اثبات ظهور الامام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) و غيبته

اشارة

نوع: مقاله
پديدآور: خباز، منير
عنوان و شرح مسئوليت: اثبات ظهور الامام المهدي و غيبته [منبع الكترونيكي] / منير خباز
توصيف ظاهري: 1 متن الكترونيكي: بايگاني HTML؛ داده هاي الكترونيكي(8 بايگاني: 44.5KB)
موضوع: محمد بن حسن (عج)، امام دوازدهم
ظهور منجي

المقدمه

صلي الله وسلم عليك يا رسول الله وعلي أهل بيتك المعصومين المنتجبين المظلومين، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين إلي قيام يوم الدين.ورد عن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفونني فيهما)، [1] صدق الرسول الكريم.ذكرنا في الليلة السابقة أن حديث الثقلين يدل علي قضية الإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه باعتبار أن حديث الثقلين يصرح بأنّ العترة والكتاب لا يتفارقان أبداً إلي يوم القيامة: (وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما لن يفترقا)، يعني القرآن وأهل البيت، (حتي يردا عليّ الحوض)، القرآن لا يفترق عن أهل البيت وأهل البيت لا يفترقون عن القرآن إلي يوم القيامة.وهذا معناه أنه في كل زمان يوجد القرآن لابد من وجود رجل من أهل البيت في ذلك الزمان مع القرآن الكريم.الحديث عن الإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه من خلال حديث الثقلين يتم في ثلاث نقاط:

ظهوره و غيبته

ذكرنا في عدة ليالٍ سابقة أن مسألة ظهور الإمام أمر مسلّم به بين جميع المسلمين، لا أحد ينكر أن هناك إماماً يظهر آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هذا لا ينكره أحد من المسلمين، فجميع المسلمين شيعةً وسنة يسلمون أن آخر الزمان يظهر إمام يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.وهذا ليس فيه خلاف، وذلك لدلالة القرآن والحديث النبوي علي ذلك:القرآن الكريم يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). [2] .يعني لابد أن يظهر الدين الإسلامي علي جميع الأديان في يوم من الأيام (لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) لابد في يوم من الأيام تمتد الدعوة الإسلامية ويمتد النداء الإسلامي إلي جميع أرجاء الأرض وتظهر راية الإسلام خفاقة علي جميع الرايات.(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ). [3] .يعني يرثون الأرض، أي أنهم آخر من يحكم الأرض، هذا معني الوارثين، والمستضعفون هم المسلمون طبعاً، المسلمون هم الوارثون.إذن لابد من دولة إسلامية تعم أرجاء الأرض في آخر الزمان، حسب صريح القرآن الكريم، وهذا أمر مسلم به ليس فيه شك.كذلك ورد عن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله أنه قال - في مستدرك الصحيحين -: (لا تقوم الساعة حتي تملأ الأرض ظلماً وجوراً، فيخرج رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً). [4] .وفي كنز العمال: (لا تقوم الساعة حتي يخرج رجل من أهل بيتي من ولد فاطمة فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). [5] .كذلك أيضاً ينقل ابن حجر وذخائر العقبي عن النبي صلي الله عليه وآله أنه ضرب بيده علي كتف الحسين (ع) وقال: (من ظهر هذا، أو من صلب هذا، أو من ولد هذا - حسب اختلاف الروايات - مهدي هذه الأمة يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). [6] .مسألة ظهوره ليس فيها نقاش، إنما الكلام في غيبة الإمام فإنّ الشيعة الإمامية تعتقد أن الإمام ولد وهو غائب ويخرج يوماً من الأيام إذا أذن الله له بالخروج، وغيرهم من المسلمين يقولون: الإمام إلي الآن لم يولد وأنه يولد آخر الزمان ويخرج، فالخلاف في هذه النقطة، في الغيبة، هل أنه يولد آخر الزمان ويخرج، أي هل أنه ولد وهو غائب، أم لا؟نحن الشيعة الأمامية نقول: نعم ولد وهو غائب، لماذا؟أولاً: الدليل التأريخي ساعدنا، يعني أنت عندما تقرأ الآن كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان، [7] أو تقرأ كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي أو مثلاً تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي، كلهم ينصون علي أن الإمام الحسن العسكري (ع) أنجب ولداً اسمه محمد، ولد وغاب عن الأنظار، ويذكر صاحب وفيات الأعيان وغيره: وهو حي يرزق، وهذه كتب أهل السنة تنص تأريخياً علي اسمه محمد ابن الإمام الحسن العسكري ولد وغاب، وهذه كتب تأريخية تنص علي ذلك.ثانياً: من جانب آخر الأحاديث تؤيد وجود الإمام، فقد ورد عن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله: (لا يزال الدين قائماً حتي تقوم الساعة ويقوم فيكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)، [8] وقلنا: إن هذا الحديث يدل علي أن الأئمة متواصلين إلي يوم القيامة بمعني أنه لا تمر فترة علي الأمة الإسلامية بدون إمام، فإن هذا مستحيل (لا يزال الدين قائماً - كما رواه البخاري - حتي تقوم الساعة ويكون فيكم اثنا عشر أميراً أو اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)، فلا تأتي فترة علي الأمة أو زمان علي الأمة الإسلامية خالية من وجود الإمام..مستحيل!!وهذا ما أكده الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله في حديث آخر، كما رواه صحيح مسلم: (من لم يعرف إمام زمانه ومات مات ميتة جاهلية). [9] .لكل زمان إمام، كل زمان يمر علي الأمة الإسلامية يوجد فيه إمام، أنت تسأل أي أحد مسلم قل له: من إمامك الذي هو إمام هذا الزمان؟ هل يوجد أحد يجرؤ ويتجاسر ويدعي أنه إمام الزمان؟ لا يوجد أحد يقول: أنا إمام الزمان، شرقاً وغرباً لا يمكن أن تنسب هذه الدعوي إلا للإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه.الحديث يؤكد وجود إمام للزمان كله، ولا يوجد مسلم معد ومهيأ لأن يدعي هذه الدعوي إلا الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه.نأتي إلي حديث الثقلين الذي ذكرناه: (وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض)، إذن لابد لكل زمان من إمام والإمام باقٍ إلي يوم خروجه.والدليل التأريخي - كما ذكرنا - ساعدنا أن هذا الإمام الغائب، هذا الإمام الموجود هو محمد بن الحسن المهدي عجل الله تعالي فرجه.ومسألة استبعاد غيبة الإمام بأنه كيف يغيب هذه المئات من السنين، ويعيش هذه المئات من السنين؟ فهذه المسألة واضحة الدفع بعيسي بن مريم، فإن جميع المسلمين يقرون أن عيسي بن مريم لم يمت مازال حياً (وَما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) [10] وفي آية أخري (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) [11] وما زال حياً ويظهر آخر الزمان، ونحن طبعاً بحسب روايات الشيعة نؤكّد أن عيسي بن مريم يأتم بالإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه ويصلي خلف الإمام في بيت المقدس.إذا كان يمكن أن يبقي عيسي بن مريم متمتعاً بصحة وعافية هذه السنين، وهذه المئات من السنين، فأي مانع يمنع من بقاء الإمام المنتظر هذه المئات من السنين بصحة وعافية مهيأ لذلك اليوم العظيم، وهو يوم خروجه؟إذا صح ذلك في عيسي بن مريم صح في الإمام المنتظر ولا يوجد مانع.

دوافع الغيبة

لماذا الإمام غائب؟ لماذا لا يظهر؟ نفترض أن الإمام ولد والآن غائب، البشرية بلا شك تحتاج إلي وجود إمام معصوم يبلغ الأحكام الواقعية ويقيم العدل ويقيم القسط ويرشد الأمة الإسلامية إلي خيرها.الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلي وجود الإمام، فلماذا لا يظهر الإمام؟ لماذا الإمام ما زال غائباً ولا يظهر؟ ما هو الدافع وما هو الداعي لغيبته وعدم ظهوره؟ الآن هذا سؤال يطرحه الكثير من الاخوة السنة وغيرهم.نحن نذكر هنا جوابين أو وجهين:الوجه الأول: ما طرحه علماؤنا من أن البشرية لابد أن تمر بتجربة مريرة تتهيأ فيها لدولة الإمام (ع)، كيف تتهيأ لدولة الإمام؟ خروج الإمام في هذه الظروف غير نافع، يعني لا توجد له الأرضية المهيأة للدولة الآن.فمثلاً علماؤنا يقولون بأن الزمن والظروف التي عاش فيها الإمام علي (ع) ما كانت تتحمل دولة الإمام علي، أي أنّ دولة الإمام علي كانت أكبر من الظروف التي عاشتها، فإنّ العقلية والتجربة البشرية آنذاك ما كانت في مستوي وعي حكم الإمام علي (ع) وما كانت في مستوي إدراك حكم الإمام علي (ع) وبالتالي لم يستقر حكم الإمام علي أكثر من خمس سنوات وكلها حروب ودماء واختلافات واضطرابات بين المسلمين، نتيجة أن التجربة البشرية ما كانت في مستوي حكم الإمام(ع).طبعاً، صحيح أن الإمام نصبه الرسول صلي الله عليه وآله خليفة علي المسلمين لكن لما أُبعدت الخلافة عنه خمساً وعشرين سنة جعلت الظروف غير مهيأة، وجعلت الظروف ليست في مستوي حكم الإمام أمير المؤمنين(ع).نقول الآن: إذا الإمام المنتظر يريد أن يقيم الدولة العادلة والدولة العامة الشاملة علي أرجاء الأرض، ألا يحتاج إلي أرضية مهيأة؟ الجواب: نعم بلا إشكال.إذا كان الإمام يريد أن يقيم الدولة الإسلامية العامة علي جميع بقاع الأرض (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدي وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [12] إقامة الدولة الإسلامية العامة تحتاج إلي أن البشر يستقبلون الإسلام، تحتاج إلي أن البشر يكونون مهيئين نفسياً وذهنياً لقبول الإسلام ولاعتناق الإسلام ولتلقي الإسلام، ولأن يكونوا عوناً للإسلام.فالإمام وإن كان يحارب المرتدين ويحارب الكافرين ويحارب الظالمين، لكن لا يفني البشر كلهم، بل لابد من وجود أرضية بشرية مهيأة نفسياً وثقافياً لدولة الإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه.وهذا كيف يتم؟ طبعاً يتم بأن البشرية تعيش التجربة المرّة وتمر البشرية بتجربة مرّة، فتجرب سائر الأنظمة وسائر الحضارات وسائر القوي وسائر الأجهزة إلي أن تيأس البشرية من كثرة المشاكل الاقتصادية ومن كثرة الحروب ومن كثرة الفتن ومن كثرة الويلات التي تمر بها، إلي أن تتهيأ نفسياً بكل انتظار وبكل شوق وبكل إِلحاح إلي أن الخلاص الوحيد والعلاج الوحيد لها كلها هو الإسلام، وتؤمن البشرية وقد جربت أنظمة مختلفة من رأسمالية وشيوعية واشتراكية وأنظمة أخري وحضارات مختلفة وحضارات متباينة، نعم وأجهزة مختلفة ومتعددة، وتري فشل الجميع وعدم كفائتها.وطبعاً تزداد المشاكل البشرية يوماً بعد يوم، تزداد نسب المجاعة ونسب الفقر ونسب الحروب ونسب الفتن ونسب القلاقل ونسب الاضطرابات يوماً بعد يوم، إلي أن تصل البشرية إلي أن لا مخلص إلاّ الإسلام ولا علاج إلا الإسلام ولا حلّ إلا الإسلام ولا كافل لسائر المشاكل إلا الإسلام.إذا تهيأت البشرية إلي الإسلام وإلي نظام الإسلام كحل وكعلاج كان ظرفاً مهيأً ومناسباً لخروج الإمام عجل الله تعالي فرجه فيخرج والبشرية تحت رايته لأنها راية الإسلام الذي هو الحل الوحيد لسائر المشاكل المادية والاقتصادية والأمنية.وهذا ما تؤكد عليه النصوص التي تذكر أنه يخرج بعد ما ملئت الأرض ظلماً وجوراً، والرسول لا يكذب، وهذا ليس معناه أن كل بقعة بقعة ستمتلئ ولكن أغلب بقاع العالم هكذا (تملأ الأرض ظلماً وجوراً فيخرج رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً).فلابد للبشرية أن تخوض هذه التجربة المريرة التي تهيئها لقبول دولة الإمام ولقبول صوت الإمام سلام الله عليه.الوجه الثاني: السيد محمد باقر الصدر رحمه الله يذكر أن غيبة الإمام نافعة حتي للإمام نفسه، فضلاً عن البشرية، والرأي يختص به لا يطرحه غيره من العلماء.يقول: كل دور يحتاج إلي كفاءة مناسبة للدور، فمثلاً موسي بن عمران متي بُعث رسولاً؟ لما بلغ أربعين سنة والقرآن الكريم يقول: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوي) [13] يعني أصبح عقله ناضجاً وخبرته ناضجة ورجولته كاملة.. (آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً) الدور كان يحتاج إلي هذا النوع من الكفاءة، يعني ما كان يمكن لموسي بن عمران أن يقوم بدوره كرسول إلا بعد هذا السن وبعد هذه التجربة. [14] .نأتي إلي النبي الأعظم صلي الله عليه وآله بعث وعمره أربعون سنة، هو نبي منذ ولادته، وقد ورد عنه صلي الله عليه وآله كما في كتاب تفسير الرازي: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). [15] .الله تبارك وتعالي خلق النبي نوراً قبل أن يخلق آدم وأعطاه النبوة قبل أن يخلق آدم، نور يجتبي بالنبوة والعصمة والطهارة قبل خلق آدم.ولقد ورد عنه صلي الله عليه وآله: (إن الله خلق نوري ونور علي قبل أن يخلق آدم بألفي عام)، [16] كما ورد عنه صلي الله عليه وآله: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). [17] .إذن هو نبي منذ ولادته، فلماذا لم يبعث إلا وعمره أربعين سنة؟ لأنه ما بعث بالدعوة وإن كان نبياً إلا بعد أربعين سنة، والتجربة الإسلامية تقتضي تهيئته كقائد تنقاد له النفوس وتذعن له القلوب وتلتف حول رايته وتؤمن بخبرته وتؤمن بنضجه وتؤمن بفكره، ويحتاج إلي أن يمر بهذا السن، ويحتاج إلي أن يمر بهذه التجربة، ويحتاج إلي أن يمر بهذا الحد المعين فيتهيأ لقيادة الأمة آنذاك، فالدور يحتاج إلي هذا الاستعداد.بالنسبة للإمام المنتظر، السيد الصدر - وهذا رأي يختص به ولعله غريب علي الناس - يقول: إنّ الدور الذي يقوم به الإمام المنتظر ليس دوراً عادياً، لم يقم به نبي ولا رسول، إقامة دولة إسلامية علي جميع بقاع الأرض، هذا الدور الذي هو إقامة دولة إسلامية علي جميع بقاع الأرض، وكما في بعض الروايات تستمر هذه الدولة أربعين سنة، [18] إقامة دولة علي جميع بقاع الأرض ولمدة أربعين سنة دور عملاق ما قام به أحد قبله لا من الأنبياء ولا من الرسل ولا من الأوصياء.إذن يحتاج هذا الدور إلي كفاءة تتناسب مع الدور نفسه، فإنّ ضخامة الدور تقتضي ضخامة الكفاءة وضخامة الاستعداد، كلما كان الدور عظيماً احتاج إلي عظمة في الكفاءة أكثر، وكلما كان الدور أكبر احتاج إلي كفاءات أكبر واستعدادات أكبر، والإمام المنتظر يقوم بدور ما قام به أحد، وهو إقامة دولة إسلامية عامة علي جميع بقاع الأرض، وهذا يحتاج إلي إعداد وخبرة تتناسب مع الدور تماماً.وهذا يحتاج إلي شخص عاصر جميع الحضارات وعاصر جميع المجتمعات وعاصر جميع الأنظمة وعاصر جميع الدول، لأنه إذا عاصر جميع المجتمعات تعرف علي جميع الأهواء وعلي جميع الشهوات وعلي جميع أنواع الميول وإذا عاصر جميع الأنظمة تعرف علي نقاط الضعف ونقاط القوة في كل نظام، وإذا عاصر جميع الحضارات تعرف علي عوامل البقاء وعوامل الفناء في كل حضارة معاصرة، فجميع الحضارات معاصرة وجميع الأنظمة معاصرة وجميع المجتمعات معاصرة، وجميع الأزمنة التي تمر علي البشرية تكسب هذا الشخص الذي يعاصرها قدراً كاملاً في الخبرة بما تحتاج إليه الدولة الإسلامية العامة علي جميع وجه الأرض.جميع نقاط الضعف والقوة في المجتمعات وفي الحضارات وفي الأنظمة وفي أجهزة الحكم حاصلة لديه، لأنه عاصر الجميع وجرّب الجميع فوصل إلي الإعداد الكافي للقيام بدوره كقائد عام وكقائد لدولة إسلامية عامة.طبعاً يأتي الإنسان هنا يتساءل: هل الإمام قبلاً لا يعرف؟ وهل هو قابل للتعلم؟ أي أنه كلما عاش يتعلم أكثر، هل الإمام هكذا!! صحيح الإنسان البشر العادي كلما يعيش يزداد معرفة وخبرة وينضج ويتكامل، لكن كإمام معصوم هل الإمام كذلك؟! يعني يحتاج إلي أن يعيش فترة طويلة من الزمن يكتسب فيها خبرات ومعارف وثقافات؟ هل الإمام المعصوم كذلك؟السيد الصدر يجيب عن هذا السؤال يقول: عندنا فرق بين العلم وبين الخبرة، العلم أمر نظري والخبرة أمر تطبيقي، والأمر التطبيقي يحتاج إليه الإمام كأي إنسان آخر، فمثلاً الطبيب عنده معلومات نظرية بحتة، فإنه عندما يبدأ يفتح عيادة ويعالج المرضي تلك المعلومات النظرية تظهر للوجود فيبدأ يطبقها أثناء عيادته وأثناء علاجه، هذا الطبييب بعد تطبيقه للمعلومات الطبية النظرية ماذا يحصل؟ يحصل علي أنه كان عنده علم نظري والآن تحول إلي خبرة، وفرق بين الخبرة والعلم النظري، هذا كان منذ دراسته إلي أن انتهي إلي مستوي معين يحمل معلومات نظرية، الآن عندما بدأ بتطبيقها تحول إلي خبرة فالخبرة غير المعلومات النظرية.مثال أوضح: النبي الأعظم صلي الله عليه وآله، انظر هذه الآية من القرآن الكريم - وهذه الآية كثير من اخواننا أهل السنة يركزون عليها - القرآن الكريم يقول في حق النبي صلي الله عليه وآله: (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلاَ الإِْيمانُ) [19] فأهل السنة يقولون: انظروا النبي قبل البعثة ما كان يعلم شيئاً، لأن الآية تقول: (ما كُنْتَ تَدْرِي...). يعني قبل الوحي أنت لا تعلم شيئاً حتي الإيمان ما كنت تدري ما هو، فكان النبي مثل الناس، (مَا الْكِتابُ) يعني من قبل نزول القرآن، ولكنه سبحانه وتعالي يقول في مورد أخر: (وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتابَ الْمُبْطِلُونَ) [20] إذا كانت تلك الآية تقول: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ما هو معني هذه الآية؟فهذا هو الذي نركز عليه، وهو الفرق بين الدراية النظرية والدراية التطبيقية، الدراية التطبيقية، الدراية التفصيلية، والنبي الأعظم صلي الله عليه وآله قبل البعثة يدري بتمام الأمور ولكن دراية نظرية ودراية علمية، وبعد البعثة ما دري به مجال التطبيق، خاض حروباً وخاض غزوات وطبق دولة إسلامية وعاصر منافقين وعاصر اليهود وعاصر المسيحيين، جادلهم وناقشهم، وهذا النوع من التجربة التي مر بها النبي صلي الله عليه وآله ثلاث وعشرين سنة ويطبق ما دري، يطبق المعلومات النظرية خلال ثلاث وعشرين سنة.يقول صاحب الميزان هذه الثلاث والعشرين دراية تفصيلية، يقول له: أنت قبل نزول الوحي وقبل نزول الكتاب لم تكن عندك دراية تفصيلية، دراية تطبيقية ثم أعطيناك هذه الدراية التفصيلية ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان. [21] .نحن نؤمن بأن الإمام المعصوم منذ ولادته يعلم ويدري سائر الأمور التي تحتاجها الدولة الإسلامية العامة وما تحتاج إليه المجتمعات وما تحتاج إليه الحضارات والأجهزة المختلفة، كان يعلم بذلك لكنه علم نظري.لكن معاصرة الإمام بالفعل، فعلاً الإمام يعيش 1400 سنة تقريباً يعاصر الحضارات بنفسه ويكتشف الأنظمة بنفسه ويعاصر المجتمعات بنفسه، هذا النوع من التجربة التي يمر بها أثناء غيبته، تحوّل ذلك العلم النظري إلي خبرة تطبيقية، وهذه الخبرة التطبيقية تساعد علي إقامة النظام الإسلامي العام علي وجه الأرض.وتوجد عندنا روايات تؤيد هذا، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) في الكافي: (لولا أننا نزداد كل جمعة لنفذ ما عندنا) [22] الإمام يتكامل ويمر بمراحل تكاملية، تزداد علومه ومعارفه.إذن السيد رحمه الله يقرر أن الغيبة ضرورية حتي للإمام وليست ضرورية فقط لنا وللعالم، حتي يتم الإعداد الكافي المناسب للدور الذي يقوم به، وهو دور إقامة لحكم الإسلامي العام علي جميع وجه الأرض.وطبعاً إنّا ندرك أن هذا الرأي أوّلاً خاص بالسيد الصدر، وبعض العلماء يختلف معه ويري أن الإمام المعصوم لا يحتاج إلي هذه الخبرة ولا يحتاج إلي هذه التجربة لأنه قادر علي تطبيق النظام في أي ظرف وفي أي وقت وهو في غير حاجة إلي الخبرة وغير حاجة إلي أن يمر بهذه التجربة. هذا اختلاف في الآراء.هذا بالنسبة إلي النقطة الثانية، مسألة غيبة الإمام المنتظر ودوافع الغيبة.

التفاعل بين المسلمين و بين إمامهم الغائب

اشاره

كيف نتفاعل مع الإمام وهو غائب؟ إذا كان غائباً عن أنظارنا كيف نتفاعل معه ونستفيد من أنواره ونستفيد من وجوده عجل الله تعالي فرجه وهو غائب؟

التفاعل مع الإمام بعدة أمور

الاحساس برقابته

نحن عندنا روايات تدل علي أن الأعمال تعرض علي الإمام، فالإمام الصادق(ع) قال: إن الله تبارك وتعالي يقول: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [23] قال الإمام: المؤمنون هم الأئمة من آل محمد صلي الله عليه وآله، وإن أعمالكم كانت تعرض علي رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي الإمام من بعده. [24] .وفي رواية أخري عن سماعة بن مهران يقول الإمام (ع): ما لكم تسوؤون رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قلت: كيف سيدي؟ قال: إن أعمالكم لتعرض عليه فإذا رأي سيئة ساءه ذلك. [25] .المؤمن طبعاً يشعر برقابة الله تبارك وتعالي (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [26] (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفي)، لكن إذا زاد إحساسي برقابة الله يزداد إحساسي برقابة الإمام أيضاً، طبعاً يزداد خوفي ويزداد خشوعي ويزداد بُعدي ونفوري عن الذنب والرذيلة، إذا شعرنا بأن الإمام يرانا ويراقبنا وتعرض عليه أعمالنا وتعرض عليه سيئاتنا ورذائلنا زاد إحساسنا بالرقابة، وزاد بعدنا عن الذنب وبعدنا واجتنابنا للرذيلة.فإذن التفاعل مع الإمام عجل الله تعالي فرجه وهو غائب بالشعور بغيبته والإحساس برقابته عجل الله تعالي فرجه.

التسديد و التأييد

كلنا نعتقد أن الإمام يسدد الشيعة وإن كان غائباً، ولولا تسديده وتأييده لانقرض التشيع من زمن طويل، فالتشيع منذ زمن السلطة الأموية وزمن السلطة العباسية تيار مبغوض محارب معارض من جميع ألوان المعارضة والمحاربة، وبقي التشيع مستمراً وامتد وكثر ونمي، يحمل علماء ومفكرين ومثقفين علي مدي التأريخ وعلي مدي الأيام، نتيجة تسديد الإمام وتأييد الإمام (ع).وإذا الإمام يكتب إلي الشيخ المفيد «إنا لنحضر أفراحكم وأتراحكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ولولانا لاصطلمتكم اللأواء وألمت بكم الأعداء». [27] .دعاء الإمام، بركات الإمام، تسديد الإمام، هو الذي يحفظ التشيع علي وجه الأرض.فنحن هذه البركات التي نراها والامتداد الشيعي المستمر علي وجه الأرض نعزوه لوجود الإمام وخير الإمام وبركة الإمام عجل الله تعالي فرجه.

رؤية الإمام

كيف يري الإنسان الإمام؟ طبعاً نحن عندنا رواية تنفي رؤية الإمام (ع).الإمام كتب إلي علي بن محمد السمري - آخر السفراء - يا علي بن محمد السمري عظم الله أجور اخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، ولا تعهد لأحد من بعدك فقد وقع البلاء والغيبة التامة، ولا ظهور إلا بإذن الله، وذلك بعد قسوة القلوب وطول الأمد، وسيأتي قوم من شيعتنا يدعون مشاهدتنا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [28] .كيف نوفق بين هذه الرواية وبين ما علم من رؤية كثير من العلماء ورؤية كثير من الصلحاء ورؤية كثير من الأبرار للإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه؟العلامة الحلي أحد أقطاب الشيعة الإمامية كان يدرس عند عالم من علماء السنة، هذا العالم كتب كتاباً للرد علي الشيعة والتشيع، العلامة الحلي طلب هذا الكتاب من أستاذه ولم يوافق لأنه يعرف أن العلامة ذكي وقادر علي الرد، فلم يعطه الكتاب، حاول معه العلامة أن يعطيه، قال: إذا كان كذلك أعطيك إياه ليلة واحدة فقط، أخذ العلامة الكتاب من أستاذه وصمم علي أن يسهر تلك الليلة علي الكتاب ويستنسخه بالكامل. ونام وهو يستنسخ الكتاب من شدة التعب لما نام رأي كأن رجلاً ماثلاً أمامه أخذ منه الكتاب قال له: أساعدك علي نسخه، ولم يستيقظ العلامة إلا قريب الفجر، إلاّ والكتاب منسوخ، فعلم العلامة أنه الإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه. [29] .أيضاً السيد بحر العلوم عندما سئل قيل له: الإمام يقول: من ادعي المشاهدة فهو كاذب مفتر، وأنت كما يقولون عنك رأيت الإمام، كيف نوفق بين رؤيتك وكلام الإمام؟ قال: ماذا أقول وقد ضمني إلي صدره؟! وكثير من القصص التي تذكر للإمام عجل الله تعالي فرجه. [30] .نحن نقول: المقصود بهذا الحديث (من ادعي المشاهدة فهو كاذب مفتر) يعني من ادعي السفارة والنيابة، الإمام يقول: بعد علي بن محمد السمري لا توجد سفارة، أما رؤية الإمام والتشرف بمحضره الشريف والاستفادة من أنواره الشريفة ومن تأييده ومن تسديده فهو أمر شائع مشهور لكثير من العلماء والصلحاء والأبرار، حتي الشخص العادي، فالإمام ورد عنه أنه قال: (لولا ذنوب شيعتنا لرأونا رأي العين) [31] ولا يحجبنا عنه إلا ذنوبنا ومعاصينا وتجاوزنا ورذائلنا.وفي بعض الروايات من قرأ دعاء العهد أربعين صباحاً وفق لرؤية الإمام، إما يقظة وإما في المنام، [32] ودعاء العهد فيه تشويق لرؤية الإمام؛ «اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته علي عبادك حتماً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي، اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة مني إليه وعجل فرجه وأوسع منهجه».دعاء الندبة.. دعاء الفرج، أدعية وردت عن أهل البيت لتقوية علاقتنا بالإمام المنتظر، لنظل علي علاقة نفسية بالإمام، لنظل علي شوق وعلي انتظار وعلي لهفة وعلي توجه نفسي للإمام (ع) هذه الأدعية إذا مارسناها تزداد اللهفة والشوق والانتظار له عجل الله تعالي فرجه، وهذا الشوق النفسي له آثار طيبة علي السلوك وله آثار طيبة علي الرزق وله آثار طيبة علي العمر وله آثار طيبة علي التوفيق وعلي التعلق النفسي بالإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه.وكثير من الصلحاء يذكرون عنه الرؤيا الجميلة والرؤيا المفيدة، فأحد العلماء في النجف كان يكرر أبيات السيد حيدر الحلي «الله يا حامي الشريعة... الخ» فهذا العالم يقرأ أبيات العتاب للسيد الحلي في الليل ويبكي...لوقعة الطف الفظيعة ماذا يهيجك إن صبرتبأمضّ من تلك الفجيعة أتري تجيء فجيعةخيل العدي طحنت ضلوعه حيث الحسين علي الثريإلي جنب الشريعة ذبحته آل أمية ظامٍمخضب فاطلب رضيعه [33] . ورضيعه بدم الوريدونام هذا العالم ورأي في المنام الإمام المنتظر جالساً حزيناً مطأطئ الرأس باكي العين وقف عنده هذا العالم قبّل يديه قال: سيدي مالي أراك حزيناً؟ قال: يا هذا أبلغ سيد حيدر السلام وقل له: لا يعاتبني فليس الأمر بيدي كلما عاتبني مزق قلبي أنا لا أقدر علي ذكر مصيبة جدي الحسين.اللهم بحق الإمام تقبل أعمالنا وشافي مرضانا ومرضي المؤمنين وعجل لوليك الفرج واقض حوائج المؤمنين وأيّد من نصر الدين وانصر الإسلام والمسلمين.وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين

پاورقي

[1] راجع سنن الترمذي، ج5: 328، السنن الكبري للنسائي، ج5: 45، المعجم الكبير للطبراني، ج5: 154 - 186،....
[2] سورة التوبة، الآية: 33.
[3] سورة القصص، الآية: 5.
[4] المستدرك للحاكم، ج4: 464، 557.
[5] كنز العمال للمتقي الهندي، ج14: 261، ح38653، ج14: 264، ح38662.
[6] راجع ذخائر العقبي للطبري: 136، لسان الميزان لابن حجر، ج3: 238.
[7] راجع وفيات الأعيان لابن خلكان، ج4: 176.
[8] راجع صحيح البخاري، ج8: 127، صحيح مسلم، ج6: 3، مسند أحمد، ج5: 86 - 107، سنن أبي داود، ج2: 309، المستدرك للحاكم، ج3: 618.
[9] صحيح مسلم، ج6: 22، ولفظ الحديث: «...ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية». [
[10] سورة النساء، الآية: 157.
[11] سورة النساء، الآية: 158.
[12] سورة التوبة: الآية: 33.
[13] القصص (28): الآية 14.
[14] راجع بحث حول المهدي للسيد الشهيد الصدر (قدس سره).
[15] تفسير الرازي، ج3: 213.
[16] راجع معاني الاخبار للصدوق: 56، ح4، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، ج1: 27.
[17] المناقب لابن شهر آشوب، ج1: 214، مسند أحمد، ج4: 66 وفيه (,آدم بين الروح والجسد)، كنز العمال للمتقي الهندي، ج11: 450، ح32115، وفيه: (بين الروح والطين).
[18] راجع عقد الدرر للشافعي السلمي: 241، باب 11، الفتن لابن طاووس: 80، باب 182.
[19] سورة الشوري، الآية: 52.
[20] سورة العنكبوت، الآية: 48.
[21] راجع تفسير الميزان للطباطبائي، ج18: 77.
[22] الكافي للكليني، ج1: 54، باب لولا ان الأئمة يزدادون لنفد ما عندهم، ولفظ الحديث في الكافي: «لولا أنا نزداد لانفدنا».
[23] سورة التوبة، الآية: 105.
[24] راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج3: 504، تفسير القمي، ج1: 304.
[25] راجع بصائر الدرجات للصفار: 446، الأمالي للشيخ المفيد: 196.
[26] ق (50): الآية 16.
[27] راجع الاحتجاج للطبرسي، ج2: 323.
[28] الاحتجاج للطبرسي، ج2: 297، كمال الدين للصدوق: 516، ح44.
[29] راجع البحار للمجلسي، ج53: 252.
[30] راجع البحار للمجلسي، ج53: 302، ج102: 4.
[31] راجع توقيع الناحية المقدسة إلي الشيخ المفيد في كتاب الاحتجاج للطبرسي، ج2: 325، ولفظه: ولو أن اشياعناً وفقهم الله لطاعته علي اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا...
[32] راجع مهج الدعوات لابن طاووس: 334، البحار للمجلسي، ج53: 328.
[33] راجع البحار للمجلسي، ج53: 331.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.