السفراء و الغيبة الصغري

اشارة

المقدمة

وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة نذكر طرفا من أخبار من كان يختص بكل إمام، ويتولي له الامر علي وجه من الايجاز، ونذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة، ومن كان مذموما سيئ المذهب ليعرف الحال في ذلك.- وقد روي في بعض الاخبار أنهم عليهم السلام قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله، وهذا ليس علي عمومه، وإنما قالوا لان فيهم من غير وبدل وخان علي ما سنذكره.- وقد روي محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلي صاحب الزمان عليه السلام إن أهل بيتي يؤذوني ويقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتب: ويحكم ما تقرؤن ما قال الله تعالي: (وجعلنا بينهم وبين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة) - فنحن والله القري التي بارك [الله] فيها وأنتم القري الظاهرة.

فمن المحمودين حمران بن اعين

- أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: قال أبوجعفر عليه السلام - وذكرنا حمران بن أعين - فقال: لا يرتد والله أبدا، ثم أطرق هنيئة، ثم قال: أجل لا يرتد والله أبد.ومنهم المفضل بن عمر:- بهذا الاسناد، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن أسد بن أبي علاء، عن هشام بن أحمر قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل علي صدره فابتدأني فقال: نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل ابن عمر الجعفي، نعم والله الذي لا إله إلا هو، الرجل(هو) المفضل بن عمر الجعفي حتي أحصيت بضعا وثلاثين مرة يكررها وقال: إنما هو والد بعد والد.- وروي عن هشام بن أحمر قال: حملت إلي أبي إبراهيم عليه السلام إلي المدينة أموالا فقال: ردها فادفعها إلي المفضل بن عمر، فرددتها إلي جعفي فحططتها علي باب المفضل.- وروي عن موسي بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام فلم أكن أري شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه ويقول: أوصله إلي المفضل.ومنهم المعلي بن خنيس، وكان من قوام أبي عبدالله عليه السلام، وإنما قتله داود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضي علي منهاجه، وأمره مشهور.- فروي عن أبي بصير قال: لما قتل داود بن(علي) المعلي بن خنيس فصلبه، عظم ذلك علي أبي عبدالله عليه السلام واشتد عليه وقال له: يا داود! علي ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلي عيالي؟ والله إنه لاوجه عند الله منك، في حديث طويل.- وفي خبر آخر أنه قال: أما والله لقد دخل الجنة.

و منهم نصر بن قابوس اللخمي

- فروي أنه كان وكيلا لابي عبدالله عشرين سنة، ولم يعلم أنه وكيل، وكان خيرا فاضلا، وكان عبدالرحمن بن الحجاج وكيلا لابي عبدالله عليه السلام، ومات في عصر الرضا عليه السلام علي ولايته.ومنهم عبدالله بن جندب البجلي وكان وكيلا لابي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليه السلام، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما، علي ما روي في الاخبار.- ومنهم: ما رواه أبوطالب القمي قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزي الله صفوان بن يحيي، ومحمد بن سنان، وزكريا بن آدم وسعد بن سعد عني خيرا، فقد وفوا لي، وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم.وخرج(فيه) عن أبي جعفر عليه السلام: ذكرت ما جري من قضاء الله في الرجل المتوفي رحمه الله تعالي يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به، صابرا محتسبا(للحق)، قائما بما يجب لله ولرسوله عليه، ومضي رحمه الله غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه جزاء سعيه.- وأما محمد بن سنان: فإنه روي عن علي بن الحسين بن داود قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر محمد بن سنان بخير ويقول: رضي الله عنه برضائي عنه فما خالفني وما خالف أبي قط.

و منهم عبدالعزيز بن المهتدي القمي الاشعري

- خرج فيه عن أبي جعفر عليه السلام، قبضت والحمد لله وقد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها غفر الله لك ولهم الذنوب ورحمنا وإياكم.وخرج فيه: غفر الله لك ذنبك ورحمنا وإياك ورضي عنك برضائي عنك.ومنهم علي بن مهزيار الاهوازي وكان محمودا:- أخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الاسكافي، عن العلاء النداري، عن الحسن بن شمون قال: قرأت هذه الرسالة علي علي بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني بخطه: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي أحسن الله جزاك، وأسكنك جنته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا، يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة، والتوقير والقيام بما يجب عليك، فلو قلت إني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفي علي مقامك ولا خدمتك في الحر والبرد، في الليل والنهار، فأسأل الله إذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنه سميع الدعاء.

و منهم ايوب بن نوح بن دراج

- ذكر عمرو بن سعيد المدائني - وكان فطحيا - قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام بصري إذ دخل أيوب بن نوح ووقف قدامه فأمره بشئ، ثم انصرف، والتفت إلي أبوالحسن عليه السلام وقال: يا عمرو إن أحببت أن تنظر إلي رجل من أهل الجنة فانظر إلي هذ.ومنهم علي بن جعفر الهماني وكان فاضلا مرضيا من وكلاء أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام.- روي أحمد بن علي الرازي، عن علي بن مخلد الايادي قال: حدثني أبوجعفر العمري رضي الله عنه قال: حج أبوطاهر بن بلال فنظر إلي علي بن جعفر وهو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلي أبي محمد عليه السلام فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبي قبوله إبقاء علينا، ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه، قال: ودخل علي أبي الحسن العسكري عليه السلام فأمر له بثلاثين ألف دينار.

و منهم ابوعلي بن راشد

- أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسي قال: كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام إلي الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها: قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه ومن قبله من وكلائي، وقد أوجبت في طاعته طاعتي، وفي عصيانه الخروج إلي عصياني، وكتبت بخطي.- وروي محمد بن يعقوب رفعه إلي محمد بن فرج قال: كتبت إليه أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسي بن جعفر [بن عاصم] وعن ابن بند، وكتب إلي: ذكرت ابن راشد رحمه الله فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا، ودعا لابن بند والعاصمي وابن بند ضرب بعمود وقتل، وابن عاصم ضرب بالسياط علي الجسر ثلاثمائة سوط ورمي به في الدجلة.فهؤلاء جماعة المحمودين، وتركنا ذكر استقصائهم لانهم معروفون مذكورون في الكتب.فأما المذمومون منهم فجماعة:- فروي علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل الهمداني - وكان يتولي له - فقال له: جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فإني أنفقتها، فقال له أبوجعفر: أنت في حل.فلما خرج صالح من عنده قال أبوجعفر عليه السلام: أحدهم يثب علي(أموال حق) آل محمد وفقرائهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم، فيأخذه ثم يقول: إجعلني في حل، أتراه ظن(بي) أني أقول له لا أفعل؟ والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيث.ومنهم علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسي الرواسي، كلهم كانوا وكلاء لابي الحسن موسي عليه السلام، وكان عندهم أموال جزيلة، فلما مضي أبوالحسن موسي عليه السلام وقفوا طمعا في الاموال، ودفعوا إمامة الرضا عليه السلام وجحدوه، وقد ذكرنا ذلك فيما مضي فلا نطول بإعادته.

و منهم فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني

- علي ما رواه عبدالله بن جعفر الحميري قال: كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام إلي علي بن عمرو القزويني بخطه: إعتقد فيما تدين الله تعالي به أن الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت عنه، وهو فارس لعنه الله فإنه ليس يسعك إلا الاجتهاد في لعنه، وقصده ومعاداته، والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل إليه.ما كنت آمر أن يدان الله بأمر غير صحيح، فجد وشد في لعنه وهتكه، وقطع أسبابه، وصد أصحابنا عنه، وإبطال أمره وأبلغهم ذلك مني، واحكه لهم عني، وإني سائلكم بين يدي الله عن هذا الامر المؤكد، فويل للعاصي وللجاحد.وكتبت بخطي ليلة الثلاثاء لتسع ليال من شهر ربيع الاول سنة خمسين ومائتين، وأنا أتوكل علي الله وأحمده كثير.ومنهم أحمد بن هلال العبرتائي:- روي محمد بن يعقوب قال: خرج إلي العمري في توقيع طويل إختصرناه: ونحن نبرأ إلي الله تعالي من ابن هلال لا رحمه الله، وممن لا يبرأ منه، فأعلم الاسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع ما كان سألك ويسألك عنه.ومنهم أبوطاهر محمد بن علي بن بلال وغيرهم مما لا نطول بذكرهم، لان ذلك مشهور موجود في الكتب.فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة: فأولهم: من نصبه أبوالحسن علي بن محمد العسكري وأبومحمد الحسن بن علي بن محمد إبنه عليهم السلام وهو الشيخ الموثوق به أبوعمرو عثمان بن سعيد العمري رحمه الله وكان أسديا وإنما سمي العمري:.- لما رواه أبونصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله، قال أبونصر: كان أسديا فنسب إلي جده فقيل العمري، وقد قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام(قال: لا يجمع علي امرئ بين عثمان وأبوعمرو) وأمر بكسر كنيته، فقيل العمري، ويقال له: العسكري أيضا، لانه كان من عسكر سر من رأي، ويقال له: السمان، لانه كان يتجر في السمن تغطية علي الامر.وكان الشيعة إذا حملوا إلي أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلي أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلي أبي محمد عليه السلام تقية وخوف.- فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي، عن أبي علي محمد بن همام الاسكافي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الامين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه.فلما مضي أبوالحسن عليه السلام وصلت إلي أبي محمد إبنه الحسن العسكري عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام مثل قولي لابيه، فقال لي: هذا أبوعمرو الثقة الامين ثقة الماضي وثقتي في المحي والممات، فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدي إليكم فعني يؤديه.قال أبومحمد هارون: قال أبوعلي: قال أبوالعباس الحميري: فكنا كثيرا ما نتذاكر هذا القول ونتواصف جلالة محل أبي عمرو.- وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون، عن محمد بن همام، عن عبدالله بن جعفر قال: حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد عليه السلام فدخلت علي أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده، فقلت إن هذا الشيخ وأشرت إلي أحمد بن إسحاق، وهو عندنا الثقة المرضي، حدثنا فيك بكيت وكيت، واقتصصت عليه ما تقدم يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحله، وقلت: أنت الآن ممن لا يشك في قوله وصدقه فأسألك بحق الله وبحق الامامين اللذين وثقاك هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان عليه السلام؟ فبكي ثم قال: علي أن لا تخبر بذلك أحدا وأنا حي قلت: نعم.قال: قد رأيته عليه السلام وعنقه هكذا - يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا وتماما - قلت: فالاسم؟ قال: نهيتم عن هذ.- وروي أحمد بن علي بن نوح أبوالعباس السيرافي، قال: أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب، قال: حدثني بعض الشراف من الشيعة الامامية أصحاب الحديث، قال: حدثني أبومحمد العباس بن أحمد الصائغ قال: حدثني الحسين بن أحمد الخصيبي قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيان قالا: دخلنا علي أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأي وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته، حتي دخل عليه بدر خادمه فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلي أن ينتهي إلي أن قال الحسن عليه السلام لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتي دخل عثمان، فقال له سيدنا أبومحمد عليه السلام: امض يا عثمان، فإنك الوكيل والثقة المأمون علي مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال.ثم ساق الحديث إلي أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا! والله إن عثمان لمن خيار شيعتك، ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك، وأنه وكيلك وثقتك علي مال الله تعالي، قال: نعم واشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم.- عنه، عن أبي نصر هبة الله [بن محمد] بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه وأرضاه، عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي عليهما السلام حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولي جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره، مأمورا بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الاشياء في ظواهرها.وكانت توقيعات صاحب الامر عليه السلام تخرج علي يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلي شيعته وخواص أبيه أبي محمد عليه السلام بالامر والنهي والاجوبة عما يسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلي السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام، فلم تزل الشيعة مقيمة علي عدالتهما إلي أن توفي عثمان بن سعيد رحمه الله ورضي عنه وغسله ابنه أبوجعفر وتولي القيام به وحصل الامر كله مردودا إليه، والشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته وأمانته، لما تقدم له من النص عليه بالامانة والعدالة والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله عليه.- قال: وقال جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا: إجتمعنا إلي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام نسأله عن الحجة من بعده، وفي مجلسه عليه السلام أربعون رجلا، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يا بن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني.فقال له: إجلس يا عثمان، فقام مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلي(أن) كان بعد ساعة، فصاح عليه السلام بعثمان، فقام علي قدميه فقال: أخبركم بما جئتم؟ قالوا: نعم يا بن رسول الله قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي؟ قالوا: نعم، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتي يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلي أمره، واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والامر إليه في حديث طويل.- قال أبونصر هبة الله بن محمد: وقبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام، في شارع الميدان، في أول الموضع المعروف [في الدرب المعروف] بدرب جبلة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجد رحمه الله.قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب: رأيت قبره في الموضع الذي ذكره وكان بني في وجهه حائط وبه محراب المسجد، وإلي جنبه باب يدخل إلي موضع القبر في بيت ضيق مظلم، فكنا ندخل إليه ونزوره مشاهرة، وكذلك من وقت دخولي إلي بغداد، وهي سنة ثمان وأربعمائة إلي سنة نيف وثلاثين وربعمائة.ثم نقض ذلك الحائط الرئيس أبومنصور محمد بن الفرج وأبرز القبر إلي بر وعمل عليه صندوقا وهو تحت سقف يدخل إليه من أراده ويزوره، ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح، وربما قالوا: هو ابن داية الحسين عليه السلام ولا يعرفون حقيقة الحال فيه، وهو إلي يومنا هذا - وذلك سنة سبع وأربعين وأربعمائة - علي ما هو عليه.(ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري والقول فيه) - فلما مضي أبوعمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد عليه السلام عليه ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائم عليه السلام.- فأخبرني جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي وابن قولويه(عن أبيه) عن سعد بن عبدالله، قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله، وذكر الحديث الذي قدمنا ذكره.- وأخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وأبي محمد التلعكبري، كلهم عن محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله تعالي، عن محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيي، عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: إجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري القمي، فغمزني أحمد [بن إسحاق] أن أسأله عن الخلف.فقلت له: يا با عمرو إني أريد [أن] أسألك وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل(يوم) القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك وقعت الحجة وغلق باب التوبة (فلم يكن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) - فأولئك أشرار من خلق الله عزوجل، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكن أحببت أن أزداد يقينا، فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه (أن يريه كيف يحيي الموتي فقال: أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي) - وقد أخبرنا أحمد بن إسحاق أبوعلي عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته فقلت له: لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدي إليك فعني يؤدي، وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون.قال: وأخبرني أبوعلي أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عن مثل ذلك فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.قال: فخر أبوعمرو ساجدا وبكي، ثم قال: سل فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمد عليه السلام؟ فقال: أي والله ورقبته مثل ذا وأومأ بيديه، فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات قلت: فالاسم قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنه عليه السلام.فإن الامر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضي ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه، وأخذه من لا حق له، وصبر علي ذلك، وهو ذا عياله يجولون وليسأحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك.قال الكليني: وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا، فأجاب بمثل هذا، وقد قدمنا هذه الرواية فيما مضي من الكتاب.- وأخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، عن أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحميري قال: خرج التوقيع إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه في التعزية بأبيه رضي الله تعالي عنه.وفي فصل من الكتاب: إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لامره ورضي بقضائه، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقربه إلي الله عزوجل وإليهم، نضر الله وجهه، وأقاله عثرته.وفي فصل آخر، أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، [و] كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالي ولدا مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه، وأقول الحمد لله، فإن الانفس طيبة بمكانك، وما جعله الله عزوجل فيك وعندك، أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك، وكان لك وليا وحافظا وراعيا وكافيا.- وأخبرني جماعة، عن هارون بن موسي، عن محمد بن همام قال: قال لي عبدالله بن جعفر الحميري: لما مضي أبوعمرو رضي الله تعالي عنه أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نكاتب به بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه.- وبهذا الاسناد عن محمد بن همام، قال: حدثني محمد بن حمويه بن عبدالعزيز الرازي في سنة ثمانين ومائتين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو: والابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الاب رضي الله عنه وأرضاه ونضر وجهه، يجري عندنا مجراه، ويسد مسده، وعن أمرنا يأمر الابن وبه يعمل، تولاه الله، فانته إلي قوله وعرف معاملتن ذلك.- وأخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري وأبي محمد التلعكبري كلهم، عن محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي.فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار عليه السلام - وذكرنا الخبر فيما تقدم - وأما محمد بن عثمان العمري فرضي الله تعالي عنه وعن أبيه من قبل فإنه ثقتي وكتابه كتابي.- قال أبوالعباس: وأخبرني هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه عن شيوخه قالوا: لم تزل الشيعة مقيمة علي عدالة عثمان بن سعيد(ومحمد بن عثمان رحمها الله تعالي إلي أن توفي أبوعمرو عثمان ابن سعيد) رحمه الله تعالي وغسله ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان، وتولي القيام به، وجعل الامر كله مردودا إليه، والشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته وأمانته لما تقدم له من النص عليه بالامانة والعدالة، والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد، لا يختلف في عدالته، ولا يرتاب بأمانته، والتوقيعات تخرج علي يده إلي الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لا يعرف الشيعة في هذا الامر غيره، ولا يرجع إلي أحد سواه.وقد نقلت عنه دلائل كثيرة، ومعجزات الامام ظهرت علي يده، وأمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الامر بصيرة، وهي مشهورة عند الشيعة، وقد قدمنا طرفا منها فلا نطول بإعادتها، فإن في ذلك كفاية للمنصف إن شاء الله تعالي.- قال ابن نوح: أخبرني أبونصر هبة الله ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: كان لابي جعفر محمد بن عثمان العمري كتب مصنفة في الفقه مما سمعها من أبي محمد الحسن عليه السلام، ومن الصاحب عليه السلام، ومن أبيه عثمان بن سعيد، عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد عليهما السلام فيها كتب ترجمتها كتب الاشربة.ذكرت الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها أنها وصلت إلي أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه، وكانت في يده.قال أبونصر: وأظنها قالت وصلت بعد ذلك إلي أبي الحسن السمري رضي الله عنه وأرضاه.- قال أبوجعفر بن بابويه روي(عن) محمد بن عثمان العمري قدس سره أنه قال: والله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة يري الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.- وأخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسي بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري أنه قال: سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو عليه السلام يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني.قال محمد بن عثمان رضي الله عنه: ورأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللهم انتقم لي من أعدائك.- وبهذا الاسناد، عن محمد بن علي، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن سليمان الزراري، عن علي بن صدقة القمي رحمه الله قال: خرج إلي محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ابتداء من غير مسألة ليخبر الذين يسألون عن الاسم: إما السكوت والجنة، وإما الكلام والنار، فإنهم إن وقفوا علي الاسم أذاعوه، وإن وقفوا علي المكان دلوا عليه.- قال ابن نوح: أخبرني أبونصر هبة الله بن محمد، قال: حدثني [أبو] علي بن أبي جيد القمي رحمه الله قال: حدثنا أبوالحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال: دخلت علي أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوما لاسلم عليه، فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها ويكتب آيا من القرآن وأسماء الائمة عليهم السلم علي حواشيه.فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال: أسند إليها وقد عرفت منه، وأنا في كل يوم أنزل فيه فأقرأ جزء‌ا من القرآن(فيه) فاصعد، وأظنه قال: فأخذ بيدي وأرانيه، فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلي الله عزوجل ودفنت فيه وهذه الساجة(معي).فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره ولم أزل مترقبا به ذلك فما تأخر الامر حتي اعتل أبوجعفر، فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها، ودفن فيه.قال أبونصر هبة الله: وقد سمعت هذا الحديث من غير [أبي] علي وحدثتني به أيضا أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله تعالي عنهم.- وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن علي بن الاسود القمي أن أبا جعفر العمري قدس سره حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج، فسألته عن ذلك فقال: للناس أسباب، و سألته عن ذلك، فقال: قد أمرت أن أجمع أمري.فمات بعد ذلك بشهرين رضي الله عنه وأرضاه.- وقال أبونصر هبة الله: وجدت بخط أبي غالب الزراري رحمه الله وغفر له أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادي الاولي سنة خمس وثلاثمائة.وذكر أبونصر هبة الله [بن] محمد بن أحمد أن أبا جعفر العمري رحمه الله مات في سنة أربع وثلاثمائة، وأنه كان يتولي هذا الامر نحوا من خمسين سنة يحمل الناس إليه أموالهم، ويخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه من المسائل بالاجوبة العجيبة رضي الله عنه وأرضاه.قال أبونصر هبة الله: إن قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره ومنازله(فيه) وهو الآن في وسط الصحراء قدس سره.(ذكر إقامة أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنهما مقامه بعده بأمر الامام صلوات الله عليه).- أخبرني الحسين بن إبراهيم القمي قال: أخبرني أبوالعباس أحمد بن علي بن نوح قال: أخبرني أبوعلي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري رحمه الله قال: حدثني أبوعبدالله جعفر بن محمد المدائني المعروف بابن قزدا في مقابر قريش قال: كان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس سره أن أقول له: ما لم يكن أحد يستقبله بمثله: هذا المال ومبلغه كذا وكذا للامام عليه السلام، فيقول لي: نعم دعه فأراجعه، فأقول له: تقول لي: إنه للامام؟ فيقول: نعم للامام عليه السلام فيقبضه.فصرت إليه آخر عهدي به قدس سره ومعي أربعمائة دينار، فقلت له علي رسمي، فقال لي: امض بها إلي الحسين بن روح، فتوقفت فقلت: تقبضها أنت مني علي الرسم؟ فرد علي كالمنكر لقولي وقال: قم عافاك الله فادفعها إلي الحسين بن روح.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.