النص علي أمير المؤمنين عليه السلام

اشارة

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور
الكتاب: النص علي أمير المؤمنين (ع)
المؤلف: السيد علي عاشور
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر سيرة النبي و الائمة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:
المصدر:

صفحه 001

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦
النص علي أمير المؤمنين (عليه السلام) الكتاب الرابع: النصوص علي آل محمد:
وتحته تمهيد وبحثين:
1 - النص علي كل إمام إمام 2 - النص علي جميع الأئمة دفعة واحدة تأليف العلامة السيد علي عاشور
(٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)

صفحه 002

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧
تمهيد في مقدمات 1 - في انحصار النص بالله تعالي 2 - هل لابد لكل نبي من وصي؟
3 - هل كان للنبي محمد وصي كبقية الأنبياء؟
4 - هل دلنا النبي علي وصيه وهل كان يريد أن يوصي؟
5 - لعبة السقيفة!
6 - نص النبي (صلي الله عليه وآله) الصريح علي أمير المؤمنين (عليه السلام) 7 - تصريح أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه وصي رسول الله (صلي الله عليه وآله) 8 - تصريح جملة من الصحابة بأحقية الإمام علي (عليه السلام) بالخلافة
(٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، السقيفة (1)

صفحه 003

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨
تمهيد في مقدمات المقدمة الأولي:
في انحصار النص بالله تعالي في جاعل الخلافة والإمامة خلاف فبين قائل أن الجاعل هو الله، ومن قائل ان الجاعل هم طائفة من الأمة، إما من قريش وإما من غيرها، ونحو ذلك من الأقوال.
والصحيح أن الجاعل هو الله سبحانه وتعالي، وذلك لطرق:
* الطريق الأول: القرآن الكريم وذلك بآيات:
الآية الأولي قوله تعالي:
* (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * (1).
حيث جعل سبحانه مسألة خلافة الأرض من شأنه فهو الذي يجعل الخليفة والامام بيده ملكوت كل شئ.
لذا إبراهيم (عليه السلام) لم يسأل عن هذا الجعل أو يناقش فيه، بل أخذه كمسألة مسلمة، إنما أخذ يسأل عن شمول الجعل لذريته، فأجابه سبحانه بشمولهم دون الظالمين.
وسوف يأتي التفصيل في هذه الآية عند الكلام علي تواتر كون الأئمة من بني هاشم.
قال ابن سلام الأباضي: يعني لا ينال ما عهد إليك من النبوة والإمامة في الدين الظالم لنفسه من ذريتك (2).
الآية الثانية قوله تعالي:
* (إني جاعل في الأرض خليفة) * (3).
فأخبر سبحانه وتعالي الملائكة انه سوف يعمل صلاحيته في جعل الخليفة، والملائكة
١ - البقرة: ١٢٤.
٢ - بدء الاسلام: ٩٧.
٣ - البقرة: ٣٠.
(٨)
مفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (1)، القرآن الكريم (1)، آية لا ينال عهدي الظالمين (1)، بنو هاشم (1)، الظلم (1)

صفحه 004

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩
بدورها لم تناقش فيه انما سألت عن المصداق له.
الآية الثالثة قوله تعالي:
* (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) * (1).
فأخبر سبحانه عن داود انه خاطب قومه الذين أرادوا أن يعترضوا علي وضع جالوت قائدا عليهم أخبرهم أن الله هو الذي جعله قائدا، واصطفاه للخصوصيات الموجودة فيه، وهي الأفضلية، والأفضل يقدم علي المفضول في كل شئ.
الآية الرابعة قوله تعالي:
* (واجعلنا للمتقين إماما) * (2).
فطلبوا الجعل من الله سبحانه وتعالي للتسالم علي أنه الجاعل وحده لا شريك له.
الآية الخامسة قوله تعالي:
* (اني اصطفيتك علي الناس برسالاتي وبكلامي) * (3).
فنسب الاصطفاء اليه تعالي.
١ - البقرة: ٢٤٧.
٢ - الفرقان: ٧٤.
٣ - الأعراف: ١٤٤.
(٩)
مفاتيح البحث: الشراكة، المشاركة (1)

صفحه 005

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠
الطريق الثالث:
الروايات الشريفة كالمروي في قصة نزول سأل سائل عندما عين رسول الله عليا خليفة يوم غدير خم فاعترض الحرث وقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه …، ثم لم ترض بهذا حتي رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا [حتي نصبت هذا الغلام - حتي ترفع عليا ابن أبي طالب] وقلت: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فهذا شئ منك أم من الله؟! (1).
فأجابهم بأنه ممن بيده ملكوت كل شئ.
وكالمروي عن حذيفة أيضا قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد نزل بنا غدير خم وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي قدميه، فقال: " يا أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * ".
ثم نادي علي بن أبي طالب فأقامه عن يمينه ثم قال: " يا أيها الناس ألم تعلموا أني أولي منكم بأنفسكم؟ " فقالوا: اللهم نعم.
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ".
فقال حذيفة: فوالله لقد رأيت معاوية قام وتمطي وخرج مغضبا واضعا يمينه علي عبد الله بن قيس الأشعري ويساره علي المغيرة بن شعبة، ثم قام يمشي متمطئا وهو يقول:
لا نصدق محمدا علي مقالته ولا نقر لعلي بولايته، فأنزل الله تعالي: * (فلا صدق ولا صلي ولكن كذب وتولي ثم ذهب إلي أهله يتمطي) *، فهم به رسول الله (صلي الله عليه وآله) أن يرده فيقتله، فقال له جبرائيل: " لا تحرك به لسانك لتعجل به "، فسكت عنه (2).
١ - راجع شواهد التنزيل: ٢ / ٢٨٦، ونور الأبصار: ١٥٩، والفصول المهمة: ٤١، والغدير: ١ / ٢٤٠ - ٢٣٩ - ٢٤١ - ٢٤٤، والطرائف: ١ / ١٥٢، ونور الثقلين: ٥ / ٤١١.
٢ - شواهد التنزيل: ٢ / 391 ح 1041.
(١٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، المهاجرون والأنصار (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن قيس (1)، المغيرة بن شعبة (1)، غدير خم (2)، الكذب، التكذيب (1)، التصديق (1)، القتل (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)

صفحه 006

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١
وقال صادق أهل البيت (عليه السلام): " ان الوصية نزلت من السماء علي محمد كتابا ولم ينزل علي محمد كتاب مختوم إلا الوصية فقال جبرائل: يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك " (1).
فالله سبحانه وتعالي هو المتكفل بجعل خليفة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهو الذي أمر رسوله بهذا الأمر، ولم يدع الأمة أو بعضها تختار في ذلك لعلمه باختلاف آرائهم وقرب عهدهم بالجاهلية، ولعلمه بأصحاب المصالح الشخصية المحيطين برسول الله (صلي الله عليه وآله) وكذلك بالمنافقين.
١ - أصول الكافي ١ / 279 باب الأئمة لم يفعلوا شيئا إلا بعهد من الله.
(١١)
مفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الوصية (2)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

صفحه 007

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢
المقدمة الثانية:
" لكل نبي وصي " سيرة الأنبياء أجمع كانت علي نصب الأوصياء لينوبوا عنهم في الأحكام الشرعية، وحل الخلافات والنزاعات المستجدة في كل مجتمع من المجتمعات.
فكان لآدم ونوح وإبراهيم وموسي وعيسي وداود ويعقوب وسليمان عليهم السلام أوصياء أخرجوا الناس من الظلمات إلي النور وعبدوهم بطريقة الأنبياء السابقين.
بل موسي (عليه السلام) أوصي لهارون وجعله خليفته لغيابه مدة أربعين يوما.
حتي أن حكمة جعل وإرسال الأنبياء نفسها جارية في الأوصياء، والعقل كما يوجب إرسال النبي (عليه السلام) كحجة علي الخلق، كذلك يوجب إرسال الأوصياء والخلفاء.
هذا كله بعيد عن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والآثار.
قال تعالي: * (انما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (1).
وهذا نص صريح في أن لكل قوم بعد النذير والنبي هاد.
وقد روي الأصحاب حديث: " أنا المنذر وعلي الهادي ".
وحديث: " المنذر والهادي رجل من بني هاشم " كما يأتي في القسم الثاني من النصوص.
وأخرج الطبراني عن أبي أيوب قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: " ما بعث من نبي إلا كان بعده خليفة " (2).
وعن ابن عباس: " لا يكون نبوة إلا بعدها خلافة " (3).
وقال لمن سأله عن الجماعة بلا إمام: " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتي يدركك الموت وأنت كذلك " (4).
١ - الرعد: ٧.
٢ - المعجم الأوسط: ٩ / ٣٢٩ ح ٨٧١٥.
٣ - الإنافة في رتبة الخلافة: ٦٨.
٤ - المستدرك: ١ / ١١٣ كتاب العلم.
(١٢)
مفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، النبي سليمان عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الأحكام الشرعية (1)، عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (1)، بنو هاشم (1)، الحج (1)، الموت (1)، الوصية (4)، الجماعة (1)

صفحه 008

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣
ويؤيده الحديث المستفيض: " من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " (1).
والحديث المشهور من عدم خلو الأرض من الحجة، وإلا لساخت بأهلها كما تقدم ويأتي مفصلا.
وقال عمر بن الخطاب: " من لم يستخلف ضيع أمر الأمة " (2).
والأمة مجمعة علي وجوب الإمام والرياسة بكل مذاهبها، نعم اختلفوا هل بالعقل أو بالشرع من الله أم من الناس (3).
وقد أجمعت الصحابة علي وجوب نصب الإمام في كل عصر، كما صرح بذلك البيهقي والتفتازاني وغيرهم من العلماء (4).
واستدل أصحابنا علي وجوب الرياسة في كل زمان بأدلة عقلية ونقلية فصلوها في محلها فلتراجع (5).
١ - كما يأتي تفصيله.
٢ - تاريخ المدينة: ٣ / 885 - 896.
3 - راجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 307 - 308 شرح الكلام 40.
4 - شعب الايمان: 6 / 6، وشرح العقائد النفسية: 96.
5 - الذخيرة في علم الكلام: 409.
(١٣)
مفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، معرفة الإمام (1)، الموت (2)، الجهل (1)، الوجوب (3)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)

صفحه 009

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤
المقدمة الثالثة:
للنبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) وصي كبقية الأنبياء لم يكن نبينا الأعظم بدعا من الرسل حتي نثبت لجميع الأنبياء أوصياء دونه، ولم يكن النبي (صلي الله عليه وآله) ليضيع أمر الأمة بتركه الوصية لامته، كما هو مقتضي حديث عمر وغيره، وهو الذي قضي عمره الشريف في تبليغ الرسالة وخدمة المجتمع، فكيف يعقل أن يترك النبي (صلي الله عليه وآله) أمته من غير وصية وقد أمر بالوصية؟! وهو الأب الحنون لهذه الأمة.
هذا مع علم النبي (صلي الله عليه وآله) بما يجري علي الصحابة من الاختلاف في أمر الخلافة، كما رواه الإمام أحمد وغيره عن عقبة بن عامر عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " اني والله لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها " (1).
وقال (صلي الله عليه وآله): " إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافا " (2).
1 - مسند أحمد: 4 / 149 ط م و 5 / 145 ح 16893 ط. ب.
2 - دلائل النبوة للبيهقي: 6 / 393 دار الكتب العلمية، ومصنف ابن أبي شيبة: 12 / 50 ط. دار الفكر.
(١٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، عقبة بن عامر (1)، الوصية (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)

صفحه 010

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥
المقدمة الرابعة:
هل أوصي النبي (صلي الله عليه وآله) لأحد الصحابة بعينه؟
إذا أغمضنا النظر عن النصوص الصريحة الآتية من رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإننا نجد ان قرائن الحال كانت تقتضي أن يوصي النبي الأعظم لأحد بعينه، اما لما تقدم من أن لكل نبي وصي أو لعلمه بالاختلاف بين الصحابة بالخلافة، واما لما ورد من اهتمام الصحابة بالوصية (1).
هذا إضافة إلي ما حصل يوم الوفاة حيث أخرج الحفاظ قوله: " هريقوا علي سبع قرب لأعهد للناس " (2).
وقوله: " صبوا علي من سبع قرب لعلي استريح فاعهد إلي الناس " (3) وكيف أوصي بحديث الثقلين (الكتاب والعترة) عند وفاته، كما يأتي في أحاديث الثقلين.
ومسألة أحاديث الدواة والقلم حتي قال عمر مقولته الشنيعة (4).
وعمر فهم من مقولة النبي (صلي الله عليه وآله) انه أراد أن يوصي بالخلافة وإلا لما اعترض عليه، بل هو صرح بذلك حيث قال لابن عباس:
" لقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطة علي الاسلام..
فعلم رسول الله اني علمت ما في نفسه فأمسك! " (5).
١ - راجع مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٧ ح ١٤٦٦٨، وفضائل أحمد: ٢ / ٦١٥.
٢ - تاريخ البخاري: ٥ / ٣٢٠ ح ٨٨١، والوفا: ٧٨٨، والمصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٤٣٠ ح ٩٧٥٤.
٣ - المصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٤٣٠ ح ٩٧٥٤.
٤ - سوف تأتي ألفاظ مقولته مع المصادر في الأبحاث الآتية، وعلي سبيل المثال راجع تاريخ الطبري:
٢ / ٤٢٦، والكامل في التاريخ: ٢ / 320، ومسند أحمد: 1 / 325 - 355.
5 - علي ومناوؤوه: 26 عن شرح النهج لابن أبي الحديد: 3 / 97 ط. مصر دار الكتب العربية.
(١٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث الثقلين (1)، عبد الله بن عباس (1)، المرض (1)، الوصية (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

صفحه 011

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦
المقدمة الخامسة:
سيناريو عمر بن الخطاب واخراج أبو بكر لعبة السقيفة " السقيفة " كلمة تفجع القلب، وتذكرنا بأحداث كالخيال، هل حقيقة هناك مؤامرة أو مؤامرات عند وفاة النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله)؟!
هل تقمصوا الخلافة؟! هل تركوا جثمان رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأسرعوا إلي السقيفة المشؤومة؟!
هل كانت البيعة بالقوة والرشوة؟!
هل هدد بيت فاطمة بنت محمد؟! هل هجموا الدار ومعهم الحطب والنيران؟!
هل ضربت فاطمة الزهراء؟! هل اسقط جنينها؟!
هل أخرجوا ابن عم الرسول وصهره والذي قام الدين علي سيفه مكبلا بحبائل سيفه؟!
هل هددوه بالقتل إن لم يبايع؟!
تساؤلات أجاب عنها الصحابة والمحدثين والعلماء، والإجابة كانت دائما ب " نعم ".
1 - نعم، كانت هناك مؤامرة: ابتدأت منذ أنكر عمر موت رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي مجئ أبو بكر من السنخ.
ويكفي ما كتبه المؤرخ عبد الفتاح عبد المقصود قال: (ان الصورة التي رسمها التاريخ لا تخفي أن أبا بكر وصاحبيه كانوا علي بينة بالخلافة فيمن ينبغي أن تنحصر، ولمن يجب أن تؤول، إن لم يكن استنادا إلي ما سمعوه من لسان الرسول، فبمقتضي فضله وقدمته وارتفاع ذكره بين المسلمين، ارتفاعا شاع وملأ الأسماع، حتي لأوشك أن ينعقد حينئذ علي أفضليته الاجماع..
كانوا يعلمون أنه الأولي بالأمر بعد ابن عمه العظيم، ثم لم يمنعهم علمهم هذا أن يبادروا إلي ما هو له فتقبض أكفهم عليه.. وسواء افعلوا ذلك عن اختيار أم اضطرار، عمدا وقصدا، أم أكرهتهم الظروف علي البدار، فإنهم في الصورة التاريخية المرسومة أو علي الأقل في
(١٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، فاطمة بنت محمد (1)، السقيفة (3)، الضرب (1)، القتل (1)، الإختيار، الخيار (1)، الوفاة (1)

صفحه 012

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧
رأي الكثيرين، وقد غمطوا ابن أبي طالب حقه المعلوم..) (1).
ولعل الإمام الغزالي سبقه علي هذا التصريح بل كان أوضح وأجرأ منه حيث قال: (لكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير علي متن الحديث من خطبته في يوم عيد غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال عمر: " بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولي كل مولي " فهذا تسليم ورضي وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوي لحب الرياسة، وحمل عمود الخلافة وعقود النبوة وخفقان الهوي في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار، وسقاهم كأس الهوي فعادوا إلي الخلاف الأول فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا) (2).
2 - نعم، تقمصوا الخلافة: كما صرح أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الشقشقية: " أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا " (3).
وسوف تأتي في تصريحاته.
وسوف يأتي قول الهذيل بن شرحبيل: " كان أبو بكر يتأمر علي وصي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ".
3 - نعم، تركوا جثمان رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأسرعوا إلي دنياهم السقيفة، كما اعترفت عائشة بقولها: " ما علمنا بدفن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حتي سمعنا صوت المساحي من جوف الليل " (4).
هذه زوجة النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله)، فما بالك بغيرها!!.
4 - نعم، كانت البيعة بالقوة والرشوة:
اما القوة فباعتراف جملة من الصحابة، فعن ابن عباس: " بعث أبو بكر عمر إلي علي حين قعد عن بيعته، وقال: ائتني به بأعنف العنف.. " أخرجه البلاذري (5).
وكسروا سيف الزبير (6).
١ - السقيفة لعبد الفتاح عبد المقصود: ١١١.
٢ - مجموعة رسائل الإمام الغزالي - رسالة سر العالمين: ١٠ - ١١ المجموعة السادسة.
٣ - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١ / ١٥١ الخطبة الثالثة.
٤ - تاريخ الطبري: ٢ / ٤٥٢ سنة ١١، ومسند ابن راهويه: ٢ / ٤٣٠ ح ٩٩٤، والاستيعاب: ١ / ٣٥، والتبيين: ٤٩.
٥ - أنساب الأشراف: ١ / ٥٨٧ ح ١١٨٨ ط مصر.
٦ - راجع السنن الكبري: ٨ / ١٥٢، وتاريخ الطبري: ٢ / 444 سنة 11.
(١٧)
مفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (1)، السقيفة (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)

صفحه 013

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨
وهجموا علي دار فاطمة لإحراقه (1).
وأخرج عبد الرزاق: " لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلي المنبر ازعاجا " (2).
وقال عمر لعلي والزبير: " لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان " (3).
ونحو ذلك كثير فيما روي الحفاظ (4).
ويأتي ما فعلوه بباب فاطمة وإخراج علي بالقوة للبيعة!!
اما الرشوة، فقد رشوا أبا سفيان كما ذكره الجوهري وابن أبي الحديد والطبري وغيرهم (5).
ورشوا امرأة من بني عدي فقالت لهم: " أترشوني عن ديني " (6).
وحاولوا أن يرشوا العباس (7).
5 - نعم، هدد بيت فاطمة وهجموا عليه بقبس من نار ليحرقوا الدار، وسوف تأتي نصوص ذلك مفصلا في الفصول الآتية (8).
وضربوها وأسقطوا جنينها كما روته أصحابنا فيما يأتي.
6 - نعم، أخرجوا أول الناس إسلاما وايمانا من داره بالعنف بحبائل سيفه إلي المسجد ليبايع، كما نص عليه ابن حمدون في التذكرة حيث قال الأمير (عليه السلام) لمعاوية:
" اني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتي أبايع، ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت وأن تفضح فافتضحت " (9).
نعم عزيزي القارئ، كل ذلك كان، بل كانت هناك أمور لم ندري ما هي، ولم ينقل لنا
١ - سوف تأتي مصادره.
٢ - المصنف: ٥ / ٤٣٨ ح ٩٧٥٦.
٣ - تاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٤ سنة ١١.
٤ - السقيفة: ٤٦ و ٧٢، والإمامة والسياسة: ١ / ١٣ و ١٥ و ١٩، وتاريخ الطبري: ٢ / ٢١٠ و ٤٤٤ و ٤٥٩ ٤٥٨، والمسند: ١ / ٥٦، ووفاة الزهراء: ٦٥ و ٦٦.
٥ - السقيفة: ٣٧، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٤٤ الخطبة ٢٦، وتاريخ الطبري: ٣ / ٢٠٢ الطبعة الأولي، والعقد الفريد: ٤ / ٢٤٥.
٦ - شرح النهج: ٢ / ٥٢ الخطبة ٢٦، والسقيفة: ٤٩، وأنساب الاشراف: ١ / ٥٨٠ ح ط. مصر ١١٧٤.
٧ - شرح النهج: ١ / ٢٢١ الخطبة ٥، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / 125.
8 - محاذير تقدم المفضول - هفوات الخليفة الثاني.
9 - التذكرة الحمدونية: 7 / 165 - ح 794 كتاب الحجج البالغة.
(١٨)
مفاتيح البحث: إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، الرشوة، الإرتشاء (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، كتاب تاريخ الطبري (3)، السقيفة (3)

صفحه 014

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩
التاريخ الا القليل كعادته!!
كانت كل هذه الفضائح وانتهاك الحرمات من أجل الدنيا والملك.
ذكر من تخلف عن لعبة السقيفة قال أبو الفداء عبد الرزاق والجوهري وجملة من المؤرخين: تخلف عن بيعة أبي بكر عتبة بن سعد، وخالد بن سعيد والمقداد وسلمان وأبي ذر وعمار والبراء وأبي بن كعب وأبو سفيان وبني هاشم والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص والعباس وأولاده والفضل والمقداد بن عمرو وفروة بن عمرو (1).
وقال أبو عمر: تخلف عن بيعته طائفة من الخزرج وفرقة من قريش (2).
قال محمد بن إسحاق: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) (3).
وقال الزبير بن بكار - بسنده إلي إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال: لما بويع أبو بكر واستقر أمره ندم قوم كثير من الأنصار علي بيعته ولام بعضهم بعضا وذكروا علي بن أبي طالب وهتفوا باسمه (4).
وقال الطبري: فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا (5).
وقال عبد الرزاق في المصنف: قال عمر: تخلفت عنا الأنصار بأسرها في السقيفة (6).
١ - تاريخ أبي الفداء: ١ / ١٥٦، والسقيفة للجوهري: ٤٣ - ٥٠ - ٦٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٤٩ - ٥٦ الخطبة ٢٦ و: ٦ / ٥ - ١٢ الخطبة ٥٨، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٤ خبر السقيفة، والمصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٤٧٢ - ٤٤٢ ح ٩٧٧٤ - ٩٧٥٨، ورسالة سر العالمين للغزالي: ١١، والرياض النضرة: ١ / ٢٣١ ذكر بيعته و ٢٤١ ذكر البيعة العامة، والموفقيات للزبير بن بكار: ٥٩٠ ط. بغداد، وتاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٣ - ٤٤٦.
٢ - الرياض النضرة: ١ / ٢٣١ ذكر بيعته.
٣ - الأخبار الموفقيات: ٥٨٠ ح ٣٨٠.
٤ - الأخبار الموفقيات: ٥٨٣ ح ٣٨٢.
٥ - تاريخ الطبري: ٢ / 443 الأخبار الواردة بيوم وفاة النبي.
6 - المصنف: 5 / 442 ح 9758.
(١٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، علي بن أبي طالب (1)، الزبير بن بكار (1)، بنو هاشم (1)، محمد بن إسحاق (1)، خالد بن سعيد (1)، أبي بن كعب (1)، السقيفة (3)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب السقيفة للجوهري (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)، مدينة بغداد (1)، الوفاة (1)

صفحه 015

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠
* مقارنة بين عروج النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) إلي قاب قوسين وبين الهجر العمري؟!
عزيزي القارئ قد تقدم في الكتاب الأول ولاية رسول الله التكوينية وقدسية ذاته وتنقله في الأنوار والأصلاب ويأتي توسل الأنبياء به.
وكل ذلك يكشف لنا عظمة النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) وقدسية روحه وعقله، وانه * (لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي) *.
بعد ذلك كله وبعد انهاء تبليغ الرسالة وعند بدء عوده إلي المقر الأبدي: * (قاب قوسين أو أدني) * يأتي بعض الصحابة بدلا من تكريم صاحب الرسالة والافتخار به، يأتي ليصفه بوصف كانت كفار قريش تصفه به، جاء من يدعي الاسلام ليصف الحقيقة المحمدية بوصف يخجل الانسان من قوله لخادمه، وصف يكشف عن حقد دفين، " ان الرجل ليهجر..
حسبنا كتاب الله ".
الله أكبر ما هذه الكلمة التي تهد الصخور الصلدة!!
ما هذا الجفاء الذي يملأ قلب عمر بن الخطاب!!
ألهذه الدرجة الملك عزيز!!
أمن أجل إرادة النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) التأكيد علي وصيته لأول من أسلم وجاهد، من أجل نصب علي (عليه السلام) خليفة يقطع عمر كلامه بهذه الكلمات.
ثم يكرر النبي (صلي الله عليه وآله) طلب الدواة مرة أخري كما في رواية المجمع الآتية. ويعود عمر لمقولته ثانية.
فجاء الجواب: " اخرجوا لا ينبغي عند نبي التنازع … ".
وماذا يقول لهم عند منعه من الوصية، وهل يراد من الوصية إلا التنفيذ. فإذا قالوا هذه الكلمة - يهجر - فهم علي استعداد أن يقتلوا في سبيل الملك وأن يعيدوا الجاهلية.
فلأجل علم النبي (صلي الله عليه وآله) بعدم تنفيذ وصيته أخرجهم من الدار، ولم يؤكد علي الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام) مرة ثالثة فيما وصل لنا من مصادر.
وهكذا كان عمر بن الخطاب المانع الأساسي من الوصية، وكان أول من اعترض علي
(٢٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، الجهل (1)، الوصية (3)، النفاذ، التنفيذ (1)

صفحه 016

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١
رسول الله (صلي الله عليه وآله) في مرض وفاته، ولكنها لم تكن المرة الأولي في الاعتراض فسوف يأتي (1) انه اعترض عليه في صلح الحديبية وفي الصلاة علي عبد الله بن أبي وفي غيرها من الموارد.
نعم، كان أشدها يوم الوفاة عندما وصف النبي بالهجر، واعلم أن الهجر معناه كما في لسان العرب: القبيح من الكلام، والهذيان، وهجر به في النوم يهجر هجرا: حلم وهذي، وفي الحديث قالوا ما شأنه أهجر، أي اختلف كلامه بسبب المرض (2).
وقال: الهذيان: كلام غير معقول مثل كلام المبرسم والمعتوه (3).
وقال القسطلاني: فقالوا ما شأنه أهجر " بهمزة لجميع رواة البخاري، وفي الرواية التي في الجهاد بلفظ " فقالوا هجر " بغير همزة.
ووقع للكشميهني هناك " فقالوا هجر، هجر رسول الله " أعاد هجر مرتين.
قال عياض: معني أهجر أفحش، يقال هجر الرجل إذا هذي، وأهجر إذا أفحش (4).
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار: يقال: أهجر الرجل إذا قال الفحش (5).
وسوف يأتي تفصيل الكلام في ذلك عند هفوات عمر.
١ - في نماذج من تقديم المفضول - هفوات الخليفة الثاني -.
٢ - لسان العرب: ٥ / ٢٥٤ - ٢٥٣ - لفظة هجر -.
٣ - لسان العرب: ١٥ / ٣٦٠ لفظة هذي.
٤ - فتح الباري شرح صحيح البخاري: ٨ / 168 ح 4432 كتاب المغازي باب مرض النبي (84).
5 - مشارق الأنوار علي صحاح الآثار: 2 / 331 حرف الهاء.
(٢١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، المرض (3)، الصّلاة (1)، النوم (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب فتح الباري (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)

صفحه 017

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢
نصوص النبي (صلي الله عليه وآله) علي علي (عليه السلام) المقدمة السادسة:
نصوص النبي (صلي الله عليه وآله) علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أخرج الطبراني وعبد الرزاق بسند في المصنف رجاله ثقات عن أبيه عن ميناء عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع النبي (صلي الله عليه وسلم) ليلة وفد الجن، قال: فتنفس فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟
قال: " نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود! ".
قال: قلت: فاستخلف.
قال: " من؟ " قلت: أبو بكر، قال: فسكت، ثم مضي ساعة ثم تنفس، قال: فقلت: ما شأنك؟
قال: " نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود ".
قال: قلت: فاستخلف.
قال: " من؟ " قلت: عمر، قال: فسكت ثم مضي ساعة ثم تنفس.
قال: فقلت: ما شأنك؟
قال: " نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود! ".
قال: قلت: فاستخلف.
قال: " من؟ " قلت: علي بن أبي طالب.
قال: " أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين " (1).
١ - المصنف: ١١ / ٣١٧ - ٣١٨ ح ٢٠٦٤٦ باب في ذكر علي بن أبي طالب، وفرائد السمطين: ١ / ٢٦٧ ح ٢٠٩، ومناقب الخوارزمي: ١١٤ ح ١٢٤ فصل ٩. والمعجم الكبير: ١٠ / 67 ح 9970 ترجمة ابن مسعود - ذكر ليلة الجن، ومجمع الزوائد عن أحمد وقال: رجاله ثقات وميناء وثقه ابن حبان: 9 / 22 ط.
مصر. و 8 / 590 ح 14239 من بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد وبالهامش رواه أحمد: 4294 وكذا في هامش الطبراني.
(٢٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الطبراني (2)، علي بن أبي طالب (2)، عبد الله بن مسعود (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب فرائد السمطين (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 018

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣
2 - وأخرجه الطبراني بسند آخر قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا علي بن الحسين بن بردة العجلي الذهبي، حدثنا يحيي بن يعلي الأسلمي عن حرب بن صبيح، حدثنا سعيد بن مسلم عن أبي مرة الصنعاني عن أبي عبد الله الهذلي عن ابن مسعود قال: - وذكر ما جري مع النبي ليلة الجن - إلي أن قال: " وما أظن أجلي إلا قد اقترب ".
قلت: يا رسول الله ألا تستخلف أبا بكر؟
فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه.
فقلت: يا رسول الله ألا تستخلف عمر؟
فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه.
فقلت: يا رسول الله ألا تستخلف عليا؟
قال: " ذاك والذي لا إله غيره لو بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة أجمعين " (1).
قال السيوطي بعد ذكر الحديث: وقد يقوي هذا بحديث علي قال لي رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " سألت الله أن يقدمك ثلاثا " (2).
3 - وأخرج أبو جعفر الإسكافي وابن أبي الحديد عن أبي مخنف لوط بن يحيي واللفظ له:
جاءت عائشة إلي أم سلمة تخادعها علي الخروج للطلب بدم عثمان - وساق الحديث إلي أن قال - قالت - أم سلمة -: وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في سفر له وكان علي يتعاهد نعلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فيخصفها، ويتعاهد أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظل شجرة، وجاء أبوك ومعه عمر، فاستأذنا عليه فقمنا إلي الحجاب ودخلا يحادثانه فيما أراد، ثم قالا: يا رسول الله انا لا ندري قد ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا؟
فقال لهما: " اما اني قد أري مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران ".
١ - المعجم الكبير: ١ / ٦٧ ح ٩٩٦٩ ترجمة ابن مسعود ليلة الجن، ومجمع الزوائد: ٨ / 315 ط. مصر.
2 - اللآلئ المصنوعة: 1 / 325 - 326 مناقب الخلفاء الثلاثة.
(٢٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، الطبراني (1)، محمد بن عبد الله الحضرمي (1)، هارون بن عمران (1)، لوط بن يحيي (1)، الحرب (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)

صفحه 019

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤
فسكتا ثم خرجا.
فلما خرجنا إلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قلت له - وكنت أجرأ عليه منا: من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم؟
فقال: " خاصف النعل ".
فنظرنا فلم نر أحدا إلا عليا، فقلت: يا رسول الله ما أري إلا عليا.
فقال: " هو ذاك ".
فقالت عائشة: نعم أذكر ذلك.
فقالت أم سلمة: أي خروج تخرجين بعد هذا؟ (1).
4 - وأخرج الخطيب عن وهب بن كعب عن سلمان أنه قال: يا رسول الله انه ليس من نبي إلا وله وصي وشيطان فمن وصيك وشيطانك؟
فسكت رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، ولم يرجع إليه شيئا.
فلما صلي رسول الله الظهر قال: " إدن يا سلمان سألتني عن شئ لم يأتني فيه أمر، وقد أتاني: ان الله تعالي بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف شيطان، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ووصيي خير الوصيين، وشيطاني خير الشياطين " (2).
5 - وأخرج العقيلي عن أبي هريرة عن سلمان بلفظ قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قلت: يا رسول الله ان الله لم يبعث نبيا إلا بين له من يلي بعده فهل بين لك؟
قال: " لا ".
ثم سألته بعد ذلك.
فقال: " نعم علي بن أبي طالب " (3).
6 - وأخرج ابن إسحاق والخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه عن سلمان انه سأل رسول الله فقال: يا رسول الله انه ليس من نبي إلا وله وصي وسبطان فمن وصيك ومن
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٢١٧ - ٢١٨ شرح المختار ٧٩ قوله: معاشر الناس ان النساء.. ط. دار احياء الكتب العربية بمصر للحلبي و ٢ / ٧٧ ط. مصر القديمة، والمعيار والموازنة للإسكافي: 27 - 28 - 29.
2 - اللآلئ المصنوعة: 1 / 360 مناقب الخلفاء الأربعة، والكامل لابن عدي: 1 / 130 رقم الترجمة 161.
3 - اللآلئ المصنوعة: 1 / 356 - 357.
(٢٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، أبو هريرة العجلي (1)، علي بن أبي طالب (1)، الخطيب البغدادي (1)، البعث، الإنبعاث (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)

صفحه 020

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥
سبطانك [وسبطاك]؟.
فسكت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ولم يرجع شيئا، فانصرف سلمان يقول: يا ويله كلما لقيه ناس من المسلمين، قالوا: مالك سلمان الخير؟
فيقول: سألت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) [عن شئ] فلم يرد علي، فخفت أن يكون من غضب.
فلما صلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الظهر، قال: " ادن يا سلمان ".
فجعل يدنو ويقول: أعوذ بالله من غضبه وغضب [رسوله] رسول الله.
فقال: " سألتني عن شئ لم يأتني فيه أمر وقد أتاني. [أن] الله تعالي [عز وجل قد] بعث أربعة آلاف نبي، وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ووصيي خير الوصيين، وسبطي [سبطاي] خير الأسباط " (1).
7 - وعن ابن عمر قال: مر سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلا ونحن جلوس في حلقة وفينا رجل يقول: " لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر ".
فسئل سلمان فقال: " أما والله لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر " ثم مضي سلمان.
فقيل له: يا أبا عبد الله ما قلت؟
قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في غمرات الموت فقلت: يا رسول الله هل أوصيت؟
قال: " يا سلمان أتدري من الأوصياء؟ ".
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: " آدم وكان وصيه شيث وكان أفضل من تركه بعده من ولده، وكان وصي نوح سام، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي موسي يوشع وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي عيسي شمعون وكان أفضل من تركه بعده، واني أوصيت إلي علي وهو أفضل من أتركه من بعدي " (2).
8 - وأخرج ابن عدي بسنده عن عبد الله بن عمر ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال في مرضه: " ادعو
1 - تلخيص المتشابه في الرسم: 1 / 544 رقم 915 الفصل الثاني باب الخلاف في ثلاثة أحرف، وسيرة ابن إسحاق: 124 - 125 ذيل حديث بنيان الكعبة وما بين المعقودين منه.
2 - ينابيع المودة: 253 ط. تركيا و 301 ط. النجف ذيل الباب 56.
(٢٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، عبد الله بن عمر (1)، المرض (1)، الموت (1)، الوصية (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، تركيا (1)

صفحه 021

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦
لي أخي ".
فدعوا له أبا بكر فأعرض عنه.
ثم قال: " ادعو لي أخي ".
فدعوا له عمر فأعرض عنه.
ثم قال: " ادعو لي أخي ".
فدعوا له علي بن أبي طالب، فستره بثوب وأكب عليه.
فلما خرج من عنده قيل له: ما قال؟
قال: " علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب " (1).
- وأخرجه الدارقطني بسنده عن عائشة بلفظ: " ادعوا لي حبيبي " (2).
9 - وأخرج علي بن حميد عن مجموع الفقه بسنده إلي علي عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه قال:
قال لي ربي عز وجل ليلة أسري بي: " من خلفت علي أمتك يا محمد؟ ".
قلت: " أنت يا رب أعلم ".
قال: " يا محمد انني اجتبيتك برسالتي واصطفيتك بنفسي وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك وجعلته وزيرك وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين " (3).
- وأخرجه سواء الإمام زيد في مسنده (4).
- هذه جملة من نصوص صريحة من رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي خلافة علي (عليه السلام)، وهناك طوائف من هذه النصوص تأتي في النص علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، انما أردنا هنا إثبات انه منصوص عليه في الجملة، وقد عرفت ذلك وأن بعضها يقوي بعض.
1 - اللآلئ المصنوعة: 374 - 375 مناقب الخلفاء الأربعة.
2 - اللآلئ المصنوعة: 374 - 375 مناقب الخلفاء الأربعة.
3 - مسند شمس الأخبار: 89 باب 5 عن البقال البغدادي في المجموع الفقهي.
4 - مسند الإمام زيد: 362 باب فضل العلماء.
(٢٦)
مفاتيح البحث: سبطي رسول الله الحسنان عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم عرفة (1)، علي بن أبي طالب (1)، الصدق (1)، الطهارة (1)

صفحه 022

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧
تصريحات علي (عليه السلام) بأحقيته للخلافة المقدمة السابعة:
تصريح أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه أحق بالخلافة 1 - منها ما ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة قال: قال علي بن أبي طالب: " فوالله ما كان يلقي في روعي ولا يخطر علي بالي ان العرب تعدل هذا الأمر عني، فما راعني إلا اقبال الناس علي أبي بكر، فأمسكت يدي ورأيت اني أحق بمقام محمد في الناس ممن تولي الأمور علي … فخشيت إن لم أنصر الاسلام وأهله أن أري في الاسلام ثلما وهدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولاية أمركم التي انما هي متاع أيام قلائل " (1).
2 - وقال بعد مبايعة عثمان: " يا بن عوف ليس هذا بأول يوم تظاهرتم علينا من دفعنا عن حقنا والاستئثار علينا، وانها لسنة علينا وطريقة تركتموها " (2).
3 - وقال لأبي عبيدة بعد أن أبلغه رسالة أبي بكر: " … وفي النفس كلام لولا سابق قول وسالف عهد لشفيت غيظي بخنصري وبنصري وخضت لجته بأخمصي ومفرقي لكني ملجم إلي أن ألقي ربي وعنده أحتسب ما نزل بي " (3).
4 - وأخرج القزويني عن أبي عبد الله الرازي حدث بقزوين عن محمد بن أيوب قال ميسرة في المشيخة، حدثنا أبو عبد الله الرازي، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا علي بن عبد المؤمن، حدثنا إسماعيل بن ابان عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان علي رضي الله عنه يقول: " أرأيتم لو أن نبي الله قبض من كان أمير المؤمنين إلا أنا ".
قال: وربما قال: قيل له يا أمير المؤمنين، والنبي (صلي الله عليه وسلم) ينظر إليه وهو يبتسم " (4).
5 - وأخرج ابن أبي الحديد عن الجوهري بسنده قال: قال علي يوم البيعة: " أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولي بالبيعة لي … إلي أن قال: يا معشر المهاجرين الله الله لا
١ - الإمامة والسياسة: ١ / ١٧٥ ط. بيروت - و ١٣٣ ط. مصر الحلبي ١٣٧٨ - صفين - ما كتب لأهل العراق.
٢ - السقيفة: ٨٥، وشرح النهج: 9 / 49 الخطبة 139.
3 - محاضرة الأبرار: 2 / 187.
4 - أخبار قزوين: 3 / 491 - 492 ترجمة العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام - زيادات حرف العين.
(٢٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، أبو عبد الله الرازي (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن أيوب (2)، جابر بن سمرة (1)، سماك بن حرب (1)، عبد المؤمن (1)، البيعة (1)، دولة العراق (1)، مدينة بيروت (1)، العباس بن عبد الله (1)، السقيفة (1)

صفحه 023

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨
تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلي بيوتكم ودوركم.. لا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم … " (1).
6 - وأخرج أيضا: قال ابن عمر: يا أبا الحسن أتريد أن تضرب بعضهم ببعض؟.
فقال: " اسكت ويحك فوالله لولا أبوك وما ركب مني قديما وحديثا ما نازعني ابن عفان ولا ابن عوف ".
فقام عبد الله فخرج (2).
7 - وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالة لمعاوية: " … وذكرت حسدي الخلفاء وابطائي عنهم وبغيي عليهم. فاما البغي فمعاذ الله أن يكون، واما الابطاء عنهم والكراهة لأمرهم فلست اعتذر منه إلي النار، لأن الله جل ذكره لما قبض نبيه (صلي الله عليه وسلم) قالت قريش: منا أمير، وقالت الأنصار: منا أمير. فقالت قريش: منا محمد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فنحن أحق بذلك الأمر.
فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان. فإذا استحقوها بمحمد (صلي الله عليه وسلم) دون الأنصار فان أولي الناس بمحمد (صلي الله عليه وسلم) أحق بها منهم.
وإلا فان الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا، فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا، أو الأنصار ظلموا. [بل] عرفت أن حقي هو المأخوذ وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم … " إلي أن قال:
" وقد كان أبوك أتاني حين ولي الناس أبو بكر فقال: أنت أحق بعد محمد (صلي الله عليه وسلم) بهذا الأمر وأنا زعيم لك بذلك علي من خالف عليك ابسط يدك أبايعك. فلم أفعل. وأنت تعلم أن أباك قد كان قال ذلك وأراده حتي كنت أنا الذي أبيت، لقرب عهد الناس بالكفر، مخافة الفرقة بين أهل الاسلام. فأبوك كان أعرف بحقي منك فان تعرف من حقي ما كان يعرف أبوك تصب رشدك، وإن لم تفعل فسيغني الله عنك والسلام " (3).
* أقول: ذكره ابن حبان في تاريخه وفي الثقات من قوله: وقد كان أبوك … إلي آخره (4)
١ - شرح النهج: ٦ / ١١ شرح الكلام ٦٦، وأهل البيت لتوفيق أبي علم: ٢٣٦، والسقيفة: ٦٠.
٢ - شرح النهج: ٩ / ٤٩ إلي ٥٨ الخطبة ١٣٩، والسقيفة: ٨٦.
٣ - وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 90 - 91 الجزء الثاني كتاب علي لمعاوية. ط. مصر الثانية سنة 1382 المؤسسة العربية الحديثة (المؤسسة السعودية بمصر).
4 - تاريخ ابن حبان - أخبار الخلفاء: 539 السنة السابعة والثلاثون - خلافة أمير المؤمنين علي، والثقات لابن حبان: 2 / 287.
(٢٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، يوم عرفة (2)، نصر بن مزاحم (1)، السقيفة (2)

صفحه 024

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩
والبلاذري بكاملها مع تفاوت في بعض الألفاظ (1).
8 - وقال الإمام علي (عليه السلام) لحبيب بن مسلمة الفهري وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد الأخنس السلمي رسل معاوية: " اما بعد فان الله بعث النبي (صلي الله عليه وسلم) فأنقذ به من الضلالة ونعش به من الهلكة وجمع به بعد الفرقة، ثم قبضه الله إليه وقد أدي ما عليه، ثم استخلف الناس أبا بكر، ثم استخلف أبو بكر عمر وأحسنا السيرة وعدلا في الأمة، وقد وجدنا عليهم ان توليا الأمر دوننا ونحن آل الرسول وأحق بالأمر، فغفرنا ذلك لهما.. ". (2).
9 - وأخرج العقيلي والخوارزمي والبلاذري مختصرا قوله: " بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولي بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم … الخطبة - عن أبي الطفيل يوم الشوري (3).
10 - وأخرج ابن عبد البر عن عمر بن شبة بسنده قال: قال علي: " لما قبض رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قلنا نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد، فأبي علينا قومنا فولوا غيرنا، وأيم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ويبور الدين لغيرنا، فصبرنا علي بعض الألم " (4).
11 - وقال (عليه السلام) بعد قتل عثمان:
" أيها الناس كتاب الله وسنة نبيكم لا يدعي مدع إلا علي نفسه، ساع نجا وطالب يرجو ومقصر في النار: ثلاثة، واثنان: ملك طار بجناحيه ونبي أخذ الله بيديه، لا سادس هلك من اقتحم وردي من هوي، اليمين والشمال مضلة، والوسطي الجادة: منهج عليه باقي الكتاب وآثار النبوة.
قد كانت أمور ملتم علي فيها لم تكونوا عندي محمودين ولا مصيبين، والله لو أشاء أن أقول لقلت: حق وباطل ولكل أهل، والله لئن أمر الباطل لقديما فعل، ولئن أمر الحق لرب ولعل، ما أدبر شئ فأقبل " (5).
12 - وأخرج الجوهري وابن أبي الحديد قال: لقي علي عمر فقال له علي: " أنشدك الله
١ - أنساب الأشراف: ٣ / ٦٧ - ٦٩ أمر صفين ط. دار الفكر.
٢ - وقعة صفين لنصر بن مزاحم: ٢٠٠ - ٢٠١ ذيل الجزء الثالث - رسل معاوية إلي علي.
٣ - اللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٦١ مناقب الخلفاء الأربعة، وأنساب الأشراف: ٢ / ٤٠٢ ط. دار الفكر، ومناقب علي للخوارزمي: ٣١٣ ح ٣١٤، وفرائد السمطين: ١ / ٣٢٠ ح ٢٥٠.
٤ - الاستيعاب بهامش الإصابة: ١ / ٥٠٢ ترجمة رفاعة بن رافع بن مالك.
٥ - عيون الأخبار لابن قتيبة: ٢ / ٢٣٦ كتاب العلم - الخطب.
(٢٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، معن بن يزيد (1)، الخوارزمي (2)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (1)، الهلاك (2)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، رفاعة بن رافع (1)، نصر بن مزاحم (1)

صفحه 025

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠
هل استخلفك رسول الله (صلي الله عليه وسلم)؟ ".
قال: لا.
قال: " فكيف تصنع أنت وصاحبك؟! " قال: اما صاحبي فقد مضي لسبيله واما أنا فسأخلعها من عنقي إلي عنقك (1).
13 - وقال للعباس لما بلغه ذهاب القوم للسقيفة: " أومنهم من ينكر حقنا ويستبد علينا " (2).
14 - وقال لفاطمة (عليها السلام) بعد أن هجم القوم علي دارها بالحطب لإحراقه:
" أتحبين أن يزول هذا النداء من الوجود؟ - وكان المؤذن يؤذن - قالت: لا.
قال: " إذن سأبايع لأبي بكر " (3).
15 - وقال (عليه السلام) في خطبته الشقشقية:
" اما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا ينحدر عني السيل، ولا يرقي إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر علي طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتي يلقي ربه، فرأيت أن الصبر علي هاتا أحجي، فصبرت وفي العين قذي وفي الحلق شجا، أري تراثي نهبا، حتي مضي الأول لسبيله فأدلي بها إلي ابن الخطاب بعده:
شتان ما يومي علي كورها * ويوم حيان أخي جابر فيا عجبا! بينما هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشد ما تشطرا ضرعيها، فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها …
فصبرت علي طول المدة وشدة المحنة … متي اعترض الريب في مع الأول منهم حتي صرت اقرن إلي هذه النظائر!! …
إلي أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله
١ - السقيفة للجوهري: ٥٢، وشرح النهج: ٢ / ٥٨ شرح الخطبة ٢٦.
٢ - أنساب الأشراف: ١ / 583 ح 1180 ط. مصر.
3 - أهل البيت للشرقاوي: 146.
(٣٠)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السقيفة (1)، الحلق (1)، الصبر (1)، الأذان (1)، كتاب السقيفة للجوهري (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)

صفحه 026

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١
خضم الإبل نبتة الربيع … " (1).
* أقول: الخطبة الشقشقية عليها نور الإمامة وألفاظها تنبئ أنها من معدن الوحي والتنزيل تقبلها العامة والخاصة في كتبهم:
- قال مصدق: وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل، فقلت له: أتقول انها منحولة؟
فقال: لا والله، واني لأعلم انها كلامه، كما أعلم انك مصدق.
فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي رحمه الله تعالي.
فقال: أني للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب! قد وقفنا علي رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر.
ثم قال: والله لقد وقفت علي هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها، وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي (2).
- وقال ابن أبي الحديد: وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة.
ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب الانصاف، وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالي، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالي موجودا (3).
هذه جملة من تصريحات أمير المؤمنين (عليه السلام) وكلها من كتب القوم.
ولأصحابنا تصريحات أخري أغمضنا عن ذكرها (4).
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٥١ - ١٦٢ - ١٨٤ - ١٩٧ الخطبة الثالثة.
٢ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ٢٠٥ شرح الخطبة الشقشقية.
٣ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ٢٠٥ - ٢٠٦.
٤ - راجع روضة الكافي: ٨ / ٢٣، وبناء المقالة الفاطمة: ٤٢٩ - ٤٣١، والاحتجاج: ١ / ٧٣ إلي ٨٢، وشرح الأخبار: ١ / 372، وجواهر المطالب: 1 / 360 - 361.
(٣١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، مدرسة المعتزلة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (3)

صفحه 027

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢
تصريحات الصحابة بأحقية علي (عليه السلام) للخلافة المقدمة الثامنة:
تصريحات الصحابة تقدم جملة من تصريحات أمير المؤمنين (عليه السلام)، وها أنا أذكر لك تصريح الصحابة بأحقية علي بن أبي طالب (عليه السلام) للخلافة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله).
تصريح الإمام حسن بن علي (عليه السلام):
أخرجه أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين، قال في رسالته لمعاوية: " فلما توفي (صلي الله عليه وسلم) تنازعت سلطانه العرب فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه … ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب فلم تنصفنا قريش انصاف العرب لها … واستولوا بالاجتماع علي ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا، فالموعد الله وهو الولي النصير.
وقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في حقنا وسلطان نبينا (صلي الله عليه وسلم) وان كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الاسلام فأمسكنا عن منازعتهم مخافة علي الدين أن يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به، أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده، فاليوم فليعجب المتعجب من توثبك يا معاوية علي أمر لست من أهله " (1).
* أقول: وللإمام الحسن مقولة مشهورة لأبي بكر: " انزل عن منبر أبي " (2).
تصريح الحسين بن علي (عليهما السلام):
وذلك في قوله لعمر: " انزل عن منبر أبي " (3).
١ - مقاتل الطالبيين: ٦٥ ذكر الخبر في بيعة الحسن بعد وفاة أمير المؤمنين، وأهل البيت لتوفيق أبي علم:
٣١٣ رسالة الإمام إلي معاوية.
٢ - السقيفة: ٦٦، وشرح النهج: ٦ / ٤٢ الخطبة ٦٦، وأنساب الأشراف: ٣ / ٢٧، ومقتل الخوارزمي:
١ / ٩٣، وكنز العمال: ٥ / ٦١٦ ح ١٤٠٨٥ و ١٣ / ٦٥٤ ح ٣٧٦٦٢، وكفاية الطالب: ٤٢٤.
٣ - راجع تاريخ دمشق: ١٤ / ١٧٥ ترجمة الحسين ٧، وكنز العمال: ٥ / 616 ح 14085 و 13 / 654 ح 37662.
(٣٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (2)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، النفاق (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، الخوارزمي (1)، السقيفة (1)، دمشق (1)، الوفاة (1)

صفحه 028

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣
تصريح فاطمة بنت محمد (عليها السلام):
كانت فاطمة بنت محمد المدافع الأول عن نبوة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثم عن خلافته التي قضي عمره الشريف في تبليغ الاسلام وبالخلافة يحفظ الاسلام، فكانت صلوات الله عليها تخرج مع علي (عليه السلام) تدعو لنصرته (1).
وقد أبرزت ذلك بقولها في مواقف عدة من ذلك ما قالته صلوات الله عليها في خطبتها في مجلس أبي بكر بعد وفاة النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) جاء فيها:
" … حتي إذا اختار الله لنبيه (صلي الله عليه وسلم) دار أنبيائه ظهرت حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين، ونبع خامل الآفلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، واطلع الشيطان رأسه صارخا بكم فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة ملاحظين، ثم استنهضكم، فوجدكم خفافا وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم وأوردتم (2) غير شربكم، هذا والعهد قريب؟! والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، بماذا زعمتم: خوف الفتنة؟
ألا في الفتنة سقطوا … " (3).
وقالت عليها رضوان الله تعالي: " … ونحن بقية استخلفنا (4) عليكم ومعنا كتاب الله بينة بصائره، وآي فينا، منكشفة سرائره وبرهان منجلية ظواهره.. " (5).
- وقالت عليها السلام في مرض وفاتها للنساء الذين دخلن عليها:
" … ويحهم اني زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين الطبن (6) بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا
١ - الإمامة والسياسة: ١ / ٢٩.
٢ - في البلاغات: أوردتموها.
٣ - التذكرة الحمدونية: ٦ / ٢٥٧ ح ٦٢٨، وبلاغات النساء: ٢٥ كلام فاطمة، وأهل البيت لتوفيق أبي علم:
١٥٩، ومقتل الحسين للخوارزمي: ٧٨ الفصل الخامس.
٤ - في أهل البيت: عهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم.
٥ - بلاغات النساء: ٢٨ كلام فاطمة (عليها السلام).
٦ - في السقيفة وابن أبي الحديد: الطيبين والطبن المتضلع.
(٣٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، فاطمة بنت محمد (2)، الصّلاة (2)، المرض (1)، الوفاة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، السقيفة (1)

صفحه 029

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤
والله منه نكير سيفه وشدة وطأته، ونكال وقعته وتنمره في ذات الله، ويالله لو تكافئوا علي زمام نبذه رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لسار بهم سيرا سجحا (سهلا)، لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا رويا … ولفتحت عليهم بركات من السماء.. إلي أي لجأ لجأوا وأسندوا، وبأي عروة تمسكوا، ولبئس المولي ولبئس العشير، استبدلوا والله الذنابي بالقوادم (1) والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم * (يحسبون أنهم يحسنون صنعا الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) * ويحكم: * (أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون) * …
أنلزمكموها وأنتم لها كارهون " (2).
ومنه ما قالته (عليها السلام) في مجلس الأنصار:
" ألا وقد قلت الذي قلته علي معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم واستشعرته قلوبكم، ولكن قلته فيضة النفس ونفثة الغيظ وبثة الصدر ومعذرة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناقبة الخف، باقية العار، موسومة بشنار الأبد.. " (3).
وزاد الجوهري: " … أفتأخرتم بعد الاقدام ونكصتم بعد الشدة وجبنتم بعد الشجاعة عن قوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم، فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " (4).
وزاد الطبري الإمامي من طريق أهل البيت (عليهم السلام): " … فما جعل الله لأحد بعد غدير خم من حجة ولا عذر " (5).
وأخرج الجزري بسنده عن فاطمة (عليها السلام) انها قالت لهم:
" أنسيتم قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه؟! ".
وقوله (صلي الله عليه وسلم): " أنت مني بمنزلة هارون من موسي (عليهما السلام) ".
١ - الذنابي الذنب والقوادم ريش في مقدم الجناح.
٢ - بلاغات النساء: ٣٢ - ٣٣ كلام فاطمة، والسقيفة للجوهري: ١١٧ - ١١٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٦ / ٢٣٣ كتاب ٤٥، وأهل البيت لتوفيق أبي علم: ١٧٦ - ١٧٧.
٣ - التذكرة الحمدونية: ٦ / ٢٥٩ ح ٦٢٨، وبلاغات النساء: ٣١ كلام فاطمة، والسقيفة للجوهري: ١٠٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٦ / ٢١١ كتاب ٤٥.
٤ - السقيفة: ١٠٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 16 / 211 كتاب 45.
5 - دلائل الإمامة: 38.
(٣٤)
مفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، غدير خم (2)، الحج (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (3)، كتاب السقيفة للجوهري (2)، السقيفة (1)

صفحه 030

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥
وقال: وهكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسي المديني في كتابه المسلسل بالأسماء (1).
* أقول: هذه جملة ما وصل إلينا من تصريحات فاطمة (عليها السلام)، وقد ذكر أصحابنا الكثير منها، أغمضنا عن ذكرها لأن الفضل ما شهدت به غيرنا (2).
١ - أسمي المناقب في تهذيب أسني المطالب: ٣٣ ح ٥.
٢ - راجع دلائل الإمامة: ٣٨ - ٤٠، والاحتجاج: ١ / 97 إلي 109.
(٣٥)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)

صفحه 031

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦
تصريح أبو بكر بن أبي قحافة أخرجه الجوهري عن المغيرة قال: مر المغيرة بأبي بكر وعمر وهما جالسان علي باب النبي حين قبض، فقال: وما يقعدكما؟
قالا: ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه، يعنيان عليا.
فقال: أتريدون أن تنظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت وسموها في قريش تتسع.
قال: فقاما إلي سقيفة بني ساعدة، أو كلاما هذا معناه (1).
تصريح عمر بن الخطاب قال في أثناء حواره لابن عباس: أما والله ان كان صاحبك هذا أولي الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله إلا انا خفناه علي اثنتين.. حداثة سنه وحبه بني عبد المطلب (2).
وقال له يوما: يا بن عباس ما أظن صاحبك إلا مظلوما.
فقلت: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) فاردد عليه ظلامته.
فانتزع يده من يدي.. يا بن عباس ما أظن القوم منعهم من صاحبك الا انهم استصغروه.
فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ براءة من أبي بكر (3).
وقال له يوما: يا بن عباس ما يمنع قومكم منكم وأنتم أهل البيت خاصة؟
قلت: لا أدري.
قال: لكني أدري، انكم فضلتموهم بالنبوة فقالوا ان فضلوا بالخلافة مع النبوة لم يبقوا لنا شيئا (4).
وله تصريحات أخري تأتي في تصريحات ابن عباس.
١ - السقيفة: ٦٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٤٣ الخطبة ٦٦.
٢ - السقيفة: ٥٢ و ٧٣ و ١٢٩، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٥٧ الخطبة ٢٧، و ٦ / ٥٠ الخطبة ٦٦.
٣ - السقيفة: ٧٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 6 / 45 خطبة 66.
4 - العقد الفريد: 4 / 265 كتاب الخلفاء - أمر الشوري.
(٣٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، السقيفة (4)، الظلم (1)، المنع (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (3)

صفحه 032

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧
تصريح عثمان بن عفان ذلك ما قد يستفاد من ضمن حواره مع ابن عباس حول الخلافة حيث قال:
اني أعوذ بالله منكم يا بني عبد المطلب ان كان لكم حق تزعمون انكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم، وأنا أقرب إليكم رحما منه (1).
تصريح معاوية قال معاوية في رد رسالة محمد بن أبي بكر:
" فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه [حقه] وخالفه علي ذلك اتفقا واتسقا، ثم دعواه إلي أنفسهم فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما، فهما به الهموم وأرادا به العظيم فبايع وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه علي سرهما حتي قبضا وانقضي أمرهما.
إلي أن قال: أبوك مهد مهاده وبني ملكه وشاده، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله، وان يك جورا فأبوك أسسه، ونحن شركاؤه وبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب وأسلمنا له، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله [رأينا أباك فعل ما فعل فاحتذينا مثاله] (2) واقتدينا بفعاله فعب أباك ما بدا لك أو دع والسلام علي من أناب ورجع عن غوايته وتاب (3).
وأخرجه نصر بن مزاحم والمسعودي والبلاذري بطوله مع تفاوت في بعض الألفاظ (4).
* أقول: اعترف عمر بمضمون كلام معاوية عندما قال لابن عباس: اما والله ان كان صاحبك هذا أولي الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) … ان أول من ريثكم عن هذا الأمر
١ - تاريخ المدينة لابن شبة: ٣ / ١٠٤٦ حياة عثمان.
٢ - من الهامش.
٣ - وقعة صفين لنصر بن مزاحم: ١٢٠ - ١٢١ الجزء الثاني - كتاب معاوية إلي محمد بن أبي بكر، ومروج الذهب: ٣ / ١٢ - ١٣ ذكر خلافة معاوية.
٤ - أنساب الأشراف: ٣ / 165 - 166 أمر مصر في خلافة علي ط. دار الفكر.
(٣٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (2)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، محمد بن أبي بكر (2)، نصر بن مزاحم (2)، الوفاة (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)

صفحه 033

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨
أبو بكر (1).
تصريح سلمان الفارسي أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه أنبأنا أبو بكر الدينوري إجازة سمعت أبا منصور عبد الله بن علي الأصبهاني ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبراني، حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عن أشياخه قال: لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة علي سلمان الفارسي فقالوا: يا أبا عبد الله ان لك سنك ودينك وعملك وصحبتك من رسول الله " فقل في هذا الأمر قولا يخلد عنك فقال: " گويم أگر شنويد ".
ثم غدا عليهم فقالوا: ما صنعت أبا عبد الله فقال: " گفتم اگر بكار بريد " ثم أنشأ يقول:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف * عن هاشم ثم منهم عن أبي الحسن أوليس أول من صلي لقبلته * وأعلم بالقول بالأحكام والسنن ما فيهم من صنوف الفضل يجمعها * وليس في القوم ما فيه من الحسن يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات (2).
أقول: سوف أذكر ان هذه الأبيات من تصريح ابن أبي لهب والعباس.
وأخرج البلاذري وابن أبي شيبة والفظ للأول: " كردان ونا كردان " أي عملتم وما عملتم، لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم … (3).
ولفظ الثاني: أخطأتم وأصبتم أما لو جعلتموها في أهل بيت نبيكم لأكلتموها رغدا (4).
وذكره سبط ابن الجوزي بلفظ: " كردي نكردي " أي فعلتموها فوجئت عنقه (5).
وأخرجها الجوهري بلفظ ابن أبي شيبة (6).
١ - شرح النهج: ٢ / ٥٧ خطبة ٢٦.
٢ - التدوين في أخبار قزوين: ١ / ٧٨ - ٧٩ القول في بيان من ورد قزوين من الصحابة - سلمان.
٣ - أنساب الأشراف: ١ / ٥٨٧ ح ١١٨٨ ط. مصر و ٢ / ٢٧٤ ط. دار الفكر، أمر السقيفة.
٤ - المصنف: ٧ / ٤٤٣ ح ٣٧٠٨٣ كتاب المغازي - خلافة علي -.
٥ - تذكرة الخواص: ٦٣ الباب الرابع.
٦ - السقيفة: ٤٣، وشرح النهج: 2 / 49 خطبة 26 و 6 / 43 خطبة 66.
(٣٨)
مفاتيح البحث: الطبراني (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (2)، عبد الله بن علي (1)، علي بن عبد الله (1)، السبط إبن الجوزي (1)، عبد الكريم (1)، السقيفة (3)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)

صفحه 034

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩
وأخرج عنه أيضا قوله: " أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن " (1).
تصريح العباس أخرج الحموي عن علي قال: قال العباس بن عبد المطلب حين بويع لأبي بكر:
ما كنت أحسب ان الأمر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن أليس أول من صلي لقبلتكم * وأعلم الناس بالآثار والسنن وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما في جميع الناس كلهم * وليس في الناس ما فيه من الحسن ماذا الذي ردكم عنه فنعرفه *ها إن بيعتكم من أول الفتن (2).
وأخرج ابن شبة قوله لعلي: " واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتي يقوم لنا به غيرنا " (3).
وفي رواية قال: " ما أحد أولي بمقام رسول الله منه [علي] (4).
أقول: أخرج الطبري الإمامي كلاما للعباس عندما استسقي عمر به وتوسل:
" يستسقون بنا ويتقدمونا، فإذا قحطوا استسقوا بهم، وإذا ذكروا الخلافة تمنوا سالما مولي أبي حذيفة والجارود العبدي " (5).
تصريح أبو سفيان تقدم ضمن تصريح علي أمير المؤمنين (عليه السلام) تصريح أبو سفيان عندما عرض أن يجمع الرجال لقتال الخليفة الأول لأحقية علي للخلافة فلا تغفل.
١ - السقيفة: ٦٧، وشرح النهج: ٦ / ٤٣ خطبة ٦٦.
٢ - فرائد السمطين: ٢ / ٨٢ ح ٤٠١.
٣ - تاريخ المدينة: ٣ / ٩٢٦ تفصيل عمر لصفات الصحابة.
٤ - أهل البيت لتوفيق أبي علم: ٢٣٦.
٥ - المسترشد للطبري: 692 ح 359.
(٣٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، القتل (1)، الغسل (1)، الإستسقاء (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، السقيفة (1)

صفحه 035

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠
وأخرج عبد الرزاق وابن المبارك وابن عبد البر والبلاذري وابن أبي شيبة واليعقوبي وغيرهم قول أبي سفيان: غلبكم علي هذا الأمر أرذل بيت في قريش، اما والله لأملأنها خيلا ورجالا (1)، (2).
وقال يوم السقيفة أيضا: … فاما علي بن أبي طالب فأهل والله أن يسود علي قريش وتطيعه الأنصار (3).
وزاد البلاذري في لفظ: اني لأري فتقا لا يرتقه إلا الدم (4).
وأخرج ابن شبة قوله عندما ضرب عمر أحد المهاجرين: اصبر أخا قصي فلو قبل اليوم تدعو قصيا لما ضربك أخو بني عدي.
فالتفت إليه عمر فقال: اسكت لا أم لك.
فوضع أبو سفيان إصبعه السبابة علي فيه (5).
وأنشد يوم السقيفة:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي (6) تصريح عبد الله ابن عباس أخرجه ابن قتيبة في العيون قال: قال ابن عباس لمعاوية: ندعي هذا الأمر بحق من لولا حقه لم تقعد مقعدك هذا، ونقول كان ترك الناس أن يرضوا بنا ويجتمعوا علينا حقا ضيعوه
١ - المصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٤٥١ ح ٩٧٦٧ بيعة أبي بكر، والاستيعاب: ٢ / ٢٥٤ ترجمة أبو بكر و ٤ / ٨٧ ترجمة أبو سفيان، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٦ خبر السقيفة، والثقات لابن حبان: ٢ / ٢٨٧ ترجمة، وشرح النهج: ٢ / ٤٥ خطبة ٢٦ عن الجوهري و ٦ / ٤٠ عنه أيضا خطبة ٦٦.
٢ - أنساب الأشراف: ٢ / ٢٧١ أمر السقيفة ط. دار الفكر.
٣ - الأخبار الموفقيات: ٥٨٥ ح ٣٨٢.
٤ - أنساب الأشراف: ٢ / ٢٧١ أمر السقيفة ط. دار الفكر.
٥ - تاريخ المدينة: ٢ / ٦٨٤ أخبار عمر.
٦ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٦ خبر السقيفة، والاخبار الموفقيات: 577 ح 376، وشرح النهج: 6 / 17 خطبة 66.
(٤٠)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (2)، علي بن أبي طالب (1)، بنو هاشم (1)، ابن المبارك (1)، السقيفة (6)، الضرب (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (2)

صفحه 036

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١
وحظا حرموه … اما الذي منعنا من طلب هذا الأمر بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فعهد منه إلينا قبلنا فيه قوله ودنا بتأويله، ولو أمرنا أن تأخذه علي الوجه الذي نهانا عنه لأخذناه أو أعذرنا فيه، ولا يعاب أحد علي ترك حقه، انما المعيب من يطلب ما ليس له، وكل صواب نافع وليس كل خطأ ضارا (1).
وله تصريحات أخري وهي المحاورات التي جرت بينه وبين عمر حتي قال له عمر يوما:
ان أول من راثكم عن هذا الأمر أبو بكر.
فأجابه ابن عباس: اما قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود (2).
وقال له عمر يوما آخر: لعلك تري صاحبك لها؟
فقلت: القربي في قرابته وصهره وسابقته أهلها؟
قال: بلي ولكنه امرؤ فيه دعابة (3).
وقال عمر له يوما ثالثا: أتري صاحبكم لها موضعا؟
قال: فقلت: وأين يبتعد من ذلك مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه؟
قال: هو كما ذكرت، ولو وليهم تحملهم علي منهج الطريق فأخذ المحجة الواضحة، إلا أن فيه خصالا: الدعابة في المجلس واستبداد الرأي والتبكيت للناس مع حداثة السن.
قال: قلت: يا أمير المؤمنين هلا استحدثتم سنه يوم الخندق إذ خرج عمرو ابن عبد الود وقد كعم عنه الأبطال وتأخرت عنه الأشياخ؟! ويوم بدر إذ كان يقط الأقران قطا، ولا سبقتموه بالإسلام إذ كان جعلته الشعب وقريش يستوفيكم؟! (4).
أقول: هناك تصريحات أخري له فلتراجع (5).
١ - عيون الأخبار لابن قتيبة: ١ / ٦ كتاب السلطان - محل السلطان وسيرته وسياسته.
٢ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢٠ / ١٦٠ عن الجوهري، والسقيفة: ١٢٩.
٣ - تاريخ المدينة لابن شبة: ٣ / ٨٨٠ مقتل عمر.
٤ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / 158 - 159 ذيل أيام عمر.
5 - الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: 606 ح 392.
(٤١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، السقيفة (1)، القتل (1)

صفحه 037

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٢
تصريح المقداد أخرجه ابن أبي الحديد عن الجوهري بلفظ: وا عجبا من قريش واستئثارهم بهذا الأمر علي أهل هذا البيت، معدن الفضل ونجوم الأرض ونور البلاد، والله ان فيهم لرجلا ما رأيت رجلا بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أولي منه بالحق ولا أقضي بالعدل (1).
وبلفظ آخر له: واني لأعجب من قريش وتطاولهم علي الناس بفضل رسول الله ثم انتزاعهم سلطانه من أهله (2).
وأخرجه ابن شبة بألفاظ قريبة (3).
تصريح سعد بن أبي وقاص في رسالته لمعاوية قال: … غير أن عليا كان من السابقة ولم يكن فينا ما فيه، فشاركنا في محاسننا ولم نشاركه في محاسنه، وكان أحقنا كلنا بالخلافة ولكن مقادير الله تعالي صرفتها عنه، حيث شاء لعلمه وقدره، وقد علمنا أنه أحق بها منا ولكن لم يكن بد من الكلام في ذلك والتشاجر … (4).
تصريح عمار بن ياسر قال: يا معشر قريش إلي متي تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مرة وهاهنا مرة، وما أنا آمن أن ينزعه الله منكم ويضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله (5).
١ - شرح النهج: ٩ / ٢١ خطبة ١٣٥، والسقيفة: ٨١.
٢ - شرح النهج: ٩ / ٤٩ - ٥٨ خطبة ١٣٥، والسقيفة للجوهري: ٨٩.
٣ - تاريخ المدينة: ٣ / ٩٣١ ذيل أخبار عمر.
٤ - الإمامة والسياسة: ١ / ١٢٠ ط. بيروت. و ٩٠ ط. مصر الحلبي سنة ١٣٧٨.
٥ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٩ / ٤٩ - ٥٨ خطبة ١٣٥ عن الجوهري، السقيفة: ٩٠.
(٤٢)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عمار بن ياسر (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب السقيفة للجوهري (1)، مدينة بيروت (1)، السقيفة (2)

صفحه 038

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٣
وذكر في العقد الفريد باختصار ولكن أوله: فأني تصرفون هذا الأمر عن بيت نبيكم (1).
هذا تصريح عمار الذي قال فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله): " إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق " (2).
وقال (صلي الله عليه وآله): " عمار ما خير بين أمرين إلا اختار أرشدهما " (3).
تصريح أبو ذر قال أبو ذر لما توفي النبي وبويع لأبي بكر: أصبتم قناعه وتركتم قرابه، لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان (4).
وأخرج اليعقوبي قوله: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها اما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله، وأقررتم للولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم (5).
تصريح عبد الله بن جعفر قال لمعاوية: … أيم الله لو ولوه بعد نبيهم لوضعوا الأمر موضعه لحقه وصدقه، ولأطيع الرحمن وعصي الشيطان وما اختلف في الأمة سيفان (6).
تصريح عتبة بن أبي لهب
١ - العقد الفريد: ٤ / ٢٦٤ كتاب الخلفاء - أمر الشوري.
٢ - جامع الأحاديث: ١ / ١٤٩ ح ٩٠٤.
٣ - جامع الأحاديث: ١ / ٤٦ ح ١٧٥.
٤ - شرح النهج: ٦ / ١٣ خطبة ٦٦ عن الجوهري، والسقيفة: ٦٢.
٥ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / 171 أيام عثمان، وأهل البيت للشرقاوي: 145.
6 - الإمامة والسياسة: 1 / 195 حرب صفين ط. بيروت. و 149 ط. مصر 1378، وأهل البيت لتوفيق:
399.
(٤٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة بيروت (1)، السقيفة (1)، الحرب (1)

صفحه 039

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٤
أخرج ابن سيد الناس في المدح واليعقوبي والزبير بن بكار وغيرهم قوله:
ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا * عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن أليس أول من صلي لقبلته (لقبلتكم) * وأعلم الناس بالقرآن والسنن (أقرب) وآخر الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به * وليس في القوم ما فيه من الحسن (1) ماذا الذي ردهم عنه فنعلمه *ها ان ذا غبننا من أعظم الغبن (2) * أقول: تقدمت هذه الأبيات ونسبت تصريحا لسلمان وأيضا للعباس، وهنا لعتبة، والمهم أنها صدرت منهم جميعا أو رددوا هذه الكلمات فصح كونها تصريحا لهم، وأيضا يأتي عن ابن عبد البر نسبتها إلي والد عتبة وهو الفضل بن عباس.
تصريح الفضل بن عباس قال: يا معشر قريش انه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولي بها منكم. هذا لفظ اليعقوبي.
وذكره ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكار بلفظ: يا معشر قريش وخصوصا يا بني تيم انكم انما أخذتم الخلافة بالنبوة ونحن أهلها دونكم.. وانا لنعلم ان عند صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه (3).
* أقول: وفي الاستيعاب والجوهرة نسب الأبيات المتقدمة اليه (4).
١ - منح المدح: ٢٨٧ ذكر ابن أبي لهب، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٤ خبر السقيفة، وشرح النهج ٦ / ٢١ شرح خطبة ٦٦، وأسد الغابة: ٤ / ٤٠ ترجمته، والمواهب اللدنية: ١ / ٢٤٢ ط. مصر.
٢ - شرح النهج: ٦ / ٢١ خطبة ٦٦، والاخبار الموفقيات للزبير: ٥٨٠ ح ٣٨٠ ط. بغداد، وتاريخ أبي الفداء:
١ / ١٥٦ أخبار أبي بكر، والجوهرة: ١٢٢.
٣ - الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: ٥٨٠ ح ٣٨٠، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٤ خبر السقيفة، وشرح النهج: ٦ / ٢١ شرح خطبة ٦٦.
٤ - الاستيعاب بهامش الإصابة: ٣ / 67 ذيل ترجمة علي، والجوهرة: 122.
(٤٤)
مفاتيح البحث: إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، الزبير بن بكار (2)، القرآن الكريم (1)، الغسل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، مدينة بغداد (1)، السقيفة (2)

صفحه 040

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٥
تصريح حسان بن ثابت قال يوم السقيفة:
جزي الله خيرا والجزاء بكفه * أبا حسن عنا ومن كأبي حسن سبقت قريشا بالذي أنت أهله * فصدرك مشروح وقلبك ممتحن تمنت رجال من قريش أعزة * مكانك هيهات الهزال من السمن وكنت المرجي من لؤي بن غالب * لما كان منه [منهم] والذي بعد لم يكن حفظت رسول الله فينا وعهده * إليك ومن أولي به منك من ومن ألست أخاه في الإخا ووصيه * وأعلم فهر [منهم] بالكتاب والسنن (1) تصريح البراء بن عازب قال: لم أزل لبني هاشم محبا فلما قبض رسول الله (صلي الله عليه وسلم) خفت أن تتمالأ قريش علي اخراج هذا الأمر عنهم … (2).
تصريح زيد بن أرقم قال يوم السقيفة: انا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبد الرحمن.. انا لنعلم ان ممن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد: علي بن أبي طالب (3).
* أقول: أخرجه اليعقوبي بنفس الألفاظ ولكن عن المنذر بن أرقم (4).
تصريح النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري
١ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٨ أيام أبي بكر، والاخبار الموفقيات: ٥٩٨ ح ٣٨٨ وما بين المعكوفين منه.
٢ - شرح النهج: ١ / ٢١٩ الخطبة الثالثة عن الجوهري، والسقيفة: ٤٦.
٣ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٢٠ شرح خطبة ٦٦، والأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: ٥٧٩ ح ٣٧٨.
٤ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٥ خبر السقيفة.
(٤٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، البراء بن عازب (1)، حسان بن ثابت (1)، بنو هاشم (1)، زيد بن أرقم (1)، السقيفة (4)، الخوف (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)

صفحه 041

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٦
قال:
وأهل أبو بكر لها خير قائم * وان عليا كان أخلق للأمر وكانا هوانا في علي وانه * لأهل لها من حيث ندري ولا ندري ورواه الزبير بلفظ:
لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري (1) تصريح خالد بن سعيد أخرج الطبري وعبد الرزاق وابن عساكر والبلاذري قوله: لما قدم خالد من اليمن بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) تربص ببيعته شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان وقال: يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم.
فأما أبو بكر فلم يحضي بها، واما عمر فاضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا علي ربع من أرباع الشام فجعل عمر يقول: أبو مرة وقد قال ما قال.
فلم يزل بأبي بكر حتي عزله وولي يزيد بن أبي سفيان (2).
وأخرج اليعقوبي عنه قوله لعلي (عليه السلام): هلم أبايعك فوالله ما في الناس أحد أولي بمقام محمد منك (3).
تصريح هزيل بن شرحبيل أخرجه البزار والحميدي وابن ماجة وأبو نعيم وأحمد، قال: كان أبو بكر يتأمر علي وصي
١ - الاستيعاب: ٣ / ٥٥٠ ترجمته، والاخبار الموفقيات للزبير بن بكار: ٥٩٣ ح ٣٨٤ وما بين المعكوفين منه.
٢ - الاستيعاب: ٢ / ٢٥٥ ترجمة أبو بكر، وأنساب الأشراف: ٢ / ٢٧٠ أمر السقيفة ط. دار الفكر، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٨٦ سنة ١٣، والمصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٤٥٤ ح ٩٧٧٠، وتاريخ دمشق: ١٦ / ٧٨ رقم الترجمة:. ١٨٨.
٣ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / 126 خبر سقيفة بني ساعدة، وتاريخ دمشق: 16 / 78 رقم الترجمة 1880.
(٤٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، إبن عساكر (1)، علي بن أبي طالب (1)، خالد بن سعيد (2)، إبن ماجة (1)، الشام (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، السقيفة (2)، دمشق (2)

صفحه 042

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٧
رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، ود أبو بكر لو وجد من رسول الله في ذلك عهدا فخرم أنفه بخرامه (1).
وأخرجه أبو نعيم صححه وأحمد بلفظ: لو وجد مع رسول الله - فخزم أنفه بخزامة (2).
تصريح الخليفة المأمون وذلك ضمن مناظرته المشهورة في فضل علي (عليه السلام) وتفضيله علي الصحابة بحضور فقهاء عصره جاء فيها: ان أمير المؤمنين يدين الله علي أن علي بن أبي طالب خير الخلق بعد رسوله (صلي الله عليه وسلم) وأولي الناس بالخلافة له … (3).
تصريح زيد بن علي قال البلاذري: قال زيد بن علي لأصحابه لمن سأله عن عمر وأبي بكر: كنا أحق البرية بسلطان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فاستأثرا [أبو بكر وعمر] علينا وقد وليا علينا وعلي الناس فلم يألوا عن العمل بالكتاب والسنة (4).
تصريح الأعمش قال قيس: كنا عند الأعمش فتذاكرنا الاختلاف فقال: أنا أعلم من أين وقع الاختلاف.
قلت: من أين وقع؟
فقال: ليس هذا موضع ذكر ذلك.
١ - مسند البزار: ٨ / ٢٩٨ ح ٣٣٧٠ وبالهامش أخرجه ابن ماجة: ٢ / ٩٠٠ ح ٢٦٩٦، والحميدي: ٢ / ٣١٥.
٢ - مسند أحمد: ٤ / ٣٨٢ ط. م و ٥ / ٥١٦ ح ١٨٩١٨ ط. ب، وحلية الأولياء: ٥ / ٢١ ترجمة طلحة بن مصرف رقم ٢٨٥.
٣ - العقد الفريد: ٥ / ٧٧ كتاب أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة - احتجاج المأمون.
٤ - أنساب الأشراف: ٢٤٠ أمر زيد بن علي.
(٤٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الحافظ أبو نعيم (1)، علي بن أبي طالب (1)، زيد بن علي (3)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، إبن ماجة (1)

صفحه 043

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٨
قال: فأتيته بعد ذلك فخلوت به، - إلي أن قال:
قال الأعمش: نعم، ولي أمر هذه الأمة من لم يكن عنده علم فسئل، فسأل الناس فاختلفوا فلو ردوا هذا الأمر في موضعه ما كان اختلاف.
قلت: إلي من؟
قال: إلي من كان يسأل بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وما سئل أحد غيره، إلي من كان يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، وانكم لن تجدوا أعلم بما بين اللوحين مني، إلي من كان يضرب بيده علي صدره ويقول: " ان هاهنا لعلما جما لم أجد له حملة "، إلي من قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أقضاكم علي بن أبي طالب " (1).
* أقول: سوف يأتي مفصلا ان عليا أقضي الصحابة وأعلمهم بالسنة والفقه والسياسة وأشجعهم وغزارة علمه ونحو ذلك، وكله من مصادر الفريقين فانتظر.
تصريح داود بن علي خطب في أول خلافة أبو العباس فقال: والله قسما برا لا أريد إلا الله به، ما قام هذا المقام أحد بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أحق به من علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا، فليظن ظانكم وليهمس هامسكم (2).
تصريح عاتكة بنت عبد المطلب قالت في رثاء النبي (صلي الله عليه وآله):
فهلا صبرتم للنبي محمد * ببدر ومن يغش الوغي حق صابر ولم ترجعوا عن مرهفات كأنها * حريق بأيدي المؤمنين بواتر ولم تصبروا للبيض حتي أخذنكم * قليلا بأيدي المؤمنين المشاعر ووليتم نفرا وما البطل الذي * يقاتل من وقع السلاح بنافر
١ - شرح الأخبار: ١ / ١٩٦ ح ١٦٠.
٢ - عيون الأخبار لابن قتيبة: ٢ / ٢٥٢ كتاب العلم والبيان - الخطب.
(٤٨)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، علي بن أبي طالب (2)، داود بن علي (1)، الضرب (1)، القتل (1)، الباطل، الإبطال (1)

صفحه 044

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٩
أتاكم بما جاء النبييون قبله * وما ابن أخي البر الصدوق بشاعر سيكفي الذي ضيعتم من نبيكم * وينصره الحيان عمرو وعامر (1) تصريح أبي بن كعب:
خطبهم يوم السقيفة فقال فيها:
يا معشر المهاجرين والأنصار ألستم تعلمون ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال لعلي: " أنت الهادي لمن أضل ".
أولستم تعلمون ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: " علي المحيي لسنتي ومعلم أمتي والقائم بحجتي وخير من أخلف بعدي.. طاعته من بعدي كطاعتي علي أمتي ".
لم يول علي علي (عليه السلام) أحدا منكم وولاه في كل غيبة عليكم؟!
… ومنزلهما واحد ورحلهما واحد ومتاعهما واحد وأمرهما واحد … إذا غبت عنكم فخلفت فيكم عليا فقد خلفت فيكم رجلا كنفسي (2).
إلي آخر كلامه وكله تصريح لطيف بأدلة مسلمة عند الفريقين تأتي في بحث النص علي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من مصادرهم.
تصريح يزيد بن معاوية أخرج البلاذري في تاريخه قال: لما قتل الحسين بن علي كتب عبد الله ابن عمر إلي يزيد بن معاوية: اما بعد فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة، وحدث في الاسلام حدث عظيم، ولا يوم كيوم الحسين.
فكتب إليه يزيد: يا أحمق انا جئنا إلي بيوت منجدة، وفرش ممهدة، ووسائد منضدة
1 - منح المدح لابن سيد الناس: 348 - 349 حرف العين - عاتكة، وبقية الأبيات من الهامش عن سيرة ابن كثيرة.
2 - مناقب الإمام علي للكوفي: 1 / 416 - 417 ح 330 باب 39.
(٤٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، المهاجرون والأنصار (1)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، الشيخ الصدوق (1)، الحسين بن علي (1)، أبي بن كعب (1)، السقيفة (1)، القتل (1)

صفحه 045

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٠
فقاتلنا عنها، فان يكن الحق لنا فعن حقنا، وان يكن لغيرنا فأبوك أول من سن هذا وابتزه واستأثر بالحق علي أهله (1).
تصريحات المؤرخين 1 - قال محمد بن إسحاق: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) (2).
2 - وقال الزبير بن بكار - بسنده إلي إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال: لما بويع أبو بكر واستقر أمره ندم قوم كثير من الأنصار علي بيعته ولام بعضهم بعضا وذكروا علي بن أبي طالب وهتفوا باسمه (3).
3 - وقال الطبري: فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا (4).
4 - وقال عبد الرزاق في المصنف: قال عمر: تخلفت عنا الأنصار بأسرها في السقيفة (5).
* - أقول: هذه جملة من تصريحات الصحابة من كتب القوم، وهناك تصريحات أخري من كتب أصحابنا لم نذكرها (6).
١ - الأنوار النعمانية: ١ / ٥٣ عن البلاذري.
٢ - الأخبار الموفقيات: ٥٨٠ ح ٣٨٠.
٣ - الأخبار الموفقيات: ٥٨٣ ح ٣٨٢.
٤ - تاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٣ الأخبار الواردة بيوم وفاة النبي.
٥ - المصنف: ٥ / ٤٤٢ ح ٩٧٥٨.
٦ - الاحتجاج: ١ / ٧٦ إلي ٧٩ و ٨٧ إلي ٨٩، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / 252.
(٥٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبراهيم بن عبد الرحمن (1)، علي بن أبي طالب (1)، الزبير بن بكار (1)، محمد بن إسحاق (1)، السقيفة (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الوفاة (1)

صفحه 046

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥١
النصوص علي أهل البيت من المعلوم أن بعثة الأنبياء كانت من أجل انقاذ البشرية من الظلمات إلي النور، وهذا الهدف السامي لا يتم إلا بتواصل الرسل والأوصياء لكل زمان زمان كما أخبر تعالي بذلك:
* (انما أنت منذر ولكل قوم هاد) *.
ونجد سيرة الأنبياء جميعا مبتنية علي هذا الأساس من وضع وصي يتابع أعمال النبي ويحافظ علي ما أسسه.
وليس من المعقول من النبي الأعظم وخاتم الرسل أن يترك أمته - وهي القريبة من عصر الجاهلية والجهلاء - من دون وصي يتم مسيرة الاسلام، ويقوم الاعوجاج الذي يمكن أن يحصل - والذي حصل بالفعل - من جراء فقد النبي (صلي الله عليه وآله).
علما إن حالة الاعوجاج بدت في أواخر حياة النبي (صلي الله عليه وآله).
قال تعالي في محكم التنزيل: * (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين) * (1).
* (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) * (2).
فكان رسول الرحمة كبقية الأنبياء في وضع الخليفة والنص عليه بنصوص متعددة وبأزمنة متعددة.
* أقسام النصوص:
وتنقسم النصوص الواردة في حق أوصياء الرسول انقساما أوليا إلي قسمين، الأول هو النص علي كل إمام إمام.
الثاني هو النص علي جميع الأئمة دفعة واحدة، وهو علي عشرة أنواع.
١ - معارج: ٣٦.
٢ - التوبة: ١٠١.
(٥١)
مفاتيح البحث: حياة النبي (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، البعث، الإنبعاث (1)

صفحه 047

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٢
وبذلك نثبت النص علي جميع الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) وما ثبت بالنص حق كما أجمع عليه المسلمون كافة (1).
1 - راجع شرح العقائد النفيسة: 112.
(٥٢)

صفحه 048

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٣
القسم الأول:
النص علي كل إمام إمام
(٥٣)

صفحه 049

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٤
النص علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1) ولنا في ذلك عدة طرق:
* الطريق الأول:
أنه صلوات الله وسلامه عليه كان أفضل الأنام بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما اجتمع له من خصال الفضل والرأي والكمال، وسبقه إلي الإيمان وتقدمه في العلم والقضاء والجهاد والورع والزهد والصلاح وقربه من النبي (صلي الله عليه وآله) بتفصيل آت.
ومن المعلوم عند كل ذي لب تقدم الفاضل علي المفضول والعالم علي الجاهل لتقبيح العقل خلاف ذلك (2).
قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " إن الله تعالي جعل لأخي علي فضائل لا تحصي كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلي فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلي كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر " (3).
١ - علي بن أبي طالب: وكنيته أبو الحسن وكني بأبي الحسين وأبو السبطين. ولد بمكة بالبيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة.
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
قبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة وله من العمر ثلاث وستين سنة وكان مقامه مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) ثلاثا وثلاثين سنة. ودفن في نجف الكوفة.
أولاده: الحسن والحسين والمحسن وزينب الكبري وزينب الصغري (أم كلثوم) ومحمد والعباس وجعفر وعثمان وعبد الله وعمر ورقية ومحمد الأصغر وعبيد الله ويحيي ورملة ونفيسة أم كلثوم (الصغري) ورقية الصغري وأم هاني وأم الكرام وجمانة وامامة وأم سلمة وميمونة وخديجة وفاطمة.
٢ - كما يأتي تفصيله.
٣ - كفاية الطالب: ٢٥٢ باب ٦٢، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٠٩، ومائة منقبة: ١٦٣ المنقبة 100.
(٥٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الصّلاة (1)، الجهل (1)، الزهد (1)، السيدة فاطمه بنت أسد أم أمير المؤمنين عليهما السلام (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، شهر رجب المرجب (1)، شهر رمضان المبارك (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد الأصغر (1)، الكرم، الكرامة (1)

صفحه 050

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٥
علي (عليه السلام) أفضل الصحابة علي أفضل الصحابة:
ولنا علي ذلك عدة أدلة:
الدليل الأول:
الروايات الشريفة وتمام الكلام يقع في مقامين:
1 - الروايات الصريحة الخاصة.
2 - الروايات العامة.
المقام الأول:
الروايات الصريحة ونظمها في ثلاثة فروع:
الأول: روايات الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله).
الثاني: روايات أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه.
الثالث: روايات الأئمة (عليهم السلام) والصحابة والتابعين.
(٥٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

صفحه 051

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٦
أفضلية علي علي الأمة برواية رسول الله (صلي الله عليه وآله) * قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):
" الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب قولي في علي فإني لم أقل في علي إلا بأمر جبرائيل وجبرائيل لا يخبرني إلا عن الله عز وجل " (1).
روي عن أبي سعد عن أبي عقال [هلال بن زيد بن حسن بن أسامة الكلبي الدمشقي مولي النبي (صلي الله عليه وآله)] في حديث طويل جاء فيه: فقلت ملأتني سرورا يا رسول الله، فمن أفضل الناس بعدك؟
فذكر له نفر من قريش.
ثم قال: " علي بن أبي طالب " فقلت: يا رسول الله فأيهم أحب إليك؟
قال: " علي بن أبي طالب ".
فقلت: ولم ذلك؟
فقال: " لأني خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ".
فقلت: فلم جعلته آخر القوم؟
قال: " ويحك يا أبا عقيل أليس قد أخبرتك اني خير النبيين، وقد سبقوني بالرسالة وبشروا بي من قبلي، فهل ضرني شئ إذا كنت آخر القوم، أنا محمد رسول الله.
وكذلك لا يضر عليا إذا كان آخر القوم، ولكن يا أبا عقال فضل علي علي سائر الناس كفضل جبرئيل علي سائر الملائكة " (2).
وروي عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي، يهدي صاحبه إلي الهدي، ويرده عن الردي " (3).
١ - ارشاد القلوب: ٢ / ٢٥٣ فضائله من طريق أهل البيت (ع).
٢ - كفاية الطالب: ٣١٦ الباب السابع والثمانون حديث خلق علي من نور النبي (ص).
٣ - الرياض النضرة: ٢ / ٢١٤ ط. مصر الأولي. وقال: أخرجه الطبراني، ذخائر العقبي: ٦١ ط. مصر 1309.
(٥٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، علي بن أبي طالب (3)، الهلال (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الطبراني (1)

صفحه 052

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٧
وعنه عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) في ذكر الصحابة: ".. وأفظلهم علي " (1).
وروي عن الإمام الباقر محمد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) إنه سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله) عن خير الناس؟
فقال: " خيرها وأتقاها وأفضلها وأقربها إلي الجنة أقربها مني ولا أقرب ولا أتقي إلي من علي بن أبي طالب " (2).
وعن أبي سعيد الخدري عن سلمان عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أشهدك اليوم إن علي بن أبي طالب خيرهم وأفضلهم " (3).
وعن ابن عمر عن سلمان قال: " لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر …
قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله هل أوصيت؟
فساق الحديث إلي أن قال (صلي الله عليه وآله): " وإني أوصيت إلي علي وهو أفضل من أتركه من بعدي " (4).
وعن ابن عباس قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أفضل رجال العالمين في زماني هذا علي وأفضل نساء الأولين والآخرين فاطمة " (5).
وعن جابر قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا علي لو أن أحدا عبد الله حق عبادته ثم يشك فيك وأهل بيتك أنكم أفضل الناس كان في النار " (6).
ومن ذلك ما روي عن سلمان قال: سمعت رسول الله يقول: " إن الله عز وجل يقول: يا عبادي … ألا فاعلموا ان أكرم الخلق علي وأحبهم إلي محمد، وأفضلهم لدي محمد وأخوه علي من بعده، والأئمة الذين هم الوسائل " (7).
١ - الكامل لابن عدي: ٦ / ٧٧ ترجمة كوثر بن حكيم ١٦١٠.
٢ - ينابيع المودة: ١ / ٢٩٤ عن كتاب الهمداني (مودة القربي) المودة الثالثة.
٣ - كشف اليقين: ٣٠٦ ح 355.
4 - ينابيع المودة: 1 / 301 عن مودة القربي المودة السابعة والحديث تقدم.
5 - ينابيع المودة: 1 / 302 عن مودة القربي المودة السابعة.
6 - ينابيع المودة: 1 / 302 عن مودة القربي المودة السابعة.
7 - ارشاد القلوب: 2 / 424.
(٥٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، عبد الله بن عباس (1)، أبو سعيد الخدري (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن علي (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (1)، كتاب ينابيع المودة (4)، كتاب ارشاد القلوب (1)، المودة في القربي (4)

صفحه 053

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٨
وفي حديث قدسي آخر عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): " وأفضلهم لدي وأكرمهم علي سيد الوري وأكرمهم وأفضلهم بعده علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو المصطفي المرتضي ثم بعده القوامون بالقسط من أئمة الحق " (1).
وعن الصديقة فاطمة (عليها السلام): قالت: " فأي هؤلاء الذين سميت أفضل، قال (صلي الله عليه وآله): علي بعدي أفضل أمتي وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي وبعدك وبعد الحسن والحسين والأوصياء من ولد ابني وأشار إلي الحسين، ومنهم المهدي " (2).
وعن الهروي عن الرضا عن آبائه عن رسول الله قال (صلي الله عليه وآله): " والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك … يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلي التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله، لأن أول ما خلق الله أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتمجيده " (3).
وعن حكيم بن جبير: قال: قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): جعلت فداك كان أبو جحيفة يزعم أنه سمع عليا يقول: " ألا أخبركم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر؟ ثم سكت ".
فقال لي علي بن الحسين (عليه السلام): " فهذا سعيد بن المسيب أخبرني انه سمع سعدا قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي ".
هل كان في بني إسرائيل بعد موسي أفضل من هارون صلي الله عليهما وسلم؟! ".
قلت: لا.
فضرب علي كتفي ثم قال لي علي بن الحسين: " فأين ذهب بك؟!! " (4).
وابن عساكر بعد ذكر هذا الحديث شكك في تأويل الإمام زين العابدين وخصص الحديث بغزوة تبوك.
1 - ارشاد القلوب: 2 / 426.
2 - ارشاد القلوب: 2 / 420.
3 - كمال الدين: 1 / 254 باب 23 النص علي القائم ح 4، وينابيع المودة: 2 / 582 باب 93 ذكر خليفة النبي (ص) و 485 ط. اسلامبول.
4 - تاريخ دمشق: 31 / 100 ترجمة أبي بكر، وقريب منه في ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 327 ح 364.
(٥٨)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، معركة تبوك (1)، سعيد بن المسيب (1)، إبن عساكر (1)، الحديث القدسي (1)، علي بن الحسين (1)، حكيم بن جبير (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)، دمشق (2)

صفحه 054

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٥٩
وهذا عناد وتعصب منه، علي أن حديث المنزلة صدر من رسول الله في أكثر من موضع، ومن راجع المصادر المذكورة في هذا الجزء أغناه ذلك (1).
وعن ابن عباس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعدي أفضل من علي بن أبي طالب، وانه امام أمتي وأميرها " (2).
وعنه (صلي الله عليه وآله): " يا علي أنت أفضل أمتي فضلا وأقدمهم سلما وأكثرهم علما " (3).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " فضلوا علي فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثي " (4).
ومن ذلك ما رواه أبو بكر، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي مني كمنزلتي من ربي " أخرجه ابن السمان (5).
وفي حديث آخر عنه: " علي أعظم الناس منزلة من الرسول وأقربه قرابة وأفضله [حالة] دالة وأعظمه غناء عن نبيه " (6).
- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " من أشفع له أولا فهو أفضل ". أخرجه أبو طاهر المخلص والطبراني والذهبي والدارقطني (7).
وعنه (صلي الله عليه وآله): " أول من أشفع له من أهل بيتي " (8).
وزاد الطبراني: " أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب من قريش …
وأول من أشفع له أولوا الفضل " (9).
١ - سوف يأتي تفصيل حديث المنزلة ومواطنه المتعددة ومعناه في القسم الثاني من النصوص.
٢ - كنز الفوائد: ٢٠٨.
٣ - روضة الواعظين: ١٠٢ مجلس في ذكر الإمامة.
٤ - روضة الواعظين: ٩٣ مجلس في ذكر الإمامة.
٥ - الصواعق المحرقة: ٢٧٠ المقصد الخامس.
٦ - كنز العمال: ١٣ / ١١٥ ح ٣٦٣٧٥، وجواهر العقدين: ٣٨٠ الباب الثالث عشر..
٧ - كنز العمال: ١٢ / ٩٤ ح ٣٤١٤٥، وجواهر العقدين: ٢٩٢ الباب السابع وبالهامش: أخرجه الديلمي في الفردوس برقم ٢٩ (١ / ٢٣) والمخلص في الفوائد المنتقاة (١ / ٦٩ / ١) والخطيب في موضع أوهام الجمع (٢ / ٢٧١)، وينابيع المودة: ١ / ٣٢١ باب ١٨، والصواعق المحرقة: ٢٤٤ الآيات الواردة فيهم الآية ١٠، و ٢٨٢ الفصل الثاني من المقصد الخامس من الباب ١١.
٨ - كنز العمال: ١٢ / ٩٤ ح ٣٤٢٤٥.
٩ - المعجم الكبير: ١٢ / 321 ترجمة ابن عمر ما روي مجاهد عنه ح 13550.
(٥٩)
مفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، حديث المنزلة (2)، عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (2)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب روضة الواعظين (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)

صفحه 055

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٠
- هذا إضافة إلي الروايات في اختيار علي بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) الدالة علي أفضليته علي الأمة بعد رسول الله، فإن الله لا يختار إلا الأفضل.
كالمروي في المعجم عن الهلالي وأبي أيوب قال: قال رسول الله لفاطمة (عليهما السلام): " يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختار منها أباك برسالته ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك " (1).
وعن ابن عباس: " أما ترضين يا فاطمة إن الله عز وجل اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أباك والآخر زوجك " (2).
خرجه ابن الجوزي وصححه (3)، وأخرجه الحاكم عن أبي هريرة وصححه (4).
وكذا قوله (صلي الله عليه وآله): " لمبارزة علي لعمر يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلي يوم القيامة " (5).
وقد قال (صلي الله عليه وآله): " ان الله جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها غيره " (6).
فهذه باقة من الأحاديث عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) تفيد كون علي (عليه السلام) أفضل الأمة، بل البشرية جمعاء بعد رسول الرحمة محمد بن عبد الله.
وقد علمت أن عددها يزيد علي العدد المشترط في التواتر.
١ - المعجم الكبير: ٧ / ٥٧ ترجمة الحسن بقية أخباره ح ٢٦٧٥ وج ٤ / ١٧١ ح ٤٠٤٦ ترجمة أبو أيوب ما روي عنه عباية الأسدي، ومناقب ابن المغازلي: ١٠١ - ١٠٥ ح ١٤٤ - ١٨٨ عن الأعمش.
٢ - المعجم الكبير: ١١ / ٧٧ ح ١١١٥٢ ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٦٩ ح ٣١٤ وما بعده.
٣ - تذكرة الخواص: ٢٧٧ - ٢٧٨ الباب الحادي عشر.
٤ - المستدرك: ٣ / ١٢٩ ذكر مناقبه من كتاب المعرفة.
٥ - المستدرك: ٣ / ٣٢ كتاب المغازي.
٦ - روضة الواعظين: ١١٤ مجلس في ذكر فضائل الأمير.
(٦٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، أبو هريرة العجلي (1)، يوم القيامة (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن عبد الله (1)، الإختيار، الخيار (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، إبن المغازلي (1)، عباية الأسدي (1)، دمشق (1)

صفحه 056

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦١
أفضلية علي (عليه السلام) علي الأمة بلسانه الشريف أخرج ابن قتيبة عن أمير المؤمنين بمحضر المهاجرين والأنصار في مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله): " الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلي دوركم وقعور بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين، لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، المضطلع بأمر الرعية، المدافع عنهم الأمور السيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوي فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا ".
فقال بشر بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان (1).
وقال (عليه السلام) بعد كلام بليغ في بدء الخلق وخلق آدم ومحمد (صلي الله عليه وآله): " ثم انتقل النور إلي غرائزنا ولمع في أئمتنا، فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض فبنا النجاة، ومنا مكنون العلم، وإلينا مصير الأمور، وبمهدينا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة، ومنقذ الأمة، وغاية النور، ومصدر الأمور، فنحن أفضل المخلوقين وأشرف الموحدين وحجج رب العالمين فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا وقبض علي عروتنا " (2).
وقال (عليه السلام): " كانت لي منزلة من رسول الله لم تكن لأحد من الخلائق " (3).
* أقول: تقدم في الكتاب الأول الكثير من الأحاديث عنه (عليه السلام) الدالة علي كونه أفضل الخلق بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله).
1 - الإمامة والسياسة: 1 / 29 إباية علي (ع) عن البيعة.
2 - مروج الذهب: 1 / 43 ذكر المبدأ وشأن الخليقة - الباب الثالث.
3 - خصائص النسائي: 111 ح 115.
(٦١)
مفاتيح البحث: السنة النبوية الشريفة (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، المهاجرون والأنصار (1)، سبيل الله (1)، السجود (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)

صفحه 057

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٢
أفضلية علي (عليه السلام) علي الأمة بروية الأئمة والصحابة والتابعين قال الإمام الحسن (عليه السلام) في خطبته الأولي بعد بيعته: " واني أحتسب عند الله عز وجل مصابي بأفضل الاباء بعد رسول الله صلي الله عليه " (1).
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم: " أن علي بن أبي طالب أول من أسلم وفضله هؤلاء علي غيره ". انتهي (2).
ومن ذلك ما روي عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: " ما خلق الله خلقا أفضل من محمد (صلي الله عليه وآله) ولا خلق خلقا بعد محمد أفضل من علي (عليه السلام) " (3).
ومن ذلك ما روي عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: " إيانا عني وعلي أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي (صلي الله عليه وآله) " (4).
ومن ذلك ما روي عن الأعمش عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن أفضل الخلق بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأحقهم بالأمر.
فقال (عليه السلام): " علي بن أبي طالب وبعده الحسن ثم الحسين " (5).
وعنه (عليه السلام): " كان علي أفضل الناس بعد رسول الله وأولي الناس بالناس " (6).
وقال عمرو لمعاوية: " فإن عليا أوحد الناس في الفضائل " (7).
وقال له عبد الله بن جعفر: " ونبينا قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير
١ - مقتل علي لابن أبي الدنيا: ٩٣ ح ٨٧.
٢ - جواهر العقدين: ٤٦٢ الباب الخامس عشر، والاستيعاب: ٣ / ١٥ ترجمة علي.
٣ - الاختصاص: ١٨.
٤ - ينابيع المودة: ١ / ١١٩ الباب الثلاثون.
٥ - ارشاد القلوب: ٢ / ٤٢١.
٦ - روضة الكافي: ٨ / 67 ح 36 7 - الفتوح لابن أعثم: 1 / 161 كتاب معاوية لعمر.
(٦٢)
مفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، أبو سعيد الخدري (1)، علي بن سويد السائي (1)، علي بن أبي طالب (2)، الفضيل بن يسار (1)، زيد بن أرقم (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، القتل (1)

صفحه 058

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٣
خم، وفي غير موطن " (1).
وقال سلمان قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله): " اني أشهدك أن عليا خيرهم وأفظلهم وأعلمهم " (2).
وقالت له غانمة: " ومنا أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفرس بني هاشم وأكرم من احتفي وتنعل بعد رسول الله " (3).
وأخرج أحمد والبزار عن عبد الله بن مسعود: " كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب " (4).
وعن أبي وائل عن ابن عمر قال: " كنا إذا عددنا أصحاب النبي (صلي الله عليه وسلم) قلنا أبو بكر وعمر وعثمان ".
فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن فعلي ما هو؟
قال: " علي من أهل البيت لا يقاس به أحد، هو مع رسول الله في درجته " (5).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن التفضيل فقال: " أبو بكر وعمر وعثمان ثم سكت.
فقلت: يا أبت أين علي بن أبي طالب؟
قال: " هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء " (6).
* أقول: تقدمت الأحاديث في كون آل محمد (عليهم السلام) لا يقاس بهم أحد (7).
وقال حذيفة بن اليمان: " لو قسمت فضيلة علي (عليه السلام) بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم " (8).
١ - كتاب سليم: ٢٣٦، والغدير: ١ / ٢٠٠.
٢ - مناقب الكوفي: ٢ / ٣٨٨ ح ٣٠٨.
٣ - المحاسن والمساوئ: ٩٢ محاسن كلام غانمة بنت غانم.
٤ - مسند البزار: ٥ / ٥٥ ح ١٦١٦، وفضائل علي والحسنين وأمهما: ٩٦، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٦ ط.
مصر ١٣٥٢، والرياض النضرة: ٢ / ٢٠٩ ط. مصر الأولي، ومقاتل الطالبيين: ٤٢، الرياض النضرة: 3 / 182 عن أحمد - الفصل السابع.
5 - ينابيع: 1 / 301 عن مودة القربي - المودة السابعة.
6 - ينابيع: 1 / 302 عن مودة القربي - المودة السابعة.
7 - في الكتاب الأول.
8 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 284 خطبة 239 اسلام أبو بكر وعلي.
(٦٣)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، حذيفة بن اليمان (1)، عبد الله بن أحمد (1)، عبد الله بن مسعود (1)، بنو هاشم (1)، القتل (2)، السكوت (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، المودة في القربي (2)

صفحه 059

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٤
وعن أبي الطفيل: قال بعض أصحاب النبي (صلي الله عليه وسلم): " لقد كان لعلي بن أبي طالب من السوابق ما لو أن سابقة منها [قسمت] بين الخلائق [علي الناس] لوسعتهم خيرا " (1).
وقال ضرار في وصف أمير المؤمنين (عليه السلام): " كان والله علم الهدي … خير من آمن واتقي وأفضل من تقمص وارتدي وأبر من انتعل وسعي " (2).
ومن ذلك ما روي عن الشعبي قال: بينما أبو بكر جالس إذ طلع علي فلما رآه قال: " من سره أن ينظر إلي أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابة وأفضلهم حالة وأعظمهم حقا عند رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فلينظر إلي هذا الطالع " (3).
وعن ابن عباس عندما سأله معاوية عن علي: " رضي الله عن أبي الحسن كان والله علم الهدي وكهف التقي … خير من آمن واتقي وأفضل من تقمص وارتدي وأفصح من تنفس وقرا … فهل يوازيه أحد؟ لم تر عيني مثله ولن تري " (4).
ورواه الطبراني وزاد فيه: " وأفضل من حج وسعي وأسمح من عدل وسوي وأخطب أهل الدنيا " (5).
وقال الحافظ الشافعي: " لا جرم كان علي أقضاهم وأعلمهم وأفضلهم " (6).
وكان المغيرة يفضله علي الأنبياء (7).
والبحتري يفضله علي الشيخين (8).
وقال يحيي بن آدم: " ما أدركت أحدا بالكوفة إلا يفضل عليا يبدأ به " (9).
وقال معمر: " عجبت من أهل الكوفة كأن الكوفة إنما بنيت علي حب علي!!! ما كلمت أحدا منهم إلا وجدت المقتصد منهم الذي يفضل عليا علي أبي بكر وعمر منهم سفيان
١ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٨٢ ح ١١١٦، والمحاسن والمساوئ للبيهقي: ٤٥ ذيل محاسن علي (ع).
٢ - مروج الذهب: ٣ / ٥١ ذكر الصحابة ومدحهم (علي والعباس).
٣ - الصواعق المحرقة: ٢٧٠ المقصد الخامس، جواهر العقدين: ٣٨٠ الباب الثاني عشر.
٤ - مروج الذهب: ٣ / ٥١ - ٥٢ ذكر الصحابة ومدحهم.
٥ - المعجم الكبير: ١٠ / 239 ح 10589 مناقب عبد الله بن عباس وأخباره.
6 - تاريخ دمشق: 47 / 132 ترجمة الشافعي.
7 - العقد الفريد: 2 / 230.
8 - المطالب العالية: 4 / 85.
9 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 3 / 311 و 312 ح 1350 - 1352.
(٦٤)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، عبد الله بن عباس (2)، مدينة الكوفة (3)، الطبراني (1)، علي بن أبي طالب (1)، يحيي بن آدم (1)، الحج (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، دمشق (3)

صفحه 060

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٥
الثوري " (1).
وقال العباس: " يا علي لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد " (2).
وقال الحسن (عليه السلام): " لقد قبض في هذه الليلة رجل لا [ما] يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون " (3).
وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " اني وإياكم أكرم الخلاق علي الله " (4).
وقال (صلي الله عليه وآله): " أفضلهم أفضلهم علما " (5).
وقال السيد الحسن: " رباني هذه الأمة بعد نبيها وصاحب شرفها وفضلها علي " (6).
وقال أبو أيوب: " حيث نزل بين ظهرانيكم ابن عم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده " (7).
* وقال المأمون في مناظرته الطويلة لإسحاق بن إبراهيم: " أفرأيت ان من أيقن أن هذا الحديث (الطير) صحيح ثم زعم أن أحدا أفضل من علي لا يخلو من احدي ثلاثة:
من أن تكون دعوة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عنده مردودة عليه!!
أو أن يقول: عرف [الله] الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب اليه!!
أو أن يقول: ان الله عز وجل لم يعرف الفاضل من المفضول؟؟
فأي الثلاثة من هذه الوجوه أحب إليك أن تقول؟؟ " (8).
وأنشد المأمون: " علي أعظم الثقلين حقا … وأفضلهم سوي حق النبي " (9).
١ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٣١١ و ٣١٢ ح ١٣٥٠ - ١٣٥٢، وجواهر العقدين: ٤٦٣ الباب الخامس عشر.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / ٣٢٩ ح ٣٣٨.
٣ - المستدرك: ٣ / ١٧٢ مناقب الحسن من كتاب المعرفة، والمعجم الأوسط: ٣ / ٨٨ ح ٢١٧٦.
٤ - فرائد السمطين: ٢ / ٣٤ باب ٧.
٥ - المطالب العالية: ٣ / ١٠٣ - ١٠٤ ح ٣٠٠٠.
٦ - مناقب ابن المغازلي: ٧٣ ح ١٠٧، والعقد الفريد: ٤ / ٢٩٣ كتاب الخلفاء - خلافة علي، مع تفاوت عن الحسن البصري، وفتح الملك العلي: ٧٨ عن الاستيعاب: ٣ / 1110 ط. حيدر أباد.
7 - الإمامة والسياسة: 1 / 132 ط. مصر الحلبي 1378، و 172 الطبعة المصورة في إيران.
8 - العقد الفريد: 5 / 76 ط. بيروت - احتجاج المأمون علي الفقهاء من كتاب التيمية الثانية في أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة، و: 2 / 43 طبعة مصر الأولي، و: 3 / 31 المطبعة الشرفية 1316.
9 - المحاسن والمساوئ: 68 محاسن ما قيل فيهم من الاشعار.
(٦٥)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث الطير (1)، إسحاق بن إبراهيم (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، دولة ايران (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، الحسن البصري (1)، دمشق (1)

صفحه 061

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٦
وذكر المأمون أن سبب التفضيل أربعة: العلم والشجاعة والكرم وشرف النسب وكلها في علي أكمل منها في غيره فهو أفضل الصحابة (1).
ومنهم: آخر الصحابة أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني (2).
ومن الصحابة [رواية]: سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب بن الإرث وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم (3).
وقال أحمد والنسائي وإسماعيل القاضي وأبو علي النيسابوري: " لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي " (4).
- هذا إضافة إلي الروايات التي تصف علي بصفات جميع الأنبياء فيكون جمع ما تفرق فيهم فهو أفضلهم فعن ابن الحميراء وأبي سعيد وأنس وابن عباس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه وإلي نوح في فهمه [فقهه] وإلي إبراهيم في حلمه وإلي يحيي في زهده وإلي موسي في بطشه فلينظر إلي علي بن أبي طالب ". أخرجه الحاكم والديلمي وابن شاهين وابن عساكر (5).
* هذه جملة من أقوال الأئمة المعصومين عن الكذب والشك، وأقوال الصحابة والتابعين، والعلماء المتأخرين، كلها تفيد تواتر كونه (عليه السلام) أفضل الخلق.
١ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٤١٨ ذيل الباب الخامس - فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة.
٢ - الرياض المستطابة: ٢٣٧، والاستيعاب: ٣ / ١٥، وينابيع المودة: ٢ / ٥٠١ باب ٧٠.
٣ - كما ذكر في الاستيعاب: ٢ / ٤٥٦ ط. حيدر آباد ١٣٣٦، والصواعق المحرقة: ٨٨ الفصل الأول من الباب العاشر، وينابيع المودة: ٢ / ٥٠٢ باب ٧٠.
٤ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣٣٩ فصل في ذكر الصحابة - علي أبو السبطين، والصواعق المحرقة: ١٨٦ باب ٨ فصل في فضائله، وفتح الباري: ٨ / ٧١ ط. مصر ١٣٧٨، والاستيعاب: ٢ / ٤٦٦ حيدر آباد ١٣٣٦.
٥ - مناقب ابن المغازلي: ١٢٣ ح ٢٥٦، وشواهد التنزيل ١ / ١٠٣ ح ١١٧، واللآلئ المصنوعة: ١ / ١٨٤ ط. بولاق، والفوائد المجموعة: ٣٦٧ ح ٥٩ من مناقب علي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٢٥ و ٢٨٠ ح ٧٣٠ و ٨٠٤، وروضة الواعظين: ١٢٨.
(٦٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، أبو سعيد الخدري (1)، إبن عساكر (1)، أبو علي النيسابوري (1)، علي بن أبي طالب (1)، جابر بن عبد الله (1)، عامر بن واثلة (1)، أبو الطفيل (1)، زيد بن أرقم (1)، الكذب، التكذيب (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (2)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، كتاب فتح الباري (1)، إبن المغازلي (1)، دمشق (1)

صفحه 062

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٧
المقام الثاني: الروايات العامة:
وينظمها فروع:
الفرع الأول: كون أمير المؤمنين (عليه السلام) خير الصحابة.
الفرع الثاني: كونه (عليه السلام) سيد العرب والمسلمين.
الفرع الثالث: كونه (عليه السلام) أول من آمن وأسلم وأول من صلي وعبد الله.
الفرع الرابع: كونه (عليه السلام) أحب الناس إلي الله وإلي الرسول (صلي الله عليه وآله).
* * *
(٦٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

صفحه 063

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٨
علي (عليه السلام) خير الصحابة * الفرع الأول:
علي خير الصحابة - الأمة - الناس منها ما روي عن زيد بن ثابت عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " خير من أخلف بعدي وخير أصحابي علي " (1).
وعن حكيم بن جبير قال: قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام): إن أناسا عندنا بالعراق يقول إن أبا بكر وعمر خير من علي!
قال: فقال علي بن الحسين (عليه السلام): " فكيف أصنع بحديث حدثنيه سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص؟
قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي " (2).
ما روي عن علي وعن أبي سعيد وأنس معا عن سلمان عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " إن وصي وموضع سري وخير من (تركت) أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (3).
ما روي عن فاطمة الزهراء قالت: " اشهد الله تعالي لقد سمعته (صلي الله عليه وآله) يقول: علي خير من أخلفه فيكم وهو الامام والخليفة بعدي " (4).
ما روي عن أبي رافع عن أبي ذر عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " وأنت أخي ووزيري وخير من اترك
١ - كفاية الأثر: ٩٦ - ٩٧.
٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق من تاريخ دمشق: ١ / ٣٢٧ ح ٣٦٤، وقريب منه في ترجمة أبي بكر من تاريخ دمشق: ٣١ / ١٠٠، وفي ذيله: فأين ذهب بك؟.
٣ - منتخب كنز العمال بهامش المسند: ٥ / ٣٢، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٣ ط. مصر ١٣٥٢، وفيض القدير: ٤ / ٣٥٩ ط. مصر ١٣٥٦، وكنز العمال: ٦ / ١٥٤ ط. دكن ١٣١٢، وتهذيب التهذيب: ٣ / ١٠٦ ط دكن ١٣٢٥، وكشف اليقين: ٣٠٦ ح ٣٥٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ١٣٠ ح ١٥٥ و ١٥٨، ومناقب الكوفي: ١ / ٤٧ ح ٥٢٧، وشواهد التنزيل: ١ / ٩٨ - ٤٨٨ ح ١١٥ - ٥١٥، والمعجم الكبير: ٦ / ٢٢١ ح ٦٠٦٣ ترجمة سلمان ما روي عنه أبو سعيد.
٤ - كفاية الأثر: ١٩٩.
(٦٨)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، دولة العراق (1)، سعيد بن المسيب (1)، علي بن أبي طالب (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، زيد بن ثابت (1)، حكيم بن جبير (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، دمشق (4)

صفحه 064

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٩
بعدي " (1).
وعن أبي رافع عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أنت خير أمتي في الدنيا والآخرة " (2).
وعن أبي ذر قال: نظر النبي (صلي الله عليه وآله) إلي علي فقال: " هذا خير الأولين وخير الآخرين من أهل السماوات وأهل الأرضين " (3).
وروي عن حبشي بن جنادة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " خير من يمشي علي الأرض بعدي علي بن أبي طالب " (4).
وعنه (صلي الله عليه وآله): " أعطيت خير النساء لخير الرجال " (5).
وعن أنس: " علي خير من تركت (أخلف) بعدي " (6).
وعن سلمان قال قال رسول الله لفاطمة: " أما تعلمين يا بنية إن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي " (7).
ما روي عن حبيب ابن أبي ثابت عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " لقد زوجتك خير من أعلم " (8).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب خير هذه الأمة من بعدي، وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فمن قال غير هذا فعليه لعنة الله " (9).
وعن ابن سيرين: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " خير هذه الأمة بعد نبيها ستة: علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي " (10).
وعن حذيفة بن اليمان: " وأنه لخير من مضي بعد نبيكم ومن بقي إلي يوم القيامة " (11).
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٨ خطبة ٢٣٨ اسلام أبي بكر وعلي.
٢ - كشف اليقين: ٣٠٦ ح ٣٥٦.
٣ - مائة منقبة: ١١٤ المنقبة ٥٥.
٤ - كشف اليقين: ٣٠٦ و ٣٠٧ ح ٣٥٧ و ٣٥٨.
٥ - الروض الفائق: ٢٢٠ مجلس ٥٣.
٦ - كشف اليقين: ٣٠٦ و ٣٠٧ ح ٣٥٧ و ٣٥٨ والإصابة لابن حجر: ٤ / ٢١٧ القسم الأول..
٧ - كتاب سليم: ٧٠ و ٩٣.
٨ - كفاية الطالب: ٣١١ باب ٨٤، وخصائص النسائي: ١١٥ مط. الحيدرية ١٣٨٨.
٩ - مائة منقبة: ١٢٠ المنقبة 60.
10 - مناقب الأمير للكوفي: 2 / 549 ح 1060.
11 - مروج الذهب: 2 / 384 ذكر أيام صفين.
(٦٩)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، أبو هريرة العجلي (1)، يوم القيامة (1)، علي بن أبي طالب (2)، حذيفة بن اليمان (1)، حبشي بن جنادة (1)، الزوج، الزواج (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (2)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (3)

صفحه 065

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٠
وعن نافع مولي ابن عمر: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم).
قال: " خيرهم بعده من كان يحل له ما يحل له ويحرم عليه ما يحرم عليه ".
قلت: من هو؟
قال: " علي " (1).
وقال الحسن البصري عندما سئل عن خير الناس: وقد قال رسول الله لفاطمة: " زوجتك خير أمتي " ولو كان في أمته خير منه لاستثناه (2).
وعن مجاهد وابن عباس وأبي سعيد وأبي الجارود عن الإمام الباقر (عليه السلام) وعائشة وجابر وعلي (عليه السلام) جميعا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) في قوله تعالي: * (أولئك هم خير البرية) *: " ان علي بن أبي طالب خير البرية " (3).
وعن ابن عباس وابن مسعود وحذيفة: " من لم يقل علي خير الناس فقد كفر " (4).
وعن جابر: " علي خير البشر فمن أبي فقد كفر " (5).
وفي لفظ: " من امتري فقد كفر " (6).
وفي لفظ اخر عنه: " ذاك خير البشر لا يبغضه إلا كافر " (7).
وقريب منهما عن حذيفة وانس وعطاء معا عن عائشة وعن عبد الله وأبي سعيد الخدري (8).
١ - مناقب ابن المغازلي: ٢٦١ ح ٣٠٩.
٢ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٤ / ٩٦ الخطبة ٥٦.
٣ - تفسير الدر المنثور: ٦ / ٣٧٩ ذيل سورة البينة، وتفسير الطبري: ٣٠ / ١٧١ مورد الآية، والصواعق المحرقة: ٩٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٤٢ ح ٩٥٨ وما بعده، ومناقب الخوارزمي: ١١١ ح ١١٩ الفصل التاسع، وشواهد التنزيل: ٤٦١ إلي ٤٧٢، وكشف الغمة: ٢ / ٢٣، وتذكرة الخواص: ٢٧ باب ٢، وأنساب الاشراف: ٢ / ١١٣ ح ٥٠ ترجمة علي.
٤ - منتخب كنز العمال: ٥ / ٣٥، وكفاية الطالب: ٢٤٦ باب ٦٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٤٤ ح ٩٦٢، وكنز العمال: ١١ / ٦٢٥ ح ٣٣٠٤٦ فضائل علي، وتاريخ بغداد: ٣ / ١٩ ط. مصر ١٣٦٠.
٥ - منتخب كنز العمال: ٥ / ٣٥، وكنز العمال: ١١ / ٦٢٥ ح ٣٣٠٤٥ فضائل علي، وكنوز الحقائق: ٤٤٣، وذخائر العقبي: ٩٦، وينابيع المودة: ١ / ٢١٢ باب ٥٦.
٦ - تاريخ بغداد: ٧ / ٤٣٣ رقم الترجمة ٣٩٨٤.
٧ - كفاية الطالب: ٢٤٦، وكنوز الحقائق ٩٢ ط. اسلامبول، والرياض النضرة: ٢ / ٢٢٠ ط. الأولي.
٨ - ينابيع المودة: ١ / ٢٩٣ عن مودة القربي - المودة الثالثة، وكفاية الطالب: ٢٤٥ باب ٦٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٤٤ - ٤٤٩ ح ٩٦٢ - ٩٧٢، ومائة منقبة: ١٣٠ المنقبة 70 و 123 المنقبة 63 و 157 المنقبة 94.
(٧٠)
مفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، الحسن البصري (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (4)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (1)، المودة في القربي (1)، سورة البينة (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (3)

صفحه 066

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧١
وعن عطاء والإمامين الرضا والحسين (عليهما السلام): " علي خير البشر لا يشك فيه إلا كافر " (1).
وعن ابن مسعود قال: " ختمت القرآن علي خير الناس علي بن أبي طالب " (2).
وأجاب الإمام الحسن (عليه السلام) ابن أبي سيف بقوله: " لا ولكنه خير الناس " (3).
وعن ابن مسعود قال: " كنا نعد عليا خير البشر " (4).
وقالت أم كلثوم لابن ملجم: " قتلت خير الناس " (5).
وعن الأعمش قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " هل أدلكم علي خير الناس اما وأبا؟ " قالوا: بلي.
قال: " عليكم بالحسن والحسين [فان] أباهما علي وفاطمة " (6).
وعن أبي ذر قال: نظر النبي (صلي الله عليه وآله) إلي علي بن أبي طالب فقال: " هذا خير الأولين والآخرين من اهل السماوات وأهل الأرضين " (7).
وعن سلمان وانس: " خير من اترك [أخلفه] بعدي علي بن أبي طالب " (8).
وعن ابن عمر وابن مسعود: " خير رجالكم علي بن أبي طالب " (9).
وعن سلمان: قال رسول الله لفاطمة: " زوجك خير أمتي " (10).
١ - كفاية الطالب: ٢٤٦، وينابيع المودة: ١ / ٢٩٣ و ٢٥٥ باب ٥٦، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٠ خ ٢٣٨، ومائة منقبة: ١٢٦ المنقبة ٦٦، وعيون اخبار الرضا: ٢ / ٥٩ باب ٣١ ح ٢٢٥.
٢ - المعجم الكبير: ٩ / ٧٦ ح ٨٤٤٦ ترجمة علي - مناقبه، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٣٤ ح ١٠٦٠، ومناقب الخوارزمي: ٩٣ ح ٩٠ فصل ٧، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٦ ط. مصر ١٣٥٢.
٣ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٠ خ ٢٣٨.
٤ - تذكرة الخواص: ١٦٦ الباب السابع - ذكر مقتله.
٥ - الفصول المهمة: ١٢٧ في مقتله، وروضة الواعظين: ١٣٤.
٦ - مناقب ابن المغازلي: ١٤٩ ح ١٨٨.
٧ - بحار الأنوار: ٢٦ / ٣٠٩.
٨ - ينابيع المودة: ١ / ٣٠٢ عن مودة القربي، ومناقب الخوارزمي: ١١٢ ح ١٢١ فصل ٩، وارشاد القلوب:
٢ / ٢٣٦.
٩ - تاريخ بغداد: ٥ / ١٥٧ وينابيع المودة: ١ / ٢٩٤، وكنز العمال: ١٢ / 102 ح 34191 وترجمة الحسن من تاريخ دمشق: 177.
10 - كتاب سليم: 70 و 93.
(٧١)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، علي بن أبي طالب (4)، القرآن الكريم (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (2)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (3)، كتاب ارشاد القلوب (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، المودة في القربي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (2)، القتل (2)

صفحه 067

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٢
وعن عابس بن ربيعة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " خير إخواني علي " (1).
وعن علي قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب … خير أمتي وسيد ولد آدم بعدي " (2).
وقال ابن عباس: " يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد رسول الله " (3).
وعن علي بن الحسين في خطبة الشام: " وأصبح خير الأمة يشتم علي المنابر " (4).
وفي رواية: " خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا " (5).
وعن أبي هريرة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " خير هذه الأمة بعدي علي وفاطمة والحسن والحسين فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله " (6).
وعن محمد بن علي الباقر عن آبائه (عليهم السلام) قال: " علي سيد الوصيين وخير أمتي " (7).
وعن عائشة في خبر المخدج الذي قتله الأمير (عليه السلام) في النهروان قالت: سمعت رسول الله يقول: " هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة " (8).
وعن أبي سلمي في حديث الاسراء قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): قال تعالي: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟
قلت: " خيرها ".
قال الجليل: علي بن أبي طالب؟
قلت: " نعم يا رب " (9).
١ - الجامع الصغير: ٢ / ١٤، وكنوز الحقائق: ٤٢٥.
٢ - مائة منقبة: ٦٠ المنقبة ١٤.
٣ - روضة الواعظين: ١٢٧ مجلس في ذكر فضائله.
٤ - مقتل الحسين للخوارزمي: ٢ / ٧٢ الفصل الحادي عشر.
٥ - كمال الدين: ١ / ٢٥٩ نص النبي علي القائم.
٦ - كنز الفوائد: ٦٣ ذكر بدع آخر الزمان.
٧ - كنز الفوائد: ١٨٥ ذيل رسالة في وجوب الإمامة.
٨ - مناقب ابن المغازلي: ٥٦ ح ٧٩، والشريعة للآجري: ٣٥ باب ذكر قتل علي للخوارج.
٩ - مائة منقبة: ٦٤ المنقبة 17.
(٧٢)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (1)، أبو هريرة العجلي (1)، علي بن أبي طالب (2)، علي بن الحسين (1)، محمد بن علي (1)، الشام (1)، القتل (2)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (2)، إبن المغازلي (1)، آخر الزمان (1)، الخوارج (1)، الوجوب (1)

صفحه 068

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٣
وبسند اخر عن ابن عباس جاء فيه: " قلت سبحانك يا إلهي خلفت فيها خير أهلها لأهلها علي بن أبي طالب.
قال: يا محمد أتشتهي ان تري علي بن أبي طالب في مقامك هذا؟
قلت: نعم يا إلهي.
قال: فالتفت عن يمينك.
قال: فالتفت فإذا بعلي يسمع ويري " (1).
وفي نص آخر بنحو ما تقدم وفيه زيادة: " فاني انا العلي الأعلي اشتققت له من أسمائي اسما فسميته عليا ".
فهبط جبرائيل فقال: " ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: اقرأ.
قلت: ما اقرأ؟
قال: * (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * (2).
وعن أبي أيوب: " نزل بين أظهركم ابن عم رسول الله وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده " (3).
وقال ابن حمزة: " أهل البيت خير الناس علي عهد رسول الله وبعده " (4).
وفي مناظرة لابي حنيفة مع الفضال بن الحسن قال له: يا أبا حنيفة ان لي أخا يقول إن خير الناس بعد رسول الله علي بن أبي طالب وانا أقول أبو بكر وبعده عمر فما تقول أنت؟
فأطرق أبو حنيفة مليا ثم رفع رأسه فقال: كفي بمكانهما من رسول الله كرما وفخرا اما علمت انهما ضجيعاه فأية حجة أوضح لك من هذه.
فقال له فضال: اني قلت لأخي هذا فقال والله لان كان الموضع لرسول الله دونهما لقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما، وان كان لهما فوهبا لرسول الله لقد أساءا وما أحسنا في ارتجاعها ونكثهما عهدهما.
فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال: لم يكن خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة
١ - مناقب الأمير للكوفي: ٢ / ٥٥٧ ح ١٠٧٠ خبر الاسراء.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / 462 ح 488.
3 - الإمامة والسياسة: 1 / 131 - 132 ط. مصر الحلبي سنة 1378 و 173 ط. المصورة في إيران.
4 - الرياض المستطابة: 313.
(٧٣)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، علي بن أبي طالب (3)، فضال بن الحسن (1)، التصديق (1)، الحج (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، دولة ايران (1)

صفحه 069

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٤
فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحق أبوتهما.
فقال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم ان النبي (صلي الله عليه وآله) مات عن تسع فنظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك.
وبعد فما بال عايشة وحفصة ترثان رسول الله (صلي الله عليه وآله) وفاطمة ابنته تمنع من الميراث!.
فصاح أبو حنيفة: يا قوم نحوه فإنه رافضي (1).
* فتبين من هذه الروايات المتعددة والطرق المختلفة تسالم الصحابة علي كون أمير المؤمنين خير الأمة والصحابة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وطرقها تزيد علي عدد التواتر.
واما ما روي في خلاف ذلك فهو من فعل بني أمية، لذا امر المأمون ان يقال علي المنابر:
" خير الخلق بعد النبي علي (عليه السلام) " (2).
نكاية بسيرتهم وللتبشير بزوال ظلمهم وتحريفهم للروايات.
هذا مضافا إلي الروايات غير الصريحة في اثبات كونه خير الصحابة، كالمروي عن عرباض بن سارية وأبي هريرة: " خير الناس [القوم] خيرهم قضاء " (3).
ويأتي انه (عليه السلام) أعلمهم بالقضاء.
وكالمروي عن الحسن: " خيركم أزهدكم في الدنيا " (4).
ويأتي انه (عليه السلام) ازهد الصحابة.
ومضافا إلي ما تقدم أنه أفضل الخلق الدال علي كونه خيرهم.
١ - كنز الفوائد: ١٣٦ تفسير ثلاث آيات في القرآن.
٢ - تاريخ الخميس: ٢ / ٣٣٦ ذيل خلافة المأمون من الخاتمة، وتذكرة الخواص: ٣١٩ الباب ١٢ ذكر الإمام الرضا.
٣ - كنز العمال: ٦ / ٢٢٢ ح ١٥٤٣٥، والجامع الصغير: ٢ / ١٣، والمعجم الكبير: ١ / ٣٠٩ ترجمة أبي رافع ما روي عطاء عنه، و ١٨ / ٢٥٥ ترجمة العرباض ما روي عنه سعيد بن هاني، وربيع الأبرار: ٣ / ٦٢٠ باب القضاء (٧٠).
٤ - الجامع الصغير: ٢ / 17.
(٧٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، أبو هريرة العجلي (1)، بنو أمية (1)، الموت (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، الدفن (1)، البول (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، القرآن الكريم (1)

صفحه 070

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٥
علي (عليه السلام) سيد العرب والمسلمين * الفرع الثاني:
علي سيد العرب والمسلمين:
من ذلك ما روي عن الحسن والحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ادعوا لي سيد العرب " - يعني علي -.
قالت عائشة: ألست سيد العرب؟
فقال: " انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب " (1).
* أقول: الحديث مستفيض رواه كل من انس (2)، وأبي ذر (3)، وأبي سعيد (4) وجابر، وسلمة بن كهيل (5)، وعن السيد الحسن (6).
وعن ابن عباس قال رسول الله: " يا أم سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي " (7).
وعن الرضا (عليه السلام): " يا علي أنت سيد المسلمين وامام المتقين " (8).
ونحوه عن أبي ذر (9).
وعن عبد الله بن أسعد بن زرارة: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " أوحي إلي في علي أنه سيد
١ - كنز العمال: ١٣ / ١٤٥ ح ٣٦٤٥٦ ط. بيروت، و ٦ / ١٥٧ - ٤٠٠ ط. حيدر آباد ١٣١٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٦١ ح ٧٨٨، وذخائر العقبي: ٧٠، وكفاية الطالب: ٢١٠ باب ٩٣، وتاريخ الاسلام:
٣ / ٦٣٥ - عهد الخلفاء - علي، ومناقب ابن المغازلي: ٢١٣ ح ٢٥٧ - ٢٥٨، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٣١ - ١١٦ ط. مصر ١٣٥٢، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤٧.
٢ - المعجم الأوسط: ٢ / ٢٧٩ ح ١٤٩١، وكنوز الحقائق: ٤١٤، والمعجم الكبير: ٣ / ٨٨ ح ٢٧٤٩ ترجمة الحسن ما روي أبو ليلي عنه.
٣ - ارشاد القلوب: ٢ / ٢٦١.
٤ - مائة منقبة: ١٥٣ المنقبة ٩٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٦٥ ح ٧٩٢.
٥ - كنز العمال: ١١ / ٦١٨ ح ٣٣٠٠٦ وما بعده.
٦ - كنز العمال: ١٣ / ١٤٣ ح ٣٦٤٤٨، جواهر المطالب: ١ / ١٠٥ باب ١٨.
٧ - مناقب الخوارزمي: ١٤٢ ح ١٦٣ فصل ١٤ ونزل الأبرار: ٧٧ باب ١.
٨ - مناقب الخوارزمي: ٢٩٥ ح ٢٨٧ فصل ١٩.
٩ - مناقب ابن المغازلي: ٦٥ ح ٩٣، وكنز الفوائد: ٢٨٢ فصل في حجية النص.
(٧٥)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن أسعد (1)، سلمة بن كهيل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (4)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (2)، مدينة بيروت (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (2)

صفحه 071

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٦
المسلمين وولي المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين ".
خرجه المحاملي والجوزقاني وأبو نعيم عن أنس وأبي ذر (1).
وعن انس: " أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين " فدخل علي (2).
وعن عبد الله بن الجهني وعبد الله بن أسعد بن زرارة وانس ورافع جميعا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: انه سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين " (3).
وقال قيس لمعاوية: " فأصبحتم بعد ولاية أمير المؤمنين وسيد المسلمين وابن عم رسول رب العالمين وقد وليكم الطليق " (4).
وقال الحسن (عليه السلام) له: " وأبي علي بن أبي طالب سيد المؤمنين " (5).
وعن عائشة عندما اقبل علي (عليه السلام): " هذا سيد المسلمين " (6).
وقال شريح الحارثي لعمرو بن العاص: " وما يمنعك يا ابن النابغة ان تقبل من مولاك وسيد المسلمين بعد نبيهم مشورته " (7).
وعن ابن عباس قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم " (8).
ونحوه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (9).
١ - جواهر المطالب: ١ / ١٠٢ - ١٠٥ باب ١٧ - ١٨، والفوائد المجموعة: ٣٧٠ ح ٦٤ من مناقب علي.
٢ - كفاية الطالب: ٢١٢ باب ٥٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٨٧ ح ١٠١٤، وحلية الأولياء: ١ / ٦٣.
٣ - ذخائر العقبي: ٧٠، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣٤، وكنز العمال: ١١ / ٦١٩ ح ٣٣٠١٠، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٥٦ ح ٧٧٩، ومائة منقبة: ٨٣ - ١٠٢ المنقبة ٣١ و ٤٣، ومناقب الخوارزمي:
٣٢٨ ح ٣٤٠ فصل ١٩، والجامع الصغير: ٢ / ٨٨.
٤ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢١٦ أيام معاوية.
٥ - المحاسن والمساوئ: ٨٠ محاسن كلام الحسن.
٦ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٦٣ ح ٧٩٠.
٧ - الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٩٤ حوادث سنة ٣٧ - ذكر اجتماع الحكمين.
٨ - مناقب الخوارزمي: ٣٢٣ ح ٣٢٩ فصل ١٩.
٩ - مائة منقبة: ٦٠ المنقبة 14.
(٧٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن أسعد (1)، عمرو بن العاص (1)، المنع (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (3)

صفحه 072

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٧
وعن علي (عليه السلام) قال رسول الله: " انا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا " (1).
وعن الحسن العسكري (عليه السلام) في قصة أبي ذر. قال: قال أبو ذر: " يبقي لي توحيد الله والايمان بمحمد رسول الله ومولاة سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب ومولاة الأئمة الطاهرين من ولده " (2).
أقول: هذه طائفة من الروايات المستفيضة في اثبات كونه سيد العرب والمسلمين رويناها عن خيرة الصحابة.
١ - مائة منقبة: ٤٣ المنقبة الأولي، والبحار: 21 / 316.
2 - ارشاد القلوب: 2 / 425.
(٧٧)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 073

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٨
علي (عليه السلام) أول الموحدين * الفرع الثالث:
علي أول الموحدين من المرتكز في الضمائر الحية والنفوس الأبية ان علي بن أبي طالب أول الموحدين والتابعين لرسول الله (صلي الله عليه وآله) من أصحابه.
وتقدم في الكتاب الأول كونه مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) أول من سبح لله تعالي في عالم الأنوار.
بل ادعي البعض الاجماع عليه من قبل المحدثين والحفاظ (1).
وقد حاول البعض ولأغراض لا تخفي علي من تأملها التشكيك في ذلك لانكار هذه الفضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
وتصدي جملة من علماء العامة والخاصة لذلك بشكل موجز من ناحية المصادر وتعدد الروايات.
نعم أشبع الشيخ أبو جعفر الإسكافي الموضوع في رده علي الجاحظ (2) ولكنه لم يتعرض للروايات ولأقوال العلماء في المسألة بالشكل المطلوب.
ونحن بدورنا سوف نفصل القول هنا تحت عناوين مختلفة وجامعة لنخرج بنتيجة كون علي بن أبي طالب أول من أسلم وصلي وعبد الله وآمن ايمانا عن بصيرة وتفكر.
وتمام ذلك في فصول:
1 - الصواعق المحرقة: 185 الباب التاسع - الفصل الأول.
2 - يراجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 215 إلي 295 خطبة 238 اسلام أبي بكر.
(٧٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن أبي طالب (2)، الصّلاة (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)

صفحه 074

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٩
علي (عليه السلام) أول الموحدين / أول من أسلم * الفصل الأول:
علي أول من أسلم وجاء ذلك بعده ألسنة منها:
" أول من أسلم علي - علي أول من أسلم " " أولهم اسلاما ":
رواه كل من:
زيد بن أرقم (1)، وحبة العرني (2)، وجابر (3)، والحارث (4)، وابن عباس (5)، وأبي هريرة (6)، وعلي (عليه السلام) (7)، ومالك بن الحويرث (8)، وأبي موسي الأشعري (9)، وعفيف الكندي (10)، وسعد بن أبي وقاص (11)، وعمر (12)، وسلمان والمقداد وأبي سعيد وخباب
١ - مسند أحمد: ٤ / ٣٦٧ - ٣٧١ ط. م و ٥ / ٤٩٩ ط. ب، وصحيح الترمذي: ٥ / ٣٤٢ ط. دار الحديث و ٢ / ٣٠١ ط. مصر، والطبقات الكبري: ٣ / ١٥ ترجمة علي، وأسد الغابة: ٤ / ١٧، وكنز العمال: ١٣ / ١٤٤ ح ٣٦٤٥١، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٥، وخصائص النسائي: ٢٦ ح ٣، والكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤ ذكر الاختلاف في أول من أسلم، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧٥ ح ١٠١٤، وذخائر العقبي: ٥٨، جواهر المطالب: ١ / ٣٧ باب ٤ وأعلام النبوة: ٢٠٥ باب ١٢ والأوائل ٣٠ ح ٧٠.
٢ - مناقب الخوارزمي: ٥٧ ح ٢٣، ومسند أبي حنيفة: ٢٤٧ ط. مصر.
٣ - الإصابة: ٨ / ١٨٣ القسم ١ ط. مصر.
٤ - أسد الغابة: ٥ / ٥٢٠.
٥ - مستدرك الصحيحين: ٣ / ١٣٣ مناقبه، وذخائر العقبي: ٥٨، والمسند: ١ / ٣٧٣ ط. م و ١ / ٦١٦ ط. ب، والطبقات الكبري: ٣ / ١٥، والمعجم الكبير: ١٢ / ٧٧ ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون ح ١٢٥٩٣، وشواهد التنزيل: ١ / ١٢٥ ح ١٣٤، وخصائص النسائي: ٤٥ ح ٢٣، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧٤ ح ١٠٠، وكنز العمال: ١٣ / ١٢٣ ح ٣٦٣٩٢، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٢٤، جواهر المطالب: ١ / ٣٧ باب ٤ وقال: قال أبو عمر هذا حديث صحيح، والأوائل ٣٠ ح ٧٠.
٦ - كنز العمال: ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٥.
٧ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٥٧ ح ٨٣، وشواهد التنزيل: ١ / ٣٣٤ ح ٣٤٣، مناقب ابن المغازلي: ١٥ ح ٢٠ - ٢١.
٨ - المعجم الكبير: ١٩ / ٢٩١ ترجمته، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧٦ ح ١٠٢.
٩ - المستدرك: ٣ / ٤٦٥ مناقب أبي موسي الأشعري من كتاب المعرفة وصححه.
١٠ - المستدرك: ٣ / ١٨٣ فضائل خديجة من كتاب المعرفة - وصححه الذهبي.
١١ - المستدرك: ٣ / ٥٠٠ مناقب سعد.
١٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦١ ح ٤٠١، وذخائر العقبي: ٥٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد:
13 / 230 خطبة 238، ومناقب الخوارزمي: 55 ح 19 فصل 4.
(٧٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الله بن عباس (2)، زيد بن أرقم (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب ذخائر العقبي (3)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، إبن المغازلي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، عمرو بن ميمون (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (5)

صفحه 075

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٠
وأبي ذر (1)، وأبي رافع وبريدة (2)، وانس (3)، وعمرو ابن ميمونة (4)، ومحمد بن أبي بكر (5)، والحسن (عليه السلام) (6)، وابن إسحاق (7)، والكلبي (8)، وأبي إسحاق (9)، وابن عوف (10)، وعروة وسلمان بن يسار (11)، والمقداد وحبان وجابر وحسن البصري (12).
- ومنها بلسان: " علي اقدم أمتي سلما - أولهم أو أقدمهم سلما " رواه كل من:
انس ومعقل بن يسار (13)، والصادق عن ابائه (14)، وجابر (15)، وأبي سعيد (16)
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٣٠ خطبة ٢٣٨، والمعجم الكبير: ٥ / ٨٤ ح ٤٦٥٢ ترجمة زيد بن الحارث، و ٦ / ٢٦٥ ترجمة سلمان ما روي عنه الكندي، والاستيعاب: ٢ / ٤٥٨، والمستدرك: ٣ / ١٣٦ مناقب الأمير، والأئمة الاثنا عشر: ٤٨.
٢ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤٥٢ ترجمة خديجة، ومجمع الزوائد: ٩ / ٢٢٠، والأوائل: ٣٠ ح ٧٠، والأئمة الاثنا عشر: ٤٨.
٣ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤١١ ترجمة فاطمة - تزويجها، وينابيع المودة: ١ / ٢٣٩، وصحيح الترمذي: ٥ / ٦٤٠ كتاب المناقب ط. دار الحديث، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٩.
٤ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة ٢٥.
٥ - مروج الذهب: ٣ / ١١ ذكر معاوية.
٦ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٤٥ ح ٦٥ - ٦٨، والاستيعاب: ٢ / ٤٥٨، والحلية: ٤ / ٢٩٤ ط. مصر ١٣٥١.
٧ - تاريخ الطبري: ٢ / ٥٧ ذكر الخبر عما كان من امر النبي (ص).
٨ - تاريخ الطبري: ٢ / ٥٧ ذكر أول من أسلم.
٩ - كنز العمال: ٥ / ١٥٣ ط. مصر، وتاريخ الاسلام: ١ / ١٣٧ اسلام السابقين، والمعجم الكبير: ١ / ٩٤ ح ١٥٦ ترجمة علي - صفته، وكنز العمال: ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٧.
١٠ - الفتوح لابن أعثم: ١ / ٢١٧ كتاب علي لمعاوية (قبل صفين)، وشواهد التنزيل: ١ / ٣٧٤ ح ٣٤٣.
١١ - أعلام النبوة: ٢٠٥ باب ١٢.
١٢ - الأئمة الاثنا عشر: ٤٨ ١٣ - تاريخ الاسلام: ٣ / ٦٢٨ عهد الخلفاء - علي، وشواهد التنزيل: ١ / ١٠٨ ح ١٢٢، والمعجم الكبير: ٢٠ / ٢٣٠ ترجمة معقل ما روي عنه نافع، والمسند: ٥ / ٢٦ ط. م و ٦ / ط. ب، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٥٤ ح ٢٩٧، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٧ خ ٢٣٨.
١٤ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٧ خ ٢٣٨.
١٥ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة 25.
16 - البيان للكنجي: 117 باب 9 تصريح النبي بان المهدي من ولد الحسين.
(٨٠)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، معقل بن يسار (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (2)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، التاريخ الإسلامي (2)، كتاب تاريخ الطبري (2)، دمشق (2)

صفحه 076

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨١
وسلمان (1)، وبريدة (2)، وأبي أيوب (3)، والمنصور عن ابائه (4)، وأم سلمة (5)، وعائشة وأسماء (6)، والأعمش (7)، والحارث عن علي (8).
- ومنها بلسان: " انا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم ".
رواه معاذ العدوية عنه، خرجه البلاذري وابن قتيبة في المعارف (9).
- ومنها بلسان: " أولكم ورودا علي الحوض أولكم اسلاما هو علي بن أبي طالب ".
أخرجه صاحب الفردوس والحارث والطبراني والخطيب وابن عدي والحاكم وابن مردويه وابن أبي عاصم والقلعي عن سلمان وسفيان الثوري (10).
وزاد ابن أبي الحديد والكراجكي عن انس: فقال له سلمان قبل أبي بكر وعمر؟
فقال: " قبل أبي بكر وعمر " (11).
١ - كنز العمال: ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩١، وكتاب سليم: ٧٠ و ٩٣.
٢ - مناقب الخوارزمي: ١٠٦ فصل ٩ ح ١١١، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٦٣ ح ٣٠٥، وكنز الفوائد: ١٢١.
٣ - مناقب الخوارزمي: ١١٢ فصل ٩ ح ١٢٢.
٤ - مناقب الخوارزمي: ٢٩٠ ح ٢٧٩ فصل ١٩، وارشاد القلوب: ٢ / ٤٣٠.
٥ - مناقب الخوارزمي: ٣٥٣ ح ٣٦٤ فصل ٢٠.
٦ - فتح الملك العلي: ٦٧.
٧ - مناقب ابن المغازلي: ١٥١ ح ١٨٨.
٨ - الذرية الطاهرة: ٩١ ح ٨٣.
٩ - الكني والأسماء للدولابي: ٢ / ٨١ من كنيته أبو الفضل، الجوهرة: ٨، وأنساب الاشراف: ٢ / ٣٧٩، وكنز العمال: ١٣ / ١٦٤ ح ٣٤٩٧، وأنساب الاشراف: ٢ / ١٤٦ ح ١٤٦ قبسات من ترجمة علي،، وكنز الفوائد: ٣٣٩ الفصل العاشر من رسالة التعجب، وذخائر العقبي: ٥٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد:
١٣ / ٢٢٨ خ ٢٣٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٦٢ ح ٨٨، وينابيع المودة: ١ / ٢٣٩ باب، وجواهر المطالب: ١ / ٣٨ باب ٤.
١٠ - الأوائل: ٢٩ ح ٦٧ - ٦٩، بغية الطلب في تاريخ حلب: ٣ / ١١٨٧، والمستدرك: ٣ / ١٣٦، وأسد الغابة: ٤ / ١٧، ومناقب الكلابي: ٤٣١ ح ١٠، والمطالب العالية: ٤ / ٥٧ ح ٣٩٥٢، ومناقب الخوارزمي: ٥٢ ح ١٥ فصل ٤، وجواهر المطالب: ١ / ٣٨ باب ٤، وكنز العمال: ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩١ و ١٣ / ١٤٤ ح ٣٦٤٥٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٨٢ - ٨٥ ح ١١٥، وينابيع المودة: ٢٧٨ - المناقب السبعون -، ومناقب ابن المغازلي: ١٦ ح ٢٢، وكنوز الحقائق ٤١٠، والفوائد المجموعة: ٣٤٦ ذكر مناقب علي ح ٤٧ وتاريخ بغداد: ٢ / ٧٩.
١١ - شرح النهج: ٤ / ١١٧ الخطبة ٥٦، وكنز الفوائد: ١٢١ فصل في أن أمير المؤمنين أول بشر سبق إلي الاسلام.
(٨١)
مفاتيح البحث: إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، الطبراني (1)، علي بن أبي طالب (1)، سفيان الثوري (1)، الصدق (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (2)، الخوارزمي (5)، دمشق (3)

صفحه 077

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٢
- ومنها عن عائشة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " دعي لي أخي فإنه أول الناس بي اسلاما " (1).
- ومنها عن انس: " نبئ رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يوم الاثنين وأسلم علي من الغد يوم الثلاثاء وصلي " خرجه ابن عساكر وأبو عمر (2).
ونحوه عن حبة عن علي (3).
وخرجه الخلعي عن رافع بن خديج (4).
- ومنها: " اما ترضين ان زوجك أول المسلمين اسلاما - الرسول لفاطمة (عليها السلام) (5).
وعن محمد بن أبي بكر:.. " فكان أول من أجاب وأناب ووافق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب فصدقه بالغيب والمكتوم " (6).
وقال محمد القرظي: " علي أولهم اسلاما " (7).
١ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٩٦ ح ١٣١.
٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٥٠ ح ٧٣، وكنز الفوائد: ١٢١، وجواهر المطالب: ١ / ٥٠ باب ٨.
٣ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٥٢ ح ٧٩، وكنز الفوائد: ٣٣٩ فصل ١٠ من رسالة التعجب.
4 - جواهر المطالب: 1 / 50 باب 8.
5 - المعجم الكبير: 22 / 416 ترجمة فاطمة ما روي عنها انس، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 93 ح 127.
6 - انساب الاشراف: 2 / 3924 امر مصر في خلافة علي ومقتل محمد بن أبي بكر.
7 - الجوهرة: 8.
(٨٢)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، إبن عساكر (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن أبي بكر (2)، رافع بن خديج (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، دمشق (4)

صفحه 078

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٣
النص علي أمير المؤمنين (عليه السلام) الاحتجاجات علي أولية اسلامه (عليه السلام) فأول احتجاج لرسول الله (صلي الله عليه وآله) كان في يوم زواجه (1).
ومنها احتجاج علي يوم الشوري من علي منبر الكوفة بأولية اسلامه ولا معترض (2).
وقال (عليه السلام) لعثمان: " بل انا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما " (3).
وعن حبة العوني انه سمع عليا يقول: " اللهم لا اعترف ان عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - " (4).
ومنها احتجاجه علي معاوية (5).
ومنها احتجاج الإمام الحسن (عليه السلام) علي معاوية وعمرو والمغيرة، ولم يعترضوا (6).
ومنها احتجاج الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء (7).
ومنها احتجاج سعد علي رجل شتم عليا قال: " ألم يكن أول من أسلم، ألم يكن أول من صلي " (8).
ومنها احتجاج جنادة بن قضاعة (9).
ومنها احتجاج سعيد بن جبير علي الحجاج (10).
١ - الكامل لابن عدي: ٤ / ١٦٦ رقم الترجمة ١٧٣٧.
٢ - شرح النهج: ٦ / ١٦٨ خطبة ٧٣، وكنز الفوائد: ١٢١.
٣ - كنز الفوائد: ١٢٢.
٤ - المسند: ١ / ٩٩ ط. م و ١ / ١٦٠ ط. ب، وذخائر العقبي: ٦٠ ذكر أنه أول من صلي، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤٠، وكنز العمال: ٦ / ٣٦٥ ط. مصر و ١٣ / ١٢٦ ح ٣٦٤٠٠ ط. بيروت، وأسد الغابة: ٤ / ١٧ مع تفاوت، وكنز الفوائد: ١٢٢، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٠٢، والاستيعاب: ٢ / ٤٥٨، والقول المسدد: ٨٣ الحديث العاشر، وزاد المسلم: ٤ / ٣٦.
٥ - وقعة صفين: ٨٩ كتابه إلي معاوية.
٦ - شرح النهج: ٦ / ٢٨٨ خ ٨٣.
٧ - الأنوار النعمانية: ٣ / ٢٤٣.
٨ - المستدرك: ٣ / 500 مناقب سعد من كتاب المعرفة.
9 - تاريخ دمشق: 11 / 291 رقم الترجمة 1085.
10 - حلية الأولياء: 4 / 294 ترجمة سعيد بن جبير 275.
(٨٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (1)، سعيد بن جبير (2)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة بيروت (1)، دمشق (1)

صفحه 079

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٤
ومنها احتجاج ابن عباس المشهور علي من وقع في علي (1).
واحتجاجه علي عمر عند محاورته حول الخلافة (2).
ومنها احتجاج محمد ابن أبي بكر علي معاوية (3).
ومنها احتجاج نعمان بن جبلة علي معاوية قال: وما وقفت لرشد حين أقاتل علي ملكك ابن عم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وأول مؤمن به (4).
١ - الرياض النضرة: ٣ / ١٧٤، وفضائل الصحابة: ٢ / ٦٨٤ ح ١١٦٨.
٢ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٥٩ حياة عمر.
٣ - انساب الاشراف: ٣ / ١٦٥، ووقعة صفين: ١١٨ كتابه إلي معاوية.
4 - مروج الذهب: 2 / 385 ذكر أيام صفين.
(٨٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)

صفحه 080

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٥
علي أول من أسلم علي لسان الشعراء ومما يشهد بصحة وتواتر الفصول السابقة انشاد الشعراء لذلك وتسابقهم علي تدوين الافتخار بكون علي بن أبي طالب أول من أسلم وصلي.
ويزيد ذلك قوة أنهم لم يكونوا في مقام ذكر أول المسلمين بل كانوا في مقام اخر فذكروه للتسالم عليه.
خاصة مع عدم اقتصارهم علي ذكر أول من أسلم، فقد ذكروا تقدم صلاته وتوحيده وتصديقه للنبي (صلي الله عليه وآله).
ولم يقتصر ذلك علي عصر معين بل كان ذلك منذ عصر النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) وصحابته وحتي هذه العصور المتأخرة وهاك بعضها:
- قال عليه السلام:
سبقتكم إلي الاسلام طرا * غلاما ما بلغت أوان حلمي (1) - ما انشد الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب ونسب للعباس:
ما كنت احسب ان الامر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن أليس أول من صلي لقبلته (2) * واعلم الناس بالقرآن والسنن (3) - وما انشد الفضل بن العباس بن عبد المطلب:
وصي رسول الله حقا وصهره وأول من صلي وما ذم جانبه (4) - وما انشد هاشم بن عتبة بن أبي وقاص:
- أول من صدقه وصلي فجاهد الكفار حتي ابلي (5) - وأنشد عبد الله بن أبي سفيان:
١ - جواهر العقدين: ٤٣٦ الباب الخامس عشر، لوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣٣٨ ذكر علي.
٢ - في تاريخ اليعقوبي: عن أول الناس ايمانا وسابقة.
٣ - المواهب اللدنية: ١ / ٢٤٢ ط. مصر، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٤ خبر السقيفة، وأسد الغابة: ٤ / ٤٠ ذيل ترجمة علي، وكتاب سليم: ٧٨.
٤ - كفاية الطلب: ١٢٧ باب ٢٥.
٥ - الغدير: ٣ / 228.
(٨٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، العباس بن عتبة بن ابي لهب (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، علي بن أبي طالب (1)، هاشم بن عتبة (1)، القرآن الكريم (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، السقيفة (1)

صفحه 081

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٦
وان ولي الامر بعد محمد علي وفي كل المواطن صاحبه وصي رسول الله حقا وصهره وأول من صلي ومن لان جانبه (1) - وأنشد أمير المؤمنين بحضرة رسول الله (صلي الله عليه وآله):
انا أخو المصطفي لا شك في نسبي معه ربيت وسبطاه وهما ولدي صدقته وجميع الناس كافر بهم من الضلالة والاشراك ذوي النكد (2) - وأنشد الزرقاني:
ان عليا لميمون نقيبته بالصالحات من الأفعال مشهور صلي الصلاة مع الأمي أولهم قبل العباد ورب الناس مكفور (3) - وأنشد خزيمة بن ثابت شهيد صفين:
وصي رسول الله من دون اهله وفارسه من كان في سالف الزمن وأول من صلي من الناس كلهم سوي خيرة النسوان والله ذو منن (4) - وأنشد مالك بن عبادة:
رأيت عليا لا يلبث قرنه إذا ما دعاه حاسرا ومسربلا فهذا وفي الاسلام أول مسلم وأول من صلي وصام وهللا (5) - وأنشد أبو الأسود الدؤلي:
اما انه أول العابدين بمكة والله لا يعبد (6) - وأنشد عبد الرحمن بن حنبل:
علي وصي المصطفي ووزيره وأول من صلي لذي العرش واتقي (7) - وقال كعب بن زهير:
صهر النبي وخير الناس كلهم وكل من رامه بالفخر مفخور
١ - كنز الفوائد: ٣٠٨ وكتاب التعجب.
٢ - مناقب الخوارزمي: ١٥٧ ح ١٨٦ الفصل ١٤، وكنز الفوائد: ١٢٢.
٣ - الغدير: ٣ / ٢٣١ عن شرح المواهب: ١ / ٢٤٢، وأنساب الاشراف: ١ / ٤٣٧ ط. الأولي.
٤ - شرح النهج: ٣ / ٢٥٩ ط. مصر، وروضة الواعظين: ٨٧ مجلس في ذكر اسلامه.
٥ - الغدير: ٣ / ٢٣٢.
٦ - الغدير: ٣ / ٢٣٢.
٧ - كفاية الطالب: ١٢٧ باب ٢٥: وكنز الفوائد: ٣٠٨.
(٨٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو الأسود الدؤلي (1)، خزيمة بن ثابت (1)، مالك بن عبادة (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 082

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٧
صلي الصلاة مع الأمي أولهم قبل العباد ورب الناس مكفور (1) - وقال الصاحب بن عباد كافي الكفاة:
أول الناس صلاة جعل * التقوي حلاها (صلاحا) (2) وللحميري:
من كان اقدم اسلاما وأكثرها * علما وأطهرها اهلا وأولادا من كان أعدلها حكما وأبسطها * كفا وأصدقها وعدا وأبعاد (3) ونقل البيهقي عن بعضهم:
وهذا علي سيد الناس فاتقوا * عليا باسلام تقدم من قبل (4)
١ - الغدير: ١٠ / ١٣.
٢ - تذكرة الخواص: ٥٥ الباب الثاني حديث رد الشمس، والغدير: ٤ / ٥٨.
٣ - أسد الغابة: ٤ / 40 ذيل ترجمة علي.
4 - المحاسن والمساوئ: 93 محاسن كلام غانمة.
(٨٧)
مفاتيح البحث: الصّلاة (2)، حديث رد الشمس (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)

صفحه 083

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٨
* الفصل الثاني:
في أن اسلام علي كان عن بصيرة وتفكر:
يصور لنا التاريخ حقيقة اسلام علي بشكل مشوه تارة باعتبار صغره عند اسلامه حتي قيل إنه أسلم وله خمس سنوات (1).
وأخري في كيفية اسلامه وانه جاء بمجرد عرض الرسول عليه ذلك.
ولعل ذلك ناتجا أولا من بغض بني أمية.
وثانيا من تحريف الروايات.
وثالثا من تصوير نزول الوحي بشكل مفاجئ حتي حار رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيه فكان: تارة يخاف منه وترجف بوادره (2)، واخر يهرب.
وثالثة يخبر خديجة.
ورابعة ابن نوفل حتي عرف ابن نوفل وخديجة انه نبي قبل أن يعرف هو؟! (3).
وما شابه من هذه الإسرائيليات أو الأمويات (4).
وإلا فايمان رسول الله بشريعة سابقة إبراهيم (عليه السلام) (5) أو غيره من الأنبياء، ظاهر للعيان، وعبادته قبل النبوة وعدم ارتكابه المحرمات والمحذورات يرويها العامة والخاصة (6).
كيف؟ وقد صرح ابن حمدان في نهاية المبتدئين عن ابن عقيل أنه ولد مسلما، وعن الحافظ ابن رجب أنه ولد نبيا، بل نسب الحافظ للامام أحمد القول بولادة النبي علي الاسلام (7).
١ - وهو أقل الأقوال وقيل أكثر حتي العشرين كما تقدم راجع التنبيه والاشراف: ١٩٨ - ١٩٩.
٢ - مناقب ابن المغازلي: ٢٧٦ ح ٣٢٢ عن عبد الله بن مسعود.
٣ - الشريعة: ٤٣٩ و ٤٤١ باب كيف نزول الوحي عليه.
٤ - وأبطل هكذا أحاديث القاضي عياض في شفائه: ٢ / ١٠٣ - ١٠٤ القسم الثالث - الفصل الأول.
٥ - تعبد النبي بشريعة ثابت عندنا ومختلف فيه عند القوم، واختلف في نوع تلك الشريعة والذي ندين الله به تعبده بشريعة الاسلام لمحذور كونه تابعا للشريعة أو لصاحبها كما سوف يأتي تفصيل ذلك.
٦ - الفتاوي الحديثية: ١١٢ ط. مصر ١٣٥٢ - الأولي، والذرية الطاهرة ٥٥ ح ٢٠.
٧ - لوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 305 - 306.
(٨٨)
مفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، شهر رجب المرجب (1)، بنو أمية (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، إبن المغازلي (1)، عبد الله بن مسعود (1)

صفحه 084

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٩
أني ذلك؟ وقد استفاضت الروايات بكونه نبيا قبل آدم كما تقدمت مفصلا (1).
وكيف يكون الاطمئنان عند ابن نوفل وخديجة من نزول الوحي ولا يكون عند نبي الرحمة، الذي اختاره الله علي العالمين واصطفاه من بين المخلوقين؟!
ولسنا في صدد تحقيق ذلك انما هو من باب الإشارة ولنا عودة عليه ان شاء الله تعالي.
وهذا يجري في أمير المؤمنين الذي لم يسجد لصنم قط، ولم يشرك بربه تعالي والذي كان يتعبد مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) قبل الوحي وذكر الطبري انه كان يذهب معه إلي شعاب مكة فيصليان مستخفيا عن قومه (2).
* قال سبط ابن الجوزي: لم يزل مع رسول الله في زمن الطفولة يدين بما دان به رسول الله (3).
* وقال المسعودي: ذهب كثير من الناس إلي أنه لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الاسلام (4).
* وقال المقريزي: أما علي فلم يشرك بالله قط، فعندما أتي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الوحي وأخبر خديجة وصدقت كانت هي وعلي.. فلم يحتج علي أن يدعي ولا كان مشركا حتي يوحد فيقال أسلم، هدا هو التحقيق (5).
ونحوه عن العامري (6).
وليس ببعيد ان تفسر كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) بعبادته قبل الناس سبع سنين بأنه كان يتعبد مع رسول الله علي شريعة خاصة لإبراهيم أو لغيره كما يأتي.
قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " انا دعوة أبي إبراهيم … فانتهت الدعوة إلي والي علي لم نسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا ".
والمتأمل في شخصية أمير المؤمنين (عليه السلام) يدرك ان المسألة كانت أعمق من ذلك، ذلك أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يدرك شخصية محمد (صلي الله عليه وآله) وهديه وعبادته وتعبده بشريعة إلهية
١ - في الكتاب الأول: عالم الأنوار.
٢ - تاريخ الطبري: ٢ / 58 ذكر أول من أسلم.
3 - تذكرة الخواص: 102 الباب الرابع ذيل تمام حديث الخوارج.
4 - مروج الذهب: 2 / 276 ذكر مبعثه وما جاء في ذلك إلي هجرته - وسوف يأتي التفصيل.
5 - أمتاع الاسماع: 1 / 16 - 17 تحقيق محمود شاكر ط. مصر.
6 - الرياض المستطابة: 168 ترجمته.
(٨٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، مدينة مكة المكرمة (1)، السبط إبن الجوزي (1)، السجود (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الخوارج (1)

صفحه 085

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٠
سماوية وكل ذلك قبل البعثة.
وكان يعلم بوجود الأنبياء وضرورة النبوة ووجوب الايمان وتصديق الرسول المرسل من الله تعالي، وكل ذلك من محمد (صلي الله عليه وآله) معلمه الأول والأخير صاحبه وملازمه ومربيه.
هذا إضافة إلي علمه بذلك قبل خلقه وهم أنوار حول عرش الله، أو عند الميثاق، وإن شئت قلت عند تكون الطينة، كما تقدم في الكتاب الأول.
وعلي ضوء ذلك لنا ان ندعي ان أمير المؤمنين كان مهيئا لتلقي الدعوة الاسلامية وعرض الاسلام، سواء قلنا إنه مهيأ منذ ذاك العالم أم ان محمدا (صلي الله عليه وآله) هو الذي هيأه في صحبته إياه قبل البعثة ما يقارب الست سنوات (1).
وفعلا عندما عرضت عليه نبوة محمد بن عبد الله (صلي الله عليه وآله) لم يستنكر ولم يستغرب لعلمه بالنبوات السابقة وكيفيتها وضرورتها، نعم لم يسارع إلي الاسلام بمجرد العرض * (حاجة في نفس يعقوب) *.
بل طلب المهلة حتي يفكر ليله كما يحدثنا ابن عباس قال: " عرض علي علي الاسلام ".
فقال علي: انظرني الليلة.
فقال له النبي: " هي أمانة في عنقك لا تخبر بها أحدا " (2).
وقاله البلاذري بلفظ: " يا علي هذا دين الله الذي اصطفاه واختاره، وأنا أدعوك إلي الله وحده، وأن تذر اللات والعزي فإنهما لا تنفعان ولا تضران ".
فقال علي: " ما سمعت بهذا الدين إلي اليوم، وأنا أستأمر أبي فيه ".
- فكره النبي أن يفشي ذلك قبل استعلان أمره -.
فقال: " يا علي ان فعلت ما قلت لك، وإلا فأكتم ما رأيت ".
فمضي ليلته ثم غدا علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فقال له: " أعد علي ما قلت ".
فأعاد، فأسلم (3).
١ - بناء علي أنه أسلم وله عشرون سنة واخذه الرسول من أبي طالب وله قريب الست أو السبع سنوات فيكون عبد الله مع رسول الله قبل البعثة سبع سنوات أو ست سنوات.
٢ - مناقب الخوارزمي: ٥٢ ح ١٦ الفصل الرابع، كنز الفوائد 127 فصل في أن سلامه كان عن بصيرة، وأنساب الاشراف: 2 / 125 - 126.
3 - أنساب الاشراف: 1 / 112 ح 218 مبعث رسول الله.
(٩٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (1)، البعث، الإنبعاث (4)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 086

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩١
وفي لفظ: قال علي: " هذا شئ لم اسمع به ".
قال: " صدقت يا علي ".
فمكث علي تلك الليلة مفكرا فلما أصبح أتي النبي (صلي الله عليه وآله) فقال له: " لم أزل البارحة أفكر فيما قلت لي فعرفت الحق والصدق في قولك، وانا اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله " (1).
ومن قوله (صلي الله عليه وآله): " لا تخبر بها أحدا ": نعرف أن ذلك قبل ايمان أحدا من الناس.
وسوف يأتي قوله (صلي الله عليه وآله): " ان الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقا لنبوتك وبرهانا علي دعوتك ".
فهو يعرف أن للأنبياء معاجزا لتصديق النبوة وبراهينا لاثبات البعثة.
* قال العقاد: (لقد ملأ الدين الجديد قلبا لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة، ولم يخالطه شوب بكدر صفاءه ويرجع به إلي عقابيله، فبحق ما يقال: أن عليا كان المسلم الخالص علي سجيته المثلي وان الدين الجديد لم يعرف قط أصدق اسلاما منه ولا أعمق نفاذا فيه) (2).
* وقال أبو جعفر الإسكافي بعد ذكر حديث الدار:
فهل يكلف عمل الطعام ودعاء القوم صغير غير مميز؟! وغير عاقل؟!
وهل يؤتمن علي سر النبوة طفل؟! وهل يدعي في جملة الشيوخ والكهول إلا عاقل لبيب؟! وهل يضع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يده في يده ويعطيه صفقة يمينه بالآخرة والوصية والخلافة إلا وهو اهل لذلك؟!
بالغ حد التكليف محتمل لولاية الله وعداوة أعدائه، وما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه ولم يلصق بأشكاله ولم ير مع الصبيان في ملاعبهم بعد اسلامه؟!.
بل ما رأيناه إلا ماضيا علي اسلامه، مصمما في أمره محققا لقوله بفعله قد صدق اسلامه بعفافه وزهده ولصق برسول الله (صلي الله عليه وسلم) من بين جميع من بحضرته.
وقد ذكر هو (عليه السلام) في كلامه وخطبه بدء حاله وافتتاح أمره حيث أسلم لما دعا رسول الله الشجرة فأقبلت تخذ الأرض فقالت قريش: ساحر حفيف السحر.
١ - كنز الفوائد: ١٢٠ فصل في بيان ان الأمير أول بشر سبق إلي الاسلام.
٢ - عبقرية الامام: ١٣ ط. مصر - المعارف.
(٩١)
مفاتيح البحث: حديث الدار (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، يوم عرفة (1)، التصديق (1)، الطعام (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الشراكة، المشاركة (1)، البول (1)

صفحه 087

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٢
فقال علي (عليه السلام): " يا رسول الله انا أول من يؤمن بك آمنت بالله ورسوله وصدقتك فيما جئت به، وانا اشهد ان الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقا لنبوتك وبرهانا علي دعوتك ".
فهل يكون ايمان قط أصح من هذا الايمان؟!
وأوثق عقدة وأحكم مرة؟! ولكن حنف العثمانية وغيظهم وعصبية الجاحظ وانحرافه مما لا حيلة فيه (1).
إذا ايمانه كان عن تفكر وتدبر سابق حتي آمن ايمانا مبرما عارفا بأن علي النبي أن يقدم المعاجز وأنها بأمر الله تعالي.
وأيضا ايمانه كان تفكر لاحق المتمثل باستمرارية هذا الايمان بل تزايده يوما بعد يوم، والشواهد جمة.
ومن المنبه علي ذلك ما يروي لنا عندما كان يصلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) - وقبل البعثة - كان يحرسه أمير المؤمنين ويرصد له حتي إذا انتهي قام أمير المؤمنين يصلي واخذ يرصد نبي الرحمة له (2).
ورواه البلاذري وابن كثير مع زيد بن حارثة قال: قال الزهري وسليمان بن يسار وعمران ابن أبي انس وعروة بن الزبير: " أول من أسلم زيد بن حارثة، وكان هو وعلي يلزمان النبي وكان يخرج إلي الكعبة أول النهار ويصلي صلاة الضحي، وكانت قريش لا تنكرها وكان إذا صلي غيرها قعد علي وزيد يرصدانه " (3).
فهكذا كان اسلام أمير المؤمنين عن بصيرة وتعقل وادراك وتفكر واطمئنان.
ثم حتي لو سلمنا صغر سن أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الفترة فإنه لا يقدح في هديه وتعقله؟
كيف والقرآن يحدثنا عن النبي يحيي وعيسي بقوله: * (يا يحيي خذ الكتاب بقوة
١ - شرح النهج: ١٣ / ٢٤٤ الخطبة ٢٣٨، والغدير: ٢ / ٢٨٧ عن كتابه علي العثمانية.
٢ - كنز الفوائد: ١٢٧.
٣ - الكامل في التاريخ: ١ / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم، وأمتاع الاسماع للمقريزي: 1 / 17، وأنساب الاشراف: 1 / 113 ح 218 مبعث النبي.
(٩٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، زيد بن حارثة (2)، القرآن الكريم (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الصّلاة (2)، مبعث النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)

صفحه 088

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٣
وآتيناه الحكم صبيا - فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهدي صبيا) * (1).
والتاريخ يحدثنا عن الإمام الجواد والهادي (عليهما السلام) وصغر سنهما، وكيف كانا في مجلس المأمون يكبتون كل العلماء والمتحدثين وهم في سن لم يتجاوز السادسة.
ولكن ماذا نفعل بأقوام من تعصبهم ينكرون الحقائق خاصة لأمير الخلق الذين اعتادوا علي رد فضائله، مع تسالمهم في الفضائل علي التساهل.
* وقد صدق المسعودي بقوله: وهذا قول من قصد إلي إزالة فضائله ودفع مناقبه، ليجعل اسلامه اسلام طفل صغير، وصبي غرير لا يفرق بين الفضل والنقصان، ولا يميز بين الشك واليقين، ولا يعرف حقا فيطلبه ولا باطلا فيجتنبه (2).
١ - مريم: ١٢ و 29.
2 - الاشراف والتنبيه: 198 ذكر التاريخ من مولد الرسول ص -.
(٩٣)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام (1)، التصديق (1)، الجود (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)

صفحه 089

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٤
* الفصل الثالث:
بطلان كون أبو بكر أول من أسلم مما تقدم من الروايات المتواترة يعلم ان ابا بكر لم يكن أول من أسلم من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ونزيد هنا طرقا أخري تدل علي بطلان هذه المقولة:
* أولا: انه ورد ذكر جملة من الصحابة بعنوان كونهم أول من أسلم، وهو يتعارض مع كون أبي بكر أول من أسلم.
نعم، لا يعارض كون علي أول من أسلم: اما لتواتر الروايات، واما لتعدد عناوين الروايات بين أول من أسلم وآمن وعبد الله وصلي، وهي مفقودة في غير علي (عليه السلام).
واما للنص في بعضها انه أسلم جماعة قبل أبي بكر (1).
ولا نص انهم أسلموا قبل علي (عليه السلام).
- فورد مثلا: ان أول من أسلم زيد بن حارثة الكلبي - رواية الزهري، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وابن المسيب، وعمران بن أبي انس، وابن إسحاق (2).
قال ابن الأثير والطبري: أسلم زيد بن حارثة ثم أسلم أبو بكر وأظهر اسلامه (3).
- وورد: ان عبد الرحمن بن عوف أول القوم إسلاما. كما أخرجه الآجري ونقله ابن سبع في الخصائص (4).
١ - كرواية سعد راجع كنز الفوائد: ١٢٤.
٢ - الكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٥ ذكر بدء الوحي - ذكر الاختلاف في أول من أسلم، وأنساب الاشراف: ١ / ١١٢ ح ٢١٤ و ٢١٥ مبعث الرسول، وتاريخ الطبري: ٢ / ٦٠ ذكر الخبر عما كان من امر نبي الله عند ابتداء الله باكرامه بارسال جبرائيل، وسيرة ابن هشام: ١ / ٢٦٤ ط. مصر - الحلي ١٣٥٥. - اسلام زيد - ذكر أول من أسلم، والتنبيه الاشراف: ١٩٩، وتاريخ الاسلام: ١ / ١٢٨ - خديجة أول من آمنت - وشرح النهج: ٤ / ١٢٤ الخطبة ٥٦ عن الاستيعاب في ترجمة زيد ابن حارثة، لوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣١١ تفضيل الصديق.
٣ - الكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٥ الاختلاف في أول من أسلم، وتاريخ الطبري: ٢ / ٦٠ ذكر أول من أسلم.
٤ - الشريعة للآجري: ٤٣٤ باب ذكر مولد الرسول ومنشئه، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 312 تفضيل الصديق.
(٩٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)، إبن الأثير (1)، زيد بن حارثة (2)، الباطل، الإبطال (1)، الصّلاة (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (2)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، التاريخ الإسلامي (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)، الصدق (2)، البعث، الإنبعاث (1)

صفحه 090

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٥
- وورد: ان أول من أسلم خباب بن الإرث من بني سعد بن زيد (1).
- وورد: ان أول من أسلم بلال بن حمامة (2).
- وورد: ان أول من آمن ورقة بن نوفل (3).
- ورود عن ابن بريدة: أول الرجال اسلاما علي بن أبي طالب ثم الرهط الثلاث أبو ذر وبريدة وابن عم لأبي ذر. أخرجه محمد بن إسحاق في الجزء الأول من المغازي، والآجري في الشريعة (4).
- وورد تقدم اسلام جعفر بن أبي طالب علي اسلام أبي بكر (5).
- بل ورد تقدم اسلام أكثر من خمسين رجلا علي اسلام أبي بكر كما رواه الطبري وغيره، عن سعد بن أبي وقاص (6).
- وقيل: أول من أسلم خالد بن سعيد بن العاصي (7).
- وقيل: أول من أسلم أبو بكر بن أسعد الحميري (8).
وأوضح من ذلك احتجاج عائشة في اسلام أبيها حيث قالت: " وأبي رابع أربعة من المسلمين " أخرجه ابن طيفور (9).
فلو كان أول من أسلم، لكان الأولي ان تحتج به.
* ثانيا: ما رود من روايات ان عليا (عليه السلام) آمن وصلي قبل الناس بسبع سنين، وتقدم طرف
١ - الاشراف والتنبيه: ١٩٩ ذكر التاريخ من مولد الرسول (ص -، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣١١ تفضيل الصديق.
٢ - الاشراف والتنبيه: ١٩٩ ذكر التاريخ من مولد الرسول (ص)، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣١١ تفضيل الصديق.
٣ - تاريخ الخميس: ٢ / ٢٨٦ الركن الثاني ذكر أول من أسلم عن مزيل الخفاء، والشريعة للآجري: ٤٤٣ باب كيف نزل عليه الوحي.
٤ - الغدير: ٢ / ٢٣٠.
٥ - تاريخ الطبري: ٢ / ٦٠ ذكر اليوم الذي نبئ فيه الرسول - ذكر أول من أسلم، وكنز الفوائد: ١٢٤ فصل في بيان ان أمير المؤمنين أول من أسلم.
٦ - تاريخ الطبري: ٢ / ٦٠ ذكر اليوم الذي نبئ فيه الرسول - ذكر أول من أسلم، وكنز الفوائد: ١٢٤ فصل في بيان ان أمير المؤمنين أول من أسلم.
٧ - لوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣١٢ تفضيل الصديق.
٨ - لوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣١٢ تفضيل الصديق.
٩ - بلاغات النساء لابن طيفور: 17 بلاغة عائشة.
(٩٥)
مفاتيح البحث: جعفر بن أبي طالب عليهما السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن إسحاق (1)، خالد بن سعيد (1)، سعد بن زيد (1)، الصّلاة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (4)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، كتاب تاريخ الطبري (2)، الصدق (4)، الإخفاء (1)

صفحه 091

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٦
من ذلك ويأتي عن عباد بن عبد الله عن علي، وحكيم مولي زاذان، وحبة العرني، وأبي أيوب، وانس، وأبي هريرة، وأبي رافع، وحبة بن جوين.
وهي بألفاظ: " صليت قبل الناس بسبع سنين " " لقد صلت الملائكة علي وعلي علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي رجل فيها غيره " (1).
وورد: " صلت الملائكة علي وعلي علي سبع سنين وذلك أنه لم يرفع إلي السماء شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا مني ومن علي " (2).
وفي لفظ: " قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة " (3).
ويؤيد ذلك ما ورد ان ابا بكر أسلم بعد علي بسبع سنين (4).
ويؤيده أيضا ما روي من أن اسلام أبي بكر مع عائشة في وقت واحد، وعائشة ولدت بعد البعثة بخمس سنين، فيكون عمرها لا أقل عند اسلامها سنتين وذلك تمام السبع سنوات التي أسلم بها أمير المؤمنين قبل أبي بكر (5).
* ثالثا: تصريح الروايات بعدم كون أبي بكر أول من أسلم:
منها ما روي عن محمد بن كعب القرظي عندما سئل عن أول من أسلم علي أو أبو بكر قال: " سبحان الله علي أولهما اسلاما، وانما اشتبه علي الناس لان عليا أخفي اسلامه عن أبي طالب وأبو بكر أسلم وأظهر اسلامه " (6).
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: الصحيح في امر أبي بكر انه أول من أظهر اسلامه،
١ - راجع: صحيح ابن ماجة - المقدمة -: ٤٤ باب فضل أصحاب الرسول، والكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤ ذكر الاختلاف من أول من أسلم، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٦١ ح ٦٧، ومنتخب كنز العمال بهامش المسند: ٥ / ٤٠، وشواهد التنزيل: ١ / ١١١ ح ١٢٤، والمسند: ١ / ٦١٦ و ١٦٠ ط. ب ٩٩ و ٣٧٣ ط. م، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٩ و ٢٣٠ خطبة ٢٣٨، ومناقب المغازلي: ١٤ ح ١٧ و ١٩، وكنز العمال: ١٣ / ١٢٢ و ١٢٦ ح ٣٦٤٠٠، وكنز الفوائد: ١٢٥، وخصائص النسائي: ٢٩ ح ٦.
٢ - كنز الفوائد: ١٢٥ فصل في كون الأمير أول بشر أسلم.
٣ - المستدرك: ٣ / ١١٢ ذكر مناقب الأمير.
٤ - كنز الفوائد: ١٢٤.
٥ - كنز الفوائد: ١٢٤.
6 - أمتاع الاسماع للمقريزي: 1 / 17، وتاريخ الخميس: 1 / 286 الركن الثاني ذكر أول من أسلم، وشرح النهج: 4 / 118 الخطبة 56.
(٩٦)
مفاتيح البحث: أبو هريرة العجلي (1)، محمد بن كعب (1)، الإخفاء (1)، البعث، الإنبعاث (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، إبن ماجة (1)، دمشق (1)

صفحه 092

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٧
كذلك قال مجاهد وغيره (1).
وقال الحافظ في التقريب: المرجح أنه أول من أسلم (2).
ومن المعلوم ان هذه المسألة ان صحت، فإنها تحمل علي اخفائه الاسلام مدة يوم واحد، كما في رواية أبي رافع: " وصلي علي يوم الثلاثاء مستخفيا " (3).
وبعد ذلك رآه أبو طالب فسر لذلك، وأمر جعفر ان يصلي إلي جنب أخيه. وروي في ذلك عدة روايات، وأنشد فيه شعرا (4).
علي أن ابن الأثير روي عن ابن إسحاق: تقدم اسلام علي وزيد، ثم أسلم أبو بكر وأظهر اسلامه (5).
وسئل ابن الحنفية: أبو بكر كان أولهما اسلاما؟
قال: لا (6).
وصح عن سعد بن أبي وقاص انه أسلم قبل أبي بكر أكثر من خمسة (7).
ورواه الطبري كما تقدم بلفظ: خمسين (8).
* رابعا: المتدبر في التواريخ يدرك ان أنصفه ضميره: ان النبي (صلي الله عليه وآله) لم يظهر دعوته إلا بعد قريب ثلاث سنوات، قال ابن الأثير:
ثم إن الله تعالي امر النبي (صلي الله عليه وآله) بعد مبعثه بثلاث سنين ان يصدع بما يؤمر، وكان قبل ذلك في السنين الثلاث مستترا بدعوته لا يظهرها إلا لمن يثق به، فكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلي الشعاب فاستخفوا (9).
وعن ابن مسعود: لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصل إلي البيت حتي أسلم عمر (10).
١ - شرح النهج: ٤ / ١١٩ الخطبة ٥٦.
٢ - زاد المسلم: ٤ / ٢١٧.
٣ - كنز الفوائد: ١٢٥ فصل في أن علي أول من أسلم.
٤ - كنز الفوائد: ١٢٤.
٥ - الكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٥ ذكر الاختلاف في أول من أسلم.
٦ - شرح النهج: ٤ / ١١٩ الخطبة ٥٦، وتاريخ دمشق: ٣٠ / ٤٥ ترجمة أبو بكر.
٧ - تاريخ دمشق: ٣٠ / ٤٥ ترجمة أبو بكر، والصواعق: ٧٦ ط. مصر و ١١٥ بيروت فصل ٢ من باب ٣.
٨ - تاريخ الطبري: ٢ / ٦٠ ذكر أول من أسلم.
٩ - الكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٦ ذكر امر الله بنية باظهار دعوته.
١٠ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / 320 فصل في ذكر الصحابة - ذكر الفاروق.
(٩٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، إبن الأثير (2)، الصّلاة (1)، الجنابة (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، مدينة بيروت (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (2)

صفحه 093

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٨
فأين كان إظهار اسلام أبي بكر في هذه المدة؟
ولماذا لم يستثنه أصحاب التواريخ؟
وهم علي أن اسلام أبي بكر واظهاره لاسلامه كان في يوم واحد - كما ذكروا في كيفية اسلام أبي بكر - وهذا دليل واضح علي أن اسلام أبي بكر كان بعد هذه الثلاث سنين لا أقل.
وذكر الحاكم ان أول من أظهر الاسلام سبعة: رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب والمقداد وبلال (1).
وهذا لا يبين متي أظهر أبو بكر اسلامه بل ظاهره انه بعد إظهار رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أي بعد الثلاث سنوات، إذا كان بمعني التجاهر لا مجرد الشهادة.
ان قيل كيف يصح ان ابا بكر أسلم وأظهر اسلامه، والنبي كان قد أعلن اسلامه.
قلنا: هذا اما يدل علي كذب هكذا روايات، ويثبت ان ابا بكر أسلم كما أسلم بقية المسلمين.
واما ان ابا بكر عندما أسلم تجاهر باعلان اسلامه في مجالس قريش، بلا خوف كما في اسلام حمزة.
واما صلاة أبي بكر متجاهرا، فيكذبه ما روي في عمر عن عبد الله قال: " والله ما استطعنا ان نصلي عند الكعبة ظاهرين حتي أسلم عمر ". والحديث صحيح عند الحاكم والذهبي (2).
إلا إذا كان المراد تجاهره أمام نسائه!
* خامسا: اطباق العلماء وأصحاب التواريخ واجماعهم علي تقديم اسلام علي (عليه السلام) اما علماء الإمامية ومؤلفيهم فقد أطبقوا علي ذلك وهو ظاهر.
اما علماء العامة فبملاحظة ما يلي:
- قال ابن حجر: قال ابن عباس وانس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة [من الصحابة] انه أول من أسلم، [حتي] ونقل بعضهم الاجماع عليه (3).
١ - المستدرك: ٣ / ٣٤٩ كتاب معرفة الصحابة مناقب المقداد.
٢ - المستدرك وتلخيصه: ٣ / ٨٣ كتاب معرفة الصحابة.
٣ - الصواعق: ١٢٠ ط. مصر و ١٨٥ ط. بيروت الباب التاسع - في اسلام علي، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 338 فصل في فضل الصحابة - علي، وما بين المعقودين منه.
(٩٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، زيد بن أرقم (1)، الكذب، التكذيب (1)، الشهادة (1)، الخوف (1)، الصّلاة (1)، الجماعة (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، مدينة بيروت (1)

صفحه 094

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٩
كذا في الصواعق المطبوع ولوامع الأنوار البهية.
وفي نزل الأبرار للبدخشاني: قال ابن حجر: … هو الأرجح ونقل بعضهم الاجماع عليه (1).
- وقال الحاكم: ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ ان علي بن أبي طالب أولهم اسلاما وانما اختلفوا في بلوغه (2).
وقال السفاريني: ونقل الحاكم اتفاق المؤرخين عليه (3).
وقال ابن الصباغ: أكثر الأقوال وأشهرها انه [عليا] أول من أسلم وآمن برسول الله (صلي الله عليه وسلم) (4).
وقال ابن أبي الحديد: أكثر اهل الحديث وأكثر المحققين من اهل السيرة رووا انه (عليه السلام) أول من أسلم.
وقال: فدل ما ذكرناه ان عليا أول من أسلم، والمخالف في ذلك شاذ، والشاذ لا يعتد به (5).
وقال ابن عبد البر: اتفقوا علي أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ثم علي بعدها (6).
وذكر في ترجمة علي ذهاب سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد وزيد إلي ذلك (7).
وقال ابن إسحاق: ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة (8).
اي بعد علي وزيد بن حارثة.
وقال ابن كثير: الظاهر أن اهل بيته آمنوا قبل كل أحد - خديجة وزيد وأم أيمن وعلي
١ - نزل الأبرار للبدخشاني: ١١٩ الباب الثاني.
٢ - الغدير: ٣ / ٢٣٨.
٣ - لوامع الأنوار البهية للسفريني: ٢ / ٣١١ تفضيل الصديق ٤ - الفصول المهمة: ٣١ تربية النبي ص) له.
٥ - شرح النهج: ٤ / ١١٦ و ١١٨ و ١٢٥ الخطبة ٥٦.
٦ - الاستيعاب: ٢ / ٤٥٧، والغدير: ٣ / ٢٣٨.
٧ - جواهر العقدين: ٤٦٢ الباب الخامس عشر، والاستيعاب ٣ / 1150.
8 - سيرة ابن هشام: 1 / 266 اسلام أبي بكر ط. مصر الحلبي 1355 و 285 ط. بيروت.
(٩٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (2)، علي بن أبي طالب (1)، زيد بن حارثة (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، مدينة بيروت (1)

صفحه 095

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٠
وورقة (1) -.
وذكر الطبري في معرض ذكر قول من قال إن عليا أول من أسلم: قال ابن سعد: قال الواقدي: اجتمع أصحابنا علي أن عليا أسلم بعدما تنبئ رسول الله بسنة فأقام بمكة ثنتي عشرة سنة، وقال آخرون أول من أسلم من الرجال أبو بكر (2).
* وهذا قول كل من:
الواقدي وابن جرير الطبري وصاحب كتاب الاستيعاب أبو عمر ابن عبد البر (3)، ومحمد بن المنذر وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو حازم المدني والكلبي وابن إسحاق (4).
وأبو جعفر الإسكافي وشيوخ المعتزلة كافة (5).
والثعلبي في قول تعالي: * (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) * قال: وهو قول ابن عباس وجابر وزيد ومحمد بن المكندر وربيعة المرائي (6).
* سادسا: ان جل الروايات في أن أول من أسلم أبو بكر ضعيفة أو موضوعة.
فمثلا رواية ابن المسيب في سندها مجهول (7).
ورواية حبيب بن أبي حبيب في سندها عمرو بن زياد، وهو يضع الحديث، كما قال الذهبي (8).
ورواية عمرو بن عبسة (9) لا تصح، لأنها تقتضي تقدم اسلام بلال علي علي ابن أبي طالب وهو لا يرتضيه أحد.
ورواية أبو ذر كذلك (10).
١ - الصواعق المحرقة: ٧٦ الفصل الثاني من الباب الثالث ط. مصر و ١١٥ ط. بيروت.
٢ - تاريخ الطبري: ٢ / ٥٨ ذكر الخبر عما كان من امر النبي عند إرسال جبرائيل.
٣ - شرح النهج: ١ / ٣٠ خطبة ١ ذيل القول في نسب الأمير الخطبة.
٤ - تاريخ الطبري: ٢ / ٥٧ ذكر الخبر عما كان من امر النبي عند ابتداء الله بارسال جبرائيل، والكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤ ذكر الاختلاف في أول من أسلم.
٥ - شرح النهج: ١٣ / ٢٢٤ خطبة ٢٣٨ اسلام أبي بكر وعلي الخطبة و ٤ / ١٢٢ الخطبة ٥٦.
٦ - الفصول المهمة: ٣١ تربية النبي ص) له.
٧ - راجع تلخيص المستدرك: ٣ / ٦٣ كتاب معرفة الصحابة.
٨ - المستدرك والتخليص: ٣ / ٦٤.
٩ - المستدرك: ٣ / ٦٥ و ١ / ١٦٤ كتاب الطهارة.
١٠ - المستدرك: ٣ / 342 مناقب أبي ذر.
(١٠٠)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، المهاجرون والأنصار (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدرسة المعتزلة (1)، حبيب بن أبي حبيب (1)، عمرو بن زياد (1)، محمد بن المنذر (1)، الثعلبي (1)، الجهل (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة بيروت (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)، الطهارة (1)

صفحه 096

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠١
هذا وقال في سفر السعادة: باب أبو بكر أشهر المشهورات من الموضوعات (1).
* سابعا: اننا لو سلمنا جدلا صحة ما قيل إن ابا بكر أول من أسلم، فإنه يحمل علي أنه آمن بما آمن به رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).
ولذا نجد ان الله لم يصف هارون وزير موسي (عليه السلام) بأنه أول من آمن بموسي ورسالته بل وصف السحرة بذلك، قال تعالي:
* (قالوا لا ضير انا إلي ربنا منقلبون انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) * (2).
وعلي بمنزلة هارون إلا النبوة كما يأتي.
هذا، ويمكن ان يقال:
ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) لا يقال عنه أول من أسلم وآمن، وذلك لأنه لم يكن مشركا بالله حتي نقول إنه أسلم وآمن من بعد إشراكه، فكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فباجماع الأمة انه لم يسجد لصنم، فهو صلوات الله عليه لم يشرك بالله طرفة عين ابدا حتي يحتاج إلي أن يسلم، أو يكون أول من أسلم وهذا مذهب أكثر الناس:
* قال المسعودي: ذهب كثير من الناس إلي أنه [علي بن أبي طالب] لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الاسلام، بل كان تابعا للنبي (صلي الله عليه وسلم) في جميع أفعاله مقتديا به وبلغ وهو علي ذلك، وان الله عصمه وسدده ووفقه لتبعيته لنبيه (عليه السلام)، لأنهما كانا غير مضطرين ولا مجبورين علي فعل الطاعات، بل مختارين قادرين، فاختارا طاعة الرب وموافقة أمره واجتناب منهياته (3).
ونحوه عن المقريزي كما تقدم.
وتقدم قول البلاذري وابن كثير: قال الزهري وسليمان بن يسار وعمران ابن أبي انس وعروة بن الزبير: أول من أسلم زيد بن حارثة، وكان هو وعلي يلزمان النبي.. ويرصدانه (4).
ويدل علي ذلك ما يأتي قريبا من التساوي بين رسول الله وأمير المؤمنين (عليه السلام) من كل الجهات إلا النبوة.
١ - سفر السعادة: ٢ / ٢٠٣.
٢ - الشعراء: ٥٠ - ٥١.
٣ - مروج الذهب: ٢ / ٢٧٦ - ٢٧٨ ذكر مبعثه ص) وما جاء في ذلك إلي هجرته.
٤ - الكامل في التاريخ: ١ / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.
(١٠١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، علي بن أبي طالب (1)، زيد بن حارثة (1)، الصّلاة (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

صفحه 097

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٢
بطلان وجوه الجمع في مسألة أول من أسلم اعلم أن العامة كعادتهم عندما يقفون علي كثرة الروايات التي تثبت الفضائل لأمير المؤمنين - وبعد عجزهم عن تحريفها أو انكارها ثم ايجاد البديل في خلفائهم - يحاولون تأويل الأحاديث مما يتناسب مع مذهبهم من تأخير فضل أمير المؤمنين علي خلفائهم الثلاثة، أو لا أقل الأول والثاني.
فقاموا بجعل بعض وجوه للجمع في مسألة أول من أسلم.
فقالوا: ان ابا بكر أول من أسلم من الرجال وعلي أول من أسلم من الصبيان.
فعن سعيد بن عبد العزيز، قال: ما جاءنا أبو حنيفة بشئ أعجب الينا من هذا قال: إن أول من آمن من النساء خديجة وأول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1).
والقائلون بهذه المقولة مما لا شك فيه انهم يقصدون رد فضيلة أمير المؤمنين في كونه أول من أسلم، بل لعله بغضا منهم لما فعل بأجدادهم.
* قال المسعودي في الرد عليهم: (وهذا قول من قصد إلي إزالة فضائله ودفع مناقبه ليجعل اسلامه اسلام طفل صغير وصبي غرير، لا يفرق بين الفضل والنقصان، ولا يميز بين الشك واليقين، ولا يعرف حقا فيطلبه ولا باطلا فيجتنبه) (2).
- ويبطل هذا النحو من الجمع أمور:
* الأول: ما تقدم في كثير من الروايات ان علي أول من أسلم من الرجال أو من الصحابة، كرواية حبة وابن عباس (3).
وهذا لا يدع للجمع مجالا، إلا بناء علي أن أبا بكر ليس من الرجال أو ليس من الصحابة
١ - الذرية الطاهرة: ٦١ ح ٢٩، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 312 تفضيل الصديق.
2 - الاشراف والتنبيه: 198 ذكر التاريخ من مولد الرسول ص).
3 - راجع إضافة لما تقدم - شرح النهج: 13 / 228 و 224 خطبة 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 102.
(١٠٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عبد الله بن عباس (1)، عبد العزيز (1)، الباطل، الإبطال (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، دمشق (1)، الصدق (1)

صفحه 098

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٣
!!.
* الثاني: ان الروايات المتقدمة ليست تحت عنوان واحد وهو - أول من أسلم - فحتي لو صح الجمع المذكور في أول من أسلم، فماذا نفسر كون أمير المؤمنين أول من صلي، وأول من عبد الله، وأول من آمن، وأول من صدق النبي، وأول من اتبعه، وكل ذلك يأتي من طرق كثيرة متواترة؟!
فهذه العناوين لم ترد في حق أبي بكر، فغاية ما روي وقيل إنه أول من أسلم، ولم يدع أحد انه أول من صلي وعبد الله، ولا حتي رواية واحدة، وهذا أكبر دليل علي تحريف روايات اسلامه.
* الثالث: التصريح في أغلب الروايات ان أمير المؤمنين أسلم بعد البلوغ: فروي انه أسلم وعمره عشرون عاما (1).
وروي انه أسلم وله ستة عشرة سنة (2).
وروي انه أسلم وله خمسة عشرة سنة (3).
إضافة إلي ما روي ان له أربعة أو ثلاثة عشر كما تقدم.
* الرابع: ما تقدم من كون اسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم يكن اسلاما عن عدم تفكير وتدبر، بل كان عن تأمل استغرق قريب من نصف يوم وليلة، وهو لا يتناسب مع مقولة: أسلم وهو صبي.
* الخامس: ان النبي كما كان يعرض علي خديجة نزول الوحي كان يعرض علي علي (عليه السلام) ذلك (4)، فهل يعقل ان الرسول عند نزول الوحي أو الرؤيا - في بداية الوحي - يعرض
١ - معرفة الصحابة: ١ / ٢٠ ترجمة علي، وأنباء الرواة للشيباني: ١ / ١١ ط. القاهرة.
٢ - المستدرك: ٣ / ١١١ ذكر مناقب الأمير، والمعجم الكبير للطبراني: ١ / ٩٥ ح ١٦٣ ترجمة علي - سنة، وشرح النهج: ٤ / ١٢١ الخطبة ٥٦، والاستيعاب: ٢ / ٤٥٨ ط. حيدر آباد ١٣٣٦ عن قتادة عن الحسن، وسنن البيهقي: ٦ / ٢٠٦ ط. دكن ١٣٤٤، وتاريخ الخميس: ٢ / ١٧٥ الفصل الثاني من الخاتمة - خلافته.
٣ - المستدرك: ٣ / ١١١ ذكر مناقب الأمير، والمعجم الكبير: ١ / ٩٥ ح ١٦٣ ترجمة علي، وشرح النهج:
١٣ / ٢٣٤ خطبة ٢٣٨، وسنن البيهقي: ٦ / ٢٠٦ ط. دكن ١٣٤٤، وصفة الصفوة: ١ / ١١٨، وشرح النهج: ٤ / ١٢٠ الخطبة ٥٦، والاشراف والتنبيه: ١٩٨ ذكر التاريخ من مولد الرسول.، وتاريخ الخميس:
١ / ٢٧٩ ذيل الركن الأول ذكر ولد فاطمة وقال المصنف وهو الأصح عندي.
٤ - راجع كنز الفوائد: ١١٧ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين - رسالة في وجوب الأمة -.
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، التصديق (1)، الوجوب (1)

صفحه 099

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٤
هذا الأمر الخطير والمهم علي طفل صغير؟!
وكيف كان يصحبه عند هجرته خارج مكة عند عرض نفسه علي القبائل مع وجود الشيبة والشبان!؟
تلك السفرات الخطيرة التبليغية لرسول البشرية (صلي الله عليه وآله)!.
والتي كان أحيانا يصحب فيها ابا بكر (1).
بل أكثر من ذلك كان صلوات الله عليه يرشد ابا بكر في هذا المسير مع النبي إلي القبائل، كما يحدثنا البيهقي عن ذلك قائلا: - بعد ذكر محاورة بين أبي بكر والاعرابي انتهت بغضب أبي بكر وفوز الأعرابي -.. فقال الأعرابي:
صادف در السيل در يدفعه في هضبة ترفعه وتضعه فتبسم رسول الله (صلي الله عليه وسلم). وقال علي (عليه السلام): فقلت: " يا أبا بكر انك لقد وقعت من هذا الأعرابي علي باقعة!.
فقال: أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا فوقها طامة وان البلاء موكل بالمنطق (2).
وزاد في محاضرات الأبرار: قال الأعرابي لابي بكر: أما والله لو شئت لأخبرتك أنك لست من أشراف قريش.
فاجتذب أبو بكر زمام ناقته منه كهيئة المغضب (3).
* السادس: ان اسلام علي وكونه السابق اليه كان معرضا للمفاخرة والمناشدة، فكان رسول الله يفتخر علي الصحابة بذلك، وكان يقول أول من يرد الحوض أول من أسلم، كما تقدم.
وعلي كان يناشدهم بأنه أول من أسلم كما في الشوري وغيرها (4).
وكذلك الحسن في مجلس معاوية وعمرو وكل ذلك لم يعترض عليه أحد ولم يقل أحد بأنه أسلم وهو طفل صغير أو سبقه إلي تلك المنقبة أبو بكر.
1 - شرح النهج: 4 / 125 - 127 - 128 الخطبة 56، ووفاء الوفاء للسمهودي: 1 / 222 الباب الرابع - الفصل التاسع عن الحاكم وغيره، والمحاسن والمساوئ: 76.
2 - المحاسن والمساوئ: 77 - 78 ذيل محاسن المفاخرة.
3 - محاضرات الأبرار: 1 / 178 ذكر حجج الخلفاء.
4 - كما تقدم.
(١٠٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، الصّلاة (1)

صفحه 100

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٥
- ومن وجوه الجمع: ما روي عن الحرث قال: " سمعت علي يقول أول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من صلي القبلة من الرجال مع النبي علي ".
وهذا خبر يكذب نفسه، وهو من الاخبار التي لا تصدق.
كيف؟ وقد تقدم تصريح الأمير بكونه أول من أسلم.
علي أن مفاد هذا الخبر هو ذم لابي بكر لا يلتزم به عاقل، فهو يصرح باسلام أبي بكر ولكنه لم يكن ليصل وراء رسول الله (صلي الله عليه وآله) مع رؤيته لخديجة وعلي.
وكيف تصح الصلاة من علي بلا اسلام وايمان؟!
فالمسلم لا يصلي وغير المسلم يصلي؟!
ان تعجب فعجب قولهم!!
(١٠٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الصّلاة (1)

صفحه 101

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٦
علي (عليه السلام) أول الموحدين / أول من آمن * الفصل الرابع:
علي أول من آمن - منها بلسان متواتر: " أول من آمن علي بن أبي طالب ".
روي عن كل من: الإمام الحسن (عليه السلام) (1)، وابن عباس (2)، وعمرو بن عباد (3)، وأبي إسحاق (4)، وليلي الغفارية (5)، وأبي ذر ومعاذة العدوية ومعاذ بن جبل (6)، وسلمان (7)، وأبي رافع (8)، ومحمد بن إسحاق (9)، ومحمد بن أبي بكر (10)، وحذيفة (11).
- ومنها بلسان: " هذا أول من آمن بي [وصدقني وصلي معي] ".
رواه: الشعبي وسلمان وأبي ذر (12).
- ومنها بلسان: " أنت أول المؤمنين بالله ايمانا ".
١ - المعجم الكبير: ١ / ٩٥ ح ١٦٣ ترجمة علي - سنة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٤٥ ح ٦٦، وسنن البيهقي: ٦ / ٢٠٦ ط. دكن ١٣٤٤.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / ٢٦٢ ح ٢٥٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧٣ ح ٩٦ و ١٢٢، ومجمع الزوائد: ٦ / ٢٣٩.
٣ - خصائص النسائي، ٣ ط. مصر التقدم.
٤ - أسد الغابة: ٤ / ١٩، وسيرة ابن هشام: ١ / ٢٨١ ط. ب ١ / ٢٦٢ ط. مصر الحلبي، وتاريخ الخميس: ١ / ٢٧٩.
٥ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٩٤، والاستيعاب: ٢ / ٧٥٩ ترجمتها.
٦ - الرياض النضرة: ٢ / ١٥٧ و ١٩٨، وروضة الواعظين ١١٥، وأنساب الاشراف: ٢ / ٣٦٢.
٧ - فيض القدير: ٤ / ٢٥٨ ط. مصر ١٣٥٦، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٣، وذخائر العقبي: ٥٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٨٧، والمعجم الكبير: ٦ / ٢٦٩ ح ٦١٨٤، وينابيع المودة: ١ / ٢٣٩.
٨ - شرح النهج: ١٣ / ٢٢٨ خطبة ٢٣٨.
٩ - تاريخ الاسلام: ١ / ١٢٨ - السيرة - أول من آمن خديجة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ١٥٧ ح ١٩٤، ومناقب الخوارزمي: ٥١ فصل ٤ ح ١٣.
١٠ - مروج الذهب: ٣ / ١١ ذكر معاوية.
١١ - كنز العمال: ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩٠.
١٢ - شرح النهج: ١٣ / ٢٢٥ خطبة ٢٣٨، والمعجم الكبير: ٦ / 269 ح 3184 ترجمة سلمان ما روي عنه أبو سخيلة، وأنساب الاشراف: 2 / 118 ح 74.
(١٠٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)، علي بن أبي طالب (1)، ليلي الغفارية (1)، محمد بن أبي بكر (1)، محمد بن إسحاق (1)، معاذ بن جبل (1)، الصّلاة (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (5)

صفحه 102

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٧
روي عن أبي سعيد ومعاذ بن جبل (1)، وعمر (2)، وجابر (3) ومعاوية بن يزيد (4)، وابن عباس (5).
وقال المقداد: " وا عجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم (صلي الله عليه وسلم) وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم في دين الله " (6).
وعن الأشتر: " علي أولهم ايمانا " (7).
وعن ابن شهاب: " علي أول المؤمنين بالله " (8).
وعن عمرو بن العاص: " علي أول من آمن بربنا " (9).
وعن ابن عباس: " ان عليا أولكم اسلاما (10).
ونحوه عن جابر (11)، وعن عبد الله بن حجل (12).
وعنه: " علي أول ذكران العالمين ايمانا بالله " (13).
وعن معاذة العدوية: قال علي (عليه السلام): " انا الصديق الأكبر آمنت بالله قبل أن يؤمن أبو بكر " (14).
١ - حلية الأولياء: ١ / ٦٦ ط.، والرياض النضرة: ٢ / ١٩٨ ط.، وكفاية الطالب: ٢٧٠ باب ٦٤، ومناقب الخوارزمي: ١١٠ ح ١١٨.
٢ - كنز العمال: ٦ / ٣٩٣ ط. مصر و ١٣ / ١١٧ ح ٣٦٣٧٨ ط. ب، ومناقب الخوارزمي: ٥٥ ح ١٩ فصل ٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ١٣٣ - ٣٦١ و ٤٠١، ومنتخب الكنز: ٥ / ٤٥.
٣ - مناقب الخوارزمي: ١١١ فصل ٩ ح ١٢٠.
٤ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٥٤ أيام معاوية بن يزيد.
٥ - كنز العمال: ١٣ / ١٢٣ ح ٣٦٣٩٢، وشواهد التنزيل: ٢ / ٤٨٣ ح ١١٥٨ ح ٩٧٦ و ١ / ٧٠ ح ٨١.
٦ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٦٣ أيام عثمان.
٧ - الفتوح: ١ / ٣٨٨ حرب صفين - ما جريس بين علي ومعاوية من الكتب.
٨ - شرح النهج: ١ / ٢٢٦ الخطبة ٦.
٩ - الفتوح: ١ / ٤٠١ ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي.
١٠ - مناقب ابن المغازلي: ٥٢ ح ٧٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٤٢ ح ٩٥٨.
١١ - مناقب ابن المغازلي: ٥٢ ح ٧٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٤٢ ح ٩٥٨.
١٢ - الإمامة والسياسة: ١ / ١٠٦ ط. مصر الحلبي ١٣٧٨ و ١٤٢ ط. إيران.
١٣ - المحاسن والمساوئ: ٤٣ محاسن علي.
١٤ - كنز العمال: ١٣ / ١٦٤ ح ٣٦٤٩٧، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٦٢ ح ٨٨، وأنساب الاشراف: ٢ / ١٤٦ ترجمة علي، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٨ خطبة ٢٣٨، وينابيع المودة: ١ / ٢٣٩، وذخائر العقبي:
٥٨.
(١٠٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن حجل (1)، عمرو بن العاص (1)، معاذ بن جبل (1)، الصدق (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (2)، دولة ايران (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (2)، الخوارزمي (3)، دمشق (4)، الحرب (1)

صفحه 103

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٨
وعن عباد قال: قال علي: " آمنت قبل الناس بسبع سنين " (1).
وعن ابن عباس في قوله تعالي: * (والسابقون الأولون) * قال: نزلت في علي سبق الناس كلهم بالايمان بالله وبرسوله (2).
وقال نعمان بن جبلة لمعاوية: وما وقفت لرشد حين أقاتل علي ملكك ابن عم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وأول مؤمن به (3).
والحسن احتج علي معاوية وعمرو والمغيرة بان عليا أول من آمن ولم يعترضوا (4).
كما تقدم في الاحتجاجات.
١ - خصائص النسائي: ٢٩ ح ٦.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / 336 ح 346.
3 - مروج الذهب: 2 / 385 ذكر أيام صفين.
4 - شرح النهج: 6 / 288 الخطبة 83.
(١٠٨)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)

صفحه 104

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٩
علي (عليه السلام) أول الموحدين / أول من صلي * الفصل الخامس:
علي أول من صلي - منها بلسان: " أول من صلي [مع النبي] علي ".
روي عن كل من: ابن عباس (1)، وحبة العرني (2)، وزيد بن أرقم وأبي حمزة (3)، ومجاهد (4)، وابن إسحاق وجابر (5)، وأبي مسعود (6)، وانس بن مالك (7)، وبريدة (8)، وعفيف الكندي (9)، وابن مسعود (10)، والحكم بن عيينة (11)، ورافع (12)، وعبد الله ابن
١ - الكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤ ذكر اختلاف في أول من أسلم، وشواهد التنزيل: ١ / ١١١ - ١١٧ ح ١٢٤ و ١٢٧، والمسند: ١ / ٦١٦ ط. م و ٣٧٣ ط. ب، وتذكرة الخواص: ٢٦ باب ٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧١ ح ٩٤ وما بعده و ح ٢٠٢، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٥، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٤، والمستدرك: ٣ / ١١١، وكنز العمال: ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩٢، وجواهر المطالب: ١ / ٥٠ باب ٨، ومنحة المعبود: ١ / ٨٩ - ١٨٠ ح ٢٣٢٣ - ٢٦٥٧.
٢ - الأوائل: ٣٠ ح ٦٨، والطبقات الكبري: ٣ / ١٥ ترجمة علي، وخصائص النسائي: ١٩ ح ١، وروضة الواعظين: ٨٥، والقول المسدد: ٨٢ الحديث العاشر، وفرائد السمطين: ٢ / ٨٢.
٣ - خصائص النسائي: ٢٢ و ٢٦ ح ٢ و ٤، وأسد الغابة: ٤ / ١٧، والمسند: ١ / ١٤١ و ٤ / ٣٧٠ ط. م و ١ / ٢٢٧ و ٥ / ٤٩٨ ط. ب، ومناقب الخوارزمي: ٥٦ ح ٢٢، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧٦ ح ١٠٤، ومناقب ابن المغازلي: ١٤ ح ١٨، وأنساب الاشراف: ٩٣ ح ١٠ ترجمة علي، ومنحة المعبود: ١ / ٨٩ - ١٨٠ ح ٢٣٢٣ - ٢٦٥٧.
٤ - الطبقات الكبري: ٣ / ١٣ قسم ١ ط. ليدن ١٣٢٢ و ٣ / ١٥ ترجمة علي ط. بيروت دار الكتب العلمية، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٤٣ ح ٦٢.
٥ - تاريخ الطبري: ٢ / ٥٥ ط. مصر ١٣٥٧، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨، وسيرة ابن هشام: ١ / ٢٨١ ط. ب و ١ / ٢٦٢ ط. مصر الحلبي، والكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤.
٦ - المعجم الكبير: ١٠ / ١٨٤ ترجمة ابن مسعود ح ١٠٣٩٧، والشواهد: ٢ / ٣٠٢ ح ٩٣٧.
٧ - ذخائر العقبي: ٥٩، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٨ خطبة ٢٣٨، وصحيح الترمذي: ٢ / ٣٠ و ٣٠١، والمستدرك: ٣ / ١١١، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٤.
٨ - المستدرك: ٣ / ١١٢ ذكر اسلامه من كتاب المعرفة.
٩ - خصائص النسائي: ٢٧ ح ٥، والمستدرك: ٣ / ١٨٣ مناقب خديجة، والكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤، وشواهد التنزيل: ١ / ١١٣ ح ١٢٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٧٠ ح ٩٣، والمعجم الكبير: ٢٢ / ٤٥٢ ترجمة خديجة و ١٨ / ١٠١ ترجمة عفيف الكندي، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٦ خطبة ٢٣٨، وينابيع المودة: ١ / ١٣٩، ومنحة المعبود: ١ / ٨٩ - ١٨٠ ح ٢٣٢٣ - ٢٦٥٧.
١٠ - كنز العمال: ٧ / ٥٦، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٥ خطبة ٢٣٨.
١١ - ذخائر العقبي: ٥٩، وجواهر المطالب: ١ / ٥٠ باب ٨ عن السلفي.
١٢ - ذخائر العقبي: ٥٩، ومناقب الخوارزمي: أ 57 ح 24.
(١٠٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)، الحكم بن عيينة (1)، أنس بن مالك (1)، زيد بن أرقم (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (3)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ذخائر العقبي (3)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، كتاب تاريخ الطبري (3)، الخوارزمي (2)، دمشق (4)

صفحه 105

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٠
نجي (1)، وعمرو بن العاص (2)، وهاشم بن عتبة (3)، ومحمد بن علي الباقر (4)، وأبي أيوب (5).
- ومنها بلسان: " لقد صلت الملائكة علي وعلي علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي رجل فيها غيره ".
أخرجه الطبري وابن ماجة وابن مردويه وابن عساكر.
وقد روي عن أبي أيوب وانس وعباد بن عبد الله وأبي ذر (6).
- وعنه (عليه السلام): " صليت قبل الناس [سبعا] بسبع سنين ".
وأخرجه ابن ماجة وابن عساكر والنسائي وابن حبان ووثقه (7).
وعن مروان وعبد الرحمن التميمي: " مكث الاسلام سبع سنين ليس فيه الا ثلاثة رسول الله وخديجة وعلي " (8).
وعنه أيضا: " صليت قبل الناس لستة أشهر " (9).
وقال (عليه السلام): " انا أول رجل صلي مع النبي " (10).
١ - ترجمة علي: ١ / ٦٤ ح ٩١ و ٩٢.
٢ - الفتوح: ١ / ٤٠١ صفين.
٣ - الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٤ حوادث سنة ٣٧.
٤ - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٠٠ ح ٩٣٦.
٥ - روضة الواعظين: ٨٥ مجلس في ذكر اسلام علي.
٦ - شرح النهج: ١٣ / ٢٣٠ خطبة ٢٣٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٨٠ ح ١١٢، و ١١٣، ومناقب ابن المغازلي: ١٤ ح ١٧ و ١٩، وأنساب الأشراف: ٩٢ ترجمته، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٦، والفوائد المجموعة: ٣٤٣ ذكر مناقب علي ح ٤١.
٧ - صحيح ابن ماجة ٤٤ من المقدمة - فضل علي -، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٦١ ح ٨٧، ومنتخب الكنز: ٥ / ٤٠، والقول المسدد: ٨٢ الحديث العاشر عن حبة، وجواهر المطالب: ١ / ٧٠ باب ١٠، وشرح الاخبار: ١ / ١٧٨ ح ١٣٦، وزاد المسلم: ٤ / ٣٦، والفوائد المجموعة: ٣٤٣ ذكر مناقب علي ح ٤٢.
٨ - شرح الاخبار: ١ / ١٧٨ ح ١٣٧ ٩ - ربيع الأبرار: ٣ / ٤١٤ باب الفخر والكبر.
١٠ - كنز العمال: ١٣ / 114 ح 36396، ومسند أحمد: 1 / 227 ط. ب، و 141 ط. م، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 57 ح 82، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر.
(١١٠)
مفاتيح البحث: إبن عساكر (2)، هاشم بن عتبة (1)، عمرو بن العاص (1)، إبن ماجة (3)، محمد بن علي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (3)

صفحه 106

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١١
وعن حبة: " لقد رأيتني صليت قبل الناس جميعا " (1).
وعن ابن عباس: " علي.. أول من صلي وركع " (2).
وعنه: " علي أول عربي وأعجمي صلي مع الرسول ".
خرجه الحاكم وأبو عمر (3).
وعن جابر وأبي رافع وبريدة: " بعث [صلي - أوحي إلي] النبي يوم الاثنين وصلي علي يوم الثلاثاء " (4).
وعن أبي رافع: " صلي النبي أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلي علي يوم الثلاثاء من الغد مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي أحد سبع سنين وأشهرا " (5).
وعن الأشتر: " علي أول مصدق بالنبي ومصل معه " (6).
وقال هاشم: " انه أول ذكر صلي من هذه الأمة بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) " (7).
* أقول: هذه مجوعة طوائف متواترة تثبت تقدم صلاة وأيمان واسلام علي (عليه السلام).
١ - منحة المعبود: ١ / ١٨٠ ح ٢٦٥٦.
٢ - المحاسن والمساوئ: ٤٣ محاسن علي.
٣ - المستدرك: ٣ / ١١ مناقبه من كتاب المعرفة، وجواهر المطالب: ١ / ٢٠٩ باب ٣٣.
٤ - تاريخ الطبري: ٢ / ٥٥، والمستدرك: ٣ / ١١٢ ذكر اسلامه و ١٨٣ مناقب خديجة.
٥ - شواهد التنزيل: ٢ / ١٨٥ ح ٨٢٠، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٤٨ ح ٧٠، و ٧١، وروضة الواعظين: ٨٥.
6 - شرح النهج: 1 / 38 خطبة 22.
7 - الفتوح: 1 / 349 - صفين، وتاريخ الاسلام: 1 / 137 اسلام السابقين.
(١١١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الصّلاة (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

صفحه 107

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٢
علي (عليه السلام) أول الموحدين / أول من عبد الله * الفصل السادس:
علي أول من عبد الله تعالي فعن حبة العوني انه سمع عليا يقول: " اللهم لا اعترف ان عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - " (1).
ورواه النسائي بلفظ: " ما اعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين " (2).
وعن حبة بن جوين عنه (عليه السلام) قال: " عبدت الله مع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة " (3).
وأخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ: " اللهم انك تعلم إن لم يعبدك أحد من هذه الأمة بعد نبيها (صلي الله عليه وسلم) قبلي، ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة بست سنين " (4).
وقال العباس لابن مسعود عندما رأي علي وخديجة يصلون: " ما علي وجه الأرض أحد يعبد الله تعالي بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة " (5).
وعن ابن عباس: " (علي) كان أول من صلي وعبد الله من اهل الأرض مع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) " (6).
١ - مسند أحمد: ١ / ٩٩ ط. م، و ١ / ١٦٠ ط. ب، وذخائر العقبي: ٦٠ ذكر أنه أول من صلي، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤٠، وكنز العمال: ٦ / ٣٦٥ ط. مصر، و ١٣ / ١٢٦ ح ٣٦٤٠٠ ط. بيروت، وأسد الغابة: ٤ / ١٧ مع تفاوت، وكنز الفوائد: ١٢٢، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٠٢، والاستيعاب: ٢ / ٤٥٨، والقول المسدد: ٨٣ الحديث العاشر وزاد المسلم: ٤ / ٣٦.
٢ - خصائص النسائي: ٣ ط. مصر، و ٣١ ح ٧ ط. بيروت.
٣ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٥٣ ح ٨٠، و ٨١، و ٨٦، وروضة الواعظين: ٨٥، والمستدرك: ٣ / ١١٣ مناقبه، وكنز العمال: ٦ / ٣٩٤ ط. مصر، و ١٣ / ١٢٢ ح ٣٦٣٩٠ ط. بيروت، والجوهرة: ١١.
٤ - المعجم الأوسط: ٢ / ٤٤٤ ح ١٧٦٧ من اسمه أحمد.
٥ - المعجم الكبير: ١٠ / ١٨٤ ح ١٠٣٩٧ ترجمة عبد الله بن مسعود، وكنز العمال: ١٣ / ٤٦٧ ح ٣٧٢١٥، ومناقب الخوارزمي: ٥٦ فصل ٤ ح ٢١.
٦ - شواهد التنزيل: ٢ / 483 ح 1158.
(١١٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة بيروت (3)، عبد الله بن مسعود (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 108

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٣
وقال (عليه السلام) لعثمان: " بل انا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما " (1).
* ومما يؤيد هذه الفصول:
ما روي عن ابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " السابقون ثلاثة - أو - السابق إلي محمد علي بن أبي طالب " (2).
وعن عمرو بن العاص: " علي أول من صدق نبينا " (3).
ونحوه عن ابن عباس وحذيفة وفيه: " علي أول من صدق به " (4).
وعن الإمام الحسن (عليه السلام): " علي أول من هداه الله مع النبي وأول من لحق بالنبي (صلي الله عليه وسلم) " (5).
وعن محمد بن أبي بكر: " كان أول الناس لرسول الله اتباعا وآخرهم به عهدا يشركه في امره ويطلعه " (6).
١ - كنز الفوائد: ١٢٢.
٢ - المعجم الكبير: ١١ / ٧٧ ح ١١١٥٢ ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه، ومناقب ابن المغازلي: ٣٢٠ ح ٣٦٥، وتاريخ الخميس: ١ / ٢٨٦ ذكر أول من أسلم، والدر المنثور: ٦ / ١٥٤، وكنز العمال: ١١ / ٦٠١ ح ٣٣٨٩٦، وشواهد التنزيل: ٢ / ٢٩٢، و ٩٢٤، و ٩٢٦.
٣ - الفتوح: ١ / ٤٠١ ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي.
٤ - شواهد التنزيل: ٢ / ١٨١ ح ٨١٤، و ١ / ١٩٦ ح ٢٠٦، و ٢٠٩، واخبار الدول: ١٠٣ فصل ٢ باب ٤.
٥ - شواهد التنزيل: ١ / ١٢٠ - ١٢٢ ح ١٣٠ - ١٣٢.
٦ - انساب الأشراف: ٢ / 395 امر مصر في خلافة علي، ومقتل محمد بن أبي بكر.
(١١٣)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (3)، محمد بن أبي بكر (2)، عمرو بن العاص (1)، التصديق (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (3)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، إبن المغازلي (1)

صفحه 109

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٤
علي (عليه السلام) أحب الناس * الفرع الخامس:
علي أحب الناس إلي الله ورسوله من ذلك ما روي في خبر الطائر المتواتر عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) حيث أهدت امرأة اليه طيرين بين رغيفين فقدمت اليه الطيرين فقال رسول الله: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك والي رسولك ".
فجاء علي (عليه السلام)، فرفع صوته، فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) من هذا؟
قلت: علي.
قال: افتح له، ففتحت له فأكل مع النبي حتي فنيا ".
وله ألفاظ تقرب من ذلك.
وروي حديث الطير عن كل من:
سفينة (1)، وعيسي بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي (2)، وعامر بن واثلة (3)، وعبد الله بن عباس (4)، وأبي ذر الغفاري (5)، وعمرو بن العاص (6)، وجابر (7)، وسعد بن أبي وقاص (8)، ويعلي بن مرة بن وهب (9)، وأبي سعيد وأبي رافع مولي رسول الله وحبشي بن
١ - المعجم الكبير: ٧ / ٨٢ ترجمة سفينة ما روي عبد الرحمن عنها ح ٦٤٣٧، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ١١١، و ١٣٣ ح ٦١٦ ح ٦٤٣، وكفاية الطالب: ١٥٠ باب ٣٣، والطرائف: ١ / ٧١ ومناقب ابن المغازلي: ١٧٥ ح ٢١٣.
٢ - ترجمة الأمير ٢ / ١٠٧ ح ٦١٣، وكفاية الطالب: ١٥٥، وكنوز الحقائق: ٣٩٢.
٣ - كفاية الطالب: ٣٨٦، و ٣٨٧ باب ١٠ حديث رد الشمس، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١٦ ح ١١٤٠، ومناقب ابن المغازلي: ١١٤ ح ١٥٥.
٤ - المعجم الكبير: ١٠ / 282 ح 10667 ترجمة ابن عباس ما روي عنه ابنه علي، ومناقب الخوارزمي:
107 ح 113 فصل 9، ومناقب ابن المغازلي: 164 ح 195، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 108 ح 614.
5 - ارشاد القلوب: 2 / 260 في احتجاجه يوم الشوري.
6 - مناقب الخوارزمي: 200 الفصل 16 في قتاله اهل الشام.
7 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 106 ح 612.
8 - حلية الأولياء: 4 / 356 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلي ح 278.
9 - حلية الأولياء: 4 / 356 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلي ح 278.
(١١٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبوذر الغفاري (1)، حديث الطير (1)، عبد الله بن محمد بن عمر بن علي (1)، عامر بن واثلة (1)، عمرو بن العاص (1)، يعلي بن مرة (1)، الطيران، الطير (1)، حديث رد الشمس (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (2)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، إبن المغازلي (3)، الخوارزمي (2)، الشام (1)، دمشق (4)، القتل (1)، السفينة (1)

صفحه 110

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٥
جنادة (1).
وعن انس بن مالك من حوالي ستة وثمانين طريقا (2).
ولمن أراد المزيد فعليه بالهامش (3).
ومن ذلك ما روي عن الهلالي ان رسول الله قال لفاطمة: " ووصي خير الأوصياء وأحبهم إلي الله وهو بعلك " (4).
وفي رواية: " علي أحب الرجال وأكرمهم علي " (5).
وعن أبي ذر: " أحبهم إلي أحبهم إلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) هو ذاك الشيخ "، فأشار إلي علي.
١ - البداية والنهاية: ٧ / ٣٥٣.
٢ - ذكر الكنجي في كفايته ١٥٢ - ١٥٤ باب ٣٣ وابن المغازلي في مناقبه مفصلا ١٥٦ إلي ١٧٤ ح ١٨٩ إلي ٢١٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ١١٠ إلي ١٣٣ حيث ذكر خمسة عشر طريقا منهم وراجع أيضا: صحيح الترمذي: ٥ / ٦٣٦ كتاب المناقب، وأنساب الاشراف: ٢ / ١٤٣ ح ١٤١ ترجمة علي، ومناقب الخوارزمي: ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٥ من الفصل التاسع، ومروج الذهب: ٢ / ٤٢٥ ذكر لمع من كلامه، والمعجم الكبير: ١ / ٢٥٣ ح ٧٣٠ ترجمة انس، وخصائص النسائي: ٣٤، ومناقب الكوفي: ٢ / ٤٨٨، وكنز العمال: ١٣ / ١٦٦ ح ٣٦٥٠٥، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٣٣، ومناقب الكلابي: ٤٣٥ ح ١٨، وتذكرة الخواص: ٤٤ باب ٢، والمستدرك: ٣ / ١٣٠، وأسد الغابة: ٤ / ٣٠ ترجمة علي، وجواهر المطالب: ١ / ٥١ باب ٨ عن البغوي، وعبقات الأنوار: ٢٢٣ حديث الطائر، وإحقاق الحق: ٥ / ٣٣٦.
قال الحاكم حديث الطائر صحيح يلزمه البخاري ومسلم أخرجاه في صحيحهما لان رجاله ثقات وهو من شرطهما - المستدرك: ٣ / ١٣ ذكر مناقبه.
وذكر الذهبي صحته، وألف فيه كتابا من طرق، وكذا ابن جرير الطبري، وابن فورك الأصفهاني والحافظ أبو نعيم، والحاكم - راجع البداية والنهاية: ٧ / ٣٥٠ - ٣٥٣، وإحقاق الحق: ٢ / ٤٨٧ وفتح الملك العلي:
٢٠، وتذكرة الحفاظ: ٣ / ٤٤ ط. الثانية.
٣ - شرح اخبار: ١ / ١٣٧ و ١٣٩ عن أبي أيوب وأبي رافع، وجواهر المطالب: ١ / ٥١، والمعجم الأوسط:
٢ / ٤٤٣ ح ٢٧٦٥ و ٦ / ٤١٤ ح ٥٨٨٢ و ٧ / ٢٨٨ ح ٦٥٥٧ و ٨ / ٢٢٥ ح ٧٤٦٢ و ١٠ / ١٧٢ ح ٩٣٦٨، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٦٧ و ١٦٩ ح ١٤٧٢٣ و ١٤٧٢٧ وما بعده عن أنس وسفينة وابن عباس، وفضائل الصحابة: ٢ / ٥٦٠ ح ٩٤٥ عن سفينة، والتاريخ الكبير: ١ / ٣٥٨ ح ١١٣٢ عن أنس، ومصابيح السنة: ٤ / ١٧٣ ح ٤٧٧٠ أنس، والتاريخ الكبير: ٢ / ٢ ح ١٤٨٨، وتاريخ اصبهان: ١ / ٢٤٨ و ٢٧٩، وأهل البيت في المكتبة العربية: ٣٩٤ ذكرهم بالتفصيل.
٤ - المعجم الكبير: ٣ / 57 ح 2675 ترجمة الحسن بقية اخباره، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 260 ح 303.
5 - الرياض النضرة: 3 / 197.
(١١٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أنس بن مالك (1)، الوصية (1)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب البداية والنهاية (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، إبن المغازلي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)، الطيران، الطير (2)، السفينة (1)

صفحه 111

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٦
خرجه الملا في وسيلة المتعبدين (1).
وروي الشعبي عن الحسن قوله: " وعلي ابن عم رسول الله وختنه علي ابنته وأحب الناس اليه (2).
وعن أبي سعيد: " هو أحب إلي من الدنيا وما فيها " (3).
وروي بن أبي ثابت عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: " ما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي (يعني بين علي وفاطمة) (4).
وعن عبد الله ابن عمر في حديث الاسراء قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول - وسئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟
قال: " خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، فألهمني ان قلت: يا رب خاطبتني أنت أم علي ".
فقال: يا احمد انا شئ لا كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أوصف بالشبهات خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت علي سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحب من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك (5).
وقال لأم سلمة: " هذا أخي وابن عمي وأحب الخلق إلي " (6).
وخطب الأشتر في صفين: " إذ جعل فيكم ابن عم نبيه محمدا ووصيه وأحب الخلق اليه " (7).
وعن بريدة ومعاذة الغفارية: " كان أحب الناس إلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فاطمة ومن الرجال علي (عليه السلام) " (8).
١ - ذخائر العقبي: ٦٢، ومناقب الخوارزمي: ٦٩ فصل ٦ ح ٤٣، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ١٧٠ ح ٦٦٢، وجواهر المطالب: ١ / ٥٥ باب ٩، والكامل لابن عدي: ٣ / ٨٣ رقم ٦٢٥.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / ١٢١ ح ١٣١، وأنساب الأشراف: ٢ / ١٤٧ ح ١٤٨ ترجمة علي.
٣ - جواهر المطالب: ١ / ٢١٠ باب ٣٣ ٤ - طبقات ابن سعد الكبري: ٨ / ٢١ ذكر بنات رسول الله - ترجمة فاطمة.
٥ - مناقب الخوارزمي: ٧٨ فصل ٦ ح ٦١، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٣٣، والطرائف: ١ / ١٥٥ ح ٢٤٢.
٦ - مناقب الخوارزمي: ٣٤٤ فصل ٢.
٧ - الفتوح لابن أعثم: ١ / ٣٨٨؟
٨ - ذخائر العقبي: ٣٥ و ٦٢، والمستدرك: ٣ / ١٥٤ مناقبه، وتاريخ الاسلام عهد الخلفاء: ٣ / ٦٣٣، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ١٦٣ ح ٦٥٧، و ٦٤٩، وخصائص النسائي: ١٠٨ ح ١١٠، وصحيح الترمذي: ٥ / ٦٩٨ ح ٣٨٦٨ كتاب المناقب - فضل فاطمة.
(١١٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (2)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (3)، دمشق (2)

صفحه 112

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٧
وهو ما اشتهر عن عائشة عندما سئلت عن أحب الناس إلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قالت: فاطمة.
فقيل: من الرجال؟
قالت: زوجها ان كان صواما قواما (1).
وفي رواية أخري عنها: ما خلق الله خلقا كان أحب إلي رسول الله من علي ابن أبي طالب (2).
وقالت لرسول الله: " لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي [ومني]. فأهوي إليها أبو بكر (3).
وعنها عند اخبارها عن الخوارج: " يقتلهم أحب الخلق إلي الله ورسوله " (4).
وقال أبو سعيد: " علي أحبهم اليه " (5).
وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " اما أنت يا علي - فختني وأبو ولدي ومني وأحب الخلق إلي " (6).
وعن جعفر بن محمد الصادق في حديث قدسي: " ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم (الأئمة) " (7).
١ - كنز العمال: ١٣ / ١٤٥ ح ٣٦٤٥٧، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٣٥ حوادث سنة ٤٠، وصحيح الترمذي: ٥ / ٧٠١ ح ٣٨٧٤، والايضاح: ١٣٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ١٦٤ ح ٦٥١ وما بعده من طرق عنها، والعقد الفريد: ٤ / ٢٩٢ كتاب الخلفاء - خلافة علي، والمحاسن والمساوئ للبيهقي: ٢٩٨ محاسن الندامة، وربيع الأبرار: ١ / ٨٢١ باب الخير والصلاح، وجواهر المطالب: ١ / ٥٣ - ٥٤ باب ٩.
٢ - كفاية الطالب: ٣٢٤ باب ٩١، وكنز العمال: ٦ / ٨٤ ط. حيدر آباد، وخصائص النسائي: ١٠٧ ح ١٠٨ بتفاوت، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ١٦٢ ح ٦٤٨، ومناقب الخوارزمي: ٧٩ فصل ٦ ح ٦٣، وأسد الغابة: ٥ / ٥٢٢، وذخائر العقبي: ٣٥، و ٦٢، وشرح النهج: ١٣ / ٢٥٣ خطبة ٢٣٨، ومنتخب الكنز: ٥ / ٤٧، والمستدرك: ٣ / 154 مناقبها.
3 - مسند البزار: 8 / 224 ح 3275، ومجمع الزوائد وصححه: 9 / 127 والبغية 170 ح 14729، ومسند أحمد: 4 / 275 ط. م 5 / 345 ح 17953 وما بين المعكوفين منه، 4 - تذكرة الخواص: 100 الباب الرابع - تمام حديث الخوارج.
5 - انساب الاشراف: 2 / 380.
6 - مناقب الخوارزمي: 66 فصل 6 ح 36.
7 - معاني الاخبار: 108 باب معني الأمانة، والبحار: 26 / 320.
(١١٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم عرفة (1)، الحديث القدسي (1)، أسامة بن زيد (1)، جعفر بن محمد (1)، الخوارج (2)، الصدق (1)، الزوج، الزواج (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (2)، الأمانة، الإئتمان (1)

صفحه 113

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٨
وذكر عند أبو البحتري أبا بكر وعمر وعليا فقال: نعم المرءان، واني لأجد لعلي في قلبي الليطة مالا أجد لهما (1).
قال أبو جعفر الإسكافي في الرد علي الجاحظ:
أتراه لم يسمع قوله تعالي: * (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * (2).
والمحبة من الله تعالي هي إرادة الثواب فكل من كان أشد ثبوتا في هذا الصف وأعظم قتالا كان أحب إلي الله، ومعني الأفضل هو الأكثر ثوابا، فعلي إذا هو أحب المسلمين إلي الله لأنه أثبتهم قدما في الصف المرصوص لم يفرط قط باجماع الأمة ولا بارز قرن إلا قتله (3).
وقال الزمخشري عند تفسير آية المباهلة: … حيث استجرأ علي تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس اليه (4).
١ - المطالب العالية: ٤ / ٨٥ ح ٤٠٢٩ والليطة الحب الملتصق.
٢ - الصف: ٤.
٣ - شرح النهج: ١٣ / ٢٨١ الخطبة ٢٣٨.
٤ - تفسير الكشاف: ١ / ٤٣٤ مورد آية المباهلة.
(١١٨)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)، آية المباهلة (2)، الأكل (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)

صفحه 114

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٩
الأقوال في تفضيل علي (عليه السلام) علي الأمة * الدليل الثاني:
أقوال العلماء في تفضيل علي (عليه السلام) علي الأمة:
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: … أجمع الفريقان علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب انه كان أكثر طعنا وضربا وأشد قتالا وأذب عن دين الله ورسوله فثبت بما ذكرنا من اجماع الفريقين ودلالة الكتاب والسنة ان عليا أفضل.
وقال: فدل كتاب الله وسنة نبيه (صلي الله عليه وسلم) والاجماع ان أفضل الأمة بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم، وإذا كان اتقاهم كان أخشاهم، وإذا كان أخشاهم كان أعلمهم، وإذا كان أعلمهم كان أدل علي العدل، وإذا كان أدل علي العدل كان اهدي الأمة إلي الحق، وإذا كان اهدي كان أولي ان يكون متبوعا وأن يكون حاكما لا تابعا ومحكوما عليه …
ثم قال: … * (يرفع الله الذين آمنوا منكم واتوا العلم درجات) * (1).
قيل قد دلت هذه الآية علي أن الله تعالي قد اختار العلماء وفضلهم ورفعهم درجات.
وقد أجمعت الأمة علي أن العلماء من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الذين يؤخذ عنهم العلم كانوا أربعة: علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعبد الله بن العباس وابن مسعود وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، وقال طائفة عمر بن الخطاب، فسألنا الأمة من أولي الناس بالتقديم إذا حضرت الصلاة؟
فقالوا: ان النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: " يؤم بالقوم أقرؤهم " ثم اجمعوا ان الأربعة كانوا أقرأ لكتاب الله من عمر، فسقط عمر.
ثم سألنا الأمة هؤلاء الأربعة أقرأ لكتاب الله وافقه لدينه؟
فاختلفوا فوقفنا حتي نعلم.
ثم سألناهم أيهم أولي بالإمامة فأجمعوا علي أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: " الأئمة من قريش " فسقط ابن مسعود وزيد بن ثابت، وبقي علي بن أبي طالب وابن عباس.
١ - المجادلة: ١١.
(١١٩)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، السنة النبوية الشريفة (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، علي بن أبي طالب (2)، زيد بن ثابت (2)

صفحه 115

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٠
فسألنا: أيهما أولي بالإمامة؟
فاجمعوا علي أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: " إذا كانا عالمين فقيهين قرشيين فأكبرهما سنا وأقدمهما هجرة " فسقط عبد الله بن عباس وبقي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه (1).
وقال الشيخ المفيد: اما الاجماع علي ما يوجب له الإمامة من الخلال: فهو اجماعهم علي مشاركته لرسول الله (صلي الله عليه وآله) في النسب، ومساهمته له في كريم الحسب واتصاله به في وكيد السبب، وسبقه كافة الأمة إلي الاقرار وفضله علي جماعتهم في جهاد الكفار.
وتبريزه عليهم في المعرفة والعلم بالاحكام، وشجاعته وظاهر زهده الذين لم يختلف فيهما اثنان، وحكمته في التدبير وسياسة الأنام وغناه بكماله في التأديب المحوج اليه المنقص عن الكمال، وببعض هذه الخصال يستحق الإمامة فضلا عن جميعها علي ما قدمناه (2).
* ونقل الكنجي عن شعبة بن الحجاج قوله في حديث المنزلة: وكان هارون أفضل أمة موسي، فوجب ان يكون علي أفضل من كل أمة محمد صيانة لهذا النص الصحيح الصريح، كما قال موسي لأخيه هارون: * (أخلفني في قومي وأصلح) * (3).
وقال في موضع آخر: بعد ذكر حديث: " علي كنفسي " (4) - ومن المعلوم أنه يمتنع ان تكون نفس علي هي نفس النبي، ولابد ان يكون المراد هو المساواة بين النفسين، وهذا يقتضي أن كل ما حصل لمحمد من الفضائل والمناقب فقد حصل مثله علي، ترك العمل بهذا النص في فضيلة النبوة، فوجب ان تحصل المساواة بينهما فيما وراء ذلك.
ثم لا شك ان محمد (صلي الله عليه وآله) كان أفضل الخلق بسائر الفضائل فلما كان علي مساويا له في
١ - كشف الغمة: ١ / ٣٧ و ٣٨ و ٣٩.
٢ - الافصاح في امامة أمير المؤمنين: ٨ / ٣١.
٣ - كفاية الطالب: ٢٨٣ الباب السبعون - حديث المنزلة -.
٤ - مجمع الزوائد: ٧ / ١١٠ ط. مصر ١٣٥٢، وكنز العمال: ٦ / ٤٠٠ دكن ١٣١٢، وخصائص النسائي: ١٩ ط. مصر ١٣٤٨، والرياض النضرة: ٢ / ١٦٤ ط. مصر الأولي قال رسول الله: " لينتهين بني وليعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي … " ذخائر العقبي: ٦٤، وكفاية الطالب:
٢٨٩، ومنتخب كنز العمال: ٥ / 47، وفيه " يسألني عن نفسي "..
(١٢٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث المنزلة (2)، عبد الله بن عباس (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، شعبة بن الحجاج (1)، الكرم، الكرامة (1)، السب (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)

صفحه 116

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢١
تلك الصفات يجب ان يكون أفضل، ولم أر الأصوليين أجابوا عن هذا بشئ (1).
* وقال المسعودي: والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الفضل هي: السبق إلي الايمان والهجرة والنصرة لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) والقربي منه والقناعة، وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله، والورع والزهد، والقضاء والحكم، والفقه والعلم، وكل ذلك لعلي (عليه السلام) منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر (2).
* ولعبد الجبار كلام طويل في تفضيل الأمير علي الأمة (3).
* وكذلك الفخر الرازي بتفصيل أكبر (4).
1 - كفاية الطالب: 291 الباب الثاني، والسبعون حديث ماء الفردوس.
2 - مروج الذهب: 2 / 425 ذكر لمع من كلامه فضائله.
3 - راجع مجموعة ورام: 587.
4 - الأنوار النعمانية: 1 / 38 إلي 42.
(١٢١)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الأحكام الشرعية (1)، سبيل الله (1)، الزهد (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

صفحه 117

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٢
التساوي بين النبي (صلي الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) التساوي بين رسول الله وعلي بن أبي طالب (عليهما السلام) وقال محمود بن الحسن الحمصي بعد ذكر آية المباهلة * (أنفسنا وأنفسكم) *: فالمراد ان هذه النفس مثل ذلك النفس وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة وفي حق الفضل لقيام الدلائل، علي أن محمدا (صلي الله عليه وسلم) كان نبيا وما كان علي (عليه السلام) كذلك (1).
وعن عمرو عن رسول الله عندما سئل عن أحب الناس اليه بعد أبو بكر وعمر فقيل له فعلي؟!
فقال (صلي الله عليه وآله): " ان هذا يسألني عن النفس " (2).
ويأتي ان هذه المقولة صدرت أيضا من ابن مسعود وابن عمر وابن عائشة.
وقال ابن أبي الحديد: اما علي فإنه عندنا بمنزلة الرسول في تصويب قوله والاحتجاج بفعله ووجوب طاعته (3).
وقال الفخر الرازي: واما سائر الشيعة فقد كانوا قديما وحديثا يستدلون بهذه الآية * (وأنفسنا وأنفسكم) * علي أن عليا مثل نفس النبي (صلي الله عليه وسلم) إلا فيما خصه بالدليل، وكان نفس محمد أفضل من الصحابة، فوجب ان يكون نفس علي أفضل أيضا من سائر الصحابة " (4).
وللديلمي كلاما في التساوي يشابه ما مر ويحتمل ان بعضهم أخذ عن بعض (5).
وقال أبو جعفر الحسني ما ملخصه: ومن العجب ان أول حروب رسول الله (صلي الله عليه وآله) كانت بدرا وكان هو المنصور فيها، وأول حروب علي (عليه السلام) الجمل وكان هو المنصور فيها.
ثم كان من صحيفة الصلح يوم صفين نظير ما كان يوم الحديبية.
ثم دعا معاوية في آخر أيام علي (عليه السلام) إلي نفسه وتسمي بالخلافة كما أن مسيلمة والأسود
١ - تفسير الرازي: ٨ / ٨ مورد آية المباهلة.
٢ - كنز العمال: ١٣ / ١٤٢ ح ٣٦٤٤٦.
٣ - شرح النهج: ٢٠ / ٣٤ - ٣٥ حكمة رقم ٤٠٩ - كلام ابن المعالي في الصحابة.
٤ - تفسير الرازي: ٨ / ٨١ مورد آية المباهلة.
5 - ارشاد القلوب: 2 / 121 فضائل علي حين الولادة.
(١٢٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، صلح (يوم) الحديبية (2)، آية المباهلة (3)، محمود بن الحسن (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 118

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٣
العنسي دعوا إلي أنفسهما في اخر أيام رسول الله (صلي الله عليه وآله) وتسميا بالنبوة.
وأبطل الله امرهم بعد وفاة الرسول وعلي (عليه السلام).
ولم يحارب رسول الله من العرب إلا قريش ما عدا يوم صفين، ولم يحارب عليا من العرب أحد إلا قريش ما عدا يوم النهروان.
ولم يتزوج الرسول علي خديجة ولم يتزوج علي علي فاطمة وتوفي الرسول عن ثلاث وستين سنة وتوفي علي عن مثلها.
وهذا شجاع وهذا شجاع، وهذا فصيح وهذا فصيح، وهذا سخي جواد وهذا سخي جواد، وهذا عالم بالشرائع وهذا عالم بالشرائع، وهذا زاهد وهذا زاهد - إلي أن قال -:
فوجب ان يكون الكل شيمة واحدة وسوسا واحدا وطينة مشتركة ونفسا غير منقسمة وألا يكون بينهما فرق وفضل إلا النبوة فامتاز رسول الله بذلك عمن سواه وبقي ما عدا الرسالة علي امر الاتحاد، ثم ذكر حديث المنزلة.
وقال: فأبان نفسه منه بالنبوة واثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما (1).
وقالت فرقة الهاشمية أصحاب أبي هاشم (99 ه) ان الامام عالم يعلم كل شئ، وهو بمنزلة النبي (صلي الله عليه وآله) في جميع أموره (2).
وقال الرازي: ان اهل بيته (صلي الله عليه وسلم) ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم وفي التشهد وفي السلام والطهارة وفي تحريم الصدقة وفي المحبة (3).
* وفي الروايات ما يوجب التساوي بين النبي وعلي (عليهما السلام) منها:
ما روي عن انس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعلي نظيري ". أخرجه القلعي، وأبو الحسن الخلعي، وصاحب الفردوس (4).
١ - شرح النهج: ٢٠ / ٢٢١ - ٢٢٢ كلام ١٩٣ - سياسة علي -.
٢ - فرق الشيعة: ٥١ - ٥٢.
٣ - نور الابصار: ٢٣١ باب ٢ مناقب الحسن والحسين.
٤ - مناقب الخوارزمي: ١٤١ ح ١٦١ فصل ١٤، وكنز العمال: ١١ / ٧٥٧ ح ٣٣٦٨٧، وذخائر العقبي: ٦٤ ذكر أنه من النبي أو مثله، ذكر أنه من النبي، وينابيع المودة: ١ / ٢٧٩ - المناقب السبعون - ح 31، والرياض النضرة: 2 / 164 ط. مصر الأولي، وجواهر المطالب: 1 / 61 باب 9، والرياض النضرة: 1 / 50 و 3 / 120.
(١٢٣)
مفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث المنزلة (1)، الجود (1)، الزوج، الزواج (1)، الصّلاة (1)، التصدّق (1)، الوفاة (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 119

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٤
وقال (صلي الله عليه وآله): (يا علي) " وأنت الصاحب بعدي والوزير وما لك في أمتي من نظير، يا علي أنت قسيم الجنة والنار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار " (1).
وعنه (صلي الله عليه وآله): " علي عديل نفسي " (2).
وقال (صلي الله عليه وآله): " أنا وعلي في السلام سواء " (3).
وقال (صلي الله عليه وآله): " علي فصاحته كفصاحتي " (4).
وقال (صلي الله عليه وآله): " علي صبره كصبري " (5).
وعن ابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي في الدنيا إذا مت عوض مني " (6).
وقال أبو بكر: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في الغار: " يا أبا بكر كفي وكف [يدي ويد] علي في العدل سواء " (7).
وفي لفظ: " كفي وكف علي في العد سواء ". خرجه ابن السمان في الموافقات (8).
وفي رواية: " علي أصلي " (9).
وعن ابن عمر: " علي مع الرسول في درجته " (10).
وفي رواية عنه (صلي الله عليه وآله): " ليس أحد من الأمة يعدلك عندي " (11).
١ - روضة الواعظين: ١٠١ - ١٠٢ مجلس في امامة علي (عليه السلام).
٢ - شرح النهج: ١ / ٢٩٤ الخطبة ١٩.
٣ - مسند البزار: ٣ / ٥٤ ح ٨٠٨، ومجمع الزوائد: ٨ ٣٠ والبغية: ٦٥ ح ١٢٧٣٥.
٤ - فرائد السمطين: ٢ / ٦٨.
٥ - الرياض النضرة: ٣ / ١٧٢.
٦ مائة منقبة: ١٣٢ المنقبة ٧٢.
٧ - كنز العمال: ١١ / ٦٠٤ ح ٣٢٩٢١ فضائله، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٣٩ ح ٩٥٣ ومناقب ابن المغازلي: ١٢٩ ح ١٧٠، كفاية الطالب: ٢٥٦ باب ٦٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٣٨ ح ٩٥٢، وتاريخ بغداد: ٥ / ٢٤٠.
٨ - جواهر المطالب: ١ / ٦١ باب ٩.
٩ - كنز العمال: ١١ / ٦٠٢ ح ٣٢٩٠٨، وكنوز الحقائق: ٤٤٣..
١٠ - الرياض النضرة: ٣ / ١٨٠.
١١ - كنز الفوائد: ٢٨١ الاستدلال بصحة النص بالإمامة.
(١٢٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، الصبر (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، دمشق (2)

صفحه 120

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٥
وقال (صلي الله عليه وآله): " أنا وأنت حجة الله علي خلقه " (1).
وعن انس بن مالك عنه (صلي الله عليه وآله): " انا وعلي حجة الله علي عباده " (2).
وعن محمد بن ثابت قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " وانا رسول الله والمبلغ عنه وأنت وجه الله والمؤتم به فلا نظير لي إلا أنت ولا مثلك إلا انا " (3).
وروي عن محمد بن صدقة عن أبي ذر عن أمير المؤمنين قال: " يا سلمان ويا جندب انا محمد ومحمد انا وانا من محمد ومحمد مني " (4).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف الإمام قال: " وأدني معرفة الامام انه عدل النبي (صلي الله عليه وآله) إلا درجة النبوة، ووارثه " (5).
وقال صادق أهل البيت جعفر بن محمد (عليه السلام): " ما جاء عن علي بن أبي طالب يؤخذ به وما نهي عنه ينتهي عنه، جري له من الفضائل ما جري لرسول الله (صلي الله عليه وآله) ولرسول الله الفضل علي جميع ما خلق الله.
العايب علي أمير المؤمنين في شئ كالعايب علي الله وعلي رسوله والرد عليه في صغير وكبير علي حد الشرك بالله.
كان أمير المؤمنين باب الله الذي لا يؤتي إلا منه وسبيله الذي من تمسك بغيره هلك وكذلك جري حكم الأئمة بعده واحدا بعد واحد.
اما علمت ان أمير المؤمنين كان يقول: لقد أقر لي جميع الملائكة والروح مثل ما أقر لمحمد (صلي الله عليه وآله) ولقد حملت مثل حمولة محمد وهي حمولة الرب سبحانه وان محمد يدعي فيكسا ويستنطق فينطق وأدعي فأكسا وأستنطق فأنطق " (6).
وعنه (صلي الله عليه وآله): " أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد: أوتيت صهرا مثلي ". رواه أبو سعيد في شرف
١ - ذيل تاريخ بغداد: ١٩ / ٦٦.
٢ - كنز العمال: ١٣ / ١٥١ ح ٧٤ ٣٦٤٧٤، كتاب الأربعين للحافظ الخزاعي: ٦٢ ح ٢٠، وكشف الغمة: ١ / ١٦١ بيان انه أفضل الأصحاب.
٣ - ارشاد القلوب: ٢ / ٤٠٤.
٤ - إلزام الناصب: ١ / ٣٤ الثمرة الخامسة، وسوف يأتي توضيح الحديث في الجزء الثاني.
٥ - كفاية الأثر: ٢٥٩.
6 - ارشاد القلوب: 2 / 255 - 256 فضائله من طريق أهل البيت:.
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، معرفة الإمام (1)، علي بن أبي طالب (1)، أنس بن مالك (1)، محمد بن ثابت (1)، محمد بن صدقة (1)، الحج (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)

صفحه 121

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٦
النبوة (1).
وقال ابن عمر: سألت النبي عن علي، فغضب وقال: " ما بال أقوام يذكرون من له منزلة كمنزلتي " (2).
وروي الباهلي وغيره قوله (صلي الله عليه وآله): " يا علي فإنك ستكس إذا كسيت وتدعي إذا دعيت وتحيي إذا حييت وتشفع إذا شفعت " (3).
وورد عن واثلة وعلي (عليه السلام): عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: " [يا علي] ما سألت ربي شيئا [في صلاتي] إلا أعطاني وما سألت الله شيئا إلا سالت لك مثله " (4).
وقريب منه عن عبد الله بن الحرث [الحارث] وأبي ذر (5).
وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا امام لمن بعدي والمؤدي عمن كان قبلي ما يتقدمني إلا احمد وان جميع الرسل والملائكة والروح خلفنا وان رسول الله يدعي فينطق وادعي فأنطق علي حد منطقه " (6).
وعن عمر بن ميثم قال: قال رسول الله لعلي (عليه السلام): " لا ادعي لخير إلا دعيت اليه " (7).
وروي عن الحسن العسكري (عليه السلام) في بعض محاورات أمير المؤمنين مع اليهود جاء فيها: " نشهد ان محمدا رسول الله حقا وانك يا علي وصيه حقا لم يثبت محمد قدما في مكرمة إلا وطأت علي موضع قدمه بمثل مكرمته وأنتما شقيقان من أشرق [أشرف] أنوار الله فميزتما [تميزتما] وأنتما في الفضائل شريكان إلا أنه لا نبي بعد محمد (صلي الله عليه وآله) " (8).
وورد عن أبي بكر عندما أرسل ابا عبيدة لأخذ البيعة من علي (عليه السلام) قال: " يا أبا عبيدة أنت
١ - جواهر المطالب: ١ / ١٠٩ باب ٣٣.
٢ - كتاب الأربعين للحافظ الخزاعي: ٣٠ ح ١.
٣ - تذكرة الخواص: ٢٩ - ٣٠ باب ٤، وكنز العمال: ١٣ / ١٥٥ ح ٣٦٤٨٢ بتفاوت.
٤ - منتخب كنز العمال: ٥ / ٤٣، ومناقب ابن المغازلي: ١١٨ ح ١٥٥، و ١٣٥ ح ١٧٨، ومناقب الخوارزمي: ١١٠ ح ١١٧ فصل ٩، و ١٤٣ ح ١٦٤ فصل ١٤، وكنز العمال: ١١ / ٦٢٥ ح ٣٣٠٤٨ و ١٣ / ١١٣، و ١٧٠ ح ٣٦٣٦٨، و ٣٦٥١٣، وخصائص النسائي: ١٢٧ ح ١٤٣.
٥ - خصائص النسائي: ١٢٧ ح ١٤٤، وذخائر العقبي: ٦١، وينابيع المودة: ١ / ٢٤٠ باب ٥٦، وارشاد القلوب: ١ / ٢٦١ احتجاجه يوم الشوري.
٦ - بحار الأنوار: ٢٦ / ٣١٧ باب تفضيلهم علي الأنبياء ح ٨٥.
٧ - كنز العمال: ١٣ / 155 ح 36481.
8 - معاني الاخبار: 27 باب معني الحروف المقطعة.
(١٢٦)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، البول (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (4)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 122

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٧
أمين هذه الأمة أبعثك إلي من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس ينبغي ان نتكلم عنده بحسن الأدب " (1).
* قال الأربلي بعد الحديث: ان هذا يدل علي أن كلما كان للنبي (صلي الله عليه وآله) فلعلي مثله، لاشتراكهما في أنهما حجة الله علي عباده، فأما النبوة فإنها خرجت بديل آخر فبقي ما عداها من الولاية عليهم (2).
وكان المغيرة يساوي بين علي ورسول الله (3).
وعن الإمام الحسن (عليه السلام) في أول خطبة له: " والله لقد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون إلا بفضل النبوة ولا يدركه الآخرون " (4).
وعن عمار وسلمان والمقداد وعامر بن أبي ذر وحذيفة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال بعد حديث توسل ادم بأصحاب الكساء: " وافتخر علي الملائكة انه لم يعطي نبيا شيئا في الفضل إلا أعطاه لنا " (5).
وورد في حق رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: " رأيتني دخلت الجنة فأوتيت بكفة ميزان فوضعت فيها وجئ بأمتي فوضعت بكفته الأخري فرجحت بأمتي " (6).
وورد في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ابن عمر: " لو أن السماوات والأرض موضوعتان في كفة وايمان علي في كفة لرجح ايمان علي " (7).
وقريب منه عن حذيفة وعمر وعلي (8).
وورد أن روحهما من بين الخلق يقبضهما الله عز وجل (9).
* أقول: هذه جملة من الأحاديث التي توجب التساوي بين رسول الله وأمير المؤمنين
١ - الغدير: ١ / ٣٩٦ نقلا عن العروة الوثقي للسمناني البياضي.
٢ - كنز العمال: ١٣ / ١٥١ ح ٧٤ ٣٦٤٧٤، وكشف الغمة: ١ / ١٦١ بيان انه أفضل الأصحاب.
٣ - العقد الفريد: ٢ / ٢٣٠.
٤ - مروج الذهب: ٢ / ٤١٤ ذكر قتل علي -، وصيته -.
٥ - الفضائل لابن شاذان: ١٢٨.
٦ - الشريعة للآجري: ٣٨٧ ذيل كتاب الايمان بالميزان.
٧ - كنز العمال: ٦ / ١٥٦ ط. دكن، و ١١ / ٦١٧ ح ٣٢٩٩٣ ط بيروت من كتاب الفضائل فضائل علي.
٨ - شواهد التنزيل: ٢ / ١٢ ح ٦٣٤، ومائة منقبة: ١٠٦ المنقبة 47، ومناقب الخوارزمي: 131 ح 135 فصل 12.
9 - جواهر المطالب: 1 / 62 باب 9.
(١٢٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، أهل الكساء (1)، الحج (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، مدينة بيروت (1)، الخوارزمي (1)، القتل (1)

صفحه 123

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٨
(عليهما السلام)، وتقدم في الكتاب الثاني نحو ذلك.
وتقدم أيضا مساواة جميع الأئمة لرسول الله (صلي الله عليه وآله).
(١٢٨)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

صفحه 124

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢٩
الأقوال في تفضيل علي (عليه السلام) علي الأمة بقية الأقوال في تفضيل علي (عليه السلام) قال أحمد بن حنبل: ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله من الفضائل الصحاح ما جاء لعلي بن أبي طالب (1).
وقال أحمد والنسائي وإسماعيل القاضي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي (2).
وقال أحد المشايخ لأحمد: أريد ان أعلمك بمذهبي.
فقال احمد: هاته.
فقال: اني اعتقد ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كان خير الناس بعد النبي، واني أقول انه كان خيرهم وانه كان أفضلهم وأعلمهم وانه كان الامام بعد النبي (صلي الله عليه وسلم).
فأجابه احمد: يا هذا وما عليك في هذا القول قد تقدمك في هذا القول أربعة من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم): جابر وأبو ذر والمقداد وسلمان (3).
وقال المعتمر: لعلي عشرون ومائة منقبة لم يشترك معه فيها أحد من أصحاب محمد (4).
وقال أبو جعفر الإسكافي: فانتهي الينا من ذكر فضائله وخصائصه ومزاياه وسوابقه ما لم يتقدمه السابقون ولا ساواه فيه القاصدون ولا يلحقه الطالبون (5).
وقال أبو حفص عمر بن شاهين: اني جمعت من فضائل علي خاصة ألف جزء، اما ما رواه أصحابنا من ذلك فلا تجتمع أطرافه ولا تعد آلافه (6).
١ - كفاية الطالب: ٢٥٣ باب ٦٢ ح مائة منقبة، وأسمي المناقب: ١٩ ح ١، والمستدرك: ٣ / ١٠٧ من كتاب المعرفة - مناقبه، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: ١٦٨ فضل علي.
٢ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣٣٩ فصل في ذكر الصحابة - علي أبو السبطين، والصواعق المحرقة: ١٨٦ باب ٨ فصل في فضائله، وفتح الباري: ٨ / ٧١ ط. مصر ١٣٧٨، والاستيعاب: ٢ / ٤٦٦ حيدر آباد ١٣٣٦.
٣ - كشف الغمة: ١ / ١٦٧ علي أفضل الأصحاب.
٤ - شواهد التنزيل: ١ / 24 ح 5.
5 - شرح النهج: 13 / 224 الخطبة 238 - اسلام أبو بكر، وعلي -.
6 - إعلام الوري: 184.
(١٢٩)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو علي النيسابوري (1)، علي بن أبي طالب (1)، أحمد بن حنبل (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب فتح الباري (1)

صفحه 125

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٠
وقال الجاحظ: فاما علي بن أبي طالب فلو أفردنا لفضائله الشريفة ومقاماته الكريمة ودرجاته الرفيعة ومناقبه السنية لأفنينا في ذلك الطوامير الطوال والدفاتر العراض (1).
ومن الذين قالوا بتفضل علي (عليه السلام) علي الأمة والشيخين:
فرقة البترية أصحاب الحسن بن صالح بن حي [وكثير النواء وسالم والحكم وسامة وأبي المقداد] قالت: إن عليا كان أولي الناس بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالناس لفضله وسابقته وعلمه وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم (2).
وذهب إلي ذلك أيضا فرقة السرحوبية (3).
وقال ابن التمار وأصحابه بفضل علي علي الناس وصححوا خلافة الشيخين وقال: ولكن الأمة مخطئة بترك الأفضل (4).
وقالت فرقة الجارودية بهذا المقالة (5).
وذهب إلي ذلك البغداديون قاطبة قدماؤهم ومتأخريهم، كأبي سهل بشر بن المعتمر، وأبي موسي عيسي بن صبيح، وأبي عبد الله جعفر بن مبشر وأبي جعفر الإسكافي، وأبي الحسين الخياط، وأبي القاسم عبد الله بن محمود البلخي وتلامذته (6).
اما البصريون فذهب منهم إلي هذا القول: أبي علي الجبائي، وقال في كثير من تصانيفه، وأبو عبد الله الحسين بن علي البصري، وقاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد، وأبو محمد الحسن بن متويه صاحب التذكرة (7).
ومن الذين قطعوا بتفضيل أمير المؤمنين علي الشيخين والأمة المعتزلة كابن أبي الحديد ومن تقدم من مشايخه (8).
1 - ينابيع المودة: 1 / 180.
2 - فرق الشيعة: 20 و 9 و 57 و 55.
3 - فرق الشيعة: 55.
4 - فرق الشيعة: 55.
5 - فرق الشيعة: 21.
6 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 7 الخطبة الأولي.
7 - شرح النهج: 1 / 8.
8 - شرح النهج: 1 / 9.
(١٣٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، مدرسة المعتزلة (1)، الحسن بن صالح بن حي (1)، عبد الجبار بن أحمد (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن محمود (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن علي (1)، عيسي بن صبيح (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)

صفحه 126

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣١
قال ابن أبي الحديد: الذي استقر عليه رأي المتأخرين من أصحابنا ان عليا أرفع المسلمين كافة عند الله تعالي بعد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) (1).
وقال عن مذهبه: اما الذي استقر عليه رأي المعتزلة ان عليا (عليه السلام) أفضل الجماعة وانهم تركوا الأفضل لمصلحة رأوها - إلي أن قال - ان الامر كان له وكان هو المستحق والمتعين (2).
وقال أبو بكر بن عياش: لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي (عليه السلام) لبدأت بحاجة علي قبلهما لقرابته من رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، ولئن اخر من السماء إلي الأرض أحب إلي من أن أقدمهما عليه (3).
وحكي الخطابي عن بعض مشايخه انه كان يقول: أبو بكر خير وعلي أفضل (4).
ونقل الكنجي الحافظ عن شبعة بن الحجاج بعد ايراد حديث المنزلة: فوجب ان يكون علي أفضل من كل أمة محمد صيانة لهذا النص الصحيح الصريح (5).
* وعن محمد بن عائشة عندما سئل عن أفضل أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم):
قال: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح.
فقال له [السائل]: فأين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه؟
قال: يا هذا تستفتي عن أصحابه أم عن نفسه؟
قال: بل عن أصحابه (6).
* ولحق ما قال الصحاب بن عباد (326 - 385 ه):
ان أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) أفضل الصحابة بعد النبي (صلي الله عليه وآله) - واستدل عليه - باب الأفضلية تستحق بالسابقة والعلم والجهاد والزهد فوق جميعهم، فلا شك أنه متقدمهم وغير متأخر عنهم، وقد سبقكم بمنازلة الأقران، وقتل صناديد الكفار وأعلام الضلالة وهو الذي آخي
1 - شرح النهج: 16 / 19 - 20 كتاب 29 ترجمة الحسن.
2 - شرح النهج: 10 / 226 - 227 كلام 193 - سياسة علي.
3 - الصواعق المحرقة: 273 المقصد الخامس من الباب الحادي عشر، و 355 باب اكرام الصحابة لأهل البيت، والشفاء: 2 / 52 فصل في توقير النبي، وآله. نعم عبارة الشفا: أحب إلي من أقدمه عليها.
4 - صواعق المحرقة: 87 الباب الثالث الفصل الأول.
5 - كفاية الطالب: 283 الباب السبعون.
6 - المحاسن والمساوئ: 42 محاسن علي.
(١٣١)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث المنزلة (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، مدرسة المعتزلة (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، أبو بكر بن عياش (1)، القتل (1)، الزهد (1)، الجماعة (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)

صفحه 127

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٢
النبي (صلي الله عليه وآله) بينه وبينه حين آخي بين أبي بكر وعمر، ورضيه كفوءا لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها. ودعا الله ان يوالي من والاه ويعادي من عاداه، وأخبرنا انه منه بمنزلة هارون من موسي لفضل فيه، وقال (صلي الله عليه وآله): " اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر " ولا يكون أحبهم إلي الله الا أفضلهم، وقال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها ".
وقال: " أنا ما سألت الله شيئا إلا سألت لعلي مثله حتي سألت له النبوة فقيل: لا ينبغي لأحد من بعدك "، ولم يكن يسألها إلا لفضله. ولهذا استثني النبوة في حديث: " أنت مني بمنزلة هارون من موسي ".
فصبر علي المحن: وثبت علي الشدائد، ولم ترده أيام توليته إلا خشونة في الدين، وأكله للجشب ولبسا للخشن، يستقون من علمه، وما يستقي إلا ممن هو أعلم، خير الأولين وخير الآخرين (صلي الله عليه وآله)، عهد إليه في الناكثين، والقاسطين والمارقين، وقتل بين يديه عمار بن ياسر المشهود له بالجنة لبصيرته في أمره، وشبهه رسول الله (صلي الله عليه وآله) بعيسي بن مريم (عليه السلام) كما شبهه بهارون (عليه السلام)، لا تضرب الأمثال إلا الأنبياء، وتصدق بخاتمه في ركوعه حتي انزل فيه * (إنما وليكم الله ورسوله) *. الآية.
وآثر المسكين واليتيم والأسير علي نفسه حتي انزل فيه: * (ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) *.
وقال تعالي: * (انما أنت منذر ولكل قوم هاد) * فقال: " أن المنذر وأنت يا علي الهادي ".
وقال تعالي: * (وتعيها أذن واعية) * وقال (صلي الله عليه وآله): " هو أذن علي (عليه السلام) وجعله الله في الدنيا فصلا بين النفاق والايمان " حتي قيل: " ما كنا نعرف المنافقين علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) إلا ببغضهم علي (عليه السلام) ".
وأخبر أنه في الآخرة قسيم الجنة والنار، وقال ابن عباس: ما انزل الله في القرآن: * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي سيدها وأبوها وشريفها، وأعلي من ذلك قوله (صلي الله عليه وآله): " علي يعسوب المؤمنين ".
وله ليلة الفراش حين نام عليه في مكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) صابرا علي ما كان يتوقع من الذبح صحبة إسحاق ذبيح الله حين صبر علي ما ظن أنه نازل به من الذبح.
وقال فيه مثل عمر بن الخطاب: " لولا علي لهلك عمر " " ولا أعاشني الله لمشكلة ليس
(١٣٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، النبي عيسي بن مريم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (1)، حديث مدينة العلم (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، عمار بن ياسر (1)، القرآن الكريم (1)، الطيران، الطير (1)، الطعام (1)، النفاق (1)، الصبر (1)، الأكل (1)، القتل (1)، الظنّ (1)، الذبح (1)، النوم (1)

صفحه 128

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٣
لها أبو الحسن ".
ودهره كله إسلام وزمانه أجمع ايمان، لم يكفر بالله طرفة عين، عاش في نصرة الاسلام حميدا، ومضي لسبيله شهيدا، جعلنا الله ممن آثر المحبة في القربي، وهدانا للتي هي أحسن وأولي، وحسبنا الله منزل الغيث وفاطر النسم (1).
* نظرية في التفضيل:
قال الامام المحدث أحمد بن محمد المغربي:
وقد قال بعض شراح الطريقة المحمدية الأولي في تفضيل الخلفاء الأربعة:
ان كل واحد منهم أفضل من الآخر باعتبار الوصف الذي اشتهر به لان فضيلة الانسان ليست من حيث ذاته بل باعتبار أوصافه فنقول:
ان ابا بكر أفضل الصحابة باعتبار كثرة صدقه واشتهاره فيما بينهم، وعمر أفضلهم من جهة العدل وعثمان أفظلهم من جهة الحياء، وعلي أفضلهم من جهة العلم واشتهاره به.
انتهي.
ونحوه لبعض الأئمة الافراد في القرن العاشر وغيره (2).
أقول: هذا مجرد كلام لمصلة ما، والا فاشتهار علي بالصدق في الجاهلية والإسلام أكثر، وعدله كعدل محمد كما تقدم، والعلم يشمل الصدق والعدل والحياء فمن لا علم له بهم كيف يتصف بذلك ولو قوة وضعفا!
وأين آية التطهير الذي أضفت علي علي (عليه السلام) العصمة والتطهير من الباري عز وجل؟ وأين حديث الثقلين!؟.
١ - الغدير: ٤ / 65.
2 - فتح الملك العلي: 158.
(١٣٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حديث الثقلين (1)، آية التطهير (1)، أحمد بن محمد (1)، الصدق (1)، الجهل (1)، الطهارة (1)

صفحه 129

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٤
علي (عليه السلام) أعلم الأمة * الدليل الثالث:
في بيان أصول الفاضل تتلخص الفضائل بأمور: العلم - العدالة - الشجاعة - القضاء - العبادة والزهد - الايمان - التدبير - السياسة - الفقه والسنة - الفصاحة - الكرم والسخاء - السماحة والحلم - محاسن الاخلاق.
وسوف تعرف ان علي بن أبي طالب كان صاحب هذه الصفات جميعا بل كان له الحظ الأوفر منها.
قال المسعودي: والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله الفضل هي: السبق إلي الايمان، والهجرة، والنصرة لرسول الله (صلي الله عليه وسلم)، والقربي منه، والقناعة وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والفقه، والعلم، وكل ذلك لعلي (عليه السلام) منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر (1).
وسوف نشرع ببيان هذه الأصول من الاخبار النبوية المحمدية ومن أقوال أصحابه وأهل بيته (عليهم السلام) مسهبين في بيان رواتها وطرقها ان أشاء المولي عزت آلاؤه.
1 - مروج الذهب: 2 / 425 ذكر لمع من كلامه - فضائله -.
(١٣٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الأحكام الشرعية (1)، علي بن أبي طالب (1)، سبيل الله (1)، الكرم، الكرامة (1)، الزهد (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

صفحه 130

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٥
* الأصل الأول:
علي أعلم الأمة وبيانه في أمرين:
الامر الأول: في بيان أعلميته اجمالا من الروايات العامة.
الامر الثاني: في بيان أعلميته تفصيلا من الروايات الخاصة.
- اما الامر الأول وتمامه في تمهيد وفرعين:
* التمهيد:
من المعلوم ان العلم يوجب الأفضلية بل هو الكفة الراجحة في أصولها، وسوف يأتي قريبا تحرير النزاع في معني الأفضلية وانها عبارة عن التقدم بمجموعة خصال يتحلي بها الشخص توجب كونه أفضل من غيره، والتي بنفسها تستتبع زيادة الثواب والقرب من الله تعالي.
اما العلم فهو من أبرز تلك الفضائل والتي تعطي السيادة لصاحبها لما يتفرع علي العلم من ثمرات جمة.
علي أن الفضائل بأجمعها تتوقف علي العلم، فلا قضاء بلا علم ولا سياسة بلا علم ولا زهد إلا به، فلا بد لطالب كل فضيلة ان يطلب العلم به وبحقيقته.
اما ما يدل علي ذلك فقوله تعالي: * (أفمن يهدي إلي الحق أحق ان يتبع امن لا يهدي إلا أن يهدي) *.
وقوله: * (يرفع الله الذين آمنوا منكم واتوا العلم درجات) * (1).
وقوله حكاية عن جالوت: * (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه في العلم والجسم) * (2).
١ - مجادلة: ١١.
٢ - البقرة: ٢٤٧.
(١٣٥)

صفحه 131

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٦
وقوله: * (وعلم آدم الأسماء) * (1).
قال محي الدين ابن عربي: فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم لفضل علمه، فمن وصل إلي هذه الفضيلة فقد اختصه الله تبارك وتعالي من بين عباده وجعله أفضل اهل زمانه (2).
كجالوت وغيره، فهم من تقصدهم الأمة ليجيبوهم علي أسئلتهم لأنهم ظل الله علي ارضه.
ولذا وعلي مر العصور كانت الناس تقصد أصحاب الفضائل والعلم، منها وقوف ذلك الرجل علي رأس الخليفة الثاني - كما يأتي - وقوله له: " يا أمير المؤمنين أنت اعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم؟
فطأطأ عمر رأسه و … " (3).
هذا بالنسبة للعلم وكذلك بالنسبة إلي بقية المزايا (ما تقدم منها وما يأتي).
ويؤيد ذلك ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تحديد الأفضل والأحق فيقول هم علي وأبناؤه ويعلل ذلك:
" فان فيهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد وأداء الأمانة إلي البر والفاجر، وطول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة وحسن الجوار " (4).
وروي المتقي الهندي: " ان أولي الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به " (5).
١ - البقرة: ٣١.
٢ - ينابيع المودة: ٢ / ٤٩٩ الباب ٦٩.
٣ - عوالم العلوم: ١٥ / ٢٤٦ باب نص الأمير عن اكمال الدين: ٢٩٩ ح ٦، والبحار: ٣٦ / ٣٧٧ ح ٦.
٤ - ارشاد القلوب: ٢ / ٤٢١.
٥ - كنز العمال: ١ / 379 ح 1646 باب البيعة.
(١٣٦)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، المتقي الهندي (1)، انتظار الفرج (1)، ابن عربي (1)، السجود (1)، الأمانة، الإئتمان (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 132

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٧
* الفرع الأول:
في بيان رجوع العلوم والعلماء إلي علي (عليه السلام) رجوع الصحابة إلي علي:
من ذلك ما روي عن مسروق قال: شاممت أصحاب محمد (صلي الله عليه وسلم) فوجدت علمهم انتهي إلي علي وعمر وعبد الله وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت، ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهي إلي علي وعبد الله (1).
ومن المعلوم رجوع عبد الله بن عباس إلي علي (عليه السلام) (2)، بل ورد التصريح بأعلمية علي علي ابن عباس كما صرح بذلك هو: " علمي بالقرآن في [جنب] علم علي كالقرارة في المثعنجر " (3).
قال الحافظ الجزري الدمشقي الشافعي (المتوفي سنة 833):
".. فانتهت إلي أمير المؤمنين علي رضوان الله تعالي عليه جميع الفضائل من أنواع العلوم، وجميع المحاسن وكرم الشمائل من القرآن، والحديث والفقه، وحسن الخلق والعقل والتقوي وإصابة الرأي، فلذلك أجمعت القلوب السليمة علي محبته والفطر المستقيمة علي سلوك طريقته، فكان حبه علامه السعادة والايمان، وبغضه محض الشقاء والنفاق والخذلان (4).
وقال ابن أبي الحديد في رجوع العلم والعلماء إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) ما ملخصه:
١ - مناقب الخوارزمي: ٨٩ ح ٨٠ الفصل السابع -، والطبقات الكبري: ٢ / ٣٦٧ باب اهل العلم والفتوي من أصحاب الرسول ص)، وصفة الصفوة: ١ / ١٥٨ ترجمة عبد الله بن مسعود وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٦٥ ح ١٠٩٣، والمعجم الكبير: ٩ / ٩٤ ح ٨٥١٣ ترجمة عبد الله ابن مسعود - مناقبه -، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٣٨ عهد الخلفاء - علي -.
٢ - راجع شرح نهج البلاغة: ١ / ١٨.
٣ - لسان العرب: ٣ المجلد ٥ / ٨٥ مادة قرر ط. صادر بيروت. اي كالقطرة في البحر، وراجع الفائق للزمخشري: ٣ / ١٨١ مادة قرر.
٤ - اسمي المناقب في تهذيب أسني المطالب: 173 ذيل الكتاب.
(١٣٧)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عبد الله بن عباس (2)، زيد بن ثابت (1)، معاذ بن جبل (1)، القرآن الكريم (2)، الوفاة (1)، الجنابة (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، الزمخشري (1)، مدينة بيروت (1)، التاريخ الإسلامي (1)، عبد الله بن مسعود (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 133

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٨
وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي.. ومن كلامه (عليه السلام) اقتبس وعنه نقل واليه انتهي ومنه ابتدأ.
فان المعتزلة تلامذته وأصحابه لان كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم بن عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه (عليه السلام).
واما الأشعرية فإنهم ينتمون إلي أبي الحسن علي بن [إسماعيل بن] أبي بشر الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة.
واما الامامية والزيدية فانتماؤهم اليه ظاهر.
ومن العلوم علم الفقه وهو (عليه السلام) اصله وأساسه وكل فقيه في الاسلام، فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه:
اما أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة.
واما الشافعي فقرأ علي محمد بن الحسن فيرجع فقهه أيضا إلي أبي حنيفة.
واما أحمد بن حنبل فقرأ علي الشافعي، وأبو حنيفة قرأ علي جعفر بن محمد، وقرأ جعفر علي أبيه (عليه السلام) وينتهي الامر إلي علي (عليه السلام).
واما مالك بن انس فقرأ علي ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة علي عكرمة وقرأ عكرمة علي عبد الله بن عباس، وقرأ عبد الله علي علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وإن شئت فرددت اليه فقه الشافعي بقراءته علي مالك كان لك ذلك.
فهؤلاء الفقهاء الأربعة.
واما فقه الشيعة فرجوعه اليه ظاهر.
ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه اخذ ومنه فرع، وإذا رجعت إلي كتب التفسير علمت صحة ذلك، لان أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه اليه، وانه تلميذه وخريجه.
وقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟
فقال: " كنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط ".
ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوف، وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الاسلام اليه ينتهون، وعنده يقفون، وقد صرح بذلك الشبلي، والجنيد، وسري، وأبو زيد البسطامي، وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم.
(١٣٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عبد الله بن عباس (2)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مدرسة المعتزلة (2)، يوم عرفة (2)، علي بن إسماعيل (1)، ربيعة الرأي (1)، مالك بن أنس (1)، معروف الكرخي (1)، محمد بن الحسن (1)، أحمد بن حنبل (1)، جعفر بن محمد (1)

صفحه 134

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٩
ومن العلوم علم النحو والعربية، وقد علم الناس كافة انه هو الذي ابتدعه وأنشأه، وأملي علي أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله، من جملتها: " الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف ".
ومن جملتها تقسيم الكلمة إلي معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الاعراب إلي الرفع والنصب والجر والجزم، وهذا يكاد يلحق بالمعجزات، لان القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر ولا تنهض بهذا الاستنباط (1).
وقال: ومن العلوم علم الكلام ثم ذكر رجوع كل المتكلمين اليه في العقيدة والمذهب (2).
ولبعض العلماء كلام مشابه لكلام ابن أبي الحديد (3).
ومن رجوع الصحابة قاطبة اليه (عليه السلام) ما رواه ابن عباس قال: " وردت علي عمر ابن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغير وتربد، وجمع لها أصحاب النبي (صلي الله عليه وسلم) فعرضها عليهم، وقال: أشيروا علي.
فقالوا جميعا: يا أمير المؤمنين أنت المفزع وأنت المنزع، فغضب عمر وقال: اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم.
فقالوا: يا أمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شئ.
فقال: اما والله إني لأعرف أبا بجدتها وابن بجدتها (4)، وأين مفزعها وأين منزعها.
فقالوا: كأنك تعني علي بن أبي طالب.
فقال عمر: ولله هو، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته، انهضوا بنا اليه.
فقالوا: يا أمير المؤمنين أتصير اليه يأتيك.
فقال: هيهات هناك شجنة من بني هاشم وشجنة من الرسول (صلي الله عليه وسلم) وأثرة من علم يؤتي لها ولا يأتي، في بيته يؤتي الحكم، فاعطفوا نحوه، فألفوه في حائط له وهو يقرأ: * (أيحسب الانسان ان يترك سدي) * ويرددها ويبكي، فقال عمر لشريح: حدث أبا حسن بالذي
1 - شرح النهج: 1 / 17 - 20 القول في نسب أمير المؤمنين.. الخطبة الأولي.
2 - شرح النهج: 6 / 370 الخطبة 86.
3 - راجع نهج الحق: 237، وارشاد القلوب: 2 / 213.
4 - اي العلم بباطن الالم، وظهارها.
(١٣٩)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عبد الله بن عباس (1)، علي بن أبي طالب (1)، بنو هاشم (1)، البكاء (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 135

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٠
حدثتنا به … - إلي أن قال:
فأخذ علي تبنة من الأرض وقال: " ان القضاء في هذا أيسر من هذه ".
ثم قال عمر: أبا حسن لا أبقاني الله لشدة لست لها ولا في بلد لست فيه (1).
قال الكنجي الشافعي: وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الاحكام، ويأخذون بقوله في النقض والابرام، اعترافا منهم بعلمه ووفور فضله وحاجة عقله وصحة حكمه (2).
* أقول: هذا نموذج من رجوع عمر والصحابة اليه (عليه السلام) ولمن أراد مزيد بيان فليراجع المصادر التالية (3).
١ - كنز العمال: ٥ / ٨٣٢، و ٨٣٠ ح ١٤٥٠٨ كتاب الخلافة خلافة أمير المؤمنين - الأقضية -.
٢ - كفاية الطالب: ٢٢٣ باب ٥٨.
٣ - * رجوع عمر: تنبيه الغافلين: ٥٧ - ١٨٣، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٦٤ ح ٨٧١، ومسند أحمد: ١ / ١٥٤ ط. م، و ١ / ٣٤٩ ط. ب،، وجواهر العقدين: ٣٨٧ الباب الثالث عشر، وكفاية الطالب:
٢١٧ باب ٥٧، ونور الابصار ١٦١ مناقب علي، وموطأ مالك ١٨٦ كتاب الأشربة ط. مصر ١٢٨٠، وكنز العمال: ٣ / ٣٥، و ٥٣ ط. دكن ١٣٢٢، و ٣ / ٢٢١، و ٢٣٤، والفيض القدير: ٣ / ٤٦ ط. مصر ١٣٥٦، وسنن البيهقي: ٧ / ٤٤٣ ط. دكن ١٣٤٤، ومناقب الخوارزمي: ٨٠ و ٩٤ و ٩٦ و ٩٧ و ١٠٠ من الفصل السابع، وكفاية الطالب: ٣٣٤ باب ٦٢، وينابيع المودة: ١ / ٨٥ و ٢ / ٤٤٨، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٥١، و ١٤٥، و ١٦١ أيام عمر، والايضاح: ٩٨ - ١٠٢ ما يذكر من رجوع عمر اليه، ونهج الحق: ٢٣٩، والعمدة: ٢٥٨ ح ٤٠٤، وكشف الغمة: ١ / ٢٩٩.
وشرح النهج: ١ / ١٧٤ خ ٣، ومناقب ابن المغازلي: ٣٥ ح ٥٢، وأنساب الأشراف: ١٧٨، والاحياء: ٢ / ٢٠٠ كتاب الأدب باب ٣، وتذكرة الخواص: ١٣٥ باب ٦ ذكر المسائل التي رجع عمر فيها، وربيع الأبرار: ٤ / ٢٦ قال عمر: لولاك لافتضحنا، وينابيع المودة: ١ / ٢٤٩، و ٨٥، و ٣٠٢، و ٣٤٢، و ٢ / ٤٤٨، وشرح النهج: ١ / ١٨ خ الأولي، والمعجم الكبير: ٥ / ٤٣ ح ٤٥٣٦ ترجمة رفاعة ابن رافع الزرقي.
وكنز العمال: ٢ / ٥٦٤ ح ٧٣٨ ذيل التفسير.
وكنز العمال: ٥ / ٦٧٠ ح ١٤١٧٢ مسند عمر، و ١٢ / ٥٦٨ ح ٣٥٧٧٩، و ٥ / ٨٣٠ و ٨٣٤ ح ١٤٥٠٨ و ٦ / ٢٠٥ ح ١٥٣٦٣، وجواهر المطالب: ١ / ١٩٨ - ٢٠٠ باب ٣١ عن زيد بن علي وأبي ظبيان ومسروق وابن المعتمر وموسي بن طلحة - خرجهم ابن السمان.
* اعترافات عمر بجهله:
قول عمر: " لولا علي لهلك عمر " كفاية الطالب: ٢٢٧ باب ٥٩، و ٣٣٤ باب ٦٤ عن مسروق، وشرح النهج: ١ / ١٨ خ الأولي، وذخائر العقبي:
٨٢، والفصول المهمة: ٣٤ علوم أمير المؤمنين.، وفتح الملك العلي: ٧١ عن ابن المسيب، والايضاح:
٩٨ - ٩٩ - ١٠١، وكنز الفوائد: ٣٦٥، والاختصاص: ١١١ - ١٤٩، والطرائف: ١ / ٢٥٥، ونهج الحق:
٢٧٧ مع مصادره، وجواهر المطالب: ١ / ١٩٥ باب ٣٠ عن القلعي.
الكوكب الدري الرفيع: ١٢٥، الفضائل الخمسة: ٢ / ٣٠٩ - ٣٢٥ - ٣٢١ - ٣١٢ - ٣٢٠، وارشاد القلوب:
٢ / ٢١٣، مناقب الخوارزمي: ٨١ فصل ٧ خصائص الرضي ٦٠.
- " لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها ابا حسن - أعوذ من معضلة " - راجع تذكرة الخواص: ١٣٧ و ١٣٤ الباب السادس، ومقتل الحسين: ١ / ٤٥ فصل ٤ - ابن المسيب، ونور الابصار: ١٦١ فصل ١٤ مناقب علي، وتاريخ الخلفاء: ١٧١ الأحاديث الواردة في فضل علي، وجواهر المطالب: ١ / ١٩٥ باب ٣٠.
وكفاية الطالب: ٢١٧ - ٢١٩ باب ٥٧ ح ٧٢٢، وما بعده، والفصول المهمة: ٣٤ علوم أمير المؤمنين، وشرح النهج: ١ / ١٨، وذخائر العقبي: ٨٢ عن محمد بن الزبير وابن زياد، وشعب الايمان: ٣ / ٤٥١ ح ٤٠٤٠ باب المناسك فضيلة الحجر، والصواعق: ١٩٦ و ٢٧٢ في فضائل علي، ومقامات العلماء: ١٦٥، ومناقب الخوارزمي: ٩٦ و ٩٧ و ١٠١ فصل ٧، الطبقات الكبري: ٢ / ٢٥٨ ترجمة علي، وصفة الصفوة:
١ / ١٢١، تاريخ الذهبي: ٣ / ٦٣٨ - عهد الخلفاء، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٥٠، و ٥٤، وكنز العمال: ٥ / ٨٣١، و ٨٣٤، و ٨٣٢ ح ١٤٥٠٨، وما بعده.
- " أعوذ بالله ان أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن " وجواهر العقدين: ٣٨٦ الباب الثالث عشر، وذخائر العقبي: ٨٢ عن أبي سعيد.
" لا أبقاني الله بعدك يا علي ": ذخائر ٨٢ عن يحيي بن عقيل.
- إضافة إلي رجوع عمر إلي ابن عباس، وابن مسعود راجع المعجم الكبير: ٩ / ٣٢٣ إلي ٣٤١ ح ٩٦١٨، وما بعده، و ١٠ / ٣٦٥ ح ١٠٦١٨ ترجمة ابن عباس - مناقبه -.
* رجوع أبو بكر لعلي:
ذخائر العقبي: ٨٠، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٣٨ أيام أبي بكر، وكفاية الطالب: ٢٢٣ باب ٥٨، والفضائل الخمسة: ٢ / ٣٠٦، وخصائص الرضي: ٥٦، ومقامات العلماء: ١٩٠.
* رجوع عثمان لعلي:
ذخائر العقبي: ٧٩ - ٨٠، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٤٧ - ١٧٧ أيام عثمان، والفضائل الخمسة: ٢ / ٣٣٥، وكنز العمال: ٦ / ١٩٩ ح ١٥٣٤٠، وجواهر المطالب: ١ / ٢٠٠ باب ٣١ خرجه الطائي عن محمد بن يحيي.
- رجوع عثمان لابن مسعود: المعجم الكبير: ٩ / ٣٢٣ ح ٩٦١٩.
* رجوع معاوية لعلي:
ذخائر العقبي: ٧٩ - ٨٠، والفضائل: ٢ / ٩، و ٣٣، وكنز العمال: ٥ / ٨٤٠ ح ١٤٥٢٦، ومناقب ابن المغازلي: ٣٤ ح ٥٢.
رجوع ابن عمر: الفضائل الخمسة: ٢ / ٣٤٣.
رجوع ابن عباس لعلي: كنز العمال: ٢ / ٥٥٤ ح ٤٧١٣ كتاب التفسير سورة العاديات.
رجوع ابن مسعود لعلي: المعجم الكبير: ٩ / ٣٢٩ ح ٩٦٤١ ذيل ترجمة ابن مسعود.
* رجوع عائشة:
جواهر المطالب: ١ / ١٩٧ باب ٣٠ عن مسلم في مسألة المسح، ومسند أبي عوانه: ١ / ٢٦٢، وصحيح ابن خزيمة: ١ / ٩٨ ح ١٩٤.
وذخائر العقبي: ٧٩ - ٨٠، ومسند أحمد: ١ / ٩٦، و ١٠٠، و ١١٣ ط. م، و ١ / ١٥٥ و ١٨٢، و ١٦٠ ط. ب، والفتح الملك العلي: ٧٣.، والفضائل الخمسة: 2 / 343.
(١٤٠)
مفاتيح البحث: كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (2)، عبد الله بن عباس (3)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (6)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، إبن المغازلي (2)، سورة العاديات (1)، يحيي بن عقيل (1)، موسي بن طلحة (1)، زيد بن علي (1)، الخوارزمي (3)، دمشق (2)

صفحه 136

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٣
* الفرع الثاني:
بيان غزارة علم علي (عليه السلام) فهو صاحب الكلمة المشهورة التي عجز عنها من تقدمه ومن تأخر عنه سوي معلمه رسول الله (صلي الله عليه وآله): " سلوني قبل أن تفقدوني فاني لا أسأل عن شئ دون العرش إلا أخبرت عنه " (1).
" سلوني قبل أن تفقدوني، فإنما بين الجوانح علم جما، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله، هذا ما زقني رسول الله زقا " (2).
" اني اطلعت [اندمجت] علي مكنون علم لو بحت به لاضطر بتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة " (3).
" علمني رسول الله الف باب كل باب يفتح الف باب " (4).
" كم اطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الامر فأبي الله إلا اخفاءه، هيهات علم مخزون " (5).
" والله ما نزلت اية إلا وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت وعلي من نزلت " (6).
" ان‌ها هنا علما جما لو أجد [أصبت] له حملة " (7).
وقوله (صلي الله عليه وآله): " قسمت الحكمة [العلم] عشرة اجزاء فأعطي علي تسعة اجزاء والناس جزء واحد [وعلي اعلم بالواحد منهم] " (8).
١ - كنز العمال: ١٣ / ١٦٥ ح ٣٦٥٠٢ عن أوس وابن قدامة.
٢ - مقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٤٤ الفصل الرابع.
٣ - تذكرة الخواص: ١٢١ الباب ٦ خطبة عند، وفاة النبي، وارشاد القلوب: ٢ / ٢١٢.
٤ - كنز العمال: ١٣ / ١١٤ ح ٣٦٣٧٢.
٥ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٣٦٩ ح ١٤٢٧.
٦ - كفاية الطالب: ٢٠٧.
٧ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٠٦ خلافته، وصفة الصفوة: ١ / ١٢٨ ترجمته تذكرة الخواص: ١٣٢ باب ٦ وصية لكميل، واحياء العلوم: ١ / ٩٩، وارشاد القلوب: ٢ / ٢١٢.
٨ - كفاية الطالب: ١٩٧ باب ٤٨، وكنز العمال: ٦ / ١٥٤، و ٤٠١ ط. مصر ١١ / ٦١٥ ح ٣٢٩٨٢، و ١٣ / ١٤٦ ح ٣٦٤٦١ ط. بيروت، وشواهد التنزيل: ١ / ١١٠، و ١٣٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٨١ ح ١٠٠٨، و ٣ / ٥٨، وأسمي المناقب: ٧٨ ح ٢٦، ومناقب ابن المغازلي: ٢٨٧ ح ٣٢٨ وأنساب الأشراف: ٢ / ١٠٥ ح ١٤٦ ترجمة علي، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٣، ومائة منقبة: ١٣٩ المنقبة 78.
(١٤٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، دمشق (2)، الوفاة (1)

صفحه 137

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٤
" ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا [ونغبته نغبا - ثاقبته ثقبا] " (1).
وقال ابن مسعود: ان القرآن انزل علي سبعة أحرف ما منها إلاله ظهر وبطن، وان علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن (2).
وقال ابن عباس: " ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا " (3).
وهو القائل فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله): " انا مدينة العلم وعلي بابها ".
قال ابن حجر في الفتاوي: حديث مدينة العلم وعلي بابها رواه جماعة وصححه الحاكم وحسنه الحافظان العلائي وابن حجر (4).
ورواه أيضا: الخطيب وابن عدي والطبراني والعقيلي وابن حبان وابن مردويه (5).
أقول وله ألفاظ:
1 - " انا دار الحكمة وعلي بابها ".
2 - " انا مدينة الحكمة وعلي بابها " (6).
١ - كفاية الطالب: ٢٠٩ باب ٥٢، ومناقب الكلابي ٤٣١ ح ٨، وكنز العمال: ١٣ / ١٧٦ ح ٣٦٥٢٤ فضائل علي.
٢ - كفاية الطالب: ٢٩٢ باب ٧٤.
٣ - شواهد التنزيل: ١ / ١٣٩ ح ١٥٣.
٤ - الفتاوي الحديثة: ١٢٣ ط. مصر الأولي سنة ١٣٥٣.
٥ - الفوائد المجموعة: ٣٤٨ ذكر مناقب علي ح ٥٢.
٦ - اسمي المناقب: ٧٤ عن الصنايجي عن علي ح ٢٥، وفتح الملك العلي: ٥٣ و ٥٥ عن الشعبي والصنابجي عن علي و ٥٩ عن جابر، وكنوز الحقائق: ٤٠٧، مائة منقبة: ١٥٦ منقبة ٩٤ عن زيد عن أبي سعيد، وكنز الفوائد: ١٣ / 147 ح 36462 عن الصنابجي، وقال صححه ابن جرير.
وتذكرة الخواص: 52 باب 2 عن علي، ومناقب ابن المغازلي: 81 ح 128، و 129 عن الصنابجي عن علي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 459، و 476 ح 990، و 1003 عن سلمة بن كهيل عن الصنابجي عن علي، وحبيب بن النعمان، وقال حديث حسن.
والصواعق: 189 باب 9 فصل 2 علي عن الترمذي.
(١٤٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، حديث مدينة العلم (2)، الطبراني (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب الفتاوي الحديثة لابن حجر الهيثمي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، إبن المغازلي (1)، حبيب بن النعمان (1)، سلمة بن كهيل (1)، دمشق (1)

صفحه 138

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٥
3 - " انا مدينة العلم " (1).
4 - " انا مدينة الجنة وأنت بابها " (2).
١ - فتح الملك العلي: ٢٢ عن ابن عباس، وصححه، و ٥٤ عن عباية، والأصبغ، وعاصم عن علي، و ٥٧ عن جابر، وصححه، وقال: صحيح الحديث ابن معين، والحاكم، وابن جرير، والسمرقندي والسيوطي: ص ٦٠.
ومقتل الحسين ١ / ٤٣ الفصل الرابع عن ابن عباس، وتاريخ الخلفاء ١٧٠ فصل في فضائل علي عن جابر، وعلي عن البزار، والطبراني، والترمذي الحاكم، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٠ فضائل علي (عليه السلام).
أسد الغابة: ٤ / ٢٢ ترجمة علي - علمه - عن ابن عباس، وذخائر العقبي: ٧٧ عن علي، والفصول المهمة: ٣٥ علوم الأمير، وكفاية الأثر: ١٨٤ عن أم سلمة، والارشاد: ١ / ٣٣، وارشاد القلوب: ٢ / ٣٧٦ عن ينابيع المودة: ١ / ٢١٧، و ٢٤٨، و ٢٧٨، و ٧٥، و ٨١، و ٨٢ إلي ١٥٣، و ٣٠٣، و ٣٣٨.
وكنوز الحقائق: ٤٠٧، ومناقب الخوارزمي: ٨٣ ح ٦٩ فصل ٧، و ٢٠٠ ح ٢٤٠ فصل ١٦ فصل ٣ منه عن ابن عباس، وعمار، والصواعق: ١٨٩ عن ابن عمر، وعلي باب ٩ فصل ٢ عن البزار، والطبراني في الأوسط عن جابر، وعن ابن عدي، والترمذي، والحاكم.، ومائة منقبة: ٦٦ منقبة ١٨ عن ابن عباس، المعجم الكبير: ١١ / ٥٥ ح ١١٠٦١ ترجمة ابن عباس ما روي عنه مجاهد مفردات الراغب: ٦٣.
وذخائر العقبي: عن علي ٧٧ بلفظ انا دار العلم.
شواهد التنزيل: ١ / ٤٣٢ ز ١٠٤ ح ١١٨، و ٤٥٩ عن ابن عباس، والحارث، وكنز العمال: ١٣ / ١٤٨ ح ٣٦٤٦٣ عن ابن عباس، وقال: قال ابن جرير الحديث له أصل، وليس موضوعا، وصححه الحاكم.
ومناقب علي للكلابي: ٤٢٧ ح ٢، ومناقب ابن المغازلي: ٨٠، و ٨٥ ح ١٢٠، و ١٢٦ عن جابر، وابن عباس، وجرير، وعن علي، والرضا عن ابائه (عليهم السلام).
وتذكرة الخواص: ٥٢ باب ٢ عن علي، ورجاله ثقاة، وكنز الفوائد: ٣٦٠، وأسمي المناقب: ٧٦، وقال صحيح علي شرط. عن ابن عباس ح ٢٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٦٤ إلي ٤٨ ح ٩٩١ وما بعده عن الصنابجي عن علي، وابن عباس، والأعمش، وجابر، والحرث، وعاسم بن خمرة عن علي.
ونزل الأبرار: ٧٥ - ٧٦ عن علي وابن عمر وابن عباس الباب الأول، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٤٨ ح ١٤٦٧٠ عن ابن عباس، وكشف الخفاء: ١ / ٢٠٣، وجواهر المطالب: ١ / ١٩٣ باب ٣٠ أخرجه الترمذي وصاحب المصابيح في الحسان، وفضائل الصحابة: ٢ / ٦٣٥ ح ١٠٨١ عن علي، ومنح المدح: ١٨٦ علي، وتلخيص المتشابه: ١ / ١٦٢ رقم ٢٥١ جابر.
والغدير: ٦ / 61 إلي 77، وقال صححه: ابن المعين، والخطيب، وابن جرير، والحاكم، والفيروز آبادي والسيوطي، وذكر الحفاظ الذين رووا الحديث فبلغوا 143 شخص، والرواة هم علي، والحسن وابن عباس، وجابر، وحذيفة، وابن مسعود، وانس، وابن عمر.
2 - مناقب ابن المغازلي: 86 ح 127 عن ابن عباس، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 457 ح 989 عن الأصبغ بن نباته عن علي.
(١٤٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، عبد الله بن عباس (13)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (2)، الطبراني (2)، إبن المغازلي (2)، الأصبغ بن نباتة (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)، الإخفاء (1)

صفحه 139

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٦
5 - " انا مدينة الفقه وعلي بابها " (1).
هذا إضافة لما تقدم في الكتاب الثاني مفصلا في كون علمه لدني من الله تعالي مباشرة، وكونه (عليه السلام) يعلم ما كان ويكون وما هو كائن، بل وعلمه للغيب فيما تقدم.
1 - تذكرة الخواص: 52 عن علي الباب الثاني.
(١٤٦)
مفاتيح البحث: كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)

صفحه 140

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٧
علي (عليه السلام) أعلم الصحابة * الامر الثاني:
علي اعلم الصحابة وهو ما ورد صريحا بكونه اعلم الأمة والناس وجاء علي ألفاظ مختلفة نجملها بما يلي:
ما أخرجه الديلمي وغيره عن سلمان عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: " اعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب " (1).
وفي الباب عن معاذ بن جبل وعمر وابن عباس (2).
وقال ابن مسعود: " اعلم هذه الأمة بعد نبينا (صلي الله عليه وآله) علي بن أبي طالب " (3).
وقال ابن عباس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب اعلم أمتي وأقضاهم فيما اختلفوا فيه من بعدي " (4).
وقال داود ابن المسيب: " ما كان أحد بعد الرسول اعلم من علي " (5).
وقال الحسن بن علي (عليه السلام) قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " علي اعلم الناس بالله والناس " (6).
وعن الأعمش: " علي أعلم الناس علما " (7).
وقال ابن عمر: " علي اعلم الناس بما انزل علي محمد " (8).
وقالت عائشة: " علي اعلم أصحاب محمد بما انزل علي محمد " (9).
١ - جامع الأحاديث للسيوطي: ١ / ٤٩١ ح ٣٤١٤ عن الديلمي، ومناقب الخوارزمي: ٨٢ ح ٦٧ فصل ٧، وينابيع المودة: ١ / ٢١٠ و ٢٧٨ و ٣٠٢، وكفاية الطالب: ٣٣٢ باب ٩٤، وكنز العمال: ١١ / ٦١٤ ح ٣٢٩٧٧ ط. بيروت و ٦ / ١٥٦ ط. دكن ١٣١٢، وكنوز الحقائق: ٣٩٠ ط. مصر و ١٨ ط. اسلامبول ١٢٨٥، ومقتل الحسين للخوارزمي: ٤٣ الفصل الرابع، وكشف الغمة: ١ / ١١٣، ومناقب الكوفي: ٤ / ٣٢٦.
٢ - فتح الملك العلي: ٧٠ عن الديلمي في مسند الفردوس.
٣ - ينابيع المودة: ١ / ٢٩٤ ٤ - قصص الأنبياء: ٤١٩، وكمال الدين: ١ / ٢٦٣، وينابيع المودة: ١ / ٢٧١.
٥ - الكني والأسماء للدولابي: ١ / ١٩٧ ط. حيدر آباد ١٣٢٢ من كنيته أبو سهل، وفتح الملك العلي: ٧٨.
٦ - كنز العمال: ١١ / ٦١٤ ح ٣٢٩٨٠.
٧ - مناقب ابن المغازلي: ١٥١ ح ١٨٨.
٨ - شواهد التنزيل: ١ / ٣٩ ح ٢٩.
٩ - شواهد التنزيل: ١ / 47 ح 40.
(١٤٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (2)، علي بن أبي طالب (3)، معاذ بن جبل (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب ينابيع المودة (3)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 141

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٨
وقال الشعبي: " ما كان أحد من هذه الأمة اعلم بما بين اللوحين وبما انزل علي محمد من علي " (1).
وقال عمر: سمعت النبي يقول: " أعلمكم علي بن أبي طالب " (2).
وقال سعد لمن شتم عليا: " ألم يكن اعلم الناس " (3).
وعن المقداد بن عمرو: " وا عجبا لقريش ودفعهم هذا الامر علي اهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله (صلي الله عليه وآله) اعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم غناء في الاسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي " هذا لفظ اليعقوبي (4).
وذكرها الطبري بلفظ: " اني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا ما أقول ان أحدا اعلم ولا أقضي منه بالعدل " (5).
وذكرها ابن الأثير وابن عبد ربه وغيرها بألفاظ متقاربة (6).
وقال عبد الملك بن أبي سلمان: قلت لعطاء أكان في أصحاب محمد (صلي الله عليه وسلم) اعلم من علي (عليه السلام)؟
قال: لا والله ولا [ما] اعلم (7).
وقال سلمان: قال رسول الله لي: " تعلم من وصي موسي؟
قلت: نعم يوشع بن نون.
قال: لم؟
قلت: لأنه كان أعلمهم.
١ - شواهد التنزيل: ١ / ٤٨ ح ٤٢.
٢ - خصائص الرضي: ٥٩.
٣ - المستدرك: ٣ / ٥٠٠ ذكر مناقب سعد بن أبي، وقاص.
٤ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٦٣ أيام عثمان، والعقد الفريد: ٤ / ٢٦٤ كتاب الخلفاء خلافة عثمان.
٥ - تاريخ الطبري: ٣ / ٢٩٧ حوادث سنة ٢٣ قصة الشوري.
٦ - شرح النهج: ١ / ١٩٤ خ ٣، والكامل في التاريخ: / ٢٢٣ حوادث سنة ٢٣ قصة الشوري، والعقد الفريد: ٤ / ٢٦٤.
٧ - أسد الغابة: ٦ / ٢٢، وذخائر العقبي: ٧٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٦٨ ح ١٠٩٨، والشواهد التنزيل: ١ / ٤٩ ح ٤٤، وجواهر المطالب: ١ / ١٩٤ باب ٣٠، وشرح الاخبار: ١ / ٩١ ح ٧، الرياض النضرة: ٢ / ١٩٤، وفتح الملك العلي: ٧٨ عن الاستيعاب: ٣ / 110 ط. حيدرآباد.
(١٤٨)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يوشع بن نون عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن الأثير (1)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

صفحه 142

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٤٩
قال: فان وصي وموضع سري وخير من اترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب " (1).
وقال يزيد الثقفي: لا جرم كان علي أقضاهم وأعلمهم وأفضلهم (2).
وقال معاوية لمن سأله عن دعوي أبنا علي عن علمه: كل القوم كان يعلم وكان أبوهم من أعلمهم (3).
وعن أبي طفيل: سمعت علي بن أبي طالب يقول: " لا تجدون أحدا بعدي هو أعلم بما تسألونه مني، ولا تجدون أحدا اعلم بما بين اللوحين مني فسلوني " (4).
وقال الحسن (عليه السلام): " لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون " (5).
وعن المنصور عن ابائه في خبر طويل جاء فيه: قال رسول الله لفاطمة: " فعلي مني وانا من علي فعلي اشجع الناس قلبا واعلم الناس علما " (6).
وعنه في خبر آخر: " وان عليا أوفر الناس علما " (7).
وعن ابن عباس وأبي هريرة وانس بن مالك وبريدة وبي أيوب جميعا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه قال لفاطمة: " اما ترضين اني زوجتك أول المسلمين اسلاما وأعلمهم علما " (8).
وعن عائشة: " زوجتك اعلم المؤمنين علما " (9).
وعن أبي سعيد: " اما علمت انك بكرامة الله تعالي إياك زوجك أغزرهم علما " (10).
١ - المعجم الكبير: ٦ / ٢٢١ ترجمة لسمان ما روي أبو سعيد عنه ح ٦٠٦٣.
٢ - تاريخ دمشق: ٦٣ / ٨٠ ترجمة يزيد الثقفي كاتب الحجاج.
٣ - العقد الفريد: ٤ / ٢٦٦ كتاب الخفاء - خلافة عمر - ذيل الشوري.
٤ - ٥ - المعجم الكبير: ٣ / ٨٠ ح ٢٧٢٤ ترجمة الحسن ما روي هبيرة عنه، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٤٠١، و ٣٠٨ ح ١٤٩٥ - ١٥٠٠، وصفة الصفوة: ١ / ١٢١، والفتوح: ١ / ٥١٠ ذكر، وصيته.
٦ - مناقب الخوارزمي: ٢٩٠ ح ٢٧٩ فصل ١٩.
٧ - ارشاد القلوب: ٢ / ٤٣٠ - ٤٣١.
٨ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤١٦ ترجمة فاطمة ما روي انس عنها، وكنز العمال: ١٣ / 135 ح 36423 و 11 / 605 ح 32925 فضائل علي.
9 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 265 ح 308، وفتح الملك العلي: 67.
10 - الفصول المهمة: 286 ط. بيروت.
(١٤٩)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، أبو هريرة العجلي (1)، علي بن أبي طالب (1)، أنس بن مالك (1)، الزوج، الزواج (2)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (3)، الإخفاء (1)

صفحه 143

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٠
وعن أبي أيوب وابن عباس وكعب الأحبار وأبي سعيد ان الرسول قال لفاطمة (عليها السلام): " زوجك أعلمهم علما " (1).
وقال عبد الله بن حجل مخاطبا إياه: " أنت أعلمنا بربنا وأقربنا بنبينا وخيرنا في ديننا " (2).
وقال ابن عبد البر: " علي أعلم الأصحاب " (3).
وتواتر خبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) لفاطمة بلفظ: " اما تعلمين أن زوجك … وأكثرهم علما ".
روي عن كل من سلمان (4) وأبي أيوب (5) ومعقل بن يسار (6) والحارث عن علي (7) وأبي إسحاق (8) وإسحاق والأزرق وجعفر بن سليمان وأبي حمزة جميعا عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) (9) وبريدة (10) وأم سلمة (11) وجابر (12) وعبد الله بن مسعود (13) وانس (14) وأسماء (15).
١ - كنز العمال: ٦ / ١٥٣ ط. دكن، وينابيع المودة: ٢ / ٣٩٥ باب، والبيان للكنجي: ١١٧، والطرائف: ٧ / ١٣٤ ح ٢١٢.
٢ الإمامة والسياسة: ١ / ١٠٦ ط. مصر ١٣٧٨، و ١٤١ ط. إيران - حرب صفين.
٣ - الاستيعاب: ٣ / ٤٠ ترجمته.
٤ - مناقب الخوارزمي: ١١٢ ح ١٢٢ فصل ٩، وكمال الدين: ١ / ٢٦٣ نص النبي علي القائم ح ١٠.
٥ - كشف اليقين: ٢٨٥ ح ٣٣٠، وكشف الغمة: ١ / ١٥٣.
٦ - مسند أحمد: ٥ / ٢٦ ط. م، و / ط. ب، وشرح النهج: ١٣ / ٢٢٧ خطبة ٢٣٨، وذخائر العقبي: ٧٨، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣١، والمعجم الكبير: ٢٠ / ٢٣٠ ترجمة معق ما روي نافع عنه، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٥٤ ح ٢٩٨.
٧ - أسد الغابة: ٥ / ٣١، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٨، والذرية الطاهرة: ٩١ ح ٨٣، وكنز العمال: ٦ / ٣٩٢ ط. دكن.
٨ - كنز العمال: ٦ / ١٥٣ ط. دكن، و ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٧ فضائل علي ط. ب، والمعجم: ١ / ٩٤ ح ١٥٦ ترجمته.
٩ - شرح النهج: ١٣ / ٢٢٧ خطبة ٢٣٨، وكفاية الطالب: ٣٠٣ باب ٨١، وارشاد القلوب: ٢ / ٤١٩.
١٠ - مناقب الخوارزمي: ١٠٦ ح ١١١ فصل ٩، وكشف الغمة: ١ / ١٦٠.
١١ - مناقب الخوارزمي: ٣٥٣ ح ٣٦٤ فصل ٢٠.
١٢ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة ٢٥، وكنز الفوائد: ١٢١.
١٣ - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٥٦ ح ١٠٠٢ و ١٠٠٣.
١٤ - شواهد التنزيل: ١ / 108 ح 122، وترجمة الأمير: 3 / 307.
15 - فتح الملك العلي: 67.
(١٥٠)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن مسعود (1)، عبد الله بن حجل (1)، جعفر بن سليمان (1)، كعب الأحبار (1)، معقل بن يسار (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، دولة ايران (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (4)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الخوارزمي (3)، دمشق (1)، الحرب (1)

صفحه 144

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥١
هذا إضافة إلي الروايات التي تشبه علم علي بعلم الأنبياء (1).
وإضافة إلي ما يأتي مفصلا من كون جميع أهل البيت اعلم الناس صغارا (2) وما يأتي أيضا في حديث الثقلين من كونهم عدل القرآن وأعلم الأمة " (3).
١ - مناقب الخوارزمي: ٨٣ ح ٧٠ فصل ٧، و ٣١١ ح ٣٠٩ فصل ١٩، وسوف يأتي.
٢ - كنز العمال: ١٤ / ٥٩٢ ح ٣٩٦٧٩، و ١٣ / ١٣٠ ح ٣٦٤١٣، ومناقب الكوفي: ٢ / ١٠٧، وينابيع المودة: ١ / ٢٢ - ٢٥، ومنتخب الكنز: ٦ / ٣٤، و ٥ / ٥٠.
٣ - المعجم الكبير: ٣ / 66 ح 2681 ترجمة الحسن - بقية الاخبار اخباره، و 5 / 167 ح 4971 ترجمة زيد بن أرقم ما روي عنه أبو الطفيل، ومناقب الكوفي: 2 / 376 ح 849.
(١٥١)
مفاتيح البحث: حديث الثقلين (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، أبو الطفيل (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 145

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٢
علي (عليه السلام) أعدل الصحابة * الأصل الثاني:
علي أعدل الصحابة قال أبو بكر: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في الغار: يا " ابا بكر كفي وكف علي في العدل سواء " (1).
ونحوه عن أبي هريرة ولكنه بلفظ: " اما علمت ان يدي ويد علي في العدل سواء " (2).
ومن المعلوم ان رسول الله أعدل الناس (3).
وقال المقداد: " لا أعلم ان رجلا أقضي بالعدل ولا أعلم منه " (4).
وفي لفظ آخر عنه: " لا يوجد اعلم واعدل واعرف بالحق من علي " (5).
وعن جابر: " (علي) - أعدلكم في الرعية وأقسمهم بالسوية " (6).
وعن معاذ بلفظ: " أنت أقسمهم في السوية وأعدلهم في الرعية " (7).
وعن الهلالي ان رسول الله قال لفاطمة (عليها السلام): " زوجتك زوجا … أعدلهم بالسوية " (8).
وعن أبي سعيد وابن عباس وعمر وأبي ذر جميعا عن النبي (صلي الله عليه وآله): " أقسمهم بالسوية " (9).
١ - كنز العمال: ١١ / ٦٠٤ ح ٣٢٩٢١ فضائله، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٣٩ ح ٩٥٣، ومناقب ابن المغازلي: ١٢٩ ح ١٧٠.
٢ - كفاية الطالب: ٢٥٦ باب ٦٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٣٨ ح ٩٥٢.
٣ - احياء علوم الدين: ٢ / ٣٥٩ كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة - بيان محاسن أخلاق النبي.
٤ - الكامل في التاريخ: ٢ / ٢٢٣ حوادث سنة ٢٣ ذكر الشوري، وشرح النهج: ١ / ١٩٤ الخطبة ٣ وتاريخ الطبري: ٣ / ٢٩٧ حوادث سنة ٢٣ قصة الشوري.
٥ - العقد الفريد: ٤ / ٢٦٤ كتاب الخلفاء - خلافة عمر - امر الشوري.
٦ - كفاية الطالب: ٢٤٥ باب ٦٢، ومناقب الخوارزمي: ١١١ ح ١٢٠٠ فصل ٩.
٧ - ذخائر العقبي: ٨٣ ذكر أنه أقضي الأمة، ومناقب الخوارزمي: ١١٠ ح ١١٨، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٤، وينابيع المودة: ١ / ٢٤٨، و ٣٧٩.
٨ - مجمع الزوائد: ٩ / ١٦٥ ط. مصر.
٩ - حلية الأولياء: ١ / ٦٦ ط.، وكنز العمال: ٦ / 393 ط.، ومنتخب الكنز: 5 / 45، وارشاد القلوب: 2 / 263 احتجاجه يوم الشوري.
(١٥٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، أبو هريرة العجلي (1)، الزوج، الزواج (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (2)

صفحه 146

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٣
وعن علي (عليه السلام): " أحاج الناس يوم القيامة بتسع - إلي أن قال: والعدل في الرعية والقسم بالسوية " (1).
وعن ابن عباس: " رحم الله ابا الحسن كان والله علم الهدي … واسمح من عدل وسوي " (2).
١ - منتخب الكنز: ٥ / ٥٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٤٢ ح ٩٥٨.
٢ - المعجم الكبير: ١٠ / 240 ح 10589 مناقب عبد الله بن عباس، واخباره.
(١٥٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، يوم القيامة (1)، دمشق (1)

صفحه 147

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٤
علي (عليه السلام) أشجع الصحابة * الأصل الثالث:
علي اشجع الصحابة فعن ابن عباس قال رسول الله لفاطمة (عليها السلام): " ان الله اطلع علي اهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه رسولا نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار من الخلائق عليا، فزوجك إياه واتخذه وصيا، فهو أشجع الناس قلبا " (1).
ونحوه عن الأعمش (2).
وأخرج الحارث عن شداد بن الأوس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي ألب أمتي وأشجعها " (3).
وعن الشعبي: " كان علي أشجع الناس تقر العرب بذلك " (4).
وعن سلمان الفارسي قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لفاطمة: " اما تعلمين يا بنية ان من كرامة الله إياك ان زوجك خير أمتي … وأشجعهم قلبا " (5).
وعن أبي الطفيل: " ذاك امام الأمة وقائدها وأشجعها قلبا " (6).
وعن المنصور عن آبائه عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: " فعلي اشجع الناس قلبا " (7).
وعن جابر: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب اقدم أمتي سلما وأشجعهم قلبا وهو الامام والخليفة بعدي " (8).
وقال عتبة بن أبي سفيان: " ان كان الأشتر شجاعا لكن عليا لا نظير له في شجاعته
١ - ينابيع المودة: ٢ / ٣٩٥ الباب ٦٠.
٢ - مناقب الكوفي: ٢ / ٥٩٥ ح ١١٠٠.
٣ - المطالب العالية: ٤ / ٨٥ ح ٤٠٣٠، وكنز العمال: ١١ / ٧٥٣ ح ٣٣٦٧٠.
٤ - الاستيعاب: ٣ / ٣٦٣.
٥ - كتاب سليم بن قيس: ٧٠ و ٩٣.
٦ - مناقب الخوارزمي: ٣٣٣ ح ٣٥٥ فصل ١٩.
٧ - مناقب الخوارزمي: ٢٩٠ ح ٢٧٩ فصل ١٩.
٨ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة ٢٥ -، وكنز الفوائد: ١٢١، ومناقب ابن المغازلي: 151 ح 188.
(١٥٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، إبن المغازلي (1)، سليم بن قيس (1)، الخوارزمي (2)

صفحه 148

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٥
وصولته وقوته " (1).
وعن ابن مسعود قال رسول الله: " علي أشدكم في الله [لله] غضبا وأشدكم نكاية في العدو " (2).
وقال معاوية لعمرو: " وانك لتعلم انه لم يبارزه رجل قط إلا قتله أو أسره " (3).
وقال له أيضا: " أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم انه الشجاع المطرق أراك طمعت في امارة الشام بعدي! … وجملة الامر ان كل شجاع في الدنيا اليه ينتهي " (4).
وقال للتميمي: وأني اتاه الجبن وما برز له رجل قط إلا صرعه (5).
هذا مضافا إلي الرواية التي تشبه قوة أمير المؤمنين وبطشه بالأنبياء (عليهم السلام) (6) تقدم بعضها مع المصادر في ذيل علي أفضل الصحابة.
وقال العلام الحلي: وقد اجمع الناس كافة علي أن عليا كان أشجع الناس بعد النبي (صلي الله عليه وآله) (7).
وقال الديلمي: لا خلاف بين المسلمين وغيرهم ان عليا كان أشجع الناس بعد رسول الله (8).
وقال الفضل روزبهان: شجاعة أمير المؤمنين امر لا ينكره إلا من أنكر وجود الرمح والسماك في السماء، مقدام إذ الابطال تحجم لباث إذا الملاحم تهجم، وهما مما يسلمه الجمهور (9).
وقال أبو الفرج الأصبهاني: وان ذكرتم النجدة والبسالة والشجاعة، فمن مثل علي ابن
١ - مناقب الخوارزمي: ٢٣٥ فصل ١٦ قتال اهل الشام.
٢ - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٥٦ ح ١٠٠٢، و ١٠٠٣.
٣ - مروج الذهب: ٢ / ٣٨٦ ذكر أيام صفين.
٤ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ٢٠ - ٢١ القول في نسب أمير المؤمنين.
٥ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٧٦ ح ١١٠٩.
٦ - راجع مناقب الخوارزمي: ٨٣ ح ٧٠، و ٣١١ ح ٣٠٩ فصل ١٩، وشواهد التنزيل: ١ / 103، و 100، و 137 ح 147، و 117، و 116، ومناقب ابن المغازلي: 212 ح 256.
7 - نهج الحق: 244.
8 - ارشاد القلوب: 2 / 215.
9 - نهج الحق الحاشية.
(١٥٥)
مفاتيح البحث: الأنبياء (ع) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، الشام (2)، القتل (2)، الجبن (1)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، إبن المغازلي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (1)

صفحه 149

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٦
أبي طالب (عليه السلام) وقد وقع اتفاق أوليائه وأعدائه علي أنه أشجع البشر (1).
وقال ابن قتيبة في المعارف: ما صارع أحد قط إلا صرعه، شديد الوثب قوي الضرب (2).
وقال أبو جعفر الإسكافي في معرض الرد علي الجاحظ: أتراه لم يسمع قوله الله تعالي:
* (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * (3)!.
والمحبة من الله هي إرادة الثواب فكل من كان أشد ثبوتا في هذا الصف وأعظم قتالا كان أحب إلي الله، ومعني الأفضل هو الأكثر ثوابا، فعلي (عليه السلام) إذا هو أحب المسلمين إلي الله لأنه أثبتهم قدما في الصف المرصوص لم يفرط باجماع الأمة، ولا بارزه قرن إلا قتله (4).
وقال ابن أبي الحديد: واما الشجاعة فإنه أنسي الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، وهو الشجاع الذي ما فر قط، وفي الحديث: " كانت ضرباته وترا ".
وقال في موضع آخر: واما الجهاد في سبيل الله، فمعلوم عند صديقه وعدوه انه سيد المجاهدين (5).
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٥ / ٢٧٤ كتاب ٢٨ ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية.
٢ - المعارف: ٢١٠.
٣ - النساء: ٩٥.
4 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 281 خطبة 238 اسلام أبي بكر.
5 - شرح النهج: 1 / 24.
(١٥٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، سبيل الله (1)، القتل (1)، الأكل (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (2)، بنو أمية (1)

صفحه 150

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٧
علي (عليه السلام) أقضي الصحابة * الأصل الرابع:
علي أقضي الصحابة والأمة فعن جابر وانس وأبي سعيد جميعا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أقضي أمتي علي ابن أبي طالب " (1).
وعن انس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أقضاكم علي " (2).
وعن ابن عباس: " علي أقضي أمتي بكتاب الله " (3).
وعن قتادة: " أعلمهم بالقضاء علي " (4).
وعن أبي امامة: " اعلم أمتي بالسنة والقضاء علي بن أبي طالب " (5).
وعن عبد الله بن أبي عقب: " انه أقضي هذه الأمة وابصر بحلالها وحرامها " (6).
وقال المقداد: " لا أعلم ان رجلا أقضي بالعدل ولا أعلم منه " (7).
وعن أبي محجن: " ان أعلمها بفصل القضاء علي " (8).
وقال عمر بن الخطاب: " أعلمنا بالقضاء وأقرؤنا علي بن أبي طالب " (9).
وعن ابن عمر وأبي سعيد وإبراهيم بن طلحة والشعبي وانس وقتادة وابن عباس جميعا
١ - التبيين في أنساب القرشيين: ١٠١، وكنز العمال: ١١ / ٦٤١ ح ٣٣١٢١، والمعجم الكبير: ١ / ٢٠١ باب من اسمه علي، وفتح الملك العلي: ٧٠، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٩ ح ٢٨، وذخائر العقبي: ٨٣، وفتح الباري: ٩ / ٢٣٣ ط.، ومناقب الخوارزمي: ٨١ فصل ٧ ح ٦٦، وكشف الغمة: ١ / ١١٣.
٢ - الفصول المهمة: ٣٣ علوم أمير المؤمنين، وكفاية الطالب: ٢٢٦ باب ٥٩، وشرح النهج: ١١ / ١٨ الخطبة كلام ١٩٨، ونور الابصار: ١٦ مناقبه، والصواعق المحرقة: ١٨٩، والايضاح: ١٢٤، وارشاد القلوب: ٢ / ٢١٢.
٣ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٩٧ ح ٦٠.
٤ - سنن سعيد بن منصور: ١ / ٢٨ ح ٤، وكنز العمال: ١٣ / ٢٥٤ ح ٣٦٧٥٣.
٥ - كفاية الطالب: ٣٣٢ باب ٩٤.
٦ - الفتوح: ١ / ٤٩٣ مسير عبد الله بن أبي عقب للخوارج.
٧ - الكامل في التاريخ: ٢ / ٢٢٣ حوادث سنة ٢٣ قصة الشوري، وتاريخ الطبري: ٣ / ٢٩٧ كذلك.
٨ - كنز العمال: ١١ / ٧٥٦ ح ٣٣٦٨١.
٩ - شواهد التنزيل: ١ / 35 ح 21.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، علي بن أبي طالب (2)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب فتح الباري (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، سعيد بن منصور (1)، الخوارزمي (1)، الخوارج (1)، دمشق (2)

صفحه 151

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٨
عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " وأقضاهم علي " (1).
وأخرج السلفي وغيره عن أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء عن عمر: " علي أقضانا " (2).
وعن أبي سعيد وأبي ذر معا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي: " أنت … أعلمهم بالقضية " (3).
وبلفظ معاذ: " أبصرهم بالقضية " (4).
وعن أبي إسحاق وعلقمة وابن مسعود قال: [كنا نتحدث ان] أقضي اهل المدينة علي بن أبي طالب ".
وفي لفظ: " علي اعلم اهل المدينة بالقضاء " (5) -.
وعن ابن مسعود: " أقضي اهل المدينة علي " (6).
علي (عليه السلام) أعبد وأزهد الصحابة * الأصل الخامس:
علي أعبد وأزهد الصحابة
١ - المستدرك: ٣ / ٥٣٥ ذكر عبد الله بن عباس، وتاريخ دمشق: ٦٣ / ٨٠ ترجمة يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج، وكنز العمال: ١١ / ٦٣٥، و ٦٤٢ ح ٣٣١٢٢، و ٣٣٠٩٢ فضائل الخلفاء مجتمعة، والجامع الصغير: ١ / ٥٩، والاستيعاب: ١ / ٨ ط. مصر، والارشاد: ١ / ٣٣ فصل في فضله في العلم، ومناقب الخوارزمي: ٨٤ ح ٧٢ فصل ٧.
٢ - تاريخ الخلفاء للسيوطي: ١٧٠ وينابيع المودة: ١ / ٣٤٣ فصل ٣ ثناء الصحابة عليه، والصواعق: ١٩٥، وكنوز الحقائق: ٤٤٣، وكفاية الطالب: ٢٥٩ باب ٦٢، ومناقب الخوارزمي: ٩٢ ح ٨٢ فصل ٧، والطبقات الكبري: ٢ / ٢٥٨ ذكر من نفي بالمدينة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٣٦ - ٣٨ ح ١٠٦٣، وتاريخ الخلفاء للذهبي: ٦٣٨ - عهد الخلفاء، وأسمي المناقب: ٨٠ ح ٢٧، والمستدرك: ٣ / ٣٠٥ مناقب بن أبي كعب، وفتح الملك العلي: ٧٠ من البخاري، وجواهر المطالب: ١ / ٢٠٣ باب ٣٢.
٣ - كنز العمال: ١١ / ٦١٧ ح ٣٢١٩٥ فضائله، والحلية: ١ / ٦٦ ط.، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٦٣ احتجاجه يوم الشوري.
٤ - كنز العمال: ١١ / ٦١٧، ومناقب الخوارزمي: ١١٠ فصل ٩ ح ١١٨، وذخائر العقبي: ٨٣.
٥ - تاريخ الخلفاء للسيوطي: ١٧١ فصل في الأحاديث في فضله، ونور الابصار: ١٦٤ مناقبه، وينابيع المودة: ١ / ٣٤٣، والمستدرك: ٣ / ١٣٥ مناقبه، وأسد الغابة: ٤ / ٢٢، والطبقات الكبري: ٢ / ٢٥٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٤٤ ح ١٠٧٢، وتاريخ الاسلام ٣ / ٦٣٨ - عهده، وأسمي المناقب:
٨١ ح 28، وفتح الملك العلي: 72، ومناقب الخوارزمي: 92، و 87 فصل 7.
6 - نزل الأبرار للبدخشاني: 50 الباب الأول.
(١٥٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، أبو هريرة العجلي (1)، سعيد بن جبير (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (4)، دمشق (3)

صفحه 152

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٩
فعن سلمان: قال رسول الله لفاطمة (عليهما السلام): " اما تعلمين يا بنية ان من كرامة الله إياك ان زوجك خير أمتي … وأزهدهم في الدنيا " (1).
وعن عمار قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا علي ان الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلي الله منها الزهد في الدنيا " (2).
وعن سعد بن أبي وقاص في الرد علي من شتم أمير المؤمنين (عليه السلام): " الم يكن أزهد الناس؟ " (3).
وقال علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): " من يقوي علي عبادة علي (عليه السلام) وأني لي بعبادة علي " (4).
وقال قبيصة بن جابر: " ما رأيت في الدنيا ازهد من علي بن أبي طالب " (5).
وعن ابن عيينة: " أزهدهم علي " (6).
وقال عمر بن عبد العزيز: " ما علمنا ان أحد كان في هذه الأمة بعد النبي ازهد من علي بن أبي طالب " (7).
قال ابن أبي الحديد: اما العبادة فكان اعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوما (8).
وقال: اما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد " (9).
١ - كتاب سليم: ٧٠ و ٩٣.
٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٢٥٢ ح ١٢٦٩، والكامل في التاريخ: ٢ / ٤٣٤ حوادث سنة ٤٠ ذكر سيرته، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٤٥ عهد الخلفاء - علي، وكفاية الطالب: ١٩٢ باب ٤٦، ونهج الحق:
٢٤٥، وكشف اليقين: ١٠٥ ح ٩٨.
٣ - مستدرك الصحيحين: ٣ / ٤٩٩ ذكر مناقب أبي إسحاق سعد بن، وقاص.
٤ - كشف اليقين: ١٤١، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٢٥.
٥ - نهج الحق: ٢٤٥، وكشف اليقين: ١٠٧ ح ١٠١، ومناقب الخوارزمي: ١٢٢ ح ١٣٦ فصل ١٠.
٦ - احياء علوم الدين: ٤ / ٢٣٨، ومقتل علي لابن أبي الدنيا: ١٠٨ ح ٩٨ - ٩٩، ومناقب الكوفي: ١ / ٢٩١.
٧ - تذكرة الخواص: ١٠٥ الباب الخامس، ونهج الحق: ٢٤٥، وكشف اليقين: ١٠٦ ح ١٠٠، والمناقب للخوارزمي: 117 ح 128 فصل 10.
8 - شرح النهج: 1 / 27، و 26 القول في نسب الأمير، وينابيع المودة: 1 / 177.
9 - شرح النهج: 1 / 27، و 26 القول في نسب الأمير، وينابيع المودة: 1 / 177.
(١٥٩)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، علي بن أبي طالب (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، قبيصة بن جابر (1)، الزهد (2)، الصّلاة (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (1)

صفحه 153

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٠
وقال العلامة الحلي: ومن المعلوم عند كل أحد ان عليا (عليه السلام) كان اعبد أهل زمانه (1).
وقال: لا خلاف انه (عليه السلام) كان اعبد الناس ومنه تعلم الناس صلاة الليل (2).
وقال: لا خلاف في أنه أزهد أهل زمانه (3).
وفيه نزلت: * (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوهم من اثر السجود) * (4).
هذا إضافة لما روي من كون زهده كزهد الأنبياء كما تقدم (5).
١ - كشف اليقين: ١٤١.
٢ - نهج الحق: ٢٤٧.
٣ - نهج الحق: ٢٤٤.
٤ - كشف اليقين: ١٤٢، وشواهد التنزيل: ٢ / 182 ح 888.
5 - مناقب الخوارزمي: 83 ح 70 فصل 7، و 311 ح 309 فصل 19، ومناقب ابن المغازلي: 212 ح 256 عن أنس.
(١٦٠)
مفاتيح البحث: صلاة الليل (1)، العلامة الحلي (1)، السجود (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (2)، إبن المغازلي (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 154

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦١
علي (عليه السلام) أوفر ايمانا من الصحابة * الأصل السادس:
علي أوفرهم ايمانا فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي أقدمكم اسلاما وأوفركم ايمانا " (1).
وعن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا أبا الحسن لو وضع ايمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك ليوم واحد في الكفة الأخري لرجح عملك علي جميع ما عمل الخلائق " (2).
وعن عبد الله بن ضبيعة البعدي عن أبيه عن جده عن عمر قال: هذا علي بن أبي طالب اشهد علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) لسمعته وهو يقول: " ان السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعنا في كفة ثم وضع ايمان علي في كفة لرجح ايمان علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (3).
وعن ابن عمر: " لو أن السماوات والأرض موضوعتان في كفة وايمان علي في كفة لرجح ايمان علي " (4).
وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم الخندق: " برز الايمان كله علي الشرك كله " (5).
وفي رواية أخري: " لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلي يوم القيامة " (6).
وعن جابر قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي اقدم أمتي سلما وأصحهم دينا وأكثرهم يقينا " (7).
١ - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٥٦ ح ١٠٠٢ و ١٠٠٣.
٢ - مائة منقبة: ١٠٦ المنقبة ٤٧ -، وشواهد التنزيل: ٢ / ١٢ ح ٦٣٤ عن حذيفة مع تفاوت.
٣ - كفاية الطالب: ٢٥٨ باب ٦٢ -، والرياض النضرة: ٢ / ٢٢٦ ط. مصر الأولي -، ومناقب الخوارزمي:
١٣١ ح ١٤٥ فصل ١٢.
٤ - كنز العمال: ٦ / ١٥٦ ط. دكن ١٣١٢ -، و ١١ / ٦١٧ ح ٣٢٩٩٣ ط. بيروت كتاب الفضائل فضائل علي.
٥ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٦١، و ٢٨٥ خطبة ٢٣٨ القول في اسلام أبو بكر، وعلي.
٦ - مناقب الخوارزمي: ١٠٧ ح ١١٢ فصل ٩، وكنز العمال: ١١ / ٦٢٣ ح ٣٣٠٣٥ كتاب الفضائل فضائل علي.
٧ - كنز الفوائد: ١٢١.
(١٦١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، يوم القيامة (1)، علي بن أبي طالب (2)، عبد الله بن مسعود (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (2)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، مدينة بيروت (1)، الخوارزمي (2)

صفحه 155

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٢
وعن الأعمش: " علي أحسن الناس خلقا " (1).
واحتج الأمير ثاني يوم السقيفة بقوله: " وأنا أذربكم لسانا وأثبتكم جنانا " (2).
وأخرج أبو نعيم: " لا تسبوا عليا فإنه كان فانيا في ذات الله، لا تشكوا في عليا فإنه الأخشن في دين الله " (3).
وفي رواية: " علي أطهرهم قلبا " (4).
١ - مناقب ابن المغازلي: ١٥١ ح ١٨٨.
٢ - الاحتجاج: ١ / 74 ذكر طرف مما جري بعد، وفاة النبي.
3 - ينابيع المودة: 1 / 181 ط. اسلامبول، و 215 ط. النجف.
4 - مناقب الكوفي: 1 / 418.
(١٦٢)
مفاتيح البحث: الحافظ أبو نعيم (1)، السقيفة (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، الوفاة (1)

صفحه 156

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٣
علي (عليه السلام) أسيس الصحابة * الأصل الثامن:
علي أسيس وعبقري الصحابة روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا عبد الرحمن ان الله أنزل علي كتابا مبينا وأمرني ان أبين للناس ما نزل إليهم ما خلا علي بن أبي طالب، فإنه يستغني عن البيان ان الله تعالي جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي " (1).
وقال (عليه السلام) عن نفسه في أيام التحكيم: " وقد زعمت قريش ان ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحروب، تربت أيديهم! وهل فيهم أشد مراسا لها مني؟
لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين وها انا قد أربيت علي نيف وستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع " (2).
وقال (عليه السلام) عندما أكره علي بيعة أبي بكر: " وانا … أعرفكم بالكتاب والسنة وأفقهكم في الدين وأعلمكم بعواقب الأمور … " (3).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي: " يا علي أنت عبقريهم " (4).
وأخرج البغدادي: " يا علي أنك عبقريهم " (5) وأخرج الحارث عن شداد بن الأوس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي ألب أمتي وأشجعها " (6).
وعن المقداد: " لا يوجد اعرف بالحق من علي " (7).
وفي رواية: " علي أبها الصحابة " (8).
١ - مائة منقبة: ١٢٧ المنقبة ٦٧.
٢ - مروج الذهب: ٢ / ٤٠٣ ذيل ذكر الحكمين.
٣ - الاحتجاج: ١ / ٧٣ - ٧٤ ذكر طرف مما جري بعد، وفاة الرسول.
٤ - كنز العمال: ١١ / ٦٢٧ ح ٣٣٠٥٨ فضائل علي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٢٩ ح ١٨٤.
٥ - تاريخ بغداد: ٨ / ٤٣٦.
٦ - المطالب العالية: ٤ / ٨٥ ح ٤٠٣٠، وكنز العمال: ١١ / ٧٥٣ ح ٣٣٦٧٠.
٧ - القعد الفريد: ٤ / ٢٦٤ كتاب الخلفاء خلافة عمر - امر الشوري -.
٨ - كشف الخفاء: ١ / 32.
(١٦٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (2)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، دمشق (1)، الإخفاء (1)، الوفاة (1)

صفحه 157

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٤
* قال ابن أبي الحديد: وأما الرأي والتدبير فكان من أسد الناس رأيا وأصحهم تدبيرا (1).
وقال: وأما السياسة فإنه كان شديد السياسة خشنا في ذات الله (2).
وقال في موضع ثالث: واعلم أن قوما ممن لم يعرف حقيقة فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) زعموا ان عمر كان أسوس منه، وان كان هو أعلم من عمر - ثم اخذ بطرح الأدلة في بحث مفصل فليراجع (3).
1 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 28، وينابيع المودة: 1 / 177.
2 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 28.
3 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 10 / 212 كلام 139 سياسة علي.
(١٦٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (3)، كتاب ينابيع المودة (1)

صفحه 158

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٥
علي (عليه السلام) أفقه الصحابة * الأصل التاسع:
علي أفقه وأفرض الصحابة قال عطاء: " علي أفقه الصحابة " (1).
وقال المقداد: " وا عجبا لقريش ودفعهم هذا الامر علي اهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله اعلم الناس وأفقههم في دين الله " (2).
وقال هاشم بن عتبة: " [علي] أفقه خلق الله في دين الله " (3).
وروي عن رسول الله قوله: انا مدينة الفقه وعلي بابها " (4).
وعن عائشة من طرق متعددة عندما قيل إن عليا افتي بصوم عاشوراء: " اما انه اعلم [من بقي] الناس بالسنة ". أخرجه أبو عمر (5).
وعن أبي امامة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " اعلم أمتي بالسنة والقضاء بعدي علي ابن أبي طالب " (6).
واستشهد أمير المؤمنين عليهم بقوله: " هل فيكم أحد اعلم بناسخ القرآن ومنسوخه والسنة مني؟ ".
فقالوا: لا (7).
وعن عبد الله بن عقب: " انه أبصر بحلالها وحرامها " (8).
١ - مقتل علي لابن أبي الدنيا: ١٠٧.
٢ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٦٣ أيام عثمان.
٣ - الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٤ حوادث سنة ٢٧، والفتوح: ١ / ٣٤٩، وقعة صفين.
٤ - تذكرة الخواص: ٥٢ الباب الثاني.
٥ - الاستيعاب: ٣ / ٤٠ ترجمته، وذخائر العقبي: ٧٨، وينابيع المودة: 1 / 343 و 248، وفتح الملك العلي: 73، تاريخ الخلفاء: 171، والصواعق: 196، وأنساب الاشراف: 2 / 124 ح 86 ترجمته و 1 / 320 ح 86، وتاريخ الاسلام: 3 / 638 ذكر علي، والرياض النضرة: 3 / 160، ومناقب الخوارزمي: 91 ح 84 فصل 7.
6 - كفاية الطالب: 332 باب 94.
7 - ارشاد القلوب: 2 / 259 احتجاجه يوم الشوري.
8 - الفتوح: 1 / 492 مسير ابن عقب للخوارج.
(١٦٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، صوم يوم عاشوراء (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، هاشم بن عتبة (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (2)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (1)، الخوارج (1)، القتل (1)

صفحه 159

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٦
وقال ابن عباس: " ليس علي وجه الأرض أعلم بالفرائض من علي بن أبي طالب " (1).
وقال المغيرة: " ليس أحد منهم أقوي قولا في الفرائض من علي (عليه السلام) " (2).
وقال ابن مسعود: " افرض [اعلم] اهل المدينة وأقضاها علي " (3).
وفي لفظ: " ان اعلم اهل المدينة بالفرائض علي " (4).
وعن ابن عباس: إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها (5).
وقال عمر له: " أنت خيرهم فتوي " (6).
حتي صار فقه أمير المؤمنين مقياسا كما قال يحيي بن أكثم للمأمون: " ان خضنا في الطب فأنت جالينوس في معرفته … أو في الفقه فأنت علي بن أبي طالب في علمه " (7).
وتقدم كلام ابن أبي الحديد في بيان أعلمية أمير المؤمنين (عليه السلام): ومن العلوم علم الفقه وهو عليه السلام أصله وأساسه، وكل فقه في الاسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه، واما أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما فاخذوا عن أبي حنيفة.
واما الشافعي فقرأ علي محمد بن الحسن فيرجع فقهه أيضا إلي أبي حنيفة.
واما أحمد بن حنبل فقرأ علي الشافعي فيرجع فقهه أيضا إلي أبي حنيفة وأبو حنيفة قرأ علي جعفر بن محمد [الصادق] وقرأ جعفر علي أبيه وينتهي الامر إلي علي (عليه السلام).
واما مالك بن انس فقرأ علي ربيعة الرأي وقرأ ربيعة علي عكرمة وقرأ عكرمة علي عبد الله بن عباس وقرأ عبد الله بن عباس علي علي بن أبي طالب.
وإن شئت فرددت اليه فقه الشافعي بقراءته علي مالك كان لك ذلك فهؤلاء الفقهاء الأربع.
١ - تذكرة الخواص: ١١٦ باب ٦ المختار من كلامه ١١٠.
٢ - فتح الملك العلي: ٧٩، والاستيعاب: ٢ / ٤٦٢، والرياض النضرة: ٢ / ١٩٤ ط. مصر.
٣ - ينابيع المودة: ١ / ٣٤٣ ثناء الصحابة، وتاريخ الخلفاء: ١٧١ فضل الأمير، وشواهد التنزيل: ١ / ٣٤ ح ٢٠، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٤٧ ح ١٠٧٦.
٤ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١٣ / ١٦٦ ح ٣٦٥٠٦، وفتح الملك ٧٢.
٥ - كنز العمال: ١٣ / ١٦٦ ح ٥٠٦، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٣٨ عهد الخلفاء - علي -، والطبقات الكبري: ٢ / ٢٥٨ ذكر من كان يفتي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٥٩.
٦ - الطبقات الكبري: ٢ / ٢٥٨، وأنساب الأشراف: ١٧٨ ح 204.
7 - المحاسن والمساوئ: 438 محاسن المخاطبات.
(١٦٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عبد الله بن عباس (3)، علي بن أبي طالب (3)، يحيي بن أكثم (1)، ربيعة الرأي (1)، مالك بن أنس (1)، محمد بن الحسن (1)، أحمد بن حنبل (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، التاريخ الإسلامي (1)، دمشق (3)

صفحه 160

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٧
واما فقه الشيعة فرجوعه اليه ظاهر.
وأيضا فان فقهاء الصحابة كانوا: عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وكلاهما اخذ من علي (عليه السلام)، واما ابن عباس فظاهر واما عمر فقد عرف كل أحد رجوعه اليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلي غيره من الصحابة (1)، وقوله غير مرة: " لولا علي لهلك عمر " وقوله: " لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن " وقوله: " لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر ".
فقد عرف بهذا الوجه أيضا انتهاء الفقه اليه (2).
1 - كما تقدم.
2 - شرح النهج: 1 / 18 القول في نسب الأمير.
(١٦٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)

صفحه 161

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٨
علي (عليه السلام) أفصح الصحابة * الأصل العاشر:
علي أفصح الصحابة فعن ابن عباس: " رحم الله ابا الحسن كان والله … أخطب اهل الدنيا " (1).
وقال معاوية لمحفن: " ويحك! كيف يكون أعيا الناس! فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره " (2).
وقال للتميمي: " انا كنا نتحدث انه ما جرت المواسي علي رأس رجل من قريش أفصح من علي " (3).
ووصفه ضرار امام معاوية قائلا: " كان خير من آمن واتقي … وأفصح من تنفس وقرا " (4).
وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعبد الرحمن بن عوف: " يا عبد الرحمن ان الله أنزل علي كتابا مبينا وأمرني ان أبين للناس ما نزل إليهم، ما خلا علي بن أبي طالب فان يستغني عن البيان، إن الله تعالي جعل فصاحته كفصاحتي " (5).
وقال ابن عباس في محضر معاوية: " رضي الله عن أبي الحسن كان والله علم الهدي وكهف التقي خير من آمن واتقي وأفضل من تقمص وارتدي وأفصح من تنفس وقرا " (6).
واحتج (عليه السلام) علي القوم لما أكره علي البيعة: " وانا أذربكم لسانا وأثبتكم جنانا " (7).
وقال ابن أبي الحديد: واما الفصاحة فهو (عليه السلام) امام الفصحاء وسيد البلغاء، وفي كلامه قيل:
دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين.
١ - المعجم الكبير: ١٠ / ٢٣٩ ح ١٠٥٨٩ مناقب ابن عباس، واخباره.
٢ - شرح النهج: ١ / ٢٤ نسب الأمير، وينابيع المودة: ١ / ١٧٦.
٣ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٧٦ ح ١١٠٩.
٤ - مروج الذهب: ٣ / ٥١ ذكر الصحابة، ومدحهم علي، وعباس) -.
٥ - مائة منقبة: ١٢٧ المنقبة ٦٧.
٦ - مروج الذهب: ٣ / ٥١ - ٥٢ ذكر الصحابة، وفضلهم.
٧ - الاحتجاج: ١ / 74 ذر طرف مما جري بعد، وفاة - الرسول -.
(١٦٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عبد الله بن عباس (3)، عبد الرحمن بن عوف (1)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، دمشق (1)، الوفاة (1)

صفحه 162

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٩
علي (عليه السلام) أكرم الصحابة * الأصل الحادي عشر:
علي أكرم وأسخي الصحابة من ذلك ما روي عن أبي إسحاق السبعي قال: سألت أكثر من أربعين رجلا من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) من كان أكرم الناس علي عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) قالوا: " الزبير وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ". أخرجه الفضائلي (1).
وذكره القندوزي عنه ولكن فيه: " علي ثم الزبير " (2).
وعن سلمان قال رسول الله لفاطمة (عليهما السلام): " اما تعلمين يا بنية ان من كرامة الله إياك ان زوجك خير أمتي … وأكرمهم نفسا وأجودهم كفا " (3).
ومن ذلك ما رواه أبو هريرة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حق علي (عليه السلام): " هذا البحر الزاخر هذا الشمس الطالعة، أسخي من الفرات كفا، وأوسع من الدنيا قلبا فمن أبغضه فعليه لعنة الله " (4).
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب اقدم أمتي سلما وأسمحهم كفا " (5).
ونحوه عن الأعمش عن رسول الله (6).
وقال الشعبي: " كان أسخي الناس " (7).
قال العلامة الحلي: لا خلاف في أنه (عليه السلام) كان أسخي الناس جاد بنفسه فانزل الله في حقه * (ومن الناس من يشري نفسه) * (8).
١ - ذخائر العقبي: ١٠٤ - ١٠٣.
٢ - ينابيع المودة: ١ / ٢٥٨ باب ٥٦ ذكر كشفه، وكراماته.
٣ - كتاب سليم: ٧٠، و ٩٣.
٤ - مائة منقبة: ٥٧ المنقبة ١٢ -، وكنز الفوائد: ٦٣ ذكر بدع اخر الزمان.
٥ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة ٢٥ -، وكنز الفوائد: ١٢١ فصل في بيان الأمير أول من سبق إلي الاسلام.
6 - مناقب الكوفي: 2 / 595 ح 1100.
7 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 22 القول في نسب أمير المؤمنين.
8 - نهج الحق: 245.
(١٦٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، أبو هريرة العجلي (1)، نهر الفرات (1)، علي بن أبي طالب (1)، جابر بن عبد الله (1)، العلامة الحلي (1)، الكرم، الكرامة (3)، البغض (1)، الوسعة (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، آخر الزمان (1)

صفحه 163

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧١
علي (عليه السلام) أحلم الصحابة * الأصل الثاني عشر:
علي أحلم وأسمح الصحابة من ذلك قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) لفاطمة في حديث تزويجها: " ان الله امرني فأنكحتك..
أعظمهم حلما ".
روي عن كل من معقل بن يسار (1) وانس (2) وأبي إسحاق (3) والمنصور عن ابائه (4) وأم سلمة (5) وجعفر بن محمد الصادق وأسماء وأبي أيوب (6).
وفي لفظ عن الحارث عن علي وعائشة وبريدة: " لقد أنكحتك.. أفظلهم حلما " (7).
وعن أبي سعيد: " أكثرهم حلما " (8).
وعن جابر: " أكملهم حلما " (9).
وعن ابن عباس والمنصور والأعمش: " فهو اشجع الناس قلبا واحلم الناس حلما " (10).
وعن بريدة ومعقل: " وأحلمهم حلما " (11).
١ - شرح النهج: ١٣ / ٢٢٧ خطبة ٢٣٨، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣١، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٥٣ ح ٢٩٧.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / ١٠٨ ح ١٢٢.
٣ - المعجم الكبير: ١ / ٩٤ ترجمته - صفته -، وكنز العمال: ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٧ فضائله.
٤ - ارشاد القلوب: ٢ / ٤٣٠.
٥ - مناقب الخوارزمي: ٣٥٣ ح ٣٦٤ فصل ٢٠.
٦ - كفاية الطالب: ٣٠٣ باب ٨١، وفتح الملك العلي: ٦٧، ومناقب الخوارزمي: ١١٢ ح ١٢٢، وكشف اليقين: ١٤٠ ح ١٣١.
٧ - أسد الغابة: ٥ / ٥٢٠ ترجمة، وفاطمة، والذرية الطاهرة: ٩١ ح ٨٣، وفتح الملك العلي: ٦٧، وكنز العمال: ١٣ / ١١٤ ح ٣٦٣٧٠، و ١٣٥ ح ٣٦٤٢٣، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٣٦٤ ح ٣٠٦ ومناقب الخوارزمي: ١٠٦ ح ١١١ فصل ٩، ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٨.
٨ - البيان: ١١٧ الباب التاسع.
٩ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة ٢٥، وكنز الفوائد: ١٢١.
١٠ - ينابيع المودة: ٢ / ٣٩٥ باب ٦٠، ومناقب الخوارزمي: ٢٩٠ ح ٢٧٩ فصل ١٩، ومناقب ابن المغازلي:
١٥١ ح ١٨٨.
١١ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٢٦٢ ح ٣٠٥، والمعجم الكبير: ٢٠ / 230 ترجمة معقل ما روي نافع عنه.
(١٧١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، معقل بن يسار (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، إبن المغازلي (1)، الخوارزمي (4)، دمشق (3)

صفحه 164

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٢
وعن عبد الله بن مسعود: " علي أرجحكم حلما " (1).
هذا إضافة إلي الروايات التي تشبه حلمه بحلم الأنبياء (2).
وما يأتي من أهل البيت أحلم الناس كبارا (3).
قال ابن أبي الحديد: واما الحلم والصفح فكان أحلم الناس عن ذنب وأصفحهم عن مسئ فقد صفح عن مروان وابن الزبير وعائشة وكثيرون (4).
وقال العلامة الحلي: لا خلاف في أن عليا كان أحلم الناس (5).
وقال الديلمي: فكان (عليه السلام) أكثر الناس حلما لم يقابل مسيئا بإسائته (6).
* هذه جملة الخصال التي يتقدم من اتصف بها بالفضل علي غيره، وقد علمت بما لا ريب فيه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بلغ علاها.
ومن ذلك يتضح فضل أمير المؤمنين علي الخلفاء الثلاثة، وسوف يأتي فضله علي الأنبياء والأوصياء فضلا عن الخلفاء (7).
مسك الختام قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " لو أن الأشجار [الغياض] أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس
١ - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٥٦ ح ١٠٠٢، و ١٠٠٣.
٢ - انساب الأشراف: ٢ / ١٠٦ ح ١٤٧، وتقدم بعض المصادر.
٣ - راجع إضافة لما تقدم: ينابيع المودة: ١ / ٢٢، و ٢٥، ومنتخب الكنز: ٦ / ٣٤، وكنز العمال: ١٣ / ١٣٠ ح ٣٦٤١٣، و ١٤ / ٥٩٢ ح ٣٩٦٧٩، ومناقب الكوفي: ٢ / ١٠٧ ح ٥٩٥، ونهج الحق: ٢٥٧.
٤ - شرح النهج: ١ / ٢٢ الخطبة الأولي.
٥ - كشف اليقين: ١٣٨.
٦ - ارشاد القلوب: ٢ / ٢٢٠.
٧ - سوف يأتي فضل الأمير علي الأنبياء، ومن روايات متعددة، ويكفي التأمل بالحديث المشهور الذي يفضله علي حزقيل النبي [راجع فخر الرازي مرود آية السابقون السابقون، والدر المنثور: ٦ / 154] وعلي حد قول سبط ابن الجوزي: فدل علي فصل علي علي أنبياء بني إسرائيل [تذكرة الخواص: 55 باب حديث رد الشمس].
(١٧٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عبد الله بن مسعود (1)، العلامة الحلي (1)، حديث رد الشمس (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، السبط إبن الجوزي (1)

صفحه 165

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٣
كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب " (عليه السلام) (1).
هل أبصرت عيناك في المحراب كأبي تراب من فتي محراب لله در أبي تراب انه أسد الحروب وزينة المحراب ألا هل من فتي كأبي تراب واني مثله فوق التراب إذا ما مقلتي رمدت فكحلي تراب مس نعل أبي تراب (2).
١ - مناقب الخوارزمي: ٣٢ ح ١، وينابيع المودة: ١ / ٤٣، وكفاية الطالب: ٢٥١ باب ٦٢، وتذكرة الخواص: ٢٣ باب ٢، وكنز الفوائد: ١٢٩، وروضة الواعظين: ١٢٧ مجلس في ذكر فضائله، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٠٩ باب فضائله، والطرائف: ١ / ١٣٩، ومائة منقبة: ١٦٢ منقبة: 99، ومناقب الخوارزمي: 328 ح 341 فصل 19.
2 - مناقب الخوارزمي: 397 و 399.
(١٧٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، الخوارزمي (3)

صفحه 166

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٤
قبح تقديم المفضول قبح تقدم المفضول علي الفاضل اعلم وفقنا الله وإياك ان تقدم المفضول أو الجاهل علي الفاضل أو العالم من الأمور التي يحكم العقل والعقلاء بقبحها، بل الوجدان قاض بذلك، غير أن ذهاب البعض إلي جوازه أو حسنه يستدعي بسط الأدلة للبرهنة عليه.
وسوف نتعرض أولا لأقوالهم وأدلتهم والتي تنبئ ان ذهابهم إلي ذلك كان اما لأغراض شخصية واما لتبريرات - من رؤوس مذاهبهم - علي صحة تقدم الخليفة الأول أو الثاني والثالث.
ثم نورد أدلة حسن ووجوب تقدم الفاضل.
أقوال المخالفين وأدلتهم قال الامام النسفي: ولا يشترط [في الامام] ان يكون معصوما، ولا ان يكون أفضل اهل زمانه.
وقال العلامة التفتازاني شارحا: لان المساوي في الفضيلة بل المفضول الأقل علما وعملا، ربما كان اعرف بمصالح الإمامة ومفاسدها، واقدر علي القيام بمواجبها، خصوصا إذا كان نصب المفضول أدفع للشر وأبعد عن إثارة الفتنة، ولهذا جعل عمر الإمامة شوري بين ستة مع القطع بأن بعضهم أفضل من البعض (1).
وقال في شرح المقاصد: ولا يشترط ان يكون الامام هاشميا ولا معصوما ولا أفضل من يولي عليهم.
وقال: إذا مات الامام تصدي للإمامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس بشوكة، انعقدت له الخلافة، وكذا إذا كان فاسقا أو جاهلا أو جائرا (2).
وقال الباقلاني: يجب ان يكون [الامام] علي أوصاف:
منها ان يكون من العلم بمنزلة من يصلح ان يكون قاضيا من قضاة المسلمين.
1 - شرح العقائد النسفية: 100 ط. مصر سنة 1408.
2 - شرح المقاصد: 2 / 71، و 272.
(١٧٤)
مفاتيح البحث: الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، الموت (1)، الجهل (1)، كتاب شرح العقائد النسفية (1)

صفحه 167

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٥
ومنها ان يكون من أمثلهم في العلم وسائر هذه الأبواب التي يمكن التفاضل فيها، إلا أن يمنع عارض من إقامة الأفضل فيسوغ نصب المفضول.
وليس من صفاته ان يكون معصوما ولا عالما بالغيب ولا أفرس الأمة وأشجعهم ولا ان يكون من بني هاشم فقط دون غيرهم من قبائل قريش وليس مما يوجب خلع الامام حدوث فضل في غيره ويصير به أفضل منه وان كان لو حصل مفضولا عند ابتداء العقد لوجب العدول عنه إلي الفاضل (1).
وقال ابن الجوزي: قال الفقهاء: لا تجوز ولاية المفضول علي الفاضل إلا أن يكون هناك مانع من خوف فتنة أو يكون الفاضل غير عالم بالسياسة (2).
وقيل الإمامة جائزة في الفاضل والمفضول معا إذا كان في الفاضل علة تمنع (3).
هذه جملة أقوالهم، ونحن في مقام الرد علي هذا الكلام واثبات هذه القضية نورد تمهيدا وبيانين:
1 - التمهيد: 181 - 186 باب الكلام في صفة الامام.
2 - الرد علي المتعصب العنيد: 69.
3 - فرق الشيعة: 8.
(١٧٥)
مفاتيح البحث: بنو هاشم (1)، الخوف (1)، الجواز (1)

صفحه 168

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٦
* اما التمهيد:
في بيان الأفضلية ومعناها * قال الراغب الأصفهاني: الفضل الزيادة عن الاقتصار، والفضل إذا استعمل لزيادة أحد الشيئين علي الآخر فعلي ثلاثة أضرب:
فضل من حيث الجنس، وفضل من حيث النوع، وفضل من حيث الذات:
فالأولان جوهريان.
والفضل الثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل علي اكتسابه، ومن هذا النوع التفضيل المذكور في قوله [تعالي]: * (والله فضل بعضكم علي بعض في الرزق) * (1).
* (لتبتغوا فضلا من ربكم) * (2).
يعني المال وما يكتسب وقوله: * (ما فضل الله به بعضكم علي بعض) * (3).
فإنه يعني بما خص به الرجل من الفضيلة الذاتية له والفضل الذي أعطيه من المكنة والمال والجاه والقوة وقال: * (ولقد فضلنا بعض النبيين علي بعض) * (4).
* (وفضل الله المجاهدين علي القاعدين) * (5). (6).
* وقال الزمخشري: قوله: * (ويؤت كل ذي فضل فضله) * (7).
اي كل شئ قدم بنية أو لسان أو جارحة أعطاه الله فضل ذلك.
* وقال المفسر: اي يعطي في الآخرة كل ذي فضل فضله في العمل وزيادة فيه جزاء فضله لا يبخس، أو فضله في الثواب والدرجات.
١ - النحل: ٧١.
٢ - الاسراء: ١٢.
٣ - النساء: ٣٢.
٤ - الاسراء: ٥٥.
٥ - النساء: ٩٥.
٦ - مفردات الراغب: ٣٩٥ - ٣٩٦ مادة فضل -.
٧ - هود: ٣.
(١٧٦)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)، الراغب الإصفهاني (1)، الرزق (1)

صفحه 169

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٧
وقيل: أي من كان ذا فضل في دينه فضله الله في الدنيا بالمنزلة وفي الآخرة بالثواب (1).
* وقال السيد المرتضي وابن أبي الحديد: الأفضل من كان أكثر ثوابا من غيره والأجمع لمزايا الفضل والخلال الحميدة (2).
وقيل التفاضل بالاعمال الصالحة (3).
* وقال الإمام أبو زرعة: ان المحبة قد تكون لأمر ديني وقد تكون لأمر دنيوي، فالمحبة الدينية لازمة للأفضلية، فمن كان أفضل كانت محبتنا الدينية له أكثر (4).
* وقال المحقق ابن القيم في بدائع الفوائد: ان أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله فذلك أمر لا يطلع عليه الا بالنص لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح (5).
* وقال العز بن عبد السلام: الجواهر والأجسام كلها متساوية من جهة ذواتها، وانما يفضل بعضها علي بعض بصفاتها وأعراضها وانتسابها إلي الأوصاف الشريفة في التفاضل النفيسة (6).
* وفصل كلام ابن عبد السلام تلميذه القرفي في كتابه أنوار الفروق (7):
فأوصل الصفات والاعراض التي يتفاضل علي أساسها إلي عشرين قاعدة، وهذا ملخصها.
- القاعدة الأولي: تفضيل المعلوم علي غيره بذاته دون سبب يعرض له يوجب التفضيل له علي غيره، كذات الله وصفاته، والعلم فإنه حسن لذاته.
- القاعدة الثانية: التفضيل بالصفات الحقيقية كتفضيل العالم علي الجاهل.
١ - مجمع البحرين: ٥ / ٤٤٢ مادة فضل من كتاب اللام -.
٢ - شرح النهج للمعتزلي: ١ / ٩، و ١٣ / ٢٨١ اسلام أبي بكر وعلي، ورسائل السيد المرتضي: ١ / ٣٠١ مسألة ٥٨، الصواعق: ٣٢١.
٣ - يوسف: ٧٦.
٤ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣٥٦ فصل في ذكر الصحابة الكرام - التنبيه الرابع.
٥ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣٧٤ فصل في ذكر الصحابة الكرام - خديجة وعائشة.
٦ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / 410 فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة - التنبيه الخامس.
7 - أنوار الفروق: 2 / 234.
(١٧٧)
مفاتيح البحث: إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، العزّة (1)، الجهل (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (3)، الكرم، الكرامة (2)

صفحه 170

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٨
- القاعدة الثالثة: التفضيل بطاعة الله تعالي، كتفضيل المؤمن علي الكافر، وكتفضيل الأولياء بينهم بكثرة الطاعة، فمن كان أكثر تقربا إلي الله تعالي كانت رتبته في الولاية أعظم.
- القاعدة الرابعة: التفضيل بكثرة الثواب الواقع في العمل كالايمان أفضل من جميع الاعمال، وكصلاة الجماعة أفضل من الفرد.
- القاعدة الخامسة: التفضيل لشرف الموصوف، كصفات الله تعالي، وصفات الرسول (صلي الله عليه وسلم).
- القاعدة السادسة: التفضيل بشرف الصدور، كشرف ألفاظ القرآن علي غيرها من الألفاظ لكون الرب هو المتولي لرصفه ونظامه.
- القاعدة السابعة: التفضيل بشرف المدلول، كتفضيل الآيات المتعلقة بالله علي المتعلقة بأبي لهب.
- القاعدة الثامنة: التفضيل بشرف الدلالة، كشرف الحروف الدالة علي الأوصاف الدالة علي كلام الله تعالي.
- القاعدة التاسعة: التفضيل بشرف التعلق، كتفضيل العلم علي الحياة فان الحياة لا تتعلق بشئ.
- القاعدة العاشرة: التفضيل بشرف المتعلق، كتفضيل العلم المتعلق بذات الله علي غيره من العلوم.
- القاعدة الحادية عشر: التفضيل بكثرة التعلق، كتفضيل علم الله علي قدرته.
- القاعدة الثانية عشر: التفضيل بالمجاورة، كتفضيل جلد المصحف علي غيره.
- القاعدة الثالثة عشر: التفضيل بالحلول، كتفضيل قبره (صلي الله عليه وسلم) علي جميع بقاع الأرض.
- القاعدة الرابعة عشر: التفضيل بسبب الإضافة، كقوله تعالي: * (أولئك حزب الله).
- القاعدة الخامسة عشر: التفضيل بالأنساب والأسباب، كتفضيل ذريته علي جميع الذراري بسبب نسبهم المتصل برسول الله (صلي الله عليه وسلم).
- القاعدة السادسة عشر: التفضيل بالثمرة والجدوي، كتفضيل العالم علي العابد.
- القاعدة السابعة عشر: التفضيل بأكثرية الثمرة، كثمرة علم الفقه علي غيره.
- القاعدة الثامنة عشر: التفضيل بالتأثير، كقدرة الله تعالي علي العلم والكلام.
- القاعدة التاسعة عشر: التفضيل بوجود البنية والتركيب، كتفضيل الملائكة علي الجان.
(١٧٨)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حزب الله (1)، القرآن الكريم (1)، القبر (1)، الجماعة (1)

صفحه 171

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٧٩
- القاعدة العشرون: التفضيل باختيار الله تعالي لمن يشاء علي من يشاء، ولما يشاء علي ما يشاء، فيفضل أحد المتساويين علي الاخر من كل وجه، كتفضيل شاة الزكاة علي التطوع (1).
* أقول: لا بد من التعليق والتوضيح لبعض مطالبه:
* أولا: في ما ذكره من الأمثلة تساهل واضح، ولا تشاح في ذلك.
* ثانيا: ان بعض هذه القواعد خارج عن بحثنا ذكرته لاتمام الفائدة (2).
* ثالثا: ان بعض هذه القواعد صحيحة إذا كانت للتفاضل بين صفات الذوات المتحدة، أما إذا كان التفاضل بين صفات الذوات غير المتحدة، أو بين نفس الذوات المتحدة، فإنه لا يرجع إلي محصل.
ومثال الأول: التفاضل بين عامة البشر الذين لا يمتلكون ذواة ملكوتية خاصة من الله عز وجل، والذي منه التفاضل بين الصحابة علي مبني أكثر العامة، الذين لا يعتقدون بوجود العصمة المطلقة لأهل البيت (عليهم السلام)، بل قد يقال - علي مبني القوم - بشمول التفاضل للأنبياء (عليهم السلام) اما لأفعالهم قبل البعثة أو في غير التبليغ بل حتي في التبليغ، إذ النبي الذي يسهي في صلاته لا يفضل من ناحية الصفات علي الشخص العادي الذي لا يسهي، وكذا النبي الذي يرتكب المكروه قبل البعثة لا يفضل علي غير مرتكبه، وهذا مدلل علي بطلان قولهم في العصمة والتفاضل معا، وسوف يأتي تفصيل ذلك.
ومثال الثاني: التفاضل بين الصحابة وعامة بني البشر وبين المعصومين كالملائكة والأنبياء وأهل البيت (عليهم السلام).
ومثال الثالث: التفاضل بين نفس المعصومين أنفسهم، كالتفاضل بين الملائكة والأئمة من أهل البيت والأنبياء (عليهم السلام).
وما نحن بصدد الكلام عنه هو التفاضل بين الصحابة وبين أهل البيت (عليهم السلام).
وعليه فعلي مبنانا لا وجه للتفاضل بينهم، إذ ذوات أهل البيت المتصفة بالعصمة من الله المنان، مختلفة عن ذوات الصحابة غير المتصفة بذلك، فلا معني للبحث في التفاضل في
١ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / 410 - 416 فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة - التنبيه الخامس، عن أنوار الفروق للقرفي: 2 / 233 مع تصرف من السفاريني، واجمال منا.
2 - ولعله لا تخرج الا القاعدة التاسعة بعد اعمال النظر كما يأتي.
(١٧٩)
مفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)، الأنبياء (ع) (1)، الكراهية، المكروه (1)، الباطل، الإبطال (1)، الزكاة (1)، البعث، الإنبعاث (2)، الإختيار، الخيار (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)

صفحه 172

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٠
الصفات.
وقد تقدم ما يدل علي ذلك في بحث آية التطهير الدالة علي عصمتهم، وأنها من الله منذ الأزل وإن شئت فعبر تكوينا بإرادته التكوينية، ويأتي تفصيله في كتاب العصمة.
ولكن علي مبني القوم لا بد من هذا البحث، ونغض الطرف عن اختلاف الذوات.
أما التفاضل بين أهل البيت والأنبياء (عليهم السلام) فيأتي في الكتاب التاسع.
* رابعا: اننا إذا رجعنا إلي بعض الآيات القرآنية وجدناها تفضل علي أساس الصفات الحميدة التي يكتسبها الشخص قال تعالي: * (نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم) * (1).
* (هل يستوي من يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم) * (2).
* (هل يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد) * (3).
* (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة) * (4).
* (لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (5) *.
* (يرفع الله الذين آمنوا واتوا العلم درجات) * (6).
فمن يتصف بالعدل والانفاق والعلم والشجاعة، أفضل ممن لا يتصف بذلك، والناس في ذلك درجات عند ربهم.
والآيات والروايات صريحة في ذلك، ويكفي قصة آدم والملائكة وكيف ان آدم فضل علي الملائكة بالعلم الذي أعطاه الله إياه بقوله: * (وعلم آدام الأسماء) * (7).
والتفضيل - كما بات واضحا - يشمل الثواب في الآخرة وزيادة الأجر، وكذلك يشمل المنزلة والرفعة في الحياة الدنيا وعدم الاستواء.
١ - يوسف: ٧٦.
٢ - النحل: ٧٦.
٣ - الحديد: ١٠.
٤ - النساء: ٩٥.
٥ - الزمر: ٩.
٦ - مجادلة: ١١.
٧ - البقرة: ٢٨.
(١٨٠)
مفاتيح البحث: الأنبياء (ع) (1)، آية التطهير (1)

صفحه 173

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨١
- وإن شئت قلت: إن الانسان إذا تصف بالشجاعة والعلم والزهد …
فإنه يصح ان يقال عنه: فلان شجاع أو عالم، فإذا كان علمه أو شجاعته أكثر من غيره فإنه نقول: فلان أشجع وأعلم، فإذا قيل ذلك صح ان يقال: ان فلان أفضل من غيره في الشجاعة والعلم ونحوهما.
وعليه: وبما أن اتصاف الانسان بالشجاعة والعلم والزهد ونحوهم سوف يستتبع عملا خارجيا يجسده صاحبه، فان ذلك بنفسه يستلزم زيادة الثواب والأجر عند الله تعالي.
فمثلا إذا كان فلان اشجع اهل زمانه، فإنه سوف ينصر دين الله بهذه الشجاعة، وسوف يبلي بلاء حسنا في سبيل الله، ويدافع عن الاسلام أكثر من غيره، وهذا معني زيادة الثواب لعمله.
وأوضح منه من كان أعبد اهل زمانه، فان أجره وثوابه مضاعف عمن دونه من العبادة للأعمال التي يقوم بها، ولصدق نيته الخالصة لله تعالي.
والخلاصة: ان الأفضل من يمتلك مزايا وخلالا أكثر من غيره، وهذا بنفسه يستلزم ويستوجب زيادة الثواب والقرب المطلق من الباري عز وجل.
* خامسا: أن الأفضل هل من يمتلك الحظ الأوفر في كل المزايا أم في قسم منها؟
ومن الواضح كون الأفضل أفضل في كل شئ، لأن الأفضل إذا كان أفضلا في بعض الأمور وفي البعض الآخر مفضولا لكان غيره فيها أفضل منه وهو خلف.
فالقانون الأساسي الذي يتحكم بالأفضلية، هو كل المزايا والصفات الحميدة التي يحملها أو يحل بها أو يتصف بها، أو الاعمال التي يقوم بها علي طبق عمله المستتبع للثواب.
وعليه فلا مانع من وجود من يكون أفضل من بعض أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) إذا كان يملك صفات أفضل ومزايا أعظم.
* (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * (1).
وهذا لا يلغي فضل أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) إذا المعيار ليس هو مجرد الصحبة وإلا لكان من صحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهو منافق، أو ارتد فيما بعد، أفضل من المؤمن العابد الزاهد
١ - الزلزلة: ٧.
(١٨١)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سبيل الله (1)، الزهد (2)

صفحه 174

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٢
والمطيع لله تعالي في كل أموره.
قال تعالي: * (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرئ منهم ان يدخل جنة نعيم) * (1).
وقال أمير المؤمنين: " خيرنا اتبعنا لهذا الدين " (2).
واخرج الطبراني عن جبير عن أبي جمعة الأنصاري لأصحابه قال: كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك؟
قال (صلي الله عليه وسلم): " ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء، بلي قوم يأتيهم كتاب الله بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم اجرا أولئك أعظم منكم اجرا " (3).
هذا إضافة إلي الروايات المتكثرة في فضل الامام المهدي قائم آل محمد علي كثير من الصحابة كما يأتي (4).
سادسا: أننا إذا أردنا أن نطبق هذه القواعد علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فإننا نجدها موافقة له دون غيره من الصحابة، ومن تأملها مع الصفات المتقدمة له يدرك ذلك (5).
- القاعدة الأولي: فبعلي (عليه السلام) توسل الأنبياء قبل خلقه وقبل اتصافه بصفة معينة (6).
2 - وعلي (عليه السلام) المتصف بالعصمة الحقيقية وهي صفة ذاتية أزلية (7).
3 - وعلي (عليه السلام) سيد المؤمنين كما تقدم.
4 - وعلي (عليه السلام) بضربة الخندق حصل ثواب الثقلين كما تقدم.
5 - وعلي (عليه السلام) بالصفات التي اتصف بها لم تكن لاحد (8)، ويكفي أنه أخو رسول الله
١ - المعارج: ٣٦.
٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٨٧ ح ١١١٨، وشرح النهج: ٢٠ / ٢٨ قصار الجمل.
٣ - المعجم الكبير: ٤ / 23 ح 3540 ترجمة حبيب بن سباع أبو جمعة، ويقال جنيد بن سبع.
4 - وتقدم بعضها.
5 - وأما عدم اتصاف غيره بكل الأوصاف فلا أقل للقاعدة الخامسة عشر.
6 - كما تقدم في الكتاب الأول ويأتي في كتاب التوسل.
7 - كما تقدم في الكتاب الثالث.
8 - كما تقدم كونه أعلم وأزهد ونحوهما.
(١٨٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الطبراني (1)، معاذ بن جبل (1)، دمشق (1)

صفحه 175

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٣
(صلي الله عليه وآله)، كما يأتي في حديث الموآخاة.
6 - وعلي (عليه السلام) صدر من محمد ومثبته، هو رباه وعلمه ورتبه وهذبه (1).
7 - وعلي (عليه السلام) يدل علي محمد لأنه نفسه، فمدلول علي محمد (2).
8 - وعلي (عليه السلام) حروفه تدل علي الله، فالله هو العلي.
10 - وعلي (عليه السلام) أعلمهم، فعلمه تعلق بأعلي مرتبة من علم الله أو علم رسوله (3).
11 - وعلي (عليه السلام) تعلقت به ذرية محمد والأئمة من بعده، والذي منهم مهدي هذه الأمة (عليه السلام).
12 - وعلي (عليه السلام) جاور محمدا (صلي الله عليه وآله) حول العرش وعلي باب الجنة وعلي جناج جبرائل (4)، وقبل البعثة وبعدها (5)، وفي كل حروبه سوي تبوك، وبيته كما تعلم، وقصره في الجنة كذلك (6).
13 - وعلي حل حب محمد في قلبه، لأنه أحب الخلق اليه كما تقدم.
14 - وعلي (عليه السلام) أضيف اسمه إلي اسم رسول الله في مواطن، كحديث المؤاخاة وما تقدم من كتابة اسمهما علي العرش وباب الجنة وجناح جبرائيل، وكونه صهر محمد وحبيب محمد ونفس محمد و …
15 - وعلي (عليه السلام) ابن عم رسول الله وصهره وأبو ذريته.
16 - وعلي (عليه السلام) نفعه أكثر من غيره، ففي زمن النبي (صلي الله عليه وآله) قام الدين علي سيفه، وفي زمن الخلفاء كانوا يرجعون اليه ولم يرجع إلي أحد منهم كما تقدم، والفائدة التي حصلت منه أعظم من جميع الصحابة، وعنه جميع العلوم أخذت كما تقدم وحتي يومنا هذا، ويكفي أن منه مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا.
1 - كما تقدم في الكتاب الأول من قول النبي " أنا من علي وعلي مني "، وتقدم قريب منه في الكتاب الثالث بحث معطيات اية التطهير. كما وتقدم أنه علمه ألف باب من العلم ينفتح منه ألف.
2 - كما تقدم في التساوي بينهما.
3 - كما تقدم في الكتاب الثاني.
4 - كما تقدم مفصلا في الكتاب الأول.
5 - كما تقدم في اسلامه.
6 - يأتي مجاورة علي للنبي علي العرش وفي الجنة وعلي جناح جبرائيل في القسم الثاني من النصوص وقد تقدم ذلك مفصلا في الكتاب الأول " الولاية التكوينية ".
(١٨٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (9)، حديث المؤاخاة (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، البعث، الإنبعاث (1)، آية التطهير (1)، الولاية التكوينية (1)

صفحه 176

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٤
17 - ينظر السادسة عشرة.
18 - وعلي (عليه السلام) تأثيره أوسع، فقد شمل علمه علم التصوف والنحو والفقه والقضاء، وعاش في الاسلام أكثر من الخلفاء فكان تأثيره أوسع.
19 - وعلي (عليه السلام) خلق من نور الله أو من نور محمد فبنيته كبنية محمد، كما تقدم في الكتاب الأول.
20 - وعلي (عليه السلام) اختاره الله صهرا لمحمد وأخا له، وناجاه دون غيره (1)، كما يأتي.
فهذه بعض تطبيقات هذه القواعد علي صفات أمير المؤمنين عليه السلام.
١ - أسد الغابة: ٤ / 27 ترجمة علي، وذخائر العقبي: 85.
(١٨٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)

صفحه 177

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٥
* البيان الأول:
في رد قول المخالفين وأدلتهم اعلم أن أدلة القوم تتلخص في أمور:
1 - ان المفضول الأقل علما وعملا قد يكون أعرف بمصالح الإمامة ومفاسدها وأقدر علي القيام بمواجبها.
2 - الصلاة التي صلاها أبي بكر بالناس.
3 - عمل الخلفاء الراشدين بل وخلافتهم.
* الامر الأول:
فان الامام المفضول بماذا يكون اعرف بالمصالح؟.
ولماذا يقدر علي ضبط الأوضاع؟
فان الأفضل أفضل في كل شئ، فهو الأعلم بالأحكام الشرعية، والأقدر علي درك القضايا العرفية، والأعلم في القضاء والتفسير والأعدل والأورع والأسيس و …، فكيف يكون المفضول الجاهل - بالنسبة للأعلم - بالاحكام والذي يحار في كل قضية لا يبصر الواقع إلا بعد أن يقع في الخطأ أو بعد أن يستشير الأعلم والأفضل.
كيف يكون هذا أعرف بمصالح الاسلام؟
وهل معرفة مصلحة الاسلام والمسلمين تنفك عن معرفة حكم الاسلام والمستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة!
ويكفينا التمسك بالروايات المتواترة في هذا المجال (1).
وهل ضبط الأوضاع السياسية يكون بغير الامام الأعدل والأرأف بالرعية والأبصر بالقضية والأقسم بالسوية بين المسلمين! (2).
١ - هي الروايات التي تامر بالتمسك بالقرآن، والسنة فان الامام بالأولي لابد ان يتمسك بذلك راجع كنز العمال: ١ / 174 ح 870، وما بعده الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنة من الكتاب الأول الهمزة -.
2 - كما يأتي في الروايات.
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (1)، القرآن الكريم (2)، الجهل (1)، الصّلاة (1)

صفحه 178

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٦
ولعمري متي كان تقديم المفضول أدفع للشر؟!
وهل يأتي الشر إلا من الجهل والتخبط في اصدار الأوامر اللاشرعية، والبعيدة عن حكم القرآن الناتجة عن عدم العلم بالقرآن وتأويله تأويلا صحيحا.
وسوف يأتي نموذج من ذلك من عمل الصحابة واثره علي المجتمع.
وأين ما أسسوه في القواعد:
* قال امام الحرمين الجويني في الارشاد إلي قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد ص: 436: من شرائط الامام ان يكون من اهل الاجتهاد بحيث لا يحتاج إلي استفتاء غيره في الحوادث وهذا متفق عليه (1).
* وقال السفاريني:
ولا غني لأمة الاسلام * في كل عصر كان عن امام يذب عنها كل ذي جحود * ويعتني بالغزو والحدود وفعل معروف وترك نكر * ونصر مظلوم وقمع كفر وأخذ مال الفئ والخراج * ونحوه والصرف في منهاج ونصبه بالنص والاجماع * وقهره فحل عن الخداع وشرطه الاسلام والحرية * عدالة سمع مع الدريه وأن يكون من قريش عالما * مكلفا ذا خبرة وحاكما وكن مطيعا أمره فيما أمر * ما لم يكن بمنكر فيحتذر (2).
وسوف يأتي نموذج من عدم استغناء المفضول عن استفتاء الفاضل عما قريب.
إلا إذا كان مراد التفتازاني ان تقديم أبي بكر وعمر للخلافة كان أدفع للشر من جهة ان أمير المؤمنين (عليه السلام) علم أنه لو أراد المطالبة بحقه بالسيف لارتد المسلمون وعادوا إلي الجاهلية.
وهذا هو الذي صرح به أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بقوله:
" بايع الناس لابي بكر وانا والله أولي بالأمر منه وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة ان يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف " (3).
١ - الغدير: ٦ / ٣٢٨.
٢ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٤١٩ - ٤٢٥ الباب السادس في ذكر الإمامة.
٣ - تاريخ دمشق لابن عساكر - ترجمة الإمام علي ٣ / ١١٨ ح ١١٤٠ - مناقب الخوارزمي: ٣١٣ وكنز العمال: ٥ / 724 ح 14243 خلافة عثمان.
(١٨٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الجويني (1)، القرآن الكريم (2)، الضرب (1)، الجهل (2)، الغني (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، إبن عساكر (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 179

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٧
وقال (عليه السلام): " فوالله ما كان يلقي في روعي ولا يخطر علي بالي ان العرب تعدل هذا الامر عني، فما راعني إلا اقبال الناس علي أبي بكر واجفالهم علي، فأمسكت يدي، ورأيت اني أحق بمقام محمد في الناس ممن تولي الامر علي … فخشيت إن لم أنصر الاسلام وأهله ان أري في الاسلام ثلما " (1).
ونحو هذه العبائر التي تقدمت مفصلا. وهي اما تدل علي نص الرسول عليه (عليه السلام) واما تدل علي وجوب تقدم الفاضل.
وأما قولهم ان عمر جعل الإمامة في ستة، فأولا هو عين المتنازع فيه كما يأتي.
وثانيا: عمر لم يجعل الإمامة في ستة بل جعل ستة لاختيار الامام الواحد، مع ما في الشوري من تنازع وتخالف.
وقيل: من أدلة تقديمهم المفضول ان العاقدين خافوا ان يلي الفاضل عليهم فيرتد إلي الكفر قوم منهم لما في نفوسهم عليه من الأحقاد، وما بينه وبينهم من الغوائل فوجب تأخيره وتقديم من دونه ليؤمن من وقوع هذا الحال.
وهذه من الأمور المضحكة للثكلي، فهو أولا: اعتراف بوجوب تقديم الأفضل.
ثانيا: ان العلة التي امتنعوا من أجلها تقديم الفاضل هي حقدهم عليه وهذا ان صح فإنه لابد ان يكون علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) أكثر، فهو الذي امر الفاضل بقتل وقتال قريش، ولو قال العاقدون نخرج عن الايمان إذا لم نخلع الخليفة بعد العقد له، هل كان يجب خلعه؟!
ولماذا تستنكرون علي العاقدين خلع عثمان بن عفان؟!
وكأنهم لا يقرؤون القرآن فكم هي الشواهد كثيرة في تقديم الأفضل وان استلزم منه ارتداد الناس والكفر بالرسل والأنبياء، كم هي قصة هارون وموسي قريبة من ذلك، وعلي كهارون ومحمد كموسي.
أفلم يستخلف موسي (عليه السلام) هارون بأمر من الله تعالي مع علم الله تعالي - وموسي - بأن بني إسرائيل سوف يرتدوا بعد استخلاف هارون؟!
وأين قصة داود وجالوت وقومهما؟
فقد كره قومهما خلافة وامارة جالوت فقالوا: * (اني يكون له الملك علينا ونحن أحق
1 - الإمامة والسياسة: 1 / 175 ما كتب علي لأهل العراق.
(١٨٧)
مفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، القرآن الكريم (1)، القتل (2)، الوجوب (1)، دولة العراق (1)

صفحه 180

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٨
بالملك منه) *.
فلم يقل الله سبحانه وتعالي وداود لابد ان تقدم المفضول كي لا يرتد الناس، بل قدم الفاضل وقال: * (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه في العلم والجسم والله يؤت ملكه من يشاء والله واسع عليم) * (1).
فالحكمة قاضية بتقديم الأفضل، بل هو الأدفع لأشر الشرور، وحكم العقل في ذلك فطري.
١ - البقرة: ٢٤٧.
(١٨٨)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)

صفحه 181

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٩
* الامر الثاني:
صلاة أبي بكر:
ومن حجتهم في تقديم أبي بكر ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) استخلفه علي الدين فكيف لا نستخلفه علي الدنيا.
فعن أبي مسعود قال عمر: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون ان رسول الله قد امر ابا بكر ان يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه ان يتقدم ابا بكر (1).
فقال الناس قد رضينا لدنيانا ما رضيه الرسول لديننا (2).
ويؤيدون هذه الحجة ان رسول الله صلي وراء أبي بكر فهو ارتضاه وجعله.
* ولنا علي ذلك ملاحظات:
الملاحظة الأولي: ان صلاة أبي بكر بالناس غير مسلمة فالروايات علي أقسام: قسم يقول إن النبي هو الذي صلي (3).
وقسم يقول عمر.
وقسم يقول ابا بكر وقسم يقول الرسول والناس صلت بتكبيرة ابا بكر بمعني انه كان يجهر بصلاته فظن الناس انه هو الامام.
وبعضها علي أن الرسول امره.
وبعضها ان عائشة.
وبعضها أن صلاته لم تكن عن طلب النبي (صلي الله عليه وآله) (4).
وبعضها ان بلال عرضها علي أبي بكر.
١ - كنز العمال: ٥ / ٦٤٣، و ٦٥٥ ح ١٤١٣١، و ١٤١٤٨ كتاب الخلافة خلافة أبي بكر، ومسند أحمد: ١ / ٢١، و ٣٩٦ ط. م، و ٣٦، و ٦٥٥ ط. ب.
٢ - تاريخ الخميس: ٢ / ١٦٤ بيعة أبي بكر من الوطن ١١ -، واحياء علوم الدين: ١ / ١٧٤ كتاب الصلاة الباب الرابع.
٣ - السنن الكبري: ٣ / 80 إلي 83، انساب الاشراف: 1 / 557 ح 1131.
4 - المطالب العالية: 4 / 33.
(١٨٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الصّلاة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (1)

صفحه 182

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٠
وبعضها أنه صلي عشرة أيام، مع أنهم روي انقطاع النبي عن الصلاة ثلاثة أيام (1).
فروي الطبراني عن ابن عباس قوله: " فائتم أبو بكر بالنبي وائتم الناس بأبي بكر " (2).
وفي رواية: " فدعا بعلي وابن عباس وانكب عليهما وخرج إلي المسجد وصلي ثم قال يا معشر المسلمين " (3).
وفي رواية: " وكان رسول الله يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله والناس يقتدون بصلاة أبو بكر " (4).
فهذه الروايات صريحة ان الذي صلي بالناس وكان امام جماعتهم هو رسول الله (صلي الله عليه وآله) وان توهم الناس ان الامام هو أبو بكر.
وبعض الروايات علي أن عمر صلي بهم:
كما روي عن الزهري وابن زمعة في رواية قال: " ان رسول امر ابا بكر ان يصلي بالناس فصلي عمر " (5).
الملاحظة الثانية: انه لو سلمنا استخلاف رسول الله ابا بكر في الصلاة، فان ذلك لا يوجب التقدم لان رسول الله (صلي الله عليه وآله) استخلف كثيرا من الناس في غزواته وسراياه كابن أم مكتوم وابن رواحة وغيرهما كثير وكانوا يصلون بالناس مدة غيابه (6).
فان العلة هي غياب الرسول عن المسجد، سواء كان هذا الغياب لأجل المرض أم السفر أم غير ذلك.
ان قيل: استخلاف الرسول ابا بكر قبيل وفاته يعطي اهتماما أكثر وعناية منه اليه.
قلنا: أولا: هم علي أن الرسول لم يستخلف لامته وهذا الفعل اما يكون استخلافا واما لا
١ - الوفا بأحوال المصطفي: ٧٩٢، ويؤيده بدء مرضه في ٢٨ صفر ووفاته في ٢ ربيع الأول (راجع تاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٢، والوفا: ٧٨٣ - ٧٨٤).
٢ - المعجم الكبير: ٢ / ٨٩ ح ١٢٦٣٤ ترجمة ابن عباس ما روي أبو عمر يحي بن عبيد عنه، والوفا بأحوال المصطفي: ٧٩٣، وأنساب الاشراف: ١ / ٥٥٧ ح ١١٣١ ط. مصر.
٣ - تاريخ الخميس: ٢ / ١٦٣ - ١٦٤ بيعة أبي بكر من المواطن ١١.
٤ - تاريخ الخميس: ٢ / ١٦٣ - ١٦٤ بيعة أبي بكر من المواطن ١١.
٥ - تاريخ الخميس: ٢ / ١٦٣ بيعة أبي بكر الموطن ١١، والمعجم الأوسط: ٢ / ٤١ ح ١٠٦٩ عن ابن أبي زمعة.
٦ - راجع الطبقات الكبري: ٢ / 20، و 29، و 38، و 51، و 62، و 81 ذكر عدد مغازي الرسول ما بعده.
(١٩٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (3)، الطبراني (1)، المرض (2)، السجود (2)، الصّلاة (3)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، شهر ربيع الأول (1)

صفحه 183

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩١
يكون.
ثانيا: استخلافه علي الصلاة مرة واحدة يعطي عناية، واستخلاف أمير المؤمنين علي اهله وأمته وقضاء دينه وغسله ودفنه والصلاة عليه ورد أماناته واعطائه دابته وسلاحه وعمامته ونحو ذلك كثير، كل ذلك لا يعطي عناية وإشارة إلي الميل لاستخلافه؟!
ثالثا: قد يكون استخلاف ابن أم مكتوم أفضل وفيه عناية أكثر من استخلاف أبي بكر لتكرار استخلاف الرسول ابن أم مكتوم علي المدينة وصلاته بالناس أكثر من ثلاث مرات ولمدة طويلة، ولكون الاستخلاف ليس فقط علي الصلاة وبجماعة داخل المسجد، بل علي الناس والمدينة، وكأنه أصبح مكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) في امره ونهيه.
رابعا: علي أن استخلاف الصلاة كان لأمر الدين اما الاستخلاف علي المدينة ففيه امر الدين وأمر الدنيا وهو أقرب للإمامة والخلافة.
خامسا: صلي نافع وسالم اماما بالناس وصلي خلفه عمر وأبي بكر، فلزم كونهما الخليفة دون أبي بكر (1).
* الملاحظة الثالثة: ان صلاة النبي خلف أبي بكر مع كونها من الروايات المحرفة وعدم اتفاق الروايات عليها، فان النبي صلي خلف عبد الرحمن بن عوف، كما اتفقوا عليه من رواية المغيرة.
حتي قال لهم بعد الصلاة: " أحسنتم هكذا فافعلوا ".
وفي المسند: " أصبتم وأحسنتم " (2).
فلماذا يقال بخلافة وتقدم أبي بكر فقط؟!
مع أن عبد الرحمن أتم صلاته اماما، اما ابا بكر فقد صلي بعض الصلاة اماما، بناء علي صحتها.
علي أنهم رووا صحة الصلاة خلف البر والفاجر (3).
١ - السنن الكبري: ٣ / ٨٩.
٢ - احياء علوم الدين: ١ / ١٧٤ كتاب الصلاة الباب الرابع، وراجع هامشه، وتاريخ الخميس: ٢ / ١٦٣ بيعة أبي بكر -، ومسند أحمد: ١ / ٣١٤ ط. ب، و ١ / ١٩٢ ط. م، والمطالب العالية: ١ / ١١٤ ح ٤١٥ باب الامر باتباع الامام في أفعاله عن أبي يعلي.
٣ - السنن الكبري: ٣ / 121 كتاب الصلاة - باب الصلاة خلف البر والفاجر.
(١٩١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، الصّلاة (12)، السجود (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)

صفحه 184

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٢
قال أحد البكرية للكراجكي: صلاة أبي بكر أجل وهو بالخلافة أولي من عبد الرحمن وأحق، لان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قدم ابا بكر والأمة قدمت عبد الرحمن، فمن قدمه رسول الله أولي بالأمر ممن قدمه الناس.
فقال الكراجكي رحمة الله: ان لخصمك إذا سلم ان رسول الله قدم ابا بكر أن يقول: بل صلاة عبد الرحمن أجل وأفضل وهو بالخلافة أولي من أبي بكر وأحق، لان تقديم النبي انما دل علي أنه قد رضيه اماما لمن حضر من أمته في المسجد، وصلاته خلف عبد الرحمن تدل علي أنه قد رضيه لنفسه ولامته، ومن رضيه النبي في الصلاة لنفسه وأمته أحق بالخلافة ممن نصبه النبي اماما في الصلاة لبعض أمته، فتحير (1).
أقول: بناء علي أن النبي لم يستخلف لعدم حاجة الأمة لذلك لا يحمل تقديم ابا بكر - ان صح - للصلاة استخلافا ولا أحقية في ذلك.
اما تقديم الناس عبد الرحمن والعقد له علي إمامتهم في الصلاة، والتي هي أفضل العبادات " ومن أم الناس في الصلاة أحق بالخلافة " كما روي عن عمر (2) فأولي، لان رسول الله (صلي الله عليه وآله) رأي ذلك ورضيه وأتم بذلك الصلاة وأيده بعد الفراغ منها واستحسنه.
* الملاحظة الرابعة: ان صلاة النبي خلف أبي بكر لا تجوز للزومها فضل أبي بكر علي النبي (صلي الله عليه وآله)، لفضل كل امام علي المأمومين، كما وردت في ذلك الروايات (3).
لذا أجمعت الخاصة والعامة علي تفضيل الامام المهدي (عج) علي النبي عيسي (عليه السلام) لصلاته خلفه (4).
ان قيل: فصلاته خلف عبد الرحمن بن عوف؟
قلنا: القاعدة فضل الامام علي المأموم ولا يجوز للنبي تقديم غيره، كما لا يجوز لغيره تقدمه.
وهذا كما يبطل صلاة النبي خلف أبي بكر، يبطل صلاته وراء عبد الرحمن.
* الملاحظة الخامسة: أن صلاة أبي بكر بالناس لا يوجد لها زمان، فإنه قبل مرض النبي
١ - كنز الفوائد: ٣٢٨ كتاب التعجب الفصل الثامن - أغلاط البكرية -.
٢ - كنز الفوائد: ٥ / 634 ح 14131 مسند عمر، ويأتي نحو ذلك من الروايات..
3 - راجع إضافة إلي ما يأتي قريبا البيان: 111.
4 - كما ذكر الكنجي في بيانه: 111، وفصل في ذلك لأ مستدلا بالروايات الشريفة، والآيات الكريمة.
(١٩٢)
مفاتيح البحث: النبي عيسي بن مريم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الرحمن بن عوف (1)، السجود (1)، الصّلاة (10)، المرض (1)، الباطل، الإبطال (2)، الجواز (3)، الكرم، الكرامة (1)

صفحه 185

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٣
(صلي الله عليه وآله) كان في جيش أسامة (1).
وقبل وفاة النبي (صلي الله عليه وآله) كان في السنخ (2).
بل بعض الروايات أنه رجع بعد ثلاثة أيام من وفاة النبي (3).
فكيف كان يصلي بالناس!!؟
* الملاحظة السادسة: دعوي كون الصلاة مشيرة إلي رضي رسول الله بابي بكر خليفة لا دليل عليها سوي تصحيح خلافته، وإلا القرائن علي خلافها، فمثلا نفس إرسال النبي أبا بكر في جيش أسامة دليل علي عدم رغبة النبي (صلي الله عليه وآله) بصلاة أبي بكر بالناس.
وإذا كانت الصلاة مؤشرا للخلافة فلماذا تنهي عائشة وتعترض علي صلاة أبيها بالناس؟!
هذه بعض روايات الباب وبعض الملاحظات، ولمن أراد المزيد فليرجع إلي كتاب ابن الجوزي الذي ألفه لابطال صلاة أبي بكر بالناس بالأدلة المفصلة.
١ - تاريخ الطبري: ٣ / ١٨٦ و ٤٤٢، والكامل في التاريخ: ٢ / ٢٣٤، وسيرة ابن هشام: ٢ / ٦٥٠ - بدء مرض النبي.
٢ - تاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٢، ومغازي الواقدي: ٣ / ١١٢٠.
٣ - تاريخ الطبري: ٢ / 443.
(١٩٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الصّلاة (4)، الوفاة (2)، كتاب تاريخ الطبري (3)

صفحه 186

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٤
* الامر الثالث:
إن عمل الخلفاء لا يوجب الحجة لأنه عين المتنازع به، فكيف يستدل بخلافة أبي بكر علي جواز تقدم المفضول الذي هو أول المفضولين؟!
أم كيف يستدل بفعل عمر يوم الشوري علي ذلك؟!
فإذا ثبت قبح تقدم المفضول فتقدم الخلفاء في غير محله.
وإذا ثبت حسنه فخلافة أبي بكر وعمل عمر لا يؤثران، فليسا من الأدلة في شئ.
علي أنه معارض بعمل أبي بكر وعمر، فإنهما نصا علي شخص أو أشخاص محددين ولم يستخلفا استخلافا، ولا تركا الامر للأمة، ولا فسحا المجال حتي لإعادة سقيفة بني ساعدة!.
فكثير من علماء العامة تعصبا قالوا بجواز تقدم المفضول، بل بحسنه لكي يبرروا عمل الخلفاء، وإلا فهم في قرارة أنفسهم يحكمون بقبح تقدم الجاهل علي العالم، ولا أقل في امامة الجماعة، كما يأتي في الروايات قريبا، والتي هي من احدي أدلتهم علي تقدم أبي بكر.
ومن تتبع كلمات القوم يجد ان أدلتهم في الإمامة أخذوها جميعا من فعل أبي بكر وعمر، فمثلا:
قال القاضي اللاهيجي بعد ذكر كونه من بني هاشم وعالما بجميع مسائل الدين وظهور المعجزة علي يده: ويبطل الثلاثة انا ندل علي خلافة أبي بكر ولا يجب له شئ مما ذكر.
الخامسة: ان يكون معصوما ويبطله ان ابا بكر لا يجب عصمته اتفاقا (1).
وقال: تثبت ببيعة اهل الحل والعقد خلافا للشيعة: لنا ثبوت امامة أبي بكر بالبيعة (2).
وقال أبو الثناء: ولا يشترط فيه العصمة، لنا امامة أبي بكر (3).
١ - الغدير: ٧ / ١٤٠ و ١٤١.
٢ - الغدير: ٧ / ١٤٠ و ١٤١.
٣ - الغدير: ٧ / 140 - 141.
(١٩٤)
مفاتيح البحث: خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (3)، بنو هاشم (1)، السقيفة (1)، الجهل (1)، الجواز (1)، الجماعة (1)

صفحه 187

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٥
وأقل الماوردي: لا تنعقد إلا بجمهور اهل العقد والحل … وهذا مرفوع ببيعة أبي بكر (1).
وعلي حد قوله قال الجويني في الارشاد ص: 424 (2).
وقال القرطبي في تفسيره: ودليلنا ان عمر عقد البيعة لابي بكر ولم ينكر أحد من الصحابة ذلك (3).
وهذا بناء علي أن علي بن أبي طالب وأبو سفيان وسلمان وفاطمة (عليها السلام) والزبير وسعد و …
ليسوا من الصحابة عند الجويني، والا فتقدم انكارهم وتصريحهم به؟!
وبكلمة مجملة: ما ذكروه من أدلة كان ناتجا من تبرير خلافة الخلفاء، اما لو كان هناك أدلة من القرآن والرسول لذكروها، بل علي العكس الأدلة علي تقدم الفاضل كما سوف نشرع فيه تفصيلا.
١ - الغدير: ٧ / ١٤٢.
٢ - الغدير: ٧ / ١٤٢.
٣ - الغدير: ٧ / 142 عن تفسيره 1 / 230.
(١٩٥)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، علي بن أبي طالب (1)، الجويني (2)، القرآن الكريم (1)

صفحه 188

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٦
أدلة حسن تقديم الفاضل * البيان الثاني:
في أدلة تقدم الفاضل علي المفضول بعد أن عرفت منهج القوم وانه مخالف للفطرة السليمة والذوق الحسن يسهل علينا دعوي أن قبح تقدم المفضول أمر فطري يحكم به كل عاقل إذا خلي والظروف السياسية للإمامة.
قال ابن حجر [مع أنه قائل بحسن تقدم المفضول (1)]: " علي أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل " (2).
ولذا ما نأتي به من أدلة فإنها أشبه بمؤيدات لهذا الحكم الفطري والوجداني.
وأدلتنا أولا من القرآن الكريم ثم من السنة ثم من العقل، مع ذكر أقوال العلماء.
1 - الصواعق المحرقة: 17 المقدمة الثالثة.
2 - الصواعق المحرقة: 255 الآيات الواردة في أهل البيت تنبيه - الآية الثانية عشر -.
(١٩٦)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، يوم عرفة (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)

صفحه 189

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٧
الدليل الأول:
الآيات القرآنية وذلك بعدة آيات الأولي:
قوله تعالي في قصة نوح وطالوت:
* (قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤت ملكه من يشاء والله واسع عليم) * (1).
وقال: * (ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نري لكم علينا من فضل..) * (2).
فالمرتكز في نفوس الناس ان صاحب الفضيلة والفضل ومن تقدم علي قومه ببعض المزايا، ككونه أعلم وأشجع قومه، هو صاحب السيادة والملك وقيادة الأمة أو الجيوش هذا من جهة.
ومن جهة أخري هناك بعض الناس ومن باب المحافظة علي كيانها الشخصي ومصالحها الذاتية، تفهم ان السيادة من حق أصحاب الأموال كصفة مادية، وان الفقراء لا نصيب لهم بالخلافة، فأجابهم الله ان المعيار في السيادة والملك هو الفضائل النفسية التي يتمتع بها الشخص، ككونه عالما وشجاعا.
وعلة ذلك أن قيادة الأمة تحتاج إلي علم بكل شئ في الأمة لكي يتمكن القائد والخليفة من ضبط الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هذا إضافة إلي الشجاعة التي لابد ان يتحلي بها ليستطيع ان يحكم بما يعلم، وليقتدي به الناس في الجهاد وليضبط الأوضاع العامة.
ولذا جاءت الرواية عن أمير المؤمنين باحتجاجه بهذه الآية علي خلافته وتقدمه علي معاوية، فقال (عليه السلام) بعد ذكر الآيات المتقدمة:
١ - البقرة: ٢٤٧.
٢ - هود: ٢٧.
(١٩٧)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)

صفحه 190

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٨
" ايها الناس ان لكم في هذه الآيات عبرة لتعلموا ان الله جعل الخلافة والامر من بعد الأنبياء في أعقابهم، وأنه فضل طالوت وقدمه علي الجماعة باصطفائه إياه وزيادته بسطة في العلم والجسم، فهل تجدون الله اصطفي بني أمية علي بني هاشم، وزاد معاوية علي بسطة في العلم والجسم " (1).
وعن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) في وصف الإمامة والامام: " ان الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم اهل زمانهم في قوله عز وجل:
* (أفمن يهدي إلي الحق أحق ان يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون) *.
وقوله عز وجل في طالوت: * (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم … ) * " (2).
قال القرطبي: يجب ان يكون أفضلهم في العلم لقوله (صلي الله عليه وسلم) أئمتكم شفعاؤكم فانظره بمن تتشفعون، وفي التنزيل في وصف طالوت: * (ان الله اصطفاه عليكم وزاده) * (3).
وقال الفخر الرازي في معرض تفسير الآية: ان هذه الآية تدل علي بطلان قول من يقول:
ان الإمامة موروثة، وذلك لان بني إسرائيل أنكروا ان يكون ملكهم من لا يكون من بيت المملكة، فأعلمهم الله تعالي ان هذا ساقط، والمستحق لذلك من خصه الله تعالي بذلك.
إلي أن قال: إن العلم بأمر الحروب والقوي الشديد علي المحاربة يكون الانتفاع به في حفظ مصلحة البلد، وفي دفع شر الأعداء أتم من الانتفاع بالرجل النسيب الغني إذا لم يكن له علم بضبط المصالح، وقدرة علي دفع الأعداء فثبت بما ذكرنا أن اسناد الملك إلي العالم القادر أولي من اسناده إلي النسيب الغني (4).
وقال سيد المفسرين: الغرض من الملك ان يدبر صاحبه المجتمع تدبيرا يوصل كل فرد من أفراده إلي كماله اللائق به، ويدفع كل ما يمانع ذلك، والذي يلزم وجوده في نيل هذا
١ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٢٤٥ ح ٩٧٠.
٢ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٢٤٥ ح ٩٧٤.
٣ - تفسير القرطبي: ١ / 231.
4 - تفسير الفخر الرازي: 6 / 173 - 174 مورد الآية.
(١٩٨)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، بنو أمية (1)، بنو هاشم (1)، الباطل، الإبطال (1)، الجماعة (1)

صفحه 191

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٩
المطلوب امران: أحدهما العلم بجميع مصالح حياة الانسان ومفاسدها.
وثانيهما: القدرة الجسمية علي اجراء ما يره من مصالح المملكة (1).
الآية الثالثة قوله تعالي:
* (انما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (2).
وبعد ملاحظة الروايات التي تشير إلي أن المنذر رسول الله (صلي الله عليه وآله) والهادي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أو أنه رجل من بني هاشم كما يأتي.
وبعد ملاحظة معني الآية وانها تكشف عن وجود امام في كل قوم يهديهم إلي صراط العزيز الحميد، فان الهداية لا تتحقق إلا بأمور:
أ - ان يكون الهادي عالما بجميع ما جاء به النبي (صلي الله عليه وآله) من الاحكام وبمختلف مجالاتها، وإلا لما صدق كونه هاديا لهم علي وزان إنذار رسول الله (صلي الله عليه وآله).
ب - ان يقوم بتنفيذ جميع الأوامر والنواهي الشرعية بحيث لا يقع الاخلال منه بشئ منها.
ح - ان يكون مصيبا في كل أقواله وأفعاله وأوامره، وإلا لم يكن هاديا بل كان ضالا.
وانما تتم هذه الأمور إذا كان أفضل واعلم الأمة، لوضوح أن الجاهل ببعض الاحكام لا يستطيع أن يهدي غيره إليها، ولو لاحتمال الاخلال في الأداء لعدم عصمته، وقد قيل: فاقد الشئ لا يعطيه.
وآثار ذلك تتضح فيمن راجع سيرة الخلفاء وهديهم، وكيف كان بعضهم لعدم علمه يقع في الخطأ ويوقع الأمة في الضلالة، وسوف نوقفك علي بعض نماذجها أعاذنا الله وإياك من الانحراف والزلل.
الآية الرابعة: قوله تعالي:
* (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون … ) * (3).
١ - تفسير الميزان: ٢ / ٢٨٧ مورد الآية.
٢ - الرعد: ٧.
٣ - الزمر: ٩.
(١٩٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، بنو هاشم (1)، التصديق (1)، الجهل (1)، تفسير الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي (1)

صفحه 192

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٠
* (يرفع الله الذين آمنوا واتوا العلم درجات) * (1).
قال القاضي: لا شبهة ان علم العالم يقتضي لطاعته من المنزلة مالا يحصل للمؤمن، ولذلك فإنه يقتدي بالعالم في كل أفعاله ولا يقتدي بغير العالم، لأنه يعلم من كيفية الاحتراز عن الحرام والشبهات ومحاسبة النفس ما لا يعرفه الغير، ويعلم من كيفية الخشوع والتذلل في العبادة ما لا يعرفه غيره، ويعلم من كيفية التوبة وأوقاتها وصفاتها ما لا يعرفه غيره، ويتحفظ فيما يلزمه من الحقوق ما لا يتحفظ منه غيره، وفي الوجوه كثرة (2).
* أقول: ومن الوجوه عدله في المجتمع وصحة قضائه وحكمه، فان العالم بعلمه يسدد في مسيرته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، العلم يجعل صاحبه مصيبا في كل ما يصدر منه، وحكيما في كل ما يصدره، فكيف يقال بتساوي من يعلم مع غيره الأقل علما؟
والمؤمنون قسمان: عالم وجاهل، والعالم قسمان: اعلم ودونه في العلم، والله يرفع الذين آمنوا واتوا العلم درجات، فالرفع للذين أوتوا العلم كل له درجات علي حسب علمه.
لذا قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): " نحن الذين يعلمون " (3).
هذا، ويحتمل تفسير الذين يعلمون أو أوتوا العلم بفئة علي الخصوص، اي بأئمة العدل والخلفاء دون غيرهم، وذلك أن الله يرفع من أوتي العلم فيراد بالعلم العلم بكل شئ (يحتاجه الناس) (4)، حيث أن تفسيره بعامة الناس لا يحقق الغرض المرجو، والله وأهل بيته اعلم.
* الدليل الثاني:
الروايات الشريفة وهي علي طوائف:
* الطائفة الأولي:
١ - مجادلة: ١١.
٢ - تفسير الرازي: ٢٩ / ٢٧٠ - سورة المجادلة -.
٣ - تفسير نور الثقلين: ٤ / 478 ح 17 تفسير الآية.
4 - كون أهل البيت يعلمون كل شئ أو ما يحتاجه الناس تقدم تفصيلا في الكتاب الثاني.
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، سورة المجادلة (1)

صفحه 193

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠١
ما ورد في النهي عن تقديم المفضول وطاعة امراء السوء - فأخرج الطبراني عن عابس الغفاري قال: إني أخاف ان يدركني ست سمعت رسول الله يذكرهن: " الجور بالحكم والتهاون في الدماء، وامارة السفهاء، وقطيعة الرحم، وكثرة الشرط، وتقديم القوم الرجل ليس بأفقههم ولا بخيرهم ليغنيهم بالقرآن " (1).
وفي لفظ آخر: " يقدمون الرجل ليس بأفقههم في الدين ولا بأعلمهم وفيهم من هو أفقه منهم واعلم، يقدمونهم يغنيهم غناء " (2).
وفي لفظ أصرح فيه: " يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أفضلهم " (3).
- وفي الأوسط بلفظ: " يتخوف علي أمته ست خصال … يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ولا بأفضلهم يغنيهم غناء " (4).
- واخرج مسدد باسناد حسن وصححه الحاكم عن ابن عباس رفعه قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " من استعمل رجلا علي عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضي لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان جميع المؤمنين " (5).
وعنه: " سيكون امراء تعرفون وتنكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك " (6).
وقال عمر: أما ان رسول الله قد قال: " ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " (7).
وفي رواية عبادة بن الصامت: " سيكون عليكم امراء من بعدي يأمرونكم بما لا تعرفون
١ - المعجم الكبير: ١٨ / ٣٤ - ٣٦ ترجمة عابس الغفاري.
٢ - المعجم الكبير: ١٨ / ٣٤ - ٣٦ ترجمة عابس الغفاري.
٣ - المعجم الكبير: ١٨ / ٣٤ - ٣٦ ترجمة عابس الغفاري.
٤ - المعجم الأوسط: ١ / ٣٩٣ ح ٦٨٩ من اسمح أحمد.
٥ - المطالب العالية: ٢ / ٢٣٣ ح ٢١٠٣ باب فضل الإمام العادل وذم الجائر، والمستدرك: ٤ / ٩٢ باب الاحكام، والسنن الكبري: ١٠ / ١١٨ كتاب آداب القاضي.
٦ - كنز العمال: ٦ / 68 ح 14877 كتاب الامارة.
7 - السنن الكبري للبيهقي: 3 / 89 كتاب الصلاة - امامة الموالي.
(٢٠١)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (1)، عبادة بن الصامت (1)، القرآن الكريم (1)، النهي (1)، الهلاك (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، الصّلاة (1)

صفحه 194

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٢
ويعملون بما تنكرون فليس أولئك عليكم بأئمة " (1).
ونحو ذلك من الروايات الناهية عن إطاعة الخليفة الأقل معرفة أو الجائر وذلك بسبب ارتكابه أمور:
كونه ظالما، تاركا للصلاة، العمل بغير ما يعمل الناس الدال علي قلة علمه، تقديم شرار الناس علي خيارهم (2).
حتي افتي البعض بوجوب الخروج علي أئمة الجور (3).
وعن سلمان: قلت يا رسول الله ان لكل نبي وصيا [وصي] فمن وصيك؟
فسكت عني، فلما كان بعد رآني فقال: " يا سلمان فأسرعت اليه " قلت: لبيك، قال: " تعلم من وصي موسي (عليه السلام)؟ " قلت: نعم يوشع بن نون.
قال (صلي الله عليه وآله): " لم؟ قلت لأنه كان أعلمهم يومئذ. [قال] فان وصي [واعلم أمتي] وموضع سري وخير من اترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب ".
وروي أيضا عن انس بن مالك (4).
وعنه في قصة محاورة الجاثليق لابي بكر قال الجاثليق: " يا هذا أخبرني كيف استجزت لنفسك ان تجلس هذا المجلس وأنت محتاج إلي علم غيرك، فهل في أمة نبيكم من هو أعلم منك؟
قال: نعم، قال: ما أعلمك وإياهم إلا وقد حملوك امرا عظيما وسفهوا بتقديمهم إياك علي من هو
١ - كنز العمال: ٦ / ٦٨ ح ١٤٨٨٣ كتاب الامارة.
٢ - يراجع كنز العمال: ٦ / ٦٧ إلي ٨٠٥ من كتاب الامارة من حديث ١٤٨٧٢ - إلي - ١٤٩٦٠ من الفرع الثالث، ومسند أحمد: ٢ / ٩٥ ط. م، و ٢ / ٢٢٧ ط. ب.
٣ - شرح النهج: ٥ / ٧٨ الخطبة ٦٠.
٤ - المعجم الكبير: ٦ / ٢٢١ ترجمة سلمان ما روي أبو سعيد عنه ح ٦٠٦٣، وتذكرة الخواص: ٤٦ الباب الثالث خبر النجوي، والوصية، وفيض القدير: ٤ / ٣٥٩ ط. مصر ١٣٥٦، ومجمع الزوائد: ٩ / 113، ومناقب الكوفي: 1 / 386 ح 304.
(٢٠٢)
مفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، يوشع بن نون عليه السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، أنس بن مالك (1)، الصّلاة (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)

صفحه 195

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٣
اعلم منك " (1).
وعن ابن مطعم عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال في حق زيد [الذي تقول فيه عائشة: " لو بقي حيا × × لاستخلفه رسول الله] " (2): " خير امراء السرايا زيد بن حارثة أقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية " (3).
واخرج ابن راهويه عن ابن بريدة قال: قال عمر لابي بكر لما منع عمرو (يعني ابن العاص) الناس ان يوقدوا نارا: " اما تري ما يصنع هذا بالناس؟ يمنعهم منافعهم ".
فقال أبو بكر: " دعه فإنما ولاه رسول الله (صلي الله عليه وآله) علينا لعلمه بالحرب " (4).
فالأعلم بالحروب يقدم والأعلم أفضل من دونه علما.
وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) في تعليل بيعة زيد قال: " بايعوه، فهو والله أفضلنا وسيدنا " (5).
وقال الحسن: " قتل عثمان مظلوما فعمدوا إلي أفضلهم فبايعوه " (6).
ونبه أمير المؤمنين (عليه السلام) علي ذلك في سقيفة بني ساعدة بقوله: " لنحن أحق الناس لأنا أهل البيت ونحن أحق بهذا الامر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله العالم بسنن رسول الله المضطلع بأمر الرعية المدافع عنهم الأمور السيئة القاسم بينهم بالسوية، والله انه لفينا فلا تتبعوا الهوي فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا " (7).
وقال (عليه السلام): " ان أولي الناس بهذا الامر أقربهم من رسول الله وأعلمهم بكتاب الله عز وجل وأولهم اسلاما وأكثرهم جهادا " (8).
وقال جابر عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب اقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا وهو الامام
١ - ط. مصر ١٣٥٢، وأمالي الصدوق: ٢١ المجلس ٤ ح ١، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٣٦ حجة الأمير.
٢ - المستدرك: ٣ / ٢١٥ كتاب المعرفة ذكر مناقب زيد بن حارثة.
٣ - المستدرك: ٣ / ٢١٥ كتاب المعرفة ذكر مناقب زيد بن حارثة.
٤ - المطالب العالية: ٢ / ٢٣٠ ح ٢٠٩٧ باب تولية الامام العدل إذا كان عارفا بالحرب.
٥ - الكامل في التاريخ: ٣ / ٣٨١ حوادث سنة ١٢٢ - مقتل زيد -.
٦ - انساب الأشراف: ٢ / 215 ح 270 بيعة علي.
7 - الإمامة والسياسة: 1 / 29 إباية علي بيعة أبي بكر، وتقدم جلمة من تصريحاته.
8 - الفتوح لابن أعثم: 1 / 217 رسالة علي إلي معاوية - ذكر خروج علي إلي صفين -.
(٢٠٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، علي بن أبي طالب (1)، زيد بن حارثة (3)، سبيل الله (1)، السقيفة (1)، القتل (2)، المنع (1)، الظلم (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، الحج (1)

صفحه 196

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٤
والخليفة بعدي " (1).
وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ما ولت أمة قط أمرها رجلا وفيهم اعلم منه إلا لم يزل امرهم يذهب سفالا حتي يرجعوا إلي ما تركوا " (2).
وقال المقداد: " وا عجبا لقريش ودفعهم هذا الامر علي اهل بيت نبيهم ومنهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله اعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم غناء في الاسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم " (3).
أخرج الحاكمي عن معاذ عن رسول الله وغيره عن أبي ذر انه سمع عليا يقول يوم الشوري: " فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أنت أقومهم بأمر الله وأوفاهم بعهد الله وأعلمهم بالقضية وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية غيري؟
قالوا: لا " (4).
وعن انس: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " امام القوم وافدهم إلي الله فقدموا أفضلكم " (5).
فالرسول (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن يبينان صفات الخليفة التي لابد ان تتوفر فيه وأنه الأفضل، وهكذا فهم المقداد وأبو ذر وعمر وأنس وأبو بكر وغيرهم من الصحابة.
١ - مائة منقبة: ٧٦ المنقبة الخامسة، والعشرون.
٢ - كنز الفوائد: ٣١٩ كتاب التعجب الفصل السادس، وذكره ٢١٥ عن أبي ذر، والاحتجاج: ١ / ١١٥ احتجاجه علي المهاجرين.
٣ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٦٣ أيام عثمان.
٤ - ارشاد القلوب: ٢ / ٢٦٣، وقريب منه في الحلية: ١ / ٦٦ ط. مصر، وذخائر العقبي: ٨٣، والمناقب للخوارزمي ١١٠ فصل ٥ ح ١١٨، ومجمع الزوائد: ٩ / 165 ط. مصر 1352، وجواهر المطالب: 1 / 204 باب 32.
5 - المطالب العالية: 1 / 120 ح 436 باب شروط الأئمة عن الحارث.
(٢٠٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 197

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٥
* الطائفة الثانية:
ما ورد في تقديم امام الصلاة وهي حجتهم في تقديم أبي بكر فعن ابن مسعود: قال عمر: " يا معشر الأنصار ألستم تعلمون ان رسول الله قد أمر ابا بكر أو يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه ان يتقدم ابا بكر؟ " (1).
وفي لفظ: " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر ان يؤمهم غيره " أورده ابن الجوزي في الموضوعات (2).
وسوف يأتي ان روايات امام الجماعة توجب تقدم الأعلم بالسنة أو بالقرآن، وهو عين ما ندعيه من امامة الفاضل العالم.
ويكون قياس امامة الصلاة علي امامة المسلمين اما باعتبار الالزام، فهي حجتهم علي كل حال، واما للروايات الصريحة، نحو:
ما ورد في مسند عمر: " من أم الناس في الصلاة أحق بالخلافة " (3).
وعن واثلة: " اصطفوا، وليتقدمكم في الصلاة أفضلكم فان الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس " (4).
وعن ابن عمر ومرثد: " ان أردتم ان تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم "، أخرجه الدارقطني والبيهقي (5).
ولمرثد لفظ: " ان سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم [علماؤكم] فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم " (6).
١ - المستدرك: ٣ / ٦٧ كتاب المعرفة، وكنز العمال: ٥ / ٦٤٣، و ٦٥٥ ح ١٤١٣١، و ١٤١٤٨ كتاب الخلافة خلافة أبي بكر، ومسند أحمد: ١ / ٢١، و ٣٩١ ط. م، و ٦٥٥، و ٣٦ ط. ب.
٢ - فتح الملك العلي: ٦٢.
٣ - كنز العمال: ٥ / ٦٤٣ مسند عمر.
٤ - مجمع الزوائد: ٢ / ٢٠٦ كتاب الصلاة - باب (١١١) - ح ٢٣٢٤، والجامع الصغير: ١ / ٧١، والمعجم الكبير: ٢٢ / ٥٦ ترجمة واثلة ما روي مكحول عنه.
٥ - احياء علوم الدين: ١ / ١٧٤ الباب الرابع في الإمامة، والقدوة من كتاب الصلاة.
٦ - مجمع الزوائد: ٢ / 207 كتاب الصلاة - باب (111) - الإمامة ح 2325.
(٢٠٥)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الصّلاة (7)، الجماعة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (1)

صفحه 198

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٦
وعن أبي هريرة: " وإذا أمكم فهو أميركم " (1).
واما لأهمية الصلاة علي الأمور الأخري حيث إنها أساس الدين وعموده.
فقد اخرج الطبراني والترمذي وغيرهم عن أبي مسعود الأنصاري قول رسول الله (صلي الله عليه وآله): " [أحق القوم بان يؤمهم] يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كان في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فان كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة " (2).
وزيد في رواية: " فان كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما " (3).
وعن ابن مسعود وأبي مسعود وعقبة بن عمرو في أحاديث صحيحة: " يؤم القوم أقدمهم هجرة، فأن كانوا في الهجرة سواء فأفقههم في الدين، فان كانوا في الفقه سواء فاقرؤهم للقرآن " (4).
وفي الجامع الصغير عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ليتقدمكم في الصلاة أفضلكم " (5).
وعن مرثد بن أبي مرثد الغنوي: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ان سركم ان تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم " (6).
* أقول: وهنا استنتاجات:
أنه ليس المراد بقراءة القرآن مجرده أو حفظه وإلا فأبي أقرؤهم ومعه لا تتم حتي خلافة أبي بكر.
فلعل المراد الأعلم بالقرآن وبأحكام الاسلام المأخوذة منه، وفي الروايات ما يشير إلي ذلك.
من ذلك ما ورد في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) عن عطاء وعاصم عن أبي عبد الرحمن
١ - مجمع الزوائد: ٢ / ٢٠٦ كتاب الصلاة - باب (١١١) - الإمامة ح ٢٣٢٢.
٢ - سنن الترمذي: ١ / ٤٥٨ أبواب الصلاة باب من أحق بالإمامة ج ٢٣٥، وصحيح مسلم: ٥ / ١٧٧ كتاب الصلاة كذلك ح ١٥٣٠، والمعجم الكبير: ١٧ / ٢١٨ ترجمة ابن مسعود ما روي أوس عنه، وسنن الدارقطني: ١ / ٢٢٤ ح ١٠٧٣ باب من أحق بالإمامة، والسنن الكبري للبيهقي: ٣ / ٩٩ كتاب الصلاة - امامة الموالي.
٣ - كنز العمال: ٧ / ٥٩٢ ح ٢٠٤١٤ صفاة الامام، وآدابه، والمعجم الكبير: ١٧ / ٢٢١.
٤ - المعجم الكبير: ١٣ / ٢٢٤ ترجمة ابن مسعود ما روي عنه صمعج؟؟، والمستدرك: ١ / ٢٤٣ كتاب الصلاة.
٥ - الجامع الصغير: ١ / ٧١.
٦ - المعجم الكبير: ٢٠ / ٣٢٨ ترجمة مرثد، والسنن الكبري: ٣ / 90 كتاب الصلاة.
(٢٠٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، أبو هريرة العجلي (1)، الطبراني (1)، مرثد بن أبي مرثد (1)، عقبة بن عمرو (1)، القرآن الكريم (2)، الصّلاة (6)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)

صفحه 199

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٧
السلمي:
" ما رأيت [قريشيا قط] أحد كان أقرأ للقرآن [لكتاب الله] من علي " (1).
وعن ابن عباس قال: " دعا عبد الرحمن بن عوف نفرا من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فحضرت الصلاة، فقدموا علي بن أبي طالب لأنه كان أقرأهم " (2).
وقال عمر: " أعلمنا بالقضاء وأقرؤنا للقرآن علي " (3).
فمع تسالمهم علي أن أبي أقرأ رووا ذلك، ليعرف أن ما ورد للخلافة يراد منه الأعلم بتأويله وبأحكامه التي يحتاجها الخليفة، وما ورد لغير ذلك يكون لصوته الحسن أو ما شابه ذلك، كما ورد بحق أبي.
وهذه الروايات تنطبق علي أمير المؤمنين (عليه السلام) لتكون إضافة إلي وجوب تقدم الأفضل نصا في تقدم علي (عليه السلام) علي الخلفاء.
واما كونه (عليه السلام) أعلمهم بالسنة فتقدم ذلك.
وتبقي الهجرة:
ويمكن القول بكونه (عليه السلام) السابق إلي الهجرة، وذلك اما بملاحظ ما روي عنه (عليه السلام): " اني ولدت علي الفطرة وسبقت إلي الايمان والهجرة " (4).
واما بتفسير الهجرة - والذي هو المتعين - بهجرة النبي (صلي الله عليه وآله) الأولي إلي احياء العرب عن مكة، وكان علي بصحبته في أكثر الأحيان منفردا، وفي بعضها مع زيد وأبي بكر (5).
واما يقال ان ابا بكر لم يسبق عليا في هجرته إلي المدينة، لان الرسول (صلي الله عليه وآله) وأبا بكر مدة المكوث في الغار ثلاثة أيام، وهي التي تأخرها علي في مكة ولحق بهم في قباء، ونزل علي ابن هدم الذين نزل عنده الرسول، بينما نزل أبو بكر علي خبيب بن إساف. كما أخرجه ابن هشام والمقريزي (6).
١ - شواهد التنزيل: ١ / ٣٢، و ٣٣ ح ١٥، و ١٧، ومناقب ابن المغازلي: ٧٢ ح ١٠٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٣٥ ح ١٠٦١، و ١٠٦٢.
٢ - شواهد التنزيل: ١ / ٣٣ ح ١٦.
٣ - شواهد التنزيل: ١ / 35 ح 21.
4 - شرح النهج: 4 / 54 الخطبة 56، ووفاء الوفا: 1 / 222 الباب الرابع فصل 7.
5 - شرح النهج: 4 / 125 الخطبة 56.
6 - سيرة ابن هشام: 2 / 138 ط. مصر - الحلبي 1355 ه. وبيروت - هجرة الرسول، ووفاء الوفاء: 1 / 249 الفصل العاشر من الباب الثالث - دخول النبي المدينة، والرياض المستطابة: 168، وأمتاع الاسماع: 1 / 48.
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)، علي بن أبي طالب (1)، الصّلاة (1)، الوجوب (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (3)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، دمشق (1)

صفحه 200

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٨
خاصة مع ملاحظة ان عليا هو الذي كان يأتيهما بالطعام، فهو هاجر معهم وتأخر عنهم لمصلحة عامة، أهم من المكوث في الغار، ثم دخل المدينة معهم (1).
ان قيل: عندما تطلق الهجرة يراد بها الهجرة إلي المدينة والتي سبق إليها أبا بكر.
قلنا: أولا: هذا لا يفيد امامة أبي بكر فهو اخر من هاجر إليها.
ثانيا: لا نسلم تقدم هجرة أبي بكر إليها، بل نقول بتقدم هجرة علي لنزوله علي ما نزل عليه الرسول (صلي الله عليه وآله)، فالهجرة هجرة للرسول والبقية تبع له.
ثالثا: لا نسلم ذلك الاطلاق، فالهجرة كما تطلق عليها تطلق أيضا علي هجرة النبي إلي القري، كما تقدم، وكذلك تطلق علي هجرة المسلمين إلي ارض الحبشة.
قال رسول الله لأسماء بنت عميس عندما عنفها عمر لتأخير هجرتها: " بلي لكم هجرتان هجرتكم إلي الحبشة وهجرتكم إلي المدينة ". صححه الحاكم والذهبي (2).
لذا إذا أردنا ان نأخذ بمضمون الأحاديث التي تجعل التقدم للأسبق هجرة بقول مطلق، فإننا نقف امام حيرة، سواء من ناحية مكان الهجرة أو صفتها.
فلا بد من إرادة نوع خاص من الهجرة، وهي ما ذكرنا من هجرة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) إلي احياء العرب.
اي الهجرة الأولي والأسبق، وبذلك يصدق ان عليا أول من هاجر مع رسول الله أو إلي الله سبحانه وتعالي.
نعم إذا فسرنا الهجرة بهجرة الحبشة، فلا تفيد فيما نحن فيه، لان المهاجرين إليها لا سبيل للقول بإمامتهم.
وان فسرت الهجرة بالهجرة إلي المدينة بقول مطلق فأيضا، لان أبي بكر ليس بأول سابق إليها.
نعم، يبق ان نرجح بصفة الهجرة والاخلاص فيها، ولو لقول عثمان: " من زعم أنه خير من
١ - مناقب الكوفي: ١ / ٣٦٤ ح ٢٩٢، والاحتجاج: ١ / ١٤١ احتجاج علي يوم الشوري.
٢ - المستدرك: ٣ / 212 كتاب معرفة الصحابة - ذيل مناقب جعفر بن أبي طالب.
(٢٠٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أسماء بنت عميس (1)، جعفر بن أبي طالب عليهما السلام (1)

صفحه 201

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٩
خالك عبد الرحمن في الهجرة الأولي فقد كذب " (1).
ونحن نجد ان الحظ الأوفر في الهجرة لعلي بن أبي طالب، فقد بقي وهاجر بأمر الله وأمر رسوله (صلي الله عليه وآله)، بقي علي فراش النبي (صلي الله عليه وآله) ليفديه بنفسه، وليهاجر بالفواطم، وهاجر بأمر الله ليلحق بالنبي الأعظم.
وعندما بقي كان البقاء أفضل من الهجرة، لما فيه من الحفاظ علي النبي والإسلام.
وعندما هاجر كانت الهجر أفضل من البقاء، لما فيها من الحفاظ علي النبي والإسلام أيضا.
أما صحبة الغار:
فأولا: روي نفي أصل هجرة أبي بكر مع النبي، وفسر آية * (ثاني اثنين) * بالنبي وجبرائيل (عليهما السلام) (2).
ثانيا: من المعلوم أن النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) لم يصحب أبا بكر معه في هجرته كما روي الإمام أحمد عن ابن عباس باسناد حسن قال: " … فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله فقال يا نبي الله، فقال علي ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار (3).
ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (4).
وقال ابن الجوزي: فلما خرج رسول الله (صلي الله عليه وسلم) مختفيا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر (5).
فهذه الروايات علي أنه لم يعلم بخروج رسول الله (صلي الله عليه وآله).
ثالثا: بعض الروايات أن سبب اصطحاب النبي لابي بكر هو عدم افشائه سر النبي لقريش، لضعف ايمانه وقوته (6).
١ - المستدرك: ٣ / ٣٠٩ كتاب معرفة الصحابة. مناقب عبد الرحمن بن عوف.
٢ - الهداية الكبري: ٨٤، والاستغاثة: ١٢٤.
٣ - فضائل الصحابة: ٢ / ٦٨٤ ح ١١٦٨ ومسند أحمد: ١ / ٣٣١ ط. م و ٥٤٤ ح ٣٠٥٢.
٤ - مستدرك الصحيحين: ٣ / ١٣٣ - ١٣٤ مناقب علي.
٥ - الوفا بأحوال المصطفي: ٢٣٩ الباب الثاني ح ٣٢٠.
٦ - الهداية الكبري: ٨٣، والأنوار النعمانية: 1 / 87.
(٢٠٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، عبد الله بن عباس (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن أبي طالب (1)، الكذب، التكذيب (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب الهداية الكبري (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)

صفحه 202

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٠
ولمن أراد مزيد بيان فليرجع إلي ما ذكره الشيخ الاجل المفيد في ابطال فضيلة الغار (1).
1 - الأنوار النعمانية: 1 / 84 إلي 86، و: 2 / 32 - 33
(٢١٠)
مفاتيح البحث: كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)

صفحه 203

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١١
شبهة سكوت الأمير عن الخلافة جاء في أدلة القوم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لو كان منصوصا عليه من قبل رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما سكت عن حقه، ولطلب الخلافة.
ويرد هذه الشبهة أمور:
أولا: لم يسكت أمير الموحدين عن مطالبته بالخلافة بالوقت المناسب، وذلك بعد دفن وتشييع رسول البشرية (صلي الله عليه وآله).
وقد ذكره جملة من الحفاظ منهم الجوهري وابن أبي الحديد واليعقوبي وابن قتيبة (1).
ثانيا: كانت فكرة البيعة قبل دفن النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) تنافي كون الخلافة لمرضاة الله أو لإقامة حكم الله، وتنافي كون الخليفة ظل الله في الأرض.
فكانوا يريدوا أن يحرفوا الخلافة عن مفهومها ويبدلوها بالزعامة والملك، التي تؤخذ بالبيعة والقوة والتهديد الرشوة!
مالوا إلي الدنيا والي الملك وحب الرياسة كما عبر الغزالي فيما تقدم.
ثالثا: لم يجد الأمير من يعينه علي النهوض، فقد مالي الناس مع الهوي والسلطة الحاكمة، فزعا أو اغراء، أو تهديدا، أو جهلا.
حتي روي عنه أنه لو وجد سبعة ما ترك الخلافة (2).
وقد تقدم في تصريحاته أن علة مبايعته لابي بكر هو خوفه من ارتداد الناس.
رابعا: أخرج الديلمي في الفردوس قول النبي الأعظم لعلي (عليهما السلام): " يا علي انما أنت بمنزلة الكعبة تؤتا [تؤتي ولا تأتي] ولا يأتي فان أتاك هؤلاء القوم فسلموا [فمكنوا] لك هذا الامر فاقبله منهم وإن لم يأتوك فلا تأتهم " (3).
وأخرج ابن عساكر عن النبي (صلي الله عليه وآله): " علي كالكعبة الحج إليها فريضة " (4).
١ - شرح النهج: ٢ / ٦٧ و: ٦ / ٢٨ خطبة ٦٦، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٠٥، والإمامة والسياسة: ١ / ١٢.
٢ - الهداية الكبري: ١٩٣.
3 - الفردوس: 5 / 315 ح 8300 ط. دار الكتب العلمية و: 5 / 406 ح 8309 ط. دار الكتاب العربي، وتنزيه الشريعة: 1 / 399 ط. مصر الأولي، وزهر الفردوس لابن حجر: 4 / 398 ط. مصر.
4 - ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: 2 / 407.
(٢١١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، إبن عساكر (1)، الحج (1)، الجهل (1)، الدفن (1)، الرشوة، الإرتشاء (1)، كتاب الهداية الكبري (1)، دمشق (1)

صفحه 204

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٢
وروي أبو جعفر الإسكافي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: " الحمد لله الذي اختار محمدا منا نبيا وابتعثه الينا رسولا، فنحن أهل بيت النبوة ومعدن الحكمة، أمان لأهل الأرض ونجاة لمن طلب، ان لنا حقا ان نعطه نأخذه " (1).
وفي حديث قال (عليه السلام) لابي عبيدة مبعوث الخليفة الأول: " وفي النفس كلام لولا سابق قول وسالف عهد، لشفيت غيضي بخنصري وبنصري، وخضت لجته بأخمصي ومفرقي، لكني ملجم إلي أن ألقي ربي.. " (2) * هذا مختصر في المقام، ولمن أراد مزيد بيان فليرجع لما كتبه العلامة الجزائري والسيد ابن طاووس (3).
1 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 195 شرح الخطبة الثالثة.
2 - محاضرة الأبرار 2 / 187.
3 - كشف المحجة: 180، والأنوار النعمانية: 1 / 102 إلي 107.
(٢١٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيد إبن طاووس (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)

صفحه 205

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٣
* الطائفة الثالثة:
ما ورد صريحا بتقديم الأفضل أخرج الحاكم في قوله تعالي: * (أولي الامر) * قال: " أولي الفقه والخير " (1) ومن ذلك ما ورد عن عثمان: " انا ابا بكر أحق الناس بها - يعني بالخلافة - انه لصديق وثاني اثنين وصاحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) " (2).
وعن أبي سعيد قال: قال أبو بكر: " ألست أحق الناس بها؟ الست أول من أسلم؟ الست صاحب كذا … الست صاحب كذا؟ " (3) وعن موسي بن عقبة: قال أبو بكر: " فكنا معشر المهاجرين أول الناس اسلاما.. أصبح الناس وجوها وابسط ألسنا وأفضل قولا " (4).
وقال أبو بكر لعمر في السقيفة: " أنت أقوي مني.
فقال عمر: " أنت أفضل مني فقالاها الثانية، فلما كانت الثالثة قال له عمر: ان قوتي لك مع فضلك، فبايعوا ابا بكر " (5).
وقال أبو بكر لمن قال له: " ما أنت قائل إذا لقيته وقد وليت علينا فظا غليظا لا يطاق وهو رعية فكيف إذا ملك الامر، فاتقي الله ولا تسلطه علي الناس.
فغضب وقال: أبالله تخوفوني أقول يا رب وليت عليهم خير أهلك " (6).
وقال عبد الرحمن: " فالنبي مات وترك الناس فعمدوا إلي أفضل رجل فولوه الامر " (7).
وقيل لعمر عند وفاته: " فلو انك عهدت إلي عبد الله فإنه لها اهل في دينه وفضله وقديم
١ - مستدرك الحاكم: ١ / ١٢٣ اخر كتاب العلم.
٢ - كنز العمال: ٥ / ٦٥٣ ح ١٤١٤٢ كتاب الخلافة - خلافة أبي بكر.
٣ - كنز العمال: ٥ / ٦٥٣ ح ١٤١٤٢ كتاب الخلافة، وأسد الغابة: ٣ / ٢٠٩ ترجمة أبي بكر، اسلامه.
٤ - تاريخ الخميس: ٢ / ١٦٨ بيعة أبي بكر من الواطن ١١.
٥ - كنز العمال: ٥ / 652 ح 14140 كتاب الخلافة - خلافة أبي بكر - مسند عمر -.
6 - شرح النهج: 1 / 164 الخطبة الثالثة.
7 - نزل الأبرار للبدخشاني: 155 الباب الرابع.
(٢١٣)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، موسي بن عقبة (1)، السقيفة (1)، الموت (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (2)

صفحه 206

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٤
اسلامه " (1).
وهذا تصريح من الخلفاء بان الأفضل يقدم وهو حجة لمن يعترض عليه.
ونحو ذلك من الروايات التي يحتج بها علي خلافة الخلفاء لكونهم أفضل اهل زمانهم ولا معترض من الخلفاء ولا من الصحابة علي تقديم الأفضل.
1 - العقد الفريد: 4 / 260 كتاب الخلفاء - خلاف عمر - امر الشوري.
(٢١٤)
مفاتيح البحث: الحج (1)

صفحه 207

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٥
* الطائفة الرابعة:
ما ورد في صفات الخليفة ومن ذلك ما ورد في صفات الخليفة ومن جل الخلفاء والصحابة والتي بمجموعها يقطع الانسان بتقدم الأفضل.
قال ابن عباس لعمر: " لا تصلح الخلافة إلا لمن اجتمعت فيه خمس خصال مع تقوي الله والعقل والعلم واللب والحلم والفطنة وهو من جمع هذا المال من باب حله ووضعه في مواضعه علي علم ومعرفة ثم عف عنه من بعد ما جمعه من باب حله، يعني لم ينفقه إسرافا فيما لا يحل، الشديد من غير عنف ولا ضجرة، واللين من غير ضعف " (1).
وقال عمر: " لا ينبغي ان يلي هذا الامر إلا رجل فيه أربع خصال: اللين في غير ضعف والشدة في غير عنف والامساك في غير بخل والسماحة في غير سرف فان سقطت واحدة منهن فسدت الثلاث " (2).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): " ثلاثة من كن فيه من الأئمة صلح ان يكون اماما اضطلع بأمانته:
إذ عدل في حكمه ولم يحتجب دون رعيته، وأقام كتاب الله تعالي في القريب والبعيد " (3).
وعنه (عليه السلام): " علي المسلمين بعدما يموت امامهم … أن لا يعملوا عملا ولا يحدثوا حدثا ولا يبدؤا بشئ قبل أن يختاروا لأنفسهم اماما، عفيفا ورعا عارفا بالقضاء والسنة يجمع امرهم ويحكم بينهم، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقه ويحفظ أطرافهم " (4).
وعنه صلوات الله عليه: " إذا كان عليكم امام يعدل في الرعية ويقسم بالسوية اسمعوا له وأطيعوا " (5).
وقال (عليه السلام): " حق علي الامام ان يحكم بما انزل الله وان يؤدي الأمانة فإذا فعل فحق علي
١ - بدء الاسلام وشرائع الدين: ١٠٢ - ١٠٣ قصة اخلاف الستة، ط - صادر / بيروت ١٤٠٦ ه.
٢ - كنز العمال: ٥ / ٧٦٥ ح ١٤٣١٩ كتاب الخلافة - آدب الامارة.
٣ - كنز العمال: ٥ / ٧٦٤ ح ١٤٣١٥ كتاب الخلافة - آداب الامارة.
٤ - كتاب السقيفة - سليم: ١٨٢.
٥ - كنز العمال: ٥ / 780 ح 14368 كتاب الخلافة - إطاعة الأمير.
(٢١٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، الموت (1)، الظلم (1)، الصّلاة (1)، الأمانة، الإئتمان (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، مدينة بيروت (1)، السقيفة (1)

صفحه 208

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٦
الناس ان يسمعوا له وان يطيعوا وان يجيبوا إذا دعوا " (1).
وعنه عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " الا ان الأمراء من قريش - ثلاث مرات - ما أقاموا بثلاث: ما حكموا فعدلوا وما عاهدوا فوفوا وما استرحموا فرحموا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (2).
وقريب منه عن ابن الزبير عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) (3).
* وعن سبط ابن الجوزي بسنده إلي عبد الله العجلي قال: خطب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يوما علي منبر الكوفة فقال: " اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان مني منافسة في سلطان ولا التماس فضول الحطام، ولكن لأرد المعالم من دينك وأظهر الصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك.
اللهم انك تعلم اني أول من أناب وسمع فأجاب لم يسبقني إلا رسولك.
اللهم لا ينبغي ان يكون علي الدماء والفروج والمغانم والاحكام ومعالم الحلال والحرام وامامة المسلمين وأمور المؤمنين البخيل لان نهمته في جميع الأموال، ولا الجاهل فيدلهم بجهله علي الضلال، ولا الجافي فينفرهم بجفائه، ولا الخايف فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ولا المعطل للسنن فيؤدي ذلك إلي الفجور ولا الباغي فيدحض الحق، ولا الفاسق فيشين الشرع " (4).
وفي كلام الأمير هذا مواطن للتأمل لأنها إشارات إلي أمور سبقت وتجديد لأمور اندرست فلاحظ قوله: لأرد المعالم من دينك وأظهر الصلاح في بلادك!
وقوله: اني أول من أناب وسمع!
وقوله: فيدلهم بجهله علي الضلال! فينفرهم بجفائه! فيتخذ قوما دون قوم! فيذهب بالحقوق فيؤدي ذلك إلي الفجور! فيدحض الحق - فيشين الشرع!.
لا حظ ذلك وقارنه بجهل الخلفاء بالسنن كما يأتي، وتعطيلهم لبعض الحدود، وفجور
١ - كنز العمال: ٥ / 764 ح 14313 كتاب الخلافة - آداب الامارة.
2 - المطالب العالية: 2 / 205 ح 2055، و 2056 باب الخلافة في قريش أخرجه أبو يعلي، وفي هامشه:
عزاه البوصيري للطيالسي، وأحمد ابن أبي شيبة، والبزاز أيضا، و 5 / 194.
3 - المصدر السابق.
4 - تذكرة الخواص: 114 الباب السادس في المختار من كلامه - خطبة المنبرية -.
(٢١٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة الكوفة (1)، السبط إبن الجوزي (1)، الضلال (2)، الجهل (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)

صفحه 209

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٧
خالد بامرأة مالك بن النويرة، ففيه إشارات خفية لمن تتبع سيرة الخلفاء وحكامهم.
- وعنه (عليه السلام) " [ان الله فرض] علي أئمة الحق ان يتأسوا بأضعف رعيتهم حالا في الأكل واللباس، ولا يتميزون عليهم بشئ لا يقدرون عليه، ليراهم الفقير فيرضي عن الله بما هو فيه ويراهم الغني فيزداد شكرا وتواضفا " (1).
وقال (عليه السلام): " لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان " (2).
- وكتب الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز:
اعلم يا أمير المؤمنين ان الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف.
الإمام العادل … كالأب الحاني علي ولده يسعي لهم صغارا ويعلمهم كبارا … كالأم السفيقة البرة الرفيقة بولدها … وصي اليتامي وخازن المساكين يربي صغيرهم ويمون كبيرهم … هو القائم بين الله وبين عباده يسمع كلام الله ويسمعهم وينظر إلي الله ويريهم وينقاد إلي الله ويقودهم.
… تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده …
لا تحكم يا أمير المؤمنين بحكم الجاهلين ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين علي المستضعفين. (3).
- وعن جعفر بن محمد الصادق عن ابائه (عليهم السلام) " ان عليا سأل أبا بكر عن الذي يستحق هذا الامر بما يستحقه؟
قال أبو بكر: بالنصيحة والوفاء ودفع المداهنة وحسن السيرة واظهار العدل والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب، مع الزهد في الدنيا، وقلة الرغبة فيها، وانتصاف المظلوم من الظالم للقريب والبعيد، ثم سكت.
فقال علي (عليه السلام): والسابقة والقرابة؟
فقال أبو بكر: والسابقة والقرابة.
1 - تذكرة الخواص: 106، و 107 الباب الخامس، ورعه، وزهده.
2 - تذكرة الخواص: 106، و 107 الباب الخامس، ورعه، وزهده.
3 - العقد الفريد: 1 / 44 كتاب اللؤلؤة في السلطان - صفة الإمام العادل.
(٢١٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، الحسن البصري (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، الظلم (2)، الزهد (1)، السكوت (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)

صفحه 210

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٨
فقال علي (عليه السلام): أنشدك بالله ابا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو في؟
فقال أبو بكر: بل فيك يا أبا الحسن ".
ثم يأخذ الامام ويحتج علي أبي بكر في فضائله فيذكر ثلاثة وثلاثين منقبة تدل علي اتصاف الأمير (عليه السلام) بالصفات المتقدمة - ثم يقول له:
" فبهذا وشبهه تستحق القيام بأمور أمة محمد، فما الذي غرك عن الله وعن رسوله ودينه وأنت خلو مما يحتاج اليه اهل دينه؟ " (1).
وعن انس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " الأمراء من قريش ما رحموا إذا استرحموا وقسطوا وعدلوا إذا حكموا [وما عاهدوا فوفوا] " (2).
وعن أبي هريرة: " ان لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا " (3).
- وقال الحسن (عليه السلام) لمعاوية: " ان الخلافة لمن سار بسيرة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسيرة صاحبيه وعمل بطاعة الله وليست الخلافة لمن عمل بالجور وعطل الحدود " (4).
وعن طلحة: " يا أبا الحسن أنت أولي بهذه الامر وأحق به مني لفضلك وقرابتك وسابقتك " (5).
وقال بشر بن عمرو لمعاوية: " ان صاحبي ليس مثلك انه أحق لهذا الامر منك للفضل في الدين والسابقة في الاسلام " (6).
وقال أبو موسي لمعاوية: " ان هذا الامر لا يكون بالشرف وغيره مما ذكرت وانما يكون لأهل الدين والفضل والشدة في امر الله، مع اني لو أعطيته أعظم قريش شرفا أعطيته عليا "
١ - الاحتجاج: ١ / ١١٣ - ١٢٩ ذيل احتجاج الأمير علي أبي بكر.
٢ - كنز العمال: ٦ / ٤٨ ح ١٤٧٩٠ كتاب الامارة.، و ١٤ / ٧٦ ح ٣٧٩٨٠، والمعجم الكبير: ١ / ٢٥٢ ح ٧٢٥ ترجمة انس ما أسند انس.
٣ مسند أحمد: ٢ / ٥٢٩ ط. بيروت، و ٢ / ٢٧٠ ط. ميمنة.
٤ - ربيع الأبرار: ٢ / ٨٣٧ باب الظلم وذكر الظلمة (٤٨).
٥ - الفتوح لابن أعثم: ١ / ٧٦ ذكر بيعة علي.
٦ - الفتوح: ١ / ٢٤٤ ذكر الواقع الثانية بصفين، وتاريخ الطبري: ٥ / ٢٤٣، والكامل في التاريخ: ٣ / ١٢٢ عنهما الغدير: ١٠ / 307.
(٢١٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو هريرة العجلي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، مدينة بيروت (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الظلم (1)

صفحه 211

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٩
(1).
وقال أبو هريرة وأبو الدرداء: " يا معاوية علام تقاتل علي بن أبي طالب وهو أحق بهذا الامر منك لسابقته في الدين وفضيلته في الاسلام، وهو رجل من المهاجرين السابقين وأنت رجل طليق، وكان أبوك من الأحزاب " (2).
ونحو كلامهم كلام عدي بن حاتم ويزيد بن قيس لمعاوية (3).
* أقول: من كلام طلحة وبشر وأبو هريرة وأبو الدرداء وأبو موسي يتضح ان مسألة تقديم الأفضل كانت مسلمة لا نزاع فيها ولا معترض.
وعن الحسن عن أبيه (عليه السلام) في الرد علي معاوية: " فوثب فيها من ليس مثلي، لا قرابته كقرابتي، ولا علمه كعلمي ولا سابقة كسابقتي وكنت أحق بها منه " (4).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي (صلي الله عليه وآله) وقد سئل عن علي (عليه السلام): " أفضلكم علي وأقدمكم اسلاما وأوفركم ايمانا وأكثركم علما وأرجحكم حلما وأشدكم في الله غضبا علمته علمي واستودعته سري ووكلته فهو خليفتي في أهلي وأميني في أمتي " (5).
ونحو هذه الرواية كثير تقدمت في أصول الفضائل المتقدمة.
- هذه هي صفات الخلفاء والشروط التي لابد ان تتوفر فيهم: اللين والرأفة في الرعية، الشدة والشجاعة، الكرم وسماحة الكف، السماحة والحلم، الأمانة والعدل، إقامة الكتاب علي الجميع، القسمة بالسوية والسهر علي الرعية، أعلمهم، وأفضلهم وأفقههم في دين الله، أبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط، وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا، أقومهم بامر الله وأوفاهم بعهده، أعلمهم بالقضية وأوفرهم ايمانا … وهل الفاضل الا صاحب هذه الصفات؟!.
١ - انساب الأشراف: ٢ / ٣٥٠ امر الحكمين، وما كان منهما.
٢ - الفتوح: ١ / ٢٨٤، واقعة صفين - حديث سودة مع معاوية.
٣ - الغدير: ١٠٠ / ٣٠٨ عن تاريخ الطبري: ٥ / ٣٤٢، و ٦ / ٣.
٤ - كنز العمال: ١١ / ٣٢٩ ح ٣١٦٤٩، وقعة الجمل.
٥ - شواهد التنزيل: ٢ / 356 - 357 ح 1002 و 1003.
(٢١٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو هريرة العجلي (2)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن مسعود (1)، أبو الدرداء (2)، عدي بن حاتم (1)، يزيد بن قيس (1)، الكرم، الكرامة (1)، الأمانة، الإئتمان (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

صفحه 212

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٠
* الطائفة الخامسة:
ما ورد في حق الأنبياء فعن الرضا علي بن موسي (عليه السلام): " ان الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم " (1).
وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتي يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول أمته " (2).
وعن قتادة: ذكر لنا رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أن الله إذا أراد أن يبعث نبيا نظر إلي خير أهل الأرض قبيلة فيبعث خيرها رجلا " (3).
ويأتي حديث اختيار رسول الله (صلي الله عليه وآله) من قريش والعرب.
وقد كان رسول لله (صلي الله عليه وآله): أجود الناس كفا وأبلغهم كلاما وأسخاهم وأحلمهم وأعدلهم وأفضلهم رأيا كما تواتر به الروايات والأقوال (4).
ومعلوم أن أولي الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به كما في الحديث (5).
وهم الأوصياء والخلفاء الذين يتابعون هداية البشرية.
١ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٢٤٥ ح ٩٧٤ من سورة البقرة: ٢٤٧.
٢ - محاسن البرقي: ١ / ٣٠٨ ح ٦٠٩ باب العقل الرواية الحادية عشر، ونور الثقلين: ٤ / ٤٨٠ ح ٢٣.
٣ - الطبقات الكبري: ١ / ٢٢ الفصل الأول.
٤ - الجامع الصغير: ٢ / ١٦٥، وتاريخ الاسلام: ١ / ٤٦٣، و ٥٤٣ من كتاب السيرة، والنبوة، وأخبار الدول: ٨٤، واحياء علوم الدين: ٢ / ٣٥٩ إلي ٣٧٩ من كتاب آداب المعيشة - محاسن أخلاق النبي، والشفا بتعريف حقوق المصطفي: ١ / ٦٧ الباب الثاني من القسم الأول.
٥ - ربيع الأبرار: ٣ / ٥٦٠ باب القرابات، والأنساب، وكنز العمال: ١ / 379 ح 1646 من باب البيعة.
(٢٢٠)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، البعث، الإنبعاث (1)، الإختيار، الخيار (1)، الوصية (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، التاريخ الإسلامي (1)، سورة البقرة (1)

صفحه 213

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢١
* الدليل الثالث:
دليل العقل اعلم أنه كل ما دل من العقل علي وجوب طاعة الله ورسوله دل بنفسه علي وجوب طاعة الامام، لان الحكمة واحدة مع تسليم المرتبة، وكذا كل ما دل علي عصمة الامام وضرورته دل بوجه مطلق علي كونه أفضل أهل زمانه، لان العصمة أقوي مرجح للفضل، بل أعلي درجة.
واليك نموذجا من ذلك:
* الدليل الأول:
ان الامام إذا لم يكن أفضل وأعلم أهل زمانه لم يحصل الوثوق بقوله، لجواز ان يكون الهلاك والمعصية في قوله، وهذا ينفر عن الطاعة، مع أن الغرض من نصب الإمام هو الطاعة فيكون نقضا للغرض.
* الدليل الثاني:
ان الامام نصب لتكميل الفضائل في الناس ولتعليمها احكام الاسلام، ولتدبير الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولتأديب الناس من الناحية الخلقية (الزهد التواضع العفة … ) فلا بد ان يكون اعلم بذلك من غيره حتي يقدر علي ذلك.
ومن وجه آخر: الغاية من خلق الانسان هو حصول الكمال في القوة العلمية والعملية، فلا بد للامام ان يكون كاملا في هذا، وإلا لما صح كونه اماما معلما ومرشدا يقتدي به.
ومن وجه ثالث: فائدة الخليفة تكميل قوي العلم والعمل لسائر الناس ومراتب الناس مختلفة، فلا بد للخليفة من تكميل كل فرد علي حسب استعداده، وهذا يوجب كون الخليفة قد بلغ إلي نهاية الكمال البشري وجمع القوتين العلمية والعملية بكل مراحلها وهو
(٢٢١)
مفاتيح البحث: الزهد (1)، الوجوب (1)

صفحه 214

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٢
الأفضل.
ومن وجه رابع: قد تقرر في محله أن فاقد الشئ لا يعطيه، ومن كان فاقدا للمراتب العلية والفضائل النفسية والاحكام السماوية والاخلاق الربانية، كيف يهدي غيره إليها ويرشد الضال عليها؟!
* الدليل الثالث:
الامام طاعته واجبة علي الجميع ولا يجب عليه طاعة أحد، فنفسه أكمل من نفس الكل، وعلمه أغزر من علم الكل، وزهده أعظم من زهد الكل، وتقواه أقوي من تقوي الكل، وهو معني تقدم الأفضل علي الكل.
* الدليل الرابع:
ان المقصود من نصب الإمام نظام النوع والأمة، فإذا أمر غير الأعلم والأصلح بالخطأ وتوقع من مخالفته الفتنة، كما إذا امر بسفك الدماء كان جمعا للنقيضين، لأنه في الفتنة اختلال النوع وأمور الأمة.
* الدليل الخامس:
ان الله امر بإطاعة الامام فإذا لم يكن الأعلم والأفضل جاز عليه الوقوع بالخطأ فالله يأمر بالخطأ.
* الدليل السادس:
أنه إذا لم يكن الامام أفضل وأعلم أهل زمانه أمكن كونه مقربا من المعصية ومبعدا عن الطاعة فيكون نصبه مفسدة.
(٢٢٢)
مفاتيح البحث: الضلال (1)، الزهد (1)

صفحه 215

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٣
* الدليل السابع:
إذا لم يكن الأفضل لامتنع الوثوق بقوله ووعده ووعيده وأمره ونهيه وصحة كلامه وهو من أعظم المنفرات.
* الدليل الثامن:
ان الامام المفضول لا يحبه الله، وكل من لا يحبه الله مخالف للنبي (صلي الله عليه وآله) وغير متبع له.
فينتج ان الامام المفضول مخالف للنبي وغير متبع له، ومن المعلوم طاعة مخالف النبي (صلي الله عليه وآله) ولو بالجملة قبيح.
أما المقدمة الأولي: الامام المفضول لا يحبه الله:
فلانه كل امام مفضول تقدم علي من هو أعلم منه معتد أثيم.
وكل معتد لا يحبه الله لقوله تعالي: * (ان الله لا يحب المعتدين) * (1).
فينتج ان الامام المفضول لا يحبه الله.
اما المقدمة الثانية: كل من لا يحبه الله مخالف للنبي (صلي الله عليه وآله):
فلقوله تعالي: * (فاتبعوني يحببكم الله) * (2).
* الدليل التاسع:
ان القتال واجب حتي ترفع الفتنة لقوله تعالي:
* (وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) * - (3).
وطاعة المفضول قد توجب الفتنة، لأنه قد يأمر بما لا يعلم، فلا بد من طاعة من لا يوقع في الفتنة.
١ - البقرة: ١٩٠.
٢ - آل عمران: ٣١.
٣ - الأنفال: ٣٩.
(٢٢٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، القتل (1)

صفحه 216

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٤
ومعلوم انه في عصر الرسول (صلي الله عليه وآله) لم تتحقق هذه الآية فيراد منها عصر ظهور الامام المهدي (عج) أفضل اهل زمانه.
* الدليل العاشر:
ان الامام والخليفة المقصود من نصبه إقامة العدل والحكم بالحق في كل واقعة، والابتعاد عن كل باطل وهوي لقوله تعالي: * (يا داود ان جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) * (1).
والامام غير الأفضل لا يستطيع الحكم بالحق في كل واقعة لجهله ببعض القضايا والاحكام فيكون غير مجعول خليفة.
١ - ص: ٢٦.
(٢٢٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

صفحه 217

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٥
* الدليل الرابع:
أقوال العلماء * قال محي الدين ابن عربي: … فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم [الملائكة] لفضل علمه، فمن وصل إلي هذه الفضيلة فقد اختصه الله تبارك وتعالي من بين عباده وجعله أفضل أهل زمانه (1).
* وقال في موضع آخر في معرض ذكر بعض شروط خليفة الله في أرضه: ".. فهم خلفاء من حيث لا يشعر بهم، فلا يتمكن لهذا الخليفة المشعور به وغير المشعور به أن يقوم في الخلافة إلا بعد أن يحصل معاني حروف أوائل السور، سور القرآن المعجمة مثل ألف لام ميم وغيرها، الواردة في أوائل بعض سور القرآن، فإذا أوقفه الله علي حقائقها ومعانيها، تعينت له الخلافة وكان اهلا للنيابة، هذا في علمه بظاهر هذه الحروف، واما علمه بباطنها، فعلي تلك الدرجة يرجع إلي الحق فيها (2).
* وقال في موضع ثالث: لا بد من إحاطة الخليفة بجميع الأسماء والصفات الإلهية التي يطلبها العالم الذي ولاه عليه الحق سبحانه، فجعل الله الانسان الكامل في الدار الدنيا اماما وخليفة، وأعطاه علم الأسماء بما تدل عليه من المعاني وسخر لهذا الانسان وبنيه وما تناسل منه جميع ما في السماوات وما في الأرض (3).
* وقال ابن القيم الجوزية: * (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) * - وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين هو سؤال أن يهديهم ويوفقهم ويمن عليهم بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة ظاهرا وباطنا التي لا تتم الإمامة الا بها (4).
وكما تري عندهما الخلافة مرتبة غيبية من الله لا يتصف بها إلا المعصومين من أهل بيت النبوة.
١ - ينابيع المودة: ٢ / ٤٩٩ الباب التاسع، والستون عن كتاب الدر المكنون.
٢ - القطب الغوث الفرد: ١٢ ط. دمشق: ١٤٠١ ه. والفتوحات المكية: ٢ / ٥٥٥.
٣ - الانسان الكامل: ٢٢ ط. دمشق: ١٤٠١ ه.، والفتوحات المكية: ٤ / 3.
4 - من كتابه الروح: 249 فصل في الفرق بين حب الرياسة وحب الامارة.
(٢٢٥)
مفاتيح البحث: ابن عربي (1)، القرآن الكريم (2)، الصبر (1)، كتاب الفتوحات المكية (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، دمشق (2)

صفحه 218

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٦
وقد ورد أن قطب الأقطاب لا يكون إلا منهم.
- قال الامام الفاروقي: مجدد الألف الثاني: القطبية لم تكن علي سبيل الأصالة إلا لائمة أهل البيت المشهورين ثم انها صارت بعدهم لغيرهم علي سبيل النيابة … فإذا جاء المهدي ينالها أصالة كما نالها غيره من الأئمة (1).
- وقال العلامة الآلوسي: قطب الأقطاب لا يكون إلا منهم لأنهم أزكي الناس أصلا وأوفرهم فضلا، وأن من ينال هذه الرتبة منهم لا ينالها إلا علي سبيل الأصالة دون النيابة والوكالة، وأنا لا أتعقل النيابة في ذلك المقام (2).
ونقل العلامة الصبان عن قوم كونهم قطب الأقطاب (3).
* وقال الشيخ المفيد: اما الاجماع علي ما يوجب له الإمامة من الخلال: فهو اجماعهم علي مشاركته لرسول الله (صلي الله عليه وآله) في النسب ومساهمته له في كريم الحسب واتصاله به في وكيد السبب وسبقه كافة الأمة إلي الاقرار، وفضله علي جماعتهم في جهاد الكفار وتبريزه عليهم في المعرفة والعلم بالاحكام وشجاعته وظاهر زهده الذين لم يختلف فيهما اثنان، وحكمته في التدبير وسياسة الأنام وغناه بكماله في التأديب المحوج اليه المنقص عن الكمال، وببعض هذه الخصال يستحق الإمامة فضلا عن جميعها علي ما قدمناه (4).
* وقال الفضل الرقاشي وأبو شمر وغيلان بن مروان وجهم بن صفوان وأصحابهم من المرجئة: ان الإمامة يستحقها كل من قام بها إذا كان عالما بالكتاب والسنة (5).
وليس المراد منه مجرد الاتصاف بالعلم، والا لزم القول بتعدد الخليفة في الزمان الواحد، بل المراد الأعلم منهم.
* وقال ابن التمار وأصحابه: ان الأمة مخطئة بترك الأفضل وإن لم تخطئ بتوليتها ابا بكر وعمر (6).
1 - تفسير روح المعاني: 12 / 28 مورد اية التطهير.
2 - تفسير روح المعاني: 12 / 28 مورد اية التطهير.
3 - اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار: 192 ط. الهند.
4 - الافصاح في امامة أمير المؤمنين 8 / 31.
5 - فرق الشيعة: 9.
6 - فرق الشيعة: 9.
(٢٢٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، الكرم، الكرامة (1)، السب (1)، كتاب إسعاف الراغبين لابن الصبان الشافعي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، آية التطهير (2)، الهند (1)

صفحه 219

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٧
* وقالت فرقة الجارودية بهذه المقالة (1).
* وقال امام الحرمين الجويني: " من شرايط الامام ان يكون من اهل الاجتهاد بحيث لا يحتاج إلي استفتاء غيره في الحوادث، وهذا متفق عليه " (2).
* وقال أبو توبة مؤدب الواثق: سمعت إبراهيم بن رباح يقول: تستحق الخلافة بالقرب من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) والسبق إلي الاسلام والزهد في الدنيا والفقه في الدين والنكاية في العدو فلم ير هذه الخمسة الأشياء إلا في علي (3).
* وقال الجاحظ:.. فدل كتاب الله وسنة نبيه (صلي الله عليه وسلم) والاجماع ان أفضل الأمة بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان اتقاهم، وإذا كان اتقاهم كان أخشاهم، وإذا كان أخشاهم كان أعلمهم، وإذا كان أعلمهم كان أدل علي العدل، وإذ كان أدل علي العدل كان اهدي الأمة إلي الحق، وإذا كان اهدي كان أولي ان يكون متبوعا وأن يكون حاكما لا تابعا ومحكوما عليه (4).
* وقال ابن حجر: كيف وهم أشرف بيت وجد علي وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا وفي قوله (صلي الله عليه وسلم) " لا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم " دليل علي أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما علي غيره ويدل له التصريح بذلك في كل قريش كما مر في الأحاديث الواردة منهم، وإذا ثبت هذا لجملة قريش، فأهل البيت النبوي الذين هم غرة فضلهم ومحتد فخرهم والسبب في تميزهم علي غيرهم بذلك أحري وأحق وأولي (5).
* وقال القرطبي: الحادي عشر [من شروط الإمامة] ان يكون عدلا لأنه لا خلاف بين الأمة انه لا يجوز ان تعقد الإمامة لفاسق.
ويجب ان يكون أفضلهم في العلم لقوله (صلي الله عليه وسلم): أئمتكم شفعاؤكم فانظروا بمن تستشفعون ".
١ - فرق الشيعة: ٢١.
٢ - الغدير: ٦ / ٣٢٨ عن الارشاد إلي قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد: ٤٢٦.
٣ - ٤ - كشف الغمة: ١ / 37 - 39، وقد تقدم كلامه مفصلا في أقوال العلماء في أن الأمير أفضل الأمة.
5 - الصواعق: 342 باب 11، وصية النبي باهل بيته.
(٢٢٧)
مفاتيح البحث: السنة النبوية الشريفة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، الجويني (1)، الهلاك (2)، الجواز (1)، الزهد (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، الوصية (1)

صفحه 220

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٨
وفي التنزيل في وصف طالوت: * (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) * فبدأ بالعلم ثم ذكر ما يدل علي القوة (1).
* وقال الحليمي: والثانية: [من شرائط الخليفة] ان يكون عالما بأحكام الدين يصلي بالناس فلا يؤتي من عوارض صلاته من جهل بما يحتاج اليه في اتمام صلاته ويأخذ الصدقات فلا يولي لها من جهل بأوقاتها وأقدارها ومصارفها، والأموال التي تجب فيها أو لا يجب، ويقضي بينهم فلا يولي فيما ينظر فيه بين الخصمين ويفصل به بينهما من جهل بما يحتاج اليه ويجاهد بالمسلمين في سبيل الله فلا يولي في استعداده وخروجه وملاقاته وما يغنمهم الله تعالي وأتاه من أموال المشركين أو يفيئه عليهم أو يعلقه بخيله من رقابهم من فتور ولا جبن ولا خور ولا جهل بما يلزمه ان يعمل فيه ويسير به فيهم وينظر في حدود الله إذا رفعت اليه فلا يولي فيها من جهل بما بدرا منه أو يقيم ويتولي الصغار والمجانين والغائبين وحقوقهم، فلا يولي فيها من جهل بما فيه النظر والغبطة لهم.
والثالثة: ان يكون عدلا قيما في دينه وتعاطيه ومعاملاته، وبسط الكلام في الحجة فيه - قال: وإن لم يكن لمن جمع شرائط الإمامة عهد من امام قبله واحتج إلي نصب المسلمين له فأشبه ما يقال في هذا الباب عندي وأولاه بالحق انه إذا اجتمع أربعون عدلا من المسلمين أحدهم عالم صالح للقضاء بين الناس فعقدوا له الإمامة بعد إمعان النظر والمبالغة في الاجتهاد تثبت له الإمامة، ووجبت له عليهم الطاعة وجعل أصل ذلك اجتماع الصحابة بعد الرسول (صلي الله عليه وسلم) علي أبي بكر واشتقاقهم له الإمامة المطلقة العامة من امامة الصلاة، والصلاة التي لا تجوز إلا بالاجتماع عليها هي صلاة الجماعة. وقد قام الدليل علي أن صلاة الجمعة لا تنعقد إلا بأربعين رجلا أحدهم امام يتولي بهم الصلاة والآخرون يتبعونه، كذلك أوجبنا ان يكونن من ينعقد بهم الإمامة أربعون رجلا أحدهم عالم يصلح مثله للقضاء فيكون هو الذي يتولي الاجتهاد والنظر ويبدي رأيه للآخرين فيتابعوه. وبسط الكلام في ذلك (2).
* وقال ابن الجوزي: قال الفقهاء: ولا تجوز ولاية المفضول علي الفاضل إلا أن يكون هناك مانع من خوف فتنة أو يكون الأفضل غير عالم بالسياسة.
وقال: ويدل علي تقديم الأفضل ان في الصحيحين في حديث عمر: ان ابا بكر يوم
١ - تفسير القرطبي: ١ / ٢٣١، والغدير: ١٠ / 32.
2 - شعب الايمان للبيهقي: 6 / 8 باب طاعة أولي الأمر - فصل في أوصاف الأئمة.
(٢٢٨)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، صلاة الجمعة (1)، صلاة الجماعة (1)، سبيل الله (1)، الجهل (6)، الخوف (1)، الصّلاة (2)، الجواز (2)

صفحه 221

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٩
السقيفة أخذ بيد عمر وبيد أبي عبيدة بن الجراح.
وقال: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم.
قال عمر: كان والله ان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني من ذلك اثم أحب إلي من أن أتأمر علي قوم فيهم أبو بكر.
هذا حديث متفق علي صحته.
ولما ولي أبو بكر عمر دخل عليه جماعة فقالوا: ما أنت قائل لي لربك إذا سالك عن استخلافك عمر وقد تري غلظته؟!
فقال أبو بكر: اجلسوني أبالله تخوفونني؟ أقول اللهم إني استخلفت عليهم خير أهلك.
وإذا ثبت ان الصحابة كانوا يطلبون الأفضل ويرونه الأحق أفيشك أحد ان الحسين أحق بالخلافة من يزيد … " انتهي (1).
* وقال الأربلي: هذا وقد ثبت في العقول ان الأعلم الأفضل أولي بالإمامة من المفضول، وان التقدم في العلم والشجاعة موجب للتقدم في الرياسة (2).
* وقال العلامة الحلي: الامام يجب ان يكون أفضل اهل زمانه دينا وورعا وعلما وسياسة.
وقال: الامام أفضل من كل رعيته لان تقديم المفضول قبيح، والمساوي ترجيح من غير مرجح.
وقال: الامام أفضل من الكل في كل الأوقات ومن كل الجهات (3).
وقالت فرقة البترية أصحاب الحسن بن صالح بن حي [وكثير النواء وسالم والحكم وسامة وأبي المقداد] قالت: إن عليا كان أولي الناس بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالناس لفضله وسابقته وعلمه وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم (4).
* وذهب إلي ذلك أيضا فرقة السرحوبية (5).
١ - من كتابه الرد علي المتعصب العنيد: ٦٩ - ٧٠.
٢ - كشف الغمة: ١ / 303 ذكر جمل من دلائل امامة الأئمة..
3 - الألفين 41 و 283 و 131 ط. بيروت - الأعلمي سنة 1402 هجري.
4 - فرق الشيعة 20 و 9 و 57 و 55.
5 - فرق الشية: 55.
(٢٢٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحسن بن صالح بن حي (1)، العلامة الحلي (1)، السقيفة (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، مدينة بيروت (1)

صفحه 222

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣١
هفوات الخليفة الأول نماذج من محاذير تقديم المفضول من الطبيعي ان الخليفة عندما لا يكون اعلم أهل زمانه وأفضلهم ان يقع في كثير من الأخطاء والهفوات والتي تؤدي إلي هتك الدين وأهله.
واليك نماذج من ذلك:
(٢٣١)
مفاتيح البحث: الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)

صفحه 223

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٢
ما كان في أيام الخليفة الأول * اخرج أبو بكر ابن أبي شيبة قال: جاء عيينة بن حصين والأقرع بن حابس إلي أبي بكر فقال: " يا خليفة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فان رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل الله ان ينفع بها بعد اليوم؟
فقال أبو بكر لمن حوله من المسلمين: ما ترون؟
قالوا: لا بأس.
فكتب لهما كتابا واشهد فيه شهودا، ولم يكن عمر حاضرا.
فلما سمع عمر ما في الكتاب اخذه منهما فمحاه، فتذمرا!! ".
وزاد في الدر المنثور والمطالب العالية: " فتناوله عمر من أيدهما فتفل فيه فمحاه فتذمرا، وقالا له مقالة سيئة ".
فقال عمر: " ان رسول الله كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وان الله قد أعز الاسلام فاذهبا [فاجهدا علي جهدكما] فذهبا إلي أبي بكر يتذمران.
وجاء عمر وهو مغضب حتي وقف علي أبي بكر فقال: من حملك علي أن تخص بها هذين دون جماعة المسلمين؟ …، فكل المسلمين أوسعهم مشورة ورضا.
وزاد المتقي الهندي: قالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر.
فقال: " بل هو، ولو شاء كان " (1).
قال البويصري بعد الحديث: رجاله ثقات (2).
- هذا فعل أبي بكر في أموال المسلمين، فكان يعطي ويمنع علي حسب مزاجه لا رقيب ولا عتيد ولا ميزان شرعي.
١ - شرح النهج: ٣ / ١٠٨ ط. مصر الأولي، والدر المنثور: ٣ / ٢٥٢ ذيل قوله " انما الصدقات للفقراء) - من سورة التوبة، وكنز العمال: ٢ / 189 ط. دكن 1312.، والمطالب العالية: 2 / 219 ح 2073 باب الوزراء، ورد الوزير امر الأمير.
2 - هامش المطالب العالية.
(٢٣٢)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، الأقرع بن حابس (1)، المتقي الهندي (1)، العزّة (1)، الأكل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، سورة البراءة (1)

صفحه 224

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٣
كيف، وهو الذي نفل لخالد قلنسوة هرمز التي بلغت مائة الف درهم؟! (1) * ومن مفارقاته انهزامه وفراره يوم أحد:
قال أبو جعفر الإسكافي: واما ثباته يوم أحد فأكثر المؤرخين وأرباب السير ينكرونه، وجمهورهم يروي انه لم يبق مع النبي (صلي الله عليه وسلم) إلا علي وطلحة والزبير وأبو دجانة (2).
وروي مسلم عن انس: أن النبي أفرد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش طلحة وسعد (3).
وروي أنه انهزم يوم أحد غير علي (4).
هذا إضافة إلي فراره يوم حنين والخندق (5).
* وقال المسعودي: كتب معاوية إلي محمد بن أبي بكر ردا علي رسالة له:
" مع كلام كثير لك فيه تضعيف، ولأبيك فيه تعنيف ذكرت فيه فضل ابن أبي طالب وقديم سوابقه - إلي أن قال:
فقد كنا وأبوك فينا [في حياة من نبينا] نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا [مبرزا] علينا، فلما اختار الله لنبيه (صلي الله عليه وسلم) ما عنده، وأتم له ما وعده وأظهر دعوته وأبلج حجته وقبضه الله اليه صلوات الله عليه.
فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه علي أمره [أول من أنزله منزلته عندهما]، علي ذلك اتفقا واتسقا …
فان يك ما نحن فيه صوابا فأبوك أتستبد به [أسسه] ونحن شركاؤه، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلمنا به، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله، فعب أباك بم بدا لك، أو دع ذلك، والسلام علي من أناب " (6).
١ - المستدرك: ٣ / ٢٩٩ كتاب المعرفة ذكر مناقب خالد.
٢ - شرح النهج: ١٣ / ٢٩٣ ذيل الخطبة ٢٣٨، ومنتخب كنز العمال: / ٤٤.
٣ - فاء الوفاء: ١ / ٢٩٠ الباب الثالث الفصل ١٢ السنة الثالثة للهجرة.
٤ - فرائد السمطين: ١ / ٣٦٣.
٥ - شرح المواقف: ٢ / ٤٧٥ ط. الآستانة، وكتاب المعارف لابن قتيبة: ٥٤ ط. مصر، ومنتخب كنز العمال:
٥ / ٤٤.
٦ - مروج الذهب: ٣ / ١٢ و ١٣ ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان - ذكر لمع من اخباره، وأنساب الأشراف:
٢ / 396 امر مصر في خلافة علي، وقتل ابن أبي بكر.
(٢٣٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن أبي بكر (1)، الصّلاة (1)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، القتل (1)

صفحه 225

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٤
* ومن هفواته سوء أخلاقه حتي أنبه رسول الله (صلي الله عليه وآله) (1) * ورفع صوته فوق رسول الله (صلي الله عليه وآله) فنزل قوله تعالي: * (ولا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي) * (2).
* وقال له النبي (صلي الله عليه وآله) يوما: " لما تكلمت ذهب الملك وجاء الشيطان " (3).
* ومن ذلك قصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة حيث قتله وهو مسلم ونكح امرأته بلا عدة لجمالها، فقال عمر لابي بكر: " ان عليك ان تقيده بمالك ".
فسكت أبو بكر.
فقال عمر لخالد: " اما والله ان أمكنني الله منك لأرجمنك ".
فكان عمر يحرض ابا بكر علي خالد ويشير عليه ان يقتص منه بدم مالك ويهدده بالرجم، فقال أبو بكر: " ايها يا عمر، ما هو بأول من أخطأ فارفع لسانك عنه " (4).
كم كانت أموال الناس عرضة لأهوائهم وكذا اعراضهم ودماؤهم!
* واعلم أن عمر وان كان قد عزل خالدا عن امارته سنة سبع عشرة، ولكنه لم يقم عليه الحد فيما بعد كما وعد، ولعل سبب ذلك أنه اتفق معه علي قتل سعد ابن عبادة - الذي كان معارضا لعمر يوم السقيفة - فقتله خالد في الشام، علي ما روي البلاذري عن الكلبي (5).
* واعلم أيضا ان عمر رد امرأة مالك بن نويرة بعدما ولدت من خالد، ورد السبي الذي سباه خالد في أيام أبي بكر، وكذا الأموال والأسري والمسجونين (6).
١ - مساوئ الاخلاق: ٨٢ ح ١٨٦.
٢ - تاريخ المدينة: ٢ / ٥٢٣.
٣ - الاحياء: ٣ / ١٧٩.
٤ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٧٩ الخطبة الثالثة من اخبار عمر، وأسد الغابة: ٤ / ٢٩٥ و ٢٩٦ ترجمة مالك بن نويرة، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٠٢.
٥ - أنساب الأشراف: ١ / ٥٨٩ ح ١١٩٣ ذيل أمر السقيفة - ط. مصر دار المعارف و ٢ / ٢٧٢ ط. المحمودي، والسقيفة والخلافة لعبد الفتاح: ١٣، والاستغاثة: ١٠ - ١١، وإحقاق الحق: ٢ / ٣٤٥ - ٣٤٦، والعقد الفريد: ٤ / ٢٤٧ كتاب الخلفاء أبي بكر - الذين تخلفوا عن بيعته -، والاحتجاج: ١ / 73 ذكر طرف مما جري بعد، وفاة الرسول (ص) -.
ويدعي في مقابل ذلك أن سعد قتله الجن، وهو من الخرافات التي لا تخفي علي العاقل راجع تاريخ الاسلام:
3 / 148 سنة 15 ذكر المتوفون فيها - سعد -، وصفة الصفوة: 1 / 505 ذكر الطبقة الأولي ذيلها - رقم 53.
6(٢٣٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، خالد بن الوليد (1)، الشام (1)، السقيفة (3)، القتل (3)، القصاص (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، التاريخ الإسلامي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الوفاة (1)

صفحه 226

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٥
فاما ان ابا بكر خالف الاسلام، واما ان عمر انتهك حرمة الرحمن، واما انهما تقمصا ما ليس لهما؟!
وهذا من نتائج تقديم المفضول: (قتل سبي زنا سرقة) -.
اي حكمة تدعي لتقديم المفضول؟!
(٢٣٥)
مفاتيح البحث: القتل (1)

صفحه 227

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٦
* نقطة علي السطر:
بعد هذا كله كيف يريدنا العامة ان نقبل غلوهم في حق هذا الرجل؟!
كيف نصدق حديث: " يتجلي الله لعباده في الآخرة عامة، ويتجلي لابي بكر خاصة " (1).
قال الذهبي في الحديث: واحسب محمدا بن خالد وضعه (2).
وقال الخطيب: لا أصل له (3).
فأين كان هذا التجلي عندما كان أبو بكر يعثو فسادا في ارض المسلمين وأموالهم واعراضهم!!
وقولهم: " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر " (4).
فهل يأمرنا نبي الرحمة (صلي الله عليه وآله) ان نفتش بيوت الأنبياء ونأمر باحراقها وضرب بناتهم؟! هذا معني الاقتداء في أفعال الرجلين.
هل يأمرنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) ان نفر من ساحة المعركة كما فعل هو وصاحبه فيما تقدم ويأتي؟!
وقولهم: " ليلة ويوم من أبي بكر خير من عمر وآل عمر " (5).
* ولكن كما قال العجلوني: وباب فضائل أبي بكر أشهر المشهورات من الموضوعات كحديث ان الله يتجلي … الخ (6).
١ - المستدرك: ٣ / ٧٨ كتاب معرفة الصحابة مناقب أبي بكر.
٢ - تلخيص المستدرك: ٣ / ٧٨، ٣ - الفوائد المجموعة: ٣٣٠ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ١.
٤ - المستدرك: ٣ / ٧٥.
٥ - التبيين في أنساب القرشيين: ٢٧١ أبو بكر.
٦ - سفر السعادة: ٢ / ٢٠٣، وكشف الخفاء: ٢ / 419 ذيل الخاتمة.
(٢٣٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الإخفاء (1)

صفحه 228

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٧
هفوات الخليفة الثاني ما كان من عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء * فعن ثور الكندي قال: " كان عمر يعس بالمدينة في الليل، فسمع صوت رجل في بيت يتغني فتسور عليه فوجده عند امرأة وعنده خمر فقال: يا عبد الله أظننت ان الله يسترك وأنت علي معصيته؟!
فقال: وأنت يا أمير المؤمنين!! فلا تعجل، فان كنت قد عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاثا: قال الله تعالي: * (لا تجسسوا) * وقد تجسست.
وقال: * (وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها) * فقد تسورت علي.
وقد قال الله تعالي: * (ولا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) * وقد دخلت بيتي بغير إذن ولا سلام.
فقال عمر: هل عندك من خير ان عفوت عنك؟
قال: نعم " (1).
ولا أدري من أولي بالعفو، الذي عصي مرة واحدة أم من عصي ثلاثا وكان خليفة!
* وليس هذه المرة الوحيدة التي يتجسس فيها عمر علي رعيته، فقد روي ابن الأثير له تجسسا مع عبد الرحمن بن عوف أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي من المسور عن عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي والحسن (عليه السلام) (2).
- هكذا يكون الخليفة المفضول يتجسس ويعطل الحدود، إذ علي الحاكم ان يعمل بعلمه؟!
١ - احياء علوم الدين: ٢ / ٢٠١ الباب الثاني حق المسلم من الكتاب الخامس: آداب الألفة، وتفسير الدر المنثور: ٦ / ٩٣ ذيل قوله:، ولا تجسسوا من الحجرات عن الخرائطي في مكارمه، وكنز العمال: ٢ / ١٦٧ ط. دكن ١٣١٢، وشرح النهج: ١ / ١٨٢ الخطبة الثانية - طرف من اخبار عمر. وأنظر: العقد الفريد:
٦ / ٣٨٣، والسنن الكبري: ٨ / ٣٣٣، والتذكرة الحمدونية: ٧ / ١٦٨ ح ٧٩٨، وتاريخ دمشق: ١٨ / ٥١ ترجمة ربيعة رقم ٢١٣٩.
٢ - الكامل في التاريخ: ٣ / ٣٠ ط. مصر المنيرية ٢ / ٢١٤ ذكر بعض سيرة عمر ط. بيروت، ورواه في الاحياء بتفاوت ليس بيسير: ٢ / ٢٠٠، والدر المنثور: ٦ / 93 ذيل آية:، ولا تجسسوا.
(٢٣٧)
مفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، عبد الرحمن بن عوف (2)، إبن الأثير (1)، سعيد بن منصور (1)، ابن المنذر (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، مدينة بيروت (1)، دمشق (1)

صفحه 229

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٨
* ومن ذلك أنه سأل أحد امراء الشام (حابس بن سعد) عن سيرته وما يصنعه بالقرآن والاحكام، فأجابه بما يرضيه فاستحسن منه وأقره علي عمله بالالتحاق به، فلما ولي رجع فقال: يا أمير المؤمنين اني رأيت البارحة رؤيا أقصها عليك، رأيت الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد منهما جنود من الكواكب؟!
فقال عمر: فمع أيهما كنت؟
قال: مع القمر.
فقال: عزلتك، لان الله قال: * (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) * (1).
هذا هو الميزان عند عمر في تعيين الحكام وعزلهم، وما أشد نظره في تأويل القرآن؟
* ومن ذلك انهزامه يوم أحد علي ما أقر به الفخر الرازي وغيره (2).
وكذا فراره يوم حنين والخندق (3).
* ومن ذلك تعطيله حد المغيرة بن شعبة حتي خاطبه الحسن بن علي (عليه السلام) قائلا: " ان حد الله في الزنا ثابت عليك، ولقد درأ عمر حقا الله سائله عنه " (4).
وأخرج الحفاظ تصريحه بذلك للمغيرة حيث قال عمر: " والله ما أظن أن أبا بكرة كذب عليك، وما رأيتك الا خفت أن أرمي بحجارة من السماء " (5).
* ومن ذلك أذيته لرسول الله (صلي الله عليه وآله) واغضابه:
كاغضابه عندما عرض عليه كتب اليهود، فعن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر بن الخطاب إلي النبي فقال: يا رسول الله اني مررت بأخ لي! من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟
١ - شرح النهج: ٣ / ٩٨ ط. مصر - دار الكتب العربية، والعقد الفريد: ٤ / ٣٠٦ كتاب الخلفاء - خلافة علي - من حديث الجمل، وكتاب المحن لابي العرب التميمي: ١٢٤ ذكر قتل يوم الجمل مع تفاوت بسيط، وجواهر المطالب: ٢ / ٢٥ باب ٥٣ مقتل الزبير.
٢ - تفسير الرازي: ٩ / ٥٠ مورد آية من آل عمران، وتذكرة الخواص: ٤٣ الباب الثاني، وفرائد السمطين: ١ / ٣٦٣.
٣ - تقدم مصادره في فرار أبي بكر فهما اخوان.
٤ - شرح النهج: ٦ / ٢٩٤ الخطبة ٨٣ - نسب عمرو بن العاص.
٥ - التذكرة الحمدونية: ٩ / ٢١٣ - ٢١٠ ح ٤٣٤، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / 146.
(٢٣٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن ثابت (1)، المغيرة بن شعبة (1)، القرآن الكريم (2)، الشام (1)، الزنا (1)، الخوف (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، عمرو بن العاص (1)، القتل (2)

صفحه 230

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٩
قال: فتغير وجه رسول الله وقال: " والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسي ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم " (1).
وأخرجه ابن أبي شيبة عن جابر بلفظ: أن عمر أتي النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقال: يا رسول الله! اني أصبت كتابا حسنا!! من بعض أهل الكتاب.
قال: فغضب وقال: " أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب! فوالذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية " (2).
وأخرجه السمرقندي عن الحسن البصري بلفظ: أن عمر قال يا رسول الله ان أناسا من اليهود والنصاري يحدثون بأحاديث أفلا نكتب بعضها!!
فنظر اليه نظرة عرف الغضب في وجهه قال: " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصاري! لقد جئتكم ببيضاء نقية " (3).
* أقول: من خلال هذه التعابير يتبين أمور:
1 - أن عمر كان يحضر مجالس اليهود بعد اسلامه، وقد صرح بذلك ابن شبة في التاريخ (4).
2 - تعبيره (بأخ لي) فقد اتخذ اليهود أخوة له.
3 - وصفه لتلك الكتب المحرفة بأنها حسنة.
4 - أن الفعل تكرر منه وذلك لان رواية السمرقندي كان يسأل عن أصل كتابتها أما غيرها فتنص أنه كتبها وعرضها علي النبي (صلي الله عليه وآله) (5).
* ومن ذلك اعتراضه علي رسول الله في أكثر من موضع:
1 - يوم صلاته علي ابن أبي (6).
2 - يوم اعتراضه في الكلالة (7).
١ - مسند أحمد: ٤ / ٢٦٥ ط. م و ٥ / ٣٣٠ ح ١٧٨٧١ ط. بيروت.
٢ - المصنف: ٥ / ٣١٣ ح ٢٦٤١٢ ٣ - بستان العارفين: ٣ الباب الثاني ط. مصر الحلبي.
٤ - تاريخ المدينة: ٣ / 866.
5 - راجع إضافة إلي ما يأتي: شعب الايمان: 1 / 199 - 200 ح 176 - 177 و 4 / 307 ح 5201.
6 - تاريخ المدينة لابن شبة: 3 / 863.
7 - مسند البزار: 1 / 453 ح 322، وتفسير الطبري: 6 / 30.
(٢٣٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أهل الكتاب (1)، الحسن البصري (1)، الغضب (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (2)، كتاب تفسير الطبري (1)، مدينة بيروت (1)

صفحه 231

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٠
3 - يوم وفاة النبي الأعظم صلوات الله عليه وهو أشدها.
4 - ويوم صلح الحديبية.
* أما يوم الوفاة (1) * قال الحافظ النمري: وكان عمر القائل حينئذ: قد غلب عليه الوجع - وربما صح - وعندكم القرآن، فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية … " (2).
وقالت زينب بنت جحش وصواحبها: ائتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بحاجته.
وفي المجمع قالت: ويحكم عهد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) إليكم.
فقال عمر رضي الله عنه: قد غلب الوجع! وعندكم القرآن! حسبنا كتاب الله! من لفلانة وفلانة؟.
وفي المجمع: فقال بعض القوم: اسكتي فإنه لا عقل لك.
قال النبي: " أنتم لا أحلام لكم " (3).
وروي أبو يعلي بسند رجاله رجال الصحيح عن جابر: ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون ولا يضلون، وكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب، فرفضها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) " (4).
* قال المقريزي: فقال (صلي الله عليه وسلم): " ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " فتنازعوا، فقال بعضهم: ماله؟ أهجر " (5)!
١ - وهو حديث اتهام النبي الأعظم بالهجر يراجع إضافة إلي ما يأتي: الشفا: ٢ / ١٩٢، والملل والنحل:
٢١، وسنن الدارمي: ١ / ٣٩، ومسند أحمد: ٣ / ١٩٦ ط. بيروت، والطبقات الكبري: ٢ / ٢٦٧ وجامع الأصول: ١١ / ٧٠ ح ٨٥٣٣ وما بعده.
٢ - الدرر في اختصار المغازي والسير للنمري (٣٦٨ / ٤٦٣): ٢٠٤ ط. دار الكتب العلمية.
٣ - إمتاع الأسماع: ١ / ٥٤٥ - ٥٤٦ وفاة رسول الله (ص) ذيل الكتاب ومجمع الزوائد: ٤ / ٣٩١ كتاب الوصايا - باب (٨) وصية رسول الله ح ٧١٠٩..
٤ - مجمع الزوائد: ٤ / 390 كتاب الوصايا - باب (8) - وصية رسول الله ح 7108.
5 - هجر المريض والنائم: إذا هذي وتكلم، وقد هجر العقل الذي يضبط الإرادة ويوجهها إلي المعاني. هامش الامتاع.
(٢٤٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، عبد الله بن عباس (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، زينب بنت جحش (1)، القرآن الكريم (2)، الغلّ (2)، الوفاة (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة بيروت (1)، المرض (1)، الوصية (2)

صفحه 232

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤١
* وقال البلاذري رواية عن ابن عباس: قال: " ائتوني بالدواة والكتف أكتب لكم كتابا لا تضلون معه بعدي أبدا ".
فقالوا: أتراه يهجر. وتكلموا ولغطوا. فغم ذلك رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وأضجره.
فقال: " إليكم عني ".
ولم يكتب شيئا (1).
وقال القاضي عياض: قوله ما شأنه هجر، وان رسول الله ليهجر وكذا عند أبي ذر، وفي باب الجوائز: هجر، وعند مسلم في حديث إسحاق: يهجر، وفي رواية قبيصة هجر (2).
وقال القسطلاني في معرض ذكر ألفاظ الحديث: فقال بعضهم: انه قد غلبه الوجع، - فقالوا ما شأنه يهجر استفهموه - وعن ابن سعد " ان نبي الله ليهجر " (3).
* قال الامام الغزالي: لكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير علي متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن، فهذا تسليم ورضي وتحكيم. ثم بعد هذا غلب الهوي لحب الرياسة [حبا للرياسة] وحمل عمود الخلافة، وعقود النبوة [وعقد البنود] وخفقان الهوي في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار [وأمر الخلافة ونهيها فحملهم علي الخلافة] وسقاهم كأس الهوي فعادوا إلي الخلاف الأول، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا [فبئس ما يشترون] ولما مات رسول الله قال قبل وفاته [بيسير] ائتوني بدواة وبياض لأزيل لكم اشكال الامر وأذكر لكم من المستحق لها بعدي [لأكتب لكم كتابا لا تختلفوا فيه بعدي] قال عمر رضي الله عنه: " دعوا الرجل فإنه ليهجر " (4).
وقال ابن حزم في الحديث وضرره علي الاسلام: وبالجملة فالكتاب كان رافعا لهذا النزاع (الاختلاف فيمن يلي أمر المسلمين بعده) ولو لم يكن فيه إلا الاستراحة من سفك الدماء
١ - انساب الاشراف: ١ / ٥٦٢ ح ١١٤١ أمر الرسول حين بدئ، واختصره في مجمع الزوائد: ٤ / ٣٩١ كتاب الوصايا - باب (٨) - وصية رسول الله ح ٧١٠٩.
٢ - مشارق الأنوار علي صحاح الآثار: ٢ / ٣٣٣ حرف الهاء فصل الاختلاف والوهم.
٣ - فتح الباري شرح صحيح البخاري: ٨ / ١٦٨ - ١٦٩ ح ٤٤٣٢ كتاب المغازي باب مرض النبي (٨٤).
٤ - سر العالمين وكشف ما في الدارين: ١٠ - ١١ المقالة الرابعة، وتذكرة الخواص: ٦٤ - ٦٥ الباب الرابع في ذكر الخلافة (عليه السلام) عن الرسالة المذكورة: 9 - وما بين المعقودين من التذكرة.
(٢٤١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، غدير خم (1)، الموت (1)، الغلّ (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب فتح الباري (1)، المرض (1)، الوصية (1)

صفحه 233

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٢
في أمر عثمان ومن بعده، فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالي، فلقد هلكت في هذا طوائف وتمادي ضلالهم إلي اليوم (1).
* أقول: لقد تنبأ النبي (صلي الله عليه وآله) بفعلة عمر هذه حيث قال يوما: " لأعرفن الرجل منكم يأتيه الامر من أمري اما أمرت به أو نهيت عنه، وهو متكئ علي أريكته فيقول: ما ندري ما هذا!
عندنا كتاب الله وليس هذا فيه! وما لرسول الله أن يقول ما يخالف القرآن وبالقرآن هداه الله " (2).
* قيل أن الرواية الأنسب بحال عمر الصحابي بالاستفهام (أهجر) وذلك لعدم امكان تأويلها بما يتناسب مع رسول البشرية، واستدلوا بأنه لو كان علي غير الاستفهام لاعترض عليه (3).
* أقول: أولا: في بعض روايات البخاري ومسلم بغير استفهام كما تقدم.
ثانيا: الدليل علي اعتراض رسول الله (صلي الله عليه وآله) والصحابة علي عمر عند مقولته الشنيعة:
فاعتراض رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان بقوله: " فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه " كما في رواية البخاري.
قال القسطلاني في شرح هذا الحديث:.. ويحتمل عكسه أي الذي أشرت عليكم به من الكتابة خير مما تدعونني اليه من عدمها، بل هذا هو الظاهر..
إلي أن قال: ولكن أسف علي ما فاته من البيان بالتنصيص عليه لكونه أولي من الاستنباط (4).
وقال النبي معترضا: " أنتم لا أحلام لكم " كما تقدم (5).
ومما يشير لي اعتراض النبي (صلي الله عليه وآله) ما تقدم عن أبي يعلي: فتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) " (6).
١ - جوامع السيرة النبوية لابن حزم: ٢١٠ ذيل الكتاب ط دار الكتب العلمية.
٢ - جامع الأصول: ١ / ٢٨٣ ح ٦٩ عن الترمذي وأبي داود.
٣ - فتح الباري شرح صحيح البخاري: ٨ / ١٦٩ ح ٤٤٣٢ كتاب المغازي باب مرض النبي (٨٤).
٤ - فتح الباري شرح صحيح البخاري: ٨ / ١٦٩ و ١٧٠ ح ٤٤٣٢ كتاب المغازي باب مرض النبي (٨٤).
٥ - إمتاع الأسماع: ١ / ٥٤٥ - ٥٤٦ وفاة رسول الله (ص) - ذيل الكتاب ومجمع الزوائد: ٤ / ٣٩١ كتاب الوصايا - باب (٨) - وصية رسول الله ح ٧١٠٩..
٦ - مجمع الزوائد: ٤ / 390 كتاب الوصايا - باب (8) - وصية رسول الله ح 7108.
(٢٤٢)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب صحيح البخاري (2)، كتاب فتح الباري (2)، المرض (2)، الوصية (2)، الوفاة (1)

صفحه 234

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٣
وأيضا ما تقدم عن البلاذري: فغم ذلك رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وأضجره.
فقال: " إليكم عني " ولم يكتب شيئا (1).
- أما اعتراضات الصحابة:
فمنها اعتراض ابن عباس المشهور بقوله: ان الرزية كل الرزية من حال بين رسول الله والكتاب (2).
ومنها قول زينب وغيرها كما تقدم: ائتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بحاجته.
وفي المجمع قالت: ويحكم عهد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) إليكم (3).
ومنها ما عند البخاري ومسلم " فاختلف أهل البيت " " ما ينبغي عند نبي تنازع ".
فاختلافهم دليل علي أنهم كانوا حزبين: حزب عمر وحزب من يريد للكتاب أن يرفع الخلاف فيما بعد.
وكذلك التنازع الحاصل يشير إلي ذلك.
هذا وقد قال عمر بنفسه لابن عباس:
" لقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطة علي الاسلام، فعلم رسول الله اني علمت ما في نفسه فأمسك! " (4).
* واعلم أن الهجر معناه كما في لسان العرب: القبيح من الكلام، والهذيان، وهجر به في النوم يهجر هجرا: حلم وهذي، وفي الحديث قالوا ما شأنه أهجر، أي اختلف كلامه بسبب المرض (5).
وقال: الهذيان: كلام غير معقول مثل كلام المبرسم والمعتوه (6).
وقال القسطلاني: فقالوا ما شأنه أهجر " بهمزة لجميع رواة البخاري، وفي الرواية التي
١ - انساب الاشراف: ١ / ٥٦٢ ح ١١٤١ أمر الرسول حين بدئ، واختصره في مجمع الزوائد: ٤ / ٣٩١ كتاب الوصايا - باب (٨) - وصية رسول الله ح ٧١٠٩.
٢ - الدرر في اختصار المغازي والسير للنمري (٣٦٨ / ٤٦٣) -: ٢٠٤ ط. دار الكتب العلمية.
٣ - إمتاع الأسماع: ١ / ٥٤٥ - ٥٤٦ وفاة رسول الله (ص) ذيل الكتاب ومجمع الزوائد: ٤ / ٣٩١ كتاب الوصايا - باب (٨) وصية رسول الله ح ٧١٠٩..
٤ - علي ومناوؤوه: ٢٦ عن شرح النهج لابن أبي الحديد: ٣ / ٩٧ ط. مصر دار الكتب العربية.
٥ - لسان العرب: ٥ / ٢٥٤ - ٢٥٣ - لفظة هجر -.
٦ - لسان العرب: ١٥ / 360 لفظة هذي.
(٢٤٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (2)، المرض (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، الوصية (2)، الوفاة (1)

صفحه 235

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٤
في الجهاد بلفظ " فقالوا هجر " بغير همزة.
ووقع للكشميهني هناك " فقالوا هجر، هجر رسول الله " أعاد هجر مرتين.
قال عياض: معني أهجر أفحش، يقال هجر الرجل إذا هذي، وأهجر إذا أفحش (1).
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار: يقال: أهجر الرجل إذا قال الفحش (2).
* وأما اعتراضه يوم الحديبية:
- قال الواقدي وغيره: قالوا: فلما اصطلحوا فلم يبق الا الكتاب، وثب عمر إلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله ألسنا بالمسلمين؟
قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " بلي ".
قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟
فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " أنا عبد الله ورسوله ولن أخالف أمره، ولن يضيعني ".
فذهب عمر إلي أبي بكر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر ألسنا بالمسلمين؟.
فقال: بلي.
فقال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا؟
فقال أبو بكر: الزم غرزه! فإني أشهد أنه رسول الله، وأن الحق ما أمر، ولن نخالف أمر الله ولن يضيعه الله!
ولقي عمر من القضية أمرا كبيرا، وجعل يرد علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الكلام ويقول: علام نعطي الدنية في ديننا؟
فجعل رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: " أنا رسول الله ولن يضيعني "!
قال: فجعل يرد علي النبي صلي الله عليه وسلم الكلام.
قال: يقول أبو عبيدة بن الجراح: ألا تسمع يا ابن الخطاب رسول الله يقول ما يقول؟
قال: تعوذ بالله من الشيطان واتهم رأيك!
١ - فتح الباري شرح صحيح البخاري: ٨ / 168 ح 4432 كتاب المغازي باب مرض النبي (84).
2 - مشارق الأنوار علي صحاح الآثار: 2 / 331 حرف الهاء.
(٢٤٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، صلح (يوم) الحديبية (1)، الشهادة (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب فتح الباري (1)، المرض (1)

صفحه 236

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٥
قال عمر: فجعلت أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم حياء، فما أصابني قط شئ مثل ذلك اليوم.
فكان ابن عباس رضي الله عنه يقول: قال لي عمر في خلافته، وذكر القضية: " إرتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت الا يومئذ، ولو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة عن القضية لخرجت.
قال أبو سعيد الخدري: جلست عند عمر بن الخطاب يوما، فذكر القضية فقال: لقد دخلني يومئذ من الشك، وراجعت النبي (صلي الله عليه وسلم) يومئذ مراجعة ما رجعته مثلها قط.
والله لقد دخلني يومئذ من الشك حتي قلت في نفسي: لو كنا مائة رجل علي مثل رأيي ما دخلنا فيه أبدا!.
قال عمر: فوثبت إلي أبي جندل أمشي إلي جنبه، وسهيل بن عمرو يدفعه، وعمر يقول: اصبر يا أبا جندل، فإنما هم المشركون، وانما دم أحدهم دم كلب، وانما هو رجل وأنت رجل ومعك السيف! فرجوت أن يأخذ السيف ويضرب أباه، فظن الرجل بأبيه، فقال عمر:
يا أبا جندل، ان الرجل يقتل أباه في الله، والله لو أدركنا آباءنا لقتلناهم في الله، فرجل برجل!
قال: وأقبل أبو جندل علي عمر فقال: مالك لا تقتله أنت؟
قال عمر: نهاني رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عن قتله وقتل غيره.
قال أبو جندل: ما أنت أحق بطاعة رسول الله مني!.
وقال عمر ورجال معه من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم: يا رسول الله، ألم تكن حدثتنا أنك ستدخل المسجد الحرام … الخ " (1).
انظر عزيزي القارئ إلي تشكيك هذا الرجل بعصمة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وعدم انقياده إلي أوامره.
وبعد ذلك يأتي بعض من عاصرناه ليقول: ان اعتراض عمر فيه دليل علي وعي الصحابة!!
أجل! أصبحت معصية الرسول وعيا يقتدي بها!
أصبح افشال ونقض الصلح الذي أمر به الله عز وجل ونفذه رسول الله (صلي الله عليه وآله)، الذي لا
1 - المغازي للواقدي: غزوة الحديبية 2 / 606 - 609، وأمتاع الاسماع للمقريزي: 1 / 292 - 293 وهو بنفس ألفاظ الواقدي تقريبا باستثناء تعوذ عمر فان فيه بدل " حياء ": حينا.
(٢٤٥)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، أبو سعيد الخدري (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، مسجد الحرام (1)، القتل (4)

صفحه 237

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٦
ينطق عن الهوي، أصبح ذلك من حضارة الدين الاسلامي!
ومن العجيب جهل القائل بندم عمر ندما شديدا وتصدقه عنه وذبح العقائق من أجل تشكيكه هذا وارتيابه بنبوة النبي كما صرح هو بذلك (1).
1 - راجع المغازي للواقدي: غزوة الحديبية 2 / 609، وأمتاع الاسماع للمقريزي: 1 / 293.
(٢٤٦)
مفاتيح البحث: الجهل (1)

صفحه 238

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٧
هتك بيت الزهراء (عليها السلام) هتك بيت الزهراء (عليها السلام) ومن هفوات عمر فعلته الشنيعة مع صاحبه ونديمه في الإغارة علي بيت الطهر، ذلك البيت الذي كان يتلو رسول الله آية التطهير علي بابه مدة من الزمن كما تقدم.
* قال المسعودي في مروج الذهب: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم، ويقول: انما أراد بذلك أن لا تنتشر الكلمة ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة فتكون الكلمة واحدة. كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخروا عن بيعة أبي بكر فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار " (1).
هذا في شرح النهج.
* أما في مروج الذهب المطبوع والمحرف فقال المسعودي: " وحدث النوفلي في كتابه في الاخبار عن ابن عائشة عن أبيه عن حماد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جري ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول انما أراد بذلك ارهابهم ليدخلوا في طاعته، كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لاحراقهم إذ هم أبوا البيعة فيما سلف، وهذا الخبر لا يحتمل ذكره هنا وقد أتينا علي ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان " انتهي " (2).
فحذف اسم عمر منها.
* وقال أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة: عن سلمة بن عبد الرحمن قال: " لما جلس أبو بكر علي المنبر كان علي والزبير وناس من بني هاشم في بيت فاطمة فجاء عمر إليهم فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلي البيعة أو لأحرقن البيت عليكم "!.
وفي رواية سعد بن أبي وقاص: كان معهم المقداد أيضا، ولكن فيه: " وخرجت
1 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 4 / 495 ذيل شرح الحكمة: 461 - ط. دار الكتب العربية بمصر 1329، و 20 / 147 من الطبعة الأولي سنة 1378 / 1961 للحلبي بمصر بتحقيق محمد أبو الفضل، وذكر بالهامش: مروج الذهب: 3 / 86 مما يشعر بأنه وقف علي نسخة الكتاب غير المحرفة.
2 - مروج الذهب: 72 - تحت عنوان: (ذكر أيام معاوية بن يزيد … وعبد الله بن الزبير) - من الطبعة الأولي بالمطبعة الأزهرية المصرية سنة 1303 ه، و 3 / 77 ط. المصورة في إيران - دار الهجر 1404 ه.
(٢٤٧)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، آية التطهير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (4)، بنو هاشم (5)، حماد بن سلمة (1)، السقيفة (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، دولة ايران (1)، عبد الله بن الزبير (1)

صفحه 239

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٨
فاطمة (عليها السلام) تبكي وتصيح " (1).
* وقال الطبري: عن زياد بن كليب قال: أتي عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلي البيعة " (2).
* وقال توفيق أبو علم: بعد ذكر رواية الطبري: وفي رواية أخري أنه عمر قال لعلي إن لم تبايع أبا بكر لأحرقن دارك.
قال علي: أوتحرقها وفيها بنت رسول الله!!
قال: أحرقها وفيها بنت رسول الله!، واستشهد بأبيات شاعر النيل حافظ إبراهيم " (3).
* ونقل المدائني عن ابن عون: ان أبا بكر أرسل إلي علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقته فاطمة علي الباب فقالت: يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي؟
قال: نعم وذلك أقوي فيما جاء به أبوك " (4).
* وقال اليعقوبي (وبعض المؤرخين): " وبلغ ابا بكر وعمر ان جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فأتوا في جماعة حتي هجموا الدار، فخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه، ودخلوا الدار، فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلي الله!
فخرجوا (5).
* وقال في الملل والنحل عن إبراهيم النظام: ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتي ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح أحرقوا دارها بمن فيها وما كان في الدار غير علي
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٣٤ - ١٣٠ شرح الخطبة ٢٦ من طبعة دار الكتب العربية بمصر سنة ١٣٢٩ ه، و ٢ / ٥٦ - ٤٥ - من طبعة الحلبي الأولي بمصر ١٩٦١ م - ١٣٧٨ ه بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الموافقة للمصورة في إيران.
٢ - تاريخ الطبري: ٣ / ١٩٨ - ٢٠٠ أوائل حوادث سنة ١١ من الطبعة الحسينية الأولي بمصر سنة ١٣٢٦، و ٢ / ٤٤٣ من طبعة الاستقامة بالقاهرة سنة ١٣٥٧ ه، الموافقة للمصورة بإيران.
٣ - أهل البيت: ٢٣٨ موقف الامام بعد وفاة الرسول.
٤ - أنساب الاشراف: ١ / ٥٨٦ ح ١١٨٤ حديث الشوري، ط. دار المعارف - القاهرة الطبعة الثالثة.
٥ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٦ ذيل خبر السقيفة، وبيعة أبي بكر، وأهل البيت لتوفيق أبو علم: 238 وقال:
ذكرها اليعقوبي وغيره من المؤرخين.
(٢٤٨)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، علي بن أبي طالب (1)، الضرب (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، دولة ايران (2)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، السقيفة (1)، الوفاة (1)

صفحه 240

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٤٩
وفاطمة والحسنين (1).
* وأخرج الحموي بسنده إلي ابن عباس: وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الانسية.. واني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ومنعت ارثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث … اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وذلل من أذلها، وخلد في النار من ضرب جنبها حتي ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك آمين (2).
* وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في حديث مفصل عن خروج الامام المهدي الموعود (عج) - جاء فيه: " ثم يقص عليهم أفعالهما … واشعال النار علي باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين لإحراقهم بها وضرب يد الصديقة الكبري فاطمة بالسوط ورفس بطنها واسقاطها محسنا " (3).
* وعن أبي بصير عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: " وكان سبب وفاتها ان قنفذا مولي الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا، ولم تدع أحد ممن آذاها يدخل عليها " (4).
* وقال ابن قتيبة: ان ابا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث عمر فجاء فناداهم في دار علي فأبوا ان يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: الذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها علي من فيها.
قيل له: يا أبا حفص ان فيها فاطمة (عليها السلام)؟
فقال: وإن!!.
فوقفت فاطمة رضي الله عنها علي بابها فقالت: " لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر
1 - الملل والنحل: 83 باب 1 فصل 1 - ذكر المعتزلة - فرقة النظامية - من ط. مصر،، وج 1 / 73 ط. مصر الأولي 1317، و 57 من ط. دار الفكر - بيروت.
2 - فرائد السمطين: 2 / 35 الباب السابع ح 371.
3 - الرجعة للاسترآبادي: 120 ح 77 حديث المفضل بن عمر.
4 - دلائل الإمامة: 45 خبر الوفاة والدفن.
(٢٤٩)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (3)، عبد الله بن عباس (1)، أبو بصير (1)، الضرب (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، مدرسة المعتزلة (1)، مدينة بيروت (1)، المفضل بن عمر (1)

صفحه 241

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٠
منكم تركتم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) جنازة بين أيدينا وقطعتم امركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا ".
فانصرفوا.
ثم قام عمر فمشي معه جماعة حتي اتوا باب فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلي صوتها: " يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ".
ثم قال: فقال عمر لابي بكر: انطلق بنا إلي فاطمة فانا أغضبناها، فانطلقا جميعا فاستأذنا علي فاطمة فلم تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلي الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام.
فقالت: " أرأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) تعرفانه وتفعلان به؟ " قالا: نعم.
فقالت: " نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضي فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ".
قالا: نعم سمعناه من رسول الله (صلي الله عليه وآله).
قالت: فاني اشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما اليه.
فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالي من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب يبكي حتي كادت نفسه تزهق.
وهي تقول: " والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها " (1).
- وروي الجوهري بعض هذا الكلام في خطبة فاطمة في مجلس أبي بكر اختصره ابن أبي الحديد، جاء فيه: " والله لا كلمتك أبدا! والله لأدعون الله عليك " (2).
١ - الإمامة والسياسة: ١ / ١٣ تحت عنوان: " كيف كانت بيعة علي " من طبعة الفتوح: الأدبية بمصر سنة ١٣٤٤، وج ١ / ١٨ - ١٩ من طبعة الحلبي بالقاهرة بتحقيق الدكتور طه الزيني سنة ١٣٧٨ ه، و ١ / ٣٠ من الطبعة المصورة في إيران عن طبعة مصر بتحقيق علي شيري.، وكتاب سليم: ٢٥٤، والبحار: ٤٣ / ٢٠٤، وعلل الشرائع: ١ / 186 باب 129 ح.
2 - شرح النهج: 16 / 214 كتاب 45 كتابه إلي عثمان بن الأحنف.
(٢٥٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الصّلاة (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة ايران (1)

صفحه 242

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥١
* وقال محمد الحفناوي في كتابه (أبو سفيان): وأشهر الروايات في تخلف علي وبني هاشم، وأكثرها ذيوعا ما أورده ابن قتيبة في الإمامة والسياسة، وذكر الخبر بطوله " (1).
* وقال ابن عبد البر الأندلسي: الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر: علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتي بعث إليهم عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: " ان أبوا فقاتلهم ".
فأقبل بقبس من نار علي أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: " يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا "!؟
قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة! (2).
* وقال سليم بن قيس شارحا لهذه القصة: … ثم نادي عمر حتي أسمع عليا وفاطمة:
والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وإلا أضرمن عليك النار.
فقالت فاطمة: " يا عمر مالنا ولك ".
فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.
فقالت: " يا عمر اما تتقي الله تدخل علي بيتي [وتهجم علي داري] ".
فأبي ان ينصرف، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب [فأحرق الباب]، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت: " يا أبتاه يا رسول الله (صلي الله عليه وآله) ".
فرفع عمر السوط وهو في غمده فوجأ به جنبها، فصرخت: " يا أبتاه " فرفع السوط فضرب به ذراعها، فنادت: " يا رسول الله (صلي الله عليه وآله) لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ".
فوثب علي (عليها السلام) فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ انفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) وما أوصاه به (إلي أن قال):
وحالت بينهم وبينه فاطمة (عليها السلام) عن باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وان في عضدها كمثل الدملج.
1 - أبو سفيان لمحمد الحفناوي: 169 الطبعة الأولي - دار الزيني بمصر سنة 1378 / 1959.
2 - العقد الفريد: 4 259 - 260 كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء تحت عنوان: " الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر " من طبعة القاهرة الطبعة الثانية 1962 م، و 2 / 250 ط، مصر 1293 ه، و 4 / 247 ط، دار احياء التراث العربي ببيروت.
(٢٥١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، سعد بن عبادة (1)، سليم بن قيس (1)، القتل (1)، مدينة بيروت (1)

صفحه 243

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٢
وارسل اليه عمر [أبو بكر] ان حالت بينك وبينه فاطمة فأضربها فألجأها قنفذ إلي عضادة ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينا في بطنها " (1).
* وفي رواية زاد: " ولما رأي منهم الامتناع أضرم النار في الحطب، ودفع الباب وكانت ابنة رسول الله (صلي الله عليه وآله) خلفه فمانعته من الدخول، فركل الباب برجله وألصقها إلي الجدار، ثم لطمها علي خدها من ظاهر الخمار حتي تناثر قرطها، وضرب كفها بالسوط، فندبت أباها وبكت بكاء عاليا.
يقول عمر: " لما سمعت لها زفيرا عاليا كدت أن ألين وانقلب، لولا أن تذكرت كيد محمد وولوغ علي في دماء صناديد العرب، فعصرتها ثانيا إلي الجدار فنادت: يا أبتاه هكذا يفعل بحبيبتك، واستغاثت بفضة جاريتها " (2) وأخرج الطبري الامامي: وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولي الرجل لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا (3).
وأخرج الخصيبي (334 ه) عن أمير المؤمنين عليه السلام أن فاطمة قالت له في وصيتها:
" فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت فأخذت بعضادتي الباب وقلت: ناشدتكم الله وبأبي رسول الله ان تكفوا عنا وتنصرفوا.
فأخذ عمر السوط من قنفذ مولي أبي بكر فضرب به عضدي فالتوي السوط علي يدي حتي صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده علي وأنا حامل فسقط لوجهي والنار تسعر، وصفق وجهي بيده حتي انتثر قرطي من اذني، وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم، فهذه أمة تصلي علي!! وقد تبرأ الله ورسوله منها وتبرأت منها " (4).
وأخرج في حديث رجعة فاطمة عليها السلام وشكايتها لرسول الله (صلي الله عليه وآله) ما فعل بها عمر وأبي بكر: من سب عمر لها، واضرامه النار علي الباب، وأخذ النار في الخشب، وضرب
١ - كتاب سليم: ٨٣ - ٨٥ - ٢٥٠ ذيل الكتاب وما بين المعقودين من ذيل الكتاب، وشرح النهج بتفاوت:
٢ / ٦٠ الخطبة ٢٦ ناسبا ذلك للشيعة، والبحار: ٤٣ / ١٩٧، والاحتجاج: ١ / ٨٣ ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول.
٢ - وفاة الصديقة الزهراء: ٦١ عن البحار: ٨ / ٢٣١ الطبع القديم عن الجزء الثاني دلائل الإمامة.
٣ - دلائل الإمامة: ٤٥.
٤ - الهداية الكبري: ١٧٩ الباب الثالث.
(٢٥٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، البكاء (1)، السب (1)، كتاب الهداية الكبري (1)، الوفاة (2)

صفحه 244

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٣
عمر لها بسوط أبي بكر علي عضدها، واسقاط المحسن، وصفقه علي خدها (1).
وزيد في رواية قول فاطمة (عليها السلام): " فرفع سوطه وضربني به فكسر يدي، وعصر الباب علي بطني فأسقط مني ولدي المحسن " (2).
١ - الهداية الكبري: ٤٠٢ - 407 الباب الرابع عشر، والأنوار النعمانية: 2 / 89 - 90 بتفاوت - نور في كيفية رجعته.
2 - الأنوار النعمانية: 2 / 90 نور في كيفية رجعته.
(٢٥٣)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، كتاب الهداية الكبري (1)

صفحه 245

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٤
هتك بيت الزهراء في الشعر * قال حافظ إبراهيم: تحت عنوان: " عمر وعلي " وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بملقيها أعظم بملقيها (1) حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفي فيها ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها فاذكرهما وترحم كلما ذكروا * أعاظما ألهوا في الكون تأليها (2) قال المحقق في هامش الديوان: يشير بهذه الأبيات إلي امتناع علي عن البيعة لابي بكر يوم السقيفة وتهديد عمر إياه باحراق بيته إذا استمر علي امتناعه وكان فيه زوجة علي فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) (3).
* وقال السيد القزويني:
يا عجبا يستأذن الأمين * عليهم ويهجم الخؤون قال سليم قلت يا سلمان * هل هجم القوم ولا استئذان فقال اي وعزة الجبار * وما علي الزهراء من خمار لكنها لاذت وراء الباب * رعاية للستر والحجاب فمذ رأوها عصروها عصرة * كادت بنفسي أن تموت حسرة تصيح يا فضة أسنديني * فقد وربي قتلوا جنيني (4).
1 - أكرم بسامعها.
2 - عند ذكرهما - أعاظم.
3 - ديوان حافظ إبراهيم: 1 / 63 طبعة صادر الأولي ببيروت 1409 ه، ونقل الأبيات توفيق أبو علم مع تغاير بسيط أشرت له. أهل البيت: 238 موقف الامام بعد وفاة الرسول.
4 - عن كتاب البابليات للشيخ علي الخاقاني: 5 / 252 - 254 ط. النجف، ووفاة الصديقة الزهراء للمقرم:
49 ط. النجف 1370 ه.
(٢٥٤)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، السقيفة (1)، الكرم، الكرامة (2)، القتل (1)، الزوج، الزواج (1)، الموت (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، مدينة بيروت (1)، الوفاة (1)

صفحه 246

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٥
* وقال الشيخ الأصفهاني:
وما أصابها من المصاب * مفتاح بابه حديث الباب ان حديث الباب ذو شجون * مما به جنت يد الخؤون أيهجم العدي علي بيت الهدي * ومهبط الوحي ومنتدي الندي أيضرم النار بباب دارها * وآية النور علي منارها وبابها باب نبي الرحمة * وباب أبواب نجاة الأمة بل بابها باب العلي الأعلي * فثم وجه الله قد تجلي ما اكتسبوا بالنار غير العار * ومن ورائه عذاب النار ما أجهل القوم فان النار لا * تطفئ نور الله جل وعلا وان كسر الضلع ليس ينجبر * إلا بصمصام عزيز مقتدر إذ رض تلك الأضلع الزكية * رزية لا مثلها رزية ومن نبوع الدم من ثدييها * يعرف عظم ما جري عليها وجاوز الحد بلطم الخد * شلت يد الطغيان والتعدي فاحمرت العين وعين المعرفة * تذرف بالدمع علي تلك الصفة ولا تزيل حمرة العين سوي * بيض السيوف يوم ينشر اللوا وللسياط رنة صداها * في مسمع الدهر فما أشجاها والأثر الباقي كمثل الدملج * في عضد الزهراء أقوي الحجج ومن سواد متنها اسود الفضا * يا ساعد الله الامام المرتضي ووكز نعل السيف في جنبيها * أتي بكل ما أتي عليها ولست أدري خبر المسمار * سل صدرها خزانة الاسرار وفي جنين المجد ما يدمي الحشا * وهل لهم اخفاء أمر قد فشا والباب والجدار والدماء * شهود صدق ما له خفا لقد جني الجاني علي جنينها * فاندكت الجبال من حنينها
(٢٥٥)
مفاتيح البحث: التصديق (1)

صفحه 247

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٦
أهكذا يصنع بابنة النبي * حرصا علي ملك فيا عجبا!!! (1).
* وقال الشيخ حسن الحلي:
أبضعة الطهر طاه نصب أعينهم * بالباب يعصرها الطاغي وما غصبوا رضوا أضلاعها أجروا مدامعها * أدموا نواظرها ميراثها غصبوا لبيتها وهي حسري في مدامعها * عدوا فلاذت وراء الباب تحتجب فألموا عضديها في سياطها * واسقوا حملها والمرتضي سحبوا ووشحوا متنها بالسوط فأكفأت * لدارها وحشاها ملؤه عطب (2).
- واعلم أنه استمر غضب الزهراء عليهما حتي توفيت (عليها السلام) مهاجرة لهما، فلم تزل مهاجرته علي ما في رواية عائشة وغيرها. اخرج ذلك جملة من الحفاظ (3).
وسببه هو اقتحام بيتها والإغارة عليه علي حد تعبير ابن أبي الحديد (4).
* وتهديد عمر فاطمة باحراق دارها من المتسالم عليه رواه الطبري وابن قتيبة وابن عبد ربه وأبي الفداء وابن أبي الحديد والمتقي الهندي والكراجكي واليعقوبي والبلاذري (5).
* قال علي (عليه السلام) علي قبر فاطمة: ستخبرك ابنتك بما لقينا بعدك فأحفها بالسؤال (6).
فماذا لقيت فاطمة وعلي (عليه السلام) من القوم يا تري؟!
١ - وفاة الصديقة الزهراء: ١٢٩ - ١٣٠، والأنوار القدسية: ٣٥ - ٣٦.
٢ - وفاة الصديقة الزهراء: ١٣٧.
٣ - راجع مسند أحمد: ١ / ٦ و ٩ ط. م و ١٣ و ١٨ ط. ب ح ٢٦ و ٥٦، والطبقات الكبري: ٨ / ٢٣ ذكر بنات الرسول - فاطمة برقم ٤٠٩٧ -، وصحيح البخاري: ٤ / ٥٠٤ ح ١٢٦٥ من كتاب الخمس: فرضه، وكتاب المغازي ذيل باب غزوة خيبر: ٥ / ٢٥٢ ح ٧٠٤، وتاريخ الخميس: ٢ / ١٧٤ ذكر ميراث النبي (ص) -، وشرح النهج: ١٦ / ٢١٨ الكتاب ٤٥ عن كتاب الجوهري، والوفا: ٣ / ٩٩٥ فصل ٢.
٤ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٤٧ و ٤٩ الخطبة ٦٦.
٥ - تاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٣ حوادث سنة ١١ ذكر الاخبار في اليوم الذي توفي الرسول فيه، والإمامة والسياسة: ١ / ٣٠ كيف كانت بيعة علي، وتاريخ أبي الفداء ١ / ١٥٦ ط. مصر المطبعة الحسينية، والعقد الفريد: ٣ / ٦٣ ط. مصر، و ٤ / ٢٤٧ ط. بيروت كتاب الخلفاء - خلافة أبي بكر، وكنز العمال: ٥ / ٦٥١ ح ١٤١٣٨ مسند عمر، وكنز الفوائد: ٣٦٤، وشرح النهج: ٦ / ٤٨ الخطبة ٦٦، و ٢ / ٤٥ الخطبة ٢٦.
٦ - بلاغات النساء: ٢٨ كلام فاطمة في مجلس أبي بكر.
(٢٥٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، إبن أبي الحديد المعتزلي (2)، المتقي الهندي (1)، القبر (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، معركة خيبر (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة بيروت (1)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، الخمس (1)، الوفاة (2)

صفحه 248

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٧
وروي ابن طيفور قولها (عليها السلام) لابي بكر: " لقد جئت شيئا فريا " (1).
فما هو هذا الشئ؟!
وقالت (عليها السلام):
وبكاك الاسلام إذ صار * في الناس غريبا من سائر الغرباء لو تري المنبر الذي كنت * تعلوه علاه الظلام بعد الضياء (2) وقالت سلام الله عليها:
وانا فقدناك فقد الأرض وابلها * واجتث أهلك مذ غبت واغتصبوا أبدت رجال لنا فحوي صدورهم * لما نابت وحالت بيننا الكثب [الكتب] تهجمتنا ليال واستخف بنا * دهر فقد أدركوا منا الذي طلبوا (3) وقالت روحي فداها:
انا فقدناك فقط الأرض وابلها * اغتيل أهلك لما اغتالك التراب وقد رزينا بما لم يرزه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب (4) تجهمتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب (5) أقول: هذا البيت ليس لفاطمة بل هي تمثلت به، وهو لصفية عمة النبي وقد رواه ابن قدامة بدل " الخطب " " الحطب ".
قال: لما قبض النبي خرجت صفية متلفعة بثوبها وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدا لم يكثر [يكن] الحطب (6) لهف نفسي وعلي * مثلك فلتبك البواكي كيف لم تقطع يد * مد إليك ابن صحاك
١ - بلاغات النساء: ٢٨ كلام فاطمة في مجلس أبي بكر.
٢ - البحار: ٤٣ / ١٧٧.
٣ - دلائل الإمامة: ٣٥ حديد فدك، وشرح النهج: ١٦ / ٢١٤ كتاب ٤٥ كتابه إلي عثمان بن الأحنف عن الجوهري.
٤ - تذكرة الخواص: ٢٨٧ باب ١١ ذكر مرضها.
٥ - شرح النهج: ١٦ / ٢١٢ كتاب ٤٥ كتابه إلي عثمان بن الأحنف عن الجوهري، والاحتجاج: ١ / 93 احتجاج الأمير علي أبي بكر بفدك.
6 - التبيين في أنساب القرشيين: 41 - صفية بنت عبد المطلب.
(٢٥٧)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، صفية بنت عبد المطلب (1)

صفحه 249

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٨
فرحوا يوم أهانوك * بما ساء أباك ولقد أخبرهم * ان رضاه في رضاك دفعا النص علي * إرثك لما دفعاك وتعرضت لقدر * تافه وانتهراك (1).
* هذا بعض ما جري علي بيت الزهراء.
- ذلك البيت الذي قضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) شطرا من عمره في تبليغ فضله وآثاره وخصائصه، والذي كان يمر كل صباح ويطرق ذلك الباب الشريف واضعا يده الشريفة عليه، ولكي تبقي لمسات الرسول الأعظم علي هذا الباب ليتبرك بها المسلمون فيما بعد كما يتبركون بمنبره ومقعده وروضته، كما يروي عن ابن الخليفة الثاني وغيره (2).
لكن غدر الزمان بأصحاب هذا الباب، حتي تكالبت عليهم صعاليك العرب، وحان موعد الثأر لقتلي بدر وأحد، وتجددت أحقاد الجاهلية!!.
جاء من قعد خلاف رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ليكونوا أول متوسل ومتبرك بهذا الباب الشريف!!
وليشهد لهم عند الأمير بأنهم أول من اقتحم وأغار علي بيوت الأنبياء، وحرق دورهم أو هدد به! وأنه أوحد من ضرب بناتهم، وأسر أصهرتهم، وأخاف أولادهم، بعد قوم لوط!!.
جاءت يد الجاهلية لتحرق أو تهدد بحرق لمسات رسول الله (صلي الله عليه وآله) من علي ذلك الباب، ولتحرم المسلمين، وابن عمر بالخصوص من التبرك به كما يتبرك بمنبره!.
جاءت يد الغدر لتلطم ذلك الصدر الذي كان يشمه رسول الله (صلي الله عليه وآله) متي اشتاق إلي الجنة، ولتقيد أيدي حبيب رسول الله وأخيه وابن عمه، تلك الأيدي التي أسست أركان الاسلام ودعائمه، ولعلها تقيد لذلك؟!! (3).
١ - شرح النهج: ١٦ / ٢٣٥ الكتاب ٤٥ لعثمان بن حنيف.
٢ - راجع الشفا بتعريف حقوق المصطفي: ٢ / ٥٧، وما بعدها، الباب الثالث - فصل في اعظامه، واكرام مشاهده.
٣ - راجع لذلك: تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢٦ ذيل خبر السقيفة، والملل والنحل: ٨٣ ط. مصر، و ٥٧ ط. دار الفكر بيروت - الباب الأول - الفصل الأول فرقة النظامية، والرجعة للاسترابادي: ١٢٠ ح ٦٦، ودلائل الإمامة: ٤٥ خبر الوفاة والدفن، وكتاب سليم: ٨٣ - ٢٥٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٤٥، و ٦٠ الخطبة ٢٦، و ١٦ / ٢١٤ الكتاب ٤٥، كتابه إلي عثمان بن الأحنف - و ٦ / ٤٧، و ٤٩ الخطبة ٦٦، والإمامة والسياسة: ١ / ٣٠ كيف كانت بيعة علي، وتاريخ الطبري: ٢ / ٤٤٣ حوادث سنة ١١، وتاريخ أبي الفداء: ١ / ١٥٦ ط. مصر، والعقد الفريد: ٣ / ٦٣ ط. مصر، و ٤ / ٢٤٧ ط. بيروت كتاب الخلفاء خلافة أبي بكر، وكنز العمال: ٥ / 651 ح 14138.
(٢٥٨)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الضرب (1)، الجهل (2)، التبرك (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، مدينة بيروت (2)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، عثمان بن حنيف (1)، السقيفة (1)

صفحه 250

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٥٩
جاء ذلك كله بمرءا من المهاجرين، والأنصار الذين بايعوا رسول الله علي الدفاع عن أهل البيت وذرية الرسول، كما أخرجه الطبراني في الأوسط بسنده عن الحسين بن علي قال: " جاءت الأنصار تبايع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) علي العقبة، فقال: قم يا علي فبايعهم.
فقال: علي ما أبايعهم يا رسول الله؟
قال: علي أن يطاع الله ولا يعصي، وعلي أن تمنعوا رسول الله وأهل بيته وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم " (1).
وعن عبادة بن صامت: أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: لا تنازعوا الامر أهله (2).
فأين مصداقية هذه البيعة؟!
هدانا الله لمحبة هذا البيت الشريف لعلنا نفوز بشفاعة رسول الله (صلي الله عليه وآله).
* ألفاظ حديث:
" غضب الله لها وكونها بضعة المصطفي " شاءت الازمان أن تكون كتابة هذه الأسطر في أيام الفاطميات، فأحببت أن أذكر شيئا تبركا عن جدتي فاطمة (عليها السلام)، فذكرت ألفاظ ومصادر حديث البضعة المتقدم عن ابن قتيبة.
وقد ورد هذا الحديث أو ما يؤدي معناه بعدة ألفاظ ومعاني توجب القطع بصدور هذا الحديث اما من باب تواتره أو من باب الشواهد الجمة عليه (3).
١ - المعجم الأوسط: ٢ / ٤٤٤ ح ١٧٦٦ من اسمه أحمد، ومجمع الزوائد: ٦ / ٦٠ ح ٩٨٩٦ كتاب المغازي - ذيل باب (٨) - ابتداء أمر الأنصار والبيعة علي الحرب.
٢ - المعجم الأوسط: ١ / ١٩٦ ح ٢٧٩ من اسمه أحمد.
٣ - يراجع إضافة ما يأتي من مصادر: انساب الاشراف: ١ / ٤٠٣ ح ٨٦٥ ط. مصر، والسنن الكبري: ٧ / ٣٠٧ و ١٠ / ٢١٩، والجوهرة: ٢٧٩ - ٢٩٧ باب ٦ و ٧، والشفا: ٢ / ٢٦ و ٢٣٠، والمطالب العالية: ٤ / ٦٧ ح ٣٩٨٠، وفرائد السمطين: ٢ / ٤٦ و ٦٧، والالمام: ٥ / ٣٠٢، وبحار الأنوار: ٤٣ / 204، والشرائع: 1 / 186.
(٢٥٩)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، المهاجرون والأنصار (1)، الطبراني (1)، الحسين بن علي (1)، المنع (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، الحرب (1)

صفحه 251

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٠
* أخرجه الطبراني وغيره عن علي (عليه السلام): قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا فاطمة ان الله [الرب] يغضب لغضبك ويرضي لرضاك " (1).
* وقال النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله): والله يا فاطمة لا يرضي الله حتي ترضي ولا أرضي حتي ترضي " (2).
* وفي رواية: قال (صلي الله عليه وآله): " يا بنية أنت المظلومة بعدي وأنت المستضعفة فمن أذاك فقد أذاني، ومن غاظك فقد غاظني، ومن جافاك فقد جافاني، ومن قطعك فقد قطعني، ومن ظلمك فقد ظلمني، ومن سرك فقد سرني، ومن وصلك فقد وصلني لأنك مني وأنا منك وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبي إلي الله أشكوا ظالميك من أمتي.
وكأني بك يا بنية تستغيثين فلا يغيثك أحد من أمتي … " (3).
* وفي رواية أخري: " واعلم يا أخي اني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذا ربي وملائكته، يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها.. " (4).
- وأخرج مسلم وغيره: " ان فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني " (5).
وعن المسور: " ان فاطمة [ابنتي] بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها [فمن أغضبها أغضبني] " (6).
١ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤٠١ ترجمة فاطمة - مناقبها، جواهر العقدين: ٣٥٠ الباب الحادي عشر، ومقتل الحسين: ١ / ٤٢ الفصل الخامس، ومناقب ابن المغازلي: ٣٥١ ح ٤٠٢، وذخائر العقبي: ٣٩، ومستدرك الصحيحين: ٣ / ١٥٣ كتاب معرفة الصحابة مناقب فاطمة، أسد الغابة: ٥ / ٥٢٢ ترجمة فاطمة، وكفاية الطالب: ٣٦٤ باب ٩٩، وميزان الاعتدال: ٢ / ٧٢ ط. مصر - السعادة - سنة ١٣٢٥، والذرية الطاهرة:
١٦٦ ح ٢٢٦، وتذكرة الخواص: ٢٧٩ باب ١١ فضائلها، وروضة الواعظين: ١٤٩ مجلس في ذكر مناقبها، وكنز الفوائد: ٣٦٠ رسالة التعجب الفصل ١٤، وبشارة المصطفي: ٢٠٩.
٢ - مشارق أنوار اليقين: ٢٤.
٣ - وفاة الصديقة الزهراء: ٥٧ عن كشف الغمة: ١٤٨.
٤ - وفاة الصديقة الزهراء: ٥٨ عن الطرف لابن طاووس: ٣٨ ط. النجف.
٥ - صحيح مسلم: ٥ / ٨٣ ح ٢٣٢ كتاب فضائل الصحابة باب مناقب قرابته، و ٩٦ ح ٢٧٨ باب مناقب فاطمة، وخصائص النسائي: ١٢٢ ح ١٣٢.
٦ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤٠٤ ترجمة فاطمة - مناقبها، وخصائص النسائي: ١٢١ ح ١٣٠، وصحيح مسلم: ١٦ / ٢٢١ ح ٦٢٥٧ كتاب الفضائل فضائل الصحابة - فاطمة -، وكفاية الطالب: ٣٦٥ باب ٩٩، ومسند أحمد: ٤ / ٣٢٨ ط. م، و ٥ / ٤٣٠ ط. ب، وصحيح البخاري: ٧ / ٧٣ ح ١٥٩ كتاب النكاح باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف، وذخائر العقبي: ٣٧ ذكر غيرته، وتاريخ الخميس: 1 / 412، وتذكرة الخواص: 279 باب 11 فضائل فاطمة.
(٢٦٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الطبراني (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب ذخائر العقبي (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب صحيح مسلم (2)، الوفاة (2)

صفحه 252

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦١
- وعن عبد الله بن الزبير: " انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها " (1).
- وعنه: " انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها " (2).
- وعن عامر: " ان فاطمة بضعة مني فأحب ما سرها واكره ما ساءها " (3).
- وعن أم سلمة وسلمان وعمر بن عبد العزيز: " فان فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها " (4).
- وعن المسور: " فاطمة شجنة [مضغة - بضعة] مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها [قبضها] " (5).
- وعن جويرية: " انما فاطمة بضعة مني يسؤني ما ساءها " (6).
- وعنه: " ان فاطمة بنت محمد بضعة مني وأنا أكره أن تفتنوها " (7).
- وروي بلفظ: " من آذي فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله " (8).
- وعن أبي حنظلة: " انما فاطمة مضغة مني فمن أذاها آذاني " (9).
١ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤٠٥ ترجمة فاطمة، وكفاية الطالب: ٣٦٦ باب ٩٩.
٢ - المستدرك: ٣ / ١٥٩ كتاب المعرفة - مناقبها (ع) -، المسند: ٤ / ٥ ط. م و ٤ / ٥٧١ ط. ب ح ٥٦٩١.
٣ - مناقب ابن المغازلي: ٢٨٢ ح ٣٢٧، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٦٩ ح ١٠٩٩.
٤ - مناقب الخوارزمي: ٣٥٣ الفصل ٢٠، وجواهر العقدين: ٣٥١ الباب الحادي عشر مع اختصار، وكنز الفوائد: ٣٦٠، وروضة الواعظين: ١٥٠.
٥ - المعجم الكبير: ٢٠ / ٢٦ ترجمة المسور ما روي عنه عبد الله بن أبي رافع، و ٢٢ / ٤٠٥ مناقب فاطمة، وذخائر العقبي: ٣٨ ذكر غيره الرسول، والمستدرك: ٣ / ١٥٨ كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب فاطمة، ومسند أحمد: ٤ / ٣٢٣ - ٣٣٢ ط. م، و ٥ / ٤٢٣ - ٤٣٥ ط. ب ح ١٨٤٢٨ - ١٨٤٥١، وجواهر العقدين:
٣٥٠ الباب الحادي عشر، والمطالب العالية: ٤ / ٦٧ ح ٣٩٨٠، وفي بعضها: تقديم، وتأخير في الألفاظ.
٦ - الطبقات الكبري: ٨ / ٢٠٦ ترجمة جويرية بنت أبي جهل ٤٢٠٥) -.
٧ - المعجم الكبير: ٢٠ / ١٨، وصحيح مسلم: ١٦ / ٢٢٣ باب فضائل فاطمة.
٨ - كنز الفوائد: ٣٦٠ رسالة التعجب فصل ١٤.
٩ - المستدرك: ٣ / 159 ذكر مناقبها.
(٢٦١)
مفاتيح البحث: السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن الزبير (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، فاطمة بنت محمد (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)، الجهل (1)

صفحه 253

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٢
- وعن مجاهد: " من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها في فاطمة بنت محمد، وبضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله تعالي " (1).
- وعن الصادق جعفر بن محمد: " ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها " (2).
- وعن ابن عباس: " وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الانسية.. كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ومنعت ارثها وأسقط جنينها " (3).
* قال السهيلي: هذا الحديث (البضعة) - يدل علي أن من سبها كفر، ومن صلي عليها فقد صلي علي أبيها، واستنبط أن أولادها مثلها لأنهم بضعة منها (4).
صلي الله عليها وعلي أبيها وبعلها وبنيها.
١ - أهل البيت للشرقاوي: ١٣٦.
٢ - كنز الفوائد: ٦٣ ذكر بدع اخر الزمان.
٣ - بشارة المصطفي: ١٩٨، وفرائد السمطين: 2 / 35 الباب السابع ح 371.
4 - رشفة الصادي: 61 الباب الرابع.
(٢٦٢)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، فاطمة بنت محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، آخر الزمان (1)

صفحه 254

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٣
هفوات الخليفة الثاني عود علي هفوات الخليفة الثاني * ومن ذلك شربه الخمر دون كثير من المسلمين، كما يحدثنا الزمخشري في قصة تحريم الخمر قال: " انزل الله تعالي في الخمر ثلاث آيات أولها * (يسألونك عن الخمر والميسر) *.
فكان المسلمون بين شارب وتارك، إلي أن شرب رجل ودخل في الصلاة فهجر، فنزلت:
* (يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري) * فشربها من شرب من المسلمين حتي شربها عمر، فأخذ لحي بعير فشج رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد علي قتلي بدر بشعر الأسود بن عبد يغوث:
وكائن بالقليب قليب بدر * من الفتيان والشرب الكرام أيوعدنا بن كبشة ان سنحيي * وكيف حياة أصداء وهام ألا من مبلغ الرحمن عني * بأني تارك شهر الصيام فقل لله يمنعني شرابي وقل لله يمنعني طعامي (1).
- وأخرجه الطبراني في الأوسط بتغاير جاء فيه: " فدعا النبي عمر فتلا هذه الآية، فكأنها لم توافق من عمر الذي أراد … إلي أن نزل: * (انما الخمر) *.
فقال عمر: انتهينا يا رب " (2).
ما هذا الخليفة الذي يشرب الخمر دون عامة المسلمين!؟ ومن أين جاءه هذا الشعر الذي لا ينشده إلا من ارتد عن الاسلام؟!.
وهل هو نفس الشعر الذي أنشده أبو بكر عندما شرب؟!
* ومن ذلك ما روي عن السائب بن يزيد قال: اتي عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين انا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال: اللهم أمكنني منه، فبينما عمر ذات يوم يغذي الناس إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة يتغدي، حتي إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين:
١ - ربيع الأبرار: ٤ / ٥١ باب ٧٦) - اللهو، واللعب، واللذات، واتباع الشهوات، وبهامشه ذكر المحقق وجود الخبر في المستطرف للأبشيهي: ٢٦٠.
٢ - المعجم الأوسط: ٢ / 276 ح 1487 من اسمه أحمد.
(٢٦٣)
مفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (3)، الطبراني (1)، الزمخشري (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، الأسود بن عبد يغوث (1)، السائب بن يزيد (1)، القرآن الكريم (1)، الصّلاة (2)، القتل (1)، الشهوة، الإشتهاء (1)

صفحه 255

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٤
* (والذاريات ذروا فالحاملات وقرا) *.
فقال عمر: أنت هو؟ فقام اليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتي سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه واحتملوه علي قتب " (1).
هكذا تكون الدعوة للاسلام؟! وقارن بين ما يأتي من مناظرة أمير المؤمنين وابن عباس للخوارج.
* ومن ذلك ما رواه الزمخشري عنه أنه قال لرباح بن المعترف غني، فغناه فأصغي اليه عمر وقال: أجدت بارك الله عليك.
فقال: يا أمير المؤمنين لو قلت: زه كان أعجب إلي، قال: وما زه؟
قال: كلمة كان كسري إذا قالها أعطي من قالها له أربعة آلاف درهم.
قال: إن شئت ان أقولها لك فعلت فاما أعطي أربعة آلاف درهم فلا يجوز لي من أموال المسلمين: قال: فبعضها من مالك، فأعطاه أربعمائة درهم.
قال يرفأ (2): اتصل المغني؟
قال [عمر]: خدعني " (3).
* ومن ذلك ما جري بينه وبين العباس في داره القريب من المسجد فطلبه عمر ليوسع المسجد فرفض العباس: قال عبد الله بن أبي بكر:
قال عمر: لأخذنه منك، فقال أحدهما لصاحبه: فاجعل بيني وبينك حكما، فجعلا بينهما أبي بن كعب.
فقص عليه عمر قصته ثم قص العباس قصته. فقال: ان عندي علما مما اختلفتما فيه، ولأقضين بينكما بما سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، سمعته يقول: ان داود لما أراد أن يبني بيت المقدس وكان بيت ليتيمين من بني إسرائيل في قبلة المسجد فأراد منهما البيع فأبيا عليه.
فقال: لآخذنه، فأوحي الله عز وجل إلي داود أن أغني البيوت عن المظلمة بيتي وقد حرمت عليك بنيان بيت المقدس.
١ - الشريعة للآجري: ٧٣ باب تحذير النبي أمته الذين يجادلون بمتشابه القرآن.
2 - هو حاجب عمر ومولاه.
3 - ربيع الأبرار: 2 / 551 - 552 باب الأصوات، والألحان 40) -.
(٢٦٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الزمخشري (1)، عبد الله بن أبي بكر (1)، أبي بن كعب (1)، الخوارج (1)، السجود (2)، البيع (1)، الجواز (1)، القرآن الكريم (1)

صفحه 256

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٥
قال: فسليمان. فأعطاه سليمان.
فقال عمر لابي: ومن لي بأن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال هذا؟
وفي رواية ابن سعد عن سالم أبي النضر: فأخذ عمر بمجامع أبي بن كعب فقال: جئتك بشئ فجئت بما هو أشد منه، لتخرجن مما قلت فجاء يقوده حتي دخل المسجد فأوقفه علي حلقة من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيهم أبو ذر.
رجعنا إلي رواية ابن أبي بكير: فقال أبي لعمر: أتظن اني أكذب علي رسول الله؟
لتخرجن من بيتي. - وفي رواية ابن سعد: يا عمر أتتهمني علي حديث رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟ - فخرج إلي الأنصار فقال: أيكم سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول كذا وكذا فقال هذا: انا، وقال هذا انا، حتي قال ذلك رجال. فلم علم ذلك عمر قال: اما والله لو لم يكن غيرك لأجزت قولك ولكني أردت أن استثبت " (1).
* وهنا مواضع للطعن:
منها: جهله بحديث رسول الله (صلي الله عليه وآله) مع أنه عرفه جملة من الأنصار والأصحاب، فما هذا الخليفة الذي لا يعرف الأحاديث المشهورة؟.
ومنها: اتهام أبي بالكذب علي رسول الله (صلي الله عليه وآله).
ومنها: اخذه بمجامع أبي وقوله: جئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت، فأراد عمر ان يكذب أبي حديث رسول الله ويأتي له بحديث مزور يجعل الحكم لصالحه، إذ لا يهمه من الحديث إلا ما وافق مصالحه سواء كانت شخصية كحديث الدواة والبياض الذي أراد أن يقوله رسول لله (صلي الله عليه وآله) في مرض وفاته فاتهمه بالهجر كما تقدم.
أم كانت مصلحة عامة ولكن فيها من الشخصية مالا يخفي كما في الزيادة في المسجد.
واما قوله أردت أن استثبت - أو ليكون حديث رسول الله ظاهرا كما في رواية ابن سعد - فإنه لا يخفي انه بعدما انهزم عمر ولم يستطيع ان يهدد أبي وان يأخذ منه رواية مختلقة اعتذر بذلك. وإلا لماذا لم يستثبت من أول الامر، وألفاظ الاستثبات معروفة!!.
ولماذا لم يستثبت في حديث أبي بكر والذي تفرد به كما يعترفون:
" نحن معاشر الأنبياء لا نورث!
1 - فاء الوفاء: 2 / 487، و 482 الفصل الثاني عشر من الباب الرابع.
(٢٦٥)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، يوم عرفة (1)، ابن أبي بكير (1)، أبي بن كعب (1)، الكذب، التكذيب (1)، الجهل (1)، السجود (2)، المرض (1)

صفحه 257

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٦
ومنها: عدم امكانه فصل الدعوي، فما هذا الخليفة الذي لم يستطع أن يحكم في قضية حكم بها أبي، ومن هو أبي وما هو علمه؟ ما هذا الخليفة الذي في كل قضية يذهب إلي من يعلمه حكم القران والسنة فيها!!.
- وعزيزي القارئ لا تدع الشيطان يوسوس في صدرك ليقول لك ان علي بن أبي طالب كان يتحاكم مع خصمه إلي قاضيه.
وذلك في القصة المشهورة بينه وبين اليهودي الذي سرق الدرع من بيت المال فحاكمه أمير المؤمنين إلي شريح فقال شريح للأمير أعندك بينه؟ فقال الأمير لا غير اني تركته البارحة في بيت المال ولم أجده إلا مع اليهودي اليوم.
فحكم شريح لليهودي لان الدرع في يده.
فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: لا أريد ان انقض حكمك ولكن أعلم ان أخطأت في مواضع: أولا علي الحاكم ان يعمل بعلمه وأنت تعلم اني صادق وبالأمس كان يقول رسول الله علي مع الحق والحق مع علي " (1).
ثانيا لم تساوي بيني وبين اليهودي، وكنيتني بإمرة المؤمنين مع اننا خصمان.
عندها تقدم اليهودي وتشهد بالشهادتين علي يدي أمير المؤمنين لما رأي من عدله (عليه السلام)، واعترف (2).
ففرق واضح بين مرافعة عمر ومرافعة أمير المؤمنين، فالأول كان يجهل بالحكم وأراد التحريف، بينهما الأمير كان يعلم بالحكم ولكنه أراد العدل والمساواة وان الناس سواسية كأسنان المشط كما كان بالأمس محمد بن عبد الله (صلي الله عليه وآله).
واما حكم شريح فهو كحكم عمر عندما سألته فاطمة فدك.
وكحكمه عندما قالت له (عليها السلام): إذا شهد علي أربع شهود ما كنت صانع؟ أو قول أمير المؤمنين لابي بكر: لو أن شهودا شهدوا علي فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ما كنت صانعا
١ - نظير هذه القصة، وقعت مع الرسول (ص) وخزيمة بن ثابت حيث شهد شهادة للرسول، ولم يحضرها فقال: علمت ذلك من حيث علمت انك رسول الله فقال له النبي قد أجزت شهادتك وجعلتها شاهدين [شرح النهج: ١٦ / ٢٧٣ الكتاب ٤٥، ربيع الأبرار ٢ / ٣٥٢ باب الأسماء والكني].
٢ - الرواية مأخوذه من أحاديث عدة راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ٢٤٤ ح ١٢٦٢ مع تفاوت، وسنن البيهقي: ١ / ١٣٦ مع تفاوت، وليس بيسير و ١٠ / ١٣٦، وكنز العمال: ٤ / 6 ط. مصر، تاريخ السيوطي: 184 فصل في نبذة من أخبار علي.
(٢٦٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن أبي طالب (1)، القرآن الكريم (1)، الشهادة (4)، الجهل (1)، السرقة (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، خزيمة بن ثابت (1)، دمشق (1)

صفحه 258

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٧
بها؟
قال اللعين: كنت أقيم عليها الحد!!؟
قال (عليه السلام): إذا كنت عند الله من الكافرين، لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها (1).
* ومن ذلك ما رواه الحاكم وصححه ولم يطعن به الذهبي عن جابر الأسدي قال: كنت محرما فرأيت ظبيا فأصبته فمات فوقع في نفسي من ذلك فأتيت عمر بن الخطاب أسأله فوجدت إلي جنبه رجلا أبيض رقيق الوجه، فإذا هو عبد الرحمن بن عوف فسألت عمر فالتفت إلي عبد الرحمن فقال تري شاة تكفيه. قال نعم. فأمرني ان اذبح شاة، فلما قمنا من عنده قال صاحب لي: ان أمير المؤمنين لم يحسن ان يفتيك حتي سأل الرجل، فسمع عمر بعض كلامه فعلاه عمر بالدرة ضربا ثم اقبل علي ليضربني فقلت يا أمير المؤمنين اني لم أقل شيئا انما هو قال.
قال: فتركني " (2).
* ومن ذلك انكار عبادة بن الصامت علي عامله معاوية ولم يعزله (3).
* ومن ذلك ما أخرجه مسلم وغيره عن عبد الرحمن بن أبزي: ان رجلا أتي عمر فقال:
اني أجنبت فلم أجد ماء؟ فقال عمر: لا تصل. فقال عمار: اما تذكر يا أمير المؤمنين إذا أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فاما أنت فلم تصل واما انا فتمعكت في التراب وصليت. فقال النبي انما كان يكفيك ان تضرب بيدك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ فقال عمر: اتق الله يا عمار. قال: إن شئت لم أحدث به.
وفي لفظ آخر: إن شئت لما جعل الله علي من حقك أن لا أحدث به أحدا ولم يذكر " (4).
وفي ثالثة: إن شئت لم اذكره ما عشت أو ما حييت قال: كلا والله ولكن نوليك من ذلك ما
١ - تفسير نور الثقلين: ٤ / ٢٧٣ و ٢٧٥، والاحتجاج: ١ / ٩٢ احتجاج الأمير علي أبي بكر، وعمر لما منعا فاطمة فدكا.
٢ - المستدرك: ٣ / ٣١٠ كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب عبد الرحمن ابن عوف.
٣ - المستدرك: ٣ / ٣٥٥ كتاب المعرفة ذكر مناقب عبادة.
٤ - صحيح مسلم: ٤ / ٢٨٥ كتاب الحيض باب التيمم ح ٨١٨، وسنن أبي داود: ١ / 88 كتاب الطهارة باب التيمم ح 322، ومسند أحمد: 4 / 265 ط. م، و 5 / 329 ط. ب ح 17866، وما بعده.
(٢٦٧)
مفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، عبادة بن الصامت (1)، الشهادة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب سنن أبي داود (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، الحيض، الإستحاضة (1)، التيمّم (1)، الطهارة (1)

صفحه 259

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٨
توليت " (1).
وذكره البخاري وحذف - كعادته - ما يهين عمر في هذه الواقعة (2).
* ومن ذلك أن عمر رد السبي الذي سباه خالد في أيام أبي بكر والأموال وأطلق المحبوسين وافرج عن الأسري (3).
وكتب اليه أبو المختار بن أبي الصعق:
ألا أبلغ أمير المؤمنين رسالة * فأنت أمير الله في المال والامر فلا تدعن اهل الرساتيق والقري * يخونون مال الله في الأدم والحمر وارسل إلي النعمان وابن معقل * وارسل إلي حزم وارسل إلي بشر وارسل إلي الحجاج واعلم حسابه * وذاك الذي في السوق مولي بني بدر إلي اخر الأبيات.
واغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله انصاف أموالهم ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا.
وسأل سليم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن ذلك فأجابه ما ملخصه:
اما أنه لم يغرم قنفذ فلانه ضرب فاطمة بالسوط - وقد تقدم -.
واما بقية العمال فان كانوا خونة فيجب اخذ كل المال وعزلهم عن العمل وان كانوا امناء فلا يجوز اخذ شئ منه (4).
وكذلك الكلام في خالد.
* ومن ذلك عدم مساواته في العطاء قال اليعقوبي وابن أبي الحديد وغيرهم: وأما عمر فإنه لما ولي الخلافة فضل بعض الناس علي بعض. وقد أشار علي أبي بكر أيام خلافته بذلك فلم يقبل، ثم عدل عن ذلك في أخر حياته (5).
* ومن ذلك جهل عمر بشكوك الصلاة واعترافه انه لم يسمع شئ حولها من الرسول
١ - مسند أحمد: ٤ / ٣١٩ ط. م، و ٥ / ٤١٧ - ٤١٨ ط. ب ح ١٨٤٠٣.، وسنن أبي داود: ١ / ٨٨.
٢ - صحيح البخاري: ١ / ٢١١ كتاب التيمم باب هل ينفخ فيهما ح ٣٢٦.
٣ - تذكرة الخواص: ٦٤ الباب الرابع في ذكر خلافته، والملل والنحل المقدمة الرابعة: ٢١٠.
٤ - كتاب سليم: ١٣٢ - ١٣٤.
٥ - شرح النهج: ٨ / ١١١ الخطبة ١٢٦:، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٥٣ - ١٥٤ ذيل أيام عمر، ومجمع الزوائد: ٥ / ٦٢١ - ٦٢٢ ح ٩٧٧٢ كتاب الجهاد باب تدوين العطاء.
(٢٦٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الضرب (1)، الجهل (1)، الصّلاة (1)، الجواز (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب سنن أبي داود (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، التيمّم (1)

صفحه 260

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٦٩
ولم يسأل عنها حتي جاء عبد الرحمن بن عوف وعلمه (1).
* ومن ذلك جهله في حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر وكأنه لا يعرف القرآن حتي هم برجمها فعلمه أمير المؤمنين (عليه السلام) فرجع إلي قوله معترفا بجهله قائلا: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب - لولا علي لهلك عمر " (2).
* ومن ذلك قوله علي المنبر: من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ومن أراد أن يسأل عن الفقه [الحلال والحرام] فليأت معاذ بن جبل ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فاني له خازن " (3).
هذا هو عمر بن الخطاب، الجاهل بأحكام القرآن، والنبي (صلي الله عليه وآله) يقول قدموا أقرأكم؟!
الجاهل بالفقه، والرسول ينادي قدموا أفقهكم؟!
الجاهل بالفرائض ورسول لله أوجب تقديم الأعلم؟!
نعم له علم بالمال، ولطالما عشق الناس ذلك وسعوا لتحقيق أغراضهم الدنيوية، فالمهم المال والناس عبيد الأغنياء ومن بيدهم الأموال.
أما الفقه والقرآن والفرائض فهي عند طائفة من المسلمين شئ ثانوي فحتي لو كان الانسان جاهلا بها يكفيه علمه بالأموال وتوزيعها وعدها وخزنها.
وليس لأحد ان يناقش في هذا الخبر فهو متداول في كتب القوم ويفتخرون به لمعاذ وأبي وزيد بل لعمر في حكمة توزيع الأموال.
صححه الحاكم ولم يغمز به الذهبي.
علي أن له شواهد كثيرة:
- منها ما تقدم في رجوع عمر إلي أمير المؤمنين في الفقه والفرائض واحكام القرآن كما تقدم وهو ينبئ عن جهله بها (4).
١ - مسند أحمد: ١ / ١٩٢ - ١٩٣ ط. م، و ١ / ٣١٦ ط. ب ح ١٦٨٠.
٢ - ذخائر العقبي: ٨٠ رجوع أبي بكر للأمير، وكفاية الطالب: 226 الباب 59، ومناقب الخوارزمي: 95 ح 95 الفصل السابع.
3 - العقد الفريد: 4 / 59 كتاب الخطب - خطب عمر بن الخطاب، ومستدرك الصحيحين: 3 / 271 كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب معاذ بن جبل وسنن البيهقي: 6 / 210 أقول بل ورد حتي جهله بالأموال راجع المطالب العالية: 4 / 44 ح 3922.
4 - راجع إضافة إلي ما تقدم تذكرة الخواص: 135 الباب السادس - ذكر مسائل -.
(٢٦٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)، زيد بن ثابت (1)، أبي بن كعب (1)، معاذ بن جبل (2)، القرآن الكريم (5)، الجهل (4)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 261

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٠
- ومنها رجوعه إلي عبد الرحمن بن عوف في مسالة شرعية (1).
- ومنها رجوعه إلي ابن عباس وتعلمه منه (2).
- ومنها ما تقدم من رجوعه إلي أبي بن كعب.
- ومنها امر معاذ بأخذ العلم عن أربعة دون عمر (3).
ونكتفي بما ذكرنا من هذه الهفوات حيث اننا لسنا في صدد تعداد كل هفوات الرجل وإلا لاحتجنا إلي بعير محملة، انما نحن في صدد ذكر أثر تقديم غير الأفضل.
ومن أراد مزيد بيان فيلرجع إلي ما ذكره الأميني في غديره حيث فصل للرجل نحو مائة هفوة من هفواته (4).
هذا وفي رواية مفصلة عن أمير المؤمنين ذكرها الصحابي سليم فيها معرفة حقيقة هذا الرجل ومدي علمه واحاطته بالأمور فلتراجع (5).
* فذلكة: أخي القارئ لا عجب مما ذكرناه فقد أوضح لنا بنفسه السبب في ذلك عندما سئل عن اذن الدخول فلم يعرف قال: " ألهاني الصفق بالأسواق " (6).
أو الاعتراض علي رسول الله وأذيته كما تقدم أو رفعه صوته فوق صوت النبي حتي نزل قوله تعالي: ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " (7).
وأخبرنا الحفاظ أنه كان سهل الحديث ومتهاونا فيه (8).
ولذلك كان يمنع الحديث (9)، ويحرق الكتب (10)، ويحرف القرآن (11).
١ - المستدرك: ٣ / ٣١٠ كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب عبد الرحمن بن عوف.
٢ - المستدرك: ٣ / ٥٤١ كتاب المعرفة ذكر مناقب عبد الله بن عباس.
٣ - المستدرك: ١ / ٩٨ من كتاب العلم.
٤ - الغدير: ٦ / ٨٣ إلي ٣٢٥.
٥ - كتاب سليم: ١٣٨.
٦ - مسند البزار: ٨ / ٤٢ ح ٣٠٢٤ وبالهامش أخرجه الشيخين، ومسند أحمد: ٤ / ٣٩٩ ط. م و ٥ / ٥٤٥ ح ١٩٠٨٤.
٧ - تاريخ المدينة: ٢ / ٥٢٣.
٨ - مسند البزار: ٢ / ١٢٤ ح ٤٨٠.
٩ - المستدرك: ١ / ١١٠، وتاريخ ابن كثير: ٨ / ١٠٧.
١٠ - سنن الدارمي: ١ / 54 - 125، وسيرة عمر لابن الجوزي: 109، والطبقات: 3 / 306.
11 - تاريخ المدينة لابن شبة: 2 / 709 - 707 - 712.
(٢٧٠)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (2)، عبد الرحمن بن عوف (2)، أبي بن كعب (1)، القرآن الكريم (1)، المنع (1)، السب (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (2)

صفحه 262

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧١
هذه نماذج من بعض هفوات الخليفة الثاني وما أكثرها، وهناك فضيحة كبري له عند الموت من أراد الوقوف عليها فليرجع لما ذكره الديلمي (1).
* نقطة علي السطر:
بعدما تقدم نماذج تقديم المفضول وهفوات الخليفة الأول والثاني وما يأتي للثالث.
كيف يطمئن الانسان بما يرويه العامة من أحاديث ترفع من شأنهم إلي ما فوق البشر نحو:
" لو كان نبي بعدي لكان عمر " (2).
" ان الله جعل الحق علي لسان عمر " (3).
" كنا نتحدث ان ملكا ينطق علي لسان عمر " (4).
" ما كنا نبعد ان السكينة تنطق علي لسان عمر " (5).
" لو وضع علم عمر في كفة وعلم اهل الأرض في كفة لرجح علم عمر " (6).
" ان الله عند لسان عمر ويده " (7).
فأين كانت نبوة عمر عند تركه للصلاة مدة وانهزامه يوم أحد وتجسسه علي المسلمين؟!.
وأين كان الحق المجعول علي لسان عمر عندما عين أحد امراء الشام لحسن كلامه فيه ثم عزله للمنام؟!.
وما بال الملك لا ينطق علي لسانه عند تعطيل حد المغيرة بن شعبة؟!
وأين ذهبت السكينة عند احراقه بيت الزهراء والإغارة عليه وعند شربه الخمر دون
١ - ارشاد القلوب: ٢٦٤ - ٢٦٨.
٢ - المستدرك: ٣ / ٨٥ كتاب معرفة الصحابة، والتبيين في أنساب القرشيين: ٣٦٠ أبو بكر.
٣ - انساب الأشراف: ٢ / ٤٤٠ امر الغارات بين علي ومعاوية غارة الضحاك، وكشف الخفاء: ٢ / ٣٦٤ وقال موضوع.
٤ - انساب الأشراف: ٢ / ٤٤٠.
٥ - المحاسن والمساوئ للبيهقي: ٣٨ و ٣٩ محاسن عمر.
٦ - المستدرك: ٣ / 86 كتاب معرفة الصحابة.
7 - المحاسن والمساوئ للبيهقي: 38 و 39 محاسن عمر.
(٢٧١)
مفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، المغيرة بن شعبة (1)، الشام (1)، الصّلاة (1)، البول (1)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، الإخفاء (1)

صفحه 263

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٢
المسلمين؟!.
وأين وضع علم عمر عند ارجاعه الناس إلي معاذ وزيد وأبي، وعند جهله بشكوك الصلاة والتيمم وعند ارجاع معاذ إلي غيره؟!.
وأين ذلك كله عندما وصف الرسول الأعظم بالهجر؟!.
ولو صحت هذه الأحاديث، فإنها تثبت فضله علي أبي بكر فأين اجماعهم علي فضله عليه!؟
أم أن الخطابية علي صواب!؟ (1).
أم أن الراوندية أصوب؟! (2).
١ - الخطابية القائلين بأن عمر بن الخطاب أفضل من أبي بكر، أنظر لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣٢٢ فصل في ذكر الصحابة - عمر الفاروق.
٢ - الراوندية القائلين بأن العباس أفضل من أبي بكر وعمر، أنظر لوامع الأنوار البهية: ٢ / 322 فصل في ذكر الصحابة - عمر الفاروق.
(٢٧٢)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)

صفحه 264

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٣
* حين لا ينفع الندم:
ولا عجب بعد ذلك أن يندم أبو بكر علي كشف بيت العصمة والطهارة ندما عند بلوغ الروح الحلقوم وهم ينظرون!
قال الطبراني رواية عن عبد الرحمن بن عوف: قال أبو بكر في مرضه الذي توفي فيه: " اما اني لا آسي علي شئ إلا علي ثلاث فعلتهن وددت اني لم افعلن حتي قال: فوددت اني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وان اغلق [أعلن] علي الحرب [وان كانوا قد غلقوه علي الحرب]، وودت اني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر ".
رواه الطبراني والطبري وابن عبد ربه والذهبي والمسعودي والهيتمي وغيرهم (1).
وروي ابن سعد وابن عبد ربه والمتقي الهندي وغيرهم ندم عمر عند وفاته وقوله: " ليتني كنت هذه التبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم اك شيئا، ليتني كنت منسيا، يا ليتني كنت كبش أهلي فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا، ويل لعمر ولام عمر إن لم يعف - يغفر - الله عنه " (2).
وعن الشعبي: قال عمر: " وددت أن أخرج منها كفافا كما دخلت لا علي ولا لي " (3).
١ - المعجم الكبير: ١ / ٦٢ ح ٤٣ ترجمة أبي بكر ما أسنده عن الرسول، مجمع الزوائد: ٥ / ٣٦٦ - ٣٦٧ ح ٩٠٣٠ كتاب الخلافة باب كراهة الولاية، ولمن تستحب، وميزان الاعتدال: ٢ / ٢١٥ ط. مصر السعادة ١٣٢٥ ط.، وكنز العمال: ٥ / ٦٣١ ح ١٤١١٣ كتاب الخلافة خلافة أبي بكر وتاريخ الاسلام للذهبي: ٣ / ١١٧ عهد الخلفاء - خلافته، ومروج الذهب مختصرا: ٢ / ٣٠١ ذكر نسب أبي بكر، ولمع من اخباره، والعقد الفريد: ٤ / ٢٥٤ كتاب الخلفاء خلافة أبي بكر -، وفاته - وتاريخ الطبري: ٣ / ٤٢٩ ذكر أسماء قضاته، وكتابه من حوادث سنة ١٣ ط. مصر، و ٢ / ٦١٩ ط. الاستقامة: ١٣٥٧، وشرح النهج: ٢ / ٤٦ الخطبة ٢٦، و ٦ / ٥١ الخطبة ٦٦.
٢ - الطبقات الكبري: ٣ / ٢٤٣ ذكر استخلاف عمر - ذيله -، ونور الابصار: ١٣٢ فصل في ذكر مناقب عمر الفصل ١١، وكنز العمال: ٦ / ٣٤٥ ط. دكن ١٣١٢، وكنز الفوائد: ٣٦٦ رسالة التعجب الفصل 14، والعقد الفريد: 4 / 259 كتاب الخلفاء خلافة عمر - امر الشوري.
3 - صحيح البخاري: 13 / 218 كتاب الاحكام ح 7217، وكتاب العاقبة للحافظ عبد الحق الإشبيلي: 64 الأحاديث الواردة في كراهة تمني الموت ح 88.
(٢٧٣)
مفاتيح البحث: الطبراني (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)، المتقي الهندي (1)، السقيفة (1)، المرض (1)، الحرب (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (2)، التاريخ الإسلامي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الإستحباب (1)، الموت (1)

صفحه 265

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٤
ويكفي ندمهم عن صحيفة العار التي تعاقدوا عليها في حياة النبي (1).
ولا عجب عند اعتراف معاذ عند موته بما حصل بعد يوم الغدير وتأمره مع عمر وأبي بكر وأبو عبيدة.
واعلم أن محمد بن أبي بكر نقل عن أبيه أنه قال نفس هذه المقولة عند وفاته.
وكذا عمر بن الخطاب فتكون.
قد صدرت في كل من تعاقد علي صحيفة العار.
وكلهم رددوا هذه المقولة.
قال معاذ عند موته: " ويل لي ويل لي من موالاتي عتيقا وعمر علي خليفة رسول الله ووصيه علي بن أبي طالب " (2).
وقال محمد بن أبي بكر عندما سمع هذا الحديث ان أبي قال نفس هذه المقالة، فقالت عائشة: انه يهجو.
فلما سمع عبد الله بن عمر هذه المقالة قال: إن أبي قال مثلها ما زاد ولا نقص.
ومن أراد تمام الحديث فيرجع لما كتبه الديلمي (3).
١ - راجع الاحتجاج: ١ / 84، و 86 ذكر طرف مما جري بعد، وفاة الرسول و 150 و 151 احتجاج علي علي المهاجرين والأنصار.
2 - ارشاد القلوب: 391.
3 - ارشاد القلوب: 391 إلي 394، وراجع كتاب سليم: 223 - 225
(٢٧٤)
مفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن عمر (1)، محمد بن أبي بكر (2)، الموت (2)، المهاجرون والأنصار (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)، الوفاة (1)

صفحه 266

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٥
هفوات الخليفة الثالث ما كان من عثمان بن عفان * قال الطبري: ان عثمان أحدث احداثا مشهورة نقمها الناس عليه من تأمير بني أمية ولا سيما الفساق منهم وأرباب السفه وقلة الدين (1).
* وذكر المسعودي في معرض التحدث عن المنافق وليد أثناء توليته (من قبل عثمان امرة الكوفة):
أن الوليد بن عقبة كان يشرب مع ندمائه ومغنيه من أول الليل إلي الصباح، فلما آذنه المؤذنون بالصلاة خرج منفصلا في غلائله، فتقدم إلي المحراب في صلاة الصبح، فصلي بهم أربعا، وقال: " أتريدون أن أزيدكم؟ وقيل: أنه قال في سجوده وقد أطال: إشرب واسقني، فقال له بعض من كان خلفه في الصف الأول: ما تزيد لا زادك الله من الخير، والله لا أعجب إلا ممن بعثك الينا واليا وعلينا أميرا، وكان هذا القائل عتاب بن عيلان الثقفي " (2).
وعندما رفع امره إلي عثمان حضر الوليد وحضر الشهود فلم يقم عثمان الحد وزجرهم ودفع في صدورهم فذهبوا إلي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فجاء وخاطبه: " دفعت الشهود وأبطلت الحدود؟
فوافق علي حده ولم يحده أحد توقيا من عثمان لقرابته فحده أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وضرب به الأرض فقال عثمان ليس لك ان تفعل هذا به، قال: بل وشرا من هذا إذا فسق ومنع حق الله تعالي ان يؤخذ منه " (3).
* وليس هذا أول حد يعطله عثمان فهناك الكثير من ذلك حتي روي البلاذري عن أبي إسحاق قوله عائشة: " ان عثمان أبطل الحدود وتوعد الشهود " (4).
* ويذكر بعض الرواة أن سبب امارة الوليد بن عقبة الكوفة من قبل عثمان أنه لم يكن
١ - شرح النهج: ٢ / ١٢٩ الخطبة ٣٠.
٢ - مروج الذهب: ١ / ٢٢٤ / ٢٢٥ ط. مصر دار الرجاء، و ٢ / ٣٣٥ خلافة عثمان بن عفان ط. دار الهجرة إيران، وتذكرة الخواص: ١٨٦ الباب الثامن في ذكر الحسن - تفسير غريب الواقعة -، والعقد الفريد: ٤ / ٢٨٨ كتاب الخلفاء خلافة عثمان - ما نقم الناس عليه.
٣ - مروج الذهب: ٢ / ٣٣٦ ذكر خلافة عثمان - الوليد بن عقبة، بتصرف واختصار، وتذكرة الخواص: ١٨٦.
٤ - انساب الأشراف: ٥ / 33 ترجمة عثمان.
(٢٧٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أبو طالب عليه السلام (1)، الخليفة عثمان بن عفان (3)، مدينة الكوفة (2)، الوليد بن عقبة (3)، بنو أمية (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)، النفاق (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، دولة ايران (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)

صفحه 267

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٦
يجلس مع عثمان علي سريره إلا العباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان ابن حرب، والحكم بن أبي العاص، والوليد بن عقبة.
ولم يكن سريره يسع إلا عثمان وواحد منهم، فأقبل الوليد يوما فجلس فجاء الحكم بن أبي العاص، فأومأ عثمان إلي الوليد فرحل له عن مجلسه، فلما قدم الحكم قال الوليد: لقد تلجلج في صدري بيتان قلتهما حين رأيتك آثرت عمك علي ابن عمك، وكان الحكم عم عثمان، والوليد أخاه لأمه، فقال عثمان: ان الحكم شيخ قريش، فما البيتان؟ قال الوليد:
رأيت لعم المرء زلفي قرابة * دوين أخيه حادثا لم يكن قدما فأملت عمرا أن يشب (1) وخالدا * لكي يدعواني يوم نائبة عما فرق له عثمان، وقال: قد وليتك الكوفة (2).
- من يؤمن بتقدم المفضول علي الفاضل لابد ان يرضي بهذا الميزان للولاية وللتسلط علي رقاب الناس.
أصبح المهاجرون والأنصار والذين فيهم خيرة الصحابة يحكمهم الزناة والفسقة وشربي الخمور.
ولا تتعجب عزيزي القارئ عندما تذهب اهل السنة - أعني اهل سنة أبي بكر وعثمان بل عمر - إلي جواز كون الخليفة أو امام الجماعة الذي هو حجتهم في تقديم الخليفة فاجرا حتي اخترعوا: " صل وراء البر والفاجر " (3).
وإلا كيف يبرروا عمل الخلفاء الراشدين؟! والأئمة المصلين وهم سكاري؟!
* واخرج البخاري في صحيحه وغيره عن انس قول رسول الله عند قبر أم كلثوم زوجة عثمان: هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟
فقال أبو طلحة انا، فقال: " فانزل في قبرها " (4).
١ - يعني عمرا وخالدا ابني عثمان بن عفان.
٢ - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٤ / ١٩٣ ط. مصر دار الكتب العربية.
٣ - رواه الدارقطني بألفاظ متعددة: ٢ / ٣٧ - ٣٨ ح ١٧٤٦ - ١٧٤٧، و ١٧٤٨ كتاب العيدين باب صفة من تجوز الصلاة معه.
٤ - صحيح البخاري: ٢ / ٢٢٥ - ٢٤٤ كتاب الجنائز من يدخل قبر المرأة، وباب تعذيب الميت ببكاء اهله.
، ولسان العرب: ٩ / 281 حروف الفاء - قرف.
(٢٧٦)
مفاتيح البحث: المهاجرون والأنصار (1)، مدينة الكوفة (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، الوليد بن عقبة (1)، القبر (2)، الصّلاة (2)، الحرب (1)، الجواز (1)، الجماعة (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، الموت (1)، الجنازة (1)

صفحه 268

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٧
- قال ابن بطال: أراد النبي ان يحرم عثمان النزول في قبرها وقد كان أحق الناس بذلك لأنه كان بعلها وفقد منها علقا لا عوض منه لأنه كان قد قارف ليلة ماتت بعض نساءه ولم يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي عن المقارفة (1).
وقال فليح: أراه يعني الذنب (2).
وقال الأصمعي: قرف عليه فهو يقرف قرفا إذا بغي عليه (3).
- وهذا يؤيد ما ورد عن الشيعة من بغي عثمان علي أم كلثوم قبل يوم الوفاة ووفاتها بسبب ضربها (4).
وهل يعقل أن الرسول بعدها زوجه ابنته الأخري؟
* وخطب عثمان عندما افتضح امره في جوهرة كان في بيت المال فقال: " لنأخذ حاجتنا من هذا الفئ وان رغمت أنوف أقوام؟!
فقال عمار: " اشهد الله ان أنفي أول راغم من ذلك ".
فقال عثمان: " أعلي يا ابن المتكأ تجتري! خذوه؟! ".
فاخذ.
ودخل عثمان فدعا به فضربه حتي غشي عليه وادخل بيت أم سلمة …
فقالت: " هذا شعر النبي وثوبه ونعله لم يبل وأنتم تعطلون سنته!! " وضج الناس وخرج عثمان عن طوره حتي لا يدري ما يقول (5).
فتأمل هنا في ثلاثة نقاط:
1 - اخذ أموال المسلمين بغير حق وتبذيره: وهذا ليس بالمستهجن فهو الذي منح أبو سفيان - شيخ بني أمية - الف درهم في اليوم الأول من خلافته (6).
١ - الغدير: ٨ / ٢٣٢.
٢ - الغدير: ٨ / ٢٣٢.
٣ - لسان العرب: ٩ / ٢٨٠ حرف الفاء - قرف -.
٤ - ٥ - الفتنة الكبري - عثمان - للدكتور طه حسين: ١٦٧، وأنساب الأشراف: ٥ / 48 ط. المطبعة العربية في القدس 1931 م خلافة عثمان، والإمامة والسياسة:: 1 / 51 ما أنكر الناس علي عثمان. والعقد الفريد مع تفاوت: 4 / 287 كتاب الخلفاء خلافة عثمان ما نقم الناس عليه.
6 - الإمام علي بن أبي طالب لعبد الفتاح عبد المقصود: 2 / 20 ط. مصر، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 199 الخطبة 3 تنن من اخباره.
(٢٧٧)
مفاتيح البحث: السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، بنو أمية (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، علي بن أبي طالب (1)

صفحه 269

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٨
- وهو الذي أعطي سعد بن العاص الف درهم فكلمه علي (عليه السلام) وآخرون في ذلك فقال:
ان له قرابة ورحما، قالوا: أفما كان لابي بكر وعمر قرابة وذو رحم! (1).
- وهو الذي أعطي مروان خمس غنائم إفريقية سنة 27 ووهب لأخيه عبد الرحمن بن سعد بن أبي سرح خمس غنيمة المغرب فأنكر الناس ذلك. ونحو ذلك من العطايا كثير (2).
2 - ضرب عمار: وهذا ليس بأول صحابي جليل يضربه فقد ضرب عبد الله ابن مسعود وقال فيه: انه قدمت عليكم دويبة سوء " (3).
- وهو الذي نفي صادق اللهجة ابا ذر الغفاري (4) إلي الربذة بعد تعذيبه فمات فيها (5).
- ولو استطاع ان ينفي أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قصر (6).
- وهو الذي نفي كعب بن عبدة وضربه عشرين سوطا (7).
- وضرب ابن حنبل الجمحي وسيره إلي خيبر وحبسه في جبل القموص (8).
- وضرب ابن الحبكة ثم ندم (9).
- وهو الذي سير جملة من الصحابة من الكوفة والبصرة إلي الشام كما ذكر الطبري وابن عبد ربه وغيرهما (10).
١ - انساب الأشراف: ٥ / ٤٩.
٢ - راجع الإمامة والسياسة: ١ / ٥٠ انساب الأشراف: ٥ / ٢٥، وشرح النهج: ١٩ / ١٩٨، وتاريخ الطبري:
٣ / ٣٨٤ حوادث سنة ٣٥. وأنساب الأشراف: ٥ / ٢٧، و ٢٨، و ٥٢، والفتنة الكبري - عثمان - لطه حسين: ١٩٣، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٩٨، و ١٩٩ الخطبة الثالثة نتف من اخبار عثمان، وتذكرة الخواص: ١٨٩ الباب الثامن ذكر الحسن.
٣ - انساب الأشراف: ٥ / ٣٦ خلافة عثمان.
٤ - الذي يقول فيه أبي الدرداء: لو أن ابا ذر قطع لي عضوا ما هجنته بعدما سمعت النبي يقول: " ما أظلت الخضراء … " المستدرك: ٣ / ٣٤٤ مناقبه.
٥ - الفتنة الكبري - عثمان -: ١٦٣، وأنساب الأشراف: ٥ / ٥٤، ومروج الذهب: ٢ / ٣٣٩ خلافة عثمان، والملل والنحل: ٢٥ المقدمة الرابعة.
٦ - انساب الأشراف: ٥ / ٥٥، والملل والنحل: ٢٥ المقدمة.
٧ - انساب الأشراف: ٥ / ٤١ - ٤٣ خلافة عثمان.
٨ - ربيع الأبرار: ١ / ٥٠٢ الباب الثالث عشر - باب التأدب، والتعليم.
٩ - تاريخ المدينة: ٣ / ١١٤٣ ١٠ - تاريخ الطبري: ٣ / 360 و 368 حوادث سنة 33، وما بعدها، والعقد الفريد: 4 / 267 - 270 كتاب الخلفاء - خلافة خلافة عمر - ذيل امر الشوري، وكذا في خلافة عثمان.
(٢٧٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أبوذر الغفاري (1)، مدينة الكوفة (1)، خيبر (1)، الشام (1)، الضرب (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (5)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، كتاب تاريخ الطبري (2)

صفحه 270

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٧٩
3 - خروج عثمان عن طوره حتي لا يدري ما يقول: وليس بالبعيد من رجل لا يدري كيف توزن الاعمال وتقام الخلافة وتحكم البلاد وتوزع الثروات وتقدم نماذج ذلك ويأتي.
- وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " يا عثمان ان الحق ثقيل مرئ وان الباطل خفيف وبئ وانك متي تصدق تسخط ومتي تكذب ترضي " (1).
* وهو الذي فر يوم أحد وحنين كما روي عن ابن عمر انه أذنب ذنبا عظيما فعفي الله عنه (2).
* وأخرج مسلم انه يوم أحد ما بقي إلا طلحة وسعد (3).
بل هو اعترف به كما ذكره المتقي الهندي (4).
* ويكفي طعنا علي عثمان كتابه إلي عبد الله بن أبي سرح عامله علي مصر:
ذكره الواقدي والمدائني وابن الكلبي والطبري وغيرهم من المؤرخين واللفظ للطبري:
" اما بعد فانظر فلانا وفلانا وفلانا فاضرب أعناقهم إذا قدموا عليك فانظر فلانا وفلانا فعاقبهم بكذا وكذا منهم نفر من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وحمله عثمان علي جمله … فلما رأوه فتشوه فوجدوا معه كتابا … فلما رأوا ذلك رجعوا … ".
وفي رواية: ان يقتل بعضم ويصلب بعضهم … ".
ثم قالوا له عندما أنكر الكتاب: ما أنت إلا صادق أو كاذب فان كنت كاذبا فقد استحققت الخلع لما أمرت به من سفك دمائنا بغير حق، وإن كنت صادقا فقد استحققت ان تخلع لضعفك وغفلتك وخبث بطانتك … وانك ضربت رجالا من أصحاب رسول الله وغيرهم حين يعظونك ويأمرونك بمراجعة الحق … ".
" وانك قد أحدثت احداثا فاستحققت بها الخلع فإذا كلمت فيها أعطيت التوبة ثم عدت إليها والي مثلها … ".
" وكيف نقبل توبتك وقد بلونا منك انك لا تعطي من نفسك التوبة من ذنب إلا عدت اليه
١ - انساب الأشراف: ٥ / ٤٤.
٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٨٩ ح ٣٢٨، والمستدرك: ٣ / ٩٨ فضائل عثمان من كتاب المعرفة، والمعجم الأوسط: ٢ / ٩٨ ح ١١٨٨ من اسمه أحمد.
٣ - فاء الوفاء: ١ / ٢٩٠ الباب الثالث الفصل ١٢ السنة ٣ هجري.
٤ - كنز العمال: ١٣ / 71 ح 36277.
(٢٧٩)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، المتقي الهندي (1)، الباطل، الإبطال (1)، الضرب (1)، القتل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، دمشق (1)

صفحه 271

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٠
فلسنا منصرفين حتي نعزلك … " (1).
وقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): اني كنت قد كلمتك مرة بعد مرة فكل ذلك تخرج فتكلم ونقول وتقول ذلك كله فعل مروان وسعد وابن عامر ومعاوية، أطعتهم وعصيتني قال عثمان: " فاني أعصيهم وأطيعك " (2).
هذا ولا تنسي حرقه للمصاحف (3).
هذا نموذج من هفوات الخليفة الثالث وهو قليل من كثير مسطور في كتب التاريخ والسير.
ومن أراد المزيد فعليه بمراجعة كتاب البحاثة المتتبع العلامة الأميني في كتابه الغدير، فقد ذكر قريب من أربعين موردا من هفوات عثمان في الفقه وغيره، جمعها - بعونه تعالي - من كتب العامة وأمهات مصادرهم، حجة عليهم لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد (4).
١ - تاريخ الطبري: ٣ / ٣٩١ و ٤٠١ حوادث سنة ٣٥ ذكر مسير من سار إلي ذي خشب، وذكر الخبر عن مقتله، وكيف قتل والإمامة والسياسة: ١ / ٥٥ تولية محمد بن أبي بكر مصر مع تفاوت، وشرح النهج: ٢ / ١٥٠ الخطبة ٣٠، والعقد الفريد: ٤ / ٢٧١ كتاب الخلفاء - خلافة عثمان - مقتله.
٢ - تاريخ الطبري: ٣ / ٣٩٣ - ٣٩٤ حوادث سنة ٣٥.
٣ - تاريخ المدينة: ٣ / ٩٩٢ - ٩٩٥ - ٩٩٩.
٤ - الغدير: ٨ / 97 إلي أخر المجلد …
(٢٨٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، الحج (1)، الأكل (1)، كتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)، محمد بن أبي بكر (1)، القتل (2)

صفحه 272

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨١
مقارنة بين الفاضل والمفضول مقارنة بين تصرفات الفاضل والمفضول بعد أن بينت لك طرفا من تصرفات المفضول أعني الخلفاء الثلاثة والمحاذير التي نشبت من جراء توليهم الامارة والخلافة الجاهلين بأحكامها وإحكامها.
سوف نمر مرورا سريعا علي شخصية الفاضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي زان وزين الخلافة.
وذلك بملاحظة أمور:
* الامر الأول: رجوع الصحابة إلي أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
من الملاحظ بل لا يشك فيه متتبع، رجوع جميع الصحابة خاصة الخلفاء إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعدم رجوعه إلي واحد منهم.
كما تقدم مفصلا في الدليل الثالث.
* الامر الثاني: ما جري بين الخريت بن راشد السامي وأمير المؤمنين (عليه السلام) عندما حكم الحكمان قال: " والله لا أطعت امرك ولا صليت خلفك.
فدعاه علي إلي أن يناظره ويفاتحه.
فقال: أعود إليك غدا " (1).
وفي لفظ الطبري: فقال له علي: " هلم أدارسك الكتاب وأناظرك في السنن وأفاتحك أمورا من الحق انا اعلم بها منك " (2).
وكذلك محاورته الخوارج عموما حتي رجع أكثر من أربعين ألفا عن قتاله (3).
وقال لهم: " نوادعكم إلي مدة نتدارس فيها كتاب الله لعلنا نصطلح ".
وقال: " ابرزوا منكم اثنا عشر نقيبا وابعث منا مثلكم نجتمع بمكان كذا فيقوم خطباؤنا بحججنا وخطباؤكم بحججكم. ففعلوا ورجعوا " (4).
١ - انساب الأشراف: ٢ / ٤١١ حرب صفين - امر الخريت بن راشد في خلافة علي.
٢ - تاريخ الطبري: ٤ / ٨٦ حوادث سنة ٣٨ - وسط السنة - حديث أبي مخنف.
٣ - مناقب ابن المغازلي: ٤٠٦ ح ٤٦٠ ذيل الكتاب.
٤ - انساب الأشراف: ٢ / 353 - أمر الحكمين، وما كان منها.
(٢٨١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، علي بن أبي طالب (1)، الخوارج (1)، القتل (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (2)، إبن المغازلي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الحرب (1)

صفحه 273

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٢
تأمل في تعامل وحلم الخليفة مع من خرج عليه.
انظر إذا كان الحاكم عالما بأمور الخلافة فإنه يكون علي بصيرة من امره، يدري ما يقول ويفعل.
وقارن ذلك مع ضرب الصحابة واهانتهم من عمر وعثمان كما تقدم، ومع قتال أبي بكر لأهل الردة بدعواه أو غيرهم بلا استفسار عن أحوالهم أو مناظراتهم، وبلا تفريق بين فئة وأخري حتي قتل المسلمون وسبيت نساؤهم بل ونكحت بلا عدة!
ثم احكم من شابه رسول الرحمة (صلي الله عليه وآله) في تصرفاته.
* الامر الثالث: ما جري بين عقيل بن أبي طالب وأمير المؤمنين (عليه السلام) في بيت المال، عندما طلب زيادة من العطاء قال (عليه السلام): " فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه وتجرني إلي نار سجرها جبارها لغضبه!! " (1).
ونحو ذلك كثير مذكور في كتب التاريخ وكيفية حرصه (عليه السلام) علي بيت المال وعدم ابقاء شئ فيه مع وجود الفقراء (2).
وقارن ذلك مع أفعال الخلفاء.
وتذكر فعل رسول الله (صلي الله عليه وآله) ببيت المال.
قال (صلي الله عليه وآله): " ما يسرني ان لي أحدا ذهبا يبيت عندي منه دينار إلا دينار أرصده لدين.
وأتته دنانير مرة فقسمه وبقيت منها ستة فدفعها لبعض نسائه فلم يأخذه نوم حتي قام وقسمها وقال: الآن استرحت " (3).
وقال انس: " كان رسول الله لا يدخر شيئا لغد " (4).
ومعلوم وكما قال ابن رسول الله الحسن (عليه السلام): " انما الخليفة من سار بسيرة رسول
١ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ٣ / ٨٠ ط. مصر - دار الكتب العربية، وأسد الغابة: ٣ / ٣٢٣ ترجمة عقيل، وجواهر العقدين: ٤٤٢ الباب الخامس عشر، مع تفاوت في الأخيرين.
٢ - راجع عبقرية الإمام علي للعقاد: ٢٥، والكامل في التاريخ: ٣ / ٢٠٠ ط. مصر المنيرية، وأنساب الأشراف: ٢ / ١٣٣ - ١٣٤ ترجمة علي بن أبي طالب ح ١١٤، و ١١٥، وتذكرة الخواص: ١٠٥ و ١٠٩ الباب الخامس.
٣ - الشفا بتعريف حقوق المصطفي: ١ / ٩٤ - ١١٤ الباب الثاني من القسم الأول.
٤ - الشفا بتعريف حقوق المصطفي: ١ / 94 - 114 الباب الثاني من القسم الأول.
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عقيل بن أبي طالب عليه السلام (1)، القتل (2)، الضرب (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، علي بن أبي طالب (1)

صفحه 274

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٣
الله (صلي الله عليه وآله) " (1).
وغير هذا لا يعتبر خليفة بل ما هو إلا الملك كما قال (عليه السلام) (2).
هذا الخليفة المثالي الذي يكون أمينا علي الأمة وأموالها، اما ذاك الذي يعطي بني أمية عطاء بلا حدود فما هو إلا متلبس به من جراء ظروف باتت واضحة.
هذا هو الفرق بين الزاهد والمتواضع الأمين الفاضل وبين النهم المتكبر المترف المفضول.
* الامر الرابع: عهده إلي مالك الأشتر حيث ذكر له فيه سيرة الولي في رعيته وانه كأحدهم وأمره بالتواضع والزهد والفطنة ونحو ذلك (3).
وكذا كتابه إلي عثمان بن حنيف (4).
فقارن ذلك بعمل الخلفاء ورسائلهم لعمالهم وخاصة عثمان عندما قال له الوليد بن عقبة: " ان عبد الرحمن بن مسعود يضيق علينا في بيت المال فعزله وضربه " (5).
* الامر الخامس: ما كتبه إلي عمر بن أبي سلمة حين عزله عن البحرين:
" اني قد وليت النعمان بن عجلان البحرين من غير ذم لك ولا تهمة فيما تحت يدك، ولعمري لقد أحسنت الولاية وأديت الأمانة فاقبل إلي غير ظنين ولا ملوم فاني أريد المسير إلي ظلمة اهل الشام، وأحببت ان تشهد معي امرهم فإنك ممن استظهر به علي إقامة الدين وجهاد العدو وجعلنا الله وإياك من الذين يهدون بالحق وبه يعدلون " (6).
وكتب إلي الأشعث بن قيس وهو بأذربيجان وكان عثمان ولاه إياها فأقره عليها يسيرا ثم عزله: انما غرك من نفسك إملاء الله لك فما زلت تأكل رزقه وتستمتع بنعمته وتذهب طيباتك في أيام حياتك فأقبل واحمل ما قبلك من الفئ ولا تجعل علي نفسك سبيلا " (7).
وكتب إلي زياد مستفسرا: " … ان سعدا ذكر لي انك شتمته ظالما وجبهته تجبرا وتكبرا
١ - المحاسن والمساوئ: ٨٤ محاسن كلام الحسن.
٢ - المحاسن والمساوئ: ٨٤ محاسن كلام الحسن.
٣ - راجع شرح النهج لابن أبي الحديد: ٤ / ١١٩ - ١٢٥ ط. مصر.
٤ - ربيع الأبرار: ٢ / ٧١٩ باب الطعام، وألوانه (٤٤).
٥ - انساب الأشراف: ٥ / ٥٤ ط. المطبعة العربية - القدس ١٩٣١ م.
٦ - انساب الأشراف: ٢ / ١٥٩ ترجمة علي ح ١٧٣، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٠١ خلافة علي بن أبي طالب.
٧ - انساب الأشراف: ٢ / ١٥٩ ح ١٧٤، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / 200.
(٢٨٣)
مفاتيح البحث: آذربيجان (1)، النعمان بن عجلان (1)، الوليد بن عقبة (1)، بنو أمية (1)، مالك الأشتر (1)، عثمان بن حنيف (1)، الشام (1)، الظلم (1)، الشهادة (1)، الأمانة، الإئتمان (1)، الزهد (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (3)، علي بن أبي طالب (1)، الطعام (1)

صفحه 275

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٤
وقد قال رسول الله الكبرياء والعظمة منه [الله] فمن تكبر سخط الله عليه، وأخبرني انك مستكثر من الألوان في الطعام وانك تدهن كل يوم فماذا عليك لو صمت لله أياما، وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا وأكلت طعامك في مرة مرارا أو أطعمته فقيرا " (1).
ونحو ذلك من الكتب إلي عماله التي تبين سهره علي الأمة ومصالحها وعزل من لا يهتم بأمور المسلمين أو يسرق من أموالهم سواء كان من أقربائه أم لا وكلامه مع ابن عباس معروف (2).
بل كان يغرم من فعل كالمنذر بن الجارود (3).
تأمل ذلك وقارنه مع ما تقدم من القوم.
* الامر السادس: شجاعة أمير المؤمنين وثباته في أشد المواطن مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهذا مما لا شك فيه عند كل المسلمين بل والمشركين.
وقارن ذلك مع انهزام أبي بكر وعمر وعثمان - والذي كان أول من فر في يوم أحد وحنين - كما ذكر الفخر الرازي وغيره (4).
* الامر السابع: قوله (عليه السلام) علي المنبر: " سلوني قبل أن تفقدوني فاني بطرق السماء اعلم مني بطرق الأرض " ونحو هذه الألفاظ المتقدمة.
وكان لا يقول هذه المقولة غيره.
هكذا يجب ان يكون الخليفة.
وقارن ذلك بما تقدم عن عمر في خطبته المعروفة " بالجابية " من ارجاع الناس في القرآن لابي، والفقه والسنة لمعاذ، والفرائض لزيد، أما المال فإليه.
فما فضله علي هؤلاء حتي تقدم عليهم.
ومعلوم ان عمر كان يرجع لكثير من الصحابة سواء كان عندهم علم أم لا.
١ - انساب الأشراف: ٢ / ١٦٤.
٢ - راجع انساب الأشراف: ١٦٠ - إلي - ١٧٦، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٠٠ إلي ٠٥. ٢ ٣ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / 203.
4 - تفسير الفخر الرازي: 9 / 50 مورد آية 155 من آل عمران، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 196 الخطبة الثالثة قصة الشوري -، وتذكرة الخواص: 43 الباب الثاني، وذكر ان عثمان أول من فر، وشرح النهج: 13 / 293 ذيل الخطبة 238.
(٢٨٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، القرآن الكريم (1)، الطعام (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (2)

صفحه 276

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٥
وأنهاها الأميني إلي خمس وعشرين نفر اخذ عنهم (1).
* الامر الثامن: وأكبر مقارنة نستطيع ان نقدمها لقرائنا الكرام تلك الاحتجاجات التي كان يحرج فيها الخلفاء وكان المنقذ لهم - أو للاسلام - الفاضل الهمام علي ابن أبي طالب ليتبين عجزهم عن القيام بمهام القيادة ورعاية الأمة.
والذين كانوا جميعا يصرحون بذلك حتي قال عمر يوما: " لولاك لافتضحنا " (2).
وتقدما ما ينبئ عن ذلك.
هذا إضافة إلي آرائهم الشاذة والجهل بكتاب الله وسنة نبيهم وحكمهم بغير ما انزل الله سبحانه، عندما تعرض عليهم هذه الأسئلة التي لا يستطيع الإجابة عليها إلا خليفة رسول الله (صلي الله عليه وآله) الحقيقي.
وتقدم أيضا نموذجا من ذلك ولمن أراد المزيد فليراجع المصادر التالية (3).
وعلي ضوء ذلك نستطيع نورد ما قاله الدكتور طه حسين:
لو احتج المسلمون أثناء السقيفة بعد وفاة النبي: ان عليا كان أقرب الناس اليه وكان ربيبه وكان خليفته علي ودائعه وكان اخاه بحكم تلك المؤاخاة.
وكان ختنه وأب عقبه وكان صاحب لوائه وكان خليفته في اهله وكانت منزلته منه بمنزلة هارون من موسي بنص الحديث عن النبي (صلي الله عليه وسلم) نفسه.
١ - راجع الغدير: ٦ / ٣٢٦ - ٣٢٧.
٢ - ترجمة أمير المؤمنين: ٣ / ٥٤.
٣ - من ذلك ما روي عن عمر وعثمان معا انهما صليا جنبا، ولم يأمروا المصلين بالإعادة مع أنهم رووا امر النبي لهم بالإعادة [سنن الدر قطني: ١ / ٢٨٤ - ٢٨٦، و ١٣٥٤، و ١٣٥٦ الصلاة باب صلاة الامام، وهو جنب].
وارجع لمعرفة هفواتهم في الاحكام: شرح النهج: ١ / ١٨١ الخطبة ٣ طرف من اخبار عمر، وصحيح مسلم، والبخاري في كتاب الحج باب تقبيل الحجر، وباب الرمل حيث قال عمر عن الحجر بأنه لا يضر، ولا ينفع، والموطأ: ١ / ٣٦٧ ح ١١٥ من كتاب الحج - تقبيل الركن الأسود، ومسند أحمد: ١ / ٣٩، و ٣٤ ط. م، و ٥٧، و ٦٥، و ٣٧ ط. ب -، والصحابة كانوا يرون فضل الحجر راجع مسند أحمد: ٢ / ٣ ط. م، والمستدرك: ١ / 457 ط. دكن 1314.
وراجع الموطأ: 176 كتاب الحدود ط. مصر 1280، وتفسير الدر المنثور سورة الأحقاف ذيل قوله ووصينا الانسان بوالديه -، وتفسير الطبري: 2 / 61 قوله:، وحمله، وفصاله، ومسند أحمد: 1 / 100 ط. م، و 161 ط. ب.
(٢٨٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السقيفة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الجهل (1)، الوفاة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (3)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، سورة الأحقاف (1)، الحج (2)، الصّلاة (2)، الجنابة (1)

صفحه 277

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٦
لو قال المسلمون هذا كله واختاروا عليا بحكم هذا كله لما ابعدوا ولا انحرفوا.
وكل شئ يرشح عليا للخلافة.. قرابته من النبي وسابقته في الاسلام ومكانته بين المسلمين وحسن بلائه في سبيل الله وسيرته التي لم تعرف العوج قط وشدته في الدين وفقهه بالكتاب والسنة واستقامة رأيه (1).
وتقدم منا مفصلا خصائص أمير المؤمنين والصفات الحميدة التي امتاز بها علي جميع الصحابة من كونه: خير الصحابة والأمة وأفضل الناس وأحب الخلق وأعلمهم وأشجعهم وأفقههم وأقضاهم وأشدهم ايمانا وبأسا وعبقريهم.
وانه أول من صلي وعبد الله وصدق النبي (صلي الله عليه وآله).
وكل ذلك رواية ومن طرق متكثرة ليست ببعيدة.
ولا ننسي ان نجيد بما ذكره ابن حجر العسقلاني حيث أسهب في ذكر خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) بما يفصل ما ذكره طه حسين، بل ويزيد عليه أحيانا فليراجع (2).
1 - الفتنة الكبري - عثمان -: 152 ط. مصر.
2 - الإصابة في تمييز الصحابة: 2 / 501، و 502 ترجمة علي.
(٢٨٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، سبيل الله (1)، الصدق (1)، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لإبن حر (1)

صفحه 278

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٧
* الخاتمة:
عزيزي القارئ بعد ذلك ماذا نختار قدوة لنقدمه لعالمنا المعاصر، واية موازين تناسب اتخاذها لاختيار الامام والخليفة؟
هل نتبني المفضول الذي لا علم ولا تقوي ولا ورع له يتناسب مع مكانته، أم الفاضل الذي بعلمه يهديك، وبعقله يرشدك إلي الصراط المستقيم؟!
وقبل ان تحكم تذكر قوله تعالي: * (أفمن يهدي إلي الحق أحق ان يتبع امن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) * (1).
وعندها يحسن حكمك علي هذه القضية لتعلم ان عصمة الخليفة امر ضروري للأمة والذي تفرد بها علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قال أبو محمد بن متوية في كتاب الكفاية: ان أدلة النصوص قد دلت علي عصمة علي ابن أبي طالب وهو امر اختص به دون غيره من الصحابة (2).
١ - يونس: ٣٥.
2 - شرح النهج: 6 / 376 الخطبة 86.
(٢٨٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)

صفحه 279

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٨
* الطريق الثاني:
الاجماع علي امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) الاجماع علي امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ بعد كلام طويل تقدم: " وبقي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب - صلوات الله عليه - فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه " (1).
وقال الشيخ المفيد (قدس): فإن قال [قائل]: فخبروني الآن من كان الامام بعد الرسول (صلي الله عليه وآله) والقائم في رئاسة الدين مقامه، لأعرفه فأؤدي بمعرفته ما افترض له علي من الولاء؟
قيل له: من أجمع المسلمون علي اختلافهم في الآراء والأهواء علي إمامته بعد النبي (صلي الله عليه وآله)، ولم يختلفوا من بعد وفاته فيما أوجب له ذلك من إجتماع خصال الفضل له والأقوال فيه والأفعال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فإن قال: أبينوا لي عن صحة هذا المقال، فاني أراكم مدعين الاجماع فيما ظاهره الاختلاف، ولست أقنع منكم فيه إلا بالشرح لوجهه والبيان.
قيل له: ليس فيما حكيناه من الاجماع اختلاف ظاهر ولا باطن، فان ظننت ذلك لبعدك عن الصواب، أفلا تري ان الشيعة من فرق الأمة تقطع بإمامته (عليه السلام) بعد النبي (صلي الله عليه وآله) بلا فصل، وتقضي له بذلك إلي وقت وفاته، وتخطئ من شك في هذا المقال علي كل حال؟
والحشوية (2) والمرجئة (3) والمعتزلة (4) متفقون علي إمامته (عليه السلام) بعد عثمان وانه لم يخرج عنها حتي توفاه الله تعالي راضيا عنه سليما من الضلال؟
١ - كشف الغمة: ١ / 37 - 39.
2 - وأراد بهم هنا أهل السنة عموما كما صرح بذلك في صفحة: 91 من الافصاح. والحشوية كل من يدخل في الأحاديث مالا أصل له وهم فرقة من المرجئة قالوا بالجبر والتشبيه راجع المقالات والفرق: 6 / 126 ط. طهران سنة 1261 ش.
3 - وهم من يعتقد بان الله أرجأ تعذيب الكفار عن المعاصي وقيل هم الذين يقولون ان الايمان قول بلا عمل وقيل هم ما عدا الشيعة من العامة راجع المقالات والفرق: 5 / 131، والملل والنحل 139.
4 - وهم أصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية والعدلية ويقولون بان الله قديم وينفون صفاته القديمة ورؤيته في دار الدنيا وينفون التشبيه من جهة المكان والصورة والجسم ونحوهم. راجع الملل والنحل:
43 - 44 - 45.
(٢٨٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدرسة المعتزلة (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، الضلال (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، مدينة طهران (1)

صفحه 280

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٩
والخوارج - وهم أخبث أعدائه وأشدهم عنادا (1) - يعترفون له بالإمامة كاعتراف الفرق الثلاث وان فارقوهم بالشبهة في انتهاء الحال؟
ولا سادس في الأمة لمن ذكرناه يخرج بمذهبه عما شرحناه.
فيعلم بذلك وضوح ما حكمناه به من الاجماع علي إمامته بعد النبي (صلي الله عليه وآله) كما وصفناه.
انتهي كلامه رفع من مقامه (2).
1 - الافصاح في امامة أمير المؤمنين: 8 / 29.
2 - الافصاح في امامة أمير المؤمنين: 8 / 29.
(٢٨٩)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخوارج (1)

صفحه 281

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٠
عدم خلو الزمان من الحجة * الطريق الثالث:
عدم خلو الزمان من الحجة دلالة العقل والنقل علي عدم خلو الأرض من الحجة ووجوبها في كل زمان لا يشك فيه عاقل.
وسوف يأتي في القسم الثاني في أنواع النصوص الروايات المفصلة علي ذلك.
* قال الشيخ الطبرسي: قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كل زمان لكونها لطفا في فعل الواجبات والامتناع من المقبحات، فانا نعلم ضرورة عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقل الفساد.. (1).
وامامة أمير المؤمنين (عليه السلام) مقطوعة التحقق، لما نحن بصدد بيانه من أدلة، ودعوي امامة غيره مقطوعة العدم، لعدم ثبوت العصمة بل عدم ادعائها لغيره (2).
1 - إعلام الوري: 162.
2 - سوف يأتي في أجزاء هذا الكتاب الأدلة العقلية والنقلية علي وجوب الامام في كل عصر وسوف يأتي تفصيل الكلام أيضا في العصمة والمعصومين.
(٢٩٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الوجوب (2)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)

صفحه 282

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩١
آية التصدق ودلالتها علي الإمامة * الطريق الرابع:
قوله تعالي * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (1).
وقد أجمع (2) الفريقان علي انها نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يصلي في المسجد.
فمن ذلك ما أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال:
" وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فأعلمه ذلك فنزلت علي النبي (صلي الله عليه وسلم) هذه الآية … " (3).
وأخرج ابن جرير عن مجاهد أيضا نزولها في حقه (4).
وروي في تفسير ابن كثير عن أبي سعيد الأشج عن سلمة بن كهيل (5).
وروي في تفسير الفخر الرازي عن عطاء عن ابن عباس وعبد الله بن سلام وأبي ذر (6).
وقال الثعالبي: ولكن اتفق مع ذلك أن علي بن أبي طالب أعطي خاتمه وهو راكع (7).
ورواه الخوارزمي في مناقبه عن النبي (صلي الله عليه وآله) وفيه: وبصر [النبي (صلي الله عليه وآله)] بسائل فقال له النبي (صلي الله عليه وسلم): " هل أعطاك أحد شيئا؟ " قال: نعم، خاتما من ذهب.
فقال النبي (صلي الله عليه وسلم) من أعطاك؟
قال: ذلك القائم، وأومي بيده إلي علي (عليه السلام).
فقال النبي (صلي الله عليه وسلم): " علي اي حال أعطاك هو؟ " قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي (صلي الله عليه وآله) (8).
١ - المائدة: ٥٥.
٢ - ذكر في ضوء الشمس اجماعهم عليه: ٢ / ٤.
٣ - تفسير الدر المنثور: ٢ / ٢٩٣ السطر ٢٤، وروي في تفسير العياشي: ١ / ٣٢٧.
٤ - تفسير الدر المنثور: ٢ / ٢٩٣ سطر ٣٢.
٥ - تفسير ابن كثير: ٢ / ٨١.
٦ - تفسير الفخر الرازي: ١٢ / ٢٦.
٧ - تفسير الثعالبي: ١ / ٤٧١ بحث الآية.
٨ - المناقب: ٢٦٤.
(٢٩١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب تفسير ابن كثير (2)، الطبراني (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن سلام (1)، عمار بن ياسر (1)، سلمة بن كهيل (1)، الخوارزمي (1)، الزكاة (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)

صفحه 283

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٢
وفي تفسير الثعلبي قال: قال السدي وعتبة بن أبي الحكم وغالب بن عبد الله: " انما عني بهذه الآية علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه " (1).
وروي نحوه الزمخشري في تفسير الآية (2).
وأخرجه القزويني بسنده إلي أنس بلفظ: " أن سائلا أتي المسجد وهو يقول: من يقرض الملي الوفي "، وعلي رضي الله عنه راكع، يقول بيده خلفه للسائل - أي اخلع الخاتم من يدي.
قال: فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " يا عمر وجبت ".
قال بأبي وأمي يا رسول الله ما وجبت قال: " وجبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتي خلعه من كل ذنب ومن كل خطيئة " (3).
وفي الاحتجاج عن الإمام الهادي (عليه السلام) في معرض تأييد حديث الثقلين: " فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له وأنزل الآية به " (4).
في أن الخاتم كان خاتم سليمان (عليه السلام):
* أخرج الامام الغزالي والخصيبي أن الخاتم الذي تصدق فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) كان خاتم سليمان جاء به جبرائيل قال عليه السلام: ".. ثم أمرني فنزعت خاتم سليمان فجئتك به فأخذه رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فأعطاه عليا فوضعه في إصبعه، …
فلما كانوا في صلاة الظهر تصور جبرائيل (عليه السلام) بصورة سائل طائف بين الصفوف
١ - نقلا عن الطرائف: ١ / ٤٧، وإحقاق الحق: ٢ / ٤٠٢، والبحار: ٣٥ / ١٩٥.
٢ - تفسير الكشاف: ١ / ٦٢٤.
٣ - التدوين في أخبار قزوين: ٣ / ٢١٢ ترجمة عبد الكريم بن هوزان.
٤ - الاحتجاج: ٢ / 450.
(٢٩٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام (1)، النبي سليمان عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث الثقلين (1)، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي (1)، الزمخشري (1)، غالب بن عبد الله (1)، الزكاة (1)، السجود (2)، الصّلاة (2)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، عبد الكريم (1)

صفحه 284

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٣
فبينا هم في الركوع إذ وقف السائل من وراء علي طالبا، فأشار علي بيده فطار الخاتم إلي السائل فضجت الملائكة تعجبا، فجاء جبرائيل مهنيا وهو يقول أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم * (ليذهب الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * فأخبر النبي عليا، فقال علي (عليه السلام) ما نصنع بنعيم زائل وملك حائل ودنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب! (1).
والروايات في ذلك من الفريقين كثيرة رواها كل من: علي (عليه السلام) وابن عباس وعمار وسلمة بن كهيل ومجاهد والسدي وأبي رافع وعتبة وغالب ومحمد بن الحنفية وعبد الملك ابن أبي جعفر وأنس وعبد بن سلام وسعيد بن جبير وأبي جعفر الباقر وطاووس وعبد الرزاق وعطاء وابن جريح والمقداد (2).
١ - رسالة سر العالمين وكشف ما في الدارين: ٩٢ - ٩٣ فصل في أعاجيب الفنون والاسفار، والهداية الكبري: ١٤٤ بتفاوت.
٢ - ولمن أراد مزيد بيان في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين فليراجع المصادر التالية:
* مصادر آية التصديق:
مناقب الكوفي: ١٥٠ - ١٦٩ - ١٨٩، والمعجم الكبير: ٧ / ١٣٠ ح ٦٢٢٨ عن عمار، وأسباب النزول للسيوطي: ٨١ عن عمار وعلي وابن عباس وسلمة بن سهيل، ومجمع الزوائد: ٧ / ١٧ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٨٠ ح ١٠٩٧٨ عن عمار، وكتاب معرفة علوم الحديث للحاكم: ١٠٢ عن علي النوع ٢٥، وأمالي الشجري: ١ / ١٣٨ - ١٣٧ عن علي وابن عباس والحسين وأبي رافع وعلي بن الحسين وأبي جعفر - الحديث السادس، والهداية الكبري: ١٤٤ كفاية الطالب: ٢٢٨ - ٢٥٠، وأسباب النزول للواحدي: ١٣٣، والعمدة: ١١٩ - ١٢٠ - ١٢١ - ١٢٢ - ١٢٣، وشرح النهج: ٢ / ٢٧٥ ط. مصر الأولي، والصواعق: ٦٣، وأمالي الصدوق: ١٠٧ مجلس ٢٦ ح ٤، وتذكرة الخواص: ٢٤ عن السدي وعتبة وغالب الباب الثاني، وتفسير الرازي: ١٢ / ٢٦ عن ابن عباس وأبي ذر مورد الآية، وربيع الأبرار: ٢ / ١٤٧ ذيل باب الدين (٢٦) عن محمد بن الحنفية، ومناقب ابن المغازلي: ٣١١ ح ٣٥٤ عن ابن عباس وعلي، وتفسير الطبري: ٦ / ١٨٦ عن عتبة بن أبي حكيم ومجاهد والسدي وعبد الملك بن أبي جعفر، وتفسير الكشاف: ١ / ٦٢٤ مورد الآية، وفتح القدير: ٢ / ٥٣ عن ابن عباس وعلي وعمار " مورد الآية "، والدر المنثور عن عمار وابن عباس وعلي وسلمة بن كهيل ومجاهد والسدي وأبي رافع: ٢ / ٢٩٣ - ٢٩٤.
وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٠٩ ح ٩١٥ عن علي وسلمة، والفصول المهمة: ١١٧ عن أبي ذر، وروضة الواعظين: ١٠٢ عن أبي جعفر - خبر الغدير، وأنساب الاشراف: ٢ / ١٥٠ ح ١٥١، وكنز الفوائد:
١٥٦ رسالة في وجوب الإمامة، وأسباب النزول للسيوطي: ١٠٦ مورد الآية، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٢٠ و ٢٦٠ عن أبي ذر.
وكفاية الطالب: ٢٢٩ عن انس باب ٦١ - ٢٥٠ باب ٦٢ ح ٨٢٩ عن ابن عباس.
ومناقب الخوارزمي: ٢٠٠ - ٢٦٥ ح ٢٤٠ - ٢٤٦ فصل ٣ من فصل ١٥ وفصل ١٧ ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣٨، وكنز العمال: ١٣ / ١٦٥ ح ٣٦٥٠١، وذخائر العقبي: ١٠٢ - ٨٨ عن ذكر ما نزل به من الآية وذكر صدقته عن عبد الله بن سلام، ونور الابصار: ٨٦ ط. الهند و ١٥٨ ط. قم فصل ١٤ مناقبه عن أبي ذر، وشرح النهج: ١٣ / ٢٧٧ الخطبة ٢٣٨، والنور المشتعل: ٦١ إلي ٨٢ مورد الآية عن أبي رافع وابن عباس وعمر بن علي عن علي وعمار ومجاهد والضحاك عن ابن عباس وجابر وسلمة بن كهيل، وشواهد التنزيل: ١ / 209 إلي 239 من ح 216 إلي ح 240 عن ابن عباس من طريق مجاهد والضحاك وسعيد بن جبير وعن طاووس وعبد الرزاق وانس ومحمد بن الحنفية وعطاء بن السائب وابن جريح وأبي جعفر وعمار وجابر وعمر بن علي عن علي والمقداد وأبي ذر الغفاري، وصحيح الترمذي: 5 / 636 ط. دار الحديث.
(٢٩٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عبد الله بن عباس (10)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (3)، سعيد بن جبير (1)، الركوع، الركعة (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، أبوذر الغفاري (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب الهداية الكبري (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، عبد الله بن سلام (1)، عطاء بن السائب (1)، علي بن الحسين (1)، سلمة بن كهيل (2)، عمر بن علي (2)، الخوارزمي (1)، الهند (1)، دمشق (1)، الوجوب (1)

صفحه 285

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٤
- وقد دون حسان بن ثابت هذه الواقعة بشعره فأنشأ بحضرة رسول الله (صلي الله عليه وآله):
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدي ومسارع أيذهب مدحيك والمحبر ضائعا * وما المدح في حب الاله بضائع فأنت الذي أعطيت إذا كنت راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية * فبينها في محكمات الشرائع (1) * وبعد ذلك لا يصار إلي ما رواه عكرمة (2) من أنها نزلت في أبي بكر كما ذكر الرازي في تفسيره (3) ذلك أنه قول شاذ مخالف لاجماع الفريقين.
ولو صح لرأيت كتبهم مليئة به.
كيف؟ وهم الذين يتمسكون بأوهن الأشياء لاثبات فضائل الأول والثاني والثالث.
علي أن عكرمة من الخوارج متهم بالكذب والوضع (4).
قال في الطبقات: كان عكرمة يري رأي الخوارج … وليس يحتج بحديثه (5).
وفي جلاء الافهام: عكرمة قد ضعفه كثير من الأئمة منهم يحيي بن سعيد الأنصاري قال:
ليست أحاديثه بصحاح.
وقال الامام احمد: أحاديثه ضعاف، وقال أبو حاتم: عكرمة هذا صدوق وربما وهم
١ - أمالي الشجري: ١ / ١٣٨ الحديث السادس، وشواهد التنزيل: ١ / ١٨١، وفرائد السمطين: ١ / ١٨٩.
٢ - مولي عبد الله بن عباس وهو غير عكرمة بن عبد الرحمن.
٣ - تفسير الرازي: ١٢ / ٢٦.
٤ - راجع تهذيب التهذيب: ٧ / ٢٦٣، ترجمة عكرمة ط. حيدر آباد ١٣٢٧، وفتح الملك العلي: ٣٧.
٥ - الطبقات الكبري: ٥ / 224 ترجمة عكرمة، ترجمة الطبقة الثانية من التابعين.
(٢٩٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يحيي بن سعيد (1)، حسان بن ثابت (1)، الخوارج (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)

صفحه 286

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٥
وربما دلس (1).
وقد تقدم تضعيفه في الكتاب الثالث.
1 - جلاء الافهام: 141 فصل في ذكر زوجات الرسول - ذيل الفصل الرابع.
(٢٩٥)
مفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)

صفحه 287

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٦
دلالة الآية علي الإمامة ذكر علماء اللغة والتفسير ان الولي هو الأولي بلا خلاف (1).
* قال السيد المرتضي: قد ثبت ان لفظة وليكم في الآية تفيد من كان أولي بتدبير أموركم ويجب طاعته عليكم.
ثم استدل - قده - بقول اهل اللغة: لأنهم يقولون: هذا ولي المرأة - إذا كان يملك تدبير إنكاحها والعقد عليها … ويصفون السلطان بأنه: (ولي أمر الرعية) ومن يرشح الخلافة: (ولي عهد المسلمين).
وقال المبرد: أصل تأويل (الولي) الذي هو أولي اي أحق، ومثله المولي.
ثم استدل بكلمة: وليكم - علي انحصارها بفرد أمير المؤمنين (عليه السلام) ملخصه:
ان الكاف والميم يراد بها أربعة وجوه:
1 - جميع المكلفين من مؤمن وكافر.
2 - الكفار دون المؤمنين.
3 - المؤمنون دون الكفار.
4 - بعض المؤمنين.
والوجه الأول والثاني باطلان لعدم جواز تولي الكفار علي المؤمنين خاصة في تدبير الأمور والتملك.
والوجه الثالث لا يصح مع فرض الولي لان المراد بالتولية ان بعض المؤمنين أو أحدهم يولي علي البقية فيكون ولي ومولي.
فيتعين النحو الرابع.
ومع وجود أداة الحصر - انما - يتعين كون الولي شخص واحد لأنها تنفي الحكم عمن عدا المذكور، نحو: انما لك عندي درهم.
وبذلك تنتفي الموالاة في الدين والمحبة لعدم صحة التخصيص فيهما فالمؤمنون كلهم مشتركون في هذا المعني.
١ - راجع الارشاد: ١ / ٧، والغدير: ١ / 340 - 385، ومعاني الاخبار: 67 - 69، والاحتجاج: 254 ط. دار الكتاب. وسوف تأتي مصادر اهل اللغة بالتفصيل.
(٢٩٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الجواز (1)

صفحه 288

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٧
قال تعالي: * (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) * (1).
وبذلك ثبت انحصار الولي في شخص واحد، والموالاة في أمر التدبير وفرض الطاعة (2).
* وقال العلامة الطباطبائي: فالمحصل في معني الآية في موارد استعمالها هو نحو من القرب يوجب نوعا من حق التصرف ومالكية التدبير.
ثم نقل كلام الراغب في المفردات: الولاء والتوالي ان يحصل شيئان فصاعدا وصولا ليس بينهما ما ليس منهما ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد، والولاية والنصرة والولاية تولي الامر، وقيل: الولاية والولاية واحدة نحو الدلالة والدلالة وحقيقته تولي الامر (3).
* وقال نحو هذه المقولة السيد المرتضي والشيخ المفيد والكراجكي تلميذه وابن البطريق (مفصلا) (4).
* وقال في معجم المقاييس: ولي الواو واللام والياء: أصل صحيح يدل علي القرب.
ومن الباب: المعتق والمعتق والصاحب والحليف وابن العم والناصر والجار كل هؤلاء من الولي وهو القرب (5).
* وقال ابن منظور: قال ابن الأثير: وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل.
* وقال ابن سيده: ولي الشئ وولي عليه ولاية وولاية، وقيل: الولاية الخطة كالامارة، والولاية المصدر.
* وقال ابن السكيت: الولاية بالكسر السلطان والولاية والولاية النصر وقال سيبويه:
الولاية بالفتح المصدر والولاية بالكسر الاسم مثل الامارة … فإذا أرادوا المصدر فتحوا.
ثم قال: الولي: ولي اليتيم الذي يلي امره ويقوم بكفايته، وولي المرأة الذي عقد النكاح
١ - التوبة: ٧١.
٢ - الذخيرة في علم الكلام: ٤٣٨ - ٤٣٩.
٣ - تفسير الميزان: ٦ / ١١ - ١٢.
٤ - راجع مصنفات الشيخ المفيد: ٨ / رسالة في معني المولي، والعمدة: ١١٢ إلي ١١٩، وكنز الفوائد:
٢٢٨، والغدير: ١ / ٣٤٠.
٥ - معجم مقاييس اللغة: ٦ / 141.
(٢٩٧)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (2)، اليتم (1)، تفسير الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي (1)

صفحه 289

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٨
عليها لا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه (1).
* وقال في مجمع البحرين: الولي هذا الذي له النصرة والمعونة.
والولي الذي يدير الامر.
والسلطان ولي امر الرعية ومنه قول الكميت في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام):
ونعم ولي الامر بعد وليه ومنتجع التقوي ونعم المقرب (2).
* أقول:
والمتحصل من ذلك كله ان الولاية بالكسر - وهي الاسم - وبالفتح - وهي المصدر - لها عدة استعمالات وهي:
الأولي بالشئ، الرب، المالك، السيد، المنعم، المعتق، الناصر، المحب، التابع، الجار، ابن العم، الحليف، العقيد، الصهر، العبد، المعتق، المنعم عليه، العم، الابن، ابن الأخت، الشريك، الصاحب، النزيل، القريب، الفقيد، الولي، المتصرف في الامر، المتولي في الامر.
وشواهد ذلك مدونة في كتب اللغة والتاريخ (3).
والذي يعين كل معني منها هي القرينة الصارفة للمعاني الأخري عن اللفظ.
* أما ما يعين المعني الأول فأمور:
الأول: قوله تعالي * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * (4).
الدال علي وحدة الولاية التي أسندت إلي الله والرسول والذين آمنوا، بدليل عدم تكرار الولاية لكل الافراد ووجود أداة الحصر في الجملة.
فحصر الولاية سبحانه وتعالي به وبرسوله من بعده ثم بالذين آمنوا، علي العكس في قوله تعالي: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * (5).
حيث أفرد الطاعة له لاختصاصها به والتي هي بمعني العبادة، وأفرد الطاعة للرسول
١ - لسان العرب: ١٥ / ٤٠١.
٢ - مجمع البحرين: ١ / ٤٥٥.
٣ - راجع لسان العرب: ١٥ / ٤٠١ - ٤٠٧، وكنز العمال: ٢٢٨، والغدير: ١ / ٣٦٢.
٤ - المائدة: ٥٥.
٥ - النساء: ٥٩.
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)

صفحه 290

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٩
والتي هي بمعني تنفيذ الأوامر.
ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس قال: لما مر به السائل وفي يده خاتم قال النبي: " من أعطاك هذا الخاتم؟ " قال: ذاك الراكع وكان علي يصلي.
فقال النبي: " الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي " (1).
وعن الامامين محمد الباقر وجعفر الصادق (عليهما السلام)، وأبي رافع وعمار بن ياسر جميعا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولي الله عز وجل ". حديث حسن عال مشهور أسند عند اهل النقل (2).
وفي لفظ اخر: " فان ولاءه ولائي وولائي ولاء الله " (3).
وفي ثالث: " اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب فان ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله " (4).
وأخرجه الطبراني بلفظ: " من أحب أن يحيا حياتي ويموت موتي … فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدي ولن يدخلكم في ضلالة " (5).
وعن علي بن موسي الرضا وابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: " معاشر الناس من أحب ان يتمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فان
١ - مسند شمس الاخبار: ١ / ١٠١ الباب السابع.
٢ - الفردوس بمأثور الخطاب: ١ / ٤٣٠ ح ١٧٥٢ ط. دار الكتب العلمية وبالهامش: (آمالي الشجري: ١ / ١٣٤ وأخرجه الطبراني)، و ٥٢٢ ح ١٧٥٦ ط. دار الكتاب العربي وبالهامش: (أخرجه ابن حجر في تسديد القوس)، وأمالي الشجري: ١ / ١٣٤ الحديث السادس.
٣ - كفاية الطالب: ٧٤ الباب الخامس، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣٢، وذخائر العقبي: ٦٥ ذكر ان من آذاه آذي النبي (ص)، وترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ٢ / ٩٢ ح ٥٩٧ - ٥٩٨، ومناقب ابن المغازلي: ١٥٣ ط. بيروت وط. طهران: ٢٣٠ ح ٢٧٧، وكنز العمال: ١١ / ٦١٠ - ٦١١ ح ٣٢٣٥٣ - ٣٢٣٥٨، ومناقب الكوفي: ٢ / ٣٨٤ - ٣٩١ - ٤٠٥ ح ٨٥٨ - ٨٨٥.
٤ - منتخب كنز العمال: ٥ / ٣٢.
٥ - مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٨ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٣٧ ح ١٤٦٣٩ كتاب المناقب، وأمالي الشجري: 1 / 136 - 144 الحديث السادس عن ابن عباس والحسين بن علي وزيد بن أرقم،، والمنتخب: 83 بزيادة: وذريته، وحلية الأولياء: 1 / 86 بزيادة: والأئمة.
(٢٩٩)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (3)، الطبراني (2)، علي بن أبي طالب (3)، عمار بن ياسر (1)، الضلال (1)، الركوع، الركعة (1)، النفاذ، التنفيذ (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب أمالي الصدوق (3)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، الحسين بن علي (1)، زيد بن أرقم (1)، دمشق (1)

صفحه 291

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٠
ولايته ولايتي وطاعته طاعتي " (1).
الثاني: قد يدعي أن الأصل في المولي: الأولي. وما تبقي من ألفاظ تحتاج إلي قرينة تدل عليها وذلك بملاحظة ما يلي:
* قال أبو عبيدة معمر بن المثني في كتاب تفسير غريب القرآن عند تفسير قوله تعالي:
* (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) * (2).
يريد جل اسمه: هي أولي بكم، واستشهد بقول اللبيد:
فغدت كلا الفرخين تحسب انه مولي المخافة وخلفها وامامها ومعناه أولي بالمخافة (3).
* وقال الفراء في كتاب معاني القرآن في تفسير الآية: الولي والمولي في لغة العرب واحد (4).
* وهو قول الزجاج والكلبي (5).
* وفي تفسير ابن كثير والبيضاوي: هي مولاكم، اي هي أولي بكم واستشهدا ببيت لبيد أيضا (6).
* وقال ابن الأنباري في تفسير المشكل في القرآن: ان المولي: الولي، والمولي: الأولي بالشئ، واستشهد بالآية المتقدمة وبيت لبيد وبقوله:
كانوا موالي حق يطلبون به فأدركوه وما ملوا ولا لغبوا (7) * وقال الأخطل بن أبي العباس المبرد: الولي: هو الأحق والأولي ومثله المولي (8).
١ - شواهد التنزيل: ١ / ١٦٨ ح ١٧٧، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٩٣ في فضله ومقام شيعته.
٢ - الحديد: ١٥.
٣ - العمدة: ١١٣، وتفسير الرازي: ٢٩ / ٢٢٧، وكنز الفوائد: ٢٢٨.
٤) العمدة ١١٢ وتفسير الرازي ٢٩ / ٢٢٧.
٥ - تفسير الرازي: ٢٩ / ٢٢٧.
٦ - تفسير ابن كثير: ٤ / ٣٢٧، وتفسير البيضاوي: ٤ / ٢٤٥.
٧ - العمدة: ١١٣.
٨ - العمدة: ١١٣.
(٣٠٠)
مفاتيح البحث: كتاب تفسير ابن كثير (2)، مفردات غريب القرآن للراغب الإصفهاني (1)، أبو عبيدة معمر بن المثني (1)، القرآن الكريم (2)، الخوف (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 292

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠١
* وقال المبرد في كتاب الصلاة: أصل الولي الذي هو أولي اي أحق (1).
* وقال الشرقاوي: علي مولي من كنت مولاه معناه من كان لي عليه سيادة فعلي له عليه السيادة (2).
* وقال العلامة العزيزي: اي من كنت أتولاه فعلي يتولاه (3).
- فتبين من ذلك أن المتبادر من هذه اللفظة هو الأولي والأحق بالتصرف، وكل المعاني الأخري تحتاج إلي قرينة لدلالة لفظة الولي أو المولي عليه.
وفي الآية، وكذا في حديث الغدير الآتي لا قرينة في البين علي المعاني الأخري، بل كل القرائن علي معني الأولي والأحق.
وبعبارة أخري: المعاني الأخري اما واضحة الثبوت لأمير المؤمنين كابن العم والصهر …
واما واضحة الانتفاء كالعبد والمعتق.
وعلي الأول يكون عبثا سواء في الآية أم حديث الغدير.
وعلي الثاني يكون خطأ، فيتعين ما هو المتبادر منها وما فهمه اهل اللغة والعلماء، بل والشعراء.
وقد ذكر العلامة الأميني الصحابة والحفاظ الذين حصروا لفظ المولي بالأولي:
منهم ابن عباس والكلبي والفراء وأبو عبيدة والأخفش وأبو زيد والبخاري وابن قتيبة والشيباني والطبري والأنباري والوراق وغيرهم (4).
الامر الثالث: رجوع كل المعاني للأولي:
ثم إن المتأمل يدرك ان المعاني كلها ترجع إلي ما هو المتبادر من هذه اللفظة:
* قال الكراجكي: فمالك الرق لما كان أولي بتدبير عبده من غيره كان لذلك مولاه.
والمعتق لما كان أولي بمعتقه في تحمله لجريرته وألصق به من غيره كان مولاه.
١ - البحار: ٣٥ / ٢٠٤.
٢ - الكوكب الدري الرفيع: ١٩١.
٣ - الكوكب الدري الرفيع: ١٩١.
٤ - الغدير: ١ / 344 - 347 مفعل بمعني أفعل.
(٣٠١)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، حديث الغدير (2)، الصّلاة (1)

صفحه 293

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٢
وابن العم لما كان أولي بالميراث ممن هو أبعد منه في نسبه وأولي أيضا من الأجنبي بنصرة ابن عمه كان مولي.
والناصر لما اختص بالنصرة وصار بها أولي كان لذلك مولي.
وإذا تأملت بقية الأقسام وجدتها جارية هذا المجري (1).
* وذكر الأميني في غديره رجوع المعاني كلها (26) إلي الأولي مفصلا وقال: اذن فليس المولي إلا معني واحد وهو الأولي بالشئ، وتختلف هذه الأولوية بحسب الاستعمال في كل مورده، فالاشتراك معنوي وهو أولي من الاشتراك اللفظي (2).
* وقال السبط ابن الجوزي بعد ذكر المعاني العشرة للمولي:
وإذا ثبت هذا لم يجز حمل لفظة المولي في هذا الحديث علي مالك الرق لان النبي (صلي الله عليه وآله) لم يكن مالكا لرق علي (عليه السلام) حقيقة.
ولا علي المولي المعتق لأنه لم يكن معتقا لعلي، ولا علي المعتق لان عليا كان حرا، ولا علي الناصر لأنه (عليه السلام) كان ينصر من ينصر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ويخذل من يخذله.
ولا علي ابن العم لأنه كان ابن عمه، ولا علي الحليف لان الحليف يكون بين الغرماء للتعاضد والتناصر وهذا المعني موجود فيه، ولا علي المتولي لضمان الجريرة لما قلنا إنه انتسخ ذلك، ولا علي الجار لأنه يكون لغوا من الكلام وحوشي منصبه الكريم من ذلك.
ولا علي السيد المطاع لأنه كان مطيعا له يقيه بنفسه ويجاهد بين يديه، والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة، فتعين الوجه العاشر وهو الأولي ومعناه من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به.
قال: وقد صرح بهذا المعني الحافظ أبو الفرج يحيي بن السعيد الثقفي الأصبهاني في كتابه المسمي بمرج البحرين، فإنه روي هذا باسناده إلي مشايخه وقال فيه: " فأخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت وليه وأولي به من نفسه فعلي وليه.
فعلم أن جميع المعاني راجعة إلي الوجه العاشر ودل عليه أيضا قوله (عليه السلام) ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم وهذا نص صريح في اثبات إمامته وقبول طاعته.
وكذا قوله (صلي الله عليه وآله): " وأدر الحق معه حيث دار وكيف ما دار "، فيه دليل علي أنه ما جري
١ - كنز الفوائد: ٢٢٩.
٢ - الغدير: ١ / 370.
(٣٠٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، السبط إبن الجوزي (1)، الفرج (1)، الكرم، الكرامة (1)

صفحه 294

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٣
خلاف بين علي وبين أحد من الصحابة إلا والحق مع علي (عليه السلام)، وهذا باجماع الأمة، ألا تري ان العلماء انما استنبطوا احكام البغاة من وقعة الجمل وصفين. انتهي كلام ابن الجوزي (1).
الامر الرابع: من الملاحظ ان اجماع الرواة علي نزول الآية في أمير المؤمنين يعطي قرينة علي إرادة الحكم والامرة وذلك بملاحظة ما يلي:
1 - احتجاج الحسن (عليه السلام) في خطبته بعد وفاة أبيه بهذه الآية فقال: " نحن ثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فالمعول علينا في تفسيره، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة قال جل شانه: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) * (2) ".
2 - ان في بعضها تعقيب للرسول بذكر نص الغدير " … من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". رواه الطبراني في الأوسط (3).
3 - ما ورد ان سبب نزول آية التبليغ انكار البعض لولاية وخلافة الأمير الثابتة بآية التصدق، كما روي عن زرارة والفضيل وبكير وابن مسلم وبريد وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) وعن ابن عباس وعن أبي ذر أيضا قال: " امر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
[قال:] فرض الله ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا (صلي الله عليه وسلم) ان يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما اتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وتخوف عن أن يرتدوا عن دينهم وان يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه عز
١ - تذكرة الخواص: ٣٨ - ٣٩ الباب الثاني في فضائله - الكلام في حديث الغدير.
٢ - أهل البيت لتوفيق أبو علم: ٧٣ الباب الثاني.
٣ - تفسير الدر المنثور: ٢ / ٢٩٣، وشواهد التنزيل: ١ / ٢٢٣ ح ٢٣١ آية ٥٥ من المائدة، وتفسير العياشي: ١ / ٣٢٧، ومجمع الزوائد: ٧ / ١٧ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٧ / 80 ح 10978 كتاب التفسير - المائدة.
(٣٠٣)
مفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية التبليغ (1)، عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (1)، الصيام، الصوم (1)، الباطل، الإبطال (1)، الزكاة (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)، الوفاة (1)، التعقيب (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، حديث الغدير (1)

صفحه 295

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٤
وجل فأوحي الله اليه:
* (يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * فصدع بأمر الله تعالي ذكره، فقام بولاية علي يوم غدير خم فنادي الصلاة جامعة وأمر الناس ان يبلغ الشاهد الغائب " (1).
4 - ان بعض الروايات عند ذكر التصدق بالخاتم صرح الرسول بمعني الولاية بها وشبهها بطلب موسي هارون وزيرا له قال (صلي الله عليه وسلم): " اللهم ان موسي سالك فقال: * (رب شرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري) *.
فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: * (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) * (2).
اللهم وانا محمد نبيك وصفيك اللهم، فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري ".
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله (صلي الله عليه وآله) الكلمة حتي نزل جبرائيل من عند الله تعالي فقال: " يا محمد اقرأ.
قال (صلي الله عليه وسلم): " ما اقرأ؟ " قال: اقرأ: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3).
5 - ان بعض الروايات جعلت الآية مؤيدا لحديث الثقلين كما روي عن الإمام الهادي قال: " قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " اني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ".
قال (عليه السلام): فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله [تعالي]: * (انما وليكم الله ورسوله … ) * " (4).
١ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٦٤٦ ح ٢٦٤ عن أصول الكافي.
٢ - القصص: ٣٥.
٣ - تفسير الرازي: ١٢ / ٢٦ مورد الآية، ونور الابصار: ٨٦ ط. الهند و ١٥٨ فصل ١٤ مناقب علي، وشواهد التنزيل: ١ / ٢٣٠ ح ٢٣٥ آية ٥٥ من المائدة، ومناقب ابن المغازلي: ٢٠٢ ط. بيروت وط. طهران: ٣٢٨ ح ٣٧٥، وتذكرة الخواص: ٢٤ الباب الثاني، والطرائف: ١ / ٤٧ معا عن تفسير الثعلبي.
٤ - الاحتجاج: ٢ / ٤٥٠، وتفسير الميزان: ٦ / 19 وقد تقدمت.
(٣٠٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث الثقلين (1)، غدير خم (1)، الصّلاة (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، الهند (1)

صفحه 296

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٥
وسوف يأتي أيضا تضمن حديث الغدير لحديث الثقلين ودلالته علي الإمامة.
6 - اخرج الطبراني وأبو نعيم وابن عساكر وروي الحاكم وصححه عن زيد قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " من أحب ان يحيي حياتي ويموت موتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فان ربي عز وجل غرس قصباتها بيده، فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدي ولن يدخلكم في ضلالة " (1).
وأخرجه في الحلية باسناد صحيح عن حذيفة وزيد وابن عباس (2).
وبلفظ ابن عباس: " … فليوال عليا من بعدي وليتقد باهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي رزقوا فهمي وعلمي " (3).
وعن زياد بن مطرف والحسين بن علي (عليه السلام) عن رسول الله قال: " من أحب ان يحيي حياتي … ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته أئمة الهدي ومصابيح الدجي من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب هدي إلي باب الضلالة " (4).
فبقرينة الاقتداء واخراج الناس من الضلالة يتبين أن الكلام عن أمر الخلافة.
لذا عندما يصف الله سبحانه وتعالي الأنبياء (عليهم السلام) يصفهم كهداة للبشرية، لاحظ قوله تعالي: * (وهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) *.
١ - المعجم الكبير: ٥ / ١٩٤ ح ٥٠٦٧ ترجمة زيد بن أرقم ما روي عنه زياد بن مطرف، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣٢، وكنز العمال: ١١ / ٦١١ ح ٣٢٥٩ و ٦ / ١٥٥ ط. ودكن ١٣١٢ من كتاب الفضائل فضائل علي، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٠٨ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٣٧ ح ١٤٦٣٩ كتاب المناقب - باب قوله من كنت مولاه، والمستدرك: ٣ / ١٢٨ مناقبه، وكفاية الطالب: ٨٢ الباب ٩ عن حذيفة، ونزل الأبرار للبدخشاني: ٦٩ الباب الأول.
٢ - حلية الأولياء: ١ / ٨٦ ترجمة علي.
٣ - كفاية الطالب: ٢١٤ باب ٥٧، وكنز العمال: ١٢ / ١٠٣ ح ٣٤١٩٨ الباب الرابع فضل أهل البيت و ٦ / ٢١٧ ط. دكن ١٣١٢، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٩٩ ح ٦٠٥، وأهل البيت لتوفيق أبو علم: ٦٧ الباب الثاني.
٤ - مناقب الخوارزمي: ٧٥ ح ٥٥ الفصل السادس، وكنز العمال: ١١ / ٦١٢ ح ٣٢٩٦٠ و ٦ / ١٥٥ ط. دكن ١٣١٢ كتاب الفضائل - فضائل علي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 95 ح 599، وأهل البيت لتوفيق أبو علم: 429 الإمام الحسين - الرسول والسبطين الكريمين، والمنتخب: 83.
(٣٠٥)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الأنبياء (ع) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث الثقلين (1)، عبد الله بن عباس (2)، الحافظ أبو نعيم (1)، الطبراني (1)، إبن عساكر (1)، علي بن أبي طالب (2)، حديث الغدير (1)، الضلال (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (2)، زيد بن أرقم (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)

صفحه 297

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٦
وقوله: * (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) * (1).
7 - انه ورد ان المراد من الآية ما أريد في قوله تعالي:
* (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) * (2).
فعن الحسين بن أبي العلا: قال: ذكرت لابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قولنا في الأوصياء ان طاعتهم مفترضة؟
فقال (عليه السلام): " نعم هم الذين قال الله عز وجل: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * وهم الذين قال الله عز وجل: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلواة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3) ".
ومن ذلك ما روي عن سليم بن قيس قال: قال أمير المؤمنين في أيام خلافة عثمان في مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله): ".. فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت: * (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) *.
وحيث نزلت: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * وحيث نزلت: * (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) * قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟
فأمر الله عز وجل نبيه (صلي الله عليه وآله) ان يعلمهم ولاة أمرهم وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم: فنصبني بغدير خم، … ".
قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء (4).
8 - أنه ورد عن ابن عباس قول النبي بعد القصة التصدق: * (ومن يتولي الله ورسوله والذين أمنوا فان حزب الله هم الغالبون) * (5).
* تتميم:
١ - الأنبياء: ٧٣، والسجدة: ٢٤.
٢ - النساء:.
٣ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٥٠١ و ٥٠٢ ح ٣٤١ - ٣٤٢ تفسير الآية (النساء).
٤ - تفسير نور الثقلين: ١ / 504 - 505 ح 347 تفسير الآية (النساء) عن كمال الدين.
5 - أمالي الشجري: 1 / 138 الحديث السادس.
(٣٠٦)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، سليم بن قيس (1)، حزب الله (1)، غدير خم (1)، الوصية (1)، الصّلاة (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)

صفحه 298

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٧
بعد هذه الأدلة والبراهين لا يصار إلي ما يذكر هنا وهناك لصرف الآية عن امامة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ومن ذلك ما ذكره المتعصب الفخر الرازي في تفسيره، حيث عند تعرضه للآية اخذته العصبية بالاثم والعدوان وصار يهذو بكلامه يمينا وشمالا:
فمرة قال: لو صح ذلك لاستدل بها الأمير علي خلافته ثم قطع بعدم استدلاله بها.
والحال ان أمير المؤمنين استدل بهذه الآية، واحتج بها علي أبو بكر كما روي عنه قال (عليه السلام): " فأنشدك بالله إلي الولاية من الله مع ولاية رسوله في أنه زكاة الخاتم لي أم لك؟ " قال: بل لك (1).
وأخري قال: إن أمير المؤمنين لم يكن لديه مال حتي يخرج زكاته (2)، وغفل عن عدم انحصار دفع الزكاة بالواجبة، أو حمل الزكاة علي الصدقة المستحبة، والتي جل الروايات تعبر عن فعل أمير المؤمنين: بتصدق.. أو من تصدق علي الفقير (3) ونحو ذلك.
بل استدل الزمخشري والبيضاوي علي أن صدقة التطوع تسمي الزكاة (4).
أم تراه لم يفهم معني الخاتم!.
وثالثة استدل بالسياق بآية: * (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء) *.
وقال المراد هنا من الولاية النصرة والمحبة فلا بد ان يراد بآية التصدق كذلك (5).
وقد غفل علي ما أسسه هو، فإن السياق قد يتخلف فقد ذكر هو واجمع عليه الفريقان تخلف سياق آية التطهير الوارد في نساء النبي إلي إرادة خصوص علي وأهل بيته، أو هم مع نساء النبي (صلي الله عليه وآله) كما تقدم مفصلا.
علي أن المراد من الآية عدم اتباع والاقتداء باليهود والنصاري، والاقتداء والاتباع إذا لم يدع انحصاره بالخلافة واتخاذهم خلفاء، فهو لا أقل محتمل للوجهين، فلا معني لما ذكره.
ورابعة وخامسة.. لا داعي لذكرهما فان كلامه علي ما عرفت.. بل في تفسيره رد لفضائل
١ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٦٤٥ ح ٢٦٢.
٢ - تفسير الرازي: ١٢ / ٣١.
٣ - تفسير ابن جرير: ٦ / ١٨٦ ط. مصر ١٣٢٣، والروايات كثيرة فمن أراد مزيد بيان فليرجع إلي المصادر المتقدمة في مطلع البحث.
٤ - راجع تفسير الزمخشري والبيضاوي بحث الآية.
٥ - تفسير الرازي: ١٢ / 27.
(٣٠٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية التطهير (1)، الزمخشري (2)، يوم عرفة (1)، الزكاة (4)، الإستحباب (1)، التصدّق (2)، كتاب تفسير الرازي للرازي (2)

صفحه 299

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٨
أمير المؤمنين (عليه السلام) وانكار نزول الآيات به.
ونقول كما قال المولي احمد الهروي حفيد التفتازاني في كتاب الفوائد في العلوم المختلفة: ان في تفسير فخر الرازي كل شئ إلا التفسير (1).
١ - إحقاق الحق: ٣ / 238.
(٣٠٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)

صفحه 300

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٩
حديث الغدير وطرقه * الطريق الخامس:
قوله تعالي:
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (1).
وقد اجمع المفسرون والرواة علي نزولها في يوم غدير خم (2) عندما قضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) مناسكه وانصرف راجعا إلي المدينة، حتي وصل إلي غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، في الثامن عشر من ذي الحجة، نزل عليه جبرائيل الأمين مبلغا عن الله تعالي قوله:
* (يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (3) (4).
١ - المائدة: ٣ - ٦٧.
٢ - مصادر آية * (اليوم أكملت لكم دينكم) *:
صحيح البخاري: ٦ / ٣٠٧ كتاب المغازي ح ٨٤٨، ومناقب ابن المغازلي: ٣١ ط. بيروت وط. طهران: ١٩ ح ٢٤ عن أبي هريرة، وغيبة النعماني: ٤٦، وتذكرة الخواص ٣٦ - ٣٧ باب ٢ عن خيشون يرفعه إلي أبي هريرة والأزهري ووثق المصنف خيشون واحتمل النزول مرتين، وتاريخ الخميس: ٢ / ١٥٠.
ومناقب الكوفي: ١ / ١٠٧ و ٣٦٢، وشرح الأخبار: ١ / ١٠٥ عن الصادق، وروضة الكافي ٨ / ٢٣ ح ٤، وأمالي الشجري: ١ / ١٤٦ أبو هريرة الحديث السادس، وتاريخ بغداد: ٨ / ٢٨٤.
وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٧٧ ح ٥٧٩ عن أبي هريرة و ٨٦ ح ٥٨٨ عن أبي سعيد.
والدر المنثور: ٢ / ٢٥٩ ذيل مورد الآية عن أبي سعيد وأبي هريرة قال أخرجه ابن مردويه والخطيب وابن عساكر، ومقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٤٧ الفصل ٤ عن أبي سعيد الخدري.
شواهد التنزيل: ١ / ٢٠١ ح ٢١١ - ٢٠٧ - ٢٠٨ ح ٢١٤ - ٢١٥ عن ابن عباس وأبي سعيد، والنور المشتعل:
٥٦ ح ٤، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١١٢ حجة الوداع، مناقب الخوارزمي: ١٣٥ عن أبي سعيد، وتفسير ابن كثير: ٢ / ١٦ عن أبي سعيد وأبي هريرة مورد الآية.
وشواهد التنزيل: ١ / ٢٠٢ ح ٢١٢ عن أبي سعيد و ٢٠٣ ح ٢١٣ عن أبي هريرة، والفضائل الخمسة: ١ / ٤١٣ - ٤٣٩ عن أبي سعيد نقلا عن تاريخ دمشق: ٨ / ٢٩٠، ومناقب الكوفي: ٢ / ٤٣٤ ح ٩١٨ عن أبي سعيد.
٣ - المائدة: ٣ - ٦٧.
٤ - مصادر آية التبليغ:
ارشاد القلوب: ٢ / ٣٣٠، والفصول المهمة: ٤٢ عن أبي سعيد الخدري.
وشواهد التنزيل: ٢ / ٢٣٩ - ٢٤٩ إلي ٢٥٨ ح ٢٤٠ - ٢٤٤ وما بعده عن ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وابن أبي أوفي وزياد بن المنذر عن الباقر.
والملل والنحل: ١٦٣ ذكر الامامية، والدر المنثور: ٢ / ٢٩٨ مورد الآية عن أبي سعيد وابن مسعود قال: كنا نقرأ علي عهد الرسول يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ان عليا مولي المؤمنين، وفتح القدير: ٢ / ٦٠ مورد الآية عن أبي سعيد، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٨٦ ح ٥٨٩ عن أبي سعيد.
وتفسير الرازي: ١٢ / ٥٠ عن ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي الباقر مورد الآية.
وأسباب النزول للواحدي: ١٣٥ عن أبي سعيد مورد الآية.
والنور المشتعل: ٨٦ مورد الآية ح ١٦ عن أبي سعيد.
والغدير: ١ / ٢١٤: الطبري في كتاب الولاية عن زيد بن أرقم وابن أبي حاتم الحنظلي عن أبي سعيد والحافظ أبو عبد الله المحاملي في أماليه عن ابن عباس والحافظ وأبو بكر الفارسي الشيرازي في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عن ابن عباس وابن مردويه عن أبي سيعد وابن مسعود وابن عباس وزيد بن علي والثعلبي في تفسيره عن الإمام الباقر وابن عباس وأبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في علي عن عطية والحافظ السجستاني في كتابه الولاية عن ابن عباس والحمويني في فرائد السمطين عن أبي هريرة.
(٣٠٩)
مفاتيح البحث: آية الإكمال (1)، شهر ذي الحجة (1)، حديث الغدير (1)، غدير خم (2)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، آية التبليغ (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (3)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، عبد الله بن عباس (8)، كتاب أمالي الصدوق (1)، أبو هريرة العجلي (8)، ابراهيم الحمويني الشافعي (1)، أبو سعيد الخدري (2)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، أبو عبد الله (1)، البراء بن عازب (1)، زياد بن المنذر (1)، حجة الوداع (1)، زيد بن أرقم (1)، زيد بن علي (1)، محمد بن علي (1)، الخوارزمي (1)، القرآن الكريم (2)، الثعلبي (1)، دمشق (3)، الصدق (1)

صفحه 301

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٠
وأمره ان يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية والطاعة علي كل أحد، وكان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ان يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض ردائه علي رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر.
فقام خطيبا وسط القوم علي أقتاب الإبل واسمع الجميع، فذكرهم بجميع تعاليم الاسلام الأصول منه والفروع.
* بعض نصوص الغدير: (1) الوليد بن صالح عن امرأة زيد بن أرقم قالت: اقبل نبي الله
١ -: مصادر حديث الغدير تلخيص المتشابه: ١ / ٢٤٤ رقم ٣٨٣ البراء بزيادة: وابغض من أبغضه وأحب - وأعز من نصره، والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٩ / ٤٢ ح ٦٨٩١، والمعارف: ٣٢٠ أهل العاهات عن أنس، ومسند شمس الاخبار: ١ / ١٠١ الصادق وعلي، وأمالي الشجري: ١ / ١٤٦ أبو هريرة الحديث السادس، والاعتقاد للبيهقي: ١٨١ - ١٨٢ - ١٩٥، والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث: ٢٣٣ - ٢٣٤ ح ١٥٧٦، وأخرجه أحمد ومسلم عن البراء والترمذي والنسائي والضياء المقدسي عن زيد قال الهيثمي رجال أحمد ثقات وفي موضع آخر رجاله رجال الصحيح وقال السيوطي الحديث متواتر، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٦٨ ح ٣٢٠٥٦ وما بعده عن بريدة وجابر الأنصاري ورباح بن الحرث وأبي أيوب وسعد، ومسند أبي يعلي: ١١ / ٣٠٧ ح ٦٤٢٣ عن أبي هريرة، ومشكاة المصابيح: ٣ / ١٧٢٣ ح ٦٠٩٤ البراء وزيد مع تهنئة عمر باب فضائل علي، ومصابيح السنة: ٤ / ١٧٢ ح ٤٧٦٧ زيد باب فضائل علي، وسنن ابن ماجة: ٤٣ - ٤٥ عن البراء وسعد - المقدمة التاريخ الكبير: ٤ / ١٩٣ و ٦ / ٢٤١، وتهذيب الكمال:
٢٠ / ٤٨٤، والمواهب اللدنية: ٢ / ٥٣٢، ومسند البزار: ٣ / ٣٥ ح ٧٨٦، وتاريخ اصبهان: ١ / ١٤٢ - ١٦٢ - ٢٨٣، وتاريخ بغداد: ٧ / ٣٨٩، والتاريخ الكبير: ١ / ٣٧٥ ح ١١٩١، والمستدرك: ٢ / ١٣٠ كتاب قسم الفئ.
والمعجم الأوسط: ٩ / ١٩٩ ح ٨٤٢٩ عن أبي سعيد، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٦٤ و ١٠٤ إلي ١٠٩ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٢٥٨ ح ١٤٩٦٣ عن زيد وحذيفة بن أسيد و ١٢٨ إلي ١٣٨ ح ١٤٦١٠ وما بعده عن جملة من الصحابة، وفضائل الصحابة: ٢ / ٥٦٣ - ٥٦٩ - ٥٧٢ - ٥٨٦ - ٥٩٦ - ٥٩٨ - ٥٩٩ - ٦١٠ - ٦١٢ - ٦١٣ - ٧٠٥ ح ٩٤٧ إلي ح ١٠٤٨ - ح ١٢٠٦ من طرق، والفردوس: ١ / ٤٩٩ ح ٢٠٣٧ ط. الكتب و ٥٥٤ ح ١٨٦١ ط. الكتاب، والمصنف لعبد الرزاق: ١١ / ٢٢٥ ح ٢٠٣٨٨ بريدة باب أصحاب النبي ومسند الشاشي: ١ / ١٢٧ و ١٦٦ ح ٦٣ و ١٠٦ عن سعد، والمطالب العالية: ٤ / ٦٠ - ٦٥، ومناقب الكوفي: ١ / ١١٩ - ١٢٧ - ١٧١، والشفاء: ١ / ٢٤١ و ٢ / ٤٨ الغدير متواتر، وكشف الخفاء: ٢٧٤، وفاء الوفا: ٢ / ١٠٨١ عن البراء وزيد الفصل الثالث من الباب السادس - مسجد غدير خم، ونزل الأبرار: ٥١ إلي ٥٤ من طرق متعددة الباب الأول، والجواهر: ٢٣٥ - ٢٣٧، والمعجم الأوسط: ١ / ٢٢٩ ح ٣٤٨ عن بريدة و ٢ / ٥٧٦ ح ١٩٨٧ مع شهادة الناس به عن زيد و ٢ / ٦٨ ح ١١١٥ عن أبي هريرة، وشرح الأخبار: ١ / ٩٩ ح ٢١ عن زيد وجابر وابن عمر والباقر، وجواهر المطالب: ١ / ٨٣ إلي ٨٦ باب ١٢ عن أبي الحارث والبراء وزيد وأبو الطفيل ومحمد، والمعجم الأوسط: ٧ / ٤٤٨ ح ٦٨٧٨ عن عمير وكنز العمال: ١٣ / ١٣٨ ح ٣٦٤٣٧ عن جرير البجلي، و ١٣١ ح ٣٦٤١٧ و ١٥٧ ح ٣٦٤٨٥ عن ابن زيد، و ١٥٤ ح ٣٦٤٨٠ و ١٠٤ ح ٣٦٣٤٠ و ١٥٨ ح ٣٦٤٨٧ عن ابن يثيع و ١٣٧ ح ٣٦٤٣٣ عن جابر و ١٣٤ ح ٣٦٤٢٠ عن ابن عازم و ١٧٠ عن ابن ليلي وأبي عمر.
شواهد التنزيل: ١ / ٢٠٠ إلي ٢٠٨ ح ٢١٠ وما بعده عن أبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد و ٢٤٩ إلي ٢٥٨ ح ٢٤٤ وما بعده عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وابن أبي أوفي والباقر وجابر و ٢ / ٣٨١ و ٣٩٠ - ٣٩٢ ح ١٠٣٠ وما بعده عن علي وعلي بن الحسين والباقر وحذيفة وأبي هريرة، ومناقب الكوفي: ٢ / ٤١٥ - ٤١٢ - ٣٦٥ - ٣٨٧ - ٣٨٨ إلي ٤٠٩ و ٤٢٣ إلي ٤٥٥.
وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٢٨ - ٦٢٩ - ٦٣١ - ٦٣٢ - عهد الخلفاء عن سعد وبريدة وأبي الطفيل وزيد والبراء، واخبار الدول: ١٠٢ باب ٢ فصل ٤، وشرح النهج: ٦ / ١٦٨ الخطبة ٧٣، ومناقب علي للكلابي: ٤٤٣ ح ٣١، والتنبيه والاشراف: ٢٢١ ذكر سنة ٨ هجري، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٥ - ٣٥ ح ٥٤٧ - ٥٣٥ وما بعده عن زيد من طرق وحذيفة بن أسيد والبراء وطلحة وابن مسعود وجابر وأبي سعيد وغيرهم كما يأتي، وروضة الواعظين: ٨٩ - ١٠٠، تاريخ الخميس: ١ / ٣٥١، وأسمي المناقب: ٢١ - ٣١ - ٣٣ عن جملة من الصحابة كما يأتي. وأنساب الاشراف: ٢ / ١٥٦ عن أبي وائل، وكنز الفوائد:
٢٢٦، والذرية الطاهرة: ١٦٦ ح ٢٢٨ عن علي، والفصول المهمة: ٤١ - ٤٢ عن علي وأبي سعيد وسفيان بن عينية.
وتذكرة الخواص: ٣٥ - ٣٦ باب الثاني عن راذان وبريدة ورياح بن الحرث والعوفي عن زيد والبراء، والعقد الفريد كتاب الخلفاء - خلافة علي: ٤ / ٢٩١، والمستدرك: ٣ / ١٠٩ - ١١٠ عن زيد وبريدة من كتاب المعرفة - مناقبه.
والنور المشتعل: ٥٦ عن أبي سعيد ح ٤، الفتوح: ١ / ٣٠٢ عن عمار مناظرة أبي نوح وذي الكلاع، وخصائص النسائي: ٨٥ إلي ٩١ - ٩٦ إلي ٩٨ - ١٣٥ ح ٧٦ إلي ٩٣ - ١٥٣ عن ابن يثيع والبراء وزيد وبريدة وسعد وعميرة وابن وهب، والمعجم الصغير: ١ / 64 ح 162 ما اسمه احمد و 71 ح 178، وصفة الصفوة: 2 / 121، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 206 - 209 - 232 - 233 - 234 - 235 - 237 - 239 - 396 إلي 409 ح 250 - 251 - و 274 وما بعدها ح 458 وما بعده إلي ح 478 عن جملة من الصحابة كما يأتي في الرواة.
والمسند: 1 / 142 - 189 - 191 - 545 ح 672 و 953 - 964 ح 3052 ط. ب و 88 - 119 - 118 - 331 و 5 / 370 - 347 ط. م و 6 / 510 - 476 ح 22436 - 22633 عن بريدة وزيد ط. ب.
وصحيح الترمذي: 5 / 633 ط. دار الحديث، ومروج الذهب: 2 / 10 ط. مصر 1346 و 2 / 364 ط. دار الأندلس بيروت - ذكر موقعة الجمل عن علي وطلحة و 425 ذكر لمع من كلامه وفضله، والمعجم الكبير للطبراني: 2 / 357 ح 2505 ترجمة جرير ما روي بشر عنه و 3 / 179 - 180 ح 3049 - 2052 ترجمة
(٣١٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، زيد بن أرقم (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، عبد الله بن عباس (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، أبو هريرة العجلي (6)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة بيروت (1)، التاريخ الإسلامي (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، حذيفة بن أسيد (2)، علي بن الحسين (1)، أبو الطفيل (1)، حديث الغدير (1)، إبن ماجة (1)، غدير خم (1)، دمشق (2)، الصدق (1)، الإخفاء (1)، السجود (1)، الشهادة (1)، البغض (1)

صفحه 302

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٠
حذيفة بن أسيد ما روي عنه واثلة.
وأسد الغابة: ١ / ٣٦٨ ترجمة حبيب بن بديل، و ٣ / ٣٠٧ - ٩٢ ترجمة عامر بن ليلي وعبد الرحمن، و ٥ / ٢٠٥ ترجمة أبو زينب ابن عوف و ٥ / ٦ ترجمة ناجية بن عمرو و ١ / ٣٠٨ ترجمة جندع الأنصاري، ٤ / ٢٨ ترجمة علي وفضائله و ٥ / ٢٧٦ ترجمة أبي قدامة.
والمسند: ٥ / ٤٩٥ - ٥٠٢ - ٤٩٨ - ٥٠١ ط. ب و ٤ / ٢٨١ - ٣٧٠ - ٣٦٨ - ٣٧٢ ط. م و ١ / ٣٣١ ط. م و ١ / ٥٤٥ ط. ب و ٨٤ - ٨٨ - ١١٨ - ١١٩ ط. م و ١٣٥ - ١٩١ - ١٨٩ ط. ب، والإمامة والسياسة: ١ / ٩٧ ط.
مصر ١٣٧٨ تحقيق طه الزيني و ١٢٩ ط. بيروت تحقيق علي شيري - وقوع عمرو في علي، والجامع الصغير للطبراني: ٢ / ٣١٥، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١١٢ ذيل حجة الوداع.
ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣٠ - ٣٢ عن عائشة، وذخائر العقبي: ٦٧ عن البراء بن عازب وعمر وزيد، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٥٩ - ٢٦٤ - ٣٣١ - ٣٨١ عن أبي ذر والصادق وحذيفة وقيس، وتاريخ السيوطي: ١٦٩ في الأحاديث الواردة في فضله عن جمله من الصحابة، وتقريب المعارف: ١٥١، والايضاح: ٥٢، ومائة منقبة: ٧٢ المنقبة ٢٢ عن علي، وتفسير عياشي: ١ / ٢٥٠، والطرائف: ١ / ١٤٠ - ١٢١، وعيون اخبار الرضا: ١ / ٤٤ باب ٦ ح ٢٠.
وإحقاق الحق: ٢ / ٤٢٦ إلي ٤٨١ وذكر جملة كبيرة من مصادر الغدير.
والمعجم الكبير: ٥ / ١٧٠ ح ٤٩٨٠ ترجمة زيد ما روي أبو الضحي بن صبيح عنه و ١٦٦ ح ٤٩٦٩ ترجمة زيد ما روي عنه واثلة و ١٧٥ - ١٩٢ - ١٩٤ - ١٩٥ ترجمة زيد بن أرقم ما روي عنه أبو سليمان وإسحاق السبعي والشيباني وثوير وأبو ليلي وعطية وميمون ح ٥٠٩٠ وما بعده وأنيسه بنت زيد ح ٥١٢٥ و ٢٠٣ و ٢١٢ ح ١٩٥٩٣ وما بعده ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون - و ٤ / ١٧ ح ٣٥١٤ ترجمة حبشي بن جنادة، و ١٧٣ و ١٧٤ ح ٤٠٥٢ ترجمة أبي أيوب ما روي عنه رباح - و ١٢ / ٧٨ ح ١٩٥٩٣ ترجمة ابن عباس ما روي عنه ابن ميمون و ٩٥ ح ١٢٦٥٣ ترجمة ابن عباس ما وري عنه الضحاك، - و ١٩ / ٢٩١ ترجمة مالك بن نضلة الجشمي.
وكنز العمال: ١١ / ٦٠٢ - ٦٠٩ ح ٣٢٩٠٤ - ٣٢٩٤٩، ومقامات العلماء: ٢١٢ - ١٥٠، ومناقب الخوارزمي:
١٢٧ - ١٣٤ - ١٣٥ - ٢٠٥ - ١٩٩ - ١٨٢ - ١٥٥ فصل ١٣ - ١٤ - ١٦ ح ١٨٢ - ٢٢١ - ٢٣٩ - ٢٤٠ ح ١٤٠، ومقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٤٧ فصل ٤ عن جملة، وسنن ابن ماجة: ٤٣ - ٤٥ المقدمة فضل علي، والفصول المهمة: ٣٩ - ٤١ عن زيد وعامر والبراء، وكنوز الحقائق: ٤٨١، والصواعق المحرقة: ٦٥ - ٦٦ الشبهة ١١ و ١٨٧ باب ٩ فصل ٢.
والمسند: ٤ / ٢٨١ - ٣٧٠ - ٣٧٢ ط. م و ٥ / ٣٥٥ - ٤٩٨ - ٥٠١ ح ١٨٠١١ - ١٨٨١٥ - ١٨٨٣٨ عن البراء وزيد.
ومسند أحمد: ١ / ٨٤ - ٨٨ - ١١٩ - ٣٣١ ط. م و ١ / ١٣٥ - ١٤٢ - ١٩١ - ١٨٩ - ٥٤٥ ط. ب.
أسباب النزول للواحدي: ١٢٦ - ١٣٥، وفتح الغدير: ٢ / ٦٠.
وينابيع المودة: ١ / ٣٠ - إلي ٣٧ - ١١٥ - ٢٣٩ - ٢٤٩ - ٢٧٤ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٣٣ إلي ٤١ ط. النجف باب ٤ عن البراء وزيد وأبي سعيد وبريدة وعامر وعلي وسليم وابن ميمون وحذيفة وابن عباس، وأبي عمر وأبي الطفيل و ١٣٥ باب ٣٨ عن سليم و ٢٨٣ - ٢٩٧ باب ٥٦ المناقب السبعون و ٣٢٨ باب ٥٧، وأمالي الصدوق: ١٠٦ - ١٠٧ المجلس ٢٦، ومعاني الاخبار: ٦٥ - ٦٧، وغيبة النعماني: ٤٦، وعيون الاخبار: ١ / ٤٤ باب ٦ ح ٢٠.
وكفاية الطالب: ٥٦ - ٥٨ - ٥٩ - ٦٠ - ٦٢ من الباب الأول و ٢٤٣ باب ٦٢ و ٢٨٦ باب ٧٠.
والازهار المتناثرة: ٧٦ ح ١٠٢ وقد فصل طرقه، واتحاف ذوي الفضائل: ١٦٩ ح ٢١٦، ونضم المتناثر: ٢٠٦ ح ٢٣٢.
اما رواة الغدير:
- فمن نظم المتناثر من الحديث المتواتر: ٢٠٦ ح ٢٣٢ والازهار المتناثرة: ٧٦ ح ١٠٢، واتحاف ذوي الفضائل: ١٦٩ ح ٢١٦:
زيد - حذيفة - البراء - سعد - طلحة - جابر - أبو سعيد - حبشي بن جنادة - أبو هريرة - عمر - مالك بن الحويرث - انس - ابن عمر - جرير البجلي - أبو الطفيل - ذي مر - جندع الأنصاري - قيس بن ثابت - حبيب بن بديل بن ورقاء - زيد بن شرحبيل.
- ومن تاريخ دمشق ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٥ ح ٥٣٥ وما بعده: زيد - حذيفة - البراء - سعد - طلحة - عبد الله بن مسعود - جابر - أبو سعيد - حبشي بن جنادة - سمرة بن جندب - شريط بن انس - أبو هريرة - عمر - مالك بن الحويرث - انس - ابن عمر - جرير البجلي - أبو الطفيل - ابن أبي ليلي - عمر بن سعد - سعيد ابن وهب - ابن يثيع - عبد خير - ويارح بن الحارث - وزياد بن أبي زياد - زاذان - أبو بسطام مولي أسامة.
- ومن مناقب ابن المغازلي: ٢٩ إلي ٣٦ ط. بيروت وط. طهران: ١٦ إلي ١٧ ح ٢٣ إلي ٣٩: زيد - أبو هريرة - أبو سعيد حبة عن علي - بريدة - الباقر عن ابائه: - رياح - عمر - ابن مسعود - ابن أبي أوفي - جابر - عمرة بن سعد.
ومن اسمي المناقب: ٢٥ - 29: أبو بكر - عمر - طلحة - الزبير - العباس - زيد - البراء - بريدة بن الحصيب - أبو هريرة - أبو سعيد - جابر - ابن عباس - حبشي - ابن مسعود عمران - عمار - أبو ذر - سلمان - أسعد بن زرارة - خزيمة ابن ثابت أبو أيوب - سهل بن حنيف - حذيفة - سمرة - زيد بن ثابت - انس وغيرهم وصح عن جماعة منهم من يحصل القطع بخبرهم.
وذكر الخوارزمي: 1 / 48 الفصل الرابع كل ما تقدم وأضاف: الحسين بن علي - أبو أيوب - أبو رافع - زيد بن شراحيل - جرير بن عبد الله - حذيفة بن أسيد - عبد الرحمن بن يعمر - عمرو بن الحمق - وعمر بن شرحبيل - أبو ذويب الشاعر وابن ربيعة. هذا إضافة ما تقدم في المصادر.
(٣١٠)
مفاتيح البحث: كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، عبد الله بن عباس (5)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب نظم المتناثر من الحديث المتواتر للشيخ محمد جعفر الكتاني (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، أبو هريرة العجلي (3)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (2)، مدينة طهران (1)، زياد بن أبي زياد (1)، عبد الله بن مسعود (1)، ابن أبي ليلي (1)، جرير بن عبد الله (1)، حذيفة بن أسيد (2)، البراء بن عازب (1)، الحسين بن علي (1)، حبشي بن جنادة (3)، زيد بن ثابت (1)، عمرو بن ميمون (1)، حجة الوداع (1)، أبو الطفيل (2)، عمرو بن الحمق (1)، زيد بن أرقم (1)، سهل بن حنيف (1)، سمرة بن جندب (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (2)

صفحه 303

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٤
من مكة في حجة الوداع حتي نزل (صلي الله عليه وآله) بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادي: " الصلاة جامعة! ".
فخرجنا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في يوم شديد الحر، وان منا لمن يضع رداءه علي رأسه وبعضه علي قدميه من شدة الرمضاء حتي انتهينا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فصلي بنا الظهر ثم انصرف الينا فقال:
" الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدي واشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
اما بعد: ايها الناس فإنه لم يكن نبي من العمر إلا نصف من عمر من قبله وان عيسي بن مريم لبث في قومه أربعين سنة واني قد أسرعت في العشرين، ألا وإني يوشك ان أفارقكم إلا واني مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟! ".
فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد انك عبد الله ورسوله وقد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتي أتاك اليقين جزاك الله عنا خير ما جزي نبيا عن أمته.
فقال: " ألستم تشهدون أن لا اله إلا الله لا شريك له؟ وأن محمدا عبده ورسوله، وان الجنة حق وان النار حق وتؤمنون بالكتاب كله؟ ".
قالوا: بلي.
(٣١٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، حجة الوداع (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الصّلاة (2)

صفحه 304

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٥
قال: " فاني اشهد ان قد صدقتكم وصدقتموني ألا وإني فرطكم وانكم تبعي توشكون ان تردوا علي الحوض فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ".
قال: فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتي قام رجل من المهاجرين وقال: بابي أنت وأمي أنت يا نبي الله ما الثقلان؟
قال (صلي الله عليه وآله): " الأكبر منهما كتاب الله تعالي سبب طرف بيد الله وطرف بأيدكم فتمسكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولي وعدوهما لي عدو.
ألا وانها لم تهلك أمة قبلكم حتي تدين بأهوائها وتظاهر علي نبوتها وتقتل من قام بالقسط، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها ثم قال:
من كنت مولاه فهذا مولاه ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "، قالها ثلاثا. هذا اخر الخطبة (1).
وفي رواية أبي هريرة: " ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ ".
قالوا: بلي يا رسول الله.
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ [هنيئا] لك يا علي بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن، فانزل الله تعالي:
* (اليوم أكملت لكم دينكم) * (2).
وفي نص اخر عن جرير أخرجه الطبراني قال: " شهدنا الموسم في حجة الوداع مع رسول الله وهي حجة الوداع فبلغنا مكانا يقال له غدير خم فنادي الصلاة جامعة فاجتمعنا المهاجرون والأنصار فقام رسول الله وسطنا فقال: " ايها الناس بم تشهدون ".
١ - مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ٣١ ط. بيروت وط. طهران: ١٦ ح ٢٣ - وفي الهامش: في هامش الأصل قال في الأزهار في مناقب امام الأبرار: وقد تواتر هذا الخبر حد التواتر وقد ذكر محمد بن جرير الطبري خبر يوم الغدير وطرقه من خمس وسبعين طريقا وأفرد له كتابا سماه كتاب الولاية انتهي.
٢ - مناقب علي لابن المغازلي: ٣١ ط. بيروت وط. طهران: ١٨ ح ٢٤، وفضائل الصحابة لأحمد: ٥٩٧ - ٦١٠ ح ١٠١٦ - ١٠٤٢ - مناقب علي، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٥ ح ٣٢١٠٨ كتاب الفضائل - فضائل علي، وأمالي الشجري: 1 / 42 الحديث الثاني مع تفاوت.
(٣١٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، المهاجرون والأنصار (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، أبو هريرة العجلي (1)، الطبراني (1)، علي بن أبي طالب (2)، حجة الوداع (2)، غدير خم (1)، الصّلاة (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، إبن المغازلي (2)، مدينة بيروت (2)، مدينة طهران (2)

صفحه 305

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٦
قالوا: نشهد أن لا اله إلا الله.
قال: " ثم مه؟ " قالوا: وأن محمدا عبده ورسوله.
قال: " فمن وليكم؟ " قالوا: الله ورسوله مولانا.
قال (صلي الله عليه وسلم): " من وليكم؟ ثم ضرب بيده علي عضد علي رضي الله عنه فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعه فقال: من يكن الله ورسوله مولياه فان هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيبا ومن أبغضه فكن له مبغضا اللهم إني لا أجد أحدا استودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض فيه بالحسني ".
قال بشر: قلت: من هذين العبدين الصالحين؟
قال الراوي: لا أدري (1).
* أقول: هما الحسن والحسين (عليهما السلام).
لما روي عن زيد أنه قال ليزيد أو عبيد الله عندما نكث الحسين بالقضيب: " اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين " (2).!!
ويؤيده قوله (صلي الله عليه وآله): " صالح المؤمنين علي " (3).
١ - المعجم الكبير: ٢ / ٣٥٧ ح ٢٥٠٥ ترجمة جرير ما روي بشر بن حرب عنه.
٢ - كتاب المحن: ١٥١.
٣ - مجمع الزوائد: ٩ / ١٩٤ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٩ / ٣١١، وكنز العمال: ٢ / 539 ح 4675، والتعريف والاعلام: 133.
(٣١٦)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الضرب (1)، البغض (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، الحرب (1)

صفحه 306

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٧
صحة وتواتر الغدير * قال جمال الدين النيسابوري في الأربعين: حديث الغدير تواتر عن أمير المؤمنين وهو متواتر عن النبي (صلي الله عليه وآله) (1).
* وقال في الأزهار في مناقب امام الأبرار: وقد تواتر هذا الخبر حد التواتر (2).
* وقال الحافظ الجزري بعد ذكر نص الغدير: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي وهو متواتر أيضا عن النبي (صلي الله عليه وآله) رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه (3) ممن لا اطلاع له في هذا العلم (4).
* وقال محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه الروضة الندية: حديث الغدير عند أكثر أئمة الحديث (5).
* وقال شمس الدين الذهبي: هذا الحديث متواتر (6).
* وقال السيوطي: انه حديث متواتر (7).
* وممن صرح بتواتره: المناوي في التيسير نقلا عن السيوطي، وشارح المواهب اللدنية، والمناوي في الصفوة (8).
* وقال ابن المغازلي: هذا الحديث صحيح عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد روي حديث غدير خم عن رسول الله نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا اعرف له علة، تفرد علي (عليه السلام) بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد (9).
* وقال علاء الدين السمناني المكي المتوفي 736 في العروة الوثقي: هذا حديث متفق
١ - نقلا عن حاشية إحقاق الحق: ٢ / ٤٢٣.
٢ - هامش مناقب ابن المغازلي: ١٦ ح ٢٣ ط. طهران.
٣ - لعله يشير إلي الجاحظ وأبي داود فقيل انهما أنكرا حديث الغدير راجع كنز الفوائد: ٢٢٧.
٤ - اسمي الناقب: ٢٢ - ٢٣ ح ٢.
٥ - نقلا عن حاشية إحقاق الحق: ٢ / ٤٢٣.
٦ - نقلا عن حاشية إحقاق الحق: ٢ / ٤٢٣.
٧ - البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث: ٣ / ٢٣٤ ح ١٥٧٦، والغدير: ١ / ٣٠٠ عن الأزهار المتناثرة للسيوطي.
٨ - نظم المتناثر من الحديث المتواتر: ٢٠٦ ح 232.
9 - مناقب ابن المغازلي: 36 ط. بيروت وط. طهران: 27 ح 39.
(٣١٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، جلال الدين السيوطي الشافعي (3)، إبن المغازلي (3)، محمد بن إسماعيل (1)، حديث الغدير (3)، جمال الدين (1)، الوفاة (1)، كتاب نظم المتناثر من الحديث المتواتر للشيخ محمد جعفر الكتاني (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (2)

صفحه 307

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٨
علي صحته (1).
وقد أفرد الطبري له كتابا سماه (حديث الولاية) وذكر له نحو خمس وسبعين طريقا، ورواه ابن عقدة من مائة وخمس طريقا (2).
وقال أبي المعالي امام الحرمين أستاذ أبي حامد: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحافي فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه: المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون (3).
وقال الكنجي: جمع الدارقطني طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة كتابا مفردا فيه (4).
وقال العلوي الهدار الحداد: كان الحافظ أبو العلاء العطار الهمداني المتوفي 569 يقول:
أروي هذا الحديث بمائتي وخمسين طريقا (5).
وقال الحسكاني: وطرق هذا الحديث متستقصات في كتاب: (دعاة الهداة إلي أداء حق المولاة) من تصنيفي في عشرة اجزاء (6).
- هذا إضافة إلي الشعراء الذين دونوا هذا الحديث بكل تفاصيله كما يأتي (7).
وبالجملة صحة الغدير لا يشك بها مسلم بقي علي اسلامه وبمراجعة طرقه ومصادره المتقدمة يتضح ذلك جليا.
١ - الغدير: ١ / ٣٩٦.
٢ - فتح الملك العلي: ٢١، وإحقاق الحق: ٢ / ٤٨٦، والغدير: ١ / ١٥١.
٣ - ينابيع المودة: ١ / ٣٥ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٣٩ ط. النجف باب ٤، وإحقاق الحق: ٢ / ٤٨٧، والغدير: ١ / ١٥٨.
٤ - كفاية الطالب: ٦٠ الباب الأول.
٥ - الغدير: ١ / ١٥٨ عن القول الفصل: ٤٤٥ الفصل الأول.
٦ - شواهد التنزيل: ١ / ٩٠ ح ٢٤٦.
٧ - كفاية الطالب: ٦٤ الباب الأول، ومقتل الحسين: ١ / ٤٧ - ٤٨، ومناقب الخوارزمي: ١٢٦ و ١٦٢ الفصل الرابع، والطرائف: ١ / ١٤٦، وكنز الفوائد: ١٢٣، واعلام الوري: 139، والارشاد: 1 / 177.
(٣١٨)
مفاتيح البحث: حديث الولاية (1)، أبو العلاء (1)، مدينة بغداد (1)، غدير خم (1)، الوفاة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 308

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣١٩
دلالة الغدير علي الإمامة دلالة حديث الغدير بعد التسليم بصدور حديث الغدير بكل تفصيلاته التي ذكرها البعض واختصرها البعض الآخر اعتمادا علي ما في الكتب المطولة.
كان لا بد من النظر في دلالة حديث الغدير لانكار البعض ما يتبادر من هذا الحديث وهو دلالته علي الخلافة.
قال الحافظ الكنجي: حديث الغدير دليل علي التولية وهي الاستخلاف (1).
ولعل فقرات حديث الغدير من أوضح الفقرات في الدلالة علي هذا المعني، ولكن عند الانكار لا بد من الاثبات، وبالخصوص لفظة: الولي - إضافة إلي ظروف الواقعة ومكانها وزمانها، وقد تقدم في الآية السابقة معني الولي والأقوال فيه.
وأثبتنا انحصار المعني بالتولي والامرة، وأن المعاني الأخري تحتاج إلي القرائن لتدل عليها.
وبذلك نثبت دلالته علي الإمامة نعم:
يبقي أمور تتعلق بخصوصية غدير خم:
* الامر الأول: انه في بعض طرق الغدير شبه الرسول أمير المؤمنين (عليه السلام) بهارون حيث قال: " ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسي [إلا أنه لا نبي بعدي] ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه " (2).
وليس هذا التشبيه عبثيا بل يريد صلوات الله عليه ان يؤكد علي:
أ - حاجة الأمة إلي الوزير والوصي والخليفة ليحمي الرسالة ويقوم المسيرة التي ابتدأها الأنبياء (عليهم السلام).
ب - إظهار كفاءة أمير المؤمنين وانه بمنزلة الأنبياء والأوصياء يصلح ان يشد به العضد صلوات الله عليه.
ج - دفع اشكال القرابة، حيث إن الله سبحانه وتعالي انما استجاب دعوة موسي في أخيه (عليهما السلام) لأهلية هارون وكفاءته في قيادة الأمة بعد موسي (عليه السلام)، ولم يختاره من أجل الاخوة
1 - كفاية الطالب: 167 باب 36.
2 - سوف يأتي تفصيل طرق المنزلة عما قريب.
(٣١٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الأنبياء (ع) (1)، حديث المؤاخاة (1)، حديث الغدير (5)، غدير خم (1)، الصّلاة (1)

صفحه 309

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٠
.والنبي (صلي الله عليه وآله) طلب من الله سبحانه وتعالي ان يستجيب له في دعوته لأمير المؤمنين (عليه السلام) علي أساس الأهلية وهكذا حصل، وبذلك يكون الرسول الأعظم قد قطع الطريق علي المنافقين الذين كانوا يخططون لعزل أمير المؤمنين (عليه السلام) من منصبه باشكال القرابة، وان الإمامة لا تجتمع مع النبوة في بيت واحد:
فقد روي أبو بكر عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: " انا اهل بيت أكرمنا الله عز وجل واصطفانا ولم يرض لنا بالدنيا، وان الله لا يجمع لنا النبوة والخلافة ".
فشهد له بذلك أربعة نفر عمر وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وسالم مولي أبي حذيفة (1).
وقال عمر لابن عباس في حوار طويل جاء فيه: " … كرهوا ان يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتجفخوا علي قومكم بجحا بجحا، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت " (2).
ونحو ذلك من الأقاويل كثيرة منهم (3).
وتقدم منها في مطلع البحث، ويكفي لردها ثبوت امامة علي والحسن والحسين والمهدي (عليهم السلام).
* الامر الثاني: واقعة الغدير لماذا كانت في هذا المكان والزمان؟!
ما هذا الامر المهم الذي لا يؤجل إلي خارج الصحراء أو إلي المدينة؟
ما هذا الامر الخطير الذي من أجله يأمر النبي (صلي الله عليه وآله) الناس رجالا ونساء أطفالا وشيوخا ان يجلسوا تحت الشمس المحرقة، وفوق الأرض الملذعة والذي بدوره يشكل حرجا علي أكثر الحاضرين؟!
ما هذا الامر الذي يجعل النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) يسأل الناس عن ايمانهم بالله تعالي وبرسوله، وعن أولي الناس بهم … ويأخذ يعرض عليهم مبادئ الاسلام بأصوله وفروعه؟!
١ - كتاب سليم بن قيس: ١٠٩.
2 - الكامل لابن الأثير: 2 / 218 حوادث سنة 23 سيرة عمر، والايضاح: 87 - 88، وشرح النهج للمعتزلي: 3 / 107 ط. بيروت الأولي، وارشاد القلوب: 2 / 286.
3 - نهج الحق: 287، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 3 / 170 - مط. الميمنية بمصر، والإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 24 مط. الحلبي بمصر 1388 هجري.
(٣٢٠)
مفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عبد الله بن عباس (1)، سالم مولي أبي حذيفة (1)، معاذ بن جبل (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الكامل لإبن الأثير (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، سليم بن قيس (1)

صفحه 310

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢١
وما هذا الامر المستقبلي الذي يستحق ان ينزل فيه قرآنا ناطقا:
* (يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك) * (1).
ما هذا الامر الذي يعلق عليه سبحانه وتعالي قبول الرسالة المحمدية التي قضي النبي (صلي الله عليه وآله) عمره الشريف في تبليغها؟
وهل كان هذا الامر الخطير اخبارهم في ذلك الزمان والمكان - بأنه يحب عليا وهو أقرب الناس اليه أو انه ابن عمه وصهره وما شابه ذلك من المعاني البينة الثابتة أو المنفية؟!
وما بال الأحاديث الأخري، ألم تبين فضل علي وقربه وأخوته وقرابته؟!!
أم انه امر الولاية.
والتي بها تصان الدعوة المحمدية، وتحفظ الكتب السماوية وتتم بها الرسالة الملكوتية، فانزل الله في ذلك اليوم:
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي) *.
فقال الرسول عقيب ذلك: " الله أكبر علي اكمال الدين واتمام النعمة ورضي الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي ". ونحو ذلك من الألفاظ (2).
نعم هي وحدها التي تستحق ان تكون بهذا المكان وبذلك الزمان وان توصف بتلك الأوصاف العظيمة.
* الامر الثالث: ان الناس جميعا وخاصة الشيخين فهموا من واقعة الغدير كونها مسألة جديدة أراد طرحها رسول الله (صلي الله عليه وآله)، لا انه يريد تكرار شئ سابق يعرفه جل الصحابة.
ومن تتبع بعض جزيئات الواقعة وما نتج عنها أدرك ذلك:
1 - قول عمر وأبي بكر: هنيئا لك [بخ بخ] يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل
١ - مائدة: ٦٧ وأكثر العلماء علي نزولها يوم غدير خم راجع شواهد التنزيل للحسكاني: ١ / ١٨٧ ط.
بيروت، وأسباب النزول للواحدي: ١٢٦ - ١٣٥، وفتح القدير: ٢ / ٦٠، وتفسير الرازي: ١٢ / ٥٠ ط.
مصر، وفرائد السمطين: ١ / ١٥٨ ح ١٢٠ ط. ١ بيروت، وراجع الغدير: ١ / ٢١٤ من طرق كثيرة، واثبات الوصية: ١٠٣.
٢ - الغدير: ١ / ٤٣ - ٢٣٢ - ٢٣٥ عن أبي نعيم ما نزل من القرآن في علي. وغيرهم كثير ذكرهم مفصلا الأميني عن الخصائص العلوية للنطنزي عن أبي سيعد وفرائد السمطين عن سليم في السمط الأول باب 58، والدر المنثور مورد الآية: 2 / 259.
(٣٢١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، البول (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب إثبات الوصية للمسعودي (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب فرائد السمطين (2)، مدينة بيروت (2)، القرآن الكريم (1)، غدير خم (1)

صفحه 311

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٢
مؤمن ومؤمنة.
رواه أكثر الحفاظ من طرق (1).
2 - قول أبو بكر لعمر عندما قال النبي الأعظم: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " هذه هي الفضيلة. أخرجه أبو نعيم في التاريخ عن جابر (2).
* قال الامام الغزالي: لكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير علي متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن، فهذا تسليم ورضي وتحكيم. ثم بعد هذا غلب الهوي لحب الرياسة [حبا للرياسة] وحمل عمود الخلافة، وعقود النبوة [وعقد البنود] وخفقان الهوي في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار [وأمر الخلافة ونهيها فحملهم علي الخلافة] وسقاهم كأس الهوي فعادوا إلي الخلاف الأول، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا [فبئس ما يشترون] ولما مات رسول الله قال قبل وفاته [بيسير] ائتوني بدواة وبياض لأزيل لكم اشكال الامر وأذكر لكم من المستحق لها بعدي [لأكتب لكم كتابا لا تختلفوا فيه بعدي] قال عمر رضي الله عنه:
دعوا الرجل فإنه ليهجر (3).
١ - مسند أحمد ٤ / ٢٨١ ط. م و ٥ / ٣٧٥ ط. ب، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٥ ح ٣٢١٠٨ كتاب الفضائل - فضائل علي، والفصول المهمة ٤٠، وتفسير الرازي: ١٢ / ٤٩ ذيل آية التبليغ، وتاريخ بغداد:
٨ / ٢٩٠ ط. مصر ١٢٦٠، وأمالي الشجري: ١ / ٤٢ - ١٤٥ الحديث الثاني والسادس، والفيض القدير:
٦ / ٢١٧ ط. مصر ١٣٥٦ والرياض النضرة ٢ / ١٧٠ ط. مصر الأولي، ومناقب علي لابن المغازلي: ٣١ ط.
بيروت وط. طهران: ١٨ ح ٢٤، وفضائل الصحابة لأحمد: ٥٩٧ - ٦١٠ ح ١٠١٦ - ١٠٤٢ - مناقب علي، وتاريخ الاسلام - عهد الخلفاء - ٣ / ٦٣٣ ومناقب ابن المغازلي: ٣١ ط. بيروت وط. طهران: ١٩ / ٢٤، وذخائر العقبي: ٦٧ ذكر حديث الغدير، ومناقب الخوارزمي: ١٥٦ ح ١٨٢ فصل ١٤، وينابيع المودة: ١ / ٢٤٩ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٢٩٧ ط. النجف باب ٥٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٧٦ و ٤٨ ح ٥٧٧ و ٥٤٩، وتذكرة الخواص: ٣٦ الباب الثاني، والغدير: ١ / ٢٧٢ وذكر حوالي ستين مصدرا من كتبهم، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٦٤.
٢ - تاريخ اصبهان: ٢ / ٣٣٨ ح ١٨٩٤.
٣ - سر العالمين وكشف ما في الدارين: ١٠ - ١١ المقالة الرابعة، وتذكرة الخواص: ٦٤ - ٦٥ الباب الرابع في ذكر الخلافة (عليه السلام) عن الرسالة المذكورة: 9 - وما بين المعقودين من التذكرة.
(٣٢٢)
مفاتيح البحث: الحافظ أبو نعيم (1)، غدير خم (1)، الغلّ (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، آية التبليغ (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (2)، مدينة بيروت (2)، مدينة طهران (2)، التاريخ الإسلامي (1)، حديث الغدير (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 312

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٣
3 - اعتراض الحارث أو الحرث علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) الصريح في عدم قبوله الولاية وخلافة علي، وإلا لا معني لاعتراضه علي كون علي ابن عمه أو صهره، والقصة معروفة في آية * (سال سائل) * حيث خاطب رسول الله (صلي الله عليه وآله) بقوله: " يا محمد امرتنا عن الله ان نشهد أن لا اله إلا الله وانك محمد رسول الله فقبلنا منك وأمرتنا ان نصلي خمسا فقبلناه منك … ثم لم ترض بهذا حتي رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا [حتي نصبت هذا الغلام - حتي يرفع علينا ابن أبي طالب] وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شئ منك أم من الله (1).
4 - اعتراض معاوية بن أبي سفيان علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم علي ولاية علي (عليه السلام) الدال علي أن التولية بمعني الخلافة والإمامة وإلا لما كان هناك معني لها.
وذلك ما رواه لنا حذيفة قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد نزل غدير خم، وقد قض المجلس بالمهاجرين والأنصار فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي قدميه فقال: " يا ايها الناس ان الله امرني بأمر فقال: * (يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * ثم نادي علي بن أبي طالب ".
فأقامه عن يمينه ثم قال: " يا أيها الناس الم تعلموا اني أولي منكم بأنفسكم؟ " فقالوا: اللهم بلي.
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ".
فقال حذيفة: فوالله لقد رأيت معاوية قام وتمطي وخرج مغضبا واضعا يمينه علي عبد الله بن قيس الأشعري ويساره علي المغيرة بن شعبة ثم قام يمشي متمطئا وهو يقول:
١ - مصادر آية: * (سأل سائل) * الطرائف: ١ / ١٥٢، والغدير: ١ / ٢٤٠، ونور الثقلين: ٥ / ٤١١، وشواهد التنزيل: ٢ / ٣٨١ ح ١٠٢٠ - ١٠٣٠١، وينابيع المودة: ١ / ٢٧٤ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٣٢٨ ط. النجف باب ٥٩، ونور الابصار: ٨٧ ط. الهند و ١٥٩ ط. قم عن سفيان بن عيينة عن الباقر فصل ١٤ مناقب علي ٧، والفضائل الخمسة: ١ / ٤٤١، والفصول المهمة: ٤١ عن سفيان بن عتبة نقلا عن تفسير الثعلبي.
وشواهد التنزيل: ٢ / 381 و 382 و 385 ح 1030 وما بعده عن علي وعلي بن الحسين وجابر الجعفي عن محمد بن علي الباقر وحذيفة بن اليمان وأبي هريرة.
وتذكرة الخواص: 37 الباب الثاني عن تفسير الثعلبي عن سفيان بن عتبة، وأمالي الشجري: 1 / 145 الحديث السادس، وجواهر العقدين: 147 الباب الثالث.
وتقدمت المصادر.
(٣٢٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، المهاجرون والأنصار (1)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، المغيرة بن شعبة (1)، غدير خم (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، أبو هريرة العجلي (1)، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، حذيفة بن اليمان (1)، سفيان بن عيينة (1)، سفيان بن عتبة (2)، علي بن الحسين (1)، جابر الجعفي (1)، محمد بن علي (1)، الهند (1)

صفحه 313

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٤
لا نصدق محمدا علي مقالته ولا نقر لعلي بولايته.
فانزل الله تعالي: * (فلا صدق ولا صلي ولكن كذب وتولي ثم ذهب إلي اهله يتمطي) *.
فهم به رسول الله (صلي الله عليه وآله) ان يرده فيقتله فقال له جبرئيل: * (لا تحرك به لسانك لتعجل به) * فسكت عنه (1).
* وروي ان الآية نزلت في أبي بكر عندما قال عمر في غدير خم: ما يألوا ان يرفع خسيسته، فقال أبو بكر: لا والله لا اسمع ولا أطيع ابدا، ثم اتكأ عليه ثم تمطي وانصرفا فانزل الله * (فلا صدق ولا صلي) * (2).
* وروي في الآية أن جبرائيل نزل عن النبي محذرا عمر من الاعتراض علي الغدير (3).
5 - قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) في بعض طرق الحديث: " اللهم أنت شهيد عليهم اني قد بلغت ونصحت " (4).
وقوله (صلي الله عليه وآله): " كأني دعيت فأجبت " أو: " ألا وإني أوشك ان أفارقكم " (5).
وقوله (صلي الله عليه وآله): " فليبلغ الشاهد الغائب (6).
وقوله (صلي الله عليه وآله): " ان الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني " ونحوه ذلك (7).
كلها تؤكد علي أن هناك أمر خطير لم يبينه فيما سبق.
6 - ما روي عن أبي سعيد الخدري وغيره واتفق عليه احمد ومسلم والبخاري قال: قال رسول الله: " ايها الناس ألستم تزعمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلي يا رسول الله.
قال: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. ".
١ - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٩١ ح ١٠٤١.
٢ - كتاب سليم: ١٤٤.
٣ - ينابيع المودة: ٢٩٧.
٤ - الغدير: ١ / ٣٣.
٥ - مناقب ابن المغازلي: ٢٩ ح ٢٣، والغدير: ١ / ٣٤.
٦ - الغدير: ١ / ١٩٧ - ١٩٨.
٧ - الغدير: ١ / ١٦٥ - ١٩٠، وفرائد السمطين - السمط الأول باب ٥٨ حديث المناشدة، والدر المنثور: ٢ / 298 مرود آية يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك.
(٣٢٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو سعيد الخدري (1)، غدير خم (1)، الكذب، التكذيب (1)، التصديق (2)، الشهادة (1)، القتل (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، إبن المغازلي (1)

صفحه 314

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٥
قال ابن عباس: " وجبت والله في أعناق [رقاب] القوم " (1).
فقوله وجبت للإشارة إلي البيعة.
7 - ما يفهم من استفسار عطية قال: اتيت زيد ابن أرقم - فسأله عن الغدير فذكر له حديث الغدير -، قال عطية: فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟
قال: انما أخبرك كما سمعت (2).
فتأكيد عطية عليه لما فهمه من الولاية أنها أمر جديد.
8 - تعريض أمير المؤمنين بأبي بكر في مسألة البيعة كما روي عن جابر وابن عباس قال (عليه السلام): " يا أبا بكر وعلي مثلي يتفقه الجاهلون، وان رسول الله امركم ببيعتي وفرض عليكم طاعتي، وجعلني فيكم كبيت الله الحرام يؤتي ولا يأتي " (3).
ويؤيده ما أخرج الديلمي في الفردوس قول النبي الأعظم لعلي (عليهما السلام): " يا علي انما أنت بمنزلة الكعبة تؤتا [تؤتي ولا تأتي] ولا يأتي فان أتاك هؤلاء القوم فسلموا [فمكنوا] لك هذا الامر فاقبله منهم وإن لم يأتوك فلا تأتهم " (4).
- ونحو ذلك من الحوادث المشيرة إلي فهمهم الخلافة من نص الغدير، وقد تقدم طرف منها في مطلع البحث عند تصريح الصحابة، ويأتي أيضا ما يشير اليه.
* وقد تبين لك ان النبي (صلي الله عليه وآله) يريد أمرا من نص الغدير لم يطرحه من قبل.
وان معناه واحد وهو الإمامة والخلافة، كما فهمه الحارث فاعترض، ومعاوية فانمغص، وعمر وأبي بكر فاستنكرا وابن عباس فشهد، وعلي فاحتج، والشعراء فأنشدوا، والنبي فضاق صدره حتي بلغه.
١ - الطرائف: ١ / ١٢١، والغدير: ١ / ٥٢ عن السجستاني في كتابه الولاية و ١ / ٢١٧ عن ابن مردويه.
٢ - فضائل الصحابة لأحمد: 586 ح 992 مناقب علي.
3 - ارشاد القلوب: 2 / 383 خبر الطوق.
4 - الفردوس: 5 / 315 ح 8300 ط. دار الكتب العلمية و: 5 / 406 ح 8309 ط. دار الكتاب العربي، وتنزيه الشريعة: 1 / 399 ط. مصر الأولي، وزهر الفردوس لابن حجر: 4 / 398 ط. مصر.
(٣٢٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (3)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 315

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٦
9 - فهم الشعراء:
والشعراء فهموا أيضا الإمامة والأولية في الطاعة من الغدير ان في عصر النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) أو ما تلاه من العصور:
* فهم حسان الصحابي:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأكرم النبي مناديا فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي اماما وهاديا (1) * ما فهمه الصحابي قيس بن سعد قال (2):
حسبنا ربنا الذي فتح * البصرة بالأمس والحديث يطول وعلي امامنا وامام * لسوانا اتي به التنزيل يوم قال النبي من كنت * مولاه فهذا مولاه خطب جليل انما قال النبي علي الأمة * حتم ما فيه قال وقيل (3) يوم الغدير سوي العيدين لي * عيد يوم يسر به السادات والصيد نال الإمامة فيه المرتضي * وله فيها من الله تشريف وتمجيد (4) * وقال عمرو بن العاص الصحابي:
وكم قد سمعنا من المصطفي * وصايا مخصصة في علي وفي يوم خم رقي منبر * أو بلغ والصحب لم ترحل ما منحه إمرة المؤمنين * من الله مستخلف المنحل (5) * وقال محمد الحميري: (وكان من القرن الأول في عصر معاوية) علي امامنا بابي وأمي * أبو الحسن المطهر من حرام
١ - تذكرة الخواص: ٣٩ الباب الثاني حديث من كنت مولاه، وكفاية الطالب: ٦٤ ذيل الباب الأول، وخصائص الرضي: ٦، وخرج الأميني في الغدير جملة من المصادر: ٢ / ٣٤، وروضة الواعظين: ١٠٣ مجلس في ذكر الإمامة.
٢ - نسبه النيشابوري إلي الشيخ الأديب الفنجكردي كما تقدم.
٣ - تذكرة الخواص: ٣٩ الباب ٢ - حديث الغدير، وخصائص الرضي: ٧، وكنز الفوائد: ٢٣٤.
٤ - روضة الواعظين: ١٠٤.
٥ - الغدير: ١ / 340 - 342.
(٣٢٦)
مفاتيح البحث: مدينة البصرة (1)، عمرو بن العاص (1)، قيس بن سعد (1)، المنح (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، كتاب روضة الواعظين (1)، حديث الغدير (1)

صفحه 316

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٧
تناسوا نصبه في يوم خم * من الباري ومن خير الأنام (1) * ما فهمه الشيخ الأديب علي بن أحمد الفنجكردي:
لا تنكر غدير خم انه * كالشمس في اشراقها بل أظهر في امامة حيدر وجماله * وجلاله حتي القيامة يذكر أولي الأنام بان يوالي المرتضي * من يأخذ الاحكام منه ويأثر وعلي امامنا وامام * لسوانا أتي به التنزيل يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل (2) * وقال الكميت الشهيد (126):
ويوم الدوح دوح غدير خم * ابان له الولاية لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها فلم أر * مثلها خطرا منيعا [مبيعا] فلم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا (3) * ما فهمه السيد الحميري المتوفي 173 ه:
من الذي احمد من نبيهم * يوم غدير الخم ناداه إقامة من بين أصحابه * وهم حواليه فسماه هذا علي بن أبي طالب * مولي لمن قد كنت مولاه (4) أوصي النبي بخير وصية * يوم الغدير بأبين الافصاح (5) قاله: بخ بخ من مثلكا * أصبحت مولي المؤمنين يا لها يا عجبا وللزمان عجب * تلقي ذوو الفكر به ضلالها ان رجالا بايعته انما * بايعت الله فما بدا لها؟! (6)
١ - الغدير: ٢ / ١٧٧ عن فرائد السمطين باب ٦٨، وبشارة المصطفي: ١١ ح ١٦.
٢ - روضة الواعضين: ١٠٣ مجلس ذكر الإمامة، والغدير: ٤ / ٣١٩.
٣ - تذكرة الخواص: ٣٩ الباب الثاني وفيه أن البيت الأخير لأمير المؤمنين، وأهل البيت لتوفيق أبو علم:
٢٢٩ الإمام علي - فصاحته ودرايته، وكنز الفوائد: ١٥٤، والغدير: ٢ / ١٨١.
٤ - كفاية الطالب: ٦٥ ذيل الباب الأول، ومناقب الخوارزمي: ١٦٣ فصل ١٤ ح ١٩٤.
٥ - الغدير: ٢ / ٢١٤ عن المرزباني.
٦ - الغدير: ٢ / 227.
(٣٢٧)
مفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، علي بن أحمد (1)، غدير خم (2)، الشهادة (1)، الوفاة (1)، الوصية (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 317

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٨
ونحو ذلك من اشعاره في الغدير (1) وقال العبدي الكوفي من علماء القرن الثاني:
اني نصبت عليا هاديا علما * بعدي وان عليا خير منتصب فبايعوك وكل باسط يده إليك * من فوق قلب عنك منقلب (2) * وقال أبو تمام في قصيدة له:
فكان لهم جهر باثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهد (3) * وقال دعبل الخزاعي الشهيد 246 في قصيدة له جاء فيها:
فان جحدوا كان الغدير شهيده * وبدر وأحد شامخ الهضبات (4).
هذه جملة من اشعار الشعراء وفهمهم لحديث الولاية والغدير.
وهناك الكثير من هؤلاء الشعراء أغمضنا عن ذكرهم للكفاية (5).
١ - راجع الغدير: ٢ / ٢١٥ - ٢٣١.
٢ - الغدير: ١ / ٣٤٠ - ٣٢٩ و ٢ / ٢٩٠ - ١١٥.
٣ - الغدير: ١ / ٣٤٠ - ٣٢٩ و ٢ / ٢٩٠ - ١١٥.
٤ - الغدير: ٢ / ٣٤٩.
٥ - لمن أراد ميزد بيان فليراجع: مناقب آل أبي طالب: ٣ / 20 وصل في قصة يوم الغدير، والغدير للعلامة الأميني: 2 / 1 إلي 386 و 3 / 1 - 69 - 339 و 4 / 3 إلي 419 شعراء القرن الرابع و 5 / 379 - 3 إلي 449 شعراء القرن السادس.
(٣٢٨)
مفاتيح البحث: الشاعر دعبل الخزاعي (1)، حديث الولاية (1)، الشهادة (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)

صفحه 318

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٢٩
* الامر الرابع:
استشهاد الأمير بحديث الغدير وفي مواطن وأزمنة متعددة، وشهادة الصحابة له بذلك كأبي هريرة وأبي سعيد وطلحة وأنس (1) وغيرهم كثير (2).
ودعائه المستجاب علي من أنكر هذا الحديث بالبرص والعمي والسراة والرجع أمثال
١ - ذكر منهم الأميني في غديره أربع وعشرون صحابيا راجع الغدير: ١ / ١٨٤ - أعلام الشهود للأمير، وراجع حلية الأولياء: ٥ / ٢٦.
٢ - المصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧١ ح ٣٢٠٨٣ - ٣٢٠٨٢ كتاب الفضائل - فضائل علي، وفضائل الصحابة لأحمد: ٥٨٥ - ٥٩٩ - ٦٨٢ ح ٩٩١ - ١٠٢١ - ١١٦٧ - مناقب علي، ومسند أبي يعلي: ١ / ٤٢٩ ح ٥٦٧ مسند علي وبالهامش: قال الهيثمي: رجاله وثقوا، وكنز العمال: ١١ / ٣٣٢ ح ٣١٦٦٢ و ١٣ / ١٥٧ ح ٣٦٤٨٦، وتذكرة الخواص: ٨٣ باب ٤ و ٧٣، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٠٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٨ وما بعدها ح ١٤٦١٠ وما بعده - كتاب المناقب، والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٩ / ٤٢ ح ٦٨٩٢ كتاب المناقب - ذكر علي، ومناقب ابن المغازلي: ٣٢ ط.
بيروت وط. طهران: ٢٠ ح ٢٧ عن حذيفة، وذخائر العقبي: ٦٧ ذكر من كان النبي مولاه، وأسد الغابة: ٣ / ٣٠٧ ترجمة عبد الرحمن الأنصاري و ٥ / ٦ ترجمة ناجية و ٢٠٥ ترجمة أبو زينب و ٢٧٦ ترجمة قدامة، والرياض النظرة: ٢ / ١٦٩ ط. مصر الأولي، وحلية الأولياء: ٥ / ٢٦ ط. مصر ١٣٥١، وخصائص النسائي: ٢٦ - ٢٣ ط. مصر ١٣٤٨ و: ٨٩ - ٩٠ - ٩١ - ١٠٠ - ١٣٥ ط. بيروت،، ومناقب الكوفي: ٢ / ٤٤٤ - ٤٥٤ - ٤٣٩ - ٤٣٧ - ٣٦٧ - ٣٨٠، وكنز العمال: ١٣ / ١٧٠ - ١٣١ - ١٥٤ و ١٥٨ ح ٣٦٥١٤ - ٣٦٤١٧ - ٣٦٤٨٠ - ٣٦٤٨٧، وأسمي المناقب: ٢١ - ٣١ ح ٢ - ٣، ومسند أحمد: ١ / ٨٤ - ٨٨ - ١١٨ - ١١٩ ط. الميمنة و ١ / ١٣٥ - ١٤٢ - ١٨٩ - ١٩١ ط. بيروت و ٤ / ٣٧٠ ط. م و ٥ / ٤٩٨ ط. ب و ٥ / ٣٧٠ ط. م ٦ / ٥١٠ ط. ب، وكنز العمال: ١ / ٦٤ ح ٦٢، وصفة الصفوة: ١ / ١٢١ ط. مصر، والمعجم الكبير:
٥ / ١٧١ - ١٧٥ ترجمة ابن أرقم ح ٥٠٥٩ - ٤٩٩٦، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٥٩، وكنز الفوائد: ٢٣٣، ونور الثقلين: ١ / ٥٠٤، والإصابة: ٣ / ٢٩ قسم ١ ط. مصر ١٨٥٣، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٥ ح ٥٠٣ وما بعده، والمعجم الأوسط: ٣ / ٦٩ ح ٢١٣٠ - ٢١٣١ عن عمرو وعمير، ومنح المدح:
١٨٦.
رواة المناشدة من تاريخ دمشق: زيد بن أرقم وأبي الطفيل وابن أبي ليلي وعميرة بن سعد وسعيد بن وهب وابن يثيع وعبد خير ورياح بن الحارث وزياد بن أبي زياد وزاذان.
رواة المناشدة من الغدير: أبو سليمان المؤذن - بن نباتة - حبة - راذان - بن جيش - زياد - ابن أرقم - ابن يثيع - ابن أبي حدان - ابن وهب - أبو الطفيل - أبو عمارة - ابن أبي ليلي - عمرو ذي مرة - عميرة بن سعد - يعلي بن مرة - هاني بن هاني - حارثة بن نصر - الغدير: ١ / 166 - إلي 1830.
أقول: في المصادر المتقدمة أزيد من هؤلاء الرواة.
(٣٢٩)
مفاتيح البحث: أبو هريرة العجلي (1)، حديث الغدير (1)، الشهادة (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (3)، مدينة طهران (1)، زياد بن أبي زياد (1)، ابن أبي ليلي (2)، يعلي بن مرة (1)، أبو الطفيل (1)، سعيد بن وهب (1)، زيد بن أرقم (1)، دمشق (2)، الأذان (1)

صفحه 319

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٠
عبد الرحمن بن مدلج ويزيد بن وديعة وزيد بن أرقم وانس وبراء وجرير (1).
كل ذلك يعطي دليلا لا مفر منه علي أن المراد من الغدير الإمامة والخلافة وإلا لما كان هناك معني لكثرة الاستشهاد به والتي في بعضها تصريح بالخلافة كما يأتي، وكذلك لا مبرر لدعاء الأمير علي الصحابة وهو العطوف الرحيم، ولماذا ينكر كون علي ابن عم الرسول أو ناصره أو نحوه من المعاني البيعدة عن ذهن العربي الأصيل الشريف.
نموذج من استشهاد الأمير بالغدير (2).
وهذا لاستشهاد شمل أكثر الخلفاء.
ففي عهد الأول قال (عليه السلام) ثاني يوم السقيفة: " يا هؤلاء كنت ادع رسول الله مسجي لا أواريه واخرج أنازع في سلطانه، والله ما خفت أحدا يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه، ولا علمت ان رسول الله ترك يوم غدير خم لأحد حجة ولا لقائل مقالا، فانشد الله رجلا سمع النبي يوم غدير خم يقول " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " ان يشهد الآن بما سمع ".
قال زيد بن أرقم: فشهد اثنا عشر رجلا بدريا وكنت ممن سمع القول من رسول الله فكتمت الشهادة يومئذ، فدعا علي علي فذهب بصري (3).
وخطبهم سابع وفاة النبي (صلي الله عليه وآله): " فخرج رسول الله إلي حجة الوداع ثم صار إلي غدير خم فأمر فأصلح له شبه المنبر ثم علاه وأخذ بعضدي حتي رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فكانت علي
١ - مسند أحمد: ٥ / ٣٠٧ و ١ / ١١٩ ط. م و ١ / ١٩٢ ط. ب، والمعجم الكبير: ٥ / ١٧١ ترجمة زيد بن أرقم ما روي ابن وهب عنه، وكنز العمال: ٣ / ١٣١ ح ٣٦٤١٧ و ٦ / ٣٩٧ ط. دكن، وأنساب الاشراف: ٢ / ١٥٧ ح ١٦٩ (تحقيق المحمودي) عن أبي وائل أصيب انس وجرير والبراء، وكنز الفوائد: ٢٣٤، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٢٨، وحلية الأولياء: ٥ / ٢٦ ط. مصر ١٣٥١، وأنساب الاشراف: ٢ / ٣٨٦ عن أبي وائل، والإصابة: ٤ / ١٨٢ قسم ١ ط. مصر ١٨٥٣، ومناقب ابن المغازلي: ٣٤ ط. بيروت وط.
طهران: ٢٣ ح ٣٣ عن سلمان المؤذن وفيه ذهاب بصر زيد، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٤ / ٧٤ الخطبة ٥٦ (ذهاب بصر زيد وبرص أنس)، والمعارف لابن قتيبة: ٣٢٠ أهل العاهات.
٢ - فصل الأميني احتجاجات أمير المؤمنين في مواطنها وذكرها من طرق متعددة من مصادر اهل العامة راجع الغدير: ١ / ١٦٦ - ١٨٣.
٣ - الاحتجاج: ١ / 74 ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول.
(٣٣٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حجة الوداع (1)، زيد بن أرقم (3)، غدير خم (3)، السقيفة (1)، الشهادة (3)، الحج (1)، الخوف (1)، الوفاة (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، الأذان (1)

صفحه 320

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣١
ولايتي ولاية الله وعلي عداوتي عداوة الله.
وأنزل الله في ذلك * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (1) ".
وقال لابي بكر في منزله (عليه السلام): " فأنشدك بالله انا المولي لك ولكل مسلم بحديث النبي يوم الغدير أم أنت؟ " قال: بل أنت (2).
وقال له: " فهل فيكم أحد قال له رسول الله من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فليبلغ الشاهد الغائب ذلك غيري؟ " قالوا: لا (3).
- وفي رواية أخري قال: " وقمتم بأجمعكم تهنون رسول الله وتهنوني بكرامة الله لنا فدنا عمر وضرب علي كفي وقال بحضرتكم: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي المؤمنين ".
فقال أبو بكر: ذكرتني امرا يا أبا الحسن (4).
وقال للعباس: " أقسمت عليك يا عم أن لا تتكلم وان تكلمت فلا تتكلم إلا بما يسره [يقصد ابا بكر] وليس لهم عندي إلا الصبر كما امرني نبي الله (صلي الله عليه وآله)، دعهم ما كان لهم يا عم بيوم الغدير مقنع " (5).
* وقال لابي بكر في المسجد: " ان رسول الله امركم ببيعتي وفرض عليكم طاعتي وجعلني فيكم كبيت الله يؤتي ولا يأتي " (6).
١ - روضة الكافي: ٢٣ ح ٤ خطبة الوسيلة.
٢ - الاحتجاج: ١ / ١١٧ ذيل احتجاجات الأمير علي أبي بكر، وعبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جري بينهما في المنزل ولكنه اختصر المناقب التي عددها الامام علي أبي بكر واكتفي بقوله: " ثم ذكر قرابته من رسول الله وحقهم فلم يزل يذكر ذلك حتي بكي أبو بكر " المصنف: ٥ / ٤٧٣ ح ٩٧٧٤ خصومة علي والعباس.
٣ - كنز الفوائد: ٢٢٧، والاحتجاج: ١ / ٨٣ ذكر طرف مما جري بعد وفاة رسول الله - عن سليم.
٤ - الهداية الكبري: ١٠٣ - 104، وارشاد القلوب: 2 / 264 - 259.
5 - ارشاد القلوب: 2 / 391.
6 - ارشاد القلوب: 2 / 383 خبر الطوق.
(٣٣١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية الإكمال (1)، السجود (1)، الصبر (1)، كتاب الهداية الكبري (1)، كتاب ارشاد القلوب (3)، الوفاة (1)

صفحه 321

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٢
* وفي عهد عثمان يوم الشوري قال: كما عن واثلة انه سمع علي يقول لهم يوم الشوري:
.. قال: " أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله: من كنت مولاه فعلي مولاه ".
قالوا: اللهم لا (1).
واحتجاجه في عهد عثمان مذكور في الغدير مفصلا عن فرائد السمطين (2).
* ومن ذلك احتجاجه بالغدير علي معاوية حيث قال له: " وأوجب لي ولايته عليكم خليلي يوم دوح غدير خم " (3).
* ومنه احتجاجه علي طلحة وشهادة طلحة له بالغدير (4).
ومن الاحتجاجات بالغدير:
احتجاج فاطمة (عليها السلام) وهو في مواطن - من ذلك ما روي عن أم كلثوم عن أمها الصديقة الطاهرة قالت (عليها السلام): " أنسيتم قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (صلي الله عليه وآله) أنت مني بمنزلة هارون من موسي (عليهما السلام) " (5).
- ومنه ما روي عن محمد بن لبيد عندما سألها هل نص رسول الله (صلي الله عليه وآله) قبل وفاته علي علي بالإمامة؟
قالت: " وا عجباه أنسيتم يوم غدير خم؟! " (6).
١ - مناقب الخوارزمي: ٣١٣ ح ٣١٤ الفصل التاسع عشر، وكنز العمال: ٥ / ٧٢٤ ح ١٤٢٤٣ خلافة عثمان - من كتاب الخلافة والامارة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١٠١ ح ١١٨، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٥٩، ورواه في الغدير عن فرائد السمطين والدر النظيم وعن ابن عقدة والدار قطني والخوارزمي.
٢ - الغدير: ١ / ١٦٤ - ١٦٥ عن فرائد السمطين السمط الأول الباب الثامن والخمسين عن سليم.
٣ - كنز الفوائد: ٢٣٣، وذكره بتفاوت في الغدير: ١ / ٣٤٠ مفاد حديث الغدير.
٤ - المستدرك: ٣ / ٣٧١ كتاب المعرفة ذكر مناقب طلحة، ومسند البزار: ٣ / ١٧١ ح ٩٥٨.
٥ - أسمي المناقب: ٣٣ ح ٥، وذكره في الغدير عنه: ١ / ١٩٦، ودلائل الإمامة: ٣٩ حديث فدك مع تفاوت.
٦ - عوالم العلوم والمعارف: ١٥ / ١٩٧ قسم النصوص ح ١٧٩، وكفاية الأثر: ١٩٧، والبحار: 36 / 352 ح 224.
(٣٣٢)
مفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب فرائد السمطين (3)، غدير خم (3)، الشهادة (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، حديث الغدير (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (1)

صفحه 322

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٣
- وعن عبد الله بن عبد الرحمن: قال: " وخرجت فاطمة بنت رسول الله إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت: لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا وقطعتم امركم فيما بينكم ولم تؤمرونا ولم تروا لنا حقا، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة " (1).
واختصره ابن قتيبة بلفظ: " لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا … فانصرفوا (2).
- وعن ابن عباس وزينب بنت أمير المؤمنين والحسن بن الحسن وغيرهم قالت في خطبتها في مجلس أبي بكر: " فما جعل الله لاحد بعد غدير خم من حجة ولا عذر " (3).
* هذا إضافة إلي احتجاج كثير من الصحابة وأهل البيت: ذكر جلها العلامة الأميني في غديره فلتراجع هناك (4).
* ومن هذه الاحتجاجات التي لم يذكرها الأميني في الغدير:
1 - احتجاج قيس بن سعد علي أبي بكر (5):
فعن ابن عباس قال: قال قيس لابي بكر: والله لئن بايعتك يدي لم يبايعك قلبي ولا لساني ولا حجة لي في علي بعد يوم الغدير ولا كانت بيعتي لك إلا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا (6).
2 - احتجاج أبي بن كعب: قال بعدما خطب أبو بكر يوم الجمعة أول شهر رمضان: …
ألستم تعلمون ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قام فينا مقاما أقام فيه عليا فقال:
" من كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا ومن كنت نبيه فهذا أميره ". وله ألفاظ أخري (7).
١ - الاحتجاج: ١ / ٨٠ ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول.
٢ - الإمامة والسياسة: ١ / ١٩ ط. مصر ١٣٧٨ تحقيق طه الزيني و ٣٠ ط. بيروت تحقيق علي شيري - كيف كانت بيعة علي، وشرح النهج: ١٦ / ٢١٤ كتاب ٤٥ كتابه إلي عثمان بن الأحنف عن الجوهري مع اختصار.
٣ - دلائل الإمامة: ٣٨ حديث فدك.
٤ - الغدير: ١ / ١٥٩ إلي ٢١٣ حيث ذكر اثنتي وعشرين احتجاجا للصحابة.
٥ - ذكر الأميني في الغدير احتجاج قيس ولكنه علي معاوية: ١ / ٢٠٧.
٦ - ارشاد القلوب: ٢ / ٣٨١.
٧ - الاحتجاج: ١ / 113 احتجاج أبي علي القوم، ومناقب الكوفي: 1 / 418 ح 330.
(٣٣٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (2)، شهر رمضان المبارك (1)، الحسن بن الحسن (1)، أبي بن كعب (1)، قيس بن سعد (1)، غدير خم (1)، الحج (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، الوفاة (1)

صفحه 323

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٤
3 - احتجاج أسامة بن زيد أيضا علي أبي بكر في رد رسالة له:
من أسامة بن زيد عامل رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي غزوة الشام، اما بعد فقد اتاني منك كتاب ينقض اوله آخره، ذكرت في اوله انك خليفة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وذكرت في آخره ان المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك امرهم ورضوك فاعلم اني ومن معي من جماعة المسلمين والمهاجرين فلا والله ما رضيناك ولا وليناك امرنا، وانظر ان تدفع الحق إلي اهله وتخليهم وإياه فإنهم أحق به منك، فقد علمت ما كان من قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) في علي يوم الغدير فما طال العهد فتنسي، انظر مركزك ولا تخالف فتعصي الله ورسوله وتعصي من استخلفه رسول الله (صلي الله عليه وآله) عليك وعلي صاحبك ولم يعزلني حتي قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله) وانك وصاحبك رجعتما وعصيتما فأقمتما في المدينة بغير إذن (1).
4 - احتجاج المقداد بن الأسود قال: يا أبا بكر ارجع عن ظلمك … وسلم الامر لصاحبه الذي هو أولي به منك فقد علمت ما عقده رسول الله في عنقك من بيعته (2).
يشير إلي بيعة علي من أبي بكر يوم الغدير.
5 - احتجاج أبو الهيثم بن التيهان قال: وانا اشهد علي نبينا (صلي الله عليه وآله) انه أقام عليا - يعني في يوم غدير خم - فقالت الأنصار ما إقامة للخلافة، وقال بعضهم: ما اقامه إلا ليعلم الناس انه مولي من كان رسول الله مولاه، وكثر الخوض في ذلك فبعثنا رجالا منا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فسألوه عن ذلك فقال: قولوا لهم علي ولي المؤمنين بعدي وأنصح الناس لامتي، وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ان يوم الفصل كان ميقاتا (3).
6 - احتجاج ابن عباس علي من وقع في علي (4).
7 - احتجاج سعد بن أبي وقاص أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والشاشي في مسنده (5).
8 - احتجاج سلمان المحمدي: قال: " فوالله لقد سلمنا عليه بأمرة المؤمنين مع رسول
١ - الاحتجاج: ١ / ٨٧ ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول.
٢ - الاحتجاج: ١ / ٧٧.
٣ - الاحتجاج ١ / ٧٨.
٤ - فضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٨٥ ح ١١٦٨ مناقب علي.
٥ - المصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٦٩ ح ٣٢٠٦٩ كتاب الفضائل - فضائل علي، ومسند الشاشي: 1 / 126 - 165 ح 63 - 106 مسند سعد - حديث الحارث بن مالك وعامر بن سعد عنه.
(٣٣٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الله بن عباس (1)، أبو الهيثم بن التيهان (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، المقداد بن الأسود (1)، أسامة بن زيد (2)، غدير خم (1)، الشام (1)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، الحارث بن مالك (1)، الوفاة (1)

صفحه 324

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٥
الله " (1).
* أقول: تقدم غير هذه الاحتجاجات في مطلع الكتاب عند ذكر تصريحات الصحابة في أحقية أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة، فلا تغفل.
* الامر الخامس: ان كثيرا من الروايات قرنت حديث الغدير بحديث الثقلين، وهذا يدل علي أن الله امر رسوله ان يوصي الأمة بالقرآن وأهل بيته كخليفتين يرجع إليهم المسلمين بعد وفاة الرسول الأعظم كما في تعابير أحاديث الثقلين الآتية مفصلا.
كما عن الطحاوي قال (صلي الله عليه وآله): " يا ايها الناس ألستم تشهدون ان الله ربكم؟ " قالوا: بلي.
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي " (2).
وفي رواية أخري زاد علي ما تقدم: ".. ان الله مسائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي، ثم قال: أيها الناس من أولي بالمؤمنين ".
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: " ان أولي الناس بالمؤمنين اهل بيتي قال ذلك ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة وأخذ بيد علي: اللهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه يقولها ثلاث مرات ألا فليبلغ الشاهد الغائب " (3).
وأخرج الطبراني وغيره عن زيد بن أرقم قال: " اني قد دعيت فأجبت اني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (4).
١ - مناقب الكوفي: ١ / ٤١٤ ح ٣٢٧.
٢ - مشكل الآثار: ٢ / ٣٠٧ ط. دكن ١٣٣٣، ومطالب السؤول: ١٦ عن الترمذي.
٣ - الفصول المهمة: ٤٠ مؤاخاته للرسول وسبب تسميته أبا تراب.
٤ - المعجم الكبير: ٥ / ١٦٧ - ١٨٢ ح ٤٩٧١ - ٥٠٢٨ ترجمة زيد بن أرقم ما روي عنه أبو الطفيل ويزيد بن حيان، وكنز العمال: ١ / 187 ح 953 و 186 ح 950 الباب الثاني - الاعتصام بالكتاب والسنة ط. ب.
(٣٣٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حديث الثقلين (1)، الطبراني (1)، زيد بن أرقم (2)، حديث الغدير (1)، القرآن الكريم (1)، الوفاة (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، أبو الطفيل (1)

صفحه 325

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٦
ونحو ذلك من الروايات الآتية (1).
* الامر السادس: قوله (صلي الله عليه وآله): " الست أولي بكم من أنفسكم " " الست [تعلمون اني] أولي بكل مؤمن من نفسه " (2) الواقع قبل حديث الغدير:
والذي هو إشارة إلي الآية الكريمة:
* (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) * (3).
والأولي هنا إشارة إلي تدبير الأمور وقيادتهم.
* قال البغوي في تفسير الآية: * (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) * يعني من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه فيهم ووجوب طاعته عليهم (4).
* وقال الشوكاني: يجب عليهم ان يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدموا طاعته (5).
* وقال سبط ابن الجوزي: … ودل عليه أيضا قوله (صلي الله عليه وآله) ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم، وهذا نص صريح في اثبات إمامته وقبول طاعته … " (6).
* وفسر ذلك رسول الله (صلي الله عليه وآله) في عدة روايات صريحة: فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
١ - كنز العمال: ١٣ / ١٤٠ ح ٣٦٤٤١، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٦ ح ٥٣٦ و ٤٦ ح ٥٤٧، وينابيع المودة: ١ / ٣٠ - ٣٧ - ٤٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٣٤ - ٤٠ - ٤١ - ٤٢ - ٤٥ ط. النجف من طرق متعددة عن جملة من الصحابة - الباب الرابع حديث السفينة والثقلين والغدير، وتفسير نور الثقلين: ١ / ٥٠٢ ح ٣٤٣، ومناقب الخوارزمي: ١٥٤ ح ١٨٢ فصل ١٤، وكنز العمال: ١ / ١٨٦ - ١٨٨ - ١٨٩، والمعجم الكبير للطبراني: ٥ / ١٨٣ ترجمة زيد بن أرقم ما روي يزيد بن حيان عنه ح ٥٠٢٨.
٢ - مسند أحمد: ٤ / ٢٨١ و ٣٧٢ ط. م ٥ / ٥٠١ و ٣٥٥ ط. ب، والمعجم الكبير: ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٢ ترجمة زيد ما روي عن ميمون، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٥ ح ٣٢١٠٩ كتاب الفضائل - فضائل علي، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٠٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٩ - ١٣٠ - ١٣٣ ح ١٤٦١١ وما بعده كتاب المناقب، والمعجم الكبير: ٥ / ١٩٥ ترجمة زيد ما روي عن الخضرمي، وكفاية الطالب: ٦٣ باب ١، والمسند: / ٣٥٧ ط. م و ٦ / ٤٧٧ ط. ب و ١ / ١١٩ ط. م و ١ / ١٩١ ط. ب و ٤ / ٣٦٨ - ٣٧٠ ط. م ٥ / ٤٩٨ - ٤٩٤ ط. ب، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١١٢ حجة الوداع، وفضائل الصحابة لأحمد: ٥٩٦ - ٥٩٧ ح ١٠١٦ - ١٠١٧ - مناقب علي.
٣ - الأحزاب: ٦.
٤ - تفسير البغوي: ٣ / ٥٠٧ مورد الآية.
٥ - فتح القدير: ٤ / 261 مورد الآية.
6 - تذكرة الخواص: 39 الباب الثاني حديث من كنت مولاه ويأتي كلامه مفصلا.
(٣٣٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السبط إبن الجوزي (1)، حديث الغدير (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، حديث السفينة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب تفسير البغوي للبغوي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، حجة الوداع (1)، زيد بن أرقم (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 326

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٧
الرسول: " ان الله مولاي وانا مولي المؤمنين وانا أولي بهم منهم بأنفسهم من كنت مولاه فعلي مولاه وال الله من والاه وعاد من عاداه ".
فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاء ماذا؟
فقال: " من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه فانزل الله: * (اليوم أكملت) * (1).
وقيل لابي عبد الله الصادق (عليه السلام) جعفر بن محمد ما أراد رسول الله بقوله لعلي يوم الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال؟
فاستوي جعفر بن محمد قاعدا ثم قال: " سئل والله عنها رسول الله فقال: " الله مولاي وأولي بي من نفسي لا امر لي معه وانا ولي المؤمنين أولي بهم من أنفسهم لا امر لهم معي ومن كنت أولي به من نفسه لا امر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولي به من نفسه ولا امر له معه " (2).
- وعن عبد الله بن جعفر امام جملة من الصحابة في مجلس معاوية:
" يا معاوية اني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول علي المنبر وانا بين يديه وعمر بن أبي سلمة و … - إلي أن قال - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ايها الناس انا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي امر وعلي من بعدي أولي بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه امر ثم ابني الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه امر ثم عاد فقال ايها الناس إذا انا استشهدت فعلي أولي بكم من أنفسكم " (3).
- وعن سليم عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: " اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهدنا فابني الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابني علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي ثم ابنه محمد بن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم
١ - غيبة النعماني: ٤٥ الباب الرابع، وكتاب سليم بن قيس: ١٨٦ يوم صفين - وذكره الحموي في فرائد السمطين السمط الأول الباب ٥٨ عن سليم بن قيس.
٢ - مناقب الأمير للكوفي: ٢ / ٢٧٧ ح ٨٥٠، ومسند شمس الاخبار: ١ / ١٠٢ الباب السابع عن أمالي الهاروني وكتاب الأنوار، والغدير: ١ / ٣٨٦.
٣ - الغدير: ١ / 200 احتجاج عبد الله بن جعفر بالغدير.
(٣٣٧)
مفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (2)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (2)، الشهادة (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، سليم بن قيس (2)

صفحه 327

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٨
وستدركه يا حسين ثم تكلمه اثني عشر اماما من ولد الحسين " (1).
وعن ابن عباس قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " الله ربي ولا امارة لي معه وانا رسول ربي ولا امارة معي وعلي ولي من كنت وليه ولا امارة معه " (2).
وروي قريب منه في مودة القربي (3).
- وعن وهب ابن حمزة والحسين بن علي (عليه السلام): " قال وهب: صحبت عليا من المدينة إلي مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت لئن رجعت إلي رسول الله لأشكونك اليه، فلما قدمت لقيت رسول الله فقلت: رأيت من علي كذا وكذا.
فقال لا تقل هذا، فهو أولي بالناس [بكم] بعدي. " أخرجه ابن منده والطبراني وأبو نعيم (4).
وفي لفظ اخر عن وهب: " … علي أولي الناس بكم بعدي " (5).
وعن عمران بن حصين: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " علي ولي كل مؤمن من بعدي والباقي سواء " (6).
وتأتي بقية الروايات المشابهة من طرق في النص الجلي.
وعن فاطمة الزهراء عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا علي أنت الامام والخليفة بعدي وأنت أولي بالمؤمنين من أنفسهم " (7).
وعن الحسين بن علي قال: " انزل الله تبارك وتعالي هذه الآية:
* (وأولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض) * (8).
١ - كمال الدين: ١ / ٢٧٠، وكشف النعمة: ٣ / ٢٩٨، والخصال: ٢ / ٤٧٧، والعيون: ١ / ٣٨ والزام الناصب: ١ / ١٩٩، ونقله في البحار: ٣٦ / ٢٣١.
٢ - كنز الفوائد: ١٥٤ رسالة في وجوب الإمامة.
٣ - كما في الغدير: ١ / ٣٨٧ - الأحاديث المفسرة.
٤ - المعجم الكبير للطبراني: ٢٢ / ١٣٥ ترجمة وهب بن حمزة، وأسد الغابة: ٥ / ٩٤ ترجمة وهب، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٠٩ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٣٨ ح ١٤٦٤١.
٥ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١٨ ح ١١٤٠ مناشدة علي يوم الشوري.
٦ - كفاية الطالب: ١١٤ - ١١٥ الباب ١٩، وذخائر العقبي: ٦٨، ومسند أحمد: ١ / ٣٣١ ط. م و ٥٤٥ ط. ب.
٧ - كفاية الأثر: ١٩٥.
٨ - الأنفال: ٧٥.
(٣٣٨)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، الطبراني (1)، المودة في القربي (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الحسين بن علي (1)، عمران بن حصين (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، دمشق (1)، الوجوب (1)

صفحه 328

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٩
سألت رسول الله عن تأويلها فقال: والله ما عني غيركم وأنتم أولوا الأرحام فإذا مت فأبوك علي أولي بي وبمكاني فإذا مضي أبوك فأخوك الحسن أولي به " (1).
* الامر السابع: ملاحظة الروايات التي قرنت حديث الغدير بآية الطاعة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت * (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) * وحيث إلي أن يقول - فامر الله عز وجل نبيه (صلي الله عليه وآله) ان يعلمهم ولاة امرهم وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم: فنصبني للناس بغدير خم " (2).
- وأخرج الطبراني عن عمار: وقف علي علي بن أبي طالب (عليه السلام) سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فاتي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فأعلمه ذلك، فنزلت علي النبي (صلي الله عليه وسلم) هذه الآية: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
فقرأها رسول الله (صلي الله عليه وآله) ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (3).
هذه عدة أمور تدل علي انحصار الولي بالخلافة والطاعة.
وفي الختام: نسأل الله أن يتقبل منا ولاءنا لأمير المؤمنين ومولي الموحدين (عليه السلام) لان المرء مسؤول عن هذه الولاية يوم القيامة كما أخرجه الامام الواحدي (4).
مواطن حديث المنزلة وطرقه * الطريق السابع:
حديث المنزلة
١ - كفاية الأثر: ١٧٥.
٢ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٥٠٤ - ٥٠٥.
٣ - المعجم الأوسط: ٧ / ١٣٠ ح ٦٢٢٨، ومجمع الزوائد: ٧ / ١٧ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٧ / 80 ح 10978 كتاب التفسير - المائدة، وفرائد السمطين: 1 / 195 ح 153 الباب 39 من السمط الأول.
4 - راجع جواهر العقدين: 252 - 326.
(٣٣٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، حديث المنزلة (2)، يوم القيامة (1)، الطبراني (1)، حديث الغدير (1)، غدير خم (1)، الزكاة (1)، الصّلاة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب فرائد السمطين (1)

صفحه 329

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٠
وهو من الأحاديث المتفق علي صحتها والمتواترة في حق علي (عليه السلام).
ولعله أوضح الطرق دلالة علي الإمامة، حتي صرح العامة بذلك مخصصيه بغزوة تبوك.
وفيه أبحاث:
1 - أمكنة صدور حديث المنزلة ومواطنه 2 - رواة حديث المنزلة ومصادره 3 - صحة المنزلة وتواتره 4 - الاحتجاجات بحديث المنزلة 5 - دلالة حديث المنزلة علي الإمامة 6 - تحريفات في حديث المنزلة
(٣٤٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حديث المنزلة (5)، معركة تبوك (1)

صفحه 330

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤١
مكان صدور حديث المنزلة ومواطنه 1 - قبل غزوة تبوك:
رواه جملة من الصحابة منهم سعد بن عبيدة بن أبي بردة بلفظ: فقال (صلي الله عليه وآله): " ألا ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا النبوة وأنت خليفتي " (1).
وروي أيضا بتفاوت (2) عن سعد بن أبي وقاص (3)، وعامر بن سعد (4)، ومالك بن انس (5).
١ - تذكرة الخواص: ٢٨ الباب الثاني حديث في اخبار الرسول لعلي.
٢ - صدر الحديث متفق عليه من الرواة، أما ذيل الحديث فتارة بتعبير " الا النبوة "، وأخري " إلا أنه لا نبي بعدي " " إلا أنه لا نبوة " " إلا أنك لست بني " ونحو هذا العبائر، وفي بعضها إضافة لذلك: " لو كان لكنته "، وبعض الروايات فاقدة له، نعم عبارة " وأنت خليفتي " لا يحضرني الآن حالها فلتراجع في المصادر.
٣ - مسند أبي يعلي: ٢ / ٨٦ - ٩٩ - ١٣٢ ح ٧٣٨ - ٧٥٥ - ٨٠٩ مسند سعد وبالهامش رمز للأحاديث الثلاثة (صحيح رجاله رجال الصحيح)، وتذكرة الخواص: ٢٧ عن المسند ومسلم ومروج الذهب، وخصائص النسائي: ٦٠ ح ٤٣ ط. ب، والمستدرك: ٣ / ١٠٩ مناقب الأمير، وشواهد التنزيل: ١ / ١٩٢ ح ٢٠٤، والمسند: ١ / ١٨٣ ط. م و ٢٩٨ ط. ب، ومروج الذهب: ٢ / ٦١ ط. مصر ١٣٤٦ و ٣ / ١٤ ط. دار الأندلس بيروت - خلافة معاوية.
أخرجه عن سعد أكثر من عشرة طرق ذكرها ابن عساكر في تاريخه، راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٠٦ ح ٣٣٦ إلي ٣٦٠ ح ٣٩٧ روي عن سعد كل من إبراهيم بن سعد مسند: ٣ / ٥٦ و ١ / ١٧٥ ط. م و ٢٨٥ ط. ب، وخصائص النسائي: ٦٩ ح ٥١ ط. بيروت و ١٥ ط. مصر.
وعامر بن سعد ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٢٦ ح ٢٧١ وما بعده، وخصائص النسائي ١٥ ط. مصر و ٦٩ ط. بيروت، والمسند: ١ / ١٨٥ ط. م و ٣٠١ ط. ب، وأسد الغابة: ٤ / ٢٥ ترجمة علي). ومصعب بن سعد - المسند: ٣ / ٨٨ ط. م، وخصائص النسائي: ٦١ ط. مصر و ٧١ ح ٥٣ ط. بيروت). وعائشة بنت سعد - المسند: ١ / ١٧٠ ط. م و ٢٧٧ ط. ب، وأسني المناقب: ٤٨، وخصائص النسائي: ١٦ ط. مصر و ٧١ ح ٥٤ ط. بيروت). وسعيد بن المسيب - المسند: ١ / ١٧٩ ط. م و ٢٩٥ و ٣ / ٧٤ ط. م، وخصائص:
١٤ ط. م و ٦٧ ح ٤٩). وعبد الله بن سعد - المسند: ١ / ١٨٤ ط. م ٣ / ٩٤، وخصائص النسائي: ٧٣ ح ٥٦. وعبيد الله بن بديل - خصائص النسائي: ٧٣ ح ٥٦ وعبد الرحمن بن سابط ترجمة أمير: ١ / ٣٣٣ ح ٢٧٦). والحرث بن ثعلبة ترجمة أمير: ١ / ٢٣٨ ح ٢٨١).
٤ - كنز العمال: ١٣ / ١٦٣ ح ٣٦٤٩٦.
٥ - كنز الفوائد: ٢٨٣.
(٣٤١)
مفاتيح البحث: حديث المنزلة (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، معركة تبوك (1)، مالك بن أنس (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (6)، مدينة بيروت (5)، سعيد بن المسيب (1)، إبن عساكر (1)، إبراهيم بن سعد (1)، دمشق (2)

صفحه 331

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٢
وعمر بن ميمون (1)، وابن عباس (2)، وزيد بن أرقم (3)، والبراء بن عازب (4)، ومجاهد (5)، وأبي سعيد (6)، وسعد بن مالك (7)، وأبي سعيد الخدري (8)، وجابر الأنصاري (9)، وأبي الطفيل (10)، وانس بن مالك (11)، وعبد الله ابن مسعود (12)، وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) (13).
وفي لفظ: " أنت مني مكان هارون من موسي " (14).
وأخرجه الخطيب البغدادي عن بريدة بلفظ: " يا أيها الناس ما منكم الا من له خاصة من أهله، وان عليا خاصتي من أهلي، وانما خلفته كما خلف موسي هارون، انصرف فإن ما
١ - المعجم الكبير للطبراني: ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣ ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه، وينابيع المودة: ١ / ٣٤ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٣٨ ط. النجف الباب الرابع، والمسند: ١ / ٣٣٠ ط. م و ٥٤٤ ط. ب، وخصائص النسائي: ٤٦ ح ٢٣، ومستدرك الحاكم: ٣ / ١٣٢ ط. حيدر آباد الدكن كتاب المعرفة - مناقبه.
٢ - المعجم الكبير: ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣، والمسند: ١ / ٣٣١ ط. م و ٥٤٤ ط. ب، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٠٩ ح ٢٥١، وكنز العمال: ١٢ / ٢٠٦ ط. حيدر آباد، والمستدرك: ٣ / ١٣٣ ذكر مناقب الأمير من كتاب المعرفة.
٣ - المعجم الكبير للطبراني: ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤ ترجمة زيد ما روي عنه ميمون، والطبقات الكبري: ٣ / ١٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٩٠ ح ٤٥٥.
٤ - المعجم الكبير للطبراني: ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤ ترجمة زيد ما روي عنه ميمون، والطبقات الكبري: ٣ / ١٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٩٠ ح ٤٥٥.
٥ - شواهد التنزيل: ١ / ١٩٠ ح ٢٠٣ مورد آية ٥٩ من النساء.
٦ - الطبقات الكبري: ٣ / ١٦ - ١٧ ترجمة علي ذكر اسلامه.
٧ - الطبقات الكبري: ٣ / ١٦ - ١٧، والمسند: ١ / ١٧٧ - ١٧٣ ط. م و ٢٨٩ - ٢٨٢ ط. ب، ومسند أبي يعلي: ٢ / ٥٧ - ٦٦ ح ٧٠٩ - ٦٩٨.
٨ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٧١ ح ٤١٦.
٩ - ترجمة علي: ١ / ٣٧٧ ح ٤٣١، ومسند أحمد: ٣ / ٣٣٨ ط. م و ٤ / ٩٥ ط. ب.
١٠ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٨٢ ح ٤٤١.
١١ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٩١ ح ٤٥٦.
١٢ - مناقب ابن المغازلي: ٤٣ ط. بيروت وط. طهران: ٣٦ ح ٥٦.
١٣ - كنز العمال: ١٠ / ١٣٩ ط. حيدر آباد، وترجمة الأمير: ١ / ٣٦٢ ح ٤٠٢، ومسند زيد: ٣٦٤ باب فضل العلماء.
١٤ - المعجم الأوسط: ٦ / 265 ح 5565.
(٣٤٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، أبو سعيد الخدري (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، البراء بن عازب (1)، الخطيب البغدادي (1)، أنس بن مالك (1)، زيد بن أرقم (1)، سعد بن مالك (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (4)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، عمرو بن ميمون (1)، دمشق (6)

صفحه 332

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٣
هناك لا يستقيم الا بي أو بك إلا أنك لست ببذي " (1).
2 - حديث المنزلة يوم المؤاخاة في المدينة:
روي عن عبد الله بن أبي أوفي قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في مسجده فقال لي: " أين فلان وأين فلان فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتي توافوا عنده فحمد الله وأثني عليه وآخي بينهم ".
فقال له علي بن أبي طالب: " لقد ذهبت روحي يا رسول الله حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من الله فلك العتبي والكرامة ".
فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " والذي بعثني بالحق ما اخرتك لا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسي، وأنت أخي ووارثي ".
قال ابن الجوزي: أخرجه احمد في الفضائل عن غير رواية عبد المؤمن (2)، ورجاله ثقاة والدليل علي صحته انه أخرج الترمذي بمعناه في جامعه (3).
وأخرجه الطبراني عن ابن عباس بلفظ: " … أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم؟
أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حف بالأمن والايمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام " (4).
ورواه جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عن علي (عليهم السلام) (5).
وأخرجه أحمد عن محدوج بن زيد الباهلي أو مخدوج بن زيد الهذلي أو مجدوج ابن
١ - تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ١ / ٤٧١ رقم ٧٨٦ الفصل الثاني، وبالهامش: كذا في الأصل ولعل الصواب: " بنبي " والحديث بقريب من هذا المعني في كنز العمال ح ٣٦٤٨٩.
٢ - حيث كان ضعيفا وتأتي مصادر أحمد.
٣ - تذكرة الخواص: ٣٠ الباب الثاني، وفضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٣٨ - ٦٦٦ ح ١٠٨٥ - ١١٣٧ مناقب علي، وينابيع المودة: ١ / ٥٦ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٦٣ ط. النجف الباب التاسع.
٤ - المعجم الأوسط: ٨ / ٤٣٥ ح ٧٨٩٠، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١١ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٢ ح ١٤٦٥٥ كتاب المناقب.
٥ - كنز الفوائد: ٢٨٢.
(٣٤٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (1)، عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (1)، عبد الله بن أبي أوفي (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد المؤمن (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، السجود (1)، الموت (1)، الجهل (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

صفحه 333

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٤
مزيد الألهاني أو الذهلي (1).
وروي أيضا عن يعلي بن مرة (2)، وابن عباس (3)، وزيد بن أبي أوفي (4)، ومجاهد عن ابن عباس (5)، وأبو الطفيل (6)، وزيد بن أرقم (7)، وأنس (8).
3 - حديث المنزلة يوم المباهلة:
رواه انس بن مالك قال: لما كان يوم المباهلة وآخي النبي (صلي الله عليه وآله) بين أصحابه المهاجرين والأنصار (وساق الحديث إلي أن قال) فأخذ بيده وأرقاه المنبر وقال: " اللهم هذا مني وانا منه، ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسي، ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه " (9).
* أقول: المشهور ان المؤاخاة لم تكن يوم المباهلة، بيد أنه يأتي أنها تكررت أكثر من
١ - فضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٦٣ ح ١١٣١ مناقب علي. تذكرة الخواص ٢٩ عن الفضائل لأحمد، وينابيع المودة: ١ / ٥٧ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٦٤ ط. النجف الباب التاسع، ومقتل الحسين: ٤٨ الفصل الرابع، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ١٥٢ ح ١٥٠، وأسد الغابة: ٤ / ٣٠٦ ترجمة محدوج.
٢ - الأربعون حديثا للهروي: ٤٣ مخطوط كما في إحقاق الحق: ٤ / ١٧٧.
٣ - المعجم الأوسط: ٨ / ٤٣٥ ح ٧٨٩٠، والفصول المهمة: ٣٨ مؤاخاته للرسول - عن مناقب الخوارزمي.
٤ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ١٢٣ ح ١٤٨، المعجم الكبير للطبراني: ٥ / ٢٢١ ح ٥١٤٦ ترجمة زيد بن أبي أوفي رقم (٤٨٨) كان ينزل البصرة وهو نفس متن عبد الله بن أبي أوفي تماما.
مناقب الخوارزمي: ٩٠ ط. تبريز، وينابيع المودة ١ / ٥٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٥٦ ط. النجف الباب السادس، والاستيعاب: ١ / ١٩١ ترجمة زيد بن أوفي والإصابة: ١ / ٥٩٠ - ٥٦٠، وفرائد السمطين: ١ / ١١٥ ح ٨٠ الباب ٢٠ -، وانتهاء الافهام: ٢١٤ عنه إحقاق الحق: ٤ / ١٧٨، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٥٥ ط.
مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٢٤٠ ح ١٤٩٢٥ كتاب المناقب، ومناقب الكوفي: ١ / ٣٠١ - ٣١٧ ح ٢٢١ - ٢٣٦.
٥ - المعجم الكبير: ١١ / ٦٣ ح ١١٠٩٢ ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه، وكنز العمال ١٢ / ٢٠٦ ط.
حيدر آباد.
٦ - ترجمة علي: ٣ / ح ١١٤٠ مناشدته يوم الشوري.
٧ - إحقاق الحق ٥ / ٨٣ عن فرائد السمطين.
٨ - الطرائف: ١ / ١٤٨ ح ٢٢٤.
٩ - الطرائف: ١ / ١٤٨ - ١٤٩ ح ٢٢٤ عن مناقب ابن المغازلي، والعمدة: ٤٦.
(٣٤٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث المنزلة (1)، عبد الله بن عباس (3)، يعلي بن مرة (1)، أبو الطفيل (1)، أنس بن مالك (1)، زيد بن أرقم (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب فرائد السمطين (2)، مدينة النجف الأشرف (2)، إبن المغازلي (1)، عبد الله بن أبي أوفي (1)، مدينة البصرة (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (2)

صفحه 334

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٥
مرة.
4 - حديث المنزلة يوم ولادة الحسن بلسان رب العزة:
قالت أسماء بنت عميس: قال رسول الله لعلي يوم ولادة الحسن: " اي شئ سميت ابني؟.
قال (عليه السلام): ما كنت لا سبقك بذلك.
فقال (صلي الله عليه وآله): ولا انا سابق ربي به ".
فهبط جبرائيل فقال: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويقول لك: " علي منك بمنزلة هارون من موسي ولكن لا نبي بعدك، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون " (1).
ورواه الصدوق عن الرضا (عليه السلام) عن ابائه عن أسماء عن فاطمة (عليها السلام) (2).
ورواه الملا عن جابر في وسيلة المتعبدين (3).
وأخرجه السمهودي في جواهر العقدين (4).
وأخرجه الطبري من حديث أسماء بلفظ: " هبط جبرائيل علي النبي فقال يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسي لكن لا نبي بعدك " (5).
5 - حديث المنزلة يوم ولادة الحسين بلسان رب العزة:
قالت أسماء بنت عميس: قال رسول الله لعلي يوم ولادة الحسين (عليه السلام): " أي شئ سميت ابني " وساق الحديث نحو ما تقدم عن الإمام الحسن (عليه السلام) (6).
١ - تاريخ الخميس: ١ / ٤١٨ الموطن الثالث وقائع سنة ٣ هجري - ذكر تسمية الحسن والحسين، ومقتل الحسين للخوارزمي: ٨٧ - ٨٨ الفصل السادس فضائل الحسنين، وينابيع المودة: ١ / ٢٦١ ط. النجف و ١ / ٢٢٠ - ٢٢١ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه باب ٥٦، وفرائد السمطين: ٢ / ١٠٤ ح ٤١٢ باب ٢٣.
٢ - عيون أخبار الرضا: ٢ / ٢٤ باب ٣١ ح ٤.
٣ - إحقاق الحق: ١٦ / ١٢ عن أرجح المطالب ط. لاهور: ٤٤٠.
٤ - جواهر العقدين: ٣٠٣ الباب الثامن.
٥ - الرياض النضرة: ٢ / ١٤٤ ط. مصر - محمد امين الخانجي، وذخائر العقبي: ٦٤ ذكر أنه من رسول الله بمنزلة هارون.
6 - تاريخ الخميس: 1 / 418 الموطن الثالث وقائع سنة 3 هجري - ذكر تسمية الحسن والحسين، ومقتل الحسين للخوارزمي: 87 - 88 الفصل السادس فضائل الحسنين، وينابيع المودة: 1 / 261 ط. النجف و 1 / 220 - 221 ط. اسلامبول 1301 ه باب 56، وفرائد السمطين: 2 / 104 ح 412 باب 23.
(٣٤٥)
مفاتيح البحث: مولد الإمام الحسين (ع) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، حديث المنزلة (2)، الشيخ الصدوق (1)، أسماء بنت عميس (2)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب فرائد السمطين (2)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، الخوارزمي (2)

صفحه 335

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٦
ورواه الصدوق عن الرضا عن ابائه عن أسماء عن فاطمة (عليها السلام) (1).
والسمهودي في جواهر العقدين (2).
وأخرجه الطبري عن أسماء بلفظ: " هبط جبرائيل علي النبي فقال يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسي لكن لا نبي بعدك " (3).
وقد حذف الطبراني صدر الحديث (4).
6 - حديث المنزلة يوم الدار:
يوم نزول قوله تعالي: * (وانذر عشيرتك الأقربين) * (5).
ذلك ما أخرجه الثعلبي في تفسيره: عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده: ان النبي (صلي الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب في الشعب وهم يومئذ أربعون رجلا فجعل لهم علي (عليه السلام) فخذا من شاة (إلي أن قال): فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ان الله امرني ان انذر عشيرتي الأقربين، ورهطي المخلصين وان الله تعالي لم يبعث نبيا إلا جعل له من اهله أخا وارثا ووزيرا ووصيا وخليفة في اهله، فأيكم يبايعني علي أنه أخي ووزيري [ووصيي] ووارثي دون أهلي ويكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي؟ ".
فسكت القوم، فأعاد الكلام عليهم ثلاث مرات.
فقام علي وهم ينظرون كلهم اليه فبايعه وأجابه إلي ما دعاه " (6).
ونحوه عن قيس بن سعد بن عبادة وفيه: " … فقد جعله الله من نبيه بمنزلة هارون من
١ - عيون أخبار الرضا: ٢ / ٢٤ باب ٣١ ح ٤.
٢ - جواهر العقدين: ٣٠٣ الباب الثامن.
٣ - الرياض النضرة: ٢ / ١٤٤ ط. مصر - محمد امين الخانجي، وذخائر العقبي: ٦٤ ذكر أنه من رسول الله بمنزلة هارون.
٤ - المعجم الكبير: ٢٤ / ١٤٦ ترجمة أسماء ما روت فاطمة بنت الحسين عنها، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٨٤ ح ٤٤٣.
٥ - الشعراء: ٢١٤.
٦ - كنز الفوائد: ٢٨٠ فصل في الاستدلال علي صحة النص بالإمامة، والغدير: ٢٨٣ عن تفسير الثعلبي، وتفسير نور الثقلين: ٤ / 68 - 67 مورد الآية عن الثعلبي أيضا.
(٣٤٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، حديث الدار (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (1)، الطبراني (1)، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع (1)، الشيخ الصدوق (1)، سعد بن عبادة (1)، الثعلبي (2)، البعث، الإنبعاث (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، فاطمة بنت الحسين (1)، دمشق (1)

صفحه 336

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٧
موسي " (1).
7 - حديث المنزلة يوم خيبر:
مسلم بن يسار عن جابر الأنصاري قال: لما قدم علي علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) بفتح خيبر قال له رسول الله (صلي الله عليه وآله): " لولا تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصاري في المسيح بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ إلا اخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك فاستشفوا به، وليكن حسبك ان تكون مني وانا منك ترثني وارثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي " (2).
8 - حديث المنزلة عند كل قتال لعلي عن يمين الرسول:
أخرجه الخوارزمي عن أبي ذر قال: احتج علي اليوم الأول من بيعه عثمان فقال: " هل تعلمون اني كنت إذا قاتلت عن يمين رسول الله قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي؟ ".
قالوا: اللهم نعم (3).
9 - حديث المنزلة قبل وفاة الرسول بعام:
ابن عباس قال: رأيت أبا ذر الغفاري متعلقا بحلقة بيت الله الحرام وهو يقول: اني رأيت رسول الله في العام الماضي وهو آخذ بهذه الحلقة وهو يقول: " يا ايها الناس لو صمتم حتي تكونوا كالحنايا.. (إلي أن قال) علي سيد المسلمين وامام المتقين يقتل الناكثين والمارقين والجاحدين، وعلي مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي " (4).
١ - كتاب سليم: ٢٠٠، والغدير: ٢ / ٢٨٢ - ١٠٦ عنه.
٢ - كنز الفوائد: ٢٨١، ومناقب ابن المغازلي: ١٥٧ ط. بيروت وط. طهران: ٢٣٧ ح ٢٨٥، ومناقب الخوارزمي: ١٢٩ ح ١٤٣ الفصل ١٣، وينابيع المودة: ١ / ٧٢ ط. النجف و ٦٣ ط. اسلامبول باب ١٣ عن الديلمي، ومناقب الكوفي: ١ / ٤٥٩ ح ٣٦٠.
٣ - مناقب الخوارزمي: ٣٠١ ح ٢٩٦ الفصل ١٩.
٤ - كنز الفوائد: ٢٨٢.
(٣٤٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (3)، أبوذر الغفاري (1)، عبد الله بن عباس (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، خيبر (2)، الخوارزمي (3)، القتل (2)، الوفاة (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)

صفحه 337

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٨
10 - حديث المنزلة في المسجد عند سد الأبواب (1):
فعن جابر الأنصاري قال: جاءنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب فضربنا وقال: " أترقدون في المسجد؟ انه لا يرقد فيه أحد ".
فأجفلنا وأجفل معنا علي بن أبي طالب فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " تعال يا علي انه يحل لك في المسجد ما يحل لي، يا علي ألا ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا النبوة " (2).
ورواه زيد بن أبي أوفي بلفظ: دخل رسول الله فقام علي فقال: " أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي " (3).
وعن حذيفة بن أسيد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ان رجالا يجدون في أنفسهم اني أسكنت عليا في المسجد، والله ما أخرجتهم ولا أسكنتهم ان الله أوصي إلي موسي وأخيه * (ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة) * (4) وأمر موسي أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته، وان عليا بمنزلة هارون من موسي " (5).
11 - حديث المنزلة في المسجد عند مرض أمير المؤمنين (عليه السلام):
فعن ابان عن سليم بعد ما دعي لعلي بالشفاء فعوفي فبشره فقال: " اني لم اسأل الله شيئا إلا أعطانيه ولم اسأل لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله - إلي أن قال - وسألته ان يجعلك مني بمنزلة هارون من موسي وان يشد بك ازري ويشركك في امري ففعل إلا أنه لا نبي بعدي، فرضيت " (6).
١ - قيل أن سد الأبواب كان في أول سنة الهجرة وقيل أنه في أخر حياة النبي - يراجع مناقب آل أبي طالب:
٢ / ١٩٤ فصل في الجوار.
٢ - ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ١ / ٢٩٠ ح ٣٢٩، وكفاية الطالب: ٢٨٤ الباب ٧٠، وينابيع المودة: ١ / ٥١ - ٨٨ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٥٧ - ١٠٠ ط. النجف الباب ٦ - ١٧.
٣ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٨١ ح ٤٣٧، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٩٤ فصل في الجوار.
٤ - يونس: ٨٧.
٥ - مناقب ابن الغزالي: ٢٦٠ ح ٣٠٨، وينابيع المودة: ١ / ٨٨ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ١٠٠ ط. النجف الباب ١٧.
٦ - كتاب السقيفة - سليم -: 222 - 221.
(٣٤٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث المنزلة (2)، علي بن أبي طالب (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، حذيفة بن أسيد (1)، السجود (6)، المرض (1)، الصّلاة (1)، الوصية (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، السقيفة (1)، دمشق (2)

صفحه 338

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٤٩
12 - المنزلة عند قول عمر: ما مثل محمد في اهل بيته الا كنخلة نبتت في كناسة!
(1):
فعند ما بلغ ذلك رسول الله (صلي الله عليه وآله) غضب وخرج فاتي المنبر وفزعت الأنصار فجاءت شاكة في السلاح فقال: " ما بال القوم يعيرونني بقرابتي وقد سمعوا مني ما قلت في فضلهم (إلي أن قال) وقد سمعتم ما قلت في أفضل اهل بيتي وخيرهم فما خصه الله به واكرامه وفضله علي من سبقه في الاسلام وبلائه فيه وقرابته مني، وانه مني بمنزلة هارون من موسي، ثم تزعمون ان مثلي في اهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة " (2).
وروي عن زيد بن أبي أوفي حديث المنزلة في المسجد مختصرا بحذف قول عمر وغضب الأنصار قال: دخل رسول الله (صلي الله عليه وآله) في المسجد فقام علي فقال: " انك مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي " (3).
13 - حديث المنزلة عند تفاضل علي وعقيل:
أخرجه القرماني عن ابن عقيل عن أبيه قال: نازعت عليا وجعفر بن أبي طالب بين يدي رسول الله في شئ فقلت والله ما أنتما بأحب إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) مني ان قرابتنا لواحدة، وان أبانا وأمنا لواحد كذلك يا رسول الله؟
فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا عقيل والله إني لأحبك لخلتين لقرابتك ولحب أبي طالب أبيك، وكان أحبهم إلي أبي طالب.
واما أنت يا جعفر ان خلقك يشبه خلقي.
واما أنت يا علي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي " (4).
ورواه في تاريخ دمشق مختصرا (5).
١ - تقدم القصة وأن القائل عمر.
٢ - كتاب السقيفة - سليم -: ١٤٠، ورواه في إحقاق الحق عن محمد بن أحمد الحنفي في كتابه: در بحر المناقب: ٥ / 41.
3 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 381 ح 437.
4 - اخبار الدول للقرماني: 122 الفصل.
5 - تاريخ دمشق: 36 / 1000 ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن هشام الداراني، و 51 / 14 ترجمة محمد الأصغر ابن عقيل.
(٣٤٩)
مفاتيح البحث: جعفر بن أبي طالب عليهما السلام (1)، حديث المؤاخاة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، حديث المنزلة (2)، دمشق (3)، السجود (2)، البول (1)، عبيد الله بن عبد الله (1)، محمد بن أحمد (1)، السقيفة (1)

صفحه 339

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٠
14 - حديث المنزلة عند تفاضل علي مع جعفر وزيد:
أخرجه النسائي وابن عساكر عن هاني بن هاني بن علي: لما صدرنا من مكة إذا ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم، فتناولها علي واخذها فقال لصاحبته: " دونك ابنة عمك محملها "، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: ان اخذتها هي ابنة عمي. وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد ابنة أخي، فقضي بها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لخالتها. وقال: " الخالة بمنزلة الأم، وقال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون وانا منك " وقال لجعفر: اشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد: يا زيد أنت أخونا ومولانا " (1).
ورواه في تاريخ دمشق عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه (2).
15 - حديث المنزلة يوم الغدير:
وذلك ما روي عن جابر الأنصاري - رواه الثعلبي في تفسيره - ان رسول الله نزل بخم فتنحي الناس ثم قال: " ايها الناس اني قد كرهت تخلفكم عني حتي خيل إلي انه ليس بشجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلة هارون من موسي وأنزلني منه منزلته مني " (3).
16 - حديث المنزلة في بيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) أمام فاطمة (عليها السلام):
وذلك ما روته كريمة ابنة عقبة قالت: سمعت فاطمة بنت حمزة تقول: كنت عند رسول الله (صلي الله عليه وآله) فسمعته يقول: " علي مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي " (4).
١ - خصائص النسائي: ٧٩ - ٨٠ ح ٦٨ ذكر قول النبي علي مني وانا من علي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦٨ ح ٤٠٩.
٢ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦٨ ح ٤٠٩.
٣ - إحقاق الحق: ٥ / 89 عن مناقب عبد الله الشافعي: 108 مخطوط.
4 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 390 ح 454.
(٣٥٠)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (3)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، إبن عساكر (1)، علي بن أبي طالب (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، الثعلبي (1)، دمشق (4)، كتاب الخصائص للنسائي (1)

صفحه 340

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥١
17 - حديث المنزلة في بيت أم سلمة:
أخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله لام سلمة: " هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي [سيط لحمه بلحمي] ودمه دمي هو مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي [هذا علي سيد مبجل مؤمل المسلمين وأمير المؤمنين وموضع سري وعلمي وبابي الذي آوي اليه وهو الوصي علي اهل بيتي وعلي الأخيار من أمتي هو أخي في الدنيا والآخرة، وهو معي في السناء الأعلي، اشهدي يا أم سلمة ان عليا يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين] " (1).
18 - حديث المنزلة في محضر أبو بكر وعمر وأبو عبيدة:
كالمروي عن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنت انا وأبو عبيد وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي (صلي الله عليه وسلم) بيده علي منكب علي فقال له: " يا علي أنت أول المؤمنين ايمانا، وأول المسلمين اسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسي ".
خرجه ابن السمان (2).
أقول: روي حديث المنزلة عن عمر مختصرا من عدة طرق (3).
ورواه الإمام الباقر بتفاوت عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة (4).
19 - حديث المنزلة عند مدح أبو بكر وعمر:
الضحاك عن ابن عباس قال: رأيت عليا أتي النبي (صلي الله عليه وآله) فاحتضنه من خلفه فقال: " بلغني
١ - المعجم الكبير: ١٢ / ١٥ ترجمة ابن عباس ما روي سعيد بن جبير عنه ح ١٢٣٤١، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٩٠ ح ١٢٣ و ٣٦٥ ح ٤٠٦، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١١ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٢ ح ١٤٦٥٤ كتاب المناقب، وكفاية الطالب: ١٦٨ الباب ٣٧، وينابيع المودة ١ / ٥٥ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٦١ ط. النجف الباب السابع، والمحاسن والمساوي للبيهقي: ٤٤ وما بين المعقودين منه، وفرائد السمطين: ١ / ١٥٠ ح ١١٣ الباب ٢٩ مع تفاوت عما في المحاسن.
٢ - مناقب الخوارزمي: ٥٥ الفصل الرابع ح ١٩، وذخائر العقبي: ٥٨ ط. مصر - مكتبة القدس، وكنز العمال: ٦ / ٣٩٥ ط. حيدر آباد الركن و ١١ / ٥٩٩ - ٦٠٣ - ٦٠٦ ط. بيروت، وجواهر المطالب: ١ / ٣٧ باب ٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦١ ح ٤٠١.
٣ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦٠ ح ٤٩٨.
٤ - روضة الكافي: ٢٣ ح ٤ خطبة الوسيلة.
(٣٥١)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (4)، عبد الله بن عباس (4)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (3)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الطبراني (1)، القتل (1)، الضرب (1)، الوصية (1)، الجماعة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)، سعيد بن جبير (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (3)

صفحه 341

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٢
انك سميت ابا بكر وعمر وضربت أمثالهما ولم تذكرني ".
فقال النبي (صلي الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسي " (1).
20 - حديث المنزلة عند اجتماع علي والزبير أخرجه القزويني بسنده إلي معاوية بن أبي سفيان قال: حق لك يا ابن ذات النطاقين اني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: " دخلت أنا والزبير بن العوام علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) متصافحين وهو في بيت خديجة بنت خويلد، فسلمنا عليه فقال: وعليكما السلام ورحمة الله، يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسي، ثم قال يا علي.. " (2).
21 - حديث المنزلة قبل وفاة رسول الله بجمعة:
أخرجه الكوفي عن أم سلمة أنها قالت لابن عباس: … سمعته يقول في علي قبل موته بجمعة فان زاد علي جمعة فلن يزيد علي عشرة أيام … إلي أن قالت: " اسمعي يا أم سلمة قولي واحفظي وصيتي واشهدي وأبلغي: هذا أخي في الدنيا والآخرة.. وهو مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي " (3).
* أقول: تقدم المنزلة عن أم سلمة في غير هذا الموطن فلا منافاة لأنها قالت لمن سألها عن سماعها المنزلة من رسول الله (صلي الله عليه وآله): أما مرة واحدة فلا، ولكن سمعته من رسول الله (صلي الله عليه وآله) مرارا (4).
22 - حديث المنزلة في مرض رسول الله الذي توفي فيه:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) أوعز إلي قبل وفاته وقال لي: " يا أبا الحسن ان الأمة ستغدر بك من بعدي وتنقض فيك عهدي وانك مني بمنزلة هارون من موسي وان
1 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 367 ح 408.
2 - التدوين في أخبار قزوين: 2 / 154 ترجمة أحمد بن الحسن بن القاسم.
3 - مناقب الكوفي: 1 / 355 ح 281.
4 - مناقب الكوفي: 1 / 508 ح 425.
(٣٥٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، حديث المنزلة (3)، عبد الله بن عباس (1)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (3)، الزبير بن العوام (1)، المرض (1)، الوفاة (1)، الحسن بن القاسم (1)، دمشق (1)

صفحه 342

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٣
الأمة بعدي كهارون ومن اتبعه والسامري ومن اتبعه " (1).
23 - حديث المنزلة بكل الأنبياء:
من ذلك ما روي عن مقاتل بن سليمان عن الصادق جعفر بن محمد عن ابائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا علي أنت مني بمنزلة شيث من آدم وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، كما قال تعالي: * (ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب) * وبمنزلة هارون من موسي، وبمنزلة شمعون من عيسي، وأنت وصي ووارثي وأنت أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا، وأنت امام أمتي وقسيم الجنة والنار وبمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ويميز بين المؤمنين والمنافقين والكفار " (2).
وروي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أيضا باختلاف يسير جاء فيه: " يا علي أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم وبمنزلة هارون من موسي، وبمنزلة شمعون من عيسي إلا أنه لا نبي بعدي، يا علي أنت وصي وخليفتي فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس مني ولست منه وانا خصمه يوم القيامة يا علي أنت أفضل أمتي فضلا وأقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما وأشجعهم قلبا وأنجاهم كفا يا علي أنت الإمام بعدي والأمير، وأنت الصاحب بعدي والوزير وما لك في أمتي من نظير يا علي أنت قسيم الجنة والنار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ويتميز بين الأشرار والأخيار وبين المؤمنين والكفار " (3).
24 - حديث المنزلة بدعاء النبي (صلي الله عليه وآله):
كالمروي عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله يقول: " اللهم إني أقول كما قال أخي موسي واجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا اشدد به ازري وأشركه في امري كي
١ - الاحتجاج: ١ / ٧٥ ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول من اللجاج.
٢ - ينابيع المودة: ١ / ٨٦ ط. اسلامبول و ١ / ٩٨ ذيل الباب السادس عشر ط. النجف، وإحقاق الحق: ٤ / ١٦٠ و ٥ / ٢٣٤.
٣ - روضة الواعظين: ١٠١ - 102 مجلس في امامة علي.
(٣٥٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث المنزلة (2)، يوم القيامة (1)، مقابل بن سليمان (1)، أسماء بنت عميس (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الوفاة (1)

صفحه 343

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٤
نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا " أخرجه احمد في المناقب وابن مردويه والخطيب وابن عساكر (1).
ونحوه عن النسيم عن رجل من خثعم (2)، وعن ابن عباس عن أبي ذر (3).
وأخرج السلفي في الطيوريات عن أبي جعفر محمد بن علي نحوه بزيادة: " اللهم اشدد أزري بأخي علي " فأجابه إلي ذلك (4).
وعن جابر الأنصاري قال قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " إلهي وسيدي انك أرسلت موسي إلي فرعون فسألك ان تجعل معه اخاه هارون وزيرا يشد به عضده ويصدق به قوله واني أسألك يا سيدي وإلهي ان تجعل لي من أهلي وزيرا تشد به عضدي فاجعل لي عليا وزيرا وأخا واجعل الشجاعة في قلبه والبسه الهيبة علي عدوه.. واني سألت ذلك ربي عز وجل فأعطانيه " (5).
25 - حديث المنزلة بين النبي وعلي (عليهما السلام) قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا أبا الحسن ان الأمة ستغدر بك بعدي وتنقض فيك عهدي وانك بمنزلة هارون من موسي وان الأمة بعدي كهارون ومن اتبعه والسامري ومن اتبعه " (6).
١ - فضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٧٨ ح ١١٥٨ مناقب علي، ذخائر العقبي: ٦٣ ذكر أنه من رسول الله بمنزلة هارون من موسي، والدر المنثور: ٤ / ٢٩٥ مورد الآية، وتفسير الرازي: ١٢ / ٢٦ مورد الآية بتفاوت في الجميع، ونور الأمصار: ١٥٨ فصل ١٤ مناقب علي، وشواهد التنزيل: ١ / ٢٣٠ ح ٢٣٥ آية ٥٥ من المائدة، ومناقب ابن المغازلي: ٢٠٢ ط. بيروت وط. طهران: ٣٢٨ ح ٣٧٥، وتذكرة الخواص:
٢٤ الباب الثاني، والطرائف: ١ / ٤٧ معا عن تفسير الثعلبي.
٢ - ينابيع المودة: ١ / ٨٧ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٩٩ ط. النجف الباب ١٧ عن مسند أحمد.
٣ - فرائد السمطين: ١ / ١٩٢ الباب ٣٩ من السمط الأول.
٤ - الدر المنثور: ٤ / ٢٩٥ مورد الآية (قال رب اشرح لي).
٥ - ينابيع المودة: ١ / ٦٢ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٧١ ط. النجف الباب الثاني عشر.
٦ - الاحتجاج: ١ / 75 ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول.
(٣٥٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (1)، عبد الله بن عباس (1)، إبن عساكر (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، محمد بن علي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، الوفاة (1)

صفحه 344

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٥
رواة حديث المنزلة ومصادره روي حديث المنزلة عن كل من:
علي بن أبي طالب - عمر - عامر بن سعد - سعد بن أبي وقاص - أم سلمة - أبو سعيد - بن عباس - جابر الأنصاري - أبو هريرة - جابر بن سمرة - حبشي بن جنادة - وانس - مالك ابن الحويرث - أبو أيوب - يزيد بن أبي أوفي - أبو رافع - زيد بن أرقم - البراء - عبد الله بن أبي أوفي - معاوية بن أبي سفيان - ابن عمر - بريدة بن الحصيب - خالد بن عرفطة - حذيفة ابن أسيد - أبو الطفيل - أسماء بنت عميس - فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) - فاطمة بنت حمزة ابن عبد المطلب - وعبد الله بن جعفر - ومعاذ ونبيط بن شريط - وعبد الله بن مسعود - وأبي سريحة - وأبي بريدة الأسلمي - وعقيل ابن أبي طالب - ومحمد الباقر - وحبيب بن أبي ثابت - وفاطمة بنت علي - وشرحبيل ابن سعد - وعمر - (1).
هذا إضافة إلي ما يأتي في الهوامش:
عن سعد بن زيد وعبد الرحمن بن سائط وعمرو بن قيس وسفيان الثوري وسعد بن مالك - وأبي ذر - وأبي بن كعب (2).
١ - مقتل الحسين للخوارزمي: ٤٨ الفصل الرابع فضائل أمير المؤمنين، وفتح الباري: ٧ / ٩٣ ح ٣٧٠٧ مناقب علي ط. دار الكتب و ٧ / ٦٠ ط. مصر - البهية، وإحقاق الحق: ١٦ / ٨٥ عن أرجح المطالب ط.
لاهور، وتاريخ الخلفاء: ١٦٨ ط. مصر السعادة وخلافة علي - فصل في الأحاديث الواردة في فضله، وأسمي المناقب: ٤٩ ذيل الحديث السابع، والصواعق المحرقة: ١٢١ ط. مصر و ١٨٧ ط. بيروت - الباب التاسع - الفصل الأول في اسلامه، ونزل الأبرار للبدخشاني: ٤٧ الباب الأول، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٨٩ فصل في الجوار.
ويأتي في بقية الهوامش عن تاريخ دمشق حيث ذكر جل رواياتهم في ترجمة علي.
وروي الطبراني عن جملة من الصحابة: ١ / ٤٧ عن سعد، و ٤ / ٧ عن حبشي بن جنادة، و ١٨٤ عن أبي أيوب، و ١٩ / ٢٩١ عن مالك بن حويرث، و ٢٣ / ٣٧٧ عن أم سلمة.
٢ - تفصيل مصادر حديث المنزلة:
الاعتقاد للبيهقي: ١٨٣ عن سعد، ولوامع أنوار الكوكب الدري: ٢ / ١٠٢، وسنن ابن ماجة: ٤٢ و ٤٣ ٤٥ عن سعد - المقدمة، وتهذيب الكمال: ٢٠ / ٤٨٣ ترجمة علي، والسيرة النبوية لابن حبان: ٣٦٧، والتذكرة الحمدونية: ٤ / ٣٥٢ ح ٨٨٢، وجامع الأصول: ٨ / ٦٤٩، والمواهب اللدنية: ٢ / ٥٣١، والرياض المستطابة: ١٦٩، والهداية الكبري: ٦٤، ومسند البزار: ٣ / ٢٧٦ - ٣٦٨ - ٣٢٤ - ٢٨٣ - ٢٧٨ ح ١٠٦٥ - ٨١٧ - ١٠٦٨ - ١٠٧٥ و ١١٢٠ - ١١٧٠ وج ٤ / ٣٨ - ٣٢ ح ١٢٠٠ و ١١٩٤، وحلية الأولياء: ٧ / ١٩٤ - ١٩٥ - ١٩٦ سعد و ٨ / ٣٠٧ و ٤ / ٣٤٥، وتاريخ بغداد: ١٢ / ٣٢٠ و ٤ / ٥٩ و ٧ / ٤٦٣ - ٢٩١ - ٤٢٥ - ١٧٦ بلفظ (لو كان لكنت)، وتاريخ اصبهان: ٢ / ٢٥١ - ٣٠٢ رقم ١٦٠٢ عن حبشي وابن عباس و ١ / ١١١، وأنساب اشراف: ٢ / ٣٤٦ - ٣٤٨ - ٣٥٥ عن سعد وأبي سعيد وأسماء والبراء وزيد وابن عباس، وأهل البيت في المكتبة العربية: ٢٢٥، والايضاح: ١٣٤ إلي ١٥٦، وتلخيص المتشابه: ١ / ٤٧١ رقم ٧٨٦، والاحسان: ٩ / ٤١ ح ٦٨٨٧، و ٨ / ٢٢١ ح ٦٦٠٩ عن سعد وأم سلمة، وزاد المسلم: ١ / ٣٤١، والمطالب العالية: ٤ / ٥٧، وإمتاع الأسماع: ١ / ٤٥٠ غزوة تبوك، ومناقب كوفي:
١ / ٢٢٤ و ٢٥٠، ومناقب كوفي: ١ / ٤٩٩ إلي ٥٤٢ ح ٤١٦ عن جابر محدوج الخدري أم سلمة سعد أسماء ابن المسيب علي الباقر بن مالك ابن عباس مجاهد زين العابدين ابن الأكوع أبي هريرة، ونزل الأبرار: ٤٧ - ٤٩ - ٨١ الباب الأول عن جملة من الصحابة، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٠ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٩ / ١٣٨ إلي ١٤٢ ح ١٤٦٤٢ وما بعده عن أبي سعيد وأسماء وأم سلمة وابن عباس وحبشي وابن عمر وعلي وجابر وأبي أيوب والبراء وزيد بن أرقم، والوفا بأحوال المصطفي: ١٨٦ ح ٢٥٤ باب كونه خاتم النبيين عن سعد، ومسند أبي يعلي: ١٢ / ٣١٠ ح ٦٨٨٣ عن سعد وأم سلمة و ١ / ٢٨٦ ح ٣٤٥ مجمع ومصابيح السنة: ٤ / ١٧٠ ح ٤٧٦٢ سعد (صحيح)، والمعجم الأوسط: ٢ / ٢٧٧ ح ١٤٨٨ - ابن عمر، والتبيين في أنساب القرشيين: ٩٩ ذكر أمير المؤمنين، وشرح الاخبار: ٩٧ ح ١٨ عن أسماء وأبي سعيد وسعيد بن مالك عن أبيه، وجواهر المطالب: ١ / ٥٧ عن سعد و ١٧١ باب ٢٢ عنه، وروضة الكافي: ٨ / ٩٢ ح ٨٠ عن الصادق، والتبصرة لابن الجوزي: ١ / ٤٤١ مجلس ٣١ عن سعد، والمعجم الأوسط: ٦ / ١٦١ - ٣٩٥ - ٤٠٥ ح ٥٣٢١ - ٥٨٤١ - ٥٨٦٢ عن سعد و ٨ / ٢٨٩ ح ٧٥٨٨ عن حبشي بن جنادة و ٥ / ١٣٦ ح ٤٢٦٠، وكتاب الأربعين للخزاعي: ٣٩ ح ٨ عن سعد بن مالك. وفضائل الصحابة: ٢ / ٩٦٧ - ٥٦٨ - ٥٦٩ - ٥٩٢ - ٥٩٨ - ٦١٠ - ٦٣٣ - ٦٤٢ - ٦٧٠ ح ٩٥٤ - ٩٥٦ - ٩٥٧ - ٩٦٠ - ١٠٠٥ - ١٠٠٦ - ١٠٢٠ - ١٠٤١ - ١٠٧٩ - ١٠٩١ - ١٠٩٢ - ١١٤٣ عن أبي سعيد وسعد من طرق وأسماء وسعد بن مالك وسعيد بن زيد، والفردوس: ٣ / ٦٢ ح ٤١٧٣ ط. الكتب و ٨٨ ح ٣٩٩٢ ط. الكتاب عن جابر و ٥ / ٣١٥ ح ٨٢٩٩ ط. كتب و ٤٠٦ ح ٨٣٠٨ ط. كتاب عن عمر بن الخطاب. و ٣٧٧ ح ٨٣٣١ عن علي ط.
الكتب، والمصنف: ١١ / ٢٢٦ ح ٢٠٣٩٠ سعد باب أصحاب النبي. و ٥ / ٤٠٦ ح ٩٧٤٥، ومسند الشاشي: ١ / ١٦١ ح ٩٩ عن أم سلمة - ١٢٧ - ١٤٧ - ١٦٥ - ١٨٦ - ١٨٨ - ١٩٥ ح ٦٣ - ٨٢ - ١٠٦ - ١٠٥ - ١٣٤ - ١٣٧ - ١٤٧ - ١٤٨ عن سعد بن أبي وقاص من طرق عدة، والبيان والتعريف عن أسباب ورود الحديث: ٣ / ٢٧ ح ١٢١٣ صحيح عن أبي سعيد، وزاد المسلم: ١ / ٣٤١، والمطالب العالية: ٤ / ٥٧.
وصحيح مسلم: ١٥ / ١٦٩ ح ٦١٦٧ كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي عن سعد، وصحيح البخاري: ٧ / ٧١ ح ٣٧٠٦ كتاب المغازي - غزوة تبوك - المطبعة السلفية بالقاهرة، والتنبيه والاشراف: ٢٣٦ ذكر سنة ٨ هجري، ومناقب ابن المغازلي: ٣٧ إلي ٤٣ ط. بيروت وط. طهران: ٢٧ إلي ٣٧ و ١١١ ح ٤٠ إلي ٥٦ و ١٥٤ عن ابن عباس وانس وسعد بن أبي وقاص من طرق وابن مسعود والباهلي وأبي سعيد الخدري، وكنز الفوائد: ٢٨٠ - ٣٣٩ - ٢٨٢ - ٢٨١، ومناقب علي للكلابي بذيل مناقب المغازلي: ٢٧٦ ط. بيروت وط. طهران: ٤٤٢ ح ٢٩ - ٣٠ عن ابن المسيب وسعد بن أبي وقاص، وتاريخ الخميس: ٢ / ١٢٥ - ٢٧٥ - ٢٠٠، وأنساب الاشراف - ترجمة علي: ٢ / ٩٢ - ٩٤ عن أبي سعيد و ٩٥ عن سعد بن مالك و ٩٦ عن زيد بن أرقم وبراء (تحقيق المحمودي)، وتذكرة الخواص: ٢٧ - ٢٩ - ٣١ الباب الثاني عن سعد والباهلي وابن أبي أوفي، واحياء علوم الدين: ٢ / ١٩٣ كتاب الألفة الباب الثالث - حق المسلم، اسمي المناقب: ٣٣ - ٤٨ عن فاطمة، وأمالي الشجري: ١ / ١٣٤ الحديث السادس عن جابر الأنصاري بزيادة:
" ولو كان لكنته ".
وكنز العمال: ٥ / ٧٢٤ ح ١٤٢٤٢ خلافة عثمان و ١١ / ٥٩٩ - ٦٠٣ - ٦٠٦ ح ٣٢٨٨١ - ٣٢٩١٥ - ٣٢٩٣١ و ١٣ / ١٦٣ ح ٣٦٤٩٦ عن عامر بن سعد و ١٠٦ ح ٣٦٣٤٥، و ١٢ / ٣١٠ ط. حيدر آباد عن عقيل بن أبي طالب، وصفة الصفوة: ١ / ١٢٠ ط. حيدر آباد دكن، والجامع الصغير: ٢ / ٢٢ - ٥٤٥، وتاريخ الاسلام - المغازي -: ٢ / ٦٣١ غزوة تبوك و ٣ / ٦٢٦ - ٦٢٧ - عهد الخلفاء - عن زيد وسعد، ومروج الذهب: ٢ / ٦١ ط. مصر ١٣٤٦ و ٣ / ١٤ ط. دار الأندلس بيروت - خلافة معاوية. و ٢ / ٤٩ ط. مصر ١٣٤٦ و ٣ / ١٤ ط. دار الأندلس بيروت - ذكر لمع من كلامه.
وخصائص النسائي: ٦٩ ح ٥١ و ٧١ ح ٥٤ - ٥٣ - و ٣٢ ح ٩ - و ١١٧ ح ١٣٢ و ٦٩ ح ٥٠ و ٦٧ ح ٤٩ و ٧٣ ح ٥٦ و ٧٤ ح ٥٨ - ٥٩ عن سعد من طرق وعن سعد بن مالك وأسماء بنت عميس، والمعجم الكبير: ٢٤ / ١٤٦ - ١٤٧ ترجمة أسماء ما روته عنها فاطمة بنت الحسين و ١ / ١٤٦ - ١٤٨ ترجمة سعد بن أبي وقاص - ما أسند سعد - و ٤ / ١٧ ح ٣٥١٥ ترجمة حبشي بن جنادة، و ١٨٤ ترجمة أبي أيوب ما روي عبد الرحمن الحزمي عنه، و ٥ / ٢٠٣ ترجمة زيد بن أرقم ما روي ميمون عنه و ٢٢١ ترجمة زيد ابن أبي أوفي ح ٥١٤٦ و ١١ / ٦١ - ٦٣ ترجمة ابن عباس ما روي عنه مجاهد و ١٢ / ١٥ ترجمة ابن عباس ما روي عن سعيد بن جبير و ٧٨ ما روي عنه عمرو بن ميمون و ١٩ / ٢٩١ ترجمة مالك بن حويرث و ٢٣ / ٣٧٧ ترجمة أم سلمة ما روي سعد عنها.
وفتح الملك العلي: ٤٨ عن زيد ابن أبي أوفي.
والصواعق المحرقة: ٢٧٣ عن معاوية الباب ١١ المقصد ٥، والكامل في التاريخ: ١ / ٦٣٦ غزوة تبوك حوادث سنة ٩ هجري، وسنن ابن ماجة: ٤٣ - ٤٥ باب المقدمة فضائل أصحاب الرسول - علي، مقامات العلماء: ٢١١، وسنن الترمذي: ٥ / ٦٣٨ - ٦٤١ ط. دار الحديث، والطبقات الكبري: ٣ / ١٦ - ١٧ عن أبي سعيد وسعد بن مالك وزيد بن أرقم ترجمة علي ذكر اسلامه.
وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١٥ ح ١١٤٠ عن عمرو بن واثلة أبو الطفيل و ١ / ٩٠ ح ١٢٣ عن ابن عباس و ١٢٣ ح ١٤٨ عن زيد بن أبي أوفي وابن عباس و ١٢٥ ح ١٥٠ عن محدوج بن زيد الذهلي و ٢٠٩ - ٢٠٤ ح ٢٥٠ - ٢٥١ عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس و ٢٢٥ ح ٢٧٠ من طرق عن سعد بن أبي وقاص و ٢٩٠ ح ٣٢٩ عن جابر الأنصاري و ٣٠٦ ح ٣٣٦ وما بعده من طرق كثيرة عن سعد بن أبي وقاص و ٣٦٠ ح ٣٩٨ عن عمر بن الخطاب و ٣٦٢ ح ٤٠٢ عن علي بن أبي طالب من طريق سفيان الثوري والإصبع بن نباتة، ٣٦٥ ح ٤٠٥ عن ابن عباس من طرق و ٣٦٨ ح ٤٠٩ عن عبد الله بن جعفر و ٣٦٩ عن معاوية و ٣٧٠ ح ٤١١ عن أبي هريرة و ٣٧١ عن أبي سعيد الخدري و ٣٧٦ ح ٤٢٧ عن جابر الأنصاري و ٤٧٨ عن البراء وزيد بن أرقم وجابر بن سمرة و ٣٨٠ ح ٤٣٥ عن أنس بن مالك و ٣٨١ عن زيد بن أبي أوفي ونبيط بن شريط و ٣٨١ ح ٤٣٩ عن حبشي بن جنادة ومالك الحويرث وأبي الفيل و ٣٨٣ عن أم سلمة و ٣٨٤ عن أسماء بنت عميس عدة و ٣٩٠ ح ٤٥٤ عن فاطمة بنت حمزة.
وينابيع المودة: ١ / ٨٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٩١ ط. النجف باب ١٥ عن جابر الجعفي، والمسند، ٣ / ٣٢ ط. م و ٣ / ٤١٧ ط. ب عن أبي سعيد و ٣ / ٣٣٨ ط. م و ٤ / ٢٩٥ ط. ب عن جابر الأنصاري و ١ / ١٧٣ ط. م و ٢٨٢ ط. ب عن سعد بن مالك و ٦ / ٤٣٨ ط. م و / ط. ب عن أسماء بنت عميس.
وأسد الغابة: ٥ / ٨ ترجمة نافع بن الحارث عنه، والمعيار والموازنة للإسكافي: ٢١٩ - ٢٢٠.
ومنتخب الكنز: ٥ / ٣٠ عن ابن أبي ليلي، والتاريخ الكبير للبخاري: ٤ / ٣٠١ قسم ١ ط. حيدر آباد - دكن عن مالك بن الحويرث، وتاريخ بغداد: ٤ / ٧٧ و ٧ / ٤٥٢ ط. مصر السعادة عن سفيان الثوري وعمر بن الخطاب، وإحقاق الحق: ١٦ / ٣٢ عن أرجح المطالب: ٤٤٨ ط. لاهور عن سعد بن زيد و ١٦ / ٣٥ عن مرآة المؤمنين للكنهوئي: ٨٤ ط. عن عبد الرحمن بن سائط.
والاحتجاج: ١ / ١١٣ عن أبي بن كعب، والعقد الفريد: ٤ / ٢٩١ كتاب الخلفاء - خلافة علي.
وفرائد السمطين: ١ / ١٥٠ عن ابن عباس ح ١١٣ الباب ٢٩ و ١١٥ ح ٨٠ الباب ٢٠ عن ابن أبي أوفي و ١٢٢ - ١٢٧ عن أسماء وجابر والحسن بن سعد مولي علي وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد - الباب ٢١.
ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٩٠ - ١٩٢ عن جملة من الحفاظ - عن زيد وبريدة وابن عباس وجابر والكياشيرويه وعبد الله بن الرقيم عن سعد ابن مالك وابن عمر وسعد.
وبحار الأنوار: ٣٩ / 19 باب 72 عن زيد ابن أرقم والرضا عن ابائه وابن عباس وابن عمر وأبي رافع وحذيفة وابن أسيد والباقر وعمر والبراء وسعد والصادق.
(٣٥٥)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، حديث المنزلة (3)، عمر بن سعد لعنه الله (8)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (2)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (9)، أبو هريرة العجلي (3)، عمرو بن قيس (1)، حبيب بن أبي ثابت (1)، علي بن أبي طالب (2)، عبد الله بن مسعود (1)، جابر بن عبد الله الأنصاري (5)، أسماء بنت عميس (4)، فاطمة بنت علي (1)، سفيان الثوري (3)، حبشي بن جنادة (4)، أبو الطفيل (2)، جابر بن سمرة (2)، زيد بن أرقم (6)، أبي بن كعب (2)، سعد بن زيد (2)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب سنن إبن ماجة (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، عبد الله بن عباس (13)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، أبو سعيد الخدري (2)، معركة تبوك (4)، كتاب الهداية الكبري (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، كتاب فتح الباري (1)، الطبراني (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (5)، مدينة طهران (2)، سعيد بن جبير (1)، فاطمة بنت الحسين (1)، التاريخ الإسلامي (1)، ابن أبي ليلي (1)، سعد مولي علي (1)، عمرو بن ميمون (2)، أنس بن مالك (1)، سعيد بن مالك (1)، جابر الجعفي (1)، سعيد بن زيد (1)، سعد بن مالك (5)، دمشق (2)، الصدق (1)

صفحه 345

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٨
صحة المنزلة وتواتره بعد هذه الطرق المتعددة والحوادث المتنوعة لحديث المنزلة، والتي كان في بعضها يؤكد الرسول تأكيدا عليه اشعارا بتسالمه بينهم، يصدق القائلين بتواتر هذا الحديث.
ويؤيد ذلك ما يلي:
* ففي شرح الرسالة للشيخ جسوس ما نصه: وحديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسي " متواتر (1).
* وقال الحاكم: هذا حديث دخل حد التواتر (2).
١ - نظم المتناثر من الحديث المتواتر: ٢٠٧ ح 233.
2 - كفاية الطالب: 283 الباب 70.
(٣٥٨)
مفاتيح البحث: حديث المنزلة (1)، كتاب نظم المتناثر من الحديث المتواتر للشيخ محمد جعفر الكتاني (1)

صفحه 346

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٥٩
* وقد صرح السيوطي أيضا وغيره بتواتره (1).
* وقال ابن الجوزي والخطيب التبريزي: أخرجاه في الصحيحين واتفقا عليه (2).
* وقال ابن أبي الحديد: خبر المنزلة مجمع علي روايته بين سائر فرق الاسلام (3).
* وقال الكنجي: هذا حديث متفق علي صحته رواه الأئمة والحفاظ … واتفق الجميع علي صحته حتي صار ذلك اجماعا منهم (4).
* وقال محمد الجزري الشافعي بعد ذكر حديث المنزلة عن عائشة بنت سعد: متفق علي صحته بمعناه من حديث سعد (5).
* قال الحسكاني: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ [العبدي المتوفي 417] يقول: خرجته بخمسة آلاف اسناد (6).
* وقال ابن عبد البر والتلمساني: وهو من أثبت الآثار وأصحها (7).
* وقد أخرجه أحمد من طرق كلها صحيحة (8).
١ - الأزهار المتناثرة: ٧٦ ح ١٠٣، ونظم المتناثر: ٢٠٦ ح ٢٣٣، واتحاف ذوي الفضائل: ١٦٩ ح ٢١٧.
٢ - تذكرة الخواص: ٢٧ الباب الثاني، مشكاة المصابيح: ٣ ١٧١٩ ح ٦٠٧٨ كتاب المناقب - مناقب علي، وأخرجه مسلم في: ١٥ / ١٦٩ ح ٦١٦٧ كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي عن سعد، والبخاري: ٥ / ٨١ ح ٢٢٥ كتاب فضائل أصحاب النبي باب مناقب علي (٣٩) ط. دار القلم و ٧ / ٧١ ح ٣٧٠٦ كتاب المغازي - غزوة تبوك - المطبعة السلفية بالقاهرة.
٣ - شرح النهج: ٣ / ٢٥٥ ط. القاهر.
٤ - كفاية الطالب: ٢٨٣ الباب ٧٠.
٥ - اسمي الناقب في تهذيب أسني المطالب: ٤٨ ح ٧.
٦ - شواهد التنزيل: ١ / ١٩٥ ح ٢٠٥ مورد آية ٥٩ من النساء.
٧ - الاستيعاب: ٣ / ٣٤ بداية ترجمة علي، والجوهرة في نسب الإمام علي: ١٤.
٨ - فضائل الصحابة - مناقب علي: 2 / 567 - 569 - 592 - 633 - ح 956 - 960 - 1005 - 1006 - 1079 - عن سعد من طرق، و 598 - 642 ح 1020 - 1091 عن أسماء.
(٣٥٩)
مفاتيح البحث: حديث المنزلة (2)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، معركة تبوك (1)

صفحه 347

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٠
الاحتجاجات بحديث المنزلة الاحتجاجات بحديث المنزلة ومما يدلل علي تواتر هذا الحديث الاحتجاجات التي كانت يحتج به امام الصحابة ولم يكن يعترض أحد:
1 - احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام): وجاء ذلك عند وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي أبي بكر وعمر (1).
واحتج به أيضا سابع وفاة النبي (صلي الله عليه وآله): … واصطفاني بخلافته في أمته فقال وقد حشده المهاجرون والأنصار وانغصت بهم المحافل: " أيها الناس ان عليا مني كهارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي " (2).
- واحتج به أيضا علي أبي بكر في منزله (عليه السلام) قائلا: " فأنشدك بالله إلي الوزارة مع رسول الله، والمثل من هارون من موسي أم لك؟ ".
قال: بل لك (3).
- وضمن احتجاجه في الشوري علي أصحابها روي ذلك عمرو بن واثلة قال: سمعت عليا يقول: " أفيكم أحد أخو رسول الله (صلي الله عليه وآله) غيري؟ إذ آخي بين المؤمنين فآخي بيني وبين نفسه وجعلني منه بمنزلة هارون من موسي الا اني لست بنبي ".
قالوا: لا (4).
وقريب منه عن أبي ذر انه سمع عليا (عليه السلام) يقول: " هل تعلمون اني كنت إذا قاتلت عن
١ - الاحتجاج: ١ / ٨٣ الهجوم علي دار علي، ووفاة الزهراء للمقرم: ٦٦ - ٦٧، والأربعين للخزاعي: ٦٢ ح ٢٠.
٢ - روضة الكافي: ٢٣ ح ٤ خطبة الوسيلة.
٣ - الاحتجاج: ١ / ١١٨ ذيل احتجاجات الأمير علي أبي بكر، وعبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جري بينهما في المنزل ولكنه اختصر المناقب التي عددها الامام علي أبي بكر واكتفي بقوله: " ثم ذكر قرابته من رسول الله وحقهم فلم يزل يذكر ذلك حتي بكي أبو بكر " المصنف: 5 / 473 ح 9774 خصومة علي والعباس.
4 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 3 / 116 ح 1140 ومناقب ابن المغازلي: 88 ط. بيروت وط. طهران:
117 ح 155.
(٣٦٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، حديث المنزلة (2)، المهاجرون والأنصار (1)، الوفاة (2)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، دمشق (1)

صفحه 348

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦١
يمين رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي؟ " قالوا: اللهم نعم (1).
- واحتج به أيضا في مسجد رسول الله في أيام عثمان كما عن ابان عن سليم:
قال (عليه السلام): " أفتقرون ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسي وأنت ولي كل مؤمن من بعدي ".
قالوا: اللهم نعم (2).
وروي ابن عباس احتجاجا له به بلا ذكر المكان (3).
2 - احتجاج فاطمة (عليها السلام) بحديث المنزلة:
ذلك ما روي عن ابنتها أم كلثوم قالت: قالت فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " أنسيتم قول رسول الله يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه؟
وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسي " (4).
وفي رواية رواها الطبري من طرق متعددة في خطبتها في مجلس أبي بكر: " أنسيتم قول رسول الله: أنت مني بمنزلة هارون من موسي، وقوله اني تارك فيكم الثقلين، ما أسرع ما أحدثتم واعجل ما نكثتم و … " (5).
3 - احتجاج الحسن (عليه السلام) بحديث المنزلة:
وذلك في مجلس معاوية وبحضور عمرو والوليد بن عقبة وعتبة قال (عليه السلام) في معرض ذكر فضائل الأمير (عليه السلام): ".. وقال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هارون من موسي وأنت أخي في الدنيا والآخرة. وأنت يا معاوية نظر النبي إليك يوم الأحزاب. " وذكر فيه فضائح معاوية ولعن الرسول إياه وفضائح عمرو وعتبة والوليد مفصلا (6).
١ - مناقب الخوارزمي: ٣٠١ ح ٢٩٦ الفصل ١٩.
٢ - كتاب - السقيفة - سليم: ١١٥، وإحقاق الحق: ٥ / ٣٧ عن فرائد السمطين للحمويني.
٣ - كتاب الأربعين للحافظ الخزاعي: ٦٢ ح ٢٠.
٤ - اسمي المناقب في تهذيب أسني المطالب: 33 ح 5.
5 - دلائل الإمامة: 39 حديث فدك.
6 - تذكرة الخواص 182 الباب الثامن ذكر الحسن، وأهل البت لتوفيق أبو علم: 349 الإمام الحسن - بين الحسن ورجال معاوية.
(٣٦١)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، حديث المؤاخاة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (2)، حديث الثقلين (1)، عبد الله بن عباس (1)، معركة تبوك (1)، الوليد بن عقبة (1)، غدير خم (1)، السجود (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، ابراهيم الحمويني الشافعي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، الخوارزمي (1)، السقيفة (1)

صفحه 349

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٢
4 - احتجاج الحسين (عليه السلام) بحديث المنزلة:
وذلك عند مسيره إلي مكة حيث حج مع اهل بيته وأصحابه فخطب فيهم بمني خطبة كبيرة وفيهم قريب مائتي رجل من الصحابة:
قال (عليه السلام) فيها: " أنشدكم الله أتعلمون ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال له في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسي، وأنت ولي كل مؤمن بعدي ".
قالوا: اللهم نعم (1).
5 - احتجاج الإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو أهمها أخرجه ابن عساكر والبغدادي وهو احتجاج الإمام زين العابدين بالمنزلة علي فضل الإمام علي علي الشيخين (2).
وسوف يأتي في دلالة المنزلة - في عمومية الحديث.
6 - احتجاج أبي بن كعب:
قال في محضر أبي بكر بعد السقيفة: ألستم تعلمون ان رسول الله قال: " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسي طاعتك واجبة علي من بعدي كطاعتي في حياتي غير أنه لا نبي بعدي؟ ".
(إلي أن قال): " وان الله تعالي أوصي إلي ان اتخذ عليا أخا كما أن موسي اتخذ هارون أخا واتخذ ولده ولدا فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون إلا أني قد ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك " (3).
7 - احتجاج عبد الله بن جعفر بحديث المنزلة:
١ - كتاب السقيفة - سليم: ٢٠٨.
٢ - تاريخ دمشق: ٣٠ / ٣٥٩ ترجمة أبي بكر، وتاريخ بغداد: ٩ / ٣٧٠.
٣ - الاحتجاج: ١ / 113 احتجاج أبي علي القوم كما احتج سلمان.
(٣٦٢)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث المنزلة (2)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، معركة تبوك (1)، إبن عساكر (1)، أبي بن كعب (1)، السقيفة (2)، الحج (1)، الوصية (1)، الطهارة (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، دمشق (1)

صفحه 350

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٣
وذلك امام جملة من الصحابة عند معاوية في حديث طويل جاء فيه:
" لم يبق منهم علي ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسي.. " (1).
8 - احتجاج أبو ذر:
فعن ابن عباس قال: رأيت أبا ذر الغفاري متعلقا بحلقة بيت الله الحرام وهو يقول: اني رأيت رسول الله في العام الماضي وهو آخذ بهذه الحلقة وهو يقول: " يا ايها الناس لو صمتم حتي تكونوا كالحنايا.. (إلي أن قال) علي سيد المسلمين وامام المتقين يقتل الناكثين والمارقين والجاحدين، وعلي مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي " (2).
9 و 10 - احتجاج عمر بن الخطاب ومعاوية علي من أنكر علم أمير المؤمنين بهذا الحديث علي ما رواه ابن عساكر في تاريخه والحاكم وأحمد (3).
11 - احتجاج الإمام الرضا (عليه السلام) مع المأمون علي العلماء (4).
12 - احتجاج ابن عباس به علي من وقع في علي (عليه السلام) (5).
13 - احتجاج سعد بن أبي وقاص علي معاوية كما أخرجه مسلم وغيره، وعلي من وقع
١ - كتاب - السقيفة - سليم: ٢٣٥.
٢ - كنز الفوائد: ٢٨٢.
٣ - ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦٠ ح ٣٩٨ و ٣٦٩ ح ٤١٠ و ٢٠٤ ح ٢٥٠ و ٢٢٥ ح ٢٧١، والمستدرك علي الصحيحين: ٣ / ١٠٨ وصححه وأقره الذهبي - مناقب أهل البيت، وجواهر المطالب:
١ / ١٩٧ باب ٣١، وفضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٧٥ ح ١١٥٣ مناقب علي، وجواهر العقدين: ٣٨٧.
٤ - عيون أخبار الرضا: ٢ / ١٢٠ باب ٣٥ ح ١.
٥ - المعجم الكبير: ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣ ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون، وترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦٠ ح ٣٩٨ و ٣٦٩ ح ٤١٠ و ٢٠٤ ح ٢٥٠ و ٢٢٥ ح ٢٧١، والمستدرك علي الصحيحين: ٣ / ١٠٨ وصححه وأقره الذهبي - مناقب أهل البيت، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٢٠ ط.
مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥٩ ح ١٤٦٩٦ كتاب المناقب، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٩١ فصل في الجوار - عن تاريخ البلاذري ومسند أحمد، وفضائل الصحابة لأحمد: 2 / 684 ح 1168 مناقب علي.
(٣٦٣)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبوذر الغفاري (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الله بن عباس (3)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، إبن عساكر (1)، القتل (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، عمرو بن ميمون (1)، السقيفة (1)، دمشق (2)

صفحه 351

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٤
في علي مرة أخري (1).
14 - احتجاج سلمان (2) 15 - احتجاج أم سلمة علي أبي بكر (3).
16 - احتجاج أم سلمة علي معاوية (4).
17 - وليس احتجاج المأمون علي إسحاق بن إبراهيم ببعيد (5).
دلالة حديث المنزلة علي الإمامة دلالة حديث المنزلة علي الإمامة ذكرنا أن دلالة حديث المنزلة علي خلافة أمير المؤمنين من أوضح الطرق، ذلك أن الحديث واضح في أنه يريد أن يجعل لعلي منصبا جديدا فشبهه بالنبي هارون ونسبه اليه كنسبة هارون إلي موسي.
فدلالة الحديث هي نفس الصفات التي يتلبس بها هارون الشخصية أو التي يتصف بها لقربه من موسي ولكونه خليفته ونائبه وأخيه وحبيبه ووصية.
ومن يشك في دلالة هذا الحديث فإنما هو يشك في صفات هارون، وهذا ما يدل عليه الاستثناء - الا النبوة - فما عداها مثبت لعلي بالمطابقة.
* قال علي (عليه السلام): " … واصطفاني بخلافته في أمته فقال وقد حشده المهاجرون والأنصار
١ - صحيح مسلم: ١٥ / ١٧١ ح ٦١٧٠ كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل علي، وترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ١ / ٣٦٠ ح ٣٩٨ و ٣٦٩ ح ٤١٠ و ٢٠٤ ح ٢٥٠ و ٢٢٥ ح ٢٧١، ومروج الذهب: ٢ / ٦١ ط. مصر ١٣٤٦ و ٣ / ١٤ ط. دار الأندلس بيروت - خلافة معاوية، والمستدرك علي الصحيحين: ٣ / ١٠٨ وصححه وأقره الذهبي - مناقب أهل البيت، وفضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٤٣ ح ١٠٩٣ مناقب علي، ومسند الشاشي: ١ / ١٢٧ - ١٤٧ - ١٦٥ ح ٦٣ - ٨٢ - ١٠٦ مسند سعد، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٦٩ ح ٣٢٠٦٩ كتاب الفضائل - فضائل علي، وأهل البيت لتوفيق أبو علم: ٣٩٢ الإمام الحسن - خرق معاوية شروط الصلح، وتلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ٢ / ٦٤٥ رقم ١٠٧٧ الفصل الثالث، وجواهر المطالب: ١ / ٢٩٧ باب ٣١، وفتح الباري: ٧ / 93 ح 3707 مناقب علي.
2 - مناقب الكوفي: 1 / 414 ح 327.
3 - وفاة الزهراء للمقرم: 93.
4 - مناقب الكوفي: 1 / 508 ح 424.
5 - العقد الفريد: 5 / 76 ط. دار الاحياء - احتجاج المأمون علي الفقهاء في فضل علي من كتاب التيمية الثانية من اخبار زياد والحجاج و 2 / 43 الطبعة الأولي و 3 / 31 ط. مصر مطبعة الشرفية سنة 1316.
(٣٦٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حديث المنزلة (3)، المهاجرون والأنصار (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، إسحاق بن إبراهيم (1)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب فتح الباري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، دمشق (1)، الوفاة (1)

صفحه 352

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٥
وانغصت بهم المحافل: " أيها الناس ان عليا مني كهارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي " (1).
* وتقدم عن النبي قوله في الحديث: " وانما خلفته كما خلف موسي هارون " (2).
ويؤيد ذلك بعض الاحتجاجات المتقدمة خاصة التي كانت في أيام السقيفة والشوري، والتي كانوا يصرحون بأنه أولي بالخلافة لمكان حديث المنزلة.
وبالأخص احتجاج فاطمة عليها السلام * ونقل الكنجي عن شعبة بن الحجاج قوله في الحديث: (وكان هارون أفضل أمة محمد فوجب ان يكون علي أفضل من كل أمة محمد صيانة بهذا النص الصحيح الصريح كما قال موسي لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح) (3).
وقال في موضع آخر: بعد ذكر حديث: علي كنفسي (4) - ومن المعلوم أنه يمتنع ان تكون نفس علي هي نفس النبي، ولابد ان يكون المراد هو المساواة بين النفسين، وهذا يقتضي أن كل ما حصل لمحمد من الفضائل والمناقب فقد حصل مثله علي، ترك العمل بهذا النص في فضيلة النبوة، فوجب ان تحصل المساواة بينهما فيما وراء ذلك.
ثم لا شك ان محمد (صلي الله عليه وآله) كان أفضل الخلق بسائر الفضائل فلما كان علي مساويا له في تلك الصفات يجب ان يكون أفضل، ولم أر الأصوليين أجابوا عن هذا بشئ (5).
* وجزم أبو جعفر الإسكافي بتقدم أمير المؤمنين علي وأفضليته علي الخلفاء بحديث المنزلة (6).
* وسأل معلي بن سليمان محمد بن عبد الله عن الحديث فقال: أراد به أن يطاع من
١ - روضة الكافي: ٢٣ ح ٤ خطبة الوسيلة.
٢ - تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ١ / ٤٧١ رقم ٧٨٦ الفصل الثاني.
٣ - كفاية الطالب: ١٥٠ الباب ٧٠ ح ٨٩٠.
٤ - قال رسول الله: " لينتهين بني وليعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي … " مجمع الزوائد: ٧ / ١١٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٧ / ٢٤٠ ح ١١٣٥٥ كتاب التفسير - الحجرات، وكنز العمال: ٦ / ٤٠٠ ط. دكن ١٣١٢، وخصائص النسائي: ١٩ ط. مصر ١٣٤٨، والرياض النضرة: ٢ / ١٦٤ ط. مصر الأولي، وذخائر العقبة ٦٤، وكفاية الطالب: ٢٨٩، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤٧ وفيه " يسألني عن النفس ".
٥ - كفاية الطالب: ٢٩١ الباب الثاني والسبعون حديث ماء الفردوس.
٦ - المعيار والموازنة للإسكافي: 219 - 220
(٣٦٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، حديث المنزلة (1)، محمد بن عبد الله (1)، شعبة بن الحجاج (1)، السقيفة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)

صفحه 353

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٦
بعده كما يطاع النبي في حياته (1).
* وقال الطيبي في شرح الحديث: يعني أنت متصل ونازل بمنزلة هارون من موسي، وفيه تشبيه ووجه الشبه مبهم بينه بقوله: الا انه لا نبي بعدي. فعرف ان الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة ما دونها وهي الخلافة (2).
* وقال ابن أبي الحديد بعد ذكر الحديث: أثبت له جميع مراتب هارون من موسي (3).
* وقال في موضع أخر: وقول النبي (صلي الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسي " وذلك يقتضي عصمته عن الدم الحرام كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك (4).
* وقال أبو جعفر الحسني بعد ذكر كلام قدمناه (5) يساوي فيه بين النبي (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين في جملة من الصفات والأفعال: فأبان نفسه منه بالنبوة واثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما (6).
- وإذا ثبت ذلك فنقول:
صفات هارون بل لعلها أبرز صفة فيه كونه وصيا وخليفة ونائبا لموسي. فيكون معني الحديث: أنت وصي وخليفتي ونائبي كما كان هارون نائبا وخليفة ووصيا لموسي.
وهذا يدل علي الفورية بعد وفاة الرسول لان هارون كان كذلك لو عاش، والا لبين الرسول خلاف ذلك، علي أنه لم يرد هذا الحديث - من الوجه الصحيح - في غير علي (عليه السلام) حتي يقول بتقديمه في الخلافة عليه.
والعامة أكثرها متفقة معنا علي معني الحديث وتقول ان عليا كان خليفة للرسول ولكنها تخصص ذلك بمدة غزوة تبوك (7).
وبعدما تقدم ان حديث المنزلة ليس مخصوصا بغزوة تبوك بل كان مزامنا لكل مراحل
١ - مناقب الكوفي: ١ / ٥١٠ ح ٤٢٩.
٢ - شرح المواهب للزرقاني: ٣ / ٧٠ عنه الغدير: ٣ / 202.
3 - شرح النهج: 2 / 575 ط. مصر.
4 - شرح النهج: 6 / 169 - 170 شرح الكلام 74.
5 - تقدم ذلك ف أقوال العلماء في فضيلة علي 7 في مطلع الكتاب كما وتقدم بعض الروايات التي تفيد تساويهما من جميع الصفات سوي النبوة.
6 - شرح النهج: 20 / 221 - 222 الكلام 193 - سياسة علي.
7 - تاريخ الخميس: 2 / 200 الفصل الثاني في ذكر الخلفاء الراشدين - خلافة أبي بكر.
(٣٦٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث المنزلة (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، معركة تبوك (2)، الوفاة (1)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (1)

صفحه 354

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٧
حياة الرسول (صلي الله عليه وآله) فمن اليوم الأول للدعوة - يوم الدار - وحتي قبيل وفاة الرسول كان هذا الحديث يخرج من الفم المقدس لابي القاسم محمد (صلي الله عليه وآله) في حق المرتضي (عليه السلام).
فينبغي علي هذا: ان تذعن العامة إلي عمومية دلالة المنزلة لثبوت الدليل عليه.
(٣٦٧)
مفاتيح البحث: حياة النبي (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الوفاة (1)

صفحه 355

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٨
ما جاء في عمومية الحديث ومما يدل علي عموم الحديث ما تقدم من طرق قول النبي لعلي (عليه السلام): " ما سألت الله شيئا الا سألت لك مثله ولا سالت الله شيئا الا أعطانيه الا انه قيل لي: لا نبوة بعدك " (1).
- وقال الإمام علي بن الحسين بعدما استفاد أفضلية علي علي أبي بكر وعمر من حديث المنزلة لأنه لم يكن في بني إسرائيل أفضل من هارون:
كما أخرجه ابن عساكر عن حكيم بن جبير قال: قلت لعلي بن الحسين: ان ناسا عندنا بالعراق يقولون: ان ابا بكر وعمر خير من علي!
فقال علي بن الحسين: " فكيف اصنع بحديث حدثنيه سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص؟ قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي " (2).
وفي رواية أخري عنه: قلت لعلي بن الحسين: جعلت فداك كان أبو جحيفة يزعم أنه سمع عليا يقول: " الا أخبركم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ثم سكت ".
فقال علي بن الحسين: فهذا سعيد بن المسيب أخبرني انه سمع سعدا قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " الا ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي، هل كان في بني إسرائيل بعد موسي أفضل من هارون (عليه السلام) ".
قلت: لا.
فضرب علي كتفي ثم قال لي علي بن الحسين: " فأين ذهب بك!! " (3).
* وفسر أمير المؤمنين ذلك ضمن احتجاجه علي المهاجرين في عهد عثمان قائلا:
" والدليل والله علي باطل ما شهدوا وما قلت يا طلحة: قول نبي الله يوم غدير خم: " من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه فكيف أكون أولي بهم من أنفسهم وهم امراء علي وحكام؟ ".
وقول رسول الله (صلي الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير النبوة فلو كان مع النبوة
1 - تقدم ذلك مفصلا عند الكلام عن أفضلية علي وتساويه مع الرسول في مطلع البحث.
2 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 327.
3 - تاريخ دمشق: 31 / 100 ترجمة أبي بكر.
(٣٦٨)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، دولة العراق (1)، سعيد بن المسيب (2)، إبن عساكر (1)، علي بن الحسين (5)، حكيم بن جبير (1)، غدير خم (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، السكوت (1)، دمشق (2)

صفحه 356

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٩
غيرها لاستثناه رسول الله (صلي الله عليه وآله) " (1).
* وكذا فهم الحسن البصري عندما سئل عن علي (عليه السلام) قال: ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع: ائتمانه علي براءة، وما قال له الرسول في غزاة تبوك فلو كان غير النبوة شئ يفوته لاستثناه (2).
١ - الاحتجاج: ١ / 150 احتجاج الأمير علي المهاجرين في خلافة عثمان.
2 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 4 / 95 - 96 الخطبة 56.
(٣٦٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحسن البصري (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)

صفحه 357

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٠
استدلال المأمون بالمنزلة * وكذا ما شرحه المأمون لإسحاق بن إبراهيم في مناظرته الطويلة جاء فيها:
يا إسحاق أتروي حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسي؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين قد سمعته وسمعت من صححه وجحده.
قال: فمن أوثق عندك من سمعت منه فصححه أو من جحده؟
قلت: من صححه.
قال: فهل يمكن ان يكون الرسول (صلي الله عليه وآله) خرج بهذا القول؟
قلت: أعوذ بالله.
قال: فقال [اي الرسول (صلي الله عليه وآله)] قولا لا معني له فلا يوقف عليه؟
قلت: أعوذ بالله.
قال: فما تعلم ان هارون كان أخا موسي لأبيه وأمه؟
قلت بلي.
قال: فعلي أخو رسول الله لأبيه وأمه؟
قلت لا.
قال: أوليس هارون [كان] نبيا وعلي غير نبي؟
قلت: بلي.
قال: فهذان الحالان معدومان في علي وقد كانا في هارون، فما معني قوله (صلي الله عليه وآله) أنت مني بمنزلة هارون من موسي؟
قلت له: [انما] أراد أن يطيب بذلك نفس علي لما قال المنافقون انه خلفه استثقالا له.
قال: فأراد أن يطيب نفسه بقول لا معني له؟
قال: فأطرقت.
قال: يا إسحاق له معني في كتاب الله بين.
قلت: ما هو يا أمير المؤمنين؟
قال: قوله عز وجل حكاية عن موسي: أنه قال لأخيه هارون * (أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) *.
(٣٧٠)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، إسحاق بن إبراهيم (1)، النفاق (1)

صفحه 358

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧١
قلت: يا أمير المؤمنين ان موسي خلف هارون في قومه وهو حي ومضي إلي ربه وان رسول الله (صلي الله عليه وآله) خلف عليا كذلك حين خرج إلي غزاته.
قال: كلا ليس كما قلت، أخبرني عن موسي حيث خلف هارون هل كان معه حيث ذهب إلي ربه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل؟
قلت: لا.
قال: أوليس استخلفه علي جماعتهم؟
قلت: نعم.
قال: فأخبرني عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين خرج إلي غزاته هل خلف الا الضعفاء والنساء والصبيان فاني يكون مثل ذلك.
وله عندي تأويل آخر من كتاب الله يدل علي استخلافه إياه لا يقدر أحد ان يحتج فيه ولا أعلم أحدا احتج به وأرجو أن يكون توفيقا من الله، قلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟
قال: قوله عز وجل حيث حكي عن موسي قوله: " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصير " (1) فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسي وزيري من أهلي وأخي شد الله به ازري وأشركه في امري كي نسبح الله كثيرا ونذكره كثيرا، فهل يقدر أحد ان يدخل في هذا شيئا غير هذا، أو لم يكن ليبطل قول النبي (صلي الله عليه وآله) وأن يكون لا معني له؟ (2).
١ - طه: ٢٩.
2 - العقد الفريد: 5 / 76 احتجاج المأمون علي الفقهاء في فضل علي من كتاب التيمية الثانية اخبار زياد والحجاج والطالبين ط. دار الاحياء. و 2 / 43 الطبعة الأولي 3 / 31 ط. مطبعة الشرقية سنة 1316.
(٣٧١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)

صفحه 359

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٢
تحريفات في حديث المنزلة والعامة كعادتهم (1) عندما يجدوا ان بعض الفضائل لأمير المؤمنين توجب تقديمه علي الشيخين يقوموا اما بتحريف تلك الفضيلة أو بالطعن علي راويها وإما نسبتها إلي غير أمير المؤمنين فان استطاعوا نسبتها إلي الشيخين فهو والا فإلي الثالث وان عجزوا فإلي اي رجل كان، المهم عندهم عدم الاذعان للحق لكي لا تعلو أنوف أقوام أخري. كما يأتي في غير موضع من هذا الكتاب.
وشاءت اليد الأموية ان يكون حديث المنزلة من الأحاديث المحكومة عليه بالتحريف والتزوير.
اما التحريف فهو ما أخرجه ابن عدي عن محمد بن نوح ثنا جعفر بن محمد الناقد ثنا عمار بن هارون المستملي البصري ثنا قزعة بن سويد البصري عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رفعه: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر … وفيه - وأبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسي.
وأخرجه ابن جرير الطبري عن بشير بن دحية عن قزعة بن سويد (2).
وفي رواية عن ابن أبي أوفي قال لأبي بكر: أنت مني بمنزلة قميصي عن جسدي (3).
وكذب هذا الحديث لا يكاد يصدق، وراويه أكذب ونقله أفحش.
وكيف يصدق خبر تواتر عن أمير المؤمنين واحتج به واحتجت به فاطمة بنت محمد (صلي الله عليه وآله) في أيام عنفوان أبي بكر وعمر ولم يعترضا ولم يذكراه.
كيف يصدق خبر في رواته عمار المستملي الذي قال فيه ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، يسرق الحديث، وقال الخطيب متروك الحديث.
وفيه قزعة قال فيه احمد مضطرب الحديث شبه متروك. وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ فاحش الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج باخباره.
١ - سوف نذكر نموذجا من سرقة فضائل أمير المؤمنين بعد قليل.
٢ - كنوز الحقائق: ٣٨٠، وكنز العمال: ١١ / ٥٦٧ ح ٣٢٦٨٢ فصل الصحابة اجمالا - ذكر أبي بكر، والغدير:
١٠ / ٩٤ عن ميزان الاعتدال: ٢ / ٢٤٥، ولسان الميزان: ٢ / 23.
3 - فرائد السمطين: 1 / 113 ح 80 باب العشرون.
(٣٧٢)
مفاتيح البحث: حديث المنزلة (2)، الدولة الأموية (1)، فاطمة بنت محمد (1)، محمد بن نوح (1)، جعفر بن محمد (1)، الكذب، التكذيب (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)

صفحه 360

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٣
وضعفه العجلي والآجري والبخاري والنسائي والهروي وأبو حاتم وغيرهم (1).
وأما بشر بن دحية فضعفه الذهبي وقال بعد رواية هذا الحديث: هذا كذب ومن بشرا؟!
(2).
واما رواية ابن أوفي ففي سندها عبد المؤمن ابن عباد العبدي والحسين بن محمد الذراع الضعيفان.
ومن العجيب تشبيه عمر وأبي بكر بهارون وتقدم صفتهما وسيرتهما مع الناس، والأجدر ان نقول كما قال سلمان المحمدي: " علي في شبه هارون وعتيق في شبه العجل وعمر في شبه السامري " (3).
وذكر الأمير أيضا في معرض ذكر مثالب أبو بكر وعمر: " سبحان الله! ما أشربت قلوب هذه الأمة من بليتها وفتنتها من عجلها وسامريها " (4).
وعن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا أبا الحسن ان الأمة ستغدر بك بعدي وتنقض فيك عهدي وانك بمنزلة هارون من موسي وان الأمة بعدي كهارون ومن اتبعه والسامري ومن اتبعه " (5).
* اما التزوير:
فذلك ما روي عن حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر رواه عنه إسماعيل بن عياش قال:
سمعت حريز بن عثمان قال: هذا الذي يرويه الناس عن النبي (صلي الله عليه وآله) أنه قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسي " حق ولكن أخطأ السامع!!
قلت: فما هو؟
قال: انما هو أنت مني بمنزلة قارون من موسي!!
قلت عمن ترويه؟
١ - ميزان الاعتدال: ٣ / ٣٨٩ رقم ٦٨٩٤، وتهذيب التهذيب: ٨ / ٣٣٦ رقم ٦٦٨ ترجمته.
٢ - ميزان الاعتدال: ٢ / ٢٤٥، ولسان الميزان: ٢ / ٢٣ رقم ٧٦.
٣ - كتاب سليم - السقيفة -: ٩٢.
٤ - كتاب سليم: ١٤٥.
٥ - الاحتجاج: ١ / 75 ذكر طرف مما جري بعد وفاة الرسول.
(٣٧٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، إسماعيل بن عياش (1)، الحسين بن محمد (1)، عبد المؤمن (1)، الكذب، التكذيب (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، السقيفة (1)، الوفاة (1)

صفحه 361

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٤
قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو علي المنبر!! (1).
وهذا أفحش من سابقه وأكذب.
وكيف يصدق هذا في حق سيد المتقين وامامهم وعزهم وشرفهم؟
وكيف يصدر من منبع الوحي والتنزيل؟
وكيف يصح معه الاستثناء: الا انه لا نبي بعدي - وهل يراد ان قارون كان نبيا؟!
ويكفي طعنا في الحديث ان فيه حريز بن عثمان الكذاب متروك الحديث مبغض أمير المؤمنين (2).
أما إسماعيل بن عياش فكان اهل حمص ينتقصونه وتكلم فيه قوم (3).
١ - تاريخ بغداد: ٨ / ٢٦٨ ترجمة حريز رقم ٤٣٦٥، وتهذيب التهذيب: ٢ / ٢٣٩ ترجمته، وحلية الأولياء: ٨ / ٢٦٨ ط. دار السعادة بمصر.
٢ - معرفة علوم الحديث للحاكم: ١٣٨ ذكر النوع الثاني والثلاثون، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٤ / ٦٩ - ٧٠ الخطبة ٥٦.
٣ - ميزان الاعتدال: ١ / ٢٤٠ رقم ٩٢٣، وتهذيب التهذيب: ١ / 321 رقم 584 عند ترجمته.
(٣٧٤)
مفاتيح البحث: إسماعيل بن عياش (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري (1)

صفحه 362

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٥
حديث الدار ودلالته علي الإمامة * الطريق السابع:
حديث الدار عند نزول قوله تعالي: * (وانذر عشيرتك الأقربين) * (1).
تواترت الروايات في نقل مضمون هذا الخبر الشريف منها ما روي عن شريك قال: لما نزلت هذه الآية * (وانذر عشيرتك الأقربين) * جمع النبي اهل بيته فاجتمعوا ثلاثين فأكلوا وشربوا ثلاثا، ثم قال لهم: " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون خليفتي ويكون معي في الجنة؟ " فقال رجل لم يسمه شريك: يا رسول الله أنت كنت تجد من يقوم بهذا!.
ثم قال الآخر: يعرض ذلك علي اهل بيته.
فقال علي (عليه السلام): انا.
فقال (صلي الله عليه وآله): " أنت " (2).
وفي نص آخر رواه ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم جاء فيه: " … فأخذ برقبتي وقال: ان هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " (3).
ومنها ما أخرجه الطبري وابن كثير عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) (بعد ذكر قصة الاطعام): " يا بني عبد المطلب اني والله ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد امرني الله تعالي ان أدعوكم اليه فأيكم يوازرني علي هذا الامر علي أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ".
قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت: - واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا - انا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: " ان هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ".
قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع (4).
١ - الشعراء: ٢١٤.
٢ - مسند أحمد: ١ / ١١١ ط. م و / ط. ب.
٣ - تاريخ الطبري: ٢ / ٦٣ ذكر أول من أسلم، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤١ فضائل علي.
٤ - تاريخ الطبري: ٢ / ٦٣ ذكر أول من أسلم ونزول اية: (وانذر)، والكامل في التاريخ: ١ / 487 - 488 ذكر ابتداء الوحي - ذكر امر الله بنبيه باظهار دعوته، وتفسير الطبري: 19 / 75 مورد الآية.
(٣٧٥)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حديث الدار (4)، عبد الله بن عباس (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، علي بن أبي طالب (1)، الشراكة، المشاركة (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)

صفحه 363

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٦
وأخرجه بهذا اللفظ أبو جعفر الإسكافي في نقض العثمانية وقال: انه روي في الخبر الصحيح (1).
ورواه الثعلبي في تفسيره بلفظ: " اجلس فأنت أخي ووصي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي " (2).
ورواه الثعلبي أيضا بلفظ آخر: " فأيكم يقوم فيبايعني علي أنه أخي ووزيري ووصي ويكون بمنزلة هارون من موسي؟ " فقال علي (عليه السلام): انا (3).
وأخرجه ابن مردويه والطبري واحمد بلفظ: " من يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي ووليكم من بعدي "، فمددت يدي وقلت: انا أبايعك، فبايعني علي ذلك (4).
وأخرجه في الملل والنحل بلفظ: " من الذي يبايعني علي روحه وهو وصي وولي هذا الامر من بعدي " (5).
والروايات في هذا المضمون متواترة من طرق العامة والخاصة (6).
١ - شرح النهج: ٣ / ٢٦٣ و ١٣ / ٢١٠ - ٢٤٤ ط. مصر.
٢ - كشف اليقين: ٢٨٣ عن تفسيره - مورد آية الشعراء ٢١٤، ونقله من البحار: ٣٨ / ٢٥١.
٣ - تفسير نور الثقلين: ٤ / ٦٧ عن تفسيره.
٤ - تاريخ الطبري: ٢ / ٦٣ ذكر أول من أسلم، ومسند أحمد: ١ / ١٥٩ ط. م و ١٥٧ ط. ب، ومنتخب كنزل العمال بهامش المسند: ٥ / ٤٢ فضائل علي.
٥ - الملل والنحل: ١٦٣ ذكر الامامية.
٦ - مصادر حديث الدار * (وانذر عشيرتك الأقربين) * تاريخ الطبري: ٢ / ٦٣ - ٦٤ ذكر أول من أسلم عن ابن عباس وربيعة بن ناجد معا عن علي، ومسند أحمد: ١ / ١٥٩ - ١١١ ط. م و ٢٥٧ - ١٧٨ ط. ب عن ربيعة.
وتفسير الطبري: ١٩ / ٧٥ مورد الآية عن ابن عباس عن علي.
وتفسير نور الثقلين: ٤ / ٦٦ إلي ٦٨ مورد الآية عن علي بن إبراهيم والبراء بن عازب وأبي رافع والحارث بن نوفل عن علي.
والدر المنثور: ٥ / ٩٧ مورد الآية وقال: أخرجه ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طرق عن علي.
والملل والنحل: ١٦٣ ذكر الامامية، وكفاية الطالب: ٢٠٥ باب ٥١ عن البراء، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٩٧ إلي ١٠٤ ح ١٣٣ إلي ١٤٠ عن سالم بن علي وابن ناجد عنه وعباد عنه وعبد الله بن عباس عنه وعن أبي رافع وأبي بكر.
ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤١، والاختصاص: ١٦٥، وتقريب المعارف: ١٣٥ عن، وينابيع المودة ١ / ١٠٥ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ١٢٢ ط. النجف الباب ٣١ عن عباد بن عبد الله الأسدي وعلي وابن عباس، والطبقات الكبري: ١ / ١٤٧ ذكر علامات النبوة بعد نزول الوحي سالم عن علي ١ / ١٢٤ ط. ليدن ١٣٢٢، والمعجم الكبير: ١٢ / ٧٧ ح ١٢٥٩٣ ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون، وخصائص النسائي: ٧٦ ح ٦٣ عن ربيعة بن ناجد، وشواهد التنزيل: ١ / ٤٨٦ ح ٥١٤ ابن عباس وعلي وسلمة وانس، وكنز العمال: ١٣ / ١٧٤ ح ٣٦٥٢٠ عن علي و ١٢٨ ح ٣٦٤٠٨ و ١١٤ ح ٣٦٣٧١ و ١٣١ - ١٤٩ ح ٣٦٤١٩ - ٣٦٤٦٥ ط. ب و ٦ / ٣٩٧ - ١٥٥ - ٣٩٢ ط. دكن ١٣١٢، وتاريخ الطبري: ٢ / ٣١٩ - ٣٢١ ط.
دار المعارف بمصر، والكامل في التاريخ: ٢ / ٦٢ ط. دار صادر بيروت، وشرح النهج لابن أبي الحديد:
١٣ / ٢١٠ - ٢٤٤ ط. مصر، والسيرة الحلبية ١ / ٣١١ ط. البهية مصر - وشواهد التنزيل: ١ / ٣٧١ ط.
بيروت، وكنز العمال: ١٥ / ١١٥ ط. الثانية حيدر آباد، وكفاية الطالب: ٢٠٤، واثبات الوصية: ٩٩، ومنتخب كنز العمال بهامش المسند: ٥ / ٤١ - ٤٢ - ٤٣ فضائل علي. وكنز الفوائد: ٢٨٠، والفضائل الخمسة: ١ / ٣٨٠ إلي ٣٨٢ و ٢ / ١٢ - ٢٦ - ٢٧ - ٣٨ - ٤٦ و ٣ / ٥٧ - ١٣٦ عن الطبقات وكنز العمال والإصابة عن انس والرياض النضرة عن أسماء والدر المنثور ونور الابصار وتفسير الفخر الرازي.
مناقب كوفي: ١ / ٣٧١ ح ٢٩٤ عن علي من طرق، وشرح الأخبار: ١ / ١٢٢ عن أبي بكر و ١٠٦ و ١٠٧ عن علي، وجواهر المطالب: ١ / ٧٠ و ٧٩ عن علي، والمعجم الأوسط: ٣ / ٣٨٨ ح ٢٨٣٦ عن ابن عباس، ومجمع الزوائد: ٨ / ٣٤ و ٩ / ١١٣ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٨ / ٥٣٢ و ٥٣٣ ح ١٤١٠٩ عن علي و ٩ / ١٤٦ ح ١٤٦٦٥ عن علي وجابر، والوفا بأحوال المصطفي: ١٨٣ ح ٢٤٩ عن علي باب ذكر إنذار عشيرته، وفضائل الصحابة: ٢ / ٦٥١ - ٧٠٠ - ٧١٣ ح ١١٠٨ - ١١٩٦ - ١٢٢٠ عن علي من طرق و ٦٨٤ ح ١١٦٨ ابن عباس، ومسند البزار: ٢ / ١٠٦ ح ٤٥٦، والهداية الكبري: ٤٦ - 47.
* والرواة هم: علي وابن عباس والبراء وأبو رافع والحارث بن نوفل، وعباد الأسدي، وربيعة بن ناجد، وانس وسلمة وأسماء، وأبو بكر.
(٣٧٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الثعلبي (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، حديث الدار (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، عبد الله بن عباس (9)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب إثبات الوصية للمسعودي (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (5)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب الهداية الكبري (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (2)، علي بن إبراهيم (1)، كتاب تاريخ الطبري (3)، البراء بن عازب (1)، الحارث بن نوفل (1)، ربيعة بن ناجد (3)، عمرو بن ميمون (1)، دمشق (1)

صفحه 364

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٧
وعرفت مما تقدم ان الألفاظ التي وصف الرسول الأعظم فيها الأمير (عليه السلام) هي: " وليكم من بعدي - يكون خليفتي - يقضي ديني ومواعيدي - يكون ولي ووصي بعدي - وزيري ووارثي وخليفتي بعدي - خليفتي فيكم - يكون بمنزلة هارون من موسي - من يبايعني ".
والمنصف من مجموع هذه العبائر يدرك ما هو مراد النبي (صلي الله عليه وآله) وانه يريد أن يعين الامام والخليفة الذي ينوب عنه بعد وفاته (صلي الله عليه وآله).
ومما يؤيد ذلك احتجاج الأمير بحديث الدار علي أبي بكر حيث قال له: " فقد أخذ عليك بيعتي في أربع مواطن: في يوم الدار وفي بيعة الرضوان وتحت الشجرة وفي بيت أم
(٣٧٧)
مفاتيح البحث: حديث الدار (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم عرفة (1)

صفحه 365

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٨
سلمة " (1).
وقد ذكر الشاعر القدير عبد المسيح الأنطاكي المصري بعد ذكر حديث الدار عدة أبيات في وصف الدار واطعام القوم جاء فيها:
فقال: ما جاء قبلي قومه أحد * بمثلها جئت من نعماء أسديها لكم بها الخير في دنيا وآخرة * إذا انضويتم إلي زاهي معانيها فمن يوازرني منكم فذاك أخي * وذاك يخلفني في رعي ناميها إلي أن قال:
وقال: هذا أخي ذا وارثي * وخليفتي علي أمتي يحمي مراعيها وقال: فرض عليكم حسن طاعته * بعدي وأمرته ويل لعاصيها (2) - ولكن أصحاب النفوس المريضة يقومون ويتمسكون ببعض الروايات المحرفة أو الناقصة ليثبتوا ان هدف الرسول (صلي الله عليه وآله) هو قضاء الدين والمواعيد أو بحصر الخلافة في الأهل، ولا أدري ما قيمة هذه المسائل في الدين الاسلامي الجديد الذي يريد النبي (صلي الله عليه وآله) ان ينشره في قومه من خلال النص الإلهي * (وانذر عشيرتك الأقربين) *.
واليك بعض تلك الروايات:
ففي تفسير ابن كثير عن ابن جرير عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ان هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا " (3).
وفي رواية أخري: " أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي من أهلي " (4).
وفي ثالثة: " من يضمن عني ديني ومواعيدي " (5).
إلي غير ذلك من الروايات الموضوعة والمحرفة أو الناقصة والتي سوف تقف علي بعضها بعد قليل.
عزيزي القارئ: تأمل في كلمة: كذا وكذا.. فما معني هذه الكلمات؟!
١ - الهداية الكبري: ١٠٢.
٢ - الغدير: ٢ / ٢٨٤ - ٢٨٦.
٣ - تفسير ابن كثير: ٣ / 387.
4 - المصدر السابق.
5 - المصدر السابق.
(٣٧٨)
مفاتيح البحث: حديث الدار (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، كتاب تفسير ابن كثير (2)، كتاب الهداية الكبري (1)

صفحه 366

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧٩
ولماذا تخفي كلمة خليفتي أو وزيري أو وصي من بعدي؟!!
وما مسألة ديون رسول الله؟ وهل كان عليه ديون في بداية الدعوة؟!
وأما خلافة الأهل، فهي فرع تسليم بني هاشم وبني المطلب وعمومته جميعا لنبوته ورياسته حتي يفرض عليهم خليفته عليهم، والحال أنهم لم يسمعوا بالاسلام قبل ذلك.
تحريف في حديث الدار:
والمنافقون قاتلهم الله استفادوا من تعدد النسخ والمطابع ليدسوا حقدهم الجاهلي فقاموا بتحريف واضح في حديث الدار واليك بعض تلك الروايات:
1 - ذكر محمد حسين هيكل في كتابه الموسوم ب: حياة محمد (صلي الله عليه وآله) - حديث الدار بكامله في الطبعة الأولي سنة 1354 هجري ص: 104.
بينما حذف في الطبعة الثانية وما بعدها من الحديث: " وأن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم "!!
2 - ما في تفسير الطبري ج: 19 ص: 121 الطبعة الثانية - مصطفي الحلبي و 19 / 75 الأميرية مصر - سنة 1328 الطبعة الأولي - فإنه ذكر الحديث مع حذف: " ان هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم " وذكر بدل ذلك: " ان هذا أخي وكذا وكذا ".
بينما نجده في تاريخه ج: 2 ص: 319 ط. دار المعارف بمصر و 2 / 63 الاستقامة بالقاهرة - ذكر الحديث بكامله كما تقدم هنا!!
" يريد أعداء الله ان يطفؤا نور أخي ويأبي الله الا ان يتم نوره " (1).
* العجب كل العجب؟!!
والأعجب من ذلك ما رواه الطبراني وابن مردويه والآجري وغيرهم عن أبي امامة، حيث أرادوا ان يخونوا الأمة ويحرفوا التاريخ ظنا منهم ان الله غافل عن مكرهم.
قال: لما نزلت * (وانذر عشيرتك الأقربين) * جمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) بني هاشم فأجلسهم علي الباب وجمع نساءه وأهله فأجلسهم في البيت ثم اطلع عليهم فقال:
" يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار.. إلي أن قال.
1 - كتاب سليم: 141.
(٣٧٩)
مفاتيح البحث: حياة النبي (1)، حديث الدار (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، الطبراني (1)، بنو هاشم (3)

صفحه 367

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٠
يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة ويا أم سملة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من الله واسعوا في فكاك رقابكم فاني لا [اطلب] أملك لكم من الله شيئا ولا أغني ".
فبكت عائشة وقالت: [يا حبي] وهل يكون ذلك يوم لا تغني عنا شيئا؟
قال (صلي الله عليه وآله): " نعم ثلاثة مواطن.. ". الخ.
وفيه تصدر عائشة للمجلس ونقاشها رسول الله وكأنها حبر من أحبار اليهود! (1).
لا أدري ماذا يقال لمثل هؤلاء؟!
فأين عائشة في ذلك الزمان لتتصدي وتتصدر المجلس، تبكي تارة وتتحدث أخري وتحاور ثالثة؟!
وكم كان عمرها؟! بل هل ولدت بعد أم انها كانت تحدث من صلب أبي بكر؟! (2) ولماذا لا ذكر لخديجة صلوات الله وسلامه عليها؟!
وأين الشخصيات البارزة أنذاك فما بالها لا تتفوه بكلمة؟!.
ولماذا يحذف قول علي عليه السلام؟!
ان في عقيدة كاتب هذه الأحرف ان المراد من ذلك تمييع واقعة الدار وتغيير مسارها في إثبات الإمامة والخلافة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
* (يريدون ان يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبي الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون) * (3).
١ - المعجم الكبير: ٨ / ٢٢٥ ح ٧٨٩٠، ترجمة أبي امامة ما روي عنه علي بن يزيد عن القاسم عن عثمان بن أبي عاتكة، والشريعة للآجري: ٣٨٥ كتاب الايمان بالميزان، والصواعق المحرقة ولكن بحذف عائشة: ٢٤١.
٢ - ومن المعروف ان عائشة ولدت بعد أربع أو خمس سنوات من النبوة وتزوجها رسول الله قبل الهجرة بسنتين راجع مروج الذهب: ١ / ٤٠٤ ط. مصر ١٣٤٦ و ٢ / ٢٨٣ ط. دار الأندلس بيروت - ذكر هجرة الرسول (ص)، والطبقات الكبري: ٨ / ٤٦ - ٦٣ ترجمة عائشة، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٧١ الخطبة ٢٣٨ اسلام أبي بكر وعلي، ونور الابصار: ٤٧ ط. الهند و ٨٨ ط. قم باب ذكر أزواج النبي (ص).
٣ - التوبة: ٣٢ - وليس من الصدفة ان ترد الروايات بتفسير هذه الآية بأمير المؤمنين 7 فقد روي عن أبي الحسن 7 قال: " يريدون ليطفؤا ولاية أمير المؤمنين 7 بأفواههم، قلت والله متم نوره " قال: والله تم نوره بالإمامة لقوله عز وجل: " الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " فالنور هو الامام وروي عن رسول الله قوله: ويريد أعداء الله ان يطفؤا أخي ويأبي الله الا ان يتم نوره " غيبة النعماني: 53، وكتاب سليم: 141، والبحار: 24 / 336.
(٣٨٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها السلام (1)، عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي (ص) (1)، فاطمة بنت محمد (1)، الصّلب (1)، أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة بيروت (1)، علي بن يزيد (1)، الهند (1)

صفحه 368

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٢
نص الأفعال ودلالته علي الإمامة * الطريق الثامن:
نص الأفعال وذلك بملاحظة أفعال الرسول الأكرم تجاه أمير المؤمنين (عليه السلام) ومقارنتها ببقية تصرفاته تجاه الصحابة، فنحن نعرف من خلال معاملة الناس بعضهم مع بعض، ان الذي يريد أن يوكل شخصا أو أن ينصبه أميرا مكانه في حياته أو بعد مماته يحاول ان يفهم الناس ذلك من خلال تصرفاته تجاه هذا الوكيل أو الوزير.
فكيف إذا كانت المسألة مسألة امامة وولاية علي البشرية جمعاء؟!
بل كيف إذا كانت هذه الأفعال صادرة من الرسول الأكرم (صلي الله عليه وآله) والذي يعتبر تصرفه مهما كان حجة علينا لأنه لا ينطق عن الهوي.
فان الانسان يقطع من خلال تصرفات النبي (صلي الله عليه وآله) تجاه أمير المؤمنين (عليه السلام) انه يريد أن ينصبه خليفة ووصيا علي أمته بعد وفاته (صلي الله عليه وآله).
واليك بعض تلك الأفعال:
- أخرج الطبراني في الأوسط بسنده عن الحسين بن علي قال: " جاءت الأنصار تبايع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) علي العقبة، فقال: قم يا علي فبايعهم.
فقال: علي ما أبايعهم يا رسول الله؟
قال: علي أن يطاع الله ولا يعصي، وعلي أن تمنعوا رسول الله وأهل بيته وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم " (1).
وزيد في رواية قال (صلي الله عليه وآله) لعلي: " ألحق فيها … قال علي: فوضعتها والله علي رقاب الناس (القوم) فوفي بها من وفي * وهلك بها من هلك " (2).
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدخل علي النبي بلا إذن ويخلو به في كل يوم وليلة (3).
١ - المعجم الأوسط: ٢ / ٤٤٤ ح ١٧٦٦ من اسمه أحمد، ومجمع الزوائد: ٦ / ٤٩ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٦ / ٦٠ ح ٩٨٩٦ كتاب المغازي - ذيل باب (٨) ابتداء أمر الأنصار والبيعة علي الحرب.
٢ - مسند زيد ٣٥٩ باب فضل العلماء.
٣ - راجع كشف اليقين (الحاشية): 50.
(٣٨٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الطبراني (1)، الحسين بن علي (1)، الكرم، الكرامة (1)، الحج (1)، الهلاك (1)، المنع (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي (1)، الحرب (1)

صفحه 369

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٣
وروي عن عبد الله بن نجي عن علي قال: " كان لي من رسول الله مدخلان بالليل وبالنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح " (1).
وروي سليم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: " وقد كنت انا أدخل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول الله انه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري فربما كان يأتيني رسول الله (صلي الله عليه وآله) أكثر من ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه ببعض منزله أخلاني وأخلا بي وأقام عني نسائه فلا يبقي عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من ابني " (2).
وسئل الأقثم بن العباس: كيف ورث علي (عليه السلام) رسول الله (صلي الله عليه وآله) دونكم؟
قال: لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا (3).
وقالت أم سلمة: والذي احلف به ان كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله (صلي الله عليه وآله) (4).
حتي صرح له الرسول بذلك قائلا: " ان الله تعالي أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وان تعي وحق علي الله تعالي ان تعي " رواه الحاكم وابن جرير وابن المغازلي وابن عساكر (5).
ومن ذلك ما روي عن الباقر عن محمد بن الحنفية قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه:
" لم يكن أحد آنس به أو استنيم اليه، أو أعتمد عليه، أو أتقرب به غير رسول الله (صلي الله عليه وآله) هو رباني صغيرا وبوأني كبيرا، وكفاني العيلة، وجبرني من اليتم، وأغناني عن الطلب، ووقاني التكسب، وعالني في النفس والأهل والولد في تصاريف أمور الدنيا، مع ما خصني به من الدرجات التي قادتني إلي معالي الحظوة عند الله عز وجل " (6).
وكان النبي (صلي الله عليه وآله) يعتمد عليه في المهمات الصعبة ولم يضعه مأمورا قط بل كان دائما
1 - مسند أحمد: 1 / 80، وقريب منه: 1 / 103 - 112.
2 - غيبة النعماني: 51، وعوالم العلوم: 15 / 207 النص علي الأئمة.
3 - فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1 / 225، ومستدرك الصحيحين: 3 / 125 كتاب المعرفة مناقبه.
4 - مسند أحمد: 6 / 300 ط. الميمنة 7 / 426 ط. دار الاحياء.
5 - كفاية الطالب: 110 باب 17، ومناقب الخوارزمي: 282 ح 276 فصل 18، ومناقب ابن المغازلي:
197 ط. بيروت وط. طهران: 319 ح 364، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 453 ح 983.
6 - ارشاد القلوب: 2 / 348.
(٣٨٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، إبن المغازلي (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 370

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٤
أميرا آمرا (1).
وقد شاركه في المباهلة وآله دون غيره (2).
وخصة بعقد الاخوة دون جميعهم (3).
١ - مسند أحمد: ٥ / ٣٥٦ ط. الميمنة و ٦ / ٤٨٩ ح ٢٢٥٠٣ ط. دار الاحياء، والمعيار والموازنة للإسكافي:
٩٥.
٢ - سوف تأتي مصادر المباهلة مفصلا في النص علي الحسنين.
٣ - مصادر حديث المؤاخاة:
أنساب الأشراف: ١ / ٢٧٠ ح ٦٢٥، والتبيين في أنساب القرشيين: ٩٩ ذكر الأمير، وشرح الاخبار: ١ / ١٩١ ح ١٥٠ عن ابن عمر. و ٨٩ عن الصنابجي والصادق وابن عباس وعلي، وجواهر المطالب: ٦٩ و ٧١ عن ابن عمر وعلي وعمرو عن جده، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١١ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٩ / ١٤٢ - ١٤٣ ح ١٤٦٥٥ عن ابن عباس و ح ١٤٦٥٧ عن أبي امامة، وفضائل الصحابة: ٢ / ٥٩٨ - ٦١٧ - ٦٣٨ - ٦٦٧ ح ٢٠١٩ - ١٠٥٥ - ١٠٨٥ - ١١٣٧، والمصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٤٨٥ ح ٩٧٨١ عن أسماء، ومصابيح السنة: ٤ / ١٧٣ ح ٤٧٦٩ ابن عمر فضائل علي.
والصواعق المحرقة: ١٨٨، وكفاية الطالب: ١٩٢، وأسد الغابة: ٤ / ٢٠ - ٢٩ ترجمة علي.
والفصول المهمة: ٣٧ - ٤٧ عن ابن عمر وابن عباس، كنوز الحقائق: ٣٩٦، وكفاية الطالب: ١٩٣ باب ٤٧ ح ٦٢٤ عن جابر وابن عمر، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٤٥، وذخائر العقبي: ٦٦ عن ابن عمر وعلي وجابر، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٣١ - ٢٦٠ عن حذيفة بن اليمان، ونور الابصار: ٨٨ ط. الهند و ١٦٠ فصل ١٤ مناقبه عن ابن عمر، والجامع الصغير: ٢ / ١٠٨، وتاريخ السيوطي: ١٧٠ الأحاديث الواردة في فضله عن ابن عمر، ومناقب الخوارزمي: ١٥٢، ومقتل الحسين: ١ / ٤٨ فصل ٤ عن مجدوح، والصواعق: ١٨٨ باب ٩ فصل ٢ عن ابن عمر، والطبقات الكبري: ٣ / ٦٦ ترجمة علي عن محمد بن عمر بن علي، ومروج الذهب: ٢ / ٤٩ ط. مصر ١٣٤٦ و ٢ / ٤٢٥ ط. دار الأندلس بيروت - ذكر لمع من كلامه، واخبار الدول: ١٠٢ باب ٢ فصل ٤، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٣٣ - ١١٧ إلي ١٢٣ و ١٣٥ - ٢٠٠ ح ٣١ - ١٤١ إلي ١٤٨ - ١٦٢ إلي ١٧٢ - ٢٤٦ عن جملة من الصحابة كما يأتي، والمعجم الكبير: ١ / ٣١٩ ح ٩٤٩ ترجمة أبي رافع ما روي عبد الله ابنه عنه، كنز العمال: ٥ / ٧٢٥ ح ١٤٢٤٣ خلافة عثمان، و ١١ / ٥٩٨ - ٦٠٨ ح ٣٢٨٧٩ - ٣٢٩٣٩ و ١٣ / ١٤٠ - ١٤٤ ح ٣٦٣٤٥ - ٣٦٤٤٠ - ٣٦٤٥٠ عن أبي امامة و ١٥٠ ح ٣٦٤٧٠ عن سفيان و ١٥٨ ح ٣٦٤٨٩ عن سعد و ١٧١ ح ٣٦٥١٧ عن الحسن بن سعد مولي علي و ١٩٢ ح ٣٦٥٧٢ عن حبشي بن جنادة.
وشرح النهج: ٦ / ١٦٧ الخطبة ٧٣، ومناقب ابن المغازلي: ٤٣ ط. بيروت وط. طهران: ٣٧ - ٣٨ ح ٥٧ - ٥٨ - ٦٠ عن ابن عمر وعبد الرحمن بن عابس عن أبيه وحذيفة بن اليمان، وكنز الفوائد: ٢٨٢، وأسمي المناقب: ٦٢ عن ابن عمر ح 16، وأنساب الاشراف: 2 / 91 - 97 - 144 ترجمة علي ح 7 - 20 - 143 عن عدي بن ثابت وزيد بن أرقم، وتذكرة الخواص: 29 - 30 - 31 الباب الثاني عن مجدوح الباهلي وابن عمر وابن المسيب، ووفاء الوفاء: 1 / 267 فصل 11 من الباب 3، وارشاد القلوب: 2 / 260 حديث المناشدة عن أبي ذر.
اما الرواة من تاريخ دمشق: أبو امامة - ابن عمر - انس - جابر - وابن أبي أوفي وعدي بن حاتم عن علي وعبد الله بن ثمامة عنه وعبد الله بن البهمي عنه والنضر عنه وابن مرة وزيد بن وهب عن علي والحسين وابن عباس وابن عمر عنه.
ومن مناقب ابن المغازلي: ابن عمر وعبد الرحمن بن عابس عن أبيه وحذيفة بن اليمان.
ومن بقية المصادر: ابن عباس من طرق ومجدوح ومحمد بن عمر بن علي وأبو رافع وسعد والحسن بن سعد مولي علي، وحبشي بن جنادة، وعدي بن ثابت وزيد بن أرقم وابن المسيب وأبو ذر.
(٣٨٤)
مفاتيح البحث: كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، حديث المؤاخاة (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، عبد الله بن عباس (4)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، إبن المغازلي (2)، مدينة بيروت (2)، مدينة طهران (1)، حذيفة بن اليمان (3)، محمد بن عمر بن علي (2)، حبشي بن جنادة (2)، عدي بن حاتم (1)، سعد مولي علي (1)، زيد بن وهب (1)، زيد بن أرقم (2)، الخوارزمي (1)، الهند (1)، دمشق (2)

صفحه 371

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٥
وأمره ان يكون هو الذي يسدد دينه ومواعيده (1).
ولم يدخل المدينة حتي قدم عليه (2).
وانتجاه دون غيره يوم الطائف وغيره (3).
وادخله المسجد حين أخرجهم، كما يأتي مفصلا (4).
وزوجه ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (5).
وكان نائبه في كل الأمور المهمة والمصيرية، فلم يكن ليؤدي عنه الا هو في حياته وبعدها.
* وتبليغ براءة من المشهورات، ورد أبي بكر حتي رجع يبكي مخافة نزول شئ فيه من القرآن أو افتضاحه به (6).
١ - كما تقدم في نص حديث الدار ويأتي أيضا.
٢ - الفصول المهمة: ٥١ ط. بيروت و ٥٢ ط. النجف وطهران، وتقدم.
٣ - صحيح الترمذي: ٢ / ٣٠٠ ط. بولاق ١٢٩٢، وكنز العمال: ٦ / ١٥٩ - ٣٩٩ ط. دكن ١٣١٢، وأسد الغابة: ٤ / ٢٧، وتقدم مفصلا في الكتاب الأول.
٤ - وهو حديث سد الأبواب الآتي مفصلا.
٥ - الرياض النظرة: ٢ / ١٨٣ - ١٨٠ ط. مصر الأولي، ومجمع الزوائد: ٩ / ٢٠٦ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٣٣٢ ح ١٥٢١٠.
٦ - ترجمة أمير المؤمنين: ٢ / ٣٧٧ - ٣٧٨ - ٣٨٣ - ٣٨٥ ح ٨٧٨ وما بعده، وكفاية الطالب: ٢٨٥ باب ٧٠، والحاوي للفتاوي: ٢ / ٢٥١ عن علي وأنس وأبي هريرة وابن عباس - رسالة كشف الضبابة في مسألة الاستنابة، ومسند الشاشي: ١ / ١٢٦ ح ٦٣ مسند سعد، المصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٧ ح ٣٢١٢٦ كتاب الفضائل - فضائل علي، ومسند أبي يعلي: ومسند أبي يعلي: ١ / ١٠٠ ح ١٠٤ مسند أبي بكر وبالهامش: رجاله ثقات و ٥ / ٤١٣ ح ٣٠٩٥ وبالهامش: اسناده حسن.
مصادر تبليغ براءة ورد أبي بكر:
أقول: بعض الروايات أشارت إلي رجوع أبي بكر عن تبليغ براءة، وبعضها أنه رجع فزعا من نزول شئ فيه منها بعض ما تقدم أعلاه، وبعضها أنه رجع يبكي ومنها بعض ما تقدم أعلاه، وبعضها أنه لم يرجع فلتلاحظ.
صحيح ابن حبان: ٨ / ٢٢٢ ح ٦٦١٠ - ٦٦١١ جابر أبو هريرة، وإمتاع الأسماء: ١٤ / ٤٩٩، والمغازي للواقدي: ٣ / ١٠٧٧، وأنساب الأشراف: ٢ / ٣٨٣ ح ٨٢٤ عن ابن عباس، والمعجم الأوسط: ١ / ٥٠٦ عن ابن عباس ح ٩٣٢، وشرح الاخبار: ١ / ٩٤ ح ١٣ عن سعد بن مالك، وجواهر المطالب: ١ / ٩٥ إلي ٩٧ باب ١٥ عن أبي سعيد وجابر وعلي، والمعجم الأوسط: ٣ / ٣٨٩ ح ٢٨٣٦ عن ابن عباس، وفضائل الصحابة: ٢ / ٥٦٢ ح ٩٤٦ عن أنس و ٦٨٤ ح ١١٦٨ عن ابن عباس و ٧٠٢ و ٧٠٣ ح ١٢٠١ و ١٢٠٣ عن علي، والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث: ١ / ٣٧٨ ح ٤٤١ أخرجه أحمد وابن خزيمة وأبو عوانة والدارقطني، والمعارف لابن قتيبة: ٩٦ - ٩٧ ذكر أبو بكر، وسيرة ابن إسحاق: ١٠١ أثر الكعبة عن علي، ومسند البزار: ٣ / ٣٤ ح ٧٨٥، ومسند أحمد: ٤ / ١٩٩ ح ١٣٦٠٥، وأنساب الأشراف: ٢ / ٣٨٤.
فضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٤٠ - ٦٤١ - ٧٠٢ - ٧٠٤ ح ١٠٨٨ - ١٠٩٠ - ١٢٠١ - ١٢٠٣ مناقب علي، وكفاية الطالب: ٢٥٤ - ٢٨٥ باب ٦٢ ح ٨٣٧ عن زيد بن يثيع عن أبي بكر وعن سماك عن علي وباب ٧٠ ح ٨٩٣ عن سعد بن أبي وقاص وفيه رجوعه باكيا، وصحيح الترمذي: ٥ / ٢٧٥ ح ٣٠٩٠ - ٣٠٩١ من كتاب التفسير السورة التاسعة.
والفضائل الخمسة: ١ / ٢٧٨ و ٢ / ٢٢٦ - ٣٨٢ - ٣٨٤ عن جملة من الصحابة، ووفاء الوفاء: ١ / ٣١٧ ذيل الباب الثالث، وشرح النهج: ٦ / ١٦٨ الخطبة ٧٣، وتاريخ الخميس: ٢ / ١٤١، والتنبيه والاشراف:
٢٣٧ ذكر سنة ٨، ومناقب ابن المغازلي: ٨٨ ط. بيروت وط. طهران: ١١٦ ح ١٥٥ يوم الشوري، وأنساب الاشراف: ٢ / ١٥٥ ح ١٦٤ عن بن يثيع (تحقيق المحمودي)، ترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٧٦ - ٣٨٣ ح ٨٧٨ - ٨٨٨ عن انس وأبي سعيد وابن يثيع وحنش عن علي وابن عمر وابن عباس، وتذكرة الخواص: ٤٢ الباب الثاني عن أبي سعيد.
والفصول المهمة: ٣٩ ذكر مؤاخاته عن الترمذي، والطبقات الكبري: ٢ / ١٢٧ - ١٢٨ حجة أبي بكر الصديق، وسيرة ابن هشام: ٤ / ١٨٩ - ١٩٠ حج أبي بكر بالناس عن الباقر، وذخائر العقبي: ٦٩ عن أبي سعيد وجابر، والاستغاثة: ١١٤، وخصائص النسائي: ٤٥ ح ٢٣ عن ابن عباس، والمسند: ١ / ٣ - ١٥١ ط. م عن ابن يثيع عن أبي بكر وحنش عن علي و ١ / ٧ - ٢٤٣ ط. ب، ومناقب الخوارزمي: ١٦٤ - ١٦٥ فصل ١٥ ح ١٩٥ وما بعده عن ابن عباس وابن يثيع عن أبي بكر وانس، وكنز العمال: ٢ / ٤١٧ ح ٤٣٨٩ عن أبي بكر و ٤٣١ ح ٤٤٢١ عن انس و ١٣ / ١٠٩ ح ٣٦٣٥٧ عن ابن عباس.
وشواهد التنزيل: ١ / ٣٠٥ إلي ٣١٧ ح ٣٠٩ إلي ٣٢٧ عن ابن عباس وانس من طرق وعامر حنش عن علي وأبي هريرة وسعد وأبي سعيد وجابر، ومناقب الكوفي: ٢ / ٢٣ - ٢٥ ح ٥١١ عن ابن عمر وفيه رد عمر أيضا و ح ٥١٣ عن عامر، والمعجم الكبير: ١١ / ٣١٦ ح ١٢١٢٧ - ١٢١٢٨ ترجمة ابن عباس ذيل ما روي عنه مقسم و ١٢ / ٧٧ ح ١٢٥٩٣ ترجمة ابن عباس ما روي عنه بن ميمون.
وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٠٥ - ٢٠٨ - ٢٣٤ - ٢٣٩ ح ٢٥٠ عن ابن عباس و ح ٢٧٨ عن سعد بن أبي وقاص و ح ٢٨١ عنه أيضا.
وخصائص النسائي: ٨٢ ح ٧٢ إلي ح ٧٥ عن انس وزيد بن يثيع وسعد وجابر.
والغدير: ٦ / 341 عن جملة من الحفاظ.
والرواة هم: علي - أبو بكر - ابن عباس - جابر - انس - أبو سعيد - أبو رافع - سعد بن أبي وقاص - أبو هريرة - ابن عمر - حبشي عن جنادة - عمران بن حصين - أبو جعفر الباقر - أبو ذر - السدي - وابن يثيع - وحنش عن علي - وعامر الشعبي.
(٣٨٥)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، القرآن الكريم (1)، السجود (1)، حديث الدار (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، عمر بن سعد لعنه الله (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، عبد الله بن عباس (14)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب صحيح الترمذي (2)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (1)، أبو هريرة العجلي (4)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (3)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (2)، مدينة طهران (2)، عمران بن حصين (1)، سعد بن مالك (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)، الحج (2)

صفحه 372

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٧
بل ورد رجوع عمر معه من تبليغ البراءة، كما أخرجه الحاكم (1).
* وكان موضع سر رسول الله دون أصحابه:
فعن عائشة: " كان علي … مبثة رسول الله وموضع اسراره " (2).
وعن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين: " دخلت علي النبي (صلي الله عليه وآله) وهو في بعض حجراته فاستأذنت عليه فاذن لي فلما دخلت قال لي: يا علي اما علمت ان بيتي بيتك فما لك تستأذن علي.
فقلت: يا رسول الله (صلي الله عليه وآله) أحببت ان افعل ذلك.
قال (صلي الله عليه وآله): يا علي أحببت ما أحب الله واخذت بآداب الله.
فقال (صلي الله عليه وآله): يا علي اما علمت انك أخي، اما علمت أنه أبي خالقي ورازقي ان يكون لي سر دونك، يا علي أنت وصي من بعد بعدي وأنت المظلوم بعدي " (3).
وعن سلمان: " فوالذي نفسي بيده لا يخبركم أحد بسر نبيكم بعده " (4).
* قال الشيخ الأجل المفيد: (اما الاجماع علي الأفعال الدالة علي وجوب الإمامة والأقوال: فان الأمة متفقة علي أن رسول الله قدمه في حياته، وأمره علي جماعة من وجوه أصحابه، واستخلفه في اهله واستكفاه امرهم عند خروجه إلي تبوك قبل وفاته، واختصه لإيداء اسراره، وكتب عهوده، وقيامه مقامه في نبذها إلي أعدائه، وقد كان ندب ليعرض ذلك من تقدم عليه فعلم الله سبحانه انه لا يصلح له فعزله بالوحي من سمائه.
ولم يزل يصلح به افساد من كان علي الظاهر من خلصائه ويسد به خلل أفعالهم المتفاوتة
١ - المستدرك: ٣ / ٥١ عن ابن عمر أواخر كتاب المغازي.
٢ - مناقب ابن المغازلي: ٦٥ ط. بيروت وط. طهران: ٧٣ ح ١٠٨.
٣ - كنز الفوائد: ٢٠٨.
4 - انساب الاشراف: 2 / 183 ذيل قبسات من ترجمة علي (عليه السلام) (تحقيق المحمودي).
(٣٨٧)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الظلم (1)، الوجوب (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)

صفحه 373

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٨
بحكمه وقضائه.
وليس يمكن أحد إدعاء هذه الأفعال من رسول الله (صلي الله عليه وآله) لغير أمير المؤمنين (عليه السلام) علي اجتماع ولا اختلاف فيقدح بذلك أس ما أصلناه وبيناه) (1).
* وقال الشيخ الأعظم الطبرسي: (اما النص الدال علي إمامته بالفعل والقول: فهو أفعال النبي (صلي الله عليه وآله) المبينة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من جميع الأمة الدالة علي استحقاق التعظيم والاجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لاحد سواه، وذلك مثل انكاحه ابنته الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، ومؤاخاته إياه بنفسه، وانه لم يندبه لأمر مهم ولا بعثه في جيش قط إلي آخر عمره الا كان هو الوالي عليه المقدم فيه، ولم يول عليه أحدا من أصحابه وأقربيه، وانه لم ينقم عليه شيئا من امره مع طول صحبته إياه، ولا أنكر منه فعلا ولا استبطأه ولا استزاده في صغير من الأمور ولا كبير، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه اما تصريحا واما تلويحا) (2).
* وقال الديلمي: (ان عليا ما زال في زمن النبي (صلي الله عليه وآله) أميرا واليا مستخلفا مطاعا وولاه المدينة، واستقضاه علي اليمن، وأعطاه الراية واللواء في جميع الحروب ولم يكن في عسكر غاب النبي عنه الا كان هو الأمير عليه، واستخلفه حين هاجر من مكة في قضاء ديونه، ورد ودائعه وحمل نسائه وأهله، وبات علي فراشه في بذل نفسه وقاية له، مع أن غيره لم يستصلح بشئ من ذلك في حياة النبي (صلي الله عليه وآله)، مع كونه ظهيرا له، وعزل عن تبليغ براءة ولم يستصلح لها ولما استخلفته عائشة في الصلاة سأل من المصلي؟ فقال له: أبو بكر، فخرج متكئا علي علي والفضل بن العباس فزحزحه وصلي، وكان أسامة أميرا عليه وعلي عمر ولم يكن علي فيه، فليت شعري! كيف يفوض اليه أمر الإمامة مع أنه لم يصلح لتفويض بعض اليسير ويترك من استحصله (عليه السلام) لأكثر الأمور وشدائد الوقائع ان هذا لشئ عجاب، أعاذنا الله وإياكم ممن اتبع الهوي والاغترار والأباطيل والمني بمحمد وآله الطاهرين) (3).
1 - الافصاح في امامة أمير المؤمنين: 31 المجلد الثامن من الموسوعة.
2 - إعلام الوري: 163.
3 - ارشاد القلوب: 2 / 252 - 253 في الدلائل علي إمامته.
(٣٨٨)
مفاتيح البحث: حياة النبي (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة مكة المكرمة (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الفضل بن العباس (1)، الطهارة (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الصّلاة (2)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)

صفحه 374

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٨٩
حديث سد الأبواب وتواتره حديث سد الأبواب وقد سد كل أبواب المسجد سوي بابه (عليه السلام) كما تواترت الروايات بذلك عن كل من: علي نفسه، وحذيفة بن أسيد، وسعد بن أبي وقاص، وسعد بن مالك، والبراء بن عازب، وابن عباس، وجابر الأنصاري، وجابر بن سمرة، ونافع مولي ابن عمر، ومسلم الهلالي عن أخيه، وعمرو بن سهل، وعاصم بن عدي، وأبي عمران، والرضا عن ابائه، وأبي ذر وواثلة معا عن علي، وعائشة، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وأبي الحمراء، وحبة العرني، وبريدة الأسلمي، وعامر الشعبي، وابن مسعود، وأم سلمة، وانس بن مالك وعبد الله بن مسعود وعدي بن ثابت وعبد الله بن الرقيم الكناني (1).
١ - ويتضح ذلك بمراجعة الهوامش الآتية.
مصادر سد الأبواب:
مناقب كوفي: ١ / ٤٧٢ عن سعد، ونزل الأبرار: ٥٠ - ٧١ إلي ٧٣ عن عمرو بن ميمون وزيد وسعد وابن عمر الباب الأول، وجواهر المطالب: ١ / ١٨٥ باب ٢٧ عن ابن عباس وزيد وابن عمر وعمر، والمعجم الأوسط: ٤ / ٥٥٣ ح ٣٩٤٢ عن سعد، وكتاب الأربعين للخزاعي: ٣٥ ح ٤ و ٦٢ عن ابن عباس وجابر، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١١ و ١١٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٩ / ١٤٨ إلي ١٥١ و ١٦٠ ح ١٤٦٧١ وما بعده و ١٤٦٩٩ عن زيد بن أرقم وعبد الله الكناني وسعد بن مالك وعلي وابن عمر وجابر بن سمرة وابن عباس والصادق وعمر، وفضائل الصحابة: ٢ / ٥٦٧ ح ٩٥٥ عن ابن عمر و ٥٨١ ح ٩٨٥ عن زيد، والفردوس: ٢ / ٣٠٩ ح ٣٣٩٦ عن ابن عباس، ومسند الشاشي: ١ / ١٢٦ - ١٤٦ ح ٦٣ - ٨٢ عن سعد، ومسند أبي يعلي: ٩ / ٤٥٣ ح ٥٦٠١ ابن عمر، ومسند شمس الاخبار: ١ / ٩٨ عن جابر والبراء، ومسند البزار: ٤ / ٣٦ ح ١١٩٧ سعد. و ٣ / ٣٦٨ ح ١١٦٩ علي. و ٢ / ٣١٨ - ١٤٤ ح ٥٠٦ و ٧٥٠ علي، وحلية الأولياء: ٤ / ١٥٣، والمقصد العلي: ٣ / ١٨٤ ح ١٣٢٧ عن سعد وابن عمر وعمر، وتاريخ اصبهان: ٢ / ١٨١ رقم ١٤١٢، وتاريخ اصبهان: ١ / ٣٢٨، وتاريخ بغداد: ٢ / ٣٨٨ و ٣٨٩ سعد و ٧ / ٢١٤، والتاريخ الكبير: ١ / ٤٠٨ ح ١٣٠٤ عن أم سلمة وعائشة، ولطائف المعارف: ١٠٧ والقول المسدد: ٥ - ١٧ - ٢١، وأمالي الشجري: ١ / ٤٢ عن علي ١٨ - ٢٢ وجابر ح ٢، ومشكاة المصابيح: ٣ / ١٧٢٣ ح ١٦٠٩٦ عن ابن عباس.
ونظم المتناثر من الحديث المتواتر: ٢٠٣ ح ٢٢٩، ومسند أبي يعلي: ٢ / ٦١ ح ٧٠٣ عن سعد بن أبي وقاص، وتذكرة الخواص: ٤٦ الباب الثاني عن زيد وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وجابر، والمعجم الأوسط: ٢ / ٩٨ ح ١١٨٨ عن ابن عمر، مناقب ابن المغازلي: ١٦٧ إلي ١٧٠ ط. بيروت وط.
طهران: ١١٧ - ٢٥٣ إلي ٢٥٥ - ٢٦٠ ح ٣٠٣ إلي ٣٠٩ - ١١٥ عن حذيفة وسعد بن أبي وقاص والبراء بن عازب وابن عباس ونافع ومولي ابن عمر، ومناقب الخوارزمي: ٣٠١ - ٣١٥ - ٣٢٧ الفصل التاسع عشر و ١٢٧ الفصل ١٢ ح ١٤٠ عن ابن عباس وأبو ذر عن علي وواثلة عنه وزيد، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٢٩ - ٣٩ - ٥٥.
وكنوز الحقائق: ٤٣٣، والصواعق المحرقة: ١٩١، وذخائر العقبي: ٧٦ - ٧٧ عن زيد وابن عمر وعمر، وخصائص النسائي: ٥٥ - ٥٨ ح ٣٧ عن زيد و ٤٩ عن سعد و ٤٠ عن ابن عباس، وكفاية الطالب: ٢٠٠ - ٢٠٣ - ٢٨٦ - ٢٤٣ الباب ٥٠ - ٧٠ عن جابر وابن عباس وزيد وسعد، ووفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٤ إلي ٤٧٩ الباب الرابع الفصل الحادي عشر عن سعد وابن عباس وزيد وابن عمر وجابر بن سمرة ومسلم الهلالي عن أخيه وعلي وسعد وبن مالك، ومستدرك الصحيحين: ٣ / ١٢٥ - ١١٦ عن عمرو سعد بن مالك باب مناقب علي، وأسد الغابة: ٣ / ٢١٤ عن ابن عمر - ترجمة أبي بكر - فضائله، وينابيع المودة: ١ / ٢١٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٢٤٨ ط. النجف باب ٦ عن عمر وزيد ٩٩ من طرق الباب ١٧.
والحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٧ - ٥٨ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب عن زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وعلي وجابر بن سمرة وابن عمر.
والقول المسدد: ١٧ - ٣٢ عن زيد ابن أرقم ومحمد بن جعفر، وابن عباس، ويحي بن إسماعيل، ومصعب بن سعد عن أبيه، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وأبي سعيد، والمطلب ابن حنطب، وعلي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٠٤ ح ٢٥٠ عن ابن عباس و ٢٣٥ ح ٢٧٨ عن سعد و ٢٤٤ ح ٢٨٣ عن ابن عمر و ٢٧٥ إلي ٢٩٦ ح ٣٢٣ وما بعده عن ابن عباس وزيد والبراء وسعد وابن عمر وجابر وأبي سعيد وأم سلمة وأبي رافع.
وكنز العمال: ١٣ / ١٧٥ ح ٣٦٥٢١ عن علي و ١١٠ ح ٣٦٣٥٩ عن ابن عمر و ١٣٧ ح ٣٦٤٣٢ عن جابر و ١١ / ٦١٨ ح ٣٣٠٠٤ عن زيد و ٥ / ٧٢٣ و ٧٢٦ ح ١٤٢٤٢ - ١٤٢٤٣ خلافة عثمان.
والمعجم الكبير: ١٢ / ٧٨ - ١١٤ ح ١٢٥٩٤ - ١٢٧٢٢ ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون و ٢ / ٢٤٦ ترجمة جابر بن سمرة ما روي ناصح عن سماك عنه ح ٢٠٣١، وصحيح الترمذي: ٥ / ٦٤١ ط. دار الحديث و ٢ / ٣٠١ ط. بولاق ١٢٩٢ و ١٣ / ١٧٣ ط. الصاوي بمصر عن ابن عباس، والمسند: ٢ / ٢٦ ط. م و ١ / ٣٣١ - ١٧٥ ط. م عن ابن عباس وسعد بن مالك و ١ / ٥ ٢٨ - ٥٤٥ ط. ب و ٤ / ٣٦٩ ط. م و ٥ / ٤٩٦ ح ١٨٨٠١ عن زيد بن أرقم، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٦٠ عن أبي ذر عن علي، وأمالي الصدوق: ٢٧٣ المجلس ٥٤ ح ٤ - ٨ عن زيد وابن عباس وعلي وأبي عمران والرضا عن ابائه.
وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١٦ - ١١٩ عن واثلة عن علي.
والطرائف: ١ / ٦٠، وكشف الحق: ٣٩٣، والعمدة: ٨٦ - ١٧٥ - ١٧٧، والفضائل الخمسة: ١ / ٢٧٨ و ٢ / ١٦٧ من طرق.
واللآلئ المصنوعة للسيوطي: ١ / ١٨٢ الطبعة الأولي - بولاق - عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة، و ١٨١ عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وعن انس بن مالك وعن عبد الله بن مسعود وعن الملائي عن علي.
وشرف النبي للكازروني: ٧٤ عنه إحقاق الحق: ٥ / ٥٨٠ عن عدي بن ثابت، والغدير للأميني: ٣ / ٢٠٢ إلي ٢١٤ من طرق، وأسمي المناقب: ٦٩ عن عمر، والمستدرك: ٣ / 117 مناقب الأمير عن سعد بن مالك.
و 125 عن زيد و 134 عن ابن عباس، وفرائد السمطين: 1 / 205 - 207 باب 41 عن بريدة وابن عباس وابن عمر.
(٣٨٩)
مفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (4)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن مسعود (2)، جابر بن عبد الله الأنصاري (1)، حذيفة بن أسيد (1)، البراء بن عازب (1)، أنس بن مالك (2)، جابر بن سمرة (5)، سعد بن مالك (5)، السجود (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، عبد الله بن عباس (21)، كتاب الغدير للعلامة الأميني (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، عبد الله الكناني (1)، عمرو بن ميمون (2)، زيد بن أرقم (3)، محمد بن جعفر (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)

صفحه 375

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩١
بعض نصوص حديث سد الأبواب اخرج الطبراني واحمد عن ابن عباس من ضمن احتجاجه علي قوم: … وسد رسول الله أبواب المسجد غير باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره (1).
وعن أبي ذر انه سمع علي يحتج أول يوم من البيعة لعثمان قال: " هل تعلمون ان أحدا كان يدخل المسجد غيري جنبا؟ " قالوا: اللهم لا.
قال: " فأنشدكم الله هل تعلمون ان أبواب المسجد سدها وترك بابي؟ " قالوا: اللهم نعم (2).
وأخرج العقيلي وابن عساكر والخوارزمي عن واثلة انه سمع علي يناشدهم يوم الشوري قائلا: " أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري؟ " قالوا: [اللهم] لا.
قال: " أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حتي سد النبي أبواب المهاجرين وفتح بابي اليه حتي قام اليه عماه: حمزة والعباس فقالا: يا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟ فقال النبي (صلي الله عليه وسلم): ما انا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وأسد أبوابكم ".
قالوا: [اللهم] لا (3).
١ - المعجم الكبير: ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣ - ١٢٥٩٤ ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه، ومستدرك الصحيحين: ٣ / ١٣٢ - ١٢٥ وصححه ووافقه الذهبي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٠٦ ح ٢٥٠ - ٢٥١، ومسند أحمد: ١ / ٣٣١ ط. م و ٥٤٥ ط. ب ورجاله رجال الصحيح الا أبي بلج وهو ثقة فيه لين علي ما قال الهيتمي مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥٩ ح ١٤٦٩٦، ومناقب الخوارزمي: ١٢٧ ح ١٤٠ الفصل ١٢، وخصائص النسائي: ٥٨ ح ٤٢.
٢ - مناقب الخوارزمي: ٣٠١ ح ٢٩٦ الفصل ١٩، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٥٩.
٣ - مناقب الخوارزمي: ٣١٥ ح ٣١٤ الفصل ١٩، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١٦ و ١١٩ ح ١١٤٠ - ١١٤١ وكنز العمال: ٣ / 155 ط. دكن 1312 و 13 / 175 ح 36521، واللآلئ المصنوعة: 1 / 362 مناقب الخلفاء الأربعة عن العقيلي.
(٣٩١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، الطبراني (1)، إبن عساكر (1)، الخوارزمي (4)، السجود (5)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، عمرو بن ميمون (1)، دمشق (2)

صفحه 376

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٢
واخرج الطبراني عن جابر بن سمرة قال: " امر رسول الله بسد أبواب المسجد كلها غير باب علي رضي الله عنه.
فقال العباس: يا رسول الله قدر ما ادخل انا وحدي واخرج؟
قال (صلي الله عليه وسلم): ما أمرت بشئ من ذلك، فسدها كلها غير باب علي وربما مر وهو جنب " (1).
واخرج احمد وأبو يعلي عن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن النبي (صلي الله عليه وسلم): " رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله ابنته وولدت له، وسد الأبواب الا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر " اسناده حسن (2).
* أقول: رواه في المستدرك عن أبي هريرة عن عمر قال: " لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطي حمر النعم.
قيل: وما هن يا أمير المؤمنين؟
قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وسكناه المسجد مع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يحل له فيه ما يحل له والراية يوم خيبر ".
هذا حديث صحيح الاسناد (3).
وكذا رواه القندوزي عن أحمد (4).
والجزري عن الحاكم (5).
وعن عبد الله بن مسلم الهلالي عن أبيه عن أخيه قال: " لما امر بسد أبوابهم التي في المسجد خرج حمزة بن عبد المطلب يجر قطيفة له حمراء وعيناه تذرفان يبكي ويقول: يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك.
١ - المعجم الكبير: ٢ / ٢٤٦ ح ٢٠٣١ ترجمة ابن سمرة ما روي ناصح أبو عبد الله عن سماك بن حرب عنه.
٢ - مسند أحمد: ٢ / ٢٦ ط. م و ١٠٤ ط. ب ح ٤٧٨٢، ومسند أبي يعلي: ٩ / ٤٥٣ ح ٥٦٠١ مسند ابن عمر مع تفاوت بسيط وبالهامش: اسناده حسن، وذخائر العقبي: ٧٧ مع حذف المطلع، وأسد الغابة: ٣ / ٢١٤ ترجمة أبي بكر - فضائله، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٤٣ ح ٢٨٣، وفرائد السمطين: ١ / ٢٠٨ الباب ٤١.
٣ - مستدرك الصحيحين: ٣ / ١٢٥ كتاب المعرفة - باب مناقب علي والموافقة لطبعة بيروت.
٤ - ينابيع المودة: ١ / ٢١٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٢٤٨ ط. النجف الباب ٥٦.
٥ - اسمي المناقب: ٦٨ ح 22.
(٣٩٢)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، أبو هريرة العجلي (1)، الطبراني (1)، علي بن أبي طالب (1)، خيبر (2)، جابر بن سمرة (1)، السجود (2)، الجنابة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)، أبو عبد الله (1)، سماك بن حرب (1)، دمشق (1)

صفحه 377

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٣
فقال: ما انا أخرجتك ولا أسكنته ولكن الله أسكنه " (1).
وأخرج البزار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اخذ رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بيدي فقال: " ان موسي سأل ربه ان يطهر مسجده بهارون واني سألت ربي ان يطهر مسجدي بك وبذريتك، ثم أرسل إلي أبي بكر سد بابك فاسترجع ثم قال: سمع وطاعة فسد بابه، ثم أرسل إلي عمر ثم أرسل إلي ابن عباس مثل ذلك.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ما انا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم " (2).
وأخرجه العقيلي بسنده عن أنس بن مالك (3).
روي أيضا عن ابن عباس مع تفاوت بسيط (4).
وفي رواية أخري قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " سدوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب " فخرج الناس مبادرين، ولكل رجل منهم باب إلي المسجد أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم (5).
وعن جابر بن سمرة: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " سدوا أبواب المسجد الا باب علي ".
فقال رجل: اترك لي قدر ما اخرج وادخل؟.
فقال رسول الله: " لم أومر بذلك ".
قال: اترك بقدر ما اخرج صدري يا رسول الله (صلي الله عليه وسلم)؟.
فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " لم أؤمر بذلك "، وانصرف.
قال رجل: فبقدر رأسي يا رسول الله؟.
فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " لم أومر بذلك ".
١ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٧ الباب الرابع - الفصل الحادي عشر.
٢ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٨، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٣ كتاب المناقب، وكنز العمال: ٦ / 408 ط. دكن 1312، ومنتخب الكنز: 5 / 55، والحاوي للفتاوي: 2 / 57 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب، واللآلئ المصنوعة: 1 / 351 مناقب الخلفاء الأربعة.
3 - اللآلئ المصنوعة: 1 / 351 مناقب الخلفاء الأربعة.
4 - اللآلئ المصنوعة: 1 / 347 مناقب الخلفاء الأربعة.
5 - وفاء الوفاء: 2 / 478.
(٣٩٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (7)، عبد الله بن عباس (2)، أنس بن مالك (1)، جابر بن سمرة (1)، السجود (3)، العذاب، العذب (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (1)

صفحه 378

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٤
وانصرف واجدا باكيا حزينا.
فقال رسول الله: " لم أؤمر بذلك سدوا أبواب المسجد الا باب علي " (1).
وقريب منه عن بريدة الأسلمي الا ان فيه:
فقال رجل: دع لي كوة تكون في المسجد فأبي، وترك باب علي مفتوحا فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب (2).
وعن عمرو بن سهل: قال له رجل من أصحابه: يا رسول الله دع لي كوة انظر إليك فيها حين تغدو وحين تروح؟
فقال: " لا والله ولا مثل ثقب الإبرة " (3).
وعن علي عليه السلام: " … فقال عمر: فأذن لي في خوخة أنظر إليك منها!
فقال: " قد أبي الله ذلك ".
فقال: فمقدار ما أضع عليه وجهي؟
قال: " قد أبي الله ذلك ".
فقال: فمقدار ما أضع عليه عيني.
قال: " قد أبي الله ذلك، ولو قلت قدر طرف إبرة لم آذن لك، والذي نفسي بيده ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم ولكن الله أدخلهم وأخرجكم.
ثم قال: لا ينبغي لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر يبيت في هذا المسجد جنبا الا لمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم الطيبون من أولادهم " (4).
واخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: امر رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ان تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم، قال حبة: اني لأنظر إلي حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك.
١ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٨٠، وتاريخ المدينة للسمهودي: ١ / ٣٤٠ ط. مصر مع تفاوت يسير، والحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب بتفاوت عن الطبراني.
٢ - فرائد السمطين: ١ / ٢٠٦ ح ١٦٠ الباب ٤١ من السمط الأول، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥١ مناقب الخلفاء الأربعة.
٣ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٨٠.
٤ - بحار الأنوار: ٣٩ / ٢٣ باب ٧٢، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / 191 مختصرا.
(٣٩٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السجود (4)، الجنابة (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، الطبراني (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

صفحه 379

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٥
فقال رجل يومئذ: ما يألو برفع ابن عمه.
قال: فعلم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) انه قد شق عليهم فدعا الصلاة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا، فلما فرغ قال: " يا أيها الناس ما انا سددتها ولا انا فتحتها ولا انا أخرجتكم وأسكنته ثم قرأ: * (والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي) * " (1).
وأخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة عن بريدة مع تفاوت بسيط (2).
وأخرج أحمد والنسائي وأبو يعلي والبزار والطبراني في الأوسط بسند حسن عن سعد بن أبي وقاص قال: أمر رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.
فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا كلها الا باب علي.
قال: " ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها " (3).
وأخرج النسائي بسند صحيح عن ابن عمر أنه سئل عن علي فقال: " أنظر إلي منزله من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه " (4).
وأخرج البزار عن مصعب بن سعد عن أبيه ان النبي قال: " سدوا كل خوخة في المسجد الا خوخة علي " (5).
* هذه بعض نصوص حديث سد الأبواب وهناك الكثير منها لم أذكرها اقتصرت علي ذكر مصادرها ورواتها كما تقدم.
هذا وقد أخرج السيوطي عشرين حديثا عن جملة من الحفاظ ومن طرق جمعها في رسالة سماها " شد الأثواب في سد الأبواب " (6).
١ - تفسير الدر المنثور: ٦ / ١٢٢ ذيل مورد الآية - النجم - ١.
٢ - اللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥١ مناقب الخلفاء الأربعة.
٣ - الحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب، وتأتي مصادره مفصلا.
٤ - الحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٨ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب.
٥ - لسان العرب: ٢ / ١٤ باب الخاء مادة خوخ، ونظم درر السمطين 108 ط. مطبعة القضاء بمصر عن البزار برقم 2556.
6 - الحاوي للفتاوي: 2 / 57 - 58 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب.
(٣٩٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، الطبراني (1)، السجود (2)، الصّلاة (1)، كتاب نظم درر السمطين للزرندي (1)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (3)

صفحه 380

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٦
صحة وتواتر حديث سد الأبواب اجمع الحفاظ علي صحة حديث سد الأبواب في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الا من كان في قلبه بغض له من أجل قتل أجداده في بدر واحد.
وكما علمت مفصلا فقد روي عن أكثر من بضع وعشرين طريقا عن اجلاء الصحابة أكثرها حسان وبعضها صحاح، وجل رواتها ثقاة كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني (1).
* وقد صرح السيوطي وغيره بتواتره (2).
* وقال في القول المسدد: هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها علي انفراده لا تقصر عن رتبه الحسن ومجموعها مما يقطع بصحته.
وقال: فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل علي أن الحديث صحيح دلالة قوية (3).
وقال: هذه الأحاديث تقوي بعضها بعضا وكل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها … وقد أخطأ [ابن الجوزي] في ذلك خطأ شنيعا فإنه سلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن (4).
وقال في أجوبته علي المصابيح: وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد الا باب علي، فشق علي بعض الصحابة، فأجابهم بعذره في ذلك (5).
* وقال الجويني: وحديث سد الأبواب رواه نحو من ثلاثين رجلا من الصحابة (6).
١ - القول المسدد: ١٧ - ٢٠، وفتح الباري: ٧ / ١٢ - ١١ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.
٢ - اتحاف ذوي الفضائل: ١٦٧ ح ٢١٣، ونظم المتناثر: ٢٠٣ ح ٢٢٩.
٣ - القول المسدد: ١٧ - ١٨ - ٢١ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولي، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة، وفتح الملك العلي عنه: ٦١.
٤ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٦ الباب الرابع الفصل ١٢، وفتح الباري: ٧ / 12 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.
5 - أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح المطبوع بذيل مشكاة المصابيح: 3 / 1790.
6 - فرائد السمطين: 1 / 208 ح 163 باب 41 من السمط الأول.
(٣٩٦)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (2)، الجويني (1)، القتل (1)، السجود (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب فتح الباري (2)

صفحه 381

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٧
* وقال سبط ابن الجوزي: حديث سد الأبواب الا باب علي أخرجه احمد والترمذي ورجاله ثقاة ويؤيده قوله (صلي الله عليه وسلم): " لا يحل لاحد ان يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك "، كما في رواية أبو سعيد الموثقة (1).
- وعلي سبيل المثال: رواية زيد ابن أرقم (2) رجالها رجال الصحيح الا أبي عبد الله ميمون وقد وثقه غير واحد وصحح له الترمذي حديثا غير هذا (3)، وأخرجه الحاكم وصححه (4).
وكذا رواية ابن عمر (5) رجالها رجال الصحيح كما رواها الهيثمي عن أحمد وأبو يعلي والسمهودي في الوفاء (6).
ورواه أحمد ورجاله ثقاة وليس فيه هشام بن سعد (7).
والرواية الثانية لابن عمر رجالها رجال الصحيح الا العلاء وهو ثقة وثقه ابن معين وغيره (8).
وتقدم رواية لابن عمر صححها النسائي وأحمد باسناد حسن (9).
ورواية عمر صححها الحاكم كما تقدم.
ورواية زيد وابن عباس (10) صححهما الحاكم وأقرهما الذهبي (11).
١ - تذكرة الخواص: ٤٦ الباب الثاني.
٢ - المسند: ٤ / ٣٦٩ ط. م و ٥ / ٤٩٦ ح ١٨٨٠١ ط. ب، والحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب.
٣ - القول المسدد: ١٩ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولي، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة، ووفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٤ فقد فصله، والفوائد المجموعة: ٣٦٦ مناقب علي ح ٥٥، مجمع الزوائد: ٩ / ١١٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧١ كتاب المناقب.
٤ - الحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب.
٥ - المسند: ٢ / ٢٦ ط. م ٦ - مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٦٠ ح ١٤٦٩٨ كتاب المناقب، ووفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٥.
٧ - الفوائد المجموعة: ٣٦٦ مناقب علي ح ٥٥.
٨ - القول المسدد: ٢٠ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولي، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة ٩ - فتح الباري: ٧ / ١١ - ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.
١٠ - رواه الطبراني وأحمد والترمذي والنسائي راجع الحاوي للفتاوي: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب، وسوف تأتي مصادره.
١١ - المستدرك: ٣ / ١٢٥ - ١٣٤ باب مناقب علي، وأسني المناقب: ٦٩.
(٣٩٧)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، السبط إبن الجوزي (1)، السجود (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (3)، كتاب فتح الباري (1)، الطبراني (1)

صفحه 382

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٨
ورواية ابن عباس الأخري حسنها الكنجي وقال ابن حجر والهيثمي رجاله ثقاة (1).
ورواية سعد بن مالك رواها أحمد باسناد حسن (2).
ورواية سعد الأخري رواها أحمد والنسائي باسناد قوي (3).
وروايته الثالثة عند الطبراني رجالها ثقات (4).
ورواية زيد ابن أرقم أخرجها أحمد والحاكم والنسائي ورجالها ثقات (5).
ورواية ابن عباس أخرجها أحمد والنسائي ورجالهما ثقات (6).
* أقول: إضافة إلي ما تقدم من نصوص وما تقدم مفصلا في المصادر فقد تلقي الحفاظ هذا الحديث بالقبول ورواه من طرق متعددة واليك نموذج من ذلك:
أخرجه أحمد في مسنده عن سعد ابن مالك وابن عمر وزيد، والنسائي عن زيد وسعد ابن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر بسند صحيح، وأبو نعيم عن ابن عباس وبريدة الأسلمي وابن مسعود وعلي وسعد، والخطيب عن جابر، والحاكم عن زيد، وضياء الدين في الأحاديث المختارة عن زيد، والترمذي عن ابن عباس، والكلاباذي في المعاني عن ابن عباس وابن عمر، والطبراني عن ابن عباس وسعد وجابر بن سمرة، والبخاري في التاريخ عن ابن سمرة، والعقيلي عن أنس، والبزار عن علي (7).
١ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٥، والقول المسدد: ١٧ - ٢٠، وفتح الباري: ٧ / ١٢ - ١١ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥٩ ح ١٤٦٩٦ كتاب المناقب.
٢ - مجمع الزوائد: ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٢ كتاب المناقب ٣ - فتح الباري: ٧ / ١١ - ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.
٤ - فتح الباري: ٧ / ١١ - ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.
٥ - فتح الباري: ٧ / ١١ - ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.
٦ - فتح الباري: ٧ / 11 - 12 ط. مصر و 7 / 17 - 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.
7 - أقول ما ذكرته عن الحفاظ مأخوذا فقط من اللآلئ المصنوعة: 1 / 346 إلي 351 مناقب الخلفاء الأربعة، والا فنفس الحفاظ لهم روايات أخري من طرق عدة تأتي في تفصيل المصادر في الهوامش.
(٣٩٨)
مفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، عبد الله بن عباس (6)، الحافظ أبو نعيم (1)، الطبراني (2)، جابر بن سمرة (1)، سعد بن مالك (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (3)، كتاب فتح الباري (5)

صفحه 383

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٩٩
الاحتجاجات بحديث سد الأبواب ومما يؤيد صحة هذا التواتر احتجاج أمير المؤمنين فيه أن في حياة أبي بكر أو في الشوري، وكذا احتجاجات ابن عباس وبعض الصحابة به (1).
- قال عليه السلام في منزله لابي بكر: " فأنشدك الله أنت الذي أمرك رسول الله بفتح بابه في مسجده عندما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته وأصحابه وأحل لك فيه ما أحل الله له أم أنا؟ ".
قال: بل أنت (2).
وتقدم في مطلع النصوص احتجاج علي (عليه السلام) به يوم الشوري، وأول يوم بويع فيه، ويأتي احتجاج ابن عمر به.
وقال يوم الشوري: " أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حين سد رسول الله أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي " (3).
فقالوا: لا.
احتجاج الإمام الحسين (عليه السلام)
١ - مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥٩ ح ١٤٦٩٦ كتاب المناقب، وفضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٨٤ ح ١١٦٨ مناقب علي، والمعجم الكبير: ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣ و ١٢٥٩٤ ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه، ومستدرك الصحيحين: ٣ / ١٣٢ - ١٢٥ وصححه ووافقه الذهبي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٠٦ ح ٢٥٠ - ٢٥١ و ٣ / ١١٦ ح ١١٤٠، ومسند أحمد: ١ / ٣٣١ ط. م و ٥٤٥ ط. ب ورجاله رجال الصحيح الا أبي بلج وهو ثقة فيه لين علي ما قال الهيثمي في مجمع الزوائد، ومناقب الخوارزمي: ١٢٧ ح ١٤٠ الفصل ١٢، وخصائص النسائي: ٥٨ - ٤٢، والاحتجاج: ١ / ٧٨ - ١٢٨ والرياض النضرة: ٣ / ١٧٤، وكتاب الأربعين للخزاعي:
٦٢ ح ٢٠، وأنساب الاشراف: ٢ / ٣٥٥، والرياض النضرة: ٣ / ١٧٤، ووفاة الزهراء: ٦٧.
٢ - الاحتجاج: ١ / ١٢٨ ذيل احتجاجات الأمير علي أبي بكر، وعبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جري بينهما في المنزل ولكنه اختصر المناقب التي عددها الامام علي أبي بكر واكتفي بقوله: " ثم ذكر قرابته من رسول الله وحقهم فلم يزل يذكر ذلك حتي بكي أبو بكر " المصنف: 5 / 473 ح 9774 خصومة علي والعباس.
3 - بناء المقال الفاطمية: 412 مناشدة علي يوم الشوري.
(٣٩٩)
مفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، السجود (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (3)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، عمرو بن ميمون (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 384

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٠
أخرجه سليم بن قيس من مناشدة الإمام الحسين للصحابة والتابعين في مكة المكرة قبل خروجه إلي كربلاء قال:
" أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) اشتري موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتني عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي، ثم سد كل باب شارع إلي المسجد غير بابه، فتكلم في ذلك من تكلم فقال: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني " (1).
* احتجاج عمر - وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطي حمر النعم.
قيل: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وسكناه المسجد مع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يحل له فيه ما يحل له، [سد الأبواب الا بابه] والراية [الحربة] يوم خيبر - هذا حديث صحيح الاسناد (2).
وكذا رواه القندوزي عن أحمد (3) والجزري عن الحاكم (4).
* احتجاج ابن عمر قال: كنا نقول في زمن النبي (صلي الله عليه وسلم): رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ابنته وولدت له، وسد الأبواب الا بابه في المسجد، واعطائه الراية يوم خيبر
١ - كتاب سليم: ٢٠٨.
٢ - مستدرك الصحيحين: ٣ / ١٢٥ كتاب المعرفة، باب مناقب علي والموافقة لطبعة بيروت، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٢ ح ٣٢٠٩٠ كتاب الفضائل - فضائل علي وما بين المعقودين منه، وتاريخ دمشق: ١٨ / ١٣٨ رقم الترجمة ٢١٧٧.
٣ - ينابيع المودة: ١ / ٢١٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٢٤٨ ط. النجف الباب ٥٦.
٤ - اسمي المناقب: ٦٨ ح 22.
(٤٠٠)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، إبن عساكر (1)، خيبر (2)، سليم بن قيس (1)، السجود (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)، دمشق (1)

صفحه 385

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠١
" (1).
فعند عمر وابنه كما أن علي زوج فاطمة الزهراء دون غيره، فكذلك فتح بابه في المسجد له دون غيره.
* احتجاج سعد: أخرجه الشاشي قال سعد لمروان لما سب عليا: أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لا ينبغي أحد منا ينتحلهن، دخل علينا رسول الله المسجد ونحن رقود فينا أبو بكر وعمر فجعل يوقضنا رجلا رجلا ويقول: " لا ترقدوا في المسجد ارقدوا في بيوتكم " حتي انتهي إلي علي فقال: " يا علي أما أنت فنم فإنه يحل لك فيه ما يحل لي " (2).
واحتج علي معاوية به لترك القتال معه (3).
واحتج به أيضا علي الحارث بن مالك (4).
* احتجاج سلمان المحمدي وذلك يوم السقيفة حيث قال: يا أيها الناس … ألا إن عليا عنده علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب علي منهاج هارون بن عمران، إذ يقول محمد صلي الله عليه وآله وسلم: " يا علي أنت وليي ووصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسي " (5).
* ولأم سلمة احتجاج في الحديث علي أبي بكر (6).
١ - مسند أحمد: ٢ / ١٠٤ ح ٤٧٨٢ ط. ب و ٢٦ ط. م، ومسند أبي يعلي: ٩ / ٤٥٣ ح ٥٦٠١ مسند ابن عمر، وذخائر العقبي: ٧٧ مع حذف المطلع، وأسد الغابة: ٣ / 214 ترجمة أبي بكر وفضائله، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 243 ح 283، وفرائد السمطين: 1 / 208 الباب 41.
2 - مسند الشاشي: 1 / 146 ح 82 مسند سعد - بقية حديث إبراهيم بن سعد.
3 - مناقب الكوفي: 1 / 508 ح 424 4 - مسند الشاشي: 1 / 126 ح 63 مسند سعد - الحارث بن مالك عن سعد.
5 - مناقب الكوفي: 1 / 414 ح 327.
6 - وفاة الزهراء: 93.
(٤٠١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، هارون بن عمران (1)، الحارث بن مالك (2)، السقيفة (1)، السجود (2)، القتل (1)، الزوج، الزواج (1)، السب (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبراهيم بن سعد (1)، دمشق (1)، الوفاة (1)

صفحه 386

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٢
دلالة سد الأبواب علي الإمامة دلالة حديث سد الأبواب ونحن انما جئنا بحديث سد الأبواب لاثبات نص الأفعال الصادرة من رسول الله (صلي الله عليه وآله) تجاه أمير المؤمنين وحده.
ولكن القوم ومن باب الجني علي أنفسهم، أفادوا ان حديث سد الأبواب يدل علي الخلافة:
قال ابن حبان معللا: إذا المصطفي (صلي الله عليه وسلم) حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله: " سدوا عني كل خوخة في المسجد " (1).
قال الخطابي وابن بطال: في هذا الحديث إشارة قوية إلي استحقاق أبي بكر للخلافة ولا سيما وقد ثبت ان ذلك كان في آخر حياة النبي (صلي الله عليه وسلم) (2).
وقال المقريزي: فكان امر رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بابقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك، إشارة ودليل علي خلافته بعد رسول الله وان ذلك من رسول الله تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير امام المسلمين ويخرج من بيته إلي المسجد كما كان رسول الله يخرج، ذكره ابن بطال (3).
وقال الحافظ بن رجب الحنبلي: " سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد الا باب أبي بكر " وفي هذا إشارة إلي أن أبا بكر هو الامام بعده، فان الامام يحتاج إلي سكني المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره (4).
وقال الحافظ ابن حجر: وقد ادعي بعضهم ان الباب كناية عن الخلافة (5) والامر بالسد كناية عن طلبها، كأنه قال: لا يطلبن أحد الخلافة الا ابا بكر فإنه لا حرج عليه في طلبها والي هذا جنح ابن حبان (6).
وقال: وفي ذلك إشارة إلي استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلي المسجد كثيرا دون غيره
١ - الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٩ / ٥ ذيل ح ٦٨٢١ كتاب المناقب.
٢ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٢ الباب ٤ الفصل ١٢.
٣ - النزاع والتخاصم: ٦٩.
٤ - لطائف المعارف: ١٠٧ المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول الله.
٥ - لعله يشير إلي ابن كثير راجع البداية والنهاية: ٧ / 343.
6 - وفاء الوفاء: 2 / 473.
(٤٠٢)
مفاتيح البحث: حياة النبي (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، شهر رجب المرجب (1)، السجود (5)، كتاب البداية والنهاية (1)، الوفاة (1)

صفحه 387

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٣
(1).
ثم إن القوم يشيرون بذلك إلي أحاديث سد الأبواب النازلة في أبي بكر وهي مروية في فضائل أبي بكر في جل كتبهم.
ولذا حاولوا الجمع بين هذه الأحاديث لصحتها جميعا عندهم.
- قال الحافظ ابن حجر: ومحصل الجمع ان الامر بسد الأبواب وقع مرتين، ففي الأولي استثني عليا لما ذكره من كون بابه كان إلي المسجد ولم يكن له غيره، وفي الأخري استثني ابا بكر.
ولكن لا يتم ذلك الا بأن يحمل ما في قصة علي علي الباب الحقيقي وما في قصة أبي بكر علي الباب المجازي، والمراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه، وكأنهم لما امروا بسد الأبواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلي المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها.
- وبها جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار والكلاباذي في معاني الاخبار (2).
- وقال العيني في العمدة: ان حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي (صلي الله عليه وسلم) في الوقت الذي امرهم أن لا يؤمهم الا أبو بكر (3).
* قولنا في دلالة الحديث:
فنحن أوردناه لتأييد نص الأفعال وهو حاصل علي كل الآراء والأقوال.
واما علي رأي ابن حجر والعسقلاني والطحاوي والكلاباذي ومن وافق قولهم كالسمهودي وغيره القائلين بصحة حديث الأبواب في علي علي الحقيقة وفي أبي بكر علي المجاز، فهم عندهم الحديث يدل علي خلافة علي (عليه السلام) بالحقيقة وعلي خلافة أبي بكر بالمجاز!.
ذلك أن الخطابي وابن بطال وابن حبان والمقريزي وغيرهم أفادوا دلالة الحديث علي
١ - القول المسدد: ٢٢ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولي، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة.
٢ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٦ - ٤٧٧ الفصل ١٢ من الباب الرابع عن فتح الباري: ٧ / ١٢ - ٢٠ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية، والقول المسدد: ١٧ - ١٨ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولي، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة، ونزل الأبرار للبدخشاني: ٧٥ الباب الأول.
٣ - عمدة القارئ: ٧ / ٥٩٢ عنه الغدير: ٣ / 215.
(٤٠٣)
مفاتيح البحث: حياة النبي (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، خلافة أبي بكر بن أبي قحافة (1)، السجود (2)، كتاب فتح الباري (1)

صفحه 388

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٤
الخلافة ودعواها. وهذا جمع بين القولين.
- واما جمع الحافظ ابن حجر والطحاوي والقاضي المالكي والكلاباذي ومن قال بقولهم (1) فيرده أمور:
* الامر الأول: ان النبي في بادئ الامر لم يأمر فقط بسد الأبواب بل امر بسد كل ثقب في المسجد من باب وخوخة أو ما ينظر منه أو كوة، بل ومثل ثقب الإبرة كما تقدم في رواية عمر وبن سهل وجابر بن سمرة وبريدة وعلي.
فالروايات مصرحة بهذا المنع فلا معني للاستثناء، الا علي القول بمعصية أجلاء الصحابة في أمره، مع قوله في بعض طرقه: " سدوا قبل أن ينزل العذاب ".
خاصة ان القول بتكرار القصة دعوي لا دليل عليها في الروايات سوي تأييد قول البكرية في وضعهم لحديث سد الأبواب الا باب أبي بكر.
* الامر الثاني: ان هذا الجمع ان أريد منه أن الرسول سد الأبواب الا باب علي، ثم سد الخوخات الا خوة أبي بكر فإنه ينافي الكثير من الروايات المصرحة - والتي منها رواية البخاري في الصحيح - بان الرسول استثني باب أبي بكر لا خوخته، التي رويت عن أبي سعيد وأيوب بن بشير ومعاوية وأنس وعائشة ويحيي بن سعد وحكيم بن عمير وأبي الحويرث.
وفي المقابل الروايات المعبرة بالخوخة ليست الا رواية ابن عمر وابن عباس (2).
هذا بناء علي أن المراد من الخوخة الكوة لا الباب كما فهمه القاضي المالكي في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في المشكل.
* وقال السيوطي: قد ثبت بالأحاديث السابقة وقرر العلماء أن أبا بكر لم يؤذن له في فتح الباب، بل أمر بسد بابه، وانما اذن له في خوخة صغيرة وهي المراد من حديث البخاري (3).
علي أنه في ذلك الازمان لم يكن متعارف سوي الأبواب والنوافذ ولا ثالث.
1 - راجع الحاوي للفتاوي للسيوطي: 2 / 59 رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
2 - يراجع الحاوي للفتاوي للسيوطي: 2 / 54 - 55 - 56 - 72 رسالة شد الأثواب بسد الأبواب، واللآلئ المصنوعة: 1 / 352 مناقب الخلفاء الأربعة.
3 - الحاوي للفتاوي للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
(٤٠٤)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، جابر بن سمرة (1)، السجود (1)، العذاب، العذب (1)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (3)

صفحه 389

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٥
ويشهد له ما تقدم في الأحاديث من طمع الصحابة ببقاء كوة أو مقدار الإبرة وما شابهه، ولا قائل منهم ببقاء الخوخة اما لعدم الفرق بينها وبين الباب، واما لعدم وجودها أصلا، فسد النبي (صلي الله عليه وآله) الأبواب والنوافذ والكوة وما شابه ذلك جميعا، فكيف يصح بعدها أمرهم بسد الخوخات أو النوافذ، وهل هو الا تحصيل للحاصل!!
هذا مع أنه منافي لما روي أن الرسول سد كل الخوخات الا خوخة علي (1).
* وان أريد منه ان الخوخة شبيه الباب أو نفسه - كما هو نص أكثر الروايات كما تقدم -، فهذا ما منع منه رسول الله أولا، وهو المرور والدخول من الدور إلي المسجد والروايات مصرحة بذلك.
فلا معني للاستثناء مرة أخري لابي بكر مع عدم وجود المستثني منه، إذ المفروض أن الصحابة جميعا التزموا بالأمر وسدوا الأبواب والذي منهم أبو بكر كما تقدم التصريح به، فلا معني للحديث مع الاستثناء، نعم لو وضع البكرية الحديث بنحو: " يا أبا بكر افتح بابك المغلق دون الصحابة " لكان له وجه، لعدم تنافيه مع أحاديث سد الأبواب من الأول، إذ يقال أنه النبي في اخر عمره فتح باب أبي بكر الذي كان مسدودا، ولكن يد التزوير كانت ناقصة!!.
نعم يبتلي بأنه يعارض بقاء باب علي مفتوحا مع أن المتفق عليه بقاء بابه مفتوحا بعد وفاة النبي، إذ النبي لم يستثني من الصحابة - في أحاديث فتح باب أبي بكر - باب علي.
بل أصل أحاديث الباب في أبي بكر لا تصح لأنها لم تستثني باب علي المفتوح.
علي أن الهدف من السد هو إلغاء المرور لمن ليس أهلا له لا مجرد اغلاق الأبواب.
نقل المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع: " سدوا هذه الأبواب الشوارع إلي المسجد الا باب أبي بكر..، فقال عمر دعني يا رسول الله أفتح كوة أنظر إليك تخرج إلي الصلاة!.
فقال: لا (2).
فلاحظ أولا: أن المأمور به سد نفس الأبواب لا الكوة.
وثانيا: من هذا الحديث يعلم أن الرسول لم يأمرهم بسد شئ قبل ذلك لان عمر كان
١ - لسان العرب: ٣ / ١٤ باب الخاء مادة خوخ، ونظم درر السمطين: ١٠٨ ط. مطبعة القضاء بمصر عنه إحقاق الحق.
2 - اسماع الامتاع: 1 / 545 - وفاة الرسول - ذيل الكتاب.
(٤٠٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، المنع (1)، السجود (2)، الهدف (1)، الصّلاة (1)، كتاب نظم درر السمطين للزرندي (1)، الوفاة (1)

صفحه 390

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٦
بابه مفتوح، وكذلك بقية الصحابة.
وهذا دليل علي عدم امكان الجمع، ثم علي بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الأول، وأنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد، أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصاص.
* الامر الثالث: ان علة سد الأبواب - والتي صرح الرسول في كثير من طرقها بان الله هو الذي سد أبوابكم وفتح باب علي أو أخرجكم وادخله - هي طهارة علي وأهل بيته ونجاسة غيره، كما صرحت بذلك رواية أمير المؤمنين المتقدمة واحتجاجه يوم الشوري، ورواية ابن زبالة عن رجل من أصحاب الرسول (صلي الله عليه وآله)، وكذلك رواية أنس وابن عباس والهلالي التي نص بها النبي (صلي الله عليه وآله) أنه دعا الله أن يطهر مسجده بعلي وبذريته من بعده كما فعل موسي (عليه السلام)، ويأتي أن البزار أخرجه عن علي (عليه السلام) (1).
- ويؤيده بل هو نص فيه، ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس والبزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب (2).
وعليه فلا معني لاستثناء باب أو خوخة أبي بكر، لان أبي بكر كعمر وعثمان والعباس وحمزة من هذه الناحية، أعني ناحية عدم الطهارة، إلا أن يقال أن أبا بكر طهر في اخر حياته! ولو كان لا بد من الاستثناء لاستثني خوخة لعميه.
ويؤيده ما روي عن ابن عباس وغيره كما تقدم ان علي كان يمر بالمسجد وهو جنب.
وقوله (صلي الله عليه وآله): " سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ". أخرجه البزار (3).
بل هناك كثير من الروايات صرحت بأنه لا يحل لغير النبي وعلي الجماع وعرك النساء في المسجد، كما أخرجها ابن مردويه، والترمذي وحسنه، والنووي وقال: حسنه الترمذي لشواهد، والبيهقي في السنن، وابن منيع في مسنده عن جابر، وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة، وأبي يعلي في مسنده والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب، وأبي يعلي في المسند عن أبي سعيد، وابن عساكر في التاريخ من طرق (4).
١ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٨ - ٤٧٩ - الفصل ١٢ من الباب الرابع.
٢ - مجمع الزوائد: ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥١ ح ١٤٦٧٧ - ١٤٦٧٨ كتاب المناقب ٣ - مسند البزار: ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦.
٤ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٩٢ ح ٣٣١ رواه من طرق، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥٠ - ٣٥٣ مناقب الخلفاء الأربعة، والفوائد المجموعة: ٣٦٦ - ٣٦٧ مناقب علي ح ٥٦، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٩٤ فصل في الجوار، والسنن الكبري: ٢ / ٤٤٢ باب الجنب يمر في المسجد، وج ٧ / ٦٥ باب دخول المسجد جنبا، ومسند أبي يعلي: ٢ / 311 ح 1042 مسند أبي سعد وبالهامش (أخرجه الترمذي وقال حسن غريب).
(٤٠٦)
مفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، عبد الله بن عباس (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، كتاب أحكام القرآن للجصاص (1)، الطبراني (1)، إبن عساكر (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، الباطل، الإبطال (1)، السجود (5)، الطهارة (3)، الجنابة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، دمشق (1)

صفحه 391

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٧
منها: ما أخرجه ابن عساكر وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة قالت: خرج النبي (صلي الله عليه وسلم) من بيته حتي انتهي إلي صرح المسجد فنادي بأعلي صوته: " انه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض الا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ألا هل بينت لكم الأسماء ان تضلوا " (1).
وأخرجه البيهقي بلفظ: " ألا لا يحل المسجد لجنب وحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين " (2).
وأخرج ابن راهويه في مسنده والبيهقي في السنن عن عائشة: " وجهوا هذه البيوت عن المسجد فاني لا أحل المسجد لحائض وجنب الا لمحمد وآل محمد " (3).
وأخرج البزار عن علي قال: أخذ رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بيدي فقال: " ان موسي سأل ربه أن يطهر [يظهر] مسجدي بهارون وأني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ".
ثم أرسل إلي أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع!.
ثم قال سمع وطاعة، ثم أرسل إلي عمر … " (4).
واستشهد ابن عباس وعلي كما تقدم بحديث سد الأبواب لحلية دخول المسجد لعلي ولطهارته كما طهر هارون.
وكذا الرواية عن ابن عمر وعلي وأبي رافع المصرحة بذلك (5).
١ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٩٤ ح ٣٣٣، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥٣ مناقب الخلفاء الأربعة عن ابن أبي شيبة.
٢ - السنن الكبري: ٧ / ٦٥ باب دخول المسجد جنبا، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥٤ مناقب الخلفاء الأربعة.
٣ - السنن الكبري: ٢ / ٤٤٢ باب الجنب يمر في المسجد، ومسند إسحاق ابن راهويه: ٣ / ١٠٣٢ ح ١٧٨٣ من مسند عائشة.
٤ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٧، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٣ كتاب المناقب عن البزار برقم ٢٥٥٢، وكنز العمال: ٦ / ٤٠٨ ط. دكن ١٣١٢، ومنتخب الكنز: ٥ / ٥٥. وما بين المعقودين من المجمع.
٥ - مجمع الزوائد: ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٢ كتاب المناقب، وبحار الأنوار: ٣٩ / ٣٣ باب ٧٢، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / 194 فصل في الجوار.
(٤٠٧)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، إبن عساكر (1)، فاطمة بنت محمد (1)، الطهارة (1)، السجود (7)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، دمشق (1)

صفحه 392

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٨
وتقدم كلام سبط ابن الجوزي في تأييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد (1).
* وأما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة إلي الدخول والخروج للمسجد، فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.
علي أنه كان لا بد من فتح باب لعمر وعثمان لخلافتهما ولو عند توسعة المسجد، والتي مدتها أطول من خلافة الأول فالحاجة أكثر.
بل حتي في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر، وقد تقدم قول البعض لابي بكر: " أنت الخليفة أم هو؟!.
فقال أبو بكر: بل هو ولو شاء كان ".
قال البوصيري بعد الحديث: رجاله ثقات (2).
هذا مضافا إلي أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو إجازة النبي، قال السيوطي: لو بقيت دار أبي بكر واتفق هدمها واعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية، فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة ولا جعلها في موضع أخر من المسجد، اقتصارا علي ما ورد الاذن من الشارع الواقف فيه (3).
* الامر الرابع: ما ورد من بعض الطرق المتقدمة ان النبي سد كل خوخة الا خوخة علي (عليه السلام) وهو لا يدع للجمع مجال.
وفي بعضها مصرح بان النبي امر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته، كما تقدم في رواية أمير المؤمنين وكذا رواية ابن زبالة (4).
* الامر الخامس: ما تقدم في احتجاج علي وبعض الصحابة بالحديث وانه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب، ولم يعترض أحد عليه وأن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.
١ - القول المسدد: ٢١ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولي، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة ٢ - شرح النهج: ٣ / ١٠٨ ط. مصر الأولي، والدر المنثور: ٣ / ٢٥٢ ذيل قوله " انما الصدقات للفقراء) من سورة التوبة، وكنز العمال: ٢ / 189 ط. دكن 1312، والمطالب العالية: 2 / 219 ح 2073 باب الوزراء ورد الوزير امر الأمير، ويراجع هامش المطالب العالية أيضا.
3 - الحاوي للفتاوي للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
4 - وفاء الوفاء: 2 / 477.
(٤٠٨)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، السبط إبن الجوزي (1)، السجود (3)، الجواز (1)، الطهارة (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (1)، سورة البراءة (1)

صفحه 393

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٩
والتي منها علي نفس أبي بكر، فلو صحة أحاديث أبي بكر لقال له: فتح النبي بابي كما فتح بابك؟!
* الامر السادس: أنه علي رأي ابن حبان والخطابي وابن بطال القائلين بدلالة الحديث علي الخلافة يستحيل الجمع إلا علي القول بتعدد الخليفة!.
* الامر السابع: ان بعض الروايات التي تقول ان العباس أو حمزة اعترضا علي رسول الله في ذلك نحو ما روي عن الهلالي: " يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك " (1)، فكان الأولي من العباس الاعتراض علي ترك باب أبي بكر لا الاعتراض علي باب علي المطهر بآية التطهير والذي بيته في المسجد.
وان كان بعد استشهاد حمزة لاعترض العباس.
ومن ذلك يعلم بطلان أصل حديث سد الأبواب إلا باب أبو بكر كما صرح بذلك ابن أبي الحديد قال: إن سد الأبواب كان لعلي فقلبته البكرية إلي أبي بكر (2).
* الامر الثامن: قال الجصاص: فأخبر في هذا الحديث بحظر النبي (صلي الله عليه وسلم) الاجتياز كما حظر عليهم القعود، وما ذكر من خصوصية علي رضي الله عنه صحيح … وانما كانت الخصوصية فيه لعلي دون غيره … فثبت بذلك ان سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين (3).
* الامر التاسع: أنه من المسلم به وجود عمر وأبي بكر في جيش أسامة وذلك قبيل وفاة النبي الأعظم وهذا بنفسه خير دليل علي:
1 - بطلان أصل حديث سد الأبواب في أبي بكر لأنه لم يكن حاضرا عند وفاة النبي:
أما قبل الوفاة بأيام فالمفروض أنه في جيش أسامة والنبي لعن من تخلف عنه.
وأما قبيل الوفاة فتقدم أنه كان في منزله بالسنخ.
2 - ولو سلم فلا يدل علي الخلافة لان النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) كان يعلم بوفاته - كما تقدم في الكتاب الثاني مفصلا - فكيف يعقل ابعاده عن الخلافة، ثم سد بابه الدال علي الخلافة!؟.
١ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٧.
٢ - شرح النهج: ١١ / ٤٩ شرح الخطبة ٢٠٣.
٣ - احكام القرآن: ٢ / ٢٤٨ عنه الغدير: ٣ / 212.
(٤٠٩)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، آية التطهير (1)، الباطل، الإبطال (2)، السجود (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)، كتاب أحكام القرآن للجصاص (1)

صفحه 394

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٠
سرقة الفضائل نموذج من سرقة فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) * ليس من الغريب تحريف حديث سد الأبواب بل هذه من عادتهم إذا لم يستطيعوا رد فضائل أمير المؤمنين أوجد مثلها في غيره، أخرج أحمد في المناقب وابن راهويه في المسند وعبد الرزاق في المصنف عن معمر قال: سألت الزهري من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية؟
فضحك وقال: علي، ولو سألت هؤلاء قالوا عثمان. يعني بني أمية (1).
- وكما تقدم في حديث المنزلة المتواتر في علي من طرقهم فضلا عن طرقنا، وكيف رووا انه في أبي بكر وعمر (2).
- وكذلك حديث المباهلة قالوا ان النبي جمع أبو بكر وعمر وأهل بيته (3).
- وكذلك حديث مدينة العلم المستفيض في علي عليه السلام، فرووا عن إسماعيل بن علي بن المثني الاسترآبادي: انا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها.
فسألوه ان يخرج لهم اسناده فوعدهم به وفي هذا الرجل يقول ابن السمعاني في الأنساب كان يقول له: كذاب ابن كذاب، ويقول النخبثي: كان يقص ويكذب (4).
وقال ابن حجر في الفتاوي: حديث انا مدينة العلم وعلي بابها رواه جماعة وصححه الحاكم وحسنه الحافظان العلائي وابن حجر (5).
وقال في الحديث الأول: انا مدينة العلم وأبو بكر أساسها ورواه صاحب مسند الفردوس وتبعه ابنه بلا اسناد عن ابن مسعود مرفوعا، وهو حديث ضعيف كحديث انا مدينة العلم
١ - فضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٥٩١ ح ١٠٠٢ مناقب علي وراجع الهامش، والمطالب العالية: ٤ / ٢٣٤ ح ٤٣٤٦ باب الحديبية، والمصنف لعبد الرزاق: ٥ / ٣٤٣ ح ٩٧٢٢.
٢ - لسان الميزان: ٤ / ٢٥٢ ترجمة علي بن الحسن رقم ٥٧٨٣ بلفظ: أبو بكر مني بمنزلة هارون من موسي " ووصفه ابن حجر بالخبر الكذب.
٣ - كنز العمال: ٢ / ٣٧٩ ح ٤٣٠٦ الكتاب الثاني - التفسير - تفسير البقرة.
٤ - فتح الملك العلي: ١٥٥ - ١٥٦ عن لسان الميزان: ١ / 422 ترجمة إسماعيل بن علي أبو سعيد.
5 - الفتاوي الحديثة: 123 ط. مصر الأولي 1353 ه.
(٤١٠)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، حديث المنزلة (1)، حديث مدينة العلم (2)، بنو أمية (1)، كتاب الفتاوي الحديثة لابن حجر الهيثمي (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، إسماعيل بن علي (1)، علي بن الحسن (1)، الكذب، التكذيب (1)

صفحه 395

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١١
وعلي بابها ومعاوية حلقها (1).
- وكحديث خلق علي ومحمد من طينة واحدة (2) فرووه في أبي بكر وعمر (3).
- وكتحريف آية: * (وصالح المؤمنين) * (4) حتي رووا انه أبو بكر وعمر معا وفي رواية في عمر خاصة (5).
- وحديث معاذ ان الله ليكره في السماء أن يخطأ علي في الأرض - أخرجه الديلمي في الفردوس (6)، فروي في حق أبي بكر وقال ابن الجوزي موضوع (7).
- وكحديث ان أحب الخلق إلي الرسول علي وفاطمة المتقدم من طرق، فرووا عن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله اي الناس أحب إليك؟
قال: عائشة، قال: من الرجال؟
قال: أبو بكر (8).
وهذا بعينه تقدم من طرق في علي وفاطمة فتأمل السرقات المفضوحة!؟!
- وحديث: أول من تنشق عنه الأرض المروي في علي (9)، فرووه في أبي بكر وعمر (10)
١ - الفتاوي الحديثة: ١٩٢ ط. مصر الأولي ١٣٥٣ ه.
٢ - الفتوح لابن الأعثم: ١ / ٢٦٩ ذيل ذكر الوقعة الثانية بصفين - عن معاوية، وأخرجه الطبراني بلفظ " ان عليا مني وأنا منه خلق من طينتي " المعجم الأوسط: ٧ / ٥٠ ح ٦٠٨٢.
٣ - كنز العمال: ١١ / ٥٦٧ ح ٣٢٨٣ فضل الصحابة اجمالا - ذكر أبي بكر، والفوائد المجموعة: ٣٣٩ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ٢٨، ونقل بطلانه ووضعه عن الحفاظ، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٠٩ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل ضعفه وعدم صحته عن ابن الجوزي.
٤ - التحريم ٤ - راجع كنز العمال: ٢ / ٥٣٩ ح ٤٦٧٥، وتفسير ابن كثير: ٤ / ٤١١، والتعريف والاعلام للسهيلي: ١٣٣ مورد الآية، وشواهد التنزيل: ٢ / ٣٤١ ح ٩٨١ مورد الآية، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٩٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٣١١ ح ١١٥١٤٣ كتاب المناقب.
٥ - المحاسن والمساوي للبيهقي: ٣٨ محاسن عمر، ومجمع الزوائد: ٩ / ٥٢ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٣٨ ح ١٤٣٤٩ كتاب المناقب وضعف بعض رواته.
٦ - الفردوس بمأثور الخطاب: ١ / ١٥٩ ح ٥٨٧ ط. دار الكتب العلمية وحرف في ط. دار الكتاب العربي: ١ / ٢٠١ ح ٥٩١.
٧ - اللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٠٠ مناقب الخلفاء الأربعة.
٨ - المعجم الكبير: ٢٣ / ٤٣ ح ١٣١٩٠ ترجمة عائشة - باب نظر عائشة إلي جبرئيل.
٩ - قال النبي: أعطاني فيك أن أول من ينشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت " التدوين في أخبار قزوين: ٢ / ١٢٦ ترجمة إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن جهينة - وأخرج أيضا عنه: أنا أول من تنشق عنه الأرض وأنت معي … " ج ٣ / ٤١٩ ترجمة علي بن محمد البياري.
وأخرجه البغدادي بلفظ: أنت أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة " تاريخ بغداد: ٥ / ١٠٠.
وأخرجه أبو نعيم بلفظ: علي أول من ينفض عن رأسه الغبار يوم القيامة. تاريخ أصبهان: ١ / ٣٦٢.
وقال: " أبشر يا علي انك تكسي إذا كسيت وتدعي إذا دعيت وتحيا إذا حييت " فضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٦٤ ح ١١٣١ مناقب علي، وعن عمر: " يا علي يدك في يدي تدخل معي الجنة يوم القيامة حيث أدخل " تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ١ / ٣٧ رقم ٢٧ الفصل الأول.
وأخرج البغدادي: هذا أول من يصافحني " تاريخ بغداد: ٩ / 460.
10 - المعجم الكبير: 12 / 235 ترجمة ابن عمر - ما أسنده سالم عنه.
(٤١١)
مفاتيح البحث: كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب الفتاوي الحديثة لابن حجر الهيثمي (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، يوم القيامة (4)، الطبراني (1)، محمد بن عبيد الله (1)، علي بن محمد (1)

صفحه 396

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٢
.- وحديث كفة الميزان المشهور يوم الخندق في علي، رووه عن أبي بكر وعمر (1).
- حتي حديث: الحق مع علي وعلي مع الحق، رووه في حق عمر: " الحق بعدي مع عمر حيث كان " (2).
- وحديث العلم عشرة اجزاء لعلي تسعه، رووه في عمر قال ابن مسعود: اني لأحسب عمر قد رفع معه يوم مات تسعة أعشار العلم (3).
- وحديث كون علي وفاطمة في درجة الرسول يوم القيامة (4)، فروة في أبي بكر (5).
- ومن ذلك ما روي عن عبد الله بن داود الواسطي عن عبد الرحمن عن جابر عن أبي بكر في حق عمر قال له: يا خير الناس بعد رسول الله.
فقال أبو بكر: اما انك ان قلت ذاك، فلقد سمعت رسول الله يقول ما طلعت الشمس علي
١ - المعجم الكبير: ٢٠ / ٨٦ ترجمة معاذ بن جبل ما روي أبو إدريس الخولاني عنه، واحياء علوم الدين: ١ / ٥٢ الباب الخامس في آداب المتعلم من كتاب العلم، والمحاسن والمساوئ: ٣٥ محاسن أبو بكر.
٢ - المعجم الكبير: ٨ / ٢٨١ ترجمة الفضل بن العباس ما روي عطاء عن ابن عباس عنه.
٣ - المعجم الكبير: ٩ / ١٦٣ ح ٨٨١٠ ترجمة ابن مسعود، والطبقات الكبري: ٢ / ٢٥٦ ذكر من كان يفتي بالمدينة من أصحاب الرسول (ص).
٤ - تقدم كون أهل البيت في درجة ومكان واحد مع النبي، وراجع كنز العمال: ١٣ / ٦٣٩ ح ٣٧٦١٢ فضائل أهل البيت، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٦٩ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٢٦٨ - ٢٦٩ - ٢٧١ - ٢٧٦ ح ١٤٩٩١ - ١٥٠٠٤ - ١٥٠٢٢ كتاب المناقب.
5 - حلية الأولياء: 2 / 33 ترجمة أبو بكر، وتاريخ الخميس: 1 / 327 الفصل الأول من الموطن الأول من الركن الثالث.
(٤١٢)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الموت (1)، صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، عبد الله بن عباس (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، الفضل بن العباس (1)، معاذ بن جبل (1)

صفحه 397

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٣
رجل خير من عمر (1).
فتقدم ما تواتر من الروايات في كون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خير الناس والبشر ومن أبي فقد كفر.
علي أن عبد الله ضعفوه وعبد الرحمن تكلموا فيه وكما قال الذهبي: الحديث شبه موضوع (2).
- وكحديث أن علي أول من يدخل الجنة (3)، فجعلوه في أبي بكر (4).
- وحديث الدواة والكتف عند وفاة الرسول فرووه في أبي بكر: آتوني بدواة وكتف لأكتب لابي بكر كتابا لا يختلف عليه من بعدي (5).
ولو صح هذا فلماذا اعترض عمر ووصف النبي بالهجر؟! إلا أن نقول أن عمر كان يرغب فيها لنفسه (6).
- وكحديث وضوء علي من قدح الذهب والمنديل الذي جاء به جبرائيل (7)، فرووه في أبي بكر (8).
- وكحديث شهرة علي في السماء أكثر من الأرض (9)، رووه في أبي بكر (10).
- وكحديث نصب الكرسي علي العرش لعلي بين إبراهيم ومحمد (11) فرووه في أبي
١ - المستدرك: ٣ / ٩٠ ذيل مناقب عمر، ومجمع الزوائد: ٩ / ٤٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٢٤ - ٤٠ ح ١٤٣١٤ - ١٤٣٥٧ كتاب المناقب وضعف بعض رواته وكذب البعض.
٢ - تلخيص المستدرك: ٣ / ٩٠ مناقب عمر.
٣ - عن عمر: " يا علي يدك في يدي تدخل معي الجنة يوم القايمة حيث أدحل " تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ١ / ٣٧ رقم ٢٧ الفصل الأول.
٤ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣١٦ فصل في ذكر الصحابة - تفضيل الصديق.
٥ - التبيين في أنساب القرشيين: ٢٧٣ - أبو بكر.
٦ - تقدم الكلام في ذلك.
٧ - مناقب ابن المغازلي: ٧٩ ط. بيروت و ٩٤ ح ١٣٩ ط. النجف.
٨ - الفوائد المجموعة: ٣٣١ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ٢، وقال: هو حديث موضوع، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٢٨٩ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل وضعه عن الحفاظ.
٩ - كنز الفوائد: ٢٦٠.
١٠ - الفوائد المجموعة: ٣٣٢ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ٩، ونقل عن الحفاظ أنه موضوع واسناده مظلم، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٢٩٤ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل وضعه وضعفه عن الحفاظ.
١١ - ذخائر العقبي: ٩٠ ذكر قصره في الجنة.
(٤١٣)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الوضوء (1)، الوفاة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، الصدق (1)

صفحه 398

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٤
بكر (1).
- وكحديث وجود اسم علي مع اسم محمد في السماء (2)، فرووه في أبي بكر وعمر بل وفي عثمان (3).
- وكحديث رجحان ايمان علي علي الناس فرووه في أبي بكر (4).
- وكحديث التفاحة التي خرجت منها الجارية لعلي (5)، فرووه في عثمان (6).
- وكحديث أنت ولي في الدنيا والآخرة (7) رووه في عثمان (8).
- وكحديث سؤال الله للنبي عن من خلفه لامته فقال: تركت عليا (9)، فرووه في أبي بكر (10).
- وحديث عدم معاتبة الله لعلي في شئ ومعاتبة بقية الأصحاب (11)، فرووه في أبي
١ - الفوائد المجموعة: ٣٣٣ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ١١، ونقل بطلانه، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٢٩٥ - ٢٩٦ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل وضعه وضعفه عن الحفاظ.
٢ - يأتي مفصلا في القسم الثاني من النصوص.
٣ - الفوائد المجموعة: ٣٣٣ - ٣٣٩ - ٣٤٢ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ١٢ - ٢٧ - ٣٨، ونقل بطلانه ووضعه من الحفاظ، ومجمع الزوائد: ٩ / ٤١ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٩ - ٤٨ ح ١٤٢٩٦ - ١٤٣٨٣ كتاب المناقب وضعف بعض رواته، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٢٩٦ - ٢٩٧ - ٣٠٩ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل وضعه وتضعيفه عن الحفاظ.
٤ - الفوائد المجموعة: ٣٣٥ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ١٨، ونقل بطلانه.
٥ - مسند شمس الاخبار: ١ / ٨٨ الباب الخامس باسناده إلي عبد الوهاب.
٦ - الفوائد المجموعة: ٣٤٠ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ٣١، ونقل بطلانه ووضعه، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣١٢ - ٣١٤ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل عدم صحته عن ابن الجوزي - وقال ابن حجر في الميزان:
موضوع - وقال ابن حبان: لا أصل له.
٧ - كما يأتي في نص الغدير والنصوص الجلية.
٨ - الفوائد المجموعة: ٣٤١ باب مناقب الخلفاء الأربعة ح ٣٥، ونقل بطلانه ووضعه، والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث: ٣ / ٥ ح ١١٧١ ويلاحظ الهامش - قال: أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: لا أصل له ولا صحة، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣١٧ مناقب الخلفاء الأربعة ونقل وضعه عن ابن الجوزي وتضعيفه عن ابن حبان.
٩ - مناقب الخوارزمي: ٣٠٣ ح ٢٩٩، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٧٣ ويأتي الحديث بكامله في النص الجلي.
١٠ - الفردوس بمأثور الخطاب: ٣ / ٤٢٩ ح ٥٣١٤ ط. دار الكتب العلمية.
١١ - مجمع الزوائد: ٩ / ١١٢ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٤ ح ١٤٦٦٠ كتاب المناقب عن الطبراني، وفضائل الصحابة لأحمد: 2 / 654 ح 1114 مناقب علي.
(٤١٤)
مفاتيح البحث: كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4)، كتاب ارشاد القلوب (1)، الطبراني (1)، الخوارزمي (1)

صفحه 399

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٥
بكر (1).
- وحديث قتل علي لمرحبة أخرجه مسلم والحاكم وقال: الاخبار متواترة علي أن قاتل مرحبة علي (2)، فرووه في محمد بن سلمة (3).
- وآية: * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * في علي (4)، قالوا أنه أبو بكر (5)، روي عن موسي بن عمير وهو واه كما قال الذهبي (6).
- وكحديث الحديقة أو القصر التي رآها النبي في الجنة لعلي (7) رووها في عمر (8).
- وحديث أن أهل البيت في قبة من ياقوتة تحت العرش (9)، فرووه في أبي بكر من طريق الذراع الكذاب الدجال كما يقول الدارقطني، وقال ابن الجوزي والخطيب: الحديث باطل - موضوع لا أصل له (10).
- وكحديث معرفة الإمام علي لصوت الخضر عليه السلام عندما جاء يعزي أهل البيت بموت النبي (صلي الله عليه وآله) (11)، فرووه في أبي بكر
١ - شرح الشمائل المحمدية: ٢ / ٢٢٧ باب ما جاء في وفاة النبي.
٢ - صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير - باب غزوة ذي قردة ح ١٨٠٧ والمستدرك: ٣ / ٤٣٦ مناقب محمد بن مسلمة من كتاب المعرفة.
٣ - المستدرك: ٣ / ٤٣٦ مناقب محمد بن مسلمة من كتاب المعرفة، ومسند أبي يعلي: ٣ / ٣٨٥ ح ١٨١٦.
٤ - الشفا: ١ / ٢٣.
٥ - لوامع الأنوار البهية: ٢ / ٣١٣ فصل في ذكر الصحابة - تفضيل الصديق.
٦ - تلخيص المستدرك: ٣ / ٧٠ كتاب معرفة الصحابة مناقب أبي بكر.
٧ - المصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٤ ح ٣٢١٠٢ كتاب الفضائل - فضائل علي، ومسند البزار: ٢ / ٢٩٣ ح ٧١٦ وبالهامش صححه الحاكم والذهبي، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٨ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥٥ ح ١٤٦٩٠ كتاب المناقب، وفضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٥١ ح ١١٠٩ مناقب علي، ومسند أبي يعلي: ١ / ٤٢٧ ح ٥٦٥ مسند علي وبالهامش رجاله ثقات سوي الفضل القيسي وثقه ابن حبان، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي: ٣ / ١٣٩ كتاب المعرفة - مناقب علي، والمقصد العلي: ٣ / ١٨٠ ح ٣١٢١ والمطالب العالية: ٤ / ٦٠، وتاريخ بغداد: ١٢ / ٣٩٤.
٨ - ذيل تاريخ بغداد: ١٩ / ٥٠ ترجمة ابن المغازلي رقم ٨٥٥.
٩ - الفردوس: ٤ / ١٦٢ ح ٤٢٨٤، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٩٢.
١٠ - آفة أصحاب الحديث لابي الفرج بن الجوزي: ١٢٥ الباب السادس، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٢٩٢ مناقب الخلفاء الأربعة.
١١ - أخرجه البيهقي في الدلائل والغزالي في الاحياء عن ابن عمر وابن أبي الدنيا عن أنس والحاكم راجع مشارق الأنوار للحمزاوي: ٧٧ الفصل الأول من الباب الأول - الخاتمة، والذخائر المحمدية: ٣٩٤ عن البيهقي، ورسالة الزهر النضر: ٢١٦، وأنساب الاشراف: ١ / ٥٦٤ ح ١١٤٥ ط. مصر و ٢ / ٢٣٩ المحمودي، والإصابة: ١ / 442، والمواهب اللدنية: 3 / 387، المطالب العالية: 4 / 259، وقصص الأنبياء: 43.
(٤١٥)
مفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، معرفة الإمام (1)، موسي بن عمير (1)، محمد بن سلمة (1)، القتل (1)، الصدق (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب الأنوار البهية للشيخ عباس القمي (1)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، محمد بن مسلمة (1)، الفرج (1)، الوفاة (1)

صفحه 400

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٦
- وحديث المودة المستفيض في حق علي وفاطمة والحسنين، رووه في حق أبي بكر (1).
وحديث أهل بيتي أمان لامتي أخرج الحاكم عن المكندر عن أبيه عن النبي (صلي الله عليه وسلم) ضمن حديثه عن الصلاة قال:.. ثم رفع رأسه إلي السماء فقال: " النجوم أمان لأهل السماء فان طمست النجوم أتي السماء ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي فإذا قبضت أتي أصحابي ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لامتي فإذا ذهب أهل بيتي أتي أمتي ما يوعدون " (2).
فرووه مع قصة الصلاة ورفع رأس النبي (صلي الله عليه وآله) إلي السماء بلفظ: " وأصحابي أمنة لامتي.. " (3).
- ومن ذلك سرقة رثاء فاطمة للنبي المشهور: " ماذا علي من شم تربة أحمد " حيث نسبوه لعائشة (4).
١ - تفسير اية المودة: ٥٦.
٢ - مستدرك الصحيحين: ٣ / ٤٥٧ ذكر مناقب المكندر، ونوادر الأصول باختصار: ٣ / ٦٦ الأصل ٢٢٢.
٣ - مسند أحمد: ٤ / ٣٩٩ ط. م و ٥ / ٥٤٣ ح ١٩٠٧٢ ط. بيروت.
٤ - شرح الشمائل المحمدية: ٢ / 231 ذيل باب ما جاء في وفاة النبي.
(٤١٦)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الصّلاة (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، آية المودة (1)، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي (1)، مدينة بيروت (1)، الوفاة (1)

صفحه 401

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٧
النص الجلي * الطريق التاسع:
النص الجلي وهي النصوص الصادرة عن رسول الله الصريحة في امامة وخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقدمنا بعضها في مطلع البحث واليك بقيتها:
منها ما روي متواترا عن عمران بن حصين وابن عباس وابن أبي ليلي وأم سلمة وعلي وغيرهم عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: " ان عليا مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن [ومؤمنة - المؤمنين] بعدي " (1).
وعن ابن عباس وبريدة ووهب بن حمزة وجابر وابن حصين والبراء قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " علي وليكم بعدي " (2).
١ - المعجم الكبير: ١٨ / ١٢٨ ترجمة عمران ما روي يزيد الرشك عن مطرف عنه، والفروس بمأثور الخطاب: ٣ / ٦١ ح ٤١٧١ ط. دار الكتب العلمية و ٨٨ ح ٣٩٩٠ ط. دار الكتاب العربي، ومسند أبي يعلي: ١ / ٢٩٣ ح ٣٥٥ مسند علي وبالهامش: رجاله رجال الصحيح، والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٩ / ٤٢ ح ٦٨٩٠ كتاب المناقب - ذكر علي، والمستدرك: ٣ / ١٣٤ و ١١١ مناقب علي في كتاب المعرفة، وفضائل الصحابة لأحمد: ٢ / ٦٠٥ - ٦٢٠ - ٦٤٩ ح ١٠٣٥ - ١٠٦٠ - ١١٠٤ مناقب علي بأسانيد حسنة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٠٥ ح ٢٥٠ و ٤١٢ ح ٤٨٥ وما بعده، والمصنف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٥ ح ٣٢١١٢ كتاب الفضائل - فضائل علي، وكنز العمال: ١٣ / ١٤٢ ح ٣٦٤٤٤ و ١١ / ٥٩٩ ح ٣٢٨٨٣، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٣١ عهد الخلفاء خلافة علي، وخصائص النسائي: ٧٧ - ٩٢ ح ٦٥ - ٨٦، والمعجم الكبير: ١٢ / ٧٨ ترجمة ابن عباس ما روي عنه ابن ميمون، وصحيح الترمذي: ٢ / ٢٩٧ ط.
بولاق ١٢٩٢ و ٥ / ٦٣٢ ط. دار الحديث، ومسند أحمد: ٤ / ٤٣٧ ط. م و ٥ / ٦٠٦ ط. ب ومناقب ابن المغازلي ١٥٢ ط. بيروت وط. طهران: ٢٢٤ ح ٢٧٠، ومناقب الخوارزمي: ٦١ ح ٣١ فصل ٥ و ١٥٣ ح ١٨٠ فصل ١٤ و ١٢٧ ح ١٤٠ فصل ١٢ و ٢٠٠ ح فصل ١٦، وذخائر العقبي: ٦٨، ومنتخب كنز العمال:
٥ / ٣٠ - ٣٥ فضائل علي، وكنز العمال: ٦ / ٣٩٦ - ١٥٩ ط. دكن ١٣١٢، والصواعق: ١٩٢ في فضائله، وينابيع المودة: ١ / ٩ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه و ٩ ط. النجف المقدمة، ومنحة المعبود: ١ / ١٧٨ ح ٢٦٥٢.
٢ - المعجم الأوسط: ٧ / ٥٠ ح ٦٠٨٢، وكنز العمال: ١١ / ٦٠٨ ح ٣٢٩٤٢، وتاريخ الاسلام: ٣ / ٦٢٨ ذكر علي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٤٠٠ - ٤١٧ ح ٤٦٥ وما بعده، وخصائص النسائي: ٩٢ ح ٨٦، وكنز العمال ١٣ / ١٤٩ ح ٣٦٤٦٥، والمحاسن والمساوئ للبيهقي: ٤١ محاسن علي ٧، ومسند أحمد: ٥ / ٣٥٦ ط. م و ٦ / ٤٨٩ ط. ب، وفضائل الصحابة لأحمد: 2 / 689 ح 1175 مناقب علي، وجواهر العقدين: 333 الباب العاشر، وشرح الاخبار: 1 / 220 - 221 ح 202.
(٤١٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، ابن أبي ليلي (1)، عمران بن حصين (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (5)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، التاريخ الإسلامي (2)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)

صفحه 402

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٨
ومنها عن علي بن موسي الرضا عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: " من كنت وليه فعلي وليه ومن كنت امامه فعلي امامه " (1).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في حديث قدسي: " يا محمد اني قد جعلت عليا امام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته " (2).
وقريب منه عن الحسين بن علي (عليه السلام) (3).
وعن ابن عباس أيضا: " علي امام أمتي وأميرها وانه لوصي وخليفتي " (4).
وعن جابر وابن عباس وعلي بن الحسين (عليه السلام): " أنت الامام لامتي [وخليفتي عليها من بعدي] " (5).
وفي لفظ: " امام الأمة وقائدها علي " (6).
وعن الحسين بن علي (عليه السلام): " أشهدكم انه امام خلقي ومولي بريتي " (7).
وعن ابن عباس في حديث طويل: " اما علي فإنه أخي وشقيقي وصاحب الامر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة وصاحب حوضي وشفاعتي وهو مولي كل مسلم وامام كل مؤمن وقائد كل تقي، وهو وصي وخليفتي علي أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي " (8).
ومن ذلك ما روي عن علي (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): " يا علي أنت الحجة بعدي علي الخلق أجمعين " (9).
ونحوه عن ابن عباس والحسين السبط (عليه السلام) (10).
١ - عيون أخبار الرضا: ٢ / ٦٤.
٢ - مائة منقبة: ٧٥ المنقبة ٢٤.
٣ - مائة منقبة: ١٤٣ المنقبة ٨١.
٤ - كنز الفوائد: ٢٠٨.
٥ - مائة منقبة: ١٣٨ المنقبة ٧٧ و ٨٨ المنقبة ٣٤، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٥٥، وفرائد السمطين ٢: ٢٤٣ - ٣٣٦ ح ٥٨٩ - ٥١٧ وما بين المعقودين منه باب ٦١ و ٤٧.
٦ - مناقب الخوارزمي: ٣٣٣ ح ٣٥٥ الفصل ١٩.
٧ - مناقب الخوارزمي: ٣١٩ ح ٣٢٢.
٨ - فرائد السمطين ٢ / ٣٤ - ٣٥ ح ٣٧١ باب ٧.
٩ - مائة منقبة: ٥٣ المنقبة ٩.
١٠ - مائة منقبة: ٧٥ - 80 المنقبة 24 - 28.
(٤١٨)
مفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (5)، الحديث القدسي (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي (5)، كتاب فرائد السمطين (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، الخوارزمي (2)

صفحه 403

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤١٩
وعن انس في حديث صححه سبط ابن الجوزي: " ان وصي ووارثي ومنجز وعدي علي بن أبي طالب " (1).
وعن أبي أيوب وسلمان في حديث طويل عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): " ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي ووصي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله " (2).
وقريب منه عن الأعمش (3).
وعن فاطمة الزهراء (عليها السلام) قالت: سمعت رسول الله يقول لعلي: " يا علي أنت الامام والخليفة بعدي وأنت أولي بالمؤمنين من أنفسهم " (4).
وعن ابن عباس وانس في حديث النجم قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " من انقضي هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا النجم قد انقضي في منزل علي بن أبي طالب ".
فقالوا يا رسول الله قد غويت في حب علي، فانزل الله: * (والنجم إذ هوي ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق ان هو الا وحي يوحي … ) * أخرجه الجوزقاني وابن عساكر وابن المغازلي (5).
وروي حديث النجم عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) بتفصيل آخر (6).
وعن ابن عمر وسعيد بن المسيب وسلمان وعلي وانس جميعا عن رسول الله قال: " ألا أرضيك يا علي انك أخي ووزيري " (7).
١ - تذكرة الخواص: ٤٨ الباب ٢ حديث النجوي.
٢ - المعجم الكبير: ٣ / ٥٧ و ٤ / ١٧١ و ١١ / ٧٧، وترجمة أمير المؤمنين: ١ / ٢٦٨، ومناقب ابن المغازلي: ١٠١ ح ١٤٤، وغيبة النعماني: ٥٢ الباب الرابع.
٣ - مناقب ابن المغازلي: ١٠٧ ط. بيروت وط. طهران: ١٥١ ح ١٨٨.
٤ - كفاية الأثر: ١٩٥.
٥ - مناقب ابن المغازلي: ١٧١ ط. بيروت وط. طهران: ٣١٠ - ٢٦٦ - ٣٥٣ ح ٣١٠، وشواهد التنزيل: ٢ / ٢٧٨ - ٢٨٠ ح ٩١٢ - ٩١٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١١ ح ١٠٣٢، وكفاية الطالب: ٢٦١ باب ٦٢، والفوائد المجموعة: ٣٦٩ ح ٦٢ من مناقب علي، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٢٢ مناقب الخلفاء الأربعة عن الجوزقاني.
٦ - ارشاد القلوب: ٢ / ٢٦٩ فضائله من طريق أهل البيت.
٧ - منتخب كنز العمال: ٥ / ٣٢ فضائل علي، ومائة منقبة: ١٣٧ - ١٦٠ - ٧٢ المنقبة ٧٦ و ١٤ - ٢٢، ومناقب الخوارزمي: ١١٢ ح ١٢١ فصل ٩، وشواهد التنزيل: ١ / ٤٨٨ - ٤٧٨ ح ٥١٠ - ٥١٥، والمعجم الكبير: ١٢ / 321 ح 13549 ترجمة ابن عمر ما روي مجاهد عنه، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 121 ح 147.
(٤١٩)
مفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، إبن المغازلي (3)، سعيد بن المسيب (1)، إبن عساكر (1)، علي بن أبي طالب (1)، السبط إبن الجوزي (1)، بنو هاشم (1)، الوصية (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (2)، مدينة طهران (2)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)

صفحه 404

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٢٠
وقريب منه عن أسماء وحذيفة وابن عباس (1).
وتواتر عنه (صلي الله عليه وآله): " علي وصي - وصي في أمتي " أو ما يقرب من هذه الألفاظ (2).
وعنه (صلي الله عليه وآله): " لما أسري بي إلي السماء إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي الله عز وجل فقال يا محمد.
فقلت: لبيك وسعديك.
قال: قد بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟
قلت: " رب عليا ".
قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون؟
١ - شواهد التنزيل: ١ / ١٧٤ - ٢٥٧ ح ٢٥٠، والفتوح: ١ / ٣٨٤ كتاب ابن عباس لمعاوية، وكنز العمال:
١١ / ٦١٠ ح ٣٢٩٥٥.
٢ - المعجم الأوسط: ٧ / ٢٧٧ ح ٦٥٣٦، ومسند أبي يعلي: ٤ / ٣٤٥ ح ٢٤٥٩ مسند ابن عباس، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٧١ أيام عثمان، وذخائر العقبي: ٧١ ذكر اختصاصه بالوصاية، والفروس بمأثور الخطاب: ٣ / ٣٣٦ ح ٥٠٠٩ ط. دار الكتب العلمية و ٣٨٢ ح ٥٠٤٧ ط. دار الكتاب العربي، وكفاية الطالب: ٦٢ باب ١١ و ٢٩٦ باب ٧٧ - و ١٦٨ باب ٣٧ و ١٨٤ باب ٤٢ و ٢٦٠ باب ٦٢، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣١ - ٣٢، وكنز العمال: ٦ / ١٥٤ - ١٥٣ - ٣٩٢ ط. دكن ١٣١٢ و ١١ / ٦١٠ ح ٣٢٩٥٢ ط.
بيروت، والمعجم الكبير: ٦ / ٢٢١ ترجمة سلمان ما روي عنه أبو سعيد ح ٦٠٦٣ و ٤ / ١٧١ ح ٤٠٤٦ ترجمة أبو أيوب ما روي عنه عباية الأسدي، ومناقب ابن المغازلي: ١٤١ ط. بيروت وط. طهران: ٢٠٠ ح ٢٣٨، وشواهد التنزيل: ١ / ٧٦ ح ٨٩ و ٩٤ ح ١١٢ و ٩٨ ح ١١٥، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٦٠ ح ٣٠٣ وج ٣ / ٥ ح ٣٠٣٠، ومناقب الخوارزمي: ٨٥ ح ٧٤ فصل ٧ و ١١٢ ح ١٢٢ فصل ٩ و ٣٦٠ ح ٣٧٢ فصل ٢٢ و ٢٩٠ ح ٢٧٩ فصل ١٩ و ١٤٧ ح ١٧١ فصل ١٤، ومروج الذهب: ٢ / ٦٠ ط. مصر ١٣٤٦ و ٣ / ١٢ ط. دار الأندلس بيروت - ذكر معاوية، والفتوح: ١ / ٣٨٤ - ٥٠٠، ومائة منقبة: ٧٢ - ٨٥ - ٨٨ المنقبة ٢٢ - ٣٢ - ٣٣ - ٣٤، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٣ و ١٦٥ و ٨ / ٢٥٣ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / 145 260 ح 14663 وما بعده و ح 14967 والرواة هم: علي - انس - ابن عباس - أبو أيوب - سلمان - بريدة - ابن عمر - المسيب - يزيد بن قعب - أبو سعيد - جابر - أبو ذر - حذيفة - المنصور عن ابائه - أم سلمة - المسيب - محمد بن أبي بكر - محمد بن الحنفية - الهلالي - أبو حنظلة - ومحمد بن علي الباقر والحسين بن علي وعلي بن الحسين.
(٤٢٠)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (4)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (3)، مدينة طهران (1)، عباية الأسدي (1)، محمد بن أبي بكر (1)، الحسين بن علي (1)، علي بن الحسين (1)، محمد بن علي (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)

صفحه 405

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٢١
قلت: رب اختر لي ان خيرتك خيرتي.
قال [عز من قائل]: " قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم يبلغها أحد قبله وليس لأحد بعده " (1).
وتقدم من طرق عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم): " أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: انه سيد المؤمنين وامام [ولي] المتقين وقائد الغر المحجلين [ويعسوب الدين] " خرجه المحاملي والجوزقاني وأبو نعيم (2).
وأخرج البزار وابن قانع في معجمه والبارودي في المعرفة والحاكم عن أسعد بن زرارة والديلمي عن علي: " يا علي انك لسيد المسلمين [ويعسوب المؤمنين] وامام المتقين وقائد الغر المحجلين " (3).
١ - مناقب الخوارزمي: ٣٠٣ ح ٢٩٩ فصل ١٩، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٧٣.
٢ - ذخائر العقبي: ٧٠، ومنتخب كنز العمال: ٥ / ٣٤، وكنز العمال: ١١ / ٦١٩ ح ٣٣٠١٠، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٥٦ ح ٧٧٩، ومائة منقبة: ٨٣ - ١٠٢ المنقبة ٣١ و ٤٣، ومناقب الخوارزمي:
٣٢٨ ح ٣٤٠ فصل ١٩، والجامع الصغير: ٢ / ٨٨، جواهر المطالب: ١ / ١٠٢ - ١٠٥ باب ١٧ - ١٨، والفوائد المجموعة: 370 ح 64 من مناقب علي وما بين المعقودين منه ومن الجواهر.
3 - الفردوس بمأثور الخطاب: 4 / 315 ح 8298 وبالهامش (أخرجه في زهر الفرودس: 4 / 309) ط. دار الكتب العلمية وحذف من طبعة دار الكتاب العربي وما بين المعقودين منه، والحاوي للفتاوي: 2 / 116 رسالة الدرة التاجية علي الأسئلة النالجية ح 33.
(٤٢١)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، أسعد بن زرارة (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، الخوارزمي (2)، دمشق (1)

صفحه 406

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٢٢
الخاتمة:
وبعد هذه الطرق التسعة المختلفة والمتعددة يقطع الانسان ان خليفة ووصي رسول الله (صلي الله عليه وآله) هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
وإذا كانت هذه الأقوال لا تثبت امامة وولاية الأمير (عليه السلام) فأية كلمات يراد لها بعد ذلك أن تثبت معني ما.
إذا كان قوله (صلي الله عليه وآله) (1):
" من كنت مولاه فعلي مولاه " و " يا ايها الناس اني قد تركت فيكم الثقلين خليفتين " و " أنت يا علي … أخي وخليفتي ووصي " و " أنت بمنزلة هارون من موسي " و " علي وصي " و " علي خليفتي " و " علي خليفة من بعدي " و " علي الامام من بعدي " و " يا جابر: لأنهم عترتي ولحمي ودمي فأخي سيد الأوصياء.. " و " اقض أمتي علي ابن أبي طالب " " اعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب ".
وقوله: " لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة فان لم تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه " (2).
هذا مقال رسول الله جاء به اهل الرواية في العالي من الخبر (3) * (انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين) * (4).
* (وما ينطق عن الهوي ان هو إلا هو وحي يوحي) * (5).
ولكن: وكما تنبأت أم سلمة وفاطمة (عليها السلام):
" والله ما أنصف أمة محمد نبيهم إذ قدموا ما أخره الله عز وجل وأخروا ما قدمه الله تعالي ورسوله " (6).
١ - كل هذه الروايات الآتية تقدمت مع مصادرها فراجع.
٢ - شرح النهج: ٣ / ٣٧٥ ط. دار الفكر.
٣ - مقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٦١ - ٦٢.
٤ - التكوير: ١٩.
٥ - النجم: ٣ - ٤.
٦ - كفاية الأثر: ١٨١ - 199 ما أسندت أم سلمة وفاطمة.
(٤٢٢)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، علي بن أبي طالب (1)، الوصية (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)

صفحه 407

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٢٣
وقالت (عليها السلام): " وبأي عروة تمسكوا استبدلوا والله الذنابي بالقوادم والعجز بالكاهل " (1).
وكما تنبأ رسول البشرية محمد بن عبد الله (صلي الله عليه وآله): " ان الأمة ستغدر بك من بعدي " رواه انس وعلي وابن عباس وأبي عثمان الهندي وغيرهم (2).
" ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتي يفقدوني [الا بعد موتي - حتي أفارق الدنيا - بعدي] " أخرجه الطبراني والبزار وأبو يعلي وابن عساكر والحاكم (3).
١ - بلاغات النساء: ٣٤ كلام فاطمة - والذنابي لغة من الذنب والقوادم قوادم الانسان رأسه والعجز اعجاز الإبل مآخيرها والكاهل مقدم أعلي الظهر مما يلي العنق.
٢ - المستدرك: ٣ / ١٤٠ - ١٤٢ ذيل مناقب الأمير من كتاب المعرفة، ومسند البزار: ٣ / ٩٢ ح ٨٦٩، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٣ / ١٤٨، وتاريخ بغداد: ١١ / ٢١٦ ط. مصر ١٣٦٠، وكنز العمال: ٦ / ٧٣ ط. دكن ١٣١٢، وارشاد القلوب: ٢ / ٢٢٩ - ٣٨٣ - ٢٩٥، ومناقب الكوفي: ٢ / ٥٣٣ - ٥٤٥.
٣ - مسند البزار: ٢ / ٢٩٣ ح ٧١٦، والمستدرك: ٣ / ١٣٩ كتاب المعرفة وصححه ووافقه الذهبي، ومسند أبي يعلي: ١ / ٤٢٧ ح ٥٥٥ مسند علي وبالهامش: رجاله ثقات سوي الفضل القيسي ووثقه ابن حبان، وتاريخ بغداد: ١٢ / ٣٩٤، وكنز العمال: ٦ / ٤٠٨ ط. دكن ١٣١٢، والمعجم الكبير: ١١ / ٦١ ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٢١ ح ٨٣٢ وما بعده، ومناقب الخوارزمي: ٦٢ ح ٣١ و ٦٥ ح ٣٥ الفصل الخامس والسادس، وينابيع المودة: ٢ / ٥٢٨ باب ٧٥، وكنز العمال: ١٣ / ١٧٦ ح ٣٦٥٢٣ ط. بيروت، ومناقب الكوفي: ٢ / ٥٥٠، ومجمع الزوائد: ٩ / 118 ط.
مصر 1352 وبغية الرائد: 9 / 156 ح 14690 - 14691، وكفاية الطالب: 273.
(٤٢٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الطبراني (1)، إبن عساكر (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (2)

صفحه 408

النص علي أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٢٤
* أخرج الديلمي في الفردوس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله):
" يا علي لو أن عابدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل [جبل] أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حج ألف عام علي قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ولم يوالك يا علي لن يشم رائحة الجنة ولم [لن] يدخلها " (1).
جعلنا الله من المتمسكين بولاية علي أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين ما سبح نجم وأفل.
1 - الفردوس بمأثور الخطاب: 3 / 364 ح 5103 ط. دار الكتب العلمية و 409 ح 5141 ط. دار الكتاب العربي، ومناقب الخوارزمي: 67 الفصل السادس ح 40.
(٤٢٤)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سبيل الله (1)، القتل (1)، الحج (1)، الخوارزمي (1)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.