سفراء و نواب الامام في الغيبة الصغري

اشارة

المقدمة

و أقام الامام المنتظر عليه السلام كوكبة من خيار العلماء و الصالحين سفراء له، كانوا واسطة بينه و بين الشيعة، و كانت مهمتهم حمل المسائل الشرعية من الشيعة اليه فيجيبهم عنها، و قد ألمحنا الي بعضها في البحوث السابقة، أما السفراء المكرمون البررة فهم:

عثمان بن سعيد العمري

و اول وكلاء الامام المنتظر عليه السلام هو الثقة، الزكي، الأمين، عثمان ابن سعيد، فقد شغل مركز النيابة عن الأمام، و كان همزة وصل بينه و بين الشيعة و نتحدث ـ بأيجاز ـ عن بعض شؤونه:خدمته للأئمة:تولي عثمان شرف خدمة الأئمة الطاهرين عليهم السلام، و كان له من العمر احدي عشرة سنة، و قام بما يحتاجون أليه، في وقت كان من اشد الأوقات حراجة و محنة علي أهل البيت السلام فقد فرضت السلطة العباسيد خصوصا في أيام المتوكل العباسي الرقابة الشديدة عليهم، و منعت وصول الحقوق الشرعية التي تبعثها الشيعة اليهم، و كان عثمان يتظاهر ببيع السمن حتي لقب بالسمان، فكانت الحقوق الشرعية تصل علي يده، فكان يجعلها في زقاق السمن، ويبعثها الي الامام الهادي، و من بعده الي ولده الحسن العسكري عليهما السلام و بذلك فقد رفع الضائقة الاقتصادية عنهم، كما تولي النيابة عن الامام المنتظروثاقته:كان عثمان ثقة زكيا، عدلا حسبما نصت عليه جميع مصادر التراجم، و قد نص علي توثيقه الامام الهادي عليه السلام، انظروا الي بعض النصوص في توثيقه:1 ـ روي أحمد بن اسحاق، قال: سألت أبا الحسن علي الهادي عليه السلام «من أعامل، و عمن آخذ، و قول من أقبل؟».فأرشده الامام عليه السلام الي العمري منبع الحق و الصدق قائلا: «العمري ثقتي، فما أدي اليك عني، فعني يؤدي، و ما قال عني، فعني يقول فاسمع له وأطع فأنه الثقة المأمون...».و قد نال العمري بهذا الثناء العاطر الدرجة الرفيعة من الوثاقة و العدالة و سمو المنزلة عند الأمام عليه السلام.2 ـ سأل شخص الأمام الحسن العسكري عليه السلام عن العمري، فقال له: «العمري وابنه ثقتان فما أديا اليك فعني يؤديان، و ما قالا لك: فعني يقولان، فاسمع لهما و أطعهما فهما الثقتان المأمونان».3 ـ و من جملة الوثائق في توثيقة، و عظيم مكانته عند الأمام الحسن العسكري عليه السلام ما جاء في رسالته الي ابراهيم بن عبده النيسابوري، فقد أمره بطاعته، و اتباعه:«ولا تخرجن من البلدة حتي تلقي العمري رضي الله عنه، برضاي عنه فتسلم عليه، و تعرفه، و يعرفك فانه الطاهر الأمين، العفيف القريب منا...».و هذا التوثيق و غيره مما يدلل علي تقوي العمري، و عظيم منزلته عند الامام عليه السلام، و أنه من أوثق الناس، و أشدهم حريجة في الدين.نيابته عن الامام المنتظر:و تولي الشيخ العمري الثقة، المأمون، النيابة المطلقة و الوكالة العامة عن الامام المنتظر عليه السلام فكان همزة الوصل بين الامام عليه السلام و شيعته، و كان يحمل اليه حقوقهم و رسائلهم، و قد حظي بهذه النيابة التي لم يحظ بها غيره من ثقاة الشيعة.وفاته:انتقل الي حظيرة القدس تحفه ملائكة الرحمن، و دفن في مقره الأخير في (بغداد) بجانب (الرصافة)، و له قبر مشيد يزوره المؤمنون، قال الشيخ الطوسي: «و كنا ندخل اليه ـ أي الي قبره ـ و نزوره مشاهرة، و كذلك من وقت دخولاي الي (بغداد) و هي سنة 408 ه الي نيف و ثلاثين و أربعمائة، و أضاف: «و عمل الرئيس أبو منصور بن محمد بن فرج عليه صندوقا، و يتبرك جيران المحلة بزيارته».تأبين الامام له:و بن الامام المنتظر عليه السلام الفقيد العظيم بكلمة رفعها الي نجله العالم أبي جعفر، محمد بن عثمان، جاء فيها:«انا لله و انا اليه راجعون تسليما لأمره، و رضا بقضائه، عاش أبوك سعيدا، و مات حميدا فرحمه الله، و ألحقه بأوليائه و مواليه، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا في ما يقربه الي الله عز و جل أليهم، نضر الله وجهه و أقال عثرته.أجزل الله لك الثواب، و أحسن لك العزاء، ورزيت، ورزينا و أوحشك فراقه، و أوحشنا، فسره الله في منقلبه، و كان من سعادته أن رزقه الله ولدا مثلك يخلفه من بعده، و يقوم مقامه بأمره، و يترحم عليه، و أقول: الحمدلله فان الأنفس طيبة بمكانك و ما جعله: الله عز و جل فيك و عندك، و قواك و عضدك، و وفقك و كان لك وليا و حافظا و راعيا...».و حكت هذه الكلمات مدي حزن الامام عليه السلام علي نائبه و وكيله الذي كان عنصرا من عناصر الايمان و التقوي، كما أعرب الامام عن ثقته البالغة بولده أبي جعفر، محمد، الذي توفرت فيه جميع المثل العليا و الصفات الرفيعة.

محمد بن عثمان

و تولي محمد بن عثمان بعد وفاة أبيه شرف النيابة عن الامام المنتظر عليه السلام، فقد كان من ثقاة الشيعة و من أعلامهم المبرزين في العلم و التقوي، و كان كأبيه موضع ثقة الجميع، و كانت حقوق الشيعة و استفتاءاتهم ترد علي يده، و هو بدوره يرفعها الي الامام عليه السلام فيجيبهم عنها، و نتحدث بايجاز عن بعض شؤونه.وثاقته و عدالته:و أجمع المترجمون لمحمد بن عثمان علي وثاقته و عدالته، و ان له منزلة جليلة، و مكانة معظمة عند الشيعة و يكفيه فخرا انه تولي النيابة عن الامام الحجة عليه السلام في حياة أبيه و بعد وفاته و قد خرج التوقيع من الامام المنتظر عليه السلام في سمو منزلته و هذه صورته «و أما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه و عن أبيه من قبل فانه ثقتي و كتابه كتابي».و قد سئل الامام الحسن العسكري عن عثمان العمري فقال عليه السلام: «العمري و ابنه ثقتان فما أديا اليك فعني يؤديان، و ما قالا لك فعني يقولان: فاسمع لهما، وأطعهما، فانهما الثقتان المأمونان»و كان من عظيم منزلته و سمو شأنه عند الامام المنتظر عليه السلام أنه كتب في حقه الي محمد بن ابراهيم بن مهزيار الأهوازي ما نصه: «لم يزل ـ أي محمد ـ ثقتنا في حياة الأب رضي الله عنه، و أرضاه، و نضر وجهه، يجري عندنا مجراه، و يسد مسده، و عن أمرنا يأمر الابن، و به يعمل، تولاه الله فانته ألي قوله.التقاؤه بالامام في الكعبة:و حج محمد بن عثمان بيت الله الحرام فتشرف برؤية الامام المنتظر عليه السلام و قد رآه متعلقا بأستار الكعبة، في (المستجار)، و هو يقول:«اللهم انتقم بي من أعدائك... اللهم انجز لي ما وعدتني».و يروي محمد أن الامام عليه السلام يحج في كل سنة، قال: «و الله ان صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يري الناس، و يعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه».مؤلفاته:ألف محمد بن عثمان مجموعة من الكتب في الفقه و الحديث، التي سمعها من الامامين الحسن و المنتظر عليهما السلام و من أبيه عثمان بن سعيد و هو ما سمعه من الامامين، و ذكرت أم كلثوم بنت أبي جعفر أن كتبه وصلت الي أبي، الحسين بن روح.نيابته عن الامام:و أقام محمد حمسين سنة يتولي شرف شؤون النيابة العامة و الوكالة المطلقة عن الامام المنتظر عليه السلام، و كانت الشيعة تحمل اليه الحقوق الشرعية ليوصلها الي الامام عليه السلام كما كانوا يبعثون علي يده المسائل الشرعية فيجيبهم الامام عليه السلام عنها.وفاته:كان أبو جعفر محمد بن عثمان علي جانب كبير من الايمان و التقوي، و قد شعر بملاقاة الله تعالي، فحفر له قبرا و جعل ينزل فيه، و يقرأ فيه جزء من القرآن الكريم كما صنع لوحا كتب فيه آيات من القرآن، و أسماء الأئمة الطاهرين، و أوصي أن يدفن معه، و لم يمض قليل من الزمن حتي ألمت به الأمراض، و اشتدت به العلل، حتي صعدت روحه الي الله تعالي كأسمي روح مؤمنة ارتفعت الي الله في ذلك العصر، و كانت وفاته في آخر جمادي الأولي سنة (305 ه).

الحسين بن روح

و الحسين بن روح هو النائب الثالث للامام المنتظر عليه السلام في زمن الغيبة الصغري، و كان علي جانب كبير من التقوي و الصلاح، و وفور العلم و العقل، كما كان محترما عند الخاصة و العامة، و قد رشحه الي النيابة العامة محمد بن عثمان. لما مرض عاده الوجوه و الاشراف من الشيعة و قالوا له: ان حدث بك أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: «هذا أبوالقاسم، الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، و السفير بينكم و بين صاحب الأمر عجل الله فرجه و الوكيل له، و الثقة الأمين فارجعوا له في أموركم، و عولوا عليه في مهماتكم، فبذلك أمرت و قد بلغت».و نعرض لبعض أحواله:مناظرته مع معاند:و جرت مناظرة بينه و بين معاند للحق أظهرت مدي قدراته العلمية، و اطلاعه الواسع، فقد قال له رجل معاند:«اني أريد أن أسألك عن شي‌ء؟...».فأجابه.«سل عما بدا لك...».«أخبرني عن الحسين عليه السلام أهو ولي الله؟..».و سارع الحسين قائلا:«نعم..».و سارع الرجل قائلا:«هل يجوز أن يسلط الله عزوجل عدوه علي وليه..؟».فانبري الحسين يجيبه قائلا:«افهم ما أقول لك: اعلم أن الله تعالي لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان، و لا يشافههم بالكلام، و لكنه جلت عظمته يبعث اليهم رسلا من أجناسهم و أصنافهم بشرا مثلهم، و لو بعث اليهم رسلا من غير صفتهم و صورهم لنفروا عنهم، و لم يقبلوا منهم، فلما جاءوهم و كانوا من جنسهم يأكلون، و يمشون في الأسواق، قالوا لهم: أنتم مثلنا لا نقبل منكم حتي تأتوا بشي‌ء نعجز عن أن نأتي بمثله، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عزوجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الأعذار و الأنذار فغرق جميع من طغي، و تمرد، و منهم من ألقي في النار فكانت عليه بردا و سلاما، و منهم من فلق له البحر و فجر له من الحجر العيون، و جعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون، و منهم من أبرأ الأكمه و أحيي الموتي بأذن الله و أنبأهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم، و منهم من انشق له القمر، و كلمته البهائم مثل البعير و الذئب و غير ذلك، فلما أتوا بمثل ذلك، و عجز الخلق من أمتهم أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله جل جلاله و لطفه بعباده و حكمته أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين، و أخري مغلوبين و في حال قاهرين، وأخري مقهورين، و لو جعلهم عزوجل في جميع أحوالهم غالبين و قاهرين، و لم يبتلهم، و لم يمتحنهم لا تخذهم الناس آلهة من دون الله عزوجل، و لما عرف فضل صبرهم علي البلاء و المحن و الاختبار، و لكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة و البلوي صابرين، و في العافية و الظهور علي الأعداء شاكرين، و يكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين، و لا متجبرين و ليعلم العباد أن لهم عليهم السلام ألها هو خالقهم و مدبرهم فيعبدوه و يطيعوا رسله، و يكونوا حجة الله ثابتة علي من يجاوز الحد فيهم، و ادعي لهم الربوبية أو عاند، و خالف و عصي و جحد بما أتت به الأنبياء و الرسل، و ليهلك من هلك عن بينة، و يحيي من حي عن بينة..».و دلت هذه المناظرة علي براعة الحسين، و علي قدراته العليمة، فقد أقام البراهين الخاسمة علي ابطال ما ذهب اليه المعاند، فلم ينبس ببنة شفة، و بان عليه العجز، و كان محمد بن ابراهيم بن اسحاق حاضرا في المجلس و قد بهر بكلام الحسين، فأقبل عليه في اليوم الثاني ليسأله عن الدليل الذي أقامه في تفنيد كلام الخصم هل هو من عنده أو أخذه من أئمة الهدي عليهم السلام، و لما استقر به المجلس التفت اليه الحسين قائلا:«يا محمد بن ابراهيم لئن أخر من السماء الي الأرض، فتخطفني الطير، أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب الي من أن أقول في دين الله برأيي، و من عند نفسي، بل ذلك من الأصل، و مسموع من الحجة صلوات الله و سلامه عليه...».صلابته:كان الحسين بن روح قوي الأرادة، شديد الصلابة في الحق، يقول أبو سهل النوبختي: «لو كان الحجة عليه السلام تحت ذيله و قرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه».ايثاره للتقية:و كان الحسين يؤثر التقية، و يجاري محيطه الذي كان مشحونا بالبغض و العداء لأهل البيت عليهم السلام، فقد روي المؤرخون عنه أن بوابه لعن معاوية و شتمه فأمر بطرده من وظيفته التي كان عليها، و بقي البواب مدة يوسط اليه مختلف الطبقات في ارجاعه فلم يرده.مع علي القمي:كتب العلامة علي بن الحسين القمي رسالة الي الحسين بن روح يطلب فيها أن يسأل الامام عليه السلام بأن يدعو الله تعالي له ليرزقه أولادا فقهاء من زوجته التي هي بنت عمه، و رفع الحسين طلبه الي الامام عليه السلام، فجاء الجواب انه لا يرزق من زوجته ولكنه سيملك جارية و يرزق منها ولدين فقيهين، و لم تمض الأيام حتي ملك جارية ديلمية فرزقه الله منها ثلاثة أولادوهم:1 ـ محمد.2 ـ الحسين.3 ـ الحسن.أما محمد و الحسين فكانا من أعلام فقهاء، من أفذاذ العلماء و كانا آيتين في الحفظ، و كان الناس يتعجبون من سرعة حفظهما و يقولون: ان هذا ببركة دعوة الامام عليه السلام.و أما الحسن و هو الأوسط فكان مشتغلا بالعبادة و الزهد و قد آثر العزلة عن الناس.وفاته:بقي الحسين سفيرا عن الامام عليه السلام احدي أو اثنين و عشرين سنة، و كان المرجع الوحيد و الواسطة الأمينة بين الشيعة و بين الامام تصل علي يده مسائلهم و حقوقهم الشرعية، و هو يوصلها الي الامام عليه السلام، و قد مرض و بقي في مرضه أياما حتي أدركته المنية، و انتقل الي رحمة الله و رضوانه سنة (326 ه) و قد جهز، و شيع بتشييع حافل، و دفن في مقره الأخير، و مرقده الشريف يقع في (بغداد) في (سوق الشورجة) التي هي أهم مركز تجاري في (بغداد)، و الناس تتهافت علي زيارة قبره للتبرك به.

علي بن محمد السمري

أما علي بن محمد السمري فهو من عناصر التقوي و الايمان، و يكفي في سمو شأنه، و عظيم مكانته، تقلده للنيابة العامة عن الامام المنتظر عليه السلام بنص منه، مع وجود كوكبة من علماء الشيعة و خيارهم، و هو آخر وكلاء الامام الممجدين، و بوفاته وقعت الغيبة الكبري، و صارت السفارة العامة و المرجعية العظمي الي الفقهاء العظام.و يقول الرواة: انه قبل وفاة علي السمري أخرج الي الناس رسالة موقعة من الامام المنتظر عليه السلام جاء فيها بعد البسملة:«يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك، فانك ميت ما بينك و بين ستة أيام، فاجمع أمرك، و لا توص الي أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور الا باذن الله تعالي ذكره، و ذلك بعد طول الأمد، و قسوة القلوب، و امتلاء الأرض جورا، و سيأتي علي شيعتي من يدعي المشاهدة الا فمن ادعي المشاهدة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..».ويواجهنا في هذه الرسالة ما ورد فيها أن من يدعي مشاهدة الامام عليه السلام بعد غيبة الكبري فهو كاذب مفتر، مع أنه من المقطوع حسبما تواتر نقله أن جمهرة كبيرة من خيار علماء الشيعة و صلحائهم، قد تشرفوا برؤيته و ملاقاته، و قد اول ذلك بتأويلات عديدة، كان من أجودها: أن من يدعي مشاهدته و نيابته و سفارته عنه علي غرار سفرائه في حال الغيبة الصغري، فهو كاذب مفتر، و فيما أحسب أن هذا التوجيه حسن.وفاته:و ألمت الأمراض (بعلي السمري)، و قد دخل عليه خيار الشيعة، فقالوا له: «من وصيك من بعدك؟...».فأجابهم.«لله أمر هو بالغه..».ثم انتقل الي جوار الله، و كانت و فاته، في النصف من شهر شعبان سنة (328 ه)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.