... الغيبه‌

اشارة

سرشناسه : طوسي، محمدبن حسن، ق‌۴۶۰ - ۳۸۵
عنوان و نام پديدآور : ... الغيبه / تاليف ابي‌جعفر محمدبن الحسن الطوسي؛ قدم له آغا بزرگ الطهراني
مشخصات ظاهري : ص ۲۹۲
وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
يادداشت : چاپ دوم
شماره كتابشناسي ملي : ۴۹۲۹۷

الغيبة

الغيبة
الغيبة
تأليف: الشيخ الطوسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله، ووفقنا للتمسك بدينه والانقياد لسبيله، ولم يجعلنا من الجاحدين لنعمته، المنكرين لطوله وفضله ومن الذين * (إستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) *(1) وصلي الله علي سيد أنبيائه وخاتم أصفيائه(2) محمد صلي الله عليه وعلي آله الطيبين، النجوم الزاهرة، والاعلام الظاهرة، الذين نتمسك بولايتهم، ونتعلق بعري حبلهم، ونرجو الفوز بالتمسك بهم، وسلم تسليما.
أما بعد فإني مجيب إلي ما رسمه الشيخ الجليل، أطال الله بقاء ه من إملاء كلام في غيبة صاحب الزمان، وسبب غيبته، والعلة التي لاجلها طالت غيبته، وامتداد(3) استتاره، مع شدة الحاجة إليه وانتشار الحيل، ووقوع الهرج والمرج، وكثرة الفساد في الارض، وظهوره في البر والبحر، ولم لم يظهر: وما المانع منه، وما المحوج إليه، والجواب عن كل ما يسأل في(4) ذلك من شبه المخالفين، ومطاعن المعاندين.
________________________________
(1) المجادلة: 19.
(2) في نسخة " ن " أوصيائه.
(3) في نسختي " أ، م " امتد.
(4) في نسخة " ن " عن.
(*)
[2] وأنا مجيب إلي ما سأله، وممتثل ما رسمه، مع ضيق الوقت، وشعث الفكر، وعوائق الزمان.
وصوارف الحدثان، وأتكلم بجمل يزول(1) معها الريب وتنحسم به الشبه ولا أطول الكلام فيه (فيمل، فإن كتبي في(2)) الامامة وكتب شيوخنا مبسوطة في هذا المعني في غاية الاستقصاء، وأتكلم عن [كل](3) ما يسأل في هذا الباب من الاسئولة(4) المختلفة، وأردف ذلك بطرف من الاخبار الدالة علي صحة ما نذكره، ليكون ذلك تأكيدا لما نذكره، وتأنيسا للمتمسكين بالاخبار، والمتعلقين بظواهر(5) الاحوال، فإن كثيرا من الناس يخفي عليهم الكلام اللطيف الذي يتعلق بهذا الباب، وربما لم يتبينه(6)، وأجعل للفريقين طريقا إلي ما نختاره ونلتمسه، ومن الله تعالي أستمد المعونة والتوفيق، فهما المرجوان من جهته، والمطلوبان من قبله، وهو حسبي ونعم الوكيل.
________________________________
(1) في نسخة " ن " فصل.
(2) في نسخة " ن " فيما فصل.
(3) في نسخة " أ، ف، م ".
(4) في الاصل: الاسئلة.
(5) في الاصل ونسخة " ح "، بظاهر.
(6) في نسختي " ح، ن " لم يتنب

1 - فصل في الكلام في الغيبة

1 - فصل في الكلام في الغيبة
- فصل في الكلام في الغيبة
إعلم أن لنا في الكلام في غيبة صاحب الزمان عليه السلام طريقين.
أحدهما: أن نقول: إذا ثبت وجوب الامامة في كل حال، وأن الخلق مع كونهم غير معصومين لا يجوز أن يخلو من رئيس في وقت من الاوقات، وأن من شرط الرئيس أن يكون مقطوعا علي عصمته، فلا يخلو ذلك الرئيس من أن يكون ظاهرا معلوما، أو غائبا مستورا، فإذا علمنا أن كل من يدعي له الامامة ظاهرا ليس بمقطوع علي عصمته، بل ظاهر أفعالهم وأحوالهم ينافي العصمة، علمنا أن من يقطع علي عصمته غائب مستور.
وإذا علمنا أن كل من يدعي له العصمة قطعا من هو غائب من الكيسانية والناووسية والفطحية والواقفة وغيرهم قولهم باطل، علمنا بذلك صحة إمامة ابن الحسن عليه السلام وصحة غيبته وولايته، ولا نحتاج(1) إلي تكلف الكلام في إثبات ولادته، وسبب غيبته، مع ثبوت ما ذكرناه، لان(2) الحق لا يجوز خروجه عن الامة.
والطريق الثاني: أن نقول: الكلام في غيبة ابن الحسن عليه السلام فرع علي ثبوت إمامته، والمخالف لنا إما أن يسلم لنا إمامته ويسأل عن سبب غيبته
________________________________
(1) في نسخة " ن " يحتاج.
(2) في الاصل ونسخة " ح " ولان.
(*)
[4] عليه السلام فنتكلف(1) جوابه، أو لا يسلم لنا إمامته فلا معني لسؤاله عن غيبة من لم يثبت إمامته، ومتي نوزعنا في ثبوت(2) إمامته دللنا عليها بأن نقول: قد ثبت وجوب الامامة مع بقاء التكليف علي من ليس بمعصوم في جميع الاحوال والاعصار بالادلة القاهرة، وثبت أيضا أن من شرط الامام أن يكون مقطوعا علي عصمته وعلمنا أيضا أن الحق لا يخرج عن الامة.
فإذا ثبت ذلك وجدنا الامة بين أقوال: بين قائل يقول: لا إمام، فما ثبت من وجوب الامامة في كل حال يفسد قوله.
وقائل يقول: بإمامة من ليس بمقطوع علي عصمته، فقوله يبطل بما دللنا عليه من وجوب القطع علي عصمة الامام عليه السلام.
ومن ادعي العصمة لبعض من يذهب إلي إمامته، فالشاهد يشهد بخلاف قوله، لان أفعالهم الظاهرة وأحوالهم تنافي العصمة، فلا وجه لتكلف القول فيما نعلم ضرورة خلافه.
ومن ادعيت له العصمة وذهب قوم إلي إمامته كالكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية، والناووسية القائلين بإمامة جعفر بن محمد عليه السلام، وأنه لم يمت والواقفية(3) الذين قالوا: إن موسي بن جعفر عليه السلام لم يمت، فقولهم باطل من وجوه سنذكرها.
فصار الطريقان محتاجين إلي فساد قول هذه الفرق ليتم ما قصدناه ويفتقران إلي إثبات الاصول (الثلاثة)(4) التي ذكرناها من وجوب الرئاسة، ووجوب القطع علي العصمة، وأن الحق لا يخرج عن الامة، ونحن ندل علي كل واحد من
________________________________
(1) في البحار ونسخة " ف " فنكلف.
(2) في نسخة " ن " إثبات.
(3) في نسختي " ح، ن " الواقفة.
(4) ليس في نسخة " ف ".
(*)
[5] هذه الاقوال بموجز من القول لان استيفاء ذلك موجود في كتبي في الامامة علي وجه لا مزيد عليه.
والغرض بهذا الكتاب ما يختص الغيبة دون غيرها والله الموفق لذلك بمنه.
والذي يدل علي وجوب الرئاسة ما ثبت من كونها لطفا في الواجبات العقلية فصارت واجبة، كالمعرفة التي لا يعري(1) مكلف من وجوبها عليه، ألا تري أن من المعلوم أن من ليس بمعصوم من الخلق متي خلوا من رئيس مهيب يردع المعاند ويؤدب الجاني، ويأخذ علي يد المتغلب، ويمنع القوي من الضعيف، وأمنوا ذلك، وقع الفساد، وانتشر الحيل، وكثر الفساد، وقل الصلاح، ومتي كان لهم رئيس هذه صفته كان الامر بالعكس من ذلك، من شمول الصلاح وكثرته، وقلة الفساد ونزارته، والعلم بذلك ضروري لا يخفي علي العقلاء، فمن دفعه لا يحسن مكالمته، وأجبنا عن كل ما يسأل علي(2) ذلك مستوفي في تلخيص الشافي(3) وشرح الجمل لا نطول بذكره ها هنا.
ووجدت لبعض المتأخرين كلاما اعترض به كلام المرتضي (ره) في الغيبة وظن أنه ظفر بطائل فموه به علي من ليس له قريحة ولا بصر بوجوه النظر وأنا أتكلم عليه.فقال: الكلام في الغيبة والاعتراض عليها من ثلاثة أوجه.
أحدها: أنا نلزم(4) الامامية ثبوت وجه قبح فيها أو في التكليف معها فيلزمهم أن يثبوا أن الغيبة ليس فيها وجه قبح، لان مع ثبوت وجه القبح تقبح الغيبة، وإن ثبت فيها وجه حسن كما نقول في قبح تكليف ما لا يطاق (أن فيه وجه قبح)(5) وإن كان فيه وجه حسن بأن يكون لطفا لغيره.
________________________________
(1) في نسخة " ن " لا يعرف.
(2) في نسخة " ف " عن.
(3) تلخيص الشافي: 1 / 59 الطريقة الاولي.
(4) في نسخة " ن " أن تلزم، وفي البحار: أن نلزم.
(5) في نسختي " ف، م " أنه وجه قبح.
وفي نسخة " ن " أنه وجه أقبح.
(*)
[6] والثاني: أن الغيبة تنقض طريق وجوب الامامة في كل زمان، لان كون الناس مع رئيس مهيب متصرف أبعد من القبيح لو اقتضي كونه لطفا واجبا في كل حال، وقبح التكليف مع فقده لانتقض(1) بزمان الغيبة، لانا في زمان الغيبة نكون مع رئيس هذه صفته(2) أبعد من القبيح، وهو دليل وجوب هذه الرئاسة، ولم يجب وجود رئيس هذه صفته(3) في زمان الغيبة ولا قبح التكليف مع فقده، فقد وجد الدليل ولا مدلول وهذا نقض الدليل.
والثالث: أن يقال: إن الفائدة بالامامة هي كونه مبعدا من القبيح علي قولكم، وذلك لا يحصل مع وجوده غائبا فلم ينفصل وجوده من عدمه، وإذا لم يختص وجوده غائبا بوجه الوجوب الذي ذكروه لم يقتض دليلكم(4) وجوب وجوده مع الغيبة، فدليلكم مع أنه منتقض حيث وجد مع انبساط اليد، ولم يجب انبساط اليد مع الغيبة، فهو غير متعلق بوجود إمام غير منبسط اليد ولا هو حاصل في هذه الحال.
الكلام عليه أن نقول: أما الفصل الاول من قوله: " إنا نلزم الامامية أن يكون في الغيبة وجه قبح " وعيد منه محض لا يقترن به حجة، فكان ينبغي أن يتبين وجه القبح الذي أراد إلزامه إياهم لننظر(5) فيه ولم يفعل، فلا يتوجه وعيده.
وإن قال ذلك سائلا علي وجه: " ما أنكرتم أن يكون فيها وجه قبح ".
فإنا نقول: وجوه القبح معقولة من كون الشئ ظلما وعبثا وكذبا ومفسدة وجهلا وليس شئ من ذلك موجودا ها هنا، فعلمنا بذلك انتفاء وجود(6) القبح.
فإن قيل: وجه القبح أنه لم يزح علة المكلف علي قولكم، لان انبساط يده
________________________________
(1) في نسخة " ن " لا ينقص وفي نسختي " أ، م " لا ينقض.
(2) في نسخ " أ، ن، م " سبيله وفي نسخة " ف " سبيله (صفته خ ل).
(3) في نسخة " ف " صفته (سبيله خ ل).
(4) في نسخ " أ، ح، ف، م، ن " دليلهم.
(5) في نسخة " ن " ننظر.
(6) في نسخ " أ، ف، م " وجوه.
(*)
[7] الذي هو لطف في الحقيقة والخوف من تأديبه لم يحصل، فصار ذلك إخلالا بلطف المكلف فقبح لاجله.
قلنا: (قد)(1) بينا في باب وجوب الامامة بحيث أشرنا إليه أن انبساط يده عليه السلام والخوف من تأديبه إنما فات المكلفين لما يرجع إليهم، لانهم أحوجوه إلي الاستتار بأن أخافوه ولم يمكنوه فأتوا من قبل نفوسهم.
وجري ذلك مجري أن يقول قائل: " من لم يحصل له معرفة الله تعالي في تكليفه وجه قبح " لانه لم يحصل ما هو لطف له من المعرفة، فينبغي أن يقبح تكليفه.
فما يقولونه ها هنا من أن الكافر أتي من قبل نفسه، لان الله قد نصب له الدلالة(2) علي معرفة ومكنه من الوصول إليها، فإذا لم ينظر ولم يعرف أتي في ذلك من قبل نفسه ولم يقبح ذلك تكليفه، فكذلك نقول: إنبساط يد الامام وإن فات المكلف فإنما أتي من قبل نفسه، ولو مكنه لظهر وانبسطت يده فحصل لطفه فلم يقبح تكليفه، لان الحجة عليه لا له.
وقد استوفينا نظائر ذلك في الموضع الذي أشرنا إليه، وسنذكر فيما بعد إذا عرض ما يحتاج(3) إلي ذكره.
وأما الكلام في الفصل الثاني: فهو مبني علي المغالطة ولا نقول: إنه لم يفهم ما أورده، لان الرجل كان فوق ذلك لكن أراد التلبيس والتمويه (في قوله)(4): إن دليل وجوب الرئاسة ينتقض بحال الغيبة، لان كون الناس مع رئيس مهيب(5) متصرف أبعد من القبيح لو اقتضي كونه لطفا واجبا علي كل حال وقبح التكليف مع فقده لانتقض(6) بزمان الغيبة [لانا في زمان الغيبة](7) فلم يقبح التكليف مع فقده، فقد وجد الدليل ولا مدلول وهذا نقض.
________________________________
(1) ليس في نسخة " ن ".
(2) في نسخة " ن " الدلالات.
(3) في نسخ " أ، ف، م " نحتاج.
(4) بدل ما بين القوسين في نسخ " أ، ف، م، ح " وهو قوله.
(5) في نسخة " ن " موجب.
(6) في نسختي " ف، ح " ينتقض (لانتقض ظ)، وفي البحار ينتقض.
(7) من نسخ " أ، م، ف ".
(*)
[8] وإنما قلنا: إنه تمويه لانه ظن أنا نقول: إن في حال الغيبة دليل وجوب الامامة قائم ولا إمام فكان نقضا، ولا نقول ذلك، بل دليلنا في حال وجود الامام بعينه هو دليل حال غيبته، في أن في الحالين الامام لطف فلا نقول: إن زمان الغيبة خلا من وجوب(1) رئيس، بل عندنا أن الرئيس حاصل، وإنما ارتفع انبساط يده لما يرجع إلي المكلفين علي ما بيناه، لا لان انبساط يده خرج من كونه لطفا بل وجه اللطف به قائم، وإنما لم يحصل لما يرجع إلي غير الله.
فجري مجري أن يقول قائل: كيف يكون معرفة الله تعالي لطفا مع أن الكافر لا يعرف الله، فلما كان التكليف علي الكافر قائما والمعرفة مرتفعة(2) دل علي أن المعرفة ليست لطفا علي كل حال لانها لو كانت كذلك لكان ذلك نقضا.
وجوابنا في الامامة كجوابهم في المعرفة من أن الكافر لطفه قائم بالمعرفة وإنما فوت نفسه بالتفريط في النظر المؤدي إليها فلم يقبح تكليفه، فكذلك نقول: الرئاسة لطف للمكلف في حال الغيبة، وما يتعلق بالله من إيجاده حاصل، وإنما ارتفع تصرفه وانبساط يده لامر يرجع إلي المكلفين فاستوي الامران، والكلام في هذه المعني مستوفي أيضا بحيث ذكرناه.
وأما الكلام في الفصل الثالث: من قوله: إن الفائدة بالامامة هي كونه مبعدا من القبيح علي قولكم، وذلك لم يحصل مع غيبته، فلم ينفصل وجوده من عدمه، فإذا لم يختص وجوده غائبا بوجه الوجوب الذي ذكروه لم يقتض دليلكم وجوب وجوده مع الغيبة، فدليلكم مع أنه منتقض حيث وجد مع انبساط اليد، ولم يجب انبساط اليد مع الغيبة، فهو غير متعلق بوجود إمام غير منبسط اليد ولا هو حاصل في هذه الحال.
فإنا نقول: إنه لم يفعل في هذا الفصل أكثر من تعقيد القول علي طريقة المنطقيين من قلب المقدمات ورد بعضها علي بعض، ولا شك أنه قصد بذلك المتويه والمغالطة، وإلا فالامر أوضح من أن يخفي.
________________________________
(1) في البحار: وجود.
(2) في نسخة " ن " من نفعته.
(*)
[9] ومتي قالت الامامية: إن انبساط يد الامام لا يجب في حال الغيبة حتي يقول: دليلكم لا يدل علي وجوب إمام غير منبسط اليد، لان هذه حال(1) الغيبة، بل الذي صرحنا به دفعة بعد أخري أن انبساط يده واجب في الحالين (في)(2) حال ظهوره وحال غيبته، غير أن حال ظهوره مكن منه فانبسطت يده وحال الغيبة لم يمكن فانقبضت يده، لا(3) أن انبساط يده خرج من باب الوجوب.
وبينا أن الحجة بذلك قائمة علي المكلفين من حيث منعوه ولم يمكنوه فأتوا(4) من قبل نفوسهم، وشبهنا ذلك بالمعرفة دفعة بعد أخري.
وأيضا فانا نعلم أن نصب الرئيس واجب بعد الشرع لما في نصبه من اللطف لتحمله للقيام(5) بما لا يقوم به غيره، ومع هذا فليس التمكين واقعا لاهل الحل والعقد من نصب من يصلح لها خاصة علي مذهب أهل العدل الذين كلامنا معهم، ومع هذا لا يقول أحد: إن وجوب نصب الرئيس سقط الآن من حيث لم يقع التمكين منه.
فجوابنا في غيبة الامام جوابهم في منع أهل الحل والعقد من اختيار من يصلح للامامة، ولا فرق بينهما فإنما(6) الخلاف بيننا أنا قلنا: علمنا ذلك عقلا، وقالوا ذلك معلوم شرعا، وذلك فرق من غير موضع الجمع.
فإن قيل: أهل الحل والعقد إذا لم يمكنوا(7) من اختيار من يصلح للامامة فإن الله يفعل ما يقوم مقام ذلك من الالطاف فلا يجب إسقاط التكليف، وفي الشيوخ من قال إن الامام يجب نصبه في الشرع لمصالح دنياوية، وذلك غير واجب أن يفعل لها اللطف.
قلنا: أما من قال: نصب الامام لمصالح دنياوية قوله يفسد: لانه لو كان كذلك لما وجب إمامته، ولا خلاف بينهم في أنه يجب إقامة الامام مع الاختيار.
________________________________
(1) في نسخة " ن " حالة.
(2) ليس في نسختي " أ، ف ".
(3) في الاصل: إلا.
(4) في نسخة " ن " فأتموا.
(5) في نسخة " ف " والبحار: القيام.
(6) في نسخ " م، ف، ن " وإنما.
(7) في البحار: لم يتمكنوا.
(*)
[10] علي أن ما يقوم به الامام من الجهاد وتولية الامراء والقضاة وقسمة الفئ واستيفاء الحدود والقصاصات أمور دينية لا يجوز تركها، ولو كان لمصلحة دنياوية لما وجب ذلك، فقوله ساقط بذلك.
وأما من قال: يفعل الله ما يقوم مقامه باطل، لانه لو كان كذلك لما وجب عليه إقامة الامام مطلقا علي كل حال، ولكان يكون ذلك من باب التخيير، كما نقول في فروض الكفايات.وفي علمنا بتعيين ذلك ووجوبه علي كل حال دليل علي فساد ما قالوه.علي أنه يلزم علي الوجهين جميعا المعرفة.
بأن يقال: الكافر إذا لم يحصل له المعرفة يفعل الله له ما يقوم مقامها، فلا يجب عليه المعرفة علي كل حال.
أو يقال: إن(1) ما يحصل من الانزجار عن(2) فعل الظلم عند المعرفة أمر دنياوي لا يجب لها المعرفة، فيجب من ذلك إسقاط وجوب المعرفة، ومتي قيل: إنه لا بدل للمعرفة، قلنا: وكذلك لا بدل للامام علي ما مضي - وذكرناه في تلخيص الشافي - وكذلك إن بينوا أن الانزجار من القبيح عند المعرفة أمر ديني قلنا: مثل ذلك في وجود الامام سواء.
فإن قيل: لا يخلو وجود رئيس مطاع منبسط اليد من أن يجب علي الله جميع ذلك أو يجب علينا جميعه أو يجب علي الله إيجاده وعلينا بسط يده.
فإن قلتم: يجب جميع ذلك علي الله، فإنه ينتقض بحال الغيبة لانه لم يوجد إمام منبسط اليد، وإن وجب علينا جميعه فذلك تكليف ما لا يطاق، لانا لا نقدر علي إيجاده، وإن وجب عليه إيجاده وعلينا بسط يده وتمكينه فما دليلكم عليه، مع أن فيه أنه يجب علينا أن نفعل ما هو لطف للغير، وكيف يجب علي زيد بسط يد الامام لتحصيل(3) لطف عمرو، وهل ذلك إلا نقض الاصول.
________________________________
(1) في نسخة " ح " إنه.
(2) في نسخة " ن " علي.
(3) في نسخة " ف " والبحار: ليحصل وكذا في نسختي " أ، م ".
(*)
[11] قلنا: الذي نقوله أن وجود الامام المنبسط اليد إذا ثبت أنه لطف لنا علي ما دللنا عليه ولم يكن إيجاده في مقدورنا لم يحسن أن نكلف إيجاده لانه تكليف ما لا يطاق، وبسط يده وتقوية سلطانه قد يكون في مقدورنا وفي مقدور الله، فإذا لم يفعل الله تعالي علمنا أنه غير واجب عليه وأنه واجب علينا، لانه لابد من أن يكون منبسط اليد ليتم الغرض بالتكليف، وبينا(1) بذلك أن بسط يده لو كان من فعله تعالي لقهر الخلق عليه، والحيلولة بينه وبين أعدائه وتقوية أمره بالملائكة ربما(2) أدي إلي سقوط الغرض بالتكليف، وحصول الالجاء، فإذا يجب علينا بسط يده علي كل حال وإذا لم نفعله أتينا من قبل نفوسنا.
فأما قولهم: في ذلك إيجاب اللطف علينا للغير غير صحيح.
لانا نقول: إن كل من يجب عليه نصرة الامام وتقوية سلطانه له في ذلك مصلحة تخصه، وإن كانت فيه مصلحة يرجع إلي غيره كما نقوله في أن الانبياء يجب عليهم تحمل أعباء النبوة والاداء إلي الخلق ما هو مصلحة لهم، لان لهم في القيام بذلك مصلحة تخصهم وإن كانت فيها مصلحة لغيرهم.
ويلزم المخالف في أهل الحل والعقد بأن يقال: كيف يجب عليهم اختيار الامام لمصلحة ترجع إلي جميع الامة، وهل ذلك إلا إيجاب الفعل عليهم لما يرجع إلي مصلحة غيرهم، فأي شئ أجابوا به فهو جوابنا بعينه سواء(3).
فإن قيل: لم زعمتم أنه يجب إيجاده في حال الغيبة وهلا جاز أن يكون معدوما.
قلنا: إنما أوجبنا [ذلك](4) من حيث إن تصرفه الذي هو لطفنا إذا لم يتم إلا بعد وجوده وإيجاده لم يكن في مقدورنا، قلنا عند ذلك: أنه يجب علي الله ذلك وإلا أدي إلي أن لا نكون مزاحي العلة بفعل اللطف فنكون أتينا من قبله تعالي لا
________________________________
(1) في نسختي " أ، ف " تبينا.
(2) في نسخة " ف " وبما (ربما ظ) وفي البحار ونسخة " أ " وبما.
(3) في الاصل ونسخة " ح " سواه.
(4) من نسخ " أ، ف، م " وفي البحار: أوجبناه.
(*)
[12] من قبلنا، وإذا أوجده ولم نمكنه من انبساط يده أتينا من قبل نفوسنا فحسن التكليف وفي الاول لم يحسن.
فإن قيل: ما الذي تريدون بتمكيننا إياه ؟ أتريدون أن نقصده ونشافهه وذلك لا يتم إلا مع وجوده.
قيل لكم: لا يصح جميع ذلك إلا مع ظهوره وعلمنا أو علم بعضنا بمكانه.
وإن قلتم: نريد بتمكيننا أن نبخع(1) لطاعته(2) والشد علي يده، ونكف عن نصرة الظالمين، ونقوم علي نصرته متي دعانا إلي إمامته ودلنا عليها(3) بمعجزته(4).
قلنا لكم: فنحن يمكننا ذلك في زمان الغيبة وإن لم يكن الامام موجودا فيه، فكيف قلتم لا يتم ما كلفناه من ذلك إلا مع وجود الامام.
قلنا: الذي نقوله في هذا الباب ما ذكره المرتضي رحمه الله في الذخيرة وذكرناه في تلخيص الشافي(5) أن الذي هو لطفنا من تصرف الامام وانبساط يده لا يتم إلا بأمور ثلاثة.
أحدها: يتعلق بالله وهو إيجاده.
والثاني: يتعلق به من تحمل أعباء الامامة والقيام بها.
والثالث: يتعلق بنا من العزم علي نصرته، ومعاضدته، والانقياد له، فوجوب تحمله عليه فرع علي وجوده، لانه لا يجوز أن يتناول التكليف المعدوم، فصار إيجاد الله إياه أصلا لوجوب قيامه، وصار وجوب نصرته علينا فرعا لهذين الاصلين لانه إنما يجب علينا طاعته إذا وجد، وتحمل أعباء الامامة وقام بها،
________________________________
(1) في نسخ " أ، م، ف، ح " ننجع.
(2) في البحار: بطاعته.
(3) في نسخة " ف " عليه.
(4) في نسختي " أ، م " بمعجزاته.
(5) تلخيص الشافي: 1 / 79 - 80.
(*)
[13] فحينئذ يجب علينا طاعته، فمع هذا التحقيق كيف يقال: لم لا يكون معدوما.
فإن قيل: فما الفرق بين أن يكون موجودا مستترا (حتي إذا علم الله منا تمكينه أظهره، وبين أن يكون)(1) معدوما حتي إذا علم منا العزم علي تمكينه أوجده.
قلنا: لا يحسن من الله تعالي أن يوجب علينا تمكين من ليس بموجود لانه تكليف ما لا يطاق، فإذا لابد من وجوده.
فإن قيل: يوجده الله تعالي إذا علم أنا ننطوي علي تمكينه بزمان واحد كما أنه يظهره عند مثل ذلك.
قلنا: وجوب تمكينه والانطواء علي طاعته لازم في جميع أحوالنا، فيجب أن يكون التمكين من طاعته والمصير إلي أمره ممكنا في جميع الاحوال وإلا لم يحسن التكليف، وإنما كان يتم ذلك لو لم نكن مكلفين في كل حال لوجوب طاعته والانقياد لامره، بل كان يجب علينا عند ظهوره والامر عندنا بخلافه.
ثم يقال لمن خالفنا في ذلك وألزمنا عدمه علي استتاره: لم لا يجوز أن يكلف الله تعالي المعرفة ولا ينصب عليها دلالة إذا علم أنا لا ننظر فيها، حتي إذا علم من حالنا أنا نقصد إلي النظر ونعزم علي ذلك أوجد الادلة ونصبها، فحينئذ ننظر ونقول ما الفرق بين دلالة منصوبة لا ننظر فيها وبين عدمها حتي إذا عزمنا علي النظر فيها أوجدها الله تعالي.
ومتي قالوا: نصب الادلة من جملة التمكين الذي لا يحسن التكليف من دونه كالقدرة والآلة.
قلنا: وكذلك وجود الامام عليه السلام من جملة التمكين من وجوب طاعته، ومتي لم يكن موجودا لم تمكنا طاعته، كما أن الادلة إذا لم تكن موجودة لم يمكنا النظر فيها فاستوي الامران.
________________________________
(1) ليس في البحار، وفيه: أو معدوما.
(*)
[14] وبهذا التحقيق يسقط جميع ما يورد في هذا الباب من عبارات لا نرتضيها في الجواب وأسئلة المخالف عليها، وهذا المعني مستوفي في كتبي وخاصة في تلخيص الشافي فلا نطول بذكره.
والمثال الذي ذكره من أنه لو أوجب الله علينا أن نتوضأ من ماء بئر معينة لم يكن لها حبل نستقي به، وقال لنا: إن دنوتم من البئر خلقت لكم حبلا تستقون به [من](1) الماء، فإنه يكون مزيحا لعلتنا، ومتي لم ندن من البئر كنا قد أتينا من قبل نفوسنا لا من قبله تعالي.
وكذلك لو قال السيد لعبده وهو بعيد منه: اشتر لي لحما من السوق، فقال: لا أتمكن من ذلك لانه ليس معي ثمنه، فقال: إن دنوت أعطيتك ثمنه، فإنه يكون مزيحا لعلته، ومتي لم يدن لاخذ الثمن يكون قد أتي من قبل نفسه لا من قبل سيده، وهذه حال ظهور الامام مع تمكيننا فيجب أن يكون عدم تمكيننا هو السبب في أن لم يظهر في هذه الاحوال لا عدمه، إذ كنا لو مكناه عليه السلام لوجد وظهر.
قلنا: هذا كلام من يظن أنه يجب علينا تمكينه إذا ظهر ولا يجب علينا ذلك في كل حال، ورضينا بالمثال الذي ذكره، لانه تعالي(2) لو أوجب علينا الاستقاء في الحال لوجب أن يكون الحبل حاصلا في الحال لان به تزاح العلة، لكن إذا قال: متي دنوتم من البئر خلقت لكم الحبل إنما هو مكلف للدنو لا للاستقاء فيكفي القدرة علي الدنو في هذه الحال، لانه ليس بمكلف للاستقاء(3) منها(4)، فإذا دنا من البئر صار حينئذ مكلفا للاستقاء(5)، فيجب عند ذلك أن يخلق له الحبل، فنظير ذلك أن لا يجب علينا في كل حال طاعة الامام وتمكينه فلا يجب عند
________________________________
(1) من نسخ " أ، م، ف، ن " والبحار.
(2) في نسخ " أ، ف، م " لان الله تعالي.
(3) في نسخة " ن " للاستسقاء.
(4) في نسخة " أ، ف، م " فيما.
(5) في نسخة " ن " للاستسقاء.
(*)
[15] ذلك وجوده، فلما كانت طاعته واجبة في الحال ولم نقف علي شرطه(1) ولا وقت منتظر وجب أن يكون موجودا لتزاح العلة في التكليف ويحسن.
والجواب: عن مثال السيد مع غلامه مثل ذلك لانه إنما كلفه الدنو منه لا الشراء، فإذا دنا منه وكلفه الشراء وجب(2) عليه إعطاء الثمن.
ولهذا قلنا: إن الله تعالي كلف من يأتي إلي يوم القيامة ولا يجب أن يكونوا موجودين مزاحي العلة لانه لم يكلفهم الآن، فإذا أوجدهم وأزاح علتهم في التكليف بالقدرة والآلة ونصب الادلة حينئذ تناولهم التكليف، فسقط بذلك هذه المغالطة.
علي أن الامام إذا كان مكلفا للقيام بالامر وتحمل أعباء الامامة كيف يجوز أن يكون معدوما وهل يصح تكليف المعدوم عند عاقل، وليس لتكليفه ذلك تعلق بتمكيننا أصلا، بل وجوب التمكين علينا فرع علي تحمله علي ما مضي القول فيه، وهذا واضح.
ثم يقال لهم: أليس النبي صلي الله عليه وآله اختفي في الشعب ثلاث سنين لم يصل إليه أحد، واختفي في الغار ثلاثة أيام ولم يجز قياسا علي ذلك أن يعدمه الله تعالي تلك المدة مع بقاء التكليف علي الخلق الذين بعثه لطفا لهم.
ومتي قالوا: إنما اختفي بعدما دعا إلي نفسه وأظهر نبوته فلما أخافوه استتر.
قلنا: وكذلك الامام لم يستتر إلا وقد أظهر آباؤه موضعه وصفته، ودلوا عليه، ثم لما خاف عليه أبوه الحسن بن علي عليهم السلام أخفاه وستره، فالامران إذا سواء، ثم يقال لهم: خبرونا لو علم الله من حال شخص أن من مصلحته أن
________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " شرط.
(2) في نسخة " ف " أوجب.
(*)
[16] يبعث الله إليه نبيا معينا يؤدي إليه مصالحه وعلم أنه لو بعثه لقتله هذا الشخص، ولو منع من قتله قهرا كان فيه مفسدة له أو لغيره، هل يحسن أن يكلف هذا الشخص ولا يبعث إليه ذلك النبي، أو لا يكلف.
فإن قالوا: لا يكلف.
قلنا: وما المانع منه، وله طريق إلي معرفة مصالحه بأن يمكن النبي من الاداء إليه.
وإن قلتم: يكلفه ولا يبعث إليه.
قلنا: وكيف يجوز أن يكلفه ولم يفعل به ما هو لطف له مقدور.
فإن قالوا: أتي في ذلك من قبل نفسه.
قلنا: هو لم يفعل شيئا وإنما علم أنه لا يمكنه، وبالعلم لا يحسن تكليفه مع ارتفاع اللطف، ولو جاز ذلك لجاز أن يكلف ما لا دليل عليه إذا علم أنه لا ينظر فيه، وذلك باطل، ولابد أن يقال: إنه يبعث إلي(1) ذلك الشخص ويوجب عليه الانقياد له ليكون مزيحا لعلته، فإما أن يمنع منه بما لا ينافي التكليف، أو يجعله بحيث لا يتمكن من قتله، فيكون قد أتي من قبل نفسه في عدم الوصول إليه، وهذه حالنا مع الامام في حال الغيبة سواء.
فإن قال: لابد أن يعلمه أن له مصلحة في بعثة هذا الشخص إليه علي لسان غيره ليعلم أنه قد أتي من قبل نفسه.
قلنا: وكذلك أعلمنا الله علي لسان نبيه صلي الله عليه وآله والائمة من آبائه عليهم السلام موضعه، وأوجب علينا طاعته، فإذا لم يظهر لنا علمنا أنا أتينا من قبل نفوسنا فاستوي الامران.
وأما الذي يدل علي الاصل الثاني وهو أن من شأن الامام أن يكون مقطوعا علي عصمته، فهو أن العلة التي لاجلها احتجنا إلي الامام ارتفاع العصمة، بدلالة
________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " إليه (*).
[17] أن الخلق متي كانوا معصومين لم يحتاجوا إلي إمام وإذا خلوا من كونهم معصومين احتاجوا إليه، علمنا عند ذلك أن علة الحاجة هي ارتفاع العصمة، كما نقوله في علة حاجة الفعل إلي فاعل أنها الحدوث، بدلالة أن ما يصح حدوثه يحتاج إلي فاعل في حدوثه، وما لا يصح حدوثه يستغني عن الفاعل، وحكمنا بذلك أن كل محدث يحتاج إلي محدث، فبمثل ذلك يجب الحكم بحاجة كل من ليس بمعصوم إلي إمام وإلا انتقضت العلة، فلو كان الامام غير معصوم لكانت علة الحاجة فيه قائمة واحتاج إلي إمام آخر، والكلام في إمامه كالكلام فيه، فيؤدي إلي إيجاب أئمة لا نهاية لهم أو الانتهاء إلي معصوم وهو المراد.
وهذه الطريقة قد أحكمناها في كتبنا فلا نطول بالاسئلة عليها لان الغرض بهذا الكتاب غير ذلك، وفي هذا القدر كفاية.
وأما الاصل الثالث وهو أن الحق لا يخرج عن الامة فهو متفق عليه بيننا وبين خصومنا وإن اختلفنا في علة ذلك.
لان عندنا أن الزمان لا يخلو من إمام معصوم لا يجوز عليه الغلط علي ما قلناه، فإذا الحق لا يخرج عن الامة لكون المعصوم فيهم.
وعند المخالف لقيام أدلة يذكرونها دلت علي أن الاجماع حجة، فلا وجه للتشاغل بذلك.
فإذا ثبتت(1) هذه الاصول ثبت(2) إمامة صاحب الزمان عليه السلام، لان كل من يقطع علي ثبوت العصمة للامام(3) قطع علي أنه الامام، وليس فيهم من يقطع علي عصمة الامام ويخالف في إمامته إلا قوم دل الدليل علي بطلان قولهم كالكيسانية والناووسية والواقفة، فإذا أفسدنا أقوال هؤلاء ثبت(4) إمامته عليه السلام.
________________________________
(1) في نسخة " ح " والاصل ثبت.
(2) في نسختي " ف، ن " ثبتت.
(3) في نسخة " ح " عصمة الامام.
(4) في نسخ " أ، ف، م " ثبتت.
(*)
[18] [أقول](1): وأما الذي يدل علي فساد قول الكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية فأشياء.
منها: أنه لو كان إماما مقطوعا علي عصمته لوجب أن يكون منصوصا عليه نصا صريحا لان العصمة لا تعلم إلا بالنص، وهم لا يدعون نصا صريحا [عليه](2) وإنما يتعلقون بأمور ضعيفة دخلت عليهم فيها شبهة لا تدل علي النص، نحو إعطاء أمير المؤمنين عليه السلام إياه الراية يوم البصرة، وقوله له " أنت ابني حقا " مع كون الحسن والحسين عليهما السلام ابنيه وليس في ذلك دلالة علي إمامته علي وجه، وإنما يدل علي فضيلته(3) ومنزلته.
علي أن الشيعة تروي أنه جري بينه وبين علي بن الحسين عليهما السلام كلام في استحقاق الامامة فتحاكما إلي الحجر فشهد الحجر لعلي بن الحسين عليهما السلام بالامامة، فكان ذلك معجزا له فسلم له الامر وقال بإمامته.
1 - والخبر بذلك مشهور عند الامامية لانهم رووا أن محمد بن الحنفية نازع علي بن الحسين عليهما السلام في الامامة وادعي أن الامر أفضي إليه بعد أخيه الحسين عليه السلام، فناظره علي بن الحسين عليه السلام واحتج عليه بآي من القرآن كقوله: * (وأولوا الارحام بعضهم أولي ببعض) *(4) وأن هذه الآية جرت في علي بن الحسين عليهما السلام وولده ثم قال له: أحاجك إلي الحجر الاسود، فقال له: كيف تحاجني إلي حجر(5) لا يسمع ولا يجيب، فأعلمه أنه يحكم بينهما فمضيا حتي انتهيا إلي الحجر، فقال علي بن الحسين عليه السلام لمحمد بن الحنفية: تقدم فكلمه فتقدم إليه ووقف حياله وتكلم ثم أمسك، ثم تقدم علي بن الحسين عليه السلام فوضع يده عليه ثم قال: " اللهم إني أسألك باسمك
________________________________
(1) من البحار.
(2) من نسخ " أ، ف، م ".
(3) في البحار ونسخة " ن " فضله.
(4) الانفال: 75، الاحزاب: 6.
(5) في نسخة " ف " الحجر (حجر خ ل).
(*)
[19] المكتوب في سرادق العظمة " ثم دعا بعد ذلك وقال: لما أنطقت هذا الحجر، ثم قال: " أسألك بالذي جعل فيك مواثيق العباد والشهادة لمن وافاك لما أخبرت لمن الامامة والوصية " فتزعزع الحجر حتي كاد أن يزول، ثم أنطقه الله تعالي، فقال: يا محمد سلم الامامة لعلي بن الحسين، فرجع محمد عن منازعته وسلمها إلي علي بن الحسين عليهما السلام(1).
ومنها تواتر الشيعة الامامية بالنص عليه من أبيه وجده وهي موجودة(2) في كتبهم في الاخبار لا نطول بذكرها الكتاب.
ومنها الاخبار الواردة عن النبي صلي الله عليه وآله من جهة الخاصة والعامة علي ما سنذكره فيما بعد بالنص علي إمامة الاثني عشر، وكل من قال بإمامتهم قطع علي وفاة محمد بن الحنفية وسياقة الامامة إلي صاحب الزمان عليه السلام.
ومنها انقراض هذه الفرقة فإنه لم يبق في الدنيا في وقتنا ولا قبله بزمان طويل قائل يقول به، ولو كان ذلك حقا لما جاز انقراضه.
فإن قيل: كيف يعلم انقراضهم وهلا جاز أن يكون في بعض البلاد البعيدة وجزائر البحر وأطراف الارض أقوام يقولون بهذا القول كما يجوز أن يكون في أطراف الارض من يقول بمذهب الحسن(3) في أن مرتكب الكبيرة منافق فلا يمكن ادعاء انقراض هذه الفرقة وإنما كان يمكن العلم بذلك لو(4) كان المسلمون فيهم
____________________________________
(1) عنه إثبات الهداة: 3 / 11 ح 14.
ورواه في بصائر الدرجات: 502 ح 3 ومختصر بصائر الدرجات: 14 والاحتجاج: 316 وأورده في إعلام الوري: 253 ومناقب ابن شهر آشوب: 4 / 147 عن نوادر الحكمة لمحمد بن يحيي مختصرا.
وعنها البحار: 46 / 111 ح 2 - 4.
والعوالم: 18 / 271 ح 2.
وأخرجه في مختصر البصائر: 170 عن الكافي: 1 / 348 ح 5 وأورد نحوه في الخرائج: 1 / 257 ح 3 وله تخريجات أخر تركناها رعاية للاختصار، من أرادها فليراجع الخرائج.
يأتي الاشارة إلي هذا الحديث في ص 203.
(2) في نسخة " ف ".وهو موجود.
(3) أي الحسن البصري.
(4) في نسختي " ح، ن " والاصل: لما.
(*)
[20] قلة والعلماء محصورين فأما وقد انتشر الاسلام وكثر العلماء فمن أين يعلم ذلك.
قلنا: هذا يؤدي إلي أن لا يمكن العلم بإجماع الامة علي قول ولا مذهب بأن يقال: لعل في أطراف الارض من يخالف ذلك ويلزم أن يجوز أن يكون في أطراف الارض من يقول: إن البرد(1) لا ينقض الصوم وأنه يجوز للصائم أن يأكل إلي طلوع الشمس، لان الاول كان مذهب أبي طلحة الانصاري، والثاني مذهب حذيفة والاعمش، وكذلك مسائل كثيرة من الفقه كان الخلف فيها (واقعا)(2) بين الصحابة والتابعين، ثم زال الخلف فيما بعد، واجتمع أهل الاعصار علي خلافه، فينبغي أن يشك في ذلك ولا نثق بالاجماع علي مسألة سبق الخلاف فيها، وهذا طعن من يقول إن الاجماع لا يمكن معرفته ولا التوصل إليه، والكلام في ذلك لا يختص هذه المسألة فلا وجه لايراده هنا.
ثم إنا نعلم أن الانصار طلبت الامرة ودفعهم المهاجرون عنها ثم رجعت الانصار إلي قول المهاجرين علي قول المخالف، فلو أن قائلا قال(3): يجوز عقد الامامة لمن كان من الانصار لان الخلاف سبق فيه، ولعل في أطراف الارض من يقول به، فما كان يكون جوابهم فيه [فأي](4) شئ قالوه فهو جوابنا بعينه فلا نطول بذكره.
فإن قيل: إذا كان الاجماع عندكم إنما يكون حجة بكون المعصوم فيه، فمن أين تعلمون دخول قوله(5) في جملة أقوال الامة ؟ (وهلا جاز أن يكون قوله منفردا عنهم فلا تثقون بالاجماع ؟)(6).
قلنا: المعصوم إذا كان من جملة علماء الامة فلابد [من](7) أن يكون قوله
________________________________
(1) في نسخة " ف " التبرد (البرد خ ل).
(2) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(3) في نسخة " ن " يقول.
(4) من نسختي " ف، م " والبحار.
(5) في نسخ " أ، ف، م " أن قوله داخل.
(6) ليس في البحار.
(7) من نسختي " ف، م ".
(*)
[21] موجودا في جملة أقوال العلماء، لانه لا يجوز أن يكون منفردا مظهرا للكفر فإن ذلك لا يجوز عليه، فإذا لابد [من](1) أن يكون قوله في جملة الاقوال، وإن شككنا في أنه الامام.
فإذا اعتبرنا أقوال الامة ووجدنا بعض العلماء يخالف فيه، فإن كنا نعرفه ونعرف مولده ومنشأه لم نعتد بقوله لعلمنا أنه ليس بإمام، وإن شككنا في نسبه لم تكن المسألة إجماعا.
فعلي هذا أقوال العلماء من الامة اعتبرناها فلم نجد فيهم قائلا بهذا المذهب الذي هو مذهب الكيسانية أو الواقفة، وإن وجدنا فرضا واحدا أو اثنين فإنا نعلم منشأه ومولده فلا يعتد(2) بقوله واعتبرنا أقوال الباقين الذين نقطع علي كون المعصوم فيهم، فسقطت هذه الشبهة علي هذا التحرير وبان وهنها(3).
فأما القائلون بإمامة جعفر بن محمد عليه السلام من الناووسية وأنه حي لم يمت وأنه المهدي فالكلام عليهم ظاهر، لانا نعلم موت جعفر بن محمد عليه السلام كما نعلم موت أبيه وجده عليهما السلام، وقتل علي عليه السلام، وموت النبي صلي الله عليه وآله وسلم فلو جاز الخلاف فيه لجاز الخلاف في جميع ذلك، ويؤدي إلي قول الغلاة والمفوضة الذين جحدوا قتل علي والحسين عليهما السلام وذلك سفسطة(4).
وسنشبع(5) الكلام في ذلك عند الكلام علي الواقفة (والناووسية)(6) إن شاء الله تعالي.
________________________________
(1) من نسختي " ف، م ".
(2) في نسختي " أ، م " فلا نعتد.
(3) من قوله " وأما الذي علي فساد قول الكيسانية " إلي هنا في البحار: 42 / 81 - 84 ح 13.
(4) من قوله " اعلم أن لنا في الكلام..." إلي هنا في البحار: 51 / 167 - 180.
(5) في نسخة " ف " سنشيع.
(6) ليس في نسخ " أ، ف، م "

الكلام علي الواقفة

الكلام علي الواقفة
الكلام علي الواقفة
وأما الذي يدل علي فساد مذهب الواقفة الذين وقفوا في إمامة أبي الحسن موسي عليه السلام وقالوا: " إنه المهدي " فقولهم باطل بما ظهر من موته عليه السلام، واشتهر واستفاض، كما اشتهر موت أبيه وجده ومن تقدم من آبائه عليهم السلام.
ولو شككنا لم ننفصل من الناووسية والكيسانية والغلاة والمفوضة الذين خالفوا في موت من تقدم من آبائه عليهم السلام.
علي أن موته اشتهر ما لم يشتهر موت أحد من آبائه عليهم السلام، لانه أظهر وأحضر(1) والقضاة والشهود.
ونودي عليه ببغداد علي الجسر وقيل: " هذا الذي تزعم الرافضة أنه حي لا يموت مات حتف أنفه " وما جري هذا المجري لا يمكن الخلاف فيه(2).
2 - فروي يونس بن عبدالرحمن قال: حضر الحسين بن علي الرواسي جنازة أبي إبراهيم عليه السلام.
فما وضع علي شفير القبر، إذا رسول من سندي بن شاهك قد أتي أبا
________________________________
(1) في الاصل ونسختي " ف، م " واحضر.
(2) عنه البحار: 48 / 250 ح 1 وج 51 / 180 والعوالم: 21 / 508 ح 9.
(*)
[24] المضا(1) خليفته - وكان مع الجنازة - أن أكشف وجهه للناس قبل أن تدفنه حتي يروه صحيحا لم يحدث به حدث.
قال: وكشف عن وجه مولاي حتي رأيته وعرفته، ثم غطي وجهه وأدخل قبره صلي الله عليه(2).
3 - وروي محمد بن عيسي بن عبيد العبيدي قال: أخبرتني رحيم(3) أم ولد الحسين بن علي بن يقطين - وكانت امرأة حرة فاضلة قد حجت نيفا وعشرين حجة - عن سعيد مولي أبي الحسن عليه السلام - وكان يخدمه في الحبس ويختلف في حوائجه - أنه حضره حين مات كما يموت الناس من قوة إلي ضعف إلي أن قضي عليه السلام(4).
4 - وروي محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن عباد(5) المهلبي قال: لما حبس هارون الرشيد أبا إبراهيم موسي عليه السلام وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس تحير الرشيد، فدعا يحيي بن خالد البرمكي(6) فقال له: يا أبا علي أما تري ما نحن فيه من هذه العجائب، ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه ؟ فقال له يحيي بن خالد البرمكي: الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنن
________________________________
(1) في الاصل ونسخة " ح " بأبي المضا.
(2) عنه البحار: 48 / 229 ح 35 والعوالم: 21 / 461 ح 4.
(3) في نسخة " ف " رحيمة.
(4) عنه البحار: 48 / 230 ح 36 والعوالم: 21 / 459 ح 2.
(5) في نسخة " ف " عباد (غياث خ ل) وفي الاصل: غياث ولم نجد في كتب الرجال ترجمة لمحمد بن غياث المهلبي.
بل الموجود في تاريخ بغداد: 2 / 371 وسير أعلام النبلاء: 10 / 189 والنجوم الزاهرة: 2 / 217 وأنساب السمعاني: 5 / 418 ورغبة الامل: 4 / 138 محمد بن عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الازدي محدث البصرة، واختلفوا في تاريخ وفاته بين: 214 و 216 و 223 وقال السمعاني: إن لمهلب بن أبي صفرة أمير خراسان عشرة أولاد، إحداها المترجم له ولم يذكر منها محمد بن غياث.
(6) هو يحيي بن خالد بن برمك، أبوالفضل: الوزير السري الجواد، سيد بني برمك وأفضلهم.
وهو مؤدب رشيد العباسي ومعلمه ومربيه، ولد في سنة 120 وتوفي سنة 190.
راجع الاعلام للزركلي ووفيات الاعيان لابن خلكان وتاريخ بغداد وغيرها من كتب التراجم.
(*)
[25] عليه وتصل(1) رحمه، فقد - والله - أفسد علينا قلوب شعيتنا.وكان يحيي يتولاه، وهارون لا يعلم ذلك.
فقال هارون: انطلق إليه وأطلق عنه الحديد، وأبلغه عني السلام، وقل له: يقول لك ابن عمك: إنه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتي تقر لي بالاساء ة، وتسألني العفو عما سلف منك، وليس عليك في إقرارك عار، ولا في مسألتك إياي منقصة.
وهذا يحيي بن خالد (هو)(2) ثقتي ووزيري، وصاحب أمري، فسله بقدر ما أخرج من يميني وانصرف راشدا(3).
5 - قال محمد بن عباد(4): فأخبرني موسي بن يحيي بن خالد: أن أبا إبراهيم عليه السلام قال ليحيي: يا أبا علي أنا ميت، وإنما بقي من أجلي أسبوع، أكتم موتي وائتني يوم الجمعة عند الزوال، وصل علي أنت وأوليائي فرادي، وانظر إذا سار هذا الطاغية إلي الرقة، وعاد إلي العراق لا يراك ولا تراه لنفسك، فإني رأيت في نجمك ونجم ولدك ونجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه.
ثم قال: يا أبا علي أبلغه عني: يقول لك موسي بن جعفر: رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما تري، وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي علي صاحبه، والسلام.
فخرج يحيي من عنده، واحمرت عيناه من البكاء حتي دخل علي هارون فأخبره بقصته وما رد عليه، فقال [له](5) هارون: إن لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا.
________________________________
(1) في الاصل ونسخة " ح " وتصل عليه رحمه.
(2) ليس في نسخة " ف ".
(3) عنه البحار: 48 / 230 ح 37 والعوالم: 21 / 446 ح 3 وعن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 290 مختصرا.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 462 ح 105 عن المناقب.
(4) في نسخة " ف " عباد (غياث خ ل).
(5) من نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[26] فلما كان يوم الجمعة توفي أبوإبراهيم عليه السلام، وقد خرج هارون إلي المدائن قبل ذلك، فأخرج إلي الناس حتي نظروا إليه، ثم دفن عليه السلام ورجع الناس، فافترقوا فرقتين: فرقة تقول: مات، وفرقة تقول: لم يمت(1)(2).
6 - وأخبرنا أحمد بن عبدون(3) سماعا وقراء ة عليه قال: أخبرنا أبوالفرج علي بن الحسين الاصبهاني(4)، قال: حدثني أحمد بن عبيدالله بن عمار(5) قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي(6)، عن أبيه.
__________________________________________
(1) أي فرقة تقول: مات حتف أنفه، وفرقة تقول: لم يمت بل قتل بالسم (اشية طبع النجف).
(2) عنه إثبات الهداة: 3 / 184 ح 36.
وصدره في البحار: 81 / 382 ح 41 والوسائل: 2 / 811 ح 1.
وفي البحار: 48 / 230 ذ ح 37 والعوالم: 21 / 446 ذ ح 3 عنه وعن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 290 مختصرا.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 462 ذ ح 105 عن المناقب المذكور.
(3) قال النجاشي: أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزاز، أبوعبدالله شيخنا، المعروف بابن عبدون، وعده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وترحم عليه الشيخ في فهرسته في ترجمة عبدالله بن أبي زيد الانباري.
(4) مقاتل الطالبيين: 333.
قال الشيخ في الكني: أبوالفرج الاصبهاني زيدي المذهب له كتاب الاغاني كبير ومقاتل الطالبيين وغيرهما.
وهو علي بن الحسين بن محمد القرشي، إصبهاني الاصل بغدادي المنشأ ولد في سنة 284 وتوفي سنة 356.
وقد نص علي تشيعه أكثر من ترجم له كابن الاثير وابن شاكر والحر العاملي والخونساري.
(5) أحمد بن عبيدالله بن عمار، أبوالعباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العزير له مصنفات في مقاتل الطالبيين وغير ذلك وكان يتشيع.
توفي أبوالعباس أحمد بن عبيدالله بن محمد بن عمار في شهر ربيع الاول من سنة أربع عشرة وثلاثمائة (تاريخ بغداد: 4 / 252).
وقال في لسان الميزان: أنه من رؤوس الشيعة.
وقال في هدية العارفين: أحمد بن عبيدالله بن محمد بن عماد أبوالعباس الثقفي البغدادي، توفي سنة 319، وذكر له كتبا منها: كتاب المبيضة في أخبار آل أبي طالب عليهم السلام.
(6) عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الهادي عليه السلام.
(*)
[27] قال الاصبهاني: وحدثني أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيي بن الحسن العلوي(1)، وحدثني غيرهما ببعض قصته، وجمعت ذلك بعضه إلي بعض قالوا: كان السبب في أخذ موسي بن جعفر عليهما السلام أن الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمد بن الاشعث، فحسده يحيي بن خالد البرمكي وقال: إن أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولة ولدي.
فاحتال علي جعفر بن محمد - وكان يقول بالامامة - حتي داخله وأنس إليه.
وكان يكثر غشيانه في منزله، فيقف علي أمره، فيرفعه إلي الرشيد ويزيد عليه بما يقدح في قلبه.
ثم قال يوما لبعض ثقاته: تعرفون(2) لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما أحتاج [إليه](3) ؟ فدل علي علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد، فحمل إليه (يحيي بن خالد مالا)(4).
وكان موسي عليه السلام يأنس إليه ويصله، وربما أفضي إليه بأسراره كلها.
فكتب ليشخص به، فأحسن موسي عليه السلام بذلك فدعاه فقال: إلي أين يا بن أخي ؟.
قال: إلي بغداد.
قال: ما تصنع ؟ قال: علي دين أنا مملق(5).
قال: فانا أقضي دينك وأفعل بك واصنع.
فلم يلتفت إلي ذلك.
فقال له: أنظر يا بن أخي، لا تؤتم أولادي.
وأمر له بثلثمائة دينار وأربعة آلاف درهم.
فلما قام من بين يديه، قال أبوالحسن موسي عليه السلام لمن
________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا: يحيي بن الحسين (الحسن) العلوي، له كتاب نسب آل أبي طالب.ويأتي له ترجمة أيضا في ح 68.وفي نسخ الاصل والبحار والعوالم: محمد بن الحسن العلوي ولم نجد له ترجمة في كتب الرجال وما أثبتناه من مقاتل الطالبيين.
(2) في البحار والعوالم: أتعرفون.
(3) من البحار والعوالم.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) الاملاق: الافتقار.
(*)
[28] حضره.والله ليسعين(1) في دمي، ويؤتمن أولادي.
فقالوا له: جعلنا الله فداك، فأنت تعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله ؟ ! فقال لهم: نعم، حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم " إن الرحم إذا قطعت فوصلت قطعها الله ".
فخرج علي بن إسماعيل حتي أتي إلي يحيي بن خالد فتعرف منه خبر موسي بن جعفر عليه السلام ورفعه إلي الرشيد، وزاد عليه وقال له: إن الاموال تحمل إليه من المشرق(2) والمغرب، وإن له بيوت أموال، وإنه اشتري ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها " اليسيرة " وقال [له](3) صاحبها وقد أحضر المال.
لا آخذ هذا النقد، ولا آخذ إلا نقد كذا(4).
فأمر بذلك المال فرد وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه، فرفع ذلك كله إلي الرشيد، فأمر له بمائتي ألف درهم يسبب له(5) علي بعض النواحي فاختار كور المشرق، ومضت رسله لتقبض المال، ودخل هو في بعض الايام إلي الخلاء فزحر زحرة(6) خرجت منها حشوته(7) [كلها](8) فسقط، وجهدوا في ردها فلم يقدروا، فوقع لما به وجاء ه المال وهو ينزع فقال: ما أصنع به وأنا في الموت.
وحج الرشيد في تلك السنة فبدأ بقبر النبي صلي الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إني أعتذر إليك من شئ أريد أن أفعله، أريد أن أحبس موسي بن جعفر فإنه يريد التشتيت(9) بأمتك وسفك دمائها.
________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " ليسعن.
(2) في الاصل ونسخة " ح " الشرق.
(3) من البحار ونسخة " ف " والعوالم.
(4) في نسخ " أ، م، ف " كذا وكذا.
(5) أي يكتب له فإن الكتاب سبب لتحصيل المال، وفي نسخة " ف " يسب له.
(6) الزحير والزحار هو: استطلاق البطن (القاموس المحيط).
(7) الحشوة من البطن: الامعاء (الصحاح).
(8) من البحار والعوالم.
(9) في البحار: التشتت، وفي الاصل: التشيت، وفي البحار والعوالم: بين أمتك.
(*)
[29] ثم أمر به فأخذ من المسجد فادخل إليه فقيده، وأخرج من داره بغلان عليهما قبتان مغطاتان هو عليه السلام في إحداهما، ووجه مع كل واحدة منهما خيلا فأخذ بواحدة علي طريق البصرة، والاخري علي طريق الكوفة، ليعمي علي الناس أمره، وكان في التي مضت إلي البصرة.
وأمر الرسول أن يسلمه إلي عيسي بن جعفر بن المنصور، وكان علي البصرة حينئذ فمضي به، فحبسه عنده سنة.
ثم كتب إلي الرشيد أن خذه مني وسلمه إلي من شئت وإلا خليت سبيله، فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة، فما أقدر علي ذلك حتي أني لاتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه يسأل الرحمة والمغفرة.
فوجه من تسلمه منه، وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد فبقي عنده مدة طويلة وأراد الرشيد علي شئ من أمره فأبي.
فكتب بتسليمه إلي الفضل بن يحيي فتسلمه منه وأراد ذلك منه فلم يفعل(1).
وبلغه أنه عنده في رفاهية وهو حينئذ بالرقة.
فأنفذ مسرور الخادم إلي بغداد علي البريد، وأمره أن يدخل من فوره إلي موسي بن جعفر عليه السلام فيعرف خبره، فإن كان الامر علي ما بلغه أوصل كتابا منه إلي العباس بن محمد وأمره بامتثاله، وأوصل كتابا منه آخر إلي السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس.
فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيي لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل علي موسي بن جعفر عليه السلام فوجده علي ما بلغ الرشيد، فمضي من فوره إلي العباس بن محمد والسندي، فأوصل الكتابين إليهما.
فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلي الفضل بن يحيي، فركب معه وخرج مشدوها(2) دهشا، حتي
________________________________
(1) في نسخة " ف " فلم يفعله وكذا في نسختي " أ، م ".
(2) شده الرجل شدها فهو مشدوه أي: دهش (العوالم).
(*)
[30] دخل [علي](1) العباس، فدعا بسياط وعقابين(2).
فوجه ذلك إلي السندي، وأمر بالفضل فجرد ثم ضربه مائة سوط، وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، فاذهبت نخوته، فجعل يسلم علي الناس يمينا وشمالا.
وكتب مسرور بالخبر إلي الرشيد، فأمر بتسليم موسي عليه السلام إلي السندي بن شاهك وجلس مجلسا حافلا(3)، وقال: أيها الناس إن الفضل بن يحيي قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه.
فلعنه الناس من كل ناحية حتي ارتج البيت والدار بلعنه.
وبلغ يحيي بن خالد فركب إلي الرشيد، ودخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتي جاء ه من خلفه وهو لا يشعر، ثم قال له: التفت إلي يا أمير المؤمنين.
فأصغي إليه فزعا فقال له: إن الفضل حدث، وأنا أكفيك ما تريد.
فانطلق وجهه وسر، وأقبل علي الناس فقال: إن الفضل كان عصاني في شئ فلعنته، وقد تاب وأناب إلي طاعتي فتولوه.
فقالوا له: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت وقد توليناه.
ثم خرج يحيي بن خالد بنفسه علي البريد حتي أتي بغداد، فماج(4) الناس وأرجفوا بكل شئ.
فأظهر أنه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال، وتشاغل ببعض ذلك ودعا السندي فأمره فيه بأمره، فامتثله.
وسأل موسي عليه السلام السندي عند وفاته أن يحضره مولي له ينزل عند دار العباس بن محمد في أصحاب القصب ليغسله، ففعل ذلك.
قال: سألته أن يأذن لي أن أكفنه فأبي وقال: إنا أهل بيت مهور نسائنا
________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م " والبحار والعوالم.
(2) العقابين: خشبتان يشبح الرجل بينهما الجلد (لسان العرب).
(3) حافلا أي: ممتلئا.
(4) فماج الناس أي: إضطربوا.
(*)
[31] وحج صرورتنا(1) وأكفان موتانا من طهرة أموالنا، وعندي كفني.
فلما مات أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم: الهيثم بن عدي وغيره، فنظروا إليه لا أثر به، وشهدوا علي ذلك، وأخرج فوضع علي الجسر ببغداد ونودي " هذا موسي بن جعفر قد مات فانظروا إليه ".
فجعل الناس يتفرسون(2) في وجهه وهو ميت.
قال: وحدثني رجل من بعض الطالبيين أنه نودي عليه " هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه " فنظروا إليه.
قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش، فوقع قبره إلي جانب رجل من النوفليين يقال له " عيسي بن عبدالله "(3).
7 - وروي محمد بن يعقوب(4) عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن الحسن بن محمد بن بشار(5) قال حدثني شيخ(6) من أهل قطيعة(7) الربيع
________________________________
(1) الصرورة يقال: للذي لم يحج بعد، ومثله: امرأة صرورة التي لم تحج بعد.
(2) في نسخة " ف " يتفسرون (يتفرسون خ ل).
(3) عنه البحار: 48 / 231 - 234 ح 38، 39 والعوالم: 21 / 429 ح 1 وعن إرشاد المفيد: 298 مع تغيير ما.
وقطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 185 ح 37.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 230 والمستجاد: 479 ومدينة المعاجز: 452 ح 83 وحلية الابرار: 2 / 256 عن الارشاد.
وأورده في روضة الواعظين: 218 مرسلا كما في الارشاد وفي المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 308 مختصرا.
وأخرج نحوه في إحقاق الحق: 12 / 335 - 339 عن كتب العامة.
وأورده في الفصول المهمة: 238 ونور الابصار: 166 عن أحمد بن عبدالله بن عمار مختصرا.
(4) الكافي: 1 / 258 ح 2 وعن مدينة المعاجز: 57 ح 86.
(5) كذا في الكافي وبقية المصادر والبحار والعوالم غير القرب فإن فيه " يسار " وفي الاصل ونسخة " ح " بشناء وفي نسخ " أ، ف، م " سنان.
(6) قال الصدوق (ره) في الامالي والعيون: قال الحسن: وكان هذا الشيخ من خيار العامة شيخ صديق مقبول القول، ثقة جدا عند الناس.
(7) في القاموس: القطيعة كشريفة: محال ببغداد أقطعها المنصور أناسا من أعيان دولته ليعمروها ويسكنوها (*).
[32] من العامة ممن كان يقبل قوله، قال: جمعنا السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين إلي الخير فأدخلنا علي موسي بن جعفر عليه السلام، وقال لنا السندي: يا هؤلاء انظروا إلي هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإن أمير المؤمنين لم يرد به سوء، وإنما ننتظر به أن يقدم ليناظره(1) وهو صحيح موسع عليه في جميع أموره فسلوه وليس لنا هم إلا النظر إلي الرجل في فضله وسمته.
فقال موسي بن جعفر عليه السلام: أما ما ذكره من التوسعة وما أشبهها فهو علي ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر إني قد سقيت السم في سبع تمرات وأنا غدا أخضر وبعد غد أموت، فنظرت إلي السندي بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة(2).
فموته عليه السلام أشهر من أن يحتاج إلي ذكر الرواية به، لان المخالف في ذلك يدفع الضرورات، والشك في ذلك يؤدي إلي الشك في موت كل واحد من آبائه وغيرهم فلا يوثق بموت أحد.
علي أن المشهور عنه عليه السلام أنه وصي إلي ابنه علي بن موسي عليه السلام وأسند إليه أمره بعد موته، والاخبار بذلك أكثر من أن تحصي، نذكر منها طرفا ولو كان حيا باقيا لما احتاج إليه(3).
8 - فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني(4)، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي وعبيدالله بن المرزبان(5)، عن ابن سنان
________________________________
(1) في البحار ونسختي " ف، ح " فيناظره.
(2) عنه البحار: 48 / 212 ح 10 - 12 والعوالم: 21 / 436 ح 2 وعن عيون أخبار الرضا (): 1 / 96 ح 2 وأمالي الصدوق: 128 ح 20 وقرب الاسناد: 142.
وفي إثبات الهداة: 3 / 171 ح 2 عنها وعن الكافي.
وأورده الفتال في روضة الواعظين: 217 عن الحسن بن محمد بن بشار مثله وابن شهر اشوب في مناقبه: 4 / 327 عن الحسن بن محمد بن بشار مختصرا.
(3) عنه البحار: 48 / 250 والعوالم: 21 / 509.
(4) الكافي: 1 / 319 ح 16.
(5) كذا في الكافي والارشاد، وفي الاصل: محمد بن علي بن عبدالله بن المرزبان.
(*)
[33] قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام - من قبل أن يقدم العراق بسنة - وعلي إبنه جالس بين يديه، فنظر إلي وقال: يا محمد [أما إنه](1) سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك، قال: قلت: وما يكون جعلني الله فداك فقد أقلقتني(2) ؟ قال: أصير إلي هذه الطاغية(3) أما إنه لا يبدأني(4) منه سوء(5) ومن الذي يكون بعده قال: قلت: وما يكون جعلني الله فداك(6) ؟ قال: يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء(7).
قال قلت: وما ذلك جعلني الله فداك ؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحده إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام إمامته وجحده حقه(8) بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، قال: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لاسلمن له حقه ولاقرن بإمامته.
قال: صدقت يا محمد يمد الله في عمرك وتسلم له حقه عليه السلام وتقر له بإمامته وإمامة من يكون بعده، قال: قلت: ومن ذاك ؟ قال: ابنه محمد،
______________________________________
(1) من الكافي.
(2) في الكافي: جعلت فداك ؟ فقد أقلقني ما ذكرت.
(3) هو المهدي العباسي، والتاء للمبالغة في طغيانه وتجاوزه عن الحد (ملا صالح المازندراني).
(4) في نسخة " ف " لا يتداني (لا يبدأني خ ل) وفي نسختي " ألف، م " لا يتداني ".
(5) " لا يبدأني منه سوء " أي لا يصلني إبتداء منه سوء وهو القتل ولا من الذي بعده وهو وسي بن المهدي، وقد قتله بعده هارون الرشيد بالسم، وهذا من دلائل إمامته إذ أخبر بما يكون، وقد وقع كما أخبر (ع) (ملا صالح المازندراني).
(6) في الكافي: جعلت فداك.
(7) سأل السائل عن مآل حاله مع الطواغيت فأشار عليه السلام إلي أنه القتل بقوله: " يضل الله الظالمين " أي يتركهم مع أنفسهم الطاغية، حتي يقتلوا نفسا معصومة، ولم يمنعهم جبرا، وهذا معني إضلالهم، وإلي أنه ينصب مقامه إماما آخر بقوله: " ويفعل الله ما يشاء ".
ولما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة والخصوصية سأل السائل عنه بقوله: " ما ذاك " يعني وما ذاك الفعل ؟ فأجاب عليه السلام بأنه نصب ابنه علي للامامة والخلافة، ومن ظلم إبني هذا حقه وجحده إمامته،.
كان كمن ظلم علي بن أبي طالب (ع) حقه وجحده إمامته، وذلك لان من نكر الامام الآخر، لم يؤمن بالامام الاول (ملا صالح المازندراني).
(8) في الكافي: كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وجحده إمامته.
(*)
[34] قال: قلت: له الرضا والتسليم(1).
9 - عنه(2)، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان وإسماعيل بن عباد القصري(3) جميعا، عن داود الرقي قال: قلت لابي إبراهيم عليه السلام: جعلت فداك إني قد كبر(4) سني فخذ بيدي (وانقذني)(5) من النار، (من صاحبنا بعدك)(6) ؟ فأشار إلي إبنه أبي الحسن عليه السلام فقال: هذا صاحبكم من بعدي(7).
10 - عنه(8)، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله(9)، عن الحسن، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن اسحاق بن
____________________________________
(1) عنه البحار: 50 / 19 ح 4 وعن رجال الكشي: 508 ح 982.
وفي البحار: 49 / 21 ح 27 عنه وعن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 32 ح 29 وإرشاد المفيد: 306 - بإسناده عن الكليني - وأعلام الوري: 308 عن محمد بن يعقوب.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 379 وإثبات الهداة: 3 / 173 ح 7 عن الكافي.
وفي الحلية المذكور ص 385 عن العيون، وفي كشف الغمة: 2 / 272 عن الارشاد.
وقطعة منه في الاثبات المذكور: ص 232 ح 18 عنها جميعا عدا رجال الكشي.
(2) الكافي: 1 / 312 ح 3 وعنه حلية الابرار: 2 / 372.
(3) كذا في الكافي وهو الصحيح، قال الشيخ: إنه من أصحاب الرضا (ع) وذكره البرقي أيضا كذلك، وفي الاصل ونسختي " ف، ح " البصري.
(4) في نسخ " أ، ف، م " والبحار، كبرت.
(5) ليس في الكافي.
(6) بدل ما بين القوسين " في الكافي ": قال.
(7) عنه البحار: 49 / 23 ح 34 وعن إرشاد المفيد: 304 - بإسناده عن الكليني - وأعلام الوري: 304 عن محمد بن يعقوب، وفي إثبات الهداة: 3 / 229 ح 3 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 270 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في المستجاد: 492 عن الارشاد.
ورواه في الفصول المهمة: 243 عن داود بن كثير الرقي مثله.
وفي الصراط المستقيم: 2 / 165 عن محمد بن سنان، عن داود الرقي نحوه.
(8) الكافي: 1 / 312 ح 4 وعنه حلية الابرار: 2 / 373.
(9) هو أحمد بن محمد بن عبدالله بن مروان الانباري، روي عن الرضا وأبي محمد عليهما السلام.
وفي نسخة " ف " والبحار أحمد بن محمد بن عبيدالله.
(*)
[35] عمار(1) قال: قلت لابي الحسن الاول عليه السلام: ألا تدلني علي(2) من آخذ منه ديني ؟ فقال: هذا ابني علي إن أبي أخذ بيدي فأدخلني إلي قبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقال: يا بني إن الله قال: * (إني جاعل في الارض خليفة) *(3) وإن الله عز وجل إذا قال قولا وفي به(4).
11 - عنه(5)، عن محمد بن يحيي(6)، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحاف(7) قال: كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين(8) ببغداد، فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح عليه السلام [جالسا فدخل عليه إبنه علي](9) فقال لي: يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي، أما إني [قد](10) نحلته كنيتي، فضرب هشام براحته(11) جبهته، ثم قال: ويحك كيف قلت ؟ فقال علي بن يقطين: سمعته والله منه كما قلت.
فقال هشام: إن الامر (والله)(12) فيه من بعده(13).
__________________________________
(1) قال النجاشي: محمد بن إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي الصيرفي، ثقة عين، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام.
(2) في الكافي: إلي.
(3) البقرة: 30.
(4) عنه البحار: 49 / 24 ح 35 وعن إرشاد المفيد: 305 - بإسناده عن الكليني - وأعلام الوري: 304 عن محمد بن يعقوب.
وفي إثبات الهداة 3 / 232 ح 16 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 270 نقلا من الارشاد.
وأورد صدره في الصراط المستقيم: 2 / 164، عن أحمد بن محمد بن عبدالله.
(5) الكافي: 1 / 311 ح 1.
(6) قال النجاشي: محمد بن يحيي أبوجعفر العطار القمي شيخ أصحابنا في زمانه ثقة عين كثير الحديث.
وعدة الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام.
(7) قال النجاشي: الحسين بن نعيم الصحاف مولي بني أسد، ثقة وأخواه علي ومحمد.
وعده الشيخ في رجاله مع توصيفه " بالكوفي " من أصحاب الصادق عليه السلام.
(8).
قال النجاشي: علي بن يقطين بن موسي البغدادي سكنها وهو كوفي الاصل ولد بالكوفة سنة 124 وتوفي سنة 182 في سجن هارون في أيام موسي بن جعفر عليه السلام ببغداد.
(9، 10) من الكافي.
(11) في نسخة " ف " براحة.
(12) ليس في الكافي.
(13) عنه البحار: 49 / 13 ح 4 وعن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 21 ح 3 باختلاف وإرشاد المفيد: 305 - باسناده عن الكليني - وأعلام الوري: 303 عن محمد بن يعقوب.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 372 عن العيون والكافي.
وفي كشف الغمة: 2 / 270 عن الارشاد، وفي ص 298 عن العيون.
ورواه في كفاية الاثر: 267 باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسي.
[36] 12 - عنه(1)، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن معاوية بن حكيم(2)، عن نعيم القابوسي(3)، عن أبي الحسن موسي عليه السلام [أنه](4) قال: ابني علي(5) أكبر ولدي وآثرهم(6) عندي وأحبهم إلي وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي(7).
13 - عنه(8)، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان وعلي بن الحكم جميعا، عن الحسين بن المختار(9) قال: خرجت إلينا ألواح
________________________________
(1) الكافي: 1 / 311 ح 2 وعنه حلية الابرار: 2 / 372.
(2) قال النجاشي: معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني ثقة، جليل في أصحاب الرضا (ع).
وعده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الجواد عليه السلام وأخري من أصحاب الهادي عليه السلام، ووصفه بالكوفي، وثالثة فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام.
(3) عده الشيخ: المفيد (ره) في الارشاد - في فصل من روي النص عن الرضا (ع) الامامة من أبيه (ع) - من خاصة الكاظم (ع) وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته.
(4) من الكافي.
(5) في الكافي: إن ابني عليا.
(6) في الكافي: وأبرهم.
(7) عنه البحار: 49 / 24 ح 36 وعن إرشاد المفيد: 305 - باسناده عن الكليني - وإعلام لوري: 304 عن محمد بن يعقوب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 231 ح 14 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.
وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 164 عن أبي نعيم القابوسي، وفي الخرائج: 2 / 897 مرسلا عن الكاظم عليه السلام مثله.
وأخرج نحوه في البحار: 49 / 20 ح 25 عن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 31 ح 27 وبصائر الدرجات: 158 ح 24.
(8) الكافي: 1 / 312 ح 8 وعنه حلية الابرار: 2 / 374.
(9) هو الحسين بن المختار أبوعبدالله القلانسي، كوفي عده الشيخ في رجاله من أصحاب لصادق والكاظم عليهما السلام.
وعده الشيخ المفيد (ره) في الارشاد - في فصل من روي النص عليالرضا عليه السلام بالامامة من أبيه عليه السلام - من خاصة الكاظم عليه السلام، وثقاته، وأهل الورع والعلم والفقه، من شعيته.
[37] من أبي الحسن عليه السلام - وهو في الحبس -: عهدي إلي أكبر ولدي أن يفعل كذا وأن يفعل كذا، وفلان لا تنله شيئا حتي ألقاك أو يقضي الله علي الموت(1).
14 - عنه(2)، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن زياد بن مروان القندي - [وكان من الواقفة](3) قال: دخلت علي أبي إبراهيم عليه السلام وعنده أبوالحسن إبنه فقال لي: يا زياد هذا إبني علي، أن(4) كتابه كتابي، وكلامه كلامي، ورسوله رسولي، وما قال فالقول قوله(5).
15 - عنه(6)، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضل، عن المخزومي(7) - وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب - قال بعث إلينا أبوالحسن موسي عليه السلام فجمعنا ثم قال [لنا](8): أتدرون لم
________________________________
(1) عنه البحار: 49 / 24 ح 37 وعن إرشاد المفيد: 305 - بإسناده عن الكليني - وإعلام الوري: 305 عن محمد بن يعقوب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 229 ح 6 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.
وأخرج صدره في الصراط المستقيم: 2 / 165 عن الارشاد.
(2) الكافي: 1 / 312 ح 6.
(3) من الكافي.
(4) في الكافي: هذا إبني فلان بدل " هذا إبني علي، إن ".
(5) عنه البحار: 49 / 19 ح 23 وعن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 31 ح 25 باختلاف وإرشاد المفيد: 305 - باسناده عن الكليني - وإعلام الوري: 304 عن محمد بن يعقوب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 229 ح 4 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 373 عن العيون والكافي.
ورواه في الفصول المهمة: 244 والصراط المستقيم: 2 / 164 عن زياد بن مروان القندي باختلاف يسير.
(6) الكافي: 1 / 312 ح 7.
(7) عده الشيخ المفيد (ره) في الارشاد في فصل ممن روي النص علي الرضا (ع) بالامامة من أبيه الاشارة إليه منه بذلك - من خاصة الكاظم عليه السلام وثقاته وأهل الورع والفقه من شيعته، ويظهر من رواية العيون أن المخزومي هو عبدالله بن الحارث.
(8) من الكافي.
(*)
[38] جمعتكم ؟(1) فقلنا: لا قال: " اشهدوا أن ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي " من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فليتنجزها(2) منه ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلا بكتابه(3).
16 - عنه(4)، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي علي الخزاز، عن داود بن سليمان(5) قال: قلت لابي إبراهيم عليه السلام: إني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك فأخبرني عن الامام بعدك ؟ فقال: ابني فلان - يعني أبا الحسن عليه السلام(6).
17 - وبهذا الاسناد، عن ابن مهران، عن محمد بن علي، عن سعيد بن أبي الجهم(7) عن نصر بن قابوس(8) قال: قلت لابي إبراهيم عليه السلام: إني
________________________________
(1) في الكافي: لم دعوتكم ؟.
(2) في العيون والبحار والفصول المهمة: فليستنجزها.
(3) عنه البحار: 49 / 16 ح 12 وعن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 27 ح 14 باختلاف وإرشاد المفيد: 306 - بإسناده عن الكليني - وأعلام الوري: 304 عن محمد بن يعقوب وفي إثبات الهداة: 3 / 229 ح 5 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 373 - 374 عن الكافي والعيون.
وصدره في الصراط المستقيم: 2 / 165 عن الارشاد.
ورواه في الفصول المهمة: 244 عن المخزومي باختلاف يسير.
(4) الكافي: 1 / 313 ح 11 وعنه حلية الابرار: 2 / 375.
(5) عدة الشيخ المفيد في الارشاد - في فصل في من روي النص علي الرضا عليه السلام بالامامة من أبيه والاشارة إليه منه بذلك - من خاصة الكاظم عليه السلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته.
(6) عنه البحار: 49 / 24 ح 38 وعن إرشاد المفيد: 306 - بإسناده عن الكليني - وإعلام الوري: 305 عن محمد بن يعقوب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 230 ح 8 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في الصراط المستقيم: 2 / 165 عن الارشاد.
(7) قال النجاشي: سعيد بن أبي الجهم القابوسي اللخمي، أبوالحسين - من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر - كان سعيد ثقة في حديثه وجها بالكوفة وآل أبي الجهم بيت كبير بالكوفة.
وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام.
وعده الشيخ المفيد في الارشاد من خاصة الكاظم عليه السلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته في فصل ممن روي النص من أبي الحسن موسي علي ابنه الرضا عليهما السلام.
(*)
[39] سألت أباك عليه السلام من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو، فلما توفي أبوعبدالله عليه السلام ذهب الناس يمينا وشمالا وقلت: بك أنا وأصحابي فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك ؟ قال: إبني فلان(1).
18 - عنه(2)، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن الضحاك بن الاشعث(3)، عن داود بن زربي(4) قال: جئت إلي أبي إبراهيم عليه السلام بمال (قال)(5): فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك الله لاي شئ تركته عندي ؟ فقال: إن صاحب هذا الامر يطلبه منك، فلما جاء نعيه بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام، فسألني ذلك المال، فدفعته إليه(6).
________________________________
(1) عنه البحار: 49 / 25 ح 39 وعن إرشاد المفيد: 306 - بإسناده عن الكليني - وإعلام الوري: 305 عن محمد بن يعقوب.
وأخرجه في البحار المذكور ص 20 ح 24 عن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 31 ح 26 ورجال الكشي: 451 رقم 849 باختلاف.
وفي البحار: 48 / 23 ح 38 والعوالم: 21 / 57 ح 8 عن العيون.
وفي إثبات الهداة: 3 / 230 ح 9 عنها وعن الكافي وكشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.
وفي حلية الابرار: 2 / 375 عن الكافي والعيون، وفي الصراط المستقيم: 2 / 165 عن الارشاد وفي الاثبات المذكور ص 159 ح 17 عن الكافي ومعاني الاخبار (وقد لاحظنا معاني الاخبار ن أوله إلي آخره فلم نجد الخبر فيه ولا سنده فيحتمل كونه مصحف عيون الاخبار).
(2) الكافي: 1 / 313 ح 13 وعنه حلية الابرار: 2 / 375.
(3) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام.
(4) قال النجاشي: داود بن زربي أبوسليمان الخندقي البندار روي عن أبي عبدالله عليه السلام.
وقال الشيخ في الفهرست: له أصل، وعنده في رجاله مع توصيفه بالكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام.
وعده الشيخ المفيد (ره) في الارشاد - في فصل - ممن روي النص علي الرضا عليه السلام بالامامة من أبيه - من خاصة الكاظم عليه السلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته.
وفي الاصل: داود بن رزين ولم نجد له ذكر في كتب الرجال فلعله مصحف (زربي).
(5) ليس في الكافي والارشاد.
(6) عنه البحار: 49 / 25 ح 40 وعن إرشاد المفيد: 306 - بإسناده عن الكليني - ورجال لكشي: 313 رقم 565 باسناده عن الضحاك بن الاشعث وإعلام الوري: 305 عن محمد بن يعقوب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 230 ح 10 عن كتابنا هذا وعن الارشاد وإعلام الوري والكافي وكشفالغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد.وأخرجه في الصراط المستقيم: 2 / 166 عن الارشاد.
[40] 19 - عنه(1)، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن علي بن الحكم(2)، عن عبدالله بن إبراهيم بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب(3)، عن يزيد بن سليط(4) في حديث طويل عن أبي إبراهيم عليه السلام أنه قال في السنة التي قبض عليه السلام فيها إني أؤخذ في هذه السنة، والامر [هو](5) إلي إلي إبني علي، سمي علي فأما علي الاول فعلي بن أبي طالب وأما (علي)(6) الآخر فعلي بن الحسين عليهما السلام، أعطي فهم الاول وحلمه ونصره ووده وذمته [ومحنته](7) ومحنة الآخر، وصبره علي ما يكره تمام الخبر(8).
20 - وروي، أبوالحسين محمد بن جعفر الاسدي، عن سعد بن عبدالله، عن جماعة من أصحابنا منهم محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
________________________________
(1) الكافي: 1 / 315 قطعة من ح 14 وعنه حلية الابرار: 2 / 377 و 389 ومدينة المعاجز: 436.
(2) كذا في الاصل ولكن في الكافي والامامة والتبصرة وغيرهما أبي الحكم الارمني ولم نجد له ذكر في كتب الرجال.
(3) قال النجاشي: عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، ثقة، صدوق.
(4) عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الكاظم عليه السلام.
وعده الشيخ المفيد (ره) - في الارشاد في فصل ممن روي النص علي الرضا عليه السلام من أبيه - من خاصة الكاظم عليه السلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته.
(5) من الكافي.
(6) ليس في الكافي.
(7) من الكافي وفيه دينه بدل ذمته.
(8) أخرجه في البحار: 50 / 27 عن إعلام الوري: 307 - نقلا عن الكليني وابن بابويه - والامامة والتبصرة: 80 قطعة من ح 68.
وفي كشف الغمة: 2 / 272 عن إرشاد المفيد: 306 بإسناده عن الكليني.
وفي البحار: 48 / 13 ذح 1 والعوالم: 21 / 53 ذح 1 عن عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 26 نحوه.
وفي ج: 49 / 12 ذح 1 عن العيون وإعلام الوري والامامة والتبصرة.
وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 165 عن يزيد بن سليط نحوه.
(*)
[41] والحسن بن موسي الخشاب ومحمد بن عيسي بن عبيد، عن محمد بن سنان عن الحسن بن الحسن - في حديث له - قال: قلت لابي الحسن موسي عليه السلام: أسألك ؟ فقال: سل إمامك فقلت: من تعني ؟ فإني لا أعرف إماما غيرك قال: هو علي إبني قد نحلته كنيتي.
قلت: سيدي أنقذني من النار، فإن أبا عبدالله عليه السلام قال: إنك أنت القائم بهذا الامر ! قال: أو لم أكن قائما ؟ ثم قال: يا حسن ما من إمام يكون قائما في أمة إلا وهو قائمهم، فإذا مضي عنهم فالذي يليه هو القائم الحجة حتي يغيب عنهم، فكلنا قائم فاصرف جميع ما كنت تعاملني به إلي إبني علي، [والله](1) والله ما أنا فعلت ذاك به، بل الله فعل به ذاك حبا(2).
21 - وروي أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة(3)، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن محمد بن سنان وصفوان بن يحيي وعثمان بن عيسي، عن موسي بن بكر قال: كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام فقال لي: إن جعفرا عليه السلام كان يقول: سعد امرؤ لم يمت حتي يري خلفه من نفسه، ثم أومأ بيده إلي إبنه علي فقال: هذا وقد أراني الله خلفي من نفسي(4).
22 - عنه(5)، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن الحكم وعلي بن الحسن بن نافع(6)، عن هارون بن خارجة قال: قال لي هارون بن سعد العجلي(7): قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدون إليه أعناقكم،
________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م " والبحار.
(2) عنه البحار: 49 / 25 ح 41 وإثبات الهداة: 3 / 240 ح 50.
(3) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام.
قائلا: علي بن محمد القتيبي تلميذ الفضل بن شاذان نيسابوري، فاضل.
وقال النجاشي: عليه اعتمد أبوعمرو الكشي في كتاب الرجال.
(4) عنه البحار: 49 / 26 ح 42 وإثبات الهداة: 3 / 240 ح 51.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 386 وإثبات الهداة: 3 / 242 ح 62 عن كفاية الاثر: 269.
(5) الظاهر أن الضمير يرجع إلي أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي.
(6) في الكمال علي بن الحسن بن نافع الوراق.
(7) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، ويظهر من الكشي أنه زيدي.

2 - فصل: فأما الكلام في ولادة صاحب الزمان وصحتها فأشياء إعتبارية وأشياء إخبارية

2 - فصل: فأما الكلام في ولادة صاحب الزمان وصحتها فأشياء إعتبارية وأشياء إخبارية
فصل: فأما الكلام في ولادة صاحب الزمان وصحتها فأشياء إعتبارية وأشياء إخبارية
فأما الاعتبارية فهو أنه إذا ثبت إمامته بما دللنا عليه من الاقسام، وإفساد كل قسم منها إلا القول بإمامته ثبت(1) إمامته وعلمنا بذلك صحة ولادته إن لم يرد(2) فيه خبر أصلا.
وأيضا ما دللنا عليه من أن الائمة اثنا عشر يدل علي صحة ولادته، لان العدد لا يكون إلا لموجود.
وما دللنا علي أن صاحب الامر لابد له من غيبتين يؤكد ذلك، لان كل ذلك مبني علي صحة ولادته.
وأما تصحيح ولادته من جهة الاخبار فسنذكر في هذا الكتاب طرفا مما روي فيه جملة وتفصيلا، ونذكر بعد ذلك جملة من أخبار من شاهده ورآه لان استيفاء ما روي في هذا المعني يطول به الكتاب.
195 - أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدثني محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا، عن
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " ثبتت.
(2) في نسخ " أ، ف، م " لم يرو.
(*)
[230] الثقة قال: حدثني عبدالله بن العباس العلوي - وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا(1) في أشياء كثيرة - قال: حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي(2)، قال: دخلت علي أبي محمد عليه السلام بسر من رأي فهنأته بسيدنا صاحب الزمان عليه السلام لما ولد(3).
196 - محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن جعفر الاسدي، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: دخلت علي حكيمة(4) بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم، قالت فلان ابن الحسن فسمته.
فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبرا؟ فقالت: خبرا عن أبي محمد عليه السلام كتب به إلي أمه قلت لها: فأين الولد؟ قالت: مستور فقلت: إلي من تفزع الشيعة؟ قالت: إلي الجدة أم أبي محمد عليه السلام، فقلت:(أقتدي)(5) بمن وصيته إلي امرأة.
فقالت: إقتد(6) بالحسين بن علي عليهما السلام أوصي إلي أخته زينب بنت علي عليه السلام في الظاهر وكان(7) ما يخرج من علي بن الحسين عليهما السلام من علم ينسب إلي زينب سترا علي علي بن الحسين عليهما السلام.
ثم قالت: إنكم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين عليه السلام يقسم ميراثه وهو في الحياة؟.
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " كان يخالفنا.
(2) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا الحسين بن الحسن الحسيني الاسود، فاضل، يكني أبا عبدالله، رازي.
(3) عنه البحار: 51 / 17 ح 24 وإثبات الهداة: 3 / 506 ح 312.
(4) في نسخ الاصل: خديجة والصحيح ما أثبتناه من البحار وغيره.
(5) ليس في نسخة " ف ".
(6) في البحار: إقتداء.
(7) في نسخ " أ، ف، م " فكان.
(*)
[231] وروي هذا الخبر التلعكبري، عن الحسن بن محمد النهاوندي(1)، عن الحسن بن جعفر بن مسلم الحنفي، عن أبي حامد المراغي قال: سألت حكيمة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري، وذكر مثله(2).
197 - وقد تقدمت(3) الرواية من قول أبي محمد عليه السلام حين ولد له: وزعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل فكيف رأوا قدرة الله وسماه المؤمل.
198 - وروي محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الاشعري، عن المعلي بن محمد، عن أحمد بن محمد قال: خرج عن أبي محمد عليه السلام حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افتري علي الله وعلي أوليائه زعم أنه يقتلني وليسلي عقب فكيف رأي قدرة الله، وولد له ولد وسماه محمدا سنة ست وخمسين ومائتين(4)(5).
___________________________________
(1) قال النجاشي: الحسن بن محمد النهاوندي، أبوعلي، متكلم جيد الكلام، له كتب.
(2) عنه إثبات الهداة: 3 / 506 ح 313.
وفي البحار: 51 / 363 ح 11 عنه وعن كمال الدين: 501 ح 27 وص 507 بإسناده عن محمد بن جعفر.
ورواه في إثبات الوصية: 230 عن أبي الحسن محمد بن جعفر الاسدي باختلاف يسير.
وفي الهداية الكبري للحضيني: 89 بإسناده عن الاسدي باختلاف.
(3) في ح 186.
(4) قال في البحار: ربما يجمع بينه وبين ما ورد من خمس وخمسين بكون السنة في هذا الخبر ظرفا لخرج أو قتل، أو أحداهما علي الشمسية والاخري علي القمرية " انتهي ".
نقول: والحمل الاخير لا وجه له، إذ تفاوت الشمسية والقمرية في مدة ست وخمسين ومائتي سنة يكون بما يقرب من ثمان سنين لا سنة واحدة.
(5) عنه البحار: 51 / 4 ح 4 وعن كمال الدين: 430 ح 3 عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد.
وفي إثبات الهداة: 3 / 441 ح 11 عنهما وعن الكافي: 1 / 329 ح 5 وص 514 ح 1 وفيه أحمد بن محمد بن عبدالله الانباري.
وأخرجه في إعلام الوري: 414 وحلية الابرار: 2 / 549 عن الكافي، وفي كشف الغمة: 2 / 449 عن إرشاد المفيد: 349 بإسناده عن الكليني.
ورواه في تقريب المعارف: 184 عن أحمد بن محمد بن عبيدالله مثله.
(*)
[232] 199 - أبوهاشم الجعفري قال: قلت لابي محمد عليه السلام: جلالتك تمنعني عن مسألتك فتأذن لي في أن أسألك؟ قال: سل، قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم، قلت: فإن حدث حدث فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة(1).
200 - وروي محمد بن يعقوب رفعه عن نسيم الخادم، وخادم أبي محمد عليه السلام قال: دخلت علي صاحب الزمان عليه السلام بعد مولده بعشر ليال فعطست عنده.
فقال: يرحمك الله ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك في العطاس؟ هو أمان من الموت ثلاث أيام(2).
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 161 ح 11.
وأخرجه في إعلام الوري: 413 وحلية الابرار: 2 / 549 وإثبات الهداة: 3 / 441 ح 10 عن الكافي: 1 / 328 ح2.
وفي كشف الغمة: 2 / 449 والمستجاد: 527 والصراط المستقيم: 2 / 171 عن إرشاد المفيد: 349 بإسناده عن محمد بن يعقوب.
ورواه في تقريب المعارف: 184 وروضة الواعظين 262 والفصول المهمة: 292 عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري مثله.
(2) عنه إعلام الوري: 395.
وفي البحار: 51 / 5 ح 8 عنه وح 7 عن كمال الدين: 430 ذح 5 بإسناده عن نسيم الخادم باختلاف.
وأخرجه في البحار: 76 / 54 ح 12 عن الكمال وفي ج 52 / 30 ح 24 عن الكمال: 441 ح 11 بسند آخر عن نسيم خادمة أبي محمد عليه السلام باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 668 ح 35 عنها وعن الخرائج: 2 / 693 ح 7 وج 1 / 465 ح 11 وفي الوسائل: 8 / 461 ح 1 عن الكمال بكلا سنديه.
وفي كشف الغمة: 2 / 500 ومنتخب الانوار المضيئة 160 عن الخرائج.
وفي حلية الابرار: 2 / 544 وتبصرة الولي ح 11 عن الكمال بالسند الاول.
وفي مستدرك الوسائل: 8 / 383 ح 1 - عن هداية الحضيني: 86 عن غيلان الكلابي عن نسيم - وإثبات الوصية: 221 عن علان، عن نسيم نحوه.
وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 235 عن إبراهيم عن نسيم مثله.
وفي ثاقب المناقب: 86 عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله، عن نسيم باختلاف.
(*)
[233] 201 - وروي محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسي، عن سالم بن أبي حية، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا اجتمع ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع القائم عليه السلام(1).
202 - وروي محمد بن يعقوب بإسناده، عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس - سماه - قال: أتيت سر من رأي ولزمت باب أبي محمد عليه السلام، فدعاني من غير أن أستأذنت(2)، فلما دخلت فسلمت قال لي: يا فلان كيف حالك؟ ثم قال: اقعد يا فلان.
ثم سألني عن جماعة من رجال ونساء من أهلي.
ثم قال لي: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال: فالزم الدار، قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، وكنت أدخل عليه بغير إذن إذا كان في دار الرجال.
فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال، فسمعت حركة في البيت وناداني: مكانك لا تبرح ! فلم أجسر أخرج ولا أدخل فخرجت علي جارية معها شئ مغطي، ثم ناداني: أدخل فدخلت، ثم نادي الجارية فرجعت، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه فكشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلي سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم.
ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتي مضي أبومحمد عليه السلام.
فقال ضوء بن علي: قلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ قال:
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 143 ح 5 وإثبات الهداة: 3 / 470 ح 139 وعن كمال الدين: 333 ح 2 بإسناده عن أحمد بن هلال باختلاف يسير.
ورواه في إثبات الوصية: 227 عن الحميري نحوه، وفي إعلام الوري: 403 عن أحمد بن هلال كما في كمال الدين.
(2) في نسخة " ف " أستأذن وكذا في البحار.
(*)
[234] سنتين قال العبدي:(1) فقلت لضوء: كم تقدر أنت فقال: أربع عشرة سنة.
قال أبوعلي وأبوعبدالله:(2) ونحن نقدر إحدي وعشرين سنة(3).
203 - وبهذا الاسناد، عن عمرو الاهوازي قال: أراني أبومحمد عليه السلام إبنه وقال: هذا صاحبكم من بعدي(4).
204 - وأخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمي، عن أبي عبدالله المطهري، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت: بعث إلي أبومحمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله
___________________________________
(1) هو علي بن عبدالرحمن العبدي راوي الخبر عن ضوء بن علي.
(2) أبوعلي وأبوعبدالله هما محمد والحسن إبنا علي بن إبراهيم روياه عن العبدي علي ما في سند الخبر في الكافي وغيره.
(3) عنه البحار: 52 / 26 ح 21 وعن كمال الدين: 435 ح 4 بإسناده عن الكليني.
وقطعة منه في إثبات الهداة 3 / 441 ح 12 عنهما وعن الكافي.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 550 ومدينة المعاجز: 598 ح 21 وتبصرة الولي ح 20 و 115 عن الكافي: 1 / 514 ح 2 وص 329 ح 6 إلي قوله " حتي مضي أبومحمد عليه السلام " وفيه: نقدر له الآن...الخ.
وقطعة منه في تبصرة الولي: ح 113 عن الكافي: 1 / 332 ح 14 ورواه في تقريب المعارف: 184 عن نصر بن علي العجلي مثله.
وفي الخرائج: 2 / 957 عن ضوء بن علي العجلي.
(4) عنه إثبات الهداة: 3 / 506 ح 314.
وأخرجه في إعلام الوري: 414 وحلية الابرار: 2 / 549 وتبصرة الولي ح 19 و 111 عن الكافي: 1 / 328 ح 3مثله وص 332 ح 12 نحوه.
وفي كشف الغمة: 2 / 449 والمستجاد: 528 والصراط المستقيم: 2 / 171 عن إرشاد المفيد: 349 بإسناده عن الكليني.
وفي الاثبات المذكور: 441 ح 8 عن الكافي وفي ص 586 ح 802 عن تقريب المعارف: 184 عن عمرو الاهوازي.
وفي البحار: 52 / 60 ح 48 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن إرشاد المفيد 351 بإسناده عن الكليني كما في الكافي الثاني.
(*)
[235] عزوجل سيسرك بوليه وحجته علي خلقه خليفتي من بعدي.
قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتي انتهيت إلي أبي محمد عليه السلام، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي ! الخلف ممن هو؟ قال: من سوسن فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن.
قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة(1) ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبومحمد عليه السلام من أمر ولي الله عليه السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتي بلغت إلي الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت(فزعة)(2) [وخرجت](3) وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلي الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر(قد)(4) قرب فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد عليه السلام، فناداني من حجرته: لا تشكي وكأنك(5) بالامر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالي.
قالت حكيمة: فاستحييت من أبي محمد عليه السلام ومما وقع في قلبي، ورجعت إلي البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة فلقيتها علي باب البيت فقلت: بأبي أنت(وأمي)(6) هل تحسين شيئا؟ قالت: نعم يا عمة ! إني لاجد أمرا شديدا قلت: لا خوف عليك إن شاء الله تعالي، وأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة
___________________________________
(1) غفا يغفو غفوا: نام، وقيل: نعس، وقيل: نام نومة خفيفة.
(من هامش البحار).
(2) ليس في البحار.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) في نسخ " أ، ف، م " فكأنك.
(6) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[236] من المرأة للولادة، فقبضت علي كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنت أنة وتشهدت ونظرت تحتها، فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الارض بمساجده.
فأخذت بكتفيه فأجلسته في حجري، فإذا هو نظيف مفروغ منه، فناداني أبو محمد عليه السلام: يا عمة هلمي فأتيني بابني فأتيته به، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه علي عينيه ففتحها(1)، ثم أدخله في فيه فحنكه ثم [أدخله](2) في أذنيه وأجلسه في راحته اليسري، فاستوي ولي الله جالسا، فمسح يده علي رأسه وقال له: يا بني انطق بقدرة الله فاستعاذ ولي الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح: *(بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) *(3) وصلي علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وعلي أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام واحدا واحدا حتي انتهي إلي أبيه، فناولنيه(4) أبومحمد عليه السلام وقال: يا عمة رديه إلي أمه *(حتي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *(5) فرددته إلي أمه وقد انفجر الفجر الثاني، فصليت الفريضة وعقبت إلي أن طلعت الشمس، ثم ودعت أبا محمد عليه السلام وانصرفت إلي منزلي.
فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلي ولي الله، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها، فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا فكرهت أن أسأل، فدخلت علي أبي محمد عليه السلام فاستحييت أن أبدأه بالسؤال، فبدأني فقال:(هو)(6)
___________________________________
(1) في نسخة " ف " ففتحتهما.
(2) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(3) القصص: 5، 6.
(4) في نسخة " ف " وناولنيه وكذا في نسخة " أ ".
(5) مقتبس من آية: 13 من القصص.
(6) ليس في البحار.
(*)
[237] يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتي يأذن الله له، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم، وليكن عندك وعندهم مكتوما، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتي يقدم له جبرئيل عليه السلام فرسه *(ليقضي الله أمرا كان مفعولا) *(1).
205 - وبهذا الاسناد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن حمويه الرازي، عن الحسين بن رزق الله، عن موسي بن محمد بن جعفر(2) قال حدثتني حكيمة بنت محمد عليه السلام بمثل معني الحديث الاول إلا أنها قالت: فقال لي: أبومحمد عليه السلام يا عمة إذا كان اليوم السابع فأتينا.
فلما أصبحت جئت لاسلم علي أبي محمد عليه السلام وكشفت عن الستر لاتفقد سيدي فلم أره، فقلت له: جعلت فداك ما فعل سيدي فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسي.
فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلموا إبني، فجئ بسيدي وهو في خرق صفر ففعل به كفعله(3) الاول، ثم أدلي لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا وعسلا، ثم قال: تكلم يا بني فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلا الله وثني بالصلاة علي محمد وعلي الائمة عليهم السلام حتي وقف علي أبيه، ثم قرأ *(بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين - إلي قوله - ما كانوا يحذرون) *(4).
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 17 ح 25 وحلية الابرار: 2 / 538 وتبصرة الولي: ح 5.
وقطعة منه في نور الثقلين: 4 / 111 ح 16.
وفي إثبات الهداة: 3 / 414 ح 52 وص 506 ح 315 وص 682 ح 89 تقطيعا.
والآية في الانفال: 42.
(2) هو موسي بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسي بن جعفر عليهما السلام كما في الكافي والكمال.
(3) في نسخة " ف " كفعاله وكذا في نسختي " أ، م ".
(4) أخرجه في البحار: 51 / 2 ح 3 وإعلام الوري: 394 والبرهان: 3 / 218 ح 4 ومدينة المعاجز: 586 ح 1 وتبصرة الولي: ح 1 وحلية الابرار: 2 / 522 عن كمال الدين: 424 ح 1 مفصلا إلي قوله تعالي: *(ما كانوا يحذرون) *.
وأورده في روضة الواعظين: 256 مرسلا كما في الكمال.
وفي ثاقب المناقب: 85 عن موسي بن محمد بن القاسم مختصرا.
[238] 206 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن سميع بن بنان، عن محمد بن علي بن أبي الداري، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن روح الاهوازي، عن محمد بن إبراهيم، عن حكيمة بمثل معني الحديث الاول إلا أنه قال: قالت بعث إلي أبومحمد عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان سنه خمس وخمسين ومائتين قالت وقلت له: يا بن رسول الله من أمه؟ قال: نرجس، قالت: فلما كان في اليوم الثالث اشتد شوقي إلي ولي الله، فأتيتهم عائدة فبدأت بالحجرة التي فيها الجارية، فإذا أنا بها جالسة في مجلس المرأة النفساء وعليها أثواب صفر، وهي معصبة الرأس فسلمت عليها والتفت إلي جانب البيت وإذا بمهد عليه أثواب خضر، فعدلت إلي المهد ورفعت عنه الاثواب فإذا أنا بولي الله نائم علي قفاه غير محزوم ولا مقموط، ففتح عينيه وجعل يضحك ويناجيني باصبعه(1)، فتناولته وأدنيته إلي فمي لاقبله، فشممت منه رائحة ما شممت قط أطيب منها، وناداني أبومحمد عليه السلام يا عمتي ! هلمي فتاي إلي، فتناوله وقال(2): يا بني انطق وذكر الحديث.
قالت ثم تناولته(3) منه وهو يقول: يا بني استودعك الذي استودعته أم موسي، كن في دعة الله وستره وكنفه وجواره، وقال: رديه إلي أمه يا عمة واكتمي خبر هذا المولود علينا، ولا تخبري به أحدا حتي يبلغ الكتاب أجله، فأتيت أمه وودعتهم وذكر الحديث إلي آخره.
أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال:
___________________________________
(1) في نسخة " ف " باصبعيه وكذا في نسختي " أ، م ".
(2) في نسخ " أ، ف، م " وقال له.
(3) في البحار: ثم تناوله.
(*)
[239] حدثني الثقة، عن محمد بن علي بن بلال،(1) عن حكيمة بمثل ذلك(2).
207 - وفي رواية أخري عن جماعة من الشيوخ أن حكيمة حدثت بهذا الحديث وذكرت أنه كان ليلة النصف من شعبان وأن أمه نرجس وساقت الحديث إلي قولها فإذا أنا بحس سيدي وبصوت أبي محمد عليه السلام وهو يقول: يا عمتي هاتي إبني فكشفت عن سيدي.
فإذا هو ساجد متلقيا الارض بمساجده، وعلي ذراعه الايمن مكتوب *(جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)*(3) فضممته إلي فوجدته مفروغا منه فلففته في ثوب وحملته إلي أبي محمد عليه السلام وذكروا الحديث إلي قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين حقا، ثم لم يزل يعد السادة الاوصياء إلي أن بلغ إلي نفسه ودعا لاوليائه بالفرج علي يديه ثم أحجم.
وقالت: ثم رفع بيني وبين أبي محمد عليه السلام كالحجاب فلم أر سيدي فقلت: لابي محمد: يا سيدي أين مولاي؟ فقال: أخذه من هو أحق منك ومنا ثم ذكروا الحديث بتمامه وزادوا فيه.
فلما كان بعد أربعين يوما دخلت علي أبي محمد عليه السلام فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته، فقال أبومحمد عليه السلام: هذا المولود الكريم علي الله عزوجل فقلت: سيدي أري من أمره ما أري وله أربعون يوما، فتبسم وقال: يا عمتي أما علمت أنا معاشر الائمة ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في السنة، فقمت فقبلت رأسه وانصرفت، ثم عدت وتفقدته فلم أره فقلت لابي محمد عليه السلام: ما فعل
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسكري عليه السلام قائلا: محمد بن علي بن بلال ثقة.
وعده في الكني من أصحاب الهادي عليه السلام قائلا: أبوطاهر محمد وأبوالحسن وأبوالمتطبب بنو علي بن بلال بن راشتة المتطبب.
(2) عنه البحار: 51 / 19 ح 26 وقطعة منه في تبصرة الولي ح 81.
(3) مقتبس من الاسراء آية 81.
(*)
[240] مولانا.
فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسي(1).
208 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال: حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب، وكان عاميا بمحل من النصب لاهل البيت عليهم السلام يظهر ذلك ولا يكتمه، وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق، فيقول - كلما لقيني - لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به، فأتغافل عنه إلي أن جمعني وإياه موضع خلوة، فاستقصيت عنه(2) وسألته أن يخبرني به، فقال: كانت دورنا بسر من رأي مقابل دار ابن الرضا يعني أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام، فغبت عنها دهرا طويلا إلي قزوين وغيرها، ثم قضي لي الرجوع إليها، فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها وكانت من طبع الاول(3) مستورة صائنة لا تحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار، فأقمت عندهن(4) أياما ثم عزمت الخروج، فقالت العجوزة(5) كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا؟ فأقم عندنا لنفرح بمكانك، فقلت لها علي جهة الهزء: أريد أن أصير إلي كربلاء، وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة، فقالت: يا بني أعيذك بالله أن تستهين ما ذكرت أو تقوله علي وجه الهزء فإني أحدثك بما رأيته يعني(6) بعد
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 19 ح 27 وصدره في إثبات الهداة: 3 / 682 ح 90.
وأخرجه بطوله في حلية الابرار: 2 / 529 وتبصرة الولي ح 7 ومدينة المعاجز: 588 ح 4 والبحار: 51 / 25 - 27 عن هداية الحضيني: 70 - 71.
ورواه بطوله أيضا في إثبات الوصية: 218 - 220.
وأورده في عيون المعجزات: 139 - 141 كما في إثبات الوصية.
(2) في نسخ " أ، ف، م " عليه.
(3) أي كانت من طبع الخلق الاول هكذا، أي كانت مطبوعة علي تلك الخصال في أول عمرها(من البحار).
(4) في البحار: عندهم.
(5) في البحار: فقالت العجوز.
(6) في نسخ " أ، ف، م " بعيني.
(*)
[241] خروجك من عندنا بسنتين.
كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي ابنتي وأنا بين النائمة واليقظانة، إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة، فقال: يا فلانة يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران، فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي، ففزعت فناديت(1) ابنتي، وقلت(2) لها: هل شعرت بأحد دخل البيت فقالت: لا، فذكرت الله وقرأت ونمت، فجاء الرجل بعينه وقال لي مثل قوله، ففزعت وصحت بابنتي فقالت: لم يدخل البيت [أحد](3) فاذكري الله ولا تفزعي فقرأت ونمت.
فلما كان في [الليلة](4) الثالثة جاء الرجل وقال: يا فلانة قد جاء ك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه، وسمعت دق الباب فقمت وراء الباب وقلت: من هذا؟ فقال: افتحي ولا تخافي، فعرفت كلامه وفتحت الباب فإذا خادم معه إزار فقال: يحتاج إليك بعض الجيران لحاجة مهمة، فادخلي ولف رأسي بالملاء ة وأدخلني الدار وأنا أعرفها، فإذا بشقاق(5) مشدودة وسط الدار ورجل قاعد بجنب الشقاق، فرفع الخادم طرفه فدخلت وإذا امرأة قد أخذها الطلق وامرأة قاعدة خلفها كأنها تقبلها.
فقالت المرأة: تعيننا(6) فيما نحن فيه، فعالجتها بما يعالج به مثلها فما كان إلا قليلا حتي سقط غلام فأخذته علي كفي وصحت غلام غلام، وأخرجت رأسي من طرف الشقاق أبشر الرجل القاعد، فقيل لي لا تصيحي، فلما رددت وجهي إلي الغلام قد كنت فقدته من كفي فقالت لي المرأة القاعدة: لا تصيحي، وأخذ الخادم بيدي ولف رأسي بالملاء ة وأخرجني من الدار وردني إلي داري وناولني صرة وقال
___________________________________
(1) في البحار ونسخة " ف " وناديت.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فقلت.
(3، 4) من تبصرة الولي.
(5) الشقاق جمع الشقة بالكسر وهي ما شق من الثوب مستطيلا.
وفي نسخ " أ، ف، م " فإذا شقاق(البحار).
(6) في نسخ " أ، ف، م " تعينينا.
(*)
[242] [لي]:(1) لا تخبري بما رأيت أحدا.
فدخلت الدار ورجعت إلي فراشي في هذا البيت وابنتي نائمة [بعد](2) فأنبهتها وسألتها هل علمت بخروجي ورجوعي؟ فقالت: لا، وفتحت الصرة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير عددا(3)، وما أخبرت بهذا أحدا إلا في هذا الوقت لما تكلمت بهذا الكلام علي حد(4) الهزء فحدثتك إشفاقا عليك، فإن لهؤلاء القوم عند الله عزوجل شأنا ومنزلة، وكل ما يدعونه حق(5)، قال: فعجبت(6) من قولها وصرفته إلي السخرية والهزء ولم أسألها عن الوقت غير أني أعلم يقينا أني غبت عنهم في سنة نيف وخمسين ومائتين ورجعت إلي سر من رأي في وقت أخبرتني العجوزة(7) بهذا الخبر في سنة إحدي وثمانين ومائتين في وزارة عبيدالله بن سليمان(8) لما قصدته.
قال حنظلة: فدعوت بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتي سمع معي [منه](9) هذا الخبر(10).
___________________________________
(1) من البحار.
(2) من البحار ونسخ(أ، ف، م ".
(3) في نسخ " أ، ف، م " عددت.
(4) في نسخة " ف " علي جهة(حد خ ل).
(5) في البحار: حتي.
(6) في نسخة " ف " فتعجبت.
(7) في البحار: عجوز.
(8) هو أبوالقاسم عبيدالله بن سليمان بن وهب، كان وزيرا للمعتضد استوزره في سنة 279 بعد أن مات المعتمد وبويع له، وهو قد خالف المعتضد في لعن معاوية(عليه لعنة الله) وأنه - بعد أن أمر المعتضد بإخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه بلعن معاوية وأن يقرأ الكتاب بعد صلاة الجمعة علي المنبر - أحضر يوسف بن يعقوب القاضي وأمره أن يعمل الحيلة في إبطال ما عزم عليه المعتضد وبعد أن صار الكلام بين المعتضد ويوسف بن يعقوب أمسك المعتضد فلم يرد عليه جوابا ولم يأمر في الكتاب بعده بشئ(تاريخ الطبري 1 / 30 و 54 - 63) وفي الاصل: عبدالله.
(9) من نسخ " أ، ف، م ".
(10) عنه البحار: 51 / 20 ح 28 ومدينة المعاجز: 592 ح 13 وحلية الابرار: 2 / 540 وتبصرة الولي: ح 9.
(*)
[243] 209 - محمد بن يعقوب، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن جعفر الحميري، قال: اجتمعت والشيخ أبوعمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف.
فقلت له: يا أبا عمرو إني لاريد أن أسألك عن شئ وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوما(رفع الحجة وغلق باب التوبة *(فلم يكن ينفع)(1) نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) *(2) فأولئك شرار [من](3) خلق الله عزوجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة.
ولكن أحببت أن أزداد يقينا فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتي *(قال: أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي) *(4).
وقد أخبرني أبوعلي أحمد بن إسحاق أنه سأل أبا الحسن صاحب العسكر عليه السلام وقال: من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال [له](5): العمري ثقتي فما أدي إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون.
وأخبرني أبوعلي سأل أبا محمد عليه السلام عن مثل ذلك فقال له: العمري وإبنه ثقتان، فما أديا إليك فعني يؤديان، وما قالا فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
[قال](6) فخر أبوعمرو ساجدا وبكي ثم قال: سل [حاجتك](7)
___________________________________
(1) بدل ما بين القوسين في الكافي: فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة فلم يكن ينفع.
(2) مقتبس من الانعام: 158.
(3) من الكافي.
(4) البقرة: 260.
(5) من الكافي.
(6) من الكافي.
(7) من نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[244] فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمد عليه السلام فقال: إي والله ورقبته مثل هذا وأومأ بيده، فقلت بقيت واحدة، فقال هات، قلت: الاسم قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلل ولا أحرم، ولكن عنه صلوات الله عليه، فإن الامر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضي ولم يخلف ولدا، وقسم ميراثه وأخذ من لا حق له، فصبر علي ذلك وهو ذا عماله يجولون، فليس أحد يجسر أن يتقرب إليهم ويسألهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب فالله الله، اتقوا الله وأمسكوا عن ذلك(1).
210 - وروي أن بعض أخوات أبي الحسن عليه السلام كانت لها جارية ربتها تسمي نرجس فلما كبرت دخل أبومحمد عليه السلام فنظر إليها فقالت له: أراك يا سيدي تنظر إليها؟ فقال: إني ما نظرت إليها إلا متعجبا.
أما إن المولود الكريم علي الله تعالي يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن عليه السلام في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك(2).
211 - وروي علان الكليني(2)، عن محمد بن يحيي، عن الحسين بن علي النيشابوري الدقاق، عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر عليهما السلام، عن السياري(4) قال: حدثني نسيم ومارية قالت:(5) لما خرج
___________________________________
(1) الكافي: 1 / 329 ح 1 وعنه إعلام الوري: 396 وحلية الابرار: 2 / 687 وتبصرة الولي: ح 21 و 100 وقطعة منه في الوسائل: 18 / 99 ح 4 عن كتابنا هذا وعن الكافي.
ويأتي في ح 322 وله تخريج نذكره هناك.
(2) عنه البحار: 51 / 22 ح 29 وإثبات الهداة: 3 / 414 ح 53 وأخرجه في البحار: 51 / 11 ح 14 والاثبات المذكور: ص 409 ح 39 وتبصرة الولي ح 2 ومدينة المعاجز: 586 ح 3 وحلية الابرار: 2 / 524 عن كمال الدين: 426 ح 2 مفصلا.
ورواه في عيون المعجزات: 138 باختلاف.
وفي روضة الواعظين: 257 كما في الكمال.
(3) قال النجاشي: علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني، المعروف بعلان، يكني أبا الحسن، ثقة، عين له كتاب أخبار القائم عليه السلام.
(4) هو أحمد بن محمد بن سيار السياري.
(5) كذا في نسخ الاصل والاظهر أنه سهو والصحيح: قالتا.
(*)
[245] صاحب الزمان عليه السلام من بطن أمه سقط جاثيا علي ركبتيه، رافعا سبابته نحو السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله عبدا داخرا لله غير مستنكف ولا مستكبر، ثم قال: زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك(1).
212 - وروي علان بإسناده أن السيد عليه السلام ولد في سنة ست وخمسين ومائتين من الهجرة بعد مضي أبي الحسن بسنتين(2).
213 - وروي محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الاوصياء قال: حدثني حمزة ابن نصر غلام أبي الحسن عليه السلام عن أبيه قال: لما ولد السيد عليه السلام تباشر أهل الدار بذلك فلما نشأ خرج إلي الامر أن أبتاع في كل يوم مع اللحم قصب مخ وقيل إن هذا لمولانا الصغير عليه السلام(3).
21- وعنه قال: حدثني الثقة، عن إبراهيم بن إدريس(4) قال: وجه
___________________________________
(1) عنه إعلام الوري: 395، وفي البحار: 51 / 4 ح 6 ومدينة المعاجز: 586 ح 2 عنه وعن كمال الدين: 430 ح 5 بإسناده عن محمد العطار.
وفي إثبات الهداة: 3 / 668 ح 34 عنها وعن الخرائج: 1 / 457 ح 2 عن السياري مثله.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 544 وتبصرة الولي: ح 10 عن ابن بابويه.
وفي كشف الغمة: 2 / 498 والبحار: 76 / 53 ح 5 عن الخرائج.
ورواه في إثبات الوصية: 221 عن علان الكلابي وفي ألقاب الرسول وعترته: 287 وثاقب المناقب: 254 عن السياري مثله وفي هداية الحضيني: 71 باختلاف يسير.
وفي الصراط المستقيم: 2 / 210 والعدد القوية: 72 ح 117 عن نسيم ومارية مختصرا.
(2) عنه البحار: 51 / 22 ح 30 وإثبات الهداة: 3 / 507 ح 316.
ورواه في إثبات الوصية: 221 عن علان، وفيه " بنحو سنتين " بدل بسنتين.
(3) عنه البحار: 51 / 22 ح 31 وإثبات الهداة: 3 / 507 ح 317.
ورواه في إثبات الوصية: 221 عن حمزة بن نصر.
(4) عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الهادي عليه السلام.
(*)
[246] إلي مولاي أبومحمد عليه السلام بكبش وقال: عقه عن ابني فلان وكل وأطعم أهلك ففعلت، ثم لقيته بعد ذلك فقال لي: المولود الذي ولد لي مات، ثم وجه إلي بكبشين وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم عق هذين الكبشين عن مولاك وكل هنأك الله وأطعم إخوانك، ففعلت ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئا(1).
215 - وروي علان قال: حدثني ظريف(2) أبونصر الخادم قال: دخلت عليه - يعني صاحب الزمان عليه السلام - فقال لي: علي بالصندل الاحمر فقال: فأتيته به فقال عليه السلام: أتعرفني؟ قلت: نعم قال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي فقال: ليس عن هذا سألتك.
قال ظريف(3): فقلت جعلني الله فداك فسر لي، فقال: أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي(4).
216 - جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثني محمد بن جعفر بن عبدالله(5) عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال: وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلي أبي محمد عليه السلام، قال كامل: فقلت في نفسي:
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 22 ح 32 وإثبات الهداة: 3 / 508 ح 318 والوسائل: 15 / 172 ح 4.
وأخرجه في مستدرك الوسائل: 15 / 140 ح 3 وص 154 ح 1 عن إثبات الوصية: 221 عن الثقة من إخوانه مثله.
(2، 3) في البحار: طريف.
(4) عنه إثبات الهداة: 3 / 508 ح 319 وفي البحار: 52 / 30 ح 25 والعوالم: 15 / الجزء 3 / 298 ح 1 عنه وعن كمال الدين: 441 ح 12 بإسناده عن طريف أبونصر ودعوات الراوندي: 207 ح 563 نقلا من الكمال مختصرا.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 544 وتبصرة الولي: ح 39 عن الكمال.
وفي مدينة المعاجز: 611 ح 82 وإثبات الهداة: 3 / 694 ح 115 ومنتخب الانوار المضيئة: 159 وكشف الغمة: 2 / 499 عن الخرائج: 1 / 458 ح 3 عن علان.
ورواه الحضيني في هدايته: 87 باختلاف.
والمسعودي في إثبات الوصية: 221 نحوه.
والقندوزي في ينابيع المودة: 463 مختصرا.
وبعض المحدثين في ألقاب الرسول وعترته: 287 عن علان مثله.
(5) قال النجاشي: محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله النحوي(أبوبكر المؤدب) حسن العلم بالعربية والمعرفة بالحديث، له كتاب الموازنة لمن استبصر في إمامة الاثني عشر عليهم السلام.
وعده العلامة وابن داود في القسم الاول.
(*)
[247] أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، قال: فلما(1) دخلت علي سيدي أبي محمد عليه السلام نظرت إلي ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله.
فقال: متبسما: يا كامل وحسر عن ذراعيه: فإذا مسح أسود خشن علي جلده، فقال: هذا لله وهذا لكم، فسلمت وجلست إلي باب عليه ستر مرخي، فجاء ت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتي كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها.
فقال: لي(2) يا كامل بن إبراهيم، فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت: لبيك يا سيدي فقال: جئت إلي ولي الله وحجته وبابه تسأله هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟ فقلت: إي والله، قال: إذن والله يقل داخلها، والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية، قلت: يا سيدي ومن هم؟ قال: قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله.
ثم سكت صلوات الله عليه عني ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة، كذبوا، بل(3) قلوبنا أوعية لمشية الله، فإذا شاء شئنا، والله يقول: *(وما تشآؤون إلا أن يشآء الله) *(4).
ثم رجع الستر إلي حالته فلم أستطع كشفه، فنظر إلي أبومحمد عليه السلام متبسما فقال: يا كامل ما جلوسك؟ وقد(5) أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي، فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك.
قال أبونعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به.
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " لما.
(2) ليس في نسخة " ف ".
(3) في نسخة " ف " بك.
(4) الانسان: 30، التكوير: 29.
(5) في نسخة " ف " فقد.
(*)
[248] وروي هذا الخبر أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن عبدالله بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي(1) قال: سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الانصاري، وذكر مثله(2).
217 - محمد بن يعقوب، عن أحمد بن النضر(3)، عن القنبري - من ولد قنبر الكبير - مولي أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: جري حديث جعفر فشتمه فقلت: فليس غيره فهل رأيته؟ قال: لم أره ولكن رآه غيري قلت: ومن رآه قال: رآه جعفر مرتين، وله حديث(4).
218 - وحدث عن رشيق صاحب المادراي قال: بعث إلينا المعتضد(5)
___________________________________
(1) هو الحسن بن محمد بن الوجناء أبومحمد النصيبي، روي عن أبي محمد عليه السلام، وروي عنه الصفواني، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن عبدالله بن مهران.
(2) عنه البحار: 25 / 336 ح 6 وج 72 / 163 ح 20.
وفي ج: 52 / 50 ح 35 وتبصرة الولي ح 26 عنه وعن دلائل الامامة: 273 بإسناده عن جعفر بن محمد باختلاف.
وصدره في ج 50 / 253 ح 7 وج 70 / 117 ح 5 وج 79 / 302 ح 12 وإثبات الهداة: 3 / 415 ح 54.
وقطعة منه في الاثبات المذكور ص 508 ح 320 وصدره في ص 683 ح 91 عن كتابنا هذا وعن الخرائج: 1 / 458 ح 4 مختصرا نحوه.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 499 عن الخرائج.
ورواه في منتخب الانوار المضيئة: 139 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي كامل بن إبراهيم المدني باختصار في أوله.
وفي إثبات الوصية: 222 عن جعفر بن محمد بن مالك مثله، وفيه المدائني بدل المدني.
والحضيني في هدايته: 87 عن جعفر بن محمد بن مالك باختلاف.
والقندوزي في ينابيع المودة: 461 مختصرا.
(3) قال النجاشي: أحمد بن النضر الخزاز أبوالحسن بن الجعفي، مولي كوفي، ثقة.
(4) عنه البحار: 52 / 51 ح 36 وإثبات الهداة: 3 / 508 ح 321.
وأخرجه في إعلام الوري: 397 عن الكافي: 1 / 331 ح 9.
وفي كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 531 عن إرشاد المفيد: 351 بإسناده عن الكليني.
(5) هكذا في النسخ والمصادر والظاهر أنه تصحيف المعتمد، حيث بويع أبوالعباس أحمد بن طلحة المعتضد بالله في اليوم الذي مات فيه المعتمد علي الله عمه وهو يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت منرجب سنة 279 بينما قبض الامام الحسن العسكري عليه السلام في سنة 260(راجع مروج الذهب: 4 / 111 و 143).
[249] ونحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا ونجنب(1) آخر ونخرج مخفين(2) لا يكون معنا قليل ولا كثير إلا علي السرج مصلي(3)، وقال(لنا)(4): الحقوا بسامرة ووصف لنا محلة ودارا وقال: إذا أتيتموها تجدون علي الباب خادما أسود فاكبسوا(5) الدار، ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه.
فوافينا سامرة فوجدنا الامر كما وصفه، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها، فسألناه عن الدار ومن فيها فقال: صاحبها، فو الله ما التفت إلينا وقل اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا دارا سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلي أنبل(6) منه، كأن الايدي رفعت عنه في ذلك الوقت، ولم يكن في الدار أحد.
فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه(ماء)(7)، وفي أقصي البيت حصير قد علمنا أنه علي الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلي شئ من أسبابنا.
فسبق أحمد بن عبدالله ليتخطي البيت فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتي مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه وبقي ساعة، وعاد صاحبي الثاني إلي فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك، وبقيت مبهوتا.
فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلي الله وإليك، فو الله ما علمت كيف الخبر ولا إلي من أجئ وأنا تائب إلي الله.
فما التفت إلي شئ مما قلنا، وما انفتل عما كان فيه فهالنا ذلك، وانصرفنا
___________________________________
(1) من باب الافعال: أي نجعله جنبه وفي البحار: يجنب.
(2) من باب الافعال أيضا أي جاعلين ما معهم شيئا خفيفا.
(3) مصلي: أي فرشا خفيفا يصلي عليه ويكون حمله علي السرج(هامش نسخة الاصل).
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) أي أدخلوها باقتحام.
(6) في نسخة " ف " أنيل.
(7) ليس في البحار.
(*)
[250] عنه، وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلي الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت كان.
فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر، فحكينا له ما رأينا، فقال: ويحكم لقيكم أحد قبلي وجري منكم إلي أحد سبب أو قول؟ قلنا: لا فقال: أنا نفي(1) من جدي، وحلف بأشد أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا فما جسرنا أن نحدث به إلا بعد موته(2).
219 - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن قال: حدثني محمد بن حسن الكرخي قال: سمعت أبا هارون - رجلا من أصحابنا - يقول: رأيت صاحب الزمان عليه السلام ووجهه يضئ كأنه القمر ليلة البدر، ورأيت علي سرته شعرا يجري كالخط، وكشف الثوب عنه فوجدته مختونا، فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلك، فقال: هكذا ولد وهكذا ولدنا، ولكنا سنمر الموسي عليه لاصابة السنة(3).
___________________________________
(1) نفي من جدي أي منفي من جدي، ويريد بجده العباس، أي لست من بني العباس لو لم أضرب أعناقكم إن بلغني عنكم هذا الخبر، وفي بعض النسخ " لغي " أي لزنية منفيا من جدي.
(2) عنه تبصرة الولي ح 25 ومدينة المعاجز: 597 ح 18.
وفي البحار: 52 / 51 ملحق ح 36 وإثبات الهداة: 3 / 683 ح 92 عنه وعن الخرائج: 1 / 460 ح 5 عن رشيق حاجب المادراني مختصرا، والظاهر أنه أحمد بن الحسن المادراني ذكره القمي في الكني والالقاب: 3 / 107 وله بيان فراجع.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 499 وفرج المهموم: 248 عن الخرائج.
وأورده في كشف الاستار: 212 عن رشيق صاحب المادراي مختصرا.
وفي منتخب الانوار المضيئة: 140 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي رشيق المادراي مثله.
(3) عنه البحار: 52 / 25 ح 18 وعن كمال الدين: 434 ح 1.
وصدره في إثبات الهداة: 3 / 508 ح 322.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 581 وتبصرة الولي ح 15 و 116 والخرائج: 2 / 957 عن ابن بابويه.
وفي الوسائل: 15 / 164 ح 12 عن الكمال مختصرا.
وفي إعلام الوري: 397 عن محمد بن يعقوب، ولكن لم نجده في الكافي، فلعل ما نقله أما عن غير الكافي أو ضمير " عنه " سهو من النساخ والصحيح عن أبي جعفر بن بابويه.
(*)
[251] 220 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل الشيباني، عن أبي نعيم نصر بن عصام بن المغيرة الفهري المعروف بقرقارة قال: حدثني أبوسعيد المراغي، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق أنه سأل أبا محمد عليه السلام عن صاحب هذا الامر فأشار بيده، أي إنه حي غليظ الرقبة(1).
221 - أخبرني ابن أبي جيد القمي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن عبدالله بن العباس بن عبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن(2) بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: وردت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأي فهنأته بولادة ابنه عليه السلام(3).
222 - وأخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسي بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، أنه قال سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني.
قال محمد بن عثمان رضي الله عنه ورأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللهم انتقم لي من أعدائك(4).
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 161 ح 12 وإثبات الهداة: 3 / 509 ح 323.
(2) في نسخ " أ، ف، م " أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي البحار، الحسن بن الحسين العلوي.
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 509 ح 324 وفي البحار: 51 / 16 ح 22 عنه وعن كمال الدين: 434 ح 1.
(4) عنه البحار: 51 / 351، وفي ج 52 / 30 ح 23 عنه وعن كمال الدين: 440 ح 9 و 10.
وفي إثبات الهداة: 3 / 452 و 453 ح 69 و 70 عنهما وعن الفقيه: 2 / 520 ذح 3115.
وأخرجه في الوسائل: 9 / 360 ح 1 و 2 عن الفقيه والكمال.
وفي حلية الابرار: 2 / 607 وتبصرة الولي ح 37 و 38 عن الكمال، وفي الكمال: من أعدائي بدل " من أعدائك ".
ويأتي في حديث 330

3 - فصل وأما ما روي من الاخبار المتضمنة لمن رآه (ع)...

3 - فصل وأما ما روي من الاخبار المتضمنة لمن رآه (ع)...
فصل وأما ما روي من الاخبار المتضمنة لمن رآه عليه السلام...
وهو لا يعرفه أو عرفه فيما بعد
فأكثر من أن تحصي غير أنا نذكر طرفا منها:
223 - أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي قال: حدثني شيخ ورد الري علي أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي، فروي له حديثين في صاحب الزمان عليه السلام وسمعتهما منه كما سمع، وأظن ذلك قبل سنة ثلاثمائة أو قريبا منها، قال: حدثني علي بن إبراهيم الفدكي قال: قال الاودي(1).
بينا أنا في الطواف قد طفت ستة وأريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه، طيب الرائحة، هيوب، ومع هيبته متقرب إلي الناس، فتكلم فلم أر أحسن من كلامه، ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم من هذا؟ فقال: ابن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه، فيحدثهم ! ويحدثونه، فقلت: مسترشد أتاك فأرشدني هداك الله.
قال: فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه ما الذي دفع
___________________________________
(1) في الكمال والخرائج: الازدي، وهو أحمد بن الحسين بن عبدالملك، أبوجعفر الازدي(الاودي) كوفي، ثقة(رجال النجاشي، فهرست الشيخ).
(*)
[254] إليك ابن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؟ فقلت: حصاة فكشفت عن يدي، فإذا أنا بسبيكة من ذهب، [فذهبت](1) وإذا أنا به قد لحقني فقال: ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق، وذهب عنك العمي أتعرفني؟ فقلت: اللهم لا.
فقال:(أنا)(2) المهدي، أنا قائم الزمان، أنا الذي أملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا، إن الارض لا تخلو من حجة ولا يبقي الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، وقد ظهر أيام خروجي، فهذه أمانة في رقبتك فحدث(3) بها إخوانك من أهل الحق(4).
224 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدثني محمد بن علي، عن محمد بن أحمد بن خلف، قال: نزلنا مسجدا في المنزل: المعروف بالعباسية، - علي مرحلتين من فسطاط مصر - وتفرق غلماني في النزول وبقي معي في المسجد غلام أعجمي [فرأيت](5) في زاويته شيخا كثير التسبيح فلما زالت الشمس ركعت [وسجدت](6) وصليت الظهر في أول وقتها، ودعوت بالطعام وسألت الشيخ أن يأكل معي(فأجابني)(7).
فلما طعمنا سألت(8) عن اسمه واسم أبيه وعن بلده وحرفته
___________________________________
(1) من البحار، وفيه: فإذا بدل " وإذا ".
(2) ليس في الاصل.
(3) في نسخ " أ، ف "، م " تحدث.
(4) عنه البحار: 52 / 1 ح 1 وعن الخرائج: 2 / 784 ح 110 عن علي بن إبراهيم الفدكي وكمال الدين: 444 ح 18 بإسناده عن الازدي باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 670 ح 39 عن كتابنا هذا وعن الكمال وإعلام الوري: 421 نقلا عن ابن بابويه.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 573 وتبصرة الولي: ح 45 عن الكمال، وفي فرج المهموم: 258 عن الخرائج.
(5) من البحار ونسخ " أ، ح، ف، م ".
(6) من نسخة " ف ".
(7) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(8) في البحار ونسخ " أ، ف، م " سألته.
(*)
[255] (ومقصده)(1)، فذكر أن اسمه محمد بن عبدالله(2)، وأنه من أهل قم، وذكر أنه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق ويتنقل في البلدان والسواحل، وأنه أوطن مكة والمدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الاخبار ويتبع الآثار.
فلما كان في سنة ثلاث وتسعين ومائتين طاف بالبيت ثم صار إلي مقام إبراهيم عليه السلام فركع فيه وغلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأملت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته، ثم صلي فخرج وسعي، فاتبعته وأوقع الله عزوجل في نفسي أنه صاحب الزمان عليه السلام.
فلما فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره فلما قربت منه إذ أنا بأسود(3) مثل الفنيق(4) قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاك الله؟ فأرعدت ووقفت، وزال الشخص عن بصري وبقيت متحيرا.
فلما طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ألوم نفسي وأعذلها بانصرافي(5) بزجرة الاسود، فخلوت بربي عزوجل أدعوه وأسأله بحق رسوله وآله عليهم السلام أن لا يخيب سعيي وأن يظهر لي ما يثبت بن قلبي ويزيد في بصري.
فلما كان بعد سنين زرت قبر المصطفي صلي الله عليه وآله فبينا أنا(أصلي)(6) في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني عيني فإذا محرك يحركني فاستيقظت فإذا أنا بالاسود فقال: ما خبرك؟ وكيف كنت؟ فقلت: الحمد لله(7) وأذمك فقال: لا تفعل فإني أمرت بما خاطبتك به، وقد أدركت خيرا كثيرا،
___________________________________
(1) ليس في البحار.
(2) في البحار: عبيدالله.
(3) إذ أنا بأسود: أي برجل أسود.
(4) الفنيق: بالفاء والنون، الفحل الكريم من الابل لا يؤذي لكرامته علي أهله ولا يركب، والتشبيه في العظم والكبر(البحار).
(5) في نسخ " أ، ف، م " في انصرافي.
(6) ليس في البحار.
(7) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أحمد الله.
(*)
[256] فطب نفسا وازدد من الشكر لله عزوجل ما أدركت وعاينت، ما فعل فلان؟ وسمي بعض إخواني المستبصرين فقلت: ببرقة، فقال: صدقت ففلان؟ وسمي رفيقا لي مجتهدا في العبادة، مستبصرا في الديانة، فقلت: بالاسكندرية، حتي سمي لي عدة من إخواني.
ثم ذكر اسما غريبا فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، فقال: كيف تعرفه وهو رومي؟ فيهديه(1) الله فيخرج ناصرا من قسطنطينية، ثم سألني عن رجل آخر فقلت: لا أعرفه، فقال: هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليه السلام إمض إلي أصحابك فقل لهم: نرجوا أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين وفي الانتقام من الظالمين، ولقد لقيت جماعة من أصحابي وأديت إليهم وأبلغتهم ما حملت وأنا منصرف وأشير عليك أن لا تتلبس بما يثقل به ظهرك، ويتعب(2) به جسمك وأن تحبس نفسك علي طاعة ربك، فإن الامر قريب إن شاء الله تعالي.فأمرت خازني فأحضر لي(3) خمسين دينارا وسألته قبولها فقال: يا أخي قد حرم الله علي أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه كما أحل لي أن آخذ منك الشئ إذا إحتجت إليه فقلت له: هل سمع هذا الكلام منك أحد غيري من أصحاب السلطان؟ قال: نعم(أخوك)(4) أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان، وقد استأذن للحج تأميلا أن يلقي من لقيت، فحج أحمد بن الحسين الهمداني رحمه الله في تلك السنة فقتله ذكرويه بن مهرويه، وافترقنا وانصرفت إلي الثغر.
ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر(5) من ولد الحسين
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " يهديه الله.
(2) في البحار: تتعب.
(3) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فأحضرني.
(4) ليس في الاصل.
(5) هو طاهر بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله الاعرج بن الحسين الاصغر ابن الامام علي بن الحسين عليهما السلام.
قال الفخري في أنساب الطالبيين ص 58: طاهر أبوالقاسم العالي المحدث بالمدينة شيخ الحجاز، وهو بطن.
(*)
[257] الاصغر(1)، يقال إنه يعلم من هذا الامر شيئا فثابرت عليه حتي أنس بي، وسكن لي(2) ووقف علي صحة عقيدتي، فقلت له: يا بن رسول الله بحق آبائك الطاهرين عليهم السلام لما جعلتني مثلك في العلم بهذا الامر، فقد شهد(3) عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبدالله بن سليمان بن وهب(4) إياي لمذهبي واعتقادي وأنه أغري بدمي مرارا فسلمني الله منه.
فقال: يا أخي اكتم ما تسمع مني الخبر في هذه الجبال، وإنما يري العجائب الذين(5) يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها، وقد نهينا عن الفحص والتفتيش، فودعته وانصرفت عنه(6).
225 - وأخبرني أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، عن أبي الحسن محمد بن علي الشجاعي الكاتب، عن أبي عبدالله محمد بن إبراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد(محمد خ ل)(7) الجعفري قال، حججت سنة ست وثلاثمائة، وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلي سنة تسع وثلاثمائة، ثم خرجت عنها منصرفا إلي الشام، فبينا أنا في بعض الطريق، وقد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت
___________________________________
(1) الحسين الاصغر: عده الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام قائلا: أخو الباقر وعم الصادق عليهما السلام.تابعي، مدني، مات سنة " 157 ".
وقال المفيد - رحمه الله - في الارشاد: كان فاضلا ورعا، وروي حديثا كثيرا عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام، وعمته فاطمة بنت الحسين، وأخيه أبي جعفر عليهما السلام.
(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " إلي.
(3) أي قد حضر عندي من تعرفه بالوثاقة مخبرا بقصد القاسم إياي لمذهبي " وفي البحار " غرضه بيان أنه مضطر في الخروج خوفا من القاسم لئلا يبطأ عليه بالخبر أو أنه من الشيعة قد عرفه بذلك المخالف والمؤالف " انتهي ".
(4) في البحار: القاسم بن عبيدالله وفي نسخ " أ، ف، م " القاسم بن عبيدالله بن سليمان وهب، وفي نسخة " ح " القاسم بن عبدالله(عبيدالله خ ل).
(5) في نسخ " أ، ف، م " تري العجائب الذي.
(6) عنه البحار: 52 / 3 ح 2 وتبصرة الولي ح 62.
وقطعة منه في الايقاظ من الهجعة: 270 ح 76.
(7) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[258] من المحمل وتهيأت للصلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب منهم، فقال أحدهم: مم تعجب؟ تركت صلاتك وخالفت مذهبك.
فقلت للذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي؟ فقال: تحب أن تري صاحب زمانك؟ قلت نعم، فأومأ إلي أحد الاربعة، فقلت(له)(1): إن له دلائل وعلامات فقال: أيما أحب إليك أن تري الجمل وما عليه صاعدا إلي السماء، أو تري المحمل صاعدا إلي السماء؟ فقلت: أيهما كان فهي دلالة، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلي السماء، وكان الرجل أومأ إلي رجل به سمرة، وكان لونه الذهب، بين عينيه سجادة(2).
226 - أحمد بن علي، الرازي، عن محمد بن علي(3)، عن محمد بن عبد ربه الانصاري(4) الهمداني، عن أحمد بن عبدالله الهاشمي من ولد العباس قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأي يوم توفي، وأخرجت جنازته ووضعت، ونحن تسعة وثلاثون رجلا قعود ننتظر، حتي خرج إلينا(5) غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به.
فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم وقام الناس فاصطفوا
___________________________________
(1) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 52 / 5 ح 3 وإثبات الهداة: 3 / 684 ح 93 وتبصرة الولي: ح 63 وعن الخرائج: 1 / 466 ح 13.
وقطعة منه في الايقاظ من الهجعة: 355 ح 97.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 611 ح 83 عن الخرائج.
ورواه في ثاقب المناقب: 270 عن يوسف بن أحمد الجعفري مختصرا.
(3) هو محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن سكين بن بندار بن داد مهر بن فرح زاد بن مياذرماه بن شهريار الاصغر، قاله النجاشي، ثم قال: وكان لقب سكين بسبب إعظامهم له وكان ثقة، عينا، صحيح الاعتقاد، جيد التصنيف.
وعنونه الشيخ في الفهرست إلي أن قال: وأخبرنا أيضا جماعة، عن التلعكبري عنه.
(4) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام، قائلا: محمد بن عبد ربه الانصاري، أجاز التلعكبري جميع حديثه.
(5) في البحار ونسخة " ف " علينا وكذا في نسختي " أ، م ".
(*)
[259] خلفه، فصلي عليه ومشي، فدخل بيتا غير الذي خرج منه.
قال أبوعبدالله الهمداني فلقيت بالمراغة رجلا من أهل تبريز يعرف بإبراهيم بن محمد التبريزي، فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم(1) منه شئ، قال: فسألت الهمداني فقلت: غلام عشاري القد أو عشاري السن لانه روي أن الولادة كانت سنة ست وخمسين ومائتين وكانت غيبة(2) أبي محمد عليه السلام سنة ستة ومائتين بعد الولادة بأربع سنين.
فقال: لا أدري هكذا سمعت، فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم: عشاري القد(3).
227 - عنه، عن علي بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال: كنت حاضرا عند المستجار(بمكة)(4) وجماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين، إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران(فاحتج)(5) محرم بهما، وفي يده نعلان.
فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، ولم يبق منا أحد إلا قام، فسلم علينا وجلس متوسطا ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان أبو عبدالله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ [قلنا: وما كان يقول؟](6) قال: كان يقول:
___________________________________
(1) في البحار: يقال ما خرمت منه شيئا أي ما نقصت، وعشاري القد هو أن يكون له عشرة أشبار.
(2) المراد بغيبته وفاته عليه السلام، وكانت في تلك السنة كما صرحت به التواريخ والروايات، وفي تلك السنة وقعت الغيبة الكبري.
(3) عنه البحار: 52 / 5 ح 4 وتبصرة الولي: ح 64.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) ليس في البحار.
(6) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[260] " اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل البحار، أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجا ".
ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتي انصرف وأنسينا أن نذكره أمره، وأن نقول من هو؟ وأي شئ هو؟ إلي الغد في ذلك الوقت فخرج علينا من الطواف، فقمنا له كقيامنا(1) بالامس، وجلس في مجلسه متوسطا، فنظر يمينا وشمالا وقال(2): أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا وما كان يقول؟ قال: كان يقول: " إليك رفعت الاصوات [ودعيت الدعوات ولك](3) عنت الوجوه، ولك وضعت(4) الرقاب، وإليك التحاكم في الاعمال، يا خير من سئل، ويا خير من أعطي، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء ووعد بالاجابة، يا من قال: " ادعوني استجب لكم " يا من قال: " إذا(5) سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " ويا من قال: " يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور(6) الرحيم " لبيك وسعديك، ها أنا ذا بين يديك المسرف، وأنت القائل " لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ".
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء - فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " كقيامنا له بالامس.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فقال.
(3) من البحار.
(4) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وخضعت.
(5) في البحار ونسخة " ف " وإذا.
(6) في البحار: هو العزيز.
(*)
[261] عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟ فقلنا(1): وما كان يقول؟ قال: كان يقول: " يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا سعة وعطاء، يا من لا تنفد(2) خزائنه، يا من له خزائن السماوات والارض، يا من له خزائن ما دق وجل لا تمنعك(3) إساء تي من إحسانك، أنت تفعل بي الذي أنت أهله،(فإنك)(4) أنت أهل الكرم والجود، والعفو والتجاوز، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله، فإني أهل العقوبة وقد استحققتها، لا حجة(لي)(5) ولا عذر لي عندك، أبوء لك بذنوبي كلها وأعترف بها كي تعفو عني، وأنت أعلم بها مني، أبوء لك بكل ذنب أذنبته، وكل خطيئة احتملتها، وكل سيئة عملتها، رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الاعز الاكرم ".
وقام ودخل(6) الطواف فقمنا لقيامه، وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لاقباله كفعلنا فيما مضي، فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال: كان علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلي الحجر تحت الميزاب -.
" عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه غيرك ".
ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلي محمد بن القاسم من بيننا، فقال: يا محمد بن القاسم أنت علي خير إن شاء الله تعالي - وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر - ثم قام ودخل(7) الطواف فما بقي منا أحد إلا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فقلت.
(2) في البحار ونسخة " ح " لا ينفذ.
(3) في البحار ونسخة " ح " لا يمنعك.
(4) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م " وفي البحار: فأنت أهل الجود والكرم.
(5) ليس في نسخة " ف ".
(6) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فدخل.
(7) في البحار ونسخ " أ، ح، ف، م " فدخل.
(*)
[262] أن نتذاكر أمر إلا في آخر يوم.
فقال لنا أبوعلي المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم، فقلنا: وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان عليه السلام.
قال: فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها، قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها، قلت: ومن هم؟ قال: بنو هاشم، قلت: [و](1) من أي بنو هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة وأسناها، قلت: ممن قال: ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلي والناس نيام.
قال: فعلمت أنه علوي فأحببته علي العلوية، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضي، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا(2): نعم يحج معنا في كل سنة ماشيا، فقلت: سبحان الله(والله)(3) ما أري به أثر مشي قال: فانصرفت إلي المزدلفة كئيبا حزينا علي فراقه، ونمت من ليلتي(4) تلك، فإذا أنا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال: يا أحمد(5) رأيت طلبتك؟ فقلت: ومن ذاك يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتك(و)(6) هو صاحب زمانك.
قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه أن لا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنه كان ينسي أمره إلي وقت ما حدثنا به.
وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري، عن أبي علي
___________________________________
(1) من نسخة " ف ".
(2) في نسخة " ف " فقالوا.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(4) في نسخ " أ، ف، م " في ليلتي.
(5) في الاصل يا أبا أحمد.
(6) ليس في البحار.
(*)
[263] محمد بن همام، عن جعفر بن مالك الكوفي، عن محمد بن جعفر بن عبدالله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري وساق الحديث بطوله(1).
228 - وأخبرنا جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل - ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه - عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال: دخلت إلي علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي(2) فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال(3): يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجة كلا أطلب به عيان الامام فلم أجد إلي ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن إبراهيم ! قد أذن الله لي في الحج، فلم أعقل ليلتي حتي أصبحت، فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي ونهاري.
فلما كان(4) وقت الموسم أصلحت أمري، وخرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتي دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أجد له أثرا ولا سمعت له خبرا، فأقمت مفكرا في أمري حتي خرجت من المدينة أريد مكة، فدخلت الجحفة وأقمت بها يوما وخرجت منها متوجها نحو الغدير، وهو
___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 6 ح 5 وعن كمال الدين: 470 ح 24 بأسانيد مختلفة باختلاف ودلائل الامامة: 298 بإسناده عن التلعكبري.
وأخرجه في ج 94 / 187 ح 2 عن الكمال وعن العتيق الغروي نحوه، وفي تبصرة الولي ح 50 عن ابن بابويه.
وفي ج 95 / 157 ح 7 ذكر دعاء " اللهم إني أسألك "، ومن قوله " إليك رفعت " إلي قوله عليه السلام " جميعا " في البحار: 86 / 27 ح 21 عن كتابنا هذا وعن الكمال ومصباح المتهجد: 51 والبلد الامين: 12 وجنة الامان: 24.
وفي مستدرك الوسائل: 5 / 70 ح 3 عن كتابنا هذا والكمال ودلائل الامامة كما في البحار: 86.
ورواه في نزهة الناظر: 147 بإسناده عن التلعكبري.
وفي فلاح السائل: 179 بإسناده إلي أبي جعفر الطوسي.
(2) في نسخ " أ، ف، م " بالاهواز.
(3) في البحار: قال.
(4) في نسختي " ف، ح " كان(حان خ ل) وفي نسختي " أ، م " حان.
(*)
[264] علي أربعة أميال من الجحفة، فلما أن دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلي الله لهم، وخرجت أريد عسفان، فما زلت كذلك حتي دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت وأعتكفت(1).
فبينا أنا ليلة في الطواف، إذا أنا بفتي حسن الوجه، طيب الرائحة، يتبختر في مشيته(2) طائف حول البيت، فحس قلبي به، فقمت نحوه فحككته، فقال لي من أين الرجل؟ فقلت: من أهل [العراق فقال: من أي](3) العراق؟ قلت: من الاهواز.
فقال لي: تعرف(4) بها الخصيب(5)؟ فقلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، فما كان أطول ليلته وأكثر تبتله وأغزر دمعته، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار(6)؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم.
فقال: حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقلت: معي قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت(7) عيناه(بالدموع)(8) وبكي منتحبا حتي بل أطماره، ثم قال: أذن لك الآن يا بن مازيار، صر إلي رحلك وكن علي أهبة من أمرك، حتي إذا لبس الليل جلبابه، وغمر الناس ظلامه، سر(9) إلي شعب بني عامر ! فإنك ستلقاني هناك فسرت(10) إلي منزلي.
___________________________________
(1) في نسخة " ف " اعتكف.
(2) في نسختي " ف، م " مشيه.
(3) من نسخ " أ، ف، م " والبحار وفيه: فقال لي من أي.
(4) في نسخ " أ، ف، م " أتعرف.
(5) في البحار [ابن] الخضيب.
(6) ينبئ كلامه هذا أن مهزيار أصله مازيار فتحرر.
(7) يقال: تغرغرت عينه بالدمع إذا تردد فيها الدمع.
(8) ليس في البحار.
(9) في البحار: صر.
(10) في البحار: فصرت.
(*)
[265] فلما أن أحسست(1) بالوقت أصلحت رحلي وقدمت راحلتي وعكمته(2) شديدا، وحملت وصرت في متنه وأقبلت مجدا في السير حتي وردت الشعب، فإذا أنا بالفتي قائم ينادي يا أبا الحسن إلي، فما زلت(3) نحوه، فلما قربت بدأني بالسلام وقال لي: سر بنا يا أخ فما زال يحدثني وأحدثه حتي تخرقنا(4) جبال عرفات، وسرنا إلي جبال مني، وانفجر الفجر الاول ونحن قد توسطنا جبال الطائف.
فلما أن كان هناك أمرني بالنزول وقال لي: إنزل فصل صلاة الليل، فصليت، وأمرني بالوتر فأوترت، وكانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود والتعقيب، ثم فرغ من صلاته وركب، وأمرني بالركوب وسار وسرت معه حتي علا ذروة الطائف، فقال: هل تري شيئا؟ قلت: نعم أري كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا.
فلما أن رأيته طابت نفسي، فقال لي: هناك الامل والرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ فسار وسرت بمسيره إلي أن انحدر من الذروة وسار في أسفله، فقال: إنزل فها هنا يذل كل صعب، ويخضع كل جبار، ثم قال: خل عن زمام الناقة، قلت فعلي من أخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام، لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج(5) منه إلا مؤمن، فخليت من(6) زمام راحلتي، وسار وسرت معه إلي أن دنا من باب الخباء، فسبقني بالدخول وأمرني أن أقف حتي يخرج إلي.
ثم قال لي: أدخل هنأك السلامة، فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة واتزر بأخري، وقد كسر بردته علي عاتقه، وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف
___________________________________
(1) في البحار: حسست.
(2) الضمير راجع إلي الراحلة والراحلة تؤنث وتذكر وفي البحار: عكمتها.
(3) فما زلت نحوه: أي أنحو نحوه.
(4) تخرقنا: بالخاء المعجمة والراء المشددة أي قطعنا.
(5) في الاصل: ولا يخرجه.
(6) في البحار: عن زمام.
(*)
[266] عليها الندي، وأصابها ألم الهوي، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقني الانف، سهل الخدين، علي خده الايمن خال كأنه فتات مسك علي رضراضة عنبر.
فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي أحسن ما سلمت عليه، وشافهني وسألني عن أهل العراق، فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، وهم بين القوم أذلاء فقال لي: يا بن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء، فقلت، سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب، فقال: يا بن المازيار(أبي)(1) أبومحمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم(ولعنهم)(2) ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلي عفرها(3)، والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلي يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت يا سيدي متي يكون هذا الامر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة، واجتمع الشمس والقمر(4) واستدار بهما(5) الكواكب والنجوم، فقلت متي يا بن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض(من)(6) بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسي وخاتم سليمان، يسوق الناس إلي المحشر.
قال، فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي
___________________________________
(1) ليس في نسختي " ف، م ".
(2) ليس في البحار.
(3) في نسخة " ف " أقفرها وفي البحار: ونسختي " أ، م " قفرها.
(4) لعل المراد قرب الامر بقيام الساعة التي يكون فيها اجتماع الشمس والقمر، ولا يبعد أن يكون الشمس والقمر والنجوم كنايات عن الرسول وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم أجمعين.ويمكن الحمل علي ظاهره(البحار).
(5) في نسخة " ف " بها.
(6) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[267] وخرجت نحو منزلي، والله لقد سرت من مكة إلي الكوفة ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلي الله علي محمد وآله وسلم تسليما(1).
229 - وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وغيره، عن محمد بن يعقوب الكليني(2)، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة السواد(3).
قال شهدت نسيما(4) آنفا بسر من رأي، وقد كسر باب الدار فخرج إليه وبيده طبرزين، فقال ما تصنع في داري؟.
قال(نسيم)(5): إن جعفرا زعم أن أباك مضي ولا ولد له، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك، فخرج عن الدار.
قال علي بن قيس: فقدم علينا غلام من خدام الدار فسألته عن هذا الخبر، فقال: من حدثك بهذا؟ قلت(6): حدثني بعض جلاوزة السواد، فقال لي: لا يكاد يخفي علي الناس شئ(7).
___________________________________
(1) عنه تبصرة الولي ح 65، وفي البحار: 52 / 9 ح 6 عنه وعن دلائل الامامة: 296 بإسناده عن علي بن إبراهيم بن مهزيار نحوه مختصرا.
وأخرجه في تبصرة الولي: ح 60 عن دلائل الامامة.
وقطعة منه في نور الثقلين: 4 / 96 ح 10 وج 5 / 461 ح 4.
وقطعة منه أيضا في الايقاظ من الهجعة: 355 ح 97 بسند ح 224 المتقدم.
(2) الكافي: 1 / 331 ح 11 وعنه تبصرة الولي: ح 31.
(3) جلاوزة: جمع جلواز بكسر الجيم، بمعني الشرطي وأعوان العمال من فراش ونحوه، والسواد هو سواد الكوفة والعراق وسائر البلاد وبساتينها وقراها، وغلب إطلاق السواد علي سود الكوفة وبغداد.
(4) قوله شهدت نسيما: هكذا في نسخ الكتاب والبحار نقلا منه، ولكن في الكافي سيما بدون نون بدل نسيما في هذا المقام، وفي قوله قال نسيم، وكذا في شرح المولي محمد صالح المازندراني والمولي خليل القزويني، قال الاول أنه - أي سيما - من عبيد جعفر الكذاب، وقال الثاني أنه واحد من معتمدي الخليفة(انتهي).
(5) ليس في نسخة " ف ".
(6) في نسخة " ف " فقلت.
(7) عنه البحار: 52 / 13 ح 7.
(*)
[268] 230 - وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسي بن جعفر عليه السلام(1) - وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم - قال: رأيته بين المسجدين(2) وهو غلام(3).
231 - وبهذا الاسناد، عن خادم لابراهيم بن عبدة النيسابوري(4) قال: كنت واقفا مع إبراهيم علي الصفا فجاء غلام(5) حتي وقف علي إبراهيم وقبض علي كتاب مناسكه وحدثه بأشياء(6).
232 - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن إدريس(7) قال: رأيته بعد مضي أبي محمد عليه السلام حين أيفع(8) وقبلت يديه ورأسه(9).
___________________________________
(1) هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسي بن جعفر عليه السلام.
(2) قال في البحار: لعل المراد بالمسجدين، مسجدا: مكة والمدينة.
(3) عنه البحار: 52 / 13 ح 8 وعن إرشاد المفيد: 350 بإسناده عن الكليني.
وأخرجه في إعلام الوري: 396 وتبصرة الولي: ح 22 و 101 عن الكافي: 1 / 330 ح 2.
وفي كشف الغمة: 2 / 449 والمستجاد: 529 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن الارشاد.
(4) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام قائلا: إبراهيم بن عبدة النيسابوري.
وورد في التوقيع الذي خرج لاسحاق بن إسماعيل: وأنت رسولي يا إسحاق إلي إبراهيم بن عبدة - وفقه الله - أن يعمل بما ورد عليه في كتابي إلي أن قال: وعلي إبراهيم بن عبدة سلام الله ورحمته وعليك يا إسحاق(رجال الكشي ترجمة إسحاق بن إسماعيل).
(5) في الكافي: فجاء عليه السلام وهو الاظهر.
(6) عنه البحار: 52 / 13 ح 19 وعن إرشاد المفيد: 35 بإسناده عن الكليني.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 530 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن الارشاد.
وفي تبصرة الولي: ح 24 و 105 عن الكافي: 1 / 331 ح 6.
وفي إعلام الوري: 397 عن محمد بن يعقوب.
(7) عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الهادي عليه السلام.
(8) أيفع الغلام إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم(مجمع البحرين).
(9) عنه البحار: 52 / 14 ح 10 وعن إرشاد المفيد: 350 - بإسناده عن الكليني - الكافي: 1 / 331 ح 8. وأخرجه في إعلام الوري: 397 وتبصرة الولي ح 28 و 107 عن محمد بن يعقوب.
وفي كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 531 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن الارشاد.
(*)
[269] 233 - وبهذا الاسناد، عن أبي علي بن مطهر(1) قال: رأيته ووصف قده(2).
234 - أحمد بن علي الرازي، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة - وهو محمد بن الحسن بن عبدالله التميمي وكان زيديا - قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله أنه خرج إلي الحير قال: فلما صرت إلي الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم إنه ودع وودعت وخرجنا، فجئنا إلي المشرعة.
فقال لي: يا با سورة أين تريد؟ فقلت: الكوفة، فقال لي: مع من؟ قلت مع الناس، قال لي: لا تريد نحن جميعا نمضي، قلت: ومن معنا؟ فقال: ليس نريد معنا أحدا، قال: فمشينا ليلتنا فإذا نحن علي مقابر مسجد السهلة، فقال لي: هو ذا منزلك، فإن شئت فامض.
ثم قال لي: تمر إلي ابن الزراري(3) علي بن يحيي فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له لا يدفعه إلي، فقال لي: قل له: بعلامة أنه كذا وكذا دينارا وكذا وكذا درهما، وهو في موضع كذا وكذا، وعليه كذا وكذا مغطي، فقلت له: ومن أنت؟ قال(4): أنا محمد بنالحسن(5)، قلت: فإن لم يقبل مني وطولبت بالدلالة؟ فقال: أنا وراك، قال: فجئت إلي ابن الزراري(6) فقلت له: فدفعني، فقلت
___________________________________
(1) عده البرقي في رجاله من أصحاب الهادي عليه السلام قائلا: أحمد بن محمد بن مطهر، ووصفه الصدوق في مشيخة الفقيه بصاحب أبي محمد عليه السلام.
(2) عنه البحار: 52 / 14 ح 11.
وأخرجه في تبصرة الولي: ح 23 و 104 عن الكافي: 1 / 331 ح 5 وفي كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 530 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن إرشاد المفيد: 350.
بإسناده عن الكليني باختلاف.
(3) في نسخ " أ، ف، م " ابن الدراري.
(4) في نسخ " أ، ف، م " فقال.
(5) أي المهدي عليه السلام.
(6) في نسخ " أ، ف، م " ابن الدراري.
(*)
[270] له: [العلامات التي قال لي وقلت له:](1) قد قال لي: أنا وراك، فقال: ليس بعد هذا شئ، وقال لم يعلم بهذا إلا الله تعالي ودفع إلي المال(2).
235 - وفي حديث آخر عنه وزاد فيه: قال أبوسورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي(3) وبعيلتي، فلم يزل يماشيني حتي انتهينا إلي النواويس في السحر فجلسنا، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلي ثلاث عشرة ركعة، ثم قال(لي)(4): امض إلي أبي الحسن علي بن يحيي، فاقرأ عليه السلام وقل له: يقول لك الرجل إدفع إلي أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار.
وإني مضيت من ساعتي إلي منزله فدققت الباب فقال:(5) من هذا؟ فقلت قولي لابي الحسن: هذا أبوسورة، فسمعته يقول: ما لي ولابي سورة، ثم خرج إلي فسلمت عليه وقصصت عليه الخبر، فدخل وأخرج إلي مائة دينار فقبضتها، فقال لي: صافحته؟ فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها علي عينيه ومسح بها وجهه.
قال أحمد بن علي: وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبدالله بن الحسن بن بشر الخزاز وغيرهما، وهو مشهور عندهم(6).
___________________________________
(1) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه تبصرة الولي ح 66.
وفي البحار: 52 / 14 ح 12 وإثبات الهداة: 3 / 684 ح 94 عنه وعن الخرائج: 1 / 471 مختصرا.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 613 ح 91 عن الخرائج.
(3) في نسخة " ف " بصنعتي وفي نسخة " ح " بضيعتي(بضيقي خ ل) وفي البحار: بضيقتي.
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) لعل هنا سقطا والصحيح فقالت جارية من هذا.
(6) عنه تبصرة الولي: ح 67 وفي البحار: 52 / 15 ذح 12 وإثبات الهداة: 3 / 684 ح 95 عنه وعن الخرائج: 1 / 471 ذح 15 مختصرا.
وأخرجه في منتخب الانور المضيئة: 161 عن الخرائج.
(*)
[271] 236 - وروي محمد بن يعقوب رفعه، عن الزهري قال: طلبت هذا الامر طلبا شاقا حتي ذهب لي فيه مال صالح، فوقعت إلي العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان عليه السلام، فقال لي: ليس إلي ذلك وصول، فخضعت فقال لي: بكر بالغداة، فوافيت(1) فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها، وأطيبهم رائحة بهيئة التجار، وفي كمه شئ كهيئة التجار.
فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إلي(2)، فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت، ثم مر ليدخل الدار - وكانت من الدور التي لا يكترث(3) لها - فقال العمري إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا، فذهبت لاسأل فلم يسمع ودخل الدار، وما كلمني بأكثر من أن قال: ملعون ملعون من أخر العشاء إلي أن تشتبك النجوم(4)، ملعون معلون من أخر الغداة إلي أن تنقضي النجوم(5) ودخل الدار(6).
237 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبدالله بن محمد بن خاقان(7) الدهقان، عن أبي سليمان داد بن غسان(8) البحراني قال: قرأت علي
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " فوافقت وفي البحار: واستقبلني.
(2) أي أومأ إلي أنه الحجة عليه السلام.
(3) لا يكترث لها أي لا يعبأ ولا يبالي بها(من حاشية نسخة الاصل).
(4) لعل لفظ " العشاء " مصحف والصحيح " المغرب " وذلك لان وقته المسنون يبتدئ من سقوط الحمرة إلي سقوط الشفق المساوق لاشتباك النجوم، فمن أخر صلاة المغرب عن اشتباك النجوم خالف السنة.
(5) المراد إلي أن تغيب النجوم.
(6) عنه تبصرة الولي ح 68.
وفي البحار: 52 / 15 ح 13 عنه وعن الاحتجاج: 479 وأخرجه في الوسائل: 3 / 147 ح 7 عن الاحتجاج نحوه.
ورواه في منتخب الانوار المضيئة: 142 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي الزهراني باختلاف يسير.
(7) في البحار: عبيدالله بن محمد بن جابان، وفي نسخة " ح " جابان.
(خاقان خ ل) وفي نسختي " أ، ف " حانان.
(8) في الاصل: عنان.
(*)
[272] أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي(1) [قال:](2) مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
ولد عليه السلام بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين، أمه صقيل ويكني أبا القاسم، بهذه الكنية أوصي النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: " اسمه كاسمي(3) وكنيته كنيتي "، لقبه المهدي، وهو الحجة، وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان عليه السلام.
قال إسماعيل بن علي: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام في المرضة التي مات فيها وأنا(4) عنده، إذ قال لخادمه عقيد - وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربي الحسن عليه السلام - فقال [له](5) يا عقيد إغل لي ماء بمصطكي، فأغلي له ثم جاء ت به صقيل الجارية أم الخلف عليه السلام.
فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتي ضرب القدح ثنايا الحسن عليه السلام، فتركه من يده، وقال لعقيد: أدخل البيت فإنك تري صبيا ساجدا فأتني به.
قال أبوسهل: قال عقيد: فدخلت أتحري فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك
___________________________________
(1) قال النجاشي: إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم، له جلالة في الدنيا يجري مجري الوزراء.وعنونه الشيخ في الفهرست وكناه بأبي سهل.
(2) من البحار ونسختي " ف، م ".
(3) في نسخ " أ، ف، م " إسمه إسمي.
(4) في نسخ " أ، ف، م " فأنا.
(5) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[273] بالخروج إليه، إذا جاء ت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلي أبيه الحسن عليه السلام.
قال أبوسهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلما رآه(1) الحسن عليه السلام بكي وقال: يا سيد أهل بيته إسقني الماء فإني ذاهب إلي ربي، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال: هيئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح علي رأسه وقدميه.
فقال له أبومحمد عليه السلام: إبشر يا بني فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله علي(2) أرضه، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ولدك رسول الله صلي الله عليه وآله، وأنت خاتم [الاوصياء](3) الائمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله صلي الله عليه وآله، وسماك وكناك، بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلي الله علي أهل البيت، ربنا إنه حميد مجيد، ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين(4).
238 - عنه، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الاشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني - في منصرفه من إصفهان - قال: حججت في سنة إحدي وثمانين
___________________________________
(1) في نسخة " ف " فلما رأي.
(2) في نسخة " ف " في أرضه.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) عنه البحار: 52 / 16 ح 14 وتبصرة الولي: ح 69 والعوالم: 15 الجزء 3 / 297 ح 2.
وفي إثبات الهداة: 3 / 415 ح 55 مختصرا، وفي ص 509 ح 325 صدره وذيله.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة: 142 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي إسماعيل بن علي باختلاف يسير.
(*)
[274] ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا.
فلما قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكتري لنا دارا في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة عليها السلام تسمي دار الرضا عليه السلام، وفيها عجوز سمراء فسألتها - لما وقفت علي أنها دار الرضا عليه السلام - ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولم سميت دار الرضا؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسي عليهما السلام، أسكنيها(1) الحسن بن علي عليهما السلام، فإني كنت من خدمه.
فلما سمعت ذلك منها آنست بها وأسررت الامر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار، ونغلق الباب ونلقي خلف الباب حجرا كبيرا كنا ندير خلف الباب.
فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل، ورأيت الباب قد انفتح ولا أري أحدا فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلا ربعة(2) أسمر إلي الصفرة(3) ما هو قليل اللحم، في وجهه سجادة عليه قميصان وإزار رقيق قد تقنع به وفي رجله نعل طاق(4) فصعد إلي الغرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن، وكانت تقول لنا: إن في الغرفة ابنة(5) لا تدع أحدا يصعد إليها، فكنت أري الضوء الذي رأيته يضئ في الرواق علي الدرجة عند صعود الرجل إلي الغرفة التي يصعدها، ثم أراه في الغرفة من غير أن أري السراج بعينه، وكان الذين(6) معي يرون مثل ما
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أسكننيها.
(2) رجل ربعة أي معتدل القامة لا طويل ولا قصير.
(3) أي يميل إليها، وما هو قليل اللحم أي متوسط بين الهزل والسمن وقيل: إن(ما هو) من تتمة سابقه، و " إلي الصفرة ما هو " بمعني يميل إليها قليلا وما هو بأصفر وهو تعبير شائع(من حاشية الاصل).
(4) أي من غير أن يلبس معه شيئا من جورب ونحوه(البحار).
(5) في البحار: إبنته.
(6) في البحار: الذي.
(*)
[275] أري فتوهموا أن يكون هذا الرجل(1) يختلف إلي إبنة العجوز، وأن يكون قد تمتع بها فقالوا: هؤلاء العلوية يرون المتعة، وهذا حرام لا يحل فيما زعموا، وكنا نراه يدخل ويخرج ونجئ(2) إلي الباب وإذا الحجر علي حاله الذي(3) تركناه، وكنا نغلق هذا الباب خوفا علي متاعنا، وكنا لا نري أحدا يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلي وقت ننحيه إذا خرجنا.
فلما رأيت هذه الاسباب ضرب علي قلبي ووقعت في قلبي فتنة فتلطفت العجوز وأحببت أن أقف علي خبر الرجل، فقلت لها: يا فلانة إني أحب أن أسألك وأفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا أحب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لاسألك عن أمر، فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ لي ذلك من أجل من معك، فقلت ما أردت أن تقولي؟ فقالت: يقول(4) لك - ولم تذكر أحدا - لا تخاشن(5) أصحابك وشركاء ك ولا تلاحهم(6)، فإنهم أعداؤك ودارهم، فقلت لها: من يقول؟ فقالت: أنا أقول، فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها، فقلت أي أصحابي تعنين؟ فظننت(7) أنها تعني رفقائي الذين كانوا حجاجا معي قالت: شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك، وكان جري بيني وبين الذين معي في الدار عنت في الدين، فسعوا بي حتي هربت واستترت بذلك السبب فوقفت علي أنها عنت أولئك، فقلت لها ما تكونين أنت من الرضا؟.
___________________________________
(1) في البحار: أن هذا الرجل.
(2) في نسخ " أ، ف، م " يجئ.
(3) في البحار: التي.
(4) في نسخة " ف " يقول: أي المولي سلام الله عليه، وكذا نسخة " أ ".
(5) خاشنه ضد لاينه وفي البحار: لا تحاشن وحاشن بمعني شاتم.
(6) الملاحات: المنازعة والمعادات.
(7) في نسختي " أ، ف " والبحار: وظننت.
(*)
[276] فقالت كنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام، فلما استيقنت ذلك قلت: لاسألنها(1) عن الغائب عليه السلام، فقلت: بالله عليك رأيته(2) بعينك، فقالت: يا أخي لم أره بعيني فإني خرجت وأختي حبلي وبشرني الحسن بن علي عليهما السلام بأني سوف أراه(3) في آخر عمري، وقال لي: تكونين له كما كنت لي، وأنا اليوم منذ كذا بمصر(4) وإنما قدمت الآن بكتابة ونفقة وجه بها إلي علي يدي(5) رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية، وهي ثلاثون دينارا وأمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه(6) فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو.
فأخذت عشرة دراهم صحاحا، فيها ستة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبأتها لالقيها في مقام إبراهيم عليه السلام، وكنت نذرت ونويت ذلك، فدفعتها إليها وقلت في نفسي أدفعها إلي قوم من ولد فاطمة عليها السلام أفضل مما ألقيها في المقام وأعظم ثوابا، فقلت لها: إدفعي هذه الدراهم إلي من يستحقها من ولد فاطمة عليها السلام، وكان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل، وإنما تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت، فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها حق إجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضوية خذ منا(7) بدلها وألقها في الموضع الذي نويت، ففعلت وقلت في نفسي: الذي أمرت به عن الرجل.
ثم كان معي نسخة توقيع خرج إلي القاسم بن العلاء بآذربيجان فقلت لها: تعرضين هذه النسخة علي إنسان قد رأي توقيعات الغائب، فقالت ناولني
___________________________________
(1) في البحار ونسخة " ف " لاسألها.
(2) في نسختي " أ، ف " رأيتيه.
(3) في نسخ " أ، ف، م " أره.
(4) في نسخة " ح " بمصر(بمصبر خ ل).
(5) في البحار ونسخة " ف " علي يد رجل.
(6) إلي هنا إنتهي كلام المرأة وقوله " فوقع في قلبي " الخ من كلام يوسف بن يعقوب الراوي.
(7) في نسخ " أ، ف، م " منها.
(*)
[277] فإني أعرفها(1)، فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ فقالت: لا يمكنني أن أقرأ(2) في هذا المكان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت: صحيح وفي التوقيع أبشركم ببشري ما بشرت به(إياه)(3) وغيره.
ثم قالت: يقول لك إذا صليت علي نبيك صلي الله عليه وآله.
كيف تصلي(عليه)(4)؟ فقلت أقول: اللهم صل علي محمد وآل محمد وبارك علي محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
فقال(5) لا إذا صليت عليهم فصل عليهم كلهم وسمهم، فقلت(6): نعم، فلما كانت من الغد نزلت ومعها دفتر صغير، فقالت: يقول لك: إذا صليت علي النبي فصل عليه وعلي أوصيائه علي هذه النسخة، فأخذتها وكنت أعمل بها، ورأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم.
وكنت أفتح الباب وأخرج علي أثر الضوء وأنا أراه - أعني الضوء - ولا أري أحد حتي يدخل المسجد، وأري جماعة من الرجال من بلدان شتي يأتون باب هذه الدار، فبعضهم يدفعون إلي العجوز رقاعا معهم، ورأيت(7) العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع فيكلمونها وتكلمهم ولا أفهم عنهم(8)، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلي أن قدمت بغداد.
نسخة الدفتر الذي خرج: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل علي محمد سيد المرسلين، وخاتم
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أعرفه.
(2) في البحار: لا يمكنني أن أقرأه.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م " وفي البحار: ما بشرته به.
(4) ليس في البحار.
(5) في البحار: فقالت.
(6) في نخسة " ف " قلت.
(7) في نسخة " ف " فرأيت.
(8) في البحار: عينهم وفي نسخة " ح " عينهم(عنهم خ ل).
(*)
[278] النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفي في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجي للشفاعة، المفوض إليه دين الله.
اللهم شرف بنيانه، وعظم برهانه، وأفلج(1) حجته وارفع درجته، وأضئ نوره، وبيض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة، والدرجة والوسيلة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الاولون والآخرون.
وصل علي أمير المؤمنين ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين وحجة رب العالمين.
وصل علي الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي علي بن الحسين إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي جعفر بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي موسي بن جعفر إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي علي بن موسي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل علي علي بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
___________________________________
(1) في البحار: أفلح.
(*)
[279] وصل علي الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.
وصل علي الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
اللهم صل علي محمد وأهل بيته الائمة الهادين المهديين العلماء الصادقين، الابرار المتقين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك علي خلقك، وخلفاء ك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم علي عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بنعمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم نورك، ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك.
اللهم صل علي محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك.
اللهم صل علي وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك الدليل عليك، وحجتك علي خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك علي عبادك.
اللهم أعز نصره، ومد في عمره، وزين الارض بطول بقائه.
اللهم اكفه بغي الحاسدين وأعذه من شر الكائدين، وادحر(1) عنه إرادة الظالمين.
وتخلصه(2) من أيدي الجبارين.
اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك علي كل شئ قدير.
اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك، حتي يعود دينك به وعلي يديه غضا جديدا، خالصا مخلصا لا
___________________________________
(1) في البحار: وازجر وكلاهما بمعني الطرد.
(2) في البحار: وخلصه.
(*)
[280] شك فيه ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه.
اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، وأهدم بعزته كل ضلالة، واقصم(1) به كل جبار، واخمد بسيفه(2) كل نار، وأهلك بعدله كل جبار(3)، وأجر حكمه علي كل حكم وأذل لسلطانه(4) كل سلطان.
اللهم أذل كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده، واستأصل من(5) جحد حقه، واستهان بأمره، وسعي في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره.
اللهم صل علي محمد المصطفي، وعلي المرتضي، وفاطمة الزهراء،(و)(6) الحسن الرضا، والحسين المصطفي، وجميع الاوصياء، مصابيح الدجي، وأعلام الهدي، ومنار التقي، والعروة الوثقي، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل علي وليك وولاة عهده، والائمة من ولده، ومد في أعمارهم، وأزد(7) في آجالهم، وبلغهم أقصي آمالهم [دينا](8)، دنيا وآخرة إنك علي كل شئ قدير(9).
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " أقصر.
(2) في نسخ " أ، ف، م " بنوره.
(3) في البحار: جائر.
(4) في البحار ونسخ " أ، ف، م " بسلطانه.
(5) في نسخة " ف " كل من، وفي البحار بمن.
(6) ليس في البحار.
(7) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وزد.
(8) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(9) عنه تبصرة الولي ح 70، وفي العوالم: 15 الجزء 3 / 299 ح 2 مختصرا.
وفي البحار: 52 / 17 ح 14 عنه وعن دلائل الامامة: 300 - 304 بإسناده عن الحسين بن محمد.
وقطعة منه في مستدرك الوسائل: 16 / 89 ح 1 عن كتابنا هذا وعن بعض كتب قدماء الاصحاب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 685 ح 96 عن كتابنا هذا ملخصا.
وأخرجه في البحار: 94 / 78 ح 2 عن جمال الاسبوع: 494 - بإسناده إلي الشيخ الطوسي - وعن العتيق الغروي.
وفي مدينة المعاجز: 608 ح 69 عن دلائل الامامة

4 - فصل وأما ظهور المعجزات الدالة علي صحة إمامته في زمان الغيبة

4 - فصل وأما ظهور المعجزات الدالة علي صحة إمامته في زمان الغيبة
فصل وأما ظهور المعجزات الدالة علي صحة إمامته في زمان الغيبة
فهي أكثر من أن تحصي غير أنا نذكر طرفا منها:
239 - أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب رفعه إلي محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضي أبي محمد عليه السلام، وكان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب السفينة، وخرجت معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا.
فقال: يا بني ردني(ردني)(1) فهو الموت، واتق الله في هذا المال، وأوصي إلي ومات.
فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي(2) بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلي العراق وأكتري دارا علي الشط، ولا أخبر أحدا، فإن وضح لي شئ كوضوحه أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته وإلا تصدقت به.
فقدمت العراق واكتريت دارا علي الشط وبقيت أياما، فإذا أنا برسول معه
___________________________________
(1) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " يوصي.
(*)
[282] رقعة فيها: يا محمد معك كذا(وكذا)(1) في جوف كذا وكذا حتي قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما، فسلمت المال إلي الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي(2) رأس، فاغتممت.
فخرج(3) إلي: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله(4).
240 - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن الفضل بن يزيد(5) اليماني قال: كتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويته مفسرا(6).
241 - وبهذا الاسناد، عن بدر - غلام أحمد بن الحسن - قال: وردت
___________________________________
(1) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(2) في البحار ونسخة " ف " لي.
(3) في نسخة " ف " وخرج.
(4) عنه البحار: 51 / 310 ح 31 و 32 وعن إرشاد المفيد: 351 بإسناده عن الكليني.
وفي إثبات الهداة: 3 / 658 ح 4 عنهما وعن الكافي: 1 / 581 ح 5 وإعلام الوري: 417 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 450 - نقلا من الارشاد - والخرائج: 1 / 462 ح 7 باختلاف.
وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 115 عن المفيد باختلاف.
وفي البحار المذكور: 364 ح 12 عن الخرائج.
وفي مدينة المعاجز: 600 ح 25 عن محمد بن يعقوب.
ورواه في تقريب المعارف: 192 عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار مثله.
والحضيني في هدايته: 90 عن محمد بن جمهور عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار باختلاف يسير.
(5) في البحار ونسخ " أ، ح، ف، م " زيد.
(6) عنه البحار: 51 / 311 ح 33.
وفي إثبات الهداة: 3 / 661 ذح 12 عنه وعن الكافي: 1 / 521 ضمن ح 13 عن الحسن بن الفضل وإعلام الوري: 420 والخرائج: 2 / 704 ذح 21 وإرشاد المفيد: 353 - بإسناده عن الحسن بن الفضل - وكشف الغمة: 2 / 453 - نقلا من الارشاد - وعن كمال الدين: 490 قطعة من ح 13 بإسناده عن الحسن بن الفضل اليماني نحوه.
وأخرجه في البحار: 51 / 329 قطعة من ح 52 عن الكمال.
وفي مدينة المعاجز: 611 ح 78 عن عيون المعجزات: 146 نحوه.
ورواه في تقريب المعارف: 194 عن الحسن بن الفضل مثله.
(*)
[283] الجبل وأنا لا أقول بالامامة، أحبهم جملة إلي أن مات يزيد بن عبدالملك(1)، فأوصي إلي في علته أن يدفع الشهري(2) السمند وسيفه ومنطقته إلي مولاه فخفت إن لم أدفع الشهري إلي إذ كوتكين نالني منه استخفاف، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي، ولم أطلع عليه(3) أحدا، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق أن وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري السمند والسيف والمنطقة(4).
242 - وبهذا الاسناد، عن علي، عمن حدثه قال: ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره(في)(5) اليوم السابع، فورد لا تفعل، فمات اليوم السابع أو الثامن، ثم كتبت بموته فورد سيخلف الله غيره وتسميه أحمد ومن بعد أحمد جعفر، فجاء كما قال(6).
243 - وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن أبي عقيل عيسي بن نصر
___________________________________
(1) في الكافي والارشاد: يزيد بن عبدالله.
(2) الشهرية بالكسر ضرب من البراذين(قاموس) والسمند: الفرس.
(3) في نسخة " ف " عليها ولفظ عليه ليس في نسخة " م ".
(4) عنه البحار: 51 / 311 ح 34 وعن إرشاد المفيد: 354 بإسناده عن الكليني.
وفي إثبات الهداة: 3 / 662 ح 15 عنهما وعن الكافي 1 / 522 ح 16 وكشف الغمة: 2 / 454 نقلا من الارشاد وإعلام الوري: 420.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 602 ح 36 عن محمد بن يعقوب.
ورواه في الخرائج: 1 / 464 ح 9 عن بدر غلام أحمد بن الحسن مثله وفي الصراط المستقيم: 2 / 211 عن بدر غلام أحمد بن الحسن مختصرا وفي عيون المعجزات: 144 مفصلا باختلاف.
وفي تقريب المعارف: 195 عن بدر غلام أحمد بن الحسن.
والحضيني في هدايته: 90 مع زيادة في آخره.
(5) ليس في نسخ " أ، ف، م " والبحار.
(6) عنه البحار: 51 / 308 صدر ح 24 وعن إرشاد المفيد: 355 - بإسناده عن الكليني باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 662 ح 16 عنهما وعن الكافي 1 / 522 صدر ح 17 والخرائج: 2 / 704 ح 21 أبي جعفر مثله وكشف الغمة: 2 / 455 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في البحار المذكور ص 328 قطعة من ح 51 عن كمال الدين: 489 - بإسناده عن محمد بن صالح، عن أبي جعفر باختلاف - ودلائل الامامة: 288 بإسناده عن أبي جعفر أيضا وفرج المهموم: 244 عن أبي جعفر الطبري والشيخ أبي العباس الحميري.
(*)
[284] قال: كتب علي بن زياد الصيمري يلتمس كفنا، فكتب إليه: إنك تحتاج [إليه](1) في سنة ثمانين.
فمات في سنة ثمانين، وبعث إليه بالكفن قبل موته(2).
244 - محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحير(3).
فلما كان بعد أشهر، دعا الوزير الباقطاني فقال له: إلق بني الفرات والبرسيين(4) وقل لهم لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض(5) عليه(6).
___________________________________
(1) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 51 / 312 ح 35.
وفي إثبات الهداة: 3 / 664 ح 26 عنه وعن الكافي: 1 / 524 ح 27 وإرشاد المفيد: 356 - باسناده عن الكليني - وإعلام الوري: 421 عن محمد بن يعقوب وكشف الغمة: 2 / 456 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 500 والاثبات المذكور: 694 ح 116 عن الخرائج: 1 / 463 ح 8، وفي المستجاد: 541 عن الارشاد.
وفي مدينة المعاجز: 602 ح 47 عن الكافي، وفي ص 611 ح 81 عن عيون المعجزات: 146 باختلاف يسير.
وفي الصراط المستقيم: 2 / 247 ح 12 عن الارشاد مختصرا ورواه في تقريب المعارف: 196 عن عيسي بن نصر.
وفي ثاقب المناقب: 257 عن أبي عقيل عيسي بن نصر.
وفي الصراط المستقيم: 2 / 211 ح 8 عن علي بن زياد مختصرا.
(3) كذا في نسخ، ويحتمل أن يكون رسم خط للحائر كالحرث والقسم في الحارث والقاسم، وفي القاموس في معاني الحائر قال: وكربلا كالحير أو موضع بها وفي الخرائج: قبر الحسين عليه السلام.
(4) في البحار بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات كان من وزراء بني العباس، وهو الذي صحح طريق الخطبة الشقشقية.ويحتمل أن يكون المراد النازلين بشط الفرات.وبرس قرية بين الحلة والكوفة.
والمراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين عليهما السلام " انتهي ".
(5) في نسخ " أ، ف، م " فيقص عليه.
(6) عنه البحار: 51 / 312 ح 36. وفي إثبات الهداة: 3 / 665 ح 30 عنه وعن الكافي 1 / 525 ح 31 وإرشاد المفيد: 356 - باسناده عن الكليني - والخرائج: 1 / 465 ح 10 وإعلام الوري: 421 وتقريب المعارف: 197 ومدينة المعاجز: 603 ح 51 عن محمد بن يعقوب وكشف الغمة: 2 / 456 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في المستجاد: 542 عن الارشاد.
[285] وأما ما ظهر من جهته عليه السلام من التوقيعات فكثيرة نذكر طرفا منها.
245 - أخبرني جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي(1) القمي، قال: حدثني محمد بن علي بن بنان(2) الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، قال: حدثني علي بن إبراهيم الرازي، قال: حدثني الشيخ الموثوق(3) به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلام مضي ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلي الناحية، وأعلموه(4) بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلي آبائه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياكم من الضلالة(5) والفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب أنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساء نا فيكم لا فينا، لان الله معنا ولا فاقة بنا إلي غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا.
يا هؤلاء ! ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعكسون(6)؟ أو ما سمعتم الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
___________________________________
(1) في البحار ونسخة " ف " الحسين بن محمد القمي.
(2) في البحار: زبيان الطلحي.
(3) في نسخة " ف " الموثق.
(4) في البحار واعلموا.
(5) في نسخة " أ، ف، م " من الضلال.
(6) كذا في نسخ الاصل والبحار والاحتجاج، والظاهر " تنتكسون " يقال: انتكس أي وقع علي رأسه، وانقلب علي رأسه حتي جعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره(من حاشية البحار).
(*)
[286] الامر منكم) *(1)؟ أوما علمتم ما جاء ت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن(2) الماضين والباقين منهم عليهم السلام؟ أوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلي أن ظهر الماضي عليه السلام، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم؟ فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله تعالي أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتي تقوم الساعة، ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون.
وإن الماضي عليه السلام مضي سعيدا فقيدا علي منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه ومن هو يسد مسده، لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أن أمر الله تعالي لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبين(3) منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب.
فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلي الشمال، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة علي السنة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل(4) الضال المتتابع في غيه، المضاد لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.
وفي ابنة رسول الله صلي الله عليه وآله لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداء ة(5) عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبي الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالك
___________________________________
(1) النساء: 59.
(2) في نسخ " أ، ف، م " علي.
(3) في نسخة " ف " ابتهر وفي البحار ونسختي " أ، م " تبهر.
(4) في البحار، الظالم العتل جعفر الكذاب، ويحتمل خليفة ذلك الزمان، " انتهي ".
والعتل بضمتين مشدودة اللام الاكول المنيع الجافي الغليظ(القاموس).
(5) يقال: أردأه: أهلكه، كقوله: تنادوا فقالوا أردت الخيل نائبا(حاشية البحار).
(*)
[287] والاسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته، فإنه ولي ذلك والقادر علي ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا، والسلام علي جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلي الله علي محمد وآله وسلم تسليما(1).
246 - وبهذا الاسناد، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي رضي الله عنه، عن سعد بن عبدالله الاشعري قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله، أنه جاء ه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه(2)، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها.
قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلي صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إلي في ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه علي اختلاف ألفاظه، وتكرر الخطأ فيه، ولو تدبرته لوقفت علي بعض ما وقفت عليه منه، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له علي(3) إحسانه إلينا، وفضله علينا، أبي الله عزوجل للحق إلا إتماما(4)، وللباطل إلا زهوقا، وهو شاهد علي بما أذكره، ولي عليكم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب علي المكتوب إليه ولا عليك ولا علي أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمة، وسأبين لكم جملة(5) تكتفون بها إن شاء الله تعالي.
___________________________________
(1) عنه البحار: 53 / 178 ح 9 وعن الاحتجاج: 466.
وفي إثبات الهداة: 1 / 124 ح 199 مختصرا.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة: 118 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي علي بن محمد الرازي.
وفي الصراط المستقيم: 2 / 235 عن عثمان بن سعيد العمري مختصرا.
(2) في البحار: أبيه.
(3) في نسختي " أ، ف " في إحسانه.
(4) في نسخة " ف " تماما.
(5) في البحار: ذمة بدل " جملة ".
(*)
[288] يا هذا يرحمك الله إن الله تعالي لم يخلق الخلق عبثا، ولا أهملهم سدي، بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتابا، وبعث إليهم ملائكة يأتين(1) بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة.
فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا، ومنهم من أحيي الموتي بإذن الله، وأبرأ الاكمه والابرص بإذن الله، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ، ثم بعث محمدا صلي الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، وتمم به نعمته، وختم به أنبياء ه، وأرسله إلي الناس كافة، وأظهر من صدقه ما أظهر، وبين من آياته وعلاماته ما بين.
ثم قبضه صلي الله عليه وآله حميدا فقيدا سعيدا، وجعل الامر [من](2) بعده إلي أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلي الاوصياء من ولده واحدا واحدا، أحيي بهم دينه، وأتم بهم نوره، وجعل بينهم وبين إخوانهم(3) وبني عمهم والادنين فالادنين من ذوي أرحامهم فرقانا(4) بينا يعرف به الحجة من المحجوج، والامام من المأموم.
بأن عصمهم من الذنوب، وبرأهم من العيوب، وطهرهم من الدنس، ونزههم من اللبس، وجعلهم خزان علمه، ومستودع حكمته، وموضع سره، وأيدهم بالدلائل، ولولا ذلك لكان الناس علي سواء ولادعي أمر الله عزوجل كل أحد، ولما عرف الحق من الباطل، ولا العالم من الجاهل.
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " بائن.
(2) من نسخ " أ، ف، م ".
(3) في نسخ " أ، ف، م " إخوتهم.
(4) في نسخ " أ، ف، م " فرقا.
(*)
[289] وقد ادعي هذا المبطل المفتري علي الله الكذب بما ادعاه، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه، أبفقه في دين الله؟ فو الله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها، أم بورع فالله شهيد علي تركه الصلاة الفرض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب الشعوذة(1)، ولعل خبره قد تأدي إليكم، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة، أم بآية فليأت بها، أم بحجة فليقمها، أو بدلالة فليذكرها.
قال الله عزوجل في كتابه: *(بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمي والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلي يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) *(2).
فالتمس تولي الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره(3) ونقصانه، والله حسيبه.
حفظ الله الحق علي أهله، وأقره في مستقره، وقد أبي الله عزوجل أن تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق، واضمحل الباطل، وانحسر عنكم، وإلي الله أرغب في
___________________________________
(1) قال في القاموس: الشعوذة خفة في اليد وأخذ كالسحر يري الشئ بغير ما عليه، أصله في رأي العين.
(2) الاحقاف: 1 - 6.
(3) العوار: بالفتح وقد يضم: العيب.
(*)
[290] الكفاية، وجميل الصنع والولاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلي الله علي محمد وآل محمد(1).
247 - وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري(وغيرهما)(2) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كنابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولينا صاحب الدار عليه السلام(3).
أما ما سألت عنه أرشد الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عزوجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام(4).
وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف علي نبينا وآله وعليه السلام(5).
وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب(6).
وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع، فما آتانا الله خير مما آتاكم.
___________________________________
(1) عنه البحار: 53 / 193 ح 21 وفي نور الثقلين: 5 / 7 ح 4 مختصرا وفي البحار: 50 / 228 ح 3 عنه وعن الاحتجاج: 468 باختلاف يسير وقطعة منه في إثبات الهداة: 1 / 550 ح 377.
وأخرجه في البحار: 25 / 181 ح 4 ومعادن الحكمة: 2 / 275 عن الاحتجاج.
ويأتي الاشارة إلي هذا الحديث في ح 321.
(2) ليس في نسخة " ف ".
(3) في نسخ " أ، ف، م " والبحار: صاحب الزمان عليه السلام.
(4) من أوله إلي هنا في نور الثقلين: 2 / 368 ح 138.
(5) من أوله إلي هنا في البحار: 50 / 227 ح 1 عن الاحتجاج: 469 - 470.
(6) من قوله " وأما الفقاع " إلي هنا في البحار: 79 / 166 ح 2 عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج: 470.
وأخرجه في البحار: 66 / 482 ح 2 والوسائل: 17 / 291 ح 15 عنه وعن كمال الدين: 484.
وشلماب، شلمابة: شربة تتخذ من مطبوخ الشلجم.
(*)
[291] وأما ظهور الفرج فإنه إلي الله عزوجل، كذب(1) الوقاتون(2).
وأما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل، فكفر وتكذيب وضلال(3).
وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله(عليكم)(4)(5).
وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي(6).
وأما محمد بن علي بن مهزيار الاهوازي فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شكه.
وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام(7).
وأما محمد بن شاذان بن نعيم فإنه رجل من شعيتنا أهل البيت.
وأما أبوالخطاب محمد بن(أبي)(8) زينب الاجدع [فإنه](9) ملعون
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وكذب.
(2) من قوله: " وأما ظهور الفرج " إلي هنا في البحار: 52 / 111 ح 19 عن الاحتجاج: 470.
(3) من قوله: " وأما من زعم " إلي هنا في إثبات الهداة: 3 / 757 صدر ح 42 عن كتابنا هذا.
وأخرجه في البحار: 44 / 271 ح 3 والعوالم: 17 / 518 ح 3 عن الاحتجاج: 470.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) من قوله: " وأما الحوادث الواقعة " إلي هنا في البحار: 2 / 90 ح 13 والعوالم: 3 / 410 ح 10 عن الاحتجاج: 470.
(6) من قوله: " وأما محمد بن عثمان " إلي هنا في البحار: 51 / 349 عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج: 470.
ومن قوله: " وأما الحوادث الواقعة " إلي هنا في الوسائل: 18 / 101 ح 9 عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج والكمال: 484 - 485.
(7) من قوله: " وأما ما وصلتنا " إلي هنا في الوسائل: 12 / 86 ح 3 عن الكمال: 485.
(8) ليس في نسخة " ف ".
(9) من البحار.
(*)
[292] وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم وإني منهم برئ وآبائي عليهم السلام منهم براء(1).
وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران.
وأما الخمس(2) فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلي وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث(3).
وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله علي ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا في صلة الشاكين.
وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) *(4) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي(5).
وأما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الابصار السحاب، وإني لامان أهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء، فاغلقوا [أبواب](6) السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علي ما قد كفيتم، وأكثروا
___________________________________
(1) من قوله: " وأما أبوالخطاب " إلي هنا في إثبات الهداة: 3 / 757 ذح 42 ومستدرك الوسائل: 12 / 316 ح 23 عن كتابنا هذا وعن الكمال: 485.
وأخرجه في البحار: 47 / 334 ح 2 عن الاحتجاج: 470.
(2) تحقيق ما أحل من الخمس للشيعة في زمان الغيبة يطلب من الكتب الفقهية وفيه روايات وأقوال، والاظهر والاشهر أن المراد بهذا الخبر وأمثاله إباحة الخمس في المناكح للشيعة في زمان الغيبة لتطيب ولادتهم دون الخمس في غيرها فإن الخمس في غيرها واجب في زمان الغيبة أيضا والله العالم.
(3) من قوله: " وأما المتلبسون " إلي هنا في البحار: 96 / 184 ح 1 عن الاحتجاج.
وفي الوسائل: 6 / 383 ح 16 عن الكمال: 485 والاحتجاج.
(4) المائدة: 101.
(5) من قوله: " وأما علة ما وقع من الغيبة " إلي هنا في نور الثقلين: 1 / 682 ح 408 عن كمال الدين: 485.
(6) من البحار.
(*)
[293] الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلي من اتبع الهدي(1).
248 - وأخبرنا الحسين بن إبراهيم(2)، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح(3)، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب(4) قال: حدثني أبوالحسن أحمد بن محمد بن تربك(5) الرهاوي، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه أو قال أبوالحسن(علي بن)(6) أحمد الدلال القمي قال: إختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض إلي الائمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا؟ فقال قوم هذا محال لا يجوز علي الله تعالي، لان الاجسام لا يقدر علي خلقها غير الله عزوجل وقال آخرون بل الله تعالي أقدر الائمة علي ذلك وفوضه إليهم فخلقوا ورزقوا وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا.
___________________________________
(1) عنه البحار: 53 / 180 ح 10 وعن الاحتجاج: 469 عن الكليني وكمال الدين: 483 ح 4 عن ابن عصام عن الكليني باختلاف.
وفي منتخب الانوار المضيئة: 122 والخرائج: 3 / 1113 ح 30 عن ابن بابويه وفي كشف الغمة: 2 / 531 عن إعلام الوري.
وفي البحار: 78 / 380 ح 1 عن الدرة الباهرة: 47 مختصرا.
وأورده في إعلام الوري: 423 عن محمد بن يعقوب مثله.
(2) هو أما الحسين بن إبراهيم القزويني الذين ذكره الشيخ في ترجمة الحسين بن أبي غندر أو الحسين بن إبراهيم القمي المعروف بابن الخياط: فاضل، جليل من رجال الخاصة الذي ذكره العلامة في إجازته الكبيرة لبني زهرة وكناه بأبي عبدالله.
ويأتي في ح 335 بعنوان الحسين بن إبراهيم القمي.
(3) قال النجاشي: أحمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح السيرافي: نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه، متقنا لما يرويه، فقيها، بصيرا بالحديث والرواية، وهو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه.
(4) قال النجاشي: هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب أبونصر المعروف بابن برينة، كان يذكر أن أمه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، سمع حديثا كثيرا.
(5) في نسختي " ف، م " تريك.
(6) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[294] فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلي أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك فيوضح(1) لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلي صاحب الامر عجل الله فرجه، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلي قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: " إن الله تعالي هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق، لانه ليس بجسم ولا حال في جسم، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم، وأما(2) الائمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالي فيخلق ويسألونه فيرزق، إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم "(3).
249 - وبهذا الاسناد، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبوالحسن بن كثير النوبختي(4) رحمه الله، وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أنه حمل إلي أبي [جعفر](5) رضي الله عنه في وقت من الاوقات ما ينفذه إلي صاحب الامر عليه السلام من قم ونواحيها.
فلما وصل الرسول إلي بغداد ودخل إلي أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودعه وجاء لينصرف، قال له أبوجعفر: قد بقي شئ مما استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبق شئ يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته، فقال له أبو جعفر: بلي قد بقي شئ فارجع إلي ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك.
فمضي الرجل، فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " ليوضح.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فأما.
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 757 ح 43 وعن الاحتجاج: 471 نحوه.
وأخرجه في البحار: 25 / 329 ح 4 وإثبات الهداة: 3 / 763 ح 65 عن الاحتجاج.
(4) الظاهر أنه أبوالحسن بن كبرياء النوبختي الآتي ذكره في ح 348.
وفي إثبات الهداة ونسخ " أ، ف، م " أبوالحسن بن زكريا النوبختي.
(5) من نسخ " أ، ف، م " والبحار.
(*)
[295] من كان في جملته، فرجع إلي أبي جعفر فقال له: لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي(وقد حملته)(1) إلي حضرتك، فقال له أبوجعفر: فإنه يقال: لك الثوبان السردانيان(2) اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتي ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما، فمضي الرجل، فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله(3) وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما علي خبر، فرجع إلي أبي جعفر(فأخبره)(4).
فقال له أبوجعفر يقال لك: إمض إلي فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن، فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما(5) في جانبه، فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر، ومضي لوجهه إلي الموضع، ففتق العدل الذي قال له: افتقه، فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء(بهما)(6) إلي أبي جعفر، فسلمهما(7) إليه وقال له: لقد نسيتهما(8) لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليكون ذلك أحفظ لهما.
وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبوجعفر عن عجيب الامر الذي لا يقف إليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما أنفذ علي يده كما ينفذ التجار إلي أصحابهم علي يد
___________________________________
(1) في البحار: إلا وقد حملت إليك.
(2) السردانية جزيرة كبيرة ببحر المغرب(قاله في القاموس).
ولعل الثواب السرداني منسوب إلي هذه الجزيرة.
(3) في نسخ " أ، ف، م " إلا وفتشه وحمله.
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) في نسخة " ف " وإنهما.
(6) ليس في نسخة " ف ".
(7) في نسخة " ف " وسلمهما.
(8) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أنسيتهما.
(*)
[296] من يثقون به، ولا كان معه تذكرة سلمها إلي أبي جعفر ولا كتاب، لان الامر كان حادا(جدا)(1) في زمان المعتضد، والسيف يقطر دما كما يقال: وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن، وكان ما يحمل به إلي أبي جعفر لا يقف من يحمله علي خبره ولا حاله، وإنما يقال: إمض إلي موضع كذا وكذا، فسلم ما معك(من)(2) غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب، لئلا يوقف علي ما تحمله منه(3).
250 - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا علي بن أحمد بن موسي الدقاق ومحمد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي الكوفي رضي الله عنه أنه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله عن محمد بن عثمان العمري قدس سره: وأما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقول الناس: إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان، فما أرغم أنف الشيطان بشئ أفضل من الصلاة(4) فصلها وارغم [أنف](5) الشيطان(6).
251 - [و](7) قال أبوجعفر بن بابويه في الخبر الذي روي(8) فيمن أفطر
___________________________________
(1) ليس في البحار.
(2) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 686 ح 97 والبحار: 51 / 316 ح 38.
(4) في البحار: بشئ مثل الصلاة، وفي نسخة " ف " فصليها بدل " فصلها ".
(5) من البحار.
(6) أخرجه في البحار: 53 / 182 ح 11 وج 83 / 146 ح 1 عن الاحتجاج: 479 وكمال الدين: 520 قطعة من ح 49 وفي الوسائل: 3 / 172 ح 8 عنهما وعن الفقيه: 1 / 498 ح 1427 والتهذيب: 2 / 175 ح 155 والاستبصار: 1 / 291 ح 1.
(7) من نسخ " أ، ح، ف، م ".
(8) رواه إبن عيسي في نوادره: 67 ح 140 وعنه الوسائل: 7 / 32 ح 13 وعن التهذيب: 4 / 208 ح 11 والاستبصار: 2 / 97 ح 6. وفي الوسائل المذكور ص 36 ح 2 عن التهذيبين ولكن في الوسائل " أو " بدل " و ".
وفي البحار: 96 / 281 ح 7 عن النوادر.
[297] يوما في(1) شهر رمضان متعمدا أن عليه ثلاث كفارات: فإني أفتي به فيمن أفطر بجماع محرم عليه أو بطعام محرم عليه، لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الاسدي(2) فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر بن عثمان العمري رضي الله عنه(3).
252 - أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون، عن أبي علي محمد بن همام، قال أبوعلي: وعلي خاتم أبي جعفر السمان رضي الله عنه لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فسألته عنه فقال: حدثني أبومحمد يعني صاحب العسكر عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام(أنهم)(4) قالوا: كان لفاطمة عليها السلام خاتم فصه عقيق، فلما حضرتها الوفاة دفعته إلي الحسن عليه السلام، فلما حضرته الوفاة دفعه إلي الحسين عليه السلام.
قال الحسين عليه السلام فاشتهيت أن أنقش عليه شيئا، فرأيت في النوم المسيح عيسي بن مريم علي نبينا وآله وعليه السلام، فقلت له: يا روح الله ما أنقش علي خاتمي هذا؟ قال: انقش عليه لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فإنه أول التوراة وآخر الانجيل(5).
253 - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام(6) قال: حدثنا، علي بن محمد الكليني، قال: كتب محمد بن زياد
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " من.
(2) هو محمد بن جعفر بن عون الاسدي.
(3) الفقيه: 2 / 118 ذح 1892 وعنه الوسائل: 7 / 36 ح 3.
وأخرجه في البحار: 96 / 280 ح 4 عن الاحتجاج: 480 نقلا عن ابن بابويه.
(4) ليس في نسخة " ف " وكذا في نسختي " أ، م ".
(5) لم نجد له تخريجات.
(6) قال النجاشي: الحسن بن حمزة بن علي بن عبد(عبيد) الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بنعلي بن أبي طالب عليهم السلام، أبومحمد الطبري يعرف بالمرعش(المرعشي) كان من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنة 356 ومات سنة 358، له كتب منها كتاب في الغيبة كتاب جامع.
[298] الصيمري يسأل صاحب الزمان عجل الله فرجه كفنا يتيمن بما يكون من عنده، فورد إنك تحتاج إليه سنة إحدي وثمانين فمات رحمه الله في [هذا](1) الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر(2).
254 - وأخبرني جماعة، عن أحمد بن محمد بن عياش(3)، قال حدثني ابن مروان الكوفي(4)، قال: حدثني ابن أبي سورة قال: كنت بالحائر زائرا عشية عرفة فخرجت متوجها علي طريق البر، فلما انتهيت [إلي](5) المسناة جلست إليها مستريحا، ثم قمت أمشي وإذا رجل علي ظهر الطريق فقال لي: هل لك في الرفقة؟ فقلت: نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي، فأعلمته أني مضيق لا شئ معي ولا في يدي، فالتفت إلي فقال لي: إذا دخلت الكوفة فائت [دار](6) أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه، فإنه سيخرج إليك(7) وفي يده دم الاضحية، فقل له: يقال لك إعط هذا الرجل
___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 51 / 317 ح 39 وعن فرج المهموم: 244 باسناده إلي الطبري ودلائل الامامة: 285 باسناده إلي علي بن محمد السمري.
وفي إثبات الهداة: 3 / 677 ح 73 عن كتابنا هذا وعن كمال الدين: 501 ح 26 عن علي بن محمد الصيمري نحوه وفي ص 701 ح 140 عن دلائل الامامة.
وأخرجه في البحار المذكور: 335 ح 59 ومنتخب الانوار المضيئة: 127 عن الكمال.
وتقدم نحو هذا الخبر في ح 243 بسند آخر عن علي بن زياد الصيمري، ولا يبعد تعدد القضية.
(3) قال النجاشي: أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري، أبوعبدالله، كان سمع الحديث فأكثر، واضطرب في آخر عمره.
وعنونه الشيخ أيضا في فهرسته ورجاله وقال: مات سنة 401.
(4) هو أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان الآتي ذكره في ح 255.
(5) من البحار وتبصرة الولي.
(6) من البحار وتبصرة الولي.
(7) في المصدر: عليك.
(*)
[299] الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني ومضي لوجهه لا أدري أين سلك.
ودخلت الكوفة فقصدت [دار](1) أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري(2)، فقرعت [عليه](3) بابه كما قال لي وخرج إلي وفي يده دم الاضحية فقلت له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فقال: سمعا وطاعة ودخل فأخرج إلي الصرة فسلمها إلي فأخذتها وانصرفت(4).
255 - وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان(5)، قال: حدثني أبوعيسي محمد بن علي الجعفري وأبوالحسين محمد بن علي بن الرقام قالا: حدثنا أبوسورة - قال أبو غالب: وقد رأيت ابنا لابي سورة، وكان أبوسورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين.
قال أبوسورة: خرجت إلي قبر أبي عبدالله عليه السلام أريد يوم عرفة فعرفت(6) يوم عرفة، فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد، وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي(7)، فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلي(8) شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض فمضيت
___________________________________
(1، 2) من البحار وتبصرة الولي.
(3) قال النجاشي: محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبوطاهر الزراري حسن الطريقة، ثقة عين، وله إلي مولانا أبي محمد عليه السلام مسائل والجوابات مات في سنة: 301 وكان مولده سنة: 237.
(4) عنه البحار: 51 / 318 ح 40 وإثبات الهداة: 3 / 687 ح 98 وتبصرة الولي ح 71.
(5) هو محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان، أبوعبدالله البغدادي نزيل الكوفة، روي عن عبدالله بن ناجية وحامد بن شعيب(العبر: 2 / 150).
(6) عرفت من باب التفعيل، أي أدركت عرفة عند قبره عليه السلام.
(7) في البحار: مسيفي.
(8) في نسخ " أ، ف، م " علي.
(*)
[300] طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر.
قال أبوسورة: ثم أسفت علي فراقه فاتبعته فقال لي: تعال فجئنا جميعا إلي أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن علي العوفي(1) علي جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال، فامض إلي أبي طاهر الزراري فيخرج إليك(2) من منزله وفي يده الدم من الاضحية(3) فقل له: شاب من صفته كذا يقول: لك صرة فيها عشرون دينارا جاء ك بها بعض إخوانك فخذها منه.
قال أبوسورة: فصرت إلي أبي طاهر [بن](4) الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال: الحمد لله ورأيته، فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت.
قال أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان - وهو أيضا من أحد مشايخ الزيدية - حدثت بهذا الحديث أبا الحسن(5) محمد بن عبيدالله العلوي ونحن نزول بأرض الهر، فقال: هذا حق جاء ني رجل شاب فتوسمت(6) في وجهه سمة فانصرف(7) الناس كلهم، وقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه السلام إلي بعض إخوانه ببغداد فقلت له: معك راحلة فقال: نعم في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئ بها، ووجهت معه غلاما فأحضر راحلته وأقام عندي يومه ذلك، وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري، قال: فقلت له علي أي طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلي
___________________________________
(1) في الخرائج: الغري.
(2) في البحار والخرائج: فسيخرج.
(3) في نسختي " أ، ف " دم الاضحية.
(4) من البحار.
(5) في البحار وتبصرة الولي: أبا الحسين.
(6) توسمت في وجهه الخير أي تفرست(البحار).
وفي نسخ " أ، ف، م " فتأسمت.
(7) في نسخة " ف " والبحار: فصرفت الناس.
(*)
[301] هذه النجفة ثم آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط(واتبع الراحلة)(1) فأركب إلي الخلف عليه السلام إلي المغرب.
قال أبوالحسن(2) محمد بن عبيدالله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتي صرنا إلي قنطرة دار صالح فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتي نزل النجف وغاب عن عيني.
قال: أبوعبدالله محمد بن زيد: فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليمامي(3) - وهو(من)(4) أحد مشايخ الحشوية - بهذين الحديثين فقال: هذا(5) حق جاء ني منذ سنيات ابن أخت أبي بكر [بن](6) النخالي العطار - وهو صوفي يصحب الصوفية - فقلت من أنت(7) وأين كنت؟ فقال لي: أنا مسافر(منذ)(8) سبع عشرة سنة، فقلت له: فأيش(9) أعجب ما رأيت؟ فقال: نزلت في الاسكندرية(10) في خان ينزله الغرباء، وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له(أو)(11) غرفة فيصلي خلف الامام
___________________________________
(1) ليس في نسخة " ف " وفي البحار: وأبتع الراحلة.
(2) في البحار: أبوالحسين.
(3) في نسخ " أ، ف، م " وتبصرة الولي: التميمي، والظاهر أنه أحمد بن محمد بن السري بن يحيي بن أبي دارم المحدث، أبوبكر الكوفي.
قال في ميزان الاعتدال: مات في أول سنة 357.
وقال في تذكرة الحفاظ: رقم 852 الحافظ المسند الشيعي، أحمد بن محمد...محدث الكوفة، جمع في الحط علي الصحابة وكان يترفض.وتوفي سنة 352 وقيل 351.
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) في نسخة " ف " هو.
(6) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(7) في البحار ونسخة " ف " أين.
(8) ليس في نسخ " ف، أ، م ".
(9) لغة عامية بمعني " أي شئ " وكأنها مخففة من ذلك.
(10) في البحار ونسخ " أ، ف، م " بالاسكندرية.
(11) ليس في البحار

5 - فصل: في ذكر العلة المانعة لصاحب الامر (ع) من الظهور

5 - فصل: في ذكر العلة المانعة لصاحب الامر (ع) من الظهور
فصل: في ذكر العلة المانعة لصاحب الامر عليه السلام من الظهور
لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه علي نفسه من القتل، لانه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق(1) والاذي، فإن منازل الائمة وكذلك الانبياء عليهم السلام إنما تعظم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالي.
فإن قيل: هلا منع الله من قتله بما يحول بينه وبين من يريد قتله؟.
قلنا: المنع الذي لا ينافي التكليف هو النهي عن خلافه والامر بوجوب اتباعه ونصرته والتزام الانقياد له، وكل ذلك فعله تعالي، وأما الحيلولة بينهم وبينه فإنه ينافي التكليف، وينقض الغرض [به](2)، لان الغرض بالتكليف استحقاق الثواب، والحيلولة ينافي ذلك، وربما كان في الحيلولة والمنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق، فلا يحسن من الله فعلها.
وليس هذا كما قال بعض أصحابنا: إنه لا يمتنع أن يكون في ظهوره مفسدة وفي استتاره مصلحة، لان الذي قاله يفسد طريق وجوب الرسالة في كل حال وتطرق(3) القول بأنها تجري مجري الالطاف التي تتغير بالازمان والاوقات، والقهر
___________________________________
(1) في نسخة " ف " يتحمله من المشاق وكذا في نسختي " أ، م ".
(2) من نسخ " أ، ف، م ".
(3) في البحار ونسخة " ح " يطرق.
(*)
[330] والحيلولة ليس كذلك، ولا يمتنع أن يقال: [إن](1) في ذلك مفسدة ولا يؤدي إلي إفساد(2) وجوب الرئاسة.
إن قيل(3): أليس آباؤه عليهم السلام كانوا ظاهرين ولم يخافوا ولا صاروا بحيث لا يصل إليهم أحد؟.
قلنا: آباؤه عليهم السلام حالهم بخلاف حاله، لانه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم أنهم لا يرون الخروج عليهم، ولا يعتقدون أنهم يقومون بالسيف ويزيلون الدول، بل كان المعلوم من حالهم أنهم ينتظرون مهديا لهم، وليس يضر السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم علي مملكتهم(ولم يخافوا جانبهم)(4).
وليس كذلك صاحب الزمان عليه السلام، لان المعلوم منه أنه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كل سلطان ويبسط العدل ويميت الجور، فمن هذه صفته يخاف جانبه(5) ويتقي فورته، فيتتبع ويرصد، ويوضع العيون عليه، ويعني به خوفا من وثبته وريبة(6) من تمكنه فيخاف حينئذ ويحوج إلي التحرز والاستظهار، بأن يخفي شخصه(7) عن كل من لا يأمنه من ولي وعدو إلي وقت خروجه.
وأيضا فأبآؤه عليهم السلام إنما ظهروا لانه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسد مسده من أولادهم، وليس كذلك صاحب الزمان عليه السلام، لان المعلوم أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل
___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فساد.
(3) في البحار: فإن قيل.
(4) ليس في البحار، وفي نسخة " ف " خيبتهم وفي نسختي " أ، م " جنبتهم.
(5) في نسخة " ف " خيبته وفي نسختي " أ، م " جنبته.
(6) في الاصل: رهبته.
(7) وفي الاصل: شخص.
(*)
[331] حضور وقت قيامه بالسيف، فلذلك وجب استتاره وغيبته، وفارق حاله حال آبائه عليهم السلام، وهذا واضح بحمد الله.
فإن قيل: بأي شئ يعلم زوال الخوف وقت ظهوره أبوحي(1) من الله؟ فالامام لا يوحي إليه، أو بعلم ضروري؟ فذلك ينافي التكليف، أو بأمارة توجب عليه الظن؟ ففي ذلك تغرير بالنفس.
قلنا: عن ذلك جوابان: أحدهما أن الله تعالي أعلمه علي لسان نبيه صلي الله عليه وآله، وأوقفه عليه من جهة آبائه عليهم السلام زمان غيبته المخوفة، وزمان زوال الخوف عنه، فهو يتبع في ذلك ما شرع له وأوقف(2) عليه، وإنما أخفي ذلك عنا لما فيه من المصلحة، فأما هو فهو عالم(3) به لا يرجع [فيه](4) إلي الظن.
والثاني أنه لا يمتنع أن يغلب علي ظنه بقوة الامارات بحسب العادة قوة سلطانه، فيظهر عند ذلك ويكون قد أعلم أنه متي غلب في(5) ظنه كذلك وجب عليه، ويكون الظن شرطا والعمل عنده معلوما، كما نقوله في تنفيذ الحكم عند شهادة الشهود(6)، والعمل علي جهات القبلة بحسب الامارات والظنون(7)، وإن كان وجوب التنفيذ للحكم والتوجه إلي القبلة معلومين، وهذا واضح بحمد الله(8).
وقد ورد بهذه الجملة التي ذكرناها أيضا أخبار تعضد ما قلناه، نذكر طرفا
___________________________________
(1) في البحار: أبالوحي.
(2) في نسخ " أ، ف، م " وقف.
(3) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فعالم بدل فهو عالم.
(4) من نسخ " أ، ف، م ".
(5) في البحار ونسخة " ف " علي ظنه.
(6) راجع الوسائل: 18 / أبواب كيفية الحكم وأحكام الدعوي.
(7) راجع الوسائل: 3 / أبواب القبلة.
(8) من قوله: " لا علة تمنع من ظهوره " إلي هنا في البحار: 52 / 98 - 100.
(*)
[332] منها ليستأنس به إن شاء الله تعالي.
274 - أخبرني الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة قال إن للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت [و](1) لم؟ قال: يخاف القتل(2).
275 - وروي أن في صاحب الامر عليه السلام سنة من موسي عليه السلام، قلت وما هي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة إلي أن أذن الله تعالي بنصره(3).
ولمثل ذلك اختفي رسول الله صلي الله عليه وآله في الشعب تارة، وأخري في الغار، وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.
276 - وروي سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيي، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إكتتم رسول الله صلي الله عليه وآله بمكة مستخفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر، وعلي عليه السلام معه وخديجة، ثم أمره الله تعالي أن يصدع بما يؤمر(4)، فظهر وأظهر(5) أمره(6).
___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 52 / 97 ح 20 وفي ص 91 ح 5 عن كمال الدين: 481 ح 9 وعلل الشرائع: 246 ح 9 باسناده عن ابن محبوب وعن الكمال أيضا: 481 ح 7 باسناده عن زرارة وغيبة النعماني: 177 ح 21 - باسناده عن زرارة باختلاف وزيادة - وفي إثبات الهداة: 3 / 487 ح 215 عنها ما عدا غيبة النعماني.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 589 عن ابن بابويه.
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 509 ح 327.
وهذه الرواية مضمون ما رواه الصدوق(ره) في الكمال: 327 ح 7، وعنه البحار: 51 / 217 ح 6.
(4) في نسخة " ح " تؤمر.
(5) في نسخ " أ، ف، م " ظهر.
(6) عنه البحار: 18 / 176 ح 2 وعن كمال الدين: 344 ح 28 باسناده عن صفوان بن يحيي باختلاف يسير. وأخرجه في البرهان: 2 / 355 ح 1 وحلية الابرار: 1 / 76 عن ابن بابويه.
وفي البرهان المذكور: 356 ح 7 عن تفسير العياشي: 2 / 253 ح 47.
[333] 277 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيدالله بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مكث رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بمكة بعدما جاء ه الوحي عن الله تعالي ثلاث عشرة سنة، منها ثلاث سنين مستخفيا خائفا لا يظهر حتي أمره الله تعالي أن يصدع بما يؤمر، فأظهر حينئذ الدعوة(1).
278 - وروي أحمد بن محمد بن عيسي الاشعري، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيي الخثعمي(2)، عن ضريس الكناسي، عن أبي خالد الكابلي في حديث له اختصرناه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يسمي القائم حتي أعرفه باسمه، فقال: يا با خالد ! سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا علي أن يقطعوه بضعة بضعة(3).
279 - وروي سعد بن عبدالله، عن جماعة من أصحابنا، عن عثمان بن عيسي، عن خالد بن نجيح(4)، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:
___________________________________
(1) عنه البحار: 18 / 177 ح 4 وعن كمال الدين: 344 ح 29 بإسناده عن الحسن بن محبوب.
وأخرجه في البرهان: 2 / 355 ح 2 وحلية الابرار: 1 / 76 عن ابن بابويه.
(2) قال النجاشي: محمد بن يحيي بن سلمان(سليمان)(سليم) الخثعمي أخو المفلس، كوفي، ثقة، روي عن أبي عبدالله عليه السلام له كتاب.
(3) عنه البحار: 52 / 98 ح 21 وإثبات الهداة: 3 / 509 ح 328.
وأخرجه بطوله في البحار: 51 / 31 ح 1 عن غيبة النعماني 288 ح 2 باسناده عن محمد بن سنان.
وهذا الخبر يدل علي أنه عليه السلام علم من عند الله تعالي أن الناس لا ينتظرون دولة القائم عليه السلام بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته وسلطانه حتي أن في بني فاطمة عليها السلام جماعة لو عرفوه باسمه لقتلوه.
(4) قال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان، مولي، كوفي، يكني أبا عبدالله، روي عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام وعنونه الشيخ والبرقي في رجاليهما.
(*)
[334] إن للغلام(1) غيبة قبل أن يقوم، قلت ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلي بطنه.
ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: إذا مات أبوه فلا خلف [له](2)، ومنهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: [ما ولد ومنهم من يقول:](3) قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تعالي يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
قال: فقلت جعلت فداك وإن أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل؟ فقال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك " إلي آخره(4).
280 - وروي سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبدالله الانصاري وعبدالله بن عباس قالا: قال رسول الله صلي الله عليه وآله في وصيته لامير
___________________________________
(1) في نسخة " ح " للغلام(للقائم خ ل).
(2) من نسخة " ف ".
(3) من الكمال والبحار.
(4) عنه البحار: 52 / 146 ح 70 وعن كمال الدين: 342 ح 24 بأسانيده الثلاثة عن زرارة وغيبة النعماني: 166 ح 6 - باسناده عن زرارة - وعن الكليني باسناده عن زرارة وباسناده الآخر عن عثمان بن عيسي.
وصدره في إثبات الهداة: 3 / 443 ح 18 عن الكافي: 1 / 337 ح 5 باختلاف يسير وعن كتابنا هذا.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 590 عن غيبة النعماني والكافي: 1 / 337 ح 5 وفي ص 588 عن الكافي: 1 / 342 ح 29.
وصدره أيضا في الاثبات المذكور: 444 ح 23 عن الكافي: 1 / 338 ح 9 باختلاف يسير.
وفي الاثبات أيضا ص 472 ح 150 عن الكمال إلي قوله عليه السلام " يرتاب المبطلون ".
وأورده في إعلام الوري: 405 عن أحمد بن محمد بن عيسي بن عثمان بن عيسي كما في الكمال.
وله تخريجات أخر تركناها رعاية للاختصار.
(*)
[335] المؤمنين: يا أخي إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع(1) كلمتهم علي ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك فإن الشهادة من ورائك(2).
وأما ما روي من الاخبار من امتحان الشيعة في حال الغيبة، وصعوبة الامر عليهم، واختبارهم للصبر عليه، فالوجه فيها الاخبار عما يتفق من ذلك من الصعوبة والمشاق، لا أن الله تعالي غيب الامام ليكون ذلك، وكيف يريد الله ذلك، وما ينال المؤمنين من جهة الظالمين ظلم منهم لهم ومعصية، والله تعالي لا يريد ذلك.
بل سبب الغيبة هو الخوف علي ما قلناه، وأخبروا بما يتفق في هذه الحال، وما للمؤمن من الثواب علي الصبر علي ذلك، والتمسك بدينه إلي أن يفرج الله تعالي عنهم(3).
وأنا أذكر طرفا من الاخبار الواردة في هذا المعني.
281 - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن منصور، عن أبيه قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام جماعة نتحدث فالتفت إلينا فقال(4): في أي شئ أنتم؟ أيهات أيهات(5) لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم
___________________________________
(1) في نسخة " ح " وليجتمع.
(2) تقدم في ح 155 مسندا.
(3) عنه البحار: 52 / 100.
(4) في نسخة " ف " قال.
(5) أيهات بمعني هيهات بقلب الهاء همزة، مثل هراق وأراق، قاله الجوهري، وقال ابن سيدة وعندي أنهما لغتان وليست إحداهما بدلا من الاخري وشاهد هيهات قول جرير: فهيهات هيهات العقيق وأهله * وهيهات خل بالعقيق نحاوله وشاهد أيهات قول الشاعر: أيهات منك الحياة أيهاتا " عن تاج العروس بمادة الهية "(*)
[336] حتي تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي تميزوا [لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي يتمحصوا](1) لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد(2).
282 - وروي سعد بن عبدالله الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا(3) ينكت في الارض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا(4) تنكت في الارض؟ أرغبة منك فيها؟.
فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي(5) هو المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون(6).
283 - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبوالحسن عليه السلام: أما
___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه إثبات الهداة: 3 / 510 ح 329 وفي البحار: 52 / 112 ح 23 عنه وعن غيبة النعماني: 208 ح 16 - باسناده عن محمد بن منصور الصيقل.
وفي منتخب الاثر: 314 ح 1 عن كتابنا هذا وعن كمال الدين: 346 ح 32 - باسناده عن منصور مختصرا نحوه.
وأخرجه في البحار: 52 / 111 ح 20 عن الكمال.
ورواه في الكافي: 1 / 370 ح 6 مثله وح 3 كما في الكمال.
(3، 4) في نسخ " أ، ف، م " مفكرا.
(5) قوله " من ولدي " صفة لمولود لا أنه متعلق بالحادي عشر أي مولود من ولدي من ظهر الحادي عشر من الائمة عليهم السلام.
(6) تقدم في ح 127 مع زيادة في آخره له تخريجات ذكرناها هناك.
(*)
[337] والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتي تميزوا أو تمحصوا(1)، حتي لا يبقي منكم إلا الاندر، ثم تلا *(أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) *(2) ويعلم الصابرين(3).
284 - سعد بن عبدالله، عن الحسين بن عيسي العلوي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهما السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد.
يا بني إنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتي يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله امتحن(الله تعالي)(4) بها خلقه(5).
285 - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن عمرو بن مساور، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إياكم والتنويه(6)، أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم، وليمحصن(7) حتي يقال مات قتل(هلك)(8) بأي واد
___________________________________
(1) في البحار: وتمحصوا.
(2) التوبة: 16.
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 510 ح 330 ومنتخب الاثر: 315 ح 4.
وفي البحار: 52 / 113 ح 24 و 25 عنه وعن قرب الاسناد: 162 عن البزنطي، عن الرضا، عن جعفر عليهم السلام نحوه.
وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 38 عن الخرائج: 3 / 1170 باختلاف.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) عنه البحار: 52 / 113 ح 26.
وتقدم بتمامه في ح 128 وله تخريجات ذكرناها هناك.
(6) وقال في البحار: " التنويه " التشهير، أي لا تشهروا أنفسكم، أو لا تدعوا الناس إلي دينكم، أو لا تشهروا ما نقول لكم من أمر القائم وغيره مما يلزم إخفاؤه عن المخالفين.
(7) " وليمحص " علي بناء التفعيل المجهول، من التمحيص، بمعني الابتلاء والاختيار، ونسبته إليه عليه السلام علي المجاز، أو علي بناء المجرد المعلوم، من محص الظبي، كمنع إذا عدا، ومحص مني: أي هرب، " وفي بعض نسخ الكافي " علي بناء المجهول المخاطب، من التفعيل مؤكدا بالنون، وهو أظهر، وفي غيبة النعماني " وليخملن ".
[وكذا في الكافي] وفي نسخة " ح " ليمحصن(ليخملن خ ل).
(8) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[338] سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن بأمواج(1) البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان(2) وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي(3).
قال: فبكيت وقلت: فكيف نصنع فقال: يا با عبدالله - ونظر إلي الشمس داخلة إلي الصفة - قال: فتري هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس(4).
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " في أمواج.
(2) قال في البحار لعل المراد بأخذ الميثاق قبوله يوم أخذ الله ميثاق نبيه وأهل بيته مع ميثاق ربوبيته، كما مر في الاخبار " وكتب في قلبه الايمان " إشارة إلي قوله تعالي: *(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباء هم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه) * - المجادلة: 22 - والروح هو روح الايمان، كما مر.
(3) قال في البحار " مشتبهة " أي علي الخلق أو متشابهة يشبه بعضها بعضا ظاهرا " ولا يدري " علي بناء المجهول، و " أي " مرفوع به، أي ولا يدري أي منها حق متميزا " من أي " منها هو باطل، فهو تفسير للاشتباه.
وقيل: " أي " مبتدأ و " من أي " خبره، أي كل راية منها لا يعرف كونه من أي جهة من جهة الحق أو من جهة الباطل؟.
وقيل: لا يدري أي رجل من أي راية لتبدو النظام منهم، والاول أظهر.
(4) عنه البحار: 52 / 281 ح 9 وعن كمال الدين: 347 ح 35 - باسناده عن ابن أبي نجران مثله مع الزيادة - وغيبة النعماني: 152 ح 10 باسناده عن عبدالرحمن بن أبي نجران باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 444 ح 24 عن كتابنا هذا وعن الكافي: 1 / 336 ح 3 بإسناده عن ابن أبي نجران مثله.
وأخرجه في البحار: 51 / 147 ح 18 عن غيبة النعماني: 151 ح 9 نحوه.
وفي إثبات الهداة: 3 / 473 ح 154 وص 719 ح 16 عن الكمال.
وفي مستدرك الوسائل: 12 / 285 ح 12 عن إثبات الوصية: 224 - باسناده عن المفضل بن عمر باختلاف - وح 13 عن هداية الحضيني: 87.
ورواه في دلائل الامامة: 291 باسناده عن ابن أبي نجران باختلاف يسير وفي تقريب المعارف: 189 عن المفضل صدره باختلاف يسير.
وفي الكافي: 1 / 338 ح 11 نحوه.
ورواه في غيبة النعماني: 153 ذح 10 عن محمد بن يعقوب.
(*)
[339] 286 - وروي محمد بن جعفر الاسدي، عن أبي سعيد الادمي(1)، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا يكون هذا الامر حتي يذهب ثلثا الناس، فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقي؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟(2).
287 - وروي عن جابر الجعفي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام متي يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتي تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتي يذهب(الله تعالي)(3) الكدر ويبقي الصفو(4).
288 - وروي محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: [والله](5) لتمحصن(6) يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض(7) الكحل في العين، لان صاحب الكحل يعلم متي يقع في العين ولا يعلم متي يذهب، فيصبح أحدكم وهو يري أنه علي شريعة من أمرنا
___________________________________
(1) هو سهل بن زياد الآدمي.
(2) عنه البحار: 52 / 113 ح 27 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 331 ومنتخب الاثر: 452 ح 1.
وأخرجه في البحار المذكور ص 207 ح 44 والاثبات: 3 / 724 ح 38 عن كمال الدين: 655 ح 29 باسناده عن ابن أبي عمير باختلاف يسير.
وفي حلية الابرار: 2 / 682 عن ابن بابويه.
وأورده في العدد القوية، 66 ح 97 مرسلا باختلاف يسير.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(4) عنه البحار: 52 / 113 ح 28 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 332 ومنتخب الاثر: 315 ح 5.
(5) من نسختي " ف، أ ".
(6) في البحار: لتمخضن.
(7) في البحار: محص الذهب أخلصه مما يشوبه والتمحيص الاختبار والابتلاء ومخض - بالخاء والضاد المعجمتين -اللبن أخذ زبده فلعله عليه السلام شبه ما يبقي من الكحل في العين باللبن الذي يمخض، لانها تقذفه شيئا فشيئا، وفي رواية النعماني(رحمه الله) تمحيص الكحل " انتهي ".
(*)
[340] فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو علي شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها(1).
289 - وعنه، عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي(2) قال: قال(لي)(3) أبوعبدالله عليه السلام: والله لتكسرن كسر الزجاج وإن الزجاج يعاد فيعود كما كان، والله لتكسرن كسر الفخار، وإن الفخار لا يعود كما كان،(والله لتميزن)(4) والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان(5) من القمح(6).
290 - وروي جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن إسحاق بن محمد، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف(7) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام وذكر
___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 101 ح 2 وعن غيبة النعماني: 206 ح 12 باسناده عن حماد بن عيسي باختلاف.
(2) قال النجاشي: ربيع بن محمد بن عمر بن حسان الاصم ومسيلة قبيلة من مذحج وهي مسيلمة بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد، روي عن أبي عبدالله عليه السلام، ذكره أصحاب الرجال في كتبهم.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(4) ليس في البحار.
(5) الزؤان مثلثة ما يخالط البر من الحبوب، الواحدة زؤانة.
قال في أقرب الموارد: وهو في المشهور يختص بنبات حبه كحب الحنطة إلا أنه صغير، إذا أكل يحدث استرخاء يجلب النوم وهو ينبت غالبا بين الحنطة.
(6) عنه البحار: 52 / 101 ح 3 ومنتخب الاثر: 315 ح 6.
ورواه النعماني في غيبته: 207 ح 13 - باسناده عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلمي - من بني مسيلمة - عن مهزم بن أبي بردة الاسدي وغيره، عن الصادق عليه السلام باختلاف في آخره.
(7) في الكمال ص 302 عن فرات بن أحنف، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، وهو الصحيح لان الراوي عن الاصبغ هو ابن طريف، وفيه أيضا بسند آخر عن فرات بن أحنف، عن ابن نباتة.
وفي النعماني: باسناده عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام.
(*)
[341] القائم عليه السلام فقال: ليغيبن عنهم حتي يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة(1).
291 - عنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالرحمن بن سيابة(2)، عن عمران بن ميثم(3)، عن عباية بن ربعي الاسدي(4) قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [كيف](5) أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي ولا علم يري يبرأ بعضكم من بعض(6).
292 - وقد روي(عن)(7) علي بن يقطين قال: قال لي أبوالحسن عليه السلام: يا علي(إن)(8) الشيعة تربي بالاماني منذ مائتي سنة(9).
___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 101 ح 1 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 333 وأخرجه في البحار: 51 / 119 ح 19 والاثبات المذكور ص 463 ح 110 وص 464 ح 116 وإعلام الوري: 400 عن كمال الدين: 302 ح 9 - باسناده عن جعفر بن محمد بن مالك وص 303 ح 15 - باسناده عن إسحاق بن محمد الصيرفي [عن هشام] عن فرات بن أحنف، عن الاصبغ بن نباتة، عنه عليه السلام باختلاف يسير.
وفي البحار: 51 / 112 ذح 7 عن غيبة النعماني: 140 ذح 1 ورواه في دلائل الامامة: 293 - باسناده عن أبي هاشم باختلاف يسير.
وفي إثبات الوصية: 224 باسناده عن إبراهيم بن هاشم مثله.
وفي تقريب المعارف: 189 عن فرات بن أحنف.
(2) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: عبدالرحمن بن سيابة الكوفي البجلي البزار، مولي بياع السابري.
(3) قال النجاشي: عمران ين ميثم بن يحيي الاسدي، مولي ثقة، روي عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام.
(4) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الحسن عليه السلام قائلا: عباية بن عمرو بن ربعي.
وعده البرقي في رجاله من خواص أصحاب علي عليه السلام.
(5) من نسخة " ف ".
(6) عنه البحار: 51 / 111 ح 5 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 334.
(7، 8) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(9) قوله: " تربي بالاماني منذ مائتي سنة " أي يربيهم ويصلحهم أئمتهم عليهم السلام بأن يمنوهم تعجيل الفرج، وقرب ظهور الحق لئلا يرتدوا وييأسوا. والمائتان مبني علي ما هو المقرر عند المنجمين والمحاسبين من إتمام الكسور - إن كانت أكثر من النصف - وإسقاطها - إن كانت أقل منه - وإنما قلنا ذلك لان صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظم عليه السلام كان أنقص من المأتين بكثير إذ وفاته عليه السلام كانت في سنة ثلاث وثمانين ومائة، فكيف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف، كذا خطر بالبال.
وبدا لي وجه آخر أيضا وهو أن يكون إبتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالاخبار بالائمة عليهم السلام ومدة ظهورهم وخفائهم، فيكون علي بعض التقادير قريبا من المائتين، ولو كان كسر قليل في العشر الاخير يتم علي القاعدة السالفة.
ووجه ثالث وهو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق واللاحق معا، ولذا أتي بالمضارع، ويكون الابتداء من الهجرة، فينتهي إلي ظهور أمر الرضا عليه السلام وولاية عهده، وضرب الدنانير باسمه، فإنها كانت في سنة المائتين.
ووجه رابع وهو أن يكون " تربي " علي الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي والآتي، لكن يكون إبتداء التربية بعد شهادة الحسين عليه السلام، فإنها كانت الطامة الكبري، وعندها احتاجت الشيعة إلي أن تربي، لئلا يزلوا فيها، وانتهاء المائتين أول إمامة القائم عليه السلام وهذا مطابق للمائتين بلا كسر.
وإنما وقتت التربية والتنمية بذلك، لانهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم.
وأيضا بعد علمهم بوجود المهدي عليه السلام يقوي رجاؤهم، فهم مترقبون بظهوره لئلا يحتاجون إلي التنمية، ولعل هذا أحسن الوجوه التي خطر جميعها بالبال، والله أعلم بحقيقة الحال.
[342] وقال يقطين(1) لابنه علي، ما بالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا من مخرج واحد غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه، وكان(2) كما قيل لكم، وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني.
ولو قيل [لنا](3) إن هذا الامر لا يكون إلي مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجعت(4) عامة الناس عن الاسلام، ولكن قالوا: ما أسرعه وما
___________________________________
(1) يقطين كان من أتباع بني العباس، فقال لابنه علي - الذي كان من خواص الكاظم عليه السلام - ما بالنا وعدنا دولة بني العباس علي لسان الرسول والائمة صلوات الله عليهم فظهر ما قالوا، ووعدوا وأخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل؟ والجواب متين ظاهر مأخوذ عن الامام عليه السلام.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فكان.
(3) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(4) في نسخة " ف " ولرجع وكذا في نسختي " أ، م ".
(*)
[343] أقربه؟ تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج(1).
293 - وروي الشلمغاني في كتاب الاوصياء: أبوجعفر المروزي قال: خرج جعفر بن محمد بن عمر [و](2) وجماعة إلي العسكر(3) ورأوا أيام أبي محمد عليه السلام في الحياة، وفيهم علي بن أحمد بن طنين(4)، فكتب جعفر بن محمد بن عمر [و](5) يستأذن في الدخول إلي القبر(6) فقال له علي بن أحمد: لا تكتب إسمي فإني لا أستأذن، فلم يكتب إسمه، فخرج إلي جعفر.
" أدخل أنت ومن لم يستأذن "(7).
___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 102 ح 4 وعن غيبة النعماني: 295 ح 14 نقلا من الكافي: 1 / 369 ح 6 - باسناده عن علي بن يقطين.
(2) من نسخة " ف ".
(3) العسكر: إسم قرية أو محلة في سامراء للامام علي النقي والحسن العسكري عليهما السلام.
(4) في نسخ " أ، ف، م " ظنين.
(5) من نسخ " أ، ف، م ".
(6) المراد بالقبر هي المقبرة المطهرة للامامين العسكريين عليهما السلام.
(7) عنه البحار: 51 / 293 ح 2 وتبصرة الولي: ح 79.
وفي إثبات الهداة: 3 / 676 ح 67 عنه وعن كمال الدين: 498 ح 21 باسناده عن أبي جعفر المروزي عن جعفر بن عمرو نحوه.
وأخرجه في البحار المذكور ص 334 ذح 58 عن الكمال.
وأورده في الخرائج: 3 / 1131 ح 50 عن جعفر بن عمرو كما في الكمال.

6 - فصل: في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة

6 - فصل: في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة
فصل: في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة
وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة نذكر طرفا من أخبار من كان يختص بكل إمام، ويتولي له الامر علي وجه من الايجاز، ونذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة، ومن كان مذموما سيئ المذهب ليعرف الحال في ذلك.
294 - وقد روي في بعض الاخبار(1) أنهم عليهم السلام قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله، وهذا ليس علي عمومه، وإنما قالوا لان فيهم من غير وبدل وخان علي ما سنذكره(2).
295 - وقد روي محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلي صاحب الزمان عليه السلام إن أهل بيتي يؤذوني ويقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتب: ويحكم ما تقرؤن ما قال الله تعالي: *(وجعلنا بينهم وبين القري التي باركنا
___________________________________
(1) لم نجد له تخريجا.
(2) عنه البحار: 51 / 343 ح 1.
(*)
[346] فيها قري ظاهرة) *(1) فنحن والله القري التي بارك [الله](2) فيها وأنتم القري الظاهرة(3).
فمن المحمودين حمران بن أعين:
296 - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: قال أبوجعفر عليه السلام - وذكرنا حمران بن أعين - فقال: لا يرتد والله أبدا، ثم أطرق هنيئة، ثم قال: أجل لا يرتد والله أبدا(4).ومنهم المفضل بن عمر:
297 - بهذا الاسناد، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن أسد بن أبي علاء، عن هشام بن أحمر قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل علي صدره فابتدأني فقال: نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل ابن عمر الجعفي، نعم والله الذي لا إله إلا هو، الرجل(هو)(5) المفضل بن عمر الجعفي حتي أحصيت
___________________________________
(1) سبأ: 18.
(2) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(3) عنه البحار: 51 / 343 ذح 1 والوسائل: 18 / 110 ح 46 والمحجة للبحراني(ره): 175 وعن كمال الدين: 483 ح 2 عن أبيه وابن الوليد معا، عن الحميري.
وأخرجه في البحار: 53 / 184 ح 15 وإعلام الوري: 424 ونور الثقلين 4 / 332 ح 51 عن الكمال.
وفي ينابيع المودة: 426 عن المحجة.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة: 137.
(4) عنه البحار: 47 / 342 ح 31.
(5) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[347] بضعا وثلاثين مرة يكررها وقال: إنما هو والد بعد والد(1).
298 - وروي عن هشام بن أحمر قال: حملت إلي أبي إبراهيم عليه السلام إلي المدينة أموالا فقال: ردها فادفعها إلي المفضل بن عمر، فرددتها إلي جعفي فحططتها علي باب المفضل(2).
299 - وروي عن موسي بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام فلم أكن أري شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه ويقول: أوصله إلي المفضل(3).
ومنهم المعلي بن خنيس، وكان من قوام أبي عبدالله عليه السلام، وإنما قتله داود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضي علي منهاجه، وأمره مشهور.
300 - فروي عن أبي بصير قال: لما قتل داود بن(علي)(4) المعلي بن خنيس فصلبه(5)، عظم ذلك علي أبي عبدالله عليه السلام واشتد عليه وقال له: يا داود ! علي ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلي عيالي؟ والله إنه لاوجه عند الله منك، في حديث طويل(6).
301 - وفي خبر آخر أنه قال: أما والله لقد دخل الجنة(7).
ومنهم نصر بن قابوس اللخمي:
302 - فروي أنه كان وكيلا لابي عبدالله عشرين سنة، ولم يعلم أنه
___________________________________
(1) عنه البحار: 47 / 340 ح 24 وإثبات الهداة: 3 / 95 ح 62.
(2) عنه البحار: 47 / 342 ح 29.
(3) عنه البحار: 47 / 342 ح 30.
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) في البحار ونسخة " ف " وصلبه.
(6) عنه البحار: 47 / 342 ح 32.
(7) رواه الكشي في رجاله: 376 ح 702.
(*)
[348] وكيل، وكان خيرا فاضلا، وكان عبدالرحمن بن الحجاج وكيلا لابي عبدالله عليه السلام، ومات في عصر الرضا عليه السلام علي ولايته(1).
ومنهم عبدالله بن جندب البجلي وكان وكيلا لابي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليه السلام، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما، علي ما روي في الاخبار(2).
303 - ومنهم: ما رواه أبوطالب القمي(3) قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزي الله صفوان بن يحيي، ومحمد بن سنان، وزكريا بن آدم وسعد بن سعد عني خيرا، فقد وفوا لي، وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم.
وخرج(فيه)(4) عن أبي جعفر عليه السلام: ذكرت ما جري من قضاء الله في الرجل المتوفي رحمه الله تعالي يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به، صابرا محتسبا(للحق)(5)، قائما بما يجب لله ولرسوله عليه، ومضي رحمه الله غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه جزاء سعيه(6).
304 - وأما محمد بن سنان: فإنه روي عن علي بن الحسين بن داود قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر محمد بن سنان بخير ويقول: رضي الله عنه برضائي عنه فما خالفني وما خالف أبي قط(7).
___________________________________
(1) عنه البحار: 47 / 343 ذح 32.
(2) عنه البحار: 49 / 274.
وراجع رجال الكشي والبحار: 48 و 49 والعوالم: 21.
(3) قال النجاشي: عبدالله بن الصلت أبوطالب القمي مولي بني تيم اللات بن ثعلبة، ثقة مسكون إلي روايته، روي عن الرضا عليه السلام، يعرف، له كتاب التفسير.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(6) عنه البحار: 49 / 274 ذح 23.
(7) عنه البحار: 49 / 275 ذح 23.
(*)
[349] ومنهم عبدالعزيز بن المهتدي القمي الاشعري:
305 - خرج فيه عن أبي جعفر عليه السلام، قبضت والحمد لله وقد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها غفر الله لك ولهم الذنوب ورحمنا وإياكم.
وخرج فيه: غفر الله لك ذنبك ورحمنا وإياك ورضي عنك برضائي عنك(1).ومنهم علي بن مهزيار الاهوازي وكان محمودا:
306 - أخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الاسكافي، عن العلاء النداري(2)، عن الحسن بن شمون قال: قرأت هذه الرسالة علي علي بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني بخطه: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي أحسن الله جزاك، وأسكنك جنته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا، يا علي قد بلوتك وخبرتك(3) في النصيحة والطاعة والخدمة، والتوقير والقيام بما يجب عليك، فلو قلت إني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفي علي مقامك ولا خدمتك في الحر والبرد، في الليل والنهار، فأسأل الله إذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنه سميع الدعاء(4).
ومنهم أيوب بن نوح بن دراج:
307 - ذكر عمرو بن سعيد المدائني - وكان فطحيا - قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام بصريا(5) إذ دخل أيوب بن نوح ووقف قدامه فأمره
___________________________________
(1) عنه البحار: 50 / 104 ح 22.
وروي ذيله في الكشي: 506 رقم 976.
(2) في البحار: المذاري، والمذار: في ميسان بين واسط والبصرة.
وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير علي أحمر بن سميط النخلي(معجم البلدان).
(3) في البحار ونسخة " ف " خيرتك.
(4) عنه البحار: 50 / 105 ذح 22.
(5) قد ذكرنا في ح 165 إنها قرية أسسها موسي بن جعفر عليه السلام.
(*)
[350] بشئ، ثم انصرف، والتفت إلي أبوالحسن عليه السلام وقال: يا عمرو إن أحببت أن تنظر إلي رجل من أهل الجنة فانظر إلي هذا(1).ومنهم علي بن جعفر الهماني وكان فاضلا مرضيا من وكلاء أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام.
308 - روي أحمد بن علي الرازي، عن علي بن مخلد الايادي قال: حدثني أبوجعفر العمري رضي الله عنه قال: حج أبوطاهر بن بلال(2) فنظر إلي علي بن جعفر وهو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلي أبي محمد عليه السلام فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبي قبوله(3) إبقاء علينا، ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه، قال: ودخل علي أبي الحسن العسكري عليه السلام فأمر له بثلاثين ألف دينار(4).
ومنهم أبوعلي بن راشد(5):
309 - أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسي قال: كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام إلي الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها: قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه(6) ومن قبله من وكلائي، وقد أوجبت في طاعته طاعتي، وفي
___________________________________
(1) عنه البحار: 50 / 220 ح 7.
(2) هو محمد بن علي بن بلال.
(3) في نسخة " ف " قبولها.
(4) عنه البحار: 50 / 220، مع ح 180 باختلاف.
(5) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الجواد عليه السلام قائلا: الحسن بن راشد يكني أبا علي، مولي لآل المهلب، بغدادي، ثقة.وعده أيضا من أصحاب الهادي عليه السلام.
وعده الشيخ المفيد(ره) في رسالته العددية من الفقهاء الاعلام، ورؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم بشئ ولا طريق لذم واحد منهم.
(6) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الهادي عليه السلام، ويظهر من ترجمة الحسن بن راشد أنه كان وكيلا لابي محمد العسكري عليه السلام.
(*)
[351] عصيانه الخروج إلي عصياني، وكتبت بخطي(1).
310 - وروي محمد بن يعقوب رفعه إلي محمد بن فرج(2) قال: كتبت إليه أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسي بن جعفر [بن عاصم](3) وعن ابن بند، وكتب إلي: ذكرت ابن راشد رحمه الله فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا، ودعا لابن بند والعاصمي(4) وابن بند ضرب بعمود وقتل، وابن عاصم ضرب بالسياط علي الجسر ثلاثمائة سوط ورمي به في الدجلة(5).فهؤلاء جماعة المحمودين، وتركنا ذكر استقصائهم لانهم معروفون مذكورون في الكتب.فأما المذمومون منهم فجماعة:
311- فروي علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل الهمداني - وكان يتولي له(6) - فقال له: جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فإني أنفقتها، فقال له أبوجعفر: أنت في حل.
فلما خرج صالح من عنده قال أبوجعفر عليه السلام: أحدهم يثب(7) علي(أموال حق)(8) آل محمد وفقرائهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم، فيأخذه ثم
___________________________________
(1) عنه البحار: 50 / 220.
(2) قال النجاشي: محمد بن الفرج الرخجي، روي عن أبي الحسن عليه السلام له كتاب مسائل.
وعده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الرضا عليه السلام قائلا: محمد بن فرج الرخجي، ثقة، وأخري من أصحاب الجواد عليه السلام.وثالثة في أصحاب الهادي عليه السلام.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) العاصمي هو عيسي بن جعفر بن عاصم، وابن عاصم أيضا هو العاصمي المزبور.
(5) عنه البحار: 50 / 220 ورواه الكشي في رجاله: 603 رقم 1122.
(6) في نسخة " ف " وكان مولي له.
(7) في نسخ " أ، ف، م " بيت.
(8) ليس في نسخة " ح " وغيبة النعماني وفي البحار ونسخة " ف " علي مال آل محمد.
(*)
[352] يقول: إجعلني في حل، أتراه ظن(بي)(1) أني أقول له لا أفعل؟ والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(2).
ومنهم علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسي الرواسي، كلهم كانوا وكلاء لابي الحسن موسي عليه السلام، وكان عندهم أموال جزيلة، فلما مضي أبوالحسن موسي عليه السلام وقفوا طمعا في الاموال، ودفعوا إمامة الرضا عليه السلام وجحدوه، وقد ذكرنا ذلك فيما مضي فلا نطول بإعادته(3).
ومنهم فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني:
312 - علي ما رواه عبدالله بن جعفر الحميري قال: كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام إلي علي بن عمرو القزويني(4) بخطه: إعتقد فيما تدين الله تعالي به أن الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت عنه، وهو فارس لعنه الله فإنه ليس يسعك إلا الاجتهاد في لعنه، وقصده ومعاداته، والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل إليه.
ما كنت آمر أن يدان الله بأمر غير صحيح، فجد وشد في لعنه وهتكه، وقطع أسبابه، وصد(5) أصحابنا عنه، وإبطال أمره وأبلغهم ذلك مني، واحكه
___________________________________
(1) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 96 / 187 ح 13 وفي ج 50 / 105 ح 23 عنه وعن الكافي: 1 / 548 ح 27.
وأخرجه في الوسائل: 6 / 375 ح 1 عن الكافي والتهذيب: 1 / 140 ح 19 والاستبصار: 2 / 60 ح 11 والمقنعة: 46.
وفي حلية الابرار: 2 / 407 عن الكافي.
وفي نسختي " أ، ف " خبيثا بدل " حثيثا ".
(3) قد مضي في ح 65 - 75.
(4) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الهادي عليه السلام قائلا: علي بن عمرو العطار القزويني.
وعده ابن شهر اشوب في المناقب ممن روي النص علي أبي محمد العسكري عليه السلام.
(5) في البحار: سد.
(*)
[353] لهم عني، وإني سائلكم بين يدي الله عن هذا الامر المؤكد، فويل للعاصي وللجاحد.
وكتبت بخطي ليلة الثلاثاء لتسع ليال من شهر ربيع الاول سنة خمسين ومائتين، وأنا أتوكل علي الله وأحمده كثيرا(1).ومنهم أحمد بن هلال العبرتائي(2):
313 - روي محمد بن يعقوب قال: خرج إلي العمري في توقيع طويل إختصرناه: ونحن نبرأ إلي الله تعالي من ابن هلال لا رحمه الله، وممن لا يبرأ منه، فأعلم الاسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع ما كان سألك ويسألك عنه(3).
ومنهم أبوطاهر محمد بن علي بن بلال وغيرهم مما لا نطول بذكرهم، لان ذلك مشهور موجود في الكتب(4).
فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة: فأولهم: من نصبه أبوالحسن علي بن محمد العسكري وأبومحمد الحسن بن علي بن محمد إبنه عليهم السلام وهو الشيخ الموثوق به أبوعمرو عثمان بن سعيد العمري رحمه الله وكان أسديا وإنما سمي العمري:(5).
314 - لما رواه أبونصر هبة الله بن محمد بن أحمد(6) الكاتب ابن بنت أبي
___________________________________
(1) عنه البحار: 50 / 221 ح 8.
(2) نسبة إلي عبرتا وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي النهروان بين بغداد وواسط(معجم البلدان).
(3) عنه البحار: 50 / 307 ح 3.
(4) راجع البحار: 50 / 309 - 323.
(5) من قوله " فأما السفراء الممدوحون " إلي هنا في البحار: 51 / 344.
(6) تقدم في ح 248 عن النجاشي أنه هبة الله بن أحمد بن محمد.
(*)
[354] جعفر العمري رحمه الله(1)، قال أبونصر: كان أسديا فنسب(2) إلي جده فقيل العمري، وقد قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام(قال: لا يجمع علي امرئ بين عثمان وأبوعمرو)(3) وأمر بكسر كنيته، فقيل العمري، ويقال له: العسكري أيضا، لانه كان من عسكر سر من رأي، ويقال له: السمان، لانه كان يتجر في السمن تغطية علي الامر.
وكان الشيعة إذا حملوا إلي أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلي أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلي أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا(4).
315 - فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي، عن أبي علي محمد بن همام الاسكافي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الامين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه.
فلما مضي أبوالحسن عليه السلام وصلت إلي أبي محمد إبنه الحسن العسكري(5) عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام مثل قولي لابيه، فقال لي: هذا أبوعمرو الثقة الامين ثقة الماضي وثقتي في المحيا(6) والممات، فما قاله
___________________________________
(1) هو علي ما في كتب الرجال ويأتي في بعض الاخبار أيضا ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري، فهو إما من باب إضافة البنت إلي الجد أو إضافة الابن إلي الجدة وذلك لان عمروا جده وهو عثمان بن سعيد بن عمرو، ويأتي بهذا العنوان في بعض الاخبار الآتية.
(2) في نسخ " أ، ف، م " ونسب وفي البحار: ينسب.
(3) في نسخة " ف " قال له: لا تجمع علي أمرين عثمان وأبوعمرو.
وفي البحار: إبن بدل بين.
(4) عنه البحار: 51 / 344.
(5) في البحار ونسخ " أ، ف، م " صاحب العسكر.
(6) في البحار: في الحياة.
(*)
[355] لكم فعني يقوله، وما أدي(1) إليكم فعني يؤديه.
قال أبومحمد هارون: قال أبوعلي: قال أبوالعباس الحميري: فكنا كثيرا ما نتذاكر هذا القول ونتواصف جلالة محل أبي عمرو(2).
316 - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون، عن محمد بن همام، عن عبدالله بن جعفر قال: حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد عليه السلام فدخلت علي أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده، فقلت إن هذا الشيخ وأشرت إلي أحمد بن إسحاق، وهو عندنا الثقة المرضي، حدثنا فيك بكيت وكيت، واقتصصت عليه ما تقدم يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحله، وقلت: أنت الآن ممن(3) لا يشك في قوله وصدقه فأسألك بحق الله وبحق الامامين اللذين وثقاك هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان عليه السلام؟ فبكي ثم قال: علي أن لا تخبر بذلك أحدا وأنا حي قلت: نعم.
قال: قد رأيته عليه السلام وعنقه هكذا - يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا وتماما - قلت: فالاسم؟ قال: نهيتم عن هذا(4).
317 - وروي أحمد بن علي بن نوح أبوالعباس السيرافي، قال: أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب، قال: حدثني بعض الشراف من الشيعة الامامية أصحاب الحديث، قال: حدثني أبومحمد العباس بن أحمد الصائغ قال: حدثني الحسين بن أحمد الخصيبي قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيان قالا: دخلنا علي أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأي وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته، حتي دخل عليه بدر خادمه فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث
___________________________________
(1) 3) في نسخ " أ، ف، م " أداه.
(2) 4) عنه البحار: 51 / 344.
(3) 5) في البحار ونسخ " أ، ف، م " من.
(4) 6) عنه البحار: 51 / 345 وذيله في إثبات الهداة: 3 / 511 ح 335.
(*)
[356] غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلي أن ينتهي إلي أن قال الحسن عليه السلام لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتي دخل عثمان، فقال له سيدنا أبومحمد عليه السلام: امض يا عثمان، فإنك الوكيل والثقة المأمون علي مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال.
ثم ساق الحديث إلي أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا ! والله إن عثمان لمن خيار شيعتك، ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك، وأنه وكيلك وثقتك علي مال الله تعالي، قال: نعم واشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم(1).
318 - عنه، عن أبي نصر هبة الله [بن محمد](2) بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه وأرضاه، عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي عليهما السلام حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولي جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره، مأمورا بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الاشياء في ظواهرها.
وكانت توقيعات صاحب الامر عليه السلام تخرج علي يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلي شيعته وخواص أبيه أبي محمد عليه السلام بالامر والنهي والاجوبة عما يسأل(2) الشيعة عنه إذا احتاجت إلي السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام، فلم تزل الشيعة مقيمة علي عدالتهما إلي أن توفي عثمان بن سعيد رحمه الله ورضي عنه وغسله ابنه أبوجعفر وتولي القيام به وحصل الامر كله مردودا إليه، والشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته وأمانته، لما تقدم
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 345 ومنتخب الاثر: 393 ح 2.
وذيله في إثبات الهداة: 3 / 511 ح 336.
وأخرجه في تنقيح المقال: 2 / 246عن البحار.
(2) من نسخ " أ، ف، م " البحار.
(3) في البحار: تسأل.
(*)
[357] له من النص عليه بالامانة والعدالة والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله عليه(1).
319 - قال: وقال جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال(2) وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح(3) في خبر طويل مشهور قالوا جميعا: إجتمعنا إلي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام نسأله عن الحجة من بعده، وفي مجلسه عليه السلام أربعون رجلا، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يا بن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني.
فقال له: إجلس يا عثمان، فقام مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلي(أن)(4) كان بعد ساعة، فصاح عليه السلام بعثمان، فقام علي قدميه فقال: أخبركم بما جئتم؟ قالوا: نعم يا بن رسول الله قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي؟ قالوا: نعم، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتي يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلي أمره، واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والامر إليه في حديث طويل(5).
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 347.
(2) قال النجاشي: علي بن بلال بغدادي، إنتقل إلي واسط، روي عن أبي الحسن الثالث عليه السلام، وعده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الجواد عليه السلام قائلا: علي بن بلال بغدادي، ثقة، وأخري في أصحاب الهادي وثالثة في أصحاب العسكري عليهما السلام.
(3) عنونه الوحيد في التعليقة وقال: يأتي في آخر الكتاب أنه من رؤساء الشيعة(المامقاني)، وكذا محمد بن معاوية بن حكيم.
(4) ليس في البحار.
(5) عنه البحار: 51 / 346 ومنتخب الاثر: 355 ح 2 وتبصرة الولي ح 76 وصدره في إثبات الهداة: 3 / 415 ح 56، وذيله في الاثبات المذكور ص 511 ح 337. وأخرج قطعة منه في البحار: 52 / 25 ح 19 وإثبات الهداة: 3 / 485 ح 204 عن كمال الدين: 435 ح 2.
وفي حلية الابرار: 2 / 550 وإعلام الوري: 414 عن ابن بابويه وفي كشف الغمة: 2 / 527 عن إعلام الوري.
وأورده في العدد القوية: 73 ح 121 مختصرا.
[358] 320 - قال أبونصر هبة الله بن محمد: وقبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام، في شارع الميدان، في أول الموضع المعروف [في الدرب المعروف](1) بدرب جبلة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجد رحمه الله.
قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب: رأيت قبره في الموضع الذي ذكره وكان بني في وجهه حائط وبه(2) محراب المسجد، وإلي جنبه باب يدخل إلي موضع القبر في بيت ضيق مظلم، فكنا ندخل إليه ونزوره مشاهرة، وكذلك من وقت دخولي إلي بغداد، وهي سنة ثمان وأربعمائة إلي سنة نيف وثلاثين وربعمائة.
ثم نقض ذلك الحائط الرئيس أبومنصور محمد بن الفرج وأبرز القبر إلي برا(3) وعمل عليه صندوقا وهو تحت سقف يدخل إليه من أراده ويزوره، ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح، وربما قالوا: هو ابن داية الحسين عليه السلام ولا يعرفون حقيقة الحال فيه، وهو إلي يومنا هذا - وذلك سنة سبع وأربعين وأربعمائة - علي ما هو عليه(4)(5).
___________________________________
(1) من البحار وفيه حبله بدل جبلة.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فيه بدل " وبه ".
(3) إلي برا، أي إلي خارج، ولعل الالف في آخره زيادة من النساخ.
(4) ولكنه اليوم مشيد معروف في بغداد يزار ويتبرك به.
(5) من قوله " قال أبونصر " إلي هنا في البحار: 51 / 347 وتنقيح المقال: 2 / 246.
(*)
[359] *(ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري والقول فيه) * فلما مضي أبوعمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد عليه السلام عليه ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائم عليه السلام.
321 - فأخبرني جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي وابن قولويه(عن أبيه)(1) عن سعد بن عبدالله، قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله، وذكر الحديث الذي قدمنا ذكره(2).
322 - وأخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وأبي محمد التلعكبري، كلهم عن محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله تعالي، عن محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيي، عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: إجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري القمي، فغمزني أحمد [بن إسحاق](3) أن أسأله عن الخلف.
فقلت له: يا با عمرو إني أريد [أن](4) أسألك وما أنا بشاك فيما أريد أن
___________________________________
(1) ليس في البحار.
(2) عنه البحار: 51 / 347 وتقدم ذكره في ح 246.
(3) من البحار ونسخ " أ، ف، ح ".
(4) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[360] أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل(يوم)(1) القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك وقعت(2) الحجة وغلق باب التوبة *(فلم يكن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) *(3) فأولئك أشرار من خلق الله عزوجل، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكن(4) أحببت أن أزداد يقينا، فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه *(أن يريه كيف يحيي الموتي فقال: أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي) *(5) وقد أخبرنا أحمد بن إسحاق أبوعلي عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته فقلت له: لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدي إليك فعني يؤدي، وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون.
قال: وأخبرني أبوعلي أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عن مثل ذلك فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
قال: فخر أبوعمرو ساجدا وبكي، ثم قال: سل فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمد عليه السلام؟ فقال: أي والله ورقبته مثل ذا وأومأ بيديه، فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات قلت: فالاسم قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنه عليه السلام.
فإن الامر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضي ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه، وأخذه من لا حق له، وصبر علي ذلك، وهو ذا عياله يجولون وليس(6)
___________________________________
(1) ليس في البحار.
(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " رفعت.
(3) مقتبس من آية: 158 أنعام.
(4) في نسخ " أ، ف، م " لكنني.
(5) مقتبس من آية: 260 البقرة.
(6) في نسخ " أ، ف، م " فليس.
(*)
[361] أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم(1) شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك.
قال الكليني: وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا، فأجاب بمثل هذا، وقد قدمنا هذه الرواية فيما مضي من الكتاب(2).
323 - وأخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، عن أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحميري قال: خرج التوقيع إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه في التعزية بأبيه رضي الله تعالي عنه.
وفي فصل من الكتاب: " إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لامره ورضي بقضائه، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقربه إلي الله عزوجل وإليهم، نضر الله وجهه، وأقاله عثرته ".
وفي فصل آخر، " أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، [و](3) كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالي ولدا مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه، وأقول الحمد لله، فإن الانفس طيبة بمكانك، وما جعله الله عزوجل فيك وعندك، أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك، وكان لك وليا وحافظا وراعيا وكافيا " "(4).
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " ينسبهم.
(2) عنه البحار: 51 / 347 وتقدم في ح 209 عن محمد بن يعقوب وله تخريجات ذكرناها هناك.
(3) من البحار.
(4) عنه البحار: 51 / 348 وعن الاحتجاج: 481 وكمال الدين: 510 ح 41.
وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 128 عن الكمال.
وأورده في الخرائج: 3 / 1112 ح 28 مختصرا.
(*)
[362] 324 - وأخبرني جماعة، عن هارون بن موسي، عن محمد بن همام قال: قال لي عبدالله بن جعفر الحميري: لما مضي أبوعمرو رضي الله تعالي عنه أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نكاتب به بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه(1).
325 - وبهذا الاسناد عن محمد بن همام، قال: حدثني محمد بن حمويه بن عبدالعزيز الرازي في سنة ثمانين ومائتين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي(2) أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو: والابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الاب رضي الله عنه وأرضاه ونضر وجهه، يجري عندنا مجراه، ويسد مسده، وعن أمرنا يأمر الابن وبه يعمل، تولاه الله، فانته إلي قوله " وعرف معاملتنا(3) ذلك "(4).
326 - وأخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري وأبي محمد التلعكبري كلهم، عن محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي.
فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار عليه السلام - وذكرنا الخبر فيما تقدم - وأما محمد بن عثمان العمري فرضي الله تعالي عنه وعن أبيه من قبل فإنه ثقتي وكتابه كتابي(5).
327 - قال أبوالعباس: وأخبرني هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه عن شيوخه قالوا: لم تزل الشيعة مقيمة علي عدالة عثمان بن سعيد(ومحمد بن عثمان رحمها الله تعالي إلي أن توفي أبوعمرو
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 349 ح 2.
(2) عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسكري عليه السلام.
(3) في نسخ " أ، ف، م " معاملينا.
(4) عنه البحار: 51 / 349.
(5) تقدم بتمامه في ح 247، وله تخريجات ذكرناها هناك.
(*)
[363] عثمان ابن سعيد)(1) رحمه الله تعالي وغسله ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان، وتولي القيام به، وجعل الامر كله مردودا إليه، والشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته وأمانته لما تقدم له من النص عليه بالامانة والعدالة، والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد، لا يختلف في عدالته، ولا يرتاب بأمانته، والتوقيعات تخرج علي يده إلي الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لا يعرف الشيعة في هذا الامر غيره، ولا يرجع إلي أحد سواه.
وقد نقلت عنه دلائل كثيرة، ومعجزات الامام ظهرت علي يده، وأمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الامر بصيرة، وهي مشهورة عند الشيعة، وقد قدمنا طرفا منها فلا نطول بإعادتها، فإن في ذلك كفاية للمنصف إن شاء الله تعالي(2).
328 - قال ابن نوح: أخبرني أبونصر هبة الله ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: كان لابي جعفر محمد بن عثمان العمري كتب مصنفة في الفقه مما سمعها من أبي محمد الحسن عليه السلام، ومن الصاحب عليه السلام، ومن أبيه عثمان بن سعيد، عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد عليهما السلام فيها كتب ترجمتها كتب الاشربة.
ذكرت الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها أنها وصلت إلي أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه، وكانت في يده.
قال أبونصر: وأظنها قالت وصلت بعد ذلك إلي أبي الحسن السمري رضي الله عنه وأرضاه(3).
329 - قال أبوجعفر بن بابويه روي(عن)(4) محمد بن عثمان العمري
___________________________________
(1) ما بين القوسين ليس في البحار.
(2) عنه البحار: 51 / 350 ح 3.
(3) عنه البحار: 51 / 350.
(4) ليس في البحار.
(*)
[364] قدس سره أنه قال: والله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة يري الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه(1).
330 - وأخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسي بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري أنه قال: سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو عليه السلام يقول: " اللهم أنجز لي ما وعدتني ".
قال محمد بن عثمان رضي الله عنه: ورأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: " اللهم انتقم لي من أعدائك "(2).
331 - وبهذا الاسناد، عن محمد بن علي، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن سليمان الزراري(3)، عن علي بن صدقة القمي رحمه الله(4) قال: خرج إلي محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ابتداء من غير مسألة ليخبر الذين يسألون عن الاسم: إما السكوت والجنة، وإما الكلام والنار، فإنهم إن وقفوا علي الاسم أذاعوه، وإن وقفوا علي المكان دلوا عليه(5).
332 - قال ابن نوح: أخبرني أبونصر هبة الله بن محمد، قال: حدثني [أبو](6)
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 350، وفي إثبات الهداة: 3 / 452 ح 68 عنه وعن الفقيه: 2 / 520 ذح 3115 وعن الكمال: 440 ح 8 عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن محمد بن عثمان العمري.
وأخرجه في الوسائل: 8 / 96 ح 8 والبحار: 52 / 152 ح 4 وحلية الابرار: 2 / 607 عن الكمال.
(2) تقدم في ح 222 مع تخريجاته.
(3) قال النجاشي: علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبوالحسن الزراري: كان له اتصال بصاحب الامر عليه السلام وخرجت إليه توقيعات، وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا، ثقة، فقيها، لا يطعن عليه بشئ، له كتاب النوادر.
(4) قال النجاشي: علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب بن محمد بن علي الرقي الانصاري، أبوالحسن له كتاب عن الرضا عليه السلام، وكذا ذكره الشيخ في رجاله.
(5) عنه البحار: 51 / 351.
(6) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[365] علي بن أبي جيد القمي رحمه الله قال: حدثنا أبوالحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال: دخلت علي أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوما لاسلم عليه، فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها ويكتب آيا من القرآن وأسماء الائمة عليهم السلم علي حواشيها(1).
فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال: أسند إليها وقد عرفت منه(2)، وأنا في كل يوم أنزل فيه(3) فأقرأ جزء ا من القرآن(فيه)(4) فاصعد، وأظنه قال: فأخذ بيدي وأرانيه، فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلي الله عزوجل ودفنت فيه وهذه الساجة(معي)(5).
فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره ولم أزل مترقبا به ذلك فما تأخر الامر حتي اعتل أبوجعفر، فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها، ودفن فيه.
قال أبونصر هبة الله: وقد سمعت هذا الحديث من غير [أبي](6) علي وحدثتني به أيضا أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله تعالي عنهما(7).
333 - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن علي بن الاسود القمي أن أبا جعفر العمري قدس سره حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج، فسألته عن ذلك فقال: للناس أسباب،
___________________________________
(1) في نسخة " ح " حواشيها(جوانبها خ ل) وفي نسخ " أ، ف، م " جوانبها.
(2) في البحار: عزفت منه وفي نسخ " أ، ف، م " فرغت منه.
(3) في نسخ " أ، ف، م " إليه.
(4) ليس في البحار.
(5) في نسخ " أ، ف، م " معه.
(6) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(7) عنه البحار: 51 / 351 وفلاح السائل: 74 ومعادن الحكمة: 2 / 290.
وفي البحار: 82 / 50 ح 40 عنه وعن فلاح السائل.
وفي إثبات الهداة: 3 / 692 ح 111 مختصرا.
(*)
[366] و(1) سألته عن ذلك، فقال: قد أمرت أن أجمع أمري.فمات بعد ذلك بشهرين رضي الله عنه وأرضاه(2).
334 - وقال أبونصر هبة الله: وجدت بخط أبي غالب الزراري رحمه الله وغفر له أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادي الاولي سنة خمس وثلاثمائة.
وذكر أبونصر هبة الله [بن](3) محمد بن أحمد أن أبا جعفر العمري رحمه الله مات في سنة أربع وثلاثمائة، وأنه كان يتولي هذا الامر نحوا من خمسين سنة يحمل(4) الناس إليه أموالهم، ويخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه(5) من المسائل بالاجوبة العجيبة رضي الله عنه وأرضاه(6).
قال أبونصر هبة الله: إن قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره ومنازله(فيه)(7) وهو الآن في وسط الصحراء قدس سره(8).
___________________________________
(1) في البحار ونسختي " ح، ف " ثم سألته، وكذا في الكمال.
(2) عنه البحار: 51 / 351 وعن كمال الدين: 502 ح 29.
وفي إثبات الهداة: 3 / 677 ح 74 عنهما وعن إعلام الوري: 422 نقلا عن ابن بابويه.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 612 ح 86 عن الكمال.
وأورده في الخرائج: 3 / 1120 ح 36 عن ابن بابويه مختصرا.
(3) من البحار.
(4) في البحار: فيحمل.
(5) في نسخ " أ، ف، م " يسألون.
(6) يعرف الشيخ محمد بن عثمان العمري عند أهل بغداد بالشيخ الخلاني وقبره في بغداد اليوم معروف يزوره الناس للتبرك به، وفيه عمارة مشيدة.
(7) ليس في البحار.
(8) عنه البحار: 51 / 352 ح 4.
(*)
[367] *(ذكر إقامة أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنهما مقامه بعده بأمر الامام صلوات الله عليه) *.
335 - أخبرني الحسين بن إبراهيم القمي قال: أخبرني أبوالعباس أحمد بن علي بن نوح قال: أخبرني أبوعلي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري رحمه الله(1) قال: حدثني أبوعبدالله جعفر بن محمد(2) المدائني المعروف بابن قزدا في مقابر قريش(3) قال: كان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس سره أن أقول له: ما لم يكن أحد يستقبله بمثله: هذا المال ومبلغه كذا وكذا للامام عليه السلام، فيقول لي: نعم دعه فأراجعه، فأقول له: تقول لي: إنه للامام؟ فيقول: نعم للامام عليه السلام فيقبضه.
فصرت إليه آخر عهدي به قدس سره ومعي أربعمائة دينار، فقلت له علي رسمي، فقال لي: امض بها إلي الحسين بن روح، فتوقفت فقلت: تقبضها أنت مني علي الرسم؟ فرد علي كالمنكر لقولي وقال: قم عافاك الله فادفعها إلي الحسين بن روح.
___________________________________
(1) عده الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا: أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، يكني أبا علي، إبن عم أبي عبدالله، روي عنه التلعكبري، وسمع منه سنة 365، وله منه إجازة.
(2) في الاصل: عثمان بدل " محمد ".
(3) مقابر قريش يطلق علي مشهد الكاظمين عليهما السلام وعلي جهة خاصة من صحنهما الشريف.

7 - فصل: فيما ذكر في بيان(1) عمره (ع).

7 - فصل: فيما ذكر في بيان(1) عمره (ع).
فصل: فيما ذكر في بيان(1) عمره عليه السلام.
قد بينا بالاخبار الصحيحة بأن مولد صاحب الزمان عليه السلام كان في سنة ست وخمسين ومائتين وأن أباه عليه السلام مات في سنة ستين(2) فكانت له حينئذ أربع سنين فيكون عمره إلي حين خروجه ما يقتضيه الحساب ولا ينافي ذلك الاخبار التي رويت في مقدار سنه مختلفة الالفاظ.
396 - نحو ما روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال:ليس صاحب هذا الامر(من جاز من أربعين)(3)، صاحب هذا الامر القوي المشمر(4).وما أشبه ذلك من الاخبار التي وردت مختلفة الالفاظ متباينة المعاني(5).
فالوجه فيها إن صحت أن نقول إنه يظهر في صورة شاب من أبناء أربعين سنة أو ما جانسه، لا أنه يكون عمره كذلك لتسلم الاخبار.
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ح، ف، م " مقدار.
(2) أي في سنة ستين بعد المائتين وفي نسخ " أ، ف، م " وكان بدل " فكانت ".
(3) في نسخ " أ، ف، م " بدل ما بين القوسين:جاز الاربعين.
(4) المشمر:أي المرفوع وفي نسخة " ح " المستتر(الشمر خ ل).
(5) راجع بصائر الدرجات:188 ح 56 والخرائج:2 / 691 ح 2 وعنهما البحار:52 / 319 ذح 20.
وفي حلية الابرار:2 / 577 وإثبات الهداة:3 / 520 ح 393 عن البصائر.
(*)
[420] 397 - ويقوي ذلك ما رواه أبوعلي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن عمر بن طرخان(1)، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين(2)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة(3)، ويظهر في صورة فتي موفق(4) ابن ثلاثين سنة(5).
398 - وعنه، عن الحسن بن علي العاقولي(6)، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال:لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابا موفقا، فلا يلبث(7) عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الاول(8).
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا:روي عنه حميد كتاب أبي يحيي المكفوف.
(2) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، المدني.
(3) في البحار:لعل المراد عمره في ملكه وسلطنته، أو هو مما بدا لله تعالي فيه، وفي الاصل:عمر عمر إبراهيم الخليل.
(4) الموفق:الرشيد(تاج العروس).
(5) عنه إثبات الهداة:3 / 511 ح 339.
وفي البحار:52 / 287 ح 22 عنه وعن غيبة النعماني:189 صدر ح 44 نحوه.
وأخرجه في حلية الابرار:2 / 584 عن غيبة النعماني ورواه في دلائل الامامة:258 باسناده عن أبي علي محمد بن همام نحوه.
(6) هو الحسن بن علي بن سهل أبومحمد العاقولي كما في أمالي الطوسي:ج 2 / 111 و 122.
(7) في نسخة " ف " فلا يثبت وكذا في نسخة " أ ".
(8) عنه إثبات الهداة:3 / 512 ح 340.
وفي البحار:52 / 287 ح 23 و 24 عنه وعن غيبة النعماني 188 ح 43 وص 211 ح 20 باسناده عن أبي حمزة عن أبي عبدالله عليه السلام باختلاف.
وأخرجه في الاثبات المذكور ص 536 ح 483 وحلية الابرار:2 / 583 عن غيبة النعماني.
وفي الاثبات المذكور أيضا ص 583 ح 778 عن البحار:52 / 385 ح 196 نقلا من الغيبة للسيد علي بن عبدالحميد باختلاف وأورده في منتخب الانوار المضيئة:188 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أبي بصير مثله.
(*)
[421] 399 - وروي في خبر آخر:أن في صاحب الزمان عليه السلام شبها من يونس رجوعه من غيبته بشرخ(1) الشباب(2).
400 - وقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال:ما تنكرون أن يمد الله لصاحب هذا الامر في العمر كما مد لنوح عليه السلام في العمر(3).
ولو لم ترد هذه الاخبار أيضا لكان ذلك مقدورا لله تعالي بلا خلاف بين الامة، وإنما يخالف فيها أصحاب الطبائع والمنجمون وأصحاب الشرائع كلهم علي جواز ذلك.
401 - ويروي النصاري أن فيمن تقدم(4) من عاش سبعمائة سنة وأكثر(5).
402 - وروي أبوعبيدة معمر بن المثني البصري التيمي(6) قال:كانت في غطفان خلة(7) أشهرتهم بها العرب، كان منهم نصر بن دهمان، وكان من سادة غطفان وقادتها حتي خرف وحناه الاكبر، وعاش تسعين ومائة سنة، فاعتدل بعد
___________________________________
(1) شرخ الشباب:أوله.
(2) عنه إثبات الهداة:3 / 512 ح 341 ومنتخب الاثر:285 ح 6.
وأخرج نحوه في البحار:51 / 218 والاثبات المذكور ص 468 ح 132 عن كمال الدين:327 ضمن ح 7 باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:188 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أبي بصير، عن الصادق عليه السلام مثله إلا أن فيه " موسي " بدل " يونس ".
(3) عنه إثبات الهداة:3 / 512 ح 342.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:188 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أبي بصير، عنه عليه السلام باختلاف يسير.
(4) في نسخ " أ، ف، م " فيمن تقدم من رهبانهم.
(5) راجع كنز الفوائد:2 / 117 وعنه البحار:51 / 292.
(6) قال الشيخ المفيد في الارشاد:128 روي أول خطبة خطبها أمير المؤمنين عليه السلام بعد بيعة الناس له علي الامر، وهو ممن لا يتهمه خصوم الشيعة في روايته.
وقال في تهذيب التهذيب:مولاهم البصري النحوي كان من أعلم الناس بأنساب العرب وأيامهم، مات سنة 209، وقد تقدم عند ذكر المعمرين.
(7) الخلة:الخصلة.
(*)
[422] ذلك شابا وأسود شعره، فلا يعرب في العرب أعجوبة مثلها(1).وقد ذكرنا من أخبار المعمرين قطعة فيها كفاية فلا معني للتعجب من ذلك.وكذلك أصحاب السير ذكروا أن زليخا امرأة العزيز رجعت شابة طرية وتزوجها يوسف عليه السلام(2).وقصتها في ذلك معروفة(3).وأما ما روي من الاخبار التي تتضمن أن صاحب الزمان يموت ثم يعيش أو يقتل ثم يعيش، نحو ما رواه:
403 - الفضل بن شاذان، عن موسي بن سعدان، عن عبدالله بن قاسم الحضرمي، عن أبي سعيد الخراساني قال:قلت لابي عبدالله عليه السلام:لاي شئ سمي القائم؟ قال:لانه يقوم بعدما يموت، إنه يقوم بأمر عظيم يقوم بأمر الله سبحانه(4).
404 - وروي محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه(5).
___________________________________
(1) أورده في منتخب الانوار المضيئة:189 من طريق العامة عن أبي عبيدة معمر بن المثني البصري التميمي باختلاف يسير.
وأخرج نحوه في البحار:51 / 237 عن كمال الدين:2 / 555 وذكر قصته في المعمرين والوصايا ص 80.
(2) منهم القمي في تفسيره:1 / 357 وعنه البحار:12 / 253 وقصص الانبياء للجزائري 198 - 199.
(3) ذكر قصة تزوجه إياها وكونها بكرا أصحاب التواريخ كالطبري في تاريخه وتفسيره والمسعودي في مروج الذهب وابن الاثير في الكامل وابن كثير في قصص الانبياء وغيرهم.
(4) عنه البحار:51 / 224 ح 13 وإثبات الهداة:3 / 512 ح 343.
ويأتي بكامله في ح 489.
(5) عنه البحار:51 / 224 وإثبات الهداة:3 / 512 ح 334 والايقاظ من الهجعة:184 ح 40 و 355 ح 98. وقد ذكرنا في ص 103 أن المراد من صاحب الحمار إما إرميا أو العزير عليهما السلام.
[423] 405 - وعنه، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن إسحق بن محمد، عن القاسم بن الربيع، عن علي بن خطاب، عن مؤذن مسجد الاحمر قال:سألت أبا عبدالله عليه السلام هل في كتاب الله مثل للقائم عليه السلام؟ فقال:نعم، آية صاحب الحمار أماته الله(مائة عام)(1) ثم بعثه(2).
406 - وروي الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الفضيل، عن حماد بن عبدالكريم قال:قال أبوعبدالله عليه السلام:إن القائم عليه السلام إذا قام قال الناس:أني يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل(3).
فالوجه في هذه الاخبار وما شاكلها أن نقول:يموت ذكره(4)، ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه، ثم يظهره الله كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي.
وهذا وجه قريب في تأويل هذا الاخبار، علي أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا توجب علما عما دلت العقول عليه، وساق الاعتبار الصحيح إليه، وعضده الاخبار المتواترة التي قدمناها، بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم، وإنما تأولناها بعد تسليم صحتها علي ما يفعل في نظائرها ويعارض هذه الاخبار ما ينافيها(5).
407 - روي الفضل بن شاذان، عن عبدالله بن جبلة، عن سلمة بن
___________________________________
(1) ليس في نسختي " ف، أ ".
(2) عنه البحار:51 / 224 وإثبات الهداة:3 / 513 ح 345 والايقاظ من الهجعة:185 ح 41 وص 356 ح 99.
(3) عنه البحار:51 / 225 وإثبات الهداة:3 / 513 ح 346.
وأخرجه في البحار:52 / 291 ح 38 عن غيبة النعماني:155 ح 14 باسناده عن محمد بن الفضيل باختلاف.
وتقدم في ح 56.
(4) قد ذكرنا بأنه صرح بذلك في كمال الدين:378 ح 3 ومعاني الاخبار 65 والخرائج:3 / 1172.
(5) من قوله " فالوجه في تأويل هذه الاخبار " إلي هنا في البحار:51 / 225.
(*)
[424] جناح الجعفي عن حازم بن حبيب قال:قال [لي](1):أبوعبدالله عليه السلام:يا حازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين يظهر في الثانية، إن جاء ك من يقول:إنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه(2).
408 - وروي محمد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسي، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:في صاحب هذا الامر [أربع](3) سنن من أربعة أنبياء:سنة من موسي عليه السلام، وسنة من عيسي عليه السلام، وسنة من يوسف عليه السلام.
وسنة من محمد صلي الله عليه وآله، فأما سنة من موسي عليه السلام فخائف يترقب، وأما سنة من يوسف عليه السلام فالغيبة(4)، وأما سنة من عيسي عليه السلام فيقال:مات ولم يمت، وأما سنة من محمد صلي الله عليه وآله وسلم فالسيف(5).
___________________________________
(1) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار:52 / 154 ح 8 وإثبات الهداة:3 / 513 ح 347.
وأخرجه في البحار:52 / 155 ذح 13 وص 156 ذح 14 عن غيبة النعماني:172 ذح 6 باختلاف يسير.
وتقدم في ذح 46 وله تخريجات أخر ذكرناها هناك.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) في البحار والامامة والتبصرة وكمال الدين:فالسجن وفي غيبة النعماني:السجن والغيبة.
(5) عنه إثبات الهداة:3 / 513 ح 348.
وفي البحار:51 / 216 ح 3 عنه وعن كمال الدين:152 ح 16 وص 326 ح 6 - باسناديه عن عبدالله بن جعفر الحميري - والامامة والتبصرة:93 ح 84 عن عبدالله بن جعفر الحميري مثله.
وأخرجه في الاثبات المذكور ص 460 ح 101 عن الكمال باسناده المذكور وباسناد آخر عن محمد بن عيسي.
وفي البحار:14 / 339 ح 14 عن الكمال مختصرا.
وفي البحار:52 / 347 ح 97 عن غيبة النعماني:164 ح 5 باسناده عن أبي بصير نحوه مفصلا.
وفي البحار:51 / 218 ح 7 والاثبات المذكور أيضا ص 468 ح 134 عن كمال الدين:329 ح 11 باسناده عن أبي بصير كما في النعماني.
ورواه في تقريب المعارف:190 عن أبي بصير باختلاف يسير. وفي كنز الفوائد:1 / 374 عن الباقر عليه السلام باختلاف يسير وفي إثبات الوصية:226 عن الحميري نحوه.
وأورده في إعلام الوري:403 عن أبي بصير مثله.وتقدم في ح 57.
[425] 409 - وروي الفضل بن شاذان، عن أحمد بن عيسي العلوي، عن أبيه، عن جده قال:قال أمير المؤمنين عليه السلام:صاحب هذا الامر من ولدي(الذي)(1) يقال:مات قتل لا بل هلك لا بل بأي واد سلك(2).
وأما وقت خروجه عليه السلام فليس بمعلوم لنا علي وجه التفصيل، بل هو مغيب عنا إلي أن يأذن الله بالفرج.
410 - كما روي عن النبي صلي الله عليه وآله [أنه قال:](3) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج رجل من ولدي فيملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا(4).
411 - وأخبرني الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن علي بن محمد(5)، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد(6)
___________________________________
(1) ليس في نسخة " ف ".
(2) عنه إثبات الهداة:3 / 514 ح 349.
وأخرجه في البحار:51 / 114 ح 11 وإثبات الهداة:3 / 533 ح 468 عن غيبة النعماني:156 ح 18 باسناده عن عيسي بن عبدالله العلوي باختلاف يسير.
(3) من نسخ " أ، ف، م " وإثبات الهداة.
(4) إثبات الهداة:3 / 514 ح 350.
وأخرجه في البحار:51 / 133 ح 5 والاثبات المذكور ص 465 ح 122 عن كمال الدين:317 ح 4 باسناده عن الامام الحسين عليه السلام.
وأورده في إعلام الوري:401 عن يحيي بن وثاب، عن عبدالله بن عمرو كما في الكمال.
ورواه الكراجكي في كنز الفوائد:1 / 246 عنه صلي الله عليه وآله وفيه " يظهر " بدل " يخرج " مع زيادة " إسمه إسمي ".
والنيسابوري في تفسيره(غرائب القرآن):1 / 49 باختلاف.
وتقدم في ح 139 مسندا وفيه " من أهل بيتي " بدل " من ولدي ".
(5) هو علي بن محمد بن قتيبة المتقدم ذكره في ح 21.
(6) هو أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، الثقة المعروف.
(*)
[426] وعبيس بن هشام(1)، عن كرام(2) عن الفضيل قال:سألت أبا جعفر عليه السلام هل لهذا الامر وقت؟ فقال:كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون(3).
412 - الفضل بن شاذان، عن الحسين بن يزيد الصحاف عن منذر الجواز(4) عن أبي عبدالله عليه السلام قال:كذب الموقتون، ما وقتنا فيما مضي، ولا نوقت فيما يستقبل(5).
413 - وبهذا الاسناد عن عبدالرحمن بن كثير قال:كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم الاسدي فقال:أخبرني جعلت فداك متي هذا الامر الذي تنتظرونه؟ فقد طال، فقال:يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون(6).
414 - الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن يحيي، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن أن تكذبه، فلسنا نوقت لاحد وقتا(7).
___________________________________
(1) قال النجاشي:عباس بن هشام أبوالفضل الناشري الاسدي، عربي، ثقة، جليل في أصحابنا، كثير الرواية كسر أسمه فقيل:عبيس، مات سنة:210 أو قبلها بسنة.
(2) هو عبدالكريم بن عمرو الخثعمي المتقدم ذكره.في ح 47.
(3) عنه البحار:52 / 103 ح 5 ومنتخب الاثر:463 ح 1 وأخرجه في البحار:4 / 132 عن الكافي 1 / 368 ح 5 باسناده عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن الفضل بن يسار مع زيادة في آخره.
وفي البحار:52 / 118 ح 45 عن غيبة النعماني:294 ح 13 نقلا عن محمد بن يعقوب.
(4) في نسخة " ف " منذر بن الجواز.
(5) عنه البحار:52 / 103 ح 6 ومنتخب الاثر:463 ح 2.
(6) عنه البحار:52 / 103 ح 7 وعن غيبة النعماني:197 ح 8 - باسناده عن عبدالرحمن بن كثير - وص 294 ح 11 عن الكافي 1 / 368 ح 2 - باسناده عن عبدالرحمن بن كثير - والامامة والتبصرة:95 ح 87 بسند آخر عن أبي عبدالله عليه السلام باختلاف.
(7) عنه البحار:52 / 104 ح 8.
وأخرجه في البحار المذكور ص 117 ح 41 عن غيبة النعماني:289 ح 3 باسناده عن محمد بن مسلم باختلاف يسير.
(*)
[427] 415 - الفضل بن شاذان، عن عمر بن مسلم(1) البجلي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن محمد بن بشر الهمداني، عن محمد بن الحنفية - في حديث اختصرنا منه موضع الحاجة - أنه قال:إن لبني فلان(2) ملكا مؤجلا، حتي إذا أمنوا واطمأنوا وظنوا أن ملكهم لا يزول صيح فيهم صيحة(3)، فلم يبق لهم راع يجمعهم ولا واع(4) يسمعهم، وذلك قول الله عزوجل:*(حتي إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) *(5).
قلت:جعلت فداك هل لذلك وقت؟.
قال:لا لان علم الله غلب علم(6) الموقتين، إن الله تعالي وعد موسي ثلاثين ليلة وأتمها بعشر لم يعلمها موسي، ولم يعلمها بنو إسرائيل، فلما جاوز(7) الوقت قالوا:غرنا موسي، فعبدوا العجل، ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة في الناس، وأنكر بعضهم بعضا، فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا ومساء(8).
وأما ما روي من الاخبار التي تنافي ذلك في الظاهر، مثل ما رواه:
416 - الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال:قلت له:ألهذا الامر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي إليه؟ قال:
___________________________________
(1) في البحار:أسلم وفي نسخ " أ، ف، م " سلم وفي نسخة " ح " مسلم(أسلم وسلم خ ل).
(2) هم إما بنو أمية أو بنو العباس.
قال في البحار " الصيحة " كناية عن نزول الامر فجأة.
(4) في البحار ونسخ " أ، ف، م " داع وفي نسخة " ح " داع(واع خ ل).
(5) يونس:24.
(6) في نسخ " أ، ف، م " وقت.
(7) في البحار:فلما جاز الوقت.
(8) عنه البحار:52 / 104 ح 9.
وأخرجه في البحار المذكور ص 246 ح 127 عن غيبة النعماني 290 ح 7 باسناده عن محمد بن بشر نحوه مفصلا.
(*)
[428] بل ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه(1).
417 - وعنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال:قلت لابي جعفر عليه السلام:إن عليا عليه السلام كان يقول:" إلي السبعين بلاء " وكان يقول:" بعد البلاء رخاء " وقد مضت السبعون ولم نر رخاء !.
فقال أبوجعفر عليه السلام:يا ثابت إن الله تعالي كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام إشتد غضب الله علي أهل الارض، فأخره إلي أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر(2)، فأخره(3) الله ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا، و *(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) *(4).
قال أبوحمزة:وقلت ذلك لابي عبدالله عليه السلام فقال:قد كان ذاك(5).
418 - وروي الفضل، عن محمد بن إسماعيل(6)، عن محمد بن سنان،
___________________________________
(1) عنه البحار:4 / 113 ح 38 وج 52 / 105 ح 10 ومستدرك الوسائل:12 / 300 ح 33.
ويأتي في ح 422.
(2) في البحار:52 ونسخة " ف " الستر.
(3) في نسخ " أ، ف، م " فأخذه الله.
(4) الرعد:39.
(5) عنه البحار:4 / 114 ح 39 ومستدرك الوسائل:12 / 300 ح 34.
وفي البحار:52 / 105 ح 11 عنه وعن غيبة النعماني:293 ح 10 عن محمد بن يعقوب - من قوله عليه السلام " يا ثابت " - باختلاف يسير.
وأخرجه في نور الثقلين:2 / 510 ح 153 عن الكافي:1 / 368 ح 1 باسناده عن الحسن بن محبوب.
وفي البحار:4 / 120 ح 61 والبرهان:2 / 300 ذح 16 عن العياشي:2 / 218 ح 69 عن أبي حمزة باختلاف يسير.
وفي البحار:42 / 223 ذح 32 عن الخرائج:1 / 178 ذح 11 عن أبي حمزة مثله.
(6) لم نجد رواية الفضل بن شاذان عن محمد بن إسماعيل في غير هذا المورد، والظاهر أنه سهو، إذ روي محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان في موارد عديدة وروي أيضا الفضل، عن محمد بن سنان بلا واسطة في عدة موارد. فإذا يحتمل أن يكون الصحيح:الفضل ومحمد بن إسماعيل، عن محمد بن سنان، والله العالم.
[429] عن أبي يحيي التمتام السلمي، عن عثمان النوا(1) قال:سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:كان هذا الامر في فأخره الله ويفعل(2) بعد في ذريتي ما يشاء(3).
فالوجه(4) في هذه الاخبار أن نقول - إن صحت - إنه لا يمتنع أن يكون الله تعالي قد وقت هذا الامر في الاوقات التي ذكرت، فلما تجدد ما تجدد تغيرت المصلحة واقتضت تأخيره إلي وقت آخر، وكذلك فيما بعد، ويكون الوقت الاول، وكل وقت يجوز أن يؤخر(5) مشروطا، بأن لا يتجدد ما يقتضي المصلحة تأخيره إلي أن يجئ الوقت الذي لا يغيره شئ فيكون محتوما.
وعلي هذا يتأول ما روي في تأخير الاعمار عن أوقاتها والزيادة فيها عند الدعاء(6) [والصدقات](7) وصلة الارحام(8)، وما روي في تنقيص الاعمار عن أوقاتها إلي ما قبله عند فعل الظلم(9) وقطع الرحم(10) وغير ذلك، وهو تعالي وإن كان عالما بالامرين، فلا يمتنع أن يكون أحدهما معلوما بشرط والآخر بلا شرط، وهذه الجملة لا خلاف فيها بين أهل العدل.
وعلي هذا يتأول أيضا ما روي من أخبارنا المتضمنة للفظ البداء(11) ويبين
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا:كوفي.
(2) في نسخ " أ، ف، م " ويفعل الله.
(3) عنه البحار:4 / 114 ح 40 وج 52 / 106 ح 12.
(4) في نسخ " أ، ف، م " والوجه.
(5) في نسخة " ف " لا يؤخره.
(6) راجع فلاح السائل:167 - 168 وعنه البحار:86 / 7 ح 7.
(7) من نسخ " أ، ف، م " راجع البحار:96 / 119 ح 17 عن ثواب الاعمال:169 ح 11 والخصال:48 ح 53.
(8) راجع أمالي الطوسي:2 / 94 وعنه البحار:47 / 163 ح 3 وج 74 / 93 ح 21.
(9) راجع الكافي:8 / 271 ح 400 وعنه نور الثقلين:4 / 355 ح 51.
(10) راجع العياشي:2 / 220 ح 75 وعنه البحار:74 / 99 ح 42.
(11) راجع البحار:4 / 92 - 134 ب 3.
(*)
[430] أن معناها النسخ علي ما يريده جميع أهل العدل فيما يجوز فيه النسخ، أو تغير شروطها إن كان طريقها الخبر عن الكائنات، لان البداء في اللغة هو الظهور، فلا يمتنع أن يظهر لنا من أفعال الله تعالي ما كنا نظن خلافه، أو نعلم ولا نعلم شرطه(1).
419 - فمن ذلك ما رواه محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله، عن علي بن إبراهيم، عن الريان بن الصلت قال:سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول:ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر، وأن يقر لله بالبداء *(إن الله يفعل ما يشاء)*(2) وأن يكون في تراثه الكندر(3).
420 - وروي سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:[قال](4) علي بن الحسين، وعلي بن أبي طالب قبله، ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام:كيف لنا بالحديث مع هذه الآية *(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) *(5).
فأما من قال:بأن الله تعالي لا يعلم بشئ(6) إلا بعد كونه فقد كفر وخرج عن التوحيد(7).
421 - وقد روي سعد بن عبدالله عن أبي هاشم الجعفري قال:سأل محمد بن صالح الارمني(8) أبا محمد العسكري عليه السلام عن قول الله عزوجل:*(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) * فقال أبومحمد:وهل يمحو إلا ما
___________________________________
(1) من قوله:" فالوجه في هذه الاخبار " إلي هنا في البحار:4 / 114.
(2) الحج:18.
(3) عنه البحار:4 / 97 ح 3 وعن عيون أخبار الرضا عليه السلام:2 / 15 ح 33.
(4) من نسخ " أ، ف، م ".
(5) عنه البحار:4 / 115 والآية في الرعد:39.
(6) في البحار ونسخ " أ، ف، م " الشئ.
(7) من قوله:" فأما من قال " إلي هنا في البحار:4 / 115.
(8) عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسكري عليه السلام.
(*)
[431] كان ويثبت إلا ما لم يكن، فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم:إنه لا يعلم الشئ حتي يكون؟ فنظر إلي أبومحمد عليه السلام فقال:تعالي الجبار العالم بالاشياء قبل كونها.والحديث مختصر(1).
422 - الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال:قلت له:ألهذا الامر أمد نريح أبداننا وننتهي إليه؟ قال:بلي ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه(2).
والوجه في هذه الاخبار ما قدمنا ذكره من تغير المصلحة فيه، واقتضائها تأخير الامر إلي وقت آخر علي ما بيناه، دون ظهور الامر له تعالي، فأنا لا نقول به ولا نجوزه، تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا.
فإن قيل:هذا يؤدي إلي أن لا نثق بشئ من أخبار الله تعالي.
قلنا:الاخبار علي ضربين ضرب لا يجوز فيه التغير في مخبراته، فإنا نقطع عليها، لعلمنا بأنه لا يجوز أن يتغير المخبر في نفسه، كالاخبار عن صفات الله تعالي وعن الكائنات فيما مضي، وكالاخبار بأنه يثيب المؤمنين.
والضرب الآخر هو ما يجوز تغيره في نفسه لتغير المصلحة عند تغير شروطه،
___________________________________
(1) عنه البحار:4 / 115.
وفي إثبات الهداة:3 / 416 ح 57 عنه وعن الخرائج:2 / 687 ح 10 عن أبي هاشم وكشف الغمة:2 / 419 نقلا من دلائل الحميري عن أبي هاشم باختلاف يسير.
وأخرجه في البحار المذكور ص 90 ح 33 عن الخرائج والكشف وفي مدينة المعاجز:577 ح 103 عن ثاقب المناقب 248 عن أبي هاشم باختلاف يسير.
وفي البحار:50 / 257 ح 14 عن الخرائج.
ورواه في إثبات الوصية:212 عن الحميري عن أبي هاشم الجعفري بتمامه.
(2) تقدم في ح 416 مع تخريجاته.
(*)
[432] فأنا نجوز جميع ذلك، كالاخبار عن الحوادث في المستقبل إلا أن يرد الخبر علي وجه يعلم أن مخبره لا يتغير، فحينئذ نقطع بكونه، ولاجل ذلك قرن الحتم بكثير من المخبرات، فأعلمنا أنه مما لا يتغير أصلا، فعند ذلك نقطع به(1).
___________________________________
(1) من قوله:" والوجه في هذه الاخبار " إلي هنا في البحار:4 / 115.
(*)
[433] *(ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه عليه السلام) *.
423 - أخبرني الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن إسماعيل بن الصباح قال:سمعت شيخا يذكره عن سيف بن عميرة قال:كنت عند أبي جعفر المنصور فسمعته يقول ابتداء من نفسه:يا سيف بن عميرة لابد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب من السماء.
فقلت:يرويه أحد من الناس؟.
قال:والذي نفسي بيده فسمع(1) أذني منه يقول:لابد من مناد ينادي باسم رجل من السماء.
قلت:يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط.
فقال:يا سيف(2) إذا كان ذلك فنحن أول من نجيبه(3)، أما إنه أحد بني عمنا.
___________________________________
(1) في البحار:لسمع.
(2) في نسخ الاصل:يا شيخ بدل " يا سيف " والظاهر أنه تصحيف.
(3) في البحار والكافي وغيرهما من المصادر:يجيبه.
(*)
[434] قلت:أي بني عمكم؟.
قال:رجل من ولد فاطمة عليها السلام.
ثم قال:يا سيف(1) لولا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي [يحدثني به](2) ثم حدثني به أهل الدنيا ما قبلت منهم، ولكنه محمد بن علي عليهما السلام(3).
424 - وأخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عثمان بن أحمد السماك، عن إبراهيم بن عبدالله الهاشمي، عن يحيي بن أبي طالب(4)، عن علي بن عاصم(5)، عن عطاء بن السائب(6).
عن أبيه، عن عبدالله بن عمر قال:قال رسول الله صلي الله عليه وآله:لا تقوم الساعة حتي يخرج نحو من ستين كذابا كلهم يقول أنا نبي(7).
___________________________________
(1) في نسخ الاصل:يا شيخ بدل " يا سيف " والظاهر أنه تصحيف.
(2) من البحار.
(3) عنه إثبات الهداة:3 / 725 ح 43.
وفي البحار:52 / 288 ح 25 عنه وعن إرشاد المفيد:358 باسناده عن أحمد بن إدريس نحوه.
وأخرجه في البحار المذكور ص 300 ح 65 عن الكافي:8 / 209 ح 255 باسناده عن إسماعيل بن الصباح باختلاف يسير.
وفي كشف الغمة:2 / 458 والمستجاد:546 عن الارشاد وفي الصراط المستقيم:2 / 248 عن الارشاد مختصرا.
وفي كشف الاستار:177 عن عقد الدرر:110 عن سيف بن عميرة باختلاف.
وأورده في الخرائج:3 / 1157 عن سيف بن عميرة مختصرا.
(4) قال في ميزان الاعتدال:يحيي بن أبي طالب، جعفر بن الزبرقان، محدث، مشهور.
توفي سنة 275 عن خمس وتسعين سنة.
(5) قال في تهذيب التهذيب:علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، أبوالحسن التيمي مولاهم.
روي عن جماعة منهم عطاء بن السائب وروي عنه عدة منهم يحيي بن أبي طالب، توفي سنة 201 وهو ابن 94 سنة.
(6) قال في تهذيب التهذيب:عطاء بن السائب بن مالك، روي عن أبيه وغيره، مات سنة 137.
(7) عنه البحار:52 / 208 ح 46 وعن إرشاد المفيد:358 عن يحيي بن أبي طالب وفيه " يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتي يخرج ستون ".وفي إثبات الهداة:3 / 725 ح 44 عن كتابنا هذا وعن إعلام الوري:426 عن علي بن عاصم كما في الارشاد.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 459 والمستجاد:547 والصراط المستقيم:2 / 248 عن الارشاد.
وفي منتخب الانوار المضيئة:25 عن الخرائج:3 / 1149 إلي قوله عليه السلام " كذابا " مثله وفي كشف الاستار:175 عن عقد الدرر:18 عن عبدالله بن عمر مفصلا.
[435] 425 - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال:قلت لابي عبدالله عليه السلام:إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول:خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم.
فقال أبوعبدالله عليه السلام:واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم.
قلت:وكيف يكون النداء؟.
قال:ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم:ألا إن الحق في علي وشيعته.
ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الارض:ألا إن الحق في عثمان(1) وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون(2).
___________________________________
(1) قيل:أن المراد بعثمان في أمثال هذه الاخبار هو السفياني الذي إسمه عثمان بن عنبسة.
(2) عنه البحار:52 / 288 ح 27 وعن إرشاد المفيد:358 عن الفضل بن شاذان عمن رواه، عن أبي حمزة باختلاف.
وفي إثبات الهداة:3 / 722 ح 31 عن كتابنا هذا وعن كمال الدين:652 ح 14 باسناده عن الحسن بن محبوب باختلاف.
وقطعة منه في الاثبات المذكور ص 514 ح 351 عن كتابنا هذا.
وأخرجه في البحار:52 / 206 ح 40 عن الكمال.
وفي كشف الغمة:2 / 459 والمستجاد:548 عن الارشاد.
وفي الصراط المستقيم:2 / 248 عن الارشاد مختصرا.
وفي الاثبات المذكور أيضا ص 731 ح 74 عن إعلام الوري:426 عن الفضل بن شاذان كما في الارشاد. وفي البحار:52 / 305 ح 75 وإثبات الهداة:3 / 451 ح 61 عن الكافي:8 / 310 ح 484 باسناد آخر عن أبي عبدالله عليه السلام نحو ذيله.
وأورد نحو ذيله أيضا في الخرائج:3 / 1161 عن الصادق عليه السلام.
[436] 426 - وبهذا الاسناد(1)، عن ابن فضال، عن حماد، عن الحسين بن المختار، عن أبي نصر، عن عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:قال رسول الله صلي الله عليه وآله:عشر قبل الساعة لابد منها:السفياني، والدجال، والدخان، والدابة وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسي عليه السلام، وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر(2).
427 - وبهذا الاسناد، عن ابن فضال، عن حماد، عن إبراهيم بن عمر، عن عمر بن حنظلة(3)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:خمس قبل قيام القائم
___________________________________
(1) إي بالسند المذكور في ح 422 عن الفضل بن شاذان، عن ابن فضال بقرينة روايته عن الحسن بن علي بن فضال في مختصر إثبات الرجعة المطبوع في ضمن " مجلة تراثنا " العدد 15 ح 214 ح 15.
(2) عنه البحار:52 / 209 ح 48 وإثبات الهداة:3 / 725 ح 45.
وصدره في الايقاظ من الهجعة:356 ح 100.
وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة:24عن الخرائج:3 / 1148 ح 57 مثله.
وفي الصراط المستقيم:2 / 259 نقلا من كتاب الشفاء عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله.
وأخرج نحوه مختصرا في البحار:6 / 303 ح 1 و 304 ح 3 عن الخصال:431 ح 13 - عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، عن النبي صلي الله عليه وآله - وص 449 ح 52 باسناده عن أبي الطفيل.
وروي نحوه مسلم في صحيحه:4 / 2225 - 2226 ح 39، 40 وابن ماجة في سننه:2 / 1347 ح 4055 والترمذي في الجامع الصحيح:4 / 477 ح 2183 وأحمد في مسنده:4 / 6 وأبونعيم في حلية الاولياء:1 / 355 وأبوداود الطيالسي في مسنده:143 ح 1067 بأسانيدهم عن أبي الطفيل كما في الخصال.
والحاكم في مستدركه:4 / 428 باسناده عن واثلة بن الاسقع عنه صلي الله عليه وآله.
(3) عده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الباقر عليه السلام قائلا:عمر يكني أبا صخر، وعلي أبنا حنظلة كوفيان عجليان.وأخري في أصحاب الصادق عليه السلام قائلا:عمر بن حنظلة العجلي البكري الكوفي.
(*)
[437] من العلامات:الصيحة والسفياني، والخسف بالبيداء، وخروج اليماني، وقتل النفس الزكية(1).
428 - الفضل بن شاذان، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ(2)، عن أبي خديجة قال:قال أبوعبدالله عليه السلام:لا يخرج القائم حتي يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلي نفسه(3).
429 - وعنه، عن عبدالله بن جبلة، عن أبي عمار(4)، عن علي بن أبي
___________________________________
(1) عنه البحار:52 / 209 ح 49 وإثبات الهداة:3 / 726 ح 46.
وأخرجه في البحار المذكور ص 204 ح 34 عن كمال الدين:650 ح 7 وغيبة النعماني:252 ح 9 باسنادهما عن عمر بن حنظلة باختلاف يسير.
وفي البحار المذكور أيضا ص 304 صدر ح 74 والوسائل:11 / 37 صدر ح 7 والبرهان:3 / 179 ح 1 ونور الثقلين:4 / 46 ح 10 والمحجة للبحراني:156 وحلية الابرار:2 / 610 عن الكافي:8 / 310 صدر ح 483 باسناده عن عمر بن حنظلة باختلاف يسير.
وفي الاثبات المذكور ص 721 ح 24 عن الكمال.
وفي الاثبات المذكور أيضا ص 735 ح 96 عن غيبة النعماني.
وفي منتخب الانوار المضيئة:177 عن ابن بابويه وفي البرهان للمتقي الهندي:114 ح 10 وكشف الاستار:177 عن عقد الدرر:111 عن أبي عبدالله الحسين عليه السلام باختلاف يسير، والظاهر أنه اشتبه به أبي عبدالله الصادق عليه السلام.
وفي ينابيع المودة:426 عن المحجة.وله تخريجات بسند آخر تركناه رعاية للاختصار.
(2) قال النجاشي:أحمد بن عائذ بن حبيب الاحمسي البجلي:مولي ثقة، كان صحب أبا خديجة سالم بن مكرم وأخذ عنه.
(3) عنه إثبات الهداة:3 / 726 ح 47.
وفي البحار:52 / 209 ح 47 عنه وعن إرشاد المفيد:358 عن الحسن بن علي الوشاء مثله.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 459 والمستجاد:548 والصراط المستقيم:2 / 249 عن الارشاد.
وفي الاثبات المذكور ص 731 ح 75 عن إعلام الوري:426 عن الحسن بن علي الوشاء باختلاف يسير.
وأورده في الخرائج:3 / 1162 مرسلا عنه عليه السلام مثله.
(4) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الباقر عليه السلام.
(*)
[438] المغيرة، عن عبدالله بن شريك العامري عن عميرة بنت نفيل(1)، قالت:سمعت الحسن بن علي عليهما السلام(2) يقول:لا يكون هذا الامر الذي تنتظرون حتي يبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضا، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتي يشهد بعضكم بالكفر علي بعض.
قلت:ما في ذلك خير؟.
قال:(3) الخير كله في ذلك، عند ذلك يقوم قائمنا، فيرفع ذلك كله(4).
430 - وروي الفضل، عن علي بن أسباط، عن محمد بن أبي البلاد(5)، عن علي بن محمد الاودي(6)، عن أبيه، عن جده قال:قال أمير المؤمنين عليه السلام:بين يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه، أحمر كألوان الدم.
فأما الموت الاحمر فالسيف، وأما الموت الابيض فالطاعون(7).
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي عليه السلام قائلا:عمرة بنت نفيل.
(2) في البحار:سمعت بنت الحسن عليه السلام، والظاهر أنه سهو.
(3) في نسخ " أ، ف، م " فقال.
(4) عنه البحار:52 / 211 ح 58 وإثبات الهداة:3 / 726 ح 48.
وأخرجه في البحار المذكور ص 114 ح 33 عن غيبة النعماني:205 ح 9 باسناده عن عبدالله بن جبلة باختلاف يسبر، وفيه " الحسين بن علي " بدل " الحسن بن علي ".
وفي منتخب الانوار المضيئة:30 عن الخرائج:3 / 1153 ح 5 عن الحسن بن علي عليهما السلام مثله.
وأورده في فرائد فوائد الفكر:7 مرسلا عن الحسين بن علي عليهما السلام باختلاف يسير.
وفي عقد الدرر:63 عن الحسين بن علي عليه السلام نحوه والظاهر أنه اشتبه به أبي عبدالله الصادق عليه السلام.
(5) لم نجد له ذكرا في كتب الرجال، وفي غيبة النعماني:إبراهيم بن أبي البلاد الذي وثقه النجاشي والشيخ في رجاليهما.
(6) في غيبة النعماني:علي بن محمد بن الاعلم الازدي، وفي إرشاد المفيد:علي بن محمد الازدي، وفي الفصول المهمة:علي بن يزيد الازدي.
(7) عنه إثبات الهداة:3 / 726 ح 49.
وفي البحار:52 / 211 ح 59 عنه وعن إرشاد المفيد:359 - عن محمد بن أبي البلاد - وغيبةالنعماني:277 ح 61 باسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد مثله.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 459 والمستجاد:549 عن الارشاد.
وفي الصراط المستقيم:2 / 249 عن الارشاد مختصرا.
وفي الاثبات المذكور ص 738 ح 114 عن غيبة النعماني.
وفي كشف الاستار:175 عن عقد الدرر:65 عن علي بن محمد الاودي مثله.
وفي إحقاق الحق:13 / 305 و 324 عن الفصول المهمة:301 عن علي بن يزيد الازدي مثله.
وفي منتخب الانوار المضيئة:30 عن الخرائج:3 / 1152 عنه عليه السلام مثله.
وأورده في إعلام الوري:427 عن محمد بن أبي البلاد مثله.
[439] 431 - سعد بن عبدالله، عن الحسن بن علي الزيتوني وعبدالله بن جعفر الحميري [معا](1) عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام - في حديث له طويل اختصرنا(2) منه موضع الحاجة - أنه قال:لابد من فتنة صماء صيلم(3) يسقط فيها كل بطانة ووليجة(4) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض، وكم من مؤمن متأسف حران(5) حزين عند فقد الماء المعين(6)، كأني بهم أسر ما يكونون، وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، يكون رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين(7).
فقلت:وأي نداء هو؟.
___________________________________
(1) من البحار.
(2) في نسخة " ف " اقتصرنا منه.
(3) قال ابن الاثير في النهاية:3 / 54 ومنه الحديث " الفتنة الصماء العمياء " هي التي لا سبيل إلي تسكينها لتناهيها في دهائها، لان الاصم لا يسمع الاستغاثة، فلا يقلع عما يفعله.
وقيل:هي كالحية الصماء التي لا تقبل الرقي.
والصيلم:الداهية.
(4) قال الطريحي في مجمع البحرين:6 / 214:وفي حديث غيبة القائم عليه السلام " لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة " البطانة:السريرة والصاحب.
والوليجة:الدخيلة وخاصتك من الناس.
(5) حرن بالمكان حرونة:إذا لزمه فلم يفارقه(لسان العرب).
وفي نسخة " ف " حيران بدل " حران ".
(6) في نسخ " أ، ف، م " عند فقدان المعين.
(7) في البحار:علي الكافرين.
(*)
[440] قال:ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء.
صوتا منها *(ألا لعنة الله علي الظالمين) *(1).
والصوت الثاني *(أزفت الازفة) *(2) يا معشر المؤمنين.
والصوت الثالث - يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس -:هذا أمير المؤمنين قد كر في هلاك الظالمين.
وفي رواية الحميري والصوت [الثالث](3) بدن يري في قرن الشمس يقول:" إن الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا ".
وقالا(4) جميعا:فعند ذلك يأتي الناس الفرج، وتود الناس(5) لو كانوا أحياء *(ويشفي الله صدور قوم مؤمنين)*(6)(7).
___________________________________
(1) هود:18.
(2) النجم:57، قال في مجمع البحرين:أي قربت القيامة ودنت، سميت بذلك لقربها، لان كل ما هو آت قريب.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) أي الحسن بن محبوب والحميري وفي نسخ " أ، ف، م ".
وفاء لا تمنعا بدل " وقالا جميعا ".
(5) في نسخ " أ، ف، م " الاموات.
(6) إقتباس من التوبة:14.
(7) عنه إثبات الهداة:3 / 726 ح 50.
وفي البحار:52 / 289 ح 28 عنه وعن غيبة النعماني:180 ح 28 باسناده عن أحمد بن هلال نحوه.
وقطعة منه في البحار:53 / 91 ح 97 عنهما، وفي الايقاظ من الهجعة:356 ح 101 عن كتابنا هذا.
وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة:36 ومختصر البصائر:38 عن الخرائج:3 / 1168 ح 65 باختلاف.
وفي مختصر بصائر الدرجات:214 عن غيبة النعماني.
وفي البحار:51 / 152 ح 2، 3 والاثبات المذكور ص 456 ح 86 عن عيون أخبار الرضاعليه السلام:2 / 6 ح 14 وكمال الدين:370 ح 3 باسناده عن العبرتائي صدره مفصلا، إلا أنه اشتبه في البحار في سند الكمال.
وفي نور الثقلين:5 / 386 ح 39 عن العيون.
ورواه في دلائل الامامة:245 باسناده عن أحمد بن هلال نحوه.
وفي إثبات الوصية:227 عن الحميري مختصرا.

8 - فصل:في ذكر طرف من صفاته ومنازله وسيرته (ع)

8 - فصل:في ذكر طرف من صفاته ومنازله وسيرته (ع)
فصل:في ذكر طرف من صفاته ومنازله وسيرته عليه السلام
483 - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسي، عن محمد بن عطاء، عن سلام بن أبي عمرة قال:قال أبوجعفر عليه السلام:لصاحب هذا الامر(1) بيت يقال له:بيت الحمد فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلي أن يقوم بالسيف(2).
484 - أخبرنا جماعة، عن التلعكبري، عن علي بن حبشي، عن جعفر بن مالك، عن أحمد بن أبي نعيم(3)، عن إبراهيم بن صالح(4)، عن محمد بن
___________________________________
(1) في البحار:أن لصاحب الامر.
(2) عنه إثبات الهداة:3 / 515 ح 362.
وفي البحار:52 / 158 ح 21 عنه وعن غيبة النعماني:239 ح 31 باسناد آخر عن أبي عبدالله عليه السلام باختلاف يسير.
وأخرجه في إثبات الهداة:3 / 527 ح 436 عن إعلام الوري:431 عن محمد بن عطاء مثله.
وفي الاثبات المذكور ص 580 ح 758 عن إثبات الوصية:226 عن الحميري مثله.
وأورده في عيون المعجزات:145 عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
(3) قال النجاشي:أحمد بن ميثم بن أبي نعيم، الفضل بن عمر، ولقبه دكين بن حماد، مولي آل طلحة بن عبيدالله، أبوالحسين، كان من ثقات أصحابنا الكوفيين، ومن فقهائهم.وكذا ذكره الشيخ أيضا في الفهرست.
(4) قال النجاشي:إبراهيم بن صالح الانماطي:يكني بأبي إسحاق كوفي، ثقة، لا بأس به.وقد وثقه الشيخ في الفهرست أيضا.
(*)
[468] غزال(1)، عن مفضل بن عمر قال:سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:إن قائمنا إذا قام أشرقت الارض بنور ربها، واستغني الناس(2) ويعمر الرجل في ملكه حتي يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثي، ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلا وبالحيرة، حتي يخرج الرجل يوم الجمعة علي بغلة سفواء(3) يريد(4) الجمعة فلا يدركها(5).
485 - أخبرنا أبومحمد المحمدي، عن محمد بن علي بن الفضل، عن أبيه، عن محمد بن إبراهيم بن مالك، عن إبراهيم بن بنان الخثعمي، عن أحمد بن يحيي بن المعتمر(6)، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - قال:يدخل المهدي الكوفة، وبها ثلاث رايات
___________________________________
(1) قال في تذكرة المتبحرين:الشيخ شمس الدين محمد بن الغزال المصري الكوفي، كان من خيار العلماء في وقته.
(2) في البحار والارشاد:واستغني العباد من ضوء الشمس.
(3) قال في البحار:بغلة سفواء:خفيفة سريعة.
(4) في نسخ " أ، ف، م " مريد.
(5) عنه البحار:52 / 330 ح 52 وإثبات الهداة:3 / 515 ح 363.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 464 والمستجاد:555 والصراط المستقيم:2 / 253 والبحار المذكور ص 337 عن الارشاد، عن المفضل بن عمر إلي قوله عليه السلام " لا يولد فيهم أنثي "، باختلاف.
وصدره في نور الثقلين:4 / 504 ح 122 والصافي:4 / 331 عن الارشاد.
وفي الاثبات المذكور ص 616 ح 168 عن الصراط المستقيم:2 / 262 نقلا من كتاب الشفاء والجلاء مسندا عن الصادق عليه السلام كما في الارشاد.
وذيله في البحار:100 / 385 ح 3 عن السيد علي بن عبدالحميد نقلا من كتاب الفضل بن شاذان باسناده عن المفضل بن عمر مثله.
وأورده في إعلام الوري:434 عن المفضل بن عمر وروضة الواعظين:264 عن الصادق عليه السلام كما في الارشاد.
وفي منتخب الانوار المضيئة:190 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي المفضل بن عمر باختلاف يسير.
وفي الخرائج:3 / 1176 عن الصادق عليه السلام مختصرا.
(6) في نسخ " أ، ف، م " المعتمد، وفي نسخة " ح " المعتمد(المعتمر خ ل).
(*)
[469] قد اضطربت بينها، فتصفو له فيدخل حتي يأتي المنبر ويخطب(1)، ولا يدري الناس ما يقول من البكاء، وهو قول رسول الله صلي الله عليه وآله:" كأني بالحسني والحسيني " وقد قاداها(2) فيسلمها إلي الحسيني فيبايعونه.
فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس:يا بن رسول الله الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والمسجد لا يسعنا، فيقول:أنا مرتاد(3) لكم، فيخرج إلي الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس، عليه أصيص(4) ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السلام لهم نهرا يجري إلي الغريين حتي ينبذ(5) في النجف ويعمل علي فوهته(6) قناطر وأرحاء(7) في السبيل، وكأني بالعجوز وعلي رأسها مكتل فيه بر حتي تطحنه بكربلاء(8)(9).
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " فيخطب.
(2) الظاهر أن الضمير راجع إلي الرايات، وفي نسخة " ف " قادها.
(3) ارتاد الشئ ارتيادا:طلبه، فهو مرتاد(أقرب الموارد).
(4) أص الشئ:برق، والاصيص كأمير:الرعدة والذعر، والبناء المحكم، والاصيصة:البيوت المتقاربة، وهم أصيصة واحدة أي مجتمعة، وتأصصوا إجتمعوا(البحار).
(5) في نسخ " أ، ف، م " ينز.
(6) فوهة النهر:فمه وهو بضم الفاء وتشديد الواو وفتحها(لسان العرب).
(7) الارحاء، جمع الرحي:الطاحون، المكتل، الزنبيل.
(8) في منتخب الانوار المضيئة ونسخة " ف " بلا كراء.
(9) عنه إثبات الهداة:3 / 515 ح / 364.
وفي الصراط المستقيم:2 / 264 مختصرا عن كتابنا هذا.
وفي البحار:52 / 330 ح 53 عنه وعن إعلام الوري:430 وإرشاد المفيد:362 عن عمرو بن شمر عن أبي جعفر عليه السلام مختصرا.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 463 والمستجاد:554 عن الارشاد.
وفي البحار:100 / 385 ح 4 عن السيد علي بن عبدالحميد نقلا من كتاب الفضل بن شاذان باسناده عن أبي جعفر عليه السلام ذيله باختلاف يسير.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:191 عن أبي جعفر عليه السلام باختلاف يسير.
وفي روضة الواعظين:263 عن أبي جعفر الباقر عليه السلام كما في الارشاد.
(*)
[470] 486 - الفضل بن شاذان، عن إسماعيل بن عياش، عن الاعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال:سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول وذكر المهدي:إنه يبايع بين الركن والمقام إسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها(1).
487 - سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان(2)، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عليه السلام فقال:أخبرني عن المهدي ما اسمه؟.
فقال:أما إسمه فإن حبيبي شهد(3) إلي أن لا أحدث باسمه حتي يبعثه الله.
قال:فأخبرني عن صفته؟.
قال:هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره علي منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الاماء(4).
___________________________________
(1) تقدم في ح 463 مع تخريجاته.
(2) هو إسماعيل بن أبان الازدي المتقدم ذكره في ح 480.
(3) في البحار ونسخ " أ، ف، م " عهد وكذا في الارشاد.
(4) عنه البحار:51 / 36 ح 6 وعن غيبة النعماني ولكن لم نجده فيه، نعم رواه في إعلام الوري:434 عن عمرو بن شمر مثله، فيحتمل كون " ني " مصحف " عم ".
وفي إثبات الهداة:3 / 730 ح 71 عن كتابنا هذا وإعلام الوري.
وصدره في البحار المذكور ص 33 ح 13 عن كتابنا هذا وعن كمال الدين:648 ح 3 عن أبيه وابن الوليد، عن سعد بن عبدالله باختلاف.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 464 والمستجاد:556 والصراط المستقيم:2 / 253 عن إرشاد المفيد:363 عن عمرو بن شمر مثله.
وفي الاثبات المذكور ص 490 ح 228 عن الكمال.
وصدره في مستدرك الوسائل:12 / 286 ح 16 عن إعلام الوري.
وذيله في منتخب الانوار المضيئة:29 عن الخرائج:3 / 1152 عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وأورده في روضة الواعظين:266 عن أبي جعفر عليه السلام كما في الارشاد.
وذيله في عقد الدرر:41 ولوامع الانوار البهية:2 / 74 كما في الارشاد.
(*)
[471] 488 - الفضل بن شاذان، عن عثمان بن عيسي، عن صالح بن أبي الاسود(1)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:ذكر مسجد السهلة فقال(2) أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله(3).
489 - عنه، عن موسي بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي، عن أبي سعيد الخراساني قال:قلت لابي عبدالله عليه السلام:المهدي والقائم واحد؟.
فقال:نعم.
فقلت:لاي شئ سمي المهدي؟.
قال:لانه يهدي إلي كل أمر خفي، وسمي القائم لانه يقوم بعدما يموت، إنه يقوم بأمر عظيم(4).
490 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:من أدرك منكم قائمنا فليقل حين يراه:السلام عليكم
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا، صالح بن أبي الاسود الحناط الليثي، مولاهم، كوفي، أسند عنه.
(2) في الاصل:فقال له.
(3) عنه البحار:52 / 331 ح 54 وعن الكافي:3 / 495 ح 2 باسناده عن عثمان مثله.
وفي إثبات الهداة:3 / 453 ح 72 عن كتابنا هذا وعن التهذيب 3 / 252 ح 12 باسناده عن عثمان باختلاف يسير.
وأخرجه في الاثبات المذكور ص 555 ح 589 عن إرشاد المفيد:362 - عن صالح بن أبي الاسود باختلاف يسير - وكشف الغمة:2 / 463 نقلا من الارشاد.
وفي المستجاد:554 والصراط المستقيم:2 / 251 عن الارشاد.
وفي البحار:100 / 439 ح 15 عن الكافي.
وفي وسائل الشيعة:3 / 533 ح 4 عن الكافي والتهذيب.
وفي حلية الابرار:2 / 636 وملاذ الاخيار:5 / 475 عن التهذيب.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:191 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أبي عبدالله عليه السلام باختلاف يسير.
(4) عنه البحار:51 / 30 ح 6 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 365.
وقد تقدم ذيله في ح 403 مع تخريجاته.
(*)
[472] يا أهل بيت النبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة(1).
491 - عنه، عن عبدالرحمان بن أبي هاشم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:إن أصحاب موسي ابتلوا بنهر، وهو قول الله عزوجل:*(إن الله مبتليكم بنهر) *(2) وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك(3).
492 - عنه، عن عبدالرحمان، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:القائم يهدم المسجد الحرام حتي يرده إلي أساسه، ومسجد الرسول صلي الله عليه وآله إلي أساسه، ويرد البيت إلي موضعه، وأقامه علي أساسه، وقطع أيدي بني شيبة السراق وعلقها علي الكعبة(4).
493 - عنه، عن علي بن الحكم، عن سفيان الجريري، عن أبي صادق(5)، عن أبي جعفر عليه السلام قال:دولتنا آخر الدول، ولن(6) يبق أهل
___________________________________
(1) عنه البحار:52 / 331 ح 55 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 366 ومنتخب الاثر:517 ح 1.
(2) البقرة:249.
(3) عنه إثبات الهداة:3 / 516 ح 367.
وفي البحار:52 / 332 ح 56 عنه وعن غيبة النعماني 316 ح 13 باسناده عن عبدالرحمن بن أبي هاشم باختلاف يسير، وفيه " طالوت " بدل " موسي ".
(4) عنه البحار:52 / 332 ح 57 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 368 وأخرجه في البحار المذكور ص 338 ح 80 وكشف الغمة:2 / 465 والصراط المستقيم:2 / 254 عن إرشاد المفيد:364 عن أبي بصير نحوه.
وفي الاثبات المذكور ص 555 ح 594 عن الارشاد.
وأورده في إعلام الوري:431 عن أبي بصير، وفي روضة الواعظين:265 عن الصادق عليه السلام كما في الارشاد.
وذيله متحد مع التهذيب والكافي، من أرادها فليراجع الوسائل:9 / 355 ذح 9.
(5) هو كيسان بن كليب الذي ذكره الشيخ في أصحاب الحسن والحسين والسجاد والباقر عليهم السلام.
وقال في الكني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، أبوصادق وهو ابن عاصم بن كليب الجرمي، عربي كوفي.
(6) في الاصل:لم يبق.
(*)
[473] بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا:إذا(1) ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزوجل:*(والعاقبة للمتقين) *(2)(3).
494 - عنه، عن عبدالرحمان بن أبي هاشم والحسن بن علي، عن أبي خديجة(4) عن أبي عبدالله عليه السلام قال:إذا قام القائم عليه السلام جاء بأمر غير الذي كان(5).
495 - عنه، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن سعد بن ظريف، عن الاصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له حتي انتهي إلي مسجد الكوفة، وكان مبنيا بخزف ودنان(6) وطين، فقال:ويل لمن هدمك، وويل لمن سهل(7) هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح، طوبي لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الامة مع أبرار العترة(8).
___________________________________
(1) في الاصل:إذ.
(2) الاعراف:128 والقصص:83.
(3) عنه البحار:52 / 332 ح 58 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 369 والايقاظ من الهجعة:357 ح 103 وأورده في منتخب الانوار المضيئة:194 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أبي صادق باختلاف يسير.
(4) هو سالم بن مكرم بن عبدالله، أبوخديجة ويقال:أبوسلمة الكناسي، قال النجاشي:أنه ثقة، ثقة.
(5) عنه البحار:52 / 332 ح 59 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 370.
وأخرجه في البحار المذكور ص 338 ح 82 وكشف الغمة:2 / 465 والاثبات المذكور ص 555 ح 596 عن إرشاد المفيد:364، وفيه " جاء بأمر جديد " بدل " جاء بأمر غير الذي كان ".
وفي الاثبات المذكور أيضا ص 448 ح 47 عن الكافي:1 / 536 ح 2 باسناده عن أبي خديجة نحوه.
(6) الدن بالفتح:الراقود العظيم، لا يقعد إلا أن يحفر له، والجمع:دنان والمراد بناء حيطانه من الخزف وكسرات الدنان بدلا من الآجر المطبوخ(أقرب الموارد).
(7) في نسخ " أ، ف، م " شهد.
(8) عنه البحار:52 / 332 ح 60 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 571.
(*)
[474] 496 - وعنه، عن علي بن عبدالله، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله(1)، عن أبي الجارود قال:قال أبوجعفر عليه السلام:إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويفتح الله له شرق الارض وغربها، ويقتل الناس حتي لا يبقي إلا دين محمد صلي الله عليه وآله، يسير بسيرة سليمان بن داود، تمام الخبر(2).
497 - عنه، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي قال:قلت لابي عبدالله عليه السلام:كم يملك القائم؟ قال:سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه(3)(4).
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا:عبدالرحمن بن أبي عبدالله البصري، مولا بني شيبان، وأصله كوفي واسم أبي عبدالله:ميمون.ووثقه النجاشي في ترجمة حفيده إسماعيل بن همام بن عبدالرحمن بن أبي عبدالله.
(2) عنه البحار:52 / 291 ح 34 وإثبات الهداة:3 / 516 ح 372 وأخرجه في حلية الابرار:2 / 598 عن دلائل الامامة:241 باسناده عن أبي الجارود مفصلا.
وأورده في تاج المواليد:153 عن الباقر عليه السلام مثله.
(3) قال في البحار:52 / 280:الاخبار المختلفة الواردة في أيام ملكه عليه السلام بعضها محمول علي جميع مدة ملكه وبعضها علي زمان استقرار دولته، وبعضها علي حساب ما عندنا من السنين والشهور، وبعضها علي سنيه وشهوره الطويلة، والله يعلم.
(4) عنه البحار:52 / 291 ح 35 وإثبات الهداة:3 / 517 ح 373.
وأخرجه في كشف الغمة:2 / 463 والمستجاد:555 والصراط المستقيم:2 / 251 والبحار المذكور ص 337 ح 77 ونور الثقلين:4 / 101 ح 117 عن إرشاد المفيد:363 عن عبدالكريم الخثعمي(الجعفري) مفصلا مع زيادة في آخره.
وفي الاثبات المذكور ص 528 ح 439 عن إعلام الوري:432 كما في الارشاد.
وفي الايقاظ من الهجعة:249 ح 26 ع الارشاد وإعلام الوري والكشف.
وفي الاثبات المذكور أيضا ص 584 ح 790 عن البحار:52 / 386 ح 202 نقلا من كتاب الغيبة للسيد علي بن عبدالحميد باختلاف يسير.
وأورده في روضة الواعظين:264 عن الصادق عليه السلام.
وفي الفصول المهمة:302 عن عبدالكريم الخثعمي كما في الارشاد.
وفي منتخب الانوار المضيئة:195 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي عبدالكريم بن عمرو الخثعمي مثله.
وفي أخبار الدول:118 عن عبدالكريم الخثعمي كما في الارشاد.
(*)
[475] 498 - عنه، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير [عن أبي جعفر](1) في حديث له اختصرناه، قال:إذا قام القائم عليه السلام دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الاربعة حتي يبلغ أساسها ويصيرها عريشا كعريش موسي، وتكون المساجد كلها جماء لا شرف لها كما كانت علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله، ويوسع الطريق الاعظم فيصير ستين ذراعا، ويهدم(2) كل مسجد علي الطريق، ويسد كل كوة إلي الطريق، وكل جناح وكنيف وميزاب إلي الطريق، ويأمر الله الفلك في زمانه فيبطئ في دوره حتي يكون اليوم في أيامه كعشرة من أيامكم(3) والشهر كعشرة أشهر والسنة كعشر سنين من سنيكم.
ثم لا يلبث إلا قليلا حتي يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة(4) عشرة آلاف، شعارهم:يا عثمان يا عثمان، فيدعو رجلا من الموالي فيقلده سيفه، فيخرج(5) إليهم فيقتلهم حتي لا يبقي منهم أحد، ثم يتوجه إلي كابل شاه، وهي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها، ثم يتوجه إلي الكوفة فينزلها وتكون داره، ويبهرج(6) سبعين قبيلة من قبائل العرب تمام الخبر(7)
___________________________________
(1) من منتخب الانوار المضيئة ونسخ " أ، ف، م ".
(2) في نسخ " أ، ف، م " فيهدم.
(3) في البحار:من أيام.
(4) الرميلة:منزل في طريق البصرة إلي مكة، وقرية بالبحرين لبني محارب وقرية ببيت المقدس.
والدسكرة:في اللغة:الارض المستوية وهي قرية كبيرة بنواحي نهر ملك كمدينة، وأيضا قرية في طريق خراسان قريبة من شهرابان وهي دسكرة الملك كان هرمز بن سابور يكثر المقام بها فسميت بها، وأيضا قرية بخوزستان.
(مراصد الاطلاع، معجم البلدان).
(5) في نسخ " أ، ف، م " ثم يخرج.
(6) يبهرجهم أي يهدر دمهم.
(7) عنه البحار:52 / 333 ح 61 وصدره في البحار:83 / 353 ح 6 وقطعة منه في البحار:104 / 254 ح 6.
وفي إثبات الهداة:3 / 517 ح 374 مختصرا وأورده في منتخب الانوار المضيئة:194 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أبي بصير، إلي قوله عليه السلام:" وتكون داره " مثله.
(*)
[476] 499 - وفي خبر آخر(1)(أنه)(2) يفتح قسطنطينة والرومية وبلاد الصين(3).
500 - عنه، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، عن موسي الابار(4)، عن أبي عبدالله عليه السلام، أنه قال:اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لا يخرج مع القائم منهم واحد(5).
501 - عنه، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن عمران بن ظبيان(6)، عن حكيم بن سعد(7)، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم إلا مثل كحل العين(8) والملح في الزاد، وأقل الزاد الملح(9).
502 - عنه، عن أحمد بن عمر بن مسلم، عن الحسن بن عقبة بن النهمي،
___________________________________
(1) راجع إرشاد المفيد ص 365 وغيبة النعماني 234 ح 22 وعنهما البحار:52 / 339 ح 84 وص 348 ح 99.
(2) ليس في الاصل.
(3) عنه البحار:52 / 333 ذح 61 وإثبات الهداة:3 / 517 ح 375.
(4) موسي الابار:عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الصادق عليه السلام.
(5) عنه البحار:52 / 333 ح 62 وإثبات الهداة:3 / 517 ح 376 وبشارة الاسلام:197.
(6) قال في تهذيب التهذيب:عمران بن ظبيان، الحنفي، الكوفي روي عن أبي تحيي حكيم بن سعد، مات سنة 157 وقال يعقوب بن سفيان ثقة من كبراء أهل الكوفة، يميل إلي التشيع.
(7) عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي عليه السلام قائلا:حكيم بن سعد(سعيد) الحنفي وكان من شرطة الخميس، يكني أبا يحيي من أصحاب علي عليه السلام.وعده البرقي من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام.
(8) في نسخ " أ، ف، م " مثل الكحل في العين.
(9) عنه إثبات الهداة:3 / 517 ح 377.
وفي البحار:52 / 333 ح 63 عنه وعن غيبة النعماني:315 ح 10 باسناده عن عبدالرحمن بن أبي هاشم باختلاف.
وأخرجه في منتخب الاثر:484 ح 3 عن كتابنا هذا وعن الملاحم والفتن لابن طاوس:144 ب 77 نقلا من صفة أصحاب المهدي عليه السلام لابي صالح السليلي باسناده عن ابن أبي المقدام.
(*)
[477] عن أبي إسحاق البناء، عن جابر الجعفي قال:قال أبوجعفر عليه السلام:يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والابدال من أهل الشام، والاخيار(1) من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم(2).
503 - عنه، عن محمد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال:سمعت أبا عبدالله عليه السلام(3) يقول:كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:لا يزال الناس ينقصون حتي لا يقال:" الله " فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين(4) بذنبه، فيبعث الله قوما من أطرافها، [و](5) يجيئون قزعا كقزع الخريف(6).
والله إني لاعرفهم وأعرف أسماء هم وقبائلهم وإسم أميرهم [ومناخ ركابهم](7) وهو قوم يحملهمالله كيف شاء، من القبيلة الرجل والرجلين حتي بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر(رجلا)(8) عدة أهل بدر، وهو قول الله:*(أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله علي كل شئ قدير) *(9)
___________________________________
(1) في نسخة " ف " والانجاد.
(2) عنه البحار:52 / 334 ح 64 وإثبات الهداة:3 / 517 ح 378 ومنتخب الاثر:468 ح 2.
(3) في الاصل:عن أبي عبدالله عليه السلام بدل " قال:سمعت أبا عبدالله عليه السلام ".
(4) في البحار:قال الجزري أي في النهاية:اليعسوب السيد والرئيس والمقدم، أصله فحل النحل، ومنه حديث علي عليه السلام أنه ذكر فتنة فقال:إذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذبنه، أي فارق أهل الفتنة وضرب في الارض ذاهبا في أهل دينه وأتباعه الذين يتبعونه علي رأيه وهم الاذناب.
وقال الزمخشري الضرب بالذنب ها هنا مثل للاقامة والثبات، يعني أنه يثبت هو ومن تبعه علي الدين(انتهي).
(5) من البحار.
(6) القزع بفتحتين قطع السحاب واحدتها قزعة قيل وإنما خص الخريف لانه أول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلي بعض من بعد ذلك.
(7) من نسخ " أ، ف، م ".
(8) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(9) البقرة:148.
(*)
[478] حتي أن الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتي يبلغه الله ذلك(1).
504 - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عبدالحميد(2) ومحمد بن عيسي، عن محمد بن الفضيل(3)، عن أبي حمزة، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل أنه قال:يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام(4).
505 - الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعا.
قلت:متي يكون ذلك؟.
قال:بعد القائم عليه السلام.
___________________________________
(1) عنه البحار:52 / 334 ح 65 ومنتخب الاثر:476 ح 7.
وروي صدره جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي في كتابه 64 باختلاف يسير.
(2) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا والعسكري عليهما السلام قائلا محمد بن عبدالحميد العطار كوفي مولي بجيلة.
وقال النجاشي:محمد بن عبدالحميد بن سالم العطار أبوجعفر له كتاب النوادر، أخبرنا أبو عبدالله بن شاذان قال:حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي، عن عبدالله بن جعفر، عنه بالكتاب.
(3) قال النجاشي:محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الازدي، أبوجعفر الازرق، روي عن أبي الحسن موسي والرضا عليهما السلام، له كتاب ومسائل.وعده الشيخ المفيد في رسالته العددية.
من الفقهاء والرؤساء الاعلام، الذين يؤخذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام، ولا يطعن عليهم بشئ، ولا طريق لذم واحد منهم(راجع الدر المنثور للشيخ علي بن محمد بن الحسن:1 / 128 - 132).
(4) عنه البحار:53 / 145 ح 2 ومختصر بصائر الدراجات:38 والايقاظ من الهجعة:393.
وأخرجه في البحار المذكور ص 148 عن المختصر:49 نقلا من السيد علي بن عبدالحميد، عن أحمد بن محمد الايادي باسناده عن الصادق عليه السلام مثله، وفيه " إثني عشر " بدل " أحد عشر " وكذا في الايقاظ أيضا.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:201 كما في المختصر.
وقد ذكر جماعة من الاعلام كالسيد المرتضي والمجلسي والحر العاملي في توجيه هذا الحديث وما شابهه وجوها فمن أرادها فليراجع:الشافي والبحار والايقاظ وغيرها.
(*)
[479] قلت:وكم يقوم القائم في عالمه؟.
قال:تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه السلام ودماء أصحابه، فيقتل ويسبي(1) حتي يخرج السفاح(2)(3).
إنتهي بحمده تعالي الكتاب، وصلي الله علي محمد وآله الاخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " يسير.
(2) قال في البحار:الظاهر أن المراد بالمنتصر الحسين وبالسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهما(إنتهي).
ولقد صرح بما استظهره رحمه الله في الاختصاص ومختصر البصائر ومنتخب الانوار المضيئة.
(3) عنه البحار:53 / 100 ح 121 وص 145 ح 3 ومختصر البصائر:38 والايقاظ من الهجعة:337 ح 61.
وأخرجه في البحار المذكور ص 103 ذح 130 عن مختصر البصائر:49 نقلا من السيد علي بن عبدالحميد بطريقه عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي جابر الجعفي باختلاف.
وفي البحار المذكور أيضا ص 100 ح 122 وص 146 ح 5 عن الاختصاص:257 - عن عمرو بن ثابت وتفسير العياشي:2 / 326 ح 24 عن جابر نحوه مفصلا وفي البحار:52 / 298 ح 61 ومختصر البصائر:213 والبرهان:2 / 465 ح 2 وحلية الابرار:2 / 640 عن غيبة النعماني:331 ح 3 باسناده عن الحسن بن محبوب إلي قوله عليه السلام:" تسع عشرة سنة " باختلاف.
وقطعة منه في إثبات الهداة:3 / 557 ح 609 عن الاختصاص.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:202 عن أحمد بن محمد الايادي كما في المختصر

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.