الفصول العشرة في الغيبة

اشارة

‏سرشناسه : مفيد، محمد‌بن‌محمد، ‏۳۳۶ -‏ ۴۱۳ق.
‏عنوان و نام پديدآور : الفصول العشره في الغيبه/ تاليف المفيد محمدبن محمدبن النعمان ابن‌المعلم ابي‌عندالله العكبري البغدادي؛ تحقيق فارس الحسون.
‏مشخصات نشر : قم: الموتمرالعالمي لالفية‌الشيخ‌المفيد‏، ۱۴۱۳ق.‏= [۱۳۷۲].
‏مشخصات ظاهري : [۱۴۵] ص.
‏فروست : مصنفات الشيخ المفيد؛ ۲۱.
‏يادداشت : عربي.
‏يادداشت : كتابنامه: [۱۳۵] - ۱۳۹؛ همچنين به صورت زيرنويس.
‏موضوع : كلام شيعه اماميه -- قرن ‏۴ق.‏‏
‏شناسه افزوده : تبريزيان، فارس، ‏۱۳۴۷ - ۱۳۸۴.‏
‏رده بندي كنگره : ‏BP۲۰۹/۶‏/م۷م۶ ۲۱.ج ۱۳۷۲
‏رده بندي ديويي : ‏۲۹۷/۴۱۷۲
‏شماره كتابشناسي ملي : ۱۲۹۶۲۸

الاهداء

إلي أُم الإِمام المهدي روحي له الفداءنرجساهدي هذا الجهدراجياً منها القبول والدعاءفارس [ صفحه 7]

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الّذي أوجب علي نفسه الرحمة، ومن رحمته ارساله الرسل والأَنبياء والأَئمّة (عليهم السلام)، ولم يترك الأُمّة بدون وليّ له.والصلاة والسلام علي محمّدٍ عبده ورسوله، وعلي آله المعصومين.إنّ فكرة ظهور منقذ للبشريّة جمعاء في آخر الزمان أوّل مَن اشار إليها ونوّه بها هو الله سبحانه وتعالي، حيث بشّر أنبياءه كافّة ـ من لدن أبينا آدم (عليه السلام) وإلي نبيّنا محمّد (صلّي الله عليه وآله وسلّم) ـ بظهوره ودولته عجّل الله فرجه.فنعد البحث والتنقيب في كتب الروايات والتاريخ نشاهد بوضوح انّ جميع الأنبياء والرسل من آدم (عليه السلام) إلي نبيّنا محمّد (صلّي الله عليه وآله وسلّم)، وجميع الأّئمّة من الإِمام علي (عليه السلام) وإلي الإِمام العسكري (عليه السلام)، ذكروا المهديّ واشاروا إلي اسمه وبعض شمائله وظهوره.ولا نبالغ إن قلنا: الروايات الواردة في المهديّ عجّل الله فرجه ـ من الفريقين ـ اكثر من الروايات الواردة في سائر الأَئمّة صلوات الله عليهم. [ صفحه 8]

لماذا هذا الاهتمام بالمهدي

فلماذا كلّ هذا الإِهتمام بالمهدي الموعود؟ … ولماذا هذا التأكيد عليه؟للجواب نشير إلي عدّة نقاط:(أ) كلّ هذا الإِهتمام، للتعريف بالإِمام المهديّ لجميع الخلق، وأنه صاحب الحكم الإِلهيّ ودولة الحقّ الّتي وعد الله عباده بها، فيعتقد به مَن لم يدركه بقلبه ويدعو له بالفرج، ويطيعه مَن يدركه.(ب) كلّ هذا، لأجل الذين يدركون غيبته، لئلاّ يزيغوا ويضلّوا، لئلاّ يشكّوا في إمامهم ووجوده وظهوره، لتتركّز عقيدتهم بإمامهم اكثر، ليعدّوا أنفسهم لظهوره، ليرفعوا الموانع المانعة عن ظهوره.(ج) كلّ هذا، لأجل معرفة الّذين يدركون غيبته أهمّيّة قيام دولته ـ عجّل الله فرجه ـ الّتي بشّر بها الأنبياء والصديقون والأئمة (عليهم السلام) وتمنّوا لو أدركوها.(د) كلّ هذا، ليطمئنّ المؤمن بوجود رجعة في الدنيا قبل الآخرة، يؤخذ للمظلوم حقّه من الظالم، يعذّب المجرمون ويذوقوا عذاب الدنيا قبل الآخرة، ينعّم المحسنون والمتقون في الدنيا قبل الآخرة.(هـ) كلّ هذا، ليعرف الخلق أن أولياء الله الصالحين ـ الّذين تجرّعوا غصص الظلم وأنواع العذاب ـ سيحكمون الأرض بالعدل، لأنّهم الوارثون... (إن الأرض يرثها عبادي الصالحون).(و) كلّ هذا، ليعرف الناس عُظم مسألة المهديّ ودولته، وما يصيبه وشيعته في غيبته، فيحزنوا عليهم ويدعوا لهم بالفرج، فيكونوا قد شاركوهم فيما يجري عليهم من مصائب وآلام، ويشتركوا معهم بالأجر والثواب. [ صفحه 9] (ز) وأخيراً لا آخراً، كلّ هذا، ليعرف الخلق بأجمعه: أنّ للحقّ دولة، ترفع فيها كلمة الله، وكلمة الله هي العليا.

من كتب عن المهدي إلي آخر القَرن الرابع

كما ذكرنا سابقاً: انّ الله سبحانه ثم الأَنبياء كافّة هم الّذين ذكروا المهديّ وفتحوا أبواب البحث عنه وعن ظهوره عجّل الله فرجه الشريف.وعند ظهور نبيّنا محمّد (صلّي الله عليه وآله وسلّم) برسالته كان الترويج لفكرة المنقذ المنتظر أكثر، حيث أولي (صلّي الله عليه وآله وسلّم) اهتماماً كبيراً بقضيّة المهديّ وردّ الشبهات عنه، والأحاديث الواردة عنه (صلّي الله عليه وآله وسلّم) من طريق الفريقين خير شاهد علي هذا المطلب.ومن بعده (صلّي الله عليه وآله وسلّم) كانت مهمّة التبليغ لفكرة الإِمام المهدي علي عهدة خلفائه أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فكانوا ينتهزون الفرص لتثبيت المسلمين علي الاعتقاد بالمهديّ، والروايات الكثيرة الواردة عنهم في هذا الشأن شاهدٌ لهذا المطلب.وكلّما قرب وقت ولادة الإِمام عجّل الله فرجه كان الاهتمام بذكره والخبر بأحواله وصفاته وغيبته أكثر، حتّي أنّ الإِمامين العسكريين سلام الله عليهما كان عندهما نوع ما من الغيبة وعدم الاتصال مباشرةً بأصحابهم وخروج التوقيعات من قبلهم، كلّ هذا ليتعوّد الشيعة علي ما سيحصل من غيبة الإِمام القائم عجّل الله فرجه الشريف.وعند ولادة الإِمام المهدي بدأ نوع جديد من التحرك والتبليغ من قِبل أبيه الإِمام العسكري، لأنَّ هذه المرحلة تعدّت من المرحلة النظرية إلي العملية، فبدأ الإِمام العسكري (عليه السلام) بخطوات كبيرة لتثبيت عقائد الشيعة بإمامة ولده المهديّ المنتظر وردّ الشبهات عنه، حتّي أنّ الإِمام العسكري (عليه السلام) كان [ صفحه 10] يظهر ولده المهديّ إلي خواصّ شيعته بين حينٍ وآخر، وكانوا يتحدّثون معه ويسألونه فيجيبهم.وبعد شهادة الإِمام العسكري (عليه السلام)، وتسلّم الإِمام المهديّ منصب الإمامة، كانت مهمّة التبليغ علي شخص الإِمام بواسطة النوّاب الخاصّين رضوان الله عليهم، فكانت ترد عليه الأَسئلة من شيعته بواسطة الأَبواب وتخرج التوقيعات من الناحية المقدسة فيها جوابات الاسئلة وحلّ مشاكل الشيعة وردّ الشبهات عنه عجّل الله فرجه الشريف.وآخر توقيع خرج عنه في الغيبة الصغري إلي عليّ بن محمّد السمري آخر أبوابه الخاصّين نسخته:بسم الله الرحمن الرحيميا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلي أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية [التامّة]، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الأَمد وقسوة القلوب وامتلاء الأّرض جوراً... [1] .وبعد وقوع الغيبة الكبري صارت مهمّة التبليغ الإسلامي بصورة عامّة وتثبيت عقائد الشيعة بإمامة المهديّ المنتظر وغيبته بصورة خاصّة علي عهدة الفقهاء والمحدثين.ففي التوقيع الخارج إلي محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه:... وامّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا، فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم [2] .ففي بداية الغيبة الكبري كانت مهمّة ترسيخ عقائد الشيعة بإمامهم كبيرة [ صفحه 11] وصعبة، لذا تري علماءنا رضوان الله عليهم بدئوا بردّ الشبهات عنه عجل الله فرجه بمناظراتهم ودروسهم وخطبهم ومؤلّفاتهم.وهنا نذكر علي طريق الإِختصار بعض مَن ألّف من العلماء عن موضوع الإِمام المهديّ عجّل الله فرجه والدفاع عنه إلي آخر القرن الرابع الهجري.فمنهم:(1) أبو اسحاق ابراهيم بن اسحاق الأَحمريّ النهاونديّ، سمع منه ابو احمد القاسم بن محمد الهمداني في تسع وستين ومائتين، له كتاب الغيبة [3] .(2) أبو اسحاق ابراهيم بن صالح الأَنماطي الكوفي الأَسدي، من اصحاب الإِمام الكاظم (عليه السلام)، ثقة، له كتاب الغيبة، يرويه عنه جعفر بن قولويه بواسطة واحدة [4] .(3) أحمد بن الحسين بن عبدالله المهراني الآبي، له كتاب ترتيب الأَدلة فيما يلزم خصوم الإِماميّة دفعه عن الغيبة والغائب [5] .(4) أبو بكر خيثمة احمد بن زهير النسائي، المتوفي سنة 279، له جمع الاحاديث الواردة في المهديّ [6] .(5) الحافظ أبو نعيم احمد بن عبدالله الاصبهاني، المتوفي سنة 430، له كتاب الأربعين حديثاً في ذكر المهديّ، وذكر المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، ومناقب المهديّ [7] . [ صفحه 12] (6) أبو العباس [ابو علي] احمد بن علي الرازي الخضيب [ابن الخضيب] الأَيادي، له كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة [8] .(7) أبو العباس احمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي، نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه متقياً لما يرويه فقيهاً بصيراً بالحديث والرواية، وهو استاذ الشيخ النجاشي وشيخه ومَن استفاد منه، توفي حدود النيف والعشرة بعد الاربعمائة، له كتاب أخبار الوكلاء الأَربعة [9] .(8) أبو الحسن احمد بن محمد بن عمران بن موسي المعروف بابن الجندي، أستاذ الشيخ النجاشي، له كتاب الغيبة [10] .(9) أبو عبدالله احمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش بن ابراهيم بن ايّوب الجوهري، له كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزمان (عليه السلام)، واخبار وكلاء الائمة الاربعة [11] .(10) الحافظ النسّابة الواعظ الشاعر الأَشرف بن الأَغر بن هاشم المعروف بتاج العُلي العلوي الحسيني، المولود بالرملة سنة 482 والمتوفي بحلب سنة 610 عن 128 سنة، له كتاب الغيبة وما جاء فيها عن النبي والأَئمّة (عليهم السلام) ووجوب الايمان بها [12] .(11) الجلودي، الموفي سنة 332، له كتب اخبار المهدي [13] .(12) أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، المعروف [ صفحه 13] بالطبري والمرعش، كان من اجلاء هذه الطائفة وفقهائها، توفي سنة 358، له كتاب الغيبة [14] .(13) أبو علي الحسن بن محمد بن احمد الصفار البصري، شيخ من اصحابنا ثقة، روي عنه الحسن بن سماعة، له كتاب دلائل خروج القائم (عليه السلام) [15] .(14) أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، المعروف بابن أخي طاهر، المتوفي في ربيع الاول سنة 358، له كتاب الغيبة وذكر القائم (عليه السلام) [16] .(15) أبو الحسن حنظلة بن زكريا بن حنظلة بن خالد العيار التميمي القزويني، له كتاب الغيبة [17] .(16) أبو الحسن سلامة بن محمد بن اسماعيل [اسماء] بن عبدالله بن موسي بن أبي الأَكرم الأَزْذَنيّ [الازوني]، المتوفي سنة 339، له كتاب الغيبة وكشف الحيرة [18] .(17) أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجني الأَسدي الكوفي، المتوفي سنة 250 أو 271، له كتاب أخبار المهدي ويسمّيه المسند [19] .(18) أبو الفضل عباس بن هشام الناشري الأَسدي، من أصحاب [ صفحه 14] الرضا (عليه السلام)، متوفي سنة 220، له كتاب الغيبة [20] .(19) أبو العباس عبدالله بن جعفر بن الحسين بن مالك الحيمري القمي، ثقة، شيخ القميين ووجههم، له كتاب الغيبة والحيرة، وقرب الاسناد إلي صاحب الامر (عليه السلام)، والتوقيعات [21] .(20) أبو محمد عبد الوهّاب المادرائيّ [البادرائي]، له كتاب الغيبة [22] .(21) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي، المتوفي سنة 329 هـ، له كتاب الإِمامة والتبصرة من الحَيْرَة [23] .(22) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسي بن محمد بن موسي بن إبراهيم بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، المعروف بالشريف المرتضي علم الهدي، مولده في رجب سنة 355، قال النجاشي: مات لخمس بقين من شهر ربيع الاول سنة 436 وصلّي عليه ابنه وتولّيت غسله ومعي الشريف ابو يعلي …، له كتاب الغيبة، المقنع في الغيبة [24] .(23) أبو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم بن ابان المعروف بعلان الرازي الكليني، خال ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني، وأحد العدّة الّذين يروي عنهم عن سهل بن زياد في كتابه الكافي، له كتاب اخبار القائم (عليه السلام) [25] . [ صفحه 15] (24) علي بن محمد بن علي بن سالم بن عمر بن رباح بن قيس السوَاق القلا، له كتاب الغيبة [26] .(25) أبو الحسن علي بن مهزيار الدَوْرَقي الأَهوازي، كان ابوه نصرانياً، وقيل: إنّ عليّاً ايضاً أسلم وهو صغير ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأَمر، وتفقّه وروي عن الرضا وأبي جعفر (عليهما السلام)، واختصّ بأبي جعفر الثاني، له كتاب القائم [27] .(26) أبو موسي عيسي بن مهران المستعطِف، له كتاب المهديّ [28] .(27) أبو محمد بن الفضل بن شاذان بن جبرئيل [الخليل] الأَزدي النيسابوري، المتوفي سنة 260، لقي علي بن محمد التقي (عليه السلام)، له كتاب اثبات الرجعة، والرجعة حديث، والقائم (عليه السلام) [29] .(28) أبو عبدالله محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني، المعروف بابن أبي زينب الكاتب، تلميذ ثقة الاسلام الكليني، له كتاب الغيبة، ويعرف هذا الكتاب بملاء العيبة في طول الغيبة [30] .(29) أبو علي محمد بن احمد بن الجنيد، قال النجاشي: سمعت بعض شيوخنا يذكر أنّه كان عنده مال للصاحب (عليه السلام) وسيف أيضاً وصّي به إلي جاريته، له كتاب إزالة الران عن قلوب الاخوان في الغيبة [31] . [ صفحه 16] (30) أبو عبدالله محمد بن احمد بن عبدالله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال، المعروف بالصفواني، الشريك مع النعماني في القراءة علي ثقة الاسلام الكليني، له كتاب الغيبة وكشف الحيرة [32] .(31) أبو العنبس محمد بن اسحاق بن أبي العنبس العنبسي الصيمري، له كتاب صاحب الزمان [33] .(32) أبو الحسين محمد بن بحر الرهني السجستاني [الشيباني] المتكلّم، له كتاب الحجة في إبطاء القائم (عليه السلام) [34] .(33) محمد بن الحسن بن جمهور العمي [القمي] البصري، روي عن الرضا (عليه السلام)، له كتاب صاحب الزمان (عليه السلام)، وكتاب وقت خروج القائم [35] .(34) أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، قرأ علي الشيخ المفيد، له كتاب الغيبة [36] .(35) محمد بن زيد بن علي الفارسي، له كتاب الغيبة [37] .(36) أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني، المتوفي سنة 323، كان متقدّماً في أصحابنا ومستقيم الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح علي ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديّة، فظهرت منه [ صفحه 17] مقالات منكرة، وخرج في لعنه التوقيع من الناحية، له كتاب الغيبة [38] .(37) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي، المتوفي سنة 381، له كتاب اكمال الدين واتمام النعمة، الّفه بأمر الإِمام المهديّ عجل الله فرجه، والرسالة الأُولي في الغيبة، والرسالة الثانية في الغيبة، والرسالة الثالثة في الغيبة [39] .(38) أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، المتوفي سنة 449، له كتاب البرهان علي طول عمر صاحب الزمان، والاستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في الانصاف [40] .(39) أبو بكر محمد بن القاسم البغدادي، معاصر ابن همّام الذي توفي سنة 332، له كتاب الغيبة [41] .(40) أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي، كان في اول عمره عامي المذهب وسمع حديث العامة فأكثر منه، ثّم تبصّر وعاد إلينا، له كتاب الغيبة [42] .(41) أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني، من السفراء، قرأ علي المفيد وحضر مجلس درس المرتضي والشيخ ولم يقرأ عليهما، له كتاب الغيبة [43] . [ صفحه 18] انتهي ما قصدنا ايراده من ذكر بعض الكتب المؤلّفة مستقلاً عن موضوع الإِمام المهديّ عجّل الله فرجه، ولم نذكر ما كتبه العلماء من الفريقين في مؤلّفاتهم ضمناً عن الإِمام المهدي، ولم نذكر الكتب المؤلّفة من الواقفيّة الّذين وقفوا علي بعض الأَئمة أو اولادهم، وكذا لم نذكر الشعراء الّذين نظموا عن الإِمام المهديّ (عليه السلام)، مراعاة للإختصار.

اهتمام الشيخ المفيد بالبحث عن المهدي

ازدهر العلم في زمن الشيخ المفيد وبلغ ذروته، وكانت الحضارة آنذاك في تقدّمٍ سريع، وكان زمانه مملوءاً بالعلماء من كلّ الفِرق الاسلامية خصوصاً في بغداد.كلّ هذا ونري شيخنا المفيد قد نبغ من بين جميع هؤلاء، وطغي علمه وشهرته علي الكلّ.وكانت الشبهات في زمانه ضدّ مذهب اهل البيت تستفحل يوماً بعد آخر.لذا عقد الشيخ المفيد مجلساً للمناظرة، ناظر فيه العلماء فأفحمهم، واهتدي علي يديه الجمّ الغفير.فكان رضوان الله عليه قد اولي اهتماماً كبيراً بعلم الكلام، سواء باللسان أم بالقلم.ومن المواضيع الكلامية الّتي اعطاها اهتماماً كبيراً هو موضوع الإِمام المهديّ واحواله وظهوره وطول عمره و…فكان يردّ الشبهات ويثبّت عقائد الشيعة بإمام زمانهم بمناظراته ودرسه وكتاباته مستقلاً وضمناً:فمن الّذي كتبه مستقلاً:(1) كتاب الغيبة. [ صفحه 19] ذكره النجاشي: 401، وذكره الطهراني في الذريعة 16: 80 كتاب الغيبة الكبير للمفيد.(2) المسائل العشر في الغيبة.ذكره النجاشي: 399، وهو هذا الكتاب الّذي أُقدّمه بين يدي القارئ العزيز، يأتي التفصيل عنه.(3) مختصر في الغيبة.ذكره النجاشي: 399.(4) النقض علي الطلحي في الغيبة.ذكره النجاشي: 400.(5) جوا بات الفارقيين في الغيبة.ذكره النجاشي: 400.(6) الجوابات في خروج الإِمام المهدي (عليه السلام).ذكره النجاشي: 401.وذكره الطهراني في الذريعة 16: 80 أنّ للشيخ المفيد كتاب الجوابات في خروج المهدي ـ وذكر أنه موجود ـ ثلاث مسائل.والظاهر انّ كليهما كتاب واحد.وذكر ايضاً ان الثلاث مسائل هي:(أ) من مات ولا يعرف امام زمانه.(ب) لو اجتمع لامام عدد اهل بدر.واحتمل ان يكون هذا هو النقض علي الطلحي، لأنه يعبّر في اثنائه عن السائل بالعمري.(ج) السبب الموجب لاستتار الحجّة.والمطبوع من الجوابات ـ الّذي طبع ضمن عدّة رسائل للمفيد طبع مكتبة المفيد ـ أربع رسائل، هي: [ صفحه 20] (أ) صفحة 383 ـ 388، شرح فيه حديث مَن مات وهو لا يعرف امام زمانه …(ب) صفحة 389 ـ 394، أول الرسالة: حضرتُ مجلس رئيس من الرؤساء فجري كلام في الإِمامة فانتهي إلي القول في الغيبة…(ج) صفحة 394 ـ 398، أول الرسالة: سأل بعض المخالفين فقال: ما السبب الموجب لاستتار امام الزمان وغيبته الّتي طالت مدّتها …؟(د) صفحة 399 ـ 402، أول الرسالة: سأل سائل من الشيخ المفيد فقال: ما الدليل علي وجود الإِمام صاحب الغيبة، فقد اختلف الناس في وجوده اختلافاً ظاهراً …؟وللتفصيل راجع الذريعة 5: 195، 20: 388، 390 و395، 16: 80 ـ 82.ومن الّذي كتبه ضمناً(1) الايضاح في الإِمامة.احال عليه في عدة مواضع من هذا الكتاب المسائل العشر وعبّر عنه بالايضاح في الإِمامة والغيبة.(2) الارشاد في معرفة حجج الله علي العباد.ذكر فيه فصلاً خاصّاً عن الإِمام الحجّة وغيبته.(3) العيون والمحاسن.له فيه كلام في الغيبة.(4) الزاهر في المعجزات.تطرّق فيه إلي معجزات الانبياء والأَئمة ومنهم الإِمام الحجّة المنتظر.وكذا بحث عن الإِمام المهدي (عليه السلام) في بقيّة كتبه المؤلفة في الإِمامة والتاريخ والعقائد. [ صفحه 21]

صلة الشيخ المفيد بالناحية المقدسة

عند وقوع الغيبة الكبري انقطعت النيابة الخاصّة وكذب مَن ادّعي البابية، وصارت النيابة عامّة للفقهاء العدول.وهذا لا يدلّ علي عدم إمكان رؤية الإِمام في الغيبة الكبري والتشرف بخدمته، حتّي مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية، لأن الّذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصّة.قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة: فأمّا بعد انقراض مَن سمّيناه من اصحاب أبيه وأصحابه (عليهم السلام)، فقد كانت الأَخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل محمّد (عليهم السلام) متناصرة: بأنّه لا بدّ للقائم المنتظر من غيبتين، إحداهما أطول من الأُخري، يعرف خبرَه الخاصُّ في القصري، ولا يعرفُ العالمُّ له مستقرّاً في الطولي، إلاّ من تولّي خدمته من ثقاة أؤليائه، ولم ينقطع عنه إلي الاشتغال بغيره [44] .فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأنّ في الغيبة الكبري المعبّر عنها بالطولي يمكن أن يعرف خبره مَن تولّي خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه إلي الاشتغال بغيره.إذا عرفت هذا فقد روي الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة إلي الشيخ المفيد، قال:ذكرُ كتابٍ ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة علي الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان [ صفحه 22] قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز، نسخته:للأخ السديد الوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ علي العباد ….وجاء في آخر التوفيع:نسخة التوقيع باليد العليا علي صاحبها السلام:هذا كتابنا إليك إيّها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام، فاحتفظ به، ولا تظهر علي خطّنا الّذي سطرناه بماله ضمناه أحداً، وأدّ ما فيه إلي مَن تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلّي الله علي محمّد وآله الطاهرين [45] .قال الطبرسي أيضاً يروي التوقيع الثاني:ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشر واربعمائة، نسخته:من عبدالله المرابط في سبيله إلي ملهم الحقّ ودليله...وجاء في آخر التوفيع:وكتب في غرّة شوّال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوفيع باليد العليا صلوات الله علي صاحبها:هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ، بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفه عن كلّ أحد، واطوه، واجعل له نسخة تطلع عليها مَن تسكن إلي أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركتنا إن شاء الله، والحمد لله والصلاة علي سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين [46] . [ صفحه 23] وروي هذين التوقيعين يحيي بن بطريق في رسالة نهج العلوم إلي نفي المعدوم كما حكي عنه، وزاد عليهما توقيعاً آخر لم تصل إلينا صورته [47] .وعند التأمل في التوقيعين الواصلين إلينا نستطيع أن نجزم بأنهما لا يفيدان النيابة الخاصّة او البابية، بل شأنهما شأن مَن يري الإِمام في غيبته الطولي ويعرفه، ولا يفهم من الاحاديث المكذّبة لرؤيته إلاّ النيابة الخاصّة.والّذي يزيدنا اطمئناناً بهذين التوقيعين ما ذكره الطبرسي في مقدّمة كتابه الاحتجاج في بيان علّة عدم ذكر الاسانيد:ولا نأتي في اكثر ما نورده من الأَخبار بإسناده:إمّا لوجود الاجماع عليه.أو موافقته لِما دلّت العقول إليه.أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.إلاّ ما أوردته عن أبي محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام)، فانه ليس في الاشتهار علي حدّ ما سواه، وإن كان مشتملاً علي مثل الّذي قدّمناه، فلأجل ذلك ذكرت اسناده في أول جزءٍ من ذلك دون غيره، لأن جميع ما رويت عنه صلوات الله عليه إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأَخبار الّتي ذكرها (عليه السلام) في تفسيره … [48] .فالتوقيعان اللذان رواهما بدون ذكر الاسناد لا يخلوان من ثلاثة وجوه: وجود الاجماع عليهما،موافقتهما لِما دلّت العقول إليه،اشتهارهما في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.وهذه الدقّة الموجودة عند الطبرسي في روايته، ووثاقة الطبرسي عند الكافّة تعطينا اطمئناناً لقبول التوقيعين. [ صفحه 24] والّدي يزيدنا اطمئناناً ايضاً بهذين التوفيعين، ما ذكره المحدّث البحراني في اللؤلؤة بعد ما نقل أبياتاً في رثاء الشيخ المفيد منسوبة لصاحب الأَمر وجدت مكتوبة علي قبر الشيخ المفيد:وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه (عليه السلام) من التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة علي مزيد التعظيم والإجلال …ثمّ قال:هذا وذكر الشيخ يحيي بن بطريق الحلّي ـ وقد تقدّم ـ في رسالة نهج العلوم إلي نفي المعدوم [المعروفة بسؤال أهل حلب] طريقين في تزكية الشيخ المفيد:احدهما: صحّة نقله عن الأَئمة الطاهرين، بما هو مذكور في تصانيفه من المقنعة وغيرها...وأمّا الطريق الثاني في تزكيته: ما ترويه كافّة الشيعة وتتلقّاه بالقبول: من أنّ صاحب الأَمر ـ صلوات الله عليه وعلي آبائه ـ كتب إليه ثلاث كتب، في كلّ سنة كتاباً، وكان نسخة عنوان الكتاب: للأخ السديد … وهذا أوفي مدح وتزكية وأزكي ثناء وتطرية بقول إمام وخلف الأَئمة، انتهي ما في اللؤلؤة [49] .اقول: وكلامه صريح ان التوقيعين مجمع عليهما، ونستنتج من كلامه أيضاً أنّ ما ذكره الطبرسي في مقدّمة الإِحتجاج ـ من ذكر الأَسباب الّتي دعته إلي عدم ذكر السند للأحاديث الّتي يرويها ـ ان التوقيعين من قسم الأَحاديث الّتي انعقد الاجماع عليها، لهذا لم يذكر سندها.وإن كان بعض المتأخرين قد شكّك في هذين التوقيعين، لكن الإِطمئنان الحاصل عند التأمّل فيهما كافٍ في المقام، والله العالم. [ صفحه 25] وقال ابن شهرآشوب في معالمه: ولقّبه الشيخ المفيد صاحبُ الزمان صلوات الله عليه، وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب [50] .والظاهر أن المراد من عبارته «ولقّبه الشيخ المفيد صاحب الزمان» ما رود في التوقيع: للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد.وأما ما أحال به علي المناقب، فهو غير موجود في المناقب المطبوع وفي نسخة المتوفرة لدينا والنسخ التي اعتمدها المحدث المجلسي والنوري، لأن كلّ هذه النسخ ناقصة غير موجودة فيها البحث عن صاحب الأَمر (عليه السلام).وشكك السيد الخوئي في هذا، بناءً علي أنّ تسميته بالمفيد كانت من قِبَل علي بن عيسي الرماني حيث قال له بعد مناظرةٍ: أنت المفيد حقّاً، وكون التوقيع صادراً في أواخر حياة الشيخ المفيد وانّما لقّب الشيخ المفيد في عنفوان شبابه [51] .وما ذكره السيد الخوئي لا يقدح في سند التوقيعين ولا في متنيهما، وإنما هو اعتراض علي علي ابن شهرآشوب حيث قال: ولقب الشيخ المفيد صاحب الزمان، إذ ليس في التوقيع ما يوحي ان صاحب الزمان هو الذي لقب المفيد بالمفيد، فلعلّه كان قد لقب بالمفيد، والتوفيع الخارج من الناحية جري علي ما هو المتعارف عليه من لقبه.وبناءً علي صدور هذين التوقيعين من الناحية المقدسة، نستطيع أن نصل إلي الصلة العميقة بين هذا الشيخ المفيد وبين إمام زمانه الحجّة المنتظر، لِما فيهما من مدح وثناء عميقين من قبل الناحية المقدّسة لهذا الشيخ الذي أوقف عمره للذبّ عن هذه الطائفة المظلومة.فورد في التوقيع الأول من الناحية للشيخ المفيد من المدح:للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد … سلام عليك أيّها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين … ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحّق، وأجزل مثوبتك علي نطقك عنّا بالصدق … هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ، المخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوافي، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام … [52] . [ صفحه 26] وفي الثاني:سلام عليك أيّها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، … ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيّدك الله بنصره الّذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين … هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ… [53] .وكفي بهذا عزّاً وفخراً للشيخ المفيد، وهو أهل لذلك. [ صفحه 27]

نحن و الكتاب

نسبة الكتاب للشيخ المفيد

نستطيع أن نجزم بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، وذلك لعدّة جهات:(1) عند التأمّل في بقيّة كتبه بالأَخصّ الكلامية نشاهد أن طريقتها مع هذا الكتاب متحدة، وبعبارة أُخري: مَن طالع كتب الشيخ المفيد وطالع هذا الكتاب من دون أن يعرف انه للمفيد يجزم بنسبته للمفيد، وذلك لاتحاد مشربه.(2) اتفاق كلّ النسخ الخطّيّة بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، ومن النسخ كتبت في القرن الثامن الهجري.(3) عدم ادّعاء أيّ شخص بنسبة الكتاب لغير الشيخ المفيد.(4) صرّح بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد كثير من الأَعلام، منهم: تلميذه الشيخ النجاشي في رجاله [54] ، وابن شهرآشوب في معالمه [55] ، والطهراني في الذريعة [56] ، والكنتوري في كشف الحجب [57] .(5) إحالته في هذا الكتاب علي بقيّة كتبه المسلّم بأنّها له، كالإِرشاد، والإِيضاح، والباهر من المعجزات. [ صفحه 28]

اسم الكتاب

اختلفت المصادر في تحديد اسم الكتاب:ففي رجال النجاشي [58] : المسائل العشرة في الغيبة.وفي معالم العلماء [59] : الأجوبة عن المسائل العشر.وفي النسخة المطبوعة [60] : الفصول العشرة في الغيبة.وفي كشف الحجب: المسائل العشرة في الغيبة [61] .وفي الذريعة: الجوابات في خروج المهدي [62] ، جوابات المسائل العشر في الغيبة [63] ، الفصول العشرة في الغيبة [64] ، المسائل العشرة في الغيبة [65] .وفي نسخ الأَربع التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا لهذا الكتاب ويأتي شرحها:في نسخة (ع): شرح الأَجوبة عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلق بمهديّ آل الرسول صلي الله عليه وآله.وفي نسخة (س): كتاب الغيبة. [ صفحه 29] وكلّ هذه الاسماء متقاربة، لأن الكتاب هو جواب لعشر مسائل، والظاهر أنّ الشيخ المفيد لم يسمّه باسم معيّن، ونحن اخترنا ما ذكره النجاشي ووضعناه عنواناً للكتاب، لقرب النجاشي من الشيخ المفيد، فهو تلميذه والأَعلم بكتب استاذه.فاسم الكتاب: المسائل العشر في الغيبة.

اهمية الكتاب

الكتاب هو عبارة عن دفع أهمّ الشبهات التي كانت واردة آنذاك علي موضوع الإِمام المنتظر عجّل الله فرجه، وهذه الشبه ردّها الشيخ المفيد بأحلي ردّ واوجزه، ففي هذه الرسالة الوجيزة حجمها تري فيها من المعلومات ما لا تجدها في غيره.فالشيخ المفيد عالج هذه الشُبه بعلاج جذري وناقشها من جميع الجهات، بحيث لم يبق في قلب أحدٍ شك ولا شبهة.وعند النظر في هذا الكتاب وقياسه بذاك الزمان والمكان اللذان كان فيهما الشيخ المفيد، تتضح اهمّية الكتاب ومدي فائدته.فالشيخ المفيد تعرض في فصله الاول لردّ كون استتار ولادة المهدي خارجة عن العرف، وفي الثاني لردّ مَن تمسّك بانكار جعفر عمّ الإِمام، وفي الثالث لردّ من تمسك بوصيّة الإِمام العسكري لأمّه دون ولده، وفي الرابع لردّ من تمسّك بعدم الداعي لاخفاء الإِمام العسكري ولده، وفي الخامس لردّ من ادعي انه مستتر لم يره احد منذ ولد، وفي السادس لردّ من ادعي نقض العادة بطول عمره عجّل الله فرجه، وفي السابع لردّ مَن تمسّك بانه إذا لم يظهر لا فائدة في وجوده، [ صفحه 30] وفي الثامن لردّ مَن تمسّك بأنّا في غيبة صاحبنا ساوينا السبائية والكيسانيّة و…، وفي التاسع لردّ من ادّعي تناقض غيبة الإِمام مع ايجاب الإِمامة وأنّ فيها مصلحة للانام، وفي العاشر لردّ مَن تمسّك بان الخلق كيف يعرفه إذا ظهر والمعجزة مخصوص بالأَنبياء.فتعرض الشيخ المفيد لردّ كلّ هذه الشبهات، واعتمد في ردّه علي: الآيات القرآنية، والحكم، والقصص الواردة عن الانبياء والحكماء، والأَمثلة التي يقبلها كلّ ضمير حيّ، ودراسة تاريخة كاملة لذاك الزمان وملوكه، واعتمد علي الأَدلّة العقلية، شأنه شأن الكتب الكلاميّة العميقة.فيعدّ كتابه من الكتب الكلاميّة ذات البحث العميق والعبارة الدقيقة الصعبة، فالقارئ يحتاج إلي الوقوف علي عباراته واحدة بعد أُخري والتأمّل فيها ليصل إلي ما يقصده المؤلّف.

تاريخ تأليف الكتاب

يوجد في هذا الكتاب نصّان نستفيد منهما تاريخ تأليف الكتاب.احدهما: في مقدمة الكتاب وعند استعراضه للفصول نستفيد حين يصل لفهرست الفصل السادس، يقول: … إلي وقتنا هذا وهو سنة عشر واربعمائة.والآخر: في الفصل السادس، يقول: وإلي يومنا هذا وهو سنة احد عشر واربعمائة.فمن هذين النصّين نفهم أنه بدأ بالتأليف في أوخر سنة اربعمائة وعشر، وانهي الكتاب في سنة أحد عشر واربعمائة، وذلك لصغر حجم الكتاب. [ صفحه 31]

السائل

لم يذكر الشيخ المفيد اسم السائل، بل اكتفي بقوله: … وتجدّد بعد الّذي سطرته … رغبةٌ مّمن اُجب له حقّاً، وأُعظم له محلاً وقدراً، واعتقد في قضاء حقّه ووفاق مشربه لازماً وفرضاً، في إثبات نكت من فصول خطرت بباله في مواضع ذكرها، يختصّ القول فيها علي ترتيب عيّنه وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه …ويفهم من هذا أنّ السائل من العلماء ومن الممدوحين، وهو غير معتقد بهذه الشبهات، بل هي شبهات موجودة في زمانه رتبها وارسلها للشيخ المفيد بعنوان السؤال، والشيخ المفيد جري في كتابه علي ترتيب هذه الفصول التي رتبها السائل، ويؤيّد أن السائل غير معتقد بهذه الشبهات بل اوردها ايراداً ما ذكره الشيخ المفيد في آخر الفصل الثاني في ردّ الفِرق الضالة: … حسب ما أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك.وفي أول نسخة (ع) التي يأتي التفصيل عنها ورد اسم السائل، حيث قال كاتب النسخة: شرح الاجوبة … وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، املاء الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.ولم أهتد الي ترجمة السائل بعد البحث الطويل في كتب التراجم، نسأل الله أن نوفّق في المستقبل إلي معرفته. [ صفحه 32]

طبعات الكتاب

طبع الكتاب ولأول مرّة في النجف الأشرف سنة 1370هـ = 1951م في المطبعة الحيدرية، ويليه نوادر الراوندي ومواليد الأئمة (عليهم السلام).وطبعته مكتبة المفيد في قم بالتصوير علي الطبعة الأُولي ضمن كتاب باسم (عدّة رسائل للشيخ المفيد).وطبع أيضاً سنة 1413هـ ضمن مؤلفات الشيخ المفيد، طبعة المؤتمر الألفي للشيخ المفيد، تحقيق فارس تبريزيان.وطبع أيضاً في بيروت سنة 1414هـ، موسسة البلاغ.وطبع أيضاً في بيروت، سنة 1414هـ، ضمن مؤلفات الشيخ المفيد، دار المفيد.

ترجمة الكتاب

ترجم هذا الكتاب الشيخ سعادت حسين افتخار العلماء اللكهنوي المتوفي 1409هـ إلي اللغة الأردية، وطبعت هذه الترجمة بالهند باسم: غيبت.وترجمه محمد باقر الخالصي إلي اللغة الفارسية، وطبع في طهران انتشارات راه إمام سنة 1361هـ ش باسم انتقاد وپاسخ.

عملنا في الكتاب

واجهنا في علمنا نوعاً من الصعوبة، لأن الكتاب كما في مقدّمة نسخة (ع) هو من قسم مؤلّفات الشيخ المفيد الّتي أملاها علي تلامذته، وهذا النوع من مؤلّفات الشيخ المفيد تكون نسخه مضطربة جدّاً، فبذلنا جهدنا في تقويم نصّه، لأنه اصل التحقيق، ليخرج الكتاب بعونه تعالي خالٍ من الأَخطاء.فكان عملنا في الكتاب علي مراحل:البحث عن اهمّ النسخ الموجودة، فاعتمدنا في تحقيقنا لهذا الكتاب [ صفحه 33] علي خمس نسخ:(أ) نسخة (ع)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 243، الرسالة التاسعة، من ورقة 105 إلي ورقة 212، جاء في أول الرسالة: شرح الأَجوبة عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلّق بمهديّ آل الرسول صلي الله عليه وآله، وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، املاء الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.والنسخة ناقصة الآخر، من اواخر الفصل التاسع والفصل العاشر بأكمله.وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم، لكن عند ملاحظة التملّك الموجود عليها نجزم بانها كتبت إمّا آخر القرن السادس او أول القرن السابع.راجع فهرس المكتبة المرعشية 1: 268.(ب) نسخة (ر)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 78، الرسالة التاسعة، من روقة 104 والي ورقة 123، وجاء في أول الرسالة انّ هذ1 الكتاب جواب اسئلة أبي العلاء تاج الملك.وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم والظاهر أنها كتبت في القرن 13، ويحتمل أن تكون هذه النسخة استنسخت من نسخة (ع) التي مرّت.راجع فهرس المكتبة المرعشية 1: 92.(ج) نسخة (ل)، وهي النسخة المحفوظة في مكتبة الملجس في طهران ضمن مجموعة رقم 8 من صفحة 213 إلي صفحة 242، الرسالة الثامنة عشر. [ صفحه 34] راجع فهرس مكتبة المجلس: 1: 272.(د) نسخة (س)، وهي النسخة المستنسخة والمصحّحة المحفوظة في دفتر مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، وهي (100) صفحة.(هـ) نسخة (ط)، وهي النسخة المطبوعة في النجف 1370هـ، المطبعة الحيدرية، جاء في أولها: الصول العشرة في الغيبة تأليف الإِمام الفقيه المحقق محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد المتوفي سنة 413 هـ، وجاء في آخرها: يقول الفقير إلي الله الغنّي شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: قد نسخت هذه النسخة إلي اوائل الفصل السادس من نسخة العالم الجليل الميرزا محمد الطهراني المقيم بسامراء، وباقيها من نسخة العالم النبيل السيد محمد صادق آل بحر العلوم، واتفق لي الفراغ بعون الله تعالي يوم الرابع عشر من شهر محرّم الحرام من سنة 1363 ثلاث وستين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدسة بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه افضل الصلاة والسّلام.وعدد صفحاتها (38) صحفة بالحجم الرقعي، وطبع في آخرها: نوادر الراوندي، مواليد الأئمّة.(2) مقابلة هذه النسخ وذكر الإِختلافات.(3) تقويم النصّ وترجيح الصحيح أو الأصح فيما بين النسخ ووضعه في المتن، وأشرنا إلي اكثر الاختلافات في الهامش، لأجل أهمّيّة الكتاب وقدمه، وقدم النسخ المعتمدة، كما هو مسلكنا في التحقيق وتمسكنا بعبارة: ربّ حامل فقهٍ إلي مَن هو افقه منه. [ صفحه 35] وفي بعض الأحيان أضفنا بعض الكلمات ووضعناها بين معقوفتين، لعدم استقامة العبارة بدونها.(4) تخريج الآيات القرانية والروايات والأَقوال حسب ما أمكن.(5) وضع ترجمة مبسّطة لكلّ الأَعلام الواردة أسماؤهم في المتن والتأكّد من صحّتها غير الانبياء والأَئمة (عليهم السلام).(6) التعريف بالكتب الواردة في المتن.(7) التعريف بالفرق الواردة في المتن.(8) التعريف بالبلدان الواردة في المتن.(9) شرح بعض الكلمات اللغوية الصعبة من مصادر اللغة، وبعض العبارات الصعبة التي تحتاج إلي توضيح.(10) وضع فهارس متعدّدة في آخر الكتاب، تسهيلاً للمراجع.وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين18/ ذي الحجّة/ 1412 هـذكري عيد الغدير الأغرفارس الحسّون تبريزيان [ صفحه 41]

المسائل العشر

بسم الله الرحمن الرحيم [66] .الحمد لله الّذي ضمِن النصر لمن نصره، وأيّد بسلطان الحقّ مَن عرف سبيله فأبصره، وسلب التوفيق عمّن [67] ألحد فيه وأنكره.وإليه الرغبة في إدامة النعمة، وبه نعوذ من العذاب والنقمة.وصلواته علي سيّدنا محمّد وآله الأئمّة المهديّة، وسلّم كثيراً.وبعد، فإنّي قد خلّدتُ [68] من الكلام في وجوب الإِمامة، واختصاص مستحقّيها [69] (عليهم السلام) بالعصمة، وتمييزهم من رعاياهم بالكمال والفضل بمحاسن [70] الأفعال والأعلام الدالة علي الصدق منهم في الدعوي إلي ما دعوا إليه من الاعتقادات والأعمال، والنصوص الثابتة عليهم من الله تعالي، بجليّ المقال. [ صفحه 42] وأوضحتُ عن فساد مذاهب المخالفين في ذلك والذاهبين بالجهل والضلال، بما قد ظهر في الخاصّ من الناس والعامّ، واشتهرت بين الجمهور من الأنام.وبيّنتُ عن أسباب ظهور دعوة الناطقين منهم إلي الدين، وصمتِ المتّقين عن ذلك، لضرورتهم إليه بظلم الجبارين، والاشفاق علي مهجهم [71] [من] المبيحين لدمائهم، المعتدين بخلافٍ قِتْلَهَ [72] النبيّين والمرسلين فيما استحلّوه من ذلك. بما ضمّه الفرقان والقرآن [73] المبين، فيما ثبت في غيبة خاتم الأئمّة المهديّين عليهم أفضل السلام والتسليم، واستتاره من دولة الظالمين، ما دلّ علي ايجابه إلي ذلك وضرورته إليه. مثمّر العلم به واليقين.وتجدّد بعد الّذي سطرته في هذه الأبواب، وشرحتُ معانيه علي وجه السؤال فيه والجواب [74] ، وشواهد الحقّ فيه بحجّة العقل والسنّة والكتاب، رغبةٌ مّمن أُجب له حقّاً، وأُعظم له محلاً وقدراً، وأعتقد في قضاء حقّه [75] و وفاق مشربه [76] لازماً وفرضاً، في إثبات نكت من فصول خطرَتْ بباله في مواضع ذكرها، يختصّ القول فيها بإمامة صاحب الزمان عليه وعلي آبائه أفضل السلام، وآثر أن يكون القول فيها علي ترتيب عيّنه وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه.فاستخرتُ الله تعالي في رسم ما ذكره من الفصول، والقول فيها بما تعم معرفته ذوي العقول، ولا يحتاج معه إلي فكرٍ [77] يمتدّ زمانه ويطول، ويستغني به [ صفحه 43] عن الرجوع إلي العُمد [78] الّتي أودعتها كتبي السالفة في ذلك ومهذّبه [79] فيها من الأُصول، وبالله أستعين. [ صفحه 45]

ذكر الفصول علي ترتيبها و نظامها و شرحها و مواضع الشبهات فيها

اشاره

الفصل الأوّل: القول فيما يدّعيه الإِمامية من وجود خلفٍ لأبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا وُلِدَ في حياته، مع خفاء ذلك علي أهله، واستتاره عن بني عمّه وأوليائهم وأعدائهم في وقته إلي هذه الغاية، لم يشرك الإِمامية في دعوي ذلك غيرهم من الناس.الفصل الثاني: إنكار جعفر بن عليّ بن محمّد بن عليّ [80] ـ أخي الحسن بن عليّ ـ دعوي الإِمامية ولداً له، وحوزه ميراثه، والتظاهر بتكذيب من ادّعي لأخيه ولداً في حياته وبعد وفاته، ورفع خبر المدّعين ذلك إلي السلطان، حتّي بعثه [81] علي حبس جواريه [82] واستبراء حالهم [83] في الحمل، فلم يَظْهر لواحدة منهنّ [ صفحه 46] حملاً، وصار ذلك شبهة في إبطال دعوي ولد الحسن (عليه السلام).الفصل الثالث: وصيّة الحسن المشهورة إلي والدته ـ المسمّاة بحديث [84] المكناة بأُمّ الحسن ـ في وقوفه وصدقاته، وامضائها [85] علي شروطها، ولم يذكر فيها ولداً له موجوداً [86] ولا منتظراً.الفصل الرابع: ما الداعي إلي ستر ولادته، والسبب إلي خفاء أمره وغيبته؟ مع ظهور نسب آبائه وولادتهم ونشئهم [87] واشتهار وجودهم، وقد كانوا في ازمانٍ التقيّة فيها أشدّ من زمن الحسن بن عليّ بن محمّد، وخوفهم فيها من ملوك بني أُميّة ومن بعدهم أعظم، ولم يغِبْ أحدٌ منهم، ولا خفيَتْ ولادته ووجوده عن الناس.الفصل الخامس: خروج دعوي الإِماميّة في غيبة الإِمام عن حكم العادة في استتاره عن [ صفحه 47] الخلق [88] طول المدّة التي يدّعونها لصاحبهم، وانسداد الطرق إلي الوصول إليه [89] ، وعدم معرفة [90] مكانٍ له علي حالٍ.الفصل السادس: انتقاض العادة في دعوي طول عمره وبقائه منذ ولد علي قول الإِماميّة قبل وفاة أبيه بسنين، وكانت وفاته في سنة ستين ومائتين إلي وقتنا هذا وهو سنة عشرة وأربعمائة.الفصل السابع: انّ غيبته متي صحّت علي الوجه الّذي تدّعيه الإِماميّة بطلت الحاجة إليه، إذ كان وجود منعها كعدمه [91] من العالم، ولا تظهر له دعوة، ولا تقوم له حجّة، ولا يُقيم حداً، ولا ينفذ حكماً، ولا يرشد، مسترشداً، ولا يأمر بمعروف، ولا ينهي عن منكر، ولا يهدي ضالاً، ولا يجاهد في الإِسلام.الفصل الثامن: بطلان دعوي الإِماميّة [ صفحه 48] في الغيبة بما به اعتصموا في إنكار قول الممطورة [92] : إنّ موسي بن جعفر (عليهما السلام) حيّ موجود غائب منتظر، وبما شنّعوا [93] علي الكيسانية [94] . [ صفحه 49] والناووسية [95] والإسماعيلية [96] في دعواهم حياة ائمّتهم محمّد بن الحنفية [97] وجعفر بن محمّد [ صفحه 50] وإسماعيل بن جعفر [98] ، وتناقض [99] مقالهم في ذلك.الفصل التاسع: اعتراف الإِماميّة بأنّ الله تعالي أباح للإِمام [100] الاستتار عن الخلق، وسوّغ له الغيبة عنهم بحيث لا يلقاه أحدٌ منهم فيعرفه بالمشاهدة لطفاً له في ذلك ولهم، وإقرارهم بأنّ الله سبحانه لا يبيح إلاّ ما هو صلاح ولا يسوّغ إلاّ ما هو في التدبير صواب ولا يفعل بعباده إلاّ ما بهم حاجة إليه ما دامت المحنة [101] والتكليف باقياً، وهذا ينقض قولهم في مشاهدته وأخذ معالم الدين فيه [102] مصلحة تامّة وأنّ بظهوره تمام المصالح والنظام والتدبير [103] .الفصل العاشر: اضطرار الإِماميّة عند [ صفحه 51] قولهم بالغيبة في إثبات الأعلام بالمعجزات لإِمامهم عند ظهوره، إذ كان لا يعرف متي ظهر أحدٌ بشخصه، وإنّما يصل إلي معرفته بمعجزه الدالّ علي صدقه بصحّة [104] نسبه وثبوت إمامته ووجوب طاعته، وهذا إخراج الآيات [105] عن دلائلها، وإيجاب لظهورها علي غير من اختصّت به [106] من الإنبياء والرسل (عليهم السلام)، وفي ذلك إفساد أدلّة النبوّة وأعلام الرسالة، وذلك باطل باتفاق أهل الملل كلّها. [ صفحه 53]

القول فيما يدعيه الامامية من وجود خلف لأبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا

الكلام في الفصل الأوّلوأقول: إنّ استتار ولادة المهدي بن الحسن بن عليّ (عليهم السلام) عن جمهور أهله وغيرهم، وخفاء ذلك عليهم، واستمرار استتاره عنهم ليس بخارج عن العرف، ولا مخالفاً لحكم العادات، بل العلم محيطٌ بتمام مثله في أولاد الملوك والسُّوقَة [107] ، لأسباب تقتضيه لا شبهة فيها علي العقلاء.فمنها: أن يكون للإِنسان [108] ولد من جارية فد أستر [109] تملّكها من زوجته وأهله، فتحمل منه فيخفي ذلك عن كل مَن يشفق [110] منه أن يذكره ويستره عمّن لا يأمن إذاعة الخبر به، لئلاً يفسد الأمر عليه مع زوجته بأهلها وأنصارها، ويتم الفساد به ضرر [111] عليه يضعف عن دفاعه عنه، وينشؤ الولد وليس أحدٌ من أهل الرجل وبني عمّه وإخوانه وأصدقائه يعرفه، ويمرّ [112] علي ذلك إلي أن يزول خوفه من الإخبار عنه، فيعرّف به إذ ذاك، [ صفحه 54] وربّما تمّ ذلك إلي أن تحضره وفاته، فيعرّف به عند حضورها، وتحرّجاً من تضييع [113] نسبه، وإيثاراً لوصوله إلي مستحقّه من ميراثه.وقد يولد للملك ولدٌ يؤِذن به حتّي ينشؤ ويترعرع، فإن رآه علي الصورة التي تعجبه … [114] وقد ذكر الناس ذلك عن جماعة من ملوك الفرس والروم [115] والهند [116] في الدولتين معاً [117] ، فسطروا [118] أخبارهم في ذلك، وأثبتوا قصّة كيخسرو بن سياوخش بن كيقاوس ملك الفرس [119] ، الّذي جمع ملك بابل [120] والمشرق، [ صفحه 55] وما كان من ستر أُمّه حملها وإخفاء ولادتها لكيخسرو [121] ، وأُمّه [122] هذه المسمّاة بوسفا فريد [123] بنت فراسياب [124] ملك الترك، فخفي أمره مع الجِدِّ [125] كان من كيقاوس ـ جدّه الملك الأعظم [126] ـ في البحث عن أمره والطلب له، فلم يظفر بذلك حيناً طويلاً.والخبر بأمره مشهور، وسبب ستره وإخفاء شخصه معروف، قد ذكره علماء الفرس [127] ، وأثبته محمّد بن جرير الطبري [128] في كتابه التاريخ [129] . [ صفحه 56] وهو نظير لما أنكره الخصوم في خفاء أمر ولد الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، واستتار [130] شخصه، ووجوده وولادته، بل ذلك أعجب.ومن الناسَ من يستر ولده عن أهله مخافة شنعتهم [131] في حقّه وطمعهم في ميراثه ما لم يكن له ولد، فلا يزال مستوراً حتّي يتمكّن من [ صفحه 57] إظهار علي أمان منه عليه ممّن سمّيناه.ومنهم مَن يستر ذلك ليرغب في العقد له مَن لا يؤثر مناكحة صاحب الولد من الناس، فيتمّ له [132] في ستر ولده وإخفاء شخصه وأمره، والتظاهر بأنّه لم يتعرّض بنكاح من قبل ولا له ولدٌ من حرّة ولا أمة، وقد شاهدنا مَن فعل ذلك، والخبر عن النساء به [133] أظهر منه عن الرجال [134] .واشتهر من الملوك من ستر ولدٍ وإخفاء شخصه [135] من رعيّته لضربٍ من التدبير، وفي إقامة خليفة له، وامتحان جنده بذلك في طاعته، إذ كانوا يرون انّه لا يجوز في التدبير استخلاف مَن ليس له بنسيب [136] مع وجود ولده ثم يُظهر بعد ذلك أمر الولد عند التمكّن من إظهاره برضي القوم، وصرف الأمر عن الولد إلي غيره، أو لعزل مستخلفٍ عن المقام، علي وجه ينتظم للملك أُمور لم يكن يتمكّن من التدبير الّذي كان منه علي ما شرحناه.وغير ذلك ممّا يكثر تعداده من أسباب ستر الأولاد وإظهار موتهم، واستتار الملوك أنفسهم، والإرجاف بوفاتهم، وامتحان رعاياهم بذلك، وأغراض لهم معروفة قد جرت من المسلمين بالعمل عليها العادات.وكم وجدنا من نسيب [137] ثبت بعد موت أبيه بدهرٍ طويل، ولم يكن أحد من الخلق يعرفه بذلك حتّي شهد له بذلك رجلان مسلمان، وذلك لداعٍ دعا الأب إلي ستر ولادته عن كلّ أحد من قريب وبعيد، إلاّ مَن شهد [ صفحه 58] به من بعد عليه بإقراره به علي الستر [138] لذلك والوصية بكتمانه، أو بالفراش الموجب لحكم الشريعة إلحاق الولد بوالده.فصل:وقد أجمع العلماء من الملل علي ما كان من ستر ولادة أبي [139] إبراهيم الخليل (عليه السلام) وأُمّه لذلك، وتدبيرهم في إخفاء أمره عن [140] ملك زمانه لخوفهم عليه منه [141] .وبستر [142] ولادة موسي بن عمران (عليه السلام)، وبمجيء القرآن بشرح [143] ذلك علي البيان، والخبر بأنّ أُمّه ألقته في اليمّ علي ثقةٍ منها بسلامته وعوده إليها، وكان ذلك منها بالوحي إليها به بتدبير الله جلّ وعلا [144] لمصالح العباد [145] .فما الّذي ينكر خصوم الإِماميّة من قولهم في ستر الحسن (عليه السلام) ولادة ابنه المهديّ عن أهله وبني عمّه وغيرهم من الناس، وأسباب ذلك أظهر من أسباب ستر من عددناه وسمّيناه، وسنذكرها عند الحاجة إلي ذكرها من بعد إن شاء الله. [ صفحه 59] والخبر بصحّة ولد الحسن (عليه السلام) قد ثبت بأوكد ما تثبت [146] به أنساب الجمهور من الناس، إذ كان النسب يثبت: بقول القابلة، ومثلها من النساء اللاتي جرت عادتهنّ بحضور ولادة النساء وتوليّ معونتهم [147] عليه، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون مَن سواه، وبشهادة رجلين من المسلمين علي إقرار الأب بنسب الابن منه.وقد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الديانة والفضل والورع والزهد والعبادة والفقه عن الحسن بن عليّ [148] (عليهما السلام): أنّه اعترف بولده المهديّ (عليه السلام)، وآذنهم بوجوده، ونصّ لهم علي إمامته من بعده، وبمشاهدة بعضهم له طفلاً، وبعضهم له يافعاً وشاباً كاملاً، وإخراجهم إلي شيعته بعد أبيه الأوامر والنواهي والأجوبة عن المسائل، وتسليمهم له حقوق الأئمّة من أصحابه.وقد ذكرتُ اسماء جماعة مّمن وصفتُ حالهم من ثقات الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وخاصّته المعروفين بخدمته والتحقيق به، وأثبتُ ما رووه عنه في وجود ولده ومشاهدتهم من بعده وسماعهم [149] النصّ بالإِمامة عليه.وذلك موجود في مواضع من كتبي، وخاصّة في كتابيّ المعروف أحدهما: [ صفحه 60] بـ الارشاد في معرفة حجج [150] الله علي العباد [151] ، والثاني: بـ الايضاح [152] في الإٍمامة والغيبة [153] .ووجود ذلك فيما ذكرت يغني عن تكلّف [154] إثباته في هذا الكتاب. [ صفحه 61]

انكار جعفر بن علي بن محمد بن علي و دعوي الامامية ولدا له

الكلام في الفصل الثانيوأمّا المتعلّق بإنكار جعفر بن عليّ شهادة الإٍمامية [155] بولدٍ لأخيه الحسن ابن عليّ (عليهما السلام) وُلد في حياته بعده، والحوز لتركته بدعوي استحقاقها بميراثه مثلاً دون ولدٍ له، وما كان منه من حمل أمير الوقت علي حبس جواري الحسن (عليه السلام) واستبذالهنّ [156] بالاستبراء لهنّ من الحمل ليتأكّد [157] بقيّة [158] لولد أخيه، إباحته دماء شيعة الحسن بدعواهم خلفاً من بعده كان أحقّ بمقامه من بعده من غيره وأولي بميراثه مّمن حواه.فليس بشبهةٍ [159] يعتمدها عاقلٌ في ذلك، فضلاً عن حجّةٍ، لا تفاق الأُمّة علي أنّ جعفراً لم تكن له عصمة الأنبياء فيمتنع عليه لذلك إنكار حقٍّ ودعوي باطلٍ، بل كان من جملة الرعيّة الّتي يجوز عليها الزلل، ويعتريها السهو، ويقع منها الغلط، ولا يؤمن منها تعمد الباطل، ويتوقّع منها [ صفحه 62] الضلال.وقد نطق القرآن بما كان من أسباط يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ـ عليه وعلي ولده الأنبياء وآبائه المنتجبين الأصفياء وكافّة المرسلين الصلاة الدائمة والتحيّة والسلام ـ في ظلم أخيهم يوسف (عليه السلام)، وإلقائهم له في غيابة الجبّ، وتغريرهم [160] بدمه بذلك، وبيعهم إيّاه بالثمن البخس، ونقضهم [161] عهده في حراسته، وتعمدهم معصيته في ذلك وعقوقه [162] ، وإدخال الهمّ عليه بما صنعوه بأحبّ ولده إليه وأوصلوه إلي قلبه من الغمّ بذلك، وتمويههم علي دعواهم علي الذئب أنّه أكله بما جاءوا به علي قميصه من الدم، ويمينهم بالله العظيم علي براءتهم ممّا اقترفوه في ظلمه من الإِثم، وهم لِما أنكروه متحقّقون، وببطلان ما ادعوه في أمر يوسف (عليه السلام) عارفون [163] .هذا وهو أسباط النبييّن، وأقرب الخلق نسباً بنبيّ الله وخليله إبراهيم.فما الذي يُنكر [164] مّمن هو دونهم في الدنيا والدين: أنِ اعتمدَ باطلاً يُعلم خطؤه فيه علي اليقين، ويَدفع حقّاً قد قامت عليه الحجج الواضحة والبراهين. [ صفحه 63] فصل:وما أري المتعلّق [165] في إنكار [166] وجود ولد الحسن بن عليّ بن محمّد (عليهم السلام) وقد قامت بيّنة العقل والسمع به، ودلّ الاعتبار الصحيح علي صواب معتقده، بدفع عمّه [167] لذلك مع دواعيه الظاهرة كانت إليه، بحوز [168] تركة أخيه دونه، مع جلالتها وكثرتها وعظم خطرها، لعتجّل المنافع بها، والنهضة بمآربه عند تملّكها، وبلوغ شهواته من الدنيا بحوزها، ودعوي مقامه الّذي جلّ قدره عند الكافة، باستحقاقه له دون مَن عداه من الناس، وبخعت [169] الشيعة كلّها بالطاعة له بما انطوت عليه [170] من اعتقادها ولوجوبه له دونَ من سواه، وطمعه بذلك في مثل ما كان يصل إليه من خمس الغنائم التي كانت تحملها شيعته إلي وكلائه في حياته، واستمرارها [171] علي ذلك بعد وفاته، وزكوات الأموال، لتصل إلي مستحقّها من فقراء أصحابه.إلاّ كتعلّق أهل الغفلة من الكفار في إبطال عمّه [172] أبي لهب [173] صدق [ صفحه 64] دعوته، وجحد الحقّ في نبوّته، والكفر بما جاء به، ودفع رسالته، ومشاركة أكثر ذوي نسبه من بني هاشم وبني أميّة لعمّه في ذلك، واجتماعهم علي عداوته [174] ، وتجريدهم السيف في حربه، واجتهادهم في استئصاله ومتّبعيه علي ملّته.هذا مع ظهور حجّته، ووضوح برهانه في نبوّته، وضيق الطريق في معرفة ولادة الحجّة بن الحسن علي جعفر وأمثاله من البعداء عن علم حقيقته.ومَن صار في إنكار شيءٍ أو إثباته أو صحّته وفساده [175] إلي مثل التعلّق بجعفر بن عليّ في جحد وجود خلف لأخيه، وما كان [176] من أبي جهل [177] وشركائه من أقارب النبيّ صلّي الله عليه وآله وجيرانه وأهل بلده والناشئين معه في زمانه والعارفين بأكثر سرّ أمره [178] وجهره وأحواله في دفع نبوّته وإنكاره صدقه في دعوته.سقط كلامه عند العلماء ولم يعدّ في جملة الفقهاء، وكان في أعداد ذوي [ صفحه 65] الجهل والسفهاء.فصل:وبعد، فإنّ الشيعة وغيرهم مّمن عني بأخبار الناس والجواد من الآراء وأسبابها، والأغراض كانت له فيها، قد ذكروا أخباراً عن أحوال جعفر بن عليّ في حياة أخيه أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، وأسباب إنكاره خلفاً له من بعده، وجحد ولدٍ كان له في حياته، وحمل السلطان علي ما سار به في [179] مخلّفيه وشيعته [180] ، لو أوردتها علي وجهها لتصور [181] الأمر في ذلك علي حقيقته، ولم يخف علي متأمل بحاله، وعرفه علي خطيئته.لكنّه يمنعني عن ذلك [182] موانع ظاهرة:أحدها: كثرة مَن يعترف [183] بالحقّ من وُلد جعفر بن عليّ في وقتنا هذا، ويُظهر التدّين بوجود ولد الحسن بن عليّ في حياته، ومقامه بعد وفاته في الأمر مقامه، ويكره [184] إضافة خلافه لمعتقده فيه إلي جدّه [185] ، بل لا أعلم أحداً من وُلد جعفر بن عليّ في وقتنا هذا يُظهر خلاف الإِماميّة في وجود ابن الحسن (عليهما السلام) والتديّن بحياته والانتظار لقيامه. [ صفحه 66] والعشرة الجميلة لهؤلاء السادة أيّدهم الله بترك إثبات ما سبق به مَن سمّيت في الأخبار الّتي خلّدوها [186] فيما وصفتُ أولي.مع غناي عن ذلك بما أثبتُّ من موجز [187] القول في بطلان الشبهة، لتعلّق ضعفاء المعتزلة [188] والحشوية [189] والزيديّة [190] و الخوارج [191] والمرجئة [192] في [ صفحه 67] إنكار جعفر بن عليّ لوجود [193] ابن الحسن بن عليّ، حَسَبَ ما أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك، والله الموفّق للصواب. [ صفحه 69]

وصية الحسن المشهورة الي والدته

الكلام في الفصل الثالثوأمّا تعلّقهم بوصيّة أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد (عليهم السلام) في مرضه الّذي توفي فيه إلي والدته المسمّاة بحديث المكناة بأُمّ الحسن رضي الله عنها، بوقوفه وصدقاته، وإسناد النظر في ذلك إليها دون غيرها [194] .فليس بشيء يُعتمد في إنكار ولدٍ له قائم من بعده مقامه، من قِبل أنّه أمرٌ بذلك تمام ما كان من غرضه في إخفاء ولادته وستر حاله عن متملّك الأمر في زمانه ومَن يسلك سبيله في إباحة دم داعٍ إلي الله تعالي منتظَر لدولة الحقّ.ولو ذكر في وصيّته ولداً له وأسندها إليه، لناقض ذلك الغرض منه فيما ذكرناه، ونافي مقصده في تدبير أمره له علي ما وصفناه، وعدل عن النظر بولده وأهله ونسبه [195] ، ولا سيّما مع اضطراره كان إلي شهادة خواصّ الدولة العباسية عليه في الوصيّة وثبوت خطوطهم فيهما ـ كالمعروف بتدبر مولي الواثق [196] وعسكر الخادم مولي محمّد بن المأمون والفتح بن عبد ربّه وغيرهم [ صفحه 70] من شهود قضاة سلطان الوقت وحكّامه ـ لِما قصد بذلك من حراسة [197] قومه، وحفظ صدقاته، وثبوت وصيّته عند قاضي الزمان، وإرادته مع ذلك الستر علي ولده، وإهمال ذكره، والحراسة لمهجته بترك التنبيه [198] علي وجوده، والكفّ لأعدائه بذلك عن الجدِّ والاجتهاد في طلبه، والتبريد [199] عن شيعتهِ لِما يُشنّع به عليهم من اعتقاد وجوده وإمامته.ومَن اشتبه [200] عليه الأمر فيما ذكرناه، حتّي ظنّ أنّه دليلٌ علي بطلان مقال الإمامية في وجود ولدٍ للحسن (عليه السلام) مستور عن جمهور الأنام، كان بيعداً من الفهم والفطنة، بائناً [201] عن الذكاء والمعرفة، عاجزاً بالجهل عن التصّور أحوال العقلاء وتدبيرهم [202] في المصالح وما يعتمدونه [203] في ذلك من صواب الرأي وبشاهد الحال، ودليله من العرف والعادات.فصل:وقد تظاهر الخبر فيما كان عن تدبير أبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليه السلام)، وحراسته [204] ابنه موسي بن جعفر (عليه السلام) بعد وفاته من ضرر [ صفحه 71] يلحقه:بوصيته [205] إليه، واشاع [206] الخبر عن الشيعة إذا ذاك باعتقاد إمامته من بعده، والاعتماد في حجّتهم علي إفراده بوصيّته مع نصّه [207] عليه بنقل خواصّه.فعدل عن إقراره [208] بالوصيّة عند وفاته، وجعلها إلي خمسة نفر: أوّلهم المنصور [209] ـ وقدّمه علي جماعتهم إذ هو سلطان الوقت ومدبّر أهله ـ ثمّ صاحبه الربيع من بعده، ثمّ قاضي وقته، ثمّ جاريته وأُمّ ولده حميدة البربرية [210] ، وختمهم بذكر ابنه موسي بن جعفر (عليه السلام) [211] ، يستر أمره ويحرس بذلك نفسه. [ صفحه 72] ولم يذكر مع ولده موسي أحداً من أولاده، لعلمه بأنّ منهم من يدّعي مقامه من بعده، ويتعلّق بادخاله في وصيّته.ولو لم يكن موسي [212] (عليه السلام) ظاهراً مشهوراً في أولاده معروف المكان منه وصحّة نسبه واشتهار فضله وعلمه وحكمته وامتثاله وكماله، بل كان مثل ستر الحسن (عليه السلام) ولده، لَما ذكره في وصيّته، ولاقتصر علي ذكر غيره مّمن سميناه [213] ، لكنّه ختمهم في الذكر به كما بيّناه.وهذا شاهد لِما وصفناه من غرض أبي محمّد (عليه السلام) في وصيّته إلي والدته دون غيرها، وإهمال ذكر ولدٍ له، ونظر له في معناه علي ما بيّناه. [ صفحه 73]

ما الداعي الي ستر ولادته، و السبب الي خفاء امره و غيبته؟

الكلام في الفصل الرابعفأمّا الكلام في الفصل الرابع، وهو: الاستبعاد الداع (كذا) للحسن (عليه السلام) إلي ستر ولده، وتدبير الأمر في إخفاء شخصه، والنهي لشيعته عن البينونة بتسميته وذكره، مع كثرة الشيعة في زمانه وانتشارهم في البلاد وثروتهم [214] بالأموال وحسن الأحوال [215] ، وصعوبة الزمان فيما سلف علي آبائه (عليهم السلام) واعقتاد ملوكه فيهم، وشدّ غلظهم علي الدائنين بإمامتهم، واستحلالهم الدماء والأموال، ولم يدعهم ذلك إلي ستر وُلدهم ولا مؤهّل الأمر من بعدهم [216] وقول الخصوم: إنّ هذا متناقض في أحوال العقلاء.فليس الأمر كما ظنّوه، ولا كان علي ما استبعدوه.والّذي دعا الحسن إلي ستر ولده، وكتمان ولادته، وإخفاء شخصه، والاجتهاد في إهمال ذكره بما خرج إلي شيعته من النهي عن الاشارة إليه، وحظر تسميته، ونشر [217] الخبر بالنصّ عليه. [ صفحه 74] شيء ظاهرٌ، لم يكن في أوقات آبائه (عليهم السلام)، فيدعونه [218] من ستر أولادهم إلي ما دعاه إليه، وهو:أنّ ملوك الزمان إذ ذاك كانوا يعرفون من رأي الأئمّة (عليهم السلام) التقيّة، وتحريم الخروج بالسيف علي الولاة، وعيب مَن فعل ذلك من بني عمّهم ولومهم عليه، وأنّه لا يجوز عندهم تجريد السيف حتّي: تركد الشمس عند زوالها، ويُسمع نداء من السماء باسم رجل بعينه، ويُخسف بالبيداء، ويقوم آخر ائمّة الحقّ بالسيف ليزيل [219] دولة الباطل.وكانوا [220] لا يُكبرون بوجود مَن يوجد منهم، ولا بظهور شخصه، ولا بدعوة [221] من يدعو إلي إمام، لأمانهم مع ذلك من فتقٍ [222] يكون عليهم به، ولاعتقادهم [223] قلّة عدد مَن يصغي إليهم في دعوي الإِمامة لهم، أو يصدّقهم فيما يخبرون به من منتظر يكون لهم.فلمّا جاز وقت وجود المترقّب لذلك، المخوف منه القيام بالسيف، ووجدنا الشيعة الإِمامية مطبقة علي تحقيق أمره وتعيينه [224] والاشارة إليه دون غيره، بعثهم ذلك علي طلبه وسفك دمه، ولتزول [225] الشبهة في التعلّق به، ويحصل الأمان في الفتنة بالاشارة إليه والدعوة إلي نصرته. [ صفحه 75] ولو لم يكن ما ذكرناه شيئاً ظاهراً وعلّة [226] صحيحةً وجهةً ثابتةً، لكان غير منكرٍ أن يكون في معلوم الله جلّ اسمه أنّ مَن سلف من آبائه (عليهم السلام) يأمن مع ظهوره، وأنّه هو لو ظهر لم يأمن علي دمه، وأنّه متي قُتل أحدٌ من آبائه (عليهم السلام) عند ظهوره لم تمنع الحكمة من إقامة خليفة يقوم مقامه.وأنّ ابن الحسن (عليهما السلام) لو يظهر [227] لسفك القوم دمه، ولم تقتض الحكمة التخلية بينهم وبينه، ولو كان في المعلوم للحقّ صلاحٌ بإقامة إمامٍ من بعده لكفي في الحجّة وأقنع في إيضاح المحجّة [228] ، فكيف وقد بيّنا عن سبب ذلك بما لايحيل [229] علي ناظر، والمنّة لله. [ صفحه 77]

خروج دعوي الاماية في غيبة الامام عن حكم العادة في استتاره

الكلام في الفصل الخامسوأمّا الكلام في الفصل الخامس، وهو قول الخصوم: إنّ دعوي الإِماميّة لصاحبهم أنّه منذ وُلد إلي وقتنا هذا مع طول المدّة وتجاوزها الحدّ مستترٌ لا يعرف أحدٌ مكانَه ولا يعلم متسقرّه، ولا يدّعي عدلٌ من الناس لقاءه ولا يأتي بخبرٍ عنه ولا يعرف له أثراً [230] .خارجة عن العرف، إذ لم تجر العادة لأحدٍ من الناس بذلك، إذ كان كلّ من اتفق له الاستتار عن الظالم لخوف منه علي نفسه ولغير ذلك من الأغراض، تكون مدّة استتاره مرتّبة، ولا تبلغ عشرين سنة فضلاً عمّا زاد عليها، ولا يخفي أيضاً علي الكلّ في مدّة استتاره مكانه [231] ، بل لابدّ من أن يعرف ذلك بعض أهله وأوليائه بلقائه، وبخبرٍ منه يأتي إليهم [232] عنه.وإذا خرج قول الإِمامية في استتار صاحبهم وغيبته عن حكم العادات بطل ولم يُرج قيام حجّة. [ صفحه 78] فصل:وليس الأمر كما توهّمه الخصوم في هذا الباب، والإِمامية بأجمعها تدفعهم عن دعواهم وتقول:إنّ جماعة من أصحاب أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد (عليهم السلام) قد شاهدوا خَلَفهُ في حياته، وكانوا أصحابه وخاصته بعد وفاته، والوسائط بينه وبين شيعته دهراً طويلاً في استتاره: ينقلون [233] إليهم عن [234] معالم الدين، ويخرجون إليهم أجوبة عن مسائلهم فيه، ويقبضون منهم حقوقه لديهم [235] .وهم جماعة كان الحسن بن عليّ (عليه السلام) عدّلهم في حياته، واختصّهم أُمناء له [236] في وقته، وجعل إليهم النظر في أملاكه [237] والقيام بمآربه، معروفون [238] باسمائهم وأنسابهم وأمثالهم.كأبي عمر وعثمان [239] بن سعيد السمّان [240] ، وابنه أبي جعفر محمّد بن [ صفحه 79] عثمان [241] ، وبني الرحبا من نصيبين [242] ، وبني سعيد، وبني مهزيار بالأهواز [243] ، وبني الركولي [244] بالكوفة [245] ، وبني نوبخت ببغداد [246] ، [ صفحه 80] وجماعة من أهل قزوين [247] وقم [248] وغيرها من الجبال [249] ، مشهورون بذلك عند الإِماميّه والزيديّة، معروفون [250] بالإشارة إليه به عند كثيرٍ من العامّة [251] . [ صفحه 81] وكانو أهل عقلٍ وأمانةٍ وثقةٍ ودرايةٍ وفهمٍ وتحصيلٍ ونباهةٍ، وكان السلطان يعظم أقدارهم بجلالة محلّهم في الدنيا، ويكرمهم الظاهر أمانتهم [ صفحه 82] واشتهار عدالتهم، حتّي أنّه كان يدفع عنهم ما يضيفه إليهم خصومهم من أمرهم، ضنّاً [252] بهم واعتقاداً لبطلان قذفهم [253] به، وذلك لما كان من شدّة تحرّزهم، وستر حالهم، واعتقادهم، وجودة آرائهم، وصواب تدبيرهم.وهذا يسقط دعوي الخصوم وِفاق الإِمامية لهم: أنّ صاحبهم لم يرَ منذ ادّعوا ولادته، ولا عرف له مكان، ولا خبّر أحدٌ بلقائه.فأمّا بعد انقراض مَن سمّيناه من أصحاب أبيه وأصحابه (عليهما السلام)، فقد كانت الأخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل محمّد [254] (عليهم السلام) متناصرة: بأنّه لابدّ للقائم المنتظَر من غيبتين، إحداهما [255] أطول من الأُخري، يَعِرفُ خبرهَ الخاصُّ في القصري ولا يَعرِفُ العامُّ له مستقراً في الطولي، إلاّ من تولّي خدمته من ثقاة [256] أوليائه، ولم ينقطع عنه إلي الاشتغال بغيره.والأخبار [257] بذلك موجودة في مصنّفات الشيعة الامامية قبل مولد أبي محمّد وأبيه وجدّه (عليهم السلام) [258] ، وظهر حقّها عند مضيّ الوكلاء والسفراء الّذين سمّيناهم رحمهم الله، وبإن صدق رواتها بالغيبة الطولي، فكان [259] ذلك من الآيات الباهرات في صحّة ما ذهبت إليه الإِمامية ودانت به في [ صفحه 83] معناه.وليس يمكن أن يخرج عن عادة أزماننا هذه غيبةُ بشرٍ لله تعالي، في استتاره تدبيرٌ لمصالح خلقه لا يعلمها إلاّ هو، وامتحانٌ لهم بذلك في عبادته، مع أنّا لم نُحِط علماً بأنّ كلَّ غائبٍ عن [260] الخلق مستتراً [261] بأمر دينه لأمرٍ يؤمّه [262] عنهم ـ كما ادعاه الخصوم ـ يَعرفُ جماعةٌ من الناس مكانه ويخبرون عن مستقرّه.وكم وليّ لله [263] تعالي، يقطع الأرض بعبادة ربّه تعالي والتفردّ من الظالمين بعمله، ونأي بذلك عن دار المجرمين وتبعّد بدينه عن محلّ الفاسقين، لا يعرف أحدٌ من الخلق له مكاناً ولا يدّعي انسان له لقاءً ولا معه اجتماعاً.وهو الخضر (عليه السلام)، موجود قبل زمان موسي (عليه السلام) إلي وقتنا هذا، بإجماع أهل النقل واتفاق أصحاب السير والأخبار، سائحاً في الأرض، لايعرف له أحدٌ مستقراً ولا يدعي له اصطحاباً، إلاّ ماجاء في القرآن به من قصّته مع موسي (عليه السلام) [264] ، وما يذكره بعض الناس من أنّه يظهر أحياناً ولا يعرف، ويظن بعض من رآه [265] أنّه بعض الزّهاد فإذا فارق مكانه توهّمه المسمّي بالخضر، وإن لم يكن يُعرف بعينه في الحال ولا [ صفحه 84] ظنّه، بل اعتقد أنّه بعض أهل الزمان.وقد كان من غيبة موسي بن عمران (عليه السلام) عن وطنه وفراره [266] من فرعون ورهطه ما نطق به الكتاب [267] ، ولم يظهر عليه أحدٌ مدّة غيبته عنهم فيعرف له مكاناً، حتّي ناجاه الله عزّ وجلّ وبعثه نبيّاً، فدعا إليه وعرفه الوليّ والعدوّ إذ ذاك.وكان من قصّة يوسف بن يعقوب (عليهما السلام) ما جائت به سورة كاملة بمعناه [268] ، وتضمّنت ذكر استتار خبره عن أبيه، وهو نبيّ الله تعالي يأتيه الوحي منه سبحانه صباحاً ومساءً، وأمْرهُ مطويٌّ عنه وعن إخوته، وهم يعاملونه ويبايعونه ويبتاعون منه ويلقونه [269] ويشاهدونه فيعرفهم ولا يعرفونه، حتّي مضت علي ذلك السنون وانقضت [270] فيه الأزمان، وبلغ من حزن أبيه (عليه السلام) عليه ـ [271] لفقده، ويأسه من لقائه، وظنّه خروجه من الدنيا بوفاته ـ ما انحني له ظهره، وأنهك [272] به جسمه، وذهب لبكائه عليه بصره.وليس في زماننا [273] الآن مثل [274] ذلك، ولا سمعنا بنظير له في سواه. [ صفحه 85] وكان من أمر يونس نبيّ الله (عليه السلام) مع قومه وفراره عنهم عند تطاوله المدّة في خلافهم عليه واستخفافهم بحقوقه، وغيبته عنهم لذلك عن كلّ أحدٍ من الناس حتّي لم يعلم بشرٌ من الخلق مستقرّه ومكانه إلاّ الله تعالي، إذ كان المتولّي لحبسه في جوف الحوت في قرارِ بحرٍ، وقد أمسك عليه رمقه حتّي بقي حيّاً، ثمّ أخرجه من ذلك إلي تحت شجرةٍ من يقطين، بحيث لم يكن له معرفة بذلك المكان من الأرض ولم يخطر له ببال سكناه.وهذا أيضاً خارج عن عادتنا [275] وبعيد من تعارفنا، وقد نطق به القرآن [276] وأجمع عليه أهل الإِسلام وغيرهم من أهل الملل والأديان.وأمر أصحاب الكهف نظيرٌ لِما ذكرناه، وقد نزل القرآن بخبرهم وشرح أمرهم [277] : في فرارهم بدينهم من قومهم وحصولهم في كهف ناءٍ عن بلدهم، فأماتهم الله فيه وبقي كلبهم باسطاً ذراعيه بالوصيد، ودبّر أمرهم في بقاء أجسامهم علي حال أجساد الحيوان لا يلحقها بالموت تغيّرٌ [278] ، فكان [279] يقلّبهم ذات اليمين وذات شمال كالحيّ الّذي يتقلّب [280] في منامه بالطبع والأختيار، ويقيهم حرّ الشمس الّتي تغيّر الألوان، والرياح التي تمزّق الأجساد فبقوا علي ذلك ثلاث مائة سنة وتسع سنين علي ما جاء به الذكر الحكيم. [ صفحه 86] ثمّ أحياهم فعادوا [281] إلي معاملة قومهم ومبايعتهم، وأنفذوا إليهم بورِقهم ليبتاعوا منهم أحلَّ الطعام وأطيبه وأزكاه بحسب ما تضمّن القرآن من شرح قصّتهم [282] ، مع استتار أمرهم عن قومهم وطول غيبتهم عنهم وخفاء أمرهم عليهم.وليس في عادتنا [283] مثل ذلك ولا عرفناه، ولولا أنّ القرآن جاء بذكر هؤلاء القوم وخبرهم وما ذكرناه من حالهم لتسرّعت الناصبة إلي إنكار ذلك كما يتسرّع إلي إنكاره الملحدون والزنادقة والدهريون ويحيلون صحّة الخبر به، وقد تقول: لن يكون [284] في المقدور.وقد كان من أمر صاحب الحمار الّذي نزل بذكر قصته القرآن [285] ، وأهل الكتاب يزعمون أنّه نبيّ الله تعالي، وقد كان (مرَّ علي قريةٍ وهي خاويةٌ علي عروشها) فاستبعد عمارتها [286] وعودها إلي ما كانت عليه ورجوع الموتي منها بعد هلاكهم بالوفاة، فـ (قال أنّي يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عامٍ ثمّ بعثه) وبقي طعامه وشرابه بحاله [287] لم يغيّره تغيير طبائع [288] الزمان كلَّ طعام وشراب عن حاله، فجرت بذلك العادة في طعام صاحب الحمار وشرابه، وبقي حماره قائماً في مكانه لم ينفق [289] ولم يتغيّر عن [ صفحه 87] حاله حيّ [290] يأكل ويشرب، لم يضرّه طول عمره ولا أضعف ولا غيّر له صفةً من صفاته.فلمّا أحياه [291] الله تعالي ـ المذكور بالعجب من حياة الأموات وقد أماته مائة عام ـ قال له: (انظر إلي طعامك وشرابك لم يتسنّه)، يريد به: لم يتغيّر بطول مدّة بقائه، (وانظر إلي العظام كيف نُنْشِزُها)، يعني: عظام الأموات من الناس كيف نخرجها من تحت التراب (ثمّ نكسوها لحماً) فتعود حيواناً كما كانت بعد تفرّق أجزائها واندراسها بالموت (فلمّا تبين له) ذلك وشاهد الأعجوبة فيه (قال اعلم أنّ الله علي كل شيء قديرٌ) [292] .وهذا منصوص في القرآن مشروح في الذكر والبيان [293] لا يختلف فيه المسلمون وأهل الكتاب، وهو خارج عن عادتنا [294] وبعيد من تعارفنا، منكر عند الملحدين ومستحيل علي مذهب الدهريّين والمنجّمين وأصحاب الطبائع من اليونانيّين وغيرهم من المدّعين الفلسفة والمتطبّبين.علي [أنّ] [295] ما يذهب إليه الامامية في تمام استتار صاحبها وغيبته ومقامه علي ذلك طول مدّته أقرب في العقول والعادات [ممّا] أوردناه [296] من أخبار المذكورين في [297] القرآن. [ صفحه 88] فأيّ الطريق للمقرّ بالاسلام إلي إنكار مذهبنا في ذلك، لولا أنّهم بعداء من التوفيق مستمالون [298] بالخذلان.وأمثال ما ذكرناه ـ وإن لم يكن قد جاء به القرآن ـ كثيرٌ، قد رواه أصحاب الأخبار وسطره في الصحف أصحاب السير والآثار:من غيبات ملوك الفرس عن رعاياهم دهراً طويلاً لضروبٍ من التدبيرات، لم يعرف أحدٌ لهم فيها مستقراً ولا عثر [299] لهم علي موضع ولا مكان، ثمّ ظهروا بعد ذلك وعادوا إلي ملكهم بأحسن حال، وكذلك جماعةٌ من حكماء الروم والهند وملوكهم.فكم [300] كانت لهم غيباتٌ وأخبارٌ بأحوالٍ تخرج عن العادات.لم نتعرّض لذكر شيءٍ من ذلك، لعلمنا بتسرّع الخصوم إلي إنكاره، لجهلهم ودفعهم صحّة الاخبار به وتعويلهم في إبطاله [301] علي بُعده من عاداتهم وعرفهم [302] .فاعتمدنا القرآن فيما يحتاج إليه منه، وإجماع أهل الاسلام، الإِقرار [303] الخصم بصحّة ذلك وأنّه من عند الله تعالي، واعترافهم بحجّة الاجماع.وإنّ كنّا نعرف من كثير منهم نفاقهم بذلك، ونتحقّق استبطانهم [304] بخلافه، لعلمنا بإلحادهم في الدين واستهزائهم به، وأنّهم كانوا ينحلون [ صفحه 89] بظاهره خوفاً من السيف وتصنّعاً أيضاً، لا كتساب الحطام به من الدنيا، ولولا ذلك لصرّحوا [305] بما ينتمون وظاهروا [306] بمذاهب [307] الزنادقة الّتي بها يدينون ولها يعتقدون.ونعوذ بالله من سيّء الاتفاق [308] ، ونسأله العصمة من الضلال. [ صفحه 91]

انتقاض العادة في دعوي طول عمره و بقائه منذ ولد علي قول الاماية قبل وفاة ابيه بسنين

الكلام في الفصل السادستعلّق الخصوم بانتقاض العادة في دعوي طول عمره، وبقائه علي تكامل أدواته [309] منذ [310] ولد علي قول الإِماميّة [311] في سنيّ عَشْر الستين والمائتين وإلي [312] يومنا هذا وهو سنة أحد عشر وأربعمائة، وفي حملهم [313] في بقائه وحاله وصفته الّتي يدّعونها [314] له بخلاف حكم العادات، وأنّه يدلّ علي فساد معتقدهم فيه.فصل:والذي تخيّله [315] الخصوم هو: فساد قول الإِماميّة [316] بدعواهم [ صفحه 92] لصاحبهم طول العمر، وتكامل أدواته فيه، وبقائه إلي يومنا هذا وإلي وقت ظهوره بالأُمّة [317] ، علي حال الشبيبة [318] ، ووفارة [319] العقل والقوّة والمعارف بأحوال الدين والدنيا.وإن خرج عمّا نعهده نحن [320] الآن من أحوال البشر، فليس بخارج عن عادات سلفت لشركائه في البشريّة وأمثالهم في الإِنسانية.وما جرت به عادة في بعض الأزمان لم يمتنع وجوده في غيرها، وكان حكم مستقبلها كحكم ماضيها علي البيان.ولو لم تجر عادةٌ بذلك جملةً [321] لكانت الأدلّة علي أن الله تعالي قادرٌ علي فعل ذلك تُبطل [322] توهّم المخالفين للحقّ فساد القول به وتكذّبهم [323] في دعواهم.وقد أطلق العلماء من أهل الملل وغيرهم أنّ آدم أبا البشر (عليه السلام) عمّر نحو الألف [324] ، لم يتغيّر له خَلقٌ، ولا انتقل من طفوليّة إلي شبيبة، ولا عنها إلي هرم، ولا عن قوّة إلي عجز، ولا عن علم إلي جهل، وأنّه لم يزل علي صورة واحدة إلي أن قبضه الله عزّ وجلّ إليه [325] . [ صفحه 93] هذا مع الأُعجوبة في حدوثه من غير نكاح، واختراعه من التراب من غير بدوٍ [326] وانتقاله من طينٍ لازب إلي طبيعة الانسانية، ولا واسطة في صنعته علي اتفاق مَن ذكرناه من أهل الكتب حسب ما بيّناه.والقرآن في ذلك ناطق [327] ببقاء نوح نبيّ الله (عليه السلام) في قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة للإِنذار لهم خاصّة، وقبل ذلك ما كان له من العمر الطويل إلي أن بُعث نبيّاً من غير ضعفٍ كان به ولا هرم ولا عجزٍ ولا جهلٍ، مع امتداد بقائه وتطاول عمره في الدنيا وسلامة حواسّه.وأنّ الشيب أيضاً لم يحدث في البشر قبل حدوثه في إبراهيم الخليل (عليه السلام) [328] بإجماع مَن سمّيناه من أهل العلم من المسلمين خاصة كما ذكرناه.وهذا ما لا يدفعه إلاّ الملحدة من المنجّمين وشركاؤهم في الزندقة من الدهريّين، فأمّا أهل الملل كلّها فعلي اتفاق منهم [329] علي ما وصفناه.والأخبار متناصرة بامتداد أيّام المعمّرين من العرب والعجم والهند، وأصناف البشر أحوالهم الّتي كانوا عليها مع ذلك، والمحفوظ من حكمهم مع تطاول أعمارهم، والمأثور من تفصيل قصّاتهم [330] من أهل أعصارهم وخطبهم وأشعارهم، لا يختلف أهل النقل في صحّة الأخبار عنهم بما ذكرناه [ صفحه 94] وصدق الروايات في أعمارهم وأحولهم كما وصفناه.وقد أثبتُّ أسماء جماعة منهم في كتابي المعروف بـ الإِيضاح في الإِمامة، وأخبار كافّتهم مجموعة مؤلّفة حاصلة في خزائن الملوك وكثير من الرؤساء وكثير من أهل العلم وحوانيت الوراقين [331] ، فمن أحبّ الوقوف علي ذلك فليلتمسه من الجهات المذكورة، يجدها علي ما يثلج صدره ويقطع بتأمّل أسانيدها في الصّحة له عذره، إن شاء الله تعالي.وأنا أُثبت مِن ذِكْرِ بَعْضهم ها هنا جملةً تقنع، وإن كان الوقوف علي أخبار كافّتهم [332] أنجع فيما نؤمه [333] بذكر البعض إن شاء الله.فمنهم: لقمان بن عاد الكبير [334] .وكان أطول الناس عمراً بعد الخضر (عليه السلام)، ولذك أنّه عاش علي رواية العلماء بالأخبار ثلاثة آلاف [335] سنة وخمسمائة سنة، وقيل: إنّه [ صفحه 95] عاش عمر سبعة أنسر [336] ، وكان يأخذ فرخ النسر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش، فإذا مات أخذ آخر فربّاه، حتّي كان آخرها لَبَد، وكان أطولها عمراً، فقيل: طال الأمد علي لبد.وفيه يقول الأعشي [337] :لنفسك إذْ تختارُ سبعةَ أنسرِ إذا ما مضي نسرٌ خلدت [338] إلي نسرِفعمّر حتّي خال أنَّ نسورَهُ خلودٌ وهل تَبقي النفوسُ علي الدهروقال لأدناهنّ إذْ حلّ [339] ريشه هلكت وأهلكتَ ابن عادٍ وما تدري [340] .ومنهم: رُبَيْعُ بن ضُبَيع [341] بن وَهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عَدِيّ [342] بن فزارة [343] . [ صفحه 96] عاش ثلاثمائة سنة وأربعين سنة، وأدرك النبيّ صلي الله عليه وآله ولم يسلم.وهو الّذي يقول وقد طعن في ثلامائة سنة:أصبح منّي الشباب قد حَسَرا [344] إن يَنْأ [345] عنّي فقد ثَري عُصُراوالأبيات معروفة.وهو الّذي يقول أيضاً منه:إذا كان الشتاء فأدفئوني فإنّ الشيخَ يهدمُهُ الشتاءُوأمّا حين يذهب كلّ قرّ فسربالٌ خفيفٌ أو رادءُإذا عشا الفتي مِأتين عاماً فقد أودي المسرّةُ والفتاءُ [346] .ومنهم: المستوغر بن ربيعة بن كعب [347] . [ صفحه 97] عاش ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين سنة.وهو الّذي يقول:ولقد سَئمتُ من الحياةِ وطُولِها وَعَممِرْت من عَدِد السنين مِئِينا [348] .مائةٌ حَدَتْها بَعْدَها مائتان لي وعمِرْتُ من عدد [349] الشهورِ سنينا [350] .ومنهم: أكثم بن صيفي الأسدي [351] .عاش ثلاثمائة سنة وثمانين سنة، وكان مّمن أدرك النبيّ صلي الله عليه وآله وآمن به ومات قبل أن يلقاه، وله أحاديث كثيرة وحِكم وبلاغات وأمثال.وهو القائل:وإنّ امرأً قد عاش تسعين حجّة إلي مِأةٍ لم يسأمِ العيشَ جاهلُخلت مائتان بعد عشر وفائها [352] وذلك من عدّي ليالٍ [353] قلائلُ [ صفحه 98] وكان والده صيفي بن رياح بن أكثم [354] أيضاً من المعمّرين.عاش مائتين وستة وسبعين سنة، ولا يُنكر من عقله شيء [355] ، وهو المعروف بذي الحلم الّذي قال فيه المتلمّس اليشكري [356] :لذي الحلم قبل [357] اليوم ما تُقرع العصا ، وما علّم الانسان إلاّ ليعلما [358] .ومنهم: ضُبَيْرة بن سُعَيْد بن سعد بن سَهَم بن عمرو [359] .عاش مائتي سنة وعشرين سنة، فلم [360] يشب قطّ، وأدرك الاسلام ولم يسلم. [ صفحه 99] وروي أبو حاتم [361] [و] الرياشي [362] ، عن العتبي [363] ، عن أبيه أنّه قال: مات ضُبَيْرة السهمي وله مائتا سنة وعشرون سنة، وكان أسود الشعر صحيح الأسنان.ورثاه ابن عمّه قيس بن عدي فقال:مَن يأمن الْحدَثانَ بعد ضُبَيْرَةَ السَّهْميِّ ماتاسَبَقَتْ مَنِيّتُهُ اْلَمّشِيبَ وَكانَ مِيَتتهُ افتِلاتافتزوّدُوا لا تَهْلِكوا [364] مِن دون أهلِكُمُ خُفاتا [365] . [ صفحه 100] ومنهم: دُرّيد بن الصِمَّة الْجُشَمِي [366] .عاش مائتي سنة، وأدرك الاسلام فلم يسلم، وكان أحد قوّاد المشركين يوم حنين ومقدّمهم [367] ، حضر حرب النبيّ صلي الله عليه وآله فقتل يومئذٍ [368] .ومنهم: محصّن بن عتبان [369] بن ظالم الزبيدي [370] .عاش مائتي سنة وخمسة وخمسين سنة [371] .ومنهم: عمرو بن حممة الدوسي [372] .عاش أربعمائة سنة.وهو الذي يقول:كبرتُ وطال العمرُ حتّي كأنّني سَليمُ أفاعٍ ليله غير مودعِفما الموتُ أفناني ولكن تتابَعتْ عليًّ سنون من مصيف ومربعِثلاث مئات قد مررن كواملا وها أنا هذا أرتجي نيل [373] اربع [374] . [ صفحه 101] - ومنهم: الحرث [375] بن مضاض الجرهميّ [376] .عاش أربعمائة سنة.وهو القائل: كأن لم يكن بين الْحَجُونِ [377] إلي الصفا ، أنيسٌ ولم يسمرْ [378] بمكّةَ سامرُبلي نحنُ كُنّا أهلَها فأبادنا [379] ، صروف الليالي والجدُودُ [380] العواثر [381] .وفي غير مَن ذكرت يطول بإثباته جزء الكتاب.والفرس تزعم أنّ قدماء ملوكها جماعات طالت أعمارهم وامتدّت وزادت في الطول علي أعمار مَن أثبتنا اسمه من العرب، ويذكرون أنّ من جملتهم الملك الّذي استحدث المهرجان، عاش الفي سنة وخمسمائة سنة [382] . [ صفحه 102] لم نتعرض لشرح أخبارهم، لظهور ما قصصتهُ من أمر العرب من أعمارهم علي ما تدّعيه الفرس، ولقرب عهدها منّا وبُعد عهد أُولئك، وثبوت أخبار معمّري العرب في صحف أهل الإِسلام وعند علمائهم.وقد أسلفتُ القول بأنّ المنكر لتطاول الأعمار إنّما هم طائفة [383] من المنجمين وجماعة من الملحدين، فأمّا أهل الكتب والملل فلا يختلفون في صحّة ذلك وثبوته.فلو لم يكن من جملة المعمّرين إلاّ من التنازع في طول عمره مرتفع، وهو سلمان الفارسي [384] رحمة الله عليه، وأكثر أهل العلم يقولون: بأنّه رآي المسيح، وأدرك النبيّ صلوات الله عليه وآله، وعاش بعده، وكانت وفاته في وسط أيام عمر بن الخطاب [385] ، وهو يومئذ القاضي بين المسلمين في [ صفحه 103] المدائن [386] ، ويقال: إنّه كان عاملها وجابي خراجها، وهذا أصحّ [387] .وفيما أسلفناه في هذا الباب كفاية فيما قصدناه، والحمدالله. [ صفحه 105]

ان غيبته متي صحت علي الوجه الذي تدعيه الامامية بطلت الخاجة اليه

الكلام في الفصل السابعفامّا قول الخصوم: إنّه إذا استمرّت غيبة الإِمام علي الوجه الّذي تعتقده الإِماميّة ـ فلم يظهر له شخص، ولا تولي [388] إقامة حدّ، ولا إنقاذ حكم، ولا دعوة إلي حقّ، ولا جهاد العدوّ ـ بطلت الحاجة إليه في حفظ [389] الشرع والملّة، وكان وجوده في العالم [390] كعدمه.فصل:فإنّا نقول فيه: إنّ الأمر بخلاف ما ظنّوه، وذلك أنّ غيبته لا تخلّ [391] بما صدقت الحاجة إليه من حفظ الشرع والملّة، واستيداعها له، وتكليفها التعرّف في كلّ وقت لأحوال الأُمّة، وتمسّكها بالديانة أو فراقها لذلك إن فارقته، وهو الشيء الّذي ينفرد به دون غيره كافّة رعيّته. [ صفحه 106] ألا تري أنّ الدعوة إليه إنّما يتولاّها شيعته وتقوم الحجّة بهم [392] في ذلك، ولا يحتاج هو إلي تولّي [393] ذلك بنفسه، كما كانت دعوة الأنبياء (عليهم السلام) تظهر نايباً عنهم [394] والمقرّين بحقّهم، وينقطع العذر بها فيما يتأتي [395] عن علّتهم (كذا) ومستقرّهم، ولا يحتاجون إلي قطع المسافات لذلك بأنفسهم، وقد قامت أيضاً نايباً عنهم [396] بعد وفاتهم، وتثبت الحجّة لهم في ثبوتهم [397] بامتحانهم في حياتهم وبعد موتهم، وكذلك [398] إقامة الحدود وتنفيذ الأحكام، وقد يتولاّها أُمراء الأئمّة وعمّالهم [399] دونهم، كما كان يتولّي ذلك أُمراء الأنبياء (عليهم السلام) وولاتهم [400] ولا يخرجونهم [401] إلي تولّي [402] ذلك بأنفسهم، وكذلك [403] القول في الجهاد، ألا تري أنّه يقوم به الولاة من قبل الأنبياء والأئمّة دونهم، ويستغنون بذلك عن تولّيه بأنفسهم.فعُلم بما ذكرناه أنّ الذي أحوج إلي وجود الإِمام ومنع من عدمه [404] . [ صفحه 107] ما [405] اختصّ به من حفظ الشرع، الّذي لا يجوز ائتمان [406] غيره عليه [407] ومراعاة الخلق في أداء ما كلّفوه من أدائه (آدابه).فمن وجد منهم قائماً بذلك فهو في سعة من الإِستتار والصموت، ومتي وجدهم قد أطبقوا علي تركه وضلّوا عن طريق الحقّ فيما كلّفوه من نقله ظهر لتولّي ذلك بنفسه ولم يسعه إهمال القيام به، فلذلك ما وجب في حجّة العقل وجوده وفسد منها عدمه المباين لوجوده [408] أو موته المانع له من مراعاة الدين وحفظه.وهذ بيّن لمن تدبّره.وشيء آخر، وهو: أنّه إذا غاب الإِمام للخوف علي نفسه من القوم الظالمين، فضاعت [409] لذلك الحدود وانهملت به الأحكام ووقع به في الأرض الفساد، فكان السبب لذلك فعل الظالمين دون الله عز أسمه، وكانوا المأخوذين بذلك المطالبين به دونه.فلوا أماته الله تعالي وأعدم [410] ذاته، فوقع لذلك الفساد وارتفع بذلك الصلاح، كان سببه فعل الله دون العباد، ولن يجوز من الله تعالي سبب الفساد ولا رفع [411] ما يرفع الصلاح.فوضح بذلك الفرق بين [موت] الإِمام وغيبته واستتاره وثبوته، وسقط ما اعترض المستضعفون فيه من الشبهات، والمنّة لله. [ صفحه 109]

بطلان دعوي الامامية في الغيبة بما به اعتصموا في انكار قول الممطورة

الكلام [412] في الفصل الثامنفامّا قول المخالفين: إنّا قد ساوينا بمذهبنا في غيبة صاحبنا (عليه السلام) السبائية [413] في قولهم: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقتل وأنّه حيّ موجود، وقول الكيسانية: في محمّد بن الحنفية، ومذهب الناووسية: في أنّ الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) لم يمت، وقول الممطورة: في موسي بن جعفر (عليه السلام) أنّه لم يمت [414] وأنّه حيّ إلي أن يخرج بالسيف، وقول أوائل الإِسماعيلية وأسلافها: أنّ إسماعيل بن جعفر هو المنتظر وأنّه حيّ لم [ صفحه 110] يمت، وقول بعضهم [415] : مثل ذلك في محمّد بن إسماعيل [416] ، وقول الزيدية: مثل ذلك [417] فيمن قتل من أئمّتها حتّي قالوه في يحيي بن عمر [418] المقتول بشاهي [419] .وإذا كانت [420] هذه الأقاويل باطلة عند الإِماميّة، وقولها في غيبة [ صفحه 111] صاحبها نظيرها، فقد بطلت أيضاً ووضح فسادها.فصل:فإنّا نقول: إنّ هذا توهّمٍ من الخصوم لو تيقظوا [421] لفساد ما اعتمدوه في حجاجٍ أهل الحقّ وظنّوه نظيراً لمقالهم: وذلك أنّ قتل من سمّوه قد كان محسوساً مدركاً بالعيان، وشهد [422] به أئمّة قاموا [423] بعدهم ثبتت إمامتهم بالشيء الذي به ثبتت [424] إمامة من تقدّمهم، والانكار للمحسوسات باطلٌ عند كافّة العقلاء، وشهادة الأئمّة المعصومين بصحّة موت الماضين منهم مزيلة لكلّ ريبة، فبطلت الشبهة فيه ما بيّناه.وليس كذلك قول الإِماميّة في دعوي وجود صاحبهم (عليه السلام)، لأنّ دعوي وجود صاحبهم (عليه السلام) لا تتضمن دفع المشاهَد، ولا له إنكار المحسوس [425] ، ولا قام بعد الثاني عشر من أئمّة الهدي (عليهم السلام) إمامٌ عدلٌ معصومٌ يشهد بفساد دعوي الإِماميّة أو وجود إمامها وغيبته.فأيّ نسبة بين الأمرين، لو لا التحريف في الكلام، والعمل علي اوّل خاطر يخطر للإِنسان من غير فكرٍ [426] فيه ولا إثبات. [ صفحه 112] فصل:ونحن فلم [427] ننكر غيبة من سمّاه الخصوم لتطاول زمانها، فيكون ذلك حجّةً علينا في تطاول مدّة غيبة صاحبنا، وإنّما أنكرناها بما ذكرناه من المعرفة واليقين بقتل من قتل منهم وموت مَن مات من جملتهم، وحصول العلم بذلك من جهة الإِدراك بالحواسّ.ولأن في جملة مَن ذكروه من لم يثبت له إمامة من الجهات التي تثبت لمستحقّها علي حال، فلا يضرّ لذلك دعوي مَن ادّعي له الغيبة والاستتار.ومَن تأمّل ما ذكرناه عرف الحقّ منه، ووضح له الفرق بيننا وبين الضالّة من المنتسبين إلي الإِماميّة والزيدية ولم [428] يَخْفَ الفصلُ بين مذهبنا في صاحبنا (عليه السلام) ومذاهبهم الفاسدة بما قدّمناه، والمنّة لله. [ صفحه 113]

اعتراف الامامية بان الله تعالي اباح للامام الاستتار عن الخلق

وأمّا الكلام في الفصل التاسع [429] .وهو قول الخصوم: إنّ [430] الإِماميّة تناقض مذهبها في إيجابهم الإِمامة [431] ، وقولهم بشمول [432] المصلحة للأنام بوجود الإِمام وظهوره وأمره ونهيه وتدبيره، واستشهادهم علي ذلك بحكم العادات في عموم المصالح بنظر السلطان العادل وتمكّنه من [433] البلاد والعباد.وقولهم مع ذلك: إنّ الله تعالي قد أباح للإمام [434] الغيبة عن الخلق وسوّغ له [435] الاستتار [436] عنهم، وأنّ ذلك هو المصلحة وصواب التدبير للعباد.وهذه مناقضة لا تخفي علي العقلاء. [ صفحه 114] فصل:وأقول: إنّ هذه الشبهة الداخلة علي المخالف إنّما استولت عليه لبعده عن سبيل الاعتبار ووجوه [437] الصلاح وأسباب الفساد، وذلك أنّ المصالح تختلف باختلاف الأحوال، ولا تتفق مع تضادّها، بل يتغيّر تدبير الحكماء في حسن النظر والاستصلاح بتغيّر [438] آراء المستصلحين وأفعالهم وأغراضهم في الأعمال.ألا تري أن الحكيم من البشر يدبّر ولده وأحبّته [439] وأهله وعبيده وحشمه بما [440] يكسبهم [441] المعرفة والآداب، ويبعثم علي الأعمال الحسنات، ليستثمروا [442] بذلك المدح وحسن الثناء والإِعظام من كلّ أحدٍ والإِكرام، ويمكّنوهم من المتاجر والمكاسب للأموال [443] ، لتتصل مسارّهم بذلك، وينالوا بما يحصل لهم من الأرباح الملذات [444] ، وذلك هو الأصلح لهم، مع توقّرهم [445] علي ما دبّرهم به من أسباب ما ذكرناه.فمتي أقبلوا علي العمل بذلك والجِدّ فيه، أداموا لهم ما يتمكّنون به [ صفحه 115] منه، وسهّلوا عليهم سبيله، وكان ذلك [446] هو الصلاح العام، وما أخذوا بتدبيرهم إليه وأحبّوه منهم وأبرّوه لهم.وإن عدلوا عن ذلك إلي السفه والظلم، وسوء الأدب والبطالة، واللهو واللعب، ووضع المعونة علي الخيرات في الفساد، كانت المصلحة لهم قطع موادّ السِعة [447] عنهم في الأموال، والاستخفاف بهم، والإِهانة والعقاب.وليس في ذلك تناقض بين أغراض العاقل، ولا تضادّ في صواب التدبير والاستصلاح.وعلي الوجه الّذي بيّناه كان تدبير الله تعالي لخلقه، وإرادته عمومهم بالصلاح.ألا تري أنّه خلقهم فأكمل عقولهم وكلّفهم الأعمال الصالحات، ليكسبهم [448] بذلك حالاً [449] في العاجلة، ومدحاً وثناءً حسناً وإكراماً وإعظاماً وثواباً في الآجل، ويدوم نعيمهم في دار المقام.فان تمسّكوا بأوامر الله ونواهيه وجب في الحكم إمدادهم بما يزدادون به منه، وسهّل عليهم سبيله، ويسّره لهم.وإن خالفوا ذلك وعصوه تعالي وارتكبوا نواهيه، وتغيّرت [450] الحال فيما يكون فيه استصلاحهم، وصواب التدبير لهم، يوجب [451] قطع موادّ [452] . [ صفحه 116] التوفيق عنهم، وحَسُنَ منه وذمّهم وحربهم، ووجب عليهم [453] به العقاب، وكان ذلك هو الأصلح لهم [454] والأصوب [455] في تدبيرهم ممّا كان يجب في الحِكمة لو أحسنوا ولزموا السداد.فليس ذلك بمتناقض في العقل ولا متضادّ في قول أهل العدل، بل هو ملتئم علي المناسب والاتّفاق.فصل:ألا تري أنّ الله تعالي دعا الخلق إلي الإِقرار به وإظهار التوحيد والإِيمان برسله (عليهم السلام) لمصلحتهم، وأنّه لا شيء أصوب في تدبيرهم من ذلك، فمتي اضطرّوا إلي إظهار كلمة الكفر للخوف علي دمائهم كان الأصلح لهم والأصوب في تدبيرهم ترك الإِقرار بالله والعدول عن إظهار التوحيد والمظاهرة بالكفر بالرسل، وإنّما تغيّرت المصلحة بتغيّر الأحوال، وكان في تغير التدبير الّذي دبّرهم الله به فيما خلقهم له مصلحة للمتقين، وإن كان ما اقتضاه من فعل الظالمين قبيحاً منهم ومفسدةً يستحقّون به العقاب الأليم.وقد فرض الله تعالي الحجّ والجهاد وجعلهما صلاحاً للعباد، فإذا تمكّنوا منه عمّت به المصلحة، وإذا منعوا منه بإفساد المجرمين كانت المصلحة لهم تركه والكفّ عنه، وكانوا في ذلك معذورين وكان المجرمون به ملومين [456] .فهذا نظيرٌ لمصلحة الخلق بظهور الأئمّة (عليهم السلام) وتدبيرهم إيّاهم [ صفحه 117] متي أطاعوهم وانطووا علي النصرة لهم والمعونة، وإن عصوهم وسعوا في سفك دمائهم تغيّرت الحال فيما يكون به تدبير مصالحهم، وصارت المصلحة له ولهم غيبته وتغييبه [457] واستتاره، ولم يكن عليه في ذلك لوم، وكان الملوم [458] هو المسبّب له بإفساده وسوء اعتقاده.ولم يمنع كون الصلاح باستتاره [459] وجوب وجوده وظهوره، مع العلم ببقائه وسلامته وكون [460] ذلك هو الأصلح والأولي في التدبير، وأنّه الأصل [461] الّذي أجري [462] بخلق العباد إليه وكلّفوا من أجله حسبما ذكرناه.فصل:فإنّ الشبهة الداخلة علي خصومنا في هذا الباب، واعتقادها أنّ مذهب الإِماميّة في غيبة إمامها مع عقدها في وجوب الإِمامة متناقضّ، حسبما ظنّوه في ذلك وتخيّلوه، لا يدخل إلاّ علي عميً منهم مضعوف بعيد عن معرفة مذهب سلفه وخلفه في الإِمامة، ولا يشعر بما يرجع إليه في مقالهم به:وذلك أنّهم بين رجلين:أحدهما: يوجب الإِمامة عقلاً وسمعاً، وهم البغداديّون من [ صفحه 118] المعتزلة [463] وكثير من المرجئة [464] .والآخر: يعتقد وجوبها [465] سمعاً وينكر أن تكون العقول توجبها، وهم البصريّون من المعتزلة [466] وجماعة المجبّرة [467] وجمهور الزيدية.وكلّهم وإن خالف الإماميّة في وجوب النصّ علي الأئمّة بأعيانهم، وقال بالاختيار أو الخروج بالسيف والدعوة إلي الجهاد، فإنّهم يقولون: إنّ وجوب اختيار الأئمّة إنّما هو لمصالح الخلق، والبغداديّون من المعتزلة خاصّة يزعمون أنّه الأصلح في الدين والدنيا معاً، ويعترفون بأنّ وقوع الاختيار وثبوت الإِمامة هو المصلحة العامّة، لكنّه متي تعذّر ذلك بمنع الظالمين منه كان الّذين إليهم العقد والنهوض [468] بالدعوة في سعةٍ من ترك ذلك وفي غير حرجٍ من الكفّ عنه، وأنّ تركهم له حينئذٍ يكون هو الأصلح، وإباحة الله تعالي لهم التقيّة في العدول عنه هو الأولي في الحِكمة وصواب التدبير في الدنيا والدين. [ صفحه 119] وهذا هو القول الّذي أنكره المستضعفون منهم علي الإِمامية: في ظهور الإِمام وغيبته، والقيام بالسيف وكفّه عنه وتقيته، وإباحة شيعته عند الخوف علي أنفسهم ترك الدعوة إليه علي الإعلان، والإِعراض عن ذلك للضرورة إليه، والإِمساك عن الذكر له باللسان.فيكف خفي الأمر فيه علي الجهّال من خصومنا، حتّي ظنّوا بنا المناقضة وبمذهبنا في معناه التضادّ، وهو قولهم بعينه علي السواء، لولا عدم التوفيق لهم وعموم الضلالة لقلوبهم بالخذلان، والله المستعان. [ صفحه 121]

اضطرار الامامية عند قولهم بالغيبة في اثبات الاعلام بالمعجزات لامامهم عند ظهوره

الكلام في الفصل العاشرفأمّا قول الخصوم: إنّه إذا كان الإِمام غائباً منذ وُلد وإلي أن يظهر داعياً إلي الله تعالي، ولم يكن رآه علي قول أصحابه أحدٌ إلاّ مَن مات [469] قبل ظهوره، فليس للخلق طريقٌ إلي معرفته بمشاهدة شخصه ولا التفرقة بينه وبين غيره بدعوته. وإذا لم يكن الله تعالي يظهر الأعلام والمعجزات علي يده ليدل بها علي أنّه الإِمام المنتظر، دون مَن ادعي مقامه في ذلك [470] النبوة له، إذ كانت المعجزات دلائل النبوّة والوحي والرسالة، وهذا نقض مذهبهم وخروج عن قول الأُمّة كلّها: أنّه لا نبي بعد نبينا عليه وآله السلام.فصل:فإنّا نقول: إنّ الأخبار قد جاءت عن أئمّة الهدي من آباء الامام المنتظر (عليه السلام) بعلامات تدّل عليه قبل ظهوره وتؤذن بقيامه بالسيف قبل سنته: [ صفحه 122] منها: خروج السفياني [471] ، وظهور [472] الدّجال [473] ، وقتل رجلٍ من ولد الحسن بن عليّ عليه [474] السلام يخرج بالمدينة داعياً إلي إمام الزمان [475] ، وخسف بالبيداء [476] .وقد شاركت العامّة الخاصّة في الحديث عن النبي صلّي الله عليه وآله بأكثر هذه العلامات [477] ، وأنّها كائنة لا محالة علي القطع بذلك والثبات، وهذا بعينه معجزٌ يظهر علي يده، يبرهن به عن صحّة نسبه ودعواه. [ صفحه 123] فصل:مع أنّ ظهور الآيات علي الأئمّة (عليهم السلام) لا توجب الهم الحكم بالنبوّة، لأنها ليست بأدّلة تختصّ بدعوة الأنبياء من حيث دعوا إلي نبوّتهم، لكنهّا أدلة علي صدق الداعي إلي ما دعا إلي تصديقه فيه علي الجملة دون التفصيل.فإن دعا إلي اعتقاد نبوّتهم [478] كانت دليلاً علي صدقه في دعوته، وإن دعا الإِمام إلي اعتقاد إمامته كانت برهاناً له في صدقه في ذلك، وإن دعا المؤمن الصالح إلي تصديق دعوته إلي نبوّة نبيّ أو إمامة إمام أو حكم سمعه من نبيّ أو إمام كان المعجزة علي صحّة دعواه.وليس يختصّ ذلك بدعوة النبوّة دون ما ذكرناه، وإن كان مختصّاً بذوي العصمة من الضلال وارتكاب كبائر الآثام، وذلك ممّا يصحّ اشتراك أصحابه مع الأنبياء (عليهم السلام) في صحيح [479] النظر والاعتبار.وقد أجري الله تعالي آية إلي مريم ابنة عمران، الآية الباهرة برزقها من السماء، وهو خرقّ للعادة [480] وعلمٌ باهرٌ من أعلام النبوّة.فقال جلّ من قائل: (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَريا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أنّي لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إنَّ اللهَ يَرْزقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ قالَ رّبِّ هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّة طّيِّبةً إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) [481] . [ صفحه 124] ولم يكن لمريم (عليها السلام) نبوّة ولا رسالة، لكنّها كانت من عباد الله الصالحين المعصومين من الزّلات.وأخبر سبحانه أنّه أوحي إلي أُمّ موسي: (أنِ أرْضِعِيهِ فَإذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَالْقِيهِ في الْيَمّ ولا تَخافي ولا تَحْزَني إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [482] .والوحي معجزٌ من جملة معجزات الأنبياء (عليهم السلام)، ولم تكن أُمّ موسي (عليها السلام) نبيّة ولا رسولة، بل كانت من عباد الله البررة الأتقياء.فما الّذي ينكر مِن إظهار علم يدلّ علي عين الإِمام ليتميّز به عمّن سواه، ولولا أنّ مخالفينا يعتمدون في حجاجهم لخصومهم [483] الشبهات المضمحلاّت.فصل:وقد أثبتُّ في كتابي المعروف بـ الباهر من المعجزات [484] ما يقنع مَن أحبّ معرفة دلالتها والعلم بموضوعها والغرض في إظهارها علي أيدي أصحابها، ورسمتُ منه جملة مقنعة في آخر كتابي المعروف بـ الايضاح.فمن أحبّ الوقوف علي ذلك فليلتمسه في هذين الكتابين، يجده علي ما يزيل شبهات الخصوم في معناه إن شاء الله تعالي. [ صفحه 125] فهذه جملة الفصول الّتي ضمنت إثبات معانيها [485] ، ليتّضح [486] بذلك الحقّ فيها، ليعتبر به ذوي [487] الألباب، وقد وفيت [488] بضماني في ذلك، والله الموفق للصواب.وصلّي الله علي سيّدنا محمّد النبيّ وآله، وسلّم كثيراً، ولا حول [489] ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم وحده وحده [490] .

پاورقي

[1] كمال الدين 2: 516 رقم 44.
[2] كمال الدين 2: 684 رقم 4.
[3] رجال النجاشي: 19 رقم 21، الفهرست للشيخ: 10 ـ 11 رقم 11، الذريعة: 16: 74 رقم 371.
[4] النجاشي: 15 رقم 13، الفهرست: 14 رقم 19، معالم العلماء لابن شهرآشوب: 5 رقم 5، الذريعة 16: 75 رقم 373.
[5] المعالم: 24 رقم 113.
[6] مجلة تراثنا، العدد الأول.
[7] مجلة تراثنا، العدد الأول، صفحة 19، والعدد الرابع، صفحة 101، مقالة السيد عبدالعزيز الطباطبائي: أهل البيت في المكتبة العربية.
[8] النجاشي: 97 رقم 240، الفهرست 33 رقم 66، المعالم: 8 رقم 82.
[9] النجاشي: 86 ـ 87 رقم 209، الذريعة 1: 353 رقم 1860. [
[10] النجاشي: 85 رقم 206، الذريعة 16: 75 رقم 374.
[11] النجاشي: 85 ـ 86 رقم 207، المعالم: 20 رقم 90.
[12] الذريعة 16: 75 رقم 375.
[13] الذريعة 1: 352 رقم 1852.
[14] النجاشي: 64 رقم 150، المعالم: 36 رقم 215، الذريعة 16: 76 رقم 380.
[15] النجاشي: 48 رقم 101.
[16] النجاشي: 64 رقم 149، الذريعة 16: رقم 416.
[17] النجاشي: 147 رقم 380، الذريعة 16: 76 رقم 384.
[18] النجاشي: 192 رقم 514، الذريعة 16: 83 رقم 419.
[19] الفهرست: 176 رقم 374، المعالم: 88 رقم 612، الذريعة 1: 352 رقم 1852.
[20] النجاشي: 380 رقم 741، الذريعة 16: 76 رقم 386.
[21] النجاشي: 219 رقم 573، الفهرست: 189 رقم 407، الذريعة 16: 83 رقم 415.
[22] النجاشي: 247 رقم 652، الذريعة 16: 76 رقم 387.
[23] النجاشي: 261 رقم 684، الفهرست للطوسي: 119، مقدمة كتاب الإِمامة والتبصرة المطبوع في بيروت 1407 هـ.
[24] النجاشي: 270 ـ 271 رقم 708، الفهرست: 218ـ220 رقم 472، المعالم: 69 ـ 70 رقم 477، الذريعة 16: 77 رقم 390.
[25] الذريعة 1: 345 رقم 1803.
[26] النجاشي: 259 ـ 260 رقم 679، الذريعة 16: 78 رقم 393.
[27] النجاشي: 253ـ254 رقم 664.
[28] النجاشي: 297 رقم 807، الفهرست: 249 ـ 250 رقم 549، المعالم: 86 رقم 593.
[29] النجاشي: 306 ـ 307 رقم 840، الفهرست: 254 ـ 255 رقم 559، المعالم: 90 ـ 91 رقم 627، الذريعة 16 ـ 17 رقم 395.
[30] النجاشي: 383 رقم 1043، المعالم: 118 رقم 783، الذريعة 16: 79 رقم 398.
[31] كذا ورد اسم الكتاب في المعالم، وفي الفهرست: إزالة الأَلوان عن قلوب الإخوان في معني كتاب الغيبة، وفي النجاشي: كتاب ازالة الران عن قلوب الإخوان. راجع: النجاشي: 385 رقم 1047، الفهرست: 267 ـ 269 رقم 592، المعالم: 97 ـ 98 رقم 665.
[32] الذريعة 16: 37 رقم 157، و16: 84 رقم 420.
[33] الفهرست لأبن النديم: 216 ـ 217، وفي كون المراد من صاحب الزمان الامام المهديّ نظر.
[34] المعالم: 96 رقم 662.
[35] الفهرست: 284 رقم 617، المعالم: 103 ـ 104 رقم 689.
[36] الفهرست: 285 ـ 288 رقم 620، المعالم: 114 ـ 115 رقم 766، الذريعة 16: 79 رقم 399.
[37] الذريعة 16: 79 ـ 80 رقم 400.
[38] كتابه الغيبة كتبه قبل ضلاله. راجع النجاشي: 378 رقم 1029، الذريعة 16: 80 رقم 401.
[39] النجاشي: 389 ـ 392 رقم 1049، المعالم: 111 ـ 112، رقم 764، الفهرست: 304 ـ 305 رقم 661، الذريعة 16: 83 رقم 412 و413 و414، و16: 80 رقم 402.
[40] النجاشي: 389 ـ 392 رقم 1049، المعالم: 111 ـ 112، رقم 764، الفهرست: 304 ـ 305 رقم 661، الذريعة 16: 83 رقم 412 و413 و414، و16: 80 رقم 402.
[41] النجاشي: 389 ـ 392 رقم 1049، المعالم: 111 ـ 112، رقم 764، الفهرست: 304 ـ 305 رقم 661، الذريعة 16: 83 رقم 412 و413 و414، و16: 80 رقم 402.
[42] النجاشي: 389 ـ 392 رقم 1049، المعالم: 111 ـ 112، رقم 764، الفهرست: 304 ـ 305 رقم 661، الذريعة 16: 83 رقم 412 و413 و414، و16: 80 رقم 402.
[43] النجاشي: 389 ـ 392 رقم 1049، المعالم: 111 ـ 112، رقم 764، الفهرست: 304 ـ 305 رقم 661، الذريعة 16: 83 رقم 412 و413 و414، و16: 80 رقم 402.
[44] المسائل العشر: 82 من طبعتنا هذه.
[45] الاحتجاج 2: 495 ـ 498.
[46] الاحتجاج 2: 498 ـ 499.
[47] معجم رجال الحديث 17: 208 ـ 209.
[48] الاحتجاج 1: 14.
[49] لؤلؤة البحرين: 363 ـ 367، وراجع حياة ابن بطريق في كتاب اللؤلؤة: 283، ووفاة ابن بطريق سنة 600.
[50] معالم العلماء: 113 رقم 765.
[51] معجم رجال الحديث 17: 209 ـ 210.
[52] الاحتجاج 2: 497 ـ 498.
[53] الاحتجاج 2: 498ـ499.
[54] رجال النجاشي: 399 رقم 1067.
[55] معالم العلماء: 114 رقم 765.
[56] الذريعة 5: 195 رقم 899 و228 رقم 10، 16: 80 رقم 405 و241 رقم 957، 20: 358.
[57] كشف الحجب: 509.
[58] رجال النجاشي: 399 رقم 1067، والظاهر الصحيح: العشر.
[59] معالم العلماء: 114 رقم 765.
[60] المطبعة الحيدرية، النجف، 1370 هـ.
[61] كشف الحجب: 509.
[62] الذريعة 5: 195 رقم 899.
[63] الذريعة 5: 228 رقم 10.
[64] الذريعة 16: 241 رقم 957.
[65] الذريعة 20: 358.
[66] ر. ع. س: ربّ يسّر.
[67] ع. ل: مَن.
[68] ر. ع: جلدت، ل: حللت.
[69] ر. ع: مستحقّها.
[70] ر. ع. س: محاسن.
[71] ر. ع. ل. ط: إلي منهجهم.
[72] ع. س: لخلاف قتله، ل. ط: لخلاف قتلهم، ر: بخلاف قتلهم.
[73] ع. ل. ط: الفرقان القرآن.
[74] ر. ع: وجه السؤال فيه والسؤال والجواب.
[75] ر. ل. س. ط: فصاحته.
[76] ر. ع. س: مسرّته.
[77] ل: ذكر.
[78] راجع ما كتبناه في المقدّمة من مؤلفات المفيد مستقلاً وضمناً عن الإِمام الحجّة (عليه السلام).
[79] س. ط: ومهّدته.
[80] خرج التوقيع علي عثمان العمري من الناحية المقدّسة جواب أسئلة سألها إسحاق بن يعقوب: … وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده سبيل أخوه يوسف (عليه السلام). كمال الدين: 483 ـ 484. وراجع البحار 50: 227 ـ 232 باب 6 أحول جعفر، و37: 8.
[81] ر. ع: يعنه.
[82] ر. ع: جواره.
[83] ط: حالهنّ.
[84] هي أُمّ الحسن حديث أو حديثة، وقيل: سوسن، وقيل سليل، وكانت من الصالحات المتقيات العارفات بهذا الأمر. الاعيان 1: 40.
[85] ع: وأمضا بها.
[86] ل. ط: ولداً موجوداً.
[87] ل: وموتهم.
[88] ع. ل: في استتار الخلق، ر. س: في استتار الحقِّ، والمثبت من ط ونسخة بدل في س.
[89] أي: إلي صاحبهم.
[90] ل. ع. ط: وعدم خبر معرفة.
[91] س. ط: إذا كان وجوده ومعها كعدمه.
[92] هم: الواقفة الّذين وقفوا علي موسي بن جعفر (عليه السلام)، وهم فِرقٌ كثيرة: فمنهم من قال: بأنّه حيّ لم يمت ولا يموت حتّي يملك شرق الأرض وغربها، ويملأها كلّها عدلاً كما ملئت جوراً، وأنّه القائم. ومنهم من قال: إنّه القائم وقد مات، ولا تكون الإمامة لغيره حتّي يرجع، وزعموا أنّه قد رجع بعد موته إلاّ أنّه مختف في موضع من المواضع. ومنهم من قال: إنّه القائم وقد مات ويرجع وقت قيامه. وأنكر بعضهم قتله وقال: مات ورفعه الله إليه وانّه يردّه عند قيامه. وإنّما لقبوا بالممطورة، لأن علي بن إسماعيل الميثمي ويونس بن عبد الرحمن ناظرا بعض الواقفية فقال عليّ بن إسماعيل ـ وقد اشتدّ الكلام بينهم ـ: ما أنتم إلاّ كلاب ممطورة، أراد: انتن من الجيف، لأنّ الكلب إذا أصابه المطر فهو انتن من الجيف. فرق الشيعة: 90 ـ 92.
[93] ل. س. ط: شكوا.
[94] هم الّذين يعتقدون بإمامة محمّد بن الحنفية، وهم فرق متعدّدة: فمنهم من قال بإمامة محمّد بن الحنفية بعد أمير المؤمنين (عليه السلام). ومنهم من قال بإمامته بعد الحسن والحسين (عليهما السلام). ومنهم من قال بأنه هو الإِمام المهدي، سمّاه به ابوه (عليه السلام) لم يمت ولا يموت، وليس لأحد أن يخالفه، وإنّما خرج الحسن والحسين بإذنه. وإنّما سمّوا بالكيسانية، لأن محمّد بن الحنفية استعمل المختار علي العراقين، وأمر بالطلب بدم الحسين وثأره وقتل قاتليه، وسمّاه كيسان لكيسه. فرق الشيعة: 41 ـ 45. أقول: عند التأمّل في كتب التاريخ والتراجم نجزم بأنّ محمّد بن الحنفيّة لم يؤسّس هذه الفرقة، ولا له بهم صِلة، وإنّما هم نسبوا أنفسهم إليه، وانّه كان يعلم بإمامة ابن أخيه السجاد، ولم يدّع الإمامة لنفسه قط.
[95] هم فرقه قالوا: إنّ جعفر بن محمّد حيّ لم يمت ولا يموت، حتّي يظهر ويلي أمر الناس وإنّه هو المهدي، وزعموا أنّهم رووا عنه أنّه قال: ان رأيتم رأسي قد أهوي عليكم من جبل فلا تصدّقوه، فإنّي أنا صاحبكم. وإنما سمّيت بالناووسة، لأن رئيساً لهم من أهل البصرة كان يقال له فلان بن فلان الناووس، وقيل: اسمه عجلان بن ناووس، وقيل: اسمه ناوس، وقيل نُسبوا إلي قرية ناوسا. فرق الشيعة: 78.
[96] فرقة قالوا: إنّ الإِمام بعد جعفر بن محمّد ابنه إسماعيل بن جعفر، وأنكرت موت إسماعيل في حياة أبيه، وقالوا: كان ذلك علي جهة التلبيس من أبيه علي الناس، لأنّه خاف عليه فغّيبه عنهم، وزعموا أنّ اسماعيل لا يموت حتّي يملك الأرض يقوم بأمر الناس، وأنّه هو القائم، وهذه الفرقة هي الإسماعيلية الخالصة. فرق الشيعة: 80. أقول: منشأ اشتباه هذه الفرقة هو أنّ إسماعيل كان أكبر ولد أبيه الصادق، وكان رجلاً صالحاً، وكان أبوه شديد المحبّة له والبرّ به، وكان يظنّ قوم من الشيعة في حياة أبيه انّه القائم بعده. ولّما مات اسماعيل في حياة أبيه بالعريض وحمل علي رقاب الرجال إلي المدينة، أمر الإِمام بوضع السرير علي الأرض قبل دفنه مراراً، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عن الظانّين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنه. ومع كلّ هذه الإجرائات منه، نري تمسّك فرقة بإمامة اسماعيل بعد أبيه.
[97] هو: أبو القاسم محمّد الأكبر بن عليّ بن أبي الطالب، والحنفية لقب أُمّه خولة بنت جعفر، كان كثير العلم والورع شديد القوة، وحديث منازعته في الإمامة مع عليّ بن الحسين (عليه السلام) وإذعانه بإمامته بعد شهادة الحجر له مشهور، بل في بعضها: وقوعه علي قدمي السجاد بعد شهادة الحجر، ولم ينازعه بعد ذلك بوجه، توفّي سنة 80 هـ وقيل: 81 هـ. الطبقات الكبري 5: 91، وفيات الأعيان 4: 169، تنقيح المقال 3: 115.
[98] اسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي المدني، رجل صالح، مات في حياة أبيه بالعريض، وحمل علي رقاب الرجال إلي المدينة حتّي دفن بالبقيع، وحزن عليه الصادق حزناً عظيماً، وتقدّم سريره بغير حذاء ولا رداء. تنقيح المقال 1: 131 ـ 132، وفيه بحث كامل حول ما تصوّره البعض من ورود الذمّ لإسماعيل.
[99] ع: ويناقض. [
[100] ع. ل: الإِمام.
[101] ر: المحبّة.
[102] ط: عنه.
[103] ع. ل. ر: والنظام التدبير.
[104] ر: لصحّة.
[105] ع: للآيات.
[106] ط: والحاد لظهورها علي غير من اختصّت به.
[107] هم بمنزلة الرعيّة التي تسوسها الملوك، سمّوا بذلك لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم. لسان العرب: 10: 170 سوق.
[108] ر. ل: الانسان.
[109] ر. س. ط: استتر.
[110] ل: شفق.
[111] ط: ويتمّ الفساد به ويترتّب ضررّ.
[112] ل. ط: يمرّ، بدون واو.
[113] س. ط: تضيع.
[114] كذا في جميع النسخ، ويصلح أن يكون مكانه عبارة: فيؤذن به ويعلن عنه، وإلاّ فلا.
[115] جيل معروف في بلادٍ واسعة، واختلف في أصل نسبهم، فقيل: انّهم من وُلد روم بن سماحيق … بن إبراهيم (عليه السلام)، وحدود الروم: من الشمال والشرق: الترك والخزر ورسّ وهم الروس، ومن الجنوب: الشام والاسكندرية، ومن المغرب: البحر والاندلس وكانت الرقة والشامات كلّها تعدّ في حدود الروم أيام الأكاسرة. معجم البلدان 3: 97 ـ 98.
[116] دولة في جنوب آسيا، يحدّها من الغرب باكستان الغربية، ومن الشمال الصين ونيبال، ومن الشرق بورما وباكستان الشرقية، عاصمتها نيودلهي. المنجد: 731.
[117] كذا في النسخ.
[118] ر. س: فينظروا.
[119] هذه الأسماء وردت مضطربة في النسخ: وما أثبتناه من س والمصدر. ففي ع: كيسخرو بن سواخس وكنفار بن ملك الفرس. وفي ل. ر: كسيخرو بن سواخس وكنفان بن ملك الفرس. وفي ط: كيخسرو أو ابن سياوخش وكيقاوس ملك الفرس. وفي المصادر الفارسية: كيخسرو بن سياوش بن كيكاوس.
[120] ناحية من الكوفة والحلّة، وكان ينزلها الكلدانيون، ويقال: اوّل من سكنها نوح (عليه السلام) بعد الطوفان. معجم البلدان 1: 309.
[121] س. ط: للكيخسرو.
[122] في النسخ: أو أُمّه، والظاهر ما اثبتناه، لتعارف كثير من المستنسخين علي أن يضعوا ألفاً بعد الواو دائماً.
[123] ر. ع. ل: يوسفارند، س: يوسفافريد، والمثبت من ط والمصدر. وفي المصادر الفارسية: فرانكيس أو فرانكيز.
[124] س. ط: افراسياب. وكذا في المصادر الفارسيّة.
[125] أي: الإجتهاد، ويحتمل أن تكون العبارة هكذا: مع الجِدّ وما كان من …
[126] ع: له أعظم.
[127] ذكر الخبر ومصادره علي أكبر دهخدا في كتابه «لغتنامه» 29/744 حرف السين، و38/457 حرف الكاف، و35/200 حرف الفاء، و22/535 حرف الخاء.
[128] أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، المؤرخ، عامي، ولد بآمل طبرستان سنة 224 وتوفي سنة 310 ببغداد، له مؤلّفات كثيرة منها التفسير الكبير وكتاب طرق حديث الغدير الّذي قال الذهبي: إنّي وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه. وامّا كتابه التاريخ (تاريخ الأَمم والملوك) فهو من أحسن كتب التاريخ، جمع فيه أنواع الأخبار وروي فنون الآثار واشتمل علي صنوف العلم. النجاشي: 322 رقم 879، الكني والألقاب 1: 236 ـ 237.
[129] تاريخ الأَمم والملوك (تاريخ الطبري) 1/504 ـ 509. وملخّص القصّة: أنّه وُلد لكيقاوس ابنُ، لم يُر مثله في عصره في جماله وكماله وتمام خلقه، فسمّاه أبوه سياوخش … وربّاه أحسن تربية إلي أن كبر، وكان كيقاوس تزوّج ابنة فراسياب ملك الترك، وكانت ساحرة، فهويت ابن زوجها سياوخش ودعته إلي نفسها، وأنه امتنع عليها، فلمّا رأت امتناعه عليها حاولت إفساده علي أبيه، فتغير كيقاوس علي ابنه، وتوجّه سياوخش لحرب فراسياب ـ لسبب منع فراسياب بعض ما كان ضمن لكيقاوس عند انكاحه ابنته إيّاه ـ مريداً بذلك البعد عن والده والتنحّي عمّا تكيده به زوجة والده، فلمّا صار سياوخش إلي فراسياب جري بينهما صلح، وكتب بذلك سياوخش إلي أبيه يعلمه ما جري بينه وبين فراسياب من الصلح، فكتب إليه والده بمناهضة فراسياب ومناجزته الحرب، فرأي سياوخش أنّ في فعله ما كتب به إليه أبوه عاراً عليه، فمتنع من انفاذ أمر أبيه وارسل فراسياب في أخذ الأمان لنفسه منه، فأجابه فراسياب، فلمّا صار سياوخش إلي فراسياب بوّأه وأكرمه وزوجه ابنة له يقال لها وسفافريد ثمّ لم يزل له مكرماً حتّي ظهر له أدب سياوخش وعقله وكماله ما اشفق علي ملكه منه وسعي علي سياوخش إلي فراسياب ابنين لفراسياب واخ، حتّي قتل فراسياب سياوخش ومثّل به، وامرأته ـ أبنة فراسياب ـ حامل منه، فطلبوا الحيلة لإسقاطها ما في بطنها فلم يسقط، فوضعوها تحت رقابة فيران إلي ان تضع ليقتل الطفل، فلمّا وضعت فراسياب حملها: كيخسرو، رقّ فيران لها وللمولود، فترك قتله وستر أمره حتّي بلغ المولود فوجّه كيقاوس إلي بلاد الترك بيّ ليبحث عن المولود ليأتي به إليه مع أُمّه، وانّ بيّ لم يزل يفحص عن أمر ذلك المولود متنكراً حيناً من الزمان فلا يعرف له خبراً ولا يدلّه عليه أحد ثم وقف بعد ذلك علي خبره، فاحتال فيه وفي أُمّه حتّي أخرجهما من أرض الترك إلي كيقاوس …. إلي آخر القصة، وهي طويلة جدّاً اقتصرنا علي محلّ الشاهد منها، من أرادها فليراجعها. وللتفصيل راجع مروج الذهب 1: 250.
[130] ر: واستتاره.
[131] ع. ر: سعيهم.
[132] أي: العقد.
[133] لفظ: به، لم يرد في ل.
[134] ل. س. ط: أظهر من الرجال.
[135] س. ط: مَن ستر ولده وأخفي شخصه.
[136] ل. س. ط: بنسب.
[137] س. ط: نسبٍ.
[138] ع: السرّ.
[139] لفظ: أبي، لم يرد في ل.
[140] س. ط: من.
[141] تاريخ الطبري 1: 234، كمال الدين 1: 138 رقم 1، قصص الأنبياء: 103.
[142] س. ط: وستر.
[143] ل: ومحيء القرآن يشرح.
[144] ل. ط: عزّ وجلّ.
[145] راجع سورة القصص 28: 7 ـ 13، وسورة طه 20: 38 ـ 40. وللتفصيل راجع: كمال الدين 1: 147 رقم 13، قصص الأنبياء: 148 ـ 150.
[146] ع: ما ثبتت.
[147] س. ط: معونتهنّ.
[148] ر. س. ع: عن الحسن بن محمّد بن عليّ. وهو سهوٌ.
[149] ل. ع. ر: ومشاهدتهم من بعد لمن سماتهم، والظاهر أن لفظة لمروياتهم هي المقصودة من لمن سماتهم، والمثبت من س.ط.
[150] لفظ: حجج، اثبتناه من س، ولم يرد في بقيّة النسخ.
[151] الإٍرشاد: 350، باب ذكر من رأي الإِمام الثاني عشر. وكتاب الإٍرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، فيه تواريخ الأئمّة الطاهرين الأثني عشر (عليهم السلام)، والنصوص عليهم، ومعجزاتهم، وطرف من أخبارهم من ولادتهم ووفياتهم ومدّة اعمارهم وعدّة من خواص أصحابهم وغير ذلك. طبع في إيران مكرراً، وطبعت ترجمته الفارسية الموسومة بتحفه سليمانية. نسخة منه في المكتبة العامّة لآية الله المرعشي رقم 1144 كتب سنة 565، وأُخري في المجلس النيابي كتبت سنة 575 رقم 14302، وأُخري في مكتبة آية الله الكلبايكاني من القرن السابع والثامن. النجاشي: 399، الذريعة 1: 509 ـ 510 رقم 2506، ومعلومات أُخري متفرقة.
[152] ع. ل. ط: الإٍيضاح.
[153] بدأ فيه بردّ شبهات العامّة وأدلّتهم علي إثبات الخلافة، ثمّ ذكر أدلّة إمامة المعصومين (عليهم السلام)، له نسخة في مكتبة السيّد راجه محمّد مهدي في ضلع فيض آباد الهند. وما ربّما يتوهّم من كونه متحداً مع الإِفصاح فهو بعيد جدّاً، لأنّ ما أحال عليه في هذا الكتاب في عدّة موارد غير موجود في الإِفصاح، وصرّح النجاشي بتعدّدهما. راجع: النجاشي: 399، الذريعة 2: 490 رقم 1925.
[154] س. ط: تكليف.
[155] ل. ع: الإِمامة. وهو خطأً.
[156] الاستبذال: ترك الاحتشام والتصرّف. وفي ر. ل. ع: واستبدالهنّ.
[157] ر: لتأكّد.
[158] ل. س. ط: نفيه.
[159] س. ط: لشبهةٍ.
[160] ط: وتقريرهم.
[161] ع. ل: وبغضهم. ر: وبعضهم. والضمير في عهده يعود علي والدهم، وكذا الضمائر الآتية، تعود علي يعقوب والدهم.
[162] س. ط: وحقوقه.
[163] انظر: سورة يوسف 14: 8 ـ 20.
[164] ل: نكر. ط: انكر.
[165] ط: التعلّق.
[166] ل. ط: إنكاره.
[167] س. ط: همّه.
[168] س: يجوز.
[169] أي: أقرّت به وأذعنت. ولعل الصحيح: بخوع الشيعة.
[170] لم يرد: ر. ل. ط.
[171] س. ط: واستمراره.
[172] أي: النبيّ (صلّي الله عليه وآله وسلّم).
[173] عبد العزي بن عبد المطلب بن هاشم، من قريش، عمّ النبيّ، وأحد الشجعان في الجاهلية، ومن أشدّ الناس عداوةً للمسلمين في الإسلام، كان غنيّاً عتيّاً، كبُر عليه أن يتبع ديناً جاء به ابن اخيه، فآذاه وآذي انصاره وحرّض عليهم وقاتلهم، وفيه الآية: (تبّت يدا أبي لهب وتب ما أغني عنه ماله وما كسب) مات بعد وقعة بدر بأيّام. راجع: الأعلام 4: 12، وراجع المصادر التي ذكرها.
[174] ر. ع: عدوانه.
[175] ط: أو فساده.
[176] ع. ل. ر: ما كان، والمثبت من س. ط.
[177] ل. ع. ر. س: وما كان ابن أبي جهل، والمثبت من ط. وأبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، كان من اشدّ الناس عدواة للنبي، قتل يوم بدرٍ كافراً، وأخباره مع النبيّ وكثرة اذاه إيّاه مشهورة. الكني والالقاب 1: 38، الأعلام 5: 87 وراجع المصادر التي ذكرها.
[178] ط: سراره.
[179] ل: شاركه في، س. ط: وشي به في.
[180] راجع: كمال الدين 2: 383 ـ 484، البحار 50: 227 ـ 232 باب 6 أحول جعفر و37: 8.
[181] س: لنصوّر.
[182] س. ط: من ذلك.
[183] ل. ر: يعرف.
[184] ر. س: ونكره، ل: وذكره.
[185] أي ويكره إضافة خلاف الحقّ الّذي يعتقد به إلي جدّه، وذلك لِما ورد في بعض الأخبار من توبة جعفر.
[186] ر. ل: جلدوها.
[187] ل: مؤخّر القول.
[188] أوّل من سمّي بهذا اللقب: جماعة بايعوا عليّاً (عليه السلام) بعد قتل عثمان واعتزلوا عنه وامتنعوا عن محاربته والمحاربة معه، منهم سعد بن مالك وعبدالله بن عمر. فرق الشيعة: 4ـ5.
[189] جماعة قالوا: انّ عليّاً وطلحة وزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم، وأنّ المصيب هو الّذي قعد عنهم، وهو يتولّونهم جميعاً ويتبرّؤون من حربهم ويردّون امرهم إلي الله عزّوجلّ. فرق الشيعة: 15.
[190] فرقة تدّعي أنّ من دعا إلي الله عزّ وجلّ من آل محمّد فهو مفترض الطاعة، وكان عليّ بن أبي طالب إماماً في وقت ما دعا الناس وأظهر أمره، ثمّ كان بعده الحسين اماماً عند خروجه، ثمّ زيد بن عليّ بن الحسين المقتول بالكوفة، ثمّ يحيي بن زيد بن عليّ المقتول بخراسان. فرق الشيعة: 58.
[191] جماعة قالوا: الحكمان كافران، وكفّرا عليّاً حين حكّمهما. ومسألة التحكيم كان مفروضة علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وذلك عندما أبي أصحابه إلاّ التحكيم وامتنعوا من القتال، رضي التحكيم بشرط الحكم بكتاب الله، فخالف الحكمان، فالحكمان هما اللذان ارتكبا الخطأ وهو الّذي اصاب. فرق الشيعة: 16.
[192] لّما قتل عليّ (عليه السلام) اتفق الناكثون والقاسطون وتَبَعه الديا علي معاوية، وسمّوا بالمرجئة، وزعموا أنّ أهل القبلة كلّهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان، ورجوا لهم جميعاً المغفرة، وافترقت المرجئة علي أقسام:... فرق الشيعة: 6.
[193] ل: بوجود.
[194] البحار 50: 329، وفي س: المسمّاة حديث.
[195] ع. ل: وتسفيه، ر: وتسقيه.
[196] هو: هارون بن محمّد بن هارون الواثق بالله، ويكني بأبي جعفر، بويع في سنة سبع وعشرين ومائتين وهو ابن احدي وثلاثين سنة، وتوفي بسامراء وهو ابن سبع وثلاثين سنة، وكانت خلافته خمس سنين، وقيل: توفي سنة اثنين وثلاثين ومائتين وهو ابن اربع وثلاثين سنة. مروج الذهب 3: 477.
[197] س. ط: حراسته.
[198] ع. ل: البيّنة.
[199] كذا في النسخ، ويحتمل أن يكون: والتنزيه.
[200] ر. ع. ل: وفراسته، س. ط: وحراسته، وما أثبتناه من حاشية نسخة ل.
[201] ل: ثابتاً، س.ط: نائياً.
[202] ل.ر.ع. س: وقد يتوهّم، وما اثبتناه من ط: وحشاية ل.
[203] ل. س. ط: وما يعتمدوه.
[204] ل. س. ط: وحراسة.
[205] ر. ع: بوصيّة.
[206] ل: واشباع.
[207] ر. ل: نصبه.
[208] س. ط: إفراده.
[209] هو: أبو جعفر عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب، بويع سنة ستّ وثلاثين ومائة وهو ابن احدي واربعين سنة، ومولده سنة خمس وتسعين، ووفاته سنة ثمان وخمسين ومائة، فكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة. مروج الذهب 3: 281.
[210] هي أُمّ الإِمام الكاظم، والبربرية نسبة إلي بربر، وهم قبائل كثيرة في جبال المغرب، وتلقب حميدة بالمصفاة ولؤلوة، ويقال: هي اندلسية، وكانت من التقيات الثقات، وكان الصادق يرسلها مع أُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة، ولها كرامات. تنقيح المقال 3: 76ـ77.
[211] ذكر هذا الخبر الكليني في الكافي 1: 310، وابن شهرآشوب في المناقب 3: 310، والمجلسي في البحار 47: 3. وفي هذه المصادر أنّه أوصي إلي خمسة: أبو جعفر المنصور، ومحمّد بن سليمان، وعبدالله بن جعفر، وموسي بن جعفر، وحميدة.
[212] ع. ر: ولم موسي.
[213] ل: ولأقبض علي ذكر غيره ممّن سمّينا.
[214] ل. ر. ع: وثروهم، ط: ووثبهم.
[215] ل: الأفعال.
[216] ع: ولا مؤهل الأمن من بعدهم، ل: ولا مؤهل إلاّ من بعدهم، ط: ولا موّهوا الأمر من بعدهم.
[217] يحتمل في بعض النسخ: وتسرّ.
[218] ط: فيدعوهم.
[219] ل: فبزيل خ ل.
[220] ر: فكانوا.
[221] ل. ر. ع. س: ولا يدعوهم، والمثبت من ط.
[222] قال الجوهري: والفتق: شقّ عصا الجماعة ووقوع الحرب بينهم. الصحاح: 4/1539، فتق.
[223] ل. ر. ع: والاعتقادهم.
[224] ل: وتعيّنه.
[225] ط: لتزول.
[226] س: أو علّة.
[227] ر. ع. ل: ويظهر، والمثبت من حاشية ل، وفي س. ط: لو ظهر.
[228] ع. ل. ر. س: الحجّة، والمثبت من ط.
[229] كذا في النسخ، ولعلّ الصحيح: لا يخيل أي لا يشكل، راجع لسان العرب.
[230] س. ط: ولا يُعرف له أثرٌ.
[231] ل. ع: ومكانه.
[232] س. ط: لهم.
[233] ل. ر. ع: ينفكون.
[234] س. ط: من.
[235] لديهم، لم يرد في ل.
[236] ل. ر: واختصّهم أمَثاله.
[237] ع. ل. ر: ملاكه.
[238] ع. ل. ر. س: معروفين، والمثبت من ط.
[239] ع. ل. ر. س: كأبي عثمان، والمثبت من ط.
[240] أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري السمّان ويقال له الزيّات الأسدي، جليل القدر، النائب الأوّل لصاحب الزمان، خدم الإِمام الهادي وله أحد عشر سنة وله إليه عهد معروف، وهو وكيل الإِمام العسكري أيضاً. رجال الشيخ: 420 رقم 36، 434، رقم 22، الخلاصة: 126 رقم 2، رجال ابن داود: 133 رقم 991.
[241] أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، الوكيل الثاني لصاحب الزمان (عليه السلام)، له منزلة جليلة، وكان محمّد قد حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج، فسئل عن ذلك فقال: للناس اسباب، ثمّ سئل بعد ذلك فقال: قد أُمرت أن أجمع أمري، فمات بعد شهرين من ذلك في جمادي الأولي سنة خمس وثلاثمائة وقيل: اربع، وقال عند موته: امرت أن اُوصي إلي الحسين بن روح. رجال الشيخ: 509 رقم 101، الخلاصة: 149 رقم 57، رجال ابن داود: 178 رقم 1449.
[242] مدينة فيما بين النهرين ـ تركيا حالياً ـ كانت منذ القرن الثالث الميلادي مهد الآداب السريانية حتّي سقوطها في أيدي الساسانيين. المنجد: 710.
[243] منطقة في غربي ايران علي الخليج، غنية بالنفط. المنجد: 85.
[244] ع. ر: الركورلي، ل: الركوزفي.
[245] مدينة في العراق علي ساعد الفرات، اتخذها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب مقرّاً له وفيها استشهد، جعلها العباسيّون عاصمة في سنة 749م، بالقرب منها النجف ومشهد عليّ انجبت علماء ومحدّثين ونحويين، كانت مع البصرة مركزاً للثقافة العربية. المنجد: 598.
[246] عاصمة العراق حاليّاً، شيّدها المنصور العباسي سنة 762م، ازدهرت بغداد ازدهاراً منقطع النظير بين 754 ـ 833م، أخذت بالانحطاط بعد نقل المعتصم العاصمة إلي سامراء، ودمّرها هولاكو بعد تيمورلنك. المنجد: 126 ـ 127.
[247] بالفتح ثمّ السكون وكسر الواو، مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخاً، وإلي أبهر اثنا عشر فرسخاً، أوّل مَن استحدثها سابور ذو الأكتاف. معجم البلدان 4: 342 ـ 344، المنجد: 550.
[248] مدينة في غرب ايران تذكر مع قاشان، وهي مدينة مستحدثة اسلامية، وهي خصبة ماؤها من الآبار ملحة في الأصل، وهي محجّة للعلويين وفيها قبور أوليائهم. معجم البلدان 4: 397 ـ 398، المنجد: 557.
[249] بلاد العراق العجمي شرقي آذربايجان، تقع فيها قلعة الاموت. المنجد: 207.
[250] ع. ر. س: معروفين.
[251] روي الشيخ الصدوق عن محمّد بن محمّد الخزاعي، قال: حدّثنا أبو عليّ الأسدي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي أنّه ذكر عدد من انتهي إليه ممّن وقف علي معجزات صاحب الزمان (عليه السلام) ورآه من الوكلاء: ببغداد: العمر، وابنه، وحاجز، والبلالي، والعطّار. ومن الكوفة: العاصميّ. ومن أهل الأهواز: محمّد بن إبراهيم بن مهزيار. ومن أهل قم: أحمد بن إسحاق. ومن أهل همدان: محمّد بن صالح. ومن أهل الري: البسامي، والأسدي، يعني: نفسه. ومن أهل آذربايجان: القاسم بن العلاء. ومن أهل نيسابور: محمّد بن شاذان. ومن غير الوكلاء: من أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حليس، وأبو عبدالله الكندي، وأبو عبدالله الجنيديّ، وهارون القزّاز، والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، وأبو عبدالله بن فرّوخ، ومسرور الطبّاخ مولي أبي الحسن (عليه السلام)، وأحمد ومحمّد ابنا الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نيبخت، وصاحب النواء، وصاحب الصرّة المختومة. ومن همدان: محمّد بن كشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمّد بن هارون بن عمران. ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمد بن اخيّة، وأبو الحسن. ومن اصفهان: ابن باذشالة. ومن الصيمرة: زيدان. ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمّد بن محمّد، وعليّ بن محمّد بن اسحاق، وابوه، والحسن بن يعقوب. ومن أهل الري: القاسم بن موسي، وابنه، وأبو محمّد بن هارون، وصاحب الحصاة، وعليّ بن محمّد، ومحمّد بن محمّد الكليني، وأبو جعفر الرفاء. ومن قزوين: مرداس، وعليّ بن أحمد. ومن فاقتر: رجلان. ومن شهرزور: ابن الخال. ومن فارس: المحروج. ومن مرو: صاحب الألف دينار، وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبو ثابت. ومن نيسابور: محمّد بن شعيب بن صالح. ومن اليمن: الفضل بن يزيد، والحسن ابنه، والجعفري، وابن الأعجمي، والشمشاطي. ومن مصر: صاحب المولودين، وصاحب المال بمكّة، وأبو رجاء. ومن نصيبين: أبو محمّد بن الوجناء. ومن الأهواز: الحصيني. راجع: كمال الدين 2: 442 ـ 443 رقم 16، وراجع أيضاً 2: 476 ـ 479 رقم 26 وفيه قصّة الوفد الذي جاء من قم والجبال، وللتوسعة راجع: نفس المصدر 2: 434 ـ 482، باب 43 ذكر مَن شاهد القائم (عليه السلام) ورآه وكلّمه، الغيبة للطوسي: 253 ـ 280، كتاب تبصرة الولي فيمن رأي القائم المهدي، كتاب جنة المأوي في ذكر من فاز بلقاء الحجّة أو معجزته في الغيبة الكبري للمحدث النوري طبع آخر المجلد: 53 من البحار البحار 52: 77 باب 18 ذكر من رآه، الكني والالقاب 1: 91 ـ 93.
[252] الضن: البخل، والمراد هنا: اعتزازاً بهم وبخلاً بهم علي غيرهم. اللسان 13: 261 ضنن.
[253] ل. ر. س: فرقهم.
[254] من قوله: (عليهم السلام)، إلي هنا لم يرد في ل.
[255] ع. ل. ر. س: احدهما.
[256] ل. س: تقاة.
[257] ر. ع: فالأخبار.
[258] راجع مقدمة هذا الكتاب، رقم 2، من كتب عن المهديّ.
[259] ل. س. ط: وكان.
[260] ع. ل. ر: من.
[261] ط: مستترٍ.
[262] ع. ر. ل. س: يأمه. ومعني يؤمّه: يقصده. اللسان 12: 122 مم.
[263] ط: وثمّ وليّ الله.
[264] الكهف 18: 65 ـ 82. وراجع: كمال الدين 2: 385 ـ 393.
[265] ل: ويظن بعضٌ رآه، ط: ويظن بعض الناس رآه.
[266] ع. ل. ر: ويرانه، والمثبت من س. ط.
[267] القصص 28: 21 ـ 32. وراجع: كمال الدين 2: 145 ـ 153، قصص الأنبياء: 148 ـ 176.
[268] سورة يوسف، رقم 12. وراجع للتفصيل: كمال الدين 1: 141 ـ 145، قصص الأنبياء: 126 ـ 138.
[269] س. ط: وهم يعاملونه ويبتاعون منه ويأتونه.
[270] ع. ر: ونقصت.
[271] لفظ: عليه، لم يرد في ل. س. ط.
[272] ع. ر: وانهتك، ل: وانحل.
[273] ع. ل. ر: دعاننا، والمثبت من س. ط.
[274] ر: قبل.
[275] ع. ل. ر: عبادتنا.
[276] الصافات 37: 139 ـ 146. وراجع: قصص الأنبياء: 251 ـ 253.
[277] الكهف 18: 9 ـ 22.
[278] ط: تغيّر بالموت.
[279] ل. س. ط: وكان.
[280] ر. س. ط: ينقلب.
[281] ع. ر. س: لعادوا.
[282] ع. ل. ر: نصيبهم.
[283] ع. ل. ر: عبادتنا.
[284] في النسخ: أن يكون، والظاهر ما أثبتناه.
[285] البقرة 2: 259.
[286] ر. س. ط: عمارتهم.
[287] لفظ: بحاله، لم يرد في ل. ط.
[288] ل. س. ط: طباع.
[289] أي: لم يمت. الصحاح 4: 560 انفق.
[290] ل. س. ط: حتّي.
[291] ط: أحيي.
[292] البقرة 2: 259.
[293] ع. ل. ر: والهان.
[294] ع. ل. ر. ط: عادتها.
[295] زيادة أوردناها لاقتضاء السياق لها.
[296] ل. ط: او زيادة.
[297] ع. ل. س: من.
[298] ر. س: مستمولون.
[299] ع. ل. ر. س: ولا غير.
[300] ع. ل. ط: وكم.
[301] ل: علي إبطاله.
[302] ل: من عرفهم وعاداتهم.
[303] ل. ط: وإقرار.
[304] س. ط: استنباطهم.
[305] ر: يصرّحوا.
[306] ع. ل: فظاهروا، س. ط: فتظاهروا.
[307] ع. ل: لمذهب، ر: المذاهب.
[308] س. ط: سنن النفاق، ع. ر. ل: سيّء للاتفاق، ويحتمل: سنيّ للانفاق، وما أثبتناه هو المناسب للعبارة.
[309] أي: تكامل قواه وآلاته. لسان العرب 14: 25 أدا.
[310] س. ط: وأنّه منذ.
[311] ع. ر: قول للإماميّة.
[312] س. ط: إلي.
[313] ط: حكمهم.
[314] ر. س: يدعو بها.
[315] ل: يختار.
[316] ع. ر: قول للإماميّة.
[317] ط: بالإمامة.
[318] س. ط: التشبيب.
[319] س: ووقارة.
[320] لفظ: نحن، لم يرد في س. ط.
[321] ط: ولو لم تجر بذلك عادة جلّة.
[322] أي: الأدلّة.
[323] س. ط. ل: وتكذيبهم.
[324] س. ط: نحو الف.
[325] راجع كمال الدين 2: 523 رقم 3، قصص الأنبياء: 54 و55 و65.
[326] لفط: من غير بدوٍ، لم يرد في ط، وفي ع. ل. ر. س: من غير يدٍ وصحّ، والظاهر ما اثبتناه، إذ لفظ: صحّ ورد لأجل سقطٍ كان في نسخةٍ، فتوهّم المستنسخ انّها من المتن.
[327] العنكبوت 29: 14. وللتفصيل راجع: كمال الدين 2: 523 رقم 1 و2 و3، وقصص الأنبياء: 84 و85.
[328] راجع: قصص الأنبياء: 109.
[329] ع. ل. ر: منه.
[330] ع. ل: تعطّل قصاتهم، ر. س: تعطل قضاتهم.
[331] راجع: كتاب المعمّرون: 1 ـ 114، كمال الدين 2: 523 باب 46 ما جاء في لتعمير، مطالب السئول في مناقب آل الرسول الجزء الثاني الباب الثاني عشر، تذكرة الخواص: 364، الغيبة للطوسي: 113 ـ 323، البحار 51: 225 ـ 393، باب 14، ذكر اخبار المعمّرين، تقريب المعارف: 207 ـ 214، كنز الفوائد 2: 114 ـ 134.
[332] ع. ل. ر: كافهم.
[333] أي: نقصده. اللسان 12: 22 أمم.
[334] وفي بعض المصادر: لقمان بن عاديا، وفي بعضها: لقمان العاديّ. وهو غير لقمان الّذي عاصر النبي داود (عليه السلام)، وكان من بقيّة عادٍ الأُولي، وكان وفد عادٍ الّذين بعثهم قومهم إلي الحرم ليستسقوا لهم، واعطي من السمع والبصر علي قدر ذلك، وله احاديث كثيرة. المعمّرون: 4 ـ 5، كمال الدين 2: 559، حياة الحيوان 2: 351.
[335] ع. ر: الف.
[336] طائر معروف، جمعه في القلة أنسر وفي الكثرة نسور، وسمّي نسراً لأنّه ينسر الشيء ويبتلعه، وهو أطول الطير عمراً، وانَه يعمّر ألف سنة، وهو اشدّ الطير طيراناً، ويقال في المثل: أعمر من نسر. حياة الحيوان الكبري 2: 348 ـ 352.
[337] أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، يعرف بأعشي قيس، ويقال له: اعشي بكر بن وائل، أحد المعروفين من شعراء الطبقة الأُولي في الجاهليّة وفحولهم، وكانت العرب تعني بشعر الأعشي، سكن الحيرة وكان كثير الوفود علي الملوك من العرب والفرس، غزير الشعر. الكني والألقاب 2: 38، الأعلام 7: 341.
[338] في كتاب المعمّرون: خلوت.
[339] ع. ل. ر: اذا خل.
[340] للتفضيل راجع: المعمّرون: 4 ـ 5، كمال الدين 2: 559.
[341] س. ط: ضبع، وكذا في كتاب كمال الدين.
[342] ع. ل. ر: عيسي.
[343] في بعض المصادر: انّه عاش مائتين وأربعين سنة. وقصّته مع عبد الملك ودخوله عليه معروفة. المعمّرون: 8 ـ 10، كمال الدين 2: 549 ـ 550، و561.
[344] ل: خسرا.
[345] ع. ر: يراي.
[346] ط: مسرّته الفناء، وفي النسخ الأُخري: المسرّة والفناء، والمثبت من كتاب المعمورن وكتاب كمال الدين، ويروي عجز البيت الأخير أيضاً: فقد ذهب التخيّل والفتاء. والفتاء: الشباب. لسان العرب 15: 145 فتا. وللتفصيل راجع: المعمرون: 8 ـ 10، كمال الدين 2: 549 ـ 550، 2: 561.
[347] هو: المستوغر بن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم، عاش زمناً طويلاً، أدرك الاسلام ولم يسلم، وكان من فرسان العرب في الجاهلية. المعمرون: 12 ـ 14، كمال الدين 2: 561.
[348] ع. ر: من بعد السنين سنيناً، ل. س: من بعد الستين مأتينا، ط: من عدد السنين مأتينا، والمثبت من كتاب المعمّرون.
[349] ع. ر. س: بعد.
[350] للتفصيل راجع: المعمّرون: 12 ـ 14، كمال الدين 2: 561.
[351] اكثم بن صيفي أحد بني أسد بن عمرو بن تميم، ادرك الإِسلام واختلف في اسلامه، إلاّ أنّ الاكثر لا يشك في أنّه لم يسلم، ولم تكن العرب تقدّم عليه أحداً في الحكمة. المعمّرون: 14 ـ 25، كمال الدين 2: 570.
[352] ذا في النسخ، وفي ر: وقادها، وفي كمال الدين: غير ستّ وأربع.
[353] في كمال الدين: وذلك من عدِّ الليالي.
[354] ع. ل: اكثر، ر: اكبر. وهو: صيفي بن رياح بن اكثم أحد بني أسد بن عمر بن تميم أبو اكثم، ومن وصاياه:... ومن سوء الأدب كثرة العتاب، واقرَع الأرض بالعصا، فذهب مثلاً، والقرع الضرب، والمراد: أن ينبّه الانسان صاحبه عند خطئه. واصل المثل: ان عامر بن الظرب لمّا طعن في السن وأنكر قومه من عقله شيئاً أمر اولاده ان يقرعوا إلي المجن بالعصا إذا خرج من كلامه واخذ في غيره. الوصيا: 146، كمال الدين 2: 570.
[355] ع. ل. ر: شيئاً.
[356] في النسخ اضطراب في ضبط الاسم، وما أثبتناه هو الصحيح. وهو: جرير بن عبد المسيح أو عبد العزي من ضُبيعة من ربيعة، شاعر جاهلي، واخواله بنو يشكر. راجع: الأغاني 24: 260، الأعلام 2: 119، المعمرون: 58.
[357] ع. ل. ر: فيه، بدلاً من: قبل.
[358] للتفصيل راجع: كمال الدين 2: 570، الوصايا: 146.
[359] هو: ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي، عاش مائتين وعشرين سنة وقيل: مائة وثمانين، وادرك الإِسلام فهلك فجأة. المعمرون: 25، كمال الدين 2: 565.
[360] ع. ر: ولم.
[361] أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان بن يزيد الجشيمي السجستاني البصري الكوفي، توفّي سنة 248 أو 250 أو 254، قرأ علي الأخفش. راجع تفصيل حياته في مقدّمة كتاب المعمرون للسجستاني، بقلم عبد المنعم عامر.
[362] ع. ر. ل: الرياسي، والصحيح: أبو حاتم والرياشي كما هو في الغيبة للطوسي: 116، وبقيّة المصادر. والرياشي هو: أبو الفضل العباس بن الفرج النحوي اللغوي، قتل في المسجد الجامع بالبصرة في أيام العلوي صاحب الزنج في سنة 257. الأنساب 6: 200 ـ 201.
[363] أبو عبد الرحمن محمّد بن عبيدالله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب، الشاعر البصري، وكان راوية للأخبار وايام العرب، روي عن ابيه وسفيان بن عيينه ولوط بن مخنف، روي عنه أبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي، توفي سنة 228. العِبَر 1: 403 ـ 404، وفيات الأعيان 4: 398 ـ 400.
[364] ع. ر. س. ط: ولا تهلكوا.
[365] ل. ر: حفاتا. وللتفصيل راجع: كمال الدين 2: 565، المعمرون: 25.
[366] دريد بن الصمّة الجشمي من جُشم بن سعد بن بكر، عاش نحوا من مائتي سنة حتّي سقط حاجباه من عينيه، قتل يوم حنين، وإنّما خرجت به هوازن تتيمّن به. المعمرون: 27 ـ 28.
[367] ع. ل. ر: ومقدّمتهم.
[368] للتفصيل راجع: المعمّرون: 27 ـ 28.
[369] ع. ر: محصّن غسّان، ل. س: محصّن عتبان، وما اثبتناه هو الصحيح.
[370] محصّن بن عتبان بن ظالم بن عمرو بن قطعية بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبيدي. المعمرون: 26 ـ 27، كمال الدين 2: 567.
[371] للتفصيل راجع: كمال الدين 2: 567، المعمرون: 26 ـ 27.
[372] ع. ل. ر: عمر بن حممة الدوسي. قال في المعمّرون: عمرو بن حممة الدوسي، قضي علي العرب ثلاثمائة سنة. المعمرون: 58.
[373] س: مثل، ط: مرّ.
[374] للتفصيل راجع: المعمرون: 58.
[375] س: الحارث، وكذا في كتاب المعمّرون.
[376] في المعمّرون: الحارث بن مضاض الجرهمي. راجع: المعمّرون: 8، تذكرة الخواص: 365.
[377] الحجون: موضع بمكّة ناحية من البيت، وقيل الجبل المشرف ممّا يلي شعب الجزّارين بمكة. لسان العرب 13: 109 حجن.
[378] ع. ل. ر: يسمو.
[379] في المعمّرون: فأزالنا.
[380] الجدود جمع جد، وهو: البخت والحظ. لسان العرب 3: 107 جدد.
[381] ع. ل. ر: والحدود الغوابر. وللتفصيل راجع: تذكرة الخواص: 365، المعمرون: 8.
[382] قال الشيخ الطوسي في الغيبة 123: وأمّا الفرس فإنّها تزعم فيما تقدّم من ملوكها جماعة طالت أعمارهم، فيردون أنّ الضحّاك صاحب الحيتين عاش ألف سنة ومائتي سنة، وافريدون العادل عاش فوق الف سنة، ويقولون انّ الملك الّذي أحدث المهرجان عاش الفي سنة وخمسمائة سنة استتر منها عن قومه ستمائة سنة. وراجع: تاريخ الطبري 1: 194 ـ و215، تاريخ اليعقوبي 1: 158، البحار 51: 290.
[383] ع. ر: بأنّ المنكر لتطاولٍ للأعمار إنّما طائفة.
[384] هو أبو عبدالله سلمان الفارسي، وهذا اسمه بعد الاسلام، أمّا قبله، فقيل: ما به بن بوذخشان بن مورسلان، وقيل: اسمه بهبود، ويلقب: سلمان الخير وسلمان المحمدّي وسلمان ابن الاسلام، شهد الخندق ـ وهو الّذي اشار بحفره ـ ولم يفته بعد الخندق مشهداً، توفي بالمدائن سنة 35، أو 37، أو 33، وقبره ظاهر معروف بقرب ايوان كسري، وكان سلمان وصيّ وصيّ عيسي، وقرأ الكتابين، وما سجد قط لمطلع الشمس، وكان عطاؤه خمسة آلاف وكان إذا خرج تصدّق به ويأكل من عمل يده. وأمّا عمره فمئتان وخمسون سنة فممّا لا شك فيه، ولكن الاختلاف في الاكثر، فقيل ثلاثمائة، وقيل: ثلاثمائة وخمسون. تهذيب التهذيب 4: 137 رقم 233، اعيان الشيعة 7: 279 ـ 287، كمال الدين 1: 161، الكني والالقاب 3: 150، تذكرة الخواص: 365.
[385] أبو حفص عمر بن الخطاب، روي عن النبيّ وأبي بكر وأُبي، روي عنه اولاده وغيرهم قتل سنة 23. طبقات الفقهاء: 19، تهذيب التهذيب 7: 438.
[386] عبارة عن مدن سبع، من بناء اكاسرة العجم، علي طرف دجلة ببغداد، كان يسكنها ملوك بني ساسان إلي زمن عمر، وفي الجانب الشرقي مشهد سلمان. الكني والألقاب 3: 146 ـ 148.
[387] نصّ أكثر المؤرخين أن سلمان كان أميراً علي المدائن، واختلف في سنة وفاته، فقيل: في زمن عثمان، وقيل: في زمن أمير المؤمنين، والشيخ المفيد هنا ذهب إلي أنّها وسط ايّام عمر بن الخطاب. للتفصيل راجع: الطبقات الكبري 4: 75 ـ 93، تهذيب التهذيب 4: 137، تهذيب ابن عساكر 6: 188، حلية الأولياء 1: 185، صفة الصفوة 1: 210، تذكرة الخواص: 365، اعيان الشيعة 3: 150، الكني والالقاب 3: 150.
[388] ع. ل. ر: ولا يؤتي.
[389] ع. ل. ر: وتطلب الحاجة إليه في حقّه، وبطلت الحاجة إليه في حقّه.
[390] ر: المعالم.
[391] ع. ل: لا تحلّ.
[392] ل. س. ط: لهم.
[393] ل: توالي.
[394] س. ط: بأتباعهم.
[395] ينأي.
[396] س. ط: بأتباعهم.
[397] ط: نبوّتهم.
[398] ع. ل. ر. س: ولذلك.
[399] ر: وقد يتولّي أُمراء الأئمّة لهم.
[400] ع. ر. ل. س: وولايتهم.
[401] س. ط: ولا يحوجونهم.
[402] ل: المولي، وفي حاشية ل: المتولي.
[403] ع. ر: ولذلك.
[404] ع. ل. س: عدّه.
[405] ع. ل. ر: ممّا.
[406] ع. ل. ر: ايمان.
[407] لفظ: عليه، لم يرد في ل. ط.
[408] ل: بوجوده.
[409] ل: وضاعت.
[410] ط: أو أعدم.
[411] كذا.
[412] ع. ل. س: القول.
[413] ل: الكيانية. والسبائية: فرقة قالت: إنّ عليّاً لم يقتل ولم يمت، ولا يقتل ولا يموت، حتّي يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهي أوّل فرقة قالت في الاسلام بالوقف بعد النبيّ من هذه الأُمّة، وأوّل مَن قال منها بالغلوّ، وإنّما سمّوا بالسبائية نسبة لعبدالله بن سبأ. فرق الشيعة: 22.
[414] من قوله: وقول الممطورة إلي هنا لم يرد في ر. ل. ط.
[415] فرقة زعمت أنّ الإِمام بعد الصادق (عليه السلام) محمّد بن اسماعيل بن جعفر، وقالوا: إنّ الأمر كان لاسماعيل في حياة أبيه، فلمّا توفي قبل أبيه جعل جعفر بن محمّد الأمر لمحمّد بن اسماعيل، وأصحاب هذا القول يسمّون المباركية لرئيس لهم يسمّي المبارك مولي إسماعيل بن جعفر. فرق الشيعة: 80.
[416] محمّد بن اسماعيل بن جعفر بن محمّد، وهو الّذي سعي بعمّه موسي الكاظم إلي هارون الرشيد، وقال له: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسي بن جعفر بالمدينة يجيء له الخراج وأنت بالعراق يجيء إليك الخراج، فقال: والله؟ قال: والله، وكان الإِمام الكاظم يصل محمّد بن جعفر كثيرا، حتّي أن محمّداً لما فارق الإِمام من المدينة قال: يا عمّ اوصني، فقال: اوصيك أن تتقي الله في دمي. تنقيح المقال 2: 82.
[417] ر: في مثل ذلك.
[418] يحيي بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين السبط، ثائرٌ، خرج في ايام المتوكل العباسي سنة 235 واتجه ناحية خراسان بجماعة فردّه عبدالله بن طاهر إلي بغداد فضرب وحبس ثمّ أُطلق، فأقام مدّة في بغداد وتوجّه إلي الكوفة في أيام المستعين بالله، وقاربها وأخذ ما في بيت المال وفتح السجون وعسكر بالفلوجة، وقصده جيش فظفر عليه يحيي، وأقبل عليه جيش آخر جهّزه محمّد بن عبدالله بن طاهر، فاقتتلا بشاهي قرب الكوفة، فتفرق عسكر الطالبي وبقي في عدد قليل، وتقنطر به فرسه فقتل، وحمل رأسه إلي المستعين. راجع: الأعلام 8: 160، وما ذكره من مصادر الترجمة.
[419] قال الحموي: موضع قرب القادسية فيما احسب. معجم البلدان 3: 316.
[420] ع. ل. ر: كان.
[421] س. ط: تفطّنوا.
[422] ع. ل. س: وشهدوا.
[423] ل: فاتموا.
[424] ل. ر: تثبت.
[425] س: انكاراً بمحسوس.
[426] ع. ل. ر. س: من فكر، والمثبت من ط، وهو الأنسب.
[427] س. ط: لم.
[428] ع. ل. ر: لم، بدون واو.
[429] ع. ل: فصل: وأمّا الكلام في الفصل التاسع.
[430] ع. ل. ر: وإنّ.
[431] ع. س: للإمامة.
[432] ع. ر. س. ط: لشمول.
[433] في س. ط: وتمكنه في البلاد والعباد.
[434] ع. ل: الإِمام.
[435] ع. ل. س: وسوّغه.
[436] ع. س: للإِستتار.
[437] ل. ط: ووجود.
[438] س. ط: بتغيير.
[439] ل: وأخيه.
[440] ع. س. ط: ما.
[441] ل. ط: ينبؤهم، ويحتمل في ع. ر: يكسهم.
[442] ل. ط: ليستمرّوا.
[443] ل: الأموال، ط: في الأعمال.
[444] ع. ل. ر: اللذات.
[445] ع. ط: توفّرهم.
[446] لفظ: ذلك، لم يرد في ل. ط.
[447] ع. ل. ر. س: الشيعة، ويحتمل: الشنعة.
[448] ل: ليكسهم.
[449] س. ط: جمالاً.
[450] ل: لغيّرت.
[451] ل: لوجب.
[452] ع. ل. ر: موات.
[453] ل. ط: وحسن منه ذمهم وحر عليهم، وفي س. ع: جربهم، بدلاً من: حربهم.
[454] إلي هنا انتهت نسخة ع، فالاعتماد في ضبط النصّ يكون علي نسخة: ل. ر. س. ط.
[455] ر. س: والأحقّ.
[456] ل. ر: ملومون.
[457] ل: وتغيبته.
[458] ل. ر: المليم.
[459] ل. ر: باستتار.
[460] ل. ر. س: كون، بدون واو.
[461] ر. س: للأصل.
[462] س. ط: احري. والمعني: أن الصلاح الالهي الذي اقتضي غيبة الإِمام هو الأصل الذي كان خلق العباد للتوصل إليه ومن أجله.
[463] وهم أصحاب أبي الحسين بن أبي عمرو الخياط مع تلميذه أبي القاسم بن محمّد الكعبي ويعبّر عن مذهبهما بالخياطيّة والكعبية. الملل والنحل 1: 73.
[464] ل: وهم البغداديّون من المعتزلة وكثير من المعتزلة وكثير من المرجئة.
[465] ر. ل. س: أنّ وجوبها.
[466] وهم أصحاب أبي عليّ محمّد بن عبد الوهاب الجبائي وابنه أبي هاشم عبد السلام، ويعبّر عن مذهبهما بالجبائية والبَهشَميّة. الملل والنحل 1: 73.
[467] الجبريّة اصناف، فالجبرية الخالصة: هي الّتي لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة علي الفعل أصلاً، وأمّا من أثبت للقدرة الحادثة أثراً ما في الفعل وسمّي ذلك كسباً فليس بجبريّ. الملل والنحل 1: 79.
[468] ع. ط: النهوض، بدون واو.
[469] ر. ل. س: قدمات.
[470] كذا. ولعلّ الصحيح: واذا أظهر ثبتت...
[471] كمال الدين 2: 649 باب 57 ما روي في علامات خروج القائم (عليه السلام)، الغيبة للنعماني: 252 حديث 9، الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
[472] ل: وخروج خ ل.
[473] كمال الدين 2: 525 باب 47 حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائم (عليه السلام) و2: 649 باب 57 ما وري في علامات خروج القائم (عليه السلام)، الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
[474] ل: عليهما.
[475] كمال الدين 2: 649 باب 57 ما روي في علامات خروج القائم (عليه السلام)، الغيبة للنعماني: 252 حديث 9: الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
[476] كمال الدين 2: 649 باب 57 ما روي في علامات خروج القائم (عليه السلام)، الغيبة للنعماني: 252 حديث 9: الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
[477] راجع علائم الظهور عند أهل السنة في المصنف الجزء 11 باب المهديّ، سنن ابن ماجة 2: 23 حديث 4084، سنن أبي داود 4: 107 حديث 4286 و108 حديث 4289 البدء والتاريخ 1: 174 و176 و186، وللتفصيل أكثر راجع: الإِمام المهدي عند أهل السنة بجزأيه.
[478] س. ط: نبوّته.
[479] ر: تصحيح، ل: التصحيح.
[480] ل: خرقُ العادة.
[481] آل عمران 3: 37 ـ 38.
[482] القصص 28: 7.
[483] ر: لخصومتهم.
[484] وسمّاه النجاشي في رجاله: 401 بالزاهر من المعجزات. وهو يبحث عن معجزات الأنبياء والأئمّة، وأثبت فيه انّ المعجز غير مختصّ بالانبياء، وهذا الكتاب لا أثر له الآن.
[485] ر. ل: في معانيها.
[486] ل: ليصحّ.
[487] ل: من ذوي.
[488] ل: وافيتُ.
[489] لفظ: ولا حول، لم يرد في ر.
[490] ر: ولا قوّة إلاّ بالله وحده وحده، ولفظ: وحده وحده، لم يرد في ل. س.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.