المؤلف: ضاري محمد الحياني
تقديم و مراجعة: رشدي محمد عليان
طبع في سنة: رجب 1409ه
تقديم
به قلم: الدكتور رشدي محمد عليان استاذ الاديان / جامعة بغداد بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله، و الصلاة و السلام علي رسول الله، و علي آله الطاهرين و اصحابه الميامين. و بعد: فان من الاخطار الجسيمة التي احدقت بالامة و لا تزال... قيام حركات خطيرة سميت بالحركات الباطنية، تزيت بزي الاسلام ظاهرا، و عملت علي هدمه و اسقاط سلطته باطنا... و اتحدت مع سائر فرق الغلاة التي عاصرتها في الغاية و الهدف و في الوسائل و الاساليب. لقد نظمت الباطنية جمعيتها السرية لتعمل في جبهات ثلاث معا... و في آن واحد... ففي دائرة العقيدة الدينية بشرت بالزندقة و الاباحية، ودعت الي اسقاط التكاليف الشرعية. و في حقل اللغة و الادب ناصرت الشعوبية التي بذلت جهدها من اجل تشويه المآثر العربية، و الانتقاص من شأن العرب حملة الاسلام، و اعلاء شأن الفرس، و استرجاع مجدهم الغابر و دينهم الغائر. و في ميدان العمل السياسي شاركت حركات التمرد و العصيان المسلحة بقصد اضعاف السلطة السياسية للدولة الاسلامية، حقا فان الباطنية قد فاقت جميع فرق الغلو حيث لعبت دورا هدميا مزدوجا في تاريخ العرب و المسلمين، اتخذ صورت الانحراف الفكري باصطناع افكار فلسفية، و معتقدات دينية، و عادات اجتماعية تقف في مجموعها نقيضا كاملا لاصول و مبني العقيدة [ صفحه 10] الاسلامية بهدف محوها و ابطال احكام الشريعة سالكة في ذلك طريق التأويل المختلق الذي لايضبطه قانون اللغة. و اتخذ كذلك صورة محاولات سياسية ذات منحي شعوبي خطير لعبت العناصر الفارسية الدور الاكبر فيها مستهدفة الدولة الاسلامية و السياة العربية. و اليوم تعود الباطنية مرة اخري في مجتمعنا الاسلامي ترتدي رداء الاسلام و تتسمي بمسميات جديدة مختلفة كالقاديانية و الاحمدية و الشيخية و الكشفية و البابية و البهائية و العلوية و الخمينية و تعمل بوسائل و اساليب جديدة لتحقيق اهداف اسلافهم الغابرين مستعينة بذلك بكل قوي السر و الضلال و علي رأسها الصهاينة و احلافهم. لهذا اصبح لزاما علي الباحثين من ابناء هذا العصر ان يتصدوا - كما تصدي اسلافهم - لهذه الحركات الهدمية و الفرق التحريفية، و يفضحوا نواياها و يبينو اساليبها، و يكشفوا زيف افكارها و يحرصوا في الوقت نفسه علي تحصين الامة بترسيخ المعتقدات الحقة التي قررها الاسلام و اعتنقها اهله علي مر الازمان. و تعد من هذا القبيل الدراسة التي بين ايدينا «البهائية - حقيقتها و اهدافها» التي هي في الاصل رسالة جامعية، سعدت بالاشراف عليها، و واكبت الباحث الفاضل في الاعداد لها و الكتابة فيها، حتي حازت القبول، ونال كاتبها عن جدارها شهادة الماجستير بدرجة «جيد جدا» من كلية الشريعة في جامعة بغداد، مع التوصية بطبع الرسالة. و تبرز قيمة هذه الدراسة في انها تخصصت في اخطر حركة باطنية في العصر الحديث، تمثل في طروحتها افكار و معتقدات و غايات الحركات الباطنية التي ظهرت علي امتداد التاريخ الاسلامي. علي ان البهائيين قد فاقوا اسلافهم المندثرين في خبث الوسائل حيث اصبحت حركتهم وجها اخر لليهودية، و واجهة للماسونية، واداة للصهيونية... فقد اعلن مؤسسها «البهاء» ان لجميع البشر دينا واحد، و وطنا واحدا، و دعا الي «عالمية الدين» و حارب ماسواه من اديان، و لاسيما الاسلام، فآزره اليهود في دعوته، و رعوا حركته وامدوها باسباب البقاء و الاستمرار فأصحبت البهائية بذلك «صهيونية» القلب، «فارسية» الوجه، «عالمية» اللسان. لقد اجاد الباحث الفاضل في بيان الاصول الفكرية و الجذور التأريخية للحركات الباطنية تمهيدا العرض تاريخ الحركة البهائية بصفتها وارثتها الحقيقية و واجهتها الحديثة. كما اجاد في بيان الوسائل التي اتبعتها في بث افكارها، و المصادر التي تغذيها و تساعدها علي بث سمومها في المجتمعات الاسلامية، و في كشف معتقداتها القاسدة، و مبادئها الهدمية، و تعاليمها التخريبية. [ صفحه 11] حقا لقد وفق الباحث في التدليل علي علاقة البهائية باليهودية، وصلتها الطيبة بالنصرانية وعدائها للاسلام و نبذها له كليا و عمالتها للقوي الاجنبية. و اخيرا اهاب الباحث بعلماء الاسلام ان يقولوا قول الحق في هذه الحركة الضالة بل الكافرة و فيما ظهر علي شاكلتها - في عصرنا الحديث - من حركات تحريفية خدمة للاسلام وصونا لعقيدته الحقة و شريعته القويمة، و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل. بغداد في 23 رجب 1409 هـ 1 / 3 / 1989 م [ صفحه 13] المقدمة
الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي خاتم الانبياء و المرسلين محمد و علي آله و صحبه و من تبعهم بأحسان الي يوم الدين. و بعد... فقد كانت الباطنية منذ ان وجدت و ما تزال مصدر خطر علي الاسلام و المسلمين. فقد اخرجت للعالم الاسلامي الوانا مختلفة من العقائد و اصنافا متعددة من الافكار، اتجهت جميعها الي هدف واحد - علي الرغم من اختلافها في بعض العقائد و الافكار - هو محاربة الاسلام و العرب، و افساد عقيدتهم، و ارتكاب الكبائر بحقهم و سفك دمائهم، ارواء لاحقادهم علي الاسلام. و من اواخر هذه الفرق - البهائية - التي ظهرت في ايران بمساعدة روسيا القيصرية، و قد احتضنت بريطانيا و اليهودية العالمية هذه الفرقة التي سعت جاهدة الي بث عقائدها و نشر تعاليمها في البلاد الاسلامية، اثارة للفتن و الخلافات بين المسلمين. و قد لاحطت ان هذه الفرقة جاءت بعقائد و افكار لا تختلف عن عقائد و افكار الفرق الباطنية التي سبقتها الا ببعض الامور، هو انها اعلنت نسخ القرآن الكريم ودعت الي دين جديد هو - البهائية - و الي محاربة اللغة العربية و طمس معالمها باتخاذ لغة اخري للعالم، و هذا بداية لهدم حضارة و تاريخ الاسلام و الامة العربية، و قد قالي تعالي: (انا انزلناه قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) [1] لذا رأيت من الواجب علي ان اكتب عن هذه الديانة موضحا و مبينا قدر استطاعتي عقائدها و تأريخها، و قد ركزت علي مسألتين مهمتين الاولي: تتبع مصادر البهائية و البحث عن اصلها لايضاح الاساس الذي قامت عليه و اثبات انها كانت غريبة عن عقيدة الاسلام و مبادئه. و الثانية: رسم صورة واضحة و امينة للعقائد البهائية التي يؤمن بها البهائيون و يدعون لها. و هذا لايعني اني اغفلت تاريخ هذه الديانة، فالتاريخ هو الذي ينقل لنا صورة حية و معبرة عن مبادي‌ء اية امة او فرقة او معتقد، و بالاستعانة به يمكننا ان نحكم حكما عادلا و دقيقا علي صحة المبادي‌ء، و العقائد التي تؤمن بها الامة، و تعمل بمقتضاها، لذا فقد بحثت البهائية تاريخيا و فكريا و عقائديا. [ صفحه 14] و اذا كان لكل بحث صعاب فقد واجهتني في اعداد هذا البحث صعاب عدة، لعل اهمها ندرة الكتب الصادرة عن البهائيين انفسهم فضلا عن قلة المصادر و المراجع التي تتحدث عن البهائية مفصلا، لذا سعيت جاهدا للحصول علي كل مؤلف يتحدث عن البهائية، مطبوعا او مخطوطا للاستفادة منه، فان اصبت فذاك فضل من الله، و ان اخطأت فحسبي من ذلك نيتي و مقصدي. اقرارا بالفضل و اعترافا بالجميل اقدم خالص شكري و تقديري الي استاذي الفاضل الدكتور رشدي عليان استاذ الاديان في جامعة بغداد - كلية الشريعة. فكان لرعايته الكريمة و علمه الغزير اكبر الاثر في اعداد هذا الكتاب، و اظهاره علي الذي هو عليه. و ختاما ادعو الله سبحانه و تعالي، ان يتقبل عملي هذا، و ان ينفع به، و ان يوفق الجميع لما فيه صلاحهم في الدنيا و الاخرة. ضاري محمد احمد الحياني بغداد في 23 رجب سنة 1409 ه 1 / 3 / 1988 م [ صفحه 21]

الباطن: داخل كل شي‌ء، و من الارض ماغمض [2] و يقال (بطن) الوادي دخله (و بطن) الامر عرف باطنه [3] و قيل المحتجب عن ابصار الخلائق و اوهامهم فلايدركه بصر و لا يحيط به وهم [4] . و قيل ان معناه: علم السرائر و الخفيات، و قيل ايضا: هو العالم بكل مابطن، يقال: بطنت الامر اذا عرفت باطنه، و الباطني هو الرجل الذي يكتم اعتقاده فلا يظهره الا لمن يثق به، و قيل: هو المخصص بمعرفة اسرار الاشياء و خواصها، و قيل: هو الذي يحكم بان لكل ظاهر باطنا، و لكل تنزيل تأويلا فلفظ الباطني اذن يدل علي ثلاثة معان [5] (و الباطن) اسم من اسماء الله تعالي [6] و الباطنية: لقب بها قوم لدعواهم: ان لظواهر القرآن و الاخبار بواطن تجري في الظواهر مجري اللب من القشر [7] و قيل: انها فرقة تعتقد ان للشريعة ظاهرا و باطنا، و تمعن في التأويل [8] . و الاصول التي تعتمدها الباطنية بكل فرقها و طوائفها ترد الي الفلسفة اليونانية، التي غذت افكارها الكثير من هذه الفرق، و بعض مؤرخي الاديان يرجعها الي المجوسية [9] ، و منهم من ينسبها الي صابئة حران [10] . [ صفحه 22] ففي مجتمعات الفلاسفة في اليونان و الاسكندرية، كانت هناك جمعيات تعرف بجمعيات (اهل العرفان او الجمعيات الغنوصية) [11] ، و يري اصحاب هذه الجمعيات ان علمهم الباطن هو العرفان الذي يهبط علي قلوبهم اشراقا منذ زمن بعيد، و قد حاولت نسخ الاديان الموحي بها من يهودية و مسيحية و اسلام، عن طريق ضرب بعضها ببعض، ثم ضربها جميعا ببعض الاراء الفلسفية، لفتح الطريق امام مايسمونه بالدين العالمي [12] . لهذا لم تلبث ان ظهرت تلك العقائد اليهودية المطعمة بالوثنية الفارسية و الاغريقية، في طائفة يهودية تدعي (القبالية) نبة الي (القبالة) و هو كتاب فيه التأويل الخفي للتوارة، واهم مسائلة، هي سرية التعليم و امكان فك رموز التوارة، و كذلك رمزية الاعداد و الحروف [13] . و بعد عرض هذه الافكار و العقائد يتضح لنا ان مصادر الفكر الباطني الرئيسة و التي اثرت بدورها علي اليهودية و انتقلت الي المجوسية ثم الي النصرانية و منهما الي العالم الاسلامي، قد جاءت من المذهب الاسكندراني [14] ، الذي انتشر في الاسكندرية بين القرن الثالث (ق.م) و القرن الثالث (ب.م) و انبثقت عنه الفلسفة الافلاطونية الحديثة التي تقوم علي خصائص معينة اهمها: أ - الدقة في التفكير. ب- الغموض في المعاني. ج - التعبير عن الحقائق بالرموز و الاشارات [15] . و كان اثرها واضحا علي عقائد الديانات الاخري، مثل الصابئة (و الثنوية و المانوية) [16] و غيرهم، و هؤلاء يعرفون بأهل العرفان او (العرفانيون و الغنوصيون) [17] . [ صفحه 23] و قد انتشر الفكر العرفاني في القرنين الثاني و الثالث للميلاد، و خلاصته: (العلم باسرار الحقائق الدينية) لان العرفاني هو الذي لايقنع بظاهر الحقائق الدينية بل يغوص في باطنها لمعرفة اسرارها [18] . و هذا المذهب الفلسفي رافق نشأة النصرانية، و بلغ ذروته في القرن الثالث للميلاد [19] ، و كان له اثر واضح في عقائد الكثير من فرق و رجال النصرانية، و بخاصة في الذين كانوا يتسترون بالنصرانية [20] . و لنا ان نتساءل: كيف وصل التأثير اليهودي و المجوسي و المسيحي الباطني الي اصحاب مذهب التأويل الباطني في العالم الاسلامي؟ و للاجابة: نذكر ان عبدالله بن سبأ [21] ، و الذي اجمعت اغلب المصادر التأريخية علي انه كان من الاشخاص الرئيسين الذين اوصلوا هذه الافكار الي العالم الاسلامي، لكونه من اليهود المقيمن في اليمن الذين امتزجت دياناتهم بالنصرانية [22] و هو اول من قال بتأويل معاني القرآن، فوضع بذلك المذهب الباطني بما فيه من قول بالرجعة [23] و الذي نشأ عليه مذهب التناسخ، و قالت به باقي حركات الغلو الاخري. و هذا يعني ان عبدالله بن سبأ حاول ان يوجد العوامل نفسها التي ادت الي تحريف و تأويل التوراة و الانجيل من قبل، فمن جملة هذه العوامل نشره مبدأ الوصاية - اي ان عليا وصي محمد (ص)، و بعدها نادي بحلول جزء الهي في علي و ذريته [24] ، و هو المذهب الذي يرجع الي المؤثرات اليهودية و المسيحية المأخوذة عن الفلسفة الافلاطونية. [ صفحه 24] لهذا لم تلبث ان ظهرت تلك العقائد و الافكار اليهودية المطعمة بالوثنية الفارسية و المانوية و الاغريقية [25] بعد صبغها بصبغة اسلامية في الفرق الباطنية [26] في العالم الاسلامي. لقد اتخذت الباطنية عددا من الايات القرآنية في تفسيرها الرمزي وسيلة لنشر مبادئها، كقوله تعالي: (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا) [27] ، ففسروا قوله تعالي (فقلت استغفروا ربكم) اي اسألوه ان يطلعكم علي اسرار المذهب الباطني، و قوله تعالي (يرسل السماء عليكم مدرارا) بأن السماء هي الامام، و الماء المدرارا هو العلم الذي ينصب من الامام اليهم، و معني (يمددكم بأموال و بنين) ان الاموال هي العلم و البنين هم المستجيبون، و معني (و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا) ان الجنات هي الدعوة السرية او الباطنية، و الانهار هي العلم الباطني [28] . و قالوا: ان من ارتقي الي علم الباطن انحط عنه التكليف و استراح من اعبائه، و هم المقصودون بالاية الكريمة: (و نضع عنهم اصرهم و الاغلال التي كانت عليهم) [29] فعندهم معني الاغلال: التكليفات الشرعية، فنلاحظ ان التأويل و التفسير الباطني للقرآن، جاء مطابقا لتعاليم الفلسفات الغنوصية او العرفانية و منها الافلاطونية الحديثة. و لم تأخذ الباطنية في العالم الاسلامي، طابع التنظيم الدقيق، من وضع الخطط و غيرها الا علي يد (ميمون بن ديصان) [30] المعروف بالقداح و رفاقه، و قد خلفه في هذا ابنه (عبدالله) الذي بدأ بتنظيم هذه الفرقة و تعليم دعاتها وارسا لهم الي الاقطار المختلفة لينشروا مبادئهم و تعاليمهم. [ صفحه 25] و كانت تلقب هذه الطائفة بالقاب مختلفة علي اختلاف البلاد التي ينتشر فيها دعاتهم و كانوا يكلمون كل طائفة بما يناسب عقليتها و عقائدها و ميولها، و يظهرون للعامة بثوب الورع و التقوي [31] . و جاء ابوالخطاب الاسدي ليقطع في افكار الغلو شوطا كبيرا و رئيسا، فقد كان استاذا لكل اصحاب الفرق الباطنية بعد ذلك، و تقوم افكار فرقته (الخطابية)، علي ان الله عزوجل هو «محمد» و انه ظهر في خمسة اشباح و خمس صور مختلفة، ظهر في صورة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين، فقد اظهر نفسه للناس بشكله النوراني فلم يقروا به وانكروه، فلما ظهر لهم من باب الامامة (اي بشخص علي و ذريته) قبلوه [32] . و زعموا ان الفرائض هي اسماء رجال و نساء، فمن عرف ان الباب هو سلمان، و اليتيم الكبير هو المقداد، و اليتيم الصغير هو ابوذر، فهو مؤمن ممتحن موضوع عنه جميع الشرائع، و محلل له جميع ماحرم الله في كتابه و علي لسان نبيه، واحلوا علي هذا الاساس المحارم و الزنا و السرقة و شرب الخمر، و تركوا الزكاة و الصلاة و الصيام و الحج، و اباح الشهوات بعضهم لبعض [33] . و الباطنية وجوهها كثيرة، و فرقها متعددة، و اسماؤها و القابها متباينة فابتدأت بالاسماعيلية [34] ، و القرامطة [35] ، و الدروزة [36] ، [ صفحه 26] و الحشاشين [37] ، و النصيرية [38] ، و الخرمية [39] ، و الشيخية [40] «الكشفية» التي ظهرت منها فرقتان فرقة تدعي «الكرمانية» [41] و اخري البابية التي انبثقت عنها البهائية.

المهدي: اسم مفعول من هدي [42] ، هداه الله الي الايمان هدي [43] ، فهو مهدي [44] . و الهادي من اسماء الله الحسني [45] . قال ابن‌الاثير: (هو الذي بصر عباده و عرفهم طريق معرفته حتي اقروا بربوبيته، و هدي كل مخلوق الي مالا بدله منه في بقائها و دوام وجوده) [46] و الهدي: ضد الضلال و هو الرشاد [47] . [ صفحه 27] و الهدي: الاسير [48] . و من الملاحظ ان لفظة (المهدي) لا توجد في القرآن الكريم فقد خلا منها خلوا تاما [49] . و قد يعني اسم (المهدي) من يدخل في الاسلام من اهل الديانات الاخري علي رأي بعضهم [50] .

الاعتقاد بظهور - مخلص او منقذ امر شائع في كثير من الديانات و الشعوب الشرقية، لابتعاد الناس عن الطريق القويم و نسيانهم الرسالات و ابتلائهم بحكام جائرين، و كانت هذه الشعوب تتطلع الي من يستطيع ان يقوم بمهمة الخلاص من هذا الجحيم في المستقبل لقريب او البعيد علي يد (المنقذ) [51] . فلقد بشر انبياء بني‌اسرائيل بظهور محرر او مخلص يبعثه الله للتكفير عن خطايا البشر، و انقاذ بني‌اسرائيل و تخليص العالم من الظلم او الجور [52] . فاليهود اعتقدوا ان (ايليا) الياس قد رفع الي السماء و سيعود [53] ، الي الارض قبل نهاية العالم ليقيم فيها النظام و الشرع الديني [54] . و انهم يطلقون لفظ المسيح [55] علي مهديهم المنتظر، و الذي سيظهر من نسل داود. ليخلصهم من العناء و الاضطهاد، و يجمع شتاتهم و يقيم مملكة الرب (دولة يهودية عالمية) عاصمتها (اورشليم) القدس [56] . و مايزال كثير من المسيحيين يعتقدون بخلود المسيح اولا ثم ببعثه ثانيا [57] ، ليملأ الارض عدلا كما ملئت ظلما [58] ، و ينقذ العالم من ظلم الانسان و فتكه بأخيه الانسان [59] . [ صفحه 28] و مسيحيو الاحباش ينتظرون عودة ملكهم (تيودور) مهديا في اخر الزمان. و في الديانات غير السماوية عقائد لاتختلف عن عقيدة (المهدي) عند الفرق الاسلامية في كثير من علامات ظهوره اذ يعتقد المغول ان (تيمور لنك او جنكيز خان) قد وعد قبل موته بعودته الي الدنيا لتخليص قومه من نير الحكم الصيني [60] و في الاساطير الفارسية ينتظر المجوس (اشيدر بابي) احد اتباع (زرادشت) [61] و في عقائد الهنود المتعلقة بتناسخ (براهما) ينتظرون عودة (فشنو) الي الوجود [62] . و في الديانة المصرية القديمة و في كتب الصينيين عقائد مماثلة لذلك [63] و نستطيع ان نستنتج من هذا ان الاعتقاد بظهور (المسيح) او انتظار رجعة (المخلص)، و هو وليد تفكير الناس في مجتمعات و شعوب عانت من الظلم ورزحت تحت نير الطغيان سواء من حكامهم او من غزاة اجانب، فازاء استبداد الحكم و في ظل التفكير الديني تتعلق الامال بقيام (مخلص) او (محرر) يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا.

لم يكن استخدام لفظة (المهدي) غريبا في البيئة الاسلامية، علي الرغم من خلو القرآن من هذه اللفظة كما ذكرنا سابقا، و قد اطلقت هذه اللفظة علي بعض الافراد و اغلبهم من اهل لبيت لمالهم من المكانة الرفيعة و الشرف العظيم عندالله. و لما كان لهؤلاء الائمة الذين لقبوا (بالمهدي) دور هام في الاسياسة فقد انطوي اللفظ علي معني يفيد انهم يحكمون بحكم الله و توجيهه او هديه لهم، و من هنا كان الامام الذي سيبعثه الله الي العباد لطفا منه ليملأ الارض عدلا كما ملئت جوارا يلقب (بالمهدي). و قد شاع الاعتقاد بمجي‌ء مصلح الي العالم في اخر الزمان عند اهل السنة [64] . [ صفحه 29] و يسمونه ايضا (بالمهدي)، اي الذي هداه الله الي الطريق السوي [65] ، غير انه لم يتقرر عندهم اصلا من اصول العقيدة [66] . و قد كانت هناك ظروف سياسية معينة حدت بعض الطوائف و الافراد الي وضع احاديث عن (المهدي)، تهدف ال مصالح سياسية خاصة؛ منها (السفياني المنتظر) عند الامويين، الذي اتهم بوضعه (خالد بن يزيد) بعد ان انتقل الملك من بيت بني‌سفيان الي بين بني‌مروان [67] ، و اصبح خروج (السفيان المنتظر) من علامات خروج (المهدي) و دلائل صدقه عند الشيعة [68] .

نظر للدور الهام الذي سيقوم به (المهدي) عند فرق الشيعة، بكونه (المحرر او المخلص المنتظر) فقد احاطوه بغيبيات كثيرة، و جعلوا الغموض يلف كل مايتعلق بحياته. فان الغموض الذي احاط (بمحمد بن الحسن العسكري) كان من العوامل المهمة التي اسهمت في رسوخ العقيدة لدي الشيعة، رسوخا فاقت به سائر الفرق او الطوائف التي تؤمن (بالمهدية) سواء في الاسلام او في غيره من الديانات [69] . و لكل فرقة من الفرق اعتقادها في (المهدي).

قالوا في علي بن ابي‌طالب (رض)، انه لم يتقل و لم يمت و انه سيرجع [70] ، و عندما وصلهم خبر قتله قالوا: «لوجئتنا بدماغه فأقمت علي قتله سبعين عدلا ما صدقناك و لعلمنا انه لم يمت و لم يقتل و انه لايموت حتي يسوق العرب بعصاة او سيفه او سوطه، كما قادهم بحجته و برهانه، و انه ليسمع النجوي، و يلمع في الظلام كما يلمع السيف [ صفحه 30] الصقيل الحسام، و يملك الارض [71] .

(من فرق الشيعة، و هي منسوبة الي (كيسان) مولي علي بن ابي‌طالب، و قيل تلميذ لمحمد بن لحنفية، و يسمون المختارية علي اسم مؤسسها و زعيمها (المختار بن ابي‌عبيد بن مسعود الثقفي). ينظر الملل و النحل / 1 / 196 علي هامش ابن حزم، و المهدية في الاسلام / 95، و الفرق بين الفرق: 27، طبعة بيروت، و فرق الشيعة 20 / 24. ان اول ظهور حقيقي لفكرة المهدي بدأ عند الكيسانية عندما اعتقدوا بان (محمد بن علي بن ابي‌طالب) المعروف (بابن الحنفية) هو اول مهدي في الاسلام [72] ، و يقولون انه لم يمت و انه في (جبل رضوي) [73] بين اسد و نمر يحفظانه من اعدائه الي وقت خروجه، و عنده عينان نضاختان تجريان بماء و عسل، و سيعود بعد الغيبة فيملأ العالم عدلا كما ملي‌ء جورا [74] ، و عندهم هو (المهدي المنتظر) [75] و قد اختلفوا في سبب حبسه بجبل (رضوي) فمنهم من قال (كان ذلك عقابا له علي خروجه بعد قتل الحسين الي يزيد بن معاوية، و طلب الامان منه، و قبوله العطاء من قبله). و منهم من قال: (كان ذلك عقوبة له، لركونه الي عبدالملك بن مروان و مبايعته له). و قال آخرون. (لاندري سبب حبسه، و لله في ذلك سر لانعلمه) [76] و من هنا اخذت كلمة (المهدي) معاني اخري لزمتها الي اليوم، و هي ان المهدي لم يمت، و انه سيرجع الي الدنيا فيملأها عدلا، فالتصقت بالشيعة، الذين استخدموها عي هذا المعني. و من جهة اخري اضيفت الي كلمة (المهدي) كلمة (المنتظر) فلزمتها و اصبح يقال دائما: (المهدي المنتظر) [77] . و كانت فرق الشيعة عندما تخفي امامها عن اعين الناس تطلق عليه (مهدي منتظر)، يرجع اذا جاء ميعاد خروجه المقدر فيخرج الناس معه و يزيل المظالم، و يحقق العدل [78] . [ صفحه 31]

و هي احدي الفرق الزيدية، اتباع ابي‌الجارود زياد ابن المنذر العبدي - ت سنة 150 ه، و هو من غلاة الشيعة و ينتسب الي (زيد بن علي بن ابي‌طالب) [79] . و افترقت في الامام المنتظر فرق نذكر منها: أ - من لم يعين احد بالانتظار، و قالوا: كل من شهر سيفه و دعا الي دينه من ولدي (الحسن و الحسين) فهو امام و مهدي [80] . ب - من ينتظر (محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي بن ابي‌طالب) المعروف (بالنفس الزكية)، و لا يصدق بقتله و لا بموته و يزعم انه هو (المهدي المنتظر) [81] ، الذي يخرج قيملك الارض، كقول (المحمدية) [82] في انتظارهم (محمد بن عبدالله بن الحسن) [83] و قالوا: انه المخلص و المنقذ) [84] ، و انه في جبل (حاجر) [85] ، مقيم هناك الي ان يؤمر بالخروج، و تعقد له البيعة بمكة، بين الركن و المقام [86] . ج - من ينتظر (محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين) المعروف (بصاحب الطالقان)، و لا يصدق بموته، و يقولون: انه حي لم يمت و لم يقتل، و سيملأ الارض عدلا كما ملئت جورا [87] . د - و من ينتظر (يحيي بن عمر) الذي قتل بالكوفة و لا يصدق بقتله و لا بموته [88] .

قالوا بان محمد بن علي المعروف (بالباقر) هو المهدي المنتظر [89] .

و هم اتباع رجل من اهل البصرة كان ينتسب الي ناووس بها [90] ، قالوا: ان جعفر الصادق لم يمت و انه المهدي المنتظر [91] . [ صفحه 32]

و هم الذين وقفوا علي امامة (موسي بن جعفر) و قالوا انه حي لم يمت و انه المهدي المنتظر، و يطلق عليهم (الواقفة) [92] .

تتكون الشيعة الامامية من فرق عدة، و لكل فرقة مهدي خاص، و لا ندثار اغلبها، نأخذ منها فرقتين هما الاسماعيلية و الاثنا عشرية، و ذلك لانتشارهما.

و هم يعتقدون بان (محمد المكتوم) بن اسماعيل بن جعفر الصادق هو اول الائمة المستورين الذين تفرقوا في البلاد مختفين [93] . و كذلك يؤمنون بأن (عبيدالله) [94] هو (المهدي المنتظر)، و قد اخذ دعاتهم يدعون له في شمال افريقيا، فاستطاعوا تأسيس دولة بني‌عبيد الفاطمية، في اواخر (القرن الثالث الهجري) 296 ه / 909 م [95] .

لقبوا بذلك، لادعائهم بان الامام المنتظر، هو الامام الثاني عشر من نسل علي بن ابي‌طالب، و قد اوصي الله تعالي بهم لنبيه محمد صلي الله عليه و سلم، و عينهم له بأسمائهم، و الامام المنتظر اسمه محمد بن الحسن العسكري، و يلقب (بالقائم و المهدي و صاحب الزمان و الحجة) [96] . و قد اختلف في (محمد) و في ابيه (الحسن)، فقيل: «ان الحسن لم يمت و لكنه غائب فقط و هو (القائم)، و لا يجوز ان يموت، و لا ولد له ظاهر لان الارض لاتخلو من امام» [97] . و قيل مات و لا ولد له و لكنه سيعود بعد الموت، و قيل مات ولن يعود، و قد اوصي الي اخيه جعفر و قسم ميراثه بينه و بين امه، و قيل: مات و لم يوص و لم يترك وارثا في الامامة، و قيل: انه ترك ولدا غير معروف [98] . [ صفحه 33] و قالت الاثان عشرية: ان للحسن ولدا هو (محمد) و قد ولد في (سر من رأي) سنة 250 ه ليلة النصف من شعبان [99] و اختلف في اسم المرأة التي ولدته: فقيل: اسمها نرجس... [100] و قيل: اسمها خط... و قيل: اسمها صقيل او صقيل... [101] و قيل: حكيمة... [102] و قيل: سوسن بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم [103] . و شهدت قابلته (حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي) بانها سمعته يتكلم، و يقرأ القرآن حين نزل من بطن امه، و نطق بالشهادة، ثم صلي علي اميرالمؤمنين و علي الائمة (ع) الي ان وقف علي ابيه [104] . توفي ابوه و هو ابن سنتين، و قيل خمس سنين [105] . و قد اختفي (محمد المهدي) و لما يبلغ الثامنة من عمره، و قيل في التاسعة، و قال: انه دخل مع امه سردابا في (سامراء)، فلم يعد لحد الان [106] فهو لايزال حيا غائبا ينتظر امر الله له بالظهور ليملأ الارض قسطا و عدلا بعد ان ملئت ظلما و جورا. و للمهدي المنتظر غيبتان: الاولي: الغيبة الصغري: بدأت بولادته عام (255 ه)، و انتهت بوفاة (بابه او سفيره او نائبه الرابع) (علي السمري) سنة 328 ه او 329 ه [107] و لا يعلم مكانه فيها الا خاصة شيعته [108] ، و كان الناس يتصلون به بوساطة هؤلاء السفراء او النواب، و يقدمون لهم الخمس و النذور لعرضها علي الامام المهدي، و انه كان يجيب بخطه علي مسائل شيعته، و مدة هذه الغيبة (74 سنة) و كان لديه اربعة (وكلاء او سفراء) [109] . الثانية: الغيبة الكبري: بدأت بوفاة (بابه الرابع) سنة 328 ه او 329 ه و هي مستمرة حتي يخرج [110] ، و لا يعلم بمكانه فيها الا خاصة مواليه، فهم يتصلون به سرا، [ صفحه 34] يستقون منه الاحكام و يرجعون اليه في المشاكل و المعضلات. و لا يكشفون ذلك لاحد حرصا علي حياة الطرفين و المصلحة العليا [111] ، و يجوز ان يكون الاتصال به بطريق التراسل [112] . و للمهدي عندهم كثير من خصائص الانبياء السابقين [113] .

و هي فرقة دينية ظهرت في اخر القرن التاسع عشر في الهند بعد استقرار الحكم الانكليزية فيها [114] ، و مؤسسها و زعيمها هو (الميرزة غلام احمد القادياني) [115] ، الذي ادعي بانه (المسيح) جاء ليخلص البشر و يمحوا ما قبله من الشرائع [116] و كان يقول: (ان لي شبها بفطرة المسيح و علي اساس هذا الشبه الفطري ارسل هذا العاجز باسم المسيح ليدك العقيدة الصليبية، فقد ارسلت لكسر الصليب و قتل الخنزير، لقد نزلت من السماء مع الملائكة الذين كانوا عن يميني و عن شمالي) [117] . و يقول: (ان الله سماني بمريم التي حبلت بعيسي، و انا المقصود من قوله تعالي في سورة التحريم: و مريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا، لاني انا الوحيد الذي ادعيت باني مريم، و انه نفخ في روح عيسي) [118] . و يقول: ان الله نزل في، و انا واسطة بينه و بين المخلوقات كلها [119] و من عقائد [ صفحه 35] (القاديانية) ان غلام احمد هو ابن الله، و عين الله [120] ، و هم يعتقدون ايضا بان النبوة جارية، و لم تختم بالنبي محمد صلي الله عليه و سلم [121] كما يعتقدون بان للغلام احمد كتابا نزل عليه كما نزل علي اولي العزم من الرسل و هو (الكتاب المبين) [122] . و مما تقدم يمكننا استنتاج الاتي: اولا: ان الايمان بمخلص منتظر يحكم بحكم الله و توجيهه راسخ في نفوسهم ما دامت لهذا المخلص صفته الدينية و السياسية معا، فهو مبعوث العناية الالهية، ليملأ الارض عدلا. ثانيا: ان هذه العقيدة لايؤمن بها الا اولئك الذين يعانون صراعا نفسيا عنيفا و يواجهون ازمة طاحنة تمس ضمائرهم نتيجة السخط علي تصرفات الحكام و الاعتقاد القلبي بفسقهم و عدم اهليتهم او استحقاقهم بان يتسموا باسماء خلفاء رسول الله صلي الله عليه و سلم علي دينه. ثالثا: رابعا ان عقيدة المهدية كفكرة دينية هي المعبرة عن وجه نظر المعارضة للدولة و مضيفة طابعا شريعا لها، لان جوهرها الخروج بالسيف. رابعا: يأتي دور المهدية بالفهوم الشيعي الامامي (الاثني عشري) لتتضمن صفاته الجوهرية. و ذلك بالاعتقاد بضرورة مجي‌ء مخلص يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا، و الارتباط بالواقع بالنص علي شخص هذا المخلص، و عندهم (محمد بن الحسن)، فكان اعلان غيبته امرا مقضيا و ان الاعتقاد في المهدي عقيدة لازمة عندهم.

فالمقصود اذن ان المهدي مستور عن الاعين، و لكن مع ذلك يعتقدون بان من الناس من له اتصال مع الغائب الذي يكون واسطة بينه و بين الناس، لانهم يحتاجون دائما الي الهداية و الرشد فلابد من شخص بينهم يهديهم و يرشدهم بالاتصال به مباشرة بلا وساطة، فالذي يكون وساطة بين الامام الغائب المنتظر، و الامة يسمي: (الشيعي الكامل) [123] او (المؤمن الكامل) او (الباب) [124] او (السفير) كما كانت تسمي الوساطة بالبابية. [ صفحه 36] و منها ظهرت حركات و فرق كثيرة، بعضها خرجت من صفوف الشيعة الامامية (الاثني عشرية) كالبابية و البهائية.

و هي احدي الفرق الباطنية التي ظهرت في (القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي) و سميت (بالشيخية) نسبة الي مؤسسها الشيخ احمد بن زيد الدين الاحسائي [125] . و كان هذا الشيخ من الشيعة الحلوليين، الذين يعتقدون ان الله تجلي في (علي و اولاده) الاحد عشر، انهم مظاهر الله و اصحاب الصفات الالهية، و النعوت الربانية، و هم ائمة الهدي و هم مختلفون في الصورة متحدون في الحقيقة [126] . يقول البابيون: (ان الشيخ الاحسائي كان مدركا لمهمته؛ و هي ان يهي‌ء السبيل للذي سوف يظهر بين الناس عند تمام الوقت، فهو: استعد كما امرته القدرة الالهية، ان يبين معضلات الايات الاسلامية التي كانت تشير الي مجي‌ء مظهر جديد.. و اعلمته الارادة الالهية انه لا يمكن ذلك الدين و لا اعادة طهارته الاولي الا بأمر جديد) [127] .

و يمكن اجمال عقائد الشيخية بنقاط عدة، هي: 1- انهم يفسرون آيات القرآن تفسيرا باطنيا لتأييد وجهة نظرهم، كتفسيرهم لقوله [ صفحه 37] تعالي: «و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسار..» [128] و المراد من القرآن: هو محمد (ص)، و ما هو شفاء و رحمة: هو علي بن ابي‌طالب [129] . و يفسرون قوله تعالي: «و تري كل امة جاثية كل امة تدعي الي كتابها، اليوم تجزون ما كنتم تعملون، هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون» [130] . فالكتاب: هو علي بن ابي‌طالب و ان اعمال الخلائق في الدنيا كل يوم تعرض عليه [131] . و في تفسير قوله تعالي: «فضرب بينهم بسور له باب باطنه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب» [132] . فالسور في الباطن هو رسول الله (ص)، و بابه علي بن ابي‌طالب، فهو رحمة لشيعته و المقرين بولايته و نقمة و غضب للكفار و للمنكرين ولايته [133] . 2- انهم يعتقدون بان محمدا (ص) و آل بيته السبب الاعظم لوجود هذا العالم و انهم المحيون و المميتون و المتصرفون في شؤون العالم لان الله قد اذن لهم بذلك. و انهم مخلوقون من نور عظمة الله. و ان روح القدس ينتقل من النبي الي الائمة علي سبيل التبادل [134] . و ان لكل نوع من الموجودات نبيا من نوعهم، و ان للنبي اسمين، اي ظهورين اسم سماوي، و هو احمد و اسم ارضي هو محمد [135] . 3- و في عقيدتهم بالمهدي فانهم يعتقدون بانه سيعود في هذا العالم بصورة شخص من اشخاص هذا العالم يعني بطريق ولادة عامة الناس و نموهم [136] و يكون ذلك الشخص هو الامام محمد بن الحسن العسكري نفسه ولو ولد من اب و ام جديدين [137] . [ صفحه 38] و لهم اعتقادات في المهدي «فعند خروج الحجة عليه‌السلام، يدخل المسجد الحرام و يقتل خطيبهم علي المنبر [138] ثم يسير عليه‌السلام الي المدينة و يخرج الجبت و الطاغوت و يصلبهما في الشجرة» [139] . (و ينبعث كافة الائمة و اعدائهم الي الدنيا و كل يقتل اعداءه) [140] و يبقي الحسين قائما بدين الله و مدة ملكه (خمسون الف سنة) [141] . و علي الرغم من هذه الاعتقادات عند الشيخية، و التي يعدها العلماء خروجا علي قواعد الدين، فقد كان للشيخ احمد الاحسائي، طلاب يلازمون درسه و اعوان يترددون الي مجلسه في كربلاء، و كان (كاظم الرشتي) [142] رأس الكشفية او (الرشتية) [143] . في مقدمة اولئك الطلاب و الدعاة لانه كان قد تلقي دروسه الاعتقادية علي يد الشيخ الاحسائي، و بعد وفاة الاحسائي و اصل الرشتي دروسه في شرح كتب الشيخ الاحسائي في (كربلاء) و انخرط في حلقات دروسه عدد من التلاميذ من بينهم (المرزة علي محمد الشيرازي) زعيم البابية، الذي قدم من ايران للزيارة و طلب العلم. [ صفحه 43]

الباب: جمعها ابواب و بيبان، و بوابة [144] و الباب، و البابتة في الحدود و الحساب و نحوه، و بابات الكتاب سطوره و البابية: الاعجوبة [145] . (و الباب: يسمي سوس، لكل نبي سوس، و السوس: هو الباب الي علم النبي في حياته، والوصي بعد وفاته، و الامام لمن هو في زمانه) [146] . (و الباب: الفتحة المعروفة، و قد اطلقت هذه الكلمة عند المتصوفة منذ عهد طويل للدلالة علي المدخل الذي يدخل منه الانسان، او الوسيلة التي يتصل بوساطتها بما هو في الداخل، و يستعمل (الاسماعيلية) هذه الكلمة استعمالا مجازيا للدلالة علي (الشيخ) او (الاساس) الذي يعم الناس اسرار الدين) [147] . (و كان سلمان الفارسي معروفا بين النصيرية (بالباب) لانه كان معهودا اليه امر الدعوة) [148] . (و يطلق الدروز: اسم الباب علي الوزير الروحاني الاول الذي يمثل العقل الكلي). [149] (و يطلق الباب عند السبعية علي الامام علي، و يسمون الدعاة بالابواب ايضا) [150] . [ صفحه 44] و جاء في دائرة المعارف البريطانية: (ان كلمة الباب كانت تستعمل عند الشيعة لنواب الامام الاخير) [151] و يقولون: (ان الباب يكون معصوما عن الاخطاء، وافاداته كافادات الائمة) [152] .

لاشك في ان دراسة اية عقيدة او فكرة او مذهب يحتاج من الباحث لكي يصل الي الحقيقة، ان يقف علي حياة الشخص الذي فكر بها و انشأها، و يتعرف علي طبيعة الظروف التي احاطت به و جعلته يتجه هذا الاتجاه الخاص في تفكيره، والبابية اول من فكر فيها و انشأها هو (علي محمد الشيرازي).

هو (علي محمد رضا الشيرازي)... ولد في اول محرم عام 1235 ه / 20 تشرين الاول 1819 م بمدينة (شيراز) جنوب ايران [153] ، و قيل سنة 1820 م [154] و قيل سنة 1821 [155] و قيل سنة 1824 م [156] ، في بيت يدعي انتسابه الي اهل بيت النبي (صلي الله عليه و سلم) [157] . و في صباه توفي والده الذي كان يعمل بالتجارة، فكفله خاله، (المرزة علي الشيرازي)، احد التجار في شيراز، و لما بلغ السادسة من عمره عهد به خاله الي (الشيخ محمد) الشهير (بالشيخ عابد) [158] ، لتعليمه مبادي‌ء القراءة و التهذيب [159] . كان (علي محمد الشيرازي) عزوفا عن الدرس، غير راغب في التهذيب و التثيقف، الا انه اطاع رغبة خاله، فتعلم من العربية شيئا قليلا، و من النحو الفارسي بعض [ صفحه 45] مبادئه، بيد انه برع في الخط، فكان اعجوبة ايامه في حسن الخط و سرعة الكتابة [160] و لما رأي خاله ان ابن اخته لا يرغب في التعليم، و لا يظخر ميله الي العلم و التحصيل، اشركه في تجارته، و بعد كساد التجارة في (شيراز) رحل الي (بوشهر) [161] ، و افتتح متجرا هناك للاقمشة في (سراي الحاج عبدالله)، فتدرب علي التجارة، و تفنن في المبايعة مع خاله، و قد بلغ (السابعة عشرة) من عمره، و هناك اتصل به احد تلامذة كاظم الرشتي، و يدعي (جواد الكربلائي الطباطبائي)، و بدأ يلقي في مسامعه افكار الشيخية، عن الغائب المنتظر، و يوهمه بانه (يهظر من سيماه و محياه انه هو ذلك الموعود الذي اخبر بقرب ظهوره، كاظم الرشتي، و من قبله الشيخ احمد الاحسائي [162] ، فتأثر (الشيرازي) بهذه الافكار، و رغب عن التجارة، و بدأ يدرس كتب الصوفية و الرياضة الروحانية و كتب الحروفيين التي تبحث في الارقام و تأثيرها، و يصرف اوقاته في تسخير روحانيات الكواكب، و احيانا كان يقف في حر الظهيرة المحرقة تحت الشمس علي سطح البيت حاسر الرأس، مكشوف البدن، مستقبلا قرصها، متحملا حرارتها ساعات طويلة، حتي كان يصيبه الذهول و الوجوم، و قد تأثر عقله [163] . فانعزل عن التجارة و انهمك في هذه الاعمال، و لما رأي خاله هذه الاحوال، ارسله الي النجف و كربلاء، للاستشفاء بزيارة المشاهد هناك، رغبة منه في الحفاظ علي صحته، فضلا عن تسليته من وفاة ابنه الذي مات بعد ولادته بسنة (عام 259 ه) من زوجته (خديجة بكم) [164] . و بعد ان حل في كربلاء، كان من الطبيعي ان يزور مدرسة (ترجمان الحكماء المتأهلين، و لسان العرفان و المتكلمين، العالم باسرار المعاني و المباني الشيح الاحسائي) [165] ، و التي يرأسها تلميذه (السيد كاظم الرشتي)، فبدأ يرتاد مجلس الرشتي، و يدرس افكار واراء الشيخية، فوجدها ملائمة لهواه، و بخاصة فكرتهم في عقيدة المهدي المنتظر و التي تقول: (ان ولد الحسن العسكري قد مات، و ستحل روحه يوما ما في الجسم الناشي‌ء الجديد المولود من بطن الام علي فراش غير العسكري، و ان ظهوره قد قرب، حتي انه ليظهر بمجرد انتقال الرشتي من هذا العالم، بل انه قد ولد في حياته و لم يحن وقت اعلانه و ظهوره بعد) [166] . [ صفحه 46] و كان الرشتي، (يبشر اتباعه و مؤيديه و تلاميذه باقتراب الاوان من ظهور المهدي، و دنو قيام القائم المنتظر) [167] . فأصبح (علي محمد الشيرازي) يشعر من خلال دروس الرشتي و من المجاهدات الباطنية الشاقة، بانه هو ستحل فيه روح المهدي الغائب، الذي يولد من جديد ليملأ الارض قسطا و عدلا، كمات ملئت ظلما و جورا. فكان (السيد كاظم الرشتي) كثيرا مايشير بالكناية و التلويح الي ان المهدي هو (المرزة علي محمد الشيرازي) [168] ، و يذكر ان (المرزة الشيرازي كان جالسا عنده يوما، و كانت اشعة الشمس تدخل الغرفة من جهته، فقال الرشتي: ان ولي الامر طالع مثل هذه الشمس المنيرة التي تنير الغرفة من هذا الباب، و اشار اليه ففهم الحضار ان المقصود كان «المرزة علي محمد») [169] ، (و احيانا كان يشير الي انه هو موجود في حلقته، جالس في حضرته) [170] . و بعد وفاة الرشتي (1258 ه) انتخب (علي محمد الشيرازي) رئيسا و زعميا للشيخية، و اصبح (ركنا رابعا) [171] . و في بادي‌ء الامر لم يدع (المرزة الشيرازي) سوي زعامة الشيخية، و لم ينتقد عقائد الشيعة العامة، و لم يتعرض لها، و منها عقيدة المهدي المنتظر [172] .

لما بلغ المرزة علي محمد الشيرازي الخامس و العشرين من عمره في الخامس من جماي الاولي عام 1260 ه / الموافق 23 مايس / اذار سنة 1844 م [173] ، اعلن انه (باب) [174] . [ صفحه 47] الي الامام الغائب، بحضور ملا حسين البشروئي [175] ، الذي لقبه - باول من آمن - و - باب الباب - [176] . يقول (الباب): (اشهد انه لا احد سواي في الشرق و الغرب يمكنه ان يدعي انه الباب الذي يفضي بالناس الي معرفة الله، و ما برهاني علي ذلك الا البرهان الذي قام به صدق محمد رسول الله) [177] و يقول ايضا: (انا - انا الموعود انا الذي دعوتم باسمه الف سنة، و الذي قمتم علي ذكره و الذي دعوتم باسمه الف سنة، و الذي قمتم علي ذكره و الذي دعوتم الله عزوجل ان يعمل بمجيئه الحق اقول انه يجب علي اهل الشرق و الغرب معا ان يطيعوا كلمتي و ان يبايعوني) [178] وعد هذا اليوم عيدا يسمي (عيد المبعث) [179] . و قال: (انه اراد من الباب، باب العلم كما ورد في الحديث المشهور علي السنة الناس: (انا مدينة العلم و علي بابها) [180] . و عنده ايضا: (المراد من الباب، هو باب علم الهي) [181] ، و قال مرة اخري: (ان المراد من «الباب» باب الصدق، كما قال انه لا يريد به (باب الامام) بل القصد منه (باب الله) الذي يدخل منه الطالب ليصل الي حضرة الخالق) [182] ، و قال في بيانه العربي: (ان ذات حروف السبع (يعني نفسه علي محمد) باب الله لمن في ملكوت السموات و الارض و ما بينهما، كل بآيات الله من عنده يهتدون) [183] . (و كان مقصوده من كلمة بابية انه واسطة الفيوضات من شخص عظيم محتجب للان خلف ستار العزة و متصف بكمالات لاتعد و لا تحصي و انه متحرك بارادته و متمسك بحبل ولايته) [184] . و تارة اخري يقول: (ان المقصود من كلمة (الباب) هو كونه باب مدينة اخري) [185] يقول ايضا: (انه باب لمظهر الهي الذي يدخل الكون عن طريقه) [186] . [ صفحه 48]

اجتمع حول (الباب محمد علي الشيرازي) اكثر افراد (الشيخية) و سلموا له الزعامة و السيادة [187] و ممن اجتمع حوله (ثمانية عشر) شخصا من كبار تلامذة الرشتي، و زعماء الشيخية سماهم ه حروف الحي) [188] و اسماؤهم المشهورة هي: 1- الملا حسين البشروئي 2- الملا محمد حسن (اخوه). 3- الملا باقر الصغير (ابن عمه). 4- الملا علي البسطامي. 5- الملا خدابخشي القوجاني المعروف بملا علي الرازي. 6- الملا حسين بجستاني. 7- السيد حسين اليرزدي. 8- المرزة محمد روضخاني اليزدي. 9- سعيد الهندي. 10- الملا احمد ابدال المراغي. 11- الملا محمد الخوئي. 12- الملا جليل الرومي. 13- الملا باقر التبريزي. 14 - الملا يوسف الاردبيلي 15- المرزة هادي القزويني. 16- المرزة علي البار فروشي الملقب. 17- زرين تاج قرة العين الطاهرة. 18- محمد علي البار فروشي الملقب بالقدوس [189] . و قد علم هؤلاء تقاليد معتقده، و ارسلهم الي الجهات المختلفة من ايران و تركستان، و العراق (كربلاء و النجف) [190] ، يبشرون بدعوته و اوصاهم بكتمان اسمه حتي يظهره هو بنفسة. [ صفحه 49]

بعد ان ادعي انه (الباب) الي (الامام المستور) اعلن انه اكبر من ان يكون وساطة (للامام الغائب) و ان الله قد رفعه - كذا - عن هذا الامام اقتصادا في مراحل التطور الروحي، و اختصارا لمرتب الهداية، فاعتقد انه (المهدي المنتظر) و ان جسم المهدي قد حل فيه، و ان يظهر الان ليملأ الارض قسطا و عدلا بعد ان ملئت ظلما و جورا [191] . و كان مجتهدو و علماء ايران يمتحنونه و يقترحون عليه كتابة تفسير لبعض السور؛ فكتب تفسير (سورة يوسف) دليلا علي صد دعواه [192] و بعد ذلك امرت الحكومة الايرانية باعتقال (الباب) عام (1261 ه) في شيراز، وذلك لرجوعه عن وعده بالتوبة التي اظهرها امام الناس [193] . عندها قام حاكم ولاية (اصفهان) [194] ، باختطاف الباب من السجن في شيراز واتي به الي (اصفهان) بوساطة بعض البابيين [195] ، و عند وصوله اصفهان (استضافه حاكمها و اكرم نزله و ابدي له كل التأييد و الحماية) [196] ، و سانده بالمال و حرضه علي مواصلة العمل و بث الدعاة و ارسال السفراء و المبلغين [197] .

اعلن (علي محمد الشيرازي) في اصفهان، انه هو النبي و ان الله قد انزل عليه كتابا يسمي (البيان)، و انه اشير اليه و الي الكتاب الذي نزل عليه: (خلق الانسان علمه البيان). [198] فالنسان هو (علي محمد الشيرازي) و (البيان) هو هذا الكتاب المنزل عليه). [199] . [ صفحه 50] و تلقب بالنقطة، و النقطة العليا، و نقطة البيان [200] ، فيقول في البيان الفارسي: (محمد صلي الله عليه و سلم) نقطة الفرقان، و انا نقطة البيان، و كلان واحد [201] . و قال ايضا (كنت في يوم نوح نوحا و في يوم ابراهيم ابراهيم و في يو موسي موسي، و في يوم عيسي عيسي، و في يوم محمد محمدا، و في يوم (علي قبل النبيل) عليا و لا كونن في يوم من يظهره الله من يظهره الله، و في يوم من يظهره من بعد من يظهره الله من بعد من يظهره الله، الي اخر الذي لا اخر له قبل اول الذي لا اول له، كنت في كل ظهور حجة الله علي العالمين) [202] . و يقول (الباب) عن نفسه: (ما خلق له من كفؤ و عدل و لا شبه و لا قرين و لا مثال) [203] ، و ان مانزل عليه هو اعظم و افضل مما نزل من قبل من القرآن و غيره ما ينزل عليك في اخريك اعظم مما نزلنا عليك في اوليك - كذا - فكن من الشاكرين، و ان فضل مانزلنا عليك علي ما نزلنا عليك من قبل، كفضل القرآن علي الانجيل [204] . اعتقل (الباب) بعد موت حاكم ولاية (اصفهان) [205] ، الذي كان يحميه، و حبس في قلعة (ماه كو) [206] و كان اتباعه يصلون اليه بطرق مختلفة و يسر.

صحراء تقع علي نهر (شاهرور) بين خراسان و مازندران في ايران البابيون: الحسني: 35، و دراسات البهائية و البابية: ظهير / 186 و كان هذا المؤتمر قد قسم تاريخ الدعوة البابية الي عهدين، الاول: كانت البابية قبل المؤتمر تعد احدي فرق الشيخية، و لا تختلف عنها الا في الجزئيات، اما الثاني: فقد اصبحت الدعوة البابية ديانة جديدة قائمة بذاتها. فعلي اثر اعتقال (الباب)، و ضرورة تحديد المبادي‌ء الشرعية التي جاء بها، عقد اقطاب البابية، مؤتمرا لهم في (بدشت)، في سنة 1264 ه - 1848 م (، حضره) واحد و ثمانون قطبا [207] منهم: 1- الملا حسين البشروئي (باب الباب). [ صفحه 51] 2- الملا محمد علي البار فروشي الملقب (بالقدوس). 3- المرزا يحيي الملقب (بالوحيد و صبح الازل). 4- زرين تاج قرة العين الملقبة (بالطاهرة). 5- المرزة حسين علي المازندراني الملقب (بالبهاء). و قد تداول المجتمعون امرين رئيسين: اولا: انقاذ (الباب) من معتقله و نقله الي مكان آمن. ثانيا: نسخ الشريعة الاسلامية: و انشاء دين جديد باسم (البابية). (ففيما يتعلق بالامر الاول تقرر ارسال المبلغين الي النواحي و الاكناف ليحثوا الحباب علي زيارة (الباب) في سجنه (ماه كو) مستصحبين معهم من يتسني استصحابه من ذوي قرباهم وودهم، و ان يجعلوا مركز اجتماعهم (ماه كو) حتي اذا تم منهم العدد القيم الكافي، طلبوا من (الشاه) الافراج عن حضرة (الباب) فاذا لبي الشاه طلبهم فبها و نعمت، و الا انقذوه بصارم القوة وحد الاقتدار) [208] . و اما فيما يتعلق بالامر الثاني فقد ظهر بعد المذاكرات الطويلة ان معظم المؤتمرين؛ (يعتقد بوجوب (النسخح و التجديد) و يرون ان من قوانين الحكمة الالهية في التشريع الديني، ان يكون الظهور اللاحق اعظم مرتبة و اعم دائرة من سابقه، و ان يكون كل خلف ارقي و اكمل من سلفه، فعلي هذا القياس يكون (الباب) اعظم مقاما و اثارا من جميع الانبياء الذين خلوا من قبله «و يثبت ان له الخيار المطلق في تغيير الاحكام و تبدليها، و ذهب قليل منهم الي عدم جواز التصرف في الشريعة الاسلامية، مستندين الي ان حضرة (الباب) ماهو الا مروح لها و مصلح لاحكامها.. و كانت قرة العين الطاهرة من القسم الاول لذا اصرت علي وجوب افهام جميع الاحباء و اشعارهم، بان للقائم مقام المشرع و حق التشريع و علينا وجوب الشروع فعلا في اجراء بعض التغييرات، كافطار رمضان و نحوه). [209] (فوقفت مكانها و خاطبت الباقين من هذا الجمع غير وحلة ولا مهتمة با حصل في قلوب اصحابها... و كان ذلك اليوم التأريخي و الايام التي تلته قد اثرت في اخلاق و عوائد و حياة المؤمنين - كذا - المجتمعين اعظم التغييرات الثورية، فتغيرت طريقة العبادة تغيرا فجائيا كليا، و طرحت العبادات القديمة، التي كان المتعبدون المخلصون يتبعون نظامها طرحا ابديا) [210] (عند ذلك تدخل حسين علي [ صفحه 52] (البهاء) في المسألة وتلا سورة (الواقعة) و اخذ في تفسيرها و تأوليها، و افاض في شرحها و بيانها، و ان القرآن نفسه اشار الي ذلك (النسخ و التغيير) و انبأ بوقوعه حتي اطمأنت قلوب الجميع و علموا بانه لابد من وقوع هذه الواقعات و حدوث هذه الحادثات كلها) [211] . (و في خاتمة المجلس تقرر تحرير هذه المسألة الي حضرة (الباب) في سجن (ماه‌كو) و التماس اصدار الحكم الفاصل و الحازم منه فيها، و هذا ما قد كان، و مما علم فيما بعد تبين ان خواص الاحباء كانوا علي حق، و ان رأي حضرة (بهاء الله) كان متفقا مع حكم حضرة (الباب) علي وجوب تغيير الشريعة، و ان (القدوس و باب الباب و الطاهرة) كانوا ايضا قائمين علي سواء السبيل و جادة اليقين في ادراكهم و فهمهم اسرار الامر) [212] . فافترق زعماء البابية من (بدشت) الي جهات ثلاث: الاولي: سافر الملا محمد علي البرا فروشي مع قرة العين الي (خراسان). الثانية: سافر الملا حسين البشروئي الي (بار فروش) بولاية (مازندران) مع رفاقه. و الثالثة: سافر حسين علي المازندراني (البهاء) مع جماعته الي (طهران) [213] .

يقول الباب: (انا قيوم السماء، مضي من (كذا) ظهوري ما مضي، و صبرت حتي يمحص الكل و لا يبقي الا وجهي، و اعلم بانه لست انابل مرآة فانه لا يري في الا الله) [214] و قيل عنه: فبينما لم يرغب اول الامر الا ان يعد الامام المهدي... فاننا نجده يدعو نفسه بعد ذلك المرآة التي يستطيع المؤمنون ان يشاهدوا بها الله نفسه) [215] . و علي هذا الاساس يقول الباب بان: (ارفع المراتب الحقيقية الالهية حلت في شخصه حلولا ماديا و جسمانيا) [216] . و كان البابيون يسمونه (الرب) كما ورد كثيرا في كتاب التأريخ البابي (نقطة الكاف) [217] . و كان حسين علي (البهاء) يسميه (الرب و الاله)، و كان يستدل من القرآن علي الوهيته (الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الامر) [218] ، كما كان يطلق [ صفحه 53] عليه اسم (مالك الغيب و الشهود) [219] و يذكر (ان البابيين كانوا يعتقدون في (الباب) الربوبية و يخاطبونه بحضرة الرب الاعلي... و يظهر ايضا مما كتب عنه، انه كان حائزا علي مقام الالوهية و مرتبته) [220] .

لبث (الباب) في سجن (ماه‌كوه) تسعة اشهر، و لما اتخذ مؤتمر (بدشت) قراره بوجوب انقاذ (الباب) من سجنه، امرت الحكومة بنقله الي (قلعة جهريق) [221] و اتخذت التدابير للحيلولة دون اتصال اي شخص به، الا ان الدعاية ماتزال باقية، و الدعوة الي (البابية) منتشرة، و كثر اتباعها، و عظم شأنها، حتي اصبحت خطرا يهدد الدولة الايرانية، فأجمعت الحكومة علي استئصال البابيين، و ابتدأت سلسلة طويلة من المعارك الدموية، و المجازر البشرية بينها و بينهم، و جي‌ء (بالباب) من سجنه الي (تبريز)؛ حيث اعدم رميا بالرصاص في (28 شعبان 1266 ه - 9 تموز 1850 م)، فاخرجوا جثته الي خارج المدينة حتي أكلتها الطيور الجارحة [222] و كان عمره) 31 سنة)، و قيل دفن في طهران، و قيل دفن في جبل (الكرمل) في (عكا) في (فلسطين) [223] .

1- البيان: الف (الباب) كتاب (المقدس) (البيان) العربي، كما رتب (البيان الفارسي) علي تسعة عشر واحدا، و قسم كل واحد الي تسعة عشر بابا، كتب من (البيان العربي) احد عشر واحدا فقط، و من (البيان الفارسي) ثمانية احاد و عشرة ابواب من الواحد التاسع و ترك اكمالها لخليفته بعده [224] . و قد اودع (الباب) فيه جميع تعاليمه و آرائه [225] ، و كانت اكثر مقالاته، في وصف و مدح تلك الحقيقة التي ستظهر لانها كانت غرضه الوحيد و مقصده و رغبته، و قد عد ظهور نفسه مبشرا لها وعد كينونته وساطة لظهور ذلك الواحد بكمالات اوفي و كان يشير علي الجميع، ان ينتظروا قيامه. [ صفحه 54] ويعد (البيان) الكتاب المقدس عند (البابيين) من وحي السماء و قد حرم (الباب) علي اتباعه قراءة اي كتاب سوي كتبه و حرق ماعداها [226] . يقول الباب: (انما البيان حجتنا علي كل شي‌ء، يعجز عن آياته كل العالمين) [227] و يقول: (ان فضل مانزلنا عليك من قبل، كفضل القرآن علي الانجيل) [228] . و يقول ايضا: فلتمحن كل ما كتبتم و لتستدلن بالبيان و ما انتم في ظله تنشئون [229] و قال: (لا يجوز التدريس في كتب غير البيان، و لا تتعلمون الا بما نزل في البيان، او ما ينشي‌ء فيه من علم الحروف و ما يتفرع علي البيان... و لا يتجاوزون حدود البيان فتحزنون) [230] . اذن (فالبيان) افضل من (القرآن) و ناسخ له عند البابيين لانه جاء بشرع جديد [231] ، علي الرغم مما فيه من اخطاء لغوية و نحوية و بلاغية فمن ذلك قوله: (قل انما البيت ثلاثين - كذا - حرفا انتم تعربون لتحسبون - كذا - علي عدد الميم، ثم علي احسن الحسن تكتبون و تحفظون. ذلك واحد الاول - كذا - انتم بالله تسكنون. ثم الثاني انتم في كل ارض بيت حر تبنيون - كذا -) [232] . و منه قوله: (قل ان يا اولو الهدي - كذا - بهداي تهتدون) [233] . و قوله: (فالتقرأن آية الاولي - كذا - ان انتم تقدرون) [234] . و قوله ايضا: (و انتم في الرضوان خالدون والا انتم فانيون - كذا -) [235] . و تجتمع الاخطاء اللغوية و القواعد النحوية و الابهام في مقدمة (البيان) العربي: (و انا قد جعلنا ابواب ذلك الدين عدد (كل شي‌ء) عدد الحول، لكل يوم بابا - كذا - ليدخلن كل شي‌ء في جنة الاعلي - كذا - و ليكونن في كل عدد واحد ذكر حرف من حروف الاول - كذا - لله رب السموات) [236] . و نحن اذا تتبعنا هذه الاخطاء طال بنا الحديث، و حسبنا ان يرجع القاري‌ء الي (البيان) [237] . [ صفحه 55] عندما اعترض علي الباب في هذه الاخطاء، و كيف ان الله يوحي بها، و هي المخالفة للغة العربية اجابهم بقوله: (ان الحروف و الكلمات كانت قد عصمت، و اقترفت خطيئة في الزمن الاول فعوقبت علي خطيئتها بان قيدت بسلاسل الاعراب، و حيث ان بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو من جميع المذنبين و المخطئين حتي الحروف و الكلمات، فاطلقت من قيدها تذهب الي حيث تشاء من وجوه اللحن و الغلط) [238] و يقول ايضا: (ان الله اجل من الخضوع الي هذه القواعد التي ان هي الا صفات بشرية و نقص من نواقص الانسانية). [239] . ب - قيوم الاسماء (احسن القصص): و هو تفسير او شرح (لسورة يوسف) [240] كتبه في (شيراز) ابان دعوته. و قد جعله في مائة و عشرين فصلا او سورة كما يقول. و ارسله في بادي‌ء امره الي الحكام و العلماء، وذكر فيه نائب المهدي المنتظر. ثم ذكر في اخره انه هو المهدي المنتظر، و انه افضل من النبي صلي الله عليه و سلم [241] . مشي (الباب) علي طريقة التأويل الباطني، ففي قوله تعالي: (اذ قال يوسف لابيه يا ابت اني رأيت احد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين) [242] يقول الباب ما نصفه (و قد قصد الرحمن من ذكر يوسف نفسه الرسول، و ثمرة البتول، حسين بن علي بن ابي‌طالب مشهودا.. اذا قال حسين لابيه يوما: اني رأيت احد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم بالاحاطة لي علي الحق لله القديم سجاد. و ان الله قد اراد بالشمس فاطمة، و بالقمر محمد، و بالنجوم ائمة الحق. في ام الكتاب معروفا، و هم الذين يبكون علي يوسف باذن الله سجدا و قياما، و ان الناس يبكون بمثل ظل الفي‌ء علي الحسين سجدا سواء) [243] . و في قوله تعالي: (قال يابني لا تقصص رؤياك علي اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو مبين) [244] . يقول مانصه: (اذ قال علي يا بني لاتخبر مما اراك الله من امرك اخوتك ترحما علي [ صفحه 56] الفهم، و صبرا الله العلي، و الله عزيزا حميدا، ان تخبر من امرك في بعض مما قضي الله فيك، فيكيدوا لك كيدا، بان يقتلوا انفسهم في محبة الله من دون نفسك الحق شهيدا، ان الله لوجهك بدمك محمرا (كذا) علي الارض بالحق صبيغا. و ان الله قد اراد كما شاء ان يراك مخضبا شعرك من دمك، و نفسك علي الارض علي غير الحق لدي الحق قتيلا، و جسمك علي الارض عريانا: و ان الله شاء كما شاء بان يري بناتك و حريمك في ايدي الكافرين اسيرا... و ان الله قد شاء بان يري وجوه شيعتك بين يديك محمرة بصبغ انفسهم و ابدانهم علي الارض مجرحة علي غير الحق مطروحا. فلا تظهر بشي‌ء مما قد شاء الله في كينونتك من السر المستسر علي السر شيئا علي الحق قليلا، هناك يفدون انفسهم بحب الله عن نفسك شوقا الي الله و كان الله بعباده علي الحق عطوفا) [245] . و في قوله تعالي: (اذ قالوا ليوسف و اخوه احب الي ابينا منا و نحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين) [246] . فيقول (الباب) مانصه: (اذ قالوا - حروف لا اله الا الله - و ان يوسف احب الي ابينا منا بما قد سبق من علم الله حرفا سرا بالسر مقنعا علي السر محتجبا في سطر غابيا. في سر السر مرتفعا عما في ايدينا و ايدي العالمين جميعا. و انا نحن عصبة فيما اراد الله في شأن يوسف النبي العربي حول السطر مسطورا... و ان الله قد فضل ابانا بفضل نفسه و قدر الله المستسر من سر امره بما في ايدي العالمين بالكشف المبين علي اهل سر (الباء) ضلالا...) [247] . 3- تفسير سورة البقرة، كتبه بالعربية في شيراز، كتبت نسخة منها عام 1982 م. و توجد نسخة منها في المتحف البريطاني ضمن مجموعة ص 9 - 493. 4- تفسير سورة الكوثر، كتبه بالعربية في شيراز - كتبت نسخة منها عام 890 م و هي موجودة في المتحف البريطاني برقم 5080. 5- تفسير سورة (العصر)، كتبه بالعربية في اصفهان، كتبت نسخة منها عام 1897 م و هي برقم 5112 في المتحف البريطاني. 6- صحيفة اوعية، باللغة العربية و قد كتبها في شيراز. 7- رسالة بين الحرمين، كتبها عام 1261 ه - 1845 م، و هي برقم 5325 في المتحف البريطاني. [ صفحه 57] 8- رسالة النبوة الخاصة، باللغة الفارسية، و قد كتبها لحاكم ولاية اصفهان - منوجهر خان - ايام اقامته عنده. 9- صحيفة عدلية، و هي باللغة الفارسية، و موضوعها: اصول الدين و فروعه. 10 - دلائل السبعة في اظهار الظهور الجديد، كتبه باللغة الفارسية في (ماه كو)، و قد ترجمت الي الفرنيسية، و هي برقم 5100 في المتحف البريطاني. 11- كتاب الاسماء: كتاب اسماء كل شي‌ء في تفسير الاسماء، توجد نسخ عدة منه في المتحف البريطاني بارقام 5278، 5481، 5487، 5488. 12- صحيفة المخزومية. 13- الصحيفة الجعفرية. 14- زيارة الشاه عبدالعظيم. 15- الشؤون الخمسة او شؤون دعوات، و هي برقم 5612 و 6680 في المتحف البريطاني. 16- الصحيفة الرضوية. 17- الرسالة الفقهية. 18- رسالة الي محمد شاه. 19- كتاب الروح. 20 - لوح الحروف. 21- الخصائل السبعة. 22- رسالة الي مرزة اقاسي. 23 - الرسالة الذهبية [248] . [ صفحه 58]

و هي منقولة عن كتاب (البيان) المقدس عند البابيين، و نري ان التعاليم التي جاءت فيه، فيما يخص العقائد و العبادات، و لم تكن واضحة و جلية الي حد اليقين، فان الرموز و الاشارات التي يستعملها علماء الكلام و الفلاسفة تدخل كثيرا بين جمل الكتاب [249] . [ صفحه 59]

كان الاعتقاد بوجود اله واحد ازلي، تستمد صفاته من اساس العقيدة الباطنية [250] ، و من الناحية الاعتقادية يبنون كل مظاهر العمل و العبادة علي انها امور ظاهرية تعبر عن امر باطني، فيقول الباب: ان الحقيقة الروحانية المنبعثة من الله، قد حلت في شخص (الباب) حلولا ماديا جسمانيا، و ان الانبياء جميعا من لدن آدم قد تجسدوا في شخصه، و اتخذوا منه سبيلا للغودة الي الدنيا من جديد، و كان الباب يري نفسه الممثل الحقيقي لهؤلاء الانبياء و المعبر عن رسالاتهم [251] .

الاعتقاد ب (النبي) مستمد من العقيدة بالخالق نفسها، فالنبي في حياته مظهر من مظاهر الله في الارض و ارتقاؤه الي هذه المنزلة انما هو باستكماله صفات اخلاقية جعلته يعبر عن الامر الواقعي و يصل الي الحقيقة دون غيره. فمن استكمل الصفات التي استكملها النبي فهو احق و اهل للتظاهر مبظهر الدعوة و التبشير، لهذا صح (للباب) ان يكون مظهرا من مظاهر الله في الارض [252] ، و لهذا يقول (الباب) عن نفسه:؛ هو نفس محمد صلي الله عليه و سلم الذي كان نقطة الفرقان) [253] ، و يقول: (ان ظهوره في هذا العصر في (ايران) اقوي و اكمل و اعلي و اشرف من ظهوره في العرب قبل ثلاثة عشر قرنا (بصورة محمد صلي الله عليه و سلم)، و قبل اثني عشر الف سنة (بصورة آدم) [254] . و علي هذا فهم يعتقدون بان النبي محمدا صلي الله عليه و سلم، ليس بخاتم الانبياء و الرسل، بل و حتي (الباب) ليس بخاتم المظاهر (يكون بعد ظهور من يظهره الله ظهورات اخري مالا نهاية لها) [255] . [ صفحه 60]

و البابيون ينكرون امور الاخرة جميعها من القيامة و البعث و الصراط و الحساب و الميزان و الجنة و النار. و غير ذلك [256] ، يقول (الباب) عن القيامة: (انها عبارة عن وقت ظهور شجرة الحقيقة في كل الازمنة، مثلا ان بعثة عيسي كانت قيامة لموسي، و بعثة رسول الله قيامة لعيسي، و بعثته هو (الباب) قيامة لرسول الله، و كل من كان علي شريعة القرآن كان ناجيا الي ليلة القيامة، اي من يوم الساعة، و هي (الساعة الثامنة و الدقيقة الحادية عشرة من غروب الشمس من اليوم الرابع، و اول الليلة الخامسة من شهر جمادي الاولي سنة 1260 ه [257] ، (و ان ما يسمي بلقاء الله و اليوم الاخر، ليس الا رموزا لحياة روحية متجددة) [258] .

يكون الوضوء بماء الورد، و اذا لم يوجد فيأخذ ماء و يقول (بسم الله الا منع الاقدس) خمس مرات، يقول الباب: (انتم بالخلال و المسواك بعدما تفرغون من رزقكم افواهكم تلطفون، ثم لترقدون ثم وجوهكم و ايديكم من حد الكف تغسلون، ان تريدون ان تصلون، ثم بمنديل تلطفن وجوهكم و ايديكم و ان في بيت الطهر تحفظن مايشم كل ريح بمنديل لعلكم ما تحبون لا تشهدون، و لتوضئن علي هيكل الواحد بماء طيب مثل ورد لعلكم بين يدي يوم القيامة بماء الورد و العطر تدخلون و ان ريحكم لن يغير عملكم) [259] . اما الطهارة عندهم فان الاشياء مهما كانت نجسة او خبيثة او محرمة فانها تطهر عند (البابيين) لانهم يعتقدون ان كل من اعتنق البابية قد تطهر، و كل ماتحوزه يده صار طاهرا [260] (قل اذا نسب الشي‌ء الي من آمن (بالبيان) يطهر في الحين، ان يا عبادي فاشكرون فلتقرئن (البيان) ثم من ذلك البحر لاليها تأخذون... كما يدخل في الدين و ما يملك الذين آمنوا من دونهم يطهر حينما هم يملكون فضلا عليك اذا اتجرت في اخريك ثم العالمين) [261] . [ صفحه 61]

و هو عند البابيين خمس مرات في اليوم و الليلة [262] و صفته كما جاء في البيان (فلتجعلن من اول ليلكم الي اخر نهاركم خمس قسمة (كذا ثم عند كل قسمة لتؤذنون (كذا)، فلتبدأن باول الليل ثم في الاول تسعة عشر (كذا) مرة (لا اله الا الله ثم الله اغني تقولون) ثم في الثانية تسعة عشر (كذا) مرة (لا له الا الله ثم الله اعلم تقولون) ثم في الثالث تسعة عشر (كذا) مرة (لا اله الا الله ثم عدد الواحد الله احكم تقولون) ثم في الرابع تسعة عشر (كذا) مرة (لا اله الا الله ثم عدد الواحد الله املك تقولون)، ثم الخامس تسعة عشر مرة (لا اله الا الله ثم عدد الواحد الله اسلط تقولون). [263] .

لا توجد عند البابيين قبلة محددة، فمرة قالوا انها (بيت الشيرازي) في (تبريز) يقول (الباب): (انت يا عبادي الي بيتي تصعدون، ذلك بيت من يظهره الله ذلك بيتي فلا تشترن ما في حوله علي قدر ما انتم تستطيعون ان ترفعون... ما في حول البيت و المسجد لله فلاتبيعون... و ان مسجد الحرام ما يولد من يظهره الله عليه ذلك ما ولدت عليه... انتم هناك لتصلون) [264] . و يقول ايضا: (انما تولوا فثم وجه الله انتم الي الله تنتظرون) [265] . مرة اخري يقول: (قل انما القبلة من نظره متي ينقلب تنقلب الي ان يستقر ثم من قبل مثل من بعد تعلمون) [266] .

لا تلزم صلاة الجماعة عند البابيين الا علي الجنائز: (انتم بالجماعة لا تصلون، و انتم علي الكرسي بما يحبه الله تذكرون و توعظون) [267] يقول (الباب): (و لتصلين (كذا) كلكم مرة ولكنكم فرادي تقعدون) [268] ، فالصلاة عندهم (ركعتان) فقط وقت الصبح [269] ، و تكون صفاتها كما بينها (الباب): (رفع عنكم الصلوات كلهن الا من زوال تسعة عشر ركعة (كذا) بقيام و قنوت و قعود لعلكم يوم القيامة بين يدي تقومون، ثم تسجدون، ثم تقنتون و تقعدون) [270] . [ صفحه 62]

يلزم كل (بابي) ان يؤدي امواله سنويا الي (المجلس الاعلي البابي). [271] ، و تجمع في كل عام من رأس المال - باعتبار ان رأس المال لم ينقص - و يطلب من معتنق هذا الدين دفع هذه الزكاة، و لكنه لايكره علي ادائها لابوساطة السلطة الزمنية و لا بوساطة السلطة الروحية) [272] . اما لمن تصرف الزكاة، فلا يوجد تفصيل لذلك، لان البابيين يعرفون الزكاة: بانها اقرار بملكية (حضرة الباب) يوم قيام امره [273] .

حقيقة الصون عند البابيين هو كف النفس عن كل مالا يرضاه الشيرازي [274] يقول: (انتم في كل حول بشهر (العلا) تصومون، من الطلوع الي الغروب، و لتصومون من سنة 11 سنة الي 42 سنة. و بعد 42 سنة يعفي من الصيام، و تصومون من الطلوع الي بعد الغروب ان تستطيعون لتضيفوا اولا تأكلوا و لا تشربوا و لا تقترنوا في وقت الصوم) [275] .

و هو عند البابيين، زيارة البيت الذي ولد فيه (الباب محمد علي الشيرازي) و كذلك الذي اعتقل فيه، فضلا عن بيوت كبار اصحابه الثمانية عشر [276] و يجب علي الرجال دون النساء، و لا تحديد لزمن معين [277] . و يلزم من ذلك هدم الكعبة و تخريبها، و هدم قبر الرسول صلي الله عليه و سلم في المدينة المنورة [278] .

الزواج في الديانة البابية يكون بعد الحادية عشرة سنة امرا مفروضا، و الطلاق عندهم مكروه، و تعطي للزوجين مهلة سنة حتي يتصالحا، و اما الزوجان اللذان تفارقا فيمكنهما ان يستأنفا حياتهما الزوجية بعد شهر من الطلاق و ذلك الي حد (تسعة عشرة) مرة [279] . (و اذنا اذا اراد ان يرجعا تسعة عشر (كذا) مرة بعد ان يصبر شهرا لعلكم في ظل [ صفحه 63] ابواب دون دون الحق لا تدخلون) [280] . و الارامل من الرجال و النساء عليهم ان يتزوجوا بمدة؛ للرجال (90) يوما، و للنساء (95) يوما) [281] .

البابية تأمر معتنقيها ابقاء الاموات في البيت تسعة عشر يوما و ليلة، و تكفن بخمسة اثواب حريرية او قطنية، و توقد المصابيح و السرج عندها، و تدفن في قبر من البلور المصقول، و يوضع خاتم منقوش في يمناها، يقول (الباب): (انتم تغسلون امواتكم اذا اسطعتم خمس مرة (كذا) بما طهر ثم في خمس حرير (كذا) او قطن تكفنون، بعدما تجعلن الخاتم في يده موهبة من الله للاحياء و هم لعلكم بمن تطهرة يوم القيامة تؤمنون، و ان في منتهي الحر بما تحبون لانفسكم امواتكم به تغسلون، بأيدي اتقيائكم في البرد بماء الحر و بما بينهما بما تحبون لانفسكم انتم ماء ورد او شبهه كل بدل الميت ان تستعطيعون لتوصلون، ثم بمنتهي السكون و الحب تقبلونه ثم في كل تسعة عشر يوما و ليلة عن قربه احدا لا تبعدون ليتلو آيات الله و انتم المصباح عنده توقدون) [282] ، و يقول ايضا: (و لتدفنن في البلور او الحجر المصقل لعلكم تسكنون، و لتجعلن الخاتم في يميينه ينقش عليه آية امر بها لعلكم تستأنسون) [283] .

اما توزيع الارث عند (الباب) فهو غريب، اذ لا يستند علي دين او قاعدة اجتماعية، و ما جاء فيه غامض لا يكفي لكي يكون شريعة تحكم المجتمع، فهو يوزع الارث علي الوجه الاتي: الاولاد 9 / 60 الزوج و لزوجة 8 / 60 الاب 7 / 60 الام 6 / 60 الاخ 5 / 60 الاخت 4 / 60 الجد 3 / 60 [ صفحه 64] و بهذا التقسيم جاء (الشيرازي الباب) ينسخ شريعة الميراث الاسلامية، التي وضعت الحلول العملية و المنطقية لمشاكل الارث في كل الاحوال [284] .

ان العدد (19) ذو قدسية خاصة عند (الباب)؛ لانه يمثل القيمة العددية لكل من مجموع احرف الكلمتين العربيتيين (واحد وجود) و من هنا قسم السنة الي تسعة عشر شهرا، و قسم كل شهر الي تسعة عشر يوما [285] ، و يكون مجموع تلك الايام (361) يوما، و تبقي (خمسة) ايام زائدة يطلقون عليها ايام (الهاء) و هذه الايام يعمل فيها (البابي) ما يشاء، و تأتي قبل شهر الصوم عندهم [286] و تبدأ السنة عند البابية في (21 اذار / مارس) و هو (عيد النوروز) الفارسي.

(بهاء الله و العصر الجديد: 176. و البابيون و البهائيون: الحسني: 107 و 108، و البهائية: البجالي: 20 و21 و ايضا البابية: ظهير: 234 و 235، و الماسونية و البهائية: موفق العمري: 91.) اشهر: 1، اسم الشهر البهائي: البهاء، 21 مارس / اذار اشهر: 2، اسم الشهر البهائي: الجلاء، 9 ابريل / نيسان اشهر: 3، اسم الشهر البهائي: الجمال، 28 ابريل / نيسان اشهر: 4، اسم الشهر البهائي: العظمة، 17 مايو / مايس اشهر: 5، اسم الشهر البهائي: النور، 5 يونية / حزيران اشهر: 6، اسم الشهر البهائي: الرحمة، 24 يونية / حزيران اشهر: 7، اسم الشهر البهائي: الكلمات، 13 يوليو / تموز اشهر: 8، اسم الشهر البهائي: الاسماء، اول اغسطس / اب اشهر: 9، اسم الشهر البهائي: الكمال، 20 اغسطس / اب اشهر: 10، اسم الشهر البهائي: العزة، 8 سبتمبر / ايلول اشهر: 11، اسم الشهر البهائي: المشيئة، 27 سبتمبر / ايلول اشهر: 12، اسم الشهر البهائي: العلم، 16 اكتوبر / تشرين الاول اشهر: 13، اسم الشهر البهائي: القدرة، 4 نوفمبر / تشرين الثاني [ صفحه 65] اشهر: 14، اسم الشهر البهائي: القول، 23 نوفمبر / تشرين الثاني اشهر: 15، اسم الشهر البهائي: المسائل، 12 ديسمبر / كانون الاول اشهر: 16، اسم الشهر البهائي: الشرف، 31 ديسمبر / كانون الاول اشهر: 17، اسم الشهر البهائي: السلطان، 29 يناير / كانون الثاني اشهر: 18، اسم الشهر البهائي: السلطان، 7 فباير / شباط الايام الزائدة من 26 فبراير / شباط لغاية / 1 مارس / اذار اشهر: 19، اسم الشهر البهائي: العلا، 2 مارس / اذار

(بهاء الله و العصر الجديد: 177. البابيون و البهائيون: الحسني: 107 و 108، و البهائية: الجبالي: 20 و 21، و البابية: ظهير: 234 و 235، و الماسونية و البهائية: موفق العمري: 91.) سبعة ايام فقط، حيث انها لم تغير الي تسعة عشر!! 1- اسم اليوم عند البهائية: الحلال، اسم اليوم عند المسلمين: السبت 2- اسم اليوم عند البهائية: الحلال، اسم اليوم عند المسلمين: الاحد 3- اسم اليوم عند البهائية: الكمال، اسم اليوم عند المسلمين: الاثنين 4- اسم اليوم عند البهائية: الفضال، اسم اليوم عند المسلمين: الثلاثاء 5- اسم اليوم عند البهائية: العدال، اسم اليوم عند المسلمين: الاربعاء 6- اسم اليوم عند البهائية: الاتسجلال، اسم اليوم عند المسلمين: الخميس 7 - اسم اليوم عند البهائية: الاستقلال، اسم اليوم عند المسلمين: الجمعة و بذلك يبدأ العهد الجديد عند البابية من سنة اعلان (الباب) دعوته [287] . [ صفحه 66]

اسمها فاطمة، و كنيتها (ام‌سلمي) و سميت ب (زرين تاج) [288] ، ولدت سنة (1231 ه - 1817 م) في قزوين [289] ، من اسرة دينية معروفة تدعي (آل البرغاني)، والدها هو الملا صالح القزويني [290] . تميزت بجمالها الفتان، وشدة ذكائها، و قدرتها العجيبة علي الكلام و التأثير في الرجال، و كانت منذ صباحها تحضر دروس ابيها و عمها. و في الرابعة عشرة من عمرها تزوجت من ابن‌عمها الملا محمد بن الملا محمد تقي [291] ، و سافرت مع زوجها الي كربلاء و مكثا فيها [292] مدة ثلاث عشرة سنة تقريبا، انجبت [ صفحه 67] ولدين (ابراهيم و اسماعيل) [293] . و في كربلاء تعرفت الي السيد كاظم الرشتي يرأس الشيخية يومذاك، و اخذت تميل اليه [294] ، و انكبت علي دراسة كتب الشيخ احمد الاحسائي. و في عام 1841 م عادت مع زوجها الي قزوين، و ولدت هناك ولدا ثالثا هو (اسحاق). و اخذت تكاتب الرشتي و تستفسر منه عن بعض المعاني الغامضة في كتاباته. و قد لقبها ب (قرة العين) [295] ، الا ان والد زوجها اصدر فتوي اعلن فيها تكفير زعماء الشيخية بينما هي ازدادت من جانبها و لعا بالعقائد الشيخية و تعلقا بالسيد كاظم الرشتي [296] بعد ذلك قررت ان تترك زوجها و اولادها و تسافر من قزوين الي كربلاء، لتكون قريبة من الرشتي [297] و في عام 1843 م، و لما وصلت كربلاء، فوجئت بان الرشتي الذي جاءت من اجله قد توفي قبل ايام قليلة، فأصيبت بخيبة امل كبيرة و شاركت في مأتمه، و تمكنت من الجلوس في مقام الرشتي، و ابهرت العقول، في تلك المدرسة بخطبها الرنانة، و خلبت قلوبهم بجمالها المدهش، فبدأوا يظنونها ركنا رابعا للشيخية و زعيمتهم [298] . اعتناقها البابية: بينما كان تلاميذ السيد كاظم الرشتي قد انتشروا في البلاد يبحثون عن الموعود، انقطعت هي للرياضة و التبتل، و كانت كل اوقاتها مصروفة في الترقب و الانتظار، و كانت تردد كثيرا: (يا أواه... متي يطلع ذلك اليوم الذي تظهر فيه شريعة جديدة، و متي يأتي ربي و الهي بتعاليمه الحديثة، و اتشرف بان اكون اول نساء العالم التي تعتنقها و البي دعوته) [299] . و في ذات يوم كتبت رسالة الي الملا حسين البشروئي تقول فيها: (اذا وفقتم للقاء طلعة الموعود فلا تحرموني من موافاتي بذلك النبأ، و لا تضنوا علي بالسعادة، فان للارض من كأس الكرام نصيبا)، فوصلت رسالتها الي الملا حسين البشروئي في شيراز، فقدم الرسالة الي (الباب)، الذي ادخل اسمها في عداد (حروف الحي) و كنب توقيعا بذلك، و لقبها ب (الطاهرة) [300] . و لما جاء الملا علي البسطامي الي العراق موفدا من (الباب)، اتصلت به قرة العين، [ صفحه 68] و استفهمت منه عن تفاصيل الدعوة مما جعلها تزداد ايمانا بها [301] ، الا انها كانت تلتزم (التقية) في المرحلة الاولي لاعتناقها البابية. فنشب بينها و بين كبير الشيخية (المرزة محمد حسن جوهر) نزاع مما اضطرها الي الانتقال من كربلاء الي الكاظمية في شهر اب سنة 1846 م مع حاشيتها [302] . و في الكاظمية اخذت قرة العين تلقي الدروس، فصارت تصعد المنبر، فتذهل السامعين بقوة صوتها، و حسنها، و اخذت تصلي بالناس [303] ، بالرغم من انها لم تلتزم بالحجاب، حيث كانت تجلس مع الرجال من غير حجاب [304] . و في شهر شباط من عام 1847 م عادت الي كربلاء، و بدأت المرحلة الثانية من اعتناقها البابية فأخذت تترك طريقة (التقية) و التكتم، و تعلن دعوتها جهارا، فتابعها قسم من البابية و هم الذين يسمون (القرتية) [305] . فقامت برفع الحجاب (و كانت تظهر سافرة في الاماكن العامة، و تختلط بالرجال و تدرسهم و تخطب فيهم بدون حاجز بينها و بينهم [306] ، و اول ما افتت به انه (يجوز للمرأة ان تتزوج تسعة رجال) [307] . و كانت تقول بان المقصود بظهور الامام الغائب، هو ظهور (الباب) و اما رجعة الائمة فالمراد بها ظهور السابقين في الدعوة؛ اي الذين اعتنقوا البابية قبل غيرهم؛ فالملا حسين البشروئي هو في مقام رسول الله، و الملا علي البسطامي في مقام علي بن ابي‌طالب، و قرة العين في مقام فاطمة الزهراء، و الملا حسن السجستاني في مقام الحسن، و السيد حسين اليزدي في مقام الحسين...) [308] . فاشتد عليها الخصوم و منهم - الملا احمد الخراساني - الذي كان يتولي رعاية عائلة السيد كاظم الرشتي [309] ، فغادرت كربلاء، الي بغداد مع حاشيتها [310] و هناك اخذت تلقي الدروس، و كانت تنادي (بخلول اليوم الذي تجدد فيه الشريعة، و تنسخ التقاليد البالية) [311] . [ صفحه 69] و لتزايد خطرها علي الامن و الاستقرار في (كربلاء و بغداد) امر والي بغداد (نجيب باشا) باحتجازها في بيت ابي الثناء الالوسي مدة شهرين، لحين ورود امر الباب العالي بشأنها و الذي صدر فيما بعد بترحيلها الي ايران [312] . فأخرجت من العراق، و سافر معها ثلاثون شخصا من اتباعها الي (كرمنشاه) [313] و من (كرمنشاه) سافرت الي (همدان)، و هناك تأثر بها اثنان من احبار اليهود هما: (الملا الياهو) و (الملا لالازار)، و هذه هي البذرة الاولي لانتشار الدعوة البابية بين اليهود [314] . عادت قرة العين الي قزوين، و نزلت في بيت والدها، (و طلقت من زوجها علي خلاف حكم شريعة الاسلام) [315] ، و عندما وجدت ان والد زوجها (عمها) يقف في طريقها حرضت علي قتله، فقتل في الجامع و هو يصلي [316] . نسخ الشريعة: تعد قرة العين، هي المؤسسة الحقيقية للبابية، و ذلك لما لها من دور بارز و مهم في نشر الافكار البابية، و هي اول من اقترح و دعا الي نسخ الشريعة الاسلامية، و رفع احكامها [317] ، و حملت الكثيرين علي اعتناق هذه العقيدة مستغلة جمالها و انوثتها، ففي مؤتمر (بدشت) - رجب 1264 ه - يونيو 1848 م - الذي حضره زعماء البابية و اقطابها جميعهم و قد اعتقد اكثرهم بوجوب النسخ و التجديد، و قسم قليل منهم ذهب الي عدم جواز التصرف في الشريعة الاسلامية، مستندين الي ان حضرة الباب ما هو الا مروج لها و مصلح لاحكامها. و كانت قرة العين من القسم الاول، لذا اصرت علي وجوب افهام الاحباب جميعهم و اشعارهم بان للقائم مقام المشرع حق التشريع [318] . و اما (القدوس) فانه كان علي هذا الرأي الا انه كان متمسكا بالعادات الاسلامية (كذا) فصعب عليه تركها [319] ، و خشي احجام الجماعة عن الوافقة، و وقوع الخلاف و الشقاق بينهم، و لكن (قرة العين) كانت مصرة علي رأيها و كثيرا ما كاعنت تقول: (ان هذا العمل سيبرز الي ساحة الوجود لامحالة، و سيطرق هذا القول آذان العام و الخاص، و اذن كلما اسرعنا في الكشف عن هذه الغوامض كان اليق و اوفق و انفع للامر و للعمل الذي سنقوم به، حتي ينفصل عنا كل ضعيف لايحتمل التجديد، و لا يبقي معنا الاكل [ صفحه 70] قوي مخلص يفدي بنفسه هذا في السبيل القويم البديع) [320] حتي انها خطبت فيهم قائلة: (ايها الناس، ان احكام الشريعة الاولي - الاسلامية - قد نسخت، و ان الشريعة الثانية - البابية - لم تصل الينا، فنحن الا في زمن لا تكليف فيه بشي‌ء [321] ، لان الدعوة البابية قد مرت بعد مؤتمر (بدشت) بفترة سميت ب (فترة النسخ) و هي الفترة التي نسخ فيها (الباب) الشريعة الاسلامية، و لم يأت بعد بالشريعة البابية، فاستغل البابيون تلك الفترة فاندفعوا في الشهوات، حتي روي عن قرة العين انها تقول: (بحل الفروج و رفع التكاليف بالكلية) [322] . و يروي البابيون، ان (قرة العين) قد عاشرت (القدوس) معاشرة الازواج اثناء فترة النسخ، فكسبته الي جانبها [323] . و كانت تقول (و لا تجبوا حلائلكم عن احبابكم اذ لاردع الان و لاحد و لا منع و لا تكليف، و لا صد فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شي‌ء بعد الممات [324] و كان من اباحيتها انها نزلت في منزل رفيق لها، فاجتمع جمع من البابيين، و قضوا معها ليلة مفعمة بالتهتك و اقتراف المنكر، فلم يوافق قسم منهم علي هذا الفجور، فكتبوا الي (الباب) في سجنه يعلمونه بما تفعله، فكان ان اجابهم: (ماذا عسي ان اقول فيمن سماها لسان العظمة و الاقتدار بالطاهرة) [325] . فكان مباحا علي البابيين تقبيل شفتيها، و التمسح بوجوههم علي صدرها [326] بعد اعدام الباب، ثار اتباعه و حاولوا اغتيال (الشاه ناصرالدين) الذي نجا من هذه المحاولة، فبدأت حملة واسعة في ايران للبحث عن البابيين و قتلهم، و كانت قرة العين ضمن الذين شاركوا في محاولة الاغتيال، فالقي القبض عليها في طهران و احتجزت هناك، فارسل الصدر الاعظم الايراني الي قرة الين برجلين من العلماء هما (الملا محمد اندرماني و الملا علي كيني) من اجل امتحانها و كتابة تقرير عن عقيدتها الدينية لكي يتخذ الاجراء المناسب لها. عقد الرجلان معها سبع جلسات لامتحانها، فكانت في كل جلسة تناقشهما بحماس و تبرهن لهما ان الباب هو الامام المنتظر الموعود، و كان ردهما عليها: ان الامام المنتظر يجب ان يظهر في مدينتي (جابلقا) و (جابرسا) حسبما ورد في المصادر [ صفحه 71] الدينية - للشيعة - فكانت تجيبهما بان هذا باطل و لا وجود لهذه المدينتين، و ما هما سوي خرافة تليق بالمجانين... ثم خرجا و كتبا تقريبا ذكرا فيه ان قرة العين قد ارتدت و كفرت و رفضت التوبة و انها تستحق القتل عملا باحكام القرآن [327] . و حكم عليها بالاحراق، في اول ذي القعدة سنة 1268 ه - 1852 م [328] -

و يأتي في المرتبة بعد قرة العين عند البابيين - محمد علي البارفروشي - و كانت له سيطرة عظيمة و تأثير كبير علي البابيين، حتي ان - البشروئي باب الباب - كان يحترمه و يعظمه و يخضع له و يخشع (و يقف بين يديه كالعبد الذليل بين يدي طلعة مولاه الجليل - كذا) [329] (و حتي الباب الشيرازي نفسه سجد له مرتين) [330] . ولد محمد علي البارفروشي، علي فراش المرزة مهدي البارفروشي احد اعيان الشيخية في مدينة بافروش من مقاطعة مازندران [331] . و كان ولد زنا كما يصرح البابيون بذلك، و يذكر - المرزة جاني الكاشاني - (ان والدة - القدوس - لما زفت الي والده كانت حبلي من ثلاثة الشهر!!! و بعة ستة اشهر من الزواج وضعت حملها، و انجبت حضرته - اي محمد علي - لذلك كان الاعداء يعرضون به وينسبون الي امه التهمة و يطعنون في نسبه، و لكن الاحباء و المخلصين يؤولون هذا بالخير و يعدونه معجزة، حكاية عيسي - كذا -) [332] ، و ليس هذا فحسب بل اقر بذلك - محمد علي - نفسه امام زوج امه، حيث قال له مرة: (فاعلم اني لست بولدك... بل انا عيسي و ظهرت بصورة ابنك و اعترفت بأبوتك مصلحة) [333] . و كان شابا و سيما متألقا جميلا، و طموحا في المعالي و حريصا علي المناصب (و كانت دراسته سطحية لانه لم يكن من بيت العلم، و لكنه درس بعض العلوم الدينية منها و غير الدينية كعادة ابناء ذلك العصر) [334] . و كانت دراسته علي الطريقة الشيخية، و كان من اصدقاء - الملا حسين البشروئي - و زملائه و لما سمع البارفروشي من البشروئي، ان احدا من شيراز [ صفحه 72] اعلن - بابيته - و يطلب منه ان يجمع له انصارا و نقباء، احسن و استشعر بانه من هذا - الباب - يمكن له الدخول الي الشرف و المجد، فاعترف ببابيت - الشيرازي - بدون ادني تأمل قائلا للبشروئي: (اعلم قطعيا و اقول يقينا ان المدعي ليس الا علي محمد الشيرازي، ثم لقب من قبله بالقدوس) [335] ، و لم يكن عمره انذاك اكثر من احدي و عشرين سنة. (و اخذه الشيرازي معه لما اراد السفر للحج الي ميناء بوشهر) [336] و قد وضع اسمه ضمن - حروف الحي - [337] ، و اخذ يتدرج الي ان (ارتقي بعد ذلك الي دعوة المهدوية و القائمية) [338] ، ثم تدرج في دعواه (انه هو عيسي الذي ولد بلا والد بقدرة الله - كذا - و اظهارا للمعجزة الربانية) [339] . و لما رأي ان البابيين قد صدقوه ادعي ثالثة (انه هو رجعة رسول الله نفسه - كذا -) [340] و في شهر رجب 1264 ه / يونيو 1848 م حضر محمد علي البار فروشي، مؤتمر بدشت - مع زعماء البابية، من اجل انقاذ الباب من سجنه، و نسخ الشرعية اسلامية، و هناك التقي قرة العين، يقول - المرزة جاني كاشاني (ان قرة العين لما فرت من قزوين بعد قتل عمها الي خراسان، و وصلت الي - شاهرود - ففي الوقت نفسه وصل محمد علي القدوس من مشهد، و صارا مصداق - كذا - و جمع الشمس و القمر - لذلك (لما اقترن سماء المشيئة - القدوس - بارض الارادة - قرة العين - ظهر اسرار التوحيد - كذا - و سر العبادة، و ارتفع الحجاب، حجاب الكثرة عن وجه المعشوق المقصود - كذا - و اعطيا كؤوسا من جوهر الخمر لذة للشاربين حتي فقدت جماعة شعورها من وفور السرور و النشوان و تغنوا بالحان بديعة و ظهر معني - هتك الستر لغبلة السر - و تجاوبت اصواتهم الفرحة المسرورة ببصائر السموات السبعة) [341] . و نقل البستاني عن السيد جمال الدين الافغاني، و هو يذكر مؤتمر بدشت قول (فوقع الهرج و المرج و فعل كان من الناس ما كان يتشهيه من القبائح) [342] ، و لا جل ذلك (هجم عليهم المسلمون من اهل القري المجاورة لهذه البيداء و قعلوا خيامهم و جرحوهم و نهبوا اموالهم و طردوهم من هناك) [343] فتفرق المجتمعون و هرب كل واحد من هناك الي جهة، فذهب جماعة الي - اشرف - و جماعة الي - آمل - و بعضهم الي - بافروش - و سافر [ صفحه 73] القدوس الي - بارفروش - مع قرة العين، ثم ارتحلوا الي - نور [344] - فانتشرت اخبارهم في - مازندران - كلها و صارت سببا لفضيحتهم و ذلهم [345] و (سافرت قرة العين مع البار فروشي في هودج واحد الي مزندران اعده لهما حسين علي البهاء، كما كانت قرة العين تعطي قصيدة غزلية يوميا للحداة كانوا يتغنونها في السفر) [346] . و يقول مؤرخ البابية - آواره -: (و اذا ثبت ان السيدة سافرت حقيقة الي - خراسان - فلابد و ان يكون ذلك مع حضرت القدوس، فانه الوحيد الفريد الذي كانت تلك - الزهراء - تعتمد عليه و تركن اليه في بث اسرارها و مكنونات اطلاعاتها، و لم يتحاشي مؤرخو البابية ذكر هذه الرحلة الا تفاديا عن وهم الواهمين و قطعا لدابر اقوال المفترين و افكارهم الساقطة المحنطة) [347] . (و دخلت معه في قرية - هزار جريب - في حمام واحد للاستحمام، و لما سمع اهل القرية ماهم عليه من الفجور العلني و عدم العفة و الحياء، و الجهر باقتراف الكبائر هجموا عليهم جماعات و وحدانا فقتلوا البعض و مزقوا جمعهم الباقي و شتتوا شملهم، ففر كل واحد علي وجهة مرة اخري لايعرف الثاني طريقه، و منهم قرة العين و القدوس) [348] . و في (مؤتمر بدشت - عندما طرح موضوع نسخ الشريعة، كان القدوس، و ان كان مع نسخ الشريعة، الا انه كان متمسكا بالعادات الاسلامية فصعب عليه تركها - كذا - هذا من جهة، و من جهة اخري خشي احجام الجماعة علي الموافقة) [349] . و لما التقي - القدوس - و قرة العين تباحثا مليا و قررا ان يعودا الي الاجتماع، و البحث مرة اخري و قالت الطاهرة: انها ستلزمه الحجة و تقيم عليه البرهان القاطع، و في الميعاد المضروب اجتمعا و تحقق ما وعدت به الطاهرة من الاقناع و الالزام، و لكن بالرغم من ذلك لم تهدأ الضوضاء و ما سكنت دمدمة الصاخبين الناقدين لرأي - الطاهرة - حتي كان من بعضهم ان جمع امتعته و نأي عنهم و لم يرجع اليهم) [350] . و في اثناء المصادمات مع الحكومة الايرانية، ارتحل - القدوس - من خراسان الي بارفروش و التحق بالبشروئي، الذي كان متحصنا في قلعة الطبرسي وزاد عدد المسلحين البابيين، فعند وفاة الملك محمد شاه القاجاري في - شوال سنة 1264 ه / ستمبر 1848 م - و تولي الملك ولي العهد ناصر الدين شاه، بدأو يهجمون علي جماعات [ صفحه 74] المسلمين و يقتلون الاطفال [351] . ثم تحصن معه البار فروشي مع جماعات مؤلفة من الفي بابي مسلحين بكامل الاسلحة و العتاد في قلعة الطبرسي، فحفروا الخنادق حولها، و حصنوا بناينها و جدرانها و حصلوا علي الاسلحة الكثيرة و لجديدة، فاغاروا علي قرية مجاوزة فقتلوا منهم (230) شخصا و خربوا القرية عن بكرة ابيها، و حرقوها بعدما نهبوا منها كل ما وقع عليها نظرهم [352] . و قاد جيش الحكومة الامير مهدقلي عم الملك، فنشب القتال بين الفريقين، و كان البار فروشي - القدوس - يشجعهم علي القتال و يحرضهم قائلا: (نحن سلاطين الحق و سيكون العالم كله تحت ارجلنا، و سيخضع لنا جميع سلاطين الشرق و الغرب) [353] فقاتلوا قتالا مميتا، و اثناء القتال اصيب الملا حسين البشروئي - باب الباب - بالرصاص و مات في 9 ربيع الاول سنة 1265 ه، و لقب - سيد الشهداء [354] ، و دفن في القلعة [355] و صار - القدوس - رئيسا لهم [356] فشددت جيوش الحكومة الحصار عليهم و قطعوا عنهم كل طرق المجي‌ء و الذهاب فنفذ كل ماكان في القلعة من المأكولات و الذخائر، و صاروا يأكلون الاوراق و الحشائش [357] فدب فيهم الضعف و الفتور (و بدأوا يهربون من القلعة الي معسكر الحكومة و يأوون اليه) [358] . و اخيرا انتهي الامر الي ان القدوس (مد يد المصالحة الي الامير و طلب منه الامان لنفسه و لرفاقه، و اعلن البراءة عن مخالفته للحكومة) [359] . فسيق القدوس الي مسقط رأسه - بارفروش - مع رفاقه الثمانية و قتل بعد العذاب الشيديد بأنواعه، و احرق ورمي في خرابة احدي الزوايا) [360] ، و ذلك في اول رجب سنة 1265 ه [361] و كان عمره سبعا و عشرين سنة [362] . و قد نقل مؤرخ البابية الكاشاني عن المرزة حسين علي البهاء (ان القدوس كان يريد [ صفحه 75] ادعاء شي‌ء و لكنه لم يمهله الاجل) [363] . و يظهر من سيرة و حياة - القدوس - انه كان في مرتبة و مقام عند البابية (يحق له ان يحرم الحلال و يحل الحرام) [364] . و فعلا ادعي: (ان اصل النقطة و الرب هو، و ليس الشيرازي الا بابه و داعيته) [365] .

ولد مؤسس البهائية و منشوئها (المرزة حسين علي) في قرية (نور) [366] ، و قيل: ان ولادته كانت في طهران و كان مولده تحت مملكة ايران بين الفجر و الشرق يوم 12 تشرين الثاني سنة 1817 م الموافق 2 محرم سنة 1233 ه [367] . و ابوه المرزة عباس بزرك النوري، كان موظفا في الوزارة المالية، و امه خانم جاني كانت اولي الزوجات، التسعة علي قول بعضهم [368] ، او الاربعة علي قول الاخرين [369] . و كان حسين علي الثالث من خمسة عشر طفلا، عشرة منهم ذكور و البقية اناث [370] ، و كانت عائلته غنية، و كثير من اعضائها شغلوا مناصب مهمة في الحكومة و في المصالح المدنية و الحربية في ايران [371] ، و كانت لها علاقات وطيدة مع السفارة الروسية بطهران، حيث كان اخوه الاكبر، كاتبا في السفارة الروسية و نال مرتبة عظيمة و منزلة لائقة في بحبوحة الاقتدار الروسي) [372] . كما كان نسيبه - زوج اخته - المرزة مجيد يمل سكرتيرا للوزير الروسي بطهران [373] و كان (اقاخان) الصدر الاعظم للدولة الايرانية انذاك، المعروف بعمالته للروس، [ صفحه 76] صديقا لتلك الاسرة و مواليا لها [374] . تلقي المرزة حسين في بيته: تعليمه في العلوم الصوفية، و هو صغير فلما (بلغ سنة الثالثة عشر او اربعة عشر اشتهر بالعلوم فكان يتكلم في اي موضوع، و يحل اي معضلة تعرض له، و يتباحث في المجامع مع العلماء و يفسر اعوص المسائل الدينية) [375] ، و كانت له معرفة واسعة و المام تام بالروايات الشيعية و كتبها، و بخاصة الكتب التي تروي عن المهدي و المهدوية، كما كان مطلعا علي الكتب الصوفية و الباطنية، و الفلاسفة القدامي، و بالرغم من ذلك يقول: (ما قرأت ما عند الناس من العلوم و ما دخلت المدارس، فأسأل المدينة التي كنت فيها لتوقن باني لست من الكاذبين) [376] و ايضا: (انا مادخلنا المدارس و ما طالعنا المباحث، اسمعوا ما يدعوكم به هذا الامي الي الله الابدي) [377] . الا ان الدارس لكتبه و الباحث في كتاباته، يجد نفسه امام المقتطفات الصوفية، و السرقات الباطنية، و المقتبسات الكلامية، و عبارات طويلة من الكتب القديمة، التي تدل علي ان كاتبها و موردها علي خبرة تامة و علم واف بهذه الكتب و المصادر [378] . و مثال ذلك ما اورده المرزة حسين علي البهاء، في كتابه الواحد - لوح ابن‌ذئب - من عشرات الروايات من الكتب المختلفة، و المراجع المتعددة الكثيرة، اراد منها اثبات فضل مدينة (عكا) علي جميع مدن العالم و قرارها [379] . و كذلك في كتابه هذه عبارات عن التوراة، و الزبور، و الانجيل، و الصحف الخري، و القرآن، و عن كتب شيعية، و صوفية كثيرة، و اولها بتأويلات باطنية و استنبط منها و استخرج المفاهيم حسب رغباته. و كذلك كتابه - الايقان - الذي الفه و هو في بغداد تأييدا (للباب) و مزاعمه، و دفاعا عنه، و عن اقواله و افعاله و عقائده التي اخترعها و اوجدها، جمع فيه المقتبسات الكثيرة من كتب الباطنية و الصوفية، و كتب العقائد والمذاهب التي تدل بصراحة و وضوح علي انه كان دارسا لتلك العلوم و عارفا بها، و مطلعا علي تلك الكتب و مباحثها [380] . و هو دائما لما يذكر اميته و عدم المامه بالعلوم ينسي نفسه و يقول: (و الله يعلم، و هو شاهد علي ما اقول، اني لم اقرأ (البيان) كتاب الباب، و لم ار مطالبه، و كل ما اعرف عنه ان حضرة النقطة (اي الشيرازي) جعل البيان اصل الكتب و امها) [381] . [ صفحه 77] و قوله: (قسما ببقاء الله لم ير هذا المظلوم كتب حضرة النقطة (اي الشيرازي) و لا ثاره و مكتوباته) [382] . و هنا نسأل كيف آمن بالباب و اعتنق ديانته و هو لم يركتبه و آثاره؟ و علي الرغم من ذلك يقول: (ياملأ البيان انا دخلنا مكتب الله اذ انتم راقدون، و لا حظنا اللوح (اي البيان) اذ انتم نائمون، تالله الحق قد قرأناه قبل نزوله و انتم غافلون، قد احطنا الكتاب اذ كنتم في الاصلاب، هذا ذكري علي قدركم لا علي قدر الله يشهد بذلك ما في علم الله لو انتم تعرفون، و يشهد بذلك لسان الله لو انتم تفقهون) [383] . و يقرر حسين علي بانه لم يكن لديه الوقت الكافي او الفرص لقراءة اي كتاب، حتي كتابات الباب، مع انه يظهر من كتاباته انه كان علي اطلاع واسع و معرفة كاملة بكتب الباب جميعها [384] . و يؤيد ما ذكرناه: ان كتابات بهاء الله اوسع في دائرتها من كل ما عداها فهي تبحث في كل شأن من شؤون الحياة البشرية سواء كانت خاصة او عامة، مادية او روحية، و كذلك في تفسير الكتب المقدسة، سواء منها القديمة او الحديثة، و في النبوات عن المستقبل البعيد و القريب، اما معارفه فمع دقتها و اتساع نطاقها فانها بهرت في الافاق و كان يذكر الايات السابقة في الاديان جميعها لاربابها الذين كانوا يسألون عنها و يفسرها لهم بما يقتنعون به من البراهين [385] . و قد ذكر اخوه المرزة يحيي صبح الازل في جواب من سأله (ما الذي عرفك علي الباب الشيرازي و حرضك علي الايمان به؟ قال: ان اخي - المرزة حسين علي البهاء - كان يتدارس مع اصحابه كتابات حضرة الشيرازي و يتباحث معهم، و منه سمعت اسمه و تعرفت عليه، حتي في يوم من الايام سمعت منهم مناجات كثر فيها ذكر آه آه، فجذبت قلبي و اثرت في روحي و ايقنت بانه حق) [386] . هكذا نشأ المرزة حسين علي و ترعرع في كتب الصوفية و الكلاميين، و الباطنيين و تأثر بأراء الشيخية [387] . و لما بلغ سن الاثنين و العشرين عاما توفي والده [388] . [ صفحه 78]

في عام 1265 ه - 1844 م (لما اعلن الباب دعوته و اعتنق امر الدين الجديد بشجاعة و كان اذ ذاك في السنة السابعة و العشرين من عمره) [389] . و عاهده علي دعوة الناس اليه، فذهب المرزة حسين علي) الي (مازندران) و طاف ببلدانها يدعوا الي هذا الدين مبتدئا من بلدة (نور) مسقط رأسه [390] . استطاع البروز في (مؤتمر بدشت) المعروف في تاريخ البابية حيث تمكن من الوصول الي (قرة العين) و التقرب اليها [391] ، وذلك بتأييده المطلق لها بكل ماتريده من كسر الحدود الشرعية و القيم الروحية الاخلاقية، فضلا عن نسخ الشريعة الاسلامية [392] ؛ و لما قام الهياج و تعالت الاصوات علي منكرات (قرة العين) في مؤتمر بدشت و تجرئها علي القول بنسخ الاسلام، ايدها حسين علي البهاء بكل قوة و صرامة، ففتح المصحف (القرآن الكريم) و قرأ منه سورة الواقعة، و فسرها بتفسير (كذا) يؤيد ماقالته (قرة العين) و يصوبها، و كتب بعد ذلك الي الباب الشيرازي (بماه‌كو) يطلب منه الفصل في القول، فوافق (الباب الشيرازي) قرة العين و حسين علي و عصابتهما بنسخ الاسلام) [393] . و قد تأثرت قرة العين بحسين علي بعدما لقيته و عرفته الي حد لم تكن تأمر بشي‌ء او تفعل بفعلة الا بعد اذن منه [394] ، و انها قد منحته، لقب (بهاء الله) خلاف مشاهير البابية الاخرين فان اغلبهم قد منحوا القابهم من قبل الباب الشيرازي نفسه، (و لذلك يذكر ان اول المتفوهين بكلمة (بهاء الله): كانت قرة العين فلعلها سمعت هذا اللقب عن (الباب) بواسطة او بدون واسطة) [395] ، فلما سجنت قرة العين في (قزوين) لاشتراكها في جريمة اغتيال (الملا تقي القزويني) انقذها من السجن (المازندراني ايضا بوساطة بعض الرجال الذين ارسلهم الي معتقل (قزوين) ليخطفوها من هناك و يأتوا بها اليه) [396] . (الا ان (بهاء الله) قد سجد بعد محاولة قتل الشاه من قبل البابيين، و امتد سجنه لمدة (اربعة شهور)، و بعد ان تحقق ان بهاء الله لم شترك في محاولة الاعتداء علي الشاه حيث شهد بذلك (سفير الروس) بطهارة اخلاقه) [397] . [ صفحه 79]

برأته الحكومة الايرانية عن الاشتراك في تلك المؤامرة و تدبيرة اياها [398] ، نتيجة للمساعي المبذولة، خفية من قبل رئيس الوزراء، و جهارا من قبل الروس و وزيره و سفيره) [399] ، بعدها اصدرت الحكومة الايرانية اوامرها: (يغادر حضرة بهاء الله ايران خلال شهر الي بغداد) [400] ، و قد وصل اليها مع اسرته و بعض البابيين سنة 1269 ه - 1853 م في بداية جمادي الاولي [401] ، و هو يعرف عند البهائيين (عام بعد حين) [402] . و وصل الي بغداد ايضا، اخوه يحيي صبح الازل وصي الباب و خليفته هاربا من ايران خفية في زي الدراويش [403] ، كما توافد البابيون الاخرون هناك. فولاه المرزة وكالته و جعله نائبا عنه لتنظيم البابيين و رعاية مصالحهم [404] فبدأ يفكر لابراز شخصيته، بعدما رأي ان اكثر زعماء البابية قتلوا، و شجعه حداثة سن اخيه المرزة يحيي و ضعفه، و عدم تمكنه للقيام بمسؤوليته، و حجبه عن اعين الناس، و عدم وصول البابيين اليه الا بوساطته، فقد ذكر ان صبح ازل اختفي عن اعين الناس بأمر اخيه (المرزة حسين علي) و ادعي اخوه انه حاضر بين الناس الا انهم لا يرونه اذ ليست الابصار بقابلة لان تناله) [405] . و كان (المرزة اقاخان الكاشي - الذي لقبه بعد دعواه الالوهية و الربوبية (بخادم الله) و جعله كاتب وحيه المزعوم - احد المحرضين له، و المشجعين علي استيلاء اخلافة البابية و زعامتهم) [406] . فبدأ الشقاق بينه و بين اخيه - المرزة يحيي صبح ازل - و ظهرت الاختلافات العدائية، و دام الحال علي هذا المنوال نحو سنة و حتي نووا الفتك بالبهاء [407] ، لولا ان فر الي قرية (شدلة) في - كردستان بجوار مدينة السليمانية: و اعتكف في جبل (سركلو)، متظاهرا بالنسك و العبادة و التصوف، و كان يحضر مجالس الصوفية كثيرا [408] . [ صفحه 80] ثم اصدر اليه المرزة يحيي الامر بالرجوع الي بغداد و بصفته رئيسا للبابية و زعيمها و خليفة الباب الشيرازي، فامتثل امره و رجع الي بغداد معترفا بقيادته و مؤمنا بزعامته كما اثبت ذلك في كتاب (الايقان): (و اخيرا صدر الحكم من مصدر الامر بالرجوع و قد امتثلت و سمعت) [409] . و بعد عودته كتب كتابه (الايقان) دفاعا عن الباب الشيرازي ودعواه، و كان ذلك ما بين سنة 1861 م و 1862 م [410] . و من ناحية اخري بدأ البابيون يسافرون من ايران و يتمركزون في بغداد الي ان قويت جمعيتهم و نشبت الخلافات بينهم و بين المسلمين، كما تشعبت فرق البابية فاضطرب مسلمو بغداد، و اتصل علماء النجف و كربلاء و الكاظمية بالحكومة المحلية [411] ، و اثناء ذلك اتصل سفير ايران ببغداد (المرزة حسين خان) بالحكومة العثمانية و طلب منها نقلهم من بغداد القريبة من ايران الي محل اخر بعيد كيلا يتأثر بابيو ايران بحركاتهم و اعمالهم [412] ، فقبل العثمانيون طلب الجميع، و اصدر الامر بنقلهم من بغداد الي استامبول - القسطنطينية [413] ، سنة 1280 ه - 12 ابريل 1863 م [414] . و قد اتهم كل واحد الاخر من الاخوين، (المرزة يحي و المرزة حسين علي) - انه يريد قتله و يدس له السم بالطعام و الشراب [415] ، كما كان البهاء يحرض معتقديه و مطيعيه علي قتل اتابع صبح ازل و مناصريه) [416] .

نقل حسين علي المازندراني البهائي من مسكنه في منطقة الكرخ الي حديقة نجيب باشا خارج الرصافة [417] ، فمكث فيها - اثني عشر يوما - و انتهز هذه الفرصة فاعلن دعواه في اليوم الاول من هذه الايام، و هنا اذكر عبارات البهائيين انفسهم في ذلك: (صدر امر الحكومة التركية باستدعاء بهاء الله الي الاستانة بناء علي طلب الحكومة الايرانية... و ان [ صفحه 81] اسرته اتخذت حديقة نجيب باشا خارج المدينة مقرا لها مدة اثني عشر يوما زيثما تتجهز القافلة للسفر الطويل، و في اليوم الاول من هذه الاثني عشر يوما 11 ابريل 1863 م لغاية 3 مايو سنة 1863 م اي في الاسنة التاسعة عشرة بعد ظهور دعوة الباب، سر بهاء الله الكثيرين من اتباعه بانه هو الموعود الذي اخبر عنه (الباب) و سماه (بمن يهظره الله)... و انه الموعود ايضا من جميع الانبياء السابقين) [418] ، و قد عرفت تلك الحديقة التي اعلنت فيها الدعوة (بحديقة الرضوان) و عرفت الايام التي قضاها بهاء الله فيها (بعيد الرضوان) و يحتفل البهائيون به سنويا مدة اثني عشر يوما [419] و هو يوم الاربعاء ثالث ذي القعدة 1279 ه [420] . و الجدير بالذكر ان بهاء الله لم يطلع علي دعواه هذه الا خاصة احبابه و رفاقه و اما عامة البابيين الموجودين في بغداد و حتي في حديثة نجيب باشا فلم يعرفوا عن دعوته شيئا [421] ، الي ان جهر بدعواه في (ادرنه) بتركيا و نشب الخلاف الشديد بعد ذلك بينه و بين البابيين و صبح الازل خاصة. و هذه هو الجمع بين القولين، قول بعض البهائيين بانه ادعي المظهرية في حديثة نجيب باشا سنة 1279 ه او 1280 ه - 1863 م، و قول بعضهم بانه ادعي المظهرية في (ادرنه) سنة 1283 ه - 1867 م [422] و تسموا منذ ذلك الحين (بالبهائيين). و هكذا وصلوا الي القسطنطينية في اغسطس عام 1863 م - ربيع الاول 1280 ه [423] عن طريق كركوك و الموصل و ديار بكر [424] ، ثم نقلوا بعد مرور اربعة اشهر الي ادرنه [425] . و مكث البهاء مع زوجته و بنيه الثلاثة و المرزة يحيي و اتباعهما في (ادرنة) من (12 ديسمبر 1864 م الي 12 اغسطس 1868 م) الموافق (1 رجب 1280 ه الي 9 ربيع الثاني 1285 ه) [426] . (و في ادرنه استمرت المنافسة علي الزعامة بين الاخوين، و صار كل منهما يطعن في اخيه) [427] . [ صفحه 82] و قد رأت الحكومة العثمانية ان تفرق بينهم فارسلت كل واحد مع اتباعه الي جهة، فارسل المرزة حسين علي الي عكا ومعه 28 من اتباعه الخلص و اربعة عيون من اصحاب اخيه، و ارسل المرزة يحيي الي (فلما غوستا) في جزيرة قبرص و معه اربعة عيون من اتباع اخيه و 30 من مريديه الخلص) [428] . و كان (بهاء الله) متنقلا في ايامه الاخيرة بين عكا و حيفا و البهجة، في قصور ممتازة حيث كانت حياته في البهجة موصوفة بانها ملوكية بكل معني الكلمة [429] .

يقال عن بهاء الله انه: كان اذا مشي في الطريق اسدل عليه برقعا لئلا يشاهد بهاء الله المتجلي في وجهه، و بهاء الله لا يري بالابصار) [430] . و اخيرا و بعد بلوغه الخامسة و السبعين من العمر، و قضائه 24 سنة تقريبا في فلسطين، في عكا و حيفا و بهجة، مات بعدما اصابته الحمي في 28 مايو سنة 1892 م [431] او في 29 مايو علي قول بعضهم [432] ، او 27 مايو علي قول اخر [433] الموافق 2 ذي القعدة سنة 1309 ه و دفن قرب منزله ببهجة في عكا [434] موحيا بالامر من بعده الي ابنه عباس افندي الذي سماه ب (عبدالبهاء) فكان خليفته و مبين تعاليمه المفوض [435] . كتب حسين علي - بهاء الله [436] . 1- الاقدس [437] وضعه البهاء و نسخ به احكام البيان، طبعه اتباعه علي الحجر بالهند 1308 ه / 1890 م و طبع في مطبعة الاداب ببغداد للمرة الاولي 1349 ه / 1931. و توجد نسخة منه مخطوطة في قسم المخطوطات بالمؤسسة العامة للاثار و التراث برقم 2216. [ صفحه 83] 2- الواح الملوك و يشمل الرسالة السلطانية للبهاء مطبوع. 3- الايقان: مطبوع. 4- جواهر الاسرار: كتبه ببغداد. 5- رسالة ابن‌ذئب في جواب الشيخ النجفي الاصفهاني مطبوع. 6- صورة الصلوات و الادعية بالفارسية. 7- رسالة سؤال و جواب، متمم كتاب الاقدس المتقدم ذكره، بالفارسية طبع في عكا. 8- الشيخ، مطبوع سنة 1338 ه / 1920 م. 9- عهد، اخر كتبه، بين فيه وصاياه، طبع في سنت بطرسبرج عام 1892 م. 10 - كتاب اقتدارات، مجموع الواح باللغتين العربية و الفارسية. 11 - كتاب البديع، في جواب ملاحظة الازلية في ادرنه، بالفارسية. 12 - الكاتب المبين، و يشتمل علي سورة الهيكل و الواح السلاطين، طبع بالعربية. 13- كتاب مجموعة بزرك، مجموعة تشتمل علي الواح عدية باللغتين العربية و الفارسية. 14- كلمات مكنونة باللغتين العربية و الفارسية، نشر في باريس عام 1905 م. 15 - اللوح المقصود، بالفارسية. 16 - مثنوي حضرة بهاء الله، بالفارسية. 17 - مجموعة الالواح المباركة، طبع في القاهرة 1338 ه / 1920 م. 18 - مناجاة، طبع بالعربية. 19 - نبذة من تعاليم حضرة البهاء. و يضم الاشراقات و البشارات و الطرازات طبع في القاهرة عام 1343 ه / 1925 م. 20 - سبعة اودية و اربعة اودية في المجاهدة و السير و السلوك، بالفارسية.

وقع الخلاف بين البابيين علي من يتولي الزعامة البابية بعد الباب المرزة علي محمد الشيرازي، الذي اعدم في تبريز سنة 1266 ه - 1850 م من قبل الحكومة الايرانية، لاثارته الفتن و القلاقل و تسببه بهلاك الكثير من المسلمين و اتباعه، فقد قتل اكثر زعماء البابية، كالبارفروشي و البشروئي و غيرهم، او القوافي السجون كقرة العين و المازندراني - البهاء -، او كفروا به وارتدوا عن الديانة البابية كحسين اليزدي و الملا حسين السجستاني و غيرهما [438] . [ صفحه 84] و قد تفرق البابيون بسبب هذا الخلاف الي فئات و طوائف مختلفة و امتازت من هذه الفئات و الطوائف اره بع فرق، هي:

اتبعوا «المرزة حسين علي البهاء» الاخ الاكبر «للمرزة يحيي صبح الازل» و قالوا: (انه هو - من يظهره الله - الذي اخبر عنه «الشيرازي الباب» بانه سيظهر و ينسخ دينه، و هو الذي كان وصي الباب و خليفته الحقيقي، لاغيره، و ان فرقته تغيرت و تبدلت الي دين جديد مستقل عن الديانة البابية، و هو الذي يشتمل عليه (الباب الثاني) من هذه الرسالة [439] .

كان من اتباع (محمد علي الشيرازي الباب) الاولين اخوان لاب هما (المرزة يحيي النوري) و (المرزة حسين النوري)، و كان ابوهما (المرزة عباس النوري) موظفا في وزارة المالية بطهران [440] . و المرزة يحيي لم يكن من اهل العلم و العلماء و لم يدرس العربية و علومها الا قليلا جدا، و كلنه كان خطاطا مجيدا، و مائلا الي التصوف و اهل المعرفة [441] . و كان يحيي جميلا متألقا، و شابا نحيلا و سيما، و جذابا في مقتبل شبابه، لذلك لما وصل الخبر الي الشيرازي انه امن به و اعتنق ديانته (وقف مرات و جلس من شدة الابتهاج و السرور، و قد للمعبود شكرا علي ما من به عليه) [442] و يعتقد بان يحيي كان مترددا في اتباع الباب، حيث كان يردد لاخيه المرزة حسين علي (ولو ظهر قائم المسلمين و موعودهم فماذا نفعل بالباب الشيرازي) [443] . و قد سافر الي خراسان و مازندران و لقي الملا محمد علي البارفروشي الذي انس به، و قرة العين، التي احبته [444] ، و حضر مؤتمر (بدشت) الذي نسخ فيه الاسلام. (ثم اراد الالتحاق بالبابيين المحصورين في قلعة - الطبرسي - و لكنه حيل بينه و بين وصوله هناك) [445] . [ صفحه 85] و يقول مؤرخ البابية (براؤن) و هو يذكره: (ان الشيرازي احبه لتقشفه و زهده و انهما كه في تبليغ الديانة البابية، كالبارفروشي و قرة العين حتي بعد مقتل البارفروشي و البشروئي و الدارابي في السنة الخامسة من دعواه لقبه الشيرازي (بصبح الازل) ليجعله مصداقا للرواية - الموضوعة - نور اشرق من صبح الازل فيلوح علي هيكل التوحيد اثاره) [446] ، و كان ذلك في سنة 1265 ه. و جمع (الباب) مكتوباته و خاتمه و لباسه و مقلمته و مخلفاته في جعبة و ارسلها مع مفتاحها اليه، و امره ان يتم البيان بكتابة - الاوحاد الثمانية - التي تركها لخليفته، و نص علي انه لا يكملها الاوصية و وليه، كما نص علي خلافته في ورقة الوصية التي ختمها بختمه و ارسلها اليه ايضا بتوقيعه و التي قال فيها: (الله اكبر تكبيرا كبيرا. هذا كتاب من عندالله المهيمن القيوم الي الله المهيمن القيوم، قل كل من الله مبرؤون، قل كل الي الله يعودون، هذا كتاب من علي قبل النبيل [447] ذكر الله للعالمين الي من يعدل اسمه اسم الوحيد [448] ذكر الله للعالمين، قل كل من نقطة - البيان - يبدؤون، ان يا اسم الوحيد فاحفظ ما نزل في البيان وامر به فانك لصراط حق عظيم) [449] . و انكر ذلك البهائيون حيث قالوا: (ان الباب لما علم انه سيعدم ارسل هذه الاشياء كلها بيد (الملا باقر) ليسلمها الي (عبدالكريم القزويني) حيث يوصلها هو بدوره الي المرزة حسين علي الملقب من قبل الباب بالبهاء) [450] . فالمقصود ان التنازع في ذلك قد حصل بين الاخوين مع ان الحقيقة بان وصي - الباب الشيرازي - و خليفته بنصه لم يكن الا المرزة يحيي صبح الازل كما ذكره (براؤون) و (جاني كاشاني) [451] . و لما لم يجد البهائيون مخلصا من تلك الوصية الثابتة الموجودة عندهم اولوها فقالوا: (نهض لفيف من كبار الاصحاب الذين وقفوا علي ان مصير حضرة الباب الي الشهادة، و خشوا علي حياة حضرة بهاء الله، فكتبوا عريضة رفعوها الي حضرة الباب، و هو اذاك في سجن (ماه‌كو)، يتقدمون اليه فيها بان يتخذ التدابير اللازمة لتحويل الانظار عن بهاء الله حتي تصان حياته، و لكن حضرته لم يجبهم علي ذلك الغرض بالفعل الا في اواخر ايامه - بماه‌كو - و - جهريق - ففي تلك الايام الاخيرة بدت اثار تلك العريضة اذ [ صفحه 86] وضعها حضرة الباب في حيز الامل، و كانت الخطة التي رسمها لحفظ بهاء الله هي ان لقب المرزة يحيي - الاخ الغير (كذا) الشقيق لبهاء الله - بالقاب الازل و الوحيد و المرآة، و نعته بتلك النعوت و السمات، ثم امر بعض الاصحاب بان يشهروا اسمه بين عامة الصحب لتتحول الانظار نوعا اليه، بيد انه مع هذا لم يهمل ما يجب و يلزم من التحفظ لكي لا يتمكن مرزة يحيي هذا من الادعاء لمقام الاصالة و ذلك انه لم يعطه القابا صريحة من مثل (الشمسية و المظهرية و المختارية)، بل اعاره القابا ذات معنيين متباينين ككلمة وحيد فانها تفيد معنيين الوحيد في الايمان و الوحيد في الطغيان) [452] . و قالوا ايضا (الخلافة المصطنعة اشارة الي اقدام يحيي الازل و السيد محمد الاصفهاني اللذين سعيا بطرق مختلفة لنشر الدعاية بين اهل (البيان) اوائل ايام عودة بهاء الله بان المرزة يحيي هو وصي و خليفة النقطة الاولي - الباب - و انه هو المقصود بمن يظهره الله في سنة (المستغاث)، و ان ادعاء المرزة يحيي بانه وصي حضرة النقطة مختلفة و مزور فضلا عن مخالفته الصريحة لامر الله الصريح في (البيان الفارسي): اذ ان حضرة الاعلي قد طوي في بيانه هذا بساط النيابة و الوصاية من بعده، و بشر الجميع بظهور من يظهره الله كما جاء في (الباب الرابع عشر من الواحد السادس) و هو قوله: (و بما انه ليس من هذا الكور (كذا) وجود للنبي و الوصي فسيعرف الاصحاب بالمؤمنين فقط) [453] . و قال ابوالفضائل في احدي رسائله: و مع انه النقطة الاولي عز اسمه الاعلي نص في غاية الصراحة في الباب الرابع عشر من الواحد السادس من كتاب - البيان الفارسي - (المستطاب بان وجود النبي و الوصي لن يكون في هذا الكور، بل سيعرف الاتباع كافة بالمؤمنين فان اهل - البيان - لم يسموا - مع هذا التصريح الصريح - من اطلاق اسم الوصي علي المرزة يحيي) [454] . و صرح الكونت جوبينو [455] في كتاب - المذاهب و الفلاسفة في اسيا الوسطي - بقوله: (ان البابيين لم يتوقفوا الا قليلا بعد اعدام الباب الشيرازي، حتي علم الجميع ان خليفته هو الشاب الحديث السن المرزة يحيي بن المرزة بزرك النوري... و كان ملقبا بحضرة الازل، فاختاروه خليفة و اتفق علي خلافته البابيون [456] . [ صفحه 87] و كان المرزة حسين علي المازندراني - البهاء - بنسفه يمدح المرزة يحيي، و كان يبالغ في ذكر اوصافه الحسنة و خصاله الطيبة [457] . و اتفق المؤرخون جميعهم علي ان المرزة يحيي كان وصيا للباب و خليفته بلا نزاع كائن بين البابيين و لم يختلف فيه اثنان [458] . و ان عباس افندي الملقب - بعبدالبهاء - قد كتب ما يدل ايضا علي ان اصل الوصي و الخليفة للشيرازي كان يحيي صبح الازل لا اباه [459] . و لقد فصلنا القول في هذا الخلاف لان فهمه يؤدي الي فهم البهائية التي تزعم انها وريثة الباب و البابية. و قد ثبت ان الوارث الحقيقي للديانة البابية كان المرزة يحيي صبح الازل، فبعد اعدام - علي محمد الشيرازي الباب - بدأ المرزة يحيي يتنقل من قرية الي قرية يبشر بتعاليم الشيرازي خفية [460] ، الي ان هرب في زي الدراويش من ايران الي بغداد، بعد محاولة اغتيال الشاه الفاشلة من قبل البابيين، سنة 1268 ه [461] و اعلنت الحكومة الايرانية دفع الف تومان لمن يساعد في اسره او يدل علي وجوده [462] . و في بغداد وقع النزاع بينه و بين اخيه - البهاء - حول وصي (الباب) و ايضا بدأت المناوشات بينهم جميعا من جهة و بين المسلمين من جهة اخري. و علي اثرها طلب علماء كربلاء و النجف من الحكومة نقلهم من بغداد، كما طلب هذا المطلب نفسه قنصل ايران - المرزة زمان خان - و قبله - المرزة برزك خان - بوساطة - المرزة حسين خان - مشيرالدولة - سفير ايران لدي الباب العالي، طلبوا نقلهم من بغداد لقربها من ايران [463] . فنقلتهم الحكومة العثمانية الي (استانبول) و منها الي (ادرنه) سنة 1280 ه بما فيهم المرزة يحيي و اتباعه و المرزة حسين علي و اتباعه. و في (ادرنه) اعلن حسين علي جهره بانه هو وريث الشيرازي بل اكثر من ذلك هو الذي بشر عنه الشيرازي بوصفه (من يظهره الله) فحصل الخلاف الشديد بين البابيين، و هناك افترقوا فرقتين: [ صفحه 88] فرقة لازمت المرزة يحيي صبح الازل و سميت الازلية [464] و كان فيها كبار البايين مثل: الملا محمد جعفر التراقي، و الملا رجب علي القاهر، و السيد محمد الاصفهاني و السيد جواد الكربلائي، و المرزة احمد الكاتب، و متولي باشي القمي... و غيرهم [465] . و الفرقة الثانية تبعت المرزة حسين علي البهاء، الذي كان يتصف بالدهاء و المكر و الذكاء و الخداع و كان اعلم من المرزة يحيي و اعرف منه باحوال البابيين لمباشرته اعمالهم و ترتيبهم و تنظيمهم وكالة عنه، و لمهارته في العلوم الصوفية و تضلعه في التأويل و التأويل الباطني خاصة. فجرت المناقشات بينهما و بين اتباعهما حتي امتدت الي القتال فأجلتهما الحكومة العثمانية و اتباعهما من (ادرنه) سنة 1285 ه، (فأجلي صبح الازل مع عائلته و اتباعه الي (ماغوسا) بجزيرة قبرص، التي كانت تحت حكم العثمانيين انذاك، و نفي حسين علي البهاء مع اتباعه و اهله الي (عكا) (بفلسطين) [466] . و كان كل من يحيي و حسين علي يدس السم في طعام الاخر و يريد قتله [467] و تم قتل بعض الازليين بامر من حسين علي البهاء [468] . و مما يذكر ان الحكومة التركية كانت تعطي يحيي صبح الازل راتبا شهريا قدره 1193 بياسا الي ان مات صباح - التاسع عشر من ابريل سنة 1912 م و وصي لابنه المرزة محمد هادي ان يكون خليفته و وصيه من بعده، بعدما عمر 82 سنة [469] ، تقريبا، و لقد تفرقوا حيث انقطعت الروابط بينهم و بين البابيين لبعد الدار، حتي ان ابنه الكبير قد تنصر و مات بقيتهم في الفقر و الافلاس [470] . كتب صبح الاول: الف كتابا عدة منها: 1- تكملة البيان الفارسي، حسب وصية الباب. 2- المستيقظ. 3- اثار الازلية. 4- احكام البيان. 5- الواح أزلية. 6- رياض المهتدين. 7- صحائف الازل. [ صفحه 89] 8- كتاب النور. 9- مرآة البيان. 10 - كتاب الهياكل. و اشهر هذه الكتب هو - المستيقظ - الذي يعتقد الازليون بانه ناسخ للبيان [471] .

مؤسس هذه الفرقة هو المرزة اسدالله الملقب - بالديان - (و هو الذي ارسله الشيرازي الي المرزة يحيي و نصبه علي (كذا) منصب كاتب و وحيه - اي وحي صبح الازل - و كان عارفا باللغة العبرية و السريانية) [472] . و لما رأي هذا جهل يحيي صبح الازل و عدم معرفته بالعلوم و مسايرة الامور و عجزه عن ادراك الحقائق ظن ان امله قد خاب، ثم رأي ان يدعي بنفسه بدل ان يكتفي علي كتابة آيات صبح الازل، فادعي و هو في بغداد بانه هو الذي اخبر بظهوره الشيرازي: (ان من يظهره الله سيظهر قريبا)، فقال: انا هو، مستندا علي قول (الباب) لا تعطيل لفيض الله و قد ادعي النبوة و الرسالة المستقلة. كما ادعاها قبله الباب [473] . (فناظره المرزة حسين علي البهاء و جادله، و طلب منه ان يرجع عن دعواه، و لكنه لم يرجع و لم يرض، فقتله البابيون و اغرقوه في النهر، بعد ان اوثقوا برجليه الحجر الثقل) [474] و كان اتباعه يسمون: (الاسديون) [475] و يتميزون من غيرهم بانهم لا يعترفون بالفرق التي خرجت عن البابية [476] .

و هم الذين لم يعترفوا بهذا ولا ذاك بل بقوا منعزلين عن كل الاختلافات التي حصلت بعد اعدام الباب، و اعتنقوا تعاليم - الباب - وحده، و قد عرفوا ايضا (بفرقة كل شي‌ء) [477] . [ صفحه 93]

البهائية: نسبةالي (بهاء الله) و هو لقب (المرزة حسين علي) الزعيم الثاني للبابية، و اليه تنسب هذه الديانة، بكونه المؤسس لها [478] . و اصل نشأتها: (هو عندما اعلن (الباب) محمد علي الشيرازي دعوته سنة 1844 م، اعتنقها (المرزة حسين علي)، و كان في السنة السابعة و العشرين من عمره و صار معروفا انه احد البابية الثابتين المتحمسين، و قد حبس من اجل هذا الامر مرتين و جلد لذلك ايضا، و في سنة 1852 م حاول البابيون قتل الشاه فزجوا في السجون و منهم بهاء الله) [479] . ثم نفي من ايران الي العراق مع عائلته و بعض اتباعه [480] و كان (المرزة حسين علي يعد نفسه واحدا من تلامذة (الباب) اثناء مكوثه في بغداد و حتي كتابته الايقان [481] و ما كان يدري مقامه الجليل - كذا - الذي ادعاه بعد ذلك - الذي قدر له انذاك) [482] بعدها صدر امر المحكمة العثمانية باستدعاء - بهاء الله - الي الاستانة بناء علي طلب الحكومة الايرانية، وقد احتجز مع اسرته في حديثة نجيب باشا خارج مدينة بغداد مدة (اثني عشر يوما) ريثما تتجهز القافلة للسفر الطويل، و في اليوم الاول من هذه الايام - يوم 21 ابريل / نيسان سنة 1863 م - الاربعاء ثالث ذي القعدة سنة 1279 ه، اي في السنة التاسعة عشرة بعد ظهور دعوة - الباب - بشر - بهاء الله - الكثيرين - من اتباعه بانه هو الموعود الذي اخبر عنه - الباب - و سماه - بمن يظهره الله - و ان الباب كان مبشرا به كما كان يوحنا المعمدان مبشرا بالمسيح... و قد عرفت تلك الحديثة التي اعلنت فيها الدعوة - بحديثة الرضوان - و عرفت تلك الايام - بعيدالرضوان - و يحتفل البهائيون به [ صفحه 94] سنويا مدة اثني عشر يوم) (كذا) [483] . ولم يطلع - بهاء الله - علي دعواه هذه الا خاصة احبابه و رفاقه، فقد كان عامة البابيين موجودين في بغداد و لم يعرفوا عن هذا شيئا و بضمنهم المرزة يحيي صبح الازل [484] . غير ان بعضهم يقول انه ادعي - المظهرية - و كان عمره خمسين عاما، و علي هذا يكون في سنة 1867 م حينما كان في - ادنه - و التي تعرف عند البهائية بأرض السر [485] و منذ ذلك اليوم اي اليوم الذي اعلن فيه بهاء الله دعواه بانه هو صاحب الشريعة المستقلة كما كان (الشيرازي الباب) صاحبها، و انه ناسخ لشريعة البيان كما كان (الباب) ناسخا لشريعة الفرقان - القرآن الكريم - فقبله بعض البابيين و سموا - بالبهائية - و انكره بعضهم و عرفوا بالازلية و البابيين فقط [486] . و عند البهائيين ان الروح الالهية للظهور في شخص - بهاء الله - لكي تنجز علي الوجه الاكمل العمل الذي مهد له - الباب - الذي بعث قبله، فبهاء الله اعظم من الباب، لان الباب هو القائم، و البهاء هو القيوم - اي الذي يظل و يبقي -، لان الباب وصف خليفته في المستقبل قائلا: (ان الذي يجب ان يظهر في يوم من الايام لهو اعظم من ذلك الذي سبق ظهوره) [487] . و قد فضل بهاء الله - كما يقول البهائيون - (ان يتسمي بأسم - مظهر - او - منظر الله - الذي يجتلي في طلعته جمال الذات الالهية و الذي يعكس محاسنها كصفحة المرآة (كذا)، و هونفسه - جمال الله - الذي يشرق وجهه و يتألق بين السموات و الارض (!) كما يتألق الحجر الكريم المصقول) [488] ، (و بهاء الله هو الصورة المنبعثة الصادرة عن الجوهر الالهي، و معرفة هذا الجوهر لاتتأتي الا عن طريقه) [489] ، (لان بها الله يتكلم كمظهر الله و يعبر عن [ صفحه 95] ارادته) [490] تعالي الله عما يقولون. و يقول بهاء الله: (انه هو موعود كل الانبياء، و انه هو المظهر الالهي الذي في عهده يتأسس حكم السلام فعلا). [491] . و قال عبدالبهاء عباس افندي (ابن‌البهاء و سيأتي الحديث عنه): (قد ظهر موعود جميع الامم و جميع الامم و الاقوام كانوا منتظرين ظهور الموعود، و حضرة بهاء الله اعظم معلم و مهذب للعالم الانساني) [492] . (ففي ادعائه قرر بهاء الله بوضوح و جلاء مرارا انه هو المعلم المنتظر في العصور الاولي و انه معلم جميع العالم، و انه السبيل الموصل الي نعمة عجيبة تفوق جميع ما تقدم من الفيوضات و ان جميع الاشكال و الاوضاع الدينية المتقدمة كلها راجعة اليه) [493] . و يقول: (قد كنت راقدا هزتني نفحات الوحي و كنت صامتا انطقني ربك المقتدر القدير، لولا امره ما اظهرت نفسي قد احاطت مشيئة مشيتي و اقامني علي امر به ورد علي سهام المشركين) [494] . و يقول: (الحمدلله الذي اظهر النقطة و فصل منها علم ما كان و ما يكون و جعلها منادية باسمه و بمشرة بظهوره الاعظم الذي به ارتعدت فرائض الامم... هذا هو الذي ذكره محمد رسول الله و من قبلا الروح و من قبله الكليم... و هذا... الذي كان كنونا في افئدة الانبياء و مخزونا في صدور الاصفياء) [495] . و صرح بكونه مسيحا حيث قال: (قل ياقوم قد جاء الروح مرة اخري ليتم ما قال من قبل، كذلك وعدتم به في الالواح ان كنتم به من العارفين) [496] و قال ايضا: (اعلم بان الذي صعد الي السماء قد نزل بالحق و به مرت روائح الفضل علي العالم و كان ربك علي ما اقول شهيدا، قد تعطر العالم برجوعه و ظهوره) [497] . هذا ما كان في - بغداد و أما في - ادرنه - فقد تطور البهاء في دعوته حيث قال: (و انك انت ايقن في ذاتك بان الذي اعرض عن هذا الجمال اعرض عن الرسل من قبل ثم استكبر علي الله في ازل الازال الي ابد الابدين) [498] . [ صفحه 96] و عندما نفي (البهاء) من - ادرنه - الي - عكا - بدأ يموه في كلامه و يستعمل التورية و العبارات التي تحمل معاني باطنية عديدة مثل قوله: (يا ايها الموهوم ان الباطن و باطن الباطن الذي جعله الله مقدسا عن الباطن و الظاهر الي ما لانهاية لها يطوف حول هذا الظاهر الذي ينطق بالحق في قطب العالم) [499] . و قوله: (و الذي اتي انه هو السر المكنون و الرمز المخزون و الكتاب الاعظم للامم و سماء الكرم للعالم و هو الاية الكبري بين الوري و مطلع الصفات العليا في ناسوت الانشاء، به ظهر ما كان مخزونا في ازل الازال و مستورا عن اولي الابصار انه هو الذي بشرت بظهوره كتب الله من قبل من بعد) [500] . و قوله ايضا: (و اما العصمة الكبري لمن كان مقامه مقدسا عن الاوامر و النواهي و منزها عن الخطأ و النسيان، انه نور لا تعقبه الظلمة و صواب لا يعتريه الخطأ لو يحكم علي الماء حكم الخمر و علي السماء حكم الارض و علي النور حكم النار حق لا ريب فيه، و ليس لا حد ان يعترض عليه او يقول لم و بم و الذي اعترض انه من المعرضين في كتاب الله رب العالمين، انه لا يسأل عما يفعل و كل عن كل يسألون، انه اتي من سماء الغيب و معه آية يفعل ما يشاء و جنود القدرة و الاختيار) [501] . و يقول بصراحة اكثر: (لا اله الا انت... انت الذي فتحت باب العالم علي وجه عبادك لعرفان مشرق وحيك و مطلع آياتك و سماء ظهورك و شمس جمالك و وعدت من علي الارض في كتبك و زبرك و صحفك بظهور نفسك و كشف سبحات الجلال عن وجهك كما اخبرت به حبيبك... و الكليم... و الروح و انبيائك و رسلك من قبل و من بعد... انه اتي من افق العزة و الاقتدار) [502] . و قد تطورت دعوة (بهاء الله) فاخذ يصرح بربوبيته و الوهيته، فصار معبودا و مسجودا له و حتي (الباب) ايضا [503] ، فيقول: (لو ان النقطة - الباب - حضر اليوم لقال بانني انا اول العابدين) [504] . و يقول: (قد طلع الفجر و القوم لا يفقهون، قد اتت الايات و منزلها - البهاء - في حزن مشهود... ثم اذكر اذ كنت قائما لدي المظلوم و نلقي عليك من آيات الله المهيمن القيوم) [505] و يقول: (ياملأ البيان تالله قد اتي منزله و مرسله اتقوا الرحمان و لا تكونوا من الظالمين) [506] . [ صفحه 97] و يقول ايضا (قد نزلنا البيان و جعلناه بشارة للناس لئلا يضلوا السبيل... اذا قيل لهم باي حجة امنتم بالله يقولون البيان، فلما جاءهم منزله كفروا بالرحمن الا انهم من الخاسرين، قل البيان نزل لنفسي و زين بذكري لولا ظهوري ما نزل حرف منه) [507] . ويقول البهائيون: (و قد قرر الباب ان البيان قد اوحي اليه ممن يظهره الله) [508] . هذا و يعتقد البهائيون بربوبية و الوهية (بهاء الله) و لا ينكرون ذلك: (ان عامة الناس يظنون بانه في استطاعتهم هزم البهائيين حيث يسألون ماذا كان دعواه - اي المازندراني - فان قيل لهم: النبوة، يقولون: ورد في الحديث - لانبي بعدي - و ان قيل: المهدوية، يردون عليهم بذكر الاوصاف التي وردت، في الروايات، ولكنهم لا يعرفون ان قائمنا - البهاء - يملك منصب الربوبية مصداق الاية (يوم يأتي بعض ايات ربك) [509] ، «و جاء ربك و الملك صفا صفا» [510] فيوم ظهوره يوم الرب لا غير، و مقام الربوبية مقام الاصالة لا النيابة و الرسالة [511] . و يعتقدون ايضا بان دور النبوة قد انتهي، لذلك لم يقولوا يوما بان - البهاء - نبي او رسول، لانهم يعتقدون ان ظهوره هو ظهور الله عينه [512] . و يقولون: (قد اذعنا و ايقنا بالوهية البهاء الحي الذي لا يزال بلا مثال و قديم الجمال) [513] . و لاجل ذلك كلما يذكرون اسم (بهاء الله) يذكرونه بقولهم - ربنا - و يذيلونه بتذييل (جل اسمه و عز ذكره) [514] ، فيقولون: (و قد رقمت هذه المسألة من القلم الاعلي مبينة مفصلة في الواح ربنا الابهي) [515] . و يقولون ايضا: (ان هذه البراهين قائمة و متوفرة في هذا الظهور الاعظم الاسني و الطلوع الافخم الابهي و نعني به ظهور سيدنا جل اسمه و عز ذكره) [516] . و قد اعلن (حسين علي البهاء) بعبارات صريحة انه (اله) و (رب)، فيقول: (يا قوم طهروا قلوبكم ثم ابصاركم لعلكم تعرفون بارئكم في هذا القميص المقدس اللميع) [517] . [ صفحه 98] و يقول: (تالله قد اتي الرحمن بقدرة و سلطان... قل هذا يوم فيه استوي مكلم الطور علي عرش الظهور و قام الناس لله رب العالمين... طوبي لمن عرفه و فاز به وويل لمن انكره و اعرض عنه) [518] . و يذكر يوم ظهوره فيقول: (هذا يوم لو ادركه محمد رسول الله صلي الله عليه و سلم لقال: قد عرفناك يا مقصود المرسلين، و لو ادركه الخليل ليضع (كذا) جبهته علي التراب خاضعا لله ربك و يقول: قد اطمئن قلبي يا اله من في ملكوت السموات و الارضيين) [519] . و في مقام اخر استدل علي ربوبيته بقول (الباب الشيرازي) مخاطبا احد مريديه البابيين: (خف عن الله ان المبشر قال: انه - يعني - الموعود - ينطق في كل شأن انني انا الله لا اله الا انا المهيمن القيوم) [520] . و يقول البهاء ايضا: (اذا يراه احد في الظاهر يجده علي هيكل الانسان بين ايدي الطغيان و اذ يتفكر في الباطن يراه مهيمنا علي من في السموات و الارضيين) [521] و يقول ايضا: (لا يري في هيكلي الا هيكل الله و لا في جمالي الاجماله و لا في كينونتي الا كينونته و لا في ذاتي و لا في حركتي الا حركته و لا في سكوني الا سكوني الا سكونه ولا في قلمي الا قلمه العزيز المحمود، قل لم يكن في نفسي الا الحق و لا يري في ذاتي الا الله) [522] . و علي ذلك يذكر البهائيون (ان اقوال) (حسين علي بهاء الله) تنقسم الي قسمين: 1- يتكم او يكتب كرجل امر من الله برسالة الي اصحابه. 2- ينبي‌ء عن انه اقوال ذات الله [523] . و يقولون: (قد اختار الله شخصه البشر ليكون حاكيا و متكلما عنه اي ليكون فما و قلما الهيا) [524] . و يذكرون انه: (و في اوقات اخري يتكلم (بهاء الله) من مقام الالهية، و يعلن لهم محبته و يعلمهم و يشهر ارادته، و يعلن قوانينه لاجل هدايتهم) [525] . و احيانا يكون من الواضح ان المتكلم رجل ثم يستمر الكلام كأنه الله هو الناطق بضمير المتكلم و اذا تكلم (بهاء الله) كرجل فانه يتكلم كرسول و لذلك لا يمكن وضع [ صفحه 99] حدود فاصلة من الوجهتين البشرية او الالهية سواء في حياته او في تعاليمه) [526] و هنا يظهر تأثير الاناجيل المسيحية علي البهائية. و قد قال الشيخ السيد رشيد رضا - صاحب مجلة المنار المصرية - بعد مناظرته مع داعية البهائية (الجلبائيجاني) (كان من مناظرتي لميزرا (الجلبائيجاني) ما الجأه الي بيان اصل عقيدتهم، انهم يعتقدون بألوهية البهاء حتي قال لي مرة: هو الله الذي لا اله الا هو الملك الثدوس، فختمها بقوله: سبحان الله عما يشركون) [527] . و كتب في مجلته قائلا: (البهائية هم اخر طوائف الباطنية يعبدون البهاء عبادة حقيقية و يدينون بألوهيته و ربوبيته و لهم شريعة خاصة بهم) [528] . و ينادي البهائيون (حسين علي البهاء) بأدعية منها قولهم: (اسألك، بجمالك الاعلي في هذا القميص الدري المبارك الابهي بان تقطعني عن كل ذكر دون ذكرك) [529] . و قولهم: (سبحانك يا اله العالم و مقصود الامم و الظاهر بالاسم الاعظم الذي به اظهرت لالي الحكمة و البيان من اصداف علمك و زينت سموات الاديان بانوار طعلتك) [530] . و قولهم ايضا: (اسألك يا اله الوجود و ما لك الغيب و الشهود بسجنك و مظلوميتك و ما ورد عليك من خلقك لا تخيبني عما عندك... انك انت الظهور و المستوي علي العرش في يوم النشور، لا اله الا انت العليم الحكيم) [531] . و يقول (ابن‌البهاء عباس افندي): انا عبدالبهاء الله، و حضرته - اي البهاء - ليس له مثيل و لا نظير و لذا ينبغي للجميع ان يتوجهوا اليه في دعواتهم، و هذا هو مذهبي) [532] . و يكتب: الي احد اتباعه قائلا: (انظر الي الطاف الجمال الابهي - حسين علي - لان فيوضه كثيرة و انعاماته (كذا) لاحصرها لها، و علينا ان نركز كل وجهاتنا الي الطافة و كرمه، و نطلب منه كل ما نريد ان نطلبه، و نسأل عنه ما نتمني و نشتهي ان نسأله) [533] . و يقول ايضا: (ان الجمال المبارك وعد بنص صريح في الكتاب بقوله: و نراكم من افقي الابهي و ننصر من قام علي نصرة امري بجنود من الملأ الاعلي و قبيل من الملائكة لمقربين) [534] . [ صفحه 100] و يذكر البهائيون (ان الجمال الاقدس الابهي - حسين علي - قد استوي ذلك اليوم - يوم دعواه -علي عرش ربوبيته الكبري و تجلي علي اهل الارض و السماء بكل السمائه الحسني وصفاته العليا) [535] . و نذكر عبارة عباس افندي و هو يبين مقام ابيه و مقامه قائلا: (اسمي عبد البهاء و حقيقتي عبدالبهاء، و العبودية للجمال المبارك - اي حسين علي - هي تاجي، الهي الابهي،... اذن يجب علي الاحباء ان يساعد و اعبد البهاء في العبودية لله الواحد الحق - اي حسين علي - ابيه) [536] . و بعد موت (حسين علي بهاء الله) في (28 ايار سنة 1892) [537] ، انتقلت زعامة البهائية الي ولده و خليفة (عباس افندي)، الذي زاد علي التعاليم التي ورثها عن ابيه زيادة كبيرة،وسعي الي ان يوفق بينها و بين صور التفكير الغربي و مرامي الثقافة الحديثة، و كثيرا ما استعان (عباس افندي)، للدلالة علي صحة معتقدة بالتوراة واقوال المسيح و الانجيل [538] . فبدأت البهائية تنتشر في اوربا و امريكا حيث سافر عبدالبهاء للدعوة لها لمدة ثلاث سنوات، يشرح خلالها تعاليم البهائية، ؤ فد رد للمسيحيين ايمانهم بان الانجيل كلمة الله، و بأن المسيح ابن الله، حتي اصبحت تعاليم البهائية كثيرا ماتساعد علي بعث العقيدة المسيحية من جديد - الامر المرغوب فيه اعظم الرغبة لدي المسيحيين [539] . وقد اكد ذلك عبدالبهاء بكلمة ثبتها في نسخة الكتاب المقدس القديم حيث كتب: (هذا كتاب الله المقدس، اوحي به من السماء، انه انجيل الخلاص الجليل، انه سر الملكوت و نوره، و النعمة الالهية واية الهداية الربانية) و وقع باسمه [540] . و خلال رحلته هده اعطي (عبدالبهاء) صفة العالمية للديانة البهائية، حيث اضاف الي البهائية العديد من الاهداف و المبادي‌ء العالمية، فعندما سئل عن معني البهائي اجاب: (لان تكون بهائيا يلزمك ان تحب العالم و تحب الانسانية و ان تجتهد في خدمتها و تعمل للسلام العام و الاخوة العامة) [541] . ومن خلال صفة العالمية التي اتصفت بها البهائية استطاعت ان تجمع حولها التباع و الانصار لا من مساجد المسلمين فسحب، بل من كنائس النصاري و بيع اليهود ونيران المجوس [542] . [ صفحه 101] ولذلك وبعد الدعاية الواسعة التي قام بها في اوربا وامريكا و التي اتت بنتائج كبيرة فقد توجه عدد كبير من النساء الامريكيات للحج الي مقر بهاء الله (النبي الفارسي) بجوار جبل الكرمل في فلسطين لكي في فلسطين لكي يتعلمن مبادي‌ء البهائية، ثم يعملن علي نشرها في و طنهن الغربي [543] فاتخذت البهائية مركزها في امريكا علي ساحل بحيرة (مشيغان) بمدينة (شيكاغو) حيث وضع عبدالبهاء حجر الاساس لبناء اكبر معبد لدي البهائية في العالم والذي اسموه (مشرق الاذكار) [544] . و بعد موت (عبدالبهاء) عام 1921 م، انتهي العصر الاول الدي يسمي عند البهائية ب (عصر البطولة) من عصور الدين البهائي، الذي ابتدأ من حياة (الباب و البهاء و انتهي بموت عبدالبهاء)،اذ بدأ العصر الثاني (العصر الانشائي) والذي شهد فيه البروز التدريجي للنظام الاداري، الذي تنبأ (الباب) باقامته، و شرع (بهاء الله) شرائعه، و اوضح (عبدالبهاء) معاله في الواح وصاياه الذي تضع اساسه المحافل الروحانية المالية (الدولية) و المحلية التي انتخبها اتباع هذا الدين، والتي تمهد السبيل لتشكيل (بيت العدل الدولي) [545] . بيت العدل: هو عبارة عن لجنة تشريعية من اقطار مختلفة من البهائية، لها حق التشريع الجديد و النسخ و التبديل ولكما يحتاجه البهائيون، كما انها هي اللجنة التنفيذية عند البهائية، و علي هذا الاساس يكون (بيت العدل) هو الدي ينفذ الحدود و يجري الاحكام و يأخذ الزكاة و الغرامات [546] . يقول البهائيون: (ان هذه اللجنة هي التي امر (بهاء الله) بتأسيسها و كلفت بتشريع ما لم تنص عليه كتب (بهاء الله) من الاحكام وفقا لمقتضيات الزمان [547] ،(يا رجال العدل كونوا رعاة اغنام الله في مملكته) [548] . و يكون عدد افراد (بيت العدل) (تسعة) كعدد (البهاء) بالحروف الابجدية [549] يقول شوقي افندي المبين للتعاليم البهائية بعد عبدالبهاء: (ان اعضاء بيت العدل لا يتجاوزون عن تسعة اشخاص) [550] . و يقول عبدالبهاء: (اما (بيت العدل) الذي جعله الله مصدر كل خير و مصونا من كل خطأ فيجب تشكيله بالانتخاب العمومي من المؤمنين... و المقصود من ذلك هو [ صفحه 102] (بيت العدل العمومي) يعني انه يشكل مدينة بيت عدل خصوصي، و تقوم بيوت العدل علي انتخاب بيت عدل عمومي، و هذا المجمع هو مرجع كل الامور و مؤسس القوانين والاحكام، و تحل في هذا المجلس المسائل المشكلة و يكون (ولي امر الله شوقي افندي) [551] و الرئيس المقدس هذا المجلس والمرجع الاعظم الممتاز الذي لا ينعزل) [552] (... و بيت العدل هذا يكون مصدر التشريع... و كل ما تحقق من الاوامر من بيت العدل اما بالاتفاق او بأكثرية الاراء هو حق، و هو مراد الله من تجاوز عنه انه ممن احب الشقاق و اظهر النفاق واعرض عن رب الميثاق) [553] . و يكون مقر (بيت العدل) دائما في (حيفا) (بفلسطين) المركز الروحاني العالمي للبهائية [554] و قد تاسس (بيت العدل) سنة 1962 م [555] ، و له فروع في (ثمانين و ثمانين) قطرا من اقطار العالم [556] . و من اعمال بيت العدل ايضا نشر الكتب البهائية، و تدبير شؤون اوقاف البهائين من الناحية الدولية و المحلية و عقود الزواج البهائية [557] . و اعضاء (بيت العدل) الذين انتخبو سنة (1963 م) تسعة، هم: 1- شارلزو ولكات، من امريكا 2- دكتور روح من امريكا 3- بورا كاؤلين من امريكا 4- اعماز كيسين من امرياكا. 5- ديو هافمين من انكلترا. 6- ائن سمبل من انكلترا. 7- هوشمند فتح اعظم من ايران. 8- علي نخجواني: ايران 9- دكتور حكيم من ايران [558] . و قد ذكر ان مجلس العلي للديانة البهائية في فلسطين المحتلة قد انتخب يهوديا امريكيا يدعي (ميسون) رئيسا روحيا لجميع البهائين في العالم [559] . [ صفحه 103]

في المبحث الاول ذكرنا العديد من اراء البهائية في الله (عزوجل) و يتبين من هذا ان البهائية دين يستمد اعتقاده من اساس القعيدة الباطنية، فهم [ صفحه 104] يعتقدون بوجود اله واحد، و ان هذا الوجود مظهر من مظاهر الله [560] (حيث ان الله ليس له اسماء و لا صفات و لا افعال، و ان كل ما يضاف اليه من اسماء و صفات و افعال هي رموز لاشخاص ممتازين من البشر قديما و حديثا هم مظاهر امر الله، فيذكرون ان (حسين علي بهاء الله) يتكلم كمظهر الله يعبر عن ارادته) [561] . و يقول بهاء الله (انه موعود كل الانبياء، و انه هو المظهر الالهي الذي في عهده يتأسس حكم السلام) [562] . فالبهائيون يعتقدون ان ظهور (حسين علي البهاء) هو عين ظهور الله. [563] فيقول (البهاء): (لا يري في هيكلي الا هيكل الله و لا في جمالي الا جماله و لا في كينونتي الا كينونته و لا في ذاتي الا ذاته و لا في حركتي الا حركته و لا في سكوني الا سكونه و لا في قلمي الا قلمه العزيز المحمود، قل لم يكن في نفسي الا الحق و لا يري في ذاتي الا الله) [564] . اذن البهائية هم اخر طوائف الباطنية يعبدون البهاء عبادة حقيقة و يدينون بألوهيته و ربوبيته و لهم شريعة خاصة بهم [565] . و علي هذا فهم يقولون (انه مادامت الحقيقة الالهية مجردا صرفا فلا بد لهذا المجرد الصرف من هيكل يتعين فيه و يتجسد لكي يعرف و يري، و هذا الهيكل يسمي عندهم (بالنقطة) او (النقطة الاولي)، كما قالوا: ان الناس لا يبصرونه تعالي و لا يسمعونه بآذانهم الا اذا تجلي لهم في هيكل مرئي، و تكلم معهم بلغة بشرية) [566] . و علي هذا تكون عقيدة البهائيين في (حسين علي البهاء) هي: (ان ظهوره ظهور الله مستقلا) [567] .

اما عقيدة البهائية في النبي، فانهم، يعتقدون ان النبي في حياته مظهر من مظاهر الله في الارض، و ارتقاؤه الي هذه المنزلة انما هو باستكماله صفات اخلاقية جعلته يعبر عن الامر الواقعي، و يصل الي الحقيقة دون غيره [568] . [ صفحه 105] و لذلك فالبهائية يعتقدون ان (المرزة حسين علي البهاء) هو الموعود من جميع الانبياء السابقين) [569] . لان البهائي يعتقد ان (بهاء الله) هو الحامل للرسالة الالهية في هذا العصر الجديد الذي نعيش فيه، و انه هو المعلم العظيم الذي جاء في العالم لتنفيذ و اتمام اغراض من سلفه من الانبياء [570] و مما تقدم نلاحظ ان البهائية تعتقد ان الانبياء لم يتموا رسالتهم علي الوجه الصحيح، و ان (حسن علي البهاء) جاء ليتم النقص الحاصل عند الانبياء!!!. فقد قرر (بهاء الله) (بوضوح و جلاء، مرارا انه هو المعلم المنتظر في العصور الاولي، و انه معلم جميع العالم و انه السبيل الموصل الي نعمة عجيبة تفوق جميع ما تقدم من الفيوضات، و ان جميع الاشكال و الاوضاع الدينية المتقدمة كلها راجعة اليه) [571] . و يعتقد البهائيون كما يقول (الباب الشيرازي): (ان ظهوره في هذا العصر في (ايران) اقوي و اكمل و اعلي و اشرف من ظهوره في العرب قبل ثلاثة عشر قرنا (بصورة محمد صلي الله عليه و سلم):، و قبل اثني عشر الف سنة بصورة - ادم -) [572] . و علي هذا فهم يعتقدون بان النبي صلي الله عليه و سلم، ليس بخاتم الانبياء و الرسل، بل و حتي (البهاء) ليس بخاتم المظاهر (يكون بعد ظهور من يظهره ظهورات اخري الي مالا نهاية لها) [573] . فهم يقولون دائما بعدم انقطاع الوحي بعد النبي محمد صلي الله عليه و سلم [574] .

ان الامور التي تتعلق بالاخرة لا ذكر لها في الديانة البهائية اصلا، مثل عذاب القبر، و البعث بعد الموت، و الحشر و النشر، و الحساب و الجزاء، و الثواب و العقاب، و الجنة و النار... و غير ذلك من المسائل فلا يجد الباحث او القاري‌ء اي اثر او ذكر لهذه الاشياء في كتب البهائية جميعها [575] . و البهائي لا يدري ماذا يكون بعد الموت؟ و لم العمل و ما نتيجته؟ فهذه المسائل المهمة و الضرورية سكتت عنها شريعة البهائية!! و لكنهم يعرفون (طبقا للتعاليم البهائية لا [ صفحه 106] علاقة للقيامة بالجسد المادي الغليظ فان ذلك الجسد ينتهي بالموت و ينحل الي عناصره الاولية و لا تتركب اجزاؤه ثانية في البدن نفسه. فالقيامة هي ولادة الانسان في الحياة الروحية بموهبة الروح القدسية، و القبر الذي يخرج منه هو قبر الجهل و الغفلة، و النوم الذي يستيقظ منه هو السبات الروحاني الذي يعقبه طلوع فجر يوم الله و هذا الفجر يضي‌ء جميع من يعيش علي ظهر الارض ماديا و روحيا) [576] .

يكون الوضوء عندهم بماء الورد، و اذا لم يوجد فيأخذ ماء و يقول (بسم الله الاطهر الاطهر) خمس مرات، [577] ، حيث يغسل الوجه و اليدين من حد الكف [578] . و اما الطهارة فان كل شي‌ء عندهم طاهر، يقول بهاء الله: (و كذلك رفع حكم دون الطهارة عن كل الاشياء، و عن ملل اخري موهبة من الله انه لهو الغفور الكريم) [579] . و الغسل عند البهائية يكون مرة واحدة كل اسبوع و تغسل الارجل في الصيف مرة في اليوم، و مرة واحدة في الشتاء كل ثلاثة ايام «قد كتب عليكم تقليم الاظفار و الدخول في ماء يحيط هياكلكم في كل اسبوع و تنظيف ابدانكم بما استعملتموه من قبل» [580] . و اما باقي الايام (اغسلوا ارجلكم كل يوم في الصيف و في الشتاء كل ثلاثة اياة مرة واحدة) [581] .

تكون باتجاه البهاء: (و اذا اردتم الصلاة و لوا وجوهكم شطري الاقدس المقام المقدس الذي جعله الله مطاف الملأ الاعلي و مقبل اهل مدائن البقاء، و مصدر الامر لمن في الارضين و السماوات) [582] و علي هذا فالقبلة تتقلب و تغيير بتغيير مكان (بهاء الله): [ صفحه 107] (ياملأ البيان اتقوا الرحمن ثم انظروا ما انزله في مقام اخر قال: انما القبلة من يظهره الله - حسين علي البهاء نفسه - متي ينقلب تنقلب الي ان يستقر، كذلك نزل من لدن مالك القدر اذا اراد ذكر هذا المنظر الاكبر تفكروا ياقوم و لا تكونن من الهائمين لو تنكرونه باهوائكم الي اية قبلة تتوجهون يا معشر الغافلين) [583] . و تكون القبلة بعد موتي باتجاه قبره في عكا: (و عند غروب شمس الحقيقة و التبيان - اي موته - المقر الذي قدرناه لكم انه لهو العزيز العلام) [584] . و يقول عبدالبهاء عباس افندي في جواب سائل سأله عن القبلة: (و اما بخصوص محل التوجه - القبلة - فانه مقبرته - أي بهاء الله - المقدسة بنص قطعي الهي الذي (كذا) جعله مطافا للملأ الاعلي، روحي و ذاتي و كينونتي لترابه الفداء، و التوجه الي غير تلك العتبة المقدسة لا يجوز، اياك اياك الي غيره، و قبلة هذا العبد ذلك المقام المنزه و المقدس لعمري انه لمسجدي الاقصي و سدرتي المنتهي و جنتي العليا و مقصدي الاعلي) [585] .

فرضت الصلاة علي البهائيين من اول البلوغ: (فرض عليكم الصلاة و الصوم من اول البلوغ امرا من لدن الله ربكم و رب آبائكم الاولين) [586] . و يقول عبدالبهاء: (اعلم ان الصلاة لازمة مفروضة و لا عذر للانسان بأي حال من الاحوال من عدم اجرائها الا اذا كان معتوها ان منعه منها مانع قهري فوق العادة) [587] . و يقول بهاء الله: (من كان في نفسه ضعف من المرض او الهرم عفا الله عنه - الصلاة و الصوم - فضلا من عنده انه لهو الغفور الكريم) [588] و (عفي المسافرون عن الصلاة و الصوم بدل الصلاة سجدة واحدة) [589] و يقول عبدالبهاء: (و عند التكسر و التكاسل لا يجوز الصلاة و لا يجب و هذا حكم الله من قبل و من بعد، طوبي للسامعين و السامعات و العاملين و العاملات الحمدلله منزل الايات و مظهر البينات) [590] . فعلي ذلك يعفي من اداء الصلاة من كان في نفسه ضعف من المرض او الهرم، [ صفحه 108] و كذلك تعفي الحائض و النفساء و لا يتوجب القضاء عليهما [591] و قد رفع حكم صلاة الجماعة عند البهائية الا في صلاة الميت، و اما عدد الصلوات و لا ركعاتها و اوقاتها فهي ثلاثة بركعاتها تسعة حين الزوال و البكور و الاصال: (قد كتب عليكم الصلاة تسع ركعات لله منزل الايات حين الزوال في البكور و الاصال و عفونا عدة اخري امرا في كتاب الله انه لهو الامر المقتدر المختار) [592] . و هذه الصلاة تسمي (الكبري و الوسطي و الصغري) [593] . و لا يشترط في البهائي ان يؤدي الصلوات الثلاث (الكبري و الوسطي و الصغري) معا و انما له ان يكتفي بواحدة منها فان صلي الكبري فلا حاجة بالوسطي و بالصغري، و ان صلي الوسطي فلا حاجة بالكبري و الصغري، و هكذا اذا ادي الصغري، و تؤدي الصلاة الكبري في اي وقت شعر البهائي بنفسه انه متفرغ لادائها سواء اكان ذلك الوقت صبحا او ظهرا ام مساءا، اما الصغري فيشترط اداؤها وقت الزوال، و اما الوسطه فمشروط باوقات ثلاثة في الصبح و في الظهر و في المساء [594] . اما ما يتلي في الصلاة فهو: أ - في الصلاة الكبري [595] : يقول المصلي: (يا اله الاسماء و فاطر السماء اسألك بمطالع غيبك العلي الابهي بان تجعل صلاتي نارا لتحرق حجباتي التي منعتني عن مشاهدة جمالك، و نورا يدلني الي بحر وصالك. ثم يرفع يديه للقنوت و يقول: (يا مقصود العالم و محبوب الامم تراني مقبلا اليك منقطعا عما سواك، متمسكا بحبلك الذي بحركته تحركت الممكنات اي رب انا عبدك و ابن عبدك اكون حاضرا قائما بين ايادي مشيئتك و ارادك و ما اريد الارضاك!.. اسألك ببحر رحمتك و شمس فضلك بان تفعل بعبدك ما تحب و ترضي، و عزتك المقدسة عن الذكر و الثناء كلما يظهر من عندك هو مقصود قلبي و محبوب فؤادي، الهي الهي لا تنظر الي آمالي و اعمالي بل ارادتك احاطت السموات و الارض و اسمك الاعظم يامالك الامم ما أردت الا ما اردته، و لا احب الا ما تحب. [ صفحه 109] ثم يسجد و يقول: سبحانك من ان توصف بوصف ماسواك او تعرف بعرفان دونك. ثم يقوم يوقوم: اي رب فاجعل صلاتي كوثر الحيوان ليبقي به ذاتي بدوام سلطنتك و يذكرك في كل عالم من عوالمك. ثم يرفع يديه للقنوت مرة اخري و يقول: يامن في فراقك ذابت القلوب و الاكباد، و بنار حبك اشتعل من في البلاد، اسأل باسمكم الذي به سخرت الافاق بأن لا تمنعني عما عندك يا مالك الرقاب. اي رب تري الغريب سرع الي وطنه الاعلي ظل قباب عظمتك و جوار رحمتك و العاصي قصد بحر غفرانك. و الذليل بساط عزك، و الفقير افق فنائك. لك الامر لي ما تشاء اشهد انك انت المحمود في فعلك، و المطاع في حكمك، و المختار في امرك. ثم ينحني راكعا و يقول: يالهي تري روحي مهتزا (كذا) في جوارحي، و اركاني شوقا لعبادتك و شغفا لذكرك و ثنائك و يشهد بما شهد به لسان امرك في ملكوت بيانك و جبروت علمك. اي رب احب ان اسألك في هذا المقام كلما عندك لاثبات فقري و اعلاء عطائك و فنائك و اظهار عجزي و ابراز قدرتك و اقتدارك. ثم يقوم و يرفع يديه للقنوت و يقول: لا اله الا انت العزيز الوهاب لا اله الا انت الحاكم في المبدأ و المآب. الهي الهي عفوك شجعني و رحمتك قوتني، و نداؤك ايقظني، و فضلك اقامني و هداني اليك و الا مالي و شأني لا قوم لدي باب مدين قربك او اتوجه الي الانوار المشرقة من افق سماء ارادتك. اي رب تري المسكين يقرع باب فضلك و الفاني يريد كوثر البقاء من ايادي جودك. لك الامر في كل الاحوال يامولي الاسماء ولي التسليم و الرضا يا فاطر السماء (ثم يرفع يديه ثلاث مرات و يقول) الله اعظم من كل عظيم. ثم يسجد [596] و يقول: سبحالنك من ان تصعد الي سماء قربك اذكار المقربين، او ان تصل الي فناء بابك طيور افئدة المخلصين اشهد انك كنت مقدسا عن الصفات، و منزها عن الاسماء. لا اله الا انت العلي الابهي (ثم يقعد يقول): اشهد بما شهدت الاشياء و الملأ الاعلي و الجنة العليا، و عن ورائها لسنا العظمة من الافق الابهي انك انت الله لا اله الا انت و الذي ظهر انه هو السر المكنون و الرمز المخزون الذي به اقترن الكاف بركنه النون اشهد انه هو المسطور من القلم الاعلي و المذكور في كتب الله ربه العرش و الثري. ثم يقوم مستقيما و يقول: يااله الوجود و مالك الغيب و الشهود تري عبراتي و زفراتي [ صفحه 110] و تسمع ضجيجي و صريخي و حنين فؤادي و عزتك اجتراحاتي ابعدتني عن التقرب اليك، و جريراتي منعتني عن الورود في ساحة قدسك. اي رب حبك اضناني، و هجرك اهلكني و بعدك احرقني. اسألك بموطي‌ء قدميك في هذا (كذا) البيداء و يلبيك لبيك اصفيائك في هذا الفضاء و بنفحات وحيك و نسمات فجر ظهورك بان تقدر لي زيارة جمالك و العمل بما في كتابك. ثم يكبر ثلاث مرات و يركع و يقول: لك الحمد يا الهي بما ايدتني علي ذكرك و ثنائك و عرفتني مشرق اياتك و جعلتني خاضعا لربوبيتك و خاشعا لالوهيتك، و معترفا بما نطق به لسنا عظمتك. (ثم يقوم و يقول) الهي الهي عصياني انقض ظهري و غفلتي اهلكتني كلما اتفكر في سؤ عملي و حسن عملك يذوب كبدي و يغلي الدم في عروقي و جمالك يا مقصود العالم ان الوجه يتسحي ان يتوجه اليك، و ايادي الرجاء تخجل ان ترتفع الي سماء كرمك تري يا الهي عبراتي تمنعني عن الذكر و الثناء يا رب العرش و الثري اسألك بآيات ملكوتك و اسرار جبروتك بان تعمل باوليائك ما ينبغي لجودك يا مالك الوجود و يليق بفضلك يا سلطان الغيب و الشهود، (ثم يكبر ثلاث مرات) و يقول: لك الحمد يا الهنا بما انزلت لنا ما يقربنا اليك، و يرزقنا كل خير انزلته في كتبك و زبرك. اي رب نسألك بان تحفظنا من جنود الظنون و الاوهام انك انت العزيز العلام. (ثم يقعد و يقول) اشهد يا الهي بما شهد به اصفياؤك، و اعترف بما اعترف به اهل الفردوس الاعلي و الذين طافوا عرشك العظيم الملك و الملكوت لك يا الله العالمين [597] أ ه. ب - في الصلاة الوسطي: و تؤدي هذه الصلاة في ثلاثة اوقات، حين الزوال و في البكور و الاصال اذ يقول المصلي: (شهد الله انه لا اله الا هو له الامر و الخلق. قد اظهر مشرق الظهور، و مكلم الطور الذي به انار الافق الاعلي و نطقت سدرة المنتهي، و ارتفع النداء بين الارض و السماء قد اتي المالك الملك و الملكوت و العزة و الجبروت لله مولي الوري و مالك العرش و الثري (ثم يركع و يقول) سبحانك عن ذكري و ذكر دوني، و وصفي و وصف من في السموات و الارضين، (ثم يقوم للقنوت و يقول) يا الهي لا تخيب من تشبث بانامل الرجاء باذيال رحمتك و فضلك يا ارحم الراحمين. (ثم يقعد و يقول) اشهد بوحدانيتك و فرادانتيك و بانك الله لا اله الا انت قد اظهرت امرك، و وفيت بعهدك و فتحت باب فضلك علي من في السموات و الارضين، و الصلاة و السلام و التكبير و البهاء علي [ صفحه 111] اوليائك الذين مامنعتهم شؤونات الخلق عن الاقبال اليك و انفقوا ما عندهم رجاء ما عندك انك انت الغفور الكريم) [598] . ج - في الصلاة الصغري يقول البهاء: (اشهد يالهي بانك خلقتني لعرفانك و عبادتك، اشهد في هذا الحين بعجزي و قوتك و ضعفي و اقتدارك و فقري و غنائك لا اله الا انت المهيمن القيوم) [599] .

يقول بهاء الله في الصوم: (يا قلمي الاعلي يا ملا الانشاء قد كتبنا عليكم الصيام ايام (كذا) معدودات و جعلنا النيروز عيدا لكم بعد اكمالها، و كذلك اضاء شمس البيان من افق الكتاب من لدن مالك المبدأ و المآب) [600] . و الصوم عند البهائية فرض علي الرجال و النساء من عمر (11) سنة الي (42) سنة و يعفي من بلغ اكثر من ذلك [601] ، (هذه حدود الله التي رقمت من القلم الاعلي في الزبر و الالواح) [602] و شهر الصيام عندهم هو الشهر التاسع عشر الذي يأتي بعد الايام الزائدة و يطلقون عليه شهر (العلاء): (قد كتب لكم الصيام في شهر العلاء صوموا لوجه ربكم العزيز المتعال) [603] . و يجب الامتناع عن تناول الطعام و الشراب من الشروق للغروب، مدة تسعة عشر يوما، (كفوا انفسكم عن الاكل و الشرب من الطلوع الي الافول، اياكم ان ان يمنعكم الهوي عن هذا الفضل الذي قدر في الكتاب) [604] . و بما ان فصل الصيام قد ينتهي عند الاعتدال الربيعي فانه يقوم دائما في فصل واحدا اي في الربيع في الجزء الشمالي و في الخريف في الجزء الجنوبي من الكرة الارضية، و لا يقع مطلقا في حر الصيف الشديد او برد الشتاء القارص [605] . [ صفحه 112] و يعفي من الصيام من كل دون البلوغ او كان علي سفر او في نفسه ضعف من المرض او الهرم، و كذلك الحامل و المرضع و الحائض و النفساء و لا يتوجب القضاء عن ذلك [606] ، (ليس علي المسافر و المريض و الحامل و المرضع حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده انه لهو العزيز الوهاب) [607] ، و (من كان في نفسه ضعف من المرض و الهرم عفا الله فضلا من عنده انه لهو الغفور الكريم) [608] و (قد عفا الله عن النساء حينما يجدن الدم الصوم و الصلاة) [609] و يعفي من الصيام من كان مشتغلا بالاعمال الشديد و الكبيرة: (الذين يشتغلون بالامور الهامة و الاعمال الشديد هل عليهم الصوم؟ اجاب بهاء الله قائلا: (الصوم عن النفوس المذكورة رفع) [610] . و كذلك يرفع الصوم ان وقع يوم عيد المولد - للباب - او البهاء - و يوم المبعث - و اعلان الشيرازي ببابيته - كما قال بهاء الله: (ان وقع عيد المولد او المبعث في ايام الصيام فلا صوم يومئذ) [611] .

فرضت الديانة البهائية الحج علي كل من استطاع من الرجال دون النساء (قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء، عفا الله عنهن رحمة من عنده لهو المعطي الوهاب) [612] . و البيت الذي يحجون اليه هو الدار التي اقام فيها بهاء الله اثناء مكوثه في بغداد، او الدار التي سكنها (الباب) في شيراز، (الحج للبيت الاعظم في بغداد، و بيت النقطة في شيراز) [613] . و ان الحجم للدارين لم يحدد له زمن. و لا تخصيص و لا تفضيل لواحدة منهما علي الاخري بل قيل: ايهما يكون اقرب من الحاج يحج اليها) [614] . و لم تذكر تفاصيل الاعمال التي يؤدونها في الحج و كيف تؤدي و لا الزمن الذي يكون الحج فيه [615] . [ صفحه 113] و للدار التي سكنها البهاء في العراق قصة سنذكرها ضمن بحث (البهائية في العراق) في الصفحات القادمة.

الباحث في كتب البهائية لايجد مطلقا تفاصيل الزكاة و لا نصابها، سوي ماقاله البهاء: (يعمل في الزكاة كما نزل في الفرقان - اي القرآن) [616] و عندما سئل البهاء عن هذا، اجاب: (سوف نفصل لكم نصابها اذا شاء الله و اراد، انه يفعل ما يشاء بعلم من عنده انه لهو العلام الحكيم) [617] . و ان الهيئة التي تمارس جمع الزكاة عند البهائين هي الهيئة التي تسمي باصطلاحهم (بيت العدل) الذي لم يتألف بعد وفاة البهاء حتي عام 1962 م لم تكن الزكاة تجبي من البهائية، و لم تمارس هذه الهيئة عملها لحد الان، سوي انها تأخذ من البهائيين في الوقت الحاضر مايشبه الخمس عند الشيعة [618] .

تدعو الديانة البهائية الي الزواج، و تحرم تعدد الزوجات باكثر من اثنتين [619] يقول حسين علي المازندراني (البهاء): (قد كتب الله عليكم النكاح، ايكم ان تتجاوزا الاثنتين و الذي اقتنع بواحدة من الاماء استراحت نفسه و نفسها، و من اتخذ بكرا لخدمته لا بأس عليه كذلك الامر من قلم الوحي بالحق مرقوما، تزوجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرنا بين عبادي هذا من امري علكم اتخذوه لانفسكم معينا) [620] . نوجز احكام و تقاليد الزواج و الطلاق عند البهائية فيما يأتي: أ - ان البهائية لاتجوز الزواج باكثر من زوجة واحدة [621] . [ صفحه 114] ب - و لا يجوز اجراء الخطبة لمن لم يبلغ سن البلوغ الشرعية، و هي اكمال الخامس عشر سنة لكل ذكر و انثي. ج - المدة الشرعية بين الخطبة و اجراء العقد لا يجوز ان تتجاوز (95) يوما. د - كما انه لا يجوز ان تتجاوز المدة بين العقد و الزفاف اليوم الواحد. ه- يشترط موافقة و رضا الزوج و الزوجة و الوالدين لكل منهما. و - كما انهم يجوزون زواج البهائي من غير البهائية او البهائية من غير البهائي بشرط اجراء عقد بهائي الي جانب العقد غير البهائي. ز - تحث الديانة البهائية علي الزواج من الاباعد كلما كان ذلك ممكنا و لا سيما اذا كان من اجناس و ملل ابعد. ج - علي الزواج ان يؤدي الي الزوجة صداقا مقداره تسعة عشر مثقالا من الذهب اذا كان من اهل المدن، او من فضة اذا كان من اهل الريف، و يفضل الفضة علي الذهب في كلا الحالتين، و لا يجوز ان يتجاوز الصداق ال (95) مثقالا بصورة مطلقة. ي - يجري العقد بحضور شهود عدول، و يتلو الزوجان الصيغة الشرعية للعقد بعد اداء الصداق و هي (انا لله راضون) للزوج (انا لله راضيات للزوجة) [622] . و اجازت البهائية للمرأة التي سافر عنها زوجها ان تستبدل زوجا مكان زوجها بدون الطلاق و الخلع، يقول حسين علي (البهاء): (قد كتب الله لكل عبد اراد الخروج من وطنه انه يجعل ميقاتا لصاحبته في اية مدة اراد، ان اتي ووفي بالوعد انه اتبع امر مولاه و كان من المحسنين من قلم الامر مكتوبا، و الا ان اعتذر بعذر حقيقي فله ان يخبر قرينته و يكون في غاية الجهد للرجوع اليها، و ان فات الامران فلها تربص تسعة اشهر [623] معدودات، و بعد اكمالها لابأس عليها في اختيار الزوج) [624] . و قيل ان البهائية اجازت الزواج بأي امراة بما فيهم الاخوات و الخالات و العمات و غيرهن من المرحمات، استنادا علي اقتصار التحريم في (الاقدس) علي ازواج الاباء فقط يقول (بهاء الله): (قد حرمت عليكم ازواج آبائكم) [625] الا ان البهائيين ينكرون ذلك [626] علي الرغم من ان التحريم لم يرد في كل كتب البهائية، و يعلل ذلك عباس افندي عبدالبهاء بقوله: (لا يحرم نكاح الاقارب مادام البهائيون قلة و ضعفاء و لما تتقوي البهائية و ازدادت نفوسها عندئذ يندر وقوع الزواج بين الارقاب) [627] . و انه قال في جواب شخص سأله (يا عبدالبهاء سألت عن طبقات المحرمات فلا [ صفحه 115] حرام الا ما بين في آيات الكتاب - الاقدس - و الي تكوين بيت العدل يبقي هذا الحكم ساري المفعول، و المتفرقات لاتبين الي ذلك اليوم) [628] .

حتمت البهائية علي اتباعها وجوب مراجعة الاطباء اذا مرضوا: (اذا مرضتم ارجعوا الي الحذاق من الاطباء، انا ما رفعنا الاسباب بل اثبتناها من هذا القلم الذي جعله الله مطلع امره المشرق المنير) [629] . فاذا مات المريض وجب غسله ثم تكفينه في خمسة اثواب من الحرير او من القطن و من لم يتسطع يكتفي بواحدة منها [630] . (و المطلوب من الاثواب قطع القماش التي تكفي لتغطية الجسد تغطية تامة من الرأس الي اخمص القدمين و ان يوضع في اصبع الميت خاتم) [631] تنقش عليه هذه العبارة: (قد بدأت من الله و رجعت اليه منقطعا عما سواه متمسكا باسمه الرحمن الرحيم) [632] . ثم ينقل المتوفي الي مرقده الاخير دون جزع او فزع: (لا تجزعوا في المصائب و لا تفرحوا، ابتغوا امرا بين الامرين هو التذكير في تلك الحالة و التنبه علي ما يرد عليكم في العاقبة) [633] ، علي ان لا تبعد الجبانة التي ينقل اليها اكثر من مسافة ساعة واحدة من المدينة اليت توفي فيها [634] و يدفن (في البلور و الاحجار الممتنعة (كذا) او الاخشاب الصلبة اللطيفة) [635] بعد ان يصلي عليه بصلاة الجنازة [636] ، و يقام له (مجلس ختم) تتلي فيه المناجات، و لا تقام له حفلات تذكارية [637] ، اما من مات قتلا فتجري بحقة المراسيم المذكور دون غسل [638] اما نفقات غسل الميت و تكفينه و دفنه و مجلس الختم الذي يقام لاجله فيدفع كل ذلك من تركته قبل التصرف بها من قبل ورثته [639] . [ صفحه 116]

يقول (بهاء الله) في كتابه (الاقدس) و هو يذكر احكام المواريث (قد فرض لكل نفس كتاب الوصية و له ان يزين رأسه بالاسم الاعظم و يعترف فيه بوحدانية الله في مظهر ظهوره و يكون له (كذا) عند ربه الحافظ الامين) [640] و له ان يوصي بكل ماله لاحد الورثة و يحرم الاخرين او ان يوصي لشخص غير وارث شرعا و ان يحرم الجميع من تركته [641] . و ان لم يوصي فيكون آثما و يكون تقسيم التركة علي الورثة المذكورين في (الاقدس) كما ذكره (بهاء الله): (قد قسمنا المواريث علي عدد (الزاء)، (كذا) منها قدر لذرياتكم من كتاب (الطاء) علي عدد (المقت) و للازواج من كتاب الحاء علي عدد (التاء و الفاء) و للاباء من كتاب (الزاء) علي عدد (التاء و الكاف) و للامهات من كتاب (الواو) علي عدد (الرفيع) و للاخوان من كتاب (الهاء) عدد (الشين) و للاخوات من كتاب (الدال) عدد (الراء و الميم) و للمعلمين من كتاب (الجيم) عدد (القاف و الفاء)... من مات و لم يكن له ذرية ترجع حقوقهم الي بيت العدل) [642] . فيكون تقسيم التركة كالاتي [643] : الطبقات: 1- الذرية، الكتاب: ط، القيمة: 9، عدد الحصص: مقت، القيمة: 1080، البهائية الطبقات: 2- الازواج، الكتاب: ح، القيمة: 8، عدد الحصص: ت به علاوه ف، القيمة: 390، البهائية. الطبقات: 3- الاباء، الكتاب: ز، القيمة: 7، عدد الحصص: ت به علاوه ك، القيمة: 330، البهائية الطبقات: 4-، الامهات، الكتاب: و، القيمة: 6، عدد الحصص: الرفيع، القيمة: 270، البهائية الطبقات: 5- الاخوان، الكتاب: ه، القيمة: 5، عدد الحصص: ش، القيمة: 210، البهائية. الطبقات: 6- الاخوات، الكتاب: د، القيمة: 4، عدد الحصص: ر به علاوه م، القيمة: 150، البهائية الطبقات: 7- المعلمون، الكتاب: ج، القيمة: 3، عدد الحصص: ق به علاوه ف، القيمة: 90، البهائية [ صفحه 117] احكام اخري في المواريث: أ - ان (بهاء الله) لم يفرق في الارث بين النساء و الرجال، و لكنه مع دعواه الي المساواة بين النساء والرجال فرق بين الجنسين في الام و الاب، و في الاخ و الاخت [644] ، حيث يتساوي الرجل و المرأة في الحقوق في الديانة البهائية فترث البنت بمقدار ما يرث الولد [645] . ب - فرق البهائيون بين البهائيين و غير البهائيين حيث قالوا: (بأن غير البهائي لا يرث البهائي) [646] . ج - ان كان المعلم مات قبل تلميذة، فيعطي نصيبه لذريته بعد دفع ثلث النصيب الي بيت العدل البهائي [647] . د - ان (بهاء الله) زاد اللذرية نصيبهم عما قرره (الباب الشيرازي) معللا ذلك بقوله: (انا لما سمعنا ضجيج الذريات في الاصلاب زدنا ضعف مالهم و نقصنا عن الاخري انه لهو المقتدر علي ما يشاء يفعل بسلطانه كيف اراد) [648] . ه - جعل (بهاء الله) الدار المسكونة لاكبر اولاد المتوفي دون الاخرين حيث يقول: (و جعلنا الدار المسكونة و الالبسة المخصوصة للذرية من الذكران دون الاناث و الوارث انه لهو المعطي الفياض) [649] و يقول عبدالبهاء عباس افندي: اما (الدار المسكونة فهي للولد البكر خاصة مع توابعها من اصطبل و مضيف او خلوة) [650] . و - تؤخذ مصاريف الكفن و الدفن و التجهيز من تركة الميت قبل التقسيم كما ذكر ذلك (البهاء) بعد بيان احكام الميراث قائلا: (كل ذلك بعد اداء حق الله والديون لو تكون عليه و تجهيز الاسباب للكفن و الدفن حمل الميت) [651] .

ان (بهاء الله: و من قبله (البا الشيرازي) لما ارادا تكوين ديانه جديدة حاولا مسخ الاحكام الاسلامية و تبديلها باحكام اخري جديدة، فهكذا نسخا التقويم المتفق عليه [ صفحه 118] حين جعلت السنة تسعة عشر شهرا و الشهر تسعة عشر يوما فيكون المجموع 361 يوما و تبقي الايام الخمسة فيقولون عنها انها ايام زادت علي الشهور و بقيت هكذا لا تعد في السنة و لا تحسب في الشهور، و يعمل فيها من يشاء ما يشاء لانها لا تحسب و لا تحاسب، و يسمونها (ايام الهاء) و هذه الايام تأتي قبل شهر (العلا) و هو شهر الصوم عندهم [652] . و لقد ذكرنا اسماء الشهور و الايام في (الباب الاول الفصل الثاني)، و اما الاعياد فهي خمسة عند البهائية [653] . أ - عيد النوروز: و يصادف يوم 21 آذار من كل سنة يقول البهاء: (و جعلنا النيروز: عيدا لكم) [654] . ب - عيد الرضوان: وعدته اثنا عشر يوما، اولها 21 نيسان واخرها 2 / ايار و هي الايام التي اعلن فيها (بهاء الله) دعوته في حديقة نجيب باشا في بغداد و اقام فيها قبيل ارتحاله الي تركيا (قد انتهت الاعياد الي العيدين الاعظمين، اما الاول ايام فيها تجلي الرحمن علي من في الامكان باسمائه الحسني و صفاته العليا) [655] و يحرمون الاشتغال في الايام، الاول و التاسع و الثاني عشر من هذا العيد [656] . ج - عيد ميلاد الباب: و يصادف اول يوم من شهر محرم من كل عام (و الاخر يوم فيه بعثنا من بشر الناس بهذا الاسم) [657] . د - عيد ميلاد بهاء الله: و يصادف اليوم الثاني من شهر محرم من كل سنة: (قد جاء عيد المولود و استقر علي العرض جمال الله المقتدر العزيز الودود) [658] . ج - عيد المبعث: و هو اليوم الذي اعلن فيه (الشيرازي) دعوته امام الناس و يصادف اليوم الخامس من شهر جمادي الاول من كل سنة: (انه ليوم فيه اخذ الله عهد من ينطق بالحق... اذكر الله في هذا اليوم فيه نطق الروح و استخرجت حقائق الذين خلقوا... قد قدر لكل نفس ان يستبشر (كذا) في هذا اليوم و يلبس (كذا) احسن ثيابه) [659] . و الجدير بالذكر ان هذا العيد هو ايضا عيد ميلاد عبدالبهاء عباس افندي ابن‌البهاء لانه ولد في اليوم نفسه الذي اعلن فيه الشيرازي دعوته [660] . [ صفحه 119] و يذكر البهائية، بان مظاهر الفرح الحقيقية في الديانة البهائية تتجلي في اعيادها العديدة طول السنة... (فاعياد النوروز و الرضوان و ميلاد الباب و بهاء الله و اعلان دعوة الباب - الذي هو ميلاد عبدالبهاء - هي ايام فرح و انبساط للبهائيين ففي ايران يحيونها بالتنزه و الاجتماعات التي تسمع فيها الموسيقي و ترتيل الالواح و الايات و الخطابات المختصرة اللائقة بالمقام و التي يلقيها بعض الحاضرين) [661] . و اما ايام (شهادة النقطة الاولي - الباب - وصعود بهاء الله و عبدالبهاء فيحتفل بها بالسكون و الخشوع) [662] . ففي ايام الاعياد و ايام اعدام الباب و وفاة بهاء الله يحرمون الاشتغال ايضا [663] . و من الجديد بالذكر ان السنة البهائية تبدأ من 21 آذار / مارس و هو عيد النوروز، كما ان العهد البهائي يتبدي‌ء من تاريخ ظهور الباب اي سنة 1844 م - 1260 ه [664] .

هناك عدد من التعاليم و المبادي‌ء التي رددها البهائيون في مجامعهم و خلواتهم، و ينادون بها في كتبهم و محافلهم الروحية، و يكتبونها علي الواح كبيرة تعلق في غرفهم و منتدياتهم [665] و هي:

يقول حسين علي - بهاء الله -: (يا أهل الارض ان الفضل في هذا الظهور الاعظم، انا محونا من الكتاب كل ما هو سبب الاختلاف و الفساد و الشقاق، و اثبتنا فيه ما هو سبب الاتحاد و الوفاق و الوئام، طوبي للعاملين) [666] . و يقول ايضا: (يا علماء الامم غضوا الاعين عن التجانب و انظروا الي التقارب و الاتحاد، و تمسكوا بالاسباب التي توجد الراحة و الاطمئنان لعموم اهل الامكان) [667] . و يقول عباس افندي عبدالبهاء في جواب لشخص سأله، (اليس من المستحسن [ صفحه 120] بقائي في الطريقة التي درجت فيها طول ايام حياتي؟ ينبغي ان لا تنفصل عنها فاعلم ان الملكوت ليس خاصا بجمعية مخصوصة فانك يمكنك ان تكون بهائيا مسيحيا و بهائيا ماسونيا و بهائيا يهوديا و بهائيا مسلما) [668] . بل ان البهائية تريد اتحاد و اجتماع الناس علي دين واحد و علي شريعة واحدة، (ان يتحد جميع العالم علي دين واحد و يصبح جميع الناس اخوانا و تتوثق عري المحبة و الاتحاد بينهم و تزول الاختلافات الدينية و تمحي الاختلافات بين جميع البشر) [669] . و يقول بهاء الله: (و ما جعله الله الدرياق الاعظم و السبب الاتم لصحته هو اتحاد من علي الارض علي امر واحد و شريعة واحدة) [670] . و يقول عبدالبهاء: (كل الاديان اساسها سماوية حتي المجوسية! و بما ان المسلمين يعترفون بالمسيح و بموسي و النصاري يعترفون بموسي، فالاتفاق بينهم سهل و ليس من الصعب الانتماء الي البهائية مع المحافظة علي الدين الاصلي) [671] . و يدعي البهائيون بان دين البهائية هو دين عالمي من شأنه ان يتطور بمرور الزمن الي جامعة عالمية شاملة يشير تحققها الي العصر الذهبي للجنس البشري) [672] .

بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 12. ان وحدة الاوطان هي الفكرة الثانية التي تدعي البهائية بان (بهاء الله) دعا الناس اليها، و عندهم من التعصبات التي تلحق بالتعصب الجنسي السياسي او الوطني، فهم يرون ان الوقت قد حان لان تندمج الوطنية الضعيفة ضمن الوطنية العمومية الكبري التي يكون فيها الوطن عبارة عن العالم باجمعه، فيقول بهاء الله: (قد قيل في السابق حب الوطن من الايمان و اما في هذا اليوم فلسان العظمة ينطق و يقول ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم) [673] . و لذلك فقد حرم البهائيون حمل السلاح بوجه العدو و التضحية في سبيل العرض و الوطن و المال و حتي في سبيل الله حيث يقول - بهاء الله -: (البشارة الاولي التي منحت [ صفحه 121] من ام‌الكتاب في هذا الظهور الاعظم محو حكم الجهاد من الكتاب) [674] و يدعون بأن البهائيين تركوا استعمال الاسلحة النارية لمصلحتهم حتي في امور الدفاع المحضة تركا تاما و ذلك بناء علي امر صريح من بهاء الله... حيث ذكر عنه بأنه نهي عن استعمال هذه الوسائل بالكلية في نشر البهائية حتي ولو كان ذلك من قبيل الدفاع عن النفس لانه محا آية السيف و نسخ حكم الجهاد، و قال: (لان تقتلوا خير من ان تقتلوا) [675] .

بهاء الله و العصر الجديد: اسملنت: 13، و دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 8، و البابيون و البهائيون: الحسني: 116. و الفكرة الثالثة التي جعلتها البهائية اكبر و ابدع فكرة قدمت الي العالم هي اختيار لغة واحدة للعالم اجمع، يقول حسين علي مؤسس البهائية: (ياهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من علي الارض و كذلك من الخطوط - كذا - ان الله يبين لكم ما ينفعكم و يغنيكم عن دونكم انه لهو المفضال العليم الخبير، هذا سبب الاتحاد لو انتم تعلمون، و العلة الكبري للاتفاق و التمدن لو انتم تشعرون، انا جعلنا الامرين علامتين لبلوغ العالم، الاول هو الاساس الاعظم نزلناه في الواح اخري و الثاني نزل في هذا اللون البديع) [676] . و يقول عبدالبهاء (ان تنوع اللغات من اهم اسباب الاختلاف بين الامم في اوربا و مع انهم جميعا اينتسبون الي ملة واحدة و لكن اختلاف اللغة بينهم اصبح من اعظم الموانع لاتحادهم، فاحدهم يقول انا الماني و الاخر تلياني و هذا انكليزي و لا اخر فرنسي و لو كان عندهم لسان واحد اضافي عمومي لا صبحوا متحدين) [677] . و لحد الان لم تظهر هذه اللغة و لم ينشئها احد من البهائين [678] .

دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 8، و موعود كل الازمنة: جورج تاوزند: ص 5، و بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 13. يزعم البهائيون ان بمجي‌ء الميرزا حسين البهاء سيحل السلام في العالم، اذ انه في [ صفحه 122] رأيهم هو المسيح الذي يأتي حكما عدلا فيكسر الصليب، و يقتل الخنزير و يضع الحرب [679] يقول حسين علي البهاء: (قد نهيناكم عن النزاع و الجدال نهيا عظيما في الكتاب، هذا امر الله في هذا الظهور الاعظم) [680] . و قال ايضا: (لا يجوز رفع السلاح و لو للدفاع عن النفس) [681] . و هنا يظهر تناقض واضح بين هذه الدعوة و ما كان البهائيون يفعلون، فعندما مات (الملك محمد شاه القاجاري) في شوال سنة 1264 ه / سبتمبر 1848 م شرع البابيون في القتال و النزال، و خرجوا علي الدولة و الملة [682] ، و قسم منهم بدأ يهجم علي جماعات المسلمين بلا سبب و جريمة، و قتل الاطفال فيمن قتل [683] .

دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: ص 7، بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: ص 13 و ايضا البابيون و البهائيون: الحسني: 116. و ايضا حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: ص 160. و الفكرة الخامسة من التعليمات البهائية هي قولهم: (ان احدي الانظمة الاجتماعية التي جعل بهاء الله بها اهمية عظيمة هي مساواة النساء بالرجال) [684] و يدعون انهم اعطوا المرأة مالم يعطها اي دين و خير مثال علي ذلك عندهم (قرة العين) فهي المثل الاعلي للبهائية يمجدونها و يريدون ان تكون نساء العالم مثلها [685] يقول عباس بن حسين علي البهاء: (من بين نساء عصرنا هذا) قرة العين) ظهر منها في زمان ظهور الباب شجاعة عظيمة، و قوة جعلت كل الذين سمعوها مندهشين فطرحت حجابها جانبها رغم (كذا) وجود العادات القديمة المتبعة بين الفرس - المسلمين - و مع ان كان المعتاد اعتبار التكلم مع النساء من سؤ الادب فان هذه السيدة الشجاعة الباسلة كانت تتجادل مع اعظم الرجال المتعلمين، و كانت في كل اجتماع تتغلب عليهم... و لم ينثن عزمها [ صفحه 123] عن العمل لحرية النساء و خلاصهن و تحملت الاضطهاد الشديد و الالام) [686] . و علي الرغم من هذا فان الديانة البهائية حرمت الكثير من الامور علي المرأة [687] فمنعت حج بيت البهاء علي النساء [688] (و كذلك قد عفا الله عن النساء حينما يجدن الدم الصوم و الصلاة) [689] . و حرمت المرأة في البهائية من الدخول في عضوية اهم الهيئات البهائية و هي (بيت العدل) حيث اشترط في عضويتها الرجولة، و لقد ذكر في كتاب (الحدود و الاحكام) فصلا بعنوان - اعضاء بيت العدل الاعظم لا يكونون الا من الرجال [690] . يقول حسين علي البهاء: (يا رجال العدل كونوا رعاة اغنام الله في مملكته) [691] و قال؛ (نوصي رجاله - بيت العدل - بالعدل الخالص) [692] و قال ايضا: (ينبغي لرجال العدل الالهي ان ينظروا فيما نزل من افق السماء الاعلي لاصلاح الفساد ليلا و نهارا) [693] . [ صفحه 125]

هو ابن‌حسين علي المازندراني (بهاء الله) [694] ولد بطهران في 23 مايو - ايار سنة 1844 م الموافق لليوم الخامس من جمادي الاولي 1260 ه. في اليوم نفسه الذي اعلن الباب الشيرازي دعوته [695] . و لما بلغ الثامنة من عمره (زج والده في السجن الضيق في طهران بتهمة الاشتراك في اغتيال الشاه... و نهب الغوغاء منزله و جردت الاسرة من كل ممتلكاتها في حالة العوز و يخبرنا عبدالبهاء كيف انه في ذات يوم صرح له برؤية والده المحبوب في حوش السجن عند خروجه للرياضة اليومية، و كان بها الله قد تغير تغيرا كليا و كان مريضا الي درجة انه ما كان يقدر علي المشي الا بغاية الصعوبة و لم يكن شعره و لا لحيته ممشطا و قد انتفخ عنقه و نسلخ و انحني جسمه من اثر السلاسل و ضغطها و ثقلها فأثر منظره علي فكر الصبي و احساسه بصورة لا يمكن نسيانها) [696] . في هذا البيت نشأ و تربي عبدالبهاء مغرما في حب الباب الشيرازي و دعوته التي اعتنقها ابوه بادي‌ء الامر (و كانت تسليته الوحيدة كتابة الواح الباب و حفظها) [697] ، و قال العباس نفسه: (كنت شديد الولوع (كذا) بسماع و قراءة الواح الباب، و كان من عادتي حفظها لفظيا و معنويا و بهذا كان غرامي في ايام الصغر) [698] . و سافر مع ابيه الي بغداد عندما طرد من طهران (و احتمل من اخطار الطريق مالا يحتمل و كان له من العمر ثماني سنوات فقط) [699] . و كان يحرضه علي الاماني الكبيرة و يساعده علي نيلها و تحققها، و لما وجده انه يريد الادعاء مثلما ادعي (الشيرازي) لنفسه اندفع الي التأييد المطلق له و شجعه علي الاقدام كما بين ذلك نفسه: (و في بغداد كنت طفلا و هناك علمني الكلمة فاعتقدت فيه، و بمجرد ان اعلن لي الكلمة (اي الدعوة) تراميت علي قدميه المقدستين، و تضرعت له [ صفحه 126] ان يقبل دمي فداء في طريقه فداء، ما احلي وقع هذه الكلمة عندي لم تكن لي موهبة اعظم منها فاي فخر اعتقده اعظم من ان اري عنقي مسلسلا لاجل امره او ان اري هذه الاقدام مقيدة لاجل محبته او ان اري هذا الجسم مقطعا او ملقي في اعماق البحار في سبيله، فلو نكون حقيقة احباءه الصادقين فيلزمنا ان نضحي حياتنا و هيكلنا علي عتبتة المقدسة) [700] (و من ذلك الوقت ابتدأ احباؤه يدعونه (بسر الله) كما لقبه بهاء الله و قد عرف بهذا الاسم مدة اقامته في بغداد) [701] . (و كثيرا ما كان يساعد (العباس) والده في الاجابة علي الاسئلة، و في حل مشكلات المسائل للزائرين،... و منذ ان اعلن بهاء الله الدعوة في الحديقة خارج بغداد اشتد اخلاص عبدالبهاء لوالده و تعلق به اكثر من ذي قبل) [702] . و قد سمي المرزة عباس افندي نفسه (عبدالبهاء) اظهارا لربوبية ابيه (بهاء الله) و لعبوديته له [703] . و كان عبدالبهاء ذكيا و مخادعا، و خبيرا بمسايرة الناس و مداراتهم و مماشاتهم، و حقا هو الذي كون البهائية و اظهرها في الطراز الحالي الموجود، و ابرزها من الكتم الي الاظهار و الوجود و اضفي عليها صيغة عصرية: (فزاد علي تعاليم ابيه زيادة كبيرة و سعي الي التوفيق بينها و بين صور التفكير الغربي و مرامي الثقافة الحديثة و خلص الدعوة من وطأة الخزعبلات و الخوارق الني كانت عالقة بها، و استعان بافكار العهد القديم و الجديد ليؤثر ببيئات اوسع مدي من تلك التي نشر فيها ابوه دعوته) [704] و لقد قيل (انه لولا العباس لما قامت للبابية البهائية قائمة لانه ذو مكانة سامية في الحزم و السياسة) [705] . و قد شعر (بهاء الله) بذلك و قوة ذكاء ولده العباس فقربه اليه، و اعتمده في اموره و ولاه ولاية عهده، و جعله لسانه الناطق، و عندما شعر بدنو اجله كتب وصيته بيده، و ختمه بختمة جاعلا الامر فيه لعباس افندي، نجله الاكبر و من بعده لنجله الثاني (المرزة محمد علي) و طالبا الي جميع افراد اسرته وجوب معاملة العباس باحترام فائق و امرهم ان يتوجهوا اليه في امورهم كافة [706] ، (و منذ ذلك الوقت كان اعظم رفيق لوالده بل حارسا له و مع انه كان حدثا فقد اظهر حكمة و تميزا مدهشا و اخذ علي عاتقه محادثة [ صفحه 127] جميع الزوار الذين حضروا لرؤية والده و اذا وجد انهم طلاب حقيقة كان يأذن لهعم بمقابلة والده والا فانه لا يتعب بهاء الله بهم) [707] . و قد سمي عباس عبدالبهاء (بالغصن الاعظم) [708] فيذكر بوصيته: (ان وصية الله هي ان يتوجه عموم الاغصان و الافنان و المنتسبين الي الغصن الاعظم. انظروا الي ما نزلناه في كتابي (الاقدس): (اذا فيض بحر الوصال و قضي كتاب المبدأ في المآل توجهوا الي من ارادة الله الذي انشعب من هذا الاصل القديم). وقد كان المقصود من هذه الاية المباركة (كذا) الغصن الاعظم (كذلك اظهرنا الامر فضلا من عندنا و انا الفضال الكريم، قد قدر الله مقام الغصن الاكبر (المرزة محمد علي) بعد مقامة انه هو الامر الحكيم. قد اصطفينا الاكبر بعد الاعظم امرا من لدن عليم خبير. محبة الاغصان واجبه علي الكل و لكن ما قدر الله لهم حقا في اموال الناس) [709] . و لما توفي بهاء الله في 28 مايو سنة 1892 م، رجعوا الي وصيته بعد تسعة ايام من موته فتحت حسب اوامره بحضور تسعة رجال من اكابر البهائية استطاع العباس من ان يخفي و يكتم قسما منها و يظهر القسم الذي فيه النص بولاية العهد له [710] ، و عندما سئل عن ذلك القسم قال: (لا يجوز اظهاره و لا يناسب في هذا الوقت) [711] . و لما علم بذلك المرزة محمد علي ابن‌البهاء، طالب اخاه باظهار كل ما في الكتاب للجميع، فابي العباس و امتنع عن ذلك [712] . 1- فرقة اتبعت عباس افندي، و تسمي (العباسية)، و يسميهم مخالفوهم (المارقين). 2- و فرقة اتبعت المرزة محمد علي (الابن الاصغر البهاء) و تسمي (الموحدون) و يسميهم مخالفوهم (الناقضين) [713] . و علي هذا فقد اشتد النقاش ما بين الاخوين و بلغ الجدال الي القتال حتي طرد العباس والدته - ام اخيه المرزة محمد علي - و اخوته و من خالفه و ناصر اخاه من اسرته [ صفحه 128] من البيت الرئيسي الذي خلفه (البهاء) و حرمهم من النذور التي كانت تقدم الي الاسرة المقدسة و من الرواتب التي خصصت لهم و قطع عنهم كل انواع الامدادات و المساعدات المخصصة لعائلة (البهاء) و ابنائه عامة [714] . ادعاؤه النبوة و الرسالة: ان المرزة عباس افندي نجل البهاء لم يكتف بزعامة البهائيين و رئاستهم و لم يقتنع من ان يكون امامهم و قائدهم؛ بل ادعي النبوة و الرسالة مخالفا النصوص الصريحة لابيه في انقطاع الامر بعد الي الف سنة كما قال: من يدع امرا قبل اتمام الف سنة كاملة انه كذاب مغتر نسأل الله ان يؤيده علي الرجوع ان تاب انه لهو التواب و ان اصر علي ما قال يبعث عليه من لا يرحمه انه لشديد العقاب، من يؤول هذه الاية او يفسرها بغير ما نزل في الظاهر انه محروم من روح الله و رحمته التي سبقت العالمين) [715] . و ان اتباعه يعتقدون فيه بانه مظهر العصر الحالي... و فيض الله الذي لا ينقطع و يعدونه نبيا و مظهرا الهيا [716] . و ذكر ايضا: (ان العباس ادعي بعد وفاة ابيه بان الوحي و سلسلته و الالهام لم ينقطع بعد ابيه و انه هو مورد ذلك الوحي و الالهام بعد ابيه) [717] . و كذلك ادعي بعد وفاة ابيه في امريكا بانه هو المسيح الذي وعد بمجيئه و ابن الله. و ادعي في احدي خطاباته في الهند انه هو البهرام الذي وعد بمجيئه للزرادشتيين) [718] . و يتحدث عباس افندي عن نفسه قائلا: (انه مطلع الوحدة بين البشر و المنادي باسم الحق الواحد بين الامم بقوة روحانية و هو المبين للكتاب حسب النص القاطع و هو الغذاء لكل فرد من الاحباء في هذه الدار الفانية) [719] و يقول (ليس الحق الا ما ينطق به لساني فاسألوا من الايات و متونها مني ليس لاحد ان يتكلم بغير رضاي بلفظة و لا كلمة) [720] . [ صفحه 129] علمه وثقافته: تتلمذ عباس افندي في بغداد و استامبول و ادرنه ثم في عكا، علي الصوفية الباطنية و الفلاسفة ثم اليهود و المسيحيين و تلقف من افكارهم و ارأهم و قد تضلع في العقائد الاسماعيلية و فلسفتهم و كلامهم، فمزج بين الافكار القديمة و الحديثة فصبغ بها البهائية و اعطاها لونا خاصا و لقن بها اباه و علمه فصار في حياة ابيه هو المدبر و المدير الحقيقي و له و لديانته [721] . ترك عباس افندي (عبدالبهاء) عددا من الالواح و الرسائل و الخطابات [722] نذكر منها: 1- الواح وصايا حضرة عبدالبهاء - فارسي. 2- رحلة عبدالبهاء الي اوربا و امريكا. 3- بعض از مناجاتهاي. 4- تاريخ و مبادي، البهائية في محادثات عبدالبهاء في لندن و باريس و امريكا. 5- تذكرة الاوفياء. 6- جواب عبدالبهاء الي جمعية لاهاي لاجراء الصلح الدائم. 7- خطابات حضرة عبدالبهاء 9- المدينة في سياسة المدن. 10 - مقالة سياح تاريخ دورة اول امر بالفارسية و عربت الي العربية بعنوان (مقالة سائح في البابية و البهائية). 11 - مكاتب عبدالبهاء المسمي - هو الله -. 12 - النور الابهي في مفاوضات عبدالبهاء. سجنه في عكا: في سنة 1901 بلغت حركاته ضد السلطنة العثمانية ذروتها، و تقدم شهود من اسرته و من البهائيين و شهدوا بان (عبدالبهاء يقصد من بناء قلعة علي سطح جبل الكرمل ليتحصن فيها هو و اتباعه و يهاجموا السلطنة العثمانية و يستولوا علي جهات سورية المجاورة [723] و ان له اتصالا مباشرا مع الاعداء و المناوئين للسلطنة العثمانية و بناء علي ما تقدم فقد حبس عبدالبهاء و اسرته لمدة سبع سنوات داخل حدود عكا [724] و لم يسمح له [ صفحه 130] بمغادتها حتي قامت الثورة في تركيا، حيث اطلق سراحه من السجن [725] . اسفاره الي اوربا و امريكا: سافر عبد البهاء في ربيع سنة 1912 الي (الولايات المتخدة الامريكية). و استطاع خلال تسعة اشهر قضاها فسها ان يجوب انحاء امريكا من لشاطي‌ء الي الشاطي‌ء و هو يخطب في الكنائس و الكليات و المدارس و الجمعيات، خطبا منوعة امالت اليه فريقا لا يستهان به من سكان امريكا [726] ثم سافر الي (لندن) و باريس فالمانيا فرومانيا فالنمسا، فالاسكندرية فحيفا و قد بلغهغ سند 1913 [727] قبل هشوب الحرب العالمية الاولي بقليل. و فبل سقوط قلسطين و حيفا بخاصة خوصر آل البهاء بدارهم فاضطرب الانكيلز و في مقدمتهم (اورد كرزن) و وزير الحارجية ((للورد بلفور) [728] فارسلوا برقية مستعجلة الي قائد القوات النكليزية (الجنرال اللنبي) و اكدوا عليه بان يسعي و يحاول قدر جهده الحفاظ علي عبد البهاء واسرته و اتباعه) [729] فقام الحنرال (اللتبي) بزيارة عبد البهاء بامر من حكومة [730] . و البهائيون يسمون احتلان فلسطين (تحريرا)، فقد ذكر شوقي افندي 0 بأنه تم تحرير فلسطين (كذا) علب يد القوات التي كان يقودها الجنرال (النبي) الذي عامله و جماعته من البهائيين (كدا في مدينة حيفا و عكا بمنتهي الرعاية و الاحترام [731] و يذكر البهائيون ان اعجاب رؤوساء الحكومة بعظمة اخلاقه و علمه الجليل للسلام و الوئام والسعادة الحققيقة للعالم شديد لدرجة ان انعم عليه:(بنيشان فرسان الامبراطورية البريطانية) باحتقال في حديقة الحاكم العسكري لحنيفا في 27 نيسان 1920 م [732] . [ صفحه 131] وفاته: توفي عباس افندي في 28 ربيع الاول 1340 ه الموافق 28 تشرين الثاني سنة 1921 م. و دفن في قبر مجاور للمقام شيد علي سفح جبل الكرمل - للباب الشيرازي [733] .

كان بهاء قد نص علي ان يكون ولده عباس افندي خليفته و مروج دينه من بعده، و ان يكون الامر بعد ذلك لاخيه (المرزة محمد علي)الا ان عبد البهاء عباس رأي ان يجعل الخلافة في حفيده شوفي افندي رباني [734] فلما توفي كتب وصية تنص علي مايأتي: (يا احبائي بعد فقد هذل المظلوم يجب علي جميع الاغصان و الافنان و ايادي امر الله و احباء الحمال الابهي ان يتوجهوا الي فرع السدرتين الذي نبت من الشجرتين المقدستين المباركتين (يعني شوقي افندي)النه آية الله و غصنه الممتاز و ولي امر الله ومبين آية الله و من بعده بكرا بعد بكر، من عصي امره فقد عصي الله و من اعرض عنه فقد اعرض عن الله و من انكره فقد انكر الحق). [735] . فشوقي افندي: هو ابن المرزة هاه‌ي افنان احد اقارب (الباب) و امه (ضيائية خانم) اكبر بنات عبدالبهاء [736] ولد في (4 جمادي الاولي سنة 1315 ه اول تشرين الاول سنة 1897 م). [737] . تلقي العلوم بكلية بيروت الامريكية [738] ثم التحق بعد تخرجه فيها بكلية (باليولد) في اسكفورد و كان عمره عند موت جده عبد البهاء (25عاما) [739] و اصبح يلقب (ولي امر الله) و تزوج امرأة امريكية تدعي (ماري ميسكويل) سنة 1936 م. مات في (4 تشرين الثاني عام 1957 و بالسكتة القلبية (بالندن). دون ان ينجب بكرا يخلفه بعده لولاية الامر البهائي حسب وصية جده [740] . [ صفحه 132] و اجتمع زعماء البهائية (العباسية) في اليوم التاسع بعد وفاته و التخبوا تسعة من بيتهم لتولي ادارة سؤون البهائيين [741] . آثار شوقي افندي [742] . ترك شوقي افندي (ولي امر البهائية) كتب و رسائل عدة هي: 1- الادارة البهائية، يشمل دستور التشكيلات البهائية، باللغة النكليزية. 2- حل اليوم الموعود، ترجمة الي الفارسية من الانكليزية 1941 م. 3- دين بهاء الله دين عالمي، ترجم عن الانكليزية و طبع في بغداد، مطبعة الهلال 1949 م. 4- روز موعود مزار سيد، ترجمة الي الفارسية. 5- ظهور العدل الالهي، بالانكليزية 1939 م. 6- القرن البديغ، في اجزاء مطبوع. 7- كتاب نبيل دورة حضرت النقطة الاولي، ترجمة الي الانكليزية 1932 م. 8- لوح قرن، يشمل علي تأريخ مختصر بالفارسية. 9- لوح مبارك علي شرف احباء الشرق في الرضوان. 10 - نظم بديع، بالانكليزية، و يشمل علي سبع رسائل 1929 - 1936. 11- يوم اللقاء، بالانكليزية.

لما مالت البهاء في 28 مايو سنة 1892 م رجع البهائيون الي وصيته و بعد تسعة ايام من وفاته، فتحت وصيته حسب اوامره بحضور تسعة رجال من اكابر البهائية استطاع عباس افندي عبدالبهاء ان يخفي و يكتم قسما منها و يظهر القسم الذي فيه لانص بولاية العهد له. [743] . و لما علم بذلك المرزة محمد علي ابن البهاء طالب اخاه باظهار كل ما في الكتاب العهدي للجميع، فأبي‌العباس و امتنع عن ذلك فانقسمت البهائية الي فرقتين [744] . [ صفحه 133]

و هم الذين ناصروا (عباس افندي) و شايعوه و كفروا (المرزة محمد علي) لنقضه الميثاق، و حجتهم ان (عباس افندي) هو الذي جعله البهاء مرجعا لهم و مصدرا للامر و مبينا للكتاب [745] و يسميهم مخالفوهم (المارقين) [746] و قد انقسمت من (العباسية) فرقة تسمي (السهرابيون) يتبعون (المرزة احمد سهراب) الذي انكر الاعتراف ولاية امر (شوقي افندي)، بعد وفاة (عباس افندي) يقول: (ان الوصية التي تنسب الي (العباس عبدالبهاء) ليس الا وصية مصطنعد، فاتبعه كثير من البهائيين الامريكان و سموا (بالسهرابيين). [747] .

و هم الذين اتبعوا (المرزه محمد علي ابن البهاء) [748] و كفروا (عباس افندي) ال خفائه وصية ابيه [749] ، و يلفبهم اعداؤهم (بالناقضين). [750] . و منهم (المرزة جاويد القزويني) كبير البهائيين و الذي كان ضمن التسعة الذين رأوا الوصية فبل الجميع في اليوم التاسع بعد وفاة (البهاء) [751] . و منهم ايضا جورج خير الله اول داعية بهائي الي امريكا و هو - [752] مصري قبطي -. [ صفحه 135]

ان موقع العراق بجانب ايران جعل بعض اجزائه يتأثر بظهور النحل و الفرق و المذاهب الهدامة، فعندما اعلن (علي محمد الشيرازي) انه هو الباب اموصل الي الامام الغائب المنتظر عند الشيعة الامامية [753] امن به اول الامر ثمانية في ايران و تركستان لنشر اخبار مجيئه و ظهوره. [754] . ارسل (الباب الشيرازي) احد تلامذته الملا علي البسطامي الي العراق (كربلاء و النجف) لاخبار تلامذة الرشتي و الاحسائي خاصة و الشيخة عامة بظهور الباب و القائم [755] و كان قد وصل العراق سنة 1260 ه - 1844 م. [756] . اتصلت (قرة العين) بمبعوث (الباب) عند وصوله الي كربلاء، فآمنت بدعوة الباب حيث اخذت تلقي الدروس في منزلها و تجتمع بعدد كبير من الطلبة في (بغداد) (و الكاظمية) (و كربلاء). [757] . و كذلك فقد اخذ (البسطامي) يدعو جهارا الي الايمان (بالباب الشيرازي) في (كربلاء) فحدثت فتن و قلاقل فيها مما اضطر السلطات المحلية الي اعتقال (البسطامي) و تسفيره مخفورا الي بغداد [758] فحبسه (و الي بغداد) آنئذ (نجيب باشا) [759] فشكل في بغداد مجلسا خاصا ضم علماء العراق، من كربلاء (السيد ابراهيم القزويني)، و من النجف (الشيخ شكري الالوسي) المشهور (بابي الثناء) لمحاكمة (البسطامي) و قد اجمع الحاضرون علي تكفيره و فئته و كتبوا بذلك محضرا للدولة العثمانية و سيق (البسطامي) الي [ صفحه 136] استانبول فقتل فيها و قيل مات في الطريق و يعتبره البابية اول شهيد لهم). [760] . و اما (قرة العين) فقد امر (والي بغداد) بحبسها ايضا في بيت (مفتي الديار العراقية) ابي الثناء الالوسي) فاطلق سراحها و اخرجت من العراق و سافر معها ثلاثون شخصا من اتباعها الي ايران. [761] . و قد استطاعت (قرة العين) و معها(البسطامي) اثناء وجودهما في العراق ستمالة عدد من الناس امثال (الشخ بشير النجفي، و الشيخ سلطان بن حسن سلطان الخفاجي الكربلائي، و الرقيب مشكين قلم، و محمد شبل العجمي. [762] . و بعد محاولة اغتيال (شاه ايران (من قبل البابين، القي القبض علي عدد من البابيين منهم (المرزة حسين علي) الذي سجن مدة اربعة اشهر، اجلي بعدها الي بغداد و وصل اليها مع اسرته و بعض البابيين سنة 1269 ه - 1853 م [763] ، و ذلك وصل اليها اخوه (المرزة يحيي صبح الازل) [764] ، و لم يمض زمن كثير حتي ابتدأ الشقاق و ظهرت الخلافات العدائية بين الاخوين، و علي اثرها و بعد مرور عام علي ورودهم بغداد اختفي (المرزة حسين علي) في جبال السليمانية في قرية (شدلة) و كان يتردد علي محل في مدينة السليمانية يسمي (خانقاه) و هو مجمع للصوفية [765] و بقي هناك سنتين كاملتين من سنة 1270 ه الي سنة 1272 ه / 1854 م الي 1856 م [766] و بعد رجوعه الي بغداد، قاوم علماء المسلمين دعوته و نشب الخلاف بينهم. [767] . و من ناحية اخري بدأ البابيون يسافرون من ايران الي بغداد، و يتمركزون فيها حتي قويت جمعيتهم و نشبت الخلافات بينهم و بين المسلمين، كما تشعبت فرق البابية انفسهم الي فرق عدة فاضطرب المسلمون في بغداد و النجف و كربلاء و الكاظمية و اتصلوا بالحكومة المحلية [768] و اثناء ذلك اتصل سفير ايران ببغداد (المرزة حسين خان) بالحكومة العثمانية و طلب منها نقلهم من بغداد القريبة من ايران الي محل اخر بعيد كيلا يتأثر بابيو [ صفحه 137] ايران بحركاتهم و اعمالهم [769] ، فقبل العثمانيون طلب الجميع، و اصدر الامر بنقلهم من بغداد الي - استامبول [770] سنة 1280 ه / 20 نيسان 1863 م [771] .

نقل حسين علي البهاء الي حديفة [772] و الي بغداد ه نجيب باشا) خارج بغداد، و بقي فيها مدة اثني عشر يوما ريثما تتجهز القافلة للسفر الي استامبول و في اليوم الاول من هذه الاثني عشر يوما هو 21 نيسان سنة 1863 م اي في السنة التاسعة عشرة بعد ظهور دعوة (الباب) بشر (بهاء الله) الكثيرين من اتباعه بانه هو (الموعود) الذي اخبر عنه الباب و سماه بمن يظهره الله... و قد عرفت تلكالحديثة التي اعلنت فيها الدعوة بحديثة الرضوان و عرفت الايام التي صرفها (بهاء الله) فيها بعيد الرضوان و يحتفل البهائيون به سنويا مدة اثني عشر يوما). [773] . و عندما دخل الجيش البريطاني العراق، قدم معهم (حسين افنان) ابن (فروغية خانم بنت البهاء) و شغل مركزا مهما في الدولة البريطانية، و كما كان يشغل منصب سكرتير مجلس الوزراء في الدولة العراقية، و بسببه انتشر البهائيون في بغداد، فتكاثر عددهم في التوظيف و التعليم. [774] .

لما وصل المرزة حسين علي (بهاء الله) الي العراق في 28 جمادي الثانية 269 ه نيسان 1853 م نزل دارا صغيرة في الكاظمية ثم انتقل منها الي دار اخري في بغداد و لما لم تتوفر له سبل الراحة في هذه الدار الثانية انتقل الي بيت في محلة الشيخ بشار فلبث فيه اعوام عدة، الي حين اخراجه من العراق و نفيه الي الاستانة في اواخر نيسان 1863 م و كان هذا البيت من جملة املاك المرزة (هادي الجواهري) صاحب الاملاك الواسعة في بغداد و اطرافها و كان له اولاد ورثة اكبرهم (المرزة موسي) الذي اعتنق الديانة البهائية [ صفحه 138] و صار من انصار (حسين علي البهاء). [775] . و لما مات (المرزة هادي) حصل خلاف بين ورثته حول كيفية اقتسام ما تركه من مال و عقار فاقترح بعضهم عرض القضية برمتها علي (حسين علي البهاء) الذي اوعز الي ابنه عباس فندي ان يدرس النزالع و يبيت في الخلاف و يصلح ذات البين فانتهت الدعوي بينهم صلحا، فقدم (المرزة موسي بن المرزة هادي) تلك الدار التي كان يسكنها (حسين علي البهاء) هدية له دون ثمن ارتضاء لما توسط بالخير في النزاع فقلبها لقاء ثمن معتدل بحجة انها ستكون (محلا لطواف ملل العالم) و هكذا دخلت دار المرزة هادي الجواهري الكائن في محلة الشيخ باشر في الكرخ في مدينة بغداد في حوزة البهائيين و اصبحت و ادعوا الغبن، و قد تكررت هذه الاعتراضات في زمن (عباس افندي) فامر بارضاء الورثة علي كل حال. [776] . و كانت كعبة البهائيين قد تركت الي حراسة البهائيين في العراق بعد نفي (البهاء) الي الاستانة في عام 1863 م دون ان تسجل باسمه في القيود الحكومية لعدم وجود دوائر للطابو في العراق يومئذ فصار البهائيون يفدون من الديار الحكومية لعدم وجود دوائر للطابو في العراق يومئذ فصار البهائيون يفدون من الديار البعيدة لزيارتها و التبرك بها، و في نحو عام 1900 م اي في اواخر حكم العثمانيين العراق ادعي احد العراقيين ملكيته لهذه الدار فافسد البهائيون دعواه بطرق مختلفة و شهود كثر [777] و تعرضت هذه الدار للخراب في اعقاب الحرب العالمية الاولي (1918 - 1914 م) فامر عبدالبهاء عباس افندي و هو في مقره في (عكا) بتجديد بنائها الهيئة نفسها و بالكشل الذي كانت عليه قبل، فاعادوا بناء كعبتهم دون تحوير او تغيير، و لما شاهد المسلمون هذا التجديد و شعروا بالاهمية التي ستكسبها الحركة البهائية في بلاد لا تعترف بهذا المذهب لفتوا نظر الحكومة الي ان هذه الدار ليست بملك للبهائيين و لا يجوز السماح لهم باقامة شعائر دينهم فيها. [778] . و تقدم لفيف من وجهاء الكرخ بعريضة الي القاضي الجعفري في بغداد يطلبون فيها تعيين من يشرف علي هذه الدار بعد (محمد حسين الكتبي البابي) الذي غاب او مات و لم يعرف له وارث و كان قد عهد اليه خدمة هذه الدار من قبل البهائيين، فاصدر القاضي حكمة في اوائل شباط 1921 م بتعيين وكيل عن الغائب المجهول لادارة هذه الدار و منع البهائيين من التصرف بها، فلم يرتض البهائيون هذا الحكم فراجعوا [ صفحه 139] محكمة الاستئناف و ادعوا ان تعيين الوكيل عن الغائب لا يعني الحكم بالتخلية و اخراج البهائيين فقضت محكمة الاستئناف بنقض قرار القاضي و علي هذا عاد البهائيون الي كعبتهم [779] و ظهر بعد مدة ان كان (لمحمد حسين الكتبي البابي) ثمة وريثة هي السيدة (ليلي) فاستعانت هذه بأهل الزهد و الورع من اهل الكرخ لاثبات حقها في الدار فاشترط هؤلاء لمساعدتها ان توقف الدار في حالة اخذها اياها، و ماتت (ليلي) فورثها (جواد كاب) و اخته (بيبي) فادعيا بملكية الدار و جاء بشهود لاثبات النسب و و الملكية فاصدر القاضي حكمه في 23 تشرين الثاني سنة 1921 م لصالح المدعيين [780] . و عندما تبوأ الملك فيصل الاول عرش العراق في 23 آب سنة 1921 م فاذا سيل من برقيات الاحتجاج الواردة من انحاء اوربا و امريكا علي المندوب السامي البريطاني في بغداد (السير برسي كوكس) تطالب بتدخل الحكومة البريطانية لصالح البهائيين فذهل الملك لهذه المفاجأة و لم يشأ ان يغيظ الشيعة فامر بتخلية الدار و حفظ مفاتيحها لدي الحكومة حفظا للامن [781] . و تحول المكان الي مسجد فراجع البهائيون في العالم (عصبة الامم) و طالبوا بتدخلها علي اساس ان العراق تحت الانتداب البريطاني [782] . و توجد اضبارة تتعلق بهذه القضية محفوظة في المكتبة الوطنية / المركز الوطني للوثائق في بغداد، و كل من يطلع عليها يوقن ان الانكليز لم يرضوا علي الحجج القانونية التي قدمتها الحكومات العراقية المتعاقبة، بل ان ممثل الحكومة الانكليزية في عصبة الامم وصلت به الجرأة الي ان يصرح امام لجنة الانتدابات انه مفوض بان يعد باستعداد حكومة العراق لقبول فكرة امتلاك الدار التي حكم عليها القضاء العراقي. بانتزاعها من يدي البهائيين و تسليمها الي مالكيها الاصليين [783] . و قد طعن الانكليز في شرعية حكم صدر من اعلي هيئة قضائية في العراق، و هي محكمة التمييز [784] ، و قد وصل الامر بالمندوب السامي البريطاني الي حد انه ارسل انذارا شديد اللهجة الي الملك فيصل الاول نفسه اشار فيه الي تأخير ادخال العراق في عضوية (عصبة الامم) فيما اذا لم تسلم الحكومة العراقية هذه الدار الي البهائيين [785] . [ صفحه 140] و كانت الحكومة البريطانية تتحجج بانه عند عدم تسليم الدار الي البهائيين ستقوم فتنة كبيرة في العراق بينما لم تكن تلك الحكومة الاستعمارية تعير اي اهمية للشيعة في العراق الذين كانوا قدموا مئات العرائض التي تحمل عشرات الالوف من تواقيع مختلف اوساط الشعية العراقيين [786] ، الي المسؤولين يستنكرون فيها تسليم هذه الدار الي غير مالكيها [787] . و عندما دخل العراق عضوا في عصبة الامم في 3 تشرين الاول عام 1932 م و اصبح دولة مستقلة ذات سيادة جرت اتصالات مباشرة بين الحكومة العراقية و عصبة الامم لم تسفر عن اية نتيجة و ما تزال هذه الدار (حسينية) [788] .

ان اكبر تركز للبهائين في العراق يكون في وسط محافظة (ديالي)، و في منطقة التجمع الحضري لمدنية (بغداد) الكبري و في مدينة (البصرة) و يكون بدرجة اقلية جدا في مركزي (كركوك) و (اربيل) [789] و ذلك حسب الاحصاء السكاني لنسة 1965. و قد تسرب دعاة البهائية في بعض قري محافظة (ديالي) و (البصرة) و ذلك لسهولة اتصالها بايران [790] . الاحصاء السكاني لسنة 1965 يبين نسبة البهائيين في مناطق عدة في العراق [791] . اسم المنطقة: 1- ديالي / ابوصيدا، عدد السكان: 18400، عدد البهائيين: 46، النسبة المئوية: 0.25% اسم المنطقة: 2- بغداد / الكرادة الشرقية، عدد السكان: 301,250، عدد البهائيين: 241، النسبة المئوية: 0.08 % اسم المنطقة: 3- بغداد / الاعظمية، عدد السكان: 154,285، عدد البهائين: 108، النسبة المئوية: 0.07 % اسم المنطقة: 4- بغداد / الرصافة، عدد السكان: 201,666، عدد البهائيين: 121، النسبة المئوية: 0.006 % اسم المنطقة: 5- اربيل / المركز، عدد السكان: 80,000، عدد البهائيين: 24، النسبة المئوية: 0.03 % [ صفحه 141] اسم المنطقة: 6- البصرة / المركز، عدد السكان: 260,000 عدد البهائيين: 78، النسبة المئوية: 0,03% اسم المنطقة: 7- ديالي / بعقوبة، عدد السكان: 90,000، عدد البهائيين: 18، النسبة المئوية: 0,02% اسم المنطقة: 8- بغداد / الكاظمية، عدد السكان: 165,000، عدد البهائيين: 33، النسبة المئوية: 0,02% اسم المنطقة: 9- بغداد / المنصور، عدد السكان: 270,000، عدد البهائين: 54، النسبة المئوية: 0,02% اسم المنطقة: 10 - كركوك / المركز، عدد السكان: 210,000، عدد البهائيين: 21، النسبة المئوية: 0,01% و من خلال النظر الي الجدول السابق نلاحظ ان تجمع البهائية يتركز في التجمعات الكبري و يعود السبب في ذلك الي انهم وجدوا انفسهم اكثر اطمئنانا في المدن الكبري من غيرها، فالعلاقات الاجتماعية بين سكان المدن الكبري تكون اضعف مما هي عليه بين سكان القري و المدن الصغيرة [792] . و مما ادي كذلك الي ارتفاع نسبة البهائية في التجمعات الحضرية هو انضمام عدد كبير من اليهود الي الديانة البهائية [793] و كذلك يوجد عامل ديني، حيث اقبل الكثير من اتباع (الشيخية) الذين يتمركزون في العراق (بغداد (و بعقوبة و البصرة) علي اعتناق البهائية فكان ذلك عاملا مساعد لانتشار البهائية في هذه المناطق و هو من اسباب ارتفاع نسبة البهائيين في هذه المناطق [794] . و لهذا يشكل البهائيون المرتبة الرابعة بين الجماعات الدينية في العراق في نسبة تحضرهم بعد كل من (اليهود و الصابئة و النصاري) و هي نسبة تفوق نسبة تحضر المسلمين في العراق، و يرجع ذلك الي ميل (البهائية) الي التوجه الي المدن الكبيرة و فضلا عن ميلهم الي التوطن في المناطق التي ترتفع فيها نسبة اليهود. نسبة تحضر البهائية 84,5% نسبة تحضر المسلمين 50,2% [795] . [ صفحه 142] و المحافظات التي يتركز فيها البهائيون في العراق حسب تعداد سنة 1965 [796] . اسم المحافظة: 1 - بغداد، عدد السكان: 039,285و2، عدد البهائيين: 571، النسبة المئوية: 0,028% اسم المحافظة: 2- ديالي، عدد السكان: 394,117، عدد البهائيين: 67، النسبة المئوية: 0.017 % اسم المحافظة: 3- البصرة، عدد السكان: 664285، عدد البهائيين: 93، النسبة المئوية: 0,014% المجموع 3,097,687 عدد البهائيين 731، النسبة المئوية 0,0236%

كانت وزارة الداخلية العراقية قد اصدرت امرا حرمت بموجبه نشاط البهائية في العراق استنادا الي الفقرة 16 من المادة الرابعة من قانون السلامة الوطنية رقم) 4 (لسنة 1965، و قد تقرر فيه غلق المحافل البهائية جميعها في العراق و ضبط محتوياتها [797] . الا ان السلطات يومئذ لم تكن جادة في تنفيذ القرار فبقي للنشاط البهائي وجود ولو محدود... حتي بزوغ ثورة 17 - 30 تموز سنة 1968 الخالدة، فاصدر مجلس قيادة الثورة قانون تحريم النشاط البهائي المرقم 105 لسنة 1970 [798] و فيما يأتي نصه: [ صفحه 143] بسم الله الرحمن الرحيم بأسم الشعب رئاسة الجمهورية استنادا لاحكام الفقرة (ج) من المادة الخمسين المعدلة من الدستور المؤقت و بناء علي ما عرضه وزير الداخلية و اقره مجلس قيادة الثورة صدر القانون الاتي: المادة الاولي: يحظر علي كل شخص تحبيذ او ترويج البهائية او الانتساب لاي محفل او جهة تعمل علي تلقين او نشر البهائية او الدعوة اليها باي شكل من الاشكال. المادة الثانية: لا يجوز بيع او توزيع او طبع او حيازة الكتب و النشرات البهائية و تمنع مثل هذه الكتب و النشرات الصادرة في الخارج من الدخول الي العراق و التداول فيها. المادة الثالثة: تغلق جميع المحافل البهائية - و مراكزها الموجودة في العراق و يوقف نشاطها و يمنع كل شخص طبيعي او حكمي واية منظمة او هيئة او جهة من القيام بأي نشاط كانت تمارسه المحافل و المراكز لمذكورة و لوزير الداخلية اصدار القرارات اللازمة لتنفيذ ذلك. المادة الرابعة: تؤول اموال و موجودات المحافل البهائية و مراكزها بعد تصفيتها الي الجهة او الجهات التي يصدر يتعيينها قرار من رئيس الجمهورية بناء علي اقتراح من وزير الداخلية و يسري هذا الحكم علي الاموال و الموجودات و العقارات المسجلة باسماء المحافل و المراكز البهائية او باسماء اخري التي يثبت انها مخصصة للاغراض البهائية. المادة الخامسة: يحتفظ في دوائر الامن بجميع المستندات و الاوراق و السجلات و الكتب و الموجودات و الاموال الاخري التي لا يجوز تداولها العائدة للمحافل البهائية و مراكزها. المادة السادسة: يعاقب المخالف لاحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات و بالغرامة او باحدي هاتين العقوبتين. المادة السابعة: لوزير الداخلية اصدار التعليمات المقتضاة لتسهيل تنفيذ احكام هذا القانون. المادة الثامنة: ينفذ هذا القانون من تاريخ نشرة في الجريدة الرسمية. المادة التاسعة: علي الوزراء تنفيذ هذا القانون. موقع رئيس مجلس قيادة الثورة رئيس الجمهورية [ صفحه 144] و جاء في الاسباب الموجبة: نظرا لان البهائية ليست دينا او مذهبا معترفا به و لا جل حظر ترويج الفكرة البهائية او تحبيذها للاخرين و لغرض وقف نشاطها و غلق محالفها و مراكزها الموجودة في العراق و كيفية التصرف باموالها و موجوداتها فقد شرع هذا القانون [799] .

العلاقة بين البهائية و اليهودية العالمية ابتدأت قبل نشأة «البابية» فقد كان مؤسس البابية «علي محمد الشيرازي الباب، كثير الاتصال بالتجار اليهود و هو في السابعة عشرة من عمره عندما فتح له دكانا في ميناء بوشهر علي الخليج العربي [800] و كان يفضل قراءة كتاب التوراة في فترات حياته جميعها، حتي في السجن لم يكن يفارقه و لقد شوهد مرارا هناك و هو يطالع بامعان كتاب اليهود [801] . و في همدان تأثر اثنان من احبار اليهود هما (الياهو) و (لازار) (بقرة العين) عندما مرت بتلك المدينة، و تعد هذه هي البذرة الاولي لانتشار (البابية) بين اليهود [802] ، بعد ذلك انضم يهود ايران الي الحركة تحت هدف (وحدة الاديان و الانسانية) الذي تنادي به البهائية، ففي طهران دخل هذه الحركة (150) يهوديا و في همدان (100) يهودي و في كاشان (50) يهوديا و في كلباكيان (85) يهوديا [803] . و علي اثر ذلك فقد اهتم اليهود بدين (بهاء الله) [804] و لذلك فقد حاولوا بكل مالديهم من وسيلة تثبيت مركز (المرزة حسين علي البهاء) و بلغ بهم الامر (ان استخلصوا من دفائن العهد القديم و تنبؤات اسفاره ما ينبي‌ء بظهور (بهاء الله) و ابنه (عباس افندي) و زعموا ان كل آية تشيد بمجد (يهودا) انها تعني ظهور مخلص العالم في شخص (بهاء الله) كما نسبوا جزءا كبيرا من الاشارات و التلميحات التي في الاسفار الي جبل الكرمل الذي تجلي منه نور الله و اضاء الكون، و ذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي فضلا عن انهم لم ينسوا ان يستخرجوا مما يتحويه سفر دانيال من الرؤي ما ينبي‌ء [ صفحه 146] بقيام الحركة التي اوجدها (الباب) و ان يلتمسوا بتأويلها مايدل علي وقت حدوثها [805] . و اخذ البهائيون يستشهدون للدلالة علي صحة معتقدهم دائما بنصوص من التوراة [806] ، و بعد نفي (المرزة حسين علي البهاء) و اتباعخ الي بغداد سنة 1269 ه - 1853 م و دخول عدد كبير من اليهود الي الديانة البهائية، اخذ البهائيون يميلون الي التوطن في المناطق التي ترتفع فيها نسبة اليهود [807] . لقد قضي (الميرزة حسين علي البهاء) حياته في الدعوة الي التجمع الصهيوني علي ارض فلسطين، (هذا يوم فيه فاز الكليم بانوار القديم، و شرب زلال الوصال من هذا القدح الذي به سجرت البحور. قل تالله الحق ان الطور يطوف حول مطلع الظهور. و الروح ينادي من في الملكوت هلموا و تعالوا يا أبناء الغرور، هذا يوم فيه سرع كرم الله للقائه و صاح الصهيون قد أتي الوعد و ظهر ما هو المكتوب في الواح الله المتعالي العزيز المحبوب) [808] . و يقول عبدالبهاء عباس افندي في الدعوة لهذا التجمع اليهودي الصهيوني: (و في زمان ذلك الغصن الممتاز و في تلك الدورة سيجتمع بنو اسرائيل في الارض المقدسة و تكون امة اليهود التي تفرقت في الشرق و الغرب و الجنوب و الشمال مجتمعة) [809] . و يقول ايضا: (فانظروا الان تأتي طوائف اليهود الي الارض المقدسة، و يمتلكون الاراضي و القري و يسكنون فيها و يزدادون تدريجيا الي ان تصير فلسطين جميعا وطنا لهم) [810] . و لا يكتفي بهذا بل يدافع عنهم فيقول: (و قد اعتبر المسيحيون و المسلمون ان اليهود شياطين و انهم اعداء و لذلك لعنوهم و اضطهدوهم، و قتلوا الكثيرين منهم و احرقوا منازلهم و نهبوا اموالهم و اسروا اطفالهم) [811] . بل اخذ البهائيون يفتشون عن بشارات لتقوية فكرة التجمع اليهودي في فلسطين: جاء في الاية الثانية من الصحاح الثاث و الثلاثين من سفر التثنية من اسفار التوراة و جاء الرب من سينا و اشرق لهم من ساعير و تلآلآ من جبل فاران، و اتي من ربوات القدس و عن يمينه قبس الشريعة) فهذه الاية تدل دلالة واضحة ان بين يدي الساعة و قدام مجي‌ء القيامة لابد من ان يتجلي الله علي الخلق اربع مرات و يظهر اربع [ صفحه 147] ظهورات، حتي يكمل بني‌اسرائيل و ينتهي امرهم الي الرب الجليل فيجمع شتيتهم من اقصي البلاد و يدفع عنهم كل العباد و يسكنهم في الارض المقدسة و يرجع موازينهم القديمة [812] . و مما يدلل علي التعاون الوثيق بين البهائية و اليهودية العالمية، ان الكيان الصهيوني اصبح مقرا للحركة البهائية [813] و في سنة 1963 تأسس (بيت العدل) البهائي و كان مقره الكيان الصهيوني و قد انتخب هذا البيت صهيونيا امريكيا اسمه (ميسون) ليكون رئيسا روحا لجميع افراد الطائفة البهائية في العالم [814] . و قد دعمت السلطات الصهيونية مساعي البهائيين في انشأ صنم و قبر ليكون مزارا لهم في جبل الكرمل في عكا [815] و كذلك اسهمت في التهميد لا يجاد محكمة بهائية عليا في فلسطين [816] . كما ان البهائيين الاسرائيليين و الامريكيين يعملون في فلسطين المحتلة علي نشر دعوتهم لاجل السلام الصهيوني - العربي [817] و قد جند (بن غوريون) بعض السماسرة البهائيين في داخل (تركيا) لاجل افساد علاقات العرب و الاتراك [818] و كذلك جند في ايران عددا من البهائيين و ارضاهم بعشرات الاف من الدولارات قصد تقديس دولة (اسرائيل) و تحقير وحدة العرب و المسلمين [819] . و جاء في بيان جبهة العلماء في الازهر الشريف مانصه: (و لقد تزلف البهائيون الي اليهود، و مالؤوهم علي العرب و المسلمين و بشروهم بان فلسطين ستكون وطنا قوميا لهم و قد قال طاغيتهم عبدالبهاء - عباس - انه يريد ان يوحد بين المسلمين و النصاري و اليهود، و يجمعهم علي نواميس موسي عليه‌السلام الذي يؤمنون به جميعا، و معني ذلك انه يريد تهويد المسلمين و النصاري، و جعل اليهودية هي الدين السائد في الارض و بذلك يكون السلطان في العالم كله لليهود وحدهم) [820] . [ صفحه 148]

بدأت علاقة البهائية (بالنصرانية) منذ مجي‌ء علي محمد الشيرازي (الباب) الي كربلاء و حضوره حلقة درس (كاظم الرشتي) زعيم الشيخية، و التقائه مع الجاسوس الروسي المعروف (كنيازد الكوركي) المتنكر باسم (الشيخ عيسي النكراني) و الذي يقول في مذكراته: (انه كان يبحث و يفتش عن الزائغين في العقائد الاسلامية، لضرب المسلمين من بينهم ضربة تقضي علي وحدتهم و جمعيتهم فكان من اسهل الطرق الموصلة الي هذا انشاء الخلافات الدينية و نشرها، و اشعال نارها فيما بينهم، ففي هذا البحث و التجري اطلعت علي الطائفة الشيخية التي كانت تخالف في كثير من العقائد الاسلامية الثابتة عند اكثرهم، منها المعاد و المعراج الجسماني و غير ذلك فدخلت في حلقة السيد كاظم الرشتي، و كان كثير الذكر عن المهدي و لكن ليس المهدي الذي كانوا ينتظرون رجوعه منذ قرون بل الذي سيحل فيع روحه... و رأيت في المجلس المرزة علي محمد الشيرازي و صممت في نفسي ان اجعله ذلك المهدي المزعوم و منذ ذلك اليوم بدأت كلما اجد الفرصة و الخلوة ارسخ في ذهنه انه هو الذي سيكون القائم و يوميا كنت اخاطبه: يا صاحب الامر، و يا صاحب الزمان: فكان في اول الامر بدأ يترفع و يتأفف لهذا القول و يتنكر و لكنه لم يلبث الا القليل حتي كان يبدي السرور و الفرحة عن هذه المخاطبات، و بعد انتقاله من (كربلاء) الي مدينة (بوشهر) فاجأني فجأة خطابه في (مايو 1844 م) يخبرني و يدعوني الي بابيته بانه هو نائب صاحب العصر و باب العلم، فجاوبته بأني اومن انك صاحب الزمان و امام العصر لابابه و نائبه) [821] . و كما هو معلوم ان (روسيا القيصرية) قبل انقراضها، كانت من الدول المسيحية في العالم التي تحارب العالم الاسلامي بشتي الصور و منها زرع التفرقة بين المسلمين، فهكذا بدأت علاقة البهائية بالنصرانية، و استمرت حتي دعت احد اعوانها (منوجهر خان) حاكم (اصفهان)، ان يمنح رعايته و حمايته (للباب) و اتباعه فحينما سجن الباب، سعي (منوجهر خان) الي اطلاق سراحه سرا، و حمله خفية الي اصفهان، و اخفاه في بيته اربعة اشهر [822] . و كذلك فقد دعمت (روسيا القيصرية) الصليبية (الباب و اتباعه) و حالت بينهم و بين [ صفحه 149] القضاء عليهم من قبل الحكومة الايرانية، و كانت تدافع عنهم و تحميهم من غضب المسلمين، و كانت تمولهم بالاسلحة و العتاد و تدربهم علي استعمال المدافع و الاسلحة الثقيلة [823] كما حدث في معارك (قلعة الطبرسي) سنة 1264 ه / 1848 م و معارك (نيريز) سنة 1266 ه / 1850 م و معارك (زنجان) سنة 1267 ه / 1851 م، و في محاولة اغتيال (شاه ايران) سنة 1268 ه / 1852 م [824] . و بعد اعدام (الباب) سنة 1266 ه / 1850 م بقبت علاقة حكام روسيا القيصرية مع (بهاء الله) حيث قدمت لهم المساعدات اللازمة [825] و اشتدت الروابط بينهم الي حد، ان السفارة الروسية قد آوته اليها، و عندما طالبت الحكومة الايرانية بان يسلم اليها امتنع الوزير الروسي المفوض بهطران ان يسلمه لهم بل ارسله الي منزل (آقاجان) رئيس الوزراء آنذاك بعدما كتب اليه رسميا: (ان الحكومة الروسية ترغب ان لايمسه احد بسؤ، و ان يكون في حفظ و حماية تامة، و حذرة ان يكون رئيس الوزراء مسؤولا شخصيا اذا لم يعتن به) [826] و شهد سفير الروس بطهارة اخلاقه [827] فبرأته الحكومة الايرانية عن الاشتراك في تلك المؤامرة و تدبيره اياها [828] . و هكذا ظهر تأثر (حسين علي البهاء) بالنصرانية واضحا في دعوته، حيث يقول عن مهمة السيد المسيح (بانه كلف باعلان قرب الظهور الاعظم - كذا - لكل الازمنة (بهاء الله)، و كان هدفه الاساسي هو ان يهي‌ء الناس لهذه المنحة الكبري) [829] و كان هذا - كما يدعي البهاء - محور موضوع تعاليم المسيح من بدئها حتي نهايتها [830] . ثم زعم انه المسيح المنتظر و قد نزل من السماء ليخلص البشر و يمحو ما قبله من الشرائع و الاديان [831] . و قد ظهرت كلمات عدة تستخدمها المسيحية في الاناجيل في كتب (البهاء) كأغنام الله و غيرها حتي اعتقدوا بان دعوة (البهاء) هي رسالة المسيح نفسها قد استؤنفت من جديد بالكلمات نفسها تقريبا [832] . [ صفحه 150] و بعد وفاة حسين علي البهاء سنة 1892 م [833] انتقلت زعامة البهائية الي ولده (عباس افندي) الذي سعي الي ان يوفق بين تعاليم ابيه و التفكير الغربي فلذلك اصبح يستدل علي صحة معتقده من اقوال السيد المسيح و الانجيل [834] و قد ردد ما يقوله الميسحيون بان الانجيل كلمة الله، و بان المسيح ابن الله، حتي قيل ان تعاليم البهائية كثيرا ما تساعد علي بعث العقيدة المسيحية من جديد - الامر المرغوب فيه اعظم الرغبة لدي المسيحيين [835] . و قد اكد ذلك (عبدالبهاء عباس افندي) بكلمة ثبتها في نسخة الكتاب المقدس القديمة و هي: (هذا كتاب الله المقدس، اوحي به من السماء انه انجيل الخلاص الجليل، انه سر الملكوت و نوره و النعمة الالهية، و آية الهداية الربانية و وقع باسمه) [836] و لذلك استطاعت البهائية ان تجمع حولها الاتباع و الانصار من كنائس النصاري [837] . و عند زيارته الي بريطانيا سنة 1911، كان محل حفاوة و تقدير رجال الكنيسة و قد قال احد القساوسة عند تقديمه عبدالبهاء لالقاء كلمة في احد الكنائس: احسب ان الحركة البهائية قريبة الشبه جدا بالمسيحية، بل هي صورة حقيقة لغايتها الروحية [838] . و كذلك فقد ادي (عبدالبهاء) صلاة المساء في كنيسة (القديس يوحنا) (بوست منستر) بلندن [839] . و من هنا نري تأثر البهائية بالمسيحية، حيث انها لقية الدعم الكبير من قبل زعماء و دول المسيحية العالمية [840] . [ صفحه 151]

في شهر رجب عام 1264 ه / يونيو 1848 م، عقد زعماء البابية و اقطابها مؤتمرا لهم في بيداء «بدشت» علي نهر «شاهرود» بين «خراسان» و «مازندران» و كان انعقاد هذا المؤتمر بايعاز من «الشيرازي الباب» حيث يذكر البابيون ذلك: (ان قرة العين التي كانت علي اتصال دائم بالمراسلات مع الباب اخبرت: ان التوقيعات الصادرة من «ماه‌كو» [841] ترشد ان الوقت وقت التحرك سوء لتبليغ هذا الامر او لاداء الخدمات الاخري، و لازم (كذا) ان لا تجلسوا صامتين» [842] . و قد تداول المجتمعون في امرين رئيسيين: هما انقاذ «الباب» من معتقله و نقله الي مكان اخر، و نسخ الشريعة الاسلامية و انشاء دين جديد باسم «البابية» [843] . و كان معظم المؤتمرين يعتقدون بوجوب «النسخ و التجديد» و يرون ان من قوانين الحكمة الالهية في التشريع الديني، ان يكون الظهور اللاحق اعظم مرتبة و اعم دائرة من سابقة، و ان يكون كل خلف ارقي واكمل من سلفه فعلي هذا القياس يكون «الباب» اعظم مقاما و اثارا من جميع الانبياء الذين خلوا من قبله، و يثبت ان له الخيار المطلق في تغيير الاحكام و تبديلها، و ذهب قليل منهم الي عدم جواز التصرف في الشريعة الاسلامية، مستندين الي ان حضرة «الباب» ليس الا مروجا لها و مصلحا [ صفحه 152] لاحكامها... و كانت «قرة العين» من القسم الاول لذا اصرت علي وجوب افهام جميع الاخباء و اشعارهم بان للقائم مقام المشرع و حق التشريع و علينا الشروع فعلا في اجراء بعض التغييرات كافطار رمضان و نحوه [844] . فوقفت مكانها و خاطبت الباقين من هذا الجميع غير و جله و لا مهتمة بما حصل في قلوب اصحابها... و كان ذلك اليوم التاريخي (كذا) و الايام التي تلته قد اثرت في اخلاق و عوائد و حياة المؤمنين - كذا - المجتمعين اعظم التغييرات، فتغيرت طريقة العبادة تغيرا فجائيا كليا، و طرحت العبادات القديمة، التي كان المتعبدون و المخلصون يتبعون نظامها طرحا ابديا) [845] عند ذلك تدخل حسين علي (البهاء) في المسألة و تلا سورة (الواقعة) و اخذ في تفسيرها و تأويلها، و افاض في شرحها و بيانها و ان القرآن نفسه اشار الي ذلك (النسخ و التغيير) و انبأ بوقوعه حتي اطمأنت قلوب الجميع و علموا بانه لابد من وقوع هذه الواقعات و حدوث هذه الحادثات كلها [846] . و في خاتمة المجلس تقرر تحرير هذه المسألة الي حضرة «الباب» في سجن (ماه كو) و التماس اصدار الحكم الفاصل و و الجازم منه فيها، و هذا ماقد كان و مما علم فيما بعد و تبين ان خواص الاحباء كانوا علي حق و ان رأي حضرة (بهاء الله) كان متفقا مع حكم حضرة (الباب) علي وجوب تغيير الشريعة [847] . و علي هذا فقد تم تغيير العبادات فاصحبت الصلاة مرة واحدة في اليوم [848] و اصبحت «القبلة» في زمن «الباب الشيرازي» باتجاه نظرة متي ينقلب تنقل الي ان يستفر [849] و مرة قالوا ان القبلة «بيت الباب الشيرازي» في (تبريز) [850] و في زمن (البهاء) تكون باتجاهه [851] و باتجاه قبره في (عكا) بعد موته [852] . و اصبح الصوم تسعة عشر يوما يأتي بعده عيد «النيروز» [853] و كذلك اصبح الحج عند البهائية الي الدار التي اقام فيها (حسين علي البهاء) في بغداد، او الدار التي سكنها [ صفحه 153] (الباب الشيرازي) [854] . و علي هذا الاساس اصبحت (البهائية) ديانة مستقلة لها طقوسها الخاصة بها. و يعتقد البهائيون ان اللوم الاكبر في عدم الاكتراث الذي قوبلت به تعاليم (بهاء الله) انما يقع علي عاتق معتنقي دين معين، الا وهم اهل الاسلام) [855] .

يعتقد البهائيون ان (الباب الشيرازي) قد جاء بكتاب اسمه (البيان) و قد نسخ به (القرآن) [856] ، و ان (المرزة حسني علي البهاء) قد جاء بكتاب اسمه (الاقدس) نسخ به كتاب (البيان) [857] . و لم تخل عقائد البابية و البهائية بينهم و بين الاعتراف بالقرآن الكريم، و لم يمنعهم موقفهم منه من الرجوع اليه ليأخذوا منه الشواهد علي دعوتهم: كما ذكر سابقا فقد استشهد (حسين علي البهاء) بسورة (الواقعة) و اخد في تفسيرها و تأويلها و افاض في شرحها و بيانها و ان (القرآن) نفسه اشار الي (النسخ و التغيير) [858] . و قام (الباب الشيرازي) بتفسير سورة البقرة، و سورة يوسف و سورة الكوثر [859] و قد قام (حسين علي البهاء) بتأويل آيات القرآن الكريم، حيث يري ان ماورد في القرآن الكريم من الصراط و الزكاة و الصيام، و الحج و الكعبة، و البلد الحرام و ما الي ذلك كله لايراد به ظاهره و انما يراد به الائمة، فيقول: (قال ابوجعفر الطوسي: قلت لابي عبدالله: انتم الصراط في كتاب الله، و انتم الزكاة، و انتم الحج؟ قال: يا فلان... نحن الصراط في كتاب الله عزوجل، و نحن الزكاة، و نحن الصيام، و نحن قبلة الله و نحن و وجه الله) [860] و يفسرون الجنة بلقاء البهاء، و النار بتكذيب دعهوته، و منهم من قال: (هل الايات نزلت؟ قل: اي ورب السموات، قال: اين الجنة و النار؟ قل: الاولي لقائي و الاخري نفسك يا ايها المشرك المرتاب (- كذا -) [861] . و يفسر البهائيون قوله تعالي: (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي اوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم موسي و عيسي ان اقيموا الدين و لا تفرقوا فيه) [862] . [ صفحه 154] ... فانظروا كيف اعتبر في الاية الكريمة ديانات الصابئة، و الزردشتية، و الموسوية، و النصرانية والاسلامية دينا واحدا، كما اعتبر مؤسسها و شارعها الها واحدا علي اختلافها في الاحكام و الحدود و الاداب) [863] . فهذه التأويلات و غيرها للقرآن الكريم، تعطينا دليلا علي ان البهائية تقوم علي اطلال الباطنية [864] . [ صفحه 155]

العلاقة بين البهائية و القاديانية التي ظهرت في بلاد اسلامية متقاربة، كانت متاشبهة في الافكار [865] واري ان العلاقة بينهما كانت متقاربة للغاية و لمعرفة هذه العلاقة نعقد مقارنة بينهما في امور عدة مشتركة للطائفتين.

فقد بني كل من (الميرزة حسين علي البهاء) و (المرزة غلام احمد القادياني) دعوته علي اساس انه (المسيح المنتظر) جاء ليخلص البشر و يمحو ما قبله من الشرائع و الاديان [866] . (فالميرزة حسين علي البهاء) يقول: (قل يا قوم قد جاء الروح مرة اخري ليتم ما قال من قبل كذلك وعدتم به في الالواح ان كنتم به من العارفين) [867] . و يقول: (اعلم بان الذي صعد الي السماء قد نزل بالحق و به مرت روائح الفضل علي العالم و كان ربك علي ما اقول شهيدا قد تعطر العالم برجوعه و ظهوره) [868] . و اما (المرزة غلام احمد القادياني) فيقول: (ان لي شبها بفطرة المسيح و علي اساس هذا الشبه الفطري ارسل هذا العاجز باسم المسيح ليدك العقيدة الصليبية فقد ارسلت لكسر الصليب و قتل الخنزير لقد نزلت من السماء مع الملائكة الذين كانوا عن يميني و عن شمالي) [869] . و يقول ايضا: (اني انا هو المسيح الذي اخبر عنه الرسول صلي الله عليه و سلم [870] . [ صفحه 156]

من الاحكام التي جاءت بها البهائية و القاديانية هي الغاء الجهاد يقول (الميرزة حسين علي البهاء): (البشارة الاولي التي منحت من ام الكتاب في هذا الظهور الاعظم (ادعاؤه بانه مسيح و رسول و رب) محو حكم الجهاد من الكتاب - القرآن [871] . و يقول ايضا: (قد نهيناكم عن النزاع و الجدال نهيا عظيما في الكتاب، هذا امر الله في هذا الظهور الاعظم) [872] . و قال: (لا يجوز رفع السلاح و لو للدفاع عن النفس) [873] و اما (غلام احمد القادياني) فيقول: (ان الله خفف شدة الجهاد اي القتال في سبيل الله بالتدريج، فكان يقتل الاطفال في عهد موسي و في عهد محمد صلي الله عليه و سلم الغي قتل الاطفال و الشيوخ و النسوان، ثم و في عهدي الغي حكم الجهاد اصلا) [874] . و يقول ايضا: (اليوم الغي حكم الجهاد بالسيف و لا جهاد بعد هذا اليوم فمن يرفع بعد ذلك السلاح علي الكفار و يسمي نفسه غازيا يكون مخالفا لرسول الله الذي اعلن قبل ثلاثة عشر قرنا بالغاء الجهاده في زمن المسيح الموعود فانا المسيح الموعود و لا جهاد بعد ظهوري الان) [875] .

ان الاستعمار الانكليزي كان يقف مع البهائية منذ نشأتها و قد ذكرنا ذلك في مبحث (البهائية و الاستعمال البريطاني). اما القاديانية: فقد كانت العلاقة بينهما و بين الاستعمار الانكليزي وثيقة جدا و متينة: يقول الغلام القادياني: (لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الانكليزية و نصرتها و قد الفت في منع الجهاد و وجوب طاعة اولي الامر (الانكليز) من الكتب و الاعلانات و النشرات مالو جمع بعضها الي بعض لملأ خمسين خزانة و قد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية و مصر و الشام و تركيا و كان هدفي دائما ان يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة) [876] . [ صفحه 157] و يقول في رسالة قدمها الي نائب حاكم المقاطعة عام 1898 م: لقد ظللت (كذا) منذ حداثة سني و قد ناهزت اليوم الستين اجاهد بلساني و قلمي لا صرف قلوب المسلمين الي الاخلاص للحكومة الانكليزية و النصح لها و العطف عليها و الغي فكرة الجهاد التي يدين بها جهالهم - كذا - و التي تمنعهم من الاخلاص لهذه الحكومة، واري ان كتاباتي قد اثرت في قلوب المسلمين و احدثت تحولا في مئات الالاف منهم) [877] . و قد امدت القاديانية الحكومة الانكليزية، بعدد من جواسيسها لمصالحها في الهند و خارج الهند، و بذلوا نفوسهم و دماءهم في سبيلها بسخاء [878] و يذكرون (بان مئات من القاديانيين تجندوا في جيش الانكليز لاحتلال العراق و اراقوا دماءهم في سبيله) [879] .

اهتم اليهود بالبهائية اهتماما كثيرا و لذلك فقد سلكوا كافة الوسائل و الطرق لتثبيت مركز (المرزة حسين علي البهاء) حتي بلغ بهم الامر (ان استخلصوا من دفائن العهد القديم و تنبؤات اسفاره ما ينبي‌ء بظهوره (بهاء الله) و ابنه (عباس افندي) [880] . و قد ذكرنا تفاصيل ذلك في مبحث (البهائية و اليهودية العالمية) اما القاديانية فلها مع الكيان الصهيوني اتصالات و دية متينة و قوية، و صلت الي حد ان رئيس الكيان الصهيوني يطلب مقابلتهم شخصيا [881] . و كذلك فقد منحوهم مكانا في (فلسطين) لفتح المراكز و المدارس، فقد ذكروا: (ان المركز القادياني يقع علي (ماؤنت كارمال) في (حيفا) و نحن نملك هناك مسجدا و بيتا للمركز و مكتبة عامة للمطالعة، و مكتبة خاصة لبيع الكتب و مدرسة و يصدر المركز مجلة باسم (البشري) التي ترسل الي (ثلاثين بلدا عربيا مختلفا) [882] و قد ترجم اكثر مؤلفات المسيح الموعود (القادياني) الي العربية بطريق هذا المركز و ان مركز القاديانية تأثر بتقسيم (فلسطين) من عدة وجوه و ان المسلمين الذين بقوا في اسرائيل قد اخذوا من المركز الفوائد الجمة، و مركزنا لايضيع اية فرصة لخدمتهم... و يمكن للقارئين ان يعرفوا مكانتنا في (اسرائيل) بامر بسيط، بان مبلغنا (جوهدري محمد شريف) حينما اراد [ صفحه 158] الرجوع من (فلسطين المحتلة) الي (باكستان) عام 1956 م، السل اليه رئيس الكيان الصهيوني بان يزوره قبل مغادرته البلاد) [883] و هذا يدل علي عمق العلاقة اليهودية العالمية القاديانية. [ صفحه 159]

بدأت علاقة البهائية (بروسيا القيصرية) منذ مجي‌ء (الباب) علي محمد الشيرازي الي كربلاء و حضوره حلقة درس السيد كاظم الرشتي فقد كان هناك ضمن حلقة (الرشتي) الجاسوس الروسي (كنيازد الكوركي) المتنكر باسم (الشيح عيسي النكراني) و الذي كان مترجما بالسفارة الروسية سنة (1834 م) و قد ارتقي بخدماته الجاسوسية الي منصب الوزير المفوض ثم الي السفير، كما صرح في مذكراته التي نشرت في مجلة (الشرق) السوفيتية التي كانت تصدرها وزارة الخارجية الروسية بعد انقراض القصرية سنة (1924 م - 1925 م) [884] . يقول (دالكوركي) في هذه المذكرات: انه كان يبحث و يفتش عن الزائغين في العقائد الاسلامية لضرب المسلمين من بينهم ضربة تقضي علي وحدتهم و جميعتهم فكان من اسهل الطرق الموصلة الي هذا انشاء الخلافات الدينية و نشرها و اسعار نارها فيما بينهم، ففي هذا البحث و التحري اطلعت علي الطائفة الشيخية التي كانت تخالف في كثير من العقائد الاسلامية الثابتة عند اكثرهم، منها المعاد و المعراج الجسماني و غير ذلك فدخلت في حلقة السيد كاظم الرشتي و كان كثير الذكر عن المهدي و لمن ليس المهدي الذي ينتظرون رجوعه منذ قرون بل الذي سيحل فيه روحه. و يقول: اني سألت الرشتي يوما عن المهدي اين هو؟ فقال: أأنا أدري؟ يكون هنا في هذا المجلس، فاذن لمح الخيال في خاطري كالبرق الخاطف واردت انجازه و ابداله في صورة الحقيقة. [ صفحه 160] رأيت في المجلس (المرزة علي محمد الشيرازي) فتبسمت و صممت في نفسي ان اجعله ذلك المهدي المزعوم، و منذ ذلك اليوم بدأت كلما اجد الفرصة و الخلوة ارسخ في ذهنه انه هو الذي سيكون القائم و يوميا كنت اخاطبه: يا صاحب الامر، و يا صاحب الزمان فكان في اول الامر بدأ يترفع و يتأفف لهذا القول و يتنكر و لكنه لم يلبث الا القليل حتي كان يبدي السرور و الفرحة عن هذه المخاطبات. و كان للحشيش دوره واثره في القوي مع تلك الرياضات و المشقات التي كان يعاودها لتحقيق تلك الامنية كنا كانت التعليمات الشيخية عن عدم بقاء ابن‌العسكري ذلك الي الف سنة و مجيئه بصورة شخص اخر بحلول روحه في جسمه لها تأثيرها و دورها في تكوين المهدوية.. فاثمرت هذه النتائج، و بعد انتقاله من كربلاء الي مدينة بوشهر فاجأني فجأة خطابه في مايو 1844 م يخبرني و يدعوني الي بابيته بانه هو نائب صاحب العصر و باب العلم فجاوبته باني اؤمن انك صاحب الزمان و المام العصر لا بابه و نائبه و رجوت منه بالالحاح ان لاتحرمني حقيقتك و لا تحجبني من اصلك فانا اول المؤمنين. و حمدت الله ان سعيي لم يضع و تجارتي لم تبر التي بذلت لاجلها الجهد الكبير و صرفت فيها الوقت الكثير) [885] . و يقول في مذكراته التي تعد وثيقة مهمة في هذا المجال حيث يتحدث عن اجتماع له: (و كان الميرزا حسين علي - البهاء - اول من ورد هذه الغرفة و اخبرني بمطالب مهمة جدا) [886] . و بعد ان قبض علي السيد علي محمد الشيرازي (الباب) يقول: (فانا بواسطة الميرزا حسين علي و اخيه يحيي و نفر اخرين اقمت بالضجيج و العجيج ان صاحب الامر قد قبض عليه) [887] . فوصلني خبر قتله بطهران فقلت لميرزا حسين علي البهاء و نفر اخرين للذين لم يروا السيد ان يثيروا الغوغاء بالضجيج و العجيج و قد تعصب نفراخرون للدين و اطلقوا الرصاص علي (ناصرالدين شاه) فلذلك قبضوا علي كثير من الناس و كذلك قبضوا علي الميرزا حسين علي البهاء و بعض اخرين من الذين كانوا لي اصحاب السر، فانا حاميت عنهم و بألف مشقة اثبت انهم ليسوا بمجرمين و شهد عمال السفارة و موظفوها حتي انا بنفسي قلت ان هؤلاء ليسوا بابيين فنجيناهم من الموت و سيرناهم الي بغداد و قلت لميرزة حسين علي البهاء اجل انت اخاك الميرزا يحيي وراء الستر وادعوه (من يظهره الله) فلا [ صفحه 161] تدعه ان يكلم احدا و كن انت بنفسك متوليه و اعطيتهم مبلغا كبيرا ارجاء ان اعمل بذلك عملا [888] . فالحقت به في بغداد زوجته و اولاده و اقرباءه و كل من كان لائذا به، كي لا يكون له هوي من خلفه [889] . فشكلوا في بغداد تشكيلات و جعلوا له كاتب الوحي، و انا ايضا ارسلت لهم كتابا، و كتبا كانت باقية للسيد بعدما انا (كذا) اصلحتها جرحا و تعديلا و امرتهم ان يستنسخوا منها نسخا كثيرة. و كانوا يهيئون في كل شهر بعض الالواح ويرسلونها للذين كانوا منخدعين بالسيد الباب و لم يروه و كان قسم من اعمال السفارة الروسية في طهران منحصرا في تهيئة الالواح و تنظيم اعمال البابية) [890] . و لم تكتف الحكومة الروسية باعداد تلك الاعمال السرية الخطرة علي الامة الاسلامية، بل وقعت الارمني الروسي (منوجهر خان) لاعلان اسلامه فغمره الشاه محمد بالفضل، و اعطاه ثقته فعينه معتمدا للدولة في اصفهان و كان له دور خطير جدا في توسيع الحركة البابية مستغلا ثقة (الشاه) به. فلقد قام باخفاء الميرزة علي محمد الباب في بيته اربعة اشهر [891] و لما مات (منوجهر خان) و خلفه (جورجين خان) كتب الي الحكومة بطهران: (كان من المعتقد في (اصفهان) منذ اربعة اشهر ان معتمد الدولة سلفي قد ارسل السيد الباب الي مقر الحكومة الملكية بناء علي طلب جلالتكم و قد ظهر ان هذا السيد قاطن الان في عمارة (خورشيد) التي هي مقر معتمد الدولة الخاص واتضح ان سلفي قد اكرم السيد الباب في ضيافته و اجتهد (كذا) اخفاء تلك الحراسة عن الناس و عن الموظفين في المدينة) [892] . و من هدا يتبين ان حكومة روسيا القيصرية اتخذت من الميرزا (علي الباب) صنيعة لها، و ذلك للاخلال بالا من في بلاد ايران، و البلاد الاسلامية المجاورة لها، و اشغال المسلمين بحرب داخلية فيما بينهم حتي يخلو لهم الجو للتمهيد لاحتلال اراض اسلامية اخري [893] و اعطت لهم حرية كاملة في دينهم فبنوا معبدين احدهما في (باكو) و الثاني في (عشق آباد) و يعد ثاني افخم المعابد في العالم [894] . [ صفحه 162] و ذكر المازندراني (بهاء الله) نفسه علاقته بالدرس و تدخل سفير الروس [895] في نجاته من السجن في كتابه (سورة الهيكل) بقوله: (يا ملك الروس... و لما كنت اسيرا في السلاسل و الاغلال في سجن طهران نصرني سفيرك) [896] . و في كتابه (مبين) قال: (يا ملك الروس.. قد نصرني احد سفرائك اذ كنت في السجن تحت السلاسل و الاغلال، بذلك كتب الله مقاما لم يحط به احد الا هو) [897] . و يذكر حسين علي البهاء بانه سافر بحماية الروس الي بغداد و حيث يقول: (انا مافررنا و لم نهرب بل يهرب كنا عباد جاهلون، خرجنا من الوطن و معنا فرسان من جانب الدولة العلية الايرانية و دولة الروس الي ان وردنا العراق بالعزة و الاقتدار) [898] . [ صفحه 163]

تفنن الانكليز كثيرا في عداواتهم للاسلام و محاولاتهم المستمرة للقضاء عليه، و النيل من المسلمين باستعمار بلادهم و تشتيت شملهم و سرقة خيراتهم فلقد حاولوا التغلغل بين صفوفهم، و ايقاد نار العداوة عن طريق مساعدتهم للحركة البابية و البهائية و تشجيعهم لزعمائها و التدخل لانقاذهم من القصاص فرأوا ان املهم الكبير يكمن في مناصرتهم الميرزا حسين البهاء و تهيئة الظروف اللازمة لانجاح دعوته بعد اخفاق الحركة البابية في السيطرة علي ايران و نواحي اخري من العالم الاسلامي، و لذلك فانهم لجؤوا الي كل وسيلة لانقاذه من الاعدام، متعاونين بذلك مع الروس و اليهودية العالمية لانهم كانوا يرون فيه الشخص الدي بوسعه ان يقدم اليهم اجل الخدمات [899] . و يعترف البهائيون بذلك و يذكرون بانه (لو ما كان سفير الروس و الانكليز و لم يشفعا لبهاء الله امام الحكومة الايرانية اخلي التاريخ عن ذكر ذلك الشخص العظيم) [900] و بعد نفيه الي بغداد قدمت له الحكومة الانكليزية عن طريق سفيرنا جنسية انكليزية لحمايته [901] . و لقد استفاد الانكليز من حسين علي بهاء الله و ابنه عباس افندي في اطاحة الخلافة العثمانية و الاستيلاء علي البلاد العربية و فلسطين علي الوجه الاخص. و ق اعترف بذلك البهائيون حيث يذكرون: (كان الابتهاج في حيفا عظيما عندما استولت الجنود البريطانية و الهندية [902] التابعة للحكومة الانكليزية - عليها بعد قتال دام 24 ساعة في 23 سبتمبر سنة 1918 م بعد الظهر و بذلك انتهت اهوال الحرب التي استمرت طول حكم الاتراك. و منذ الحتلال البريطاني طلب عدد عظيم من العسكر و الموظفين من كل الطبقات حتي العليا مقابلة (عبدالبهاء) و كانوا يبتهجون بمحادثاته النوراء..!! وسعة اطلاعه و بعمق باطنه الانور و كرم ضيافته و نباله ترحيبه و كان اعجاب رؤساء الحكومة بعظمة اخلاقه و عمله الجليل للسلام و الوئام و السعادة الحقيقية للعالم شديدا لدرجة ان انعم عليه بنيشان فرسان الامبراطورية البرطانية باحتفال وقع في حديقة الحاكم العسكري [ صفحه 164] لحيف في السابع و العشرين من شهر ابريل سنة 1920 م) [903] . و قالوا ايضا: (تم تحرير فلسطين - كذا - علي يد القوات التي كان يقودها الجنرال (اللنبي) الذي عامل (عبدالبهاء) و جماعته من البهائيين معه في مدينة (حيفا) و (عكا) بمنتهي الرعاية و الاحترام) [904] . و كان عبدالبهاء يعمل لحساب الانكليز و يدعو لهم بقوله: «اللهم ايد الامبراطور الاعظم، جروج الخامس عاهل انكلترا بتوفيقاتك الرحمانية وادم ظلها الظليل علي هذا الاقليم بعونك وصونك و حمايتك انك انت المقتدر، المتعالي العزيز الكريم» [905] . ان خدمة عبدالبهاء للانكليز لم تكن عرضية و انما جائت بناء علي ما كتبه والده حيث يقول: (اذا قام اي ملك من الملوك وفقهم الله - كذا - عل حفظ هذا الحزب -البهائية - المظلوم و اعانته يجب علي الكل ان يتسابقوا في محبته و خدمته و هذا فرض علي الكل طوبي للعالمين) [906] . فولاء عبدالبهاء عباس افندي، زعيم البهائية بعد والده للانكليز يتأكد عندما نقرأ الخطب التي القاها في نوادي لندن و كنائسها و مجامعها، يقول في احدي تلك الخطب مخاطبا الانكليز:(ان مغناطيس حبكم هو الذي حبكم هو الذي جذبني الي هذه المملكة... اني عرفت الامة الانكليزية و الذين قابلتهم هم انفس طيبة يشتغلون للسلام و الاتحاد. و يقول: اصبحت المدنية الغربية متقدمة عن الشرقية، و اصبحت الاراء الغربية اقرب الي الله من آراء الشرقيين) [907] . و لم تقتصر علاقة الانكليز و البهائية علي ما تقدم فقد بنوا لهم بناءا كبيرا علي سفح جبل الكرمل لعقد اجتماعاتهم في عهد عبدالبهاء [908] و شدوا ازرهم في مستعمراتهم و قدموا لهم مساعدات كبيرة و حموهم واووهم و جعلوا (لندن) مركزا من مراكز الحركة البهائية [909] و احتضنوا المؤتمر البهاني العاملي الذي عقد في (لندن) سنة 1963 م [910] ، و احتضنت اجهزة الدعاية الغربية و دوائر التبشير العالمي (البهائية) و عدتها حركة تحررية جاءت لانقاذ المسلمين من الاسلام المتعصب في نظرهم [911] . [ صفحه 165] و لقد قام البهائيون من جانبهم باعمال سرية للانكليز في البلاد العربية فكان (يعتمد الانكليز علي هؤلاء البهائيين المستعمرين في اعمالهم السرية ببلاد العرب، و يثقون بهم لما خبروه من اخلاصهم) [912] . و مع دخول جيش الاحتلال البريطاني جاء (حسين افنان بن فروغية خانم بنت البهاء) فحل في بغداد و اشغل مركزا مهما في الدولة البريطانية، كما كان يعمل سكرتيرا اول مجلس وزراء في الدولة العراقية و بسببه انتشر البهائيون في العراق و تمكنوا فيها فتكاثر عددهم في التوظيف و التعليم [913] . و عن ظروف البهائيين و مانعموا به في ظل الاحتلال البريطاني ذكر (شوقي افندي) في (القرن البديع) مانصه: (علي اثر الاحتلال البريطاني للاراضي المقدسة و تصرفها في تلك الاراضي تمكنا ان نتخلص من المخاطر العظيمة التي كنا نشعر لها (كذا) طوال خمس و ستين سنة من الحياة المنورة بهذا الشرع القدير) [914] . و جاء في - التوقعيات المباركة -: (و هكذا توفقت القوي البريطانية المنصورة -كذا - ان تحتل الاراضي المقدسة و بذلك انجلي بدر الميثاق الذي كان مخسوفا بالمحن و البلاء و تجلي امر الله من جديد) و يستطرد فيصف القوي البريطانية بقوله: (الذين اختارهم الله لتسخير المدن و الديار و رفع علم الاستقلال و حماية و المستضعفين و في البلاد) [915] . و في المصدر نفسه جاء: (ان هذه الاراضي الواقعة في ذلك الجبل و التابعة للمقام و الاظهر كلها معفية (كذا) من الرسوم الحكومية و ذلك بناء الاوامر و القوانين الصادرة من مركز الحكومة الي المندوب السامي للدولة البريطانية البهية) [916] . [ صفحه 167] الخاتمة
لعل النتيجة التي يخرج بها الباحث في عقائد هي ان العقائد تقف و عقائد الفرق الباطنية الي حد كبير في الاهداف و الغايات فضلا عن اتفاقها في المصدر و الاساس. و لاشك في ان الصفحات السابقة قد بينت ان المصدر الرئيس الذي اخذت عنه البهائية عقائدها و تعاليمها كان مناقضا للاصول و المبادي‌ء التي بني عليها الاسلام لذا لانكون مغالطين او مفترين علي هؤلاء اذا اعتقدنا ان وراء هذه الفرقة ايادي خبيثة تسيرها نحو اهداف و غايات يتطلع لها اصحاب تلك الايدي، منها تشويه الاسلام و بفريق كلمة اهله، تمهيدا لتقويضه و العودة الي اباطيلهم و ضلالاتهم التي قضي عليها الاسلام. و المتتبع لتاريخ الاسلام و المسلمين في القديم و الحديث يدرك ان اهداف البهائية و مدي علاقتهم بالاستعمار البريطاني و اليهودية العالمية و استهانتهم بشعائر الاسلام و القرآن الكريم و محاربتهم للغة العربية ما هي الا براهين علي صدق ذلك و تعطينا الدليل تلو الدليل علي حقد هؤلاء علي هذا الذين و اهله. و من يتصفح تأريخهم و عقائدهم لايشك مطلقا بخروجهم عن الاسلام، و يمكن ان نذكر ابرز النتائج التي توصل اليها البحث و هي: 1 - ان البهائية نشأت و ترعرت في رعاية الحاقدين علي الاسلام و الامة العربية كروسيا القيصرية و بريطانيا التي استخدمت البهائيين عملاء و جواسيس لها عند احتلالها ارض فلسطين، و تسليمها الي المنظمات الصهيوينة. 2-ان البهائية لم تكن الا لمخالفة الاسلام و زعزعة الثقة في نفوس المسلمين بدينهم و عقيدتهم من خلال اعلانهم بان دينهم عالمي و جاء ليضم كافة الاديان في دين واحد هو البهائية. 3- كان البهائيون يستدلون علي دعواهم في البلاد الاسلامية ببعض ايات من القرآن الكريم و الكتب الاخري مؤولين الايات و النصوص تأويلا يرفضه العقل، ويزدريه [ صفحه 168] الفكر، غير ملتفتين الي المنطق و اسلوب اللغة و منهج البيان و اصول التعبير و اعطاء الكلام المفهوم المعني الذي لايتحمله، و هو اسلوب الفرق الباطنية في الاستدلال علي صحة معتقدهم. 4- ان البهائيين يتجنبون دائما البحث في عقائدهم و عباداتهم و الاسس التي قامت عليها ديانتهم و يتطرقون الي المسائل الجانبية و المباحث غير الاصولية، فلذلك وجدت تعاليم عباداتهم غامضة و ام يذكروا لها تفصيلات في كل كتب البهائية كالصلاة و احكام المواريث.. و غيرها. 5- و لقد ذكرت ادلة عدة تثبيت ان البهائيين يستدلون علي صحة معتقداتهم بنصوص من التوراة و الانجيل و قد ظهرت العبارات التي يستخدمها اليهود و النصاري كثيرة في كتب البهائية الاساسية. 6- يدعي البهائيون بالسلوب دعائي ان فلان و فلان من الملوك و الرؤساء و الامراء الاحياء و الاموات صار بهائيا او ذكر قولا يؤيد البهائية، ليرعبوا بهم الناس، و يرغبوهم في اعتناق دينهم. 7- اما واجب المسلمين اتجاه هؤلاء فأري ان يقوم علماء المسلمين، بفضح كفر البهائية امام المسلمين و بيان حقيقتهم و اسماء فرقهم و القابهم و قد بدأوا يتمركزون في اوربا و امريكا بمساعدة اليهود و الصهيونية العالمية، و اعداء المسلمين الذين يمولونهم و يمدونهم بكل الامكانيات و الوسائل،.. و ان العمل ضد البهائية لايقاف خطرها امر يحتمه و يوجبه كل من الدين و السياسة و الاخلاق لانها تدعو الي التحريف في العقائد و هدم اركان الاسلام و لكونها عميلة الاستعمار، و صنيعة الصليبيين و ربيبة اليهود و خير دليل علي ذلك ان المحفل الرئيس للبهائيين في فلسطين المحتلة تحت رعاية العدو الصهيوني. و اخيرا ارجو من الله ان اكون قد وفقت في اظنار حقيقة الديانة و اهدافها التي تسعي اليها.. و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

[1] سورة الزمرة: آية: 28.
[2] القاموس المحيط / الفيروز آبادي: 4 / 202.
[3] مختار الصحاح / الرازي: 56 - و المعجم الوسيط: 1 / 61.
[4] انظر لسان العرب / 13 / 54.
[5] المعجم الفلسفي / د. جميل صليبا: 2 / 194.
[6] المعجم الوسيط: 1 / 61.
[7] فضائح الباطنية / الغزالي 11 - و تلبيس ابليس / للجوزي: 111.
[8] المعجم الوسيط: 1 / 61.
[9] أو الزرادشتية، ديانة تنسب الي زرادشت، ولد حوالي 660 ق. م و توفي 583 ق. م في بلاد فارس، عمل في خدمة المرضي، و استحوذت فكرة معرفة مصدر الخير و الشر علي عقله، و قرر اعتزال الناس في جبل سابلان، و آمن بان العالم تحكمه قوتان، الخير و الشر. و قد انكر تعدد الالهة و عبادة الاصنام، و تقديس النار، و الكفر بالشيطان، و قد انتشرت ديانته في بلاد فارس بعد اعتناق الملك (كشتاسب) تعاليم زرادشت، و قد حرفت الديانة عن اصلها، و المصدر الرئيسي للديانة هو - الزندافستا - و يطلق المسلمون علي معتنقي الديانة الزرادشتية (المجوس) ينظر الملل و النحل / 2 / 41، و الاديان / د. رشيدي عليان، د. سعدون الساموك: 1 / 121 و ما بعد، و الفرق بين الفرق: البغدادي 284. [
[10] صابئة حران: فرة وثنية، كانوا يقولون: ان صانع هذا العالم و مصوره و مدبره و نافعه و ضاره هي الكواكب السبعة. و ينكرون نبوة احد من البشر، و قد سكنوا في مدينة حران في تركيا علي الحدود السورية، و قد خير المأمون سنة 830 م، الحرانيين بين الاسلام او اي دين من الاديان التي ورد ذكرها في القرآن. و بين القتل عن آخرهم، فزعموا انهم من الصابئة. ينظر الصابئون حرانيين و مندائيين: د. رشدي عليان: 57 مطبعة دارالسلام - بغداد 1976. و الاديان دراسة تاريخية. / د. رشدي عليان و د. سعدون الساموك: 1 / 157 و ما بعد الطبعة الاولي 1396 ه 1976 م، دارالحرية بغداد، و خطط الشام / محمد كرد علي: 6 / 151.
[11] العقيدة و الشريعة / 25.
[12] دراسات في الفلسفة الاسلامية / د. محمود قاسم: 257،256.
[13] المعجم الفلسفي / د. جميل صليبا 2 / 73 - و دراسات في الفلسفة الاسلامية / د. محمود قاسم، ص 256.
[14] (لقب يطلق علي الفلسفة و الحضارة اليونانية التي انتشرت في الاسكندرية).
[15] المعجم الفلسفي / د. جميل صليبا 1 / 80.
[16] الثنوية و المانوية: و هم ينسبون الي ماني بن فاتك الفارسي الذي ولد عام 215 زمن حكم سابور بن اردشير و الذي درس ديانة قومه القديمة و ديانة زرادشت كما درس الدين المسيحي و تأثر به. حتي قال بنبوة عيسي - عليه‌السلام - و ديانته تقوم علي العقائد الفارسية و المسيحية، فيقول بان العالم نشأ عن اصلين: هما النور و الظلمة، ازليان قديمان. و قد فرض ماني علي اصحابه العشر في الاموال كلها و الصلوات الاربع في اليوم و الليلة و الدعاء الي الحق... و ترك الكذب و القتل و السرقة و الزنا و السحر و عبادة الاوثان، و قد قتل عام 274 م، و انتشرت ديانته في منطقة البحر الابيض المتوسط، و كان لهم وجود حتي نهاية القرن الثالث عشر الميلادي. ينظر الفرق بين الفرق: البغدادي: 271، و الملل و النحل: 2 / 49 و الاديان: د. رشدي عليان ود. سعدون الساموك: 1 / 137.
[17] اسم مشتق من الكملة اليونانية غنوص Gnosis - بمعني المعرفة، و اصطلاحا هو محاولة التوصل الي المعارف العليا بنوع من الكشف. انظر العقيدة و الشريعة: 25 من الهامش. و المعجم الفلسفي د. صليبا 2 / 72.
[18] المعجم فلسفي / د. جميل صليبا 2 / 72.
[19] تاريخ الفكر العربي / د. عمر فروخ: 142.
[20] تاريخ الفكر العربي / د. عمر فروخ: 142 - و الفهرست / ابن‌النديم: 142.
[21] من يهود اليمن، اسلم ايام الخلافة الراشدة، قاد الفتنة التي حدثت ضد عثمان بن عفان (رض) و التي ادت الي مقتله، و قال بان الجزء الاهي حل في علي بن ابي‌طالب (رض) فنفاه الي المدائن، و اليه تنسب الفرقة (السبأية) و هي اول فرقة بتناسخ الجزء الالهي في الائمة بعد علي. انظر - الملل و النحل / الشهرستاني: 1 / 174 و غلاة الشيعة الباطنية / يوسف غواتمة: 10.
[22] ينظر موسوعة التاريخ الاسلامي / د. احمد شلبي: 2 / 145 - 146 و حركات الشيعة المتطرفين / د. محمد جابر عبدالعادل: 5.
[23] فرق الشيعة / النوبختي: 19، 20.
[24] المهدية في الاسلام منذ اقدم العصور و حتي اليوم / سعد محمد حسن: 79.
[25] الاغريقية: و هي الديانة، و قد تدحرجت في عدة مراحل من الوثنية الي ظهور الالهة و الارباب الاولمبية، الي دور التكوين القائم علي مؤثرات خارجية من الديانات الاسيوية و المصرية، والي اهم مراحل الديانة اليونانية التي برز فيها الفلاسفة و النظريات الفلسفية في الوجود و المعرفة.. و ما الي ذلك... و رغم اتفاق النظريات علي اعتبار ان الله موجود، الا انها بقيت ديانة وثنية في جوهرها... حتي ظهرت المسيحية و تمكنت من القضاء عليها، و لكن بعد ان تركت هذه الفلسفات بصماتها واضحة في المسيحية. ينظر الاديان د. رشدي عليان و د. سعدون الساموك: 1 / 74 و ما بعد.
[26] نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام د. علي النشار: 1 / 47، و تاريخ الدولة الفاطمية: د. حسن ابراهيم حسن: 18، و دراسات في الفلسفة الاسلامية: د. محمود قاسم: 254 و 255.
[27] سورة نوح آية 12-10.
[28] تاريخ الدولة الفاطمية / د. حسن ابراهيم حسن: 436.
[29] سورة الاعراف / الاية 157.
[30] رجل من جنوب فارس، يزعم ان العلمل بظواهر الكتاب و السنة حرام. له كتاب (الميزان في نصرة الزندقة)، و للتفصيل ينظر: الفهرست / لابن النديم: 264، 265 - و الكامل في التاريخ / ابن‌الاثير: 8 / 28، 29، مختصر التحفة الاثني عشرية / للدهلوي:17. الفرق بين الفرق / للبغدادي: 266.
[31] مشكاة الانوار الهادمة لقواعد الباطنية الاشرار: يحيي بن حمزة العلوي: 7.
[32] ينظر كتاب المقالات و الفرق / للقمي: 56 - و كتاب الحركات الباطنية في العالم الاسلامي / د. محمد الخطيب: 26.
[33] ينظر كتاب المقالات و الفرق / للقمي: 57 - و كتاب فرق الشيعة / للنوبختي: ص 3، 38.
[34] الاسماعيلية: هي احدي الفرق الشيعية الغالية، سميت بهذا الاسم نسبة الي (اسماعيل بن جعفر الصادق)، و من عقائدهم ان معرفة الله معرفة عقلية، و الامامة لاسماعيل و ذريته، و التناسخ، و قالوا ان الائمة تدور احكامهم علي سبعة كأيام الاسبوع، و السموات السبع، و الكواكب السبعة). ينظر الملل و النحل: 1 / 191، و فرق الشيعة للنوبختي: 58، و الحركات الباطنية في العالم الاسلامي: د. محمد احمد الخطيب: 55، مطبعة الاقصي - الاردن 1983 م.
[35] القرامطة: فرع من فروع الاسماعيلية و ينتسبون الي شخص اسمه «حمدان بن الاشعث» و يلقب «بقرمط» ظهر هؤلاء سنة (281 ه) ايام خلافة المعتضد بالله. و قد جاء بعد (قرمط) سنة (301 ه) (ابوسعيد الجنابي). و قد طالت ايامهم، و ارهبوا المسلمين و اقاموا سلسلة من المجازر الوحشية، و قد كانت اعظمها قتلهم لعشرات الالوف من الحجاج في سنة (317 ه) و استولوا علي مكة المكرمة، و اقتلعوا الحجر الاسود من مكانه و حملوه الي البحرين التي اسسوا فيها دولتهم، و كانت مبادئهم تقوم علي الالحاد و الايمان بقدم العالم، و القول باشتراكية المال و النساء ينظر فرق الشيعة: للنوبختي: 61، و الملل و النحل 1 / 192.
[36] الدروز: هي من الطوائف الباطنية التي انشقت عن السماعيلية في عصرها العبيدي اتخذت لها مبادي‌ء مخالفة في ظاهرها لمبادي‌ء الاسماعيلية. و قد بدأت الدعوة سرية اول الامر عام (400 ه) و اصبحت علنية تدعو بشكل واضح لالوهية الحاكم عام (408 ه). اشهر دعاتها هم حمزة بن علي الزوزني، و محمد بن اسماعيل الدرزي المعروف (بنشتكين) و الحسن بن حيدرة الفرغاني) انظر الملل و النحل: 1 / 195.
[37] الحشاشون: فرع من الاسماعيلية، تزعمها (الحسن بن الصباح) الذي انتسب الي اهل البيت زورا. لايعرف من مبادئهم شي‌ء اذ كانت الاسرار مقصورة علي المراتب العليا، كان شعارهم (لا حقيقة في الوجود، و كل امر مباح) «اغتالوا الكثير من رجال السياسة و العلماء و منهم الوزير السلجوقي نظام الملك، و حاولوا اغتيال صلاح الدين الايوبي. و بعد موت ابن‌الصباح سنة (520 ه) تفرقوا و اقتتلوا فيما بينهم. و قد سموا بالحشاشين لانهم كانوا يتعاطون الحشيش بكثرة) ينظر الكامل في التأريخ - ابن‌الاثير: 10 / 317 و الحركات الباطنية في العالم الاسلامي: د. محمد الخطيب: 73 و ما بعد.
[38] النصيرية: من الفرق الباطنية مؤسسها هو (محمد بن نصيره النميري) عاش في القرن الثالث الهجري - و توفي عام (270 ه) زعم انه (الباب) الي الامام الحسن العسكري، و يقول بالاباحة للمحارم و يحلل اللواط و يقول ان ذلك من التواضع، و قد جاء بديانته هذه بمزيج من الاسلام و النصرانية و الوثنية فانتسبت هذه الطائفة الي الاسلام اسميا من عقائدهم قالوا بالوهية الامام علي بن ابي‌طالب (رض) و يعتقدون بتناسخ الارواح، و التأويل بالباطن. و نظامهم الديني يدور حول التثليث بأسماء ثلاثة بحرف (ع.م.س.) اي علي بن ابي‌طالب و محمد (ص). و الباب سلمان الفارسي. انظر الملل و النحل: 1 / 188 و 188. يسكن النصيريون حاليا في جبال اللاذقية بسوريا. و في جنوب تركيا و فارس.
[39] الخرمية: احدي الفرق الباطنية و تمتد جذورها الي المزدكية قبل الاسلام. جارب اتباعها الدولة العباسية عشرين سنة. زعيمها (بابك الحرمي) من اذربيجان. اسريع اخيه و صلب (بسر من رأي) ايام المعتصم. و من مبادثهم انهم رفضوا الفروض الدينية جمعيها كالصلاة و الصوم و الحج و الزكاة و اباحاوا الخمر و المحرمات. و من عقائدهم الالحاد و الرجعة، و تأليه البشر عن طريق الحلول ينظر فرق الشيعة: للنوبختي: 42، و الفرق بين الفرق: 268.
[40] سيتم التطرق اليها في المبحث اللاحق.
[41] سميت بهذا الاسم نسبة الي زعميهم (محمد كريم خان الكرماني - 1225 ه - 1285 - احد تلاميذ السيد كاظم الرشتي الذي تزعم الشيخية بعد وفاة الشيخ احمد الاحسائي) ينظر دائرة المعارف الاردية: 1 / 88، و البابية: ظهير: 63 و 64.
[42] لسان العرب / 15 / 353 باب (هدي)، و المهدوية في الاسلام / سعد محمد حسن 45.
[43] المهدية في الاسلام / سعد محمد حسن 45.
[44] المهدي و المهدية / احمد امين، ص 8.
[45] لسان العرب / 15 / 353 باب هدي.
[46] لسان العرب / 15 / 353 باب هدي.
[47] لسان عرب / 15 / 353 باب هدي / و المهدية في الاسلام / سعد محمد حسن 45.
[48] لسان العرب / 15 / 353 باب هدي.
[49] المهدية في الاسلام / سعد محمد حسن / 46.
[50] المهدية في الاسلام / سعد محمد حسن / 47، و العقيدة والشريعة في الاسلام / 341.
[51] الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي من الفتح العربي حتي اليوم / الفردبل / ترجمة عبدالرحمن بدوي، ص 154، و المهدية في الاسلام / 42.
[52] نظرية الامامة لدي الشيعة الاثني عشرية / د. احمد محمود صبحي 398.
[53] الفكر الفلسفي في الاسلام / 6، و المهدي و المهدية / احمد امين 6.
[54] السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات / فان فلوتن / ترجمة د. حسن ابراهيم 107.
[55] مختصر الديانتين اليهودية و المسيحية / د. سعدون الساموك، محاضرات القيت علي طلبة الصف الرابع بكلية الشريعة 1985.
[56] نظرية الامامة / د. احمد صبحي 398، و الدولة و الدين ي اسرائيل د. اسعد رزوق / 54.
[57] الفكر الفلسفي في الاسلام / 60، و نظرية الامامة / د. احمد صبحي: 398.
[58] المهدي والمهدية / احمد امين: 6.
[59] نظرية الامامة / د. احمد صبحي / 398، و المهدية في الاسلام / 43.
[60] المهدية في الاسلام / 43، و العقيدة و الشريعة 92 و نظرية الامامة / د. احمد صبحي 398، و الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي / الفربل 154.
[61] نظرية الامامة / 398، و المهدية في الاسلام / 44، و العقيدة و الشريعة / 192.
[62] نظرية الامامة / 398، و المهدية في الاسلام، ص 44، الفرق الاسلامية في الشمال الفريقي / 54.
[63] نظرية الامامة / 398، و المهدية في الاسلام، ص 44، الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي / 54.
[64] المهدية في الاسلام / 46.
[65] العقيدة و الشريعة / 217، و اتحاف الجماعة بما جاء في الفتن و الملاحم و اشراط الساعة / حمود عبدالله التويجري / 1 / 275 - 276.
[66] نظرية الامامة / 404.
[67] ضحي الاسلام / احمد امين 3 / 238، و نظرية الامامة / 406.
[68] نظرية الامامة / 415.
[69] العقيدة و الشريعة / 193، و نظرية الامامة / 408.
[70] فرق الشيعة: النوبختي 19 / تحقيق محمد محي‌الدين عبدالحميد، طبعة القاهرة 233 و 255، و البدء و التأريخ لمطهر ابن‌طاهر القدسي: 6 / 125، طبعة 1916 م.
[71] المقالات و الفرق / الاشعري القمي / 21،و ايضا فرق الشيعة: ص 19.
[72] الفرق بين الفرق: 27، طبعة بيروت، و نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام د. علي النشار: 2 / 47.
[73] و هو من جبال الججاز علي سبع مراحل من المدينة المنورة انظر المهدي و المهدية / احمد امين / 11.
[74] الفرق بين الفرق: 27، طبعة بيروت، و فرق الشيعة: 26، و البابية / احسان الهي ظهير: 150 - 149، و المهدي و المهدية / احمد امين / 11.
[75] الفرق بين الفرق / البغدادي / 27.
[76] الفرق بين الفرق / 34، و المهدية في الاسلام / 105 - 106.
[77] الفرق بين الفرق: 28.
[78] المهدي و المهدية / احمد امين / 10 - 11.
[79] ينظر الفرق بين الفرق: 22، و فرق الشيعة: 19، و المهدية في الاسلام: 111.
[80] نظرية الامامة / 405، و الفرق بين الفرق 23، طبعة بيروت.
[81] المهدية في الاسلام / 125، و الفرق بين الفرق / 23.
[82] (احدي فرق الامامية، و لقبوا بذلك لانتظارهم محمد بن عبدالله بن الحسن) ينظر الفرق بين الفرق / 37.
[83] الفرق بين الفرق / 36.
[84] المهدية في الاسلام / 112.
[85] (مجبل في الجزيرة العربية من ناحية نجد) ينظر في الفرق بين الفرق / 27.
[86] الفرق بين الفرق / 22.
[87] الفرق بين الفرق / 23. و الفصل بين الملل و النحل / ابن‌حزم / 4 / 179، و المهدي في الاسلام / 125.
[88] الملل و النحل ج للشهرستاني / 1 / 213، و الفصل / ابن‌حزم / 4 / 179.
[89] الفرق بين الفرق / 38، و فرق الشيعة: 72.
[90] ينظر في فرق الشيعة: 57، و الفرق بين الفرق: 38 و 39.
[91] الفرق بين الفرق / 39 - 38، و الملل و النحل / للشهرستاني / 3 / 3 علي هامش الفصل، و فرق الشيعة: 57.
[92] الفرق بين الفرق / 46، و الفصل في الملل و النحل / ابن‌حزم / 4 / 179 و 180، و فرق الشيعة: 68 و 69.
[93] فرق الشيعة: 58. و المهدية في الاسلام / سعد محمد حسن / 137 - 138.
[94] (احد ائمة الاسماعيلية، اعلن عن قيام الدولة العبيدية سنة 297 ه في المغرب علي اساس انه الامام المهدي المنتظر، و قد حاول ارغام الناس علي الدخول في الاسماعيلية، مات سنة 322 ه و اسند الحكم بعده الي القائم بامر الله). ينظر الحركات الباطنية في العالم الاسلامي: 70 و ما بعد.
[95] المهدية في الاسلام: ص 139، و المهدي و المهدية: ص 15.
[96] فرق الشيعة / النوبختي / 90، و المهدي المنتظر / مرتضي القزويني / 3، و المهدية في الاسلام / 129، و الشيعة و التشيع / احسان الهي ظهير 269.
[97] فرق الشيعة / النوبختي 90، و المهدية في الاسلام / 129، و الشيعة و التشيع / احسان الهي ظهير / 271 / و تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة / سلطان الخراساني / 1 / 2 نقلا عن التفسير و المفسرون / الذهبي 2 / 201.
[98] المهدية في الاسلام / 129. و كتاب الكافي / للكليني / كتاب الحجة: 505، الارشاد / للمفيد / 339 / و اعلام الوري / الطبرسي: 378 - 377 و كشف الغمة / للاربلي / 3 / 198 - 199. و جلاء العيون / الملا باقر المجلسي تحت ذكر المهدي / نقلا عن الشيعة و التشيع / ظهير: 280 - 282 و في انتظار الامام / عبدالهادي الفضلي / 37.
[99] المهدي المنتظر / مرتضي القزويني / 3، و اعلام الوري، للطبرسي: 419، و الارشاد للمفيد: 346، نقلا عن الشيعة و التشيع: ظهير: 273. [
[100] المهدية في الاسلام / 130، و نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام / 228.
[101] كشفة الغمة / 3 / 227 / نقلا عن الشيعة و التشيع / ظهير: 273.
[102] كشفة الغمة / 3 / 227 / نقلا عن الشيعة و التشيع / ظهير: 273.
[103] الفصل في الملل و النحل / ابن‌حزم / 4 / 181، و المهدي المنتظر / القزويني، ص 3 و ايضا نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام / 211.
[104] المهدية في الاسلام / 130، و الشيعة و التشيع / 274 - 276، و اعلام الوري / للطبرسي 418 - 420، و روضة الواعظين / للفتال النيسابوري / 256 - 257.
[105] المهدية في الاسلام / 130، و المهدي المنتظر / مرتضي القزويني، ص 3.
[106] المهدية في الاسلام / 130، نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام / 212 - 214، الائمة الاثنا عشر: شمس الدين بن طولون: 117.
[107] المهدي المنتظر / مرتضي القزويني: 29.
[108] الكافي / الكليني / كتاب الحجة: 340 نقلا عن الشيعة و التشيع / ظهير: 352.
[109] حق اليقين / الملا باقر المجلسي / 292، نظرية الامامة / 409 و 410.
[110] المهدي المنتظر / مرتضي القزويني / 42.
[111] المهدي المنتظر / 35 - 36، و الكافي / من كتاب الحجة / 340، نظرية الامامة / 410.
[112] المهدية في الاسلام / 81، و نظرية الامامة / 410.
[113] المهدية في الاسلام / 82، و الوشيعة في نقد عقائد الشيعة / موسي الجار الله / 99، و نظرية الامامة / 10 - 411.
[114] القادياني و القاديانية: ابوالحسن الندوي: ص 38، الدار السعودية للنشر، القاديانية: احسان ظهير: ص 19، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ط 1387 / 1 ه - 1967 م.
[115] (ولد عام 1839 م او 1840 م في قرية (قاديان) في ولاية (البنجاب) في الهند، من سلالة تنتمي الي السلالة المغولية و قيل ان نسله فارسي، تلقي دروسه الاولية علي يد المعلمين في داره، و درس الطب علي يد والده. و توظف في المحكمة لمدة اربع سنوات و كان مصابا بامراض عدة منها (الهستيريا) و نقل عنه الاشتغال بالعبادات و المجاهدات و الخلوة (الاربعينية). و قد تزوج اولا سنة 1852 م، و له ولدان، و تزوج مرة ثانية عام 1884 م، و القاديانيون يلقبون الزوجة الثانية (بام المؤمنين) التي ولدت له سائر اولاده، و توفي في يوم 26 مايو سنة 1908، و دفن في مدينة (قاديان) في المقبرة التي سماها (مقبرة الجنة - بهشتي مقبرة) و خلفه حكيم نور الدين). ينظر براهين احمدية: 1 / 67، و سيرة المهدي 1 / 17 و 44 و 71 و ما بعدها. و تبليغ رسالت: الجزء العاشر: 120. و ايضا القادياني و القاديانية: الندوي 22 و ما بعدها. و ايضا القاديانية، ظهير 125 و ما بعدها.
[116] حقيقة البابية و البهائية: د. محسن 182 و انظر القاديانية: ظهير: 100.
[117] فتح الاسلام: غلام احمد القادياني: 9 نقلا عن القادياني و القاديانية: الندوي: 59.
[118] حقيقة الوحي: 337 / الهامش.
[119] كتاب البرية: 75.
[120] القاديانية: ظهير: 100.
[121] مصدر سابق: 102، و انوار الخلافة: لمحمد ابن القادياني: 62.
[122] ينظر النبوة في الالهام: محمد يوسف القادياني: 43، و القاديانية: ظهير: 109.
[123] مقدمة نقطة الكاف / المستشرق براؤن / يح، و البابية: 157.
[124] رجال الكشي 437، و المهدي المنتظر / مرتضي القزويني: 51 و حصائل افكر في احوال الامام المنتظر / محمد صلاح الجراني: 35.
[125] ولد الشيخ احمد بن زين‌الدين بن ابراهيم (بالمطير في من قري الاحساء) في (رجب 1166 ه - ايار 1753 م) و توفي بالقرب من المدينة المنورة سنة (1242 ه - 1827 م) و دفن بالبقيع، كان من كبار علماء الامامية في عصره، و قد ترك (140) كتابا و رسالة منها (شرح الزيارة الجامعة الكبري) و (شرح العرشية و المشاعر) و (العصمة و الرجعة) و (حياة النفس). كان من المغلاة في الامام علي (رض) و يعد مجددا للفكرة الباطنية و مخرجا لها بصورة جديدة. سافر من الاحساء الي ايران طلبا للعلم و المعرفة، و بعدها توجه الي كربلاء فاصلح له فيها مجلس درس. و كان اتباعه يطلقون عليه (الركن الرابع). ينظر حقيقة البابية و البهائية / د. محسن عبدالحميد 30، 31 - و المهدي و المهدية / سعد محمد حسن: 240 - و البابيون و البهائيون / عبدالرزاق الحسني: 16، 19، 20 - و العقيدة و الشريعة / جولد تسيهر 270 - اجازة الشيخ الاحسائي / اسد الله الكاظمي 50 - و فهرست تصانيف العلامة احمد الاحسائي / 3، 5، و البابية / احسان الهي ظهير 161.
[126] مقدمة نقطة الكاف: براؤن - يح - و دائرة المعارف الاسلامية: 1 / 448، و البابية: ظهير: و 163، و المهدي و المهدية، سعد محمد حسن: 242.
[127] موعود كل الازمنة: جورج تاوزند: 6 / ترجمة بهيجة فرج الله، طبع باجازة المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر و السودان، مطبعة دار احياء الكتب العربية، و مطابع الانوار: 3.
[128] الاسراء / 15.
[129] حياة النفس / الاحسائي - و اصول العقائد / الرشتي: 152.
[130] الجاثية / 27 - 28.
[131] حياة النفس / الاحسائي و معه اصول العقائد / للرشتي: 255.
[132] الحديد / 41.
[133] حياة النفس / الاحسائي و معه اصول العقائد / للرشتي 152.
[134] حياة النفس / الاحسائي: 247، و عقيدة الشيعة: دونلدسون ص 160 - و احقاق الحق / موسي الاسكوئي الحائري، 263، 267، 268، 274، 275، و عقيدة الشيعة / علي الحائري 32، حقيقة البابية: د. محسن: 34، و نظرية الامامة: 433.
[135] تاريخ الشيعة: د. حسين علي محفوظ: 68، مطبعة النجاح - بغداد 1376 ه - 1957 م.
[136] البابية / احسان الهي 162، و الكواكب الدرية في مآثر البهائية: 20.
[137] البابية / ظهير / 30 - و احقاق الحق / موسي الحائري: 185، و نظرية الامامة / 433.
[138] حياة النفس / للاحسائي: 52.
[139] حياة النفس / للاحسائي: 53 - و اصول العقائد / للرشتي / 266، 267.
[140] اصول العقائد / للرشتي: 270.
[141] حياة النفس / للاحسائي: 55.
[142] ولد كاظم الرشتي في (رشت) احدي مدن ايران سنة 1205 ه (1790 م) و توفي سنة 1259 ه (1843 م) في كربلاء. عند بلوغه (السادسة و العشرين ذهب الي (طهران) لملاقاة الشيخ احمد الاحسائي ثم رافقه الي كربلاء و تتلمذ عليه، و الف كتب عدة دافع فيها عن طريقته و مسلكه. منها (دليل المتحرين) و (اصول العقائد). ينظر / حقيقة البابية و البهائية / د. محسن عبدالحميد: 35 - و البابيون و البهائيون / عبدالرزاق الحسني 20 / 21 - و المهدي و المهدية / سعد محمد حسن 242 - 243.
[143] (نسب الكشفية الي الكشف و الالهام، و يري بعضهم ان الشيخية و الكشفية فرق واحد) للتفاصيل: اعيان الشيعة: 9 / 8 / 391، و المنحة الالهية: 17 و 18، تاريخ الشيعة: 67.
[144] القاموس المحيط: 1 / 338، الدار العربية للكتاب ب / ط 3 / 1980.
[145] لسان العرب: مادة بوبة: 1 / 223.
[146] فضائح الباطنية: الغزالي، 43.
[147] Fragements Goyard، 106، نقلا عن دائرة المعارف الاسلامية 3 / 227.
[148] (النصيرية)، نقلا عن دائرة المعارف الاسلامية، 3 / 227، و النصيرية حركة هدمية: 33.
[149] (الدرزية): المستشرق سائكي، 2 / 59، المنقول عن دائرة المعارف الاسلامية 3 / 227.
[150] دائرة المعارف / البستاني 3 / (مادة باب).
[151] دائرة المعارف البريطانية، 2 / 944، نقلا عن البابية، ظهير، 159.
[152] المجالس المستنصرية، المجلس الثاني عشر، نقلا عن البابية، ظهير / 159.
[153] البابية، ظهير، 53، و البابيون و البهائيون، عبدالرزاق الحسني، 10، و حقيقة البابية و البهائية، 4، و الماسونية و البهائية، موفق العمر 72، و تاريخ الشيعة، د. حسين علي محفوظ 69، و بهاء الله و العصر الجديد 21.
[154] دائرة المعارف الاردية: 3 / 784 نقلا عن البابية: ظهير: 53.
[155] تاريخ الشعوب الاسلامية، بروكلمان: 3 / 665.
[156] دائرة المعارف، الوجدي 2 / 5 مادة (باب).
[157] البابيون و البهائيون: الحسني: 10، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد / 39.
[158] احد تلامذة السيد كاظم الرشتي، و له مدرسة تسمي (قهوة الانبياء و الاولياء). ينظر البابية / ظهير 54، و البابيون و البهائيون، الحسني: 13، و حقيقة البابية و البهائية، د. محسن عبدالحميد 39، و الكواكب الدرية، 30، 31.
[159] (يدعي البابيون بان (الباب) لم يدخل مدرسة و لم يتلق العلم علي احد) - النور الابهي - في مفاوضات عبدالبهاء: 23.
[160] بهاء الله و العصر الجديد، اسلمنت 21، و البابيون، الحسني: 13، و مطالع الانوار: الزرندي 59، و نقطة الكاف: البروفسور براؤن، (ع ب).
[161] (ميناء في الخليج العربي، مقابل دولة الكويت).
[162] الكواكب الدرية / 34، و البابية، ظهير: 55.
[163] دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 227، و البابيون: الحسني 14، و البابية: ظهير 56، و تاريخ الشيعة: د. محفوظ 69.
[164] الكواكب الدرية: 39.
[165] روضات الجنان: 27، و البابية: ظهير 56، و البابيون: الحسني 16.
[166] البابية: ظهير 57، و نقطة الكاف: 103، و مقالة سائح 4 و الكواكب و الدرية: 14.
[167] البابية: ظهير ص 57، و الكواكب: 45.
[168] نقطة الكاف: ص 103.
[169] مصدر سابق: ص 104.
[170] البابية: ظهير ص 166.
[171] نازعه في رئاسة الشيخية (محمد كريم خان الكرماني) المولود سنة (1225 ه و المتوفي سنة 1285 ه) احد تلامذة الرشتي، و ادعي النيابة الخاصة للامام الغائب، فالتف حوله اقلية من الشيخية عرفوا (كريم خانية او الكرمانية). و كذلك نازعه (المرزة شفيع) احد تلامذة الرشتي و ادعي النيابة الخاصة للامام فالتف حوله اقلية من الشيخية في تبريز، و بقي اسمهم (الشيخية) للتفاصيل ينظر البابية / ظهير 63 - 64، و دائرة المعارف الاردية: 1 / 88، و ايضا المهدية في الاسلام: 249.
[172] الكواكب الدرية: 35، و البابية: ظهير 167، و المهدية في الاسلام: 246 - 245.
[173] حقيقة البابية و البهائية: 39، و البابيون: الحسني 22 - 23 و المهدية في الاسالم: 246، والتفسير و المفسرون: 2 / 255، ودراسات عن البهائية و البابية: 5، و تاريخ المذاهب الاسلامية: ابوزهرة 1 / 258، و تاريخ الشيعة: د. محفوظ 69، و مخطوطة (اصل البابية و البهائية - عباس العزاوي).
[174] (يلقب البابيون (المرزة علي محمد الشيرازي) بالالقاب الاتية ايضا: سيد الذكر، عبدالذكر، باب الله، نقطة الاولي، طلعة اعلي، حضرة اعلي، مظهر الرب الاعلي، نقطة البيان، باب الدين، و السيد الباب) و للتفاصيل ينظر: مطالع الانوار: 56 من الهامش، و البابيون: الحسني 22 من الهامش، و دائرة المعارف: البستاني: 5 / 26 نقلا عن البابية: ظهير 169.
[175] احد تلامذة الاحسائي و الرشتي.
[176] بهاء الله و العصر الجديد: 22، و نقطة الكاف: 106، و المهدية في الاسلام: 246، و للتفاصيل انظر البابية: ظهير 167 و ما بعدها.
[177] (موعو كل الازمنة): جورج تاوزند: 61.
[178] (موعود كل الازمنة): جورج تاوزند: 62.
[179] (اليوم الذي اظهر فيه (الباب) دعوته و رفع بها الصوت جهرا). للتفاصيل البابيون: الحسني: 23، و البابية: ظهير 61.
[180] روضات الصفا - و ناسخ التواريخ: تحت ذكر حوادث البابية، نقلا عن البابية: ظهير / 170.
[181] الكواكب الدرية: 49.
[182] الديانات و الفلاسفة في اسيا الوسطي: كونت جوبينو، نقلا عن دائرة المعارف: للوجدي: 2 / 6.
[183] البيان العربي: الشيرازي، الواحد الاول.
[184] مقالة سائح: 3، و بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 22.
[185] مقالة سائح: 6، و البيان الفارسي: الواحد الاول.
[186] مقدمة مطالع الانوار: طبعة انكليزي، و البابية: ظهير 170.
[187] الكواكب الدرية: 48، و البابية: ظهير: 62.
[188] (لان الحاء يعادل الرقم (ثمانية) بالحروف الابجدية، والياء يساوي (عشرة) و مجموع الحرفين (18) و باضافة الباب عليهم يكونون تسعة عشر). البابية: ظهير: 62، و البابيون: الحسني / 23 - 24.
[189] البابية: ظهير: 62 - 63، و الكواكب الدرية: ص 231 ط فارسي، البابيون: الحسني: 24.
[190] دائرة المعارف: الوجدي: 3 / 5 مادة (باب) و بحار الانوار: المجلسي: 13 / 30، و نقطة الكاف: الكاشاني: 112، و الكواكب 18 ط فارسي نقلا عن البابية: ظهير / 64 - 65، و البابيون: الحسني 24 و 25 و التفسير و المفسرون: 2 / 255، و دراسات عن البهائية و البابية: 8، و تاريخ المذاهب الاسلامية: ابوزهرة 1 / 258.
[191] البابيون: الحسني / 27 - 28، و المهدية في الاسلام: 248، و ايضا البهائية في الماضي: احمد الجبالي / 80، و ايضا المهدي و المهدية: احمد امين / 64 و بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت / 23.
[192] البابية: ظهير / 61، و الكواكب الدرية / 41 ط فارسي، و المهدية في الاسلام: 247، و دراسات عن البهائية و البابية: 6.
[193] مطالع الانوار: 119.
[194] منوجهرخان الكرجي القوقاسي الارمني الروسي، دخل الاسلام حديثا و بقي علي اتصال مع روسيا القيصرية للتفاصيل ينظر مطالع الانوار: 156، دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 201.
[195] نقطة الكاف: 113 و 114 و البابيون: الحسني 31.
[196] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 201، و البابيون: الحسني 31، و البابية: ظهير 71.
[197] مطالع الانوار: 156 و ما بعدها (ملخصا)، و البابية: ظهير: 71 و 183.
[198] سورة الرحمن: آية 3 و 4.
[199] دائرة المعارف: البستاني 5 / 26.
[200] تاريخ الشعوب الاسلامية: بروكلمان 3 / 566.
[201] البيان الفارسي: علي محمد الشيرازي، الباب الخامس عشر من الواحد، و الواحد و بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت / 24.
[202] التراث اليوناني: 237، و بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت / 24.
[203] البيان العربي: الشيرازي: الباب الثالث من الواحد الرابع.
[204] البيان العربي: الشيرازي: البيان الرابع بعد الواحد الثالث.
[205] سنة (1263 ه - 1847 م) ينظر البابيون: الحسني: 34.
[206] (سجن في ولاية (اذربيجان) يقع علي الحدود الروسية - الايرانية - العثمانية) و كان منيعا حصينا ينظر البابيون: الحسني: 34، و البابية: ظهير: 186.
[207] البابيون: الحسني: 35: و البابية: ظهير: 186.
[208] الكواكب الدرية: ص 219، البابيون الحسني ص 36، البابية: ظهير ص 186، و ايضا دراسات عن البهائية و البابية: ص 11 - 10.
[209] الكواكب الدرية: عبدالحسين اواره 220، والبابيون: الحسني: 36 - 37، و البابية: ظهير 187، و دراسات عن البهائية و البابية: 12 - 11.
[210] مطالع الانوار: 235 - 234، و البابية: ظهير، ص 187، و البابيون: الحسني: 37.
[211] الكواكب الدرية: عبدالحسين آواره: 218.
[212] الكواكب الدرية: 129 و ما بعدها.
[213] الكواكب الدرية: 131، و البابية: ظهير: 86 - 87.
[214] العقيدة و الشريعة: 274، و مفتاح باب الابواب: 100، و البابية: ظهير 192.
[215] تاريخ الشعوب الاسلامية: 3 / 665.
[216] العقيدة و الشريعة: 274.
[217] البابية: ظهير: 193.
[218] سورة البقرة: آية / 21.
[219] لوح بن ذئب: المازندراني: 78 و 83.
[220] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 201 ط.
[221] البابيون: الحسني: 57 - 598، و دراسات عن البهائية: 20 - 19 و الحراب في صدر البهاء و الباب: 214، و ايضا بهاء الله و العصر الجديد: 5.
[222] البابيون: الحسني: 57 - 58، و دراسات عن البهائية: 19 - 20 و الحراب في صدر البهاء و الباب: 214، و ايضا بهاء الله العصر الجديد: 5.
[223] البابيون: الحسني: 59، مطالع الانوار: 204 و ما بعدها، و المهدية في الاسلام: 256، و البهائية في الماضي و الحاضر: احمد الجبالي، و البابية و البهائية و مصادر دراستهما: عباس كاظم مراد: 35، و التفسير و المفسرون: 2 / 256.
[224] الكواكب الدرية: 230 ط فارسي، نقلا عن البابية: ظهير، 103، 104، و البهائية: الجبالي 13 و ما بعدها، و نظرية الامامة: احمد صبحي: 437.
[225] العقيدة و الشريعة: 273، و المعدي و المهدية: 66، و نظرية الامامة: 437.
[226] البهائية: الجبالي: 13 و 14، و البابية: ظهير: 117.
[227] البيان: الواحد الاول.
[228] البيان: الباب الرابع، الواحد الثالث من الواحد.
[229] البيان: الباب السادس من الواحد السادس.
[230] البيان: الباب العاشر من الواحد الرابع.
[231] البهائية: الجبالي: 13.
[232] البيان: الباب الاول من الواحد السادس.
[233] (البيان) الباب الحادي عشر من الواحد الرابع.
[234] البيان: الباب الثالث من الواحد الثاني.
[235] البيان: الباب السادس من الواحد الثاني.
[236] مقدمة البيان العربي: من الواحد الاول.
[237] منشور بكامله في ملحقات كتاب - البابيون و البهائيون: عبدالرزاق الحسني.
[238] دائرة المعارف: البستاني: 5 / 26، و البابية: ظهير: 121 و مفتاح باب الابواب: محمد مهدي خان: 99، حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 65.
[239] الكواكب الدرية: 225، و البابية: ظهير: 121.
[240] توجد نسخة منه في المتحف البريطاني برقم ( 3539).
[241] الحراب في صدر بهاء و الباب: محمد فاضل: 219 و 220 ط اولي (1329 ه - 1911 م).
[242] سورة يوسف: آية (4).
[243] مفتاح باب الابواب: مهدي خان: 309، و نظرية الامامة: 339، التفسير و المفسرون: 2 / 266، و الحراب في صدر البهاء و الباب: 246.
[244] سورة يوسف: آية(5).
[245] مفتاح باب الابواب 310، و التفسير و المفسرون: 2 / 266، الحراب في صدر البهاء و الباب: 247.
[246] سورة يوسف: آية (8).
[247] مفتاح باب الابواب: ص 312، و ايضا التفسير و المفسرون: ص 266.
[248] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 61 و 62، و ايضا البابية و البهائية: عباس كاظم مراد: ص 72 و 73 و 74. ايضا تاريخ الشيعة: ص 69، و ايضا الحراب في صدر البهاء و الباب: ص 219 و 220.
[249] البابيون في التاريخ: الحسني: 16 ط اولي، و البابية: ظهير 201.
[250] (التي تري ان لكل شي‌ء ظاهر و باطنا، و ان هذا الوجود مظهر من مظاهر الله، و ان الله هو النقطة الحقيقية و كل ما في الوجود مظهر له) البابيون في التاريخ: الحسني: 16.
[251] (و هي فكرة ترجع في اصلها الي الفلاسفة و الصوفية و الغنوصية، و جاءت بها الفرق المسيحية التي خرجت علي الكنيسة) ينظر العقيدة و الشريعة / 273، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد 95، و نظرية الامامة: 434 و 435، و المهدية في الاسلام 250، و تاريخ المذاهب الاسلامية: 1 / 258.
[252] البابيون: في التاريخ: الحسني 16.
[253] البيان: الباب الخامس عشر من الواحد الاول، و الباب الثالث من الواحد الثامن. و البابية: ظهير 203.
[254] البيان: فارسي: الباب الثالث عشر من الواحد الثالث، نقلا عن البابية: ظهير 203.
[255] البيان: فارسي: الباب الثالث عشر من الواحد الرابع، نقلا عن البابية: ظهير / 205.
[256] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 28 و 29، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 94.
[257] البيان: فارسي: الباب السابع من الواحد الثاني، نقلا عن البابية: ظهير / 25.
[258] البابية: 203، و تاريخ المذاهب الاسلامية: 1 / 258.
[259] البيان: الباب الثامن و السابع من الواحد الخامس.
[260] البابيون في التاريخ: الحسني 18، البابية: ظهير: 225.
[261] البيان: الباب الثامن و السابع من الواحد الخامس.
[262] (البابية لا صلاة عندهم الا واحدة في اليوم و الليلة، و الغريب ان الاذان خمس مرات، و لا يعرف السبب) ينظر البابية: ظهير: 227.
[263] البيان: الباب الرابع عشر من الواحد الحادي عشر، و البهائية: الجبالي: 13، و للتفاصيل ينظر البابية: ظهير 227 و ما بعدها.
[264] البيان: الباب السادس عشر من الواحد الرابع.
[265] البيان: الباب السابع من الواحد الثامن.
[266] البيان: الباب السابع من الواحد الثامن.
[267] (البيان) الباب التاسع من الواحد التاسع، و ايضا البابية: ظهير 215، و البابيون في التاريخ: الحسني: 18.
[268] البيان: الباب الثالث عشر من الواحد الثامن، و ايضا البابية: 215.
[269] دائرة المعارف: للبستاني: 5 / 27.
[270] البيان: الباب الثامن من الواحد السابع، و الباب: ظهير: 218، و البهائية الجبالي: 9 و 10.
[271] (جمعية مؤلفة من تسعة عشر شخصا تقوم بادارة شؤون الفرقة البابية، و هم ما يطلق عليهم حروف الحي). البابية ظهير: 231، و البابيومن في التأريخ: الحسني 17.
[272] دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 229.
[273] نقطة الكاف: جاني كاشاني: 148، و البابية: ظهير: 231.
[274] نقطة الكاف: 148.
[275] البيان: الباب الثامن عشر من الواحد الثامن، للتفاصيل البهائية: الجبالي 12.
[276] (حروف الحي).
[277] البابيون في التاريخ: الحسني: 18، و البابيون و البهائيون، الحسني: 98، و البابية: ظهير 235 و 236.
[278] دائرة المعارف: البستاني: 5 / 28، و البهائية: الجبالي 15، و البابية: ظهير: 245.
[279] مطالع الانوار: الزرندي: 403، و دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 229، و ايضا البابية: ظهير: 223.
[280] البيان: الباب السادس عشر من الواحد الحادي عشر، و البابية: ظهير: 222.
[281] البابيون في التاريخ: الحسني: 17، و البابية: ظهير: 25 و ما بعدها.
[282] البيان: الباب الحادي عشر من الواحد الثامن. و البابيون في التاريخ: الحسني: 18.
[283] البيان: الباب الحادي عشر الي الثالث عشر من الواحد الخامس، و البابية: ظهير: 219 و 220، و البابيون في التاريخ: الحسني: 18.
[284] ينظر دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 230، و البابيون و البهائيون: الحسني 104 و 105 و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 97، و البابية: ظهير: 243.
[285] تاريخ الشعوب الاسلامية: 3 / 666، و دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 229، و حقيقة البابية: د.محسن عبدالحميد 96، و العقيدة و الشريعة: 273.
[286] البابية: ظهير: 233 و 234، و البهائية: الجبالي: 19، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد 96، و البابيون: الحسن، 107، و نظرية الامامة: 436.
[287] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 24.
[288] (هو اسم فارسي بمعني - التاج الذهبي - لانها كانت ذات شعر اشقر). ينظر حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 80، و لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: د. علي الوردي: 2 / 152.
[289] البابية: ظهير: 249، و البابية و البهائية: عباس كاظم مراد: 37، ولمحات اجتماعية: الوردي: 152.
[290] لمحات اجتماعية: الرودي: 2 / 152.
[291] مصدر سابق: 2 / 153، الكواكب الدرية: 60 ط فارسي، و البابية: ظهير: 251.
[292] (نزلا في دار في محلة (الخيمكاه) و الدار لا زال يسكنها اقاربها من اسرة البرغاني) ينظر: لمحات اجتماعية: 2 / 153.
[293] لمحات اجتماعية: الرودي: 2 / 153.
[294] لمحات اجتماعية: الوردي: 2 / 153.
[295] الكواكب: اواره: / 6، و البابية: ظهير: 251، و البابية: عباس كاظم: 37، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 79، و دراسات عن البهائية و البابية: 9.
[296] لمحات اجتماعية؛ الوردي: 2 / 153.
[297] مصدر سابق: 2 / 154.
[298] نقطة الكاف: الكاشاني: 140 - 141.
[299] قرة العين: 39، المحفل الملي البهائي الباكستاني 1966 م، نقلا عن البابية: ظهير: 352.
[300] حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 80، و البابية: ظهير 256، و لمحات اجتماعية الوردي: 2 / 155.
[301] الكواكب الدرية: 1 / 110 - 111، و لمحات اجتماعية: الوردي: 2 / 155.
[302] لمحات اجتماعية: الوردي: 156.
[303] المصدر نفسه: 2 / 156.
[304] المصدر نفسه: 2 / 157.
[305] لمحات اجتماعية: الرودي: 2 / 157 - 158.
[306] مطالع الانوار: 214 علي الهامش، و البابية: ظهير: 255.
[307] مفتاح باب الابواب: 176، و البابية: ظهير: 255، و حقيقة البابية: 83، و البهائية تاريخها و عقيدتها: 72، و البابية: عباس كاظم: 37.
[308] لمحات اجتماعية: الوردي 2 / 159، و البابية: ظهير: 256.
[309] مصدر سابق: 2 / 158.
[310] مصادر سابق: 2 / 168.
[311] مصادر سابق: 2 / 168.
[312] مصادر سابق: 2 / 169، و الحدود الشرقية للوطن العربي: 130.
[313] لمحات اجتماعية: 2 / 174.
[314] الكواكب الدرية: آواره: 201 - 197، والحدود الشرقية للوطن العربي: 131، و لمحات اجتماعية: الرودي: 2 / 175.
[315] لمحات اجتماعية: 2 / 176، و دائرة المعارف: البستاني: 5 / 28، و البابية: ظهير: 257.
[316] البابية: عباس كاظم: 37، حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 81، ظهير: 260، و مفتاح باب الابواب: 181.
[317] حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 80، و البابية: ظهير: 258. و للتفاصيل ينظر مبحث (مؤتمر بدشت) الباب الاول الفصل الثاني من كتابنا.
[318] البابية: ظهير: 81.
[319] مصدر سابق.
[320] البابية: ظهير: 81 - 82.
[321] مفتاح باب الابواب: 178، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 82.
[322] مختصر التحفة الاثني عشرية: ص 24، و الحراب في صدر البهاء و الباب: 194.
[323] مطالع الانوار: 236، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 182، و لمحات اجتماعية: الوردي: 2 / 184 - 186.
[324] مفتاح باب الابواب: 181، و البابية: ظهير: 259.
[325] البهائية تاريخها و عقيدتها: 93، حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 83.
[326] حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 83، و البابية و البهائية: عباس كاظم 37.
[327] تاريخ النبيل، محمد زندي: 498 - 497، و لمحات اجتماعية: 2 / 187 - 188.
[328] دائرة المعارف: البستاني: 5 / 28، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 83، و الحراب في صدر البهاء و الباب: 196، و للتفاصيل البابية: ظهير: 249 و ما بعدها.
[329] نقطة الكاف: 161، و البابية: ظهير: 261.
[330] تاريخ البابية: 209، البابية: ظهير: 261.
[331] الكواكب الدرية: 42، و البابية: ظهير: 261.
[332] نقطة الكاف: 199، البابية: ظهير: 262.
[333] نقاطة الكاف: 199 و 200، و البابية: ظهير: 262.
[334] الكواكب الدرية: 43، و البابية: ظهير: 262.
[335] الكواكب الدرية: 42، و البابية: ظهير: 263.
[336] مقالة سائح: 25، و البابية: ظهير: 263، و البابيون: الحسني: 26.
[337] الكواكب الدرية: 231، و البابية: ظهير: 63 و 65، و البابيون: الحسني: 24.
[338] نقطة الكاف، 201، و مقالة سائح: 207، و البابية: ظهير: 263.
[339] نقطة الكاف 199، و البابية: ظهير: 78.
[340] نقطة الكاف: 152، و 153، و البابية: ظهير: 263.
[341] نقطة الكاف: 144، و البابية: ظهير: 78.
[342] دائرة المعارف / البستاني: 5 / 28، و البابية: ظهير: 78.
[343] الكواكب الدرية: 131.
[344] (قرية بهاء الله).
[345] نقطة الكاف: 154.
[346] مطالع الانوار: 298.
[347] الكواكب الدرية: 227 و 228، و البابية: ظهير: 79.
[348] مفتاح باب الابواب: 181، و البباية: ظهير: 79.
[349] البابية: ظهير: 81.
[350] الكواكب الدرية: 218، و ما بعد، و البابية: ظهير: 82.
[351] نقطة الكاف: 157، و البابية: ظهير: 157.
[352] نقط الكاف: 161 و 162، و دراسات عن الديانة البابية 241 و البابية: ظهير، 87 و 88.
[353] نقطة الكاف: 161، و البابية: ظهير.
[354] نقطة الكاف: 172، و البابية: ظهير: 89.
[355] مطالع الانوار: 202، و البابية: ظهير: 89.
[356] الكواكب الدرية: 161، و البابية: ظهير 89.
[357] البابية: ظهير، 89.
[358] نقطة الكاف: 187.
[359] مصدر سابق: 192.
[360] الكواكب الدرية: 181، و البابية: ظهير، 90.
[361] تاريخ الشعوب الاسلامية: بروكلمان: 3 / 667، و البابيون: الحسني: 42 و 43. و الحراب: 208.
[362] قرة العين: 88 طبع باكستان، نقلا عن البابية: ظهير: 265.
[363] نقطة الكاف: 200.
[364] نقطة الكاف: 185، و البابية: ظهير: 264.
[365] نقطة الكاف: 207.
[366] (احدي قري منطقة المازندراني في ايران)، (دين بهاء الله دين عالمي): ولي امر الله شوقي افندي: 9 مترجم عن الانكليزية: 1949 مطبعة الهلال، بغداد). مقدمة نقطة الكاف: بروفسور براؤن: (لج)، و الحراب في صر البهاء / 255.
[367] بهاء الله و العصر الجديد: 31، و عبدالبهاء و البهائية: سليم قبعين: 13، و واحد و مائة سؤال: انيس البهائي: 10 نقلا عن البابية: ظهير: 9، و دين بهاء الله: شوقي افندي: 9، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 121، و الحراب في صدر البهاء و الباب: 255.
[368] دائرة المعارف الارودية، 3 / 90، و بهاء الله و العصر الجديد: 31، و البابية ظهير: 9.
[369] الكواكب الدرية: 255.
[370] البابيون: الحسني: 78، و البابية: ظهير: 10.
[371] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 31.
[372] الكواكب الدرية: 254.
[373] مطالع الانوار: نبيل الزرندي: 481، و القرن البديع:شوقي افندي: 2 / 33.
[374] مصدر سابق.
[375] رواية عبدالبهاء نقلا عن بهاء الله و العصر الجديد: 32، و البابية: ظهير: 10.
[376] الرسالة السلطانية: بهاء الله: 5.
[377] الاقدس: بهاء الله: نقلا عن البابية: ظهير: 11.
[378] البابية: ظهير: 11.
[379] مصدر سابق.
[380] البابية: ظهير: 11.
[381] لوح ابن‌ذئب: بهاء الله: 115.
[382] لوح ابن‌ذئب: بهاء الله: 116.
[383] الاقدس: بهاء الله، نقلا عن البابية: ظهير: 12.
[384] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 52 و 53.
[385] بهاء الله و العصر الجديد: 53، و ايضا البابية: ظهير: 13.
[386] نقطة الكاف: المرزة جاني الكاشاني: 239 و 240.
[387] البابية: ظهير: 14 و 15، و نقطة الكاف: 239 و 240.
[388] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 31.
[389] بهاء الله و العصر الجديد: 32، و الكواكب الدرية: و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 105.
[390] الحراب في صدر البهاء و الباب: 257 و 258، و حقيقة البابية و البهائية: 105.
[391] الكواكب الدرية في مآثر البهائية: 218.
[392] مصدر سابق: 218، و ما بعده، و البابية: ظهير: 83.
[393] الكواكب الدرية: 131 ط فارسي، و البهائية: ظهير: 83.
[394] مصدر سابق: 138 ط فارسي.
[395] مصدر سابق: 271 و 272.
[396] كتاب قرة العين: مارتاروت: 67 ط اردوباكستان، نقلا عن البهائية: ظهير: 17.
[397] بهاء الله و العصر الجديد: 34.
[398] الكواكب: 337.
[399] البهائية: طبع لجنة البهائية للنشر القاهرة: 7، و ايضا الكواكب: 336 ط فارسي، و البهائية: ظهير: 22 و 23.
[400] قرن بديع: 2 / 86، و بهاء الله و العصر الجديد: 34.
[401] البهائية: ظهير: 28، و الحراب في صدر البهاء و الباب: 259.
[402] الحراب في صدر البهاء: 259.
[403] مقدمة تاريخ جديد: براؤن (ك) ط انكليزي، نقلا عن البهائية: ظهير: 28.
[404] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 301 ط انكليزي: و البهائية: ظهير: 28.
[405] مقال جمال‌الدين الافغاني في (دائرة المعارف: للبستاني: 5 / 27).
[406] مقدمة نقطة الكاف: م.
[407] بهاء الله و العصر الجديد: 34 و 35.
[408] البهائية: للجنة النشر البهائية: 9 (و كان رجوعه الي بغداد في 12 رجب 1272 ه - 19. اذار 1856 م) نقلا عن المذهب البهائي: 3 ط انكليزي، و للتفاصيل انظر البهائية: ظهير / 30. و البابيون: الحسني: 70 و 71، و حقيقة البابية: د. محسن عبدالحميد: 105، و الحراب: 260.
[409] الايقان؛ للمازندراني: 173.
[410] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 302، و البهائية: ظهير 31.
[411] مقالة سائح: عباس ابن بهاء الله: 86.
[412] دائرة المعارف الاردية: 5 / 61 نقلا عن البهائية: ظهير: 32.
[413] بهاء الله و العصر الجديد: 37.
[414] (جريدة) نجمة همايوني الاسيوي: 308 الصادرة 1892 م، و مقدمة نقطة الكاف: براؤن: ما - نقلا عن البهائية: ظهير: 32.
[415] الدراسات في الديانة البابية: 22، و مقالة سائح: 359 الهامش، و الكواكب: 351.
[416] الدراسات في الديانة البابية: 279.
[417] البابيون الحسني: 71 و 72، و البهائية: ظهير: 33.
[418] بهاء الله و العصر الجديد: 27، و العراق بين احتلالين: عباس العزاوي: 7 / 74.
[419] بهاء الله و العصر الجديد: 37 و 38.
[420] البابيون و البهائيون: الحسني: 29.
[421] البهائية: ظهير: 37.
[422] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 302، و مقدمة نقطة الكاف: مج - و نقطة الكاف: 11، و تاريخ الشعوب الاسلامية لبروكلمان: 3 / 668.
[423] المذهب البهائي: 3 ط انكليزي نقلا عن البهائية: ظهير: 35.
[424] دائرة المعارف الاردية: 5 / 91.
[425] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 302 ط انكليزي: نقلا عن البهائية: ظهير: 35.
[426] مقمدة نقطة الكاف: براؤن - ما - و البهائية: ظهير: 36.
[427] البابيون و البهائيون: الحسني: 40.
[428] مفتاح باب الابواب: 354.
[429] بهاء الله و العصر الجديد: 45.
[430] البابيون و البهائيون: الحسني: 41 و 42.
[431] دائرة المعارف الاردية: 5 / 92 و بهاء الله العصر الجديد: 47 و البابيون: الحسني: 42.
[432] ملخص دائرة المعارف الاسلامية: 55، و قرن بديع: شوقي افندي: 64، و كتاب عبدالبهاء، البليوزي: 47.
[433] تاريخ الشعوب الاسلامية: بروكلمان: 3 / 668.
[434] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 304 و البهائية: ظهير 46.
[435] دين بهاء الله / 10.
[436] ينظر البابية و البهائية / عباس كاظم: 76 و 77 و 78، و الحراب في صدر البهاء و الباب: محمد فاضل: 269 و 270.
[437] ينظر الي مجموعة نصوص منه في الباب الثاني من كتابنا.
[438] البابية: ظهير: 266، و العقيدة و الشريعة: 273.
[439] البابيون و البهائيون: الحسني: 63، و الحراب: 258، و للتفاصيل انظر الباب الثاني من هذه الرسالة.
[440] البابية: ظهير: 267، و تاريخ الشيعة: د. حسين محفوظ: 70، و العقيدة و الشريعة: 273، و البابيون: الحسني: 63.
[441] نقطة الكاف: 239، و البابية: ظهير: 268.
[442] نقطة الكاف: 238.
[443] الكواكب: 361، و البابية: ظهير: 268.
[444] نقطة الكاف: 241.
[445] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 301 ط انكليزي، نقلا عن البابية: ظهير: 269.
[446] مقدمة نقطة الكاف: براؤن - لد - و البابية: ظهير: 269، و الحراب: 257.
[447] (معناه علي قبل محمد، يعني به علي محمد لان نبيل عدده عدد محمد حيث الحروف الابجدية)، البابية: ظهير 269، 270، و الحراب: 257.
[448] (يعني به يحيي لان عدد الوحيد يطابق عدد يحيي بحساب الحروف الابجدية)، ينظر البابية: ظهير: 270.
[449] مقدمة نقطة الكاف: البروفسور براؤن - لد - و - له -، و نقطة الكاف 244.
[450] مقالة سائح: عباس بن حسين علي البهاء: 26.
[451] (هو اول مؤرخ بابي اسمه (جاني كاشاني) - قتل بسبب اعتناقه البابية في طهران سنة 1268 ه) ينظر البابية: ظهير: 271.
[452] الكواكب الدرية: 408، و البابية: ظهير: 271، و الحراب: 258.
[453] البيان: للباب الشيرازي.
[454] الرحيق المختوم: عبدالحميد اشراق خاوري: 1 / 446. ط فارسي نقلا عن البابية: ظهير: 271 و 272 و البابيون: الحسني: 36 و 37.
[455] (الكونت جوبينو كان وزيرا مختارا في طهران من قبل الحكومة الفرنسية من سنة 1271 ه الي سنة 1274 ه)، و كتابه - المذاهب و الفلاسفة في اسيا الواسطي - هو الكتاب الوحيد الذي عرف البابيين في اوربا للتفاصيل ينظر البابية: ظهير: 273.
[456] المذاهب و الفلاسفة في اسيا الوسطي: لكونت جوبينو: 277.
[457] نقطة الكاف: 239.
[458] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 301، و دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 253، و دائرة المعارف للبستاني: 5 / 27، و دائرة المعارف للوجدي: 3 / 8، و دائرة المعارف الاردية: 3 / 83، نقلا عن البابية: ظهير: 273، و تاريخ الشعوب الاسلامية لبروكلمان: 3 / 668، و مقدمة نقطة الكاف 8، ص - لط -.
[459] مقالة سائح: 55 ط عربي.
[460] مقالة سائح: 384 ط انكليزي.
[461] مقدمة التاريخ الجديد: - ك - ط انكليزي، و البابية: ظهير: 276.
[462] مقدمة نقطة الكاف - لط -.
[463] مقالة سائح: 87 و ما بعدها.
[464] دائرة المعارف الاسلامية: 3 / 253.
[465] الحراب في صدر البهاء و الباب: 258.
[466] مقدمة نقطة الكاف: - مب -، و الكواكب: 382 ط فارسي نقلا عن البابية: ظهير: 277.
[467] الدراسات في الديانة البابية: 22. ط انكليزي و مقالة سائح - علي الهامش: 359. ط انكليزي.
[468] البابية: ظهير: 278.
[469] دائرة المعارف الاردية: 3 / 833، و البابية: ظهير / 278.
[470] دائرة المعارف الاردية: 3 / 833، و البابية: ظهير / 278.
[471] البابية: ظهير: 278.
[472] مقدمة نقطة الكاف: براؤن - م.
[473] البابية: ظهير: 267 و 279.
[474] المذاهب و الفلاسفة في اسيا الوسطي: كونت جوبينو، نقلا عن مقدمة نقطة الكاف: م، و دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 301 ط انكليزي، و البابية: ظهير: 279.
[475] البابية: ظهير: 279.
[476] مصدر سابق: 267 و 279.
[477] انظر البابية: ظهير: ص 267.
[478] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: ص 37 و 38، و دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: ص 9، و التفسير و المفسرون: للذهبي: 2 / 255.
[479] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: ص 32 و 33.
[480] مفتاح باب الابواب: ص 333، و البابيون و البهائيون: الحسني: 70.
[481] الف بهاء الله كتابه - الايقان تأييدا لدعوة (الباب الشيرازي) و اظهر فيه فداءه و عبوديته (للباب). انظر الايقان - بهاء الله: 14 و البهائية: ظهير: 67 و 68.
[482] تاريخ الامر البهائي: ص 31، و البهائية: ظهير: ص 67.
[483] بهاء الله و العصر الجديد: ص 37 و 38، و البابيون و البهائيون: الحسني: ص 72، و دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: ص 9.
[484] البهائية: ظهير: ص 33.
[485] (تعتبر الفترة التي اقامها (البهاء) في مدينة (ادرنه) فترة التكوين الفكري له حيث اظهر سر دعوته علنا و لذا سميت بارض السر): ينظر: دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 402، و مقدمة نقطة الكاف: - مج -، و البهائية: ظهير: ص 39.
[486] مقدمة نقطة الكاف: - مب -، و البابيون و البهائيون: الحسني: 72، البهائية: ظهير: 29، و الارشيف التركي: تصنيف الادارة - داخلية - رقم الوثيقة 1475، لف 6- مطالعة المجلس المخصوص الي الصدر الاعظم - نقلا عن الحدود الشرقية للوطن العربي: د. مهدي جواد حبيب بالاشتراك: 134، و الحراب في صدر البهاء و الباب: 236، و العقيدة والشريعة: 274.
[487] بهاء الله و العصر الجديد: 53، و منشورات بهاء الله 2 / 122 - طبعة روزن مجمع بطرسبورج سنة 1908، نقلا عن العقيدة و الشريعة: 274.
[488] منشورات بهاء الله: 1 / 19 و 94، نقلا عن العقيدة و الشريعة: 274.
[489] مجلة الجمعية الاسيوية الملكية: 326 و 335 / انكلترة سنة 1892 م، نقلا عن العقيدة و الشريعة: 274.
[490] ماهو البهائي؟ اسلمنت: 3.
[491] بهاء الله و العصر الجديد: 51.
[492] مصدر سابق: 7.
[493] بهاء الله و العصر الجديد: 12.
[494] لوح مبارك: بهاء الله: ص 35 و 36.
[495] اشراقات: للمازندراني البهاء: ص 94 و 95.
[496] مفتاح باب الابواب: د. محمد مهدي: ص 386.
[497] مصدر سابق: ص 382.
[498] لوح احمد: حسين علي البهاء: 3.
[499] لوح علي: حسين علي البهاء: 6.
[500] تجليات: حسين علي البهاء: 202.
[501] اشراقات: حسين علي البهاء: 103 و 104.
[502] مصدر سابق: 114 و 115.
[503] البهائية: ظهير: 72.
[504] تجليات: حسين علي البهاء: 173.
[505] كلمات فردوسية: حسين علي البهاء: 174 و 175.
[506] الاقدس: حسين بهاء الله.
[507] مبين: حسين علي البهاء: 303 و 304.
[508] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 53.
[509] سورة: الانعام آية: 158.
[510] سورة: الفجر آية 23.
[511] الفوائد: جلبائيجاني: 15 و 16.
[512] مجلة كوكب هند: ج 6 رقم 6 الصادرة في 24 يونيو 1928 م، نقلا عن البهائية: ظهير: 75.
[513] بهجة الصدور: حيدر علي البهائي: 367.
[514] البهائية: ظهير: 75.
[515] الدرر البهية: الجلبائيجاني: ص 56.
[516] الحجج البهية: الجلبائيجاني: ص 98.
[517] مبين: ص 30.
[518] اشراقات: ص 103 و 104.
[519] الاقدس: حسين علي البهاء.
[520] طرازات: حسين علي البهاء: 197.
[521] اقتدار: حسين علي البهاء: 114.
[522] سورة الهيكل: حسين علي البهاء: نقلا عن بهاء الله و العصر الجديد: 50.
[523] بهاء الله و العصر الجديد: ص 27.
[524] المصدر نفسه: ص 29.
[525] مصدر سابق: 50.
[526] المصدر نفسه.
[527] المصدر نفسه.
[528] تاريخ الاستاذ الامام للسيد رشيد رضا: 1 / 836.
[529] مجلة المنار: ج 13 عدد 10، الصادرة في شوال 1328 ه.
[530] الالواح المباركة: حسين علي البهاء: 197.
[531] طرازات: حسين علي البهاء: ص 182.
[532] الاقدس: حسين علي البهاء.
[533] برقية عباس الي امرأتين بامريكا، نقلا من بدائع الاثار: للخاوري 1 / 139.
[534] مكاتيب عبدالبهاء: 1 / 435.
[535] دروس الديانة:81 للبهائية.
[536] مكاتيب عبدالبهاء: 429.
[537] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 10.
[538] ماهو البهائي: اسلمنت: ص 6 و العقيدة و الشريعة: جولد تسهير: ص 278.
[539] موعود كل الازمنة: جورج تاورند: 22 و 23.
[540] المصدر نفسه: ص 6.
[541] ماهو البهائي: اسلمنت: ص 1.
[542] العقيدة و الشريعة: ص 278 و 278.
[543] المصدر نفسه: ص 278.
[544] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 13.
[545] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: ص 11 و 12.
[546] دين بهاء الله دين عالمي: 11، و البابيون و البهائيون: الحسني: 115. و ايضا البهائية: ظهير: 216.
[547] مصدر سابق.
[548] الاقدس: حسين علي البهاء: الفقرة 123. و انظر (الواح و وصاياي مباركة: عباس افندي: 21) وهنا يظهر ايضا تأثير الاناجيل المسيحية علي البهاية.
[549] البابيون و البهائيون: الحسني: 115.
[550] لوح بديع: حسين علي البهاء نقلا عن خزينة حدود و احكام: 66.
[551] مات قبل تشكيل بيت العدل.
[552] بهاء الله و العصر الجديد: 252.
[553] الواح وصاياي مباركة: عباس افندي: 20 و 21، و بهاء الله و العصر الجديد: 252 و 253، و ايضا دين بهاء الله دين عالمي: 11.
[554] البهائية: ظهير: 32، و ايضا البهائية: 220.
[555] دين بهاء الله دين عالمي: 3.
[556] دين بهاء الله دين عالمي: 11.
[557] مصدر سابق: 12.
[558] البابية: ظهير: 32.
[559] ظاهرة عدم الاستقرار السياسي في العراق: عبدالنافع محمود: ص 117.
[560] البابيون و البهائيون: الحسني: 88.
[561] ما هو البهائي: اسلمنت، 3.
[562] بهاء الله و العصر الجددي: 51.
[563] مجلة كوكب هند / ج 6 / 6 الصادر في 24 يونيو 1928 م، نقلا عن البهائية: ظهير: 75.
[564] سورة الهيكل: الحسين علي البهاء: نقلا عن بهاء الله و العصر الجددي: ص 50.
[565] انظر مجلة النار: ج 13 عدد 10 شوال 1328 ه، و تاريخ الاستاذ و الامام؛ السيد رشيد رضا: 1 / 836.
[566] بهاء الله و العصر الجديد 209.
[567] مجلة كوكب هند البهائية: ج 6 / 6 الصادرة في 24 يونيو 1928 م. نقلا عن البهائية: ظهير: 75.
[568] البابيون و البهائيون: الحسني: 88.
[569] بهاء الله و العصر الجديد: 37 و 51.
[570] ما هو البهائي: اسلمنت: 2.
[571] ما هو البهائي: 12.
[572] البيان: الباب الثالث عشر من الواحد الثالث.
[573] البيان: الباب الثالث عشر من الواحد الرابع.
[574] انظر البهائية: الجبالي: 21.
[575] بهاء الله و العصر الجديد: 184 و 185، و البهائية: ظهير 182.
[576] بهاء الله و العصر الجديد: 219.
[577] الاقدس: الفقرة: 26.
[578] البهائية: الجبالي: 11.
[579] الاقدس: الفقرة: 161.
[580] الاقدس: الفقرة: 228.
[581] الاقدس: الفقرة: 330.
[582] الاقدس: الفقرة: 15.
[583] الاقدس: الفقرة 292 و 293.
[584] الاقدس: الفقرة: 116.
[585] فتوي عبدالبهاء نقلا من كتاب (خزينة حدود و احكام) للديانة البهائية: للخاوري: ص 20 و 21 و العقائد / عمر عنايت: ص 157.
[586] الاقدس: الفقرة 23. و ينظر البابيون و البهائيون: الحسني: 93.
[587] بهاء الله و العصر الجديد: 96، و خزينة حدود و احكام / للخاوري: 13.
[588] الاقدس: الفقرة 24.
[589] الاقدس: الفقرة 31.
[590] خزينة حدود و احكام: 47.
[591] البابيون و البهائيون: الحسني: 94.
[592] الاقدس: الفقرة 13.
[593] البهائية: ظهير: 160.
[594] البابيون و البهائيون: الحسني، ص 93 من الهامش. و ايضا البهائية: ظهير: ص 160.
[595] ينظر الاقدس: الفقرة: 32 و 33 و 34.
[596] تستخدم البهائية تعابير تشبه ما عند المسلمين في بعض العبادات كما في الصلات عندهم و لكن اغلب طقوسهم غامضة كغموض الطقوس الماسونية.
[597] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 93 و 94 و 95 و 96.
[598] الاقدس: الفقرة: 32 و 33 و 34. و البابيون و البهائيون: الحسني: 96 و 97.
[599] مصدر سابق.
[600] الاقدس: الفقرة 40 و انظر البهائية للجبالي، ص 51.
[601] البهائية: الجبالي: 68.
[602] الاقدس:، الفقرة: 45.
[603] لوح كاظم: بهاء الله و انظر خزينة حدود و احكام: ص 36.
[604] الاقدس: الفقرة: 47.
[605] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: ص 180.
[606] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 92.
[607] الاقدس: الفقرة: 44.
[608] مصدر سابق ص: 34.
[609] الاقدس: الفقرة 31.
[610] خزينة حدود و احكام فصل الذين لا صوم عليهم: 46.
[611] رسالة سؤال و جواب: عباس افندي نقلا عن خزينة حدود و احكام: 49.
[612] الاقدس: الفقرة 68، و البابيون و البهائيون: الحسني: 98.
[613] رسالة سؤال و جواب نقلا عن خزينة حدود و احكام: 68، و البابيون و البهائيون للحسني: 98. و البهائية: ظهير: ص 170 و 171.
[614] رسالة سؤال و جواب نقلا عن خزينة حدود و احكام: 68.
[615] البهائية: ظهير: 171.
[616] لوح زين المقربين: بهاء الله.
[617] الاقدس: الفقرة: 351.
[618] البابيون و البهائيون: الحسني: 98 و 101 و ايضا البهائية: ظهير: ص 169 و 170.
[619] (البهاء تزوج باربعة زوجات) انظر - Materiad for The Study of the Babi Religon للمستشرق الانكايزي ادور براون: 63، و البابيون و البهائيون: الحسني: ص 77 و 78.
[620] الاقدس: الفقرة 142 و 143 و 144، انظر البابيون و البهائيون: الحسني: 102 و ايضا البهائية: ظهير: 186 و 187 و 188، و العقائد: عمر عنايت: ص 158.
[621] (فسر عبدالبهاء عباس افندي حكم تعدد الزوجات الوارد في (الاقدس) بقوله: (بنص الاقدس يجب ان يقتصر الزواج علي واحدة في الحقيقة اذ ان تعدد الزوجات مشروط بشرط محال و هو العدالة) و قد ذكرت هذا ليعرف القاري‌ء مدي اختلاف التعاليم البهائية. انظر البابيون و البهائيون: الحسني: 102 من الحاشية.
[622] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 102 و 103، و البهائية: ظهير: ص 186 و 187 و 188 و 193.
[623] (المعروف ان الشهر عند البهائية تسعة عشر يوما). ينظر الباب الاول / الفصل الثاني.
[624] الاقدس: الفقرة 149 و 150.
[625] الاقدس: الفقرة: 235 و ايضا خزينة حدود و احكام: 186 و العقائد عمر عنايت: 158.
[626] العقائد: عمر عنايت: 158.
[627] مكاتيب عند البهاء: 3 / 37، و ايضا خزينة حدود و احكام: 186، و كذا ورد الكلام في النص.
[628] لوح فريدلي: عباس افندي، نقلا عن خزينة حدود و احكام: 186.
[629] الاقدس: بهاء الله.
[630] البابيون و البهائيون: الحسني: 110.
[631] (و لذلك فان كل بهائي يحتفظ بخاتم نقشت عليه العبارة المذكورة اعلاه، حتي اذا توفي فجأة او في بلد لا يتيسر فيه عمل الختم المطلوب استعمل ذلك الذي اعده من قبل) ينظر البابيون و البهائيون: الحسني: 111.
[632] مصدر سابق.
[633] الاقدس: الفقرة: 99.
[634] (سواء تم النقل بالسيارة او الطائرة او الباخرة).
[635] الاقدس.
[636] سنذكر كيفيتها في الصفحات التالية.
[637] (لا في اليوم السابع و لا في اليوم الاربعين و لا بمرور سنة علي الوفاة).
[638] البابيون و البهائيون: الحسني: 111.
[639] مصدر سابق.
[640] الاقدس: الفقرة: 255.
[641] مكاتيب عبدالبهاء: 3 / 270، و خزينة حدود و احكام: 115، و البابيون و البهائيون: الحسني: 105.
[642] الاقدس: الفقرة 51 و ما بعد. و البابيون و البهائيون: الحسني: 104.
[643] البابيون و البهائيون: الحسني: 104 و 105، و ايضا البهائية: ظهير: 215.
[644] البهائية: ظهير: 216.
[645] البابيون و البهائيون: الحسني: 106 علي الهامش.
[646] خزينة حدود و احكام: 120.
[647] مصدر سابق.
[648] الاقدس: الفقرة 52.
[649] الاقدس: الفقرة: 55، و البابيون و البهائيون: الحسني: 107، و البهائية: ظهير: 216.
[650] خزينة حدود و احكام: 126.
[651] الاقدس: الفقرة: 60.
[652] البابيون و البهائيون: الحسني: 107، و البابية: ظهير: 223، و البهائية: ظهير: 217.
[653] البابيون و البهائيون: الحسني: 109 و 110، و البهائية: ظهير: 218 و 219.
[654] الاقدس: الفقرة: 40.
[655] الاقدس: الفقرة 256.
[656] خزينة حدود و احكام: 359، و البابيون و البهائيون: الحسني: 109.
[657] الاقدس: الفقرة: 256.
[658] لوح الاقدس الامنع: حسين علي بهاء الله، نقلا عن خزينة حدود و احكام: 391.
[659] لوح ليلة المبعث: الحسين علي بهاء الله نقلا عن خزينة حدود و احكام: 372 و ما بعدها.
[660] البابيون و البهائيون: الحسني: 109، و البهائية / ظهير: 218.
[661] مصدر سابق.
[662] مصدر سابق.
[663] خزينة حدود و احكام: 356 و ما بعد و البابيون و البهائيون: الحسني: 109.
[664] بهاء الله و العصر الجديد: 176.
[665] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 115 و 116.
[666] لوح العالم: حسين علي بهاء الله، نقلا عن بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت 19.
[667] نبذة من تعاليم البهائية: حسين علي البهاء: ص 123.
[668] خطابات عبدالبهاء: ص 699 (في عرف البهائية يمكن للمرء ان يمارس دينه الاصلي اضافة الي دين البهائية في آن واحد).
[669] كلمات بهاء الله لمستر براؤن نقلا عن بهاء الله و العصر الجديد: ص 121.
[670] لوح ملكة فكتوريا: بهاء الله: ص 24 و بهاء الله و العصر الجديد: ص 125.
[671] العقائد: عمر عنايت:158 و 159.
[672] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 3 و 4.
[673] لوح الدنيا: حسين علي بهاء الله، و بهاء الله و العصر الجديد: 161.
[674] لوح بشارات: 1 و 30 و اشراقات: 109.
[675] بهاء الله و العصر الجديد: 168 و 169.
[676] الاقدس: الفقرات الاخيرة منه، و البهائية: ظهيرة: 124.
[677] (خطابات عبدالبهاء عباس) نقلا عن (بهاء الله و العصر الجديد): 164.
[678] البهائية: ظهير: 126، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 155.
[679] موعود كل الازمنة: جورج تاوزند 81 و 84، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 154.
[680] بهاء الله و العصر الجديد 123.
[681] مصدر سابق: 169، و هذا خلاف لما سبق ان ذكرنا حيث انهم حين حصلوا علي السلاح من روسيا القيصرية / حاربوا الدولة و اعتصموا في بعض المناطق (كلقعة الطبرسي) سنة 1264 / ه 1848 م. و منطقة تبريز سنة 1266 ه / 1850 م. و مدينة زنجان سنة 1267 ه / 1851 م. و محاولة اغتيال الشاه من قبل البابيين سنة 1268 ه / 1852 م، و قيام بهاء الله بقتل حراسة في عكا. انظر مطالع الانوار: للزرندي: 168، و الكواكب،225 و البهائية: ظهير 87 و ما بعد.
[682] الكواكب: 247.
[683] نقطة الكاف: 157.
[684] بهاء الله و العصر الجديد: 148.
[685] حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 160 و البهائية: ظهير: ص 142.
[686] خطاب عبدالبهاء عباس في مؤتمر حرية المرأة في لندن نقلا عن كتاب بهاء الله و العصر الجديد: 149.
[687] انظر الباب الثاني: العبادات و الطقوس و الشعائر عند البهائية.
[688] الاقدس: حسين علي البهاء.
[689] مصدر سابق.
[690] مجموعة حدود و احكام: للخاوري البهائي: 219.
[691] الاقدس: الفقرة: 123.
[692] الاقدس: الفقرة: 122.
[693] اشراقات: حسين علي البهاء.
[694] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 10.
[695] بهاء الله و العصر الجديد: 5220 و الكواكب الدرية في مآثر البهائية: 39 و البابيون و البهائيون: الحسني: 81، و البهائية: ظهير: 308.
[696] بهاء الله و العصر الجديد: 58، و البهائية: ظهير: 308.
[697] بهاء الله و العصر الجديد: 58.
[698] عبدالبهاء و البهائية: سليم قبعين: 17.
[699] عبدالبهاء و البهائية: 17.
[700] يوميات المرزة سهراب: سنة 1914، نقلا عن البهائية: ظهير: 309.
[701] بهاء الله و العصر الجديد: 58.
[702] مصدر سابق: 59.
[703] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 82، و البهائية: ظهير: 207.
[704] نظرية الامامة: د. احمد صبحي: ص 445.
[705] مفتاح باب الابواب: المرزة محمد مهدي خان: 356 و البابيون و البهائيون: الحسني: 81.
[706] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 81 و 82، و البهائية: ظهير: ص 321.
[707] بهاء الله و العصر الجديد: ص 58.
[708] (يطلق عند البهائين علي اولاد المازندراني الغصن و الاغصان، و علي اقارب الباب الشيرازي الافنان و علي الدعاة الكبار ايادي امر الله و علي القائم عليهم ولي امر الله). انظر البهائية: ظهير: ص 323 الحاشية.
[709] دائرة المعارف للمذاهب و الديان: 2 / 304، و البابيون و البهائيون: الحسني: 82 و 83 و البهائية: ظهير: 323.
[710] البهائية: المرزة جاويد القزويني: 126، و دراسات في الديانة البابية: 75.
[711] البهائية: الميرزة جاويد القزويني: 111.
[712] البهائية: ظهير: 324.
[713] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 304 و دائرة المعارف الاردية: 5 / 93، و البهائية: ظهير 324 و 325.
[714] الدراسات في الديانة البابية: 80 و ما بعد.
[715] الاقدس: بهاء الله المازندراني.
[716] مقدمة نقطة الكاف: المستشرق براؤن: 5.
[717] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 304.
[718] الدراسات في الديانة البابية: 77.
[719] مكاتيب عبدالبهاء: 2 / 429.
[720] مجلة نجمة الغرب: 23. سنة 1913 م نقلا عن الدراسات في الديانة البابية: 238.
[721] البهائية: ظهير: 310.
[722] البابية و البهائية و مصادر دراستهما: عباس كاظم مراد: ص 82 و 83.
[723] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 83 و 84، و البهائية: الجبالي: ص 42.
[724] بهاء الله و العصر الجديد اسلمنت: ص 61.
[725] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: ص 10 و بهاء الله و العصر الجديد: ص 65 و دائرة المعارف الاردية: ج 5، ص 94.
[726] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 10 و البابيون و البهائيون: الحسني: 84 و البهائية: ظهير: 318، و البهائية في الماضي و الحاضر: احمد الجبالي: 42 و 43.
[727] دائرة المعارف الاردية: 5 / 94، و البابيون و البهائيون: الحسني: 84.
[728] اللورد كرزن هو الذي خطط للدولة اليهودية مع بنيامين اليهودي، و اما اللورد بلفور فمعروف بانه هو الذي اعلن سنة 1917 م بتشكيل دولة يهودية بفلسطين.
[729] قرن بديع: لشوقي افندي: 3 / 296.
[730] البابيون و البهائيون: الحسني: 85.
[731] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 11.
[732] عبد البهاء و البهائية: ص 36، و قرن بديع: 3 / 299، و دائرة المعارف البريطانية: 2 / 928 و البابيون و البهائيون: الحسني: 85 و البهائية: ظهير: 320.
[733] عبدالبهاء و البهائية: 141، و البابيون و البهائيون: الحسني: 87، و البهائية: ظهير: 333. و دين بهاء الله دين عالمي: 11.
[734] البابيون و البهائيون: الحسني: 86 و 87 و البهائية: ظهير: ص 34 و ما بعدها.
[735] الواح وصاياي المباركة: 120، و بهاء الله و العصر الجديد: ص 250، و البابيون و البهائيون: الحسني: 87.
[736] بهاء الله و العصر الجديد: 250، و البابيون و البهائيون: الحسني: 87. و البهائية: ظهير: 337.
[737] عبدالبهاء و البهائية: 180. و البابيون و البهائيون: الحسني: 87.
[738] عبدالبهاء و البهائية: 180.
[739] بهاء الله و العصر الجديد: 250، و البابيون و البهائيون: الحسني: 87.
[740] البابيون و البهائيون: الحسني: 88، و البابية و البهائية: عباس كاظم: 36، و البهائية / ظهير: 337. و البهائية: الجبالي: 48.
[741] البابيون و البهائيون: الحسني 88، و البهائية: ظهير: 338.
[742] البابية والبهائية: عباس كاظم مراد: 85 و 86.
[743] البهائية: مرزة جاويد القزويني: 126. ط انكليزي. لندن. و الدراسات في الديانة البابية: 75.
[744] البهائية: ظهير: 324.
[745] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 304، و البابيون و البهائيون: الحسني: 81 و 82.
[746] البهائيية: ظهير 325.
[747] مصدر سابق: 348.
[748] (ولد في بغداد سنة 1853 م الموافق 1270 ه من الزوجة الثانية للبهاء (مهد عليا) و سافر مع ابيه الي استامبول و ادرنه ثم الي فلسطين وبقي معه في بيته الي ان مات و اخرجه (عباس افندي) من بيت ابيه مع اخوته و اهل بيته). انظر الدراسات في الديانة البابية: ص 75 و مابعد. و ايضا دائرة المعارف للمذاهب و الاديان.
[749] البهائية: ظهير: 324.
[750] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 304.
[751] دائرة المعارف الاردية: 935.
[752] دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 304، و الدراسات في الديانة البهائية: 75.
[753] نقطة الكاف: 106، و بهاء الله و العصر الجديد: 22.
[754] بهاء الله و العصر الجديد:21.
[755] الكواكب الدرية: 48، و البابيون و البهائيون: الحسني: 25.
[756] اصل البابية و البهائية في التاريخ: عباس العزاوي: 3 (مخطوطات المجمع العلمي العراقي) لمحات اجتماعية: 2 / 138 و 140 و مدينة الحسين: محمد حسن الكيتدار: 2 / 242.
[757] الكواكب الدرية: اوراه: ص 110 و ما بعدها و لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: علي الوردي: 2 / 155، و اصل البابية و البهائية في التاريخ: عباس العزاوي: ص 5 و البابية: ظهير: 65 و 66.
[758] مدينة الحسيين: محمد حسن الكيتدار: 4 / 243.
[759] اصل البابية و البهائية في التاريخ: 5.
[760] معارف الرجال: محمد حرز الدين: 1 / 17 و 210 نقلا عن البابية و البهائية: عباس كاظم: 46، و مدينة الحسين: 4 / 243.
[761] اصل البابية و البهائية في التاريخ: عباس العزاوي: 5 و 6 و لمحات اجتماعية علي الورود: 169 و 174.
[762] البابية و البهائية: عباس كاظم؛ 44.
[763] البابيون و البهائيون: الحسني: 70، و البهائية: ظهير: 28.
[764] مقمة نقطة الكاف: براؤن - ك - البابيون و البهائيون: الحسني: 70.
[765] بهاء الله و العصر الجديد: اسلمنت: 34 و 35 و البابيون و البهائيون: الحسني: 70.
[766] البهائية: لجنة النشر البهائية: 9، (و كان رجوعه في 12 رجب 1272 ه / 19 اذار 1856 م) نقلا عن (المذهب البهائي): 3.
[767] بهاء الله و العصر الجديد:36.
[768] مقالة سائح: عبدالبهاء عباس: 86.
[769] دائرة المعارف الاردية: 37، و بهاء الله و العصر الجديد: 36.
[770] بهاء الله و العصر الجديد:37.
[771] مقدمة نقطة الكاف - ما -.
[772] (و تسمي بالنجيبة. و المجيدية، و فيها حاليا مدينة الطب) اصل البابية و البهائية: 9.
[773] بهاء الله و العصر الجديد: 37 و 38، اصل و البابية و البهائية: العزاوي: 9.
[774] اصل البابية و البهائية: العزاوي، 16، و العراق بين احتلالين: العزاوي: 7 / 75.
[775] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 116، و البهائية: ظهير: ص 171.
[776] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 116 و 117، و البهائية: ظهير: ص 171 و 172.
[777] البابيون و البهائيون: الحسني: ص 117 و 118، و البهائية: ظهير: ص 172.
[778] مصدر سابق.
[779] البابيون و البهائيون: الحسني: 118 و 119، و البهائية: ظهير: 172 و 173.
[780] مصدر سابق.
[781] مصدر سابق.
[782] البابيون البهائيون: الحسني: 120، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 179.
[783] وثيقة 1931 - 16 م - اضبارة د / 5 / 3.
[784] اضبارة د / 5 / 3: 2 مذكرة رسمي، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 179.
[785] كتاب الملك الي رئيس الوزراء، و كذلك كتاب المندوب السامي البريطاني باللغة الانكليزية: اضبارة د / 5 / 3: 17.
[786] اضبارة د / 5 / 3 المركز الوطني للوثائق - بغداد.
[787] حقيقة البابية و البهائية: الحسني: 179.
[788] البابيون و البهائيون: الحسني: 120.
[789] جغرافية الاقليات الدينية في العراق: منذر عبدالمجيد البدري: 176.
[790] مصدر سابق.
[791] الارقام من سجلات مديرية الاحوال المدنية العامة / غير مطبوعة.
[792] جغرافية الاقليات الدينية في العراق: 178 و 179.
[793] (تبلغ نسبة اليهود، بين الذين صدرت ضدهم احكاما بتهمة النشاط البهائي 10% اضابير محكمة الثورة، نقلا عن جغرافية الاقليات الدينية في العراق: 180.
[794] مصدر سابق: 1982.
[795] مصدر سابق: 311.
[796] مديرية الاحوال المدنية / وزارة الداخلية العراقيه، نقلا عن جغرافية الاقليات الدينية في العراق: 311 و 312.
[797] رقم الكتاب 2668 في 11 / 4 / 1965، وزارة الداخلية العراقية.
[798] البابية و البهائية: عباس كاظم: 89.
[799] جريدة الوقائع العراقية (الجريدة الرسمية): عدد 1880 - السنة الثانية عشرة - في يوم الاثنين 13 ربيع الاول سنة 1390 ه الموافق 18 مايس 1970 م.
[800] الماسونية و البهائية: 72.
[801] مصدر سابق: 99، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 91.
[802] الكواكب الدرية: آواره: 197 و 201 و لمحات اجتماعية: الوردي: 2 / 175.
[803] مطالع الانوار: 534 / الحاشية نقلا عن حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 90.
[804] بهاء الله والعصر الجديد: 36.
[805] العقيدة و الشريعة: 280.
[806] ما هو البهائي: 5.
[807] انظر جغرافية الاقليات الدينية في العراق: منذر عبدالمجيد:311.
[808] الاقدس: 180، المحلق مع كتاب البابيون و البهائيون: للحسني.
[809] مفاوضات عبدالبهاء: 59.
[810] مفاوضات عبدالبهاء: 59.
[811] بهاء الله و العصر الجديد: 160.
[812] دائرة المعارف، القرن الرابع عشر (العشرين): 2 / 377.
[813] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 3 و 12.
[814] مصدر سابق: 11 و 12، و البابية و البهائية: عباس كاظم: 52.
[815] انظر مجلة الدوحة القطرية: العدد 62 و 57 السنة السادسة، ربيع الثاني 1401 ه - فبراير 1981 م.
[816] الماسونية و البهائية: 83.
[817] الكفر الملة واحدة: عمر مفتي زادة: 29.
[818] مصدر سابق.
[819] مصدر سابق.
[820] البهائية: 7 نقلا عن حقيقة البابية و البهائية: 175.
[821] (مذكرات كنياز دالغروكي) مجلة الشرق السوفيتية / وزارة الخارجية الروسية: نقلا عن البابية: ظهير 173 و 174، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 85 و ما بعد.
[822] مطالع الانوار: 156، و دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 201، و البهائية تاريخها و عقيدتها: عبدالرحمن الوكيل: 90، ط اولي 1381 ه - 1962 م. مطبعة السنة المحمدية / القاهرة، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 88.
[823] انظر مطالع الانوار: الزرندي نبيل البهائي: 168، و الكواكب الدرية: آواره: 225 و نقطة الكاف: ص 119، و البهائية: ظهير: 87 و ما بعد.
[824] الكواكب: 284.
[825] مطالع الانوار: 481، و البهائية: ظهير: 22.
[826] بهاء الله و العصر الجديد: 34.
[827] الكواكب: 337.
[828] موعود كل الازمنة: جورج تاوزند: 80 و 81.
[829] المصدر نفسه: ص 82.
[830] انظر مفتاح باب الابواب: 382، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 184.
[831] انظر الاقدس: الفقرة: 123.
[832] دين بهاء الله دين عالمي: 16.
[833] المصدر نفسه: 10.
[834] ماهو البهائي: 6، و العقيدة و الشريعة: 278.
[835] موعود كل الازمنة: 22 و 23.
[836] مصدر سابق: 6.
[837] العقيدة و الشريعة: 278 و 279.
[838] موعود كل الازمنة: 6.
[839] مصدر سابق.
[840] مصدر سابق.
[841] مكان اعتقال «الباب الشيرازي» انظر الكواكب الدرية: 219.
[842] الكواكب الدرية: آوراه: 218 و 219.
[843] مصدر سابق.
[844] الكواكب الدرية: آواره: 220 و البابيون و البهائيون: الحسني: 36 و 47، و البابية: ظهير: 187 و دراسات عن البهائية و البابية: 11 و 12.
[845] مطالع الانوار: 234 و 235، و البابيون و البهائيون: الحسني، 37، و البابية ظهير: 187.
[846] الكواكب الدرية: آوراه: 218.
[847] مصدر سابق: 219 و ما بعدها.
[848] الاقدس: حسين علي البهاء: القرة 13 و قد سبق ان ذكرنا ان صلواتهم ثلاثة ولكنهم حين يؤدون احدهما يسقط فرض الصلاتين الاخريين عنهم.
[849] البيان: الباب السابع من الواحد الثامن.
[850] انظر البيان: الباب السادس عشر من الواحد الرابع.
[851] انظر الاقدس: الفقرة 14.
[852] مصدر سابق: الفقرة 15.
[853] انظر الاقدس: الفقرة 40، و البهائي: للجبالي: 51.
[854] انظر خزينة حدود و احكام: 68 و البابيون و البهائيون: الحسني: 98، و البهائية: ظهير: 170 و 171.
[855] موعود كل الازمنة: تاوزند: 104.
[856] دائرة المعارف الاردية: 3 / 838.
[857] انظر الاقدس: حسين علي البهاء مقدمة نقطة الكاف: - عو - حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 145.
[858] انظر الكواكب الدرية: آواره: 218 و ما بعدها.
[859] مصدر سابق: 41 و مفتاح باب الابواب: 209 و التفسير و المسفرون: 2 / 265.
[860] الكتاب: حسين علي البهاء: 83 نقلا عن التفسير و المفسرون: 2 / 267.
[861] بهاء الله و العصر الجديد: 97.
[862] سورة الشوري: آية 13.
[863] الحجج البهية: ابوالفضائل: 28.
[864] انظر: التفسير و المفسرون: 2 / 278.
[865] ظهرت القاديانية سنة (1880 م) و ظهرت البهائية سنة 1863 م. و للتفاصيل انظر العقيدة و الشريعة: ص 292، و البهائية: ظهير ص 69.
[866] حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 184.
[867] مفتاح باب الابواب: د. محمد مهدي: 386.
[868] مفتاح باب الابواب: 382.
[869] فتح الاسلام: غلام القاديان: 9 نقلا عن القادياني و القاديانية: الندوي: 59.
[870] ازالة الاوهام: 683.
[871] اشراقات: 109.
[872] بهاء الله و العصر الجديد: 123.
[873] مصدر سابق: 169.
[874] اربعين: 15.
[875] اربعين: 47، و ايضا القادياني و القاديانية: الندوي: 101 و 102.
[876] القادياني و القاديانية: 96 و 97.
[877] تبليغ رسالت: قاسم علي القادياني: 7 / 10، نقلا عن القادياني و القاديانية: 97.
[878] القادياني و القاديانية: 102.
[879] جريدة الفضل: 31 اغسطس 1923 م. نقلا عن القاديانية: ظهير: 31 و 32.
[880] بهاء الله و العصر الجديد: ص 36 و ايضا العقيدة و الشريعة: ص 280.
[881] القاديانية: ظهير: ص 46.
[882] ان الاقطار العربية المنتمية الي الجامعة العربية في الوقت الحاضر عددها (22) و النص يدل علي جهل بعدد هذه الاقطار.
[883] مراكزنا في الخارج: ص 79 (من كتب القاديانية).
[884] الحقائق الدينية في الرد علي العقيدة البهائية: محمد حسين آل كاشف الغطاء: 36، و البابية: ظهير 173، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 85 و البابية و البهائية: عباس كاظم: 55.
[885] مذكرات كنيازدالكوكي: نقلا عن البهائية: ظهير:174 - 173 و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 85 و 86 و 87 و البابية و البهائية: عباس كاظم: 56.
[886] الحقائق الدينية في الرد علي العقيدة البهائية: محمد حسين آل كاشف الغطاء: 36.
[887] مصدر سابق: 79.
[888] قرن بديع: شوقي افندي: 2 / 830 و بهاء الله و العصر الجديد: 34، و العقائد عمر عنايت: 155 و الحقائق الدينية في الرد علي العقيدة و البهائية: 82، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 87.
[889] الحقائق الدينية في الرد علي العقيدة البهائية: 82.
[890] الحقائق الدينية: 82 و 83.
[891] مطالع الانوار: 156 و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 88 و ايضا دائرة المعارف للمذاهب و الاديان: 2 / 201.
[892] مطالع الانوار: 168 و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 89، و البابية: ظهير: 72 و 73.
[893] الشيخية و البابية: محمد الخالصي: 50 و حقيقة البابية و البهائية: 89.
[894] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 13 و حقيقة البابية و البهائية: 90.
[895] (هو كنيازد الكوركي) المتنكر تحت اسم - الشيخ عيسي النكراني - عندما كان يدرس في خلقة السيد كاظم الرشتي) انظر ب / 2 مض / 2 / م / 1.
[896] سورة الهيكل: للمازندراني المندرج في كتابه - لوح ابن ذئب: 42.
[897] مبين: للمازندراني: 57.
[898] اشراقات: 156، و كلمات فردوسية: للمازندراني: 195 من مجموعة الالواح، و نبذة من تعليم البهاء: 71.
[899] حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: ص 186، و البابية و البهائية: عباس كاظم: 61.
[900] تعليمات بهاء الله: حشمت علي: 81 ط اردو / اكره - الهند. و البهائية: ظهير: 25.
[901] دائرة المعارف الاردية: 5 / 91 نقلا عن البهائية: ظهير: 25 / 26 و عبدالبهاء عباس و الديانة الهبائية: جميل البحري: 6.
[902] (كانت الجنود الهندية من القاديانيين، كما عترف به ابن‌الغلام القادياني في مجلة قاديانية (الفضل (23 نوفمبر 1918 م) انظر البهائية: ظهير: 26.
[903] عبدالبهاء و البهائية: 36، و قرن بديع: 3 / 299، و دائرة المعارف البريطانية: 2 / 928، و بهاء الله و العصر الجديد: 70 و العقائد: عمر عنايت: 157 و عبدالبهاء و الديانة البهائية / 6.
[904] دين بهاء الله دين عالمي: شوقي افندي: 11.
[905] مكاتيب عبدالبهاء: 3 / 347.
[906] نبذة من اشراقات بهاء الله: 111.
[907] الخطابات نقلا عن البهائية تاريخها و عقيدتها: 169، و حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 178.
[908] الماسونية و البهائية: 89.
[909] البهائية تاريخها و عقيدتها 168.
[910] حقيقة البابية و البهائية: د. محسن عبدالحميد: 180.
[911] مصدر السابق: 91.
[912] الثورة العربية الكبري: امير سعيد: 1 / 127.
[913] اصل البابية و البهائية في التاريخ: عباس العزاوي: ص 15 و 16، (مخطوططة بقلم المؤلف) مكتبة المجمع العلمي العراقي، و العراق بين احتلاليين: عباس العزاوي: 7 / 75.
[914] قرن بديع:شوقي افندي:3 / 296، و الماسونية و البهائية:82.
[915] قرن بديع: شوقي افندي: 3 / 298.
[916] مصدر سابق: 3 / 297.

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.