلة السفلة فليعلم.

(١) الفهرست: ١٤١ ط نجف ٢) رجال الشيخ: ٤٨٦ ٣) رجال النجاشي: ٢١٨ والمحمدان هما الأول منهما ابن الوليد والثاني ابن الصفار

(٥٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، إسماعيل بن زياد (1)، هشام بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، جعفر بن معروف (1)، البول (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

وأنا رسوله إليك.

قال أبو يحيي: أمسك هشام بن الحكم عن الكلام شهرا لم يتكلم ثم تكلم فأتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له: سبحان الله يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهي عن الكلام.

قال أبو يحيي: فلما كان من قابل، أتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له يا هشام قال لك أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فان سكت والا فهو الذبح؟ فما سكت حتي كان من أمره ما كان (صلي الله عليه).

489 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، قال:

حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن هشام بن الحكم، قال: كنت في طريق مكة قائما أريد شراء بعير، فمر بي أبو الحسن عليه السلام فلما نظرت إليه تناولت رقعة فكتبت إليه: جعلت فداك اني أريد شراء هذا البعير فما تري؟.

فنظر إليه، ثم قال: لا أري في شراه بأسا فان خفت عليه ضعفا فالقمه، فاشتريته وحملت عليه، فلم أر منكرا حتي إذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل عليه حمل ثقيل، رمي بنفسه واضطرب للموت، فذهب الغلمان ينزعون عنه، فذكرت الحديث فدعوت بلقم، فما ألقموه الا سبعا حتي قام بحمله.

490 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني القمي، قال:

حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن أبي إسحاق، قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام! قال: لبيك يابن رسول الله، قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟

فقال هشام: اني أجلك وأستحيي منك، فلا يعمل لساني بين يديك، قال

(٥٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، الحسن بن إبراهيم (1)، أبو عبد الله (1)، هشام بن الحكم (2)، يونس بن يعقوب (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عيسي (1)، مؤمن الطاق (1)، محمد بن حماد (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الخوف (1)، الفدية، الفداء (1)، السكوت (2)، الذبح (1)، الجماعة (1)

أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعله، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمر بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه فدخلت البصرة يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف متزر بها وشملة مرتدي بها، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فافرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم علي ركبتي.

ثم قلت: أيها العالم انا رجل غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال، فقال نعم. قال، قلت له: ألك عين؟

قال: يا بني أي شئ هذا من السؤال أرأيتك شيئا كيف تسأل؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني سل وأن كان مسألتك حمقا.

قلت: أجبني فيها، قال، فقال لي: سل، قال، قلت ألك عين؟ قال: نعم قلت فما تري بها؟ قال: الألوان والاشخاص، قال، قلت: فلك أنف؟ قال: نعم، قال، قلت: فما تصنع به؟ قال: اشتم به الرائحة، قال: قلت فلك فم؟ قال: نعم قال، قلت فما تصنع به؟ أذوق به الطعم.

قال: قلت ألك قلب؟ قال: نعم. قال، قلت فما تصنع به؟ قال: أميز به كل ما ورد علي هذه الجوارح، قال: قلت أليس في هذه الجوارح غني عن القلب؟

قال: لا، قلت: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلي القلب فيتيقن اليقين ويبطل الشك، قال، قلت:

وانما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: فلابد من القلب والا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.

قال: قلت يا أبا مروان ان الله لم يترك جوارحك حتي جعل لها أماما يصحح لها الصحيح ويتيقن لها ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك.

قال: فسكت ولم يقل لي شيئا، ثم التفت إلي فقال لي: أنت هشام؟ قال:

(٥٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، مدينة البصرة (3)، الطعام (1)، السجود (2)، الغني (1)

قلت لا، فقال: أجالسته؟ قال: قلت لا، قال فمن أين أنت! قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت اذن هو، قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتي قمت.

فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: يا

هشام من علمك هذا؟ قال: قلت يابن رسول الله جري علي لساني، فقال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسي.

491 - حدثني محمد بن مسعود، حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد ابن يحيي، عن أبي إسحاق، عن علي بن معبد، عن هشام بن الحكم، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام بمني عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول يقولون كذا، قال: فيقول لي قل كذا، فقلت: هذا الحلال والحرام، والقرآن أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به فهذا الكلام من أين؟ فقال: يحتج الله علي خلقه بحجة لا تكون عنده كلما يحتاجون إليه؟

492 - محمد بن مسعود بن مزيد الكشي، ومحمد ابن أبي عوف البخاري، قالا: حدثنا أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، عن يونس، ان هشام بن الحكم كان يقول: اللهم ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك فتقبل ذلك كله مني وعنهم، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله.

____________________

قوله (ع): بحجة لا تكون عنده كل ما يحتاجون إليه الحجة هنا بمعني الامام، أي يسوغ في حكمة الله التامة وعنايته البالغة أن يقيم علي خلقه إماما لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه في علوم الدين أصولا وفروعا.

قوله: محمد بن مسعود هاهنا من قلم الناسخ تحريف أو سقط منه سقط، والصحيح محمد بن سعيد مكان محمد بن مسعود أو محمد بن مسعود، عن محمد بن سعيد بن مزيد الكشي، كما مر ذلك مرارا كثيرة.

(٥٥١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أبو علي المحمودي (1)، محمد بن مسعود بن مزيد (1)، أبو عبد الله (1)، هشام بن

الحكم (2)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، علي بن معبد (1)، القرآن الكريم (1)، الحج (1)

493 - علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثني أبو زكريا يحيي بن أبي بكر، قال، قال النظام لهشام بن الحكم: ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد فيكون بقاؤهم كبقاء الله ومحال أن يبقوا كذلك، فقال هشام: ان أهل الجنة يبقوا بمبق لهم والله يبقي بلا مبق أوليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا للأبد، قال، قال: ما يصيرون؟ قال يدركهم الخمود.

قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس؟ قال: نعم، قال: فان اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الأبد؟ قال: إن الله تعالي لا يلهمهم ذلك، قال: فلو ان رجلا من أهل الجنة نظر إلي ثمرة علي شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار ثم كانت منه لفتة فنظر إلي ثمرة أخري أحسن منها، فمد يده اليسري ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبين؟ قال هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم فيها يا جاهل.

تم الجزء الثالث ويتلوه في الجزء الرابع حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمد لله رب العالمين وصلواته علي سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

____________________

قوله: أوليس هو كذلك بفتح الواو لزينة الكلام بعد همزة الاستفهام.

قوله رحمه الله: تموتهم فيها يا جاهل بتشديد الواو علي التفعيل للنسبة، أي وأنت تنسبهم إلي الموت في النشأة الخالدة وتثبت لهم الممات في جنة الخلد يا جاهل.

(٥٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن قتيبة (1)، هشام

بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الجهل (1)

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث مير داماد الاسترآبادي تحقيق السيد مهدي الرجائي مؤسسة آل البيت عليهم السلام

(٥٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (1)

بسم الله الرحمن الرحيم وحسبنا الله ونعم الوكيل 494 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فأمره أبو عبد الله عليه السلام بالجلوس، ثم قال له: حاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لا ناظرك.

فقال أبو عبد الله عليه السلام فيماذا؟ قال في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل، فقال الرجل. انما أريدك أنت لا حمران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان غلبت حمران فقد غلبتني.

فأقبل الشامي يسأل حمران حتي غرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام ____________________

قوله: غرض بالغين المعجمة والراء المكسورة واعجام الضاد أخيرا، أي ضجر من السؤال ومل.

(٥٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، الحسن بن

إبراهيم (1)، أبو عبد الله (5)، يونس بن يعقوب (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن حماد (1)، محمد بن مسعود (1)، القرآن الكريم (1)، الشام (1)

كيف رأيت يا شامي؟ قال رأيته حاذقا ما سألته عن شئ الا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران سل الشامي فما تركه يكشر.

فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر.

فقال: أريد أن أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر.

قال: أريد أن أناظرك في الكلام قال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.

____________________

قوله: فسجل الكلام النسخ مختلفة بالجيم والحاء المهملة. فبالجيم معناه دار الكلام بينهما مرة لذا ومرة لذاك.

في النهاية الأثيرية: الحرب بيننا سجال، أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل.

وفي حديث ابن مسعود " افتتح سورة النساء فسجلها " أي قرأها قراءة متصلة من السجل: الصب، يقال: سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا (1).

وبالحاء من السحل بمعني السيح والجري والانبساط والصب.

في الصحاح وغيره: المسحل بكسر الميم علي اسم الآلة اللسان والخطيب وأصل السحل القشر، كأنه قشر جلدة، وسحلت الرياح الأرض تسحلها بالفتح كشطت أدمتها، وباتت السماء تسحل ليلتها أي تصب.

ويقال للخطيب: انسحل بالكلام إذا جري به، وركب مسحله إذا مضي في

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 344

(٥٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (2)، أبان بن تغلب (1)، مؤمن الطاق (2)، إبن الأثير (1)

فقال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار: كلمه

فيها قال: فكلمه فما تركه يكشر.

ثم قال أريد أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام.

فقال أريد أن أتكلم في الإمامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا أبا الحكم، فكلمه فما تركه يريم ولايحلي ولا يمري، قال:

____________________

خطبته، والسحيل والسحال بالضم الصوت الذي يدور في صدر الحمار.

وقد سحل يسحل وسحل سورة يسحلها بالفتح قرأها كلها متتابعة متصلة، والساحل شاطي البحر (1).

قال في مجمل اللغة: قال ابن دريد: ساحل البحر مقلوب وانما الماء سحله.

وفي مفردات الراغب: قيل: أصله أن يكون مسحولا لكن جاء علي لفظ الفاعل كقولهم هم ناصب، وقيل: بل تصور أنه يسحل الماء أي يفرقه (2).

وقلت: وكذلك كلام ساحل، اما علي القلب اي مسحول منصب مصبوب أو علي أنه صاب علي الاسماع علي الاتصال والتتابع فليعرف.

قوله: فما تركه يريم يريم بفتح حرف المضارعة من الريم.

قال في المغرب: رام مكانه يريمه زال منه وفارقه.

وفي القاموس: ما رمت المكان ما برحت منه، ومنه ريم به إذا قطع (3).

(١) الصحاح: ٥ / 1726 2) مفردات الراغب: 227 3) القاموس: 4 / 123

(٥٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: هشام بن الحكم (1)، هشام بن سالم (1)

فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتي بدت نواجذه.

____________________

وفي الصحاح: ما رمت فلانا، وما رمت من عند فلان بمعني (1).

" ولا يحلي " بضم ياء المضارعة من باب الافعال من الحلاوة.

وكذلك " ولا يمري " بضم الياء واسكان الميم والياء بعد الراء أفعالا من المرارة، وأصله لا يمر بكسر الميم وتشديد الراء، فأبدلت أخيرة الرائين ياءا وأسكنت الميم تحفظا لصنعة الازدواج والمشاكلة.

قال في القاموس: ما يمر وما يحلي ما يتكلم بمر ولا حلو ولا يفعل مرا ولا حلوا، فان نفيت عنه

أن يكون مرا مرة وحلوا أخري (2).

قلت: ما يمر ولا يحلو يعني تفتح فيهما حرف المضارعة، وبكسر الميم في الأولي وتضم اللام في الثانية.

فاذن معني الكلام: كلمه أبو الحكم هشام بن الحكم، فأفحمه وتركه بحيث لا يرضي أن يدع المناظرة ويريم ويبرح عنها، ولا يستطيع أن يتكلم بحلو ولا بمر أصلا، فظل مخصوما، مغلوبا متحيرا مبهوتا، فهنالك حصحص الحق فليعلم.

قوله: فبقي اما بالباء الموحدة والقاف المفتوحة من بقاه يبقيه، بمعني انتظره وترصده وترقبه، أو نظر إليه ورصده ورقبه، ومنه في الحديث " بقينا رسول الله " بفتح القاف أي انتظرناه ورقبناه.

وفي حديث ابن عباس وصلاة الليل " فبقيت كيف يصلي النبي صلي الله عليه وآله " وفي رواية " كراهة أن يري أني كنت أبقيه " بفتح همزة المتكلم أي أنظر إليه وأرصده قاله ابن الأثير وغيره (3).

(١) الصحاح: ٥ / 1939 2) القاموس: 4 / 319 3) نهاية ابن الأثير: 1 / 147

(٥٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، إبن الأثير (1)

فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟

قال: هو ذاك، ثم قال: يا أخا أهل الشام أما حمران: فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه ____________________

فالمعني: فانتظر أبا عبد الله عليه السلام وترصده وترقبه ما يقول.

واما بالتاء المثناة من فوق والغين المعجمة، أي فأراد الشامي أن يضحك من التعجب فضبط نفسه وأخفي ضحكه، فغلبه الضحك فضحك أبو عبد الله عليه السلام.

قال في القاموس: تغت الجارية الضحك إذا أرادت أن تخفيه ويغالبها والتغا ك " إلي " الضحك العالي (1).

قوله (ع): أما حمران فحزقك فحرت له اما بالحاء المهملة والقاف من حاشيتي الزاء، أي شدك بحبل الجدل في المناظرة وضغتك وقطعك وضيق عليك

المخرج.

قال في الصحاح: حزقته بالحبل أحزقه حزقا شددته، والحازق الذي ضاق عليه خفه (2).

وفي القاموس: حزق الرجل عصبه والشئ عصره وضغطه وشده، والحازق من ضاق عليه خفه فحزق رجله أي ضغطها فاعل بمعني مفعول (3).

واما باعجام الخاء قبل الراء والقاف بعدها من الخرق بالتحريك يعني بهتك وأعجزك.

في القاموس: الخرق محركة الدهش من خوف أو حياء، أو أن يبهت فاتحا عينيه ينظر، وأن يفرق الغزال فيعجز عن النهوض، والطائر فلا يقدر علي الطيران (4).

(١) القاموس: ٤ / ٣٠٦ ٢) الصحاح: ٤ / 1459 3) القاموس: 2 / 221 4) القاموس: 3 / 226

(٥٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الشام (1)

وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان بن تغلب: فمغث حقا بباطل فغلبك وأما زرارة: فقاسك فغلب قياسه قياسك، واما الطيار: فكان كالطير يقع ويقوم، وأنت كالطير المقصوص لا نهوض لك، وأما هشام بن سالم: فأحس أن يقع ويطير وأما هشام بن الحكم: فتكلم بالحق فما سوغك بريقك يا أخا أهل الشام ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما إلي الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الأنبياء والأوصياء، وبعث ____________________

" فحرت له " بضم الحاء المهملة واسكان الراء وفتح التاء للخطاب، من الحور بمعني الرجوع، والمحاورة والحوار مراجعة النطق والمجاوبة، والتحاور التجاوب وتحاوروا تراجعوا الكلام، والمحار المرجع، وكلمته فما أحار إلي جوابا أي ما أرجع إلي. أو بكسر الحاء من الحيرة والتحير.

قال في المغرب: وفعلها من باب لبس.

قوله (ع): فمغث حقا بباطل باعجام الغين بين الميم والثاء المثلثة.

قال في مجمل اللغة: مغثت الدواء مثل مرثته، وكذلك مرسته والامتراس الدنو من الشئ واللزوق به، وامترست الألسن في الخصومات إذا أخذ بعضها بعضا، وتمرس بالشئ

احتك به، ومرس الصبي ثدي أمه يمرسه.

قوله (ع): فأحس أن يقع ويطير بفتح الهمزة علي صيغة المعلوم، أي أحس من نفسه ذلك، أو بضمها علي البناء للمجهول، أي أحس ذلك منه، وفي التنزيل الكريم " لما أحس عيسي منهم الكفر " (1).

(١) سورة آل عمران: ٥٢

(٥٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: هشام بن الحكم (1)، أبان بن تغلب (1)، هشام بن سالم (1)، الشام (1)، الباطل، الإبطال (1)، سورة آل عمران (1)

الله الأنبياء ليعرفوا ذلك، وجعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من يفضل الله ومن يختص.

ولو كان الحق علي حدة والباطل علي حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس إلي نبي ولا وصي، ولكن الله خلطهما وجعل تفريقهما إلي الأنبياء والأئمة عليهم السلام من عباده، فقال الشامي: قد أفلح من جالسك، فقال: أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلي الله عليه وآله كان يجالسه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل يصعد إلي السماء فيأتيه بالخبر من عند الجبار فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك.

فقال الشامي: اجعلني من شيعتك وعلمني! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام علمه فاني أحب أن يكون تلماذا لك.

قال علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي: رأينا الشامي عند هشام بعد موت أبي عبد الله عليه السلام، ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام يزوده هدايا أهل العراق.

قال علي بن منصور: وكان الشامي ذكي القلب.

495 - محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثني جعفر، قال: حدثني العمركي قال: حدثني الحسين بن أبي لبابة، عن داود أبي هشام الجعفري، قال، قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول في هشام بن الحكم؟ فقال: رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية.

____________________

قوله: الحسين بن أبي لبابه بخط السيد جمال

الدين أحمد بن طاوس نور الله مرقده " أبي لبابه " باللام وبائين موحدتين من حاشيتي الألف. وكذلك حكاه بعض الشهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة عن خطه.

والذي يقوي به الظن أن الحسين بن أبي لبابة هو الحسين بن اسكيب بالسين المهملة أو المعجمة بين الهمزة والكاف، العالم الفاضل المتكلم المصنف الخراساني المروزي خادم القبر، وهو من أصحاب مولانا العسكري عليه السلام.

(٥٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الحسين بن أبي لبابة (1)، محمد بن مسعود العياشي (1)، أبو مالك الحضرمي (1)، أبو عبد الله (2)، هشام بن الحكم (1)، علي بن منصور (2)، الشام (1)، الوصية (1)، الباطل، الإبطال (1)

كلام عن السيد المرتضي في هشام بن الحكم

496 - محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين ابن سعيد، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام عظة ما تري حال هشام بن الحكم؟ فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أتري الله يغفر له ما ركب منا.

497 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام قال: ذكر الرضا عليه السلام العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث يعني يونس بن عبد الرحمن، وأبو الحارث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر الديصاني، وأبو شاكر زنديق.

____________________

قوله: العباسي واسمه هشام أو هاشم بن إبراهيم علي ما قد أسلفناه في الحواشي.

قوله (ع): وهشام من غلمان أبي شاكر الديصاني وحكي السيد جمال الدين بن طاوس رحمه الله تعالي أيضا عن كتاب أحمد ابن أبي عبد الله البرقي، أنه قال: هشام بن الحكم

مولي بني شيبان، كوفي تحول من الكوفة إلي بغداد، وكنيته أبو محمد، وفي كتاب سعد له كتاب، وكان من غلمان أبي شاكر الزنديق، وهو جسمي ردي.

قلت: كون أبي شاكر زنديقا وهو من تلاميذه لا يوجب غمزا فيه، " فان الحكمة ضالة المؤمن تؤخذ حيث وجدت " كما أورده الحسن بن داود رحمه الله في كتابه (1) ونسبة القول بالتجسيم إليه مما ليس هو بثابت.

قال السيد الشريف المرتضي علم الهدي ذو المجدين رضوان الله تعالي عليه في كتابه الشافي، ذابا عن هشام بن الحكم ما هذا أليفاظه.

فأما ما رمي به هشام بن الحكم رحمه الله من القول بالتجسيم، فالظاهر من

(١) رجال ابن داود ص ٣٦٧

(٥٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، العباس بن معروف (1)، هشام بن الحكم (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن نصير (1)، علي بن محمد (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

498 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ايت هشام بن الحكم فقل له: يقول لك أبو الحسن: أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم فإذا قال لا، فقل له: ما بالك شركت في دمي؟

____________________

الحكاية عنه القول بجسم لا كالأجسام، ولا خلاف في أن هذا القول ليس بتشبيه ولا ناقض لأصل ولا معترض علي فرع، وأنه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها إلي اللغة.

وأكثر أصحابنا يقولون أورد ذلك علي سبيل المعارضة للمعتزلة، فقال لهم:

إذا قلتم ان القديم تعالي

شئ لا كالأشياء، فقولوا أنه جسم لا كالأجسام، وليس كل من عارض بشئ وسأل عنه يكون معتقدا له ومتدينا به، وقد يجوز أن يكون قصد به إلي استخراج جوابهم عن هذه المسألة ومعرفة ما عندهم فيها، أو إلي أن يبين قصورهم عن ايراد المرضي في جوابها إلي غير ذلك مما يتسع ذكره انتهي قوله بألفاظه.

ثم ذكر رضوان الله عليه عدة روايات يتضمن ثناء الصادق عليه السلام عليه، ثم بعد ذلك قال. وما قدمناه من الاخبار المروية عن الصادق عليه السلام، وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه إياه واجتبائه من بين صحابته، يبطل كل ذلك ويزيف ثقافة راويه انتهي.

وكذلك علامة الأقوام من علماء العامة محمد بن عبد الكريم الشهرستاني قال في كتاب الملل والنحل بهذه العبارة: الهشامية أصحاب هشام بن الحكم صاحب المقالة في التشبيه، وهشام بن سالم الجواليقي الذي نسيح علي منواله في التشبيه. وكان هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة، وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام، منها في التشبيه، ومنها في تعلق علم الباري تعالي.

حكي ابن الراوندي عن هشام أنه قال: إن بين معبوده وبين الأجسام تشابها

(٥٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، ابن أبي عمير (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن الحكم (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (1)

499 - علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي علي بن راشد، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك قد اختلف أصحابنا، فأصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: عليك بعلي بن حديد، قلت: فآخذ بقوله؟ قال:

نعم فلقيت علي بن حديد فقلت له: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال:

لا.

____________________

ما بوجه من الوجوه، ولولا ذلك لما دلت عليه الدلائل.

وحكي الكعبي أنه قال: هو ذو جسم (1)، له قدر من الاقدار ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شئ.

ومن مذهب هشام أنه تعالي لم يزل عالما بنفسه، ويعلم الأشياء بعد كونها بعلم، لا يقال فيه: محدث أو قديم لأنه صفة والصفة لا توصف، ولا يقال فيه: هو هو أو غيره أو بعضه.

وليس قوله في القدرة والحياة كقوله في العلم، لأنه لا يقول بحدوثهما، قال: ويريد الأشياء وارادته حركة ليست عين الله ولا هي غيره.

وقال في كلام الباري تعالي: أنه صفة لله تعالي لا يجوز ان يقال: هو مخلوق ولا غير مخلوق.

ثم قال: وهشام بن الحكم هذا صاحب غور في الأصول، لا يجوز ان يغفل عن الزاماته علي المعتزلة، فان الرجل وراء ما يلزم به علي الخصم ودون ما يظهره من التشبيه.

وذلك أنه ألزم علي العلاف فقال: انك تقول الباري تعالي عالم بعلم وعلمه ذاته، فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم، ويباينها في أن علمه ذاته، فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول: هو جسم لا كالأجسام، وصورة لا كالصور، وله قدر لا كالاقدار إلي غير ذلك انتهي كلامه (2).

(1) وفي المصدر: هو جسم ذو أبماض.

2) الملل والنحل: 185 - 186.

(٥٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: هشام بن الحكم (2)، علي بن راشد (1)، علي بن حديد (2)، أحمد بن محمد (1)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)

500 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسي الهمداني، عن الحسن ابن موسي الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، قال:

اجتمع هشام بن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن دراج، وعبد الرحمن بن الحجاج، ومحمد بن

حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر رجلا من أصحابنا، فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عز وجل وغير ذلك لينظروا أيهما أقوي حجة.

فرضي هشام بن سالم أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام، فتكالما وساق ما جري بينهما.

وقال، قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه، ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به! قال جعفر ابن محمد بن حكيم، فكتب إلي أبي الحسن موسي عليه السلام يحكي له مخاطبتهم وكلامهم ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغي ندين الله به من صفه الجبار؟ فأجابه في عرض كتابه.

فهمت رحمك الله واعلم رحمك الله ان الله أجل وأعلي وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوي ذلك.

____________________

قوله: ما القول الذي ينبغي ندين الله به " ندين " بفتح النون للمتكلم مع الغير وكسر الدال، من دان بكذا يدين به ديانة، إذا اعتقده واختاره واتخذه دينا " وملة ومذهبا " لنفسه من بين الأديان والملل.

ونصب " الله " علي المفعولية أو علي نزع الخافض، اي ما القول الذي ينبغي أن نتخذه لنا دينا نعبد الله به من صفة الجبار، أو الذي ينبغي لنا أن نخلصه ونجعله دينا خالصا لله وحده في صفة الجبار. ف " من " تبيينية، أو بمعني في، أو عند، أو للغاية، أو للبدل.

(٥٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، محمد بن موسي الهمداني (1)، محمد بن أبي عمير (1)، جعفر بن محمد بن

حكيم (1)، هشام بن الحكم (3)، هشام بن سالم (3)، سعيد بن غزوان (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن هشام (1)، محمد بن حمران (1)، محمد بن حكيم (1)، علي بن محمد (1)، الضرب (1)، الحج (1)

في هشام بن سالم 501 - مولي بشر بن مروان، وكان من سبي الجوزجان كوفي، ويقال له:

الجواليقي، ثم صار علافا.

محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن هشام بن سالم، قال: كلمت رجلا بالمدينة من بني مخزوم في الإمامة، قال، فقال: فمن الامام اليوم؟ قال، قلت:

جعفر بن محمد. قال، فقال: والله لأقولنها له، قال: فغمني بذلك غما شديدا خوفا أن يلعني أبو عبد الله أو يتبرأ مني.

قال: فأتاه المخزومي فدخل عليه، فجري الحديث، قال: فقال له مقالة هشام، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أفلا نظرت في قوله؟ فنحن لذلك أهل، قال:

فبقي الرجل لا يدري أيش يقول، وقطع به.

قال، فبلغ هشاما قول أبي عبد الله عليه السلام ففرح بذلك وانجلت غمته.

502 - جعفر بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال:

حدثني أبو يحيي، عن هشام بن سالم، قال، كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر، قال، والناس مجتمعون علي أن عبد الله صاحب الامر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة.

فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال:

في مائتين خمسة، قلنا: ففي مائة؟ قال: درهمان ونصف درهم،

قال، قلنا له: والله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يديه إلي السماء، فقال: لا والله ما أدري ما تقول المرجئة.

قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلي أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حياري لا ندري إلي من نقصد والي من نتوجه،

(٥٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي بن النعمان (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، أبو جعفر الأحول (1)، أبو عبد الله (2)، هشام بن سالم (3)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (1)، بشر بن مروان (1)، صاحب الطاق (1)، مؤمن الطاق (1)، جعفر بن محمد (2)، الزكاة (1)، الوفاة (1)

نقول إلي المرجئة، إلي القدرية، إلي الزيدية، إلي المعتزلة، إلي الخوارج.

قال: فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه يومي إلي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر، وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون علي من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم.

فقلت لأبي جعفر: تنح فاني خائف علي نفسي وعليك، وانما يريدني ليس يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين علي نفسك، فتنحي غير بعيد وتبعت الشيخ، وذاك أني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه.

فما زلت أتبعه حتي ورد بي علي باب أبي الحسن موسي عليه السلام ثم خلاني ومضي، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله! قال: فدخلت فإذا أبو الحسن عليه السلام فقال لي ابتداءا: لا إلي المرجئة، ولا إلي القدرية، ولا إلي الزيدية، ولا إلي الخوارج، إلي إلي إلي.

قال: فقلت له جعلت فداك مضي أبوك؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك مضي في موت؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال: انشاء الله يهديك هداك، قلت

جعلت فداك أن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه، فقال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قال قلت له: جعلت فداك فمن لنا من بعده؟ فقال انشاء الله أن يهديك هداك أيضا.

قلت: جعلت فداك أنت هو؟ قال: ما أقول ذلك، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، قال، قلت: جعلت فداك عليك امام، قال: لا، فدخلني شئ لا يعلمه الا الله اعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه.

قلت: جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك؟ قال: سل تخبر ولا تذع، فان أذعت فهو الذبح، قال، فسألته فإذا هو بحر، قال، قلت: جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فألقي إليهم وأدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان؟ قال: من آنست منهم رشدا فألق إليهم وخذ عليهم بالكتمان، فان أذاعوا فهو الذبح وأشار

(٥٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، مدرسة المعتزلة (1)، الخوارج (2)، الضلال (1)، الفدية، الفداء (8)، الخوف (1)، الذبح (2)

بيده إلي حلقه.

قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي ما وراك؟ قال: قلت الهدي، قال، فحدثته بالقصة، قال: ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير، قال:

فدخلوا عليه، فسمعوا كلامه وسألوه، قال ثم قطعوا عليه عليه السلام ثم قال: ثم لقينا الناس أفواجا، قال: فكان كل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد الا قليل من الناس.

قال: فلما رأي ذلك وسأل عن حال الناس، قال: فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس، قال: فقال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.

503 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني

أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسي بن عيسي من أهل همدان، قال: حدثني أشكيب بن عبدك الكسائي، قال: حدثني عبد الملك ابن هشام الحناط، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام أسألك جعلني الله فداك؟

قال: سل يا جبلي عما ذا تسألني؟

فقلت: جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن الله عز وجل صورة، وأن آدم خلق علي مثال الرب، ويصف هذا ويصف هذا وأو ميت إلي جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولي آل يقطين وهشام بن الحكم: أن الله شئ لا كالأشياء بائنة منه وهو بائن من الأشياء.

وزعما أن اثبات الشئ ان يقال: جسم فهو جسم لا كالأجسام، شئ لا كالأشياء ____________________

في هشام بن سالم قوله: وزعما أن اثبات الشئ أن يقال جسم يعني: وزعما أن الاثبات الذي هو الخروج عن حد الابطال والتعطيل في صفة الله تعالي، مقتضاه أن يقال: إنه تعالي جسم، والسلب الذي هو الخروج عن

(٥٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن محمد بن خالد البرقي (1)، محمد بن موسي بن عيسي (1)، هشام بن الحكم (1)، هشام بن سالم (2)، أشكيب بن عبدك (1)، المفضل بن عمر (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (2)

ثابت موجود غير مفقود ولا معدوم، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه، فبأي القولين أقول؟

قال: فقال عليه السلام: أراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالي بمخلوق، تعالي الله الذي ليس له شبيه ولا عدل ولامثل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما قال هشام بن

سالم، وقل بما قال مولي آل يقطين وصاحبه، قال، قلت: فنعطي الزكاة من خالف هشاما في التوحيد؟ فقال برأسه: لا.

504 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن محمد بن عيسي، عن حماد بن عيسي، رفع الحديث قال: كان أصحابنا يروون ويتحدثون انه كان يكسر خمسين ألف درهم.

____________________

حدا التشبيه في وصفه سبحانه، مقتضاه أن يقال: لا كالأجسام، وكذلك في جميع الأوصاف والصفات.

فبذلك تستتم المعرفة الخارجة عن الحدين اللذين هما الابطال والتشبيه، علي ما ورد في أحاديثهم صلوات الله عليهم، وقام عليه البرهان في العلم الا علي الذي هو الحكمة الإلهية.

ولم يعلما أنه انما ذلك في صفات الكمال والألفاظ الكمالية، ونعني بها الكمالات المطلقة، أي كل ما هو كمال مطلق للموجود بما هو موجود علي الاطلاق وليس شئ من الجسمية والحركة ونظائرهما كمالا مطلقا للمتقرر بما هو متقرر والموجود بما هو موجود، علي ما أدريناك سابقا.

وتمام تحقيق ذلك علي ذمة التقديسات، وتقويم الايمان، والرواشح السماوية.

قوله: انه كان يكسر خمسين ألف درهم يقال كسر طسقه إذا استقله واستحقره، وكسر الرجل إذا قل تعهد لماله،

(٥٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: هشام بن سالم (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الباطل، الإبطال (1)

في السيد بن محمد الحميري 505 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري، ____________________

والكسر - بالكسر - القطعة من الشئ المكسور، والعظم الذي ليس عليه لحم، والكسرة من كل شئ الطفيف الحقير منه، وكسر الطائر جناحيه كسرا وكسورا ضمهما للوقوع والسقوط، وربما يطلق من غير ذكر المفعول، ومنه عقاب كاسر.

قال في أساس البلاغة: وقد كسر كسورا إذا لم تذكر

الجناحين، وهذا يدل علي أن الفعل إذا نسي مفعوله وقصد الحدث نفسه جري مجري الفعل غير المتعدي (1).

قلت: نعم ولكن لا يعلم هل ذلك قياس مطردا، أو مقصورا علي السماع.

في السيد بن محمد الحميري اسمه إسماعيل ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إسماعيل بن محمد الحميري السيد الشاعر يكني أبا عامر (2).

وقال العلامة في الخلاصة: إسماعيل بن محمد الحميري بالحاء غير المعجمة المكسورة والميم الساكنة المنقطة تحتها نقطتين بعدها راء، ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة رحمه الله تعالي (3).

وزعم الحسن بن داود أن اسمه السيد بن محمد (4)، كما يعلم من كلام الكشي ويظهر من قول الصادق عليه السلام.

وحمير كدرهم أبو قبيلة قاله في القاموس (5).

(١) أساس البلاغة: ٥٤٣ ٢) رجال الشيخ: ١٤٨ ٣) الخلاصة: ١٠ ٤) رجال ابن داود: ١٨٢ 5) القاموس: 2 / 14

(٥٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: إسحاق بن محمد البصري (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

قال: حدثني علي بن إسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسان، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي رحمة الله عليه، فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي: يا فضيل قتل عمي زيد؟ قلت: نعم جعلت فداك.

قال: رحمه الله أنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صادقا، أما أنه لو ظفر لوفي، أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي ألا أنشدك شعرا!

قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت وبأبواب ففتحت، ثم قال أنشد، فأنشدته:

لام عمرو باللوي مربع * طامسة أعلامه بلقع لما وقفت العيس في رسمه * والعين من عرفانه تدمع ذكرت من قد كنت أهوي به * فبت والقلب

شج موجع عجبت من قوم أتوا أحمدا * بخطة ليس لها مدفع قالوا له لو شئت أخبرتنا * إلي من الغاية والمفزع إذا توليت وفارقتنا * ومنهم في الملك من يطمع فقال لو أخبرتكم مفزعا * ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا صنيع أهل العجل إذ فارقوا * هارون فالترك له أودع فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك أربع قائدها العجل وفرعونها * وسامري الأمة المفظع ومخدع من دينه مارق * أخدع عبد لكع أوكع وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع قال: فسمعت نحيبا من وراء الستر، فقال: من قال هذا الشعر؟ قلت: السيد ابن محمد الحميري، فقال: رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب النبيذ، فقال:

رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر؟ قلت: نعم، قال: رحمه الله وما ذلك علي الله أن يغفر لمحب علي.

506 - حدثني أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي، قال: حدثني السيد وسماه،

(٥٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن إسماعيل (1)، زيد بن علي (1)، البعث، الإنبعاث (1)، القتل (2)، الهلاك (1)، الفدية، الفداء (1)

وذكر أنه خير، قال: سألته عن الخبر الذي يروي أن السيد أسود وجهه عند موته؟ فقال ذلك الشعر الذي يروي له في ذلك: ما حدثني أبو الحسين بن أبي أيوب المروزي قال: روي أن السيد بن محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت، فقال:

هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين، قال: فأبيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر، فأنشأ يقول:

أحب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشري لدي الموت يضحك ومن مات يهوي غيره من عدوه * فليس له الا إلي النار مسلك أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي * ومالي وما أصبحت في الأرض

أملك أبا حسن اني بفضلك عارف * واني بحبل من هواك لممسك وأنت وصي المصطفي وابن عمه * فانا نعادي مبغضيك ونترك مواليك ناج مؤمن بين الهدي * وقاليك معروف الضلالة مشرك ولاح لحاني في علي وحزبه * فقلت لحاك الله أنك أعفك ____________________

قوله: ولاح لحاني أي ولايم شاتم لامني وشتمني علي محبة علي وحزبه وعترته وأهل بيته.

في الصحاح: لحيت الرجل ألحاه لحيا إذا لمته فهو ملحي، ولاحيته ملاحاة ولحاءا إذا نازعته، وفي المثل من لاحاك فقد عاداك، وتلاحوا أي تنازعوا، وقولهم لحاه الله أي قبحه ولعنه (1).

وفي القاموس: لحاه يلحوه شتمه (2).

و" أعفك " أفعل الصفة من العفك بالتحريك وهو الحمق والجهل يقال: رجل أعفك أي أحمق بين العفك والأعسر للفطانة، ومن لا يحسن العمل قاله الصحاح

(١) الصحاح: ٦ / 2481 2) القاموس: 4 / 385

(٥٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الموت (4)

507 - وحدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن النعمان، قال:

دخلت علي السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه، وذرفت عيناه وعطش كبده وهو يؤمئذ يقول بمحمد بن الحنفية وهو من حشمه، وكان ممن يشرب المسكر، فجئت وكان أبو عبد الله عليه السلام قدم الكوفة، لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور.

فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك اني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه وأذرفت عيناه، وعطش كبده، وسلب الكلام، وانه كان يشرب المسكر.

____________________

والقاموس وغيرهما (1).

قوله: وهو لما به أي متفرغ عن كل شئ لما قد ألم وحل به من الحمام أو المرض.

قوله: ذرفت بالذال المعجمة والفاء

من حاشيتي الراء المفتوحة، يقال: ذرفت العين إذا سال منها الدمع، وذرف الدمع من العين أي سال.

وفي نسخة " زرقت " بالزاي مكان الذال والقاف مكان الفاء، من قولهم زرقت عينه نحوي أي انقلبت بحيث ظهر بياضها.

قوله: وأذرفت النسخ مختلفة هنا أيضا بالذال والفاء بمعني سال منهما الدمع، والهمزة علي هذا للوصل والفاء مشددة من باب الإفعلال، يقال: اذرف اذرفافا احمر احمرارا.

(١) الصحاح: ٤ / 1600

(٥٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عبد الله بن بكير (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن النعمان (1)، الفدية، الفداء (1)

فقال أبو عبد الله عليه السلام: اسرجوا حماري، فاسرج له وركب ومضي، ومضيت معه حتي دخلنا علي السيد، وأن جماعة محدقون به، فقعد أبو عبد الله عليه السلام عند رأسه وقال: يا سيد! ففتح عينه ينظر إلي أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وقد اسود وجهه، فجعل يبكي وعينه إلي أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وانا لنتبين فيه أنه يريد الكلام ولا يمكنه.

فرأينا أبا عبد الله عليه السلام حرك شفتيه، فنطق السيد فقال: جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ويدخلك جنته التي وعد أوليائه، فقال في ذلك:

(تجعفرت بسم الله والله أكبر). فلم يبرح أبو عبد الله عليه السلام حتي قعد السيد علي استه.

وروي أن أبا عبد الله عليه السلام لقي السيد بن محمد الحميري، فقال: سمتك أمك ____________________

أو بالزاي والقاف بمعني انقلبتا ودارتا فظهر بياظهما مكان السواد، إذا انقلبتا نحونا شاخصتين إلينا.

وعلي هذا فالهمزة

تحتمل القطع من باب الافعال والوصل بتشديد القاف من باب الإفعلال يقال: زرقت عينه نحوي بالفتح زرقا وأزرقت ازراقا وأزرقت ازرقاقا وأزراقت ازريقاقا، انقلبت واشتد انقلابها.

وأما زرقت عينه من الزرقة فصار أزرق العين فذاك من باب فعل - بكسر العين - وهو غير متأت في هذا المقام فليعلم.

قوله: وانا لنتبين فيه أي انا لنتعرف في وجهه أنه يريد الكلام. يقال: تبين الشئ وأبان واستبان بمعني ظهر واتضح. وبينته وأبنته واستبنته أيضا بمعني تعرفته واستوضحته وأظهرته وأوضحته، كلها جاءت لازمة ومتعدية. اتفق علي ذلك أئمة اللغة جميعا.

(٥٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (4)، الفدية، الفداء (1)

سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء، ثم أنشد السيد في ذلك:

ولقد عجبت لقائل لي مرة * علامة فهم من الفقهاء سماك قومك سيدا صدقوا به * أنت الموفق سيد الشعراء ما أنت حين تخص آل محمد * بالمدح منك وشاعر بسواء مدح الملوك ذوو الغنا لعطائهم * والمدح منك لهم لغير عطاء أبشر فإنك فائز في حبهم * لو قد وردت عليهم بجزاء ما تعدل الدنيا جميعا كلها * من حوض أحمد شربة من ماء في جعفر بن عفان الطائي 508 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن يحيي بن عمران، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان علي أبي عبد الله عليه السلام فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر، قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد، فقال له: نعم، جعلني الله فداك، فقال: قل فأنشده عليه السلام ومن حوله

حتي صارت له الدموع علي وجهه ولحيته.

____________________

قوله: علامة فهم " علامة فهم " بكسر الهاء واعرابهما الجر علي الصفة لقائل، والمراد به أبو عبد الله عليه السلام.

قوله: مدح الملوك ذوو (1) الغنا بالفتح علي صيغة المعلوم ونصب " الملوك " علي المفعولية والفاعل شاعر في المصراع الأول، أو بالضم علي ما لم يسم فاعله، ورفع الملوك للإقامة مقام الفاعل.

" وذوو " بواوين رفعا علي صفة الملوك وهذا أظهر.

(1) وفي المطبوع من الرجال ذوي

(٥٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، يحيي بن عمران (1)، زيد الشحام (1)، محمد بن سنان (1)، الفدية، الفداء (2)

ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون هيهنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام وقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالي لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال: يا جعفر ألا أزيدك! قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكي وأبكي به ألا أوجب الله له الجنة وغفر له.

ما روي في محمد بن أبي زينب اسمه مقلاص بن الخطاب البراد الأخدع الأسدي ويكني أبا إسماعيل ويكني أيضا أبا الخطاب وأبا الظبيات 409 - حمدويه وإبراهيم أبنا نصير، قالا: حدثنا الحسين بن موسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسي بن أبي منصور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ____________________

في محمد بن أبي زينب قد اختلف في اسم أبي الخطاب باهمال الطاء المشددة بعد الخاء المعجمة، وفي اسم أبيه أيضا.

فالصدوق أبو جعفر بن بابويه رضوان الله تعالي عليه قال: اسم أبي الخطاب زيد.

والمشهور أن اسمه محمد، وأبوه أبو

زينب اسمه في المشهور " مقلاص " بكسر الميم واسكان القاف واهمال الصاد أخيرا.

والشيخ أبو جعفر الطوسي (1) رحمه الله اختار السين المهملة مكان الصاد.

وفي المغرب: الخطابية طائفة من الرافضية نسبوا إلي أبي الخطاب محمد ابن أبي وهب الأخدع بالواو والهاء.

وعلي كل حال فهو الغالي الملعون ولقد كانت له حالة استقامة أولا، والأصحاب ربما يروون ما قد رواه في حالة الاستقامة.

(1) رجال الشيخ: 302

(٥٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، عيسي بن أبي منصور (1)، محمد بن أبي زينب (1)، الحسين بن موسي (1)

وذكر أبا الخطاب فقال: اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوفني قائما وقاعدا وعلي فراشي، اللهم أذقه حر الحديد.

510 - وبهذا الاسناد عن إبراهيم، عن أبي أسامة، قال: قال، رجل لأبي عبد الله عليه السلام: أؤخر المغرب حتي تستبين النجوم؟ قال، فقال: خطابية، ان جبريل أنزلها علي رسول الله صلي الله عليه وآله حين سقط القرص.

____________________

قال أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضايري في كتابه المعروف في الضعفاء وأري ترك ما يقول أصحابنا: حدثنا أبو الخطاب في أيام استقامته (1).

قوله: البراد الأخدع وفي طائفة من النسخ " الزراد " بالزاي المفتوحة مكان الباء الموحدة قبل الراء المشددة والدال أخيرا بعد الألف، وفي نسخة بالسين المهملة مكان الزاي أو الباء.

و" الأخدع " باعجام الخاء واهمال الدال والعين بمعني الأحمق، وربما يضبط بالجيم (2) مكان الخاء.

قوله: أبا الضبيات (3) بتحريك الظاء المعجمة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت والتاء المثناة من فوق بعد الألف، وقيل: أبو الظبيان باسكان الموحدة بعد المعجمة المفتوحة وقبل المثناة من تحت قبل الألف والنون بعدها.

قوله (ع): خطابية أي هذه

تشريعة خطابية وبدعة اختلاقية، افتعلها واختلقها أبو الخطاب افتراءا علي الله عز وجل واختلافا علينا.

(1) الخلاصة: 250 2) كما في المطبوع من الرجال.

3) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: أبا الخطاب.

(٥٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الشهادة (1)

511 - أبو علي خلف بن حامد، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن طلحة، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب.

وسألت عن قول الله عز وجل " هل أنبئكم علي من تنزل الشياطين تنزل علي كل أفاك أثيم " (1) قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبيان، وصائد النهدي، والحارث الشامي، وعبد الله بن الحارث، وحمزة بن عمارة البربري، وأبو الخطاب.

512 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلي أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، وان الخمر رجل، وان الصلاة رجل، وأن الصيام رجل وان الفواحش رجل، وليس هو كما تقول انا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله ____________________

قوله (ع): طاعة الله فيه وجهان: الأول أن تكون الطاعة جمع طائع أو طيع، كما السادة جمع سيد والقادة جمع قائد، والصاغة جمع صائغ، والغاصة جمع غائص، والغاغة جمع غائغ، وعلي هذا ففروع الحق الشيعة.

ومعني الكلام: انا نحن أصل الحق وفروع الحق من شيعتنا، انما هم الطيعون الطائعون المطيعون لله عز وجل.

الثاني: أن تكون هي اسم الجنس فيعني بها جنس الطاعات والحسنات، أو المصدر أي إطاعة الله والتعبد

له عز وجل فيما أمر به من العبادات، ونهي عنه من المعاصي، فحينئذ يقدر حذف المضاف إلي الضمير في اسم ان.

والتقدير أن معرفة حقنا والدخول في ولايتنا أصل الحق وأس الدين وفروع الحق ومتممات الدين، هي ضروب الطاعات والعبادات والامتثال في أوامر الله

(١) سورة الشعراء: ٢٢٢

(٥٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن الحارث (1)، المغيرة بن سعيد (1)، أبو عبد الله (1)، صائد النهدي (1)، يونس بن يعقوب (1)، حمزة بن عمارة (1)، بشير الدهان (1)، محمد بن عيسي (1)، القرآن الكريم (1)، الزنا (1)، الصّلاة (1)، سورة الشعراء (1)

برهان ابطال التناسخ علي القوانين الحكمية

وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لا يعرف، وكيف يعرف من لا يطاع.

513 - طاهر بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي عن الحمادي، رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام انه قيل له: روي عنكم ان الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال؟ فقال: ما كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون.

514 - طاهر، قال: حدثني جعفر، قال: حدثنا الشجاعي، عن الحمادي رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام سأل عن التناسخ؟ قال: فمن نسخ الأول.

____________________

تعالي والانتهاء عند نواهيه.

وكذلك " الفواحش " علي قياس ما ذكر، اما بمعني الطواغي علي جمع الفاحشة والطاغية بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنيث، فكل فاحش جاوز الحد في الفحش وطاغ تعدي الحد في الطغيان والعتو، فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة.

فالمعني: عدونا أصل الشر وأساس الضلال، وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة.

واما بمعني الفاحشات من الآثام والسيئات من المعاصي، بمعني أن الدخول في حزب عدونا والانخراط في سلكهم أصل الشر والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الأعمال وموبقات المعاصي.

قوله (ع): وكيف يطاع من لا يعرف

علي صيغة المجهول يعني عليه السلام: أن معرفة الله تعالي وطاعته سبحانه لا تتم إحداهما من دون الأخري، فكما لا يطاع من لا يعرف عزه وجلاله لا يعرف كبرياؤه ومجده من لا يطاع.

قوله (ع): فمن نسخ الأول قوله عليه السلام فمن نسخ الأول إشارة إلي برهان ابطال التناسخ علي القوانين الحكمية

(٥٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: طاهر بن عيسي (1)، جعفر بن أحمد (1)، الطهارة (1)

515 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ سمعت من أبي الخطاب؟ قال: سمعته يقول: انك وضعت علي صدره وقلت له عه ولا تنس!

وانك تعلم الغيب، وانك قلت له: هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، امين علي أحيائنا وأمواتنا.

____________________

والأصول البرهانية، تقريره.

ان القول بالتناسخ انما يستتب لو قيل بأزلية النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة علي التناقل والتناسخ، وبلا تناهي تلك الأجساد المتناسخة بالعدد في جهة الأزل، كما هو المشهور من مذهب الذاهبين إليه، والبراهين الناهضة علي استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب، والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان، أعني الدهر وان لم يتصحح الا الحصول التعاقبي بحسب ظرف السيلان والتدريج والفوت واللحوق، أعني الزمان.

وقد استبان ذلك في الأفق المبين، والصراط المستقيم، وتقويم الايمان، وقبسات حق اليقين، وغيرها من كتبنا وصحفنا.

فاذن لا محيص لسلسلة الأجساد المترتبة من مبدء متعين هو الجسد الأول في جهة الأزل، يستحق باستعداده المزاجي أن يتعلق به نفس مجرده تعلق التدبير والتصرف فيكون ذلك مناط حدوث فيضانها عن جود المفيض الفياض الحق جل سلطانه.

وإذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هيولاني بخصوصية

مزاجه الجسماني واستحقاقه الاستعدادي يكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره ويتعلق به ويتصرف فيه ويتسلطن عليه فليتثبت.

قوله: عه الاظهر أن تكون الهاء هنا ضميرا عايدا إلي ما يلقي إليه كما في " وتعيها اذن

(٥٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن محمد بن عيسي (1)، أحمد بن علي القمي (1)، أبو عبد الله (1)، عنبسة بن مصعب (1)

قال: لا والله ما مس شئ من جسدي جسده الا يده، وأما قوله اني قلت اعلم الغيب: فوالله الذي لا اله الا هو ما أعلم الغيب، ولا آجرني الله في أمواتي، ولا بارك لي في احيائي ان كنت قلت له، قال: وقدامه جويرية سوداء تدرج.

____________________

واعية " (1) لا هاء السكت.

قوله (ع): ولا آجرني الله في أمواتي من باب نصر أي لا أعطاني في أمواتي أجرا.

في الأساس: آجرك الله علي ما فعلت وأنت مأجور عليه، ومنه قوله تعالي " علي أن تأجرني ثماني حجج (2) " أي تجعلها أجري في التزويج، يريد المهر من قوله تعالي " وآتوهن أجورهن " (3) كأنه قال: علي أن تمهرني عمل هذه المدة، وآجر فلان ولده إذا ماتوا وكانوا له أجرا (4).

وفي المغرب: أجره إذا أعطاه أجرته من باب طلب وضرب، فهو آجر، وذلك مأجور.

وقال الراغب في المفردات: يقال: آجر زيد عمرا يأجره أجرا أعطاه الشئ بأجرة، وآجر عمرو زيدا أعطاه الأجرة، وآجر كذلك، والفرق بينهما أن أجرته يقال إذا اعتبر فعل أحدهما، وأجرته إذا اعتبر فعلاهما وكلاهما يرجعان إلي معني (5).

قوله: وجويرية سوداء تدرج أي تمشي قال في أساس البلاغة: درج الشيخ والصبي درجانا، وهو مشيهما (6).

(١) سورة الحاقة: ١٢ 2) سورة القصص: 27 3) سورة النساء: 25 4) أساس البلاغة: 12 5) مفردات الراغب: 11

6) أساس البلاغة: 185

(٥٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الحاقة (1)، سورة النساء (1)، سورة القصص (1)

قال: لقد كان مني إلي أم هذه، أو إلي هذه كخطة القلم فأتتني هذه، فلو كنت أعلم الغيب ما كانت تأتيني.

ولقد قاسمت مع عبد الله بن الحسن حائطا بيني وبينه، فأصابه السهل والشرب وأصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لأصابني السهل والشرب وأصابه الجبل.

وأما قوله أني قلت له هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، أمين علي أحيائنا وأمواتنا: فلا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في احيائي ان كنت قلت له شيئا من هذا، قط.

516 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام قال: فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبو الخطاب، ومعه سبعون، رجلا كلهم إليه ينالهم منهم شئ رحمتهم، فقلت لهم:

ألا أخبركم بفضائل المسلم، فلا احسب أصغرهم الا قال: بلي جعلت فداك.

قلت: من فضائل المسلم أن يقال: فلان قاري لكتاب الله عز وجل، وفلان ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، مالكم ____________________

والأشهر ما في ساير كتب اللغة وهو اختصاص ذلك بالصبي والصبية.

قوله (ع): كلهم إليه ينالهم (1) منهم شئ أي كلهم منقطعون إليه ينالهم منهم شئ، بالنون من النيل، أي تصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة.

وفي نسخة " يثالم " بالمثلثة مكان ينالهم علي المفاعلة من الثلمة.

و" منهم " للتعدية، أو بمعني فيهم أو من زائدة للدعامة، والمعني: يثالمهم شئ ويوقع فيهم ثلمة.

(1) وفي المطبوع من الرجال: يتألم

(٥٨١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن الحسن (ع) (1)،

أحمد بن محمد بن عيسي (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، ابن أبي نصر (1)، علي بن عقبة (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

وللرياسات؟ انما المسلمون رأس واحد، إياكم والرجال فان الرجال للرجال مهلكة.

فاني سمعت أبي يقول: إن شيطانا يقال له المذهب يأتي في كل صورة، الا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي، ولا أحسبه الا وقد تراءي لصاحبكم فاحذروه، فبلغني انهم قتلوا معه فأبعدهم الله وأسحقهم أنه لا يهلك علي الله الا هالك.

517 - حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا الحميدي وهو محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير الرجاني، قال: ذكرت أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبد الله عليه السلام، قال، فرققت عند ذلك فبكيت، فقال:

أتأسي عليهم؟

فقلت: لا وقد سمعتك تذكر أن عليا عليه السلام قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب علي عليه السلام يبكون عليهم، فقال علي عليه السلام لهم: أتأسون عليهم؟ قالوا: لا الا انا ذكرنا الألفة التي كنا عليها والبلية التي أوقعتهم، فلذلك رفقنا عليهم، قال: لا بأس.

518 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ان أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب حتي يغيب الشفق، ولم يكن ذلك انما ذاك للمسافر وصاحب العلة.

____________________

قوله (ع): انما المسلمون رأس واحد أي انما هم في حكم رأس واحد فلا ينبغي لهم الا رئيس واحد.

وفي بعض النسخ " انما للمسلمين (1) " رأس واحد، أي انما لهم جميعا رئيس واحد ومطاع واحد.

قوله (ع): لا يهلك علي الله الا هالك أي لا يرد علي الله هالكا الامن هو هالك

بحسب استعداده الفطري واستحقاقه الجبلي في فطرته الأولي المفطورة، ثم في فطرته الثانية المكسوبة.

(1) كما في المطبوع من الرجال بالنجف الأشرف

(٥٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن بكير (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، يونس بن يعقوب (1)، علي بن الحسن (1)، معمر بن خلاد (1)، محمد بن مسعود (1)، الهلاك (2)، القتل (2)، مدينة النجف الأشرف (1)

وقال: ان رجلا سأل أبا الحسن عليه السلام فقال: كيف قال أبو عبد الله عليه السلام في أبي الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له: أكان لأبي عبد الله عليه السلام أن يستعمل وليس له أن يعزل.

519 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد، قال حدثني معاوية بن حكيم.

وحدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال بلغني عن أبي الخطاب أشياء، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فدخل أبو الخطاب وأنا عنده، أو دخلت وهو عنده، فلما أن بقيت أنا وهو في المجلس: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان أبا الخطاب روي عنك كذا وكذا، قال: كذب.

قال: فأقبلت أروي ما روي شيئا شيئا مما سمعناه وأنكرناه الا سألت عنه، فجعل يقول: كذب، وزحف أبو الخطاب حتي ضرب بيده إلي لحية أبي عبد الله عليه السلام فضربت يده وقلت خذ يدك عن لحيته، فقال أبو الخطاب: يا أبا القاسم لا تقوم؟ قال أبو عبد الله عليه السلام له حاجة، حتي قال ثلاث مرات كل ذلك يقول أبو عبد

الله عليه السلام له حاجة، فخرج.

فقال أبو عبد الله عليه السلام انما أراد أن يقول لك يخبرني ويكتمك فأبلغ أصحابي كذا وأبلغهم كذا وكذا، قال: قلت اني أحفظ هذا فأقول ما حفظت وما لم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني، قال: نعم فان المصلح ليس بكذاب.

قال أبو عمرو الكشي: هذا غلط ووهم في الحديث إن شاء الله، لقد أتي معاوية بشئ منكر لا تقبله العقول، وذلك أن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده إلي لحية أقل عبد لأبي عبد الله عليه السلام فكيف هو صلي الله عليه.

520 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني ابن عامر الكوفي، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: اتق السفلة، واحذر السفلة، فاني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني.

(٥٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، أبو عمرو الكشي (1)، أبو عبد الله (4)، يعقوب بن يزيد (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن مسعود (1)، الكذب، التكذيب (2)، الضرب (1)

521 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله أبا الخطاب، ولعن من قتل معه، ولعن من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم.

522 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو الخطاب أحمق فكنت أحدثه فكان لا يحفظ، وكان يزيد من عنده.

523 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن

عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن عيسي شلقان، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام وهو يومئذ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك ما هذا الذي يسمع من أبيك أنه أمرنا بولاية أبي الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه؟

قال، فقال أبو الحسن عليه السلام من تلقاء نفسه: ان الله خلق الأنبياء علي النبوة فلا يكونون الا أنبياء، وخلق المؤمنين علي الايمان فلا يكونون الا مؤمنين، واستودع قوما ايمانا، فان شاء أتمه لهم، وان شاء سلبهم إياه، وان أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الايمان: فلما كذب علي أبي سلبه الله الايمان.

قال: فعرضت هذا الكلام علي أبي عبد الله عليه السلام، قال، فقال: لو سألتنا عن ذلك ما كان ليكون عندنا غير ما قال.

524 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام وميسر عنده، ونحن في سنة ثمان وثلاثين ومائة، فقال ميسر بياع الزطي: جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون ____________________

قوله: بياع الزطي الزطي بضم الزاي واهمال الطاء المشددة نوع من الثياب.

(٥٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، ميسر بياع الزطي (1)، أبو عبد الله (1)، يحيي الحلبي (1)، أيوب بن نوح (1)، حنان بن سدير (1)، عمران بن علي (1)، محمد بن عيسي (2)، عيسي شلقان (1)، نضر بن سويد (1)، محمد بن مسعود (1)، الكذب، التكذيب (1)، القتل (1)، الفدية، الفداء (2)

معنا إلي هذا الموضع، فانقطعت آثارهم وفنيت آجالهم، قال: ومن هم؟ قلت:

أبو الخطاب وأصحابه.

وكان متكئا فجلس فرفع أصبعه إلي السماء ثم قال: علي أبي

الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك، وأنه يحشر مع ____________________

قال في المغرب: الزط جيل من الهند إليهم تنسب ثياب الزطية.

وفي الصحاح: الزط جيل من الناس الواحد زطي مثل الزنج وزنجي والروم ورومي (1).

وفي القاموس: الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح والقياس يقتضي معربه أيضا، الواحد زطي والأزط الاذط والمستوي الوجه والكوسج، وزط الذباب صوت (2).

فأما قول العلامة في الايضاح: بياع الزطي بكسر الطاء المهملة المخففة وتشديد الياء، وسمعت من السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس، رحمه الله بضم الزاي وفتح الطاء المهملة المخففة مقصورا.

فلا مساق له إلي الصحة الا إذا قيل بتخفيف الطاء المكسورة وتشديد الياء للنسبة إلي زوطي من بلاد العراق، ومنه ما ربما يقال: الزطي خشب يشبه الغرب منسوب إلي زوطة قرية بأرض واسط.

قال في القاموس: زواط كغراب موضع، وزواطي كسكاري بلد بين واسط والبصرة، وزوطي كسلمي جد الامام أبي حنيفة، وزوط تزويطا عظم اللقمة (3).

(١) الصحاح: ٣ / 1129 2 - 3) القاموس: 2 / 362

صفحه(٥٨٥)

فرعون في أشد العذاب غدوا وعشيا، ثم قال: أما والله اني لا نفس علي أجساد أصليت معه النار.

525 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن مزيد، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة، فقال لي: يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم.

____________________

قوله (ع): اني لا نفس علي أجساد أصليت (1) معه النار لا نفس بفتح الفاء علي صيغة المتكلم من النفاسة تقول: نفست به بالكسر من باب فرح، أي نجلت وضننت، ونفست عليه الشئ نفاسة إذا لم تره له أهلا، قاله في

القاموس والنهاية (2) وغيرهما.

و" علي أجساد " أي علي أشخاص، أو علي نفوس تجسدت وتجسمت لفرط تعلقها بالجسد، وتوغلها في المحسوسات والجسمانيات.

و" أصليت معه النار " علي ما لم يسم فاعله من أصليته في النار إذا ألقيته فيها، ونصب " النار " علي نزع الخافض.

وفي نسخة " أصيبت " مكان أصليت.

قوله (ع): ولا تؤاثروهم بالهمز علي المفاعلة من الأثر، بمعني الخبر أي لا تحادثوهم ولا تعاوضوهم بالآثار والاخبار.

وفي نسخة " ولا توارثوهم " (3) علي المفاعلة من الوراثة، أي لا تواصلوهم

(1) وفي المطبوع من الرجال: أصيبت.

2) القاموس: 2 / 255 ونهاية ابن الأثير: 5 / 94.

3) كما في المطبوع من الرجال.

(٥٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، المفضل بن مزيد (1)، العذاب، العذب (1)، إبن الأثير (1)

526 - وقالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله وذكر الغلاة، فقال: ان فيهم من يكذب حتي أن الشيطان ليحتاج إلي كذبه.

527 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال، قال أبو عبد الله عليه السلام للغالية: توبوا إلي الله فإنكم فساق كفار مشركون.

528 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا.

529 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جعفر ابن عثمان، عن أبي بصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد أبرأ

ممن يزعم انا أرباب قلت: برئ الله منه، قال: أبرء ممن يزعم انا أنبياء قلت: برئ الله منه.

530 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن المغيرة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام أنا ويحيي بن عبد الله بن الحسن عليه السلام فقال يحيي: جعلت فداك انهم يزعمون انك تعلم الغيب؟ فقال: سبحان الله سبحان الله ضع يدك علي رأسي، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي الا قامت.

قال، ثم قال: لا والله ما هي الا وراثة عن رسول الله صلي الله عليه وآله.

531 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد ____________________

بالمصاهرة الموجبة للتوارث.

قوله: حدثنا العبيدي هو محمد بن عيسي العبيدي اليقطيني كما أسلفنا بيانه مرارا.

(٥٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (1)، يحيي بن عبد الله (1)، إبراهيم الكرخي (1)، ابن أبي عمير (6)، أبو عبد الله (2)، يعقوب بن يزيد (3)، الحسين بن سعيد (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)

ابن بشير، عن مصادف، قال لما أتي القوم الذين أتوا بالكوفة: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك، فخر ساجدا وألزق جؤجؤه بالأرض وبكي، وأقبل يلوذ بأصبعه ويقول: بل عبد الله قن داخر مرارا كثيرة، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل علي لحيته، فندمت علي أخباري إياه.

فقلت: جعلت فداك وما عليك أنت من ذا؟ فقال: يا مصادف ان عيسي لو سكت عما قالت النصاري فيه لكان حقا علي الله أن

يصم سمعه ويعمي بصره، ولو سكت عما قال في أبو الخطاب لكان حقا علي الله أن يصم سمعي ويعمي بصري.

532 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انهم يقولون، قال: وما يقولون؟ قلت:

يقولون تعلم قطر المطر وعدد النجوم وورق الشجر ووزن ما في البحر وعدد التراب، فرفع يده إلي السماء، وقال: سبحان الله سبحان الله لا والله ما يعلم هذا الا الله!!

____________________

قوله: لما اتي القوم الذين اتوا بضم الهمزة وكسر المثناة من فوق علي بناء ما لم يسم فاعله من الاتيان، أي أصابتهم الداهية ودخلت عليهم البلية.

قال في المغرب: وقولهم من هنا أتت، أي من هنا دخل عليك البلاء، ومنه قول الأعرابي وهو سلمة بن صخر البياضي وهل أتيت الا من الصوم، ومن روي وهل أوتيت ما أوتيت الا من الصوم، فقد أخطأ من غير وجه واحد، علي أن رواية الحديث عن ابن مندة وأبي نعيم وهل أصابني ما أصابني الا من الصيام.

وفي نسخ عديدة " لبي ولبو " (1) باللام الموحدة المشددة مكان أتي وأتو من التلبية بمعني الإجابة للدعوة، أو الإقامة بالمكان، علي ابدال أخيرة الموحدتين الأصليتين ياءا كما في التظني والتقضي، وذلك تصحيف وتحريف من أقلام الناسخين فليعرف.

(1) كما في الرجال المطبوع بجامعة مشهد والنجف والأشرف.

(٥٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أبو بصير (1)، ابن أبي عمير (1)، الفدية، الفداء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

533 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يحيي الحلبي، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو قام قائمنا بدأ بكذابي

الشيعة فقتلهم.

534 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، قال أبو جعفر محمد بن عيسي: ولقد لقيت محمدا رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا ربي!

فقال: مالك لعنك الله، ربي وربك الله، أما والله لكنت ما علمت لجبانا في الحرب لئيما في السلم.

535 - خالد بن حماد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، رفعه عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن يزيد الشامي، قال. قال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين الا وهي فيمن ينتحل التشيع.

536 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن الحسين بن مياح، عن عيسي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: إياك ومخالطة السفلة فان السفلة لا يؤل إلي خير.

537 - وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسي، عن علي ابن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن حمزة أيزعم ان أبي آتيه؟ قلت: نعم.

قال: كذب والله ما يأتيه الا المتكون، ان إبليس سلط شيطانا يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء، ان شاء في صورة صغيرة، وان شاء في صورة كبيرة ولا والله ما يستطيع أن يجئ في صورة أبي عليه السلام.

538 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي ابن حسان عن بعض أصحابنا رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده

جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: انه صار إلي نمرود، وقال فيهم: وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله، قال، هو الامام.

(٥٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، الحسين بن مياح (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (3)، يحيي الحلبي (1)، حماد بن عثمان (1)، علي بن يزيد (1)، خالد بن حماد (1)، محمد بن عيسي (5)، المفضل بن عمر (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)، النفاق (1)

فقال أبو عبد الله عليه السلام لا والله لا يأويني وإياه سقف بيت أبدا، هم شر من اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شئ قط، ان عزيرا جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحي الله اسمه من النبوة.

والله لو أن عيسي أقر بما قالت النصاري لا ورثه الله صمما إلي يوم القيامة، والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لاخذتني الأرض، وما أنا الا عبد مملوك لا أقدر علي شئ ضر ولا نفع.

539 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد بن يحيي، عن محمد بن عيسي، عن زكريا، عن ابن مسكان، عن قاسم الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قوم يزعمون أني لهم امام، والله ما أنا لهم بامام، مالهم لعنهم الله، كلما سترت سترا هتكوه، هتك الله ستورهم، أقول كذا، يقولون انما يعني كذا، انما أنا أمام من أطاعني.

540 - محمد بن مسعود،

قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال:

حدثني الحسن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال انا أنبياء فعليه لعنة الله، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله.

541 - قال: حدثني الحسين بن الحسن بن بندار، ومحمد بن قولويه القميان، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لعن الله بنان البيان، وان بنانا لعنه الله كان يكذب علي أبي، أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا.

542 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسين، والحسن بن موسي، قال:

حدثنا صفوان بن يحيي، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد، انه كان يكذب علي أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية

(٥٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، صفوان بن يحيي (1)، المغيرة بن سعيد (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، أحمد بن يحيي (1)، الحسين بن الحسن (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، علي بن الحسين (1)، الحسن بن موسي (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)

لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.

543 - سعد، قال:

حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، وأحمد بن الحسن بن فضال، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل " هل أنبئكم علي من تنزل الشياطين تنزل علي كل أفاك أثيم " (1).

قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة الزبيدي، والحارث الشامي، وعبد الله بن عمرو بن الحارث، وأبو الخطاب.

544 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبي يحيي سهل ابن زياد الواسطي، ومحمد بن عيسي بن عبيد، عن أخيه جعفر وأبي يحيي الواسطي، قال، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان بنان يكذب علي علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد.

وكان المغيرة بن سعيد يكذب علي أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان محمد بن بشير يكذب علي أبي الحسن موسي عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان أبو الخطاب يكذب علي أبي عبد الله عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، والذي يكذب علي محمد بن فرات.

قال أبو يحيي: وكان محمد بن فرات من الكتاب، فقتله إبراهيم بن شكله.

545 - سعد، قال: حدثني الأشعري عبد الله بن علي بن عامر، بأسناد له عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال: تراءي والله إبليس لأبي الخطاب علي سور المدينة أو المسجد، فكأني أنظر إليه وهو يقول له أيها تطفر الان أيها تطفر الان.

____________________

قوله (ع): أيها تطفر بكسر الهمزة واسكان المثناة من تحت وبالتنوين علي النصب، كلمة أمر

(١) سورة الشعراء: ٢٢٢

(٥٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر

عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن علي بن عامر (1)، داود بن أبي يزيد (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (2)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، زياد الواسطي (1)، عبد الله بن عمرو (1)، الحارث الشامي (1)، المغيرة بن سعيد (2)، يعقوب بن يزيد (1)، حمزة بن عمارة (1)، أحمد بن الحسن (1)، علي بن فضال (1)، محمد بن بشير (1)، السجود (1)، سورة الشعراء (1)

546 - سعد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، ويعقوب بن يزيد، والحسين ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن حفص بن عمرو النخعي، قال، كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: جعلت فداك ان أبا منصور حدثني أنه رفع إلي ربه وتمسح علي رأسه وقال له بالفارسية " ياپسر ".

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: حدثني: أبي عن جدي أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن إبليس اتخذ عرشا فيما بين السماء والأرض، واتخذ زبانية كعدد الملائكة فإذا دعا رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت إليه الاقدام، تراءي له إبليس ورفع إليه، وان أبا منصور كان رسول إبليس، لعن الله أبا منصور، لعن الله أبا منصور ثلاثا.

547 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله تراءي لهم الشيطان

في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلي سرته.

قال، فقلت ان بنانا يتأول هذه الآية " وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله " (1) ان الذي في الأرض غير اله السماء، واله السماء غير اله الأرض، وان اله السماء أعظم من اله الأرض، وان أهل الأرض يعرفون فضل اله السماء ويعظمونه فقال: والله ما هو الا الله وحده لا شريك له اله من في السماوات واله من في الأرضين، كذب بنان عليه لعنة الله، لقد صغر الله عز وجل وصغر عظمته.

____________________

بالسكوت والكف عن الشئ والانتهاء عنه.

و" تطفر " باهمال الطاء وكسر الفاء، وقيل: بضمها أيضا من طفر يطفر طفرة أي وثب وثبة، سواء كان من فوق أو إلي فوق، كما يطفر الانسان حايطا أو من حايط.

قال في المغرب: وقيل: الوثبة من فوق والطفرة إلي فوق.

(١) سورة الزخرف: ٨٤

(٥٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن الحكم (1)، أحمد بن محمد (1)، حفص بن عمرو (1)، الفدية، الفداء (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الوطئ (1)، سورة الزخرف (1)

548 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير.

وحدثني محمد بن عيسي، عن يونس ومحمد بن أبي عمير، عن محمد بن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: كان حمزة بن عمارة الزبيدي لعنه الله يقول لأصحابه: ان أبا جعفر عليه السلام يأتيني في كل ليلة، ولا يزال انسان يزعم أنه قد أراه إياه، فقدر لي أني

لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثته بما يقول حمزة، فقال: كذب عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي.

549 - سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن ابن سنان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: انا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلي الله عليه وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبا لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلي بالمختار.

ثم ذكر أبو عبد الله: الحارث الشامي وبنان، فقال، كانا يكذبان علي علي ابن الحسين عليهما السلام.

ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب، ومعمرا، وبشارا الأشعري، وحمزة الزبيدي، وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله انا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد.

550 - سعد، قال: حدثني العبيدي، عن يونس، عن العباس بن عامر القصباني.

وحدثني أيوب بن نوح، والحسن بن موسي الخشاب، والحسن بن عبد الله ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن حماد بن أبي طلحة، عن ابن أبي يعفور

(٥٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي

الله عليه وآله (2)، محمد بن خالد الطيالسي (1)، حماد بن أبي طلحة (1)، الحسن بن عبد الله (1)، محمد بن أبي عمير (1)، ابن أبي يعفور (1)، بريد بن معاوية (1)، عبد الله بن سبأ (1)، الحارث الشامي (1)، المغيرة بن سعيد (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، العباس بن عامر (2)، سعد بن عبد الله (1)، صائد النهدي (1)، الحسين بن سعيد (1)، أيوب بن نوح (1)، حمزة بن عمارة (1)، الحسن بن موسي (1)، عمر بن أذينة (1)، ابن المغيرة (1)، محمد بن عيسي (1)، أحمد بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)

قال، دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل بزيع؟ فقلت له: قتل، فقال: الحمد لله، أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية شئ خيرا من القتل لانهم لا يتوبون أبدا.

551 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، قال: حدثني محمد بن أورمه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي طالب القمي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم.

قال: يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء علي ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني واياهم يوم القيامة الا وهو عليهم ساخط.

قال، قلت: فما أنتم جعلت فداك؟ قال: خزان علم الله وتراجمة وحي الله ونحن قوم معصومون أمر الله بطاعتنا ونهي عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة علي من دون السماء وفوق الأرض.

قال الحسين بن أشكيب: وسمعت من أبي طالب عن سدير

إن شاء الله.

552 - إبراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الموصلي عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزين، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إياك والسفلة، انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه.

553 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن موسي بن سلام، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأستأذن عليه

(٥٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن علي الكوفي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، إبراهيم بن إسحاق (1)، محمد بن خالد البرقي (1)، ابن أبي يعفور (1)، الحسين بن إشكيب (2)، العلاء بن رزين (1)، محمد بن أورمة (1)، موسي بن سلام (1)، محمد بن الحسين (1)، حبيب الخثعمي (1)، المفضل بن عمر (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، القتل (2)، الفدية، الفداء (1)

رجل حسن الهيئة، فقال: اتق السفلة، فما تقارت في الأرض حتي خرجت، فسألت عنه فوجدته غاليا.

554 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة قال: كنت أنا ومراد أخي عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له مراد: جعلت فداك خف المسجد قال: ومم ذلك؟ قال: بهؤلاء الذين ____________________

قوله: فما تقارت بالفاء أو بالقاف وتشديد الهمزة قبل الراء من باب التفعل، وأصله ليس من المهموز بل من الأجوف.

و" خرجت " بالتشديد من التخريج بمعني استبطان الامر واستكشافه واستنباطه واستخراجه من مظانه ومآنه ومن مداركه ودلايله،

يعني ما انتشرت وما مشيت وما ذهبت وما ضربت في الأرض حتي استكشفت أمر الرجل واستعلمت حاله واختبرته وفتشت عن دخلته وسألت الأقوام واستخبرتهم عنه، فوجدته غاليا.

فظهر أن مولانا الصادق عليه السلام كان قد ألهمه الله تعالي ذلك وأطلعه عليه، فعلم خبث باطنه وعقيدته.

يقال: فار - بالفاء - فوارا بالضم وفوارانا بالتحريك، أي انتشر وهاج، والفائر المنتشر والهايج.

وقار - بالقاف - أي مشي علي أطراف قدميه لئلا يسمع صوتهما، وقار أيضا إذا نفر وذهب في الأرض، وقار القصيد إذا خيله وحدث به نفسه، واقتور الشئ إذا قطعه مستديرا قال ذلك كله القاموس (1) وغيره.

وفي بعض النسخ " فما تقاررت حتي خرجت " بالقاف علي التفاعل من القرار وتخفيف خرجت من الخروج.

(1) القاموس: 2 / 112 و 123

(٥٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد القتيبي (1)، هارون بن خارجة (1)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن سنان (1)، الفدية، الفداء (1)، السجود (1)

قتلوا يعني أصحاب أبي الخطاب، قال: فأكب علي الأرض مليا ثم رفع رأسه فقال كلا زعم القوم انهم لا يصلون.

555 - إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي المغرا، عن عنبسة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد أمسينا وما أحد أعدي لنا ممن ينتحل مودتنا.

556 - محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين عن موسي بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال، بينا علي عليه السلام عند امرأة من عنزة وهي أم عمر وإذ أتاه قنبر، فقال: ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم، قال:

ادخلهم، قال: فدخلوا عليه.

فقال: ما تقولون؟ فقالوا: انك ربنا، وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي ترزقنا فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا انما انا مخلوق مثلكم، فأبوا أن يقلعوا، فقال لهم: ويلكم ربي وربكم الله ويلكم توبوا وارجعوا، فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا وأنت خلقتنا.

فقال يا قنبر آتني بالفعلة، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور، فأمرهم أن يحفروا لهم في الأرض، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب والنار فطرح فيه حتي صار نارا تتوقد قال لهم: ويلكم توبوا وارجعوا! فأبوا وقالوا: لا نرجع، فقذف علي عليه السلام بعضهم ثم قذف بقيتهم في النار، ثم قال علي عليه السلام.

اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أو قدت ناري ودعوت قنبرا في معاوية بن عمار وذكر عمره 557 - قال أبو عمرو الكشي: هو مولي بني دهن وهم حي من بجيلة، وكان يبيع السابري، وعاش مائة وخمسا وسبعين سنة.

(٥٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، أحمد بن إدريس القمي (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، معاوية بن عمار (1)، أبو عمرو الكشي (1)، عبد الله بن شريك (1)، إبراهيم بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، حمدان بن سليمان (1)، موسي بن يسار (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (2)، القتل (1)

في أبي البختري وهب بن وهب 558 - ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة، عن علي بن سلمة الكوفي: أبو البختري اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الأسود صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله.

وقال علي أيضا: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: كان أبو البختري من أكذب البرية.

559 - محمد

بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد البجلي، قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال العباس، سمعت رجلا يخبر ان أبا البختري كان يحدث: ان النار تستأمر في قرشي سبع مرات، قال، فقال له أبو الحسن، قد قال الله عز وجل:

" عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (1).

قال العباس، وذكر رجل لأبي الحسن عليه السلام ان أبا البختري وحديثه عن جعفر وكان الرجل يكذبه، فقال له أبو الحسن عليه السلام: لقد كذب علي الله وملائكته ورسله.

ثم ذكر أبو الحسن عن أبيه انه خرج مع أبي عبد الله جعفر جده عليه السلام إلي ____________________

في أبي البختري وهب بن وهب كان قاضي القضاة ببغداد لهارون الرشيد، كان عامي المذهب وكان كذابا له أحاديث وأقاصيص مع الرشيد في الكذب قاله النجاشي (2).

وله كتاب رواه أبو جعفر بن بابويه عن أبيه، والصفار عن إبراهيم بن هاشم والسندي بن محمد عنه، وله كتاب مولد أمير المؤمنين عليه السلام، رواه أبو محمد الحسن ابن طاهر العلوي وغيره.

(١) سورة التحريم: ٦ ٢) رجال النجاشي: ٣٣٦

(٥٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، محمد بن الوليد البجلي (1)، الفضل بن شاذان (1)، أبو البختري (2)، عباس بن هلال (1)، قتيبة بن محمد (1)، وهب بن وهب (2)، محمد بن مسعود (1)، الكذب، التكذيب (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، سورة التحريم (1)

نخله، حتي إذا كان ببعض الطريق لقيته أم

أبي البختري، فوقف وعدل بوجه دابته فأرسلت إليه بالسلام فرد عليها السلام، فلما انصرف أبوه وجده إلي المدينة، أتي قوم جعفرا فذكروا له خطبته أم أبي البختري؟ فقال لهم: لم أفعل.

ما روي في مسمع بن مالك كردين أبي سيار 560 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال عن مسمع كردين؟ فقال: هو ابن مالك من أهل البصرة، وكان ثقة.

ما روي في أبي موسي البناء 561 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم، قال، دخل أبو موسي البناء علي أبي عبد الله عليه السلام مع نفر من أصحابه، فقال لهم أبو عبد الله عليه السلام: احتفظوا بهذا الشيخ! قال، فذهب علي وجهه في طريق مكة، فذهب من قرح فلم ير بعد ذلك.

____________________

قوله لم أفعل وقال النجاشي رحمه الله تعالي: قال سعد: تزوج أبو عبد الله عليه السلام بأمه (1).

نقله العلامة في الخلاصة (2). وقطع به الحسن بن داود في كتابه (3)، والتعويل علي ما رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله.

قوله: فذهب من قرح بضم القاف واسكان الراء واهمال الحاء.

قال ابن الأثير: وقد تحرك الراء في في الشعر، وهو سوق وادي القري،

(١) رجال النجاشي: ٣٣٦ ٢) الخلاصة: ٢٦٢ ٣) رجال ابن داود: ٥٢٣

(٥٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، أم أبي البختري (2)، أبو موسي البناء (1)، أبو عبد الله (1)، مدينة البصرة (1)، هشام بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، مسمع كردين (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

ما روي في عبد الرحمن بن أبي عبد

الله 562 - قال أبو عمرو: سألت محمد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله؟ فذكر عن علي بن الحسن بن فضال، أنه عبد الرحمن بن ميمون الذي في الحديث وأبو عبد الله رجل من أهل البصرة اسمه ميمون، وعبد الرحمن هو ختن فضيل بن يسار.

ما روي في بشر بن طرخان النخاس 563 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، قال: حدثنا الحسن الوشاء، عن بشر بن طرخان، قال، لما قدم أبو عبد الله عليه السلام الحيرة أتيته، فسألني عن صناعتي؟ فقلت: نخاس، فقال: نخاس الدواب؟ فقلت: نعم، وكنت رث الحال، فقال: أطلب لي بغلة فضحاء بيضاء الأعفاج بيضاء البطن فقلت: ما رأيت هذه الصفة قط، فقال: بلي.

فخرجت من عنده فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصفة، فسألته عنها؟ فدلني علي مولاه، فأتيته فلم أبرح حتي اشتريتها، ثم أتيت أبا عبد الله عليه السلام بها، فقال: نعم هذه الصفة طلبت.

ثم دعا لي فقال: أنمي الله ولدك وكثر مالك! فرزقت من ذلك ببركة دعائه ونشبت من الأولاد ما قصرت عنه الأمنية.

____________________

صلي به رسول الله صلي الله عليه وآله وبني به مسجدا (1).

وأما " قزح " (2) بالزاء المفتوحة مكان الراء الساكنة فجبل بالمزدلفة واسم شيطان، ولا محل ولا مدخل في هذا المقام.

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 36 2) كما في المطبوع من رجال الكشي.

(٥٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسن بن فضال (1)، أبو عبد الله (2)، مدينة البصرة (1)، الفضيل بن يسار (1)، طرخان النخاس (1)، محمد بن عيسي (1)، بشر بن طرخان (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال الكشي (1)، إبن الأثير (1)

ما روي في داود بن زربي وكان أخص

الناس بالرشيد.

564 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال:

حدثني أحمد بن سليمان، قال: حدثني داود الرقي، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك كم عدة الطهارة؟ فقال: ما أوجبه الله فواحدة، وأضاف إليها رسول الله صلي الله عليه وآله واحدة لضعف الناس، ومن توضأ ثلاثا ثلاثا فلا صلاة له.

أنا معه في ذا حتي جاء داود بن زربي، فاخذ زوايه من البيت فسأله عما سألته في عدة الطهارة؟ فقال له: ثلاثا ثلاثا من نقص عنه فلا صلاة له.

قال فارتعدت فرائصي وكاد أن يدخلني الشيطان، فأبصر أبو عبد الله عليه السلام إلي وقد تغير لوني، فقال: أسكن يا داود هذا هو الكفر أو ضرب الأعناق، قال، فخرجنا من عنده.

وكان بيت ابن زربي إلي جوار بستان أبي جعفر المنصور، وكان قد القي إلي أبي جعفر أمر داود بن زربي، وأنه رافضي يختلف إلي جعفر بن محمد.

فقال أبو جعفر: اني مطلع علي طهارته فان هو توضأ وضوء جعفر بن محمد فاني لا عرف طهارته، حققت عليه القول وقتلته، فاطلع وداود يتهيأ للصلاة من حيث لا يراه، فاسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبو عبد الله عليه السلام، فما تم وضوئه حتي بعث إليه أبو جعفر فدعاه.

قال، فقال داود: فلما ان دخلت عليه رحب بي، وقال: يا داود قيل فيك شئ باطل وما أنت كذلك، قال: قد اطلعت علي طهارتك، وليست طهارتك طهارة الرافضة فاجعلني في حل، فأمر له بمائة ألف درهم.

قال، فقال داود الرقي: التقيت انا وداود بن زربي عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال له داود بن زربي: جعلني الله فداك حقنت دمائنا في دار الدنيا،

ونرجو أن ندخل

(٦٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن إسماعيل الرازي (1)، أبو عبد الله (2)، أحمد بن سليمان (1)، داود بن زربي (6)، داود الرقي (2)، جعفر بن محمد (2)، الفدية، الفداء (2)، الضرب (1)، الصّلاة (3)، الوضوء (2)، الطهارة (2)

بيمنك وبركتك الجنة، فقال أبو عبد الله عليه السلام فعل الله ذلك بك وباخوانك من جميع المؤمنين.

فقال أبو عبد الله عليه السلام لداود بن زربي: حدث داود الرقي بما مر عليكم حتي تسكن روعته، قال، فحدثه بالامر كله، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لهذا أفتيته لأنه كان أشرف علي القتل من يد هذا العدو.

ثم قال: يا داود بن زربي توضأ مثني مثني ولا تزيدن عليه، وانك ان زدت عليه فلا صلاة لك.

565 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن علي بن عقبة، أو غيره، عن الضحاك بن الأشعث قال: أخبرني داود بن زربي، قال، حملت إلي أبي الحسن موسي عليه السلام مالا، فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: لم لا تأخذ الباقي؟ قال إن صاحب هذا الامر يطلبه منك، فلما مضي: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام فأخذه مني.

ما روي في ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيباني 566 - حمدويه، قال، سمعت أشياخي يقولون: ضريس انما سمي الكناسي لان تجارته بالكناسة، وكانت تحته بنت حمران، وهو خير فاضل ثقة.

في علي بن حزور الكناسي 567 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن علي ابن حزور قال: كان يقول بمحمد بن الحنفية الا أنه كان من رواة الناس.

ما روي في حيان

السراج واحتجاج أبي عبد الله (ع) عليه في محمد بن الحنفية 568 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثني محمد بن أصبغ، عن مروان بن مسلم، عن بريد العجلي، قال، دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام

(٦٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (2)، علي بن حزور الكناسي (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، الضحاك بن الأشعث (1)، عبد الملك بن أعين (1)، أبو عبد الله (3)، الحسن بن موسي (2)، حيان السراج (1)، داود بن زربي (3)، داود الرقي (1)، مروان بن مسلم (1)، علي بن عقبة (1)، محمد بن مسعود (1)، القتل (1)، الصّلاة (1)

فقال لي: لو كنت سبقت قليلا أدركت حيان السراج، قال، وأشار إلي موضع في البيت، فقال: وكان هيهنا جالسا فذكر محمد بن الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه ويقرظه.

فقلت له: يا حيان أليس تزعم ويزعمون وتروي ويروون لم يكن في بني إسرائيل شئ الا هو في هذه الأمة مثله؟ قال: بلي، قال، فقلت: فهل رأينا ورأيتهم أو سمعنا وسمعتهم بعالم مات علي أعين الناس فنكح نساؤه وقسمت أمواله وهو حي لا يموت؟ فقال ولم يرد علي شيئا.

569 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: روي أصحابنا، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج فأذنت له، فقال لي: يا أبا عبد الله اني أريد أن أسألك عن شئ أنا به عالم الا أني أحب أن أسألك عنه.

أخبرني عن عمك محمد بن علي مات؟

قال، قلت: أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتي فقيل له: أدرك عمك! قال، فأتيته وقد كانت أصابته غشية فأفاق، فقال لي: ارجع إلي ضيعتك قال، فأبيت، فقال: لترجعن.

قال: فانصرفت فما بلغت الضيعة حتي أتوني فقالوا: أدركه، فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه، فدعا بطست، وجعل يكتب وصيته فما برحت حتي غمضته وغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته، فإن كان هذا موتا فقد والله مات، قال، فقال لي: رحمك الله شبه علي أبيك، قال، قلت: يا سبحان الله أنت تصدف علي قلبك، قال، فقال لي: وما الصدف علي القلب؟ قال، قلت: الكذب.

570 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن

(٦٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، الحسن بن موسي (1)، حيان السراج (2)، محمد بن علي (1)، الكذب، التكذيب (1)، الضياع (1)، الموت (4)

عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن عبد الجبار الذهلي، عن العباسي بن معروف، عن عبد الله بن الصلت أبي طالب، عن حماد بن عيسي.

____________________

ما روي في حيان السراج قوله: ومحمد بن عبد الجبار الذهلي " الذهل " باعجام الذال المضمومة من بني شيبان.

قال في الصحاح: ذهل حي من بكر وهما ذهلان كلاهما من ربيعة، أحدهما ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابه، والاخر ذهل بن ثعلبة بن عكابة (1).

وفي القاموس: بلا لام ذهل بن شيبان قبيلة منها يحيي الحافظ والإمام أحمد علي الصحيح (2).

ومحمد بن عبد الجبار هذا هو محمد بن أبي الصهبان، كان عبد الجبار يكني أبا الصبهان، قمي ثقة.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب

أبي جعفر الثاني، وفي أصحاب أبي الحسن الثالث، وفي أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام، ووثقه لا في موضع واحدا (3).

روي عنه سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس وغيرهم من المشيخة الأفاخم الاجلاء.

وسيأتي في كلام أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي أنه روي عن عبد الله بن بكير.

(١) الصحاح: ٤ / 1702 2) القاموس: 3 / 379 3) رجال الشيخ: 407 و 423 و 435

(٦٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عبد الله بن الصلت (1)، حماد بن عيسي (1)

قال: وحدثني علي بن إسماعيل، ويعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل حيان السراج علي أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن علي الحنفية؟

قال: يقولون هو حي يرزق.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي أنه كان فيمن عاده في مرضه، وفيمن أغمضه وفيمن أدخله حفرته، وزوج نساؤه، وقسم ميراثه.

قال، فقال حيان: انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الأمة مثل عيسي بن مريم، فقال: ويحك يا حيان شبه علي أعدائه فقال: بلي شبه علي أعدائه.

قال: فتزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي! لا ولكنك تصدف يا حيان، وقد قال الله عز وجل في كتابه " سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون " (1) فقال أبو عبد الله عليه السلام: فتبت إلي الله من كلام حيان ثلاثين يوما.

ما روي في حماد بن عيسي الجهني البصري ودعوة أبي الحسن (ع) له، وكم عاش 571 -

حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن حماد بن عيسي البصري، قال، سمعت انا وعباد بن صهيب البصري من أبي عبد الله عليه السلام، فحفظ عباد مائتي حديث، وقد كان يحدث بها عنه عباد، وحفظت أنا سبعين حديثا قال حماد: فلم أزل أشكك نفسي حتي اقتصرت علي هذه العشرين حديثا التي لم تدخلني فيها الشكوك.

572 - حمدويه، قال: حدثني العبيدي، عن حماد بن عيسي، قال، دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام فقلت له: جعلت فداك أدع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة، فقال: اللهم صل علي محمد وآل محمد

(١) سورة الأنعام: ١٥٧

(٦٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، الحسين بن المختار (1)، عبد الله بن مسكان (1)، علي بن إسماعيل (1)، أبو عبد الله (2)، يعقوب بن يزيد (1)، حماد بن عيسي (4)، حيان السراج (1)، عباد بن صهيب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن علي (2)، المرض (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)، الفدية، الفداء (1)، العذاب، العذب (1)، سورة الأنعام (1)

وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة.

قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج من خمسين سنة، قال حماد: وحججت ثمانيا وأربعين سنة، وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذا خادمي قد رزقت كل ذلك، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين.

ثم خرج بعد الخمسين حاجا، فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل: فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء رحمنا الله وإياه، قبل أن يحج زيادة علي

الخمسين، عاش إلي وقت الرضا عليه السلام وتوفي سنة تسع ومأتين.

وكان من جهينة وكان أصله كوفيا ومسكنه البصرة، وعاش نيفا وسبعين سنة ومات بوادي قناة بالمدينة، وهو وادي يسيل من الشجرة إلي المدينة.

ما روي في عبد الله بن بكير الرجاني 573 - قال أبو الحسن حمدويه بن نصير: عبد الله بن بكير ليس هو من ولد أعين، له ابن اسمه الحسين.

وجدت في كتاب جبريل بن أحمد الفاريابي بخطة: حدثنا أبو جعفر محمد بن إسحاق، عن أحمد بن عبد الله الكرخي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب عن عبد الله الرجاني قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام وأنا غلام فبكيت، فقال، ما يبكيك يا بني ماكل من طلب هذا الامر أصابه؟ ثم دخلت علي جعفر عليه السلام بعد أبي جعفر عليه السلام فلما رآني وأنا مقبل قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

ما روي في شعيب بن أعين 574 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن شعيب يروي عنه سيف بن عميرة؟ فقال: هو ثقة.

(٦٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أحمد بن عبد الله الكرخي (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، عبد الله بن بكير (2)، حمدويه بن نصير (1)، مدينة البصرة (1)، شعيب بن أعين (1)، سيف بن عميرة (1)، محمد بن مسعود (1)، الحج (2)، الغسل (1)، الزوج، الزواج (1)

ما روي في أبي حنيفة سابق الحاج 575 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتي قنبر أمير

المؤمنين عليه السلام فقال هذا سابق الحاج وقد أتي وهو في الرحبة فقال: لا قرب الله دياره: هذا خاسر الحاج يتعب البهيمة وينقر الصلاة، أخرج إليه فاطرده.

576 - حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن عبد الله بن عثمان، قال، ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام أبو حنيفة السابق، وأنه يسير في أربع عشرة فقال:

لا صلاة له.

ما روي في أبي داود المسترق 577 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ____________________

ما روي في أبي داود المسترق أبو داود المسترق هو الذي يجعله رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني في جامعه الكافي صدر السند من باب التعليق، ويروي عنه كثيرا في طبقة الاسناد بتوسط العدة وبواسطة واحدة، وهو يروي عن الحسين بن سعيد من غير واسطة.

ومن ذلك في باب مقدار الماء الذي يجزي للوضوء وللغسل، عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وأبي داود جميعا، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة الحديث بتمامه (1).

وكذلك أورده الشيخ في التهذيب.

والامر هنالك ملتبس علي غير المتمهرين من أهل هذا العصر، قال: بعضهم قد روي محمد بن يعقوب، عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، وليس بالمسترق

(١) الكافي: ٣ / 21

(٦٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، عبد الله بن عثمان (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يزداد (1)، علي بن الحسن (1)، عمرو بن عثمان (1)، محمد بن مسعود (2)، الصّلاة (2)، الحج (1)

____________________

قطعا، والي الان

لم يتبين ولم يتضح لي من هو من أصحابنا، والظاهر أنه أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث من أئمة الحديث للعامة الذي يناسبه التاريخ فتأمل وتدبر (1).

قلت هذا من تعاجيب الأوهام وعجائب التوهمات، ومما ليس يستحق الاصاخة له والاصغاء إليه، وحسبان أنه ليس بالمسترق قطعا قطع علي الوهم وحسبان علي الباطل، والتاريخ ليس كما قد ظن، علي ما قد أوضحناه في التعليقات والمعلقات.

أليس الشيخ رحمه الله تعالي قال في الفهرست: أبو داود المسترق له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن ابن الزبير عن علي بن الحسن [عن أبيه]، عن الحسن بن محبوب، عن أبي داود، وأنبأ به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود، ورواه عبد الرحمن بن نجران عنه (2)، فاذن نقول: محمد بن الحسن الصفار يروي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود المسترق، كما ذكر في الفهرست، ومحمد بن الحسن الصفار في طبقة أبي جعفر الكليني، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب في طبقة العدة الذين يروي عنهم الكليني.

فقد استقام رواية الكليني عن أبي داود المسترق بتوسط العدة، وأيضا من الصحيح الثابت أن الصفار مات سنة تسعين ومائتين، ومحمد بن الحسين أبي الخطاب سنة اثنتين وستين ومائتين، وقد توفي أبو داود المسترق وهو سليمان بن سفيان سنة إحدي وثلاثين ومائتين، علي ما أورده النجاشي رحمه الله في كتابه (3)، وهو

(١) منهج المقال المعروف بالرجال الكبير للسيد ميرزا محمد: ٣٨٧ وكثيرا ما يتعرض السيد الداماد لآرائه في هذا الكتاب ويناقش فيها.

٢) الفهرست: ٢١٤ ط النجف الأشرف ٣) رجال النجاشي: ١٣٩

(٦٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال النجاشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

أبي داود المسترق؟

قال: اسمه سليمان بن سفيان المسترق وهو المنشد، وكان ثقة.

قال حمدويه: هو سليمان بن سفيان بن السمط المسترق كوفي، يروي عنه الفضل بن شاذان، أبو داود المسترق مشددة مولي بني أعين من كنده وانما سمي المسترق لأنه كان راوية لشعر السيد، وكان يستخفه الناس لانشاده، يسترق: أي ____________________

الصواب لا سنة ثلاثين ومائة كما في كتاب الحسن بن داود، (1) وبعض نسخ كتاب الاختيار، (2) هذا وهو خطأ واضح فليتبصر.

قوله: وهو المنشد، وكان ثقة وكان ثقة قول أبي عمرو الكشي علي ما هو الظاهر، وعلي ما أورده السيد جمال الدين بن طاوس في اختياره، فهو المستند المعول عليه في توثيق أبي داود المسترق، ولذلك جزم به العلامة في الخلاصة.

وربما يقال (3): انه من جملة كلام علي بن الحسن بن فضال فلا يصلح مستندا للحكم بتوثيق الرجل علي الجزم. وليس بذاك فان علي بن فضال مقبول الشهادة عند الأصحاب في الجرح والتعديل، وإن كان هو فتحيا لثقته وجلالته، كما هو المستبين.

قوله رحمه الله: المسترق مشددة أي مشددة القاف من الاسترقاق علي الاستفعال من الرقة، كان ينشد شعر السيد فيرقق القلوب ويسترق الأفئدة.

قوله رحمه الله تعالي: وكان يستخفه الناس " يستخفه " اما باهمال الحاء قبل الفاء المشددة بمعني يجتمعون ويستديرون

(١) رجال ابن داود: ١٧٦ 2) كما في نسخ المطبوع من رجال الكشي.

3) والقائل هو الشيخ حسن صاحب المعالم والمنتقي.

(٦٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو داود المسترق (1)، سليمان بن سفيان (2)، الفضل بن شاذان (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)

يرق علي أفئدتهم وكان يسمي المنشد، وعاش تسعين سنة، ومات سنة ثلاثين ومائة.

____________________

حوله ويحتفون به من جميع جوانبه، أو

بمعني أنهم كانوا يستوفون منه انشاد كل ما عنده من شعر السيد جميعا. وذلك من قولهم: استحف فلان أموال القوم أي أخذها بأسرها قاله في القاموس (1) وغيره.

واما باعجام الخاء، أي يطلبون منه الخفة والرفق معهم والملاينة والتأني بهم ومنه في التنزيل الكريم " فاستخف قومه " (2) قاله الراغب في المفردات (3).

قوله: ومات سنه ثلاثين ومائة هكذا في أكثر نسخ هذا الكتاب، وكذا نقله الحسن بن داود وغيره، وهو غلط صريح يدافعه قوله أولا يروي عنه الفضل بن شاذان، فان الفضل بن شاذان من أصحاب أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكري عليهما السلام، وأبوه شاذان بن جبريل من أصحاب يونس بن عبد الرحمن، وولادته بعد ثلاثين ومائة بأزيد من أربعين سنة.

وفي بعض النسخ العتيقة سنة ثلاثين ومائتين مكان مائة وذلك هو الصحيح الصواب، وهو المطابق لما أورده النجاشي في كتابه فقال: سليمان بن سفيان أبو داود المسترق المنشد مولي كندة ثم بني عدي منهم، روي عن سفيان بن مصعب عن جعفر بن محمد عليه السلام، وعمر إلي سنة ثلاثين ومائتين.

ثم قال: قال أبو الفرج محمد بن موسي بن علي القزويني رحمه الله: حدثنا إسماعيل بن علي الدعبلي قال: حدثنا أبي قال: رأيت أبا داود المسترق - وانما سمي المسترق لأنه كان يسترق الناس بشعر السيد - في سنة خمس وعشرين ومائتين

(1) القاموس: 3 / 129 2) سورة الزخرف: 54 3) مفردات الراغب: 152

(٦٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الزخرف (1)

ما روي في عبد الاعلي مولي أولاد سام 578 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن عبد الاعلي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الناس

يعتبون علي بالكلام وأنا أكلم الناس، فقال: أما مثلك من يقع ثم يطير فنعم، وأما من يقع ثم لا يطير فلا.

ما روي في الوليد بن صبيح 579 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن إسماعيل ابن عبد العزيز، عن أبيه، قال: دخلت أنا وأبو بصير علي أبي عبد الله عليه السلام، فقال له أبو بصير: جعلني الله فداك ان لنا صديقا وهو رجل صدق يدين الله بما ندين به، فقال: من هذا يا أبا محمد الذي تزكيه؟ فقال: العباس بن الوليد بن صبيح، فقال:

يرحم الله الوليد بن صبيح.

ما روي في أبي نجران أبي عبد الرحمن بن أبي نجران 580 - وجدت في كتاب أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني بخطه: حدثني جعفر بن محمد المدايني، عن موسي بن القاسم البجلي، عن حنان بن سدير، عن أبي نجران قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لي قرابة يحبكم الا أنه يشرب هذا النبيذ قال حنان: وأبو نجران هو الذي كان يشرب، غير أنه كني عن نفسه.

قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فهل كان يسكر؟ قال، قلت: أي والله جعلت فداك أنه ليسكر، قال: فيترك الصلاة؟ قال: ربما قال للجارية: صليت البارحة؟

____________________

يحدث عن سفيان بن مصعب، عن جعفر بن محمد عليه السلام، ومات سليمان سنة إحدي وثلاثين ومائتين انتهي كلام النجاشي (1) فليعرف.

(١) رجال النجاشي: ١٣٨

(٦١٠)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، موسي بن القاسم البجلي (1)، محمد بن نعيم الشاذاني (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عباس بن الوليد (1)، أبو عبد الله (1)،

سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، علي بن أسباط (1)، سيف بن عميرة (1)، وليد بن صبيح (2)، حنان بن سدير (1)، الحسن بن علي (1)، بكر بن صالح (1)، عبد العزيز (1)، جعفر بن محمد (1)، التصديق (1)، الفدية، الفداء (1)، الصّلاة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

فربما قالت له: نعم قد صليت ثلاث مرات، وربما قال للجارية: يا فلانة صليت البارحة العتمة، فتقول: لا والله ما صليت ولقد أيقظناك وجهدنا بك.

فأمسك أبو عبد الله عليه السلام يده علي جبهته طويلا، ثم نحي يده، ثم قال: قل له يتركه فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا بمودتنا أهل البيت.

____________________

في أبي نجران قوله رحمه الله: صليت البارحة العتمة في القاموس: العتمة محركة ثلث الليل الأول بعد غيبوية الشفق، أو وقت صلاة العشاء الآخرة (1).

وتقال أيضا: العتمة بضم العين واسكان التاء، وفي الحديث ان النبي صلي الله عليه وآله نهي عن تسمية العشاء الآخرة صلاة العتمة.

قال ابن الأثير في النهاية، وجامع الأصول، ان الاعراب كانوا يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة؟ تسمية لها باسم وقتها، فنهي عليه وآله الصلاة والتسليم عن الاقتداء بهم في ذلك، وأمر باستعمال الاسم الناطق به لسان الشريعة البيضاء (2).

(1) القاموس: 4 / 147 2) نهاية ابن الأثير: 3 / 180

(٦١١)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، إبن الأثير (1)

ما روي في المفضل بن عمر 581 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي: يا كافر يا مشرك مالك ولا بني، يعني إسماعيل بن جعفر، وكان منقطعا إليه يقول فيه مع الخطابية،

ثم رجع بعد.

582 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خلف، قال:

حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثني موسي بن بكر، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لما اتاه موت المفضل بن عمر، قال: رحمه الله كان الوالد بعد الوالد، أما أنه قد استراح.

583 - محمد بن مسعود، عن إسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي، ما تقول في المفضل بن عمر؟ قال: ما عسيت أن أقول فيه، لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كستيجا لعلمت علي أنه علي الحق، بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول.

____________________

ما روي في المفضل بن عمر قوله: وفي وسطه كستيجا بضم الكاف واسكان السين المهملة قبل التاء المثناة من فوق المكسورة ثم الياء المثناة من تحت الساكنة قبل الجيم.

قال في المغرب: الكستيج عن أبي يوسف خيط غليظ بقدر الإصبع يشده الذمي فوق ثيابه دون ما يتزينون به من الزنانير المتخذة من الإبريسم، ومنه أمر عمر أهل الذمة باظهار الكستيجات.

وفي القاموس: الكستيج - بالضم - خيط غليظ يشده الذمي فوق ثيابه دون

(٦١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، علي بن حسان الواسطي (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، محمد بن كثير الثقفي (1)، عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، إسماعيل بن جعفر (1)، بشير الدهان (1)، حماد بن عثمان (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن عيسي (1)، المفضل بن عمر (3)، موسي بن بكر (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسعود (2)

قال، رحمه الله لكن حجر

بن زائدة، وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي، فقلت لهما: لا تفعلا فاني أهواه، فلم يقبلا فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما، اما اني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي، ولقد كان كثير عزة في مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي، حيث يقول:

لقد علمت بالغيب أني أخونها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما أني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم كريمهما.

584 - حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح وكان غاليا: قال: حدثني أبو يعقوب بن محمد البصري، وهو غال ركن من أركانهم أيضا، قال: حدثني محمد ابن الحسن بن شمون، وهو أيضا منهم، قال حدثني محمد بن سنان وهو كذلك، عن بشير النبال، أنه قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي وهو من أصحاب ____________________

الزنار معرب كستي والكستج، كالحزمة من الليف معرب (1).

قوله (ع): كان كثير عزة عزة بالكسر في القاموس (2) وبالفتح في الصحاح (3). وهي في الأصل نبت الظبية فجعلت اسم امرأة.

و" كثير " بضم الكاف وفتح المثلثة وتشديد المثناة من تحت هو الذي يتشبب بها ويعشقها.

في القاموس: كثير بالتصغير صاحب عزة (4).

قوله محمد بن الحسن بن شمون محمد بن الحسن بن شمون البصري باعجام الشين وتشديد الميم واقف فاسد

(١) القاموس: ١ / ٢٠٥ ٢) القاموس: ٢ / ١٨٢ ٣) الصحاح: ٢ / 883 4) القاموس: 2 / 125

(٦١٣)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن كثير الثقفي (1)، أبو عبد الله (1)، عامر بن جذاعة (1)، حجر بن زائدة (1)، الحسن بن شمون (1)، بشير النبال (1)، يعقوب بن محمد (1)، محمد بن سنان (1)

المفضل بن عمر أيضا، ما تقول

في المفضل بن عمر، وذكر مثل حديث إسحاق ابن محمد البصري سواء.

585 - حدثني إبراهيم بن محمد، قال: حدثني سعيد بن عبد الله القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد عن أسد بن أبي العلا، عن هشام بن أحمر، قال، دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضبيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل علي صدره.

فابتداني فقال: نعم والله الذي لا اله الا هو، المفضل بن عمر الجعفي، حتي أحصيت نيفا وثلاثين مرة يقولها ويكررها، قال: انما هو والد بعد والد.

قال الكشي: أسد بن أبي العلا يروي المناكير، لعل هذا الخبر انما روي في حال استقامة المفضل قبل أن يصير خطابيا.

586 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، وحماد بن عثمان، عن إسماعيل بن جابر، قال، قال حية، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته 587 - حدثني الحسين بن الحسين بن بندار القمي، قال: حدثني سعد ابن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ____________________

المذهب غال، من رجال أبي جعفر الجواد وأبي الحسن الهادي، وأبي محمد العسكري عليهم السلام، وقف أولا ثم غلا أخيرا، عاش مائة وأربع عشرة سنة، وأضيفت إليه أحاديث كثيرة مناكير مخاليط لا يلتفت لفتها.

قوله: عن الحسين بن أحمد هو الحسين بن أحمد المنقري، كما قاله السيد جمال الدين بن طاوس في اختياره، وهو ضعيف ضعفه النجاشي والشيخ رحمهما الله تعالي.

(٦١٤)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسين

بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، إسماعيل بن جابر (1)، الحسين بن الحسين (1)، سعيد بن عبد الله (1)، إبراهيم بن محمد (1)، ابن أبي عمير (1)، حمدويه بن نصير (1)، الحسين بن أحمد (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن الحكم (1)، حماد بن عثمان (1)، المفضل بن عمر (4)، محمد البصري (1)

والحسن بن موسي، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل حجر بن زائدة، وعامر بن جذاعة الأزدي علي أبي عبد الله عليه السلام فقالا له: جعلنا فداك، ان المفضل بن عمر يقول انكم تقد رون أرزاق العباد.

فقال: والله ما يقدر ارزاقنا الا الله، ولقد احتجت إلي طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت إلي الفكرة في ذلك حتي أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبرئ منه، قالا: لأفتلعنه وتتبرأ منه؟ قال: نعم فالعناه وابرءا منه برئ الله ورسوله منه.

588 - حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن عمر، أنه كان يشير إنكما لمن المرسلين.

قال الكشي: وذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل: أنه قال لقد قتل مع أبي إسماعيل يعني أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأي وهلل بنباوته: وأن المفضل قال: أدخلنا علي أبي عبد الله عليه السلام ونحن اثني عشر رجلا، قال: فجعل أبو عبد الله عليه السلام يسلم علي رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي، وقال لبعضنا:

السلام عليك يا نوح، وقال لبعضنا: السلام عليك يا إبراهيم، وكان آخر من سلم عليه وقال: السلام عليك يا يونس، ثم قال: لا تخاير بين الأنبياء.

____________________

قوله: كلهم

رأي وهلل بنباوته (1) قال العلامة الزمخشري في الفائق: النباوة والنبوة الارتفاع والشرف و" كلهم " كلا افراديا بالرفع علي الابتداء.

أي كل واحد منهم رأي وهلل علي صيغة المعلوم، أي رأي معبوده بالمنظر الاعلي في الكبرياء والربوبية، ونفسه في الدرجة الرفيعة من النباوة والنباءة، وجري علي لسانه كلمة التهليل فقال: لا إله إلا الله تدهشا وتحيرا واستعظاما وتعجبا.

أو علي صيغه المجهول أي إذا رأي قيل: لا إله إلا الله تعجبا من نباوته واستعظاما لها، إذ كل من يري شيئا عظيما يتعجب منه ويقول: لا إله إلا الله.

(1) وفي المطبوع من الرجال: كلهم رأي وهلك نبينا فيه.

(٦١٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن مسكان (1)، صفوان بن يحيي (1)، عامر بن جذاعة (1)، الحسن بن موسي (1)، حجر بن زائدة (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، المفضل بن عمر (2)، القتل (1)، الطعام (1)

قال أبو عمرو الكشي: قال يحيي بن عبد الحميد الحماني، في كتابه - المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام، قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث فقال: أخبرك القصة.

كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة علي جعفر، يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر.

____________________

قال ابن الأثير في النهاية وفي جامح الأصول: في حديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله النظر إلي وجه علي عبادة، قيل: معناه أن عليا عليه السلام كان إذا برز قال الناس:

لا إله إلا الله، ما أشرف هذا الفتي! لا إله إلا الله، ما أعلم هذا الفتي لا إله إلا الله، ما أذكر هذا الفتي! أي ما اتقي، لا إله إلا الله، ما أشجع هذا الفتي!

فكانت رويته تحملهم علي كلمة التوحيد انتهي كلام النهاية (1).

وصاحب الكشاف في الفائق ذكر الحديث النظر إلي وجه علي عبادة وقال:

قال ابن الأعرابي: تأويله أن عليا كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتي إلي آخر ما في النهاية.

قلت: نعم ما ذكره كذلك، ولكن لا ريب أن النظر إلي وجه علي عليه السلام في نفسه عبادة ومن أعظم العبادات، كما النظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وآله عبادة، والنظر إلي الكعبة زادها الله تعالي شرفا وتعظيما عبادة.

والنبي عليه الصلاة والتسليم قد نص علي ذلك فقال: النظر إلي الكعبة عبادة، والنظر إلي المصحف من غير قرائة عبادة، والنظر إلي علي عبادة، والنظر إلي وجه العالم عبادة.

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 77

(٦١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يحيي بن عبد الحميد (1)، أبو عمرو الكشي (1)، جعفر بن محمد (2)، الكذب، التكذيب (1)، الهلاك (1)، إبن الأثير (1)

وهؤلاء مثل المفضل بن عمر، وبنان، وعمر والنبطي وغيرهم، ذكروا أن جعفرا حدثهم أن معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة، وحدثهم عن أبيه عن جده وانه حدثهم ع ه قبل القيامة، وأن عليا عليه السلام في الحساب يطير مع الريح، وأنه كان يتكلم بعد الموت، وانه كان يتحرك علي المغتسل، وأن اله السماء واله الأرض الامام، فجعلوا الله شريكا، جهال ضلال.

والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط، كان جعفر أتقي لله وأورع

من ذلك، فسمع الناس ذلك فضعفوه ولو رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس.

589 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي في كتابه: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب وإسحاق بن عمار قالا: خرجنا نريد زيارة الحسين عليه السلام، فقلنا لو مررنا بأبي عبد الله المفضل بن عمر فعساه يجئ معنا، فأتينا الباب فاستفتحنا فخرج إلينا فأخبرنا، فقال: استخرج الحمار وأخرج فخرج إلينا وركب وركبنا، فطلع لنا الفجر علي أربعة فراسخ من الكوفة فنزلنا فصلينا، والمفضل واقف لم ينزل يصلي، فقلنا يا أبا عبد الله ألا تصلي؟ فقال: قد صليت قبل أن أخرج من منزلي.

590 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير ____________________

قوله: ع ه " ع ه " رمز عن الرجعة، أي حدثهم عن أبية عن جده بالرجعة عند ظهور القائم من آل محمد قبل يوم القيامة.

قوله: لعلمت أنه واحد الناس أي أوحدي وحيد فريد لا ثاني له في الجلالة ولا نظير له في الناس.

قال في الصحاح: فلان واحد دهره لا نظير له وقال: استأحد الرجل أنفرد (1).

(١) الصحاح: ١ / 437

(٦١٧)

صفحهمفاتيح البحث: زيارة الحسين عليه السلام (1)، معرفة الإمام (1)، مدينة الكوفة (1)، معاوية بن وهب (1)، ابن أبي عمير (2)، إسحاق بن عمار (1)، محمد بن عيسي (1)، المفضل بن عمر (2)، الموت (1)، الصّلاة (1)، الضلال (1)، الصيام، الصوم (1)

عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل بن عامر، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فوصفت له الأئمة حتي انتهيت إليه، قلت: وإسماعيل من بعدك، فقال: اما ذا فلا، قال حماد فقلت لإسماعيل: وما دعاك إلي أن تقول وإسماعيل من بعدك؟

قال: أمرني المفضل بن عمر.

591 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني عبد الله بن القاسم، عن خالد الجوان، قال: كنت أنا والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة، وقد تكلمنا في الربوبية، قال: فقلنا مروا إلي باب ____________________

قوله: عن خالد الجوان بفتح الجيم وتشديد الواو قبل الألف والنون بعدها علي ما ضبطه العلامة في الايضاح، أي بياع الجون.

واسم أبيه نجيح بفتح النون وكسر الجيم واهمال الحاء أخيرا بعد الياء المثناة من تحت.

في القاموس: الجون النبات يضرب إلي سواد من خضرته والأحمر والأبيض والأسود، الجمع جون بالضم ومن الإبل والخيل الأدهم (1).

وفي الصحاح: الجونة الخابية المطلية بالقار (2).

والمضبوط في نسخ كتاب الرجال للشيخ في باب أصحاب الصادق عليه السلام الزاي أو الراء مكان النون (3)، وليس بصحيح.

قال الحسن بن داود في كتابه: ورأيت في تصنيف بعض الأصحاب - يعني به خلاصة العلامة - خالد الجواز وهو غلط (4).

(١) القاموس: ٤ / ٢١١ ٢) الصحاح: ٥ / ٢٠٩٦ ٣) راجع رجال الشيخ: ١٨٦ ٤) رجال ابن داود: ١٣٩

(٦١٨)

صفحهمفاتيح البحث: إسحاق بن محمد البصري (1)، عبد الله بن القاسم (1)، إسماعيل بن عامر (1)، خالد الجوان (1)، حماد بن عثمان (1)، المفضل بن عمر (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

أبي عبد الله عليه السلام حتي نسأله، قال: فقمنا بالباب، قال: فخرج إلينا وهو يقول: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

قال الكشي: إسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع.

592 - قال نصر بن الصباح، رفعه، عن محمد بن سنان، أن عدة من أهل الكوفة كتبوا إلي الصادق عليه السلام فقالوا: إن المفضل يجالس الشطار وأصحاب

الحمام وقوما يشربون الشراب، فينبغي أن تكتب إليه وتأمره الا يجالسهم، فكتب إلي المفضل كتابا وختم ودفع إليهم، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلي يد المفضل.

فجاؤوا بالكتاب إلي المفضل، منهم زرارة، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن مسلم. وأبو بصير، وحجر بن زائدة، ودفعوا الكتاب، إلي المفضل ففكه وقرأه، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم اشتر كذا وكذا واشتر كذا، ولم يذكر قليلا ولا كثيرا مما قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه إلي زرارة، ودفع زرارة إلي محمد بن مسلم حتي أر الكتاب إلي الكل، فقال المفضل: ما تقولون؟ قالوا: هذا مال عظيم حتي ننظر ونجمع ونحمل إليك لم ندرك الا نراك بعد ننظر في ذلك.

وأرادوا الانصراف، فقال المفضل: حتي تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه، ووجه المفضل إلي أصحابه الذين سعوا بهم، فجائوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله عليه السلام، فرجعوا من عنده وحبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده، فرجع الفتيان وحمل كل واحد منهم علي قدر قوته ألفا وألفين وأقل وأكثر، فحضروا أو احضروا الفي دينار وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء.

فقال لهم المفضل: تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنون ان الله تعالي ____________________

قوله: وخالد من أهل الارتفاع سيأتي ما يدل علي صحة عقيدة خالد بن نجيح الجوان وحسن حاله، فالأصح سلامته عن الارتفاع.

(٦١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، أبو بصير (1)، عبد الله بن بكير (1)، حجر بن زائدة (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسلم (2)، الإستحمام، الحمام (1)

يحتاج إلي صلاتكم وصومكم.

وحكي نصر بن الصباح: عن ابن أبي عمير بأسناده أن الشيعة حين أحدث أبو الخطاب ما أحدث: خرجوا إلي

أبي عبد الله عليه السلام فقالوا أقم لنا رجلا نفزع إليه في أمر ديننا وما نحتاج إليه من الاحكام؟ قال: لا تحتاجون إلي ذلك متي ما احتاج أحدكم عرج إلي وسمع مني وينصرف، فقالوا: لابد:

فقال: قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه وأقبلوا عنه، فإنه لا يقول علي الله وعلي الا الحق، فلم يأت عليه كثير شئ حتي شنعوا عليه وعلي أصحابه، وقالوا:

أصحابه لا يصلون ويشربون النبيذ وهم أصحاب الحمام ويقطعون الطريق، والمفضل يقربهم ويدنيهم.

593 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن محمد بن عمر بن سعيد الزيات، عن محمد بن حبيب، قال: حدثني بعض أصحابنا، من كان عند أبي الحسن عليه السلام جالسا، فلما نهضوا قال لهم: ألقوا أبا جعفر عليه السلام فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت إلي وقال: يرحم الله المفضل إن كان ليكتفي بدون هذا.

594 - وحدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن البرقي، عن عثمان بن عيسي، عن خالد بن نجيح الجوان، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام: ما يقولون في المفضل بن عمر؟ قلت:

يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم بأمر صاحبكم، قال: ويلهم ما أخبث ما أنزلوه، ما عندي كذلك ومالي فيهم مثله.

595 - علي بن محمد، قال: حدثني سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان ____________________

قوله (ع): إن كان ليكتفي ان بالكسر علي المخففة من المثقلة، أي انه كان، أو بالفتح علي التعليل أي لأنه كان.

(٦٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)،

ابن أبي عمير (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، سلمة بن الخطاب (1)، محمد بن قولويه (1)، عثمان بن عيسي (1)، خالد بن نجيح (1)، علي بن حسان (1)، محمد بن عيسي (1)، المفضل بن عمر (1)، محمد بن حبيب (1)، علي بن محمد (1)، عمر بن سعيد (1)، الإستحمام، الحمام (1)

عن موسي بن بكر، قال، كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام ولم أكن أري شيئا يصل إليه الا من ناحية المفضل بن عمر، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه ويقول أوصله إلي المفضل.

596 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن كليب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، قال، بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري لأبي الحسن عليه السلام الحيتان، فيأخذ رؤوسها ويبيعها ويشتري لها حيتانا شفقة عليه.

597 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن عيسي بن سليمان، عن أبي إبراهيم عليه السلام، قال، قلت: جعلني الله فداك خلفت مولاك المفضل عليلا فلو دعوت له، قال:

رحم الله المفضل قد استراح، قال: فخرجت إلي أصحابنا فقلت لهم، قد والله مات المفضل، قال: ثم دخلت الكوفة وإذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيام.

598 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن ظبيان، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك، لو كتبت إلي هذين الرجلين بالكف عن هذا الرجل فإنهما له مؤذيان، فقال: اذن أغريهما به، كان كثير عزة في مودتها أصدق منهما في مودتي حيث يقول:

لقد علمت بالغيب

الا أحبها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما والله لو كرمت عليهما لكرم عليهما من أقرب وأوثر.

ما روي في عيسي بن أبي منصور شلقان 599 - محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن علي قال، كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأي عيسي بن أبي منصور، قال: من أحب أن يري رجلا من أهل الجنة فلينظر إلي هذا.

600 - كتب إلي أبو محمد الفضل بن شاذان، يذكر عن ابن أبي عمير، عن

(٦٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، عيسي بن أبي منصور (2)، إبراهيم بن علي (1)، عيسي بن سليمان (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، يونس بن ظبيان (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن عيسي (1)، المفضل بن عمر (1)، موسي بن بكر (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن نصير (1)، علي بن محمد (2)، الموت (1)، الفدية، الفداء (2)

إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن يسار، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ أقبل عيسي بن أبي منصور، فقال: إذا أردت أن تنظر إلي خيار في الدنيا وخيار في الآخرة فانظر إليه.

قال أبو عمرو الكشي: سألت حمدويه بن نصير، عن عيسي؟ فقال: خير فاضل هو المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور، واسم أبي منصور صبيح.

ما روي في أبان بن تغلب 601 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن أحمد ابن محمد بن

عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

ذكرنا أبان بن تغلب عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: رحمه الله أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان.

602 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن إسماعيل بن عمار، عن ابن مسكان، عن أبان بن تغلب، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني اقعد في المسجد فيجئ الناس فيسألوني، فإن لم أجبهم لم يقبلوا مني، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي: انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم بذلك.

603 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن أبان ابن تغلب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: جالس أهل المدينة فاني أحب أن يري في شيعتنا مثلك.

604 - وروي عن صالح بن السندي، عن أمية بن علي، عن مسلم بن أبي ____________________

ما روي في أبان بن تغلب قوله: عمر بن عبد العزيز هذا هو الذي لقبه في المعروف عند الأصحاب زحل وقد تقدم ذكره مرارا.

(٦٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن أبي يعفور (1)، علي بن إسماعيل بن عمار (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، عيسي بن أبي منصور (1)، أبو عمرو الكشي (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، أمية بن علي (1)، صالح بن السندي (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (2)، أبان بن تغلب (3)، سعد بن يسار (1)، محمد بن عيسي (1)، السجود (1)، الإختيار، الخيار (1)

حية قال، كنت عند أبي عبد الله عليه

السلام في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته وقلت له أحب أن تزودني، قال: ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا فما روي لك عني فأرو عني.

ما روي في عمر بن يزيد بياع السابري مولي ثقيف 605 - حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا بن يزيد أنت والله منا أهل البيت، قلت له: جعلت فداك من آل محمد؟ قال: أي والله من أنفسهم، قلت: من أنفسهم؟ قال: أي والله من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عز وجل " ان أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (1) ".

ما روي في عمران وعيسي ابني عبد الله القميين 606 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن موسي بن طلحة، عن بعض الكوفيين رفعه قال، كنت بمني إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي، ومعه مضارب للرجال والنساء فيها كنف، فضربها في مضرب أبي عبد الله عليه السلام، إذ أقبل أبو عبد الله عليه السلام ومعه نساؤه.

قال، فقال ما هذا؟ قالوا: جعلنا الله فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبد الله، قال، فنزل، ثم قال يا غلام، عمران بن عبد الله، قال، فأقبل: جعلت فداك هذه المضارب التي أمرتني بها أن أعملها لك، فقال: بكم ارتفعت؟ فقال له:

جعلت فداك أن الكرابيس من صنعتي وعملتها لك، فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية، فاني رددت المال الذي أعطيتنيه.

قال: فقبض أبو عبد الله عليه السلام علي

يده ثم قال: أسأل الله أن يصلي علي محمد

(١) سورة آل عمران: ٦٨

(٦٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن يزيد بياع السابري (1)، عمران بن عبد الله القمي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، أبو عبد الله (3)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، أبان بن تغلب (1)، موسي بن طلحة (1)، عمر بن يزيد (1)، جعفر بن معروف (1)، الفدية، الفداء (4)، سورة آل عمران (1)

وآل محمد، وأن يظلك وعترتك يوم لاظل الا ظله.

607 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن موسي بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، عنه، قال: كنت بالمدينة فاستقبل جعفر بن محمد عليهما السلام في بعض أزقتها، قال، فقال: اذهب يا يونس فان بالباب رجلا منا أهل البيت.

قال: فجئت إلي الباب فإذا عيسي بن عبد الله القمي جالس، قال: فقلت له من أنت؟ فقال له: أنا رجل من أهل قم، قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد الله عليه السلام، قال: فدخل علي الحمار الدار، ثم التفت إلينا فقال: أدخلا.

ثم قال: يا يونس بن يعقوب أحسبك أنكرت قولي لك أن عيسي بن عبد الله منا أهل البيت! قال قلت: أي والله جعلت فداك لان عيسي بن عبد الله رجل من أهل قم، فقال يا يونس عيسي بن عبد الله هو منا حي وهو منا ميت.

608 - محمد بن مسعود، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن عمران القمي، عن حماد الناب، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن

جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله وبره وبشه، فلما أن قام، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: من هذا الذي بررته هذا البر؟ فقال: هذا من أهل بيت النجباء، ما أرادهم جبار من الجبابرة الا قصمه الله.

609 - محمد بن مسعود، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا الحسين بن عبيد الله عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن المرزبان بن عمران، عن أبان بن عثمان، قال: دخل عمران بن عبد الله القمي علي أبي عبد الله عليه السلام، فقربه أبو عبد الله، فقال له: كيف أنت وكيف ولدك وكيف أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك؟

____________________

ما روي في عمران وعيسي ابني عبد الله القميين قوله (ع): وهو مناحي أي هو حي من أحيائنا، وهو ميت من أمواتنا.

(٦٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، عيسي بن عبد الله القمي (1)، عمران بن عبد الله القمي (2)، الحسين بن عبيد الله (1)، الحسين بن عبد الله (1)، عيسي بن عبد الله (3)، عبد الله بن علي (2)، أبو عبد الله (1)، يونس بن يعقوب (2)، مرزبان بن عمران (1)، موسي بن طلحة (1)، أحمد بن حمزة (2)، حماد الناب (1)، عمران القمي (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (3)، علي بن محمد (3)، الفدية، الفداء (1)

ثم حدثه مليا فلما خرج، قيل لأبي عبد الله عليه السلام: من هذا؟ قال: هذا نجيب قوم نجباء ما نصب لهم جبار الا قصمه الله.

قال حسين: عرضت هذين الحديثين علي أحمد بن حمزة، فقال أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي.

610 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن

أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن يونس بن يعقوب.

قال: وحدثني محمد بن عيسي بن عبيد الله عن يونس بن يعقوب، قال:

دخل عيسي بن عبد الله القمي علي أبي عبد الله عليه السلام، فأوصاه بأشياء ثم ودعه وخرج عنه، فقال لخادمه: أدعه، فانصرف إليه فخرج إليه فأوصاه بأشياء، ثم ودعه وخرج عنه، فقال لخادمه: أدعه، فانصرف إليه فأوصاه بأشياء.

ثم قال له: يا عيسي بن عبد الله ان الله عز وجل يقول " وأمر أهلك بالصلاة " (1) وأنك منا أهل البيت، فإذا كانت الشمس من هيهنا مقدارها من هيهنا من العصر، فصل ست ركعات، قال: ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسي فانصرف.

قال يونس بن يعقوب: فما تركت الست ركعات منذ سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ذلك لعيسي بن عبد الله.

ما روي في يزيد بن خليفة الحارثي 611 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي.

____________________

قوله: حدثني حمدويه هذا الحديث صحيح الطريق علي الأصح في يونس بن يعقوب عالي الاسناد بالمعنيين المصطلح عليهما، وهو من ثلاثيات حمدويه عن أبي عبد الله عليه السلام، ومن رباعيات أبي عمرو الكشي رحمه الله.

(١) سورة طه: ١٣٢

(٦٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: عيسي بن عبد الله القمي (1)، يزيد بن خليفة الحارثي (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عيسي بن عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (2)، يونس بن يعقوب (3)، محمد بن الحسين (1)، أحمد بن حمزة (1)، محمد بن عيسي (1)، الركوع، الركعة (2)، العصر (بعد الظهر) (1)، سورة طه (1)

ومحمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسي

بن عبيد، عن النضر بن سويد، رفعه قال: دخل علي أبي عبد الله عليه السلام رجل يقال له يزيد بن خليفة، فقال له: من أنت؟ فقال: من بلحارث ابن كعب، قال، أبو عبد الله عليه السلام: ليس من أهل بيت الا وفيهم نجيب أو نجيبان، وأنت نجيب بلحارث بن كعب.

ما روي في عمر بن أذينة وسبب خروجه إلي الموضع الذي مات فيه 612 - حمدويه بن نصير، قال: سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره، ان ابن أذينة كوفي، وكان هرب من المهدي، ومات باليمن، فلذلك لم يرو عنه كثير، ويقال: اسمه محمد بن عمر بن أذينة، غلب عليه اسم أبيه، وهو كوفي مولي لعبد القيس.

ما روي في جابر المكفوف 613 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: أما يصلونك؟ قلت: بلي ربما فعلوا، قال: فوصلني بثلاثين دينارا، قال: يا جابر كم من عبد ان غاب لم يفقدوه وان شهد لم يعرفوه في أطمار لو أقسم علي الله لأبر قسمه.

ما روي في زكريا بن سابور 614 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال: حدثني العمركي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار، أنه حضر أحد ابني سابور، وكان لهما ورع واخبات، فمرض أحدهما، ولا أحسبه الا زكريا ابن سابور، قال: فحضرته عند موته، قال: فبسط يده ثم قال: ابيضت يدي يا علي.

قال: فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وعند محمد بن مسلم، فلما قمت من عنده ظننت أن محمد بن مسلم أخبره بخبر الرجل، فاتبعني رسول فرجعت إليه،

فقال:

(٦٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، محمد بن عمر بن أذينة (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، زكريا بن سابور (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، يزيد بن خليفة (1)، يونس بن يعقوب (1)، سعيد بن يسار (1)، عمر بن أذينة (1)، علي بن الحسن (1)، جابر المكفوف (2)، نضر بن سويد (1)، محمد بن مسعود (3)، علي بن محمد (1)، محمد بن مسلم (2)، الشهادة (1)، الموت (2)، الغلّ (1)

أخبرني خبر الرجل الذي حضرته عند الموت أي شئ سمعته يقول؟ قلت: بسط يده فقال: ابيضت يدي يا علي، فقال أبو عبد الله عليه السلام رآه والله رآه والله رآه.

ما روي في حريز وفضل بن عبد الملك البقباق وحذيفة بن منصور 615 - حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سأل أبو العباس فضل البقباق لحريز الاذن علي أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن له، فعاوده فلم يأذن له، فقال: أي شئ للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه؟ قال، قال: علي قدر ذنوبه، فقال: قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع، قال: ويحك اني فعلت ذلك أن حريزا جرد السيف، ثم قال: أما لو كان حذيفة بن منصور ما عاودني فيه بعد أن قلت لا.

616 - محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: حدثني يونس ابن عبد الرحمن، قال: قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح من شعر رأسك في وضوئك للصلاة؟ قال: بقدر ثلاث أصابع وأومأ بالسبابة والوسطي والثالثة، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا.

617 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله

بن محمد قال: حدثني أبو داود المسترق، عن عبد الله بن راشد، عن عبيد بن زرارة قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وعنده البقباق، فقلت له: جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم؟

قال: نعم، قلت رجل أحبكم أهو معكم؟ قال: نعم، قلت: وان زني وان سرق؟

قال: فنظر إلي البقباق فوجد منه غفلة، ثم أومي برأسه نعم.

ما روي في زيد الشحام والحارث بن المغيرة النصري 618 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن محمد بن موسي الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن

(٦٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن موسي الهمداني (1)، عبد الله بن راشد (1)، عبد الله بن محمد (1)، بنو أمية (1)، أبو عبد الله (1)، منصور بن العباس (1)، عبيد بن زرارة (1)، حذيفة بن منصور (1)، محمد بن عيسي (2)، زيد الشحام (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (1)، علي بن محمد (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (1)، الصّلاة (1)، السرقة (1)

عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: اسمي في تلك الأسامي يعني في كتاب أصحاب اليمين؟ قال: نعم.

619 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة قال: حدثنا محمد بن الوضاح، عن زيد الشحام، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا زيد جدد التوبة وأحدث عبادة، قال: قلت: نعيت إلي نفسي.

قال: فقال لي: يا زيد ما عندنا لك خير، وأنت من شيعتنا، إلينا الصراط والينا الميزان، والينا حساب شيعتنا، والله لأنا لكم أرحم من أحدكم بنفسه، يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك من

الجنة ورفيقك فيها الحارث ابن المغيرة النصري.

620 - وحدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسي، عن عبد الله بن محمد الحجال عن يونس بن يعقوب، قال:

كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما لكم من مفزع أما لكم من مستراح تستريحون إليه، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري.

ما روي في الفضيل بن الزبير الرسان وأخويه 621 - قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن، عن فضيل الرسان؟

قال: هو فضيل بن الزبير وكانوا ثلاثة اخوة عبد الله وآخر.

622 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي ____________________

ما روي في الفضيل بن الزبير الرسان وأخويه قوله: إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي " الختلي " باعجام الخاء المضمومة وتشديد المثناة من فوق المفتوحة قبل اللام.

(٦٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي بن أبي عثمان (1)، عبد الله بن محمد الحجال (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، الفضيل بن الزبير (1)، إبراهيم بن محمد (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن إدريس (1)، يونس بن يعقوب (1)، ابن المغيرة (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، زيد الشحام (2)، محمد بن مسعود (1)

عمير، عن عبد الرحمن بن سيابة، قال: دفع إلي أبو عبد الله عليه السلام دنانير، وأمرني أن أقسمها في عيالات من أصيب مع عمه زيد، فقسمتها، قال: فأصاب عيال عبد الله ابن الزبير الرسان أربعة دنانير.

ما روي في سلام ومثني بن الوليد

والمثني بن عبد السلام 623 - قال أبو النضر محمد بن مسعود: قال علي بن الحسن: سلام والمثني ابن الوليد والمثني بن عبد السلام كلهم حناطون كوفيون لا بأس بهم.

ما روي في مسلم مولي أبي عبد الله عليه السلام 624 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد ابن الوليد البجلي، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن عليه السلام قال، ذكر أن مسلما مولي جعفر بن محمد سندي، وأن جعفرا قال له: أرجو أن تكون قد وفقت الاسم ____________________

في القاموس: ختل كسكر كورة بما وراء النهر (1).

والرجل من أشياخ أبي عمرو الكشي وغيره من المشيخة، قد أسلفنا مدحه فيما قد سلف.

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب " لم ": إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، يروي عن سعد بن عبد الله وغيره من القميين، وعن علي بن الحسن بن فضال، وكان رجلا صالحا (2).

ما روي في مسلم مولي أبي عبد الله (ع) قوله: أن تكون قد وفقت بفتح الواو وتخفيف الفاء المكسورة واسكان القاف وفتح الطاء للخطاب

(1) القاموس: 3 / 366 2) رجال الشيخ: 438

(٦٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مسلم مولي أبي عبد الله عليه السلام (1)، مثني بن عبد السلام (2)، مثني بن الوليد (1)، أبو عبد الله (1)، عباس بن هلال (1)، علي بن الحسن (2)، محمد بن مسعود (2)، جعفر بن محمد (1)

وأنه علم القرآن في النوم فأصبح وقد علمه، قال محمد بن الوليد: كان من أولاد السند.

625 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن الوشاء عن الرضا عليه السلام مثله.

ما روي في عبد الله

بن غالب الشاعر 626 - قال نصر بن الصباح البلخي: عبد الله بن غالب الشاعر الذي قال له أبو عبد الله عليه السلام أن ملكا يلقي عليه الشعر، واني لأعرف ذلك الملك.

ما روي في كليب الصيداوي 627 - علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسي، عن حسين بن مختار، عن أبي أسامة، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان عندنا رجلا يسمي كليبا، فلا يجئ ____________________

أي وجدتك في نفسك وفقا لاسمك وصادفت حالك في أمر دينك موافقا لمعني اسمك.

قال في أساس البلاغة: وفق الامر يفق كان صوابا موافقا للمراد، ووفقت أمرك صادفته موافقا لإرادتك، وجاء القوم وفقا أي متوافقين، وفلان حلوبته وفق عياله أي لبنها يكفيهم (1).

وربما يضبط بالتشديد من باب التفعيل علي صيغة المعلوم أو المجهول، أي جعلت نفسك أو جعلت في نفسك بحسب سلامة دينك وفقا لك بحسب مدلول اسمك والأصح الأصوب هو الأول.

قال في الصحاح: يقال: وفقت أمرك تفق بالكسر فيهما أي صادفته موافقا وهو من التوفيق، كما يقال: رشدت أمرك، والرفق من الموافقة بين الشيئين كالالتحام يقال: حلوبته وفق عياله، أي لها لبن قدر كفايتهم لافضل فيه (2).

(١) أساس البلاغة: ٦٨٤ ٢) الصحاح: ٤ / 1567

(٦٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، عبد الله بن غالب (2)، علي بن إسماعيل (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن الوليد (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، القرآن الكريم (1)، النوم (1)

عنكم شئ الا قال أنا أسلم، فسميناه كليبا بتسليمه قال: فترحم عليه أبو عبد الله عليه السلام وقال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا، فقال: هو والله الاخبات، قول الله عز

وجل " الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلي ربهم (1) ".

628 - أيوب بن نوح: عن صفوان بن يحيي، عن كليب بن معاوية الأسدي قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله انكم لعلي دين الله ودين ملائكته فأعينوني بورع واجتهاد، فوالله ما يتقبل الا منكم، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم وصلوا في مساجدهم، فإذا تميز القوم فتميزوا.

629 - روي عن محمد بن معلي النيلي، عن الحسين بن حماد الخراز عن كليب، قال، قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: أيحب الرجل الرجل ولم يره؟ قال:ها هو ذا انا أحب كليبا الصيداوي ولم أره.

وهو كليب بن معاوية الصيداوي الأسدي، والصيدا بطن من بني أسد.

ما روي في محمد بن قيس 630 - روي محمد بن غالب، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن زياد، عن فضيل بن عثمان، عن مرزوق، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام:

محمد بن قيس يقرئك السلام! فقال لي: محمد بن القيس الذي بينه وبين عبد الرحمن القصير قرابة؟ قلت: نعم، قال: قل له أ عبد الله، ولا تشرك به شيئا وآمن برسوله خاتم النبيين لا نبي بعده، وانه كان لرسول الله الطاعة المفروضة وعلي ابن عمه، وإياك والسمع من فلان وفلان.

ما روي في عبد الواحد بن المختار الأنصاري 631 - روي محمد بن غالب، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن ابن بكير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الشطرنج فقال

(١) سورة هود: ٢٣

(٦٣١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الواحد بن المختار الأنصاري (2)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، محمد بن الوليد الخزاز (1)، كليب بن معاوية (2)، صفوان بن

يحيي (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن حماد (1)، أيوب بن نوح (1)، محمد بن زياد (1)، بنو أسد (1)، محمد بن غالب (2)، محمد بن قيس (2)، سورة هود (1)

ان عبد الواحد لفي شغل عن اللعب، قال ابن بكير: عبد الواحد ما كان عندي يذكر اللعب حتي يسأل عنه أبا عبد الله عليه السلام.

ما روي في صالح بن سهل 632 - روي عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن صالح بن سهل، قال، كنت أقول في أبي عبد الله عليه السلام بالربوبية، فدخلت عليه، فلما نظر إلي قال: يا صالح انا والله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده وان لم نعبده عذبنا.

ما روي في رزام مولي خالد القسري 633 - محمد بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن خرزاد، عن يونس ابن القاسم البلخي، قال: حدثني رزام مولي خالد القسري، قال: كنت أعذب، بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد، فكان صاحب العذاب يعلقني بالسقف، ويرجع إلي أهله، ويغلق علي الباب، وكان أهل البيت إذ انصرف إلي أهله حلوا الحبل عني حتي يريحوني، وأقعد علي الأرض حتي إذا دني مجيئه علقوني.

فوالله اني كذلك ذات يوم إذا رقعة وقعت من الكوة إلي من الطريق، فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة، فنظرت فيها فإذا خط أبي عبد الله عليه السلام وإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام: يا كائنا قبل كل شئ، ويا كائنا بعد كل شئ، ويا مكون كل شئ ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك.

قال رزام: فقلت ذلك فما عاد إلي شئ من العذاب بعد ذلك.

ما روي في أبي بحير عبد الله بن النجاشي 634

- حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاد، عن موسي ابن القاسم البجلي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عمار السجستاني، قال: زاملت أبا بحير عبد الله بن النجاشي من سجستان إلي مكة، وكان يري رأي الزيدية، فلما صرنا إلي المدينة مضيت أنا إلي أبي عبد الله عليه السلام ومضي هو إلي عبد الله بن الحسن.

(٦٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن الحسن (ع) (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، إبراهيم بن أبي البلاد (1)، عبد الله بن النجاشي (2)، عمار السجستاني (1)، علي الصيرفي (1)، محمد بن الحسين (2)، صالح بن سهل (2)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن خالد (1)، العذاب، العذب (2)

فلما انصرف رأيته منكسرا يتقلب علي فراشه ويتأوه، قلت: مالك أبا بحير؟

فقال: استأذن لي علي صاحبك إذا أصبحت انشاء الله، فلما أصبحنا دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت: هذا عبد الله بن النجاشي سألني أن أستأذن له عليك وهو يري رأي الزيدية فقال ائذن له.

فلما دخل عليه قربه أبو عبد الله عليه السلام، فقال له أبو بحير: جعلت فداك أني لم أزل مقرا بفضلكم أري الحق فيكم لا في غيركم، وأني قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج كلهم سمعتهم يتبرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: سألت عن هذا المسألة أحدا غيري؟ فقال: نعم سألت عنها عبد الله بن الحسن فلم يكن عنده فيها جواب وعظم عليه، وقال لي أنت مأخوذ في الدنيا والآخرة، فقلت: أصلحك الله فعلي ماذا عادينا الناس في علي عليه السلام؟

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: وكيف قتلتهم يا أبا بحير؟ فقال: منهم من

كنت أصعد سطحه بسلم حتي أقتله، ومنهم من دعوته بالليل علي بابه فإذا خرج علي قتلته، ومنهم من كنت أصحبه في الطريق فإذا خلالي قتله، وقد استتر ذلك كله علي.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بحير لو كنت قتلتهم بأمر الإمام لم يكن عليك في قتلهم شئ ولكنك سبقت الامام، فعليك ثلاث عشرة شاة تذبحها بمني والتصدق بلحمها لسبقك الامام، وليس عليك غير ذلك.

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بحير أخبرني حين أصابك الميزاب وعليك الصدرة من فراء، فدخلت النهر فخرجت وتبعك الصبيان يحيطون بك، أي شئ صيرك علي هذا.

فقال عمار، فالتفت إلي أبو بحير فقال: أي شئ كان هذا من الحديث حتي تحدثه أبا عبد الله عليه السلام! فقلت: لا والله ما ذكرت له ولا لغيره وهذا هو يسمع كلامي.

فقال: له أبو عبد الله عليه السلام: لم يخبرني بشئ يا أبا بحير، فلما خرجنا من عنده،

(٦٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، عبد الله بن النجاشي (1)، أبو عبد الله (6)، الخوارج (1)، القتل (2)، الفدية، الفداء (1)

قال لي أبو بحير يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد، وأن الذي كنت عليه باطل وأن هذا صاحب الامر.

ما روي في حماد السمندري 635 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي الكوفي عن معاوية بن حكيم الدهني، عن شريف بن سابق التفليسي، عن حماد السمندري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني أدخل إلي بلاد الشرك وأن من عندنا يقولون أن مت ثم حشرت معهم، قال: فقال: يا حماد إذا كنت ثم تذكر أمرنا

وتدعو إليه؟ قلت:

بلي، قال: فإذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قال، قلت:

لا، قال، فقال لي: انك ان مت ثم حشرت أمة وحدك وسعي نورك بين يديك.

في عقبة بن خالد 636 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الوشاء، قال: حدثنا علي بن عقبة، عن أبيه، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لنا خادما لا تعرف ما نحن عليه، فإذا أذنبت ذنبا وأرادت أن تحلف بيمين: قالت لا وحق الذي إذا ذكرتموه بكيتم، قال، فقال: رحمكم الله من أهل البيت.

ما روي في إسماعيل بن حقيبة وقيل جفينة 637 - قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن إسماعيل بن حقيبة؟ قال: صالح، وهو قليل الرواية.

ما روي في موسي بن أشيم وحفص بن ميمون وجعفر بن ميمون 638 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح: عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اني لا نفس علي أجساد أصليت معه يعني أبا الخطاب النار ثم ذكر ابن الأشيم، فقال: كان يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن ميمون

(٦٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، محمد بن أحمد النهدي (1)، عبد الله بن محمد (1)، حمدويه بن نصير (1)، موسي بن أشيم (1)، أيوب بن نوح (1)، حنان بن سدير (1)، شريف بن سابق (1)، عقبة بن خالد (1)، جعفر بن ميمون (1)، حفص بن ميمون (2)، علي بن عقبة (1)، محمد بن مسعود (3)، الشهادة (1)

ويسألوني، فأخبرهم بالحق، ثم يخرجون من عندي إلي أبي الخطاب، فيخبرهم بخلاف قولي، فيأخذون بقوله ويذرون قولي.

ما

روي في عبد الله بن بكير بن أعين 639 - قال محمد بن مسعود: عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحية هم فقهاء أصحابنا، منهم ابن بكير، وابن فضال يعني الحسن بن علي، وعمار الساباطي، وعلي بن أسباط، وبنو الحسن بن علي بن فضال علي وأخواه، ويونس بن يعقوب ومعاوية بن حكيم، وعد عدة من أجلة العلماء.

ما روي في داود بن فرقد 640 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الوشاء، عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كنت أصلي عند القبر وإذا رجل خلفي يقول " أتريدون أن تهدوا من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا " (1).

قال، فالتفت إليه وقد تأول علي هذه الآية، وما أدري من هو وأنا أقول " وأن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون " (2).

فإذا هو هارون بن سعد، قال، فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إذا أصبت الجواب، قل الكلام بإذن الله.

____________________

ما روي في عبد الله بن بكير بن أعين قوله: علي وأخواه وهما أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علي بن فضال.

(١) سورة النساء: ٨٨ 2) سورة الأنعام: 121

(٦٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي بن فضال (1)، عبد الله بن بكير (2)، عمار الساباطي (1)، عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، يونس بن يعقوب (1)، علي بن أسباط (1)، هارون بن سعد (1)، الحسن بن علي (1)، داود بن فرقد (2)، علي بن عقبة (1)، محمد بن مسعود (2)، القبر (1)، الجماعة (1)، سورة الأنعام (1)، سورة النساء (1)

641 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال:

حدثني صفوان، عن داود بن فرقد، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أن رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله فقال " مالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله " (1) فعملت أنه يعنيني، فالتفت إليه فقلت: " وان الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم " (2) وذكر مثله سواء إلي آخر الحديث.

وقال في آخره: قلت جعلت فداك لاجرم والله ما تكلم بكلمة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أحد أجهل منهم ان في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم.

ما روي في خالد بن جرير البجلي 642 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن خالد بن جرير الذي يروي عنه الحسن بن محبوب؟ فقال: كان من بجيلة، وكان صالحا.

ما روي في وهب بن جميع مولي إسحاق بن عمار 643 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، وسألته عن وهب ابن جميع؟ فقال: ما سمعت فيه الا خيرا.

ما روي في علي بن خليد المكفوف 644 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن علي بن خليد وكان يعرف بأبي الحسن المكفوف، وهو بغدادي، قال: ليس به بأس.

ما روي في أديم بن الحر أبي الحر الحذاء 645 - قال نصر بن الصباح: أبو الحر اسمه أديم بن الحر وهو حذاء صاحب أبي عبد الله عليه السلام روي نيفا وأربعين حديثا عن أبي عبد الله عليه السلام.

(١) سورة النساء: ٨٨ 2) سورة الأنعام: 121

(٦٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله (1)، إسحاق بن

عمار (1)، الحسن بن محبوب (1)، وهب بن جميع (1)، خالد بن جرير (2)، علي بن الحسن (3)، علي بن خليد (2)، محمد بن مسعود (3)، الخوارج (1)، النفاق (1)، الفدية، الفداء (1)، سورة الأنعام (1)، سورة النساء (1)

ما روي في حبيب السجستاني 646 - محمد بن مسعود، قال: حبيب السجستاني كان أولا شاريا، ثم دخل في هذا المذهب، وكان من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام منقطعا إليهما.

ما روي في زياد بن أبي رجاء 647 - قال محمد بن مسعود: سألت ابن فضال، عن زياد بن أبي رجاء؟

فقال: ثقة.

ما روي في الطيار وابنه 648 - قال محمد بن مسعود: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابن بكير، عن حمزة الطيار. قال، سألني أبو عبد الله عليه السلام عن قراءة القرآن؟ فقلت: ما أنا بذلك، قال: لكن أبوك، قال، فسألني عن الفرائض؟ فقلت: أنا وما أنا بذلك، فقال: لكن أبوك قال.

ثم قال: إن رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما قاريا، فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفر عليه السلام، فقال: ليقبل كل واحد منكما علي صاحبه ويسأل كل واحد منكما صاحبه، ففعلا، فقال القرشي. لأبي جعفر عليه السلام: قد علمت ما أردت! أردت أن تعلمني أن في أصحابك مثل هذا، قال: هو ذاك كيف رأيت؟.

649 - طاهر بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن حمزة بن الطيار، عن أبيه محمد قال، جئت إلي باب أبي جعفر عليه السلام، استأذن عليه فلم يأذن لي وأذن لغيري.

فرجعت إلي منزلي وأنا مغموم، فطرحت نفسي علي

سرير في الدار وذهب عني النوم، فجعلت أفكر وأقول أليس المرجئة تقول كذا، والقدرية تقول كذا، والحرورية تقول كذا، والزيدية تقول كذا، فيفسد عليهم قولهم، وأنا أفكر في هذا حتي نادي المنادي فإذا الباب تدق، فقلت: من هذا؟ فقال رسول أبي جعفر عليه السلام

(٦٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، زياد بن أبي رجاء (2)، صفوان بن يحيي (1)، حمزة بن الطيار (1)، حبيب السجستاني (2)، أبو عبد الله (1)، طاهر بن عيسي (1)، حمزة الطيار (1)، محمد بن الحسين (1)، جعفر بن أحمد (1)، جعفر بن بشير (1)، محمد بن مسعود (3)، محمد بن نصير (1)، القرآن الكريم (1)، النوم (1)

يقول لك أبو جعفر عليه السلام أجب.

فأخذت ثيابي ومضيت معه فدخلت عليه، فلما رآني قال: يا محمد لا إلي المرجئة، ولا إلي القدرية، ولا إلي الحرورية، ولا إلي الزيدية، ولكن إلينا. كما حجبتك لكذا وكذا، فقبلت وقلت به.

650 - حمدويه ومحمد ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن الطيار قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغني أنك كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة؟ فقال: أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه، من إذا طار أحسن أن يقع وان وقع يحسن أن يطير، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه.

651 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل ابن الطيار؟ قال، قلت: مات، قال: رحمه الله ولقاه نضرة وسرورا، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت.

652 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن يونس، عن

أبي جعفر الأحول، عن أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل ابن الطيار؟ فقلت: توفي، فقال: رحمه الله أدخل عليه الرحمة ونضره، فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت.

653 - فضالة بن جعفر، عن أبان، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، أخذ أبو عبد الله عليه السلام بيدي ثم عد الأئمة عليهم السلام إماما إماما يحسبهم ____________________

ما روي في الطيار وابنه قوله: فضالة بن جعفر الصواب عن جعفر، وهو قفة العلم جعفر بن بشير البجلي الوشاء، من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام، يروي عنه فضالة بن أيوب وغيره من الثقات الاجلاء.

وتصحيف العين بالباء الموحدة من النساخ.

(٦٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، حمزة بن الطيار (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، هشام بن الحكم (1)، أبان الأحمر (1)، ابن الطيار (2)، محمد بن عيسي (3)، جعفر الأحول (1)، الموت (1)

بيده حتي انتهي إلي أبي جعفر عليه السلام فكف.

فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت أن ما حرمت حرام وما أحللت حلال، فقال: فحسبك أن تقول بقوله، وما أنا الا مثلهم لي مالهم وعلي ما عليهم، فان أردت ان تجئ يوم القيامة مع الذين قال الله تعالي " يوم ندعو كل أناس بامامهم " (1) فقل بقوله.

ما روي في أبي الصباح الكناني إبراهيم بن نعيم 654 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن الوشاء، عن بعض أصحابنا قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي الصباح الكناني: أنت ميزان! فقال له: جعلت فداك ان الميزان ربما كان فيه عين قال: أنت

ميزان ليس فيه عين.

655 - بهذا الاسناد عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بريد العجلي، قال: كنت أنا وأبو الصباح الكناني عند أبي عبد الله عليه السلام فقال:

كان أصحاب أبي والله خيرا منكم، كان أصحاب أبي ورقا لا شوك فيه وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه، فقال أبو الصباح الكناني: جعلت فداك فنحن أصحاب أبيك قال:

كنتم يومئذ خيرا منكم اليوم.

656 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلي الشاذاني، قال: حدثنا الفضل، قال حدثني علي بن الحكم وغيره، عن أبي الصباح الكناني قال: جاءني سدير فقال لي: ان زيدا تبرأ منك، قال، فأخذت علي ثيابي، قال: وكان أبو الصباح رجلا ضاريا، قال: فأتيته فدخلت عليه وسلمت عليه، فقلت له يا أبا الحسين بلغني أنك قلت الأئمة أربعة ثلاثة مضوا والرابع هو القائم. قال زيد هكذا قلت.

قال، فقلت لزيد: هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر عليه السلام

(١) سورة الإسراء: ٧١

(٦٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، يوم القيامة (1)، أبو الصباح الكناني (2)، أبو عبد الله (1)، أبان بن عثمان (1)، أبو الصباح (1)، علي بن الحكم (2)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (3)، سورة الإسراء (1)

وأنت تقول أن الله تعالي قضي في كتابه " أن من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا () " وانما الأئمة ولاة الدم وأهل الباب وهذا أبو جعفر الامام فان حدث به حدث فان فينا خلفا.

وقال: كان يسمع مني خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأنا أقول: فلا تعلموهم فهم أعلم منكم، فقال لي: أما تذكر هذا القول؟ فقلت: بلي فان منكم من هو كذلك.

قال: ثم

خرجت من عنده فتهيأت وهيأت راحلة ومضيت إلي أبي عبد الله عليه السلام ودخلت عليه، وقصصت عليه ما جري بيني وبين زيد.

فقال: أرأيت لو أن الله تعالي ابتلي زيدا فخرج منا سيفان آخران بأي شئ يعرف أي السيوف سيف الحق؟ والله ما هو كما قال، لئن خرج ليقتلن، قال:

فرجعت فانتهيت إلي القادسية فاستقبلني الخبر بقتله رحمه الله.

657 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثني علي بن الحكم، بأسناده، هذا الحديث بعينه.

658 - محمد بن مسعود، قال، قال علي بن الحسن: أبو الصباح الكناني ثقة وكان كوفيا، وانما سمي الكناني لان منزله في كنانه فعرف به، وكان عبديا.

في أبان بن عثمان الأحمر 659 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير وحمدويه، قالا:

حدثنا محمد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: كنت أقود أبي وقد كان كف بصره، حتي صرنا إلي حلقة فيها ابان الأحمر، فقال لي: عمن تحدث؟ قلت: عن أبي عبد الله عليه السلام، فقال: ويحه سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أما أن منكم الكذابين ومن غيركم المكذبين.

660 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: كان أبان من أهل البصرة، وكان مولي بجيلة، وكان يسكن الكوفة، وكان من الناووسية.

(١) سورة الإسراء: ٣٣ وليس " ان " من الآية.

(٦٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، إبراهيم بن أبي البلاد (1)، أبو الصباح الكناني (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، الفضل بن شاذان (1)، أبان بن عثمان (1)، مدينة البصرة

(1)، أبان الأحمر (1)، علي بن الحسن (2)، علي بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (3)، محمد بن نصير (1)، القتل (2)، الظلم (1)، سورة الإسراء (1)

ما روي في أبي خديجة سالم بن مكرم 661 - محمد بن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن، عن اسم أبي خديجة؟ قال: سالم بن مكرم، فقلت له: ثقة؟ فقال: صالح وكان من أهل الكوفة، وكان جمالا، وذكر انه حمل أبا عبد الله عليه السلام من مكة إلي المدينة، قال:

أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تكتن بأبي خديجة، قلت فبم اكتني؟ فقال: بأبي سلمة.

وكان سالم من أصحاب أبي الخطاب، وكان في المسجد يوم بعث عيسي ابن موسي بن علي بن عبد الله بن العباس وكان عامل المنصور علي الكوفة إلي أبي الخطاب: لما بلغه انهم قد أظهروا الاباحات، ودعوا الناس إلي نبوة أبي الخطاب، وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين يورون الناس انهم قد لزموها للعبادة، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا لم يفلت منهم الا رجل واحد أصابته جراحات فسقط بين القتلي يعد فيهم، فما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي خديجة، فذكر بعد ذلك أنه تاب وكان ممن يروي الحديث.

ما روي في فيض بن المختار وسليمان بن خالد وعبد السلام بن عبد الرحمن 662 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير. ومحمد ابن مسعود، قال: حدثني أحمد بن المنصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، قال: حدثنا حماد بن عيسي، عن عبد الحميد بن

أبي الديلم، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد، يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها وانه ان أمرهم أن يأخذوها، أخذوها، فلما قرأ كتابهم رمي به، ثم قال: ما انا لهؤلاء

(٦٤١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (3)، الفيض بن المختار (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، سليمان بن خالد (2)، يعقوب بن يزيد (1)، حماد بن عيسي (1)، أحمد بن الفضل (1)، موسي بن علي (1)، علي بن الحسن (1)، سالم بن مكرم (3)، محمد بن مسعود (1)، عبد الحميد (1)، السجود (2)، القتل (1)

بامام اما علموا ان صاحبهم السفياني.

ما روي في الفيض ويونس بن ظبيان 663 - وان الفيض أول من سمع عن أبي عبد الله عليه السلام نصه علي ابنه موسي ابن جعفر عليه السلام.

جعفر بن أحمد بن أيوب، عن أحمد ابن الحسن التيمي، عن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار.

وعنه عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح، عن الفيض، قال: قلت لأبي عبد الله جعلت فداك، ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها آخرين علي أن ما أخرج الله منها من شئ كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال: لا بأس به، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبه لم تحفظ.

قال، فقال: يا بني أوليس كذلك أعامل أكرتي! ان كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل، فقام إسماعيل فخرج، فقلت جعلت فداك وما علي إسماعيل الا يلزمك إذا كنت أفضيت إليه الأشياء من بعدك كما أفضيت إليك بعد

أبيك.

قال، فقال: يا فيض ان إسماعيل ليس كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كنا لا نشك أن الرحال ستحط إليه من بعدك، وقد قلت فيه ما قلت، فإن كان ما نخاف وأسأل الله العافية فإلي من؟ قال: فأمسك عني، فقبلت ركبته وقلت أرحم سيدي فإنما هي النار، وأني والله لو طمعت اني أموت قبلك ما باليت، ولكني أخاف البقاء بعدك، فقال لي: مكانك.

ثم قام إلي ستر في البيت فرفعه ودخل، ثم مكث قليلا ثم صاح يا فيض أدخل!

فدخلت فإذا هو في المسجد قد صلي فيه، وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه ودخل إليه أبو الحسن عليه السلام وهو يومئذ خماسي وفي يده درة فاقعده علي فخذه، فقال له: بأبي أنت وأمي ما هذه المخفقة بيدك؟ قال: مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.

(٦٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، الفيض بن المختار (1)، علي بن إسماعيل (1)، يونس بن ظبيان (1)، الضرب (1)، الفدية، الفداء (3)، السجود (1)

فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا فيض ان رسول الله صلي الله عليه وآله أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسي عليهما السلام فائتمن عليها رسول الله صلي الله عليه وآله عليا عليه السلام، واتمن عليها علي الحسن عليه السلام، واتمن عليها الحسن الحسين عليه السلام واتمن عليها الحسين علي بن الحسين، واتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، واتمنني عليها أبي، وكانت عندي، ولقد اتمنت عليها ابني هذا علي حداثته وهي عنده، فعرفت ما أراد، فقلت له: جعلت فداك زدني.

قال: يا فيض ان أبي كان إذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني

علي يمينه فدعا وامنت فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير.

فقلت له: يا سيدي زدني، قال: يا فيض ان أبي كان إذا سافر وأنا معه فنعس، وهو علي راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتي يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي أبني هذا.

قال: قلت جعلت فداك زدني، قال: اني لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت: يا سيدي زدني، قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه فقمت حتي قبلت رأسه ودعوت الله له.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما أنه لم يؤذن لي في أمرك منك، قلت: جعلت فداك أخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله علي ذلك كثيرا، وقال يونس: لا والله حتي أسمع ذلك منه، وكانت فيه عجلة، فخرج واتبعته فلما انتهيت إلي الباب سمعت أبا عبد الله عليه السلام قد سبقني وقال: الامر كما قال لك الفيض، قال: سمعت وأطعت.

(٦٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم عرفة (1)، أبو عبد الله (2)، علي بن الحسين (2)، محمد بن علي (1)، الفدية، الفداء (1)، النوم (1)

ما روي في سليمان بن خالد 664 - وسؤاله لأبي جعفر عليه السلام عن الامام هل يعلم ما في يومه؟ فاجابه بما رأي بيان ذلك،] ____________________

ما روي في سليمان بن خالد هو أبو الربيع الاقطع الهلالي مولاهم الكوفي، سليمان بن خالد بن دهقان نافلة مولي

عفيف بن معدي كرب، عم الأشعث بن قيس، وأخوه لامه. كان ثقة فقيها قاريا وجها صاحب قرآن، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام.

وكان خرج مع زيد، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفر عليه السلام غيره فقطعت يده - أي أصابعها - وكان الذي قطعها يوسف بن عمر بنفسه، ومات في حياة أبي عبد الله عليه السلام فتوجع لفقده ودعي لولده وأوصي بهم أصحابه قاله النجاشي (1).

والشيخ في كتاب الرجال (2).

وفي كتاب سعد: أنه تاب من خروجه مع زيد، ورجع إلي الحق، ورضي عنه أبو عبد الله عليه السلام بعد سخطه، وتوجع لموته وفقده (3).

قوله: وسؤاله لأبي جعفر (ع) اللام لدعامة المعني لا للتعدية، ونظم الكلام وسؤاله أبا جعفر عليه السلام أو للتعدية باعتبار تضمين القول في السؤال.

قوله: فأجابه بما رأي بيان ذلك رأي علي صيغة المعلوم، وفي نسخه " أري " علي ما لم يسم فاعله. والفاعل

(١) رجال النجاشي: ١٣٨ 2) رجال الشيخ: 207 3) الخلاصة: 77

(٦٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: سليمان بن خالد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

والدليل علي صدق أبي جعفر عليه السلام ما خبر به، وشاهده منه من الدلالة علي إمامته (صلوات الله عليه) واحتجاج سليمان بن خالد علي الحسن بن الحسن.

حمدويه، قال: سألت أبا الحسين أيوب بن نوح بن دراج النخعي، عن سليمان بن خالد النخعي، أثقة هو؟ فقال: كما يكون الثقة.

____________________

أو القائم مقام الفاعل سليمان. و" بيان وكذلك الدليل (1) " بالنصب علي المفعول واسم الإشارة والضمير المجرور المتصل لما.

و" صدق أبي جعفر عليه السلام " منصوب علي المفعول الثاني. و" ما خبريه " بالتشديد من باب التعليل.

وفي نسخة " أخبر " من باب الافعال محله النصب علي أنه

مفعول صدق وهو من المتعدي، كما في صدق وعده وعهده أي أنجزه ووفي به، ومنه " لقد صدق الله رسوله الرؤيا (2) " و" رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (3) " لامن اللازم كما في صدق فلان في قوله.

قوله: ما خبر به وفي نسخة " بما " أي فيما علي أن يكون صدق من اللازم لامن المتعدي.

قولة: عن سليمان بن خالد النخعي قد عد من الفرق أصحاب سليمان الاقطع، وهو أبو الربيع سليمان بن خالد هذا وقد تقدم في الكتاب في ترجمة أبي محمد هشام بن الحكم أنه قال ليونس بن عبد الرحمن: انه لما كان أيام المهدي العباسي كتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا وفرقة فرقة.

(١) كذا في النسخ.

٢) سورة الفتح: ٢٧ 3) سورة الأحزاب: 23

(٦٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، سليمان بن خالد (2)، أيوب بن نوح (1)، الحسن بن الحسن (1)، التصديق (1)، الصّلاة (1)، سورة الأحزاب (1)، سورة الفتح (1)

قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبي، عن إسماعيل بن أبي حمزة قال: ركب أبو جعفر عليه السلام يوما إلي حائط له من حيطان المدينة، فركبت معه إلي ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد، فقال له سليمان بن خالد: جعلت فداك يعلم الامام ما في يومه؟ فقال: يا سليمان والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة، انه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته.

ثم قال: يا سليمان أما علمت أن روحا تنزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة إلي مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار، والساعة تري ما يطمئن به قلبك.

____________________

حتي قال في كتابه: وفرقة منهم تقال

لهم: الزرارية، وفرقة منهم تقال لهم:

العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة منهم تقال لهم: يعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الاقطع، وفرقة تقال لهم: الجواليقية (1). وكذلك عدهم صاحب الملل والنحل.

قوله رحمه الله: حدثني عبد الله بن محمد عبد الله بن محمد هو أبو خالد الطيالسي ثقة لامرية فيه. وأبوه أبو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي أيضا حسن الحال، روي عن حميد بن زياد أكثر الأصول.

وأما إسماعيل بن أبي حمزة فلست أحصل حاله، لكنه معلوم الاختصاص بأبي جعفر الباقر عليه السلام.

والذي يستبين أنه ابن أبي حمزة الثمالي أخو محمد وعلي والحسين وكلهم ثقات فاضلون والله سبحانه أعلم.

قوله (ع) والساعة تري والساعة بالنصب علي الظرف

(1) رجال الكشي: 265 ط جامعة مشهد تحت رقم 479 فراجع.

(٦٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن محمد (1)، سليمان بن خالد (2)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

قال، فوالله ما سرنا الا ميلا أو نحو ذلك، حتي قال: الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد اضمرا عليها، فوالله ما سرنا الا ميلا حتي استقبلنا الرجلان، فقال أبو جعفر عليه السلام لغلمانه: عليكم بالسارقين! فأخذا حتي أتي بهما.

فقال: سرقتما، فحلفا له بالله أنهما ما سرقا، فقال: والله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لأبعثن إلي الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما، ولابعثن إلي صاحبكما الذي سرقتماه حتي يأخذكما ويرفعكما إلي والي المدينة، فرأيكما؟ فأبيا أن يرد الذي سرقاه، فأمر أبو جعفر عليه السلام غلمانه أن يستوثقوا منهما.

قال، فانطلق أنت يا سليمان إلي ذلك الجبل وأشار بيده إلي ناحية من الطريق، فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فان في قلة الجبل كهفا، فادخل أنت فيه بنفسك، حتي تستخرج ما فيه وتدفعه

إلي مولي هذا، فان فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف يأتي.

فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم مما سمعت حتي انتهيت إلي الجبل، فصعدت إلي الكهف الذي وصفه لي، فاستخرجت منه عيبتين وقر رحلين، حتي أتيت بهما أبا جعفر عليه السلام، فقال: يا سليمان ان بقيت إلي غد رأيت العجب بالمدينة مما يظلم كثير من الناس.

فرجعنا إلي المدينة، فلما أصبحنا أخذ أبو جعفر عليه السلام بأيدينا فدخلنا معه علي والي المدينة، وقد دخل المسروق منه برجال براء فقال هؤلاء سرقوها، وإذا الوالي يتفرسهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ان هؤلاء براء، وليس هم سراقة وسراقه عندي.

ثم قال لرجل: ما ذهب لك؟ قال: عيبة فيها كذا و كذا، فادعي ما ليس له وما لم يذهب منه، فقال أبو جعفر عليه السلام: لم تكذب؟ فقال: أنت أعلم بما ذهب مني فهم الوالي يبطش به حتي كفه أبو جعفر عليه السلام: ثم قال للغلام: ائتني بعيبة كذا و كذا فأتي بها، ثم قال للوالي: ان ادعي فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعي.

وعندي عيبة أخري لرجل آخر وهو يأتيك إلي أيام وهو رجل من بربر، فإذا

(٦٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (7)، الباطل، الإبطال (1)

أتاك فأرشده إلي فان عيبته عندي، وأما هذان السارقان فلست ببارح من هيهنا حتي تقطعهما، فأتي بالسارقين فكانا يريان أنه لا يقطعهما بقول أبي جعفر عليه السلام، فقال أحدهما:

لم تقطعنا ولم نقر علي أنفسنا بشئ قال: ويلكما شهد عليكما من لو شهد علي أهل المدينة لأجزت شهادته.

فلما قطعهما قال أحدهما: والله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق، وما سرني أن الله عز وعلا أجري توبتي علي يد غيرك، وأن لي

ما حازته المدينة، وأني لا علم أنك لا تعلم الغيب، ولكنكم أهل بيت النبوة، وعليكم نزلت الملائكة وأنتم معدن الرحمة فرق له أبو جعفر عليه السلام وقال: له أنت علي خير ثم التفت إلي الوالي وجماعة الناس فقال: والله لقد سبقته إلي الجنة بعشرين سنة.

____________________

قوله: وما سرني أن الله جل وعلا أي ما يسرني أن يكون لي ما حازته وجمعته المدينة، ويكون توبتي قد أجراها الله جل وعلا علي يد غيرك.

قوله (ع) والله لقد سبقته إلي الجنة بعشرين سنة سبقته علي صيغة المتكلم وحده، وبتقدير الباء للتعدية علي الحذف والإيصال والتقدير لقد سبقت به إلي الجنة بعشرين سنة من سني عمره.

وذلك اخبار منه عليه السلام بان الرجل كان قد تشيع ودان بولاية أهل البيت عليهم السلام منذ عشرين سنة من عمره.

وربما تقرء علي صيغة الماضي وتجعل يد الرجل هي الفاعل، والمعني: لقد سبقته يده المقطوعة إلي الجنة بعشرين سنة اخبارا منه عليه السلام، بان الاقطع يعيش بعد القطع عشرين سنة، وان يده المقطوعة دخلت الجنة من حين القطع، والا قطع يدخلها من حين موته.

ويدافع ذلك أمران أحدهما: أن كلام سليمان بن خالد في ذيل الحديث

(٦٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الشهادة (3)، الجماعة (1)

حول حديث من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة الا الموت

فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة: يا أبا حمزة رأيت دلالة أعجب من هذا، فقال أبو حمزة العجيبة في العيبة الأخري، فوالله ما لبثنا الا ثلاثا حتي جاء البربري إلي الوالي فأخبره بقصتها، فأرشده الوالي إلي أبي جعفر عليه السلام فأتاه.

____________________

كالصريح في أن الرجل الاقطع قد عاش بعد القطع عشر سنين، وكان تلك المدة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.

والاخر: أن ولوج الجنة ودخولها لا يصح الا

بعد الحشر وانقضاء الحساب وغير ذلك من عقبات يوم الموقف، فكيف يتصحح ولوج اليد المقطوعة في الجنة من حين القطع؟ ودخول الرجل الاقطع فيها من حين موته.

فان قلت: الحديث المشهور عن النبي صلي الله عليه وآله: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة الا الموت (1)، يفيد أنه يدخل الجنة من حين ما يموت.

كلا بل انما معناه ومغزاه: أن الذي يمنعه من ولوج الجنة انما هو أجل الموت ومدة البرزخ من الموت إلي البعث، لا شئ مما اكتسبه من الذنوب والآثام، فإنها كلها مغفورة له.

واما الاستشكال بأن الموت اذن هو سبب دخوله الجنة وهو عليه السلام قد جعله مانعا إياه من ذلك، فجوابه انه إذا جاء الحمام وطرء الموت استيقن المرء أنه من أهل الجنة وروحها وريحانها، فكان ملتذا متبهجا بذلت مدة زمان البرزخ.

ولذلك كان القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، ولا يكون ذلك الاستيقان والابتهاج قبل الموت أصلا فهذا الاستيقان والابتهاج في حكم ولوج الجنة، ولا مانع عن ذلك الا انتظار حضور الحمام. وهو المعني لقوله صلي الله عليه وآله لا يمنعه من الجنة الا الموت.

ولقد أوردنا في المعلقات والوسائل وجوها عديدة في الجواب غير هذا الوجه.

(1) مجمع البيان: 1 / 360

(٦٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، سليمان بن خالد (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)

فقال له أبو جعفر عليه السلام: ألا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني؟ فقال له البربري: ان أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك امام فرض الله طاعتك، فقال أبو جعفر عليه السلام: ألف دينار لك، وألف دينار لغيرك، ومن الثياب كذا وكذا، قال فما اسم الرجل

الذي له الألف؟ قال: محمد بن عبد الرحمن، وهو علي الباب ينتظرك أتراني أخبرك ألا بالحق؟

فقال البربري: آمنت بالله وحده لا شريك له وبمحمد عليه السلام، وأشهد أنكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطهيرا، فقال أبو جعفر عليه السلام:

رحمك الله فخر يشكر، فقال سليمان بن خالد حججت بعد ذلك عشر سنين وكنت أري الاقطع من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.

665 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، قال حدثني يونس، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال لقيت الحسن بن الحسن، فقال: أما لنا حق أما لنا حرمه، إذا اخترتم منا رجلا واحد كفاكم، فلم يكن له عندي جواب، فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي: ألقه فقل له أتيناكم فقلنا ____________________

ومنها لعله صلي الله عليه وآله عبر عن حياة هذه النشأة البائدة الباطلة بالموت، فإنها حياة ظاهرية وهي الموت علي الحقيقة، والموت الجسداني انما حقيقته الانتقال من أرض الممات إلي دار الحياة الحقة الحقيقية. وهذه الحقيقة متكررة الورود جدا في التنزيل الكريم الإلهي، وفي الأحاديث الشريفة عنهم صلوات الله عليهم.

والحكماء الإلهيون يقولون: تولد الانسان بمنزلة تكون النطفة في قرار الرحم وحياته في هذه النشأة بمنزلة مكث الجنين وموت جسده بمنزلة الولادة للحياة الحقيقة الأبدية فليتبصر.

قوله: فخر يشكر باعجام الخاء قبل الراء المشددة أي سجد للشكر.

(٦٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، سليمان بن خالد (2)، الحسن بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن عبد (1)، الشكر (1)، الشراكة، المشاركة (1)

هل عند كم ما ليس عند غيركم: فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وآتينا بني عمكم فقلنا هل

عندكم ما ليس عند الناس؟ فقالوا: نعم، فصدقناهم وكانوا أهل ذلك.

قال: فلقيته فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن فان عندنا ما ليس عند الناس فلم يكن عندي شئ، فاتيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته، فقال لي: القه وقل ان الله عز وجل يقول في كتابه " ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم أن كنتم صادقين " (1) فاقعدوا لنا حتي نسألكم: قال: فلقيته فحاججته بذلك، فقال لي أفما عندكم شئ ألا تعيبونا، إن كان فلان تفرغ وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا.

666 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبي، عن عدة من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام:

رحم الله عمي زيدا ما قدر أن يسير بكتاب الله ساعة من نهار، ثم قال: يا سليمان بن خالد ما كان عدوكم عندكم؟ قلنا: كفار.

قال: فان الله عز وجل يقول: " حتي إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد ____________________

قوله: إن كان فلان تفرغ وشغلنا أن بالفتح للتعليل علي المخففة من المثقلة.

و" فلان " كناية عن أبي عبد الله الصادق وأبيه أبي جعفر الباقر عليهم السلام.

ومعني الكلام حاججته وأفحمته بذلك فقال: أفما عندكم معشر الشيعة غير أن تعيبونا، وانما سبب ذلك أن فلانا قد تفرغ من أمر الجهاد والقيام بطلب حق الخلافة، ونحن قد شغلنا أنفسنا وأصحابنا بذلك.

وهذا نظير قول يحيي بن زيد انهما يعني بهما الباقر والصادق عليهما السلام دعوا الناس إلي الحياة، ودعوناهم إلي الموت.

(١) الأحقاف: ٤

(٦٥١)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد القتيبي (1)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، سليمان بن خالد (1)

واما فداءا " (1)

فجعل المن بعد الاثخان، وأسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم قبل الاثخان، فمننتم قبل الاثخان، وانما جعل الله المن بعد الاثخان، حتي خرجوا عليكم من وجه آخر فقاتلوكم.

667 - محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا إبراهيم ابن محمد بن فارس، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي، قال: قال سليمان بن خالد لأبي عبد الله عليه السلام وأنا جالس:

اني منذ عرفت هذا الامر أصلي في كل يوم صلاتين أقضي ما فاتني قبل معرفته، قال: لا تفعل فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصلاة.

668 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي، قال: كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج، قال، فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خير أم جعفر؟ قال سليمان: قلت والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا، قال: فحرك دابته وأتي زيدا وقص عليه القصة، قال: ومضيت نحوه فانتهيت إلي زيد وهو يقول جعفر امامنا في الحلال والحرام.

ما روي في العيص بن القاسم وكلامه لخاله 669 - حدثني صدقة بن حماد، عن أبي سعيد الادمي، عن موسي بن سلام، عن الحكم بن مسكين، عن عيص بن القاسم قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام ____________________

ما روي في العيص بن قاسم العيص بن القاسم وأخوه الربيع بن القاسم ابنا أخت سليمان بن خالد الاقطع، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام،

وأبي الحسن موسي عليهما السلام قاله النجاشي (2).

(١) سورة محمد: ٤ ٢) رجال النجاشي: ٢٣٢

(٦٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، عمار الساباطي (2)، سليمان بن خالد (2)، عيص بن القاسم (2)، موسي بن سلام (1)، أحمد بن الحسن (1)، الحكم بن مسكين (1)، عثمان بن حامد (1)، علي بن يعقوب (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يزداد (1)، مروان بن مسلم (1)، زيد بن علي (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، الصّلاة (1)، التصدّق (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، سورة محمد (1)

مع خالي سليمان بن خالد، فقال لخالي: من هذا الفتي؟ قال: هذا ابن أختي، قال فيعرف أمركم؟ فقال له: نعم، فقال: الحمدلله الذي لم يجعله شيطانا، ثم قال يا ليتني وإياكم بالطائف أحدثكم وتونسوني، وتضمن لهم الا يحرج عليهم أبدا.

ما روي في ربعي بن عبد الله أبو نعيم 670 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن ربعي بن عبد الله؟ فقال: هو بصري، هو ابن الجارود، ثقة.

ما روي في أحمد بن عائذ 671 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال، عن أحمد بن عائذ كيف هو؟ فقال: صالح، وكان يسكن بغداد، وقال أبو الحسن:

أنا لم ألقه.

تم الجزء الرابع من كتاب أبي عمر والكشي في أخبار الرجال ويتلوه في الجزء الخامس:

ما روي في يونس بن ظبيان. والحمد لله رب العالمين، والصلاة علي محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام كثيرا ____________________

وذكر الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام الربيع ابن القاسم البجلي مولاهم

الكوفي (1).

(1) رجال الشيخ: 192

(٦٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: الحافظ أبو نعيم (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، ربعي بن عبد الله (2)، يونس بن ظبيان (1)، سليمان بن خالد (1)، أحمد بن عائذ (2)، مدينة بغداد (1)، محمد بن مسعود (2)، الطهارة (1)

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي تحقيق السيد مهدي الرجائي مؤسسة آل البيت عليهم السلام

(٦٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (1)

الجزء الخامس من الاختيار من كتاب أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في معرفة الرجال بسم الله الرحمن الرحيم ما روي في يونس بن ظبيان 672 - قال محمد بن مسعود: يونس بن ظبيان متهم غال، وذكر أن عبد الله ابن محمد بن خالد الطيالسي، قال: كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس، يحدثنا بأحاديثه، إذ مر علينا حديث النبي يرويه يونس بن ظبيان، حديث العمود، فقال: تحدثوا عني هذا الحديث لاروي لكم، ثم رواه.

673 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:

حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، قال: سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا عليه السلام عن يونس بن ظبيان، أنه قال: كنت في بعض الليالي وأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس اني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فاذاج.

____________________

ما روي في يونس بن ظبيان قوله فرفعت رأسي فاذاج " إذا " للمفاجأة، و" ج " كناية عن جبرئيل

عليه السلام.

(٦٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، محمد بن خالد الطيالسي (1)، محمد بن عمر بن عبد العزيز (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، سعد بن عبد الله (1)، يونس بن ظبيان (4)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)

فغضب أبو الحسن عليه السلام غضبا لم يملك نفسه، ثم قال للرجل: أخرج عني لعنك الله، ولعن من حدثك، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم، أشهد ما ناداه الا شيطان، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان، وأصحابهما إلي ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب، سمعت ذلك من أبي عليه السلام.

قال يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب الا عشر خطا حتي صرع مغشيا عليه وقد قاء رجيعه وحمل ميتا.

فقال أبو الحسن عليه السلام: أتاه ملك بيده عمود فضرب علي هامته ضربة قلب فيها مثانته حتي قاء رجيعه وعجل الله بروحه إلي الهاوية، وألحقه بصاحبه الذي حدثه، بيونس بن ظبيان، ورأي الشيطان الذي كان يترائي له.

674 - حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن عمار ابن أبي عنبسة، قال: هلكت بنت لأبي الخطاب، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها، فقال: السلام عليك يا بنت رسول الله.

675 - حدثني محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، عن الحسن بن علي الزيتوني، عن أبي محمد القاسم بن الهروي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير،

عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يونس بن ظبيان؟ فقال: رحمه الله وبني له بيتا في الجنة، كان والله مأمونا علي الحديث:

قال أبو عمرو الكشي ابن الهروي مجهول، وهذا حديث غير صحيح، مع ما قد روي في يونس بن ظبيان.

(٦٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، الحسن بن علي الزيتوني (1)، الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، القاسم بن الهروي (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، أبو عمرو الكشي (1)، ابن أبي عمير (1)، يونس بن ظبيان (5)، محمد بن قولويه (1)، ابن الهروي (1)، هشام بن سالم (1)، غالب بن عثمان (1)، أحمد بن علي (1)، آل فرعون (1)، الشهادة (1)، الجهل (1)، العذاب، العذب (2)

ما روي في عنبسة بن مصعب 676 - قال حمدويه. عنبسة بن مصعب ناووسي، واقفي علي أبي عبد الله عليه السلام، وانما سميت الناووسية برئيس كان لهم يقال له: فلان بن فلان الناووس.

677 - علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أشكو إلي الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتي تقدموا وأراكم وأسر بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي، وأضمن له الا يجي من ناحيتنا مكروه أبدا.

ما روي في الحسين بن أبي العلاء 678 - قال محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن: الحسين بن أبي العلاء الخفاف وكان أعور.

____________________

ما روي في الحسين بن أبي العلاء أبو العلاء ثلاثة، خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي.

وخالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي، بفتح السين نسبة إلي سلول قبيلة

من هوازن، وهذان قد ذكرهما الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام في باب الأسماء (1).

وأبو العلاء الخفاف بن عبد الملك الأزدي، وذكره الشيخ أيضا في أصحاب الباقر عليه السلام في باب الكني (2)، وهذا والد الحسين وعلي وعبد الحميد.

وأما خالد بن طهمان فوالد الحسين وعبد الله. والقاصرون يلبس عليهم الامر فليعلم.

(1) رجال الشيخ: 118 2) رجال الشيخ: 141

(٦٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن أبي العلاء (2)، منصور بن يونس (1)، علي بن الحسن (1)، علي بن الحكم (1)، عنبسة بن مصعب (3)، محمد بن مسعود (1)

قال حمدويه: الحسين هو أزدي وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف، وكنية خالد أبو العلاء، أخوه عبد الله بن أبي العلاء.

____________________

قوله وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي الأزدي، ذكره البخاري ومسلم صاحبا صحيحي العامة واسندا عنه الحديث في صحيحيهما.

وقال شيخنا أبو العباس النجاشي رحمه الله في كتابه: قال البخاري: روي عن عطية وحبيب بن أبي حبيب، سمع منه وكيع، ومحمد بن يوسف. وقال مسلم بن الحجاج: أبو العلاء الخفاف له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر - يعني به مولانا الباقر عليه السلام - كان من العامة (1).

قلت: رام رحمه الله تعالي بذلك أنه كان من رجال الحديث عند العامة، لا أنه كان عامي المذهب، كما توهمه الحسن بن داود رحمه الله تعالي (2)، وقلده في التوهم من لم يتمهر من أهل هذا العصر (3)، كيف؟ وعلماء العامة قد ضعفوه، وتركوا أحاديثه للتشيع، مع اعترافهم بجلالته.

قال أبو عبد الله الذهبي في مختصره وفي ميزان الاعتدال: خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي الخفاف، عن أنس وعدة،

وعنه الفريابي وأحمد بن يونس، صدوق شيعي، وضعفه ابن معين لذلك.

ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري فلا تكن من الغافلين.

قوله رحمه الله تعالي: أخوه عبد الله بن أبي العلاء وأما الحسين بن أبي العلاء بن عبد الملك الأزدي الخفاف، فأخواه علي

(١) رجال النجاشي: ١١٦ ٢) رجال ابن داود: ٤٥١ 3) منهج المقال للسيد ميرزا: 130

(٦٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن أبي العلاء (1)، خالد أبو العلاء (1)، الحسين بن خالد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

أبو أيوب إبراهيم بن عيسي الخزاز 679 - قال محمد بن مسعود: عن علي بن الحسن، أبو أيوب كوفي، اسمه إبراهيم بن عيسي، ثقة.

علي بن ميمون الصائغ 680 - محمد بن مسعود:، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن علي بن ميمون الصائغ، قال: دخلت عليه يعني أبا عبد الله عليه السلام ليلة، فقلت اني أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادك عليهم السلام فادع الله أن يثبتني فقال: رحمك الله رحمك الله.

____________________

وعبد الحميد وهم ثلاثتهم ابنا أبي العلاء الخفاف ابن عبد الملك قال النجاشي: الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبو علي الأعور مولي بني أسد، ذكر ذلك ابن عقده، وعثمان بن حاتم، وقال أحمد بن الحسين - رحمه الله تعالي - هو مولي بني عامر، وأخواه علي وعبد الحميد، روي الجميع عن أبي عبد الله عليه السلام وكان الحسين أوجههم له كتب (1).

وقال في ترجمة أخيه: عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك الأزدي ثقة روي عن أبي عبد الله عليه السلام له كتاب (2).

والسيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في البشري ذكر تزكية الحسين.

وحكاه عنه الحسن

بن داود في كتابه وقال: فيه نظر عندي لتهافت الأقوال فيه (3).

ونحن قد حققنا حق المقال هناك في المعلقات علي الاستبصار وفي حواشي الفقيه فيلتقن.

(١) رجال النجاشي: ٤٢ ٢) رجال النجاشي: ١٨٥ ٣) رجال ابن داود: ١٢٠

(٦٦١)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عيسي (2)، علي بن ميمون (2)، علي بن الحسن (1)، جعفر بن بشير (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب رجال ابن داود (1)

سعيدة مولاة جعفر (ع) 681 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، ذكر أن سعيدة مولاة جعفر عليه السلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلما سمعت من أبي عبد الله عليه السلام، وأنه كان عندها وصية رسول الله صلي الله عليه وآله وأن جعفرا قال لها: أسأل الله الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة.

وأنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام، لم تكن تري في المسجد الا مسلمة علي النبي صلي الله عليه وآله خارجة إلي مكة، أو قادمة من مكة.

وذكر أنه كان آخر قولها: قد رضينا الثواب وآمنا العقاب.

عاصم بن حميد الحناط 682 - عاصم بن حميد الحناط مولي بني حنيفة، مات بالكوفة.

علي بن السري الكرخي 683 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسي.

وحمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، قال: حدثنا القاسم الصيقل، رفع الحديث إلي أبي عبد الله عليه السلام، قال، كنا جلوسا عنده فتذاكرنا رجلا من أصحابنا فقال بعضنا: ذلك ضعيف، فقال أبو عبد الله عليه السلام إن كان لا يقبل ممن دونكم حتي يكون

مثلكم لم يقبل منكم حتي تكونوا مثلنا.

قال أبو جعفر العبيدي، قال الحسن بن علي بن يقطين، أظن الرجل علي ابن السري الكرخي.

(٦٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (1)، سعيدة مولاة جعفر عليه السلام (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، علي بن السري الكرخي (1)، أبو عبد الله (1)، القاسم الصيقل (1)، عباس بن هلال (1)، محمد بن الوليد (1)، عاصم بن حميد (2)، علي بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (1)، الموت (1)، السجود (1)، الوصية (1)

ما روي في أبي ناب الدغشي الحسن بن عطية وأخويه علي ومالك ابني عطية 684 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن، عن أبي ناب الدغشي قال: هو الحسن بن عطية، وعلي بن عطية، ومالك بن عطية أخوة كوفيون، وليسوا بالأحمسية، فان في الحديث مالك الأحمسي، والأحمس بطن من بجيلة.

ما روي في بني رباط 685 - قال نصر بن الصباح. كانوا أربعة اخوة الحسن والحسين وعلي ويونس، كلهم أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ولهم أولاد كثير من حملة الحديث.

____________________

ما روي في بني رباط قوله: كانوا أربعة اخوة صريح هذا الكلام أن علي بن رباط أخو يونس والحسن والحسين، وانهم أربعتهم أبناء رباط، وكلهم أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام.

وذكر النجاشي فيهم إسحاق وعبد الله ابني رباط (1).

والشيخ رحمه الله في كتاب الرجال أورد في أصحاب الصادق عليه السلام عبد الله بن رباط وعلي بن رباط، وكذلك الحسن بن رباط والحسين بن رباط ويونس بن رباط

(2). وذكر في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام علي بن الحسن بن رباط (3).

(١) رجال النجاشي: ٣٧ في الحسن.

2) رجال الشيخ علي ترتيب الأسماء: 225 و 265 و 167 و 337 وليس فيه علي والحسين ابنا رباط.

3) رجال الشيخ: 384 والموجود فيه علي بن رباط.

(٦٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن عطية (2)، مالك الأحمسي (1)، مالك بن عطية (1)، علي بن عطية (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، علي بن رباط (1)

في المنخل بن جميل الكوفي بياع الجواري 686 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن، عن المنخل بن جميل فقال: هو لا شئ متهم بالغلو.

____________________

وسيأتي أيضا في كتاب أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي في أصحاب الرضا عليه السلام فاذن من المنصرح ان علي بن رباط من أصحاب الصادق عليه السلام هو عم علي ابن الحسن بن رباط من أصحاب الرضا عليه السلام.

وفي المتحذلقين في علم الرجال من أهل هذا العصر من التبس عليه الامر التباسا ثخينا، واشتبه عليه الحق اشتباها متراكما، فحسب أن علي بن رباط وعلي ابن الحسن بن رباط واحد، متشبثا بأن الشيخ في الفهرست ذكر علي بن الحسن بن الرباط، ثم أخيرا في ايراد الاستناد عنه قال. عن علي بن رباط فعلم الاتحاد (1).

قلت: ما أوهن هذا المتشبث وما أسخفه، فان الاختصار أخيرا علي نسبته إلي رباط وهو جده، ليس يستلزم الاتحاد بين علي بن رباط وابن أخيه علي بن الحسن بن رباط أصلا، بل انما مقتضاه أن علي بن رباط المذكور أخيرا في ذكر الطريق إليه هو علي بن الحسن بن رباط المذكور أولا في العنوان.

علي أن في عامة نسخ الفهرست

التي وقعت إلي اثبات الحسن في البين أخيرا أيضا كما في العنوان أولا، وربما كان في بعض النسخ عنه بالضمير أخيرا، فلا تكونن من الخالطين.

في المنخل بن جميل الكوفي المنخل - بالنون والخاء المعجمة المشددة المفتوحتين بين الميم واللام - ابن جميل الأسدي الكوفي بياع الجواري، روي عن الصادق والكاظم عليهما السلام.

قال النجاشي: انه ضعيف فاسد الرواية (2).

(١) منهج المقال: ٢٢٩ ٢) رجال النجاشي: ٣٣٠

(٦٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: المنخل بن جميل (2)، علي بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

أبو عبيدة زياد الحذاء 687 - حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب، قال: أخبرني عبد الله بن حمدويه قال: حدثني محمد بن عيسي، عن بشير، عن الأرقط، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال لما دفن أبو عبيدة الحذاء، قال، قال: انطلق بنا حتي نصلي علي أبي عبيدة.

قال: فانطلقنا فلما انتهينا إلي قبره لم يزد علي أن دعا له، فقال: اللهم برد علي أبي عبيدة، اللهم نور له قبره، اللهم ألحقه بنبيه، ولم يصل عليه، فقلت له: هل علي الميت صلاة بعد الدفن؟ قال: لا، انما هو الدعاء له.

688 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني جعفر بن بشير، عن داود بن سرحان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لي في كفن أبي عبيدة الحذاء: انما الحنوط الكافور، ولكن اذهب فاصنع كما صنع الناس.

في بشير النبال وشجرة أخيه ومحمد بن زيد الشحام 689 - طاهر بن عيسي الوراق، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن أيوب، قال: حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن زيد

الشحام، قال رآني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أصلي فأرسل إلي ودعاني، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من مواليك، قال: فأي موالي؟ قلت: من الكوفة، فقال: من تعرف من الكوفة، قال، قلت: بشير النبال وشجرة.

____________________

وقال أحمد بن الحسين الغضائري: الغلاة أضافوا إليه أحاديث كثيرة منكرة فكان متهما بالغلو.

في بشير النبال وشجرة أخوه بشير النبال علي الإضافة لا علي التوصيف، فان النبال هو أبو أراكه جد بشير وشجرة لا بشير، وآل النبال كلهم ثقات أجلاء، وبشير أوجههم وأعرفهم.

(٦٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، أحمد بن محمد بن يعقوب (1)، أبو عبيدة الحذاء (1)، صالح بن أبي حماد (1)، محمد بن زيد الشحام (2)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، داود بن سرحان (1)، زياد الحذاء (1)، محمد بن الحسين (2)، بشير النبال (2)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن سنان (1)، جعفر بن بشير (1)، القبر (2)، الموت (1)، الصّلاة (1)، الدفن (2)

قال: وكيف صنيعتهما؟ فقال ما أحسن صنيعتهما إلي، قال: خير المسلمين من وصل وأعان ونفع، ما بت ليلة قط ولله في مالي حق يسألنيه.

ثم قال: أي شئ معكم من النفقة؟ قلت: عندي مائتا درهم، قال: أرنيها ____________________

والعلامة ومن قلده من المتأخرين عن ذلك من الذاهلين، فلذلك في الخلاصة كان في بشير النبال من المتوقفين (1).

أي في تعديله واستصحاح حديثه لا في مدحه واستقامة عقيدته، والتمسك في أحكام الحلال والحرام بروايته إذا تكن معارضة برواية علي خلافها صحيحة.

لأنه لم يظفر في ترجمة بشير النبال بالنص عليه بالتوثيق لاحد من الأصحاب ولم يكن يستشعر أنه من آل النبال أبي أراكه المنصوص عليهم بالثقة

والجلالة، وهم بشير وشجرة ابنا ميمون والحسن بن شجرة وأخوه علي بن شجرة وغيرهم، وأبو أراكه البجلي الهمداني الكوفي الكندي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

قال النجاشي رحمه الله تعالي: علي بن شجرة بن ميمون بن أبي أراكه النبال مولي كنده، روي أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وأخوه الحسن بن شجرة روي، وهم كلهم ثقات وجوه جلة (2).

والشيخ رحمه الله تعالي ذكر انهم بيت الثقة والجلالة، وذكر بشر النبال بكسر الموحدة واسكان المعجمة واسقاط المثناة من تحت، وقال: أبوه ميمون هو أبو أراكه لا ابن أبي أد \ راكه.

قال في كتاب الرجال في باب الباء من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: بشر ابن ميمون الوابشي الهمداني النبال الكوفي، وأخوه شجرة، وهما ابنا أبي أراكه واسمه ميمون مولي بني وابش وهو ميمون بن سنجار.

(١) الخلاصة: ٢٥ ٢) رجال النجاشي: ٢١١

(٦٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال النجاشي (1)

فأتيته بها فزادني فيها ثلاثين درهما ودينارين، ثم قال: تعش عندي! فجئت فتعشيت عنده.

قال: فلما كان من القابلة لم أذهب إليه، فأرسل إلي فدعاني من عنده، فقال:

مالك لم تأتني البارحة قد شفقت علي؟ فقلت: لم يجئني رسولك، قال: فأنا رسول نفسي إليك ما دمت مقيما في هذه البلدة، أي شئ تشتهي من الطعام؟ قلت:

اللبن، قال، فاشتري من أجلي شاة لبونا.

قال، فقلت له: علمني دعاءا، قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل، ويا من أعطي من سأله، تحننا منه ورحمة، يامن أعطي من لم يسأله ولم يعرفه صل علي محمد وأهل بيته، وأعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، فإنه غير

منقوص لما أعطيت وزدني من سعة فضلك يا كريم.

____________________

وقال: في باب الشين شجرة أخو بشير النبال باثبات الياء بين الشين والراء علي فعيل.

وفي باب الباء من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: بشر بن ميمون الوابشي النبال كوفي.

وقال في باب الشين: شجرة بن ميمون بن أبي أراكه الوابشي مولاهم الكوفي.

وقال في باب الكني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو أراكة البجلي كوفي (2).

قلت: ما قاله الشيخ لعله هو المستبين.

قوله (ع): فإنه غير منقوص لما أعطيت اللام اما مفتوحة للتأكيد وضمير فإنه للشأن، والمعني: لعطاؤك عطاءا غير منقوص.

(1) رجال الشيخ علي ترتيب: 108 و 125 و 156 و 218 و 63.

(٦٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الوسعة (1)، الطعام (1)، الصّلاة (1)، الكرم، الكرامة (1)

ثم رفع يديه، فقال: يا ذا المن والطول يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود ارحم شيبتي من النار، ثم وضع يده علي لحيته ولم يرفعها الا وقد امتلا ظهر كفه دموعا.

في عمر أخي عذافر 690 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، عن ابن أورمة، عن القاسم بن محمد، عن حبيب الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر أبا الخطاب، فقال: اتقوا الكذابين، قال، وقال أبو عبد الله عليه السلام: اني أرسلت مع عمر أخي عذافر لام فروة بمتعة لها عندكم، فزعم أني استودعته علما.

في سكبن النخعي 691 - محمد بن مسعود قال: كتب إلي الفضل بن شاذان، يذكر عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال، حججت وسكين النخعي، فتعبد وترك النساء والطيب والثياب والطعام الطيب، وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد إلي السماء، فلما قدم المدينة دنا من أبي إسحاق فصلي إلي

جانبه، فقال جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسائل؟ قال: اذهب فاكتبها وأرسل بها إلي.

فكتب جعلت فداك رجل دخله الخوف من الله عز وجل حتي ترك النساء والطعام الطيب، ولا يقدر أن يرفع رأسه إلي السماء، وأما الثياب فشك فيها.

فكتب: أما قولك في ترك النساء: فقد علمت ما كان لرسول الله من النساء، وأما قولك في ترك الطعام الطيب: فقد كان رسول الله صلي الله عليه وآله يأكل اللحم والعسل، وأما قولك أنه دخله الخوف حتي لا يستطيع أن يرفع رأسه إلي السماء: فليكثر من تلاوة هذه الآيات: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار.

____________________

أو مكسورة للتعليل والضمير لخير الدنيا والآخرة، أي أنه غير منقوص في خزائنك بسبب كثرة عطيتك.

(٦٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، الحسين بن إشكيب (1)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، القاسم بن محمد (1)، حبيب الخثعمي (1)، سكين النخعي (1)، محمد بن مسعود (2)، الطعام (2)، الفدية، الفداء (1)، الأكل (1)، الخوف (2)، الصّلاة (1)

في عروة القتات 692 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الكناسي، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ بلغني عنكم؟ قلت:

ما هو؟ قال: بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة، قال، قلت: نعم جعلت فداك ذاك رجل يقال له عروة القتات، وهو رجل له حظ من عقل، يجتمع عنده فيتكلم ويتسائل ثم يرد ذلك إليكم، قال: لا بأس.

في الحسين بن المنذر 693 - حمدويه قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المنذر، قال: كنت عند أبي

عبد الله عليه السلام جالسا ____________________

في عروة القتات القتات بفتح القاف والتاء والمثناة من فوق المشددة علي فعال، وأصل معناه في اللغة النمام من ألقت بمعني النم، أو الذي يستمع أحاديث الناس من حيث لا يعلمون نمها أولم ينمها، أو الذي يجمع العلم أو المال قليلا قليلا.

وعروة القتات وفي كتاب الحسن بن داود: عروة بن القتات حسن الذكر ممدوح الحال (1).

وما قيل: الأحمدان المذكوران في الطريق مجهولان، ساقط علي ما أدريناك سالفا غير مرة واحدة.

قوله: يجتمع عنده يجتمع علي ما لم يسم فاعله، أي يجتمع الناس عنده، أو نجتمع بنون المتكلم مع الغير أي نجتمع نحن معشر شيعة الكوفة عنده.

(١) رجال ابن داود: ٢٣٤ وحذف المصحح الابن من البين.

(٦٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عروة القتات (2)، الحسين بن المنذر (2)، أبو عبد الله (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

فقال لي معتب: خفف عن أبي عبد الله عليه السلام: فقال أبو عبد الله عليه السلام: دعه فإنه من قراح الشيعة.

في حماد الناب وجعفر والحسين أخويه 694 - حمدويه، قال: سمعت أشياخي يذكرون: أن حمادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي، وحماد يلقب بالناب، وكلهم فاضلون خيار ثقات.

حماد بن عثمان مولي عني مات سنة تسعين ومائة بالكوفة.

في القاسم بن عروة 695 - مولي أبي أيوب الخوزي، وزير أبي جعفر المنصور.

في أبي مسروق وابنه الهيثم 696 - حمدويه، قال: لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير، كلاهما فاضلان.

في عنبسة بن بجاد العابد 697 - حمدويه، قال: قال: سمعت أشياخي يقولون: عنبسة بن بجاد كان خيرا فاضلا.

في ذريح المحاربي 698

- روي أبو سعيد بن سليمان، قال: حدثنا العبيدي، قال: حدثنا يونس ابن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيي، وجعفر بن بشير جميعا، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ترك الله الأرض بغير امام قط منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي ____________________

في الحسين بن المنذر قوله عليه السلام: من قراح الشيعة بالقاف والراء واهمال الحاء أخيرا، أي من خالصتهم وخلصهم.

(٦٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: النبي آدم عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، عثمان بن زياد الرؤاسي (1)، أبو سعيد بن سليمان (1)، صفوان بن يحيي (1)، القاسم بن عروة (1)، أبو عبد الله (1)، حماد بن عثمان (1)، عنبسة بن بجاد (2)، حماد الناب (1)، جعفر بن بشير (1)، الموت (1)، الإختيار، الخيار (1)

به إلي الله تبارك وتعالي، وهو الحجة علي العباد، من تركه هلك ومن لزمه نجا حقا علي الله تعالي.

699 - روي عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام بالمدينة: ما تقول في أحاديث جابر؟ قال تلقاني بمكة قال: فلقيته بمكة، فقال: تلقاني بمني، قال: فلقيته بمني فقال لي:

ما تصنع بأحاديث جابر! اله عن أحاديث جابر فإنها إذا وقعت إلي السفلة أذاعوها.

قال عبد الله بن جبلة: فاحتسبت ذريحا سفلة.

700 - حدثني خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال، قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك انه والله ما يلج في صدري من أمرك شئ الا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السلام، قال لي: وما هو؟ قال سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء

الله، قال: صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه السلام، ____________________

في ذريح المحاربي قوله: فاحتسبت ذريحا سفلة بل ظاهر سياق الكلام أن ذريحا ليس من السفلة، وأنه عليه السلام انما نهاه وألهاه عن أحاديث جابر، لئلا تقع إلي السفلة الجهلة فيذيعوها، وهي صعبة المسلك عسرة المأخذ، لا تحتملها المدارك القاصرة والأذهان الضيقة.

قوله عليه السلام: سابعنا قائمنا انشاء الله.

لعل المروم بقول أبي جعفر عليه السلام سابعنا سابع من بعده من الأئمة الاثني عشر الطاهرين.

وأما كلام أبي الحسن الرضا عليه السلام فمغزاه: أنه ولو كان المراد سابع الاثني عشر المعصومين صلوات الله عليهم، فإنما سبيل قوله عليه السلام قائمنا انشاء الله سبيل

(٦٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، الحسن بن محمد بن أبي طلحة (1)، عبد الله بن جبلة (2)، داود الرقي (1)، محمد بن سنان (1)، خلف بن حماد (1)، الفدية، الفداء (1)، الهلاك (1)، الصدق (2)

فازددت والله شكا، ثم قال يا داود بن أبي خالد: أما والله لولا أن موسي قال للعالم ستجدني إن شاء الله صابرا ما سأله عن شئ، وكذلك أبو جعفر عليه السلام لولا أن قال انشاء الله لكان كما قال، قال: فقطعت عليه.

في مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب 701 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن المفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: انظر ما أصبت فعد به علي اخوانك، فان الله عز وجل يقول " ان الحسنات يذهبن السيئات " (1) قال مفضل: كنت خليفة أخي علي الديوان، قال، وقد قلت: وقد تري مكاني من

هؤلاء القوم فما تري، قال: لو لم تكن كنت.

702 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي عن محمد بن علي وغيره عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال: دخل علي أبو عبد الله عليه السلام وقد امرت أن اخرج لبني هاشم جوائز، فلم أعلم ____________________

قول موسي علي نبينا وعليه السلام " ستجدني انشاء الله صابرا " (2) فليفقه.

في مفضل بن مزيد قوله عليه السلام: فعد به من العائدة وهي العارفة والمعروف لامن العود.

قوله عليه السلام: لو لم تكن كنت أي لو لم تكن في مكانك الذي أنت فيه من هؤلاء، ولا ناظرا في ديوانهم، لكنت من السعداء الأخيار، وكما يرتضيه الأولياء الأبرار، فلا نقيصة فيك الا من جهة هذه المنقصة.

(١) سورة هود: ١١٤ 2) سورة الكهف: 69

(٦٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، بنو هاشم (1)، المفضل بن مزيد (1)، محمد بن زياد (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن علي (1)، سورة الكهف (1)، سورة هود (1)

الا وهو علي رأسي وأنا مستخلي، فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، قال: ما أري لإسماعيل هيهنا شيئا فقلت: هذا الذي خرج إلينا.

ثم قلت له: جعلت فداك قد تري مكاني من هؤلاء القوم فقال لي: انظر ما أصبت فعد به علي أصحابك، فان الله جل وعلا يقول " ان الحسنات يذهبن السيئات " (1) في علي بن حماد الأزدي 703 - محمد بن مسعود قال: علي بن حماد متهم، وهو الذي يروي كتاب الأظلة.

سليمان الديلمي 704 - محمد بن مسعود، قال،

قال علي بن محمد: سليمان الديلمي من الغلاة الكبار.

تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله (ع) 705 - أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقروا لهم بالفقه، من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم، ستة نفر:

جميل بن دراج. وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عيسي، وحماد ابن عثمان، وأبان بن عثمان.

قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه يعني ثعلبة بن ميمون: أن أفقه هؤلاء جميل ابن دراج وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.

في سورة بن كليب 706 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، عن عبد الرحمن ____________________

في سليمان الديلمي قوله: قال علي بن محمد هو علي بن محمد فيروزان المقيم بكش، وقد سلف ذكره مرارا.

(١) سورة هود: ١١٤

(٦٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن حماد الأزدي (1)، عبد الله بن مسكان (1)، عبد الله بن بكير (1)، الحسين بن إشكيب (1)، سليمان الديلمي (2)، أبان بن عثمان (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، حماد بن عيسي (1)، سورة بن كليب (1)، جميل بن دراج (1)، علي بن حماد (1)، محمد بن مسعود (3)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)، سورة هود (1)

ابن حماد، عن محمد بن إسماعيل الميثمي، عن حذيفة بن منصور، عن سورة بن كليب، قال، قال لي زيد بن علي: يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم علي ما تذكرونه؟ قال: فقلت له: علي الخبير سقطت، قال، فقال: هات.

فقلت له: كنا نأتي أخاك محمد بن علي عليه السلام نسأله، فيقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله وقال الله عز وجل في كتابه، حتي مضي أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن آتيناه فتخبرونا ببعض ولا

تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه. حتي أتينا ابن أخيك جعفرا فقال لنا كما قال أبوه قال رسول الله صلي الله عليه وآله وقال تعالي، فتبسم وقال أما والله ان قلت هذا فان كتب علي عليه السلام عنده.

____________________

في المعلي بن خنيس 707 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: حدثني إسماعيل بن جابر، قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام مجاورا بمكة، فقال لي: يا إسماعيل أخرج حتي تأتي مرا أو عسفان، في المعلي بن خنيس قوله عليه السلام: حتي تأتي مرا وعسفان في المغرب: المر بالفتح الذي يعمل به في الطين، وبطن مر موضع من مكة علي مرحلة.

وفي النهاية الأثيرية (1): قد تكرر ذكر مر الظهران في الحديث وهو واد بين مكة وعسفان واسم القرية المضافة إليه.

مر بفتح الميم وتشديد الراء، وفيه: بطن مر ومر الظهران هما بفتح الميم وتشديد الراء موضع بقرب مكة.

وفي القاموس: عسفان كعثمان موضع من مكة علي مرحلتين (2).

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 318 2) القاموس: 3 / 175

(٦٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن إسماعيل (1)، حذيفة بن منصور (1)، زيد بن علي (1)، إبن الأثير (1)

فسل هل حدث بالمدينة حدث، قال: فخرجت حتي أتيت مرا فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتي أتيت عسفان فلم يلقني أحد.

فارتحلت من عسفان فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت لهم: هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا لا، الا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلي ابن خنيس.

قال: فانصرفت إلي أبي

عبد الله عليه السلام فلما رآني قال لي: يا إسماعيل قتل المعلي بن خنيس؟ فقلت: نعم، قال، فقال: أما والله لقد دخل الجنة.

708 - عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي، قال: لما أخذ داود بن علي المعلي بن خنيس حبسه وأراد قتله، فقال له معلي أخرجني إلي الناس فان لي دينا كثيرا وما لا حتي أشهد بذلك؟ فأخرجه إلي السوق فلما اجتمع الناس.

قال: يا أيها الناس أنا معلي بن خنيس من عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله.

قال: فلما بلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام خرج يجر ذيله حتي دخل علي داود بن علي، وإسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي قال: ما أنا قتلته ولا أخذت مالك، قال: والله لأدعون الله علي من قتل مولاي وأخذ مالي قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي، فقال باذنك أو بغير اذنك؟ قال: بغير اذني، قال يا إسماعيل شأنك به قال: فخرج إسماعيل والسيف معه حتي قتله في مجلسه.

قال حماد: وأخبرني المسمعي عن معتب، قال: فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام ليلته ساجدا وقائما قال: فسمعته في آخر الليل وهو ساجد ينادي.

اللهم أني أسألك بقوتك القوية وبمحالك الشديد وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة، قال: فوالله ما رفع رأسه

(٦٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: ابن أبي نجران (1)، أبو عبد الله (1)، المعلي بن خنيس (2)، داود بن علي (2)، حماد الناب (1)، جعفر بن محمد (1)، القتل (6)،

دولة العراق (1)، الشهادة (1)

من سجوده حتي سمعنا الصايحة، فقالوا: مات داود بن علي فقال أبو عبد الله عليه السلام اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته.

709 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي المعلم، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار، قال دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام أيام طلب المعلي بن خنيس رحمه الله، فقال لي يا حفص اني أمرت المعلي فخالفني فابتلي بالحديد.

____________________

قوله عليه السلام: فضرب الله رأسه بمرزبة المرزبة بالراء بعد الميم ثم الزاي قبل الباء الموحدة علي اسم الآلة بالتخفيف وقيل: بالتشديد.

قال ابن الأثير في النهاية: في حديث أبي جهل: فإذا رجل أسود يضر به بمرزبة فيغيب في الأرض، المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد، وفي حديث الملك: وبيده مرزبة، وتقال لها الإرزبة أيضا بالهمزة والتشديد (1).

وفي المغرب المرزبة الميتدة، وعن الكسائي تشديد الباء.

وفي القاموس: الإرزبة والمرزبة مشددتان، أو الأولي فقط عصية من حديد (2) قوله: عن حفص الأبيض حفص الأبيض التمار الكوفي معروف في كتب الرجال. ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام (3)، وفي الاخبار من طريق أبي جعفر الكليني ومن طريق أبي عمرو الكشي ما يعلم منه شدة اختصاصه به عليه السلام.

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 219 2) القاموس: 1 / 73 3) رجال الشيخ: 176

(٦٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن أحمد بن يحيي (1)، عبد الله بن القاسم (1)، إبراهيم بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، أحمد بن إدريس (1)، المعلي

بن خنيس (1)، موسي بن سعدان (1)، داود بن علي (1)، محمد بن الحسين (1)، السجود (1)، الموت (1)، إبن الأثير (1)

اني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلي كأنك ذكرت أهلك وعيالك قال: أجل قلت: ادن مني فدني مني، فمسحت وجهه فقلت أين تراك؟ فقال:

أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي وهذا ولدي، فتركته حتي تملأ منهم واستترت منهم حتي نال ما ينال الرجل من أهله.

ثم قلت ادن مني، فدني مني، فمسحت وجه فقلت أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت يا معلي ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه.

يا معلي لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا ان شاؤوا منوا عليكم وان شاؤوا قتلوكم، يا معلي أنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتي يعضه السلاح أو يموت بخبل يا معلي أنت مقتول فاستعد.

710 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي.

ومحمد بن مسعود، قال: حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال، قال داود بن علي لأبي عبد الله عليه السلام: ما أنا قتلته يعني معلي، قال: فمن قتله؟ قال السيرافي وكان صاحب شرطته، قال: اقدنا منه، قال: قد أقدتك، قال: فلما أخذ السيرافي وقدم ليقتل، جعل يقول: يا معشر المسلمين، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم ثم يقتلوني، فقتل السيرافي.

711 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلي الفضل، قال: حدثنا ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن جابر، قال: قدم أبو إسحاق عليه السلام من

____________________

قوله عليه السلام: أو يموت بخبل الخبل بالتحريك وبالتسكين الجنون وفساد العقل، وبالتسكين فقط فساد الأعضاء قاله علامة زمخشر وأبو الحسين أحمد بن فارس وغيرهما.

(٦٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد الحميد (2)، إسماعيل بن جابر (1)، ابن أبي عمير (1)، داود بن علي (1)، وليد بن صبيح (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن مسعود (2)، القتل (3)، الموت (1)، الزوج، الزواج (1)

مكة، فذكر له قتل المعلي بن خنيس: قال، فقام مغضبا يجر ثوبه، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبه أين تذهب؟ قال: لو كانت نازلة لأقدمت عليها فجاء حتي دخل علي داود بن علي.

فقال له: يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذاك الذنب؟ قال:

قتلت رجلا من أهل الجنة ثم مكث ساعة ثم قال: إن شاء الله.

فقال له داود: وأنت قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذاك الذنب؟ قال زوجت ابنتك فلانا الأموي، قال: إن كنت زوجت فلانا الأموي فقد زوج رسول الله صلي الله عليه وآله عثمان، ولي برسول الله أسوة.

قال: ما أنا قتلته، قال: فمن قتله؟ قال قتله السيرافي، قال فأقدنا منه قال، فلما كان من الغد غدا إلي السيرافي فأخذه فقتله، فجعل يصيح: يا عباد الله يأمروني أن أقتل لهم الناس ويقتلوني.

712 - أبو علي أحمد بن علي السلولي المعروف بشقران، قال: حدثنا الحسين بن عبيد الله القمي، عن محمد بن أورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن سيف ابن عميرة، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام يوم صلب فيه المعلي، فقلت له يا بن رسول الله ألا تري هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم قال:

وما هو؟ قلت قتل المعلي بن خنيس.

قال: رحم الله معلي قد كنت أتوقع ذلك لأنه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا فمن أذاع سرنا إلي غير أهله لم يفارق الدنيا حتي يعضه السلاح أو يموت بخبل.

713 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي العلاء، وأبي المغرا، عن أبي بصير، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، وجري ذكر المعلي بن خنيس، فقال: يا أبا محمد أكتم علي ما أقول لك في المعلي

(٦٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو بصير (1)، الحسين بن عبيد الله القمي (1)، الحسين بن أبي العلاء (1)، محمد بن علي الصيرفي (1)، محمد بن عبد الله (1)، يعقوب بن يزيد (1)، المعلي بن خنيس (3)، محمد بن أورمة (1)، داود بن علي (1)، أحمد بن علي (1)، المفضل بن عمر (1)، القتل (5)، الموت (1)

قلت: أفعل، فقال: أما أنه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال منه داود بن علي، قلت:

وما الذي يصيبه من داود؟ قال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه، قلت: " انا لله وانا إليه راجعون " قال: ذاك قابل.

قال، فلما كان قابل، ولي المدينة فقصد قصد المعلي فدعاه وسأله عن شيعة أبي عبد الله، وأن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أحدا وانما أنا رجل اختلف في حوايجه وما أعرف له صحابا، فقال: تكتمني أما أنك ان كتمتني قتلتك فقال له المعلي: بالقتل تهددني

والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، وان أنت قتلتني لتسعدني وأشقيك، فكان كما قال أبو عبد الله عليه السلام لم يغادر منه قليلا ولا كثيرا.

714 - أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال، دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا إسماعيل قتل المعلي؟ قلت: نعم، قال: أما والله لقد دخل الجنة.

715 - أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني بعض أصحابنا، قال، كان المعلي بن خنيس رحمه الله إذا كان يوم العيد خرج إلي الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يده نحو السماء.

ثم قال: اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك، وموضع أمنائك الذين خصصتهم بها ابتزوها، وأنت المقدر للأشياء لا يغلب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأني شئت، علمك في ارادتك كعلمك في خلقك، حتي عاد صفوتك وخلفائك مغلوبين مقهورين مبترين، يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا، وفرايضك محرفة عن جهات شرايعك، وسنن نبيك صلواتك عليه متروكة.

اللهم العن أعدائهم من الأولين والآخرين والغادين والرايحين والماضين والغابرين، اللهم والعن جبابرة زماننا وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم، انك علي كل شئ قدير.

(٦٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن إبراهيم (1)، إسماعيل بن جابر (1)، أبو عبد الله (1)، المعلي بن خنيس (1)، أحمد بن الفضل (1)، داود بن علي (1)، محمد بن زياد (1)، القتل (3)

في ابن مسكان وحريز بن عبد الله السجستاني 716 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسي، عن يونس، قال، لم يسمع حريز بن عبد الله من أبي عبد الله عليه السلام الا

حديثا أو حديثين، وكذلك عبد الله بن مسكان لم يسمع الا حديثة: من أدرك المشعر فقد أدرك الحج، وكان من أروي أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وكان أصحابنا يقولون من أدرك المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحج.

فحدثني ابن أبي عمير، وأحسبه أنه رواه له: من أدركه قبل الزوال من يوم النحر فقد أدرك الحج.

وزعم يونس ان ابن مسكان سرح بمسائل إلي أبي عبد الله عليه السلام يسأله عنها وأجابه عليها، من ذلك ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصي دلس نفسه علي امرأة؟ قال: يفرق بينهما ويوجع ظهره، وذاك ان ابن مسكان كان رجلا موسرا، وكان يتلقي أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم.

وزعم أبو النضر محمد بن مسعود: ان ابن مسكان كان لا يدخل علي أبي عبد الله عليه السلام شفقة ألا يوفيه حق اجلاله، فكان يسمع من أصحابه، ويأبي أن يدخل عليه اجلالا واعظاما له عليه السلام.

في حريز 717 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن صفوان، عن عبد الرحمن ابن الحجاج، قال: استأذن فضل البقباق لحريز علي أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن له، فعاوده فلم يأذن له، فقال له: أي شئ للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه؟ قال: علي قدر جريرته، فقال: قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع فقال: ويحك أنا فعلت ذاك أن حريزا جرد السيف، قال، ثم قال: لو كان حذيفة، ما عاودني فيه بعد أن قلت له لا.

(٦٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن ميمون (1)، عبد الله بن مسكان (1)، حريز بن عبد الله (2)، ابن أبي عمير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (1)،

الحج (3)

718 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال حدثني العمركي، قال: حدثني أحمد بن شيبة، عن يحيي بن المثني، عن علي بن الحسن بن رباط، عن حريز، قال: دخلت علي أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بيننا وبينه، فقال لي: هذه الكتب كلها في الطلاق وأنتم! وأقبل يقلب بيده.

قال، قلت: نحن نجمع هذا كله في حرف، قال: وما هو؟ قال قلت: قوله تعالي: " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " (1)، فقال لي: فأنت لاتعلم شيئا الا برواية؟ قلت: أجل.

فقال لي ما تقول في مكاتب كاتب مكاتبته ألف درهم فأدي تسعمائة وتسعة وتسعين درهما، ثم أحدث يعني الزنا، كيف نحده؟ فقلت: عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام: أن عليا عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر أدائه، فقال لي: مالي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شئ.

فما تقول في جمل اخرج من البحر؟ فقلت: انشاء الله فليكن جملا وان شاء فليكن بقرة، إن كانت عليه فلوس أكلناه، والا فلا.

719 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن يونس، قال قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح علي شعر رأسك في وضوء الصلاة قال: بقدر ثلاث أصابع، وأومأ بالسبابة والوسطي والثالثة، وزعم حريز أن ذاك برواية، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا.

حريز بن عبد الله الأزدي عربي كوفي، انتقل إلي سجستان فقتل بها رحمه الله.

(١) سورة الطلاق: ١

(٦٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، يحيي بن المثني (1)، حريز بن عبد الله

(1)، الحسن بن رباط (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن مسلم (1)، القتل (1)، الزنا (1)، الضرب (1)، الوضوء (1)، سورة الطلاق (1)

في يونس بن يعقوب 720 - حدثني حمدويه، ذكره عن بعض أصحابنا، أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي، مات بالمدينة وكفنه الرضا عليه السلام، وانما سمي فطحيا لان عبد الله بن جعفر كان أفطح الرأس، وقد قيل أنه كان أفطح الرجلين، وقيل إنهم نسبوا إلي رجل يقال له: عبد الله بن فطيح.

____________________

في يونس بن يعقوب صراح كلام أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي أولا وآخرا سبيله أن كون يونس بن يعقوب فطحيا، انما ذكره حمدويه عن بعض أصحابه وليس بمتحقق الثبوت.

والحق الصريح أن الرجل صحيح الحديث، مستقيم العقيدة، كريم المنزلة كبير الجلالة جدا، علي ما قد تضافرت عليه الاخبار الجمة الصبة المتظافرة، ولذلك كان ديدني في مصنفاتي استصحاح حديثه والتعويل علي روايته.

وكذلك العلامة في القسم الأول من الخلاصة قال: الحق قبول روايته (1).

يعني بذلك عد حديثه صحيحا، فإنه المعني بقبول الرواية في هذا القسم المعمول لذكر المعدلين والممدوحين، أي رواة الصحاح والحسان من الاخبار، علي ما أوضحناه في معلقات الخلاصة وأبطلنا مؤاخذات المعترضين علي العلامة فليتقن.

قوله رحمه الله: ذكره عن بعض أصحابه أن يونس بن يعقوب فطحي من ذكر فطحيته قد اعترف بأنه قد كان قال بعبد الله الأفطح، ثم تاب ورجع إلي أبي الحسن موسي عليه السلام، فكان من خواص أصحابه، ثم من خواص أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام.

(1) الخلاصة: 185

(٦٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، عبد الله بن فطيح (1)، يونس بن يعقوب (2)، الموت (1)

721 - علي بن الحسن بن

علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام، قال، فقلت له: جعلت فداك ان أباك كان يرق علي ويرحمني، فان رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت قال، فقال لي: يا يونس اني دخلت علي أبي وبين يديه حيس أو هريسة، فقال: ادن يا بني فكل من هذا، هذا بعث به إلينا يونس أنه من شيعتنا القدماء، فنحن لك حافظون.

____________________

قال النجاشي رحمه الله تعالي: يونس بن يعقوب بن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني، أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار، اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وكان يتوكل لأبي الحسن ومات بالمدينة في أيام الرضا عليه السلام فتولي أمره، وكان حظيا عندهم موثقا، وكان قد قال بعبد الله ورجع (1).

والشيخ لم يذكر ذلك أصلا، بل انما أورده في كتاب الرجال في أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وقطع بتوثيقه في موضعين.

قال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: يونس بن يعقوب البجلي الدهني الكوفي.

وقال في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام: يونس بن يعقوب مولي له كتب ثقة.

وقال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: يونس بن يعقوب ثقة، له كتاب من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام (2).

قوله عليه السلام: بين يديه حيس بالياء المثناة من تحت بين الحاء والسين المهملتين تمر يخلط بسمن وأقط ثم يدلك حتي يختلط قاله في المغرب.

(١) رجال النجاشي: ٣٤٨ 2) رجال الشيخ: 335 و 363 و 394

(٦٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، يونس بن يعقوب (1)،

محمد بن الوليد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

قال أبو النضر: سمعت علي بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجده أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولي لأبي عبد الله عليه السلام كان يسكن العراق.

وقال لهم: احفروا له في البقيع فان قال لكم أهل المدينة أنه عراقي ولا ندفنه في البقيع: فقولوا لهم هذا مولي لأبي عبد الله عليه السلام وكان يسكن العراق، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، ووجه أبو الحسن علي بن موسي عليهما السلام إلي زميله محمد بن الحباب، وكان رجلا من أهل الكوفة: صل عليه أنت.

____________________

وفي النهاية الأثيرية: الحيس الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن وقد يجعل عوض الأقط الدقيق (1).

والحيس في الأصل بمعني الخلط ثم جعل اسما.

قوله: إلي زميله محمد بن حباب محمد بن حباب باهمال الحاء أو اعجام الخاء وتشديد الموحدة بعدها ثم موحدة أخري أخيرا بعد الألف.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال فقال في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام: محمد بن الحباب الجلاب كوفي (2).

وما رواه أبو عمرو الكشي أن أبا الحسن الرضا علي بن موسي عليهما السلام وجه إلي زميله محمد بن الحباب، فأمره بالصلاة علي يونس بن يعقوب يتضمن مدحه والتنويه بجلالته، سواء كان ضمير زميله عائدا إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام، أو إلي يونس بن يعقوب، فلا تكن من الغافلين.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 467 2) رجال الشيخ: 286

(٦٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، دولة العراق (2)، مقبرة بقيع الغرقد (4)، مدينة الكوفة (1)، يونس بن

يعقوب (1)، علي بن الحسن (1)، الموت (1)، إبن الأثير (1)

722 - علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال: رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك فقال لي: من هذا الرجل صاحب القبر؟ فان أبا الحسن علي بن موسي عليهما السلام أوصاني به، وأمرني أن أرش قبره أربعين شهرا: أو أربعين يوما في كل يوم، قال أبو الحسن: الشك مني.

قال، وقال لي صاحب المقبرة: أن السرير عندي يعني سرير النبي صلي الله عليه وآله فإذا مات رجل من بني هاشم صر السرير، فأقول أيهم مات حتي أعلم بالغداة، فصر السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل، فقلت: لا أعرف أحدا منهم مريضا فمن الذي مات، فلما كان من الغد جاءوا فأخذوا مني السرير، وقالوا: مولي لأبي عبد الله عليه السلام كان يسكن العراق.

وقال علي بن الحسن: كانت أمه أخت معاوية بن عمار وكانت تدخل علي أبي عبد الله عليه السلام، وامرأته كانت مضرية وكانت تدخل أبي عبد الله عليه السلام.

723 - علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن صفوان بن يحيي، قال، قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس قال، فقال لي: أليس مما صنع الله ليونس ان نقله من العراق إلي جوار نبيه صلي الله عليه وآله.

724 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي يونس: ذكر لي أبو عبد الله عليه السلام أو أبو الحسن شيئا أستر به، قال، فقال لي: لا والله ما أنت عندنا متهم، انما أنت رجل منا أهل البيت، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته،

والله فاعل ذلك إن شاء الله.

____________________

قوله: استر به استر به بفتح الهمزة للمتكلم من المضارع واهمال السين وضم الراء المشددة افتعالا من السرور، واستررت به بضم التاء علي صيغة المتكلم من الفعل الماضي.

وربما يضبط " استر به " أو " استريته " أي اختاره واخترته من الاستراء بمعني الاختيار والاصطفاء.

(٦٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، دولة العراق (2)، معاوية بن عمار (1)، أبو عبد الله (1)، يونس بن يعقوب (1)، محمد بن الوليد (2)، بنو هاشم (1)، علي بن الحسن (3)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن عبد (1)، الموت (4)، القبر (3)، الفدية، الفداء (1)

وذكر أنه قال: انظروا إلي ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسوله صلي الله عليه وآله.

725 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت إلي أبي الحسن عليه السلام في شئ كتبت إليه فيه يا سيدي، فقال للرسول: قل له أنك أخي.

726 - علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن يونس بن يعقوب، قال:

كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله أن يدعوا الله لي أن يجعلني ممن ينتصر به لدينه فلم يجبني، فاغتممت لذلك، قال يونس فأخبرني بعض أصحابنا، أنه كتب إليه بمثل ما كتبت، فاجابه وكتب في أسفل كتابه: يرحمك الله انما ينتصر الله لدينه بشر خلقه.

727 - وروي عن أبي سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال:

حضرت جنازة معاوية بن عمار ويونس بن يعقوب حاضر، فصلي بأصحابنا وأذن وأقام هذا.

728 - حمدويه، قال:

حدثني أيوب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس قل لهم يا مؤلفة قد رأيت ما تصنعون إذا سمعتم الاذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد.

____________________

وفي طائفة من النسخ " اشتريه " أو " اشتريته " باعجام الشين يعني أمرني بأن أشتري شيئا، ثم قال لي هذا القول.

والصحيح هو الأول وما عداه فتصحيف.

قوله: فصلي بأصحابنا وأذن وأقام يعني أنه قدم الصلاة المكتوبة اليومية بوظايفها وسننها علي صلاة الجنازة، فصلي بنا المكتوبة وأذن لها وأقام، ثم بعد الفراغ صلي صلاة الجنازة، مع أن الجنازة كانت لخاله معاوية بن عمار، لا أنه أذن وأقام لصلاة الجنازة.

(٦٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، معاوية بن عمار (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، أبو عبد الله (1)، يونس بن يعقوب (3)، محمد بن الوليد (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن سنان (1)، علي بن محمد (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)

في محمد بن سنان 729 - قال حمدويه: كتبت أحاديث محمد بن سنان، عن أيوب بن نوح وقال: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان.

ما روي في عبد الملك بن عمرو 730 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن عمرو، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اني لأدعو الله لك حتي اسمي دابتك أو قال: أدعو لدابتك.

في عبد الله بن ميمون القداح المكي 731 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال حدثنا

صفوان بن يحيي، عن أبي خالد صالح القماط، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم أنتم بمكة؟ قلت: نحن أربعة، قال: أما أنكم نور في ظلمات الأرض.

732 - جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسي يقول: كان عبد الله ابن ميمون يقول بالتزيد.

في محمد بن إسحاق صاحب المغازي وغيره 733 - محمد بن إسحاق ومحمد بن المكندر، وعمرو بن خالد الواسطي، وعبد الملك بن جريح، والحسين بن علوان، والكلبي، هؤلاء من رجال العامة الا أن لهم ميلا ومحبه شديدة.

وقد قيل: أن الكلبي كان مستورا ولم يكن مخالفا، وقيس بن الربيع بتري كانت له محبة.

فأما مسعده بن صدقة بتري وعباد بن صهيب عامي، وثابت أبو المقدام بتري

(٦٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن إسحاق صاحب المغازي (1)، ثابت أبو المقدام (1)، عبد الله بن ميمون (2)، صفوان بن يحيي (1)، الحسين بن علوان (1)، عبد الملك بن جريح (1)، ابن أبي عمير (1)، عبد الملك بن عمرو (2)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، يعقوب بن يزيد (1)، أيوب بن نوح (2)، قيس بن الربيع (1)، عباد بن صهيب (1)، محمد بن إسحاق (1)، جميل بن صالح (1)، صالح القماط (1)، مسعدة بن صدقة (1)، عمرو بن خالد (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن سنان (3)

وكثير النواء بتري، وعمرو بن جميع بتري، وحفص بن غياث عامي، وعمرو بن قيس الماصر بتري، ومقاتل بن سليمان البجلي.

وقيل البلخي بتري، وأبو نصر بن يوسف ابن الحارث بتري.

في عبد الرحمن بن سيابة 734 - أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن

علي بن عطية صاحب الطعام، قال: كتب عبد الرحمن بن سيابة إلي أبي عبد الله عليه السلام: قد كنت أحذرك إسماعيل.

جانيك من يجني عليك وقد * يعدي الصحاح مبارك الجرب ____________________

في عبد الرحمن بن سيابة قوله: قد كنت أحذرك إسماعيل كتب ذلك ابن سيابة إلي أبي عبد الله عليه السلام حيث تجني إسماعيل في أمر معلي ابن خنيس، علي من هو برئ من ذلك وتعرض له وتحرش به.

قوله: جانيك من يجني عليك وقد يقال: جني عليه يجني من باب ضرب أي ارتكب الجناية فيه، أو فيمن هو من أهله، فهو عليه جان، وتجني عليه من باب التفعل إذا أسند إليه جناية لم يجنها وكان بريئا منها، والجناية ما تجنيه من شر أي تحدثه تسمية بالمصدر من جني عليه شرا.

أو هو عام الا أنه خص بما يحرم من الفعل وأصله من جني الثمر وهو أخذه من الشجر، قاله المغرب والأساس وغيرهما (1).

قوله: يعدي الصحاح مبارك الجرب يعدي أول ثاني مصراعي البيت من الشعر، وهو بضم ياء المضارعة واسكان

(1) أساس البلاغة: 103

(٦٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن الفضل الخزاعي (1)، مقابل بن سليمان (1)، علي بن عطية (1)، حفص بن غياث (1)، عمرو بن جميع (1)، الطعام (1)

فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام قول الله أصدق: ولا تزر وازرة وزر أخري، والله ما علمت ولا أمرت ولارضيت.

في سفيان بن عيينة 735 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد ابن الوليد، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال، ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام: أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا عبد الله إلي متي هذه التقية وقد

بلغت هذه السن؟ فقال: والذي بعث محمدا بالحق لو أن رجلا صلي ما بين الركن والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقي الله بميتة جاهلية.

في عباد بن صهيب 736 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن ابن سنان، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا أنا في الطواف إذا رجل يجذب ثوبي، فالتفت فإذا عباد البصري، قال، يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من علي - صلوات الله عليه -.

قال، قلت: ويلك هذا ثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر، وكان علي عليه السلام ____________________

العين المهملة وكسر الدال من الأعداء.

و" الصحاح " بكسر الصاد جمع صحيح، وأما الذي بمعني الطريق وبمعني الأرض الصلبة الشديدة فبالفتح، ونصبه علي المفعولية، أو علي نزع الخافض.

و" مبارك الجرب " بالرفع علي الفاعلية، والجرب يضمتين جمع الأجرب أي الذي به الجرب.

في عباد بن صهيب قوله عليه السلام: ثوب قوهي في أساس البلاغة: ثوب قوهي منسوب إلي قوهستان كورة من كور فارس،

(٦٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، سفيان بن عيينة (2)، عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، عباس بن هلال (1)، عباد بن صهيب (1)، علي بن الحسن (1)، عباد البصري (1)، محمد بن مسعود (2)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الجهل (1)، التقية (1)

في زمان يستقيم له ما لبس فيه، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا مراء مثل عباد.

قال نصر: عباد بتري.

737 - محمد

بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال، أخبرنا الحسن بن الحسين، عن يونس، عن حسين بن المختار، قال، دخل عباد بن كثير البصري علي أبي عبد الله عليه السلام، وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال: يا عباد ما هذه الثياب فقال: يا أبا عبد الله تعيب هذا علي، قال: نعم، قال رسول الله صلي الله عليه وآله من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة قال عباد: من حدثك بهذا، قال:

يا عباد تتهمني حدثني آبائي عليهم السلام عن رسوله صلي الله عليه وآله.

في عمرو بن أبي المقدام 738 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن الحسين، عن أحمد ابن الحسن الميثمي، عن أبي العرندس الكندي، عن رجل من قريش قال، كنا بفناء الكعبة وأبو عبد الله عليه السلام قاعد، فقيل له: ما أكثر الحاج! فقال عليه السلام: ما أقل الحاج! فمر عمرو بن أبي المقدام، فقال: هذا من الحاج.

في سفيان الثوري 739 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن علي بن أسباط قال، قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله عليه السلام: انه يروي أن علي بن بن طالب عليه السلام كان يلبس الخشن من الثياب، وأنت تلبس القوهي المروي، قال: ويحك أن ____________________

وكل ثوب أشبهه وان لم يكن منها يقال له: قوهي (1).

وفي القاموس. القوهي ثياب بيض وقوهستان كورة بين نيسابور وهراة، وقصبتها قاين وطبس، وموضع، وبلد بكرمان (2).

(1) أساس البلاغة: 529 2) القاموس: 4 / 291

(٦٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم القيامة (1)، عمرو بن أبي المقدام (2)، سفيان بن عيينة (1)، الحسين بن إشكيب (1)،

أبو عبد الله (1)، الحسن بن الحسين (1)، حمدويه بن نصير (2)، سفيان الثوري (1)، الحسن الميثمي (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن الحسين (1)، عباد بن كثير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، اللبس (3)، الحج (2)

عليا عليه السلام كان في زمان ضيق، فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولي به.

740 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر، قال، سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام يحدث: أن سفيان الثوري دخل علي أبي عبد الله عليه السلام وعليه ثياب جياد، فقال: يا أبا عبد الله ان آبائك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب! فقال له ان آبائي عليهم السلام كانوا في زمان مقفر مقتر، وهذا ____________________

في سفيان الثوري قوله عليه السلام: في زمان ضيق إضافة الزمان إلي ضيق بفتح الضاد المعجمة أو كسرها تلبسية.

قوله عليه السلام: في زمان مقفر مقتر " مقفر " بالقاف الساكنة قبل الفاء المكسورة، و" مقتر " بالتاء المثناة من فوق المكسورة بعد القاف الساكنة.

في أساس البلاغة: أقفرت الأرض إذا خلت من النبات والماء، وأرض مقفرة وقفر وقفرة، وأرضون وبلاد قفر وقفار، وبتنا بقفرة، وأقفر فلان من أهله إذا تفرد عنهم وبقي وحده.

وأقفر جسده من اللحم ورأسه من الشعر، وانه لقفر الجسد والرأس، وأقفر الرجل إذا أكل خبزا قفارا بلا أدام، ومنه ما أقفر بيت فيه خل (1).

وفي الصحاح والنهاية الأثيرية: أقتر الرجل أقتر وضاقت عليه المعيشة، واقتر الله عليه رزقه واقتر هو علي عياله اقتارا، أي ضيق وقلل، وكذلك قتر عليه تقتيرا وقتر قترا وقتورا ثلاث لغات (2).

(١)

أساس البلاغة: ٥١٧ ٢) الصحاح: ٢ / 786

(٦٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن الحسين المروزي (1)، الحسين بن إشكيب (1)، سفيان الثوري (1)، أحمد بن عمر (1)، محمد بن مسعود (1)، الوسعة (1)

زمان قد أرخت الدنيا عزاليها، فأحق أهلها بها أبرارهم.

741 - وجدت في كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه، حدثني محمد بن عيسي، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله، قال، أتي قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه الحديث من الأمصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا، فقال: فكيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن أخذوا الحديث.

____________________

وقال العزيزي في غريب القران: مقتر أي مقل فقير.

قوله (ع): قد أرخت الدنيا عزاليها بالزاي المعجمة والعين المهملة المفتوحة واللام بعد الألف ثم الياء المثناة من تحت، وهي جمع العزلاء، اما مفتوحة اللام علي هيئة التثنية، كما حواليها وحوالينا وحواليكم.

واما مكسورتها علي هيئة صيغة الجمع، كالعوالي في جمع العالية، واللآلي في جمع اللؤلؤة.

قال في مجمل اللغة: عزلاء القربة مستخرج مائها.

وفي المغرب: العزلاء فم المزادة الأسفل، والجمع عزالي وعزالي والسحابة أرخت عزاليها إذا أرسلت دفعها، مجاز والدفعة بالضم المطرة الشديدة الصب.

وقال ابن الأثير في النهاية: في حديث الاستسقاء: دفاق العزايل يحم حم البعاق، العزايل أصله العزالي مثل الشبايك والشباكي، والعزالي جمع العزلاء، وهو فم المزادة الأسفل، فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة.

ومنه الحديث: أرسلت السماء عزاليها، وقال: الدفاق المطر الواسع الكثير والعزايل مقلوب العزالي، وهي مخارج الماء من المزادة (1).

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 231

(٦٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الفضيل الكوفي

(1)، ميمون بن عبد الله (1)، الهيثم بن واقد (1)، محمد بن عيسي (1)، إبن الأثير (1)

فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم، قال:

فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت، قال: وتتفضل أن تحدثني بما سمعت، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لاتحدث به أحدا؟ قال: لا، قال فاسمعنا بعض ____________________

قوله: ذاك ما يمنعه أن يحدثني ما سمعت " ما " للموصول وفي محل الرفع بالابتداء، والخبر ما سمعت.

أي ذاك الذي أبي ان يحدثني انما الذي يمنعه أن يحدثني ما سمعت من قوله.

جئت لاسمع منك لم أجي أحدثك.

قوله عليه السلام: وتتفضل من التفضل بمعني التوشح بالثوب، تفعلا من الفضل بضمتين وهو الثوب، وربما يقال: لا يقال فضل - بضمتين - الا لثوب واحد، وقد جعل ذلك كناية عن الاستنكاف من التحديث.

قال في المغرب: ثوب فضل وامرأة فضل أي علي ثوب واحد ملحفة، أو نحوها تتوشح به.

وقال في مجمل اللغة: المتفضل المتوشح بثوبه.

وفي أساس البلاغة: وتفضل الرجل أو المرأة إذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه علي عاتقه (1).

أي وأنت أيضا تتوشح بثوبك، كراهة أن تحدثني بما سمعت من الحديث.

قوله عليه السلام: اجعل الذي حدثك " اجعل " بهمزة الاستفهام، و" حديثه " منصوب علي أنه أول مفعوليه، و" أمانة " المفعول الثاني.

(1) أساس البلاغة: 476

صفحه(٦٩٣)

ما اقتبست من العلم حتي نفيد بك انشاء الله.

قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح

علي خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح علي الخفين: فقد مسح عمر علي الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام فقال كلوها فان الله تعالي يقول " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " (1) ثم سكت.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال:

أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.

قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتي نسمع قال فرفع رأسه إلي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله وأبكي وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت.

____________________

قوله عليه السلام: حتي نفيد بك في طائفة من النسخ " حتي نفيدك " من الإفادة الاعطاء والإنالة، وفي أكثرها " نفيد بك " أي من جهتك وبسببك من الإفادة بمعني الاعتناء والاخذ والاستفادة.

(١) سورة المائدة: ٥

(٦٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو عبد الله (3)، سفيان الثوري (1)، جعفر بن محمد (1)، الباطل، الإبطال (1)، التصديق (1)، الأكل (3)، الضلال (1)، القبر (1)،

السكوت (2)، سورة المائدة (1)

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأي عليا عليه السلام علي منبر الكوفة وهو يقول: لئن أتيت برجل يفضلني علي أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر.

قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لا تثريب، قال:

لا تثريب.

قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك.

قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان.

____________________

قوله: بنخيلات تينع بنخيلات بضم النون وفتح الخاء المعجمة علي تصغير النخلة.

و" تينع " بفتح التاء المضارعة واسكان الياء بعدها نون مفتوحة.

في صحاح الجوهري: ينع الثمر أي نضج، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج، وجمع اليانع ينع (1).

وفي غريب القرآن للعزيزي: في قوله سبحانه " ينعه " أي مدركه، واحده يانع مثل تاجر وتجر، يقال: ينعت الثمرة والفاكهة

وأينعت إذا أدركت.

(١) الصحاح: ٣ / 1310

(٦٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (1)، علي بن أبي طالب (1)، نعيم بن عبد الله (1)، خالد بن الوليد (1)، أبو عبد الله (5)، سفيان الثوري (2)، الضرب (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)

قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال:

لما رأي علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.

قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكي عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة.

قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فأردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم، قال: فمتي سمعتها؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.

قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا، قال:

لم، قال: لأنه شهد علي قوله رجال ولو

شهد أحدهم علي عنق رجل لجاز قوله.

____________________

قوله: من مسكي المسك بفتح الميم واسكان السين المهملة الجلد، أي من جلدي وجسدي.

وفي نسخة " من مسكتي " بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل.

قال في المغرب: المسكة التماسك، ومنه قولهم: زوال مسكة اليقظة.

أي من عقلي الذي به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.

(٦٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، أبو عبد الله (4)، سفيان الثوري (1)، مدينة البصرة (1)، جعفر بن محمد (3)، الكذب، التكذيب (1)، الشهادة (2)، القتل (1)

بيان فلسفي حول خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام

قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال:

ما تسأل عن اسمي؟ ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، ____________________

قوله (ص): خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام أي مقام واعتبار وحيثية ومرتبة، كما في قوله عز وعلا " وذكرهم بأيام الله " (1) أي بوقايعه وبدايعه ومراتب أفاعيله وصنايعه.

فالمعني بالأرواح عالم الامر. وبألفي عام مجموع مراتب ضربيه اللذين هما عالما العقل والنفس، وهما المرتبتان الأولتان من المراتب الخمس في طول سلسلة البدو.

وذكر عدد الألف في كل منهما بحسب المراتب العرضية المختلفة بالحقيقة النوعية وبالكمالية والنقصية في التجرد والنورية، اما علي الحقيقة أو علي الكناية، عن تكثير الأنواع وسعة عرض المراتب.

" وما يعلم جنود ربك إلا هو " (2) والاجساد جملة عوالم الخلق بمراتبها الطولية والعرضية والقبلية أي القبلية الذاتية في المرتبة العقلية.

وحيث أن النفوس الناطقة الانسانية بحسب جوهر الذات وسنخ الحقيقة، من صقع عالم الامر ومن جنبة إقليم القدس، واختلافها بالكمال والنقص ظل اشتباك الجهات والحيثيات وتشابكها وتلامع الأنوار

والأضواء وتعاكسها في ذلك العالم، فلا محالة ايتلافها واختلافها هاهنا أي في عالم الحس من تلقاء تعارفها وتناكر ثم أي في عالم العقل.

وأيضا ربما يكون الاختلاف في عالم الأجساد من تلقاء العلة من غير مدخلية للمادة واستعدادها في ذلك، كما اختلاف جرم المتمم والتدوير في الثخن، إذ ليس ذلك في الفلكيات من جهة استعداد المادة، وربما يكون الاختلاف من جهة المبادي

(1) سورة إبراهيم: 5 2) المدثر: 31

(٦٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سورة ابراهيم (1)

____________________

والعلل بحسب اختلاف استعدادات المادة، وبذلك يستتب اختلاف مراتب النفوس في التعارف والتناكر بحسب اختلاف المناسبة بالكمال والنقص.

ومن سبيل آخر: انما عالم الامر من العقول والنفوس ألواح مراتب القضاء والقدر، علي ما قد فصلناه في كتاب القبسات، وما في الوجود هاهنا بحسب ما في العلم هناك.

فاذن النفوس الانسانية انما تعارفها وتناكرها ثم ملاك ايتلافها واختلافها هاهنا.

وبالجملة النفوس المجردة الانسانية بمراتبها العقلية في سلسلة العود هي في ازاء العقول والنفوس المفارقة النورية في سلسلة البدو، فهي منخرطة في سلك عالم الامر وصايرة إلي طوار إقليم القدس ومندرجة بذلك الاعتبار في عالم الأرواح، التي فطرها البارئ الفاطر الحق قبل عوالم الأجساد بألفي عام علي وجه لا يصادم القوانين العقلية والبراهين اليقينية.

فسبيل الأعوام في مثل هذا الحديث سبيل الأيام في مثل قول عز من قائل " ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام " (1).

قال المفسر النيسابوري في تفسيره: نقول: يمكن أن تحمل الأيام الستة علي الأطوار الستة التي للأجسام الهيولي، والصورة والجسم البسيط ثم المركب المعدني والنباتي والحيواني، والله تعالي أعلم بمراده.

وقال بعض المفسرين: في ستة أيام أي في ست جهات، فالمراد بالأيام

في هذا الموضع الجهات.

وقال بعض آخر منهم: أي في المرتبة التامة من كمال النظام وغاية الاحكام، فان الستة عدد تام هو أول الاعداد التامة.

(١) سورة يونس: ٣

(٦٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: سورة يونس (1)

ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمي يهوديا، وان أدرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره.

يا غلام ضع لي ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه.

ثم إنه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت:

أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملي لهم.

____________________

وامامهم العلامة الرازي قال في التفسير الكبير: قال بعضهم: لعدد السبعة شرف عظيم وهو العدد الكامل، فالأيام الستة في تخليق نظام العالم واليوم السابع في حصول كمال الملك والملكوت، وبهذا الطريق حصل الكمال في الأيام السبعة (1).

قوله (ص): ثم أسكنها الهواء الضمير للأرواح المجردة العاقلة الانسانية علي ضرب من الاستخدام، أي ثم جعل منزل تدبيرها وتعلقها ومحل تصرفها وسلطانها ومسكن عنايتها وعلاقتها عالم الروح البخاري، المتولد في القلب من لطيف بخار صفو الاخلاط اللطيفة، وغذاؤه الهواء المستنشق وملاكه الحار الغريزي، وهو جوهر لطيف سماوي حامله الرطوبة الغريزية.

فهذا الجوهر الجسماني اللطيف السماوي شبكة اقتناص انصراف النفس العاقلة الناطقة الملكوتية عن عالمها القدسي النوري الإلهي، وانجذابها إلي دار غربتها الظلمانية الداثرة الجسدانية، وانما عالمه وإقليمه عنصر الهواء الذي طباع جوهر مبدء الحرارة والرطوبة واللطافة، فليتعرف.

(1) التفسير

الكبير: 14 / 100

(٦٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الكذب، التكذيب (1)، القبر (1)

ثم قال لنا: ان عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قام علي أطرافها، ثم قال: لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي قيل: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية علي الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله نبيه عليه السلام، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا.

في جويرية بن أسماء 742 - محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال:

حدثني علي بن داود الحديد، عن حريز بن عبد الله، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء، قال، فتكلم أبو عبد الله عليه السلام بكلام فوقع عند جويرية أنه لحن، قال فقال له: أنت سيد بني هاشم والمؤمل للأمور الجسام تلحن في كلامك.

قال، فقال: دعنا من تيهك هذا، فلما خرجا، أما حمران فمؤمن لا يرجع أبدا، وأما جويرية فزنديق لا يفلح أبدا، فقتله هارون بعد ذلك.

____________________

في جويرية بن أسماء قوله: دعنا من تيهك في أكثر النسخ " من تيهك " بالتاء المثناة من فوق قبل الياء المثناة من تحت ثم الهاء، بمعني الصلف والتصلف والكبر والتكبر من العلم أو المال، قاله في القاموس وغيره (1).

وفي نسخة " تنهيك " علي التفعل من النهية والنهي بضمهما بمعني العقل والمعرفة.

وفي نسخة أخري عندي عتيقة علي الهامش " تهتك " تفعلا من الهتكة، ولست أستصوبها.

(1) القاموس: 4 / 282

(٧٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: إسحاق بن محمد البصري (1)، جويرية بن أسماء (2)، حريز بن عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، مدينة البصرة (1)، بنو هاشم

(1)، محمد بن مسعود (1)

في بشار الشعيري 743 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عن المدايني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي: يا مرازم من بشار؟ قلت بياع الشعير، قال: لعن الله بشارا، قال، ثم قال لي: يا مرازم قل لهم ويلكم توبوا إلي الله فإنكم كافرون مشركون.

744 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن صفوان، عن مرازم، قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تعرف مبشر بشر، بتوهم الاسم قال: الشعيري، فقلت: بشار؟ قال بشار، قلت: نعم جار لي، قال: إن اليهود قالوا ووحدوا الله، وان النصاري قالوا ووحدوا الله، وأن بشارا قال قولا عظيما، إذا قدمت الكوفة فأته وقل له: يقول لك جعفر يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك.

قال مرازم: فلما قدمت الكوفة فوضعت متاعي وجئت إليه فدعوت الجارية، فقلت قولي لأبي إسماعيل هذا مرازم فخرج إلي فقلت له: يقول لك جعفر بن محمد يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك، فقال لي وقد ذكرني سيدي، قال، قلت:

نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك، فقال: جزاك الله خيرا وفعل بك وأقبل يدعو لي، ومقالة بشار هي مقالة العلياوية، يقولون إن عليا عليه السلام هرب وظهر بالعلوية الهاشمية، وأظهر أنه عبده ورسوله بالمحمدية، فوافق أصحاب أبي الخطاب في أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأن معني الاشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس، والحقيقة شخص علي، لأنه أول هذه الاشخاص في الأمة.

وأنكروا شخص محمد عليه السلام وزعموا أن محمدا عبد ع وع ب وأقاموا محمدا ____________________

في بشار الشعيري قوله رحمه الله: ع وع ب

" ع " رمز كناية عن علي عليه السلام و" ب " عن الرب.

(٧٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة الكوفة (2)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، بشار الشعيري (1)، محمد بن عيسي (1)، جعفر بن محمد (1)

من هم المخمسة؟

مقام ما أقامت المخمسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمد صلوات الله عليه، فوافقوهم في الاباحات والتعطيل والتناسخ، والعليائية سمتها المخمسة العليائية، وزعموا أن بشارا الشعيري لما أنكر ربوبية محمد وجعلها في علي وجعل محمدا عبد علي وأنكر رسالة سلمان: مسخ في صدره ظير يقال له علياء يكون في البحر، فلذلك سموهم العليائية.

745 - وحدثني الحسين بن الحسن بن بندار، قال: حدثني سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن ابن موسي الخشاب، عن صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان خرج من البحر فأغوي أصحابي.

746 - سعد، قال حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس، عن إسحاق ابن عمار، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لبشار الشعيري: اخرج عني لعنك الله، لا والله لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا، فلما خرج قال:: ويله ألا قال بما قالت اليهود، ألا قال بما قالت النصاري، ألا قال بما قالت المجوس، أو بما قالت الصابية، والله ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد، أنه شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي ____________________

قوله رحمه الله: سمتها المخمسة المخمسة طائفة من الغلاة يقولون بالتخميس، ومعناه عندهم لعنهم الله أن سلمان وأبا ذر والمقداد وعمارا وعمرو بن أمية الضميري، هم الخمسة الموكلون

لمصالح العالم.

وأبو القاسم علي بن أحمد الكوفي المخمس الغالي صنف في ذلك كتابا وأظهر فيه بدعا ومقالات فاسدة.

قوله: ألا بفتح الهمزة وتشديد اللام بمعني هلا.

(٧٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، صفوان بن يحيي (1)، أبو عبد الله (2)، الحسين بن الحسن (1)، سعد بن عبد الله (1)، إسحاق بن عمار (1)، بشار الشعيري (2)، الإقامة (1)

أصحابي وشيعتي، فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب، أني عبد ابن عبد، قن ابن أمة ضمتني الأصلاب والأرحام، وأني لميت وأني لمبعوث ثم موقوف، ثم مسؤول والله لاسألن عما قال في هذا الكذاب، وادعاه علي يا ويله ماله أرعبه الله، فلقد أمن علي ____________________

قوله عليه السلام: عبد ابن عبد عبد وقن مرفوعان للخبرية بالتنوين علي التوصيف لا بالضم علي الإضافة، والقن بالقاف المكسورة والنون المشددة وهو المتمحض في العبودة والرق.

قال في المغرب: القن من العبيد الذي ملك هو وأبواه، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جاء قنان أقنان أقنة، أما أمة قنة فلم نسمعه، وعن ابن الأعرابي عبد قن أي خالص العبودة. وعلي هذا صح قول الفقهاء لانهم يعنون به خلاف المدبر والمكاتب.

قوله عليه السلام: يا ويله " الويل " الحزن والنكال والهلاك. والهاء هنا للضمير لا للسكت.

والمعني: يا ويل بشار أحضر فقد حان حينك وآن أبانك وجاء أوانك.

وقد يستعمل باللام فيقال له: الويل ويكون في معني الشتم والدعاء عليه بالهلاك.

قال صاحب الكشاف في الفائق: ويح وويب وويس ثلاثتها في معني الترحم، وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة، وعن الفراء أن الويل كلمة شتم ودعاء سوء، وقد استعملتها العرب استعمال قاتله الله في موضع

الاستعجاب، ثم استعظموه فكنوا منها بويح وويب وويس، كما كنوا عن جوع له بجوسا وجودا.

قوله عليه السلام: أرعبه الله الارعاب أفعال من الرعب، أي أوقعه الله في الرعب والخوف والفزع والقلق.

(٧٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: الصّلب (1)

فراشه وافزعني وأقلقني عن رقادي، أو تدرون اني لم أقول ذلك؟ أقول ذلك لكي استقر في قبري.

في سفيان بن مصعب العبدي أبي محمد 747 - محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد الكوفي، قال:

حدثني أبو داود سليمان بن سفيان المسترق، عن سيف بن مصعب العبدي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: قل شعرا تنوح به النساء.

748 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري، قال:

حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن النعمان، عن سماعة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإنه علي دين الله.

قال أبو عمرو: في أشعاره ما يدل علي أنه كان من الطيارة.

في عبد الله بن يحيي الكاهلي 749 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: زعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن الأول عليه السلام قال لعلي: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة.

ما روي في داود الرقي 750 - حدثني حمدويه وإبراهيم ومحمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير قالوا: حدثنا محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله صلي الله عليه وآله.

751 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي ____________________

قوله عليه السلام: أو تدرون بواو الزينة المفتوحة بعد همزة الاستفهام.

وفي نسخة

" أتدرون " باسقاط الواو.

ونسخة أخري " وتدرون " باسقاط الهمزة.

(٧٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن يحيي الكاهلي (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أبو داود المسترق (1)، سيف بن مصعب العبدي (1)، سليمان بن سفيان (1)، عبد الله البرقي (1)، أبو عبد الله (2)، داود الرقي (2)، سفيان بن مصعب (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن عيسي (2)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (2)

رفعه، قال، نظر أبو عبد الله عليه السلام إلي داود الرقي وقد ولي، فقال: من سره أن ينظر إلي رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلي هذا.

وقال في موضع آخر: أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله.

في إسحاق وإسماعيل ابني عمار 752 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسي، عن زياد القندي، قال، كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأي إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار، قال: وقد يجمعهما لأقوام، يعني الدنيا والآخرة.

في الحسن بن خنيس 753 - محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسين بن موسي، عن جعفر بن محمد الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني، عن أبي أسامة الشحام، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ مر الحسن بن خنيس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: نحب هذا؟ هذا من أصحاب أبي عليه السلام.

وبهذا الاسناد عن إبراهيم، عن رجل، عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام قالا: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه، فان بره بهم بره بوالديه.

في علي بن أبي حمزة البطايني 754 - محمد بن مسعود،

قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة، قال، قال أبو الحسن موسي عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك شبه الحمير.

755 - قال ابن مسعود، قال أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال: علي بن أبي حمزة كذاب متهم.

وروي أصحابنا أن أبا الحسن الرضا عليه السلام قال بعد موت ابن أبي حمزة:

انه أقعد في قبره فسئل عن الأئمة عليهم السلام بأسمائهم حتي انتهي إلي فسئل فوقف،

(٧٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: أصحاب الإمام المهدي عجل الله فرجه (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (2)، إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، إسماعيل بن عمار (1)، ابن أبي حمزة (1)، أبو عبد الله (3)، إسحاق بن عمار (1)، زياد القندي (1)، الحسن بن خنيس (2)، داود الرقي (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (3)، محمد بن نصير (1)، جعفر بن محمد (1)، القبر (1)

فضرب علي رأسه ضربة امتلاء قبره نارا.

756 - قال ابن مسعود: سمعت علي بن الحسن بن أبي حمزة كذاب ملعون، قد رويت عنه أحاديث كثيرة، وكتبت تفسير القرآن كله من أوله إلي آخره، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا.

757 - حمدان بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبي داود المسترق، عن عقبة بياع القصب، عن علي بن أبي حمزة، قال، قال أبو الحسن يعني الأول عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.

758 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن محمد، عن محمد

بن علي الهمداني، عن رجل، عن علي بن أبي حمزة، قال: شكوت إلي أبي الحسن عليه السلام وحدثته بالحديث عن أبيه وعن جده، فقال: يا علي هكذا قال أبي وجدي عليهما السلام قال:

فبكيت، ثم قال: أو قد سألت الله لك أو أسأله لك في العلانية أن يغفر لك.

759 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجهودهم موته، وكان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.

760 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك اني خلفت ابن أبي حمزة وابن مهران وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالي.

قال، فقال: ما ضرك من ضل إذا اهتديت، انهم كذبوا رسول الله صلي الله عليه وآله وكذبوا أمير المؤمنين وكذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسي، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة.

قلت جعلت فداك انا نروي أنك قلت لابن مهران أذهب الله نور قلبك وأدخل

(٧٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (3)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، الحسن بن أبي حمزة (1)، ابن أبي حمزة (1)، ابن أبي سعيد (1)، أحمد بن الحسين (1)، أحمد بن الفضل

(1)، محمد بن الفضيل (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن أحمد (2)، علي بن محمد (3)، محمد بن علي (1)، محمد بن محمد (1)، القبر (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (2)

الفقر بيتك.

فقال: كيف حاله وحال بزه؟ قلت: يا سيدي أشد حال هم مكروبون وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلي العمرة، فسكت، وسمعته يقول في ابن أبي حمزة:

أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي يروي أن رأس المهدي يهدي إلي عيسي بن موسي وهو صاحب السفياني؟ وقال: ان أبا الحسن يعود إلي ثمانية أشهر؟

في ابن أبي حمزة الثمالي والحسين ومحمد أخويه وابنه 761 - قال أبو عمرو: سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير، عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمد أخويه وابنه؟ فقال: كلهم ثقات فاضلون.

في عبد الخالق 762 - عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني أبي، عن إسماعيل ابن عبد الخالق، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبي فقال صلي الله علي أبيك ثلاثا في عمار الساباطي 763 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن إبراهيم ابن هاشم، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك، قال، قال لي أبو الحسن ____________________

في علي بن أبي حمزة قوله (ع): وحال بزه بفتح الموحدة وتشديد الزاي، يعني حال تجارته وأمتعته التي يتجر بها.

في المغرب: عن ابن دريد البز متاع البيت من الثياب خاصة، وعن الليث ضرب من الثياب، ومنه أبتز جاريته إذا جردها من ثيابها، وعن ابن الأنباري رجل حسن البز اي الثياب، وعن الجوهري هو من الثياب امتعة البزاز والبزازة حرفته وقال محمد: في السير البز عند أهل الكوفة ثياب الكتان

والقطن لا الصوف والخز.

(٧٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (1)، ابن أبي حمزة الثمالي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، الحسين بن أبي حمزة (1)، عمار الساباطي (1)، ابن أبي حمزة (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن محمد (1)

الأول عليه السلام اني استوهبت عمار الساباطي من ربي، فوهبه لي.

في عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة 764 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين ابن سعيد، يرفعه، عن عبد الله بن الوليد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما تقول في المفضل؟ قلت: وما عسيت أن أقول فيه بعد ما سمعت منك، فقال: رحمه الله لكن عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة أتياني فعاباه عندي، فسألتهما الكف عنه فلم يفعلا، ثم سألتهما أن يكفا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم يفعلا فلا غفر الله لهما.

في داود بن كثير الرقي أيضا 765 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن عيسي عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا، عن داود بن كثير الرقي، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا داود إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره.

قال نصر بن صباح: عاش داود بن كثير الرقي إلي وقت الرضا عليه السلام.

766 - طاهر بن عيسي، قال: حدثني الشجاعي، عن الحسين بن بشار، عن داود الرقي، قال: قال لي داود: تري ما تقول الغلاة الطيارة وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين عليه السلام وما يحكي أصحابه عنه فذلك والله أراني أكبر منه، ولكن أمرني أن لا أذكره لاحد.

قال: وقلت له اني قد كبرت ودق

عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيكم فقال:

وما من هذا بد ان لم يكن في العاجلة يكون في الأجلة.

ذكر أبو سعيد بن رشيد الهجري، ان داود دخل علي أبي عبد الله عليه السلام فقال:

يا داود كذب والله أبو سعيد.

قال أبو عمرو: يذكر الغلاة أنه من أركانهم، وقد يروي عنه المناكير من الغلو، وينسب إليه أقاويلهم ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ولا عثرت من الرواية علي شئ غير ما أثبته في هذا الباب.

(٧٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، عبد الله بن الوليد (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عمار الساباطي (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، أبو عبد الله (2)، طاهر بن عيسي (1)، الحسين بن بشار (1)، عامر بن جذاعة (2)، حجر بن زائدة (2)، داود بن كثير (3)، رشيد الهجري (1)، داود الرقي (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، نصر بن صباح (1)، علي بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)، القتل (1)

في إسحاق وإسماعيل ابني عمار أيضا 767 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب، عن ابن المغيرة، عن علي ابن إسماعيل بن عمار، عن إسحاق، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لنا أموالا ونحن نعامل الناس، وأخاف أن حدث أن تغرق أموالنا؟ قال، فقال له: أجمع مالك في كل شهر ربيع، قال علي بن إسماعيل: فمات إسحاق في شهر ربيع.

768 - نصر بن الصباح، قال: حدثني سجادة، قال: حدثنا محمد بن وضاح، عن إسحاق بن عمار، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام جالسا حتي دخل عليه رجل من الشيعة، فقال

له يا فلان جدد التوبة، أو أحدث عبادة فإنه لم يبق من أجلك الا شهر، قال إسحاق، فقلت في نفسي واعجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال شيعته أو قال آجالنا.

قال: فالتفت إلي مغضبا، فقال: يا إسحاق وما تنكر من ذلك، وقد كان الهجري مستضعفا، وكان عنده علم المنايا، والامام أولي بذلك من رشيد الهجري، يا إسحاق اما أنه قد بقي من عمرك سنتان، أما أنه يتشتت أهل بيتك تشتتا قبيحا، ويفلس عيالك افلاسا شديدا.

769 - جعفر بن معروف، قال: حدثني أبو الحسن الرازي، قال: حدثني إسماعيل بن مهران، قال: حدثني محمد بن سليمان الديلمي، قال قال إسحاق بن عمار، لما كثر مالي أجلست علي بابي بوابا يرد عني فقراء الشيعة، قال فخرجت إلي مكة في تلك السنة فسلمت علي أبي عبد الله عليه السلام فرد علي بوجه قاطب غير مسرور، فقلت: جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك قال: الذي غيرك للمؤمنين، قلت:

جعلت فداك والله اني لاعلم أنهم علي دين الله، ولكن خشيت الشهرة علي نفسي.

قال: يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا بين ابهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعون منها لاشدهما حبا لصاحبه، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التثما لا يريدان بذلك الا وجه الله قيل لهما غفرا لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت

(٧٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن سليمان الديلمي (1)، أبو الحسن الرازي (1)، إسماعيل بن مهران (1)، إسماعيل بن عمار (1)، علي بن إسماعيل (1)، إسحاق بن عمار (1)، ابن المغيرة (1)، رشيد الهجري (1)، محمد بن وضاح (1)، جعفر بن معروف (1)، الفدية، الفداء (2)

الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا عنهما

فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما.

قلت: جعلت فداك وتسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه، وقد قال الله عز وجل " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " (1) قال فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه علي لحيته وهو يقول: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد يسمعه ويعلمه الذي يعلم السر وأخفي، يا إسحاق فخف الله كأنك تراه فان شككت في أنه يراك فقد كفرت، وان أيقنت أنه يراك. ثم برزت له بالمعصية فقد جعلت في حد أهون الناظرين إليك.

في سنان وعبد الله ابنه 770 - أبو الحسن بن أبي طاهر، قال: حدثني محمد بن يحيي الفارسي قال:

حدثني مكرم بن بشر، عن الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، وكان رحمه الله من ثقات رجال أبي عبد الله عليه السلام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه أنا مع أبي، فقال: يا عبد الله الزم أباك فان أباك لا يزداد علي الكبر الا كبرا.

771 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله أبي خلف، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عمن ذكره، عن عمر بن يزيد، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، وذكر عبد الله بن سنان، فقال: أما أنه يزيد علي السن خيرا، وكان عبد الله بن سنان مولي قريش علي خزائن المنصور والمهدي.

في عجلان أبي صالح 772 - محمد بن مسعود، قال: سمعت علي بن الحسن بن علي بن فضال يقول: يا عجلان أبو صالح ثقة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا عجلان كأني

أنظر إليك إلي جنبي والناس يعرضون علي.

(١) سورة ق: ١٨

(٧١٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، أبو الحسن بن أبي طاهر (1)، محمد بن يحيي الفارسي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، عبد الله بن سنان (3)، عجلان أبو صالح (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن الحسين (1)، الفضل بن شاذان (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، عمر بن يزيد (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)، سورة ق (1)

في يسار بن بشار 773 - أبو عمرو: قال حدثني محمد بن مسعود، قال سألت علي بن الحسن، عن يسار بن بشار الذي يروي عنه أبان بن عثمان؟ قال: هو خير من أبان وليس به بأس.

في أبي خالد القماط 774 - قال أبو عمرو: حدثني محمد بن مسعود، قال، كتب إلي أبو عبد الله، يذكر عن الفضل، قال: حدثني محمد بن جمهور القمي، عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن رئاب، عن أبي خالد القماط، قال، قال لي رجل من الزيدية أيام زيد:

ما منعك أن تخرج مع زيد؟ قال، قلت له: إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة فالخارج قبله هالك، وإن كان ليس في الأرض مفروض الطاعة، فالخارج والجالس موسع لهما، فلم يرد علي شيئا.

قال فمضيت من فوري إلي أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بما قال لي الزيدي، وبما قلت له، وكان متكئا فجلس، ثم قال أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته، ثم لم تجعل له مخرجا.

قال حمدويه: واسم أبي خالد القماط: يزيد.

775 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: حدثنا الفضل بن شاذان،

قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن جمهور القمي، عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن رئاب، عن أبي خالد القماط، وذكر مثل ما روي محمد بن مسعود عن أبي عبد الله بن نعيم الشاذاني، مثله سواء.

في ثعلبة بن ميمون 776 - ذكر حمدويه، عن محمد بن عيسي، أن ثعلبة بن ميمون مولي محمد ابن قيس الأنصاري، وهو ثقة خير فاضل مقدم معلوم في العلماء والفقهاء الأجلة من هذه العصابة.

(٧١١)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري (1)، أبو عبد الله (1)، أبان بن عثمان (1)، ثعلبة بن ميمون (2)، علي بن رئاب (2)، علي بن الحسن (1)، محمد بن جمهور (2)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (2)، الهلاك (1)

في الأشاعثة 777 - محمد بن الحسن، ابن عثمان بن حماد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن بعض أصحابنا، ان رجلين من ولد الأشعث استأذنا علي أبي عبد الله فلم يأذن لهما، فقلت: ان لهما ميلا ومودة لكم، فقال: ان رسول الله صلي الله عليه وآله لعن أقواما، فجري اللعن فيهم وفي أعقابهم إلي يوم القيامة.

ما روي في شهاب بن عبد ربه وعبد الخالق وأخويه 778 - قال أبو عمر: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربه من موالي بني أسد من صلحاء الموالي.

779 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال:

حدثني أبي، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبي فقال:

صلي الله علي أبيك ثلاثا.

780 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد ابن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن مسمع

كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وأما شهاب فإنه شر من الميتة والدم ولحم الخنزير.

حمدويه بن نصير، ذكر عن بعض مشايخه قال: شهاب بن عبد ربه خير فاضل.

781 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن فضيل، عن شهاب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان، فاني يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان، إذ القي إلي كتابا وقال أعظم الله أجرك في جعفر بن محمد، فذكرت الكلام فخنقتني العبرة.

(٧١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إسماعيل بن عبد الخالق (1)، شهاب بن عبد ربه (2)، عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (1)، الحسن بن موسي (1)، عثمان بن حماد (1)، محمد بن سليمان (2)، بنو أسد (1)، محمد بن الحسن (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (3)، علي بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، مسمع كردين (1)

782 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن شهاب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا شهاب كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان، فمكثت ما شاء الله، ثم إن محمد بن سليمان لقيني، فقال: يا شهاب عظم الله أجرك في أبي عبد الله عليه السلام فكان سبب إقامة الناووسية علي أبا عبد الله عليه السلام بهذا الحديث.

في وهب بن عبد ربه وعبد الرحمن أخيه وإسماعيل بن عبد الخالق 783 - حدثني أبو الحسن حمدويه بن نصير، قال: سمعت

بعض المشايخ يقول وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربه إسماعيل بن عبد الخالق ابن عبد ربه؟ قال: كلهم خيار فاضلون كوفيون.

784 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الحسن ابن علي الوشاء، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال، قال لي حسين بن زيد، أرسلني محمد بن عبد الله بن الحسن إلي أبي عبد الله عليه السلام يطلب منه راية رسول الله صلي الله عليه وآله العقاب، فقال: يا جارية هاتي.

في شهاب بن عبد ربه 785 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن هشام عن شهاب بن عبد ربه، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا شهاب يكثر المقيل في أهل بيت من قريش حتي يدعي الرجل منهم إلي الخلافة فيأباها، ثم قال: يا شهاب ولا تقل اني عنيت بني عمي هؤلاء فقال شهاب، أشهد أنه عناهم.

786 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن بشار

(٧١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، إسماعيل بن عبد الخالق (3)، شهاب بن عبد ربه (2)، عبد الله بن محمد (2)، وهب بن عبد ربه (1)، أبو عبد الله (2)، الحسن بن الحسين (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن إسماعيل (1)، الحسين بن بشار (1)، محمد بن الفضيل (1)، محمد بن سليمان (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن أحمد (1)،

محمد بن مسعود (4)، علي بن محمد (2)، الشهادة (1)، الإختيار، الخيار (1)

الواسطي، عن داود الرقي، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر شهاب بن عبد ربه، فقال: والله الذي لا اله الا هو لأصلنه، والله الذي لا اله الا هو لأخبرنه.

787 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني العباس بن عامر، عن أبي جميلة، عن شهاب بن عبد ربه، أنه ضربه محمد بن عبد الله بن الحسن نحوا من سبعين سوطا.

في أبي بكر الحضرمي وعلقمة 788 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال حدثني أبي، عن محمد بن جمهور، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال:

دخل أبو بكر وعلقمة علي زيد بن علي، وكان علقمة أكبر من أبي، فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن يساره، وكان بلغهما أنه قال ليس الامام منا من أرخي عليه ستره، انما الامام من شهر سيفه.

____________________

في أبي بكر الحضرمي أبو بكر هذا عبد الله بن محمد الحضرمي وأخوه علقمة بن محمد أكبر منه، كما ذكر في الحديث، ويستبين أنه في صحة الحديث واستقامة الاعتقاد كأخيه عبد الله الأصغر منه، وهما من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام.

وقد ذكرهما الشيخ في كتاب الرجال فقال في أصحاب الباقر صلوات الله عليه: علقمة بن محمد الحضرمي أخو أبي بكر الحضرمي.

وقال في أصحاب الصادق عليه السلام: عبد الله بن محمد أبو بكر الحضرمي الكوفي سمع من أبي الطفيل، تابعي روي عنهما عليهما السلام (1).

قلت: وهو معروف الجلالة صحيح الحديث، وأما أخوه علقمة فممدوح حسن الحديث، ولنا في الرجال علقمة بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين

عليه السلام، وكان فقيها في دينه قاريا لكتاب الله عالما بالفرائض.

(1) رجال الشيخ: 129 و 224

(٧١٤)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن الحسن (ع) (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، بكار بن أبي بكر (1)، شهاب بن عبد ربه (1)، عبد الله بن محمد (1)، العباس بن عامر (1)، الفضل بن شاذان (1)، داود الرقي (1)، محمد بن جمهور (1)، زيد بن علي (1)، محمد بن مسعود (1)، الضرب (1)

فقال له أبو بكر وكان أجرأهما: يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام أكان أماما وهو مرخي عليه ستره أولم يكن إماما حتي خرج وشهر سفيه؟ قال وكان زيد تبصر الكلام، قال: فسكت فلم يجبه، فرد عليه الكلام ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه بشئ.

____________________

وقد ذكر الحسن بن داود أنه قتل هو وأخوه أبي بن قيس بصفين (1)، وهو خطأ. والصواب ما رواه أبو عمرو الكشي فيما قد سبق في أنه شهد صفين وأصيبت إحدي رجليه فعرج منها، وأما أخوه فقد قتل بصفين.

قال في جامع الأصول: الحضرمي بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة منسوب إلي حضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حمير، والي حضرموت اسم صقع المعروف، وقد جاء النسب إليه مركبا مثل نظائره مثل عبشمي وعبقسي وعبدري في النسب إلي عبد شمس وعبد قيس وعبد دار.

قوله: وكان زيد تبصر تبصر بفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة واهمال الصاد المشددة علي صيغة الماضي.

وفي بعض النسخ " تبصر " علي صيغة المضارع تفعلا من البصر أو من البصيرة.

أي كان يطلب المباحثة ويحاور المحاورة والمناظرة، ويحب أن يري مجلس الكلام والبحث، أو أنه كان يريد التبصر والتعرف

في البحث والبصيرة في الكلام.

قال في المغرب: أبصر الشئ رآه وتبصره طلب أن يراه.

والصواب عندي في ضبط هذه اللفظ " ينضر " بضم ياء المضارعة وفتح النون واعجام الضاد المشددة المكسورة علي التفعيل من النضرة والنضارة، أي كان يحبر الكلام تحبيرا ويحسنه تحسينا، فان النضرة في اللغة غير مقصورة الاطلاق علي حسن الوجه.

(١) رجال ابن داود: ٢٣٦

(٧١٥)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

فقال له أبو بكر: إن كان علي بن أبي طالب إماما فقد يجوز أن يكون بعده امام مرخي عليه ستره، وإن كان علي عليه السلام لم يكن إماما وهو مرخي عليه ستره فأنت ما جاء بك هيهنا، قال: فطلب إلي علقمة أن يكف عنه، فكف.

محمد بن مسعود، قال: كتب إلي الشاذاني أبو عبد الله، يذكر عن الفضل عن أبيه، مثله سواء.

789 - حدثني محمد بن مسعود: قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني الوشاء، عمن يثق به يعني أمه، عن خاله، قال، يقال له:

عمرو بن الياس، قال، دخلت أنا وأبي الياس بن عمرو، علي أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه، قال: يا عمرو ليست هذه بساعة الكذب أشهد علي جعفر بن محمد أني سمعته يقول بهذا الامر.

790 - أبو جعفر محمد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمي، قال، قال:

حدثني محمد بن الحسن الصفار المعروف بمموله، قال: حدثني عبد الله بن محمد ابن خالد؟ قال حدثني الحسن ابن بنت الياس قال، دخلت علي أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه، فقال لي: اشهد علي جعفر بن محمد أنه قال: لا يدخل النار منكم أحد.

في حبي أخت مسير 791 - حدثني أبو محمد الدمشقي، عن

أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أقامت حبي أخت ميسر بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتي ذهب أهل بيتها وفنوا أجمعين الا قليلا، قال: فقال ميسر لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أن أختي حبي قد أقامت بمكة حتي ذهب أهلها، ____________________

قال في المغرب: النضرة الحسن ونضر وجهه حسن ونضره الله، يتعدي ولا يتعدي، وعليه الحديث: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، وعن الأزدي ليس هذا من الحسن في الوجه، بل انما هو في الجاه والقدر، وعن الأصمعي بالتشديد أي نعمه.

(٧١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، الحسن ابن بنت إلياس (1)، محمد بن علي بن القاسم (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن الحسن الصفار (1)، علي بن أبي طالب (1)، إلياس بن عمرو (1)، عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، حبي أخت ميسر (1)، علي بن عقبة (1)، محمد بن مسعود (2)، جعفر بن محمد (2)، الكذب، التكذيب (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، الجود (2)، الإقامة (2)، الجواز (1)

وقرابتها تحزن عليها وقد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من مضي ولا يرونها، فلو قلت لها فإنها تقبل منك.

قال: يا ميسر دعها فإنه ما يدفع عنكم الا بدعائها، قال، فالح علي أبي عبد الله عليه السلام قال لها: يا حبي ما يمنعك من مصلي علي صلي الله عليه وآله الذي كان يصلي فيه علي عليه السلام قال: فانصرفت.

في عمرو بن حريث 792 - جعفر بن

أحمد بن أيوب، روي صفوان، عن عمرو بن حريث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد، فقلت له:

جعلت فداك ما حولك إلي هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة، قال، قلت: جعلت فداك الا أقص عليك ديني الذي أدين به؟ قال: بلي يا عمرو.

قلت: اني أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأقام الصلاة، وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، والولاية لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بعد رسول الله صلي الله عليهما، والولاية للحسن والحسين، والولاية لعلي بن الحسين، والولاية لمحمد بن علي، ولك من بعده، وأنتم أئمتي عليه أحيي وعليه أموت وأدين الله به.

قال: يا عمرو وهذا والله ديني ودين آبائي الذي ندين الله به في السر والعلانية فاتق الله وكف لسانك الا من خير، ولا تقل اني هديت نفسي بل الله هداك، فاد شكر ما أنعم الله عليك، ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه وإذا أدبر طعن في قفاه، ولا تحمل الناس علي كاهلك فإنه يوشك ان حملت الناس علي كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك.

في زكريا بن سابق أيضا 793 - جعفر وفضالة، عن أبي الصباح، عن زكريا بن سابق، قال، وصفت الأئمة لأبي عبد الله عليه السلام حتي انتهيت إلي أبي جعفر عليه السلام، فقال: حسبك قد ثبت

(٧١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر رمضان المبارك (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، علي بن

أبي طالب (1)، عبد الله بن محمد (1)، زكريا بن سابق (2)، علي بن الحسين (1)، عمرو بن حريث (2)، محمد بن علي (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الفدية، الفداء (1)، الحج (1)، المنع (1)، القبر (1)، الصّلاة (1)

الله لسانك وهدي قلبك.

في إبراهيم المخارقي 794 - جعفر بن أحمد، عن نوح بن إبراهيم المخارقي، قال، وصفت الأئمة لأبي عبد الله عليه السلام، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول الله، وأن عليا امام، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنت، فقال: رحمك الله، ثم قال: اتقوا الله اتقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج.

في منصور بن حازم 795 - جعفر بن أحمد بن أيوب، عن صفوان، عن منصور بن حازم، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله، قال: صدقت.

قال، قلت: ان من عرف أن له ربا فقد ينبغي أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه الا برسول لمن لم يأته الوحي، فينبغي أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة، وأن لهم الطاعة المفترضة، فقلت للناس: أليس يعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وآله كان هو الحجة من الله علي خلقه؟ قالوا: بلي.

قلت: فحين مضي رسول الله صلي الله عليه وآله من كان الحجة، قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجي والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتي يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة الا بقيم، ما قال فيه من شئ كان حقا.

فقلت لهم:

من قيم القرآن؟ فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة، قلت: كله؟ قالوا: لا: فلم أجد أحدا، فقالوا: إنه ما كان يعرف ذلك كله الا علي عليه السلام، وإذا كان الشئ بين القوم وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري، وقال هذا أدري ولم ينكر عليه، كان القول قوله.

وأشهد أن عليا عليه السلام كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة، وكان حجة علي

(٧١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم عرفة (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، علي بن الحسين (1)، منصور بن حازم (2)، جعفر بن أحمد (1)، القرآن الكريم (5)، الحج (2)، الشراكة، المشاركة (1)، الشهادة (1)، الأمانة، الإئتمان (1)

الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، وأنه ما قال في القرآن فهو حق، فقال رحمك الله.

فقلت: ان عليا عليه السلام لم يذهب حتي ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله صلي الله عليه وآله وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي، وأشهد علي الحسن أنه كان حجة، وأن طاعته مفروضة، فقال، رحمك الله، وقبلت رأسه وقلت، أشهد علي الحسن أنه لم يذهب حتي ترك حجة من بعده، كما ترك أبوه وجده، وأن الحجة بعد الحسن الحسين، وكانت طاعته مفروضة، فقال: رحمك الله وقبلت رأسه.

وقلت: أشهد علي الحسين أنه لم يذهب حتي ترك حجة من بعده، وأن الحجة من بعده علي بن الحسين، وكانت طاعته مفروضة، فقال رحمك الله وقبلت رأسه.

وقلت: وأشهد أن علي بن الحسين لم يذهب حتي ترك حجة من بعده، وأن الحجة من بعده محمد بن

علي أبو جعفر، وكانت طاعته مفترضة، فقال:

رحمك الله.

فقلت: أعطني رأسك أقبله، فضحك فقلت: أصلحك الله، وقد علمت أن أباك لم يذهب حتي ترك حجة من بعده كما ترك أبوه، وأشهد بالله أنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضه، فقال: كف رحمك الله قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه، فضحك، ثم قال: سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا.

في خالد البجلي 796 - جعفر بن أحمد، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة الجمال، قال دخل خالد البجلي علي أبي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك أني أريد أن أصف لك ديني الذي أدين الله به، وقد قال له قبل ذلك: اني أريد أن أسألك؟

فقال له: سلني فوالله لا تسألني عن شئ الا حدثتك به علي حده لا أكتمك.

قال: إن أول ما أبدء أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس اله غيره، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كذلك ربنا ليس معه اله غيره، ثم قال وأشهد أن محمدا

(٧١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن علي أبو جعفر (1)، أبو عبد الله (1)، علي بن الحسين (2)، الحسن بن علي (1)، خالد البجلي (2)، جعفر بن أحمد (1)، جعفر بن بشير (1)، القرآن الكريم (1)، الحج (6)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (3)

عبده ورسوله، قال، فقال أبو عبد الله: كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية ورسوله إلي خلقه.

ثم قال: وأشهد أن عليا عليه السلام كان له من الطاعة المفروضة علي العباد مثل ما كان لمحمد صلي الله عليه وآله علي الناس قال: كذلك كان عليه السلام.

قال: وأشهد أنه كان للحسن بن

علي بعد علي عليه السلام من الطاعة الواجبة علي الخلق مثل ما كان لمحمد وعلي صلوات الله عليهما، فقال: كذلك كان الحسن.

قال: وأشهد أنه كان للحسين من الطاعة الواجبة علي الخلق بعد الحسن ما كان لمحمد وعلي والحسن عليهم السلام قال: فكذلك كان الحسين، قال: وأشهد أن علي ابن الحسين كان له من الطاعة الواجبة علي جميع الخلق كما كان للحسين عليه السلام قال:

فقال: كذلك كان علي بن الحسين.

قال: وأشهد أن محمد بن علي كان له من الطاعة الواجبة علي الخلق مثل ما كان لعلي بن الحسين، قال فقال: كذلك كان محمد بن علي قال: وأشهد أنك أورثك الله ذلك كله.

قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: حسبك أسكت الان فقد قلت حقا، فسكت، فحمد الله وأثني عليه.

ثم قال: ما بعث الله نبيا له عقب وذرية الا أجري لاخرهم مثل ما أجري لأولهم، وانا لحق ذرية محمد صلي الله عليه وآله أجري لآخرنا مثل ما أجري لأولنا، ونحن علي منهاج نبينا عليه السلام لنا مثل ماله من الطاعة الواجبة.

ما روي في يوسف 797 - جعفر بن أحمد بن الحسن، ____________________

ما روي في يوسف قوله رحمه الله جعفر بن أحمد بن الحسن السند في اختيار ابن طاوس علي هذه الصورة بعينها، والذي يغلب علي

(٧٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو عبد الله (2)، علي بن الحسين (2)، أحمد بن الحسن (1)، محمد بن علي

(2)

عن داود، عن يوسف، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أصف لك ديني الذي أدين الله به، فان أكن علي حق فثبتني وان أكن علي غير الحق فردني إلي الحق، قال:

هات قال قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله ____________________

الظن عندي أن في هذا الاسناد تركا في الطبقة، والصواب عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.

وجعفر بن أحمد هو الذي يعرف بابن التاجر، ويروي عنه محمد بن مسعود العياشي. وأحمد بن الحسن هو أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، يروي عنه أخوه علي بن الحسن بن علي بن فضال وغيره.

وقد ذكر النجاشي أن محمد بن مسعود العياشي هو يروي عن أصحاب علي ابن الحسن بن فضال (1).

وذكر أن أحمد بن الحسن بن فضال مات سنة ستين ومائتين (2).

وذكر أيضا أن داود الرقي مات بعد المائتين بقليل بعد وفات الرضا عليه السلام (3).

وأنه روي عن أبي الحسن موسي، وأبي الحسن الرضا عليهما السلام، وهو من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام.

وبالجملة الامر لا يكاد يخفي بعد ملاحظة التاريخ وطبقة الاسناد في الرواية والله سبحانه أعلم.

قوله: عن داود عن يوسف قال السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره: أني لا أعرف من داود هذا، ثم قال: مع أني لا أعرف أيضا يوسف من هو؟.

(١) رجال النجاشي: ٢٧٠ ٢) رجال النجاشي: ٦٣ ٣) رجال النجاشي: ١١٩

(٧٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الشراكة، المشاركة (1)، الشهادة (1)، كتاب رجال النجاشي (3)

صلي الله عليه وآله، وأن عليا كان امامي، وأن الحسن كان امامي، وأن الحسين كان امامي، وأن علي بن الحسين كان امامي، وأن محمد بن علي كان

امامي، وأنت جعلت فداك علي منهاج آبائك، قال: فقال عند ذلك مرارا رحمك الله.

ثم قال: هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي لا يقبل الله غيره.

ما روي في الحسن بن زياد العطار 798 - جعفر وفضالة، عن أبان، عن الحسن بن زياد العطار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قلت: اني أريد أن أعرض عليك ديني وان كنت في حسباني ممن قد فرغ من هذا، قال: فاته.

____________________

قلت: من العجب عدم معرفته بهما، أما يوسف هذا الذي نحن في ترجمته فهو أبو أمية الكوفي يوسف بن ثابت، الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادق عليه السلام، يروي عنه أبو إسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون وغيره ممن في طبقته، وله كتاب معتمد عليه يرويه ثعلبة.

وإذا اطلق في أسانيد الاخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام فهو منصرف إليه، وهذا الحديث الذي رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالي ليس يطابق حال غيره من اليوسفين.

وأما داود الذي أورده في السند فهو الرقي، كما هو المستبين من الطبقة فليعرف.

ما روي في الحسن بن زياد العطار قوله: حسباني بكسر الحاء المهملة واهمال السين الساكنة قبل الباء الموحدة والنون بعد الألف وهو الظن، واما المصدر بمعني الحساب فحسبان مضموم الحاء.

والمعني: وان كنت في ظني ممن قد فرغ عن الحاجة إلي العرض عليك

(٧٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن زياد العطار (2)، علي بن الحسين (1)، محمد بن علي (1)، الفدية، الفداء (1)

قال، قلت: فاني أشهد أن لا اله الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأقر بما جاء من عند الله، فقال لي مثل ما قلت، وأن عليا امام فرض الله طاعته، من عرفه كان مؤمنا، ومن جهله كان ضالا ومن رد

عليه كان كافرا.

ثم وصفت الأئمة عليهم السلام حتي انتهيت إليه، فقال: ما الذي تريد؟ أتريد أني أتولاك علي هذا، فاني أتولاك علي هذا.

في أبي اليسع عيسي بن السري 799 - جعفر بن أحمد، عن صفوان، عن أبي اليسع، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حدثني عن دعائم الاسلام التي بني عليها، ولا يسع أحدا من الناس تقصير عن شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها كبت عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه وقبل منه عمله، ولم يضق به ما فيه بجهل شئ من الأمور جهله.

قال: فقال شهادة الا اله الا الله والايمان برسول الله صلي الله عليه وآله، والاقرار بما جاء به من عند الله، ثم قال الزكاة والولاية شئ دون شئ، فضل يعرف لمن أخذ به، ____________________

فان من الثابت المعلوم المتيقن عندي أن ذلك المعروض هو الدين الحق الذي ما بعده الا الضلال.

في أبي اليسع عيسي بن السري أبو اليسع عيسي بن السري ثقة لا مطعن فيه، وقد وثقه النجاشي (1) وغيره وهو من أجلاء أصحاب الصادق عليه السلام.

قوله (ع) شئ دون شئ شئ بالرفع علي الخبرية: اما متعلق بالولاية علي ما هو الا عذب الاظهر، أو بكل من المذكورات، أو بالمجموع بما هو المجموع.

(١) رجال النجاشي: ٢٢٧

(٧٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، يوم عرفة (1)، عيسي بن السري (1)، جعفر بن أحمد (1)، الجهل (2)، الزكاة (1)، الشهادة (2)، كتاب رجال النجاشي (1)

قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. وقال الله عز وجل " يا

أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (1) " وكان علي عليه السلام وقال الآخرون: لابل معاوية.

وكان حسن ثم كان حسين، وقال الآخرون هو يزيد بن معاوية لا سواء، ثم قال أزيدك؟ قال بعض القوم: زده جعلت فداك.

قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان أبو جعفر، وكانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون إليه من حلال ولا حرام الا ما تعلموا من الناس.

حتي كان أبو جعفر عليه السلام ففتح لهم وبين لهم وعلمهم، فصاروا يعلمون الناس بعد ما كانوا يتعلمون منهم، والامر هكذا يكون، والأرض لا تصلح الا بامام، ومن مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلي هذا إذا بلغت نفسك هذا المكان، وأشار بيده إلي حلقه، وانقطعت من الدنيا تقول: لقد كنت علي رأي حسن.

قال أبو اليسع عيسي بن السري: وكان أبو حمزة وكان حاضر المجلس أنه قال: لك فما تقول كان أبو جعفر إماما حق الامام.

في المغيرة بن توبة المخزومي 800 - جعفر بن أحمد، قال: حدثني محمد بن أبي عمير عن حماد بن ____________________

و" دون " المضاف إلي شئ بمعني غير و" فضل " اما مجرور علي الصفة للمضاف إليه، أو مرفوع علي الخبر لضمير محذوف منفصل مرفوع علي الابتداء والتقدير هو فضل.

والمعني: أن الولاية أو جميع ما ذكر شئ غير شئ يكون من الفضائل والمزايا المعروفة لمن أخذ بها وواظب عليها من المسلمين، فان ما ذكر هي الدعائم المبني عليها أصل بناء الاسلام بخلاف غيرها من المكملات والمتممات والزوائد والمحسنات فليفقه.

(١) سورة النساء: ٥٩

(٧٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله

(1)، معرفة الإمام (2)، المغيرة بن توبة (1)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، محمد بن أبي عمير (1)، عيسي بن السري (1)، علي بن الحسين (1)، جعفر بن أحمد (1)، الموت (5)، الفدية، الفداء (1)، الجهل (2)، سورة النساء (1)

شرح متن رواية الحسين بن عمر

عثمان، عن المغيرة بن توبة المخزومي قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام: قد حملت هذا الذي في أمورك، فقال: اني حملته ما حملنيه أبي عليه السلام.

في الحسين بن عمر 801 - جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن عمر قال، قلت له: ان أبي أخبرني أنه دخل علي أبيك، فقال له: اني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله، وأنك قلت أنا امام فقال: نعم فما كان من أثم ففي عنقي.

____________________

الحسين بن عمر وهو الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام وهو ثقة وثقه الشيخ وغيره، لم يكن يعتريه الوقف ولا فيه غميزة أصلا، ويدل علي ذلك ما رواه الكشي رحمه الله تعالي.

وما في حواشي الخلاصة لبعض شهداء المتأخرين فيه ما يفهم منه خلاف التوثيق من باب سوء الفهم لمدلول هذه الرواية لاغير.

قوله: قال قلت له ان أبي ضمير له أولا لأبي الحسن الثاني عليه السلام، وثانيا لأبي الحسن الأول عليه السلام.

يعني قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أن أبي عمر بن يزيد أخبرني أنه دخل علي أبيك أبي الحسن موسي عليه السلام قال: اني احتج عليك عند الله الجبار بأنك أمرتني أن أترك عبد الله الأفطح وأتمسك بك، وقلت: أنا الامام بعد أبي جعفر بن محمد عليهما السلام.

فقال عليه السلام: نعم قد كان ذلك فما كان فيه من اثم ففي عنقي، واني

أيضا أحتج عليك بمثل ما احتج أبي علي أبيك، فإنك أخبرتني ان أباك موسي عليه السلام قد مات وأنك صاحب هذا الامر من بعده.

(٧٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، المغيرة بن توبة (1)، الحسين بن عمر (2)، جعفر بن أحمد (1)

فقال: واني أحتج عليك بمثل حجة أبي علي أبيك فإنك أخبرتني بأن أباك قد مضي. وأنك صاحب هذا الامر من بعده فقال: نعم.

____________________

فقال عليه السلام: نعم كذلك هو، فقلت له: تمسكت بك وما خرجت من مكة حتي كاد الامر من الوضوح يتبين لي ويظهر غاية التبين والظهور.

وذلك أن فلانا من أصحابك أقرأني كتابك تذكر أنت فيه - علي صيغة الخطاب أو يذكر هو عنك علي صيغة الغيبة - أن تركة صاحبنا أبي الحسن موسي عليه السلام من العلم والدين والهدي والرشاد وما يتعلق بوصاية رسول الله وامامة الخلق عندك.

فقال عليه السلام: صدقت أنت وصدق فلان، فالكتاب كتابي، والقول قولي، أما أني والله ما فعلت في ذلك ولا أظهرت الامر حتي رأيت أني لست أجد في الدين من ذلك بدا.

ولقد قلت ما قلت، وأظهرت ما أظهرت، كما يقال علي جدع أنفي، كناية عن أشد السوء ومثلا يضرب لأقصي الضرر، وذلك من جهة المخافة من نصوص الخلافة كهارون والمأمون.

ولكني خفت انتشار الضلال في هذه الأمة واستحواذ الفرقة عن دين الله، فتحملت ذلك وفعلت ما فعلت.

فهذا شرح متن هذه الرواية علي صراح معناها، وهو صريح في جلالة الحسين ابن عمر، وقوة ايمانه وتمسكه بأبي الحسن الرضا عليه السلام، وشدة اختصاصه به عليه السلام وعدم قوله بالوقف أصلا.

ومحشي الخلاصة إذ لم يستطع إلي نيل مغزاه سبيلا، فحيث قال العلامة:

الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب

أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة (1).

توهم أنه مستدرك عليه فقال في الحاشية: ذكره الشيخ، ووثقه، ولكن في كتاب

(1) الخلاصة: 49

(٧٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الحج (1)

فقلت له: اني لم أخرج من مكة حتي كاد يتبين لي الامر، وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال: صدقت وصدق، أما والله ما فعلت ذلك حتي لم أجد بدا، ولقد قلته علي مثل جدع أنفي، ولكني خفت الضلال والفرقة.

في سعيد الأعرج 802 - جعفر، عن فضالة بن أيوب وغير واحد، عن معاوية بن عمار، عن سعيد الأعرج، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن له رجلان، فأذن لهما، فقال أحدهما: أفيكم امام مفترض الطاعة؟ قال: ما أعرف ذلك فينا، قال بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم إماما مفترض الطاعة، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد وتسمير، فهم عبد الله بن أبي يعفور وفلان وفلان.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أمرتهم بذلك ولا قلت لهم أن يقولوه، قال: فما ذنبي واحمر وجهه وغضب غضبا شديدا، قال: فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا.

قال: أتعرفون الرجلين؟ قلنا: نعم هما رجلان من الزيدية، وهما يزعمان أن سيف رسول الله صلي الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسين.

فقال: كذبوا عليهم لعنة الله ثلاث مرات، لا والله ما رآه عبد الله ولا أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه قط، ثم قال: اللهم الا أن يكون رآه علي علي بن الحسين وهو متقلده، فان كانوا صادقين فاسألوهم ما علامته؟ فان في ميمنته علامة وفي ميسرته علامة.

وقال: والله ان عندي لسيف رسول الله صلي الله عليه وآله ولامته: والله أن عندي لراية رسول الله صلي الله عليه وآله، والله أن عندي

لا لواح موسي عليه السلام وعصاه، والله أن عندي لخاتم ____________________

الكشي رواية عن الحسين بن عمر تدل علي خلاف التوثيق (1).

(1) الحاشية علي الخلاصة للخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع

(٧٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن أبي يعفور (1)، عبد الله بن الحسين (1)، معاوية بن عمار (1)، فضالة بن أيوب (1)، أبو عبد الله (1)، علي بن الحسين (1)، سعيد الأعرج (2)، الخوف (1)، الضلال (1)، الغضب (1)، الصدق (1)

سليمان بن داود، والله أن عندي الطست التي كان موسي يقرب فيها القربان، والله أن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة تحمله والله أن عندي للشئ الذي كان رسول الله صلي الله عليه وآله يضعه بين المسلمين والمشركين فلا يصل إلي المسلمين نشابة.

ثم قال: إن الله عزو جل أوحي إلي طالوت أنه لن يقتل جالوت الا من لبس درعك ملاها. فدعي طالوت جنده رجلا رجلا فألبسهم الدرع فلم يملاها أحد منهم الا داود فقال: يا داود أنك أنت تقتل جالوت فأبرز إليه فبرز إليه فقتله.

فان قائمنا انشاء الله من إذا لبس درع رسول الله صلي الله عليه وآله يملاها، وقد لبسها أبو جعفر فخطت عليه، ولبستها أنا فكانت وكانت.

في علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) 803 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسي الخشاب، عن علي بن أسباط وغيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال، قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت: قد مات،

قال: وما يدريك بذاك؟

قلت: أقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده.

قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: ابنه علي، قال: فما فعل؟ قلت له: مات، قال: وما يدريك أنه مات؟ قلت: قسمت أمواله ونكحت نسائه ونطق الناطق من بعده.

قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: أبو جعفر ابنه، قال، فقال له: أنت في سنك وقدرك وابن جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام.

قال، قلت: ما أراك الا شيطانا، قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها إلي السماء ثم قال: فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا.

804 - حدثني نصر بن الصباح البلخي، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب، قال: حدثني أبو عبد الله الحسن بن موسي بن جعفر، قال: كنت

(٧٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحسين بن موسي الخشاب (1)، علي بن الحسين بن علي (1)، علي بن جعفر بن محمد (2)، سليمان بن داود (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن أسباط (1)، الحسن بن موسي (1)، إسحاق بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، اللبس (1)، الموت (3)، القتل (2)

عند أبي عليه السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الأعرابي: من هذا الفتي؟ وأشار بيده إلي أبي جعفر عليه السلام.

قلت: هذا وصي رسول الله صلي الله عليه وآله، فقال: يا سبحان الله رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنه، وهذا حدث كيف يكون هذا.

قلت: هذا وصي علي بن موسي، وعلي وصي موسي بن جعفر، وموسي وصي جعفر بن محمد، وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد

وصي علي بن الحسين، وعلي وصي الحسين، والحسين وصي الحسن، والحسن وصي علي بن أبي طالب، وعلي وصي رسول الله (صلوات الله عليهم أجمعين).

قال: ودني الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك، قال، قلت: يهنئك، هذا عم أبيه، قال، فقطع له العرق، ثم أراد أبو جعفر عليه السلام النهوض فقام علي بن جعفر عليها السلام فسوي له نعليه حتي لبسهما.

في علي بن يقطين واخوته 805 - قال أبو عمرو: علي بن يقطين مولي بني أسد، وكان قبل يبيع الابزار وهي التوابل، ومات في زمن أبي الحسن موسي عليه السلام، وأبو الحسن محبوس سنة ثمانين ومائة، وبقي أبو الحسن عليه السلام في الحبس أربع سنين، وكان حبسه هارون.

806 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن علي بن يقطين، أن أبا الحسن عليه السلام قد ضمن له الجنة.

807 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال:

قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له فقال: في أمر الآخرة، قلت: نعم، قال: فوضع يده علي صدره، ثم قال: ضمنت

(٧٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن أبي عمير (1)، علي بن الحسين (1)، زياد القندي (1)، علي بن يقطين (4)، بنو أسد (1)، محمد بن عيسي

(1)، موسي بن جعفر (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، علي بن جعفر (3)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، الصّلاة (1)، الطب، الطبابة (1)

لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا.

808 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال خرجت عاما من الأعوام ومعي مال كثير لأبي إبراهيم عليه السلام، وأودعني علي بن يقطين رسالة سأله الدعاء، فلما فرغت من حوائجي وأوصلت المال إليه، قلت: جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له، فقال: للآخرة؟ قلت: نعم، قال: فوضع يده علي صدره ثم قال: ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار.

809 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، وجبريل بن أحمد قالا: حدثنا محمد بن عيسي، قال: حدثني يعقوب بن يقطين، قال سمعت أبا الحسن الخراساني عليه السلام يقول: أما أن علي بن يقطين مضي وصاحبه عنه راض، يعني أبا الحسن عليه السلام.

810 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير.

وحدثني حمدويه وإبراهيم، قالوا: حدثنا محمد بن عيسي، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن عبد الله بن يحيي الكاهلي، قال كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام إذا أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبو الحسن عليه السلام إلي أصحابه، فقال: من سره أن يري رجلا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله فلينظر إلي هذا المقبل فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة.

811 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي.

ومحمد بن مسعود، عن محمد بن نصير،

عن محمد بن عيسي، عن عبيد الله ابن عبد الله، عن درست، عن الكاهلي، قال كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ أقبل علي ابن يقطين، وذكر مثله سواء.

812 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن

(٧٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، النبي إبراهيم (ع) (3)، عبد الله بن يحيي الكاهلي (1)، يعقوب بن يقطين (1)، علي بن يقطين (6)، محمد بن عيسي (5)، محمد بن مسعود (5)، محمد بن نصير (3)، الفدية، الفداء (1)

عيسي، قال سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين أدخلا علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: قربوا مني صاحب الذوابتين، وكان عليا، فقرب منه، فضمه إليه ودعا له بخير.

813 - قال محمد بن قولويه: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال:

حدثنا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن داود الرقي قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام يوم النحر، فقال مبتدئا: ما عرض في قلبي أحد وأنا علي الموقف الا علي بن يقطين، فإنه ما زال معي وما فارقني حتي أفضت.

814 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين، عن علي بن يقطين، قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام في الروضة وعليه جبة خز سفرجلية.

815 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال، قال العبيدي قال يونس: انهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا.

816 - حدثني حمدويه: قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، قال، قال أبو الحسن عليه

السلام: من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

817 - محمد بن إسماعيل، عن إسماعيل بن مرار، عن بعض أصحابنا، أنه لما قدم أبو إبراهيم موسي بن جعفر عليهما السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما تري حالي وما أنا فيه، فقال: يا علي ان لله تعالي أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي.

818 - محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي.

(٧٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، دولة العراق (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، محمد بن عمرو بن سعيد (1)، إسماعيل بن مرار (1)، أبو إبراهيم (1)، محمد بن إسماعيل (2)، محمد بن قولويه (1)، سندي بن الربيع (1)، علي بن يقطين (7)، داود الرقي (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)

قال، فقال أبو الحسن عليه السلام: الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.

819 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: روي بكر بن محمد

الأشعري، ان أبا الحسن الأول عليه السلام قال: اني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة، فوهبه لي، ان علي ابن يقطين بذل ماله ومودته، فكان لذلك منا مستوجبا.

ويقال: ان علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلي ثلاثمائة ألف درهم، وأن أبا الحسن عليه السلام زوج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم أبو الحسن الثاني، فكتب إلي علي ابن يقطين: اني قد صيرت مهورهن إليك.

قال محمد بن عيسي: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين رحمه الله وجه إلي جواريه حتي حمل حبايهن ممن باعه، فوجه إليه بما فرض عليه من مهورهن وزاد ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة.

حدثني حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر، عن الحسن بن علي وذكر مثله.

____________________

علي بن يقطين واخوته قوله، جواريه حتي حمل الضمير في جواريه وباعه لعلي بن يقطين، وحمل علي صيغة المجهول، وحباء ككتاب بكسر الحاء المهملة قبل الباء الموحدة العطاء وهو اسم لا مصدر قاله القاموس (1).

(1) القاموس: 4 / 315

(٧٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، علي بن يقطين (3)، الحسن بن علي (2)، محمد الأشعري (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، القتل (1)، الزوج، الزواج (1)

820 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا محمد ابن عيسي، قال: زعم الحسين بن علي أنه أحصي لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاث مائة ملب، أو مأتين وخمسين ملبيا، وان لم يكن يفوته من يحج عنه.

____________________

وفي نسخة " حبايتهن " والحباية والحباوة أيضا بالكسر العطاء والعطية قاله الفايق والأساس وكذلك الحبوة مثلثة والحبية بالكسر

اسم من الاحتباء.

والمعني: وجه أي أرسل علي بن يقطين إلي جواريه، فحمل إليه كل ما عليهن ولهن من الزينة والمال حتي حباهن وحبايتهن، أي عطيتهن ممن كان باع علي بن يقطين إياهن واشتراهن هو منه.

فوجه علي بن يقطين إلي أبي الحسن موسي عليه السلام بما فرض عليه وصير إليه من مهور أزواج بنيه، وزاد علي ذلك ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ المجموع ثلاثة عشر ألف دينار.

وكان ذلك المبلغ - وهو في عصرنا هذا ألفا تومان تقريبا - أحد ما قد أرسله إليه عليه السلام في دفعة واحدة، حفه الله تعالي بفضله وخصه برحمته.

قوله: وان لم يكن يفوته من يحج عنه يعني: كان يستنيب من يحج عنه مندوبا في كل سنة، ولا يفوته ذلك أصلا، ومع ذلك كان يستنيب كل سنة لمجرد التلبية عنه، وقد أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملبي عنه، أو مائتان وخمسون ملبيا عنه، وكان يعطي الكاهلي وعبد الرحمن ابن الحجاج وغيرهما من أمثالهما من الدراهم للحج عنه كل سنة عشرة آلاف، ويعطي الملبي عنه عشرين ألفا.

وقال شيخنا الشهيد في الدروس: تجوز الاستنابة في الحج ندبا للحي، وفيه فضل كثير، فقد أحصي في عام واحد خمسمائة وخمسون رجلا يحجون عن علي ابن يقطين صاحب الكاظم عليه السلام أقلهم بتسعمائة دينار وأكثرهم عشرة آلاف (1).

كأنه يعني عشرة آلاف درهم.

(1) الدروس: 87

(٧٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن علي (1)، علي بن يقطين (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الحج (1)

وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي، وعبد الرحمن بن الحجاج وغيرهما، ويعطي أدناهم ألف درهم، وسمعت من يحكي في أدناهم خمسمائة درهم، وكان أمره بالدخول في أعمالهم.

فقال: ان كنت لابد

فاعلا فانظر كيف يكون لأصحابك فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بحبايتهم في العلانية، ويرد عليهم في السر، وزعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثاني عليه السلام: ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد كفي علي بن يقطين.

وقال أبو الحسن عليه السلام: من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

وزعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله وأضمن لك الجنة.

فزعم ابن أخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات، مسبغين في ذلك، حتي مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه.

وقال أبو الحسن عليه السلام أن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم ____________________

قوله: مسبغين بالباء الموحدة بين السين المهملة والغين المعجمة علي صيغة الفاعل من الاسباغ بمعني الاكمال والتوفير.

وفي بعض النسخ: بالتاء المثناة من فوق مكان الباء الموحدة والنون بعد الغين من الاستغناء و" حتي " اما انها بمدخولها إلي جيرانه متعلقة بقوله " لم يزل يجري عليهم " واما ان حتي مات اي الكاهلي أو علي بن يقطين متعلقة بذلك.

ثم أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه بيان للمسبغين أو المستغنين في ذلك المجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات فليعلم.

(٧٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، ابن أخي الكاهلي (1)، علي بن يقطين (4)، الطعام (1)، الموت (1)، الحج (1)

دعوة أبي عبد الله عليه السلام علي بن يقطين وما ولد، قال، فقال: ليس حيث يذهب أما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة تكون في الليلة، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا.

821 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أشكيب،

قال أخبرنا بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هبيرة، عن إسماعيل بن سلام، وفلان بن حميد، قالا، بعث إلينا علي بن يقطين، فقال: اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق، ودفع إلينا مالا وكتبا حتي توصلا ما معكما من المال والكتب إلي أبي الحسن موسي عليه السلام ولا يعلم بكما أحد.

قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق حتي إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن ____________________

قوله رحمه الله: دعوة أبي عبد الله (ع) علي بن يقطين وما ولد يعني: كان أبو عبد الله قد جري علي لسانه في دعوته علي بن يقطين وما ولد أي من ولده، فقال للراوي: انه ليس الامر حيث تذهب بوهمك، اني قد قصدته بالدعوة، بل انما ذلك من حيث كان في صلبه علي بن يقطين، وليس يستضر المؤمن من حيث كينونته في صلب الكافر.

هذا من طريق أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي في عامة النسخ.

ومن طريق أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه في الكافي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: قلت له: اني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله عليه السلام علي يقطين وما ولد.

فقال يا أبا أحمد [أبا الحسن] ليس حيث تذهب انما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجئ المطر فيغسل اللبنة، ولا يضر الحصاة شيئا (1).

(١) أصول الكافي: ٢ / 11

(٧٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، بكر بن صالح الرازي (1)، إسماعيل بن عباد (1)، الحسين بن إشكيب (1)، أبو عبد الله (1)، علي بن يقطين

(2)، فلان بن حميد (1)، محمد بن مسعود (1)، الأكل (1)، الصّلب (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكري.

فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن موسي عليه السلام فقمنا إليه وسلمنا عليه ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا إياها، فقال: هذه جوابات كتبكم.

قال، قلنا: إن زادنا قد فني، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله صلي الله عليه وآله وتزودنا زادا؟ فقال: هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد إليه فقلبه بيده، فقال: هذا يبلغكما إلي الكوفة، وأما رسول الله صلي الله عليه وآله فقد رأيتماه، اني صليت معهم الفجر وأنا أريد أن أصلي معهم الظهر، انصرفا في حفظ الله.

822 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يحيي بن محمد، عن سيبويه الرازي، عن بكر بن صالح، بأسناده مثله.

علي وخزيمة ويعقوب وعبيد بنو يقطين كلهم من أصحاب أبي الحسن عليه السلام.

823 - طاهر بن عيسي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسي العلوي، قال: سمعت إسماعيل بن موسي عمي، قال، رأيت العبد الصالح عليه السلام علي الصفا، يقول: الهي في أعلي عليين اغفر لعلي بن يقطين.

____________________

قوله: ومعه شاكري الشاكري الركابي والشاطر والأجير والمستخدم، أو الناقة السمينة الممتلا صرعها من اللبن، وكل دابة سمينة فهي شاكري.

قوله (ع): فقد رأيتماه يعني عليه السلام: إنكما حيث رأيتماني فكأنما قد رأيتما رسول الله صلي الله عليه وآله، انصرفا في حفظ الله لا يشعرن بكما أحد من المخالفين، واني قد صليت معهما الفجر وأنا أريد أن أصلي معهما الظهر، كيلا يطلع أحد منهم علي ذلك.

(٧٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)،

الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن القاسم بن حمزة (1)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن يقطين (1)، يحيي بن محمد (1)، بكر بن صالح (1)

824 - جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين، قال: أحصيت لعلي بن يقطين من وافي عنه في عام واحد مائة وخمسين، رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم، وأكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم.

في موسي بن بكر الواسطي 825 - جعفر بن أحمد، عن خلف بن حماد، عن موسي بن بكر الواسطي، قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: سعد امرئ لم يمت حتي يري منه خلفا تقربه عينه، وقد أراني الله عز وجل من ابني هذا خلفا، وأشار بيده إلي العبد الصالح عليه السلام، ما تقربه عيني.

826 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن سنان، عن موسي بن بكر الواسطي، قال: أرسل إلي أبو الحسن عليه السلام فأتيته، فقال لي: مالي أراك مصفرا؟ وقال لي: آمرك بأكل اللحم قال فقلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني.

فقال: كيف تأكله؟ قلت، طبيخا، قال: كله كبابا، فأكلت، فأرسل إلي بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي فقال لي: نعم.

ثم قال لي: يخف عليك أن نبعثك في بعض حوائجنا؟ فقلت: أنا عبدك فمرني بم شئت فوجهني في بعض حوائجه إلي الشام.

في هند بن الحجاج 827 - أبو الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي، قال:

____________________

في هند بن الحجاج قوله: أبو الحسن

محمد بن بحر أبو الحسن مكبرا، وفي بعض النسخ " أبو الحسين " بالتصغير، فأبو الحسن

(٧٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، موسي بن بكر الواسطي (3)، حمدويه بن نصير (1)، يعقوب بن يزيد (2)، هند بن الحجاج (1)، علي بن يقطين (2)، جعفر بن أحمد (1)، جعفر بن معروف (1)، خلف بن حماد (1)، محمد بن بحر (1)، الشام (1)

حدثني أبو القاسم الحليسمي، قال: حدثنا عيسي بن هواذ، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، فقال: قد جئتك بحديث من يأتيك حدثني فلان ونسي الحليسي اسمه عن ____________________

هو محمد بن بحر ويقال: محمد بن يحيي الفارسي، طاف الدنيا، وروي عن خلق وجمع كثير من الاخبار.

ذكره الشيخ في باب لم من كتاب الرجال (1).

وأبو الحسين هو محمد بن بحر ويقال: محمد بن يحيي الشيباني الرهني، بالراء والنون من حاشيتي الهاء، والرهن بالضم قرية بكرمان قاله في القاموس (2).

وهو أهل سجستان سكن ترماشير من أرض كرمان ولذلك قيل له: الفارسي وكان من المتكلمين وكان فقيها عالما بالاخبار، له نحو من خمسمائة مصنف الا أنه ربما يتهم بالغلو ويرمي بالتفويض.

أورده الشيخ في كتاب الرجال في باب لم (3)، ولقد ذكرنا حاله فيما قد مضي وحققنا القول فيه.

قوله: أبو القاسم الحليسي الحليسي بالضم علي هيئة التصغير اما باعجام الخاء نسبة إلي التابعي المحدث.

قال في القاموس: عباس بن خليس كزبير محدث تابعي (4).

أو باهمال الحاء نسبة إلي بني الحليس.

في القاموس: الحليس كزبير الحمصي وابن زيد الصيفي صحابيان، وابن علقمة سيد الأحابيش، وابن يزيد من كنانة، والحليسية ماء لبني الحليس (5).

(1) رجال الشيخ: 495 2) القاموس: 4 / 230 3) رجال الشيخ: 510 4) القاموس: 2 / 211

5) القاموس: 2 / 207، والي هنا تم ما في نسخة " ن ".

(٧٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن ظريف (1)

بشار مولي السندي بن شاهك، قال: كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب، فدعاني السندي بن شاهك يوما، فقال لي: يا بشار اني أريد أن ائتمنك علي ما ائتمنني عليه هارون، قلت: اذن لا أبقي فيه غاية.

قال: هذا موسي بن جعفر عليه السلام قد دفعه إلي. وقد وكلتك بحفظه، فجعله في دار جوف دور حرمه ووكلني عليه، وكنت أقفل عليه عدة أقفال، فإذا مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتي أرجع، قال بشار: فحول الله ما كان في قلبي من البغض حبا.

قال: فدعاني عليه السلام يوما فقال لي: يا بشار امض إلي سجن المقنطرة فادع لي هند بن الحجاج، وقل له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، فإنه سينتهرك ويصيح عليك. فإذا فعل ذلك: فقل أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل، واتركه وانصرف.

قال ففعلت ما أمرني وأقفلت الأبواب كما كنت أفعل، وأقعدت امرأتي علي الباب وقلت لها: لا تبرحي حتي آتيك، وقصدت إلي سجن المقنطرة فدخلت علي هند بن الحجاج، فقلت له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، قال: فصاح علي وانتهرني، فقلت له: أنا قد أبلغتك وقلت لك فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل.

وانصرفت وتركته، وجئت إلي أبي الحسن عليه السلام فوجدت امرأتي قاعدة علي الباب والأبواب مقفلة، فلم أزل أفتح واحدا واحدا منها، حتي انتهيت إليه فوجدته وأعلمته الخبر، قال: نعم قد جاءني، وانصرفت فخرجت إلي امرأتي، فقلت لها جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب؟ فقالت: لا والله ما فارقت الباب ولا فتحت الاقفال حتي جئت.

قال:

ورواني علي بن محمد بن الحسن الأنباري أخو صندل، قال: بلغني من جهة أخري أنه لما صار إليه هند بن الحجاج، قال له العبد الصالح عليه السلام عند انصرافه:

ان شئت رجعت إلي موضعك ولك الجنة، وان شئت انصرفت إلي منزلك، فقال: أرجع

(٧٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، علي بن محمد بن الحسن (1)، السندي بن شاهك (2)، هند بن الحجاج (3)

إلي موضعي إلي السجن " رحمه الله ".

قال: وحدثني علي بن محمد بن صالح الصيمري، ان هند بن الحجاج رضي الله عنه كان من أهل الصميرة، وأن قصره لبين، قال أبو عمرو: هذا الخبر من جهة أبي الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي يقول: حدثني أبو القاسم الحليسي.

في صفوان بن مهران الجمال 828 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني صفوان بن مهران الجمال، قال: دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام فقال لي: يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا قلت: جعلت فداك أي شئ؟ قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني هارون، قلت: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا لصيد ولا للهو ولكني أكريه لهذا الطريق يعني طريق مكة، ولا أتولاه بنفسي ولكن أنصب غلماني.

فقال لي: يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: فقال لي: أتحب بقائهم حتي يخرج كراؤك؟ قلت: نعم، قال: فمن أحب بقائهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار.

قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلي هارون، فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنك بعت

جمالك؟ قلت: نعم، فقال: لم؟ قلت: أنا شيخ كبير وأن الغلمان لا يفون بالاعمال.

فقال: هيهات هيهات أني لاعلم من أشار عليك بهذا موسي بن جعفر، قلت:

مالي ولموسي بن جعفر، فقال: دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك.

في أبي علي عبد الرحمن بن حجاج 829 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن عثمان بن عدس، عن حسين بن ناجية، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام وذكر عبد الرحمن بن

(٧٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن إسماعيل الرازي (1)، أبو القاسم الحليسي (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، علي بن محمد بن صالح (1)، صفوان بن مهران (2)، حمدويه بن نصير (1)، هند بن الحجاج (1)، محمد بن الحسين (1)، موسي بن جعفر (2)، محمد بن بحر (1)، الفدية، الفداء (2)

حجاج، فقال: أنه لثقيل علي الفؤاد.

830 - أبو القاسم نصر بن الصباح، قال: عبد الرحمن بن الحجاج شهد له أبو الحسن عليه السلام بالجنة، وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول لعبد الرحمن: يا عبد الرحمن كلم أهل المدينة فاني أحب أن يري في رجال الشيعة مثلك.

شعيب العقرقوفي 831 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: أخبرني شعيب العقرقوفي، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ:

يا شعيب يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يسألك عني، فقل هو والله الامام الذي قال لنا أبو عبد الله عليه السلام، فإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه: مني.

فقلت: جعلت فداك

فما علامته؟ فقال: رجل طويل جسيم يقال له: يعقوب، فإذا أتاك فلا عليك أن تجيبه عن جميع ما سألك فإنه واحد قومه، وان أحب أن تدخله إلي فأدخله.

قال: فوالله اني لفي طوافي إذ أقبل إلي رجل طويل من أجسم ما يكون من الرجال، فقال لي: أريد أن أسألك عن صاحبك؟ فقلت: عن أي صاحب؟ قال:

عن فلان بن فلان، فقلت ما أسمك؟ فقال: يعقوب، فقلت: ومن أين أنت؟ فقال:

رجل من أهل المغرب.

قلت: فمن أين عرفتني؟ قال: أتاني آت في منامي: الق شعيبا فسله عن جميع ما تحتاج إليه، فسألت عنك فدللت عليك، فقلت اجلس في هذا الموضع حتي أفرغ من طوافي وآتيك انشاء الله، فطفت ثم أتيته فكلمت رجلا عاقلا.

ثم طلب إلي أن أدخله علي أبي الحسن عليه السلام، فأخذت بيده فاستأذنت علي أبي الحسن عليه السلام، فأذن لي، فلما رآه أبو الحسن عليه السلام قال له: يا يعقوب قدمت أمس

(٧٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (5)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، أبو عبد الله (2)، شعيب العقرقوفي (2)، محمد بن علي (1)، الشهادة (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (2)، الفدية، الفداء (1)

ووقع بينك وبين أخيك شر في موضع كذا وكذا، حتي شتم بعضكم بعضا، وليس هذا ديني ولادين آبائي، ولا نأمر بهذا أحدا من الناس، فاتق الله وحده لا شريك له، فإنكما ستفترقان بموت.

اما أن أخاك سيموت في سفره قبل أن يصل إلي أهله، وستندم أنت علي ما كان منك، وذلك أنكما تقاطعتما فبتر الله أعماركما، فقال له الرجل: فانا جعلت فداك متي أجلي؟ فقال: اما ان اجلك قد حضر حتي وصلت عمتك بما وصلتها

به في منزل كذا وكذا، فزيد في أجلك عشرون، قال، فأخبرني الرجل ولقيته حاجا: ان أخاه لم يقبل إلي أهله حتي دفنه في الطريق.

قال أبو عمرو: محمد بن عبد الله بن مهران غال، والحسن بن علي بن أبي حمزة كذاب غال، قال: ولم أسمع في شعيب الاخيرا، وأولياؤه أعلم بهذه الرواية علي بن أبي حمزة البطائني 832 - قال محمد بن مسعود: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال:

حدثني معاوية بن حكيم، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن عتيبة بياع القصب، عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال، قال لي: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.

833 - محمد بن الحسين، قال: حدثني ابن علي الفارسي، عن محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت علي الرضا عليه السلام فقال لي: مات علي بن أبي حمزة؟ قلت: نعم، قال: قد دخل النار، قال: ففزعت من ذلك، قال:

أما أنه سئل عن الامام بعد موسي أبي فقال: لا اعرف إماما بعده، فقيل: لا فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا.

834 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: علي بن أبي حمزة كذاب متهم. قال: روي أصحابنا ان الرضا عليه السلام قال بعد موته: أقعد علي بن

(٧٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، علي بن أبي حمزة البطائني (3)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، حمدان بن أحمد القلانسي (1)، أبو داود المسترق (1)، محمد بن الحسين (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (2)، القبر (2)، الموت (1)

أبي حمزة في قبره، فسئل عن الأئمة؟ فأخبر بأسمائهم حتي انتهي إلي

فسئل؟ فوقف فضرب علي رأسه ضربة امتلاء قبره نارا.

835 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة، قال قال أبو الحسن موسي عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.

836 - حدثنا حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسي، عن أبي داود، قال:

كنت أنا وعتيبة بياع القصب، عند علي بن أبي حمزة، قال، فسمعته يقول: قال لي أبو الحسن موسي عليه السلام: انما أنت يا علي وأصحابك أشباه الحمير. قال، فقال عتيبة: أسمعت؟ قال، قلت: أي والله، قال، فقال: لقد سمعت، والله لا أنقل قدمي إليه ما حييت.

837 - قال: حدثني حمدويه، قال، قال: حدثني الحسن بن موسي، عن داود بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن عليه السلام في بني زريق، فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد قلت لبيك: قال: إنه لما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله جهد الناس في اطفاء نور الله فأبي الله الا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلام.

فلما توفي أبو الحسن عليه السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في اطفاء نور الله فأبي الله الا أن يتم نوره، وأن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنهم علي يقين من أمرهم.

وأن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم علي شك من أمرهم، ان الله جل جلاله يقول " فمستقر ومستودع " (1) قال، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام المستقر الثابت، والمستودع المعاد.

838 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن

عبد الله بن مهران عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال،

(١) سورة الأنعام: ٩٨

(٧٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، علي بن أبي حمزة البطائني (4)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، محمد بن علي الصيرفي (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن موسي (2)، داود بن محمد (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، الباطل، الإبطال (1)، القبر (2)، سورة الأنعام (1)

دخلت المدينة وأنا مريض شديد المرض، فكان أصحابنا يدخلون ولا أعقل بهم، وذاك أنه أصابني حمي فذهب عقلي.

وأخبرني إسحاق بن عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لا يشك أنه لا يخرج منها حتي يدفنني ويصلي علي، وخرج إسحاق بن عمار، وأفقت بعد ما خرج إسحاق فقلت لأصحابي: افتحوا كيسي وأخرجوا منه مائة دينار فأقسموها في أصحابنا.

وأرسل إلي أبو الحسن عليه السلام بقدح فيه ماء، فقال الرسول يقول لك أبو الحسن عليه السلام: اشرب هذا الماء، فان فيه شفاء إن شاء الله ففعلت، فأسهل بطني، فأخرج الله ما كنت أجده في بطني من الأذي، ودخلت علي أبي الحسن عليه السلام، فقال: يا علي أما أن أجلك قد حضر مرة بعد مرة.

فخرجت إلي مكة فلقيت إسحاق بن عمار، فقال: والله لقد أقمت بالمدينة ثلاثة أيام ما شككت الا أنك ستموت، فأخبرني بقصتك؟ فأخبرته بما صنعت، وما قال لي أبو الحسن: مما انسأ الله في عمري مرة بعد مرة من الموت، وأصابني مثل ما أصاب، فقلت: يا إسحاق انه امام ابن امام وبهذا

يعرف الامام.

في إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني 839 - ذكر الفضل بن شاذان، أنه صالح.

قال نصر بن الحجاج: إبراهيم يروي عن أبي الحسن موسي، وعن الرضا وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام، وهو واقف علي أبي الحسن عليه السلام، وقد كان يذكر في الأحاديث التي يرويها عن أبي عبد الله عليه السلام في مسجد الكوفة: وكان يجلس فيه ويقول أخبرني أبو إسحاق كذا، وقال أبو إسحاق كذا، وفعل أبو إسحاق كذا، يعني بأبي إسحاق أبا عبد الله عليه السلام.

كما كان غيره يقول: حدثني الصادق وسمعت الصادق عليه السلام وحدثني العالم وقال العالم، وحدثني الشيخ وقال الشيخ، وحدثني أبو عبد الله وقال أبو عبد الله، وحدثني جعفر بن محمد وقال جعفر بن محمد.

(٧٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، معرفة الإمام (1)، إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني (1)، أبو عبد الله (2)، الفضل بن شاذان (1)، إسحاق بن عمار (3)، جعفر بن محمد (2)، الصدق (1)، المرض (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)

وكان في مسجد الكوفة خلق كثير من أهل الكوفة من أصحابنا، فكل واحد منهم يكني عن أبي عبد الله عليه السلام باسم، فبعضهم يسميه ويكنيه بكنيته عليه السلام.

في أبي خداش عبد الله بن خداش 840 - محمد بن مسعود. قال: أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد أبو خداش عبد الله بن خداش المهري، ومهرة محلة بالبصرة، وهو ثقة.

قال محمد بن مسعود، وحدثني يوسف بن السخت، قال: سمعت أبا خداش يقول: ما صافحت

ذميا قط، ولا دخلت بيت ذمي، ولا شربت دواءا قط، ولا افتصدت ولا تركت غسل يوم الجمعة قط، ولا دخلت علي وال قط، ولا دخلت علي قاض قط.

في عبد الله بن يحيي الكاهلي أيضا بعد باب قد مضي 841 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال زعم الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة، فزعم ابن أخيه: أن عليا رحمه الله لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع النفقات مستغنين حتي مات الكاهلي، وأن سعتهم كانت تعم عيال الكاهلي وقراباته، والكاهلي يروي عن أبي عبد الله عليه السلام.

842 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهلي، عن عبد الله بن يحيي الكاهلي، قال: حججت قد خلت علي أبي الحسن عليه السلام فقال لي: اعمل خيرا في سنتك هذه فان أجلك قد دني، قال: فبكيت، فقال لي وما يبكيك قلت: جعلت فداك نعيت إلي نفسي، قال: أبشر فإنك من شيعتنا وأنت إلي خير قال أخطل: فما لبث عبد الله بعد ذلك الا يسيرا حتي مات.

(٧٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن يحيي الكاهلي (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، يحيي الكاهلي (1)، عبد الله بن خداش (2)، أخطل الكاهلي (1)، حمدويه بن نصير (1)، يوسف بن السخت (1)، علي بن يقطين (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد

بن مسعود (2)، الطعام (1)، الموت (2)، الغسل (1)، الأكل (1)

في محمد بن حكيم 843 - حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم، قال: ذكر لأبي الحسن عليه السلام أصحاب الكلام، فقال: أما ابن حكيم فدعوه.

844 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن حماد، قال: كان أبو الحسن عليه السلام يأمر محمد بن حكيم أن يجالس أهل المدينة في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله وأن يكلمهم ويخاصمهم حتي كلمهم في صاحب القبر، فكان إذا انصرف إليه، قال له: قلت لهم وما قالوا لك؟ ويرضي بذلك منه.

845 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال:

حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيي بن عمران الهمداني، عن يونس، عن محمد بن حكيم، وقد كان أبو الحسن عليه السلام وذكر مثله.

في مصادف 846 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، قال حدثني أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن مصادف قال: اشتري أبو الحسن ضيعة بالمدينة أو قال قرب المدينة.

قال ثم قال لي: انما اشتريتها للصبية، يعني ولد مصادف وذلك قبل أن يكون من أمر مصادف ما كان.

في الحسين بن بشار 847 - حدثني خلف بن حامد، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، قال حدثني الحسين بن بشار، قال: لما مات موسي بن جعفر عليهما السلام خرجت إلي علي بن موسي عليهما السلام غير مؤمن بموت موسي عليه السلام ولا مقر بامامة علي عليه السلام الا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه،

(٧٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام

علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أحمد بن الفضل الخزاعي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، ابن أبي عمير (2)، يحيي بن عمران (1)، الحسين بن بشار (2)، يعقوب بن يزيد (1)، علي بن عطية (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن حكيم (4)، محمد بن مسعود (2)، الضياع (1)، الموت (1)، السجود (1)

فلما صرت إلي المدينة انتهيت إليه وهو بالصراء، فاستأذنت عليه ودخلت، فأدناني وألطفني، وأردت أن أسأله عن أبيه عليه السلام فبادرني.

فقال: يا حسين ان أردت أن ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر إلي الله من غير حجاب فوال آل محمد عليهم السلام ووال ولي الأمر منهم، قال، قلت: أنظر إلي الله عز وجل؟ قال: أي والله، قال حسين: فعزمت علي موت أبيه وامامته.

ثم قال لي: ما أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه، ولكني علمت الامر الذي أنت عليه، ثم سكت قليلا ثم قال: خبرت بأمرك؟ قلت له: أجل.

فدل هذا الحديث علي تركه الوقف وقوله بالحق.

في نصر بن قابوس 848 - حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسي، عن سليمان الصيدي، عن نصر بن قابوس، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام في منزله فأخذ بيدي فوقفني علي بيت من الدار، فدفع الباب فإذا علي ابنه عليه السلام وفي يده كتاب ينظر فيه، فقال لي يا نصر تعرف هذا؟ قلت: نعم هذا

علي ابنك قال: يا نصر أتدري ما هذا الكتاب الذي ينظر فيه؟ قلت: لا، قال: هذا الجفر الذي لا ينظر فيه الا نبي أو وصي.

قال الحسن بن موسي: فلعمري ما شك نصر ولا ارتاه حتي أتاه وفاة أبي الحسن عليه السلام.

849 - حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسي، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن سعيد بن أبي الجهم، عن نصر بن قابوس، قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام اني سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الامام من بعده، فأخبرني أنك أنت هو فلما توفي ذهب الناس عنك يمينا وشمالا، وقلت فيك أنا وأصحابي فأخبرني عن الامام من ولدك؟ قال: ابني علي عليه السلام.

فدل هذا الحديث علي منزلة الرجل من عقله واهتمامه بأمر دينه إن شاء الله.

(٧٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، سعيد بن أبي الجهم (1)، ابن أبي نصر (1)، الحسن بن موسي (3)، نصر بن قابوس (3)، أحمد بن محمد (1)، السكوت (1)، الوفاة (1)

في أبي حفص عمر بن عبد العزيز أبي بشار المعروف بزحل 850 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن حمدويه البيهقي، قال:

سمعت الفضل بن شاذان، يقول: زحل أبو حفص يروي المناكير، وليس بغال.

في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي 851 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان؟ قال: عن أيهما سألت؟ أما الواسطي: فهو ثقة، وأما الذي عندنا:

يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير، فهو كذاب، وهو واقفي أيضا

لم يدرك أبا الحسن موسي عليه السلام.

في نجية بن الحارث 852 - قال حمدويه: قال محمد بن عيسي: نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق علي بن يقطين.

في القاسم بن محمد الجوهري 853 - قال نصر بن الصباح: القاسم بن محمد الجوهري لم يلق أبا عبد الله عليه السلام وهو مثل ابن أبي غراب، وقالوا: انه كان واقفيا.

يزيد بن سليط الزيدي 854 - حديثه طويل.

في نشيط بن صالح وخالد الجواز 855 - حدثنا حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال، كان نشيط وخالد يخدمانه يعني أبا الحسن عليه السلام، قال: فذكر الحسن عن يحيي بن إبراهيم، عن نشيط، عن خالد الجواز، قال: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن عليه السلام،

(٧٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، عبد الله بن حمدويه البيهقي (1)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، القاسم بن محمد الجوهري (2)، علي بن حسان الواسطي (1)، يحيي بن إبراهيم (1)، نجية بن الحارث (2)، عمر بن عبد العزيز (1)، الفضل بن شاذان (1)، الحسن بن موسي (1)، علي بن يقطين (1)، يزيد بن سليط (1)، نشيط بن صالح (1)، علي بن حسان (2)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (2)

قلت لخالد: أما تري ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس؟ فقال لي خالد، قال لي أبو الحسن عليه السلام: عهدي إلي ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم.

856 - قال الكشي وحدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: نشيط قرابة لمروك بن عبيد بن سالم بن أبي حفصة.

في أسامة بن حفص 857 - حمدويه، قال: حدثني

محمد بن عيسي، عن عثمان بن عيسي قال أسامة بن حفص كان قيما لأبي الحسن موسي عليه السلام.

قد تم الجزء الخامس من كتاب أبي عمرو الكشي في معرفة الرجال، ويتلوه في الجزء السادس ما روي عن رهم الأنصاري، والحمد لله رب العالمين، والصلاة علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وهو حسبنا ونعم الوكيل.

(٧٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مروك بن عبيد بن سالم (1)، رهم الأنصاري (1)، أسامة بن حفص (2)، عثمان بن عيسي (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الصّلاة (1)، الطهارة (1)

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي تحقيق السيد مهدي الرجائي مؤسسة آل البيت عليهم السلام

(٧٥١)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (1)

بسم الله الرحمن الرحيم في رهم الأنصاري 858 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن رهم، قال، أبو الحسن حمدويه: فسألته عنه؟ فقال: شيخ من الأنصار كان يقول بقولنا.

في علي بن سويد السايي 859 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي. عن إسماعيل بن] ____________________

في رهم الأنصاري قوله: قال أبو الحسن حمدويه فسألته عنه ضمير سألته لمحمد بن عيسي، وضمير " عنه " لرهم، والقائل حمدويه.

يعني: قال حمدويه: لما وصل محمد بن عيسي في أسناد هذا الحديث إلي رهم، سألته عن رهم من هو؟ وما حقيقة أمره؟ فقال: هو شيخ من الأنصار كان يقول بقولنا في طريقة الاستقامة، ويسير

مسيرنا في صحة العقيدة.

في علي بن سويد السايي باهمال السين قبل الألف والياء المثناة من تحت بعدها، نسبة إلي ساية قرية

(٧٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن سويد السائي (1)، رهم الأنصاري (1)، الحسن بن موسي (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن عيسي (1)

تفسير قول علي عليه السلام وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون

مهران، عن محمد بن منصور الخزاعي، عن علي بن سويد السائي، قال: كتبت إلي أبي الحسن عليه السلام وهو في الحبس أسأله فيه عن حاله وعن جواب مسائل كتبت بها إليه.

فكتب إلي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته ابتغي إليه الوسيلة بالاعمال المختلفة والأديان الشتي، فمصيب ومخطئ وضال ومهتد وسميع وأصم وبصير وأعمي حيران، فالحمدلله الذي عرف وصف دينه بمحمد صلي الله عليه وآله.

أما بعد: فإنك امرئ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة مودة، بما ألهمك من رشدك، ونصرك من أمر دينك، بفضلهم ورد الأمور إليهم والرضا بما قالوا، في كلام طويل.

____________________

من قري المدينة وهو ثقة، من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام، كما قد ذكرناه في أول الكتاب فليتذكر.

قوله (ع): وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وذلك لان كمال شدة النور يوجب شدة خفائه علي الابصار العمشة، وغروب بهائه عن الأحداق المؤفة، ومن هناك ورد يا نور النور ويا خفيا من فرط الظهور.

وأيضا من المستبين أن الشئ إذا جاوز حده انعكس ضده، ومن هناك ما إذا تمحض الكمال المطلق تعافقت الأضداد في الصفات والأسماء الكمالية فليعلم.

قوله (ع): وبعظمته ابتغي إليه الوسيلة أبتغي بالضم علي ما لم يسم فاعله، والوسيلة بالرفع علي الاقامه مقام الفاعل.

والمعني: أن ابتغاء الوسيلة إليه بالاعمال المختلفة والأديان الشتي انما هو لعز عظمته وجلال كبريائه وقصور السالكين

عن سلوك السبيل المستبين إليه.

(٧٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، علي بن سويد السائي (1)، محمد بن منصور الخزاعي (1)

وقال: وادع إلي صراط ربك فينا من رجوت اجابته، فلا يحضر حضرنا، ووال آل محمد، ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا هذا باطل وان كنت تعرف خلافه، فإنك لا تدري لم قلناه وعلي أي وجه وضعناه، آمن بما أخبرتك، ولا تفش ما استكتمتك، أخبرك أن من أوجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا ينفعه لامن دنياه ولامن آخرته.

في الواقفة 860 - حدثني محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي، أو غيره، عن علي بن عبد الله الزبيري، قال، كتبت إلي أبي الحسن ____________________

قوله (ع): ولا يحضر حضرنا اما باعجام الضاد بعد الحاء المهملة، وحضرنا بالتحريك بمعني حضرتنا أي وادع إلي صراط ربك في حقنا أهل البيت من رجوت اجابته لدعوة الحق وهو غائب عنا لايحضر حضرتنا ولا يستطيع الوصول إلينا.

قال في القاموس: حضر كنصر وعلم حضورا وحضارة ضد غاب وكان بحضرته مثلثة، وحضرة وحضرته محركتين، ومحضرة بمعني (1).

واما بالصاد والحاد المهملتين من الحصر بالتسكين، بمعني التضييق والحبس والمنع من أي شئ كان، ويحصر علي صيغة المجهول.

وحصرنا بالنصب علي المفعول المطلق، أو علي نزع الخافض أي وهو غير محصور ومحبوس عن الحق كحصرنا.

أو علي صيغة المعلوم أي وهو غير حاصر أحدا عن الحق وسبيله، يعني غير متعنت ولا عات في ضلالته فليعرف.

(1) القاموس: 2 / 10

(٧٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن محمد بن فارس (1)،

محمد بن الحسن البراثي (1)، علي بن عبد الله (1)، أحمد بن عبدوس (1)، محمد بن مسعود (1)

عليه السلام أساله عن الواقفة.

فكتب: الواقف عاند عن الحق، ومقيم علي سيئة ان مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير.

861 - جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل ابن شاذان، رفعه عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن الواقفة؟ فقال: يعيشون حياري ويموتون زنادقة.

862 - وجدت بخط جبريل بن أحمد في كتابه، حدثني سهل بن زياد الادمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن الربيع الأقرع، قال: حدثني جعفر بن بكير، قال: حدثني يونس بن يعقوب، قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أعطي هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا؟ قال: لا تعطهم فإنهم كفار مشركون زنادقة.

قال: حدثني عدة من أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعناه يقول: يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة قال فقال بعضنا: أما الشكاك فقد علمناه، ____________________

في الواقفة قوله (ع): يعيشون حياري بالفتح، قيل: وبالضم أيضا جمع حيران من الحيرة، كما سكاري بالفتح وقيل بالضم أيضا جمع سكران.

قال في القاموس: حار يحار حيرة فهو حيران وحاير وهي حيراء وهم حياري ويضم.

وكذلك قال: سكاري وسكاري بالفتح وبالضم جمع سكران (1).

قوله (ع): يعيشون شكاكا الشكاك بالضم والتشديد علي جمع الشاك.

(1) القاموس: 2 / 16 و 50

(٧٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، محمد بن أحمد بن الربيع (1)، يونس بن يعقوب (1)، سهل بن زياد (1)، جعفر بن بكير (1)، جعفر بن معروف (1)، سهل بن بحر (1)، الزكاة (1)، الموت (1)

فكيف يموتون زنادقة؟ قال، فقال: حضرت رجلا منهم وقد احتضر، فسمعته يقول:

هو كافر ان مات

موسي بن جعفر عليهما السلام قال فقلت: هذا هو.

863 - أبو صالح خلف بن حامد الكشي، عن الحسن بن طلحة، عن بكر ابن صالح، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما يقول الناس في هذه الآية؟ قلت:

جعلت فداك وأي آية؟ قال: قول الله عز وجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " (1) قلت: اختلفوا فيها.

قال أبو الحسن عليه السلام: ولكني أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا: لا امام بعد موسي عليه السلام فرد الله عليهم بل يداه مبسوطتان، واليد هو الامام في باطن الكتاب وانما عني بقولهم لا امام بعد موسي عليه السلام.

864 - خلف، عن الحسن بن طلحة المروزي، عن محمد بن عاصم، قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: يا محمد بن عاصم، بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت:

____________________

قوله: وقد احتضر احتضر بالضم علي صيغة المجهول.

قال في المغرب احتضر مات، لان الوفاة حضرته أو ملائكة الموت، ويقال:

فلان محتضر أي قريب من الموت، ومنه إذا احتضر الانسان وجه كما يوجه في القبر أي يستقبل به القبلة، وإن كان نحو الاستقبال في الاحتضار علي خلاف نحو الاستقبال في القبر.

وقوله " قلت هذا هو " يعني به ما كنت أعرف كيف يموتون زنادقة حتي حضرت رجلا منهم وقت احتضاره، فسمعته في تلك الحالة يحلف بالكفر علي حياة موسي ابن جعفر عليهما السلام ويقول: أنا كافر ان مات موسي بن جعفر، فقلت هذا هو، أي هذا حقيقة مماتهم زنادقة ومعني قوله عليه السلام ويموتون زنادقة.

(١) سورة المائدة: ٦٤

(٧٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (3)، الإمام الحسن

بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن عاصم (2)، الموت (1)، الفدية، الفداء (1)، سورة المائدة (1)

نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم، قال: لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم (1) " يعني بالآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة.

865 - خلف، قال: حدثني الحسن، عن سليمان الجعفري، قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام بالمدينة، إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة؟

فقال أبو الحسن عليه السلام: ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (2)، والله أن الله لا يبدلها حتي يقتلوا عن آخرهم.

866 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال:

حدثني عبدوس الكوفي، عمن حدثه، عن الحكم بن مسكين.

قال: وحدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن موسي بن سلام، عن الحكم ابن عيص، قال: دخلت مع خالي سليمان بن خالد علي أبي عبد الله عليه السلام فقال:

يا سليمان من هذا الغلام؟ فقال: ابن أختي، فقال: هل يعرف هذا الامر؟ فقال:

نعم، فقال: الحمدلله الذي لم يخلقه شيطانا.

ثم قال: يا سليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا فقلت: جعلت فداك وما تلك الفتنة؟ قال: انكارهم الأئمة وغرضهم علي ابني موسي عليه السلام، قال: ينكرون موته ويزعمون أن لا امام بعده أولئك شر الخلق.

____________________

قوله (ع): وغرضهم علي ابني موسي غرضهم بفتح الغين المعجمة واسكان الراء واعجام الضاد من الغرض بمعني شدة النزوع نحو الشئ والشوق إليه والملال من غيره، والفعل منه غرض يغرض كفرح

يفرح، وتعديته بعلي لتضمينه معني العكوف والوقوف.

(١) سورة النساء: ١٤٠ 2) سورة الأحزاب: 61

(٧٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، محمد بن الحسن البراثي (1)، أبو علي الفارسي (1)، إسماعيل بن محمد (1)، سليمان بن خالد (1)، سليمان الجعفري (1)، موسي بن سلام (1)، الحكم بن مسكين (1)، القتل (2)، الفدية، الفداء (2)، سورة الأحزاب (1)، سورة النساء (1)

867 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير الا ما رويت لك ولكن حدثني ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال، قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك قوم قد وقفوا علي أبيك يزعمون أنه لم يمت، قال، قال: كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل علي محمد صلي الله عليه وآله، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله صلي الله عليه وآله.

868 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال:

حدثني ميمون النخاس، عن محمد بن الفضيل، قال قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ما حال قوم قد وقفوا علي أبيك موسي عليه السلام؟ فقال: لعنهم الله ما أشد كذبهم أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي.

869 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي قال: حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، عن جده عمر بن يزيد، قال:

دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة.

ثم قال: إن من الشيعة بعدنا من هم

شر من النصاب، قلت: جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك بين لنا نعرفهم فعلنا منهم قال: كلا يا عمر ما أنت منهم انما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسي عليه السلام.

____________________

أو من غرض الاناء من الماء وغيره يغرض بالكسر من باب ضرب بمعني ملاه منه بحيث لم يبق فيه مكان لغيره أصلا، أو بمعني نقصه وأسقط منه شيئا مما يسعه.

قوله: فعلنا منهم باهمال العين وتشديد اللام المفتوحتين أي فعلنا منهم.

(٧٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن الحسن البراثي (3)، أبو علي الفارسي (1)، محمد بن عمر بن يزيد (1)، محمد بن أبي عمير (1)، يعقوب بن يزيد (1)، محمد بن الفضيل (1)، عمر بن يزيد (1)، الفدية، الفداء (2)

870 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني محمد ابن إسماعيل، عن موسي بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر عليهما السلام، قال: جاء رجل إلي أخي عليه السلام فقال له: جعلت فداك من صاحب هذا الامر؟ فقال: أما أنهم يفتنون بعد موتي فيقولون هو القائم، وما القائم الا بعدي بسنين.

871 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، قال: كان بدؤ الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها، فحملوا إلي وكيلين لموسي عليه السلام بالكوفة أحدهما حيان السراج، والاخر كان معه، وكان موسي عليه السلام

في الحبس، فاتخذا بذلك دورا وعقدا العقود واشتريا الغلات.

فلما مات موسي عليه السلام وانتهي الخبر إليهما أنكرا موته، وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه هو القائم فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس، حتي كان عند موتهما أوصيا بدفع ذلك المال إلي ورثة موسي عليه السلام، واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا علي المال.

____________________

قال في القاموس: عل وتزاد في أولها لام كلمة طمع واشفاق (1).

وفي الصحاح: عل ولعل لغتان بمعني، يقال: علك تفعل وعلي أفعل ولعلي أفعل، وربما قالوا: علني ولعلني. ويقال: أصله عل وانما زيدت اللام توكيدا، ومعناه التوقع لمرجو أو مخوف وفيه طمع واشفاق.

وهو حرف مثل أن وليت وكان ولكن، الا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن به فتنصب الاسم وترفع الخبر، كما تعمل كان وأخواتها، وبعضهم يخفض ما بعدها فيقول: عل زيد قائم (2).

(١) القاموس: ٤ / ٢١ ٢) الصحاح: ٥ / 1774

(٧٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (4)، مدينة الكوفة (1)، موسي بن القاسم البجلي (1)، محمد بن الحسن البراثي (2)، أبو علي الفارسي (1)، محمد بن عمر بن يزيد (1)، ابن إسماعيل (1)، حيان السراج (1)، علي بن جعفر (1)، الموت (3)، الفدية، الفداء (1)، الزكاة (1)

872 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني محمد بن رجا الحناط، عن محمد بن علي الرضا عليهما السلام أنه قال: الواقفة هم حمير الشيعة، ثم تلا هذه الآية: ان هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا.

873 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حكي منصور عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السلام: أن الزيدية والواقفة والنصاب عنده بمنزلة واحدة.

874 -

محمد بن الحسن، قال: حدثني الفارسي يعني أبا علي، عن يعقوب ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال، قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب.

875 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلي العسكري عليه السلام: جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلاتي؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك.

876 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، عن محمد بن الحسين الكوفي، عن محمد بن عبد الجبار، عن عمر بن فرات، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الواقفة؟ قال: يعيشون حياري ويموتون زنادقة.

877 - بهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد البرقي، عن جعفر بن محمد بن يونس، قال: جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل الا رقعة الواقف قد رجعت علي حالها لم يوقع فيها شئ.

878 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، قال: حدثني العباس بن معروف عن الحجال، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكرت

(١) سورة الغاشية: ٣

(٧٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (4)، يوم عرفة (1)، إبراهيم بن أبي البلاد (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، محمد بن الحسن البراثي (2)، أبو علي الفارسي (1)، أحمد بن محمد البرقي (1)، إبراهيم بن محمد (1)، محمد بن عبد الجبار (1)، ابن أبي عمير (1)،

العباس بن معروف (1)، أحمد بن إدريس (1)، عمر بن فرات (1)، محمد بن الحسن (3)، محمد بن علي (3)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، الفدية، الفداء (1)، سورة الغاشية (1)

الممطورة وشكهم، فقال: يعيشون ما عاشوا علي شك، ثم يموتون زنادقة.

879 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن عقبة قال:

كتبت إليه يعني أبا الحسن عليه السلام جعلت فداك قد عرفت بغض هذه الممطورة أفأقنت عليهم في صلاتي؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك.

880 - خلف بن حامد الكشي، قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن يحيي بن المبارك، قال: كتبت إلي الرضا عليه السلام بمسائل فأجابني وكنت ذكرت في آخر الكتاب قول الله عز وجل " مذبذبين بين ذلك لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء " (1) فقال:

نزلت في الواقفة.

ووجدت الجواب كله بخطه: ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين هم من كذب بآيات الله، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا، أنصب لهم من العداوة يا يحيي ما استطعت.

881 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن عامر، عن أبان، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل موسي عليه السلام فجلس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي، غير أن الله عز وجل يضل به قوما من شيعتنا، فاعلم أنهم قوم لأخلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.

قلت: جعلت فداك قد أرغبت قلبي عن هؤلاء قال: يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا

عليه فيقولون لم يمت، وينكرون الأئمة من بعده ويدعون الشيعة إلي ضلالهم وفي ذلك ابطال حقوقنا وهدم دين الله، يابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم برئ ونحن منهم براء.

882 - وبهذا الاسناد، قال: حدثني أيوب بن نوح، عن سعيد العطار عن

(١) سورة النساء: ١٤٣

(٧٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، يوم عرفة (1)، إبراهيم بن عقبة (1)، يحيي بن المبارك (1)، إسماعيل بن عامر (1)، ابن أبي يعفور (1)، أيوب بن نوح (1)، حبيب الخثعمي (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن الحسن (1)، الكذب، التكذيب (1)، الضلال (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (2)، سورة النساء (1)

حمزة الزيات، قال: سمعت حمران بن أعين، يقول، قلت لأبي جعفر عليه السلام أمن شيعتكم أنا؟ قال: أي والله في الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولي منهم عنا.

قال، قلت: جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولي عنكم بعد المعرفة؟ قال:

يا حمران نعم وأنت لا تدركهم.

قال حمزة: فتناظرنا في هذا الحديث، فكتبنا به إلي الرضا عليه السلام نسأله عمن استثني به أبو جعفر؟ فكتب هم الواقفة علي موسي بن جعفر عليهما السلام.

في ابن السراج وابن المكاري وعلي بن أبي حمزة 883 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن أحمد ابن سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي، قال: حدثنا إسماعيل بن سهل، قال حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن

أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري، فقال له، ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك؟ قال: مضي، قال مضي موتا؟ قال: نعم.

قال، فقال: إلي من عهد، قال: إلي، قال: فأنت امام مفترض طاعته من الله قال: نعم.

قال ابن السراج وابن المكاري قد والله أمكنك من نفسه، قال: ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا امام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي وانما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم.

قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلم به، قال: بلي والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله صلي الله عليه وآله لما أمره الله تعالي أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم اني رسول الله

(٧٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (2)، إسماعيل بن سهل (1)، ابن أبي حمزة (2)، حمزة الزيات (1)، منصور بن العباس (1)، ابن المكاري (3)، مدينة بغداد (1)، ابن السراج (3)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

إليكم، وكان أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب فقال لهم النبي صلي الله عليه وآله:

ان خدشني خدش فلست بنبي فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة، وأنا أقول إن خدشني هارون خدشا فلست بامام فهذا ما أبدع لكم من آية الإمامة.

قال له علي: انا روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره الا امام مثله؟

فقال له أبو الحسن عليه السلام: فأخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام كان إماما أو كان غير امام؟

قال: كان إماما، قال: فمن ولي أمره؟ قال: علي بن الحسين، قال: وأين كان علي بن الحسين عليهما السلام؟ قال: كان محبوسا بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد، قال:

خرج وهم لا يعلمون حتي ولي أمر أبيه ثم انصرف.

فقال له أبو الحسن عليه السلام: ان هذا أمكن علي بن الحسين عليه السلام ان يأتي كربلا فيلي أمر أبيه، فهو يمكن صاحب هذا الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في اسار.

قال له علي: انا روينا ان الامام لا يمضي حتي يري عقبه؟ قال: فقال أبو الحسن عليه السلام: أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟ قال: لا، قال: بلي والله لقد رويتم فيه الا القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل، قال له علي: بلي والله ان هذا لفي الحديث، قال له أبو الحسن عليه السلام: ويلك كيف اجترأت علي بشئ تدع بعضه.

ثم قال: يا شيخ اتق الله ولا تكن من الصادين عن دين الله تعالي.

____________________

في ابن السراج وابن المكاري وعلي بن أبي حمزة قوله (ع): فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة أي ان اظهاره صلي الله عليه وآله نبوته واخباره عن الغيب انه لا يخدشه في ذلك خدش، وليس عليه منه بأس، كان أول ما أبدع لكم من آية النبوة، فكذلك اظهاري لدعوة الإمامة واخباري أنه لا يخدشني شئ، وليس علي فيه من هارون بأس هو ما أبدع لكم من آية الإمامة ومعجزتها فليستيقن.

(٧٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام الحسين

بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، علي بن الحسين (1)، مدينة بغداد (1)

في ابن أبي سعيد المكاري 884 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن، قال: كان ابن أبي سعيد المكاري واقفيا.

حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسي، قال: رواه علي بن عمر الزيات، عن ابن أبي سعيد المكاري، قال، دخل علي الرضا عليه السلام فقال له: فتحت بابك وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا، قال، فقال: ليس علي من هارون بأس، وقال له: أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك، ويلك أما علمت أن الله تعالي أوحي إلي مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسي عليه السلام فمريم من عيسي وعيسي من مريم، وأنا من أبي وأبي مني.

قال، فقال له: أسألك عن مسألة؟ فقال له: ما أخالك تسمع مني ولست من ____________________

في ابن أبي سعيد المكاري قوله (ع): ان الله تعالي أوحي إلي مريم يعني عليه السلام: ان الله سبحانه أوحي إلي عمران اني واهب لك ولدا ذكرا، فولدت له مريم وولدت عيسي، فهو سبحانه عني بالذكر مريم من حيث أنها ولدت عيسي، فمريم من عيسي وعيسي من مريم كأنهما شئ واحد ونفس واحدة لافرق بينهما، فكذلك أنا من أبي وأبي مني كأننا شئ واحد ونفس واحدة لافرق بيننا فليعلم.

قوله (ع): ما أخالك تسمع مني ما أخالك تفعل كذا أي لا أظنك تفعله وكسر الهمزة فيه أفصح وأشهر.

قال في القاموس: خال الشئ خيلولة ظنة وتقول في مستقبله: أخال

بكسر الهمزة وتفتح في لغية (1).

(1) القاموس: 3 / 372

(٧٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، النبي عيسي بن مريم عليهما السلام (1)، ابن أبي سعيد المكاري (2)، ابن أبي سعيد (1)، الحسن بن موسي (1)

غنمي، سل، قال: فقال له رجل حضرته الوفاة فقال: ما ملكته قديما فهو حر وما لم يملكه بقديم فليس بحر.

فقال: ويلك أما تقرأ هذا الآية " والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم (1) " فما ملك الرجل قبل الستة الأشهر فهو قديم، وما ملك بعد الستة الأشهر فليس بقديم قال، فقام فخرج من عنده فنزل به من الفقر والبلاء ما الله به عليم.

885 - إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن المكاري علي الرضا عليه السلام فقال له: أبلغ الله بك من قدرك أن تدعي ما أدعي أبوك.

قال، فقال له: مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك، أما علمت أن الله جل وعلا أوحي إلي عمران اني واهب لك ذكرا، فوهب له مريم، فوهب لمريم عيسي فعيسي من مريم، وذكر مثله، وذكر فيه: أنا وأبي شئ واحد.

في زياد بن مروان القندي 886 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: زياد، هو أحد ____________________

قوله: وذكر مثله أي وذكر الراوي مثل ما في رواية علي بن عمر الزيات السابقة بعينه وهو عيسي من مريم وأنا من أبي وأبي مني، ثم ذكر فيه زيادة وزاد فيه شيئا وهو أنا وأبي شئ واحد (2).

(١) سورة يس: ٣٩ 2) إلي هنا تم التعليقة علي كتاب

رجال الكشي وبه تم تحقيقنا وتصحيحنا والتعليقة عليها علي يد الفقير السيد مهدي الرجائي عفي عنه في أول يوم من ذي الحجة سنة ألف وأربعمائة واثنان.

(٧٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أحمد بن إدريس القمي (1)، داود بن محمد النهدي (1)، إبراهيم بن محمد (1)، زياد بن مروان (1)، ابن المكاري (1)، الحسن بن موسي (1)، محمد بن أحمد (1)، كتاب رجال الكشي (1)، شهر ذي الحجة (1)، سورة يس (1)

أركان الوقف.

وقال أبو الحسن حمدويه: هو زياد بن مروان القندي بغدادي.

887 - حدثني حمدويه عن محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسي، ومحمد بن مهران، عن محمد بن إسماعيل بن أبي سعيد الزيات قال: كنت مع زياد القندي حاجا، ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا في طريق مكة وبمكة وفي الطواف.

ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتي طلع الفجر، فقلت له: غمني ابطائك فأي شئ كانت الحال؟ قال لي: ما زلت بالأبطح مع أبي الحسن يعني أبا إبراهيم وعلي ابنه عليهما السلام عن يمينه، فقال: يا أبا الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي فإن كانت لك حاجه فأنزلها به وأقبل قوله، فإنه لا يقول علي الله الا الحق.

قال ابن أبي سعيد: فمكثنا ما شاء الله حتي حدث من أمر البرامكة ما حدث فكتب زياد إلي أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليهما السلام يسأله عن ظهور هذا الامر الحديث أو الاستتار.

فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام: أظهر فلا بأس عليك منهم.

فظهر زياد فلما حدث الحديث قلت له: يا أبا الفضل أي شئ يعدل بهذا الامر فقال لي: ليس هذا أوان الكلام

فيه، قال، فألححت عليه بالكلام بالكوفة وببغداد كل ذلك يقول لي مثل ذلك، إلي أن قال لي آخر كلامه: ويحك فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها.

888 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال حدثني محمد ابن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرحمن، قال، مات أبو الحسن عليه السلام وليس عنده من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار.

(٧٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، أبو علي الفارسي (1)، ابن أبي سعيد (1)، زياد بن مروان (1)، محمد بن إسماعيل (1)، أحمد بن الحسين (1)، زياد القندي (1)، أحمد بن الفضل (1)، محمد بن مهران (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الموت (2)

في بكر بن محمد بن جناح 889 - قال حمدويه عن بعض أشياخه: أن بكر بن جناح، واقفي.

في أحمد بن الحسن الميثمي 890 - قال حمدويه، عن الحسن بن موسي، قال: أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا.

في علي بن وهبان 891 - قال حمدويه: حدثني الحسن بن موسي، قال: علي بن وهبان كان واقفيا.

في أحمد بن الحارث الأنماطي 892 - حمدويه، قال، قال: حدثني الحسن بن موسي، قال: أحمد بن الحارث الأنماطي كان واقفيا.

في منصور بن يونس بزرج 893 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثني محمد بن

أصبغ، عن إبراهيم، عن عثمان بن القاسم، قال، قال لي منصور بزرج قال لي أبو الحسن عليه السلام ودخلت عليه يوما: يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا؟ قلت: لا، قال: قد صيرت عليا ابني وصيي والخلف من بعدي، فادخل عليه فهنئه بذلك وأعلمه أني أمرتك بهذا قال: فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بذلك.

قال الحسن بن موسي. ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها وكان منصور أدرك أبا عبد الله عليه السلام.

في الحسن بن محمد بن سماعه والحسن بن سماعة بن مهران 894 - حدثني حمدويه، ذكره عن الحسن بن موسي، قال: كان ابن سماعة

(٧٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أحمد بن الحسن الميثمي (2)، الحسن بن محمد بن سماعة (1)، بكر بن محمد بن جناح (1)، منصور بن يونس بزرج (1)، سماعة بن مهران (1)، أحمد بن الحارث (1)، علي بن وهبان (2)، الحسن بن موسي (6)، بكر بن جناح (1)

واقفيا، وذكر: أن محمد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران، له ابن يقال له:

الحسن بن سماعة واقفي.

في علي بن خطاب وإبراهيم بن شعيب 895 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثنا علي ابن خطاب، وكان واقفيا، قال: كنت في الموقف يوم عرفه فجاء أبو الحسن الرضا عليه السلام ومعه بعض بني عمه، فوقف أمامي وكنت محموما شديد الحمي وقد أصابني عطش شديد.

قال، فقال الرضا عليه السلام لغلام له شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة فتناوله فشرب وصب الفضلة علي رأسه من الحر، ثم قال: املاء فملاء المشربة.

ثم قال: اذهب فاسق ذلك الشيخ قال،

فجائني بالماء، فقال لي: أنت موعوك قلت: نعم، قال: اشرب فشربت قال، فذهبت والله الحمي، فقال لي يزيد بن إسحاق:

ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر؟ قال: يا أخي دعنا.

قال له يزيد: فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب، وكان واقفيا مثله، قال:

كنت في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله والي جنبي انسان ضخم آدم، فقلت له: ممن الرجل؟

فقال: مولي لبني هاشم، قلت: فمن أعلم بني هاشم؟ قال: الرضا عليه السلام قلت: فما باله لا يجئ عنه كما يجئ عن آبائه.

قال، فقال لي: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني فلم ألبث الا يسيرا حتي جاءني بكتاب فدفعه إلي، فقرأته فإذا خط ليس بجيد، فإذا فيه: يا إبراهيم انك نجل من آبائك، وأن لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان حتي عدهم بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة حتي عد جميع البنات بأسمائهن.

قال: وكانت بنت تلقب بالجعفرية، قال فخط علي اسمها، فلما قرأت الكتاب قال لي: هاته قلت: دعه قال: لا، أمرت أن آخذه منك، قال فدفعته إليه، قال الحسن: وأجدهما ماتا علي شكهما.

(٧٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم عرفة (1)، إبراهيم بن شعيب (2)، مولي لبني هاشم (1)، سماعة بن مهران (1)، يزيد بن إسحاق (1)، الحسن بن سماعة (1)، بنو هاشم (1)، الحسن بن موسي (1)، محمد بن سماعة (1)، السجود (1)

896 - نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن مطر، وزكريا اللؤلؤي، قالا، قال إبراهيم بن شعيب: كنت جالسا في مسجد

رسول الله صلي الله عليه وآله والي جانبي رجل من أهل المدينة، فحادثته مليا، وسألني من أين أنا؟ فأخبرته أني رجل من أهل العراق قلت له: ممن أنت؟ قال: مولي لأبي الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: لي إليك حاجة قال: وما هي؟ قلت: توصل لي إليه رقعة، قال: نعم إذا شئت.

فخرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أن من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي، قال: ثم ختمت الكتاب ودفعته إليه.

فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، ففضضته وقرأته فإذا أسفل من الكتاب بخط ردي: بسم الله الرحمن الرحيم يا إبراهيم ان من آبائك شعيبا وصالحا وأن من أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة، غير أنه زاد اسما لا نعرفها.

قال: فقال له بعض أهل المجلس: أعلم أن كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فأبحث عنها.

في إبراهيم وإسماعيل ابني أبي سمال 897 - حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسي، قال: حدثني أحمد بن محمد البرار، قال: لقيني مرة إبراهيم بن أبي سمال قال: فقال لي: يا أبا حفص ما قولك؟ قال، قلت: قولي الذي تعرف، قال، فقال: يا أبا جعفر أنه ليأتي علي تارة ما أشك في حياة أبي الحسن عليه السلام وتارة علي وقت ما أشك في مضيه ولئن كان قد مضي فما لهذا الامر أحد الا صاحبكم.

قال الحسن: فمات علي شكه.

898 - وبهذا الاسناد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن أسيد، قال: لما كان

(٧٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله

عليه وآله (1)، دولة العراق (1)، محمد بن أحمد بن أسيد (1)، عبد الله بن مهران (1)، إبراهيم بن شعيب (1)، الحسن بن موسي (1)، إسحاق بن محمد (1)، أحمد بن محمد (2)، السجود (1)

من أمر أبي الحسن عليه السلام ما كان، قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد ابنه، قال: فاختلفا إليه زمانا، فلما خرج أبو السرايا، خرج أحمد بن أبي الحسن عليه السلام معه فأتينا إبراهيم وإسماعيل فقلنا لهما أن هذا الرجل خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟ قال: فانكرا ذلك من فعله ورجعا عنه، وقالا: أبو الحسن حي نثبت علي الوقف.

قال أبو الحسن: وأحسب هذا يعني إسماعيل مات علي شكه.

899 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي.

ومحمد بن مسعود، قالا: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، قال: حدثنا صفوان، عن أبي الحسن عليه السلام قال صفوان: أدخلت علي إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال، فسلما عليه فأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر وسألاه عن أبي الحسن؟ فخبرهما بأنه قد توفي، قالا: فأوصي؟ قال: نعم، قالا:

إليك؟ قال: نعم، قالا: وصية مفردة؟ قال: نعم.

قالا: فان الناس قد اختلفوا علينا، فنحن ندين الله بطاعة أبي الحسن إن كان حيا فإنه امامنا، وإن كان مات فوصيه الذي أوصي إليه امامنا، فما حال من كان هذا مؤمن هو؟ قال: قد جاء كم أنه من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، قالا:

وهو كافر؟ قال: فلم يكفره، قالا: فما حاله؟ قال: أتريدون أن أضلكم.

قالا: فبأي شئ تستدل علي أهل الأرض؟ قال: كان جعفر عليه السلام يقول: تأتي إلي المدينة فتقول إلي من أوصي فلان؟ فيقولون: إلي فلان، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني

إسرائيل حيثما دار دار الامر، قالا: والسلاح من يعرفه.

ثم قالا: جعلنا الله فداك فأخبرنا بشئ نستدل به؟ فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن عليه السلام يريد أن يسأله عن شئ فيبتدء به. ويأتي أبا عبد الله عليه السلام فيبتدء قبل أن يسأله، قال: فهكذا كنتم تطلبون من جعفر عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام.

قال له إبراهيم: جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجمعون عليه وعلي أبي

(٧٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (4)، معرفة الإمام (1)، أحمد بن أبي الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، الموت (6)، الفدية، الفداء (1)، الجهل (1)، الوصية (2)

الحسن عليهما السلام، وهم اليوم مختلفون، قال: ما كانوا مجتمعين عليه، كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا، فيقولون هذا أجود، قالوا: إسماعيل لم يكن أدخله في الوصية؟ فقال:

قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان إماما.

فقال له إسماعيل بن أبي سمال: وهو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا، واستقصي يمينه، ما يسرني أني زعمت أنك لست هكذا ولي ما طلعت عليه الشمس، أو قال الدنيا بما فيها، وقد أخبرناك بحالنا، فقال له إبراهيم: قد أخبرناك بحالنا، فما حال من كان هكذا؟ مسلم هو؟ قال: أمسك، فسكت.

في سليمان بن جعفر الجعفري 900 - الحسن بن علي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال، قال العبد الصالح عليه السلام لسليمان بن جعفر: يا سليمان ولدك رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال: نعم، قال وولدك علي عليه السلام مرتين؟ قال: نعم، قال: وأنت لجعفر رحمه الله تعالي؟ قال: نعم، قال: ولولا الذي

أنت عليه ما انتفعت بهذا.

في يحيي بن أبي القاسم أبي بصير ويحيي بن القاسم الحذاء 901 - حمدويه، ذكره عن بعض أشياخه: يحيي بن القاسم الحذاء الأزدي واقفي.

وجدت في بعض روايات الواقفة: علي إسماعيل بن يزيد، قال: شهدنا محمد بن عمران الباقري، في منزل علي بن أبي حمزة، وعنده أبو بصير.

قال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: منا ثمانية محدثون سابعهم القائم، فقام أبو بصير بن أبي القاسم فقبل رأسه، وقال: سمعته من أبي جعفر عليه السلام منذ أربعين سنة، فقال له أبو بصير: سمعته من أبي جعفر عليه السلام واني كنت خماسيا جاء بهذا قال: أسكت يا صبي ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم، يعني القائم عليه السلام

(٧٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (4)، يحيي بن القاسم الحذاء (2)، يحيي بن أبي القاسم (1)، سليمان بن جعفر الجعفري (2)، سليمان بن جعفر (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن عمران (2)، الوصية (1)، التصدّق (1)

ولم يقل ابني هذا.

902 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن ابن قياما الصيرفي، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضي كما مضي آباؤه، قلت:

فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب

بن شعيب، عن أبي بصير: ان أبا عبد الله عليه السلام قال: إن جاء كم من يخبركم ان ابني هذا مات وكفن ولبن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به؟ فقال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه، انما قال إن جاءكم عن صاحب هذا الامر.

903 - حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي، قال: حدثنا عبد الله بن حمدويه البيهقي، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن إسماعيل بن عباد البصري، عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء الكوفي، قال خرجت من المدينة فلما جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل علي بغل أشهب يعترض الطريق فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟ فقال: هذا ابن الرضا عليه السلام.

قال، فقصدت قصده، فلما رآني أريده وقف لي، فانتهيت إليه لأسلم عليه فمد يده إلي فسلمت عليه وقبلتها، فقال: من أنت؟ قلت: بعض مواليك جعلت فداك أنا محمد بن علي بن القاسم الحذاء، فقال لي: أما أن عمك كان ملتويا علي الرضا عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك رجع عن ذلك، فقال إن كان رجع فلا بأس.

واسم عمه يحيي بن القاسم الحذاء.

وأبو بصير هذا يحيي بن القاسم يكني أبا محمد.

قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي بصير هذا هل كان متهما بالغلو فقال: أما الغلو فلا، ولكن كان مخلطا.

(٧٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، دولة العراق (1)، أبو بصير (3)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، يحيي بن القاسم الحذاء (1)، محمد بن الحسن الواسطي (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، محمد بن علي بن القاسم (1)، أحمد بن

محمد بن يعقوب (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، يحيي بن القاسم (1)، إسماعيل بن عباد (1)، الفضل بن شاذان (1)، القاسم الحذاء (1)، يعقوب بن شعيب (1)، محمد بن يونس (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)، الموت (1)، القبر (1)، الفدية، الفداء (2)

في زرعة بن محمد الحضرمي 904 - أبو عمرو قال: سمعت حمدويه، قال: زرعة بن محمد الحضرمي، واقفي.

حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل، قال: حدثنا محمد ابن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضي كما مضي آباؤه عليهم السلام.

قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي، عن سماعة ابن مهران، ان أبا عبد الله عليه السلام قال: إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء يحسد كما حسد يوسف عليه السلام ويغيب كما غاب يونس وذكر ثلاثة أخر.

قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة، انما قال: صاحب هذا الامر يعني القائم عليه السلام فيه شبه من خمسة أنبياء، ولم يقل ابني.

في جعفر بن خلف 905 - جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خلف، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: سعد امرئ لم يمت حتي يري منه خلفا، وقد أرآني الله ابني هذا خلفا، وأشار إليه، دلالة علي خصوصيته.

في محمد بن بشير وهو نادر طريف من اعتقاده في موسي بن جعفر عليهما السلام.

906 - قال أبو عمرو: قالوا: إن محمد بن بشير لما مضي أبو الحسن عليه السلام ووقف عليه الواقفة، جاء محمد بن بشير، وكان

صاحب شعبذة ومخاريق معروفا بذلك، فادعي أنه يقول بالوقف علي موسي بن جعفر عليه السلام، وأن موسي عليه السلام هو

(٧٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، الحسن بن قياما (1)، محمد بن يونس (1)، جعفر بن أحمد (1)، زرعة بن محمد (3)، محمد بن بشير (3)، جعفر بن خلف (2)، الكذب، التكذيب (1)، الفدية، الفداء (1)

كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا، يتراءي لأهل النور بالنور، ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم بالإنسانية والبشرية اللحمانية، ثم حجب الخلق جميعا عن ادراكه. وهو قائم بينهم موجود كما كان، غير أنهم محجوبون عنه وعن ادراكه كالذي كانوا يدركونه.

وكان محمد بن بشير هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد، وله أصحاب قالوا بان موسي بن جعفر لم يمت ولم يحبس وأنه غاب واستتر وهو القائم المهدي وأنه في وقت غيبته استخلف علي الأمة محمد بن بشير، وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه وجميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم، وفوض إليه جميع أمره وأقامه مقام نفسه، فمحمد بن بشير الامام بعده.

907 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن عثمان بن عيسي الكلابي، أنه سمع محمد ابن بشير، يقول: الظاهر من الانسان آدم، والباطن أزلي، وقال إنه كان يقول بالاثنين، وأن هشام بن سالم ناظره عليه فأقر به ولم ينكره.

وأن محمد بن بشير لما مات أوصي إلي ابنه سميع بن محمد، فهو الامام ومن

أوصي إليه سميع فهو امام مفترض الطاعة علي الأمة إلي وقت خروج موسي ابن جعفر عليه السلام وظهوره، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم وغير ذلك مما يتقربون به إلي الله تعالي، فالفرض عليه أداؤه إلي أوصياء محمد بن بشير إلي قيام القائم.

وزعموا أن علي بن موسي عليه السلام وكل من ادعي الإمامة من ولده وولد موسي عليه السلام فمبطلون كاذبون غير طيبي الولادة، فنفوهم عن أنسابهم وكفروهم لدعواهم الإمامة، وكفروا القائلين بإمامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم.

وزعموا أن الفرض عليهم من الله تعالي إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض، وقالوا بإباحة المحارم والفروج

(٧٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، شهر رمضان المبارك (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، عثمان بن عيسي (1)، هشام بن سالم (1)، بنو أسد (1)، موسي بن جعفر (1)، محمد بن بشير (5)، الزكاة (1)، الموت (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)، الخمس (1)، الوصية (2)

والغلمان، واعتلوا في ذلك بقول الله تعالي " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " (1) وقالوا بالتناسخ.

والأئمة عندهم واحدا واحدا انما هم منتقلون من قرن إلي قرن، والمواسات بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك، وكلما أوصي به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن محمد وأوصيائه من بعده، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة، وهم أيضا قالوا بالحلال.

وزعموا أن كل من انتسب إلي محمد فهم بيوت وظروف، وأن محمدا هو رب حل في كل من انتسب إليه، وأنه لم يلد ولم يولد، وأنه محتجب في هذه الحجب.

وزعمت هذه الفرقة

والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب إلي أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبه مفتر علي الله كاذب، وأنهم الذي قال الله تعالي فيهم: انهم يهود ونصاري، في قوله " وقالت اليهود والنصاري نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق " (2).

محمد، في مذهب الخطابية، وعلي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذان كاذبون فيما ادعوا من النسب، إذا كان محمد عندهم وعلي هو رب لا يلد ولا يولد ولا يستولد، تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا.

وكان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله لأنه كان معه شعبذة ومخاريق فكان يظهر الواقفة أنه ممن وقف علي علي بن موسي عليه السلام، وكان يقول في موسي بالربوبية، ويدعي لنفسه أنه نبي.

وكان عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه السلام في ثياب حرير وقد طلاها بالأدوية وعالجها بحيل عملها فيها حتي صارت شبيها بصورة انسان وكان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها.

(١) سورة الشوري: ٥٠ 2) سورة المائدة: 18

(٧٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، سبيل الله (1)، محمد بن بشير (1)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (1)، الوصية (1)، سورة المائدة (1)، سورة الشوري (1)

وكان يقول لأصحابه ان أبا الحسن عليه السلام عندي فان أحببتم أن تروه وتعلموا أني نبي فهلموا أعرضه عليكم فكان يدخلهم البيت والصورة مطوية معه.

فيقول لهم: هل ترون في البيت مقيما أو ترون فيه غيري وغيركم؟ فيقولون:

لا، وليس في البيت أحد، فيقول: أخرجوا فيخرجون من البيت فيصير هو وراء الستر ويسبل الستر بينه وبينهم ثم يقدم تلك

الصورة، ثم يرفع الستر بينه وبينهم.

فينظرون إلي صورة قائمة وشخص كأنه شخص أبي الحسن لا ينكرون منه شيئا ويقف هو منه بالقرب فيريهم من طريق الشعبذة انه يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه يساره، ثم يغمزهم أن يتنحوا فيتنحون. ويسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئا.

وكانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها، فهلكوا بها، فكانت هذه حاله مدة، حتي رفع خبره إلي بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره ممن كان بعده من الخلفاء وأنه زنديق، فأخذه وأراد ضرب عنقه فقال: يا أمير المؤمنين استبقني فاني أتخذ لك أشياء يرغب الملوك فيها فأطلقه.

فكان أول ما اتخذ له الدوالي، فإنه عمد إلي الدوالي فسواها وعلقها وجعل الزيبق بين تلك الألواح، فكانت الدوالي تمتلي من الماء وتميل الألواح وينقلب الزيبق من تلك الألواح فيتبع الدوالي لهذا، فكانت تعمل من غير مستعمل لها وتصب الماء في البستان، فأعجبه ذلك مع أشياء عملها يضاهي الله بها في خلقه الجنة.

فقوده وجعل له مرتبة، ثم إنه يوما من الأيام انكسر بعض تلك الألواح فخرج منها الزيبق، فتعطلت فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والإباحات.

وقد كان أبو عبد الله وأبو الحسن عليهما السلام يدعوان الله عليه ويسئلانه أن يذيقه حر الحديد فأذاقه الله حر الحديد بعد أن عذب بأنواع العذاب.

قال أبو عمرو: وحدث بهذه الحكاية محمد بن عيسي العبيدي، رواية له، وبعضها عن يونس بن عبد الرحمن.

(٧٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، أبو عبد الله (1)، الضرب (1)، العذاب، العذب (1)

وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلم معه بعض تلك المخاريق، فصار داعية إليه من بعده.

908 - حدثني محمد بن قولويه، قال:

حدثني سعد بن عبد الله القمي قال:

حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدايني قال: سمعت من سأل أبا الحسن الأول عليه السلام فقال: اني سمعت محمد بن بشير يقول: انك لست موسي بن جعفر الذي أنت امامنا وحجتنا فيما بيننا وبين الله تعالي.

قال، فقال: لعنه الله ثلاثا أذاقه الله حر الحديد قتله الله أخبث ما يكون من قتلة فقلت له: جعلت فداك إذا أنا سمعت ذلك منه أوليس حلال لي دمه مباح، كما أبيح دم الساب لرسول صلي الله عليه وآله وللامام عليه السلام؟ فقال: نعم حل والله دمه وأباحة لك ولمن سمع ذلك منه.

قلت: أوليس هذا بساب لك؟ قال: هذا ساب لله وساب لرسول الله وساب لآبائي وسابي، وأي سب ليس يقصر عن هذا ولا يفوقه هذا القول.

فقلت: أرأيت إذا أتاني لم أخف أن أغمز بذلك بريئا ثم لم أفعل ولم أقتله ما علي من الوزر؟ فقال: يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينتقص من وزره شئ، أما علمت أن أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب ورد عن الله وعن رسوله صلي الله عليه وآله.

909 - وبهذا الاسناد، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني علي بن أبي حمزة البطايني، قال. سمعت أبا الحسن موسي عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن بشير وأذاقه حر الحديد، أنه يكذب علي، برء الله منه وبرئت إلي الله منه، اللهم إني أبرء إليك مما يدعي في ابن بشير، اللهم أرحني منه.

ثم قال: يا علي ما أحد اجترء أن يتعمد الكذب علينا الا أذاقه الله حر الحديد، وان بنانا كذب

علي علي بن الحسين عليهما السلام فأذاقه الله حر الحديد، وأن المغيرة بن

(٧٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، يوم القيامة (1)، محمد بن عبد الله المسمعي (1)، هاشم بن أبي هاشم (1)، سعد بن عبد الله (2)، محمد بن قولويه (1)، علي بن حديد (1)، موسي بن جعفر (1)، محمد بن خالد (1)، محمد بن بشير (2)، الكذب، التكذيب (2)، القتل (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، السب (1)

سعيد كذب علي أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وأن أبا الخطاب كذب علي أبي فأذاقه الله حر الحديد وأن محمد بن بشير لعنه الله يكذب علي برئت إلي الله منه، اللهم إني أبرء إليك مما يدعيه في محمد بن بشير، اللهم أرحني منه، اللهم إني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن بشير، فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه.

قال علي بن أبي حمزة، فما رأيت أحدا قتل بأسوء قتلة من محمد بن بشير لعنه الله.

أصحاب الرضا (ع) في يونس بن عبد الرحمن أبي محمد صاحب آل يقطين 910 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان قال:

حدثني عبد العزيز بن المهتدي، وكان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا عليه السلام وخاصته، قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت: اني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني؟ قال: خذ من يونس بن عبد الرحمن.

911 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني

محمد بن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسي، ومحمد بن يونس، أن الرضا عليه السلام ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات.

912 - علي بن محمد القتيبي. عن الفضل، قال: حدثني جعفر بن عيسي اليقطيني، ومحمد بن الحسن جميعا، أن أبا جعفر عليه السلام ضمن ليونس بن عبد الرحمن الجنة علي نفسه وآبائه عليهم السلام.

913 - جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل ابن شاذان، قال: حدثني أبي الجليل الملقب بشاذان، قال: حدثني أحمد بن أبي خلف ظئر أبي جعفر عليه السلام، قال: كنت مريضا، فدخل علي أبو جعفر عليه السلام يعودني

(٧٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (4)، أصحاب الإمام الرضا عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، عبد العزيز بن المهتدي (1)، محمد بن الحسن الواسطي (1)، علي بن محمد القتيبي (3)، الفضل بن شاذان (2)، جعفر بن عيسي (2)، محمد بن يونس (1)، محمد بن الحسن (1)، جعفر بن معروف (1)، محمد بن بشير (4)، سهل بن بحر (1)، الكذب، التكذيب (2)، القتل (2)، النجاسة (1)

في مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة، فجعل يتصفحه ورقة ورقة، حتي أتي عليه من أوله إلي آخره، وجعل يقول: رحم الله يونس رحم الله يونس رحم الله يونس.

914 - جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: سمعت الفضل ابن شاذان، يقول: ما نشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن رحمه الله.

915 - روي عن أبي بصير حماد بن عبيد الله بن أسيد الهروي، عن داود

بن القاسم، أن أبا جعفر الجعفري قال: أدخلت كتاب يوم وليله الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن علي أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفحه كله، ثم قال: هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله.

916 - وحدثني إبراهيم بن المختار بن محمد بن العباس، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.

917 - وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه، سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة، يقول: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: حج يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة، واعتمر أربعا وخمسين عمرة، وألف ألف جلد ردا علي المخالفين.

ويقال: انتهي علم الأئمة عليهم السلام إلي أربعة نفر: أولهم سلمان الفارسي، والثاني جابر، والثالث السيد، والرابع يونس بن عبد الرحمن.

918 - وقال العبيدي: سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يصلي في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شئ، قال: وكان ليونس بن عبد الرحمن أربعون أخا يدور عليهم في كل يوم مسلما، ثم يرجع إلي منزله فيأكل ويتهيأ للصلاة، ثم يجلس للتصنيف وتأليف الكتب، وقال يونس: صمت عشرين سنة وسألت عشرين سنة ثم أجبت.

(٧٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، علم المعصوم (1)، أبو بصير (1)، إبراهيم بن المختار (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، محمد بن شاذان بن نعيم (1)، الحسن بن علوية (1)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن العباس (1)، الحسن بن فضال (1)، جعفر الجعفري (1)، جعفر بن معروف (1)، سهل بن بحر (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)،

القبر (1)

919 - وقال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول:

أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسي بن جعفر عليهم السلام، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه.

920 - علي بن محمد القتيبي، قال: سألت الفضل بن شاذان، عن الحديث الذي روي في يونس أنه لقيط آل يقطين؟ فقال: كذب، ولد يونس في آخر زمن هشام بن عبد الملك، ويقطين لم يكن في ذلك الزمان انما كان ولد في زمن ولد العباس.

921 - قال محمد بن يحيي الفارسي: حدثني عبد الله بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسي الأموي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: انظروا إلي ما ختم الله ليونس، قبضه بالمدينة مجاور الرسول الله صلي الله عليه وآله.

922 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي، قال: حدثني الحسن بن أبي قتادة، عن داود بن القاسم، قال، قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول في يونس؟ قال: من يونس؟ قلت: ابن عبد الرحمن، قال:

لعلك تريد مولي بني يقطين؟ قلت: نعم، فقال: رحمه الله فإنه كان علي ما نحب.

923 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أبو العباس الحميري عبد الله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن يونس؟ قال: رحمه الله.

924 - حدثني آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري قال: حدثني محمد بن موسي السمان، قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد، عن

أخيه جعفر بن عيسي، قال: كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام وعنده يونس بن عبد الرحمن، إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومي أبو الحسن عليه السلام إلي يونس: أدخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، وإياك أن تتحرك حتي تؤذن لك.

(٧٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، محمد بن يحيي الفارسي (1)، الحسن بن أبي قتادة (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، أبو حمزة الثمالي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، محمد بن موسي السمان (1)، هشام بن عبد الملك (1)، داود بن القاسم (1)، عبد الله بن محمد (1)، الفضل بن شاذان (2)، مدينة البصرة (1)، علي بن الحسين (1)، جعفر بن عيسي (1)، محمد بن عيسي (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (2)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)

فدخل البصريون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسن عليه السلام مطرق، حتي لما أكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا: فأذن ليونس بالخروج، فخرج باكيا فقال: جعلني الله فداك أني أحامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا يونس وما عليك مما يقولون إذا كان امامك عنك راضيا، يا يونس حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون، كأنك تريد

أن تكذب علي الله في عرشه.

يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمني درة ثم قال الناس بعرة، أو قال الناس درة، أو بعرة فقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت: لا.

فقال: هكذا أنت يا يونس، إذ كنت علي الصواب وكان امامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس.

925 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن يونس؟

فقال: من يونس؟ فقلت: مولي علي بن يقطين، فقال: لعلك تريد يونس بن عبد الرحمن؟ فقلت: لا والله لا أدري ابن من هو؟ قال: بل هو ابن عبد الرحمن، ثم قال: رحم الله يونس رحم الله يونس نعم العبد كان لله عز وجل.

926 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه.

قال الفضل: ولقد حج يونس إحدي وخمسين حجة آخرها عن الرضا عليه السلام.

927 - قال نصر بن الصباح: لم يرو يونس عن عبيد الله ومحمد ابني الحلبي قط ولا رآهما، وماتا في حياة أبي عبد الله عليه السلام.

928 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن

(٧٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، علي بن محمد القتيبي (2)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، الفضل بن شاذان (2)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن يقطين (1)، محمد بن علي (1)، الحج (2)، الفدية، الفداء

(1)

يونس بن عبد الرحمن، قال، قال العبد الصالح: يا يونس ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم قال، قلت: انهم يقولون لي زنديق، قال لي: وما يضرك أن يكون في يدك لؤلؤة يقول الناس هي حصاة، وما كان ينفعك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة.

929 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلا صالحا، قال: دخلت مع يونس ابن عبد الرحمن علي الرضا عليه السلام فشكي إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا عليه السلام: دارهم فان عقولهم لا تبلغ.

930 - علي بن محمد، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني عدة من أصحابنا أن يونس بن عبد الرحمن قيل له: ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل، فقال: أشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين عليه السلام نصيب فهو في حل مما قال.

931 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الرازي، قال حدثني عبد العزيز بن المهتدي، قال، كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام ما تقول في يونس ابن عبد الرحمن؟ فكتب إلي بخطه أحبه وترحم عليه وإن كان يخالفك أهل بلدك.

932 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسي، قال: روي أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر بن الرضا عليه السلام قال: سألته عن يونس؟ فقال:

مولي آل يقطين؟ قلت: نعم، فقال لي: رحمه الله كان عبدا صالحا.

قال حمدويه قال محمد بن عيسي: وكان يونس أدرك أبا عبد الله عليه السلام ولم يسمع منه.

933 - وجدت بخط جبريل بن أحمد في كتابه، حدثني أبو سعيد الادمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن الربيع

الأقرع، عن محمد بن الحسن البصري، عن عثمان بن رشيد البصري، قال: أحمد بن محمد الأقرع ثم لقيت محمد بن

(٧٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، محمد بن إسماعيل الرازي (1)، عبد العزيز بن المهتدي (1)، أحمد بن محمد بن الربيع (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، محمد بن الحسن البصري (1)، أبو جعفر البصري (1)، الفضل بن شاذان (1)، حمدويه بن نصير (1)، القاسم الجعفري (1)، عثمان بن رشيد (1)، محمد بن عيسي (2)، أحمد بن محمد (1)، علي بن محمد (1)

الحسن فحدثني بهذا الحديث، قال: كنا في مجلس عيسي بن سليمان ببغداد، فجاء رجل إلي عيسي، فقال: أردت أن أكتب إلي أبي الحسن الأول عليه السلام في مسألة أسأله عنها: جعلت فداك عندنا قوم يقولون بمقالة يونس فأعطيهم من الزكاة شيئا؟ قال فكتب إلي: نعم أعطهم فان يونس أول من يجيب عليا إذا دعي.

قال كنا جلوسا بعد ذلك فدخل علينا رجل، فقال: قد مات أبو الحسن موسي عليه السلام، وكان يونس في المجلس، فقال يونس: يا معشر أهل المجلس أنه ليس بيني وبين الله امام الا علي بن موسي عليه السلام، فهو امامي عليه السلام.

934 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، قال: حدثني هشام المشرقي، أنه دخل علي أبي الحسن الخراساني عليه السلام فقال: ان أهل البصرة سألوا عن الكلام، فقالوا: إن يونس يقول إن الكلام ليس بمخلوق، فقلت لهم: صدق يونس ان الكلام ليس بمخلوق.

أما بلغكم قول أبي جعفر عليه السلام حين سئل عن القرآن

أخالق هو أو مخلوق؟

فقال لهم: ليس بخالق ولا مخلوق انما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس.

وقالوا، ان يونس يقول: إن من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة؟ فقلت: صدق يونس.

935 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد ابن عيسي، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي القمي، قال محمد بن نصير: قال محمد بن عيسي، وحدث الحسن بن علي بن يقطين، بذلك أيضا، قال، قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك اني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: نعم.

936 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسي، قال: أخبرني يونس أن أبا الحسن عليه السلام ضمن لي الجنة من النار.

(٧٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، عبد العزيز بن المهتدي (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، عيسي بن سليمان (1)، مدينة البصرة (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (3)، القرآن الكريم (1)، التصديق (1)، الزكاة (1)، الموت (1)، الركوع، الركعة (1)، الفدية، الفداء (2)

937 - علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني مروك بن عبيد، عن محمد بن عيسي القمي، قال: توجهت إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستقبلني يونس مولي ابن يقطين، قال، فقال لي: أين تذهب؟ فقلت: أريد أبا الحسن، قال، فقال لي: أسأله عن هذه المسألة، قل له خلقت

الجنة بعد فاني أزعم أنها لم تخلق.

قال: فدخلت علي أبي الحسن عليه السلام، قال: فجلست عنده، وقلت له: ان يونس مولي ابن يقطين أودعني إليك رسالة، قال: وما هي؟ قال، قلت: قال أخبرني عن الجنة خلقت بعد فاني أزعم أنها لم تخلق؟ فقال: كذب فأين جنة آدم عليه السلام. 938 - جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسي، عن عبد العزيز بن المهتدي، قال، قلت للرضا عليه السلام: ان شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت، فآخذ معالم ديني من يونس مولي ابن يقطين؟ قال: نعم.

939 - حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسي، قال، قال ياسر الخادم: ان أبا الحسن الثاني عليه السلام أصبح في بعض الأيام، قال، فقال لي: رأيت البارحة مولي لعلي بن يقطين وبين عينيه غرة بيضاء؟ فتأولت ذلك علي الدين.

940 - علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك ابن عبيد، عن يزيد بن حماد، عن ابن سنان، قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام ان يونس يقول: إن الجنة والنار لم يخلقا، قال، فقال: ماله لعنه الله فأين جنة آدم.

941 - علي قال: حدثني محمد بن يعقوب، عن الحسن بن راشد، عن محمد بن باديه، قال كتبت إلي أبي الحسن عليه السلام في يونس؟ فكتب: لعنه الله ولعن أصحابه، أو برئ الله منه ومن أصحابه.

942 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي، عن يونس بن بهمن، قال، قال لي يونس: اكتب إلي أبي الحسن عليه السلام فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شئ قال: فكتب

إليه

(٧٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (4)، النبي آدم عليه السلام (1)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، الحسين بن بشار الواسطي (1)، محمد بن عيسي القمي (1)، يعقوب بن يزيد (2)، يزيد بن حماد (1)، علي بن يقطين (1)، الحسن بن راشد (1)، يونس بن بهمن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن يعقوب (1)، مروك بن عبيد (1)، محمد بن أحمد (3)، علي بن محمد (2)، عبد العزيز (1)، الكذب، التكذيب (1)

فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل علي غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا أصحابنا فيبرؤن منك، قال، قلت ليونس: يبرؤن مني أو منك.

943 - علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسين، عن ابن راشد، قال: لما ارتحل أبو الحسن عليه السلام إلي خراسان، قال، قلنا ليونس:

هذا أبو الحسن حمل إلي خراسان، فقال: ان دخل في هذا الامر طايعا أو مكرها فهو طاغوت.

944 - علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن علي بن مهزيار عن الحضيني، أنه قال: إن دخل في هذا الامر طايعا أو مكرها انتقضت النبوة من لدن آدم.

945 - جعفر بن معروف، قال: سمعت يعقوب بن يزيد، يقع في يونس ويقول: كان يروي الأحاديث من غير سماع.

946 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال:

مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي

بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.

قال فلما رأيت ذلك وتبين علي الحق، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت: تكلمت ودعوت الناس إليه، قال، فبعثا إلي وقالا: ما تدعو إلي هذا ان كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا لي: كف.

قال يونس: فقلت لهما أما روينا عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا: إذ ظهرت البدع فعلي العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الايمان وما كنت لأدع الجهاد وأمر الله علي كل حال، فناصباني وأظهرا لي العداوة.

947 - علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن محمد

(٧٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، يوم عرفة (1)، علي بن مهزيار (1)، أحمد بن الحسين (1)، يعقوب بن يزيد (1)، زياد القندي (1)، أحمد بن الفضل (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن أحمد (4)، جعفر بن معروف (1)، علي بن محمد (1)، خراسان (2)، الموت (1)

ابن الحسن بن سياح، عن أبيه، قال قلت ليونس: أخبرني دلالة أنك قلت: لو علمت أن أبا الحسن الرضا عليه السلام لا يقدم بالكتاب الذي كتبته إليه لوجهت إليه بخمسمائة مامدرومي؟ قال، قلت: ويحك فأي شئ أردت بذلك؟ قال: أردت أن أغنيه عن دفاينكم، فقلت: أردت أن تعير الله في عرشه.

948 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن علي بن محمد بن عيسي، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند الرضا عليه السلام ومعه كتاب يقرؤه في بابه، حتي ضرب به الأرض، فقال: كتاب ولد زنا للزانية فكان كتاب يونس.

949 -

طاهر بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار، عن الحسن بن بنت الياس عن يونس بن بهمن، قال، قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام هل كان فيه من جوهرية الرب شئ.

قال، فكتب إلي جواب كتابي: ليس صاحب هذه المسألة علي شئ من السنة زنديق.

950 - آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: حدثني علي بن محمد القمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي القمي، عن يعقوب بن يزيد، عن أبيه يزيد ابن حماد، عن أبي الحسن عليه السلام قال، قلت له: أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال:

لا تصل الا خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلي خلف يونس وأصحابه؟ فقال:

يأبي ذلك عليكم علي بن حديد، قلت: آخذ بذلك في قوله؟ قال: نعم، قال:

فسألت علي بن حديد عن ذلك؟ فقال: لا تصل خلفه ولاخلف أصحابه.

951 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: كان أحمد ابن محمد بن عيسي تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها، وقد كان علي بن حديد يظهر في الباطن الميل إلي يونس وهشام.

(٧٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، النبي آدم عليه السلام (1)، عبد الله بن محمد الحجال (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، آدم بن محمد القلانسي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، الفضل بن شاذان (1)، طاهر بن عيسي (1)، الحسين بن بشار (1)، يعقوب بن يزيد (2)، يونس بن بهمن (1)، محمد بن عيسي (2)، علي بن حديد

(3)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (2)، الضرب (1)

952 - آدم، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي، قال: لما حمل أبو الحسن إلي خراسان قال يونس بن عبد الرحمن:

ان دخل في هذا الامر طايعا أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم.

953 - آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام: إذ ورد عليه كتاب يقرؤه، فقرأه ثم ضرب به الأرض، فقال:

هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس.

954 - قال أبو عمرو: فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها القيمون في يونس، وليعلم أنها لا تصح في العقل، وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسي وعلي بن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس، ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه، ومن علي مداراة لأصحابه.

فأما يونس بن بهمن: فممن كان أخذ عن يونس بن عبد الرحمن ان يظهر له مثلبة فيحكيها عنه، والعقل ينفي مثل هذا، إذ ليس في طباع الناس اظهار مساويهم بألسنتهم علي نفوسهم.

وأما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد: فان أبا الحسن عليه السلام أجل خطرا وأعظم قدرا من أن يسب أحدا صراحا، وكذلك آباؤه عليهم السلام من قبله وولده من بعده، لان الرواية عنهم بخلاف هذا: إذ كانوا نهوا عن مثله، وحثوا علي غيره مما فيه الزين للدين والدنيا.

وروي علي بن

جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول لبنيه: جالسوا أهل الدين والمعرفة، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فان أبيتم الا مجالسة الناس: فجالسوا أهل المروات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.

فما حكاه هذا الرجل عن الإمام عليه السلام في باب الكتاب لا يليق به، إذ كانوا عليهم السلام منزهين عن البذاء والرفث والسفه، وتكلم عن الأحاديث الاخر بما يشاكل هذا.

(٧٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن إبراهيم الحضيني (1)، عبد الله بن محمد الحجال (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (2)، علي بن محمد بن يزيد (1)، الحسين بن سعيد (1)، يونس بن بهمن (1)، علي بن حديد (1)، أحمد بن محمد (2)، علي بن جعفر (1)، علي بن محمد (1)، خراسان (1)، الضرب (1)

ما روي في يونس بن عبد الرحمن وهشام بن إبراهيم المشرقي وجعفر بن عيسي بن يقطين وموسي بن صالح وأبي الأسد خصي علي بن يقطين 955 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسي العبيدي قال:

سمعت هشام بن إبراهيم الجبلي وهو المشرقي، يقول: استأذنت لجماعة علي أبي الحسن عليه السلام في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا علي باب أبي الحسن الثاني عليه السلام، فخرج مسافر فقال: آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن ويدخل الباقون رجلا رجلا، فلما دخلوا وخرجوا خرج مسافر فدعاني وموسي وجعفر بن عيسي ويونس.

فأدخلنا جميعا عليه والعباس قائم ناحية بلا حذاء ولا رداء، وذلك في سنة أبي السرايا، فسلمنا ثم أمرنا

بالجلوس، فلما جلسنا، قال له جعفر بن عيسي: يا سيدي نشكو إلي الله واليك ما نحن فيه من أصحابنا فقال: وما أنتم فيه منهم؟ فقال جعفر هم والله يا سيدي يزندقونا ويكفرونا ويتبرؤن منا.

فقال: هكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر وموسي (صلوات الله عليهم) ولقد كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم، وكذلك غيرهم كانوا يكفرونهم.

فقلت له: يا سيدي نستعين بك علي هذين الشيخين يونس وهشام وهما حاضران، فهما أدبانا وعلمانا الكلام، فان كنا يا سيدي علي هدي ففزنا، وان كنا علي ضلال فهذان أضلانا، فمرنا، بتركه ونتوب إلي الله منه، يا سيدي فادعنا إلي دين الله نتبعك.

فقال عليه السلام: ما أعلمكم الاعلي هدي، جزاكم الله عن النصيحة القديمة والحديثة خيرا، فتأولوا القديمة علي بن يقطين، والحديثة خدمتنا له، والله أعلم.

(٧٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، هشام بن إبراهيم المشرقي (1)، جعفر بن عيسي بن يقطين (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، هشام بن إبراهيم (1)، علي بن الحسين (1)، علي بن يقطين (2)، موسي بن صالح (1)، جعفر بن عيسي (2)، محمد بن علي (1)

فقال جعفر: جعلت فداك، ان صالحا وأبا الأسد خصي علي بن يقطين حكيا عنك: أنهما حكيا لك شيئا من كلامنا، فقلت لهما: مالكما والكلام يثنيكم إلي الزندقة فقال عليه السلام: ما قلت لهما ذلك. أنا قلت ذلك والله ما قلت لهما.

وقال يونس: جعلت فداك أنهم يزعمون انا زنادقة وكان جالسا إلي جنب رجل وهو متربع رجلا علي رجل وهو ساعة بعد ساعة يمرغ وجهه وخديه علي باطن قدمه الأيسر فقال له: أرأيتك لو كنت زنديقا

فقال لك هو مؤمن ما كان ينفعك من ذلك، ولو كنت مؤمنا فقالوا هو زنديق ما كان يضرك منه.

وقال المشرقي له: والله ما تقول الا ما يقول آبائك عليهم السلام: عندنا كتاب سميناه كتاب الجامع فيه جميع ما تكلم الناس فيه عن آبائك عليهم السلام وانما نتكلم عليه، فقال له جعفر شبيها بهذا الكلام، فأقبل علي جعفر فقال: فإذا كنت لا تتكلمون بكلام آبائي عليهم السلام فبكلام أبي بكر وعمر تريدون أن تتكلموا.

قال حمدويه: هشام المشرقي هو ابن إبراهيم البغدادي، فسألته عنه وقلت:

ثقة هو؟ فقال: ثقة، قال: ورأيت ابنه ببغداد.

ما روي في هشام بن إبراهيم العباسي 956 - وجدت بخط محمد بن الحسن بن بندار القمي في كتابه، حدثني علي بن إبراهيم بن هشام، عن محمد بن سالم، قال: لما حمل سيدي موسي بن جعفر عليهما السلام إلي هارون، جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي فقال له: يا سيدي قد كتبت لي صك إلي الفضل بن يونس، فسله أن يروج أمري قال: فركب إليه أبو الحسن عليه السلام. فدخل إليه حاجبه، فقال: يا سيدي أبو الحسن موسي عليه السلام بالباب، فقال: ان كنت صادقا فأنت حر ولك كذا وكذا.

فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو، حتي خرج إليه فوقع علي قدميه يقبلهما ثم سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض حاجة هشام فقضاها.

(٧٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، هشام بن إبراهيم العباسي (2)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، علي بن إبراهيم (1)، الفضل بن يونس (2)، هشام المشرقي (1)، علي بن يقطين (1)، محمد بن سالم (1)، الفدية، الفداء (2)، الجنابة (1)

ثم قال:

يا سيدي قد حضر الغذاء فتكرمني أن تتغدي عندي، فقال هات فجاء بالمائدة وعليها البوارد، فأجال أبو الحسن عليه السلام يده في البارد وقال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفعوا البارد وجاءوا بالحار، فقال أبو الحسن عليه السلام: الحار حمي.

957 - محمد بن الحسن قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هشام، عن الريان ابن الصلت، قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان هشام بن إبراهيم العباسي زعم أنك أحللت له الغناء؟ فقال: كذب الزنديق، انما سألني عنه؟ فقلت له: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا فرق الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟

فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام: قد قضيت.

958 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا عن صفوان بن يحيي وابن سنان، أنهما سمعا أبا الحسن عليه السلام يقول: لعن الله العباسي فإنه زنديق، وصاحبه يونس فإنهما يقولان بالحسن والحسين.

959 - وعنه، قال: حدثني علي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي عن أبي طالب، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن العباسي زنديق، وكان أبوه زنديقا.

960 - وعنه، قال: حدثني علي، قال: حدثني أحمد، عن أبي طالب، قال: حدثني العباسي، أنه قال للرضا عليه السلام: لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين قال فقال: فأنت أيضا علي يا عباسي فقال: نعم ولتجيبه إلي ما سألك أو لأعطينك القاضية يعني السيف.

قال أبو النضر: سألنا الحسين بن أشكيب، عن العباسي هشام بن إبراهيم وقلنا له أكان من ولد العباس؟ قال: لا، كان من الشيعة، فطلبه

فكتب كتب الزيدية وكتب آيات امامة العباس، ثم دس إلي من تغمز به واختفي، واطلع السلطان علي كتبه، فقال: هذا عباسي، فآمنه وخلي سبيله.

(٧٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (4)، هشام بن إبراهيم العباسي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، هشام بن إبراهيم (1)، علي بن إبراهيم (1)، الحسين بن إشكيب (1)، صفوان بن يحيي (1)، يعقوب بن يزيد (1)، محمد بن الحسن (1)، معمر بن خلاد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)، الباطل، الإبطال (2)

ما روي في صفوان بن يحيي وإسماعيل بن الخطاب 961 - حدثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن جعفر ابن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمر بن خلاد، قال: رفعت ما خرج من غلة إسماعيل بن الخطاب، بما أوصي به إلي صفوان بن يحيي، فقال: رحم الله إسماعيل ابن الخطاب بما أوصي به إلي صفوان بن يحيي ورحم صفوان فإنهما من حزب آبائي عليه السلام، ومن كان من حزبنا أدخله الله الجنة.

صفوان بن يحيي مات في سنة عشر ومأتين بالمدينة وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسي بالصلاة عليه.

ما روي في صفوان بن يحيي بياع السابري ومحمد بن سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد القمي 962 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسي، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر صفوان

بن يحيي ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني قط، هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا.

963 - عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزي الله صفوان بن يحيي ومحمد ابن سنان وزكريا بن آدم عني خيرا فقد وفوا لي ولم يذكر سعد بن سعد.

قال: فخرجت فلقيت موفقا، فقلت له: ان مولاي ذكر صفوان ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وجزاهم خيرا، ولم يذكر سعد بن سعد.

قال: فعدت إليه، فقال: جزي الله صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد عني خيرا فقد وفوا لي.

(٧٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، إسماعيل بن الخطاب (2)، عبد الله بن الصلت (1)، صفوان بن يحيي (8)، الحسين بن داود (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن إسماعيل (1)، محمد بن قولويه (2)، أيوب بن نوح (1)، زكريا بن آدم (2)، محمد بن سنان (3)، معمر بن خلاد (1)، سعد بن سعد (4)، الموت (1)، الوصية (2)

964 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، أن أبا جعفر عليه السلام كان لعن صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان، فقال: انهما خالفا أمري، قال، فلما كان من قابل، قال أبو جعفر عليه السلام لمحمد بن سهل البحراني: تول صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان فقد رضيت عنهما.

965 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن معمر

بن خلاد، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرياسة، ثم قال: لكن صفوان لا يحب الرياسة.

966 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني وما خالفا أبي عليه السلام قط، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد.

في عمار الساباطي 967 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك بن عبيد، عن رجل، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: استوهبت عمارا من ربي فوهبه لي.

ما روي في إبراهيم بن أبي البلاد 968 - حدثني الحسين بن الحسن، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:

حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام ابتداءا منه: إبراهيم بن أبي البلاد علي ما تحبون.

ما روي في دعبل بن علي الخزاعي الشاعر 969 - قال أبو عمرو: بلغني أن دعبل بن علي وفد علي أبي الحسن الرضا

(٧٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، إبراهيم بن أبي البلاد (2)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، محمد بن سهل البحراني (1)، صفوان بن يحيي (3)، عمار الساباطي (1)، الحسين بن داود (1)، الحسين بن الحسن (1)، سعد بن عبد الله

(2)، محمد بن قولويه (2)، الحسين بن سعيد (1)، أحمد بن هلال (1)، علي بن أسباط (1)، مروك بن عبيد (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن سنان (3)، معمر بن خلاد (1)، محمد بن مسعود (1)، دعبل بن علي (2)، علي بن محمد (1)

عليه السلام بخراسان فلما دخل عليه، قال له: اني قد قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا أنشدها أحدا أولي منك، فقال: هاتها، فأنشده قصيدته التي يقول فيها.

ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات أري فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات قال: فلما فرغ من انشادها: قام أبو الحسن عليه السلام فدخل منزله، وبعث إليه بخرقة خز فيها ستمائة دينار، وقال للجارية: قولي له يقول لك مولاي استعن بهذه علي سفرك واعذرنا.

فقال له دعبل: لا والله ما هذا أردت ولاله خرجت، ولكن قولي له هب لي ثوبا من ثيابك، فردها عليه أبو الحسن عليه السلام وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه.

فخرج دعبل حتي ورد قم، فنظروا إلي الجبة وأعطوه بها ألف دينار، فأبي عليهم، وقال: لا والله ولا خرقة منها بألف دينار.

ثم خرج من قم فأتبعوه قد جمعوا وأخذوا الجبة، فرجع إلي قم وكلمهم فيها، فقالوا: ليس إليها سبيل، ولكن ان شئت فهذه الألف دينار، فقال: نعم وخرقة منها، فأعطوه ألف دينار وخرقة منها.

ما روي في المرزبان بن عمران القمي الأشعري 970 - إبراهيم بن محمد بن العباسي الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس قال: حدثني الحسين بن أحمد بن يحيي بن عمران، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن الحسين بن علي، عن المرزبان بن عمران القمي الأشعري، قال، قلت لأبي الحسن

الرضا عليه السلام: أسألك عن أهم الأمور إلي، أمن شيعتك أنا؟ فقال:

نعم، قال، قلت: اسمي مكتوب عندك؟ قال: نعم.

في مسافر مولي أبي الحسن (ع) 971 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسي، قال:

(٧٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، إبراهيم بن محمد (1)، يحيي بن عمران (1)، الحسين بن أحمد (1)، أحمد بن إدريس (1)، الحسين بن علي (1)، مرزبان بن عمران (2)، محمد بن عيسي (1)، خراسان (1)، الحج (1)

أخبرني مسافر، قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان فقال: ألحق بأبي جعفر فإنه صاحبك.

ما روي في الجواني 972 - عن حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسي، قال: كان الجواني خرج مع أبي الحسن عليه السلام إلي خراسان، وكان من قرابته.

في عبد العزيز بن المهتدي القمي 973 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الفضل بن شاذان، بحديث عبد العزيز ابن المهتدي فقال الفضل: ما رأيت قميا يشبهه في زمانه.

974 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني عبد العزيز وكان خير قمي في من رأيته، وكان وكيل الرضا عليه السلام.

975 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن عبد العزيز، أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتبت إليه أن لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه إلي من أدفعه.

فكتب: اني قبضت ما في هذه الرقعة والحمد لله، وغفر الله ذنبك ورحمنا وإياك ورضي الله عنك برضاي عنك.

ما روي في محمد بن سنان 976 - ذكر حمدويه بن نصير، أن أيوب بن نوح، دفع إليه دفترا فيه

أحاديث محمد بن سنان، فقال لنا: ان شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فاني كتبت عن محمد ابن سنان ولكن لا أروي لك أنا عنه شيئا، فإنه قال قبل موته: كلما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية انما وجدته.

977 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن أحمد ابن محمد بن عيسي، قال: كنا عند صفوان بن يحيي، فذكر محمد بن سنان فقال:

(٧٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، عبد العزيز بن المهتدي (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، صفوان بن يحيي (1)، الفضل بن شاذان (1)، حمدويه بن نصير (1)، أيوب بن نوح (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن سنان (3)، جعفر بن معروف (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (2)، عبد العزيز (3)، خراسان (2)، الموت (1)

ان محمد بن سنان كان من الطيارة فقصصناه.

978 - قال محمد بن مسعود، قال عبد الله بن حمدويه: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان، وذكر الفضل في بعض كتبه: أن من الكاذبين المشهورين ابن سنان وليس بعبد الله.

979 - أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال قال أبو محمد الفضل بن شاذان: ردوا أحاديث محمد بن سنان وقال: لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان عني ما دمت حيا، وأذن في الرواية بعد موته.

قال أبو عمرو: قد روي عنه الفضل، وأبوه، ويونس، ومحمد بن عيسي العبيدي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان، وابنا دندان، وأيوب

بن نوح وغيرهم، من العدول والثقات من أهل العلم، وكان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمي فيما بلغني.

980 - وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني، اني سمعت العاصمي، يقول: إن عبد الله بن محمد بن عيسي الأسدي الملقب ببنان، قال: كنت مع صفوان بن يحيي بالكوفة في منزل، إذ دخل علينا محمد بن سنان، فقال صفوان: هذا ابن سنان لقد هم أن يطير غير مرة فقصصناه حتي ثبت معنا.

981 - وعنه قال: سمعت أيضا قال: كنا ندخل مسجد الكوفة، فكان ينظر إلينا محمد بن سنان، ويقول: من أراد المعضلات فالي، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ، يعني صفوان بن يحيي.

982 - حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسي، قال: حدثني محمد بن سنان، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام قبل أن يحمل إلي العراق بسنة، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه، فقال لي: يا محمد، قلت: لبيك، قال: إنه سيكون في هذه السنة حركة ولا تخرج منها، ثم أطرق ونكت الأرض بيده ثم رفع رأسه إلي وهو يقول: ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء.

(٧٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، صفوان بن يحيي (1)، الفضل بن شاذان (1)، أيوب بن نوح (1)، الحسن بن موسي (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن سنان (8)، محمد بن مسعود (1)، الظلم (1)، الموت (1)

قلت: وما ذاك جعلت فداك؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي

بن أبي طالب حقه وامامته من بعد محمد صلي الله عليه وآله، فعلمت أنه قد نعي إلي نفسه ودل علي ابنه، فقلت: والله لئن مد الله في عمري لأسلمن إليه حقه ولأقرن له بالإمامة، أشهد أنه من بعدك حجة الله علي خلقه والداعي إلي دينه.

فقال لي: يا محمد يمد الله في عمرك وتدعوا إلي إمامته وامامة من يقول مقامه من بعده؟ فقلت: ومن ذاك جعلت فداك؟ قال: محمد ابنه، قلت: بالرضي والتسليم، فقال: كذلك قد وجدتك في صحيفة أمير المؤمنين عليه السلام أما أنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

ثم قال: يا محمد ان المفضل أنسي ومستراحي، وأنت أنسهما ومستراحهما، حرام علي النار أن تمسك أبدا، يعني أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام.

ومن كتاب له (ع) إلي عبد الله حمدويه البيهقي وبعد: فقد نصبت لكم إبراهيم بن عبده، ليدفع إليه النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم، وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك فليتقوا الله جل جلاله وليراقبوا وليؤدوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره، لا أشقاكم الله بعصيان أوليائه، ورحمهم وإياك معهم برحمتي لهم، ان الله واسع كريم.

ما روي في علي بن الحسين بن عبد الله 984 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي. قال حدثنا علي بن الحسين بن عبد الله، قال: سألته أن ينسئ في أجلي فقال: أو يكفيك ربك ليغفر لك خيرا لك، فحدث بذلك علي بن الحسين أخوانه بمكة، ثم مات بالخزيمية في المنصرف من سنته، وهذا في سنة تسع وعشرين ومأتين رحمه الله، فقال: وقد نعي إلي نفسي، قال: وكان وكيل الرجل عليه السلام قبل أبي علي بن راشد.

(٧٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين

علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن الحسين بن عبد الله (1)، الحسين بن عبد الله (1)، علي بن أبي طالب (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن الحسين (1)، علي بن راشد (1)، محمد بن عيسي (1)، الموت (1)، الوسعة (1)، الحج (1)، الفدية، الفداء (2)، الشهادة (1)، الكرم، الكرامة (1)

985 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي قال: كتب إليه علي بن الحسين بن عبد الله يسأله الدعاء في زيادة عمره حتي يري ما يحب.

فكتب إليه في جوابه: تصير إلي رحمة الله خير لك، فتوفي الرجل بالخزيمية.

في أبي علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي 986 - ابن مسعود، قال حدثني أبو علي المحمودي، قال كتب أبو جعفر عليه السلام إلي بعد وفاة أبي: قد مضي أبوك رضي الله عنه وعنك، وهو عندنا علي حال محمودة ولم يتعد من تلك الحال.

987 - وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني في كتابه، سمعت الفضل بن هشام الهروي، يقول: ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي، فسألته عن مبلغ حجاته؟ فلم يخبرني بمبلغها، وقال: رزقت خيرا كثيرا والحمد لله.

فقلت له: فتحج عن نفسك أو عن غيرك؟ فقال: عن غيري بعد حجة الاسلام أحج عن رسول الله صلي الله عليه وآله، وأجعل ما أجازني الله عليه لأولياء الله، وأهب ما أثاب علي ذلك للمؤمنين والمؤمنات، فقلت: فما تقول في حجك.

فقال أقول: اللهم إني أهللت لرسولك محمد صلي الله عليه وآله وجعلت جزائي منك ومنه لأوليائك الطاهرين عليهم السلام، ووهبت ثوابي لعبادك

المؤمنين والمؤمنات بكتابك وسنة نبيك، إلي آخر الدعاء.

988 - ذكر أبو عبد الله الشاذاني مما قد وجدت في كتابه بخطه، قال: سمعت المحمودي، يقول: انما لقبت بالخير: لاني وهبت للحق غلاما اسمه خير، فحمد أمره فلقبني باسمه.

وقال: وجهت إلي الناحية بجارية، فكانت عندهم سنين ثم اعتقوها، فتزوجتها فأخبرتني أن مولاها ولاني وكالة المدينة وأمر بذلك، ولم أعلم حسدا.

(٧٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو عبد الله الشاذاني (1)، علي بن الحسين بن عبد الله (1)، أحمد بن حماد المروزي (1)، أبو علي المحمودي (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، الحج (2)، الطهارة (1)، الوفاة (1)

في أحمد بن محمد بن عيسي وأخيه بنان 989 - قال نصر بن الصباح: أحمد بن محمد بن عيسي لا يروي عن ابن محبوب، من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة، ثم تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات، وكان يروي عمن كان أصغر سنا منه، وأحمد لم يرزق، ويروي عن محمد القاسم النوفلي عن ابن محبوب حديث الرؤيا.

وحماد بن عيسي، وحماد بن المغيرة، وإبراهيم بن إسحاق النهاوندي يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسي في وقت العسكري، وما روي أحمد قط عن عبد الله بن المغيرة، ولاعن حسن بن خرزاذ، وعبد الله بن محمد بن عيسي الملقب ببنان أخو أحمد بن محمد بن عيسي.

في الحسين بن عبيد الله المحرر 990 - قال أبو عمرو: ذكره أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران، قرابة الحسن بن خرزاذ وختنه علي أخته: أن الحسين بن عبيد الله القمي أخرج، من قم في وقت

كانوا يخرجون منها من اتهموه بالغلو.

في أبي علي بن بلال وأبي علي بن راشد 991 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسي اليقطيني قال:

كتب عليه السلام إلي علي بن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين.

بسم الله الرحمن الرحيم أحمد الله إليك وأشكر طوله وعوده، وأصلي علي النبي محمد وآله صلوات الله ورحمته عليهم، ثم اني أقمت أبا علي مقام الحسين ابن عبد ربه وائتمنته علي ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدمه أحد، وقد أعلم أنك شيخ ناحيتك، فأحببت افرادك واكرامك بالكتاب بذلك.

فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الحق قبلك، وأن تخص موالي علي

(٧٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن إسحاق النهاوندي (1)، الحسين بن عبيد الله القمي (1)، الحسين بن عبيد الله المحرر (1)، عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي اليقطيني (1)، عبد الله بن المغيرة (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (4)، حماد بن المغيرة (1)، حماد بن عيسي (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، أحمد بن علي (1)، علي بن بلال (2)، علي بن راشد (1)، أحمد بن محمد (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)

ذلك، وتعرفهم من ذلك ما يصير سببا إلي عونه وكفايته، فذلك توفير علينا ومحبوب لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر، فان الله يعطي من يشاء، ذو الاعطاء والجزاء برحمته، وأنت في وديعة الله، وكتبت بخطي، وأحمد الله كثيرا.

992 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسي، قال: نسخة الكتاب مع ابن راشد إلي جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن والسواد وما يليها.

أحمد الله إليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته، وأصلي علي نبيه وآله

أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته، واني أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه ومن كان قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندي، ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم، ليقبض حقي، وارتضيته لكم وقدمته علي غيره في ذلك، وهو أهله وموضعه.

فصيروا رحمكم الله إلي الدفع إليه ذلك والي، وأن لا تجعلوا له علي أنفسكم علة، فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرع إلي طاعة الله، وتحليل أموالكم، والحقن لدمائكم، وتعاونوا علي البر والتقوي واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تموتن الا وأنتم مسلمون.

فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلي عصيانه الخروج إلي عصياني فالزموا الطريق يأجركم الله ويزيدكم من فضله، فان الله بما عنده واسع كريم، متطول علي عباده رحيم، نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه، وكتبته بخطي، والحمد لله كثيرا.

وفي كتاب آخر: وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي، وأن يلزم كل واحد منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فإنكم إذا انتهيتم إلي كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي.

وآمرك يا أبا علي بمثل ما أمرك يا أيوب، أن لا تقبل من أحد من أهل بغداد

(٨٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن عبد ربه (1)، أيوب بن نوح (1)، مدينة بغداد (1)، علي بن راشد (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، الوسعة (1)، الكرم، الكرامة (1)

والمدائن شيئا يحملونه، ولاتلي لهم استيذانا علي، ومر من أتاك بشئ من غير أهل ناحيتك أن يصيره إلي الموكل بناحيته.

وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب، وليقبل كل واحد منكما قبل ما أمرته به.

في

الحسن بن علي بن فضال الكوفي 993 - قال أبو عمرو: قال الفضل بن شاذان: اني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ علي مقرئ يقال له: إسماعيل بن عباد، فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون.

فقال أحدهم: ان بالجبل رجلا يقال له: ابن فضال، أعبد من رأيت أو سمعت به، قال: وانه ليخرج إلي الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فيقع عليه، فما يظن الا أنه ثوب أو خرقة، وأن الوحش ليرعي حوله فما ينفر منه لما قد آنست به وأن عسكر الصعاليك ليجيؤن يريدون الغارة، أو قتال قوم: فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يريهم ولا يرونه.

قال أبو محمد: فظننت ان هذا رجل كان في الزمان الأول، فبينا أنا بعد ذلك بسنين قاعد في قطيعة الربيع مع أبي رحمه الله: إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي، ورداء نرسي، وفي رجله نعل مخصر فسلم علي أبي فقام إليه أبي فرحب به وبجله.

فلما أن مضي يريد ابن أبي عمير: قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل، من هذا الشيخ؟ فقال: هذا الحسن بن علي بن فضال، قلت له: هذا ذاك العابد الفاضل قال: هو ذاك، قلت: ليس هو ذاك، قال: هو ذاك، قلت: أليس ذاك بالجبل؟

قال: هو ذاك كان يكون بالجبل، قلت: ليس ذاك، قال: ما أقل عقلك من غلام فأخبرته ما سمعته من أولئك القوم فيه، قال: هو ذاك، فكان بعد ذلك يختلف إلي أبي.

ثم خرجت إليه بعد إلي الكوفة، فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من

(٨٠١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الحسن بن علي بن فضال (2)، إسماعيل بن عباد (1)، ابن أبي عمير (1)، الفضل بن شاذان (1)،

السجود (1)، القتل (1)

الأحاديث، وكان يحمل كتابه ويجئ إلي حجرتي فيقرأه علي، فلما حج سد وشب ختن طاهر بن الحسين، وعظمه الناس لقدره وحاله ومكانه من السلطان، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن.

فأرسل إليه أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك، فأبي، وكلمه أصحابنا في ذلك، فقال: مالي ولطاهر وآل طاهر. لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل فعلمت بعدها أن مجيئه إلي وأنا حدث غلام وهو شيخ لم يكن الا لجودة النية.

وكان مصلاه بالكوفة في المسجد عند الأسطوانة التي يقال لها: السابعة، ويقال لها: أسطوانة إبراهيم عليه السلام، وكان يجتمع هو وأبو محمد عبد الله الحجال، وعلي بن أسباط.

وكان الحجال يدعي الكلام وكان من أجدل الناس، فكان ابن فضال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة، وكان يحبني حبا شديدا.

في الغلات في وقت أبي محمد العسكري (ع) منهم علي بن مسعود حسكة والقاسم بن يقطين القميان 994 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسي، كتب إليه في قوم يتكلمون ويقرئون أحاديث ينسبونها إليك والي آبائك فيها ما تشمأز فيها القلوب، ولا يجوز لنا ردها إذا كانوا يروون عن آبائك عليهم السلام، ولا قبولها لما فيها، وينسبون الأرض إلي قوم يذكرون أنهم من مواليك وهو رجل يقال له: علي بن حسكة، وآخر يقال له: القاسم اليقطيني.

من أقاويلهم: انهم يقولون إن قول الله تعالي: " ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر " (1) معناها رجل. لا سجود ولا ركوع، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لاعدد درهم ولا اخراج مال، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها

(١) سورة العنكبوت: ٤٥

(٨٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري

عليهما السلام (1)، النبي إبراهيم (ع) (1)، مدينة الكوفة (1)، القاسم اليقطيني (1)، عبد الله الحجال (1)، طاهر بن الحسين (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن عيسي (1)، علي بن حسكة (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، السجود (2)، الزكاة (1)، الطهارة (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)، الجواز (1)، سورة العنكبوت (1)

وصيروها علي هذا الحد الذي ذكرت.

فان رأيت أن تبين لنا وأن تمن علي مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم من هذه الأقاويل التي تخرجهم إلي الهلاك.

فكتب عليه السلام: ليس هذا ديننا فاعتزله.

995 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني موسي بن جعفر ابن وهب، عن إبراهيم بن شيبة، قال كتبت إليه جعلت فداك أن عندنا قوما يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز منها القلوب، وتضيق لها الصدور، ويروون في ذلك الأحاديث، لا يجوز لنا الاقرار بها لما فيها من القول العظيم، ولا يجوز ردها ولا الجحود لها إذا نسبت إلي آبائك، فنحن وقوف عليها.

من ذلك أنهم يقولون ويتأولون في معني قول الله عز وجل: " ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر "، وقوله عز وجل: " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " (1) معناها رجل لا ركوع ولا سجود، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا اخراج مال.

وأشياء تشبهها من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيروها علي هذا الحد الذي ذكرت لك، فان رأيت أن تمن علي مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الأقاويل التي تصيرهم إلي العطب والهلاك؟ والذين ادعوا هذه الأشياء ادعوا أنهم أولياء، ودعوا إلي طاعتهم، منهم علي بن حسكة والقاسم اليقطيني، فما تقول في القبول منهم جميعا.

فكتب عليه السلام: ليس هذا ديننا فأعتزله.

قال نصر

بن الصباح: علي بن حسكة الحوار كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني من الغلات الكبار ملعون.

(١) سورة البقرة: ٤٣

(٨٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: القاسم اليقطيني (1)، القاسم الشعراني (1)، علي بن حسكة (2)، موسي بن جعفر (1)، الهلاك (1)، السجود (1)، الزكاة (2)، الفدية، الفداء (1)، الصّلاة (2)، الجواز (1)، سورة البقرة (1)

996 - سعد، قال: حدثني سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن عيسي، قال كتب إلي أبو الحسن العسكري ابتداء منه: لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله علي بن حسكة القمي، ان شيطانا ترائي للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غرورا.

997 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي، قال: كتب بعض أصحابنا إلي أبي الحسن العسكري عليه السلام: جعلت فداك يا سيدي ان علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك، وأنك أنت الأول القديم، وأنه بابك ونبيك أمرته أن يدعو إلي ذلك، ويزعم أن الصلاة والزكاة والحج والصوم كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعي من البابية والنبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحج، وذكر جميع شرائع الدين أن معني ذلك كله ما ثبت لك، ومال الناس إليه كثيرا، فان رأيت أن تمن علي مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة.

قال: فكتب عليه السلام: كذب ابن حسكة عليه لعنة الله وبحسبك أني لا أعرفه في موالي ماله لعنه الله، فوالله ما بعث الله محمدا والأنبياء قبله الا بالحنيفية والصلاة والزكاة والصيام والحج والولاية، وما دعي محمد صلي الله عليه وآله الا إلي الله وحده لا شريك له.

وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئا، ان أطعناه رحمنا، وان عصيناه

عذبنا، مالنا علي الله من حجة، بل الحجة لله عز وجل علينا وعلي جميع خلقه أبرء إلي الله ممن يقول ذلك وانتفي إلي الله من هذا القول، فاهجروهم لعنهم الله والجؤوهم إلي ضيق الطريق فان وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر.

في الحسين بن علي الخواتيمي وهو منهم 998 - قال نصر بن الصباح: ان الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا، وكان أدرك الرضا عليه السلام.

(٨٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحسين بن علي الخواتيمي (2)، القاسم اليقطيني (1)، الحسين بن الحسن (1)، سهل بن زياد (1)، محمد بن عيسي (1)، علي بن حسكة (2)، الصيام، الصوم (1)، الكذب، التكذيب (1)، الحج (4)، الشراكة، المشاركة (1)، الهلاك (1)، الوصية (1)، الصّلاة (1)

في الحسن بن محمد بن بابا القمي والفهري ومحمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني 999 - قال نصر بن الصباح: الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد ابن نصير النميري، وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري عليه السلام.

وذكر أبو محمد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذابين المشهورين ابن بابا القمي.

قال سعد: حدثني العبيدي، قال: كتب إلي العسكري ابتداءا منه: أبرء إلي الله من الفهري، والحسن بن محمد بن بابا القمي، فأبرء منهما، فاني محذرك وجميع موالي وأني ألعنهما عليهما لعنة الله، مستأكلين يأكلان بنا الناس، فتانين مؤذيين آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركسا.

يزعم ابن بابا اني بعثته نبيا وأنه باب عليه لعنة الله، سخر منه الشيطان فأغواه، فلعن الله

من قبل منه ذلك، يا محمد ان قدرت أن تشدخ رأسه بالحجر فأفعل فإنه قد آذاني آذاه الله في الدنيا والآخرة.

1000 - قال أبو عمرو: وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري، وذلك أنه ادعي أنه نبي رسول، وأن علي بن محمد العسكري عليه السلام أرسله، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليه السلام، ويقول فيه بالربوبية ويقول: بإباحة المحارم، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ويقول أنه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات، وأن الله لم يحرم شيئا من ذلك.

وكان محمد بن موسي بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده، وذكر أنه رأي بعض الناس محمد بن نصير عيانا، وغلام له علي ظهره، وأنه عاتبه علي ذلك، فقال: ان هذا من اللذات وهو من التواضع لله وترك التجبر، وافترق الناس فيه وبعده فرقا.

(٨٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الحسن بن محمد بن بابا (2)، محمد بن موسي بن الحسن (1)، محمد بن نصير النميري (2)، الفضل بن شاذان (1)، فارس بن حاتم (2)، الحسن بن محمد (1)، محمد بن نصير (1)، علي بن محمد (2)، التواضع (1)

في موسي السواق ومحمد بن موسي الشريقي وعلي بن حسكة 1001 - قال نصر بن الصباح: موسي السواق له أصحاب علياوية يقعون في السيد محمد رسول الله، وعلي بن حسكة الحوار قمي كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني، وابن بابا ومحمد بن موسي الشريقي كانا من تلامذة علي بن حسكة، ملعونون لعنهم الله.

وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين علي بن حسكة.

في العباس بن صدقة وأبي العباس الطرناني وأبي عبد

الرحمن الكندي المعروف بشاه رئيس منهم أيضا 1002 - قال نصر بن الصباح: العباس بن صدقة، وأبو العباس الطرناني وأبو عبد الله الكندي المعروف بشاه رئيس كانوا من الغلاة الكبار الملعونين.

في فارس بن حاتم القزويني وهو منهم 1003 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني موسي بن جعفر بن وهب، عن محمد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي، قال: كتبت إليه يعني أبا الحسن عليه السلام أعلمته أمر فارس بن حاتم فكتب: لاتحفلن به وان أتاك فاسخف به.

1004 - وبهذا الاسناد، عن موسي، قال: كتب عروة إلي أبي الحسن عليه السلام في أمر فارس بن حاتم، فكتب: كذبوه وهتكوه أبعد الله وأخزاه فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل إلي طلب الشر كفانا الله مؤنته ومؤنة من كان مثله.

(٨٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، إبراهيم بن داود اليعقوبي (1)، أبو العباس الطرناني (1)، أبو عبد الله الكندي (1)، موسي بن جعفر بن وهب (1)، القاسم الشعراني (1)، محمد بن إبراهيم (1)، الفضل بن شاذان (1)، العباس بن صدقة (2)، فارس بن حاتم (3)، موسي السواق (2)، علي بن حسكة (3)، محمد بن موسي (2)

1005 - وبهذا الاسناد: قال موسي بن جعفر بن إبراهيم بن محمد أنه قال:

كتبت إليه جعلت فداك قبلنا أشياء يحكي عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر، حتي صار يبرء بعضهم من بعض فان رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما وأيهما يتولي حوائجي قبلك حتي لا أعدوه إلي غيره فقد احتجت إلي ذلك، فعلت متفضلا إن شاء الله.

فكتب: ليس عن مثل

هذا يسأل ولا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر، منعنا الله تعالي عن أن يقاس إليه. فاقصد علي بن جعفر بحوائجك، واجتنبوا فارسا وامتنعوا من ادخاله في شئ من أموركم أو حوائجكم، تفعل ذلك أنت ومن أطاعك من أهل بلادك، فإنه قد بلغني ما تموه به علي الناس، فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين الفاجر فارس بن حاتم القزويني.

1006 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال. حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، أن أبا الحسن العسكري عليه السلام أمر بقتل فارس بن حاتم القزويني وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد.

وكان فارس فتانا يفتن الناس، ويدعو إلي البدعة، فخرج من أبي الحسن عليه السلام هذا فارس لعنه الله يعمل من قبلي فتانا داعيا إلي البدعة ودمه هدر لكل من قتله، فمن هذا الذي يريحني منه ويقتله، وأنا ضامن له علي الله الجنة.

قال سعد: وحدثني جماعة من أصحابنا من العراقيين وغيرهم بهذا الحديث عن جنيد ثم سمعته أنا بعد ذلك من جنيد: أرسل إلي أبو الحسن العسكري عليه السلام يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزويني لعنه الله، فقلت: لا حتي أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به.

قال: فبعث إلي فدعاني فصرت إليه فقال: آمرك بقتل فارس بن حاتم فناولني دراهم من عنده، وقال: اشتر بهذه سلاحا فأعرضه علي، فذهبت فاشتريت سيفا

(٨٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، جعفر بن إبراهيم بن محمد (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)،

محمد بن عيسي بن عبيد (1)، الحسين بن الحسن (1)، الفضل بن شاذان (1)، فارس بن حاتم (4)، علي بن جعفر (1)، القتل (5)، الفدية، الفداء (1)، الإبداع، البدعة (2)

فعرضته عليه، فقال: رد هذا وخذ غيره، قال، فرددته وأخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه، فقال: هذا نعم.

فجئت إلي فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته علي رأسه فصرعته وثنيت عليه فسقط ميتا، ووقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي واجتمع الناس وأخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحا ولا سكينا وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئا، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك.

1007 - قال سعد: وحدثني محمد بن عيسي بن عبيد، أنه كتب إلي أيوب بن نوح يسأله عما خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم، في جواب كتاب الجبلي علي بن عبيد الله الدينوري؟ فكتب إليه أيوب: سألتني أن أكتب إليك بخبر ما كتب به إلي في أمر القزويني فارس، وقد نسخت لك في كتابي هذا أمره، وكان سبب خيانته ثم صرفته إلي أخيه.

فلما كان في سنتنا هذه أتاني، وسألني وطلب إلي في حاجة وفي الكتاب إلي أبي الحسن أعزه الله، فدفعت ذلك عن نفسي، فلم يزل يلح علي في ذلك حتي قبلت ذلك منه، وأنفذت الكتاب ومضيت إلي الحج، ثم قدمت فلم يأت جوابات الكتب التي أنفذتها قبل خروجي، فوجهت رسولا في ذلك.

فكتب إلي ما قد كتبت به إليك، ولولا ذلك لم أكن أنا ممن يتعرض لذلك حتي كتب به إلي: كتب إلي الجبلي يذكر أنه وجه بأشياء علي يدي فارس الخائن لعنه الله متقدمة ومتجددة، لها قدر، فأعلمناه أنه لم يصل إلينا أصلا، وأمرناه أن لا يوصل

إلي الملعون شيئا أبدا، وأن يصرف حوائجه إليك.

ووجه بتوقيع من فارس بخطه له بالوصول، لعنه الله وضاعف عليه العذاب، فما أعظم ما اجتري علي الله عز وجل وعلينا في الكذب علينا واختيان أموال موالينا وكفي به معاقبا ومنتقما، فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبليين وغيرهم من موالينا ولا تتجاوز بذلك إلي غيرهم من المخالفين، كيما تحذر ناحية فارس لعنه الله ويتجنبوه

(٨٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن عبيد الله الدينوري (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، فارس بن حاتم (1)، الحج (1)، الكذب، التكذيب (1)، السجود (1)، العذاب، العذب (1)، الصّلاة (1)

ويحترسوا منه، كفي الله مؤنته، ونحن نسأل الله السلامة في الدين والدنيا، وأن يمتعنا بها، والسلام.

1008 - قال أبو النضر: سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت، قال: كنت بسر من رأي أتنفل في وقت الزوال، إذ جاء إلي علي بن عبد الغفار، فقال لي: أتاني العمري رحمه الله، فقال لي يأمرك مولاك أن توجه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له:

علي بن عمرو العطار قدم من قزوين، وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب فقلت: سماني؟ فقال: لا، ولكن لم أجد أوثق منك.

فدفعت إلي الدرب الذي فيه علي فوقفت علي منزله، فإذا هو عند فارس، فأتيت عليا فأخبرته، فركب وركبت معه فدخل علي فارس فقام وعانقه، وقال: كيف أشكر هذا البر.

فقال: تشكرني فاني لم آتك انما بلغني أن علي بن عمرو قدم يشكو ولد سنان، وأنا أضمن له مصيره إلي ما يحب، فدله عليه، فأخذ بيده فأعلمه أني رسول أبي الحسن عليه السلام وأمره أن لا يحدث في المال الذي معه حدثا وأعلمه أن لعن فارس قد خرج، ووعده أن يصير إليه من غد، ففعل،

فأوصل العمري، وسأله عما أراد، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه.

1009 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن أبي محمد الرازي، قال: ورد علينا رسول من من قبل الرجل: أما القزويني فارس: فإنه فاسق منحرف، وتكلم بكلام خبيث فلعنه الله وكتب إبراهيم بن محمد الهمداني، مع جعفر ابنه، في سنة ثمان وأربعين ومأتين يسأل عن العليل وعن القزويني أيهما يقصد بحوائجه وحوائج غيره، فقد اضطرب الناس فيهما، وصار يبرء بعضهم من بعض.

فكتب إليه: ليس عن مثل هذا يسأل، ولا في مثل هذا يشك، وقد عظم الله من حرمة العليل أن يقاس إليه القزويني، سمي باسمهما جميعا، فاقصد إليه بحوائجك

(٨٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، إبراهيم بن محمد الهمداني (1)، علي بن عمرو العطار (1)، علي بن عبد الغفار (1)، يوسف بن السخت (1)، أحمد بن الخضيب (1)، محمد بن عيسي (1)، علي بن عمرو (1)، علي بن محمد (1)

ومن أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلي العليل بحوائجهم.

وأن تجتنبوا القزويني أن تدخلوه في شئ من أموركم، فإنه قد بلغني ما يموه به عند الناس، فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله.

وقد قرء منصور بن عباس هذا الكتاب وبعض أهل الكوفة.

1010 - محمد بن مسعود: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، قال: قرأنا في كتاب الدهقان وخط الرجل في القزويني، وكان كتب إليه الدهقان يخبره باضطراب الناس في هذا الامر، وأن الموادعين قد أمسكوا عن بعض ما كانوا فيه لهذه العلة من الاختلاف.

فكتب: كذبوه وهتكوه أبعده الله وأخزاه، فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف، ولكن صونوا

أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل إلي طلب الشر، كفي الله مؤنته ومؤنة من كان مثله.

1011 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد عن محمد بن موسي، عن سهل بن خلف، عن سهيل بن محمد، وقد اشتبه يا سيدي علي جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمد بن بابا، فما الذي تأمرنا يا سيدي في أمره نتولاه أم نتبرء عنه أم نمسك عنه فقد كثر القول فيه.

فكتب بخطه وقرأته: ملعون هو وفارس تبرؤا منهما لعنهما الله، وضاعف ذلك علي فارس.

في هاشم بن أبي هاشم وأبي السمهري وابن أبي الزرقاء وجعفر بن واقد وأبي الغمر 1012 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن مهزيار، ومحمد بن عيسي ابن عبيد، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وقد ذكر عنده

(٨١٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، إبراهيم بن مهزيار (1)، هاشم بن أبي هاشم (1)، الحسن بن محمد بن بابا (1)، ابن أبي الزرقاء (1)، علي بن مهزيار (1)، الحسين بن الحسن (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، جعفر بن واقد (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن موسي (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (2)، سهل بن خلف (1)

أبو الخطاب: لعن الله أبا الخطاب، ولعن أصحابه، ولعن الشاكين في لعنه، ولعن من قد وقف في ذلك وشك فيه.

ثم قال: هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، وصاروا دعاة يدعون

الناس إلي ما دعي إليه أبو الخطاب، لعنه الله ولعنهم معه، ولعن من قبل ذلك منهم، يا علي لا تتحرجن من لعنهم لعنهم الله فان الله قد لعنهم، ثم قال، قال رسول الله: من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله.

1013 - قال سعد: وحدثني محمد بن عيسي بن عبيد، قال: حدثني إسحاق الأنباري، قال، قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ما فعل أبو السمهري لعنه الله يكذب علينا، ويزعم أنه وابن أبي الزرقاء دعاة إلينا، أشهدكم أني أتبرء إلي الله عز وجل منهما، انهما فتانان ملعونان، يا إسحاق أرحني منهما يرح الله عز وجل بعيشك في الجنة.

فقلت له: جعلت فداك يحل لي قتلهما؟ فقال: انهما فتانان يفتنان الناس، ويعملان في خيط رقبتي ورقبة موالي، فدماؤهما هدر للمسلمين، وإياك والفتك، فان الاسلام قد قيد الفتك وأشفق أن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته، ولا تجد السبيل إلي تثبيت حجة، ولا يمكنك أدلاء الحجة فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال.

قال محمد بن عيسي: فما زال إسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل إلي أن يغتالهما بقتل، وكانا قد حذراه لعنهما الله.

(٨١١)

صفحهمفاتيح البحث: هاشم بن أبي هاشم (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، ابن أبي الزرقاء (1)، أبو السمهري (1)، جعفر بن واقد (1)، محمد بن عيسي (1)، القتل (3)، الحج (1)، الفدية، الفداء (1)

في علي وأحمد ابني الحسن بن علي بن فضال الكوفيين، وعبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي كوفي، والقاسم بن هشام اللؤلؤي كوفي، ومحمد ابن أحمد وهو حمدان النهدي كوفي، وعلي بن عبد الله بن مروان بغدادي، وإبراهيم بن محمد بن فارس، ومحمد

بن يزداد الرازي، وإسحاق بن محمد البصري 1014 - قال أبو عمرو: سألت أبا النضر محمد بن مسعود، عن جميع هؤلاء؟ فقال: أما علي بن الحسن بن علي بن فضال: فما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة، ولم يكن كتاب عن الأئمة عليهم السلام من كل صنف الا وقد كان عنده، وكان أحفظ الناس، غير أنه كان فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر، ثم بأبي الحسن موسي عليه السلام، وكان من الثقات وذكر: أن أحمد بن الحسن كان فطحيا أيضا.

وأما عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي: فما علمته الا خيرا ثقة.

وأما القاسم بن هشام: فقد رأيته فاضلا خيرا، وكان يروي عن الحسن بن محبوب.

وأما محمد بن أحمد النهدي: وهو حمدان القلانسي كوفي فقيه ثقة خير.

وأما علي بن عبد الله بن مروان: فان القوم يعني الغلاة يمتحن في أوقات الصلوات، ولم أحضره في وقت صلاة، ولم أسمع فيه الاخيرا.

وأما إبراهيم بن محمد بن فارس: فهو في نفسه لا بأس به، ولكن بعض من يروي هو عنه.

وأما محمد بن يزداد الرازي، فلا بأس به.

(٨١٢)

صفحهمفاتيح البحث: مواقيت الصلاة (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، دولة العراق (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (2)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، علي بن عبد الله بن مروان (1)، إبراهيم بن محمد بن فارس (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، محمد بن أحمد النهدي (1)، عبد الله بن مروان (1)، إبراهيم بن محمد (1)، القاسم

بن هشام (2)، حمدان القلانسي (1)، حمدان النهدي (1)، أحمد بن الحسن (1)، محمد بن يزداد (2)، علي بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد البصري (1)، خراسان (1)

وأما أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري: فإنه كان غاليا.

وصرت إليه إلي بغداد لأكتب عنه، وسألته كتابا أنسخه؟ فأخرج إلي من أحاديث المفضل بن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات، ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ويمسكها، ويروي في فضل امساكها أحاديث، قال: وهو أحفظ من لقيته.

في حفص بن عمرو المعروف بالعمري وإبراهيم بن مهزيار وابنه محمد 1015 - أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، وكان من القوم، وكان مأمونا علي الحديث، حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن إبراهيم ابن مهزيار قال: إن أبي لما حضرته الوفاة دفع إلي مالا وأعطاني علامة، ولم يعلم بتلك العلامة أحد الا الله عز وجل، وقال: من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال.

قال: فخرجت إلي بغداد ونزلت في خان، فلما كان اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودق الباب، فقلت للغلام: انظر من هذا، فقال: شيخ بالباب، فقلت: أدخل، فدخل وجلس، فقال: أنا العمري، هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة، قال فدفعت إليه المال.

وحفص بن عمرو كان وكيل أبي محمد عليه السلام، وأما أبو جعفر محمد بن حفص ابن عمرو فهو ابن العمري وكان وكيل الناحية، وكان الامر يدور عليه.

في أبي يحيي الجرجاني 1016 - قال أبو عمرو: وأبو يحيي الجرجاني اسمه أحمد بن داود بن سعيد الفزاري، وكان من أجلة أصحاب الحديث، ورزقه الله هذا الامر، وصنف في الرد علي أصحاب الحشو تصنيفات كثيرة، وألف من فنون الاحتجاجات كتبا ملاحا.

(٨١٣)

صفحهمفاتيح

البحث: كتاب الثقات لابن حبان (1)، أبو يحيي الجرجاني (1)، إبراهيم بن مهزيار (1)، إسحاق بن محمد البصري (2)، أحمد بن علي بن كلثوم (1)، محمد بن إبراهيم (1)، أحمد بن داود (1)، ابن مهزيار (1)، مدينة بغداد (2)، المفضل بن عمر (1)، حفص بن عمرو (2)، محمد بن حفص (1)

وذكر محمد بن إسماعيل بنيسابور: أنه هجم عليه محمد بن طاهر، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه وبضرب ألف سوط وبصلبه، سعي بذلك محمد بن يحيي الرازي وابن البغوي وإبراهيم بن صالح بحديث روي محمد بن يحيي لعمر بن الخطاب، فقال أبو يحيي: ليس هو عمر بن الخطاب هو عمر بن شاكر.

فجمع الفقهاء: فشهد مسلم أنه علي ما قال وهو عمر بن شاكر، وعرف أبو عبد الله المروزي ذلك وكتمه بسبب محمد بن يحيي، وكان أبو يحيي قال هما يشهدان لي، فلما شهد مسلم قال غير هذا شاهدان لم يشهد، فشهد بعد ذلك المجلس عنده، وخلي عنه ولم يصبه ببلية.

وسنذكر بعض مصنفاته فإنها ملاح، ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ونقلناها من كتابه.

في أبي عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني 1017 - آدم بن محمد، قال: سمعت محمد بن شاذان بن نعيم يقول جمع عندي مال للغريم فأنفذت به إليه، وألقيت فيه شيئا من صلب مالي قال: فورد من الجواب: قد وصل إلي ما أنفذت من خاصة مالك فيها كذا وكذا، فقبل الله منك.

ما روي في أبي الحسن محمد بن ميمون 1018 - أبو علي أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال: حدثني إسحاق ابن محمد بن أبان البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن ميمون، أنه قال: كتبت إلي أبي محمد عليه السلام أشكو

إليه الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قال أبو عبد الله عليه السلام الفقر معنا خير من الغني مع عدونا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا.

فرجع الجواب: ان الله عز وجل يمحض أوليائنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن كثير، وهو كما حدثت نفسك: الفقر معنا خير من الغني مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا ونور لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من

(٨١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، محمد بن شاذان بن نعيم (1)، أحمد بن علي بن كلثوم (1)، محمد بن أحمد بن نعيم (1)، إبراهيم بن صالح (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن إسماعيل (1)، محمد بن يحيي (3)، محمد بن أبان (1)، محمد بن طاهر (1)، محمد بن ميمون (1)، محمد بن الحسن (1)، الشهادة (2)، الغني (2)، الصّلب (1)

أحبنا كان معنا في السنام الاعلي ومن انحرف عنا فإلي النار، قال، قال أبو عبد الله:

تشهدون علي عدوكم بالنار ولا تشهدون لوليكم بالجنة، ما يمنعكم من ذلك الا الضعف.

وقال محمد بن الحسن: لقيت من علة عيني شدة، فكتبت إلي أبي محمد عليه السلام أسأله أن يدعو لي فلما نفذ الكتاب: قلت في نفسي ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلا أكحلها.

فوقع بخطه: يدعو لي بسلامتها، إذا كانت إحداهما ذاهبة.

وكتب بعده: أردت أن أصف لك كحلا، عليك بصبر مع الأثمد وكافورا وتوتيا، فإنه يجلو ما فيها من الغشاء وييبس الرطوبة، قال، فاستعملت ما أمرني به، فصحت والحمد لله.

في أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي والحسن بن النضر 1019 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي، قال: كتب أبو جعفر محمد بن

أحمد بن جعفر القمي العطار، وليس له ثالث في الأرض في القرب من الأصل، يصفنا لصاحب الناحية عليه السلام.

فخرج: وقفت علي ما وصفت به أبا حامد، أعزه الله بطاعته، وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان الله وليه، أكثر السلام وأخصه.

قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة، فيها أمر ونهي إلي ابن أخي كثير، وفي الرقعة مواضع قد قرضت، فدفعت الرقعة كهيئتها إلي علاء بن الحسن الرازي.

وكتب رجل من أجلة اخواننا يسمي الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه إلي أبيه من مجلسنا يبشره بما خرج، قال أبو حامد: فأمسكت الرقعة أريدها.

فقال أبو جعفر: اكتب ما خرج فيك ففيها معان تحتاج إلي أحكامها قال: وفي الرقعة أمر ونهي منه عليه السلام إلي كابل وغيرها.

(٨١٥)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن قتيبة (1)، أحمد بن إبراهيم (2)، محمد بن أحمد بن جعفر (1)، ابن أخي كثير (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن النضر (2)، محمد بن الحسن (1)

في أحمد بن هلال العبرتائي والدهقان عروة 1020 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي، قال: ورد علي القاسم بن العلاء نسخة ما خرج من لعن ابن هلال وكان ابتداء ذلك، أن كتب عليه السلام إلي قوامه بالعراق: احذروا الصوفي المتصنع، قال:

وكان من شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعا وخمسين حجة، عشرون منها علي قدميه.

قال: وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه، وأنكروا ما ورد في مذمته، فحملوا القاسم بن العلا علي أن يراجع في أمره.

فخرج إليه: قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله،

بما قد علمت لم يزل، لا غفر الله له ذنبه، ولا أقاله عثرته يداخل في أمرنا بلا اذن منا ولا رضي يستبد برأيه، فيتحامي من ديوننا، لا يمضي من أمرنا الا بما يهواه ويريد، أراده الله بذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه حتي تبر الله بدعوتنا عمره.

وكنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقاء ذلك إلي الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلي الله من ابن هلال لا رحمه الله، وممن لا يبرء منه.

واعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين، ومن كان يستحق أن يطلع علي ذلك، فإنه لا عذر لاحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرنا، ونحمله إياه إليهم وعرفنا ما يكون من ذلك انشاء الله تعالي.

وقال أبو حامد: فثبت قوم علي انكار ما خرج فيه، فعاودوه فيه فخرج: لأشكر الله قدره لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه وأن يجعل ما من به عليه مستقرا ولا يجعله مستودعا.

وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته، فأبدله

(٨١٦)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، أحمد بن إبراهيم (1)، القاسم بن العلاء (1)، أحمد بن هلال (2)، الحج (2)، الهلال (3)

الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولا يمهله، والحمدلله لا شريك له، وصلي الله علي محمد وآله وسلم.

في أبي جعفر محمد بن عيسي بن عبيد بن يقطين 1021 - قال نصر بن الصباح: ان محمد بن عيسي بن عبيد، من صغار من

يروي عن ابن محبوب في السن.

علي بن محمد القتيبي، قال: كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله.

1022 - جعفر بن معروف، قال: صرت إلي محمد بن عيسي لا كتب عنه فرأيته يتقلنس بالسوداء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه، ثم اشتدت ندامتي لما تركت من الاستكثار منه لما رجعت، وعلمت أني قد غلطت.

في أبي محمد الفضل بن شاذان رحمه الله 1023 - سعد بن جناح الكشي، قال: سمعت محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي، يقول: خرجت إلي الحج، فأردت أن أمر علي رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير، يقال له: بورق البوسنجاني، قرية من قري هراة، وأزوره وأحدث عهدي به قال: فاتيته فجري ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله، فقال بورق: كان الفضل به بطن شديد العلة، ويختلف في الليلة مائة مرة إلي مائة وخمسين مرة.

فقال له بورق: خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسي العبيدي، ورأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج وهو القنا، ومعه عدة رأيتهم مغتمين محزونين، فقلت لهم:

ما لكم قالوا: إن أبا محمد عليه السلام قد حبس.

قال بورق: فحججت ورجعت ثم أتيت محمد بن عيسي، ووجدته قد انجلي عنه ما كنت رأيت به، فقلت: ما الخبر؟ قال: قد خلي عنه.

(٨١٧)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عيسي بن عبيد بن يقطين (1)، محمد بن إبراهيم الوراق (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، الفضل بن شاذان (2)، محمد بن عيسي (2)، جعفر بن معروف (1)، سعد بن جناح (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)

قال بورق: فخرجت إلي سر من رأي ومعي كتاب يوم وليلة، فدخلت علي أبي محمد

عليه السلام وأريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك ان رأيت أن تنظر فيه فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به.

فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، ويقولون انها من دعوتك بموجدتك عليه، لما ذكروا عنه: أنه قال أن وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلي الله عليه وآله، ولم يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه، فقال: نعم رحم الله الفضل.

قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفي في الأيام التي قال أبو محمد عليه السلام رحم الله الفضل.

1024 - ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري: ان الفضل ابن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور، بعد أن دعي به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها، قال فكتب تحته: الاسلام الشهادتان وما يتلوهما، فذكر: أنه يحب أن يقف علي قوله في السلف.

فقال أبو محمد: أتولي أبا بكر وأتبرء من عمر، فقال له: ولم تتبرء من عمر؟

فقال: لاخراجه العباس من الشوري، فتخلص منه بذلك.

1025 - جعفر بن معروف، قال حدثني سهل بن بحر الفارسي، قال:

سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به، يقول: أنا خلف لمن مضي، أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيي وغيرهما، وحملت عنهم منذ خمسين سنة.

ومضي هشام بن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه كان يرد علي المخالفين.

ثم مضي يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك، فرد علي المخالفين حتي مضي رحمه الله، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.

1026 - وقال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، ومما رقع عبد الله بن حمدويه البيهقي، وكتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم،

وخالف

(٨١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، عبد الله بن طاهر (1)، محمد بن أبي عمير (1)، صفوان بن يحيي (1)، الفضل بن شاذان (2)، محمد بن إسماعيل (1)، هشام بن الحكم (1)، جعفر بن معروف (1)، سهل بن بحر (1)، الفدية، الفداء (2)

بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا، وبها قوم يقولون أن النبي صلي الله عليه وآله عرف جميع لغات أهل الأرض ولغات الطيور وجميع ما خلق الله، وكذلك لابد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك، ويعلم ما يضمر الانسان، ويعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم ومنازلهم، وإذا لقي طفلين يعلم أيهما مؤمن وأيهما يكون منافقا، وأنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا وأسماء آبائهم، وإذا رأي أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه.

ويزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع، والنبي صلي الله عليه وآله لم يكن عنده كمال العلم ولا كان عند أحد من بعد، وإذا حدث الشئ في أي زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان: أوحي الله إليه واليهم.

فقال: كذبوا لعنهم الله وافتروا اثما عظيما.

وبها شيخ يقال له الفضل بن شاذان، يخالفهم في هذه الأشياء وينكر عليهم أكثرها، وقوله: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الله عز وجل، في السماء السابعة فوق العرش، كما وصف نفسه عز وجل وأنه جسم، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

وأن من قوله: أن النبي صلي الله عليه وآله قد أتي بكمال الدين، وقد بلغ عن الله عز وجل ما أمره به، وجاهد في سبيله وعبده حتي

أتاه اليقين، وأنه صلي الله عليه وآله أقام رجلا يقوم مقامه من بعده، فعلمه من العلم الذي أوحي الله إليه، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب. وكذلك في كل زمان لابد من أن يكون واحد يعرف هذا، وهو ميراث من رسول الله صلي الله عليه وآله يتوارثونه، وليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين الا بالعلم الذي ورثوه عن النبي صلي الله عليه وآله وهو ينكر الوحي بعد رسول الله صلي الله عليه وآله.

فقال: قد صدق في بعض وكذب في بعض. وفي آخر الورقة: قد فهمنا رحمك الله كلما ذكرت، ويأبي الله عز وجل أن يرشد أحدكم وأن نرضي عنكم

(٨١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، يوم عرفة (1)، الفضل بن شاذان (1)، التصديق (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)

وأنتم مخالفون معطلون، الذين لا يعرفون إماما ولا يتولون وليا، كلما تلاقاكم الله عز وجل برحمته، وأذن لنا في دعائكم إلي الحق، وكتبنا إليكم بذلك، وأرسلنا إليكم رسولا: لم تصدقوه، فاتقوا الله عباد الله، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة.

واعلموا ان الحجة قد لزمت أعناقكم، فأقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز وجل انشاء الله.

وهذا الفضل بن شاذان مالنا وله، يفسد علينا موالينا، ويزين لهم الأباطيل، وكلما كتبنا إليهم كتابا اعترض علينا في ذلك، وأنا أتقدم إليه أن يكف عنا، والا والله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا ولا في الآخرة، أبلغ موالينا هداهم الله سلامي، وأقرأهم بهذه الرقعة انشاء الله.

1027 - محمد بن الحسين بن محمد الهروي،

عن حامد بن محمد العلجردي البوسنجي، عن الملقب بفورا، من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه إلي العراق إلي حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما.

فذكر أنه دخل أبي محمد عليه السلام، فلما أراد أن يخرج: سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له، فتناوله أبو محمد عليه السلام ونظر فيه، وكان الكتاب من تصنيف الفضل وترحم عليه، وذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم.

1028 - محمد بن الحسين، عن عدة أخبروه، أحدهم أبو سعيد ابن محمود الهروي، وذكر أنه سمعه أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري، وذكر له: أن أبا محمد عليه السلام ترحم عليه ثلاثا ولاءا.

قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه الله: أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان، أن مولانا عليه السلام لعنه بسبب قوله بالجسم: فاني أخبرك أن ذلك باطل، وانما كان مولانا عليه السلام أنفذ إلي نيسابور وكيلا من العراق،

(٨٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (2)، أبو عبد الله الشاذاني (1)، محمد بن الحسين بن محمد (1)، الفضل بن شاذان (4)، أحمد بن يعقوب (1)، محمد بن الحسين (1)، خراسان (1)، المرض (1)

كان يسمي أيوب بن الناب، يقبض حقوقه، فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع والغلو والتفويض، كرهت أن أسميهم.

فكتب هذا الوكيل: يشكو الفضل بن شاذان، بأنه يزعم أني لست من الأصل ويمنع الناس من اخراج حقوقه، وكتب هؤلاء النفر أيضا إلي الأصل، الشكاية للفضل، ولم يكن ذكروا الجسم ولاغيره، وذلك التوقيع خرج

من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي، وقد قرأته بخط مولانا عليه السلام.

والتوقيع هذا: الفضل بن شاذان ماله ولموالي يؤذيهم ويكذبهم، وأني لاحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لأرمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا ولا في الآخرة.

وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين ومأتين قال أبو علي: والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل ومات منه، وصليت عليه.

1029 - والفضل بن شاذان رحمه الله كان يروي عن جماعة، منهم: محمد ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيي، والحسن بن محبوب، والحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، ومحمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن سنان، وإسماعيل بن سهل، وعن أبيه شاذان بن الخليل، وأبي داود المسترق، وعمار بن المبارك، وعثمان بن عيسي، وفضالة بن أيوب، وعلي بن الحكم، وإبراهيم بن عاصم، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، والقاسم بن عروة وابن أبي نجران.

وقف بعض من يخالف ليونس والفضل، وهشاما قبلهم، في أشياء، واستشعر في نفسه بغضهم وعداوتهم وشنأتهم، علي هذه الرقعة، فطابت نفسه وفتح عينيه، وقال: ينكر طعننا علي الفضل وهذا امامه قد أوعده وهدده، وكذب بعض ما وصف

(٨٢١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن حمدويه البيهقي (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، محمد بن الحسن الواسطي (1)، إبراهيم بن عاصم (1)، فضالة بن أيوب (1)، صفوان بن يحيي (1)، إسماعيل بن سهل (1)، داود بن القاسم (1)، القاسم بن عروة (1)، ابن أبي عمير (1)، عمار بن المبارك (1)، الفضل بن شاذان (6)، عثمان بن عيسي (1)،

الحسن بن محبوب (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن الحكم (1)، الخوارج (1)

ما وصف، وقد نور الصبح لذي عينين.

فقلت له: أما الرقعة: فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصة وأدبه، ليرجع عما عسي قد أتاه من لا يكون معصوما. وأوعده، ولم يفعل شيئا من ذلك، بل ترحم عليه في حكاية بورق.

وقد علمت أن أبا الحسن الثاني وأبا جعفر عليهما السلام ابنه بعده قد أقر أحدهما وكلاهما صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان وغيرهما، ولم يرض بعد عنهما ومدحهما وأبو محمد الفضل رحمه الله من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب.

علي أنه قد ذكر أن هذه الرقعة وجميع ما كتب إلي إبراهيم بن عبده، كان مخرجهما من العمري وناحيته، والله المستعان.

وقيل: إن للفضل مائة وستين مصنفا، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست.

في محمد بن سعيد بن كلثوم المروزي 1030 - قال نصر بن الصباح: كان محمد بن سعيد بن كلثوم مروزيا من أجله المتكلمين بنيسابور، قال غيره: وهجم عبد الله بن طاهر علي محمد بن سعيد، بسبب خبثه، فحاجه محمد بن سعيد، فخلي سبيله. قال أبو عبد الله الجرجاني: ان محمد بن سعيد كان خارجيا ثم رجع إلي التشيع بعد أن كان بايع علي الخروج واظهار السيف.

في جعفر بن محمد بن حكيم 1031 - سمعت حمدويه بن نصير، يقول: كنت عند الحسن بن موسي، أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم، إذ لقيني رجل من أهل الكوفة سماه لي حمدويه، وفي يدي كتاب فيه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم، فقال: هذا كتاب من؟ فقلت: كتاب الحسن بن موسي عن جعفر بن محمد بن حكيم، فقال:

أما الحسن فقل فيه ما شئت، وأما جعفر بن محمد

بن حكيم فليس بشئ.

(٨٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أبو عبد الله الجرجاني (1)، عبد الله بن طاهر (1)، محمد بن سعيد بن كلثوم (2)، جعفر بن محمد بن حكيم (5)، صفوان بن يحيي (1)، حمدويه بن نصير (1)، الحسن بن موسي (2)، محمد بن سنان (1)، محمد بن سعيد (3)

في أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي 1032 - قال حمدويه، عن بعض مشيخته: محمد بن علي رمي بالغلو.

قال نصر بن الصباح: محمد بن علي الطاحي هو أبو سمينة.

1033 - وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان، أنه قال: كدت أن أقنت علي أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي، قال، فقلت له:

ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال: اني لأعرف منه ما لا تعرفه.

وذكر الفضل في بعض كتبه: الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم.

في أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي 1034 - قال نصر بن الصباح: لم يلق البرقي أبا بصير، بينهما القاسم بن حمزة ولا إسحاق بن عمار، وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه.

ما روي في ريان بن الصلت الخراساني 1035 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسين، قال: حدثني معمر ابن خلاد، قال: سألني رجل أن أستأذن له عليه يعني الرضا عليه السلام وأسأله أن يكسوه قميصا ويهب له من دراهمه؟ فلما رجعت من عند الرجل: أصبت رسوله يطلبني، فلما دخلت عليه، قال: أين كنت؟ قلت: كنت عند فلان، قال: يشتهي أن يدخل علي؟ فقلت: نعم جعلت فداك، قال: سبحت، فقال: مالك تسبح؟ فقلت له: كنت عنده الان في هذا، فقال: ان المؤمن موفق ثم قال: له يأتيك

فاعلمه.

قال: فلما دخل عليه جلس قدامه، وقمت أنا في ناحية، فدعاني فقال، اجلس، فجلست، فسأله الدعاء؟ ففعل، ثم دعا بقميص؟ فلما قام وضع في يده شيئا، فنظرت فإذا هي دراهم من دراهمه.

(٨٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، محمد بن علي الصيرفي (2)، محمد بن علي الطاحي (1)، محمد بن خالد البرقي (1)، الفضل بن شاذان (1)، إسحاق بن عمار (1)، القاسم بن حمزة (1)، يزيد الصائغ (1)، علي بن الحسين (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن علي (1)، الفدية، الفداء (1)، القنوت (1)

قال محمد بن مسعود، قال علي بن الحسين عليه السلام: والرجل الذي سأل الدعاء والكسوة هو الريان بن الصلت، وقال: حدثني الريان بهذا الحديث.

1036 - طاهر بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد، عن علي بن شجاع، عن محمد بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال لي الريان بن الصلت وكان الفضل بن سهل بعثه إلي بعض كور خراسان، قال: أحب أن تستأذن لي علي أبي الحسن عليه السلام، فأسلم عليه وأودعه، وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه.

قال: فدخلت عليه، فقال لي مبتدئا: يا معمر ريان يحب أن يدخل علينا واكسوه من ثيابي وأعطيه من دراهمي؟ قال، قلت: سبحان الله والله ما سألني الا أن أسألك ذلك له.

فقال لي: يا معمر ان المؤمن موفق قل له فليجئ، قال: فأمرته فدخل عليه فسلم عليه، فدعا بثوب من ثيابه، فلما خرج: قلت: أي شئ أعطاك؟ وإذا في يده ثلاثون درهما.

1037 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو عبد

الله الشاذاني، قال:

سألت الريان بن الصلت فقلت له: أنا محرم وربما احتلمت، فاغتسل وليس معي من الثياب ما استدفئ به الا الثياب المخاطة؟ فقال لي: سألت هذه المشيخة الذين معنا في القافلة عن هذه المسألة يعني أبا عبد الله الجرجاني ويحيي بن حماد وغيرهما؟

فقلت: بلي قد سالت، قال: فما وجدت عندهم؟ قلت: لا شئ.

قال الريان لابنه محمد: لو شغلوا بطلب العلم لكان خيرا لهم، واشتغالهم بما لا يعنيهم يعني من طريق الغلو.

ثم قال لابنه: قد حدث بهذا ما حدث وهم ينتمونه إلي القيل، وليس عندهم ما يرشدون به إلي الحق.

يا بني إذا أصابك ما ذكرت فالبس ثياب احرامك، فإن لم تستدفئ به فغير ثيابك المخيطة وتدثر، فقلت: كيف أغير؟ قال: ألق ثيابك علي نفسك فاجعل جلبابه من

(٨٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو عبد الله الشاذاني (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، الريان بن الصلت (3)، طاهر بن عيسي (1)، يحيي بن حماد (1)، الفضل بن سهل (1)، علي بن شجاع (1)، محمد بن الحسن (1)، جعفر بن أحمد (1)، معمر بن خلاد (1)، محمد بن مسعود (1)، خراسان (1)، الضرب (1)، البعث، الإنبعاث (1)

ناحية ذيلك وذيله من ناحية وجهك.

في علي بن مهزيار 1038 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري، قال: كان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله، وكان من أهل هند كان قرية من قري فارس، ثم سكن الأهواز فأقام بها، قال: كان إذا طلعت الشمس سجد، وكان لا يرفع رأسه حتي يدعو لألف من اخوانه بمثل ما دعا لنفسه، وكان علي جبهته سجادة

مثل ركبة البعير.

قال حمدويه بن نصير: لما مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه ولعلي بن مهزيار مصنفات كثيرة زيادة علي ثلاثين كتابا.

1039 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال بينا أنا بالقرعاء في سنة ست وعشرين ومأتين منصرفي عن الكوفة، وقد خرجت في آخر الليل أتوضأ أنا وأستاك، وقد انفردت من رحلي ومن الناس، فإذا أنا بنار في أسفل مسواكي، يلتهب لها شعاع مثل شعاع الشمس أو غير ذلك، فلم أفزغ منها وبقيت أتعجب، ومسستها فلم أجد لها حرارة، فقلت: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون (1).

فبقيت أتفكر في مثل هذا، وأطالت النار المكث طويلا، حتي رجعت إلي أهلي، وقد كانت السماء رشت وكان غلماني يطلبون نارا، ومعي رجل بصري في الرحل.

فلما أقبلت قال الغلمان قد جاء أبو الحسن ومعه نار، وقال البصري مثل ذلك، حتي دنوت، فلمس البصري النار فلم يجد لها حرارة ولا غلماني، ثم طفيت بعد طول، ثم التهبت فلبثت قليلا ثم طفيت، ثم التهبت ثم طفيت الثالثة فلم تعد، فنظرنا إلي السواك: فإذا ليس فيه أثر نار ولا حر ولا شعث ولا سواد ولا شئ يدل علي أنه حرق، فأخذت السواك فخبأته.

(١) سورة يس: ٨٠

(٨٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، علي بن مهزيار (5)، عبد الله بن جندب (1)، حمدويه بن نصير (1)، يوسف بن السخت (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الموت (1)، السواك (2)، سورة يس (1)

وعدت به إلي الهادي عليه السلام ودرست وعشرين بعد موت الجواد عليه السلام فيحم الغلط في

السارع قابلا، وكشفت له أسفله وباقيه مغطي وحدثته بالحديث، فأخذ السواك من يدي وكشفه كله وتأمله ونظر إليه، ثم قال: هذا نور، فقلت له نور جعلت فداك؟ فقال: بميلك إلي أهل هذا البيت وبطاعتك لي ولأبي ولابائي، أو بطاعتك لي ولابائي أراكه الله.

1040 - علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن علي بن مهزيار، مثله.

وفي كتاب لأبي جعفر عليه السلام إليه ببغداد: قد وصل إلي كتابك، وقد فهمت ما ذكرت فيه، وملأتني سرورا، فسرك الله، وأنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كل كائد إن شاء الله تعالي.

وفي كتاب آخر: وقد فهمت ما ذكرت من أمر القميين، خلصهم الله وفرج عنهم، وسررتني بما ذكرت من ذلك، ولم تزل تفعل، سرك الله بالجنة ورضي عنك برضائي عنك، وأنا أرجوا من الله حسن العون والرأفة، وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

وفي كتاب آخر بالمدينة: فاشخص إلي منزلك، صيرك الله إلي خير منزل في دنياك وآخرتك.

وفي كتاب آخر: وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي كل حالاتك، فأبشر فاني أرجوا أن يدفع الله عنك، وأسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك إلي يوم الاثنين انشاء الله صحبك الله في سفرك وخلفك في أهلك وأدي غيبتك وسلمت بقدرته.

وكتبت إليه: أسأله التوسع علي والتحليل لما في يدي؟ فكتب: وسع الله عليك، ولمن سألت به التوسعة في أهلك، ولأهل بيتك ولك يا علي عندي من أكبر

(٨٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام (1)، علي بن مهزيار (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن

أحمد (1)، الفدية، الفداء (1)

التوسعة، وأنا أسأل الله أن يصحبك بالعافية ويقدمك علي العافية ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء.

وسألته الدعاء؟ فكتب إلي: وأما ما سألت من الدعاء فأنك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي، وربما سميتك باسمك ونسبك، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي لك ومعرفتي بما أنت إليه، فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك، ورضي عنك برضائي، وبلغك أفضل نيتك، وأنزلك الفردوس الاعلي برحمته، انه سميع الدعاء حفظك الله وتولاك ودفع الشر عنك برحمته، وكتبت بخطي.

في الحسن والحسين الأهوازيين 1041 - الحسن والحسين ابنا سعيد بن حماد بن سعيد موالي علي بن الحسين صلوات الله عليهما.

وكان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم الحضيني وعلي ابن الريان بعد إسحاق إلي الرضا عليه السلام، وكان سبب معرفتهم لهذا الامر، ومنه سمعوا الحديث وبه عرفوا، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني، وغيرهم، حتي جرت الخدمة علي أيديهم، وصنفا الكتب الكثيرة.

ويقال: ان الحسن صنف خمسين تصنيفا، وسعيد كان يعرف بدندان.

ما روي في الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني 1042 - محمد بن مسعود، قال سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة البطائني؟ فقال: كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله إلي آخره، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا.

وحكي لي أبو الحسن حمدويه بن نصير، عن بعض أشياخه أنه قال: الحسن ابن علي بن أبي حمزة رجل سوء.

(٨٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (3)، إسحاق بن إبراهيم الحضيني (1)، علي بن

الحسن بن فضال (1)، عبد الله بن محمد (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن الحسين (1)، ابن الريان (1)، الحسن بن سعيد (1)، سعيد بن حماد (1)، محمد بن مسعود (1)

في أحمد بن سابق 1043 - نصر بن صباح، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري، قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام إلي يحيي بن أبي عمران وأصحابه قال، وقرأ يحيي بن أبي عمران الكتاب، فإذا فيه: عافانا الله وإياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله الأعثم الأشج واحذروه.

قال أبو جعفر: ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج، أوبه شجة حتي كشف رأسه فإذا به شجة.

قال أبو جعفر محمد بن عبد الله: وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة، قال: فما مضت الأيام حتي شرب الخمر ودخل في البلايا.

في الحسين بن قياما 1044 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسن بن موسي، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن الحسين بن بشار، قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما، علي الرضا عليه السلام في صريا فأذن لنا قال: أفرغوا من حاجتكم.

قال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها امام؟ فقال: لا، قال، فيكون فيها اثنان؟ قال: لا الا واحد صامت لا يتكلم.

قال، فقد علمت أنك لست بامام، قال: ومن أين علمت؟ قال: إنه ليس لك ولد وانما هي في العقب قال، فقال له: فوالله أنه لا تمضي الأيام والليالي حتي يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يحيي الحق ويمحق الباطل.

1045 - أبو صالح خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي، عن علي بن

بن أسباط، عن الحسين بن الحسن، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام اني تركت ابن قياما من أعدي خلق الله لك قال: ذلك شر له، قلت: ما أعجب

(٨٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، شرب الخمر (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، يحيي بن أبي عمران (2)، سليمان بن جعفر الجعفري (1)، الحسين بن قياما (2)، ابن أبي نجران (1)، محمد بن عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، حمدويه بن نصير (1)، الحسين بن بشار (1)، الحسن بن موسي (1)، سهل بن زياد (1)، إسحاق بن محمد (1)، أحمد بن سابق (2)، خلف بن حماد (1)، نصر بن صباح (1)، الباطل، الإبطال (1)

ما أسمع منك جعلت فداك.

قال: أعجب من ذلك إبليس، كان في جوار الله عز وجل في القرب منه، فأمره فأبي وتعزز فكان من الكافرين، فأملي الله له، والله ما عذب الله بشئ أشد من الاملاء، والله يا حسين ما عذبهم الله بشئ أشد من الاملاء.

في محمد بن الفرات 1046 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن فرات، قال: كان يغلو في القول وكان يشرب الخمر، فبعث إليه الرضا عليه السلام خمرة وتمرا، فقال محمد: انما بعث بالخمرة لأصلي عليها وحثني عليها، والتمر: نهاني عن الأنبذة.

قال نصر بن صباح: محمد بن فرات كان بغداديا.

1047 - حدثني الحسين بن الحسن القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني العبيدي، عن يونس، قال، قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا يونس أما تري إلي محمد بن الفرات وما يكذب علي؟ فقلت: أبعده الله وأسحقه

وأشقاه، فقال: قد فعل الله ذلك به، أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فان الله برئ منه.

1048 - قال سعد: وحدثني ابن العبيدي قال: حدثني أخي جعفر بن عيسي وعلي بن إسماعيل الميثمي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: آذاني محمد بن الفرات آذاه الله وأذاقه الله حر الحديد، آذاني لعنه الله أذي ما آذي أبو الخطاب لعنه الله جعفر بن محمد عليهما السلام بمثله، وما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات، والله مامن أحد يكذب علينا الا ويذيقه الله حر الحديد.

قال محمد بن عيسي: فأخبراني وغيرهما أنه ما لبث محمد بن فرات الا قليلا حتي قتله إبراهيم بن شكلة أخبث قتلة، وكان محمد بن فرات يدعي أنه باب وأنه نبي

(٨٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، نهر الفرات (4)، علي بن إسماعيل الميثمي (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، الحسين بن الحسن القمي (1)، سعد بن عبد الله (1)، جعفر بن عيسي (1)، محمد بن عيسي (1)، نصر بن صباح (1)، الكذب، التكذيب (2)، القتل (2)، الفدية، الفداء (1)

وكان القاسم اليقطيني وعلي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهما الله. ما روي في أصحاب موسي بن جعفر وعلي بن موسي صلوات الله عليهما 1049 - منهم حنان بن سدير: سمعت حمدويه، ذكر عن أشياخه: ان حنان ابن سدير واقفي، أدرك أبا عبد الله عليه السلام ولم يدرك أبا جعفر عليه السلام وكان يرتضي به سدرا.

ثم كرام بن عمرو عبد

الكريم: حمدويه، قال: سمعت أشياخي يقولون: ان كراما هو عبد الكريم بن عمرو واقفي.

ثم درست بن أبي منصور: حمدويه، قال: حدثني بعض أشياخي، قال:

درست بن أبي منصور واسطي واقفي.

ثم أحمد بن فضل الخزاعي: حمدويه، قال: ذكرت بعض أشياخي: أن أحمد بن الفضل الخزاعي واقفي.

ثم عبد الله بن عثمان الحناط: حمدويه، قال: سمعت الحسن بن موسي يقول: عبد الله بن عثمان واقفي.

تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السلام 1050 - أجمع أصحابنا علي تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم: وهم ستة نفر آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، منهم يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيي بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر.

(٨٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن عثمان الحناط (1)، أحمد بن الفضل الخزاعي (1)، عبد الله بن المغيرة (1)، درست بن أبي منصور (2)، القاسم اليقطيني (1)، عبد الله بن عثمان (1)، عبد الكريم بن عمرو (1)، محمد بن أبي عمير (1)، صفوان بن يحيي (1)، محمد بن أبي نصر (1)، الحسن بن موسي (1)، الحسن بن محبوب (1)، حنان بن سدير (1)، كرام بن عمرو (1)، علي بن حسكة (1)، موسي بن جعفر (1)، عبد الكريم (1)

وقال بعضهم: مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال وفضالة بن أيوب، وقال بعضهم، مكان ابن فضال عثمان بن عيسي، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيي.

ما روي في أحمد بن إسحاق القمي وكان صالحا وأيوب بن نوح 1051

- قال: حدثنا محمد بن علي بن القاسم القمي، قال: حدثني أحمد بن الحسين القمي الأبي أبو علي، قال: كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي الأبي أبو علي إلي الدار كتابا ذكر فيه قصة أحمد بن إسحاق القمي وصحبته، وأنه يريد الحج واحتاج إلي ألف دينار، فان رأي سيدي أن يأمر باقراضه إياه ويسترجع منه في البلد إذا انصر فنا فافعل.

فوقع عليه السلام هي له مناصلة، وإذا رجع فله عندنا سواها، وكان أحمد لضعفه لا يطمع نفسه في أن يبلغ الكوفة وفي هذه من الدلالة.

1052 - جعفر بن معروف الكشي، قال: كتب أبو عبد الله البلخي إلي يذكر عن الحسين بن روح القمي، أن أحمد بن إسحاق كتب إليه يستأذنه في الحج: فأذن له، وبعث إليه بثوب، فقال أحمد بن إسحاق: نعي إلي نفسي، فانصرف من الحج فمات بحلوان.

أحمد بن إسحاق بن سعد القمي عاش بعد وفاة أبي محمد عليه السلام، وأتيت بهذا الخبر ليكون أصح لصلاحه وما ختم له به.

1053 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن أبي محمد الرازي، قال: كنت أنا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا: الغائب العليل ثقة، وأيوب بن نوح، وإبراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة، وأحمد ابن إسحاق ثقات جميعا.

في محمد بن الحسن الواسطي 1054 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال الفضل بن شاذان: محمد بن

(٨٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن روح النوبختي (1)، مدينة الكوفة (1)، إبراهيم بن محمد الهمداني (1)، محمد بن أحمد بن الصلت القمي (1)، أبو عبد الله البلخي (1)، أحمد بن إسحاق

القمي (2)، محمد بن الحسن الواسطي (1)، أحمد بن إسحاق بن سعد (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، محمد بن علي بن القاسم (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، جعفر بن معروف الكشي (1)، صفوان بن يحيي (1)، عبد الله البرقي (1)، الفضل بن شاذان (1)، أحمد بن إسحاق (2)، أيوب بن نوح (2)، عثمان بن عيسي (1)، الحسن بن محبوب (1)، أحمد بن حمزة (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الحج (1)، الوفاة (1)

الحسن كان كريما علي أبي جعفر عليه السلام، وأن أبا الحسن عليه السلام أنفذ نفقته في مرضه وأكفنه وأقام مأتمه عند موته.

في أبي جعفر البصري 1055 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان قال:

حدثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلا صالحا.

في نوح بن صالح البغدادي 1056 - سأل أبو عبد الله الشاذاني: أبا محمد الفضل بن شاذان، قال: انا ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب، فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس الا لإعادة الصلاة التي صلينا معهم، فنتدافع بصلاة المغرب إلي صلاة العتمة.

فقال: لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو خمس تكبيرات، وتقرأوا في كل ركعة الحمد وسورة أية سورة شئتم بعد أن تتموها عندما يتم امامهم. وتقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده بقدر ما يتأتي لكم معهم، وفي السجود كمثل ذلك، وتسلموا معهم، وقد تمت صلاتكم لأنفسكم، وليكن الامام عندكم والحائط بمنزل واحدة، فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات.

فقال: يا أبا محمد أفليس

يجوز إذا فعلت ما ذكرت؟ قال: نعم فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعله؟ قال: نعم كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم، فشكوت ذلك إلي فقيه هناك يقال له، نوح بن شعيب، فأمرني بمثل الذي أمرتكم به.

فقلت هل يقول هذا غيرك؟ قال: نعم، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا، فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا.

(٨٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، أبو عبد الله الشاذاني (1)، نوح بن صالح البغدادي (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، أبو جعفر البصري (1)، الفضل بن شاذان (2)، نوح بن شعيب (2)، الركوع، الركعة (2)، السجود (1)، المرض (1)، الموت (1)، الصّلاة (3)، الجواز (1)

فقال نوح بن شعيب: يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم، ويسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ: كقول نوح بن شعيب، فعندها طابت نفسي وفعلته.

في أحمد بن حماد المروزي 1057 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد ابن حماد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلي أبي في فصل من كتابه فكأن قد في يوم أو غد: ثم وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد، ولكن من هوي هوي صاحبه، فان بدينه فهو معه وإن كان نائيا عنه، وأما الآخرة فهي دار القرار.

وقال المحمودي: وكتب إلي الماضي عليه

السلام بعد وفاة أبي: قد مضي أبوك رضي الله عنه وعنك وهو عندنا علي حالة محمودة ولن تبعد من تلك الحال.

1058 - محمد بن مسعود، قال: حدثني المحمودي، أنه دخل علي ابن أبي داود وهو في مجلسه وحوله أصحابه، فقال لهم ابن أبي داود: يا هؤلاء ما تقولون في شئ قاله الخليفة البارحة؟ فقالوا: وما ذلك؟ قال: قال الخليفة ما تري العلائية تصنع ان أخرجنا إليهم أبا جعفر عليه السلام سكران ينشي مضمخا بالخلوق، قالوا: إذا تبطل حجتهم ويبطل مقالهم.

قلت: ان العلائية يخالطوني كثيرا ويفضون إلي بسر مقالتهم، وليس يلزمهم هذا الذي جري، فقال: ومن أين قلت؟ قلت: انهم يقولون لابد في كل زمان وعلي كل حال لله في أرضه من حجة يقطع العذر بينه وبين خلقه.

قلت: فإن كان في زمان الحجة من هو مثله، أو فوقه في النسب والشرف كان أدل الدلائل علي الحجة، لصلة السلطان من بين أهله وولوعه به، قال: فعرض

(٨٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، أحمد بن حماد المروزي (1)، أبو علي المحمودي (1)، ابن أبي داود (1)، هشام بن الحكم (1)، نوح بن شعيب (2)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، الحج (1)، الصّلاة (1)، الجواز (1)، الوفاة (1)

ابن أبي داود هذا الكلام علي الخليفة، فقال: ليس إلي هؤلاء القوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر.

وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه، سمعت الفضل بن شاذان يقول:

التقيت مع أحمد بن حماد المتشيع، وكان ظهر له منه الكذب فكيف غيره، فقال:

أما والله لو تغرغت عداوته لما صرت عنه، فقال الفضل: هكذا والله قال لي كما ذكر.

1059 - علي بن محمد القتيبي، عن الزفري بكر بن

زفر الفارسي، عن الحسن بن الحسين، أنه قال: استحل أحمد بن حماد مني مالا له خطر فكتبت رقعة إلي أبي الحسن عليه السلام وشكوت فيها أحمد بن حماد، فوقع فيها خوفه بالله، ففعلت ولم ينفع، فعاودته برقعة أخري أعلمته أني قد فعلت ما أمرتني به فلم أنتفع، فوقع: إذا لم يحل فيه التخويف بالله فكيف تخوفه بأنفسنا.

1060 - محمد بن مسعود، قال حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، قال، قلت لأبي الهذيل العلاف: اني أتيتك سائلا، فقال أبو الهذيل: سل فاسأل الله العصمة والتوفيق، فقال أبي: أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان من الله لك الا بعمل تستحقه به؟ قال أبو الهذيل: نعم، قال: فما معني دعائي، أعمل وآخذ.

قال له أبو الهذيل: هات مسائلك، فقال له شيخي أخبرني عن قول الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم " (1) قال أبو الهذيل قد أكمل لنا الدين، فقال شيخي:

فخبرني ان سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في قول الصحابة ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع؟ فقال: هات.

فقال شيخي: خبرني عن عشرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم مختلفوا الأمة، فمنهم من وصل إلي بعض حاجته ومنهم من قارب حسب الامكان منه، هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة

(١) سورة المائدة: ٣

(٨٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، أبو علي المحمودي (1)، ابن أبي داود (1)، الحسن بن الحسين (1)، الفضل بن شاذان (1)، أبو الهذيل (4)، أحمد بن حماد (3)، محمد بن

مسعود (1)، الكذب، التكذيب (1)، الطهارة (1)، سورة المائدة (1)

فيقيم عليه الحد في الدنيا ويطهره منه في الآخرة، ولنعلم ما يقول في أن الدين قد أكمل لك؟ فقال: هيهات خرج آخرها في الإمامة.

ما روي في علي بن أسباط الكوفي 1061 - كان علي بن أسباط فطحيا، ولعلي بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير، قالوا: فلم ينجع ذلك فيه ومات علي مذهبه، في محمد بن الوليد الخزاز ومعاوية بن حكيم ومصدق بن صدقة ومحمد بن سالم بن عبد الحميد 1062 - قال أبو عمرو: هؤلاء كلهم فطحية، وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول، وبعضهم أدرك الرضا عليه السلام، وكلهم كوفيون.

في مروك بن عبيد 1063 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن عن مروك بن عبيد ابن سالم بن أبي حفصة؟ فقال: ثقة شيخ صدوق.

في محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي 1064 - ابن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال: حدثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمدان الحضيني قال، قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان أخي مات، فقال لي: رحم الله أخاك، فإنه كان من خصيص شيعتي.

قال محمد بن مسعود: حمدان بن أحمد من الخصيص؟ قال الخاصة الخاصة.

في محمد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة بن بزيع 1065 - قال حمدويه، عن أشياخه أن محمد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد

(٨٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، محمد بن إبراهيم الحضيني (1)، محمد بن سالم بن عبد الحميد (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، حمدان بن أحمد القلانسي (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (2)، محمد بن الوليد الخزاز

(1)، أحمد بن حمزة بن بزيع (1)، سالم بن أبي حفصة (1)، علي بن مهزيار (1)، حمدان الحضيني (1)، علي بن أسباط (2)، علي بن الحسن (1)، مروك بن عبيد (2)، محمد بن مسعود (2)، مصدق بن صدقة (1)، الموت (1)

ابن حمزة بن بزيع، كانا في عداد الوزراء، وكان علي بن النعمان أوصي بكتبه لمحمد بن إسماعيل.

1066 - وجدت في كتاب محمد بن الحسين بن بندار القمي بخطه، حدثني محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي، قال: كنت بعيد فقال لي محمد بن علي بن بلال: قربنا إلي قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع لنزوره.

فلما أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة والقبر أمامه، ثم قال: أخبرني صاحب هذا القبر، يعني محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: من زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره واستقبل القبلة ووضع يده علي القبر وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من الفزع الأكبر.

ومحمد بن إسماعيل أدرك موسي بن جعفر عليهما السلام.

قال نصر بن الصباح: محمد بن إسماعيل روي عن ابن بكير.

ما روي في محمد بن عبد الجبار ومحمد بن أبي خنيس وابن فضال رووا جميعا عن ابن بكير.

في الحسن بن علي بن فضال الكوفي 1067 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن علي بن الريان، عن محمد بن عبد الله بن زرارة بن أعين، قال: كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال فالتفت إلي والي محمد بن الهيثم التميمي، فقال لنا: ألا أبشركما فقلنا له: وما ذاك.

قال: حضرت الحسن بن علي بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده

محمد بن الحسن بن الجهم، فسمعته يقول له: يا أبا محمد تشهد، فتشهد

(٨٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، محمد بن عبد الله بن زرارة (1)، محمد بن الهيثم التميمي (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (2)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، محمد بن الحسن بن الجهم (1)، محمد بن يحيي العطار (1)، الحسن بن علي بن فضال (3)، محمد بن علي بن بلال (1)، محمد بن عبد الجبار (1)، علي بن الريان (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن إسماعيل (3)، علي بن النعمان (1)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن الحسين (1)، حمزة بن بزيع (1)، القبر (5)، الشهادة (1)، الفزع (1)، الوصية (1)

الله فسكت عنه، فقال له الثانية: تشهد، فتشهد فصار إلي أبي الحسن عليه السلام، فقال له محمد بن الحسن فأين عبد الله؟ فقال له الحسن بن علي قد نظرنا في الكتب فلم نجد لعبد الله شيئا.

وكان الحسن بن علي بن فضال فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسن عليه السلام فرجع فيما حكي عنه في هذا الحديث انشاء الله تعالي.

في أبي الخير صالح بن أبي حماد الرازي 1068 - قال علي بن محمد القتيبي، سمعت الفضل بن شاذان، يقول في أبي الخير: وهو صالح بن سلمة أبي حماد الرازي كما كني، وقال علي: كان أبو محمد الفضل يرتضيه ويمدحه ولا يرتضي أبا سعيد الادمي ويقول: هو الأحمق.

في سهل بن زياد الآدمي أبي سعيد 1069 - قال نصر بن الصباح: سهل بن زياد الرازي أبو سعيد الادمي يروي عن أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد صلوات

الله عليهم.

في منذر بن قابوس 1070 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال:

حدثنا منذر بن قابوس، وكان ثقة.

في أحمد بن عبد الله الكرخي 1071 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، وسألته عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذ رأيته يروي كتبا كثيرة عنه؟ فقال:

كان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب وأقبل علي تصنيف الكتب، وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله ويعرف به، وهو يعرف بابن خانبه وكان من العجم.

(٨٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، أحمد بن عبد الله الكرخي (2)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، علي بن محمد القتيبي (2)، إسحاق بن إبراهيم (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، صالح بن أبي حماد (1)، الفضل بن شاذان (1)، سهل بن زياد (2)، الحسن بن علي (1)، صالح بن سلمة (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن علي (1)، الطهارة (1)، الصّلاة (1)، الشهادة (1)

ما روي في إبراهيم بن أبي محمود 1072 - قال نصر بن الصباح: إبراهيم بن أبي محمود كان مكفوفا، روي عنه أحمد بن محمد بن عيسي مسائل موسي عليه السلام قدر خمس وعشرين ورقة، وعاش بعد الرضا عليه السلام.

1073 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي الخشاب قال: حدثنا إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام ومعي كتب إليه من أبيه، فجعل يقرءها ويضع كتابا كثيرا علي عينيه، ويقول: خط أبي والله، ويبكي حتي سالت دموعه

علي خديه.

فقلت له: جعلت فداك قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات أسكنك الله الجنة أدخلك الله الجنة، قال، فقال: وأنا أقول أدخلك الله الجنة، فقلت:

جعلت فداك تضمن لي علي ربك أن يدخلني الجنة، قال: نعم، قال: فأخذت رجله فقبلتها.

ما روي في أبي طالب القمي 1074 - واسمه عبد الله بن الصلت، قال محمد بن مسعود: أبو طالب لم يدرك سديرا.

محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد النهدي، قال: حدثنا أبو طالب القمي، قال: كتبت إلي أبي جعفر بن الرضا عليه السلام: فأذن لي أن أرثي أبا الحسن أعني أباه، قال: فكتب إلي اندبني واندب أبي.

1075 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب القمي، قال، كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام بأبيات شعر وذكرت فيها أباه، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس:

قد أحسنت جزاك الله خيرا.

(٨٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عبد الله بن الصلت (1)، محمد بن عبد الجبار (1)، الحسن بن موسي (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، البكاء (1)، الفدية، الفداء (2)

في عبد الجبار بن المبارك النهاوندي 1076 - أبو صالح خالد بن حامد، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال:

حدثني بكر بن صالح، عن عبد الجبار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيدي سنة تسع ومأتين، فقلت له: جعلت فداك اني رويت عن آبائك أن كل فتح فتح بضلال فهو للامام، فقال:

نعم.

قلت جعلت فداك فإنه أتوا أبي في بعض الفتوح التي فتحت علي الضلال، وقد تخلصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، وقد أتيك مسترقا مستعبدا، فقال: قد قبلت.

قال فلما حضر خروجي إلي مكة قلت له: جعلت فداك اني قد حججت وتزوجت ومكسبي مما يعطف علي اخواني لا شئ لي غيره، فمرني بأمرك، فقال لي: انصرف إلي بلادك وأنت من حجك وتزويجك وكسبك في حل.

فلما كانت سنة ثلاث عشرة ومأتين أتيته وذكرت العبودية التي ألزمتها فقال:

أنت حر لوجه الله.

قلت له: جعلت فداك اكتب لي عهدك، فقال: تخرج إليك غدا فخرج إلي مع كتبي كتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الله بن المبارك فتاه، اني أعتقك لوجه الله والدار الآخرة، لا رب لك الا الله، وليس عليك سبيل، وأنت مولاي ومولي عقبي من بعدي وكتب في المحرم سنة ثلاث عشرة ومأتين، ووقع فيه محمد بن علي بخط يده وختمه بخاتمه صلوات الله وسلامه عليه.

في أحكم بن بشار المروزي الكلثومي 1077 - غال لا شئ.

أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال: رأيت رجلا من أصحابنا يعرف

(٨٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، عبد الجبار بن المبارك (2)، محمد بن علي الهاشمي (1)، عبد الله بن المبارك (1)، أحمد بن علي بن كلثوم (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، خالد بن حامد (1)، بكر بن صالح (1)، محمد بن علي (1)، الفدية، الفداء (4)، الضلال (1)

بابن زينبة فسألني عن أحكم بن بشار المروزي؟ وسألني عن قصته؟ وعن الأثر الذي في حلقه؟ وقد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخيط، كأنه أثر الذبح، فقلت له قد

سألته مرارا فلم يخبرني.

قال، فقال: كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني عليه السلام، فغاب عنا أحكم من عند العصر ولم يرجع في تلك الليلة، فلما كان جوف الليل جائنا توقيع من أبي جعفر عليه السلام: ان صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا وكذا فاذهبوا فداووه بكذا وكذا، فذهبنا فوجدناه مذبوحا مطروحا كما قال، فحملناه وداويناه بما أمر به فبرء من ذلك.

قال أحمد بن علي: كان قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم، فعلموا به واتخذوه وذبحوه وأدرجوه في لبد وطرحوه في مزبلة. قال أحمد: وكان أحكم إذا ذكر عنده الرجعة فأنكرها أحد، فيقول أنا أحد المكرورين وحكي لي بعض الكذابين أيضا بهراة هذه القصة فأعجب وامتنع بذكر تلك الحالة كما يستنكره الناس.

ما روي في علي بن حديد بن حكيم 1078 - قال نصر بن الصباح: علي بن حديد بن حكيم فطحي من أهل الكوفة، وكان أدرك الرضا عليه السلام.

في علي بن الحكم الأنباري 1079 - حمدويه، عن محمد بن عيسي: أن علي بن الحكم هو ابن أخت داود بن النعمان بياع الأنماط، وهو نسيب بني الزبير الصيارفة، وعلي بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير لقي من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام الكثير، وهو مثل ابن فضال وابن بكير.

(٨٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، علي بن الحكم الأنباري (1)، داود بن النعمان (1)، ابن أبي عمير (1)، علي بن الحكم (2)، أحمد بن علي (1)، حديد بن حكيم (2)، محمد بن عيسي (1)، الذبح (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

في أبي هاشم

داود بن القاسم الجعفري 1080 - قال أبو عمرو: له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد عليهم السلام وموقع جليل، علي ما يستدل بما روي عنهم في نفسه وروايته، وتدل روايته علي ارتفاع في القول.

في محمد بن عبد الله بن مهران 1081 - قال محمد بن مسعود: محمد بن عبد الله بن مهران متهم وهو غال.

في الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة 1082 - قال نصر بن الصباح: قال لي السجادة الحسن بن علي بن أبي عثمان يوما ما تقول في محمد بن أبي زينب ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلي الله عليه وآله) أيهما أفضل؟ قلت له: قل أنت، فقال: بل محمد بن أبي زينب الأسدي ان الله جل وعز عاتب في القران محمد بن عبد الله في مواضع ولم يعاتب محمد بن أبي زينب.

فقال لمحمد بن أبي عبد الله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " (1)، " ولئن أشركت ليحبطن عملك " (2) الآية، وفي غيرهما، ولم يعاتب محمد ابن أبي زينب بشئ من أشباه ذلك.

قال أبو عمرو: علي السجادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، فلقد كان من العليائية الذين يقعون في رسول الله صلي الله عليه وآله وليس لهم في الاسلام نصيب.

في أيوب بن نوح بن دراج 1083 - محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي كوفي وهو حمدان القلانسي، وذكر أيوب بن نوح وقال: كان في الصالحين وكان حين مات ولم

(١) سورة الإسراء: ٧٤ 2) سورة الزمر: 65

(٨٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحسن بن علي بن أبي عثمان (2)، محمد

بن عبد الله بن مهران (2)، محمد بن أبي عبد الله (1)، محمد بن أحمد النهدي (1)، محمد بن أبي زينب (2)، داود بن القاسم (1)، محمد بن عبد الله (2)، أيوب بن نوح (2)، محمد بن مسعود (1)، القرآن الكريم (1)، الموت (1)، سورة الإسراء (1)، سورة الزمر (1)

يخلف الا مقدار مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس أن عنده مالا لأنه كان وكيلا لهم، وكان يقع في يونس رحمه الله في ما يذكر عنه.

في أبي عون الأبرش 1084 - أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شمون، وغيره قال: خرج أبو محمد عليه السلام في جنازة أبي الحسن عليه السلام وقميصه مشقوق، فكتب إليه أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة: من رأيت أو بلغت من الأئمة شق ثوبه في مثل هذا.

فكتب إليه أبو محمد عليه السلام: يا أحمق وما يدريك ما هذا قد شق موسي علي هارون عليهما السلام.

1085 - أحمد بن علي، قال حدثني إسحاق قال: حدثني إبراهيم بن الخضيب الأنباري، قال: كتب أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلي أبي محمد عليه السلام أن الناس قد استوحشوا من شقك ثوبك علي أبي الحسن عليه السلام.

فقال: يا أحمق ما أنت وذاك قد شق موسي علي هارون عليهما السلام، ان من الناس من يولد مؤمنا ويحيي مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيي كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيي مؤمنا ويموت كافرا، وأنك لا تموت حتي تكفر وتغير عقلك.

فما مات حتي حجبه ولده عن الناس وحبسوه في منزله، في ذهاب العقل والوسوسة، ولكثرة التخليط، ويرد علي

أهل الإمامة، وانكشف عما كان عليه.

في عروة بن يحيي الدهقان 1086 - حدثني محمد بن قولويه الجمال، عن محمد بن موسي الهمداني:

أن عروة بن يحيي البغدادي المعروف بالدهقان لعنه الله وكان يكذب علي أبي الحسن

(٨٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، محمد بن موسي الهمداني (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أحمد بن علي بن كلثوم (1)، محمد بن الحسن بن شمون (1)، أبو عون الأبرش (2)، عروة بن يحيي (2)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن علي (1)، الموت (2)

علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام وعلي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بعده، وكان يقطع أمواله لنفسه دونه ويكذب عليه، حتي لعنه أبو محمد عليه السلام وأمر شيعته بلعنه، والدعاء عليه لقطع الأموال، لعنه الله.

قال علي بن سلمان بن رشيد العطار البغدادي فلعنه أبو محمد عليه السلام وذلك أنه كانت لأبي محمد عليه السلام خزانة، وكان يليها أبو علي بن راشد رضي الله عنه، فسلمت إلي عروة، فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها، يغايظ بذلك أبا محمد عليه السلام فلعنه وبرئ منه ودعا عليه، فما أمهل يومه ذلك وليلته حتي قبضه الله إلي النار.

فقال عليه السلام: جلست لربي ليلتي هذه كذا وكذا جلسة فما انفجر عمود الصبح ولا انطفي ذلك النار حتي قتل الله عدوه لعنه الله.

في الفضل بن الحارث 1087 - أحمد بن علي بن كلثوم، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري قال: حدثني الفضل بن الحارث، قال، كنت بسر من رأي وقت خروج سيدي أبي الحسن عليه السلام، فرأينا أبا محمد ماشيا قد شق ثيابه، فجعلت أتعجب من جلالته وما هو له أهل ومن شدة

اللون والأدمة، وأشفق عليه من التعب.

فلما كان الليل رأيته عليه السلام في منامي، فقال: اللون الذي تعجبت منه اختيار من الله لخلقه يجريه كيف يشاء، وأنها هي لعبرة لاولي الابصار، لا يقع فيه علي المختبر ذم، ولسنا كالناس فنتعب كما يتعبون، نسأل الله الثبات ونتفكر في خلق الله فان فيه متسعا واعلم أن كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة.

قال أبو عمرو: فدل هذا الخبر علي أن الفضل يؤتمن في القول، والله أعلم.

(٨٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أحمد بن علي بن كلثوم (1)، أبو علي بن راشد (1)، الفضل بن الحارث (2)، علي بن محمد (1)، القتل (1)، الإختيار، الخيار (1)، النوم (1)

ما روي في إسحاق بن إسماعيل النيسابوري وإبراهيم بن عبده والمحودي والعمري والبلالي والرازي 1088 - حكي بعض الثقات بنيسابور أنه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد عليه السلام توقيع: يا إسحاق بن إسماعيل سترنا الله وإياك بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه، قد فهمت كتابك يرحمك الله، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق علي موالينا، ونسر بتتابع احسان الله إليهم وفضله لديهم، ونعتد بكل نعمة ينعمها الله عز وجل عليهم.

فأتم الله عليكم بالحق ومن كان مثلك ممن قد رحمه الله، وبصره بصيرتك ونزع عن الباطل ولم يعم في طغيانه نعمه.

فان تمام النعمة دخولك الجنة، وليس من نعمة وأن جل أمرها وعظم خطرها الا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤدي شكرها.

وأنا أقول الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلي أبد الأبد،

بما من عليك من نعمة، ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك علي العقبة، وأيم الله أنها لعقبة كؤود شديد أمرها صعب، مسلكها عظيم، بلاؤها طويل، عذابها قديم في الزبر الأولي ذكرها.

ولقد كانت منكم أمور في أيام الماضي عليه السلام إلي أن مضي لسبيله، صلي الله علي روحه، وفي أيامي هذه كنتم بها غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق.

واعلم يقينا يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلا، انها يا ابن إسماعيل ليس تعمي الابصار لكن تعمي القلوب التي في الصدور، وذلك قول الله عز وجل في محكم كتابه للظالم " رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا " (1) قال الله عز وجل " كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي " (2).

(١) سورة طه: ١٢٥ 2) سورة طه: 126

(٨٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الثقات لابن حبان (1)، إسحاق بن إسماعيل النيسابوري (1)، إسحاق بن إسماعيل (2)، ابن إسماعيل (1)، الباطل، الإبطال (1)، الهلاك (1)، سورة طه (2)

وأية آية يا إسحاق أعظم من حجة الله عز وجل علي خلقه وأمينه في بلاده وشاهده علي عباده، من بعد ما سلف من آبائه الأولين من النبيين وآبائه الآخرين من الوصيين عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته.

فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالانعام علي وجوهكم عن الحق تصدفون، وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون، أو تكذبون، ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غير كم الا خزي في الحياة الدنيا الفانية، وطول عذاب الآخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم.

ان الله بفضله ومنه لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليكم، بل برحمة منه لا اله الا هو عليكم، ليميز

الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدور كم، وليمحص ما في قلوبكم، ولتتسابقون إلي رحمته، وتتفاضل منازلكم في جنته.

ففرض عليكم الحج والعمرة وأقام الصلاة وايتاء الزكاة والصوم والولاية، وكفاهم لكم بابا، لتفتحوا أبواب الفرائض، ومفتاحا إلي سبيله، ولولا محمد صلي الله عليه وآله والأوصياء من بعده: لكنتم حياري كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخل قرية الا من بابها؟

فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيه صلي الله عليه وآله قال الله عز وجل لنبيه " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " (1) وفرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ومعرفتكم بذلك النماء والبركة والثروة وليعلم من يطيعه منكم بالغيب قال الله عز وجل " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي " (2).

(١) سورة المائدة: ٣ 2) سورة الشوري: 23

(٨٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحج (2)، الصيام، الصوم (1)، الزكاة (1)، الصّلاة (1)، سورة المائدة (1)، سورة الشوري (1)

واعلموا أن من يبخل فإنما يبخل علي نفسه، وأن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه، لا اله الا هو، ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم، ولولا ما يجب من تمام النعمة من الله عز وجل عليكم: لما أريتكم لي خطا ولا سمعتم مني حرفا من بعد الماضي عليه السلام، أنتم في غفلة عما إليه معادكم، ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبده، وفقه الله لمرضاته، وأعانه علي طاعته، وكتابي الذي حمله محمد بن موسي

النيسابوري، والله المستعان علي كل حال.

واني أراكم تفرطون في جنب الله فتكونون من الخاسرين، فبعدا وسحقا لمن رغب عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه، وقد أمركم الله جل وعلا بطاعته، لا اله الا هو، وطاعة رسوله صلي الله عليه وآله وبطاعة أولي الامر عليهم السلام، فرحم الله ضعفكم وقلة صبركم عما أمامكم.

فما أغر الانسان بربه الكريم، واستجاب الله دعائي فيكم وأصلح أموركم علي يدي، فقد قال الله جل جلاله " يوم ندعو كل أناس بامامهم " (1) وقال جل جلاله " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " (2) وقال الله جل جلاله " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " (3).

فما أحب أن يدعوا الله جل جلاله بي ولا بمن هو في امامي الا حسب رقتي عليكم، وما انطوي لكم عليه من حب بلوغ الأمل في الدارين جميعا، والكينونة معنا في الدنيا والآخرة.

فقد يا إسحاق يرحمك الله ويرحم من هو وراءك بينت لك بيانا وفسرت لك تفسيرا، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفة عين، ولو

(١) سورة الإسراء: ٧١ 2) سورة البقرة: 143 3) سورة آل عمران: 110

(٨٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: النهي عن المنكر (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن موسي النيسابوري (1)، الكرم، الكرامة (1)، الشهادة (1)، الخسران (1)، الإقامة (1)، الجنابة (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الإسراء (1)، سورة البقرة (1)

فهمت الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله ورجوعا إلي طاعة الله عز وجل.

فاعملوا من بعد ما شئتم، فسيري الله عملكم ورسوله

والمؤمنون ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا رب العالمين.

وأنت رسولي يا إسحاق إلي إبراهيم بن عبده وفقه الله، أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسي النيسابوري انشاء الله، ورسولي إلي نفسك، والي كل من خلفك ببلدك، أن يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسي انشاء الله، ويقرأ إبراهيم بن عبده كتابي هذا ومن خلفه ببلده، حتي لا يسألوني، وبطاعة الله يعتصمون، والشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون.

وعلي إبراهيم بن عبده سلام الله ورحمته، وعليك يا إسحاق وعلي جميع موالي السلام كثيرا، سدد كم الله جميعا بتوفيقه، وكل من قرأ كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك، ومن هو بناحيتكم، ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق:

فليؤد حقوقنا إلي إبراهيم بن عبده، وليحمل ذلك إبراهيم بن عبده إلي الرازي رضي الله عنه، أو إلي من يسمي له الرازي، فان ذلك عن أمري ورأيي انشاء الله.

ويا إسحاق اقرأ كتابنا علي البلالي رضي الله عنه، فإنه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه، واقرأه علي المحمودي عافاه الله، فما أحمدنا له لطاعته، فإذا وردت بغداد فاقرأه علي الدهقان وكلينا وثقتنا والذي يقبض من موالينا، وكل من أمكنك من موالينا فاقرأهم هذا الكتاب، وينسخه من أراد منهم نسخة انشاء الله تعالي.

ولا يكتم أمر هذا عمن يشاهده من موالينا، الا من شيطان مخالف لكم، فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير، ولا كرامة لهم، وقد وقعنا في كتابك بالوصول والدعاء لك ولمن شئت، وقد أجبنا شيعتنا عن مسألته والحمد لله فما بعد الحق الا الضلال.

(٨٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن موسي النيسابوري (1)، مدينة بغداد (1)،

محمد بن موسي (1)، الشهادة (1)

فلا تخرجن من البلدة حتي تلقي العمري رضي الله عنه برضاي عنه، وتسلم عليه وتعرفه ويعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا والينا، فكل ما يحمل إلينا من شئ من النواحي فإليه المسير آخر عمره، ليوصل ذلك إلينا.

والحمد لله كثيرا، سترنا الله وإياكم يا إسحاق بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه، والسلام عليك وعلي جميع موالي ورحمة الله وبركاته، وصلي الله علي سيدنا محمد النبي وآله وسلم كثيرا.

ما روي في عبد الله بن حمدويه البيهقي وإبراهيم بن عبده النيسابوري رحمهما لله 1089 - قال أبو عمرو: حكي بعض الثقات، أن أبا محمد صلوات الله عليه كتب إلي إبراهيم بن عبده: وكتابي الذي ورد علي إبراهيم بن عبده بتوكيلي إياه لقبض حقوقي من موالينا هناك: نعم هو كتابي بخطي إليه أعني إبراهيم بن عبده لهم ببلدهم حقا غير باطل، فليتقوا الله حق تقاته وليخرجوا من حقوقي وليدفعوها إليه، فقد جوزت له ما يعمل به فيها، وفقه الله ومن عليه بالسلامة من التقصير برحمته.

ومن كتاب له عليه السلام إلي عبد الله بن حمدويه البيهقي: وبعد، فقد نصبت لكم إبراهيم بن عبده ليدفع النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم إليه، وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك، فليتقوا الله وليراقبوا وليؤدوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره، ولا أشقاهم الله بعصيان أوليائه، ورحمهم الله و إياك معهم برحمتي لهم، ان الله واسع كريم.

في محمد بن سنان 1090 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: أخبرني عبد الله بن عامر، عن شاذويه بن الحسين بن داود القمي، قال: دخلت

(٨٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد

الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، إبراهيم بن عبدة النيسابوري (1)، عبد الله بن حمدويه البيهقي (2)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، شاذويه بن الحسين (1)، عبد الله بن عامر (1)، محمد بن سنان (1)، الوسعة (1)، الأكل (1)، الكرم، الكرامة (1)، الصّلاة (1)، القصر، التقصير (1)

علي أبي جعفر عليه السلام وبأهلي حبل، فقلت جعلت فداك ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا، فأطرق مليا ثم رفع رأسه، فقال: اذهب فان الله يرزقك غلاما ذكرا، ثلاث مرات.

قال: وقدمت مكة فصرت إلي المسجد، فأتي محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان وابن أبي عمير وغيرهم، فأتيتهم، فسألوني؟ فخبرتهم بما قال، فقالوا لي فهمت عنه ذكي أو زكي؟ فقلت: ذكي قد فهمته.

قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما أنه يموت علي المكان أو يكون ميتا، فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت قد علمنا الذي علمت، فأتي غلام في المسجد، فقال: أدرك فقد مات أهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها علي شرف الموت، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا.

1091 - ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور: عن الحسن بن علي، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام فقال لي: يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء؟ قال، قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي أنت علي كل شئ قدير.

ثم قال: يا محمد أنت عبد قد أخلصت لله اني ناجيت الله فيك، فأبي الا أن يضل بك

كثيرا ويهدي بك كثيرا.

1092 - حمدويه، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان، قال: شكوت إلي الرضا عليه السلام وجع العين، فأخذ قرطاسا فكتب إلي أبي جعفر عليه السلام، وهو أقل من نيتي، فدفع الكتاب إلي الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال: أكتم، فأتيناه وخادم قد حمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلي السماء، ويقول:

ناج، ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني، وأبصرت بصرا لا يبصره أحد.

(٨٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، صفوان بن يحيي (1)، الحسن بن صباح (1)، الحسن بن شعيب (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن مرزبان (1)، محمد بن سنان (4)، الموت (2)، الفدية، الفداء (1)، السجود (2)

قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا علي هذه الأمة، كما جعل عيسي ابن مريم شيخا علي بني إسرائيل، قال، ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس، قال:

وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتي أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني، فعاودني الوجع.

قال، قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس؟ فقال:

ان الله تعالي غضب علي ملك من الملائكة يدعي فطرس، فدق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام بعث الله عز وجل جبريل إلي محمد صلي الله عليه وآله ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام، وكان جبريل صديقا لفطرس فمر به

وهو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل لك أن أحملك علي جناح من أجنحتي وأمضي بك إلي محمد صلي الله عليه وآله ليشفع لك؟ قال، فقال فطرس:

نعم.

فحمله علي جناح من أجنحته حتي أتي به محمدا صلي الله عليه وآله، فبلغه تهنية ربه تعالي ثم حدثه بقصة فطرس، فقال محمد صلي الله عليه وآله لفطرس: امسح جناحك علي مهد الحسين وتمسح به، ففعل ذلك فطرس، فجبر الله جناحه ورده إلي منزله مع الملائكة.

1093 - ووجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن سنان، جميعا قالا: كنا بمكة وأبو الحسن الرضا عليه السلام بها، فقلنا له جعلنا فداك نحن خارجون وأنت مقيم، فان رأيت أن تكتب لنا إلي أبي جعفر عليه السلام كتابا نلم به فكتب إليه، فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه إلينا، قال: فأخرجه إلينا وهو في صدر موفق، فأقبل يقرؤه ويطويه وينظر فيه ويتبسم حتي أتي علي آخره، ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله.

قال محمد بن سنان: فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال: ناج ناج، فقال أحمد: ثم قال ابن سنان عند ذلك: فطرسية فطرسية.

(٨٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: مولد الإمام الحسين (ع) (3)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، محمد بن سنان (3)، الفدية، الفداء (1)

ما روي في الحسن بن محبوب 1094 - علي بن محمد

القتيبي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن الحسن ابن محبوب، نسبة جده الحسن بن محبوب: أن الحسن بن محبوب، ابن وهب ابن جعفر بن وهب، وكان وهب عبدا سنديا مملوكا لجرير بن عبد الله البجلي وكان زرادا فصار إلي أمير المؤمنين عليه السلام، وسأله أن يبتاعه عن جرير، فكره جرير أن يخرجه من يده، فقال: الغلام حر قد أعتقته فلما صح عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين عليه السلام.

ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومأتين، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة، وكان آدم شديد الأدمة أنزع سناطا خفيف العارضين ربعة من الرجال يخمع من وركه الأيمن.

1095 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: ان الحسن بن محبوب الزراد أتانا عنك برسالة، قال: صدق، لا تقل الزراد، بل قل السراد ان الله تعالي يقول " وقدر في السرد (1) ".

قال نصر بن الصباح: ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضال، بل هو أقدم من ابن فضال وأسن، وأصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة، وسمت أصحابنا أن محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكل حديث يكتبه عن علي بن رئاب درهما واحدا.

ما روي في عبد الله بن جندب 1096 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا، قال، قال عبد الله بن جندب لأبي الحسن عليه السلام: ألست عني راضيا قال:

أي والله ورسول الله والله عنك راض.

(1) سورة سبأ: 34

(٨٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما

السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، الحسن بن محبوب الزراد (1)، أحمد بن علي القمي (1)، جعفر بن محمد بن الحسن (1)، جرير بن عبد الله (1)، عبد الله بن جندب (2)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، علي بن رئاب (1)، الحسن بن محبوب (4)، التصديق (1)، سورة سبإ (1)

قال: ونظر أبو الحسن عليه السلام يوما إليه وهو مول، فقال: هذا يقاس.

1097 - محمد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، ومحمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال: روي أبي رحمه الله، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: رأيت عبد الله ابن جندب وقد أفاض من عرفة، وكان عبد الله أحد المتهجدين قال يونس: فقلت له قد رأي الله اجتهادك منذ اليوم.

فقال لي عبد الله: والله الذي لا اله الا هو، لقد وقفت موقفي هذا وأفضت، ما سمعني الله دعوت لنفسي بحرف واحد، لاني سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادي من أعنان السماء، لك بكل واحدة مائة ألف، فكرهت مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها أم لا.

1098 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، وكان سيئ الرأي في يونس رحمه الله، قال، قيل لأبي الحسن عليه السلام وأنا أسمع، ان يونس مولي آل يقطين يزعم أن موليكم والمتمسك بطاعتكم عبد الله بن جندب يعبد الله علي سبعين حرفا، ويقول إنه شاك، قال، فسمعته

يقول:

هو والله أولي بأن يعبد الله علي حرف ماله ولعبد الله بن جندب، ان عبد الله بن جندب لمن المخبتين.

في أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي 1099 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عبد الله ابن مهران، قال: أخبرني أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام أنا وصفوان بن يحيي ومحمد بن سنان وأظنه، قال: عبد الله بن المغيرة أو عبد الله ابن جندب وهو بصري.

قال: فجلسنا عنده ساعة ثم قمنا، فقال لي: أما أنت يا أحمد فاجلس، فجلست فأقبل يحدثني فأسأله فيجيبني، حتي ذهب عامة الليل، فلما أردت الانصراف، قال

(٨٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي (1)، يوم عرفة (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، عبد الله بن المغيرة (1)، محمد بن أحمد بن حماد (1)، صفوان بن يحيي (1)، عبد الله بن جندب (3)، محمد بن عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، يعقوب بن يزيد (1)، علي بن يقطين (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن سعد (1)

لي: يا أحمد تنصرف أو تبيت؟ قلت: جعلت فداك ذاك إليك ان أمرت بالانصراف انصرفت وان أمرت بالقيام أقمت قال: أقم فهذا الحر وقد هدأ الليل وناموا، فقام وانصرف.

فلما ظننت أنه قد دخل: خررت لله ساجدا، فقلت الحمد لله حجة الله ووارث علم النبيين أنس بي من بين اخواني وحببني فأنا في سجدتي وشكري فما علمت الا وقد رفسني برجله، ثم قمت فأخذ بيدي فغمزها ثم قال: يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام

من عنده قال له: يا صعصعة لا تفتخرن علي اخوانك بعيادتي إياك واتق الله، ثم انصرف عني.

1100 - محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا أبو زكريا، عن إسماعيل بن مهران، قال محمد بن يزداد: وحدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال:

كنت عند الرضا عليه السلام، قال: فأمسيت عنده، قال، فقلت: انصرف فقال لي: لا تنصرف فقد أمسيت، قال فأقمت عنده، قال، فقال لجاريته: هاتي مضربتي ووسادتي فافرشي لأحمد في ذلك البيت.

قال: فلما صرت في البيت دخلني شئ فجعل يخطر ببالي: من مثلي في بيت ولي الله وعلي مهاده فناداني يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان، فقال: يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا علي قومك، وتواضع لله يرفعك الله.

1101 - محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثني أبو زكريا يحيي بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: لما أتي بأبي الحسن عليه السلام أخذ به علي القادسية ولم يدخل الكوفة، وأخذ به علي البر إلي البصرة.

قال: فبعث إلي مصحفا وأنا بالقادسية، ففتحته فوقعت بين يدي سورة لم تكن

(٨٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، يحيي بن محمد الرازي (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، إسماعيل بن مهران (1)، مدينة البصرة (1)، صعصعة بن صوحان (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين

(1)، محمد بن يزداد (2)، الحسن بن علي (1)، محمد بن الحسن (1)، أحمد بن محمد (1)، المرض (1)، الحج (1)، الفدية، الفداء (1)، السجود (1)

فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس، قال: فحفظت منه أشياء قال، فأتاني مسافر ومعه منديل وطين وخاتم، فقال: هات، فدفعته إليه، فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه، فذهب عني ما كنت حفظت منه، فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره.

ما روي في إسماعيل بن مهران 1102 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن إسماعيل بن مهران، قال: رمي بالغلو.

قال محمد بن مسعود: يكذبون عليه كان تقيا ثقة خيرا فاضلا.

إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر، وأحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر كان من ولد السكون.

في محمد بن أبي عمير الأزدي 1103 - قال أبو عمرو: قال محمد بن مسعود: حدثني علي بن الحسن قال:

ابن أبي عمير أفقه من يونس وأصلح وأفضل.

قال نصر بن الصباح: ابن أبي عمير أسن من يونس.

وقال نصر أيضا: ابن أبي عمير روي عن ابن بكير، وذكر أن محمد بن أبي عمير أخذ وحبس وأصابه من الجهد والضيق والضرب أمر عظيم، وأخذ كل شئ كان له وصاحبه المأمون، وذلك بعد موت الرضا عليه السلام، وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم يخلص كتب أحاديثه، فكان يحفظ أربعين جلدا فسماه نوادر، فلذلك يوجد أحاديث متقطعة الأسانيد.

1104 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا أبو العباس بن عبد الله بن سهل البغدادي الواضحي، قال: حدثنا الريان بن الصلت، قال: حدثا يونس بن عبد الرحمن: ان ابن أبي عمير بحر طارس بالموقف والمذهب.

(٨٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)،

أبو العباس بن عبد الله (1)، إسماعيل بن مهران (3)، الريان بن الصلت (1)، محمد بن أبي عمير (1)، ابن أبي عمير (5)، محمد بن أبي نصر (1)، علي بن الحسن (2)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (4)

1105 - علي بن محمد القتيبي، قال، قال أبو محمد الفضل بن شاذان سأل أبي رضي الله عنه، محمد بن أبي عمير، فقال له: انك قد لقيت مشايخ العامة فكيف لم تسمع منهم؟ فقال: قد سمعت منهم، غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامة وعلم الخاصة، فاختلط عليهم حتي كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة وحديث الخاصة عن العامة، فكرهت أن يختلط علي، فتركت ذلك وأقبلت علي هذا.

وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان، يقول: سعي بمحمد بن أبي عمير واسم أبي عمير زياد إلي السلطان: أنه يعرف أسامي عامة الشيعة بالعراق، فأمره السلطان أن يسميهم، فامتنع، فجرد وعلق بين العقارين وضرب مائة سوط.

قال الفضل: فسمعت ابن أبي عمير يقول: لما ضربت فبلغ الضرب مائة سوط أبلغ الضرب الا لم إلي، فكدت أن أسمي، فسمعت نداء محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول: يا محمد بن أبي عمير أذكر موقفك بين يدي الله تعالي، فتقويت بقوله فصبرت ولم أخبر، والحمد لله، قال الفضل: فاضربه في هذا الشأن أكثر من مائة ألف درهم.

1106 - قال محمد بن مسعود: سمعت علي بن الحسن بن فضال، يقول:

كان محمد بن أبي عمير أفقه من يونس وأصلح وأفضل.

وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان، يقول: دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه، ويقول له: أنت رجل عليك

عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم، وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك، فلما أكثر عليه، قال: أكثرت علي ويحك، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه الا عند زوال الشمس.

وسمعته يقول: أخذ يوما شيخي بيدي وذهب بي إلي ابن أبي عمير، فصعدنا

(٨٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: صلاة الفجر (الصبح) (1)، دولة العراق (2)، علي بن محمد القتيبي (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، محمد بن أبي عمير (4)، ابن أبي عمير (3)، الفضل بن شاذان (2)، محمد بن يونس (1)، محمد بن مسعود (1)، الشكر (1)، السجود (1)، الضرب (1)

إليه في غرفة وحوله مشايخ له يعظمونه ويبجلونه، فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا ابن أبي عمير، قلت: الرجل الصالح العابد؟ قال: نعم.

وسمعته يقول: ضرب ابن أبي عمير مائة خشبة وعشرين خشبة أيام هارون لعنه الله، تولي ضربه السندي بن شاهك علي التشيع وحبس، فأدي مائة وأحدا وعشرين ألفا حتي خلي عنه، فقلت: وكان متمولا؟ قال: نعم كان رب خمسمائة ألف درهم.

ما روي في بكر بن محمد الأزدي 1107 - قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسي العبيدي: أن بكر بن محمد الأزدي خير فاضل، وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي.

1108 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، قال: حدثني عمي سدير.

ما روي في علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام 1109 - قرأت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه، حدثني محمد ابن يحيي العطار،

قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن جعفر، قال: قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أشتهي أن أدخل علي أبي الحسن الرضا عليه السلام أسلم عليه، قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الا جلال والهيبة له وأتقي عليه.

قال: فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس، فلقيت علي بن عبيد الله، فقلت: قد جاتك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس، فان أردت الدخول عليه فاليوم.

(٨٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، علي بن عبيد الله بن الحسين (2)، علي بن الحسين بن علي (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، السندي بن شاهك (1)، ابن أبي عمير (3)، الفضل بن شاذان (1)، علي بن الحسين (1)، سليمان بن جعفر (1)، علي بن الحكم (1)، بكر بن محمد (4)، الضرب (2)، المنع (1)

قال: فجاء إلي أبي الحسن عليه السلام عائدا فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من التكرمة والتعظيم، ففرح بذلك علي بن عبيد الله فرحا شديدا.

ثم مرض علي بن عبيد الله، فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه، فجلس حتي خرج من كان في البيت، فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج: خرجت

وانكبت علي الموضع الذي كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله وتتمسح به.

قال سليمان: ثم دخلت علي علي بن عبيد الله، فأخبرني بما فعلت أم سلمة، فخبرت به أبا الحسن عليه السلام، فقال: يا سليمان ان علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة، يا سليمان ان ولد علي وفاطمة عليهما السلام إذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا كالناس.

ما روي في عبد الله بن المغيرة وهو كوفي 1110 - وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن شاذان، قال العبيدي محمد بن عيسي: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفا فحججت علي تلك الحالة، فلما صرت بمكة خلج في صدري شئ، فتعلقت بالملتزم ثم قلت: اللهم قد علمت طلبتي وارادتي فارشدني إلي خير الأديان.

فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلام، فأتيت المدينة فوقفت ببابه، فقلت للغلام:

قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب، فسمعت نداءه أدخل يا عبد الله بن المغيرة، فدخلت، فلما نظر إلي قال: قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك، فقلت: أشهد أنك حجة الله وأمينه علي خلقه.

ما روي في زكريا بن آدم القمي 1111 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمد بن حمزة، عن زكريا بن آدم، قال، قلت للرضا عليه السلام: اني أريد الخروج

(٨٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (5)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، دولة العراق (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)،

عبد الله بن المغيرة (3)، الحسن بن علي بن فضال (1)، علي بن عبيد الله (4)، محمد بن قولويه (1)، زكريا بن آدم (2)، محمد بن حمزة (1)، الحج (1)، المرض (1)

عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل فان أهل بيتك يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بابي الحسن الكاظم عليه السلام.

1112 - وعنه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسي، عن أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا عليه السلام شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون علي الدين والدنيا، قال علي بن المسيب، فلما انصرفت قدمت علي زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه.

أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا شقتي بعيدة، وذكر مثله.

1113 - علي بن محمد، قال: حدثنا بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن بعض القميين، بكتابه ودعائه لزكريا بن آدم.

1114 - عن محمد بن إسحاق والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحج، فتلقانا كتابه عليه السلام في بعض الطريق، فإذا فيه: ذكرت ما جري من قضاء الله تعالي في الرجل المتوفي رحمة الله عليه يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا للحق، قائما بما يجب لله عليه ولرسوله.

ومضي رحمة الله عليه غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه خير أمنيته، وذكرت الرجل الموصي إليه، ولم تعرف فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت، يعني الحسن بن محمد بن عمران.

1115 - محمد بن

مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي القمي، قال: بعث إلي أبو جعفر عليه السلام غلامه ومعه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته فهو بالمدينة نازل في دار بزيع، فدخلت عليه وسلمت عليه، فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد، فقلت

(٨٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، الحسن بن محمد بن عمران (1)، أحمد بن الوليد (1)، علي بن مهزيار (1)، سعد بن عبد الله (1)، زكريا بن آدم (4)، علي بن المسيب (3)، محمد بن إسحاق (1)، مدينة بغداد (1)، محمد بن عيسي (1)، الحسن بن محمد (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (2)، الحج (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الوفاة (1)، الوصية (1)

في نفسي استعطفه علي زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء، ثم رجعت إلي نفسي فقلت من أنا ان أتعرض في هذا وفي شبهه، مولاي هو أعلم بما يصنع.

فقال لي: يا أبا علي ليس علي مثل أبي يحيي يعجل وقد كان من خدمته لأبي عليه السلام ومنزلته عنده وعندي من بعده، غير أني احتجت إلي المال الذي عنده، فقلت جعلت فداك هو باعث إليك بالمال.

وقال لي: ان وصلت إليه فاعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر، فقال: احمل كتابي إليه ومره أن يبعث إلي بالمال، فحملت كتابه إلي زكريا فوجه إليه بالمال، قال، فقال لي أبو جعفر عليه السلام ابتداءا منه: ذهبت الشبهة

ما لأبي ولد غيري فقلت: صدقت جعلت فداك.

ما روي في أحمد بن عمر الحلبي 1116 - خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني أحمد ابن عمر الحلبي، قال: دخلت علي الرضا عليه السلام بمني، فقلت له: جعلت فداك كنا أهل بيت غبطة وسرور ونعمة، وأن الله قد أذهب بذلك كله حتي احتجنا إلي من كان يحتاج إلينا، فقال لي: يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر فقلت له:

جعلت فداك حالي ما أخبرتك.

فقال لي: يا أحمد أيسرك أنك علي بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوة ذهبا؟ فقلت له: لا والله يابن رسول الله، فضحك ثم قال: ترجع من هيهنا إلي خلف، فمن أحسن حالا منك وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهبا، ألا أبشرك فقد سرني الله بك وبآبائك.

فقال لي أبو جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل " وكان تحته كنز لهما (1) " لوح من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يري الدنيا وتغيرها بأهلها كيف يركن إليها،

(١) سورة الكهف: ٨٢

(٨٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، أحمد بن عمر الحلبي (1)، زكريا بن آدم (1)، أحمد بن عمر (1)، خلف بن حماد (1)، عمر الحلبي (1)، الموت (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الفدية، الفداء (4)، سورة الكهف (1)

وينبغي لمن غفل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه.

ثم قال: رضيت يا أحمد؟ قال، قلت: عن الله تعالي وعنكم أهل البيت.

ما روي في

عثمان بن عيسي الرواسي الكوفي 1117 - ذكر نصر بن الصباح: أن عثمان بن عيسي كان واقفيا، وكان وكيل أبي الحسن موسي عليه السلام، وفي يده مال فسخط عليه الرضا عليه السلام.

قال: ثم تاب عثمان وبعث إليه بالمال، وكان شيخا عمر ستين سنة، وكان يروي عن أبي حمزة الثمالي ولا يتهمون عثمان بن عيسي.

1118 - حمدويه، قال قال محمد بن عيسي: ان عثمان بن عيسي رأي في منامه أنه يموت بالحير فيدفن بالحير، فرفض الكوفة ومنزله، وخرج الحير وابناه معه، فقال: لا أبرح منه حتي يمضي الله مقاديره، وأقام يعبد ربه جل وعز حتي مات ودفن فيه، وصرف ابنيه إلي الكوفة.

في علي بن إسماعيل 1119 - نصر بن الصباح، قال: علي بن إسماعيل ثقة، وهو علي بن السدي لقب إسماعيل بالسدي.

في عثمان بن عيسي أيضا 1120 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد ابن الحسين، عن محمد بن الجمهور، عن أحمد بن محمد، قال: أحد القوم عثمان ابن عيسي، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جوار، فبعث إليه أبو الحسن عليه السلام فيهن وفي المال، وكتب إليه: ان أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الاخبار بموته، واحتج عليه. قال، فكتب إليه: ان لم يكن أبوك مات فليس من ذلك شئ وإن كان قد مات علي ما تحكي فلم يأمرني بدفع شئ إليك، وقد أعتقت الجواري.

(٨٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، علي بن إسماعيل (2)، عثمان بن

عيسي (5)، محمد بن عيسي (1)، أحمد بن محمد (1)، علي بن محمد (1)، الموت (3)

في الحسين بن مهران 1121 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثنا إسماعيل ابن مهران، عن أحمد بن محمد، قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام، كتابا، قال: فكان يمشي شاكا في وقوفه، قال: فكتب إلي أبي الحسن عليه السلام يأمره وينهاه، فأجابه أبو الحسن عليه السلام بجواب، وبعث به إلي أصحابه فنسخوه ورد إليه لئلا يستره حسين بن مهران، وكذلك كان يفعل إذا سأل عن شئ فأحب ستر الكتاب.

وهذه نسخة الكتاب الذي أجابه به: بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإياك، جاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة والعين تقول أخذته، وتذكر ما تلقاني به وتبعث إلي بغيره، واحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمرا وأردت الدخول في مثله، تقول: انه عمل في أمري بعقله وحيلته، نظرا منه لنفسه وإرادة أن تميل إليه قلوب الناس، ليكون الامر بيده واليه، يعمل فيه برأيه يزعم أني طاوعته فيما أشار به علي، وهذا أنت تشير علي فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك، لا يستقيم الامر الا بأحد أمرين.

اما قبلت الامر علي ما كان يكون عليه، واما أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم والا فالامر عندنا معوج، والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مال وذاهبون به، فالامر ليس بعقلك ولا بحيلتك يكون ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة، ولكن الامر إلي الله عز وجل وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشدا.

فقلت: وأعمل في أمرهم وأحتل فيه، وكيف لك

الحيلة، والله يقول " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل، إلي قوله عز وجل، وليقترفوا ما هم مقترفون (1) " فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا وسلموا، وقد كان مني ما أنكرت وأنكروا من بعدي ومد لي لقائي.

(١) سورة الأنعام: ١١٣

(٨٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الحسين بن مهران (2)، الحسن بن موسي (1)، أحمد بن محمد (1)، الموت (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الشراكة، المشاركة (1)، سورة الأنعام (1)

وما كان ذلك مني الا رجاء الاصلاح، لقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

اقتربوا اقتربوا وسلوا وسلوا فان العلم يفيض فيضا، وجعل يمسح بطنه ويقول:

ما ملئ طعام ولكن ملئه علم، والله ما آية نزلت في بر ولا بحر ولا سهل ولا جبل الا أنا أعلمها وأعلم فيمن نزلت.

وقول أبي عبد الله عليه السلام: إلي الله أشكو أهل المدينة انما أنا فيهم كالشعر أتنقل يريدونني علي أن لا أقول الحق.

والله لا أزال أقول الحق حتي أموت، فلما قلت حقا أريد به حقن دمائكم، وجمع أمركم علي ما كنتم عليه، أن يكون سركم مكنونا عندكم غير فاش في غيركم.

وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله: سرا أسره الله إلي جبريل، وأسره جبريل إلي محمد، وأسره محمد إلي علي صلوات الله عليهم، وأسره علي إلي من شاء.

ثم قال، قال أبو جعفر عليه السلام: ثم أنتم تحدثون به في الطريق، فأردت حيث مضي صاحبكم أن ألف أمركم عليكم، لئلا تضيعوه في غير موضعه، ولا تسألوا عنه غير أهله فتكونوا في مسألتكم إياهم هلكتم، فكم دعي إلي نفسه ولم يكن

داخله.

ثم قلتم: لابد إذا كان ذلك منه: يثبت علي ذلك ولا يتحول عنه إلي غيره، قلت: لأنه كان من التقية والكف أولا، وأما إذا تكلم فقد لزمه الجواب فيما يسأل عنه، فصار الذي كنتم تزعمون أنكم تذمون به، فان الامر مردود إلي غيركم، وأن الفرض عليكم أتباعهم فيه إليكم.

فصيرتم ما استقام في عقولكم وآرائكم، وصح به القياس عندكم بذلك لازما، لما زعمتم من أن لا يصح أمرنا، زعمتم حتي يكون ذلك علي لكم، فان قلتم ان لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الامر ان وقع إليكم: نبذتم أمر ربكم وراء ظهوركم، فلا أتبع أهوائكم، قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.

وما كان بد من أن تكونوا كما كان من قبلكم، قد أخبرتم أنها السنن والامثال

(٨٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الطعام (1)، التقية (1)

القذة بالقذة، وما كان يكون ما طلبتم من الكف أولا ومن الجواب آخرا شفاء لصدوركم ولا ذهاب شككم، وما كان من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم حتي يذهبه الله عنكم، ولو قدر الناس كلهم علي أن يحبونا ويعرفوا حقنا ويسلموا لامرنا: فعلوا ولكن الله يفعل ما يشاء ويهدي إليه من أناب.

فقد أجبتك في مسائل كثيرة، فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبرها، فإن لم يكن في المسائل شفاء فقد مضي إليكم مني ما فيه حجة ومعتبر، وكثرة المسائل معيبة عندنا مكروهة، انما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلا إلي الشبهة والضلالة ومن أراد لبسا لبس الله عليه ووكله إلي نفسه، ولا تري أنت

وأصحابك اني أجبت بذلك، وان شئت صمت، فذاك إلي لا ما تقوله أنت وأصحابك، لا تدرون كذا وكذا، بل لا بد من ذلك، إذ نحن منه علي يقين وأنتم منه في شك.

ما روي في عيسي بن جعفر بن عاصم وأبي علي بن راشد وابن بند 1122 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن الفرج، قال: كتبت إلي أبي الحسن عليه السلام أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسي بن جعفر بن عاصم وابن بند.

فكتب إلي: ذكرت ابن راشد رحمه الله فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا ودعا لابن بند والعاصمي، وابن بند ضرب بالعمود حتي قتل، وأبو جعفر ضرب ثلاثمائة سوط ورمي به في دجلة.

ما روي في عبد الله بن طاووس 1123 - وكان عمره مائة سنة، وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه، حدثني الحسن بن أحمد المالكي، قال: حدثني عبد الله بن طاووس، في سنة ثمان وثلاثين ومأتين، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت له: ان لي ابن أخ قد زوجته ابنتي وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق؟ فقال له: إن كان

(٨٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الحسن بن أحمد المالكي (1)، عيسي بن جعفر بن عاصم (2)، عبد الله بن طاووس (2)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن هلال (1)، علي بن راشد (2)، محمد بن الفرج (1)، الزوجة (1)، القتل (1)، الحج (1)، الضرب (2)

من اخوانك فلا شئ عليه، وإن كان

من هؤلاء فانتزعها منه فإنما عني الفراق.

فقلت له أروي عن آبائك عليهم السلام: إياكم والطلقات ثلاثا في مجلس فإنهن ذوات أزواج؟ فقال: هذا من أخونكم لامنهم، انه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم.

قال: قلت له: ان يحيي بن خالد سم أباك موسي بن جعفر صلوات الله عليهما؟

قال: نعم سمه في ثلاثين رطبة، قلت له: فما كان يعلم أنها مسمومة؟ قال: غاب عنه المحدث.

قلت: ومن المحدث؟ قال: ملك أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول الله صلي الله عليه وآله وهو مع الأئمة صلوات الله عليهم، وليس كل ما طلب وجد، ثم قال: انك ستعمر فعاش مائة سنة.

ما روي في أبي العباس الحميري.

1124 - قال نصر بن الصباح: أبو العباس الحميري اسمه عبد الله بن جعفر كان أستاذ أبي الحسن.

ما روي في جعفر بن بشير العجلي 1125 - قال نصر: أخذ جعفر بن بشير رحمه الله فضرب ولقي شدة حتي خلصه الله، ومات في طريق مكة، وصاحبه المأمون بعد موت الرضا عليه السلام جعفر بن بشير مولي بجيلة كوفي، مات بالابواء سنة ثمان ومأتين.

ما روي في يزيد ومحمد ابني إسحاق شعر 1126 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثني يزيد بن إسحاق شعر وكان من أرفع الناس لهذا الامر، قال: خاصمني مرة أخي محمد وكان مستويا فقلت له لما طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتي أرجع إلي قولكم.

(٨٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو العباس الحميري (1)،

يحيي بن خالد (1)، الحسن بن موسي (1)، جعفر بن بشير (3)، الزوج، الزواج (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)

قال، قال لي محمد: فدخلت علي الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ان لي أخا وهو أسن مني، وهو يقول بحياة أبيك وأنا كثيرا ما أناظره، فقال لي يوما من الأيام: سل صاحبك إن كان بالمنزل الذي ذكرت أن يدعو الله لي حتي أصير إلي قولكم! فاني أحب أن تدعو الله له.

قال: فالتفت أبو الحسن عليه السلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر، ثم قال:

اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتي ترده إلي الحق، قال: وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني، قال: فلما قدم أخبرني بما كان، فوالله ما لثبت الا يسيرا حتي قلت بالحق.

ما روي في أبي يحيي الموصلي ولقبه كوكب الدم 1127 - قال حمدويه، عن العبيدي، عن يونس، قال: أبو يحيي الموصلي ولقبه كوكب الدم كان شيخا من الأخيار. قال العبيدي: أخبرني الحسن بن علي بن يقطين: أنه كان يعرفه أيام أبيه له فضل ودين.

في أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري، أصفهاني ويقال بصري 1128 - طاهر بن عيسي الوراق، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال: حدثني الشجاعي، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن حاجب، قال: قرأت في رقعة مع الجواد عليه السلام يعلم من سأل عن السياري: انه ليس في المكان الذي ادعاه لنفسه والا تدفعوا إليه شيئا.

قال نصر بن الصباح: السياري أحمد بن محمد أبو عبد الله من ولد سيار، وكان من كبار الطاهرية في وقت أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام.

في علي بن جعفر 1129 - محمد بن مسعود، قال: قال يوسف بن السخت:

كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن عليه السلام، وكان رجلا من أهل همينيا، قرية من قري سواد

(٨٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، أحمد بن محمد أبو عبد الله (1)، إبراهيم بن محمد بن حاجب (1)، أبو يحيي الموصلي (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، طاهر بن عيسي (1)، يوسف بن السخت (1)، الحسن بن علي (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن جعفر (1)، الفدية، الفداء (1)

بغداد، فسعي به إلي المتوكل، فحبسه فطال حبسه واحتال من قبل عبيد الله، فعرض ابن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلمه عبيد الله بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلمه عبيد الله، فعرض جامعه علي المتوكل، فقال:

يا عبيد الله لو شككت فيك لقلت أنك رافضي هذا وكيل فلان وأنا علي قتله.

قال فتأدي الخبر إلي علي بن جعفر، فكتب إلي أبي الحسن عليه السلام يا سيدي الله الله في، فقد والله خفت أن أرتاب، فوقع في رقعته: أما إذا بلغ بك الامر ما أري فسأقصد الله فيك، وكان هذا في ليلة الجمعة.

فأصبح المتوكل محموما فازدادت علته حتي صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه، حتي ذكر هو علي بن جعفر.

فقال لعبيد الله: لم لم تعرض علي أمره؟ فقال: لا أعود إلي ذكره أبدا قال:

خل سبيله الساعة وسله أن يجعلني في حل، فخلي سبيله، وصار إلي مكة بأمر أبي الحسن عليه السلام فجاور بها، وبرأ المتوكل من علته.

1130 -

محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي يعقوب يوسف بن السخت، قال: حدثني العباس، عن علي بن جعفر قال: عرضت أمري علي المتوكل فأقبل علي عبيد الله بن يحيي بن خاقان فقال له: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا وأشباهه، فان عمه أخبرني أنه رافضي، وأنه وكيل علي بن محمد، وحلف أن لا يخرج من الحبس الا بعد موته، فكتبت إلي مولانا: أن نفسي قد ضاقت واني أخاف الزيغ.

فكتب إلي: أما إذا بلغ الامر منك ما أري فسأقصد الله فيك، فما عادت الجمعة حتي أخرجت من السجن.

في محمد بن إبراهيم بن محمد الهمداني 1131 - محمد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، قال: حدثنا محمد بن جعفر

(٨٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، إبراهيم بن محمد الهمداني (1)، يوسف بن السخت (1)، مدينة بغداد (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن جعفر (3)، علي بن محمد (2)، محمد بن جعفر (1)، محمد بن سعد (1)، القتل (1)، الخوف (1)، الموت (1)

ابن إبراهيم الهمداني وكان إبراهيم وكيلا وكان حج أربعين حجة، قال: أدركت بنتا لمحمد بن إبراهيم بن محمد، فوصف جمالها وكمالها، وخطبها أجلة الناس فأبي أن يزوجها من أحد، فأخرجها معه إلي الحج، فحملها إلي أبي الحسن عليه السلام ووصف له هيأتها وجمالها.

وقال: اني انما حبستها عليك تخدمك، قال: قد قبلتها فاحملها معك إلي الحج وارجع من طريق المدينة فلما بلغ المدينة راجعا ماتت، فقال له أبو الحسن صلوات الله عليه: بنتك زوجتي في الجنة يا بن إبراهيم.

في خيران الخادم القراطيسي 1132 - وجدت في

كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه.

حدثني الحسين بن محمد بن عامر، قال: حدثني خيران الخادم القراطيسي قال:

حججت أيام أبي جعفر محمد بن علي بن موسي عليهم السلام، وسألته عن بعض الخدم وكانت له منزلة من أبي جعفر عليه السلام، فسألته أن يوصلني إليه، فلما صرنا إلي المدينة، قال لي: تهيأ فاني أريد أن أمضي إلي أبي جعفر عليه السلام.

فمضيت معه، فلما أن وافينا الباب قال: ساكن في حانوت فاستأذن ودخل فلما أبطأ علي رسوله: خرجت إلي الباب فسألته عنه؟ فأخبرني أنه قد خرج ومضي.

فبقيت متحيرا، فإذا أنا كذلك: إذ خرج خادم من الدار، فقال أنت خيران؟

فقلت: نعم، قال لي: ادخل، فدخلت، وإذا أبو جعفر عليه السلام قائم علي دكان لم يكن فرش له ما يقعد عليه، فجاء غلام بمصلي فألقاه له، فجلس فلما نظرت إليه تهيبت ودهشت. فذهبت لا صعد الدكان من غير درجة فأشار إلي موضع الدرجة.

فصعدت وسلمت، فرد السلام ومد يده إلي فأخذتها وقبلتها ووضعتها علي وجهي، فأقعدني بيده، فأمسكت يده مما داخلني من الدهش، فتركها في يده صلوات الله عليه.

(٨٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن إبراهيم بن محمد (1)، إبراهيم الهمداني (1)، الحسين بن محمد بن عامر (1)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، خيران الخادم (2)، الحج (3)، الزوج، الزواج (1)

فلما سكنت خليتها فسائلني، وكان الريان بن شبيب قال لي ان وصلت إلي أبي جعفر عليه السلام وقلت له مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام، ويسألك الدعاء له ولولده؟ فذكرت له ذلك، فدعا له ولم يدع

لولده، فأعدت عليه فدعا له ولم يدع لولده، فأعدت عليه ثلاثا فدعا له ولم يدع لولده.

فودعته وقمت، فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه ولم أفهم ما قال، وخرج الخادم في أثري، فقلت له: ما قال سيدي لما قمت؟ فقال لي قال: من هذا الذي يري أن يهدي لنفسه؟ هذا ولد في بلاد الشرك فلما أخرج منها صار إلي من هو شر منهم، فلما أراد الله أن يهديه هداه.

1133 - محمد بن مسعود، قال: حدثني سليمان بن حفص، عن أبي بصير حماد بن عبد الله القندي، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: كتب إلي خيران: قد وجهت إليك ثمانية دراهم، كانت أهديت إلي من طرسوس، دراهم منهم، وكرهت أن أردها علي صاحبها أو أحدث فيها حدثا دون أمرك، فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا لاعرفها انشاء الله وانتهي إلي أمرك؟

فكتب وقرأته: أقبل منهم إذا أهدي إليك دراهم أو غيرها، فان رسول الله صلي الله عليه وآله لم يرد هدية علي يهودي ولا نصراني. 1134 - حمدويه وإبراهيم، قالا حدثنا محمد بن عيسي، قال: حدثني خيران الخادم، قال: وجهت إلي سيدي ثمانية دراهم، وذكر مثله سواء، وقال:

قلت جعلت فداك انه ربما أتاني الرجل لك قبله الحق، أو يعرف موضع الحق لك، فيسألني عما يعمل به؟ فيكون مذهبي آخذ ما يتبرع في سر، قال: اعمل في ذلك برأيك فان رأيك رأيي، ومن أطاعك فقد أطاعني.

قال أبو عمرو: هذا يدل علي أنه كان وكيله، ولخيران هذا مسائل يرويها عنه وعن أبي الحسن عليه السلام

(٨٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، إبراهيم بن مهزيار (1)، حماد

بن عبد الله (1)، خيران الخادم (1)، ريان بن شبيب (2)، سليمان بن حفص (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

في إبراهيم بن محمد الهمداني 1135 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام أصف له صنع السبع بي.

فكتب بخطه: عجل الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤنته، وأبشر بنصر الله عاجلا وبالاجر آجلا، وأكثر من حمد الله.

1136 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد: عن عمر بن علي ابن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال وكتب إلي: قد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة كذا، فبارك لك فيه وفي جميع نعمة الله عليك.

وقد كتبت إلي النضر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرض لك وبخلافك، وأعلمته موضعك عندي، وكتبت إلي أيوب أمرته بذلك أيضا، وكتبت إلي موالي بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك والمصير إلي أمرك وأن لا وكيل لي سواك.

في عمرو بن سعيد المدائني 1137 - قال نصر بن الصباح: عمرو بن سعيد فطحي.

في يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ويعرف بالقمي 1138 - ابن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال، عن يعقوب بن يزيد؟ قال: كان كاتبا لأبي دلف القاسم.

ما روي في أبي خالد السجستاني 1139 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عثمان: قال: حدثنا أبو خالد السجستاني، أنه لما مضي أبو الحسن عليه السلام وقف عليه، ثم نظر في نجومه فزعم أنه قد مات فقطع علي موته وخالف أصحابه.

(٨٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي

الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، إبراهيم بن محمد الهمداني (2)، عمرو بن سعيد المدائني (1)، أبو خالد السجستاني (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، يعقوب بن يزيد (2)، محمد الهمداني (1)، عمر بن يزيد (1)، عمرو بن سعيد (1)، محمد بن عثمان (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (2)، عمر بن علي (1)، الموت (2)

ما روي في أبي محمد الأنصاري من أصحاب الرضا (ع) 1140 - قال أبو عمر وقال نصر بن الصباح: أبو محمد الأنصاري الذي يروي عنه محمد بن عيسي العبيدي، وعبد الله بن إبراهيم، مجهول لا يعرف.

ما روي في داود بن النعمان 1141 - قال حمدويه، عن أشياخه قالوا: داود بن النعمان خير فاضل، وهو عم الحسن بن علي بن النعمان، وأوصي بكتبه لمحمد بن إسماعيل بن بزيع.

ما روي في الحسين بن أبي الخطاب 1142 - ذكر عن محمد بن يحيي الغطار، أن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر أنه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب وأنه ولد سنة أربعين ومائة، وأهل قم يذكرون الحسين بن أبي الخطاب وسائر الناس يذكرون الحسين بن الخطاب.

ما روي في الحسن بن القاسم من أصحاب الرضا (ع) 1143 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسي، قال: حدثني الحسن بن القاسم، قال: حضر بعض ولد جعفر عليه السلام الموت، فأبطأ عليه الرضا عليه السلام، قال:

فغمني ذلك لابطائه عن عمه، قال: ثم جاء فلم يلبث أن قام، قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها وتقوم وتدعه، فقال عمي يدفن فلانا يعني الذي هو عندهم، قال: فوالله ما

لبثنا أن تمايل المريض ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا.

قال الحسن الخشاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به.

(٨٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: أصحاب الإمام الرضا عليه السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الحسين بن أبي الخطاب (3)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، عبد الله بن إبراهيم (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، أبو محمد الأنصاري (1)، داود بن النعمان (2)، الحسن بن القاسم (2)، الحسن بن موسي (1)، محمد بن يحيي (1)، محمد بن الحسين (1)، الموت (1)، المرض (1)، الفدية، الفداء (1)، الجهل (1)، الوصية (1)

ما روي في واصل وأبي الفضل الخراساني 1144 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني واصل، قال: طليت أبا الحسن عليه السلام بالنورة، فسددت مخرج الماء من الحمام إلي البئر ثم جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كله.

1145 - محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال:

حدثنا معاوية بن حكيم، قال: حدثني أبو الفضل الخراساني، وكان له انقطاع إلي أبي الحسن الثاني عليه السلام وكان يخالط القراء ثم انقطع إلي أبي جعفر عليه السلام.

في مقاتل بن مقاتل 1146 - نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري عن القاسم بن يحيي، عن حسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت علي الرضا عليه السلام وأنا شاك في إمامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضي علي إمامته بالكوفة، فقلت له: عجلت؟ فقال: عندي في ذلك برهان وعلم.

قال الحسين، فقلت للرضا عليه السلام: قد مضي أبوك؟ فقال: أي والله، واني لفي الدرجة التي فيها

رسول الله صلي الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله، ومن كان أسعد ببقاء أبي مني، ثم قال: إن الله تبارك وتعالي يقول: " السابقون السابقون أولئك المقربون " (1) العارف للامامة حين يظهر الامام.

ثم قال: ما فعل صاحبك؟ فقلت: من؟ قال: مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه الطويل اللحية الأقني الانف، وقال: أما أني ما رأيته ولا دخل علي، ولكنه آمن وصدق فاستوص به قال: فانصرفت من عنده إلي رحلي فإذا مقاتل راقد، فحركته ثم قلت لك بشارة عندي لا أخبرك بها حتي تحمد الله مائة مرة ففعل، ثم أخبرته بما كان.

(١) سورة الواقعة: ١١

(٨٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، أبو الفضل الخراساني (1)، حمدان بن أحمد القلانسي (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أبو علي المحمودي (1)، القاسم بن يحيي (1)، مقاتل بن مقاتل (3)، عمر بن يزيد (1)، محمد بن مسعود (2)، القتل (1)، الإستحمام، الحمام (1)، سورة الواقعة (1)

في حمزة بن بزيع 1147 - روي أصحابنا عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار المكفوف عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي، قال، ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه فقيل له: انه كان يقول بموسي ويقف عليه، فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كمن جحد حق آبائي.

في أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي 1148 -

حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسني، رحمه الله، قال:

حدثني أبو أحمد محمد بن سليمان، من العامة، قال: حدثني العباس الدوري، قال: سمعت يحيي بن نعيم، يقول: أبو الصلت نقي الحديث ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب. 1149 - قال أبو بكر: حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد، ذكر أن مولده بالمدينة، قال: سمعت بركة بن الحسن الاسفرائني، يقول: سمعت أحمد ابن سعيد الرازي، يقول: إن أبا الصلت الهروي ثقة مأمون علي الحديث الا أنه يحب آل رسول الله صلي الله عليه وآله وكان دينه ومذهبه (1).

(1) إلي هنا تم نسخة السيد وقال في آخره: تمت يتلوه في الجزء السابع ما روي في أبي جرير القمي والحمد لله رب العالمين، كتبه العبد الضعيف الفقير … في عاشر جمادي الآخرة سنة أربع وستين وتسعمائة.

وبه تم مقابلة الكتاب علي نسخة السيد في يوم مولد النبي " ص " سنة 1404 علي يد العبد الفقير السيد مهدي الرجائي.

(٨٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، عبد السلام بن صالح الهروي (1)، أحمد بن إبراهيم السنسني (1)، الحسين بن صالح الخثعمي (1)، علي بن عبد الغفار (1)، يحيي بن نعيم (1)، طاهر بن علي (1)، محمد بن سليمان (1)، الفضل بن كثير (1)، حمزة بن بزيع (2)، الكذب، التكذيب (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، شهر جمادي الثانية (1)، الموت (1)

في أبي جرير القمي 1150 - محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم، قال: دخلت علي الرضا عليه السلام من

أول الليل في حدثان موت أبي جرير فسألني عنه وترحم عليه، ولم يزل يحدثني وأحدثه حتي طلع الفجر، فقام عليه السلام فصلي الفجر.

في علي بن جعفر بن العباس الخزاعي المروزي 1151 - قال محمد بن مسعود: علي بن جعفر بن العباس الخزاعي كان واقفيا.

(٨٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: صلاة الفجر (الصبح) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، علي بن جعفر بن العباس (2)، محمد بن حمزة بن اليسع (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن قولويه (1)، زكريا بن آدم (1)، محمد بن مسعود (1)

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.